نظراً لظهور كثير من الأدعياء الذين ينتسبون إلى التصوف وهم أبعد الناس عن منهجه الذكى، وكذلك بسبب ما يثور هذه الأيام عن الدعوة والدعاة وتطوير الخطاب الدينى كان هذا الكتاب الذى أسميناه (أحسن القول) اقتباساً من قوله عزوجل فى الآية الكريمة:
وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) [فصلت]
وجعلناه فى بابين كبيرين، أما الباب الأول فيتحدث عن أحوال الصوفية الصادقين، حيث يبين حقيقة الصوفى الصادق ويدعو إلى صحبة الصادقين ويبين أوصافهم، كما يوضح أثر هذه الصحبة والأُخُوة وكيف أسسها رسول الله صل الله عليه وسلم بين صحبه المباركين! ويكشف عن المنهج الصحيح للسلوك الصوفى والذى يتمثل أعظم ما يتمثل فى إخلاص العمل لله عزوجل والمحبة الصادقة لرسول الله صل الله عليه وسلم، ويأتى بعد ذلك خدمة الصالحين.
أما الباب الثانى فقد ركزنا فيه على المنهج النبوى فى الدعوة إلى الله عزوجل، وأن القصد من الدعوة اجتماعياً هو إصلاح أحوال المجتمعات وإصلاح أحوال الأفراد وتأسيس المدينة الفاضلة كنموذج يُحتذى فى كل قرية وفى كل مدينة، وشخصياً ودينياً هو تنفيذ شرع ا