املعهد الدولي للدراسات اإلستراتيجية قمة األمن اإلقليمي العاشرة البحرين ٧–۵ ،ديسمبر ٢٠١٤
حوار املنامة
قمة األمن اإلقليمي العاشرة البحرين ٧–۵ ،ديسمبر ٢٠١٤
حوار املنامة
قمة األمن اإلقليمي العاشرة ٢٠١٤ ديسمبر٧–۵ ،البحرين
حوار املنامة Arundel House | 13–15 Arundel Street | Temple Place | London | WC2R 3DX | UK www.iiss.org
© February 2015 The International Institute for Strategic Studies Director-General and Chief Executive Dr John Chipman Editor Nicholas Redman Contributors Tim Huxley; Mark Fitzpatrick; Dana Allin; Samuel Charap; Christian Le-Miere;
Matthew Harries; Toby Dodge; James Hackett; Douglas Barrie Arabic Editor Yusuf Mubarak Editorial Dr Ayse Abdullah Editorial Research and Media James Howarth, Katharine Slowe Production and Design John Buck, Kelly Verity
All rights reserved. No part of this book may be reprinted or reproduced or utilised in any form or by any electronic, mechanical, or other means, now known or hereafter invented, including photocopying and recording, or in any information storage or retrieval system, without permission in writing from the institute.
The International Institute for Strategic Studies is an independent centre for research, information and debate on the problems of conflict, however caused, that have, or potentially have, an important military content. The Council and Staff of the Institute are international and its membership is drawn from over 90 countries. The Institute is independent and it alone decides what activities to conduct. It owes no allegiance to any government, any group of governments or any political or other organisation. The IISS stresses rigorous research with a forward-looking policy orientation and places particular emphasis on bringing new perspectives to the strategic debate.
احملتويات
املقدمة
٥
الفصل ١ جدول األعمال
٧
الفصل ٢ امللخص التنفيذي
١٣
احملتويات
3
فيليب هاموند ،وزير الدولة للشؤون اخلارجية والكومنولث ،اململكة املتحدة
4
حوار املنامة ٢٠١٤
مق ّد مة
يسر املعهد الدولي للدراسات االستراتيجية IISSأن يصدر هذا التقرير املوجز حول مجريات القمة العاشرة لألمن اإلقليمي :حوار املنامة ،والتي أقيمت في الفترة من ٥الى ٧ديسمبر .٢٠١٤ احتفل املؤمتر هذا العام مبرور عقد من الزمن على حوارات املنامة ،والتي ت عالية املستوى حول التقى فيها كبار واضعي السياسات سنويا ً إلجراء نقاشا ٍ الشؤون األمنية في الشرق األوسط .مع سلسل ٍة غير مسبوقة من التهديدات األمنية التي يواجهها اإلقليم – بل العالم – جاء انعقاد قمة ٢٠١٤ليؤكد الدور الضروري الذي يؤديه حوار املنامة في تشجيع واستضافة النقاشات الصريحة والسلسة حول القضايا اإلقليمية. إن صعود تنظيم الدولة اإلسالمية في العراق والشام (داعش) اإلرهابي ،الى جانب احلرب األهلية في سوريا في عامها الثالث ،واملباحثات الدولية املتواصلة حول برنامج إيران النووي املثير للجدل؛ جميعها كانت مواضيع شائكة طغت ت على جل النقاشات بني املشاركني .قام مبعوثون من ٣٥بلدا ً وثالث منظما ٍ دولية – من بينهم وزراء ومسؤولون كبار ورؤساء برملانات وقادة عسكريون ومسؤولو استخبارات – بتسليط الضوء على ضرورة التعاون اإلقليمي والدولي في االستجابة للتهديد املتمثل في داعش (رغم اآلراء املتضاربة حول الدور لكل من إيران وسوريا). احملتمل ٍ في بيئ ٍة من التعقيدات املتراكمة ،وفي مواجهة التحديات العابرة للحدود، يعد هذا املنتدى اإلقليمي الشامل مكونا ً حيويا ً من مكونات الدبلوماسية مق ّدمة
5
األمنية اإلقليمية املنظمة .في الواقع ،أصبح حوار املنامة اآلن متأسسا ً مبا فيه الكفاية ليؤدي دوره كأدا ٍة لألمن اإلقليمي .برز دليلٌ قوي على ذلك عندما حدث على هامش حوار املنامة ٢٠١٤أن وقعت اململكة املتحدة إتفاقا ً تاريخيا ً مع مملكة البحرين لتوسيع وتعزيز وجودها البحري في اخلليج .مبوجب هذا اإلتفاق ،سيتم إنشاء أول قاعد ٍة بريطاني ٍة دائمة «شرق السويس» منذ قرابة النصف قرن. مبناسبة الذكرى العاشرة حلوار املنامة ،أصدر املعهد الدولي للدراسات االستراتيجية كتابا ً ضمن سلسلة كتب Adelphiيتناول القضايا األمنية في اخلليج والنطاق األوسع للشرق األوسط ،بعنوان «أمن الشرق األوسط :احملور ت أعدها فريق من محللي املعهد األمريكي وصعود داعش» .ضم هذا اجمللد مقاال ٍ وآخرون ،جاءت تتويجا ً لسلسلة من احللقات النقاشية التي أقيمت في املنامة كجز ٍء من األجندة البحثية في الشرق األوسط. مع دخول حوار املنامة عقده الثاني ،سيواصل املعهد الدولي للدراسات االستراتيجية سعيه احلثيث لتوفير البيئة األكثر مالءمة ً لترسيخ االستشارات البنّاءة في مجالي الدفاع واألمن .نتوجه بالشكر الى مملكة البحرين ،وباألخص وزارة اخلارجية ،على دعمها الكرمي والسخي للعملية التنظيمية حلوار املنامة، كما نتقدم بالشكر الى كافة احلكومات املشاركة على مشاركتها الفاعلة. د .جون تشيبمان املدير العام والرئيس التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات االستراتيجية
6
حوار املنامة ٢٠١٤
قمة األمن اإلقليمي العاشرة البحرين ٧–۵ ،ديسمبر ٢٠١٤
حوار املنامة
األجندة
الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، وزير خارجية البحرين
8
حوار املنامة ٢٠١٤
األجندة
اجلمعة ،اخلامس من ديسمبر ٢٠١٤ طوال اليوم
اجتماعات ثنائية بني الوزراء و مسؤولي احلكومات
٢٠:٠٠ -١٩:٠٠اجللسة اإلفتتاحية املُتلفزة – سكاي نيوز عربية ما وراء الصراع :مستقبل الشرق األوسط -قاعة الغزال ١ رئيس اجللسة :فضيلة سويسي مذيعة ،سكاي نيوز عربية معالي الشيخ /خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير اخلارجية ،مملكة البحرين صاحب السعادة /سامح شكري وزير اخلارجية ،جمهورية مصر العربية صاحب السعادة /هوشيار زيباري وزير املالية ،العراق سيد حسني موسويان باحث مشارك بجامعة برينستون ،الرئيس السابق لهيئة العالقات اخلارجية ،اجمللس األعلى لألمن الوطني ،جمهورية إيران اإلسالمية ٢١:٠٠ -٢٠:٠٠حفل اإلستقبال – البهو الكبير ٢٣:٠٠-٢١:٠٠
عشاء اإلفتتاح – قاعة النور
السمو امللكي األمير سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة صاحب ّ ولي العهد ،نائب القائد األعلى لقوة دفاع البحرين و النائب األول لرئيس مجلس الوزراء ،مملكة البحرين
األجندة
9
السبت ،السادس من ديسمبر ٢٠١٤ يترأس د .جون تشيبمان ،املدير العام و الرئيس التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات اإلستراتيجية ،جميع اجللسات العامة ١٠ :١٥- ٨ :٤٥اجللسة العامة األولى – قاعة النور األولويات االستراتيجية في الشرق األوسط معالي الشيخ /خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، وزير خارجية مملكة البحرين صاحب السعادة /سامح شكري وزير خارجية مصر صاحب السعادة /فيليب هاموند وزير الدولة للشؤون اخلارجية والكومونولث باململكة املتحدة ١٠:٤٥ -١٠:١٥استراحة ١٢:٠٠ -١٠:٤٥اجللسة العامة الثانية – قاعة النور العراق و سوريا و األمن اإلقليمي صاحب السعادة /د .إبراهيم اجلعفري وزير اخلارجية ،جمهورية العراق صاحب السعادة /جان-إيف لو دريان وزير الدفاع ،فرنسا ١٢:١٥ -١٢:٠٠استراحة لتغيير املسرح ١٣:٣٠ -١٢:١٥اجللسة العامة الثالثة – قاعة النور مواجهة التطرف في الشرق األوسط صاحب السعادة /د .نزار بن عبيد مدني وزير الدولة للشؤون اخلارجية ،اململكة العربية السعودية سعادة اللواء /علي األحمدي رئيس جهاز األمن القومي ،اليمن ١٥:٠٠ -١٣:٣٠غداء خاص لرؤساء الوفود غداء لسائر املندوبني -فيال غازيبو ١٧:٠٠-١٥:٠٠اجتماع خاص برؤساء الوفود مع جاللة امللك حمد بن عيسى آل خليفة اجتماعات ثنائية بني الوزراء واملسؤولني احلكوميني ١٨:٣٠-١٧:٠٠اجللسة العامة الرابعة – قاعة النور املقاربات اجلماعية جتاه القضايا األمنية الراهنة صاحب السعادة /د .عبداللطيف الزياني األمني العام ،مجلس التعاون لدول اخلليج العربية
10
حوار املنامة ٢٠١٤
صاحب السعادة /جون بيرد وزير اخلارجية ،كندا صاحب السعادة /مايكل فالون وزير الدولة لشؤون الدفاع ،اململكة املتحدة ٢٢:٠٠ -١٩:٣٠حفل االستقبال والعشاء – فيال غازيبو
األحد ،السابع من ديسمبر ٢٠١٤ ١١:٠٠-٩ :٣٠
اجللسات اخلاصة املتزامنة – قاعات الغزال
اجملموعة األولى :إيران واملنطقة ما بعد املفاوضات النووية – قاعة الغزال ٢ رئيس اجللسة :مارك فيتزباتريك ،مدير برنامج منع االنتشار النووي، املعهد الدولي للدراسات االستراتيجية سعادة اللواء الركن متقاعد /خالد البوعينني رئيس شركة بينونة لتكنولوجيا الطيران ،رئيس مؤسسة الشرق األدنى واخلليج للتحليل العسكري ،القائد السابق للقوات اجلوية، اإلمارات العربية املتحدة د .ماثيو سبينس مساعد وكيل وزارة الدفاع لسياسات الشرق األوسط ،الواليات املتحدة األمريكية سيد حسني موساويان باحث مشارك بجامعة برينستون ،الرئيس السابق للجنة العالقات اخلارجية ،اجمللس األعلى لألمن الوطني ،جمهورية إيران اإلسالمية اجملموعة الثانية :السياسات اإلقليمية ملكافحة اإلرهاب والتطرف – قاعة الغزال ١ رئيس اجللسة :إميل احلُك َِّيم، زميل و باحث أول في أمن الشرق األوسط ،املعهد الدولي للدراسات اإلستراتيجية صاحب السعادة /فارس محمد املزروعي مساعد وزير اخلارجية للشؤون األمنية والعسكرية ،اإلمارات العربية املتحدة صاحب السعادة /بريت ماكغورك نائب املبعوث الرئاسي اخلاص للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش، نائب مساعد وزير اخلارجية لشؤون العراق ،مكتب شؤون الشرق األدنى، وزارة اخلارجية األمريكية نايجل إنكستر، مدير برنامج التهديدات العابرة للحدود واخملاطر السياسية ،املعهد الدولي للدراسات اإلستراتيجية
األجندة
11
اجملموعة الثالثة: الس ُبل اإلنسانية واجليوسياسية – قاعة الغزال ج منع فشل الدولةُ : رئيس اجللسة :البروفيسور توبي دودج مستشار وباحث أول في شؤون الشرق األوسط ،املعهد الدولي للدراسات االستراتيجية صاحب السعادة /آندرو جلمور املدير السياسي ،املكتب التنفيذي لألمني العام لألمم املتحدة صاحب السعادة /البو بستيللي نائب وزير اخلارجية ،إيطاليا صاحب السعادة /مختار الماني املدير السابق ملكتب املوفد املشترك لألمم املتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا اجملموعة الرابعة :التعاون العسكري اإلقليمي – قاعة الغزال ٣ رئيس اجللسة :اجلنرال اللورد ريتشاردز ،بارون هرستمنسو مستشار أول ،املعهد الدولي للدراسات اإلستراتيجية الرئيس السابق لهيئة األركان ،اململكة املتحدة صاحب السعادة /د .محمد مالكي بن عثمان وزير الدولة لشؤون الدفاع والتنمية الوطنية ،سنغافورا اجلنرال لويد جيمس أوسنت الثالث القائد العام ،القيادة املركزية للقوات املسلحة األمريكية اجلنرال السير نيكوالس هاوتن رئيس هيئة األركان العسكرية ،اململكة املتحدة ١١:٣٠-١١:٠٠
استراحة
١٣:٠٠-١١:٣٠
اجللسة العامة اخلامسة – قاعة النور قراءة لعشر سنوات من املتغيرات األمنية اإلقليمية رئيس اجللسة :د .جون تشيبمان املدير العام والرئيس التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات االستراتيجية مارك فيتزباتريك مدير برنامج منع االنتشار النووي ،املعهد الدولي للدراسات االستراتيجية صاحبة السعادة /د .بسمة قضماني املدير التنفيذي ملبادرة اإلصالح العربي اجلنرال اللورد ريتشاردز ،بارون هرستمنسو مستشار أول ،املعهد الدولي للدراسات اإلستراتيجية الرئيس السابق لهيئة األركان ،اململكة املتحدة سعادة األستاذ /جمال خاشقجي املدير العام ،قناة العرب اإلخبارية
١٤:٣٠-١٣:٠٠ 12
حوار املنامة ٢٠١٤
حفل غداء وداعي جلميع املندوبني – فيال غازيبو
قمة األمن اإلقليمي العاشرة البحرين ٧–۵ ،ديسمبر ٢٠١٤
حوار املنامة
امللخص التنفيذي
األمير سلمان بن حمد آل خليفة 14
حوار املنامة ٢٠١٤
امللخص التنفيذي
شكلت املكاسب اإلقليمية التي حققها التنظيم املتسمي بالدولة اإلسالمية في العراق والشام (داعش) إطارا ً للنقاش في حوار املنامة العاشر ،املنعقد في البحرين من ٥إلى ٧ديسمبر .٢٠١٤جمعت قمة األمن اإلقليمي كبار املسؤولني احلكوميني والعسكريني ،والعاملني في األمن الوطني ،ومحللني سياسيني وصحفيني من الشرق األوسط وآسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية. تناول املندوبون ثالث أزمات على وجه اخلصوص هي :التهديد اإلقليمي متعدد األوجه الذي يشكله تنظيم (داعش) ،واحلرب األهلية في سوريا ،واملواجهة القائمة حول املسألة النووية اإليرانية .في القضايا الثالث ،تناول حوار املنامة طبيعة التهديدات الواردة وأسبابها واالستجابة املناسبة جتاهها .ركز جل احلوار على ما إذا كان صعود تنظيم الدولة اإلسالمية – أو داعش كما اختار مندوبون كثر تسميته – قد غير احلسابات حيال األزمتني األمنيتني القائمتني .اقترح بعض املندوبني احتمال التعاون البراجماتي مع حكومتي إيران وسوريا ،وحتي تنظيم حزب اهلل ،من أجل تأمني القوات األرضية القادرة على إحلاق الهزمية احلاسمة بداعش ،إال أن آخرين متسكوا بضرورة عدم جعل الصفة الفورية لتهديد داعش سببا ً في تغيير مواقفهم الراسخة حول شرعية نظام األسد في سوريا، والشروط التي بنا ًءا عليها يصبح باإلمكان إيصال املفاوضات النووية اإليرانية إلى نتيج ٍة ُمرضية. ت مضى ،اجتذبت احلاجة إلى توضيح وتقوية النظام كما هو احلال في أي وق ٍ ً السياسي اإلقليمي اهتماما ً كبيرا .استطاعت الرغبة في التقدم – والتي حفّ زت املعهد الدولي للدراسات االستراتيجية على مدى العقد املاضي للجمع بني امللخص التنفيذي
15
إضغط ملشـاهدة الفيديو
د .جون تشـيبمان ،املدير العام والرئيس التنفيذي، املعهد الدولي للدراسات االستراتيجية
٥٤وزيرا ً للخارجية ،و ١٦وزيرا ً للدفاع ،و ٣٨رئيسا ً لهيئة األركان ،واملئات من أبرز احملللني غير احلكوميني – أن جتد إقرارا ً من عدي ٍد من القادة اإلقليميني .هذه هي املشكالت التي تعبر آثارها احلدود ،والتي ال ميكن حلها إال بالتعاون بني كافة الدول ت اإلقليمية ،إال أن إحساسا ً واضحا ً من عدم الثقة يبقى ،وهو ناجم عن خالفا ٍ ٌ تاريخية ،وتقاسم اللوم على مشكالت اإلقليم الراهنة ،وطاعون الطائفية. وجه ولي عهد البحرين األمير سلمان بن حمد آل خليفة كلم ًة للمشاركني ضمنها ندا ًءا لإلقليم وأصدقائه لتجاوز أثناء العشاء اإلفتتاحي حلوار املنامةّ ، مبينا ً أن حتدي اليوم هو ش ّن «احلرب على مرحلة «احلرب على اإلرهاب»، ّ الثيوقراطيني» ،وهكذا بدأت نهاية أسبوع ٍ من النقاشات رفيعة املستوى حتاول أوسط يواجه عدة أزمات ،كثير ٌ منها ذو طبيع ٍة مذهبية. معنى لشرق أن جتد ٍ ً ً سوف تظل حلول مشكالت النظام اإلقليمي موضوعا لالجتماعات القادمة ،لكن حوار املنامة هذه املرة أبرز معلما ً من معالم تقوية الدعم الدولي لألمن اإلقليمي ،أال وهو اإلعالن عن اتفاقية ملنح اململكة املتحدة تواجدا ً بحريا ً في البحرين – وبالتالي «شرق السويس» ،مثلما وصفه وزير الدولة للشؤون اخلارجية والكومنولث فيليب هاموند بأنه موطئ قدم دائم.
العشاء اإلفتتاحي وكلمة احلفل
متحدثا ً أمام حضور العشاء اإلفتتاحي ،أعرب ولي العهد عن رضاه وفخره بإجنازات فترة السنوات العشر من التعاون بني البحرين واملعهد الدولي للدراسات االستراتيجية ،مشيرا ً إلى أنه لم يلق كلمته االفتتاحية في هذا السياق ،ولكنه
16
حوار املنامة ٢٠١٤
إضغط ملشـاهدة الفيديو
أراد أن يترك انطباعا ً مهما ً لدى املندوبني فيما يخص تسمية التهديد الرئيسي الذي يواجه املنطقة .إن التصريح بأننا في حرب على اإلرهاب «ال يحيط بكامل صراعنا أو باجتاهنا أو تهديدنا االستراتيجي .فاإلرهاب مجرد أداة وليس فكراً». قال ولي العهد« :نحن نحارب الثيوقراطيني» .مثل هؤالء يدنسون إسم وتعاليم تقلي ٍد عظيم وفلسفة إلهية ،ومن الواجب مواجهتهم بشكل شمولي بواسطة توليفة من السياسات العسكرية واالجتماعية والسياسية واالقتصادية .ذكر ولي العهد جهودا ً سابقة لتسمية التهديد بدقة ،مبا فيها العبارة املبتكرة «الثيو-فاشية »theo-crismولقب «الثيوقراطية الفاشية»، مسمى أكثر مالءمة ،مبينا ً أن الفشل في ذلك حث املندوبني إليجاد لكنه ّ ً يسهم في االستجابة بسياسة غير شمولية «نقفز بواسطتها بصورة عميانية وعشوائية من تهدي ٍد آلخر». أشار ولي العهد إلى أحداث ٢٠١١بأنها «عاصفة العرب» ،مبينا ً أن التاريخ سيصدر حكمه حول محاكاتها لسقوط جدار برلني في ١٩٨٩أو االستيالء البلشفي على روسيا في .١٩١٧في كلتا احلالتني ،عجلت األحداث بانهيار مناذج الدول وتكوين فراغ برز من خالله فكر ٌ متطرف. طويل جداً ،قال ولي ت لوق الثيوقراطيني» متن ّبئا ً بأننا سوف نحارب «هؤالء ٍ ٍ العهد بأن السؤال يدور حول «ما إذا كانت لدينا الشجاعة واملصداقية األخالقية أناس يتجاهلون حياة البشر والثقافية لنعتهم مبا يتصفون به فعال ً» .إنهم ٌ والنظام االجتماعي والعقود االجتماعية التي تأسس عليها اجملتمع البشري. املعوج». أناس يضطهدون النساء ويذبحون كل من يرفض «اعتناق فكرهم ّ إنهم ٌ امللخص التنفيذي
األمير سلمان بن حمد آل خليفة
17
«بينما تشكل السياسة دافعا ً لبعض أتباعها ،جتب مهاجمة الفكر ذاته»« .من الواجب تسميته وفضحه واحتواؤه وفي نهاية املطاف دحره» .في اخلتام ،دعا املندوبني إلى التخلص من مصطلح احلرب على اإلرهاب والتركيز على «صعود هذه الثيوقراطيات الشريرة». توجه الدكتور جون تشيبمان ،املدير العام والرئيس التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات االستراتيجية ،بالشكر إلى ولي العهد على مالحظاته وعلى القيم الذي قدمه حلوار املنامة منذ انطالقته .كما استذكر كيف ألهم الدعم ّ النجاح املبكر حلوار شانغريال في سنغافورة الترويج للدبلوماسية الدفاعية بني احلكومات ،وهو ما حدا باملعهد الدولي للدراسات االستراتيجية إلى التفكير في كيفية توسعة آفاق مباحثات األمن القومي في منطقة اخلليج ،حيث كانت دول مجلس التعاون تفتقد منتدى ً لعقد االجتماعات مع جيرانها املباشرين وقادة القوى من خارج املنطقة. بالعودة إلى الوضع في املنطقة ،استذكر تشيبمان رؤية صاحب السمو امللكي األمير سعود الفيصل ،وزير خارجية اململكة العربية السعودية حول ج آمن .كان صاحب السمو امللكي األمير سعود الفيصل قد عرض في حوار خلي ٍ وعراق لالندماج، قابل ومين موحد، تعاون مجلس تشمل التي رؤيته األول املنامة ٍ ٍ ٍ ٍ وإيران صديقة .بدت هذه الشروط األربعة ،حسب قول تشيبمان ،غير مستقر، ٍ مؤكدة حينها وال تزال عابرة .رغم ذلك ،وفر حوار املنامة في سنواته العشر األولى منصة إلعالن السياسات ،ومناسبة للنقاشات عالية املستوى ،وفرصة إلشراك جميع الدول ذات العالقة .لقد ساهم احلوار في جعل النقاش حول األمن 18
حوار املنامة ٢٠١٤
اإلقليمي أكثر شفافي ًة ومباشرة ،كما أصبح املوقع الذي يتم فيه جس النبض االستراتيجي للمنطقة بدقة. هنالك اليوم نشاط دبلوماسي مكثف لتحديد إمكانية تبني النهج اجلماعي ملواجهة املشكالت األمنية املتضاعفة .اتسعت رقعة املساحات غير أناس خطيرين إلى ح ٍد يفوق التصور، اخلاضعة للحكم وباتت حتت سيطرة ٍ حسبما أفاد تشـيبمان .اتخذت السياسات الطائفية الشكل اجليوسياسي، بينما احتدمت املنافسة اإلقليمية على القيادة. وأضاف تشـيبمان بأن القضايا املثارة في حوار املنامة تتطلب معاجلة حتليلية مناسبة .من أجل ذلك ،سيترأس السـير جون جينكنز مكتب الشرق األوسط التابع للمعهد الدولي للدراسات االستراتيجية بد ًءا من يناير ٢٠١٥بصفته املدير التنفيذي اجلديد ،والذي يشغل حاليا منصب سفير اململكة املتحدة لدى اململكة العربية السعودية ،كما ترأس سابقا ً البعثات الدبلوماسية البريطانية إلى ليبيا والعراق وسوريا .السـير جون سيعمل على تعميق عالقات املعهد مع احلكومات اإلقليمية والقطاع اخلاص ،وحتت قيادته ،سيتمكن فرع املعهد في الشرق األوسط من املساهمة في دوائر السياسة اإلقليمية وإشراك أفضل وأملع النساء والرجال في املنطقة.
احلوار االفتتاحي املتلفز
شارك في احلوار ،الذي أدارته وقدمته فضيلة السويسي من قناة سكاي نيوز عربية ،كل من الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة ،وزير خارجية البحرين ،وسامح شكري ،وزير خارجية مصر ،وهوشيار زيباري ،وزير مالية العراق ،إلى جانب سيد حسني موسويان ،الرئيس السابق لهيئة العالقات اخلارجية باجمللس األعلى لألمن الوطني في إيران. ركز احلوار على التهديد الذي شكله تنظيم داعش وضرورة التعاون اإلقليمي والدولي لإلستجابة لهذا التحدي .كما برز سؤال ذو عالقة حول دور إيران في األمن اإلقليمي ،وما إذا كان بنّاءا ً وضروريا ً أم غير مرحب به ويهدد االستقرار. كان هنالك اتفاق واسع حول دور العمل العسكري للقوات العراقية، املدعومة بائتالف دولي من دول غربية وعربية تقوده الواليات املتحدة ،في إحلاق الضرر امللموس بداعش .رغم ذلك ،توصل املشاركون في احلوار املتلفز إلى نتيجة مفادها أن التنظيم ما زال يشكل خطرا ً جسيما ً على األمن ليس فقط في العراق وسوريا ،وإمنا عبر العالم العربي ورمبا عبر مدى ً أوسع. زعم موسويان أن إيران ،التي أفادت تقارير بتوجيهها لضربات جوية ضد تنظيم داعش في العراق ،كانت «شريكا ً بالغ اجلدية» في االئتالف احملارب لإلرهاب، إال أنه أوضح بصرامة أن ما يسمى بالدولة اإلسالمية هي عنصر واحد ضمن امللخص التنفيذي
19
إضغط ملشـاهدة الفيديو
سيد حسني موسويان، باحث ومحاضر ،جامعة برنستون؛ الرئيس السابق لهيئة العالقات اخلارجية باجمللس األعلى لألمن القومي في إيران؛ هوشيار زيباري ،وزير مالية العراق؛ سامح شكري ،وزير خارجية مصر؛ الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة ،وزير خارجية البحرين؛ وفضيلة السويسي ،مقدمة برامج في قناة سكاي نيوز عربية
20
حت ٍد أكبر يشكله «صعود التطرف» في الشرق األوسط .حسب رأيه ،كان من الضروري التصدي لـ»األسباب اجلذرية» للتطرف والدعوة إلى تعاون إقليمي بني دول مجلس التعاون اخلليجي وإيران والعراق وتركيا ضد التطرف «لعقود قادمة». اتفق زيباري حول أهمية «التصدي للدوافع الكامنة وراء داعش» من أجل «القضاء» على التنظيم .هذا لن يتحقق إال بالتعاون اإلقليمي الشامل، املصحوب بالدعم الدولي ،بأبعاده املالية والسياسية وكذلك العسكرية ،ورأى على وجه اخلصوص أهمية التصدي للمتطوعني من الدول الغربية للقتال مع داعش ،وقطع الدعم املالي الدولي عن اإلرهابيني .أكد شكري أهمية «محو» ثقافة داعش التي «تتخذ من الدين حجة» لبلوغ أهداف سياسية ،مؤكدا ً ضرورة حتدي خطاب داعش. ً أكد زيباري أهمية التنسيق مع احلكومة السورية نظرا لتأثير احلرب األهلية في سوريا «بصورة مباشرة على وضع العراق الداخلي» .من جانبه ،دافع موسويان عن ضرورة اللجوء إلى «حل اقتسام السلطة» في سوريا للمحافظة على «متاسكها و وحدتها» ،وبحسب رأيه فإن األعضاء الدائمني في مجلس األمن والقوى اخلمس اإلقليمية بحاجة لالتفاق على «مبادئ حل األزمة السورية». حول السؤال عن إيران ،أبدى الشيخ خالد انتقادا ً مبطنا ً لدور طهران اإلقليمي حتت نظامها الراهن ،مشيرا ً إلى الدور «اإليجابي» الذي لعبته في أمن اخلليج قبل ،1979حتت حكم الشاه ،إال أنه تطرق إلى احتمال أن تلعب إيران دورا ً بناءا ً في املستقبل ،رمبا كجزء من ترتيبات األمن املالحي اإلقليمي. أقر زيباري مبا لدى إيران من نفوذ سياسي في العراق ،وأن كل القادة العراقيني حوار املنامة ٢٠١٤
لديهم «روابط قريبة من إيران» على حد قوله ،إال أنه أكد أن هذه الروابط ال ترقى إلى مستوى تكون فيه إيران «متحكمة» في بلده ،ذلك أن من يتخذ القرار هم «شعب العراق واحلكومة املنتخبة» ،وليس إيران .كما أبدى إميانه بإمكانية أن تلعب العراق دورا ً مفيدا ً مبثابة «اجلسر» بني إيران من جهة والدول العربية والغرب من جهة أخرى. قال موسويان بأن إيران «متهمة بكل شيء» ،لكنه أشار إلى «عقود من املشكالت» في العالم العربي ،مضيفا ً بأن إيران لم تتدخل في مصر وليبيا وتونس ،حيث انهارت األنظمة السابقة كلها حتت وطأة الضغوط الداخلية، مؤكدا ً أهمية أن تكون إيران جزءا ً من «منظومة تعاون إقليمي» مبقدورها املساعدة في حل األزمات في لبنان وسوريا واليمن ،ومشيرا ً إلى أن احلوار اإليراني السعودي «مهم بال شك» ضمن أي مبادرة إقليمية ،معترفا ً بأن ذلك قد يستغرق «من ١٠إلى ٢٠سنة» ليؤتي ثماره .حسب رأيه ،فإن نظاما ً إقليميا ً كهذا قد يتمتع بـ»عالقات ممتازة» مع القوى اخلارجية ذات املصالح في الشرق األوسط: روسيا ،إلى جانب الواليات املتحدة والناتو. قدمت فقرة األسئلة واألجوبة التي شهدت مداخالت اجلمهور الفرصة للمشاركني في احلوار التلفزيوني لتوضيح مواقفهم حول بعض النقاط املهمة. فقد زعم شكري عدم وجود أي احتمال لتدخل بلده منفردا ً أو ضمن حتالف دولي بصورة مباشرة في األزمة الليبية ،إال أنه أوضح أهمية أن توحد األطراف اخلارجية املهتمة جهودها حلماية قدرة الليبيني على حتديد مستقبلهم في وجه الضغوط اإلسالموية .أكد زيباري احلاجة إلى «مزي ٍد من الدميقراطية» ومؤسسات أقوى في وتعاون الدول اإلقليمية ،واحلاجة إلى حماية املسيحيني واألقليات الدينية األخرى، ٍ أكبر بني الدول العربية في مواجهة اإلرهاب .أشار موسويان إلى خطورة وضعية «اإلقليم الفاشل» إذا لم تتحد الدول اإلقليمية إلدارة التحديات الراهنة.
اجللسة العامة األولى :األولويات االستراتيجية في الشرق األوسط
افتتح الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة ،وزير خارجية البحرين ،اجللسة األولى ت إقليمية .متثل التحدي مشيرا ً إلى حتديني أكد برأيه ضرورة اعتبارهما أولويا ٍ األول في بلوغ بعض اجلماعات اإلرهابية غير معروفة االنتماء مستوى ً غير مسبوق من احلجم واخلطورة ،وداعش باألخص تسيطر اآلن على منطقة واسعة وأموال ومعدات عسكرية .أما التحدي الثاني فتمثل في ممارسة الدول لدور بارز في رعاية اإلرهاب أو املشاركة املباشرة في األعمال اإلرهابية ،مشيرا ً إلى «حزب اهلل» كمثال على النوع األول وإلى النظام السوري في استخدامه للبراميل املتفجرة كمثال على النوع الثاني .ذكر الشيخ خالد أن التصدي لهذه التحديات امللخص التنفيذي
21
إضغط ملشـاهدة الفيديو
الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة ،وزير خارجية البحرين
22
لن يكون سهال ً أو سريعاً ،ويحتاج األمر إلى توجه شامل يضم اجلهود العسكرية والعقوبات املالية والدافع لالنتصار في املعركة العقيدية ضد العنف املسلح. كما أشار الشيخ خالد إلى التقدم الذي مت إحرازه إقليميا ً على هذه اجلبهات، وباألخص إعالن املنامة حول التصدي لتمويل اإلرهاب املعلن مؤخراً ،إال أنه عاد ليشير إلى تسبب طموحات بعض القوى اإلقليمية للسيطرة على املنطقة في زيادة عدم الثقة وعرقلة التعاون ،واستمر في انتقاد إيران على تدخلها في شؤون بعض الدول اإلقليمية. ردد وزير اخلارجية املصري سامح شكري موضوع قلة الثقة بصفته عامال ً يعرقل التعاون بني الدول اإلقليمية .ركز في تناوله للتحديات اإلقليمية الرئيسية واألولويات االستراتيجية التي تركز على التحديات الداخلية التي س ّببها التباطؤ االقتصادي والنمو السكاني والنزاع على الهوية الوطنية ،ونشاط املتطرفني في استغالل التفكك االجتماعي واالقتصادي واالختالفات املذهبية – في بعض األحيان برعاية دول ،واآلثار اخمللة باالستقرار الناجمة عن فشل التوصل إلى حل الدولتني للقضية الفلسطينية .نادى السيد شكري بإحياء مبادرة السالم العربية بدعم من مجلس األمن للمضي قدما ً في إنشاء دولة فلسطينية قادرة على البقاء واالستمرار .للتصدي للتحديات األخرى .اقترح شكري ضرورة حتديث الدول لكياناتها واالندماج مع اآلخرين ،ورفض الهيمنة والتحاور على أساس من االحترام املشترك ،مشيرا ً إلى أهمية تبني احللول الشاملة للتمكن من رؤية مسائل األمن بصورة أشمل ،إلى جانب التصدي لكافة التنظيمات اإلرهابية وليس داعش فحسب. حوار املنامة ٢٠١٤
إضغط ملشـاهدة الفيديو
استخدم وزير خارجية اململكة املتحدة فيليب هاموند كلمته ليكرر التزام بلده بأمن اخلليج ،مؤكدا ً وجود متاثل في املصالح بني لندن وعواصم اخلليج في مجاالت األمن واالزدهار واالستقرار ،مضيفا ً بأن االتفاقية التي وُقعت مؤخرا ً إلعادة إنشاء قاعدة للتواجد البحري الدائم في البحرين هي بيان واضح على التزام اململكة املتحدة بالتواجد شرق السويس .كما أكد السيد هاموند على الطابع اجلماعي للجهد اخلليجي-الغربي لوقف تقدم داعش في العراق ،مشيرا ً إلى مزي ٍد من اخلطوات الضرورية لتحقيق النصر ،وتشمل تعزيزاستخدام القوات البرية ،وتأسيس حكومات مستقرة وشرعية في العراق وسوريا (يستثنى منها باألخص بشار األسد) ،وبناء ثقافة تهمش التطرف وتتبنى ضمن أساليبها إتاحة اجملال لتمكني املعتدلني في اخلليج وخارجه ،وتوسعة نطاق جهود مكافحة اإلرهاب ،مبا فيها مبادرات وقف متويل اإلرهابيني. بالنظر إلى ما وراء حتدي داعش ،شدد السيد هاموند على أهمية الصبر في املفاوضات حول برنامج إيران النووي لضمان مراعاة االتفاق بأكمله لكافة اخملاوف الدولية .كما دعا هاموند إلى التعاون العابر للمنطقة ،والذي يشمل إيران ،لدعم السالم واتفاق الشراكة الوطنية في اليمن .تطرق هاموند أيضا ً إلى ضرورة عدم التخلي عن اجلهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق بني إسرائيل والفلسطينيني، والذي يتطلب قيادة جريئة في كال اجلانبني. في النقاش الذي أعقب ذلك ،طرح رئيس املعهد الدولي للدراسات االستراتيجية فرانسوا هايزبورغ سؤاال ً على املشاركني في اجللسة حول التوتر بني أهداف اخلليج والغرب حيال تهديد داعش واحلرب األهلية السورية ،حيث امللخص التنفيذي
فيليب هاموند ،وزير الدولة للشؤون اخلارجية والكومنولث ،اململكة املتحدة
23
إضغط ملشـاهدة الفيديو
سامح شكري ،وزير خارجية مصر
أرادت معظم القوى اإلقليمية أن ترى خروج نظام األسد من السلطة بينما كان باإلمكان أن يقدم شراكة فاعلة في قتال داعش ،كما طلب هايزبورغ من املتحدثني التعليق على مقترح سيد حسني موسويان ،الرئيس السابق لهيئة العالقات اخلارجية باجمللس األعلى لألمن الوطني في إيران ،حول استثمار محادثات ١+٥حلل األزمة السورية ،إال أن الشيخ خالد رفض هذه الفكرة ألنها تتضمن خلط القضايا املنفصلة املتعلقة باحلرب األهلية السورية من جهة وحتديات اإلرهاب عبر املنطقة .من جانبه أضاف السيد هاموند بأن املبرر ضعيف لتبنّي صيغ جديدة إذا لم يكن لدى املشاركني رؤية واحدة للمضي قُدماً ،ومحادثات ١+٥لن تشهد توافقا ً في اآلراء بشأن مسألة مستقبل األسد .بدوره و ّجه البروفسور ديوي فورتونا أنور ،مساعد نائب الرئيس بالوكالة للشؤون السياسية بأندونيسيا ،سؤاال ً حول الكيفية التي ستدير بواسطتها مصر عالقاتها مع القوى األصغر ،ورد عليه السيد شكري بأن مصر ال تطمح للقيادة من األمام أو اخللف وإمنا العمل بانسجام مع الدول العربية األخرى لتحقيق أهدافها وطموحاتها املشتركة ،مضيفا ً أن مصر ليست لديها أجندة توسعية.
اجللسة العامة الثانية :العراق وسوريا واألمن اإلقليمي
ركز وزير خارجية العراق د .ابراهيم اجلعفري باألخص على حتدي مواجهة داعش، والذي هو بال شك أكبر حتديات العراق األمنية .أكد اجلعفري أن داعش هو خروج عن املألوف في تاريخ العراق الطويل من اإلسالم املعتدل والتسامح ،وأن املعركة ملواجهته يجب أن تكون عاملية وعابرة لألجيال ،عاقدا ً املقارنة مع حرب الثالثني
24
حوار املنامة ٢٠١٤
إضغط ملشـاهدة الفيديو
عاما ً في أوروبا القرن السابع عشر .أشار الوزير إلى جتنيد داعش للشباب من جميع دول العالم مبا فيها الدميقراطيات الغربية ،لذا فمن الضروري إنتاج خطاب مضاد وترياق لداعش .هذا الترياق ،على حد قوله ،هو احترام حقوق اإلنسان. دعا اجلعفري إلى حترك دولي ضد داعش ،حتى لو كان عن طريق تشكيل حتالف مماثل للذي حدث إبان احلرب العاملية الثانية وجمع االحتاد السوفيتي آنذاك والواليات املتحدة وبريطانيا وفرنسا ،مؤكدا ً أهمية احتاد اخلصوم ،وأن العراق مؤهل بحكم موقعه اجليد لقيادة مثل هذا اجلهد ملا له من عالقات قوية عبر املنطقة مع إيران ودول مجلس التعاون. حاولت احلكومة العراقية التعامل مع األسس االجتماعية لداعش عن طريق تشكيل حكومة متثل كافة مجموعات الدولة ،ودعا الوزير اجلعفري للقيام باملزيد لدعم بلده عسكريا ً نظرا ً لكونها رأس حربة في قتال داعش ،وعليه فإن العراق بحاجة إلى أسلحة ودعم لوجستي وتدريب واستخبارات .إلى ذلك ع ّبر اجلعفري عن امتنان العراق للتضحيات والدعم الذي قدمتهما الدول الداعمة للحرب على داعش ،مطالبا ً بجهود مستدامة إليجاد أرضية مشتركة في املنطقة والتركيز على تهديد داعش. من جانبه ،ركز وزير الدفاع الفرنسي جان-إيف لودريان على داعش من منظور القوة اخلارجية التي لها تاريخ طويل في املنطقة ،حيث وصف الوضع بقوله« : لسنا من هذه املنطقة لكنها ليست غريبة علينا» ،داعيا ً إلى حتالف إقليمي ضد اإلرهاب يظهر في الوقت ذاته احترامه لإلسالم ،لكنه أضاف أن األزمة لها تأثيراتها خارج املنطقة وتشكل بالتالي موضع اهتمام للمجتمع الدولي بأكمله. امللخص التنفيذي
د .إبراهيم اجلعفري ،وزير خارجية العراق
25
إضغط ملشـاهدة الفيديو
جان-إيف لو دريان ،وزير الدفاع ،فرنسا
26
أشار لودريان إلى أن األزمة في الشرق األوسط بدأت قبل عقد من الزمن مع هجمات سبتمبر ٢٠٠١اإلرهابية على أمريكا .إنها أزمة إقليمية معقدة تتغذى على ضعف الدول واألحقاد والتطرف والتهميش االجتماعي .اليوم يطل التهديد اجلهادي برأسني ،مع احتفاظ تنظيم القاعدة بفروعه عبر اخلليج ،بينما يضم تنظيم داعش في صفوفه من عشرين إلى ثالثني ألف مقاتل ويطمح إلى جعل املناطق اخلاضعة له مناطق خالفة ليهدد املنطقة بأكملها ،وبخالف القاعدة، يجمع داعش ما بني اإلرهاب املتطرف آيديولوجيا ً والتكتيكات العسكرية التقليدية .كما أشار إلى احلقيقة املزعجة املتمثلة في إعالن منظمات إرهابية أخرى من مناطق مختلفة مواالتها لداعش. شدد الوزير على اجلوانب العاملية لألزمة الراهنة ،مبينا ً أن ١١٠٠مواطن فرنسي قد شاركوا في اجلهاد في سوريا ،وأن ٣٧٠قاتلوا ملصلحة داعش .خصصت فرنسا ١٥طائرة مقاتلة للمشاركة في احلملة اجلوية ضد داعش ،ورغم ما أشار بي لودريان أن الضربات اجلوية وحدها لن إليه من جناح بعض العمليات حتى اآلنّ ، حتل املشكلة؛ وحده إصرار شعوب العراق ودول املنطقة على إيقاف تدفق الدعم السياسي واملالي إلى داعش سيجعل النجاح ممكناً .يجب أن يركز اجلهد املضاد لداعش على بناء مؤسسات الدولة املستدامة والهوية الوطنية اجلامعة التي حتتضن جميع املواطنني .أضاف لودريان بأنه في هذا السياق يتحمل نظام بشار األسد العنيف والطائفي املسؤولية الكبيرة لصعود داعش. وصف لودريان التدخل الفرنسي في مالي واألربعة آالف جندي اخملصصني للبلد كمثال جلهد حقق نتائجه ،واختتم كلمته بتحذير من إمكانية الترابط حوار املنامة ٢٠١٤
الذي قد ينشأ بني جماعات إرهابية ومتطرفة عديدة عبر منطقة القرن األفريقي والشرق األوسط لغاية آسيا ،ويتحتم على اجملتمع الدولي أن مينع توحيدهم. بدأت الفترة النقاشية مبداخلة من وزير اخلارجية اإلماراتي الشيخ عبداهلل بن زايد آل نهيان ،ذكر فيها أنه ال ميكن هزمية داعش دون عملية سياسية في سوريا ،مضيفا ً بأن إيران ال ميكن أن تكون شريكا ً في هذا اجلهد بينما يتدخل وكالؤها بصفتهم قوة محتلة في سوريا ،كما ملّح الشيخ عبداهلل إلى أن الدول الغربية لم تشاطر دول اخلليج عزمها حملاربة اإلرهاب ،مشيرا ً إلى تسامح الدول األوروبية مع خطاب الكراهية أكثر بكثير من نظرائها في اخلليج ،مضيفا ً أنه في الوقت الذي كانت فيه الدول الغربية مهتمة باألسلحة والتمويل ،كانت دول اخلليج تخوض حربا ً من أجل ثقافتها ودينها ووجودها بحد ذاته. تركز سائر النقاش حول حتديات إدخال اجملتمعات إلى املعركة ضد داعش والتطرف املضاد ،خاصة ما يعنى بدور وسائل التواصل االجتماعي في الترويج للتطرف.
اجللسة العامة الثالثة :مكافحة التطرف في الشرق األوسط
في اجللسة العامة الثالثة ،قال د .نزار مدني ،وزير الدولة السعودي للشؤون اخلارجية ،أن دول اخلليج قد أثبتت كونها أقوى وأوسع حيلة مما كان يظنه كثير من «املتشائمني» ،مضيفا ً بأنه رغم التحديات والتشكيك ،كانت املثابرة هي «الصخرة التي اعتمدنا عليها» .كان األمن هو أولوية املنظمة ،مؤكدا ً أنه من غير األمن ليس هنالك حرية وازدهار ،ورغم التحديات العديدة ،قفزت معدالت النمو والتوظيف .سيعتمد مستقبل دول مجلس التعاون على ثالثة أبعاد: محلي وإقليمي ودولي .في البعد احمللي ،فإن الدول األعضاء بحاجة إلى البناء فوق خبراتها الغنية واملتنوعة .إقليمياً ،يتطلب االستقرار املستقبلي بناء عالقات بناءة مع الدول اجملاورة ،التي بدورها يجب أن تتجنب التدخل في الشؤون الداخلية لآلخرين ودعم امليليشيات الطائفية ،حيث أكد مدني أنه يتحدث عن إيران ،وهي «دولة مهمة» لها احلق في ممارسة دور رئيسي في املنطقة ،لكن فقط إذا خدمت االستقرار بدل الصراع .في البعد الدولي ،كانت هنالك حاجة ملحة للجهود اجلماعية ملكافحة اإلرهاب ،إال أن حتقيق ذلك يتطلب تناول الرابط بني احلركات اإلرهابية واألزمات اإلنسانية في سوريا وفلسطني وليبيا وأماكن أخرى. حتدث اللواء علي األحمدي ،رئيس جهاز األمن الوطني في اليمن ،في يوم شهد مقتل رهينتني من قبل مجموعة مرتبطة بالقاعدة خالل عملية بي األحمدي كون اليمن من الدول األكثر لتحريرهما .في ضوء هذه اخللفيةّ ، تضررا ً من اإلرهاب .فاحلكومة كانت تقاتل بشراسة ضد اإلرهابيني ،وقد أطلقت امللخص التنفيذي
27
إضغط ملشـاهدة الفيديو
د .نزار مدني ،وزير الدولة للشؤون اخلارجية ،اململكة العربية السعودية
28
عمليات أحلقت الضرر بهم تضمنت ضربات جوية ،كما عملت مع شركاء خارجيني مبن فيهم الواليات املتحدة في عمليات مشتركة وتبادل للمعلومات االستخبارية ،إال أن الصعود السريع لداعش في العراق وسوريا فرض احلذر من إجراء التقييمات حول مستقبل أي تهديد إرهابي ومدى قربه من الهزمية .في هذه األثناء ،استمر الصراع املدني في اليمن .إتهم اللواء األحمدي املتمردين احلوثيني بارتكاب جتاوزات كادت تودي بجهود السالم بالكامل ،وبينما ركزت معظم مالحظاته اخلتامية على الصعوبات التي يواجهها اليمن ،قال األحمدي مختتما ً بأن القضية الفلسطينية هي «السبب املركزي» للفوضى في الشرق األوسط ،نظرا ً ألن «الطغيان اإلسرائيلي» ،على حد قوله ،قد مت استغالله من قبل «كثيرين مبن فيهم القاعدة». في النقاش ،ركز ثالثة مندوبني على العالقات السعودية مع إيران ومشكلة التطرف السني .حول املوضوع األخير ،قال ديفد روبرتس من كلية كنجز في لندن أن السعودية في «حالة إنكار» حول مصادر التطرف في أصوليتها الوهابية. سؤال حرج آخر ورد من وزير مالية العراق هوشيار زيباري متحديا ً فيه موقف السعودية من إيران ،ومشددا ً على أن إيران دولة مجاورة مهمة ،وأنه من «األصول البدائية للحوار» أن يجري بني الدول التي بينها خالف عوضا ً عن تلك املتفقة فيما بينها ،متسائال ً عن إمكانية جتديد احلوار كما في أيام الرئيسني رفسنجاني وخامتي .تساءل مندوبون آخرون عن مدى حاجة اخلليج للتعامل مع إيران التي مثلت سياساتها في لبنان وسوريا والعراق إذكاءا ً للطائفية وبالتالي زيادة االنضمام لداعش. حوار املنامة ٢٠١٤
إضغط ملشـاهدة الفيديو
في ردّه ،قال مدني أن السعودية توافق على مبدأ احلوار ،إال أنها تؤمن بأن النجاح يتطلب قواسم مشتركة .فالثقة والشفافية متطلبان ضروريان قبل البدء في أي حوار ،على حد تعبيره ،واألهم من ذلك كله «يجب أال تتدخل الدول في دول أخرى» .كما رفض االتهام بوجود رابط بني املمارسة الدينية في السعودية والفكر الذي يغذي داعش بقوله «إن الدين اإلسالمي بريء من هذه األفعال». في الشأن اليمني ،حتدث مندوبان من لبنان واإلمارات عن صعوبة إنفاذ االتفاقيات السياسية الرامية إلى إنهاء الصراع مع احلوثيني ،حيث يبدو أن ال نية لدى احلوثيني أو الرئيس اليمني لتطبيق االتفاقيات ،بحسب إحدى املندوبات، ّ نظرا ً ألن الدولة ستسقط في الصراع املدني إن لم تطبق وحتترم االتفاقيات، حيث قالت أن السؤال الذي يفرض نفسه هو كيف سيتم إنهاء نفوذ إيران في الشؤون اليمنية .هذا بينما ركز د .نيكوالس ريدمان من املعهد الدولي للدراسات االستراتيجية على ما مبقدور اجليران اخلليجيني أن يقدموه للتخفيف من صعوبات البلد االقتصادية ،بالنظر إلى ثراء هذه الدول وتوظيفها للعمالة األجنبية من جهة وفقر اليمن وكثافته السكانية من جهة أخرى ،متسائال ً إذا كانت هنالك طريقة لالستفادة من فائض العمالة في اليمن حتى وإن أدى ذلك الى حتوله الى اقتصاد مبني على التحويالت املالية. ركز األحمدي في ردوده على مشكلة تطبيق اتفاقيات السالم ،لكون التطبيق محصور في اخلالف على حد قوله ،مع رفض احلوثيني االنسحاب من صنعاء وعودتهم للقتال ،مضيفا ً أن إيران تواصل لعب دور خبيث بدعم املتمردين باملال والسالح. امللخص التنفيذي
اللواء علي األحمدي ،رئيس جهاز األمن الوطني ،اليمن
29
إضغط ملشـاهدة الفيديو
جون بيرد ،وزير خارجية كندا
اجللسة العامة الرابعة :التوجهات اجلماعية حيال القضايا األمنية الراهنة
نظرا ً لإلنقسامات األخيرة بني دول مجلس التعاون ،تعد التوجهات اجلماعية حيال األمن قضية ذات قبول كبير .فقد أوضح أمني عام مجلس التعاون د. عبداللطيف الزياني الصعوبات الكامنة في جعل أطراف متعددة تعمل بانسجام ،معرّفا ً ثالثة عوامل مهمة لهذه العملية هي :أن املشاركة يجب أن تكون جامعة وشاملة قدر اإلمكان ،وأن املناقشات يجب أن تسندها عملية تشاورية من قبل األطراف ذات العالقة ،وأن يتم التطبيق املؤثر ألي عملية تشمل االستراتيجيات املنسقة إقليميا ً ودولياً. شكك الزياني في قيام دول اخلليج بإعداد آليات التطبيق الضرورية ،نظرا ً لكونها غارقة في مواجهة التحديات املؤقتة ،إال أن مؤشرات إيجابية الحت في اقتراح السعودية إنشاء مركز دولي ملكافحة اإلرهاب ورصدت له مبلغ مائة مليون دوالر أمريكي للدعم. أشار وزير اخلارجية الكندي جون بيرد الى أن معظم التحديات في منطقة اخلليج ذات دوافع طائفية تستخدم فيها االنقسامات الطائفية من قبل «عمالء دول شريرة» و «عمالء أشرار غير تابعني لدول» ،وأورد مثال الدعم اإليراني للميليشيات الشيعية .إن احلل بالنسبة لبيرد لهذه الطائفية هي التعددية. بالنسبة لبيرد ،تضمن العوملة أن ما يحصل في الشرق األوسط له أصداء حول العالم .من أجل ذلك ،أصبحت دواعي العمل اجلماعي أكبر من أي وقت مضى .رغم ذلك ،في نهاية املطاف ال ميكن مكافحة التطرف والطائفية 30
حوار املنامة ٢٠١٤
إضغط ملشـاهدة الفيديو
بواسطة القوة العسكرية فحسب ،بحسب بيرد ،وأن االستقرار االقتصادي والدينامية احليوية ضروريان لتمكني البشر وضمان االزدهار طويل املدى. زعم وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون بأن العالم في وضع «خطير وغير مسبوق» .في هذه البيئة ،حتتفظ اململكة املتحدة باإلرادة السياسية والقدرات العسكرية للتدخل ،بالرغم من تصويت البرملان في ٢٠١٣برفض الضربات العسكرية في سوريا .استعرض فالون بعض الدروس التاريخية ذات العالقة: أوالً ،أن احلرية تدعمها قوات مسلحة موثوقة جاهزة لالنتشار بسرعة وعلى نطاق واسع .ثانياً ،أن الشراكات غاية في األهمية ،وعالوة على ذلك ،ورغم اتساع اجملال الستخدام القوة الناعمة في اخلليج ،فإنه ال بديل عن القوة الصلبة .درس أخير محتمل هو أنه ما دامت دول اخلليج في مأمن فإن الغرب في مأمن. في النقاش التالي ،قام سيد حسني موسويان ،املفاوض الرئيسي السابق لبرنامج إيران النووي ،بتوبيخ بيرد على «قضائه وقته في القصور والفنادق الفخمة محاربا ً داعش» بينما يجازف اجلنرال اإليراني قاسم سليماني بحياته في اخلط األمامي للجبهة .ملاذا ،تساءل موسويان ،تظهر كندا عدوانية جتاه إيران بصورة تعدت ما تظهره حتى الواليات املتحدة؟ ما الذي وراء هذا املوقف؟ جاوبه بيرد قائال ً أن كندا تريد من إيران أن تلعب دورا ً إقليميا ً رئيسياً ،لكنها منزعجة من دعمها للميليشيات الشيعية في العراق ودعمها للجماعات اإلرهابية في معظم دول الشرق األوسط ،كما أن سجلها في حقوق اإلنسان مثير للقلق، الى جانب برنامجها النووي الذي وصفه بيرد باملصمم لبلوغ القدرة على إنتاج السالح النووي. امللخص التنفيذي
د .عبداللطيف الزياني، األمني العام ،مجلس التعاون لدول اخلليج العربية
31
إضغط ملشـاهدة الفيديو
مايكل فالون ،وزير الدولة لشؤون الدفاع ،اململكة املتحدة
32
حتدث الزياني بعدها عن اخلطوات الضرورية لتحقيق نقلة نوعية في العالقات بني إيران وجيرانها اخلليجيني .أوالً ،عليها التحرك حلل النزاع احلدودي مع اإلمارات على اجلزر الثالث التي حتتلها .ثانياً ،عليها أن تتدخل لتسهيل انسحاب حزب اهلل من سوريا ،حيث تتحمل مسؤولية مقتل الكثير من السوريني ،قائال ً بأن النوايا الطيبة من قبل إيران لن جتد قبوال ً دون خطوات شجاعة. اختتم فالون مداخلته باإلجابة على أسئلة زيد بلبغي من مركز األمير سلمان للحكومة املبتكرة ،ونيل هوكنز ،سفير أستراليا لدى البحرين وعمان والسعودية واليمن .تناولت هذه األسئلة احتمال أن تتطلب احلملة العسكرية ضد داعش مقياسا ً مشابها ً لعملية حترير الكويت في ،١٩٩١وما إذا كان لدى الدول الغربية الرغبة في اإلقبال على هذه املهمة ،وأيضا ً أهمية أن يرى الرأي العام الغربي حضورا ً خليجيا ً قويا ً وناشطا ً ضمن االئتالف الذي تقوده الواليات املتحدة .قال فالون بأن املسألة ستتطلب جهدا ً مماثال ً حلرب اخلليج عام ،١٩٩١ وأنه مع مشاركة خمسني بلدا ً فإن املشروع مرشح للنمو .كما أكد أن مشاركة دول مجلس التعاون ستساعد حكومات الغرب كثيرا ً على تبرير املشاركة لناخبيها .أوضح فالون بأن القوة اجلوية لوحدها ليس مبقدورها هزمية داعش، مشيرا ً الى إعادة تشكيل اجليش العراقي وإنشاء حرس وطني كدليل على أنه جاري بناء العنصر البري من القوات املسلحة ،كما أنه من الضروري أن يحظى اجليش العراقي اجلديد بالدعم التام من قبل كافة أطياف اجملتمع العراقي. اختتم تشـيبمان اجللسة بتساؤل حول ما إذا كانت الدعوة املتكررة ملعاجلة األسباب اجلذرية وصفة للتأخير والتراخي ،قائالً« :أتساءل أحيانا ً ما إذا كنا جنعل حوار املنامة ٢٠١٤
إضغط ملشـاهدة الفيديو
مما هو مثالي للتحليل عدوا ً ملا هو ضروري سياسياً» ،موضحا ً أن فهم األسباب التقريبية ومعاجلتها «بحيوية وحماس ووضوح وعدالة وحكم جيد» قد يكون كافيا ً «للمساعدة على استقرار هذا العالم املعقد جدا ً الذي نعيش فيه».
مارك فتزباتريك ،مدير برنامج منع انتشار ونزع األسلحة النووية، املعهد الدولي للدراسات االستراتيجية
اجللسة العامة اخلامسة :تأمالت لعشر سنوات من تغييرات األمن اإلقليمي
مفتتحا ً اجللسة األخيرة ،تتبع مارك فتزباترك ،مدير برنامج منع انتشار ونزع األسلحة النووية في املعهد الدولي للدراسات االستراتيجية ،تطور برنامج إيران النووي عبر عشر سنوات .لدى إيران اآلن مخزون من اليورانيوم منخفض التخصيب يكفي لصناعة ما يصل الى ست قنابل إذا ما خضع للمزيد من التخصيب .شكل االتفاق املؤقت الذي مت التوصل إليه في ٢٠١٣ما يشبه وقف إطالق النار ،حيث وافقت مبوجبه إيران على وقف إنتاج اليورانيوم املقارب للمستوى عالي التخصيب ،واحلد من عدد أجهزة الطرد ،مقابل عدم إقرار عقوبات إضافية عليها .مبوجب اتفاق طهران مع روسيا في أواخر ٢٠١٤لتوفير اليورانيوم اخملصب لثمانية مفاعالت جديدة ،إنتفت احلاجة العملية لدى إيران لتدير برنامجا ً خاصا ً للتخصيب بحجمه احلالي ،حيث كان إصرارها على االحتفاظ بالبرنامج بدافع الفخر وكذلك اإلبقاء على خيار صنع األسلحة النووية .كان مفتاح إبرام االتفاق هو ما إذا كانت إيران بالفعل ترغب في «جتميد» استراتيجية التحوط هذه. ناقشت د .بسمة قضماني ،املديرة التنفيذية ملبادرة السالم العربي ،الوضع السوري في سياق الديناميات اجملتمعية األوسع ،حيث ذكرت أن حسن إدارة امللخص التنفيذي
33
إضغط ملشـاهدة الفيديو
د .بسمة قضماني ،املديرة التنفيذية ،مبادرة اإلصالح العربي
34
اجملتمعات املتنوعة هو مفتاح أمن واستقرار الدول ،وأن سوء إدارة التنوع يؤدي الى مجتمعات مجزأة .شكل إعادة تأكيد الدور العسكري القوي في مصر في ٢٠١١نقطة حتول فارقة للسياسة اإلقليمية ،واضعا ً التركيز على احللول األمنية لتحدي التطرف .شكل تقدم داعش في العراق والتركيز الذي ناله من قبل القوى اإلقليمية والدولية دليال ً على زيادة تعقيد الوضع في سوريا .ذكرت قضماني بأنه ال توجد استراتيجية من أجل سوريا ،وال يتضح أي من قوات املعارضة سيتم تدريبها وكيف سيتم فحصها ،وأن األمر يتطلب استراتيجية للتعرف على اجملموعات املوثوقة. قدم اجلنرال اللورد ريتشاردز لورد هرستمونسو ،رئيس أركان اجليش البريطاني السابق ،عرضا ً ناقدا ً لالشتباكات العسكرية األخيرة في املنطقة ،ذكر فيها بأن «حاالت كثيرة تأخذ فيها السياسة املظهر االستراتيجي ،وبالتأكيد مع الكثير من التكتيكات ،إال أن قليال ً منها كان مترابطا ً ليشكل خططا ً طويلة ت استراتيجية ،وطرق ووسائل تشكل جوهر املدى تولّد توليف ًة تؤدي لبلوغ غايا ٍ االستراتيجية» .قال اجلنرال ريتشاردز بأن الدول التي تسعى للحصول على النجاح االستراتيجي عليها أن تنذر نفسها بالكامل لهذه الغاية. تركت التجارب الغربية في العراق وأفغانستان القادة السياسيني مترددين تسخر حيال اجملازفة بنفس العواقب ،وأدت الى حلول أخرى ،باألخص الى عمليات ّ فيها قوات محلية أو بالوكالة ،وبإمكان دول اخلليج أن تنشئ قيادة مشتركة ذات كفاءة عسكرية بهدف التصدي املشترك للتحديات املستقبلية ،مع احلرص على كفاءتها حتت ظروف القتال بتوفير منوذج جيد للقيادة والسيطرة. حوار املنامة ٢٠١٤
إضغط ملشـاهدة الفيديو
ذكر مدير عام قناة العرب اإلخبارية جمال خاشقجي أن خطر داعش حقيقي ،وأنه ليس جيشا ً وإمنا فكرة «تتغذى على إخفاقاتنا» ،مضيفا ً أن معظم احملللني واحلكومات فشلوا في رصد صعود داعش بسبب تركيزهم على إيران والعراق بعد عام .٢٠١١كان داعش تنظيما ً راديكاليا ً ازدهر بسبب احلكم السيء وضعف التعليم والظلم االجتماعي .عندما بدأ الربيع العربي في ،٢٠١١اختارت بعض الدول أن تستوعب املطالبات باملزيد من احلرية والعدالة ،لكن بعض الدول التي اختارت أن تعتمد عوضا ً عن ذلك على األساليب القدمية وفرت األرضية اخلصبة لداعش. ردا ً على سؤال من سيد حسني موسويان عن احتمال حتسن العالقات بني السعودية وإيران ،قال جمال خاشقجي أنه متشائم لثالثة أسباب :دور إيران في سوريا ،وحقيقة أن داعش هي فشل عربي يجب أن يصلحه العرب ،وألن داعش هي مشكلة سنية من شأنها أن تزداد تعقيدا ً إذا تدخلت إيران. تولى د .توبي دودج ،باحث أول ومستشار الشرق األوسط في املعهد الدولي للدراسات االستراتيجية ،مسألة الرد على إصرار خاشقجي بأن سكان املوصل قاموا باحتضان داعش عندما استولى مقاتلو التنظيم على املدينة ،حيث قال بأن املعلومات ليست كافية لدعم هذا االستنتاج ،وإمنا برأيه أنه من األرجح تعم شمال غرب العراق من ٢٠١٢الى ٢٠١٣و تخمني أن «الثورة التي شاهدناها ّ ٢٠١٤شكلت ساحة صراع متكنت فيها خمسة أو ستة تنظيمات متمردة ،من ضمنها داعش ،أن تستولي على مناطق شاسعة». افترض د .أمين الصفدي ،نائب رئيس الوزراء األردني األسبق ،أن االستراتيجية امللخص التنفيذي
اجلنرال ريتشـاردز لورد هرستمونسو، مستشار أول ،املعهد الدولي للدراسات االستراتيجية ،قائد األركان السابق،اململكة املتحدة
35
إضغط ملشـاهدة الفيديو
جمال خاشقجي ،مدير عام قناة العرب اإلخبارية
36
الراهنة هي نتيجة لسوء فهم الغرب وتقاعس العرب ،وأنه مقدر لها الفشل لهذين السببني .جادل الصفدي باألخص حول التركيز على العراق – وإن وصل به احلال إلى استنتاج ٍ ناجح – سيسمح لداعش بإعادة تشكيل كيانها في سوريا. إتفق ريتشاردز مع هذا التحليل ،حيث قال أنه يرفض النهج التدريجي جتاه داعش ،والذي يؤدي الى التنازل عن املبادرة االستراتيجية ،مؤكدا ً أهمية سوريا وضرورة وجود استراتيجية إقليمية كبرى. سؤال آخر من الصفدي ،الذي زعم أن املعارضة تولت قضماني اإلجابة على ٍ املعتدلة قد اختفت من سوريا ،مؤكدةً في ردها أنها ال تزال موجودة لكنها ال متلك مساحة لتعمل من خاللها حالياً ،كما أن التركيز اإلعالمي مقتصر على داعش ،واملعتدلون لم يحصلوا على الدعم املالي الذي وفرته دول أجنبية للمجموعات املسلحة .فقط الواليات املتحدة مبقدورها فرض التماسك على مختلف املانحني لدعم استراتيجية واحدة. في ختام اجللسة ،أبدى فتزباتريك تشاؤمه حول احتماالت الوصول التفاق مع إيران ،وفي اعتقاده أن الدول الغربية ستتحرك عسكريا ً إذا أصبحت إيران قريب ًة جدا ً من حتقيق القدرة النووية ،لذلك فإن إيران ستوقف برنامجها قبيل بلوغ تلك املرحلة .كما رفض االقتراحات التي بررت أحقية إيران في رفض تعطيل قدراتها على تخصيب اليورانيوم لصالح املستورد منه ،منتقدا ً باألخص احلجة التي مفادها أن إيران – مدفوعة بالتكاليف الثابتة – قد قررت مواصلة الطريق حتى بلوغ االكتفاء الذاتي ،بأنها حجة معيبة بشكل جوهري. حوار املنامة ٢٠١٤
إضغط ملشـاهدة الصور
إضغط ملشـاهدة الصور
إضغط ملشـاهدة الصور
اجللسة اخلاصة األولى :إيران واملنطقة بعد احملادثات النووية
تبي مدى صعوبة اإللتزام بالوصف املعطى كعنوان لهذه اجللسة .فعندما متكن ّ تبي عدم وجود نية لديهم للمضي النووية، املسألة عن االبتعاد من املشاركون ّ قدما ً وراء االنقسامات التي أصابت محاوالت تأسيس نظام إقليمي جديد وأكثر استقراراً. كان املشاركون قد اجتمعوا بعد مدة قصيرة من متديد محادثات مجموعة ١+۵بواقع سبعة أشهر .كانوا قد سمعوا عن قضايا متميزة مبا فيها التحقّ ق والشفافية ،وإيجاد معايير مقبولة من الطرفني للقدرة االستيعابية لدورة الوقود اإليرانية .في الواقع ،اتخذت املفاوضات شكال ً مثيرا ً بنفس قدر مضمونها، حيث أبدى عدد من املشاركني أسفهم لغياب أي دولة عربية عن املفاوضات (أو قلة شفافيتها جتاه الدول العربية) ،مبدين تخوفهم من النتائج احملتمل حدوثها من جراء توازي املسار الثنائي األمريكي-اإليراني. ً دعّمت هذه اخملاوف عدم ارتياح خليجي أوسع بأن الواليات املتحدة أوال قد فشلت في إدراك تكتيكات إيران في املماطلة ،وثانيا ً املضي لبلوغ اتفاق إقليمي على حساب أطراف أخرى .كما كانت شكاوى املشاركني اخلليجيني أشد من التدخل اإليراني في السياسات الداخلية لآلخرين .وصف أحد املشاركني التزام إيران بتصدير الثورة بأنه جزء من سياسة خارجية ذات شقّ ني تزعم أيضا ً تعهدها بعدم التدخل .قوبل هذا باتهام مضاد بأن دول اخلليج تتحمل اللوم حيال اآلفة اجلهادية في الشرق األوسط اليوم. جرى نقاش حول ما متثله إيران من تهديد متعدد األوجه لألمن اإلقليمي، ليس فقط بدعمها للثورات وإمنا من خالل قدراتها اإللكترونية والباليستية التقليدية ،ودورها احملتمل في تعطيل مضيق هرمز .يقابل هذه تواجد أمريكي امللخص التنفيذي
إضغط ملشـاهدة الصور
(من اليسار الى اليمني) مارك فتزباتريك ،مدير برنامج منع انتشار ونزع األسلحة النووية، املعهد الدولي للدراسات االستراتيجية؛ اللواء طيار متقاعد خالد البوعينني، قائد القوات اجلوية والدفاع اجلوي السابق ،رئيس مجلس إدارة مجموعة بينونة ،رئيس معهد الشرق األدنى واخلليج للتحليالت العسكرية ،اإلمارات العربية املتحدة د .ماثيو سبينس ،مساعد نائب وزير الدفاع لسياسات الشرق األوسط ،الواليات املتحدة؛ سيد حسني موسويان ،باحث ومحاضر، جامعة برنستون؛ الرئيس السابق لهيئة العالقات اخلارجية باجمللس األعلى لألمن القومي في إيران
37
كبير في اخلليج (ويفترض أنه مضاد للمحور اآلسيوي) ،يتألف من جتهيزات متطورة وأكثر من ٣۵ألفا ً من العسكريني. اتفق اجلميع على عدم إمكانية التوصل الى حل دائم ملشاكل النظام السياسي اإلقليمي من دون إشراك إيران ،وبنفس القدر من املشاكل املتعلقة باملواجهة السياسية-العسكرية في املنطقة يبرز ميراث انعدام الثقة املتبادل، والذي عززته التطورات املعاصرة ،ما مينع حوار خليجي-إيراني حقيقي من االنعقاد .هنا بدت الفجوة ملموسة بني صورتي إيران ،تلك التي حتمل سمعتها كمهيمن يبحث عن أسلحة نووية ويصدر الطائفية ويزعزع استقرار جيرانه، وتلك التي تصورها كضحية محاصرة تدافع عن نفسها .هذا الى جانب تردد جميع األطراف عن أخذ اخلطوات األولى الضرورية ،من الناحية السياسية ،جتاه تسوية إقليمية شاملة.
اجللسة اخلاصة الثانية :السياسات اإلقليمية املضادة لإلرهاب والتطرف
إتفق املشاركون على أن هزمية اإلرهاب تشمل جهدا ً مستداما ً متعدد اجلبهات في املنطقة وما وراءها ،ليس أقلها لكون ما يق ّدر بني ١٦الى ١٨ألفا ً من مقاتلي داعش من األجانب .إن معاجلة تهديد داعش يتطلب حتركا ً عسكرياً ،وجهودا ً خللخلة عمليات التجنيد واإليرادات (خاص ًة ما كان منها عبر نشاط اجلرمية املنظمة) ،وحتدي آيديولوجيته املتطرفة .جزء من احلل هو وضع إطار عمل قانوني صلب ،إال أنه قد متت اإلشارة الى صعوبة استدامة دعم الدول الغربية على مدى العقد القادم أو أكثر من ذلك ،إذا استخدمت قوانني مكافحة اإلرهاب في بعض الدول اإلقليمية لكبح نشاط القوات املعارضة وكذلك املتطرفني. جنحت الدول في املاضي في صياغة وتطبيق خطط مكافحة اإلرهاب ،إال أن الدروس القدمية غالبا ً ما تنسى ومتيل الدول للمبالغة في ردة فعلها جتاه التهديد اجلديد .يعتمد النجاح على سرعة تعديل الدولة ملوقفها ،وتبنيها يحسن احلكم ،وبالتالي يقلل بثبات التهديد اإلرهابي لنهج حكومي متكامل ّ الى درجة يصبح فيها مشكلة قانون ونظام .بالنظر الى النزاعات اإلقليمية، اتفق املشاركون على أهمية جتنب انهيار الدول نظرا ً ملا تشكله من فراغ يشكل مرتعا ً خصبا ً لإلرهابيني .كان هنالك خالف حول إمكانية إنقاذ الدولة السورية، أو أنها قد انهارت بالفعل. تركز جهود مكافحة التطرف بشكل كبير على جهد ٦٠دولة لتحدي آيديولوجية اجلماعات املتطرفة وسلطتها وسردها الدينيني .يقف خطاب داعش عن النصر املؤكد املتبوع مبستقبل طوباوي على خالف مع الواقع الذي يفيد بأن
38
حوار املنامة ٢٠١٤
إضغط ملشـاهدة الصور
إضغط ملشـاهدة الصور
إضغط ملشـاهدة الصور
كثيرا ً من املتطوعني إما سيقتلون أو يقعون في األسر ،وهذا أمر بإمكان احلكومات استغالله .تسببت أفالم األعمال الوحشية التي ارتكبها مسلحون سنة وشيعة في سوريا والعراق في تطرف الشباب من الطائفتني بصورة مضطردة ،ذلك أنها ليست ظاهرة السنة/داعش فحسب .شدد بعض املشاركني على أن وحشية احلكومة السورية جتاه شعبها كانت محركا ً للتطرف ،بينما لفت آخرون االنتباه الى األثر السلبي للسياسات الطائفية املتعسفة حلكومة املالكي في العراق. تواجه احلكومات الغربية معضلة تخص مواطنيها الذين قاتلوا في سوريا والعراق .عدد منهم شعروا بأوهامهم ويرغبون في العودة الى بالدهم لكنهم يخشون االعتقال .هؤالء الشباب قد تظهر فائدتهم في صياغة سرد مضاد خلطاب داعش ،شرط أن يتم التعامل معهم بحذر .رغم أهمية مهاجمة وهزمية التطرف آيديولوجياً ،فإن ذلك ليس هو احلل الكامل .فبحسب تعليق أحد املشاركني ،كثير من اجملندين الشباب قابلني للتكيف وينشدون اإلثارة ،لذا فإن الفوز في اجلدال الثيولوجي وحده لن يجلب النصر.
اجللسة اخلاصة الثالثة :منع فشل الدول :النهج اإلنساني واجليوسياسي
عمت احلوار أوجه قلق حول فشل الدول واحتمال الفشل اإلقليمي ،ومت تناولها ّ مباشرة في هذه اجللسة .أنتجت خبرة التدخل الذي قادته األمم املتحدة على مدى عقدين في دول فاشلة أو في طريقها للفشل أربعة دروس .أوالً ،عرّفت سلسلة من تقارير التنمية البشرية اخلاصة باألمم املتحدة وألّفها أكادمييون عرب مواضع الضعف في الدول العربية ،وباألخص الفساد والقمع ،التي أنتجت فشل الدولة في سوريا والعراق واليمن وليبيا امللخص التنفيذي
إضغط ملشـاهدة الصور
(من اليسار الى اليمني) فارس املزروعي ،مساعد وزير اخلارجية للشؤون األمنية والعسكرية ،اإلمارات العربية املتحدة؛ بريت ماغورك ،مساعد املبعوث الرئاسي اخلاص لالئتالف الدولي حملاربة داعش ومساعد نائب وزير اخلارجية لشؤون العراق ،مكتب شؤون الشرق األدنى ،وزارة اخلارجية األمريكية كيم ،زميل وباحث إميل احل ُ ّ أول في األمن اإلقليمي، فرع الشرق األوسط، املعهد الدولي للدراسات االستراتيجية؛ نايجل إنكستر ،مدير برنامج التهديدات العابرة للحدود واخملاطر السياسية، املعهد الدولي للدراسات االستراتيجية
39
إضغط ملشـاهدة الصور
(من اليسار الى اليمني) آندرو جيلمور ،املدير السياسي ،املكتب التنفيذي لألمني العام لألمم املتحدة؛ البروفيسور توبي دودج ،زميل استشاري وباحث أول للشرق األوسط، املعهد الدولي للدراسات االستراتيجية البو بيستيللي ،مساعد وزير اخلارجية ،إيطاليا؛ مختار الماني ،الرئيس السابق ،مكتب املبعوث اخلاص املشترك لألمم املتحدة واجلامعة العربية بشأن سوريا
40
إضغط ملشـاهدة الصور
إضغط ملشـاهدة الصور
إضغط ملشـاهدة الصور
لذا يجب أن تركز جهود إعادة بناء وتقوية الدول على متكني البرملانات وإعادة بناء محاكم مختصة والدفاع عن احلريات الشخصية .هذا في غاية األهمية إلعادة الثقة بني الدولة واجملتمع. ثانياً ،على القوة املتدخلة أال تستخدم اإلكراه املفرط أو تسعى وراء عدالة املنتصر .لعبت عمليات اجتثاث البعث في العراق وقانون العزلة السياسية في ليبيا أدوارا ً محورية في زعزعة استقرار التسويات السياسية اجلديدة .ثالثاً ،على اجملتمع الدولي أن يتحرك سريعا ً إذا ما واجه احتمال فشل دولة ما :التدخل في البلقان كان متأخرا ً جداً .أخيراً ،هنالك حاجة للتخطيط املؤثر واملفصل وبعيد املدى قبل تنفيذ التدخل. استدعى توجه ما بعد ،٢٠٠١الذي ركز على «البعد األمني» ملشاكل الشرق األوسط ،انتقادا ً خاصاً ،نظرا ً لوجود ثالثة مجاالت أساسية للقصور في الدولة الضعيفة :األمن والشرعية والقدرة االستيعابية .يؤدي حصر التعامل في البعد األمني الى املبالغة في التركيز على اجملال األول للقصور ،مما يشكل مستوى ً عاليا ً من االعتمادية بني املزود اخلارجي لعامل األمن والدولة املستهلكة له .لقد بدأ االحتاد األوروبي في تعلم هذا الدرس؛ فقط خمسة من عملياته الـ ٣٨تتسم بالتركيز على العمل العسكري. انتقل فريق النقاش بعدها إلى تناول موضوعي سوريا والعراق .األزمة السورية متعددة األوجه وتتواجد على املستويات احمللية والوطنية واإلقليمية والدولية في آن واحد ،تخللتها جميعا ً درجات عالية جدا ً من عدم الثقة .قوات املعارضة على املستويني احمللي والوطني متجزئة إلى درجة يصعب معها التعامل معها على أنها كيا ٌن واحد .لهذا السبب ،ما كانت محادثات جنيف ٢ لتكون مثمرة. حوار املنامة ٢٠١٤
ولّد اجلدال حول العراق عدة منظورات .أوال ً ،أن األزمة الراهنة أصولها في عملية سياسية بدأت حتت االحتالل .ثانياً ،أن غزو ٢٠٠٣كان احلاضنة للثورات العربية في ٢٠١١عن طريق تشجيع الدميقراطية في املنطقة ،إال أن الفشل في توفير قدر ٍ كاف ٍ من األمن لستة أشهر بعد الغزو أدى الى انقسام اجملتمع بني الذين يحاربون االحتالل والذين يرغبون في التحول الى الدميقراطية .اتفق املشاركون أنه من املهم متكني اجلهات الفاعلة احمللية للسكان األصليني للدفع جتاه إعادة تشكيل قوة وشرعية الدولة ،بالشراكة مع اجملتمع الدولي.
اجللسة اخلاصة الرابعة :التعاون العسكري اإلقليمي
امللحة الى التعاون لهزمية داعش، تواجه املنطقة حاليا ً حتديا ً ثنائياً :احلاجة ّ والقضية طويلة األمد لصياغة التعاون العسكري لتوفير هيكل أمني مؤثر ومكتف ذاتياً. ٍ إن الشغل الشاغل من الناحية األمنية في املنطقة وما وراءها هو مواجهة وهزمية داعش ،مع مشاركة نشطة من عدة دول إقليمية في دعم احلملة التي تقودها الواليات املتحدة .ساهمت كلٌّ من البحرين واألردن واململكة العربية السعودية واإلمارات العربية املتحدة في احلملة اجلوية األمريكية لضرب داعش في سوريا ،بينما تشارك عدة دول أوروبية ضمن العمليات اجلوية األمريكية في العراق. يتطلب حتدي داعش ،الذي يعد بطبيعته تهديدا ً للمنطقة بأسرها، مواجهته عسكريا ً وآيديولوجيا ً على أساس متعدد اجلنسيات .قد يكون حتقيق جيل بأكمله .مع ذلك ،قد يشكل تنظيم اجلوانب العسكرية هذا الهدف عمل ٍ لالستراتيجية املضادة صعوبات محتملة لبعض الدول احمللية :فهل لدى قواتها املطولة ،وهل تشكل الضغوط األوسع العسكرية القدرة على إدارة العمليات ّ خطرا ً على مجتمعاتها املدنية؟ لقد أجبر ظهور داعش دول املنطقة على إعادة تقييم التعاون البيني داخل اإلقليم. من شأن الهزمية العسكرية لداعش في العراق أن تنذر بانتقال التركيز في احلملة العسكرية على سوريا .سيشكل هذا األمر مشاكل جديدة ،حيث بالرغم من احتفاظ العراق مبفهوم اجليش اجملهز – رغم تدهور حالته – لتشكيل األساس للحملة البرية املطلوبة ،فإن الوضع ليس كذلك في سوريا .سيتطلب دعم قوات املعارضة املعتدلة في سوريا وقتاً. بالنظر الى ما وراء التحدي الضخم الذي يشكله داعش ،تظل املنطقة نوعا ً ما مستعدة لدعم ترتيب أمني تعاوني باحلد الكافي لتوفير دفاع ٍ جماعي .توجد فجوة معتبرة داخل مجلس التعاون بني الطموح والقدرة الفعلية .فهنالك امللخص التنفيذي
41
إضغط ملشـاهدة الصور إضغط ملشـاهدة الصور
(من اليسار الى اليمني) د. محمد مالكي بن عثمان، وزير الدولة للدفاع والتنمية الوطنية ،سنغافورة؛ اجلنرال لويد جيمس أوسنت الثالث، قائد القيادة املركزية األمريكية اجلنرال ريتشـاردز لورد هرستمونسو، مستشار أول ،املعهد الدولي للدراسات االستراتيجية ،قائد األركان السابق،اململكة املتحدة، واجلنرال السير نيكوالس هاوتون ،قائد األركان، اململكة املتحدة
42
إضغط ملشـاهدة الصور
إضغط ملشـاهدة الصور
شكوك ،على سبيل املثال ،حول مدى قوة ومرونة البنية التحتية اخلليجية للقيادة والسيطرة للتعامل مع أنواع التهديدات التي قد تواجهها. إن وجود الواليات املتحدة كضامن ٍ أمني خارجي يعطي تطمينات لكن يقوض اجلهود احمللية لتحسني القدرة اإلقليمية بصورة حقيقية. املفارقة أنه قد ّ من املفارقات أيضا ً أن الدعم العسكري األمريكي قد يشكل عامال ً مثبطا ً لتطوير القدرة اإلقليمية املستقلة .تبقى كذلك قضية إيران طويلة األمد والكيفية التي مبوجبها سيتمكن أي هيكل أمني إقليمي من إدارة أو استيعاب العالقات مع طهران.
حوار املنامة ٢٠١٤
قمة األمن اإلقليمي العاشرة البحرين ٧–۵ ،ديسمبر ٢٠١٤
حوار املنامة نظم املعهد الدولي للدراسات اإلستراتيجية قمة األمن اإلقليمي العاشرة :حوار املنامة في مملكة البحرين ّ ت من انعقاد القمة االفتتاحية األولى .شاركت في احلوار هذا العام في شهر ديسمبر ٢٠١٤بعد عشر سنوا ٍ مؤسسات األمن الوطني من الدول الست األعضاء في مجلس التعاون اخلليجي وهي :البحرين والكويت وعمان وقطر واململكة العربية السعودية واإلمارات العربية املتحدة ،باإلضافة إلى بلدان إقليمية أخرى من بينها مصر والعراق وإيران واألردن وسوريا وتركيا واليمن ،ومبشاركة قوى خارجية هامة كالواليات املتحدة واململكة املتحدة وكندا وفرنسا وأملانيا و إستونيا و إيطاليا و النرويج و السويد و روسيا و الهند والصني واليابان وسنغافورة وأستراليا. ينظم املعهد الدولي للدراسات االستراتيجية ( )IISSحوار املنامة السنوي بدعم من مملكة البحرين.. إضافة لذلك ،يعقد املعهد القمة األمنية السنوية آلسيا حوار شانغريال في سنغافورة ،والذي يجمع وزراء الدفاع ورؤساء األركان ومستشاري األمن القومي وغيرهم من كبار املسؤولني من الدول األعضاء في املنتدى اإلقليمي لرابطة دول جنوب شرق آسيا. يُعد املعهد الدولي للدراسات االستراتيجية منظمة غير ربحية مسجلة بفروعها املنتشرة في لندن وواشنطن والبحرين وسنغافورة .كما يُعد املعهد مؤسسة مرجعية عاملية رائدة في شؤون الصراعات السياسية العسكرية ويُعتبر املعهد املصدر الرئيسي واملستقل للمعلومات الدقيقة واملوضوعية املتعلقة بالقضايا االستراتيجية الدولية وتتضمن إصدارات املعهد التوازن العسكري ) (The Military Balanceوهو عمل مرجعي سنوي يتناول القدرات الدفاعية لكل دولة من دول العالم، كما يصدر املعهد االستقصاء االستراتيجي( ،)Strategic Surveyوهو استعراض سنوي للشؤون الدولية ،مجلة Survivalالبقاء :السياسة العاملية واالستراتيجية ( )Survival: Global Politics and Strategyوهي مجلة نصف شهرية معنية بالشؤون الدولية .هذا باإلضافة إلى سلسلة مقاالت التعليقات االستراتيجية ( ،)Strategic Commentsوهي حتليالت شهرية للمسائل املتعلقة بالشؤون الدولية ،و سلسلة كتب أديلفي ( )Adelphiالتي تتناول القضايا االستراتيجية ذات الصلة بسياسات الدول.
The International Institute for Strategic Studies | UK
wc2r 3dx
| Arundel House | 13–15 Arundel Street | Temple Place | London
t. +44 (0) 20 7379 7676 f. +44 (0) 20 7836 3108 e. iiss@iiss.org w. www.iiss.org
The International Institute for Strategic Studies – Asia 9 Raffles Place | #51-01 Republic Plaza | Singapore 048619 t. +65 6499 0055 f. +65 6499 0059 e. iiss-asia@iiss.org
The International Institute for Strategic Studies – Middle East 14th floor, GBCORP Tower | Bahrain Financial Harbour | Manama | Kingdom of Bahrain
t. +973 1718 1155 f. +973 1710 0155 e. iiss-middleeast@iiss.org
The International Institute for Strategic Studies – US 2121 K Street, NW | Suite 801 | Washington, DC 20037 | USA t. +1 202 659 1490 f. +1 202 659 1499 e. iiss-us@iiss.org