مصر في خارطة المشروع اإلسالمي! بقلم :حسن أحمد الدقي aldiqqi@hotmail.com
)نشرت المقال قبل سقوط طاغية مصر بليلتين إن الحمد +تعالى والصالة والسالم على رسول الھدى محمد بن عبد& وعلى آله وصحبه ومن وااله إلى يوم الدين ،وبعد: فيكاد العقل الجمعي والعاطفة الجمعية لألمة أن ينبئانا ـ عند توقفھما أمام ما حصل في تونس ثم في مصرـ بأن لھذه األيام ما بعدھا من الفتح والتحول ،وأن أمة اإلسالم توشك أن تنسل من حالة الغثائية التي أخبرنا عنھا رسول & صلى & عليه وسلم إلى مقدمات مباركة من استعادة التوازن والفعل ،وتوشك أن تستأصل بمبضع اإليمان ما ران على القلوب من الوھن ـ حب الدنيا وكراھية الموت ـ كما توشك األمة بھذه النقلة المباركة أن تفارق مرحلة الجبرية إلى مرحلة الرشد بإذن الواحد األحد. ١
وتذكرنا األحداث في مصر بما قص علينا رسول & صلى & عليه وسلم في صحيح مسلم) :كان ملك فيمن كان قبلكم وكان له ساحر (....إلى آخر الحديث ،أما الشاھد في الحديث فھو ما أوضحه الراھب للغالم عندما جاءه يقص عليه ما حدث معه من قتل الدابة التي كانت تمنع الناس ،فقال له الراھب :أي بني أنت اليوم أفضل مني قد بلغ من أمرك ما أرى وإنك ستبتلى).انتھى( فكم في مقولة الراھب تلك من قراءة دقيقة لألحداث القادمة والتحوالت االجتماعية والسياسية الكبرى واألھم من ذلك ھو تسليم الراھب القيادة للغالم من خالل قوله :أفضل مني .وكان توقع الراھب في مكانه حيث قاد الغالم المجتمع كله إلى أفياء التوحيد ولكن بعد أن قدم روحه فداء لعقيدته. وھاھم الفتية الجدد في مجتمعات المسلمين وقد رفع & عزوجل الوھن من قلوبھم يتھيأون لالنتظام في ھذه السنة الكونية )إنھم فتية آمنوا بربھم وزدناھم ھدى( اآلية ،فلله دركم يا شباب وما أجمل أمھاتكم وھن يرضعنكم حليب الثورة والفداء فإنھا سنة أخرى أيضا اصطفت مع بقية السنن )وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه(اآلية و +در أمھاتكم اللواتي ألقين بكم في خضم الميادين تتلقون الرصاص بصدوركم العارية وھي سنة أخرى أيضا )فإذا خفت عليه فألقيه في اليم وال تخافي وال تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين(اآلية. وفي خضم األحداث المتوالية يحتاج قادة األمة الفتية منھم والرھبان إلى التعرف الدقيق على ھذه اللحظة التاريخية والبقعة التاريخية أين تقعان من الخارطة الكلية والسنن الجامعة؟ وما عالقة ما يجري في مصر بالمسيرة الكلية للمسلمين وبمستقبلھم؟ أو بلغة العصر أين تقع مصر في خارطة المشروع اإلسالمي؟ وذلك حتى نحسن توظيف ھذا الحراك لصالح المسيرة العامة وبلوغ ھذا األمر ما بلغ الليل والنھار ،وإال فإن السنن جاھزة لصدم من ال يريد أن يراھا ومن تلك السنن الوقوع في التيه والضياع كما كان ذلك من نصيب بني إسرائيل في كل مرة يصلون فيھا إلى منعطف حاسم بل بلغ بھم األمر أن تاھوا وھم ال يزالون في مراحل الحراك األولى وذلك عندما زادت عليھم ضغوط المجتمع الفرعوني فاتجھوا باللوم إلى نبيھم عليه السالم) :قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا(اآلية فما كان من موسى عليه السالم إال أن نقلھم إلى معالم الخارطة الكلية للمسيرة) :قال عسى ربكم أن يھلك عدوكم ويستخلفكم في األرض فينظر كيف تعملون(اآلية وحتى يمكننا أن نحدد موقع مصر الثورة على خارطة المشروع اإلسالمي فإني سوف أتوقف عند المسألتين التاليتين: ٢
أوال :معايرة ثورة مصر استراتيجيا ثانيا :إخراج الثورة من سجونھا
أوال :معايرة ثورة مصر استراتيجيا وأقصد بالمعايرة االستراتيجية محاولة نسبة وقياس الحدث أو الثورة إلى المشروع اإلسالمي ومسطرته ذلك أني أزعم وبناء على أداء األمة الكلي خالل القرن العشرين خصوصا ُبعيد سقوط الخالفة اإلسالمية فإن التقعيد النظري وھو ما يعرف باالجتھاد وما تال ذلك من تطبيقات عملية في الحراك اإلسالمي العام وخالل مراحل مختلفة وفي كل المواقع الجغرافية في العالم قد أفضت إلى تحديد دقيق للبناء اإلسالمي المأمول أو النھضة الشاملة التي تستھدف التمكين لدين & عز وجل في الكون كل الكون ،وقد حاولت أن أستشرف وأحدد مالمح ذلك البناء بوضع كتاب :مالمح المشروع اإلسالمي ،فإذا كان في تلك المحاولة الحد األدنى من الدقة ونور االستشراف فقد أصبح بإمكاننا أن نستخدم تلك المسطرة في قياس التجارب المختلفة بغية تحديد دقيق لألرضية التي تقف عليھا تلك التجارب قربا وبعدا من المسطرة وتموضعا في الخارطة الكلية للمشروع اإلسالمي. وعليه فإن المعايرة سوف تركز على رؤية الثورة المصرية من خالل أوزان ومسطرة المشروع الكلي وھي كما يلي: • إن الثورة المصرية لم تأت من فراغ وإنما ھي نتيجة تراكمات من الرؤية اإلسالمية وما ضخته تلك الرؤية من مبادئ وما بشرت به من آمال نظرية وتطبيقية وما رفعت من سقوف التطلعات في األمة في ميدان العلم والتربية واألخالقيات والتطبيقات اإليمانية وفي ميدان السياسة والمطالبة بالحقوق وفي ميدان الجھاد واستعادة األمجاد ،وقد لعبت كافة المدراس اإلسالمية دورھا في كل أو بعض ھذه الميادين حتى أذن & عز وجل بھبوب رياح التغيير وخروج األجيال الجديدة والتي كسرت قواعد اللعبة المفروضة على األمة. • وجاءت الثورة المصرية لكي تنير وتستشرف مرحلة الرشد بعد أن طال ليل الجبرية وتطبيقاتھا في مشرق األمة ومغربھا ولعل مما يبشر باستشراف مرحلة الرشد ھو نھضة مكونات األمة المصرية كلھا وانتظامھا في مواجھة الجبرية دون أن تعوقھا االنتماءات االجتھادية في المدارس اإلسالمية المختلفة ودون أن تثقلھا حسابات الطبقية االجتماعية وقد جاء ٣
إجماع الشعب المصري بإشارته للطغمة الظالمة ونظامھما توبة عما أخبر عنه النبي صلى & عليه وسلم في الحديث) :إذا رأيت أمتي تھاب الظالم أن تقول إنك ظالم فقد تودع منھم( .وعليه فإن متطلبات إدراك صفة الرشد ومرحلتھا تقتضي العمل على تقديم مبادئھا للناس والمجتمعات والتبشير بھا كنظام إسالمي سياسي في الحكم وشؤونه ومن ثم االلتزام بمتطلباتھا من قبل الداعين إليھا وھم قيادات العمل اإلسالمي خاصة في ظل التشويش الكبير الذي تعانيه الديمقراطية الغربية وتطبيقاتھا ١.ولعل في تأخر بروز فئة من اإلسالميين بعينھا في ھذه الثورة من اآليات الشيء الكثير لعل أبرزھا أن القيادة في األمة لن تفرض فرضا وإنما ستختار اختيارا حرا. • كما أن الثورة المصرية جاءت نتيجة تراكمات أداء المرحلة الجبرية خصوصا في ظل النظام المصري العسكري وما أدراك مالنظام المصري؟ الذي عھد له االنجليز واألمريكان بعد استقرار العالم تحت الطغاة الخمسة بعيد انتھاء الحرب العالمية الثانية بإدارة أخطر البقاع اإلسالمية والعربية عام١٩٥٢م فكان نظاما يجمع بين خليط العقائدية العرقية )القومية العربية( وضالل االشتراكية وصنمية الناصرية وبين الجبروتية العسكرية والقبضة االستخباراتية والتابعية للنظام الدولي والذي بدوره كان قد انتھى من تثبيت النظام اليھودي في فلسطين كأحد معالم النظام السياسي في ما أسموه بالشرق األوسط .ففي ھذه المرحلة ذاقت األمة سياط الجبرية كأوضح ما يكون القھر والعنت وبرغم تقلب النظام السياسي بين ثالثة رؤساء وعھود لكن المحصلة النھائية واإلرث النھائي قد آل في الداخل إلى انھيار اقتصادي وزعزعة اجتماعية وفي الخارج إلى ضياع للقدس وبغداد وعزل مصر عن محيطھا واستخدام النظام فيھا كعصا غليظة ضد شعبھا وضد عالمھا العربي واإلسالمي. • وإن الثورة المصرية لتنتمي إلى المالمح االستراتيجية والجھادية في ھرم مالمح المشروع اإلسالمي أي في قمته وتنتمي على وجه الخصوص إلى نظرية التغيير الشاملة والتي تستتبع إدارة استراتيجية وتعبوية تضمن بإذن العزيز الرحيم ضم طاقات األمة ونسجھا في مسيرة تدافعية تؤذن ٢ باستشراف مرحلة التمكين. • وتأتي الثورة المصرية متجاوبة مع الحراك األھم في واقع المسلمين وھو الحراك الجھادي خاصة في فلسطين لكي يحيي بھا & عز وجل اآلمال ويسد بھا المسلمون أھم الثغرات في أدائھم االستراتيجي ويوازنون بھا ١
يراجع في ھذا كتاب الحرية أو الطوفان وكتاب تحرير اإلنسان وتجريد الطغيان للشيخ حاكم المطيري. ٢ يراجع الفصل األخير في كتاب مالمح المشروع اإلسالمي للمؤلف.
٤
•
•
•
•
٣
اصطراع المشاريع األخرى على أرض الشام وفي قلب األمة المسلمة خصوصا مع الضبابية الشديدة التي ألقاھا المشروع الشيعي على حراك األمة في فلسطين والعراق وبقية المناطق. وجاءت الثورة المصرية في ظل نجاح كبير لألمة المسلمة بعولمة األداء اإلسالمي وتنوع التطبيقات العالمية فعن يمين مصر يشتعل جھاد الفلسطينيين وعن شمالھا ينتفض الجزائريون وعلى وقع جنازير الدبابات األمريكية في أفغانستان والعراق تشتعل ملحمة جھادية قل نظيرھا ،وفي جنبات الكرة األرضية ال يسمع إال صوت المسلمين وحراكھم السياسي والثقافي والعلمي ورفضھم للھيمنة األمريكية ورموز عولمتھا حتى أدى ذلك إلى قيام جماھير األمم شرقا وغربا برفع الكوفية الفلسطينية والعلم العراقي تعبيرا عن اإلعجاب والتضامن. وجاءت الثورة المصرية كسرا لمرحلة االستضعاف وولوجا إلى مرحلة التدافع وھي السنة التي تتحقق غالبا ـ بحسب مسطرة معادلة التمكين واالستضعاف ـ دون نذير واضح ودون تخطيط دقيق من المعنيين بإدارة المرحلة وقد تبين في مسطرة المشروع أن األمة تقف حاليا في نھاية حلقات مرحلة االستضعاف وتوشك أن تندفع إلى مرحلة التدافع وھي التي تفصل بين االستضعاف والتمكين ،ولھذه المرحلة أي التدافع من السنن ما ٣ ينبغي استيعابه وضبط البوصلة على اتجاھاته. وتأتي الثورة المصرية في ظل نفض األمة لتبعات الوھن والغثائية التي أخبرنا عنھا رسول & صلى & عليه وسلم في الصحيح مما يحتاج معه إلى دفع األمة نحو استكمال ھذه األشواط ال الوقوع في دائرة الوسواس والتخذيل ونسبة األمور دائما إلى األصابع اليھودية أو األمريكية الخفية كما يجيد كثير من الناس. وتأتي الثورة المصرية لكي تعري وتفضح النفاق وأھله ونظمه تلك التي والت الكفار بأنواعھم وأذلت األمة واتكأت على تخديرھا بأنھا تمثل والة أمر المسلمين ونظام حكمھم وھي قد استلمت الحكم من أيدي االنجليز والفرنسيين ثم األمريكان من بعدھم ،وھي التي نظرت في المصلحة العليا للمسلمين شرقا وغربا ثم عملت على نقيضھا وضربت األمة في صميم مصلحتھا ،فقامت الثورة المصرية لكي تكشف الغطاء عن األعين المغمضة واآلذان المثقلة عن ھذه الحقائق.
تراجع مفردة تحديات كسر المرحلة االستضعافية في فصل موقع المشروع اإلسالمي على مسطرة التمكين .الكتاب السابق
٥
• وتأتي الثورة المصرية كإحدى القمم التي تمثل المشروع اإلسالمي وآماله الكبار والتي ترسي معلما أساسيا في صراع المشروع اإلسالمي ضد المشاريع األخرى كالمشروع اليھودي والمشروع الصليبي وبقية المشاريع.
ثانيا :إخراج الثورة من سجونھا وأقصد بالسجون االنغالق العقلي والنفسي واالجتھادي الذي يحول دون دفع األداء اإلسالمي في معارج النھضة اإلسالمية الشاملة وھي ثالثة سجون: -١سجن القطر والوطن -٢سجن الجماعات اإلسالمية -٣سجن النظام الدولي وتوابعه والسجون الثالثة تشكلت نتيجة االنغالق المرحلي في االجتھاد اإلسالمي خالل العقدين الماضيين ونتيجة للضغوط التي مارسھا كل من النظام الدولي متمثال في أمريكا وفي حلفائھا من األنظمة السياسية وليست الثورة المصرية وحدھا بحاجة إلى ھذا اإلخراج والزحزحة بل إن العمل اإلسالمي والحراك الدعوي والسياسي في األمة عموما ليحتاج مثل ھذا اإلخراج ،وأزعم أنه بدون دفع األمور باتجاه الخالص والتحرر من تلك السجون فإنه لن يتمكن المسلمون من تحريك الواقع باتجاه مصالحھم فضال عن مناوشة األھداف الكبرى للمشروع اإلسالمي ،ويمكن تحديد المراد من ھذه المفردة ببسط النقاط التالية: • يعتبر سجن القطر والوطن أحد مھددات الثورة المصرية من حيث رغبة البعض واتجاھھم بتأسيس الحراك العام للثورة ومتطلباتھا على الحدود الجغرافية والتاريخية لمصر وحدھا ونبذ االمتدادات الحيوية لھا وموقعھا المميز لألمة العربية واإلسالمية وبالتالي يستعجل الثوار في إعادة المارد إلى قمقمه الوطني ومفرداته ،خاصة وأن المثبطين يضربون على وتر عدم تعريض البالد للمخاطر اإلقليمية والدولية ،وال يعني ھذا أن ال تؤخذ العوامل الوطنية في الحسبان لكن األمر ليس بإطالقه فينبغي أن تستثمر أجواء الثورة والدفع الذي أحدثته في إعادة تأسيس الدور التاريخي واالستراتيجي لمصر وتحمل تبعاته وإعادة زرع ھذه القيم في نفوس الجيل ٦
•
•
•
•
•
•
الجديد من المصريين ،ومن ذلك أن ينص في الدستور الجديد على دور مصر في تحمل تبعات استرجاع فلسطين والمسجد األقصى من أيدي اليھود. أن تكسر القوالب الوطنية أو بعضا منھا على أقل تقدير تلك التي ارتبطت بزيف القومية والعلمانية وأن ال يترك األمر لسحرة المرحلة الجبرية بأن يملوا رؤاھم على الساحة من جديد ،وبالمقابل فعلى الدعاة أن يسعوا لوضع االجتھاد الجديد في المنھج السياسي اإلسالمي المعاصر أو بعض معالمه ضمن المبادئ التي يحتويھا الدستور خاصة في الحكم الرشيد وتحديد حقوق المسلمين السياسية وحقوق المواطنة واألقليات إلى غير ذلك من المعالم دون أن يترك المجال لألقليات أن تفرض وجودھا تحت مبرر احترام حقوقھا. ومن الفرص التاريخية التي حدثت في الثورة المصرية فرصة اإلجھاز والقضاء على معالم المرحلة الجبرية في الحكم والسياسة وامتداد واستناد تلك الجبرية على النظام الدولي المعادي للمسلمين منذ نشأته عام ١٩٤٥م بعيد انتھاء الحرب العالمية الثانية ،وضرورة العمل على دفع مسار ھذا اإلجھاز على الجبرية إلى آخر الشوط وتصدير ھذه الرؤية لبقية نواحي األمة العربية واإلسالمية بل وللمستضفين في العالم. أن يسعى الدعاة لتأكيد مبادئ التنمية وقواعد االقتصاد اإلسالمي والحد من ھيمنة النظام الدولي االقتصادي والعولمة ضمن قواعد الدستور الجديد قدر المستطاع كمقدمة لمستقبل التغيير اإلسالمي. استدعاء كافة مفردات الخطاب اآلمن والمؤلف لقلوب مختلف شرائح المجتمع دون التنازل عن أسس الرؤية اإلسالمية والحقوق االجتماعية والسياسية قدر المستطاع. فسح المجال للمدارس اإلسالمية المختلفة ألداء أدوارھا في المجتمع المصري دون الحجر واإلبعاد والحذر من التوظيف اإلقصائي لجماعة من الجماعات وذلك بإغرائھا بالموقع المتقدم مقابل اآلخرين ،وضرورة اعتماد تقديم كل من يثبت كفاءته وأمانته لخدمة المجتمع. اعتماد الحوار المباشر والمكثف بين مختلف الجماعات اإلسالمية لبلورة رؤية موحدة قدر المستطاع إلدارة المرحلة وعدم ترك االختالف في االجتھادات حتى ال تعصف بالمسيرة العامة ووضع االتفاقات التي تحدد طبيعة الساحة والمرحلة وتطبيق المبادئ التي تتناسب مع كل مرحلة فإذا اتفق على أنھا ساحة صفراء فحينئذ ال يجوز إال أن تطبق فيھا أسس ٧
الصراع السياسي والفكري والتربوي ويسھم الجميع في ھذا الصراع وإذا اتفق أنھا ساحة حمراء وفق معطيات الشرع ونتيجة لتدخل الكفار فيھا بالسالح فحينئذ تطبق فيھا أسس الجھاد والقتال وھكذا. • ضرورة البحث عن مساحات واسعة لتحريك الثورة وتوصيلھا إلى بر األمان والتأثير الحقيقي في واقع األمة وھذا يقتضي التخفف من انغالق التجارب خاصة التجربة الديموقراطية في ظل النظام القطري الذي يستمد وجوده من النظام الدولي فيوشك النظام الدولي أن ينقض على إنجازات الثورة المصرية من بوابة األداء الديموقراطي والذي يربطه بالمرجعية العسكرية واألمنية ومرجعية المعايير الغربية النصرانية التي أبانت عن وجھھا في تجربة الجزائر وتجربة فلسطين وعليه فإن التسليم للنظام الدولي بوضع أسس إرساء الثورة ليھدد إنجازتھا أيما تھديد ،مما يقتضي غل اليد الدولية قدر المستطاع من خالل الحراك الشعبي وتفعيله كما حصل بغل النظام الجبري المصري وأن يستعد قادة الثورة لكل االحتماالت فحبل التغيير طويل ومساره معقد وشديد. • ضرورة قبول الدعاة للمرحلة االنتقالية والتي قد تطول والتدرج في تقديم التطبيقات اإلسالمية في مختلف المجاالت السياسية والقانونية واالجتماعية مع إدراك الفرق ما بين مرحلة التمكين وھذه المرحلة االنتقالية دون فسح المجال للمفسدين لكي يعاودوا نشاطھم وإفسادھم قدر المستطاع. • تحتاج الثورة في مصر وأھلھا أن يخرجوا معنويا وعقليا في المرحلة األولى من سجن النظام الدولي ومفرداته المتمثل في أمريكا وفي القوى اإلقليمية وإمالءاتھا والنظم السياسية وفسادھا فإن الوقوع في محاولة إرضاء واسترضاء النظام الدولي سيقود حتما إلى المربع األول من جديد وقد يقول قائل وھل بامكان الثوار في مصر أن يخرجوا من ھذا النظام؟ والجواب :نعم ويتم ذلك من حيث المبدأ من خالل تبني الرؤية اإلسالمية الشاملة والتي تقضي خروجا من عباءة النظام الدولي وإن كان على المدى البعيد فإن اليھود والنصارى وھيمنتھم على النظام الدولي ال يمكن أن يترك فسحة لتطبيق الرؤى اإلسالمية على الصعيد السياسي فضال عن الصعيد الجھادي ومالم تتبع استراتيجية ممانعة ومقاومة لتبعية النظم السياسية للنظام الدولي فإن األمر سوف يراوح مكانه ،ومما يعين المصريين على ھذه النقلة استعداد شعوب العالم المستضعفة من المسلمين وغيرھم للوقوف في وجه النظام الدولي الذي تقوده وتمثله أمريكا.
٨
• وتحتاج الثورة في مصر إلى استراتيجية يوسف عليه السالم في النھضة بالمجتمع المصري من كبوته االقتصادية وتبعيته الذليلة للنظام االقتصادي العالمي فإذا نجح الدعاة في طمأنة الشعب المصري على أقواتھم أمكن االنتقال بھم إلى سقوف أرفع وأعلى خاصة وأن نيل يوسف عليه السالم ھو ھو فينبغي تدراك الموقف قبل أن يحل موعد حروب المياه التي يبشر بھا اليھود. و& يقول الحق وھو يھدي السبيل ٢٠١١/٢/١٠
٩