مجلة من أوروبا البلد - عدد 3

Page 1

‫من أوروبا البلد‬ ‫أوراق مسافر مل يصل بعد‬

‫عدد ‪ - 3‬ابريل ‪2102‬‬

‫محاضرة فاضل سليمان‪:‬‬

‫القــــــرآن و‬ ‫اكتشاف الحرية‬ ‫إقرأ أيضا‪:‬‬

‫غريب‬ ‫فرق العمل‬ ‫ألوان الطيف‬ ‫ما بعد الفتوحيين و اإلسماعيليين‬ ‫كتب الشهر‬ ‫ال تصدق كل ما تفكر‬ ‫أحببتك أكثر مما ينبغي‬ ‫‪ 3‬أجزاء من تربية األوالد في اإلسالم‬ ‫‪facebook.com/mneuropa‬‬


‫محتوي العدد‬ ‫كلمة محرر العدد ‪2 ..................................................................................................................‬‬ ‫غريب ‪3 ...............................................................................................................................‬‬ ‫فرق العمل ‪4 ..........................................................................................................................‬‬ ‫القرآن اكتشاف الحرية‪7 ............................................................................................................‬‬ ‫صنع في خيالي ‪22 ..................................................................................................................‬‬ ‫كتاب تربية األوالد في اإلسالم للشيخ د‪.‬عبد هللا ناصح‪23 ....................................................................‬‬ ‫مسئولية التربية اإليمانية ‪24 ...................................................................................................‬‬ ‫مسئولية التربية األخالقية ‪21 ..................................................................................................‬‬ ‫التربية بالعقوبة ‪21 ..............................................................................................................‬‬ ‫ألوان الطيف‪22 ......................................................................................................................‬‬ ‫الكرنفال و الكالب ‪22 ...............................................................................................................‬‬ ‫مرحلة ما بعد الفتوحيين و اإلسماعيليين ( مشجعي أبو الفتوح و أبو إسماعيل) ‪23 ......................................‬‬ ‫خطايا التفكير الستة األساسية ‪22 ..................................................................................................‬‬ ‫ال تصدق كل شيء تفكر فيه ‪22 ...............................................................................................‬‬ ‫معضلة عقل‪ :‬التأطير ‪21 .......................................................................................................‬‬ ‫ال تصدق كل ما تفكر فيه ‪ --‬جزء ‪21 ..................................................................................... 3‬‬ ‫الناجون – ‪22 ........................................................................................................ Survivals‬‬ ‫رواية أحببتك أكثر مما ينبغي ‪32 .................................................................................................‬‬

‫كلمة محرر العدد‬ ‫كتبها إنجي فوده‬ ‫يقول الرحالة عبد الرحمن الكواكبي في كتابه طبائع اإلستبداد و مصارع اإلستعباد‪:‬‬ ‫"بين اإلستبداد و العلم حربا دائمة و طرادا مستمرا‪ :‬يسعي العلماء في تنوير العقول و يجتهد المستبد في إطفاء‬ ‫نورها‪ ،‬و الطرفان يتجاذبان العوام‪.‬‬ ‫من هم العوام؟‬ ‫هم أولئك الذين إذا جهلوا خافوا‪ ،‬و إذا خافوا استسلموا‪ ،‬كما أنهم هم الذين متي علموا قالوا‪ ،‬و متي قالوا فعلوا‪ .‬و‬ ‫العوام هم قوة المستبد و قوتُه‪ .‬بهم و عليهم يصول و يطول‪".‬‬ ‫هدفنا المطلق هو أن نعلم أنفسنا و ننشر ما نتعلم لمن حولنا‪ ،‬علنا نرتقي بأمتنا التي عانت ما يكفي من الجهل و‬ ‫اإلستبداد‪ .‬هذا مجهودنا المتواضع‪ ،‬نشأل هللا أن يتقبله و يغفر لنا تقصرينا‪.‬‬ ‫تصميم غالف العدد‪ :‬هاني أبوالعال‬

‫‪2‬‬


‫غريب‬ ‫أحمد عبد الحميد‬

‫كان يستمتع بقائمة كتب هو عليها قواعد حساب المثلثات‪ .‬كان يعلق هذه القائمة أمام مكتبه‪ .‬القائمة التي ظلت‬ ‫تطول يوما بعد يوم لتحمل قواعد أكثر تعقيدا‪ ،‬و لتحمل أيضا االشتقاقات و المعادالت التفاضلية و بعض قواعد‬ ‫االستاتيكا‪ .‬حتى بعد أن أنهى دراستها‪ ...‬كان يحب أن ينظر إلى تلك القائمة‪ ...‬إلى خطه الرديء عليها‪ .‬كانت‬ ‫تذكره بما بذل من جهد‪ ...‬إلى تلك اللحظة‪ .‬ولكنه لم يكن يعرف أن القائمة كانت تعني أكثر من مجرد معادالت‪.‬‬ ‫القائمة كانت تربطه بمكتبه‪ ...‬الوحيد‪ ...‬حتى سافر‪ ،‬و سافر‪ ،‬و سافر‪ ...‬و صار غريبا‪.‬‬ ‫هو اآلن غريب‪ ،‬و الغريب ليس له مكتب يضع عليه اشياء يعرف انه سيفقدها‪ .‬الغريب ال يرى الحائط‪ ...‬ال يرتبط‬ ‫به‪ ،‬ال يعلق عليه أوراق‪ .‬الغريب يعرف أن كل شيء حوله "مؤقت"‪ .‬وسادة النوم‪ ،‬السرير‪ ،‬فرش األرضية‪،‬‬ ‫المقاعد‪ ،‬الطاوالت‪ ...‬كلها أشياء مؤقتة‪ .‬الغريب ‪-‬مثله‪ -‬ال يرتبط بأي شيء‪ ...‬أقصد أي شيء‪ ...‬أعني فعال كل‬ ‫شيء‪ .‬ال يمكن إلنسان أن يتعلق قلبه بشيء يعرف من اللحظة األولى لحصوله عليه أنه سيتركه عاجال لشيء‬ ‫آخر‪.‬‬ ‫هو اآلن‪ ،‬ككل آن‪ ،‬يريد مكتب "مؤقت" يضع عليه دمية العجوز التي صحبته و كانت تطمأنه بعد أن يشكي إليها‪،‬‬ ‫يريد مكتبا يضع عليه دمية الفارس الذي كان يشحذ روحه كل يوم‪ ،‬و يضع عليه دمية السيارة الفارهة التي كان‬ ‫يرى فيها أحالمه التي لم يصل إليها بعد‪ .‬هو لم يحتفظ أبدا بشيء أكبر من "دمية"‪ ...‬ألنه على سفر‪ ،‬و ألنه‬ ‫غريب‪.‬‬ ‫هو يتمنى أن يكون له مكتب "ثابت" و حائط يلصق عليه أوراقه‪ .‬ربما يفتقد شعور الراحة بين ذراعي أمه؟ أظنه‬ ‫فقط يتمنى أن يتوقف قلبه عن الخفقان للحظات هناك‪ ...‬بين ذراعيها‪ .‬ربما لم تكن الحبيبة تكفي‪ ،‬و ال سماء الدنيا‬ ‫الرحبة‪ ،‬و ال التعليم‪ ،‬و ال السفر وال كل ملذات الدنيا‪ .‬ما الذي يريده حقا هذا المجنون؟!‬ ‫هو لم يكن يتمنى ال المكتب‪ ،‬وال السفر وال حتى أحالمه‪ .‬كل ما بذل من جهد‪ ....‬كل ما تمناه حقا‪ ...‬هو شيء‬ ‫واحد‪ :‬الراحة‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫فرق العمل‬ ‫دينا سعيد‬

‫ال يختلف اثنان على أهمية اكتساب مهارة العمل الجماعى والتى هى من عنوان تقدم األمم وقد كنت دائ ًما أقرأ أننا‬ ‫كمصريين أو عرب بصفة عامة غالبًا ما نجيد العمل الفردى ونفشل أو تقابلنا صعوبات كثيرة عندما يتعلق األمر‬ ‫بالعمل الجماعى‪...‬لذا فأغلب المناهج الغربية تعتمد على تشكيل مجموعات عمل من الطالب لعمل مشاريع أو‬ ‫مهام محددة وذلك من "كى جى وان" حتى يتعود األطفال على اكتساب هذه المهارة‬ ‫والحق يقال فإننا فى هندسة حاسبات القاهرة كان يٌطلب منا فى معظم المواد تكوين فرق عمل للمشاريع ولكنى‬ ‫اكتشف أن لم نستفد من هذه الفرق االستفادة المثلى ألنها افتقدت لعدة معايير أساسية أعرض معظمها هنا‬ ‫‪ )2‬معظم األبحاث تقول أنه يجب على المدرس أن يشكل الفرق بنفسه وال يترك للطالب حرية اختيار الفريق‬ ‫الذين سيعملون معه وذلك ألنه فى هذه الحالة ستكون فرق العمل عبارة عن أصحاب يعملون سويًا مما يفقد‬ ‫الطالب مهارة تعلم العمل مع أشخاص مختلفين عنهم وهو ما يحدث فى الحياة العملية‬ ‫البد أن تأخذ الطالب بعيدًا عن‬ ‫‪Their comfort zone‬‬ ‫بالعمل مع أشخاص ال يعرفونهم جيدًا‬ ‫ويجب أن يتحلى المدرس ببعض المرونة بمعنى قد يكون هناك خالف كبير بين فردين من أفراد المجموعة‬ ‫يجعلهم غير قادرين على العمل سويًا (مثال قصة حب سابقة) فعندها يحاول المدرس أن ينقل أحد األفراد من‬ ‫المجموعة‬ ‫ولكن لو األمر أنى ال ارتاح لفالن أو مش بأطيق عالن فيجب على المدرس أال يستمع لهذا ويقول لهم فى حياتكم‬ ‫العملية ستضطرون للعمل مع أشخاص ال تطيقونهم‬ ‫وحتى لو كانت الشكوى أن فالن ضعيف علميًا يكون الرد ستتعامل فى الحياة العملية مع أشخاص غيرأكفاء فى‬ ‫فريقك وستضطر عندها أن تساعدهم حتى يخرج المشروع بشكل الئق‬

‫‪4‬‬


‫‪ )2‬يجب أن يراعى المدرس أن يتكون كل فريق من ذكور وإناث ً‬ ‫مثال بنتن وولدين‬ ‫وذلك ألن معظم البنات تشعر بعدم القدرة على عرض آرائهم ومناقشة الرجال‬ ‫فتعويد البنات على العمل مع الوالد يكسبهن مع يعرف ب‬ ‫‪gender empower‬‬ ‫‪ )3‬من الخطأ كذلك أن تضع كل المتفوقين فى فريق واحد وهذه واحدة من أكثر المساوىء التى عانينا منها فى‬ ‫فرق عمل الكلية‬ ‫فكان كل أوائل الدفعة فى ‪ 3‬أو ‪ 4‬فرق وباقى الفرق من أصحاب الجيد والمقبول‬ ‫مما جعل هناك مشاريع قوية جدًا ومشاريع ضعيفة‬ ‫ولم يستفاد الضعيف من القوى أو يتعلم منه‬ ‫ولم يتعلم القوى أن يأخذ بيد الضعيف‬ ‫لذا فاألفضل توزيع األوائل على الفرق‬ ‫أو مثال إذا كان المشروع عن عمل‬ ‫‪power point presentation‬‬ ‫من الممكن أن يسأل المدرس من له خبرة بالتعامل مع الباور بوينت ويوزع هوالء األشخاص على المجموعات‬ ‫بمعنى آخرى أصحاب الخبرة واألوائل يجب توزيعهم‬ ‫‪ )4‬هل يأخذ كل أفراد المشروع نفس الدرجة أم تتفاوت درجاتهم بحسب اآلداء؟‬ ‫تقول معظم األبحاث أن األفضل أن يكون هناك جزء من الدرجة على المشروع نفسه وهذا يتشارك فيه الجميع‬ ‫وجزء آخر على أداء كل فرد‬ ‫فمثال لو كان المشروع‬ ‫‪presentation‬‬ ‫فالمادة العلمية وتصميم المحاضرة شىء يتشارك فيه الجميع‬ ‫ولكن يختلف الطالب فى درجة إجادة كل منهم لعرض الجزء الخاص به‬ ‫‪ )2‬البد أن يقسم المدرس درجة المشروع إلى مهام محددة‬ ‫وتعرض على الطالب من أول يوم حتى يعرفوا كيف سيتم محاسبتهم‬ ‫وعند التصحيح يجب على المدرس أن يضع تقييم موضوعى لكل جزء فال يكتفى بأن يقول حصلتم على ‪ 2‬من‬ ‫‪ 22‬فى المادة العلمية‬ ‫البد أن يوضح لماذا وكيف كان من الممكن أن تكون أفضل وما الذى ينقص المادة العلمية تحديدًا‬ ‫ولو اعطى المدرس هذا التقييم المتكامل للطلبة فغالبًا سيقلل عدد الشكاوى من الدرجات كثيرً ا‬ ‫وسيساعد الطلبة على التعلم من أخطائهم‬ ‫‪ )1‬البد أال يتدخل المدرس فى توزيع المهام على الطالب داخل المجموعة فالبد أن يتركهم يكتسبوا هذه المهارة‬ ‫كما يجب أال يتدخل فى مواعيد مقابالتهم أو كيف سيتواصلون مع بعضهم البعض‬ ‫هذا يسمى‬ ‫‪micro management‬‬ ‫وهو مرفوض ألنه ال يكسب الطالب مهارة االعتماد على النفس والتعلم من األخطاء‬ ‫‪ )7‬يستحسن أن تكتب كل مجموعة ميثاق عمل فى بداية العمل يضعون فيه معلومات عن كيفية االتصال ببعضهم‬ ‫البعض‬ ‫(مثال نمر التليفون وااليميالت)‬ ‫ما هى نقاط ضعف وقوة كل فرد فى الفريق؟ ً‬ ‫مثال واحد شاطر فى الكتابة لكن متوسط فى عرض األفكار‬ ‫وواحد جيد فى التعامل مع التكنولوجيا‬ ‫كما يقسمون في هذا الميثاق العمل إلى مراحل بتواريخ محددة ويوزعون األدوار بينهم‬ ‫ويفكرون ماذا يفعلون عند االختالف فيما بينهم‬ ‫مثال لو الفريق من ‪ 4‬وأصر اثنان على رأى واثنان آخران على رأى آخر‪..‬ماذا سيفعلون عندها؟‬

‫‪2‬‬


‫ماذا لو حدث ألحدهم ظرف طارىء؟‬ ‫كل هذه األشياء يتم وضعها مكتوبة فى ميثاق العمل ويحتفظ كل منهم بنسخة ويحتفظ المدرس بنسخة‬ ‫‪ )1‬كل مجموعة يكون لها شخص مخصوص باالتصال حتى لو احتاج المدرس أن يسألهم فى شىء أو يعطى لهم‬ ‫شىء يلجأ لهذا الشخص ويقوم هذا الشخص بتوزيع المعلومة على بقية المجموعة وبعد أن يتفقوا على رأى واحد‬ ‫أو إجابة واحدة يرسلها هذا الشخص للمدرس‬ ‫‪ )7‬من أهم المشاكل التى قد تحدث أن ال يقوم أحد أفراد المجموعة بالجزء المطلوب منه‬ ‫ولذلك عند التقييم يفضل أن تقدم المجموعة تقرير بما عمله كل فرد وما عملوه سويًا‬ ‫كما يفضل أن يقيم كل منهم اآلخر مع إخفاء االسم‬ ‫فمثال لو كانت المجموعة أربع أشخاص يرسل كل فرد للمدرس تقييمه عن الثالثة الباقيين‬ ‫والبد أن يكون التقييم فيه جزء كتابة بمعنى أنه ليس فقط درجة بل يكتب كل منهم رأيه فى اآلخر‬ ‫ويقوم المدرس بأخذ هذا التقييم بعين االعتبار عند تقييم الدرجة الكلية‬ ‫‪ )1‬يجب أن يكون كل أفراد المجموعة على استعداد لإلجابة عن أى سؤال فى الجزء الذى عمله فرد آخر بمعنى‬ ‫أن على كل شخص فى المجموعة أن يشرح تفصيليًا لباقى المجموعة ما فعله حتى يستفاد الجميع‬ ‫‪ )2‬وبالطبع لتكون قادر على تطبيق كل هذا فيجب أن يكون فصلك به عدد محدود من الطالب‬ ‫فإذا كنت مدرس فى كلية تجارة القاهرة فحظ سعيد‬ ‫‪):‬‬ ‫‪:Reference‬‬ ‫‪University Teaching Certiifcate, University of Calgary, Canada -‬‬

‫‪1‬‬


‫القرآن اكتشاف الحرية‬ ‫محاضرة مهندس فاضل سليمان ببلجيكا‬ ‫تفريغ و ترجمة‪ :‬إنجي فوده‬ ‫تصوير أحمد عبد الحميد‬ ‫رابط الفيديو ‪youtube.com/watch?v=9gNYZfdft6c‬‬

‫سأقدم لكم بما أننا نتكلم عن الربيع العربي و ارتفاع السلفية و اإلخوان المسلمين‪.‬‬ ‫و بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر و أنا أحد الناجون منها‪ ،‬قررت بذل بعض المجهود للدفاع عن اإلسالم و‬ ‫محاولة اصالح صورة اإلسالم التي مزقت وقتئذ‪ .‬من المفاهيم الخاطئة عن اإلسالم هو ان المسلمين ال يحترمون‬ ‫حقوق اإلنسان‪ !..‬نعم هناك بعض المسلمين فعالً ال يحترمون حقوق اإلنسان و لكن يجب ان نبرئ اإلسالم منها‪.‬‬ ‫ال نستطيع ان نحسب علي اإلسالم ما يفعله بعض المسلمين ‪.‬‬ ‫سأعرض بحث قمت به حين كنت بالواليات المتحدة األمركية حين نما إلي علمي هذا اإلدعاء بأن اإلسالم ال‬ ‫يحترم حقوق اإلنسان‪ .‬فقمت بالبحث عن بيان حقوق اإلنسان المصرح به من قبل األمم المتحدة في عام‬ ‫‪ .٨٤٩١‬و حاولت ايجاد أقصي ما يمكن من هذه البنود في القرآن ألعرض علي األمريكيين‪ :‬انظروا إلي‬ ‫النسبة‪ ،‬هنالك حوالي ‪ ٠٥‬بالمئة أو ‪ ٠٥‬بالمئة من هذه البنود تم سردها بالقرآن و لكني بعد االنتهاء من البحث‬ ‫وجدت أن النسبة كانت ‪ ٨٥٥‬بالمئة‪ ،‬بل هناك بعض حقوق اإلنسان المذكورة بالقرآن و لم تذكر في تصريح‬ ‫األمم المتحدة ‪.‬لو تحدثنا عن اإلسالم و تنفيذ الشريعة‪ ،‬ما هي الشريعة؟ من أهم جوانب الشريعة هو حقوق‬ ‫اإلنسان‪.‬‬ ‫الفرق الذي قد تجدونه ان هناك بعض النقاط مذكورة ليست مذكورة في القرآن علي انها حقوق بل فريضة‪.‬‬ ‫قبل ان نبدأ بالحديث عن حقوق االنسان‪ ،‬يجب ان نتحدث عن العدالة‪ .‬فالعدالة هي الهدف المطلق من القرآن و‬ ‫االسالم ‪.‬لماذا أنزل هللا الرسل و الكتب السماوية‪ ،‬نزلت إلقامة العدل بين الناس ‪.‬ذكر ذلك بمنتهي الوضوح في‬ ‫سورة الحديد آية ‪" :٥٢‬لقد أرسلنا رسلنا بالبينات و أنزلنا معهم الكتاب و الميزان ليقوم الناس بالقسط" و الالم في‬ ‫"ليقوم" هي الم سببية‪ .‬فالعدل هو الهدف المنتهي و المطلق‪.‬‬ ‫و قد تعالي‪":‬انا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك هللا و ال تكن للخائنين خصيما و استغفر هللا إن‬ ‫هللا كان غفوراً رحيماً و الا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن هللا ال يحب من كان خوانا ً أثيماً "‬ ‫و قد نزلت هذه اآلية لتبرئة يهودي‪ ،‬حيث ان مسلم سرق شيئا من مسلم آخر و حين خاف ان ينكشف أمره‪ ،‬فذهب‬ ‫و ائتمن اليهودي عليها‪ ،‬و قبل اليهودي ان يقبل الحفاظ علي هذا الشئ كأمانة‪ ،‬و جاء أهل هذا الصبي السارق و‬ ‫اعترفوا انه قام بالسرقة و لن يفعلها ثانية و لكن لنترك العقاب يقع علي اليهودي فنزلت اآلية‪ .‬و ان هللا تعالي‬ ‫أرسل سيدنا محمد ليحكم بين الناس بالعدل‪ ،‬ليس بين المسلمين بل كل الناس‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫و قد قال هللا تعالي‪":‬يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء هلل و لو علي أنفسكم أو الوالدين و األقربين إن‬ ‫يكن غنيا ً أو فقيراً فاهلل أولي بهما ف تتبعوا الهوي أن تعدلوا و إن تلووا أو تعرضوا فإن هللا كان بما تعملون‬ ‫خبيرا"‬ ‫في حقوق اإلنسان‪ ،‬البند الخامس تسمح بعدم الشهادة علي الوالدين أو األقربين و لكن بالنسبة لشريعة اإلسالم‪،‬‬ ‫يجب ان يشهد المسلم بل البد أال يكتم شهادته و لو علي نفسه أو الوالدين أواألقربين‪.‬‬ ‫في مصر حين كانت تحت حكم عمرو بن العاص و يوما ً تسابق ابن عمرو بن العاص مع مصري قبطي فغلبه‬ ‫حدثت مشادة و ابن عمرو بن العاص ضرب القبطي‪ ،‬فسافر القبطي لسيدنا عمر بن الخطاب في المدينة ليشتكي‬ ‫ابن حاكم مصر‪ ،‬فأرسل سيدنا عمر في طلب عمرو بن العاص و ابنه‪ ،‬و بالفعل اعترف ابنه انه ضرب القبطي‬ ‫ً‬ ‫معبرا عن نفسه انه ابن األكرمين‪ ،‬فأمر سيدنا عمر القبطي بضرب ابن األكرمين و وبخ عمرو ابن العاص قائال ‪:‬‬ ‫متي استعبدتم الناس‪.‬‬ ‫لو أخذنا مبدأ المساواة‪ ،‬فنجد في بنود األمم المتحدة تقول ان كل الناس ولدوا أحرارا و متساويين في الكرامة و‬ ‫الحقوق‪ .‬فكلهم وهبوا العقل و الضمير و يجب ان يعاملوا بعضهم بروح التآخي‪.‬‬ ‫و نجد ذلك مذكور في القرآن في سورة الحجرات آية ‪" ٣١‬يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثي و جعلناكم‬ ‫شعوبا ً و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند هللا أتقاكم"‬ ‫و ال يفرق الديانة و ال النوع و هذا ضد العنصرية‪ ،‬التي كانت أول خطئية‪ ،‬حين رفض ابليس السجود لسيدنا آدم‬ ‫بحجة انه أفضل من اإلنسان ألنه خلق من نار‪ ،‬فطبقا لتعاليم اإلسالم العنصرية هي أول خطيئة‪ .‬تماماً مثل أنا‬ ‫أفضل منه ألني أبيض و هو أسود‪ ،‬أنا أوروبي و هو عربي‪...،‬الخ‪.‬‬ ‫و لو تحدثنا عن حقوق اإلنسان و حق حرية الفكر‪ ،‬سنجدها في القرآن في آية‪ :‬قل انظروا ماذا في السماوات و‬ ‫األرض" سورة يونس آية ‪٣٠٣‬‬ ‫و "قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا هلل مثني و فرادي ثم تتفكروا" سورة سبأ آية ‪٦٤‬‬ ‫حرية الدين‪ ،‬هي المقالة الثامنةعشر في حقوق االنسان لألمم المتحدة و هي مذكورة نصاً في سورة البقرة آية‬ ‫‪" ٥٢٤‬ال إكراه في الدين"‬ ‫ألن قبل اإلسالم كانت بعض نساء تنذر انها لو انجبت ولد لتجعلنه من اليهود‪.‬‬ ‫و أيضا ً في سورة يونس آية ‪ ٩٩‬قال تعالي‪":‬و لو شاء ربك ألمن من في األرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس‬ ‫حتي يكونوا مؤمنين"‬ ‫"قل الحق من ربك و من شاء فليؤمن و من شاء فليكفر"‬ ‫أي كل ما علي الرسول ان يبلغ كالم هللا و بعدها ك ٌل حر في معتقده‪:‬حرية عقيدة‬ ‫حرية التعبير ‪:‬في حقوق اإلنسان ينص علي ان كل له الحق في حرية الرأي و التعبير‪.‬‬ ‫و في القرآن قال تعالي في سورة التوبة آية ‪" ١٣‬و المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون‬ ‫بالمعروف و ينهون عن المنكر"‬ ‫فكيف أنهي عن المنكر في بلد تمنع حرية التعبير سأجد نفسي في السجن‬ ‫ففي القرآن هناك حرية تعبير مع هللا‪ ،‬فنجد في سورة البقرة آية ‪" ١٠‬قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء‬ ‫و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك" فالمالئكة تمنوا هذه المكانة‪ :‬مكانة الخليفة فسألوا هللا أال يوجد منا من يستحق‬ ‫هذه الثقة ليكون الخليفة و نحن نسبح بحمدك فسألهم هللا عن األسماء و لم يعلموا و لكن سيدنا آدم قالها جميعاً مما‬ ‫يدل علي ان هناك ما يميز اإلنسان عن بقية مخلوقاته‪ ،‬هل عاقبهم هللا علي تعبيرهم عن نفسهم؟!‬ ‫و سيدنا موسي حين طلب من هللا أن يراه‪ ،‬هل عاقبه هللا؟ كال بل قال له ان ينظر إلي الجبل فلو استقر مكانه سيراه‬ ‫و خر سيدنا موسي صعقا ً‬ ‫و سيدنا إبراهيم حين طلب من هللا ان يريه كيف يحيي الموتي ليطمئن قلبه فلم يعاقبه هللا بل طلب منه تقطيع أربعة‬ ‫من الطير و ينده عليهم و سيأتونه سعيا ً أي مشيا ً و ليس طيراً كبقية الطيور ليعلم أنهم طيره‬ ‫بل هناك حديث لسيدنا محمد عن سيد الشهداء الذي يقول قولة حق في وجه حاكم جائر‬ ‫إذن اإلسالم يشجع علي حرية التعبير حتي لو كان الثمن هو حياة الفرد‬ ‫و هذا ما حدث مع شهداء ‪ 22‬يناير و منهم صديق مقرب لفاضل سليمان شخصياً‪ ،‬أال و هو الشيخ عماد عفت‬ ‫هو من أعز أصدقائه حيث تتلمذوا كالهما علي يد نفس الشيخ‬ ‫و الشيخ عماد أصبح ثاني شيخ في الفتوي بعد الدكتور علي جمعة‪ ،‬و يسمونه في مصر شيخ الثوار و قد حضر‬ ‫جنازته أعداد غفيرة و يسمونه شهيد األزهر و صورته علي حوائط عديدة بمصر‪.‬‬

‫‪1‬‬


‫و كان يقول للشيخ علي جمعة انه كان يشم رائحة الجنة دون ميدان التحرير و هي الكلمة الشهيرة لصحابي أنس‬ ‫بن النضر حيث قال اني أشم ريح الجنة دون أحد‪ ،‬و كلهما استشهد حيث قال!!‬ ‫و هكذا كيف ألهم رسول هللا صلي هللا عليه و سلم كل هؤالء ليكونوا شهداء عند هللا و قد قال صلي هللا عليه و سلم‬ ‫"ان رأيت أمتي تخاف ان تقول للظالم يا ظالم فقد تودع منها "‬ ‫ليشجع الناس علي مجابهة الظلم و صده دون أفق و دون حدود و لكن فقط بإتجه الظلم و مقاومته‬ ‫هذه المقوالت كانت تلهم الجميع في هذه ال‪ ٣١‬يوم‪ ،‬لم يفت أحد أي ركعة خالل تلك األيام و كل هذه الجموع‪.‬‬ ‫حق التمتع بما هو مشروع‪:‬‬ ‫تنص حقوق اإلنسان علي ان كل فرد له حق في ستوي معيشة يتناسب مع الصحة له و لعائلته يتضمن الطعام و‬ ‫المالبس و المنزل و الرعاية الصحية و الخدمات االجتماعية الضرورية‪.‬‬ ‫في القرآن قال تعالي في سورة األعراف آية ‪" ١٥‬قل من حرم زينة هللا التي أخرجها لعباده و الطيبات من الرزق‬ ‫قل هي للذين امنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة"‬ ‫ً‬ ‫ال يستطيعأحد ان يخرج أحدهم يحرم أكل الملوخية مثال و تخيلوا انها حصلت من الحاكم بأمر هللا في مصر‬ ‫الزواج‪:‬‬ ‫في حقوق اإلنسان ان الرجال و النساء البالغين دون التقيد لساللة أو جنسية أو ديانة لهم الحق في الزواج و إقامة‬ ‫أسرة‬ ‫ً‬ ‫في القرآن‪" :‬و من آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها و جعل بينكم مودة و رحمة إن في ذلك آيات‬ ‫لقوم يتفكرون"‬ ‫ال يوجد في حقوق اإلنسان حق الطالق؟؟!! لماذا؟ ألن نسبة كبيرة من العاملين باألمم المتحدة ال يوجد في ديانتهم‬ ‫طالق‬ ‫إذن ال يوجد حق الطالق في حقوق اإلنسان و لكنها حق في الشريعة للذكر و األنثي‬ ‫ق َم َّرتَا ِن فَإ ِ ْم َسا ٌ‬ ‫في سورة البقرة اآلية‪ { 222 :‬الطَّال ُ‬ ‫ان َوال يَ ِحلُّ لَ ُك ْم أَ ْن تَأْ ُخ ُذوا ِم َّما‬ ‫ك ِب َم ْع ُر ٍ‬ ‫ْري ٌح بِإِحْ َس ٍ‬ ‫وف أَوْ تَس ِ‬ ‫هللاِ فَإ ِ ْن ِخ ْفتُ ْم أَالَّ يُقِي َما ُحدُو َد َّ‬ ‫آتَ ْيتُ ُموه َُّن َشيْئا ً إِالّض أَ ْن يَ َخافَا أَالَّ يُقِي َما ُحدُو َد َّ‬ ‫هللاِ فَال ُجنَا َح َعلَ ْي ِه َما فِي َما ا ْفتَد ْ‬ ‫ك‬ ‫َت بِ ِه تِ ْل َ‬ ‫َّ‬ ‫هللاِ فَال تَ ْعتَدُوهَا َو َم ْن يَتَ َع َّد ُحدُو َد َّ‬ ‫ُح ُدو ُد َّ‬ ‫هللاِ فَأُولَئِكَ هُ ُم الظالِ ُمونَ }‬ ‫و هذه اآلية تشمل حكم الخلع للمرأة‬ ‫ً‬ ‫لو أخطأ أحدهم االختيار في الزواج‪ ،‬لماذضا عليهما الحياة معا لألبد حتي يقذف أحدنا اآلخر من النافذة‪ ،‬لنحاول‬ ‫مرة أخري ربما القادمة أفضل‬ ‫لكن حقوق االنسان في األمم المتحدة ال ينص علي ذلك‬ ‫و ال يحق ألي حكومة ان تمنع االنجاب في حين كان حسني مبارك دائما ً يقول انتم ثمانين مليون كيف أطعمكم!!‬ ‫حق الطفل في الحياة‬ ‫و قد صدر هذا الحق حيث حينئذ كان هناك من يقتلون أوالدهم‬ ‫ق نَحْ نُ نَرْ ُزقُهُ ْم َوإِيَّا ُك ْم إِ َّن قَ ْتلَهُ ْم َكانَ ِخ ْ‬ ‫َ‬ ‫طئًا‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫و في القرآن سورة اإلسراء آية ‪َ " ١٣‬و َال تَ ْقتُلُوا أَوْ َال َد ُك ْم َخ ْشيَةَ إِ‬ ‫ٍ‬ ‫َكبِي ًرا"‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ق نَحْ نُ نَرْ ُزقهُ ْم َوإِيَّا ُك ْم إِ َّن قَ ْتلَهُ ْم َكانَ ِخطئًا َك ِبيرً ا"‬ ‫و في سورة التكوير آيتي ‪ ١‬و ‪َ " ٩‬و َال تَقتُلوا أوْ َال َد ُك ْم َخ ْشيَةَ إِ ْم َال ٍ‬ ‫حيث كان العرب أيام الجاهلية يدفنون بناتهم أحياء لكراهيتهم الشديدة للبنات و قد أنهي اإلسالم ذلك‪.‬‬ ‫حق الحياة‬ ‫في حقوق اإلنسان تنص ان كل شخص له حق الحياة و الحرية و األمان‬ ‫و في القرآن "ال تقتلوا النفس التي حرم هللا إال بالحق"‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اس َج ِميعًا‬ ‫و " ِم ْن أَجْ ِل َذلِ َ‬ ‫ض ف َكأن َما قتَ َل الن َ‬ ‫ك َكتَ ْبنَا َعلَى بَنِي إِ ْس َرائِي َل أَنَّهُ َمن قَتَ َل نَفسًا بِ َغي ِْر نَف ٍ‬ ‫س أوْ ف َسا ٍد فِي األرْ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ض‬ ‫ت ثُ َّم إِ َّن َكثِي ًرا ِّم ْنهُم بَ ْع َد َذلِ َ‬ ‫َو َم ْن أَحْ يَاهَا فَ َكأَنَّ َما أحْ يَا النَّ َ‬ ‫اس َج ِميعًا َولَقَ ْد َجاء ْتهُ ْم ُر ُسلُنَا بِالبَيِّنَا ِ‬ ‫ك فِي األرْ ِ‬ ‫ْرفُونَ "‬ ‫لَ ُمس ِ‬ ‫و بني اسرائيل لإلسالم هم المسلمين قبل ظهور سيدنا عيسي‬ ‫هل القصاص يخالف حقوق اإلنسان؟!‬ ‫نعم انه يخالف حقوق اإلنسان‪ ،‬و لكن لو نظرنا للقتلة في أوروبا أين يذهبون‪ ،‬ال يقتلون و لكن يسجنوا مما يخالف‬ ‫حقوق اإلنسان أيضاً حيث انهم يسلبون حريتهم‬

‫‪2‬‬


‫س َو ْال َع ْينَ بِ ْال َع ْي ِن َو ْاألَ ْنفَ بِ ْ َ‬ ‫ف‬ ‫و لكن في الشريعة يحق التنازل عن القصاص َو َك َت ْبنَا َعلَ ْي ِه ْم فِيهَا أَ َّن النَّ ْف َ‬ ‫األ ْن ِ‬ ‫س بِالنَّ ْف ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ق بِ ِه فَهُ َو َكفَّا َرةٌ لَهُ َو َمن ل ْم يَحْ ك ْم بِ َما أن َز َل هللاُ فأولئِكَ هُ ُم‬ ‫ص َّد َ‬ ‫صاصٌ فَ َم ْن تَ َ‬ ‫َو ْاألُ ُذنَ بِ ْاألُ ُذ ِن َوالس َِّّن بِالسِّنِّ َوا ْل ُجرُو َح قِ َ‬ ‫الظَّالِ ُمونَ [المائدة‪].42:‬‬ ‫اذن لو أن أهل الضحية قرروا قبول الدية فاهلل يغفرلهم و لكن هذا حق أهل الضحية فقط و ليس أي شخص آخر‬ ‫حق العمالة‬ ‫كل له حق و حرية اختيار العمل‬ ‫وفي القرآن‪":‬ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضالً من ربكم"‬ ‫اذن حتي في الحج لكم حرية التجارة‬ ‫"فاذا قضيت الصالة فانتشروا في األرض"‬ ‫حق التملك‬ ‫يحق أي شخص التملك و منع نزعة الملكية منه‬ ‫و في القرآن ‪" :‬للرجال نصيب مما اكتسبوا و للنساء نصيب مما اكتسبن"‬ ‫"ال تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل"‬ ‫الميراث‬ ‫حتي العصر الحديث في مصر كانت الحكومة ترث مع الورثة بشئ يسمي ضريبة التركات و هذا يخالفالشريعة‬ ‫حيث قال صلي هللا عليه و سلم‪" :‬ما ترك ميت فلورثته"‬ ‫خصوصية المنزل‬ ‫"يا أيها الذين ءامنوا ال تدخلوا بيوتا ً غير بيوتكم حتي تستأنسوا و تسلموا علي أهلها"‬ ‫و تبعت هذه اآلية ‪":‬فإن لم تجدوا فيها أحدا فال تدخلوها حتى يؤذن لكم و إن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى‬ ‫لكم"‬ ‫حقوق احترام السمعة و الشرف‬ ‫القانون يحمي كل انسان شرفه و سمعته و سمعة عائلته‬ ‫في القرآن‪ " :" :‬يَا أَ ُّيهَا الَّ ِذينَ آ َمنُوا َال يَ ْس َخرْ قَو ٌم ِّمن قَوْ ٍم َع َسى أَن يَ ُكونُوا َخ ْي ًرا ِّم ْنهُ ْم َو َال نِ َساء ِّمن نِّ َساء َع َسى أَن‬ ‫س ا ِال ْس ُم ْالفُسُو ُ‬ ‫اإلي َما ِن َو َمن لَّ ْم يَتُبْ فَأُوْ لَئِكَ هُ ُم‬ ‫ب بِ ْئ َ‬ ‫يَ ُك َّن َخ ْي ًرا ِّم ْنه َُّن َو َال ت َْل ِم ُزوا أَنفُ َس ُك ْم َو َال تَنَابَ ُزوا بِ ْاألَ ْلقَا ِ‬ ‫ق بَ ْع َد ْ ِ‬ ‫الظَّالِ ُمونَ "‬ ‫حق الدفاع عن النفس‬ ‫ال يوجد أي شئ في حقوق اإلنسان تنص عن الدفاع عن النفس‬ ‫و لكن في القرآن‪:‬‬ ‫هللاَ َعلَى نَصْ ر ِه ْم لَقَ ِدي ٌر * الَّ ِذينَ أُ‬ ‫ق إِ َّال أَ ْن يَقُولُوا َربُّنَا َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ار ِه ْم بِ َغي ِْر َح ٍّ‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ُوا‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫خ‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫وا‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ظ‬ ‫م‬ ‫هللاُ‬ ‫َ‬ ‫لَّ ِذينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َر َّن َّ‬ ‫اج ُد ي ُْذ َك ُر فِيهَا ا ْس ُم َّ‬ ‫َولَوْ ال َد ْف ُع َّ‬ ‫ض لَهُ ِّد َم ْ‬ ‫صلَ َو ٌ‬ ‫هللاِ َك ِثي ًرا َولَيَن ُ‬ ‫هللاُ‬ ‫ص َوا ِم ُع َوبِيَ ٌع َو َ‬ ‫ت َ‬ ‫اس بَ ْع َ‬ ‫هللاِ النَّ َ‬ ‫ات َو َم َس ِ‬ ‫ضهُ ْم ِببَ ْع ٍ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ص ُرهُ إِ َّن هللاَ لَقَ ِو ٌّ‬ ‫ُوف َونَهَوْ ا‬ ‫َم ْن يَن ُ‬ ‫ض أقَا ُموا الصَّالةَ َوآتَ ُوا ال َّز َكاةَ َوأ َمرُوا بِال َم ْعر ِ‬ ‫يع ِ‬ ‫َزي ٌز * ال ِذينَ إِ ْن َمكنَّاهُ ْم فِي األرْ ِ‬ ‫َع ِن ْال ُم ْن َكر َو ِ َّهللِ عَاقِبَةُ األ ُ​ُ‬ ‫ور" سورة الحج آية ‪٦٠ ١٩‬‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حق الرعاية اإلجتماعية‬ ‫ً‬ ‫كل له الحق في الرعاية الصحية و المالبس و الطعام حتي لو كان عاطال عن العمل‬ ‫في القرآن‪":‬الذين في أموالهم حق معلوم للسائل و المحروم" سورة المعارج آية ‪٥٢ ٥٦‬‬ ‫حق الحرية في الرأي السياسي‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َي ٍء فَ ُر ُّدوهُ إِلَى َِّ‬ ‫"يَا أَيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُوا أَ ِطيعُوا َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫هللا‬ ‫ش‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫ز‬ ‫َا‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ف‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫األ‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ُو‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫ُوا‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ط‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ْ‬ ‫ْ ِ‬ ‫َ َ ِ‬ ‫هللاَ َ ِ‬ ‫ْ ِ ِ ْ ِ‬ ‫اهلل"‬ ‫ُول إِن ُكنتُ ْم تُ ْؤ ِمنُونَ بِ َّ ِ‬ ‫َوال َّرس ِ‬ ‫أي يحق ان تخالف أولي األمر في الرأي و يجب عندها رد األمر إلي هللا و رسوله‬ ‫حق مقاومة الفساد‬

‫‪22‬‬


‫ال شئ عن ذلك في حقوق اإلنسان‬ ‫و لكن في القرآن‪ " :‬و ال تركنوا إلي الذين ظلموا فتمسكم النار و ما لكم من دون هللا من أولياء ثم ال تنصرون"‬ ‫اذن يجب تصدية الظالمين منكم‬ ‫و قد ذكر فاضل سليمان عدة آيات في هذا الصدد‬ ‫"ان فرعون و هامان و جنودهما كانوا خاطئين‬ ‫اذن كانت أوامر و يجب ان يطيعوا ‪ ،‬ال طبقا ً للشريعة يجب ان يخالف الجنود أوامر الظلمة‬ ‫في الشريعة هناك آيات كثيرة تخص فقط األيتام و الفقراء و رعايتهم بل انه فرض علي المسلم ان يتطوع في‬ ‫إطعام الفقير و إال يكون خاطئا ً و مقصراً‬ ‫"حتي ال يكون دولة بين األغنياء منكم"‬ ‫اذن أي أموال تجمع من الدولة يجب ان يكون هلل و الرسول و الفقراء و اليتامي‪ ،‬البعض يدعي ان ذلك يضر‬ ‫المجتمع بجعل العاطلين متوكلين و يضر االقتصاد‪ ،‬و لكن الحقيقة انه لو لم يخرج من المال للقفراء سيحدث كساد‬ ‫و اغالق دورة الصرف‪ ،‬و لكن حين يدفع للفقراء فعجلة االقتصاد تعمل ألن الفقير سوف يصرف أي أموال‬ ‫يأخذها في حين الغني لو اعتطيته مبلغ قليل من المال لن يصرفه ألنه ال يحتاج‪ ،‬و مع دفع عجلة الصرف تسير‬ ‫عجلة االنتاج و توفير فرص عمل أكثر‪.‬‬ ‫في النهاية ال أريدكم ان تقارنوا بين كالهما بل يجب ان تفكروا ان القديم أشمل من الحديث ألنه ببساطة القرآن و‬ ‫هناك أمثلة أخري عديدة و لكن لن أتطرق لها لضيق الوقت‪.‬‬

‫‪22‬‬


‫صنع في خيالي‬ ‫أحمد عبد الحميد‬ ‫على الطريق الحضاري لألمم‪ ،‬سيخرج جماعة في أشد لحظات االنحطاط الحضاري لينادوا‪ :‬نريد منتج كتب‬ ‫عليه‪ :‬صنع في بالدنا‪ .‬وهذا أمل تقليدي‪ ...‬ذلك أننا في ذيل كل األمم‪.‬‬ ‫ولكن أخبرك األمم القوية ال تحلم فقط ب "صنع في بالدنا" و إنما تفكر أيضا في "صمم في بالدنا" كما في‬ ‫"صمم في أمريكا" أو "تصميم إيطالي"‪ .‬و األمم التي تملك حضارة و لها المستقبل هي تلك األمم التي يقال فيها‪:‬‬ ‫نريد دائما أن تكون البداية عندنا ‪ ...‬لقد كنا الرواد أيضا في "الحلم"‪ ،‬في الخيال‪ ،‬في التمني‪ .‬سيأتي جيل يقول‬ ‫"كان حلما بدايته في بالدنا"‪ ....‬أتكون الريادة في الخيال؟ نعم‪.‬‬ ‫ال ترضى ب "صنع في بالدي" وإن مات الشاب من أجله اليوم‪ ،‬و ال تطمع فقط في "صمم في بالدي" وإن لم‬ ‫نحصل بعد على حريتنا‪ ،‬ولكن تمنى‪" :‬قد كان أول من فكر فيه في العالم في بالدي" أيضا‪.‬‬ ‫ما يدور في خيالك من أفكار‪ ...‬هو ما يبنى الحضارة‪ ...‬هو بوصلة المجتمع لو تعرف‪ .‬أخبرك‪ :‬لو ال تعرف فعال‬ ‫أين تريد أن تصل‪ ...‬لن تصل أبدا‪ ...‬و ستعتبر التيه وصوال‪ .‬أريد‪ :‬صنع في بالدي‪ ،‬صمم في بالدي و صنع في‬ ‫غيرها من الدول الفقيرة‪ ،‬و بالدي أول من فكر فيه‪ ...‬لقد صنع في خيالي‪.‬‬

‫‪22‬‬


‫كتاب تربية األوالد في اإلسالم للشيخ د‪.‬عبد هللا ناصح‬ ‫تلخيص‪ :‬إنجي فوده‬ ‫أقسام الكتاب كما يلي‪:‬‬ ‫‪ .٣‬الزواج المثالي و ارتباطه بالتربية‬ ‫‪ .٥‬أحكام المولود‬ ‫‪ .١‬أسباب االنحراف و معالجتها‬ ‫‪ .٦‬التربية الإليمانية‬ ‫‪ .٢‬التربية الخلقية‬ ‫‪ .٤‬التربية الجسمية‬ ‫‪ .١‬التربية العقلية‬ ‫‪ .١‬التربية النفسية‬ ‫‪ .١‬التربية االجتماعية‬ ‫‪ .٩‬التربية الجنسية‬ ‫‪ .٣٠‬التربية بالقدوة‬ ‫‪ .٣٣‬التربية بالعادة‬ ‫‪ .٣٥‬التربية بالموعظة‬ ‫‪ .٣١‬التربية بالمالحظة‬ ‫‪ .٣٦‬التربية بالعقوبة‬ ‫‪ .٣٢‬صفات المربي‬

‫‪23‬‬


‫مسئولية التربية اإليمانية‬ ‫الهدف‪ :‬ربط الطفل منذ تعقله بأصول اإليمان‪ ،‬و تعويده منذ تفهمه أركان اإلسالم‪ ،‬و تعليمه من حين تمييزه‬ ‫مبادئ الشريعة الغراء‬ ‫‪. ٣‬أصول اإليمان‪ :‬هو أركان اإليمان‬ ‫‪.٥‬أركان اإلسالم‬ ‫‪.١‬مبادئ الشريعة‪:‬‬ ‫‪.٣‬الفتح علي الطفل بكلمة ال إله إال هللا‬ ‫‪.٥‬تعريفه أول ما يعقل أحكام الحالل و الحرام‬ ‫‪.١‬أمره بالعبادات في سن السابعة‬ ‫‪.٦‬التأدب علي حب سيدنا محمد و آل بيته و تالوة القرآن‪ :‬و هذا يتضمن الغزوات و السيرة و‬ ‫األحاديث و اللغة العربية و العقيدة‪.‬‬ ‫حدود المسئولية‪:‬‬ ‫‪.٣‬إرشاد األطفال إلي اإليمان باهلل و قدرته المعجزة‪:‬‬ ‫و ذلك عن طريق التأمل و التفكير في خلف السموات و األرض‪ .‬و ذلك في سن اإلدراك و التمييز‪ .‬و يحسن أن‬ ‫يتدرجوا معهم من المحسوس إلي المعقول‪ ،‬و من الجزئي إلي الكلي‪ ،‬و من البسيط إلي المركب ‪.‬‬ ‫و أعطي أمثلة من القرآن منها آيات ‪ ٣٠‬إلي ‪ ٣١‬من سورة النحل حيث تدرج هللا من نزول الماء و أثره من‬ ‫شراب و أشجار و زرع و التدرج إلي تسخير الليل و النهار و الشمس و القمر و النجوم و البحر إلي نهاية اآليات‬ ‫حيث تحدث سبحانه و تعالي عن فائدة الجبال في تثبيت األرض حتي ال تميد بنا و فائدة النجوم في معرفة الطرق‬ ‫و ختام اآليات بسؤال‪ :‬أفمن يخلق كمن ال يخلق أفال تذكرون‬ ‫‪.٥‬غرس روح الخشوع و التقوي و العبودية هلل رب العالمين‪:‬‬ ‫و من وسائل تحقيق ذلك‪ :‬ترويض الطفل في سن التمييز علي التخشع في الصالة و تأديبه علي التحزن و التباكي‬ ‫عند سماع القرآن و فهم معانيه‪.‬‬ ‫‪.١‬تربية روح المراقبة هلل سبحانه و تعالي في كل تصرفاتهم و أحوالهم‪:‬‬ ‫و ذلك بترويض الولد علي أن هللا سبحانه و تعالي يرقبه و يراه و يعلم سره و نجواه‪ ،‬و يعلم خائنة األعين و ما‬ ‫تخفي الصدور‬ ‫و تخليق الولد علي مراقبة هللا تعالي يجب أن تكون غاية المربي و همه و هدفه األكبر‪ ،‬و ذلك ال يكون إال في‬ ‫ترويض الولد عليها و هو‪:‬‬ ‫يعمل‬ ‫يفكر‬ ‫يحس‬ ‫و قد أعجبني جداً استشهاد الشيخ عبد هللا في هذا الجزء بمقولة الفيلسوف "كانت" أنه ال وجود لألخالق دون‬ ‫اعتقادات ثالثة‪ :‬وجود إله‪ ،‬خلود الروح‪ ،‬و الحساب بعد الموت‪.‬‬ ‫و ختم هذا الباب بذكر بعض نماذج بتوجيه و أسلوب سيدنا محمد صلي هللا عليه و سلم حين قال ‪- :‬رواية‬ ‫الترمذي‪-‬‬ ‫"يا غالم إني أعلمك كلمات‪ :‬احفظ هللا يحفظك‪ ،‬احفظ هللا تجده تجاهك‪ ،‬إذا سألت فاسأل هللا‪ ،‬و إذا استعنت فاستعن‬ ‫باهلل‪ ،‬و اعلم أن األمة لو اجتمعت علي أن ينفعوك بشئ لم ينفعوك إال بشئ قد كتبه هللا لك‪ ،‬و إن اجتمعوا علي أن‬ ‫يضروك بشئ لم يضروك إال بشئ قد كتبه هللا عليك‪ ،‬رُفعت األقالم و جفت الصحف"‬ ‫و رواية أخري غير الترمذي‪ ":‬احفظ هللا تجده أمامك‪ ،‬تعرّ ف إلي هللا في الرخاء يعرفك في الشدة‪ ،‬و اعلم أن ما‬ ‫أخطأك لم يكن ليصيبك‪ ،‬و ما أصابك لم يكن ليخطئك‪ ،‬و اعلم أن النصر مع الصبر‪ ،‬و أن الفرج مع الكرب‪ ،‬و أن‬ ‫مع العسر يسراً"‬

‫‪24‬‬


‫و أفضل الكتب لتعليم األوالد عقيدة التوحيد علي المراحل التالية‪:‬‬ ‫المرحلة األولي‪ :‬من سن العاشرة إلي الخامسة عشرة‪:‬‬ ‫‪.٣‬كتاب "المعرفة" لفضيلة الشيخ عبد الكريم رفاعي‬ ‫‪. ٥‬كتاب "العقائد" لإلمام حسن البنا‬ ‫‪.١‬كتاب "الجواهر الكالمية" لألستاذ طاهر الجزائري‬ ‫المرحلة الثانية‪ :‬من سن البلوغ إلي سن العشرين‪:‬‬ ‫‪."٣‬أصول العقائد" لألستاذ عبد هللا عرواني‬ ‫‪."٥‬الوجود الحق" للدكتور حسن هويدي‬ ‫‪."١‬شبهات و ردود" للدكتور عبد هللا ناصح علوان(المؤلف)‬ ‫المرحلة الثالثة‪ :‬ما بعد سن العشرين‪:‬‬ ‫‪. "٣‬كبري اليقينيات الكونية" للدكتور محمد سعيد البوطي‬ ‫‪. "٥‬هللا جل جالله" لألستاذ سعيد ح ّوي‬ ‫‪. "١‬قصة اإليمان" لألستاذ نديم الجسر‬ ‫و كتب أخري خالل المرحلة الثانية و الثالثة مثل‪:‬‬ ‫‪. "٣‬الدين في مواجهة العلم" لألستاذ وحيد الدين خان‬ ‫‪. "٥‬اإلسالم يتحدي" لألستاذ وحيد الدين خان‬ ‫‪. "١‬هللا يتجلي في عصر العلم" لمجموعة من علماء الغرب‬ ‫‪. "٦‬هللا و العلم الحديث" لعبد الرزاق نوفل‬ ‫‪. "٢‬الطب في محراب اإليمان" للدكتور خالص كنجو‬ ‫‪. "٤‬قصة الهداية" للمؤلف‬

‫‪22‬‬


‫مسئولية التربية األخالقية‬ ‫يُقصد بالتربية ال ُخلقية الفضائل السلوكية و الوجدانية التي يجب أن يتلقنها الطفل و يكتسبها و يعتاد عليها نتذ‬ ‫تمييزه إلي أن يصبح مكلفا ً ثم شابا ً يخوض خضم الحياة‪.‬‬ ‫مما ال شك فيه أن الفضائل السلوكية هي ثمرة من ثمرات اإليمان الراسخ و التربية الصحيحة‪.‬‬ ‫و التربية السلوكية دون اإليمان و مراقبة النفس و الخوف من هللا ستترك الفرصة مفتوحة لوساوس الشيطان وفقاً‬ ‫لمزاج الفرد و أهوائه‪:‬‬ ‫ً‬ ‫فمثالً لو كان مزاجه من النوع الهادئ‪ :‬عاش في الحياة غافل بليد‪ ،‬حي كالميت‪ ،‬ال يترك فراغا بعد موته!!‬ ‫و ان كان يغلب علي نفسه الجانب البهيمي‪ :‬جري وراء الشهوات‪ ،‬ال عقل يمنعه و ال ضمير يقمعه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫و ان كان من النوع العصبي‪ :‬سعي وراء السلطة و التحكم في الرقاب و لم يهمه في سبيل ذلك أن يبني قصرا من‬ ‫جماجم البشر و يزخرفه بدماء األبرياء!!‬ ‫و ان كان يغلب عليه الجانب الشيطاني‪ :‬دبر المكائد و فرق األحبة و زين اإلثم و أغري بالفاحشة‪.‬‬ ‫قال رسول هللا صلي هللا عليه و سلم‪" :‬من حق الولد علي الوالد أن يحسن أدبه‪ ،‬و يحسن اسمه"‬ ‫و روي ابن حبان عن أنس رضي هللا عنه عن النبي صلي هللا عليه و سلم انه قال‪ ":‬الغالم يُ َع ّ‬ ‫ق عنه يوم السابع و‬ ‫يُسمي‪ ،‬و يماط عنه األذي‪ ،‬فإذا بلغ ست سنين أُ ّدب‪ ،‬و إذا بلغ تسع سنين عُزل عن فراشه‪ ،‬فإذا بلغ ثالث عشرة‬ ‫سنة ضُرب علي الصالة و الصوم‪ ،‬فإذا بلغ ست عشرة سنة زوجه أبوه‪ ،‬ثم أخذ بيده و قال‪ :‬قد أدبتك و علمتك و‬ ‫أنكحتك‪ ،‬و أعوذ الهلل من فتنتك في الدنيا‪ ،‬و عذابك في اآلخرة"‬ ‫"التربية الفاضلة في نظر اإلسالم تعتمد في الدرجة األولي علي قوة المالحظة و المراقبة"‬ ‫و يجب مالحظة في األوالد ظواهر أربعة و ان يعيروها كل االهتمام ألنها أقبح األعمال و أحط األخالق و أرذل‬ ‫الصفات و هذه الظواهر مرتبة كما يلي‪:‬‬ ‫‪. ٣‬ظاهرة الكذب‬ ‫‪. ٥‬ظاهرة السرقة‬ ‫‪. ١‬ظاهرة السباب و الشتائم‬ ‫‪. ٦‬ظاهرة الميوعة و االنحالل‬ ‫‪. ٨‬ظاهرة الكذب‪:‬‬ ‫قال صلي هللا عليه و سلم‪ " :‬أربع من كن فيه كان منافقا ً خالصاً‪ ،‬و من كان فيه خصلة منهن كان فيه خصلة من‬ ‫النفاق حتي يدعها‪ :‬إذا اؤتمن خان‪ ،‬و إذا حدث كذب‪ ،‬و إذا عاهد غدر‪ ،‬و إذا خاصم فجر"‬ ‫و قال صلي هللا عليه و سلم‪ ":‬ثالثة ال يكلمهم هللا يوم القيامة‪ ،‬و ال يزكيهم‪ ،‬و ال ينظر إليهم‪ ،‬و لهم عذاب أليم‪:‬‬ ‫شيخ زا ٍن‪ ،‬و َملِك كذاب‪ ،‬و عائل مستكبر"‬ ‫و قد حذر صلي هللا عليه و سلم األولياء و المربين من الكذب أمام األطفال و لو بقصد اإللهاء أو الترغيب أو‬ ‫الممازحة حتي ال تكتب عليهم كذبة عند هللا‬ ‫قال صلي هللا عليه و سلم‪ " :‬من قال لصبي هاك (أي أقبل و خذ شيئا ً) ‪ ،‬ثم لم يعطه فهي كذبة"‬ ‫‪. ٢‬ظاهرة السرقة ‪:‬‬ ‫عالج السرقة هو غرس مراقبة هللا و الخشية منه في نفوس األبناء‪ ،‬و يجب التركيز علي األمانة و ارجاع الحقوق‬ ‫لمستحقيها و ان يبصروا األبناء بما أعد هللا للمجرمين و السارقين من عذاب أليم يوم القيامة‪.‬‬ ‫حكمت إحدي المحاكم الشرعية بقطع يد سارق‪ ،‬فلما جاء وقت التنفيذ‪ ،‬قال بأعلي صوته‪ :‬قبل أن تقطعوا يدي‪،‬‬ ‫اقطعوا لسان أمي‪ ،‬فقد سرقت أول مرة في حياتي بيضة من جيراننا فلم تؤنبني و لم تطلب إل ّي إرجاعها إلي‬ ‫الجيران‪ ،‬بل زغردت و قالت‪ :‬الحمد هلل‪ ،‬لقد أصبح ابني رجالً‪ ،‬فلوال لسان أمي الذي زغرد للجريمة لما كنت في‬ ‫المجتمع سارقا ً"‬ ‫يجب المراقبة و غرس قيمة األمانة و الخشية من هللا بالحكايات و قد سرد الشيخ بعض الحكايات مثل حكاية األم‬ ‫بائعة اللبن التي تغش اللبن بالماء و ابنتها و سيدنا عمر و غيرها‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫‪. ٣‬ظاهرة السباب و الشتائم‪:‬‬ ‫يعود ذلك ألمرين ‪:‬‬ ‫‪. ٣‬القدوة السيئة‬ ‫‪. ٥‬الخلطة الفاسدة‬ ‫عالج ذلك‪:‬‬ ‫‪. ٣‬اآلباء و األمهات و المربين أنفسهم ان يكونوا القدوة الصالحة في تهذيب اللسان‬ ‫‪. ٥‬ان يجنبوا األبناء من لعب الشارع و صحبة األشرار و قرناء السوء‬ ‫‪. ١‬ان يلقنوا األبناء األحاديث التي تحذر من السباب و الشتائم و التي تبين ما أعده هللا لللعانين و الفاحشيمنها‪:‬‬ ‫"ليس المؤمن بالطعان و ال اللعان و ال الفاحش و ال البذئ"‬ ‫"سباب المسلم فسوق‪ ،‬و قتاله كفر"‬ ‫"هل يكب الناس في النار علي وجوههم إال حصائد ألسنتهم"‬ ‫‪.٩‬ظاهرة الميوعة و االنحالل‪:‬‬ ‫بنود عالج هذه الظاهرة‪:‬‬ ‫‪. ٣‬التحذير من التشبه و التقليد األعمي‪:‬‬ ‫قال صلي هللا عليه وسلم‪ " :‬ال يكن أحدكم إمعة يقول‪ :‬أنا مع الناس‪ ،‬إن أحسن الناس أحسنت‪ ،‬و إن أساءوا أسأت‪،‬‬ ‫و لكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا‪ ،‬و إن أساءوا تجنبوا إساءتهم"‬ ‫و‬ ‫و يجب التمييز فيما نأخذ من عند األجانب و فيما ندع‪:‬‬ ‫األول‪ :‬جواز‪ :‬استمداد العلم و الحضارة النافعة كعلوم الطب و الهندسة و خالفه‬ ‫الثاني‪ :‬التحريم‪ :‬و ذلك في تقليد السلوك و األخالق و العادات و التقاليد و عدم السماح بفقدان الذات و ذوبان‬ ‫الشخصية و هزيمة الروح و نكسة األخالق و الفضيلة!!‬ ‫‪. ٥‬النهي عن االستغراق في التنعم‪:‬‬ ‫في الصحيحين عن عمر بن الخطاب أنه كتب إلي المسلمين المقيمين في بالد فارس‪" :‬إياكم و التنعم و زيّ أهل‬ ‫الشرك"‬ ‫المقصود بالتنعم هو االستغراق الزائد في المالذ و الطيبات‪ ،‬و التقلب في نعم و ترف‪ ،‬و إخالد للراحة و التقاعس‬ ‫عن واجب الدعوة و الجهاد!!‬ ‫‪. ١‬النهي عن االستماع للموسيقي و الغناء الخليع‬ ‫‪. ٦‬النهي عن التخنث و التشبه بالنساء‬ ‫‪. ٢‬النهي عن السفور و التبرج و االختالط و النظر إلي المحرمات‬ ‫إذن أهم القواعد التربوية و المناهج العلمية التي وضعها اإلسالم لسالمة أخالق األبناء و تنمية شخصية متميزة و‬ ‫تعويدهم عليها هي‪ :‬الجدية و الرجولة و مكارم األخالق‬ ‫قال صلي هللا عليه و سلم‪" :‬إنما بعثت ألتمم مكارم األخالق"‬ ‫يسند ان رجالً سأل رسول هللا عن حسن الخلق‪ ،‬فتال صلي هللا عليه و سلم قوله تعالي‪" :‬خذ العفو و أمر بالعرف‬ ‫و أعرض عن الجاهلين "‬ ‫ثم قال ‪ ":‬هو أن تصل من قطعك‪ ،‬و تُعطي من حرمك‪ ،‬و تعفو عمن ظلمك"‬ ‫قال صلي هللا عليه و سلم‪ ":‬أثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة تقوي هللا و حسن الخلق"‬ ‫فيا أيها المربون‪ :‬راقبوا هللا في أوالدكم و أدوا ما عليكم من واجب و أمانة و ابذلوا ما استطعتم من جهد‪ " ،‬و قل‬ ‫اعملوا فسيري هللا عملكم و رسوله و المؤمنون"‬

‫‪27‬‬


‫التربية بالعقوبة‬ ‫في أول الباب تتحدث الكاتب عن تربية المجتمع ككل متمثلة في إقامة الحدود للحفاظ علي الدين و النفس و‬ ‫العرض و العقل و المال‪ ،‬الذين يمثلوا أصول الفقه‪.‬‬ ‫ثم تبع ذلك شرح الطريقة التي انتهجها اإلسالم في عقوبة الولد‪:‬‬ ‫‪.٨‬معاملة الولد باللين و الرحمة هي األصل‬ ‫روي البخاري ‪ ":‬عليك بالرفق و إياك و العنف و الفحش"‬ ‫و روي الحارث و الطيالسي و البهيقي ‪ ":‬علموا و ال تعنفوا فإن المعلم خير من المعنف"‬ ‫فاستعمال القهر و العنف في التربية سولدان الخوف و الكذب و بهذا تضيع هدف التربية من األصل!!‬ ‫‪.٢‬مراعاة طبيعة الطفل المخطئ في استعمال العقوبة‪:‬‬ ‫فبعض األطفال ينفع معهم النظرة العابسة و قد يحتاج آخر التوبيخ و أحيانا ً يلجأ المربي الستعمال العصا في حالة‬ ‫اليأس من نجاح الموعظة و "لكن طبقا ً للشروط محددة نذكرها بعد قليل"‬ ‫‪. ٣‬التدرج في المعالجة من األخف إلي األشد‬ ‫ال يجوز ان يستخدم المربي أسلوب واحد في المعاملة و لكل األطفال بل يجب أن يبدأ بالتوجيه ثم بالمالطفة ثم‬ ‫اإلشارة إلي الخطأ ثم التوبيخ ثم الهجر و نهاية بالضرب غير المبرح‬ ‫الطرق هي‪:‬‬ ‫‪. ٨‬اإلرشاد إلي الخطأ بالتوجيه‪:‬‬ ‫مثلما قال سيدنا رسول هللا صلي هللا عليه و سلم‪":‬يا غلم ! س ِّم هللا‪ ،‬و كل بيمينك و كل مما يليك"‬ ‫هنا اإلرشاد إلي الخطأ كان بالتوجيه المؤثر المختصر‪.‬‬ ‫‪.٢‬اإلرشاد إلي الخطأ بالمالطفة‪:‬‬ ‫روي البخاري و مسلم عن سهل بن سعد‪:‬‬ ‫أن رسول هللا صلي هللا عليه و سلم أتي بشراب فشرب منه‪ ،‬و عن يمينه غالم و عن يساره أشياخ‪ ،‬فقال صلي هللا‬ ‫عليه و سلم للغالم‪ :‬أتأذن لي أن أعطي هؤالء؟‬ ‫فهنا أراد صلي هللا عليه و سلم تعليم الغالم التأدب مع الكبار في إيثار حقه لهم‪.‬‬ ‫‪.٣‬اإلرشاد إلي الخطأ باإلشارة‪:‬‬ ‫جاءت امرأة تسأل رسول هللا و كان الفضل رديف رسول هللا‪ ،‬فجعل الفضل ينظر للمرأة و هي تنظر إليه‪،‬‬ ‫فصرف وجه الفضل إلي الشق اآلخر‪.‬‬ ‫هذا كيف علم الرسول صلي هللا عليه و سلم عدم النظر لألجنبيات بتحويل الوجه باإلشارة و دون كلمة‪.‬‬ ‫‪. ٩‬اإلرشاد إلي الخطأ بالتوبيخ‪:‬‬ ‫روي البخاري عن أبي ذر قال‪ :‬ساببت رجالً فعيرته بأمه (قال‪ :‬يا ابن السوداء)‪ ،‬فقال رسول هللا صلي هللا عليه و‬ ‫سلم‪":‬يا أبا ذر ! أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية‪ ،‬إخوانكم خولكم‪ ،‬جعلهم هللا تحت أيديكم‪ ،‬فمن كان أخوه‬ ‫تحت يده‪ ،‬فليطعمهومما يأكل‪ ،‬و ليلبسه مما يلبس‪ ،‬و ال تكفلوهم من العمل ما ال يطيقون‪ ،‬و إن كلفتموهم‬ ‫فأعينوهم"‬ ‫و هكذا وبخه رسول هللا في قوله‪ :‬إنك امرؤ فيك جاهلية‪ ،‬ثم وعظه بما يالئم المقام‪.‬‬ ‫‪. ٠‬اإلرشاد بالهجر‪:‬‬ ‫روي البخاري أن كعب بن مالك حين تخلف عن النبي صلي هللا عليه و سلم في تبوك قال‪":‬نهي النبي صلي هللا‬ ‫عليه و سلمعن كالمنا و ذكر خمسين ليلة" حتي أنزل هللا توبتهم في القرآن الكريم‪.‬‬ ‫‪. ٠‬اإلرشاد بالضرب‪:‬‬ ‫حيث قال صلي هللا عليه و سلم‪":‬مروا أوالدكم بالصالة و هم أبناء سبع سنين‪ ،‬و اضربوهم عليها و هم أبناء‬ ‫عشر‪ ،‬و فرقوا بينهم في المضاجع"‬ ‫و ال يجوز للمربي اللجوء للضرب إال بعدما جرب كل الطرق السلف ذكرها أوالً‪.‬‬ ‫‪21‬‬


‫و شروط الضرب كالتالي‪:‬‬ ‫أ‪ .‬أال يلجأ لها إال بعد استنفاذ الوسائل التأديبية السابق ذكرها‪.‬‬ ‫ب‪ .‬أال يضرب الطفل قبل أن يبلغ العاشرة في السن أخذا بالحديث السابق ذكره‪.‬‬ ‫ج‪ .‬أال يضرب المربي و هو في حالة غضب مخافة إلحاق الضرر بالولد‪.‬‬ ‫د‪ .‬عدم الضرب في األماكن المؤذية كالرأس و الوجه و الصدر و البطن و منع الرسول صلي هللا عليه و سلم‬ ‫الضرب علي الوجه‪.‬‬ ‫الحلُم و تكون ضربات غير شديدة و غير موجعة‬ ‫ذ‪ .‬أن تكون الضربات من واحدة إلي ثالثة إذا كان الولد دون ُ‬ ‫بعصا غير غليظة علي اليدين أو الرجلين‪ ،‬أما إذا شارف الولد علي البلوغ و رأي المربي ان الضربات الثالثة‬ ‫ال تردع فله أن يزيد حتي العشرة فقط‪ ،‬حيث قال صلي هللا عليه و سلم ‪":‬ال يجلد أحد فوق عشرة أسواط إال في‬ ‫حد من حدود هللا"‬ ‫ر‪ .‬إذا كانت الهفوة من الولد ألول مرة‪ ،‬يُعطي الفرصة أن يتوب دون عقاب و هذا أولي من اللجوء للضرب أو‬ ‫التشهير به أمام الناس‪.‬‬ ‫ز‪ .‬أن يقوم المربي بالضرب بنفسه و ال يترك األمر ألحد األخوة حتي ال تتأجج نيران األحقاد و المنازعات‪.‬‬ ‫‪. ٧‬اإلرشاد بالعقوبة الواعظة‪:‬‬ ‫قديما ً قيل‪ :‬السعيد من اتعظ بغيره‬ ‫فالمربي حين يعاقب المسئ أمام اخوته أو أقرانه‪ ،‬فهذه تترك أثراً في نفوس األوالد جميعا ً و بهذا يعتبرون و‬ ‫يتعظون‪.‬‬ ‫و لكن بعد إنزال العقوبة يجب علي المربي أن ينبسط للولد و يتلطف معه و يبش في وجهه و يشعره أنه ما‬ ‫قصد من العقوبة إال خيره و سعادته و صالح دينه‪.‬‬

‫‪22‬‬


‫ألوان الطيف‬ ‫أحمد عبد الحميد‬

‫يحكى في األثر أننا لم نعرف أبدا الفرقة‪ ،‬يحكى أننا سمينا من خرج على الحاكم "خوارج"‪ ،‬و من تشيعوا لشخص‬ ‫و ظنوا في الطاعة لفريق ما بالنص السماوي بأنهم "شيعة"‪ ،‬لقد كنا دائما كيان واحد‪ ...‬ال نحب المختلفين عنا‬ ‫أبدا‪ .‬حتى أول حزب أنشأناه‪ ...‬حزب الوفد‪ ...‬نحن جميعا‪ ...‬نرسل وفدا واحدا يمثلنا‪ ...‬الوفد المصري‪ ...‬مصر‬ ‫كلها وفد واحد‪ .‬نحن ال نعرف األحزاب‪ .‬نحن نحب "الطاعة" ولو ذكرنا غير ذلك‪ .‬نحن نكره المختلفين عنا ولو‬ ‫ادعى قليل منا غير ذلك‪ .‬منا متطرفين ليس كمثلهم شيء في األرض وال في السماء!‬ ‫ولكن الزمن تغير‪ ،‬لم تعد الحياة تستقيم بكيان و مرجعية دينية مستبدة‪ .‬لم تعد الدنيا تستقيم لجماعة واحدة‪ ،‬لم نعد‬ ‫نبحث عن "الوفد المصري" و إنما عن "إئتالف" جامع أللوان الطيف‪ .‬ألواننا تغيرت‪ ...‬قليل منا يعي ذلك‪ .‬أجمل‬ ‫ما فينا اختالفنا‪ ...‬هو سر القوة ال الضعف‪ ...‬قليل يحاول أصال أن يفهم‪.‬نحن ‪-‬الشعب‪ -‬اآلن ما بين فرقة ناجية‪ ،‬و‬ ‫جماعة على طريق النهضة و متطرفين إقصائيين كثر و قليل في "الوسط‪".‬‬ ‫أولئك الذين يزعمون أنهم الفرقة الناجية‪ ،‬أو الثابتون على األصول‪ ،‬على المنهج‪ :‬هم فرقاء فيما بينهم‪ .‬ترى حين‬ ‫ينتقد مشايخ السلفية شباب النور‪ :‬كيف لشاب أن ينتقد أو يطعن في شرف رجل في عمر جده؟!‬ ‫أتظن أن يرضى شباب النور أن يعيشوا حياتهم تحت أمر و رأي مشايخ السلفية و مجلس العلماء؟ وبعض العقول‬ ‫المريضة؟ أتظن أن تبقى الجماعة ‪-‬الوهمية‪ -‬على حالها وعلى رؤوسها مشايخها كعقول مسيرة‪ ،‬و أذرعها الفعالة‬ ‫العاملة في الحزب؟‬ ‫أنت واهم‪ .‬لن يقبل الشباب‪ ...‬ولو قبلوا اليوم سيخرجون أيضا على مشايخهم‪ .‬لقد تغير الزمن يا صديقي‪ .‬لو شاء‬ ‫شيخ الطاعة‪ ،‬عليه أن يشمر عن ساعده و يلطخ يده بعمل السياسة و الدنيا‪ ...‬ومن ثم يطلب الطاعة‪ .‬بغير ذلك ال‬ ‫طاعة‪ .‬ال طاعة بدون عناء‪ .‬ال طاعة بدون دفع الثمن‪ ...‬مقدما‪ .‬الطاعة اآلن فقط ‪-‬ربما‪ -‬في اإلخوان‪ ،‬و‬ ‫مشروعهم اليوم بالنسبة إلي مشكلة أخرى‪.‬‬ ‫ترى مشكلتي اآلن مع اإلخوان‪ ،‬ليست في قناعتي أنهم الحزب الوحيد في مصر حاليا‪ .‬و إنما مشكلتي أنهم نسوا‬ ‫وجودي!‬ ‫نعم نسوا أني ‪-‬الناس‪ -‬موجود‪ .‬أتفهم أن يرشح اإلخوان الشاطر متجاوزين أبو الفتوح أو أبو إسماعيل‪ .‬ولكن ما ال‬ ‫أتفهمه هو اإلصرار على أن يكون كل شيء في يد اإلخوان‪ .‬أنهم لم يتركوا لي مساحة اختيار‪ ...‬ستختار الشاطر‬ ‫فإن لم يكن فستختار مرسي‪ .‬نحن جماعة واحدة‪ .‬صحيح مشروع "النهضة" اإلخواني جميل‪ ...‬ولو لم أعرف ما‬ ‫فيه! ولكنه مشروع "إخواني"‪ .‬لم أكن أنا جزء فيه‪ ...‬ليس جزءا من حلمي‪ ....‬بالشكل الذي يروجوه‪ .‬أصبح لزاما‬ ‫علي أن أسلم كل شيء لإلخوان و أذهب للسينما ألستمتع بحياتي‪ ...‬حسنا لماذا قمنا بالثورة أصال؟ ألم يكن‬ ‫لنتخلص من وجود "كيان واحد سلطوي"؟ !‬ ‫لقد تغيرنا‪ ...‬لسنا جماعة واحدة‪ .‬و لكن الجماعة ال تفهم‪.‬‬

‫‪22‬‬


‫اآلن‪ ،‬الشيء الوحيد الذي أصبحت أعشقه في "مهرجان تشجيع أبو الفتوح" أنه "ربما" يكون لي دور فيه‪ ....‬على‬ ‫األقل أصبحت أتمنى أن يكون لي دور فيه‪ ...‬ال يزال الرجل يدرك أننا مختلفين‪ ...‬أننا بألوان الطيف الديني و‬ ‫السياسي‪ ....‬له مشروع ضبابي المعالم‪ ...‬ولكن هناك أمل ألن أبني أنا هذه المعالم‪ .‬أنا أريد ذلك‪ ...‬أريد أن يكون‬ ‫الحلم حلمي أنا‪ .‬أن أعمل له‪ .‬ال أريد أن يفرض علي أحدهم شيء و يطلب مني أن أرتاح‪ ...‬ال أريد أن أرتاح‪ .‬لم‬ ‫تقم الثورة لنرتاح‪ .‬أريد أن أملك الحلم كامال‪ ....‬وأنا –الشعب‪ -‬لست جماعة وال لون واحد‪ ...‬أنا اليوم بألوان‬ ‫الطيف‪.‬‬ ‫لقد تغير الزمن‪.‬‬ ‫أتمنى أن يبدأ كل رجل من المرشحين في اإلعالن عن أسماء فريقه… هذه وحدها ستغير اللعبة كلية‪.‬من فضلك‬ ‫ادفع مرشحك ليخبرنا من سيعمل معه… كي نحظى بمشروع وطن… نحيا فيه كراما‪.‬‬

‫‪22‬‬


‫الكرنفال و الكالب‬ ‫أحمد عبد الحميد‬ ‫اليوم كما كل عام كان هناك "كرنفال" في الشارع في البلدة األوروبية الصغيرة التي نحيا فيها‪ .‬الكرنفال بالنسبة‬ ‫إليهم هو عدد من السيارات الكبيرة جدا و غريبة الشكل‪ ،‬يقف عليها عدد من الممثلين أو المتطوعين‪ ...‬في شكل‬ ‫"كرافان" قافلة طويلة من عشرات السيارات‪ ،‬بحيث يصطف الناس على الجانبين و تعلو الموسيقى و يتراقص‬ ‫الناس في الشوارع بينما الممثلين يلقون بالهدايا على المارين يمنة و يسارا‪ .‬أحيانا حلوى‪ ،‬و أحيانا دمى لألطفال‪،‬‬ ‫أو اشياء أخرى صغيرة‪ ...‬و تطوف القافلة المدينة عدة مرات في عدة شوارع‪ ...‬و المحصلة األرض نفسها في‬ ‫المدينة ترقص سعادة وفرحا‪ ...‬كأننا في أحد أفالم الكرتون‪.‬‬ ‫خرجنا في آخر اليوم‪ ،‬و عدنا مع أسرة صديقة‪ ،‬و تذكرت الكالب الضالة التي كانت تخيفني في الطفولة في‬ ‫طريقي للمدرسة كل يوم‪ .‬تذكرت أنه حتى انتهائي من المدرسة لم يعبأ شخص واحد في الحي و يقوم بالتخلص‬ ‫من الكالب الضالة التي كانت تهددنا نحن "األطفال"‪.‬‬ ‫لماذا أذكر حكاية الكالب؟‬ ‫ألذكرك أن نظاما أصال ال يهتم بمواطنيه‪ ،‬إلى أن يأكل بعض منهم من القمامة‪ ،‬أو يأتي يوم فيلقي بشبابه في‬ ‫القمامة‪ ،‬لم يكن أبدا ليهتم بأمان "طفل"‪ ...‬أو بحريق جماعي للكل‪ ...‬كيف تتمنى أن يفكر في "سعادة" الجميع ؟؟!‬ ‫و ألنه ربما يجب أن تعرف‪ :‬أن سعادة الشعوب أصال نابعة من الشعب نفسه‪ ...‬بإصراره على الحصول على هذا‬ ‫الكنز المسمى بالسعادة‪ ....‬بالسالم‪ .‬ولتعرف أن شعوبا "بأكملها"‪ .‬تنعم بهذه النعمة وأنت محروم منها بال نقص‬ ‫فيك و إنما ‪-‬ربما‪ -‬لنقص في عزمك‪ .‬و ألذكرك أن الرضى شيء و "الخنوع" للذل و القهر و البؤس شيء آخر‪.‬‬ ‫ال ترضى حتى تحيا كريما سعيدا مطمئنا في وطنك‪.‬‬

‫‪22‬‬


‫مرحلة ما بعد الفتوحيين و اإلسماعيليين ( مشجعي أبو الفتوح و أبو إسماعيل)‬ ‫أحمد عبد الحميد‬

‫أبناء اإلخوان المسلمين يعرفون مواقعهم و ما الذي سيفعلوه بعد االنتخابات الرئاسية‪ ،‬تماما كما الجالسين على‬ ‫جبل أحد –قبل الهزيمة‪ -‬غير أن نصرهم في كونهم ”جماعة“‪ ،‬و هذا أمر لن يتغير‪ .‬هم سيتمسكون بمواقعهم و‬ ‫عملهم ألعوام عديدة قادمة مهما تغير النظام‪ .‬ولو خسروا هذه االنتخابات‪ .‬هم جماعة ربما في طور ”الشباب“‬ ‫اآلن‪ .‬لم تبدأ دورة االنحدار الحضاري بعد‪ .‬الجماعة ال تزال تبحث عن فرصة ”للتمكين“ مهما طال الزمن‪،‬‬ ‫سينتظرون حتى تأتي هذه اللحظة لهم‪ .‬لديهم مشروع يعملون عليه منذة عشرات األعوام‪ ...‬هم على الطريق وهذا‬ ‫هو المهم‪ .‬هم ينتقلون من طور جهادي لطور آخر ما تغير التاريخ و تغيرت متطلبات اللحظة الحضارية‪ .‬ولكن‬ ‫كيف سيكون حال أبناء أبو الفتوح و أبو إسماعيل أو غيرهم؟ خاصة و أن هذا الوعي ”الحضاري“ غائب عنهم‬ ‫باألساس‪ ...‬أو على األقل أغلبهم ‪...‬‬ ‫أتخيل اآلن كيف سيكون حال أنصار أبو الفتوح أو أبو إسماعيل الشباب بعد انتخابات الرئاسة‪ ،‬ال تهم النتيجة هنا‪،‬‬ ‫في حالة الفوز فإن المرشح لن يحتاج مواليد الثمانينات و التسعينات الذين دعموه في االنتخابات‪ ...‬سينتهي دورهم‬ ‫ويبدأ دور أهل الخبرة و الكفاءة من مستشاريه الذين أعلن عنهم أو لم يعلن‪ ...‬ال يهم في هذا المقام‪ .‬المهم ماذا‬ ‫ستفعل؟‬ ‫في كل األحوال ‪:‬‬ ‫بادر من اليوم –من اآلن‪ -‬بتشكيل شكل نظامي جماعي لك وألنصار المرشح‪ ،‬ليكن الشكل حزبا أو جماعة‬ ‫خيرية‪ ،‬أو جماعة سياسية‪ ....‬المهم أال تدع هذا الحشد الحاصل على ”فكرة“ مشروع وطن‪ ...‬أو ”فكرة“ سنحيا‬ ‫كراما‪ ...‬ال تدع هذا الحشد ألنه أجمل ما حدث‪ .‬انت ارتبطت مع عدد آخر بهدف واحد‪ ...‬هناك تناسق و تناغم‬ ‫بينكم في األهداف‪ .‬يجب أن تحافظ على ”الفكرة الجوهرية“ التي تجمعكم‪ .‬يجب أن تحافظ على عالقاتكم‬ ‫ببعض‪ ...‬على هذه الروح في طلب ”الهدف‪“.‬‬ ‫استخدم ”اللحظة الفارقة“ في التجمع و في الحشد لفكرتك‪ .‬ال يكفي أن تكون الجماعة بسيطة ك ”كان فين أبو‬ ‫إسماعيل قبل الثورة“ ‪ ،‬أو ”ألتراس الفتوح“‪ ..‬يجب أن تكون الجماعة ذات نشاط سياسي أوسع‪ .‬هذا التكتل أو‬ ‫العمل الجماعي قد يغير مسار االنتخابات في األعوام القادمة بغض النظر عن شخص األبوين (أبو الفتوح و أبو‬ ‫إسماعيل ‪).‬‬ ‫يجب أوال أن تبدأ في عمل تجمع حول نفس المبدأ مثال‪:‬‬

‫‪23‬‬


‫‪. 2‬مشروع وطن‬ ‫‪. 2‬سنحيا كراما‬ ‫و تحول هذه األفكار لمشاريع عملية على األرض‪ .‬تجتمع بعدد من المؤمنين بالفكرة‪ ،‬بعيدا عن الحملة المركزية‪،‬‬ ‫و تفكر في اإلجابة على أسئلة رئيسية‪ :‬مثال لو أساعدك في األسئلة‪:‬‬ ‫‪1‬مشروع وطن‬‫كيف نحقق ”مشروع وطن“ ؟ نحتاج عدد من المشاريع؟ ما هي هذه المشاريع؟ كيف نحصل عليها؟ في أي‬ ‫تخصصات؟ هل نحتاج بيوت خبرة؟ هل نستطيع أن ندعمهم؟ بماذا؟ هل نقوم نحن بأحد هذه المشاريع؟ هل نقوم‬ ‫فقط بالتسويق و الترويج لمشاريع موجودة فعال؟؟ كما كنا نفعل فيس بوك و يوتيوب؟‬ ‫‪2‬سنحيا كراما‬‫هل المصري فعال ممتهن الكرامة؟ كيف نحقق هذه الكرامة؟ هل هناك اشياء عملية نفعلها؟ نروج لها بالبوسترات‬ ‫؟ بالفيديو؟ ما هي األفكار التي تمنع أن يحصل المصري على كرامته؟ كيف نعالج هذه األمراض الفكرية؟ هل‬ ‫هناك مشاريع نقوم بها لندعم فكرة ”الكرامة“؟‬ ‫وهكذا بطرح األسئلة في ورشة عصف ذهني‪ ...‬ستتجاوز مرشحك المحبب إلى فكرة جامعة و معها عدد من‬ ‫الشباب العاملين‪ .‬ستحرر الفكرة من شخص أي األبوين ‪ ...‬لكونها ذاتية الدفع‪ ،‬وربما تحقق ما قد يفشل فيه أي‬ ‫منهما!‬ ‫أتصور حال فشل أي الرجلين في الحصول على مبتغاه‪ ،‬أن ينضم مباشرة لحزب و ينظم العمل السياسي فيه مع‬ ‫كل هذا الحشد حوله‪ .‬هكذا يتم استخدام الحشد للتوجيه السياسي الحقا بشكل أفضل ‪.‬‬ ‫لماذا يجب أن تهتم بتشكيل جماعة أو مؤسسة قوية؟‬ ‫أشرت في مقام سابق ‪ {http://on.fb.me/HS0wrJ‬المواتير السياسية} أن االحتالل الفرنسي لم يقوى على‬ ‫مصر لكثرة ما كان فيها من تنظيمات‪ ،‬نفس التنظيمات التي فككها محمد علي و فرغها من محتواها الفكري و‬ ‫بعدها منيت مصر باحتالل إنجليزي ألكثر من سبعين عاما‪ .‬تنظيمات ”فكرية“ كتلك‪ ...‬تضمن تماسك الدولة و‬ ‫تضمن رقيها بشكل مستدام‪ .‬فقط إذا تم توظيفها بالشكل السليم لذلك ‪.‬‬

‫‪24‬‬


‫خطايا التفكير الستة األساسية‬ ‫أحمد عبد الحميد‬

‫ال تصدق كل شيء تفكر فيه‪.‬‬ ‫ألنك ربما تقع في خطيئة من ستة على األقل‪:‬‬ ‫‪ .2‬أنت تحب القصص أكثر من اإلحصائات‬ ‫فسيارة صديقك الذي ال تعمل‪ ،‬ليست دليال أن كل منتجات ذات الشركة ردئية‪ ...‬ربما صديقك حظه سيء فقط‪.‬‬ ‫أنت حتى ال تجيد النظر في اإلحصائات بالشكل الصحيح‪ ،‬إذ "تأطر" نظرك بحسب منفعة أو ضرر‪ .‬و األولى‬ ‫الحساب على وجه النفع‪ ،‬و وجه الضرر‪.‬‬ ‫‪ .2‬أنت في األصل تريد الوصول لما يؤكد ما في عقلك ال ما ينفيه‬ ‫أسلحة الدمار الشامل في العراق أكبر مثل‪ ،‬على الرغم من وجود أي دليل مادي فإن الجميع حتى وقت الحرب‬ ‫كان مقتنعا بوجود أسلحة‪.‬‬ ‫أنت تحب فالن‪ ،‬و تريد أن تصدق أنه على حق‪ ،‬ولو ثبت العكس‬ ‫أنت تصدق أن فالن عميل‪ ،‬تريد أن تصدق‪ ،‬وعليه قد تهمل األدلة النافعة‪.‬‬ ‫‪ .3‬أنت ترى العالم بشكل مختلف‬ ‫ال تصدق ما تدركه حواسك‪ .‬ألن حواسك كلها قد تخدعك‪ .‬ما تراه عينيك ليس بالضرورة حقيقيا‪ ،‬و حتى الذاكرة‬ ‫بإمكانها أن تخلق أشياء غير موجودة‪ ...‬قد تخلق أنت ألسباب سيكلوجية بحتة أشياء ال تمت للواقع بصلة‪ .‬أنت‬ ‫تعتمد على "التنميط" و "التأطير" قبل أن ترى و تسمع‪ ...‬ال تتعجب أنك تفهم بشكل خاطئ!‬ ‫‪ .4‬أنت تسهل األمور أكثر مما هي عليه‬ ‫وفي ذلك خلل كبير‪ .‬من أجل التبسيط قد تربط بين فرضيات ال عالقة لها ببعض أصال مثل أن يكون فالن‬ ‫مصري فإنه مرح‪ .‬أو كونه فلسطيني فإنه فدائي‪ ،‬أو كونه عالم فإنه صادق‪ .‬أنت تهمل عدد كبير من المتغيرات‬ ‫لتجعل قرارك سهال‪.‬‬ ‫‪ .2‬ال تقدر دور الصدفة‬ ‫دائما التفسير المنطقي ألي معضلة فكرية هو أبسط التفاسير‪ .‬هناك أشياء تحدث بالصدفة‪ .‬تقبل ذلك‬ ‫‪ .1‬لدينا ذكريات خاطئة‬ ‫و أنت تبني على هذه الذكريات انطباعاتك‪.‬‬

‫‪22‬‬


‫للتفكير "مناهج" و للبحث في المسائل الجدلية "منهج للنظر" بحيث يصل الرجل لما يبغيه من التفسير "المنطقي‬ ‫العلمي" ألي مسألة‪.‬‬ ‫عن توماس كيدا‪ ،‬ال تصدق كل ما تفكر فيه‪،‬‬ ‫أزيدكم من قصائده أبياتا في وقت الحق‪.‬‬

‫معضلة عقل‪ :‬التأطير‬ ‫التأطير{‪ ... }2‬نصف الكوب أم الكوب كله؟‬

‫البعض يرى الكوب على أنه نصف مليء بالماء‪ ،‬البعض اآلخر يراه على أن نصفه فارغ‪ ،‬أنا أعتقد أنه يتعين‬ ‫عليك أن تغير الكوب{‪}2‬‬ ‫لكي تفهم مشكلة عقلك ”التأطير“‪ ،‬و تعمل على حلها‪ ،‬هناك عدة أمثلة‪ ...‬منها اثنين أدناه‪ ،‬تجاوز األول إن لم يكن‬ ‫لديك وقت!‬ ‫مثال واحد‪:‬‬ ‫تخيل مرض وبائي –ولعياذ باهلل‪ -‬أصاب بالدنا‪ ،‬و أنك في موقع مسؤول و أنه يتعين عليك أن تتخذ قرارا هاما‬ ‫بشأن إصابة ‪ 122‬إنسان بالوباء‪ .‬و أن مراكز دعم القرار عادوا إليك بدوائين في شكل برامج طبية‪:‬‬ ‫أوال برنامج أ ‪ :‬باإلمكان عالج ‪ 222‬شخص فقط عن طريق هذا البرنامج‪.‬‬‫ثانيا برنامج ب‪ :‬هناك احتمال واحد من ثالثة عالج المرضى‪ ،‬و احتمال اثنين من ثالثة أنه لن يتم معالجة أحد‪.‬‬‫أي البرامج ستختار؟ فكر قليال‪...‬‬ ‫لو كنت مثل معظم الناس ستختار البرنامج ”أ“‪ .‬اآلن لنأخذ حلين آخرين لنفس المشكلة‪:‬‬ ‫برنامج ج‪ :‬لو اتخذت هذا البرنامج الطبي سيموت ‪ 422‬شخص‬ ‫برنامج د‪ :‬لو اتخذت هذا البرنامج فإنه هناك احتمال أن واحد من ثالثة من الجميع ال يموت‪ ،‬و هناك احتمال ‪2‬‬‫من ثالثة أن يموت الجميع‪.‬‬ ‫أي البرامج ستختار؟ فكر قليال‪...‬‬ ‫أغلب الناس ستختار البرنامج د‪ .‬بحسب المصدر‪ ،‬فإنه ثمة بحث قام به أموس تفرسكي و دانيال كاهينام ووجدوا‬ ‫أن ‪ %72‬من الناس قرروا البرنامج أ‪ ،‬و في الحالة الثانية فإن ‪ %71‬قرروا البرنامج د‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫لو كنت من المدققين في الكالم أعاله‪ ،‬ستكتشف أن االختيارات هي نفسها‪ .‬كل ما تغير هو طريقة العرض ليس‬ ‫إال‪ .‬وبالتبعية فإن اإلطار الذهني للحل في عقلك قد تغير‪ .‬وعليه فإن قراراك أيضا تغير‪ .‬هو السؤال األساسي‪ :‬هل‬ ‫كنت تنظر للمسألة بعدد من يعيش؟ أم بعدد من يموت؟ مسألة نظرك للكوب‪ ...‬تغير كل شيء‪.‬‬ ‫مثال ‪:2‬‬ ‫تخيل أنك في برنامج مسابقات‪ ،‬و يعرض عليك هذه االختيارات‪:‬‬ ‫اختيار أ‪ :‬تكسب ‪ 2222‬دوالر اآلن‬ ‫اختيار ب‪ :‬فرصة ‪ %22‬لتكسب ‪ 2222‬دوالر‪ ،‬و فرصة ‪ %22‬أن تكسب ال شيء‬ ‫ايهما ستختار؟ فكر قليال‪...‬‬ ‫أغلب الناس ستختار أ‪ .‬سأخبرك بعد قليل لماذا‪.‬‬ ‫لنتخيل اآلن أن المسابقة عرضت عليك كالتالي‪:‬‬ ‫اختيار ج‪ :‬تخسر ‪ 2222‬دوالر اآلن‬ ‫اختيار د‪ :‬فرصة ‪ %22‬أن تخسر ‪ 2222‬دوالر ‪ ،‬و فرصة ‪ %22‬أال تخسر أي شيء‬ ‫أيهما ستختار؟ فكر قليال‪...‬‬ ‫أغلب الناس ستختار د‪.‬‬ ‫لماذا؟‬ ‫لدينا ميل طبيعي لتحاشي المخاطرة فيما يخص المكاسب‪ .‬لذا يختار الناس بمبدأ ”عصفور في اليد“‪ .‬لذا أيضا‬ ‫يختار معظم الناس االختيار أ‪ .‬وعلى خالف ذلك فإننا أميل للمخاطرة إذا سمحت لنا الفرصة ألن نخسر أقل‪ ...‬لذا‬ ‫يختار الكثير االختيار د‪.‬‬ ‫الخالصة في أمر التأطير‪:‬‬ ‫رؤيتك المبدئية لألمر على أنه ”مكسب“ أو ”خسارة“ تؤثر حتما في قرارك النهائي‪.‬‬ ‫كيف تتغلب على هذه المشكلة في عقلك؟‬ ‫تتغلب عليها بتغيير ”اإلطار“ المبدئي على الوجهين قبل أن تأخذ القرار‪ .‬لو بقي قرارك بدون تغيير‪ ...‬فقد تأكدت‬ ‫من عدم حدوث هذا الخطأ الفكري في رأسك‪ ...‬أما لو اكتشفت انك غير رأيك لتغيير اإلطار (من مكسب ل‬ ‫خسارة‪ ،‬أو من شخص تحبه لشخص ال تحبه) فإنه يتعين عليك أن تراجع قراراك‪.‬‬ ‫اسم المرض النفسي المختص بكراهية الخسارة ‪:‬‬ ‫‪Loss aversion‬‬ ‫وهو المتسبب في أننا أميل ألخذ المخاطرة في حالة الخسارة (بحسب أننا نخسر في كل األحوال!)‬ ‫وهو أيضا تبرير منطقي للحالة المسماة‪:‬‬ ‫‪Endowment effect‬‬ ‫و نفهمها بالمثل أفضل‪...‬‬ ‫مثل‪:‬‬ ‫تخيل أنك ربحت تذكرتين لحدث رياضي هام (سعرها ‪ 22‬دوالر)‪ .‬شخص ما يريد أن يشتري هذه التذكرة منك‪...‬‬ ‫بكم ستبيع التذكرة؟‬ ‫سجل إجابتك‪ ...‬لنقل أ‪.‬‬ ‫اآلن تخيل‪ ،‬أنك لم تربحهم‪ ،‬ولكنك تريد الذهاب‪ ،‬ما هو السعر األعلى الذي انت على استعداد لدفعه؟‬ ‫سجل إجابتك‪ ...‬لنقل ب‪.‬‬ ‫أغلبنا سيختار قيمة ل أ على األقل ضعف ب‪ .‬هذه هي ال‬ ‫‪Endowment effect‬‬

‫‪27‬‬


‫نظن أن امتالكنا لألشياء يزيدها من قيمتها‪ ....‬لجهلنا بذات المشكلة ”التأطير“‪.‬‬ ‫المرة القادمة‪ ،‬حين تتخذ قرارا هاما حاول أن تقلبه على وجهيه‪ .‬أن تغير موقفك من صاحب المكسب لصاحب‬ ‫الخسارة‪ .‬ابدأ دائما بالشك في قرارك نفسه حتى تصل للصواب‪ ...‬و تذكر ”أن مشكلة العالم األساسية هي في أن‬ ‫األغبياء يملؤهم اليقين بجهلهم‪ ...‬بينما األذكياء يملؤهم الشك“ {برتراند راسل}‪ ،‬ال تزيد من الشك‪ ...‬ولكن كن‬ ‫على وعي بطريقة وصولك للقرار وما يؤثر فيه‪.‬‬ ‫{‪}2‬مصدر أساسي بتصرف للتبسيط و التعريب‪ :‬كتاب‪ :‬ال تصدق كل شيء تفكر فيه‪ ،‬لتوماس كيدا‪ ،‬الباب‬ ‫العاشر‬ ‫{‪ }2‬أحمد عبد الحميد‬ ‫{‪ }3‬هناك فرق بين‪ :‬التأطير المذكور أعاله‪ ،‬و التنميط (استخدام صورة نمطية مغايرة للواقع‪ ،‬مثل‪ :‬كل مسلم هو‬ ‫عربي أو العكس)‪.‬‬

‫ال تصدق كل ما تفكر فيه ‪ --‬جزء ‪3‬‬ ‫عن حسابات العقل‪Mental accounts :‬‬ ‫بيقولك يا سيدي األرقام بتتسجل في دماغك في حسابات مختلفة‪.‬‬ ‫مثل‪:2‬‬ ‫يعني لو اشتريت تذكرة حفلة مثال ب ‪ 222‬جنيه‪ ...‬وضاعت‪ .‬مش ح تشتريها تاني‪.‬‬ ‫بس لو ضاع ال ‪ 222‬جنيه و انت رايح تشتريها‪ ...‬برضه ح تشتريها!‬ ‫مع إن الخالصة واحد في الحالتين‪ ...‬إنما عقلك فصل الحدثين عن بعض الن الحساب مختلف في العقل‪.‬‬ ‫مثل ‪:2‬‬ ‫الفلوس اللي جت ليك هدية في عيد ميالدك ح تصرفها بسرعة و في أي حاجة‪.‬‬ ‫الفلوس اللي حوشتها ولو كانت بنفس القيمة‪ ...‬مش ح تصرفها في أي حاجة‪.‬‬ ‫مع إن االتنين في اآلخر فلوسك‪ ...‬بس انت اعتبرتهم مختلفين عشان عقلك فيه حسابات مختلفة‪.‬‬ ‫نتعلم‪:‬‬ ‫العقل جواه حسابات مختلفة‪ .‬مع إن الناتج الكلي واحد‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫الناجون – ‪Survivals‬‬ ‫أحمد عبد الحميد‬

‫الحياة في بالدنا تعني أنك معرض للموت‬ ‫في مصعد‪ ،‬و أنت تعبر الطريق‪ ،‬في سيارة مثل سيارتنا القديمة بسبب زيت الفرامل المتسرب‪ ،‬أو بسبب سائق‬ ‫أتوبيس "حب يعمل غرزة"‪ ،‬أو بسبب عامل أهمل في صناعة عامود نور‪ ...‬أو بسبب أستاذ جامعي لم يعجبه‬ ‫شكلك أو شكل البنت التي أحببتها في الجامعة‪ ...‬أو أي شيء‪ .‬المهم أنك معرض ألن يتم هدر حياتك كلها بسبب‬ ‫خطأ –غيرك‪ -‬في الغالب‪ .‬أنت معرض للموت في كل خطوة و سيقول الجميع وفيهم من أهمل‪ :‬قدر هللا وما شاء‬ ‫فعل!‬ ‫اليوم المجلس العسكري يعطيك مجرد طريق آخر للموت‪ .‬قالئل هم من يدركون الثمن‪ ،‬وقالئل هم الناجون‪ .‬إذا‬ ‫كان هناك أكثر من ‪ 32‬ألف متوفي في حادثة في مصر‪ ...‬و أنت تقرأ هذه السطور اآلن‪ ،‬فإعلم أنك أيضا من‬ ‫الناجين‪ .‬أنك على الفضيلة األولى‪ :‬أن تبقى على وجه الحياة‪ .‬أن تموت فقط حين يكون لموتك ثمن‪.‬‬

‫‪22‬‬


‫رواية أحببتك أكثر مما ينبغي‬ ‫دينا سعيد‬ ‫تحكى الرواية عن قصة حب بائسة بين فتاة سعودية ورجل سعودى فى الغربة‪...‬‬ ‫ملخص القصة هى جملة قالتها الكاتبة‬ ‫هناك من اليشر من هم أطيب من أن يستوعبهم قلب وهناك من هم أخبث من أن يستوعبهم عقل" وأزيد عليها أن‬ ‫المفارقة تكون عندما يجتمع االثنان فى عالقة واحدة سواء كانت عالقة حب أو أبوة أو أخوة او صداقة"‬ ‫القصة تصوير بليغ لما يحدث عندما يرتيط أحد بشخص نرجسى ال يحب أال نفسه ويعتقد أن كل الناس البد أن‬ ‫تدور فى فلكه‪....‬علميًا هذه العالقة مدمرة صحيًا ونفسيًا وعاطفيًا ومعظم الخبراء النفسيين الغربيين ينصحون من‬ ‫يرتبط بنرجسى بأن يتركونه فورً ا ألنه عيب ال ينصلح فى الشخصية وقادر على تدمير من حوله بمهارة‬ ‫علميًا النرجسى شخص يستطيع أن يأسر من حوله بسحره فهو يهتم كثي ًرا بمظهره وسيارته وساعته وخالفه ألنها‬ ‫جزء من أدوات سحره وعندما يدخل انسان فى عالقة مع نرجسى فإنه ال يقوى على الخالص منها رغم عذابه‬ ‫الدائم فيها‪...‬يحاول الطرف اآلخر فى كل لحظة أن يرضى النرجسى بكل ما يستطيع‪..‬يعطى ويعطى ويعطى على‬ ‫أمل أن يأخذ شيئًا فيما بعد‪..‬ولكن النرجسى غير قادر على العطاء أو على حب أى شخص أال نفسه‪...‬ربما‬ ‫صدرت منه تصرفات رائعة مثل ذهاب عزيز الحضار الدواء لصديقة جومانا أو سهره بجوارها عند مرضها‬ ‫‪..‬ولكن هذه التصرفات تصدر فقط عندما تتسق مع رغباته هو وليس رغبات اآلخرين‪..‬مثال إحضار الدواء قد‬ ‫يكون بغرض أن تشعر جومانا كم هو شهم ورائع‪..‬ولكنه ليس نابع من رغبة حقيقة فى مساعدة إنسانة‬ ‫مريضة‪...‬وهكذا النرجسى دائ ًما ال يستطيع أن يضغط على نفسه ليفعل شىء ضد رغبته الداخلية بدون أن تكون‬ ‫له مصلحة مباشرة فيه‪..‬وظهر هذا فى القصة جليًا حتى فى لفتات بسيطة مثل إصرار عزيز أن يمسك الريموت‬ ‫معه وأن يتحكم فيه طوال الوقت متناسيًا رغبة االنسانة اآلخرى أنه من حقها أحيانًا أن تشاهد شىء ال‬ ‫يرغبه‪....‬الخالصة أن تصرفات عزيز اتسقت مع قراءاتى فى علم النفس عن النرجسية لدرجة مذهلة رغم أن‬ ‫الكاتبة لم تصف عزيز وال مرة بالنرجسية وإن كانت وصفته فى جملة باألنانية ولكن هناك فرق كبير بين‬ ‫النرجسية واألنانية‬ ‫حفت القصة بالتشبيهات الثرية كتشبيه جومانا للعاشق فى تجربة بائسة بالسمكة التى أعتادت ملوحة البحر‬ ‫واستنشاق األوكسجين المذاب فيه فما أن تخرج منه لتستنشق الهواء النقى حتى تموت‪...‬كما امتألت القصة‬ ‫بالعبارات الثرية التى تنم عن عمق فكرى وتأمل حقيقى ألحوال الحياة والعشاق‪ً ..‬‬ ‫مثال عندما قال عزيز لجومانا‬ ‫أنها أذكى من أن تستمع بالحب مع أى إنسان ألن الحب يحتاج للغباء أو التظاهر بالغباء وهى ال تستطيع أن‬ ‫تتغابى وال تقوى على ذلك‪...‬وسوف تشقى بعقلها فى الحب‪...‬هذا صحيح إلى حد ما وخاصة فى العالقات‬ ‫النرجسية القائمة على استعباد طرف لآلخر وال يكون االستعباد أال إذا كان الطرف اآلخر غبى أو طيب إلى‬ ‫درجة السذاجة أو يتغابى حتى تمشى المركب‪...‬ولذلك عزيزتى المرأة ال تندهشى إذا وجدتى طبيبًا يبحث عن فتاة‬ ‫متوسطة التعليم ليتزوجها فلتعلمى أن هذه من عالمات النرجسية ألنها يريد أن يسيطر على زوجته كليًا بصرف‬ ‫النظر عن مدى أهلية هذه الزوجة لتربية أطفاله فهو ال يهتم أال بنفسه‬ ‫توفقت كثي ًرا عند تبرير عزيز لسرعة الرجل بخيانة حبيبته عندما يشب بينهما شجارً ا ويتخاصما بأنه يفعل هذا‬ ‫أحيانًا لوصوله ألقصى درجات الحرمان من حبيبته فيحاول أن يقضى وطره من آخرى وهو يتخيلها الحبيبة حتى‬ ‫يستريح نفسيًا ولو ً‬ ‫قليال ثم تعليق الكاتبة أو جومانا بأنه لوال الخيال فى الجنس لما استمرت معظم العالقات‬ ‫الزوجية!!‬ ‫يعيب القصة فى رأيى بعض التطويل وبعض الخطابية وخاصة عندما تففض جومانا بمشاعرها المضطرية نحو‬ ‫عزيز وبخاصة فى الجزء األخير كما أن الملل قد يتسرب للقارىء من تكرار بعض األفكار بطرق مختلفة ‪..‬ولكن‬ ‫بشكل عام القصة جيدة جدًا‬

‫‪32‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.