نوفمبــر ٢ ٠١٦ العــدد الرابــع
الهيئة العـــــامة لترويج االستثمـار وتنمية الصـادرات
االقتصاد الدائري :حياة بال نفايات االبتكار في القطاع الحكومي التعبئة والتغليف
2
نشرة إثراء
3
نوفمبر ٢٠١٦ العدد الرابع
تأسست إثراء في عام 1996م ،وهي مؤسسة معنية بالترويج لالستثمار وتنمية الصادرات العمانية غير النفطية.
أخبار إثراء العمل التجاري في عمان «ممارسة األعمال التجارية في عمان» هي سلسلة من ١٢فيلم تعرض األفراد والشركات والقطاعات التي تساعد على دفع عجلة االقتصاد في السلطنة .منها التصنيع والزراعة والسياحة والخدمات اللوجستية وحتى األعمال اإلبداعية ،هذه السلسلة تبرز عمان كوجهة متميزة لإلقامة واالستثمار وممارسة األعمال التجارية.
لمشاهدة األفالم قم بمسح رمز QR عن طريق هاتفك الذكي http://bit.ly/1QRWgr8
نقدم مجموعةً واسعة من الخدمات إننا في إثراء ّ بدءا من تعريفك بالمزايا التي تتمتع لدعم مشروعك ً بها السلطنة كبيئة جاذبة لالستثمار ،مرو ًرا بتوجيه الشركات المحلية الستكشاف األسواق الدولية الواعدة.
الموضوعات 4
فعاليات إثراء
14
االبتكار في القطاع الحكومي
6
حياة بال نفايات
17
مصادر االبتكار
10
االقتصاد الدائري
18
التعبئة والتغليف
12
على الطاولة
20
ختاما... ً
مجد ًدا في العدد الرابع واألخير لهذا أهال بك ّ العام من نشرة "إثـــراء" الربع سنوية العامة لترويج لنُ لقي الضوء على أبرز الفعاليات والمبادرات التي نظمتها أو شاركت فيها الهيئة ّ االستثمار وتنمية الصادرات (إثراء) خالل الربع األخير من العام 2016م ،حريصين خاللها على تعريفك قطاعات محددة. عدد من الشركات والمؤسسات الحكومية في بالدور الذي تمارسه ٍ ٌ المبادرة السنوية "أمسيات اقتصادية" كانت الحدث األبرز من خالل ثالث جلسات حوار مسائية استضفنا فيها نخبة من المتحدثين المختصين من أصحاب التجربة في المواضيع المطروحة، وقد حضرها عدد من رواد األعمال واألكاديميين وطلبة الكليات والجامعات ،حيث تناولت أولى الجلسات قطاع الصناعة تحت عنوان #صنع_في_سلطنة_عمان فيما ركزت الجلسة الثانية على قطاع الخدمات اللوجستية تحت عنوان "الخدمات اللوجستية في المدن" واختتمت المبادرة آخر جلساتها بقطاع إدارة النفايات تحت عنوان "االقتصاد الدائري" .وفي الجانب اآلخر فإنّ المبادرات الساعية إلى تنمية الصادرات العمانية وفتح أبواب المنافسة لها في األسواق الخارجية أخذت أيضا في هذا الربع من العام تمثلت في تمثيل السلطنة في النسخة الـ 51من المعرض مكانها ً الدولي لألحجار والتصميمات المعمارية وتكنولوجيا صناعة األحجار "مارموماك "2016-بمشاركة 9 أيضا -فريقً ا من مركز التجارة الدولية (،)ITC شركات عمانية ،كما استضافت إثراء -في هذا المجال ً وذلك ضمن مشروع ّ ينظمه المركز يحمل عنوان" :الدعم من أجل التجارة للدول العربية" والذي يهدف دول عربية تم اختيارها. ست في الدولية بالتجارة العالقة ذات الوطنية المؤسسات إلى تنمية قدرات ٍ "من النافذة" يطل علينا الفاضل عزان بن قاسم البوسعيدي؛ مدير عام التخطيط والدراسات بإثراء والحديث حول االبتكار في القطاع الحكومي ،حيث يناقش الفكرة المناهضة لكون القطاع الحكومي وخطوات عملية قطاع ال يدعم االبتكار ،بل يناقش سبل تمكينه وتحقيقه بالنظر إلى عدة مفاهيم ٍ تتحقق بتكاتف الجهود وتوفير البنية األساسية الداعمة لالبتكار فيه. أما األستاذ محمد باعوين ،أستاذ مشارك في الهندسة البيئية ،بجامعة السلطان قابوس فيقرر مستفيدا من الفرص التي أن يأخذكم في جولة حول القطاع الدائري وآليات تعزيزه في السلطنة، ً عدد من األفكار التي يمكن أن تساهم في النهوض بهذا االقتصاد يحققها هذا القطاع في اقتراح ٍ وتحويل فكرة النفايات من مخلفات يجب بحث آلية التخلص منها ،إلى موارد يجب االستفادة منها من خالل إعادة التدوير. العمانية الراغبين في تحقيق "التعبئة والتغليف" هو عنوان نصائح هذا العدد ألصحاب الشركات ُ النجاح وكسب العمالء ،كيف يمكن أن يساهم تغليف المنتج في تحديد خيارات المستهلكين بين كنت تمتلك شركة ما ال تتردد في أخذ نظرة سريعة على هذا الموضوع. شرائه أو تركه على الرف ،فإن َ وأخي ًرا ،ومواكبةً للتقنيات المتسارعة في تقديم الخدمات وإنهاء المعامالت للمستثمرين وأصحاب ّ تطل عليكم إثراء بموقعها االلكتروني الجديد الذي صمم ليكون بوابةً للترويج للسلطنة الشركات، تسهل سوف التي المباشرة الوصالت من ا عدد توفيره إلى باإلضافة بها، المتاحة االستثمارية وللفرص ّ ً تواصل المستثمرين وأصحاب الشركات مع طاقم العمل في إثراء.
حقوق النشر والطباعة التحرير :طالب المخمري ساجدة الغيثي نادية اللمكي ديف بندر التصميم :لمحات الطباعة :مطبعة العنان حقوق التصوير محفوظة إلثراء.
رئيس التحرير محررة أولى محررة مستشار www.studiolamahat.com www.alananprinting.com
4
نشرة إثراء
5
نوفمبر ٢٠١٦ العدد الرابع
فعاليات إثراء
تزويد الموظفين بالمقترحات الالزمة للتطوير
المعرض الدولي مارموماك2016- العمانية في الدورة السابقة، بعد النجاح الذي حققته الشركات ُ شاركت السلطنة ممثلة في الهيئة العامة لترويج االستثمار وتنمية الصادرات (إثراء) في النسخة الـ 51من المعرض الدولي لألحجاروالتصميمات المعمارية وتكنولوجيا صناعة األحجار"مارموماك" والذي ُأقيم خالل الفترة من 28سبتمبر وحتى 1أكتوبر 2015م في مدينة فيرونا بإيطاليا. تخصصة في مجال تصنيع وإنتاج الرخام واألحجار على بمشاركة تسع شركات ُعمانية ُم ّ مساحة تقدر بـ 289.5متر مربع. العمانية غير النفطية وتأتي هذه المشاركة ضمن جهود "إثـراء" في تنمية الصادرات ُ من خالل تنمية وزيادة حجم الصادرات العمانية من الرخام واألحجار إلى السوق اإليطالية واألسواق العالمية األخرى؛ إذ استقطب هذا المعرض ممثلي الشركات العالمية أيضا المشاركة المشاركة من أكثر من 58دولة من مختلف قارات العالم ،كما هدفت ً إلى إيجاد فرص تجارية واعدة وعقد صفقات وتقوية العالقات التجارية مع شركات الرخام العمانية. العالمية ،والترويج لقطاع الرخام واألحجار ُ العامة وحول هذه المشاركة ع ّلقت الفاضلة نسيمة بنت يحيى البلوشية ،المديرة ّ لتنمية الصادرات في إثراء قائلةً " :هذه هي المرة السابعة على التوالي التي تشارك ومصدرة للرخام، فيها السلطنة بمعرض مارموماك ممثلةً في تسع شركات منتجة ّ العماني بكل الفرص مهمة سعينا من خاللها إلى تعريف وقد كانت فرصة المصدر ُ ّ ّ المتاحة لتعزيز منتجاته ،بل ودعمه للمشاركة في مختلف المعارض العالمية لاللتقاء برجال األعمال والعمالء من مختلف الدول ،وقد حققت مشاركتنا في مارموماك2015- العمانية المشاركةمن الحصول على طلبات هذه األهداف؛ فقد تمكّ نت كل الشركات ُ تصدير وعقود ووكاالت تجارية إلى مختلف األسواق العالمية في أوربا وآسيا وأفريقيا".
"الدعم من أجل التجارة للدول العربية" وعن نتائج مشاركته في المعرض ،ع ّلق الفاضل زايد بن سعيد الريسي واصفً ا هذه المشاركة بأنها من أنجح المشاركات:
لقد تمكنا من الحصول على طلبات للسوق االسباني وغالبا ما نخرج بأسواق جديدة في كل مشاركة والبرازيلي، ً كون أن معرض مارموماك من أكبر المعارض على مستوى العالم والذي تقصده كبرى شركات البناء والتشييد ،وفيما يخص منتجنا الرخامي فإننا نقوم بتصدير ما يقارب نسبة %80منه إلى عدد من األسواق ومن أهمها السوق األلماني والبريطاني ،وعن طريق مشاركتنا السابقة بدأنا بالتصدير إلى ك ًلا من كندا وأمريكا ،ونرى ضرورة استمرار تواجد الجناح عوضا عن المشاركات العماني سنو ًيا تحت مظلة إثـراء ً الفردية ،وتتواجد اليوم على سبيل المثال منتجات شركتنا في العديد من الصروح العالمية مثل ميترو دبي ومطاري أبوظبي ودبي ومول دبي والسوق الحرة في مطار فانكورفر الدولي في كندا ومطاري هيثرو بيرمنجهام الدوليين والعديد من المشاريع العالمية األخرى التي تحكي قصص نجاح الرخام العماني
ً فريقا من مركز التجارة استقبلت إثراء ،خالل الفترة من 20-16أكتوبر 2016م ّ ينظمه المركز يحمل عنوان" :الدعم من الدولية ( ،)ITCوذلك ضمن مشروع أجل التجارة للدول العربية" والذي يهدف إلى تنمية قدرات المؤسسات دول عربية تم اختيارها. الوطنية ذات العالقة بالتجارة الدولية في ست ٍ وقد تضمن المشروع زيارة ميدانية لفريق مركز التجارة الدولية إلى مقر إثراء استمرت لخمسة أيام، تم خالل الزيارة تبادل الخبرات والمعلومات في مجال تنمية التجارة الدولية ،وتقييم الخدمات التي تقدمها إثراء في مجال دعم الصادرات بالمقارنة مع التجارب الناجحة في هذا المجال ضمن الدول المشاركة ،باإلضافة إلى تزويد إثراء بالمقترحات الالزمة لتطوير عملها في مجال تنمية الصادرات العمانية غير النفطية والتي تتناسب مع معطيات األسواق وتوجهاتها. ُ هامة أشارت إليها الفاضلة نسيمة بنت يحيى بن زيروك ومن المؤمل أن يحقق هذا المشروع نتائج ّ البلوشية ،المديرة العامة لتنمية الصادرات بإثراء قائلةً " :نحن سعداء بتعاوننا المستمر مع مركز يعد أحد أهم المؤسسات الدولية المعنية بدعم وتنمية التجارة .انضمامنا إلى التجارة الدولية الذي ّ هذا المشروع المشترك سيمكننا من الحصول على استشارات ومقترحات مجان ّية تساهم في المصدرين العمانيين بوجه عام، تحسين خدماتنا ،كما سيتيح لنا تطوير برامج تعزز من قدرات ّ مهمة حول أساليب بوجه خاص ،باإلضافة إلى كون المشروع سيو ّفر معلومات وموظفي إثراء ٍ ّ تقييم الخدمات بالمقارنة مع أفضل الممارسات العالمية ،األمر الذي من شأنه المساهمة في رفع العمانيين". تقدمها الهيئة لتتناسب مع احتياجات المستثمرين والمصدرين ُ ّ كفاءة الخدمات التي ّ سيتضمن في مرحلته التالية خطةً لرصد وتبني الخدمات المقترحة على حركة يذكر أنّ المشروع ّ الصادرات لفترة معينة لقياس نجاحها؛ حيث سيقوم فريق المركز بتقييم سير الخدمات ومتابعة وآليات متعددة لتجاوز التحديات التي مقترحا أساليب تطورها ونجاحها على مراحل زمنية مختلفة، ٍ ً تواجه تقديم الخدمات من جهة ،وتواجه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في عملية التصدير من جهة أخرى. ٍ
ٌعد رابع أكبر اقتصاد وطني في دول االتحاد األوروبي ،وثامن أكبر ُيذكر أنّ إيطاليا ت ّ ناتج محلي إجمالي اسمي في العالم ،كما أنها تحتل المرتبة الثانية عشر كأكبر ناتج محلي إجمالي .وقد بلغت قيمة الواردات اإليطالية إلى السلطنة في العام 2014 أكثر من 202.84مليون ريال ُعماني ،وهي واردات تتضمن آالت متخصصة ،خاصة اآلالت المستخدمة في تجهيز الرخام ،تليها سيارات النقل ،والمعادن ،واألجهزة الكهربائية.
العماني في المعرض جانب من اهتمام الزوار بالرخام ُ ّ
العمانية المشاركة في المعرض فريق إثراء والشركات ُ
العمانية وفتح المجال لها تنمية الصادرات ُ للوصول إلى األسواق العالمية هو جزء من خطتنا لتعزيز االقتصاد الوطني ،ونحن نصدر منتجاتنا ألكثر من 140دولة اليوم ّ حول العالم. نسيمة البلوشية العامة لتنمية الصادرات المديرة ّ
6
نشرة إثراء
7
نوفمبر ٢٠١٦ العدد الرابع
حياة بال نفايات جزء من عناصر الطبيعة ،يكتشف عندما يقوم أحدنا بهزّ ٍ بأنها متصلة ببقية أجزاء العالم
د.نادية السعدية المدير التنفيذي لمركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية
الشيخ محمد الحارثي نائب الرئيس التنفيذي للتخطيط االستراتيجي ،شركة بيئة
جون ميور ()1914-1938 عالم إسكتلندي متخصص في صون الطبيعة.
دائما ،من هذه القاعدة انطلقت أن فرص التطوير حاضر ًة التحديات أمامنا كبيرة غير ّ ً نقاشات األمسيات االقتصادية التي ّ نظمتها إثراء منتصف سبتمبر الماضي في الفرع الرئيسي لبنك مسقط ،بدعم من شركة بي.بي ُعمان ،والتي ركز الحوار فيها على ثالثة قطاعات اقتصادية هي؛ الصناعة ،القطاع اللوجستي ،وقطاع إدارة النفايات. على طاولة الجلسة األخيرة التي ناقشت االقتصاد الدائري استعرض المتحدثون؛ الشيخ محمد الحارثي ،نائب الرئيس التنفيذي بشركة بيئة ،والدكتور محاد باعوين، أستاذ مشارك بجامعة السلطان قابوس ،والدكتور ستيف هالز ،مستشار أول بوزارة البيئة والشؤون المناخ ّية ،وصالح الشكيلي مستشار الترخيص بشركة بي.بي اكسبلوريشن ابسيلون ليمتد ،استعرضوا واقع هذا القطاع والفرص المرتبطة به، بدءا من الوظائف التي يو ّلدها تطوير تقنيات حديثة إلدارة النفايات بالسلطنة، ً وانتهاء بالنتائج اإليجابية المتمثلة في انخفاض األثر البيئي الصحي الناتج من ً حرق النفايات أو طمرها. وقد كان واضحا من النقاشات التي دارت خالل الجلسات بأن العمل جار نحو االنتقال إلى خلق موارد اقتصادية أكثر كفاءة وتنافسية في االقتصاد العالمي ،إضافة إلى أن هذا االنتقال يتطلب تغيير نهج العمل في الشركات العمانية الكبيرة وحتى الصغيرة. وعلى الصعيد الدولي ،استعرض المتحدثون تجارب عالم ّية نجحت في االستفادة من إعادة تدوير المخلفات ،منها شركة "جنرال موتورز" التي استفادت من إعادة تدوير أرباحا صافية تجاوزت مليار دوالر في إيراداتها السنوية. مخلفات مصانعها لتحقق ً كما نجحت شركة "انترفيس"؛ أحد أكبر مصانع السجاد في العالم بتحويل 154ألف طن من سجاد مرادم القمامة إلى منتجات جديدة ،كجزء من محاولتها لجعل جميع منتجات المصنع من المواد المعاد تدويرها أو من مصادر أخرى متجددة بحلول عام .2020
"ألفيس وكريسي" عالمة تجارية أسكتلندية ناشئة في مجال األزياء الفاخرة نجحت في تحويل النفايات الصناعية إلى منتجات مبتكرة للحياة العصرية ،وتحويل %50 المهتمة بقضية النفايات .الدفعة األولى من المنتجات من األرباح للجمعيات الخيرية ّ كانت مصنوعة من نفايات خرطوم الحريق ،وقد تب ّرعت بنحو %50من أرباحها لجمعية خيرية تعمل في مجال اإلطفاء. شركة "رولز رويس" التي تمتلك محركات "ايرو" المشهورة على مستوى العالم، أعادت تصنيع المحركات المائية وبيعها لشركة "تايمز كليبرز" التي تستخدم المحركات المرممة لتشغيل نحو 20تاكسي مائي تطوف من خالله بالسياح في رحلة سياحية على طول نهر التايمز الشهير بلندن. هذه النماذج المميزة من قصص المشاريع التجارية القائمة على النفايات تؤكد بما ال يدعو مجاال للشك بأن التحرك الجماعي نحو اقتصاد دائري يعد أمرا ضروريا من متزايدا بين مجتمع األعمال أجل عالم مستدام .وعالوة على ذلك ،فإنّ هناك وعيا ً وتأييدا. قبوال يكتسب الدائري في سلطنة عمان والمستهلكين بأن االقتصاد ً
لفهم االقتصاد الدائري ،هل يتعين علينا أن نفكر على غرار المثل القديم القائل" :قمامة شخص ما هي كنز لشخص آخر"؟ الدكتورة نادية السعد ّية :ثقافة االقتصاد العالمي الحالية تعزز من ثقافة االستهالك والنفايات ،وهذا النهج ببساطة ال يعزز االستدامة ،نحن نستخرج موارد األرض ثم نصنع
منها ما نحتاجه ثم نتخلص منها ثم نعيد الك ّرة .أما االقتصاد الدائري فهو نموذج عمل يختلف جذريا عن النموذج الخطي الذي اعتدنا عليه .كما أنّ المحافظة على الموارد االقتصادية لفترة أطول يعني تحويل المواد القيمة من مكب النفايات والتقليل من استخدام الطاقة واألراضي والمياه إلنتاج المواد الغذائية األولية .ولكوني باحثة مهتمة بمجال االقتصاد الدائري ،فإنني أهتم بحماية ورعاية الموارد الوراثية في سلطنة عمان من أجل اقتصادنا بطريقة مستدامة وتعزيز فوائد أسلوب الحياة الصديق للبيئة، والحياة ألجل هدف -إذا صح التعبير -يركز على عدم اإلضرار بالبيئة. الشيخ محمد الحارثي :بعبارات بسيطة ،يركز مفهوم االقتصاد الدائري في دورة الطبيعة للحياة ،حيث الحصول على الموارد المعاد تدويرها مرة أخرى في المحيط شيء سدى .كما ُيعنى بإدارة الموارد أي ٍ الحيوي بصور ٍة طبيع ّية وبدون أن يذهب ّ بدءا من مرحلة التصميم حيث يتم استخدام المواد والموارد الوفيرة كطاقة بديلة ً في تصنيع المنتجات.
واحدا وهو إعادة استخدام كل شيء االقتصاد الدائري يعني أمرا ً دون هدر ،وهو يناقض المنهج الحالي القائم على قاعدة" :بناء، واحد لتدفق المواد الخام :إلى يعد نموذج التجاه شراء ،دفن" الذي ٍ ّ المصنع ثم إلى المستهلك ثم إلى مكب النفايات .كيف يمكننا تعزيز ثقافة االقتصاد الدائري للمجتمع العماني؟ الدكتورة نادية السعد ّية :تعزيز االقتصاد الدائري أمر ال بد منه؛ فهو الحل العملي للمشكالت الحالية المتع ّلقة بموارد كوكب األرض .ووفقا لبيانات "يوروستات" ،فإن االتحاد األوروبي مثال يخسر سنويا نحو 600مليون طن من المواد في مكب النفايات التي كان من الممكن إعادة تدويرها أو إعادة استخدامها ،كما ُيجرى إعادة تدوير حوالي ٪40فقط من نفايات المنزلية األوروبية .ومع ذلك ،فإنّ ارتفاع الطلب على الغذاء ومحدودية األراضي الصالحة للزراعة ،وزيادة الطلب على مصادر المياه العذبة باإلضافة إلى تأثير تغير المناخ ،هذه العوامل جميعا تضغط علينا لتعديل االقتصاد الخطي لدينا ،وتؤكد بأن االنتقال إلى االقتصاد الدائري أمر ال مفر منه. إننا بحاجة إلى التقليل من إنتاج النفايات والحفاظ على قيمة المنتجات والمواد والموارد في االقتصاد ألطول فترة ممكنة ،وهذه هي العقلية التي نحن بحاجة إلى تشجيعها -من دون شك .-إنّ االنتقال إلى اقتصاد تدويري سيكون تحديا للشركات العمانية والمواطنين على حد سواء ،ولينجح األمر يتطلب مشاركة على المدى الطويل وفي شتى المستويات ،من الحكومة وقطاع األعمال والناس على وجه العموم. الشيخ محمد الحارثي :إنها لحقيقة محزنة ،أن تنتهج عمان ،كغيرها من البلدان في جميع أنحاء العالم ،االقتصاد الخطي حيث نأخذ المادة الخام لكي نصنع منها المنتوجات ثم نتخلص منها وننهي دورة حياتها. نحن بحاجة إلى تعزيز االقتصاد الدائري في أبسط أشكاله وتقليل النفايات عن طريق تشجيع التسوق الذكي للمنتجات عند الحاجة ،علينا أن نشجع ونوفر الفرص والخطط لكل من األفراد والشركات في إعادة استخدام المنتجات وتشجيع مبادرات إعادة التدوير، وأظن أنّ حملة مكثفة للتوعية العامة ستساعدنا على تحقيق هذه األهداف. ّ
وعلى الرغم من صغر الحجم النسبي للقاعدة الصناعية والتسويقية في سلطنة عمان ،غير أن ذلك سيمكننا من توظيف هذا األمر لصالحنا والعمل بصور ٍة وثيقة مع الصناعات والمؤسسات األكاديمية لزيادة المعرفة باإلنتاج األخضر وتعزيز قدرات شبابنا ليصبحوا خبراء في هذا المجال.
لماذا قررتم المشاركة في جلسات تناقش موضوع االقتصاد الدائري؟ لماذا كان ذلك مهم بالنسبة لكم؟ يعد في غاية األهمية ويجب علينا الدكتورة نادية السعد ّية :بدايةً ،هذا موضوع ّ جميعا أن نتحدث عنه .وبغض النظر عن الحجة األخالقية ،فإنّ االنتقال إلى االقتصاد بوعد لتوفير فرص عمل تساوي أكثر من تريليون دوالر الدائري سوف يكون مدفوعا ٍ أمريكي .وسوف يشمل هذا توفيرا في المواد ،وزياد ًة في اإلنتاجية ،ووظائف ومنتجات جديدة ،وإنشاء صناعات جديدة .وبصفة عامة ،فإن االقتصاد الدائري سيقودنا نحو مستقبل يعدنا بأن 9مليارات نسمة من السكان في عام 2050يمكنهم أن يعيشوا بشكل جيد ومستدام وهذا أمر يستحق الحديث عنه. الشيخ محمد الحارثي :إن االقتصاد الدائري يأتي في صميم ما نعمل عليه في شركة "بيئة" وعي مسؤوليتنا لتعزيز هذه المفاهيم الهامة التي من شأنها أن تساعدنا في تحقيق رؤيتنا نحو الحفاظ على البيئة العمانية الجميلة لألجيال القادمة.
التحول إلى االقتصاد الدائري لن يحدث بين عشية وضحاها ولكننا وقت ممكن ،كيف سنبدأ قاعدة نحتاج إلى البدء بذلك في أسرع ما ٍ هذا العمل في سلطنة عمان؟ الدكتورة نادية السعدية :نحن بكل تأكيد نحتاج إلى اتخاذ خيارات أكثر سهولة وجاذبية وبأسعار معقولة لكل من األفراد والشركات .دعونا نواجه األمر ،إنّ معظم القرارات تُبنى على أساس مجموعة من العوامل ،بما في ذلك سلوك اآلخرين، والطريقة التي يتلقى خاللها الناس المعلومات أو المشورة ،والمنافع المترتبة على ذلك ،فضال عن فوائد الخيارات التي يتخذونها .ويمكننا التأثير على قرارات الناس عن طريق إجراء تغييرات منفصلة في محيطها ،في المجتمع والمدارس وأماكن العمل. وأبسط مثال على ذلك هو تشجيع الزمالء ،إلعادة تدوير األلعاب والهواتف واألثاث. إنه ذلك النوع من التأثير اإليجابي الذي يمكن أن يساعد الناس على االنتقال من حال "المستهلك" إلى "مستخدم" ومن 'مالك' إلى 'مشارك'. الشيخ محمد الحارثي :التوجه نحو االقتصاد الدائري يتطلب وضع لبنات معينة بما في ذلك ،على سبيل المثل ال الحصر ،وجود إطار قانوني سليم ،وتأسيس الكفاءات والمهارات األساسية في قطاع الصناعات التحويلية ،وتشجيع التعاون بين القطاعات المختلفة ضمن سلسلة التوريد ،وسهولة الحصول على التمويل.
8
نشرة إثراء
9
نوفمبر ٢٠١٦ العدد الرابع
يشير معظم المتحمسين القتصاد التدوير إلى نقطتين رئيستين: أولهما وأهمهما؛ كفاءة النفايات في توفير المال ،والتقليل من النفايات بشكل جذري يمكن أن يقلص الدور البيئي للشركات نسوق هذه الرسالة إلى المجتمع الصناعي بدرجة كبيرة .كيف ّ في سلطنة عمان؟ الدكتورة نادية السعد ّية :تشير التقديرات إلى أن إعادة استخدام المنتجات القديمة، والقضاء على النفايات وتحسين إعادة التدوير يمكن أن يضيف أكثرمن 780بليون دوالرا أمريكيا إلى االقتصاد العالمي ،ولكن كما نعلم ،فإن العديد من الشركات المصنعة ليس لديها خطة حول ما تصنعه وما تسوقه وفي الواقع ،عقلية شراء المنتج بسعر رخيص ثم التخلص منه متأصلة بشكل عميق. وخالصة القول ،لنستطيع إقناع معظم الشركات المصنّعة ،فإننا بحاجة إلى استعراض التجارب الناجحة في هذا المجال ،فإذا أخذنا على سبيل المثال شركة "رينو" ،التي تعيد استخدام نحو ٪43من قطع غيار السيارات من خالل إعادة تصنيعها ،إضافة إلى أنها تقوم بتجديد 30000محرك و 20000من صناديق الحركة أو التروس و1600من أنظمة حقن الوقود ،وقد أصبحت اليوم تملك قطع غيار السيارات األرخص ثمنا للعمالء بنسبة -30 .٪50هذه تجربة من التجارب الملهمة في مجال التصنيع الدائري ،وإحدى القصص التي ستجعل الشركات تفكر بجدية في االقتصاد الدائري. الشيخ محمد الحارثي :في الواقع ،الكفاءة وحدها ال تكفي ،ومع وجود عملية فعالة جدا سوف ينتج عن ذلك منتجات هشة في طبيعتها ،على المرء أن يعمل من أجل تحقيق الكفاءة والتوازن والمرونة بحيث يتم تصميم منتجات قادرة على االستمرار لفترة أطول باستخدام مصادر الطاقة المتجددة .هذا يمكن أن يحدث من خالل الجهود المشتركة بين مختلف الشركاء بما في ذلك األوساط األكاديمية لتعزيز مفاهيم اإلنتاج النظيف أواإلنتاج األخضر داخل المجتمع الصناعي في سلطنة ُعمان.
اليوم ما يزال التركيز منصبا بدرجة كبيرة على الحد من النفايات ًّ بدال من تصنيع منتجات من تلك النفايات ،كيف يمكننا تغيير ذلك؟
ما التحديات التي قد تواجه المشاريع في تنفيذ التحول إلى االقتصاد الدائري؟
الدكتور نادية السعد ّية :بكل أسف ،إن االستدامة البيئية واألعمال ال يسيران دائما جنبا إلى جنب ،وخصوصا عندما يتعلق األمر بتصميم المنتج والتعبئة والتغليف، بعض من الحزم المنزلية األكثر شيوعا مثل علب البيتزا ،وحزم المقرمشات، وأنابيب معجون األسنان ليست قابلة إلعادة التدوير في كثير من األحيان.
الدكتورة نادية السعد ّية :دعونا نركز على الجانب اإليجابي هنا ،ما الذي يمكن أن نفعله لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة العمانية لكي تنتقل إلى االقتصاد الدائري؟ لدي ثالثة اقتراحات:
المشكلة الرئيسة مع التعبئة والتغليف هي أن معظم الشركات تركز على أولويتين هما :كيف أقنع المستهلكين بشراء المنتج الخاص بي؟ وكم ستكون تكلفته؟ ببساطة نحن عادة عندما نقوم بتصميم شيء تكون لنا نية الربح ونادرا ما نصمم المنتج من أجل الكفاءة اإليكولوجية. التصميم يجب أن يكون في صميم االقتصاد الدائري ،كما ينبغي تشجيع الشركات العمانية للعمل مع المصممين لتطوير تصاميم جديدة للمنتجات والخدمات التي تأخذ بعين االعتبار التفكيرفي دورة الحياة .ومع ذلك ،فهناك نقطة صغيرة في تصميم المنتج لتفكيكه وإعادة تصنيعه ،وهي إذا كانت آليات استرجاع تلك األجزاء بشكل فعال ليست متوافرة ،فسوف نحتاج إلى سياسات حكومية جديدة لتحفيز الشركات العمانية إلعادة التصميم من مواد النفايات. الشيخ محمد الحارثي :هذا لن ينجح إال إذا تبين لنا فوائد اتباع منهجية مستدامة، إن تسليط الضوء على المزايا المالية واالجتماعية والبيئية للتصميم من النفايات هو مفتاح الحل .وعالوة على ذلك ،نحن بحاجة إلى التركيز على حاجتنا لمنتجات طويلة األمد ،والمنتجات الخضراء ونظام يشجع على خطط اإلنتاج والتأجير واالسترجاع. مع المنتجات ذات الطبيعة الفنية ،ينبغي أن يؤخذ بالنهج االصالحي بحيث يتم تصميم النفايات خارج مرحلة اإلنتاج ،وأن يتم تصميم المنتجات بطريقة تضمن استمراريتها لفترة أطول ،ويمكن إعادة استخدامها وعند الحاجة يتم إصالحها بسهولة ،ثم في نهاية دورة حياتها يتم تفكيكها بسهولة من أجل عملية إعادة تدوير أكثر كفاءة. ويمتد هذا المفهوم أيضا في عملية تأجير المنتجات بحيث يتم تأجيرها من قبل مختلف المستهلكين. بالنسبة للمنتجات ذات الطبيعة البيولوجية يمكن توليدها من خالل تصنيع المواد السامة خارج مرحلة التصميم .ويمكن أن يكون لها استخدامات مختلفة طوال دورة حياتها وعند اقتراب نهاية الحياة تذهب من خالل عملية استخراج المواد الخام الكيميائية أو عملية الهضم الالهوائي حيث يتم توليد الغاز الحيوي الغني بالمغذيات. إعادة استخدام النفايات ليس مفهوما جديدا تماما في ُعمان ،على الرغم من أنه ال يحدث إال على نطاق ضيق .لذلك نحن بحاجة إلى العمل على تغيير المفاهيم تجاه المواد المستخدمة والوقوف على كيفية تحسين نوعية هذه المنتجات بحيث تصبح مقبولة على نطاق المجتمع.
1تقديم المنح والقروض للمشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تقدم أو تسعى إلى تقديم المنتجات التي من شأنها الحد من تأثير المستهلك على البيئة. 2تقديم المنح والقروض والحوافز الضريبية للشركات الصغيرة والمتوسطة التي ترغب في دمج عناصر االقتصاد الدائري في مؤسساتها من خالل تدابير كفاءة الطاقة ،وخطط الحد من النفايات ،وخيارات االستدامة للخدمات اللوجستية واالقتصاد األخضر. 3إنشاء بنية داعمة لتشجيع إصالح وإعادة التصنيع ،والحصول على التمويل والدعم للمشاريع المبتدئة. الشيخ محمد الحارثي :إن العوامل المساعدة الرئيسة لالقتصاد الدائري هي اللبنات التي ذكرتها سابقا ويبدأ كل شيء مع وجود إطار قانوني مالئم ونظام دعم فاعل وحمالت توعوية لتعزيز المفهوم.
ما النصيحة التي تقدمها للشركات العمانية الراغبة بالمشاركة في نموذج االقتصاد الدائري؟ الدكتورة نادية السعدية :الخطوة األولى الجيدة هي استكشاف عملية إعادة االستخدام وإعادة التصنيع وتجديد المواد داخل سلسلة القيمة ،وهذا يمكن أن يؤدي إلى تحقيق وفورات كبيرة في التكاليف وتقليل االعتماد على الحاجة إلى مدخالت الموارد المصنوعة من المواد األولى. من وجهة نظري ،االقتصاد الدائري يخلق فرصا لنا جميعا لالبتعاد عن نظام اإلنتاج الخطي المعتمد على األخذ من موارد البيئة ثم التصنيع واالستخدام ثم التخلص من المنتج ،إلى النظام الذي يحافظ على البيئة ويولد قيمة من مواد النفايات، وهذا ما يجب أن يكون سببا يستحق الدعم. الشيخ محمد الحارثي :أود أن أؤكد على حقيقة أننا ملتزمون ببيئة أكثر اخضرارا تماش ًيا مع مفهوم االقتصاد الدائري .لهذا علينا جميعا أن نسهم معا في وضع اإلطار الالزم الذي سيأخذ بهذا االقتصاد ُقدما في عمان .نحن في "بيئة" نبقي أبوابنا مفتوحة لجميع رواد األعمال والشركات الذين يحتاجون إلى الدعم في مجال إدارة موارد النفايات.
االقتصاد التدويري أهم النقاط التي ناقشتها األمسية: بوجه عام. تعريف االقتصاد الدائري وأهميته في تعزيز اقتصاديات العالم ٍ مجال إدارة النفايات وإعادة تدويرها وأهميته االقتصادية سبل تعزيز هذا القطاع واالستفادة منه بما يخدم االقتصاد الوطني والبيئة العمانية. تجارب عالم ّية ناجحة في هذا المجال .الوظائف التي توفرها مجاالت هذا القطاع. أدار الحوار د .نادية السعدية؛ المديرة التنفيذية بمركز ُعمان للموارد الوراثية والحيوانية والنباتية .وتضمنت قائمة المتحدثين الشيخ محمد الحارثي ،نائب الرئيس التنفيذي بشركة بيئة .الدكتور محاد باعوين ،أستاذ مشارك بجامعة السلطان قابوس .الدكتور ستيف هالز ،مستشار أول بوزارة البيئة والشؤون المناخ ّية .صالح الشكيلي مستشار الترخيص بشركة بي.بي اكسبلوريشن ابسيلون ليمتد. ُأقيمت األمسية يوم األربعاء الموافق 26سبتمبر وحضر األمسية نحو ( )50مشارك.
%97.5
قيموا من الحضور ّ محتوى األمسيات بوجه االقتصادية ٍ عام على أنه ممتاز.
%85.3
بأن من الحضور أشاروا ّ األمسية ساهمت في تأكيد أو تغيير وجهة نظرهم حول االقتصاد حد كبير. الدائري إلى ٍّ
10
نشرة إثراء
11
نوفمبر ٢٠١٦ العدد الرابع
االقتصاد الدائري
د.محاد باعوين أستاذ مشارك في الهندسة البيئية، جامعة السلطان قابوس
فرص االستثمار في قطاع النفايات د.محاد بن سعيد باعوين أستاذ مشارك في الهندسة البيئية ،جامعة السلطان قابوس تواجه الموارد الطبيعية خطر االستنزاف والهدر ،كما تتعرض إلى ضغوطات هائلة نتيجة التخلص العشوائي للنفايات ،األمر الذي يعرض التربة والمياه (السطحية والجوفية) والهواء (وهي موارد طبيعية أساسية) للملوثات الناتجة من تحلل وتحرك المواد المختلفة (عضوية وغير عضوية) من هذه النفايات باتجاه محيطنا البيئي .كما تنظر الكثير من الحكومات إلى قطاع النفايات على أنه مشكلة يجب التعامل معها بطريقة سريعة للتخلص من النفايات دون إنشاء آليات حقيقية تضمن حماية الموارد من االستنزاف والتلوث ،ولكن تغيير طريقة النظر إلى هذا القطاع على أنه يحتوي على موارد يمكن االستفادة منها وإدارتها بطريقة مستدامة يجعله قطاعا استراتيجيا يمكن من خالله خلق العديد من الفرص االستثمارية باالضافة إلى حماية البيئة المحيطة من التلوث .ومن هنا جاء التفكير في تطبيق نظام االقتصاد الدائري في هذا القطاع الحيوي. تجدر اإلشارة إلى أن نظام االقتصاد الدائري يحاول محاكاة الطبيعة في إعادة تدوير الموارد ليتم االستفادة منها لعدة مرات دون إرسال أي نفايات إلى المرادم بعكس االقتصاد الخطي والذي يقوم على أخذ الموارد وتصنيعها لالستخدام ومن ثم التخلص منها األمر الذي يؤدي إلى استنزاف الموارد بشكل مفتوح ،ويمكن تطبيق االقتصاد الدائري بصورة ج ّيدة في قطاع إدارة النفايات في السلطنة ،وهو ما سيحاول هذا المقال التطرق إليه ومحاولة تسليط الضوء بشكل موجز حول الفرص االستثمارية لتطبيق هذا النظام في هذا القطاع البلدي والحيوي ،كما سنتطرق بصور ٍة سريعة إلى اآلليات الواجب توفيرها حتى يتم جذب االستثمار في قطاع إدارة النفايات واالنتقال به إلى نظام اقتصادي دائري يتم فيه تدوير المخلفات على أنها موارد حقيقية وبالتالي يتم التقليل من هدر المواد الطبيعية (كالمعادن والمواد الهيدروكربونية) من جهة ،وحماية موارد طبيعية أخرى (كالمياه الجوفية والتربة والهواء) من التلوث من جهة ثانية. وحتى نتعرف على الفرص االستثمارية الممكنة في قطاع إدارة النفايات ،يجب أن نتعرف على أهم المواد التي تتكون منها النفايات في السلطنة والتي يمكن تلخيصها في المواد التالية :مخلفات عضوية مثل النفايات الغذائية والبالستيكية واألوراق واإلطارات واألقمشة واألخشاب ومخلفات الحدائق والمزارع وما شابهها ،ومخلفات غير عضوية مثل المعادن (كالحديد واأللمونيوم وغيرها) والزجاج ومخلفات البناء واألتربة ،ويمكن إضافة نوعا ثال ًثا يصنف أحيانا مع المخلفات البلدية الخطرة. المخلفات اإللكترونية ً
تجدر اإلشارة إلى أن الفرص االستثمارية المذكورة ستكون مصحوبة بفرص عمل جانبية من عمليات لوجستية وتوزيعية وعمليات صيانة للمعدات واألجهزة المستخدمة في هذه الصناعات .كما يتطلب إنشاء هذه الفرص االستثمارية وجود بنية أساسية متكاملة تضمن استمرارية الخدمات المقدمة واستدامتها وتكاملها؛ لضمان تطبيق االقتصاد الدائري بصورة مثالية ،وتجدر اإلشارة إلى أن نظام تجميع ونقل النفايات في الوقت الحالي منحصر في نقل النفايات من الحاويات البلدية ونقلها إلى مرادم رئيسة ،يتم إنشائها حاليا في المحافظات المختلفة ،األمر الذي يساعد على انتشار االقتصاد الخطي فقط .ولكن لكي يتم تسهيل االنتقال إلى نظام االقتصاد الدائري؛ يجب أن تقوم شركة بيئة بإنشاء مراكز تجميع وتصنيف للنفايات في المدن الرئيسة والمحافظات المختلفة ،حيث يتم في هذه المراكز استقبال حاويات النفايات البلدية المختلفة وتصنيف النفايات إلى أنواعها المختلفة (غذائية ،وبالستيكية ،وأوراق، ومعادن ،وزجاج ،وإطارات ،وغيرها) ،ومن ثم يمكن للمستثمرين التواصل مع هذه المراكز وتقييم وتقدير كميات النفايات (الموارد) التي سيتم التركيز عليها لدراسة جدوى االستثمار فيها .كما يمكن لشركة بيئة تقييم كميات النفايات المختلفة في السلطنة عن طريق اإلحصائيات الدقيقة من هذه المراكز للقيام بنظام تكاملي في إدارة هذه النفايات وتوفيرها بصور ٍة مستمرة للمستثمرين ،األمر الذي سيضمن تطبيقا حقيقيا لالقتصاد الدائري في هذا القطاع ،وال نبالغ إن قلنا بأن السلطنة ستكون بعد ذلك في موقع ريادي إلدارة االقتصاد الدائري في دول مجلس التعاون عن طريق بناء القدرات والتدريب وعمليات االبتكار والتكنولوجيا المبنية على المحافظة على الموارد الطبيعية من االستنزاف والهدر والتلوث.
كما يمكن تلخيص إمكانية االستفادة من النفايات وتحويلها إلى موارد عن طريق اعتماد اآلليات التالية: 1الفرز وإعادة االستعمال المباشر؛ مثل إعادة استخدام القوارير الزجاجية بعد غسلها وتعقيمها أو إعادة استخدام مخلفات األخشاب والحديد بصور ٍة مباشرة في عمليات البناء. 2المعالجة البسيطة ومن ثم إعادة االستخدام؛ كإعادة تدوير المخلفات الورقية بعد معالجة كيميائية بسيطة واستخدامها في طباعة الجرائد والمجالت. 3تحويل النفايات من شكلها األصلي إلى نمط آخر يمكن االستفادة منه بشكل أمثل؛ مثل تحويل المخلفات الغذائية ومخلفات الحدائق إلى أسمدة أو تحويل المخلفات العضوية إلى طاقة عن طريق إنتاج الغاز الحيوي أو غيره. وبالنظر إلى نوعية النفايات في السلطنة واآلليات الممكنة لالستفادة منها يمكن التركيز على الجوانب التالية لالستثمار في هذا القطاع: 1تكوين شركات استثمارية تستطيع توفير معدات لالستفادة من مخلفات الهدم كالحديد واألخشاب والخرسانة المستعملة بصور ٍة مباشرة في العمليات اإلنشائية لألبنية ورصف الطرق. 2إنشاء مصانع الستقبال المخلفات الورقية من المصادر المختلفة مثل المدارس والجامعات والوزارات وغيرها ،ومعالجتها إلنتاج الورق الصالح لالستخدامات المختلفة. 3إنشاء مصانع الستقبال المخلفات البالستيكية وإنتاج المواد البالستيكية المعالجة والتي يمكن أن تدخل في صناعات مختلفة كبعض األنشطة اإلنشائية وغيرها. 4إنشاء مصانع لتجميع اإلطارات المستعملة وتحويلها إلى مواد يمكن استخدامها في تطبيقات بلدية وإنشائية متعددة خاصة في المالعب الرياضية. 5إنشاء مصانع إلنتاج األسمدة العضوية عن طريق المعالجة البيولوجية للمخلفات الغذائية ومخلفات الحدائق ،وبيعها للمزارع المختلفة لتحل بديال مثاليا لألسمدة الكيميائية. 6إنشاء شركات تقوم بمعالجة وتدوير المخلفات االلكترونية واستخالص المعادن الثمينة منها.
أن السلطنة ستكون بعد -انتهاجها ال نبالغ بالقول ّ سياسات االقتصاد الدائري -في موقع ريادي إلدارة االقتصاد الدائري في دول مجلس التعاون عن طريق بناء القدرات والتدريب وعمليات االبتكار والتكنولوجيا المبنية على المحافظة على الموارد الطبيعية من االستنزاف والهدر والتلوث. د .محاد باعوين أستاذ مشارك في الهندسة البيئ ّية جامعة السلطان قابوس
12
نشرة إثراء
13
نوفمبر ٢٠١٦ العدد الرابع
على الطاولة الفرص والتحديات في القطاع اللوجستي تشير اإلحصائيات إلى أن نسبة الرحالت البرية في المدن اليوم العامة ،وأن مجموع الكيلومترات تعادل %64من عدد الرحالت ّ التي يتم قطعها في هذه الرحالت ستزيد إلى ثالثة أضعاف بحلول عام ،2050كما أن الشحن البري يشكل ما يقارب %20 من االختناقات المرورية ،و %30من أعمال الطرق ،ويسهم فيما نسبته %30من االنبعاثات الكربونية في المدن. العماني ويؤدي قطاع الخدمات اللوجستية بسلطنة ُعمان دو ًرا محور ًيا في االقتصاد ُ مفتاحا لزيادة االستثمارات الداخلية والصادرات غير النفطية الحديث والطامح ،و ُيعد ً والتنافسية على مستوى الدولة. وال تم ّثل الخدمات اللوجستية مجرد قطاع مهم ،بل تعد أداة تمكين حاسمة للشركات بدءا من محجر الجبس في ثمريت العاملة في جميع أنحاء السلطنة بكافة أحجامهاً ، وتصنيع البطاريات في منطقة الرسيل الصناعية ومصنع إنتاج الكريات في صحار إلى صدر البالستيك في المنطقة الحرة بصاللة ،كما يقدم هذا القطاع المتنامي فرصةً ُم ّ للشركات والمستثمرين لتحقيق األرباح ورفع كفاءة العمل فيه ،والحفاظ على البيئة عبر تطبيق عمليات صديقةً للبيئة. وتحت عنوان "الخدمات اللوجستية في المدن" ّ نظمت إثراء األمسية االقتصادية الثانية في المبنى الرئيسي لبنك مسقط ،وذلك ضمن سلسلة أمسيات تسلط الضوء على أهم الفرص والتحديات المرتبطة بالقطاعات االقتصادية الواعدة ،بحضور مختصين ورجال أعمال وأكاديميين ،وبدعوة عامة. وقد ناقشت األمسية التي أدارها الشيخ شبيب بن محمد المعمري؛ مدير االتصاالت بي-عمان ،وبمشاركة كال من؛ عماد الخضوري ،المدير والشؤون الخارج ّية بشركة بي ُ العمانية العالم ّية للوجستيات ،وكريس كالرك، العام لتطوير األعمال في المجموعة ُ مدير التطوير العلمي في شركة ميدسرف ،وعلي ثابت ،المدير اإلقليمي بشركة دي أتش أل اكسبريس ،ومحمد صادق سليمان ،رئيس قسم االستثمارات لألسواق الخاصة العمانية لتنمية االستثمارات الوطنية "تنمية" ،ناقشت التحديات المرتبطة بالشركة ُ بالقطاع اللوجستي؛ فقد أصبحت إدارة المدن واحد ًة من أهم التحديات التنموية في فنمو األنشطة االقتصادية ،وتزايد أنماط االستهالك يؤثر على القرن الواحد والعشرين، ّ خدمات النقل واإلمداد اليوم ّية ،ما يفرض تطوي ًرا مستم ًرا للخدمات اللوجستية. كما استعرضت األمسية التنمية المستمرة في البنية األساسية بالسلطنة ما ساهم بصور ٍة إيجابية في تعزيز هذا القطاع بالسلطنة ،باإلضافة إلى مناقشة فاعل ّية استراتيجيات الشحن والتوريد في المدن اليوم ،والمخرجات التعليم ّية الالزمة لدعم وتطوير الخدمات اللوجستية في السلطنة ،والفرص المتاحة أمام الشركات الصغيرة المتوسطة في سلسلة اإلمداد والتموين بهذا القطاع.
وحول أهمية تنظيم هذه األمسية أشار الفاضل طالب بن سيف المخمري ،مدير عام العمانية التسويق واإلعالم باالنتداب في إثراء قائال " :ارتفاع الكثافة السكانية في المدن ُ ً ضغطا سيؤدي جن ًبا إلى جنب إلى زيادة الطلب على السلع والخدمات ،وهو ما يعني أكبر على طلبات النقل والشحن بمختلف مستوياته ،وتأثي ًرا أكبر على الحركة المرور ّية؛ البري نحو %20من االختناقات المرور ّية ،و %30من فبحسب اإلحصاءات يشكّ ل النقل ّ أعمال الطرق ،ويساهم فيما نسبته %30من االنبعاثات الكربون ّية في المدن ،األمر الذي مهما في سبيل تحقيق كفاءة أكبر ،وبأقل يجعل تطوير الخدمات اللوجستية مطل ًبا ًّ العامة" أضرار ممكنة على البيئة وعلى الحركة ّ عددا من األفكار المرتبطة بتطوير هذا القطاع ،إذ من كما أضاف" :األمسية استعرضت ً الممكن تطوير تطبيقات تقنية مختلفة سوف تساعد في تسهيل أنظمة التوريد في مدن السلطنة بسرعة أكبر ،وبأقل تأثير على البيئة ،وهي فرص متاحة أمام الشركات الصغيرة والمتوسطة؛ إذ يمثل نقل ُ فعالة وصديقة الشحن في الميل األخير بطرق ّ للبيئة وبكفاءة عالية مجاال عمل ًيا لهذه المؤسسات مع تزايد أعداد السكان في المدن العمانية؛ إذ تشير التقديرات إلى أنّ ما يزيد على %70من السكان ،في السلطنة اليوم، ُ يعيشون في المناطق الحضر ّية ،وهو ما يجعل الضغط على اإلمداد والتموين يتزايد باستمرار".
جانب من تفاعل الحضور في األمسية االقتصادية :القطاع اللوجستي في المدن
عالمية في تطوير القطاع اللوجستي المتحدثون يناقشون تجارب ّ
الخدمات اللوجستية
تجدر اإلشارة إلى أنّ األمسيات االقتصادية ّ بي.بي-عمان، بدعم من شركة تنظم ُ ٍ وبرعاية إعالمية من جريدة تايمز أوف ُعمان وجريدة الرؤية ،وإذاعتي وبنك مسقط، ٍ الوصال وميرج.
أدار الحوار الشيخ شبيب المعمري؛ مدير االتصاالت بي-عمان. والشؤون الخارج ّية بشركة بي ُ
%93.6 4.3%
27.7%
قيموا المتحدثين في األمسية من الحضور ّ والجيد. االقتصادية بين الممتاز ّ
أهم النقاط التي ناقشتها األمسية: التنمية المستمرة في البنية األساسية بالسلطنة ودورها اإليجابي في تعزيز القطاع خصوصا في الجانب التقني، اللوجستي ،واألفكار المساهمة في تطوير هذا القطاع ً باإلضافة إلى المجاالت المفتوحة أمام الشركات الصغيرة والمتوسطة لتنمية هذا القطاع.
%95.7 6.4%
من الحضور توقعوا استخدام المعلومات والتحليالت التي طرحت في األمسية في مجال عملهم.
%93.7 قيموا المناقشات والتفاعل من الحضور ّ في األمسية بين الممتاز والجيد.
14
نشرة إثراء
15
نوفمبر ٢٠١٦ العدد الرابع
من النافذة عزان البوسعيدي
عزان البوسعيدي مدير عام التخطيط والدراسات بإثراء
مدير عام التخطيط والدراسات بإثراء
االبتكار في القطاع العام فكثير لم يكن لتتواجد العديد من التقنيات في أبل آيفون مثال لوال القطاع الحكومي؛ ٌ استثمارات حكومية في مجاالت البحث والتطوير، من االختراعات التقنية كانت نتائج ٍ ومن هذه االختراعات الشبكة العنكبوتية ،والربط بالواي فاي ،وملفات mp3وإدارة الصوت ،والرقاقة االلكترونية الصغيرة ،وبرنامج سيري ،ونظام تحديد المواقع العالمي، وتقنية الهواتف الخلوية ،واإلشارة المضغوطة ،وأجزاء من شاشات عرض الكريستال السائل والشاشات ذات اللمس المتعدد ،وبطارية ليثيوم أيون ،وغيرها الكثير. تماما ،فالحكومات تمكّ ن وما يقال عن الحكومات وخنقها لالبتكار هو على النقيض ً االبتكار بأقصى أشكاله وبمقدار ال يمكن أن تصل الى مستواه في القطاع الخاص، ولكن بالمقابل يحصل المجتمع وكذلك القطاع الخاص على حصته الوفيرة من تظن بأن الوقت قد حان لتغيير هذا التصور الخاطئ النتائج التي يتم تحقيقها ،أال ّ عن القطاع الحكومي؟
بصورة أفضل العمل ٍ
ملحة إذا ما ناضلنا جاهدين يعد االبتكار في القطاع العام في سلطنة عمان ضرورة ّ ّ يعد االبتكار في القطاع لمواكبة االقتصاد العالمي ذو التنافسية العالية ،كما ّ الحكومي محرك قوي للتطوير والتصدي للتحديات االجتماعية واالقتصادية ،ومع ذلك فإن سبل تحقيق االبتكار في الحكومة ما تزال غير واضحةً تماما ،بينما يمتلك قطاع األعمال في السلطنة مجموعة واسعة من الدراسات وأفضل الممارسات لالستفادة منها ،في الوقت الذي أصبحت المعرفة المشتركة عن االبتكار قليلة في القطاع الحكومي. وتحديدا بعدما انخفضت أسعار النفط ،فقد بدأت مع العلم أن هناك نقلة نوعية قادمة ً الحكومة بتقنين الخدمات التي تقدمها وطريقة تقديمها .وما ساهم في هذا التغيير هو دخول األلفية الجديدة ووجود أشخاص أمثالك -عزيزي القارئ -واختراع موجات جديدة من تقنيات االتصاالت التفاعلية ،والتحديات الديموغرافية والبيئية والصحية والتعليمية والحضرية المرتبطة بكل ذلك ،باإلضافة إلى إيجاد فرص عمل .هناك حاجة ماسة لعالج هذه القضايا مع تو ّفر مصادر قليلة ،وهذا ما يدفع الحكومة للتجربة واالبتكار. ولنكون واضحين أكثر ،فكبار المسؤولين في القطاع العام يقومون بأشياء كثيرة وعظيمة خالل اليوم الواحد ،فهم يقومون بمراجعة وتخصيص الميزانيات ،وحضور جلسات األعمال القصيرة ،والمؤتمرات الدولية ،وترأس الوفود التجارية ،ورئاسة اجتماعات اللجان الهامة ،وكذلك يقومون بتصميم وتوجيه ووضع السياسات في حيز التنفيذ، ولكن األمر الذي يحدث الفرق في حياة الناس الذين يقومون بخدمتهم هي الطريقة التي يقدمون بها خدماتهم التي تلبي احتياجات المواطنين ،وبالتأكيد فإن إلغاء الحواجز يعطي دافع أكبر للحوار ويمنح الجميع الفرصة العتناق روح المبادرة التي تجتاح السلطنة ،وإعادة تقييم اآللية التي يتم بها تلبية احتياجات المجتمع ،وتمكين األعمال، وتعزيز التنسيق ومستوى الجودة في الحياة التي يعيشها المواطنين ،باإلضافة إلى تحسين كفاءة القطاع العام وتطوير القدرة التنافسية الوطنية في سلطنة عمان. في الواقع ،كان البرنامج الوطني لتعزيز التنويع االقتصادي "تنفيذ" الذي بدأ مؤخ ًرا، مهمة الحتضان روح المبادرة في السلطنة ،وإلعادة تقييم الطريقة التي يمكننا فرصة ّ
بها تلبية احتياجات مجتمعاتنا بصور ٍة أفضل ،باإلضافة إلى تمكين األعمال وتعزيز التنسيق بين المؤسسات وتحسين كفاءة القطاع العام وتعزيز القدرة التنافسية الوطنية في السلطنة بصورة عامة.
تجربة سياسة القطاع العام فعالية األدوية الجديدة يقوم قطاع الصناعات الدوائية بتطبيق التجارب السريرية الختبار ّ من عدمها ،وفي قطاع األعمال يستخدمون المجموعات المركزة للمساعدة في تطوير المنتجات ،وفي هوليوود مثال يقومون باختبار العديد من نهايات األفالم ويختارون النهاية التي أَحبها الجمهور أكثر ،ولكن في عالم السياسة العامة ما هي التجارب التي يقومون باختبارها؟ في هذا الخصوص قامت الحكومة البريطانية بإنشاء فريق الرؤى السلوكية الختبار مناهج متعددة علم ًيا لمشكلة ما في سياسة عامة معينة وم َتحكّ م به من خالل تجارب عشوائية ُمحكَ مة. على أساس محدود ُ ويستخدم فريق الرؤى السلوكية البريطاني منهج متعارف عليه باسم "نظرية الوكزة" وهي عبارة عن مجموعة من السلوكيات االقتصادية تقوم على فكرة أن القرارات االقتصادية التي يقوم بها البشر هي مجرد قرارات إنسانية ولكن إذا ما قمنا بالتغيير إلى فهم ما يحفز األشخاص وما يفضلونه فإنه يمكننا بعدها فهم أسباب وضع هذه القرارات االقتصادية ،وفي اقتصاديات السوق فإن هذه النظرية تساعد قطاع األعمال على فهم محفزات المستهلكين ،وفي السياسة العامة تتضمن هذه النظرية اكتشاف طرق جديدة لتحفيز األشخاص للقيام بما هو أفضل ألنفسهم وأسرهم ومجتمعاتهم. ويتصف األشخاص الذين يقومون بتصميم وطرح السياسات في القطاع الحكومي بالنوايا الحسنة ولكن غالبا ما تؤدي نتيجة السياسات التي ليس لها طابع علمي إلى وضع قرارات سياسية مكلفة وغير فعالة ،ولكن هناك اعتقادات كثيرة تدور حول بناء على ما يعتقد األشخاص أن السياسات وتكاليف اإلنفاق وهي أنه قد تم وضعها ً نتيجته ستكون ناجحة عوضا عن وضعها على أدلة وأسس تؤدي إلى نجاحها، وبمقارنة النتائج لمختلف التوجهات وكمثال عليها تجربة ما إذا كان األطفال الذين يحضرون مرحلة ما قبل المدرسة يدخلون إلى رياض األطفال مع مهارات أفضل لما قبل القراءة ومفردات كثيرة ومهارات قوية في الرياضيات األساسية عن أولئك األطفال الذين ال يدخلون هذه المرحلة ،ويمكن لواضعي السياسات األخذ بنتائج هذه التجارب وتعد للحصول على أفضل الممارسات الفعالة قبل تنفيذها بشكل واسع النطاق، ّ شركات األدوية وصانعي األفالم وشركات التكنولوجيا والمصنعين الذين ال يقومون يعدون متهورين وغير مهتمين ،إذن هل بتجربة منتجاتهم قبل عرضها في السوق ّ ينبغي استخدام مثل هذه األساليب والوسائل عند وضع السياسات العامة؟
تغيير ثقافة القطاع العام وكما ذكرت سابقا فإن الحكومات غير معروفة بمبادراتها في مجال االبتكار ،وغالبا ما تكون ردودنا على استفسارات العمالء كاآلتي " :قف في الصف"" ،قم بتعبئة هذه
االستمارة"" ،أنت بحاجة إلى تصريح لفعل ذلك"" ،سوف يستغرق األمر أسبوعا إلنهاء اإلجراءات الورقية" وغيرها الكثير .غير أنّ الكتابات المختلفة عن االبتكار تؤكد أهمية مسلما به ،فيع ّرف جوزيف شومبيتر -االقتصادي النمساوي األمريكي- اعتباره أم ًرا ً االبتكار على أنه "الدافع األساسي الذي يحدد ويحافظ على سير المحرك الرأسمالي". وفي اعتقادنا أن االبتكار في الوحدات الحكومية هو أمر حتمي إذا ما أرادت السلطنة أن تصبح دولة تنافسية ،وتاريخ ًيا فإن الحوافر المقدمة لالبتكار في الوحدات الحكومية أقل ،والمخاطر غالبا ما تكون أعلى منها في القطاع الخاص ،ولذلك يمكن اعتبار االبتكار في القطاع الحكومي خيا ًرا أو عبئا إضاف ًّيا في بعض الحاالت ،وعليه فإن التغيير مطلوب. تنوعا وأصبح مواطنيها أكثر تطلبا للخدمات التي يوفرها ومع الوقت ،ازدادت ُعمان ً القطاع الحكومي ،وتتقارب التكنولوجيا الحديثة وممارسات العمل ووسائل اإلعالم الجديدة من بعضها لتخلق جي ً ال جديدًا ،وواحدة من نتائج هذا التقارب هو أن تتوفر الخدمات الحكومية على مدى سبعة أيام في األسبوع على مدار الساعة حيث لم يعد مساء فقط ،فاألب واألم صباحا – 3:00 مقبوال لدى األشخاص توفر هذه الخدمات من 8:00 ً ً كالهما أصبحا يعمالن وأصبح من السهل القيام بهذه الخدمات من خالل الشبكة العالمية اإلنترنت ،وفي نهاية المطاف فإن الهدف األساسي هو أن تتناسب الخدمات اإللكترونية مع احتياجات المواطن وليس العكس. كما ال بد من أن يحصل تغيير في طريقة تفكير القطاع الحكومي إذا ما أردنا تحقيق االبتكار المطلوب ،نشير في ذلك إلى التغيير وتعزيز ثقافة االنفتاح ،يقول كولن باول الجنرال ووزير الخارجية األمريكي السابق" -أن المشكالت ال تنحل بالتقدم في العمر"وهو على صواب ،ولكن كيف تقنع األشخاص إليصال مشكالتهم إلى كبار مديري القطاع الحكومي للفت انتباههم مع أن الثقافة المحيطة ال تشجع هذا األمر؟ وتوضح القصص الثالثة األخيرة في ديترويت عن شركات السيارات :جنرال موترز وكرايسلر وفورد كيف يمكن لثقافة االنفتاح أو عدم وجودها صنع أو تخريب مؤسسة ما. ملما آالن مواللي -الرئيس التنفيذي لشركة فورد للسيارات -وقبل تعينه لم يكن ً أبدا بصناعة السيارات حيث كان يعمل في شركة بوينغ ،ولكنه عرف كيفية إنشاء ثقافة مفتوحة وصريحة وهذا ما كانت تحتاج إليه شركة فورد بالتأكيد.
ُصنع في سلطنة عمـان أهم النقاط التي ناقشتها األمسية: فرص تطوير قطاع الصناعة في السلطنة .مجاالت تعزيز الكوادر المحلية وتدريبها لشغل مختلف الوظائف في هذا القطاع .إلى دور المشاريع الصغيرة والمتوسطة في تنمية القطاع. أدار الحوار د .وائل الحراصي مستشار التكنولوجيا بشركة تنمية نفط عمان. وتضمنت قائمة المتحدثين شادية اإلسماعيلية ،مؤسسة شركة ديمة ُعمان. نيكوالس بركات الرئيس ،التنفيذي لشركة أوكتال .المهندس عبداهلل الوهيبي ،مدير تطوير األعمال بشركة فولتامب للطاقةُ .أقيمت األمسية يوم األربعاء الموافق 21سبتمبر ،وحضرها نحو ( )60مشارك.
%75
قيموا من الحضور ّ األمسية بين والجيدة. الممتازة ّ
وواحدة من المبادرات التي قام بها مواللي هي وضع خطة أسبوعية لمراجعة األعمال حيث يلتقي فيها كبار المسؤولين التنفيذيين في فورد لمراجعة أرقام أداء األسبوع السابق ،وقد طالب مواللي باالنفتاح منذ البداية ،وكان شعاره "ال أستطيع إدارة األسرار" وكان يكررها دائما وكان يتوقع من الجميع في هذه االجتماعات مناقشة المشكالت الحالية والمتوقعة إلى جانب وضع الخطط لحلها. ويعد مجموعة قليلة من االجتماعات قام أحدهم باقتراح تحدي كبير ورد مواللي قائال "فالن وفالن لديهم مشكلة ،وهما ال يشكالن المشكلة ،فمن سيساعدهما في حلها؟" وبعدها فهم الجميع مغزى الرسالة ،وهي أن مسؤوليتك تكمن فيما يتجه إليه الفريق صريحا ولن يتم انتقاد أي شخص لديه مشكلة والشركة ومن المتوقع منك أن تكون ً
%89
قيموا من الحضور ّ المناقشات والتفاعل في األمسية بين الممتاز والجيد.
16
نشرة إثراء
17
نوفمبر ٢٠١٦ العدد الرابع
إن االبتكار هو الطريقة التي نختارها لرؤية العالم من حولنا، ّ قرارات وأحكام تساعدنا في سعينا نحو التطوير ولوضع ٍ مهمة لتأدية يعد االبتكار عملية والتحسين .وفي القطاع العام ّ ّ بوجه أفضل للحصول على نتائج ُمثلى وتطوير أساليب أعمالنا ٍ شيء جديد أكثر فاعلية ،وهو ال يعني بالضرورة البحث عن ٍ تماما. ومختلف ً ريتش هاروود مؤسس معهد هاروود لالبتكار الحكومي ،واشنطن
ومن لم يعرض المشكلة مبك ًرا أو لم يجد لها حلول فالخطأ يقع عليه. وقبل مدة طويلة من فترة الركود في عام ،2008قام مواللي بإعادة تشكيل الثقافة في فورد ،ففي مركز الشركة توجد خطة فورد الوحيدة ،وهي في األساس رسالة الشركة ورؤيتها ،وتوجد في قلب خطة فورد الوحيدة عبارة "فريق واحد" ويرى مواللي في هذه العبارة أكثر من مجرد كلمات؛ حيث يتوقع من زمالئه اتخاذ سلوك نموذجي معين وأيضا يتوقع إظهار االلتزام من فريقه نحو الشركة ونحو زمالئهم وأن يركزوا في أعمالهم ،ونظ ًرا للحجم والنطاق الواسع لعمليات شركة فورد فإن الموظفين يعملون ألكثر من كونهم يجنون ماالً ألنفسهم فقط. لقد قال باول ذات مرة" :اليوم الذي يتوقف فيه الجنود عن عرض مشاكلهم عليك هو اليوم الذي توقفت فيه عن قيادتهم" ويقول مواللي" :ال أستطيع التعامل مع األسرار" كلمات مختلفة ولكنها تحمل الرأي نفسه ،ويشجع القادة الكفؤ المناخ الذي يدعو ويشجع االنفتاح والصراحة ،ماذا يجب أن نفعل نحن هنا في القطاع الحكومي العماني لخلق بيئة إيجابية لحل المشكالت؟
خدمات القطاع العام وعملية إشراك المواطنين فيها نحن نعيش اليوم في عصر البيانات الكثيرة حيث تملك الحكومة معلومات أكثر من أي وقت مضى ويكمن التحدي في االستفادة من هذه المعلومات وإتاحتها لألعمال العامة والمحلية والتي يمكن إعادة تشكيلها لخلق تطبيقات ومواقع إلكترونية مبتكرة تحل المشكالت الملحة بأنسب طريقة ممكنة وبأقل تكلفة. ويمكن تسليم مجموعة البيانات األصلية عن التركيبة السكانية والنقل والتعليم والصناعة والخدمات اللوجستية والصحة والبيع بالتجزئة إلى الشباب البارعين في التكنولوجيا والذين ال يريدون بالضرورة العمل في قطاع الحكومة ولكنهم ال يمانعون في القيام بترميز هذه البيانات ،وهم مجموعة من الشباب الصغار والموهوبين والبارعين في مجال التقنية. وتعكس هذه الرغبة في التعاون إدراك معين هو أنه ال يمكن للحكومة أو مقدمي الخدمات وال حتى المواطنين أنفسهم إنجاز أهدافهم بدون التعاون المشترك، وفي عالم اليوم المترابط والمتواصل فإن سرعة التغيير وزيادة وتيرة المخاطر واتساع الفرص يعني أنه ال يمكن ألي مؤسسة أو منظمة أو فرد العمل بشكل منفرد حيث أنه من الضروري العمل ضمن فريق واحد لضمان إنتاج مشترك للخدمات مع المواطنين والصناعة والمؤسسات غير الحكومية.
موظفي القطاع العام في القرن الحادي والعشرين
جيدا للعمل فيه حيث يقدم خدمات تحدث فر ًقا كبي ًرا في حياة يعد القطاع العام مكانًا ّ ً األشخاص داخل السلطنة ،ويوظف هذا القطاع األفراد الموهوبين ذوي خلفيات علمية مختلفة ويعهدون على أنفسهم العمل على تقديم أفضل الخدمات الحكومية ومع ذلك فإن المشكلة األساسية تكمن في أن الحكومات لم تنشأ لمواجهة التحديات التي تتصدى لها اليوم وهي في األغلب تعمل على إدارة األعمال وال تعمل على خلق التكامل وفرص االبتكار وعلى الرغم من قوة القطاع العام إال أن حجمه يمنعه من القيام بأكثر ما يمكنه فعله.
وفي الواقع فإن واحدة من أكبر التحديات التي تواجه السلطنة اليوم هو قدرة القطاع العام على تلبية التوقعات المتزايدة من قبل المواطنين حيث يتوقعون أن يكون مستوى خدمات القطاع العام بذات الجودة التي يقدمها القطاع الخاص حيث يريد المواطنون مثال دفع فواتيرهم عن طريق االنترنت أو عن طريق الهاتف النقال في أيضا في تجديد رخصة القيادة والحصول على شهادتي الميالد والزواج الوقت يرغبون ً وغيرها ويرغبون كذلك في مشاهدة برامجهم التلفزيونية المفضلة عندما يملكون الوقت لذلك وليس عندما تعرضه القناة التلفزيونية عليهم ،والسبب في ذلك هو ارتفاع مستوى التوقعات لدى المواطنين والذي يعتبر التحدي األكبر بالنسبة للقطاع العام حيث ينبغي له تلبية جميع هذه المطالب بمستوى أفضل وال يقل عن مستوى الموارد المتاحة. وتمر مؤسسات خدمات القطاع العام بتغييرات جذرية وعليه يتطلب من موظفي القطاع العام التحلي بمجموعة مهارات مختلفة عن تلك الموجودة سابقا وفي الحقيقة فإن موظفي القطاع العام لم يكونوا على اطالع دائم بالمهارات الجديدة التي يحتاجونها لتلبية مهام عملهم بأكثر الطرق كفاءة وفاعلية ممكنة ،كما أنه وفي هذا العالم المتسارع على الموظف أن يطلع العمالء على كل التفاصيل ،وأن يكون أكثر إبداعا وابتكارا وعلى استعداد دائم إلدارة المخاطر المحتملة ،كما على الموظفين أن يبنوا عالقات عمل متينة مع اآلخرين ،ويعملوا بفاعلية في القطاع العام أو الخاص ومع الشركاء العالميين ،كما على الموظفين أن يكونوا أكثر مرونة وأن يتكيفوا مع األولويات والتحديات الجديدة ،وأن يدركوا حاجتهم لمواكبة هذا العالم المتطور واألكثر تنافسية من أي وقت مضى وهذه كلها مداخل جديدة ومختلفة. وباختصار؛ كيف يمكن بناء قدرات موظفي القطاع العام وتدريبهم على التعامل مع احتياجات الشباب المطلعين والبارعين في مجال التكنولوجيا؟ إننا اليوم بحاجة لوجود موظفي قطاع عام قادرين على صنع الفرق في المجتمع وفي حياة الناس، وهذا الهدف اليوم هو أكثر أهمية من أي وقت مضى.
مصادر االبتكار اﻻﻧﻔﺼﺎل ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻢ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﻔﺮص اﻟﺠﺪﻳﺪة داﺧﻞ اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ واﻟﺘﻲ ﺗﺆدي إﻟﻰ اﻧﻔﺼﺎل ﻓﻲ ا ﻗﺴﺎم أو اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ.
ﻣﻦ ا ﻋﻠﻰ إﻟﻰ ا ﺳﻔﻞ
ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﻨﺒﻊ اﻻﺑﺘﻜﺎر اﻟﺬي ﻳﻘﻮده ﻳﻌﺪ اﻟﺤﺎﺟﺰ ا ول اﻟﻤﺪراء اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﻦ وﻫﻮ ّ اﻟﺬي ﻳﺨﺘﺒﺊ وراءه اﻻﺑﺘﻜﺎر :اﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﻧﺸﺮ ا وﻟﻮﻳﺎت داﺧﻞ اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ.
وﻳﺄﺗﻲ ﻫﺬا ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺒﺤﻮث اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ واﻟﺘﻄﻮﻳﺮات اﻟﺘﻲ ﺗﺆدي إﻟﻰ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺟﺪﻳﺪة ﻳﺘﻢ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ داﺧﻞ اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ.
ﻣﻦ اﻟﻮﺳﻂ ﻟ ﺳﻔﻞ
ﻣﺼﺎدر اﻻﺑﺘﻜﺎر ﻣﻦ أﻳﻦ ﻳﺄﺗﻲ اﻻﺑﺘﻜﺎر؟ ﻳﻨﺘﺞ اﻻﺑﺘﻜﺎر داﺧﻞ أﻳﺔ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺒﺮ ﺧﻤﺴﺔ ﻣﺠﺎﻻت:
اﻟﻤﺠﺎﻻت اﻟﺠﺎﻧﺒﻴﺔ
ﺳﻮاء ﻫﻨﺎ ﻳﺘﻮاﺟﺪ اﻻﺑﺘﻜﺎر داﺧﻞ اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ً ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ اﻟﺘﺪرﻳﺠﻲ أو ﺗﻄﺒﻴﻖ ا ﻓﻜﺎر اﻟﺠﺪﻳﺪة أو إﺑﺪاﻋﺎت اﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ أو ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻢ وﺗﻘﻮد اﻻﺑﺘﻜﺎر.
ﻣﻦ ا ﺳﻔﻞ إﻟﻰ ا ﻋﻠﻰ
ﺣﻴﺚ ﻳﻨﺒﻊ اﻻﺑﺘﻜﺎر ﻣﻦ اﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ أو اﻟﻌﻤﻼء أو اﻟﺸﺮﻛﺎء اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﻦ داﺧﻞ اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ وﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻫﺬا ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻟﻌﻤﻠﻴﺎت رﺳﻤﻴﺔ ﻳﻘﻮم ﺑﻬﺎ ﻗﺴﻢ اﻟﺠﻮدة أو ﻣﻦ ﺧﻼل اﺳﺘﺒﻴﺎﻧﺎت ﻟﻘﻴﺎس ردود اﻟﻔﻌﻞ.
18
نشرة إثراء
19
نوفمبر ٢٠١٦ العدد الرابع
التعبئة والتغليف حاسما لقد أصبحت عملية التعبئة والتغليف اليوم عامال ً في نجاح األعمال التجارية ،فهما قد يؤديان إلى نجاح المنتج الجيد وزيادة مبيعاته أو إلى إخفاق الشركة؛ إذ أن التغليف ّ قد يجذب المستهلك بدون تجربة المنتج حتّ ى ،ألن العامل المهم واألساسي في الجذب والترويج هو التغليف بجودة عالية.
التكلفة
1
التناسق
4
خالل ١٠ثوان فقط ،سيتوجه المستهلك إلى ما هو مألوف لديه ،وفي حاله غياب هذا المألوف سيكون السعر هو المحدد الحاسم ،فإذا كان المستهلك قد سبق له مشاهدة منتجك في إعالن سيشعر أنه يعرف هذا المنتج وقد ال يتردد بشرائه ،وعليه فإذا كنت تريد أن تحصل على إقبال كبير لمنتجاتك فعليك التركيز على إعالنات الشركة ،إذ يجب أن تحمل العالمة التجارية والتغليف الرسالة المتسقة نفسها.
إذا كان السوق المستهدف يعتمد توفير المال في شرائه؛ اجعل منتجك يبدو أرخص باستخدام تغليف بلون واحد وبدون "زخرفة" ،وتذكّ ر أن "تكاليف التغليف" في هذه الحالة لن تؤثر على سعر المنتج ولكن ستجعله يبدو أرخص.
ومن المعروف أن ٪٨٠-٪٧٠من القرارات الشرائية للمستهلك تحدث في أماكن البيع، ّ والمحال التجارية يقضي فعلى سبيل المثال ،أظهرت األبحاث أن المشتري في البقاالت في المتوسط أقل من ١٠ثوان في اختيار المنتج الواحد ،لذلك فإن القرارات تتخذ على عجالة وغال ًبا ما تكون مبن ّية على شكل المنتج الخارجي. إنّ شكل المنتج ومظهره ولونه وتصميمه وسعره هو ما يحفزنا لنقف ونلقي نظرة على المنتج في األرفف ،ومعظم هذه المحفزات يمكن أن تتأثر بطريقة التعبئة، كما أنه من المحتمل للمشتري أن يلمس و يقيم وحتى أن يشم المنتج بناء على تعبئته ،وبالتأكيد فإنه مع وجود منتج معبأ بطريقة مميزة سيزيد ذلك من احتمالية منتجا ذو عالمة تجارية معروفة. خصوصا إذا كان شرائه وإعادة شرائه ً ً لذلك ،فإن االهتمام بالتعبئة خطوة حاسمة لنجاح العملية الشرائية ،ومع ذلك فإنّ كثي ًرا من الشركات ال تهتم بهذه الخطوة في كثير من األحيان مثلما تهتم بكمية ما تنتجه ،ولقياس أهمية التغليف عمل ًّيا اسأل نفسك هذا السؤال :وصلت إلى البقالة وترغب في شراء علبة شوكوالته؛ هل ستشتري علبة بتغليف عادي بلون واحد أو سريعا؟ الجميع يعلم أن التغليف يجذب االنتباه، أخرى ذات تغليف مثير يلفت انتباهك ً ويحفز المشتري على النظر إلى قيمة المنتج وعالمته التجارية بذات األهمية التي ينظر بها إلى طريقة التغليف وشكله .كما أنّ العبارات المكتوبة على الغالف هي األخرى قد تحدد شراءنا للمنتج من عدمه ،ولنضرب مثاالً آخر :فكر في علبة الشوكوالتة تلك، هل ستشتري واحدة مطبوع عليها “ شوكوالتة رخيصة” وأنت تريد تقديمها هدية، حتى وإن كانت جودة المحتوى والمكونات جيدة وقد تساوي ضعف ذلك السعر؟ المحلي ترتكب بعض الشركات العمانية الخطأ نفسه باهتمامها وعلى المستوى ّ بجودة المنتج أو كميته دون التركيز على طريقة التغليف والتقديم للمشتري، ما يع ّرضها للخسارة من جهة أو لفقد قوتها الشرائية من جهة أخرى ،إذ أن معظم المستهلكين يحكمون على المنتج من خالل تغليفه قبل شرائه ،لذلك من المنطقي القول التغليف الجذّ اب خطوة أولى تجعل المشتري يختار منتجك من المرة األولى التي يراه فيها.
التصميم
2
معظم المستهلكين العمانيين يحبون تجربة األشياء الجديدة ويعتمدون على صورة المنتج النهائية أو تصميمه الخارجي ليقرروا شراءه أو تركه ،ولهذا كن مميز في تغليفك لتكسر خوف المستهلك مما يعتقد أنّه اختيار خاطئ ،كما أن التغليف سيسمح بتجربة منتجك مرة واحدة على األقل، فاستغل هذه الفرصة.
الوضوح
3
إذا كان المستهلك يستغرق فقط ١٠ثوان ،للحصول على الكثير من المعلومات عن المنتج فقط من خالل النظر إلى الصور الموجودة على التغليف بدون قراءة وصف المنتج، فإن اللون أيضا يمكن أن ينقل رسالة عن منتجك وهو طريقة مختصرة لالتصال مع المستهلكين ،كما تمتلك األلوان دالالت مختلفة لدى ثقافات مختلفة ،وهي معلومة قد تجعلك تبحث تنس عند كتابة في دالالت األلوان لدى المشتري المستهدف ،وال َ وصف المنتج ،أن تجعله سه ً مستخدما اللغة التي تربط ال للقراءة ً جمهورك المستهلك.
صديق للبيئة
العمانية هم العامل المساعد لتحديد سلوك المشتري المستدام ،فمن خالل فهمهم لحاجات الناس يمكنهم تصميم منتجات مصممي المنتجات ُ تساعد الناس على استخدام نمط حياة محدد ولمدة طويلة ،وهذا ما يجعل مسؤولية البائع كبيرة عند بدء أي مشروع؛ فعليه التفكير أوالً في دورة حياة المنتج بدالً من توليد منتجات ينتهي بها المطاف في مكب القمامة بعد وقت قصير .إنّ إعادة تدوير المنتجات هي أول خطوة يمكن للبائع التفكير بها ليزيد من دورة حياة المنتج.
5
20
نشرة إثراء نوفمبر ٢٠١٦ العدد الرابع
ختاما... ً إثراء تطلق موقعها اإللكتروني بحلته الجديدة ّ ليقدم مجموعة من المعلومات والخدمات دشنت إثراء أكتوبر الماضي موقعها اإللكتروني الجديد ( )www.ithraa.omوالذي يأتي ّ المحلية ضمن جهودها في تنمية الصادرات العمانية غير النفطية ،إضافة إلى المستثمرين الدوليين التي تستهدف الشركات ّ حيث يستعرض بيئة األعمال والمناخ االستثماري وحوافز االستثمار وتأسيس المشاريع التجارية بالسلطنة.
وحول مميزات النسخة الجديدة من الموقع ع ّلقت الفاضلة عزة بنت إبراهيم الكندية، رئيسة قسم تطوير النظم والبرمجة في إثراء قائلة " :تم تصميم الموقع اإللكتروني الجديد ليساهم في تعزيز مكانة السلطنة والترويج لها كبيئة مناسبة للقيام بأعمال تجارية ،باالعتماد على موقعها االستراتيجي ،والبنية األساسية المش ّيدة وفق أفضل المعايير العالمية والربط بينها وبين غيرها من العوامل المحفّ زة األخرى كذلك من خالل المعلومات التي يتيحها الموقع للمتصفح بكل سهولة" .وأضافت قائلة: " نبحث باستمرار عن طرق جديدة تساهم في تحسين مستوى الخدمة بما يحقق مستوى تطلعات رجال األعمال والمستثمرين إضافة إلى الشركات المحلية ،كما نود أن نشجع جميع الشركات لالطالع ومعرفة الخدمات اإللكترونية المتاحة لهم ".
من جهته عبر الفاضل عبداهلل الناصري ،الرئيس التنفيذي لشركة Linetechs والمشرفة على تحديث الموقع اإللكتروني لـ إثـراء " يواكب الموقع اإللكتروني الجديد لـ إثـراء آخر التطورات في مجال تصفح البيانات والمعلومات سواء من ناحية التصميم وأسلوب وطريقة العرض إضافة إلى ربطه المباشر مع شبكات التواصل االجتماعي لحسابات الهيئة ليصبح أكثر سهولة للوصول من قبل المستفيدين من الخدمات التي تقدمها الهيئة". يمكن الوصول للموقع اإللكتروني الجديد عبر العنوان www.ithraa.omكما يمكن التواصل من أجل المزيد من المعلومات عن الموقع أو خدماتنا في مجال التصدير وترويج االستثمار عبر البريد اإللكترونيinfo@ithraa.om :
تواصل معنا هاتف+٩٦٨ ٢٤ ٦٢ 3300 : فاكس+٩٦٨ ٢٤ ٦٢ ٣3٣5 : www.ithraa.om إثراء ،ص.ب ،٢٥الرمز البريدي ،١١٧الوادي الكبير ،سلطنة عمان
الهيئة العامة لترويج االستثمار وتنمية الصادرات