الحمد لله الذي يلبِّي من ناداه ويجيب من دعاه ويغيث من اضطرَّ إليه وبثَّه شكواه، وينصر من التجأ إليه وفوَّض أموره إليه على كل من عاداه.
والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله، غوث الأنام وشفاء الآلام وترياق الأسقام، والشفيع الأعظم لجميع الخـلق يوم الزحام، وآله وأصحابه وجميع أهل الإسلام ، وبعد ...
لما كثر الطلب على كتابنا مفاتح الفرج وتعددت طبعاته، وكانت كلها تنفذ بفضل الله تعالى بسرعة لعظيم نفعه؛ فقد طلب الكثير من الأحباب اختصاره ليسهل حمله فى الجيب لشدة حاجتهم إليه؛ فأجبناهم إلى ذلك؛ رغبة فى تعميم الفائدة به، وإن كان لا غنى لمن يطالع هذا المختصر عن الرجوع إلى الأصل أحيانا؛ للإلمام بالزيادات التى به والتى لم نستطع ذكرها هنا.
وهنا سؤال: لماذا يبتلى الله عزوجل أحبابه ؟ فقد ابتلى آدم بإبليس وإبراهيم بالنمروذ وموسى بفرعون ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأبي جهل؟ وقد قال عزوجل (31الفرقان): {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين}
والسرُّ في ذلك أن البلاء يخلِّص القلب
كليَّة لله، لأن المرء عند الشدائد والأزمات يتوجه بالكليــَّة إلى الله تعالى مستغفراً، ومتضرعاً بالدعـاء ليمنحه