Winston Churchill

Page 1

‫رئي�س جمل�س االدارة رئي�س التحرير‬ ‫فخري كرمي‬ ‫ملحق ثقايف ا�سبوعي ي�صدر عن جريدة املدى‬

‫‪m a n a r a t‬‬

‫العدد (‪)2227‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬ال�سبت (‪� )20‬آب ‪2011‬‬


‫‪2‬‬

‫العدد (‪)2227‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬ال�سبت (‪� )20‬آب ‪2011‬‬

‫العدد (‪)2227‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬ال�سبت (‪� )20‬آب ‪2011‬‬

‫ا�سرته وحياته املبكرة‬

‫ولد يف �أك�سفورد‪ ،‬لأ�سرة حمافظة‪،‬‬ ‫ار�ستقراطية‪ ،‬كان ابوه اللورد راندولف‬ ‫هرني �سبن�سر ت�شر�شل ‪Lord‬‬ ‫‪Randolph Henry Spencer‬‬ ‫‪ Churchill‬من زعماء حزب املحافظني‪،‬‬ ‫وامه جني جريوم ‪Jenny Jerome‬‬ ‫امريكية اال�صل‪ .‬وكان جده ال�سابع دوق‬ ‫مارلبورو الأول‪ ،‬قد بنى ذلك الق�صر تيمن ًا‬ ‫باالنت�صارات التي حققها عام ‪ ، 1704‬تويف‬ ‫والده يف ال�ساد�سة واالربعني من عمره يف‬ ‫ظروف م�أ�ساوية �أدت اىل جتريده من لقبه‪،‬‬ ‫لكن رغم ذلك‪ ،‬بد�أ حياته ال�سيا�سية بنجاح‬ ‫عظيم وا�ستطاع ان يتوىل من�صب وزارة‬ ‫املالية وهو يف الثالثني من العمر‪.‬‬

‫زواجه وابنا�ؤه‬

‫ونستون تشرشل‪...‬‬

‫ترجمة‪ :‬ف�ضيلة يزل‬ ‫ون�ستون ليونارد �سبن�سر ت�شر�شل ‪ 30( Sir Winston Leonard Spencer – Churchill‬ت�شرين الثاين ‪ 1874‬ـــــــ ‪ 24‬ايلول ‪،)1965‬‬ ‫رئي�س وزراء بريطانيا خالل احلرب العاملية الثانية من ‪ 1940‬حتى ‪ ،1945‬ومرة �أخرى من ‪ 1951‬حتى ‪ .1955‬كان رجل دولة بارز‬ ‫وخطيب مفوه وخمطط �سرتاتيجي‪ .‬كما كان اي�ض ًا �ضابط ًا يف اجلي�ش الربيطاين‪ ،‬ا�ضافة اىل كونه كاتب غزير االنتاج‪ ،‬فقد‬ ‫ح�صل على جائزة نوبل يف الأدب يف ‪ 1953‬لكتاباته التاريخية‪ .‬وهو اول مواطن بريطاين يحوز على مرتبة "مواطن �شرف يف‬ ‫الواليات املتحدة" ولد ون�ستون ت�شر�شل يف ‪ 1874‬يف ق�صر بلنهام يف حمافظة �أك�سفورد�شاير يف اجنلرتا‪ ،‬توىل الوزارة عام ‪1940‬‬ ‫ملواجهة اخلطر النازي بعد ا�ستقالة ت�شامربلني من رئا�سة الوزراء‪ .‬وقد رفع معنويات �شعبه اثناء احلرب ومل يخ�ضع لأدولف‬ ‫هتلر‪ .‬قال له هتلر‪" :‬نحن ال نريد حماربتك بل نريد ا�ست�سالمك"‪ ،‬ولكن ت�شر�شل مل ين�صاع له وقاومه حتى النهاية وكان‬ ‫الن�صر حليفه‪ ،‬وكان اول من ا�شار بعالمة الن�صر بوا�سطة ال�سبابة والو�سطى‪.‬‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬

‫التقى ت�شر�شل بزوجته امل�ستقبلية‪،‬‬ ‫كليمنتني هوزير‪ ،‬يف ‪ 1904‬يف منزل‬ ‫كرو‪� ،‬إيرل كرو وزوجته تدعى مارغريت‬ ‫براميروز (ابنة �آرت�شيبالد براميروز)‪.‬‬ ‫يف ‪ ،1908‬التقيا مرة اخرى يف حفلة‬ ‫ع�شاء وكانت م�ضيفتهما ال�سيدة �سانت‬ ‫هيلري‪� .‬إذ وجد ت�شر�شل نف�سه جال�سا‬ ‫بجوار كليمينتني‪ ،‬و�سرعان ما بد�أو حياة‬ ‫رومان�سية‪ ،‬ثم خالل حفلة ع�شاء يف ق�صر‬ ‫بلنهام عر�ض عليها الزواج يف ‪ 10‬اب‬ ‫‪ 1908‬وقد متت مرا�سيم الزواج يف معبد‬ ‫ديانا ال�صغري‪ .‬ق�ضى الزوجان �شهر الع�سل‬ ‫يف هايغروف هاو�س يف اي�ستكوت‪ .‬يف‬ ‫اذار ‪ ،1909‬انتقال اىل منزل يف ‪� 33‬ساحة‬ ‫اكل�ستون‪ .‬كانت ديانا طفلتهما االوىل‪،‬‬ ‫ولدت يف لندن يف ‪ 11‬متوز ‪ .1909‬انتقلت‬ ‫كليمنتني بعد حملها الثاين اىل �سوزيك�س‬ ‫للعناية ب�صحتها‪ ،‬يف حني بقيت ديانا يف‬ ‫لندن مع املربية‪ .‬يف ‪ 28‬ايار ‪ ،19011‬جاء‬ ‫طفلهما الثاين راندولف‪ ،‬ولد يف ‪� 33‬ساحة‬ ‫اكل�ستون‪ .‬اما طفلتهما الثالثة فكانت �سارا‪،‬‬ ‫ولدت يف ‪ 7‬ت�شرين االول ‪ ، 1914‬ولدت‬ ‫يف ادمريالتي هاو�س‪ .‬جاء احلمل بقلق‬ ‫على كليمنتني‪ ،‬يف وقت �أُر�سل ون�ستون اىل‬ ‫مدينة انتريب البلغارية‪ ،‬من قبل جمل�س‬ ‫الوزراء "للق�ضاء على مقاومة املدينة‬ ‫املحا�صرة" بعد االخبار التي او�ضحت ان‬ ‫البلغاريني ينوون ا�ست�سالم املدينة‪.‬‬ ‫اجنبت كليمنتني طفلها الرابع‪ ،‬ماريغولد‬ ‫فران�سي�س ت�شر�شل‪ ،‬يف ‪ 15‬ت�شرين الثاين‬ ‫‪ ،1918‬بعد اربعة ايام من االعالن الر�سمي‬ ‫عن نهاية احلرب العاملية االوىل‪ .‬يف االيام‬ ‫االوىل من اب ‪ ،1921‬اودع ابناء ت�شر�شل‬ ‫يف ح�ضانة معلمة فرن�سية يف "كنت" ا�سمها‬ ‫"مل روز"‪ .‬يف هذه االثناء �سافرت كليمنتني‬ ‫اىل �إيتون هول لتلعب تن�س مع هوف‬ ‫غرو�سفينور‪ ،‬الدوق الثاين يف وي�ستمن�سرت‬ ‫وعائلته‪ .‬ويف حني كانت طفلها الرابع‬ ‫ماريغولد حتت رعاية املربية ا�صيبت بربد‪،‬‬ ‫لكن ذكر انها تعافت من املر�ض‪ .‬بينما كان‬ ‫املر�ض يتقدم ب�شدة مل تظهر اية اعرا�ض‬ ‫عليه‪ ،‬فتحول املر�ض اىل ت�سمم يف الدم‪.‬‬ ‫على اية حال‪ ،‬توفيت ماريغولد فدفنت يف‬ ‫يف مقربة كين�سال غرين بعد ثالثة ايام‪.‬‬ ‫يف ‪ 15‬ايلول ‪ ،1922‬ولد الطفل االخري‬ ‫لت�شر�شل‪ ،‬وكانت ماري‪ .‬بعدها انتقل‬ ‫ت�شر�شل اىل ت�شارتويل‪ ،‬الذي ا�صبح منزل‬

‫ون�ستون حتى وفاته يف ‪.1965‬‬

‫اختياره الطريق‬

‫وهكذا كان على ت�شر�شل ان ي�شق طريقه‬ ‫بنف�سه وان يك�سب رزقه بقلمه ول�سانه‪،‬‬ ‫�ساعدته يف ذلك والدته‪ .‬ومل يظهر اي‬ ‫جناح يف املدر�سة الثانوية التي دخلها عام‬ ‫‪ ،1888‬حتى انه مل يتمكن من الو�صول �أبد ًا‬ ‫اىل ال�صفوف العليا ب�سبب �ضعف �أداءه‪.‬‬ ‫�إذ كان غري مبال باللغة االنكليزية و�أدبها‬ ‫الكال�سيكي‪ ،‬مف�ض ًال ا�ستعمال لغته اخلا�صة‪.‬‬ ‫ترك ت�شر�شل الثانوية والتحق باملدر�سة‬ ‫احلربية امللكية يف اكادميية هارو‪ ،‬ثم يف‬ ‫اكادميية �ساندهر�ست الع�سكرية ‪1894‬‬

‫ويف نف�س العام ار�سل مع اجلي�ش اال�سباين‬ ‫اىل كوبا ملقاتلة اال�ستقالليني الكوبيني‪.‬‬ ‫ويف عام ‪ 1895‬انتقل اىل الهند حيث ق�ضى‬ ‫هناك نحو ‪� 4‬سنوات كانت كافية لقيامه‬ ‫بنوع من الرتبية والتثقيف الذاتيني‪ ،‬فقد‬ ‫كانت امه تر�سل له �صناديق من الكتب‪ ،‬كان‬ ‫يطالعها كلها دون ا�ستثناء‪ .‬نقل بعد ذلك اىل‬ ‫ال�سودان وجنوب افريقيا يف العام ‪1899‬‬ ‫حيث قام بوظيفته كجندي وبعمل �آخر هو‬ ‫مرا�سلة �صحيفة مورننغ بو�ست‪.‬‬ ‫وهناك تعر�ض لالعتقال من قبل قوات‬ ‫البوير يف افريقيا اجلنوبية ولكنه متكن‬ ‫من الفرار عرب جمهورية و�سط افريقيا‬ ‫وعاد جمدد ًا اىل جبهة القتال يف الناتال‬

‫‪3‬‬

‫وهو االمر الذي �إدى اىل �شهرته عاملي ًا‪.‬‬

‫دخوله عامل ال�سيا�سة‬

‫قام بعد مغامرته تلك (اعتقاله وهروبه)‬ ‫بجولة يف الواليات املتحدة �ألقى خاللها‬ ‫حما�ضرات عن هروبه‪ ،‬وح�صل من تلك‬ ‫اجلولة على مبلغ من املال مكنه من دخول‬ ‫الربملان (مل يكن اع�ضاء الربملان يتقا�ضون‬ ‫�أية رواتب يف ذلك احلني)‪ ،‬وذلك يف‬ ‫عام ‪ 1901‬حيث انتخب ممث ًال عن حزب‬ ‫املحافظني عن دائرة "اولدهام"‪ .‬ولكنه ترك‬ ‫حزب املحافظني وان�ضم اىل حزب الأحرار‬ ‫يف ‪ 1904‬ظهرت بعدها بع�ض خالفات‬ ‫بينه وبني احلزب‪ .‬يف عهد ان�ضمامه حلزب‬

‫االحرار ا�صبح نائب ًا لوزير امل�ستعمرات‬ ‫ولكنه مار�س دور ًا بارز ًا يف انهاء حرب‬ ‫البوير‪ .‬ا�صبح وزير ًا للتجارة يف ‪ 1908‬ثم‬ ‫وزير ًا للداخلية‪ ،‬فوزير ًا للحربية ‪،1911‬‬ ‫و�ساهم يف الفرتة من ‪ 1910‬ـ ـ ـ ‪ 1915‬مع‬ ‫وزير البحرية اللورد في�شر يف تطوير‬ ‫اال�سطول الربيطاين يف مواجهة القوة‬ ‫البحرية الأملانية‪.‬‬ ‫مع بدء احلرب العاملية الأوىل واحتالل‬ ‫االملان لبلجيكا‪ ،‬قاد ت�شر�شل حملة م�ضادة‬ ‫�إال انها ف�شلت يف حتقيق �أهدافها‪ .‬كما‬ ‫ف�شل يف حماولة احتالل الدردنيل لعزل‬ ‫تركيا عن �أوربا‪ ،‬وبعد �سقوط حكومة‬ ‫الأحرار وا�ستبدالها بحكومة ائتالفية مع‬ ‫حزب املحافظني يف العام ‪ ،1915‬ا�شرتط‬ ‫املحافظون للدخول يف التحالف جتريد‬ ‫ت�شر�شل من من�صبه كقائد للقوات البحرية‪.‬‬ ‫بدى لت�شر�شل ان حياته ال�سيا�سية قد انتهت‬ ‫فتعلم الر�سم لتم�ضية وقته‪ ،‬وا�ستمر ميار�س‬ ‫الر�سم حتى نهاية حياته‪ .‬ويف ‪ 1916‬عينه‬ ‫رئي�س الوزراء لويد جورج مبن�صب وزير‬ ‫االمدادات الع�سكرية‪ ،‬وبنهاية احلرب �صار‬ ‫وزير الدولة ل�ش�ؤون احلرب والقوات‬ ‫اجلوية‪ ،‬حيث عمل على حتديث القوات‬ ‫اجلوية الربيطانية‪ ،‬و�صار هو نف�سه طيار ًا‪.‬‬ ‫ا�ستلم بعدها وزارة امل�ستعمرات بعد و�ضع‬ ‫فل�سطني حتت االنتداب الربيطاين يف‬ ‫‪ .1920‬خ�سر ت�شر�شل االنتخابات الربملانية‬ ‫عام ‪ 1922‬وابتعد م�ؤقت ًا عن ال�سيا�سة‪،‬‬ ‫ثم عا�ش فرتة م�ضطربة تنقل خاللها بني‬ ‫ع�ضوية حزب املحافظني وحزب االحرار‪.‬‬ ‫كما ت�سلم منا�صب وزارية عدة‪� ،‬إال انه مل‬ ‫يكن �سعيد ًا بال�صالحيات املحدودة التي‬ ‫منحت له فابتعد عن ال�سيا�سة متام ًا يف‬ ‫الفرتة من ‪ 1929‬اىل ‪ ،1939‬وان�صرف‬ ‫اىل الكتابة واىل ممار�سة الر�سم‪ ،‬هوايته‬ ‫اجلديدة‪.‬‬

‫اخلدمة الع�سكرية‬

‫بعد ان غادر ت�شر�شل هارو يف ‪،1893‬‬ ‫قدم للكلية الع�سكرية امللكية �ساندهر�ست‪.‬‬ ‫وقد اخترب ثالث مرات قبل ان يجتاز‬ ‫امتحانات الدخول؛ وقد قدم يف �سالح‬ ‫الفر�سان بدال من امل�شاة لأن املعدل املطلوب‬ ‫ل�سالح الفر�سان اقل وال يحتاج اىل تعلم‬ ‫الريا�ضيات‪ ،‬املادة التي كان ال يحبها‪.‬‬ ‫تخرج بدرجة الثامن على �صفه من بني‬ ‫‪ 150‬متقدما‪ ،‬يف كانون االول ‪ ،1894‬وعلى‬ ‫الرغم من ذلك‪ ،‬كان ب�إمكانه يف هذا الوقت‬ ‫ان ينتقل اىل فوج امل�شاة كما كان يرغب‬ ‫والده‪ ،‬لكنه اختار البقاء يف �سالح الفر�سان‬ ‫ثم تقلد رتبة مالزم ثاين يف حر�س الفر�سان‬ ‫امللكي يف �شباط ‪ .1895‬يف ‪ ،1941‬تلقى‬ ‫مرتبة �شرف كونه عني كونيال يف حر�س‬ ‫الفر�سان‪ .‬ولكي يكون مالزما ثانيا يف‬ ‫احلر�س الرابع دفع ت�شر�شل ‪ 300‬باوند‪.‬‬ ‫على الرغم من انه‪ ،‬كان يعتقد انه يحتاج‬ ‫اىل ‪ 500‬باوند ا�ضافية على االقل (ما‬ ‫يعادل ‪ 25000‬باوند يف عام ‪ )2001‬كي‬ ‫يدعم ا�سلوب حياته ويكون كفوءا لل�ضباط‬ ‫االخرين يف الفوج‪ .‬كان يح�صل على دعم‬ ‫من والدته مببلغ ‪ 400‬باوند �سنويا‪ ،‬لكن‬

‫◄‬ ‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬


‫‪4‬‬

‫العدد (‪)2227‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬ال�سبت (‪� )20‬آب ‪2011‬‬

‫العدد (‪)2227‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬ال�سبت (‪� )20‬آب ‪2011‬‬

‫‪5‬‬

‫حر�س حملة �سالح الغدارات‪ ،‬الذين جتر�أوا‬ ‫على مقر الكتيبة‪ .‬وذلك لأن افراد الكتيبة‬ ‫احبوا جد ًا تناول ال�شاي وكثفوا من �شرب‬ ‫احلليب‪ ،‬ومل يهتموا كثري ًا لدعوة ون�ستون‬ ‫يف ال�سماح بتناول الكحول يف خنادق‬ ‫اخلط االمامي‪ ،‬لذا اقرتح على العقيد انه‬ ‫يجب حق ًا ان يرى املزيد من مواقع احلرب‬ ‫وخ�صو�ص ًا اخلط االمامي‪ ،‬وهذا كان امر‬ ‫راقي بنظر العقيد‪ ،‬الذي كان يعتقد ان ذلك‬ ‫�شيء جيد عليه تطبيقه‪.‬‬

‫بعنوان "زحف �أيان هاملتون"‪ .‬وقف‬ ‫ت�شر�شل مرة اخرى لالنتخابات العامة‬ ‫للربملان يف اولدهام يف ‪ ،1900‬وفاز بها (�إذ‬ ‫هزم زميله املحافظ‪ ،‬كر�سب‪ ،‬يف االنتخاب)‬ ‫مقابل مقعدين‪ .‬بعد االنتخاب العام ‪1900‬‬ ‫بد�أ جولة حمادثات يف بريطانيا تبعها‬ ‫بجولتني يف الواليات املتحدة وكندا‪ ،‬ح�صل‬ ‫على ‪ 5000‬باوند خاللهما‪.‬‬

‫�سريته بني احلربني‬

‫يف ‪� 28‬آذار ‪ 1921‬قام بزيارة للقد�س‬ ‫و�ألقى خطاب ًا جمد فيه القتلى من‬ ‫ال�صليبني واليهود‪ ،‬مما �أثار غ�ضب العرب‬ ‫فطافت مظاهرات عربية باملدينة منددة‬ ‫بت�صريحاته‪ .‬وعندما اطلقت ال�شرطة‬ ‫العربية النار على املتظاهرين‪ ،‬قامت‬ ‫احلركات الن�سوية العربية بنقل اجلرحى‬ ‫اىل امل�ست�شفيات‪ .‬بقي ت�شر�شل بني االعوام‬ ‫(‪ 1929‬ـ ـ ـ ‪ ،) 1939‬بال من�صب وزاري‪،‬‬ ‫ان�صرف يف غ�ضونها اىل ت�أليف كتاب‬ ‫"حياتي املبكرة" ‪ ،1930‬و "مارلبورو" (‪4‬‬ ‫جملدات (‪ 23‬ـ ـ ـ)‪� ،1927‬سرية احد اجداده‬ ‫امل�شهورين ‪ ، Marlborough‬قبل ذلك‪،‬‬ ‫لكنه مل يبتعد عن احلياة ال�سيا�سية‪ ،‬وكانت‬ ‫حتذيراته من خطر اال�شرتاكية �أخذت لها‬ ‫�صدى بني االنكليز منذ عام ‪ ،1938‬وكان‬ ‫ينتقد ويحذر من �سيا�سة الت�سامح والتهدئة‬ ‫التي اتبعها ت�شامربلني رئي�س الوزراء‬ ‫�آنذاك‪ ،‬مع املانيا النازية‪.‬‬ ‫نفد ما عندها ب�سبب الدعم امل�ستمر‪ .‬وكان‬ ‫هذا �سبب ًا لأن يهتم مبرا�سالت احلرب‪ .‬فلم‬ ‫يكن يف نيته اتباع عمل وظيفي تقليدي‬ ‫لرتقيته خالل قطاعات اجلي�ش‪ ،‬بل انه‬ ‫�سعى لكل الفر�ص املمكنة للعمل الع�سكري‬ ‫وا�ستخدم نفوذ والدته وعائلتها يف املجتمع‬ ‫الراقي ورتب املل�صقات لتن�شيط حمالته‬ ‫االعالمية‪ .‬كما ان كتاباته لفتت انظار العامة‬ ‫وجعلته حمط اهتمامهم‪ ،‬واك�سبته دخ ًال‬ ‫ا�ضافي ًا جيد ًا‪ .‬عمل كمرا�سل حرب ل�صحف‬ ‫لندنية عدة و�ألف كتابه االول حول هذه‬ ‫احلملة‪.‬‬

‫كوبا‬

‫يف ‪� ،1895‬سافر ت�شر�شل اىل كوبا لرياقب‬ ‫اال�سبان وهم يقاتلون الع�صابات الكوبية؛‬ ‫وح�صل على عمولة عن كتاباته ب�شان‬ ‫احلرب من خالل ت�صويره اليومي لها‪ .‬وكان‬ ‫من دواعي �سروره‪ ،‬انه ا�صبح على خط‬ ‫املواجهة لأول مرة يف عيد ميالده الـ ـ ‪. 21‬‬ ‫كان مولع ًا بذكرياته يف كوبا كونها "جزيرة‬ ‫كبرية وغنية وجميلة" يف الوقت الذي كان‬ ‫فيه هناك‪ ،‬اعتاد تدخني �سيكار نوع هافانا‪،‬‬ ‫التي اخذ يدخنها طوال بقية حياته‪ .‬عندما‬ ‫كان يف نيويورك‪ ،‬ف�ضل البقاء يف بيت‬ ‫بورك كوكران احد املعجبني بوالدته‪ .‬كان‬ ‫بورك �سيا�سي امريكي م�ؤ�س�س‪ ،‬وع�ضو يف‬ ‫جمل�س النواب‪� .‬أثر ب�شكل كبري يف ت�شر�شل‪،‬‬ ‫يف كل من منهجه يف اخلطابة وال�سيا�سة‪،‬‬ ‫و�شجعه على حب امريكا‪� .‬سرعان ما تلقى‬ ‫خطاب ًا من "ناين" ال�سيدة ايفري�ست التي‬ ‫كانت حتت�ضر‪ ،‬عاد اىل انكلرتا وبقى اىل‬ ‫جانبها ملدة ا�سبوع حتى توفيت‪ .‬فكتب يف‬ ‫جريدته " كانت �صديقتي املف�ضلة‪ .‬وكتب يف‬

‫كتابه "يف حياتي املبكرة" ‪" :‬كانت �صديقتي‬ ‫احلميمة والعزيزة طوال الع�شرين �سنة‬ ‫التي ع�شتها وانا اعرفها"‪.‬‬

‫الهند‬

‫يف بداية ت�شرين االول عام ‪ ،1896‬مت‬ ‫نقله اىل بومباي‪ ،‬الهند الربيطانية‪ .‬وقد‬ ‫ُع َّد اف�ضل العبي البولو (لعبة ريا�ضية‬ ‫ا�شبه بالهوكي متار�س على متون اخليل‬ ‫مب�ضارب طويلة وكرة خ�شبية م‪.‬م) يف‬ ‫فوجه وقاد فريقه اىل الكثري من انت�صارات‬ ‫البطولة الرفيعة امل�ستوى‪� .‬سافر يف ‪1900‬‬ ‫اىل الواليات املتحدة يف جولة العطاء‬ ‫حما�ضرات حول اعتقاله وهروبه من‬ ‫قوات البوير يف افريقيا اجلنوبية‪ .‬يف‬ ‫‪ ،1897‬حاول ت�شر�شل ال�سفر لغر�ض كتابة‬ ‫التقارير واال�شرتاك‪ ،‬اذا كان �ضروري ًا‪ ،‬يف‬ ‫احلرب بني اليونانيني واالتراك‪ ،‬لكن هذه‬ ‫املعركة انتهت ب�شكل م�ؤثر قبل ان يتمكن‬ ‫من الو�صول‪ .‬بعدها‪ ،‬يف الوقت الذي كان‬ ‫يهيء نف�سه ملغادرة انكلرتا‪� ،‬سمع ان ثالثة‬ ‫من �ألوية اجلي�ش الربيطاين تنوي الذهاب‬ ‫للحرب �ضد قبيلة البا�شتون يف جبهة الهند‬ ‫الغربية ال�شمالية ف�س�أل ال�ضابط االعلى‬ ‫الذي كان حتت امرته �أذا كان بامكانه‬ ‫اللحاق باملعركة‪ .‬حارب حتت امرة اجلرنال‬ ‫جيفري‪ ،‬الذي كان �آمر اللواء الثاين الذي‬ ‫يقوم بواجبه يف ملكند يف جبهة منطقة‬ ‫الهند الربيطانية‪ .‬ار�سله جيفري برفقة‬ ‫‪ 15‬جندي ال�ستك�شاف وادي ماموند؛‬ ‫بينما هم يف رحلتهم اال�ستطالعية �صادفوا‬ ‫قبيلة معادية‪ ،‬ترجلوا من خيولهم وفتحوا‬ ‫النار عليهم‪ .‬بعد �ساعة من اطالق النار‪،‬‬ ‫و�صلت لهم التعزيزات‪� ،‬إذ و�صل ‪ 35‬من‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬

‫ال�سيخ‪ ،‬ثم توقف اطالق النار تدريجي ًا‪،‬‬ ‫زحف اللواء وال�سيخ اىل االمام‪ .‬فكمن‬ ‫لهم املئات من رجال القبيلة وفتحوا النار‬ ‫عليهم‪ ،‬واجربوهم على الرتاجع‪ .‬وبينما‬ ‫هم يرتاجعون كان اربعة رجال يحملون‬ ‫�ضابط ًا جريح ًا لكن �شرا�سة اطالق النار‬ ‫اجربتهم على تركه خلفهم‪ .‬الرجل الذي ترك‬ ‫يف اخللف كان يعاين �سكرات املوت امام‬ ‫عيني ت�شر�شل‪ ،‬بعد ذلك كتب للرجل القاتل‪:‬‬ ‫"ن�سيت كل �شيء يف تلك اللحظة ما عدا‬ ‫رغبتي بقتلك"‪ .‬على اية حال كانت اعداد‬ ‫ال�سيخ ت�ستنفد لذا طلب ال�ضابط الذي توىل‬ ‫القيادة الحقا من ت�شر�شل ان ي�أخذ بقية‬ ‫الرجال واالوالد اىل مكان �أمن‪.‬‬ ‫قبل ان يغادر �س�أله عن ان يكتب له امر بذلك‬ ‫لكي ال يتهم بالهروب‪ .‬تلقى االمر‪ ،‬الذي مت‬ ‫التوقيع عليه ب�سرعة ثم توجه نحو التل‬ ‫وحذر اللواء االخر‪ ،‬ومن مكانهم �شاغلوا‬ ‫الحق ًا اجلي�ش‪ .‬ا�ستمر القتال ال�سبوعني‬ ‫اخرين قبل ان يتمكنوا من اخالء املوتى‪.‬‬ ‫كتب يف جريدته‪" :‬ال ميكنني القول فيما‬ ‫اذا كانت ت�ستحق" مقالة عن "ح�صار ملكند"‬ ‫ن�شرت يف كانون االول عام ‪ 1900‬بعنوان‬ ‫ق�صة القوات امليدانية يف ملكند‪ .‬تلقى مبلغ‬ ‫‪ 600‬باوند من ح�سابه‪ .‬خالل احلملة‪ ،‬كتب‬ ‫اي�ض ًا مقاالت ل�صحف مثل "البايونري" و‬ ‫"الديلي تلغراف"‪ .‬كانت مقالته عن احلرب‬ ‫من �أول االخبار املن�شورة‪ ،‬ولذلك ا�ستلم ‪5‬‬ ‫باوند للعمود الواحد من "الديلي تلغراف‪.‬‬

‫ال�سودان و�أولدهام‬

‫ُنقل ت�شر�شل اىل م�صر عام ‪ ،1898‬وزار‬ ‫"االق�صر" قبل ان�ضمامه اىل كتيبة الفر�سان‬ ‫احلادية والع�شرين للخدمة يف ال�سودان‬

‫حتت قيادة اجلرنال هريبرت كيت�شرن‪ .‬خالل‬ ‫هذا الوقت التقى ب�ضابطني ع�سكريني من‬ ‫الذين �سيعملون يف احلرب العاملية االوىل‪:‬‬ ‫دوغال�س هايغ‪ ،‬والكابنت ديفيد بيتي‪ ،‬بعدها‬ ‫التقى مبالزم قارب م�سلح‪ .‬فيما كان يف‬ ‫ال�سودان‪� ،‬شارك مبا كان يو�صف بهجوم‬ ‫الفر�سان الربيطاين "ذو اجلدوى االخرية"‬ ‫يف معركة ام درمان يف ايلول ‪ .1898‬كما‬ ‫عمل اي�ض ًا مرا�س ًال لـ ـ "مورننغ بو�ست"‪.‬‬ ‫عند ت�شرين االول ‪ ،1898‬عاد اىل بريطانيا‬ ‫�ألف كتابه "حرب النهر" وهو جملدان ‪:‬‬ ‫مقالة عن غزو ال�سودان للمرة الثانية والتي‬ ‫ن�شرت يف العام التايل‪ .‬ا�ستقال ت�شر�شل من‬ ‫اجلي�ش الربيطاين الفعال يف ‪ 5‬ايار ‪.1899‬‬ ‫�سرعان ما ح�صل على فر�صته االوىل ليبد�أ‬ ‫العمل يف الربملان‪ ،‬عندما دعاه روبرت‬ ‫ا�سكروفت ليكون املر�شح الثاين حلزب‬ ‫املحافظني يف دائرة اولدهام االنتخابية‬ ‫التي يرت�أ�سها ا�سكروفت‪ .‬ت�سبب املوت‬ ‫املفاجيء ال�سكروفت بان يت�ضاعف انتخابه‬ ‫وكان ت�شر�شل احد املر�شحني‪ ،‬و�سط ميل‬ ‫وطني موجه �ضد املحافظني‪ ،‬فخ�سروا‬ ‫مقعدين؛ على اية حال كان ت�شر�شل معجب‬ ‫ب�إدارة حملته االنتخابية الن�شيطة‪.‬‬

‫جنوب افريقيا‬

‫الف�شل يف اولدهام جعل ت�شر�شل يبحث‬ ‫عن فر�ص اخرى ليتقدم يف عمله‪ .‬يف ‪12‬‬ ‫ت�شرين االول ‪ ،1899‬اندلعت حرب البوير‬ ‫الثانية بني الربيطانيني وجمهوريات‬ ‫البوير وح�صل على مهمة كمرا�سل حرب لـ ـ‬ ‫"مورننغ بو�ست" براتب �شهري قدره ‪250‬‬ ‫باوند‪ .‬ابحر على نف�س ال�سفينة التي ابحر‬ ‫عليها القائد الربيطاين "ال�سري ريدفري�س‬

‫بولري" الذي مت تعينه م�ؤخر ًا‪ .‬بعد ب�ضعة‬ ‫ا�سابيع م�ضت يف ا�ستك�شاف املنطقة‪ ،‬رافق‬ ‫ت�شر�شل بعثة ا�ستك�شافية على منت قطار‬ ‫مدرع‪ ،‬قاده اىل اال�سر وال�سجن يف "مع�سكر‬ ‫بو" يف بريتوريا (وهو بناية مدر�سة تابع‬ ‫للمدر�سة العليا البورتورية للبنات)‪ .‬اعماله‬ ‫خالل كمني القطار ادت اىل التوقع بانه‬ ‫�سيح�صل على ال�صليب الفكتوري‪ .‬جائزة‬ ‫بريطانية رفيعة امل�ستوى لب�سالته و�صموده‬ ‫يف وجه االعداء‪ ،‬لكن هذا مل يحدث‪ .‬هرب‬ ‫من مع�سكر ال�سجن و�سافر تقريب ًا ‪300‬‬ ‫ميل (‪ 480‬كيلومرت) اىل الربتغال لورينكو‬ ‫ماركو�س يف خليج ديالغو‪ ،‬مب�ساعدة مدير‬ ‫منجم انكليزي‪ .‬هربه جعل منه بطل وطني‬ ‫�صغري لفرتة يف بريطانيا‪ ،‬برغم هذا‪ ،‬وبدال‬ ‫من ان يعود اىل وطنه‪ ،‬التحق مرة ثانية‬ ‫بجي�ش اجلرنال بولري يف زحفه لتحقيق‬ ‫�شعور االرتياح لربيطانيا يف ح�صار‬ ‫الليدي�سميث وال�سيطرة على بوريتوريا‪.‬‬ ‫يف هذا الوقت‪ ،‬على الرغم من موا�صلته‬ ‫العمل كمرا�سل حرب‪ ،‬ح�صل على بعثة يف‬ ‫جمموعة "احل�صان اخلفيف" يف جنوب‬ ‫افريقيا‪ .‬هو الآن بني القطعات الربيطانية‬ ‫الأوىل املتوجهه اىل الليدي�سميث‬ ‫وبريتوريا‪ .‬هو وابن عمه‪ ،‬الدوق‬ ‫مارلبورو‪ ،‬كانا قادرين على ان يكونا على‬ ‫ر�أ�س بقية القطعات يف بريتوريا‪ ،‬حيث‬ ‫طلبوا ا�ست�سالم ‪ 52‬حار�س مع�سكر �سجن‬ ‫من البويريني‪.‬‬ ‫يف عام ‪ ،1900‬عاد ت�شر�شل اىل انكلرتا على‬ ‫منت ال�سفينة نف�سها "قلعة �أر �أم �أ�س دوناتا"‪،‬‬ ‫التي ابحر على متنها اىل جنوب افريقيا قبل‬ ‫‪ 8‬ا�شهر‪ .‬هناك ن�شر "لندن اىل الليدي�سميث"‬ ‫وجملد ثاين من جتارب احلرب البويرية‬

‫�سنواته الأوىل يف الربملان‬

‫ت�شر�شل والق�ضية‬ ‫الفل�سطينية‬

‫زار ت�شر�شل خالل تر�أ�سه لوزارة‬ ‫امل�ستعمرات ‪ 1921‬م�صر وفل�سطني‪ ،‬واطلع‬ ‫خالل زيارته على امل�شكلة التي يعاين منها‬ ‫الفل�سطينيون نتيجة خطورة وعد بلفور‬ ‫على م�ستقبلهم‪ ،‬وا�ستمع ت�شر�شل اىل‬ ‫امل�شكلة من الوفد العربي برئا�سة مو�سى‬ ‫كاظم احل�سيني الذي طالب ب�إلغاء وعد‬ ‫بلفور‪ ،‬وبعد عودته اىل لندن ب�شهر اندلعت‬ ‫مواجهات بني الفل�سطينيني واليهود‪ ،‬ويف‬ ‫�صيف العام نف�سه توجه وفد عربي اىل لندن‬ ‫ملقابلة ت�شر�شل و�ألح الوفد عليه لإلغاء وعد‬ ‫بلفور‪ ،‬لكن ت�شر�شل ا�ستخف بهم ومل يعر‬ ‫طلبهم �أي اهتمام‪.‬‬ ‫ا�صدر بعدها ت�شر�شل الكتاب االبي�ض‬ ‫ووافق عليه الربملان الربيطاين عام ‪،1922‬‬ ‫وقد ت�ضمن الكتاب االبي�ض �شرح ًا من وزارة‬ ‫امل�ستعمرات لطبيعة ال�سيا�سة الربيطانية‬ ‫يف فل�سطني وتف�سريها لوعد بلفور‪ ،‬وجاء‬ ‫فيه ان الغر�ض لي�س حتويل جميع فل�سطني‬ ‫اىل وطن يهودي‪ ،‬بل �إقامة هذا الوطن يف‬ ‫جزء منها‪ ،‬على ان ال ي�ؤدي ذلك اىل �إخ�ضاع‬ ‫ال�سكان العرب او اختفاء اللغة او الثقافة‬ ‫العربية‪ .‬كما نفى يف الكتاب حجة العرب‬ ‫بتعهدات بريطانيا اىل ال�شريف ح�سني‬ ‫بن علي وا�صر على ا�ستثناء فل�سطني من‬ ‫التعهدات‪ ،‬و�أكد الكتاب مت�سك بريطانيا‬ ‫بوعد بلفور وب�أن وجود اليهود يف فل�سطني‬ ‫يقوم على حق‪.‬‬

‫اخلدمة االقليمية‬

‫يف ‪ ،1900‬تقاعد من اجلي�ش النظامي ويف‬ ‫‪ 1902‬التحق باجلنادرية االمرباطورية‬ ‫حيث تقلد رتبة كابنت يف كتيبة اخليالة يف‬

‫اك�سفورد�شاير اخلا�ص بامللكة يف ‪ 4‬كانون‬ ‫الثاين ‪ُ .1902‬رقى اىل رتبة رائد ومت‬ ‫تعينه قائد لتلك الكتيبة يف ني�سان ‪.1905‬‬ ‫نقل اىل االحتياطات االقليمية لل�ضباط يف‬ ‫ايلول ‪ ،1916‬حيث بقى حتى تقاعد يف‬ ‫‪ ،1924‬وهو يف عمر اخلم�سني‪.‬‬

‫اجلبهة الغربية‬

‫كان ت�شر�شل اول لورد ت�سلم قيادة البحرية‬ ‫عند بداية احلرب العاملية الأوىل لكنه اجرب‬

‫على ترك وزارة احلرب بعد حرب غاليبويل‬ ‫الكارثية‪ .‬حاول احل�صول على تعيني ب�صفة‬ ‫قائد لواء‪ ،‬لكنه ا�ستقر يف قيادة كتيبة‪.‬‬ ‫بعد ان ق�ضى بع�ض الوقت برتبة رائد يف‬ ‫الكتيبة الثانية‪( ،‬حر�س م�سلح (بغدارات)‪،‬‬ ‫مت تعينه مقدم‪ ،‬قائد الكتيبة ال�ساد�سة‪،‬‬ ‫كتيبة اجلنود امل�سلحني اال�سكوتلنديني‬ ‫امللكية (جزء من الفرقة التا�سعة‬ ‫(ا�سكوتلند)‪ ،‬يف كانون الثاين ‪.1916‬‬ ‫تبني املرا�سالت التي اجراها مع زوجته انه‬

‫كان يف نيته املوافقة على اخلدمة الفعلية‬ ‫لغر�ض ت�أهيل �سمعته‪ ،‬لكن هذا كان يوازي‬ ‫مغامرة قتله اخلطرية‪ .‬كقائد‪ ،‬وا�صل‬ ‫ت�شر�شل عر�ض التجا�سر املتهور الذي كان‬ ‫مييز كل اعماله الع�سكرية‪ ،‬على الرغم من‬ ‫انه كان يرف�ض ب�شدة املذابح اجلماعية‬ ‫التي حدثت يف الكثري من اعمال اجلبهة‬ ‫الغربية‪ .‬قال اللورد ديد�س يف جتمع‬ ‫للجمعية التاريخية امللكية يف ‪ 2001‬ملاذا‬ ‫ذهب ت�شر�شل اىل اخلط االمامي‪" :‬كان مع‬

‫وقف ت�شر�شل مرة اخرى لالنتخابات‬ ‫العامة يف ‪ 1900‬للح�صول على مقعد يف‬ ‫والية اولدهام‪ .‬بعد فوزه يف االنتخابات‪،‬‬ ‫�سافر يف جولة خطابات خالل بريطانيا‬ ‫والواليات املتحدة‪ ،‬فرفع ر�صيده املادي اىل‬ ‫‪ 10,000‬باوند (قرابة ‪ 800,000‬اليوم)‪.‬‬ ‫يف الربملان‪ ،‬ا�صبح معروف ًا بانتمائه حلزب‬ ‫املحافظني الذي كان يقوده اللورد هوف‬ ‫�سي�سيل‪ .‬خالل دورته الربملانية الأوىل‪،‬‬ ‫وقف �ضد االنفاق الع�سكري للحكومة‬ ‫ومل�شروع جوزيف ت�شامربلني القا�ضي‬ ‫بزيادة التعرفة الكمركية‪ ،‬الذي كان يق�صد‬ ‫منه حماية هيمنة االقت�صاد الربيطاين‪.‬‬ ‫رغم ان دائرته االنتخابية رف�ضته عملي ًا‪ ،‬اال‬ ‫انه وا�صل البقاء يف من�صبه يف اولدهام‬ ‫حتى االنتخابات العامة القادمة‪ .‬بعد عطلة‬ ‫ا�سبوع العن�صرة يف ‪ ،1904‬عرب الطريق‬ ‫لي�صبح ع�ضو حزب اللرباليني‪ .‬وك�شخ�ص‬ ‫لربايل‪ ،‬وا�صل حملته للدعوة اىل جتارة‬ ‫حرة‪ .‬عندما اخذ اللرباليون مكتب ًا مع‬ ‫هرني كامبيل ـ ـ بنريمان‪ ،‬رئي�س الوزراء‪،‬‬ ‫يف كانون االول ‪ ،1905‬ا�صبح ت�شر�شل‬ ‫وكيل وزير اخلارجية للم�ستعمرات يتعامل‬ ‫ب�شكل مبا�شر مع جنوب افريقيا بعد احلرب‬ ‫البويرية‪ .‬من ‪ 1903‬اىل ‪ ،1905‬ان�شغل‬ ‫ت�شر�شل اي�ض ًا يف هذه الفرتة بت�أليف كتابه‬ ‫"اللورد راندولف ت�شر�شل‪ ،‬جملدين‪� ،‬سرية‬ ‫جده‪ ،‬ن�شر يف ‪ 1906‬وحظي برتحيب‬ ‫كبري‪.‬‬ ‫بعد رف�ض جلو�سه على مقعد اولدهام‪ ،‬مت‬ ‫ا�ستدعاء ت�شر�شل خلو�ض االنتخابات يف‬ ‫املنطقة ال�شمالية الغربية من مان�ش�سرت‪.‬‬ ‫فاز يف االنتخابات العامة ‪ 1906‬باغلبية‬ ‫‪ 1,214‬ومثل هذا املقعد لعامني‪ ،‬حتى‬ ‫‪ .1908‬عندما خلف هريبرت هرني‬ ‫ا�سكويث‪ ،‬كامبيل ـ ـ بنريمان يف ‪1908‬‬ ‫‪ ،‬متت ترقية ت�شر�شل اىل من�صب وزير‬ ‫التجارة‪ .‬و�ضمن القانون يف ذلك الوقت‪،‬‬ ‫يلزم الوزير املعني حديثا يف ان يعيد‬ ‫االنتخاب من خالل االنتخاب‪ ،‬فق ّد ت�شر�شل‬ ‫مقعده لكن عاد ب�سرعة كع�ضو يف الدائرة‬ ‫االنتخابية دندي‪ .‬ان�ضم كوزير للتجارة‬ ‫اىل امل�ست�شار املعني حديث ًا لويد جورج يف‬ ‫معار�ضته للورد االول يف قيادة البحرية‪،‬‬ ‫يغنالد ماككينا الذي اقرتح زيادة النفقات‬ ‫ب�شكل كبري لبناء �سفن حربية مدرعة ويف‬ ‫دعم اال�صالحات اللربالية‪ .‬يف ‪ ،1908‬قدم‬ ‫الئحة الهيئات التجارية املنظمة لأجور‬ ‫احلد الأدنى الأوىل يف بريطانيا‪ ،‬يف‬ ‫‪ ،1909‬نظم م�شروع تبادل العمالة مل�ساعدة‬

‫◄‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬


‫‪6‬‬

‫العدد (‪)2227‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬ال�سبت (‪� )20‬آب ‪2011‬‬

‫العدد (‪)2227‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬ال�سبت (‪� )20‬آب ‪2011‬‬

‫‪7‬‬

‫الحرب العالمية االولى وتحالف ما بعد الحرب‬ ‫ترجمة‪ :‬منارات‬

‫العاطلني عن العمل يف ايجاد عمل منا�سب‪.‬‬ ‫�ساعد يف �صياغة ت�شريع راتب تقاعدي‬ ‫للعاطلني‪ ،‬وقانون ال�ضمان االجتماعي‬ ‫‪ .1911‬وكم�ؤيد لعلم حت�سني الن�سل‪� ،‬شارك‬ ‫يف �صياغة قانون الكفاءة العقلية ‪،1913‬‬ ‫على الرغم من ذلك مُرر القانون يف‬ ‫النهاية راف�ض ًا نهجه املميز يف جعل‬ ‫�ضعاف العقول عقيمني ل�صالح حجزهم‬ ‫يف امل�ؤ�س�سات ال�صحية‪.‬‬ ‫�ساعد ت�شر�شل على اقرار ميزانية ال�شعب‬ ‫لي�صبح رئي�س احتاد املوازنة‪ ،‬منظمة‬ ‫انطلقت ا�ستجابة لـ ـ "احتاد االحتجاج‬ ‫على املوازنة"‪ .‬ت�ضمنت املوازنة التقدمي‬ ‫ل�ضرائب جديدة على االغنياء املخ�ص�صة‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬

‫خللق برامج الرفاهية‬ ‫االجتماعية اجلديدة‪ .‬بعد‬ ‫ان ار�سلت الئحة املوازنة‬ ‫اىل جمل�س العموم يف‬ ‫‪ 1909‬ليقرها‪ ،‬حتولت‬ ‫اىل جمل�س اللوردات‪،‬‬ ‫�إذ مت الت�صويت عليها‪.‬‬ ‫خا�ض الليرباليون‬ ‫بعد ذلك‪ ،‬انتخابني‬ ‫عامني وفازوا‬ ‫بهما يف كانون االول وكانون الثاين‬ ‫‪ 1910‬للح�صول على تفوي�ض لإجراء‬ ‫اال�صالحات اخلا�صة بهم‪ .‬مت اقرار‬ ‫املوازنة فيما بعد تالها قانون الربملان‬

‫‪ 1911‬الذي من اجله قام بحملة‬ ‫اعالمية وا�سعة‪ .‬يف ‪ ،1910‬متت ترقيته‬ ‫اىل وزير الداخلية‪ .‬وكانت فرتة ا�ستالمه‬ ‫الوزارة فرتة �شاع فيها جدل كثري‪ ،‬بعد‬ ‫ردات فعله �إزاء ح�صار �شارع �سدين‪،‬‬ ‫والنزاع يف منجم فحم يف كامربيان ومنح‬ ‫املر�أة حق االقرتاع‪.‬‬ ‫يف ‪ ،1910‬عدد من عمال املناجم يف راوندا‬ ‫فايل بد�أ مبا ا�صبح يعرف ب ـ "ا�ضطرابات‬ ‫تونيباندي"‪ .‬طلب مدير �شرطة غالموغان‬ ‫قوات تر�سل للم�ساعدة يف مراقبة قمع‬ ‫اال�ضطرابات‪ .‬علم ت�شر�شل ان القوات كانت‬ ‫م�سافرة ا�ص ًال‪ ،‬ف�سمح لهم بالذهاب اىل‬ ‫�سويندون وكارديف لكنهم مل ي�سمحوا لهم‬ ‫باالنت�شار‪ .‬يف ‪ 9‬ت�شرين الثاين‪ ،‬انتقدت‬ ‫�صحيفة التامييز هذا القرار‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫من ذلك‪ ،‬ا�صرت اال�شاعات على ان ت�شر�شل‬ ‫هو من امر القوات بالهجوم‪ ،‬لذا انحطت‬ ‫�سمعته يف ويلز ويف دوائر حزب العمال‪.‬‬ ‫يف بدايات كانون الثاين‪ ،‬قام ت�شر�شل‬ ‫بزيارة نقا�شية عن ح�صار �شارع �سدين يف‬

‫لندن‪ .‬فهناك‬ ‫بع�ض من‬ ‫احلرية ان‬ ‫كان هو من‬ ‫حاول اعطاء‬ ‫اوامر عملية‪،‬‬ ‫وحظي ح�ضوره‬ ‫هذا بالكثري‬ ‫من االنتقادات‪.‬‬ ‫بعد حتقيق �آرثر‬ ‫بلفور ات�ضح‪،‬‬ ‫انه (ت�شر�شل)‬ ‫وم�صور معه كانا‬ ‫يف خطر كاد ي�ؤدي بحياتيهما‪".‬انا ادرك‬ ‫ماذا كان يفعل امل�صور‪ ،‬لكن ماذا كان يفعل‬ ‫الرجل ال�شريف املحرتم؟" ذكر ذلك كاتب‬ ‫ال�سرية‪ ،‬روي جنكينز‪ ،‬ذهب بب�ساطة "لأنه‬ ‫الي�ستطيع ان يقاوم الذهاب مل�شاهدة ما‬ ‫يبهج نف�سه" وذلك مل يكن م�س�ألة االوامر‪.‬‬ ‫كان احلل املقرتح الذي اعلنه ت�شر�شل هو‬ ‫منح املر�أة حق اقرتاع فجرى ا�ستفتاء‬ ‫على الق�ضية‪ ،‬لكن هذا مل يجد ان�سجام ًا مع‬ ‫الربملاين هريبرت هرني ا�سكويث وق�ضية‬ ‫اقرتاع املر�أة التي بقيت من دون حل حتى‬ ‫بعد احلرب العاملية االوىل‪.‬‬ ‫يف عام ‪ُ ،1911‬نقل ت�شر�شل اىل مكتب وزير‬ ‫البحرية‪ ،‬وظيفة ا�ستحدثتها احلرب‪ .‬منح‬ ‫حافز كبري جهود ا�صالحية عدة‪ ،‬ب�ضمنها‬ ‫تطوير طريان البحرية (�أخذ درو�س يف‬ ‫الطريان)‪ ،‬بناء �سفن حربية كبرية وجديدة‪،‬‬ ‫تطوير الدبابات‪ ،‬والتحول من ا�ستخدام‬ ‫الفحم اىل النفط يف البحرية امللكية‪.‬‬

‫يف ‪ 5‬ت�شرين االول ‪ ،1914‬ذهب ت�شر�شل‬ ‫اىل مدينة انتريب ‪ ، Antwerp‬التي‬ ‫اقرتحت احلكومة البلجيكية اخالئها‪ .‬كان‬ ‫لواء البحرية امللكي هناك من خالل الدوافع‬ ‫امللحة لت�شر�شل‪ ،‬وقد كان لواءا البحرية‬ ‫االول والثاين هناك اي�ض ًا فتورطا باملعركة‪.‬‬ ‫�سقطت انتريب يف ‪ 10‬ت�شرين الأول مع‬ ‫خ�سارة ‪ 2500‬رجل‪ .‬يف هذا الوقت‪ ،‬متت‬ ‫مهاجمته لتبذيره املوارد‪ .‬على االرجح‪ ،‬ان‬ ‫اعماله اطالت املقاومة ملدة ا�سبوع (اقرتحت‬ ‫بلجيكا حما�صرة انتريب يف ‪ 3‬ت�شرين‬ ‫االول) وان هذا العمل يف هذا الوقت انقذ‬ ‫كاليه ودنكريك‪.‬‬ ‫ا�شرتك ت�شر�شل بتطوير الدبابات‪ ،‬التي‬ ‫كانت متول من �صناديق البحث البحري‪.‬‬ ‫بعدها تر�أ�س جلنة بناء ال�سفن التي كانت‬ ‫م�س�ؤولة عن ت�شكيل الهيكل االويل للدبابة‪،‬‬ ‫وعلى الرغم من ذلك بعد مرور عقد على‬ ‫تطوير معركة الدبابات التي قد ينظر اليها‬ ‫على انها ن�صر تكتيكي‪ .‬يف ذلك الوقت كان‬ ‫يرى انه اختال�س لالموال‪ .‬يف ‪ ،1915‬كان‬ ‫احد املهند�سني ال�سيا�سني والع�سكريني‬ ‫لهبوط غاليبويل الكاريثي يف الدردنيل‬ ‫خالل احلرب العاملية الأوىل‪ .‬وقد حظي‬ ‫بلوم كبري ب�سبب تلك املهزلة او ذلك االخفاق‬ ‫الكبري‪ ،‬وعندما �شكل ا�سكويث حكومة‬ ‫ائتالف تتكون من جميع االحزاب‪ ،‬طالب‬ ‫املحافظون تنزيل رتبته كثمن لدخوله‪.‬‬ ‫خدم ت�شر�شل ل�شهور عدة بوظيفة عاطلة‬ ‫(ال يقوم ب�أي �شيء او ال يتقا�ضى راتب)‬ ‫يف م�ست�شارية دوقية الن�ش�سرت‪ .‬على‬ ‫الرغم من انه‪ ،‬يف ‪ 15‬ت�شرين الثاين ‪1915‬‬ ‫ا�ستقال من احلكومة‪ ،‬وهو ي�شعر ان‬ ‫طاقاته غري منتفع بها‪ ،‬اال انه ظل رئي�س ًا‬ ‫للوزراء‪ ،‬عمل ل�شهور عدة يف قيادة اجلبهة‬ ‫الغربية يف الكتيبة ال�ساد�سة املت�ألفة من‬ ‫اجلنود ال�سكوتالنديني امللكيني (امل�سلحني‬ ‫بغدارات)‪ ،‬برتبة مقدم‪ .‬اثناء تواجده يف‬ ‫القيادة قام هو �شخ�صي ًا ب ـ ‪ 36‬غزوة على‬ ‫ار�ض حمايدة‪ ،‬وقد ا�صبح ق�سمه يف جبهة‬ ‫بلوج�ستري�س احد �أكرث االق�سام فعالية‪ .‬يف‬ ‫�آذار ‪ ،1916‬عاد ت�شر�شل اىل انكلرتا بعد‬ ‫ان ا�صبح غري م�ستقر يف فرن�سا ومتنى‬ ‫لو يتحدث ثانية يف جمل�س العموم‪ .‬علق‬ ‫رئي�س الوزراء امل�ستقبلي ديفيد لويد جورج‬ ‫ب�شدة ‪�" :‬سوف تكت�شف يوما ما ان حالتك‬ ‫العقلية التي ك�شفت عنها يف ر�سالتك هي‬ ‫ال�سبب وراء عدم فوزك بالثقة حتى عندما‬ ‫كنت تنال االعجاب‪ .‬يف كل �سطر فيها‪ ،‬كان‬ ‫اهتمامك ال�شخ�صي يغلب على امل�صالح‬ ‫الوطنية بالكامل‪ .‬يف متوز عام ‪ ،1917‬مت‬ ‫تعني ت�شر�شل وزير ًا للذخرية‪ ،‬ويف كانون‬ ‫الثاين ‪ ،1919‬وزير الدولة ل�ش�ؤون احلرب‬ ‫ووزير الطريان‪ .‬كان امل�ؤ�س�س الرئي�س‬ ‫حلكم ع�شر �سنوات‪ ،‬مبد�أ ي�سمح للخزانة‬ ‫بالهيمنة وال�سيطرة على ال�سيا�سات‬ ‫ال�سرتاتيجية واخلارجية واملالية حتت‬ ‫فر�ضية "لي�س هناك حرب اوروبية كبرية‬ ‫ملدة اخلم�س او الع�شر �سنوات القادمة"‪.‬‬ ‫كان قلقه الكبري يف فرتة خدمته يف وزارة‬ ‫احلرب من تدخل التحالف يف احلرب‬ ‫االهلية الرو�سية‪.‬‬ ‫كان ت�شر�شل مدافع ًا خمل�ص ًا عن التدخل‬ ‫االجنبي‪� ،‬إذ اعلن ان على البل�شفية "ان‬ ‫ت�ؤد يف مهدها"‪ .‬كان مت�أكد ًا‪ ،‬من ان جمل�س‬ ‫الوزراء‪ ،‬منق�سم ومرتاخ‪ ،‬وتكثيف واطالة‬ ‫امل�شاركة الربيطانية كانت وراء االمنيات‬ ‫يف اية جمموعة كبرية من الربملان او من‬ ‫ال�شعب ـ ـ ـ ويف مواجهة عدائية مريرة مع‬

‫حزب العمال‪ .‬يف عام ‪ ،1920‬كان ان�سحاب‬ ‫القوات الربيطانية الكبري‪ ،‬كان لت�شر�شل‬ ‫دور فعال يف احل�صول على ال�سالح الذي‬ ‫ار�سل اىل االقطاب املتحالفة عندما قاموا‬ ‫بغزو اوكرانيا‪ .‬ا�صبح وزير امل�ستعمرات‬ ‫يف ‪ 1921‬وكان هو الذي وقع على املعاهدة‬ ‫االنكليزية ـ ـ الآيرلندية يف العام نف�سه‪،‬‬ ‫التي ادت اىل ت�أ�سي�س �آيرلندا احلرة‪.‬‬ ‫ا�شرتك ت�شر�شل يف مفاو�ضات طويلة‬ ‫البرام املعاهد وحماية امل�صالح البحرية‬ ‫االربيطانية‪ ،‬كان الطرف امل�ؤ�س�س التفاقية‬ ‫الدولة االيرلندية احلرة لت�شمل ثالث‬ ‫موانىء يف املعاهدة ـ ـ كوينزتاون بريهافني‬ ‫وولوغ �سويلي ـ ـ ـ التي ميكن ا�ستخدامها‬ ‫كقواعد اتالنتية من قبل البحرية امللكية‪.‬‬ ‫يف ‪ ،1938‬على اية حال‪ ،‬و�ضمن �شروط‬ ‫ت�شامربلني دي فالريا التفاقية التجارة‬ ‫االنكليزية الآيرلندية ان تعود القواعد اىل‬ ‫دولة �آيرلندة احلرة‪.‬‬ ‫�أيد ت�شر�شل ا�ستخدام الغاز امل�سيل للدموع‬ ‫على رجال القبائل الكردية يف العراق‪ .‬على‬ ‫الرغم من ان بريطانيا كانت حت�سب ان‬ ‫ا�ستخدام الغاز امل�سمم يف اخماد املتمردين‬ ‫االكراد‪ ،‬مل ي�ستخدم كتفجري تقليدي بل‬ ‫اعترب عمال فعاال‪.‬‬ ‫ان�ضم ت�شر�شل ثانية اىل حزب املحافظني ـ ـ ـ‬ ‫وزير ًا للمالية‪.‬‬ ‫يف ايلول‪ ،‬ان�سحب حزب املحافظني من‬ ‫حكومة االئتالف بعد اجتماع اع�ضاء‬

‫الربملان غري امل�ستوزرين مبعاجلة ازمة‬ ‫ت�شاناك‪ ،‬حترك لتعجيل االنتخابات‬ ‫العامة املرتقبة يف ت�شرين الأول ‪.1922‬‬ ‫مر�ض ت�شر�شل خالل احلملة االعالمية‬ ‫لالنتخابات‪ ،‬فا�ضطر اىل ا�ستئ�صال الزائدة‬ ‫الدودية‪ .‬وهذا ما جعل من ال�صعب قيامه‬ ‫باحلملة‪ ،‬وقد ا�صيب بانتكا�سة ا�ضافية يف‬ ‫التق�سيم الداخلي الذي كان م�ستمر ًا يف‬ ‫ازعاج احلزب الليربايل‪ .‬وجاء ت�سل�سله‬ ‫الرابع يف اقرتاع دندي‪ ،‬فخ�سر ايدون‬ ‫�سكرمييغور امل�ؤيد لتحرمي امل�سكرات‪.‬‬ ‫الحق ًا �سخر ت�شر�شل من خروجه من‬ ‫دندي "دون مكتب‪ ،‬او مقعد او حزب او‬ ‫ملحق"‪ .‬وقف ثانية ليمثل الليرباليون‬ ‫يف االنتخابات العامة ‪ ،1923‬فخ�سر يف‬ ‫لي�س�سرت وبعدها كم�ستقل‪ ،‬او ًال بال جناح‬ ‫يف انتخاب يف دائرة وي�ستمني�سرت �آبي‪،‬‬ ‫وبعدها يف جناح يف االنتخاب العام يف‬ ‫‪ 1924‬لدائرة ايبنغ‪ .‬يف ال�سنة التالية ان�ضم‬ ‫ر�سمي ًا اىل حزب املحافظني‪ ،‬معلق ًا بقلق ان‬ ‫" اي �شخ�ص ميكن ان يُقيم ‪ ،‬لكن يتطلب‬ ‫عبقرية معينة ليُقيم ثانية"‪.‬‬ ‫عُني ت�شر�شل وزير ًا للمالية يف ‪1924‬‬ ‫�ضمن �ستانلي بالدوين ف�أ�شرف على عودة‬ ‫بريطانيا الكارثية ملعيار الذهب‪ ،‬التي‬ ‫ادت اىل انكما�ش وانخفا�ض يف اال�سعار‪،‬‬ ‫والبطالة‪ ،‬وا�ضراب عمال املناجم الذي ادى‬ ‫اىل ا�ضراب عام يف ‪� .1926‬أعلن قراره‬ ‫هذا يف املوازنة عام ‪ ، 1924‬اهتم ب�إجراء‬

‫ا�ست�شارات طوال مع اقت�صاديني كثريين‬ ‫ب�ضمنهم جون ماينارد كينز ال�سكرتري‬ ‫الدائم للخزانة‪ ،‬وال�سري �أوتو نيميار‬ ‫وجمل�س البنك املركزي يف انكلرتا‪ .‬دفع‬ ‫هذا القرار كينز لكتابة النتائج االقت�صادية‬ ‫لل�سيد ت�شر�شل‪ ،‬مو�ضح ًا ان العودة ملعيار‬ ‫الذهب ملعادلة ما قبل احلرب يف ‪1925‬‬ ‫(‪ 1‬باوند = ‪ )4,86‬ت�ؤدي اىل ك�ساد عاملي‪.‬‬ ‫على اية حال‪ ،‬كان القرار �شعبي ًا ب�شكل عام‬ ‫وكان ينظر اليه على انه "اقت�صاد �أمن" على‬ ‫الرغم من انه كان مقرتحا من قبل اللورد‬ ‫بيفريبروك واحتاد ال�صناعات الربيطاين‪.‬‬ ‫الحق ًا اعترب ت�شر�شل هذا خط�أ ج�سيم ًا‬ ‫يف حياته‪ .‬على اية حال‪ ،‬يف مناق�شات‬ ‫جرت يف ذلك الوقت مع امل�ست�شار ال�سابق‬ ‫ماككينا‪ ،‬اعرتف ت�شر�شل ان العودة ملعيار‬ ‫الذهب وما نتج عنها "و�سيا�سة غالء النقد"‬ ‫كان �سيئة اقت�صادي ًا‪ .‬يف تلك املناق�شات‬ ‫ابقى على هذه ال�سيا�سة ك�سيا�سة ا�سا�سية‬ ‫ـ ـ والعودة اىل ظروف ما قبل احلرب التي‬ ‫ي�ؤمن بها‪ .‬يف خطابه عن الفاتورة قال‪" :‬انا‬ ‫�س�أخربكم ما (العودة اىل �سيا�سة معيار‬ ‫الذهب) �ستقيدنا‪� ،‬ستقيدنا بالواقع"‪.‬‬ ‫ان العودة اىل �سعر ال�صرف قبل احلرب‬ ‫واىل معيار الذهب ادى اىل ك�ساد‬ ‫ال�صناعات‪ .‬وكانت �صناعة الفحم الأكرث‬ ‫ت�أثر ًا‪ .‬فقد عانت اعتيادي ًا من انخفا�ض‬ ‫امل�ستخرج منه عندما حتول وقود ال�سفن‬ ‫اىل النفط‪ ،‬وعندما كانت ال�صناعات‬

‫الربيطانية اال�سا�سية مثل القطن واقعة‬ ‫حتت مناف�سة �شديدة يف ا�سواق الت�صدير‪،‬‬ ‫اثناء العودة اىل �سعر �صرف ما قبل احلرب‬ ‫مت تقييمه لريتفع اىل ‪ %10‬من تكاليف‬ ‫ال�صناعة‪ .‬يف متوز ‪ ،1925‬ذكرت جلنة‬ ‫حتقيقية ان تف�ضيل عمال املناجم ب�شكل‬ ‫عام‪� ،‬أكرث من مكانة مالكي املناجم‪ .‬دعم‬ ‫بادوين وت�شر�شل االعانة املالية املقرتحة‬ ‫لل�صناعة بينما اعدت جلنة ملكية تقرير ًا‬ ‫ا�ضافي ًا‪.‬‬ ‫مل حتل اللجنة اية م�شكلة‪ ،‬ونزاع عمال‬ ‫املناجم ادى اىل ا�ضراب عام ‪ ،1926‬قدم‬ ‫تقرير لت�شر�شل او�ضح ان امل�سد�سات هي‬ ‫ال�سالح الذي ا�ستخدم يف ا�ضراب عمال‬ ‫املناجم‪ .‬حرر ت�شر�شل �صحيفة حكومية‪،‬‬ ‫"بريت�ش غازيت" وخالل النزاع‪ ،‬او�ضح‬ ‫"اما ان تدمر البالد اال�ضراب‪ ،‬او اال�ضراب‬ ‫العام يدمر البالد" واعلن ان الفا�شية‬ ‫لبنيتو مو�سوليني قدمت خدمة لكل العامل"‬ ‫مو�ضح ًا ذلك بقوله‪ ،‬انها كما قدمت "طريق ًا‬ ‫للقوات القاتلة املدمرة" ـ ـ ـ وهذا يعني‪،‬‬ ‫وعد نظام احلكم ح�صن ًا بوجه التهديد‬ ‫املح�سو�س للثورة ال�شيوعية‪ .‬من وجهة‬ ‫نظر واحدة‪ ،‬ذهب ت�شر�شل بعيد ًا للقول بان‬ ‫مو�سوليني "عبقري روماين‪ ...‬وم�شرع‬ ‫عظيم من بني الرجال"‪ .‬انتقد االقت�صاديون‬ ‫وكذلك ال�شعب يف ذلك الوقت موازنة‬ ‫مقاي�س ت�شر�شل فيما بعد‪ .‬وهذه االمور‬ ‫ينظر اليها عندما تقدم م�ساعدات م�صرفية‬ ‫ل�صاحب الدخل الب�سيط والفئات من ذوي‬ ‫الرواتب ب�شكل عام (التي ينتمي اليها‬ ‫ت�شر�شل و�شركائه ب�شكل عام) على ح�ساب‬ ‫امل�صنعني وامل�صدرين املعروفني‪ ،‬ليعانوا‬ ‫بعدها من اال�ستريادات ومن املناف�سة يف‬ ‫ا�سواق الت�صدير التقليدية‪ .‬وعند تر�شيق‬ ‫القوات امل�سلحة ب�شدة اي�ض ًا‪.‬‬

‫العزلة ال�سيا�سية‬

‫هُ زمت حكومة املحافظني يف االنتخاب العام‬ ‫‪ .1929‬مل ي�سع ت�شر�شل لالنتخاب يف جلنة‬ ‫العمل املحافظة‪ ،‬القيادة الر�سمية لر�ؤ�ساء‬ ‫الوزراء من املحافظني‪ .‬خالل العامني‬ ‫الالحقني‪ ،‬ا�صبح ت�شر�شل مبعد ًا من قيادة‬ ‫املحافظني خالل ق�ضايا التعريفة احلمائية‬ ‫واحلكم الذاتي الهندي ومن خالل وجهات‬ ‫نظره ال�سيا�سية ومن خالل �صداقاته مع‬ ‫بارونات ال�صحافة واخلرباء املاليني‬ ‫وال�شعب من كانت �شخ�صياتهم ينظر‬ ‫لها على انها مريبة‪ .‬عندما �شكل رامزي‬ ‫ماكدونالد احلكومة الوطنية يف ‪ ،1931‬مل‬ ‫يدع ت�شر�شل لالن�ضمام اىل جمل�س الوزراء‪.‬‬ ‫كان يف م�ستوى واطيء يف عمله الوظيفي‪،‬‬ ‫يف فرتة عرفت بـ ـ "�سنوات الوح�شية"‪.‬‬ ‫ام�ضى ال�سنوات القليلة الالحقة مركز ًا‬ ‫على الكتابة‪ ،‬وت�ضمنت "مارلبورو‪:‬‬ ‫حياته وع�صره" ـ ـ ـ �سرية ذاتية جلدة‬ ‫جون ت�شر�شل‪ ،‬اول دوق يف مارلبورو ـ ـ ـ‬ ‫و "تاريخ ال�شعوب الناطقة باالنكليزية"‬ ‫(على ان الثاين مل ين�شر حتى حت�سن‬ ‫الظرف بعد احلرب العاملية الثانية)‪،‬‬ ‫املعا�صرون العظماء ومقاالت �صحفية‬ ‫عديدة وجمموعات اخلطب‪ .‬كان ت�شر�شل‬ ‫احد الكتاب الذين يدفع لهم ب�شكل اف�ضل يف‬ ‫زمانه‪ .‬وجهات نظره ال�سيا�سية‪ ،‬انطلقت‬ ‫يف انتخاب الرومان ‪ 1930‬ون�شر بعنوان‬ ‫حكومة برملانية وم�شاكل اقت�صادية (اعيد‬ ‫طبعه يف ‪ 1932‬يف جمموعته مقاالت‬ ‫"افكار ومغامرات") ت�ضمنت التخلي عن‬

‫◄‬ ‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬


‫‪8‬‬

‫اقرتاع عام‪ ،‬عودة اىل اعفاء امللكية‪ ،‬متثيل‬ ‫ن�سبي للمدن الرئي�سة واقت�صاد "برملاين‬ ‫بديل"‪.‬‬

‫ا�ستقالل الهند‬

‫عار�ض ت�شر�شل ثورة الع�صيان ال�سلمي‬ ‫لغاندي وحركة اال�ستقالل الهندي يف‬ ‫الثالثينيات‪ ،‬مبين ًا ان م�ؤمتر الطاولة‬ ‫امل�ستديرة "فر�صة خميفة"‪ .‬بينت التقارير‬ ‫الالحقة ان ت�شر�شل كان يف�ضل ان يدع‬ ‫غاندي ميوت لو ا�ستمر يف اال�ضراب‬ ‫عن الطعام‪ .‬خالل الن�صف الأول من‬ ‫الثالثينيات‪ ،‬كان ت�شر�شل �صريحا يف‬ ‫معار�ضته ملنح ال�سيادة للهند‪ .‬كان م�ؤ�س�س‬ ‫هيئة الدفاع الهندية‪ ،‬جمموعة مكر�سة‬ ‫للحفاظ على ال�سلطة الربيطانية يف الهند‪.‬‬ ‫مل يتحمل ت�شر�شل االعتدال‪" .‬احلقيقة‬ ‫كانت" انه اعلن يف الثالثينيات‪ ،‬يجب ان‬ ‫تكافح وت�سحق الغاندية وكل �شيء ميثلها"‪.‬‬ ‫يف خطاباته ومقاالته ال�صحفية يف هذه‬ ‫الفرتة توقع انت�شار البطالة يف بريطانيا‬ ‫ونزاع مدين يف الهند التي يجب ان متنح‬ ‫اال�ستقالل‪ .‬نائب امللك اللورد �إروين‪،‬‬ ‫الذي مت تعينه من قبل حكومة املحافظني‬ ‫ال�سابقة‪ ،‬التي ان�شغلت يف م�ؤمتر الطاولة‬ ‫امل�ستديرة يف بداية العام ‪ 1931‬وبعدها‬ ‫اعلن عن �سيا�سة احلكومة التي يجب ان‬ ‫متنح الهند �سيادتها‪ .‬يف غ�ضون هذا‪،‬‬ ‫كانت احلكومة مدعومة من قبل احلزب‬ ‫الليربايل ور�سمي ًا على االقل‪ ،‬من قبل حزب‬ ‫املحافظني‪ .‬ا�ستنكر ت�شر�شل م�ؤمتر الطاولة‬ ‫امل�ستديرة‪.‬‬ ‫يف اجتماع جمعية املحافظني غرب ا�سيك�س‬ ‫الذي دعي له ت�شر�شل ب�شكل خا�ص ليتمكن‬ ‫من تو�ضيح موقفه قال‪ " :‬انه خطري‬ ‫ومقزز اي�ض ًا ان يرى ال�سيد غاندي حمامي‬ ‫معبد متو�سط م�شاغب يتظاهر الآن بهيئة‬ ‫دروي�ش ب�شكل معروف يف ال�شرق‪ ،‬يتبخرت‬ ‫�شبه عاري بخطواته اىل ق�صر نائب امللك‪...‬‬ ‫للتفاو�ض ب�شروط موازية ل�شروط ممثل‬ ‫ملك االمرباطورية‪ .‬ودعا قادة الكونغر�س‬ ‫الوطني الهندي بـ ـ "االبراهيميون الذين‬ ‫يتحدثون ويت�شدقون مببادىء التحرر‬ ‫الغربية"‪.‬‬ ‫جرت حادثتان ادتا اىل حتطيم �سمعة‬ ‫ت�شر�شل ب�شكل كبري �ضمن حزب املحافظني‬ ‫يف هذه الفرتة‪ .‬كالهما عدت هجمات على‬ ‫مقعد جبهة املحافظني‪ .‬كان خطابه االول‬ ‫ع�شية انتخاب �سانت جورج يف ني�سان‬ ‫‪ ،1931‬ل�ضمان مقعد املحافظني‪ ،‬وقد‬

‫العدد (‪)2227‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬ال�سبت (‪� )20‬آب ‪2011‬‬

‫العدد (‪)2227‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬ال�سبت (‪� )20‬آب ‪2011‬‬

‫حظى املر�شح املحافظ الر�سمي دوف كوبر‬ ‫مبعار�ضة حزب املحافظني امل�ستقل‪ .‬كان‬ ‫احلزب امل�ستقل مدعوم ًا من قبل اللورد‬ ‫روثرمري‪ ،‬اللورد بيفربروك و�صحفه‬ ‫املحرتمة‪ .‬على الرغم من انه مرتب قبل‬ ‫ان يبد�أ االنتخاب‪ ،‬كان ينظر اىل خطاب‬ ‫ت�شر�شل على انه دعم ًا للمر�شح امل�ستقل‬ ‫وكطرف يف حملة البارون ال�صحفية �ضد‬ ‫بلدوين‪ .‬تعزز موقف بلدوين عندما فاز‬ ‫دوف كوبر‪ ،‬وعندما توقفت حملة الع�صيان‬ ‫املدين يف الهند بحلف غاندي ـ ـ �إروين‪.‬‬ ‫الق�ضية الثانية كانت يف ادعاء ت�شر�شل‬ ‫بان ال�سري �صامويل هور و اللورد ديربي‬ ‫�ضغطا على غرفة جتارة مان�ش�سرت لتغيري‬ ‫الدليل الذي منحته اىل جلنة االختيار‬ ‫امل�شرتك �أخذ ًا بنظر احل�سبان حكومة‬ ‫الالئحة الهندية‪ ،‬ويف فعل ذلك خرق‬ ‫ل�صلالحيات الربملان‪� .‬أ�شار اىل م�س�ألة جلنة‬ ‫�صالحيات جمل�س العموم التي كانت وراء‬ ‫التحقيقات‪ ،‬وفيها كان الدليل‪ ،‬مقدم ًا تقرير ًا‬ ‫للمجل�س بعدم وجود خرق‪ .‬نوق�ش التقرير‬ ‫يف ‪ 13‬حزيران‪ .‬كان ت�شر�شل غري قادر على‬ ‫ايجاد داعم واحد يف املجل�س والنقا�ش‬ ‫انتهى من دون تق�سيم‪.‬‬ ‫تخا�صم ت�شر�شل مع �ستانلي بالدوين خالل‬ ‫ا�ستقالل الهند ومل يفتتح اي مكتب يف حني‬ ‫كان بالدوين رئي�س ًا للوزراء‪ .‬يرى بع�ض‬ ‫امل�ؤرخني موقفه اال�سا�سي يف الهند كما‬ ‫عر�ض يف كتابه "حياتي املبكرة" (‪.)1930‬‬ ‫م�صدرا �أخر للجدال ب�شان موقف ت�شر�شل‬ ‫اجتاه ال�ش�ؤون الهندية التي برزت خالل‬ ‫ما ي�صطلح عليه بع�ض امل�ؤرخني يف منهج‬ ‫الهنود القومي يف جماعة البنغال ‪،1943‬‬ ‫التي �سعت اىل و�ضع اللوم الكبري على‬ ‫حكومة ت�شر�شل يف زمن احلرب للفناء‬ ‫الكبري الذي حلق ب�أكرث من ثالثة ماليني‬ ‫�شخ�ص‪ .‬يف حني ي�شري بع�ض املعلقني اىل‬ ‫عرقلة نظام الت�سويق التقليدي و�سوء‬ ‫الإدارة على امل�ستوى االقليمي‪.‬‬ ‫ي�ؤكد �آرثر هريمان‪ ،‬م�ؤلف كتاب ت�شر�شل‬ ‫وغاندي‪" ،‬ال�سبب احلقيقي كان اخفاق‬ ‫بورما يف اليابان‪ ،‬الذي اوقف التجهيز‬ ‫الرئي�س للهند من ا�ستريادات الرز عندما‬ ‫ت�شح امل�صادر املحلية‪ [ . . .‬مع ذلك]‬ ‫�صحيح ان ت�شر�شل عار�ض حتويل الطعام‬ ‫الذي يجهز وينقل من ميادين اخرى للهند‬ ‫لتغطية النق�ص‪ :‬هذا ما كان يف وقت‬ ‫احلرب‪ .‬ا�ستجابة اىل طلب م�ستعجل من‬ ‫قبل وزير الدولة ل�ش�ؤون الهند ليو امريي‪،‬‬ ‫ونائب ملك الهند وافيل‪ ،‬الطالق خمازن‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬

‫الطعام للهند‪ ،‬ا�ستجاب ت�شر�شل بتلغراف‬ ‫اىل وافيل �سائ ًال اياه‪ ،‬ان كان الطعام‬ ‫�شحيح جد ًا‪" ،‬ملاذا مل ميت غاندي حلد‬ ‫الآن"‪ .‬يف متوز ‪ ،1940‬حديث ًا يف املكتب‪،‬‬ ‫رحب بالتقارير حول ال�صراع الذي ظهر‬ ‫بني االحتاد اال�سالمي والكونغر�س الهندي‪،‬‬ ‫ام ًال " ان يكون م�ؤمل ًا ودامي ًا"‪.‬‬

‫اعادة الت�سليح والنزاعات‬ ‫االملانية يف اوروبا وا�سيا‬

‫بداية يف ‪ ،1932‬عندما عار�ض‬ ‫اولئك الذين ايدا منح املانيا‬ ‫احلق يف التكاف�ؤ الع�سكري‬ ‫مع فرن�سا‪ .‬كان ت�شر�شل‬ ‫يتحدث دائم ًا عن خماطر‬ ‫اعادة ت�سليح املانيا‪.‬‬ ‫الحق ًا �صور‬ ‫نف�سه خ�صو�ص ًا‬ ‫يف "العا�صفة‬ ‫املحت�شدة" كونه‬

‫لفرتة من الوقت‪� ،‬صوت ًا وحيد ًا ينادي على‬ ‫بريطانيا لتقوي نف�سها كي تواجه حالة‬ ‫حرب فعلية مع املانيا‪ .‬على اية حال‪ ،‬كان‬ ‫اللورد لويد ال�سباق اىل اثارة الر�أي العام‪.‬‬ ‫وكان موقف ت�شر�شل جتاه الدكتاتوريني‬ ‫الفا�شيني غام�ض ًا‪ .‬يف ‪ ،1931‬حذر من‬ ‫ع�صبة االمم معار�ض ًا وجود اليابان يف‬ ‫"من�شوريا"(�شعب منغويل غزا ال�صني‬ ‫وا�س�س فيها �ساللة‬ ‫حاكمة) "امل‬ ‫اننا �سنحاول‬ ‫يف انكلرتا‬ ‫فهم موقف‬ ‫اليابان‪،‬‬ ‫الدولة‬

‫العريقة‪ ...‬من جانب واحد لأنها ت�شكل‬ ‫خطر ًا داهم ًا على رو�سيا ال�سوفييتية‪.‬‬ ‫من جانب اخر الفو�ضى يف ال�صني‪ ،‬اربع‬ ‫او خم�سة اقاليم فيها معذبة حتت حكم‬ ‫ال�شيوعية‪ .‬يف مقاالت �صحفية معا�صرة‬ ‫ي�شري اىل حكومة اجلمهورية اال�سبانية‬ ‫كجبهة �شيوعية وجي�ش فرانكو بو�صفه‬ ‫"حركة االحمر املعادية"‪ .‬كان يدعم معاهدة‬ ‫هوار ـ ـ ليفيل وا�ستمر حتى ‪ 1937‬يثني‬ ‫على بنيتو مو�سوليني‪.‬‬ ‫حتدث يف جمل�س العموم يف ‪ ،1937‬فقال‬ ‫ت�شر�شل‪" :‬لن اتظاهر بذلك‪ ،‬اذا كان يل‬ ‫اخليار بني ال�شيوعية والنازية‪ ،‬ف�س�أختار‬ ‫ال�شيوعية"‪ .‬يف مقالة كتبت عام ‪1935‬‬ ‫بعنوان "هتلر وخياره"‪ ،‬التي اعاد ن�شرها‬ ‫يف كتابه ‪" 1937‬املعا�صرون العظماء"‪،‬‬ ‫عرب ت�شر�شل عن امله بهتلر‪ ،‬اذا اختار ذلك‪،‬‬ ‫وعلى الرغم من بروزه لل�سلطة خالل العمل‬ ‫الدكتاتوري‪ ،‬املكروه والوح�شي‪ ،‬رمبا ما‬ ‫يزال "يغرق يف التاريخ كونه الرجل الذي‬ ‫ا�ستعاد ال�شرف وراحة البال اىل االمة‬ ‫االملانية العظيمة‪ ،‬فا�ستعاده قوي ًا ونافع ًا‬ ‫وهادئ ًا اىل طليعة حميط العائلة االوربية‪.‬‬ ‫اخلطاب الرئي�س االول لت�شر�شل عن الدفاع‬ ‫يف ‪� 7‬شباط ‪� 1934‬شدد على احلاجة اىل‬ ‫اعادة بناء القوات اجلوية امللكية وت�شكيل‬ ‫وزارة الدفاع؛ خطابه الثاين‪ ،‬يف ‪ 13‬متوز‬ ‫ناق�ش اعادة جتديد دور ع�صبة االمم‪ ،‬بقيت‬ ‫هذه املو�ضوعات الثالثة افكاره حتى بداية‬ ‫‪.1936‬‬ ‫يف ‪ ،1935‬كان احد االع�ضاء امل�ؤ�س�سني‬ ‫لـ "الب�ؤرة" التي جمعت النا�س مع ًا من‬ ‫خلفيات ومراكز �سيا�سية خمتلفة فتوحدوا‬ ‫يف ال�سعي "للدفاع عن احلرية وال�سالم"‪.‬‬ ‫ادت "الب�ؤرة" اىل ت�شكيل جيو�ش كبرية‬ ‫وحركة الوفاق يف ‪.1936‬‬ ‫كان ت�شر�شل يتمتع ب�إجازة يف ا�سبانيا‬ ‫عندما احتل االملان رينالند ثانية يف �شباط‬ ‫‪ ،1936‬واعادو التق�سيم الربيطاين‪ .‬كانت‬ ‫معار�ضة حزب العمال تطالب برف�ض‬ ‫العقوبات االقت�صادية و�أولئك الذين‬ ‫يقولون حتى وان كانت هذه العقوبات‬ ‫ت�ؤدي اىل تراجع مذل من بريطانيا عندها‬ ‫لن تدعم فرن�سا اي تدخل‪ .‬خطاب ت�شر�شل‬ ‫يف ‪� 9‬آذار كان يحظى بتقييم واطراء‬ ‫نيفيل ت�شامربلني بو�صفه خطاب بناء‪.‬‬ ‫لكن يف غ�ضون ا�سابيع مرت‪ ،‬مرر ت�شر�شل‬ ‫خالله من�صب وزير تن�سيق الدفاع مل�صلحة‬ ‫املدعي العام ال�سري توما�س ان�سكب‪ .‬دعا‬ ‫�آلن تايلور هذا ‪ :‬تعيين ًا �صحيح ًا و�صف‬

‫على انه االغرب من نوعه منذ ان جعل‬ ‫غاليغوال ح�صانه‪ ،‬قن�ص ًال‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يف حزيران ‪� ،1936‬شكل ت�شر�شل وفدا من‬ ‫كبار املحافظني الذين �شاركوه قلقه يف ان‬ ‫يروا بالدوين وت�شامربلني وهاليفاك�س‪.‬‬ ‫وحاول ان يكون لديه وفود من الطرفني‬ ‫االخرين وكتب بعدها‪" :‬اذا كان قادة‬ ‫معار�ضة حزب العمال والليربايل ان�سجمت‬ ‫معنا‪ ،‬فهنا قد يكون عليك ان تتخذ موقف ًا‬ ‫�سيا�سي ًا مكثفا جد ًا لتفر�ض عم ًال عالجي ًا"‪.‬‬ ‫وكما كان االمر حتقق �شيء من االجتماع‪،‬‬ ‫او�ضح بالدوين ان احلكومة عملت كل ما‬ ‫ا�ستطاعت‪ ،‬فهي بينت م�شاعر م�ضادة حلرب‬ ‫الناخبني‪.‬‬ ‫يف ‪ 12‬ت�شرين الثاين‪ ،‬عاد ت�شر�شل اىل‬ ‫املو�ضوع‪ .‬متحدث ًا بعنوان اعادة املناق�شات‪،‬‬ ‫بعد تقدمي بع�ض االمثلة املحدودة عن‬ ‫ا�ستعدادات املانيا للحرب‪ ،‬قال ت�شر�شل‪:‬‬ ‫"ال ت�ستطيع احلكومة بب�ساطة ان جتعلهم‬ ‫يقررون وال هم ي�ستطيعون جعل رئي�س‬ ‫الوزراء يقرر‪ .‬لذا �سيوا�صلون الوقوع يف‬ ‫تناق�ض غريب‪ ،‬وال يقررون �سوى انهم‬ ‫اليقررون‪ ،‬وال يحلونها اال ان يكونوا‬ ‫مرتددين‪ ،‬ويطلبون م�سودة قانون‪ ،‬اقوياء‬ ‫امام ال�سيل‪ ،‬وكلهم اقوياء امام العجز‪.‬‬ ‫ولذا �سنوا�صل اال�ستعداد ل�شهور اخرى‪،‬‬ ‫ل�سنوات اخرى غالية رمبا مهمة بالن�سبة‬ ‫لعظمة بريطانيا لأكل اجلراد"‪.‬‬ ‫�أر‪� .‬أر‪ .‬جيم�س دعي هذا اخلطاب من‬ ‫خطابات ت�شر�شل على انه اروع خطاباته‬ ‫يف هذه الفرتة‪ ،‬بدا رد بالدوين �ضعيف ًا‬ ‫ومزعج ًا للمجل�س‪ .‬التبادل قدم ت�شجيع ًا‬ ‫جديد ًا للجي�ش وحركة الوفاق‪.‬‬

‫ازمة التنازل‬

‫ازمة تنازل امللك �أدورد الثامن‬ ‫يف حزيران ‪ ،1936‬اخرب والرت مونكتون‬ ‫ت�شر�شل عن وجود ا�شاعات بان امللك ادوارد‬ ‫الثامن ينوي الزواج من ال�سيدة وول�س‬ ‫�سيمب�سون‪ ،‬حقيقية‪ .‬ثم ن�صح بعدم الزواج‬ ‫وقال انه يعترب زواج ال�سيدة �سيمب�ستون‬ ‫حالي ًا كـ ـ "وقاية"‪ .‬يف ت�شرين الثاين‪،‬‬ ‫جتنب دعوة اللورد �سالي�سربي ليكون طرفاً‬ ‫يف وفد اع�ضاء حزب املحافظني الكبار غري‬ ‫امل�ستورين الذين التقوا مع بالدوين ملناق�شة‬ ‫امل�س�ألة‪ .‬يف ‪ 25‬ت�شرين الثاين‪ ،‬اجتمع‬ ‫ت�شر�شل و�أتلي وزعيم احلزب الليربايل‬ ‫�آرتي�شبالد �سينكلري ببالدوين‪ ،‬حيث مت‬ ‫اخبارهم عن نية امللك‪ ،‬و�س�ألهم فيما اذا‬ ‫كانوا �سي�شكلون ادارة �إذ ا�ستقال بادوين‬ ‫واحلكومة الوطنية فيكون على امللك ان ال‬ ‫ي�أخذ بن�صيحة الوزير‪ .‬قال‪ :‬كل من �أتلي‬ ‫و�سينكلري انهما لن يتخذ مكتب ًا اذا دعيا اىل‬ ‫ذلك‪ .‬كان رد ت�شر�شل ان موقفه خمتلف قلي ًال‬ ‫لكنه �سيدعم احلكومة‪.‬‬ ‫ا�صبحت ازمة التنازل عامة‪ ،‬وكانت على‬ ‫ر�أ�س االحداث يف اال�سبوعني االولني من‬ ‫كانون االول ‪ .1936‬يف هذا الوقت قدم‬ ‫ت�شر�شل علن ًا دعمه للملك‪ .‬االجتماع العام‬ ‫االول للجي�ش وحركة الوفاق كان يف ‪3‬‬ ‫كانون االول‪ .‬كان ت�شر�شل متحدث ًا رئي�س ًا‬ ‫فكتب الحق ًا رد ًا على "تقدمي ال�شكر" قدم‬ ‫ت�صريح ًا " ارجتالي َا يطلب فيه ت�أجيل اتخاذ‬ ‫اي قرار من اما امللك او وزاراته‪ .‬يف وقت‬ ‫مت�أخر تلك الليلة اطلع ت�شر�شل على طلب‬ ‫اذاعة ال�سلكية مقرتحة للملك فتحدث مع‬ ‫بيفربروك وحمامي امللك حولها‪ .‬يف ‪4‬‬ ‫كانون الأول‪ ،‬اجتمع مع امللك وناق�ش مرة‬ ‫اخرى ت�أخري اتخاذ اي قرار ب�شان التنازل‪.‬‬ ‫يف ‪ 5‬كانون االول‪ ،‬ا�صدر ت�صريح ًا مطو ًال‬ ‫يت�ضمن ان الوزارة مار�ست �ضغوط ًا غري‬ ‫د�ستورية على امللك الجباره على اتخاذ‬ ‫قرار م�ستعجل‪ .‬يف ‪ 7‬كانون االول‪ ،‬حاول‬ ‫خماطبة جمل�س العموم لطلب الت�أخري‪.‬‬ ‫كان �صامت ًا‪ ،‬وبدا م�صدوم ًا ظاهري ًا بالعداء‬ ‫اجلماعي لكل االع�ضاء الذين تركوه‪.‬‬ ‫على نحو �سيئ للغاية‪ ،‬تدمرت �سمعة‬

‫‪9‬‬

‫ت�شر�شل بالكامل يف الربملان وانكلرتا‪.‬‬ ‫والبع�ض من امثال �أل�سرت كوك كان يراه‬ ‫وك�أنه يحاول بناء حزب للملك‪ .‬و�أخرون‬ ‫مثل هارولد ماكميالن كان فزع ًا من تدمري‬ ‫دعم ت�شر�شل للملك الذي قام به اجلي�ش‬ ‫وحركة الوفاق‪ .‬كتب ت�شر�شل نف�سه الحق ًا‪:‬‬ ‫"انا نف�سي ا�صبت بالذهول يف الر�أي العام‬ ‫كونه كان وجهة نظر عاملية تقريب ًا ان يتم‬ ‫انهاء حياتي ال�سيا�سية‪ .‬انق�سم امل�ؤرخون‬ ‫ب�ش�أن دوافع ت�شر�شل يف دعمه للملك ادورد‬ ‫الثامن‪ .‬البع�ض من �أمثال �أي‪ .‬جي‪ .‬بي‪.‬‬ ‫تيلر يرى انها حماولة "ال�سقاط حكومة‬ ‫الرجال ال�ضعفاء"‪ .‬واالخرون مثل رود‬ ‫جيم�س يرى ان دوافع ت�شر�شل �شريفة وال‬ ‫تثري دوافع �شخ�صية كلي ًا‪ ،‬فهو ي�شعر بامللك‬ ‫بعمق‪.‬‬

‫العودة من املنفى‬

‫�سعى ت�شر�شل الحق ًا لي�صور نف�سه على‬ ‫انه (لدرجة ما) �صوت منعزل يحذر من‬ ‫احلاجة اىل اعادة الت�سلح �ضد املانيا‪.‬‬ ‫بينما كان االمر �صحيح ًا انه كانت لديه‬ ‫متابعة �صغرية يف جمل�س العموم خالل‬ ‫معظم فرتة الثالثينيات فقد منح معلومات‬ ‫مميزة من خالل بع�ض العنا�صر يف‬ ‫احلكومة‪ ،‬خ�صو�ص ًا من قبل املوظفيني‬ ‫املدنيني ال�ساخطني يف وزارة احلرب‪ .‬كانت‬ ‫"جمموعة ت�شر�شل" يف الن�صف االخري‬ ‫من العقد تت�ألف منه ومن دونكان �سانديز‬ ‫وبريندان باراكني فقط‪ .‬كانت معزولة عن‬ ‫االحزاب الرئي�سة االخرى �ضمن حزب‬ ‫املحافظني التي ت�ضغط العادة الت�سليح‬ ‫ال�سريع و�سيا�سة خارجية قوية‪ .‬وا�صل‬ ‫ت�شر�شل ان يكون م�ست�شار احلكومة يف‬ ‫الكثري من الق�ضايا او كان ينظر اليه على‬ ‫انه زعيم بديل‪.‬‬ ‫وحتى خالل هذا الوقت كانت حملة ت�شر�شل‬ ‫االعالمية �ضد ا�ستقالل الهند متوا�صلة‪،‬‬ ‫فقد تلقى معلومات ر�سمية و�سرية من‬ ‫نوع اخر‪ .‬من ‪ ،1932‬جار ت�شر�شل امليجر‬ ‫د�سموند مورتن مبوافقة رامزي ماكدونالد‪،‬‬ ‫اعطيا ت�شر�شل معلومات بخ�صو�ص القوة‬ ‫اجلوية االملانية‪ .‬من ‪ 1930‬ف�صاعد ًا تر�أ�س‬ ‫مورتن ق�سم جلنة الدفاع االمرباطوري‬ ‫مهتم ًا ببحث اال�ستعدادات الدفاعية للدول‬ ‫االخرى‪ .‬اللورد �سونتون كونه وزير الدولة‬ ‫لل�ش�ؤون اجلوية‪ ،‬وافق بالدوين‪ ،‬يف ‪1934‬‬ ‫على ت�سهيل و�صول ت�شر�شل اىل املعلومات‬ ‫الر�سمية وال�سرية االخرى‪.‬‬ ‫فعل �سونتون ذلك‪ ،‬عارف ًا ان ت�شر�شل‬ ‫�سيبقى ناقد ًا للحكومة‪ ،‬لكنه يعتقد ان ناقد ًا‬ ‫مطلع �أف�ضل من ناقد يعتمد على اال�شاعة‬ ‫وال�سماع‪ .‬كان ت�شر�شل ناقد ًا مت�شدد ًا‬ ‫ال�سرت�ضاء نيفيل ت�شامربلني لأودلف‬ ‫هتلر ويف خطابه يف جمل�س العموم‪،‬‬ ‫�صرح ب�شكل �صريح ومتوقع‪" :‬منحتم‬ ‫االختيار بني احلرب والعار فاخرتمت العار‪،‬‬ ‫و�ستفر�ض احلرب عليكم"‪.‬‬

‫الدورة الأوىل لت�شر�شل‬ ‫كرئي�س ًا للوزراء‬ ‫عودة ون�ستون‬

‫بعد اندالع احلرب العاملية الثانية يف‬ ‫‪ 3‬ايلول ‪ ،1939‬اليوم الذي اعلنت فيه‬ ‫بريطانيا عن حربها على املانيا‪ ،‬عُني‬ ‫ت�شر�شل وزير ًا للبحرية ومن ثم ع�ضوا‬ ‫يف وزارة احلرب‪ ،‬ولأنه كان يف الطرف‬ ‫االول خالل احلرب العاملية االوىل‪ .‬عندما‬ ‫مت تبليغهم‪ ،‬جمل�س القوات البحرية ار�سل‬ ‫ا�شارة اىل هروب" "عودة ون�ستون" يف‬ ‫هذه املهمة‪ ،‬اثبت انه احد الوزراء الذين‬ ‫يتمتعون ب�شهرة عالية خالل ما ي�سمى بـ ـ‬ ‫"احلرب الكالمية "‪،Phoney War‬‬ ‫عندما كان الكالم هو الفعل املالحظ‬ ‫يف البحر‪ .‬دافع ت�شر�شل عن االحتالل‬ ‫الوقائي مليناء ايرونور الرنويجي املحايد‬ ‫يف نارفيك ومناجم احلديد يف كريونا‪،‬‬

‫وال�سويد‪ ،‬يف بداية احلرب‪ .‬على اية حال‪،‬‬ ‫ت�شامربلني والبقية يف وزارة احلرب مل‬ ‫يوافقوا‪ ،‬ومت ت�أجيل العملية حتى الغزو‬ ‫االملاين الناجح للرنويج‪.‬‬

‫البدايات املريرة للحرب‬

‫يف ‪ 10‬ايار ‪� ،1940‬ساعات قبل الغزو‬ ‫االملاين لفرن�سا بتقدم خاطف خالل‬ ‫املناطق املنخف�ضة‪ ،‬ا�صبح وا�ضح ًا ان‪.‬‬ ‫الف�شل الالحق يف الرنويج‪ ،‬فالبلد ال‬ ‫تثق مبقا�ضاة ت�شامربلني ب�سبب احلرب‬ ‫وال تثق با�ستقالته‪ .‬يبني �سري االحداث‬ ‫املقبول ب�شكل عام ان اللورد هايفاك�س‬ ‫رف�ض وظيفة رئا�سة الوزراء لأنه يعتقد‬ ‫انه ال ي�ستطيع احلكم ب�شكل فعال كع�ضو‬ ‫يف جمل�س اللوردات بد ًال من جمل�س‬ ‫العموم‪ .‬على الرغم من ذلك‪ ،‬مل ين�صح‬ ‫رئي�س الوزراء تقليدي ًا امللك ب�ش�أن خليفته‬ ‫االول‪ ،‬كان ت�شامربلني يريد �شخ�ص ًا يقود‬ ‫الدعم جلميع االطراف الرئي�سة الثالث يف‬ ‫جمل�س العموم‪ .‬اجتماع بني ت�شامربلني‬ ‫وهاليفاك�س وت�شر�شل وديفيد مارغي�سون‪،‬‬ ‫وحكومة ت�شيف ويب‪ ،‬ادى اىل تو�صية‬ ‫ت�شر�شل‪ ،‬و كملك د�ستوري طلب جورج‬ ‫ال�ساد�س من ت�شر�شل ان يكون رئي�س ًا‬ ‫للوزراء‪ .‬العمل االول لت�شر�شل كان الكتابة‬ ‫لت�شامربلني لي�شكره على دعمه له‪.‬‬ ‫كان ت�شر�شل من بني االوائل الذين ادركوا‬ ‫تنامي خطر هتلر بفرتة طويلة قبل بدء‬ ‫احلرب العاملية الثانية‪ ،‬وحتذيراته مل ت�أخذ‬ ‫بعني االعتبار ب�شكل كبري‪.‬على الرغم من‬ ‫ذلك كانت هناك عنا�صر من عامة ال�شعب‬ ‫الربيطاين لها ح�س �سيا�سي يف�ضل ال�سالم‬ ‫املتفاو�ض مع املانيا ال�صاعدة ب�شكل‬ ‫وا�ضح‪ ،‬من بينهم وزير اخلارجية اللورد‬

‫هاليفاك�س‪ ،‬رف�ض ت�شر�شل على الرغم من‬ ‫ذلك‪ ،‬ان ي�أخذ بنظر احل�سبان هدنة مع‬ ‫املانيا الهتلرية‪ .‬ا�ستخدامه اخلطابات قوى‬ ‫الر�أي العام �ضد �أي قرار �سلمي وا�ستعداد‬ ‫الربيطانيني حلرب طويلة االمد‪ .‬مبتكرين‬ ‫م�صطلحا عام ًا للمعركة القادمة‪� ،‬صرح به‬ ‫ت�شر�شل يف خطابة "هذه �ساعتنا" يف‬ ‫جمل�س العموم يف ‪ 18‬حزيران ‪،1940‬‬ ‫"اتوقع ان املعركة مع بريطانيا او�شكت‬ ‫ان تبد�أ"‪ .‬وبرف�ضه لهدنة مع املانيا‪ ،‬ابقى‬ ‫ت�شر�شل املقاومة حية يف االمرباطورية‬ ‫الربيطانية و�شكل قاعدة لهجمات م�ضادة‬ ‫للحلفاء الحق ًا من ‪ ،1945 – 1942‬كانت‬ ‫يف خدمة بريطانيا كمن�صة لتجهيز االحتاد‬ ‫ال�سوفييتي وحترير اوروبا الغربية‪.‬‬ ‫رد ًا على النقد ال�سابق مل يكن هناك وزير‬ ‫واحد وا�ضح ًا م�س�ؤو ًال عن ادعاء احلرب‪،‬‬ ‫كون ت�شر�شل اخذ من�صب وزير الدفاع‬ ‫اال�ضايف‪ ،‬ويف احلال عني �صديقه وثقته‪،‬‬ ‫م�ست�شاره ال�صناعي واالعالمي الربون‬ ‫اللورد بيفربروك‪ ،‬م�س�ؤو ًال عن انتاج‬ ‫الطائرات‪ .‬ان فطنة بيفربروك �سمحت‬ ‫لربيطانيا بان تزيد من �سرعة انتاجها‬ ‫للطائرات وهند�ستها التي �شكلت اخري ًا‬ ‫فارق ًا يف احلرب‪.‬‬ ‫�شكلت خطابات ت�شر�شل الهام ًا كبري ًا‬ ‫لربيطانيا امل�ستعدة للقتال‪ .‬خطابه الأول‬ ‫كرئي�س للوزراء كان م�شهور ًا "ال املك‬ ‫�شيئ ًا اقدمه �سوى الدم والكدح والدموع‬ ‫والعرق"‪ .‬تبع ذلك اخلطاب مبا�شرة ب�أثنني‬ ‫اخرين ح�صال على ال�شهرة ذاتها‪ ،‬قدمهما‬ ‫قبل املعركة الربيطانية مبا�شرة‪ .‬احدهما‬ ‫ت�ضمن‪:‬‬ ‫‪� ...‬سنحارب فرن�سا‪� ،‬سنحارب يف البحار‬ ‫واملحيطات‪� ،‬سنحارب بتنامي الثقة وتنامي‬

‫قوتنا اجلوية‪� ،‬سندافع عن جزيرتنا مهما‬ ‫كان الثمن‪� ،‬سنحارب على ال�سواحل‪،‬‬ ‫�سنحارب يف الرب‪� ،‬سنحارب يف ال�ساحات‬ ‫وال�شوارع‪� ،‬سنحارب يف التالل‪ ،‬ولن‬ ‫ن�ست�سلم ابد ًا‪.‬‬ ‫لذلك دعونا نلتزم بواجباتنا‪ ،‬ون�صرب‬ ‫انف�سنا‪ ،‬حتى وان بقيت االمرباطورية‬ ‫الربيطانية وكومنويلثها �ألف �سنة‪� ،‬سيبقى‬ ‫الرجال يقولون "هذه �ساعتنا"‪.‬‬ ‫يف ذروة املعركة الربيطانية‪ ،‬كان‬ ‫ا�ستعرا�ض ثباته للموقف يت�ضمن �سطر ًا‬ ‫يبقى يف الذاكرة "مل يكن ابد ًا يف ميدان‬ ‫ال�صراع االن�ساين ان فئة قليلة غلبت فئة‬ ‫كبرية"‪ .‬الذي �سبب لقب دائم "الفئة القليلة"‬ ‫لــلقوات اجلوية امللكية‪ ،‬الطيارين املقاتلني‬ ‫الذين ربحوا املعركة‪ .‬حتدث اوال بهذه‬ ‫الكلمات عند خروجه من املخب�أ رقم ‪11‬‬ ‫حتت االر�ض مقر القوات اجلوية اك�سربيج‪،‬‬ ‫املعروفة الآن مبعركة بانكري الربيطانية‬ ‫يف ‪ 16‬اب ‪ .1940‬احد �أكرث خطاباته تذكر ًا‬ ‫جاء يف ‪ 10‬ت�شرين الثاين ‪ 1942‬يف حفل‬ ‫غداء اللورد مايور يف مان�شون هاو�س‬ ‫يف لندن‪ ،‬رد ًا على ن�صر احللفاء يف معركة‬ ‫العلمني الثانية‪� .‬صرح ت�شر�شل‪ :‬هذه لي�ست‬ ‫النهاية‪ .‬وال حتى بداية النهاية‪ ،‬ولكن انها‪،‬‬ ‫رمبا‪ ،‬نهاية البداية‪.‬‬ ‫من دون عمل الكثري يف �سبيل توفري‬ ‫الغذاء او االخبار اجليدة وتقدميها لل�شعب‬ ‫الربيطاين ‪� ،‬سيخاطر ب�شكل متعمد يف‬ ‫اختياره لي�ؤكد املخاطرة بدال من ذلك‪.‬‬ ‫كتب ت�شر�شل "ان القوة البالغية" لي�ست‬ ‫هبة بالكامل‪ ،‬وال مكت�سبة بالكامل‪ ،‬لكنها‬ ‫تهذب" مل نعجب جميعنا بخطاباته‪ .‬روبرت‬ ‫مينزي�س‪ ،‬رئي�س وزراء ا�سرتاليا وهو‬ ‫كانا موهوبني يف �صنع العبارات‪ ،‬فقال يف‬ ‫ت�شر�شل اثناء احلرب العاملية الثانية‪" :‬ان‬ ‫طاغيته احلقيقي هو العبارة الرباقة املغرية‬ ‫لعقله ان احلقائق املحرجة يجب ان متنح‬ ‫طريق ًا‪ .‬زميل اخر كتب‪" :‬انه عبد كلماته‬ ‫التي ي�شكلها عقله حول االفكار‪ ...‬وهو‬ ‫قادر على اقناع نف�سه يف كل حقيقة تقريب ًا‬ ‫اذا كانت ت�سمح احيان ًا بهذا ليبد�أ عمله‬ ‫الوح�شي من خالل �آلية خطاباته"‪.‬‬ ‫العالقات مع الواليات املتحدة‬ ‫كانت لت�شر�شل عالقات طيبة مع فرانكلني‬ ‫دي‪ .‬روزفيلت �ضمنت له احل�صول على‬ ‫الغذاء اجليد والنفط والذخرية من خالل‬ ‫طرق ال�شحن يف �شمال االطل�سي‪ .‬لهذا‬ ‫ال�سبب كان ت�شر�شل مرتاح ًا عندما اعاد‬ ‫روزفيلت االنتخاب يف ‪ .1940‬عند اعادة‬ ‫االنتخاب �شرع روزفيلت حا ًال بتطبيق‬ ‫منهج جديد لتزويد القوات الع�سكرية‬ ‫باالجهزة و�شحنها اىل بريطانيا من دون‬ ‫احلاجة اىل م�ستحقات مالية‪ ،‬لكن بب�ساطة‪،‬‬ ‫قام روزفيلت باقناع الكونغر�س بان هذه‬ ‫امل�ستحقات �ست�سدد ب�شكل خدمات ت�أخذ‬ ‫�شكل الدفاع عن الواليات املتحدة‪ .‬كان‬ ‫لدى ت�شر�شل ‪ 12‬م�ؤمترا �سرتاتيجيا مع‬ ‫روزفيلت لتغطية خمطط االطل�سي وخطة‬ ‫اوروبا او ًال‪ ،‬اعالن من االمم املتحدة‬ ‫و�سيا�سات احلرب االخرى‪ .‬بعد مهاجمة‬ ‫بريل هاربر‪ ،‬فكرة ت�شر�شل االوىل‪ ،‬حت�سب ًا‬ ‫لأي م�ساعدة امريكية‪ ،‬كانت "نحن ربحنا‬ ‫احلرب!" يف ‪ 26‬كانون االول ‪ ،1941‬حدد‬ ‫ت�شر�شل اجتماع ًا م�شرتك ًا مع الكونغر�س‬ ‫االمريكي‪� ،‬سائ ًال املانيا واليابان‪" ،‬اي‬ ‫نوع من النا�س يظنوننا؟" �شرع ت�شر�شل‬ ‫يف تنفيذ العمليات اخلا�صة حتت ا�شراف‬ ‫وزارة "هاغ دالتون" للحرب االقت�صادية‪،‬‬ ‫التي ت�أ�س�ست وادارت وتبنت عمليات‬ ‫حتزبية هدامة يف املناطق املحتلة بنجاح‬ ‫مميز‪ ،‬وكذلك جماميع الكوموندوز‬ ‫التي ا�س�ست منوذج ملعظم فيالق القوات‬ ‫اخلا�صة احلالية‪ .‬حيث ي�شري لهم الرو�س ب ـ‬

‫◄‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬


‫‪10‬‬

‫العدد (‪)2227‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬ال�سبت (‪� )20‬آب ‪2011‬‬

‫العدد (‪)2227‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬ال�سبت (‪� )20‬آب ‪2011‬‬

‫بينما كانت اوربا حتتفل بال�سالم بعند‬ ‫نهاية �ست �سنوات من احلرب‪ ،‬كان ت�شر�شل‬ ‫قلق ًا ب�ش�أن امكانية ان توقف االحتفاالت‬ ‫ب�سرعة وبعنف‪ .‬تو�صل اىل ان بريطانيا‬ ‫والواليات املتحدة يجب ان ي�ستعدا للجي�ش‬ ‫االحمر متجاهلني احلدود واالتفاقيات‬ ‫املتفق عليها �سابق ًا يف اوروبا‪ ،‬واال�ستعداد‬ ‫اىل "فر�ض ارادة الواليات املتحدة‬ ‫واالمرباطورية الربيطانية على رو�سيا"‪.‬‬ ‫ووفق ًا خلطة عملية غري مدرو�سة امر‬ ‫ت�شر�شل بها وطورتها القوات الربيطانية‬ ‫امل�سلحة‪ ،‬ميكن ان تبد�أ احلرب العاملية‬ ‫الثالثة يف ‪ 1‬متوز ‪ 1945‬بهجمات مفاجئة‬ ‫�ضد القوات ال�سوفيتية املتحالفة‪ .‬رف�ضت‬ ‫جلنة ر�ؤ�ساء هيئات االركان الربيطانية‬ ‫اخلطة كونها غري عملية ع�سكري ًا‪.‬‬

‫زعيم املعار�ضة‬

‫"كالب بريطانيا"‪.‬‬ ‫�ضعفت �صحة ت�شر�شل‪ ،‬كما هو وا�ضح‬ ‫من خالل نوبة قلبية خفيفة عانى منها يف‬ ‫كانون االول ‪ 1941‬يف البيت االبي�ض ويف‬ ‫كانون االول ‪ 1943‬اي�ض ًا عندما ا�صيب‬ ‫بذات الرئة‪ ،‬على الرغم من هذا‪� ،‬سافر‬ ‫لأكرث من ‪ 100,000‬ميل (‪1.600000‬‬ ‫كيلومرت) خالل احلرب لالجتماع بقيادات‬ ‫وطنية اخرى‪ .‬والجل احلفاظ على االمن‪،‬‬ ‫�سافر كاملعتاد م�ستخدم ًا ا�سم �شهرة العقيد‬ ‫ووردين‪.‬‬ ‫كان ت�شر�شل طرف ًا يف معاهدات اعادة‬ ‫ر�سم حدود ما بعد احلرب العاملية الثانية‬ ‫االوروبية واال�سيوية‪ .‬وهذه املعاهدات‬ ‫نوق�شت يف بدايات ‪ .1943‬يف م�ؤمتر‬ ‫كويبيك الثاين يف ‪ ،1944‬اقره �سوي ًا مع‬ ‫الرئي�س االمريكي روزفيلت وقع على ن�سخة‬ ‫خفيفة اللهجة من ا�صل خطة مورغنثاو‪،‬‬ ‫وفيها تعهدوا بتحويل املانيا بعد‬ ‫ا�ست�سالمها غري امل�شروط "اىل بلد زراعي‬ ‫ب�شكل ا�سا�سي وقروي يف �شخ�صيته"‪.‬‬ ‫امل�شاريع للحدود االوروبية وامل�ستعمرات‬ ‫مت االتفاق عليها ر�سمي ًا من قبل هاري �أ�س‪.‬‬ ‫ترومان‪ ،‬ت�شر�شل وجوزيف �ستالني يف‬ ‫بوت�سدام‪ .‬عالقة ت�شر�شل القوية بهاري‬ ‫ترومان كانت ذات �ش�أن عظيم هي االخرى‬ ‫لكال البلدين‪ .‬بينما كان ي�شعر باال�سف‬ ‫ب�شكل وا�ضح لفقد �صديقه ونظريه املقرب‬ ‫روزفيلت‪ ،‬كان ت�شر�شل داعم ًا وم�ساند ًا‬ ‫ب�شكل كبري لرتومان يف ايامه االوىل‬ ‫يف املكتب‪ ،‬فكان يدعوه "نوع من القادة‬ ‫يحتاجه العامل عندما يحتاج هو اليه �أكرث"‪.‬‬

‫من حاول حتفيز رئي�س وزراء احلكومة‬ ‫البولندية يف املنفى‪ ،‬لقبول رغباات �ستالني‪،‬‬ ‫لكن رئي�س الوزراء البولندي رف�ض‪ .‬كان‬ ‫ت�شر�شل مقتنع ًا ان ال�سبيل الوحيد لتخفيف‬ ‫حدة التوترات بني ال�شعبني هو نقل ال�شعب‬ ‫ملطابقة احلدود الوطنية‪.‬‬ ‫وعندما و�ضح يف جمل�س العموم يف ‪15‬‬ ‫كانون االول ‪" ،1944‬االق�صاء هو املنهج‪،‬‬ ‫حيث اننا قادرين على ر�ؤيته ‪ ،‬و�سيكون‬ ‫مقنع ًا جد ًا ودائمي‪ .‬لن يكون هناك اختالط‬ ‫بني ال�سكانني ليت�سبب يف م�شاكل ال نهاية‬ ‫لها‪� ..‬سيحدث تغري ًا جذري ًا‪ .‬ل�ست قلق ًا‬ ‫ب�ش�أن هذه التنقالت‪ ،‬التي هي ممكنة جد ًا‬ ‫يف الظروف احلديثة‪ .‬على اية حال‪ ،‬نتيجة‬ ‫اق�صاءات االملان التي مت تنفيذها بطريقة‬ ‫�سببت الكثري من الق�سوة ووفق ًا اىل تقرير‬ ‫‪ 1966‬من قبل وزير الالجئني يف املانيا‬ ‫الغربية واال�شخا�ص املرحلني‪ ،‬ا�صاب‬ ‫املوت �أكرث من ‪ 2,1‬مليون‪ .‬عار�ض ت�شر�شل‬ ‫االن�ضمام الفعال لبولندا لالحتاد ال�سوفيتي‬ ‫وكتب عنه مبرارة يف كتبه‪ ،‬لكنه مل ي�ستطع‬ ‫منه يف م�ؤمتراته‪.‬‬ ‫خالل ت�شرين الثاين ‪ ،1944‬ت�شر�شل‬ ‫وادين كانا يف مو�سكو لالجتماع بالزعامة‬

‫العالقات مع االحتاد‬ ‫ال�سوفييتي‬

‫عندما غزا هتلر االحتاد ال�سوفييتي‪ ،‬كان‬ ‫ون�ستون ت�شر�شل يناوئ ال�شيوعية ب�شدة‪،‬‬ ‫وت�صريحه ال�شهري‪" :‬اذا غزا هتلر جحيم ًا‪،‬‬ ‫�س�أرغب على االقل بجعلها ا�شارة منا�سبة‬ ‫لل�شيطان يف جمل�س العموم"‪ .‬نظر ًا‬ ‫ل�سيا�سته جتاه �ستالني‪ .‬وب�سرعة �أخذت‬ ‫التجهيزات والدبابات تتدفق مل�ساعدة‬ ‫االحتاد ال�سوفييتي‪.‬‬ ‫ان التقرير الذي يتعلق بحدود بولندا‪،‬‬ ‫يبني‪ ،‬ان احلدود بني بولندا واالحتاد‬ ‫ال�سوفييتي وبني املانيا وبولندا‪ ،‬متت‬ ‫درا�سته على انه خيانة يف بولندا خالل‬ ‫�سنوات ما قبل احلرب‪ ،‬ت�أ�س�ست �ضد‬ ‫وجهات النظر اخلا�صة باحلكومة البولندية‬ ‫يف املنفى‪ .‬كان ون�ستون ت�شر�شل هو‬ ‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬

‫الرو�سية‪ .‬يف هذا الوقت‪ ،‬بد�أت القوات‬ ‫الرو�سية التقدم نحو دول اوربية �شرقية‬ ‫خمتلفة‪ .‬مت�سك ت�شر�شل بوجهة نظره انه‬ ‫كل �شيء كان ناجحا يف "م�ؤمتر يالتا"‬ ‫ب�شكل ر�سمي و�صحيح‪ ،‬كان لزام ًا ان‬ ‫تكون وجهة نظر م�ؤقتة‪ ،‬وقت احلرب‪،‬‬ ‫اتفاقية فعالة تتعلق‪ ،‬مبن يدير‪ ،‬ماذا اهم‬ ‫�شيء يف هذه االجتماعات التي اقيمت يف‬ ‫‪ 9‬ت�شرين الثاين ‪ 1944‬يف الكرملني بني‬ ‫ت�شر�شل و�ستالني؟ االجتماع الذي‪ ،‬متت‬ ‫خالله مناق�شة م�شاكل بولندا والبلقان‪ .‬اعاد‬ ‫ت�شر�شل خطابه ل�ستالني يف ذلك اليوم‪:‬‬ ‫"دعنا ن�صل اىل ا�ستقرار حول �ش�ؤوننا‬ ‫يف جزر البلقان‪ .‬جيو�شكم يف رومانيا‬ ‫وبلغاريا‪ .‬ونحن لنا م�صالح وبعثات‬ ‫ووكالء هناك‪ .‬ال تدعنا نتو�صل اىل‬ ‫مواقف خمتلفة يف طرق ب�سيطة‪ ،‬طاملا‬ ‫نحن معنيان بهذا االمر‪ ،‬كيف ميكن ان‬ ‫تكون بالن�سبة لكم‪ ،‬ليكن لكم ت�سعون باملئة‬ ‫من ال�سيطرة يف رومانيا‪ ،‬ولنا ت�سعون يف‬ ‫املئة لنقل يف اليونان ونق�سم يوغ�سالفيا‬ ‫ن�صف لكم ون�صف لنا؟ وافق �ستالني على‬ ‫هذه االتفاقية‪ .‬يف ‪ ،1958‬بعد خم�س‬ ‫�سنوات ن�شر مقال حول هذا االجتماع "يف‬

‫احلرب العاملية الثانية)‪ ،‬يخول االحتاد‬ ‫ال�سوفييتي الذي رف�ض ما قبله �ستالني‬ ‫امل�شروع االمربيايل"‪.‬‬ ‫احد نتائج م�ؤمتر يالتا كانت رغبة احللفاء‬ ‫يف اعادة جميع املواطنني ال�سوفيت الذين‬ ‫وجدوا انف�سهم يف منطقة احللفاء يف‬ ‫االحتاد ال�سوفييتي‪ .‬اثر هذا ب�شكل مبا�شر‬ ‫على �سجناء احلرب ال�سوفييت فاطلق‬ ‫�سراحهم من قبل احللفاء‪ ،‬لكنه امتد اي�ض ًا‬ ‫لي�شمل جميع الالجئني من اوروبا ال�شرقية‪.‬‬ ‫اثارة اجلدل حول ق�صف مدينة دريزدين‬ ‫بالقنابل‪.‬‬ ‫بني ‪� 15 – 13‬شباط ‪ ،1945‬هجمات‬ ‫الق�صف الربيطانية واالمريكية ملدينة‬ ‫دريزدين االملانية‪ ،‬التي كانت مزدحمة‬ ‫باجلرحى والالجئني االملان‪ .‬وب�سبب اهمية‬ ‫املدينة الثقافية‪ ،،‬وعدد اجلرحى املدنيني‬ ‫قرب نهاية احلرب‪ .‬بقي هذا احد �أكرث اعمال‬ ‫احللفاء الغربيني اثارة للجدل يف احلرب‪.‬‬ ‫بعد الق�صف �صرح ت�شر�شل يف برقية �سرية‬ ‫للغاية‪:‬‬ ‫"يبدو يل ان اللحظة حانت فم�س�ألة‬ ‫ق�صف املدن االملانية بالقنابل بب�ساطة‬ ‫حدثت من اجل رفع حالة الرعب‪ ،‬اال انها‬

‫و�ضمن احتجاجات اخرى‪ ،‬يجب ان يعاد‬ ‫النظر بها‪ ...‬ا�شعر باحلاجة لرتكيز دقيق‬ ‫اكرث على االهداف الع�سكرية مثل النفط‬ ‫واالت�صاالت ا�ضافة اىل منطقة املعركة‬ ‫املبا�شرة‪ ،‬الرتكيز على اعمال الرعب‬ ‫املجردة والدمار الع�شوائي الطائ�ش‪ ،‬مهما‬ ‫كان م�ؤثر ًا‪.‬‬ ‫يف النهاية‪ ،‬وقعت م�س�ؤولية الهجمات من‬ ‫اجلانب الربيطاين‪ ،‬على ت�شر�شل‪ ،‬ولهذا‬ ‫ال�سبب مني بانتقاد كبري ل�سماحه بحدوث‬ ‫�ضربات الق�صف‪ .‬بني امل�ؤرخ االملاين جورج‬ ‫فريدريك ان "قرار ون�ستون ت�شر�شل يف‬ ‫(منطقة) الق�صف حطم املانيا بني كانون‬ ‫الثاين وايار ‪ 1945‬جرمية حرب" وكتب‬ ‫يف ‪ 2006‬الفيل�سون �أي‪� .‬سي‪ .‬غرايلنغ‬ ‫حتقق من حملة الق�صف ال�سرتاتيجية كلها‬ ‫من خالل القوات اجلوية التي قدمت حجتها‬ ‫بانه على الرغم من انها لي�ست جرمية‬ ‫حرب انها جرمية اخالقية قو�ضت مزاعم‬ ‫احللفاء بان قتالهم‪ ،‬حرب عادلة‪ .‬من جانب‬ ‫اخر‪ ،‬من امل�ؤكد اي�ض ًا ان تورط ت�شر�شل يف‬ ‫ق�صف مدينة دريزدين ا�ستند على جوانب‬ ‫�سرتاتيجية وتكتيكية للفوز باحلرب‪.‬‬ ‫نهاية احلرب العاملية الثانية‬ ‫يف حزيران ‪ ،1944‬عندما غزت قوات‬ ‫التحالف نورماندي ودفعت القوات النازية‬ ‫بالرتاجع اىل املانيا يف جبهة عري�ضة خالل‬ ‫ال�سنة الالحقة‪ .‬بعد مهاجمتها يف ثالث‬ ‫جبهات من قبل احللفاء‪ ،‬وعلى الرغم من‬ ‫حاالت ف�شل احللفاء‪ ،‬مثل عملية ماركت‬ ‫غاردين والهجمات االملانية امل�ضادة‪،‬‬ ‫وب�ضمنها معركة بولغ‪ ،‬هزمت املانيا يف‬ ‫النهاية‪ .‬يف ‪ 7‬ايار ‪ 1945‬يف مقر القيادة‬ ‫العليا لقوات التحالف يف رمي�س قبل‬ ‫احللفاء ا�ست�سالم املانيا‪ .‬يف اليوم نف�سه‪،‬‬ ‫يف ت�صوير اخباري ظهر على البي بي �سي‪،‬‬ ‫اعلن جون �سناغ ان يوم ‪ 8‬ايار �سيكون‬ ‫يوم الن�صر يف اوروبا‪ .‬وفيه‪ ،‬اعلن ت�شر�شل‬ ‫من خالل االذاعة اىل ال�شعب ان املانيا‬ ‫ا�ست�سلمت وهذا وقف نهائي الطالق النار‬ ‫على جميع اجلبهات يف اوروبا و�سيكون‬ ‫�ساري ًا خالل دقيقة بعد منت�صف هذه الليلة‪.‬‬ ‫بعد ذلك قال ت�شر�شل حل�شد كبري من النا�س‬ ‫يف "وايتهيل"‪" :‬هذا هو ن�صركم" �صاح‬ ‫النا�س‪" :‬ال‪ ،‬انه ن�صرك" بعدها ان�شغل‬ ‫ت�شر�شل بالغناء معهم لالر�ض ولالمل‬ ‫وللمجد‪ .‬يف امل�ساء ومن االذاعة اعلن اىل‬ ‫ال�شعب �سيت�أكد انهزام اليابان يف اال�شهر‬ ‫القادمة‪ .‬ا�ست�سلم اليابانيون الحق ًا يف ‪15‬‬ ‫اب ‪.1945‬‬

‫على الرغم من ان الدور الذي لعبه ت�شر�شل‬ ‫يف احلرب العاملية الثانية افرز الكثري من‬ ‫الدعم واال�سناد له بني ال�شعب الربيطاين‪،‬‬ ‫اال انه هزم يف انتخابات ‪ .1945‬ظهرت‬ ‫ا�سباب عديدة لهذا‪ ،‬وكان ال�سبب الرئي�س‬ ‫منها رغبته ال�صالح ما قبل احلرب كانت‬ ‫وا�سعة‪� ،‬إذ �شاع بني ال�سكان انه الرجل الذي‬ ‫قاد بريطانيا اثناء احلرب لكنه ال يرى على‬ ‫انه الرجل الذي يقودها يف ال�سلم‪.‬‬ ‫خدم ت�شر�شل خالل �ست �سنوات كقائد‬ ‫للمعار�ضة‪ .‬وخالل تلك ال�سنوات‪ ،‬وا�صل‬ ‫ت�شر�شل ت�أثريه على ال�ش�ؤون العاملية‪.‬‬ ‫خالل رحلته يف اذار ‪ 1946‬اىل الواليات‬ ‫املتحدة‪ ،‬خ�سر ت�شر�شل ب�شكل معروف‬ ‫الكثري من املال يف لعبة البوكر مع هاري‬ ‫ترومان وم�ست�شاريه‪( .‬وكان يحب اي�ض ًا‬ ‫لعبة بيزكيو‪ ،‬التي تعلمها اثناء خدمته يف‬ ‫احلرب البويرية)‪.‬‬ ‫خالل هذه الرحلة القى خطابه "اجلدار‬ ‫احلديدي" بخ�صو�ص االحتاد ال�سوفييتي‬ ‫وت�شكيل الكتلة ال�شرقية‪ .‬حتدث يف ‪ 5‬ايار‬ ‫‪ 1946‬يف كلية وي�ستمن�سرت يف فولتون‪،‬‬ ‫مي�سوري‪ ،‬ف�صرح‪:‬‬ ‫"من �ستينت يف البلطيق اىل تري�ست يف‬ ‫بحر االدرياتك‪ ،‬ينحدر اجلدار احلديدي‬ ‫عرب القارة االوروبية‪ .‬وخلف هذا اخلط‬ ‫تقع كل عوا�صم الدول القدمية يف اوروبا‬ ‫الو�سطى وال�شرقية‪ .‬وار�شو وبرلني وبراغ‬ ‫وفينا وبوداب�ست وبلغراد وبوخار�ست‬ ‫و�صوفيا‪ ،‬كل هذه املدن املعروفة وال�سكان‬ ‫حولها تقع �ضمن ما يجب ان ا�سميه املحيط‬

‫ال�سوفييتي"‪.‬‬ ‫ناق�ش ت�شر�شل اي�ض ًا ب�شدة اال�ستقالل‬ ‫الربيطاين من جمتمع الدول االوروبية‬ ‫املنتجة للفحم واحلديد‪ ،‬االمر الذي يراه‬ ‫على انه م�شروع فرن�سي ـ ـ املاين‪ .‬فهو‬ ‫يرى ان موقع بريطانيا منف�صل عن القارة‪،‬‬ ‫وقريب جد ًا من خط دول الكومنويلث‬ ‫واالمرباطورية‪ ،‬والواليات املتحدة‪ ،‬وما‬ ‫ي�سمى باملحيط االجنلوكاين‪.‬‬

‫دورته الثانية لرئا�سة‬ ‫الوزراء العودة اىل احلكومة‬ ‫وتدهور االمرباطورية‬ ‫الربيطانية‬

‫بعد االنتخاب العام ‪ ،1951‬ت�سلم ت�شر�شل‬ ‫مرة اخرى زمام مكتب وزير الدفاع بني‬ ‫ت�شرين االول ‪ 1951‬وكانون الثاين‬ ‫‪ .1952‬ا�صبح اي�ض ًا رئي�س الوزراء يف‬ ‫ت�شرين االول ‪ ،1951‬وحكومته الثالثة‬ ‫ـ ـ ـ بعد احلكومة الوطنية يف وقت احلرب‬ ‫واولوياته املحلية يف حكومته االخرية‬ ‫التي تغلبت عليها �سل�سلة ازمات ال�سيا�سة‬ ‫اخلارجية‪ ،‬التي كانت جزئي ًا نتيجة‬ ‫التدهور امل�ستمر للقوات الع�سكرية‬ ‫الربيطانية والقوة والهيبة االمرباطورية‪.‬‬ ‫كونه مدافع ًا قوي ًا عن بريطانيا كقوة عاملية‪،‬‬ ‫واجه ت�شر�شل يف الغالب مثل هذه‬ ‫اللحظات بفعل مبا�شر‪ .‬ومثال واحد‬ ‫كان ار�ساله للقوات الربيطانية‬ ‫اىل كينيا ملعاجلة مترد "ماو‬ ‫ماو"‪ .‬حماو ًال البقاء على ما‬ ‫ميكن من االمرباطورية‪ ،‬ويف‬ ‫احلال �صرح بـ‪" ،‬انا لن �أتر�أ�س‬ ‫امرباطورية جمز�أة"‪.‬‬

‫احلرب يف ماليا‬

‫احلرب يف ماليا جاءت‬ ‫بعد االحداث التي‬ ‫�سميت بـ "حالة‬ ‫الطوارئ يف‬ ‫ماليا"‪ .‬يف‬ ‫ماليا تنامى‬ ‫مترد �ضد احلكم‬ ‫الربيطاين منذ‬ ‫‪ .1948‬ومرة اخرى‪ ،‬ورثت‬ ‫حكومة ت�شر�شل ازمة‪ ،‬واختار‬ ‫ت�شر�شل ا�ستخدام العمل الع�سكري‬ ‫املبا�شر �ضد املتمردين يف حني‬ ‫حاول بناء حلف مع اولئك اال�شخا�ص‬

‫من غري املتمردين‪ .‬بينما كان التمرد‬ ‫يهزم ببطىء‪ ،‬كان وا�ضح ًا جد ًا ان احلكم‬ ‫اال�ستعماري من بريطانيا مل يعد يحظى‬ ‫بالدعم او اال�سناد‪.‬‬

‫العالقات مع الواليات املتحدة‬

‫كر�س ت�شر�شل اي�ض ًا الكثري من وقته يف‬ ‫املكتب للعالقات االجنلو ـ ـ امريكية‪ ،‬وعلى‬ ‫الرغم من ذلك‪ ،‬مل يتفق ت�شر�شل دائم ًا مع‬ ‫الرئي�س االمريكي ايزنهاور‪ ،‬حاول ت�شر�شل‬ ‫احلفاظ على العالقات اخلا�صة مع الواليات‬ ‫املتحدة‪ .‬فقام باربع زيارات ر�سمية عرب‬ ‫االطل�سي اىل امريكا خالل دورته الثانية يف‬ ‫رئا�سة الوزراء‪.‬‬

‫�سل�سلة من ال�سكتات الدماغية‬

‫عانى ت�شر�شل من �سكتة دماغية خفيفة اثناء‬ ‫اجازته يف جنوب فرن�سا يف �صيف ‪.1949‬‬ ‫يف حزيران ‪ ،1953‬عندما �صار يف ‪78‬‬ ‫من العمر‪ ،‬عانى من ازمات حادة اخرى‪.‬‬ ‫مت التحفظ على هذه االخبار من العامة‬ ‫ومن الربملان‪� ،‬إذ مت اخبارهم انه يعاين‬ ‫من بع�ض االرهاق‪ .‬عاد اىل م�سقط ر�أ�سه‬ ‫"ت�شارتويل"‪ ،‬ليتعافى من ت�أثري االزمات‬ ‫املر�ضية التي اثرت على حديثه وقدرته على‬ ‫ال�سري‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫عاد اىل احلياة العامة يف ت�شرين االول‬ ‫ليلقي خطاب ًا يف م�ؤمتر حزب املحافظني‬ ‫يف مارغيت‪ .‬على اية حال‪ ،‬كان احلذر‪ ،‬من‬ ‫ان تتدهور �صحته عقليا وج�سدي ًا ب�شكل‬ ‫بطيء‪ .‬تقاعد ت�شر�شل من رئا�سة الوزراء‬ ‫يف ‪ 1955‬وخلفه انطوين ادين‪ .‬عاين من‬ ‫�سكتة خفيفة مرة اخرى يف كانون الثاين‬ ‫‪.1956‬‬

‫التقاعد والوفاة‬

‫عر�ضت امللكة اليزابيث الثانية ان يكون‬ ‫ت�شر�شل دوق لندن‪ ،‬لكن مت جتنب هذا‬ ‫ب�سبب اعرتا�ضات ابنه راندولف‪ ،‬الذي‬ ‫�سريث اللقب بعد وفاة والده‪ .‬بعد تركه‬ ‫من�صب رئا�سة الوزراء‪ ،‬ق�ضى ت�شر�شل وقت ًا‬ ‫قلي ًال يف الربملان حتى ف�شل يف االنتخاب‬ ‫العام ‪ .1964‬وك�شخ�ص غري م�ستوزر ق�ضى‬ ‫ت�شر�شل معظم فرتة تقاعده يف ت�شارتويل‬ ‫يف منزله يف هايد بارك غيت‪ ،‬يف لندن‪ .‬يف‬ ‫االنتخاب العام ‪ ،1959‬انخف�ضت غالبية‬ ‫ت�شر�شل لأكرث من الف‪ ،‬لأن الكثري من‬ ‫ال�شباب يف دائرته �صوتوا على عدم دعمه‬ ‫وهو يف ‪ 85‬من العمر وال ميكنه الدخول‬ ‫اىل جمل�س العموم اال بكر�سي بعجالت‪.‬‬ ‫بينما كانت قدراته العقلية واجل�سدية‬ ‫تنخف�ض‪ ،‬بد�أ يفقد املعركة واخذ ي�صارع‬ ‫ملدة طويلة "الكلب اال�سود" او الك�آبة‪ .‬هناك‬ ‫زعم بان ت�شر�شل قد يكون م�صاب ًا مبر�ض‬ ‫الزهاميري يف �سنواته االخرية‪ ،‬على الرغم‬ ‫من ان االخرين بينوا ان انخفا�ض قدرته‬ ‫العقلية كان جمرد نتيجة ل�سل�سلة النوبات‬ ‫املر�ضية‪ .‬يف ‪ ،1963‬الرئي�س االمريكي‬ ‫جون كندي‪ ،‬بتفوي�ض من الكونغر�س‬ ‫اعلن انه مواطن �شرف‬ ‫للواليات املتحدة‪،‬‬ ‫لكنه كان غري قادر‬ ‫على احل�ضور‬ ‫للمرا�سيم يف البيت‬ ‫االبي�ض‪ .‬على الرغم‬ ‫من �ضعف �صحته‪ ،‬مازال‬ ‫ت�شر�شل يحاول ان يبقى فعا ًال‬ ‫وم�ؤثر ًا يف احلياة العامة‪ ،‬ففي‬ ‫يوم ال�سانت جورج ‪،1964‬‬ ‫ار�سل ر�سالة تهنئة للمحاربني‬ ‫القدامى الذين بقوا على قيد‬ ‫احلياة من ‪ .1918‬يف ‪15‬‬ ‫كانون الثاين ‪ ،1965‬عانى‬ ‫ت�شر�شل من‬

‫�سكتة دماغية حادة تركته يعاين من املر�ض‬ ‫ب�شدة‪ ،‬وفاه االجل يف بيته بعد ت�سعة ايام‬ ‫وهو يف عمر يناهز ال ـ ‪ 90‬عام ًا يف �صباح‬ ‫يوم االحد املوافق ‪ 24‬كانون الثاين ‪.1965‬‬

‫ت�شر�شل فنان وم�ؤرخ وكاتب‬

‫كان ون�ستون ت�شر�شل فنان ًا �شام ًال وكان‬ ‫ي�ستمتع كثري ًا يف الر�سم‪ ،‬خ�صو�ص ًا‬ ‫بعد ا�ستقالته من وزارة البحرية يف‬ ‫‪ .1915‬وقد وجد منفذ ًا يف الفن ليتغلب‬ ‫على الك�أبة‪ ،‬او كما كان ي�سميها "الكلب‬ ‫اال�سود"‪ ،‬املر�ض الذي كان يعاين منه‬ ‫خالل حياته‪ .‬وكما بني وليام ري�س ـ ـ ـ موغ‪:‬‬ ‫"يف حياته اخلا�صة‪ ،‬عانى من الك�آبة‪.‬‬ ‫ويف منطقة املناظر الطبيعية واملكان الذي‬ ‫كان ي�سكن فيه مل تظهر عليه اية عالمة‬ ‫للك�آبة‪ .‬كان ت�شر�شل مقتنع ًا بتعلم الر�سم‪،‬‬ ‫�إذ علمه �صديقه الفنان بول ماز الذي التقى‬ ‫به خالل احلرب العاملية االوىل‪ .‬كان ملاز‬ ‫ت�أثري كبري على ر�سومات ت�شر�شل وا�صبح‬ ‫رفيقه يف الر�سم طوال حياته‪ .‬كان معروف ًا‬ ‫بانطباعيته‪ ،‬فالكثري من ر�سوماته ر�سمها‬ ‫يف اجازته يف جنوب فرن�سا وم�صر‬ ‫واملغرب‪ .‬ا�ستمر يف موهبته خالل حياته‬ ‫ور�سم مئات اللوحات‪.‬‬ ‫على الرغم من �شهرته طوال حياته وكونه‬ ‫ا�ص ًال من طبقة راقية‪ ،‬كان ت�شر�شل يكافح‬ ‫دائم ًا للحفاظ على دخله مب�ستوى ميول‬ ‫ا�سلوب حياته املرتفة‪ ،‬فر�ؤ�ساء الوزراء‬ ‫قبل ‪ 1946‬يتلقون رواتب رمزية فقط‬ ‫(ويف احلقيقة انهم ال يتلقون اي �شيء على‬ ‫االطالق حتى قانون الربملان ‪ )1911‬لذا‬ ‫كان الكثري منهم له وظائف ثانوية يك�سبون‬ ‫منها قوتهم‪ .‬من كتابه االول يف ‪ 1898‬حتى‬ ‫مهمته الثانية كرئي�س للوزراء‪ ،‬كان دخل‬ ‫ت�شر�شل تقريب ًا يتكون بالكامل من ت�أليف‬ ‫الكتب ومقاالت الر�أي لل�صحف واملجالت‪.‬‬ ‫ان �أكرث مقاالته ال�صحفية �شهرة هي تلك‬ ‫التي ظهرت يف ايفننغ �ستاندرد من عام‬ ‫‪ 1936‬التي حذرت من تنامي خطر هتلر‬ ‫وخطر �سيا�سة ا�سرت�ضائه‪.‬‬ ‫كان ت�شر�شل كاتب ًا غزير االنتاج‪� ،‬إذ �ألف‬ ‫رواية و�سريتني ذاتيتني‪ ،‬وثالثة جملدات‬ ‫مذكرات وعدة كتب تاريخية باال�ضافة اىل‬ ‫الكثري من املقاالت ال�صحفية‪ .‬فاز بجائزة‬ ‫نوبل يف الأدب يف ‪ " 1953‬لرباعته يف‬ ‫الو�صف التاريخي وكتابة ال�سرية وكذلك‬ ‫لأنه خطيب المع يف دفاعه عن القيم‬ ‫االن�سانية"‪ .‬اثنان من اعماله امل�شهورة‬ ‫جد ًا‪ ،‬ن�شرا بعد رئا�سته للوزراء االوىل‬ ‫جلبا له �شهرة عاملية‪ ،‬كانا ب�شكل �ستة‬ ‫جملدات عبارة عن مذكرات عن احلرب‬ ‫العاملية الثانية وتاريخ ال�شعوب الناطقة‬ ‫باالنكليزية‪ ،‬واربعة جملدات تاريخ يغطي‬ ‫الفرتة من غزوات قي�صر لربيطانيا اىل‬ ‫بداية احلرب العاملية االوىل‪.‬‬

‫جوائز �شرف‬

‫باال�ضافة اىل �شرف جنازة ر�سمية‪ ،‬تلقى‬ ‫ت�شر�شل مقدارا كبري ًا من اجلوائز ومراتب‬ ‫�شرف اخرى‪ ،‬يف �سبيل املثال‪ ،‬كان هو‬ ‫ال�شخ�ص الأول الذي ا�صبح مواطن �شرف‬ ‫يف الواليات املتحدة‪ .‬يف ‪ ،1945‬ذكر‬ ‫ت�شر�شل من هالفدان كوت كونه واحدا من‬ ‫�سبعة مر�شحني منا�سبني جلائزة نوبل‬ ‫لل�سالم‪ ،‬لكن الرت�شيح ذهب لكورديل هول‪.‬‬ ‫ا�ستلم ت�شر�شل جائزة نوبل لالدب يف‬ ‫‪ 1953‬لكرثة اعماله املن�شورة‪ ،‬خ�صو�ص ًا‬ ‫ال�ستة جملدات التي تتناول احلرب العاملية‬ ‫الثانية‪ .‬يف ا�ستطالع اجرته البي بي �سي‬ ‫حول "مئة اعظم �شخ�صية بريطانية" اعلن‬ ‫بان ت�شر�شل "اعظمهم جميع ًا" ا�ستناد ًا اىل‬ ‫مليون �صوت تقريب ًا من م�شاهدي البي‬ ‫بي �سي‪ .‬كما ي�صنف ت�شر�شل اي�ض ًا احد‬ ‫اكرث القادة ت�أثري ًا يف التاريخ‪ .‬كما ان�شئت‬ ‫با�سمه كلية ت�شر�شل يف جامعة كمربج عام‬ ‫‪ ، 1958‬لأحياء ذكراه‪.‬‬ ‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬


‫‪12‬‬

‫العدد (‪)2227‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬ال�سبت (‪� )20‬آب ‪2011‬‬

‫العدد (‪)2227‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬ال�سبت (‪� )20‬آب ‪2011‬‬

‫م���ق���ت���ط���ف م�����ن م����راس��ل�ات‬ ‫س�����ت�����ال�����ي�����ن وت����ش����رش����ل‬ ‫عبد املطلب العلمي‬ ‫كرث املت�شدقون الذين ال هم لهم �سوى‬ ‫تبخي�س الدور البطويل للجي�ش االحمر‬ ‫يف حترير اوروبا من الطاعون النازي‬ ‫‪،‬ان اعداء اال�شرتاكية يريدون جتيري‬ ‫هذة البطوالت للجي�ش االمريكي الذي‬ ‫دخل احلرب الكونية يف اخر ايامها ‪،‬يف‬ ‫كثري من املداخالت على مقاالت الرفاق‬ ‫ح�سقيل قوجمان و ف�ؤاد النمري ‪،‬ذهب‬ ‫بع�ض املتداخلني اىل نفي واقعة طلب‬ ‫ت�شر�شل العون من �ستالني و اكدوا عدم‬ ‫وجود ر�سائل بهذا املغزى ‪ ،‬لذا اورد فيما‬ ‫يلي ترجمة جزئية لبع�ض هذة الر�سائل‬ ‫لتاكيد خطا او باالحرى خطيئة معادي‬ ‫اال�شرتاكيه‪.‬و يجب لفت االنتباة ان‬ ‫ت�شرت�شل طلب التدخل ال�سوفياتي بخطى‬ ‫مدرو�سة من التلميح اىل االكرث فاالكرث‪.‬‬

‫الوثيقة رقم ‪383‬‬

‫ر�سالة �شخ�صية و فائقة ال�سرية من ال�سيد‬ ‫ت�شرت�شل اىل املاري�شال �ستالني‬ ‫يف الغرب تدور معارك ثقيلة ‪،‬و يف اي وقت‬ ‫ميكن ان يتطلب من القيادة العليا حلوال‬ ‫كبريه‪.‬انتم تعرفون من خربتكم الذاتية‬ ‫‪،‬كم يكون الو�ضع مقلقا‪،‬عند الدفاع عن‬ ‫جبهة عري�ضة بعد ا�ضاعة م�ؤقتة للمبادرة‪.‬‬ ‫من املحبذ واملطلوب للجرنال ايزينهاور‬ ‫ان يعرف باخلطوط العامة ‪،‬ماذا تنوون‬ ‫فعله‪،‬الن هذا طبعا �سينعك�س على جميع‬ ‫مبادراتة و مبادراتنا املهمة‪ .‬ح�سب ما‬ ‫و�صلني من معلومات فان مبعوثي املار�شال‬ ‫االول اجلوي تيدير كان م�ساء االم�س‬ ‫موجود يف القاهرة ب�سبب الظروف اجلوية‬ ‫‪،‬رحلتة امتدت و لكن لي�س الذنب ذنبكم ‪.‬اذا‬ ‫مل ي�صل لطرفكم اىل االن �ساكون �شاكر اذا‬ ‫ا�ستطعتم ان تخربوين ‪،‬هل ن�ستطيع ان‬ ‫نعول على هجوم رو�سي كبري على جبهة‬ ‫في�سال او يف اي جبهة اخرى يف كانون‬ ‫الثاين ‪/‬يناير و يف اي وقت اخر رمبا‬ ‫تودون ذكرة ‪.‬انا لن امرر هذة املعلومات‬ ‫التي يف غاية ال�سرية اال للفيلد مار�شال‬ ‫بروك و اجلرنال ايزينهاور ب�شرط حفظها‬ ‫يف �سرية تامه‪.‬انا اعتقد ان االمر عاجل‪.‬‬ ‫‪/6‬كانون الثاين ‪/‬يناير ‪1945‬‬

‫صفقة سرية بعد‬ ‫الحرب بين ضابط نازي وأسد‬ ‫بريطانيا العجوز‬ ‫�إذا كانت احلكاية التي نن�شرها هنا �صحيحة "وثمة �ألف دليل ودليل على �صحتها"‬ ‫فانها تكون واحدا من �أ�سرار ت�شر�شل الكربى‪ ،‬ان �ضابطا نازيا كبريا يدعى‬ ‫�سكورزيني انتهزه حتى بعد انهيار �أملانيا وجعله يطلق �سراح بع�ض كبار النازيني‬ ‫الأ�سرى‪.‬‬

‫�إبراهيم مومنة‬

‫الوثيقة رقم ‪382‬‬

‫ر�سالة �شخ�صية وفائقة ال�سرية من ال�سيد‬ ‫ت�شر�شل اىل املاري�شال �ستالني‬ ‫‪.3‬لقد عدت لتوي من زيارتني منف�صلتني‬ ‫اىل مقر قيادتي اجلرنال ايزينهاور‬ ‫والفيلدمار�شال مونتغومري‪ ،‬املعركة‬ ‫يف بلجيكا قوية جدا‪،‬و لكنهم ما زالوا‬ ‫يعتقدون اننا ا�سياد املوقف ‪.‬الهجوم‬ ‫االملاين يف االلزا�س هو الال�شغال اجلانبي‬ ‫‪،‬و لكنة يجلب لنا امل�صاعب يف عالقاتنا مع‬ ‫الفرن�سيني و كذلك يلجم القوى االمريكية‬ ‫‪.‬و لكني باقي على وجهة نظري ان عدد و‬ ‫ت�سليح جيو�ش احللفاء مبا فيها القوات‬ ‫اجلوية �ستجرب فون روند�شتيد على اال�سف‬ ‫ملحاولتة ال�شجاعة و املنظمة جدا لتمزيق‬ ‫جبهتنا و احتالل ميناء انتفريبني الذي لة‬ ‫اهمية هامة لدينا‪.‬‬ ‫‪ 05‬كانون الثاين‪/‬يناير ‪1945‬‬

‫‪13‬‬

‫الوثيقة رقم ‪384‬‬

‫ر�سالة �شخ�صية و فائقة ال�سرية من رئي�س‬ ‫الوزراء ي‪.‬ف‪� .‬ستالني اىل رئي�س الوزراء‬ ‫ال�سيد و‪ .‬ت�شر�شل‬ ‫ا�ستلمت م�ساء ال�سابع من كانون الثاين ‪/‬‬ ‫يناير ر�سالتكم امل�ؤرخة يف ال�ساد�س من‬ ‫كانون الثاين ‪/‬يناير ‪1945‬‬ ‫‪.‬لال�سف املاري�شال االول اجلوي ال�سيد‬ ‫تيدير مل ي�صل اىل مو�سكو بعد ‪.‬‬ ‫من املهم جدا ا�ستغالل تفوقنا اجلوي و‬ ‫املدفعي �ضد االملان‪.‬لهذة القوات من املطلوب‬ ‫جو �صاح للطريان و انعدام ال�ضباب‬ ‫املنخف�ض للمدفعية الذي يعرقل توجية‬ ‫الق�صف املبا�شر‪.‬نحن ن�ستعد للهجوم‪،‬و لكن‬ ‫االحوال اجلوية غري مالئمة للهجوم‪،.‬و لكن‬ ‫‪،‬و مع االخذ بعني االعتبار و�ضع حلفائنا‬ ‫على اجلبهة الغربية ‪،‬الرئا�سة العليا لهيئة‬ ‫االركان قررت انهاء اال�ستعدادات ب�شكل‬ ‫ا�سرع‪،‬و عدم االلتفات لالحوال اجلوية و‬ ‫فتح جبهة هجوم عري�ضة على االملان على‬ ‫طول اجلبهة الو�سطى ال ابعد من الن�صف‬ ‫الثاين من كانون الثاين ‪/‬يناير‪.‬ميكنكم ان‬ ‫ال ت�شكوا باننا �سنفعل كل �شيئ العانة قوات‬ ‫حلفائنا العظيمة ‪.‬‬ ‫‪ 07‬كانون الثاين ‪ /‬يناير ‪1945‬‬

‫الوثيقة رقم ‪385‬‬

‫ر�سالة �شخ�صية و فائقة ال�سرية من ال�سيد‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬

‫ت�شرت�شل اىل املاري�شال �ستالني‬ ‫‪.1‬انا �شاكر جدا لر�سالتكم الباعثة على‬ ‫االثاره‪.‬انا ار�سلتها اىل اجلرنال ايزينهاور‬ ‫فقط الطالعة ال�شخ�صي‪.‬لرتافق حملتكم‬ ‫النبيلة النجاحات الكامله‪.‬‬ ‫‪.2‬املواجهة يف الغرب لي�ست بتلك الدرجة‬ ‫من ال�سوء‪.‬من املرجح ان ‪/‬الهون ‪�/‬سيتم‬ ‫ازاحتهم عن املواقع املكت�سبة و لكن‬ ‫بت�ضحيات كبرية جدا‪.‬هذة املعركة يخو�ضها‬ ‫ب�شكل ا�سا�سي االمريكيون؛و قواتهم تقاتل‬ ‫جيدا متحملني خ�سائر كبريه‪.‬‬ ‫نحن و االمريكيون نقذف اىل ال�ساحة‬ ‫كل م بو�سعنا‪.‬اخلرب الذي اخربتني بة‬ ‫�ستفرح جدا اجلرنال ايزينهاور‪،‬النها‬ ‫�ستهبة الثقة ان االملان �سوف ي�ضطرون اىل‬ ‫تق�سيم احتياطهم بني جبهتينا امللتهبتان‪.‬‬ ‫يف املعركة يف الغرب ح�سب ت�صريحات‬ ‫اجلرناالت الذين يقودونها لن تكون هناك‬ ‫ا�سرتاحة ‪.‬‬ ‫‪ 09‬كانون الثاين‪ /‬يناير ‪1945‬‬

‫الوثيقة رقم ‪391‬‬

‫ر�سالة �شخ�صية و فائقة ال�سرية من رئي�س‬ ‫الوزراء ي‪.‬ف‪� .‬ستالني اىل رئي�س الوزراء‬ ‫ال�سيد و‪ .‬ت�شر�شل‬ ‫‪ ......‬على الرغم من �سوء االحوال‬ ‫اجلويه‪،‬تقدم القوات ال�سوفياتية يتطور‬ ‫ح�سب اخلطة املو�ضوعة ‪،‬تتحرك جميع‬ ‫قوات اجلبهة املركزيه_من جبال الكربات‬

‫اىل البحر البلطيقي‪.‬االملان يقاومون‬ ‫ب�سعوره‪،‬و لكنهم يجربون لالن�سحاب ‪،‬امل‬ ‫ان هذة الظروف �ست�سهل و ت�سرع خطة‬ ‫اجلرنال ايزينهاور للهجوم على اجلبهة‬ ‫الغربيه‪.‬‬ ‫‪ /15‬كانون الثاين ‪/‬يناير ‪1945‬‬

‫الوثيقة رقم‪395‬‬

‫ر�سالة �شخ�صية و فائقة ال�سرية من ال�سيد‬ ‫ت�شرت�شل اىل املاري�شال �ستالني‬ ‫‪.......‬با�سم حكومة �صاحب اجلاللة و‬ ‫با�سمي �شخ�صيا اريد ان او�ضح لكم مقدار‬ ‫امتناننا و تهانينا مبنا�سبة الهجوم ال�ضخم‬ ‫الذي بدامتوة على اجلبهة ال�شرقيه‪.‬‬ ‫من امل�ؤكد االن انكم تعرفون الي درجة كانت‬ ‫خطط اجلرنال ايزينهاور قد تاخرت نتيجة‬ ‫لل�ضربة االحرتازية و التقدم الذي احرزة‬ ‫روند�شتيد ‪.‬انا متاكد االن ان القتال على‬ ‫كل طول جبهتنا �سيكون م�ستمرا‪.‬اجلي�ش‬ ‫الربيطاين رقم ‪ 21‬بقيادة الفيلدمار�شال‬ ‫مونتيغومري بد�أ اليوم هجومة اىل‬ ‫اجلنوب من ميناء رويرموند‪.‬‬ ‫‪ 17‬كانون الثاين ‪/‬يناير ‪1945‬‬

‫الوثيقة رقم ‪410‬‬

‫و�صلت‪� 23‬شباط‪/‬فيرباير ‪1945‬‬ ‫ر�سالة �شخ�صية للمار�شال �ستالني من‬ ‫ال�سيد ت�شري�شيل ان اجلي�ش االحمر يحتفل‬ ‫بعيدة ال�سابع و الع�شرين بانت�صارات‬

‫اثارت اعجاب منقطع النظري من حلفائة‪،‬‬ ‫انت�صارات انهت دور االلة الع�سكرية‬ ‫االملانيه‪.‬ان االجيال القادمة �ستعرتف بدينها‬ ‫للجي�ش االحمر بدون حدود كما نعرتف‬ ‫نحن االن ‪،‬لقد ع�شنا لرنى هذة االنت�صارات‬ ‫املذهلة ‪.‬ارجوكم ايها القائد العظيم جلي�ش‬ ‫عظيم ان حتييهم بالنيابة عني على عتبة‬ ‫االنت�صار النهائي‪.‬‬ ‫من الوا�ضح ان القوات االمريكية كانت‬ ‫يف مازق و طلب ت�شر�شل تبكري الهجوم‬ ‫ال�سوفياتي وقد ا�ستجاب �ستالني و بكر يف‬ ‫الهجوم ال�سبوعني على االقل يف ظروف‬ ‫جوية غري مواتية و بعد ذلك قام ت�شرت�شل‬ ‫مبدح اجلي�ش االحمر و �ستالني ‪،‬هذا ما‬ ‫قاالة ف�ؤاد النمري و ح�سقيل قوجمان و هذا‬ ‫ما دعا يعقوب لنفي ذلك جملة و تف�صيال‬ ‫ولل�سخرية ب�شكل الذع و ادعاء عدم وجود‬ ‫مثل هذة املرا�سالت ‪،‬فما ع�سى يعقوب ان‬ ‫يقول االن ‪،‬انا يف انتظار مداخلتة ‪.‬‬ ‫كما نرى ان �ستالني كان خمل�صا حللفائة اىل‬ ‫ابعد احلدود‪،‬بعك�سهم متاما ‪،‬فاثناء بحثي‬ ‫عن هذة الر�سائل رايت وثائق اخرى ت�شري‬ ‫اىل ان االملان و بعد اقل من �شهرين من هذة‬ ‫االحداث �سعوا اىل اال�ست�سالم على اجلبهة‬ ‫الغربية و ذلك لرتكيز قوتهم على اجلبهة‬ ‫ال�شرقية و ايقاف تقدم اجلي�ش االحمر‬ ‫‪،‬و لوال املوقف احلازم ل�ستالني ال�ستمرت‬ ‫املفاو�ضات حول اال�ست�سالم بني اجلرنال‬ ‫الك�ساند و هيملر‪ ،‬و لكن هذا مو�ضوع اخر‪.‬‬

‫فما هذه احلكاية؟‬ ‫منذ نهاية احلرب العاملية الثانية نعرف‬ ‫�أن ال�سري ون�ستون ت�شر�شل‪ ،‬الزعيم‬ ‫الربيطاين‪ ،‬كان �أكرث من الرئي�س‬ ‫الأمريكي روزفلت والزعيم ال�سوفييتي‬ ‫�ستالني‪� ،‬إ�صرارا على �أن يكون اال�ست�سالم‬ ‫النازي من دون قيد �أو �شرط‪ .‬ونعرف‬ ‫�أن يف خلفية ذلك املوقف العتيد‪ ،‬كون‬ ‫الربيطانيني من �أول الذين تعر�ضوا‬ ‫ل�ضغط قنابل الطائرات الأملانية خالل‬ ‫ال�سنوات الأوىل للحرب‪ ،‬ثم تعر�ضوا‬ ‫ملحنة �صواريخ "ف‪ "1‬و"ف‪ "2‬التي‬ ‫�أطلقها جنود هتلر عليهم‪ .‬ونعرف �أنه‬ ‫كان‪� ،‬أي�ضا‪ ،‬يف خلفية ذلك‪� ،‬ضروب‬ ‫التعذيب التي مور�ست على �أ�سرى احلرب‬ ‫الربيطانيني الذين كان الأملان يقب�ضون‬ ‫عليهم وغالبا ما يقتلونهم‪� .‬إذن‪ ،‬كان موقف‬ ‫ت�شر�شل طبيعيا طاملا �أنه كان يرى �أن‬ ‫بالده و�شعبه عانوا من النازيني ب�شكل ال‬ ‫يعود معه �أي ت�سامح مع ه�ؤالء ممكنا‪.‬‬ ‫ومن امل�ؤكد �أن هذا املوقف هو الذي جعل‬ ‫ت�شر�شل يبدي معار�ضته الكبرية للموقف‬ ‫الأمريكي حني بد�أ الأمريكيون‪ ،‬بعد فرتة‬ ‫ي�سرية من انتهاء احلرب‪ ،‬ب�إطالق �سراح‬ ‫عدد من امل�سئولني النازيني املعتقلني‬ ‫لديهم‪ ،‬وال�سيما عندما بد�أ ال�صراع على‬ ‫كوريا‪� .‬صحيح‪ ،‬يومها‪� ،‬أن ت�شر�شل ما‬ ‫كان يف و�سعه �أن يقف معار�ضا للمبادرة‬ ‫الأمريكية ب�شكل عملي‪ ،‬لكنه مل مينع نف�سه‬ ‫من �أن يقول ب�صوت عال‪� ،‬إنه‪ ،‬هو‪ ،‬ال‬ ‫ميكنه �أن ي�سمح لنف�سه مبثل هذا الت�ساهل‬ ‫مع الأعداء‪.‬‬ ‫ومن هنا حني �سعى ال�ضابط النازي‬ ‫ال�سابق �سكورزيني "الذي عرف ب�أنه‬ ‫كان هو من خطف مو�سوليني يف‬ ‫"غران �سا�سو"" للت�آمر من �أجل �إطالق‬ ‫�سراح ال�ضابط الأملاين ال�سابق فرتيز‬ ‫كنو�شالين‪ ،‬بف�ضل عالقاته املتينة‬ ‫بالأو�ساط الأمريكية يف لندن‪ ،‬رف�ض‬ ‫ت�شر�شل‪� ،‬شخ�صيا‪� ،‬إطالق �سراح‬ ‫كنو�شالين هذا‪ .‬بل عجل يف حماكمة‬ ‫الكولونيل الأملاين بتهمة �إقدامه يوم ‪27‬‬ ‫مايو‪� /‬آيار ‪ 1940‬على قتل نحو مئة من‬ ‫ال�ضباط الإجنليز الأ�سرى‪ ،‬قرب قرية‬ ‫"بارادي" يف فرن�سا‪ .‬ولقد انتهت املحاكمة‬ ‫�إىل احلكم على كنوال�شني بالإعدام من قبل‬ ‫حمكمة ع�سكرية عقدت يف "�آلتوناكوري‬ ‫هاو�س"‪ .‬وبهذا ميكن القول �إن م�ساعي‬ ‫�سكورزيني مل ت�سفر �إال عن التعجيل يف‬ ‫�إعدام الكولونيل‪ ...‬بناء على طلب ملح‬

‫من ت�شر�شل‪.‬‬

‫نازيون خارج ال�سجون‬

‫بعد احلرب‪ ،‬و�إذ بد�أت بع�ض الأل�سنة‬ ‫تتحدث عن وجود تلك الر�سائل‪ ،‬من‬ ‫دون �أن يقي�ض لأحد �أن يعرف حقيقة ما‬ ‫حتتويه‪� ،‬أخذ النا�س جميعا يتطلعون �إىل‬ ‫يوم ينك�شف فيه �سر هذه الر�سائل‪ ،‬وكان‬ ‫من بني ه�ؤالء عدد من �أعداء ت�شر�شل من‬ ‫الذين كانوا ي�أملون يف ا�ستخدام الر�سائل‬ ‫البتزازه‪� ،‬إن تبدى ذلك ممكنا‪ .‬فيما كان‬ ‫هناك �آخرون نظروا �إىل الر�سائل على‬ ‫�أنها جمرد قطع ميكن جمعها لقيمتها‬ ‫التاريخية‪� .‬أما ال�سوفيات ف�إنهم‪ ،‬بدورهم‬ ‫كانوا يريدون احل�صول على الر�سائل‪،‬‬ ‫وقد خمنوا حقيقة ما فيها‪ ،‬لكي يتمكنوا‬ ‫من ت�شويه �سمعة قادة الغرب‪ ،‬وعلى‬ ‫ر�أ�سهم ت�شر�شل‪ ،‬عرب الربهنة على �أن هذا‬ ‫الزعيم الغربي بدا طوال �سنوات كثرية‬ ‫معجبا مبو�سوليني م�ؤيدا له يف الكثري‬ ‫من مواقفه‪.‬‬ ‫�إذ ًا‪ ،‬يف �شهر �أغ�سط�س‪� /‬آب ‪ 1951‬كانت‬ ‫احلملة االنتخابية يف بريطانيا على‬ ‫�أ�شدها‪ .‬ولقد ده�ش النا�س جميعا يومها‪،‬‬ ‫كيف �أن ون�ستون ت�شر�شل اختار ذلك‬ ‫الوقت بالذات لكي يقوم ب�سياحة يف‬ ‫مدينة البندقية الإيطالية‪ .‬يومها ت�ساءل‬ ‫معاونوه‪ :‬كيف ترك الأ�سد العجوز احلملة‬ ‫االنتخابية ال�صعبة لكي ي�سوح يف املدينة‬ ‫الإيطالية العريقة؟‬ ‫�أما اجلواب فكان عند �سكورزيني نف�سه‪:‬‬ ‫مل يكن ت�شر�شل يف البندقية لكي يقوم‬ ‫ب�سياحة‪ .‬بل حتديدا لكي يلتقي به‪ .‬ومن‬ ‫دون �أن يو�ضح �سكورزيني حقيقة الأمر‬ ‫متاما‪ ،‬قال �إن لقاءه يف البندقية مع‬ ‫ت�شر�شل‪ ،‬كان لقاء ق�صريا‪" .‬لكنه كان فائق‬ ‫الأهمية‪ ...‬حتدثنا خالله عن بع�ض الأمور‬ ‫ال�شخ�صية"‪.‬‬ ‫�أما فور�سرت‪� ،‬صديق �سكورزيني الذي كان‬ ‫يرافقه خالل ذلك اللقاء‪ ،‬ف�إنه‪� ،‬إذ حتدث‬ ‫عنه بدا �أكرث تو�ضيحا �إذ قال وهو يبت�سم‬ ‫بهدوء ملن حتدث �إليهم عن ذلك الأمر‪" :‬لقد‬ ‫تلقى ال�سري ون�ستون ت�شر�شل‪ ،‬خالل لقائه‬ ‫مع �سكورزيني هدية من ذكريات احلرب‪،‬‬ ‫كان من الوا�ضح �أنه يتطلع �إىل احل�صول‬ ‫عليها‪ :‬ونحن‪ ،‬يف مقابل تلك الهدية تلقينا‬ ‫ت�أكيدا من الأ�سد الربيطاين العجوز ب�أن‬ ‫بع�ض رفاقنا املوجودين يف ال�سجون‬ ‫الربيطانية‪� ،‬سيطلقون عما قريب"‪.‬‬ ‫وهنا‪ ،‬ميكن القول �إن من يعود �إىل تلك‬

‫املرحلة‪ ،‬بالذاكرة �أو بف�ضل �صحافة‬ ‫ذلك الزمان‪� ،‬سيالحظ �أنه‪ ،‬ما �إن انت�صر‬ ‫املحافظون يف تلك االنتخابات وعاد‬ ‫ت�شر�شل �إىل من�صب رئي�سا للحكومة‪،‬‬ ‫�صدرت يف لندن من قبل �سكرتريه‬ ‫اخلا�ص‪ ،‬ويف برلني من قبل املفو�ض‬ ‫ال�سامي الأمريكي يف �أملانيا‪� ،‬أوامر‬ ‫�سمحت على الفور ب�إطالق �سراح عدد‬ ‫من كبار امل�س�ؤولني النازيني ال�سابقني‪،‬‬ ‫ومنهم رئي�س امل�ست�شارية النازية ال�سابق‬ ‫هانز المرز "الذي كان حمكوما بع�شرين‬ ‫�سنة �سجنا" و�أمني عام جمل�س الدولة يف‬ ‫عهد غورنغ باول كورن�سر‪ ،‬و�أحد كبار‬ ‫م�سئويل الأجهزة الأمنية النازية هاينز‬ ‫جو�ست‪ ،‬ورئي�س ادولف ايغمان فرانز‬ ‫الفريد �سليك�س‪ ،‬و�أحد كبار جرناالت‬ ‫املخابرات غوتليب برغر‪ ،‬وادموند‬ ‫قيرنماير وغريهم‪ ،‬وال�سيما اجلرنال‬ ‫كورت ماير‪ ،‬الذي كان حمكوما بالإعدام‬ ‫بتهمة قتل �أ�سرى كنديني‪ .‬ولنذكر هنا �أن‬ ‫كندا �سرعان ما عربت عن �سخطها �إزاء‬ ‫�إطالق �سراح ماير‪ ،‬وخ�صو�صا �أن هذا‬ ‫الأخري ما �إن بارح ال�سجن حتى وقف‬ ‫خطيبا يف اجتماع لأن�صاره قال فيه‪:‬‬ ‫"نحن ال ننوي �أن نبقى خلف الأبواب‪ .‬وال‬ ‫�أن نعود �إىل الدخول عرب �أبواب اخلدم‪.‬‬ ‫بل �إننا �سنعود �إىل ال�ش�أن العام عرب‬ ‫الأبواب العري�ضة‪� ...‬أجل �أيها الرفاق‪� ،‬إن‬ ‫جمهورية �أملانيا االحتادية هي وطننا"‪.‬‬ ‫املهم يف هذا كله‪� ،‬إذن‪ ،‬هو �أن �سكورزيني‬ ‫قال دائما �إن �إطالق �سراح ه�ؤالء جميعا‪،‬‬ ‫ما كان له �أن يتحقق لوال املبادرة التي‬ ‫تو�صل هو �إليها‪ :‬املبادرة التي �أو�صلته‬ ‫�إىل ذلك اللقاء احلا�سم مع ت�شر�شل يف‬ ‫البندقية‪.‬‬ ‫�أي اللقاء الذي ميكن اخت�صار ما دار فيه‬ ‫على ال�شكل الآتي‪� :‬أطلق �سراح رفاقنا‬ ‫فنعيد �إليك الر�سائل‪� .‬صحيح �أن عددا‬ ‫من امل�ؤرخني �أ�شار دائما �إىل �أن لي�س‬ ‫ثمة ما يربهن حقا على وجود مثل هذه‬ ‫ال�صفقة‪ .‬ومع هذا ال ميكن لأحد نفي‬ ‫حدوثها‪� .‬صحيح يومها �أن الظروف‬ ‫الدولية واحلاجة �إىل بع�ض "العقول"‬ ‫جعلت احللفاء يقدمون على حترير‬ ‫بع�ض النازيني‪ .‬ولكن كيف حدث �أن‬ ‫ت�شر�شل نف�سه "�سكت" عن هذا �أو حتى‬ ‫دعا �إليه وهو الذي كان يعار�ضه �أوال‬ ‫ب�شدة؟ يقينا‪� ،‬إن مثل هذا ال�س�ؤال ال ميكن‬ ‫�أن يكون جوابه �إال يف حقيقة حكاية‬ ‫الر�سائل‪.‬‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬


‫‪14‬‬

‫العدد (‪)2227‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬ال�سبت (‪� )20‬آب ‪2011‬‬

‫العدد (‪)2227‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬ال�سبت (‪� )20‬آب ‪2011‬‬

‫‪15‬‬

‫أقتباسات وأقوال‬ ‫ونستون تشرشل‬ ‫مؤتمر طهران عام ‪1943‬‬ ‫انعقد م�ؤمتر طهران يف الفرتة ما بني ‪ 28‬نوفمرب‪/‬ت�شرين الثاين‬ ‫و‪ 1‬دي�سمرب‪/‬كانون االول عام ‪ 1943‬يف العا�صمة االيرانية طهران‬ ‫‪ .‬واجتمع فيه للمرة االوىل ما ي�سمى بـ "الرتويكا (الثالثة) الكبرية"‬ ‫وهم فرانكلني روزفلت رئي�س الواليات املتحدة ووين�ستون‬ ‫ت�شري�شل رئي�س وزراء بريطانيا العظمى وجوزيف �ستالني رئي�س‬ ‫جمل�س املفو�ضني ال�شعبيني لالحتاد ال�سوفييتي‪.‬‬ ‫وكان امل�ؤمتر �أول قمة لر�ؤ�ساء احلكومات يف الدول الثالث‬ ‫املتحالفة باحلرب العاملية الثانية‪ ،.‬ثم تاله م�ؤمترا يالطا وبوت�سدام‬ ‫يف عام ‪ .1945‬وكان م�ؤمتر طهران يهدف اىل و�ضع اال�سرتاتيجية‬ ‫النهائية للت�صدي لأملانيا وحلفائها‪ .‬وكانت م�س�ألة فتح اجلبهة‬ ‫الثانية يف اوروبا الغربية مو�ضوعا رئي�سيا يف امل�ؤمتر‪ ،‬علما بانه‬ ‫مل يتم فتحها يف عام ‪ 1942‬وال يف عام ‪ ،1943‬بالرغم من التزامات‬ ‫اخذتها على نف�سها بهذا ال�صدد كل من الواليات املتحدة وبريطانيا‬ ‫العظمى ‪ ،‬وذلك يف الوقت الذي كان فيه اجلي�ش ال�سوفيتي يخو�ض‬ ‫منذ عام ‪ 1941‬معارك دامية‪ .‬كما �أدرجت يف جدول اعمال امل�ؤمتر‬ ‫منح ايران اال�ستقالل‪.‬‬

‫اجراءات �أمنية م�شددة‬

‫حر�صا على �ضمان االمن �أقام الرئي�س االمريكي لدى و�صوله اىل‬ ‫طهران لي�س يف ال�سفارة االمريكية بل يف ال�سفارة الرو�سية الواقعة‬ ‫بالقرب من ال�سفارة الربيطانية‪ .‬وقد ان�ش�أ يف جمال بني ال�سفارتني‬ ‫مغطى بامل�شمع للحيلولة دون مراقبة حتركات الزعماء ‪ ،‬ثم‬ ‫ممر‬ ‫ً‬ ‫احيط املجمع الدبلوما�سي بـ ‪ 3‬اطواق من امل�شاة والدبابات‪ .‬كما‬ ‫مت فر�ض احل�صارعلى املدينة يف فرتة انعقاد امل�ؤمتر با�ستخدام‬ ‫القوات اخلا�صة واملخابرات حيث توقف عمل و�سائل االعالم ‪،‬‬ ‫وانقطع الهاتف والتلغراف واالت�صال الال�سلكي‪.‬‬

‫االتفاق على فتح اجلبهة الثانية‬

‫وات�ضح يف امل�ؤمتر ان روزفيلت و�ستالني ي�سعيان اىل اتفاق‪ .‬وكان‬ ‫وين�ستون ت�شر�شل يف البداية يلتزم با�سرتاتيجية �سابقة تكمن‬ ‫يف عزل الرو�س‪ .‬واقرتح روزفيلت بان يح�ضر املمثل الرو�سي‬ ‫كل اللقاءات االمريكية الربيطانية التي �سبقت القمة‪ .‬وبالرغم من‬ ‫قرارات متخذة �سابقا �أ�صر ت�شر�شل على ت�أجيل عملية انزال القوات‬ ‫االمريكية والربيطانية يف فرن�سا‪ .‬وبنتيجة مناق�شات مطولة دخلت‬ ‫م�س�ألة "اوفريلود" ‪ ،‬وهي الت�سمية ال�سرية لعملية انزال قوات‬ ‫الواليات املتحدة وبريطانيا وحلفائهما يف فرن�سا ال�شمالية الغربية‬ ‫‪ ،‬اىل م�أزق‪ .‬فقام �ستالني من كر�سيه وقال بنوع من االنزعاج‬ ‫متوجها اىل �أع�ضاء الوفد ال�سوفييتي املرافقني له‪ " :‬تنتظرنا‬ ‫ا�شغال كثرية يف البيت ‪ .‬وال نريد ان نق�ضي وقتنا �سدىً ‪ ،‬فيبدو يل‬ ‫اننا ال ن�ستفيد �شيئا"‪ .‬وحانت حلظة حمرجة ‪ ،‬وفهم ت�شر�شل ذلك‬ ‫‪ ،‬ولهذا �أقدم على قبول حل و�سط خوفا من ف�شل امل�ؤمتر‪ .‬ويف‬ ‫النتيجة مت التو�صل اىل اتفاق على فتح اجلبهة الثانية يف �شمال‬ ‫فرن�سا يف �شهر مايو‪�/‬أيار عام ‪ . 1944‬وتعهد �ستالني بان تبد�أ‬ ‫القوات ال�سوفييتية هجوما على االملان يف هذا املوعد تقريبا ‪ ،‬وذلك‬ ‫للحيلولة دون نقل القوات االملانية من اجلبهة ال�شرقية حيث دارت‬

‫املعارك مع القوات ال�سوفييتية اىل اجلبهة الغربية‪.‬‬ ‫جتدراال�شارة اىل منا�سبة تتعلق باالحتفال بعيد ميالد ت�شر�شل‬ ‫يوم ‪ 30‬نوفمرب‪/‬ت�شرين الثاين عام ‪ 1945‬يف ال�سفارة الربيطانية‬ ‫بطهران حيث رفعت �أنخاب كثرية‪ .‬غري ان نخبا واحدا تذكره‬ ‫اجلميع حني قال رئي�س الواليات املتحدة ‪ " :‬يف الوقت الذي نحتفل‬ ‫به بعيد ميالد رئي�س الوزراء الربيطاين ال يزال اجلي�ش االحمر‬ ‫ي�سحق اجلحافل االملانية‪ .‬فلرنفع نخب جناح ال�سالح ال�سوفييتي"‪.‬‬

‫فكرة ت�أ�سي�س هيئة الأمم املتحدة‬

‫كان روزفيلت و�ستالني منذ وقت طويل من �أن�صار الت�سوية ال�شاملة‬ ‫للعالقات الدولية‪ .‬اما ت�شر�شل فكان يتميز بنوع من التحفظ يف‬ ‫هذا ال�ش�أن ‪ ،‬ومل ي�صدق بامكانية التعاون مع االحتاد ال�سوفييتي‬ ‫يف فرتة ما بعد احلرب‪ .‬لذلك �شكك ت�شر�شل بفعالية املنظمة الدولية‬ ‫امل�ستقلبلية التي كان من �ش�أنها ان جتمع بني االمم‪ .‬كما كان ت�شر�شل‬ ‫ي�شك بان هذه الفكرة طرحت لدفع بريطانيا اىل هام�ش ال�سيا�سة‬ ‫الدولية‪.‬‬ ‫واتفق م�شاركو امل�ؤمتر على ان العامل يف فرتة ما بعد احلرب‬ ‫�ستديره الدول االربعة‪ ،‬وهي االحتاد ال�سوفييتي والواليات املتحدة‬ ‫وبريطانيا وفرن�سا ‪ ،‬االمر الذي اعترب انت�صارا كبريا بالن�سبة‬ ‫لالحتاد ال�سوفييتي والواليات املتحدة التي تولت للمرة االوىل (بعد‬ ‫الرئي�س وودرو ويل�سون الذي بادر بدخول الواليات املتحدة يف‬ ‫احلرب العاملية االوىل) وظيفة عاملية �شاملة‪ .‬اما الدور الربيطاين‬ ‫يف النظام العاملي فانكم�ش اىل حد كبري‪.‬‬

‫القرارات ب�ش�أن م�ستقبل املانيا وبولندا و�إيران‬ ‫بعد احلرب‬

‫ناق�ش امل�ؤمتر اي�ضا م�س�ألة م�ستقبل املانيا‪ .‬ودعا �ستالني وروزفيلت‬ ‫اىل تق�سيم املانيا اىل دويالت �صغرية للحيلولة دون التو�سع االملاين‬ ‫جمددا‪ .‬غري ان القرار النهائي بهذا ال�ش�أن مل يتخذ يف امل�ؤمتر‪.‬‬ ‫غدت م�س�ألة بولندا يف امل�ؤمتر مو�ضوعا م�ؤملا ومتنازعا عليه‬ ‫بالن�سبة للعالقات ال�سوفييتية الربيطانية‪ .‬و�أكد �ستالني يف طهران‬ ‫ان احلدود ال�سوفييتية البولندية ال�شرقية يجب ان متر باخلط‬ ‫املحدد يف �سبتمرب ‪/‬ايلول عام ‪ ، 1939‬مقرتحا بدفع احلدود‬ ‫البولندية الغربية اىل نهر �أودر االملاين‪ .‬ووافق ت�شر�شل على هذا‬ ‫املقرتح مالحظا ان االرا�ضي التي حت�صل عليها بولندا �أح�سن بكثري‬ ‫من تلك التي ترتكها‪ .‬كما �أعلن �ستالني ان االحتاد ال�سوفييتي يعول‬ ‫على ا�ستحواذ كين�سبريغ ( كالينينغراد حاليا) و�إبعاد احلدود مع‬ ‫فنلندا عن لينينغراد (بطر�سبورغ حاليا)‪.‬‬ ‫واتخذ امل�ؤمتر بيان َا حول ايران اعلن امل�شاركون فيه عن رغبتهم يف‬ ‫احلفاظ على ا�ستقالل و�سيادة ووحدة ارا�ضي ايران‪.‬‬ ‫ويف ختام امل�ؤمتر تعهد �ستالني بالدخول يف احلرب �ضد اليابان بعد‬ ‫انهزام املانيا‪.‬‬ ‫اذن فان م�ؤمتر طهران وطد التعاون بني الدول الرئي�سة االع�ضاء‬ ‫يف التحالف املعادي للفا�شية وقام بتن�سيق خطط العمليات القتالية‬ ‫�ضد املانيا النازية‪.‬‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬

‫ يف ال�سيا�سة لي�س هناك عدو دائم او �صديق دائم هناك م�صالح دائمة‪.‬‬‫ ال�شخ�ص املتوا�ضع هو الذي ميتلك الكثري ليتوا�ضع به‪.‬‬‫ امل�س�ؤولية ثمن العظمة‪.‬‬‫ اذا كنت ترغب بحق يف اكت�شاف بحار جديدة ‪ ،‬يجب عليك ان تتحلى بال�شجاعة الالزمة‬‫ملغادرة ال�شاطئ‪.‬‬ ‫ املت�شائم يرى حمنة يف كل منحة‪ ،‬واملتفائل يرى منحة يف كل حمنة ‪.‬‬‫ ال ت�ست�سلم ابد ًا ابد ًا ابد ًا ابد ًا ابد ًا ابد ًا ‪..‬‬‫ �إمرباطوريات امل�ستقبل هي �إمرباطوريات العقل‪.‬‬‫ �إن احلقيقة حم�سومة‪ .‬الرعب قد ي�ستاء منها‪ ،‬واجلهل قد ي�سخر منها‪ ،‬واحلقد قد‬‫يحرفها‪ ،‬ولكنها تبقى موجودة‪.‬‬ ‫ �إن غزا هتلر اجلحيم‪� ،‬س�أمتدح ال�شيطان على الأقل يف جمل�س العموم‪.‬‬‫يق�صد غزو هتلر لالحتاد ال�سوفييتي‪ ،‬وال�شيطان كناية عن �ستالني‬ ‫ حني ت�صمت الن�سور‪ ،‬تبد�أ الببغاوات بالرثثرة‪.‬‬‫ �سر احلقيقة لي�س فعل ما نحب‪ ،‬بل �أن نحب ما نفعل‪.‬‬‫ �سنظهر الرحمة‪ ،‬ولكننا لن نطلبها‪.‬‬‫ كان على بريطانيا وفرن�سا �أن يختارا �إما احلرب �أو الإهانة‪ .‬اختارا الإهانة‪� .‬ستكون‬‫عندهما احلرب‪.‬‬ ‫ ملاذا تقف حينما ت�ستطيع اجللو�س؟‬‫ ال �أكره �أحد ًا �سوى هتلر‪.‬‬‫ هل ت�س�ألوين ما �سيا�ستنا؟ ا�ستطيع �أن �أقول‪� :‬إنها خو�ض احلرب‪ ،‬يف البحر‪ ،‬يف الرب‪،‬‬‫يف اجلو‪ ،‬بكل قدرتنا وبكل قوة �سيبعث بها الله لنا‪� :‬سنخو�ض حربًا �ضد طاغية متوح�ش‪،‬‬ ‫مل ي�سبق له مثيل يف ظالميته‪ ،‬قام ب�أب�شع جرائم الإن�سانية‪ .‬هذه هي �سيا�ستنا‪� .‬أنتم‬ ‫ت�س�ألوين ما هو هدفنا؟ ا�ستطيع �أن �أجيب بكلمة واحدة‪� :‬أنه الن�صر‪ ،‬الن�صر ب�أي ثمن‪،‬‬ ‫الن�صر يف مواجهة اخلوف‪ ،‬الن�صر‪ ،‬على الرغم من �أن الطريق قد يكون وعر ًا طوي ًال‪،‬‬ ‫ولكن من دون الن�صر‪ ،‬ال وجود لنا‪.‬‬ ‫من خطاب ت�شر�شل يف جمل�س العموم بعد ت�سنمه من�صب رئي�س الوزراء يف ‪ 13‬مايو‪/‬‬ ‫�آيار ‪.1940‬‬ ‫ لديك اعداء؟ عظيم‪...‬هذا يعني انك يف �أحد االيام وقفت مدافعا عن �شيء ما‪.‬‬‫ام�ض ِ قدما و لو كنت ما�شيا على اجلحيم‪.‬‬ ‫ال �أ�ستطيع �أن �أعدكم �إال بالدموع والبكاء والأمل‬

‫رئي�س جمل�س الإدارة‬ ‫رئي�س التحرير‬

‫التحرير‬ ‫‪----------------‬‬‫نزار عبد ال�ستار‬

‫م��ت��ح��ف ي��خ��ل��د ذك����رى‬ ‫ون����س����ت����ون ت���ش���رش���ل‬ ‫يعد الرئي�س اال�سبق ون�ستون ت�شر�شل من ابرز ر�ؤ�ساء بريطانيا‪ ،‬الذي قادها للن�صر‬ ‫يف احلرب العاملية الثانية التي خا�ضتها دول احللفاء وت�ضم بريطانيا �ضد دول‬ ‫املحور التي ت�ضم املانيا النازية �آنذاك‪ .‬ويعد متحف رئي�س الوزراء الربيطاين‬ ‫الأ�سبق ون�ستون ت�شر�شل امل�شيد و�سط العا�صمة الربيطانية لندن الذي ي�سرد جزءا‬ ‫كبريا ومهما من حياة رئي�س الوزراء الأ�سبق يف عمل جم�سد دراميا على ار�ض‬ ‫الواقع حيث يخيل للزائر انه يعي�ش يوميات الأربعينيات اىل جانب ت�شر�شل الذي‬ ‫�صنع الن�صر للمملكة املتحدة‪.‬‬ ‫ويقع املتحف على مقربة من "املتحف احلربي الإمرباطوري" حيث �شيد املبنى‬ ‫تخليدا لذكرى رئي�س الوزراء الربيطاين الأ�سبق الذي انتخب اثناء احلرب العاملية‬ ‫الثانية يف اكتوبر‪ /‬ت�شرين االول ‪ 1939‬ليك�شف جانبا م�ستورا من حياة الرجل‬ ‫ال�سيا�سي والع�سكري وما �صنعه من ن�صر ل�صالح بلده ا�ضافة اىل ت�أريخ حياة‬ ‫الرئي�س الأديب "الرباغماتي" الذي ا�ستطاع ان يلفت االنتباه لكتاباته ويح�صد‬

‫جائزة نوبل للآداب عام ‪.1953‬‬ ‫زوار املتحف ميكنهم التعرف بدقة على �شخ�صية ال�سري ت�شر�شل بكل جوانبها عرب‬ ‫فيلم ق�صري يعر�ض نوادر من حياته الطفولية التي متيزت بال�شقاوة وال�شغف بلعب‬ ‫احلرب‪ ،‬ا�ضافة اىل مراحل درا�سته والتحاقه مبدر�سة "هاور" اخلا�صة وكيف عاقبه‬ ‫اال�ساتذة ب�ضربه �سبع مرات بالع�صا لإحداثه �أ�ضرارا مبمتلكات املدر�سة‪ .‬ي�ضم‬ ‫املتحف �أجنحة عدة‪ ،‬اهمها غرفة احلرب التي كان يعقد فيها ت�شر�شل اجتماعاته ابان‬ ‫احلرب العاملية الثانية حيث ك�شفت قناة "بي‪.‬بي‪�.‬سي" اخريا انها مل تكن حم�صنة‬ ‫�ضد القنابل مما �أثار حفيظة رئي�س الوزراء يف تلك الفرتة واتهامه ل�سكرتري جمل�س‬ ‫الوزراء باخلداع‪.‬‬ ‫ويجمع املتحف عددا كبريا من ال�صور ال�شخ�صية لت�شر�شل �آنذاك بثيابه احلربية‬ ‫و�أخرى على اجلبهة برفقة عدد من اجلنود داخل التح�صينات واخلنادق و�أهم‬ ‫الت�سجيالت ال�صوتية التوجيهية لقيادة الأركان والع�سكريني‪.‬‬

‫االخراج الفني‬ ‫‪----------------‬‬‫م�صطفى التميمي‬ ‫الت�صحيح اللغوي‬ ‫‪----------------‬‬‫حممد حنون‬

‫طبعت مبطابع م�ؤ�س�سة‬ ‫لالعالم والثقافة والفنون‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.