Arabic - Tobit

Page 1


‫الفصل ‪1‬‬ ‫‪ 1‬سفر كالم طوبيا بن طوبيئيل بن حننيئيل بن عدوئيل بن جبائيل من نسل عسائيل من سبط نفتالي‪.‬‬ ‫‪ 2‬الذي في أيام عدو ملك أشور‪ ،‬سبى من ثيسبي التي عن يمين تلك المدينة التي يقال لها نفتالي في الجليل فوق أشير‪.‬‬ ‫‪ 3‬أنا طوبيا سلكت كل أيام حياتي في طرق الحق والعدل‪ ،‬وصنعت صدقات كثيرة إلخوتي وأمتي الذين جاءوا معي إلى نينوى إلى أرض أشور‪.‬‬ ‫‪ 4‬ولما كنت في أرضي في أرض إسرائيل وأنا فتى‪ ،‬سقط كل سبط نفتالي أبي من بيت أورشليم‪ ،‬المختار من جميع أسباط إسرائيل‪ ،‬لكي يذبح كل األسباط هناك حيث تم‬ ‫تكريس هيكل مسكن العلي وبنائه إلى كل العصور‪.‬‬ ‫‪ 5‬وجميع األسباط الذين تمردوا معا وبيت أبي نفتالي ذبحوا لعجلة البعل‪.‬‬ ‫‪ 6‬ولكني كنت أذهب وحدي مرارا كثيرة إلى أورشليم في األعياد‪ ،‬كما كتب لجميع شعب إسرائيل بأمر أبدي‪ ،‬مع الباكورات وأعشار الغالل مع الباكورة‪ .‬واعطيتهم عند‬ ‫المذبح للكهنة بني هرون‪.‬‬ ‫‪ 7‬وأعطيت العشر األول من كل المحصول لبني هرون الذين كانوا يخدمون في أورشليم‪ ،‬والعشر اآلخر بعته وذهبت وأنفقته في كل سنة في أورشليم‪.‬‬ ‫‪ 8‬والثلث أعطيته لمن يستحقه‪ ،‬كما أوصتني دبورة أم أبي‪ ،‬ألن أبي تركني يتيما‪.‬‬ ‫‪ 9‬ولما بلغت سن الرجولة تزوجت حنة من عشيرتي وأنجبت منها طوبيا‪.‬‬ ‫‪ 10‬ولما سبينا إلى نينوى‪ ،‬كان جميع إخوتي وأقاربي يأكلون خبز األمم‪.‬‬ ‫‪ 11‬ولكن منعت نفسي من األكل‪.‬‬ ‫‪ 12‬ألني ذكرت هللا بكل قلبي‪.‬‬ ‫‪ 13‬وأعطاني العلي نعمة ونعمة أمام العدو فأكون له المعونة‪.‬‬ ‫‪ 14‬فذهبت إلى ميديا وأودعت جبائيل أخي جبرياس في راجيس مدينة مادي عشرة وزنات من الفضة‪.‬‬ ‫‪ 15‬ولما مات العدو‪ ،‬ملك سنحاريب ابنه عوضا عنه‪ .‬الذي كانت حالته مضطربة‪ ،‬ولم أتمكن من الذهاب إلى وسائل اإلعالم‪.‬‬ ‫‪ 16‬وفي زمن العدو أعطيت صدقات كثيرة إلخوتي‪ ،‬وأعطيت خبزي للجائعين‪،‬‬ ‫‪ 17‬وثيابي للعريان‪ ،‬وإذا رأيت أحدا من أمتي ميتا أو ملقا على أسوار نينوى دفنته‪.‬‬ ‫‪ 18‬وإذا كان الملك سنحاريب قد قتل أحدا عند مجيئه وهربه من اليهودية كنت أدفنهم سرا‪ .‬النه في غضبه قتل كثيرين‪ .‬ولكن لم يتم العثور على الجثث عندما بحث عنها‬ ‫الملك‪.‬‬ ‫‪ 19‬ولما ذهب واحد من أهل نينوى وشكاني إلى الملك فدفنته واختبأت‪ .‬وإذ علمت أنه مطلوب لي أن أقتل‪ ،‬انسحبت من الخوف‪.‬‬ ‫‪ 20‬فاخذت كل اموالي ولم يبق لي شيء غير زوجتي حنة وابني طوبيا‪.‬‬ ‫‪ 21‬ولم يمض خمسة وخمسون يوما حتى قتله اثنان من بنيه وهربا إلى جبال أراراط‪ .‬وملك ابنه سركيدونوس مكانه‪ .‬الذي ولي على حسابات أبيه وعلى جميع شؤونه‬ ‫أخيخاروس بن أخي حنائيل‪.‬‬ ‫‪ 22‬ثم استعطفني أخيخاروس ورجعت إلى نينوى‪ .‬وكان أخيخاروس ساقيًا وخات ًما ووكياًل ومحاسبًا‪ ،‬فأقامه سركيدونس ثانيًا له‪ ،‬وهو ابن أخي‪.‬‬ ‫الفصل ‪2‬‬ ‫‪ 1‬ولما رجعت إلى البيت‪ ،‬ورجعت إلي زوجتي حنة‪ ،‬مع ابني طوبيا‪ ،‬في عيد العنصرة‪ ،‬وهو عيد األسابيع السبعة المقدسة‪ ،‬كانت قد أعدت لي عشاء جيدا‪ ،‬فيه جلست‬ ‫لتناول الطعام‪.‬‬ ‫‪ 2‬ولما رأيت طعاما كثيرا قلت البني اذهب وأحضر أي فقير تجده من إخوتنا الذي يذكر الرب‪ .‬وها أنا أتأخر عنك‪.‬‬ ‫‪ 3‬فجاء أيضا وقال يا أبتاه واحد من أمتنا مخنوق مطروح في السوق‪.‬‬ ‫‪ 4‬وقبل أن أذق شيئا من اللحم قمت وأدخلته إلى غرفة إلى غروب الشمس‪.‬‬ ‫‪ 5‬فرجعت واغتسلت وأكلت طعامي بالثقل‪.‬‬ ‫‪ 6‬متذكرين نبوة عاموس القائلة‪« :‬ستتحول أعيادكم إلى نوح‪ ،‬وكل أفراحكم إلى رثاء»‪.‬‬ ‫‪ 7‬لذلك بكيت وبعد غروب الشمس ذهبت وعملت قبرا ودفنته‪.‬‬ ‫‪ 8‬ولكن جيراني استهزأوا بي وقالوا هذا الرجل ال يخاف بعد أن يقتل من أجل هذا األمر‪ .‬وها هو أيضًا يدفن الموتى‪.‬‬ ‫‪ 9‬وفي تلك الليلة أيضا رجعت من الدفن ونمت عند حائط داري وأنا متنجس ومنكشف وجهي‪.‬‬ ‫‪ 10‬ولم أعلم أن هناك عصافير في الحائط‪ ،‬وقد كانت عيناي مفتوحتين‪ ،‬وكتمت العصافير زباًل دافًئا في عيني‪ ،‬ودخل بياض في عيني‪ ،‬فذهبت إلى األطباء‪ ،‬فلم يساعدوني‪.‬‬ ‫لقد غذاني أخيخاروس حتى دخلت إليمايس‪.‬‬ ‫‪ 11‬وزوجتي حنة كانت تتولى أعمال النساء‪.‬‬ ‫‪ 12‬ولما أرسلتهم إلى أصحابها إلى البيت‪ ،‬دفعوا لها أجرتها‪ ،‬وأعطوها أيضا جديا معزى‪.‬‬ ‫‪ 13‬ولما كانت في بيتي وبدأت تبكي قلت لها من اين هذا الجدي‪ .‬أليس مسروقا؟ سلمها ألصحابها‪ .‬ألنه ال يحل أكل شيء مسروق‪.‬‬ ‫‪ 14‬فقالت لي‪ :‬أعطي هدية أكثر من األجرة‪ .‬لكنني لم أصدقها‪ ،‬بل طلبت منها أن تعطيه ألصحابها‪ ،‬فاخجلت منها‪ .‬فقالت لي‪ :‬أين صدقتك وصالحاتك؟ هوذا أنت وجميع‬ ‫أعمالك معروفة‪.‬‬ ‫الفصل ‪3‬‬ ‫‪ 1‬حينئذ بكيت في حزني‪ ،‬وصليت في حزني قائال‪:‬‬ ‫‪ 2‬أنت عادل يا رب‪ ،‬وجميع أعمالك وكل طرقك رحمة وحق‪ ،‬وتقضي بالحق والعدل إلى األبد‪.‬‬ ‫‪ 3‬اذكرني وانظر إلي‪ ،‬وال تعاقبني على خطاياي وجهلي وخطايا آبائي الذين أخطأوا أمامك‪.‬‬ ‫‪ 4‬ألنهم لم يسمعوا وصاياك‪ ،‬لذلك أنقذتنا للنهب والسبي والموت‪ ،‬ومثال للهالك لجميع األمم الذين تفرقنا بينهم‪.‬‬


‫‪ 5‬واآلن أحكامك كثيرة وحق‪ .‬فاصنع معي حسب خطاياي وخطايا آبائي‪ ،‬ألننا لم نحفظ وصاياك وال سلكنا بالحق أمامك‪.‬‬ ‫‪ 6‬فاآلن اصنع معي كما يحسن في عينيك‪ ،‬و ُمر أن يؤخذ مني روحي ألنحل وأصير ترابا‪ ،‬ألنه خير لي أن أموت وال أحيا‪ ،‬ألني سمعت كذبا‪ .‬تعيير ولدي حزن كثير‪ .‬فمر‬ ‫اآلن أن أنقذ من هذا الضيق وأذهب إلى المكان األبدي‪ .‬ال تصرف وجهك عني‪.‬‬ ‫‪ 7‬وحدث في ذلك اليوم أن سارة ابنة رعوئيل‪ ،‬في اكباتان‪ ،‬مدينة مادي‪ ،‬عيّرت هي أيضا من جواري أبيها‪.‬‬ ‫‪ 8‬ألنها كانت متزوجة من سبعة أزواج قتلهم الروح الشرير أسموديوس قبل أن يضطجعوا معها‪ .‬قالوا‪ :‬أال تعلمين أنك خنقت أزواجك؟ كان لك سبعة أزواج‪ ،‬ولم تُس َّم على‬ ‫أحد منهم‪.‬‬ ‫‪ 9‬لماذا تضربنا لهم؟ فإن ماتوا فاذهب وراءهم وال نرى لك ابنا وال ابنة‪.‬‬ ‫‪ 10‬فلما سمعت ذلك حزنت جدا حتى ظنت أنها تخنق نفسها‪ .‬فقالت‪ :‬أنا االبنة الوحيدة ألبي‪ ،‬وإذا فعلت هذا يكون ذلك عارا له‪ ،‬وأحمل شيخوخة شيخوخته إلى القبر‪.‬‬ ‫‪ 11‬وصلّت نحو الكوة وقالت‪ :‬مبارك أنت أيها الرب إلهي‪ ،‬واسمك القدوس والمجد مبارك ومكرم إلى األبد‪ ،‬ولتسبحك جميع أعمالك إلى األبد‪.‬‬ ‫‪ 12‬واآلن يا رب وجهت عيني ووجهي نحوك‪.‬‬ ‫‪ 13‬وقل أخرجني من األرض لئال أسمع بعد عارًا‪.‬‬ ‫‪ 14‬أنت تعلم يا رب أني بريء من كل خطية مع اإلنسان‪،‬‬ ‫‪ 15‬وأني لم أنجس اسمي واسم أبي في أرض جالئي‪ ،‬وأنا االبنة الوحيدة ألبي‪ ،‬وليس له بن يرثه‪ ،‬وال قريب له‪ ،‬وال ابن من حيه الذي أحتفظ به زوجة‪ :‬أزواجي السبعة‬ ‫ماتوا بالفعل؛ ولماذا يجب أن أعيش؟ ولكن إذا كنت ال ترغب في أن أموت‪ ،‬فأمرني ببعض االهتمام‪ ،‬وأشفق علي حتى ال أسمع المزيد من اللوم‪.‬‬ ‫‪ 16‬فاستجابت صلواتهما أمام جاللة هللا العظيم‪.‬‬ ‫‪ 17‬فأرسل رافائيل ليشفيهما‪ ،‬أي ليزيل بياض عيني طوبيا‪ ،‬ويعطي سارة بنت رعوئيل زوجة لطوبيا بن طوبيا‪ .‬وتقييد أسموديوس الروح الشرير‪ .‬ألنها كانت لطوبيا بحق‬ ‫الميراث‪ .‬وفي ذلك الوقت جاء طوبيا إلى بيته ودخل بيته‪ ،‬ونزلت سارة ابنة رعوئيل من عليتها‪.‬‬ ‫الفصل ‪4‬‬ ‫‪ 1‬في ذلك اليوم تذكر طوبيا المال الذي سلمه لجبال في غضب الميديين‪.‬‬ ‫‪ 2‬وقال في نفسه تمنيت الموت‪ .‬لماذا ال أدعو ابني طوبيا ألشير له بالمال قبل أن أموت؟‬ ‫‪3‬فدعاه وقال يا ابني عندما مت ادفنني‪ .‬وال تحتقر أمك‪ ،‬بل أكرمها كل أيام حياتك‪ ،‬وافعل ما يرضيها وال يحزنها‪.‬‬ ‫‪ 4‬اذكر يا ابني أنها رأت عليك أخطارا كثيرة عندما كنت في بطنها‪ .‬وعندما ماتت فادفنها عندي في قبر واحد‪.‬‬ ‫‪ 5‬يا ابني‪ ،‬اذكر الرب إلهنا كل أيامك‪ ،‬وال تجعل إرادتك تخطئ أو تتعدى وصاياه‪ .‬افعل االستقامة كل حياتك‪ ،‬وال تتبع طرق الظلم‪.‬‬ ‫‪ 6‬ألنك إن فعلت بالحق تكون أعمالك ناجحة لك ولجميع السالكين بالعدل‪.‬‬ ‫‪ 7‬أعط صدقة من مالك‪ .‬وإذا تصدقت فال تحسد عينك وال تحول وجهك عن المسكين وال يحول وجه هللا عنك‪.‬‬ ‫‪ 8‬إن كان لك كثير فتصدق على قدر ذلك‪ .‬وإن كان لك قليل فال تخف أن تعطي على قدر القليل‪.‬‬ ‫‪ 9‬فإنك تذخر لنفسك كن ًزا جيدًا ليوم الضرورة‪.‬‬ ‫‪ 10‬ألن هذه الصدقة تنجي من الموت وال تقبل أن تدخل في الظلمة‪.‬‬ ‫‪ 11‬ألن الصدقة عطية صالحة لكل من يعطيها قدام العلي‪.‬‬ ‫‪ 12‬احذر من كل زنى يا ابني‪ ،‬وخذ زوجة من نسل آبائك أوال‪ ،‬وال تأخذ امرأة غريبة من سبط أبيك‪ ،‬ألننا أبناء األنبياء‪ ،‬يا إبراهيم وإسحق ويعقوب‪ :‬اذكر يا ابني أن آباءنا‬ ‫منذ البدء كانوا كلهم يتخذون نساء من أقربائهم‪ ،‬وكانوا مباركين في أوالدهم‪ ،‬ونسلهم يرثون األرض‪.‬‬ ‫‪ 13‬واآلن يا ابني‪ ،‬أحب إخوتك‪ ،‬وال تحتقر في قلبك إخوتك بني وبنات شعبك حتى ال تأخذ منهم زوجة‪ ،‬ألن في الكبرياء دمار وضرر كثير‪ ،‬وفي الرذيلة فساد والعوز‬ ‫الشديد‪ :‬ألن الفجور أم المجاعة‪.‬‬ ‫‪ 14‬ال تبطأ لديك أجرة أحد مما عمله لك‪ ،‬بل أعطه فورا‪ .‬ألنك إن عبدت هللا‪ ،‬فهو يجازيك أيضا‪ .‬ااحترز يا ابني‪ ،‬في كل ما تفعله‪ .‬وكن حكيما في كل كالمك‪.‬‬ ‫‪ 15‬ال تفعل هذا بأحد مما تكرهه‪ :‬ال تشرب خمرا لتسكر‪ ،‬وال يرافقك السكر في طريقك‪.‬‬ ‫‪ 16‬أعط من خبزك للجائع ومن ثيابك للعراة‪ .‬وعلى حسب كثرتك أعط صدقة‪ .‬وال تحسد عينك عندما تصدق‪.‬‬ ‫‪ 17‬اسكب خبزك على دفن الصديقين وال تعط لألشرار شيئا‪.‬‬ ‫‪ 18‬اسأل مشورة كل حكماء‪ ،‬وال تحتقر كل مشورة نافعة‪.‬‬ ‫‪ 19‬بارك الرب الهك في كل حين واطلب منه ان تثبت طرقك وتنجح جميع سبلك ومشوراتك‪.‬الن كل امة ليس لها مشورة‪ .‬ولكن الرب نفسه يعطي الكل الخير ويذل من‬ ‫يشاء كما يشاء‪ .‬واآلن يا ابني اذكر وصاياي وال تخرج من ذهنك‪.‬‬ ‫‪ 20‬واآلن أعلن لهم أني قد استودعت جبائيل بن جبرياس في راجيس ميديا عشرة وزنات‪.‬‬ ‫‪ 21‬وال تخف يا ابني أننا قد افتقرنا‪ ،‬فإن لك غنى كثيرا إذا اتقيت هللا وتركت كل خطية وعملت ما يرضي أمامه‪.‬‬ ‫الفصل ‪5‬‬ ‫‪ 1‬فأجاب طوبيا وقال‪ :‬يا أبتاه‪ ،‬سأفعل كل ما أوصيتني به‪.‬‬ ‫‪ 2‬ولكن كيف آخذ المال وأنا ال أعرفه؟‬ ‫‪ 3‬فأعطاه الكتابة وقال له‪« :‬اطلب لنفسك رجال يذهب معك في حياتي وأنا أعطيه أجرته‪ ،‬واذهب وخذ الفضة»‪.‬‬ ‫‪ 4‬فلما ذهب يطلب رجال وجد رافائيل الذي كان مالكا‪.‬‬ ‫‪ 5‬ولم يعلم‪ .‬فقال له هل تستطيع أن تذهب معي إلى الغضب؟ وهل تعرف تلك األماكن جيدًا؟‬ ‫‪ 6‬فقال له المالك‪ :‬أنا أذهب معك وأنا أعرف الطريق جيدا‪ ،‬ألني نزلت عند جبائيل أخينا‪.‬‬ ‫‪ 7‬فقال له طوبيا‪« :‬انتظرني حتى أخبر أبي»‪.‬‬ ‫‪ 8‬فقال له اذهب وال تقف‪ .‬فدخل وقال ألبيه هوذا قد وجدت من يذهب معي‪ .‬فقال ادعه لي ألعلم من أي قبيلة هو وهل هو أمين للذهاب معك‪.‬‬


‫‪9‬فدعاه فدخل وسلموا بعضهم على بعض‪.‬‬ ‫‪ 10‬فقال له طوبيا يا اخي أرني من أي سبط وعشيرة أنت‪.‬‬ ‫‪ 11‬فقال له هل تطلب قبيلة او عشيرة او اجيرا ليذهب مع ابنك‪ .‬فقال له طوبيا‪ :‬أريد أن أعرف‪ ،‬يا أخي‪ ،‬عشيرتك واسمك‪.‬‬ ‫‪ 12‬فقال أنا عزريا بن حنانيا الكبير ومن إخوتك‪.‬‬ ‫‪ 13‬فقال طوبيا مرحبا بك يا اخي‪ .‬ال تغضب علي اآلن ألني سألتك أن أعرف قبيلتك وعشيرتك‪ .‬ألنك أخي‪ ،‬من أصل شريف وصالح‪ ،‬ألني أعرف حنانيا ويوناثا ابني‬ ‫سامايا العظيم‪ ،‬حين ذهبنا معًا إلى أورشليم للعبادة‪ ،‬وقدمنا األبكار وأعشار الثمار‪ .‬ولم يخدعهم ضالل إخوتنا‪ .‬يا أخي أنت ذو أصل جيد‪.‬‬ ‫‪ 14‬ولكن قل لي ما هي األجرة التي أعطيك؟ هل تريد دره ًما في اليوم وأشياء ضرورية البني؟‬ ‫‪ 15‬وأيضا إن رجعتم سالمين أزيد على أجرتكم‪.‬‬ ‫‪ 16‬ففرحوا جدا‪ .‬فقال لطوبيا‪ :‬جهز نفسك للرحلة‪ ،‬فيسيرك هللا رحلة صالحة‪ .‬ولما هيّأ ابنه كل شيء للرحلة‪ ،‬قال أبوه‪ :‬اذهب أنت مع هذا الرجل‪ ،‬وهللا الساكن في السماء‬ ‫ينجح رحلتك‪ ،‬ومالك هللا يرافقك‪ .‬فخرجا كالهما وكلب الشاب معهما‪.‬‬ ‫‪ 17‬وبكت حنة أمه وقالت لطوبيا لماذا أرسلت ابننا‪ .‬أليس هو عصا أيدينا للدخول والخروج أمامنا؟‬ ‫‪ 18‬ال تحرصوا على أن تزيدوا فضة على فضة‪ ،‬بل ليكن كنفاية من جهة ولدنا‪.‬‬ ‫‪ 19‬ألن ما أعطانا الرب لنعيش فيه يكفينا‪.‬‬ ‫‪ 20‬فقال لها طوبيا ال تهتمي يا اختي‪ .‬يرجع بالسالمة وتبصره عيناك‪.‬‬ ‫‪ 21‬ألن المالك الصالح يرافقه‪ ،‬وتكون رحلته ناجحة‪ ،‬ويعود سالما‪.‬‬ ‫‪ 22‬ثم انتهت من البكاء‪.‬‬ ‫الفصل ‪6‬‬ ‫‪ 1‬وفيما هم سائرون في رحلتهم‪ ،‬وصلوا مساء إلى نهر دجلة وباتوا هناك‪.‬‬ ‫‪ 2‬فلما نزل الشاب ليغتسل‪ ،‬قفزت سمكة من النهر وأكلته‪.‬‬ ‫‪ 3‬فقال له المالك خذ السمكة‪ .‬فأمسك الشاب بالسمكة وسحبها إلى األرض‪.‬‬ ‫‪ 4‬فقال له المالك افتح السمكة وخذ القلب والكبد والمرارة ووضعها في مكانها‪.‬‬ ‫‪ 5‬ففعل الشاب كما امره المالك‪ .‬ولما شووا السمك اكلوه ثم ذهبا كالهما في طريقهما حتى اقتربا من اكباتاني‪.‬‬ ‫‪ 6‬فقال الشاب للمالك يا اخي عزريا ما فائدة قلب السمكة وكبدها ومروءتها‪.‬‬ ‫‪ 7‬فقال له إذا مس القلب والكبد إذا أزعج شيطان أو روح شرير أحدا فلنوقده قدام رجل أو امرأة وال يكون الحزب في ما بعد مضطربا‪.‬‬ ‫‪ 8‬وأما المرارة فحسن أن يمسح على رجل فيه بياض في عينيه فيبرأ‪.‬‬ ‫‪ 9‬ولما اقتربوا من الغضب‪،‬‬ ‫‪ 10‬فقال المالك للغالم يا اخي اليوم ننزل عند رعوئيل ابن عمك‪ .‬وله ابنة وحيدة اسمها سارة‪ .‬سأتكلم عنها لكي تعطى لك زوجة‪.‬‬ ‫‪ 11‬ألن لك حقها‪ ،‬ألنك وحدك من عشيرتها‪.‬‬ ‫‪ 12‬والفتاة جميلة وحكيمة‪ .‬واآلن اسمع لي فاكلم ابيها‪ .‬وعندما نعود من راجيس سنحتفل بالزواج‪ ،‬ألني أعلم أن رعوئيل ال يستطيع أن يتزوجها بآخر حسب شريعة موسى‪،‬‬ ‫بل سيكون مذنبًا بالموت‪ ،‬ألن حق الميراث يخصك أكثر من أي شخص آخر‪ .‬آخر‪.‬‬ ‫‪ 13‬فأجاب الشاب المالك‪ :‬سمعت يا أخي عزريا أن هذه الجارية أعطيت لسبعة رجال ماتوا جميعا في غرفة الزواج‪.‬‬ ‫‪ 14‬واآلن أنا االبن الوحيد ألبي‪ ،‬وأخاف إذا دخلت عليها أن أموت كاألول‪ ،‬ألن الروح الشرير يحبها‪ ،‬الذي ال يؤذي أحدا‪ ،‬إال الداخلين إليها‪ .‬ها؛ لذلك أخاف أيضًا أن‬ ‫أموت‪ ،‬وأذهب بحياة أبي وأمي بسببي إلى القبر‪ ،‬إذ ليس لهما ابن آخر يدفنهما‪.‬‬ ‫‪ 15‬فقال له المالك أما تذكر الوصايا التي أعطاك أبوك أن تتزوج بامرأة عشيرتك‪ .‬لذلك إسمعني يا أخي‪ .‬النها تعطى لك زوجة‪ .‬وال تحسب حساب الروح الشرير‪ .‬فإنها‬ ‫ستتزوجك في هذه الليلة نفسها‪.‬‬ ‫‪ 16‬وعندما تدخل غرفة الزواج‪ ،‬تأخذ رماد الطيب وتضع عليه من قلب السمكة وكبدها وتدخن به‪.‬‬ ‫‪ 17‬فيشمها الشيطان ويهرب وال يعود ايضا‪ .‬ولكن متى أتيت إليها قوميا وصليا إلى هللا الذي هو رحيم فيرحمكما ويخلصكما‪ .‬أنت‪ :‬ال تخف‪ ،‬ألنها مرسومة لك من البدء؛‬ ‫فاحفظها فتذهب معك‪ .‬وأظن أنها ستلد لك أطفاال‪ .‬فلما سمع طوبيا هذا أحبها والتصق قلبه بها‪.‬‬ ‫الفصل ‪7‬‬ ‫‪ 1‬ولما أتوا إلى اكباتاني‪ ،‬جاءوا إلى بيت رعوئيل‪ ،‬فلقيتهم سارة‪ ،‬وبعد أن سلم بعضهم على بعض‪ ،‬وأدخلتهم إلى البيت‪.‬‬ ‫‪ 2‬فقال رعوئيل الدن امرأته ما اشبه هذا الشاب بطوبيا ابن عمي‪.‬‬ ‫‪ 3‬فسألهم رعوئيل من أين أنتم أيها اإلخوة‪ .‬فقالوا نحن من بني نفتاليم الذين سبي نينوى‪.‬‬ ‫‪ 4‬فقال لهم هل تعرفون طوبيت قريبنا‪ .‬فقالوا نعرفه‪ .‬فقال‪ :‬هل هو في صحة؟‬ ‫‪ 5‬فقالوا هو حي ومعفى‪.‬فقال طوبيا هو ابي‪.‬‬ ‫‪ 6‬فقام رعوئيل وقبله وبكى‪.‬‬ ‫‪ 7‬وباركه وقال له‪« :‬أنت ابن رجل أمين وصالح»‪ .‬فلما سمع أن طوبيا كان أعمى حزن وبكى‪.‬‬ ‫‪ 8‬وكذلك بكت إدنا امرأته وسارة ابنته‪ .‬عالوة على ذلك فقد استمتعوا بهم بمرح‪ .‬وبعد أن ذبحوا كب ًشا من الغنم‪ ،‬وضعوا مخزونًا من اللحم على المائدة‪ .‬فقال طوبيا لرافائيل‪،‬‬ ‫أيها األخ عزاريا‪ ،‬تحدث عن األشياء التي تحدثت عنها في الطريق‪ ،‬ودع هذا األمر يتم إرساله‪.‬‬ ‫‪ 9‬فأخبر رعوئيل الكالم فقال رعوئيل لطوبيا كل واشرب وافرح‪.‬‬ ‫‪ 10‬ألنه حق أن تتزوج بابنتي‪ ،‬ولكني سأخبرك بالحق‪.‬‬ ‫‪ 11‬لقد زوجت ابنتي لسبعة رجال ماتوا تلك الليلة التي دخلوا عليها‪ ،‬ولكن في الوقت الحاضر افرحوا‪ .‬فقال طوبيا ال آكل ههنا شيئا حتى نتعاهد ونحلف بعضنا لبعض‪.‬‬


‫‪ 12‬فقال رعوئيل خذها من اآلن حسب العادة النك ابنة عمها وهي لك وهللا الرحيم يعطيك نجاحا في كل شيء‪.‬‬ ‫‪ 13‬ودعا سارة ابنته‪ ،‬فأتت إلى أبيها‪ ،‬وأخذ بيدها‪ ،‬وأعطاها زوجة لطوبيا‪ ،‬قائال‪« :‬انظر‪ ،‬خذها حسب شريعة موسى‪ ،‬واذهب بها إلى بيتك»‪ .‬أب‪ .‬وباركهم‪.‬‬ ‫‪ 14‬ودعا إدنا امرأته وأخذ ورقا وكتب وثيقة عهد وختمها‪.‬‬ ‫‪ 15‬ثم ابتدأوا يأكلون‪.‬‬ ‫‪ 16‬وبعد أن دعا رعوئيل إدنا امرأته وقال لها‪ :‬يا أخت‪ ،‬هيئي غرفة أخرى وأدخليها إلى هناك‪.‬‬ ‫‪ 17‬فلما فعلت كما قال لها أتت بها إلى هناك فبكت وقبلت دموع ابنتها وقالت لها‪:‬‬ ‫‪ 18‬ثقي يا بنتي‪ .‬رب السماء واألرض يُفرحك بحزنك هذا‪ ،‬ثقي يا ابنتي‪.‬‬ ‫الفصل ‪8‬‬ ‫‪ 1‬وبعد ما تعشوا أدخلوا عليها طوبيا‪.‬‬ ‫‪ 2‬وفيما هو ذاهب تذكر كالم رافائيل فأخذ رماد الطيب ووضع عليه قلب السمكة وكبدها وأدخنه‪.‬‬ ‫‪ 3‬ومن اشتم رائحة الروح الشرير فهرب إلى أقاصي مصر وأوثقه المالك‪.‬‬ ‫‪ 4‬وبعد أن كانا كالهما معًا‪ ،‬قام طوبيا من السرير وقال‪ :‬يا أختاه‪ ،‬قومي ودعنا نطلب أن يرحمنا هللا‪.‬‬ ‫‪ 5‬فابتدأ طوبيا يقول‪ :‬مبارك أنت يا إله آبائنا‪ ،‬ومبارك اسمك القدوس والمجد إلى األبد‪ .‬فلتباركك السماء وجميع مخلوقاتك‪.‬‬ ‫‪ 6‬أنت خلقت آدم وأعطيته حواء امرأته معينًا ومسكنًا‪ .‬منهم جاء اإلنسان‪ .‬قلت‪ :‬ليس جيدًا أن يكون اإلنسان وحده‪ .‬فلنصنع له معونا مثله‪.‬‬ ‫‪ 7‬واآلن يا رب‪ ،‬أنا ال أتخذ هذه أختي بسبب شهوة‪ ،‬بل باالستقامة‪ ،‬فأمر برحمتك أن نشيخ معا‪.‬‬ ‫‪ 8‬فقالت معه آمين‪.‬‬ ‫‪ 9‬فناما كالهما تلك الليلة‪ .‬فقام رعوئيل وذهب وبنى قبرا‪،‬‬ ‫‪ 10‬قائاًل ‪ :‬إني أخاف أن يكون هو أيضًا ميتًا‪.‬‬ ‫‪ 11‬فلما جاء رعوئيل إلى بيته‪،‬‬ ‫‪ 12‬فقال الدناء امرأته‪ .‬أرسل إحدى الجاريتين لترى هل هو حي‪ ،‬وإال فندفنه وال يعلم أحد‪.‬‬ ‫‪ 13‬ففتحت الجارية الباب ودخلت فوجدتهما نائمين‪.‬‬ ‫‪ 14‬فخرج وأخبرهم أنه حي‪.‬‬ ‫‪ 15‬فسبح رعوئيل هللا وقال‪« :‬يا هللا‪ ،‬أنت مستحق أن تسبح بكل تسبيح طاهر ومقدس‪ .‬لذلك ليسبحك قديسيك مع جميع خالئقك‪ .‬وجميع مالئكتك ومختاريك يسبحونك إلى‬ ‫األبد‪.‬‬ ‫‪ 16‬أنت مبارك ألنك فرحتني‪ .‬وهذا ال يأتيني الذي كنت أظنه‪ .‬ولكنك عاملتنا حسب عظيم رحمتك‪.‬‬ ‫‪ 17‬أنت مبارك ألنك رحمت ابنين وحيدين ألبيهما‪ .‬ارحمهما يا رب‪ ،‬وأكمل حياتهما في صحة بفرح ورحمة‪.‬‬ ‫‪ 18‬ثم أمر رعوئيل عبيده أن يمألوا القبر‪.‬‬ ‫‪ 19‬وعمل وليمة العرس أربعة عشر يوما‪.‬‬ ‫‪ 20‬ألنه قبل أن تتم أيام العرس قال له رعوئيل بقسم أن ال يخرج حتى تتم أربعة عشر يوما من العرس‪.‬‬ ‫‪ 21‬فيأخذ نصف أمواله ويذهب بالسالمة إلى أبيه‪ .‬ويجب أن أحصل على الباقي عندما أموت أنا وزوجتي‪.‬‬ ‫الفصل ‪9‬‬ ‫‪ 1‬ثم دعا طوبيا رافائيل وقال له‪:‬‬ ‫‪ 2‬يا أخي عزريا‪ ،‬خذ معك عبدا وجمالين واذهب إلى رجيس مادي إلى جبائيل‪ ،‬وائتني بالفضة وأتي به إلى العرس‪.‬‬ ‫‪ 3‬ألن رعوئيل قد أقسم أن ال أخرج‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪ 4‬وأبي يحصي األيام‪ .‬وإذا تأخرت طويال‪ ،‬فسوف يأسف بشدة‪.‬‬ ‫‪ 5‬فخرج رافائيل ونزل في جابائيل وأعطاه الصك فأخرج أكياسا مختومة وأعطاه إياها‪.‬‬ ‫‪ 6‬وبكروا في الصباح وخرجا كالهما معًا وأتيا إلى العرس‪ ،‬وبارك طوبيا امرأته‪.‬‬ ‫الفصل ‪10‬‬ ‫‪ 1‬وكان طوبيا أبوه يحصي كل يوم‪ ،‬ولما تمت أيام السفر ولم تأت‪،‬‬ ‫‪ 2‬فقال طوبيا هل هم محبوسون‪ .‬أم مات جبائيل وليس من يعطيه الفضة؟‬ ‫‪ 3‬فحزن جدا‪.‬‬ ‫‪ 4‬فقالت له امرأته‪« :‬إن ابني قد مات‪ ،‬ألنه قد طال البقاء‪ .‬فبدأت تندبه‪ ،‬وقالت‪:‬‬ ‫‪ 5‬اآلن لم يهمني شيء يا ابني‪ ،‬إذ أطلقتك يا نور عيني‪.‬‬ ‫‪ 6‬فقال له طوبيا‪« :‬اسكت‪ ،‬ال تهتم‪ ،‬ألنه آمن»‪.‬‬ ‫‪ 7‬فقالت اسكت وال تخدعني‪ .‬ابني مات‪ .‬وكانت تخرج كل يوم في الطريق الذي ذهبوا فيه‪ ،‬ولم تأكل لحما نهارا‪ ،‬ولم تكف عن البكاء على ابنها طوبيا‪ ،‬حتى انقضت أيام‬ ‫العرس األربعة عشر التي أقسم رعوئيل عليها‪ .‬قضاء هناك‪ .‬فقال طوبيا لرعوئيل اطلقني الن ابي و امي لم يعودا ينظران الي‪.‬‬ ‫‪ 8‬فقال له حموه امكث معي فأرسل إلى أبيك فيخبره بأمورك‪.‬‬ ‫‪ 9‬فقال طوبيا ال‪ .‬ولكن دعني أذهب إلى والدي‪.‬‬ ‫‪ 10‬فقام رعوئيل وأعطاه سارة امرأته ونصف أمواله وعبيده ومواشيه وفضته‪.‬‬


‫‪ 11‬فباركهم وارسلهم قائال اله السماء يعطيكم رحلة سعيدة يا اوالدي‪.‬‬ ‫‪ 12‬فقال البنته‪« :‬أكرمي أباك وحماتك اللذين هما والديك‪ ،‬حتى أسمع عنك خبرا حسنا»‪ .‬وقبلها‪ .‬وقالت إدنا لطوبيا‪ :‬ردك رب السماء يا أخي الحبيب‪ ،‬ورزقني أن أرى أبناء‬ ‫ابنتي سارة قبل أن أموت‪ ،‬فأفرح أمام الرب‪ ،‬وها أنا أستودعك ابنتي من ثقة خاصة؛ أين ال تتوسل لها بالشر‪.‬‬ ‫الفصل ‪11‬‬ ‫‪ 1‬وبعد هذه األمور ذهب طوبيا وهو يحمد هللا ألنه يسر له رحلة سعيدة‪ ،‬وبارك رعوئيل وإدنة امرأته‪ ،‬ومضى في طريقه حتى اقتربا من نينوى‪.‬‬ ‫‪ 2‬فقال رافائيل لطوبيا أنت تعلم يا أخي كيف تركت أباك‪.‬‬ ‫‪ 3‬فلنسرع امام امرأتك ونهيئ البيت‪.‬‬ ‫‪ 4‬وخذ بيدك مرارة الحوت‪ .‬فذهبوا في طريقهم‪ ،‬وتبعهم الكلب‪.‬‬ ‫‪ 5‬وجلست حنة تتطلع نحو الطريق البنها‪.‬‬ ‫‪ 6‬فلما رأته مقبال قالت البيه هوذا ابنك يأتي والرجل الذي ذهب معه‪.‬‬ ‫‪ 7‬فقال رافائيل‪ :‬أنا أعلم يا طوبيا أن أباك سيفتح عينيه‪.‬‬ ‫‪ 8‬فادهن عينيه بالمرارة‪ ،‬فيؤخز به يفرك‪ ،‬فيسقط البياض فينظرك‪.‬‬ ‫‪ 9‬فركضت حنة ووقعت على عنق ابنها وقالت له بما اني رأيتك يا ابني فأنا منذ اآلن راضية بالموت‪ .‬وبكوا كالهما‪.‬‬ ‫‪ 10‬فخرج طوبيا أيضا نحو الباب وتعثر‪ ،‬فركض إليه ابنه‬ ‫‪ 11‬وأمسك أباه وضرب علفا في عيني أبيه قائال ثق يا أبي‪.‬‬ ‫‪ 12‬ولما ابتدأت عيناه يفركهما‪.‬‬ ‫‪ 13‬وخرج البياض من طرفي عينيه‪ ،‬ولما رأى ابنه وقع على عنقه‪.‬‬ ‫‪ 14‬وبكى وقال مبارك أنت يا هللا ومبارك اسمك إلى األبد‪ .‬ومبارك جميع مالئكتك القديسين‪:‬‬ ‫‪ 15‬ألنك جلدت ورحمتني‪ ،‬وها أنا أرى طوبيا ابني‪ .‬فذهب ابنه فرحا وأخبر أباه بما حدث له من أمور عظيمة في ميديا‪.‬‬ ‫‪ 16‬فخرج طوبيا الستقبال كنته عند باب نينوى وهو يفرح ويسبح هللا‪ ،‬فتعجب الذين رأوه منطلقا ألنه أبصر‪.‬‬ ‫‪ 17‬فشكر طوبيا قدامهم ألن هللا رحمه‪ .‬ولما اقترب من سارة كنته‪ ،‬باركها قائالً‪ :‬مرحبا ً بك يا ابنة‪ ،‬مبارك هللا الذي أتى بك إلينا‪ ،‬ومبارك أباك وأمك‪ .‬وكان فرح لجميع‬ ‫إخوته الذين في نينوى‪.‬‬ ‫‪ 18‬وجاء أخيخاروس ونسباس ابن أخيه‪.‬‬ ‫‪19‬وتم عقد عرس طوبيا سبعة أيام بفرح عظيم‪.‬‬ ‫الفصل ‪12‬‬ ‫‪ 1‬فدعا طوبيا ابنه طوبيا وقال له يا ابني انظر ان الرجل قد اجرته التي ذهب معك فتزيده‪.‬‬ ‫‪ 2‬فقال له طوبيا‪ :‬يا أبت‪ ،‬ليس علي ضرر أن أعطيه نصف ما جئت به‪.‬‬ ‫‪ 3‬ألنه ردني إليك بالسالمة‪ ،‬وأبرأ زوجتي‪ ،‬وأتى لي بالمال‪ ،‬وشفاك أيضا‪.‬‬ ‫‪ 4‬فقال الرجل الشيخ حق له‪.‬‬ ‫‪5‬فدعا المالك وقال له خذ نصف كل ما جئت به واذهب بالسالمة‪.‬‬ ‫‪ 6‬فأخذهما على حدة وقال لهما باركا هللا وسبحاه وعظماه واحمديه على ما صنع بكم أمام عيون جميع األحياء‪ .‬حسن تسبيح هللا وتمجيد اسمه والتباهي بأعمال هللا‪ .‬فال‬ ‫تتوانوا عن تسبيحه‪.‬‬ ‫‪ 7‬جيد أن كتمان سر الملك‪ ،‬وكشف أعمال هللا مجد‪ .‬افعل الخير وال يمسك الشر‪.‬‬ ‫‪ 8‬الصالة صالحة مع الصوم والصدقة والبر‪ .‬فقليل مع الحق خير من كثير مع الظلم‪ .‬الصدقة خير من ادخار الذهب‪:‬‬ ‫‪ 9‬ألن الصدقة تنجي من الموت وتمحو كل خطية‪ .‬والذين يصنعون الصدقات والبر يمتلئون حياة‪.‬‬ ‫‪ 10‬والذين يخطئون هم أعداء ألنفسهم‪.‬‬ ‫‪ 11‬إني ال أمنع منك شيئا‪ .‬ألني قلت‪ :‬إن كتمان سر الملك حسن‪ ،‬وأما إعالن أعمال هللا فمكرم‪.‬‬ ‫‪ 12‬واآلن‪ ،‬عندما صليت أنت وسارة كنتك‪ ،‬ذكرت صلواتك أمام القدوس‪ ،‬وعندما دفنت الموتى كنت معك أيضًا‪.‬‬ ‫‪ 13‬وحين لم تتأخر عن القيام وترك عشاءك لتذهب وتغطي الموتى‪ ،‬لم يخفى عني صالحك‪ ،‬بل كنت معك‪.‬‬ ‫‪ 14‬واآلن أرسلني هللا ألشفيك وسارة كنتك‪.‬‬ ‫‪ 15‬أنا رافائيل‪ ،‬أحد المالئكة السبعة القديسين‪ ،‬الذين يقدمون صلوات القديسين‪ ،‬ويدخلون ويخرجون أمام مجد القدوس‪.‬‬ ‫‪ 16‬فاضطرب كالهما وسقطا على وجهيهما ألنهما كانا خائفين‪.‬‬ ‫‪ 17‬فقال لهم‪ :‬ال تخافوا‪ ،‬ألن لكم خيرا‪ .‬فسبحان هللا‪.‬‬ ‫‪ 18‬ألنه ليس بنعمة مني‪ ،‬بل بمشيئة إلهنا جئت‪ .‬لذلك سبحوه إلى األبد‪.‬‬ ‫‪ 19‬كل هذه األيام ظهرت لكم‪ .‬وأنا لم آكل ولم أشرب‪ ،‬بل رأيتم رؤيا‪.‬‬ ‫‪ 20‬فاآلن أحمد هللا ألني أصعد إلى الذي أرسلني‪ .‬بل اكتب كل ما تم في كتاب‪.‬‬ ‫‪ 21‬ولما قاموا لم يعودوا يرونه‪.‬‬ ‫‪ 22‬فاعترفوا بعظائم هللا العجيبة وكيف ظهر لهم مالك الرب‪.‬‬


‫الفصل ‪13‬‬ ‫‪ 1‬ثم كتب طوبيا صالة ترنيمة وقال‪ :‬مبارك هللا الحي إلى األبد‪ ،‬ومبارك مملكته‪.‬‬ ‫‪ 2‬ألنه يجلد ويرحم‪ ،‬ينزل إلى الهاوية ويصعد‪ ،‬وليس من يتجنب يده‪.‬‬ ‫‪ 3‬فاعترفوا به أمام األمم يا بني إسرائيل‪ ،‬ألنه قد بددنا بينهم‪.‬‬ ‫‪ 4‬هناك أعلنوا عظمته وعظموه قدام كل األحياء ألنه هو ربنا وهو هللا أبونا إلى األبد‪.‬‬ ‫‪ 5‬فيجلدنا على ذنوبنا ويرحمنا ويجمعنا من جميع األمم الذين بددنا بينهم‪.‬‬ ‫‪ 6‬إذا رجعتم إليه بكل قلوبكم وبكل فكركم وعملتم باالستقامة أمامه يرجع إليكم وال يحجب وجهه عنكم‪ .‬فانظر ماذا يفعل بك‪ ،‬واعترف به بكل فمك‪ ،‬وسبح رب القوة‪ ،‬وعظم‬ ‫الملك األبدي‪ .‬في أرض جالئي أسبحه وأخبر بعظمته وعظمته األمة الخاطئة‪ .‬أيها الخطاة‪ ،‬ارجعوا وانصفوا أمامه‪ ،‬ومن يعلم هل يقبلكم ويرحمكم؟‬ ‫‪ 7‬اعظم الهي وتسبح نفسي ملك السماء وتبتهج بعظمته‪.‬‬ ‫‪ 8‬ليتكلم الجميع وليحمده الجميع على بره‪.‬‬ ‫‪ 9‬يا أورشليم المدينة المقدسة‪ ،‬سيجلدك على أعمال بنيك‪ ،‬ويرحم بني الصديقين‪.‬‬ ‫‪ 10‬أحمدوا الرب ألنه صالح‪ ،‬وباركوا الملك األبدي‪ ،‬لكي يبنى مسكنه فيك أيضا بالفرح‪ ،‬ويفرح بك المسبيين‪ ،‬ويحبك إلى األبد‪ .‬التي هي بائسة‪.‬‬ ‫‪ 11‬سيأتي أمم كثيرون من بعيد إلى اسم الرب اإلله وهدايا في أيديهم هدايا لملك السماء‪ .‬جميع األجيال تحمدك بفرح عظيم‪.‬‬ ‫‪ 12‬ملعون جميع مبغضيك‪ ،‬وطوبى لجميع الذين يحبونك إلى األبد‪.‬‬ ‫‪ 13‬افرحوا وابتهجوا ببني الصديقين ألنهم يجتمعون ويباركون الرب الصديقين‪.‬‬ ‫‪ 14‬طوبى للذين يحبونك فإنهم يبتهجون بسالمك‪ .‬طوبى للذين يحزنون من جميع ضرباتك‪ .‬ألنهم سيفرحون بك‪ ،‬إذ رأوا كل مجدك‪ ،‬ويفرحون إلى األبد‪.‬‬ ‫‪ 15‬لتبارك نفسي هللا الملك العظيم‪.‬‬ ‫‪ 16‬ألن أورشليم تبنى بالياقوت األزرق والزمرد والحجر الكريم‪ ،‬وأسوارك وأبراجك وأسوارك من ذهب نقي‪.‬‬ ‫‪ 17‬وتكون شوارع أورشليم مرصوفة بالزبرجد والجمر وحجارة أوفير‪.‬‬ ‫‪ 18‬وجميع شوارعها تقول هللويا‪ .‬ويسبحونه قائلين مبارك هللا الذي رفعه إلى األبد‪.‬‬ ‫الفصل ‪14‬‬ ‫‪ 1‬وانتهى طوبيا من تسبيح هللا‪.‬‬ ‫‪ 2‬وكان عمره ثمان وخمسين سنة حين فقد بصره‪ ،‬ثم عاد إليه بعد ثماني سنين‪ ،‬وكان يتصدق‪ ،‬وكان يزداد في خوف الرب اإلله ويسبحه‪.‬‬ ‫‪ 3‬ولما شاخ جدا دعا ابنه وبني ابنه وقال له يا ابني خذ اوالدك‪ .‬ألني ها أنا قد شخت ومستعد أن أرحل عن هذه الحياة‪.‬‬ ‫‪ 4‬اذهب إلى ميديا يا ابني فإني قد صدقت ما تكلم به يونان النبي عن نينوى أنه سينقلب‪ .‬وأن السالم سيكون في وسائل اإلعالم لبعض الوقت؛ ويكون إخوتنا متبددين في‬ ‫األرض من تلك األرض الجيدة‪ ،‬وتكون أورشليم خرابا‪ ،‬ويحترق بيت هللا الذي فيه‪ ،‬ويكون خرابا إلى حين‪.‬‬ ‫‪ 5‬فيرحمهم هللا أيضا ويردهم إلى األرض حيث يبنون هيكال ولكن ليس كاألول إلى أن يتم زمان ذلك الدهر‪ .‬وبعد ذلك يرجعون من جميع أماكن سبيهم‪ ،‬ويبنون أورشليم‬ ‫بمجد‪ ،‬ويبنى بيت هللا فيها إلى األبد بناء مجد‪ ،‬كما تكلم عنه األنبياء‪.‬‬ ‫‪ 6‬فيرجع جميع األمم ويخافون الرب اإلله حقا ويدفنون أصنامهم‪.‬‬ ‫‪ 7‬فتسبح الرب كل األمم‪ ،‬ويعترف شعبه باهلل‪ ،‬ويرفع الرب شعبه‪ .‬ويفرح جميع الذين يحبون الرب اإلله بالحق والعدل‪ ،‬ويرحمون إخوتنا‪.‬‬ ‫‪ 8‬واآلن يا ابني اخرج من نينوى‪ ،‬ألنه ال بد أن يكون ما تكلم به يونان النبي‪.‬‬ ‫‪ 9‬بل احفظ أنت الناموس والوصايا‪ ،‬وكن رحيما وعادال‪ ،‬ليكون لك خير‪.‬‬ ‫‪ 10‬وادفنني بدفن وأمك معي‪ .‬ولكن ال تمكثوا بعد في نينوى‪ .‬اذكر يا بني كيف تعامل أمان مع أخيخاروس الذي رباه‪ ،‬وكيف أخرجه من النور إلى الظلمة‪ ،‬وكيف كافأه مرة‬ ‫أخرى‪ :‬ومع ذلك فقد خلص أخيخاروس‪ ،‬ولكن اآلخر نال أجره‪ ،‬ألنه نزل إلى الظلمة‪ .‬منسى أعطى صدقة‪ ،‬ونجا من فخاخ الموت التي نصبوه له‪ ،‬لكن أمان وقع في الفخ‬ ‫ومات‪.‬‬ ‫‪ 11‬فاآلن يا ابني انظر ماذا تصنع الصدقة وكيف ينجي البر‪ .‬قال هذا وأسلم الروح في السرير وهو ابن مئة وثمانية وخمسين سنة‪ .‬فدفنه بإكرام‪.‬‬ ‫‪ 12‬ولما ماتت حنة أمه دفنها مع أبيه‪ .‬وأما طوبيا فانتقل هو وامرأته وبنوه إلى اكباتاني إلى رعوئيل حميه‪،‬‬ ‫‪ 13‬حيث شاخ بكرامة ودفن أباه وحماته بإكرام وورث أموالهما وممتلكات أبيه طوبيا‪.‬‬ ‫‪ 14‬ومات في اكباتاني بمادي عن عمر مئة وسبع وعشرين سنة‪.‬‬ ‫‪ 15‬ولكن قبل وفاته سمع بخراب نينوى التي استولى عليها نبوخذنصر وأشورش‪ ،‬وقبل وفاته افرح بنينوى‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.