سلسلة الفكر اإلقتصادي اإلسالمي
االقتصاد اإلسالمي بين الفكر والتطبيق إعـــداد
دكتـــور /حسين حسين شحاتة
األستاذ بجامعة األزهر خبير استشاري فى المعامالت المالية الشرعية
بطاقة فهرسة الكتاب اســــم المــؤلف
:حسين حسين شحاتة. األستاذ بجامعة األزهر
اســــم الكتــاب
:االقتصاد اإلسالمي بين الفكر والتطبيق
تاريخ اإلصـــدار :الطبعة األولى 9241هـ 4002 -م :الطبعة الثانية 9242هـ 4094 -م حقوق الطبـــع الناشــــــــر التوزيع
:محفوظة للمؤلف . :دار النشر للجامعات - :المؤلف ت 0900/9102411 - :
رقم اإليداع
:
الترقيم الدولي
:
2
بسم الله الرحمن الرحيم آيات قرآنية وأحاديث نبوية ذات عالقة باالقتصاد اإلسالمي -
قال الله تبارك وتعالى:
ااِ صاال ِ َو ِإيت َ ِ اار َوالَ بَيهاع َعان ِذ هك ِار اللا ِ َو ِإقَ ِ اام ال َ ِ ر َجااٌ ال ت ل هل ِهاي ِه هم تِ َج َ اار ِ )43ليَ هج ِازيَ له لم اللا ل ب فِي ِ القللل ل الز َكا ِ يَخَافلونَ يَ هوما ً تَتَقَل ل ص ل وب َواأل َ هب َ شااا لِ ِب َ هيا ِار ها ِل ِ َواللا ل يَا هار لز لق َماان يَ َ ساانَ َمااا َع ِمللااوا َويَ ِزيا َد لهم ِ نماان فَ ه أ َ هح َ ب )42النور .) 42 -43 : سا ٍ ِح َ - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ال تحاسدوا ،وال تناجشوا ،وال تباغهاوا ،وال تادابروا ،وال يباع أحادكم علااى بيااع بعاان ،وكونااوا عباااد الل ا إخوانااا ،المساالم أخااو المساالم ال يظلم ا وال يخذل ا وال يكذب ا وال يحقاارى ،التقااوي هاهنااا ويشااير إلااى صدرى ثالث مرات) ،بحسب امرئ من الشار أن يحقار أخااى المسالم، كٌ المسلم على المسلم حرام :دم ومال وعره " رواى مسلم عان أباي هرير ).
3
تقديم عام
-فكر الكتاب إن الحمد لل الذي سخر لناا ماا فاي الساماوات وماا فاي األرن وأساب عليناا نعما ظاهر وباطنة ورزقنا من الطيباات ،وأصالي وأسالم علاى سايدنا ومعلمناا محماد النباي األمين الذي اختارى الل لهداية خلق أجمعين يدعوهم إلى توحيد الل عاز وجاٌ ويعلمهام
الكتاب والحكمة ويزكيهم وإن كاانوا مان قباٌ لفاي هاالٌ مباين ،والاذي قااٌ " :تركات فاايكم مااا إن تمسااكتم ب ا لاان تهاالوا بعاادي أبااداً ،كتاااب الل ا وساانة رس اول " رواى مالك في الموطأ .)43 / لقااد تبااين خطااأ مااا يشااات جه االً أو تجاااهالً أن اإلسااالم هااو دياان عبااادات وطقااو وتسبيح وشعائر فقط ،والحقيقة أنا نظاام شاامٌ يتنااوٌ كاٌ مظااهر الحياا جميعاا ً فهاو دولااة ووطاان ،أو حكومااة وأمااة ،وهااو ماااد أو كسااب وغنااى ....يهااتم بالمعااامالت مثااٌ اهتمام بالعبادات ويمزج بينهما في إطار متوازن يحقق للمجتمع الحيا الطيبة الكريماة في الدنيا والفوز برهوان الل في اآلخر . ولقد تبين حقا ً ويقينا ً أن في اإلسالم نظاما ً اقتصاديا ً فريادا ً يتسام بخصاائي إيمانياة وأخالقية وسلوكية ال توجد فاي أي نظاام اقتصاادي وهاعي كماا أنا ينهابط بمجموعاة من األحكام والمبادئ الشرعية المستنبطة مان مصاادر الشاريعة اإلساالمية وأنا صاالح للتطبيق في كٌ زمان ومكان. ولقد شهدت السنوات األخير صحو في مجاٌ االقتصاد اإلسالمي وأظهر التنقيب في التراث عن تفوق المبادئ واألس
االقتصادية اإلسالمية علاى ماا يقابلهاا فاي الانظم
االقتصاااادية الوهاااعية ساااواِ أكانااات شااارقية أو غربياااة وذلاااك مااان الناحياااة الفكرياااة والتطبيقيااة ،بااٌ ويااري فريااق ماان علماااِ االقتصاااد الوهااعي بااأن النظااام االقتصااادي 4
اإلسالمي هو النظام الوحيد الذي يصلح لعالج المشاكالت االقتصاادية التاي تعااني منهاا البشاارية إذا مااا طبقاات أحكام ا ومبادئ ا تطبيق اا ً حقيقي اا ً وشااامالً ،فالمسااتقبٌ لالقتصاااد اإلسالمي. ولقاااد كاااان لنجاااات المؤسساااات االقتصاااادية والمالياااة اإلساااالمية المعاصااار مااان مصااارف ،وشااركات تااأمين ،وشااركات اسااتثمار ،ومؤسسااات ماليااة أخااري ماان األدلااة العملياااة علاااى إمكانياااة تطبياااق مفااااهيم وأسااا
االقتصااااد اإلساااالمي فاااي واقاااع الحياااا
المعاصر . ولقد وهع علماِ وفقهاِ االقتصاد اإلسالمي مجموعة من المعايير الالزمة لهبط الجوانااب التطبيقيااة والمسااتنبطة ماان فقاا المعااامالت ،ماان أهمهااا المعااايير اإليمانيااة والمعايير األخالقية والمعايير الشارعية والمعاايير االقتصاادية ....وغيرهاا والتاي تمثاٌ جميعا ً اإلطار العاام للدساتور االقتصاادي اإلساالمي ،والاذي ساوف نتناولا تفصايالً فاي هذا الكتاب.
-منهجية إعداد الكتاب تم إعداد هذا الكتاب وفقا لمنهجين رئيسيين هما:
-المنهج
التنظيري :ويتمثٌ في اساتنباط مفااهيم وأسا
ومباادئ االقتصااد اإلساالمي
ماان مصااادر الشااريعة اإلس االمية وماان دراسااات وبحااوث علماااِ االقتصاااد اإلسااالمي المعاصرين ،وهذا يقود إلى وهع اإلطار الفكري لعلم االقتصاد اإلسالمي.
-الماانهج العملااي التطبيقااي :ويتمثااٌ فااي الجوانااب التطبيقيااة لالقتصاااد اإلساااالمي فاااي هاااوِ التجاااارب المعاصااار ماااع التركياااز علاااى المقوماااات واألساااليب والنماااذج ،وكيفيااة ترشاايدها وتطويرهااا ،كمااا يبااين دور االقتصاااد 5
اإلسالمي في عالج المشكالت االقتصادية المعاصر على المساتوي اإلقليماي والمستوي العالمي. وبذلك يتزاوج الفكر مع التطبيق فاي إطاار متاوازن ليؤكاد أن اإلساالم لاي منهج نظري بحت ولكن مقترن بالتطبيق العملي في هوِ السنن الربانية،
-أهداف الكتاب من أهم أهداف الكتاب ما يلي: بيان مفهوم االقتصاد اإلسالمي وخصائص وأسس وبنياتا وعناصارى ،وإبارازأهم الفروق بين وبين النظم االقتصادية الوهعية. إبراز دور القايم اإليمانياة واألخالقياة فاي تمياز االقتصااد اإلساالمي عان الانظماالقتصادية الوهعية وأثر ذلك على السلوكيات االقتصادية. اساااتنباط منظوماااة الجواناااب التربوياااة االقتصاااادية اإلساااالمية للفااارد واألساااروالمجتمع حتى يمكن تحويٌ المفاهيم واألس -بيان طبيعة عوامٌ اإلنتاج
والمعايير في تطبيق عملي.
الموارد الطبيعية – العماٌ -المااٌ ) فاي الفكار
االقتصادي اإلسالمي وعوائدها وسلوكياتها. استنباط منظومة الهوابط والمعايير الشرعية التي تحكم سالوكيات المعاامالتاالقتصااادية وذلااك ماان مصااادر الشااريعة اإلسااالمية ودوافااع وحااوافز وبواعااث االلتزام بها. بيان منهج االقتصاد اإلسالمي في عالج المشكالت االقتصادية المعاصار مثاٌمشااااكلة الفقاااار والبطالااااة واألجااااور والتهااااخم والتسااااعير والاااادعم واالحتكااااار والفوارق بين الطبقات ،ونحو ذلك. 6
بياااان موقاااف االقتصااااد اإلساااالمي مااان بعااان القهاااايا االقتصاااادية العالمياااةالمعاصاار مثااٌ العولمااة ،والجااات ،واإلغااراق ،وغسااٌ األمااواٌ ،والتكااتالت االقتصادية ،والسوق العربية واإلسالمية المشتركة. بياااان مقوماااات ومنااااهج التطبياااق المعاصااار للنظاااام االقتصاااادي اإلساااالميومعوقات ذلك وكيفية الت لب عليها . ولقد حددنا لكٌ هدف مان األهاداف الساابقة فصاالً علاى النحاو الاوارد تفصايالً فاي خطة الكتاب .
-تخطيط موهوعات الكتاب لقد خططت موهوعات الكتاب على النحو التالي:
الجزِ األوٌ :الفكر اإلقتصادي اإلسالمي الفصٌ األوٌ
:أساسيات االقتصاد اإلسالمي.
الفصٌ الثاني
:دور القيم اإليمانية واألخالقية في االقتصاد اإلسالمي.
الفصٌ الثالث :الهوابط الشرعية لالقتصاد اإلسالمي. الفصٌ الرابع :أصوٌ منهج التربية االقتصادية في اإلسالم.
الجزِ الثاني :النظام االقتصادي اإلسالمي في مجاٌ التطبيق الفصٌ الخام :عوامٌ عناصر) اإلنتاج في النظام االقتصادي اإلسالمي. الفصٌ الساد :السلوك االقتصادي اإلسالمي. 7
الفصٌ السابع
:منهج االقتصاد اإلسالمي في عالج المشكالت االقتصادية المعاصر .
الفصٌ الثامن :نظر االقتصاد اإلسالمي إلى المشكالت االقتصادية العالمية. الفصٌ التاسع :مقومات ومحددات التطبيق المعاصر للنظام االقتصادي اإلسالمي.
ولقااد أوردنااا فااي ختااام هااذا الكتاااب وصااايا اقتصااادية إسااالمية ،وقائمااة بااأهم المراجااع والمصادر لمن يريد الحصوٌ على مزيد من المعرفة عن االقتصاد اإلسالمي.
والل الموفق والمعين وعلي قصد السبيٌ
8
الفصــــــٌ األوٌ
أساسيات االقتصاد اإلسالمي المحتويات مفهوم االقتصاد اإلســالمي. خصائي االقتصاد اإلسالمي. أس االقتصاد اإلســـــالمي. عناصر االقتصاد اإلســـالمي. بنيات النظام االقتصادي اإلسالمي. الفروق األساسية بين النظام االقتصادي اإلسالميوالنظم االقتصادية المعاصر . الخالصة.تقديم.
9
الفصٌ األوٌ أساسيات االقتصاد اإلسالمي - تقديم. يعتبار االقتصاااد اإلسااالمي ماان أهاام قهااايا هاذا العصاار ،ولقااد ثااار الجاادٌ حولا بااين أنصار ومعارهين ،فمن ال لكتاب من يقوٌ :لي هنااك ماا يسامى " باالقتصااد اإلساالمي"، فاالقتصاد علم محايد لي ل عالقاة بالادين أو بالثقافاة أو بتقالياد وقايم المجتماع ،ومانهم مان يااري أن االقتصاااد " علاام اجتماااعي يتااأثر بثقافااة وأيديولوجي اة وقاايم ومثااٌ المجتمااع ،فهناااك النظااام االقتصااادي الرأساامالي الااذي يباارز األفكااار الرأساامالية وهناااك النظااام االقتصااادي االشتراكي الذي يبرز األفكار االشاتراكية ،وكاذلك يوجاد النظاام االقتصاادي اإلساالمي الاذي يبرز المفاهيم والمبادئ واألس اإلسالمية ،واألخير هو مناط هذا الكتاب بصف عامة. ويختي هذا الفصٌ يتناوٌ مفهوم االقتصااد اإلساالمي ومعالجاة وخصائصا وأسسا وعناصاارى وبنيات ا األساسااية ،ويخااتي الجاازِ األخياار ماان هااذا الفصااٌ ببيااان أهاام الفااروق االساسية بين وبين النظم االقتصادية الوهعية الرأسمالية واإلشتراكية. ويعتبر هذا الفصٌ مدخالً لبقية فصوٌ الكتاب حيث ماا ساوف تتناولا فيا باختصاار سوف نتناول بشيِ من التفصيٌ في الفصوٌ التالية.
- أس
االقتصاد اإلسالمي:
يقصد باألس أنها مجموعة المفااهيم والمباادئ المساتنبطة مان القواعاد الفقهياة الكلياة ذات العالقة بالمعامالت االقتصادية ،وتتسم هذى األس بالثبات ،والصالحية للتطبيق في كٌ زمان ومكان ،وتعتبر المرجعية اإلسالمية للنظام االقتصادي اإلسالمي .
ومن أهم هذى األس
ما يلي: 01
-9عااادم الفصاااٌ باااين العباااادات والمعاااامالت فاااي ممارساااة النشااااط االقتصاااادي ،و تعتبااار المعامالت عباد متى كانت تتم وفقاا لشارت اللا ،والحاافز والباعاث علاى ذلاك مرهاا الل ا عااز وجااٌ ،وتحقيااق البركااة فااي األرزاق ،وماان أهاام هااذى القاايم التعبديااة ذات األثاار االقتصااادي :التقااوي والخشااية ماان اللاا فااي كااٌ المعااامالت ،واإلخااالي فااي العمااٌ والتعامٌ،واإليمااان بااأن الاارزق ماان عنااد الل ا ساابحان وتعااالى وعلااى اإلنسااان أن يأخااذ باألسباب الذاتية التى تهبط السلوك ،واإليمان بالمحاسبة األخروية أمام الل . -4اإللتزام بتحقيق مقاصدالشريعة االسالمية عند ممارسة المعامالت االقتصاادية ،وهاى :حفااظ الاادين ،وحفااظ الاانف ،وحفااظ العقااٌ ،وحفااظ العاارن ،وحفااظ الماااٌ ،وتحااريم أي معاملة تؤدي إلى االهرار بهذى المقاصد. -4إحياااِ فريهااة الزكااا ،والتي هااي الااركن الثالااث ماان اإلسااالم وركاان ماان أركااان النظااام االقتصادي اإلسالمي ،ويقوم عليها النظام المالي اإلساالمي ،وهاي مان أهام أدوات تنمياة الماٌ واعمار األرن وتحقيق العدالة االجتماعية . -2وجوب حماية الماٌ وتنميت وفق الهوابط والصي المشروعة ،وال يجوز االعتداِ علاى أمواٌ النا
وال تؤخاذ مانهم إال باالحق فاي هاوِ الهاوابط الشارعية وأساا
ذلاك قاوٌ
رسوٌ الل صلى الل علي وسلم :كٌ المسلم على المسلم حارام دما وعرها ومال رواى مسلم). -1إن الل قد خلق من األرزاق ماا يكفاٌ حياا كريماة للمخلوقاات وعلاى اإلنساان أن يساعى فااي الحصااوٌ علااى الاارزق الطيااب ،طبقااا ل ولويااات اإلسااالمية ،وهااي :الهااروريات فالحاجيات ،ووجوب االدخار واالستثمار لوقت الحاجة.
00
-3إن العمٌ الصالح الماتقن وسايلة الكساب الماادي وغايتا التقوياة علاى عبااد اللا فالمااد وسيلة لبناِ الجسد والعباد لت ذياة الاروت ،ويلازم علاى الفارد أن ياوازن بينهماا بحياث ال يط ى أحدهما على اآلخر. -3إن المعااامالت االقتصااادية هااى عالقااات تعاقديااة تخهااع لشااروط العقااد وأحكاما بصاافة عامة والبيوت بصفة خاصة ،ومن ثام يجاب توثيقهاا بالكتاباة والتساجيٌ أو غيرهماا ولقاد أشار الى ذلك القرآن الكريم بقول تعالىَ :يا أَيُّ َها الاذِينَ آ َمنلاوا ِإ َذا تَا َدا َينتلم ِبا َدي ٍهن ِإلَاى أ َ َجا ٌٍ س ًّمى فَا هكتلبلوى ) البقر .)424 : ُّم َ -2حمايااة الملكيااة الخاصااة المكتساابة بااالحق والمقيااد بعاادم االعتااداِ علااى حقااوق اآلخاارين وأدائهااا لحقااوق المجتمااع وال ياار بالقسااط وهااي أسااا
التملااك ،ويجااوز أن يكااون بجانبهااا
الملكية العامة والملكية التعاونية ليقوماا بادورهما فاي التنمياة الشااملة فاي المجااالت التاى يحجم عنها األفراد. -1عاادم الفصااٌ بااين األخااالق والمعااامالت االقتصااادية وماان القاايم األخالقيااة فااي مجاااٌ المعامالت االقتصادية هي العدٌ والصدق واألمانة والعفة والقناعة والوفاِ. وتمثٌ األسا
الساابقة الثوابات المساتقر ،وعلاى الفقهااِ االجتهااد فاي مجااٌ الفاروت
واألساليب وإجراِات التطبيق بما يالئم ظروف كٌ زمان ومكان ،وهذا ما يعطاى االقتصااد اإلسالمي سمة الثبات والمرونة والصالحية للتطبيق في كٌ زمان ومكان.
- عناصر النظام االقتصادي اإلسالمى : يرتبط االقتصاد اإلسالمي باإلنسان والتي جاِت الشريعة اإلسالمية لتحفظ لا حقوقا المشااروعة وهااى ؛حفااظ الاادين والاانف
والعقااٌ والعاارن والماااٌ ،ويجااب علااى اإلنسااان أن
يهرب في األرن مست ال ما سخرى الل عز وجٌ من موارد ليحصٌ على ما قدرى الل لا ماان رزق ليحيااى حيااا طيبااة كمااا يجااب عليا القوامااة والوسااطية فااي االنفاااق ،واسااتثمار م اا 02
يفين من للمستقبٌ وهذا ما يطلق علي :االساتثمار ل جيااٌ القادماة ،ولقاد صاور رساوٌ
الل صلى الل علي وسلم هذى العناصار فاي الحاديث التاالي :رحام اللا امارئ اكتساب طيبااا ،وأنفااق قصاادا ،وقاادم فهااال اليااوم فقاارى وحاجت ا أوردى الهناادي عاان اباان النجار ،باب كنز العماٌ جـ ،2صفحة ،)3ولقادا اساتنبط فقهااِ وعلمااِ االقتصااد اإلساالمي من هذا الحديث هيكٌ عناصر النظام االقتصادي اإلسالمي على النحو التالى: عنصر العمٌ واإلنتاج للحصوٌ على الكسب الحالٌ الطيب .اإلنتاج) عنصر االستهالك واإلنفاق على شئون الحيا . االستهالك) االستثمار) عنصر االدخار واالستثمار لنوائب الدهر وللمستقبٌ. عنصر ملكية عوامٌ االنتاج. الملكية) وسوف يخصي الفصٌ الرابع من هذا الكتاب لتناوٌ هذى العناصر بشئ من التفصيٌ.
- بنيات االقتصاد اإلسالمي: يتكون هيكٌ النظام االقتصادي اإلسالمي من مجموعة من المؤسسات االقتصادية والمالية والمدنية والحكومية والتعاونية ويحكمها مجموعة من األس
والقواعاد وتعماٌ طبقاا
لسلسلة من اإلجراِات ،من أهمها ما يلي: -9المؤسسات االقتصادية :وتتمثٌ في الوحدات اإلنتاجية والخدمية سواِ أكانت في شكٌ وحادات فردياة أم شاركات أو تعاونياات ،وساواِ أكانات قطاات خااي أم عاام، ويجب تشجيع القطات الخاي وتحفيز األفراد على العمٌ واإلنتاج والتملك في هاوِ هوابط حماية حقوق اآلخرين وحقوق المجتمع . -4المؤسسات المالية :وتتمثٌ في المصارف ومؤسسات التأمين وشاركات االساتثمار وتوظيااف األمااواٌ ،ونااري هاارور أن تتعامااٌ هااذى المؤسسااات علااى أسااا ونظااام وصي االستثمار والتمويٌ اإلسالمي ولي على أسا الرباا وأن تجعاٌ تعاملهاا فاي الطيبات وتجنب الخبائث وطبقا ل ولويات االسالمية. 03
-4مؤسسات المجتمع المدنى ذات العالقة بالنشاط االقتصادي :مثٌ الجمعيات التعاونيااة االقتصااادية والجمعيااات االجتماعيااة التااى لهااابعن األنشااطة االقتصااادية، والمؤسسات الخيرية مثاٌ الوقاف والصادقات وماا فاي حكام ذلاك ،ويجاب أن تنهابط معامالت هذى المؤسسات بهوابط ومعايير االقتصاد اإلسالمي السابق بيانها. -2األساااواق :و يقصاااد بالساااوق بأنااا الوسااايلة التاااي ياااتم بهاااا تباااادٌ وتاااداوٌ السااالع والخاادمات بااين البااائعين والمشااترين و تحكما ظااروف العاارن والطلااب ،ويجااب أن يتااوافر فااي هااذى السااوق مجموعااة ماان الشااروط ،ويحكم ا مجموعااة ماان الهااوابط الشرعية التى تحمي من ال ا وال ارر والجهالاة والتادلي واالحتكاار والرباا وكافاة صور أكٌ أمواٌ النا بالباطٌ. -1الساالطات االقتصااادية :وتتمثااٌ فااي الوحاادات االقتصااادية الحكوميااة التااى تحفااظ وتراقب شئون المجتمع االقتصادية مثٌ :أجهز التوجي االقتصاادي وأجهاز الرقاباة علااى الماااٌ والنقااد واألسااواق وبياات الماااٌ والمصاارف المركاازي وال اارف التجاريااة وغياار ذلااك ،ويجااب أن تلتاازم هااذى الساالطات االقتص اادية فيمااا تصاادرى ماان قااوانين وسياسات بالشريعة اإلسالمية. -3السالطات التشاريعية :وتتمثااٌ فاي المجااال النيابياة التشاريعية التااى تتاولى وهااع القااوانين والتشااريعات التااى تحكاام النشاااط االقتصااادي وتاانظم الملكيااة والحقااوق فااي األمااواٌ وتتااولى الحكاام فااي المنازعااات التجاريااة ،ويجااب هاارور تنقيااة القااوانين التجارية المالياة وماا فاي حكمهاا مماا يتعاارن ماع قواعاد وأحكاام ومباادئ الشاريعة االسالمية . -3المؤسسااات التعليميااة االقتصااادية :وتتمثااٌ فااي الماادار والمعاهااد والكليااات التجارية والتى تهتم بتخريج العنصر البشري الذي يعماٌ فاي البنياات الساابقة ويجاب اعاد النظر فيما يدر في هذى المؤسسات التعليمية وتنقيتها مان الموهاوعات التاى تتعااارن مااع المفاااهيم واألس ا االسااالمية واالهتمااام بموهااوعات الم ااٌ والتجااار واالقتصاد االسالمي
04
- الفاااروق األساساااية باااين االقتصااااد االساااالمي والااانظم االقتصاااادية الوهعية: لالقتصاد اإلسالمي ذاتيت المميز والخاصة ،والتى تختلف في كثير من الجوانب عن النظم االقتصادية الوهعية سواِ أكانت رأسمالية أو اشاتراكية ،وأنا مان أفادت األخطااِ مان يظن جهال أو تجااهال أن النظاام االقتصاادي اإلساالمي يأخاذ باالمنهج االشاتراكي أو باالمنهج الرأسمالي ،فشتان بين نظام اقتصادي يقوم على أس مستنبطة من شرت الل الذي يعلام مان خلق وهو اللطياف الخبيار وباين نظام اقتصاادية تقاوم علاى أسا مان وهاع البشار المخلاوق الذي يخطئ ويصيب. وهناك من فقهاِ االقتصاد اإلسالمي من يرون أن ال يجوز المقارنة بين النظام االقتصادي اإلسالمي وبين النظم االقتصادية الوهعية ألن ال وج للمقارنة على اإلطالق بين شرت الل وشرت من وهع البشر ،ولديهم األدلة الكثير على رأيهم ،وهناك من فقهاِ االقتصاد اإلسالمي من يرون أن ذلك بقصد إبراز عظمة النظام االقتصادي اإلسالمي وبيان الفروق بين وبين النظم االقتصادية الوهعية لكى يزداد المسلمون إيمانا مع إيمانهم بأن اإلسالم نظام شامٌ لجميع نواحي الحيا وأن في اقتصاد وإدار وحكم وسياسة ،ولي من المنطق أن نقترن من الشرق وال رب وخزائن المسلمين مليئة بالذخائر العلمية والعملية. والرأي الصواب أن بالنسبة للفظ "المقارنة" أن المقارنة تكون بين مثلين ،وألن الشريعة اإلسالمية شريعة إلهية ذات خصائي ال تتوفر ألي منهج بشري فإن استخدام لفظ المقارنة غير دقيق ،واألصح استخدام لفظ "المقابلة" ألنها تستخدم بين مختلفين .ومن هنا يمكن مقابلة النظام االقتصادي اإلسالمي بالنظم االقتصادية التقليدية لبيان الفروق بين وبين ان َخيهر هذى النظم ، .يقوٌ الل عز وجـٌ ) :أَفَ َم هن أَس َ بل هنيَانَ ل َعلَى ت َ هق َوي ِمنَ الل ِ َو ِره َهو ٍ
َار َج َهن َم َوالل ل الَ يَ ههدِي القَ هو َم علَى َ أَم م هن أَس َ بل هنيَانَ ل َ شفَا لج لرفٍ ه ٍ َار َفا هن َه َ ار بِ ِ فِي ن ِ ير َ )91والَ ص ل الظا ِل ِمينَ ) التوبة ،)901 :ويقوٌ عز وجٌ َو َما يَ هست َ ِوي األ َ هع َمى َو هالبَ ِ ور َ )40والَ ِ ن ُّ ور )49فاطر .)49-91 : الظ ٌُّ َوالَ ال َح لر ل الظلل َماتل َوالَ النُّ ل
لذلك رأينا في هذى الصفحات التالية أن نورد أهم الفروق الجوهرية بين االقتصادي اإلسالمي والنظم االقتصادية الوهعية ،حتى ال يظن البعن أن االقتصاد هو االقتصاد وأن ال فرق بين النظم االقتصادية المختلفة . 05
أهم الفروق بين النظام االقتصادي اإلسالمي وبين النظم االقتصادية الوهعية:
أوال :الفروق من حيث األهداف والمقاصد. يتمثٌ مقصد النظام االقتصادي اإلسالمي في إشبات الحاجات األصلية لإلنسان وتوفير حد الكفاية الكريم ليحي النا حيا طيبة رغد وليعينهم على تعمير األرن وعباد الل عز وجٌ ،وبذلك فهو يهدف إلى تحقيق اإلشبات المادي والروحي لإلنسان ،وأسا ذلك ن َوا هست َ هع َم َر لك هم فِي َها فَا هست َ ه ِف لروىل ثلم تلوبلوا ِإلَ هي ِ إِن قوٌ الل عز وجٌ :له َو أَنشَأ َ لكم ِ نمنَ األ َ هر ِ لون ) َربِني قَ ِريب ُّم ِجيب ) هود ،)39:وقول كذلك: َو َما َخلَ هقتل ِ الجن َو ِ اإلن َ ِإال ِليَ هعبلد ِ الذاريات)13 : أما مقاصد النظم االقتصادية الوهعية هي تحقيق أقصى إشبات مادي ممكن وتكوين الثروات ،بدون أي اعتبار إلي اإلشبات الروحي.
ثانيا :الفروق من حيث القيم واألخالق. يقوم النظام االقتصادي اإلسالمي على منهج إيمانى أخالقي مبعث تحقيق رها الل عز وجٌ وعبادت واإليمان بأن العمٌ ومن المعامالت االقتصادية ) عباد ،وأسا ذلك قوٌ الل عز وجٌ :فَ لكللوا ِمما َرزَ قَ لك لم الل ل َحالالً َ ط ِينبا ً َوا هش لك لروا نِ هع َم َ ت الل ِ إِن لكنت ل هم إِياىل ت َ هعبلدلونَ ) النحٌ ،)992:وقوٌ الرسوٌ صلى الل علي وسلم :طلب الحالٌ فريهة بعد الفريهة رواى الطبراني عن ابن عبا ). أما النظم االقتصادية الوهعية فهي تقوم على منهج الفصاٌ باين الادين وحلباة الحياا ، فال دخٌ للعقيد واألخالق باالقتصاد ،ومن المفاهيم التى يلتزماون بهاا ":الادين للا والاوطن للجميع" ،دت ما لقيصر لقيصار وماا للا للا " كماا يقولاون " ال اياة تبارر الوسايلة" ،هاذى اإلسالمي المفاهيم وغيرها مرفوهة تماما في الفكر االقتصادي فيحكم االقتصاد اإلسالمي قواعاد :مشاروعية ال اياة ومشاروعية الوسايلة ،ووساائٌ الحرام حرام ،و درِ المفاسد مقدم على جلب المصالح .
ثالثاً :الفروق من حيث المرجعية والمصادر. 06
يهاابط النظااام االقتصااادي اإلسااالمي مجموعااة ماان االحكااام والمبااادئ األصااوٌ أو األس ) المستنبطة من مصاادر الشاريعة اإلساالمية :القارآن والسانة واجتهااد الفقهااِ ونحاو ذلك ،...كما أن يلتزم بمقاصد الشريعة اإلسالمية بٌ يعمٌ على تحقيقها وهاي حفاظ الادين والعقاااٌ والااانف والعااارن والمااااٌ ،وتتسااام أسااا وهاااوابط االقتصااااد اإلساااالمي بالثباااات والعالمياااة والواقعياااة،و تاااأتي المروناااة فاااي التفاصااايٌ واإلجاااراِات واألسااااليب واألدوات والوسائٌ. بينماا يحكام الانظم االقتصاادية الوهاعية مجموعااة مان المباادئ واألسا مان اسااتنباط واستقراِ البشر الذي يصيب ويخطائ ،كماا تتاأثر هاذى المباادئ باألياد ولوجيا التاي تنتهجهاا أو تعاونيااة، الحكومااات سااواِ أكاناات حاار برجوازيااة أو شاايوعية أو اشاتراكية وعلى ذلك فهي غيار ثابتا أو مساتقر ،باٌ دائماة الت ييار والتباديٌ ،وتتصاف كاذلك بالتهااد والنقي ،كما تتأثر بالت يرات الدائمة في الظروف المحيطة ،وذلاك ألن واهاعوها ينقصاهم المعرفة الكاملة باحتياجات البشرية.
رابعا ً :الفروق من حيث األساليب والوسائٌ. يستخدم فقهاِ وعلماِ وخبراِ االقتصاد اإلسالمي مجموعاة مان األسااليب والوساائٌ التي تحقق المقاصد وال ايات شريطة أن تكون مشروعة ،وعلي أن يأخاذوا بأحادث أسااليب التقنيااة الحديثااة ،فالحكمااة هااالة المساالم ،أينمااا وجاادها فهااو أحااق النااا بهااا ،ويحكاام ذلااك القاعد الشرعية :مشروعية ال اية ومشروعية الوسيلة. وأحيانا نجد تشابها بين بعن األساليب والوسائٌ االقتصادية التي تستخدم في النظم االقتصادية اإلسالمية والرأسمالية واالشتراكية ،ألن ذلك من األمور التجريدية. والفاااارق األساساااي فاااي هاااذا األمااار هاااو أن اإلساااالم يركاااز علاااى مشاااروعية ال اياااة الوهعية. ومشروعية األساليب والوسائٌ ،بينما ال يعتد بذلك في النظم االقتصادية
خامساً :الفروق من حيث الفرائن والواجبات : يقوم النظام االقتصاادي اإلساالمي علاى مجموعاة مان الفارائن المالياة منهاا فريهاة الزكااا والميااراث وفقااا لحاادود اللا ،وكااذلك علااى مجموعااة ماان الواجبااات والمناادوبات مثااٌ 07
بعن الصدقات والناذور والوقاف والوصاايا ...وماا فاي حكام ذلاك ،كماا يوجاد نظاام التكافاٌ لتحقيق التنمية والهمان االجتماعي. بينما تختلف هذى الفرائن في النظام االشتراكي عنا فاي النظاام الرأسامالي وكالهماا يختلف من مكان إلى مكان ،فعلى سابيٌ المثااٌ تأخاذ هاذى الانظم الوهاعية بنظاام الهارائب المباشر وغيار المباشار وهاذى األماور تسابب خلاال فاي المعاامالت االقتصاادية ،وتقاود إلاى تكد األمواٌ في يد حفنة من النا ليسيطروا على مقادير اآلخرين ولقد انتقدت هذى الانظم في الوقت المعاصر انتقادا ً شديدا ً من بعن علماِ وكتاب النظر االقتصادية الوهعية .
سادساً :الفروق من حيث هوابط ونظام السوق. يعمٌ النظام االقتصادي اإلسالمي في ظٌ سوق حار طااهر نظيفاة خالياة تماماا مان ال اارر والجهالااة والتاادلي والمقااامر وال ا واالحتكااار واالساات الٌ والمنابااذ وكااٌ صااور البيوت التى تؤدي إلي أكٌ أمواٌ النا بالباطٌ ،ويهبط التزام المتعاملين بذلك مان الاوازت الدينى واألخالقي والنفسى والرقاباة االجتماعياة والرقاباة الحكومياة ،ويجاوز للدولاة التادخٌ في السوق إذا ما حدث خلٌ يترتب علي هررا ً ل فراد وللمجتمع. بينما يعماٌ النظاام االقتصاادي االشاتراكي فاي ظاٌ ساوق مخططاة مان حياث تكااليف اإلنتاااج التااي تحاادد عاارن المنتجااات ،وماان حيااث األسااعار ،فااال توجااد فرديااة لإلنتاااج أو التسعير ...ونحو ذلك ،وفي هذا قتٌ للحوافز البشرية على اإلبدات واالبتكار. بينمااا يعمااٌ النظااام االقتصااادي الرأساامالي فااي ظااٌ سااوق حاار مطلقااة باادون هااوابط عقدية وأخالقية وإنسانية ،مما ياؤدي فاي معظام األحياان إلاي تكاوين التكاتالت واالحتكاارات و التاي بادأت أخيارا بتادخٌ واالست الٌ ،وهذا هو الواقع في الادوٌ الرأسامالية اآلن الدولة للحد من تلك التكتالت واالحتكارات.
سابعاً :الفروق من حيث الملكية : األصٌ في النظام اإلسالمي المحافظة على الملكياة الخاصاة ،وتكاون مسائولية الدولاة حمايتها وتهيئة المناخ للنماِ والتطوير ،ويلتزم األفراد بسداد ما علايهم مان حقاوق علاى هاذى الملكية مثٌ الزكا والصدقات والجزية والخاراج ...وكاذلك مان حاق الدولاة أن تفارن علاى 08
أمواٌ األغنياِ هرائب في حالة الهرور إذا لم تكف اإليرادات ،كماا توجاد الملكياة العاماة بهوابط ولتحقيق مقاصد معينة ال يمكن للقطات الخاي الوفاِ بها ،مثاٌ المناافع العاماة كماا ال يجوز للدولة أن تأخذ ملك إنسان لمنفعة عامة عند الهرور مع أداِ التعوين العدٌ. أما في ظٌ النظام الرأسمالي االقتصادي فإن األصٌ الملكية الخاصة وتكاون الملكياة العامة في أهايق الحادود وتتمثاٌ حقاوق الدولاة علاى أساا الملكياة الخاصاة فاي الهارائب والرسااوم المختلفااة والتااي عاااد مااا تكااون مرتفعااة والمفهااوم السااائد للحريااة المطلقااة فااي أداِ األنشطة االقتصادية هو" :دع يعمٌ ،دع يمر" وفي ظٌ النظام االقتصادي االشتراكي فاإن األصٌ هو الملكية العامة لعوامٌ اإلنتاج في ظٌ إطار مخطط تخطيطا مركزياا ،وعااد ماا تكاون الهارائب قليلااة ومنخفهاة ،ويااؤدي الحااد مان الملكيااة الخاصااة إلاى الفتااور فااي العمااٌ واإلنتاااج وقتااٌ الحااافز الااذاتى .ممااا يعنااي أن الملكيااة فااي النظااام االقتصااادي اإلسااالمي فااي وهع وسط ومعتدٌ ومنهبط بين النظامين اآلخرين. يتهااح ماان التحليااٌ السااابق أن هناااك فروقاا ً جوهريااة أساسااية بااين النظااام االقتصااادي اإلسالمي وبين النظم االقتصادية الوهعية ساواِ أكانات رأسامالية أو اشاتراكية أو مختلطاة، وأن خطاأ ماا يقااٌ أن االقتصااد هاو االقتصااد ،وأنا ال فارق باين االقتصااد اإلساالمي وباين االقتصاد الوهعي ،أو وصف االقتصاد اإلسالمي بالرأسمالية أو االشتراكية .وعنادما تطباق مفاهيم وأس وهوابط االقتصاد اإلسالمي في مجتمع إسالمي ساوف تتحقاق الحياا الرغاد الكريمة للنا ،وتكون مسئولية الدولاة هاي تاوفير حاد الكفاياة لكاٌ فارد بصارف النظار عان دين وفكرى.
- الخـــــــــالصة. تناولنا فاي هاذا الفصاٌ أساسايات االقتصااد اإلساالمي كفكار يقاوم علاى مجموعاة مان األس ول عناصارى وبنياتا ،وأبرزناا أهام الفاروق الرئيساة بينا وباين المنااهج االقتصاادية الوهعية ،وخلصنا إلى مجموعة من الثوابت من أهمها ما يلي:
الطبيعاااة الممياااز لالقتصااااد اإلساااالمي أنااا يااارتكن إلاااى أحكاااام ومباااادئ الشاااريعة اإلسالمية بصفة عامة ،وفق المعامالت بصفة خاصة. 09
من مقاصد االقتصاد االسالمي أن يساهم فاي تحقياق أقصاى اشابات ممكان لحاجاات اإلنسان الروحياة والمادياة ليعينا علاى عماار األرن وعبااد اللا عاز وجاٌ ،فاال يفصٌ بين العبادات والمعامالت.
أن يقوم على منظومة من المعالم والثوابت األس ) ذات المرجعية اإلسالمية مان أهما أن ال يفصٌ بين القيم اإليمانية واألخالقية وباين المعاامالت االقتصاادية ،وأنا يحترم الملكية الخاصة بهوابط شرعية ،وأن ياوازن باين مصالحة الفارد ومصالحة الجماعة ،ويعمٌ في ظٌ سوق حار خالياة مان االحتكاار والكاذب وال ا والجهالاة والتدلي والربا والمقامر وكافة صور أكٌ أمواٌ النا بالباطٌ.
يعمٌ االقتصااد اإلساالمي وفقاا آللياة تجماع باين األصاالة والمعاصار وباين الثباات والمرونااة ،قااادر علااى اسااتيعاب مجريااات العصاار فااي إطااار المعااايير والهااوابط الشرعية ،ولهذا فإن صالح للتطبيق في كٌ زمان ومكان.
الـفصـــــٌ الثـــاني
دور القيم اإليمانية واألخالقية في االقتصاد اإلسالمي المحتويات
-
تقديم. 21
منظومة القيم اإليمانية في االقتصاد اإلسالمي. منظومة القيم األخالقية في االقتصاد اإلسالمي. أثر القيم اإليمانية واألخالقية على السلوك االقتصادي. بواعث االلتزام بالقيم واألخالق في االقتصاد اإلسالمي. دور التااازام التجاااار المسااالمين باااالقيم واألخاااالق فاااي الااادعواإلسالمية. -
الخالصة.
20
الـفصـــــٌ الثـــاني
دور القيم اإليمانية واألخالقية في االقتصاد اإلسالمي -تقديم. يقوم علم االقتصاد اإلسالمي على قايم إيمانياة عقدياة) وأخالقياة للمتعااملين باعتباارى ماان العلااوم االجتماعيااة التااي تتااأثر بقاايم وثقافااة وفكاار وعااادات المجتمااع اإلسااالمي .كمااا أن التربية اإلسالمية من مقومات سالمة واستقامة المعامالت االقتصادية. وقااد اتج ا علماااِ االقتص ااد الوهااعي فااي الوقاات المعاصاار نحااو االهتمااام بالجانااب األخالقي لعلم االقتصاد ،وأوهاحوا أن هنااك العدياد مان المشاكالت االقتصاادية ال تعاالج إال من خالٌ القيم والمثٌ ،وهذا يؤكد اإلعجاز االقتصادي فاي اإلساالم وأنا ينساجم ماع الفطار والعقٌ. ويخااتي هااذا الفصااٌ بتناااوٌ أهاام القاايم اإليمانيااة واألخالقيااة فااي االقتصاااد اإلسااالمي وبيان أثرها على السلوكيات االقتصادية.
- القيم اإليمانية في االقتصاد اإلسالمي. يقااوم االقتصاااد اإلسااالمي علااى مجموعااة ماان القاايم اإليمانيااة واألخالقيااة التااي تعتباار األسااا لنجاح ا والتااي تهاافى علااى المعااامالت االقتصااادية ذاتيااة خاصااة ويالحااظ أنهااا ال أو اشاتراكية ،ويجاب تتواجد في النظم االقتصادية األخري ساواِ أكانات رأسامالية أن تكون تلك القيم نصب أعين كٌ من يكتب في مجااٌ االقتصااد اإلساالمي أو يطبقا .ومان أهم القيم ما يلي:
أوال :اإليمان بأن الل المالك األصالي والحقيقاي للماوارد االقتصاادية :ياؤمن المسالم الااذي يمااار أي نشاااط اقتصااادي مهمااا كااان نوع ا وحجم ا بااأن الل ا هااو المالااك 22
الحقيقي للماوارد االقتصاادية ظااهر وباطنا وأن ملكياة اإلنساان لمثاٌ هاذى الماوارد لمعااار مؤقتااة لتمكين ا ماان اسااتخالف الل ا فااي األرن وتعميرهااا فااي الفتاار التااي ت َو َمااا فِااي يعيشااها ،وأصااٌ ذلااك قااوٌ اللا ساابحان وتعااالى لَ ا ل َمااا فِااي السا َم َوا ِ ت الث َري ) طا ،)3 :وقولا تباارك وتعاالى فاي آياة ن َو َما بَ هينَ له َما َو َما ت َ هح َ األ َ هر ِ ) أخري مناديا ً النا باإليمان واإلنفاق من المااٌ الاذي ساوف يتركونا :
ساو ِل ِ َوأَن ِفقلاوا ِمماا َج َعلَ لكام ُّم هسات َ هخلَ ِفينَ ِفيا ِ فَالاذِينَ آ َمنلاوا ِمان لك هم ِآمنلاوا ِباللا ِ َو َر ل َوأَنفَقلوا لَ لها هم أ َ هجار َكبِيار ( الحدياد ،)3 :ويباين اللا سابحان وتعاالى أن ماا بحاوز
اإلنسان مان مااٌ فهاو مان عنادى جاٌ شاأن ويجاب أن ينفقا حساب أوامارى فيقاوٌ: َوآتلو لهم ِ نمن ما ٌِ الل ِ الذِي آتَا لك هم ) النور )44 :ويقوٌ تباارك وتعاالى فاي آياة أخاري مبينا أن ملكية الفرد للماٌ ملكية حياز مؤقتة وأن الاوارث لكاٌ شايِ :إِناا ن هَح ل ان ن َِر ل علَ هي َها َو ِإلَ هينَا يل هر َجعلونَ ) مريم.)20 : ن َو َم هن َ ث األ َ هر َ يستنبط من اآليات الكريمة السابقة أن الل سابحان وتعاالى مالاك كاٌ شايِ ولا وحاادى حاق تنظاايم وإدار مااا يملاك وأن ملكيااة اإلنسااان لمثاٌ هااذى األشااياِ هااى حياز لوديعة أو إعار لمنفعة ..وهذا يوجب على اإلنسان أن يتعامٌ في هاذا المااٌ في هوِ القواعد والشروط التى وهعها المالك األصلي للماٌ وهو الل .
ثانيااا :اإليمااان باااأن اللاا ساااخر مااا فااي الكاااون لخدمااة اإلنساااان ولمزاولااة النشااااط االقتصادي :يؤمن المسلم بأن حيازت لمستلزمات النشاط االقتصادي في حد ذاتهاا ال تمكنا ماان الحصااوٌ علااى الاارزق باادون مااا سااخر اللا ماان أشااياِ أخااري مثااٌ الهااواِ والماِ ..وغير ذلك ..ومن رحمة الل لعبادى أن جعلهاا لاي تحات سايطر أو بحاوز أحد من العباد.
والقرآن الكريم حافٌ باآليات إلى تؤكد ذلك منها قول تعاالى :الل ل الذِي َخلَاقَ ت ِر هزقاا ً ل لكا هم اِ َماا ًِ فَاأ َ هخ َر َج ِبا ِ ِمانَ الث َم َارا ِ السا َم َوا ِ ن َوأَنازَ ٌَ ِمانَ السا َم ِ ت َواأل َ هر َ ساخ َر لَ لكا لم اار َ )44و َ ي ِفاي ال َب هح ِار ِباأ َ هم ِر ِى َو َ َو َ ساخ َر لَ لكا لم األ َ هن َه َ سخ َر لَ لك لم الفل هل َك ِلت َ هج ِار َ 23
ساأ َ هلت ل لموىل اار َ 44وآتَاا لكم ِ نمان لكا ِنٌ َماا َ الش هم َ َو هالقَ َم َر َدائِ َبي ِهن َو َ سخ َر لَ لك لم الليها ٌَ َوالن َه َ صااوهَا ِإن اإلنسااان لَ َ ظللااوم َكفااار ) إبااراهيم– 44 : َو ِإن تَعل ادُّوا ِن هع َما َ ات الل ا ِ الَ ت ل هح ل ،)"42ويقوٌ تبارك وتعالى مبينا قدرت ونعم علاى النـاـا :أَفَ َارأ َ هيتلم ماا ت َ هح لرثلاونَ طام اا ً فَ َ شااا لِ لَ َج َع هلنَاااىل لح َ عونَ ا ل أ َ هم ن هَحا ل ظ هل ات ل هم عااونَ )32لَا هاو نَ َ ان الز ِار ل )34أَأَن ات ل هم ت َ هز َر ل تَفَك لهونَ ِ )31إنا لَ لم ه َر لمونَ َ )33ب ه اٌ ن هَح ل ان َم هح لرو لماونَ )33أَفَ َارأ َ هيت ل لم ال َماا َِ الاذِي نزللاونَ )31لَ هاو نَشَاا لِ َج َع هلنَااىل ت َ هش َربلونَ )32أَأَنت ل هم أَنزَ هلت ل لموىل ِمنَ ال لم هز ِن أ َ هم ن هَح لن ال لم ِ ورونَ )39أَأَنت ل هم أَنشَاأهت ل هم شَا َج َرت َ َها ار الَتِي ت ل ل أ ل َجاجا ً فَلَ هوالَ ت َ هش لك لرونَ )30أَفَ َرأ َ هيت ل لم الن َ ان ال لمن ِشائلونَ )34ن هَح ل أ َ هم ن هَح ل سا ِبن هح ِبا هس ِام ان َج َع هلنَاهَاا تَا هذ ِك َر ً َو َمتَاعاا ً ِلن هل لم هقا ِوينَ )34فَ َ َر ِبن َك ال َع ِظ ِيم ) )32الواقعة.)32 -34 : نستنبط من اآليات السابقة أن بالرغم من حياز اإلنسان لبعن عوامٌ اإلنتاج إال أن هناك عوامٌ أخري هرورية للحصوٌ على الرزق ليست بحوز أحد إال الل وأن قادر على كٌ شيِ ،وأن هذا االعتقاد يجعٌ المسلم دائما متذكرا لقدر الل وفهل علي ويجعل يلتزم بالشروط والقواعد التى وهعها إياى للتصرف في األمواٌ وأن يعطي حق الل المتمثٌ في الزكا والصدقات األخري الموهحة في كتب الفق . ثالثا :اإليمان بالتفاوت في األرزاق :يؤمن المسلم الذي يباشر أي نشاط أو عمٌ أن عليا أن يسعى طبقا ألوامر الل في الحصوٌ على الرزق ويرهى بما قسام اللا لا ،ألنا تبارك وتعالى يوزت األرزاق على النا وفق حكمت وعلم بما هو أفهٌ لهم ..فمن النا من إذا أغناى الل فسد ومن إذا قابن اللا عنا الارزق فساد فسابحان الاذي يعلام من خلق وهو اللطيف الخبير ،وأصٌ ذلك في القرآن الكريم قوٌ الل تبارك وتعالى: شوا فِي َمنَا ِك ِب َها َو لكللاوا ِمان ِ نر هزقِا ِ َو ِإلَيها ِ النُّ ل ن َذللوالً فَا هم ل اور ) ش ل له َو الذِي َج َع ٌَ لَ لك لم األ َ هر َ ن ه َي ِ ت الصال ل َفانت َ ِش لروا فِي األ َ هر ِ سور "الملك" )"91وقول تبارك وتعالىَ :فإ ِ َذا قل ِ ها ٌِ اللا ِ َوا هذ لكا لاروا اللنا َ َك ِثياارا ً ل َعل لكا هم ت ل هف ِل لحاونَ ) الجمعااة ،)90 :ويقااوٌ َوا هبت َ لااوا ِماان َف ه ق فَ َماا ها لك هم َعلَاى بَ هع ٍ ان فِاي ِ ن سبحان وتعاالى فاي توزياع الارزقَ (:واللا ل فَها ٌَ بَ هع َ الار هز ِ هللوا ِب َرا ندِي ِر هزقِ ِه هم َعلَى َما َملَ َك ه س َواِ أَفَ ِبنِ هع َم ِة اللا ِ يَ هج َحا لدونَ الذِينَ فل ِ ن ت أ َ هي َمانل له هم فَ له هم فِي ِ َ ) (النحااٌ ،)39 :وينهانااا الل ا عاان تمنااي مااا فهااٌ الل ا بعاان النااا علااى بعاان.. وهرور التوج إلى الل بطلب الرزق بدال من التطلع إلى تفااوت ..األرزاق مماا قاد 24
اك يوقاع اإلنساان فاي الحساد والحقاد والقلاق والنكاد ويقاوٌ الحاق القاابن الباساطَ :ذ ِل َ ه لٌ الل ِ يلؤه ِتي ِ َمن َيشَا لِ َوالل ل َوا ِسع َع ِليم ) المائد ،)12 :ويقوٌ الحكيم العليمَ :ولَ هو فَ ه س َ ن َولَ ِكان يلن ِ نَاز لٌ بِقَا َد ٍر ماا يَشَاا لِ إِنا ل بِ ِعبَاا ِد ِى َخبِيار ط الل ل ِ ن الر هزقَ ِل ِعبَا ِد ِى لَبَ هَوا فِاي األ َ هر ِ بَ َ صير ) الشوري ،)43 :يلفهم مان هاذى اآلياة الشاريفة أن اللا لاو أعطاى الناا فاوق بَ ِ حاجتهم من الارزق لحملهام ذلاك علاى الاب ن والط ياان ..ويزياد هاذى اآلياة وهاوحا حديث رسوٌ الل صلى الل علي وسلم فيما يرويا عان رب العاز :إن مان عباادي من ال يصلح إال ال نى ولو أفقرت ألفسدت علي دين ،وأن من عبادي من ال يصلح إال الفقر ولو أغنيت ألفسدت علي دين . وال يعتبر التفاوت في الرزق تفهيال لل نى على الفقير عند الل حيث ال فهٌ ل نى على فقير وال ألبين على أسود إال بالتقوي ،ويقوٌ الل مؤكدا ً ذلك :إِن أ َ هك َر َم لك هم ِعن َد الل ِ أَتهقَا لك هم إِن الل َ َع ِليم َخبِير ) الحجرات )94 :ولذلك لي الفقر تقليٌ لكرامة اإلنسان أو ذاتيت . رابعااً :اإليماان باأن مزاولاة النشااط االقتصاادي عبااد وشاكر للا :ياؤمن المسالم بااأن مزاولة النشاط االقتصادي فاي هاوِ أحكاام ومباادئ الشاريعة اإلساالمية عبااد يثااب عليها ،وإذا ما خالف أو لم يقم بأي نشاط فهو آثم ..ألن في مباشر النشاط االقتصادي هرور اكتساب الرزق الطيب لتمكاين الفارد مان الحياا وعبااد اللا وحماٌ األماناة، ن َذللوالً فَا هم ل شوا فِي ويأمرنا الل تبارك وتعالى بذلك فيقوٌ :له َو الذِي َج َع ٌَ لَ لك لم األ َ هر َ َمنَا ِك ِب َها َو لكللوا ِمن ِ نر هز ِق ِ َو ِإلَ هي ِ النُّ ل ور ) الملاك ،)91 :وقااٌ سابحان وتعاالى فاي آياة ش ل ن َوا هبت َ لاوا ِمان فَهها ٌِ اللا ِ َوا هذ لك لاروا هايَ ِ ت الصاال ل فَانت َ ِش لاروا فِاي األ َ هر ِ أخري :فَإ ِ َذا قل ِ اللن َ َكثِيرا ً ل َعل لكا هم ت ل هف ِل لحاونَ ) (الجمعاة ،)90 :ويؤكاد رساوٌ اللا صالى اللا عليا وسالم علااااى الجانااااب التعباااادي لمزاولااااة العمااااٌ فيقااااوٌ :طلااااب الحااااالٌ فريهااااة بعااااد الفريهة رواى الطبراني). ويجب على المسلم أن يلخلي في عمل ويكون هدف وغايت من ذلك هو اي َو َم َماتِي صالتِي َونل ل تحقيق رهاِ الل مصداقا ً لقول تعالى :قل هٌ ِإن َ س ِكي َو َم هحيَ َ ِلل ِ َربن ِ ال َعالَ ِمينَ ) األنعام ،)934 :ويحفز رسوٌ الل صلى الل علي وسلم على ممارسة العمٌ والسعي في طلب الرزق فيقوٌ علي الصال والسالم .إن من 25
الذنوب ذنوبا ال يكفرها الصال وال الحج وال العمر ولكن يكفرها الهموم في طلب العي رواى أبو نعيم عن أبي هرير ) ،ويؤكد رسوٌ الل صلى الل علي وسلم على أهمية السعي في طلب الرزق الحالٌ فيقوٌ :نعم الماٌ الصالح للمرِ الصالح رواى البخاري -األدب المفرد .)411 ويجب أن يستعين المسلم على كسب الحالٌ للعمٌ للحيا اآلخر فعلي أن يدفع الزكا والصدقات والفرون المالية األخري فمن وصايا قوم قارون ل َ :وا هبت َ ِ ِفي َما سنَ الل ل إِلَي َهك َوالَ آت َ َ ار ِ َصيبَ َك ِمنَ ال ُّد هنيَا َوأ َ هح ِسن َك َما أ َ هح َ اآلخ َر َ َوالَ تَن َ ن ِ اك الل ل الد َ ن ِإن الل َ الَ ي ِلحبُّ ال لم هف ِسدِينَ ) القصي ،)33 :إن اعتقاد سا َد فِي األ َ هر ِ ت َ هب ِ الفَ َ المسلم بما سبق يحفزى على العمٌ بإخالي لكسب الرزق الحالٌ الطيب وفي ذلك إعانة على إشبات الحاجات المادية الالزمة للجسد وكذلك عباد وشكر لل وفي هذا أيها إشبات للحاجات الروحية. خامساً :اإليمان بالمحاسبة األخروية :يؤمن المسالم باأن اللا ساوف يحاساب علاى نشااط االقتصادي وهٌ اكتسب الرزق من الحالٌ وهٌ أنفقا فيماا يرهاى اللا ،فلقاد سابق أن ذكرنا أن الل هو المالك الحقيقي للماٌ ولقد وهع قواعد وهاوابط يلازم أن تتباع بواسطة الناا الحاائزين علاى مالا .وهناا يجاب االلتازام بأحكاام اللا والتاي تعتبار اك لَنَسهاأَلَن له هم أسا المحاسبة في اآلخر ،وأصٌ ذلك قوٌ اللا تباارك وتعاالى :فَ َو َر ِبن َ أ َ هج َم ِعااينَ َ )14عمااا َكااانلوا َي هع َمللااونَ ( )14الحجاار ،)14 -14 :ويقااوٌ رسااوٌ اللاا صلى الل علي وسلم :ال تزوٌ قدما عبد يوم القيامة حتى يسأٌ عن أربع منها عن مال من أين أكتسب وفيما أنفق رواى الترمذي) ،ويروي عن أبن عم رهاي اللا عن أن قاٌ :قاٌ رسوٌ الل صلى الل علي وسلم" :الدنيا خهر حلاو مان اكتساب فيها ماال من حل وأنفق في حق أثاب الل علي وأوردى جنت ،ومن اكتسب مااال مان غياار حلا وأنفقا فااي غياار حقا أحلا اللا دار الهااوان ورب متخااون فااي ماااٌ اللا ورسول ل النار يوم القيامة" أخرج البيهقي). وال تقتصر المحاسبة األخروية على سلوك المسلم في مال من الل فقط بٌ يمكن من ولي األمر أو الولي في الحيا الدنيا وذلك إذا ما تصرف الفرد في مال تصرفا يسئ إلى المجتمع ..فقد يعين ولي األمر وليا على ماٌ الفرد الذي ال 26
يحسن التصرف ..فهذى النظر االجتماعية إلى الماٌ تفون على الفرد المحاسبة االجتماعية من قبٌ المجتمع .ويتولد لدي المسلم المؤمن بالمحاسبة األخروية بواسطة الل ما يطلق علي اسم المحاسبة الذاتية. سادسا ً :اإليماان باأن اللا يراقاب الناا علاى كاٌ تصارفاتهم :ياؤمن المسالم باأن اللا تبارك وتعالى يراقب كٌ تصرفات سواِ أكانات علنياة أو خفياة وهاذا يجعلا دائماا في خوف من الل وحذر من الوقوت في مخالفة شرع ،وهاذا ماا يطلاق عليا بل اة االقتصاد مصاطلح الرقاباة الذاتياة وأساساها ارتبااط قلاب اإلنساان بخالقا ،ووجاود الهمير الايقظ الحاي الساليم الاذي يوجا الجاوارت إلاى الخيار ،فاالفرد المسالم يقاوم بدراسة وتقييم األمور قباٌ تنفياذها فاإذا كانات تتفاق ماع ماا وهاع اللا مان أحكاام وقواعد قام بها وإذا كانت تتعارن وتقاع فاي دائار المحرماات امتناع عان أدائهاا، وأدلة المراقبة الذاتية كثير ،منها قوٌ الحق تبارك وتعــالىَ :و له َو َمعَ لكا هم أَيهانَ َماا صاير ))2الحدياد ،)2 :وقولا عاز وجاٌ :بَا ٌِ اإلنساان لكنت ل هم َوالل ل ِب َما ت َ هع َمللاونَ بَ ِ ير ) القياماة )92 :والادليٌ مان السانة قولا صالى اللا عليا وسالم َع َلى نَ هف ِس ِ َب ِ ص َ عندما سئٌ عن اإلحسان قاٌ :أن تعبد الل كأنك تراى فإن لم تكن تراى فإنا ياراك ( رواى البخاري ومسلم) ،ويقصاد باإلحساان فاي هاذا المقاام أن يعباد الماؤمن اللا على وج الحهور والمراقبة ،ويؤكد هذا المعنى قاوٌ الرساوٌ الكاريم صالى اللا علي وسلم :إنما األعماٌ بالنيات ولكاٌ امارئ ماا ناوي ،فمان كانات هجرتا لادينا يصيبها أو امرأ ينكحها فهجرت إلاى ماا هااجر إليا ..رواى البخااري ) ،ويفهام من هذا الحديث الشريف أن نية اإلنسان هي المعيار والمرشد ل عماٌ وكذلك أدا القيا والتقييم فإذا صالحت النياة صالح العماٌ ،ويقاوٌ الرساوٌ صالى اللا عليا وساالم ...:أال وإن فااي الجسااد مه ا ة إذا صاالحت صاالح الجسااد كل ا ،وإذا فساادت فسد الجسد كل أال وهى القلب رواى مسلم). ويلي المراقبة الذاتية في العمٌ ..وبعد أدائ تأتي المحاسبة الذاتية وتعني أن الفرد المؤمن يحاسب نفس بنفس عن أدائ الذي قام ب ليعرف مدي توافق مع ما كان يجب أن يقوم ب وبيان أوج التقصير واالجتهاد ،فعلى سبيٌ المثاٌ يقوم الفرد المسلم الذي يؤدي عمال اقتصاديا أو غيرى بمقارن أدائ الفعلي باألداِ الواجب أن 27
يكون وفقا ً ألحكام الشريعة اإلسالمية وبيان االختالف وسبب ويحاوٌ تجنب ذلك مستقبال ،واآليات واألحاديث واألقواٌ في ذلك كثير منها من الكتاب قوٌ الل عز وجٌ يَا أَيُّ َها الذِينَ آ َمنلوا اتقلوا الل َ َو هلتَن ل ظ هر نَ هف ما قَد َم ه ت ِل َ ٍد َواتقلوا الل َ إِن الل َ َخ ِبير ِب َما ت َ هع َمللونَ ) الحشر ،)92 :ومن السنة قوٌ الرسوٌ صلى الل علي وسلم: إذا هممت بأمر فتدبر عاقبت ،فإن كان خيرا فأمه ،وإن كان غيا ن فانت عن سبق تخريج ) ،وقوٌ عمر بن الخطاب رهي الل عن " :حاسبوا أنفسكم قبٌ أن تحاسبوا وزينوها قبٌ أن توزن عليكم ،وتهيئوا للعرن األكبر" :يومئذ تعرهون الحاقة)92 : ال تخفى منكم خافية "
- منظومة القيم األخالقية في االقتصاد اإلسالمي. تقوم المعامالت االقتصادية على مجموعة من القيم األخالقية التي يجب االلتزام بها وتحقق البركة والخير وتهبط وترشد السلوك االقتصادي للمتعاملين ،ويعتبر االلتزام بالحالٌ في النشاط االقتصادي هو أسا األخالقيات في كافة المعامالت واألنشطة االقتصادية وهو أسا المشروعية في مجاٌ االقتصاد اإلسالمي ،و من القيم األخالقية ما يلي: -9الصـدق :يلتزم المسلم في كٌ أمورى بالصدق والسيما في المعامالت ودليٌ ذلك قوٌ الل تبارك وتعالى :يَا أَيُّ َها الذِينَ آ َمنلوا اتقلوا الل َ َو لكونلوا َم َع الصا ِدقِينَ ) التوبة،)991 : ص َدقلوا الل َ لَ َكانَ َخيهرا ً ل له هم ) محمد )49 :والدليٌ من السنة وقول عز وجٌ :فَ َل هو َ النبوية الشريفة قوٌ الرسوٌ صلى الل علي وسلم :التاجر الصدوق مع النبيين والصديقين والشهداِ رواى الترمذي) ،ويقوٌ صلى الل علي وسلم:البيعان
بالخيار حتى يتفرقا فإن صدقا وبينا بورك في بيعهما،وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما رواى البخاري ومسلم) ،ويقوٌ صلى الل علي وسلم :ال يحٌ ألحد أن يبيع بيعا إالن بَينَ ما في ،وال يحٌ لمن يعلم ذلك إالَ بَينَ رواى الحاكم). وتأسيسا على ذلك يجب على التجار المسلمين االلتزام بخصلة الصدق والسيما والخدات والتدلي والبخ في المواصفات والتكاليف واألسعار وتجنب ال والكتمان وما في حكم ذلك من األمور التى حرمتها الشريعة اإلسالمية. 28
-4األمـانة :يرتبط لخللق األمانة بالصدق تماماً ،حيث أن الصدق يكون في القوٌ أما األمانة فهي المعاملة ،فيجب على المتعاملين أن يتحروا األمانة في كٌ معامالتهم ،ألنها من موجبات الثقة في المعامالت ،ودليٌ ذلك من القرآن الكريم قوٌ الل تبارك وتعالى: ت إلى أ َ هه ِل َها ) النساِ ،)12 :وقول تعالى في وصف ِإن الل َ يَأ ه لم لر لك هم أَن ت ل َؤدُّوا األ َ َمانَا ِ المؤمنينَ :والذِينَ له هم آل َمانَاتِ ِه هم َو َع هه ِد ِه هم َراعلونَ ) المؤمنون )2 :والدليٌ من السنة النبوية الشريفة قوٌ الرسوٌ صلى الل علي وسلم :أد األمانة إلى من ائتمنك وال تخن من خانك رواى أحمد وأبو داود) ،وقاٌ صلى الل علي وسلم :المجل باألمانة إالن ثالث مجال :مجل سفك دم حرام ،أو فرج حرام ،أو اقتطات ماٌ ب ير حق رواى أحمد). وتأسيسا على ذلك يجب على المسلم أن يتحري األمانة في كٌ معامالت أمان تطبيق شرت الل .
والسيما
-4اإلحسـان :ويقصد ب في مجاٌ االقتصاد إتقان األعماٌ والمعامالت وفقا ً لشرت الل عز وجٌ ،وعلى المسلم أن يستعين باألساليب المعاصر في سبيٌ تحقيق ذلك ،ودليٌ هذا ت الخلق من القرآن الكريم قوٌ الل تبارك وتعالىِ ":إن الذِينَ آ َمنلوا َو َع ِمللوا الصا ِل َحا ِ سنَ َع َمالً ) الكهف ،)40 :ويقوٌ الرسوٌ صلى الل علي هي لع أ َ هج َر َم هن أ َ هح َ إِنا الَ نل ِ وسلم :إن الل كتب اإلحسان على كٌ شيِ ،فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ،وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ،وليحد أحدكم شفرت ،وليرت ذبيحت رواى مسلم ،9111/والترمذي عن شداد بن أو ،)9201/وقول صلى الل علي وسلم :إن الل يحب إذا عمٌ أحدكم عمال أن يتقن رواى البيهقي). -2الوفاِ بالعهود والعقود :يجب على المسلم أن يلتزم بالعهود التي يعطيها للمتعاقد مع ، وكذلك تنفيذ الشروط الوارد بالعقود التي يبرمها ما لم تكن مخالفة ألحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية ،حيث أن ذلك يؤدي إلى الثقة في المعامالت واستقرارها ،ودليٌ هوا األ َ هي َمانَ ذلك من الكتاب قوٌ الل عز وجٌَ :وأ َ هوفلوا بِعَ هه ِد الل ِ إِ َذا َعاهَدت ُّ هم َوالَ تَنقل ل بَ هع َد ت َ هو ِكي ِدهَا َوقَ هد َج َع هلت ل لم الل َ َعلَ هي لك هم َك ِفيالً ِإن الل َ يَ هعلَ لم َما ت َ هف َعللونَ ) النحٌ ،)19 :ويقوٌ تبارك وتعالىَ :يا أَيُّ َها الذِينَ آ َمنلوا أ َ هوفلوا ِب هالعلقلو ِد ) المائد ،)9 :ويقوٌ رسوٌ الل صلى الل علي وسلم :من كان بين وبين قوم عهد فال يحلن عهد وال يشدن حتى 29
يمهي أمدى أو ينبذ إليهم على سواِ رواى الترمذي عن عمر بن عبس وقاٌ حديث حسن.)9120 / -1العدٌ والقسط :يجب على المتعاملين بصفة عامة التحلي بخلق العدٌ وإعطاِ كٌ ذي حق حق بدون بخ أو ظلم ،ودليٌ ذلك من القرآن الكريم قوٌ الل عز وجٌَ :يا أَيُّ َها هط ل ش َه َدا َِ ِلل ِ َولَ هو َعلَى أَنفل ِس لك هم أ َ ِو ا َلوا ِل َدي ِهن َواأل َ هق َر ِبينَ ِإن الذِينَ آ َمنلوا لكونلوا قَو ِامينَ بِ هال ِقس ِ هوا يَ لك هن َغنِيا ًّ أ َ هو فَ ِقيرا ً فَالل ل أ َ هولَى بِ ِه َما فَالَ تَتبِعلوا ال َه َوي أَن ت َ هع ِدللوا َوإِن ت َ هل لووا أَ هو ت ل هع ِر ل فَإِن الل َ َكانَ ِب َما ت َ هع َمللونَ َخ ِبيرا ً ) النساِ ،)941 :ويقوٌ الرسوٌ صلى الل علي وسلم :إنكم تختصمون إلي وإنما أنا بشر ،ولعٌ بعهكم ألحن بحجت أو قد قاٌ لحجت من بعن ) فإني أقهي بينكم على نحو ما أسمع فمن قهيت ل من حق أخي شيئا ً فال يأخذى ،فإنما أقطع ل قطعة من النار يأتي بها إسطاما في عنق يوم القيامة رواى أحمد وأبو داود عن أم سلمة) ،وعن أبى إمامة رهي الل عن عن رسوٌ الل صلى الل علي وسلم أن قاٌ :من اقتطع حق امرئ مسلم بيمن فقد أوجب الل ل النار ،وحرم علي الجنة ،فقاٌ رجٌ :وإن كان شيئا ً يسيرا ً يا رسوٌ الل ؟ ،فقاٌ :وإن رواى مسلم). قهيبا ً من أراك -3النصيحة :من أخالق المتعاملين تقديم النصح واإلرشاد والتوج والتبيان لل ير ،ويلقبٌ منهم ذلك وهذا من موجبات الدين واألخو فى المعامالت ،ودليٌ ذلك قوٌ الل تبارك ص هوا بِالصب ِهر ) وتعالى :إِال الذِينَ آ َمنلوا َو َع ِمللوا الصا ِل َحا ِ ق َوت َ َوا َ ت َوت َ َوا َ ص هوا بِ هال َح ن ِ العصر ،)4 :ويقوٌ الرسوٌ صلى الل علي وسلم:الدين النصيحة ،قلنا لمن؟ قاٌ : لل ولكتاب ولرسول وألئمة المسلمين وعامتهم رواى مسلم عن تميم الداري.)24 / -3اإلخالي وإصالت النية :ويقصد ب في مجاٌ المعامالت خشية الل سبحان وتعالى والكذب والتطفيف والتدلي وكٌ ما يخالف أحكام وهو الباعث على تجنب ال ومبادئ الشريعة اإلسالمية ،كما أن ذلك من أسباب البركة فى األرزاق ،ودليٌ ذلك صينَ لَ ل ال ندِينَ لحنَفَا َِ َويل ِقي لموا قوٌ الل تبارك وتعالىَ :و َما أ ل ِم لروا ِإال ِليَ هعبلدلوا الل َ لم هخ ِل ِ الصال َ َويلؤه تلوا الز َكا َ َو َذ ِل َك د ل ِين القَ ِين َم ِة ) البينة ،)1 :وقول صلى الل علي وسلم: إنما األعماٌ بالنيات ،وإنما لكٌ امرئ ما نوي ،فمن كانت هجرت إلى الل ورسول ، 31
فهجرت إلى الل ورسول ،ومن كانت هجرت لدنيا يصيبها أو امرأ ينكحها ،فهجرت إلى ما هاجر إلي رواى الشيخان عن بن الخطاب ).
- أثر القيم اإليمانية واألخالقية على السلوك االقتصادي: يقود االلتزام بالقيم اإليمانية واألخالقية إلى سلوكيات اقتصادية رشيد وسليمة وهى مستنبطة من تلك القيم ،من أهمها ما يلى: سلوك الرها والقناعة :أي الرها والقناعة بما قسم الل من رزق وهذا يحقق اِ ِر هزقل لك هم َو َما االرتيات النفسي واالطمئنان واليقين بقوٌ الل عز وجٌ: َوفِي الس َم ِ نطقلونَ ))44 ن ِإن ل لَ َح ٌّق ِ نمثه ٌَ َما أَن لك هم ت َ ِ تلو َعدلونَ )44فَ َو َربن ِ الس َم ِ اِ َواأل َ هر ِ الذاريات ،)44-44 :ويقوٌ الرسوٌ صلى الل علي وسلم في هذا المقام :لن تموت نف حتى تستوفي رزقها وأجلها فاتقوا الل وأجملوا في الطلب ،خذوا ما حٌ ودعوا ما حرم ) رواى البيهقي وابن ماجة) ،وهذا يجنب المسلم الشرى والتهافت الشديد على الكسب بدون هوابط شرعية. سلوك التوكٌ على الل :وذلك بعد األخذ باألسباب والسبٌ والطرق المشروعة ،ودليٌ ن َذللوالً فَا هم ل شوا ِفي َمنَا ِك ِب َها ذلك قوٌ الل تبارك وتعالى :له َو الذِي َج َع ٌَ لَ لك لم األ َ هر َ َو لكللوا ِمن ِ نر هزقِ ِ َوإِلَ هي ِ النُّ ل ور ) الملك ،)91 :ويقوٌ الرسوٌ صلى الل علي وسلم: ش ل لو أنكم تتوكلون على الل حق توكل لرزقكم كما يرزق الطير ،ت دو خماصاً، وتروت بطانا ً رواى أحمد والترمذي) وقاٌ حديث حسن صحيح عن عمر بن الخطاب. سلوك االحتياط :أي االحتياط لنوائب الدهر ومخاطرى من األزمات والكوارث والفقر والعوز وكذلك المحافظة على حقوق األجياٌ القادمة ،والباعث على هذا السلوك هو أن حيا المسلم تتقلب بين الرخاِ والكساد ،وبين السعة والهيق ،وبين السعاد والشقاِ، فعلي أن يأخذ من غناى لفقرى ،ولقد أوصى رسوٌ الل صلى الل علي وسلم أحد الصحابة فقاٌ :ألن تترك ورثتك أغنياِ خير من أن تدعهم عال ،يتكففون النا رواى البخاري :عن سعد بن خول .)9494 / 30
سلوك ترتيب المعامالت حسب األولويات :ويقصد بذلك أن المسلم دائما ً يرتب أمورى فى المعامالت االقتصادية حيث يبدأ بالفرائن ثم الواجبات ثم المندوبات ،وبمصطلح الفق الهروريات فالحاجيات فالتحسينات ،وهذا يحقق ل االستقرار في حيات ،كما يطبق هذا ا لفق عند التعامٌ مع اآلخرين ،من حيث أولوية التعامٌ مع المسلمين في إطار المواطنة ،ثم مع غير المسلمين المسالمين في إطار المواطنة ،ثم مع غير المسلمين خارج نطاق المواطنة ،وتجنب التعامٌ مع غير المسلمين المحاربين في إطار الهوابط الشرعية. سلوك التعاون والتكافٌ االقتصادي :ويقصد بذلك التعاون مع األفراد والوحدات االقتصادية والحكومية في سبيٌ تنشيط المعامالت االقتصادية وتجنب كافة صور االست الٌ واالحتكار والمنافسة غير المشروعة وكافة صور الفساد االقتصادي ،كما يساهم مع مؤسسات المجتمع المدني المختلفة في تحقيق التكافٌ االقتصادي والذي يقود إلى التنمية االجتماعية وذلك من خالٌ الواجبات المالية األخري غير الزكا ،يقوٌ الرسوٌ صلى الل علي وسلم :مثٌ المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثٌ الجسد الواحد إذا اشتكى من عهو تداعى ل سائر الجسد بالسهر والحمى رواى البخاري ومسلم).
سلوك األخو :ويقصد بذلك أن المسلم يتعامٌ مع اآلخرين على أنهم إخو لهم في الل ، ويربطهم ميثاق البر وفهائٌ األخالق ،ومن وصايا الرسوٌ صلى الل علي وسلم في هذا المقام :ال تحاسدوا ،وال تناجشوا ،وال تباغهوا ،وال تدابروا ،وال يبع بعهكم على بيع بعن ،وكونوا عباد الل إخوانا ،المسلم أخو المسلم ،ال يظلم وال يخذل وال يكذب وال يحقرى ،التقوي هاهنا ويشير إلى صدرى ثالث مرات ،بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاى المسلم ،كٌ المسلم على المسلم حرام :دم ومال وعره رواى مسلم).
32
تجنب الصخب والهجيج والفوهى :يجب على التجار والمتعاملين مع األسواق عدم الصخب واألصوات العالية وما فى حكم ذلك ،والدليٌ على هذا السلوك هدي رسوٌ الل صلى الل علي وسلم ،ما كان من صفات ... .لي بفظ ،وال صخاب في األسواق رواى البخاري) .كما نهى رسوٌ الل صلى الل علي وسلم عن بعن البيوت مثٌ بيع النج ،9كما روي البخاري عن ابن عمر رهي الل عنهما ،وهو من مظاهر الفوهى في األسواق. سلوك السماحة :من سلوكيات المسلم في المعامالت حسن التعامٌ مع اآلخرين برفق وأنا ألن ذلك من أبواب التيسير وسهولة المعامالت ،والبركة في األرزاق ،وتقوية فَ ِب َما الروابط ،ودليٌ ذلك بصفة عامة من القرآن الكريم قوٌ الل لرسول : نت فَظا ًّ َغ ِلي َ هف َع هن له هم نت لَ له هم َولَ هو لك َ َر هح َم ٍة ِ نمنَ الل ِ ِل َ ب النفَهُّوا ِم هن َح هو ِل َك فَاع ل ظ القَ هل ِ ت فَت َ َوك هٌ َعلَى الل ِ إِن الل َ ي ِلحبُّ ال لمت َ َو ِ نك ِلينَ ) َوا هست َ ه ِف هر لَ له هم َوشَا ِو هر له هم فِي األ َ هم ِر فَإ ِ َذا َعزَ هم َ آٌ عمران ،)911 :ودليٌ ذلك قوٌ الرسوٌ صلى الل علي وسلم :رحم الل رجٌ سمحا ً إذا بات وإذا اشتري وإذا اقتهى رواى البخاري). سلوك التيسير :من سلوكيات المسلم في المعامالت والسيما رجٌ األعماٌ التيسير على المتعاملين مع ألن ذلك من موجبات تسهيٌ األعماٌ وانسيابها بأن ينظر المعسر أو يتجاوز عن بالتصدق وتخفين األسعار وما في حكم ذلك ودليٌ ذلك قوٌ الل تبارك وتعالى :ي ِلري لد الل ل ِب لك لم اليلس َهر ) البقر ،)921 :وقاٌ رسوٌ الل صلى الل علي وسلم فيما ورد عن رب العز :حوسب رجال ممن كان قبلكم ،فلم يوجد ل من الخير شيِ ،إال أن كان يخالط يشارك) النا ،وكان موسرا ،فكان يأمر غلمان أن يتجاوزوا عن المعسر ،قاٌ الرسوٌ) قاٌ الل :نحن أحق بذلك منك ،تجاوزوا عن رواى البخاري ومسلم عن أبي مسعود األنصاري) ،ويقوٌ رسوٌ الل صلى الل علي وسلم من أنظر معسرا ً أو وهع ل ،أظل الل في ظٌ عرش رواى مسلم) ،وقاٌ صلى الل علي وسلم :ومن سرى أن ينجي الل من كرب يوم القيامة ،فلينف عن معسر ،أو يهع عن رواى مسلم) ،وفى رواية ألحمد" :وقاى الل من فيح جهنم" 0
النجش في عرف الشرع الزيادة في ثمن السلعة المعروضة للبيع ،ال ليشتريها بل ليغر بذلك غيره ،وبيع النجش أن يتقدم شخص باالتفاق مع البائع ويطلب
السلعة بسعر أعلى ليظن المشتري أن سعرها كذا ويشتريها به.
33
وقاٌ صلى الل علي وسلم :كان تاجر يداين النا ،فإذا رأي معسرا ،قاٌ لفتيان : تجاوزوا عن ،لعٌ الل أن يتجاوز عنا ،فتجاوز الل عن رواى البخاري عن أبي هرير ) سلوك المواطنة :بمعنى أفهلية التعامٌ االقتصادي في السلع الوطنية حبا ً ووال ًِ للوطن ولدعم التنمية الشاملة ،وأداِ ما علي من حقوق للوطن من هرائب ورسوم وما في حكم ذلك ،كما يساهم في المحافظة على ثروات وبنيات وااللتزام بالقوانين، وتجنب التعامٌ في السلع الوارد من دوٌ محاربة ومعادية للدين وللوطن ومقاطعتها إال عن الهرور المعتبر شرعا ً وتلك وقفة مع شرت الل ووقفة مع حب الوطن ووقفة مع النف ونصر لمن يجاهد هؤالِ األعداِ. سلوك تجنب المعامالت االقتصادية المنهي عنها شرعاً :وذلك عباد وطاعة لل ،ومن هذى المعامالت :ال ،والكذب ،واالحتكار ،االست الٌ ،وال بن ،والربا ،والنج ، واإلكراى ،والتطفيف ،والتدلي ،وكٌ صور الفساد االقتصادي التي تؤدي إلى أكٌ أمواٌ لنا بالباطٌ. سلوك التفق في أحكام المعامالت حتى ال يقع في الحرام :يجب على المتعاملين في األسواق التفق في أحكام المعامالت ،ودليٌ ذلك قوٌ الرسوٌ صلى الل علي وسلم : من يرد الل ب خيرا ً يفقه في الدين رواى البيهقي) ،ويروي عن عمر بن الخطاب رهي الل عن أن كان يطوف بالسوق ،ويهرب التجار بالدر ويقوٌ " :ال يبيع في سوقنا إالن من يفق ،وإال أكٌ الربا شاِ أم أبى ".
سلوك تجنب الشبهات :ويقصد بذلك أن يجب أن يكون من سلوك االقتصاد المسلم معرفة الحالٌ فيتبع والحرام فيجتنب ،وكذلك المشتبهات فيبتعد عنها خشية أن يقع في الحرام ،وكان صحابة رسوٌ الل صلى الل علي وسلم يتركون تسع أبواب الحالٌ خشية أن يقعوا في باب من الحرام ،وأصٌ ذلك حديث رسوٌ الل صلى الل علي وسلم :إنما الحالٌ بَيِن هن ،وإنما الحرام بَ ِينن ،وبينهما أمور مشتبهات ال يعلمهن كثير من النا ،فمن اتقى الشبهات فقد ستبرئ لدين وعره ،ومن وقع في الشبهات 34
وقع في الحرام كالراعي يرعى حوٌ الحمى يوشك أن يقع في ،أال وأن لكٌ ملك حمى ،وحمى الل محارم ،أال وإن في الجسد مه ة ،إذا صلحت صلح الجسد كل ، وإذا فسدت فسد الجسد كل ،أال وهي القلب رواى مسلم ) ،وقاٌ صلى الل علي وسلم :دت ما يريبك إلى ما ال يريبك رواى الترمذي).
دور التزام التجار المسلمين بالقيم واألخالق في الدعو اإلسالمية:كان اللتزام التجار المسلمين بالقيم واألخالق في صدر الدولة اإلسالمية دورا ً هاما ً في نشر اإلسالم في كثير من دوٌ العالم والسيما في دوٌ شرق أسيا وأفريقيا. فكان التاجر المسلم الملتزم بتلك القيم نموذجا ً حيا ً لإلسالم عقيد وشريعة ومنهجا ً وسفيراً ،وهذا جعٌ الكثير من النا يدخلون اإلسالم بدون إكراى ،مصداقا ً لقوٌ الل تبارك ي ِ ) البقر ، )413 :كما أن هذا دليٌ ال ِين قَد تبَينَ ُّ الر هش لد ِمنَ ال َ ن وتعالى :الَ إِ هك َراىَ فِي ال ند ِ يأتي الشك للرد على من يقولون افتراِ أن اإلسالم انتشر بالسيف.
- الخـــالصة: تناولنا في هذا الفصٌ دور القيم اإليمانية واألخالقية في االقتصاد اإلسالمي وأثرها المميز على رشد واستقامة السلوك االقتصادي في كافة المجاالت :اإلنتاج واالستهالك واالدخار واالستثمار والتملك بما يحقق التنمية الفعالة والتي تقود إلى الحيا الرغد في الدنيا في إطار إرهاِ الل عز وجٌ. والباعث على االلتزام بهذى القيم في مجاٌ االقتصاد عباد الل عز وجٌ وطاعت ،مع الرجاِ بالحصوٌ على ثواب الدنيا وحسن ثواب اآلخر . ومن اإلعجاز القرآني أن نجد اآليات التي تتعلق بالمعامالت قد قرنت باإليمان والتقوي واإلخالي واإلحسان واإلتقان ونحو ذلك من القيم مما يؤكد على عدم الفصٌ بين العبادات والمعامالت.
35
كما تبين دور التزام التجار المسلمين بالقيم في صدر الدولة اإلسالمية في نشر اإلسالم في دوٌ شرق أسيا وأفريقيا مما يؤكد كذلك عدم الفصٌ بين الدعو اإلسالمية واالقتصاد.
36
الفصٌ الثالث
الهوابط الشرعية لالقتصاد اإلسالمي المحتويات تقديم. مفهوم الهوابط الشرعية. مصادر الهوابط الشرعية للمعامالت االقتصادية. القواعد الفقهية ذات العالقة بالمعامالت االقتصادية. الهوابط المعايير) الشرعية للمعامالت االقتصادية. بواعاااث االلتااازام باااالقيم والهاااوابط الشااارعية فاااي المعاااامالتاالقتصادية. بركات االلتزام بالهوابط الشرعية في المعامالت االقتصادية.37
-الخالصة.
38
الفصٌ الثالث
الهوابط الشرعية لالقتصاد اإلسالمي -تقديم. يحكم المعامالت بصفة عامة مجموعة من القواعد الفقهية الكلية المستنبطة من مصاادر الشريعة اإلسالمية منها ما هو عام ،ومنهاا ماا لا صالة وثيقاة بالمعاامالت االقتصاادية ،ولقاد تمكنت مجامع الفق اإلسالمي المعاصر وما في حكمها من دراسة وتحليٌ وفهام المعاامالت االقتصادية المساتجد المعاصار وأصادروا لهاا األحكاام والفتااوي التاي توهاح الجاائز منهاا والمنهي عن شرعا في هوِ القواعد الفقهية ،و لقد يسر هذا على النا هبط معامالتهم. و يخاااتي هاااذا الفصاااٌ ببياااان الهاااوابط الشااارعية لااابعن المعاااامالت االقتصاااادية المعاصر بصور مبسطة ومن خالٌ أمثلة تطبيقية من الواقع الذي نعاصرى ،وبيان بواعاث ودوافع االلتزام بها وآثارها الطيبة ،ولمزيد مان التفصايٌ يرجاع إلاى المراجاع الماذكور فاي الهام )9 .
-مفهوم الهوابط الشرعية. هي مجموعة من المعايير الشرعية المستنبطة بصفة أساسية من قواعد وأحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية في أمر من األمور والتي يرجع إليها عند مباشر المعامالت االقتصادية والحكم عليها بين الحٌ والتحريم.
()1
لمزيد من التفصيل يرجع إلى المراجع اآلتية :
د /علي أحمد الندوي " ،جمهرة القواعد الفقهية في المعامالت المالية " ،شركة الراجي المصرفية ،السعودية ،الرياض 0423 ،هـ 2111 ،م . د /عبد الستار أبو غدة " ،بحوث في المعامالت واألساليب المصرفية اإلسالمية " ،مجموعة دلة البركة 0425 ،هـ 2114 ،م . د /عطية فياض " ،مدخل إلى فقه المهن " ،دار النشر للجامعات 2115م . د /علي السالوس " ،المعامالت المالية المعاصرة في الفقه اإلسالمي" ،مكتبة وهبة 0416 ،هـ . د /عبد الله المصلح ،و د /صالح العماوي " ،دراسات في فقـه المعـامالت الماليـة" ،مـن مطبوعـات الجامعـة األمريكيـة المفتوحـة ،مكتبـة القـاهرة0422 ،هـ 2110 ،م .
39
وتعتباار الهااوابط الشاارعية ماان الكليااات العامااة ،و ت طااي كافااة جوانااب المعااامالت االقتص اادية ،منهااا مااا يتعلااق باإلنتاااج واالسااتهالك واالسااتثمار والملكيااة ،ومنهااا مااا يتعلااق بالسوق والنقد ...وغير ذلك من المعامالت القديمة والمعاصر .
-مصادر الهوابط الشرعية للمعامالت االقتصادية)9 . من أهم المصادر التي تستنبط منها الهوابط الشرعية للمعامالت االقتصادية ما يلي: & -مصادر الشريعة اإلسالمية :القرآن والسنة واإلجمات. & -القواعد الفقهية الوارد في كتب أصوٌ الفق اإلسالمي. & -الفتااااوي االقتصاااادية المعاصااار الصاااادر عااان مجاااامع الفقااا اإلساااالمي العالمية. & -الهااوابط والمعااايير الصااادر عاان هيئااات ومؤسسااات ومراكااز االقتصاااد اإلسالمي المتخصصة. & -الفتااااوي والتوصااايات والمقاااررات االقتصاااادية المعاصااار الصاااادر عااان مؤتمرات وندوات االقتصاد اإلسالمي العالمية واإلقليمية.
-القواعد الفقهية ذات العالقة بالمعامالت االقتصادية)4 . لقد اجتهد علماِ الفق اإلسالمي في استخالي مجموعة من القواعد الفقهية ذات العالقة بالمعامالت االقتصادية والتي تعتبر المصدر والمرجع لصياغة الهوابط الشرعية للمعامالت االقتصادية على النحو السابق بيان .
( )1لمزيد من التفصيل يرجع إلى المراجع السابقة
( )2لمزيد من التفصيل يرجع إلى المراجع السابقة
41
ومن أهم هذى القواعد ما يلي: األعماٌ بالنيات واألمور بمقاصدها المعتبر شرعا. األصٌ في المعامالت اإلباحة الحٌ) ماا لام يارد بشاأن ناي باالتحريم مانالكتاب أو السنة أو اإلجمات. المسلمون عند شروطهم إال شرطا ً أحٌ حراما ً أو حرم حالالً. األصااٌ فااي العقااود اللاازوم باسااتثناِ أي شاارط مخااالف لشاارت الل ا حيااث يعتباارباطالً. العبر في العقود بالمقاصد والمعاني ال األلفاظ والمباني. المعروف عرفا ً كالمشروط شرطا ً ،والعاد في عرف الشرت كالشرط. الجهالة توجب فساد العقود إذا كانت مفهية إلى نزات هم ِش هكٌ. ال رر الكثير يفسد العقود ،وال رر اليسير معفو عن . وسائٌ الحرام حرام ،بمعنى مشروعية المقاصد ،ومشروعية الوسائٌ. أكٌ الماٌ بالباطٌ حرام. حرمة المعامالت التي تفتح الباب إلى المفاسد. اليسير الحرام معفو عن عند الهرور ويقدر بمعرفة أهٌ الحٌ والعقد. من اختلط مال الحالٌ بالحرام ،يخرج قدر الحرام ويكون الباقي حالالً. -وجوب تطهير الماٌ من الحرام ولي
بنية الصدقة.
التصدق بالكسب من وج حرام محظور ،ويتم التخلي من في وجوى الخير. ل كثر حكم الكٌ ،والقليٌ يتبع الكثير في الحكم ،أي ال لباة فاي األصاوٌ للكثارال للقلة. 40
المشقة تجلب التيسير ،وكلما هاق األمر اتسع. وجوب التراهي التام بين المتعاملين. وجوب المحافظة على مقاصد الشريعة اإلسالمية. الديون تقهى بأمثالها. األصٌ براِ الذمة ،والبينة على من ادعى واليمين على من أنكر. الهرورات تبايح المحظاورات ،والثابات بالهارور يقادر بقادرها ،وكاٌ أعلامبهرورت . الحاجة تنزٌ منزلة الهرور . ال هرر وال هرار واألصٌ في المهار الخطر والتحريم. ياادفع الهاارر بقاادر اإلمكااان ،ودفااع هاارر أكباار بهاارر أقااٌ ،أي يختااار أخاافالهررين. يتحمٌ الهرر الخاي لدفع الهرر العام.-
درِ المفاسد مقدم على جلب المصالح.
42
-الهوابط المعايير) الشرعية للمعامالت االقتصادية. يطلق على الهوابط أحيانا ً مصطلح المعايير الشرعية وتهدف إلى اآلتي: -9الحكم على شرعية أو عدم شرعية المعاملة. -4تعتبر المرشد والمرجع عند إنجاز المعامالت. -4يتم في هوئها تقويم األداِ وتصويب المخالفات وتطوير المعامالت إلى األفهٌ. -2تحفيز المتعاملين على تحقيق رها الل عز وجٌ ومبعث االرتيات النفسي ،وجلب البركة. ومن أهم هذى الهوابط ذات العالقة بالمعامالت االقتصادية ما يلي:
-تحقيق النية الصادقة وهي ابت اِ وج الل . يجب على المسلم قبٌ البدِ في أي معاملة أن يستحهر النية الصادقة وهي أن ال اياة هاي تحقيق رهاِ الل عز وجٌ وعبادت ،ومن ذلك . اإلنفاق على الحاجات األصلية للتقوية على عباد الل . أداِ الفرائن والقيام بالواجبات. إصالت األرن والرشد في است اللها وعمارتها. -المساهمة في أعماٌ البر والخير.
سا ِكي صاالتِي َونل ل و دليٌ هذا الهابط من القرآن الكريم قوٌ الل تبارك وتعالى :قل هٌ ِإن َ اي َو َم َماتِي ِلل ِ َربن ِ ال َعالَ ِمينَ األنعام ، )934:وقوٌ رسوٌ الل صلى الل علي وسالم: َو َم هح َي َ "إنما األعماٌ بالنيات وإنما لكٌ امرئ ما نوي .....الحديث" ( رواه مسلم ).
43
ولقد استنبط فقهاِ االقتصاد اإلسالمي هذا الهابط من القاعاد الفقهياة" :األعمااٌ بالنياات واألمور بمقاصدها" وتأسيساا علاى ذلاك يجاب علاى كاٌ مسالم قباٌ أن يهام باأي معاملاة اقتصادية أن يجدد النية باأن هاذا العماٌ ابت ااِ مرهاات اللا عاز وجاٌ ،وأن يكاون العماٌ صالحا ولوجه خالصا لي في شيِ لهوي النف .
-االلتزام بالحالٌ الطيب وتجنب الحرام الخبيث. ويقصد بذلك أن تكون المعامالت مشاروعة أي مطابقاة ألحكاام و مباادئ الشاريعة اإلساالمية وللفتاوي الص ادر عن مجامع الفق اإلسالمي في المسائٌ المعاصر ،و كذلك أن تكاون فاي مجااٌ الطيبات ،و تجنب الخبائث مهما كان قدرها.
ودليٌ هذا الهابط من القرآن الكريم قاوٌ اللا تباارك وتعاالىَ :ياا أَيُّ َهاا الناا ل لكللاوا ِمماا ط ِينبااااا ً َوالَ تَتبِعلااااوا لخ ل ت الشاااا هي َ ن َحااااالالً َ عااااد ٌّلو ُّمبِااااين اااوا ِ فِااااي األ َ هر ِ ان إِناااا ل لَ لكاااا هم َ ط ِ طا َ البقاار ،)932:وقااوٌ رسااوٌ الل ا صاالى الل ا علي ا وساالم " :إن الل ا طيااب ال يقبااٌ إال طيبااا" رواى مسلم). وهذا الهابط مستنبط من القواعد الشرعية اآلتية: األصٌ في المعامالت اإلباحة الحٌ ) إال ما حرم بني القرآن والسنة. وسائٌ الحرام حرام ،بمعنى أن تكون ال اية مشروعة والوسيلة إليها مشروعة. من اختلط بمال الحالٌ حرام أخرج قدر الحرام والباقي حالٌ بهدف التطهير. أكٌ الماٌ بالباطٌ حرام.و تأسيسا على ما سبق يجب على المسلم إذا هم بمعاملاة ماا أن يعارف :هاٌ هاي مان الحاالٌ الطيب ،عندئ ٍذ يلقبٌ عليها ،وإذا كانت من الحرام الخبيث يمتنع عنها ،ودليٌ ذلك حديث رسوٌ اللا
صلى الل علي وسلم" :إذا هممت بأمر فتدبر عاقبت ،فاإن كاان خيارا ً فأمها ،وإن كاان غياا ً فانت عن " عباد بن الصامت).
44
-األصٌ في المعامالت اإلباحة والحٌ إالن ما لح ِرم بني من الكتاب والسنة واإلجمات. ن ودليٌ ذلك من القرآن الكريم قوٌ الل تبارك وتعالى :له َو الذِي َخ َلقَ لَ لكم ماا ِفاي األ َ هر ِ سا َم َوا ٍ ع ِلايم البقار ،)41 : َج ِميعا ً ثلم ا هست َ َوي إِلَى الس َم ِ ت َو له َاو بِ لكا ِنٌ شَا هيٍِ َ س هب َع َ سوا لهن َ اِ فَ َ ن َوأ َ هسابَ َ ساخ َر لَ لكام ماا فِاي السا َم َوا ِ ت َو َماا فِاي األ َ هر ِ ويقوٌ عز وجٌ :أَلَا هم ت َ َار هوا أَن اللا َ َ َعلَ هي لك هم نِ َع َم ل َ ب ظا ِه َر ً َو َب ِ اطنَةً َو ِمنَ النا ِ َمن يل َجاا ِد لٌ فِاي اللا ِ ِب َي ِهار ِع هل ٍام َوالَ لهادًي َوالَ ِكتَاا ٍ ير لقمان ،)40 :والدليٌ من السنة النبوية الشريفة قوٌ رسوٌ الل صالى اللا عليا وسالم: ُّم ِن ٍ "ما أحٌ الل في كتاب فهو حالٌ ،وما حرم فهو حرام ،وما سكت عن فهو عفو ،فااقبلوا سايا ًّ( " رواى الحااكم من الل عافيت ،فإن الل لم يكن لينسى شيئا ً وتال َ :و َماا َكاانَ َرب َ ُّاك نَ ِ وصحح وأخرج البزار) ،ويقوٌ رسوٌ الل صلى الل عليا وسالم" :إن اللا فارن فارائن فال تهيعوها ،وحد حدودا ً فال تعتدوها ،وحارم أشاياِ فاال تنتهكوهاا ،وساكت عان أشاياِ رحمة بكم غير نسيان فال تبحثوا عنها " رواى الترمذي وابن ماج ). ولقااااااااد اسااااااااتنبط الفقهاااااااااِ هااااااااذا الهااااااااابط ماااااااان القاعااااااااد الشاااااااارعية" :أن األصااااااااٌ في األشياِ اإلباحة". -توثيق المعامالت بالعقود والعهود. االلتاازام بااإبرام العقااود والعهااود المطابقااة لشاارت الل ا عااز وجااٌ ،و القائمااة علااى السااالمة والرهاا والحاق والوهاوت و العاادٌ ،و مساتوفية كافاة الشاروط الواجبااة ،و لقاد أكاد اللا ساابحان
وتعالى على هذا الهابط بقول عز وجٌ َ :يا أَيُّ َها الذِينَ آ َمنلوا ِإ َذا ت َ َدا َينتلم ِبا َدي ٍهن ِإلَاى أ َ َجا ٌٍ س ًّمى فَا هكتلبلوىل َو هل َي هكتلب ب هينَ لك هم َكا ِتب ِب هال َع هد ٌِ البقر ،)424 :وقول سبحان وتعاالى َ :ياا ُّم َ أَيُّ َها الذِينَ آ َمنلوا أ َ هوفلوا بِ هالعلقلو ِد المائد .)9: و من مرجعية هذا الهابط من القواعد الفقهية ما يلي: األصٌ في العقود اللزوم. المسلمون عند شروطهم إال شرطا ً أحٌ حراما أو حرم حالال. -العبر في العقود بالمقاصد.
45
-سالمة و استيفاء العقود وااللتزام بها. و يقصااد بااذلك أن تكااون العقااود ومااا فااي حكمهااا ماان العهااود و الوعااود خاليااة ممااا يبطلهااا أو يفساادها حسااب األحااواٌ ،و ماان أمثلااة مااا يفساادها علااى ساابيٌ المثاااٌ :ال اارر والجهالااة واإلذعااان وكافة صور أكٌ أمواٌ النا
بالباطٌ ،و لقد أكد القرآن على ذلاك بقاوٌ اللا
تباارك وتعاالى :
ان يَا أَيُّ َها الذِينَ آ َمنلوا الَ تَأ ه لكللوا أ َ هم َوالَ لكم بَيهانَ لكم بِ هالبَ ِ عان ت َ َار ٍ اار ً َ اطا ٌِ ِإال أَن ت َ لكاونَ تِ َج َ ِ نماان لك هم ...النساااِ ،)41 :ونهااى رسااوٌ الل ا صاالى الل ا علي ا وساالم عاان االعتااداِ علااى أمااواٌ ال ير ،فقاٌ صلى الل علي وسالم" :كٌ المسلم على المسلم حرام ،دما ومالا وعرها " رواى مسلم ). كمااا يجااب أن تكااون العقااود مسااتوفا لكافااة الشااروط التااي تهاابط المعااامالت لتجنااب ال اارر والجهالة التي تفهي إلى النزات المشكٌ. و يستند هذا الهابط إلى مجموعة من القواعد الفقهية منها: ال رر الكثير يفسد العقود ،وال رر الكثير معفو عن عند الهرور . الجهالة المفهية إلى نزات مشكٌ تبطٌ العقود. -حرمة أكٌ أمواٌ النا
بالباطٌ.
-األصٌ في العقود اللزوم.
-مشروعية ال اية ومشروعية الوسيلة. يعني ذلاك أن تكاون ال اياة مان المعاامالت االقتصاادية مشاروعة أي موافقاة ألحكاام ومباادئ الشريعة اإلسالمية وتكون الوسائٌ التي تستخدم لتحقيقها مشروعة ،وأن الوساائٌ التاي تاؤدي إلاى معامالت اقتصادية محرمة حرام ،بمعنى " :مشروعية ال اية و مشروعية الوسيلة ".
و من أدلة ذلك قوٌ الل عز و جٌ :يَا أَيُّ َها الذِينَ آ َمنلوا إِن َماا ال لم هش ِار لكونَ نَ َجا فَاالَ ف يل هنِي لك لم اللا ل ِمان فَهها ِل ِ ع ِ ام ِه هم َه َذا َو ِإ هن ِخ هفت ل هم َ يَ هق َربلوا ال َم هس ِج َد ال َح َر َام بَ هع َد َ ع هيلَةً فَ َ س هو َ ح ِكايم التوباة ،)42 :فقاد أمار اللا سابحان وتعاالى عادم التعاماٌ ماع ِإن شَا َِ ِإن الل َ َ ع ِليم َ المشركين عند الكعبة حتى ولو تحقق من وراِ ذلك ربحا ً وفيراً. و يرتكن هذا الهابط إلى القواعد الفقهية اآلتية: 46
وسائٌ الحرام حرام . -مشروعية الوسيلة .
-حسن التعامٌ مع النا . يعتبر هذا الهابط من صور االلتزام باألخالق الحسنة والسلوكيات السوية ماع الناا
فالادين
المعاملة ،واألخالق الحسنة تقود إلى معامالت حسنة ،و األخالق السيئة تقود إلى معامالت سيئة.
ساانا ً... و دليااٌ هااذا قااوٌ اللا تبااارك وتعااالىَ ... :وقلوللااوا ِللنااا ِ لح ه
البقاار ،)24 :
وقوٌ الرسوٌ صلى الل علي وسالم" :إنماا الادين المعاملاة" متفاق عليا ) ،وقولا صالى اللا
علي ا وساالم" :ماان كااان يااؤمن بالل ا واليااوم اآلخاار فليقااٌ خياارا أو ليصاامت"
رواى
البخاري ومسلم). و من القواعد الفقهية التي توجب حسن المعاملة مع النا
جميعا ما يلي:
البيع بالتراهي. -الدين المعاملة.
-التيسير ورفع الحرج عن النا . و يعنااي ذلااك تسااهيٌ المعااامالت االقتصااادية فااي إطااار الحااالٌ واالختي اار ماان بااين الباادائٌ المشروعة األيسر منها ،وذلاك لرفاع الحارج عان الناا ،ودلياٌ ذلاك مان القارآن الكاريم قاوٌ اللا
س َر البقر ،)924:وقولا عاز وجاٌ : تبارك وتعالى :يل ِري لد الل ل ِب لك لم اليل هس َر َوالَ يل ِري لد ِب لك لم العل ه حا َرجٍ الحاج ، )32:و مان وصاايا رساوٌ اللا صالى اللا َ و َما َج َع ٌَ َ ِين ِم هان َ علَ هي لك هم فِي ال ند ِ علي وسلم " :يسر وال تعسر ،و بشر وال تنفر ،وتطاوعا وال تختلفا " رواى مسلم ). و يستند هذا الهابط إلى القواعد الشرعية اآلتية: اليسير الحرام معفو عن في كثير من األحواٌ. ال رر اليسير ال يفسد العقود. المعروف عرفا كالمشروط شرطا. -إذا هاق األمر اتسع.
-الهرورات تبيح المحظورات بهوابطها. 47
و يقصد باذلك أنا فاي حالاة الهارور ال حارج مان المعاامالت المنهاي عنهاا شارعاً ،ولهاذى الهااارور هاااوابط شااارعية وال يجاااب أن تتااارك لهاااوي الااانف
،و أحياناااا تنااازٌ الحاجاااة منزلاااة
الهرور ،ألن المشقة توجب التيسير ،و دليٌ ذلك من القرآن الكاريم قاوٌ اللا تباارك وتعاالى : ه ل غفلور ر ِحيم البقر .)934 : علَ هي ِ ِإن الل َ َ طر َ فَ َم ِن ا ه عا ٍد فَالَ ِإثه َم َ غي َهر بَاغٍ َوالَ َ و مرجعية هذا الهابط من القواعد الفقهية ما يلي: إذا هاق األمر اتسع. المشقة توجب التيسير. -الحاجة تنزٌ منزلة الهرور .
-وجوب تطهير األمواٌ من الحرام بعد التوبة الصادقة. لقااد حرماات الشااريعة اإلسااالمية الماااٌ المكتسااب ماان معااامالت منهااي عنهااا شاارعا ،ويجااب تحريزى وتجنيب والتخلي من في وجوى الخير العامة ولي
بنية التصدق ،مع التوباة واالسات فار
والعاازم األكيااد علااى تجنب ا ،و اإلكثااار ماان األعماااٌ الصااالحات لتكفياار الااذنوب ،ودليااٌ ذلااك ماان
اك يل َبا ِ ند لٌ صاا ِلحا ً فَأ ل هولَئِ َ ع ِما ٌَ َ اب َوآ َمانَ َو َ القرآن الكريم قوٌ الل تبارك وتعالىِ :إال َمن ت َ َ ع َماالً َ سنَا ٍ غفلورا ً ر ِحيما ً الفرقان ،)30 :و من السنة قوٌ الرسوٌ صلى ت َو َكانَ الل ل َ س ِينئَا ِت ِه هم َح َ الل ل َ الل ا علي ا وساالم" :إن العبااد إذا أذنااب ذنبااا ،نكاات نكتااة سااوداِ فااي قلب ا فااإن تاااب و رجااع واست فر صقٌ قلب منها .....الحديث" رواى الترمذي). ومرجعيااة هااذا الهااابط القاعااد الفقهيااة":ماان اخااتلط مال ا الحااالٌ بااالحرام يجااب علي ا إخااراج قاادر الحاارام والباااقي حااالٌ" ،ويااتم الااتخلي ماان الحاارام فااي وجااوى الخياار ولااي بنية التصدق .
-االلتزام باألولويات اإلسالمية. 48
ويعنااي ذلااك أن ا يجااب علااى المتعامااٌ أن يلتاازم باألولويااات اإلسااالمية وهااي الهاارورات فالحاجيااات فالتحسااينات ،و تجنااب اإلسااراف والتبااذير واإلنفاااق الترفااي والمظهااري ومااا فااي حكاام
ذلك ،ودليٌ هذا الهابط من القرآن الكريم قوٌ الل تباارك وتعاالى :يَاا بَنِاي آ َد َم لخاذلوا ِزينَات َ لك هم ِعنا َد لك ا ِنٌ َم هسا ِاج ٍد َو لكللااوا َوا هشا َاربلوا َوالَ ت ل هسا ِارفلوا ِإنا ل الَ يل ِحاابُّ ال لم هسا ِارفِينَ األعااااراف ،)49 :و يوصااااينا الرسااااوٌ صاااالى اللاااا علياااا وساااالم فااااي ترتيااااب اإلنفاااااق بقولاااا :
" ابدأ بنفسك فتصدق عليهاا ،فاإن فهاٌ شايِ ف هلاك ،فاإن فهاٌ عان أهلاك شايِ فلاذي قربتك ،فإن فهٌ عن ذوي قربتك شيِ فهكذا وهكذا " ....رواى أحمد والنسائي). و هذا الهابط يستند إلى القواعد الفقهية اآلتية: -
الهرورات تبيح المحظورات.
-
الحاجة تنزٌ منزلة الهرور .
-
ال اقتران إال لهرور .
-االلتزام بال نم بال رم في المشاركات. تقوم المعامالت بصفة عامة على ربط العائد بالتهحية والكساب بالخساار و األخاذ بالعطااِ ،وهذا ما يطلق علي في كتب الفق اسم" :ال نم بال رم ،والخاراج بالهامان" ،ويعناي هاذا أن العائد يقابٌ تهحية ،وال كسب بال جهد ،وال جهد بال كسب ،ومن نمااذج ذلاك مان القارآن الكاريم
صفقة التجار مع الل في الجهاد حيث قاٌ سبحان وتعاالىِ :إن اللا َ ا هشات َ َري ِمانَ ال لماؤه ِمنِينَ جنةَ التوبة ،)999 :وربط الرسوٌ صلى الل علي وسالم باين س له هم َوأ َ هم َوالَ لهم ِبأَن لَ له لم ال َ أَنفل َ الجهاد وتوزيع ال نائم. ومن مرجعية هذا الهابط من القواعد الفقهية ما يلي: -
الخراج بالهمان.
-
الربح فيما اتفقا علي و الوهيعة على صاحب الماٌ.
-وجوب مواال المؤمنين وأولوية التعامٌ معهم. 49
و يقصااد بهااذا الهااابط أن تكااون أولويااة التعامااٌ مااع المااؤمنين وهااذا مااا يطلااق علي ا أحيان ااً: "التعامٌ مع المؤمنين أولى" .فالمسلم جزِ من األمة اإلساالمية و يجاب أن يحماٌ والئا للمسالمين ،وماان الصااور التطبيقيااة للااوالِ االقتصااادي أن تكااون أولويااة المعااامالت التجاريااة واالقتصااادية والمالية بين المسلمين ،ودعم السوق اإلسالمية المشتركة ،ودليٌ ذلاك مان القارآن الكاريم قاوٌ اللا
وف َو َي هن َه هونَ تبارك وتعالىَ :و هال لمؤه ِمنلونَ َو هال لمؤه ِمنَاتل َب هع ل ن َيأ ه لم لرونَ ِب هال َم هع لر ِ ه له هم أ َ هو ِل َيا لِ َب هع ٍ س َي هر َح لم له لم الل ل َع ِن ال لمن َك ِر َويل ِقي لمونَ الصال َ َويلؤه تلونَ الز َكا َ َويل ِطيعلونَ الل َ َو َر ل سولَ ل أ ل هولَ ِئ َك َ إِن الل ا َ َع ِزيااز َح ِكاايم التوبااة ،)39 :وحااذرنا الل ا ماان مااواال الكااافرين فقاااٌ :الَ يَت ِخ ا ِذ ال لمؤه ِمنلونَ ال َكافِ ِرينَ أ َ هو ِليَا َِ ِمن دلو ِن ال لمؤه ِمنِينَ َو َمن يَ هف َع هٌ َذ ِل َك فَلَ هي َ ِمنَ اللا ِ فِاي شَا هيٍِ ِإال ير آٌ عمران.)42 : ص ل س ل َو ِإلَى الل ِ ال َم ِ أَن تَتقلوا ِم هن له هم تلقَا ً َويل َحذن لِر لك لم الل ل نَ هف َ ولقد أكد رسوٌ الل صلى الل علي وسلم على ماواال المسالمين فقااٌ " :الماؤمن للماؤمن كالبنيان يشد بعه بعها " رواى البخاري) ،وقاٌ صلى الل علي وسلم" :ال تصااحب إال مسلما وال يأكٌ طعامك إال تقي" رواى أباو داوود والترماذي) ،وقولا صالى اللا عليا وسالم: "المسلم أخو المسلم .......الحديث" رواى مسلم). ولقد أكد الفقهاِ على أولوية التعامٌ مع المسلمين و من مبررات ذلك ما يلي: يجب دعم و عون المسلمين. يجب المحافظة على عز و قو المسلمين. يجب تجنب المعامالت غير المشروعة التي يقوم بها غير المسلمين أحيانا. تجنب است الٌ و احتكار و مكر غير المسلمين. -تدعيم السوق اإلسالمية المشتركة.
-جواز التعامٌ مع غير المسلمين المسالمين . ويقصااد بااذلك جااواز التعامااٌ مااع غياار المساالمين المسااالمين وذلااك ماان باااب التيسااير ورفااع الحرج والمشقة ،وكذلك من جانب المواطناة وتجناب الفاتن ،وال يجاوز التعاماٌ ماع غيار المسالمين المحاربين دار الحرب) إال عند الهرور التي تؤدي إلى مهلكة.
ع ِن الذِينَ لَ هم ومن أدلة ذلك من القرآن الكريم قوٌ الل تبارك وتعالى :الَ يَ هن َها لك لم الل ل َ اار لك هم أَن ت َ َب ُّار َو له هم َوت ل هق ِسا ل طوا ِإلَا هي ِه هم ِإن اللا َ ِين َولَا هم يل هخ ِر لجاو لكم ِ نمان ِد َي ِ يلقَاا ِتللو لك هم ِفاي الاد ِ 51
ار لك هم يل ِحبُّ ال لم هق ِس ِطينَ ِإن َما َي هن َها لك لم الل ل َ ِين َوأ َ هخ َر لجو لكم ِ نمن ِد َي ِ ع ِن الذِينَ قَاتَللو لك هم فِي ال ند ِ َو َ اك ل ها لم الظاا ِل لمونَ الممتحناة: اج لك هم أَن ت َ َول هو له هم َو َمان َيت َ َاول له هم فَأ ل هولَ ِئ َ علَى ِإ هخ َر ِ ظاه لَروا َ .)1-2 ولقد أكد رسوٌ الل صلى الل علي وسلم على ذلك ،فقد ثبت أن اشتري مان يهاودي طعاماا
نسايئة باألجاٌ ) ،كمااا رهان درعا عناد يهااودي ،فقاد روي أنا رهاي اللا عنا ،قاااٌ" :رهاان رسااوٌ اللا صاالى اللا عليا وساالم درعااا عنااد يهااودي بالمدينااة ،وأخااذ منا شااعيرا ألهل ". و لقد وهع الفقهاِ مجموعة من الهوابط الفقهية للتعامٌ مع غير المسلمين المسالمين منها: أن يكون التعامٌ في حدود ما أباحت الشريعة اإلسالمية. االلتزام بالقسط والعدٌ واألمانة . حرمة االعتداِ على أموالهم وأعراههم ودماِهم. وجود الهرور أو الحاجة للتعامٌ معهم.وسوف نتناوٌ فق التعامٌ مع غير المسلمين في الباب الثامن من هذا الكتاب.
-تحقيق النفع وتجنب الهرر. يقهي هذا الهابط بأن تحقق المعامالت االقتصادية النفع الذي يعود على الفرد نفس وكذلك على الجماعة واألمة اإلسالمية ،و يكون هذا النفع مرتبطا بتحقياق مقاصاد الشاريعة اإلساالمية ،و كذلك تجنب أي معاملة فيها هرراً.
علَاى ااونلوا َ وأصٌ هاذا الهاابط مان القارآن الكاريم هاو قاوٌ اللا تباارك وتعاالىَ :وتَ َع َ ب ان َواتقلوا الل َ ِإن الل َ َ شدِي لد ال ِعقَا ِ ال ِب ِ نر َوالت هق َوي َوالَ تَ َع َاونلوا َ علَى ِ اإلثه ِم َو هالعل هد َو ِ المائد .)4 : و لقد نهى رسوٌ الل صلى الل علي و سلم عان مجموعاة مان المعاامالت االقتصاادية ألنهاا تسااابب أهااارارا ،مثاااٌ التعاماااٌ فاااي الخمااار ،و لحااام الخنزيااار ،و الميتاااة ،والااادم ،و األصااانام، والصلبان ،والتماثيٌ ،والكالب ،و كسب اإلماِ الزنا) ،وبياع الساالت وقات الفتناة ،والتساعير فاي
50
األسواق بدون هرور معتبر شرعا ،ودليٌ ذلك قوٌ رساوٌ اللا صالى اللا عليا و سالم" :مان هار هار الل علي ،و من شق شق الل علي " رواى الترمذي). و يستند هذا الهابط إلى مجموعة من القواعد الفقهية منها: ال هرر وال هرار. الهرر يزاٌ. -يتحمٌ الهرر الخاي.
-تجنب المعامالت التي تلهي عن الفرائن والواجبات أو تهيع الحقوق. و يعني ذلك أن أي معاملة تصد عان سابيٌ اللا وال تمكان المسالم مان أداِ الفارائن والقياام بالواجبات تعتبر حراما ،و لقاد أشاار القارآن إلاى ذلاك فاي العدياد مان اآلياات مثاٌ قولا سابحان و
ِي ِللصاال ِ ِمان يَ هاو ِم ال لج لمعَا ِة فَاسهاعَ هوا إِلَاى ِذ هك ِار اللا ِ َو َذ لروا تعالى :يَا أَيُّ َها الذِينَ آ َمنلوا إِ َذا نلود َ البَ هي َع َذ ِل لك هم َخيهر ل لك هم إِن لكنت ل هم ت َ هعلَ لمونَ الجمعاة ،)1 :وقولا تباارك وتعاالى أيهااً :فِاي بليلاو ٍ ت صاا ٌِ ِ )43ر َجااٌ ال ت ل هل ِهاي ِه هم أَذِنَ اللا ل أَن ت ل هرفَا َع َويلا هذ َك َر فِي َهاا اسها لم ل يل َ سا ِبن لح لَا ل فِي َهاا ِب هال لاد ن ِلو َواآل َ اوب اب فِيا ِ القللل ل ااِ الز َكاا ِ َيخَاافلونَ َي هوماا ً تَتَقَل ل صاال ِ َو ِإيت َ ِ اار َوالَ َبيهاع َعان ِذ هك ِار اللا ِ َو ِإقَ ِ اام ال َ تِ َج َ ه ِل ِ َوالل ل َي هر لز لق َمن َيشَا لِ ِب َي ِهر سنَ َما َع ِمللوا َو َي ِزي َد لهم ِ نمن فَ ه ص ل ار ِ )43ل َي هج ِز َي له لم الل ل أ َ هح َ َواأل َ هب َ ب )42النااور ،)42-43 :وماان وصااايا رسااوٌ الل ا صاالى الل ا عليا وساالم الااوارد فااي سااا ٍ ِح َ األثر" :ال يبارك الل في عمٌ يلهي عن الصال ". و من مرجعية هذا الهابط من القواعد الفقهية: إنما األعماٌ بالنيات. وسائٌ الحرام حرام. -المحافظة على مقاصد الشريعة اإلسالمية.
-التورت عن الشبهات. و معناى ذلااك أن يتاورت المساالم فااي معامالتا االقتصااادية عاان ماواطن الشاابهات وتجنااب أي معاملة فيهاا أدناى شابهة ،محافظاة علاى الادين وصاونا للعارن واسات نا ًِ باالحالٌ الباين المقطاوت 52
بحل ،ولقد ورد عن الرسوٌ صلى الل علي وسلم العديد من األحادياث ماا يؤكاد ذلاك ،منهاا قولا : " ..والمعاصي حمى الل ،مان يرتاع حاوٌ الحماى يوشاك أن يواقعا " رواى الشايخان) ،وقولا صلى الل علي وسلم" :دت ما يريبك إلى ما ال يريبك " رواى الترمذي) ،وقول صلى اللا عليا
وساالم" :إنمااا الحااالٌ بااين ،وإنمااا الحاارام بااين ،وبينهمااا أمااور مشااتبهات ال يعلمهاان كثياار ماان النااا ،فماان اتقااى الشاابهات فقااد اسااتبرئ لدينا وعرها ،وماان وقااع فااي الشاابهات وقااع فااي الحرام كالراعي يرعى حوٌ الحمى يوشك أن يقع فيا ،أال وإن لكاٌ ملاك حماى وحماى اللا محارم ،أال وإن في الجسد مه ة ،إن صالحت صالح ساائر الجساد ،وإن فسادت فساد ساائر الجسد ،أال وهي القلب" رواى البخاري). و من مرجعية هذا الهابط من القواعد الفقهية ما يلي: دت ما يريبك إلى ما ال يريبك. -األعماٌ بالنيات.
-حرمة وبطالن األعماٌ التي تفتح الباب إلى المفاسد. معنى ذلك تجنب أي معاملة اقتصادية تفتح البااب إلاى مفساد خاصاة أو عاماة ،ألن األصاٌ في المعامالت تحقيق المنافع ،و دليٌ ذلك ما قال جابر رهي الل عن أن سمع رسوٌ اللا صالى
اللاا علياا مساالم عااام الفااتح يقااوٌ " :إن اللاا ورسااول حاارم بيااع الخماار والميتااة والخنزياار واألصنام" ،فقيٌ يا رسوٌ الل :أرأيت شحوم الميتة فإن يطلى بها السفن و يدهن بها الجلاود و يستصبح النا بها قاٌ " :ال هو حرام " ،ثم قاٌ صلى الل علي وسلم" :قاتٌ اللا اليهاود، إن الل حرم عليهم الشحوم فأجملوها ،ثم باعوى فأكلوا ثمن " رواى البخاري) ،و قاٌ كاذلك" : من حب العنب أيام القطاف حتاى يبيعا ليهاودي أو نصاراني أو مان يتخاذى خمارا فقاد تقحام النا على بصير " الطبراني في األوسط) . و يقوم هذا الهابط على القاعد الفقهية التي تقوٌ " :درِ المفاسد مقدم علاى جلاب المناافع" .
53
-المحافظة على األمواٌ وحرمة أكٌ أمواٌ النا
بالباطٌ.
و يعني ذلك أن يجب على المسلم أن يأخذ باألساباب فاي المعاامالت االقتصاادية التاي تحماي الماااٌ ماان الهااالك و عاادم تعرها للمخاااطر الماليااة الجساايمة التااي تقااود إلااى الهاايات ،كمااا يتخااذ التدابير الالزمة للمحافظة على الماٌ من السرقة واالبتزاز والرشو ،ولقد أشاار القارآن إلاى ذلاك
اطا ٌِ ِإال أَن ت َ لكاونَ في قاوٌ اللا عاز وجاٌ َ :ياا أَيُّ َهاا الاذِينَ آ َمنلاوا الَ تَاأ ه لكللوا أ َ هم َاوالَ لكم َبيهانَ لكم ِب هال َب ِ ان ِ نمن لك هم ..النساِ )41 :و قول سبحان وتعاٌيَ :والَ تَأ ه لكللوا أ َ هم َاوالَ لكم َبيهانَ لكم ار ً َعن ت َ َر ٍ ِت َج َ ااإلثه ِم َوأ َ هنات ل هم ت َ هعلَ لماونَ ،البقار : بِ هالبَ ِ اط ٌِ َوت ل هدللوا بِ َها إِلَى ال لحك ِام ِلتَأ ه لكللوا فَ ِريقا ً ِ نم هن أ َ هم َوا ٌِ النا ِ بِ ِ ، )922ولقد أوصانا رسوٌ الل صلى الل علي وسلم بالمحافظة على األمواٌ ،فقااٌ .." :و مان قتٌ دون مال فهو شهيد " متفق علي ) ،وقول صلى الل علي وسلم " :إن الل كرى إليكم ثاالث: رواى البخاري ومسلم) ،وقول صالى اللا عليا قيٌ وقاٌ ،وإهاعة الماٌ ،و كثر السؤاٌ" وسلم ":كٌ المسلم على المسلم حرام :دم ومال وعره " رواى البخااري) ،وقااٌ فاي خطباة حجة الودات " :إن دماِكم ،وأموالكم ،وأعراهكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا ،في بلادكم هذا ،في شهركم هذا" رواى مسلم). و دليٌ هذا الهابط من القواعد الفقهية ما يلي: أكٌ الماٌ بالباطٌ حرام . -ال هرر وال هرار .
-تنمية األمواٌ باالستثمار. و يعني ذلك عدم اكتناز الماٌ و حبس عن وظيفتا التاي خلقهاا اللا لا ،ألن ذلاك ياؤدي إلاى انخفان قيمت بسابب أداِ الزكاا والتهاخم ،و فاي هاذا المقاام ينهاناا اللا عاز وجاٌ عان االكتنااز
سا ِبي ٌِ اللا ِ ويحثناا علاى االساتثمار فيقاوٌَ :والاذِينَ يَ هكنِ لازونَ الاذه َ َب َو هال ِفهاةَ َوالَ يلن ِفقلونَ َهاا فِاي َ فَ َب ِ ن ب أ َ ِل ٍيم التوبة ،)42 :و يحن الرسوٌ صالى اللا عليا وسالم علاى االساتثمار، ش هر لهم ِب َع َذا ٍ فيقوٌ " :استثمروا أموالكم حتى ال تأكلها الصدقة " رواى أحمد). و يدخٌ هذا الهابط في نطاق تحقيق مقاصد الشريعة اإلسالمية و منها حفظ الماٌ.
54
-االست فار لتحقيق البركات في األمواٌ. و يعنااى هااذا الهااابط ذلااك أن ا علااى المساالم التقااي الااورت أن يكثاار ماان االساات فار لتطهياار األمواٌ والمعامالت من الحرام ولتحقيق البركة ،و دليٌ هذا الهابط من القرآن الكاريم قاوٌ اللا
تبارك وتعالى :فَقل هلتل ا هست َ ه ِف لروا َرب لك هم ِإن ل َكانَ غَفارا ً ،ي هلر ِس ٌِ الس َما َِ َعلَ هي لكم ِ نما هد َرارا ًَ ،ويل هما ِد هد لكم ِباأ َ هم َوا ٌٍ َو َبنِاينَ َو َي هج َعاٌ ل لكا هم َجناا ٍ ت َو َي هج َعاٌ ل لكا هم أ َ هن َهاارا ً ناوت ،)94-90:والادليٌ مان السانة النبوية قوٌ رسوٌ الل صلى الل علي و سلم" :من لزم االست فار جعاٌ اللا لا مان كاٌ هايق رواى أبو داوود). مخرجا ،ومن كٌ هم فرجا ،ورزق من حيث ال يحتسب" و ياادخٌ هااذا الهااابط فااي نطاااق القاعااد الفقهيااة العامااة" :إنمااا األعماااٌ بالنيااات" ،والقاعااد "حفظ الماٌ من مقاصد الشريعة اإلسالمية ".
-تعقيب على الهوابط الشرعية للمعامالت االقتصادية. تعتبر الهوابط الشرعية السابقة الدستور اإلسالمي للمعامالت االقتصادية والذي يلنظر إليا على أن األسا
لوهع اللوائح والنظم واإلجراِات التنفيذية في الواقع العملي ،و كذلك المرجاع
األساساااي الختياااار السااابٌ والوساااائٌ واألدوات المعاصااار التاااي تساااتخدم فاااي تنفياااذ المعاااامالت االقتصااادية ،كمااا تصاالح أن تكااون مرجعااا ألي برنااامج اقتصااادي إسااالمي وبااديالً عاان الباارامج الوهعية غير اإلسالمية.
-بواعث االلتزام بالقيم والهوابط الشرعية في المعامالت االقتصادية. لقد وهع اإلسالم همانات وبواعث لاللتزام بقيم وهوابط االقتصاد اإلسالمي السابق بيانها في الفصوٌ السابقة والتي تقود إلى سلوكيات اقتصادية رشيد ،من هذى البواعث ما يلي: )9
– الباعث الديني "التدين":
يؤمن المسلم بأن الل سبحان وتعالى قد وهاع لا شاريعة
تحقق ل الحيا الكريماة مان التازم بهاا فاال يهاٌ وال يشاقى ،ومان أعارن عنهاا فاإن لا معيشة هنكا ً ،وأن البركة والفالت في الدنيا واآلخر مقترن بتطبياق شارت اللا ،ودلياٌ
ه اي فَاالَ خ هَاوف َعلَا هي ِه هم ذلك قوٌ الل عز وجٌ فَإِما يَأتِيَن لكم ِ نم ِنني لهدًي فَ َمن تَبِ َع لها َد َ اار لها هم َوالَ لها هم يَ هحزَ نلاونَ َ )42والاذِينَ َكفَ لاروا َو َكاذبلوا بِييَاتِنَاا أ ل هولَئِ َ صا َح ل اك أ َ ه اب الن ِ فِي َها خَا ِلدلونَ )41ط ،)41-42 :وعندما أمر الل تبارك وتعالى بترك المعامالت 55
الربويااة قاارن بااين اإليمااان والتقااوي وبااين تجنااب الربااا ،فقاااٌ ساابحان وتعااالىَ :يااا أَيُّ َهااا الر َبا ِإن لكنتلم ُّمؤه ِم ِنينَ البقر .)432 : ي ِمنَ ِ ن الذِينَ آ َمنلوا اتقلوا الل َ َو َذ لروا َما َب ِق َ وتأسيسا ً على ذلك كلما زاد اإليمان وقوي في القلب كلما ازداد التزام المسالم بشارت اللا فاي معامالت إيمانا ً من بتحقيق البركات والثواب من الل . )4
– الباعث
الذاتي :يوقن المسلم بأن الل عز وجٌ مطلع عليا ،فاال تخفاى عليا سابحان
خافياة ،يعلاام خائنااة األعااين ومااا تخفااي الصاادور ،وعناادما يلقادِم المساالم علااى أي عمااٌ أو معاملة يستشعر مراقبة الل ل ،فيمتنع عن ما نهى اللا عنا ،ويلطلَاق علاى هاذا الباعاث أحيانا َ "مراقبة الهمير " ،أو المراقبة الذاتية ،ودليٌ هذا الباعث من القارآن الكاريم هاو
ن َماا قوٌ الل عز وجٌ :أ َ َلا هم ت َ َار أَن اللا َ َي هع َلا لم َماا فِاي السا َم َوا ِ ت َو َماا فِاي األ َ هر ِ يَ لك ل سا له هم َوالَ أ َ هدنَاى ِمان سا ِد ل سا ٍة إِال له َاو َ ون ِمن ن هج َوي ثَالث َ ٍة إِال له َو َرابِعل له هم َوالَ خ هَم َ َذ ِل َك َوالَ أ َ هكث َ َر إِال له َو َمعَ له هم أَيهنَ َما َكانلوا ثلم يلنَبِنئ ل لهم بِ َما َع ِمللوا يَ هاو َم ال ِقيَا َما ِة إِن اللنا َ ع ِلاايم المجادلااة .)3 :وتأسيس اا ً علااى ذلااك يكااون الباعااث الااذاتي حااافزا ً ِب لك ا ِنٌ َ ايٍِ َ شا ه ودافعاااا ً قوياااا ً علاااى المراقباااة الذاتياااة التاااي تحقاااق االلتااازام بقااايم وهاااوابط المعاااامالت االقتصادية. )4
– الباعث
النفسي :النف
التقية الورعاة تطمائن عناد القياام بالمعاامالت وفاق شارت اللا
عز وجٌ ،وتهطرب عناد القياام بمعاامالت تخاالف شارت اللا عاز وجاٌ ،وال تهادأ إال
بعاد التوبااة واالساات فار ،ودليااٌ هااذا الباعااث ماان كتااب اللا عااز وجااٌ َ :ونَ هفا ٍ َو َمااا ح َمان زَ كاهَاا )1الشام -3 : ورهَا َوت َ هق َواهَا )2قَ هد أ َ هفلَ َ َ سواهَا )3فَأ َ هل َه َم َها فل لج َ ، )1وقول تبارك وتعالىَ :و َه َد هينَاىل الن هج َدي ِهن البلد ،)90:والدليٌ من السانة قاوٌ رسوٌ الل صلى الل علي
وسلم" :دت ما يريبك إلى ماال
يريبك " رواى الترمذي
والنسائي ،وقاٌ الترمذي حديث حسن صحيح) ،وعندما سائٌ صالى اللا عليا وسالم عان
البر :قاٌ" :استفت قلبك ،البر ما اطمأنت إلي النف ،واطمأن إلي القلب ،واإلثم ما حاك في النف ،وتردد في الصدر وإن أفتاك النا وأفتوك" رواى أحمد). وتأسيسا ً على ذلك عندما يقبٌ المسلم علاى أي معاملاة يقاف ماع نفسا ويساأٌ هاٌ تقاع فاي مجاٌ الحالٌ ليقدم عليها أم تقع في مجاٌ الحرام فينتهي عنها. 56
– )2الباعااث االجتماااعي :المساالم جاازِ ماان المجتمااع ،علي ا مساائولية الدعااة إلااى الخياار واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،وعلي أن يكون إيجابيا ً يقدم النصيحة إلى إخوانا
ويقبلها منهم ،ودليٌ هذا الباعث من الكتااب قاوٌ اللا سابحان وتعااليَ :و هال لمؤه ِمنلاونَ ان يَااأ ه لم لرونَ ِبا ه ان َو هال لمؤه ِمنَاااتل بَ هع ل اال َم هع لر ِ ه ا له هم أَ هو ِليَااا لِ بَ هعا ٍ وف َويَ هن َها هاونَ َ عا ِ اك ساولَ ل أ ل هولَ ِئ َ ال لمن َك ِر َويل ِقي لمونَ الصال َ َويلؤه تلاونَ الز َكاا َ َويل ِطيعلاونَ اللا َ َو َر ل ح ِكاايم التوبااة ،)39:وقولا تبااارك وتعااالى: سا َي هر َح لم له لم اللا ل ِإن اللا َ َ ع ِزيااز َ َ ان ََ هلتَ لكن ِ نمن لك هم ألمة يَ هد ل عونَ ِإلَى ال َخي ِهر َويَاأ ه لم لرونَ بِاال َم هع لر ِ وف َويَ هن َه هاونَ َ ع ِ حونَ آٌ عمران ،)902:والدليٌ مان السانة قاوٌ رساوٌ ال لمن َك ِر َوأ ل هولَئِ َك له لم ال لم هف ِل ل الل صلى الل علي وسلم " :إن الدين النصيحة ،قالوا لمان ياا رساوٌ اللا ، قاااٌ :للاا ورسااول والئمااة المساالمين وعااامتهم" رواى أبااو داود عاان تماايم الداري) ،وقول صلى الل علي وسلم " :من رأي منكم منكرا ً فلي يرى بيدى ،فاإن لام يستطع فبلسان ،فإن لم يستطع فبقلب ،وذلك أهعف اإليمان " رواى مسلم).
وتأسيسا ً على ما سبق يأخذ المسلم في االعتبار رد فعٌ المجتمع على أي عمٌ يقاوم ب ،فاإن كاان العماٌ صاالحا ً أثناى عليا المجتماع ،وإن كاان طالحاا ً الما المجتماع وأنكارى علي وربماا منعا ،كماا يقاوم باذلك جماعاة األمار باالمعروف فاي بعان الابالد اإلساالمية، ويطلق على هذا األمر في الفكر المعاصر :المحاسبة المجتمعية . )1
– الباعااث الحكااومي :تقااوم الدولااة اإلسااالمية علااى وجااود حكومااة ولااي األماار أو الساالطان ) ترعااى تطبيااق شاارت الل ا فااي كافااة نااواحي الحيااا ويكااون لهااا ماان األجهااز التشريعية والتنفيذية ما يمكنها ذلك في هوِ القوانين ذات المرجعياة اإلساالمية ،ويجاب على المسلم أن يلتزم بتلك القوانين حتاى ال يقاع تحات طائلاة التعزيارات والعقااب ،ودلياٌ
ت َوأَنزَ هلنَاا َم َع لها لم سالَنَا ِب هال َب ِيننَاا ِ س هالنَا لر ل هاذا الباعاث مان كتااب اللا عاز وجاٌ :لَقَا هد أ َ هر َ اب َو هال ِميزَ انَ ِليَقلوم النا ل بِ هال ِق هس ِط َوأَنزَ هلنَا ال َحدِي َد فِي ِ بَأ ه َ شدِيد َو َمنَافِ لع ِللنا ِ ال ِكت َ َ َ ع ِزيز الحديد ،)41:وقول ص لرىل َو لر ل َو ِليَ هعلَ َم الل ل َمن يَن ل سلَ ل بِ هال َ هي ِ ي َ ب ِإن الل َ قَ ِو ٌّ ساو ٌَ َوأ ل هو ِلاي األ َ هم ِار سبحان وتعالى :يَا أَيُّ َها الذِينَ آ َمنلوا أ َ ِطيعلوا الل َ َوأ َ ِطيعلوا الر ل ساو ٌِ ِإن لكنات ل هم تلؤه ِمنلاونَ ِباللا ِ ِمن لك هم فَاإِن تَنَاازَ هعت ل هم ِفاي شَا هيٍِ فَ لاردُّوىل ِإلَاى اللا ِ َوالر ل س ل ان تَاأ ه ِويالً النسااِ ، )11:والادليٌ مان السانة النبوياة َو هاليَ هو ِم ِ اآلخ ِر َذ ِل َك َخيهر َوأ َ هح َ 57
قوٌ رساوٌ اللا صالى اللا عليا وسالم " :تلاى المارِ السامع والطاعاة فيماا أحاب وكاارى ،إالن أن يااؤمر بمعصااية فااال ساامع وال طاعااة " رواى مساالم عاان اباان عماار رهي الل عنهما) ،ولقد ورد في األثر عن عثمان بن عفان رهي الل عن قولا " :إن اللا لياازت بالساالطان ،مااا ال ياازت بااالقرآن " ،وكااان نظااام الحساابة ماان بااين أجهااز الحكومااة التنفيذيااة فااي صاادر الدولااة اإلسااالمية ،الااذي كااان يراقااب األسااواق ويتأكاد ماان التزام المتعاملين بقوانين الدولة ذات المرجعية اإلسالمية ،وكان ل العدياد مان السالطات التعزيرية على المخالفين والمنحرفين عن شرت الل . )3
– باعث المحاسبة األخروية :ياوقن المسالم باأن لا وقفاة ماع اللا سابحان وتعاالى ياوم القيامة ليسائل عن عبادات ومعامالت ،فيخشى الل فاي كاٌ معامالتا باأن تكاون صاالحة وفي ميزان حسنات حتى ال يندم عندما يسأٌ عنها في اآلخر إذا كانت غير ذلك ،ودلياٌ هذا الباعاث مان كتااب اللا قاوٌ اللا سابحان وتعاالى: اان أ َ هلزَ همنَااىل َ و لكاٌ إِن َ س ٍ َ عنل ِق ِ َونل هخ ِر لج لَ ل يَ هو َم ال ِقيَا َم ِة ِكتَابا ً يَ هلقَاىل َمن ل شورا ً )94ا هق َرأه ِكتَابَ َك َكفَى طائِ َرىل فِي ل سيبا ً )92اإلسراِ.)92-94 : ِبنَ هف ِس َك ال َي هو َم َعلَي َهك َح ِ وهذا الباعث ال يوجد إال لدي المسلم التقي الورت الذي يؤمن باليوم اآلخر وبالمحاسبة أمام الل عز وجٌ ويؤمن بالجنة والنار.
-بركات االلتزام بالهوابط الشرعية في المعامالت االقتصادية. تستند المعامالت االقتصادية اإلسالمية بجاناب األخاذ باألساباب علاى البركاة ،ومان بركاات االلتزام بالقيم والهوابط الشرعية في المعامالت االقتصادية ما يلي: أوالً :االرتيات القلبي واالطمئنان النفسي من أن المسلم يلتزم بشرت الل سبحان وتعاالى وتجناب محارمااا وال يستشاااعر باااذلك إال أصاااحاب القلاااوب الخائفاااة مااان اللااا ،والراجياااة رهااااى، والطامعة في جنت . ثانيا :تحقيق الخير والبركة والزياد في األمواٌ واألربات ،وتجنب المحق والحيا الهنك ،وهاذا في حد ذات يزيد من االطمئنان من أن الل هو الرازق وأن بيدى كٌ شيِ.
58
ثالثا :الوقاية من ارتكااب الاذنوب والمعاصاي والرذائاٌ االقتصاادية التاي تقاود إلاى فسااد العقياد واألخالق أحيانا ،حيث يقوٌ العلماِ أن للفساد االقتصادي أثرا على الفسااد األخالقاي ،كماا يقود الفساد األخالقي إلى فساد اقتصادي . رابعا :تجناب الشاك والريباة والخصاام والشاجار باين المسالمين والمحافظاة علاى رابطاة األخاو الصااادقة والحااب فااي اللاا ،فااااللتزام بالهااوابط الشاارعية ماان موجبااات المحافظااة علااى العالقات الطيبة بين النا . خامسا :ساالمة واساتقرار المعاامالت باين الناا
الخالياة مان ال ا
والربااا والمقااامر وغياار ذلااك ماان صااور أكااٌ أمااواٌ النااا
وال ارر والجهالاة والتادلي بالباطااٌ ،و هااذا ماان موجبااات
وجود السوق الحر الطاهر . سادسااا :تقااديم اإلسااالم للنااا
علااى أن ا دياان شااامٌ وماانهج حيااا ولااي
دياان عبااادات وشااعائر
وعواطف فقط ،بٌ يمزج بين الروحانيات والماديات ،وبين العبادات والمعاامالت ،وصاالح للتطبيق في كٌ زمان ومكان. سابعا :تفيد هذى القيم والهوابط رجاٌ الدعو اإلسالمية من وعاظ وعلماِ ونحاوهم فاي الادعو إلى الل على بصير وعلم وكيفية ربط المفاهيم والقواعد والهوابط بالتطبيق العملاي ،كماا تساعدهم في اإلجابة على االستفسارات االقتصادية المعاصر وبياان الجاائز والمنهاي عنا شرعا. ثامنا :تقديم نماذج عملية من المعامالت االقتصادية التي تقاوم علاى مرجعياة فقهياة مرناة وقابلاة للتطبياق وتساتوعب مساتجدات العصاار ،وفاي هاذا بياان لعظمااة اإلساالم وعراقاة الحهااار اإلسالمية ،والتأكيد على أن سبب تخلف الدوٌ اإلسالمية يرجع إلى عادم االلتازام باإلساالم عقيد وشريعة. تاسعا :تساعد هاذى القايم والهاوابط األفاراد والشاركات والمؤسساات ورجااٌ األعمااٌ ومان فاي حكمهم على أن يهعوا اللوائح االقتصادية في هوِ الهوابط الشرعية. عاشاارا :تساااعد هااذى القاايم والهااوابط كااذلك فااي إعاااد النظاار فااي القااوانين االقتصااادية والماليااة واالسااتثمارية ومااا فااي حكمهااا فااي الاابالد العربيااة واإلسااالمية لتتفااق مااع أحكااام ومبااادئ 59
الشااريعة اإلسااالمية وأن يكااون نظامهااا االقتصااادي والمااالي واألساااليب والساابٌ التنفيذيااة مطابقة للشريعة كذلك.
-الخالصة. لقد تناولنا في الصفحات السابقة اإلطار العام ألهم الهوابط الشرعية للمعامالت االقتصاادية التي يمكن اعتبارها الدستور لالقتصاد اإلسالمي. وال اية الكبري من ذلك هو المساعد فاي بياان المعاامالت االقتصاادية الحاالٌ لاللتازام بهاا، والمعامالت الحرام المنهاي عنهاا شارعا لتجنبهاا ،وماواطن الشابهات فنبتعاد عنهاا ،وعنادما تتحقاق هذى ال اية في معامالت النا
يكون قد تحقق رها الل سبحان وتعالى ،وزيااد البركاة فاي المااٌ
واألربات والمكاسب ،واستقرار المعامالت وتقوية الروابط اإلنسانية بين النا
وتطبيق شارت اللا
عز وجٌ كما يساعد في الدعو اإلسالمية. و من موجبات تطبيق هذى الهوابط في الواقع العملي ما يلي: الفهاام الصااحيح لإلسااالم عقيااد وشااريعة ،وفهاام قواعاادى وهااوابط الشاارعية ،واإليمااان بااأن االلتزام بها هرور شرعية وحاجة اقتصادية يثاب عليها المسلم. وبخصوي كيفية االلتزام بهذى الهوابط نوصي باآلتي: الفهم الصحيح لفقا المعاامالت بصافة عاماة وفقا المعاامالت االقتصاادية التاي يقاوم بهاا المسلم. أن يكاااون للمسااالم مرجعياااة فقهياااة موثقاااة ومعتماااد للرجاااوت إليهاااا عناااد وجاااود معاملاااة اقتصادية مستحدثة تحتاج إلى بيان الحكم الشرعي. إنشاِ أرشيف أو مكتبة يحفظ فيها بعن كتب الفقا ذات الصالة بالمعاامالت االقتصاادية ليرجع إليها عند الحاجة. التزود الدائم بالتقوي والورت والخشية من الل والتوباة واالسات فار و تاذكر الوقاوف باين
يدي الل القائٌ في أخر آياات القارآنَ " :واتقلاوا َي هوماا ً ت ل هر َجعلاونَ ِفيا ِ ِإلَاى اللا ِ ثلام ت َو له هم الَ يل ه س َب ه ظلَ لمونَ " البقر .)429: ت ل َوفى لك ٌُّ نَ هف ٍ ما َك َ 61
الفصٌ الرابع 60
أصوٌ منهج التربية االقتصادية في اإلسالم المحتويات تقديم معنى التربية االقتصادية اإلسالمية. الااربط بااين التربيااة اإلسااالمية والتربيااةاالقتصادية . وجوب التربية االقتصادية في اإلسالم . خصائي التربية االقتصادية في اإلسالم . منهج التربية االقتصادية في اإلسالم. ثقافة منهج التربية االقتصادية في اإلسالم. مقوماااااااات تطبياااااااق مااااااانهج التربياااااااةاالقتصادية في اإلسالم. -الخالصة.
62
الفصٌ الرابع
- تقديم
أصوٌ منهج التربية االقتصادية في اإلسالم
لقد اهتم اإلسالم باإلنسان عقيد وأخالقاً ،وسلوكا ً ومنهجااً ،وفكارا ً وتطبيقااً ،ووهاع علمااؤى مناااهج تربويااة لتكااوين الشخصااية اإلسااالمية التااي تسااتطيع حمااٌ الرسااالة ،وأداِ األمانااة ،وتقااديم النموذج التطبيقي لإلسالم في كافة نواحي الحيا . ولقد اهتم الرسوٌ صلى الل علي وسلم أوالً بتربية الصحابة على القيم اإليمانية واألخالقياة والساالوكية ،ثاام بعااد ذلااك بنااى لهاام سااوقا ً للمعااامالتَ ،و ن ساان وهااع) لهاام الدسااتور االقتصااادي اإلسااالمي ،وماان النماااذج العملي اة لااذلك التجااار المساالمين الااذين حملااوا معهاام رسااالة اإلسااالم فااي تجارتهم في كثيار مان دوٌ شارق آسايا وأفريقياا ،فكاانوا سابيالً لادخوٌ الكثيار مان الناا فاي ديان اإلسالم أفواجاا ،ويساتنبط مان ذلاك أن رساوٌ اللا صالى اللا عليا وسالم :اهاتم بالتربياة الروحياة واألخالقية والنفسية واالجتماعية والبدنية ،وكذلك بالتربية االقتصادية ،وكان من ثمار ذلاك تكاوين الشخصية اإلسالمية ذات السلوك القويم. وعندما انحرف المسلمون عن السلوك االقتصاادي اإلساالمي القاويم فاي معاامالتهم ظهارت العديد من المخالفات الشرعية ،والخالفات الشخصية ،والمشكالت االقتصادية ،و لمحقت البركات، وعالج هذا كل هو الرجوت إلى أصاوٌ المعاامالت االقتصاادية كماا وردت فاي مصاادر الشاريعة اإلسالمية وتربية المسلمين عليها. ويخااااتي هااااذا الفصااااٌ ببيااااان :المقصااااود بالتربيااااة االقتصااااادية فااااي اإلسااااالم ،ووجوبهااااا وخصائصها وأسسها وعناصرها وآلياتها ومقوماات تفعيلهاا ،وذلاك فاي هاوِ ماا ورد بشاأنها فاي مصادر الشريعة اإلسالمية والسابق بيان في الفصوٌ السابقة.
-معنى التربية االقتصادية اإلسالمية 63
نتناااااوٌ أوالً المقصااااود بالتربيااااة اإلسااااالمية ،وعلااااى أساسااااها نوهااااح المقصااااود بالتربيااااة االقتصادية اإلسالمية.
-معنى التربية في اإلسالم هناك معاني مختلفة لمدلوٌ التربية ،وبصف عامة هي تشكيٌ اإلنسان إيمانيا ً وخلقيا ً ونفسيا ً وسلوكيا ً في إطار منظومة من المعارف والخبرات ليكون صالحا ً ألداِ عمٌ نافع منتج لتحقيق مقاصد وغايات معينة. أماا معنااى التربيااة فاي اإلسااالم كمااا يعرفهاا علماااِ التربيااة اإلساالمية ،هااي تشااكيٌ شخصااية المسلم إيمانيا ً وخلقيا ً وفكريا ً ونفسايا ً ووجادانيا ً وجسادياً ،وتزويادى بالمعاارف والثقافاات اإلساالمية، وبالخبرات العلمية الالزمة لتنميت تنمية متوازنة وسليمة طبقا ً لمقاصد الشريعة اإلسالمية ال اراِ، وليانجم عان ذلاك الفارد المساتقيم سالوكياً ،ليكاون لبناة صاالحة فاي بنااِ المجتماع المسالم ،ولتحقياق رسالة اإلسالم في شتى مجاالت الحيا . ويتهمن هذا المعنى المعالم األساسية للتربية اإلسالمية وهي: التركيز على اإلنسان فهو منااط التربياة ،فاإذا صالح الفارد صالحت األسار والمجتماع والدولاة واألمة ،ويلصبح قو فعالة قائد ورائد ومقدامة في كافة جوانب الحيا . شمولية التربية لت طى كافة جوانب تكوين الشخصية اإلساالمية ،عقاديا ً وخلقياا ً ونفسايا ً وفكرياا ً واجتماعيا ً وسياسيا ً واقتصاديا ً ......ونحو ذلك. ارتباط عملياة التربياة بمقاصاد وأحكاام ومباادئ الشاريعة اإلساالمية لتحقياق ال اياات مان خ هَلاق اإلنسان وهى عباد الل وتطبيق شريعت في هذى الحيا الدنيا. المعاصاار فااي اسااتخدام ساابٌ ووسااائٌ وأدوات التربيااة متااى كاناات ال تتعااارن مااع أحكااام ومبادئ الشريعة اإلسالمية. غايااة التربيااة :تكااوين الساالوك المسااتقيم لإلنسااان وفااق شاارت الل ا ،أي إصااالت الفاارد والبياات والمجتمع والدولة
-معنى التربية االقتصادية في اإلسالم 64
في هوِ ما سبق يمكن بيان معنى التربية االقتصادية في اإلسالم بأنها: تشااكيٌ الساالوك االقتصااادي للمساالم المنبثااق ماان تكوين ا الشخصااي :إيماني اا ً وخلقي اا ً ونفساايا ً وثقافي اا ً وفني اا ً وماان خااالٌ تزوياادى بالثقافااة الفكريااة وبااالخبرات العمليااة االقتصااادية وبمااا يتفااق مااع مقاصد ال شريعة اإلسالمية ،لتحقيق الحيا الرغد الكريمة لتعين على عماار األرن وعبااد اللا عز وجٌ. ويتهمن هذا المعنى المعالم األساسية للتربية االقتصاادية فاي اإلساالم والتاي
تتمثاٌ
في اآلتي: وجود الشخصية التي تربت تربية إسالمية شااملة وفعالاة :إيمانياا ً وخلقياا ً ونفسايا ً وفكرياا ً وفنياا ً وما في حكم ذلك فق التربية الشاملة). تزويد هذى الشخصية بالثقافة االقتصادية اإلسالمية فق االقتصاد اإلسالمي). تنميااة كفاااِ هااذى الشخصااية بااالخبرات العمليااة فااي ممارسااة المعااامالت االقتصااادية باسااتخدام الساابٌ واألساااليب واألدوات االقتصااادية المعاصاار المشااروعة الجوانااب العمليااة للمعااامالت االقتصادية). من ثمرات التربياة االقتصاادية اإلساالمية وجاود السالوك االقتصاادي الساليم المنهابط بأحكاام ومبادئ الشريعة اإلسالمية السلوك االقتصادي اإلسالمي). ماان غايااات الساالوك االقتصااادي اإلسااالمي تعمياار األرن وعباااد الل ا ساابحان وتعااالى وفق اا ً لمقاصد الشريعة اإلسالمية غاية التربية االقتصادية اإلسالمية).
-الربط بين التربية اإلسالمية والتربية االقتصادية تعتبر التربية االقتصاادية جازِا ً مان منظوماة التربياة اإلساالمية ال ينفصام عنهاا طبقاا ً للفهام الصحيح لإلسالم الاذي يشامٌ كاٌ ناواحي الحياا شامولية اإلساالم) ،وهاذا عكا الذي يفصٌ الدين عن االقتصاد. 65
الفهام العلمااني
فالتربيااة الشاااملة للمساالم تباادأ ماان تكااوين شخصاايت اإلسااالمية عقيااد وشااريعة ،ومشاااعر وشرائع ،ووجدان ،وموهوعية ،ويتخذ من الادين ساندا ً لا فاي كافاة معامالتا ومنهاا االقتصاادية، وينجم عن هذا السلوك االقتصادي السليم المنهبط بأحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية. فإذا استقر اإليمان في القلب فإن يقاود اإلنساان إلاى االلتازام باالحالٌ الطياب وتفاعلات معا النف ،وكان من ثمر ذلاك انقيااد الجاوارت لتسالك السالوك الساليم الرشايد لتحقياق ماا اطماأن إليا القلب ،فالتربية موج أوال إلى القلوب والنفو
واألفئد ثم إلى الجوارت ،ومن حصادها السلوك
االقتصادي اإلسالمي. وتأسيسا ً على ما سبق ال يمكن الفصٌ بين التربية اإلساالمية والتربياة االقتصاادية والسالوك االقتصادي السليم الرشيد. وفااي الصاافحة التاليااة تصااوير بياااني بساايط يبااين العالقااة السااببية بااين التربيااة اإلسااالمية والتربية االقتصادية:
66
تربية
تربية
إيمانية
نفسية
تربية إجتماعية ية
أخالقية
اإلنسا ن
فقه المعامالت
مق اصد الشريعة
ثق افية
وفكرية سياسية
بدنية
وشريعة
تربية
تربية
تربية
عقيدة
تربية
واقتصا
شخص ية إسالمية
سلوك ومعامالت اقتصادية إسالمية
تنمية اقتصادية وعبادة لله
وحدى
دية عبادات
ومعامالت
فقه االقتصاد إلسالمي
الكسب اإلنف اق االدخار
اإلسالمية 67
االستثمار
-وجوب التربية االقتصادية اإلسالمية يعتباار االلتاازام بااالقيم والهااوابط الشاارعية فااي المعااامالت االقتصااادية هاارور شاارعية وواجااب دينااي لتحقيااق ساالوك اقتصااادي رشاايد لتوظيااف عوامااٌ اإلنتاااج المختلفااة توظيف اا ً رشاايدا ً ونافعاً ،وفي هذا خير وبركة ،ونماِ واطمئنان ،ودعو إلى الل سابحان وتعاالى ،وال يتحقاق ذلاك إال إذا اكتملت جوانب التربية عند المسلم لتشمٌ فيما تشمٌ الـتـربـيـة االقتصادية ،والتي تحقاق لا البركات في مال وفي أهل وولادى ،ولقاـد قااٌ الفقهااِ " :مان ال ياتم الواجاب إال با فهاو واجاب"، ولذلك فهي واجب ،ومن ثمارها الطيبة ما يلي: االستشعار اإليماني بزينة االلتزام بشرت الل عاز وجاٌ وهاذا مان مساائٌ اإليمانياات التاي فيهاا تحقيق رها الل عز وجٌ. إن معرفااة المعااامالت االقتصااادية المشااروعة وااللتاازام بهااا يحقااق البركااة والنماااِ فااي الماااٌ والكسب في الربح. إن تجنااب المعااامالت االقتصااادية المنهااي عنهااا شاارعا ً وقايااة ماان المحااق والحيااا الهاانك ،ألن الوقوت في الذنوب والمعاصي في حرمان للمسلم من الرزق الذي كان قد هيئ ل . حماية المعامالت االقتصادية بين المسلم وأخي ،وبين المسلم وغير المسالم ،مان الشاك والريباة والخالفات التي تسبب خلالً في المعامالت. تساعد التربية االقتصادية كذلك في الدعو اإلسالمية على بصير وعلام ،والاربط باين المفااهيم واألفعاٌ ،والمبادئ واألعماٌ. كما تمكن التربياة االقتصاادية مان تقاديم النماوذج السالوكي االقتصاادي اإلساالمي للناا المسلمين) والذي يؤكد على أن اإلسالم دين شامٌ ،ومنهج حياى ،ولاي وطقو
غيار
ديان رهبانياة ،عباادات
فقط ،بٌ دين ودولة عبادات ومعامالت .
والتربية االقتصاادية اإلساالمية واجباة فاي كاٌ مراحاٌ الحياا مناذ الطفولاة وحتاى الشايخوخة وتتاازامن مااع محاااور التربيااة األخااري وفااق مقااررات معينااة تناسااب كااٌ مرحلااة علااى النحااو الااذي سوف نفصل فيما بعد. 68
كما يجاب علاى رجااٌ التربياة والتعلايم والتادريب والتطاوير أن يأخاذوا البعاد االقتصاادي فاي المناهج والمقررات التي تقدم لإلنسان في مراحٌ التربية والتعليم المختلفة.
-خصائي التربية االقتصادية في اإلسالم تتسم التربية االقتصادية اإلسالمية بمجموعاة مان الخصاائي الممياز والتاي تبارز معالمهاا األساسية ،كما توهح الفروق بينها وبين التربية االقتصادية التقليدية الوهعية والعلمانية. فهاااي جااازِ مااان التربياااة الشااااملة للمسااالم مااان الجواناااب اإليمانياااة واألخالقياااة والسااالوكية واالجتماعيااة والثقافيااة ،...ونحااو ذلااك ،فكااٌ جانااب يتفاعااٌ مااع الجوانااب األخااري كمثااٌ الجسااد الواحد والنظام الواحد الذي يتكون من عد نظم فرعية بينها تفاعٌ وتكامٌ. تلستقى مرجعية هذى التربية من مصادر الشريعة اإلسالمية المتعارف عليها في كتب أصوٌ الفق اإلسالمي ،القرآن والسنة ،اإلجمات والقيا
والمصالح المرسلة وعرف من سابقنا) ،وكاذلك
من تراكم الثقافات والحهارات متى كانت ال تتنافى مع أحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية . وسوف نعرن في هذا البند أهم هاذى الخصاائي بشايِ مان اإليجااز واالختصاار بأسالوب مبسط ،ونوصي من يريد المعرفة الرجوت إلى المراجع المذكور في نهاية الدراسة. وتتمثٌ هذى الخصائي في اآلتي:
أوالً :البعد اإليماني للتربية االقتصادية تقوم التربية االقتصادية في اإلسالم على قيم إيمانية من أهمها ما يلي : )9 اإليمان أن الماٌ الذي نتعاماٌ با ملاك للا ،ألنا سابحان وتعاالى هاو الاذي رزقناا إيااى ،لاذلك يجب أن تلتزم بشرت صاحب هذا الماٌ ،أي تطبيق تعاليم المتمثلة في أحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية. اإليمان بأن هناك مالئكة تراقب تصرفاتنا ومنها االقتصادية والمالية ،ولاذلك يجاب أن نتجناب أن تسجٌ المالئكة في سجالتنا شئ ال يرهاى الل عز وجٌ. اإليمان باليوم اآلخر حيث نقف في أمام اللا سابحان وتعاالى ليحاسابنا عان هاذا المااٌ مان أيان اكتسب وفيم أنفق ؟ 0
-لمزيد من التفصيل يرجع إلى الفصل الثاني من هذا الكتاب.
69
هذى المفاهيم اإليمانية االقتصادية تنمي عند المسلم منذ الص ر :الرقابة الذاتية ،والخشية مان الل والخوف من المساِلة في اآلخر ،وااللتزام بالحالٌ والبعد عان الحارام ،فاإذا شَاب الولاد علاى هذى القيم وطبقها في جوانب حيات كان فردا ً مستقيما ً منهبطا ً بشارت اللا فاي كاٌ معامالتا ومنهاا االقتصادية ويعتمد علي فيما بعد إلدار اقتصاد بيت واقتصاد بلدى على أس
إيمانية.
ثانياً :البعد األخالقي للتربية االقتصادية )9 يجب أن ينمو عند المسلم منذ الصا ر وطاواٌ حياتا األخاالق الفاهالة ،وتوهاح لا آثارهاا االقتصادية على سلوك ،ومان هاذى القايم :الصادق واألماناة ،واالعتاداٌ والقناعاة ،والوفااِ وحسان المعاملة ،والسماحة والبشاشة وطالق الوج ،كما يجب تحذيرى من السلوكيات المنهي عنها شرعا ً ومنها :اإلسراف والتباذير ،واإلنفااق الترفاي والباذخي ،وتقلياد ال يار فيماا نهاى اللا عنا ،وال ا والتدلي
،وكٌ صور االعتداِ على أمواٌ النا .
كماا يجاب أن نشارت ألوالدناا وشابابنا ورجالناا وشايوخنا ،الاذكر مانهم واألنثاى أن االلتاازام بهذى القيم جزِا ً من الدين ،وعبااد للا سابحان وتعاالى وطاعاة لا تباارك وتعاالى ،وأن مان يلتازم باألوامر ويتجنب النواهي يكون ل ثواب ،ومن لم يلتزم بها فعلية ذنب. كما يجب أن يفهم المسلم بأن االلتزام باألخالق الفاهلة ل أثر مباشر في تحقيق البركاة فاي األرزاق وتحقيق األمن النفسي ،والرهاِ الذاتي ،باإلهافة إلى الثواب العظايم المادخر لا ياوم القيامة ،كما يجب أن يؤمن إيماناا ً راساخا ً أنا ال يمكان الفصاٌ باين األخاالق واالقتصااد فقاد قااٌ
رسوٌ الل صلى الل علي وسلم" :الدين المعاملة )4 ثالثاً :البعد السلوكي للتربية االقتصادية
".
سااوف ياانجم عاان التربيااة اإليمانيااة واألخالقيااة ساالوكيات اقتصااادية سااليمة تحقااق البركااة والرها واإلشبات الماادي والمعناوي وزيااد األرزاق ،وتاتلخي أهام هاذى السالوكيات علاى سابيٌ المثاٌ في اآلتي: الرها التام والقناعة الصادقة بما قسم الل ل من رزق. 0
-لمزيد من التفصيل يرجع إلى الفصل الثاني من هذا الكتاب.
-2لمزيد من التفصيل يرجع إلى الفصل الثاني من هذا الكتاب.
71
إتقان األخذ باألسباب والتوكٌ على الل . اإلنفاق حسب السعة والمقدر . االعتداٌ والقصد في اإلنفاق حسب األولويات اإلسالمية. التوازن بين الكسب واإلنفاق. تجنب التقتير خشية الفقر. االدخار ليوم الفقر والحاجة. المحافظة على حقوق األجياٌ القادمة . المحافظة على حقوق المجتمع.
رابعاً :البعد الفقهي للتربية االقتصادية يجااب أن يفهاام المساالم أساساايات بنااود الدسااتور االقتصااادي اإلسااالمي التااي تمثااٌ المرجعيااة الفقهياة الشاارعية لكافااة معامالتا بالقاادر الااذي يمكنا ماان معرفااة الحااالٌ فيتبعا والحاارام فيجتنبا ، والمشتبهات فيتقيها ،وهذا فارن عاين ،وفاي هاذا المقاام يقاوٌ اإلماام ابان القايم" :إنا فارن عاين على كٌ مسلم أن يعرف فق المعاشر وفق المعاملاة" ،أماا التخصاي الادقيق فاي فقا المعاامالت االقتصادية فيدخٌ في نطاق فرن الكفاية الذي يتوالى علماِ الفق .)9
خامساً :البعد الفني للتربية االقتصادية :اإلتقان والمعاصر تقوم المعامالت االقتصادية أيها ً على جوانب فنية عن ما تفتقت عن عقوٌ وتجارب البشر خاالٌ األزمنااة وال تتعااارن ماع أحكااام ومبااادئ الشاريعة اإلسااالمية ،يجااب علاى المساالم معرفتهااا وفهمها وإتقان استخدامها ،فالحكمة هالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق النا
بها.
وماان ناحيااة أخااري يجااب أن يكااون المساالم مباادعا ً ومبتكاارا لاانظم وطاارق وأساااليب وأدوات وإجراِات اقتصادية تتفق ماع تطاورات العصار ،وهاذا فاي إطاار عادم مخالفتهاا ألحكاام ومباادئ الشريعة اإلسالمية ،فاألصٌ في المعامالت األشياِ) الحٌ اإلباحة) إالن ما لحرم بني من الكتاب والسنة . ولقااد أكااد فقهاااِ اإلسااالم علااى أن الشاااريعة اإلسااالمية بصاافة عامااة تجمااع بااين األصاااالة والمعاصر ،وبين الثبات والمرونة ،وبين المحلية والعالمية ،وتسمح باالجتهاد فيما لاي
0
-لمزيد من التفصيل يرجع إلى الفصل الثالث من هذا الكتاب.
70
فيا ناي
بهوابط شرعية ،وفي إطار ذلك ينطلق أهٌ الحٌ والعقد والشوري والخبر مان علمااِ المسالمين للوفاِ باحتياجات األمكنة واألزمنة بما يسير على النا
ومعامالتهم االقتصادية .
ومن المعالم األساسية لرفع كفاِ أداِ المعاامالت االقتصاادية اإلساالمية علاى سابيٌ المثااٌ ما يلى: المعاصاار فااي اسااتخدام األساااليب والطاارق والساابٌ المتوافقااة مااع أحكااام ومبااادئ الشااريعة اإلسالمية . اإلبدات واالبتكار في البحث عن أساليب جديد أكثر نفعا ً تكون موافقة للشرت. اإلتقان في مباشر المعامالت االقتصادية . تطوير جود مباشر المعامالت االقتصادية. الرشد في اتخاذ القرارات االقتصادية . وهكذا..
-موهوعات وجوانب منهج التربية االقتصادية في اإلسالم يقصد بها الموهاوعات الواجاب أن يتهامنها مانهج التربياة االقتصاادية حتاى ينشائ المسالم نشأ اقتصادية إسالمية سليمة تقود إلى سالوك اقتصاادي رشايد فاي المعاامالت االقتصاادية ليحقاق ال اية من وجودى وهى عمار األرن وعباد الل سبحان وتعالى. إن تحديد موهوعات منهج التربية االقتصادية اإلسالمية يحتاج إلى تازاوج أسااليب التربياة والمعرفة والتدريب من خبراِ متخصصين في الجوانب اآلتية: خبراِ متخصصون في التربية اإلسالمية . خبراِ متخصصون في الثقافة اإلسالمية . خبراِ متخصصون في فق المعامالت . خبراِ متخصصون في االقتصاد اإلسالمي. خبراِ متخصصون في علم النف
في اإلسالم. 72
خبراِ متخصصون في الدعو اإلسالمية . كما نتناوٌ جوانب منهج التربية االقتصادية اإلسالمية المحاور الرئيسية اآلتية: التربية االقتصادية في مجاٌ العمٌ واإلنتاج والكسب. التربية االقتصادية في مجاٌ اإلنفاق واالستهالك. التربية االقتصادية في مجاٌ االدخار واالستثمار. التربية االقتصادية في مجاٌ التداوٌ في السوق. التربية االقتصادية في مجاٌ التعامٌ مع غير المسلمين.
وتتدرج موهوعات المنهج حسب المستويات اآلتية: oمستوي البيت والحهانات ومكاتب تحفيظ القرآن. o
مستوي المدار
والمعاهد والجامعات ومراكز البحوث والدراسات .
oمستوي المجتمع بوحدات االقتصادية والمدنية . oمستوي الدولة بوحداتها المختلفة . oمستوي األمة اإلسالمية بدولها العربية واإلسالمية . وهذى المسائٌ سوف نتناولها تفصيالً في دراسات أخري إن شاِ الل تعالى وقدر. وفي الصفحة التالياة جادوٌ يمثاٌ منظوماة جواناب التربياة االقتصاادية اإلساالمية المتدرجاة حسب المستويات السابقة.
73
مصفوفة جوانب التربية االقتصادية اإلسالمية وفق مستويات التربية الجانب
المستوى
البيت
الحضانات
العمل. اإلنتاج. اإلنفاق. االدخار. االستثمار. التداول في األسواق. الملكية. التعاملللللللللل ملللللللللع يلللللللللر المسلمين. األزمات االقتصادية. وهكذا.
74
المدرسة
الجامعة
المجتمع
الدولة
-ثقافة التربية االقتصادية في اإلسالم عند وهع مقررات وموهوعات منهج التربية االقتصادية في اإلسالم يجب أن ينظر إلاى هااذى القهااية ماان عااد محاااور ،ولكااٌ محااور مصااادر معرفااة خاصااة با ،وتتكامااٌ هااذى المعااارف لتكوين ثقافة المسلم االقتصادية والتي تنعك على سلوك ومعامالتا لتكاون وفقاا ً ألحكاام ومباادئ الشريعة اإلسالمية. ويتهمن الجدوٌ التالي أهم موهوعات الثقافة االقتصادية اإلسالمية ومصادرها.
اسم الموضوع
مصادر المعرفة
القواعد الفقهية ذات الصلة باالقتصاد
أصوٌ الفق . -القواعد الفقهية
الهوابط الشرعية للمعامالت االقتصادية.
فق المعامالت بصفة عامة. -فق المعامالت المالية ـ فق االقتصاد اإلسالمي .
أصوٌ االقتصاد اإلسالمي الفكر).
-
أصوٌ االقتصاد اإلسالمي. االقتصاد اإلسالمي في القرآن والسنة. منهج االقتصاد اإلسالمي. الدستور االقتصادي اإلسالمي.
عناصر النظام االقتصادي اإلسالمي. أس /مبادئ /أدوات االقتصاد اإلسالمي. النظام االقتصادي اإلسالمي النظام).
مبادئ التنمية في اإلسالم. -أساليب وأدوات التنمية في االقتصاد اإلسالمي.
التنمية االقتصادية في اإلسالم
الشركات في اإلسالم. المؤسسات المالية اإلسالمية. -أخري
المؤسسات االقتصادية والمالية اإلسالمية .
الملكية الخاصة وهوابطها. -الملكية العامة وهوابطها -الخصخصة في اإلسالم
الملكية في اإلسالم
75
تابع /موهوعات الثقافة االقتصادية اإلسالمية المرجعية
اسم المحور
المعااااامالت الدوليااااة التجااااار الخارجيااااة) فااااي -فق التعامٌ مع غير المسلمين السوق العربية اإلسالمية المشتركةاإلسالم االتفاقات الدولية مؤسسات الزكا
فق الزكا -محاسبة الزكا
مؤسسات الوقف
فق الوقف– قوانين الوقف محاسبة الوقف فق المواريث والوصايا -حساب الميراث.
المواريث الوصايا
فق العقود فق البيوت البيوت المشروعة والمنهى عنها شرعا ً -النقود في اإلسالم
األسواق في اإلسالم
فق المصرفية اإلسالمية المصارف اإلسالمية :طبيعتها وأنشطتها النقود
المصارف اإلسالمية
76
-مقومات تطبيق منهج التربية االقتصادية في اإلسالم حتى يتمكن تحويٌ مفاهيم ومبادئ ومقررات ومنهج التربية االقتصادية في اإلساالم إلاى أفعااٌ بطريقة سليمة تحقق ال اية المنشود والتي تتمثٌ في سلوك اقتصادي قاويم ،يجاب تاوافر مجموعاة مان المقومات األساسية من أهمها ما يلي:
وجااود ماانهج متكامااٌ للتربيااة االقتصااادية فااي اإلسااالم محل االً حسااب مراحااٌ الساان المختلفااة،موهحا ً ب الموهوعات ومصادر معرفتها.
التااادرج فاااي مقاااررات هاااذا المااانهج وفاااق مراحاااٌ التربياااة والتعلااايم المختلفاااة مااان مساااتوي البياااتوالحهانات حتى المستوي القومي حسب ما يناساب كاٌ مرحلاة ،بمعناى أن تتهامن المنااهج التربوياة والتعليمية في المراحٌ المختلفة موهوعات اقتصادية إسالمية.
إعااداد األمهااات والمربيااات بالحهااانات وماان فااي حكمهاان ماان خااالٌ أساساايات ماانهج التربيااةاالقتصااادي فااي اإلسااالم ماان خااالٌ الاادورات التثقيفيااة والتدريبيااة العمليااة حتااى يسااتطعن تربيااة الن ِ تربية شاملة تتهمن السلوك االقتصادي اإلسالمي.
إعداد المعلمين والمدرسين واألسااتذ ومان فاي حكمهام علمياا ً وعملياا ً بمقاررات وموهاوعاتالتربية االقتصادية في اإلسالم من خالٌ دورات تثقيفية وعملية.
إصدار القوانين والتعليمات والتعميمات من الجهات الحكومية المعنياة بالتربياة والتعلايم باإقرارمناهج ومقررات التربية االقتصادية في اإلسالم ،حتى تأخذ الصفة اإللزامية.
تهيئة المجتمع من خالٌ وسائٌ وسبٌ اإلعاالم المختلفاة نحاو التربياة االقتصاادية فاي اإلساالم،وأن تتهمن تلك الوساائٌ والسابٌ والرساائٌ الهادفاة الفعالاة ،وبياان الماردود اإليجاابي لهاا علاى البيت والمجتمع والدولة.
إنشااِ مجلا أعلااى للتربيااة االقتصااادية فااي اإلساالم يتبااع وزارتااي التربيااة والتعلاايم واألوقااافوالشئون اإلسالمية ومشيخة األزهر لرعاية هذا المنهج فكرا ً ونظاما ً وتطبيقاً.
-الخالصة: 77
ال تقٌ التربية االقتصادية اإلسالمية للمسلم أهمية عن جوانب التربية األخري حتى تكون سلوكا ً في المعامالت متفق مع اإلسالم كدين شامٌ ومنهج حيا . ولكاان تبااين ماان الواقااع المعاصاار أن هناااك ظاااهر عامااة هااي وجااود مخالفااات وانحرافااات فااي سلوكيات بعن المسلمين من المنظور االقتصادي ،ويرجع ذلك إلى أسباب عد ،منها انخفان الحا والوعي والفهم االقتصادي اإلسالمي ،حيث ال يتم االهتمام بها في مراحٌ المسلم المختلفة منذ الطفولاة في البيت وحتى ممارست للمعامالت االقتصادية في حلبة الحيا . وعالجا ً لهذى الظاهر يجب االهتمام بالتربية االقتصادية اإلسالمية منهجاا ً ونظاماا ً وتطبيقاا ً فاي مراحٌ التربية والتعليم المختلفة وفق مقررات وموهوعات مختار تناسب كٌ مرحلة ،ومان مقوماات ذلك : – إعداد األمهات في البيوت . – إعداد المربيات في الحهانات . – إعداد المعلمين والمعلمات في المدار
.
– إعداد أساتذ المعاهد والجامعات . – إعداد رجاٌ الدعو اإلسالمية . كما يجب أن تقاوم الدولاة بأجهزتهاا المختلفاة بادور فعااٌ فاي هاذا الصادد ،وكاذلك االساتعانة بوساائٌ اإلعالم المختلفة لتهيئة الفرد والبيت والمجتمع نحو االهتماام بالتربياة االقتصاادية اإلساالمية ،وإباراز دورها اإليجابي والنافع على المجتمع. إن تحقيق هذى المقاصد يحتاج إلى مجموعة من اإلستراتيجيات من أهمها: – وهع سياسات استراتيجية للتربية االقتصادية اإلسالمية. – تخطيط استراتيجية للتربية االقتصادية اإلسالمية. – برامج استراتيجية للتربية االقتصادية اإلسالمية. – استراتيجيات أخري. وهذا يحتاج إلى فريق عمٌ متكامٌ ومن مسئولية المؤسسات.
78
الفصٌ الخام
عوامٌ اإلنتاج في النظام االقتصادي اإلسالمي
المحتويات تقديم . اإلطار العام لهيكٌ النظام االقتصادي اإلسالمي . منظوماااة عواماااٌ اإلنتااااج فاااي النظاااام االقتصاااادياإلسالمي . عامااااٌ المااااوارد الطبيعيااااة فااااي النظااااام االقتصااااادياإلسالمي . عامٌ العمٌ في النظام االقتصادي اإلسالمي . عامٌ الماٌ في النظام االقتصادي اإلسالمي. موقف االقتصاد اإلسالمي مان نظاام الفائاد علاى رأالماٌ . توزيع عوائد عوامٌ اإلنتاج في االقتصاد اإلسالمي . الخالصة79
الفصٌ الخام
عوامٌ اإلنتاج في النظام االقتصادي اإلسالمي -تقديم. يتكااون النظااام االقتصااادي اإلسااالمي ماان عااد عناصاار عوامااٌ) مترابطااة ومتكاملااة ومتفاعلااة، تعمااٌ وفق اا ً لمجموعااة ماان األس ا المسااتنبطة ماان مصااادر الشااريعة اإلسااالمية والتااي تهاابط الساالوك االقتصادي لإلنسان ،لتحقيق غايات المادية والمعنوية وهي عباد الل
عز وجٌ وعمار األرن.
وتتمثٌ عوامٌ اإلنتاج في النظاام االقتصاادي اإلساالمي فاي :الماوارد الطبيعياة والعماٌ الماوارد البشاارية) والماااٌ ،ويتفاعااٌ اإلنسااان مااع المااوارد الطبيعيااة برشااد لياانجم عاان ذلااك الساالوك االقتصااادي لإلنتااااج القاااائم علاااى تحقياااق المنفعاااة ،وبالتاااالي يحااادث اإلنفااااق بأنواعااا وهاااي اإلنفااااق االساااتهالكي واالسااتثماري والصاادقي ،ألن اإلنتاااج الكلااي يساااوي اإلنفاااق الكلااي ،وسااوف نتناااوٌ فااي هااذا الفصااٌ المسائٌ اآلتية: اإلطار العام لهيكٌ النظام االقتصادي اإلسالمي . منظومة عوامٌ اإلنتاج في النظام االقتصادي اإلسالمي . عامٌ الموارد الطبيعية في النظام االقتصادي اإلسالمي. عامٌ العمٌ الموارد البشرية) في النظام االقتصادي اإلسالمي. عامٌ الماٌ في النظام االقتصادي اإلسالمي.وفي الصفحات التالية عرن لهذى المسائٌ بشيِ من التفصيٌ.
-اإلطار العام لهيكٌ النظام االقتصادي اإلسالمي. 81
يق صد بالنظام االقتصادي اإلسالمي في هذا المقام بأن إطار عام يتهامن مجموعاة مان العناصار المترابطة والمتكاملة والتي تتفاعٌ سويا ً لتفعيٌ العملية اإلنتاجية لتحقيق غاية اإلنسان العليا المشاروعة وهااي عباااد الل ا تعااالى ،والتااي تشاامٌ فاارن عمااار األرن لتحقيااق مسااتوي معيشااي كااريم ألفااراد المجتمع ،عن طريق إشبات الحاجات األصلية مادية ومعنوية تمام الكفاية) ،وفقا ً لمجموعة من األسا والهوابط الشرعية التي تهبط السلوك االقتصادي لإلنسان لتحقيق هذى ال اية. وتتمثاااااٌ المعاااااالم األساساااااية لهيكاااااٌ النظاااااام االقتصاااااادي اإلساااااالمي فاااااي هاااااوِ المفهاااااوم السابق في اآلتي: - يعباار النظااام االقتصااادي اإلسااالمي عاان الجوانااب التطبيقيااة ،حيااث يرتكااز علااى مجموعااة ماان األس
الثابتة وقابٌ للت يير في التطبيق حسب الظروف.
- يتكون النظام االقتصادي اإلسالمي من عناصر مترابطة ومتكاملة تتعلق بعواماٌ اإلنتااج ،ومان أهمها :الموارد الطبيعية والعمٌ والماٌ ،وما سخرى اللا مان نعام أخاري ظااهر وباطناة إلنتااج الحالٌ الطيب للمخلوقات. - يهااابط التفاعاااٌ باااين عواماااٌ اإلنتااااج والسااالوك االقتصاااادي لإلنساااان مجموعاااة مااان األسااا والهااوابط المعااايير) المسااتنبطة ماان مصااادر الشااريعة اإلسااالمية والتااي يطلااق عليهااا
فق ا
االقتصاد اإلسالمي)). - يحدد القوي المنتجة عن طريق الوسائٌ العملية التي تحكم عملياة اإلنتااج ،أي ماا هاي الماوارد التي يتعين استخدامها؟ - يتهمن النظام االقتصاادي اإلساالمي مجموعاة مان المباادئ واألسااليب التاي يمكان مان خاللهاا تخصيي الموارد االقتصادية ،والملكية في المجتمع. - يهدف النظام االقتصادي اإلسالمي إلى تحقيق غاية اإلنسان العليا المشاروعة ،وهاي عبااد اللا والذي يشمٌ فرن عمار األرن. وفي الصفحة التالية التصوير البياني لهيكٌ النظام االقتصادي اإلسالمي.
80
هيكٌ النظام االقتصادي اإلسالمي في مجاٌ التطبيق عوامٌ اإلنتاج عـامٌ الموارد الطبيعية
السلوكيات االقتصادية
القيم اإليمانية واألخالقية
عـامٌ العمٌ
سلوكيات االدخار واالستثمار
سلوكيات اإلنتاج
إنتاج الطيبات وإشبات الرغبات عـامٌ الماٌ
سلوكيات االستهالك
فق المعامالت عـوامٌ أخري
سلوكيات التملك
82
-منظومة عوامٌ عناصر) اإلنتاج في النظام االقتصادي اإلسالمي. يقسم علماِ االقتصاد الوهعي عوامٌ اإلنتاج إلى أربعة عوامٌ هي: – )9األرن – )4رأ – )4العمٌ
:وعائدها اإليجار.
الماٌ :وعائدى الفائد . :وعائدى األجر.
– )2المنظم :وعائدى الربح. وهناك خالفات بينهم ،حيث يري بعههم أنها ثالثة حيث يلدمج المنظم مع العماٌ ،كماا أن هنااك خالف حوٌ عائد رأ
الماٌ هٌ هو الفائد أم الربح ،وهذى مسائٌ خارج نطاق
اهتمامنا .
ونحيٌ القارئ إلى كتب االقتصاد الوهعي المذكور في قائمة المراجع في نهاية الكتاب . ويقساااام جمهااااور فقهاااااِ وعلماااااِ االقتصاااااد اإلسااااالمي عوامااااٌ اإلنتاااااج إلااااى ثالثااااة عوامااااٌ رئيسية هي: الموارد الطبيعية :وهاي الماوارد التاي ساخرها اللا تعاالى للمخلوقاات ،ولاي
لإلنساان ياد قيهاا،
وتزداد قيمة هذى الموارد باستخراج اإلنسان لها لالستفاد منهاا ،وهاي تشامٌ كاٌ ماورد يمكان أن يقوم بماٌ ،وعندما تقترن الموارد بالعمٌ تتحوٌ هذى الموارد إلى إنتاج ويقوم بالمنفعة. العمٌ الموارد البشرية) :والذي يتمثٌ في الطاقة الذهنية والعهلية للعامٌ ،وكذلك ما علم اللا من المعارف وما منح من الخبرات المكتسبة الالزمة لعملية اإلنتاج. الماٌ :وهي الموجودات التي يتملكها اإلنسان ويجوز االنتفات منها شارعاً ،ساواِ كاان قيمياا ً ََ أو مثلياً ،أو كان عقارا ً أو منقوالً ،أو كان عينا ً أو نقداً ،أو ثابتا ً أو متداوالً ونحو ذلك.
ويتم تفاعٌ هاذى العناصار ماع بعهاها إلنتااج المنتجاات والخادمات الطيباة التاي يحتاجهاا اإلنساان وفقا ً ل ولويات اإلسالمية وهي الهروريات والحاجيات والتحسينات. وسوف نتناوٌ هذى العوامٌ بشيِ من التفصيٌ في الصفحات التالية. 83
-عامٌ عنصر) الموارد الطبيعية في النظام االقتصادي اإلسالمي. - مفهوم الموارد الطبيعية: يقصااد بااالموارد الطبيعيااة فااي النظااام االقتصااادي اإلسااالمي المااوارد الموجااود فااي الطبيعااة، وتشمٌ كٌ الموارد يمكن تقييمها بالماٌ ،الظاهر منها والباطن ،الجلاي والخفاي ،المعاروف والمجهاوٌ، المملوك والمبات. ومن مصادر الموارد الطبيعية ما يلي: األرن وما فوقها وما تحتها. المياى. األنهار والبحار وما تزخر ب من عوالم حية. الريات والعوامٌ الخارجية المؤثر في قشر األرن. -الموارد األخري الظاهر والباطنة التي يعلمها اإلنسان والتي ال يعلمها...
- الموارد الطبيعية في القرآن الكريم: لقد ذكرت الموارد الطبيعية في القرآن الكريم في العديد من اآليات منها:
اار َوالشا هام َ َو هالقَ َما َار َوالنُّ لجااو لم يقااوٌ الحااق تبااارك وتعااالىَ :و َ سااخ َر لَ لك ا لم الل هيا ٌَ َوالن َها َ ن لم هخت َ ِلفا ً أ َ هل َوانل ل سخ َرات ِبأ َ هم ِر ِى ِإن ِفي َذ ِل َك آل َيا ٍ ت ِلنقَ هو ٍم َي هع ِقللونَ َ )94و َما َذ َرأ َ لَ لك هم ِفي األ َ هر ِ لم َ ط ِري اا ًّ سااخ َر البَ هحا َار ِلتَااأ ه لكللوا ِم هن ا ل لَ هحم اا ً َ إِن فِااي َذ ِلا َ اك آليَ اةً ِلنقَ ا هو ٍم يَااذك لرونَ َ )94و لها َاو ال اذِي َ اخ َر فِي ِ َو ِلت َ هبت َ لوا ِمن فَ ه ه ِل ِ َولَ َعل لكا هم ت َ هشا لك لرونَ سونَ َها َوت َ َري الفل هل َك َم َو ِ َوت َ هست َ هخ ِر لجوا ِم هن ل ِح هليَةً ت َ هلبَ ل سبلالً ل َعل لك هم ت َ ههتَدلونَ َ )91و َعال َما ٍ ت ي أَن ت َ ِمي َد ِب لك هم َوأ َ هن َهارا ً َو ل َ )92وأ َ هلقَى فِي األ َ هر ِ ن َر َوا ِس َ َو ِبالن هج ِم له هم َي ههتَدلونَ )93أَفَ َمن َي هخلل لق َك َمن ال َي هخلل لق أَفَالَ ت َ َذك لرونَ َ )93و ِإن تَعلدُّوا ِن هع َمةَ الل ِ س ا ِبن لح لَ ا ل الَ ت ل هح ل صااوهَا إِن الل ا َ لَ َفلااور ر ِحاايم )92النحااٌ) ،ويقااوٌ الحااق تبااارك وتعااالى :ت ل َ ن َو َماان فِااي ِهن َو ِإن ِ نماان َ سابِن لح بِ َح هما ِد ِى َولَ ِكاان ال ت َ هفقَ لهااونَ السا َم َواتل السا هب لع َواأل َ هر ل شا هيٍِ ِإال يل َ شااأ َ ت َ هس ا ِبي َح له هم ِإن ا ل َكااانَ َح ِليم اا ً َغفلااورا ً اإلسااراِ ،)22 :ويقااوٌ تبااارك وتعااالىَ :و لها َاو ال اذِي أَن َ الرمانَ لمتَشَاا ِبها ً ت َو َغي َهر َم هع لروشَا ٍ ت م هع لروشَا ٍ َجنا ٍ ت لم هخت َ ِلفا ً أ ل لكلل ل َوالز هيتلونَ َو ُّ ت َوالن هخ ٌَ َوالز هر َ َو َغ هيا َار لمت َ َ صااا ِد ِى َوالَ ت ل هسا ِارفلوا إِنا ل الَ يل ِحاابُّ شااابِ ٍ لكللااوا ِماان ث َ َما ِار ِى إِ َذا أَثه َما َار َوآتلااوا َحقا ل يَا هاو َم َح َ 84
سا هقفا ً م هحفلوظاا ً َو لها هم َع ه ان ال لم هس ِارفِينَ األنعاام )929 :ويقاوٌ تباارك وتعاالىَ :و َجعَ هلنَاا السا َما َِ َ الريَاا َت لَ َاواقِ َح فَأَنزَ هلنَاا ِمانَ س هالنَا ِ ن آيَاتِ َها لم هع ِرهلونَ األنبياِ ،)44 :ويقوٌ تبارك وتعالىَ :وأ َ هر َ َازنِينَ الحجر ،)44 :ويقوٌ تبارك وتعاالى :أ َ َو الس َم ِ اِ َما ًِ فَأ َ هسقَ هينَا لك لموىل َو َما أَنت ل هم لَ ل ِبخ ِ لَا هم يَا َار هوا أَنااا َخلَ هقنَااا لَ لهاام ِ نممااا َع ِملَا ه ات أ َ هيادِينَا أ َ هنعَاماا ً فَ لها هم لَ َهااا َمااا ِل لكونَ َ )39و َذل هلنَا َهااا لَ لها هم فَ ِم هن َهااا ب أَفَالَ يَ ه ش لك لرونَ )34ي ) ،ويقاوٌ َار ل َر لكوبل له هم َو ِم هن َها يَأ ه لكللونَ َ )34ولَ له هم فِي َها َمنَافِ لع َو َمش ِ الريَاا َت لمبَ ِ ن تباارك وتعاالىَ :و ِم ه ي الفل هلاكل ش َارا ٍ ان آيَاتِا ِ أَن يل هر ِسا ٌَ ِ ن ت َو ِليلاذِيقَ لكم ِ نمان ر هح َمتِا ِ َو ِلت َ هج ِار َ ِبأ َ هم ِر ِى َو ِلت َ هبت َ لوا ِمن فَهها ِل ِ َولَ َعل لكا هم ت َ هشا لك لرونَ الاروم ،)23 :ويقاوٌ تباارك وتعاالىَ :و ِم ه ان ت َو َربَ ه ن خَا ِشعَةً فَإ ِ َذا أَنزَ هلنَا َعلَ هي َها ال َما َِ ا ههتَز ه ت إِن الذِي أ َ هحيَاهَاا لَ لم هحيِاي آيَاتِ ِ أَن َك ت َ َري األ َ هر َ ساخ َر لَ لكام ماا فِاي َايٍِ قَادِير فصالت ،)41 :ويقاوٌ تباارك وتعاالىَ :و َ ال لموتَى ِإنا ل َعلَاى لكا ِنٌ ش ه ن َج ِميعا ً ِ نم هن ل ِإن فِي َذ ِل َك آليَاا ٍ ت ِلنقَ هاو ٍم يَتَفَك لارونَ الجاثياة )94:ويقاوٌ الس َم َوا ِ ت َو َما فِي األ َ هر ِ ام ل شوا ِفاي َمنَا ِك ِب َهاا َو لكللاوا ِمان ِ نر هز ِقا ِ َو ِإلَيها ِ ن َذللوالً فَ ه تبارك وتعاالى :له َو الذِي َج َع ٌَ لَ لك لم األ َ هر َ النُّ ل ور َ الملك.)91 : ش ل
- قهية الندر في االقتصاد اإلسالمي: تشير اآليات السابقة إلى حقيقة ،وهي أن نعم الل عز وجٌ ال تحصى ،ألن بعهها لم يكتشاف بعد وأن كلما يكتشف العلماِ علاى اخاتالف تخصصااتهم ماوردا ً طبيعياا ً ويظناون أنا ساوف ينفاذ وتقاع البشرية في كارثة ،يهدي الل اإلنسان الكتشاف موردا ً آخر ،ومن أبارز األدلاة علاى ذلاك بعاد اكتشااف الفحاام وظاان العلماااِ أن ا سااوف ينفااذ وتقااع البشاارية فااي كارثااة ،ظهاار الاانفط وظهاارت الطاقااة النوويااة واالهتمام بأبحاث الطاقة الجديد والمتجدد ،ولذلك ال يوجاد فاي االقتصااد اإلساالمي ماا يسامى بالنادر المطلقة ،ولقد أمر الل سبحان وتعالى اإلنسان بعد أوامر للحصوٌ على الرزق أو مساتلزمات الحياا ، من أهمها ما يلي: -9السعي والهرب في األرن الكتشاف أرزاق الل التاي لام تعارف بعاد ،ودلياٌ ذلاك قاوٌ اللا
ام ل شاوا فِاي َمنَا ِكبِ َهاا َو لكللاوا ِمان ِ نر هزقِا ِ ن َذللاوالً فَ ه عز وجٌ :له َو الذِي َجعَ ٌَ لَ لكا لم األ َ هر َ َو ِإلَ هي ِ النُّ ل ور َ الملك.)91 : ش ل -4الهجر من مكان إلى مكان ،فكٌ ماا علاى األرن ألهاٌ األرن مان مخلوقاات ،ودلياٌ ذلاك
ن لم َراغَماا ً َك ِثيارا ً س ِبي ٌِ اللا ِ َي ِجا هد ِفاي األ َ هر ِ قوٌ الل سبحان وتعالىَ :و َمن يل َه ِ اج هر ِفي َ
85
ن اللا ِ َوا ِساعَةً ساعَةً النساااِ ،)900 :وقولا عااز وجااٌ ...... :قَاااللوا أَلَا هم ت َ لكا ه ان أ َ هر ل َو َ اج لروا فِي َها النساِ.)900 : فَت ل َه ِ -4المحافظااة والرشااد فااي اسااتخدام المااوارد الطبيعيااة باادون إسااراف أو تبااذير أو تبديااد ،ويقصااد بالرشد في هذا المقام االست الٌ األفهٌ الذي يتولد عن أقصى نفع ممكان مصاداقا ً لقاوٌ اللا
عز وجٌ :يَا بَنِي آ َد َم لخذلوا ِزينَت َ لك هم ِعن َد لك ِنٌ َم هس ِاج ٍد َو لكللاوا َوا هش َاربلوا َوالَ ت ل هس ِارفلوا ِإنا ل الَ يل ِحبُّ ال لم هس ِرفِينَ )49قلا هٌ َم ه ت ِمانَ ان َحار َم ِزينَاةَ اللا ِ الَتِاي أ َ هخ َار َج ِل ِعبَاا ِد ِى َوالط ِينبَاا ِ ت صا لٌ اآل َياا ِ صةً َي هو َم ال ِق َيا َما ِة َكا َذ ِل َك نلفَ ِ ن ِن ي ِللذِينَ آ َمنلوا ِفي ال َح َيا ِ ال ُّد هن َيا خَا ِل َ الر هز ِ ق قل هٌ ِه َ ِلقَ هو ٍم يَ هعلَ لمونَ )44األعراف). -2استخدام العلم لتعظيم المنافع من الماوارد الطبيعياة ،فالحكماة هاالة الماؤمن أينماا وجادها فهاو أحق النا
بها ،وعندما يأخذ باألسباب التي قدرها الل ويتوكٌ علي يوساع اللا فاي األرزاق،
ودليٌ ذلك قوٌ الل تبارك وتعالى :أَلَ هم ت َ َر أَن اللا َ أَنازَ ٌَ ِمانَ السا َم ِ اِ َماا ًِ فَأ َ هخ َر هجنَاا ِبا ِ ث َ َم َرا ٍ ساود الجبَا ٌِ لج َدد بِين َو لح همر ُّم هخت َ ِلاف أ َ هل َوانل َهاا َوغ ََرابِ ل ياب ل ت ُّم هخت َ ِلفا ً أ َ هل َوانل َها َو ِمنَ ِ َ )43و ِمنَ النا ِ َوالد َوابن ِ َواأل َ هنعَ ِام لم هخت َ ِلف أ َ هل َوانل ل َك َذ ِل َك ِإن َما يَ هخشَاى اللا َ ِم ه ان ِعبَاا ِد ِى العللَ َما لِ ِإن الل َ َع ِزيز َغفلور )42فاطر) ،ويقوٌ الحاق تباارك وتعاالىَ :و ِم ه ان آيَاتِا ِ ن َو ه اك آل َياا ٍ ت ِلن هل َعاا ِل ِمينَ خ هَل لق الس َم َوا ِ الف أ َ هل ِسانَتِ لك هم َوأ َ هل َاوانِ لك هم ِإن فِاي َذ ِل َ ت َواأل َ هر ِ اخاتِ ل الروم.)44 :
- الهوابط الشرعية الست الٌ الموارد الطبيعية: لقد تهامنت الشاريعة اإلساالمية مجموعاة مان الهاوابط الواجاب االلتازام بهاا عناد التعاماٌ ماع الموارد الطبيعية ،من أهمها ما يلي: -9اإليمان بأن هذى الموارد ملك لل سبحان وتعالى ،ول فراد حق ملكياة االنتفاات ،ويجاب علايهم عنااد االنتفااات بهاااا أن يلتزمااوا بشاااريعة المالااك الحقيقااي لهاااا وهااو اللااا ،أي االلتاازام بهاااابط مشروعية المنفعة.
-4ال يجوز تعطيٌ هذى الموارد ،ودليٌ ذلاك قاوٌ اللا تباارك وتعاالى : :قل ه اٌ أ َ َرأَيهاتلم ماا أَنازَ ٌَ ق فَ َج َع هلتلم ِ نم هن ل َح َراما ً َو َحالالً قل ه ارونَ اٌ آللا ل أَذِنَ لَ لكا هم أ َ هم َعلَاى اللا ِ ت َ هفت َ ل الل ل لَ لكم ِ نمن ِ نر هز ٍ يون ، )11 :وعن سفيان بن سعيد عن يحيى بن سعيد :أن رجالً كاان بينا وباين المااِ أرها ً لرجٌ فأبى صااحبها أن يدعا يرساٌ المااِ فاي أرها ،قااٌ :فقااٌ عمار بان 86
الخطاااب رهااي اللاا عناا " :لااو لاام أجااد للماااِ مساايالً إال علااى بطنااك ألجريتاا " الخراج يحيى بن آدم القرشي صفحة ،) 990وأسا
وسالم " ال هارر وال هارار"
ذلك حديث رسوٌ الل صالى اللا عليا
رواى ابان ماجا والادار قطناي وغيرهماا) ،كمااا ورد
عن عمر بن الخطاب أن أخذ أرها ً من صحابي ال يسات لها ى ،وأعطاهاا ل يارى ليسات لها ،أي االلتزام بعدم تعطيٌ الموارد ى . -4ال يجااوز اإلسااراف فااي اسااتخدام هااذى المااوارد ،حتااى ال يااؤدي إلااى تقليااٌ المنااافع منهااا أو أن نستخدمها في غير ما خصصت ل ،فقاد روي أن النباي صالى اللا عليا وسالم مار بساعد وهاو
يتوهأ فقاٌ :ما هذا السرف يا سعد ؟ فقاٌ :أفي الوهاوِ سارف قااٌ" :نعام وإن كنات علاى نهر جار" متفق علي ) ،فإذا كان الرساوٌ صالى اللا عليا وسالم قاد نهاى عان اإلساراف فاي الماِ الجاري ففي هذا كناية عن وجوب عدم اإلساراف فاي كاٌ شايِ وفاي الماوارد الطبيعياة،
ويؤكااد ذلااك حااديث آخاار لرسااوٌ الل ا صاالى الل ا علي ا وساالم " :كلااوا واشااربوا وتصاادقوا والبسوا ما لم يخالط إسراف أو مخيلة " رواى بن ماج ). -2االست الٌ الرشيد للموارد الطبيعية وصيانتها ،ودلياٌ ذلاك حاديث رساوٌ اللا صالى اللا عليا وسلم" :من أحيا أرها ً ميتةً فهي ل " رواى البخاري). -1تجنب احتكار المنفعة العامة لبعن الموارد الطبيعية العامة ولكن تترك ملكيتها مشااعا ً للجمياع
شاركاِ فاي ثاالث الكا
،ويدٌ على ذلك حديث رسوٌ الل صلى الل علي وسالم" :الناا والماِ والنار" رواى أحمد وأبو داود) ،ويؤكد هذا الحديث على نقطة هامة وهي أنا ال يحاق ألحااد احتكااار هااذى المااوارد الطبيعيااة ولكاان تتاارك مشاااعا ً ذات منفعااة عامااة لكااٌ األجياااٌ تحاات إشراف الدولة.
-3االلتزام باألولويات اإلسالمية عند است الٌ الموارد الطبيعية ،وهي: أ)
– الهروريات :وهي ما تقوم علي حيا النا .
ب) – الحاجيات
:وهي ما يحتاج إلي النا 87
لليسر والسعة.
ج)
-التحسينات :وهي ما تتعلق بتحسين حيا النا .
وهذا يوجب علاى األفاراد والوحادات االقتصاادية بماا لهاا مان ساياد وسالطان اساتخدام الماوارد الطبيعية في إنتاج الطيبات ،وتعطى أولويات خاصة للمشروعات التي تحقق المقاصد الشارعية ،والتاي حددها فقهاِ المسلمين في حفظ وصيانة الدين والنف
والعقٌ والعرن والماٌ.
وتأسيسا ً على ذلك ال يجوز توجي الموارد الطبيعية فيما يعرن هذى المقاصاد الشارعية للهاالك والهاارر مثااٌ إنتاااج الخمااور والمكيفااات واألساالحة التااي تعاارن اإلنسااان للهااالك ،وإنتاااج أو إنشاااِ المؤسسات التي تساعد على الفساد مثاٌ األفاالم الخليعاة والهداماة ،مثاٌ إنشااِ دور الساينما والمالهاي السيئة. – 3تجنب تبدياد الماوارد بادون منفعاة معتبار شارعاً ،ألن ذلاك مان أسااليب اإلفسااد فاي األرن ،
ن فماان وصااايا صااالح علياا السااالم لقوماا :فَااا هذ لك لروا آال َِ اللاا ِ َوالَ ت َ هعث َ هااوا فِااي األ َ هر ِ سدِينَ األعراف ، )12 :كما نهاى رساوٌ اللا صالى اللا عليا وسالم عان قتاٌ عصافور لم هف ِ عبثا ً فقاٌ " :مان قتاٌ عصافور عبثاا ً عاج إلاى اللا ياوم القياماة يقاوٌ :ياارب إن فالناا ً قتلني عبثا ً ولم يقتلني منفعة " رواى النسائي وابن حبان) ،وقاٌ صلى الل علي وسلم" :من قطع سدر شجر ) صوب الل رأس في النار" رواى أبو داود).
-عامٌ عنصر) العمٌ في النظام االقتصادي اإلسالمي. -تمهيد لقد حث الل على العمٌ ،ورفع منزلت وثواب إلى درجة العباد والفريهة ،كما اهتم اإلسالم بحقوق العامٌ وحوافزى وتنمية دوافع وبواعث التزام بالقيم واألخالق كما استنبط الفقهاِ الهوابط الشرعية للتعامٌ مع العامٌ لكي ينتج ويبدت ويبتكر . ويختي هذا البند بتناوٌ عنصر العمٌ والعماٌ في النظام االقتصادي اإلسالمي مع التركيز على مفهوم العمٌ وهوابط الشرعية وواجبات ومسئوليات العامٌ وأس هوِ أحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية.
- مفهوم العمٌ في االقتصاد اإلسالمي:
88
حساب األجور ،وذلك في
من التكاليف التي فرهها الل على اإلنسان عامالً كان أو صاحب عمٌ مستثمراً) ،خفيرا ً أو وزيرا ً هي العمٌ لعمار األرن وعباد الل عز
وجٌ ،قاٌ الل تبارك وتعالى :له َو تلوبلوا ِإلَ هي ِ ِإن َر ِبني قَ ِريب ن َذللوالً له َو الذِي َجعَ ٌَ لَ لك لم األ َ هر َ
أَنشَأ َ لكم ِ نمنَ ُّم ِجيب ام ل شوا فِي فَ ه
ن َوا هست َ هع َم َر لك هم فِي َها فَا هست َ ه ِف لروىل ثلم األ َ هر ِ هود ،)39 :ويقوٌ الل تبارك وتعالى أيها ً : َمنَا ِكبِ َها َو لكللوا ِمن ِ نر هزقِ ِ َو ِإلَ هي ِ النُّ ل ور الملك )91 :ويقوٌ رسوٌ الل صلى الل علي وسلم: ش ل "طلب الحالٌ فريهة بعد الفرائن" رواى الطبراني عن ابن عبا ) ،ويقوٌ كذلك " :اليد العليا خير من اليد السفلى" رواى البخاري). ولقد رفع الل درجة العمٌ إلى مرتبة العباد وقرن باإليمان في كثير من اآليات قاٌ الل
احد فَ َمن َكانَ يَ هر لجو ِلقَا َِ تبارك وتعالى :قل هٌ إِن َما أَنَا بَشَر ِ نمثهلل لك هم يوحى ِإلَي أَن َما ِإلَ له لك هم ِإلَ َو ِ حدا ً الكهف ،)990 :وقاٌ رسوٌ الل صلى صا ِلحا ً َوالَ يل هش ِر هك ِب ِعبَا َد ِ َر ِبن ِ أ َ َ َر ِبن ِ فَ هليَ هع َم هٌ َع َمالً َ الل علي وسلم " ألن يأخذ أحدكم حبل ،ثم يأت الجبٌ فيأتي بحزمة من حطب على ظهرى فيبيعها فيكف الل بها وج ،خير ل من أن يسأٌ النا ،أعطوى أو منعوى " رواى البخاري عن الزبير بن العوام) ،وقاٌ صلى الل علي وسلم " :إن الل يحب العبد المحترف" رواى البيهقي والطبراني) ،وعن الحن على العمٌ يقوٌ صلى الل علي وسلم " :ما أكٌ أحد طعاما ً قط خير من أن يأكٌ من عمٌ يدى ،وإن نبي الل داوود كان يأكٌ من عمٌ يدى " ،ويقوٌ صلى الل علي وسلم " :إن الل ال يحب الفارغ الصحيح ال في عمٌ الدنيا واآلخر " .رواى أبو داوود ) ولقد وهع الفقهاِ شرطين ليتحوٌ أي عمٌ إلى عباد ،أولهما :أن يكون العمٌ صالحا ً يوافق شرت الل عز وجٌ ،وثانيهما :أن يكون العمٌ خالصا ً لوج الل ،فال يقبٌ إيمان بال عمٌ ،وال عمٌ بال إيمان ،وأن القيم اإليمانية هى من أهم محركات العمٌ الصالح والخالي ،ويمكن تلخيي هذين الشرطين في األمانة والكفاِ . والعمٌ في اإلسالم قيمة ،فاليد العليا خير من اليد السفلى ،واليد التي تعطى خير من اليد التي تأخذ ،والعمٌ في اإلسالم واجب حيوي ولي
للتفاخر والتكبر والجاى والمظهرية فهو أسا
والرزق الطيب إلعمار األرن .
89
الكسب
وعندما يفق ويقتنع ويؤمن كٌ من العامٌ وصاحب العمٌ بأن العمٌ في اإلسالم تكليف رباني وعباد شرعية ،وهرور حيوية ،وشرف وقيمة وعز وجهاد في سبيٌ الل يكون ذلك حافزا ً لهما على العمٌ الصادق الخالي والنافع للنف
وللوطن ول مة اإلسالمية وبذلك تكون العالقة بينهما طيبة
مباركة تحقق المصالح للعامٌ ولصاحب المنشأ ولمن تقدم لهم الخدمات وكذلك للمجتمع ،وهذا هو أسا
التنمية االقتصادية الفعالة في اإلسالم .
- حقوق العماٌ في االقتصاد اإلسالمي: حتى ينطلق العامٌ بإيمان وخلق للعمٌ ال بد وأن توفر ل المنشيت مقومات العمٌ وتهمن ل حقوق ...ولقد تهمنت الشريعة اإلسالمية الهوابط التى تحدد حقوق العامٌ ،وهى كثير نذكر منها على سبيٌ المثاٌ: أوالً:
أن تساعد المنشأ العامٌ فى وهع فى مكان العمٌ المناسب حسب امكانيات وقدرات وطاقت
وال تكلف ماال يطيق ،يقوٌ رسوٌ الل صلى الل علي وسلم " :خير الكسب كسب يد العمٌ إذا نصح " رواى أحمد) ،ويقوٌ صلى الل علي وسلم كذلك " :إذا وسد األمر إلى غير أهل فانتظر الساعة". ثانياً:
أن يكون أجر العامٌ فى ظٌ الظروف العادية فى هوِ ما يقدم من جهد ،فال كسب بال جهد ،وال جهد بال كسب ،وال يجب أن يكون العامٌ عالة يكسب وال يعمٌ ،كما ال يجب أن تبخ
المنشأ أجر العامٌ الصادق القوي الكفِ حق ،فهذا يسبب الفساد ،ودليٌ ذلك قوٌ
الل سبحان وتعالىَ :و َيا قَ هو ِم أ َ هوفلوا ِ الم هكيَا ٌَ َو هال ِميزَ انَ ِب هال ِق هس ِط َوالَ ت َ هب َخ ل سوا النا َ ن لم هف ِسدِينَ [ هود ]21:وقول تبارك وتعالى :فَإ ِ هن أ َ هش َيا َِ له هم َوالَ ت َ هعث َ هوا فِي األ َ هر ِ ور ل هن َ[ الطالق. ]3: أ َ هر َ ه هعنَ لَ لك هم فَيتلو لهن أ ل لج َ ثالثاً:
التعجيٌ فى إعطاِ أجر العامٌ حتى يستطيع أن يشتري حاجات المعيشية ،ألن التأخير فى إعطاِ األجر للعامٌ يثبط الهمم ويقلٌ من الدوافع والحوافز على العمٌ ومن الوصايا
العظيمة لرسوٌ الل صلى الل علي وسلم قول " :أعطوا األجير قبٌ أن يجف عرق " رواى ابن ماج والترمذي). رابعاً :كفالة حق العامٌ فى الحرية فى إبداِ رأي والمشاركة فى اتخاذ القرارات التي تعين في عمل ، وهذا حق من حقوق المعنوية التى كفلها ل اإلسالم في اتخاذ القرار ،وهى الشوري فى اإلسالم ،والشوري هد التسلط والكبرياِ والقمع والتجاهٌ ،كما أن الشوري أسا 91
الرأي
الرشيد ،يقوٌ الل عز وجٌ َ :والذِينَ ا هست َ َجابلوا ِل َر ِبن ِه هم َوأَقَا لموا الصال َ َوأ َ هم لر له هم ل وري بَ هينَ له هم َو ِمما َرزَ هقنَا ل ه هم يلن ِفقلونَ [ الشوري ،]42 :إن كفالة الحقوق المعنوية للعامٌ ش َ يحفزى ويدفع إلى اإلبدات واإلبتكار ،ويكون راهيا ً على عمل ويكون عندى والِ وانتماِ إلى المنشأ التي يعمٌ فيها . خامساً :أن تكفٌ المنشأ للعامٌ حق الكفاية عند العجز أو البطالة وفى ظٌ األزمات وفقا ً لنظم التأمينات والمعاشات ونظم التكافٌ االجتماعية ،ولقد وهع اإلسالم نظاما ً فريدا ً لم تتوصٌ إ لي حتى اآلن النظم العالمية المعاصر ،هو نظام التكافٌ االجتماعي حيث يهمن لكٌ إنسان حق الحيا الكريمة ،ويقوم هذا النظام على :الزكا والصدقات والوقف الخيري والعارية... سادساً :أن تكفٌ المنشأ للعامٌ الرعاية اإلنسانية واالجتماعية والصحية ،وكذلك تجنب مخاطر العمٌ ،وهذى من األمور الداخلة في نطاق النظم والقوانين لكٌ دولة وتتفق مع مقاصد الشريعة
اإلسالمية ،ولقد أشار الرسوٌ صلى الل علي وسلم إلى ذلك فقاٌ " :من ولي لنا عمالً ولي ل منزٌ فليتخذ منزالً ،أو ليست ل زوجة فليتزوج ،أو لي ل خادم فليتخذ خادما ً ،أوليست ل دابة فليتخذ دابة ،ومن أصاب شيئا ً سوي ذلك فهو غلوٌ " رواى أبو داوود عن المستورد بن شداد) هذى أهم حقوق العامٌ في اإلسالم وعلى المنشأ أن توفرها ل ويتهامن معها المجتمع المسلم فى إطار التعاون على البر والتقوي ،وفى مقابٌ ذلك يجب أن يؤدي العامٌ ما علي من تكاليف ومسئوليات لصاحب العمٌ على النحو الذي سوف نبين في البنود التالية.
- واجبات العماٌ فى االقتصاد اإلسالمي: ال حق بدون واجب ،وال كسب بال جهد ،فاإلسالم يربط بين الحقوق والواجبات وبين المكاسب والتهحيات ،كما أن اإلسالم لم يدلٌ العامٌ ،ويترك يمسك المصحف والمسبحة ويقبع في المسجد
وال ينتج ..بٌ أمرى باالنطالق والسعي والهرب في األرن ودليٌ ذلك قوٌ الل عز وجٌ :له َو شوا ِفي َمنَا ِك ِب َها َو لكللوا ِمن ِ نر هزقِ ِ َو ِإلَ هي ِ النُّ ل ام ل ور الملك.)91: ن َذللوالً فَ ه ش ل الذِي َج َع ٌَ لَ لك لم األ َ هر َ ويقوٌ ا لل عز وجٌ في سور المزمٌ وهو بصدد التيسير في قراِ القرآن في الصال ....فَا هق َر لِوا سيَ لك ل ن يَ هبت َ لونَ هى َوآخ لَرونَ يَه ِهربلونَ فِي األ َ هر ِ ون ِمن لكم م هر َ آن َع ِل َم أَن َ َما تَيَس َر ِمنَ القل هر ِ سبِي ٌِ الل ِ فَا هق َر لِوا َما ت َ َيس َر ِم هن ل َوأَقِي لموا الصال َ َوآتلوا ِمن فَ ه ه ٌِ الل ِ َوآخ لَرونَ يلقَاتِللونَ فِي َ سنا ً َو َما تلقَ ِ ند لموا ألَنفل ِس لكم ِ نم هن َخي ٍهر ت َ ِجدلوىل ِعن َد الل ِ له َو َخيهرا ً الز َكا َ َوأ َ هق ِر ل هوا الل َ قَ هرها ً َح َ 90
َوأ َ هع َ ظ َم ينتشروا
أ َ هجرا ً َوا هست َ ه ِف لروا الل َ ِإن الل َ َ غفلور ر ِحيم المزمٌ ،)40 :كما يأمر الل النا ت الصال ل فَانت َ ِش لروا فِي هيَ ِ في األرن بعد الصال ،فيقوٌ الحكيم العليم :فَإ ِ َذا قل ِ
أن
حونَ الجمعة.)90 : ن َوا هبت َ لوا ِمن فَ ه ه ٌِ الل ِ َوا هذ لك لروا ال نٌ نَ ََىَ َكثِيرا ً ل َعل لك هم ت ل هف ِل ل األ َ هر ِ
ولقد تناوٌ فقهاِ وعلماِ المسلمين الهوابط الشرعية لمسئوليات العامٌ وواجبات فى المنشأ التى يعمٌ فيها حتى يكون عامالً منتجا ً مخلصا ً مساهما ً فى تعمير الوطن ولي عالة على النا والوطن ،منها ما يلى: أوالً:
ثانيا ً:
يجب تحلي العامٌ بالقيم اإليمانية ،ومنها اإليمان بأن العمٌ عباد وطاعة لل عز وجٌ وأن
الل عز وجٌ سوف يحاسب يوم القيامة عن عمل ،قاٌ الل تبارك وتعالىَ :وقل ٌِ ا هع َمللوا ب َوالش َها َد ِ فَيلنَبِنئ ل لكم سيَ َري الل ل َع َملَ لك هم َو َر ل ست ل َر ُّدونَ ِإلَى َعا ِل ِم ال َ هي ِ سولل ل َو هال لمؤه ِمنلونَ َو َ فَ َ ِب َما لكنت ل هم ت َ هع َمللونَ التوبة.)901 : التزام العامٌ باألخالق الفاهلة ومنها :األمانة والصدق واإلخالي واإلتقان واإلبدات واالبتكار والوفاِ ،ولقد أشار القرآن إلى ذلك على لسان ابنة سيدنا شعيب علي السالم
عندما زكت سيدنا موسى علي السالم للعمٌ عند أبيها :قَالَ ه ت ِإ هح َداهل َما يَا أ َ َب ِ ت ا هستَأ ه ِج هرىل ي األ َ ِم ل ين القصي )43 :وفى سور يوسف يوهح لنا ِإن َخي َهر َم ِن ا هستَأ ه َج هر َ ت القَ ِو ُّ القرآن خصاٌ من يتولى الوالية على أمور النا
يقوٌ الل على لسان سيدنا يوسف :
ص ل ِلنَ هف ِسي فَلَما َكل َم ل قَا ٌَ إِن َك اليَ هو َم لَ َد هينَا َم ِكين َوقَا ٌَ ال َم ِلكل ائهتلونِي بِ ِ أ َ هست َ هخ ِل ه
أ َ ِمين
يوسف.)11 :
ثالثا ً:
إتقان العمٌ وإحسان أدائ حسب الجوانب الفنية ل ،وعندما زكى سيدنا يوسف عليا الساالم ع ِلايم يوساف ،)11 :واللا تباارك نفس ليكون مسئوالً علاى الخازائن قااٌِ :إ ِنناي َح ِفايظ َ
ت إِناا ع ِمللاوا الصاا ِل َحا ِ وتعالى يأمرنا جميعا ً بأن نحسن العمٌ ،فقااٌ :إِن الاذِينَ آ َمنلاوا َو َ ع َمالً الكهف ،)40:وهاذا اإلتقاان مان الواجباات الدينياة وهاو سنَ َ الَ نل ِ هي لع أ َ هج َر َم هن أ َ هح َ عباد ،وفي هذا المقام يقوٌ الرسوٌ صلى الل علي وسلم " :إن الل كتب اإلحسان على كٌ شئ ،فإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ....
رابعا ً:
الحديث"
رواى الترمذي).
أن يعرف العامٌ حدود عمل وكيف يؤدي ،وأن يختار العمٌ المناسب وفقا ً لقدرات وإمكانيات الفنية وغيرها ،ولقد حذرنا رسوٌ الل صلى الل علي وسلم من تكليف العامٌ بعمٌ لي
من اختصاص ،وبين أن ال يكون اختيار العامٌ للعمٌ على أسا 92
المجاملة
والقرابة ،ولكن على أسا
الخبر والكفاِ ،واعتبار عدم االلتزام بذلك خيانة ،فيقوٌ علي
الصال والسالم " إذا وسد األمر إلى غير أهل فانتظر الساعة" متفق علي ) . خامساا ً :أن يكااون العامااٌ قَ ِينماا ً علااى ذاتا متابعاا ً لعملا ،محاساابا ً ومعاتباا ً وزاجاارا ً لنفسا عنااد التقصااير واإلهماٌ ...وعندما يصٌ العامٌ إلاى درجاة أن يستشاعر مراقباة اللا لا ،سايكون حينئاذ أشاد مراقبة ومحاسبة لنفس ،وهذا بادورى يجعلا يطاور ويحسان مان األداِ ،ودلياٌ ذلاك قاوٌ اللا
س ل ير ان َعلَى َن هف ِس ِ بَ ِ اإلن َ ص َ تبارك وتعالى :بَ ٌِ ِ
القيامة .)92:
سادساً :أن يكون العامٌ منهبطا ً ملتزما ً يسمع ويطيع ،ويحترم النظم واللوائح التي يهعها صاحب المنشأ ما دامت ال تتعارن مع شرت الل عز وجٌ ،فال طاعة لمخلوق في معصية
الخالق ،ودليٌ ذلك قوٌ رسوٌ الل صلى الل علي وسلم " :على المرِ المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكرى إالن أن يؤمر بمعصية ،فإذا أمر بمعصية فال سمع وال طاعة " رواى البخاري) ،وال يجب أن يكون كذابا ً ،أو منافقا ً أو جشعا ً أو خائنا ً ل مانة أو متواطئا ً على الشر أو آكال ألمواٌ النا
بالباطٌ أو مهالً أو مرتشياً ...أو غير ذلك من
الصفات التي ال يجب أن تكون في العامٌ المسلم الورت الصالح التقى وتعطى فرصة لصاحب العمٌ أن يعاقب سواِ بالخصم أو الفصٌ. سابعا:
أن يكون العامٌ متعاونا ً مع فريق العمٌ الذي يعمٌ مع حتى ينساب العمٌ بسهولة ويسر بدون معوقات ،وهذا يدخٌ في نطاق التعاون على البر والتقوي وكذلك في نطاق األخو
في الل ،يقوٌ الل تبارك وتعالىَ :وتَعَ َاونلوا َعلَى البِ ِ نر َوالت هق َوي َوالَ تَعَ َاونلوا َعلَى ان المائد ،)9 :وفي هذا المقام يقوٌ رسوٌ الل صلى الل علي وسلم " : ِ اإلثه ِم َو هالعل هد َو ِ المسلم أخو المسلم :ال يظلم وال يخذل وال يكذب وال يحقرى ،التقوي هاهنا ويشير إلى صدرى ثالث مرات) ،بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاى المسلم، كٌ المسلم على المسلم حرام ،دم ومال وعره " رواى أبو داود عن أبي هرير ) ثامناً:
أن يكون العامٌ نافعا ً لمجتمع ووطن ،وال يكون عالة ،وفي ذلك يقوٌ رسوٌ الل صلى
الل علي وسلم " :على كٌ مسلم صدقة قيٌ :أرأيت إن لم يجد ؟ قاٌ :يعمٌ بيدي فينفع نفس ويتصدق ،قاٌ قيٌ :أرأيت إن لم يستطع ؟ ،قاٌ :يعين ذا الحاجة الملهوف ،قاٌ قيٌ :أرأيت إن لم يستطع ؟ ،قاٌ :يأمر بالمعروف أو الخير"، قاٌ :أرأيت إن لم يفعٌ ؟ ،قاٌ" :يمسك عن الشر .فإنها صدقة" رواى البخاري ومسلم) ،ويقوٌ صلى الل علي وسلم " :إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فإن 93
استطات أال تقوم حتى ي رسها فلي رسها فل بذلك أجر" رواى أحمد) ،يفهم من هذا الحديث أن يظٌ العامٌ يعمٌ ما دام قادرا ً على العمٌ حتى يدخٌ القبر.
- الهوابط الشرعية للعمٌ والعماٌ في االقتصاد اإلسالمي: لقد تهمنت الشريعة اإلسالمية مجموعة من الهوابط الشرعية للعمٌ والعماٌ ،من أهمها ما يلي -: أوالً:
اإليمان بأن العمٌ الصالح هرور شرعية وحاجة حياتية ،وتكليف من الل عز وجٌ ،وهاو شاارط ماان شااروط اإليمااان وليساات عمليااة اختياريااة أو ماان المناادوبات ،ودليااٌ ذلااك قااوٌ اللا
سات ل َر ُّدونَ ِإلَاى س َي َري الل ل َع َملَ لك هم َو َر ل سولل ل َو هال لمؤه ِمنلاونَ َو َ تبارك وتعالى َ :وقل ٌِ ا هع َمللوا فَ َ ب َوالش َها َد ِ فَيلنَ ِبنئ ل لكم ِب َما لكنت ل هم ت َ هع َمللونَ التوباة ، )901 :ويقاوٌ الرساوٌ صالى َعا ِل ِم ال َ هي ِ رواى الطبراناي الل علي وسالم " :طلاب الحاالٌ فريهاة بعاد الفارائن" عن ابن عبا ). ثانياً:
لوجد فرصة عمٌ لكٌ قادر على العمٌ ،ألن طاقات العمٌ ثرو من مسئولية ولي األمر أن ي ِ بشرية ال يجوز تعطيلها أو إهدارها ،فهذى الثرو ال تقٌ أهمية عن أهمية الموارد الطبيعية والماٌ ،ولقد حث الل على الهجر من مكان آلخر ابت اِ طلب الرزق ،فقاٌ عز وجٌ : س َعةً النساِ، )900 : سبِي ٌِ الل ِ يَ ِج هد فِي األ َ هر ِ َ و َمن يل َه ِ ن لم َراغَما ً َكثِيرا ً َو َ اج هر ِفي َ ولقد كان سلوك رسوٌ الل صلى الل علي وسلم مع العاطٌ الذي جاِ يطلب الصدقة ،فبات
ما عندى ،واشتري ل وسيلة العمٌ المنتج فقد ورد عن أن بن مالك أن رجال من األنصار أتى النبي صلى الل علي وسلم فسأل فقاٌ :أما في بيتك شيِ قاٌ :بلى ِح هل نلب بعه وبنسط بعه ،وقل هعب نشرب في من الماِ ،قاٌ ائتني بهما فأتاى بهما ،فأخذهما رسوٌ الل صلى الل علي وسلم بيدى وقاٌ من يشتري هذين ،قاٌ رجٌ أنا آخذهما بدرهم ،وقاٌ رسوٌ الل صلى الل علي وسلم من يزيد على درهم مرتين أو ثالث ،قاٌ رجٌ أنا أخذهما بدرهمين فأعطاهما إيناى ،وأخذ الدرهمين وأعطاهما األنصاري وقاٌ اشتري بأحدهما طعاما ً فانبذى إلى أهلك، واشتري باآلخر قدوما ً فائتني ب فأتاى ب ،فشد في رسوٌ الل صلى الل علي وسلم عودا ً بيدى ،ثم قاٌ اذهب فاحتطب وبع وال أريننك خمسة عشر يوما ً ،ففعٌ األنصاري ،فجاِ وقد أصاب عشر دراهم فاشتري ببعهها ثوبا ً ،وببعهها طعاما ً ،فقاٌ رسوٌ الل صلى الل علي وسلم :هذا خير من أن تجيِ المسألة 94
نكتة في وجهك يوم القيامة إن المسألة ال تصلح إال لثالث لذي فقر ،مدقع أو لذي غرم مفظع ،أو لذي دم موجع" رواى البخاري). ثالثاً:
حرمة من قعد عن العمٌ وهو قادر علي ،فال جزاِ لقاعد عن العمٌ ،وال كسب بال جهد ، س َعى النجم ، )41:ولقد ان ِإال َما َ إلن َ ودليٌ ذلك قوٌ الل تبارك وتعالىَ :وأَن ل هي َ ِل ِ س ِ نهى رسوٌ الل صلى الل علي وسلم عن التسوٌ وسؤاٌ النا فقاٌ صلى الل علي وسلم
خير ل من أن يسأٌ أحد فيعطي أو في الحديث":ألن يحتطب أحدكم على ظهرى ل يمنع " رواى البخاري) ،وقاٌ عمر بن الخطاب رهي الل عن " :ال يقعد أحدكم عن طلب الرزق ويقوٌ اللهم ارزقني ،فقد علمتم أن السماِ ال تمطر ذهبا ً وال فهة ". رابعاً:
يعتبر حرمان العامٌ من أجرى أو بخس ظلما ً وفسادا ً في األرن ،ودليٌ ذلك قوٌ الل
ن لم هف ِسدِينَ تبارك وتعالى َ :والَ ت َ هب َخ ل سوا النا َ أ َ هشيَا َِ له هم َوالَ ت َ هعث َ هوا فِي األ َ هر ِ هود ، )21:ويحذر الرسوٌ صلى الل علي وسلم من عدم إعطاِ العامٌ أجرى ،فيقوٌ صلى
الل علي وسلم في الحديث القدسي " :ثالثة أنا خصمهم يوم القيامة ،ومن كنت خصم خصمت ،رجٌ أعطى بي ثم غدر ،ورجٌ بات حرا ً فأكٌ ثمن ،ورجٌ استأجر أجيرا ً فاستوفى من ولم يعط أجرى " رواى مسلم وأحمد). خامساً :وجوب تفاعٌ وتعاون الماٌ والعمٌ إلنتاج الطيبات ،فال يجب اكتناز الماٌ ،كما ال يجب تعطيٌ العماٌ عن العمٌ ألن ذلك يعوق النشاط ويؤدي إلى الكساد ،كما يجب العدٌ في توزيع عوائد العملية اإلنتاجية فال يط ى عائد المالك وهو الربح على عائد العامٌ وهو األجر . سادساً :يجب أن يكون مجاٌ العمٌ حالالً طيبا ً ،حتى يكون الكسب الناتج من كذلك حالالً حتى يثاب
العامٌ على كسب وإنفاق ،ودليٌ ذلك من القرآن الكريم قوٌ الل تبارك وتعالى :يَا أَيُّ َها الذِينَ آ َمنلوا أَن ِفقلوا ِمن َ ن َوالَ تَيَم لموا ط ِينبَا ِ س هبت ل هم َو ِمما أ َ هخ َر هجنَا لَ لكم ِ نمنَ األ َ هر ِ ت َما َك َ ال َخ ِب َ ي َح ِميد يخذِي ِ إِال أَن ت ل ه ِم ل يث ِم هن ل تلن ِفقلونَ َولَ هستلم ِب ِ هوا فِي ِ َوا هعلَ لموا أَن الل َ َغنِ ٌّ البقر ، )433:ويقوٌ رسوٌ الل صلى الل علي وسلم " :طلب الحالٌ فريهة بعد الفرائن" رواى الطبراني عن ابن عبا ).
95
سابعاً :ال يجب أن يعطٌ العمٌ عن أداِ الفرائن والواجبات ،يقوٌ الل تبارك وتعالى :فَإ ِ َذا ه ٌِ الل ِ َوا هذ لك لروا ال نٌ نَ ََىَ َكثِيرا ً ن َوا هبت َ لوا ِمن فَ ه هيَ ِ ت الصال ل فَانت َ ِش لروا فِي األ َ هر ِ قل ِ ل َعل لك هم ت ل هف ِل لحونَ الجمعة.)90 : ثامناً:
حرمة إعطاِ الزكا ألي عامٌ عاطٌ قادر على العمٌ ،ويتكاسٌ ،ودليٌ ذلك قوٌ رسوٌ الل صلى الل علي وسلم " :ال تحٌ الزكا ل ني ،وال قادر على االكتساب" متفق علي ) ،أما إذا كان األجر الذي يحصٌ علي دون حد الكفاية ،فيعطى ل من بيت الماٌ حتى تمام كفايت ،أما إذا لم يجد أدا الحرفة أو العمٌ لفقرى فيمكن أن يأخذ من الزكا ما يوفر ل متطلبات ووسائٌ العمٌ إذا كان فقيراً ،ولقد وهع الفقهاِ مجموعة من الهوابط الشرعية لتوظيف أمواٌ الزكا في مشروعات إنتاجية لتش يٌ العاطلين من العماٌ منها :المشروعية وأن تكون في مجاٌ الهروريات والحاجيات وتوافر الكفاِ الفنية ،وأن تكون قليلة المخاطر ،وأن تكون في إطار احتياجات المجتمع .
- مفهوم األجر وهوابط الشرعية في االقتصاد اإلسالمي : يحكم عالقة العامٌ بصاحب العمٌ في الفق اإلسالمي عقد العمٌ ،والتكييف الفقهي ل " : عقد بيع منفعة " ،مثٌ عقد اإلجار الذي أجازى الفقهاِ ،وهذا العقد يقوم على األركان األساسية اآلتية -: اإليجاب والقبوٌ :من كٌ من العامٌ وصاحب العمٌ . موهوت العقد :بيع منفعة :جهد عهلي أو ذهني أو هما معا ً . -صي ة العقد
:يقوٌ صاحب العمٌ للعامٌ أريد أن أستأجرك ،وتوهع الشروط التي يتفقان عليها في إطار أحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية.
ولقد ورد نماوذج عقاد العماٌ فاي القارآن الكاريم فاي قصاة سايدنا موساى وسايدنا شاعيب عليهماا
السالم :قَالَ ه ي األ َ ِم ل ين )43قَا ٌَ ِإ ِنني أ ل ِريا لد ت ِإ هح َدا له َما يَا أَبَ ِ ت ا هستَأ ه ِج هرىل ِإن َخي َهر َم ِن ا هستَأ ه َج هر َ ت ال َق ِو ُّ ه ل ِك َو َماا ات َع هشارا ً فَ ِم هان ِعناد َ ي ِح َجاجٍ فَاإ ِ هن أَته َم هم َ أ َ هن أن ِك َح َك ِإ هح َدي ا هبنَتَي هَاتَي ِهن َعلَاى أَن تَاأ لج َرنِي ث َ َماانِ َ أ ل ِري لد أ َ هن أ َ ل َاك أَي َماا األ َ َجلَاي ِهن اك َب هي ِناي َو َب هين َ ست َ ِج لد ِني ِإن شَا َِ الل ل ِمنَ الصا ِل ِحينَ )43قَا ٌَ َذ ِل َ شق َعلَي َهك َ ه هيتل فَالَ ل اار بَأ َ هه ِلا ِ ع هد َوانَ َعلَي َوالل ل َعلَاى َماانَقلو لٌ َو ِكياٌ )42فَلَماا قَ َ قَ َ ساى األ َ َجا ٌَ َو َ هاى لمو َ س َ 96
ب ُّ ور نَارا ً قَا ٌَ أل َ هه ِل ِ هام لكثلوا ِإ ِنني آنَ هستل نَارا ً لعَ ِلناي آتِاي لكم ِ نم هن َهاا بِ َخبَ ٍار أ َ هو َجا هذ َو ٍ ِ نمانَ آنَ َ ِمن َجانِ ِ الط ِ ص َ طللونَ )41سور القصي). الن ِار لَ َعلـ لك هم ت َ ه من هذا النموذج نستنبط أساسيات عقد العمٌ في اإلسالم ،وهي على النحو التالي-: -تزكية بنت سيدنا شعيب لسيدنا موسى للعمٌ على أسا
األمانة والكفاِ .
اإليجاب من سيدنا شعيب علي السالم الستئجار سيدنا موسى علي السالم. القبوٌ من سيدنا موسى علي السالم للعمٌ . نطاق العمٌ :رعي ورعاية األغنام . مقابٌ العمٌ :قيمة الصداق ما يعادٌ العمٌ ثمان سنوات وزيادتها إلى عشر يكاون فهاٌ مانسااايدنا موساااى ،باإلهاااافة إلاااى المساااكن والطعاااام والملاااب
وغيااار ذلاااك مااان
الحاجات األصلية للحيا الكريمة لسيدنا موسى علي السالم.
الوفاِ بالعقد :وهذا مستنبط من اآلية الكريمة فَلَما قَ َسى األ َ َج ٌَ َو َ هى لمو َ س َ اار َبأ َ هه ِلا ِ آنَا َ ب ُّ ور نَارا ً قَاا ٌَ أل َ هه ِلا ِ هام لكثلاوا ِإ ِنناي آنَ هساتل نَاارا ً ل َع ِلناي آ ِتاي لكم ِ نم هن َهاا ِمن َجا ِن ِ الط ِ ص َ طللونَ سور القصي .)41: بِ َخبَ ٍر أ َ هو َج هذ َو ٍ ِ نمنَ الن ِار لَعَلـ لك هم ت َ ه ولقد وهح الفقهاِ بعن الهوابط التي تحكم األجر من أهمها -: – )9أن يعاارف العاماااٌ أجاارى ويااادون ويوثااق ذلاااك بااأي أسااالوب أو وساايلة تجنباااا ً لل ااارر والجهالة ،ولقاد نهاى رساوٌ اللا صالى اللا عليا وسالم عان اساتئجار األجيار حتاى يبين ل أجرى. – )4أن يكون تحديد األجر بالتراهي التام بين العامٌ وصاحب العمٌ ،ال إذعان في وال است الٌ ،فهو عقد بيع منفعة ،يطبق علي قوٌ الل تبارك وتعالى : أَيُّ َها الذِينَ آ َمنلوا أ َ هوفلوا ِب هالعلقلو ِد المائد . )9:
يَا
– )4أن يكون األدنى ل جر متناسب مع تكلفة الكفاية ،أي يكفي العامٌ وأسرت تكاليف الحاجات األصلية للمعيشة :من طعام وشراب وملب
ومأوي وعالج وتعليم ،
وهذى من مسئولية الدولة بالتعاون مع أصحاب األعماٌ في إطار القاعد الفقهية " ال
هرر وال هرار" ،ودليٌ ذلك هو حديث رسوٌ الل صلى الل علي وسلم " :من ولي لنا عمالً ولي ل منزٌ فليتخذ منزالً أو ليست ل زوجة فليتزوج ،أو 97
لي ل خادم فليتخذ خادما ً ،أوليست ل دابة فليتخذ دابة ،ومن أصاب شيئا ً سوي ذلك فهو غلوٌ " رواى أبو داوود عن المستورد بن شداد) ،وكان في صدر الدولة اإلسالمية تحدد أجور الجند على سبيٌ المثاٌ ) على أسا
الكفاية للجندي
وألسرت ولمن يعولهم ،وهذا ينطبق على سائر األنشطة والقطات الخاي بالتعاون مع الدولة ،فإذا كان األجر الفعلي دون الكفاية يأخذ تمام األجر من بيت ماٌ المسلمين. – )2مع األخذ في االعتبار معيار الكفاية ،والذي يمثٌ الحد األدنى ل جر ،يجب أن يتأثر األجر بالجهد المبذوٌ ،وكذلك بالخبرات والقدرات والطاقات ،وطبيعة العمٌ ومخاطرى ،وكذلك بالوقت المبذوٌ ،
فال جهد بال كسب)) ،وال اية من ذلك
تحفيز العامٌ على العمٌ واإلبدات واالبتكار ،يقوٌ الل تبارك وتعالى :فَ َمن َي هع َم هٌ ِمثهقَا ٌَ َذر ٍ َخيهرا ً َي َرىل َ )3و َمن َي هع َم هٌ ِمثهقَا ٌَ َذر ٍ شَرا ًّ َي َرىل )2سور الزلزلة). – )1حرمة أن يأخذ العامٌ شيئا ً غير المتفق علي مع صاحب العمٌ بدون طيب نف وإالن يعتبر غلوالً حراماً) ،يقوٌ رسوٌ الل صلى الل علي وسلم ...." :ومن من
استعملناى على عمٌ فرزقناى رزقا فما أخذ بعد ذلك فهو غلوٌ سحت)" أبو داوود) ،وفي رواية أخري يقوٌ رسوٌ الل صلى الل علي وسلم " :من استعلمناى منكم على عمٌ فكتمنا خيطا ً فما فوق كان غلوالً يأتي ب يوم القيامة " ،ويقوٌ رسوٌ الل صلى الل علي وسلم " :لعن الل الراشي والمرتشي والرائ بينهما" رواى أحمد ) ،ويجمع الفقهاِ أن هدايا العماٌ غلوٌ . )3
سوا – حرمة أكٌ أجر العامٌ ظلما ً ،ودليٌ ذلك قوٌ الل تبارك وتعالى َ :والَ ت َ هب َخ ل سدِين َ[ هود ، ]21:ولقد ورد في ن لم هف ِ النا َ أ َ هشيَا َِهل هم َوالَ ت َ هعث َ هوا فِي األ َ هر ِ الحديث القدسي عن رب العز سبحان أن قاٌ " :ثالثة أنا خصمهم يوم القيامة ،ومن كنت خصم خصمت ،رجٌ أعطى بي ثم غدر ،ورجٌ بات حرا ً فأكٌ ثمن ،ورجٌ استأجر أجيرا ً فاستوفى من ولم يعط أجرى " رواى مسلم وأحمد) ،ولقد حرم اإلسالم االعتداِ على أمواٌ ال ير ،ويدخٌ فيهم العماٌ ، 98
فيقوٌ صلى الل علي وسلم " :كٌ المسلم على المسلم حرام ،دم ومال وعره " رواى البخاري ومسلم) . ( – )7تأمين العامٌ في حاالت العجز أو الشيخوخة أو األزمات أو الكوارث أو المحن ، وهذا كل يدخٌ في نطاق التكافٌ االجتماعي والتعاون مسئولية ولي األمر ،ودليٌ
ذلك قوٌ رسوٌ الل صلى الل علي وسلم " :كلكم رات وكلكم مسئوٌ عن رعيت ، فاإلمام رات وهو مسئوٌ عن رعيت ،والرجٌ رات في أهٌ بيت وهو مسئوٌ، والمرأ راعية على بيت زوجها وهي مسئولة ،والعبد رات على ماٌ سيدى وهو مسئوٌ ،أال فكلكم رات وكلكم مسئوٌ عن رعيت " رواى البخاري ومسلم) ، ويكون ذلك من بيت ماٌ المسلمين أو من صناديق التأمينات العامة أو الخاصة.
- سلوكيات العامٌ وصاحب العمٌ في االقتصاد اإلسالمي: تقااوم العالقااة بااين طرفااي العمليااة اإلنتاجيااة العامااٌ وصاااحب العمااٌ) علااى أس ا
وهااوابط
إسالمية ،وعلى العامٌ واجبات ول حقوق ومن واجبات العمٌ بإخالي لتحقيق أهاداف المنشاأ التاي يعمااٌ فيهااا .وياارتبط العامااٌ بصاااحب العمااٌ عاان طريااق عقااد .ويجااب علااى صاااحب العمااٌ تحقيااق الكفاية للعااملين مان خاالٌ األجاور المناسابة ،ومان صاور ذلاك :األجاور العادلاة التاي تحقاق مساتوي معيشي كريم ،والمكافيت التشجيعية ،والعالوات المحفز ،والمكافيت االجتماعية. وماان أهاام أسا العالقااة الطيبااة التااي تحكاام ساالوكيات كااٌ ماان العماااٌ وأصااحاب األعماااٌ فااي المنهج اإلسالمي ما يلي -: -أسا
اإلنسانية :بأن كٌ من العامٌ وصاحب العمٌ من خلق الل الذي كرمهم.
-أسا
األخو في الل :فالعامٌ أخو صاحب العمٌ.
-أسا
التعاون :فال عمٌ ناجح بدون تعاون خالي بين العامٌ وصاحب العمٌ.
-أسا
الحب والوالِ واالنتماِ :وهذا يعتبر الحافز والدافع على اإلبدات واالبتكار.
-أسا
العدٌ في توزيع عوائد اإلنتاج :في إطار القاعد الشرعية ال هرر وال هرار.
-أسا
احترام النظم واللوائح :التي تحقق البيئة المناسبة للعمٌ.
-أسا
الشوري :في اتخاذ القرارات ذات العالقة بالعمٌ.
فإذا تحققت هذى األس
قويت العالقة الطيبة بين العامٌ وصاحب العمٌ . 99
-عامٌ عنصر) الماٌ في النظام االقتصادي اإلسالمي. - مفهوم الماٌ في النظام االقتصادي اإلسالمي: با
يقصد بالماٌ كٌ شيِ يملكا اإلنساان ،ويكاون لا قيماة باين الناا ،ويجاوز االنتفاات شرعاً. ويشترط فقهاِ وعلماِ االقتصاد اإلسالمي في الشيِ حتى يكون ماالً ما يلي: أن يكون الشيِ ل قيمة مادية أو معنوية. أن يكون للشيِ منفعة مشروعة. أن يتملك اإلنسان ويستطيع االنتفات ب أو بيع أو التصرف في .وتأسيسا ً على ذلك يخرج من نطاق الماٌ أي شيِ لي
ل قيماة أو منفعاة معتبار شارعا ً مثاٌ
الخمر أو لحم الخنزير وغيرها من األشياِ التي حرمتها الشريعة اإلساالمية ،وكاذلك يخارج منا جمياع المباحات مثٌ السمك في البحر والطير في السماِ والهواِ.
- أنوات الماٌ في االقتصاد اإلسالمي: هنااك تقساايمات مختلفاة للماااٌ فاي االقتصاااد اإلساالمي ماان أكثرهاا شاايوعا ً واساتخداما ً والتااي سوف نركز عليها في هذا المقام) تقسيم الماٌ إلى عرون ونقود أثمان) ،وهو على النحو التالي: ما عدا النقود ساواِ كاان عقاارا ً أو منقاوالً ،أو كاان ثابتاا ً
أوالً :العرون :ويقصد بها كٌ شيِ ملمو أو متااداوالً وماان أمثلااة ذلااك :الخامااات والمنتجااات الزراعيااة والصااناعية ومااا فااي حكاام ذلااك ، وهي تقسم بدورها إلى: أ) – عاارون القلنيااة األصااوٌ الثابتااة) ،وهااي المعااد لالسااتخدام واالنتفااات بعينهااا ،ولااي
ل اارن
التجااار أو االسااتثمار ،ويطلااق عليهااا فااي الفكاار االقتصااادي المعاصاار مصااطلح :األصااوٌ الثابتاااة ،وقاااد تساااتخدم فاااي التصااانيع أو فاااي تقاااديم الخااادمات ،ومااان أمثلاااة عااارون القنياااة: العقارات ،واآلالت والمعدات ،واألجهز ،والسيارات ،واألثاث ...،ونحو ذلك ،أو قد تاؤجر خااادماتها لل يااار لتحقياااق إياااراد مثاااٌ :العقاااارات الماااؤجر ،والسااايارات الماااؤجر ،واألنعاااام المؤجر ،ونحو ذلك. 011
ب) – عارون التجااار ،وهاي المعااد للبياع بقصااد تحقيااق الاربح ،أي هااي موهاوت عمليااة التجااار ، وتتقلب من شكٌ إلى آخر منها البهاعة والتي تت ير باالبيع إلاى نقاود
أو مديونياة ،
ثم يلشتري بالنقود بهاعة أخري ،وهكذا تدور الدور التجارية. وتنقسم كٌ من عرون القنية والتجار إلى ما يبقى عين باالساتعماٌ ،أي السالع والخادمات التاي تستهلك منفعتها مع بقاِ األصٌ ،مثاٌ المعادات والحيواناات المادر للابن وخادمات المعلام .وماا ال تبقاى عين باالستعماٌ ،أي أنها تستهلك تماما مثٌ الوقود والخامات والسلع الوسيطة والطعام. وتوجااد تقساايمات ألمااواٌ االسااتهالك نفسااها ،مثااٌ أمااواٌ االسااتهالك الفااوري وهااي التااي تعطااي منفعتهااا ماار واحااد مثااٌ الطعااام ،وأمااواٌ االسااتهالك المسااتمر وهااي التااي تقاادم منفعتهااا لإلنسااان فتاار طويلة من الزمن مثٌ المنزٌ ،وأمواٌ استهالك نصف مستمر مثٌ المالب . ثانياً :النقود :وتعرف بأنها وسيلة عامة للمبادالت ،ولقيا
القيمة ،والختزان الثرو واالدخار .وتنقسم
بدورها إلى :نقود مطلقة مثٌ الذهب والفهة ،ونقاود مقياد مثاٌ أوراق البنكناوت الورقياة) وكذلك األوراق المالية ،وشهادات االستثمار والصكوك وما في حكم ذلك. ويظهر التمثيٌ البياني لتقسيم األمواٌ في اإلسالم على النحو التالي:
010
األمواٌ
أمواٌ نقدية
نقود مطلقة
عرون
نقود مقيد
عرون تجار
012
عرون قنية
- مفهوم رأ
الماٌ وعائدى في االقتصاد اإلسالمي:
يقصد برأ
الماٌ في االقتصاد اإلسالمي بأنا أصاٌ المااٌ المخصاي أو المرصاد للتشا يٌ
االستثمار) في أي مشروت عند بدايت سواِ كان هذا المااٌ فاي صاور نقدياة أو عينياة أو فاي صاور
ثابتة أم متداولة ،أي أن ال يستخدم في االستهالك مباشر ،يقوٌ الل تبارك وتعاالىَ :و ِإن تلبهات ل هم فَلَ لكا هم ظ ِل لماونَ َوالَ ت ل ه لر لِو ل أ َ هم َاوا ِل لك هم الَ ت َ ه ظلَ لماونَ البقار .)431:ويهام رأ المااٌ بادورى رأ المااٌ الثابت ،والمتداوٌ أو العامٌ. ويدور رأ المااٌ المتاداوٌ ويمثاٌ الموجاودات لادي المنشاأ ب ارن التاداوٌ والتحاوٌ إلاى نقااود) دورت ا فااي النشاااط بالحركااة والتقليااب ،فمااثالً تسااتبدٌ األمااواٌ النقديااة بااالعرون سااواِ كاناات عاارون قلنيااة ،أو عاارون تجااار ،وبعااد فتاار التشا يٌ والتااداوٌ تحااوٌ عاارون التجااار إلااى نقااود، وهكذا تحدث دور تش يٌ رأ الماٌ ،وفي كٌ دور قد يحدث نماِ ويطلق عليا ربحاا ً تجاريااً ،أو قاد يحدث انخفاهاً ،ويطلق علي خسار ،ولذلك فإن الربح أو الخسار هما نتيجة التقليب والمخاطر .
-موقف االقتصاد اإلسالمي من نظام الفائد على رأ
الماٌ
أن من المفهٌ قبٌ تناوٌ موقف االقتصاد اإلسالمي من مفهوم الفائد على رأ
الماٌ يجاب
أوالً التعرن لمفهومها في الفكر االقتصادي الوهعي حتى يتسنى لنا بياان موقاف االقتصااد اإلساالمي من ذلك ،ثم بيان صالحية مفاهيم ومبادئ للتطبيق فى مجاٌ االقتصاد اإلسالمي. المااٌ ليجاد
ومن يحلٌ ويقيم ما كتب علماِ االقتصااد الوهاعي عان موهاوت الفائاد علاى رأ هناك اختالفا ً كثيرا ً في الرأي ،فلي هناك مفهوما ً واحدا ً بٌ عد مفاهيم ،ولي هذا هو مجالنا للخاون في ذلك ويكفينا أن نناق
أكثر تلك المفاهيم عمومية وتطبيقاً.
- مفهوم معدٌ الفائد كمعيار لتكلفة رأ
الماٌ في الفكر االقتصادي الوهعي:
الماٌ تتمثٌ في معادٌ التكلفاة الساائد فاي الساوق فلاو فرهانا
يقهي هذا المفهوم بأن تكلفة رأ أن شخصا ً أمام مشروت استثماري يتمثاٌ فاي شاراِ بهااعة معيناة قيمتهاا اآلن 9000ديناار وساوف معا رأ
المااٌ الاالزم لتموياٌ هاذا المشاروت فعليا أن
يبيع بعد سنة بمبلا 9400ديناار ولكان لاي يقتره مثالً بمعدٌ %90فهذى الزياد تعتبر تكلفة هذى البهاعة المستثمر في المشروت التجاري أي مبل 900جني ويتمثٌ الربح الحقيقاي لهاذا الشاخي فاي الفارق باين نتاائج التجاار وهاي 400ديناار وتكلفة رأ
الماٌ المستثمر فاي التجاار وهاى 900ديناار هاذا وجهاة نظار الشاخي الاذي قاام بعملياة
013
موٌ هذا المشروت من أموال الذاتية في هذا ألصابح معادٌ العائاد الباديٌ التجار ،ومن ناحية أخري لو ن السائد في السوق هو تكلفة هذى األمواٌ.
- موقف الفكر اإلسالمي من مفهوم معدٌ الفائد كمعيار لتحديد رأ فااي هااوِ المفاااهيم والمبااادئ العلميااة التااي تحكاام اسااتثمار رأ
الماٌ المستثمر:
الماااٌ فااي الفكاار االقتصااادي
اإلسالمي يتبين أن األسا العادٌ للكسب هاو أن يكاون الكساب نتيجاة عماٌ جهاد عهالي أو ذهناي)، ويرفن اإلساالم جملاة وتفصايالً فكار االعتما اد علاى نظاام الفائاد ألن ساعر الفائاد يخارج علاى هاذا األسا
العادٌ في مجاٌ اتخاذ القرارات االقتصادية ،ول عيوب تؤدي إلى مشاكالت مالياة واقتصاادية
واجتماعية ،وعدم استقرار المشروعات االقتصادية. ومن الحجج واألسانيد التي تقوم عليها رفن معيار الفائد لتحديد تكلفة رأ
الماٌ منهاا ماا هاو
متعلق بذات نظام الفائد ومنها ماا هاو متعلاق باآلثاار االقتصاادية واالجتماعياة والسياساية السايئة ،ولقاد صااٌ فقهاااِ وعلماااِ االقتصاااد اإلسااالمي الحجااج واألسااانيد لاارفن نظااام الفائااد إال أننااا نااري أنا ماان ف ن األهمية أن نذكر هنا أهمها وهى كما يلي: -)9هناك صعوبة في تحديد معدٌ الفائد العادٌ الذي يمثٌ مقاباٌ التهاحية العادلاة التاي هاحى بهاا صاحب الماٌ مقابٌ تنازل عن حق است الٌ رأ المااٌ ،وغالباا ً يتاأثر ساعر الفائاد فاي الساوق بالقوانين الوهعية التي تهعها الحكومات والمنظمات والهيئات ونحوهاا أي يتحادد ساعر الفائاد علاى أسااا
المفاوهاات والنااوازت الشخصااية ألصااحاب المؤسسااات الماليااة واالقتصااادية الااذين
يسيطرون على الحكومات ولي
علاى أساا
الدراساة العلمياة واالقتصاادية للتهاحية والعائاد ،
ومن ناحية أخري تؤكد الدراسات االقتصادية أن هاؤالِ األفاراد يقوماون بإيجااد ت يارات مفتعلاة في سوق الماٌ مما يترتب علي خلق ظروف مناسابة يجناوا مان ورائهاا أرباحاا ً طائلاة ال عالقاة لها بالتكلفة والتهحية. -)4امتدادا ً للنقطة السابقة ،نجد صاحب رأ معين وقت إبرام عقد القرن) ووفقا ً لقوانين وهعية وعناد ظاروف اقتصاادية معينا ،حياث ال الماٌ يتعاقد مع المدين على سعر فائد معين في وقات
يعلم ال يب إال الل ،فإن من المحتمٌ أن تت ير الظروف فاي المساتقبٌ ويترتاب علاى ذلاك ت يارا ً في عائد است الٌ رأ الماٌ وهو ما يطلق علي بااإليرادات المتوقعاة) عماا كاان متوقعاا ً وقات التعاقد ويترتب علاى ذلاك أن معادٌ الفائاد المحادد سالفا ً ال يتمشاى إطالقاا ً ماع حركاة اإليارادات المتوقعة وهذا يقود إلى وقوت هرر على صاحب رأ 014
الماٌ أو على المدين ومن ناحية أخاري
يؤدي االعتماد على الفائد كمعيار لتحديد تكلفة رأ
المااٌ إلاى إهمااٌ عنصار الديناميكياة التاي
يتميز بها النشاط االقتصادي حيث يجب أن تتحرك عناصر التكلفة مع عنصر العائد. -)4يقااوم الماادين وهااو الااذي يساات ٌ الماااٌ المقتاارن بإقتناااِ أصااوٌ ثابتااة تساااعد فااى أداِ النشاااط بإهااافة سااعر الفائااد إلااى ثمنهااا ويترتااب علااى ذلااك تهااخما ً فااي األسااعار ويعنااي ذلااك أن تكلفااة األصااوٌ قااد تحملاات بأعباااِ رأ تتمثااٌ فااى الفائااد علااى رأ
الماااٌ ماارتين :األولااى وتتمثااٌ فااى قسااط االسااتهالك والثانيااة
الماااٌ الااذي اقتنياات ب ا عاارون القنيااة وهااذا خطااأ ماان الناحيااة
االقتصادية والمحاسبية حيث يؤدي إلى حدوث ارتفات فى التكاليف
بدون مبرر.
-)2من الناحية االستثمارية البحتة يساعى المساتدين بمحاولاة توجيا األماواٌ المقترهاة إلاى األوجا التي تؤدي بعائد أكبر من الفائد ،حتى تحقق هدف وهو تحقيق أكبر ربح ممكن والذي يتمثٌ فاي الفرق بين العائد والفائد وبل اة أخاري باين العائاد وتكلفاة المااٌ المقتارن ،بصارف النظار عان آثارها اإليجابية والسلبية على االقتصاد القومي وعلاى أخالقياات المجتماع وفاي هاذا الخصاوي
يقوٌ أحد أئماة الفكار اإلساالمي" :لكاي يساتطيع رأ مهاامونا ً ليااؤدي الفائااد الربويااة ويفهااٌ من ا شاايِ للمسااتدين يقااوم باسااتثمار الماااٌ فااي األفالم القذر والصحافة القذر و المراقي و المالهاي حتاى معادٌ العائاد فاي مثاٌ هاذى المشروعات مرتفع ...ومست ٌ الماٌ المستدان بالرباا لاي هما ينشائ انفاع المشاروعات للبشرية ،باٌ هما أن ينشائ أكثرهاا ربحاا ً حتاى لاو كاان يتولاد مان عملياة االساتثمار أحاط ال رائز وأقذر الميوٌ.
المااٌ المساتدان بالرباا أن ياربح ربحاا ً
-)1ومن ناحية أخري يترتب على االعتماد على نظام الفائد كمعياار إعاقاة النماو االقتصاادي حياث تتركز االستثمارات على المشروعات التي ت ٌ عائد أعلى من معدٌ الفائد ،ويترتاب علاى ذلاك تعطيٌ موارد اقتصادية طبيعية – عمالة) بسبب إحجام رأ
الماٌ عنها ،ويؤكاد ذلاك المفهاوم
كينز حيث يري أن معدٌ سعر الفائد الحالي يعوق النمو االقتصادي ألن يعطاٌ حركاة األماواٌ نحااو االسااتثمار فااي حريااة االنطااالق ،ويااري أن ا إذا أمكاان إزالااة هااذا العااائق ف اإن رأ
الماااٌ
سيتحرك وينمو بسرعة. وهكذا يتهح جليا ً أن اإلسالم قد سبق أعظم مفكري االقتصاد فاى تبياان كياف أن االعتمااد علاى نظام الفائد فى تحديد تكلفة رأ
الماٌ يعوق النمو االقتصادي ويوج االستثمارات نحو مشاروعات ال
تخدم المجتمع . 015
-)3لقد ثبت أن النظام الربوي نظام معيب من الوجهة االقتصادية البحتة وهذا ما توصٌ إليا أسااتذ االقتصاد العالمي ،فعلى سبيٌ المثاٌ يري الادكتور شااخت األلمااني ومادير بناك الاريخ األلمااني سابقاً" ....أن بعملية رياهية غير متناهية يتهح أن كٌ الماٌ في األرن صائر إلى عادد قلياٌ جدا ً من المرابين ،ذلك أن الدائن المرابي يربح دائما ً في كاٌ عملياة بينماا المادين معارن للاربح والخسار ومن ثم فإن الماٌ كل في النهاية ال بد بالحساب الرياهاي أن يصاير إلاى الاذي ياربح دائماا ً وأن هااذى النظريااة فااي طريقهااا لتحقااق التكامااٌ ،فااإن معظاام ماااٌ األرن اآلن يملك ا ملك اا ً حقيقيا ً بهعة ألوف ،أما جميع المالك وأصحاب المصانع الاذين يساتدينون مان البناوك والعمااٌ، وغياارهم فهاام ليسااوا سااوي أجاازاِ يعملااون لحساااب أصااحاب الماااٌ ويجنااي ثماار كاادهم أولئااك األلوف. -)3تعتباار الفائااد علااى رأ الماٌ يقادم رأ
الماااٌ تكلفااة االنتظااار وليساات تكلفااة التقليااب والمخاااطر ،فمالااك رأ
مالا إلاى المادين والاذي يقاوم األخيار إلاى اساتخدام إماا فاي مجااٌ التجاار أو
االسااتهالك أو فااي أغااران ال يقرهااا اإلسااالم ،كمااا يأخااذ مالااك رأ
الماااٌ علااى الماادين كافااة
المااٌ والفائاد فاي مواعياد محادد وال يترتاب علاى
الهمانات الالزمة لهمان ساداد عاين رأ ذلك لرأ أو الفائد أو هما معاً ،ومن هذا المنطلق يصبح اهتمام صاحب رأ
الماٌ المهمون
الثابت الذي يعطي أعلى عائد وهذا بادورى يقاود إلاى الكساٌ والخماوٌ واألنانياة وعادم اإليجابياة ام ل شاوا فِاي َمنَا ِكبِ َهاا َو لكللاوا ِمان ِ نر هزقِا ِ ومما ينبذى اإلسالم مصداقا ً لقوٌ الل جٌ شاأن :فَ ه
َو ِإلَ هي ِ النُّ ل ور الملك .)91 : ش ل
وماان هااذا المنطلااق حاارم الل ا الربااا وأحااٌ البيااع ألن العمليااات التجاريااة تتطلااب المهااار الشخصية والجد واالجتهاد والسعي وعدم التواكٌ والتكاسٌ ،أما العمليات الربوية فال تحتااج إلاى ذلك بٌ تؤدي إلى قتٌ حافز الجد واالجتهاد وتساعد على التكاسٌ وهذا أمر مرفون في اإلسالم .
-)2إن اإلدار غير المباشر الست الٌ واساتثمار رأ
المااٌ تقتاٌ الحاافز الشخصاي لادي أصاحاب
األمااواٌ لتقااديم التوصاايات والنصااائح الالزمااة لمتابعااة حركااة األمااواٌ وتوجيههااا نحااو األفهااٌ وبذلك ال تنمو بسرعة كما هو الحالٌ لو أن صاحب الماٌ قاام باإدار أماواٌ ال يار ،ومان ناحياة أخ اري يجااب أن تتااذكر أن الل ا قااد اسااتخلف األفااراد علااى الماااٌ ليقومااوا بااذاتهم وبقاادر طاااقتهم 016
باست الل واستثمارى وفق شرعت ولي
ليعطوا لل ير است الل نظير زيااد متقطعاة مان مجهاود
لمش ٌ الماٌ ومن كدى.
يقوٌ في هذا الخصوي المفكر" :سيد قطب" ....أن المؤمن مطالب بتثمير مال وتكثيرى وشرط علي أن يلتازم فاي تنمياة مالا وساائٌ ال ينشاأ عنهاا األذي ل،خارين ،وال يكاون مان جرائها تعويق أو تعطيٌ لجرياان األرزاق باين العبااد ،ودوران المااٌ فاي األياد علاى أوساع نطاق)).
- الفروق بين األربات والفوائد في التحليٌ االقتصادي االسالمي: لقااد أع ا ند األسااتاذ الاادكتور /عبااد الحميااد ال زالااي أسااتاذ االقتصاااد اإلسااالمي فااي مصاار والعااالم العربي واإلسالمي) بحثا ً عن األربات والفوائد المصرفية بين التحليٌ االقتصادي والحكم الشارعي ،)1 خلي في إلى اآلتي بني كالم وآرائ بدون تصرف. "وإني في نهاية مناقشتي لهاذى القهاية الهاماة ،والتاي لام أتعارن فيهاا بإساهاب عان قصاد ،أو حتى أصالً ،لحكم الفوائد المصرفية شرعاً ،ألن هذا الحكم قد أشبع حسما ً وقطعاً ،بعد أن قتاٌ بحثاا ً مان فقهائنا القدامى ،وفقهائنا المعاصرين ،فرادي وجماعات ،بفتاوي متواتر بل ت أكثر مان ثالثاين فتاوي، أسجٌ من باب التوكيد ولي
من باب التكرار أن هذى الفوائد المدينة منها والدائناة هاي مان رباا الزيااد
المحاارم بااني الكتاااب والساانة واإلجمااات ،كمااا أشاادد علااى فساااد آليااة سااعر الفائااد فااي إدار النشاااط االقتصادي المعاصر ،وعلى الجدوي العملية الفاعلة والرشايد لمعادٌ الاربح باالمفهوم اإلساالمي كيلياة إلدار مناسبة لهذا النشاط. فدعنا ال ننش ٌ بأمور يفترن أننا تجاوزناها ،ألن اإلنش اٌ بها ال يعني حقيقة ساوي الهاروب من مجابهة مشكالتنا الحالة والملحة لمعالجة مشكلة ال وجود لهاا ،فكأنناا فرغناا تماماا ً مان معالجاة هاذى المشاكالت الحقيقياة والجااد بأفهاٌ ماا تكاون المعالجااةَ ،ف لر هحناا نفات فاي دفاترناا القديماة كماا يقولااون خارج منهااا مشااكلة تماات معالجتهااا بصاارامة وانهااباط شاارعيين لنعالجهااا ماان جديااد ،باادالً ماان تطبيااق لنل ِ نتائج هذى المعالجة عمليا ً لتصحيح انحرافاتناا الواهاحة عان شارت اللا فاي مجااٌ تثميار المااٌ ،وإناي
) (9د .عبــد الحميــد الغ ازلــي " ،األربللاو والفوا للد المصللرفية بللين التحليللل االقتصللادر والحكللم ال للر ي" مــن مطبوعــات المعهــد اإلســالمي للبحوث والتدريب ،البنك اإلسالمي للتنمية ،جدة – المملكة العربية السعودية – 0994م.
017
أقطااع بااأن هااذا التصااحيح ـ الممكاان والهااروري والمطلااوب شاارعا ً وعم االً ـ هااو الماادخٌ الحقيقااي والفطري لبداية جاد في هذا المجاٌ. وعلي فالقهية المثاار اآلن حاوٌ الفوائاد المصارفية ليسات باالقطع قهاية القهاايا ،ولكنهاا فاي واقع األمر ،قهاية مفتعلاة لتكاري
وهاع قاائم محارم)) ولتبريار اإلصارار علاى اقتاراف كبيار
الربا)) ،فطبيعة عمٌ البنك الحديث هي االتجاار فاي القارون)) والفوائاد علاى هاذى القارون ،كماا أوهحنا هي زيادات مشروطة على الماٌ ،وهذا هو عين الربا المحرم ،وسعر الفائد يعد بصفة عامة آلية فاسد إلدار النشاط االقتصادي المعاصر. وهنا يقدم النظام اإلسالمي البديٌ السهٌ والفاعاٌ الميساور ،والاذي يتمثاٌ فاي إحاالٌ المشااركة فااي الااربح والخسااار محااٌ المداينااة بفائااد ،وماان ثاام تحويااٌ البنااوك التقليديااة إلااى مصااارف إسااالمية، واعتماد الربح)) كيلية فاعلة ورشيد إلدار النشاط االقتصادي المعاصر".
- الفروق بين الربا والربح في البيع: وفي بحث أعدى األستاذ الدكتور /فتحي السيد الشين عهو هيئة الرقابة الشرعية في بنك دباي اإلسالمي سابقاً) عن حقيقة الربا وحقيقة الربح الحالٌ )90خلي في إلى اآلتي: "لقد انعقد اإلجمات على أن الربا من أخبث المكاسب ،وتحريما مان هاروريات الادين ،ويادخٌ مستحل في سلك الكافرين ،وأكل والعمٌ ب مع التسليم بأن حرام من أكبر الكباائر ،قااٌ ابان عباا " : من كان مقيما ً على الربا ال ينزت عن ،فحق على إمام المسلمين أن يستتيب فإن نزت وإال هرب عنق " ،وقاٌ بن خوبز" :منددا ً لو أن أهاٌ بلاد اصاطلحوا علاى الرباا إساتحالالً كاانوا مرتادين ،والحكام فايهم كالحكم في أهٌ الرد ،وإن لم يكن ذلك منهم استحالالً جاز لإلمام محاربتهم".
وأحٌ الل سبحان وتعالى الربح في البيع والتجار وحرم الربا في الدين ،مع التماثٌ فاي الشاكٌ والصااور بااين األماارين ،فكااٌ منهمااا زياااد علااى رأ
الماااٌ ينالهااا أحااد المتعاقاادين ،وهااو مااا دعااا
المشركين إلى التسوية بينهما بقولهم أن الزياد في الثمن أوٌ البيع كالزياد على الثمن الثابت في الذمة
الربَاا َوأ َ َحاٌ اللا ل البَيها َع في نهاية األجٌ ،فرد الل عليهم بقول َ :ذ ِل َك بِأَن له هم قَااللوا إِن َماا البَيها لع ِمثها لٌ ِ ن ( )01د .فتحي السيد الشين " ،دراسة لن حقلا و و لب ات حلول الربلا واللربو والفوا لد المصلرفية " ،مـن مطبوعـات بنـك دبـي اإلسـالمي، مجلة االقتصاد اإلسالمي.
018
الربَا البقر ،)431:وتشير كلمة البيع فاي هاذى اآلياة علاى النشااط االقتصاادي كلا ألن البياع َو َحر َم ِ ن يسبق اإلنتاج ويلي اإلنتاج التوزيع واالستهالك ،كماا أن التجاار ماا هاي إال بياع وشاراِ بقصاد الاربح،
اطا ٌِ ِإال أَن ويؤكد ذلك قوٌ الل تبارك وتعالىَ :يا أَيُّ َها الاذِينَ آ َمنلاوا الَ تَاأ ه لكللوا أ َ هم َاوالَ لكم َبيهانَ لكم ِب هال َب ِ س لك هم إِن الل َ َكانَ بِ لك هم َر ِحيما ً النساِ ،)41:والربا ار ً َعن ت َ َر ٍ ان ِ نمن لك هم َوالَ ت َ هقتلللوا أ َ هنفل َ ت َ لكونَ تِ َج َ أظهر صور الباطٌ ،وربح التجار بداللة هذى اآلية لي
من الباطٌ فاال تماثاٌ باين الرباا والاربح ،وإذا
كان مصدر الربح الحالٌ هو التجار فالمصدر الذي ينشأ عن الربا مختلف كذلك وهو الدين. ويجري التشريع اإلسالمي على التسوية بين المتماثلين ،والتفريق بين المختلفين ،وماا حارم اللا أو ل لباة شيئا ً إال ألن هار في نفس أو ل لبة هررى وال أحٌ الل شيئا ً إال وهو نافع في نفسا نفعا ،وإذن فااال تكااون الزياااد فااي البيااع والتجااار نظياار الزياااد فااي الربااا وال مثلهااا فااي الواقااع ونفا األمر ،وال في النفع والهرر ولو كانا متساويين لما اختلف الحكم عند أحكم الحاكمين. ويختلف الفرق بين الزياد الحالٌ في البيع ،والزياد المحرمة في الربا فيما يأتي: -4الزياد في الربا هي أجر على مجرد التأجيٌ ،أماا الزيااد فاي البياع فهاي مقاباٌ إيجااد السالعة وتهيئتها للمشتري بجهدى وبشارائها مان غيارى وإنفاقا عليهاا مان مالا فالزيااد هناا مقاباٌ جهاد نافع ونفقات أنفقت وخدمة يقوم بها البائع. -4الزياد في التجاار هاي زيااد فاي معاوهاة صاحيحة باين شايئين مختلفاي األغاران والمناافع، فثمة اختالف في طبيعة بدلي المعاوهة كنقاود بطعاام يجعاٌ المعاوهاة نافعاة ومثمار ،وتكاون الزياد في مقابٌ منفعة زائد مقصود ومطلوبة في البدٌ المقابٌ فهاالً عان أنا يساتحيٌ غالباا ً أن نقي
بشكٌ حسابي دقيق مقدار التكافؤ بين البديلين في عملية البيع ،أماا الادين فاال معاوهاة
فيا علااى الحقيقااة ألن بديليا ماان جاان
واحااد ألنا واجااب الاارد بمثلا ماان جنسا بااال زياااد وال
نقصان ،فكانت الزياد في ب ير عون يقابلها. -2أن الشاايِ المبيااع يؤخااذ ربحا ماار واحااد ،ومااع ذلااك فال الااب أن يسااتمر نفع ا مااددا ً تطااوٌ أو تقصر على العك
من الربا فالدين يستهلك مر واحد في حين يستمر الربا سلسلة ال تنقطع.
-1يتهامن البياع مخااطر مان وجهاين :أولهماا مخااطر انخفاان الساعر أو كسااد السالعة وبوارهاا حينما يريد بيعها ،وثانيهما مخاطر الهالك والتلف فتر بقائها فاي حوزتا ،أماا رأ
مااٌ الرباا
ال مخاطر في بٌ هو دين مهمون في الذمة واجب الرد بمثل فال يتعرن ألي مخاطر. 019
وهذا الهابط األخير في الفرق بين الزيادتين الحالٌ والحرام ،ال يختلف بحااٌ ،ويمثاٌ جاوهر العملية االقتصادية المميز للنظام اإلسالمي عن النظاام الرباوي فاي مجااٌ اساتثمار النقاود ،فكلماا كاان رأ الماااٌ محااتمالً مخاااطر الهااالك والتلااف والخسااار كااان مااا يطاارأ علي ا ماان نماااِ وزياااد ربح اا ً مشاروعاً ،ودخلات العملياة االقتصاادية فاي بااب البياع والتجاار ،ورأ
المااٌ النقادي ال يتعارن لهاذى
المخاطر إال عان طرياق المشااركة إماا بعقاد شاركة مالياة أو بعقاد مهااربة وهاو ماا يطلاق عليا عقاد القران). وكلمااا كااان رأ الماااٌ دين اا ً مهاامونا ً فااي الذمااة آمن اا ً ماان الخسااار بعياادا ً عاان مخاااطر الهااالك والتلف كانت الزياد في ب ير عون ،وكان ربا محرماً.
ويعبر ابن تيمية عن هذا المعنى تعبيرا ً صاحيحا ً وصاادقا ً فيقاوٌ" :أن الرباا هاو طلاب الاربح في مبادلة الماٌ في غير صناعة وال تجار ،وأن حرم لما في من أخذ فهٌ على مالا ماع بقاِ مالك في المعنى". وإذن عدم التماثٌ بين الزياد في البيع ،والزياد في الربا يترتب علي التمايز الواهح بين نظام اقتصادي يقوم على الربا ويتمثٌ جوهرى في تقديم القرون المهمونة واجبة الرد مقابٌ زيااد ربوياة، وبين النظام االقتصادي اإلسالمي الذي يقوم في جاوهرى علاى عادم اساتحقاق رأ ساهم في تحمٌ المخاطر من تلاف وهاالك وخساران وال يتحقاق ذلاك إال علاى أساا الكاملة بين رأ
المااٌ للاربح إال إذا المشااركة المالياة
الماٌ والعمٌ في عملية اإلنتاج.
- تحريم الربا تقتهي الفطر اإلنسانية والعدالة االجتماعية: إن النظام االقتصادي اإلساالمي القاائم علاى تحماٌ رأ المااٌ للمخااطر كسابب مشاروت لنماوى وزيادتا هااو الااذي يااتالئم مااع الفطاار السااوية ،ألن كااٌ حااق يقابلا واجااب ،ويعااد تطبيقاا ً عملياا ً للقواعااد
الشرعية العامة التي تقرر :أن ال انم باال رم عماالً بقاوٌ رساوٌ اللا صالى اللا عليا وسالم" :الخاراج بالهمان". وتحمٌ رأ
الماٌ للمخاطر العادية عان طرياق المشااركة فاي الاربح والخساار كأساا
للنمااِ
والزياد ،هو الوساط العادٌ باين نقيهاين حرمهماا اإلساالم ،أولهماا االساتكثار مان الاربح باإلقادام علاى مخاطر تفوق المخاطر العادية للتجاار عان طرياق عقاود الهارر والمقاامر ،وثانيهماا الحصاوٌ علاى 001
ربح مهمون ب ير مخاطر وهو الرباا فكاال األمارين تحرياف للطبيعاة ،وانحاراف عان طرياق العادٌ، ويصدران عن دوافع غير إنسانية من األثر واألنانياة والجشاع فاي جماع المااٌ ب يار الطرياق المساتقيم ح هكما ً ِلنقَ هو ٍم يلوقِنلونَ المائد .)10 : س لن ِمنَ الل ِ ل َ و َم هن أ َ هح َ خالصااة القااوٌ :فااي الفاارق بااين الفوائااد الربويااة وبااين الااربح الحااالٌ هااو أن الفوائااد عبااار عاان مبادلة ماٌ بماٌ بزياد وبدون عون ،وهي الزياد المتولد من دين وثابتاة فاي الذماة ومهامون الارد بمثل ،أما الربح فإن متولد من بيع أي مبادلة شيئين مختلفى المنافع ،األشاياِ السالع) واألثماان النقاد) أي هناك سلعة وسيطة في عملية البيع.
-الخالصة لقد أمرنا الل سبحان وتعاالى بالهارب فاي األرن ابت ااِ الارزق الحاالٌ الطياب ،وساخر لناا نعم ظااهر وباطناة ،ومان باين هاذى الانعم :الماوارد الطبيعياة والعنصار البشاري والماوارد المالياة ، وال ليٌ والنهار والشم
والقمر والنجوم واألنهار والبحار والسحب والريات ونحو ذلك النافعاة للبشارية
لتعين اإلنسان على عمار األرن وعباد الل سبحان وتعالى . ولقد استنبط فقهاِ المسلمين مجموعة من الهوابط الشرعية للتعاماٌ ماع هاذى العواماٌ عواماٌ العمليااة اإلنتاجيااة) ،وذلاك لتحقيااق أقصااى عائااد ومنفعااة بمااا يعااود علااى أصااحاب هااذى العوامااٌ بالعائااد الحالٌ الطيب المرهي ،وبذلك تتحقق التنمية والرخاِ والحيا الكريمة . وتتمثٌ عوائد عوامٌ اإلنتاج في الثمن العدٌ للموارد الطبيعياة واألجار العادٌ للعنصار البشاري والربح الحالٌ لصاحب مالاك) المااٌ ،كماا أوجاب اإلساالم علاى المسالم الاذي يمتلاك أماواالً مان هاذى العوامٌ أن يدفع زكا الماٌ ،وبذلك يشارك مستحقي الزكاا فاي عوائاد عواماٌ اإلنتااج ،وهاذا يسااهم في التنمية اإلجتماعية واالقتصادية . ولقد نهى اإلسالم عن تبديد الموارد الطبيعية أو اإلسراف أو التباذير فاي اساتخدامها ،كماا نهاى عن بخ
أجور العماٌ ،كما حرم اإلسالم الفائد الربوية على المااٌ ،كماا حارم مناع الزكاا ألن ذلاك
كل من معوقات التنمية االقتصادية وإحداث التخلف . ويااري علماااِ االقتصاااد اإلسااالمي أن التنميااة الشاااملة تتحقااق إذا تفاعلاات عوامااٌ اإلنتاااج مااع بعهها في إطار تناسق ،ووفقا ً للسنن الكونية والمقدر بحكماة اللا ووفقاا ً للهاوابط الشارعية ،ورباط العائد بالجهد والسعي . 000
الفصٌ الساد
السلوك االقتصادي اإلسالمي 002
المحتويات -تقديم
.
هوابط السلوك اإلنتاجي في االقتصاد اإلسالمي . -هوابط السلوك االستهالكي في االقتصاد اإلسالمي .
-هوابط السلوك االستثماري في االقتصاد اإلسالمي .
-
الخالصة .
003
الفصٌ الساد
السلوك االقتصادي اإلسالمي -تقديم. لقد قرن اإلساالم باين العقياد والعماٌ وذلاك لحفاز اإلنساان علاى اإلنتااج للحصاوٌ علاى الارزق الحالٌ الطيب لينفق في على حاجات وإلشابات رغباتا وادخاار الفاائن واساتثمارى فاي الحاالٌ الطياب ليعاد إلى عملية اإلنتااج مار أخاري ،ويحادث التطاور والنمااِ ويعاود الخيار علاى البشارية ،وهاذى هاي دور العملية اإلنتاجية. ويحكم سلوك اإلنسان خاالٌ هاذى الادور فقا االقتصااد اإلساالمي ،والاذي يتمثاٌ فاي مجموعاة الهااوابط الشاارعية التااي تتعلااق باإلنتاااج واالسااتهالك والتوزيااع واالدخااار واالسااتثمار ،وذلااك لتحقيااق الجان غاية ال ايات العليا وهي عباد الل عز وجٌ مصداقا َ لقوٌ اللا تباارك وتعاالىَ :و َماا َخلَ هقاتل ِ
ق َو َما أ ل ِريا لد أَن يل ه اون ِ )13إن اللا َ لون َ )13ما أ ل ِري لد ِم هن لهم ِ نمن ِ نر هز ٍ َو ِ ط ِع لم ِ اإلن َ ِإال ِل َي هعبلد ِ له َو الرز ل اق ذلو القلو ِ ال َمتِ ل ين )12الذاريات). ويخااتي هااذا الفصااٌ باسااتنباط الهااوابط المعااايير) الشاارعية وبيااان األسا
االقتصااادية التااي
بشيِ من اإليجاز حسب تحكم سلوكيات اإلنتاج واالستهالك واالستثمار في االقتصاد اإلسالمي ،وذلك ِ ما يتسع ل المقام. ولقد خطط البحث بحيث يتم التركيز على المسائٌ اآلتية: هوابط السلوك اإلنتاجي في االقتصاد اإلسالمي . هوابط السلوك االستهالكي في االقتصاد اإلسالمي. -هوابط السلوك االستثماري في االقتصاد اإلسالمي.
004
-هوابط السلوك اإلنتاجي في االقتصاد اإلسالمي. -مفهوم اإلنتاج وعالقت بالحاجات األصلية لإلنسان في االقتصاد اإلسالمي يقصد باإلنتاج بصفة عامة بذٌ الجهد الكتشاف واسات الٌ الماوارد الطبيعياة المتاحاة ،وبااقتران العمٌ بالموارد الطبيعية تنتقاٌ هاذى الماوارد إلاى إنتااج ،الاذي يقاوم بالمنفعاة ويجاري عليا التباادٌ باين النا . ويتسااع مفهااوم اإلنتاااج فااي االقتصاااد اإلسااالمي ليشاامٌ إنتاااج الساالع والخاادمات المختلفااة النافعااة والمشروعة التي تفيد المخلوقاات جميعااً ،وفاق هاوابط الشاريعة اإلساالمية وطبقاا ً ل سا االقتصاادية المتوافقة معها. ويعتبر اإلنتاج في االقتصاد اإلسالمي من أهم مقومات تعمير األرن ،وتوفير سبٌ المعيشة الرغد الطيبة للنا
في الحيا الدنيا لكي يستطيعوا عباد الل عز وجٌ ،والذي أمر بالعمٌ من أجٌ
ام ل شوا فِي َمنَا ِك ِب َها ن َذللوالً فَ ه إنتاج الطيبات ،فقاٌ عز وجٌ :له َو الذِي َج َع ٌَ لَ لك لم األ َ هر َ َو لكللوا ِمن ِ نر هز ِق ِ َو ِإلَ هي ِ النُّ ل ور ََ الملك ،)91:كما وصف الل الطائفة التي تسعى وتهرب في ش ل ن َي هبت َ لونَ األرن ابت اِ الرزق بالمؤمنة بقول سبحان وتعالىَ :وآخ لَرونَ َيه ِهربلونَ ِفي األ َ هر ِ ٌ الل ِ المزمٌ ،)40 :وحث رسوٌ الل صلى الل ِمن فَ ه ه ٌِ الل ِ َوآخ لَرونَ يلقَاتِللونَ فِي َ سبِي ِ علي وسلم على العمٌ المنتج فقاٌ " :ما أكٌ أحد طعاما ً قط خير من أن يأكٌ من عمٌ يدى، وأن نبي الل داود كان يأكٌ من عمٌ يدى " رواى البخاري) وقاٌ صلى الل علي وسلم" : خير الكسب كسب يد العمٌ إذا نصح " رواى أحمد) ،وقاٌ صلى الل علي وسلم " :ألن يحتطب أحدكم على ظهرى خير ل من أن يسأٌ أحد فيعطي أو يمنع " رواى البخاري) ،وهناك عالقة سببية بين اإلنتاج والوفاِ بالحاجات األصلية لإلنسان ،والتي تقسم
إلى
نوعين هما: الحاجات المعنوية الروحية :مثٌ حاجة اإلنسان إلى األمن والطمأنينة والنوم والترويح والحريةوالتقرب إلى الل حتى يعي سعيدا ً مطمئناً. -الحاجات المادية :مثٌ المأكٌ والملب
والمشرب والمأوي والعالج والتعليم والزواج ،إلى غير
ذلك مما هو هروري لحيا اإلنسان ،وإلشبات غرائزى المادية المشروعة.
005
ولتحقيق الحاجات المادية يلزم العمٌ إلنتاج متطلباتها والتي عبر عنها فقهاِ اإلسالم بمقاصد الشريعة الخم
وهي :حفظ الدين والنف
والعقٌ والعرن والماٌ.
-التكييف الشرعي لإلنتاج في االقتصاد اإلسالمي لقد فرن الل على النا العمٌ ألجٌ اإلنتاج ،ووفقا للشاريعة اإلساالمية فالعماٌ يكاون لتحقياق المقاصد الشرعية وهي الهروريات والحاجيات والتحسينات ،فقاٌ عز وجاٌ فاي كتابا الكاريم َ وقلا ٌِ ب َوالشا َها َد ِ فَيلنَ ِبنائ ل لكم بِ َماا لكنات ل هم ع َملَ لكا هم َو َر ل عاا ِل ِم ال َيها ِ سات ل َر ُّدونَ إِلَاى َ سيَ َري اللا ل َ ساولل ل َو هال لمؤه ِمنلاونَ َو َ ا هع َمللوا فَ َ ت َ هع َمللاااونَ التوباااة )901 :وقااااٌ رساااوٌ اللااا صااالى اللااا عليااا وسااالم" :طلاااب الحاااالٌ فريهاااة بعاااد الفرائن" ،رواى الطبراني عن ابن عبا ) ،وجعاٌ رساوٌ اللا صالى اللا عليا وسالم العماٌ الحاالٌ
ب ية الكسب الحالٌ الطيب عباد ،فقاٌ صلى الل علي وسلم " :العباد عشر أجزاِ ،تساعة منهاا في طلب الحالٌ " ،ويقوٌ رسوٌ الل صلى الل علي وسالم " :إن الل يحب المؤمن المحترف " رواى الحاكم والترمذي). ولقد اعتبر اإلسالم العمٌ المنتج واجب شرعي طبقا ً للقاعد الشرعية التي تقاوٌ " إن ماا ال ياتم
الواجب إال ب فهو واجب" ،ويقوٌ الدكتور يوسف القرهاوي " :إن المسلم مطالب بعمل لمعاشا ولمعادى :هرور دنيوية ودينية " . ويتحمٌ مسئولية اإلنتاج في اإلسالم كٌ مان الدولاة واألفاراد ،كاٌ حساب ماا عليا مان واجباات وتبعااات ،وحسااب مااا لدي ا ماان إمكانيااات وطاقااات ومساائوليات ،وذلااك طبق اا ً ألحكااام ومبااادئ الشااريعة اإلسالمية. وتتمثٌ مسئولية الدولة تجاى العملية اإلنتاجية في النواحي اآلتية: إنتاج الهروريات والتي يقبٌ عليها األفراد لكفاية المجتمع. توجي االستثمارات العامة نحو مشروعات البنية األساسية الالزمة لإلنتاج. تهيئة البيئة المناسبة للعملية اإلنتاجية . توفير المرافق العامة لعملية اإلنتاج . حماية المجتمع من التلوث بسبب اإلنتاج .006
االطمئنان من االستخدام الرشيد للموارد الطبيعية . المراقبة على إنتاج األفراد لالطمئنان من أن يسير وفق الهوابط الشرعية. عدم مزاحمة األفراد في أنشطتهم اإلنتاجية.وتتمثٌ مسئولية األفراد تجاى العملية اإلنتاجية في النواحي اآلتية: توجي االستثمارات والطاقات البشرية تجاى المشروعات اإلنتاجية النافعة شرعا ً . عدم اإلسراف والتبذير في استخدام الموارد الطبيعية أو تبديدها. عدم إحداث تلوث في البيئة أو إحداث هرر في المجتمع . القيام بالمسئولية اإلجتماعية تجاى المجتمع. االلتزام بتوجيهات ولي األمر ما دامت ال تتعارن مع قواعد الشريعة اإلسالمية . االلتزام بأداِ الفرائن وااللتزامات المالية للدولة .ويجااب علااى الدولااة تجاااى رجاااٌ األعماااٌ المنتجااين عاادم وهااع المعوقااات والقيااود طالمااا أنهاام ملتزمون بالهوابط الشرعية اإلسالمية ،وفي هاذا الخصاوي يقاوٌ ابان تيمياة " :)99يجاب علاى ولاي األمااار مكافحاااة األعمااااٌ الهاااار باعتبارهاااا منكااارا ً مثاااٌ تعااااطي الرذيلاااة وامتهاااان الفاحشاااة وإقاماااة باأجر
الخمارات ...وما في حكم ذلاك ،كماا يجاب عليا كاذلك إجباار العااملين إلنتااج ماا يحتاجا الناا المثٌ " ،ويهيف قائالً " إن احتاج النا إلى صاناعة طائفاة كالفالحاة والنسااجة والبنااِ ،وغيار ذلاك، وعلى ولي األمر أن يلزمهم باذلك باأجر ماثلهم فإنا ال تاتم مصاالح المسالمين إال باذلك ب ،فاإذا احتااج النا
إلى من يصنع لهم آالت الجهاد من سالت وعتاد وغير ذلك فيستعمٌ بأجر المثٌ".
-الهوابط الشرعية لإلنتاج في االقتصاد اإلسالمي لقد تهمنت الشريعة اإلسالمية األحكام والمبادئ التاي تهابط اإلنتااج وترشاد اساتخدام العواماٌ التي تشترك في إيجادى ،كماا اساتنبط فقهااِ المسالمين أسا
رفاع الكفااِ اإلنتاجياة ،وكاان لتطبياق هاذى
األحكام والمبادئ الدور األساسي في توفير اإلنتاج الطيب والوفير للمسلمين في صدر اإلسالم .)94 ( – )0ابن تيمية ،السياسة الشرعية – صفحة 078وما بعدها .
( – )0اإلمام أبو حامد الغزالي " ،المستصفى " ،دار الكتب العلمية ،بيروت 0983 ،م.
007
ومن بين الهوابط الشرعية التي تهبط اإلنتاج ما يلي:
( – )0إنتااج الحااالٌ الطيااب وتجنااب الخبائااث ،وأساا ذلااك قااوٌ اللا تبااارك وتعااالى َ :ويل ِحا ٌُّ لَ لها لم ت َويل َح ِ نار لم َعلَا هي ِه لم ال َخبَائِ َ اث األعاراف )913 :ويقاوٌ رساوٌ اللا صالى اللا عليا الط ِينبَا ِ وسلم" :طلب الحالٌ فريهة بعد الفرائن" ،رواى الطبرانى عن ابن عبا ). ( – )2اإلنتاج حسب األولوياات اإلساالمية ،وهاي الهاروريات ثام الحاجياات ثام التحساينات ،وتجناب إنتاج الترفيات والمظهريات. ( – )3تجويد اإلنتاج حسب االشاتراطات والمواصافات الفنياة ،وهاذا ماا يطلاق عليا فاي الفقا إحساان
العمٌ ،ودليٌ ذلك قوٌ رسوٌ اللا صالى اللا عليا وسالم " :إن اللا كتاب اإلحساان علاى كٌ شيِ ...الحديث " رواى مسلم). ( – )4إتقان األخذ باألسباب والتوكٌ على الل ،وهذا مان خصااٌ الماؤمن التقاي ،ولاذلك ثاواب الادنيا وحسن ثواب اآلخر . ( – )5التركيز على المشروعات اإلنتاجية التي تولد الرزق ألكبر عدد من األحياِ ،سواِ أكان إنساانا ً أو حيوانا ً أو طيرا ً مما هو مفيد للمخلوقات ،وأصٌ ذلك قوٌ رسوٌ الل صلى الل علي وسالم:
" ما من مسلم ي ر القيامة" رواى مسلم).
غرسا ً فيأكٌ منا إنساانا ً وال حيواناا ً وال طيارا ً إالن كاان لا ياوم
( – )6التركيااز علااى المشااروعات اإلنتاجيااة التااي تحساان مسااتوي المعيشااة للفقااراِ وتشا ٌ أكباار عاادد ممكن من العاطلين ،وذلك إلحداث التنمية االقتصادية المتوازنة في المجتمع اإلسالمي. ( – )7تحقيق التوازن بين مصالحة األجيااٌ الحاهار واألجيااٌ المقبلاة وذلاك مان خاالٌ التنوياع باين المشاااروعات اإلنتاجياااة قصاااير األجاااٌ لتخااادم األجيااااٌ الحاهااار ،والمشاااروعات اإلنتاجياااة
األساسية لخدمة األجياٌ المقبلة ،وهذا مستنبط من قوٌ الل تباارك وتعاالىَ :والاذِينَ َجاا لِوا الحشار: اان ِم هن َب هع ِد ِه هم َيقلوللونَ َربنَا ا هغ ِف هر لَنَا َو ِإل هخ َوانِنَا الذِينَ َ س َبقلونَا ِب ِ اإلي َم ِ .)90
-
اإلمام أبو إسحاق الشاطبي " ،الموافقات في أصول الشريعة " ،القاهرة ،المكتبة التجارية ،الجزء الثاني .
008
( – )8تجنب المشروعات التي تؤدي إلى تلوث البيئاة ،وفاي حالاة الهارور يلازم اتخااذ اإلجاراِات الالزمة لمعالجة تلك اآلثار ،وأسا
ذلك قوٌ رسوٌ الل صلى الل علي
وسالم" :ال هارر
والهرار" رواى اإلمام أحمد). ( - )9اختيار المشروعات التي تحفظ الماٌ وتنمي وتحقاق تنمياة اجتماعياة واقتصاادية وتحفاظ الادين، والنف ،والعقٌ ،والنسٌ أوالنسب ،والماٌ ،والهروريات هي التي تحفظ هذى األماور الخمساة التااي هااي عبااار عاان عاااملين فقااط همااا اإلنسااان والماااٌ ،فالاادين والاانف
والعقااٌ والنسااٌ همااا
لإلنسان.
-مقومات اإلنتاج في المنهج االقتصادي اإلسالمي يعتمد اإلنتاج في المنهج االقتصادي اإلسالمي على مقومات أساسية سبق أن تناولناها بالتفصيٌ في الفصٌ السابق والتي تتلخي في اآلتي: – )9العمٌ :ويتمثٌ في الجهد العهلي والذهني وتراكم المعرفة. – )4الموارد الطبيعية :التي سخرها الل لعبادى. – )4الماٌ :الذي رزق الل لعبادى. – )2ما سخرى الل عز وجٌ :من مقومات أخري باطنة لم تعرف بعد. ويركز اإلسالم على عنصر العمٌ باعتبارى أهم ركن في العملية اإلنتاجية واشترط في مجموعة من الشروط سبق وأن تناولناها في الفصٌ الثاني وتتلخي في اآلتي: القيم اإليمانية :ومنها اإليمان والتوقي والصالت واستشعار مراقبة الل في كٌ األعماٌوالمحاسبة والمراقبة الذاتية. القيم األخالقية :ومنها األمانة والصدق واإلخالي واإلتقان واالنهباط والوفاِ . القيم السلوكية :ومنها الحب واألخو والتعاون والتكافٌ والتهامن والتسامح والتيسير والقناعة . الكفاِ الفنية :مثٌ المعرفة الفنية واستخدام أساليب التقنية الحديثة ما دامت ال تتعارن معالشريعة اإلسالمية. ويجاااااب علاااااى الدولاااااة أن تاااااوفر للعنصااااار البشاااااري العاماااااٌ بيئاااااة صاااااالحة ليقاااااوم بااااادورى في عمار األرن. 009
ولقااد ربااط اإلسااالم بااين الفاارد واإلنتاجيااة والتااي يقصااد بهااا مقيااا اإلنتاج المسببة لهذا الناتج ،وتوجد إنتاجية للعمٌ ،وإنتاجية لارأ
العالقااة بااين الناااتج وعوامااٌ
المااٌ ،وإنتاجياة األرن ،واإلنتاجياة
الكلية هي قيمة الناتج مقسومة على قيم عوامٌ اإلنتاج. وأهم المقومات اإلسالمية لرفع اإلنتاجية وجود اإلنتاج ما يلي: – )9االهتم اام بانتقاااِ وإعااداد وتاادريب العامااٌ وتنميت ا عقااديا ً وخلقي اا ً وساالوكيا ً وفني اا ً وفق اا ً لمعااايير الكفاِ واألمانة ،وتحقيق األمن والسكينة ل والجازاِ العادٌ واألجار اإلهاافي ،فالياد المرتعشاة ال تبدت وال تبتكر. – )4تنمياة الماوارد الطبيعياة والمحافظااة عليهاا وترشايد اسااتخدامها باألسااليب المفياد والنافعااة دون إسراف أو تبذير أو تبديد ،ويجب األخذ بأساليب التقنية الحديثة المشروعة. – )4المحافظة على المااٌ وتنميتا وتوظيفا وفقاا ً ل سا
والصاي اإلساالمية التاي ترفاع مان كفااِ
تشااا يل ،ومنعااا مااان التشااا يٌ الحااارام ،ومااان أهمهاااا :الرباااا واالكتنااااز والحاااث علاااى االدخاااار واالستثمار وفقا ً للصي اإلسالمية. – )2تطوير وتنمية المؤسسات المالية وكاذلك األدوات واألسااليب واألساواق اإلساالمية التاي تسااهم في تسهيٌ سايولة األماواٌ مان وإلاى الوحادات االقتصاادية والنظار إلاى هاذى المؤسساات المالياة على أنها وسيلة ل اية ،هي توفير األمواٌ للتمويٌ واستخدام في اإلنتاج طبقاا ً لصاي االساتثمار اإلسالمي. – )1هبط وترشيد نفقات اإلنتااج وتطهيرهاا مان كاٌ ناواحي اإلساراف والهايات والتباذير والتارف والمظهرية ألن ذلك يقود إلاى تخفاين التكلفاة وزيااد العائاد بماا يمكان الوحاد االقتصاادية مان النمو والتطوير.
-هوابط السلوك االستهالكي في االقتصاد اإلسالمي -مفهوم االستهالك وعالقت بالحاجات األصلية في االقتصاد اإلسالمي
021
االستهالك في الشرت هو اإلنفاق بمعناى الل وي وهو اإلفناِ بالنسبة للماٌ مع اإلنساان بنفسا أو بواسطة غيرى ،بشرط أن يكون مشروعا إي فيما أحل اللا ،ويقصاد بسالوك المساتهلك بأنا التصارفات واألفعاٌ التي يقوم بها عند اتخاذ قرار باإلنفاق لشراِ حاجات أو إشبات رغبات . ويحكم ذلك مجموعة من الحوافز والبواعث والعادات والتقالياد واألعاراف الساائد فاي المجتماع والتي تعارف عليها النا ،وينهبط هذا السلوك في اإلساالم بمنظوماة مان القايم اإليمانياة واألخالقياة، وكذلك منظومة الهوابط الشرعية حتى يكاون قارارى االساتهالكي متوافقاا ً ماع أحكاام ومباادئ الشاريعة اإلسالمية ،ولقد سبق أن تناولنا ذلك تفصيالً في الفصٌ الثاني.
-أثر القيم اإليمانية واألخالقية على سلوك المستهلك في االقتصاد اإلسالمي يعتقااد المسااتهلك المساالم بااأن ال ايااة ماان اإلنفاااق تااوفير الحاجااات األصاالية لبناااِ الجسااد لطاعااة وعباد الل ،وتأسيسا ً على ذلك فإن يلتزم في سلوك بشرت اللا عاز وجاٌ حتاى ينااٌ الثاواب واألجار، ويتجنب ما نهى الل عن وهذا يحقق ل االطمئنان القلبي والراحة النفسية. كما أن تحلي المستهلك بخلق األماناة والصادق واالعتاداٌ والقناعاة والساماحة والوفااِ ،وتجناب اإلسراف والتبذير والترف والبذخ والمظهرية والتقليد المخالف لشرت اللا عاز وجاٌ ،يحقاق لا سالوك استهالكي رشيد . وخالي القوٌ ينجم عان القايم اإليمانياة واألخالقياة للمساتهلك المسالم سالوكاًَل ساويا ً يقاود نحاو الحالٌ الطيب النافع.
-الهوابط الشرعية للسلوك االستهالكي في االقتصاد اإلسالمي يقصد بالهوابط الشرعية للسلوك االستهالكي بأنها األحكام والمبادئ الكلية التاي تهابط سالوك المستهلك ،وتهدف إلى تحقيق ما يلي: بيان حكم الل في األعماٌ والتصرفات والقرارات االستهالكية بين الحٌ والحرمة. تعتبر المرشد إلى الحالٌ التباع ،والحرام لتجنب . -تعتبر من المقايي
لتقويم السلوك االستهالكي ل فراد والمؤسسات.
تعتبر المرجع لتوقيع العقوبة على السلوكيات المخالفة.020
وتتساام هااذى الهااوابط بخصااائي ماان أهمهااا :الثبااات والشاامولية واالسااتمرارية والموهااوعية والعقالنية والقابلية للتطبيق في كٌ زمان ومكان. وتقسم هذى الهوابط إلى مجموعتين هما : هوابط السلوك االستهالكي في مجاٌ المباحات الواجبات). هوابط السلوك االستهالكي في مجاٌ المحرمات المنهيات).بشيِ من التفصيٌ في البنود التالية: وسوف نتناوٌ كٌ مجموعة من هذى المجموعات ِ
-مقومات السلوك االقتصادي الرشيد في االقتصاد اإلسالمي هناك العديد من المؤثرات والمقومات في السلوك االقتصادي اإلسالمي ،نلخصها في اآلتي: عامٌ إشبات الحاجات والرغبات . عامٌ توافر اإلمكانيات والقدرات. عامٌ القيم اإليمانية واألخالقية . عامٌ الهوابط الشرعية. عامٌ األسعار الناجمة من تفاعٌ العرن والطلب. عوامٌ أخري معنوية.فااااإذا تااااوافرت هااااذى المقومااااات والعوامااااٌ كااااان الساااالوك رشاااايدا ً ويحقااااق اإلشاااابات المااااادي والروحي للمستهلك.
-طبيعة الهوابط الشرعية للسلوك االستهالكي في مجاٌ المباحات الواجبات). يقصد بالهوابط الشرعية التي تتعلق بالمباحات :أنها التي يجب أن يكون سلوك المستهلك طبقا ً لها ،أي من الواجبات ،وما ال يتم الواجب إالن ب فهو واجب ،ومن أهم هذى الهوابط ما يلي:
022
أوالً :اإلنفاق في المبات شرعا ً الحالٌ ) :يستشعر المستهلك المسالم باأن اإلنفااق وفقاا ً لشارت الل عباد وطاعة يثااب عليهاا ،وهاذا يدفعا ويحثا أن يكاون سالوك مطابقاا ً لماا أمار اللا با ،
ن وفااى هااذا الخصااوي يقااوٌ اللا تبااارك وتعااالى َ :يااا أَيُّ َهااا النااا ل لكللااوا ِممااا فِااي األ َ هر ِ ط ِينباا ً َوالَ تَتبِعلاوا لخ ل ت الشا هي َ َحاالالً َ عاد ٌّلو ُّمبِاين البقار ، ) 933 : ط َاوا ِ ان إِنا ل لَ لكا هم َ ط ِ وأمرنا الرسوٌ صلى الل علي وسلم تحري الحالٌ وتجنب الحارام بصافة عاماة ،فقااٌ " :إن الحالٌ بين والحرام بين ،وبينهما أمور متشابهات ال يعلمهام كثيار مان الناا ،فمان اتقى الشبهات فقد استبرأ لدين وعره … الحديث رواى البخاري ومسلم) ،ويحكم هاذا الهابط القاعد الشارعية :األصاٌ فاي المعاامالت الحاٌ ماا لام يتعاارن ماع ناي مان الكتااب والسنة. ثانيا ً :اإلنفاق في الطيبات :لقد أمرنا سبحان وتعالى أن يكون اإلنفااق فاي مجااٌ الطيباات ،ودلياٌ
ت َويل َح ِ نار لم َعلَا هي ِه لم ال َخبَائِ َ اث ذلك من الكتاب قاوٌ اللا عاز وجاٌ َ :ويل ِحا ٌُّ لَ لها لم الط ِينبَاا ِ
األعراف ،) 913:وكذلك قول عز وجٌ :قل هٌ َم هن َحر َم ِزينَةَ الل ِ الَتِاي أ َ هخ َار َج ِل ِعبَاا ِد ِى صاةً َي هاو َم ال ِق َيا َما ِة َكا َذ ِل َك َوالط ِين َبا ِ ت ِمنَ ِ ن ي ِللذِينَ آ َمنلوا فِي ال َح َيا ِ ال ُّد هن َيا خَا ِل َ الر هز ِ ق قل هٌ ِه َ ت ِلقَ هو ٍم َي هعلَ لماونَ األعاراف ،)44 :ودلياٌ ذلاك مان السانة النبوياة المباركاة ص لٌ اآل َيا ِ نلفَ ِ ن قوٌ الرسوٌ صلى الل علي وسلم " إن اللا طياب ال يقباٌ إالً طيباا " رواى مسالم )، كما ورد في هذا الخصوي قوٌ الرسوٌ صلى الل علي وسلم " :إن الل حرم بياع الخمار والميتة والخنزير واألصنام ،فقيٌ يا رسوٌ الل :أرأيت شحومها ؟ فإنهاا تطلاى بهاا السفن ويدهن بها الجلود ويستصبح بها النا ،فقاٌ صالى اللا عليا وسالم " :ال ،هاو حرام ،ثم قاٌ :قاتٌ الل اليهود إن الل حرم عليهم شحومها فجملوها ثم باعوها " رواى البخاري).
ولقد حدد فقه اِ المسلمين بعن األجنا
المحرمة منها على سبيٌ المثاٌ :الخمور والميتة
والخنزير والدم والنجاسات والدم والطباق السجائر) واألصنام واألوثان والصلبان وكتب الكفار وكٌ ما يفسد العقيد ويدمر األخالق ويهلك البدن ،أي كٌ ما يتعارن مع مقاصد الشريعة اإلسالمية وهى حفظ الدين والنف
والعقٌ والعرن والماٌ. 023
ويجب ع لى المستهلك المسلم أن ينفق مال فى شراِ السلع والخدمات الطيبة والتى تعود علي وعلى المجتمع اإلسالمي بالنفع وأن يمتنع عن اإلنفاق فى مجاٌ الخبائث حتى ال يهيع مال بدون منفعة معتبر شرعاً. والبعد التربوي في التعامٌ في الحالٌ هو االلتزام بأوامر الل عز وجٌ وهدي رسول صلى الل علي وسلم كما أن ت جنب الخبائث في الخير الكثير والبركة من الل سبحان وتعالى ،ويهاف إلى ذلك أيها ً احترام وتقدير المجتمع الذي يتمسك بالحالٌ الطيب. ثالثا ً :االعتداٌ في اإلنفاق :من قواعاد اإلنفااق فاي اإلساالم " الوساطية " دون إساراف أو تقتيار ، وتجمياد
ألن في اإلسراف مفسد للماٌ وللنف وللمجتمع ،وكذلك الوهع في التقتير ففي حب للماٌ عن وظيفت التي خلقها اللا لا وكالهماا يسابب خلاالً فاي النظاام االقتصاادي ،وأصاٌ هاذا
األسا من القرآن الكريم قوٌ الل تباارك وتعاالى فاي وصاف عباادى الماؤمنين َ :والاذِينَ ِإ َذا اك قَ َواماا ً الفرقاان ،) 33 :وقولا عاز وجاٌ أَنفَقلوا لَ هم يل هس ِرفلوا َولَ هم َي هقت ل لاروا َو َكاانَ َبايهنَ َذ ِل َ سا ه اط فَت َ هقعلا َد َمللومااـا ً كاذلك َ :والَ ت َ هجعَ ه عنل ِق َ اـٌ يَا َد َك َم هللــاـولَةً إِلَاى ل اط َها لكاٌ البَ هس ِ اك َوالَ ت َ هب ل سورا ً .اإلسراِ ،) 41 :فتحن هذى اآليات على الوسطية في اإلنفاق ،ولقد حادد رساوٌ م هح ل الل صلى الل علي وسلم نطااق االعتاداٌ والوساطية فاي الحاديث الشاريف " :كاٌ ماا شائت ، واشاارب مااا شاائت ،والااب مااا شاائت ،مااا أخطأتااك اثنتااان :ساارف ومخيلااة " رواى البخاري) ،ولقد ورد هذا الحديث برواية أخري هي " :كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا ماا لم يخالط إسراف أو مخلية " رواى ابن ماجاة عان عمار بان شاعيب عان أبيا عان جادى )، فاألصااٌ فااي اإلنفاااق الحااٌ مااا دام ال يتجاااوز اإلسااراف والتقتياار وكااان خاليااا ً ماان المظهريااة والخيالِ.
ويعتبر التوسط واالعتداٌ بين الحد األدنى لإلنفاق الذي دون يكون التقتير ،وبين الحد األقصى الذي فوق يكون اإلسراف ،وفى هذا الخصوي يقوٌ الفخر الرازي " :لكٌ خلف طرفين :إفراط وتفريط وهما مذمومان فالتقتير إفراط فى اإلمساك ،واإلسراف إفراط فى مذمومان ،والخلق الفاهٌ هو العدٌ والوسط. 024
اإلنفاق ،وهما
ونخلي من األدلة السابقة أن اإلسالم يسع كٌ أنماط االستهالك حسب سعة كٌ مستهلك فى إطار عدم التجاوز إلى التقتير أو اإلسراف وفى هذا مرونة إشبات الرغبات المحدود . ويتمثٌ البعد التربوي لهذا األسا
هو كبح هوي النف
الشحيحة المقتر وكذلك النف
الشرحة
المسرفة ،وهذا ما يجب أن نربي أوالدنا وأنفسنا علي سواِ على مستوي اإلنفاق الفردي أو اإلنفاق األسري أو اإلنفاق الحكومي. رابعا ً :االلتزام بسلم األولوياات اإلساالمية :يجاب أن يرتاب المساتهلك المسالم أولوياات اإلنفااق طبقاااا ً لسااالم األولوياااات اإلساااالمية التاااي وهاااعها الفقهااااِ وهاااى :الهاااروريات فالحاجياااات فالتحسينات ،وتحليٌ ذلك على النحو التالي: أ) – اإلنفاق على الهروريات :ويقصد بها ما ينفق لقوام النا
والمخلوقات ويحقق
المقاصد الشرعية ،وال يمكن أن تستقيم الحيا بدونها ،مثٌ نفقات المأكٌ والمشرب والمسكن والصحة واألمن والعلم والزواج. ب) – اإلنفاق على الحاجيات :ويقصد بها ما ينفق على ما يحتاج النا لجعٌ حياتهم ميسر وتخفف من المشاق والمتاعب ،وال يجب اإلنفاق على الحاجيات إالن بعد استيفاِ مطالب الهروريات وهى أيها ً تتعلق بالمقاصد الشرعية. ج) – اإلنفاق على التحسينات :وتتمثٌ في بنود النفقات التي تجعٌ حيا اإلنسان رغدى طيبة وعلى أحسن حاٌ عن حالة الهروريات والحاجيات ،وال يجب اإلنفاق عليها إالن بعد استكماٌ نفقات الهروريات والحاجيات.
ومن ثم يجب على األفراد والحكومات االلتزام بهذى األولويات عند اإلنفاق لتحقيق مقاصد الشريعة ،ومن ناحية أخري ال يجوز إنفاق الماٌ فيما يعرن هذى المقاصد للهالك والهرر مثٌ شراِ المدمنات والمكيفات والدخان والخمور وشراِ األفالم الفاسد وما فى حكم ذلك.
025
ويتطلب تطبيق هذا الهابط أن يقوم الفرد والحكومة بحصر النفقات وتقسيمها إلى ثالث مجموعات حسب األولويات ثم تقدير اإليرادات المتوقعة وفى هوِ ذلك يتم ترتيب بنود اإلنفاق ، وهذا يجنب األفراد والحكومة معظم المشاكٌ الناجمة عن اإلسراف والتبذير فى بنود ليست من الهروريات والحاجيات . ويتمثٌ البعد التربوي لهذا األسا فى تربية النف على النظام والترتيب فى هوِ اإلمكانيات والطاقات المتاحة واالعتماد على الذات بقدر اإلمكان ،وال يقترن إالن لهرور أو حاجة كما يحمي اإلنسان من هموم الديون بدون سبب معتبر شرعا ً ،كما يوج المسلم نحو الموازنة بين الكسب واإلنفاق واالدخار لوقت الحاجة.
-الهوابط الشرعية للسلوك االستهالكي التي تتعلق بتجنب المحرمات. لقد استنبط الفقهاِ مجموعة من الهوابط الشرعية للسلوك االستهالكي تتعلق بالمنهي عن شارعا ً وتتمثٌ في المحرمات الواجب تجنبها ألنها تتعارن ماع مقاصاد الشاريعة اإلساالمية وهاى حفاظ الادين والنف
والعقٌ والعرن والماٌ ،ومن أهم هذى الهوابط ما يلي:
أوالً :تجنب التقتير :ويقصد بالتقتير اصطالحا ً في مجاٌ اإلنفاق هو التهييق عن الواجب أن يكاون في ظٌ الظروف العادية ،وبل ة االقتصاد والمحاسبة هو اإلنفاق دون المعيار أو الانمط الواجاب أن يكون.
ولقد نهى الل سبحان وتعالى عن التقتير في قوٌ الل تبارك وتعالىَ :وال ِذينَ ِإ َذا أَنفَقلوا َل هم ك قَ َواما ً الفرقان ، ) 33 :ولقد ورد في تفسير هذى اآلية ما يل هس ِرفلوا َولَ هم َي هقت ل لروا َو َكانَ َبيهنَ َذ ِل َ يلي :يقوٌ ابن كثير " :أي ليسوا بمبذرين في إنفاقهم فيصرفون فوق الحاجة ،وال بخالِ على أهليهم فيقصرون في حقهم فال يكلفونهم عدالً ……… ، .ويوهح القرآن الكريم أن النف البشرية تخشى
الفقر والعوز ،فهي مقتر بطبيعتها ودليٌ ذلك قوٌ الل عز وجٌ :قلٌ ل هو أَنت ل هم ت َ هم ِل لكونَ خَزَ ائِنَ س ل ان قَتلورا ً اإلسراِ )900 :وقول تبارك اإلن َ َر هح َم ِة َر ِبني ِإذا ً أل َ هم َ ق َو َكانَ ِ س هكت ل هم َخ هش َيةَ ِ اإلنفَا ِ ك اإلسراِ.) 41 : عنل ِق َ وتعالىَ :والَ ت َ هجعَ هٌ يَ َد َك َم هللولَةً إِلَى ل ويعتبر التقتير من أمران النف
البشرية وهو الشح الذي نهى عن رسوٌ الل صلى الل علي
وسلم في قول " :اتقوا الشح فإن أهلك من كان قبلكم " رواى مسلم ).
026
ويقوٌ علماِ االقتصاد اإلسالمي أن التقتير يؤدي إلى حدوث الكساد االقتصادي حيث ينكم الطلب على السلع والخدمات وهذا بدورى يقود إلى سلسلة من المهاعفات تنتهي بانخفان اإلنتاج وتقليي العمالة وزياد البطالة ،فهناك حد أدنى لإلنفاق حتى ولو كان الدخٌ ال يكفي ويعون الفرق من خالٌ الزكا والصدقات ونحوها. ويتمثٌ الجانب التربوي في تحريم التقتير أن يحمي النف
البشرية من آفة الشح وظلمها
لصاحبها وحرمان مما أحٌ الل ل ،كما أن يحمي المجتمع من الهالك ،وهذا ما أشار إلي الرسوٌ
صلى الل علي وسلم بقول " :إياكم والشح فإن أهلك من كان قبلكم ،أمرهم بالبخٌ فبخلوا، وأمرهم بالقطيعة فقطعوا ،وأمرهم بالفجور ففجروا" متفق علي ) وفى رواية أخري :اتقوا الظلم ،فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ،واتقوا الشح ،فإن الشح أهلك من كان قبلكم ،حملهم على أن سفكوا دماِهم ،واستحلو محارهم " رواى مسلم ). ويتهح من ذلك أن يجب تربية النف البشرية على الوسطية واالعتداٌ وتجنبها التقتير والبخٌ والشح حتى ال يترتب على ذلك هررا ً باإلنسان وبالمجتمع ،كما أن التقتير أحيانا ً يدفع األوالد إلى مفاسد األخالق ومنها السرقة. ثانيا ً :تجنب اإلسراف :اإلسراف ل ة هو مجاوز الحد في الشيِ وهاو ماا جااوز القصاد منا ،وشارعا هو تجاوز الحد األقصى لإلنفاق المبات المساموت با بماا يخرجا عان القصاد الشارعي منا فاي هوِ الظروف واإلمكانيات المتاحة للمستهلك ،ودليٌ ذلك من القرآن قاوٌ اللا تباارك وتعاالى: اك قَ َواماا ً الفرقاان ) 33 :وقولا َ والذِينَ ِإ َذا أَنفَقلوا لَ هم يل هس ِرفلوا َولَ هم يَ هقت ل لروا َو َكانَ بَيهنَ َذ ِل َ عز وج :يَا بَنِي آ َد َم لخذلوا ِزينَت َ لك هم ِعن َد لك ِنٌ َم هس ِج ٍد َو لكللوا َوا هش َاربلوا َوالَ ت ل هس ِارفلوا ِإنا ل الَ
يل ِحاابُّ ال لم هسا ِار ِفينَ األعااراف ) 49 :وقولا ساابحان وتعاااٌ :لكللااوا ِماان ث َ َما ِار ِى ِإ َذا أَثه َما َار صا ِد ِى َوالَ ت ل هس ِرفلوا إِن ل الَ يل ِحبُّ ال لم هس ِرفِينَ " األنعام.) 929 : َوآتلوا َحق ل يَ هو َم َح َ
ولقد ورد في السنة النبوية الشريفة أحاديث عن النهي عن اإلسراف منها ما سبق ذكرى مثٌ قول
صلى الل علي وسلم" :كٌ ما شئت ،واشرب ما شئت ،والب اثنتان :سرف ومخلية " رواى البخاري).
ما شئت ،ما أخطأتك
والعلة من تحريم اإلسراف أن يبدد األمواٌ بدون منفعة معتبر شرعاً ،ومن المنظور االقتصادي قد يقود اإلسراف إلى التهخم واالعتداِ على حقوق األجياٌ القادمة ،ومن المنظور الطبي فإن يؤدي إلى اإلهرار بالبدن ،ولقد وهع رسوٌ الل صلى الل علي 027
وسلم في مجاٌ الطعام معايير يجب االلتزام بها فقاٌ" :ما م ابن آدم وعاِ شرا ً من بطن ، فإن كان البد ،فثلث للطعام ،وثلث للشراب وثلث للنف " أخرج الحاكم ) ،ومن المنظور االجتماعي يقود اإلسراف إلى الفساد االجتماعي ،فإن كان هناك سعة من الماٌ فلتوج إلى الفقراِ الذين ال يجدون الهروريات في صور زكا أو صدقات أو وقف أو وصايا. البشرية من الشارى ،وكابح هواهاا مان أن
ويتمثٌ البعد التربوي لتحريم اإلسراف في حماية النف تط ى فتهٌ وتشقى ،كما يربيهاا أيهاا ً علاى حفاظ حقاوق األجيااٌ وتجناب مصااحبة المسارفين الاذين يفسدون في األرن وال يصلحون ،باإلهافة إلى ذلك استشعار المحاسبة األخروية أماام اللا للمحاسابة
اارفِينَ لهاا هم عاان هااذا اإلسااراف وتبديااد نعماا عااز وجااٌ ،وصاادق اللاا العظاايم القائااٌ َ :وأَن ال لم هس ِ ار غافر ،) 24 :ولقد وصف الل سبحان وتعالى فرعاون بصافة المسارفين فقااٌ جاٌ ص َح ل أَ ه اب الن ِ اين ِ ،ماان فِ هر َعا هاونَ ِإن ا ل َكااانَ َعا ِلي اا ً ِ نماانَ شااأن َ :ولَقَ ا هد نَج هينَااا بَنِااي ِإ هسا َارائِي ٌَ ِماانَ ال َع ا َذا ِ ب ال لم ِها ِ س ِر ِفينَ الدخان.) 49- 40 : ال لم ه ثالثا :تجنب التبذير :التبذير ل ة هو اإلساراف فاي رماي الباذر فاي األرن بماا ال فائاد منا ،ويقصاد بالتبااذير شاارعا اإلنفاااق علااى المحرمااات والخبائااث الت اي نهااى الل ا عنهااا وهااو نااوت ماان أنااوات اإلسراف ،وأكثر من لجرما ،ولقد وردت بعن اآليات التي تندد بالمبذرين وتجعلهم مان إخاوان
ت َذا القل هر َبى َحق ل َو هال ِم هس ِكينَ َوابهنَ السا ِبي ٌِ َوالَ الشياطين ،مثٌ قول الل تبارك وتعالىَ :وآ ِ ين َو َكااانَ الش ا هي َ ط ل ان ِل َر ِبن ا ِ َكفلااورا ً تلبَ اذن هِر ت َ هب اذِيراً ،إِن ال لمبَ اذن ِِرينَ َكااانلوا إِ هخا َاوانَ الش ايَ ِ اط ِ اإلسراِ ،) 43-43 :فالمبذر ينفق مال في معصية الل عز وجٌ متبعا ً هاوي نفسا التاي تساير في طريق الشيطان الرجيم. ويعتبر التبذير هياعا ً للماٌ بدون منفعة معتبر شرعا ً ولقد نهى رسوٌ الل صلى الل علي وسلم
عن ذلك في قول ..……:وكرى لكم قيٌ وقاٌ ،وكثر السؤاٌ ،وإهاعة الماٌ" متفق علي ). وال يختلف البعد االقتصادي واالجتماعي والصحي والتربوي لتحريم التبذير عن ما سبق بيان في حالة اإلسراف ،فكالهما تبديد وهيات للماٌ بدون منفعة كما أنهما من أبواب الترف والفساد في األرن. وفي الصفحة التالية تمثيٌ بياني يوهح حدود الوسطية بين خطي اإلسراف والتقتير. 028
منطقة اإلسراف
029
نقطة الحد األقصى للمبات شرعا ً
خط اإلسراف ال يجوز تجاوزى إلى ففوق حرام أعلى منطقة اإلنفاق المبات
خط القوام الوسطية واالعتداٌ )
نقطة القوام
خط التقتير ال يجوز تجاوزى إلى أدنى حرام فدون
منطقة التقتير
التمثيٌ البياني لحدود الوسطية االعتداٌ )
نقطة الحد األدنى للمبات شرعا ً
بين خطى اإلسراف والتقتير
رابعا ً :تجناب النفقاات الترفيهياة والمظهرياة :تحارم الشاريعة اإلساالمية النفقاات الترفيهياة بصافة قطعية ألنها تؤدي إلى الفساد والهالك وهذا التحريم يخي الفرد في مال الخاي والدولة فاي
اك األمواٌ العامة ،وأصٌ ذلك من القرآن الكريم قوٌ الل تبارك وتعاالىَ :و ِإ َذا أ َ َر هدنَاا أَن نُّ هه ِل َ علَ هي َها القَ هو لٌ فَا َدم هرنَاهَا تَا هد ِميرا ً اإلساراِ ،)93:وقولا سقلوا فِي َها فَ َحق َ قَ هريَةً أ َ َم هرنَا لمته َرفِي َها فَفَ َ 031
س هالتلم بِا ِ َكاافِ لرونَ ِير ِإال قَا ٌَ لمته َرفلوهَا ِإنا بِ َماا أ ل هر ِ جٌ شأن َ :و َما أ َ هر َ س هلنَا فِي قَ هريَ ٍة ِ نمن نذ ٍ
سبأ ،) 42 :ويصف القارآن هاؤالِ المتارفين بصافة الكاافرين والكااذبين فيقاوٌ جاٌ شاأن : المؤمنون.)44 : اآلخ َر ِ َوأَته َر هفنَا له هم فِي ال َح َيا ِ ال ُّد هن َيا الذِينَ َكفَ لروا َو َكذبلوا ِب ِلقَ ِ اِ ِ والسنة النبوية حافلة باألحاديث التي تحذر المستهلك المسلم من حيا الترف وإنفاق
الماٌ في الملذات والتفاخر والخيالِ ،فقاٌ الرسوٌ صلى الل علي وسلم " :كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا ،ما يخالط إسراف ومخيلة " رواى ابن ماجة) ،ويقوٌ صلى الل علي
وسلم" :إياكم والمخيلة ،ال تالم على كفاف "
رواى ابن ماجة) ،ويقوٌ صلى الل علي
وسلم " :يأتي على النا زمان همهم بطونهم ،وشرفهم متاعهم ،وقبلتهم نساؤهم ،ودينهم دراهمهم ودنانيرهم ،أولئك شر الخلق ،ال خالق لهم عند الل " رواى الديلمي) ،وعن حذيفة بن اليمام قاٌ " :نهى رسوٌ الل أن نشرب في آنية الذهب والفهة وأن نأكٌ فيها ،وعن لب الحرير والديباج ،وأن نجل علي " رواى البخاري). أما الواقع اآلن فقد ابتعدنا عن شريعة اإلسالم وأصبح الترف والمظهر والتباهي والتفاخر هو األسا
الذي اعتاد علي النا
وظنوا أن العرف والمعتاد هو ذلك ،فتهتم المرأ
عند إعداد الوالئم بالمحمر والمشمر والمكسرات والعصائر وغيرها ،وربما وهى على يقين تام بأن زوجها قد اقترن هذا الماٌ من ال ير ،بٌ واألدهى واألمر أن هناك من الحكومات ما تهتم بالمظهريات واإلنفاق الترفي ويوجد في ميزانيتها العجز الذي يقدر بالمليارات ،وعليها قرون ثقيلة يحتاج سدادها إلى أحقاف من األزمان. لذلك يجب على المسلم أن يبتعد عن كٌ سبٌ الترف في سلوك االستهالكي حتى ال يكون ذلك إحباطا ً لعمل وخسرانا ً ل في الدنيا واآلخر ،وعلى مستوي البيت يجب على المرأ أن توقن أن الترف والمظهرية يؤديان إلى االستدانة واالستدانة تسبب الهم وال م والحزن كما أن االستدانة أحيانا تقود إلى الكسب الحرام. ويري رجاٌ االقتصاد اإلسالمي أن اإلنفاق الترفي والمظهري على مستوي الفرد والمنزٌ والدولة يقود إلى الفساد االقتصادي وإهدار الموارد بدون قيمة مهافة ويعوق التنمية االقتصادية ،كما أن للترف والبذخ جوانب اجتماعية سيئة منها الفساد والهالك ،والتاريخ يعطى نماذج بارز عن فساد الحكام وظلمهم عندما كان سلوكهم االستهالكي هو الترف
030
والبذخ ،ولقد أشار الل إلى ذلك في قول تبارك وتعالىَ :و ِإ َذا أ َ َر هدنَا أَن نُّ هه ِل َك قَ هريَةً أ َ َم هرنَا علَ هي َها القَ هو لٌ فَ َدم هرنَاهَا ت َ هد ِميرا ً اإلسراِ.) 93 : سقلوا فِي َها فَ َحق َ لمته َرفِي َها فَفَ َ البشرية
ويتمثٌ البعد التربوي لتحريم اإلنفاق الترفي والمظهري في كبح هوي النف
والمحافظة على مشاعر الفقراِ والمساكين وتحقيق العدٌ االجتماعي بأن توج األمواٌ التي تنفق في الترف إلى الفقراِ والمساكين واليتامى واألرامٌ والمرهى وغيرهم في صور زكا أو صدقات أو وصايا. خامسا ً :تجنب نفقات التقليد والبدت المخالفة لشرت الل :لقد أمرنا الل عـــــز وجاٌ أن نتجناب الشريعة
تقليد غير المسلمين في سننهم وعاداتهم وتقاليدهــم التي تخــالف أحكــام ومبــادئ
سانن مان
اإلسالمية ،وحذرنا رسوٌ الل صلى الل علي وسالم مـــاـن ذلاك فقااٌ" :لتتابعن كان قبلكم شبرا ً بشبر ،وباعا ً ببات ،وذراعا ً بذرات ،حتى لو دخلوا في حجر دب خـرب لدخلتموى ،قالوا يا رسوٌ الل اليهود والنصاري ،قاٌ :فمن إذا غيرهم" رواى ابن ماجة) .
كما أوصانا الرسوٌ صلى باإلقتداِ ب وبالخلفاِ الراشدين المهديين ،فقاٌ صلى الل
علي وسلم" :عليكم بسنتي وسنة الخلفاِ الراشدين المهديين ،عهوا عليها بالنواجذ ،وإياكم ومحدثات األمور ،فإن كٌ محدثة بدعة وكٌ بدعة هاللة ،وكٌ هاللة في النار" رواى الترمذي). وتأسيسا ً على ذلك يجب على المستهلك المسلم تجنب كافة النفقات التي فيها تقليدا ً لمجتمعات لها عادات وتقاليد تخالف القيم واألخالق والعادات والتقاليد اإلسالمية ،كما يجب على الحكومات اإلسالمية أن تراقب كافة أجهز اإلعالم وكذلك المجالت والجرائد التي تدفع الشباب دفعا ً إلى مجارا شباب ال رب المنحٌ في تقاليدى السيئة ،ويسبب إرهاقا ً لميزانية البيت والدولة ومدخالً لفساد العقيد واهمحالٌ األخالق ،وفى هذا الزمان ،في ظٌ العولمة والجات والقنوات الفهائية ،نري معظم الشباب والفتيات يقلدون شباب الفرنجة ومن في حكمهم في الطعام والشراب والملب والسلوك… وهذا أدي إلى أثار سلبية على أخالقهم ،كما ترتب على ذلك زياد الطلب على الوارد من الخارج و هذا سبب كسادا ً في الصناعات الوطنية وانتشار البطالة. ويتمثٌ البعد التربوي لذلك في أن اإلنسان يقتدي بالصالحين والصالحات وال يقتدي بالطالحين والطالحات حتى يشعر بالوالِ واالنتماِ للدين وللوطن. 032
سادسا ً :تجنب التعامٌ مع أعداِ الدين والوطن :عندما يقدم المستهلك المسلم على شراِ سالعة أو الحصوٌ على خدمة يجب علي أوالً التعامٌ مع الماواطن دعماا ً للاوطن ول ماة اإلساالمية، وال يجوز ل التعاماٌ ماع األعاداِ الحاربيين بكافاة فئااتهم وجنساياتهم ومللهام ألنا باذلك ياروج بهاعتهم ،وينمى أموالهم ويدعم اقتصادهم ،ويقوي منافستهم للسلع الوطنياة ،فااألقربون أولاى بالمعروف ،والمؤمنون بعههم أولياِ بعن.
ولهذا الهابط أدلة من القرآن الكريم منها قوٌ الل تبارك وتعالىِ :إن َما يَ هن َها لك لم الل ل ار لك هم َ ،و َ اج لك هم أَن ت َ َول هو له هم ظاه لَروا َعلَى ِإ هخ َر ِ ِين َوأ َ هخ َر لجو لكم ِ نمن ِد َي ِ َع ِن الذِينَ قَاتَللو لك هم فِي ال ند ِ َو َمن يَت َ َول له هم فَأ ل هولَئِ َك له لم الظا ِل لمونَ الممتحنة ،)1 :ولقد حث الرسوٌ صلى الل علي وسلم على التعامٌ أوالً مع المؤمنين ،فقاٌ" :المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعه بعها" رواى البخاري) وقول صلى الل علي وسلم" :ال تصاحب إال مسلما ً وال يأكٌ طعامك إال تقي" رواى أبو داود والترمذي). ولقد أكد فقهاِ المسلمين على هرور مقاطعة األعداِ مثٌ إسرائيٌ وأمريكا ،فقد أفتى فهيلة اإلمام األكبر شيخ األزهر باآلتي" :إذا كنت ال تملك مقاتلة المعتدين فلي
أقٌ من
مقاطعة منتجاتهم " ،وقاٌ الدكتور يوسف القرهاوي" :الذي يشتري البهائع األمريكية والصهيونية من المسلمين فقد ارتكب حراماً ،واقترف إثما ً وباِ بالوزر عند الل والخزي عند
النا ،وأفتى مفتى مصر السابق الدكتور نصر فريد واصٌ فقاٌ " :على كٌ مسلم أن ينظر إلى مصدر السلعة التي يستهلكها ،ويرفهها إذا كانت أمريكية أو صهيونية الهوية حتى ال تتحوٌ األمواٌ التي يدفعها إلى خناجر يتم قتٌ أوالدنا بها ". والبعد التربوي لهذا الهابط هو السمع والطاعة ألوامر الل سبحان وتعالى والوالِ واالنتماِ للوطن ووقفة مع النف
لنصر المجاهدين والجهاد هد المعتدين فالمقاطعة ألعداِ
الل هي جهـاد وفريهة شرعية وهرور وطنية -.التمثيٌ البياني للسلوك االستهالكي في االقتصاد اإلسالمي. يري االقت صاديون الوهعيون أن هناك عالقة طردية بين الدخٌ واالستهالك فكلما زاد الدخٌ زاد اإلنفاق دون قيود أو حدود حتى يتجاوز االعتداٌ إلى اإلسراف والتبذير والترف والبذخ ،وهذا الفكر خاطيِ من المنظور اإلسالمي حيث يوجد على المستهلك قيود وحدود ال يتجاوزها حتى ولو زاد دخل حتى ال يقع في المحرمات ،ويتم توجي هذى الزياد في الدخٌ 033
إلى االستثمار ل جياٌ القادمة أو إلى الزكا والصدقات لدعم الفقراِ الذين هم دون حد الكفاية. ويمكن تمثيٌ العالقة بين الدخٌ واالستهالك في حالة المستهلك المسلم بيانيا ً على النحو التالي:
034
خط سلوك المستهلك العادي كلما زاد الدخل زاد اإلنفاق
الكمية
الحد األقصى المسموت ب وفوق يكون اإلسراف والتبذير حد التحسينات
خط سلوك المستهلك المسلم الذي ال يسرف مها زاد الدخٌ حد االعتداٌ
حد كفاية الهروريات والحاجيات حد الكفاف
الحد األدنى لإلنفاق دون يكون تقتير يأخذ الفقير زكا وصدقات حتى ال يكون دون الحاجات األصلية
الدخٌ التمثيٌ البيانى لسلوك المستهلك العادي والمسلم عند ارتفات الدخٌ
035
-هوابط السلوك االستثماري في االقتصاد اإلسالمي. -مفهوم االستثمار في االقتصاد اإلسالمي. من سلوكيات المسلم في عالم االقتصاد ،الكسب الحالٌ الطيب واإلنفاق المقتصد ،وادخار الفائن ليوم الفقر والحاجة ،ولقد ورد في األثر عن رسوٌ الل صلى الل علي وسلم أن
قاٌ" :رحم الل امرِا ً اكتسب طيباً ،وأنفق قصداً ،وقدم فهالً ليوم فقرى وحاجت "
أوردى
الهندي عن ابن النجار ،باب كنز العماٌ) . و يقوم المسلم باستثمار هذا الفائن بهدف تنمية مال من خالٌ تحقيق العائد علي ،ويعرف علماِ االقتصاد اإلسالمي االستثمار بأن " :توظيف أو است الٌ الماٌ بكافة صورى) في المشروعات االقتصادية بهدف الحصوٌ على عائد حالٌ طيب لتنمية مال وليعين في حاجت
في المستقبٌ" .
وال اية االقتصادية من االستثمار هي زياد اإلنتاج لالستزاد من أرزاق الل ،وتنميت لما استخلف الل علي من ماٌ ،ليعين على اإلشبات المادي واإلشبات الروحي ،ويعتبر االستثمار وسيلة من الوسائٌ المشروعة لتحقيق شرت الل وغايت من خلق اإلنسان.
-معالم االستثمار في االقتصاد اإلسالمي. - )9االلتزام بالقيم اإليمانية واألخالقية. – )4االلتزام بالمشروعية اإلسالمية فق االستثمار اإلسالمي) . – )4دافع تأمين الحاجات في المستقبٌ والسيما في حاالت الفقر والحاجة. – )2دافع تأمين حاجات الذرية بعد الموت ألجٌ التواصٌ. – )1الوفاِ بالمسئولية االجتماعية والبيئية تجاى المجتمع.
036
-مقومات السلوك االستثماري في االقتصاد اإلسالمي. يقوم السلوك االستثماري على مجموعة من المقومات من أهمها ما يلي: – )9دراسة فكر االستثمار تماما ً قبٌ اإلقدام عليها ،وأصٌ ذلك حديث رسوٌ الل صلى الل علي
وسلم " :إذا هممت بأمر فتدبر عاقبت ،فإن كان خيرا ً فامه ،وإن كان غيا ً فانت عن " عن عباد بن الصامت) ،ويطلق على هذا المقوم في الفكر االقتصادي المعاصر مصطلح :دراسة الجدوي االقتصادية للمشروعات) . – )4االطمئنان من السالمة الشرعية لمجاٌ االستثمار وصي ت ،وذلك في هوِ الهوابط الشرعية والتي سوف نتناولها تفصيالً في البند التالي. – )4إبرام عقود االستثمار الواجبة ،وذلك لحفظ الحقوق وتجنب الشك والريبة والسيما في حالة المهاربات والبيوت اآلجلة وبالتقسيط. – )2حسن اختيار الوسائٌ لتنفيذ االستثمار وفقا ً لشرت الل ،ووفقا ً للقاعد
الشرعية:
"مشروعية ال اية ومشروعية الوسيلة" والتركيز على المشروعات االستثمارية التي يحتاجها أفراد المجتمع ،وعلى أسا
تكنولوجيا تتناسب مع المرحلة التي يمر بها االقتصاد وتتمشى
مع خصائي موارد اإلنتاج المتاحة. – )1المتابعة المستمر لالستثمار في هوِ األهداف والمقاصد المنشود ،وبيان االنحرافات أو المخالفات لعالجها ،والمشكالت لحلها أوالً بأوٌ. – )3تقويم األداِ االستثماري كٌ فتر ،وذلك التخاذ القرارات المصوبة ل إن تطلب األمر ،وذلك باستخدام المؤشرات المناسبة.
-الهوابط الشرعية لالستثمار في االقتصاد اإلسالمي يحكم استثمار األمواٌ في اإلسالم مجموعة من الهوابط الشارعية ،وهاذى الهاوابط مساتنبطة مان مصادر الشريعة اإلسالمية ،وتتسم بالثبات والواقعية والموهوعية والشمولية والتوازن والتحقيار ،كماا أنها تقوم على القيم والمثٌ واألخالق والسلوكيات الحسنة ،وتحقق التنمية الشاملة للمجتمع .
ومن أهم هذى الهوابط ما يلي: 037
)9ـ االستخالف :يتعامٌ المسلم مع الماٌ الذي يساتثمرى بأنا مساتخلف مان اللا علاى هاذى األرن،
ن َ خ ِليفَةً ودليٌ ذلك قوٌ الل تبارك وتعاالىَ :و ِإ هذ قَا ٌَ َرب َُّك ِل هل َمالئِ َك ِة ِإ ِنني َجا ِعٌ فِي األ َ هر ِ ها لك هم فَ هاوقَ اف األ َ هرن َو َرفَا َع َب هع َ البقر )40:وقول تبارك وتعالىَ :و له َاو الاذِي َج َعلَ لكا هم خَالئِ َ اان َد َر َجاااا ٍ ب َوإِنااا ل لَ َفلاااور ر ِحااايم ااو لك هم فِاااي َماااا آتَاااا لك هم إِن َربا َ بَ هعا ٍ ااري لع ال ِعقَاااا ِ ااك َ سا ِ ت ِلنيَ هبللا َ
األنعام ،)911:ويترتب على هذا الهابط أن يلتزم المسلم بشرت الل المالاك لهاذا المااٌ ،ويعتبار اإلنسان وكيالً عن الل في هذا الماٌ. )4ـ المشروعية :ويقصد بذلك أن يكون مجاٌ االستثمار مشروعا ً ال يتعارن مع ناي صاريح فاي القرآن الكريم أو السنة النبوية أو اجتهاد فقهاِ المسلمين الثقات الصاادر عان مجاامع الفقا ،كماا يجب تجنب االستثمارات التي تحرمها الشريعة اإلسالمية والتي تتهمن الربا واالحتكاار وال ارر والمقامر والجهالة وكٌ ما يؤدي إلى أكٌ أمواٌ النا
بالباطٌ.
)4ـا الطيبااات :ويقصااد بااذلك بااأن توج ا األمااواٌ نحااو المشااروعات التااي تنااتج أو تتعلااق بالطيبااات وتساعد في تحقيق مقاصد الشريعة اإلسالمية ،وهى حفظ الدين والنف
والعقٌ والعرن والمااٌ
،ودليٌ ذلك من القرآن هو قوٌ الل سبحان وتعالى :يَا أَيُّ َها الذِينَ آ َمنلوا أَن ِفقلوا ِمن َ ت َماا ط ِينبَا ِ ن البقر ،) 433 :وقول عز وجٌ كذلكَ :وي ِلح ٌُّ لَ له لم س هبت ل هم َو ِمما أ َ هخ َر هجنَا لَ لكم ِ نمنَ األ َ هر ِ َك َ ت َويل َح ِ نر لم َعلَ هي ِه لم ال َخ َبائِ َ ث األنعام ، )913 :ويقوٌ الرسوٌ صلى الل علي وسلم فاي الط ِين َبا ِ مجاٌ الصدقات " :إن الل طيب ال يقبٌ إالن طيبا ً " رواى مسلم ) . )2ـا األولويااات اإلسااالمية :يلاازم عنااد ترتيااب المشااروعات االسااتثمارية بعااد اإلجاااز الشارعية وأن يكااون مجالهااا الطيبااات ،هااو االلتاازام بساالم األولويااات اإلسااالمية وهااى :الهااروريات فالحاجيااات
فالتحسااينات ،ولقااد ذكاار اإلمااام الشاااطبى " :أن الهااروريات هااي األشااياِ والمصااالح التااي ال تسااتقيم حيااا النااا إالن بهااا ،وإال اختااٌ نظااام حياااتهم ،والحاجيااات هااي مااا يحتاج ا النااا للتوساعة والتيسااير ورفااع المشاقة ،أمااا التحسااينات فهاي األشااياِ واألمااور التاي تسااهٌ الحيااا وتحسنها " وتأسيسا ً على ما سابق يجاب علاى مان يتخاذ القارار االساتثماري أن يلتازم باألولوياات الساابقة فااال ينظاار فاي حاجااة إالن بعااد الوفاااِ بالهاارور ،وال ينظاار ف اي مشااروت تحساايني إالن بعااد الوفاااِ بالهروريات والحاجيات ،مع األخذ في االعتبار الهوابط األخري.
038
( )5ـ المحافظااة علااى األمااواٌ :يقااوم االسااتثمار اإلسااالمي علااى التقليااب والمخاااطر ،ويجااب أن يكااون هناااك توازن اا ً بااين نساابة المخاااطر واألغااران االسااتثمارية األخااري ومنهااا الربحيااة ،فااال يجااب الدخوٌ في مخاطر غير مجدية والتي تؤدي إلى هالك الماٌ . ومن ناحياة أخاري يجاب اتخااذ التادابير المختلفاة للمحافظاة علاى المااٌ مان السارقة واالبتازاز
وأكل بالباطٌ ،ولقد أشار القرآن إلى ذلك بقوٌ الل عز وجٌ :يَا أَيُّ َها الذِينَ آ َمنلوا الَ تَاأ ه لكللوا ان ِ نمان لكم هَ النسااِ ،) 41 :ولقاد أ َ هم َوالَ لكم بَ هينَ لكم ِب هالبَ ِ اار ً َعان ت َ َار ٍ اط ٌِ ِإال أَن ت َ لكاونَ تِ َج َ ورد في تفسير هذى اآلية أن من أساليب أكٌ الماٌ بالباطٌ هي ال ا
والرشاو والقماار واحتكاار
الهروريات لرفع سعرها والبيوت المحرمة ،كماا قااٌ اللا تباارك وتعاالىَ :والَ تَاأ ه لكللوا أ َ هم َاوالَ لكم ااإلثه ِم َوأ َ هنات ل هم ت َ هعلَ لماونَ هَ بَ هينَ لكم بِ هالبَ ِ اط ٌِ َوت ل هدللوا بِ َها إِلَى ال لحك ِام ِلتَأ ه لكللوا فَ ِريقا ً ِ نم هن أ َ هم َوا ٌِ النا ِ بِ ِ البقر ،)922:وتشير هذى اآلية إلى ابتزاز األمواٌ بدون حق عن طريق الرشو . )3ـ تنمية الماٌ :ويقصد باذلك اختياار المشاروعات االساتثمارية التاي تحقاق عائادا ً اقتصااديا ً مجزياا ً بجانب العوائد االجتماعية ،وعدم اكتناز الماٌ وحبس عان وظيفتا التاي خلقهاا اللا لا ،وفاى هاذا
الصدد ينهانا الل عن االكتناز ويحثنا علاى اساتثمار المااٌ ،فيقاوٌ عاز وجاٌ َ :والاذِينَ يَ هكنِ لازونَ سا ِبي ٌِ اللا ِ فَبَ ِ ن ايم ...إلاى ب ش هار لهم ِب َعا َذا ٍ أ َ ِل ٍ الذه َ َب َو هال ِفهاةَ َوالَ يلن ِفقلونَ َهاا فِاي َ آخر اآلية التوبة ،) 42 :ويحذرنا رساوٌ اللا صالى اللا عليا وسالم مان مخااطر حاب
المااٌ
فيقوٌ صلى الل علي وسالم " :اساتثمروا أماوالكم حتاى ال تأكلهاا الصادقة"
رواى
أحمد ) )3ـ تقليٌ المخاطر :ويقصاد باذلك توجيا األماواٌ المتاحاة لالساتثمارات إلاى عاد مشاروعات ماع األخذ في االعتبار التنوت الزمناي والتناوت فاي صاي االساتثمار لتقلياٌ المخااطر ،وتحقياق التنمياة الشاملة للمجتمع اإلسالمي . )2ـ التوازن لتحقيق االستقرار :ويقصد ب التوازن عند توجيا االساتثمارات باين العائاد االجتمااعي والعائااد االقتصااادي ،وبااين االسااتثمارات قصااير األجااٌ والمتوسااطة والطويلااة ،وبااين مصااالح األجياٌ الحاهر واألجياٌ المقبلة ،وكذلك التوازن بين صي االستثمار ومجاالت . وهااذا الهااابط يساااهم فاي تحقيااق هاادف المحافظااة علااى المااٌ وتنميتا ويقلااٌ ماان التقلبااات فااي العوائد ويخفن من المخاطر. 039
)1ـ رباط الكساب بالجهاد :يقاوم االساتثمار اإلساالمي علاى أساا الجهد البشري ) وبين رأ
المشااركة والتفاعاٌ باين العماٌ
الماٌ ،ولكٌ نصيب من الكسب بمقدار الجهد المبذوٌ ،فال كسب بال
جهااد ،وال جهااد بااال كسااب ،وال ايااة ماان هااذا هااو التحفيااز عل اى العمااٌ والعط ااِ وتطااوير األداِ وتحسين . وهناك عالقة سببية مباشر بين مقدار الكساب وماا يتعارن لا االساتثمار مان مخااطر ،فكلماا زادت المخاااطر كلمااا طلااب أصااحاب المشااروعات ربحيااة عاليااة ،وفااى هااذا الصاادد يقااوٌ اإلمااام
القرطبي " :إن التجار هي الشراِ والبياع وهاى نوعاان :تقلياب فاي الحهار مان غيار نقلا وال ساافر وهااذا تااربي واحتكااار قااد رغااب في ا أولااوا األقاادار وزهااد عن ا ذوا األخطااار ، والثاني تقليب الماٌ باألسفار ونقلا إلاى األمصاار ،وهاذا ألياق بأهاٌ الماروِ وأعام جادوي وأكثر منفعة ،غير أن أكثر خطرا ً وأعظم غررا ً " . )90ـ توزيع عوائد االستثمارات فاي حالاة المشااركات علاى أساا عوائد االستثمارات بين أطراف العملية االستثمارية على أسا
الل هانم باالل هرم :حياث ياتم توزياع بقدر ماا ي انم صااحب العماٌ مان
أربات ومزايا في حاالت الرواج واليسر بقدر ماا يجاب أن يتحماٌ مان خساائر فاي حااالت الكسااد والعسر ،فال ربح حالٌ إالن إذا تحمٌ مخاطر الخسار ،وهذا يخالف النظاام الرباوي الاذي يهامن رأ
الماٌ وفائدت على الدوام بصرف النظر عن نتيجة التش يٌ ،وهاذا محارم ،ودلياٌ ذلاك مان
الربَا ه البقر .) 431 : الكتاب قوٌ الل تبارك وتعالىَ :وأ َ َحٌ الل ل البَ هي َع َو َحر َم ِ ن )99ـ المعلوماتية والتوثيق :ويقصد باذلك أن يعلام كاٌ طارف مان أطاراف العملياة االساتثمارية مقادار ماا يسااهم با مان مااٌ وعماٌ ومقاادار ماا يأخاذى مان عائاد أو كساب ،ومقاادار ماا يتحماٌ با مان خسااار إذا حدثت ،وأن يكتاب ذلاك فاي عقاود موثقاة حتاى ال يحادث جهالاة وغارراً ..وياؤدي ذلاك إلاى شاك وريباة
ونزات … ولقد تناوٌ القرآن الكريم هذى المسألة في آية الكتابة فيقوٌ الل عاز وجاٌ :يَاا أَيُّ َهاا الاذِينَ ب َكاتِاب أَن س ًّمى فَا هكتلبلوىل َو هليَ هكتلب ب هينَ لك هم َكاتِب بِ هالعَ هد ٌِ َوالَ يَاأ ه َ آ َمنلوا إِ َذا ت َ َدايَنتلم بِ َدي ٍهن إِلَى أ َ َج ٌٍ ُّم َ ق الل َ َرب ل َوالَ يَ هب َخ ه ِم هن ل شَايهئا ً فَاإِن يَ هكت ل َ ب َك َما َعل َم ل الل ل فَ هليَ هكتلبه َو هليل هم ِل ٌِ الذِي َعلَ هي ِ ال َح ُّق َو هليَت ِ َكااانَ الاذِي َعلَ هيا ِ ال َحا ُّ ها ِعيفا ً أ َ هو الَ َي هسات َ ِطي لع أَن ي ِلمااٌ لها َاو فَ هليل هم ِلا ه اٌ َو ِليُّا ل ِب هال َعا هد ٌِ سا ِفيها ً أ َ هو َ اق َ ه هاونَ ِمانَ اان ِممان ت َ هر َ َوا هست َ هش ِهدلوا شَا ِهي َدي ِهن ِمان ِ نر َجاا ِل لك هم فَاإِن لا هم يَ لكونَاا َر لجلَاي ِهن فَ َر لجاٌ َوا هم َرأَت َ ِ ب ال ُّ ال ُّ عاوا َوالَ تَسهاأ َ لموا ش َه َدا لِ ِإ َذا َماا لد ل ش َه َد ِ هٌ ِإ هح َدا له َما فَت ل َذ ِ نك َر ِإ هح َدا له َما األ ل هخ َري َوالَ يَأ ه َ اِ أَن ت َ ِ س ل ط ِعن َد اللا ِ َوأ َ هق َاو لم ِللشا َها َد ِ َوأ َ هدنَاى أَال ت َ هرتَاابلواه ص ِ يرا ً أ َ هو ك ِبيرا ً ِإلَى أ َ َج ِل ِ َذ ِل لك هم أ َ هق َ أَن ت َ هكتلبلوىل َ البقر ،)424:وفى عقد المرابحة على سبيٌ المثاٌ يلزم أن يحدد في عقد االتفاق على ربح المرابحاة، 041
وفى عقد اإلجار يلزم تحديد مقدار اإليجار وفى عقد المهاربة يلازم تحدياد حصاة كاٌ منهماا ،الشاائعة في الربح وهكذا.
-تعقيب يكون من عاقبة االلتزام بالهوابط الشرعية لالستثمار في االقتصاد اإلسالمي ما يلي: المحافظة على االستثمار وتنميت بالحق. -تقليٌ المخاطر التي يتعرن لها الماٌ.
تأمين حقوق األجياٌ القادمة في أمواٌ األجياٌ الحالية . -التطور والنماِ على مستوي الفرد والوحد والمجتمع .
-تحقيق البركة وتجنب المحق بسبب البعد عن االستثمار الربوي.
-صي االستثمار اإلسالمي. من أهم صي االستثمار اإلسالمي الحالٌ ما يلي:
أوالً :االستثمار الذاتي : أي يقوم الفارد صااحب المااٌ بتشا يل بنفسا /أو يشاتري با محاالت تجارياة ويؤجرهاا ...أو يشاتري سالعا معمر للمستقبٌ ،ويجب أن يهع الفرد نصاب عينيا دائماا ً علاى تنمياة مالا وال يتركا عااطالً كماا يجاب أن يوقن تماما ً أن مجاالت االستثمار الحالٌ مفتوحة ميسر والمحرم هاي الاذي ورد ناي يحرمهاا ...كماا يجاب الحااٌ فاي مجاااٌ االساتثمار وفااى الوسايلة إليا ماع مشااروعية ال اياة ومشااروعية الوسايلة وهااذى أن يتأكاد مان ِ الوسيلة تصلح لمن عندى خبر فاي مجااالت األعمااٌ وال تصالح لمان ال يساتطيعون هاربا ً فاي األرن مثاٌ الموظفين واألرامٌ والشيوخ ونحوهم .
ثانيا ً :االستثمار عن طريق نظام المهاربة اإلسالمية : وهو نوت من أنوات المشاركة بين صاحب رأ لاادي األوٌ رأ
المااٌ وصااحب العماٌ حياث يتاوفر
الماااٌ وتنقص ا الخباار العمليااة أو يصااعب علي ا القيااام بممارسااة المعااامالت،
ويتااوفر لاادي الثاااني الخباار والمقاادر علااى ممارسااة نشاااط المعااامالت سااواِ أكاناات تجاريااة أو زراعية أو صناعية أو خدمية ويتفقاان ساويا ً علاى توزياع عائاد رباح عملياات المعاامالت الفعلياة كٌ فتر زمنية بينهما بنسبة يتفقان عليها أي تطبيق قاعد ال لنم بال لرم.
040
وهناااك شااروط مختلفااة لعقااد المهاااربة ...ولكاان قااد تتخااذ أشااكاالً مختلفااة وكااٌ أشااكالها مشااروعة مااا لاام تكاان فااي أي منهااا مخالفااة صااريحة لااني شاارعي ،وماان أكثاار نظاام المهاربة شيوعا ً ما يلي: أ)
نظام المهااربة المطلقاة :
وهاي التاي ال تتقياد بفتار زمنياة أو بمكاان أو بناوت النشااط أو
تحديد الشخي الذي يقوم بالعمٌ أو بأي قيد من القيود األخري ما عدا القيود الشرعية.
ب) نظام المهاربة المقيد
:وهاى ماا قيادت بشاروط بعينهاا وقاد تاأتي القياود علاى الزماان أو
المكان أو نوت النشاط ...أو غير ذلك . ومن الهوابط الشرعية للمهاربة اإلسالمية ما يلي: ـ أن تكون في مجاالت الحالٌ الطيب. ـ أن ال يهمن صاحب العمٌ رأ ماٌ المهارب. ـ أن ال يهمن صاحب العمٌ ربح محدد مسبقا ً لصاحب الماٌ. ـ يهمن صاحب العمٌ لصاحب الماٌ التعدي واإلهماٌ.
وحتى يمكن تطبيق هاذى الوسايلة أو الصاي ة يجاب أن يتاوافر فاي صااحب العماٌ :األماناة والصدق والكفاِ الفنية ،وهذا يتطلب من صاحب الماٌ أن يختار من يخافون الل والخبراِ.
ثالثا ً :استثمار الماٌ بطريق المشاركة : يلقصد بالمشاركة في هذا المقام أن يشترك اثنان أو أكثر فاي تجاار أو صاناعة أو زراعة أو تقديم الخدمات لل ير كٌ منهم يقدم مااالً وعماالً ،علاى أن يقتساما ماا يساوق اللا إليهم من ربح حسب ما يتفقا علي ،وإذا خسرا توزت بينهم الخسار بنسبة حصاة كاٌ مانهم في رأ الماٌ. وتتعاادد صااور ونظاام المشاااركة حسااب طبيعااة الشااركاِ والعمليااات التااي سااوف الحٌ واإلباحة ما لام يقومون بها ...وفى هوِ القاعد الشرعية :أن األصٌ في المعامالت ِ يصااطدم بااني شاارعي يوجااب التحااريم فكااٌ المشاااركات حااالٌ ،فمنهااا المشاااركة الثابتااة ومنها المشاركة المنتهية بالتمليك ،ويعتبر استثمار األماواٌ طبقاا ً لنظاام المشااركة مان أهام الطرق المشروعة لمالِمتها مع طبيعة المشروعات االقتصادية المعاصار ،وهنااك طارق مختلفة للمشاركة أجازها فقهاِ اإلسالم نذكر منها على سبيٌ المثاٌ ما يلي: 042
أ) شاااركات المفاوهاااة :وتتمثاااٌ فاااي أن يتعاقاااد اثناااان فااااكثر علاااى أن يشاااتركا فاااي نشااااط اقتصادي ،بشرط أن يكونا متساويين في رأ مالهماا ،وتصارفاتهما ،ودينهماا ،ويكاون كاٌ واحد منهما كفيالً عن اآلخر فيما يجب علي من شراِ وبيع ،كما قاد يكاون وكايالً عنا ،وال يصح أن يكون تصرف أحد الشركاِ أكثر من تصرف اآلخرين ،وتوزت األربات والخسار بينهما بالتساوي أو حسب االتفاق ،وهى تشب شركات التهامن في هذا الزمن . ب) شركات العنان :وتتمثٌ فى أن يشترك اثنان أو أكثر فى ماٌ لهماا علاى أن يتجاروا فيا ويوزت الاربح والخساار بينهماا بنساب معيناة حساب االتفااق وال يشاترط فيهاا المسااوا فاى الماٌ والتصرف والدين وال فى توزيع األربات ،وتماثاٌ شاركات األشاخاي مثاٌ التهاامن والتوصية البسيطة . ج) شركات الوجوى :تقوم فكار شاركات الوجاوى علاى جااى أحاد الشاركاِ وثقاة التجاار با ، فهي شركات تقوم على الذمم مان غيار صانعة وال مااٌ وتعتماد علاى االئتماان الممناوت مان صاحب البهاعة ل،خر الذي يحسن عملية التوزيع مقابٌ حصة من األربات يتفقوا عليها . ومن متطلبات هذى الصي وجود الشاريك األماين الصاادق الكافِ ومجااٌ االساتثمار الحالٌ الطيب ،كماا يجاب أن تكتاب العقاود وتوثاق ويوهاح فيهاا شاروط اإلدار وتوزياع األربات والخساائر والتصافية أو التخاارج أو نحاو ذلاك ،وهاذى الشاركات هاي قاوام النشااط االقتصادي والتنمية الشاملة للمجتمع وتعالج مشاكلة التهاخم ألن األماواٌ تكاون مساتثمر في أصوٌ عينية.
رابعا ً :استثمار الماٌ عن طريق المساهمات في رؤو المساهمة:
أمواٌ الشركات
تعتبر شركات المساهمة وما فى حكمها من صي االستثمار التى أجازها الفقهاِ والمعاصرون ألنها تقوم على أسا
قاعد المشاركة فى الربح والخسار
ال نم بال رم ) بشرط أن تعمٌ فى
مجاٌ الحالٌ الطيب . ورأ
ماٌ الشركة المساهمة مقسم إلى حصي يطلق على كٌ حصة سهم ،ويعتبر حامٌ
السهم شريكا ً في صافى موجودات أصوٌ ) الشركة ،وفى نهاية كٌ فتر مالياة تحساب النتاائج
043
فإذا كانت ربحا ً يوزت على حملة األسهم بهوابط قانونياة ونظامياة وإذا تحققات خساار يتحملهاا حملة األسهم بحسب ما يمتلك كٌ منهم . وتعتباار الشااركات بصاافة عامااة والشااركات المساااهمة بصاافة خاصااة ماان دعااائم األنشااطة االقتصااادية فااي أي دولااة وباادونها يكااون الكساااد والتخلااف ،وتحاااوٌ الاادوٌ وهااع الاانظم وساان القوانين لتشجيع هذا المجاٌ من االستثمار. كما تعتبر األسهم من أهم األوراق المالية التي يتم التعامٌ عليها في ساوق األوراق المالياة حيث تسهٌ من انسياب األمواٌ لتمويٌ المشروعات وهذا ما تسعى الدوٌ لتحقيق . والشيِ بالشيِ يلذكر كان يجب على دعا المصالح المرسلة مان الفقهااِ أن يشاجعوا هاذا النااوت ماان االسااتثمار وال يصاادوا عن ا ألن ا افهااٌ ماان إياادات األمااواٌ فااي البنااوك بفائااد ...أن المصلحة الحقيقية للوطن هو تشجيع إنشاِ الشاركات وحاث الناا علاى شاراِ األساهم بادالً مان تخزينها في البنوك بفائد وفقا ً لنظام المتاجر فاي الاديون ،وفاى رأيناا أن فتاوي الشايخ الادكتور/ محمااد طنطاااوي ال تشااجع علااى إنشاااِ الشااركات وإحياااِ سااوق األوراق الماليااة ،وهناااك فااروق جوهرية بين الربح الحالٌ النااتج عان عادد مان األساهم وباين الرباا النااتج مان إيادات المااٌ لادي البنوك التقليدية بالنسبة لتحقيق التنمية الشاملة .
خامساً :استثمار األمواٌ بنظام المهاربة اإلسالمية مع البنوك اإلسالمية: لقاااد أسسااات المصاااارف اإلساااالمية علاااى أساااا تجمياااع المااااٌ بصاااي ة المهااااربة اإلسالمية ،فالعقد الذي باين المساتثمر وباين المصارف اإلساالمي هاو عقاد مهااربة يقاوم علااى أس اا قاعااد ال لاانم بااال لرم وال مكسااب بااال خسااار ) ويقااوم المصاارف اإلسااالمي بتشااا يٌ تلاااك األماااواٌ واساااتثمارها ماااع ال يااار بصاااي المشااااركة والمرابحاااة واإلجاااار واالستصاانات والساالم ونحااو ذلااك ،ومااا يااأتي ماان ربااح يااوزت بينا وبااين أصااحاب األمااواٌ وتقوم هيئات الرقابة في المصارف اإلسالمية باالطمئنان مان أن هاذى المعاامالت تاتم وفقاا ألحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية وتعطى بذلك شاهاد تنشار ماع القاوائم المالياة ،ويمكان تمثيٌ ذلك بيانيا على النحو التالي:
044
أصحاب
عقد المهاربة
األمواٌ
الماٌ
المستثمرون
حصة من الربح الفعلي
عقود استثمار إسالمية المصرف اإلسالمي
تمويٌ المشروعات بالمشاركة أو
الماٌ حصة من األربات الفعلية
بالمرابحة أو بالسلم أو باالستصنات
ماااان هااااذا التصااااور البياااااني البساااايط نجااااد أن العقااااود التااااي بااااين أصااااحاب األمااااواٌ المسااتثمرين ـ المااودعين ) وبااين المصاارف اإلسااالمي هااي عقااود مهاااربة ال يهاامن فيهااا المصااارف ربحاااا ً معيناااا ً وال يحاااددى مقااادما ً باااٌ يلعااارف بعاااد اساااتثمار هاااذى األماااواٌ فاااي تموياااٌ المشروعات ومعرفة األربات الفعلية التي تلقسام بيانهم وباين المصارف وذلاك فاي نهاياة كاٌ فتار مالية. وباالرغم ماان الشابهات أو األخطاااِ التاي تقااع فيهاا بعاان المصاارف اإلسااالمية فاي بعاان الاادوٌ العربيااة واإلسااالمية واألجنبيااة إال أنهااا فااي مجملهااا أفهااٌ ماان إياادات األمااواٌ فااي البنااوك التقليدية التي هي موهع شك وريبة وال يطمئن إليها كثير من النا . وهناك فرق شاسع بين أن تتعامٌ مع بنك يجتهد ليطبق أحكام ومباادئ الشاريعة اإلساالمية سمى باسم آخر. وبين بنك علماني يفصٌ بين الدين والمعامالت ويتعامٌ بالربا ولو ل وفى هذا المقام نناشد المسائولين عان المصاارف اإلساالمية باأن يتقاوا اللا فاي معاامالتهم، كمااا نطلااب ماان هيئااات الرقابااة الشاارعية بااذٌ المزيااد ماان الجهااد فااي الرقابااة الفعالااة لتأكيااد الثقااة وتجنب الشك وسد الذرائع أمام النا .
سادسا :استثمار األمواٌ من خالٌ المؤسسات التعاونية: تقوم المؤسسات التعاونية المختلفة على نظام المساهمة والمشاركة وفقاا ً ألسا معيناة وال تختلف هذى المؤسسات عن نظام االستثمار فى الشركات إال من حيث نظام العماٌ واإلدار حياث تقوم على أسا قاعد المشاركة فى الربح والخسار ـ ال نم بال رم ) وعدم همان ربح معين. وماااااان أمثلااااااة ذلااااااك تعاونيااااااات اإلسااااااكان ،تعاونيااااااات النقااااااٌ ،تعاونيااااااات التعلاااااايم، تعاونيات التأمين. 045
هنااااك صاااي اساااتثمار أخاااري هااااق المقاااام لبيانهاااا مثاااٌ المزارعاااة والمسااااقا والسااالم واالستصنات واإلجار المنتهية بالتمليك وما ذكر كان على سبيٌ المثاٌ ال الحصر.
الخالصة في سلوك المسلم عند استثمار الماٌ. يجب عٌ المسلم المؤمن التقي الوجٌ الذي يبحث عن كيفية استثمار مال أن يوقن بالثوابت اآلتية: لقااد أحااٌ اللا الااربح الناااتج ماان األنشااطة المختلفااة الحااالٌ الطيبااة وحاارم الربااا الناااتج ماان مبادلة ماٌ بماٌ وزياد . تجنب المعامالت التى فيها شابهات فاالحالٌ باين والحارام باين وبينهماا أماور مشاتبهات ال يعلمهاان كثياار ماان النااا فماان اتقااى الشاابهات فقااد اسااتبرا لدينا وعرها ،فاااتق اللا أيهااا المستثمر.
االلتزام بوصية رسوٌ الل صالى اللا عليا وسالم" :دت ماا يريباك إلاى ماا ال يريباك"، وال ت تر بالحرام ولو كثر المتعاملين ب . عندما يحرم الل بابا ً من المعامالت يفتح أبوابا شتى من الحالٌ فسبحان وتعالى الذي يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير. لي ما يقاٌ هعها في رقبة عالم واخرج منها سالم ) أي دليٌ مان الكتااب أو السانة باٌ يجب التحري واالطمئنان إلى األدلة واستفت قلبك. ليست هناك مصلحة مرسلة تتعارن مع نصوي الكتاب والسنة. لقد لختمت آيات الربا بالتذكير باإليمان والتقوي فاتقوا يوماا ً تلرجعاون فيا إلاى اللا ...فهاٌ أنتم متقون؟
خالصة القوٌ:توجد هوابط شرعية تحكم السلوك االقتصادي اإلنتاجي واالستهالكي واالستثماري في االقتصاد اإلسالمي .فاإلنتاج يعتبر أهم مقومات تعمير األرن ألن يشبع الحاجات المادية والمعنوية ،وإشبات الحاجات الهرورية يكون لحفظ الدين والنف والنسٌ والعقٌ والماٌ ،وتوجد مسئوليات لكٌ من الدولة والفرد تجاى العملية اإلنتاجية، 046
وتوجد مقومات إسالمية لزياد اإلنتاجية وتحسين الجود .كما توجد هوابط شرعية لسلوك المستهلك ومقومات للسلوك الرشيد في االقتصاد اإلسالمي ،وأهم الهوابط الشرعية هي اإلنفاق على المبات شرعا الحالٌ الطيب) واالعتداٌ بدون إسراف أو تقتير) واإلنفاق وفقا لمبدأ األولويات اإلسالمية ،كما توجد هوابط شرعية في تجنب المحرمات .أيها توجد هوابط شرعية ومقومات للسلوك االستثماري ،وصي بديلة لالستثمار وفقا لنظام الفائد الربوية وهي صي االستثمار اإلسالمي ،وتتكامٌ السلوكيات اإلنتاجية واالستهالكية واالستثمارية في النظام االقتصادي اإلسالمي بهدف عالج المشكالت االقتصادية .
-الخالصة تناولنا في هذا الفصٌ السلوك االقتصادي اإلسالمي ،سواِ في مجاٌ اإلنتاج أو االستهالك أو اإلدخار أو التملك ،ويحكم هذا السلوك القيم اإليمانية واألخالقية والهوابط الفقهية وكذلك الكفاِ الفنية عن ما تفتقت عن عقوٌ وخبرات البشر في كٌ زمان ومكان . ومن أهم معالم الطبيعة المميز للسلوك االقتصادي اإلسالمي : - االلتزام بالهوابط الشرعية عقيد وشريعة وإعماالً لهدي رسوٌ الل صلى الل علي وسلم لتحقيق البركة المعنوية والمادية . - إتقان األخذ باألسباب مع حسن التوكٌ على الل سبحان وتعالى . - الرها والقناعة بما يقسم الل عز وجٌ من األرزاق بعد األخذ باألسباب فهي قدر الل . - التعاون والتكافٌ االقتصادي مع اآلخرين في إطار األخو والود والوالِ. - التعامٌ بالحسنى مع اآلخرين ،وكذلك السماحة والتيسير . - الوفاِ بالحقوق وااللتزام بالعقود المنهبطة بشرت الل عز وجٌ . - التعامٌ مع غير المواطنين المسالمين وفق شرت الل عزوجٌ .
047
من
- تجنب الشبهات للمحافظة على العرن والدين ولتحقيق االرتيات النفسي والطمأنينة القلبية. - التوبة واالست فار والذكر والدعاِ وتطهير األرزاق.
الفصٌ السابع
منهج االقتصاد اإلسالمي في عالج المشكالت االقتصادية المعاصر 048
المحتويات تقديم . منهج االقتصاد اإلسالمي في عالج مشكلة التنمية.منهج االقتصاد اإلسالمي في عالج مشكلة الفقر. منهج االقتصاد اإلسالمي في عالج مشكلة البطالة. منهج االقتصاد اإلسالمي في عالج مشكلة الخلٌ بين األجور واألسعار. منهج االقتصاد اإلسالمي في عالج مشكلة التهخم. منهج االقتصاد اإلسالمي في عالج مشكلة ال الِ. منهج االقتصاد اإلسالمي في عالج مشكلة التسعير. منهج االقتصاد اإلسالمي في عالج مشكلة الدعم. منهج االقتصاد اإلسالمي في عالج مشكلة الخصخصة. منهج االقتصاد اإلسالمي في عالج مشكلة الفساد. -الخالصة .
049
الفصٌ السابع
منهج االقتصاد اإلسالمي في عالج المشكالت االقتصادية المعاصر -تقديم. يعاااني العااالم والساايما الاادوٌ الناميااة أو مااا تساامى باادوٌ العااالم الثالااث ماان العديااد ماان المشكالت االقتصادية ،والناجمة عن المشكلة االقتصادية الرئيسية والتاي تاتلخي فاي محدودياة الموارد والوسائٌ وغير محدودية ال ايات والحاجات ،ومن باين هاذى المشاكالت :مشاكلة التنيماة بهاادف زياااد المااوارد ،ومشااكلة الفقاار ،ومشااكلة البطالااة ،ومشااكلة العماااٌ ،ومشااكلة ال ااالِ ، ومشكلة التهخم ،ومشكلة التسعير ،ومشكلة الخصخصة ،ومشكلة المديونية ،ونحو ذلك. ويري فقهااِ االقتصااد اإلساالمي أن هاذى المشاكالت ناجماة بسابب تطبياق مفااهيم وأسا وهعية والتركيز على الجوانب المادية ،وإهماٌ الجوانب الروحية ،ولإلساالم نظرتا المتمياز ايِ ماان اإليجاااز فااي هااذا الفصااٌ ،مااع فااي عااالج هااذى المشااكالت ،وهااذا مااا سااوف نتناول ا بشا ِ التركيز على ثالثة محاور في كٌ مشكلة وهي -: تحليٌ طبيعة المشكلة . استقراِ أسباب المشكلة . -منهج االقتصاد اإلسالمي في عالج المشكلة.
-منهج االقتصاد اإلسالمي في عالج مشكلة التنمية . تتمثٌ محاور منهج االقتصادي اإلسالمي في التنمية فى اآلتي:
االهتمام بالتكوين الشخصي والتأهيٌ العلمي والعملي لإلنسان العامٌ المنتج من حيث القيم واألخااالق والساالوك والمعرفااة والمهااار حتااي ينااتج ويباادت ويل َجا َاو هد ،فهااو أسااا التنميااة والنههااة ،ولاان يتحقااق ذلااك إال إذا تاام تااوفير الحريااة والعدالااة واألماان ،وكااذلك تااوفير الحاجااات المعيشااية األصاالية ل ا ليحااي الحيااا الكريمااة الرغااد ،وهااذا باادورى يحتاااج إلااى إصالت سياسي.
المحافظاة علااى الملكيااة الخاصاة وتااوفير األماان لارأ الماااٌ حتااي ينطلاق ليااؤدي دورى فااى تمويٌ المشاروعات االساتثمارية ،ومان وساائٌ ذلاك تخفاين الهارائب والرساوم ونحوهاا 051
وحمايت من الفسااد بكافاة صاورى الرشاو -السارقة – اإلبتازاز ، )....فارأ وال يمكن أن ينطلق ألداِ وظيفت إال إذا توفر ل األمن المنشود.
المااٌ جباان
المحافظااة علااى التااوازن بااين الملكيااة العامااة والملكيااة الخاصااة فااى إطااار منهاابط لتحقيااق التنميااة االقتصااادية واالجتماعيااة فلكااٌ منهمااا دور هااام فااى تحقيااق اإلصااالت االقتصااادي المنشود ،وال ينب ي إهماٌ دور قطات األعماٌ العام فى التنمية بشرط ترشيدى وهبط .
التخطاايط االسااتراتيجي للمشااروعات اإلنتاجيةوالخدميااة المختلفااة فااي هااوِ فق ا األوليااات اإلسااالمية الهااروريات فالحاجيااات ،ال يجااوز توجي ا اإلمكانيااات والطاقااات و المااوارد إلنتاج الكماليات فى الوقت الذي تفتقر في الدولة إلي الهروريات والحاجيات.
تطااوير الاانظم الهااريبية ومااا فااى حكمهااا فااى إطااار أن تؤخااذ الهااريبة بااالحق ،وتنفااق حصيلتها بالحق ،وال يجوز إهدارها فى الباطٌ ،كما يجب تطبيق نظاام زكاا المااٌ ليسااهم بدورى فى التنمية االجتماعية واالقتصادية وفق الهوابط الشرعية.
هبط أسواق المعاامالت االقتصاادية والمالياة بتشاريع عاادٌ ساليم وفعااٌ ،و التصادي لكاٌ صور أكٌ أمواٌ النا بالباطٌ ومن أمثلة ذلك :الربا والميسر وال والتدلي والرشو واالحتياااٌ ،والساارقة والحرابااة ...ومااا فااى حكاام ذلااك ،وهااذا باادورى يتطلااب تطااوير نظاام الرقابة على األسواق.
اإلسارات فاى إصاالت وتطاوير النظاام النقادي بماا يحاافظ علاى قيماة النقاد وحمايتا مان كاٌ األساااليب التااى تهااعف ،ومنهااا السااوق الخفيااة السااوداِ) وتهريااب األمااواٌ إلااى الخااارج ، وتداوٌ األمواٌ القذر المكتسبة بأساليب غير مشروعة .
اإلساارات فااى إصااالت وتطااوير النظااام المصاارفي حتااي يااؤدي دورى فااى تحقيااق التنميااة ماان خااالٌ تفعيااٌ كااٌ أساااليب وأدوات االدخااار ،وهااخ هااذى األمااواٌ إلااى تمويااٌ المشااروعات بنظم المشاركة والتى ثبات نجاحهاا وتفوقهاا علاى نظاام الفائاد ،واالساتفاد بصاي وأدوات ومنتجات المصرفية اإلسالمية والتى بدأت تأخذ بها معظم الدوٌ المتقدمة غير اإلسالمية.
دعام مؤسسااات المجتمااع الماادني وتحريرهااا ماان كافاة القيااود لتنطلااق نحااو تحقيااق مقاصاادها االجتماعية والخيرية والتى لها مردود اقتصاادي تنماوي ،ومان أهمهاا :مؤسساات الزكاا ، مؤسسات الوقف الخيري ،المؤسسات االجتماعية الخيرياة ،مؤسساات التكافاٌ االجتمااعي ،النقابات ،النوادي وما فى حكم ذلك. 050
الكشف عن مصادر ومنابع الثرو الطبيعياة والمحافظاة عليهاا ،وحسان وترشايد اسات اللها وحمايتها من االست الٌ األجنبي ،فمصر غنية بمواردها وخيراتها.
إعاد النظر فى سياسات وتشريعات التجار الخارجية من منظور حماية الصناعة الوطنياة ،والتركياااز علاااى الهاااروريات منهاااا الالزماااة لتحقياااق التنمياااة ،فاااالوطن أولاااى بالرعاياااة والحماية.
بذٌ المساعي لتقوية كافة روابط العالقات االقتصادية بين أقطار األمة العربية واإلساالمية ،ووهع استراتيجية للتكامٌ والتعااون والتاى ساوف تقاود إلاى الساوق العربياة واإلساالمية العااارب المشاااتركة حتاااي تكاااون أماااواٌ الااادوٌ العربياااة واإلساااالمية لخيااار والمسلمين.
- أولويات التنمية في هوِ منهج االقتصاد اإلسالمي من أصاعب األماور تحدياد اولوياات المشاكالت االقتصاادية التاى يجاب أن تلعطاي األولوياة عند الحٌ واإلصالت حيث أن جميعها خطير ملحة وتحتاج الدخوٌ إلى غرفات العناية المركاز وإن كان هناك هرور للترتيب ،فمن منظور األولويات اإلسالمية يجاب البادأ بالمشاكالت التاى تتعلق بحفظ الدين والنف والعقٌ والعرن والماٌ ،ومنها على سبيٌ المثاٌ ما يلي- : )9مشكلة التخبط فاي إصادار القاوانين االقتصاادية وتنقيتهاا مماا تتعاارن ماع أحكاام ومباادئ الشااريعة اإلسااالمية وتم ا الاادين ومنهااا علااى ساابيٌ المثاااٌ قااوانين الربااا والكسااب الحاارام والقمار المهاربات) . )4مشكلة الحريات االقتصادية فى إطار الهوابط الشرعية مثٌ حرياة اإلنساان كعاماٌ ومناتج ومستهلك وصاحب عمٌ ،وفي هذا المقام يجب إل اِ كافة القيود غير المشروعة التى تما حريت وكرامت . )4مشااكلة نقااي الحاجااات األصاالية لإلنسااان ومنهااا :مشااكالت ال ااذاِ والشااراب والمسااكن والعالج والتعليم وكٌ ما يدخٌ فى نطاق حفظ النف . )2مشكلة الزواج بسبب عدم توفير مستلزمات ، ......وهذا بدورى يما وحفظ المجتمع .
052
قهاية حفاظ العارن
ومهااا يكاان ماان اجتهاااد فااى ترتيااب أولويااات اإلصااالت االقتصااادي فيجااب أن نقاار بااأن بينهااا عالقات سببية ومتشابكة وتحتاج إلى وهع العالج من منظور تازاوج أسااليب المعرفاة ،وعليناا أن نبدأ بإخالي وأن نأخذ باألسباب ،والل سبحان وتعالي سوف يهدي إلى سواِ السبيٌ ....
-منهج االقتصاد اإلسالمي في عالج مشكلة الفقر. - خطور مشكلة الفقر. يعتبر الفقر من أهم المشكالت التي تؤثر على عقيد و لمثٌ وأخالق وسلوكيات وفكر وثقافة الفرد واألسر والمجتمع والدولة ،ولقد اهتم اإلسالم ب إهتماما ً بال ا ً ووهع الهوابط التي تحجم وتكبح ط يان والحلوٌ التي تعالج أسباب ،وذلك بهدف المحافظة على األمة اإلسالمية عزيز وقوية . ولقد ن من الل سبحان وتعالى على سيدنا محمد صلى الل علي وسلم فقاٌ ل :
أَلَ هم
عا ِئالً فَأ َ هغنَى )2الهحى) ، َي ِج هد َك َي ِتيما ً فَ َيوي َ )3و َو َج َد َك َ هاالًّ فَ َه َدي َ )3و َو َج َد َك َ ت )4الذِي أ َ ه كما ن طعَ َم لهم ِ نمن لجوتٍ َوآ َمنَ لهم من على قري فقاٌ لهم :فَ هليَ هعبلدلوا َرب َه َذا البَ هي ِ ِ نم هن خ هَوفٍ )2قري ) ،وكان رسوٌ الل صلى الل علي وسلم يعلمنا أن ندعو الل فنقوٌ " : اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر ،اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر " رواى أبو داود) ويقوٌ أيها ً " اللهم إني أعوذ بك من الفقر والقلة والذلة ،وأعوذ بك من أن أظ ِلم أو أَظلم " رواى أبو داود ،والنسائي ،وابن ماج ) .
053
- أثر مشكلة الفقر على العقيد واألخالق. ويربط فقهاِ اإلسالم بين الفقر وعقيد اإلنسان ومثلل وسلوكيات ،فعلى سبيٌ المثاٌ يقوٌ السلف " :إذا ذهب الفقر إلى بلد قاٌ ل الكفار خاذني معاك " ،ويقاوٌ رساوٌ اللا صالى اللا علي وسلم " :كاد الفقر أن يكون كفرا ً " رواى أبو نعيم في الحلية عن أن ) . كماااا أن الفقااار يهااايِ الااانف البشااارية هاااعيفة اإليماااان لتنحااارف إلاااى مساااالك المرتشاااين والمنااافقين واللصااوي وقرناااِ الشااياطين والكااذابين ،كمااا أن ا يولااد عنااد بعاان النااا الحقااد سع الل عليهم في األرزاق ،أي أن الفقر أحيانا ً يقود إلى رذائاٌ والكراهية والب هاِ من الذين و ن األعران ، األخالق ومنها على سبيٌ المثاٌ :السرقة ،واالغتصاب ،والكذب ،وهتك والرشو ،ونحو ذلك من أشكاٌ الفساد االقتصادي األخالقي .
- أثر مشكلة الفقر على حرية الفرد. كمااا أن للفقاار آثااارا ً ساايئة علااى ساالوكيات الفاارد غياار المنهاابط إسااالميا ً ،مثااٌ ارتكاااب الفواح ،والتعاون مع عباد الل غير الصالحين ،وكثيرا ً ما نجد من أسااليب تجنياد الجواساي والعمالِ لحساب أعداِ المسلمين هو الماٌ ،كماا أن مان أسااليب إغاراِ بعان النساو الفقيارات على ارتكاب الفاحشة هو الماٌ لمعالجة فقرهم . ومن أخطر آثار مشكلة الفقر أن يفقاد الفارد حريتا فاي إباداِ رأيا ويعتماد أعاداِ اإلساالم على ذلك في إذالٌ المسلمين عن طريق رغيف الخبز ،ويعتبر سالت الجوت والتجوياع النماوذج العملي الواهح حيث تست ل الدوٌ ال نية للسيطر على فكر وثقافة الدوٌ الفقير . ويعتبر الحصار االقتصادي الذي فرهت قاري علاى رساوٌ اللا صالى اللا عليا وسالم والذين آمنوا مع من السنة السابعة إلى السنة العاشر من البعثة ليجعٌ هؤالِ المسالمين يرتادون عن دينهم نموذجا ً فريدا ً لثبات المسلم على عقيدت ورأي هد سالت الكفر وسالت الفقر.
ولقد اهتم المسلمون بيثاار مشاكلة الفقار علاى الحرياة وساالمة إباداِ الارأي ،فقاد ورد فاي كتاب مشكلة الفقر وكيف عالجها اإلسالم ) للدكتور /يوسف القرهاوي ،أن جارية اإلمام أباي حنيفة قالت ل يوما ً في مجلس أن الدقيق نفاد ،فقااٌ لهاا " :قاتلاك اللا ،لقاد أهاعت مان رأساي 054
أربعين مساألة مان مساائٌ الفقا " ،كماا أنا قااٌ " :ال تستشار مان لاي فاي بيتا دقياق " وكاان للفقهاِ من السلع صنايع ،فهذا حداد ،وهذا ساعاتي ،وهاذا نجاار ،وهاذا خاواي ليحصاٌ مان هذى الصنعة على رزق ي ني عن الفقر حتى يكون حرا ً في فتواى وإبداِ رأي ،وأال يكاون أسايرا ً للماٌ .
- المنهج االقتصادي اإلسالمي في عالج مشكلة الفقر. لقد وهع اإلسالم مجموعة متكاملاة مان الوساائٌ العملياة الجااد لمعالجاة آثاار الفقار علاى مستوي الفرد واألسر والدولة منها على سبيٌ المثاٌ -: أوالً :العمٌ الجاد والهرب في األرن إبت اِ الرزق الطيب الحالٌ ،وفي هذا يقوٌ الل عز
ن َوا هبت َ لاوا ِمان فَهها ٌِ اللا ِ َوا هذ لكا لروا هايَ ِ ت الصاال ل فَانت َ ِش لاروا فِاي األ َ هر ِ وجـل :فَاإ ِ َذا قل ِ ال نٌ نَ ََىَ َكثِيرا ً ل َعل لك هم ت ل هف ِل لحونَ الجمعة ، )90:ويقوٌ رسوٌ الل صلى الل علي وسالم " :إن أشرف الكسب كسب الرجٌ من يدى " ،ويقوٌ صلى الل علي وسالم " :ما أكاٌ أحد طعاما ً قط خيرا ً من أن يأكٌ من عمٌ يدى وإن نبي الل داود كان يأكٌ مان عماٌ يدى " رواى البخاري) ،فالعماٌ فاي اإلساالم مان موجباات الحصاوٌ علاى الارزق الحاالٌ الطيب وال يجوز للفرد والدولة أن تعي
عالة حتى ال يفقدوا حريتهم وعزتهم .
ثانيا ً :الهجاار والهاارب فااي األرن إبت اااِ الاارزق الحااالٌ الطيااب ،ولقااد أمرنااا الل ا بااذلك ساعَةً النسااِ سابِي ٌِ اللا ِ يَ ِجا هد فِاي األ َ هر ِ فقاٌ َ :و َمن يل َه ِ ن لم َراغَماا ً َكثِيارا ً َو َ ااج هر فِاي َ ، )900:ويقوٌ رسوٌ الل صلى الل علي وسلم " :سافروا تسات نوا" رواى الطبراناي) ،ويقوٌ عمر بان الخطااب رهاي اللا عنا " :ماا مان حااٌ ياأتيني عليهاا الماوت بعاد الجهاد في سبيٌ الل أحب إلاي مان أن ياأتيني وأناا ألاتم مان فهاٌ اللا " ،وأساا ن يَ هبت َ لونَ ِمان فَهها ٌِ اللا ِ ذلك قوٌ الل تبارك وتعاالىَ :وآخ لَرونَ يَه ِهربلونَ فِي األ َ هر ِ سابِي ٌِ اللا ساور المزماٌ ، )40:ويالحاظ أن األماة اإلساالمية َوآخ لَرونَ يلقَااتِللونَ فِاي َ مليئة بالخيرات والطيبات ،فلمااذ ال يهااجر المسالم الفقيار مان بلاد إلاى بلاد للعماٌ وابت ااِ الرزق الحالٌ الطيب لمعالجة فقرى بدالً من أن يعي عالة على النا أعطوى أو منعوى . ثالثا ً :التعاااون بااين األقطااار اإلسااالمية فااي االسااتخدام الرشاايد للمااوارد الطبيعيااة وال يجااوز أن يكااون هناااك أنانيااة وتساالط ماان دولااة إسااالمية غنيااة وتكااون هناااك دوالً إسااالمية فقياار ، ااونلوا َعلَاى وأسا ذلك قوٌ الل تبارك وتعالى َ :وت َ َع َاونلوا َعلَاى ال ِب ِ نار َوالت هق َاوي َوالَ ت َ َع َ 055
ب المائاد ، )4:ويقاوٌ رساوٌ اللا ان َواتقلاوا اللا َ ِإن اللا َ شَادِي لد ال ِعقَاا ِ ِ اإلثه ِام َو هالعلا هد َو ِ صلى الل علي وسلم " :لي بمؤمن من بات شبعان وجارى إلى جنب جائع وهو يعلام رواى الطبرانااي والبيهقااي وإساانادى حساان ) ،كمااا يقااوٌ كااذلك " :مثااٌ "
المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم ،كمثٌ الجسد الواحد إذا اشتكى من عهو تداعى ل سائٌ الجسد بالحمى والسهر " متفاق عليا ) ،ولننظار اآلن مااذا يحادث لاو أن الاادوٌ ال نيااة تعاوناات مااع الاادوٌ الفقياار فااي كافااة المجاااالت لعولجاات مشااكلة الفقاار ولتحققت العز اإلسالمية. رابعا ً :زكاااا المااااٌ والصااادقات التطوعياااة ونظاااام الوقاااف الخياااري واألهلاااي ونظاااام التكافاااٌ االجتمااااعي اإلساااالمي مااان أهااام األسااااليب لمعالجاااة الفقااار وكافاااة األماااران واألوجاااات واألزمااات االقتصااادية واالجتماعيااة والسياسااية فيقااوٌ اللا عااز وجااٌ ِ :إن َمااا الصا َدقَاتل
َاار ِمينَ َو ِفاي ِل هلفلقَ َار ِ ين َو هال َع ِ اام ِلينَ َعلَ هي َهاا َو هال لم َؤلفَا ِة قلللاوبل له هم َو ِفاي ِ ن الرقَاا ِ اِ َو هال َم َ ب َو هال ِ ساا ِك ِ ع ِلايم َح ِكايم التوباة ، )30:ويقااوٌ هان السابِي ٌِ فَ ِري َ هاةً ِ نمانَ اللا ِ َواللا ل َ َ سابِي ٌِ اللا ِ َواب ِ رسوٌ الل صلى الل علي وسلم لمعاذ بن جبٌ حين بعث إلى اليمن " :فاأخبرهم أن اللا قد افترن عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وتعطى لفقرائهم " رواى الجماعة عان ابان عبا ) ،كما يقوٌ علي بن أبي طالاب رهاي اللا عنا " :إن اللا فارن علاى أغنيااِ المسلمين في أموالهم بقدر الذي يسع فقرائهم ،ولن يجهد الفقراِ إذا جاعوا أو عاروا إال بما يصنع أغنياؤهم ،أال وأن الل يحاسبهم حسابا ً شديدا ً أو يعذبهم عذابا ً أليما ً " .
كمااا أن نظااام الصاادقات والكفااارات ونظااام التكافااٌ االجتماااعي ماان أباارز ساامات الماانهج اإلسالمي لمعالجة الفقر عالجا ً كريماا ً طيباا ً والاذي طباق فاي صادر الدولاة اإلساالمية وحقاق حاد مشكلة فقرنا . الكفاية للمسلمين !!! ما أشد احتياجنا إلي في معالجة
- أثر السياسات االقتصادية اإلسالمية في عالج مشكلة الفقر. 056
يقع على ولي األمر فاي الدولاة اإلساالمية وهاع سياساات اقتصاادية مسائولة عان معالجاة الفقر بما لدي من سلطات وإمكانيات ال تتوافر لدي األفراد ،نذكر منها على سبيٌ المثاٌ -: سياسات توجي أمواٌ الزكا نحو المصارف التي تعالج مشاكاللفقراِ ،ول سلطة تجمياعأمواٌ الزكا وصرفها في مصارفها الشرعية . سياسااات التوظيااف فاارن) علااى أمااواٌ األغنياااِ إذا لاام تكااف حصاايلة الزكااا فااي سااداحتياجات الفقراِ. سياسات تهيئة فري العمٌ للعاطلين بما لدي من سلطات وإمكانياات والسايما فيماا يتعلاقبمصادر الثرو الطبيعية التي تعتبر من مقومات العمٌ. سياسااات تسااهيٌ هجاار العاااملين للعمااٌ لاادي الاادوٌ اإلسااالمية التااي لااديها فرهااي عمااٌويرعى أمورهم . سياسااات تحقيااق األماان واألمااان للعامااٌ ولصاااحب الماااٌ للعمااٌ ألن اليااد الخائفااة ال تعمااٌورأ الماٌ الجبان ال يستقر في مكان آمن . لااو التاازم العامااٌ وولااي األماار بااالمنهج اإلسااالمي شااريعةً لعولجاات الكثياار ماان المشااكالت ومنها مشكلة الفقر.
-منهج االقتصاد اإلسالمي في عالج مشكلة البطالة - تحليٌ طبيعة مشكلة البطالة بصفة عامة . أشر شر يهدد اإلنسانية هاو وجاود عاماٌ عاطاٌ ،وهاو فاى أشاد الحاجاة إلاى العماٌ وقاادر علي ،حتي يستطيع اإلنفاق على مطالب الحيا ويساهم فى عمار األرن ،وعباد الل ،وحماياة نفس من صور الفساد األخالقي واالجتماعي والسياسي ،فالبطالة تعني إهادارا ً للماوارد البشارية وعدم است اللها إلنتاج الحاجات وتحقيق ال ايات. وتنشأ مشكلة البطالة عندما ال يلتزم اإلنسان بالفطر السجية التاى خلقا اللا عليهاا ،أو أنا يسئ استخدام ما ساخرى اللا لا مان نعام ،أو ينحارف عان الرشاد فاى اسات الٌ الماوارد البشارية والطبيعية ،فاإلنسان هو سبب هذى المشكلة ،ولن تحٌ هذى لمشكلة إالن من خالٌ اإلنساان الرشايد الذي يطبق أحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية. 057
وماان مخاااطر مشااكلة البطالااة أنهااا تحطاام الجوانااب المعنويااة والنفسااية لإلنسااان ،وتساابب ارتباكا ً وخلالً فى األسر ،كما أن لها العديد من اآلثار السياسية السيئة حيث تسابب خطارا ً علاى استقرار الحكم ،وأحيانا ً قد تؤدي إلى االستشهاد أو اإلنتحار حسب النينات والمسببات. وتأسيسا ً على ما سبق فإن التصدي لها يعتبر من الهاروريات الشارعية والواجباات الدينياة والمسئولية الوطنية ،وهى قهية ولى األمر والمجتمع بأسرى ،سواِ بسواِ ،ولكن كياف تعاالج هذى المشكلة بالفعٌ والعمٌ في هوِ المنهج االقتصادي اإلسالمي ،وهاذا ماا ساوف نتناولا فاي البنود التالية .
- تحليٌ طبيعة مشكلة البطالة فى ظٌ المناهج االقتصادية الوهعية. يختلااف عااالج مشااكلة البطالااة باااختالف أيديولوجي اة النظااام السياسااى واالقتصااادي ،فيااري أنصار النظام الرأسمالى الحر أن يقع علاى القطاات الخااي مسائولية إيجااد فاري عماٌ ويكاون دور الدولة فى هذا الصدد محدود ،ومن سياسة الحكومة دعام هاذا القطاات ومسااعدت أو التيساير علي لينطلق الستيعاب العاطلين. و يري أنصار النظام االشتراكي أن على الدولة مسائولية عاالج مشاكلة البطالاة مان خاالٌ القطات العام وتوفير فري عمٌ لكٌ قادر علي . لقاد ظلات مشااكلة البطالاة فاى متاهااات المفااهيم االقتصاادية والوهااعية المختلفاة ،ففاي ظااٌ النظااام الرأساامالى الحاار والااذي يقااوم علااى الخصخصااة ،والتااي أساافرت عاان مهاااعفات ساايئة لموهوت التش يٌ حيث توقف دور الدولة عن إيجاد فري للعاملين ،كما أخفق القطات الخااي فااى اسااتيعاب العاااطلين ،وهاااعف ماان مشااكلة البطالااة والكساااد االقتصااادي والجااات والعولمااة وسيطر فئة من رجاٌ األعماٌ على النشاط االقتصادي .
- مظاهر ومخاطر مشكلة البطالة . من مظاهر تلك المشكلة فى الواقع العملى بصفة عامة ما يلى : هااعف االسااتثمارات القومياااة الموجهااة إلاااى المشااروعات االساااتثمارية الجديااد الساااتيعابالعاطلين وتقلي هذا البند من ميزانية الدولة .
058
عدم الرشد فى الخصخصة وظهور هحايا المعااالمقاهى والجلو أمام التلفاز .
المبكار الاذي ال يجادون أي عماٌ ساوي
الكساد الذي يواج القطات الخاي وفشل فى تش يٌ العاطلين بسبب االنفتات غيار المنهابطعلى استيراد سلع تناف الوطنية. تركيااز معظاام القطااات الخاااي علااى المجاااالت التااى ال تسااتوعب عااددا ً كبياارا ً ماان العاااطلين،والمعيار هو الربحية العالية واسترداد رأ الماٌ بسرعة . محدودية فري العمٌ فى العالم النامي والحاجة إلى الهجر . مهاعفة أعداد المهجرين والالجئين بسبب الحروب ،وال يجدون عمالً . انخفان معادٌ االدخاار بسابب الفقار وبالتاالى هاعف االساتثمار فاى مشاروعات اساتثماريةجديد ألسباب شتى منها ارتفات األسعار والحيا الهنك . اتجاااااى االسااااتثمارات الحديثااااة فااااى معظمهااااا نحااااو مشااااروعات الكماليااااات والمظهرياااااتوالمهاربات والتعامٌ فى سوق األوراق المالية . تركيز بعن االستثمارات على المجاالت قصير األجٌ.ويثاااار الساااؤاٌ :هاااٌ يوجاااد لااادي فقهااااِ وعلمااااِ االقتصااااد اإلساااالمي برناااامج لعاااالج مشكلة البطالة ؟ هذا ما سوف نناقش في البند التالي.
- المنهج االقتصادي اإلسالمي لعالج مشكلة البطالة يقاااااااوم المااااااانهج االقتصاااااااادي اإلساااااااالمي لعاااااااالج مشاااااااكلة البطالاااااااة علاااااااى المفااااااااهيم واألس اآلتية: تنمية الباعث والحافز على العماٌ بصارف النظار عان التأهياٌ العلماى والوهاع االجتمااعىباعتبار أن العمٌ عباد وشارف وقيماة وعاز ،كماا قااٌ رساوٌ اللا صالى اللا عليا وسالم 059
للصحابي الذي جاِ يطلب الصدقة ":اذهب واحتطب " ،المنهج التربوي إليجاد العامٌ ذو القيم واألخالق) . تطبيق الصي اإلسالمية لتمويٌ المشروعات الص ير والمتناهية في الص ر والقائماة علاىالمشاركة ولي الفائد ،وهذا هو االتجاى العالمى اآلن المنتجات االستثمارية اإلسالمية). -
إنشااِ مراكااز التاادريب المهناى والحرفااى تحاات رعايااة المنظماات والمؤسسااات غياار الهادفااة للربح مع إعطاِ بعن اآلماٌ لدعم المتفوقين لتمويٌ مشاروعاتهم بنظاام القارن الحسان أو المشاركة المنتهية بالتمليك التدريب الفعاٌ) .
االهتمااام بنظااام الزكااا والقاارن الحساان والهبااات والوصااايا والوقااف لاادعم المشااروعاتاالسااتثمارية الهادفااة لعااالج البطالااة تحاات إشااراف المؤسسااات الخيريااة االجتماعيااة والمدينااة
دور مؤسسات المجتمع المدني) . تجنااب اإلسااراف والتبااذير فااى النفقااات العامااة وتجنااب النفقااات العامااة فااى مجاااٌ الكمالياااتوالترفيهات وتوجيهها لتمويٌ المشروعات الص ير ترشيد النفقات العامة). دعاام ساابٌ التع ااون والتكامااٌ االقتصااادي بااين الاادوٌ العربيااة واإلسااالمية وتطبيااق قااوٌ الل اعلَى البِ ِ نر َوالت هق َوي السوق العربية اإلسالمية المشتركة). تبارك وتعالى َ :وتَعَ َاونلوا َ توجيا البنااوك والمؤسسااات الماليااة اإلسااالمية لاادعم وتمويااٌ المشااروعات االسااتثمارية التااىتسااتوعب أكباار عاادد ماان العاااطلين دور المصاارفية اإلسااالمية فااى تمويااٌ المشااروعات
االستثمارية) . حماية المشروعات الهادفة والموجهة لعاالج البطالاة مان اتفاقياات الجاات مان خاالٌ إصادارالقوانين والقرارات والتوصيات الالزمة . -
إل اِ كافاة أناوات الرساوم والهارائب واإلكرامياات والرشاو التاى تعاوق مشاروعات عاالج البطالة ترشيد الهرائب).
باإلهافة إلاى ماا سابق يجاب أن نتصادي لقهاية البطالاة باانعزاٌ عان العدياد مان القهاايا والمشاكٌ القومية األخري ،ومنها على سبيٌ المثاٌ ما يلى:
061
قهااية التربيااة والتعلاايم ،قهااية الهاارائب ،قهااية حااوافز االسااتثمار والتمويااٌ ،قهااية القطااات الخاااي والخصخصااة ،قهااية العولمااة والجااات ،قهااية الهجاار ،قهااية التكامااٌ والتعاون بين الدوٌ العربية ،وهكذا .
تعقيب وتأسيسا ً على ذلك يجب أن يكون هناك إصالحا ً شامالً للقهايا السابقة باالتوازي ماع قهاية البطالة ،بمعنى أن توهع استراتيجيات متكاملة ومتناغمة فى كافاة محااور القهاية مان منظاور عملى فى هوِ الواقع واإلمكانيات ،بمعنى أن يجاب أن تعاالج هاذى القهاية مان منظاور عملاى تنفيذي ولي من منظور الدراسات والبحوث والمحاهرات والنادوات ...وال يعناى ذلاك التقلياٌ ماان أهميتهااا بااٌ يجااب أن يحااوٌ كااٌ هااذا إلااى باارامج عمااٌ موهااوعية قابلااة للتطبيااق فااى هااوِ اإلمكانيات المتاحة وفى هوِ استراتيجيات وآليات التنفيذ .
- السياسات االقتصادية االستراتيجية لعالج قهية البطالة . من أهم السياسات الواجب إعاد النظر فيها لتساهم فى عالج قهية البطالة ما يلى : سياسة التعليم :والتركيز على التعليم المهنى والحرفى فى هوِ متطلبات سوق العمٌ. سياسة التمويٌ :توجي االستثمار نحو المشاروعات التاى تساتوعب أكبار عادد مان العااطلينوالتى تقع فى مجاٌ الهروريات والحاجيات ودعم االستثمار طويٌ األجٌ . سياسة الهرائب :تخفين أسعار الهارائب والتركياز علاى الهارائب علاى الادخٌ وعلاىرأ الماٌ وإعطاِ إعفاِات للمشروعات المهنية والحرفية والص ير والتى تقع فى مجااٌ الهروريات والحاجيات . سياسااااااة الخصخصااااااة :ربااااااط الخصخصااااااة بعااااااالج مشااااااكلة البطالااااااة ولاااااايأو بالمعا المبكر .
بااااااالبيع
سياسة التدريب :وهع برامج موهوعية ومتخصصاة لتحوياٌ مساارات الخاريجين حسابمتطلبات سوق العمٌ . سياسة اتفاقيات سوق العمٌ :إبارام اتفاقياات ماع الادوٌ العربياة واإلساالمية بإعطااِ أولوياةللعماٌ العرب والمسلمين . 060
سياسة دعم وتحفيز مؤسسات المجتمع المدنى فى دعم المشروعات الص ير مثٌ الجمعيااتالخيرية واالجتماعية ومؤسسات الزكا والنقابات ما فى حكام ذلاك ،وهاذا ماا ساوف نتناولا فى البند التالى ألهميت القصوي والفعالة والعملية .
- دور مؤسسات المجتمع المدنى الجمعيات) فى عالج مشكلة البطالة. يؤكد الواقع الذي نشاهدى أن للمشروعات الص ير والمتناهياة فاى الصا ر دور رئيساى فاى عااالج مشااكلة البطالااة ماان خااالٌ تفعيااٌ مؤسسااات المجتمااع الماادنى وعلااى األخااي الجمعيااات الخيريااة والتااى تطبااق نظااام القاارن الحساان ونظااام المشاااركة المنتهيااة بالتمليااك ونظااام اإلجااار المنتهية بالتمليك كبديٌ لنظام الفائد الربوية والذي ثبت فشل . وهناك تجارب ناجحة لدور الجمعيات االجتماعية والخيرية فاى عاالج المشاكلة ..وتاتلخي هذى التجارب فى تركيزها على اآلتى: دراسة موهاوعية لطبيعاة المشاروت الصا ير وبياان جادواى والحاجاة إليا ،ووهاع معااييرسليمة الختيارى. االختيار الدقيق للشاب العاطٌ وتهيئت وإعدادى وتدريب لتش يٌ المشاروت الصا ير المناسابل . تااوفير التمويااٌ الااالزم للمشااروت الص ا ير ماان المصااادر المختلفااة ،منهااا علااى ساابيٌ المثاااٌالهبات واإلعانات والتبرعات والزكوات والوصايا ..بعيدا ً عن نظام الفائد . -اختيار طريقة التمويٌ المناسبة للمشروت الص ير ومنها على سبيٌ المثاٌ:
القرن الحسن على آجاٌ مناسبة . المشاركة المنتهية بالتمليك خالٌ أجٌ مناسب . اإلجار المنتهية بالتمليك خالٌ أجٌ مناسب . المرابحة اإلسالمية والبيع بالتقسيط . 062
طرق أخري . وتتجنب الطرق السابقة نظام القرن بفائد ألن سبب محق البركة والخسران . تقديم الدعم التسويقى والفنى والمالى للمشروت الص ير خالٌ اإلنشاِ والتش يٌ . المتابعة والمراقبة المستمر للمشروت وتقويم األداِ وتنمية اإليجابيات وعالج السلبيات . -التطوير والتجويد إلى األحسن للمشروعات الص ير وتنميتها .
- خالصة القوٌ: يقوم المنهج والبرنامج االقتصادي اإلسالمي لعالج مشكلة البطالة على عد محاور عملية منهاا : إعااداد اإلنسااان إعاادادا ً أخالقياا ً وفنياا ً وتااوفير التمويااٌ الااالزم للمشااروعات بالصااي اإلسااالمية ،وحمايااة الدولااة للمشااروعات التنمويااة ماان خااالٌ إعاااد النظاار فااى الهاارائب ونحوهااا وتفعيااٌ دور مؤسسااات المجتمع المدني فى دعم المشروعات الص ير ،وهذا يؤكد بأن اإلسالم هو الحٌ.
063
- ماانهج االقتصاااد اإلسااالمي فااي عااالج مشااكلة الخلااٌ بيااـن األجااور واألسعار - الحقوق االقتصادية للعماٌ : من حقوق العاماٌ االقتصاادية أن تاوفر لا الدولاة الحاجاات األصالية للمعيشاة مان الهاروريات والحاجيات مثٌ الطعام والشراب والملب
والمأوي والعالج والتعليم والزواج ونحاو ذلاك ،حتاى يعاي
حيااا كريمااة ،كمااا يجااب علااى أفااراد المجتمااع والساايما األغنياااِ أن يتعاااونوا ويتهااامنوا ويتكااافلوا مااع الدولة فى هذا األمر من خالٌ الزكا والصدقات والهرائب ونحاو ذلاك مان االلتزاماات المالياة ،حياث افترن الل فى أمواٌ األغنياِ بما يكفٌ الحيا الكريمة للفقراِ ،وال يشاقى الفقاراِ إذا جااعوا أو عاروا إال بصنيع األغنياِ . ومن واجبات ومسئوليات الدولة أن تسن من القوانين والمراسيم بما تكفٌ للعامٌ الحيا الكريماة من خالٌ تحقيق التوازن باين الحاد األدناى ل جاور واألساعار وتكلفاة الحاجاات األصالية وعنادما يختاٌ هااذا التااوازن يشااقى العماااٌ وتكااون حياااتهم هاانكاً ،ويقااود ذلااك إلااى الرذائااٌ األخالقيااة واالجتماعيااة والسياسية ونحوها . وفى هذا األيام بصافة خاصاة ارتفعات األساعار ارتفاعاا ً كبياراً ،ولام تازد األجاور بانف
النسابة،
وظهر الجدٌ حوٌ قهية ربط الحد األدناى ل جاور بالحاد األدناى لتكلفاة الحاجاات األصالية باألساعار، وصدرت بعن التوجيهات الحكومية بأن يجب أال يقٌ الحد األدنى ل جور فى الشهر عان مبلا معاين اعتقادا ً بأن هذى هى تكلفة المعيشة للفرد. ويثار العديد من التساؤالت منها :هٌ هاذا التقادير يتفاق ماع أحكاام ومباادئ الشاريعة اإلساالمية بصفة عامة والحقوق االقتصادية للعاماٌ ومان يعاوٌ ،وماا هاي نظار علمااِ االقتصااد اإلساالمي إلاى هذى المشكلة ،هذا ما سوف نتناول في هذا البند من الدراسة .
- تقدير تكلفة الحاجات األصلية للعامٌ في المنظور االقتصادي اإلسالمي: تتمثٌ تكلفة الحاجات األصلية لإلنسان بصفة عامة من اآلتي -: * تكلفة ال ذاِ والشراب ليقيم صلب . 064
* تكلفة الكساد لستر عورت . * تكلفة المأوي ليسكن . * تكلفة العالج لحفظ النف
.
* تكلفة التعليم لحفظ العقٌ . * تكلفة الزواج لحفظ العرن . هاااذا بخاااالف نفقاااات المناسااابات االجتماعياااة والدينياااة ونحوهاااا مااان الهاااروريات والحاجياااات، وتأسيسا ً على ذلك ال يجب أن يقٌ متوسط دخٌ الفرد العامٌ عن تكلفة تلك االحتياجات فإذا كاان تقادير الدولة للحد األدنى ل جور أقٌ من تكلفة هذى االحتياجات فاإن هاذا يقاود بالتأكياد إلاى خلاٌ سياساى مثاٌ اإلهرابات والمظاهرات والسلوك غير المشروت ونحو ذلك ،وما يحدث اآلن لي
منا ببعيد.
- موجبات العدٌ بربط األجور باألسعار : من المنظور االقتصادي ،لو فرن أن متوسط االرتفات فى األسعار كان بنسبة %41فاى حاين أن متوسط اإلرتفات فى األجور كان فى حدود %90فإن هذا يقود إلى خلٌ فى الحيا المعيشية للعاماٌ ،وربما يكون ذلك الدافع لا إلاى إرتكااب بعان السالوكيات غيار المشاروعة وغيار القانونياة ،ويسابب المزيد من الفساد بكافة صور :العقدي واألخالقى واالجتماعى واالقتصادي والسياسى. ونري أن يجب على األقٌ كٌ فتر زمنياة قصاير زياد األجور بنف
رباع سانوية ) أن يكاون هنااك تحريكاا فاى
نسبة الزياد فى األسعار حتى يحدث التوازن بينهما ،وذلك أهعف اإليماان ،وهاذى
المسألة ليست صعبة فى التطبيق العملى والسيما فى ظٌ تطور وتقادم نظام تقنياة البياناات والمعلوماات السريعة ومان ناحياة أخاري فاإن رباط األجاور باألساعار يعاالج مشااكٌ اجتماعياة واقتصاادية وسياساية كثياار منهااا مشااكلة هااعف اإلنتاااج ،ومشااكلة الساالبية ،ومشااكلة المظاااهرات ،ومشااكلة اإلهاارابات ومشكلة الفساد االجتماعى ،ومشكلة الفساد االقتصادي ،ومشكلة الفساد السياسى وما فى حكم ذلك .
065
- مسئولية الدولة في الرقابة على األساعار وعلاى سالوكيات التجاار فاي األسواق: وماان بااين أسااباب غااالِ األسااعار تصاارفات وساالوكيات رجاااٌ األعماااٌ الجشااعين ماان تجااار ومصنعين ووسطاِ من هذى السلوكيات :االحتكار والتكتالت الم رهة ،وال
،والتطفيف ،وانخفان
الجااود ،والرشااو ،والساارقة ،والربااا ونحااو ذلااك ،ولقااد نهااى اإلسااالم عاان هااذى الساالوكيات االقتصااادية
السيئة ،فعلى سبيٌ المثاٌ حرم الرسوٌ صلى الل علي وسلم االحتكار ،فقاٌ صلى الل علي وسلم :ال يحتكر إال خاطئ) " رواى مسلم " وقاٌ صلى الل علي وسالم :من احتكار طعاماا ً أربعاون يوماا ً فقد برئ من الل وبرئ الل من ) " رواى أحمد " ،كما حرم ال ا وقااٌ صالى اللا عليا وسالم: من غ فلي منا ) " رواى أحمد " ،وفى نف الوقت حث الرسوٌ صلى الل علي وسالم اللا عليا وسلم على خفن األسعار للتيساير علاى الناا
لماا فاى ذلاك مان مرهاا اللا والفاوز بثوابا ،باٌ رفاع
اإلسالم الجالب إلرخاي األسعار إلى مرتباة المجاهاد فاى سابيٌ اللا ،فيقاوٌ صالى اللا عليا وسالم: أبروا فإن الجلب إلى سوقنا كالمجاهد فى سبيٌ اللا " ) ..رواى مسالم " ،وبشار الرساٌ صالى الل ا علي ا وساالم الجالااب بالبركااة وزياااد الكسااب ،فقاااٌ صاالى الل ا علي ا وساالم الجالااب ماارزوق والمحتكر ملعون) "رواى مسلم ". وخالصااة القااوٌ :إن هناااك أسااباب مفتعلااة ماان سااوِ ساالوكيات بعاان التجااار وغياارهم إلحااداث ال الِ فى األسعار يجب عالجها وهذا من الواجبات الدينية للحكومة ،فإذا أهملات الحكوماة أو تواطاأت مع بعن التجار الجشعين لسابب مان األساباب ولام تفارن الرقاباة الفعالاة علاى األساواق والمعاامالت واألسعار تعتبر مقصر ،ومشاركة فى الجريمة االقتصادية. ويوجد في التراث االقتصاادي نظاام الحسابة ،والاذي يعطاي الدولاة الحاق والسالطة فاي الرقاباة على األسواق لمنع ال واالحتكار وكٌ صور الفسااد فاي األساواق ،وماا زاٌ هاذا النظاام مطبقاا ً فاي بعن الدوٌ العربية واإلسالمية . ومن ناحية أخري ،إذا كانت الحكومة ذاتها هى التى تقوم برفاع أساعار بعان السالع والخادمات الهاارورية التااى تقاادمها للشااعب والساايما مااا يحتاج ا الفقااراِ فإنهااا تعتباار مرتكبااة كبياار ماان الكبااائر، وتعتباار مساائولة أمااام اللا ،ودليااٌ ذلااك ماان الساانة قااوٌ الرسااوٌ صاالى اللا عليا وكلكم مسئوٌ عن رعتي )" رواى مسلم ".
066
وساالم :
كلكاام رات
- المنهج االقتصادي اإلسالمى لعالج مشكلة التوازن بين األجور واألسعار: لقااد اسااتنبط فقهاااِ اإلسااالم وعلماااِ االقتصاااد اإلسااالمى مجموعااة ماان الهااوابط والساابٌ لعااالج مشكلة التوازن بين األجور األسعار منها على سبيٌ المثاٌ ما يلى: منع االحتكار بكافة صور وأشاكال وحيلاة ،ويجاب علاى ولاى األمار اتخااذ التادابر لحماياةالمستهلك ،وهذى من الحاالت التى يجوز لولى األمر التدخٌ للتسعير. -تجنب الم اال فى فارن الهارائب والرساوم والمكاو
علاى المعاامالت حياث يقاوم رجاٌ
األعماااٌ بإهااافتها ونقااٌ عبئهااا علااى المسااتهلكين فترتفااع األسااعار كمااا تاام بالنساابة لهااريبة المبيعات. تخفيف القيود والحواجز على انتقاٌ السلع والخدمات من دولة إلى دولة والسيما باين الادوٌالعربية بعهها البعن لتسهيٌ عملية الجلب ،وهذا بدورى يرخي األسعار. منع المعاامالت المنهاى عنهاا شارعا ً فاى األساواق والتاى تقاود إلاى ارتفاات األساعار ،ومنهااعلااى ساابيٌ المثاااٌ :ال اا
فااى الجااود ،والتطفيااف فااى الكيااٌ والمياازان ،ال اارر وإعطاااِ
معلومااات غياار سااليمة ،الجهالااة والتاادلي
علااى المتعاااملين ،نقااي المعلومااات الصااادقة يتهاااافتون علاااى الشاااراِ بااادون حاجاااة،
األميناااة ،اإلشااااعات الم رهاااة التاااى تجعاااٌ الناااا المعامالت الوهمية والتى تتهامن صاورا ً معاصار مان الميسار ،وساائٌ اإلعاالن والدعاياة المنهى عنها شرعا ً والتى تعطى معلومات كاذبة وخادعة للمستهلكين. تجنااب اإلسااراف والتبااذير ماان األغنياااِ وماان الحكومااة ،كمااا يجااب االقتصاااد فااى النفقاااتوالسيما وقت األزمات االقتصادية ،فاالقتصاد نصف المعيشة ،وما عاٌ من اقتصد . التركيز على الهروري ات والحاجياات ذات العالقاة بالحاجاات األصالية للمعيشاة فاى مجااٌاإلنتاج واالستهالك واالستثمار والدعم. إعاد النظر فى سلم األولويات فى النفقات الحكومية حيث يجب التركيز علاى الهارورياتوالحاجيات وتجنب االتفاق الترفى والمظهري ونفقات الحفالت غير الهرورية.
067
الرقابة الفعالة على سلوكيات التجار ومعاقبة الجشعين والمحتكرين منها واالستفاد من نظمالحسبة الذي كان فى صر الدولة اإلسالمية. الدعو إلى االقتصاد واالعتاداٌ والقواماة فاى النفقاات وتحجايم شاهو الشاراِ والسايما الفئاةال نية المترفة ،فلي
كٌ ما يشتهي اإلنسان يشتري .
قيام ا لدولة بادعم السالع والخادمات الهارورية عناد الحاجاة لتاوفير الحاجاات األصالية للفئاةالفقير . قيااام الجمعيااات الخيريااة باادعم الحاجااات األصاالية للفقااراِ ماان مااوارد الزكااا والصاادقاتوالكفارات والنذور والوصايا والصدقات الجارية ونحو ذلك. إعاد النظر فى الحد األدنى ل جور فى هوِ تكلفة الحاجات األصلية واألسعار. إعاد النظر فى سياسة الادعم بماا يسااعد فاى تحقياق التاوازن باين األجاور واألساعار وذلاكعلى فترات دورية قصير .
- الخالصة : تااتلخي وجهااة نظاار علماااِ االقتصاااد اإلسااالمى فااى قهااية األجااور وتكلفااة الحاجااات األصاالية واألسعار فى الثوابت ال،تية : -9ال يجااب أن يقااٌ الحااد األدنااى ل جااور للعمااٌ عاان تكلفااة الحاجااات األصاالية ماان الهااروريات والحاجيات. -4يجب تحريك الحد األدنى ل جور كٌ فتر زمنية قصير فى هوِ االرتفات فى األسعار -4يجب دعم السلع والخدمات الهرورية للحيا المعيشية التى تقدم للطبقة الفقير . -2يجب تحقيق الرقابة الفعالة على التجار الجشعين الذين يرفعون األسعار بدون حق. -1توفير التمكين للعامٌ الفقير للمطالبة بحقوق فى إطار من الحرية العدٌ.
-منهج االقتصاد اإلسالمي في عالج مشكلة التهخم: - نشأ مشكلة التهخم : 068
لقاد نشاأت مشاكلة التهاخم تطبياق بسابب تطبياق سياساات اقتصاادية ونقدياة وهاعية تقاوم علااى أسا نظام الفائد وخلق النقود والتوسع فى االئتمان وانتاج التحساينات والترفيهياات واالحتكاار وغيار ذلك من السياسات التى ال يقرها النظام االقتصادي االسالمى ،وبذلك فاإلسالم لاي مسائوالً عنهاا ،وال يعنى هذا أننا نقاف مكتاوفى األيادي ننتظار حتاى يطباق اإلساالم كاامالً ..باٌ يمكان تقاديم بعان الحلاوٌ اإلسالمية لمعالجة مشكلة التهخم ،ومن خالٌ المعالجات التدريجية والجزئية وسوف ياأتى الياوم الاذي تتسق وتتكامٌ هذى الحلوٌ ليكون منها الحٌ الشامٌ. وتأسيسا ً على ذلك سوف نعرن فى هذا البند منهج االقتصاد اإلساالمى لعاالج مشاكلة التهاخم وكيف ينفذ وذلك فى ظٌ الظروف المعاصر .
- معنى التهخم فى االقتصاد : التهااخم فااى الل ااة يعنااى الشاايِ العظاايم ال لاايظ ،فقااد جاااِ فااى المعجاام الوساايط خهاام الشاايِ يهااخم هااخامة :عظاام وغلااظ ،فهااو هااخم وهااخيم والجمااع هااخام ،وهااخم الشاايِ جعل ا هااخما، والهخام :العظيم ال ليظ من كٌ شيِ ). والتهخم فى االقتصااد هاو :زيااد النقاود ،أو وساائٌ الادفع األخاري ،علاى حاجاة المعاامالت، وهااذا التعريااف للتهااخم ماان وهااع مجمااع الل ااة العربيااة بالقاااهر .ولاام ياارد لفااظ التهااخم فااى القاارآن الكريم ،وال فى السنة الشريفة وال فى كتب الفق ،فمصطلح التهاخم حاديث الظهاور وتعريفا كماا ورد بااالفكر االقتصااادي التقلياادي غياار موجااود فااى الفكاار االقتصااادي اإلسااالمى ،ولكاان ورد لفااظ ال ااالِ والرخي كظاهر من الظاواهر الطبيعياة غيار المفتعلاة قصاير األماد ،أماا إذا وجادت هاذى الظااهر ال الِ) بمفهاوم التهاخم فاى العصار الحاديث فهاى تعاد انحرافاا ً عان تطبياق الشاريعة اإلساالمية كنظاام متكامٌ. إن ارتفات األسعار وانخفاهها بدون احتكار أو تكتٌ ،وارد فى األسعار وهذا ينجم عن ظاروف طبيعية من قدر الل ،وفى ظلها ال يجوز تدخٌ الحاكم ،ولكن إذا كاان ارتفاات األساعار مان خاالٌ جشاع التجار واحتكارهم فهذا أمر يوجب تدخٌ الحاكم لمنع الظلم. وال الِ من وجهة النظر اإلسالمية إما ابتالِ من الل سبحان وتعالى لعبادى أو عقاباا لهام بسابب سوِ علمهم ،ولكن ال يمكن اعتبارها نوعا ً من أنوات التهخم المعاصر .
069
يتهح من التحليٌ السابق أن إرتفات األسعار وانخفاهها إما أن أن يكاون عادياا ً أو غيار عاادي ففى الحالة األولى عندما ترتفع األسعار يكون بسبب عوامٌ طبيعية أدت إلاى انخفاان المعارون مان السلع وهذى األسباب مثٌ القحط وجدب األرن وعدم نزوٌ المطار ،وكانات هاذى األزماات عارهاة ال تزيد عن عاام واحاد ..أماا فاى الحالاة الثانياة وهاى أن ترتفاع األساعار بسابب عواماٌ بشارية مثاٌ جشاع التجا ر ففى هذى الحالة ال بد من تدخٌ الدولة بالتساعير ،وبكاٌ السياساات الالزماة لكابح جماات األساعار المتمشية مع أحكام الشريعة اإلسالمية. لذلك التهخم بالمعنى الحديث والذي يعنى ارتفات متواصٌ فى األسعار ،ظاهر غيار موجاود فى اإلسالم ،أي ال تهخم فى اإلسالم.
- عالج مشكلة التهخم فى المنهج اإلقتصادي اإلسالمى : يقوم المنهج االقتصادي اإلسالمى لعالج مشكلة التهخم على األس
اآلتية :
أوالً :تحريم الفوائد الربوية كلية ،بصارف النظار عان أوجا اساتخدام القارون ال فارق فاى ذلاك باااين ماااا يسااامى باااالقرن االساااتهالكى والقااارن اإلنتااااجى ،وال يجاااوز تبريااار الفائاااد الربوياااة كتعاااوين للتهاااخم النقااادي لكثيااار مااان المباااررات العلمياااة ،وهنااااك اخاااتالف باااين رواد الفكااار االقتصادي حوٌ العالقاة باين النظاام النقادي والفائاد والتهاخم ،فياري فرياق مانهم أن التهاخم ينشأ بسبب الخلٌ بين كمية النقود الموجود فاى التعاماٌ وباين كمياة السالع والخادمات وتساتخدم الفائد كسالت للحد من بينما يري فريق آخر أن يمكن تش يٌ النظام النقدي والرقابة علي بدون إدخاٌ سعر الفائد فى الصاور ،ويتمثاٌ موقاف الفكار اإلساالمى مان هاذا الحاٌ فاى أن النظاام النقدي المعاصر معيب وهو سبب مشكلة التهخم ،وتلعب الفائد دورا ً هاما ً فى هذا الخصاوي حيث تزيدى ارتفاعا ً وتعقيدا ً .
ثانياً :تحريم اإلسراف والتبذير فى االنفاق الحكومى كأحد وأهم مسببات التهخم ،ودعت الشريعة اإلسالمية إلى هرور ترشيد االستهالك واإلنفاق والتوسط فيهما ،قاٌ تعالى: ك قَ َواما ً ) الفرقان.)33: َوالذِينَ إِ َذا أَنفَقلوا لَ هم يل هس ِرفلوا َولَ هم َي هقت ل لروا َو َكانَ َبيهنَ َذ ِل َ وهناك العديد من الهوابط اإلسالمية لإلنفاق واالستهالك والتى لها أثر فى الحد من ظاهر التهخم وهى: 071
أ) أن يكون األنفاق فى طاعة الل . ب) التقشف عند األزمات ،ما ورد فى خط سيدنا يوسف عندما ولى أمينا ً على خزائن األرن التى قامت على االقتصاد والتقشف. ثالثاً :تجنب خلق وطبع نقود جديد ،ألن كما سبق أن ذكرنا من أهم أسباب التهخم :خلق وزياد كمية النقود وزياد حجم االنفاق بنسبة أكبر م الزياد فى عرن السلع والخدمات ولنقود فى اإلسالم هى ثمنا للسلع والخدمات. رابعاً :تحريم االكتناز بكافة صور وأشكال ،ولقد وعد الل من يقوم باكتناز الماٌ بالعذاب َب األليم وجعٌ الزكا حافزا ً قويا على االستثمار ...قاٌ تعالى َوالذِينَ يَ هكنِ لزونَ الذه َ
سبِي ٌِ الل ِ فَبَ ِ ن يم ) التوبة ،)42 :وقاٌ صلى الل ش هرهلم بِعَ َذا ٍ ب أ َ ِل ٍ َو هال ِفهةَ َوالَ يلن ِفقلونَ َها فِي َ علي وسلم :من ولى من يتيما فليتجر ل فى مال حتى ال تأكل الصدقة متفق
علي ). فاإلسالم يحث على نفقة االستثماري ،وهو من أهم وسائٌ عالج التهخم . خامساً :تحريم االحكتار سواِ كان بمعرفة األفراد أو بمعرفة الدولة ،وتطهير المعامالت من ألن يؤدي إلى عد مساوئ اقتصادية يعانى منها المجتمع من أهمها : -9ارتفات أثمان السلع والخدمات على أثمانها فى ظٌ المنافسة. -4عدم ادخاٌ التسحينات والتجديدات فى عمليات االنتاج النعدام المنافسة. -3تحديد االنتاج ونقي كميات عن الكميات التى يمكن الوصوٌ إليها فى ظٌ المنافسة وفى ذلك نقي الناتج القومى وعدم تحقيق التوظيف الكامٌ للموارد اإلنتاجية.
-4عدم امكانية تحقيق اشبات احتياجات المجتمع بالدرجة المطلوبة والممكنة اقتصاديا ً قاٌ
صلى الل علي وسلم من دخٌ فى شيِ من أسعار المسلمين لي لي عليهم كان حقا ً على الل أن يقذف فى معظم من النار رواى اإلمامان أحمد والطبرانى) والمراد أن يكون بمكان عظيم من النار يعنى أشد عذاباً ،وقاٌ صلى الل علي وسلم :من احتكر فهو خاطئ متفق علي ) ،واالحتكار المحرم فى اإلسالم يشمٌ كٌ ما أهر بمصلحة المسلمين فى حوائجهم الهرورية من مأكٌ وملب 070
ومسكن.
- دور السياسات االقتصادية اإلسالمية لعالج مشكلة التهخم: تتمثٌ أهم السياسات االقتصادية اإلسالمية لتجنب حدوث التهخم فى اآلتى: -9سياسة االستثمار عن طريق المشاركات اإلسالمية ،ويأخذ االستثمار اإلسالمى عن طريق المشاركات صورا ً مختلف مختلفة من أهمها :المهاربات اإلسالمية. -4المشاركات اإلسالمية .ودورها فى التكافٌ االجتماعى وتجنب الربا ..ألن الزكا بإمكاناتها المختلفة يمكن أن تساهم فى الحد من التهخم ،ولتكامٌ فرن الزكا مع تحريم الربا فى هذا المجاٌ أثر فعاٌ يهمن ايجاد االدخار االستثماري ،وال بد من تعجيٌ دفع الزكا إذا كانت حاجة المجتمع ماسة إلى األمواٌ وخصوصا ً حاجة الطبقات المستحقة لها وال شك أن هذا يفرن المحافظة على االستقرار االقتصادي للبالد. كذلك فإن إحالٌ التمويٌ بالمشاركة محٌ التمويٌ باإلقران ورفع الهرر عن أصحاب المهن الص ير أو طبقة ال ارمين عند توزيع الزكا ،من شأنها أن يساعدا على توسيع قاعد الملكية ويسهم كثيرا ً فى تحقيق العدالة االجتماعية فى توزيع الدخٌ والثرو . -4سياسة التكافٌ االجتماعى ،ودورى فى تجنب التهخم ،ويقوم نظام الصدقات التطوعية على الوازت الدينى ودافع التقوي ،والتقرب إلى الل تعالى والرغبة فى مراهات وثواب والخشية من غهب وعقاب ،فكلما كانت العقيد قوية فى المجتمع وحرار اإليمان متقد كان هذا الجانب منتجا للحد من آثار التهخم ،ومثاٌ ذلك فى عهد الخليفة العادٌ عمر عبد العزيز حينما قام بتطبيق الشريعة اإلسالمية تطبيقا ً متكامالً مما أدي إلى أن الزكا لم تجد من يأخذها ،وعندما تعرهت المدينة لظروف طارئ بقدوم جماعة محتاج إليها ،نهى رسوٌ الل صلى الل علي وسلم عن ادخار لحوم األهاحى ،ولما غادرت هذى الجماعة المدينة أبات رسوٌ الل صلى الل
علي وسلم إدخارها وقاٌ صلى الل علي وسلم :إنما نهيتكم من أجٌ الدافة – قوموا المدينة – التى دفت اليكم فكلوا وادخروا وتصدقوا ،وقاٌ صلى الل علي وسلم :إن األشعريين إذا أرملوا فى ال زو ،أو قٌ طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم من طعام فى ثوب واحد ثم اقتسموى بينهم فى إناِ واحد بالسوي فهم منى وأنا منهم رواى البخاري ومسلم ).
072
- أثاار تطبيااق أساا التهخم :
وسياسااات الماانهج االقتصااادي اإلسااالمى علااى مشااكلة
يتهح مما سبق أن اإلسالم دين متكامٌ ،وأن شريعت إذا طبقت التطبيق الصحيح ،فإنها تحمٌ فى طياتها العالج الناجح للمشاكٌ االقتصادية التى نعي تعاليم الكتاب والسنة ،وأهم أس
فيها ،وأس
االقتصاد اإلسالمى تنبع من
المنهج اإلسالمى فى عالج التهخم هى :تحريم الفوائد الربوية
وتحريم االسراف والتبذير ،وتجنب خلق وطبع نقود جديد دون أس
اقتصادية إسالمية صحيحة
وتحريم االكتناز واالحتكار ،أما السياسات اإلسالمية البديلة والتى تهم عدم حدوث تهخم فهى سياسة االستثمار عن طريق المشاركات اإلسالمية ،وسياسة زكا الماٌ ،وسياسة التكافٌ االجتماعى الصدقات التطوعية ). إن التطبيق المعاصر لهذى األس
والسياسات سوف يقهى على مسببات التهخم من ناحية،
ويوجد ظروف مالئمة لزياد اإلنتاج ورفع الكفاية اإلنتاجية ،فعلى سبيٌ المثاٌ :إن ال اِ نظام الفوائد وتطبيق صي االستثمار اإلسالمى يساعد على توجي األمواٌ نحو المشروعات التى تنتج الحاجيات األصلية ،ويشترك أصحاب األمواٌ مع رجاٌ األعماٌ فى ال نم وال رم ،وهذا يحمى المشروعات من التعثر والتصفية وذلك لتوزيع ال نم وال رم . كما أن ال اِ نظام الهرائب الذي يؤدي إلى ارتفات األسعار وأحيانا ً إلى إفال
المشروعات
وتطبيق نظام زكا الماٌ الذي يحفز على االستثمار وتنمية األمواٌ والتوزيع العادٌ لعوائد عوامٌ اإلنتاج ونقٌ القو الشرائية من األغنياِ إلى الفقراِ وكفالة المشروعات المتعثر ويساعد من تصيبهم الكوارث ،كٌ هذا يساعد على ا لنمو والتطوير فى اإلنتاج وحماية المشروعات من التعثر والتصفية. كما أن تجنب اإلسراف والتبذير والرشو والفوائد الربوية يقلٌ من تكاليف اإلنتاج وهذا بدورى يعطى للمشروعات اإلنتاجية امكانية الربحية واالستمرار والنمو والتطوير إلى األفهٌ من خالٌ زياد المبيعات فزياد اإلنتاج ومقابلة الطلب المتزايد ويحجم من عملية ارتفات األسعار. إن ال اِ نظام البنوك القائم على نظام الفوائد الربوية وخلق النقود وتطبيق نظام المصارف اإلسالمية القائم على صي االستثمار اإلسالمى ومنها المشاركات والمهاربات والسلم واالستصنات.. يجنب من عملية خلق النقود ويحجم من عملية المهاربات بالوعود الورقية بالشراِ والبيع وهذا يمنع حدوث التهخم ،ومن جهة أخري تساعد المصارف اإلسالمية فى تمويٌ المشروعات اإلنتاجية طبقا ً لصي المشاركات والتى تثبت أفهليتها فى التنمية عن النظام الربوي. 073
أن تطبيق سياسة زكا الماٌ والتكافٌ االجتماعى يساعد على انسياب األمواٌ واستثمارها فى المشوروعات الطيبة الحالٌ ،كما أن ايتاِ الزكا عينا من أفهٌ السياسات المالية اإلسالمية لتقليٌ عرن النقود وبذلك ال تخلق فرصا للتهخم. يتهح جليا أ ن تطبيق األس
والسياسات المالية اإلسالمية يقلٌ من حدوث التهخم بصورت
الموجود فى ظٌ النظم االقتصادية الوهعية ويعالج ما قد يظهر من فى بعن األحيان ،وأن فى ظٌ التطبيق الشمٌ لإلسالم ال يوجد ما يسمى بالتهخم المتعارف علي بين االقتصاديين اآلن .
- البرنامج التنفيذي لتطبيق المنهج اإلسالمى لعالج مشكلة التهخم : لتنفياااااااذ األسااااااا
والسياساااااااات المالياااااااة اإلساااااااالمية يتطلاااااااب وجاااااااود برناااااااامج يتهااااااامن
االجراِات اآلتية: أوالً :إصالت النظام النقدي المالى الحالى ،وربط الزياد فى كمية النقود بالزياد الحقيقية فى اإلنتاج من السلع والخدمات ،وهذا بدورى يحمى المشروعات االنتاجية من التعثر والتصفية. ثانياً :إل اِ نظام الفوائد بكافة صورى وأشكال وتطبيق نظام االستثمار والتمويٌ اإلسالمى والذي يقوم على مبدأ المشاركة فى ال نم وال رم والكسب بالخسار واألخذ بالعطاِ ...وهذا يمكن من تمويٌ المشروعات اإلنتاجية التى تنتج الحاجات األصلية. ثالثاً :االهتمام بالعنصر البشري الذي هو أسا
العملية االنتاجية عن طريق نظم الحوافز المعنوية
والمادية ،وربط األجور باإلنتاج وتطبيق قاعد ال جهد بال كسب ،وال كسب بال جهد ،فإن هذا يقود إلى سلسلة من التفاعال ت اإليجابية التى تنتهى إلى زياد اإلنتاج وتطوير الجود إلى األفهٌ. رابعاً :االلتزام باألولويات اإلسالمية فى توجي االستثمارات نحو المشروعات اإلنتاجية ،وتتمثٌ فى الهروريات فالحاجيات،فالتحسينات ومنع انتاج السلع والخدمات التى تقع فى نطاق الترفيهيات. خامسا ً :نظام الهرائب وتطبيق نظام زكا الماٌ فهذا يحمى المشروعات االنتاجية من التعثر والتصفي . 074
سادساً :ترشيد االنفاق وهبط على كافة المستويات ومعاقبة المسرفين والمبذرين والمرتشين وما فى حكمهم حيث أن ذلك يؤدي إلى هبط التكلفة وتجنب ارتفات األسعار وحماية االنتاج من المنافسة الخارجية. إن تطبيق هذا البرنامج ،ال يتم بين لحظة وأخري ،بٌ يتطلب التدرج حتى ال يحدث خلٌ فى الهيكٌ االقتصادي.
-
منهج االقتصاد اإلسالمي في عالج مشكلة ال الِ :
- الحاجات األصلية لإلنسان وغالِ األسعار لقد َكفٌَ اإلسالم لإلنسان الحاجات األصلية التى تحقق ل الحيا الكريمة وتلعينَ على عباد الل سبحان وتعالى ،لتتفاعٌ الماديات والروحانيات فى إطار متوازن لبناِ الجسد وغذاِ الروت ،حتى أن الفقير الذي ال يملك الحد األدنى للحاجات األصلية كفٌ الل سبحان وتعالى ل حقا ً معلوما ً فى ماٌ
وم ال نى ،ودليٌ ذلك قوٌ الل تبارك وتعالىَ :والذِينَ فِي أ َ هم َوا ِل ِه هم َح ٌّق م هعللوم ِللسائِ ٌِ َو هال َم هح لر ِ
[المعارج 42 :ـ ، ] 41كما أشارت السنة النبوية إلى ذلك عندما أرسٌ رسوٌ الل صلى الل علي
وسلم سيدنا معاذ بن جبٌ إلى اليمن فقاٌ ل " :أعلمهم بأن الل افترن عليهم صدقة ،تؤخذ من أغنيائهم فتلرد على فقرائهم " [ رواى مسلم] ،ويعنى هذا أن للفقير حقوقا ً عند ال نى وعند الدولة حتى يعي حيا كريمة ،ومن مسئولية ولى األمر فى اإلسالم أن يكفٌ لإلنسان بصفة عامة وللفقير بصفة خاصة هذى الحقوق وال سيما عند غالِ األسعار ويعتبر مسئوالً أمام الل عز وجٌ عن شقاِ رعيت ،فهو رات ومسئوٌ عن رعيت . ومااان أساااباب شاااقاِ اإلنساااان الفقيااار وبؤسااا هاااو صااانيع التجاااار وغيااارهم باااإغالِ األساااعار بااادون هااارور معتبااار شااارعا ً ،ليااازدادوا غناااى علاااى حسااااب الفقاااراِ ،ولقاااد تهااامنت مصاااادر الشاااريعة اإلساااالمية النصاااوي واألحكاااام والقواعاااد والمباااادئ التاااي تعاااالج مشاااكلة ال اااالِ الناجماااة عااان ساااوِ سااالوكيات التجاااار والوساااطاِ المحرماااة شااارعاً ،وهاااذا ماااا ساااوف نتناولااا فاااى هاااذا البناااد بشئ من اإليجاز.
- تحليٌ أسباب مشكلة غالِ األسعار من منظور االقتصاد اإلسالمي : تعتباار مشااكلة غااالِ األسااعار ماان أباارز المشااكالت التااى تساايطر علااى همااوم الفاارد واألساار وال ساايما الطبقااات الفقياار التااى هااى دون حااد الكفايااة ومنهااا مااا يكااون قااد وصااٌ إلااى حااد الكفاااف 075
حيااااث الشااااقاِ والمعيشااااة الهاااانك ،أي التااااى تعااااانى ماااان نقااااي فااااى الحاجااااات األصاااالية للحيااااا الكريمة التى كفلها لها اإلسالم كما سبق اإليهات . ولمشااااكلة غااااالِ األسااااعار أسااااباب كثياااار يهاااايق المقااااام والمكااااان لعرهااااها ،منهااااا أقاااادار اللاااا عااااز وجااااٌ مثااااٌ انخفااااان المعاااارون ماااان الساااالع والخاااادمات بساااابب الجفاااااف أو القحااااط أو الناااوازٌ الساااماوية والتاااى لاااي لإلنساااان فيهاااا دخاااٌ ،وهاااذى مااان قَااا َدر اللااا عاااز وجاااٌ لالباااتالِ وللعقااااب ،وفاااى هاااذا المقاااام يجاااب علاااى اإلنساااان الااادعاِ واالسااات فار كماااا قااااٌ سااايدنا ناااوت لقومااا
عناادما شااكوا ماان العااوز :فَقل هلااتل ا هساات َ ه ِف لروا َرب لكاا هم ِإناا ل َكااانَ غَفااارا ً يل هر ِساا ٌِ الساا َما َِ َعلَاا هي لكم ِ نم ا هد َرارا ً َويل هم ا ِد هد لكم بِااأ َ هم َوا ٌٍ َوبَنِااينَ َويَ هجعَااٌ ل لك ا هم َجنااا ٍ ت َويَ هجعَااٌ ل لك ا هم أ َ هن َهااارا ً [ نااوت-90: ، ]94وهاااذا ماااا قالااا رساااوٌ اللااا صااالى اللااا عليااا وسااالم عنااادما ارتفعااات األساااعار وطلاااب منااا
ساااا ِعر القااااابن الباسااااط ، الصااااحابة التسااااعير ،فقاااااٌ لهاااام " :ادعااااو اللاااا ،إن اللاااا هااااو ال لم َ وإنااااى ألرجااااو أن ألقااااى اللاااا ولااااي أحاااادكم يطااااالبنى بمظلمااااة فااااى دم وال ماااااٌ " [رواى مسلم] .
وماااان أ سااااباب غااااالِ األسااااعار كااااذلك تصاااارفات وساااالوكيات رجاااااٌ األعماااااٌ ماااان تجااااار ومصاااانعين ووسااااطاِ المخالفااااة ألحكااااام ومبااااادئ الشااااريعة اإلسااااالمية مثااااٌ :االحتكااااار والتكااااتالت الم رهااااة ،وال اااا
،والتطفيااااف ،وانخفااااان الجااااود ،ونحااااو ذلااااك ،ولقااااد نهااااى اإلسااااالم عاااان
هاااذى السااالوكيات االقتصاااادية السااايئة ،فعلاااى سااابيٌ المثااااٌ حااارم الرساااوٌ صااالى اللااا عليااا وسااالم
االحتكااااار ،فقاااااٌ صاااالى اللاااا علياااا وساااالم " :ال يحتكاااار إال خاااااطئ " [رواى مساااالم] وقاااااٌ " : مااان احتكااار طعاماااا ً أربعاااون يوماااا ً فقاااد بااارئ مااان اللااا وبااارئ اللااا منااا " [رواى أحماااد] ، وفااى نف ا
الوقاات حااث الرسااوٌ صاالى الل ا علي ا وساالم علااى خفاان األسااعار للتيسااير علااى النااا
لمااا فااى ذلااك ماان مرهااا اللاا والفااوز بثواباا ،بااٌ رفااع اإلسااالم الجالااب إلرخاااي األسااعار إلااى مرتبااة المجاهااد فااى ساابيٌ اللاا ،فيقااوٌ صاالى اللاا علياا وساالم :
" أبشااروا فااإن الجالااب
إلااى سااوقنا كالمجاهااد فااى ساابيٌ اللاا ، " ...و َباا ََر الرسااوٌ صاالى ع علياا وساالم الجالااب بالبركااااة وزياااااد الكسااااب ،فقاااااٌ صاااالى اللاااا علياااا وساااالم " :الجالااااب ماااارزوق والمحتكاااار ملعون " [رواى مسلم] .
076
وخالي القوٌ :أن هناك أسباب مفتعلة من سوِ سلوكيات التجار وغيرهم إلحداث ال الِ فى األسعار يجب عالجها وهذا من الواجبات الدينية لولى األمر ،وهذا ينقلنا إلى كيف عالج اإلسالم مشكلة ارتفات األسعار.
- المنهج االقتصادي اإلسالمى لعالج مشكلة غالِ األسعار : لقد استنبط فقهاِ اإلسالم وعلماِ االقتصاد اإلسالمى مجموعة من الهوابط والسبٌ لعالج مشكلة غالِ األسعار منها على سبيٌ المثاٌ ما يلي-: - )9منع االحتكار بكافة صورى وأشكال وحيل ويجب على ولي األمر اتخاذ التدابير لحماية المستهلك ،وهذى من الحاالت التي يجوز لولي األمر التدخٌ للتسعير. - )4تجنب الم اال فى فرن الهرائب والرسوم والمكو
على المعامالت حيث يقوم رجاٌ
األعماٌ بإهافتها ونقٌ عبئها على المستهلكين فترتفع األسعار . - )4تخفيف القيود والحواجز على انتقاٌ السلع والخدمات من مكان إلى مكان لتسهيٌ عملية الجلب ،وهذا بدورى يرخي األسعار . - )2منع المعامالت المنهى عنها شرعا ً فى األسواق والتى تقود إلى ارتفات األسعار ومنها على سبيٌ المثاٌ ال
فى الجود ،التطفيف فى الكيٌ والميزان ،ال رر وإعطاِ معلومات غير
سليمة ،الجهالة والتدلي
على المتعاملين ،نقي المعلومات الصادقة األمينة ،اإلشاعات
الم رهة التى تجعٌ النا يتهافتون على الشراِ بدون حاجة ،المعامالت الوهمية والتى تتهمن صورا ً معاصر من الميسر ،وسائٌ اإلعالن والدعاية المنهى عنها شرعا ً والتى تعطى معلومات كاذبة وخادعة للمستهلكين. - )1تحريم اإلسراف والتبذير ،ويجب االقتصاد فى النفقات وال سيما وقت األزمات االقتصادية. - )3تحريم التخزين بدون هرور معتبر شرعا ً وال سيما عند وجود نقي فى العرن . سلم األولويات فى النفقات حيث يتم التركيز على الهروريات والحاجيات - )3إعاد النظر فى ل وتجنب اإلنفاق وشراِ الكماليات . - )2الرقابة الفعالة على سلوكيات التجار ومعاقبة الجشعين والمحتكرين منهم . 077
- )1قيام الدولة بالتسعير فى حالة االحتكار بدون وك
أو شطط ،الهرر وال هرار.
- )90االقتصاد فى النفقات وتحجيم شهو الشراِ ،فلي
كٌ ما يشتهي اإلنسان يشتري .
- )99قيام الدولة بدعم السلع والخدمات الهرورية عند الحاجة لتوفير الحاجات األصلية لإلنسان. - )94قيام الجمعيات الخيرية بدعم الحاجات األصلية للفقراِ من موارد الزكا والصدقات والكفارات والنذور والوصايا والصدقات الجارية ونحو ذلك . - )94أي وسائٌ أخري ال تتعارن مع أحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية .
- الرقابة الحكومية على األسعار : لقد وهع اإلسالم نظاما ً يسمى [ نظام الحسبة ] ومن أهم أغران هذا النظام هو الرقابة على األسواق للتأكد من خلوها من المعامالت المنهى عنها شرعا ً بصفة عامة ،وخلوها من االحتكار والسلوكيات غير المنهبطة للتجار وما ينجم عن ذلك من ارتفات مفتعٌ فى األسعار بصفة خاصة . ولقد نجح هذا النظام فى المساهمة فى عالج مشكلة االرتفات المصطنع فى األسعار بفعٌ التجار الجشعين ،ويقوم هذا النظام على مجموعة من الهوابط الشرعية. ومن ناحية أخري يجب على رجاٌ الفق والدعو اإلسالمية تبصير التجار والوسطاِ والمستهلكين باآلداب والسلوكيات اإلسالمية للمعامالت وبيان جوانب الثواب عند االلتزام بها حتى يتحقق الخير للجميع .
- منهج االقتصاد اإلسالمي في عالج مشكلة التسعير - تدخٌ الدولة فى مجاٌ األسعار واألجور فى النظم االقتصادية الموهعية :
078
يعتبر تدخٌ الدولاة فاى النشااط االقتصاادي بصافة عاماة مان أهام المعاايير األساساية التاى تحادد معالم المذهب االقتصادي الذي تنتهج الدولة ،ولقد احتٌ هذا الموهوت الجزِ األكبر مان فكار وجهاد واجتهاد االقتصاديين المعاصرين ،وما زاٌ قيد الجدٌ والنقا
حتى اآلن .
ويبرز هذا األمر بشكٌ جلى فى تدخٌ أو عدم تدخٌ الدولة فى تحديد األساعار وأجاور العااملين وظهرت مشكلة أخري وهى ما يطلق عليا رباط األجاور باألساعار ،ويادور فحاوي هاذى المشاكلة بأنا كلما ترتفع أسعار السلع والخدمات ينادي العماٌ برفع األجور ،ورفع األجور بدورى يزياد مان تكااليف السلع والخدمات مما يقود مر أخري إلى رفع األسعار ،وبذلك نصبح فى دائر متهاعفة ...وهذا ما يسود العالم اليوم . لقد انقسم علماِ االقتصاد الوهعيون إزاِ هذى المشاكلة إلاى فارق وجماعاات ،فمانهم مان ياري أن ال يجوز للدولة قطعيا ً التدخٌ فى تحدياد األساعار واألجاور ...ولقاد تطاور هاذا النظاام فاى مرحلتا األخير إلى الصرات بين الرأساماليين ونقاباات العمااٌ ،وتطالاب النقاباة دوماا ً إلاى زيااد األجاور تبعاا ً لالرتفات فى األسعار وهذا ما يطلق علي بالرأسماليين ،ومن علماِ االقتصاد الوهعى مان يقاوم علاى قيام الدولة بالتسعير التام للسلع والخدمات واألجور وفقا ً لسياسات وخطط تقوم على منهج تملاك الدولاة التام لكافة عوامٌ اإلنتاج ،ويطلق على هؤالِ باالشتراكيين ،ولقد أدي هذا المنهج إلاى سالب اإلنساان من ذاتيت وقيمتا وحريتا فاى التفكيار والتملاك والعماٌ ،وأصابح اإلنساان يعاي
تحات إمار وسالطان
وتسلط الحزب ،وأصبح الشعار السائد :كٌ بحسب طاقت وكٌ بحسب حاجت .
- تدخٌ الدولة فى تحديد األجور واألسعار فى المنهج اإلسالمى اإلسالم يمنح الحرية الفردية للنشاط االقتصادي فى ظٌ سوق إسالمية حر ونظيفة وخالياة مان االحتكار والتكتالت وال ا
وال ارر والجهالاة والمقاامر وكاٌ صاور أكاٌ أماواٌ الناا
بالباطاٌ ،وال
يجوز للدولة أن تتدخٌ إال إذا تبين أن األفراد لام يلتزماوا باالقيم اإلساالمية واألخاالق والمثاٌ وانحرفاوا عن الهوابط الشرعية التى تحكم المعامالت ،فعلاى سابيٌ المثااٌ يجاوز للدولاة أن تتادخٌ فاى حااالت االحتكار وال
وال رر أو إحداث هرر بال ير بصفة عامة
وبذلك تكون مسئولية الدولة هى حماية النشاط االقتصادي وتحافظ على حق الل فى المااٌ وهاو الزكااا ،والمحافظااة علااى تطبيااق هااوابط المعااامالت اإلسااالمية ،وكااان نظااام الحساابة ماان بااين الاانظم المالية اإلسالمية للرقابة على األسواق . 079
ف فاااى هاااذا الصااادد ياااري ابااان تيمياااة تااادخٌ السااالطان فاااى حالاااة االحتكاااار حتاااى يمناااع الظلااام
فيقوٌ :إن المحتكار هاو الاذي يعماد إلاى شاراِ ماا يحتااج إليا الناا مان الطعاام فيحبسا عنهم ،ويريد إغالئ عليهم وهو ظاالم للخلاق المشاترين ،ولهاذا كاان لاولى األمار أن يكارى النا على بياع ماا عنادهم بقيماة المثاٌ عناد هارور الناا إليا ،مثاٌ مان عنادى طعاام ال يحتاج إلي والنا فى مخمصة فان يجبر على بيع للنا بقيمة المثٌ ) . وكان عمر بن الخطاب رهي الل عن يشارف األسواق ويقاوٌ :
ال يبياع فاى ساوقنا مان
ال يفق وإال أكٌ الربا رهى أم أبى )) . وخااالي األماار أن األصااٌ فااى النشاااط االقتصااادي هااو الحريااة وتاارك المتعاااملين ولااي
هناااك
جدوي من التدخٌ ما دامت السوق خالية من يعارن الشريعة اإلسالمية . ولكن متى يجوز للدولة أن تتدخٌ فى تحديد األسعار فى اإلسالم ؟ هذا ما سوف نناقش تفصايالً فى الصفحات التالية :
- المبادئ االقتصادية اإلسالمية في تدخٌ الدولة في التسعير: يقصااد باألسااعار فااى الماانهج اإلسااالمى بأنهااا أثمااان الساالع والخاادمات الطبيااة القابلااة للتااداوٌ واالنتفات بهاا فاى حادود ماا أحاٌ اللا سابحان وتعاالى واألصاٌ أن تحدياد األساعار ياتم فاي هاوِ قاوي العرن والطلب ،وبمعرفة إراد المتعاقدين طبقا ً للعقود اإلسالمية ومنها :عقد البيع وعقد السلم وعقد اإلجار فى ظٌ سوق إسالمية طاهر نظيفة وخالية مما يخالف أحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية . ومن أهم المبادئ اإلسالمية التى تحكم تحديد األسعار :
ـ التراهى التام بين البائع والمشاتري وأساا ذلاك قاوٌ اللا تباارك وتعاالى ِ :إال أ َ هن ت َ لكاونَ ان ِم هن لك هم [ النساِ :من اآلية ، ]41ويقوٌ الرسوٌ صالى اللا عليا وسالم ار ً َع هن ت َ َر ٍ ِت َج َ " :البائع والمبتات بالخيار حتى يتفرقا ،إال أن تكون صفقة خيار ،وال يحٌ لا أن يفارق خشية أن يستقبل " [رواى الخمسة] ـ األصٌ فى تحديد ثمن السلعة هو البائع ثم بعد ذلك تتم عملية المساومة .
081
ـ ا لقااد حرماات الشااريعة اإلسااالمية مجموعااة ماان البيااوت نظاارا ً ألنهااا ال تتفااق مااع العاادٌ ،منهااا بيع النج
وبيع المزايد ،تلقى التجار للركبان ،بيع األخ علاى بياع أخيا ،بيعتاين فاى بيعاة
واحد .
- أراِ الفقهاِ فى تدخٌ الحاكم فى تحديد األسعار يثار كٌ زماان ساؤاٌ وهاو :ماا حكام الشارت بقهاية التساعير للبهاائع والخادمات فاى األساواق؟ وهٌ يجوز للحكومة أن تسعر للتاجر وتلزم التجار بسعر معين ؟ لقد اختلف فقهاِ اإلسالم حوٌ هذى المسألة إلى ثالثة آراِ :
الاارأي األوٌ :تحااريم التسااعير :يقااوٌ أصااحاب هااذا الاارأي بتحااريم التسااعير وأساسااهم فااى ذلااك أن ا
يروي فى الحديث الصحيح عن أنا رهاى اللا عنا أنا قااٌ " :غاال الساعر علاى عهد رسوٌ الل صلى الل علي وسلم فقالوا :يا رسوٌ الل أساعر لناا ،فقااٌ :الل هو المسعر القابن الباسط الرازق ،وإنى ألرجاو أن ألقاى رباى ولاي أحماد ماانكم يطلبنااى بمظلمااة فااى دم وال مااٌ " [رواى الخمسااة إال النسااائى] ،ولقااد استنبط الفقهاِ من هاذا الحاديث حرماة تادخٌ الحااكم فاى تحدياد ساعر السالع والخادمات ألن فى ذلاك مظناة الظلام ،وحجار علاى الناا
فاى ملكياتهم الخاصاة ومناافٍ للحرياة ،
واإلمام مأمور برعاية مصلحة المسلمين .
ويقوٌ فقهاِ الحنابلة :التسعير سبب ال الِ ألن الجالبين إذا بل هام ذلاك لام يقدموا بسلعهم بلدا ً يكرهون على بيعها في ب ير ما يريدون ،ومان عنادى البهااعة يمتنع عن بيعها ويكتمها ويطلبها أهٌ الحاجة إليهاا فاال يجادونها إال قلايال فيرفعاون فااى ثمنهااا ليصاالوا إليهااا ،فت لااوا األسااعار ،ويحصااٌ اإلهاارار بالجااانبين :جانااب المالك فما منعهم من بيع أمالكهم ،وجانب المشاتري فاى منعا مان الوصاوٌ إلاى غرههم فيكون حراما )) . 080
الرأي الثانى :جواز التسعير :يقوٌ أصحاب هذا الرأي بأن التسعير هرور فى كاٌ الحااالت ،ألنا
لاام ياارد عاان رسااوٌ الل ا صاالى الل ا علي ا وساالم قول ا " :ال تسااعروا" أو " ال يحااٌ ال التسعير" وأن الصحابة لم يسألوى عن حكم اإلسالم فاى التساعير ،وتطبيقاا ً لقاعاد هرر وال هرار )) وهرور سد الذرائع إلى المنكر والحرام واجب
.
ويري أصحاب هذا الرأي أن األخذ بمبدأ التسعير واجب لسد الاذرائع إلاى المنكار والحرام مثٌ االست الٌ والجشاع والطماع واالحتكاار ،وأن هاذا مان المصاالح المرسالة والتى لم يارد بشاأنها ناي صاريح يحارم التساعير ،باٌ ينطباق عليهاا قاوٌ رساوٌ اللا
صلى الل علي وسلم " :أنتم أدري بشئون دنياكم " . الرأي الثالث :جواز التسعير فاى حااالت معيناة :هنااك مان الفقهااِ مان أوجاب التساعير عنادما تادعو
الهرور إلي ومنهم ابن تيمية وابن القيم ،فيقوٌ ابان تيمياة :وأماا التساعير فمنا مااا هااو ظلاام محاارم ،ومناا مااا هااو عاادٌ جااائز ،فااإذا تهاامن ظلاام النااا وإكراههم ب ير حق على البيع بثمن ال يرهاون أو مانعهم مماا أباات اللا لهام فهو حرام وإذا تهمن العدٌ بين النا مثٌ إكراههم على ما يجب عليهم مان المعاوهة بثمن المثٌ ،ومنعهم مما يحرم عليهم من أخذ الزياد على عاون المثٌ فهو جائز بٌ واجب)) . وجمات األمر أن مصلحة النا
سا ِعنر علايهم تساعير عادٌ ،ال وكا إذا لم تتم إال بالتساعير ل
وال
شطط ،وإذا اندفعت حاجتهم وقامت مصلحتهم بدون لم يلفعٌ . وخااالي القااوٌ فااى رأي اباان تيميااة أن المصاالحة العامااة للمساالمين هااو مناااط تاادخٌ الدولااة فااى التسااعير وأن تقاادير هااذى المصاالحة يختلااف ماان زمااان إلااى زمااان وماان مكااان إلااى مكااان ويحكاام هااذى المصلحة هو تحقيق العدٌ ومنع الظلم والهرر بين النا
،كما يحكم هذى المصلحة قيم ومثٌ وسالوك
ولى األمر وعلي أن يستعين بأهٌ االختصاي عند تحديد السعر .
- الهوابط الشرعية لتدخٌ الحاكم في التسعير : يري فقهاِ المسلمين ممن يحبازون تادخٌ الحااكم فاى تحدياد األساعار أن ذلاك جاائزا ً فاى بعان الحاالت منها على سبيٌ المثاٌ ما يلى :
082
أوالً :حالة االحتكار :يحرم اإلسالم االحتكار ألن يؤدي إلى ارتفات األسعار وإحاداث هارر بالناا
وأدلت من السنة النبوية الشريفة هاو قاوٌ رساوٌ اللا صالى اللا عليا وسالم " :ال يحتكار إال خاااطئ " [رواى مساالم] ،وقول ا أيه اا ً ":ماان احتكاار حكاار يريااد أن ي لااى بهااا علااى المسلمين فهو خاطئ " ،وال يقتصار االحتكاار علاى سالعة دون أخاري أو خدماة دون أخاري بٌ ان كٌ احتكار يسبب هررا ً للنا
فهو محرم ،ومتى انتفى الهرر من االحتكاار فاال يحارم
. ثانيا ً :حالة المخمصاة :فاى حااالت األزماات يجياز الفقهااِ التساعير سادا ً لذريعاة االسات الٌ وارتفاات األسعار بدون مبرر ،ففى هذى الحالة يجبر النا
ثالثا ً :حالة تكتٌ المنتجين هد المستهلكين أو العك
على بيع من عندهم بسعر المثٌ . :هنااك بعان الحااالت يتكتاٌ المنتجاون هاد
المستهلكين إلحداث ارتفات فى األسعار ،وأحيانا ً أخري يحدث العك
حياث يتكتاٌ المساتهلكون
هد المنتجين إلحداث تخفين فى األسعار مؤقت وفى كال الحاالتين يحادث هارر ،ويساتوجب هااذا تاادخٌ ولااى األماار للتسااعير والرقابااة الفعالااة علااى ذلااك ،ولقااد تهاامنت الشااريعة اإلسااالمية مجموعة الهوابط التى يجب أن يلتزم بها ولى األمر عند قيام بالتسعير ،من أهمها ما يلى :
9ـ السعر العدٌ الذي ال وك
في وال شاطط :ال اياة مان تادخٌ الحااكم فاى تحدياد األساعار هاو مناع
الظلم وإغالِ األسعار علاى المساتهلك ،ولكان ال يجاب أو ياوك
المناتج حتاى يسابب لا خساار ،
ولذلك يقوٌ ابن تيمية وابن القايم أنا عناد التساعير أن يكاون عادالً ال وكا بخ
فيا وال شاطط ،أي ال
في للمنتج وال غالِ في على المشتري .
4ـ االستعانة بأهٌ االختصاي عند التسعير :يتطلب السعر العدٌ االستعانة بأهاٌ االختصااي فاى كٌ زمان وذوي الخبر فى مجاٌ السلعة أو الخدمة مجاٌ التسعير ،وأن يكون هناك ربحا ً مرهايا ً للبائع ويتطلب ذلاك معرفاة كلفاة السالعة أو الخدماة وهاام
الاربح المعتااد فاى مثاٌ هاذا الناوت مان
التجار حتى يصلوا إلى السعر العدٌ . 4ـ تحقيق رها البائع :بعد تحديد الساعر العادٌ بمعرفاة أهاٌ االختصااي يعارن علاى الباائع حتاى يكون عن رها تام ويبين ل أن لي فى السعر المحدد إجحافا ً ل . 2ـ التسعير عند الحاجة والهرور :التسعير لي
هاروريا ً وواجباا ً فاى كاٌ السالع والخادمات وفاى
كٌ األوقات بٌ منوط بالحاجة إليا ،فمان الفقهااِ مان يجيزونا فاى بعان السالع دون غيرهاا مثاٌ 083
جااوازى فااى ساالع الطعااام ،ففااى هااذا الخصااوي يقااوٌ اباان تيميااة :ان لااولى األماار أن يكاارى النا على بيع ما عنادهم بقيماة المثاٌ عناد هارور الناا إليا مثاٌ ماا عنادى طعاام ال يحتاج إلي النا فى مخمصة فان يجبر على بيعا للناا بقيماة المثاٌ )) ويفهام مان قاوٌ ابن تيمية أن التسعير واجب فى حالة السلع الهرورية وفى حالة المخمصة .
- السياسات االقتصادية اإلسالمية لحٌ مشكلة التسعير : حتى يمكن هابط األساعار ومحارباة كابح ارتفاعهاا الجناونى يتطلاب األمار اتخااذ مجموعاة مان السياسات واإلجراِات العملية من أهمها ما يلى : 9ـ ا قيااام الحكومااة بتسااعير مجموعااة ماان الساالع والخاادمات الهاارورية ومباارر ذلااك هااو عاادم التاازام المتعااااملين فاااى األساااواق المصااارية باااالقيم والمثاااٌ واألخاااالق اإلساااالمية حياااث انتشااار االحتكاااار واالست الٌ والجشاع وال ارر والتادلي وال ا ،وهاذا كلا سابب ظلماا ً للمساتهلكين باإلهاافة إلاى ذلك نجد أن كمية اإلنتاج والمعرون من هذى السلع والخدمات أقٌ من الطلب عليها وهاذا يعارن السوق المصرية للخلٌ واالرتفات الجنونى ل سعار . 2ـ تحقيق الرقابة الفعالة علاى األساواق ابتادا ًِ مان الرقاباة الذاتياة التاى تعتماد علاى الاوازت الادينى إلاى الرقابة الحكومية إلى الرقابة الشعبية وتطبيق نظام الثواب والعقاب . 4ـ تشجيع استيراد السلع والخدمات الهرورية ومنع استيراد ما دون ذلك ،ألن االستيراد يعنى الجلب وزياد المعرون وهذا أمر تحث علي الشاريعة فقاد روي عان رساوٌ اللا صالى اللا عليا وسالم
قول " :الجالب مرزوق والمحتكر ملعون " . 2ـ تقليٌ عدد الوسطاِ بين المنتج والمستهلك ألن هذا يزيد من أسعار السالع والخادمات ،ألنا فاى كاٌ مرحلة من مراحٌ الوساطة تزداد األسعار . 1ـ إعفاِ السلع والخدمات الهرورية من الهرائب والرسوم ألن فى ذلك تخفيها ً فى سعرها. 3ـ الرقابة على تكاليف إنتاج السعر والخدمات أو تكاليف جلبها بحيث تتهمن نفقات ال عائد منها مثاٌ نفقات الرشو واإلكرامية ونفقات المظهر والترف ،وهذى األنوات من النفقات محرمة شرعا ً . 3ـ تطبيق نظام المشاركة اإلسالمية فى تمويٌ إنتااج أو جلاب السالع والخادمات بادال مان نظاام التموياٌ عن طريق القرون الربوية ألن الربا وقود ارتفات األسعار . 084
-
منهج االقتصاد اإلسالمي في عالج مشكلة الدعم :
- تمهيد تعتبر مسألة الدعم من المسائٌ التي يجب أن تادر
وتحلاٌ مان منظاور شاامٌ ألن لهاا جواناب
فقهيااة واجتماعي اة واقتصااادية وسياسااية ،وفيمااا يتعلااق بجوانب ا االقتصااادية نجااد أن ل ا جوانااب تتعلااق باألسعار وأخري تتعلق بالكلفاة ،ويجاب أن يلدرساا ساويا ً فاي هاوِ أحكاام ومباادئ الشاريعة اإلساالمية حتى يمكن بيان العالج المناسب لها في هوِ االقتصاد اإلسالمي. وتتهاامن البنااود التاليااة الخطااوط الرئيسااية للماانهج اإلسااالمي لهاابط وترشاايد كلفااة الاادعم علااى المستوي القومي ،وكيفية توصيٌ الدعم إلى مستحقي وذلك في هوِ األحكام والمبادئ الشرعية. وتأسيسا ً على ما سبق سوف نركز الدراسة في هذى الورقة على النقاط اآلتية:ـ )9مفهوم كلفة السلع المدعمة في اإلسالم. )4أس
تخفين وهبط السلع والخدمات المدعمة في اإلسالم.
)4آثار تطبيق األس
اإلساالمية لتخفاين وهابط كلفاة السالع والخادمات علاى نفقاات الادعم
وتوجيه نحو الهروريات والحاجيات. )2الهوابط الشرعية لتوجي الدعم في االقتصاد اإلسالمي.
الخــالصــة .
- السلع والخدمات التي يجب أن تدعم في هوِ الشريعة اإلسالمية: من أهم السلع والخدمات التي يجب أن يوج إليها الدعم لفئة الفقراِ الذين هم دون حد الكفاية ما يلي: السلع والخدمات ذات العالقة بالحاجات األصلية لإلنسان. السلع والخدمات التي تقع في مجاٌ الهروريات والحاجيات. من أمثلة ذلك :ال ذاِ والشراب والمأوي والعالج والتعليم والزواج.085
086
- مفهوم كلفة السلع المدعمة في االقتصاد اإلسالمي : يقصد بالكلفة في الفكر االقتصادي اإلسالمي بأنها التهحية التي يهاحي بهاا مان أجاٌ الحصاوٌ على سلعة أو خدمة أو أي شئ معنوي ،ل ارن تاوفير الهاروريات والتحساينات الالزماة لحياا الفارد فااي الاادنيا واشاابات حاجات ا الروحيااة ،والمساالم بطبيعت ا فطاان كااي ،يحاااوٌ دائم اا ً أن يكااون العائااد ماان التهحية أعلى من قيمة التهحية ذاتها ،فعلى سبيٌ المثاٌ يسعى أن تكاون قيماة الشائ المشاتري أعلاى من ثمنها وهو المبل المهحي ب بمعنى أن ال يقدم على اإلنفاق إالًّ إذا كان العائد سواِ أكاان مادياا ً أو روحانيا ً أعلى مان قيماة النفقاة التاي يادفعها ،ونجاد ذلاك واهاحا ً فاي القارآن الكاريم وفاي السانة النبوياة
الشريفة ،فعلى سبيٌ المثاٌ يقوٌ الل تبارك وتعاالىَ :مث َ لٌ الذِينَ يلن ِفقلونَ أ َ هم َاوالَ له هم فِاي َسابِي ٌِ اللا ِ َك َمث َ ٌِ َحب ٍة أ َ هنبَت َ ه ف ِل َمان يَشَاا لِ َواللا ل َوا ِساع هاا ِع ل ت َس هب َع َسنَابِ ٌَ فِي لك ِنٌ لس هنبللَ ٍة ِ نمائَةل َحب ٍة َواللا ل يل َ َع ِلاايم البقاار )439:ويقااوٌ الرسااوٌ صاالى الل ا علي ا وساالم :ماان أنفااق نفقااة فااي ساابيٌ الل ا تهاااعف لا بساابعمائة هااعف فاللا ساابحان وتعااالى يوهااح عائااد األنفاااق بأنا ساايكون أهااعاف مهاعفة للنفقة حتى يحث النا
على عملية األنفاق.
وتأسيسا ً على ذلك ،تتمثٌ كلفة السلعة أو الخدمة المدعمة بأنها قيمة النفقات المهحى بها إلنتاجها أو جلبها والمحدد في هوِ أحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية .ويتمثٌ الفرق بين الكلفة الحقيقية للسلعة أو الخدمة المدعمة وبين سعر بيعها نفقة الدعم الذي تقدم الحكومة ،وكلما كانت تكلفة السلعة أو الخدمة منهبطة ومرشد كلما انخفهت نفقة الدعم. ويمكن تمثيٌ ذلك بيانياً: كلفة السلعة أوالخدمةالمدعمة )941جني
نفقة الدعم )41جني
سعر بيع السلعة
أو الخدمة المدعمة )900حني
087
المعادالت :نفقة الدعم = كلفة السلعة أو الخدمة ـ سعر بيع السلعة أو الخدمة 41جني
=
941جني
ـ
41جني
سعر بيع السلعة أو الخدمة = كلفة السلعة أو الخدمة ـ نفقة الدعم 900جني
=
941جني
ـ 41جني
من التمثيٌ البياني والرياهي لنفقة الدعم نستنبط ما يلي : )9يلزم تخفين كلفة السلعة أو الخدمة المدعمة. )4يلزم هبط سعر بيع السلعة أو الخدمة المدعمة.
مفهوم نفقة الدعم التي تقدمها الحكومة في اإلسالم : وتأسيسا ً على ما سبق تتمثٌ نفقة الدعم على المستوي القومي بأنها قيمة النفقات التي تهحي بها الحكومة في سبيٌ خفن سعر السلعة والخدمات المدعمة ،بهدف تخفين العبِ من على الفئة الفقير وذلك لتحقيق التنمية االجتماعية ،ويتمثٌ العائد من نفقة الدعم في االعانة غير المباشر التي تعطيها الدولة للطبقة الفقير ،أي بمقدار التخفين الحقيقي للطبقة غير القادر على دفع ثمن السلع والخدمات كامالً. من هذا المنط لق تعتبر نفقة الدعم خسار إذا لم يكن مقابلها عائد أي إذا لم يصٌ الدعم إلى الطبقة الفقير أو أنها آلت إلى الطبقة ال نية فكأن ما هحت ب الدولة من نفقات يمثٌ خسار يجب تجنبها ،أو أن الجزِ الزائد عن االنفاق الواجب أن يكون نفقة الدعم النمطية) يعتبر أيها ً في المنظور اإلسالمي خسار .
آثار تهخيم تكاليف الدعم على ميزانية الدعم تؤدي ارتفات كلفة السلع والخدمات المدعمة عن ما يجب أن يكون ،إلى زياد نفقة الدعم التي تدفعها الحكومة وهذا يقود بدورى إلى عجز في الموازنة العامة للدولة وال سيما إذا كانت الدولة تعاني أصالً من عجز ،وهذا يهطرها إلى إصدار نقود جديد مما يؤدي إلى حدوث ه وط تهخمية ينجم عن ذلك سلسلة من المهاعفات تتمثٌ في اآلتي : 088
ا)
اثراِ الفئات ال نية مثٌ التجار والوسطاِ وأصحاب األمواٌ المست لة في األنشطة المختلفة .
ب) قيمة الدعم الذي يوج إلى الفئات الفقير . و تقود هذى المهاعفات إلى زياد الفجو بين الطبقة الفقير وال نية من ناحية وإلى المطالبة بمزيد من الدعم ،وهكذا تدور الدور في مهاعفاتها وهذا حدا بفريق من رواد االقتصاد اإلسالمي بهرور اتبات منهج الدعم الداخلي بدالً من منهج الدعم السعري ،والسيما أن األخير ال يساعد على هبط الكلفة والحد من االستهالك ،بٌ في معظم األحيان يشجع على االستهالك. ويمكن تمثيٌ اآلثار السلبية الرتفات تكاليف السلع والخدمات المدعمة على النحو التالي:
ارتفات كلفة السلع والخدمات المدعمة عما يجب أن يكون بسبب اإلسراف والتبذير
اإلسراف والتبذير في استهالك السلع والخدمات المدعمة 089
إنخفان الدخٌ الحقيقي ألصحاب الدخوٌ المحدود
المطالبة بمزيد من الدعم التهخم ومهاعفات
إثراِ الفئات المستفيد من التهخم
إصدار نقود جديد زياد نفقة الدعم الحكومي
عجز في الموازنة العامة
091
- أس
هبط وترشيد كلفة السلع والخدمات المدعمة في اإلسالم : يحكم حساب الكلفة األس
)9
أسا
اإلسالمية التالية :
االستفاد وربط اإلنفاق بالعائد وال يجب أن تحمٌ السلعة أو الخدمة بنفقات لم تستفد
سعَى ان إِال َما َ إلن َ منها وأسا ذلك قوٌ الل تبارك وتعالىَ :وأَن ل هي َ ِل ِ س ِ سبَ ه ت َو َعلَ هي َها َما [النجم آية ])41 :وقول جٌ شأن :الَ يل َك ِلن ل ف الل ل نَ هفسا ً إِال لو هسعَ َها لَ َها َما َك َ سبَ ه ت [ البقر آية ،])423 :وفي هذا الخصوي يقوٌ أحد المفكرين المسلمين "ال كسب ا هكت َ َ بال جهد وال جهد ال كسب" .يؤدي هذا األسا
إلى هبط الكلفة وتجنبها النفقات التي ال
يقابلها عائد" . )4
أسا
المسائلة عن النفقات ،ويقصد ب تحديد المسئوٌ في كٌ موقع نشاط عن النفقة التي
تسبب فيها ومسائلت ومناقشت وتقرير الثواب والعقاب إن تطلب األمر ،وأسا
ذلك قوٌ
رسوٌ الل صلى الل علي وسلم :كلكم رات وكلكم مسئوٌ عن رعيت رواى مسلم) إن استشعار هذا األسا يجعٌ كٌ فرد يحاوٌ جاهدا ً هبط الكلفة خوفا ً من المحاسبة الدنيوية واألخروية . )4
أسا
تجنب نفقات اإلسراف والتبذير والهيات واالنحرافات التي يمكن تجنبها ،وأسا
ذلك
من القرآن الكريم قوٌ الل تبارك وتعالىَ :والَ تلس ِهرفلوا ِإن ل الَ ي ِلحبُّ ال لمس ِهرفِين ََ[ األنعام ين َو َكانَ الش هي َ ط ل ان ِل َر ِبن ِ آيةَ ])924 :والَ تلبَذن هِر ت َ هبذِيرا ً إِن ال لمبَذن ِِرينَ َكانلوا إِ هخ َوانَ الشيَ ِ اط ِ َكفلورا ً [ اإلسراِ آية ])43 :وفي هذا الخصوي قد ورد في األثر عن رسوٌ الل صلى
الل علي وسلم رحم الل امرأ اكتسب طيبا ً وأنفق قصدا ً وقدم فهال ليوم فقرى وحاجت رواى الهندي في كنز العماٌ) ،من آثار هذا األسا هبط الكلفة إلى أدنى حد ممكن وال سيما وأن المسلم يؤمن بأن الل سوف يجزي خيرا ً إن اقتصد في األنفاق ويعاقب إن أسرف أو بذر. )2
أسا
تجنب النفقات الترفيهية في السلع المدعمة ألنها تؤدي إلى الفساد والهيات ،وتتمثٌ في
الوحدات االقتصادية بالمصاريف المظهرية الكمالية والتي ال تدخٌ في عين السلعة أو تؤثر
في الخدمة وأسا هذا التحريم هو قوٌ الل تبارك وتعالى َ و ِإ َذا أَ َر هدنَا أَن نُّ هه ِل َك قَ هريَةً علَ هي َها القَ هو لٌ فَ َدم هرنَاهَا ت َ هد ِميرا ً [ اإلسراِ آية ])93 :وقاٌ سقلوا فِي َها فَ َحق َ أ َ َم هرنَا لمته َرفِي َها فَفَ َ رسوٌ الل صلى الل علي وسلم :ما عاٌ من اقتصد رواى أحمد) . 090
)1
أسا تجنب النفقات غير المشروعة مثٌ الفائد الربوية والرشو حيث أن مثٌ هذى النفقات ال يقابلها عائد ومحرمة شرعاً ،وأصٌ ذلك قوٌ الل تبارك وتعالىَ :وأ َ َحٌ الل ل البَ هي َع
الر َبا [ البقر آية ،])431 :وقاٌ رسوٌ الل صلى الل علي وسلم :لعن الل آكٌ َو َحر َم ِ ن الربا وموكل وشاهدي وكاتبي رواى الترمذي) ،وقاٌ صلى الل علي وسلم :لعن الل الراشي والمرتشي والرائ بينهما رواى أحمد) ،كما قاٌ صلى الل علي وسلم : الرشو في الحكم كفر رواى الطبراني) يتبين من اآليات واألحاديث السابقة أن قيمة الرشو المدفوعة للعاملين بالوحدات االقتصادية والحكومية والتي تعطي لهم في صور إكراميات أو هديا ال تعتبر من همن النفقات التي تدخٌ همن كلفة السلع والخدمات المدعمة بصفة عامة ،ألنها تهخيم في الكلفة بدون مبرر ،وتدخٌ في نطاق أكٌ أمواٌ النا
بالباطٌ.
وتأسيسا ً على ما سبق ال يدخٌ همن كلفة السلع والخدمات الدعمة البنود التالية : الفائد الربوية .
اإلسراف والتبذير. اإلكراميات والرشاوي.
الم اال في العموالت .
المصاريف الترفيهية.
- أثر هبط وترشيد كلفة السلع المدعمة على ميزانية الدعم إن استشعار المسلم في أي موقع من مواقع المسئولية أن سوف يحاسب يوم القيامة عن الث ر اإلسالمية الموجود فيها وعن النفقات التي تسبب فيها ،يجعل حريصا ً على أن ال تتهمن الكلفة للسلعة أو الخدمة سواِ كانت مدعمة أو غير مدعمة مصاريف لم يستفيد منها النشاط كما أن إيمان بأن اإلسراف والتبذير والهيات والفائد والرشو والم اال في العموالت حرام وأن سوف يعاقب يوم القيامة عن ذلك ...كٌ هذا يجعل منهبط في اإلنفاق ،وبذلك تطهر كلفة السلعة من بنود ال دخٌ لها بها . إن تطبيق هذى األس
على كافة المستويات سوف يقود بالطبع إلى تخفين كلفة السلع
والخدمات المدعمة ،وفي حالة عدم تطبيقها يتحوٌ الدعم خسار حيث ال يستفيد من المستحق بقدر استفاد طبقة الوسطاِ والتجار ونحوهم ولقد سبق أن أشرنا إلى ذلك تفصيالً .
092
- الهوابط الشرعية لتوجي الدعم في االقتصاد اإلسالمي. يجب توجي الدعم إلى السلع الهرورية مثٌ الطعام والدواِ والمأوي والتعليم والزواج والتي تدخٌ في إطار مقاصد الشريعة اإلسالمية ،وهذا ما أشار إلي األمام أبو حامد ال زالي المتوفى سنة 101هجرية في كتاب المستصفى في علوم األصوٌ حيث قسم األولويات إلى ثالثة مستويات هي: )9حفظ األركان الخمسة للحيا وهي الدين والنف
والعقٌ والنسٌ والماٌ.
) 4صيانة األركان الخمسة للحيا وتتمثٌ في الحفظ وتجنب الهالك والتي تتمثٌ في الهروريات. )4تحسين الحيا وتسهيلها ورفع الحرج والمشقة والتي تتمثٌ في الحاجيات . وما زاد عن الثالثة السابقة فهو إسراف وتبذير وترف محرم شرعاً ،ولقد فسر األمام الشاطبي في كتاب الموافقات في أصوٌ الشريعة األولويات السابقة إلى ثالثة مستويات هي الهروريات والحاجيات والتحسينات.
-
الخــالصــة نخلي من األس
والهوابط الشرعية السابقة ذات العالقة بالدعم ما يلي :
تطبيق منهج الدعم الدخلي بدالً من الدخٌ السعري . تخفين وهبط كلفة السلع والخدمات المدعمة . منطلق توجي نفقة الدعم إلى الهروريات والحاجيات ومنعها من الكماليات . ونأمٌ أن يأن أولى أمر المسلمين بأن يستشعروا عظمة اإلسالم في حلول الواقعية إلنقاذ البشارية مما تعاني والل يقوٌ الحق وهو يهدي السبيٌ .
093
-
منهج االقتصاد اإلسالمي في عالج مشكلة الخصخصة :
- تقيم نظر المناهج االقتصادية الوهعية إلى الملكية العامة يقوم المنهج االقتصادي اإلسالمي في نظرت الفطرية الموهوعية والواقعية إلى الملكية على أساسين هما : الملكيااة الخاصااة :هااي األسااا
وهااي عصااب النشاااط االقتصااادي وتتفااق مااع غريااز اإلنسااان للعمااٌ
والكسب والتملك وتنمية الماٌ. الملكيااة العامااة :وذلااك بالنساابة للمشااروعات والمؤسسااات والهيئااات العامااة ذات النفااع العااام أو لاادرِ الهرر العام والتي ال يقبٌ عليها األشخاي ألسباب شتى منها انخفان أو انعدام الربحية . وتتفاعٌ الملكية الخاصة والملكية العامة في إطار الهوابط الشرعية لكاٌ منهماا بماا يحقاق النشاط االقتصادي المتزن والذي يحقق الحيا الطيبة الرغد للنا
والمجتمع في الدنيا والفوز برها
الل وثواب في اآلخر ،أي تحقيق اإلشبات المادي إلعانة اإلنسان على تحقيق اإلشابات الروحاي وهاو
لون عباد الل عز وجٌ ،وأسا ذلك قاوٌ اللا عاز وجاٌ َ :و َماا َخلَ هقاتل ِ الجان َو ِ اإلنا َ إِال ِليَ هعبلاد ِ ق َو َمااا أ ل ِري ا لد أَن يل ه اون ِإن الل ا َ لها َاو الاارز ل اق ذلو القلااو ِ ال َمتِا ل اين َمااا أ ل ِري ا لد ِم ا هن لهم ِ نماان ِ نر هز ٍ ط ِع لما ِ الذاريات آية. )12:13:
وتتمثٌ مسئولية الحكومة أو ولي األمر في الدولة اإلسالمية فاي المحافظاة علاى الملكياة الخاصاة وتنميتها وكذلك المحافظة على الملكية العامة في هاوِ المقاصاد الشارعية التاي مان أجلهاا قاد أنشاأت، دون إسراف أو تبذير أو تبديد أو إهماٌ أو تقصير . وتتمثٌ نظر المنهج االشتراكي للملكية في ط يان الملكية العامة على الملكية الخاصة ولقاد فشاٌ فشالً ملحوظا ً ونجم عن ذلك آثارا ً سيئة اعترف بها أنصارى ولي هذا هو المقام لتعدد تلك المساوئ. وال يعني أن المنهج االشاتراكي قاد فشاٌ فاي نظرتا إلاى الملكياة أن المانهج الرأسامالي قاد حقاق النجات المنشود ،بٌ نجد في العديد من المساوئ من أبرزها أن الحكومة قد تركت بعاد األنشاطة الهاماة ذات النفع العام تحت هيمنة وسيطر واحتكار األفراد والمشروعات الخاصاة وهاذا بادورى أهاعف مان ساالطة ولااي األماار علااى السياسااات االقتصااادية والماليااة ونحوهااا ،وربمااا ساايطر حفنااة أو شاارذمة ماان اليهود على اقتصاد أمريكا وتأثيراتهم الملحوظة على سياستها الخارجية والداخلية واهحة رؤياا العاين أمام العالم .
- نظر النظام االقتصادي اإلسالمي إلى الخصخصة : 094
وتأسيساا ً علااى مااا ساابق ظهاارت مسااألة الخصخصاة وترتااب عليهااا العديااد ماان الساالبيات تتطلااب العالج والتصويب وكانت دعو المنهج االقتصادي اإلسالمي لتصاويب القطاات العاام لهاا فهاٌ السابق وهي تقوم على هوابط شرعية مستنبطة مان مصاادر الشاريعة اإلساالمية ،وليسات نابعاة مان المحاباا للمنهج الرأسمالي أو تشفيا ً في فشٌ المنهج االشتراكي ،وتتمثٌ هذى الهوابط في اآلتي : )9هرور المحافظة على الماٌ وتنميت سواِ كان مملوكا ً ل فراد قطات خااي) أو للدولاة قطاات عام) ،وهذى الهرور أوجبتها الشريعة اإلسالمية ،وحثت المسلم على المحافظة على مال . )4تتركااز الملكيااة العامااة فقااط فااي مشااروعات ومجاااالت البنيااة االقتصااادية والمشااروعات التااي تنااتج السلع والخدمات الهرورية والتاي ال يلقباٌ عليهاا الناا
إلنخفاان ربحيتهاا وكاذلك المشاروعات
االستراتيجية الهرورية ل مان والتنمياة والتاي ال يجاب ان تكاون تحات احتكاار أو تسالط األفاراد وكذلك المشروعات الكبير التي تحتاج إلى رؤ )4ال يجوز أن تناف
أمواٌ كبير تفوق طاقة األفراد.
الملكية العامة الملكية الخاصة في غير المجااالت الماذكور آنفاا ،كماا ال يجاوز
للحكومة احتكار كافة األنشطة االقتصادية بدون مبرر المنفعة العامة
أو درِ المهار العامة
. )2هرور تحقيق التوازن بين الملكية العامة والملكية الخاصاة بشارط أن ال تط اي المصاالح العاماة علااى مصااالح األفااراد وطموحاااتهم وحااوافزهم للعمااٌ واإلنتاااج والتملااك ،كمااا ال يجااوز أن تط ااى مطامع الفرد على هروريات وحاجيات المجتمع اإلسالمي . وتأسيسا ً على الهوابط الساابقة كاان علاى ولاي األمار هارور بياع بعان وحادات القطاات العاام والتااي ال يقااع نشاااطها فااي مجاااٌ الملكيااة العامااة طبق اا ً للهااوابط الشاارعية المااذكور سااابقا ً والتااي يقااع نشاطها في مجاٌ الملكية الخاصة بهدف دفاع األفاراد علاى العماٌ واألنتااج والتملاك باالحق ماع أداِ ماا عليهم من فرون مالية لل وللدولة . أما بالنسبة لوحدات القطاات العاام التاي تعماٌ فاي مجااٌ المناافع العاماة ودرِ الهارر العاام طبقاا ً للمعايير اإلسالمية فيلزم ترشيدها وال يجب أن نتستر خلف الملكية العامة ونترك األمور بدون هوابط للمحافظة على تلك الملكية وتنميتها لتحقيق مقاصدها الشرعية .
• ويثار في هذا الصدد مسألتان تحتاجان إلى الدراسة من منظور اقتصادي إسالمي وهما : 095
ا) كيف تخصخي بعن وحدات القطات العام ونحولها إلى الملكية الخاصة؟ أو بل ة أخري ما هاي الهوابط اإلسالمية للخصصة ؟ ب) كيف نرشد بعن وحدات القطات العام التي يجب أن تظٌ في نطاق الملكية العامة؟ أو بل ة ألخري ،ما هى الهوابط اإلسالمية لترشيد القطات العام ليحقق مقاصد ؟ وسوف نتناوٌ هذى التساؤالت في البنود التالية :
- الهوابط اإلسالمية لبيع بعن وحدات القطات العام : من أهم الهوابط اإلسالمية لبيع وحدات القطات العام ما يلي :
9ـ الهوابط األخالقية :وتتمثٌ في اآلتي: حساان اختيااار أعهاااِ لجااان تقااويم وحاادات القطااات العااام المحاادد بيعهااا مماان تتااوافر فاايهم القاايمواألخالق اإلسالمية . هاامان عاادم ت ياار أغااران هااذى الوحاادات فااي مجاااالت أنشااطة تنااافي األخااالق العامااة وقاايمالمجتمع. من حق المشترين التخلي من العناصار البشارية التاي ساوف تساتمر معهاا فاي العماٌ إذا ثباتفساد أخالقهم وهعف والئهم .
4ـ الهوابط االجتماعية :وتتمثٌ في اآلتي : المحافظة على المنافع االجتماعية لوحدات القطات العام المحدد بيعها . إعطاِ األولوية للعاملين في هذى الوحدات في عملية الشراِ . إعطاااِ هااؤالِ العاااملين تسااهيالت حتااى يتحقااق األماان االجتماااعي لهاام ،ووهااع هااوابط لمنااعتشريد العاملين بهذى الوحدات ما دام تتوافر فايهم المقوماات األخالقياة والمهنياة والكفااِ ،أماا العمالة المفروهة ألسباب سياسية يجب التخلي منها وتتحمٌ الدولة هذى المسئولية. من حق المشترين تطهير اإلدار العليا من العناصر غير األمينة وغيار المؤهلاة لاإلدار والتايكانت قد تسلقت ألغران سياسية أو شخصية . 096
4ـ الهوابط السياسية :وتتمثٌ في اآلتي : ال يجوز البيع ل ير المسلمين المحاربين األعداِ ،وإال ساوف يتسالط علاى هاذى الوحادات أعاداِوال المسلمين والذين يوالونهم ،وبذلك يكون قد استبدلنا هررا ً قلايالً بهارر كبيار يجوز التحايٌ.
2ـ الهوابط المالية :وتتمثٌ في اآلتي : تحديد ثمن البيع وترجمت في صور أسهم وأن تكون قيمة السهم بسيطة حتى يستطيع أصاحابالمدخرات الص ير شراِها . -وهع أس
مالية ميسر للعاملين بهذى الوحدات عند سداد ثمن األسهم .
يمكن للسمات للبنوك المصرية المساهمة فاي شاراِ بعان هاذى األساهم إذا تعاذر علاى العااملينشراؤها . -وهع أس
مالية لكيفية اساتثمار المباال المحصالة حتاى ال تساتخدم فاي مجااالت ال تسااهم فاي
النشاط االقتصادي ويترتب على ذلك مهاعفة الكساد . وهع هوابط لهمان سداد بقية الثمن في حالة البيع على آجاٌ . عدم تحميٌ هذى الوحدات المباعة باألعباِ المالية مثٌ فوائد الديون والقرون وتساوية كاٌ هاذاعند تحديد صافي القيمة البيعية .
1ـ الهوابط االقتصادية :وتتمثٌ في األتي : وهع معايير في هوئها تحدد الوحدات االقتصادية التي يمكن بيعها . -وهع أس
في هوئها تلقَوم أصوٌ وموجودات والتزامات تلك الوحدات وتحدد صافي قيمتها
والقيمة البيعية المعروهة حتى ال تبات بثمن بخ
.
وهاااع هاااوابط لصاااي ة البياااع المالئماااة لكاااٌ وحاااد حتاااى ال يكاااون البياااع صاااوريا ً مااان حياااثاإلجراِات وتبات الوحدات لمن يرغب وبالثمن الذي يرغب . إعاد النظر في االمتيازات التي كانت تعطى لهذى الوحدات نظير دورها االجتمااعي مان حياثاإلبقاِ أو اإلل اِ . أن تكون ال اية من عملية البيع هي زياد اإلنتاجية وتقليٌ الخسائر ..097
- األس
االقتصادية اإلسالمية لترشيد بعن وحدات القطات العام
يلزم ترشيد الملكية العامة الممثلة في ملكية الدولة لبعن الوحدات االقتصادية ذات النفاع العاام والتااي يلطلااق عليهااا فقهاااِ االقتصاااد بالمشااروعات االسااتراتيجية ،ولااي
هناااك أساالوب وحيااد يصاالح
للترشيد لكٌ الوحدات ،بٌ هناك عاد أسااليب يختاار مان بينهاا األسالوب أو األسااليب التاي تصالح لكاٌ وحد وذلك في هوِ تشخيي المشكالت التي تعاني منها. ومن األساليب المقترحة لترشيد بعن وحدات القطات العام القائمة ما يلي : أوالً :اصالت االدار العليا وتقويمها أو إبدالها بما هو أفهٌ منها في هوِ المعاايير اإلساالمية اآلتياة : أ) معيار القيم مثٌ الخشية من الل واستشعار أن هذا الماٌ ملك لل عز وجٌ وأن هذا المادير لا وقفة مع الل للحساب فإذا صلح الراعي صلحت الرعية . ب) معيار الكفاِ والخبر والقو والقدر ،وال يجب أن تكون التزكية لاإلدار العلياا فاي القطاات العااام علااى أسااا أسا
العالقااات الشخصااية أو المجااامالت أو اإلنتماااِ السياسااي لحاازب أو علااى
والئ للنظام الحاكم.
ج) إدار وحدات القطاات العاام بمانهج الوحاد اإلنتاجياة ذات الطاابع االقتصاادي وليسات بمانهج الوحد الحكومية ذات الطابع الخدمي ويتم تقيمها بمعايير اإلنتااج واإلنتاجياة ولاي
بمعاايير
اإلعتمادات المالية .
ثانياً :إصالت الهيكٌ التمويلي وتجنب المعامالت الربوية واإلسراف والتبذير: لقد تبين من الدراسات أن من بين األسباب الرئيسية إلنهيار القطات العام وهو الخلٌ باين التموياٌ الااذاتي والتمويااٌ الخااارجي بقاارون ربويااة ،ويعتباار عاابِ التمويااٌ المتمثااٌ فااي الفوائااد الربويااة ماان أبرزها عناصر التكاليف والذي ساهم بدور واهح فاي تحقياق الخساار أو قلاة األرباات وهايات العائاد على رأ الماٌ المستثمر ،وتأسيسا ً على ذلك يتم إصالت الهيكٌ التمويلي على األس األتية : 098
أ) إسقاط الفوائد الربوية المتراكمة ،وتتحمٌ الدولة هذى المسئولية تماماً. ب) وقااف الحصااوٌ علااى أي قاارون ربويااة ويكااون البااديٌ اإلسااالمي لااذلك هااو نظااام التمويااٌ بالمشاركة. ج) زياد رأ
الماٌ مع إعطاِ فرصة للمستثمرين من القطات الخااي فاي هاذا المجااٌ بشارط
عدم زياد حصتهم عن %21حتى يتجنب سيطرتهم على هذى الوحدات االقتصادية . د) هبط التدفقات النقدية الداخلة والخارجة في هوِ منهج التكلفة والعائد والسببية بين الماوارد النقدية واستخدامتها والمحافظة على السيولة . هـ) القهاِ على كٌ نواحي االسراف والتبذير والترف والمظهرية ونفقات المجامالت السياسية، وهذا في حد ذات سوف يؤدي إلى تحقيق وفرا ً في التدفقات النقدية الخارجة المصروفات) وبالتالي يحافظ على السيولة وينمي االربات . بمانهج المصاالح الحكومياة تكاون
و) وهع لوائح وهوابط مالية جدياد بمانهج اقتصاادي ولاي أساسا ً للرقابة المالية وتقييم األداِ الفوري وتصويب لمخالفات واالنحرافات أوٌ بأوٌ. ثالثا ً :إصالت سياسات التسعير والتسويق:
لقد ذكر كثير من الكتاب أن فشٌ بعن وحدات القطات العام يرجع إلى تدخٌ الدولة في التسعير والتسويق بمنهجية الدعم والخدمات االجتماعية ،وكان هذا حجابا ً واقيا ً ألصحاب النفو الهعيفة واألمار بالسوِ بأن تستفيد ماديا ً على حساب ميزانية الدولة ،ولدرِ هذى المفاسد يلزم ما يلي : والتدلي
يتناف
أ) إيجاد سوق حر تنافسية خالية من االحتكار وال رر والجهالة وال المنتجون سواِ بسواِ حتى تكون حافزا ً على زياد اإلنتاج واإلنتاجية وهبط وترشيد النفقات .
فيها
ب) يكون دعم الدولة متمثالً في شراِ المنتجات بسعر السوق وبيعها للفقراِ والمساكين بالسعر الذي تراى ،حتى ال يستفيد األغنياِ من الدعم وتستولى علية طبقة الوسطاِ األفاقين الفجار. ج) تقوم الدولة بحماية االنتاج الوطني من القطات العام والخاي عن طريق الفرائن المالية التي تتفق مع قواعد الشريعة اإلسالمية .
099
د) األهتمام بنظم الرقابة على األسواق لالطمئنان من خلوها من االحتكار ومعامالت السوق الخفية وال
وال رر والجهالة وكٌ صور أكٌ أمواٌ النا
بالباطٌ .
هـ) إعاد النظر في نظام الهرائب بصفة عامة والهرائب غير المباشر والتي تمثٌ سيفا ً ومعوقا ً لإلنتاج واإلنتاجية واالستثمار وذلك في هوِ زكا الماٌ والنظم المالية اإلسالمية األخري
- خالصة المنهج االقتصادي اإلسالمي في عالج مشكلة الخصخصة نخلي من التحليٌ السابق أننا لو طبقنا المنهج االقتصاادي اإلساالمي بشاأن بياع بعان وحادات القطات العام التي ال يجب أن تكون ملكية عامة وفقا ً للقواعد الشرعية ،ولو قمنا بترشايد الابعن اآلخار الذي يجب أن يكون ملكية عامة من الناحية اإلدارية والمالياة والتساويقية لتحقاق الخيار ونجام عان ذلاك منافع شتى منها ما يلي : التخفيف من األعباِ المالية الملقا على ميزانية الدولة . تحفيااز العاااملين علااى العمااٌ واإلنتاااج والتملااك ألسااهم بعاان وحاادات القطااات العااام المحولااة إلااىخاصة. اصالت الهيكٌ اإلداري والمالي والتسويقي لوحدات القطات العام وايجاد مجاٌ للمنافسة. -تحقيق انطالق في االستثمار واإلنتاج والتسويق وتطهير النشاط الخاي من الفساد .
- منهج االقتصاد اإلسالمي في عالج مشكلة الفساد االقتصادي - مظاهر الفساد االقتصادي . يقوٌ العلماِ وأسااتذ االقتصااد اإلساالمى أن الفسااد االقتصاادي معنااى هايات الحقاوق والمصاالح بسااابب مخالفاااة ماااا أمااار بااا اللااا ورساااول وأجماااع عليااا الفقهااااِ ،أي االعتاااداِ علاااى حقاااوق األفاااراد والمجتمعات وعدم االلتزام بما أمرنا الل ب ورسول ،ويترتب علي الهالك والهايات ومحاق البركاات
ان اتبَا َع والحيا الهنك ،وهذا هو ما أشار الل إلي فى كتاب الكاريم :فَإِماا يَاأهتِيَن لكم ِ نم ِنناي لهادًي فَ َم ِ ه ٌُّ َوالَ يَ ه شقَى ط . ) 942 944 : اي فَالَ يَ ِ له َد َ ولقااد ظهاار الفساااد بكافااة صااورى االقتصااادية والسياسااية واالجتماعيااة واألخالقيااة ولقااد أشااار الل ا
سبحان وتعالى إلى ذلك فى قول تبارك وتعالى َ : سا َب ه ت أَيهادِي سا لد ِفي ال َب ِ نر َو هال َب هح ِار ِب َماا َك َ ظ َه َر الفَ َ 211
ع ِمللوا لَعَل له هم يَ هر ِجعلونَ الروم ، ) 29 :ولقد تنباأ رساوٌ اللا صالى ن الذِي َ النا ِ ِليلذِيقَ لهم بَ هع َ الل علي وسلم بذلك وحذرنا من الخصاٌ التى تؤدي إلى الفساد ،فقد روي البزار وابن ماج والبيقهى
عن رساوٌ اللا صالى اللا عليا وسالم ) أنا قااٌ ":ياا معشار المهااجرين خصااٌ خما ،إذا ابتليااتم بهاان ،وناازلن بكاام ،وأعااوذ باللا أن تاادركوهن :لاام تظهاار الفاحشااة فااى قااوم حتااى يعلنوا بها ،إالن فشا فيهم األوجات التى لم تكن فى أسالفهم ،ولم ينقصوا المكياٌ والميازان ،إالن أخاذوا بالساانين وشاد المؤنااة وجاور الساالطان ،ولام يمنعااوا زكاا أمااوالهم ،إالن منعااوا القطر من السماِ ،ولوال البهائم لم يمطروا ،ولم ينقهوا عهد الل وعهد رسول ،إالن سلط عليهم عدو من غيرهم فيأخاذ بعان ماا فاى أياديهم ،وماا لام تحكام أئماتهم بكتااب اللا ،إالن جعٌ بأسهم بينهم ) ولقااد تحققاات نبااوِ ساايدنا محمااد صاالى الل ا علي ا وساالم فااى هااذى العصااور ،فلقااد ظهاارت الباليااا والنكبات والمصائب ومحقت البركات بسبب ذنوب ومعاصى النا
وبعدهم عن تطبيق شارت اللا عاز
ع ِمللوا لَعَل له هم يَ هر ِجعلونَ ، أي يتوبون إلى اللا ن ال ِذي َ وجٌ وهذا ما أشار الل إلي ِ :ليلذِيقَ لهم بَ هع َ عما هم علي من المعاصى واآلثام .
- من نماذج الفساد االقتصادي المعاصر حيث طالما ال نطبق ما أمر الل ب ،وننتهى عما نهانا الل عن ،يكون الفساد فى المجتماع قاائم ال محالة فى الواقع العملى ،ومن النماذج البارز على ذلك فى القرآن الكاريم :نماوذج قاوم شاعيب الاذين كااانوا يطففااون المكياااٌ والمياازان فااى المعااامالت ولقااد وصاافهم اللا بااأنهم ماان المفساادين فااى األرن ، ونموذج قارون الذي ب ى بمال وقاٌ إنما أوتيت عان علام عنادي وامتناع عان أداِ الزكاا والصادقات ،
َصاي َب َك ونصح قوم فقالوا ل كما ورد فاى القارآن الكاريم وقاالوا لا : َ والَ تَان َ ن ِ ن إِن اللا َ الَ يل ِحابُّ ال لم هف ِسادِينَ سا َد فِاي األ َ هر ِ سنَ الل ل إِلَي َهك َوالَ ت َ هب ِ الفَ َ ِمنَ ال ُّد هنيَا َوأ َ هح ِسن َك َما أ َ هح َ القصي ،) 33 :ونموذج أصحاب الجنة الذين أقسموا بأن ال يعطوا الفقراِ حقهام فاى الحارث .. ولقد وصفهم الل بأنهم كانوا ظالمين طاغين . ونماذج الفساد االقتصادي الظاهر والمنتشر عديد نذكر منها على سبيٌ المثاٌ : ـ من صور الفسااد فاى مجااٌ المااٌ :السارقة واالخاتال
والرشاو والتاربح مان الوظيفاة واسات الٌ
الجاى والسلطان والربا ،والمهاربات والقمار ومنع الزكا …وصور خيانة األمانة فى المعاامالت المالية . 210
ـ من صور الفساد فى مجاٌ العمٌ :اإلهماٌ والتقصير ،والتعدي على لوازم العمٌ ،وعادم اإلتقاان ،عدم االنهباط وااللتزام بنظم العمٌ ،المحسوبية وعدم تكافؤ الفري ،وبخ
العامٌ حقوق .
ـ من صور الفساد فى مجااٌ االساتهالك واإلنفااق :اإلساراف والتباذير ،واإلنفااق الترفاى والباذخى والمظهرية والتقليد غير النافع وعدم االلتزام باألولويات اإلسالمية . ـ ا ماان صااور الفساااد فااى مجاااٌ التااداوٌ والتجااار :ال ا والاابخ
والتاادلي
،وال اارر والجهالااة ،وال اابن
،والمماطلااة فااى أداِ الحقااوق ،واالحتكااار والمعااامالت الوهميااة والرشااو والعمااوالت
الزائفة . ولقد حرمت الشريعة اإلساالمية كاٌ صاور الفسااد االقتصاادي الساابقة بأدلاة مان الكتااب والسانة ، ولقد تناولها الفقهاِ بالتفصيٌ وبيان العلٌ من تحريمها ومان تلاك العلاٌ أنهاا تاؤدي إلاى هايات الحقاوق وهالك الماٌ واألعياان والماوارد … وكاٌ هاذا يقاود إلاى التخلاف والفقار والحياا الهانك والتاى أشاار
هانكا ً َون هَح ل ش لارىل َي هاو َم ن َعن ِذ هك ِري فَاإِن لَا ل َم ِعيشَاةً َ إليها الل سبحان وتعالى بقول َ :و َم هن أَع َهر َ ع َمى ط . ) 942 : ال ِقيَا َم ِة أ َ ه
- أسباب الفساد االقتصادي يسااتنبط ماان مظاااهر الفساااد االقتصااادي وصااور المعاصاار أن ا ياانجم بصاافة أساسااية بساابب عاادم تطبيق ما أمر الل ب ،وعدم االنتهاِ عن ما نهى الل عن ،أي عدم االلتزام بأحكام ومباديِ الشريعة اإلسالمية بصفة عامة ،وفى مجاٌ المعامالت االقتصاادية بصافة خاصاة ،وهاذا يرجاع إلاى مجموعاة من األسباب نوجزها فى اآلتى : ـ هاعف اإليماان ومان أهمهاا عادم الخشاية والخاوف مان اللا وانعادام المراقباة والمحاسابة الذاتياة ، ونسيان المحاسبة األخروية أمام الل سبحان وتعالى ،ياوم يساأٌ المارِ عان مالا مان أيان اكتساب وفيم أنفق .
212
ـا انتشااار األخااالق الفاسااد مثااٌ الكااذب والنفاااق والرياااِ وال لظااة وسااوِ الظاان وعاادم الوفاااِ بااالعهود والعقود ،وخيانة األمانة والرشو والمحسوبية واالحتياٌ . ـ هعف السلوكيات الطيبة ،وانتشار المادية بين النا
وتفكك عري التكافٌ والتهامن االجتمااعى ،
وانتشار األنانية والحقد والكراهية . وكبات الحرياات … وتطبياق نظام وقاوانين وهاعية
ـ الحكم ب ير ماا أنازٌ اللا والتسالط علاى الناا تخالف شرت الل عز وجٌ .
- اإلصالت اإلسالمى للفساد االقتصادي . اإلنسان هو أسا
الفساد االقتصادي ،فإذا فسد النا
فسد الماٌ ،وعلى هذى الحقيقية يقدم المنهج
اإلسالمى العالج إلصالت الفساد االقتصادي ،ويتمثٌ فى األمور اآلتية : أوالً :التقوي واإليمان والمراقبة والمحاسبة الذاتية :ودليٌ ذلك من الكتاب قوٌ الل تبارك وتعاالى
:
َولَ هو أَن أ َ هه ٌَ القل َري آ َمنلوا َواتقَ هاوا لَفَت َ هحنَاا َعلَا هي ِهم َب َر َكاا ٍ ن َولَ ِكان َكاذبلوا ت ِ نمانَ السا َم ِ اِ َواأل َ هر ِ سبلونَ ( األ راف . ) 69 : فَأ َ َخ هذنَا لهم بِ َما َكانلوا يَ هك ِ ثانيا ً :الرجوت إلى شريعة الل عز وجٌ وهدي ورسول صلى الل علي وسلم فهماا أساا
اإلصاالت
ن َعن ِذ هك ِري فَإِن لَا ل َم ِعيشَاةً ،ودليٌ ذلك من الكتاب قوٌ الل تبارك وتعالى َ :و َم هن أ َ هع َر َ صايرا ً هنكا ً َون هَح ل َ ش لرىل َي هو َم ال ِق َيا َم ِة أ َ هع َمى )942قَا ٌَ َربن ِ ِل َم َحش هَرتَنِي أ َ هع َمى َوقَ هد لكناتل َب ِ ساى )943طا 942:ـا، )943 )941قَا ٌَ َك َذ ِل َك أَتَته َك آيَاتلنَاا فَنَ ِسايت َ َها َو َكا َذ ِل َك اليَ هاو َم تلن َ وقوٌ الرسوٌ صلى الل علي وسلم " :تركت فيكم ما إن تمسكتم ب لن تهلوا بعدي أبدا كتاب الل وسنتى " البخاري ) . ثالثا ً :تطبيق الحدود الوارد فى شرت الل هد مرتكبى الجرائم االقتصادية فهى تأكياد لسالطان العقياد
واألخالق ،ويقوٌ العلماِ :إصالت النا رابعا ً :حسن اختيار العاملين على أسا
باإليمان وإصالت الدولة بالشريعة ) .
القيم اإليمانياة واألخالقياة ألن ذلاك مان موجباات الوقاياة مان
الفساد قبٌ وقوع ،ولقد طبق ذلك فى صدر الدولة اإلسالمية والسيما فى العاملين على الماٌ . خامسا ً :القدو فى تطبيق أحكام ومبااديِ الشاريعة اإلساالمية ،فاإذا صالح الراعاى صالحت الرعياة ، ومن سير رسوٌ الل صلى الل علي وسلم والخلفاِ الراشدين ومن تبعهم بإحساان نساتطيع أن 213
نستنبط النماذج المشرفة لدور ولى األمر فى منع الفساد االقتصاادي ،وفاى هاذا المقاام ناذكر مان
قاٌ لعمر بن الخطاب :لو رتعت لرتعت الرعية ) .
-الخالصة هناااك بعاان المشااكالت االقتصااادية التااي تنشااأ بساابب عاادم تطبيااق مفاااهيم وأس ا
االقتصاااد
اإلسااالمي وهااوابط الشاارعية ،وهناااك بعهااها التااي ينشااأ بساابب الساانن الكونيااة لالبااتالِ واالختبااار والتمحيي ،ومن بين األخير النقي من األمواٌ والثمار والموارد الطبيعية ونحوها. ولقد استنبط فقهاِ االقتصاد اإلسالمي منهجا ً لعالج هذى المشكالت والتخفيف من آثارها السالبية ،ويقوم هذا المنهج على مجموعة من الثوابت الكلية العامة من أهمها ما يلي -: - العمٌ واإلنتاج ،ألن ذلك تكليف مان اللا عاز وجاٌ وفريهاة وواجاب ،فالعماٌ الصاالح هاو قوام الحيا ،ويجب على الدولة أن تلوجد عمالً لكٌ قادر على الكسب . - تشجيع المشاروعات الصا ير فاي مجااٌ الهاروريات والحاجياات لتسااهم فاي عاالج مشاكلة البطالة وتحقيق التنمية االقتصادية. - الكشاف عان الماوارد الطبيعياة التااي خلقهاا اللا لعباادى ،ووجااوب االساتفاد منهاا برشاد باادون إسراف أو تبذير أو تبديد إلنتاج الطيبات . - إتقااان األخااذ باألسااباب والمعاصاار فااي اسااتخدام أساااليب التقنيااة المعاصاار بمااا يحقااق األداِ المتميز . - منع تحريم) كافاة صاي الفسااد االقتصاادي التاي تقاود إلاى أكاٌ أماواٌ الناا
بالباطاٌ ونشار
الظلم بكافة صورى ،بما يقود إلى االحتكار واالست الٌ وغير ذلك مان األماران االقتصاادية . - حرمة الماٌ العام وحماية المااٌ الخااي مان المصاادر أو التاأميم ماا دام ياؤدي ماا عليا مان حقوق للوطن .
214
- تقريب المساافة باين مختلاف الطبقاات وذلاك بالقهااِ علاى الثاراِ الفااح
والفقار المادقع مان
خااالٌ العدالااة فااي توزيااع عوائااد عوامااٌ اإلنتاااج وتطبيااق نظااام الزكااا والوقااف والصاادقات والتكافٌ االجتماعي . - هبط التشريعات االقتصادية في إطار أحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية . - تحاريم كافااة أشااكاٌ وصااي اسااتخدام الساالطة والنفااوذ للحصااوٌ علااى م ااانم باادون حااق معتباار شرعا ً ألن ذلك من ال لوٌ والسحت . - تنظيم وترشيد الهرائب لتساهم في تحقيق التنمية االجتماعية واالقتصادية.
215
الفصٌ الثامن
نظر االقتصاد اإلسالمي إلى المشكالت االقتصادية العالمية
المحتويات تقديم الهوابط الشرعية للمعامالت االقتصادية العالميةفق التعامٌ مع غير المسلمين) نظر االقتصاد اإلسالمي إلى العولمة. نظر االقتصاد اإلسالمي إلى الجات. نظر االقتصاد اإلسالمي إلى اتفاقية الكويز. نظر االقتصاد اإلسالمي إلى اإلغراق . نظر االقتصاد اإلسالمي إلى المقاطعة االقتصادية. نظر االقتصاد اإلسالمي إلى غسٌ األمواٌ. نظااار االقتصااااد اإلساااالمي إلاااى الساااوق اإلساااالميةالمشتركة. -الخالصة .
216
الفصٌ الثامن
نظر االقتصاد اإلسالمي إلى المشكالت االقتصادية العالمية -تقديم. اإلسااالم دياان عااالمي ،ياادعو إلااى الخياار ويااأمر بااالمعروف وينهااى عاان المنكاار ،ولقااد تهاامنت شريعت األحكام والمبادئ والمعايير التي تحكم التعاماٌ ماع المسالمين وغيار المسالمين فاي جمياع بلادان العامااٌ فااي إطااار القاايم واألخااالق والساالوك الحساان وتبااادٌ المنااافع والخياارات والتعاااون علااى الباار والتقوي. ولقااد ظهاار فااي اآلونااة األخياار العديااد ماان الت ياارات االقتصااادية العالميااة نجاام عنهااا العديااد ماان المشكالت االقتصادية ذات العالقة بالعديد من الادوٌ العربياة واإلساالمية ،مان بينهاا :التعاماٌ ماع غيار المساالمين فااي ظااٌ التجااار العالميااة والعولمااة واتفاقيااة االجااات واتفاقيااة الكااويز والتكااتالت االقتصااادية المختلفة ،ومشكالت اإلغراق واالحتكار وغسٌ األمواٌ ونحو ذلك. ولقد قاام فقهااِ وعلمااِ االقتصااد اإلساالمي فاي األماة اإلساالمية باإبراز نظار الفقا اإلساالمي بصفة عامة واالقتصاد اإلسالمي بصفة خاصة إلى تلك المعامالت االقتصاادية العالمياة وماا نجام عنهاا من مشكالت ،واستنبطوا المعايير الشرعية واالقتصادية اإلسالمية التي تهابط هاذى المعاامالت ،وبياان موجبات السوق العربية اإلسالمية المشتركة ،وهاذا هاو المقصاد مان هاذا الفصاٌ .وساوف ياتم التركياز في فقط على الهاوابط الشارعية واألسا
االقتصاادية اإلساالمية ألهام المشاكالت االقتصاادية العالمياة
المعاصر .
217
-الهااوابط الشاارعية للمعااامالت االقتصااادية العالميااة :فقا التعامااٌ مااع غياار المسلمين: - تمهيد. لقد تهمنت الشريعة اإلسالمية الهوابط الشرعية لتعامٌ المسلم على ثاالث صاور أساساية هي :)94 تعامٌ المسلم مع أخي المسلم. تعامٌ المسلم مع غير المسلم المسالم. تعامٌ المسلم مع غير المسلم العدو المحارب.وفيما يلي بيان الهوابط الشرعية التي تحكم تلك المعامالت .
- الهوابط الشرعية لتعامٌ المسلم مع أخي المسلم . المسلم ل األولوية الكاملة للتعامٌ مع أخي المسلم إذا توفر لدي كٌ ما يطلب من سلع وخدمات، فهو األولى بالوالِ والرعاية واالهتمام والتعامٌ والنصر ..ودليٌ ذلك من الكتاب قوٌ الل تبارك
سولل ل َوالذِينَ آ َمنلوا الذِينَ يل ِقي لمونَ الصال َ َويلؤه تلونَ الز َكا َ َو له هم وتعالى ِ :إن َما َو ِليُّ لك لم الل ل َو َر ل ب الل ِ َرا ِكعلونَ المائد )11 :وقول عز وجٌ َ :و َمن يَت َ َوٌ الل َ َو َر ل سولَ ل َوالذِينَ آ َمنلوا فَإِن ِح هز َ له لم ال َا ِلبلونَ المائد ،)13 :والدليٌ من السنة النبوية المطهر قوٌ الرسوٌ صلى الل علي وسلم : المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعه بعها ً رواى البخاري ومسلم) ،وقول صلى الل علي وسلم:المسلم أخو المسلم ال يظلم وال يخذل وال يكذب وال يحقرى ،التقوي ههنا ويشير إلى صدرى ثالث مرات بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاى المسلم ،كٌ المسلم على المسلم حرام دم ومال وعره رواى مسلم ). ولقد خلي الفقهاِ من األدلة السابقة إلى إعطاِ األولوية للمسلم في مجاٌ المعامالت االقتصادية والمالية محليا ً وعالميا ً وذلك لشد أزرهم ونصرتهم والسيما في ظٌ الحرب االقتصادية
الطاحنة بين أهٌ الحق وأهٌ الباطٌ ،ومن أقواٌ العلماِ في هذا المجاٌ" :أحري يا أخي على أن تهع مالك في يد أخ مسلم" ،وال يعنى ما سبق أن الشريعة تحرم التعامٌ مع غير المسلم ،بٌ تجيز ذلك على النحو الذي سوف نبين في البنود التالية. ( )03د .عطية فياض " ،فقه المعامالت المالية مع أهل الذمة " ،القاهرة :دار النشر للجامعات .0999 ،
218
- الهوابط الشرعية لتعامٌ المسلم مع غير المسلم المسالم: يعي
المسلمون مع غير المسلمين في مجتمع واحد ويطلق عليهم المواطنون سواِ كان
المسلمون أقلية أو أكثرية ،ولم تحرم الشريعة اإلسالمية التعامٌ مع غير المسلم في ظٌ دار السالم
ولهذا أدلت من القرآن والسنة والفق ،فمن الكتاب ،يقوٌ الل سبحان وتعالى :الَ يَ هن َها لك لم الل ل َع ِن ار لك هم أَن تَبَ ُّر َوهل هم َوت ل هق ِس ل طوا ِإلَ هي ِه هم ِإن الل َ يل ِحبُّ ِين َولَ هم يل هخ ِر لجو لكم ِ نمن ِديَ ِ الذِينَ لَ هم يلقَاتِللو لك هم فِي الد ِ ار لك هم َو َ ظاه لَروا ِين َوأ َ هخ َر لجو لكم ِ نمن ِد َي ِ ال لم هق ِس ِطينَ ِ )2إن َما َي هن َها لك لم الل ل َع ِن الذِينَ قَاتَللو لك هم فِي ال ند ِ اج لك هم أَن ت َ َول هو له هم َو َمن يَت َ َول له هم فَأ ل هولَئِ َك ل ه لم الظا ِل لمونَ )1الممتحنة ،)1-2 :فتشير َعلَى ِإ هخ َر ِ هذى اآلية الكريمة أن ال حرج من التعامٌ مع غير المسلمين الذين لم يقاتلوا المسلمين ولم يخرجوهم من ديارهم ،والدليٌ من السنة النبوية الشريفة ،أن قد ثبت في الصحات ،ما رواى أن صلى الل علي وسلم:
أن رسوٌ الل
رهن درعا ً عند يهودي بالمدينة وأخذ من شعيرا ً ألهل
رواى
البخاري) ،وعن عائشة رهى الل عنها قالت :أن رسوٌ الل توفى ودرع مرهونة عند يهودي متفق علي ) ،ويقوٌ الفقهاِ أن ثبت أن المسلمين قد تعاملوا مع غير المسلمين المسالمين لما في ذلك من منافع. ومن أهم الهوابط الشرعية التي تنظم التعامٌ مع غير المسلمين المسالمين ما يلي: أن يكون التعامٌ فى مجاٌ الحالٌ والطيبات. االلتزام بأحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية ومنها :العدٌ ،وعدم الظلم ،والوفاِ بالعهود والعقود ،واألمانة ،والصدق ،والتسامح ،والتيسير ،واإلحسان. االلتزام بفق األولويات اإلسالمية ،الهروريات فالحاجيات. عدم االعتداِ على أمواٌ غير المسلمين ،فأموالهم وأعراههم ودماِهم مصونة بحقها. عدم اإلهرار بالمسلمين وإهعافهم ،فال هرر وال هرار. عدم تقوية الدوٌ المعادية للمسلمين. المعاملة بالمثٌ فى إطار العدٌ والمشروعية.
219
وفى إطاار هاذى الهاوابط يكاون تعاماٌ المسالم ماع غيار المسالم المساالم مثاٌ تعاماٌ المسالم ماع المسلم ،وتطبق القاعد " :لهم مالنا وعليهم ما علينا" ،بشرط المعاملة بالمثٌ.
- الهوابط الشرعية لتعامٌ المسلم مع غير المسلم العدو المحارب: للمسلمين أعداِ كثيرون منهم غير المسلم الكتابي مثٌ اليهودي والنصراني ،ومنهم غير الكتابي مثٌ الوثنيون وعبد األصنام والملحدين ،..ولقد حرمت الشريعة اإلسالمية التعامٌ مع هؤالِ األعداِ ،وال يجوز مواالتهم أو تأييدهم مهما كان الدافع والحافز والمصلحة ،ومن يظن غير ذلك فهو خاطئ ،ولهذا الحكم أدلت من القرآن والسنة ،فمن القرآن يقوٌ الل عز وجٌ: فَت َ َري الذِينَ ه ي بِ هالفَتهحِ أ َ هو صيبَنَا َدائِ َر فَعَ َ ارعلونَ فِي ِه هم يَقلوللونَ نَ هخشَى أَن ت ل ِ فِي قلللوبِ ِهم م َرن يل َ س ِ سى الل ل أَن يَأتِ َ س ُّروا فِي أَنفل ِس ِه هم نَاد ِِمينَ المائد ،)14 :ولقد نهانا الل عز أ َ هم ٍر ِ نم هن ِعن ِد ِى فَيل ه صبِ لحوا َعلَى َما أ َ َ
وجٌ من التعامٌ مع الكافرين المشركين ،فقاٌ تعالى :يَا أَيُّ َها الذِينَ آ َمنلوا ِإن َما ال لم هش ِر لكونَ نَ َج ه ِل ِ ِإن ف يل ه ِني لك لم الل ل ِمن فَ ه ام َب هع َد َع ِ ام ِه هم َه َذا َو ِإ هن ِخ هفت ل هم َ ع هيلَةً فَ َ س هو َ فَالَ َي هق َربلوا ال َم هس ِج َد ال َح َر َ ح ِكيم التوبة ،) 42 :ولقد ورد بالسنة النبوية العديد من األحاديث التي تحرم شَا َِ إِن الل َ َع ِليم َ التعامٌ مع العدو المح ارب أو نصرت أو تأييدى على ظلم المسلمين ،فقاٌ رسوٌ الل صلى الل علي وسلم :من مشى مع ظالم ليعين وهو يعلم أن ظالم ،فقد خرج من اإلسالم أحمد والطبراني،
ونهى رسوٌ الل صلى الل علي وسلم عن مقاطعة المسلم فقاٌ :ال تقاطعوا ،وال تدابروا ،وال تباغهوا ،وال تحاسدوا وكونوا عباد الل إخوانا ،وال يحٌ لمسلم أن يهجر أخاى فوق ثالث متفق علي ). ولقد أجمع الفقهاِ على أن بيع السالت ألهٌ الحرب حرام ،فقاٌ النووي" :وما بيع السالت ألهٌ الحرب فحرام باإلجمات" ،وهذا الحكم يجري في كٌ ما يعين العدو على قتالنا وسلبنا ديارنا وأموالنا وليست األسلحة هي التي يقاتلنا بها العدو هي المدفع والطائر والصاروخ والقنبلة فقط ،فقد يقاتلنا بالطعام والشراب والتكنولوجيا والمياى وغيرها لتهييق الخناق على المسلمين ،بٌ ويحتكرون السلع الرئيسية والهرورية للمجتمع إللحاق الهرر والفاقة بالمسلمين. وخال صة القوٌ أن الشريعة اإلسالمية تحرم التعامٌ مع غير المسلمين األعداِ المحاربين ومن يوالونهم ،إال عند الهرور القصوي ،ولهذا هوابط وأحكام على النحو الذي سوف نبين فيما بعد في قهية المقاطعة االقتصادية والعولمة والجات.
201
- تطبيق فق األولويات في المعامالت مع غير المسلمين: لقد وهع الفقهاِ سلم األولويات اإلسالمية وهى الهروريات فالحاجيات فالتحسينات ،وفيما يلي مدلوٌ ومفهوم كٌ منهم. يقصد بالهروريات :األشياِ والخدمات والتي بدونها يهلك اإلنسان ،والالزمة لحفظ النفوالدين والعقٌ والعرن والماٌ ،وينطبق عليها فق الهرور ،ولقد أبات اإلسالم بعن المحظورات في حالة الهرور ،ودليٌ ذلك من الكتاب قوٌ الل تبارك وتعالى:
فَ َم ِن
ه ل طر َغي َهر بَاغٍ َوالَ َعا ٍد فَإِن َرب َك َ غفلور ر ِحيم ) األنعام ،)921 :والدليٌ من السنة قوٌ ا ه الرسوٌ صلى الل علي وسلم :رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا علي
متفق علي ) ،وال توجد قيود عند االهطرار في التعامٌ مع ال ير في األشياِ والخدمات المرتبطة بالهروريات. ويقصد بالحاجيات :السلع والخدمات التي يحتاج إليها الناالحاجات األصلية ،وأحيانا ً تنزٌ الحاجة منزلة الهرور ،وال يجوز توفير الحاجيات قبٌ استيفاِ الهروريات ،قياسا ً على أن ال يجوز أداِ المندوب قبٌ أداِ الواجب ،ويكون التعامٌ
لتكون الحيا أقٌ مشقة ،أي لتسهيٌ
في مجاٌ الحاجيات مع المسلمين ومع غير المسلمين المسالمين عند الهرور . ويقصد بالتحسينات :السلع والخدمات التي تجعٌ الحيا أكثر يسرا ً ورفاهية وبحبوحة ،وتكونالتحسينات بعد الوفاِ بالهروريات والحاجيات ،وال يجوز أن تقترن التحسينات باإلسراف والتبذير والمظهرية والخيالِ ألن هذا محرم في اإلسالم ،ويكون التعامٌ في مجاٌ التحسينات مع المسلمين وبلى ذلك غير المسلمين المسالمين .ولي
هناك خطوط أو حدود دقيقة تفصٌ
بين الهروريات والحاجيات والتحسينات ،ألنها تت ير حسب الزمان والمكان واألشخاي والمجتمعات ،فما يعتبر هروري لفرد ما في مجتمع ما قد يكون تحسيني لفرد آخر في مجتمع آخر في زمان آخر ...وكٌ إنسان أعلم بهرورات وحاجيات وتحسينات في هوِ المفاهيم السابق بيانها ،وهذا الفق صالح للتطبيق في كٌ حيا اإلنسان في عبادات ومعامالت .في هوِ فق األولويات اإلسالمية وفى هوِ فق التعامٌ مع غير المسلمين على النحو السابق بيان ، يمكن أن نرتب سلم أولويات التعامٌ مع األفراد والمجتمعات والدوٌ على النحو التالي: 200
المرتبة األولى :تكون أولوية التعامٌ مع المسلم القريب الجار ،ألن هذا يحقق المقاصد اآلتية:صلة الرحم ،وصلة األخو ،وحق الجوار ،وحق األولى بالمعاملة ،ودليٌ ذلك قوٌ الل عز
ين َواب ِهن الس ِبي ٌِ وجٌ :قل هٌ َما أَن َف هقتلم ِ نم هن َخي ٍهر فَ ِل هل َوا ِل َدي ِهن َواأل َ هق َر ِبينَ َو هال َيتَا َمى َو هال َم َ سا ِك ِ ع ِليم ) البقر .)491 : َو َما ت َ هفعَللوا ِم هن َخي ٍهر فَإِن الل َ بِ ِ َ -
-
المرتبة الثانية :يلي ما سبق ،التعامٌ مع المسلم ،ألن هذا يحقق صلة األخو في الل ،ودليٌ
ن يَأ ه لم لرونَ ذلك قوٌ الل تبارك وتعالىَ :و هال لمؤه ِمنلونَ َو هال لمؤه ِمنَاتل بَ هع ل ه له هم أ َ هو ِليَا لِ بَ هع ٍ ه له هم ع ِن ال لمن َك ِر ) التوبة ،)39 :وقول عز وجٌَ :والذِينَ َكفَ لروا َب هع ل ِب هال َم هع لر ِ وف َو َي هن َه هونَ َ ساد َكبِير ) األنفاٌ ، )34 :وقوٌ أ َ هو ِليَا لِ بَ هع ٍ ن إِال ت َ هفعَللوىل ت َ لكن فِتهنَة فِي األ َ هر ِ ن َوفَ َ الرسوٌ صلى الل علي وسلم :مثٌ المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثٌ الجسد ،إذا اشتكى من عهو تداعى ل سائر الجسد بالسهر والحمى رواى مسلم). المرتبة الثالثة :التعامٌ مع غير المسلمين من أهٌ الوطن ،فلي
هناك من مانع شرعي من
التعامٌ مع غير المسلمين من المواطنين ،فهم شركاِ في هذا الوطن ،والتعامٌ معهم يحقق العديد من المقاصد الطيبة منها :بيان سماحة اإلسالم وعدم التعصب والمحافظة على وحد
ِين الوطن "فلهم مالنا وعليهم ما علينا" ،ودليٌ ذلك قوٌ الل تبارك وتعالى :الَ ِإ هك َراىَ فِي ال ند ِ ي ِ فَ َمن َي هكفل هر ِبالطا ل غو ِ س َك ِب هالعل هر َو ِ قَد تبَينَ ُّ ت َويلؤه ِم هن ِبالل ِ فَقَ ِد ا هست َ هم َ الر هش لد ِمنَ ال َ ن الَ يَ هن َها لك لم ع ِليم ) البقر ،)413 :قول عز وجٌ: س ِميع َ ام لَ َها َوالل ل َ ل الوثهقَى الَ ان ِف َ ص َ ار لك هم أَن تَبَ ُّر َو له هم َوت ل هق ِس ل طوا ِين َولَ هم يل هخ ِر لجو لكم ِ نمن ِديَ ِ الل ل َع ِن الذِينَ لَ هم يلقَاتِللو لك هم فِي الد ِ طينَ ) الممتحنة .)2 : ِإلَ هي ِه هم ِإن الل َ يل ِحبُّ ال لم هق ِس ِ المرتبة الرابعة :التعامٌ مع غير المسلمين من غير أهٌ الوطن المسالمين وذلك فى حالةالهرور والحاجة ،فلي
هناك من مانع شرعى للتعامٌ معهم ،والسيما عندما ال يجد المسلم
هروريات وحاجيات عند المواطنين ،ودليٌ ذلك ما سبق اإلشار إلي فى الفقر السابقة ،ولقد انتشر اإلسالم فى بداية عهدى فى كثير من بلدان العالم عن طريق التجار المسلمين الذين كانوا يسافرون للتجار فى أفريقيا وفى دوٌ شرق أسيا ويتعاملون مع غير المسلمين المسالمين.
202
المرتبة الخامسة :ال يكون التعامٌ مع غير المسلمين األعداِ المحاربين إال عند الهرورالقصوي ويكون فى هذا التعامٌ نفع للمسلمين ،وإخراجهم من الهلكة أو المشقة التى تنزٌ درجة الهرور ،كما هو الحاٌ فى شراِ الدواِ وإجراِ العمليات الجراحية واستيراد التكنولوجيا أو نحو ذلك.. وخالصة القوٌ :لقد استنبط فقهاِ المسلمين من فق األولويات وفق التعامٌ مع غير المسلمين مجموعة من الهوابط الشرعية التي توهح مراتب التعامٌ ،في كٌ األحواٌ يجب االلتزام باألحكام والمباد ئ الشرعية للمعامالت ،والهرور تقا
بقدرها ،وال توجد هرور في الكماليات
والترف والتنزى والتيسير ،ولكن الهرور هي التي تؤدي إلى الهالك والمشقة وأن تكون قد سدت أبواب الحالٌ ،وأن تكون قائمة فعالً وليست متوقعة وال تعدي وال توسع في الهرور .
- أدلة وجوب أولوية التعامٌ مع السلع الوطنية: سبق أوهحنا أن المواطن المسلم وغير المسلم يواج فى وطن سلعا ً أجنبية ذات جود عالية وسعرا ً منخفها ً فيقبٌ المواطنون عليها ويتركون السلع الوطنية ،ويبرون هذا السلوك بحجج واهية، متجاهلين الوالِ الوطنى ،وهذا السلوك غير سليم ألن يؤدي إلى أهرار شتى بالوطن منها على سبيٌ المثاٌ: دعم المنتجات األجنبية بدون هرور شرعية. -إهعاف القو التنافسية للمنتجات الوطنية.
عدم دعم المنتجات الوطنية لتطور وتجود وتحسن بسبب عدم اإلقباٌ عليها. -دعم اقتصاديات الدوٌ األجنبية ،وإهعاف االقتصاد الوطنى.
إهعاف الخبر الوطنية وعدم تنميتها.وتأسيسا ً على ما سبق نستنبط أن ال يجوز التعامٌ مع السلع والخدمات األجنبية وترك السلع الوطنية البديلة إال إذا دعت الهرور والحاجة إلى ذلك ،ومن أمثلة ذلك ما يلي: االستعانة بخبير أجنبى فى مجاٌ معين وال يوجد فى الوطن مثل ،وهذا ما فعل رسوٌ اللصلى الل علي وسلم عندما استأجر عبد الل بن أريقط فى الهجر . ال يوجد بديٌ للسلعة أو التكنولوجيا األجنبية من اإلنتاج الوطنى ومتى وجد البديٌ الوطنىفال حاجة للتعامٌ مع المنتجات األجنبية.
- التعامٌ مع غير المسلمين بين الواجب والواقع: 203
لق د أوهحنا فى السابق فق أولوية التعامٌ فى هوِ ما خلي إلي جمهور الفقهاِ ،ولكن الواقع وكبح هواها
الذي تعيش األمة العربية واإلسالمية يخالف الواجب ،وهذا يحتاج إلى مراجعة النف والذي أصبحت تلؤه ِث هر القيم المادية على القيم المعنوية ،والمصلحة الفردية الشخصية على المصلحة الوطنية واإلسالمية. نجد في األسواق العربية متناقهات وتحديات منها إقباٌ المواطنين على السلع األجنبية بدون هواد ،وأصبح أولوية التعامٌ مع غير المواطنين هو الواقع ،وفى أحدث إحصائية تبين أن نسبة المعامالت البينية بين الدوٌ اإلسالمية والعربية ال تزيد عن ،%1حتى أصبحت مستلزمات العبادات تنتج بواسطة غير المسلمين. وهذا الواقع يحتاج إلى تقويم في هوِ أحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية حتى تحقق النصر والعز للمسلمين ..وهكذا يفرن علينا الجهاد والتهحية من أجٌ إنشاِ السوق العربية واإلسالمية المشتركة.
- موجبات السوق العربية اإلسالمية المشتركة: لقد اهتم اإلسالم بسوق المسلمين ووهع الهوابط الالزمة لها ،ألنها أسا المعامالت الصحيحة وعصب الحيا وشريانها النابن ..إن قيام السوق اإلسالمية المشتركة عامالً رئيسيا ً في تحقيق الوحد اإلسالمية المنشود ،وهذا ما قام ب رسوٌ الل صلى الل علي وسلم عندما هاجر من مكة إلى المدينة حيث بنى للمسلمين سوقاً .وتأتى حتمية إنشاِ السوق اإلسالمية المشتركة من الموجبات الشرعية. إن هذا العصر هو عصر التكتالت ،والدوٌ العربية واإلسالمية أحري ما تكون إلى التكتٌ والوحد خاصة في مجاٌ االقتصاد ،لتقف أمام الدوٌ واألحالف األخري موقف الند للند للدفات عن مصالحها وتحقيق الرفاهية والرخاِ والكرامة لشعوبها ..إن الوهع الدولي المعاصر يفرن على الدولة اإلسالمية أن تتعاون فيما بينها لتحافظ على مصالحها ألن االنعزالية أصبحت خطرا ً محققا ً على أية دولة من الدوٌ مهما أوتيت من القو ومن اإلمكانات الطبيعية والبشرية.
ب رن تعزيز التعاون الوثيق ومساعد مشتركة في المجاالت االقتصادية والتقنية العلمية والثقافية والروحية المنبثقة من تعاليم اإلسالم الخالد لمصلحة المسلمين والبشرية جمعاِ وتعتبر السوق 204
اإلسالمية المشتركة رمزا ً لتطبيق الوحد المنشود بين الدوٌ اإلسالمية ،ولنا عود لمناقشة هذى القهية بشيِ من التفصيٌ في البند األخير من هذا الفصٌ. وخالصااة القااوٌ :يحكاام المعااامالت االقتصااادية ماااع غياار المساالمين مجموعااة ماان الهاااوابط الشااارعية واألسااا
االقتصاااادية اإلساااالمية ،والتاااي تااادور حاااوٌ جاااواز التعاماااٌ ماااع غيااار المسااالمين
المسالمين ،وتحريم التعامٌ مع غير المسلمين في دار الحرب إال عند الهرور المعتبر شرعا.
-نظر االقتصاد اإلسالمي إلى العولمة االقتصادية : - معنى مفهوم ) العولمة االقتصادية. العولمة االقتصادية هي جزِ من النظام العالمى الجديد ،وتقوم على بعن المبادئ مثٌ حرية حركة السلع والخدمات واألمواٌ والعماٌ والمعلومات عبر الحدود الوطنية واإلقليمية ،ومن المفكرين من يري أنها تناف
بين قوي العالم االقتصادية للسيطر على االقتصاد ،كٌ حسب استطاعت
وقدرات ،و الرابح هو القوي والخاسر هو الهعيف من خالٌ رفع كافة الحواجز والقيود أمام التجار الدولية. ومن المفكرين من يراها على أنها حيلة جديد الستمرار الهيمنة االقتصادية على ثروات دوٌ العالم الثالث ومنها الدوٌ اإلسالمية تحت شعار الحرية االقتصادية والتعاون وحفظ حقوق اإلنسان وغير ذلك من الشعارات . ومن المفكرين من يراها على أنها نموذج جديد من نماذج سيطر أمريكا ودوٌ أوروبا على دوٌ العالم الثالث من خالٌ سيطر الشركات العالمية الكبير على مختلف عوامٌ اإلنتاج واألسواق فى دوٌ العالم . ومهما تباينت المفاهيم فإن ظاهر العولمة كما يقولون :التعاون ورعاية مصالح الدوٌ والمحا فظة على حقوق اإلنسان وباطنها الهيمنة والسيطر على اقتصاديات دوٌ العالم الثالث ومنها الدوٌ العربية واإلسالمية ،وهى شر واقع ال محالة وأن ميٌ تلك الدوٌ هو التبعية الكاملة للدوٌ الصناعية ال نية فإثمها أكبر من نفعها وهى شر وظلم وب ى وعدوان من القوي على الهعيف.
- الميرب الحقيقية للعولمة االقتصادية المعاصر : 205
من أغران العولمة االقتصادية الحقيقية هي :إغناِ الدوٌ ال نية وإفقار الدوٌ الفقير ،فهي نظام سيطر األغنياِ على أرزاق الفقراِ ،ويسميها البعن :بأنها منتديات اقتصادية للهيمنة والسيطر والقرصنة واإلذالٌ تحت وطأ الحاجات األصلية لإلنسان. ويجب أن نقر أن نظام العولمة االقتصادية شر ال بد من ،ويجب على الدوٌ الفقير المواجهة والتحدي والجهاد ،وهذا كل يحتاج إلى تهحية ،فال نصر بال جهاد ،وال جهاد بدون تهحية عزيز ،وال يجب أن يظن أحد من دوٌ العالم الثالث أن هناك أخو وحب ومود ورعاية مصالح والمحافظة على حقوق اإلنسان كما يدعون كذبا ً َ كب َلر ه ج ِم هن أ َ هف َوا ِه ِه هم ِإن َيقلوللونَ ِإال َكذِبا ً ت َك ِل َمةً ت َ هخ لر ل الكهف ،)1 :بٌ الحقيقة الحقد والكراهية والتربي واالست الٌ ومحاولة القهاِ على الحهارات والقيم والمثٌ والمعتقدات.
- مخاطر العولمة االقتصادية على اقتصاديات الدوٌ العربية واإلسالمية ومن أهم المخاطر التى تواج اقتصاديات دوٌ العالم الثالث ومنها الدوٌ العربية واإلسالمية من العولمة االقتصادية ما يلي: [ ] 9ـ ارتفات أسعار الحاجات األصلية لإلنسان ليعي
فقيرا ً والسيما بعد إل اِ سياسة الدعم ورفع
كافة القيود وهذا يحقق ميرب الدوٌ ال نية ذات االقتصاديات القوية. [ ] 4ـ انخفان حصيلة الدوٌ الفقير من الرسوم الجمركية على الواردات ،وهذا يسبب خلالً فى ميزانية الدولة مما يهطرها إلى رفع أسعار الهرائب أو فرن هرائب جديد [ ] 4ـ ازدياد حد البطالة في دوٌ العالم الثالث حيث يتم منع انتقاٌ العماٌ منها إلى الدوٌ ال نية ، كما أن المنافسة غير العادلة بين الصناعة المحلية والصناعة األجنبية تقود إلى توقف العديد من المصانع وتشريد العاملين ،وهذا هو الواقع فعالً . [ ] 2ـ انخفان أج ور العاملين فى دوٌ العالم الثالث بالنسبة ألجور نظرائهم فى الدوٌ المتقدمة بالرغم من ارتفات أربات الشركات العالمية وهذا فى حد ذات است الٌ للعنصر البشري في الدوٌ الفقير . [ ] 1ـ قيام الدوٌ ال نية بالتخلي من النفايات فى الدوٌ الفقير ،وهذا يحدث األهرار بدوٌ العالم الثالث وهذا ما حدث فعالً ونشرت أجهز اإلعالم العالمية ،ويكلف تلك الدوٌ نفقات باهظة. 206
[ ] 3ـ التدخٌ السافر فى شئون دوٌ العالم الثالث سياسيا ً فال يمكن الفصٌ بين الهيمنة االقتصادية والهيمنة السياسية ...وال اية الكبري هى إذالٌ الشعوب الفقير لتسير فى ركب الدوٌ ال نية. [ ] 3ـ نشر الثقافات الفاسد التى تهدد قيم وأخالق ومعتقدات وعادات دوٌ العاالم الثالاث ومنهاا الادوٌ العربية اإلسالمية ..وهذا كوسيلة لنشر الفسااد الاديني واألخالقاي والسالوكي ..وهاذا ماا تحقاق فعالً فى معظم دوٌ العالم الثالث . [ ] 2ـ نشر سلوكيات جديد على المستهلك فى دوٌ العالم الثالث ما كان يعرفها وال يألفها مما أرهقت ميزانيات البيوت. هذى بعن المخاطر الجسيمة من العولمة االقتصادية ...وهى واقعة وال يستطيع أحد أن ينكرها أو يخفيها ..وهى تتعارن مع قيم وأخالق وسلوكيات المجتمع اإلسالمي.
- نظر اإلسالم إلى العولمة االقتصادية . يدعو الدين اإلسالمي إلى التعاون على البر والتقوي ،وينهى عن التعاون على اإلثم والعدوان
،ودليٌ ذلك من القرآن الكريم قوٌ الل تبارك وتعالى َ :وتَعَ َاونلوا َعلَى البِ ِ نر َوالت هق َوي َوالَ ب المائد ،)4 :وتعتبر العالقات اإلثه ِم َو هالعل هد َوا ِن َواتقلوا الل َ ِإن الل َ َ شدِي لد ال ِعقَا ِ ت َ َع َاونلوا َعلَى ِ االقتصادية بين الدوٌ اإلسالمية وغير اإلسالمية القائمة على العدٌ من نماذج التعاون على البر
والتقوي ،ولقد حن رسوٌ الل صلى الل علي وسلم على ذلك فقاٌ " :البالد بالد الل والعباد عباد الل ،فيي موهع رأيت في رفقا ً فأقم " (رواى الطبرانى). كما لم تحرم الشريعة اإلسالمية التعاماٌ ماع غيار المسالمين المساالمين غيار المحااربين) فاي أي مكان من العالم ،وفقا ً لمبدأ عالمية اإلسالم ،وفى هذا المقام يقوٌ الل تباارك وتعاالى :الَ يَ هن َهاا لك لم
ار لك هم أَن ت َ َب ُّر َو له هم َوت ل هق ِسا ل طوا ِإلَا هي ِه هم ِإن ِين َولَ هم يل هخ ِر لجو لكم ِ نمن ِد َي ِ الل ل َع ِن الذِينَ لَ هم يلقَا ِتللو لك هم ِفي الد ِ ار لك هم ِين َوأ َ هخ َر لجو لكم ِ نمن ِديَ ِ الل َ يل ِحبُّ ال لم هق ِس ِطينَ )2إِن َما يَ هن َها لك لم الل ل َع ِن الذِينَ قَاتَللو لك هم فِي ال ند ِ َو َ الظااا ِل لمونَ )1 ااك لهاا لم اج لك هم أَن ت َ َول هااو له هم َو َماان يَت َ َااول له هم فَأ ل هولَئِ َ اار ِ ظاااه لَروا َعلَااى ِإ هخ َ الممتحنة 2 :ـ .)1 فاإلسالم يرحب بالعولمة االقتصادية التى تقوم على التعاون الصادق لما في مصلحة النا جميعا ً ،والسؤاٌ المثار :هٌ يتحقق فى العولمة االقتصادية المعاصر مبدأ التعاون وفقا ً للهوابط اإلسالمية؟ 207
- الهوابط الشرعية للعولمة االقتصادية. من أهم الهوابط الشرعية التى تهبط العولمة االقتصادية ما يلي: [ ] 9ـ قاعد العدٌ :والتي تقهى بأن ال يجوز االعتداِ ظلما ً على نف
وماٌ وعرن ال ير ،ودليٌ
ش َه َدا َِ بِ هال ِق هس ِط َوالَ ذلك قوٌ الل تبارك وتعالى :يَا أَيُّ َها الذِينَ آ َمنلوا لكونلوا قَو ِامينَ ِلل ِ ل يَ هج ِر َمن لك هم َ شنَي لن قَ هو ٍم َعلَى أَال ت َ هع ِدللوا ا هع ِدللوا له َو أ َ هق َر ل ب ِللت هق َو ي َواتقلوا الل َ ِإن الل َ َ خ ِبير ِب َما ت َ هع َمللونَ المائد .)2 : [ ] 2ـ قاعد ال هرر وال هرار :فال يجوز ألي دولة أن تسبب هررا ً لدولة أخري ،فعلى سبيٌ المثاٌ ال يجوز تصدير التلوث والنفايات إلى دوٌ أخري كما يحدث اآلن بين الدوٌ الصناعية ال نية ودوٌ العالم الثالث الفقير ومنها الدوٌ العربية واإلسالمية. [ ] 4ـ قاعد الحالٌ الطيب :ومقتهى هذى القاعد أن تكون المعامالت فى مجاٌ ما أحل الل من الطيبات وتجنب كافة المعامالت التى نهى الشرت عنها ،واألصٌ في المعامالت الحٌ إالن ما حرم بني صريح من الكتاب والسنة. [ ] 4ـ قاعد المعاملة بالمثٌ :ويظهر أثر تطبيق هذى القاعد فى حالة الرسوم الجمركية والحماية الوطنية ..وفى كٌ الحاالت يجب أن تكون الوسائٌ التى تحقق هذى القاعد مشروعة. [ ] 5ـ قاعد الوفاِ بالعقود والعهود :ودليٌ هذى القاعد من الكتاب قوٌ الل تبارك وتعالى :
يَا أَيُّ َها الذِينَ آ َمنلوا أ َ هوفلوا بِ هالعلقلو ِد المائد ،)9 :وقوٌ الرسوٌ صلى الل علي وسلم" :من كان بين وبين قوم عهد فال يحلن عهداً ،وال يشدن حتى يمهى أمرى ،أو ينبذ إليهم على
سواِ" أبو داود والترمذي) ،ويقوٌ الرسوٌ صلى الل علي وسلم" :المسلمون عند شروطهم إالن شرطا ً أحٌ حراما ً أو حرم حالالً " رواى أحمد ).
[ ] 3ـ قاعد حسن المعاملة :ودليٌ هذى القاعد من الكتاب قوٌ الل تبارك وتعالىَ :وقلوللوا سنا ً البقر ،)24 :ويقوٌ الرسوٌ صلى الل علي وسلم " :رحم الل رجالً ِللنا ِ لح ه سمحا ً إذا بات وإذا اشتري وإذا اقتهى "
رواى البخاري) ،وتقوم المعامالت االقتصادية
في اإلسالم بصفة عامة على األخالق الحسنة مثٌ الصدق واألمانة والوفاِ والتسامح والتيسير والقناعة واالستقامة واإليثار والنصيحة. 208
فهٌ يمكن التعامٌ مع العولمة االقتصادية المعاصر بالهوابط الشرعية حتى يقرها اإلسالم ؟ هذا ما سوف نجيب علي في البند التالي.
- العولمة االقتصادية المعاصر في ميزان أحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية: فإذا طبقنا الهوابط الشرعية السابق بيانها على العولمة االقتصادية المعاصر تتبين الحقائق اآلتية: أوالً:
تقوم العولمة االقتصادية على ظلم الدوٌ الفقير
ومنها دوٌ العالم الثالث ) من الدوٌ ال نية
مثٌ أمريكا وأوربا ومن على شاكلتهم وهذا يخالف شرت الل عز وجٌ الذي حرم الظلم ،وحث المسلمين على جهاد الظالمين. ثانياً :تقوم العولمة االقتصادية على االعتداِ على أمواٌ ال ير بدون حق ـ اعتداِ ال نى على الفقير، واإلسالم ينهى عن االعتداِ والب ي ،ويحث على التعاون والتكافٌ . ثالثاً :تقوم العولمة االقتصادية على االحتكار والسيطر واالست الٌ من قبٌ الدوٌ ال نية الصناعية وهذا محرم فى الشريعة اإلسالمية ،فالمحتكر في منظور اإلسالم ملعون. رابعاً :من مقاصد العولمة االقتصادية الهيمنة والتدخٌ فى شئون دوٌ العالم الثالث فهى عك الحرية ..ولقد نهى اإلسالم عن السيطر واالست الٌ. خامسا ً :تقوم العولمة االقتصادية على الحرية المزيفة وتطبيق مبدأ "ال اية تبرر الوسيلة" ،وفى اإلسالم البد أن تكون ال اية مشروعة وأن تكون الوسيلة مشروعة كذلك ،ولكن وسائٌ العولمة االقتصادية والتى تقوم على السياد ل قوي واإلغراق واالحتكار والظلم مخالفة ألحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية. وخالصة القوٌ بأن العولمة االقتصادية المعاصر بمفاهيمها وأساليبها وحيلها تخالف أحكا م ومبادئ الشريعة اإلسالمية ويجب التصدي لها للمحافظة على ثروات األمة اإلسالمية وهذا يعتبر من الجهاد المشروت ،ويدخٌ فى نطاق قوٌ الرسوٌ صلى الل علي وسلم" :من مات دون مال فهو شهيد ".
- منهج االقتصاد اإلسالمي لمواجهة مخاطر العولمة االقتصادية. 209
مما ال شك ف ي أن نيران العولمة قد أوقعت بالنا
فى دوٌ العالم الثالث بصفة عامة وبالدوٌ
الفقير بصفة خاصة الحيا الهنك ..وأمامهم :إما االستسالم والعي
فى ذٌ ..وإما الجهاد حتى
النصر ..ويجب على العرب والمسلمين في دوٌ العالم الثالث التصدي للعولمة االقتصادية ،ومن وسائٌ ذلك ما يلي: [ ] 9ـ التعاون بين الدوٌ العربية واإلسالمية والتكامٌ والتنسيق فيما بينهم لمواجهة المنافسة األجنبية الخارجية المعتدية وتطبيق مبدأ المقاطعة االقتصادية حسب الهوابط الشرعية. [ ] 4ـ تفعيٌ دور المؤسسات السياسية والمنظمات االقتصادية بين الدوٌ العربية واإلسالمية لتقوم بدورها فى حماية ثروات األمة حتى يكون ماٌ العرب للعرب وماٌ المسلمين للمسلمين. [ ] 4ـ دعم المؤسسات التعاونية التكاملية بين الدوٌ العربية واإلسالمية لتحقيق التنمية االقتصادية. [ ] 2ـ العمٌ واإلنتاج وتحسين الجود حتى يمكن مواجهة المنافسة وتحقيق األمن للعامٌ وللماٌ. [ ] 1ـ الوالِ واالنتماِ والحب للوطن وتجنب الوالِ ألعداِ الدين والوطن. [ ] 3ـ االلتزام بالقيم واألخالق والتصالح مع الل عز وجٌ وصدق الل القائٌ :يَا أَيُّ َها الذِينَ آ َمنلوا ِإن ص هر لك هم َويلث َ ِبن ه ت أ َ هق َدا َم لكم ص لروا الل َ َين ل تَن ل وال يتحقق ذلك إالن إذا كان هناك ميثاق للتعاون االقتصادي بين الدوٌ العربية واإلسالمية على األقٌ فى المرحلة األولى والذي يقود إلى السوق اإلسالمية المشتركة.
- ميثاق التعاون االقتصادي بين الدوٌ العربية واإلسالمية :هرور شرعية وحاجة اقتصادية : لقد وهح تماما ً المخاطر العظيمة للعولمة االقتصادية على اقتصاديات الدوٌ العربية و اإلسالمية ويلزم وهع الخطط والبرامج ورسم السياسات االستراتيجية واتخاذ القرارات الرشيد الالزمة للمواجهة ولن يكون ذلك من خالٌ الندوات والمؤتمرات والمحاهرات والمقاالت ولكن بالعمٌ الخالي الفعاٌ والذي يقوم بصفة أساسية على تفعيٌ التعاون االقتصادي بين الدوٌ اإلسالمية مع التركيز على المحاور اآلتية: 221
أوالً :استثمار أمواٌ العرب والمسلمين في بالد العرب والمسلمين :واتخاذ اإلجراِات الالزمة نحو تسهيٌ حركة وتش يٌ هذى األمواٌ وحمايتها من كٌ سبٌ االعتداِ وتهيئة األجواِ االستثمارية الستقباٌ تلك األمواٌ وتش يلها وفق سلم األولويات اإلسٍالمية. ثانيا ً :تسهيٌ تبادٌ الخبرات االقتصادية بين الدوٌ العربية واإلسالمية :ومن وسائٌ ذلك تفعيٌ دور المؤسسات والمنظمات والهيئات المعنية بذلك ،ويوجد لدي جامعة الدوٌ العربية ومنظمة المؤتمر اإلسالمي العديد من الدراسات الكافية لتحقيق ذلك ،ولكن المشكلة هو كيفية تحويٌ األقواٌ واآلماٌ إلى عمٌ والحلم إلى واقع. ثالثا ً :إقامة مناطق تجار حر بين الدوٌ العربية واإلسالمية :لقد تمكنت التكتالت االقتصادية العالمية وكذلك االتفاق يات الثنائية بين بعن الدوٌ من إنشاِ مناطق تجار حر وحققت العديد من المنافع المشتركة وإن لم تفعٌ الدوٌ اإلسالمية ذلك يكون هيات عظيم لمواردها. رابعا ً :إزالة القيود والعوائق التجارية :والتي تحد من سهولة تبادٌ السلع والخدمات وعوامٌ اإلسالمية ،وتكون الدوٌ العربية واإلسالمية هي اإلنتاج والمعلومات ...بين الدوٌ العربية ٍ لى بالرعاية وهذا يحتاج إلى إعاد النظر في قوانين التجار الخارجية والهرائب. األ َ هو َ
خامسا ً :التعاون بين أسواق الماٌ فى الدوٌ العربية واإلسالمية :في هوِ المعاصر فى تش يلها طبقا ً ألحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية ،ويتطلب ذلك أيها ً تطوير أدوات التعامٌ فى هذى األسواق وابتكار أوراق مالية إسالمية جديد وهذا يوجب التعاون بين رجاٌ الشريعة واالقتصاد والماٌ فى الدوٌ العربية واإلسالمية. سادسا ً :إنشاِ كيان اقتصادي كبير فى الدوٌ العربية واإلسالمية :يتولى وهع الخطط والبرامج االقتصادية بما يحقق التعاون والتكامٌ وتكون ل الصالحية التخاذ القرارات االقتصادية االستراتيجية التى تحقق مصالح األمة العربية اإلسالمية. ويتطلب تحقيق هذى الثوابت االقتصادية اإلسالمية إراد قوية وعزيمة صادقة وتجرد وإيثار وحب لل ولرسول وللوطن .
نظر االقتصاد اإلسالمي إلى أثر اتفاقية الجات: 220
مفهوم اتفاقية الجات: تم
اتفاقية الجات جميع النا
الراعي والرعية ،رجاٌ األعماٌ والعماٌ ،المماوٌ والمساتثمر،
المنتج والمستهلك ،المصدر والمورد ،التااجر والصاانع ،والمهناي والحرفاي ،وال ناى والفقيار ،ولاذلك يجب تقويمها على أنها أصبحت واقعا ال مناي من . وتعني اتفاقية الجات بالمفهوم االقتصادي سوق مفتوحاة ،فيهاا الارابح وفيهاا الخاسار ،والمساتفيد فيهاا القااوي بمفهااوم القاوي فااي العمااٌ المبادت ،والقااوي فااي الجاود ،والقااوي فااي التساويق ،والقااوي فااي المنافسة والصمود. ويجب شحذ الهمم والتشمير على السواعد واالستيقاظ من النوم ،فاإن الساماِ ال تمطار ذهباا ً وال فهة ،وأن المناف سوف ال ينتظر ،بٌ يحاوٌ أن يكون المسلم في القياد دائما ً لي انم ويكساب ،ويجاب علااى الاادوٌ الناميااة المتخلفااة) الفقياار أن ال تنتظاار ماان الاادوٌ ال نيااة الصاادقات واإلعانااات والهبااات المشروطة ،ولتعلم أن اتفاقية الجات هي منتدي األغنيااِ ،ووسايلة مان الوساائٌ الظالماة للسايطر علاى مقدرات الفقراِ. وسااوف نوهااح فاااي هااذا البنااد كياااف تواجاا الاادوٌ النامياااة هااذى االتفاقيااة فاااي هااوِ المااانهج االقتصادي اإلسالمي.
إيجابيات وسلبيات الجات بالنسبة للدوٌ ال نية: تتمثٌ المبادئ المثلى التي تقوم عليها اتفاقية الجات في اآلتي: تحرير التجار وسهولة الوصوٌ إلى األسواق. رفع القيود على االستيراد والتصدير. تخفين الهرائب والرسوم الجمركية ونحوها. تشجيع انتقاٌ األمواٌ والسلع والخدمات لتحقيق التنمية. تطبيق مبدأ الدولة األكثر رعاية دون تفهيٌ عهو عن عهو. االستخدام األمثٌ للموارد . تحرير وحماية حقوق الملكية الهرورية.222
ورغم أن هذى المبادئ في ظاهرها تهادف إلاى تشاجيع المنافساة الحار وزيااد وتحساين اإلنتااج وإطالق اإلباداعات ،إال أن المساتفيد منهاا الادوٌ القوياة ال نياة ،فلقاد أفاادت أحاد الدراساات االقتصاادية العالمية أن المستفيد من هذى المبادئ الدوٌ ال نية على حساب الادوٌ النامياة الفقيار ،وهاذا واهاح فاي نشر منظمة التعاون االقتصادي والتنمية التابعة ل مم المتحد سنة 4004م حيث ورد بها ما يلي:
-تقدر أربات المجموعة األوروبية
39مليار دوالر سنوياً.
-تقدر أربات الواليات المتحد األمريكية
43مليار دوالر سنوياً.
-تقدر أربات اليابان
43مليار دوالر سنوياً.
-تقدر أربات الصين
43مليار دوالر سنوياً. 900مليااااااااااااار دوالر
تقدر األربات الفنية األخريسنويا ً
439مليار دوالر سنويا ً
وبصاافة عامااة يقاادر إجمااالي مكاسااب الاادوٌ ال نيااة بااين 400 -410مليااار دوالر ساانويا ً اعتبارا ً من سنة 4004م وهذا سيكون على حساب الدوٌ النامية الفقير التي ال تستطيع المنافسة في إنتاج السلع وتقديم الخدمات ،وال توجد سلبيات التفاقية الجات على الدوٌ ال نية. وهااااذى األرقااااام تثياااار سااااؤاالً يسااااتحق الدراسااااة الموهااااوعية ،وهااااو مااااا هااااي مكاسااااب الدوٌ الفقير ؟ لإلجابااة علااى هااذا السااؤاٌ نحلااٌ إيجابيااات وساالبيات اتفاقيااة الجااات بالنساابة إلااى الاادوٌ النامية ،ثم كيفية مواجهة السلبيات أو التحديات واالستفاد من اإليجابيات.
إيجابيات وسلبيات الجات بالنسبة للدوٌ الفقير والنامية: يري فرياق مان االقتصااديين أن مان إيجابياات الجاات بالنسابة للادوٌ الفقيار النامياة ،أنهاا تحفزهااا علااى العمااٌ واإلنتاااج وتحسااين الجااود ،وفااتح أسااواق جديااد ،واالسااتفاد ماان التقاادم التكنولوجي للدوٌ المتقدمة. 223
وهااذا الارأي سااليم لااو اسااتطاعت الاادوٌ الفقياار المنافسااة مااع الاادوٌ ال نيااة ،أو كااان لااديها اإلمكانيات البشرية المادية لكي تطور الجود لتدخٌ سوق المنافسة ..إن واقع الدوٌ الفقير يبرز أنها م لولة بقيود الاديون الخارجياة وفوائادها ومريهاة بكاٌ األماران االقتصاادية مثاٌ الفسااد، والفقر ،والجهٌ ،وهروب العقوٌ المفكر وانخفاان مساتوي الديمقراطياة وسالب حرياة العاماٌ وخوف صاحب الماٌ. خلي أهٌ العلم واالقتصاد إلى أن هناك سالبيات للجاات يجاب االساتعداد لمواجهتهاا منهاا ما يلي: كساد في الصناعة الوطنية الشابة بسبب عدم استطاعتها منافسة الصناعة في الدوٌالمتقدمة من حيث التكنولوجيا والجود والسعر. ارتفااات أسااعار المااواد ال ذائيااة بنساابة تتااراوت بااين %41 - %41بساابب رفااع الاادعموإطالق الحرية لالستيراد والتصدير. ارتفات نسابة البطالاة بسابب الكسااد المتوقاع فاي النشااط الصاناعي واساتقدام التكنولوجيااالمتقدمة التي ال تستوعب عددا ً كبيرا ً من العماٌ. بسبب الحرية الفكرية المطلقة ..سوف تقود إلى انتشار السلع والخدمات والثقافاات التايتتعارن ماع القايم اإليمانياة واألخالقياة ل دياان الساماوية ،وانتشاار الفسااد االجتمااعي والتحلٌ. انخفان في حصيلة الدوٌ النامية مان الجماارك والهارائب بسابب تخفيهاها أو إل ائهااوهذا بادورى يسابب عجازا ً فاي الميزانياة ،وربماا يقاود إلاى صاعوبة االقتاران بفوائاد أو فرن هرائب مباشر . صعوبة المنافسة في تجار الخدمات أو الملكية الفكرية مع الدوٌ المتقدمة. ال تشمٌ اتفاقية الجات حرية انتقاٌ العمالة إلى الدوٌ المتقدمة للعمٌ بها.وهاو كياف نواجا تحاديات اتفاقياة الجاات ،وكياف وهذى السليبات وغيرها تفارن ساؤاال، ً نعد لها من القو ؟
المنهج االقتصادي اإلسالمي لمواجهة تحديات الجات: 224
ال تحرم الشريعة اإلسالمية التعامٌ مع غير المسلمين ،كما أنهاا تناادي بحرياة المعاامالت وعدم فرن الرسوم والهرائب الظالمة ألنها من المكو المحرمة ،ويقاوم االقتصااد اإلساالمي علااى حريااة المعااامالت فااي ظااٌ سااوق خاليااة ماان االحتكااار وال ا وال اارر والجهالااة والتاادلي والمقامر والربا والبيوت المحرمة والتعامٌ في الخبائث ،وكان رسوٌ الل صلى الل عليا وسالم أوٌ من أس سوقا ً للمسلمين في المدينة وقاٌ :هاذى ساوقكم ال تتحجاروا فيهاا وال يفارن عليها خراج رواى ابن قتيبة). كما حان اإلساالم العاماٌ علاى تحساين الجاود واألخاذ بأسااليب العلام الحديثاة والمنافساة الحر في هوِ أحكام وقواعد الشريعة اإلساالمية ،ففاي الحاديث يقاوٌ الرساوٌ صالى اللا عليا رواى البيهقي). وسلم :إن الل يحب من أحدكم إذا عمٌ عمالً أن يتقن وتأسيس اا ً علااى ذلااك ،فااإن اتفاقيااة الجااات ال بااأ ماان الترحيااب بهااا إذا كاناات خاليااة ماان االحتكار واالست الٌ والتسلط ووهع القيود واالمتيازات لفئة على حساب فئة ،وإذا كانات قائماة على مبدأ التعاون على البر والتقوي ،ولكن الواقع العملي كما سابق أن أوهاحنا أنهاا قائماة علاى استفاد الدوٌ ال نية على حساب الدوٌ الفقير ،وهذا يتعارن مع شريعة اإلسالم. وحيث أن هذى االتفاقية أصبحت واقعاً ،فما هو السبيٌ لمواجهة تحدياتها في هوِ المانهج االقتصادي اإلسالمي؟ ،هذا ما سوف نتناول بإيجاز فيما يلي.
دور الفرد المسلم تجاى تحديات الجات:
إن الفرد المسلم هو أسا المجتمع والدولة ،فهو الذي يجب أن يعد العد لمواجهة التحديات ،ولقد أمر الل بذلك بقول َ :وأ َ ِعدُّوا لَ لهم ما ا هست َ َ اط ال َخ هي ٌِ ط هعتلم ِ نمن قلو ٍ َو ِمن ِ نربَ ِ
عدلو لك هم َوآخ َِرينَ ِمن دلو ِن ِه هم الَ ت َ هع َل لمونَ له لم الل ل َي هعلَ لم له هم َو َما تلن ِفقلوا ت ل هر ِهبلونَ ِب ِ َعدلو الل ِ َو َ سبِي ٌِ الل ِ يل َوف إِلَ هي لك هم َوأ َ هنت ل هم الَ ت ل ه ظلَ لمونَ ))30األنفاٌ ،)30 :ومن موجبات َيٍِ فِي َ ِمن ش ه إعداد العد ما يلي:
العمٌ المخلي الصادق باعتبار أن العمٌ في اإلسالم فريهة وواجب وشرف وقيمةسيَ َري الل ل وعز وكرامة ،وأسا ذلك قوٌ الل تبارك وتعالىَ :وقل ٌِ ا هع َمللوا فَ َ
ب َوالش َها َد ِ فَيلنَ ِبنئ ل لكم ِب َما ع َملَ لك هم َو َر ل عا ِل ِم ال َ هي ِ ست ل َر ُّدونَ ِإلَى َ َ سولل ل َو هال لمؤه ِمنلونَ َو َ لكنت ل هم ت َ هع َمللونَ ) )901التوبة ،)901:ولقد أكد رسوٌ الل صلى الل علي وسلم على فريهة العمٌ فقاٌ :طلب الحالٌ فريهة بعد الفريهة رواى أحمد) ،ومن ثم 225
يجب على كٌ يد عاملة أن تعمٌ وتنتج اإلنتاج الطيب النافع لإلنسان وللوطن ول مة اإلسالمية ،وال نكون عالة على الدوٌ ال نية بٌ يجب أن ننافسهم. إتقان العمٌ وتحسين اإلنتاج وتطويرى إلى األفهٌ ،حتى نناف ب إنتاج ال ير ،ولقدأكد الل عز وجٌ على ذلك فقرن العمٌ دائما ً باإلحسان ،ولقد أوهح لنا رسوٌ الل رواى صلى الل علي وسلم :إن الل يحب إذا عمٌ أحدكم عمالً أن يتقن البيهقي) ،هٌ يستشعر العامٌ المسلم بحب الل في عمل ما أتقن العمٌ ،وطور اإلنتاج وحسن وأبدع حتى يكون في الرياد والقياد ،وال يخشى منافسة ال ير ل .
الوالِ لل والحب للوطن ،بأن يفهٌ المستهلك اإلنتاج الوطني على إنتاج ال ير والسيماالاااوارد مااان أعاااداِ اللااا والاااوطن ،وأن يكاااون متعاوناااا ً ماااع جمياااع الماااواطنين الشااارفاِ ها له هم أ َ هو ِليَاا لِ المخلصين ،مصداقا ً لقوٌ الل تبارك وتعالى َو هال لمؤه ِمنلونَ َو هال لمؤه ِمنَاتل بَ هع ل ن ِإال ت َ هف َعللوىل ت َ لكن ن) وقول سبحان وتعالىَ :والذِينَ َكفَ لروا بَ هع ل ه له هم أ َ هو ِليَا لِ بَ هع ٍ بَ هع ٍ
ساد َك ِبير). ِفتهنَة ِفي األ َ هر ِ ن َوفَ َ
التعاون بين الدوٌ العربية واإلسالمية القائم على العدٌ والمود والحب وهذا أمهىسالت نواج ب تحديات الجات ،وهذا بدورى يوجب إقامة السوق العربية واإلسالمية المشتركة. المحافظة على الموارد الطبيعية والبشرية التي قدرها الل عز وجٌ ل مة العربيةواإلسالمية بدون إسراف أو تبديد ،ألن هذا موهع مساِلة أمام الل عز وجٌ مصداقا ً لقوٌ رسوٌ الل صلى الل علي وسلم :كلكم رات وكلكم مسئوٌ عن رعيت ،فهٌ يعي كٌ فرد مسلم مسئوليت عن أدوات ومستلزمات العمٌ واإلنتاج ويحافظ عليها كأنها مال الخاي ويسأٌ عن يوم القيامة ..بهذا نستطيع مواجهة الجات.
دور رجاٌ األعماٌ المسلمين في مواجهة تحديات الجات : ال تقٌ مسئولية رجاٌ األعماٌ المسلمين تجاى تحديات الجات عن مسئولية الفرد العامٌ ..فنعم الماٌ الصالح في يد الرجٌ الصالح ،ومن خالٌ التعاون بين طرفي
226
العملية اإلنتاجية وهما العامٌ ورجٌ األعماٌ "وهو الذي يتحمٌ المخاطر " يمكن تحقيق القو االقتصادية لمواجهة الجات على النحو التالي: االهتمام بتوفير مستلزمات العمٌ واإلنتاج للعامٌ حتى يستطيع إنتاج منافسةالسلع والخدمات األجنبية ،وأن يدخٌ أساليب التقنية الحديثة ألن شريعة اإلسالم في الصين" ،ولم تحث على ذلك ،فقد ورد في األثر" :اطلبوا العلم ولو يكن في ذلك الوقت علوم شرعية في الصين بٌ كانت هناك تكنولوجيا ،ولقد استفاد عمر بن الخطاب من علوم الفر في مجاٌ تطوير دواوين بيت الماٌ. توجي االستثمارات إلى إنتاج الهروريات والحاجيات الالزمة للوطن لتحقق لاألمن واالستقرار ،وال يوجهها إلى إنتاج الكماليات والترفيات في حالة وجود نقي واهح في الهروريات والحاجيات وهذا وفقا ً لما قررى فقهاِ األمة اإلسالمية ،ومن ناحية أخري يجب التعامٌ مع رجاٌ األعماٌ المواطنين فهم أولى بالرعاية وال يلجا إلى غيرهم إال عند الهرور ،ودليٌ ذلك قوٌ الل عز وجٌ: ِإن َما ال لمؤه ِمنلونَ ِإ هخ َو ) الحجرات ،)90:وقوٌ رسوٌ الل صلى الل علي وسلم :مثٌ المؤمنون في توادهم وتراحمهم كمثٌ الجسد الواحد ..إذا اشتكى من عهو تداعى ل سائر الجسد بالسهر والحمى رواى البخاري ومسلم) . التكامااٌ بااين الكيانااات الصاا ير والمؤسسااات االقتصااادية الكبياار حتااى تسااتطيعمنافساااة الشاااركات العالمياااة العمالقاااة ،ألن الكياناااات الصااا ير منشاااأ فردياااة – شااركات أشااخاي) ال تقااوي علااى الصاامود والمنافسااة ،كمااا يااؤدي إلااى انخفااان علَى التكلفة وتحسين الجود ،وهذا ل دليٌ من قوٌ الل تبارك وتعالىَ :وت َ َع َاونلوا َ ان) المائااد ،)4 :وقولا : ااونلوا َ علَااى ِ اإلثها ِام َو هالعلا هد َو ِ ال ِبا ِ نار َوالت هقا َاوي َوالَ ت َ َعا َ آٌ عماران: ص لموا ِب َح هب ٌِ الل ِ َج ِميعا ً َوالَ تَفَرقلوا وال تفرقوا ) َوا هعت َ ِ .)904
دور الدولة في مواجهة تحديات الجات: يقع على ولى األمر المسئولية تجاى تحديات الجات ،والسيما في معالجة السلبيات التي ال يستطيع األفراد أو رجاٌ األعماٌ التصدي لها ،فالحكومة راعية ومسئولة عن رعيتها أمام الل عز وجٌ. 227
وما يخفف من اآلثار السلبية للجات من ذلك على سبيٌ المثاٌ ما يلي: التدرج في تطبيق اتفاقية الجات ،والسيما سياسة دعم الفقر والتصدير واالستيراد. منع دخوٌ المنتجات من السلع والخدمات الخبيثة التي فيها مساالمواطن ،وتتعارن مع الرساالت السماوية.
بقيم ومثٌ وخلق
تنمية الصادرات واستمرار الحماية للصناعة والخدمات الوطنية وتستخدم في ذلكاألساليب واألدوات المناسبة مثٌ الرسوم الجمركية وإعفاِها من الهرائب الباهظة. معالجة الفساد االجتماعي واالقتصادي والسياسي الذي يعطٌ العمٌ واإلنتاج،وتوفير الحماية للعامٌ لكي ينتج ويبدت وتوفير الحماية لرأ الماٌ لكي ينطلق إلى االستثمار في المجاالت المشروعة الطيبة. التشجيع على إنشاِ الكيانات االقتصادية الكبير حتى تستطيع منافسة الشركاتالعالمية العمالقة ،وتكون على مستوي المنافسة القوية معها ،وهناك سبٌ كثير من التشجيع منها اإلعفاِ من الهرائب والرسوم الحكومية. اتخاذ الخطوات الجاد الموهوعية نحو التعاون مع الدوٌ العربية واإلسالمية نحوإنشاِ السوق العربية اإلسالمية المشتركة واستكماٌ مسير الدوٌ اإلسالمية التي وهعت ركيز هذى السوق ،إن إنشاِ هذى السوق هو القو الحقيقية لمواجهة تحديات الجات. وخالصااة القااوٌ :إذا قااام الفاارد المساالم ورجااٌ األعماااٌ وولااي األماار بمساائولياتهم تجاااى تحديات الجات ،وتعاون كٌ أفراد المجتمع فاي إطاار مباادئ اإلساالم السامحة نساتطيع أن نحاوٌ سلبيات الجات إلى إيجابيات ويعم الخيار علاى الجمياع ،ويتحقاق أمااٌ األماة العربياة واإلساالمية ااونلوا َعلَاى البِ ِ نار وهاو إنشااِ الساوق العربياة المشاتركة ،تطبيقاا ً لقاوٌ اللا تباارك وتعاالىَ :وتَعَ َ ص لموا ِب َح هب ٌِ الل ِ َج ِميعا ً ان) المائد ،)4 :وقول َ :وا هعت َ ِ َوالت هق َوي َوالَ ت َ َع َاونلوا َعلَى ِ اإلثه ِم َو هالعل هد َو ِ َوالَ تَفَرقلوا وال تفرقوا ) آٌ عمران.)904 : وإذا طبقنا شريعة اإلسالم فال نخشى بخسا وال ههما ويأتي الرزق مان كاٌ مكاان ،وعادا ً ماان اللا الااذي قاااٌ َ :ولَا هاو أَن أ َ هها ٌَ القلا َاري آ َمنلااوا َواتقَا هاوا لَفَت َ هحنَااا َعلَا هي ِهم بَ َر َكااا ٍ اِ ت ِ نماانَ السا َم ِ ن) األعااراف .)13:ونحتاااج ونحاان فااي ساابيٌ ذلااك إلااى توهاايح الماانهج اإلسااالمي فااي َواأل َ هر ِ 228
كيفية حماية رجاٌ األعمااٌ مان مخااطر اتفاقياة الجاات ،واالساتفاد مان الفاري المتاحاة وتقلياٌ اآلثار السلبية بقدر المستطات ،حتى تكون المحصلة إيجابية .
المنهج اإلسالمي لحماية رجاٌ األعماٌ من مخاطر الجات والعولمة: يعتباار النظااام االقتصااادي العااالمي الجديااد أحااد روافااد العولمااة والااذي تهاايمن عليا الاادوٌ ال نية الكبري لتحقيق ميرب اقتصادية وسياسية وفكرية ،ويقوم النظاام االقتصاادي العاالمي علاى ثااالث مؤسسااات رئيسااية هااي :صااندوق النقااد الاادولي والبنااك الاادولي لإلنشاااِ والتعمياار واتفاقيااة ومنظمة التجار العالمية 92والتي ألطلق عليهاا أخيارا ً المنظماة العالمياة للتجاار .وساوف نركاز في البنود اآلتية على اتفاقية الجات ألثرها المباشر على رجاٌ األعماٌ .)91
أغران اتفاقية الجات: تقوم اتفاقية الجات على فكر تحريار التجاار وفاتح األباواب باين الادوٌ األعهااِ وإل ااِ الحواجز فيما بينهم ،ومن أهم أغراهها ما يلي: -9تحرير تجار السلع ال ذائية باإلهافة إلى السلع المصنعة. -4تحرير تجار المنسوجات والمالب . -4تحرير عمليات حقوق الملكية الفكرية. -2تحرير المبادالت التجارية والتدفقات المالية الناتجة عن العقود الحكومية الهخمة. -1تحرير تجار الخدمات. ولقد وهعت شروط يلزم االلتزام بها لتحقيق تلك األغران.
04
طبيعة مخاطر اتفاقية الجات على رجاٌ األعماٌ في الدولة النامية: بدأت منظمة التجارة العالمية ) World Trade Organization (WTOالعمل في مطلع عام 0995م لتنفيذ بنود اتفاقية الجات.
( )05لمزيد من التفصيل يرجع إلى:
د .حسين حسين شحاتة " ،النظام االقتصادي العالمي واتفاقية الجات" ،دار البشير ،طنطا ،مصر0997 ،م.
229
ال يساتطيع رجاٌ األعمااٌ فاي الادوٌ النامياة أو المتخلفاة منافساة نظيارى فاي الادوٌ ال نيااة المتقدمااة الكبياار فااي العااالم ،حيااث يتااوفر لاادي الاادوٌ األخياار اإلمكانيااات الفنيااة والتكنولوجيااة واإلنتاج الكبير وهذا يؤدي إلاى ارتفاات الجاود وخفان التكلفاة ،كماا فاي اساتطاعة الادوٌ ال نياة إتبات سياسة اإلغراق ،وهذا سوف يقود إلى سلسلة من المخاطر من أهمها ما يلي: -9
تصفية الصناعة الحديثة في الادوٌ النامياة وال سايما بعاد إل ااِ الحماياة التاي كانات مفروهة من قبٌ على استيراد السلع التي تصنع محليا ً.
-4
ارتفات أسعار المواد ال ذائية الاوارد مان الخاارج ،وتعتبار الادوٌ النامياة مان أكبار الدوٌ استيرادا لل ذاِ ،وهذا يسبب الكساد والبطالاة والسايما بعاد إل ااِ الادعم الاذي كانت تعطي الحكومات للمواد ال ذائياة الهارورية ،وساوف تصابح أساواق الادوٌ الناميااة سااوقا ً للمااواد ال ذائي اة الااوارد ماان الاادوٌ ال نيااة الكبياار باألسااعار العالميااة المرتفعة وفى ذلك مخاطر على رجاٌ األعماٌ.
-4
سااوف تساايطر الاادوٌ الكبااري علااى تجااار الخاادمات والساايما الشااركات العالميااة العمالقااة التااي ال يسااتطيع أي نظياار لهااا فااي الاادوٌ الناميااة المنافسااة ،وهااذا يساابب كسادا ً لرجاٌ األعماٌ في قطات الخدمات.
هذى المخاطر وغيرها تمثٌ تحديا ً أمام رجاٌ األعماٌ سواِ العااملين فاي مجااٌ الصاناعة أو الزراعة أو الخدمات ،فإما الصامود أو الخاروج مان حلباة األعمااٌ ،فكياف يكاون التاأمين مان تلك المخاطر ،وهذا ما سوف نتناول في البند التالي.
المنهج اإلسالمي للتأمين من م خاطر الجات على رجاٌ األعماٌ:
ال تحرم الشريعة اإلسالمية التعامٌ مع غير المسلمين ،كما أنهاا تناادي بحرياة المعاامالت وعدم فارن الرساوم والهارائب الظالماة ألنهاا مان المكاو المحرماة شارعاً ،ويقاوم االقتصااد اإلسالمي على حرية المعامالت في ظٌ سوق حر خالية من االحتكار وال وال رر والجهالة والتدلي والمقامر والربا والبيوت المحرمة والتعامٌ في الخبائث ،وكاان رساوٌ اللا صالى اللا علي وسلم أوٌ من أس سوقا ً للمسلمين في المدينة وقاٌ صالى اللا عليا وسالم هاذى ساوقكم
ال تتحجروا فيها وال يفرن عليها خراج ابن قتيبة).
231
كمااا اعتباار اإلسااالم العمااٌ عباااد وأماار بتحسااين الجااود واألخااذ بأساااليب العلاام الحااديث والمنافسة الحر في هوِ أحكام وقواعاد الشاريعة اإلساالمية ،فقااٌ رساوٌ اللا صالى اللا عليا وسلم طلب الحالٌ فريهة بعد الفريهة رواى الطبراني). وتأسيس اا ً علااى ذلااك ،فااإن اتفاقيااة الجااات ال بااأ ماان الترحيااب بهااا إذا كاناات خاليااة ماان االحتكار واالست الٌ والتسلط ووهع القيود واالمتيازات لفئة على حساب فئة ،كماا أنهاا جاائز شرعا ً إذا كانات قائماة علاى مبادأ التعااون علاى البار والتقاوي ،ولكان الواقاع العملاي يخاالف ذلاك تماما ً ويجب على رجاٌ األعماٌ في الدوٌ العربية واإلسالمية التعااون فيماا بيانهم لمواجهاة هاذى المخاطر ،وهذا ما سوف نتناول في البند الثاني.
أس
التعاون بين رجاٌ األعماٌ لمواجهة مخاطر الجات:
على رجاٌ األعماٌ في الدوٌ النامية التعاون والتنسيق والتكامٌ فيما بينهم ،وتبادٌ المعلومات والخبرات ،حتى يستطيعوا المواجهة والتحدي والتناف من ال ير ،ولقد أوجب الل ام َوالَ سبحان وتعالى ذلك فقاٌ ":يَا أَيُّ َها الذِينَ آ َمنلوا الَ ت ل ِحلُّوا َ شعَائِ َر الل ِ َوالَ الش هه َر ال َح َر َ
هالً ِ نمن ر ِبن ِه هم َو ِره َهوانا ً َو ِإ َذا َحلَ هلت ل هم ام يَ هبت َ لونَ فَ ه ي َوالَ القَالئِ َد َوالَ آ ِ نمينَ البَي َ هت ال َح َر َ ال َه هد َ ص َ شن ل صدُّو لك هم َع ِن ال َم هس ِج ِد ال َح َر ِام أَن ت َ هعتَدلوا َوت َ َع َاونلوا َعلَى طادلوا َوالَ يَ هج ِر َمن لك هم َ فَا ه َين قَ هو ٍم أَن َ ب ))4المائد : ان َواتقلوا الل َ ِإن الل َ َ شدِي لد ال ِعقَا ِ ال ِب ِ نر َوالت هق َوي َوالَ ت َ َع َاونلوا َعلَى ِ اإلثه ِم َو هالعل هد َو ِ ،)4ويصور رسوٌ الل صلى الل علي وسلم التعاون بين المؤمنين كالبنيان ،فقاٌ صلى : المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعه بعها ً رواى البخاري). يحقااق التعاااون بااين رجاااٌ األعماااٌ فااي الاادوٌ الناميااة القااو فااي مواجهااة مخاااطر الجااات واحتكاراتهااا وغزوهااا ل سااواق ،وهااذا ال يتحقااق علميااا ً إال ماان خااالٌ إنشاااِ السااوق العربيااة المشتركة.
أسا
السوق العربية اإلسالمية المشتركة:
يجب اإلسرات في إنشاِ السوق العربية اإلسالمية المشتركة ،ألنها الجسر الذي نعبر علي لتفادي مخااطر اتفاقياات الجاات والساوق الشارق أوساطية ،وقاد أمرناا اللا باذلك فقااٌ :يَاا أَيُّ َهاا
الاااااذِينَ آ َمنلااااااوا اتقلاااااوا اللاااااا َ َحاااااق تلقَاتِاااااا ِ
َوالَ ت َ لماااااوتلن ِإال َوأَنااااااتلم ُّم هساااااا ِل لمونَ ))904
آٌ عمران .)904 : 230
وتأتى حتمية إنشاِ تلك السوق ل سباب اآلتية: -9إن هذا العصر هو عصر التكتالت ،والدوٌ اإلسالمية أحري ما تكون إلى التكتٌ والوحد خاصة في مجاٌ االقتصاد لتقف أمام الدوٌ واألحالف موقف الند للند للدفات عن مصالحها وتحقيق الرفاهية والرخاِ والكرامة لشعوبها ...إن الوهع الدولي المعاصر يفرن على الدوٌ العربية واإلسالمية أن تتعاون فيما بينها لتحافظ على مصالحها ألن االنعزالية أصبحت خطرا ً محققا ً على أي دولة من الدوٌ مهما أوتيت من القو ومن اإلمكانيات الطبيعية والبشرية. ومن هنا نشأت التكتالت والتجمعات على صعيد االتحاد في دولة واحد ،كما هو الحاٌ بالنسبة للواليات المتحد األمريكية ،أو التعاون بين دوٌ أوروبا ال ربية لتشكيٌ وحد شاملة ،أو بين دوٌ تجمعها رابطة الل ة مثٌ دوٌ الكومنولث أو الفرانكوفون. وهذا التكتٌ في الميدان العالمي هو من سنن الحيا ،ألن الهعف كٌ الهعف إن لم يتعاون الفرد مع غيرى حتى ال يكون فريسة سهلة للقوي. وسبق أن أوهحنا أن الجات قائمة على تعاون الدوٌ ال نية مع بعهها البعن على حساب الدوٌ الفقير ،وهذا يتعارن مع شريعة اإلسالم ،كما خرا ً مخاطر على األفراد وعلى رجاٌ األعماٌ وعلى الدوٌ الفقير .
كيفية تأمين رجاٌ األعماٌ من مخاطر الجات عمليا: هناك جهود طيب بلذن ِل ه ت من قبٌ جامعة الدوٌ العربية ومنظمة المؤتمر اإلسالمي ،ورابطة العالم اإلسالمي ،وعلماِ االقتصاد اإلسالمي لمواجهة مخاطر الجات على رجاٌ األعماٌ ،وهذا الجهود تقوم على األس اآلتية: -9أسا األخذ بالتقنية الحديثة :يجب على رجٌ األعماٌ أن يدخٌ أساليب التقنية الحديثة ولقد حث اإلساالم علاى ذلاك فقااٌ رساوٌ اللا صالى اللا عليا وسالم :طلاب العلام فريهة على كٌ مسلم ،وبذلك يستطيع الوقوف أمام المنافسة الخارجية. -4أسا الجود الشاملة :يجب على رجٌ األعماٌ إتقان العمٌ حسب المشترطات والمواصفات العالمية ليحقق أقصى منفعة ممكنة ولمواجه المنافسة من الخارج ويستطيع التصدير ،وعلى كٌ العاملين في المنشأ االشتراك في تحقيق هذا الهدف 232
وإدراك ،ولقد أمرنا الل سبحان وتعالى بإتقان العمٌ وتحسين ،فقاٌ عز وجٌ َما ِكثِينَ فِي ِ أَبَدا ً ))4الكهف ،)4 :ويقوٌ رسوٌ الل صلى الل علي وسلم :إن الل يحب من أحدكم إذا عمٌ عمالً أن يتقن رواى البيهقي) ،ويحقق االلتزام بالجود زياد القدرات التنافسية والصمود واالستقرار والنمو. -4أسا البحوث والتطوير :ويتمثٌ في إجراِ البحوث والدراسات لتطوير العمٌ إلى األحسن ،ولي هناك من حرج من االستعانة بما تفتقت عن عقوٌ البشر في أي زمان ومكان مادام ذلك يحقق المقاصد المشروعة ،ولقد حث اإلسالم على ذلك فقاٌ الل تبارك وتعالىَ :و َما َكانَ ال لمؤه ِمنلونَ ِليَن ِف لروا َكافةً َفلَ هوالَ نَفَ َر ِمن لك ِنٌ فِ هرقَ ٍة ِ نم هن له هم َ ِين َو ِليلنذ لِروا قَ هو َم له هم ِإ َذا َر َجعلوا ِإلَ هي ِه هم لَ َعل له هم يَ هح َذ لرونَ ))944 طا ِئفَة ِلن َيتَفَق لهوا ِفي ال ند ِ التوبة ،)944 :ويقوٌ الرسوٌ صلى الل علي :الكلمة الحكمة هالة المؤمن، فحيث وجدها فهو أحق النا بها رواى الطبراني) ،وتعتبر البحوث والتطوير من موجبات الصمود أمام المنافسة من الخارج وسبيٌ التقدم والرياد .
● حتمية التهامن اإلسالمي بين الدوٌ اإلسالمية: لقد تم عقد أوٌ مؤتمر قمة إسالمي في التاريخ الحديث في أيلوٌ 9131م وتم االتفاق على إنشاِ أمانة عامة للمؤتمر اإلسالمي لمتابعة مقررات المؤتمر في دورات انعقادى المتتابعة، وأكد المؤتمر مجددا ً على قيام الحكومات المشتركة بالتشاور سويا ً ب رن تعزيز تعاون وثيق ومساعد مشتركة في المجاالت االقتصادية والتقنية والعلمية والثقافية والروحية المنبثقة من تعاليم اإلسالم الخالد لمصلحة المسلمين والبشرية جمعاِ ،وتعتبر السوق اإلسالمية رمزا ًلتطبيق قرارات هذا المؤتمر. إن تعامٌ الفرد ورجاٌ األعماٌ والمجتمع وولى األمر في إطار مبادئ وأحكام الشريعة اإلسالمية يمكن أن يحوٌ مخاطر العولمة االقتصادية إلى إيجابيات ويعم الخير على المجتمع، ويتحقق أمٌ رجاٌ األعماٌ في األمة اإلسالمية بأن تكون خيرات المسلمين للمسلمين.
-نظر االقتصاد اإلسالمي إلى اتفاقية الكويز. - اإلسالم دين التعاي
السلمي مع غير المسلمين المسالمين 233
اإلسالم دين عاالمي يادعو إلاى الساالم والتعااون وتحقياق الخيار للناا جميعاا ً فاي إطاار مجموعااة ماان الهااوابط المسااتنبطة ماان مصااادر الشااريعة اإلسااالمية ،ولاام يحاارم اللا المعااامالت المالية والتجارية وغيرهاا ماع غيار المسالمين ،ومان األدلاة علاى ذلاك دور التجاار المسالمين فاي صدر الدولة اإلسالمية في التجواٌ فاي أنحااِ العاالم وتعااملهم ماع غيار المسالمين تجاارا ً ودعاا ، وبفهٌ جهودهم تمكنوا من التعريف بدين الل واعتنق كثير منهم اإلسالم عن إيمان راسخ. ويحكم التعامٌ مع غيار المسالمين قواعاد وهاوابط سابق تناولهاا بشايِ مان التفصايٌ فاي الصفحات السابقة ،حيث يفرق الفقهاِ بين المسالمين منهم والمحااربين ،ولقاد وهاعت مؤسساات ومنظمااات وجمعيااات االقتصاااد اإلسااالمي اسااتراتيجيات للتعامااٌ مااع غياار المساالمين المسااالمين والمحاربين ،وهذا ما سوف نعتمد علي لتقويم اتفاقية الكويز المبرمة بين مصر وأمريكا والعادو الصهيوني وبيان مشروعيتها وجدواها االقتصادية وأثرها على عالقة األ ُّخو بين الادوٌ العربياة في البنود التالية. واإلسالمية ،وهذا ما سوف نبين
● -التكييف الشرعى التفاقية الكويز فى هوِ قواعد التعامٌ مع غير المسلمين : معنااى اتفاقيااة الكااويز :هااي اتفاقيااة بااين مجموعااة ماان الاادوٌ تااني علااى إنشاااِ مناااطقصناعية مؤهلة للتصدير إلى الخارج بهدف تنمية الصادرات ،مع إعفااِ المنتجاات المصانعة مان الجمارك في الدوٌ المستورد بما يشجع على تسويقها من حياث التمياز فاي األساعار ،وهاذا وفقاا ً االلتزام بها. لمجموعة من الشروط والقواعد يجب على جميع األطراف فعلى سبيٌ المثاٌ اتفاقية الكويز بين مصر وأمريكا والصهاينة لها جوانب سياسية واقتصادية ،ومن المنظور المصري فإنها تعطى الفرصة للمنتجات الصناعية المصرية للدخوٌ إلى السوق األمريكي دون التقيد بكمية وبدون جمارك ،بشرط وجود مكون صهيوني في هذى السلع بحد أدنى ، %9913أي أنها تلزم الجانب المصري بالتعامٌ مع الصهاينة إن أرادت أن تتمتع باإلعفاِ عند التصدير إلى األسواق األمريكية.
المنظور الفقهي التفاقية الكويز :يحكم هذى االتفاقياة فقا التعاماٌ ماع غيار المسالمين علاى النحاو التالي: ـ تعامٌ مصر مع دولة صهيونية معتدية وتكييفها الشرعي :دولة محاربة. 234
ـ ثم تعامٌ مصر مع أمريكا دولة داعمة لدولة محاربة ينطبق عليها قوٌ الل تبارك وتعالى : َ و َم هن يَت َ َول له هم ِم هن لك هم فَإِن ل ِم هن له هم المائد :من اآلية.)19 لذلك فان من الهروري بيان الهوابط الشرعية للتعامٌ مع كليهما ليكون المصري على ص ِننعا ً أو تاجرا ً أو وسيطا ً أو مموالً أو مستهلكا ً بصير من أمرى سواِ لم َ أو نحو ذلك .
● ـ فتاوي فقهاِ المسلمين حوٌ التعامٌ مع الدوٌ المعتدية: لقد أفتى فقهاِ األمة بحرماة التعاماٌ ماع دولاة معتدياة محارباة ،أماا بالنسابة للدولاة التاي توالى وتدعم الدولة المحاربة فيجوز التعامٌ معها عند الهرور التي تقا
بقدرها ،وتفصايٌ ذلاك فاي
الفتاوي الصاادر عان دار اإلفتااِ ولجناة الفتاوي بااألزهر وبياان شايوخ األزهار علاى التتاابع والتاوالي وفتاوي مجامع الفق اإلسالمية العالمية .93
● ـ حكم من يتعامٌ مع الصهاينة طبقا ً التفاقية الكويز لقد حرمت الشريعة اإلسالمية التعامٌ مع العدو الصهيونى طبقا ً لهذى االتفاقية باعتبار الكيان الص هيونى دار حرب ،ولقد صدر فى هذا الشأن العديد من الفتاوي والبيانات منها على سبيٌ المثاٌ ما يلي: فتوي علماِ األزهر فى تحريم الصلح مع اليهود سنة 9113م . فتوي علماِ المسلمين عام 9121م باألزهر بحرمة التعامٌ مع إسرائيٌ . فتوي فهيلة اإلمام األكبر جاد الحق على جاد الحق شيخ األزهر السابق ـ رحم الل رحمة واسعة ـ في مار
9112م بحرمة التعامٌ مع إسرائيٌ.
فتوي اإلمام األكبر الدكتور محمد السيد طنطاوي شيخ األزهر الحالي في إبريٌ 9113م بالمقاطعة مع المعتدين.
06
لمزيد من التفصيل يرجع إلى:
د .يوسف القرضاوي" ،غير المسلمين في المجتمع اإلسالمي" ،القاهرة :مكتبة وهبة.-
المستشار /سالم البهنساوي" ،قواعد التعامل مع غير المسلمين" ،القاهرة :دار النشر للجامعات.
-
د .عطية فياض" ،فقه المعامالت المالية مع أهل الذمة" ،القاهرة :دار النشر للجامعات0999 ،م.
235
ويطلق على الصهاينة في كتب الفق اإلسالمي "أهٌ الحرب" ،فال أمان لهم وال عهد ،وأصٌ
ه له هم اري أ َ هو ِليَا َِ بَ هع ل ذلك قوٌ الل تبارك وتعالى :يَا أَيُّ َها الذِينَ آ َمنلوا ال تَت ِخذلوا هاليَ لهو َد َوالن َ ص َ ن َو َم هن يَت َ َول له هم ِم هن لك هم فَإِن ل ِم هن له هم ِإن الل َ ال َي ههدِي هالقَ هو َم الظا ِل ِمينَ المائد .)19: أ َ هو ِل َيا لِ َب هع ٍ وتأسيسا ً على ذلك ال يجوز ل فراد أو لرجاٌ األعماٌ التعامٌ مع الصهاينة ،أما بخصوي الحكومة فهذى مسألة سياسية خارج نطاق هذى الدراسة ،وسوف يلسأٌ ولى األمر عن قرارات أمام الل عز وجٌ . ●ـ
حكم من يتعامٌ مع أمريكا طبقا ً التفاقية الكويز : على أه عف اإليمان :ال تعتبر أمريكا دار حرب ولكن تدعم دولة معتدية محاربة ،ينطبق عليها
حكم الكراهة ،وال يجب التعامٌ معها إال عند الهرور لما في مصلحة ،وينطبق عليها قوٌ الل
تبارك وتعالى :يَا أَيُّ َها الذِينَ آ َمنلوا ال تَت ِخذلوا الذِينَ ات َخذلوا دِينَ لك هم له لزوا ً َولَ ِعبا ً ِمنَ الذِينَ ألوتلوا ار أ َ هو ِل َيا َِ َواتقلوا الل َ إِ هن لك هنت ل هم لمؤه ِمنِينَ المائد ،)13:فلقد اعتدت أمريكا هال ِكت َ َ اب ِم هن قَ هب ِل لك هم َو هال لكف َ على المسلمين في أف انستان والعراق ،وسجونها مكدسة بالمسلمين. وفى هوِ ما سبق يجب تج نب كٌ معاملة تتهمن شبهات أو كراهية ،ودليٌ ذلك قوٌ
الرسوٌ صلى الل علي وسلم :إن الحالٌ ب ِينن وإن الحرام ب ِينن وبينهما أمور مشتبهات ال يعلمهن كثير من النا ،فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدين و ِعره ،ومن وقع في الحمى يوشك أن يرتع في ،أال وإن لكٌ ملك الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حوٌ ِ ِحمى ،أال وإن ِحمى الل محارم ،أال وإن في الجسد مه ة إذا صلحت صلح الجسد كل وإذا فسدت فسد الجسد كل ،أال وهى القلب رواى مسلم) .
وتأسيسا ً على ما سبق نؤيد الرأي الفقهي الذي يري هرور عدم التعامٌ مقاطعة) مع أي دولة تد عم العدو الصهيونى حتى تعدٌ عن موقفها وتلتزم بالعدٌ وتبتعد عن العنصرية ،إال في حالة الهرور التى تقا بقدرها ،ويجب أن يكون التعامٌ وفقا ً ألحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية والتى فيها حفظ الدين والنف
والعقٌ وال ِعرن والماٌ ،والحذر من أي معاملة فيها طم
التى تمثٌ عز المسلم وكرامت . ●ـ
هٌ ينطبق على اتفاقية الكويز حكم الهرور المعتبر شرعا؟ 236
للهوية اإلسالمية
يقوٌ أنصار هذى االتفاقية أن مصر مهطر إلى إبرام مثٌ هذى االتفاقيات وفقا ً لمعاهد السالم المبرمة
مع
الصهاينة،
واالتفاقيات
األخري
مع
أمريكا،
ويبررون
رأيهم
بالقاعد :
الهرورات تلبيح المحظورات ). ولقد وهع الفقهاِ مجموعة من الهوابط الشرعية للهرور من أهمها ما يلي: - )9يشترط أن تكون الهرور ملحة بحيث يجد الفاعٌ نفس فى حالة يخشى منها الهالك والتلف على البدن أو األعهاِ ،وأحيانا ً ترقى الحاجة إلى مستوي الهرور . - )4يشتر ط أن تكون الهرور قائمة ال منتظر ،فلي جوعا ً شديدا ً يخشى من على نفس الهالك.
للجائع أن يأكٌ الميتة قبٌ أن يجوت
سدت جميع أبواب الحالٌ) فلو - )4أال يكون لدفع الهرر وسيلة إال ارتكاب هذا األمر ،أي ل أمكن دفع الهرور بفعٌ مبات ،امتنع دفعها بفعٌ محرم ،فالجائع الذي يستطيع شراِ الطعام لي ل أن يحتج بحالة الهرور إذا سرق طعاماً. للجائع أن يأخذ من طعاام غيارى إال أن
- )2أن يدفع الهرور بالقدر الكافي الالزم لدفعها ،فلي ها ل اام طر َ اان ا ه هاار بَاااغٍ َوال َ غي َ يااردى ،مصااداقا ً لقولاا تبااارك وتعااالى :فَ َم ِ عااا ٍد فَااال ِإثه َ علَ هي ِ البقر .)93 : َ
ويثير تطبيق هذى الهوابط مجموعة من التساؤالت يلزم معرفة اإلجابة الصادقة واألمنية والمحايد والشفافة عليها من هذى التساؤالت ما يلي: هٌ وصلت مصر إلى مرحلة الهالك ولي
أمامها إال هذا السبيٌ؟
هٌ است لت مصر كافة فري التصدير إلى الدوٌ العربية واإلسالمية؟ هٌ است لت مصر كافة فري التصدير إلى الدوٌ غير اإلسالمية المسالمة؟ هٌ تستطيع المنتجات الصناعية المصرية التصدي للمنافسة من الدوٌ األخري في األسواق األمريكية؟ هٌ هناك منافع غير اقتصادية خفيفة من هذى االتفاقية؟ لقد استطات األستاذ عصام رفعت المحلٌ االقتصادي العالمي المتميز اإلجابة على بعن هذى التساؤالت 93ولقد أوصى بهرور االهتمام باألسواق العربية واإلسالمية واألوربية ودوٌ شرق آسيا ،ومن ناحية أخري يري علماِ االقتصاد والصناعة في مصر هرور تحديث الصناعة أوالً 07
عصام رفعت ،مجلة األهرام االقتصادي ،العدد .0876
237
حتى يمكن المنافسة ،كما يرون السعي الجاد والفعاٌ إلى التكامٌ والتعاون والتنسيق مع الدوٌ العربية واإلسالمية والتي لم تست ٌ إال بنسبة هئيلة تتراوت بين %99 -2حتى اآلن.
● ـ الجدوي االقتصادية التفاقية الكويز. لقد أثارت اتفاقية الكويز العديد من االستفسارات ،منها على سبيٌ المثاٌ: -هٌ كانت هناك جدوي اقتصادية لهذى االتفاقية؟
ما هي التداعيات االقتصادية السلبية لهذى االتفاقية على اقتصاديات الدوٌ العربيةواإلسالمية؟ ما هي المخاطر السياسية لهذى االتفاقية؟ ما هو مستقبٌ هذى االتفاقية ؟لي
هناك إجابة قاطعة مجمع عليها لهذى التساؤالت ولكن هناك جدٌ بين المحللين
االقتصاديين ،وما يجب أن نبرزى فى هذا المقام من المنظور االقتصادي اإلسالمي الثوابت اآلتية: -ال تستطيع الصناعة المصرية منافسة الصناعة األمريكية أو الصهيونية
أو
الصينية أو األوربية بالرغم من توافر الخبر والخامات ،حيث تعانى مصر حقيقة نقي التكنولوجيا والسيولة. -سوف يفهٌ المستهلك األمريكي المنتجات الصهيونية بسبب الوالِ والبراِ للصهاينةوكره للعرب والمسلمين الذين يطلقون عليهم اإلرهابيون. لم يتمكن رجاٌ األعماٌ المصريين في الماهي االستفاد من الحصي التي خصصتهاأمريكا لهم ألسباب عد منها انخفان الجود وارتفات السعر وعدم االنهباط في المواعيد. ما زاٌ العرب والمسلمون يحملون كٌ أنوات الكراهية والب ن للصهاينة ولقد فشلتمحاوالت التطبيع وسوف تفشٌ اتفاقية الكويز في المستقبٌ ،وما زاٌ الصهاينة وسوف يظلون حذرين ومتخوفين من العرب والمسلمين مهما قدمت لهم بعن الحكومات العربية التنازالت.
238
-بالرغم من الخالفات بين بعن الدوٌ العربية واإلسالمية ،إال أنهم ما زالوا ال يأمنون
الصهاينة ويطبقون المثٌ الشائع :أنا وأخي على ابن عمي ،وأنا وابن عمي على ال ريب). يوقن معظم العرب والمسلمون أن أمريكا والصهاينة يحاوالن إبعاد مصر عن ريادالجهاد هد المعتدين الط ا الظالمين الذين ال يرقبون في أي عربي أو مسلم إالً وال ذمة وما يحدث للمسلمين في فلسطين وأف انستان وما يحدث للعرب في العراق لي
منا
ببعيد. ال تستطيع القلة من رجاٌ األعماٌ المخدوعين باآلفاق والوعود واألحالم من الصهاينةواألمريكان أن يصمدوا أمام حما
وحمية المقاطعة والجهاد االقتصادي هد األعداِ.
وتأسيسا ً على ما سبق نوقن أشد اليقين بأن هذى االتفاقية ال جدوي منها ،وحتى ولو طبقت على مستوي شركات قطات األعماٌ العام وعلى مستوي المؤسسات الحكومية فإن إثمها أكبر من نفعها ،كما أن لي لها أي جدوي اقتصادية على مستوي األفراد وشركات القطات الخاي ،ويجب على كٌ عربى ومسلم أن يبذٌ ما فى وسع لمقاطعة من ال يقاطع هذى االتفاقية وفقا ً للمقولة السائد : قاطع من ال يقاطع) ،قاطع الصهاينة ومن يدعمهم تنقذ مسلماً) ويتساٌِ الكثير من النا :ما هو السبيٌ؟ ما هو البديٌ التفاقية الكويز؟
● ـ
السوق العربية اإلسالمية المشتركة هرور شرعية أولى من الكويز غير الشرعية : إن من أهم أهداف إنشاِ السوق العربية المشتركة هو تحقيق التكامٌ والتنسيق االقتصادي بين
الدوٌ العربية واإلسالمية بما يحقق التنمية الشاملة فى كافة نواحى الحيا فى إطار قواعد وأحكام الشريعة اإلسالمية . فاألمة العربية اإلسالمية تشترك في وحد العقيد ووحد العباد ووحد القبلة ووحد الدستور ووحد المنهج ووحد التاريخ ووحد المصالح ووحد المصير ،لذلك يجب أن تتحد وتتهامن ص لموا ِب َح هب ٌِ الل ِ َج ِميعا ً َوال تَفَرقلوا اقتصاديا ً وسياسيا ً واجتماعيا ً مصداقا ً لقول تبارك وتعالى َ وا هعت َ ِ 239
صبَ هحت ل هم بِنِ هع َمتِ ِ ِإ هخ َوانا ً َو لك هنت ل هم َعلَى َوا هذ لك لروا نِ هع َم َ ف بَيهنَ قلللوبِ لك هم فَأ َ ه ت الل ِ َعلَ هي لك هم ِإ هذ لك هنت ل هم أَ هع َدا ًِ فَأَل َ ك يلبَ ِين لن الل ل لَ لك هم آيَا ِت ِ لَعَل لك هم ت َ ههتَدلونَ آٌ عمران.)904 : َشفَا لح هف َر ٍ ِمنَ الن ِار فَأ َ هنقَذَ لك هم ِم هن َها َكذَ ِل َ كما أن هذى األمة تمتلك كٌ مقومات الوحد االقتصادية وكٌ عوامٌ اإلنتاج األساسية التى لو است لت است الال رشيدا ً لحققت للمسلمين الحيا الطبيعية الرغيد فى الدنيا وألصبحت القو االقتصادية درعا ً منيعا ً للمحافظة على المسلمين وعلى أراهيهم ،ومن هذى المقومات :الماٌ والموارد الطبيعية واألرن واألسواق واإلنسان. إن كان االختالف بين العرب والمسلمين وارد مثلما هو وارد لدي جميع األمم ،ولكن الفرق بيننا وبين غيرنا أننا يجب أن نعمٌ وننفذ فيما اتفقنا علي ويعذر بعهنا بعها ً فيما اختلفنا في . إن المصالح المشتركة بين األمم قاطبة تدور فى فلك المصالح المادية البحتة ،أما المصالح المشتركة بيننا نحن العرب والمسلمين فإنها مصالح عقدية بالدرجة األولى ،محافظة على ديننا ،تحقيقا ً ألن نكون خير أمة أخرجت للنا . إن عقيدتنا هى المصلحة العليا ،والدفات عن ديننا هو سبيلنا للبقاِ مرفوعى الهامات ،وتمسكنا بوحدتنا هو الذي يجبر العدو والصديق على احترامنا ،فنحن أمة قوية بعقيدتها ،وشامخة برسالتها، ويجب أن نست ٌ كٌ عوامٌ القو التى منحها الل لنا ومنها القو االقتصادية حتى نحافظ على هويتنا وحهارتنا ،وهذا لن يتم إال من خالٌ السوق العربية واإلسالمية المشتركة.
● ـ مجاالت التكامٌ والتنسيق والتعاون بين أقطار األمة العربية واإلسالمية: سوف تحقق السوق العربية اإلسالمية بعن التكامٌ والتنسيق من خالٌ اآلتي: .9حرية ان تقاٌ العمالة بين الدوٌ العربية واإلسالمية وتوفير ظروف العمٌ الحر ،وال يجوز تفهيٌ وتش يٌ األجنبي على المسلم ما لم توجد أسباب يجيزها الشرت في
هذا
األمر. .4حرية انتقاٌ رؤو
األمواٌ واستثمارها في الدوٌ العربية واإلسالمية في هوِ صي
االستثمار اإلسالمي وفيما يحقق الخير للعرب والمسلمين. .4حرية انتقاٌ البهائع والمنتجات والخدمات بين الدوٌ العربية واإلسالمية ،وأن يلعاد النظر في الحواجز المصطنعة بينها. 241
● ـ موجبات إنشاِ السوق العربية اإلسالمية المشتركة: لقد اهتم اإلسالم بسوق المسلمين ووهع الهوابط الالزمة لها ،ألنها أسا
البناِ واالقتصاد
الذي تقوم علي المعامالت الصحيحة وعصب الحيا وشريانها النابن ...إن قيام السوق العربية اإلسالمية المشتركة عامالً رئيسيا ً في تحقيق الوحد اإلسالمية المنشود ،وهذا ما قام ب رسوٌ الل
صلى الل علي وسلم عندما هاجر من مكة إلى المدينة حيث بنى للمسلمين سوقا ً وقاٌ لهم :هذى سوقكم ال تتحجروا فيها وال يفرن عليها خراج . إن هذا المطلب لي
عزيزا ً على أولياِ األمور المخلصين ليدنهم والصادقين في تحمٌ
مسؤولياتهم تجاى بارئهم وأمتهم وتاريخهم ،اقتدا ًِ برسولهم الكريم ،وال ينب ي لهم اللجوِ إلى أعداِ ف الوطن والدين بدعوي الحاجة والهرور ،فقد قاٌ الل تبارك وتعالى َ :و ِإ هن ِخ هفت ل هم َع هيلَةً فَ َس هو َ
ع ِليم َح ِكيم التوبة.)42 : يل هنِي لك لم الل ل ِم هن فَ ه ه ِل ِ ِإ هن شَا َِ ِإن الل َ َ
إن السوق العربية اإلسالمية المشتركة هى الجسر الذي نعبر علي لتفادي الخسائر الفادحة التى تصيب األمة بعد أن وقعت البالد العربية واإلسالمية النامية على اتفاقية الجات اللعينة إذ يجب أن تتفق على حد أدنى من حرية التجار فيما بينها ،كما أن التعامٌ مع االخو العرب والمسلمين هو األولى واألجدي بالتطبيق عن اتفاقية الكويز وما في حكمها.
● ـ حتمية إنشاِ السوق العربية اإلسالمية المشتركة في ظٌ التحديات المعاصر : تأتى حتمية إنشاِ السوق العربية اإلسالمية المشتركة فى ظٌ التحديات العالمية المعاصر من الموجبات اآلتية : -)9إن هذا العصر هو عصر التكتالت ،ويجب على الدوٌ العربية واإلسالمية أن تتعاون فيما بينها لتحافظ على مصالحها ألن االنعزالية أصبحت خطرا ً محققا ً على أية دولة من الدوٌ مهما أوتيت من القو ومن اإلمكانيات الطبيعية والبشرية ،وهذا التكتٌ في الميدان العالمي هو من سنن الحيا ،ألن الهعيف إن لم يتعاون مع غيرى يكون فريسة للقوي.
240
-)4حتمية التها من العربي اإلسالمي بين الدوٌ العربية واإلسالمية ،وقد تم عقد أوٌ مؤتمر قمة إسالمي في التاريخ الحديث في أيلوٌ 9131م وتم االتفاق على إنشاِ أمانة عامة للمؤتمر اإلسالمي ،لمتابعة مقررات المؤتمر في دورات انعقادى المتتابعة ،وأكد المؤتمر مجددا ً على قيام الحكومات ال مشتركة بالتشاور سوية ب رن تعزيز تعاون وثيق ومساعد مشتركة في المجاالت االقتصادية والتقنية والثقافية والروحية المنبثقة من تعاليم اإلسالم الخالد لمصلحة المسلمين والبشرية جمعاِ ،وتعتبر السوق اإلسالمية المشتركة رمزا ً لتطبيق قرارات هذا المؤتمر. -)4حتمية تفعيٌ التعاون والتكامٌ بين الدوٌ العربية واإلسالمية بدالً من أن تقع كٌ دولة على انفراد فريسة للصهيونية واألمريكان الذين يحاربون اإلسالم في كٌ مكان وما حدث في أف انستان والعراق وفلسطين لي
منا ببعيد.
-)2حتمية المحافظة على الهوية العربية اإلسالمية من السلوكيات االقتصادية للصهاينة ومن يعاونهم من خالٌ مثٌ هذى االتفاقيات المشبوهة ،ويجب السعي الفعاٌ المخلي الصادق نحو إبرام اتفاقيات كويز مع الدوٌ العربية واإلسالمية فهذا أولى وهرور شرعية .
-نظر االقتصاد اإلسالمي إلى مشكلة اإلغراق ● ـ مفهوم اإلغـراق اقتصاديا: اتفاقية الجات شرها على الدوٌ الفقير النامية أكبر من نفعها ،ومكاسابها تعاود فقاط علاى الادوٌ ال نية القوية ،فهي اتفاقية األغنياِ ليملى شروطهم على الفقراِ ،ولذلك تسمى فاى األوسااط االقتصاادية العالمية " :منتدي األغنيااِ" ،وصادق القاوٌ " :إنماا يشاقى الفقاراِ بصانيع األغنيااِ " ،ومان أخطاار نلاذل هر الجااات العاتيااة سياسااة اإلغااراق التااي تنتهجهااا الشااركات الكبياار العالميااة ذات اإلمكانيااات والشهر في أسواق الدوٌ النامية الفقير لتهارب الشاركات المحلياة المتواهاعة هاربة قاهاية تجهاز عليها ،ثم تنفرد بعد ذلك بالمستهلك الفقير لت لى علي السعر ،وينقلب اإلغراق إلى احتكار وهذا كل يتم تحت مظلة وحماية اتفاقية الجات.. 242
وسوف نتناوٌ في هذا البند أثار سياساة اإلغاراق علاى المساتهلك والمناتج ثام تقييمهاا فاي هاوِ أحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية بصفة عامة واالقتصاد اإلسالمي بصفة خاصة.
● ـ نظر االقتصاد الوهعي إلى سياسة اإلغراق: ي قوٌ علماِ االقتصاد الوهعى أن المقصاود بااإلغراق بياع السالعة بساعر أقاٌ مان الساعر الاذي تبات ب فى موطنها األصلى بهدف المنافساة والسايطر علاى الساوق وتحقياق سامعة ،ثام بعاد ذلاك تعياد رفع السعر مر أخري إلى وهع السابق ،بعد أن تكاون قاد سايطرت علاى الساوق ،وهاذا بادورى يقاود إلى االحتكار الكامٌ حياث يسايطر علاى الساوق مناتج وماوزت واحاد ،فيقلاٌ العارن فترتفاع األساعار، والخاسر هو المستهلك والرابح هو المحتكر ،ومن نتائج اإلغراق واالحتكاار خاروج المنتجاين الاذين ال يسااتطيعون المنافسااة ماان األسااواق وتلحقهاام خسااائر فادحااة ،كمااا أن الااذي ياادفع ال ااالى والباااهظ هااو المستهلك ،وذلك بسبب ارتفات األسعار بعد انتهاِ مد اإلغراق. وتقااوم الشااركات األجنبيااة تحاات حمايااة اتفاقيااة الجااات ببيااع منتجاتهااا فااي الاادوٌ الفقياار بأسااعار منخفهة وتهاع لنفساها خطاة ،أنهاا ساوف تخسار فاي المرحلاة األولاى وساوف تلعَ نوهاها فاي المراحاٌ التالية أهعافا مهاعفة ،بعد أن تكون سيطرت على السوق ،وخروج المنافسين من الشركات الوطنية.
ويترتب على سياسة اإلغراق العديد من الخسائر الخطير منها على سبيٌ المثاٌ: خااروج بعاان التجااار المحليااين ماان السااوق بساابب عاادم القاادر علااى المنافسااة ،وسااببت لهاام هااذىالسياسة خسار معنوية وخسار مادية. حدوث بطالة بسبب فقد العماٌ الذين كانوا يعملون لدي التجار المحليين. السيطر ورفع األسعار واست الٌ حاجات النا . حدوث خلٌ فى آلية المعامالت فى األسواق المحلية. إدخاٌ سلع تخالف القيم واألخالق اإلسالمية.ورب سائٌ يقوٌ أن المستهلك المحلى قاد اساتفاد مان انخفاان األساعار ،هاذا ظااهر الحااٌ فاي األمد القصير متات قليٌ وقصير) ولكن بعد ذلك يل هك َوي بِنَار االحتكار. ويثار في هذا المقام العديد من التساؤالت من أهمها ما يلي: 243
ماا هاي الجادوي االجتماعياة باأن يشاتري المسااتهلك سالعة رخيصاة لفتار زمنياة مؤقتاة مقابااٌ أن ي هلحد ل ِث فسادا في المجتمع بسبب البطالة؟ ما هاي الجادوي االقتصاادية باأن يشاتري المساتهلك سالعة أجنبياة تخفاى مايرب خسيساة مقاباٌ أن يفل
هحر لمونَ الوطن من جهودهم؟ العديد من رجاٌ األعماٌ المحليين َوي ِ
ما هي الجدوي السياسية بأن يسيطر األجانب على السوق المحلى ..إلى الدرجاة باأن يتادخلوا فاي الشئون السياسية تحت مظلة حرية التجار والعولمة؟ ويمكن تشبي ما تقوم ب الشركات التي تسير على سياسة اإلغراق ،ويفرت بها البعن على أن خيرات الجات بدأت تهب عليهم ،والحقيقة هي ريح عاصف سوف تدمر كٌ شيِ ،تتهمن عذاب أليم
للفقراِ والمساكين من العاملين وص ار المنتجين ،ويذكرنا هذا بقوٌ الل تبارك وتعالى فَلَما َرأ َ هوىل ع َذاب ارن ُّم هم ِط لرنَا بَ هٌ له َو َما ا هست َ هع َج هلتلم بِ ِ ِريح فِي َها َ ارها ً ُّم هست َ هقبِ ٌَ أ َ هو ِديَتِ ِه هم قَاللوا َه َذا َع ِ َع ِ سا ِكنل له هم َك َذ ِل َك ن هَج ِزي القَ هو َم َيٍِ ِبأ َ هم ِر َر ِبن َها فَأ َ ه صبَ لحوا الَ يل َري ِإال َم َ أ َ ِليم )42ت ل َد ِ نم لر لكٌ ش ه ال لم هج ِر ِمينَ ) األحقاف.)41-42 :
● ـ تقويم سياسة اإلغراق في هوِ االقتصاد اإلسالمي: من مقاصد الشريعة اإلسالمية حماية الماٌ ،يقوٌ الرسوٌ صلى الل علي وسلم: كٌ المسلم على المسلم حرام دم ومال وعره
رواى البخاري ومسلم) ،واإلغراق يمثٌ
أحد نماذج االعتداِ على حاجيات اإلنسان وعلى المجتمع ،فهو مخالف ألحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية التي تحرم كٌ معاملة فيها هرر على اإلنسان وحاجات األساسية ،فاإلغراق شر على المنتجين وعلى السوق وعلى المستهلك ،وتحليٌ ذلك كما يلي: أثر اإلغراق على المنتجين :عندما يبيع المنتج سلعت بأقٌ من تكلفتها ،فيترتب على ذلك خسار ..وإن استمر الحاٌ فتر طويلة سوف يتعثر عن سداد ديون فتزداد الخسار ،ويقود ذلك إلى سلسلة من المهاعفات ينتهى األمر إلى التوقف والتصفية ،والشريعة اإلسالمية تحرم ذلك،
" فال هرر وال هرار". أثر اإلغراق على السوق :يحدث اإلغراق خلالً في سلوكيات المعامالت في األسواق من انخفان وارتفات في العرن وما يتبع من تذبذب األسعار وهذا يفقد الثقة في المعامالت ويحدث نوعا ً من االرتباك والتوقف ،والفساد في األسواق الذي نهى الل ورسول صلى الل علي وسلم عن . 244
أثر اإلغراق على المستهلك :سوف تستفيد فئة قليلة من المستهلكين من انتهازهم النخفان السعر دون اآلخرين ،وعندما تنتهى مرحلة اإلغراق ويأتى االحتكار الذي هو ثمر ومقصد اإلغراق سوف ترتفع األسعار وتسبب هررا ً للنا جميعا ،واست الٌ المستهلك من األمور المنهى عنها شرعاً.
● ـ حكم اإلغراق واالحتكار في هوِ الشريعة اإلسالمية: يري علماِ الفق اإلسالمى أن يجب على ولى األمر التدخٌ فى حالة وجود خلٌ فى المعامالت فى األسواق ،وفى حالة حدوث احتكار ،وفى حالة وجود تكتٌ فئة ظالمة محتكر هد مصالح النا ، وذلك إلصالت الفساد. فاإلغراق واالحتكار محرمان في الشريعة اإلسالمية ،ودليٌ ذلك قوٌ الرسوٌ صلى الل علي
وسلم :من احتكر فهو خاطئ رواى مسلم) وقول صلى الل علي وسلم :الجالب مرزوق والمحتكر ملعون رواى ابن ماجة) ،وقول صلى الل علي وسلم :من احتكر على المسلمين طعامهم هرب الل بالجذام واإلفال رواى ابن ماجة) ،ويري الفقهاِ من حق ولي األمر أن يأمر التاجر بأن يبيع بالسعر المعتاد ،أي يبيع كما يبيع النا ..ول الحق أن يعزرى أو يطردى من السوق. ولقد مر عمر بن الخطاب باألسواق ،فوجد حاطب بن أبى بلتعة يبيع زبيبا ً بأقٌ من السعر الذي اعتاد التجار أن يبيعوا ب ،فقاٌ ل عمر :إما أن تزيد في السعر ،وإما أن ت ل هرفع من سوقنا " ،ويقوٌ اإلمام مالك رهي الل عن :لو أن رجال أراد فساد السوق فحط عن سعر المعتاد لرأيت أن يقاٌ ل : ت.. إما لحقت بسعر النا ،وإما لرفِ هع َ يقوٌ الدكتور يوسف القرهاوي "يجب التدخٌ لمنع الظلم واالحتكار وما يقوم ب التجار من وك
األسعار إلحداث الفساد في السوق ،أو االحتكار إلغالِ األسعار من الب ي والفساد والظلم الذي
يوجب على ولى األمر التدخٌ ...ويستطرد الدكتور /القرهاوي القوٌ :إن ما يفعل حيتان الرأسمالية من اليهود وأمثالهم ينزلون عن السعر المعتاد ،ويبيعون ولو بخسار لهرب السوق ،فيخسر الص ار ثم يفلسون ،ثم ينفردون هم بالسوق بعد ذلك ويحتكرون السلعة فيتحكمون في بيعها بالسعر الذي يشاِون ..وهو من الفساد والظلم ".92
● ـ مسئولية المسلم تجاى اإلغراق واالحتكار: 08
د .يوسف القرضاوي" ،دور القيم واألخالق في االقتصاد اإلسالمي" القاهرة :مكتبة وهبة ،0995 ،ص 292وما بعدها.
245
كما سبق اإليهات ،يقع على ولي األمر مسئولية التدخٌ هد الب ي والظلم ومنع الفساد في األسواق ،ولكن إذا تقاع
الحاكم ،يجب على المسلمين أن يتصدوا لذلك ،ودليٌ ذلك من القرآن الكريم
وف َو َي هن َه هونَ َع ِن قوٌ الل عز وجٌَ :و هلت َ لكن ِ نمن لك هم ألمة َي هدعلونَ ِإ َلى ال َخ هي ِر َو َيأ ه لم لرونَ ِبال َم هع لر ِ ال لمن َك ِر َوأ ل هولَئِ َك له لم ال لم هف ِل لحونَ ) آٌ عمران ،)902 :وقوٌ الرسوٌ صلى الل علي وسلم :من رأي منكم منكرا ً فلي يرى بيدى ،فإن لم يستطع فبلسان ،فإن لم يستطع فبقلب وذلك أهعف اإليمان رواى مسلم). ومن سبٌ محاربة اإلغراق واالحتكار من التجار الجشعين المقاطعة والتشهير بهم ،ولكن هذا يحتاج إلى قيم إيمانية تعطي المستهلك المسلم طاقة تمكن من الت لب على هوي النف
وقوي الظلم
والفساد. وخالصة القوٌ :أن اإلغراق واالحتكار محرمان في الشريعة اإلسالمية ألنهما يؤديان إلى أكٌ أمواٌ النا
بالباطٌ ،ويجب على ولي األمر التدخٌ لمنعهما وفقا للقواعد الشرعية" :ال هرر
وال هرار" ،و"الهرر يزاٌ" ،و"دفع هرر أكبر بهرر أقٌ" ،و"تقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة" .ونتيجة القتصاديات السوق والعولمة فإن قوانين حماية المنافسة ومحاربة االحتكار البد وأن تكون على سلم األولويات وهي الزمة طبقا التفاقيات الجات.
ـ نظر االقتصاد اإلسالمي إلى المقاطعة االقتصادية: ● ـ معنى المقاطعة االقتصادية: يلقصااد بهااا قطااع المعااامالت االقتصااادية والماليااة ومااا فااي حكاام ذلااك مااع العاادو وماان يعاونا أو يدعم كنموذج من نماذج العقاب وإرساٌ رسالة عزيز وقوية إليهم بهذا المعنى ،كماا تعتبار مان أهام أسلحة الجهاد المشروعة هد المعتدين ومن في حكمهم.
● ـ مقاصد المقاطعة االقتصادية: تتمثاٌ ال ايااة األساسااية ماان المقاطعااة االقتصااادية فااي إهااعاف اقتصاااد األعااداِ وماان يوالااونهم وتقوية اقتصاد األمة حتى تستطيع أن يكون لها قو وعز وكرامة ،كما أن من مقاصدها كاذلك عقااب
العاادو ،وهااى مشااروعة ودليااٌ ذلااك ماان القاارآن الكااريم قااوٌ اللاا تبااارك وتعااالىَ :و هال لمؤه ِمنلااونَ وف َويَ هن َه هونَ َع ِن هال لم هن َك ِار َويل ِقي لماونَ الصاال َ َو هال لمؤه ِمنَاتل بَ هع ل ن يَأ ه لم لرونَ بِ هال َم هع لر ِ ه له هم أ َ هو ِليَا لِ بَ هع ٍ ع ِزياز َح ِكايم التوباة: َويلؤه تلونَ الز َكا َ َويل ِطيعلونَ الل َ َو َر ل سيَ هر َح لم له لم الل ل ِإن اللا َ َ سولَ ل ألولَئِ َك َ 246
ن ِإال ت َ هفعَللاوىل ت َ لك ه ن ،)39وقول عز وجٌَ :والذِينَ َكفَ لروا بَ هع ل ه له هم أ َ هو ِليَا لِ بَ هع ٍ ان فِتهنَاة فِاي هاأل َ هر ِ ساد َك ِبير األنفاٌ.)34 : َوفَ َ ومن أهم المقاصد المشروعة األساسية للمقاطعة االقتصادية اآلتي: التعبير الصادق عن النصر لدين الل ولكتاب ولرسول وللمسلمين عامة فإن لم يكن النصرلذلك فهٌ تكون للكافرين والمشركين أعداِ الدين. إشعار المسلم بعزتا وبكرامتا وبشخصايت وبهويتا ،وأنا ي هاب عنادما يعتادي علاى ديناوعره ونفس وثقافت ومال ووطن . اختبار قو إيمان المسلم أمام تحديات التهحية من أجٌ جعٌ كلمة اللا هاي العلياا مان جانابوبين ه وط ال رائز والشهوات واألهواِ من جانب آخر . إرساٌ رسالة قو عزياز إلاى العادو باأن األماة اإلساالمية بخيار ولان تفارط فاي دينهاا أو فايأرهها. التطبيق الحقيقي لمفهوم األخو في الل مان خاالٌ نصار إخوانناا المجاهادين والمستهاعفينمن المسلمين في البالد اإلسالمية مثٌ فلسطين والعراق وأف انستان. إهعاف اقتصاد الدوٌ المعتدية ولو معنويا ً وتقوية اقتصاد األمة اإلسالمية مان بااب :وأعادوالهم ما استطعتم.
● ـ الوسائٌ المشروعة للمقاطعة االقتصادية: من أهم وسائٌ المقاطعة االقتصادية المشروعة ما يلي: عم بأي شكٌ من أشكاٌ التعامٌ ويتطلاب ذلاك مان المسالم قباٌ أوالً :عـدم التعامٌ مع العدو ومن يل َد ِ ن أن يل هقدم على شراِ سلعة معينة أن يبحث عن مصدرها دولة المنشأ) فإن كانت صنعت بمعرفاة شاركة صاهيونية أو صاليبية أو أمريكياة فعليا أن يمتناع تماماا ً عان شارائها ،ويبحاث عان البااديٌ الوطني فإن لم يجد فيبحث عن البديٌ من دولة إسالمية أخاري أو مان دولاة أجنبياة غيار معادياة وغير موالية ألعداِ اإلسالم.
247
مسلما ً
ولقد قاٌ المجاهد العالم الدكتور /يوسف القرهاوي :قاطع منتجا ً تنقذ )) ،وقاٌ أيهاً :كٌ قر تدفع عباار عان ثمان رصاصاة يلقتاٌ بهاا مسالم )) ،فهاٌ أنتم مقاطعون ل عداِ؟. ثانيا ً :عدم اساتثمار أماواٌ المسالمين لادي دوٌ تادعم الصاهاينة ومان ياواليهم ألن هاذى األماواٌ تادعم اقتصااااديات هاااذى الااادوٌ ومنهاااا ماااا يعطاااى إلاااى الصاااهاينة فاااي صاااور مااانح وإعاناااات وهباااات وقرون ...ونحو ذلك ،فعلى سبيٌ المثاٌ :المسالم الاذي ياودت مالا فاي بناوك أوروباا وأمريكاا فإن في الحقيقة يقدم دعما ً إلسرائيٌ ويساعدها لقتٌ المسلمين وتادني المقدساات ومنهاا المساجد األقصى . سااف ل ا أن يلقتااٌ إخوانلنَااا بااأمواٌ إخواننااا ،فمعظاام أمااواٌ العاارب والمساالمين األغنياااِ وممااا يلؤ َ مستثمر فى أمريكا الحليف األوٌ للصهاينة وكذلك مودعة في بنوك دوٌ أوروبا التي تسئ إلاى رسوٌ الل صلى الل علي وسلم.
ثالثا ً :عدم السمات ل لصهاينة في استثمار أموالهم في المؤسسات والمشاروعات والشاركات فاي الابالد العربيااة واإلسااالمية لمااا لااذلك ماان مخاااطر جساايمة علااى االقتصاااد القااومي والااوطني وجمااع معلومات تفيد العدو ،كما يعتبر ذلك من أساليب التطبيع االقتصادي غير الجائز شرعاً. رابعا ً :عادم السامات للخباراِ الصاهاينة ومان فاي حكمهام والاذين يحملاون جاوازات سافر أمريكياة أو أوروبية بالتنقٌ داخٌ البالد العربية واإلسالمية حياث أنهام يل هعتَبارون مان أسااليب التجسا
وال
يؤمن مكرهم السيئ ،وينطبق عليهم قاوٌ اللا عاز وجاٌَ :وال تلؤه ِمنلاوا ِإال ِل َم ه ان ت َ ِبا َع دِيانَ لك هم قل هٌ ِإن هال له َدي له َدي اللا ِ أ َ هن يلاؤه تَى أ َ َحاد ِمثها ٌَ َماا ألو ِتيات ل هم أ َ هو يل َحاا ُّجو لك هم ِع هنا َد َر ِبن لكا هم قل ه اٌ ِإن ه ٌَ بِيَ ِد الل ِ يلؤه تِي ِ َم ه آٌ عماران ، )34 :فهاؤالِ ان يَشَاا لِ َواللا ل َوا ِساع َع ِلايم هالفَ ه الصهاينة ال عهد لهم وال ميثاق ،وال يرقبون في مؤمن إالً وال ذماة ،مصاداقا ً لقاوٌ اللا تباارك ك له لم هال لم هعتَدلونَ التوبة.)90: وتعالى :ال يَ هرقلبلونَ فِي لمؤه ِم ٍن ِإ نالً َوال ذِمةً َوألولَئِ َ خامس اا ً :منااع الصااهاينة وماان ياادعمهم ماان المشاااركة فااي المعااارن العربيااة واإلسااالمية وكااذلك فااي النادوات والمااؤتمرات ونحااو ذلاك حتااى ال نعطاايهم الشاارعية ،ولكاي يستشااعروا العزلااة التامااة ويكفوا عن اعتداِاتهم البربرية على المسلمين. 248
سادسا ً :طرد الخبراِ الصهاينة والصليبيين الخونة الذين يعملون جواساي
للصاهيونية العالمياة ساواِ
كانوا يحملون جوازات دبلوماسية أو أمريكية أو غيار ذلاك ،فهاؤالِ ال ياؤمن شارهم ،والحماد لل لقد أفاِ الل عز وجٌ على األمة اإلسالمية بالعلمااِ العااملين المخلصاين الصاادقين الاذين يستطيعون أن يحلوا محلهم. سااابعا :االهتمااام بإنشاااِ الصااناعات اإلسااتراتيجية فااي الاادوٌ العربيااة واإلسااالمية فااي إطااار خطااة استراتيجية طويلة األجٌ حتى تستطيع هذى الدوٌ االعتماد علاى الاذات وال تعتماد علاى ال يار اعتمادا ً كليا ً كما هو الواقع اآلن حيث تستورد الدوٌ العربية واإلسالمية أكثار مان %10مان احتياجاتهاااا مااان الااادوٌ األجنبياااة ،ألااام ياااأن أن تكاااون خيااارات العااارب والمسااالمين للعااارب والمسلمين ،ولقد أثبتت الدراسات الميدانية أن لدي األماة العربياة واإلساالمية كافاة المقوماات للنههة والتقدم وتحتاج إلى الترشيد والتنسيق والتنظيم. ثامناا ً :وجااوب تفعيااٌ التعاااون والتكامااٌ والتنساايق بااين الاادوٌ العربيااة واإلسااالمية فااي كافااة المجاااالت ومنها المعامالت االقتصادية البينية بينهم حتى ال تلجأ إلى ال ير إال عند الهرور . تاسعا ً :التوعية الدائمة والمستمر بكافة أساليب االتصاالت والمعلومات عن حيٌ العدو الخفية للت ل اٌ إلى وحداتنا االقتصادية ويجب أن يكون المسلم فطنا ً حذرا ً مستيقظاً. عاشاارا ً :التربيااة االقتصااادية اإلسااالمية للنشاائ علااى المقاطعااة مااع بيااان البعااد اإليماااني واألخالقااي والسلوكي لها وتجنب تقليد سلوكيات أعداِ اإلسالم والمحافظة على الهوية اإلسالمية.
● ـ المقاطعة االقتصادية بين الرأي والرأي اآلخر: لقد ثار جدٌ حاد حوٌ جدوي المقاطعاة االقتصاادية للصاهاينة والصاليبيين ومان علاى شااكلتهم، ولقد تعددت مواقف النا
على النحو التالي:
الفريق األوٌ :يري فرهية المقاطعة االقتصادية ورفن التطبيع مهما كانت التهحيات. الفريق الثاني :يري جواز التعامٌ مع الصهاينة والصليبيين ومن يوالونهم بهوابط شرعية. الفريق الثالث :يري وجوب تطبيع المعامالت مع الصهاينة ومن يوالونهم. 249
وفيما يلي تحليٌ آراِ كٌ فئة بإيجاز في هوِ أحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية.
الرأي األوٌ :فرهية مقاطعة الصهاينة ومن يوالونهم واعتبار ذلك هرور شرعية من النا من يؤمن إيمانا راسخا ً عميقا ً بأن ال يجوز التعامٌ مع الصهاينة والصليبيين ومن يوالونهم أو يقدمون لهم الدعم بكافة صورى ،ألنهم أشد النا عداو للذين يؤمنون بالل ربا ً وباإلسالم دينا ً وبمحمد صلى الل علي وسلم نبيا ً ورسوالً ،وسندهم في ذلك قوٌ الل عز وجٌ في كتاب الكريم:
ن َو َم هن يَت َ َول له هم اري أ َ هو ِليَا َِ بَ هع ل ه له هم أ َ هو ِليَا لِ بَ هع ٍ يَا أَيُّ َها الذِينَ آ َمنلوا ال تَت ِخذلوا هاليَ لهو َد َوالن َ ص َ ِم هن لك هم فَإِن ل ِم هن له هم ِإن الل َ ال يَ ههدِي هالقَ هو َم الظا ِل ِمينَ المائد ،)19 :وقول عز وجٌ في نف السور اب ِم هن َ :يا أَيُّ َها الذِينَ آ َمنلوا ال تَت ِخذلوا الذِينَ ات َخذلوا دِينَ لك هم له لزوا ً َولَ ِعبا ً ِمنَ الذِينَ ألوتلوا هال ِكت َ َ ار أ َ هو ِليَا َِ َواتقلوا الل َ إِ هن لك هنت ل هم لمؤه ِمنِينَ ( المائد ،)13 :وأنصار هذا الرأي يؤكدون قَ هب ِل لك هم َو هال لكف َ على حقيقة أساسية هي أن الصرات بين المسلمين وأعدائهم صرات عقدي وهو كٌ ال يتجزأ وال يؤمنون بأنصاف الحلوٌ والتسويات السلمية حتى يعود الحق إلى أصحاب وتحرر أرن فلسطين ويطهر المسجد األقصى و حتى يكف المعتدين عن اعتداِاتهم.
الرأي الثاني :جواز التعامٌ مع الصهاينة والصليبيين ومن يوالونهم بهوابط شرعية يري أنصار هذا الرأي أن يجوز التعامٌ مع الصهاينة ومن يوالونهم بحذر حيث يصعب تطبيق المقاطعة االقتصادية في وقت يلعتمد في على أمريكا وأوروبا ،كما أن اتفاقية الجات تمنع المقاطعة ،ويرون أن لي
هناك بد من التعامٌ معهم ولكن بهوابط شرعية وبحذر شديد ومن منطلق
القو والعز والدعو اإلسالمية ،وسندهم في ذلك أن رسوٌ الل صلى الل علي وسلم قد تعامٌ مع اليهود ،فقد ورد في كتب السير أن صلى الل علي وسلم قد مات ودرع مرهونة عند يهودي ،كما أن التجار العرب من الصحابة ومن واالهم قد تعاملوا مع غير المسلمين ،بٌ ساهموا في نشر اإلسالم في كثير من دوٌ شرق آسيا وأفريقيا.
ويعتمد أصحاب هذا الرأي على قوٌ الل عز وجٌ :ال يَ هن َها لك لم الل ل َع ِن الذِينَ لَ هم يلقَاتِللو لك هم ار لك هم أ َ هن تَبَ ُّرو له هم َوت ل هق ِس ل طوا ِإلَ هي ِه هم ِإن الل َ يل ِحبُّ هال لم هق ِس ِطينَ ِين َولَ هم يل هخ ِر لجو لك هم ِم هن ِديَ ِ فِي ال ند ِ الممتحنة.)2 :
251
وهذا الرأي يلعمٌ ب فى حالة السلم وعدم وجود حرب قائمة بين المسلمين والصهاينة والصليبيين ،ولكن ال يمكن قبول فى ظٌ الحرب القائمة بين إخواننا الفلسطينيين وبين اليهود ،وفي ظٌ االعتداِات المتكرر على اإلسالم والمسلمين ولي
إيذاِ رسوٌ الل عز وجٌ
عنا
ببعيد.
الرأي الثالث :وجوب تطبيع المعامالت مع الصهاينة والصليبيين ومن يوالونهم يري أنصار هذا الرأي :أن في ظٌ اتفاقية الجات والعولمة ال تستطيع الحكومات العربية واإلسالمية تنفيذ المقاطعة االقتصادية ،ويقوٌ رجاٌ السياسة أن أمريكا وأوروبا دوٌ صديقة للعرب وأن إسرائيٌ تحب السال م وأن ما حدث فى صبرا وشاتيال والمسجد األقصى واللد والرملة والمسجد اإلبراهيمى وقرية قانا فى بيروت وفى جنين ورام الل ...هو من ِفعٌ فئة من المتطرفين اليهود ،وأن حكومة الصهاينة تسعى إلى السالم ...ويري هؤالِ النا
أن يجب أن يكون هناك معامالت مع
الصهاينة حتى ت عالج الفجو النفسية بينهم وبين العرب ،وينادوا هؤالِ بسرعة رفع المقاطعة مع من يتعامٌ مع اليهود ،ويوصون حكام الدوٌ العربية واإلسالمية إلى السعى نحو معاهد سالم ،وسندهم في ذلك أنهم جيران لنا وال يمكن االست ناِ عن الجيران ...ويجب فصٌ األمور العقدية الدينية عن األمور االقتصادية والسياسية ،ويؤملون خيرا ً على معاهدات السالم حيث تساهم فى تحقيق التنمية االقتصادية للدوٌ العربية واإلسالمية من خالٌ التقدم الزراعى والتكنولوجى الموجود عند الصهاينة.. هذا على حد زعمهم. وهذا كالم مردود علي ولي
ل دليٌ من الكتاب أو السنة ،وينادي ب أعداِ اإلسالم من
العلمانيين والملحدين والخائنين لل ولرسول ويخالف أحكام ومباِئ الشريعة اإلسالمية.
- تعقيب: هكذا اختلفت اآلراِ والمفاهيم وكثرت االجتهادات ...ولكٌ منهم وجهة نظر يدافع عنها متأثرا ً بعقيدت وأيديولوجيت سواِ كانت إسالمية أو إسالمية مستنير على قوٌ البعن) أو علمانية مادية ملحد ،ونري أن الرأي األوٌ هو المطابق ألحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية وفتاوي مجامع الفق وآراِ الفقهاِ الثقات .وبذلك تعتبر المقاطعة االقتصادية هي أهعف اإليمان.
● ـ الرد الشرعي واالقتصادي على المثبطين للمقاطعة االقتصادية 250
لقد أصاب العديد من العرب والمسلمين أمران الخوف والجبن والتردد والخور ويثبطون أصحاب العزائم ،ويدافعون عن تخاذلهم بالحجج الواهية ،وهذا مردود علي من الناحية الفقهية ومن الناحية االقتصادية في البنود التالية. الرد على أقواٌ النظم الحاكمة: يقوٌ بعن حكام العرب والمسلمين" :ال نستطيع المقاطعاة االقتصاادية ألن بينناا وباين إسارائيٌ معاهدات واتفاقيات يجب أن نحترمها" ،والرد عليهم هو :ألم يعلموا أن اليهود هم الذين ينقهاون العهاد والميثاق ...وهٌ هذى االتفاقيات أقد
من كتااب اللا وسانة رساول ...وهاٌ هاي أغلاى مان دم الشاهداِ
الذي يسيٌ كٌ لحظة بماٌ العرب والمسالمين ،كماا يقاوٌ معظمهام" :أنناا ال نساتطيع المقاطعاة فاي ظاٌ سياسة االنفتات االقتصادي والعولماـة" ،إن هاذا فهام خااطئ و األولاى أن يكاون هنااك انفتاات اقتصاادي أوالً بين الدوٌ العربية واإلسالمية ،وأن نفعٌ المعامالت االقتصادية البينية بينهم. كما يقوٌ بعههم" :أن المقاطعاة االقتصاادية ساوف تسابب بطالاة" وهاذا القاوٌ ماردود عليا ،باٌ أنها سوف تاؤدي إلاى زيااد اإلنتااج الاوطني فاي مجااٌ الهاروريات والحاجياات وهاذا بادورى يماتي العديد من العاملين ،كما أن المقاطعة سوف تقوي العالقات االقتصاادية باين الادوٌ العربياة واإلساالمية بعهها البعن واالعتماد على الذات وفي هذا عالج لمشكلة البطالة.
الرد على أقواٌ رجاٌ األعماٌ المتخاذلين: من رجاٌ وأصحاب األعماٌ من يقوٌ" :أن المنتجات اإلسرائيلية واألمريكياة واألوربياة أعلاى جود وأقٌ سعرا ً إذا ما قورنت بنظيراتها الوطنية" ،وهذا القوٌ مردود عليا ،ألن زيااد الطلاب علاى ساالع األعااداِ ومقاطعااة الساالع الوطنيااة سااوف يااؤدي إلااى انهيااار اإلنتاااج الااوطني أمااا المقاطعااة فسااوف يترتب عليها زياد الطلب على اإلنتاج الوطني ،وهذا يقود إلاى تحساين الجاود وخفان الساعر وزيااد المقدر على المنافسة ،ومن ناحية أخري لقد تجاهٌ هؤالِ أن األعاداِ فاي البداياة يخفهاون الساعر ثام بعد ذلك يحتكارون ويرفعاون األساعار لتعاوين ماا فااتهم ،وهاذا ماا يطلاق عليا اإلغاراق ،ومان ناحياة أخااري يساااهم رجاااٌ األعمااااٌ فااي قتااٌ إخاااوانهم المساالمين ،فهااٌ ناااوفر بعاان الاادراهم والااادينارات والجنيهات على حساب قتٌ األطفاٌ والنساِ والشيوخ؟
الرد على أقواٌ األفراد المثبطين : يقوٌ البعن" :أن المقاطعة تسبب أهرارا ً لنا وال تسبب أهرارا ً ل عداِ" ،وهذا غير سليم ومردود علي ،فلقد حققت فعالً خسار فادحة بهم ،كما أن المقاطعة االقتصادية والتهحية بالماٌ 252
واإلهرار بالمصالح االقتصادية ألعداِ األمة موقف مع الل وموقف مع المجاهدين وموقف مع المؤمنين وموقف مع النف ،يثاب المسلم عليها ،ويعاقب على تركها...
وخالصة الرد على المثبطين للمقاطعة: تعتبر المقاطعة االقتصادية وغيرها من أسلحة الجهاد اإلسالمي مشروعة ومطابقة ألحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية ،وهى عباد ،وطاعة ،وعز ،وكرامة ،وال يجوز على اإلطالق قيا نتائجها بمقايي
مادية ونتجاهٌ المكاسب المعنوية الروحية ،فالذي
بهحى بالماٌ وبالمكاسب
االقتصادية من أجٌ الثواب العائد) من الل هو الرابح في ميزان اإلسالم.
● ـ السبٌ المشروعة لتفعيٌ المقاطعة االقتصادية يعتمد تفعياٌ المقاطعاة االقتصاادية علاى األفعااٌ ولاي
علاى األقاواٌ فقاط ،ويجاب علاى كاٌ مان
يااؤمن بااأن الجهاااد االقتصااادي فريهااة شاارعية وهاارور جهاديااة وواجااب دينااي ووطنااي علي ا القيااام بالمقاطعة ومن أهم سبلها المشروعة ما يلي: أوالً:
التوعية والدعو إلى المقاطعة االقتصادية ،ويبادأ ذلاك مان البيات ثام المجتماع ثام المؤسساات والهيئات ثم الحكومة ...وهذا أهعف اإليمان ويجب على الحكوماات أن تساخر كاٌ أجهاز ووسااائٌ اإلعااالم فااي التوعيااة لااذلك وبيااان أن المقاطعااة فريهااة شاارعية ،وهاارور إيمانيااة وواجب وطني ،وتسمح لعلماِ الدين بالقيام بمسئولياتهم الشرعية والدعو في هذا المجااٌ وال تهيق عليهم كما هو الحاٌ في معظم الدوٌ العربية واإلسالمية.
ثانياً:
اليقظة الدائمة والحذر من حيٌ أعاداِ اإلساالم حياث أنهام يرسالون بهاائعهم بادون أن يكتاب عليهااا بلااد المنشااأ ،فااي فالبااد ماان التأكااد ماان بلااد المنشااأ الحقيقيااة؛ وهااذا ماان مساائولية أجهااز الحكومة والمستوردين والمستهلكين فهم سواِ في المساِلة أمام الل عز وجٌ.
ثالثاً:
األولوية للتعامٌ مع السلع والبهائع الوطنية أو المنتجاة مان قباٌ الادوٌ العربياة واإلساالمية أو ماان دوٌ أجنبيااة غياار معاديااة لإلسااالم والمساالمين وال تاادعم اقتصاااديات الاادوٌ المقا َ ط َعااة ال لمعتدية مهما كانت التهحيات وذلك وفق فق األولويات في المعامالت.
رابعا ً :االعتماااد علااى الااذات وتنميااة الصااناعات الوطنيااة وال ساايما فااي المجاااالت التااي يااتم اسااتيراد نظيراتهاا مان الخاارج وت َ هف ِعياٌ التكاماٌ والتنساايق باين الادوٌ العربياة واإلساالمية ،وأن تسااعى نحو السوق العربية واإلسالمية المشتركة والتي تعتبر التكتٌ االقتصادي اإلسالمي المنشود. 253
خامسا ً :رفان المعوناات األمريكياة واألوربياة المشاروطة باالتطبيع ماع الصاهاينة والمعتادين ،فمان ال يملك قوت ال يملك قرارى ،وااللتازام بوصاية رساوٌ اللا صالى اللا عليا وسالم :التاي حاث فيهاااا علاااى العماااٌ واإلنتااااج فقااااٌ :طلاااب الحاااالٌ فريهاااة بعاااد الفريهاااة ( رواى الطبرانى) ،وذم فيها التسوٌ ،فعن ابن عمر رهى الل عنهما أن النبي صلى الل عليا وسالم
قاااٌ :ال تاازاٌ المسااألة بأحاادكم حتااى يلقااى الل ا تعااالى ولااي لحم متفق علي ).
فااي وجه ا لم هزعااة
سادس ااًًَ :التعامااٌ بااالعمالت الوطنيااة أو السااائد فااي الاادوٌ العربيااة واإلسااالمية ،ففااي ذلااك إهااعاف القتصاااد العاادو ...ويجااب علااى األفااراد والشااركات ورجاااٌ األعماااٌ واألجهااز الحكوميااة أن تحااوٌ الماادخرات واالسااتثمارات والمعااامالت ماان عمااالت الاادوٌ المعتديااة إلااى غيرهااا ماان العمالت الوطنية والعربية واإلسالمية سعيا ً نحو نظام مصرفي إسالمي. سابعـاً :عااادم التعاماااٌ ماااع البناااوك األمريكياااة والصاااهيونية واألوربياااة وتكاااون أولوياااة التعاماااٌ ماااع المصااارف اإلسااالمية والعربيااة ،حتااى تقااوي األخياار وتحقااق التنميااة الصااادقة لالقتصاااديات الوطنية. ثامنـاً:
إل اِ أو تعليق أو إيقاف حسب األحواٌ) كافة العقود االقتصاادية القائماة بينناا وباين األعاداِ بالتدرج فى إطار خطة شاملة وطبقا ً لسياسات استراتيجية ويحٌ محلها عقود مع جهاات غيار معادية لإلسالم والمسلمين وغير داعمة ل عداِ.
تاسعـاً :االست ناِ عن بيوت الخبر التابعة للدوٌ المعتدياة المشابوهة والتاي يبادو أمامناا أن فيهاا خيار ولكنهااا كلهااا شاار واالعتماااد علااى خبرائنااا فهاام أولااى بالعنايااة واالهتمااام ....فقااد تبااين ماان الدراسات الميدانية أن معظمها أجهز تجس
وتجميع معلومات ألعدائنا.
عاشاـراً :أن تاوفر األنظماة الحاكمااة لشاعوبها الحرياة والديموقراطياة لتااؤدي دورهاا فاي تنفياذ مقااررات لجان وهيئات ومنظمات المقاطعة االقتصادية وتجنب عمليات القمع واالعتقاٌ والقتٌ للشباب الااذي يتااأجج حماس اا ً وحميااة ماان أجااٌ نصاار إخوان ا المجاهاادين فااي كااٌ مكااان ،كمااا يجااب اإلفااراج عاان المعتقلااين السياساايين ليكااون الجميااع صاافا ً هااد العاادو مصااداقا لقااوٌ اللا تبااارك
يارا لَعَل لكا هم ت ل هف ِل لحاونَ وتعالى :يَاأَيُّ َها الاذِينَ آ َمنلاوا إِ َذا لَ ِقيات ل هم فِئَاةً فَااثهبلتلوا َوا هذ لك لاروا اللا َ َكثِ ً صابِ لروا ِإن اللا َ َما َع ساولَ ل َو َال تَنَاازَ ل َب ِري لح لكا هم َوا ه َوأ َ ِطيعلوا اللا َ َو َر ل عوا فَت َ هفشَاللوا َوتَا هذه َ 254
صا لموا بِ َحبها ٌِ الصابِ ِرينَ األنفاٌ21 :ـ ،)23وقول تعالى فاي ساور آٌ عمارانَ :وا هعت َ ِ ف بَايهنَ قلللااو ِب لك هم اللا ِ َج ِميعًااا َو َال تَفَرقلاوا َوا هذ لكا لاروا نِ هع َماةَ اللا ِ َعلَا هي لك هم ِإ هذ لك هنات ل هم أ َ هعا َدا ًِ فَاأَل َ ص َب هحت ل هم ِبنِ هع َمتِ ِ ِإ هخ َوانًا آٌ عمران.)904 : فَأ َ ه حااادي عشاار :وجااوب تفعيااٌ التكامااٌ والتعاااون والتهااامن االقتصااادي بااين الاادوٌ العربيااة واإلسااالمية والسااعي نحااو السااوق اإلسااالمية المشااتركة باعتبارهااا القااو التااي تااردت العاادو،وذلك ماان خالٌ اإلستراتيجيات اآلتية: المصاااالحة السياساااية باااين الااادوٌ العربياااة واإلساااالمية ألنهاااا مااان مقوماااات المصاااالحة االقتصادية. تطبيق فق األولويات في المعامالت بين الدوٌ العربية واإلسالمية. تطبيق مبدأ الدولة الشقيقة األولي بالرعاية. إزالة المعوقات التي تحد بين انتقاٌ العنصر البشاري ورأ
المااٌ والبهااعة والخادمات
والتكنولوجيا. تطهير أسواق الدوٌ العربية واإلسالمية من الفساد االقتصادي والمالي. إنشاااِ الشااركات والمؤسسااات االقتصااادية والماليااة الكبياار المشااتركة بااين الاادوٌ العربيااة واإلسالمية. السعي بين سوق نقدي ومالي ومصرفي عربي إسالمي. ثاني عشر :تجديد النية الخالصاة أن أعمااٌ المقاطعاة االقتصاادية هاد أعاداِ الادين والاوطن هاي للا ولي للنف فيها أي شيِ ،وأن غاية ال اياات هاي أن يكاون العماٌ صاالحا ً ولوجا اللا
خالصا ً مصداقا ً لقولاـ تباارك وتعاالى :فَ َم ه ان َكاانَ يَ هر لجاوا ِلقَاا َِ َر ِبنا ِ فَ هليَ هع َم ه اٌ َع َم ًاال حدًا الكهف .)990 : صا ِل ًحا َو َال يل هش ِر هك ِب ِعبَا َد ِ َر ِبن ِ أ َ َ َ وخالصة القوٌ :هنااك بعان الثوابات الشارعية فاي المقاطعاة االقتصاادية يجاب االلتازام بهاا مان أهمها ما يلي :
255
تعتبر المقاطعة االقتصادية فرن عين على كٌ مسلم ويجب على الشعوب والحكوماات تفعيلهاابكافة الوسائٌ والسبٌ المشروعة. تعتبر المقاطعة االقتصادية من موجبات النصار علاى األعاداِ ،وماا ال ياتم الواجاب إال با فهاوواجب ،وهي من أهم أسلحة الجهاد هد األعداِ واستخدمت الشعوب على مر األزمنة. تقااوم المقاطعااة االقتصااادية علااى دوافااع وحااوافز إيمانيااة حيااث تمثااٌ وقفااة مااع الل ا ،ووقفااة مااعاألخو المسلمين ووقفة مع المجتمع اإلسالمي ،كما أنها وقفة مع النف
وال يجب أن تقاا
فقاط
بالنواحي االقتصادية. يجااب تربيااة الاان ِ المساالم علااى ساالوكيات المقاطعااة االقتصااادية ،وماان أساساايات هااذى التربيااة:النصر للمجاهدين ،والنصر للمسلمين المهاطهدين ،والنصار لادين اللا ،والنصار لرساوٌ الل ،والنصر على هوي النف
وغرائزها.
يجااب أن يكااون هناااك تكااامال فااي المقاطعااة االقتصااادية بااين الفاارد واألساار والمجتمااع والدولااةواألمااة حتااى تحقااق مقاصاادها المشااروعة وال يكااون العمااٌ عشااوائيا ً أو انفرادي اا ً أو طائفي اا ً أو حزبياً. يجب أن تترجم مفاهيم ومبادئ وفتاوي المقاطعة االقتصادية إلاى إساتراتيجيات وخطاط وبارامجعملية فعالة" ،وهذا ما نسمي باستراتيجية المقاطعة االقتصادية ". يعتبر حكام العرب والمسلمون مسئولون أمام الل سابحان وتعاالى عان التخااذٌ فاي نصار دياناللااا ونصااار كتابااا ونصااار رساااول ،وأن ال يتناااازعوا حتاااى ال يفشااالوا ،وال يجاااب أن يتخاااذ الكافرين أولياِ من دون المؤمنين ،ومن يتولهم فهو منهم.
-نظر االقتصاد اإلسالمي إلى مشكلة غسٌ األمواٌ :
● ـ ظاهر غسٌ األمواٌ القذر : أعظم خطر يهدد حيا األمام والشاعوب هاو استشاراِ الفاواح
ماا ظهار منهاا وماا بطان ،وكاذلك
الفساد الجلي والخفي ومن صورى المعاصر في مجاٌ الماٌ واالقتصاد ما يسمى ب سٌ األمواٌ القاذر
256
المكتسبة مان االعتاداِ علاى الادين والانف
والعقاٌ والعارن والمااٌ ،وأدت إلاى محاق البركاات وهادم إلى الهالك.
القيم واألخالق وط يان النظم والحكومات وأودت بكثير من الدوٌ
ولقااد أثياارت العديااد ماان التساااؤالت حااوٌ :حكاام اإلسااالم فااي مسااألة غسااٌ األمااواٌ القااذر وساابٌ التخلي منها ،ولقد عقدت مؤتمرات ونظمت ندوات في كثير من بلدان العالم حوٌ هذا الموهاوت،91 كما قامت جامعة األزهر الشريف بتنظيم عد حلقات نقاشية حوٌ نف
الموهوت بعناوان " التوباة مان
الماٌ الحرام".40 وسوف نتناوٌ هذى المسألة بإيجاز في هوِ أحكام ومبادئ الشريعة اإلساالمية ماع التركياز علاى النقاط اآلتية: معنى غسٌ األمواٌ القذر . مصادر كسب األمواٌ القذر . حيٌ وطرق غسٌ األمواٌ القذر . األمواٌ القذر ومصادرها من الكبائر المحرمة شرعاً. كيفية التخلي من األمواٌ القذر في هوِ الشريعة اإلسالمية. -هٌ يجوز إنفاق األمواٌ القذر في مشروعات قومية واجتماعية وخيرية.
● ـ معنى غسٌ األمواٌ القذر . يري الدكتور /حمدي عبد العظيم في كتاب القيم " :غسيٌ األمواٌ في مصر والعاالم اإلساالمي"أن إشكالية عملياات غسايٌ األماواٌ تاتم مان خاالٌ تصارفات أو معاامالت يترتاب عليهاا اختفااِ الصفة أو انتفاِ الصلة بالمصادر غيار المشاروت لهاذى األماواٌ والتاي تأخاذ دورتهاا العادياة فاي تيار الدخٌ القومي بعد ذلك.49
19 20
د .حمدي عبد العظيم " ،غسيل األموال في مصر والعالم اإلسالمي" ،الناشر المؤلف ،الطبعة األولى .7991
جامعة األزهر ،مركز صالح عبد الله كامل " ،حلقات نقاشية حول :التوبة من المال الحرام " ،سبتمبر.1999
_ د.عطية فياض" ،جريمة غسل األموال في الفقه اإلسالمي" ،القاهرة :دار النشر للجامعات.4002 ، -
لواء عصام الترساوى " ،غسيل األموال " ،ملحق األهرام االقتصادى 1995/5/49 ،م.
د .محمود عبد الفضيل ،جيهان دياب " ،أبعاد ومكونات االقتصاد الخفى وحركة األموال السوداء فى االقتصاد المصرى " ،مجلةة مصةر المعاةةرة العةدد /200ابريل 1995م.
41 - 20د .حمدي عبد العظيم " ،غسيل األموال فى مصر والعالم " ،مرجع سابق ،ةفحة 5
257
ويصااف الاادكتور /محمااد عبااد الحلاايم عماار عمليااة غسااٌ األمااواٌ علااى النحااو التااالي" :إنمصطلح غسيٌ األمواٌ الذي ظهر على الساحة االقتصادية اآلن يعنى القيام بتصرفات مالياة مشااروعة لماااٌ اكتسااب بطاارق غياار مشااروعة عاان طريااق اسااتخدام ولماارات عديااد وفااى جهات مختلفة وبأساليب عد في وقت قصير في االستثمار في أعماٌ مشاروعة مثاٌ اإليادات فااي بنااوك خارجيااة وإدخال ا بطريقااة مشااروعة إلااى الاابالد ،أو محاولااة إخراج ا ماان الاابالد بطريقة مشروعة عن طرياق التحاويالت الخارجياة أو تادويرى فاي شاراِ عقاارات ثام رهنهاا واالقتااران بهاامانها أو تااداوٌ الماااٌ فااي البورصااات المحليااة والعالميااة أو إنشاااِ شااركات وهمية واثبات عمليات مزور باسامها بهاذا المااٌ وذلاك كلا مان أجاٌ إخفااِ المصادر غيار المشااروت ل مااواٌ وتهااليٌ األجهااز الرقابيااة واألمنيااة لإلفااالت ماان العقوبااات المقاارر عاان الجرائم االقتصادية التي ارتكبها."44 ويعبر عنها الادكتور /عباد القاادر العطيار وهاو مان رجااٌ البناوك والمصاارف باأن عمليااتغسٌ األمواٌ ترتبط إلى حد كبير بأنشطة غير مشروعة عاد ما تكاون هارباة خاارج حادود سريان القوانين المناههة للفساد المالي ثم تحاوٌ العود مر أخاري بصافة شارعية معتارف بها من قبٌ نف
القوانين التي كانت تجرمهاا داخاٌ الحادود اإلقليمياة التاي تساري عليهاا هاذى
القوانين.44 وخالصااة أقااواٌ علماااِ الماااٌ واالقتصاااد أن :غسااٌ األمااواٌ معناااى اسااتخدام حيااٌ وطاارقووسائٌ للتصرف في أمواٌ مكتسبة بطارق غيار مشاروعة وغيار قانونياة إلهافاِ الشارعية والقانونية عليها ،وذلك من خالٌ انطوائها إخفائها) في المعامالت التقليدياة مان بياع وشاراِ وصرف وتداوٌ وتحويالت ونحو ذلك.
● ـ مصادر كسب األمواٌ القذر . تنشأ قذار تلك األمواٌ من انها اكتسبت من مصادر غير مشروعة يجرم مكتسبها أمام القانون، ويحاوٌ أن يلبسها لباسا شرعيا ليفلت من العقاب وينجو بالماٌ القذر.
- 44محمد عبد الحليم عمر " ،التوبة من المال الحرام " ،ورقة عمل مقدمة إلى الحلقة النقاشية – مركز ةالح عبد الله كامل – جامعة األزهر ،سبتمبر ،99 ةفحة . 2 43نقالً عن :د .حمدي عبد العظيم ،المرجع السابق ،ةفحة .5
258
ومن أهم األنشطة التى تأتى منها األمواٌ القذر ما يلى:42 أنشطة االتجاار فاي السالع والخادمات غيار المشاروعة مثاٌ :المخادرات والب ااِ والادعار والرقياقاألبين وما في حكم ذلك. أنشطة التهريب عبر الحدود للسلع والمنتجات المستورد للتهرب من الرسوم والهرائب المقرر أنشطة تهريب السالت وبيع إلى البالد والدوٌ وبيع بأسعار باهظة للعصابات. أنشطة السوق السوداِ في السلع والعمالت التي تعاني البالد من نقي شديد فيهاا ،مسات لين حاجاةالنا . أنشطة الرشو والتربح من الوظائف العامة من خاالٌ الحصاوٌ علاى دخاوٌ غيار مشاروعة مقاباٌإعطاِ التراخيي والموافقات الحكومية وترسية العطاِات. أنشطة التربح من المجاالقهاِ مصالح النا
النيابياة مثاٌ مجلا
الشاوري ومجلا
الشاعب مان خاالٌ الوسااطة فاي
نظير إتاوات ومكو .
-أنشطة اسات الٌ المناصاب الحساساة فاى الدولاة لفارن إتااوات علاى بعان الناا
أو التساتر علاى
بعن الجرائم . عموالت ومكافيت أنشطة الجاسوسية الدولية والمحلية لإلهرار بالبالد والشعوب. األمواٌ المكتسبة من السرقات واالختالسات والرشاوي والنصب وتهريبها إلى الخاارج ثام عودتهاابطريقة مشروعة. -األمواٌ المكتسبة من ال
التجاري بكافة صورى ،أو االتجار فاي السالع الفاساد ،أو تزويار الكتاب
والمصنفات ومنتجات اإلبدات الفكري. األمااواٌ المكتساابة ماان تزوياار النقااود المصاارفية ومااا فااي حكمهااا بالتعاااون مااع عصااابات عالميااةومحلية.
42
المرجع السابق ،ةفحة 7– 5بتصرف واختصار .
259
األماواٌ المكتساابة ماان المهاااربات غياار المشااروعة فاي أسااواق األمااواٌ الماليااة والتااي تعتمااد علااىاإلشاعات الكاذبة والتدلي
وال رر والجهالة والمقامر .
سرقة السلع التموينية المتسربة من نظام الدعم السلعي. -التواطؤ في بيع الملكية العامة الخصخصة) بثمن بخ
نظير عموالت وإكراميات.
األمواٌ المكتسبة نظير التستر على بعن جرائم األفراد في حق الوطن. التستر خلف الدين للتكسب المادي ب ير حق مثٌ قياام بعان الجهاات بجماع األماواٌ باسام األعمااٌالخيرية واالستيالِ عليها.
● ـ حيٌ وطرق غسٌ األمواٌ القذر . تمر عملية غسيٌ األمواٌ القذر بثالث مراحٌ أساسية كما يلي:41 المرحلااة األولااى :حياااث يقااوم أصااحاب األماااواٌ القااذر بإياااداعها فااي البنااوك ساااواِ فااي الاااداخٌ أو في الخارج. المرحلة الثانية :حيث يقوم أصحاب األمواٌ القذر بعمليات مصرفية من سحب وإيدات وتحويٌ ونحاو ذلاااك ألغاااران التجهياااٌ والتعتااايم علاااى المصااادر غيااار المشاااروت ،وذلاااك لتهاااليٌ األجهز الرقابية واألمنية. المرحلة الثالثة :حيث يتم اندماج األمواٌ القاذر ماع األماواٌ األخاري مان خاالٌ خلطهماا معااً ،بحياث تبدو كلها أمواالً مشروعة تماما ً وناتجة عن أنشطة اقتصادية مشروعة. ومن الحيٌ والطرق والتصرفات التي تحدث خالٌ مراحٌ ال سيٌ ما يلي: إيدات األمواٌ في البنوك ثم سحبها وشاراِ أوراق مالياة مان البورصاة ثام بياع تلاك األوراقمر أخري ثم سحب األمواٌ. إيدات األمواٌ في البنوك ثم سحبها لتأسياألمواٌ. 45
د .حمدي عبد العظيم ،المرجع السابق ،ةفحة . 35
261
شركات وهمية ،ثم تصفية هذى الشركات ،وأخذ
إيدات األمواٌ في البنوك ثم سحبها لشراِ عقارات وأراهى ثم بيعها. -إيدات األمواٌ فى البنوك فى صور ودائع أو شهادات استثمار ثم االقتران بهمانها.
● ـ حكم غسٌ األمواٌ القذر في هوِ الشريعة اإلسالمية. لقااد حرماات الشااريعة اإلسااالمية مصااادر األمااواٌ القااذر ،وحيااٌ غساالها ،ألنهااا تقااع تحاات كبااائر الذنوب التي تمحق األرزاق وتهلك األمم والشعوب ،ولقد كان لإلسالم فهٌ السابق فاي محاربتهاا ،فقاد حرم اإلسالم ما يلي: زراعة وصناعة وتجار المخدرات. الب اِ والدعار وما في حكم ذلك. تجار الرقيق. التهرب من الرسوم والهرائب وإحداث خلٌ في السوق. الرشو والعموالت الخفية. -التربح من الوظيفة ومن عهوية المجال
النيابية.
است الٌ المناصب الحساسة لفرن إتاوات ومكو . -التجس
غير المشروت لإلهرار باألمم والشعوب.
السرقات واالختالسات واالبتزاز. -ال
التجاري واالتجار في السلع الفاسد والمحرمة.
التزوير في النقود والمستندات والوثائق والماركات والعالمات التجارية. المقامرات في أسواق البهاعة والماٌ العالمية وما في حكم ذلك من المعامالت الوهمية260
ويهاااف إلااى ذلااك ماان منظااور الشااريعة اإلسااالمية األنشااطة والتجااارات فااي الخمااور ،تربيااةالخنزير وبيع ،االتجار في أعهاِ الجسد ،المراهنات....
● ـ كيفية التخلي من األمواٌ القذر في هوِ الشريعة اإلسالمية. يطبق على األمواٌ القذر فق التخلي من الماٌ الحرام ،على النحو التالى: أوالً :البد من التوبة الصادقة من ذنوب اكتسااب األماواٌ القاذر واإليماان اليقاين باأن هاذا مان الكباائر، والعزم األكيد على عادم العاود إلاى مثاٌ هاذى األعمااٌ مار أخاري ال فاي الحاهار وال فاي المساتقبٌ، ويست فر الل عز وجٌ بنية خالصة وتبتٌ وتهرت أن يكفر الل عن . ثانيا :التخلي من األمواٌ القذر على النحو التالي:43 -أمواٌ قذر محرماة لاذاتها :تنفاق فاي وجاوى الخيار ولاي
بنياة التصادق ،ومثااٌ ذلاك األماواٌ
المكتسبة من المخدرات والخمور. أماااواٌ قاااذر محرماااة لوصااافها حياااث أخاااذت مااان مالكهاااا عناااو أو سااارا ً بااادون إذن مااانمالكها :ترد إلى مالكها إن وجادوا أو تنفاق فاي وجاوى الخيار إن لام ياتمكن االساتدالٌ علايهم ، ومثاٌ األمواٌ المسروقة والمختلسة وال
والتدلي .
أمااواٌ قااذر محرمااة لوصاافها ولكاان اكتساابت بطاارق غياار قانونيااة وغياار مشااروعة برهاااصاحبها :ترد إلى صاحبها أو تنفق في وجوى الخير. ويقوٌ الدكتور /يوسف القرهـاوي :أن الماٌ الحارام ال باد مان أن يتصارف فيا بأحاد تصارفات أربعة ،بحسب القسمة العقلية:43 – )9أن يأخذ هذا الماٌ الحرام ل أو لمن يعول ،وهذا ال يجوز. – )4أن يترك الماٌ الحرام ألعداِ اإلسالم ،وهذا ال يجوز. 46
د .محمد عبد الحليم عمر " ،مرجع سابق " ،ةفحة ،11-10بتصرف.
47
د .يوسف القرضاوي " ،فتاوى معاصرة " ،جة ، 4ةفحة .214-211
262
– )4أن يتخلي من الماٌ الحرام بإتالف أو حرق ،ولقد نهانا اإلسالم عن ذلك. – )2أن يصرف في مصارف الخير ،أي للفقراِ والمساكين واليتاامى وابان السابيٌ وللمؤسساات الخيرية اإلسالمية الدعوية واالجتماعية ،وهذا هو الوج المتعين. ويؤكد الدكتور /القرهـاوي على أن التخلي من الماٌ الحرام في مصارف الخير لي
مان بااب
الصدقة حيث يقاٌ " :إن الل طياب ال يقباٌ إال طيباا" ،إنماا هاو مان بااب صارف المااٌ الخبياث أو الحرام في مصرف الوحيد ،فهو هنا لاي متصادقاً ،ولكنا وسايط فاي توصايٌ هاذا المااٌ لجهاة الخيار، ويمكن أن يقاٌ :أنها صدقة من حائز الماٌ الحرام عن صاحب الماٌ ومالك . ويهيف الدكتور /القرهاوي ،أن الذي يتخلي من الماٌ الحرام بعاد التوباة واالسات فار ال يثااب ثواب الصدقة ،ولكن يثاب من ناحيتين أخريين هما: أن تعفف عن الماٌ الحرام ومن االنتفات ب لنفس بأي وج ،وهذا ل ثواب عند الل تعالى. أن كان وسيط خير فى إيصاٌ هذا الماٌ إلى وجوى الخير ،وهو مثاب على هذا إن شاِ الل .وخالصة القوٌ :يجب التخلي من األماواٌ القاذر الخبيثاة الحارام فاورا ً فاي وجاوى الخيار ولاي بنية الصدقة من ذلك الماٌ ،وذلك بعد التوباة واالسات فار والعازم األكياد علاى عادم العاود ،كماا يجاب
مهاعفة األعماٌ الصالحة ،ودليٌ ذلك قوٌ الل تبارك وتعاالى إالن من تااب وآمان وعماٌ عماال صااالحا ً ،فأولئااك يباادٌ اللا ساايئاتهم حساانات وكااان اللا غفااورا ً رحيماا ً ،وماان تاااب وعمااٌ صااالحا ً فإنا يتااوب إلااى اللا متابااا الفرقااان ،)39-30 :ويقااوٌ الرسااوٌ صاالى اللا عليا وساالم: "التائب من الذنب كمن ال ذنب ل " رواى الطبراني).
-نظر االقتصاد اإلسالمي إلى السوق اإلسالمية المشتركة ● ـ مفهوم وأهداف السوق اإلسالمية المشتركة: يعني مفهوم السوق اإلسالمية بأن وسيلة تتم بها المعامالت بين المسلمين بادون عوائاق أو قياود أو حواجز وفقا ألحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية ،بهدف تحقياق التكاماٌ االقتصاادي والتنمياة الشااملة ل مة اإلسالمية.
263
فاألمة اإلسالمية تشترك في وحد العقيد ووحد العبااد ووحاد القبلاة ووحاد الدساتور ووحاد وتتهاامن
المنهج ووحاد التااريخ ووحاد المصاالح ووحاد المصاير ،لاذلك يجاب أن تتحاد اقتصاديا.
كمااا أن هااذى األمااة تمتلااك كااٌ مقومااات الوحااد اإلقتصااادية ،ومنهااا عوامااٌ اإلنتاااج االقتصااادية والبشرية التى لو است لت إست الالً رشيدا ً فى هوِ أحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية لحققت للمسالمين الحيااا الطيبااة الرغااد فااى الاادنيا ،وألصاابحت القااو اإلقتصااادية درع اا ً منيع اا ً للمحافظااة علااى المساالمين وعلى وأموالهم وسيادتهم وعزتهم. إن المصالح المشتركة بين األمم قاطبة في الفكر االقتصاادي الوهاعي تادور فاي تلاك المصاالح الماديااة البحتااة ،أمااا المصااالح المشااتركة بااين الاادوٌ اإلسااالمية المساالمين فإنهااا مصااالح عقديااة أخالقيااة أخرجت للنا .
سلوكية بالدرجة األولى ،ف يرتنا على ديننا تدفعنا ألن نكون خير أمة
إن عقيدتنا وأخالقنا هي المصلحة العليا ،والدفات عن ديننا هو سابيلنا للبقااِ مرفاوعي الهاماات، وتمساكنا بوحاادتنا هااو الاذي يجباار العاادو والصااديق علاى احترامنااا ،فاانحن أماة قويااة بعقياادتها ،وشااامخة برسالتها ،ويجب أن نست ٌ كٌ عوامٌ القاو التاي منحهاا اللا لناا ومنهاا القاو االقتصاادية حتاى نحاافظ على هويتنا وحهارتنا ،وهذا لن يتم إال من خالٌ السوق
اإلسالمية المشتركة.
● ـ مجاالت السوق اإلسالمية المشتركة: سوف تحقق السوق اإلسالمية المشتركة التكامٌ والتنسيق في المجاالت اآلتية: -9حرية انتقاٌ البهائع والمنتجات والخدمات باين الادوٌ اإلساالمية ،وأن يعااد النظار فاي الحاواجز المصطنعة بينها .مع مراعا مزايا كٌ دولة في مجااٌ التخصاي اإلنتااجي ،ومناع المنافساة فيماا بينهم ،وتكون المنافسة مع الدوٌ الخارجة عن السوق من حيث السعر والجود . -4حرية انتقاٌ العمالة بين الدوٌ األعهاِ وتهيأ أسباب وظاروف العماٌ الحار ،وال يجاوز تفهايٌ وتش يٌ غير المسلم على المسلم ما لم توجد أسباب يجيزها الشرت في هذا األمر. -4حرياااة انتقااااٌ رؤو
األماااواٌ واساااتثمارها فاااى الااادوٌ اإلساااالمية فاااى هاااوِ صاااي اإلساااتثمار
اإلسالمى وفيما يحقق الخير للمسلمين. -2إيجاد صندوق نقد إسالمي ،وبنك استثمار إسالمي وهو موجود بالفعٌ.
264
● ـ موجبات إنشاِ السوق اإلسالمية المشتركة: لقد اهتم اإلسالم بسوق المسلمين ووهع الهوابط الالزمة لها ،ألنها أسا
االقتصاد واالعماار
الااذي تقااوم عليا المعااامالت الصااحيحة وعصااب الحيااا وشااريانها النااابن ..إن قيااام السااوق اإلسااالمية المشتركة عامالً رئيسيا ً فى تحقيق الوحد اإلسالمية المنشود ،وهاذا ماا قاام با رساوٌ اللا صالى اللا علي وسلم عندما هاجر من مكة إلى المدينة حيث بنى للمسلمين سوقاً. إن هااذا المطلااب لااي
عزياازا ً علااى أولياااِ األمااور المخلصااين لاادينهم والصااادقين فااي تحمااٌ
مسؤولياتهم تجاى بارئهم وأمتهم وتاريخهم ،واقتداِ برسولهم. إن السااوق اإلسااالمية المشااتركة هااى الجساار الااذي نعباار علي ا لتفااادي الخسااائر الفادحااة التااى ستصيبنا بعد أن وقعت البالد اإلسالمية النامية على اتفاقياة الجاات الدولياة ،إذ يجاب أن تتفاق علاى حاد أدنى من حرية التجار فيما بينها. وتأتى حتمية إنشاِ السوق اإلسالمية المشتركة من الموجبات اآلتية: -9إن هذا العصار هاو عصار التكاتالت ،والادوٌ اإلساالمية أحاري ماا تكاون إلاى التكتاٌ والوحاد خاصة فى مجاٌ اإلقتصااد ،لتقاف أماام الادوٌ واألحاالف األخاري موقاف الناد للناد للادفات عان مصالحها وتحقيق الرفاهية والرخاِ والكراماة لشاعوبها ..إن الوهاع الادولى المعاصار يفارن علااى الاادوٌ اإلسااالمية أن تتعاااون فيمااا بينهااا لتحااافظ علااى مصااالحها ألن االنعزاليااة أصاابحت خطرا ً محققا ً على أي دولة من الدوٌ مهما أوتيت من القو ومن االمكانات الطبيعية والبشرية. ومن هنا نشأت التكتالت والتجمعات على صعيد االتحاد فى دولة واحد ،كما هو الحااٌ بالنسابة للوالياات المتحاد األمريكياة ،أو التعااون باين دوٌ أورباا ال ربياة لتشاكيٌ وحاد شااملة ،أو باين دوٌ تجمعها رابطة الل ة مثٌ دوٌ الكومنولث أو الفرنكوفون ،وهذا التكتٌ فاى الميادان العاالمى هو من سنن الحيا ،ألن الهعف يكون عندما ال يتعاون اإلنسان ماع غيارى عندئاذ يكاون فريساة سهلة للقوي. -4حتميااة التهااامن اإلسااالمي بااين الاادوٌ اإلس االمية ،وقااد تاام عقااد أوٌ مااؤتمر قمااة إسااالمي فااي التاااريخ الحااديث فااي أيلااوٌ 9131م وتاام االتفاااق علااى إنشاااِ أمانااة عامااة للمااؤتمر اإلسااالمي، لمتابعاااة مقاااررات الماااؤتمر فاااي دورات انعقاااادى المتتابعاااة ،وأكاااد الماااؤتمر مجاااددا ً علاااى قياااام الحكومااات المشااتركة بالتشاااور سااوية ب اارن تعزياااز تعاااون وثيااق ومساااعد مشااتركة فاااي المجاااالت االقتصااادية والتقنيااة العلميااة والثقافيااة والروحيااة المنبثقااة ماان تعاااليم اإلسااالم الخالااد 265
لمصلحة المسلمين والبشرية جمعاِ .وتعتبر السوق اإلسالمية المشتركة رمزا ً لتطبياق قارارات هذا المؤتمر.
● ـ مقومات السوق اإلسالمية المشتركة: يهم العالم اإلساالمى أكثار مان 10دولاة منهاا :دوالً ذات دخاٌ مانخفن ،ودوالً ذات دخاٌ متوسااط ،ودوالً مرتفعااة الاادخٌ تتمثااٌ فااى مجموعااة الاادوٌ العربيااة البتروليااة الواقعااة فااى الخلاايج والجزياار العربيااة وليبيااا ،ويبل ا عاادد سااكان العااالم اإلسااالمى أكثاار ماان مليااار نساامة وثلااث وفق اا ً للتقديرات االحصائية الدولية عام 9110ويوجد بين هذى الدوٌ كٌ مقومات التكامٌ اإلقتصادي من أهمها ما يلى: -1توزيع الموارد الطبيعية فى الدوٌ اإلسالمية :يتسم العالم اإلساالمي بتراماي أرجائا المختلفاة شارقا ً وغرباً ،ومن ثم تنوت المناخ والتربة والتهاري وما يارتبط باذلك مان ثاروات طبيعياة أو ماوارد أولية فهناك الدوٌ اإلسالمية البترولياة والتاي يرتفاع فيهاا متوساط الادخٌ إلاى المساتويات العالمياة مثٌ الكويت واإلمارات العربية المتحد والسعودية وقطر والبحرين ،كما يوجد تفاوت واهح فاي توزيااع السااكان علااى مسااتوي الاادوٌ اإلسااالمية حيااث نجااد بعاان الاادوٌ مثااٌ إندونيساايا وباكسااتان وماليزيا ومصر وبنجالدي
وغيرها تعتبر مان الادوٌ مزدحماة الساكان ،بينماا توجاد دوٌ أخاري
مثٌ دوٌ الخليج والصوماٌ وموريتانيا قليلة السكان ،وهذا التنوت في الموارد الطبيعية يساعد فاي تحقيق التكامٌ بين الدوٌ اإلسالمية. كما يوجد داخٌ الدوٌ اإلسالمية الفحم وال از الطبيعي مثاٌ أف انساتان وباكساتان ،ودوٌ أخاري لديها الفوسفات والبن والكاكاو واأللومنيوم والنحا ،وبينما يوجد لدي بعن الادوٌ الماوارد الزراعياة والثاارو الحيوانيااة مثااٌ الصااوماٌ والسااودان وموريتانيااا ويوجااد الجااوت لاادي باانجالدي وباكسااتان، ويمتلك العالم اإلسالمي أكبر رقم من إنتاج البتروٌ العالمي ومعظم مصادر الطاقة ويمتلاك أيهاا ً أكبار احتياااطي عااالمي منهااا ،ويوجااد لدي ا العديااد ماان المااوارد األوليااة والخااام مثااٌ الاابن والشاااي والكاكاااو والمطاط والفوسفات والجوت والقطن والحديد والنحا
والذهب والما
واليورانيوم ،وينتج % 1مان
إنتاج العاالم مان ال ااز الطبيعاي ،و %49مان البتاروٌ واحتيااطي و ، %24و %30علاى التاوالي مان االحتيااااطي العاااالمي عاااام ،9121وهاااذا التناااوت فاااي الثاااروات الطبيعياااة يسااااعد فاااي تحقياااق التكاماااٌ االقتصادي بين الدوٌ اإلسالمية.
266
-2تنوت المناخ والنشاط االقتصادي :يؤدي تنوت الموارد الطبيعية وتنوت المناخ إلى تناوت مماثاٌ فاي النشاط االقتصادي داخٌ األمة اإلسالمية ،وهذا يمكنها مان تحقياق التكاماٌ والتنسايق بينهاا فتوجاد بعن الدوٌ تعتمد على النشاط الزراعي مثٌ السودان والعراق وسوريا ومصر ولبنان وفلساطين والصوماٌ نتيجاة وجاود األنهاار والعياون واعتاداٌ المنااخ ،ودوٌ يعتماد اقتصاادها علاى البتاروٌ والصيد مثٌ دوٌ الخلايج وتساتورد هاذى الادوٌ %20مان إجماالي االساتهالك مان السالع ال ذائياة والزراعية وغير الزراعية وتمتلك دولة واحد وهى الساعودية حاوالي 4/9المراعاى فاي الاوطن اإلسااالمي 21مليااون هكتااار) ،وكااذلك توجااد المراعااى فااي موريتانيااا والجزائاار والصااوماٌ والسودان والم رب ،وبالنسبة للدوٌ اإلسالمية التي ترتفع فيها نسبة مساهمة الصناعة في تحقياق الاادخٌ المحلااى تهااتم أساس اا ً بالصااناعات االسااتخراجية المتصاالة بااالنفط والتكرياار مثااٌ اإلمااارات العربية المتحد وليبياا والساعودية والكويات والجزائار ،فهاذا التناوت يعطاى قاو اقتصاادية ويوجاد مناخا ً للتكامٌ والتنسيق بينها. -4تااوافر عوامااٌ اإلنتاااج فااي الاادوٌ اإلسااالمية :يتااوافر لاادي الاادوٌ اإلسااالمية كااٌ عوامٌ عناصاار) اإلنتاج وتحليٌ ذلك على النحو التالي: أ) عنصر العمٌ :يبل عدد سكان العالم اإلسالمي أكثر من مليار وثلث نسمة ،ويبل معدٌ نمو السكان بهاااا % 411سااانوياً ،وتوجاااد قاااو عاملاااة كبيااار فاااي مختلاااف المجااااالت واألنشاااطة االقتصادية الحرفية في بعن الدوٌ ،وتعانى دوٌ أخري من نقاي الساكان وبالتاالي نقي القو العاملاة فاي كاٌ التخصصاات ،ويعماٌ نسابة كبيار مان القاو العاملاة فاي القطااات الزراعااي وتبل ا النساابة %30ماان إجمااالي العاااملين ،وتوهااح اإلحصاااِات الدولية أن %10من سكان الدوٌ اإلسالمية في سن العمٌ واإلنتااج أي ترتفاع نسابة العمالة في العالم اإلساالمي خاصاة فاي الادوٌ المزدحماة بالساكان ،وهاذا يمكنهاا مان تحقيق التنمية االقتصادية في الدوٌ اإلسالمية. ب) عنصر رأ
الماٌ :تعتبر الدوٌ اإلسالمية مان أغناى دوٌ العاالم فاي ماا لاديها مان رؤو
أماواٌ
ناتجااة عاان الثااروات النفطيااة مثااٌ دوٌ األوبااك) ،وتقاادر اسااتثمارات دوٌ الخلاايج العربااي خااارج الاادوٌ اإلسااالمية عااام 4000م نحااو 100مليااار دوالرا ً أمااا حجاام رؤو
األمااواٌ العربيااة فااي الخااارج فيقاادر بمااا يتااراوت بااين 9000 – 310مليااار
دوالر ،وحجم الودائع العربية في البنوك الدولية ال ربية أكثر مان 420ملياار دوالر يستثمر %41منها في صاور مشاروعات قصاير األجاٌ ..وبالنسابة للقارون مان 267
البنااوك العربيااة الدوليااة تشااير اإلحصاااِات التااى تنااازٌ هااذى القاارون المقدمااة إلااى الدوٌ العربية واإلسالمية ،ولاو اساتثمرت هاذى األماواٌ فاى الابالد اإلساالمية لحققات ظفر اقتصادية عالية. ج) عنصااار األرن :تبلااا حجااام األراهاااي الزراعياااة القابلاااة للزراعاااة نحاااو 9100ملياااون هكتاااار باإلهااافة إلااى الثااروات النفطيااة والمعدنيااة المتعاادد والمتنوعااة ..وتوجااد أراهااى إسااالمية صااحراوية وأخااري جبليااة يمكاان االسااتفاد منهااا فااي أنشااطة غياار زراعيااة لتخدم عملية التكامٌ االقتصادي بين الدوٌ اإلسالمية. د) عنصر التنظيم :يوجد في العالم اإلساالمي العدياد مان بياوت الخبار والمعاهاد واألكاديمياات العلمياة المتخصصااة ،ورجاااٌ األعماااٌ الااذين لااديهم الخباارات العمليااة أي أن عنصاار اإلدار والتنظيم متوفر ولكن ل سف يستعان ب يرى من الخبرات األجنبية. يتهااح ماان التحليااٌ السااابق أن مقومااات السااوق اإلسااالمية المشااتركة موجااود وخصوص اا ً إذا أهفنا إليها باٌ يقاع مقادمتها مقاوم القايم اإيمانياة واألخالقياة والسالوكية والعاادات اإلساالمية التاى تمثاٌ القاعد األساسية للوحد بين الدوٌ اإلسالمية.
● ـ معوقات إنشاِ السوق اإلسالمية المشتركة: لقد وهح أمامنا مان الصافحات الساابقة أن مقوماات إنشااِ ساوق إساالمية موجاود ولكان حتاى اآلن لم تنشأ وهذا يرجع إلى مجموعة من المعوقات من بينها ما يلي: -9التخلااف التقنااي لمعظاام الاادوٌ اإلسااالمية :ماان أهاام ساامات عااالم اليااوم هااو التقنيااة الحديثااة الااذي وصٌ إلي العديد من دوٌ العالم ،ونصيب الدوٌ اإلساالمية مان هاذا التفاوق هائيٌ جادا ً إذا ماا قي بما علي مان سابقنا فاي هاذا المهامار ،وأصابح المسالمون مساتهلكون إلنتااج هاذا العاالم، ولي لهم في سوي كونهم سوقا ً مفتوحة للعالم يست ٌ خيراتهم ويستنزف ثرواتهم .إن االفتناان من الشعوب المستهعفة بالشعوب القوياة يجعاٌ هاذى الشاعوب تتطباع بعاادات أولئاك ماا دامات بعياااد عمااان يأخاااذ بيااادها ويجنبهاااا أخطاااار ال يااار ويهاااديها ساااواِ السااابيٌ ،ولاااو أن الشاااعوب المستهعفة أخذت بأسباب التقدم وفى أولها التفوق في ميدان التقنياة ،وتتعااون ماع بعهاها ماع بعن ،وشكلت فيما بينها كتلة ثالثة لوقت نفسها ووقات اإلنساان شارا ً كبيارا ً ولاي مان مخارج ماان هااذا الواقااع المااؤلم إال بااالعود إلااى تعاااليم اإلسااالم بصاادق التعاااون المخلااي والعمااٌ علااى 268
التقريب فيما بين هذى الادوٌ الخاالف المصاطنع الاذي يوقاف حركاة التقادم واكتسااب الخبارات التي تتوافر عند بعهها دون بعهها اآلخر. إن البعد االقتصادي ،وبخاصاة الساعي إلاى إيجااد تعااون فاي هاذا المجااٌ هاو مان العناصار الهامااة التااي يجااب أن تكااون فااي مقدمااة اهتمامااات رؤساااِ الاادوٌ اإلسااالمية ،وساارعة وهااعها موهااع التنفيااذ لرفااع مسااتوي هااذى األمااة فااي جميااع المجاااالت ،ولحفااظ ثرواتهااا ماان الهاايات، والحيلولة دون وقوعها في أيد أجنبية تزيد من قوتهم وتزيد من هعفها وتخاذلنا. -4اخااتالف الاانظم السياسااية المطبقااة فااي الاادوٌ اإلسااالمية :إن تعاادد الاادوٌ اإلسااالمية واخااتالف األنظمة السياسية الساائد فاي معظمهاا والتبعياة للادوٌ األجنبياة ،وحااالت التاردي التاي وصالت إليها بعن العالقات الثنائية ،وعدم الرهوخ لصاوت الحاق للفصاٌ فيماا بينهماا عناد األزماات، واإلنفاااق الكبياار علااى التسااليح ،واسااتعماٌ السااالت أحيان اا ً فيمااا بينهااا وعاادم احتاارام المعاهاادات الجماعياااة والثنائياااة يعتبااار هاااذا مااان أبااارز العقباااات السياساااية أماااام تحقياااق التكاماااٌ والتنسااايق االقتصادي فيماا بينهاا ..إن األماة اإلساالمية فاى حاجاة ملحاة إلاى التهاامن والتشااور السياساى الااذي يساامو علااى هااذى الخالفااات ..وزياااد التعاااون المخلااي وتحقيااق مباادأ التكامااٌ والتنساايق االقتصادي فيما بين هذى الدوٌ الست الٌ امكاناتها فى مختلف مجاالت االساتثمار ،وبامتصااي اليد العاملة المدربة ،واألمواٌ الفائهة المجمد والثروات المعطلة. -4اخاااتالف الماااذاهب االقتصاااادية المطبقاااة فاااي الااادوٌ اإلساااالمية :تتخااابط الااادوٌ اإلساااالمية باااين االشتراكية وبين الرأسامالية وباين خلايط منهماا ،وال تطباق المانهج االقتصاادي اإلساالمي ،كماا تقع تلك الدوٌ همن مجموعة الدوٌ المتخلفة اقتصاديا ،ومن الادوٌ المنتجاة للماواد األولياة وال تسااتفيد ماان إنتاجهااا مباشاار وتحتاااج ألسااواق خارجيااة ،فتعمااد إلااى بيعا للاادوٌ الصااناعية وهااذا يجعٌ الدوٌ اإلسالمية م لوبة على أمرها وتابعاة للادوٌ المتقدماة التاي تسات ٌ خيراتهاا ..ومثاٌ ذلك دوٌ منظمة أوبك. -2وجود األنانية وتفهيٌ التعامٌ ماع غيار المسالمين أحيانااً :هنااك بعان الادوٌ اإلساالمية تعاي فااي ظااالٌ األنانيااة واالعتماااد علااى نفسااها ،كمااا أن الاابعن يفهااٌ التعامااٌ مااع الاادوٌ غياار اإلسالمية بدعوي الجود والتقدم ...وغير ذلاك وهاذا يقاف حجار عثار فاي سابيٌ إنشااِ الساوق اإلسالمية ،وال يعناى ذلاك أن الادوٌ اإلساالمية تساتطيع االسات ناِ تماماا ً عان غيرهاا ..ولكان ال
269
يجوز أن تكون دائما ً دوالً استهالكية إلنتاج غيرها وتقتصر هي علاى ماا يادخٌ عليهاا مان ثمان الموارد التي تستخرجهما من أرهيها بمجهود غيرها. وخالصاة القاوٌ :تعتبار الساوق اإلساالمية المشاتركة مان أهام وساائٌ التعااون الاذي هاو فاارن على المسلمي ن ،والسوق اإلسالمية من الموجبات الشرعية وفقاا للقاعاد :مان ال ياتم الواجاب إال با فهو واجاب ،ومان غاياتهاا الساامية دعام اقتصااد األماة اإلساالمية وتحقياق عزتهاا والمحافظاة علاى كرامتها. وتمتلك الدوٌ اإلسالمية كٌ مقومات السوق اإلسالمية المشتركة ،ولكن هنااك بعان المعوقاات
والمشكالت التي يمكن الت لب عليها إذا خلصت النوايا لتطبيق قوٌ الل تباارك وتعاالى " :إِن هَا ِذ ِى لون " األنبيااِ ،)14 :وقاوٌ الرساوٌ صالى اللا عليا وسالم: ألمت ل لك هم ألمةً َو ِ اح َد ً َوأَنَا َربُّ لك هم فَا هعبلد ِ "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعه بعها".
-الخالصة. ل قد تناولنا في هذا الفصٌ نظر االقتصااد اإلساالمي إلاى المشاكالت االقتصاادية العالمياة والتاي نثير جادالً باين أسااتذ االقتصااد بصافة عاماة ،ومان أهمهاا كيفياة التعاماٌ ماع غيار المسالمين فاي ظاٌ العولمااة والجااات والسااوق الشاارق أوسااطية واتفاقيااات الكااويز واإلغااراق وغسااٌ األمااواٌ والمقاطعااة االقتصادية والسوق العربية واإلسالمية المشتركة . ولقااد خلصاانا إلااى مجموعااة ماان األس ا
والسياسااات االقتصااادية تمثااٌ نظاار علماااِ االقتصاااد
اإلسالمي إلى هذى القهايا ،من أهمها -:
- يكاون الااوالِ واالنتماااِ فااي المعااامالت االقتصاادية للمساالمين والمااواطنين ماان غياار المساالمين ان يَاأ ه لم لرونَ مصاداقا ً لقولا تباارك وتعاالى َ :و هال لمؤه ِمنلاونَ َو هال لمؤه ِمنَااتل بَ هع ل ها له هم أ َ هو ِليَاا لِ بَ هع ٍ
ساولَ ل ِب هال َم هع لر ِ وف َويَ هن َه هونَ َع ِن ال لمن َك ِر َويل ِقي لمونَ الصال َ َويلؤه تلونَ الز َكا َ َوي ِلطيعلونَ الل َ َو َر ل ع ِزيز َح ِكيم ))39التوبة . )039 س َي هر َح لم له لم الل ل ِإن الل َ َ أ ل هولَئِ َك َ
271
- يجيز فقهاِ االقتصاد اإلسالمي التعامٌ مع غير المسلمين المسالمين ،ولكن طبقا ً ألحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية . - ال يجيز فقهاِ االقتصاد اإلسالمي التعامٌ مع غير المسلمين المحاربين إالن عند الهرور المعتبر شرعا ً ذات العالقة بمقاصد الشريعة اإلسالمية . - هناك مخاطر عديد على اقتصاد الدوٌ العربية واإلسالمية من العولمة والجات ونحوها ، وال يمكن الحد منها إال من خالٌ تقوية وتنمية وزياد المعامالت االقتصادية البينية بينها والتي تقود إلى السوق المشتركة بينهم . - ال تجيز الشريعة اإلسالمية سياسة االحتكار واإلغراق وغسٌ األمواٌ ،وكٌ صي أكٌ أمواٌ النا
بالباطٌ لذلك يجب الحذر الشديد منها .
- نجا اقتصاد األمة اإلسالمية من الهيمنة العالمية مرهون بإقامة السوق العربية واإلسالمية ن ِإال ت َ هف َعللوىل ت َ لكن فِتهنَة فِي المشتركة ،وصدق الل القائٌ ( َوالذِينَ َكفَ لروا َب هع ل ه له هم أ َ هو ِل َيا لِ َب هع ٍ س ِبي ٌِ الل ِ َوالذِينَ َآو هوا األ َ هر ِ ساد َكبِير َ )34والذِينَ آ َمنلوا َوهَا َج لروا َو َجا َهدلوا فِي َ ن َوفَ َ ص لروا أ ل هولَئِ َك له لم ال لمؤه ِمنلونَ َحقا ًّ ل لهم م ه ِف َر َو ِر هزق َك ِريم َ )32والذِينَ آ َمنلوا ِم هن بَ هع لد َونَ َ ب الل ِ ِإن َوهَا َج لروا َو َجا َهدلوا َم َع لك هم فَأ ل هولَئِ َك ِمن لك هم َوأ ل هوللوا األ َ هر َح ِام بَ هع ل ه له هم أ َ هولَى بِ َب هع ٍ ن فِي ِكتَا ِ ع ِليم ) )31األنفاٌ . )31 -34 الل َ ِب لك ِنٌ َ ش هيٍِ َ
الفصٌ التاسع 270
مقومات ومحددات التطبيق المعاصر لالقتصاد اإلسالمي
المحتويات تقديم . تطبيق االقتصاد اإلسالمي في صدر الدولة اإلسالمية . محاااوالت الحركااات اإلسااالمية المعاصاار فااي تطبيااق االقتصاااداإلسالمي . مقومات التطبيق المعاصر لالقتصاد اإلسالمي. معوقات التطبيق المعاصر لالقتصاد اإلسالمي. -نماذج معاصر من تطبيقات االقتصاد اإلسالمي .
خطة مشروت) تطبيق االقتصاد اإلسالمي . المستقبٌ لالقتصاد اإلسالمي. -الخالصة
272
الفصٌ التاسع
مقومات ومعوقات التطبيق المعاصر لالقتصاد اإلسالمي -تقديم. اإلسالم منهج شامٌ لكافة جواناب الحياا ،عقياد وشاريعة ،عباادات ومعاامالت ،ديان ودولاة يمزج بين المادية والروحانية في إطار متوازن ،صالح للتطبيق في كٌ زمان ومكان ،ال يحدى عصار وال قطر ألن دين الفطر السوية. كمااا أن الشااريعة اإلسااالمية تجمااع بااين الثبااات والمرونااة ،ثبااات القواعااد األصااولية الكليااة ، ومرونة الفروت والتفصيالت والوساائٌ واإلجاراِات ،وهاذا ينطباق تماماا ً علاى االقتصااد اإلساالمي ، حيث يقوم على مجموعة من القواعد والهوابط الشرعية التي تمثٌ الثوابات ،كماا يتسام بالمروناة مان حيث أساليب ووسائٌ وأدوات وإجراِات التطبيق ليتواِم مع ظروف كٌ زمان ومكان. ولقد مرت تطبيقات االقتصاد اإلسالمي بحاالت مختلفة منذ تأسي
الدولة اإلسالمية في المديناة
المنور وحتى اليوم ،كما أن هنااك محااوالت معاصار فاي بعان الادوٌ اإلساالمية لتطبيقا وظهارت بعاان النماااذج العمليااة لااذلك منهااا علااى ساابيٌ المثاااٌ :المصااارف اإلسااالمية ،وشااركات االسااتثمار اإلسالمي ،وشركات ومؤسسات التأمين والتكافٌ اإلساالمي ،ومؤسساات الزكاا ،ومؤسساات الوقاف وونحاو ذلاك ،كمااا قامات بعاان الكياناات االقتصااادية والمالياة التقليديااة بمحاولاة تطبيااق بعان الصااي والمنتجات االقتصادية والمصرفية اإلسالمية . وعلااى المسااتوي القااومي ،حاولاات بعاان الاادوٌ تطبيااق االقتصاااد اإلسااالمي نساابيا ً مثااٌ :دولااة السودان ،ودولة ماليزيا ،ودولة باكستان ،وغير ذلك ،ولقد حقق بعهاها نجاحاا ً فاي بعان الجواناب وأخفق في بعهها ،وما زالت الجهود متواصلة في أقطار األمة العربية واإلسالمية. ويهدف هذا الفصٌ بتنااوٌ تقيايم محااوالت التطبياق المعاصار لمفااهيم وأسا
ومعاايير ونمااذج
االقتصاد اإلسالمي مع التركيز على :المقومات والمحددات والمعوقات والنماذج واآلفاق . والمقاصد المنشود هاي دعام ودفاع عجلاة التطبياق لاتعم جمياع المجااالت واألقطاار حتاى تكاون الهيمنة لالقتصاد اإلسالمي . 273
-تطبيق االقتصاد اإلسالمي في صدر الدولة اإلسالمية. االقتصاد اإلسالمي موجود منذ صدر الدولة اإلسالمية والذي أرسى أسس وقواعدى رسوٌ اللا صلى الل علي وسلم ومن ساروا على هدي ونهج ،فعلى سابيٌ المثااٌ وهاع رساوٌ اللا صالى اللا علي وسلم أس
المعامالت االقتصادية والمالية القائمة على القيم اإليمانياة واألخالقياة ومنهاا :الخشاية
ماان الل ا واستشااعار مراقبت ا واإليمااان بالمحاساابة األخرويااة ،والصاادق واألمانااة والتسااامح والقناعااة واألخااو والحااب ،وتحااريم الربااا وال ا والمقامر والمنابذ والنج
واالحتكااار واالكتناااز واالساات الٌ والجشااع وال اارر والجهالااة
والعينة وكٌ ما يؤدي إلى أكٌ أمواٌ النا
بالباطٌ ،فتروي كتاب الساير
بعااد أن فاارغ رسااوٌ الل ا صاالى الل ا علي ا وساالم ماان بناااِ المسااجد فااي المدينااة آخااى بااين المهاااجرين س السوق لتكون أساسا ً للمعامالت االقتصادية اإلسالمية. واألنصار وأ ن ويعتبااار فقااا المعاااامالت هاااو الدساااتور االقتصاااادي اإلساااالمي ،وهاااو شاااامٌ للقواعاااد الكلياااة االقتصادية ولقد سار المسلمون على هذا الدستور في معاامالتهم والتاي انتشارت فاي جمياع بقاات العاالم وطبقها كذلك غير المسلمين ،وظٌ الحاٌ على ذلك حتى جاِ أعداِ اإلسالم إلى ديار المسلمين وبادنلوا نعمااة الل ا كفاارا ً وحلااوا ال انظم االقتصااادية الوهااعية محااٌ النظااام االقتصااادي اإلسااالمي ،فعلااى ساابيٌ المثاٌ أل وا نظام االساتثمار اإلساالمي وأحلاوا محلا النظاام الرباوي ،وأل اوا نظاام زكاا المااٌ وحلاوا محل نظام الهرائب ،وأل وا نظام التكافٌ االجتمااعي وحلاوا محلا نظاام التاأمين وهكاذا .........ولقاد تلو ج ذلك بإل اِ الخالفة اإلسالمية وتطبيق العلمانية التي تنادي بالفصٌ بين الدين والدولة وتقناين الرباا والهرائب والتأمين وغير ذلك من النظم االقتصادية الوهعية . ومن يدر ويحلٌ النظم االقتصادية المطبقة فاي الادوٌ اإلساالمية اآلن تجادها تساير فاي الانهج االشتراكي أو الرأسمالي أو خليط منهما معا ً ،وكٌ هذا يسير على أساا الفصاٌ باين االقتصااد والقايم اإليمانية واألخالقية ،وانتشرت المفاهيم العلمانية ومنهاا :دت ماا لقيصار لقيصار وماا للا للا وال اياة تبرر الوسيلة ،والدين لل والوطن للجميع ،وترتب على ذلك التخلف والحيا الهانك ومحاق البركاة ، وهذا ظاهر وجلي في معظم الدوٌ العربية واإلسالمية.
-محاااااوالت الحركااااات اإلسااااالمية المعاصاااار فااااي تطبيااااق االقتصاااااد اإلسالمي . لقاد ظهاارت مجموعاة ماان الحركاات اإلسااالمية فااي أوائاٌ الثالثينااات لتاذكر المساالمين بشاامولية اإلسالم وأن دين ودولة ،ومصحف وسيف ،وشعائر وشرائع ،ويجب على الدولة أن تتخذ مان الادين 274
سندا ً في كٌ شيِ ،وقامت هذى الحركات بتأسي
العديد من الكيانات االقتصادية اإلساالمية التاي تلتازم
بالقواعد واألحكام الشرعية ،كما قامت بدور كبير في تطبيق مفاهيم وأس
ونظام االقتصااد اإلساالمي
...إلى أن اندلعت الثورات السياسية في بعان البلادان العربياة وأل ات تلاك المفااهيم واألسا
وطبقات
المفاااهيم األسا ) االشااتراكية والرأساامالية االقتصااادية والتااي سااببت الكساااد والتخلااف فااي معظاام تلااك البلدان ونهبت خيراتها بواسطة أعداِ اإلسالم . ثاام ظهاارت الصااحو اإلسااالمية ماار أخااري فااي أوائااٌ الساابعينات فااي جميااع البلاادان العربيااة واإلسالمية وامتدت إلى مجاٌ االقتصاد والمعامالت وكان من أبرز معالمها في هذا الشأن مايلي: - اهتمام الدعا والعلماِ باالقتصاد اإلسالمي والدعو إلي . - زياد عدد البحوث والدراسات في مجاٌ الفكر االقتصادي اإلسالمي بفروع المختلفة وإنشاِ جمعيات ومراكز لالقتصاد اإلسالمي . - تدري
االقتصاد اإلسالمي وفروع في عديد من الجامعات العربية واإلسالمية وإنشاِ أقساام
ومعاهد وكليات متخصصة في ذلك . - إصدار مجالت متخصصة في االقتصاد اإلسالمي . - تنظيم ندوات ومؤتمرات وملتقيات لالقتصاد اإلسالمي . - انتشار المؤسسات والشركات االقتصادية والمالية اإلسالمية ومنها على سبيٌ المثاٌ-: -المصارف والبنوك اإلسالمية .
مؤسسات وهيئات التأمين اإلسالمي . شركات ودور االستثمار اإلسالمي . -صناديق االستثمار اإلسالمي .
إنشاِ هيئات ومجامع متخصصة في فق االقتصاد اإلسالمي .ولقد تميزت هذى الفتر بالتطبيق بجانب التنظير.
-مقومات تطبيق االقتصاد اإلسالمي -: من أهم مقومات التطبيق المعاصر لالقتصاد اإلسالمي ما يلي-: أوالً :مقوم المجتمع االقتصادي اإلسالمي . 275
ثانيا ً :مقوم الحكومة المسئولة عن تطبيق االقتصاد اإلسالمي . ثالثا ً :مقوم العنصر البشري الذي يتولى كافة شئون تطبيق االقتصاد اإلسالمي. وسوف نتناوٌ هذى المقومات بشيٍِ من التفصيٌ في البنود التالية .
أوالً :مقوم المجتمع االقتصادي اإلسالمي . يتطلب تطبيق االقتصاد اإلسالمي وجاود المجتماع الاذي يفهام أفارادى اإلساالم كعقياد وشاريعة ، ولدي الحافز والادافع والباعاث والتهاحية لتطبياق شاريعت بصافة عاماة ،وهاوابط وقواعاد االقتصااد اإلسالمي بصفة خاصة ،المجتمع الذي يوقن أفرادى أن في تطبيق االقتصاد اإلسالمي مناافع اجتماعياة واقتصادية وسياسية ،وقبٌ ذلك هو جزِ من تطبيق الشريعة وهو عباد ربانية. ويجااب أن يتااوافر فااي أفااراد هااذا المجتمااع مجموع اة ماان القاايم واألخااالق والثقافااة االقتصااادية
اإلسالمية ما تهيئ على التطبيق ،وهذا ما يطلق علي "الحا
والسالوك االقتصاادي اإلساالمي" ،
ووجاد ولن يتحقق ذلك إالن من خالٌ التربية والثقافة والتدريب ،فإذا لوجد الفرد االقتصادي اإلسالمي ،ل اارج قيااادات االقتصاااد البياات االقتصااادي اإلسااالمي ،لوجااد المجتمااع االقتصااادي اإلسااالمي ومناا ت َ هخ ل اإلسالمي المسئولة عن التطبيق . وكان هذا هو منهج رسوٌ الل صالى اللا عليا وسالم قباٌ إنشااِ الساوق اإلساالمية فاي المديناة حيااث اهااتم ببناااِ المجتمااع عقااديا ً وأخالقياا ً ،ثاام بعااد ذلااك بنااى للمساالمين سااوقا ً يتعاااملون فيهااا وفااق فقا المعااامالت ،وقااام بنفس ا باإلشااراف علااى األسااواق ليطماائن ماان سااالمة التطبيااق ،وسااار علااى نهج ا الخلفاِ الراشدين من بعدى . وتعاني المجتمعات اإلسالمية اآلن من العديد من المشكالت التي قد تقف حجر عثار فاي مجااٌ تطبيق االقتصاد اإلسالمي منها على سبيٌ المثاٌ ما يلي -: جهٌ معظم الشعوب بالشريعة اإلسالمية وباالقتصاد اإلسالمي . االنبهار بالفكر االقتصادي الوهعي سواِ كان ليبراليا َ أو شيوعيا ً أو اشاتراكيا ً أومتذبذبا ً بين هذا أو ذاك .
276
تقصير علماِ االقتصاد اإلسالمي ودعات في التوعية عن االقتصاد اإلسالمي من خالٌوسائٌ اإلعالم المعاصر المتاحة. انحراف بعن الجماعات والحركات اإلسالمية عن الفكر اإلسالمي السليم وتشاويصور اإلسالم أمام النا
على اختالف فئاتهم ،وهذا أدي إلى صدود الناا
عان قباوٌ
كٌ ما هو إسالمي ،وبالتالي رفن المشروت االقتصادي اإلسالمي . اإلعالم الموج هد اإلسالم والمسلمين من قبٌ األعداِ وهذا أدي إلى معوقات لادعوالمجتمع نحو االقتصاد اإلسالمي . وفي هذا المقام يجب على العلمااِ والادعا وأسااتذ االقتصااد اإلساالمي باذٌ الجهاود مان حياث تنمية الاوعي االقتصاادي اإلساالمي فاي المجتماع وذلاك مان خاالٌ السابٌ والوساائٌ المختلفاة ومنهاا ماا يلي-: تطوير المناهج التعليمية بما يخدم قهية تطبيق االقتصاد اإلسالمي .
تطبيق منهج التدرج والتيساير الاذي قااٌ فيا رساوٌ اللا صالى اللا عليا وسالم ":يسارواوال تعسروا وبشروا وال تنفروا ".....رواى مسلم والبخاري وأحمد). تطوير مناهج تنمياة وعاي المجتماع نحاو قباوٌ فكار تطبياق االقتصااد اإلساالمي فاي هاوِاألساليب المعاصر . -تجنب المسائٌ الفرعية موهع الخالف ،والبدِ في تنمية وعي المجتمع في المسائٌ الكلية.
ثانيا ً :مقوم الحكومة المسئولة عن تطبيق االقتصاد اإلسالمي . من موجبات تطبيق االقتصاد اإلسالمي وجود الحكومة التي لديها الحافز والدافع والباعث علاى التطبيااق لمااا لهااا ماان الساالطات والسااياد وبمااا يمكننهااا ماان ساان القااوانين وإصاادار القاارارات واللااوائح
التنفيذيااة ذات العالقااة باالقتصاااد اإلسااالمي ،ودليااٌ ذلااك ماان القاارآن الكااريم قااوٌ الل ا عااز وجااٌ : ن أَقَا لموا الصال َ َوآت َ لوا الز َكا َ َوأ َ َم لروا ِب ه ان اال َم هع لر ِ الذِينَ ِإن مكنا له هم ِفي األ َ هر ِ وف َونَ َه هاوا َ ع ِ 277
ور الحج ،)29:والدليٌ من السنة النبوية قوٌ رسوٌ الل صلى الل علي ال لمن َك ِر َو ِلل ِ َ عاقِبَةل األ ل لم ِ وساالم " :كلكاام رات وكلكاام مساائوٌ عاان رعيتاا ،فاإلمااام راتٍ ومساائوٌ عاان رعيتاا
......الحديث " رواى البخاري ومسلم) ،ويقوٌ عثمان بن عفان فاي هاذا المقاام " :إن اللا ليازت بالسلطان ما لم يزت بالقرآن" . والدليٌ من التراث اإلسالمي ،هو قيام سيدنا رسوٌ الل صلى الل علي وسلم عمليا ً باإلشاراف
على اقتصاد الدولة ،فقد لر ِو َي أن قاٌ لمعاذ بن جبٌ حين أرسل إلى اليمن " :إني أبعثك إلى أهٌ كتاب ،فادعهم إلى شهاد أن ال إل إال الل ،فإن أجاابوك إلاى ذلاك فاأعلمهم أن علايهم خم صلوات في كٌ يوم وليلة ،فإن أجابوك إلى ذلك فأعلمهم أن عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم " رواى مسلم) ،ويستنبط من هذا الحديث التسلسٌ فاي التطبياق : العقيد ثم الزكا وهي ركن من تطبيق شرت الل ،كما ورد أن رسوٌ الل صالى اللا عليا وسالم مار
بطعام وقد حسن صاحب ،فأدخٌ يدى في فإذا هو مبلاوٌ ،فقااٌ صالى اللا عليا وسالم " :مان غشانا عديد . )42 فلي مننا " رواى أبو داود) ،والنماذج التطبيقية في هذا المقام ويالحظ أن بعن الحكومات العربياة واإلساالمية تقاف حجار عثار فاي سابيٌ تطبياق االقتصااد اإلسالمي ،وهم على ثالث فئات على النحو التالي -: حكام يؤمنون بتطبياق االقتصااد اإلساالمي ولكان يخاافون مان الادوٌ الكباري المهيمناة علاىشااعوبهم ،مااثالً يقااوٌ أحااد الحكااام " :ماااذا أقااوٌ ألمريكااا ؟" ،ويجااب علااى هااؤالِ أن ال يخشون إال الل الذي سوف يسألون أمام يوم القيامة ،ودليٌ ذلك قوٌ الل تباارك وتعاالى
ساو ٌِ َو لهام بَا َد لِو لك هم أَو ٌَ َمار ٍ :أَالَ تلقَاتِللونَ قَ هوما ً ن َكثلوا أ َ هي َمانَ له هم َو َه ُّماوا ِباإ ِ هخ َراجِ الر ل شا هاونَ له هم فَالل ا ل أ َ َحا ُّ شا هاوىل ِإن لكن اتلم ُّمااؤه ِم ِنينَ التوبااة ، )94:وقول ا ساابحان اق أَن ت َ هخ َ أَت َ هخ َ اخش هَاو له هم فَازَ ا َد له هم إِي َماناا ً وتعالى :الذِينَ قَا ٌَ لَ له لم النا ل إِن الناا َ قَا هد َج َمعلاوا لَ لكا هم فَ ه س هسا له هم الو ِكي لٌ )934فَانقَلَبلوا بِنِ هع َما ٍة ِ نمانَ اللا ِ َوفَهها ٌٍ لا هم يَ هم َ َوقَاللوا َح هسبلنَا الل ل َونِ هع َم َ ه ٌٍ َع ِظ ٍيم ِ )932إن َما َذ ِل لك لم الش هي َ ط ل ف سوِ َواتبَعلوا ِره َهوانَ الل ِ َوالل ل ذلو فَ ه ل ان يلخ ن َِو ل ون ِإن لكنتلم ُّمؤه ِم ِنينَ )931آٌ عمران) . أ َ هو ِل َيا َِىل فَالَ تَخَافل َو له هم َوخَافل ِ حكااام يؤمنااون بتطبيااق االقتصاااد اإلسااالمي ،ويبااذلون الجهااد قاادر االسااتطاعة ولكاانبهدوِ وفي الخفاِ وعلى استحياِ ،ويأخذون بمانهج التقياة والتادرج ،ولقاد حققات جهاودهم 28
-دكتور حسين شحاتة " ،االعجاز االقتصادي في هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم " ،دار النشر للجامعات ،مصر .
278
العديد من الثمرات والنتائج ،وربما يشهد العالم حصاد جهودهم اآلن مثٌ إنشااِ المصاارف والمؤسسات المالية اإلساالمية ومؤسساات الزكاا والوقاف ،وينطباق علايهم قاوٌ اللا
عاز
ن أَقَااا لموا الصااال َ َوآتَا لاوا الز َكااا َ َوأ َ َما لاروا وجااٌ :ال اذِينَ ِإن مكنااا له هم فِااي األ َ هر ِ عاقِبَةل األ ل لمورِ الحج . )29: بِ هال َم هع لر ِ وف َونَ َه هوا َع ِن ال لمن َك ِر َو ِلل ِ َ حكاام ال يؤمناون بتطبيااق االقتصااد اإلسااالمي ،إماا جهاالً أو تجاااهالً ،أو جحاودا ً أو إنكااارا ًويبررون مواقفهم بحجج واهية ،وينطبق علايهم قاوٌ اللا تباارك وتعاالى :
َ و ِمانَ
النا ِ َمن َيقلو لٌ آ َمناا ِباللا ِ َو ِب ه اآلخ ِار َو َماا لهام ِب لماؤه ِم ِنينَ ))2يلخَاا ِدعلونَ اللا َ اال َي هو ِم ِ س له هم َو َما يَ هشعل لرونَ )1فِي قلللوبِ ِهم م َرن فَازَ ا َد له لم َوالذِينَ آ َمنلوا َو َما يَ هخ َدعلونَ إِال أَنفل َ الل ل َم َرها ً َولَ له هم َعا َذاب أ َ ِلايم بِ َماا َكاانلوا يَ هكا ِذبلونَ َ )90و ِإ َذا قِيا ٌَ لَ لها هم الَ ت ل هف ِسادلوا فِاي ن قَاللوا ِإن َما ن هَح ل صا ِل لحونَ )99أَالَ ِإن لها هم لها لم ال لم هف ِسادلونَ َولَ ِكان ال يَ هشاعل لرونَ ان لم ه األ َ هر ِ سفَ َها لِ أَالَ ِإن لها هم لها لم َ )94و ِإ َذا ِقي ٌَ لَ له هم ِآمنلوا َك َما آ َمنَ النا ل قَاللوا أَنلؤه ِم لن َك َما آ َمنَ ال ُّ سفَ َها لِ َولَ ِكن ال يَ هعلَ لمونَ )94البقر ) وقولا عاز وجاٌ َ :والاذِينَ َكفَ لاروا فَت َ هعساا ً ال ُّ اك بِااأَن له هم َك ِر لهااوا َمااا أَناازَ ٌَ اللا ل فَااأ َ هحبَ َ ط أ َ هع َمااالَ له هم )1 هااٌ أ َ هع َمااالَ له هم َ )2ذ ِلا َ ل لها هم َوأ َ َ محمد) . ويجااب علااى العلماااِ والاادعا بااذٌ الجهااود المشااروعة إلقنااات تلااك الحكومااات لتطبيااق االقتصاااد اإلسالمي ،وذلك بالحكمة والموعظة الحسنة وفقا ً لخطط استراتيجية ،ويكون ذلك من خالٌ ما يلي: إصدار القوانين الالزمة لتطبيق االقتصاد اإلسالمي على مستوي الدولة. إصدار اللوائح التنفيذية الالزمة لتطبيق القوانين االقتصادية اإلسالمية. إنشاِ األجهز التنفيذية التي تشرف على تطبيق االقتصاد اإلسالمي . إنشاِ األجهز الرقابية لتطبيق االقتصاد اإلسالمي . -التربية والتوعية على تطبيق االقتصاد اإلسالمي .
ثالثا ً :مقوم العنصر البشري الذي يتولى كافة شئون تطبيق االقتصاد اإلسالمي . ال يمكاان تطبيااق االقتصاااد اإلسااالمي باادون العنصاار البشااري الااذي يتااولى كافااة المهااام التنفيذيااة ويعمٌ في األجهز التشريعية والتنفيذية على المستوي القومي وعلى المستوي الخااي ،فهام الحارا على س المة التطبياق ،وإنهام بمثاباة القلاب للجساد ،إذا صالح صالح ساائر الجساد كلا ،وإذا فساد فساد الجسد كل كذلك الوهع بالنسبة لالقتصاد اإلسالمي ،إذا صلح العامٌ على تطبيق االقتصاد اإلساالمي 279
صلح التطبيق ،وإذا فسد ،فسد التطبيق ،والدليٌ على ذلك من التطبيق المعاصر لالقتصااد اإلساالمي ،إذا فسد العامٌ في المصارف اإلسالمية ولم يلتزم بتنفيذ العقود الشرعية ،فسد التطبيق تماما ً وتعامٌ بالربا. وماان أهاام المواصاافات الواجااب توافرهااا فااي العاااملين علااى تطبيااق االقتصاااد اإلسااالمي كمااا استنبطها العلماِ ما يلي -:)41 – )9القاايم اإليمانيااة :إستشااعار أن عمل ا عباااد ورسااالة وأن ا مسااتخلف ماان الل ا علااى تطبيااق هوابط وقواعد االقتصاد اإلسالمي. – )4القيم األخالقية :فال اقتصااد إساالمي بادون أخاالق ،وأن االلتازام بهاا هاو منااط التطبياق السليم . – )4المعرفااة بفق ا االقتصاااد اإلسااالمي :ألن مناااط التطبيااق هااو االلتاازام بالهااوابط الشاارعية للمعامالت االقتصادية ،وبدون ذلك ال يوجد اقتصاد إسالمي . – )2الحنكااة والخباار والكفاااِ فااي إدار أمااور وشاائون التطبيااق ،أي المهااار فااي الجوانااب العملية للتطبيق وال سيما فيما يتعلق بأحواٌ كٌ زمان ومكان . – )1القدر على المحافظة على األصالة والمقدامية والرياد في استخدام األساليب الفنية. ومن متطلبات إيجاد العنصر البشري الالزم لتطبيق االقتصاد اإلسالمي ما يلي-: التربية اإلسالمية وكذلك التربية االقتصادية اإلسالمية. وجود مناهج تعليمية تتهمن فيما تتهمن علوم االقتصاد اإلسالمي . -إنشاِ مراكز تدريب متخصصة في مجاٌ االقتصاد اإلسالمي .
تعقيب على مقومات تطبيق االقتصاد اإلسالمي يتبين من الفقرات السابقة أن هناك ثالثة محاور رئيسية يقوم عليها تطبيق االقتصااد اإلساالمي وهي :المجتمع والحكومة والعامٌ علاى التطبياق ،ويجاب أن يكاون باين هاذى المحااور تارابط وتفاعاٌ وتكامٌ وفقا ً ألحكام ومبادئ االقتصاد اإلسالمي الدساتور االقتصاادي اإلساالمي ) ،وتعماٌ ساويا ً وفقاا ً لمجموعة من األدلة والنظم واللوائح التنفيذية ،كما يجب أن تأخذ بمنهج المعاصر فاي اساتخدام السابٌ
29
-لمزيد من التفصيل يرجع إلى الفصل الرابع من هذا الكتاب بعنوان :التربية االقتصادية اإلسالمية .
281
واألساااليب واألدوات العلميااة المعاصاار فالحكمااة هااالة المااؤمن أينمااا وجاادها فهااو أحااق النااا
بهااا ،
وبذلك يجمع التطبيق بين األصالة والمعاصر .
-معوقات التطبيق المعاصر لالقتصاد اإلسالمي . طريااق التطبيااق المعاصاار لالقتصاااد اإلسااالمي لااي
مفروش اا ً بااالورود ،ولكاان في ا العديااد ماان
المحددات والمعوقات التي يجب التصدي لها من أهمها -:
أوالً :االختالف بين فقهاِ االقتصاد اإلسالمي في بعن المسائٌ من السنن الكونية تفاوت العقوٌ واألفهام ،ويترتب علاى ذلاك إخاتالف االساتنباط واالساتقراِ ،
ن َو ه وهذى آية من آيات الل عز وجٌ ،فهاو القائاٌ َ :و ِم ه ان آيَاتِا ِ خ هَل ل الف اق السا َم َوا ِ ت َواأل َ هر ِ اخاتِ ل أ َ هل ِسنَتِ لك هم َوأ َ هل َوانِ لك هم ِإن فِي َذ ِل َك آليَا ٍ ت ِلن هلعَا ِل ِمينَ ، )44ولكن الل سبحان وتعالى حفظ اإلساالم فاي أصااوٌ العقيااد والعباااد وكليااات الشااريعة اإلسااالمية وقواعاادها العامااة ،حيااث هناااك نصااوي قطعيااة الثبااوت والداللااة ال مجاااٌ لالخااتالف عليهااا ،وإنمااا االخااتالف فااي الفرعيااات ،ويااري العلماااِ أن هااذا االختالف أمر البد من بٌ هو من محاسن الشريعة ويدٌ على يسرها وسعة أحكامها ،وفي هاذا المقاام يقااوٌ رسااوٌ اللا صاالى اللا عليا وساالم " :أصااحابي كااالنجوم بااأيهم اقتااديتم اهتااديتم" ،ويقااوٌ بعاان الحفاظ " :اختالف الفقهاِ رحمة " . وياري الشايخ مناات القطااان " ،أن االخاتالف فاي الفاروت ال مندوحااة عنا ،ماا دام مساتندا ً إلااى وج من وجوى االستدالٌ ولي
تزكية لهوي النف
والتعصب" .
وفااي مجاااٌ االقتصاااد اإلسااالمي هناااك قواعااد كليااة عامااة قطعيااة الثبااوت والداللااة ،وال خااالف عليهااا بااين العلماااِ ،ولقااد تاام بيانهااا تفصاايالً فااي الفصااٌ الثالااث ماان هااذا الكتاااب " الهااوابط الشاارعية للمعامالت المالية " ،وهناك فرعيات تختلف من زمان إلى زمان ومن مكان إلى مكان ،فاال باأ
مان
االختالف حولها واالجتهاد في المسائٌ التي ليست فيها نصوي قطعية الثبوت. وتأسيسا ً على التأصيٌ الفقهي السابق ال يعتبار االخاتالف باين فقهااِ االقتصااد اإلساالمي معوقاا ً في مجاٌ التطبيق فاي مجااٌ الفرعياات واإلجاراِات التنفيذياة والوساائٌ واألدوات ،باٌ يمثاٌ المروناة 280
والسااعة والتيسااير ،كمااا يساااعد فااي االنتفااات ماان وسااائٌ التقنيااة الحديثااة فااي المعااامالت االقتصااادية المعاصر . ولقد كان إلنشاِ مجامع ومراكز وهيئات ومؤسسات الفق اإلساالمي العالمياة وإصادارها العدياد من الفتاوي في قهايا المعامالت االقتصادية المعاصر دورا ً هاماا ً فاي مجااٌ التطبياق علاى المساتوي العالمي.
ثانيا ً :األمية االقتصادية اإلسالمية لقد استطات ال رب وأعاداِ المسالمين أن ينشاروا الثقافاة ال ربياة المادياة فاي كاٌ ناواحي الحياا ومنها االقتصاد ،وتم استبداٌ القوانين الوهعية محٌ اإلساالمية ،وظهارت مشاكلة األمياة االقتصاادية اإلسالمية ،فعندما يذكر مصطلح أو مفهوم اقتصادي إسالمي يكون مسات ربا ً علاى المسالم المعاصار ، كمااا يعتقااد كثياار ماان النااا
ى ،فعلااى ساابيٌ المثاااٌ يعتقاادون بأنا أن عصاار االقتصاااد اإلسااالمي قااد ولا ن
اليمكن وجود اقتصااد بادون نظاام للفائاد أو بادون هارائب أو جماارك أو مهااربات أو نحاو ذلاك ... وهذا أدي إلى انحسار االقتصاد اإلسالمي وهيمنة النظم االقتصادية الوهعية . ومن مسببات األمية االقتصادية اإلسالمية ما يلي -: األمياة الدينياة وجهاٌ المساالمين باإلساالم ويارون أنا دياان عباادات ومناساك وال عالقاة لابحلية الحيا . خلااو مناااهج التعلاايم فااي معظاام المراحااٌ ماان علااوم االقتصاااد اإلسااالمي واالهتمااام بعلااوماالقتصاد الوهعي ،ويطلق على ذلك سياسة الت ريب . سيطر الثقافة ال ربية على برامج اإلعالم ،ويكاد يكون خاليا ً من أي إشار إلى االقتصاداإلسالمي . -ت أساااي
البنياااات والمؤسساااات االقتصاااادية والمالياااة والنقدياااة علاااى المفااااهيم واألساااا
االقتصادية الوهعية والتي قد تتعارن بعهها مع ما يناظرها في االقتصاد اإلسالمي. يحكم المعامالت واألنشطة االقتصادية قوانين ولوائح ونظم وهعية . االفتراِات على الشريعة اإلسالمية ومن محاورها فق االقتصاد اإلسالمي .282
ومن اآلثار السلبية ل مية في مجاٌ االقتصاد اإلسالمي : - عدم موافقة بعان الحكوماات العربياة واإلساالمية علاى إصادار قاوانين أو قارارات لتطبياق االقتصاد اإلسالمي أو إنشاِ مؤسسات ل . - االنبهار بنماذج االقتصاد الوهعي ونقلها بسلبياتها إلاى الادوٌ العربياة واإلساالمية ،وظهار ما يسمى االقتصاد هو االقتصاد فال يوجد اقتصاد إسالمي وآخر كافر . - هيمنة المؤسسات االقتصادية العالمية على اقتصاديات الدوٌ العربية واإلسالمية . - انتشاار العلمانيااة االقتصاادية وتقويااة مفاهيمهاا وأسسااها وتجاهاٌ مااا فاي التااراث االقتصااادي اإلسالمي من مفاهيم وأس
سوف نتناوٌ هذى الجزئية بشيٍِ من التفصيٌ فيما بعد) .
ويتطلب معالجة األمية االقتصادية اإلسالمية ما يلي : -إعاااد النظاار فيمااا ياادر
فااي مراحااٌ التعلاايم وتطهياارى ممااا يتعااارن مااع أحكااام ومبااادئ
الشاااريعة اإلساااالمية بصااافة عاماااة ،واالهتماااام بعلاااوم االقتصااااد اإلساااالمي فاااي الكلياااات والمعاهد ذات العالقة بالماٌ واالقتصاد ونحو ذلاك ،وبل اة أخاري أسالمة علاوم االقتصااد اإلسالمي في واقع الحيا . االهتمااام بااالتبلي والاادعو إلااى مفاااهيم وأس االمختلفة حتى يمكن نشر ثقافت وتنمية الح
االقتصاااد اإلسااالمي فااي وسااائٌ اإلعااالم االقتصادي اإلسالمي .
تنقية القوانين والقرارات والمراسيم والتعليمات الحكومية مان كاٌ ماا يتعاارن ماع أحكاامومبادئ الشريعة اإلسالمية بصفة عامة ،واالقتصاد اإلسالمي بصفة خاصة . -إنشاِ المؤسسات والوحدات االقتصادية اإلسالمية لتساعد في تطبيق االقتصاد اإلسالمي
ثالثا ً :انتشار الفكر االقتصادي العلماني في الدوٌ العربية واإلسالمية . لقد واج الفكار اإلساالمي تحاديات عدياد القصاائ عان حلياة الحياا ،ومان باين هاذى التحاديات فصٌ الدين عن الدولة بإسام العلام تاار ،وبإسام المادياة تاار أخاري ،وبإسام الدنيوياة مار أخاري ... ويطلق على ذلك كل مصاطلح ال ِعلمانية بكسار العاين وتساكين الاالم) وتعناي إدار شائون الحياا جميعاا ً على غير الدين . 283
ومن المفاهيم العلمانية السائد في هذا المقام " :اعط ما لقيصر لقيصر وما للا للا " " ،الادين لل والوطن للجميع " " ،فصٌ الحيا الزائلة عان الحياا اآلخار الباقياة الخالاد " ،ولقاد سااعد علاى انتشااار هااذى المفاااهيم فااي الاادوٌ العربيااة واإلسااالمية االسااتعمار الااذي تساالط وهاايمن علااى مقاادراتها وخيراتهااا ،والحمااالت التبشاايرية والمستشاارقون وأصااحاب الفكاار العقالنااي والبعثااات التعليميااة إلااى الجامعات ال ربية. ولقد تسلٌ الفكار العلمااني إلاى كفاة ناواحي الحياا فاي الابالد العربياة واإلساالمية ومنهاا :نظاام الحكم ،ونظام التعليم ،ونظام التربية ،ونظام الثقافة ،ونظام االقتصاد ،ونظام الماٌ ،ونحو ذلك. ولقد أخذ الفكر العلماني في مجاٌ االقتصاد مناحي عديد منها على سبيٌ
المثاٌ
مايلي-: النظام الربوي بكافة صورى وأشكال ومؤسسات في دوٌ ال رب . الفوائد المصرفية وفوائد التوفير واالدخار وما في حكم ذلك . -نظم التأمين القائمة على ال رر والجهالة والربا .
مسابقات اليانصيب والقمار وهي من الميسر المحرم شرعا ً . -الهرائب الظالمة التي يطلق عليها المكو
ولما ظهرت بوادر تطبيق االقتصاد اإلسالمي ،وقف أنصار الفكر االقتصادي العلمااني موقاف التحاادي والعقبااة الكئااود فااي ساابيٌ تطبيااق مفاااهيم وأس ا
االقتصاااد اإلسااالمي وبنيات ا األساسااية بااٌ
التخطيط لهرب هذى المؤسسات من الداخٌ ،والتعاون مع الصاهيونية والصاليبية ،وأسسات منظماات وهيئات ومراكز لتوجي االنتقادات واالفتراِات على االقتصاد اإلسالمي . والساابيٌ لمواجهااة تحااديات الفكاار االقتصااادي العلماااني وصاادودى عاان تطبيااق مفاااهيم وأس ا االقتصاد اإلسالمي ما يلي -: التأكيااد باألدلااة القطعيااة الثابتااة والدام ااة علااى أن اإلسااالم دياان شااامٌ وماانهج حيااا ،وأنشاااريعت تجماااع باااين الثباااات والمروناااة ،واألصاااالة والمعاصااار ،وأنهاااا صاااالحة لكاااٌ زمان ومكان. تقااديم قاارائن قطعيااة الداللااة والثبااوت ماان مصااادر الشااريعة اإلسااالمية القاارآن والساانةواإلجمات) بأهم القواعد الكلية لالقتصاد اإلسالمي . 284
-عرن نماذج من استفاد ال رب من مفاهيم وأس
االقتصااد اإلساالمي فاي صادر الدولاة
اإلسالمية . -عرن نماذج تطبيقية لمفاهيم وأس
االقتصاد اإلسالمي من التراث اإلسالمي .
إبراز الحهار اإلسالمية في مجاٌ االقتصاد . عاارن نظاار االقتصاااد اإلسااالمي إلااى المشااكالت االقتصااادية المعاصاار ،وتمياازى عاانالنظم االقتصادية الوهعية في بيان المعالجات السليمة لها . بيان أن سبب تأخر البالد العربية واإلسالمية في مجاٌ االقتصاد يرجع إلى إنحارافهم عانتطبيق شرت الل . -تقديم نماذج تطبيقية سليمة معاصر لمفاهيم وأس
االقتصاد اإلسالمي .
رابعاًًَ :النماذج الخاطئة لتطبيق االقتصاد اإلسالمي . لقد حاوٌ بعن رجاٌ األعماٌ والحركات اإلسالمية تطبيق مفاهيم وأسا
االقتصااد اإلساالمي
في صاور كياناات ومنشايت وشاركات ،ولقاد نجحات بعان هاذى النمااذج وأبحات قادو علاى الطرياق يقتفااى بأثرهااا فااي مزيااد ماان التطبيقااات ،ومنهااا علااى ساابيٌ المثاااٌ المصاارفية اإلسااالمية ،وصااناديق االستثمار اإلسالمي ،وصناديق الزكا ،ومؤسساات التاأمين التكاافلي ،وعلاى الوجا اآلخار فشالت أو ألفِشلت بعن النماذج التي اعتبرها البعن قرينة إثبات هد االقتصاد اإلسالمي في مجاٌ التطبيق . ومن النماذج التطبيقية السلبية لالقتصاد اإلسالمي على سبيٌ المثاٌ - : نماذج شركات توظيف األمواٌ في بعن البالد العربية واإلسالمية ،والتي أفشالتها الانظمالحاكمة بقصد الحرب هد اإلسالم . نماااذج بعاان رجاااٌ األعماااٌ الااذين تاااجروا بالمفاااهيم االقتصااادية اإلسااالمية لي نمااوا ماانوراِ ذلك أرباحا ً بدون حق ،وسولت لهم أنفسهم بأكٌ أمواٌ النا بالباطٌ. 285
نماااذج لتصاافية بعاان المصااارف اإلسااالمية أو تعثرهااا بساابب أخطااِ إدارتهااا ،أو بسااببالمخططات الصهيونية والصليبية لها كما حدث لبنك التقوي اإلسالمي . التدخٌ األمنى في شئون بعن الكياناات االقتصاادية اإلساالمية ألساباب سياساية وهاربهامن الداخٌ والخارج كنوت من أنوات الحرب على اإلسالم بزعم محاربة اإلرهاب. االنحراف عن االلتزام بهوابط ومعايير االقتصااد اإلساالمي ،وظهاور بعان التطبيقااتالخاطئة مما سببت العديد من الشبهات حوٌ بعن الكيانات االقتصادية اإلسالمية.
وكان من آثار ذلك السلبية ما يلي-: -التشكيك في صالحية تطبيق االقتصاد اإلسالمي في عالمنا المعاصر.
-تجنب إنشاِ أي كيانات اقتصادية ذات مرجعية إسالمية بدليٌ فشٌ بعهها.
اتهااام رجاااٌ األعماااٌ الااذين يؤسسااون كيانااات اقتصااادية إسااالمية أنهاام إرهااابيون أو أنهااميمولون اإلرهاب. ومع وجود هذى السلبيات فإن هناك نماذجتطبيقية ناجحاة ،ويجاب علاى فقهااِ وعلمااِ األماة أن يهعوا الحلوٌ العملية لعالج هذى السلبيات ،وكاذلك دعام وتنمياة اإليجابياات ،والسايما أن معظام هاذى السلبيات ناجمة عن أخطاِ اإلنسان المنوط بالتطبيق.
خامسااااا ً :الهيمنااااة العالميااااة األمريكيااااة وال ربيااااة علااااى مقاااادرات األمااااة العربيااااة واإلسالمية. لقد استطات الطواغيت في الدوٌ ال ربياة وأمريكاا بصافة خاصاة مان شان حاروب شرساة علاى ا لدوٌ العربية واإلسالمية ،تحت مظلة محاربة اإلرهاب ،ومن باين مايرب هاؤالِ الطواغييات مايرب السيطر علاى الانفط والمااٌ واألساواق ونحاو ذلاك ،فهاي هيمناة اقتصاادية ،ويقاوم هاؤالِ الطواغيات بتجنيد بعن الحكام وكذلك بعان أفاراد الشاعوب مان المناافقين الاذين فاي قلاوبهم أماران شاتى لتنفياذ مخططاتهم لمحو أي أثر للشريعة اإلسالمية . 286
ومن النماذج العملية المعاصر لمخططات الدوٌ الكبري والهيمنة على مقادرات الادوٌ العربياة واإلسالمية والسيما في مجاٌ االقتصاد ما يلي -: نمااوذج باكسااتان عناادما خطااى رئيسااها السااابق هااياِ الحااق بعاان الخطااوات نحااو تطبيااقالشااريعة اإلسااالمية بصاافة عامااة فااي جميااع نااواحي الحيااا ومنهااا االقتصااادية ،وإنشاااِ المصارف اإلسالمية ،وإنشاِ أقسام االقتصاد اإلسالمي في الجامعاات كانات النتيجاة هاي اغتيال . نموذج السودان الذي أعلن عن تطبيق الشريعة اإلساالمية ،وإنشااِ المصاارف اإلساالميةوشركات التأمين اإلسالمي ونحاو ذلاك ،اساتطات الطواغيات مان شان الحاروب عليا مان كٌ صوب ،وما يحدث في الجنوب ودارفور لي مننا ببعيد . نموذج ماليزيا التي تسعى جاهد في تطبيق الشريعة اإلساالمية واالقتصااد اإلساالمي ومااحدث في سوق األوراق المالية فيها يبرز التدخٌ السافر للصهيونية والصليبية العالمية في هرب اقتصادها. نموذج العراق ،ورغبة أمريكا في المقام األوٌ السيطر على النفط والماٌ . -نموذج هرب بنك التقوي في جزر البهام
تم بمخطط صهيوني وصليبي حاقد .
يتهااح ماان النماااذج السااابقة أن الهيمنااة العالميااة الطاغيااة المسااتبد تقااف حجرعثاار فااي تطبيااق االقتصاد اإلسالمي الذي من أهداف أن تكون خيرات العرب والمسلمين للعرب والمسالمين ،والواجاب هو عدم االستسالم بٌ الجهاد لتحرير اقتصاد األمة ،ولان يتحقاق ذلاك إال مان خاالٌ التعااون والتكاماٌ بين كافة أقطار الدوٌ العربية واإلسالمية.
سادسا ً :التعامٌ مع العالم الخارجي . االقتصاد اإلساالمي ماع
يظن البعن أن هناك صعوبات عملية في مجاٌ تطبيق مفاهيم وأس العالم الخارجي ،وكان هذا الظن موجودا ً عند بدِ إنشاِ المصاارف اإلساالمية وهاي أكثار المؤسساات المالية ارتباطا ً بالخارج ،ولكن بحمد الل تمكنت من تذليٌ كافة المعوقات وتعاملت مع البنوك العالمياة طبقا ً ألحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية .
287
والل عز وجٌ عندما يحرم معاملة من المعامالت أوجد البديٌ الحاالٌ الطياب فعنادما حارم اللا الربا أحٌ االستثمار القائم على المهااربة أو المشااركة والاذي ياوزت عائادى طبقاا ً لقاعاد ال انم باال رم والكسب بالخسار . وماان ناحيااة أخااري ال يمكاان ألي دولااة أو مؤسسااة أو منظمااة أن تاارغم المساالم علااى أن يتعامااٌ بمعاملة تصطدم مع عقيدت ،وتأسيسا ً على ذلك يجب أن نوهاح للعاالم الخاارجي األسا التاي نتعاماٌ طبقا ً لها فإن قبلوها فهذا ما نب ،وإن لم يقبلوها هناك غيرهم يقبلها .
ومن ناحية أخاري يجاب أن يكاون لادي المسالمين اساتراتيجيات نحاو مزياد مان االهتماام بإنشااِ بنيات االقتصاد اإلسالمي على المستوي العالمي منها ما يلي -: السوق المشتركة ل مة اإلسالمية . سوق األوراق المالية اإلسالمية . -المؤسسات المالية اإلسالمية .
بيوت التمويٌ العالمية اإلسالمية . -الصك المالي اإلسالمي .
لو أن الدوٌ العربية واإلسالمية اعتصمت بحبٌ الل جميعا ً والتزمت بشرت اللا جميعاا ً ،وكاان غايتها هي إرهاِ الل عز وجٌ لكانت األستاذية والسياد لالقتصاد اإلسالمي وإنقاذ العالم من مشااكل االقتصادية الوهعية ألن اإلسالم هو دين الفطر .
-نماذج معاصر من تطبيقات االقتصاد اإلسالمي من أهم نماذج تطبيقات االقتصاد اإلسالمي المعاصر على المستوي المؤسسي ما يلي -: -المصارف اإلسالمية وهي مؤسسات مالية إساالمية تقاوم بأعمااٌ الخادمات المصارفية المختلفاة وكذلك أعماٌ االستثمار والتمويٌ والتجار ونحاو ذلاك ،بهادف تحقياق األرباات والمسااهمة فاي التنمية االقتصادية واالجتماعية ،ويهابط كافاة معامالتهاا أحكاام ومباادئ الشاريعة اإلساالمية ،
288
وتعتبر هذى المصارف البديٌ اإلسالمي للبنوك والمصارف التقليدية التي تقوم على نظام الفائاد المحرم شرعا ً . -صناديق االستثمار اإلسالمي هي مؤسسات مالية إسالمية تقاوم علاى تجمياع أماواٌ المساتثمرين فاااي صاااور وحااادات أو صاااكوك اساااتثمارية ،ويعهاااد بإدارتهاااا إلاااى جهاااة مااان أهاااٌ الخبااار واالختصاي ،لتوظيفها وفقا ً لصي االستثمار اإلسالمية المناسبة ،علاى أن ياتم توزياع صاافي العائد باين الصاندوق والمساتثمرين حساب الاوارد فاي وثيقاة االساتثمار ويهابط كافاة معامالتهاا أحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية ،وتعتبر البديٌ اإلسالمي لصناديق االستثمار التقليدية .
-شااركات التااأمين والتكافااٌ اإلسااالمي هااي مؤسسااات تأمينيااة تكافليااة إسااالمية ،تقااوم بكافااة أعماااٌ التأمين وإعاد التأمين على المخاطر المختلفة وما فاي حكام ذلاك وفقاا ً ألحكاام ومباادئ الشاريعة اإلسالمية ،ووفقا ً لصي التعاون والتبرت والتكافٌ ،ويوزت الفائن المتحقاق مان أنشاطتها باين الشاركة وأصاحاب البااوالي التأمينياة وفقاا ً للشاروط الاوارد فااي العقاود المبرمااة ،وتعتبار هااذى الشركات البديٌ اإلسالمي لشركات التأمين المعاصر . -شركات التأجير التمويلي اإلسالمي هي مؤسسات مالية إسالمية تقوم بكافة أنشاطة اإلجاار ،حياث تمتلااك الموجاااودات بهاادف التاااأجير وتؤجرهااا لل يااار بصااي ة اإلجاااار التشاا يلية ،أو اإلجاااار المنتهياااة بالتملياااك ،وفقاااا ً ألحكاااام ومباااادئ الشاااريعة اإلساااالمية ،ويحكااام ذلاااك عقاااود اإلجاااار والصيانة والتاأمين والوعاد وغيار ذلاك ،وتختلاف عان عقاود التاأجير التماويلي التقليادي فاي أن األولى تتجنب أي شرط يتعلق بالفوائد أو بنود فيها غررا ً أو جهالة . -شركات الصرافة هي مؤسسات مصرفية متخصصاة فاي أعمااٌ الصارافة المختلفاة بكافاة صاورها وفق اا ً ألحكااام ومبااادئ الشااريعة اإلسااالمية بصاافة عامااة ووفق اا ً لفق ا الصاارف واالتجااار بالنقااد ، بهدف تحقيق الربح .
-خطة مشروت) تطبيق االقتصاد اإلسالمي . ال نستطيع القاوٌ باأن هنااك دولاة إساالمية تطباق االقتصااد اإلساالمي تطبيقاا ً كاامالً وساليما ً باٌ هناك الكثير من الدوٌ قد خطت خطوات طيبة ومدروسة في هذا السبيٌ ،وهذا األمر طيب ألن ت ييار النظم االجتماعية البد وأن يتم في صاور خطاوات تدريجياة ،وهاذا ماا فعلا الرساوٌ صالى اللا عليا 289
وسلم في تطهير المجتمع من التعامٌ بالربا وشرب الخمر ،إذ أخذ صلى الل علي وسالم بمبادأ التادرج والسيما وأن هناك ارتباطات وعهود ومواثيق موجاود وتحتااج إلاى التعاديٌ فاي هاوِ قواعاد وأحكاام الشريعة اإلسالمية. وتتهاامن خطااة وبرنااامج االنتقاااٌ ماان تطبيااق الاانظم االقتصااادية الوهااعية إلااى تطبيااق نظااام االقتصاد اإلسالمي المحاور اآلتية -: - التوقف عن إصدار أي قانون أو قرار أو وهع سياسة تتعارن ماع أحكاام ومباادئ الشاريعة اإلسالمية . - تنقية القوانين القائمة من كٌ ما يتعارن مع أحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية. - وهع لوائح تنفيذية للتطبيق المعاصر لفق المعامالت في هوِ ما يتسع من مرونة. - وهع صي العقود واالتفاقيات بما يتفق مع أحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية . - إنشاِ معاهد تعليمية وتدريبية لتطبيق اللوائح التنفيذية لالقتصاد اإلسالمي وتادري
علاوم فقا
المعامالت ونظم المؤسسات االقتصادية اإلسالمية في جميع مراحٌ التعلايم بأسالوب يتفاق ماع مستوي كٌ مرحلة . - تطااوير المؤسسااات الحكوميااة الحاليااة المعنيااة بااأمر االقتصاااد والماااٌ بمااا يتااواِم مااع طبيعااة تطبيق االقتصاد اإلسالمي . - إنشااِ المؤسساات المالياة اإلسااالمية مثاٌ المصاارف اإلسااالمية وهيئاات االساتثمار اإلسااالمي وهيئات التأمين والتكافٌ االجتماعي اإلسالمي وغيرها الالزمة لتطبيق االقتصاد اإلسالمي. ويالحااظ أأأن هااذى المحاااور مرتبطااة ببعهااها الاابعن وتنفااذ بااالتوازي والتااي تنتهااي بااالتطبيق الشامٌ للنظام االقتصادي اإلسالمي .
-المستقبٌ لالقتصاد اإلسالمي . إذا تدبرنا تطور ونمو االقتصاد اإلسالمي سواِ في مجاٌ الفكر أو التطبيق لتوصالنا إلاى نتيجاة حتمية بأن المستقبٌ ل ،وأن هو الحٌ لماا يعانيا العاالم مان مشااكٌ الرباا والبطالاة واالحتكاار وال ا والرشو والتكتٌ والتهخم واإلنفاق الترفي واست الٌ الدوٌ ال نية للدوٌ الفقير . 291
ولقد تحققت هذى النبوِ بعاد فشاٌ النظاام االقتصاادي االشاتراكي واألخطااِ الجسايمة الواهاحة في النظام الرأسمالي ،بٌ نجد علماِ االقتصاد الرأسمالي يبحثون عن نظام اقتصادي بديٌ ،وبعهاهم يقوٌ بكٌ أمانة بأن البديٌ هو االقتصاد اإلسالمي فعلى سابيٌ المثااٌ يقاوٌ العاالم االقتصاادي الفرنساي الحااائز علااى جااائز االقتصاااد العااالمي ساانة 9110/9121م أن النظااام االقتصااادي الرأساامالي مهاادد باالنهيار حياث با العدياد مان الث ارات والمشاكالت الخطيار الكفيلاة بهدما منهاا :المعاامالت الورقياة والمها ربات الورقية في األسواق العالمياة وتهاخم الماديونيات علاى الادوٌ الفقيار والفسااد األخالقاي في المعامالت وارتفات أسعار الهرائب ونحو ذلك . وحتى يمكن إصالت هذا النظام وإنقاذى من االنهيار يجب تطبيق المفاهيم واألس
التالية -:
االهتمام بالجوانب األخالقية في المعاامالت االقتصاادية Ethicsحياث هنااك مشااكٌ التحٌ إال من خالٌ القيم والسلوكيات المستقيمة . ت يير نظم المعامالت البنكية التي تقوم على نظام الفائد إلى نظاام االساتثمار الفعلاي مانخالٌ نظام المساهمات والمشاركات والبيوت . -إل اِ الهرائب المختلفة واالكتفاِ بهريبة على رأ
الماٌ في حدود . %4
إل اِ المهاربات الورقية وأن تكون المعامالت على أساويالحظ أن هذى األس
بهائع حاهر .
من أساسيات االقتصاد اإلسالمي .
-الخالصة. لقااد تناولنااا فااي الصاافحات السااابقة :قهااية التطبيااق المعاصاار لالقتصاااد اإلسااالمي :المقومااات والمحددات واآلفاق ،وخلصنا إلى مجموعة من الثوابت والهوابط الشرعية من أهمها ما يلي -: - شاامولية اإلسااالم وأن ا عقيااد وشااريعة ،ودياان ودولااة ،وعبااادات ومعااامالت وأن شااريعت قااد تهااامنت القواعاااد الكلياااة والتاااي فاااي هاااوئها يمكااان اساااتنباط الهاااوابط الشااارعية للفرعياااات واإلجراِات والوسائٌ ،ومنها ما يتعلق باالقتصاد .
290
- لقااد بنااى رسااوٌ الل ا صاالى الل ا علي ا وساالم الدولااة بمرجعيااة إسااالمية ،وبنااى للمساالمين سااوقا ً لممارسة المعامالت االقتصادية وفقا ً لفق المعامالت ،كماا أشارف صالى اللا عليا وسالم علاى التطبيااق والممارسااة العمليااة ألحكااام ومبااادئ االقتصاااد اإلسااالمي ،وسااار علااى نهج ا الخلف ااِ الراشاادين والتتااابعين ،وانتشاارت الحهااار االقتصااادية اإلسااالمية فااي أنحاااِ العااالم ماان خااالٌ التجار المسلمين. - بعد هيات الخالفة اإلسالمية وخهاوت معظام الادوٌ العربياة واإلساالمية لالساتعمار والت رياب انتشر الفكار االقتصاادي الوهاعي وطمسات معظام معاالم االقتصااد اإلساالمي ،وهاذا أدي إلاى ظهااور العديااد ماان الحركااات اإلسااالمية التااي طالباات بتطبيااق الشااريعة اإلسااالمية ومنهااا النظااام االقتصادي اإلسالمي . - لقد وهاع فقهااِ وعلمااِ االقتصااد اإلساالمي خطاة وبرناامج للتطبياق يقاوم علاى ثالثاة محااور رئيسية هي :المجتمع اإلسالمي والحكومة واإلنسان العامٌ على التطبيق . هناك معوقات عديد وتحديات قوية في سبيٌ التطبياق المعاصار لالقتصااد اإلساالمي مان أهمهاا: االخااتالف فااي فتاااوي االقتصاااد اإلسااالمي ،واألميااة االقتصااادية اإلسااالمية ،وهيمنااة الفكاار االقتصاااادي العلمااااني ،والتطبيقاااات الخاطئاااة لالقتصااااد اإلساااالمي والهيمناااة العالمياااة للعولماااة والجات ،وكيفية التعامٌ مع العالم الخارجي ،وهذى المعوقات يمكن تذليلها . - هناك نمااذج معاصار مان تطبيقاات االقتصااد اإلساالمي مان أبرزهاا :المصاارف اإلساالمية ، وصااناديق االسااتثمار وشااركات وهيئااات التااأمين والتكافااٌ االجتماااعي اإلسااالمي ،وشااركات الصرافة ،وشركات التأجير التمويلي اإلسالمي ،والكيانات االقتصادية اإلسالمية ،ونحو ذلك - تؤكد اإلحصائيات بأن هناك نماو مهاطرد فاي تطبياق االقتصااد اإلساالمي ،ولقاد أشاار العدياد من علماِ االقتصاد الوهعي أن المستقبٌ لالقتصاد اإلسالمي .
292
الفصٌ الختامي
المحتويات وصايا اقتصادية إسالمية . كتب للمؤلف . التعريف بالمؤلف . التعريف بالموقع اإللكتروني للمؤلف . -فهرست المحتويات
293
وصايا اقتصادية إسالمية – اإليمان بأن الماٌ ماٌ الل والبشر مستخلفون في ،وأن هناك وقفة مع الل للمحاسابة عن الماٌ من أين اكتسب وفيما أنفق . – االلتزام باالقيم اإليمانياة ومنهاا :مراقباة اللا واإلخاالي والاورت والمحاسابة الذاتياة فهذا أسا البركة في الماٌ . – االلتزام بالقيم األخالقية ومنها :الصدق واألمانة والسماحة والقناعة والوفاِ والتيسير فهذا يقود إلى معامالت فاهلة . – التفق في المعامالت ،فمن يرد الل ب خيرا ً يفقه في الدين . – األخذ باألسباب لجلب األرزاق مع حسن التوكٌ ،فال ت ني األساباب عان التوكاٌ وال ي ني التوكٌ عن األسباب . – العمٌ في مجاٌ الحالٌ الطيب وتجنب الحرام الخبيث فالل طيب ال يقبٌ إال طيبا ً . – تجنب التعامٌ بالربا حتى ال تقع في حرب مع الل ورسول . – االعتداٌ في اإلنفاق دون سرف أو تبذير أو ترف أو مظهرية أو تقتير . – أداِ زكا الماٌ فهي ركن وفريهة وعباد وطهر للاروت والانف كما أنها نماِ للماٌ فما نقي ماٌ من صدقة .
والمااٌ والمجتماع
– اإلكثار من الدعاِ واالست فار ألنهما من موجبات البركة في األرزاق .
294
من مؤلفات الدكتور حسين شحاتة في الفكر اإلسالمي * المأثور من الذكر والدعاِ. * محاسبة النف . * الترويح عن النف . * إبتالِات ومسئوليات زوجة مجاهد في سبيٌ الل . * مسئولياتنا نحو أبناِ المجاهدين في سبيٌ الل . * القلوب بين قسو الذنوب ورحمة االست فار. * خواطر إيمانية حوٌ العقيقة. * الرجٌ والبيت بين الواجب والواقع. * طريق التفوق العلمي من منظور إسالمي. * وصايا إلى طالب العلم. * وصايا إلى البيت المسلم. * آداب الخطبة في اإلسالم. * آداب الزفاف في اإلسالم. * وصايا إلى العروسين. * تيسير الزواج :هرور شرعية. * الصلح والتحكيم الودي في هوِ الشريعة اإلسالمية. * ما ينفع المسلم بعد موت . * إياكم وماٌ اليتيم :مصلح في الجنة وآكل في الجحيم. * نفحات اإلبتالِات.
295
من مؤلفات الدكتور حسين شحاتة في االقتصاد اإلسالمي بين الفكر والتطبيق * المصارف اإلسالمية بين الفكر والتطبيق. * مشكلتا الجوت والخوف وكيف عالجهما اإلسالم. * حرمة الماٌ العام في هوِ الشريعة اإلسالمية. * اقتصاد البيت المسلم في هوِ الشريعة اإلسالمية. * المنهج اإلسالمي لإلصالت االقتصادي. * الهوابط الشرعية للمعامالت المالية المعاصر . * الميثاق اإلسالمي لقيم رجاٌ األعماٌ. * نظم التأمين المعاصر في هوِ الشريعة اإلسالمية. * النظام االقتصادي العالمي واتفاقية الجات رؤية إسالمية). * السوق الشرق أوسطية رؤية إسالمية) * الخصخصة في ميزان الشريعة اإلسالمية. * الهوابط الشرعية للتعامٌ في سوق األوراق المالية. * الرشو في ميزان الشريعة اإلسالمية. * الجهاد االقتصادي :هرور شرعية. * المقاطعة االقتصادية :وتنفيذ مزاعم المثبطين). * المقاطعة العربية :الواجب والواقع والمأموٌ . * األرزاق بين بركة الطاعات ومحق السيئات. * تطهير األرزاق في هوِ الشريعة اإلسالمية.
296
من مؤلفات الدكتور حسين شحاتة في الفكر المحاسبي اإلسالمي * أصوٌ الفكر المحاسبي اإلسالمي. * أصوٌ محاسبة التكاليف في الفكر اإلسالمي. * محاسبة المصارف اإلسالمية * محاسبة الشركات في الفكر اإلسالمي. * محاسبة التأمين التعاوني اإلسالمي. * محاسبة الزكا مفهوما ً ونظاما ً وتطبيقاً). * دليٌ المحاسبين للزكا . * فق وحساب زكا الفطر. * التطبيق المعاصر للزكا . * كيف تحسب زكا مالك ؟ * األحكام الفقهية واألس المحاسبية للوقف. * الطبيعة المميز لمعايير المراجعة اإلسالمية. * أصوٌ المحاسبة المالية مع إطاللة إسالمية. * المحاسبة الهريبية مع إطالل إسالمية. * أصوٌ المراجعة والرقابة في الفكر اإلسالمي. * المحاسبة اإلدارية لرجاٌ األعماٌ رؤية إسالمية. * الميثاق اإلسالمي لقيم وأخالق المحاسب. * المراجعة والرقابة في المصارف اإلسالمية. * أس المحاسبة والمراجعة لمؤسسات الزكا المعاصر .
297
التعريف بالدكتور حسين حسين شحاتة األستاذ بكلية التجار – جامعة األزهر * دكتوراى الفلسفة فى المحاسبة اإلدارية من جامعة براد فورد ـ إنجلترا . * أسااتاذ المحااـاسبة والمراجعااة بكليااـة التجااار جامعااـة األزهاار ،ورئااي قسااـم المحاساابة األسبق. * يلاا َد ِ نر ه علــااـوم الفكاار المحاساابي اإلساااالمي ،ومحاساابة الزكـااـا بالجامعـااـات العربيـاااـة واإلسالمية. * محاسب قانوني ،وخبير استشاري فى المحاسبة والمراجعة والزكا . * خبير استشاري فى المعامالت المالية الشرعية المعاصر . * مستشار مالي وشرعي للمؤسسات المالية واإلسالمية . * مستشار لمؤسسات وصناديق الزكا فى العالم اإلسالمي. * مستشار لهيئة المحاسبة والمراجعة اإلسالمية بالبحرين. * عهو الهيئة الشرعية العالمية للزكا -الكويت. * عهو جمعية االقتصاد اإلسالمي -مصر. * عهو المجل األعلى لنقابة التجاريين. * األمين العام لشعبة المحاسبين والمراجعين المزاولين. * شارك فى العديد من المؤتمرات والندوات العالمية فى مجاٌ المحاسبة والفكر االقتصادي اإلسالمي ،والزكا ،والمصارف اإلسالمية ،وشركات االستثمار اإلسالمي ،والوقف . * ل العديد من الكتب فى المجاالت اآلتية: موسوعة الفكر المحاسبي اإلسالمي. موسوعةالفكر االقتصادي اإلسالمي. موسوعة فق ومحاسبة الزكا . موسوعة األسر المسلمة. موسوعةالفكر اإلسالمي. * تلرجمت مجموعة من الكتب إلى الل ة اإلنجليزية والفرنسية واإلندونيسية والماليزية. * لالتصاٌ ت :محموٌ -44234291-090/9102411ف - 44344344 ف44231313 E- mail:Drhuhush@hotmail.com البريد اإللكتروني: Web : الموقع اإللكتروني: WWW.Darelmashora.com 298
التعريف بموقع دار المشور للمعامالت االقتصادية والمالية اإلسالمية))
{ دار المشور } http://www.darelmashora.com www.DR-Hussienshehata.com هذا الموقع متخصي بصافة أساساية فاي االقتصااد اإلساالمي باين الفكار والتطبياق المعاصار، وكذلك بيان األحكام والهوابط الشرعية للمعامالت المالية المعاصر ،ويحتوي على عد أقسام مان بينها. قساام االقتصاااد اإلسااالمي :مفاهيم ا وخصائص ا وأسس ا وتطبيقات ا المعاصاار ،والفاارق بين ا وبااين نظاام االقتصاااد الوهعي .
قسم اقتصاد البيت المسلم :يدور حوٌ :كيف يلدار اقتصاد البيت وفقا ً ألحكام الشريعة اإلسالمية؟ قسم زكا الماٌ :يتعلق بكيف يحسب المسلم زكا مال وزكا الفطر وكيف ينفقها وفقا لمصارفها الشرعية.
قسم الربا والفوائد البنكية :مفهوم وأنواع وأشكال المعاصر وبديل اإلسالمي ،والحكم الشرعي في فوائد البنوك. قسم المصارف اإلسالمية :مفهومها وهوابطها الشرعية والفرق بينها وبين البنوك التقليدية المعاصر . قسم نظم التأمين :يتهمن أحكام الشريعة في نظم التأمين المعاصر والبديٌ اإلسالمي لها. قسم البورصة :يختي بيان الهوابط الشرعية ألحكام التعامٌ فاي ساوق األوراق المالياة :شارا ًِ وبيعاا ً ومهااربة وسمسر .
قسم البيوت :بيان البيوت المشروعة ،والبيوت المنهي عنها شرعا ً في هوِ التطبيق المعاصر.
قسم حكم العمٌ في مجاالت تثار حولها شبهات :مثٌ العمٌ في البنوك والبورصة والتأمين والفنادق وما في حكمها. قسم فق رجاٌ األعماٌ :الهوابط الشرعية لمعامالت رجاٌ األعماٌ المعاصر . قسم التنمية البشرية :تطوير وتنمية وتدريب العنصر البشري وفقا ً ألحكام الشريعة اإلسالمية. قسم فتاوي اقتصادية :ويتهمن أهم التساؤالت االقتصادية والمالية المعاصر واإلجابة عليها. قسم مكتبة االقتصاد اإلسالمي :ويتهمن أهم الكتب والبحوث والدراسات والمقاالت في االقتصاد اإلسالمي .
كمااا يسااتقبٌ الموقااع تساااؤالت اقتصااادية وماليااة معاصاار ويااتم اإلجابااة عليهااا ماان قِبااٌ الفقهاااِ والعلماِ المتخصصين فى فق المعامالت بصفة عامة وفق االقتصاد اإلسالمي بصفة خاصة .
ولمزيد من البيانات والمعلومات واإليهاحات برجاِ االتصاٌ بنا على النحو التالي : : تليفون 44344344 بريد إلكتروني:
090/9102411 - 44301042 – 44234291فاااك – 44231313 : E.M : Darelmashora@gmail.com
299
فهرست المحتويات -الفصـٌ األوٌ ........أساسيات االقتصاد اإلسالمي تقديم
.
مفهوم االقتصاد اإلسالمي. خصائي االقتصاد اإلسالمي. أس
االقتصاد اإلسالمي.
عناصر االقتصاد اإلسالمي. بنيات النظام االقتصادي اإلسالمي. الفروق األساسية بين النظام االقتصادي اإلسالمي والنظم االقتصادية المعاصر . الخالصة.
-الفصٌ الثاني :دور القيم اإليمانية واألخالقية في االقتصاد اإلسالمي تقديم. منظومة القيم اإليمانية في االقتصاد اإلسالمي. منظومة القيم األخالقية في االقتصاد اإلسالمي. أثر القيم اإليمانية واألخالقية على السلوك االقتصادي. بواعث االلتزام بالقيم واألخالق في االقتصاد اإلسالمي. دور التزام التجار المسلمين بالقيم واألخالق في الدعو اإلسالمية. الخالصة. -الفصٌ الثالث .......الهوابط الشرعية لالقتصاد اإلسالمي تقديم. مفهوم الهوابط الشرعية. مصادر الهوابط الشرعية للمعامالت االقتصادية. 311
القواعد الفقهية ذات العالقة بالمعامالت االقتصادية. الهوابط المعايير) الشرعية للمعامالت االقتصادية. بواعث االلتزام بالقيم والهوابط الشرعية في المعامالت االقتصادية. بركات االلتزام بالهوابط الشرعية في المعامالت االقتصادية. الخالصة. -الفصٌ الرابع :أصوٌ منهج التربية االقتصادية في اإلسالم تقديم معنى التربية االقتصادية اإلسالمية. الربط بين التربية اإلسالمية والتربية االقتصادية . وجوب التربية االقتصادية في اإلسالم. خصائي التربية االقتصادية في اإلسالم. منهج التربية االقتصادية في اإلسالم. ثقافة منهج التربية االقتصادية في اإلسالم. مقومات تطبيق منهج التربية االقتصادية في اإلسالم. الخالصة. -الفصٌ الخام
:عوامٌ اإلنتاج في النظام االقتصادي اإلسالمي
تقديم اإلطار العام لهيكٌ النظام االقتصادي اإلسالمي. منظومة عوامٌ اإلنتاج في النظام االقتصادي اإلسالمي. عامٌ الموارد الطبيعية في النظام االقتصادي اإلسالمي. عامٌ العمٌ في النظام االقتصادي اإلسالمي. عامٌ الماٌ في النظام االقتصادي اإلسالمي. موقف االقتصاد اإلسالمي من نظام الفائد على رأ الماٌ. 310
توزيع عوائد عوامٌ اإلنتاج في االقتصاد اإلسالمي. الخالصة -الفصٌ الساد
:السلوك االقتصادي اإلسالمي
تقديم هوابط السلوك اإلنتاجي في االقتصاد اإلسالمي هوابط السلوك االستهالكي في االقتصاد اإلسالمي هوابط السلوك االستثماري في االقتصاد اإلسالمي الخالصة -الفصٌ السابع :منهج االقتصاد اإلسالمي في عالج المشكالت االقتصادية المعاصر
تقديم منهج االقتصاد اإلسالمي في عالج مشكلة التنمية. منهج االقتصاد اإلسالمي في عالج مشكلة الفقر. منهج االقتصاد اإلسالمي في عالج مشكلة البطالة. منهج االقتصاد اإلسالمي في عالج مشكلة الخلٌ بين األجور واألسعار. منهج االقتصاد اإلسالمي في عالج مشكلة التهخم. منهج االقتصاد اإلسالمي في عالج مشكلة ال الِ. منهج االقتصاد اإلسالمي في عالج مشكلة التسعير. منهج االقتصاد اإلسالمي في عالج مشكلة الدعم. منهج االقتصاد اإلسالمي في عالج مشكلة الخصخصة. منهج االقتصاد اإلسالمي في عالج مشكلة الفساد. الخالصة . -الفصٌ الثامن :نظر االقتصاد اإلسالمي إلى المشكالت االقتصادية العالمية
تقديم الهوابط الشرعية للمعامالت االقتصادية العالمية 312
فق التعامٌ مع غير المسلمين) نظر االقتصاد اإلسالمي إلى العولمة. نظر االقتصاد اإلسالمي إلى الجات. نظر االقتصاد اإلسالمي إلى اتفاقية الكويز. نظر االقتصاد اإلسالمي إلى اإلغراق . نظر االقتصاد اإلسالمي إلى المقاطعة االقتصادية. نظر االقتصاد اإلسالمي إلى غسٌ األمواٌ. نظر االقتصاد اإلسالمي إلى السوق اإلسالمية المشتركة. الخالصة .
-الفصٌ التاسع :مقومات ومحددات التطبيق المعاصر لالقتصاد اإلسالمي
تقديم تطبيق االقتصاد اإلسالمي في صدر الدولة اإلسالمية محاوالت الحركات اإلسالمية المعاصر في تطبيق االقتصاد اإلسالم مقومات التطبيق المعاصر لالقتصاد اإلسالمي. معوقات التطبيق المعاصر لالقتصاد اإلسالمي. نماذج معاصر من تطبيقات االقتصاد اإلسالمي . خطة مشروت) تطبيق االقتصاد اإلسالمي . المستقبٌ لالقتصاد اإلسالمي. الخالصة
-الفصٌ الختامي ....خواتيم الكتاب
وصايا اقتصادية إسالمية كتب للمؤلف التعريف بالمؤلف 313
التعريف بالموقع االلكتروني للمؤلف فهرست المحتويات
314