Ahmed Zaki

Page 1

‫رئي�س جمل�س االدارة رئي�س التحرير‬ ‫فخري كرمي‬ ‫ملحق ثقايف ا�سبوعي ي�صدر عن جريدة املدى‬

‫العدد (‪)2271‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬ال�سبت (‪ )8‬ت�شرين االول ‪2011‬‬

‫احمد زكـي‬


‫‪2‬‬

‫العدد (‪)2271‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬ال�سبت (‪ )8‬ت�شرين االول ‪2011‬‬

‫العدد (‪)2271‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬ال�سبت (‪ )8‬ت�شرين االول ‪2011‬‬

‫احمد زكي‬

‫هو �أحمد زكي عبد الرحمن بدوي ‪ ،‬ولد يف الثامن ع�شر من (ت�شرين الثاين) ‪ ، 1949‬الزمه �سوء احلظ‬ ‫منذ حلظة ميالده ‪ ،‬فقد تويف والده وهو بعد مل يكمل عامه الثاين ‪ ،‬ومل تنته امل�أ�ساة مبوت الأب ‪ ،‬بل كان‬ ‫من املحتم �أن تتزوج الأم كعادة �أهل الريف ‪ ،‬خا�صة �إذا كانت �صغرية يف ال�سن ‪ ،‬ليحرم الطفل من حنان‬ ‫الأم وهي على قيد احلياة ليالزمه ال�شعور باليتم طوال حياته‪ .‬ومتثل عالقة احمد زكي ب�أمه رتيبة‬ ‫ال�سيد حممد ب�ؤرة تتجمع فيها الكثري من العوا�صف والغيوم ‪ ،‬فبلحظة تخليها عنه فقد بو�صلة التوا�صل‬ ‫ً‬ ‫غالبا ما تربط الأم بطفلها ‪ ،‬حيث قدر له �أن يقابل �أول �أيام عمره ويعي�ش طفولته احلائرة يف‬ ‫التي‬ ‫بيت جدته لأمه ‪ ،‬ويكرب بال �أخوة ‪ ،‬وكانت �أول مرة يرى فيها �أمه بعد زواجها وهو بعمر �سبع �سنوات ‪،‬‬ ‫ومل ي�ستمر اللقاء بينهما �سوى حلظات ‪ ،‬وي�صفه احمد زكي مبرارة قائال‪ :‬قبلتني ثم اختفت‪ .‬انفجرت‬ ‫موهبة الطفل الأ�سمر احمد زكي كما تنفجر موا�سري املياه يف الأحياء الفقرية ‪ ،‬فتغرق البيوت وتوقظ‬ ‫الأحياء والأموات ‪ ،‬ففي حتول مفاجئ وجدت العائلة �أن هذا الطفل يقلد الغائبني من العائلة ‪ ،‬ف�صار‬ ‫و�سيلة ت�سرية للنفو�س من القلق وت�سلية للعقول من الهموم ‪ ،‬وانفجرت ال�ضحكات وبد�أ الفتى الأ�سمر‬ ‫ي�شعر بالأن�س لأول مرة ‪ ،‬وحتولت حياته �إىل قناع �ضحك يخفي به �أمله الدفني ‪ ،‬وا�ستطاع �أن يتجاوز‬ ‫�أ�صعب اللحظات بالتقم�ص ‪ ،‬حيث يدخل يف �شخ�صية �أخرى وي�ستعري انفعاالتها ويهيم بني النا�س‪ .‬هو‬ ‫�أحمد زكي ولي�س �أحمد زكي ‪ ،‬قال يف حوار‪� :‬أنا هارب على طول ‪ ،‬نف�سي �أجد نف�سي‪.‬‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬

‫بعد �أن �أنهى �أحمد زك��ي املرحلة الإعدادية‬ ‫التحق مبدر�سة الزقازيق الثانوية ال�صناعية‬ ‫واجتاز جميع االختبارات وعمل كحداد ‪ ،‬ومل‬ ‫متنعه الدرا�سة ال�صناعية من ممار�سة هوايته‬ ‫املف�ضلة وه��ي التمثيل ‪ ،‬ف�ق��د ك��ان بداخله‬ ‫�إح�سا�س دفني ب�أنه �سي�صل يف يوم من الأيام‬ ‫لل�صفوف الأوىل‪.‬‬ ‫وقد بد�أ �أحمد زكي تاريخه الفني عقب التحاقه‬ ‫مبدر�سة ال�صنايع ‪ ،‬حيث وجد �ضالته يف ناظر‬ ‫املدر�سة املحب للفن بدرجة كبرية ‪ ،‬حيث كان‬ ‫يحر�ص الناظر على �أن تقدم املدر�سة ‪ 12‬حفال‬ ‫خالل �شهر رم�ضان من كل عام ‪ ،‬وبذلك تتحول‬ ‫ليايل رم�ضان �إىل مهرجان م�سرحي �صغري‬ ‫داخل هذه املدر�سة‪.‬‬ ‫ويف �إحدى احلفالت قام ناظر املدر�سة بدعوة‬ ‫� �ص�لاح م�ن���ص��ور وزك��ري��ا �سليمان وح�سن‬ ‫م�صطفى ‪ ،‬ليكونوا جلنة التحكيم ‪ ،‬وبعد‬ ‫انتهاء العر�ض الذي قدمه و�أخرجه �أحمد زكي‬ ‫ا�ستمع من ه�ؤالء الفنانني الكبار �إىل كلمات‬ ‫الإع�ج��اب والت�شجيع ون�صحوه بااللتحاق‬ ‫باملعهد العايل للفنون امل�سرحية فزرعوا يف‬ ‫�أعماقه الأمل وبذور الإ�صرار على ا�ستكمال‬ ‫طريق الفن‪.‬‬ ‫بعد ح�صوله على الدبلوم كان من املفرت�ض �أن‬ ‫يكمل درا�سته باملعهد العايل ال�صناعي ولكنه‬ ‫اجته لأكادميية الفنون بالهرم وقدم �أوراقه‬ ‫ملعهد الفنون امل�سرحية وجنح يف االختبارات‬ ‫وج��اء ترتيبه الأول ‪ ،‬وب��دخ��ول �أح�م��د زكي‬ ‫املعهد �أع��اد الدكتور ر�شاد ر�شدي النظر يف‬ ‫بع�ض قوانني املعهد ‪ ،‬حيث كان زكي يح�صل‬ ‫على الدرجات النهائية يف جميع املواد بينما‬ ‫ير�سب يف اللغة الإنكليزية‪.‬‬ ‫ويف ال�سنة الثانية باملعهد �أ�سند �إليه الدكتور‬ ‫ر�شاد ر�شدي دور ًا مهم ًا يف م�سرحية "القاهرة‬

‫ب ��أل��ف وجه" ول�ك��ن اع�تر���ض طريقه الفنان‬ ‫�سعيد �أبو بكر ‪ ،‬م�ؤكد ًا �أنه ال ي�صلح للدور‬ ‫‪ ،‬ورغ��م ذل��ك مت�سك به ر�شاد ر�شدي ‪ ،‬ومل‬ ‫يكن هذا هو االعرتا�ض الوحيد الذي واجه‬ ‫�أح �م��د زك��ي يف م���ش��واره ‪ ،‬ولكنه حتمل‬ ‫و�صمد �أمام ق�سوة الظروف وا�شرتك يف‬ ‫جمموعة �أعمال ب�سيطة حققت جناح ًا‬ ‫كبري ًا مثل �أبناء ال�صمت ‪ ،‬و العمر‬ ‫حلظة ‪ ،‬حتى ج��اءت��ه فر�صة ثانية‬ ‫�أمام �سندريلال ال�شا�شة �سعاد ح�سني‬ ‫ليكون بطال يف فيلم �شفيقة ومتويل ‪.‬‬ ‫طوال م�شوار احمد زكي وخا�صة مرحلة‬ ‫ال�ب�ط��والت ال�سينمائية والتلفزيونية‬ ‫كان يتعامل مع �شخ�صياته املختلفة مثل‬ ‫الطبيب النف�سي يدر�سها جيد ًا ويحللها ثم‬ ‫ي�أتي دور الت�شخي�ص وهي املحطة النهائية‬ ‫الكتمال الر�ؤية وو�ضع اللم�سات الأخرية‪.‬‬ ‫وتعترب �أ�شهر ثالث �شخ�صيات لعبها احمد‬ ‫زك ��ي يف م �� �ش��واره ه ��ي‪ :‬ط��ه ح���س�ين يف‬ ‫"الأيام" ‪ ،‬جمال عبد النا�صر يف "نا�صر‬ ‫"‪ ، 56‬والرئي�س ال�سادات يف "�أيام‬ ‫ال�سادات"‪ .‬ورغ ��م �أنهم‬ ‫الأ� �ش �ه��ر وال �شك‬ ‫‪� ،‬إال �أن��ه��م ال‬ ‫مي � �ث � �ل� ��ون‬ ‫االب� � ��داع‬ ‫يف‬

‫‪3‬‬

‫م�شواره‪ .‬لقد كانت �شخ�صية‬ ‫ال���دك� �ت���ور ط� ��ه ح �� �س�ي�ن يف‬ ‫الأي ��ام ه��ي ال�شخ�صية التي‬ ‫و�ضعته على �أول درجات �سلم‬ ‫النجومية وفتحت �أمامه طريق‬ ‫ال�ب�ط��والت املطلقة على ال�شا�شة‬ ‫ال�ك�ب�يرة ‪ ،‬وع��وام��ل ك�ث�يرة �ساعدت‬ ‫�أحمد زكي يف التعبري ال�صادق عن‬ ‫م�ع��ان��اة ال��دك�ت��ور ط��ه ح�سني وال‬ ‫�سيما يف مرحلة ال�شباب املبكر‬ ‫منها ‪ ،‬ذل��ك الر�صيد ال�ضخم‬ ‫من الأمل واملعاناة والأحزان‬ ‫املختزنة يف الال�شعور وعندما مت تر�شيحه‬ ‫للدور اعرت�ض كثريون ولكن املخرج يحيى‬ ‫العلمي راه��ن عليه وك�سب ال��ره��ان بعد �أن‬ ‫قالت ابنة طه ح�سني لأحمد زكي �أهال بابا لقد‬ ‫�شاهدتك على ال�شا�شة ‪.‬‬ ‫وقد ظهرت براعة �أحمد زكي يف التوحد مع‬ ‫ال�شخ�صيات وخا�صة التاريخية م��ن خالل‬ ‫جت�سيده ل�شخ�صية الزعيم الراحل جمال عبد‬ ‫النا�صر يف فيلم "نا�صر "‪ 56‬ونف�س ال�شيء‬ ‫ح��دث �أث �ن��اء تقم�صه ل�شخ�صية‬ ‫ال�سادات‪.‬‬ ‫واح �م��د زك��ي �شالل‬ ‫م� � ��ن امل ��وه� �ب ��ة‬ ‫ت � � � � ��وق � � � � ��ف‬ ‫ب��رح �ي �ل��ه ‪،‬‬ ‫ف� � � � �ه � � � ��و‬

‫الكوافري يف موعد على الع�شاء ‪ ،‬واملحامي يف‬ ‫�ضد احلكومة ‪ ،‬وع�سكري الأمن املركزي يف‬ ‫الربئ ‪ ،‬و�ضابط �أمن الدولة يف زوجة رجل‬ ‫مهم ‪ ،‬وخريج امللج�أ يف �أحالم هند وكاميليا‬ ‫‪ ،‬وم��در���س الفل�سفة وال��دج��ال يف البي�ضة‬ ‫واحلجر ‪ ،‬وال�صعيدي املتمرد يف الهروب ‪،‬‬ ‫البواب يف البيه البواب ‪.‬‬ ‫و�إذا كانت الواقعية هي املدر�سة التي ميكن‬ ‫�أن ت�صنف املخرجني بها ‪ ،‬ف�إن احمد زكي هو‬ ‫الفنان الوحيد ال��ذي ميكن �أن تن�سبه �إليها ‪،‬‬ ‫ففي معظم �أفالمه كان يرف�ض الدوبلري لأنه‬ ‫كان يريد �أن يعي�ش بكيانه امل�شاهد ال�صعبة ‪،‬‬ ‫ففي النمر الأ�سود رف�ض اال�ستعانة بـ "خراط"‬ ‫‪ ،‬ويف �أحالم هند وكاميليا قفز من الأتوبي�س‬ ‫�أثناء �سريه عدة م��رات ‪ ،‬ويف الهروب �أ�صر‬ ‫على الت�صوير على �سطح القطار وهو منطلق‬ ‫‪ ،‬ويف موعد على الع�شاء ن��ام بنف�سه داخل‬ ‫ثالجة م�شرحة حقيقية ‪ ،‬ويف فيلم والد الإيه‬ ‫�صور م�شهد ًا وهو يجري عاري ًا يف �شوارع‬ ‫القاهرة‪ .‬وقد كان الفنان الراحل مبثابة امللهم‬ ‫يف ال�شعر بالن�سبة جليل من املخرجني مثل‬ ‫حممد خ��ان وعاطف الطيب وخ�يري ب�شارة‬ ‫وداود عبد ال�سيد و�صوال �إىل �شريف عرفة ‪،‬‬ ‫فقد كان هو احللم الذي يتج�سد �أمامهم كلما‬ ‫داعبتهم �شخ�صية درام �ي��ة ي�ج��دون املفتاح‬ ‫وف��ك ال���ش�ف��رة ع�ن��د �أح �م��د زك��ي ‪ ،‬ول�ك��ن كان‬ ‫الأقرب لأحمد زكي املخرج حممد خان ‪ ،‬الذي‬ ‫ي�صف �أحمد زكي عالقته به ب�أنها عبارة عن‬ ‫حبل �سري ‪� ،‬أم��ا عاطف الطيب فهو املخرج‬ ‫ال��ذي ت�ستطيع �أن ت�ضبط موجة �أحمد زكي‬ ‫ال�سينمائية عليه‪.‬‬ ‫وا�شتهر �أحمد زكي خالل م�شواره بع�صبيته‬ ‫ال�شديدة وكان ينفعل كثري ًا وقد برر زكي ذلك‬ ‫قائال‪�" :‬أنا ع�صبي لأنه ل�سه عندي �ضمري"‪.‬‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬


‫‪4‬‬

‫العدد (‪)2271‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬ال�سبت (‪ )8‬ت�شرين االول ‪2011‬‬

‫العدد (‪)2271‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬ال�سبت (‪ )8‬ت�شرين االول ‪2011‬‬

‫عن أحمد زكي‬ ‫النجم الأ�سمر �أحمد زكي ‪ ،‬ي�ستحق بجدارة‬ ‫لقب جن��م الثمانينات ‪ ،‬ب��ل وجن��م م�ستقبل‬ ‫ال�سينما امل�صرية �أي�ض ًا ‪ .‬فنحن �أم��ام فنان‬ ‫جمتهد جد ًا ‪ ،‬يهتم كثري ًا بالكيف على ح�ساب‬ ‫الكم ‪ ،‬يلفت الأنظار مع كل دور جديد يقدمه‬ ‫‪ ،‬و�أعماله ت�شهد له بذلك ‪ ،‬منذ �أول بطولة له‬ ‫يف فيلم �شفيقة ومتويل وحتى الآن ‪ ،‬مرور ًا‬ ‫ب�أفالم �إ�سكندرية ليه ‪ ،‬الباطنية ‪ ،‬طائر على‬ ‫الطريق ‪ ،‬العوامة ‪ ، 70‬عيون التنام ‪ ،‬النمر‬ ‫الأ�سود ‪ ،‬موعد على الع�شاء ‪ ،‬الربيء ‪ ،‬زوجة‬ ‫رجل مهم ‪ ،‬والعديد من الأف�لام التي حققت‬ ‫جن��اح��ات ك �ب�يرة ع�ل��ى م�ستوى اجلماهري‬ ‫والنقاد على ال�سواء ‪.‬‬ ‫ط ��ري ��ق � �ص �ع��ب ‪ ،‬وم� �ل���يء ب ��الإح� �ب ��اط ��ات‬ ‫والنجاحات ‪ ،‬ه��ذا ال��ذي قطعه �أح�م��د زكي‬ ‫ح�ت��ى ي�صل اىل م��ا و� �ص��ل �إل �ي��ه م��ن �شهرة‬ ‫و�إح�ترام جماهريي منقطع النظري ‪ ،‬جعله‬ ‫يرتبع على قمة النجومية ‪ .‬ح�صد العديد من‬ ‫اجلوائز املحلية والدولية ‪ ،‬و�إحتكر جوائز‬ ‫�أف�ضل ممثل م�صري لعدة �أعوام متالحقة ‪.‬‬ ‫ل�ق��د مل����س �أح �م��د زك��ي ق �ل��وب ال�ن��ا���س و�سط‬ ‫ع��ا� �ص �ف��ة م ��ن ال �� �ض �ح��ك ‪ ..‬ك���ان ه���ذا خالل‬ ‫امل�سرحية الأوىل التي واجه اجلمهور بها ‪،‬‬ ‫وهي م�سرحية مدر�سة امل�شاغبني ‪ .‬فمن حوله‬ ‫ملوك ال�ضحك ‪ :‬عادل �إم��ام ‪� ،‬سعيد �صالح ‪،‬‬ ‫يون�س �شلبي ‪ ،‬ح�سن م�صطفى ‪ ،‬عبد الله‬ ‫فرغلي ‪ ..‬وهو التلميذ الغلبان الذي يعطف‬ ‫عليه ناظر املدر�سة ‪ .‬وق��د كتب عنه النقاد‬ ‫ب�أنه ك��ان الدمعة يف جنة ال�ضحك يف هذه‬ ‫امل�سرحية ‪.‬‬ ‫�إن �أحمد زكي ‪ ،‬الزبون القدمي ملقاعد الدرجة‬ ‫الثالثة يف دور ال�سينما وامل�سارح امل�صرية‬ ‫‪ ،‬لفت الأن�ظ��ار �إاليه ب�شدة عندما ق��ام بدور‬ ‫الطالب الفقري اجل��اد يف م�سرحية مدر�سة‬ ‫امل�شاغبني الكوميدية ال��ذي يت�صدق عليه‬ ‫ناظر املدر�سة مبالب�سه القدمية ‪.‬‬ ‫بعد ذل��ك تنقل م��ن امل�سرح اىل التليفزيون‬ ‫اىل ال�سينما ‪ ،‬وكانت له ج��والت و�صوالت‬ ‫يف ال�ساحات ال�ث�لاث ‪ ،‬ولفت الأن �ظ��ار �إليه‬ ‫بكل دور يقوم به ‪ ..‬وترجمت هذه الأعمال‬ ‫املتفوقة اىل ج��وائ��ز ‪ ،‬وه�ن��ا ب ��د�أت احلرب‬ ‫عليه ‪ ،‬وذل��ك للحد م��ن خطورته ‪ .‬وم�صدر‬ ‫اخلطر فيه حتدد يف ثالثة مواقف �سينمائية‬ ‫وتليفزيونية ‪:‬‬ ‫امل��وق��ف الأول ح�ين ق��ام ب��دور البطولة يف‬

‫م�سل�سل الأي ��ام ‪ ،‬فقد ق��ام ب��دور ط��ه ح�سني‬ ‫‪ ،‬وعندما �أج��رى النقاد مقارنة بينه وبني‬ ‫حممود يا�سني ‪ ،‬ال��ذي قام بنف�س ال��دور يف‬ ‫ال�سينما ‪ .‬وح�ي�ن جت��ري امل �ق��ارن��ة ب�ين من‬ ‫مثل مائة فيلم ‪ ،‬وبني من مثل خم�سة �أفالم‬ ‫وم�سل�سل ‪ ،‬فمعنى هذا �أن �أحمد زكي قفز اىل‬ ‫مكانة مل ي�سبقه اليها �أحد !‬ ‫واملوقف الثاين برز حني قام بدور البطولة‬ ‫يف فيلم �شفيقة ومتويل ‪� ،‬أمام �سعاد ح�سني ‪.‬‬ ‫وال يهم ما قيل يف الفيلم �أو يف �سعاد ح�سني‬ ‫‪� ،‬إمنا املهم هو البادرة بحد ذاتها ‪ ،‬والتي هي‬ ‫�إ�صرار �سعاد ح�سني �أن يكون �أحمد زكي هو‬ ‫بطل الفيلم ‪.‬‬ ‫وامل��وق��ف الثالث ك��ان يف دور ث��ان��وي ‪ ،‬هو‬ ‫دوره يف ف�ي�ل��م ال�ب��اط�ن�ي��ة ‪ ،‬ب�ي�ن عمالقني‬ ‫�سينمائيني هما فريد �شوقي وحممود يا�سني‬ ‫‪ ،‬حيث �أن اجلوائز �إنهالت على �أحمد زكي‬ ‫وحده ‪ ،‬وهي �شهادة من جلان حمايدة على‬ ‫�أنه ‪ ،‬وزغم وجود العمالقني ‪ ،‬قد ترك ب�صماته‬ ‫يف نفو�س �أع�ضاء جلان التحكيم ‪.‬‬ ‫بعدها جاء فيلم طائر على الطريق ‪ ،‬وجاءت‬ ‫معه اجل��ائ��زة الأوىل ‪ ..‬وه�ك��ذا وج��د �أحمد‬ ‫زك��ي لنف�سه م�ك��ان� ًا يف ال�صف الأول ‪� ،‬أو‬ ‫مبعنى �أ��ص��ح حفر لنف�سه ب��أظ��اف��ره طريق ًا‬ ‫اىل ال�صف الأول !! وق��د ك��ان ع��ام ‪، 1982‬‬ ‫هو الإنطالقة احلقيقية لهذا الفنان الأ�سمر‬ ‫‪� .‬أما يف عام ‪ ، 1983‬وخالف ًا لكل التوقعات‬ ‫‪ ،‬فقد ر�أينا �أحمد زكي من�سحب ًا عن الأ�ضواء‬ ‫وال�سينما بن�سبة ملحوظة ‪ ،‬ليعود يف العام‬ ‫‪� 1984‬أكرث حيوية ون�شاط ًا ‪ .‬ومن العجيب‬ ‫�أن ه��ذا ال�شاب الريفي ‪ ،‬البعيد الو�سامة ‪،‬‬ ‫جاء اىل عا�صمة ال�سينما العربية ‪ ،‬مفتون ًا‬ ‫بر�شدي �أباظة ‪ ،‬املعروف بو�سامته ‪.‬‬ ‫والو�سامة �أو ال�شكل الذي ال يتميز عن بقية‬ ‫النا�س باجلمال واحلالوة مثل معظم فتيان‬ ‫ال�شا�شة احلاليني وال�سابقني ‪ .‬فهو لي�س يف‬ ‫جمال ح�سني فهمي �أو �أن��ور وج��دي مث ًال ‪،‬‬ ‫ولكنه منوذج عادي لأ�شخا�ص عاديني يقابلهم‬ ‫امل��رء ويتعامل معهم كل يوم يف الطريق ‪..‬‬ ‫يف املركبات العامة ‪ ،‬وبقية الأم��اك��ن التي‬ ‫يرتدد عليها النا�س ‪.‬‬ ‫�إن جمهور ال�سينما ال��ذي ت�ف�يرت نوعيته‬ ‫‪ ،‬و�أ�صبحت غالبيته من الكادحني ‪ ،‬يرون‬ ‫�أنف�سهم يف �أحمد زكي ‪ ،‬الفتى الأ�سمر الذي ال‬ ‫يعتني مبلب�سه وال يذهب اىل الكوافري لفرد‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬

‫�شعره الأ�شعث املجعد ‪.‬‬ ‫واحل ��دي ��ث ع ��ن ه� ��ذا ال �ن �ج��م ال �ك �ب�ير وعن‬ ‫م�شواره الفني ‪ ،‬ال ميكن �إال �أن يكون يف‬ ‫�صاحله ‪ .‬لذلك �سندعه هو يتحدث عن نف�سه‬ ‫‪ ،‬عن حياته ال�شخ�صية ‪ ،‬عن بداياته مع الفن‬ ‫والو�سط الفني ‪ ،‬عن ما يختلج يف دواخله ‪.‬‬ ‫يقول النجم الأ�سمر‪:‬‬ ‫ج�ئ��ت اىل ال �ق��اه��رة و�أن� ��ا يف ال�ع���ش��ري��ن ‪:‬‬ ‫املعهد ‪ ،‬الطموح واملعاناة والو�سط الفني‬ ‫و��ص�ع��وب��ة ال�ت�ج��ان����س م�ع��ه ‪ ،‬ع�ن��دم��ا تكون‬ ‫ق��د ق�ضيت حياتك يف ال��زق��ازي��ق م��ع �أنا�س‬ ‫ب�سطاء بال عقد عظمة وال ه�سترييا �شهرة‬ ‫‪ .‬ثم الأف�لام والوعود والآالم والأح�لام ‪....‬‬ ‫وفج�أة ‪ ،‬يوم عيد ميالدي الثالثني ‪ ،‬نظرت‬ ‫اىل ال�سنني التي مرت وقلت ‪� :‬أنا �سرقت ‪..‬‬ ‫ن�شلوا مني ع�شر �سنني ‪ .‬عندما يكرب الواحد‬ ‫يتيم ًا تختلط الأ�شياء يف نف�سه ‪ ..‬الإبت�سامة‬ ‫ب ��احل ��زن واحل� � ��زن ب��ال �� �ض �ح��ك وال�ضحك‬ ‫بالدموع ! �أنا �إن�سان �سريع البكاء ‪ ،‬ال �أبت�سم‬ ‫‪ ،‬ال �أم ��زح ‪� .‬صحيح �آخ��ذ ك�ت��اب ليلة القدر‬ ‫مل�صطفى �أم�ين ‪� ،‬أق��ر�أ فيه و�أبكي ‪� ....‬أدخل‬ ‫اىل ال�سينما و�أج�ل����س لأ��ش��اه��د ميلودراما‬ ‫درج��ة ثالثة ف��أج��د دم��وع��ي ت�سيل و�أب�ك��ي ‪،‬‬ ‫عندما �أخ��رج من العر�ض و�آخ��ذ يف حتليل‬

‫الفيلم ‪ ،‬قد �أجده �سخيف ًا و�أ�ضحك من نف�سي‬ ‫‪ ،‬لكني �أمام امل�آ�سي �أبكي ب�شكل غري طبيعي‬ ‫‪� ،‬أو رمب��ا ه��ذا هو الطبيعي ‪ ،‬وم��ن ال يبكي‬ ‫ه��و يف النهاية �إن���س��ان يحب�س �أحا�سي�سه‬ ‫ويكبتها ‪ .‬املثقفون ي�ستعملون كلمة �إكتئاب‬ ‫‪ ،‬رمبا �أنا مكتئب ‪� ،‬أعتقد �أنني �شديد الت�شا�ؤم‬ ‫�شديد التفا�ؤل ‪� .‬أن��زل اىل �أع�م��اق الي�أ�س ‪،‬‬ ‫وحتت �أعرث على �أ�شعة �ساطعة للأمل ‪ .‬لدي‬ ‫�صديق ‪ ،‬عامل نف�ساين ‪� ،‬ساعدين كثري ًا (يف‬ ‫ال�سنوات الأخرية) وي�ؤكد �أن هذا كله يعود‬ ‫اىل الطفولة اليتيمة ‪� ،‬أيام كان هناك ولد يود‬ ‫�أن يحنو عليه �أحد وي�س�أله ما بك ‪.‬‬ ‫يف العا�شرة كنت وك�أنني يف الع�شرين ‪ ..‬يف‬ ‫الع�شرين �شعرت ب�أنني يف الأربعني ‪ .‬ع�شت‬ ‫دائ�م� ًا �أك�بر م��ن �سني ‪ ..‬وف�ج��أة ‪ ،‬ي��وم عيد‬ ‫ميالدي الثالثني ‪� .‬أدركت �أن طفولتي و�شبابي‬ ‫ن�شال ‪ ..‬حياتي ميلودراما ك�أنها من �أفالم‬ ‫ح�سن الإم��ام ‪ .‬وال��دي تويف و�أن��ا يف ال�سنة‬ ‫الأوىل ‪� .‬أت��ى بي ومل يكن يف الدنيا �سوى‬ ‫ه��و و�أن ��ا ‪ ،‬وه��اه��و يرتكني ومي��وت ‪� .‬أمي‬ ‫كانت فالحة �صبية ‪ ،‬ال يجوز �أن تظل عزباء‬ ‫‪ ،‬فزوجوها وعا�شت مع زوجها ‪ ،‬وكربت �أنا‬ ‫يف بيوت العائلة ‪ ،‬بال �أخ��وة ‪ .‬ور�أي��ت �أمي‬ ‫للمرة الأوىل و�أن��ا يف ال�سابعة ‪ ..‬ذات يوم‬

‫جاءت اىل البيت �إمر�أة حزينة جد ًا ‪ ،‬ور�أيتها‬ ‫تنظر ا ّ‬ ‫يل بعينني حزينتني ‪ ،‬ثم قبلتني دون‬ ‫�أن تتكلم ورحلت ‪� .‬شعرت ب�إحتواء غريب ‪.‬‬ ‫هذه النظرة اىل الآن ت�صحبني ‪ ،‬حتى اليوم‬ ‫عندما تنظر ا ّ‬ ‫يل �أمي فالنظرة احلزينة ذاتها‬ ‫تنظر ‪ .‬يف ال�سابعة من عمري �أدركت �أنني ال‬ ‫�أعرف كلمة �أب و�أم ‪ ،‬واىل اليوم عندما متر‬ ‫يف حوار م�سل�سل �أو فيلم كلمة بابا �أو ماما ‪،‬‬ ‫علي نطق الكلمة ‪.‬‬ ‫�أ�شعر بحرج وي�ستع�صي ّ‬ ‫ع�ن��دم��ا ك�ن��ت ط��ال �ب � ًا يف م��در� �س��ة الزقازيق‬ ‫الثانوية ‪ ،‬كنت منطويا ج��د ًا لكن الأ�شياء‬ ‫تنطبع يف ذهني بطريقة عجيبة ‪ :‬ت�صرفات‬ ‫النا�س ‪� ،‬إبت�ساماتهم ‪� ،‬سكوتهم ‪ .‬من ركني‬ ‫املنزوي ‪ ،‬كنت �أراق��ب العامل وتراكمت يف‬ ‫داخ�ل��ي الأحا�سي�س و��ش�ع��رت بحاجة لكي‬ ‫�أ��ص��رخ ‪ ،‬لكي �أخ��رج م��ا يف داخ�ل��ي ‪ .‬وكان‬ ‫التمثيل هو املنفذ ‪ ،‬ففي داخلي دوام��ات من‬ ‫القلق التزال تالحقني ‪ ،‬ف�أ�صبح امل�سرح بيتي‬ ‫‪ .‬ر�أي��ت النا�س تهتم بي وحتيطني باحلب ‪،‬‬ ‫فقررت �أن هذا هو جمايل الطبيعي ‪.‬‬ ‫بعد ذلك بفرتة �إ�شرتكت يف مهرجان املدار�س‬ ‫ال�ث��ان��وي��ة ون�ل��ت ج��ائ��زة �أف���ض��ل ممثل على‬ ‫م�ستوى مدار�س اجلمهورية ‪ .‬حينها �سمعت‬ ‫�أك�ثر من �شخ�ص يهم�س ‪ :‬الولد ده �إذا �أتى‬

‫القاهرة ‪ ،‬ميكنه الدخول اىل معهد التمثيل‬ ‫‪ .‬والقاهرة بالن�سبة ا ّ‬ ‫يل كانت مثل احلجاز‬ ‫‪ ،‬يف الناحية الأخ��رى من العامل ‪ .‬ال�سنوات‬ ‫الأوىل يف العا�صمة ‪ ..‬يالها م��ن �سنوات‬ ‫�صعبة ومثرية يف الوقت ذاته ‪ .‬من يوم ما‬ ‫�أتيت اىل القاهرة �أعترب �أنني �أجدت مرتني‬ ‫‪ ..‬يف �إم �ت �ح��ان ال��دخ��ول اىل امل�ع�ه��د ويوم‬ ‫التخرج‪.‬‬ ‫ويوا�صل �أحمد زكي ‪ ..‬ويقول ‪ :‬ثالثة �أرباع‬ ‫طاقتي كانت تهدر يف تفكريي بكيف �أتعامل‬ ‫مع النا�س ‪ ،‬والربع الباقي للفن ‪� .‬أ�صعب من‬ ‫العمل على اخل�شبة ال�ساعات التي تق�ضيها‬ ‫يف الكوالي�س ‪ .‬كم من م��رة �شعرت ب�أنني‬ ‫مقهور ‪� ،‬صغري ‪ ،‬معقد ب�ع��دم متكني من‬ ‫التفاهم مع النا�س ‪ .‬و�سط غريب ‪ ،‬الو�سط‬ ‫الفني امل�صري ‪ ..‬م�شحون بالكثري من النفاق‬ ‫واخلوف والقلق ‪� ..‬أ�شاهد النا�س ت�سلم على‬ ‫بع�ضها ب �ح��رارة ‪ ،‬و�أول م��ا ي��دي��ر �أحدهم‬ ‫ظهره تنهال عليه ال�شتائم ويقذف بالنميمة‬ ‫‪ .‬مع الوقت والتجارب ‪� ،‬أدرك��ت �أن النا�س‬ ‫يف النهاية لي�ست بي�ضاء و��س��وداء ‪� ،‬إمنا‬ ‫هناك املخطط واملنقط واملرقط والأخ�ضر‬ ‫والأحمر والأ�صفر ‪� ..‬أ�شكال و�ألوان ‪.‬‬ ‫اليوم علينا معاجلة الإن�سان ‪� ..‬أنا ال �أجيد‬

‫الفل�سفة وال العلوم العوي�صة ‪� ..‬أن��ا رجل‬ ‫ب�سيط ج��د ًا لديه �أحا�سي�س يريد التعبري‬ ‫ع�ن�ه��ا ‪ ..‬ل���س��ت رج ��ل م��ذه��ب �سيا�سي وال‬ ‫غريه ‪� ،‬أنا �إن�سان ممثل يبحث عن و�سائل‬ ‫للتعبري ع��ن الإن �� �س��ان ‪ .‬الإن �� �س��ان يف هذا‬ ‫الع�صر يعي�ش و�سط عوا�صف من املاديات‬ ‫اجلنونية ‪ ،‬وال�سينما يف بالدنا تظل تتطرق‬ ‫�إليه ب�سطحية ‪.‬‬ ‫هديف هو �إبن �آدم ‪ ،‬ت�شريحه ‪ ،‬ال�سري ورائه‬ ‫‪ ،‬مالحقته ‪ ،‬الك�شف ع�م��ا وراء الكلمات‬ ‫‪ ،‬م��اه��و خلف احل ��وار املبا�شر ‪ .‬الإن�سان‬ ‫ومتناق�ضاته ‪� ،‬أي �إن�سان ‪� ،‬إذا حلل بعمق‬ ‫ي�شبهني وي�شبهك وي�شبه غرينا ‪ ..‬املعاناة‬ ‫هي واح��دة ‪ ..‬الطبقات والثقافات عنا�صر‬ ‫مهمة ‪ ،‬لكن اجلوهر واحد ‪ .‬اجلنون موحد‬ ‫‪ ..‬ح��روب و�أ�سلحة و�أمل وخ��وف ودم��ار ‪،‬‬ ‫كتلة غربية وكتلة �شرقية ‪ ،‬العامل كله غارق‬ ‫يف العنف نف�سه والقلق ذاته ‪ .‬والإن�سان هو‬ ‫املطحون ‪ .‬لي�س هناك ثورة حقيقية يف �أي‬ ‫مكان من العامل ‪ ..‬هناك غباء عام و�إن�سان‬ ‫مطحون ‪.‬‬ ‫ال�شخ�صيات التي �أديتها يف ال�سينما حزينة‪،‬‬ ‫ظريفة‪ ،‬حمبطة‪ ،‬حاملة‪ ،‬مت�أملة‪ ..‬تعاطفت‬ ‫مع كل الأدوار‪ ،‬غري �أنني �أعتز ب�شخ�صية‬

‫�إ�سماعيل يف فيلم عيون التنام‪ ،‬فيها �أربع‬ ‫نقالت يف الإح�سا�س ‪ ..‬يف البداية الولد‬ ‫ع��دواين ج��د ًا كريه ج��د ًا ‪ ،،‬و�ساعة ي�شعر‬ ‫ب��احل��ب ي�صبح ط �ف� ً‬ ‫لا ‪ ..‬ال�ط�ف��ول��ة جتتاح‬ ‫نظرته اىل العامل واىل الآخرين ‪ ..‬لأول مرة‬ ‫احلب ‪ ،‬وهاهو يبت�سم كما الأطفال ‪ ،‬ثم يعود‬ ‫يتوح�ش من �أجل املال ‪ ،‬ثم يحاول التربئة‬ ‫‪ ،‬ث��م يفقد �صوابه ‪ ..‬كلها ن�ق�لات تقت�ضي‬ ‫عناية خا�صة بالأداء ‪ .‬يف عيون التنام جملة‬ ‫�أتعبتني جد ًا ‪ ،‬جعلتني �أحوم يف الديكور‬ ‫و�أحرق علبة �سجائر ب�أكملها ‪ ..‬مديحة‬ ‫ك��ام��ل ت �� �س ��أل‪� :‬إن ��ت بتحبني يا‬ ‫�إ�سماعيل ؟فكيف يجيب هذا‬ ‫الولد امليكانيكي الذي‬ ‫ي�ج�ه��ل م�ع�ن��ى احلب‬ ‫‪ ،‬و�أي �شيء عنه ؟‬ ‫يجيبها ‪� :‬أن ��ا ما‬ ‫عرف�ش �إي��ه هو‬ ‫احل���ب ‪ ،‬لكن‬ ‫�إذا ك� ��ان‬ ‫احل � � � � � ��ب‬ ‫ه��و �أين‬ ‫�أك� � ��ون‬ ‫ع��اي��ز‬

‫‪5‬‬

‫�أ�شوفك ب�إ�ستمرار ‪ ،‬وملا ب�شوفك ما يبقا�ش‬ ‫فيه غريك يف الدنيا ‪ ،‬وعايزك ليّه �أن��ا ب�س‬ ‫‪ ..‬يبقى بحبك ‪� .‬سطران ورحت �أدور حول‬ ‫الديكور خم�س مرات ع�شر ‪ ..‬حلظة يبوح‬ ‫�إبن �آدم بحبه ‪ ،‬حلظة نقية جد ًا ‪ ،‬البد �أن تطلع‬ ‫من القلب ‪� ..‬إذا مل تكن من القلب فلن ت�صل‬ ‫‪ ..‬واح��د ميكانيكي يعرب عن احل��ب ‪ ،‬لي�س‬ ‫توفيق احلكيم ولي�س طالب ًا يف اجلامعة ‪،‬‬ ‫و�إمن��ا ميكانيكي يعي�ش حلظة حب ‪ ..‬هذه‬ ‫اللحظة �أ�صعب لقطة يف الفيلم ‪.‬‬ ‫ع �ل��ى ال �� �ش��ا� �ش��ة ‪ ،‬ت� ��أل ��ق �أح� �م ��د زك� ��ي يف‬ ‫�شخ�صيات من الطبقة الفقرية ‪ ،‬البعيدة عن‬ ‫�شخ�صية الأفندي الرتكي ‪ ،‬وراح يف كل مرة‬ ‫يقدم وجه ًا �أكرث �صدق ًا للم�صري الأ�صيل ‪،‬‬ ‫و�إحتفظ مبيزة التعبري ع��ن الإن���س��ان ذي‬ ‫امل��رج��ع ال�شعبي ‪ ..‬يف�سر �أح�م��د زك��ي ذلك‬ ‫ال�ق��ول ‪ :‬تغريت ال�سينما ك�ث�ير ًا عما كانت‬ ‫عليه وزادت ال�شخ�صيات تعقيد ًا ‪ .‬ال�سينما‬ ‫الواقعية اليوم لي�ست تلك التي تنزل فيها‬ ‫الكامريا اىل ال�شارع فقط ‪ ،‬بل �أي�ض ًا تلك‬ ‫ال �ت��ي ت�ت�ح��دث ع��ن �إن �� �س��ان احل��ا� �ض��ر بكل‬ ‫م�شاكله و�أفكاره ودواخله ‪.‬‬ ‫كما يرى �أحمد زكي ب�أن الرتكيبة ال�شخ�صية‬ ‫�إختلفت ب��إخ�ت�لاف الأدوار ال�ت��ي �أداه���ا ‪:‬‬ ‫�صحيح لعبت دور �صعلوك �أو هام�شي‬ ‫يف �أف�لام �أح�لام هند وكاميليا و طائر على‬ ‫الطريق و كابوريا ‪ ،‬لكن كل دور ذا �شخ�صية‬ ‫خمتلفة ‪� .‬شخ�صيات ال�ي��وم غالب ًا رمادية‬ ‫‪ ،‬لي�ست بي�ضاء ولي�ست ��س��وداء ‪ ..‬لي�ست‬ ‫خرية متام ًا ولي�ست �شريرة متام ًا ‪ ،‬وما على‬ ‫املمثل �سوى مالحظة احلياة التي من حوله‬ ‫حتى يفهم �أن عليه �أن يجهد ويجتهد كثري ًا‬ ‫يف �سبيل فهم هذه احلال ‪.‬‬ ‫والواقع �أن �أحمد زكي عرف كيف ينتقل من‬ ‫دور اىل �آخر حتى لو مل تكن هناك قوا�سم‬ ‫�أ�سا�سية م�شرتكة بينها ‪ .‬فهو الفالح ال�ساذج‬ ‫يف فيلم الربيء ‪ ،‬ومقتن�ص الفر�ص الهائم‬ ‫على وجهه يف فيلم �أح�ل�ام هند وكاميليا‬ ‫‪ ،‬و�إب��ن احل��ي ال��ذي ق��د يهوى �إمن��ا يحجم‬ ‫وي �خ �ج��ل‬

‫يف ف �ي �ل��م ك ��اب ��وري ��ا ‪ ،‬ك��م��ا ه� ��و �ضابط‬ ‫الإ� �س �ت �خ �ب��ارات ال�ق��ا��س��ي ال ��ذي يفهم حب‬ ‫ال��وط��ن على طريقته فقط يف فيلم زوجة‬ ‫رجل مهم ‪ .‬والثابت امل�ؤكد هنا قدرة �أحمد‬ ‫زكي على تقدمي �أداء طوعي ومقنع يف كل‬ ‫ه��ذه احل��االت املختلفة ‪ ،‬مقدرة يعتقد �أنها‬ ‫ناجتة عن �إهتمامه منذ ال�صغر باملالحظة‬ ‫وح ��ب ال�ت�ع�ب�ير ‪ .‬ح�ي��ث ي �ق��ول ‪� :‬إختزنت‬ ‫الكثري من الأحا�سي�س والرغبات الكامنة يف‬ ‫التعبري عما �أ�شعر به ‪ ،‬لذلك تراين حتى الآن‬ ‫ال �أهتم باملدة التي �ستظهر فيها ال�شخ�صية‬ ‫على ال�شا�شة ‪ ،‬بل بال�شخ�صية نف�سها �إذا‬ ‫�إ�ستطاعت �إث��ارت��ي ووج ��دت فيها فر�صة‬ ‫جديدة للتعبري عما بداخلي ‪.‬‬ ‫ي��رف����ض �أن ي�ق��وم ع�ن��ه دوب �ل�ير �أو البديل‬ ‫ب� ��الأدوار ذات الطبيعة اخل�ط��رة ‪ ،‬ويقول‬ ‫�أنه يف فيلم عيون ال تنام حمل �أنبوبة غاز‬ ‫م�شتعلة ‪ ،‬و�ألقى بنف�سه من �سيارة م�سرعة‬ ‫يف فيلم ط��ائ��ر على الطريق ‪ ،‬و�أك ��ل علقة‬ ‫��س��اخ�ن��ة حقيقية يف فيلم ال �ع��وام��ة ‪. 70‬‬ ‫ويعتقد �أحمد زكي ب�أن عدم �إ�ستخدام البديل‬ ‫يعطي الفنان قدرة وتدريب ًا �أكرث ‪ ،‬وقد حمله‬ ‫هذا الإعتقاد على �أن ينام يف ثالجة املوتى‬ ‫بعد �أن �أ�سلم نف�سه للماكيري ال��ذي ك�سا �أو‬ ‫دهن وجهه بزرقة املوت واجلروح الدامية‬ ‫كما �إقت�ضى دوره يف فيلم موعد على الع�شاء‬ ‫‪ .‬وق��د بقى يف الثالجة اىل �أن دخلت عليه‬ ‫بطلة الفيلم �سعاد ح�سني لتك�شف عن وجهه‬ ‫وتتعرف عليه بعد �أن �صدمه زوجها ال�سابق‬ ‫ب�سيارته ‪ .‬وقد �أعيد ت�صوير امل�شهد ‪ ،‬الذي‬ ‫�إ�ستلزم �إقفال الثالجةعلى �أحمد زكي ‪ ،‬عدة‬ ‫مرات حتى ال ت�أتي اللقطة التي ال ت�ستغرق‬ ‫�أكرث من ب�ضع ثوان من وقت الفيلم مقنعة‬ ‫للمتفرج ‪ .‬يقول عن جتربته داخل الثالجة ‪:‬‬ ‫�أح�س�ست ب�أن �أع�صابي كلها تن�سحب وك�أمنا‬ ‫توقفت دقات قلبي و�أنا �أحاول متثيل لقطة‬ ‫املوت ‪ ..‬وقد �ضغطت على قدمي ب�شدة لأنبه‬ ‫�أع�صابي و�أنذرها ‪.‬‬ ‫ويف فيلم طائر على الطريق �أ�صر على تعلم‬ ‫ال�سباحة ‪ ،‬عندما طلب منه املخرج حممد‬ ‫خان �أن ي�ستعني بالبديل يف م�شهد ال�سباحة‬ ‫‪ ،‬ب�إعتباره ال يعرف ال�سباحة ‪ ،‬خ�صو�ص ًا‬ ‫عندما علم منه ب��أن الت�صوير �سيبد�أ‬ ‫بعد �شهر ون�صف ‪ .‬فقد �إختفى‬ ‫ح��وايل �أ�سبوعان ‪ ،‬وعندما‬ ‫عاد قال ملحمد خان مازح ًا‬ ‫‪ :‬حتب �أعدي املان�ش !!‬ ‫ف���رد ع �ل �ي��ه ‪� :‬إزاي ؟‬ ‫قال ‪� :‬أنا عازمك على‬ ‫الغداء بجوار حمام‬ ‫ال���س�ب��اح��ة بالنادي‬ ‫الأه� �ل ��ي ‪ .‬و�أث� �ن ��اء‬ ‫جلو�سهما ه �ن��اك ‪،‬‬ ‫ذه� ��ب �أح� �م ��د زك��ي‬ ‫اىل غ��رف��ة املالب�س‬ ‫‪ ،‬و�إرت��دى املايوه ‪..‬‬ ‫ثم حيا املخرج خان ‪..‬‬ ‫وقفز يف حمام ال�سباحة‬ ‫وقام بعبوره عدة مرات‬ ‫بحركات فنية ‪ .‬وعندما‬ ‫خ��رج م��ن امل ��اء ق��ال ملحمد‬ ‫خان ‪ :‬لقد ظللت �أتدرب هنا‬ ‫‪ 15‬يوم ًا على يد املدرب ‪.‬‬ ‫هذا هو �أحمد زكي ‪ ،‬الفنان الذي‬ ‫ي�ع��اين وي�ت�ع��ذب ك �ث�ير ًا م��ن �أجل‬ ‫تو�صيل الفكرة والر�ؤية التمثيليلة‬ ‫من خالل �شخ�صياته التي ي�ؤديها ‪..‬‬ ‫يهتم كثري ًا بتفا�صيل الوجه �أثناء‬ ‫الأداء ‪ ،‬لذلك فهو يكره التمثيل يف‬ ‫الإذاع� ��ة ‪ .‬فكل �شخ�صية ي�ؤديها‬ ‫ت�ستنطقه وحت �ف��زه وتتحداه‬ ‫�أن ي �ظ �ه��ر ك ��ل م ��ا ب��داخ �ل��ه من‬ ‫�أحا�سي�س ‪ ..‬وه��و ك��ذل��ك يقبل‬ ‫التحدي وينجح كثري ًا يف ذلك ‪..‬‬ ‫فنان قل �أن جتد مثيله و�سط هذا‬ ‫الكم الهائل من املمثلني امل�صريني ‪..‬‬ ‫�إنه حق ًا فنان عاملي ‪.‬‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬


‫‪6‬‬

‫العدد (‪)2271‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬ال�سبت (‪ )8‬ت�شرين االول ‪2011‬‬

‫العدد (‪)2271‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬ال�سبت (‪ )8‬ت�شرين االول ‪2011‬‬

‫‪7‬‬

‫يف �آخر �أعماله «حليم» الذي ج�سد حياة املطرب امل�صري الأ�شهر عبد احلليم حافظ اخرتقت جملة موحية �أ�سماع م�شاهدي‬ ‫الفيلم �أو �إعالناته التليفزيونية‪�« ،‬أ�سطورة يج�سدها �أ�سطورة»‪ ،‬كانت اجلملة �صادقة �إىل حد كبري‪ ،‬فعقب ثالثة عقود من‬ ‫الفن والت�شابك مع احلياة دخل �أحمد زكي (النجم الأ�سمر) بجدارة ملتقى �أ�ساطري الفن يف م�صر برفقة �أم كلثوم و�سيد‬ ‫دروي�ش وعبد احلليم حافظ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أريخا‬ ‫قالبا تقا�س عليه املواهب‪ ،‬واعتربت �أفالمه وثائق حية وت�‬ ‫دالالت الأ�سطورة ظاهرة مبقايي�س كثرية‪ ،‬مبعيار الفن �صار‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ا�ستثنائيا‪،‬‬ ‫�صادقا لآالم و�آمال و�أفراح و�إحباطات �أجيال متعاقبة‪ ..‬ومبعيار احلب‪ ،‬كان االلتفاف ال�شعبي حوله يف حمنة مر�ضه‬ ‫�إىل حد تعر�ض م�شفاه �إىل �سيل من املكاملات الهاتفية تعطلت معها �شبكة االت�صاالت‪ ،‬وامتلأت طرقاتها بجبال من الزهور‬ ‫وبطاقات احلب ثم خرجت الآالف تودعه �إىل مثواه الأخري‪ ،‬وبقيت �سريته حمط اهتمام امليديا بكل �أنواعها‪ ،‬ب�شكل حتول‬ ‫معها الأ�سبوع الأخري من مار�س (�آذار)‪ ،‬الذي �شهد وفاة عبد احلليم يف اليوم الواحد والثالثني‪� ،‬إىل �أ�سبوع للآالم‪.‬‬

‫حممد فتحي يون�س‬

‫�أح����م����د زك��������ي‪ ..‬ع����وام����ل ال����ت����ح����ول �إىل �أ�����س����ط����ورة‬

‫استطاع أن يغير مالمح البطل النمطي للسينما المصرية‬ ‫‪ 57‬عام ًا ق�ضاها �أحمد زكي يف الدنيا‪ ،‬بد�أت‬ ‫مبيالده ع��ام ‪ 1948‬يف ال��زق��ازي��ق‪ ،‬وانتهت‬ ‫مبوته يف ‪ 27‬مار�س اذار عام ‪ 2005‬بوفاته‬ ‫يف دار الف�ؤاد مبحافظة ‪� 6‬أكتوبر‪ ،‬حمطات‬ ‫كثرية توقف عندها زكي �أ�سهمت ب�شكل غري‬ ‫مبا�شر يف �صنع �أ�سطورته‪ ،‬مل تكن قدرته‬ ‫الفذة على التقم�ص ومتكنه من مهارات الأداء‬ ‫كافيني وحدهما ل�صنع الأ� �س �ط��ورة‪ ،‬فهناك‬ ‫رواف ��د ع��دي��دة‪ ،‬بع�ضها حياتي وجمتمعي‪،‬‬ ‫م�ست �أوت��ار القلب لدى امل�صريني فتوحدوا‬ ‫معه‪.‬‬ ‫عا�ش زك��ي يتيم ًا منذ عامه الأول‪ ،‬تزوجت‬ ‫�أم ��ه وه��و بعد ج�ن�ين‪ ،‬وت��ول�ت��ه ج��دت��ه لأم��ه‪،‬‬ ‫ف�ك��ان ال���ش��رخ الأول‪ ،‬مل ي��ر وال��دت��ه �إال بعد‬ ‫بلوغه ال�سابعة‪ ،‬وقتها قبلته �سريع ًا وانطلقت‬ ‫�إىل بيت زوجها وتركته ي�صارع �آالم اليتم‬ ‫و�صقيع التفكك الأ��س��ري‪ .‬تذكر ه��ذا امل�شهد‬ ‫على ال ��دوام‪ ،‬ق�ضى طفولة مليئة بتفا�صيل‬ ‫تراجيديا �إن�سانية مكتملة‪ ،‬رغم حر�صه على‬ ‫الهدوء ومراقبة ت�صرفات النا�س‪ ،‬وا�ستغرق‬ ‫يف نوبات ال�صمت الطويلة لتجنب �أكرب قدر‬ ‫م��ن االحتكاكات وامل�شاعر ال�سلبية‪� ،‬إال �أن‬ ‫�أبرز ما �أثر فيه �أن كان الثاين دائم ًا‪ ،‬يتفوق‬ ‫يف درا�سته وي�سبق �أقرانه‪ ،‬لكن ذلك مل ي�شفع‬ ‫له �أن ي�صعد للمرتبة الأوىل يف بيت �أقاربه‪،‬‬ ‫افتقد ابتهاج الأم وفخر الأب وارت�ضى بقبلة‬ ‫جماملة يطبعها على جبينه خاله �أو زوجته‪،‬‬ ‫وهو يتمنى �أن ي�سبقه ابنه‪� ،‬أو ابت�سامة �صادقة‬ ‫من الأقارب �إعجاب ًا بتقليده �أفراد الأ�سرة يف‬ ‫�ساعات ال�سمر‪ .‬ا�ستمرت امل�آ�سي تطارد زكي‬ ‫حتى بعد �أن انت�شله الفن من ق�ضبان اليتم‪،‬‬ ‫فبعد تفوقه يف �أكادميية الفنون �أ�سند �إليه‬ ‫الدكتور ر�شاد ر�شدي دور ًا مهم ًا يف م�سرحية‬ ‫«القاهرة ب�ألف وجه»‪ ،‬واعرت�ض الفنان �سعيد‬ ‫�أبو بكر على وج��وده يف امل�سرحية‪ ،‬وكادت‬ ‫فر�صة العمر ت�ضيع لوال مت�سك ر�شدي به بعد‬ ‫مداوالت �شاقة‪ ،‬وهو ما تكرر مرة �أخرى يف‬ ‫فيلم «الكرنك»‪ ،‬عندما رف�ض مم��دوح الليثي‬ ‫م�شاركته ل�سعاد ح�سني بطولة الفيلم‪ ،‬ولعب‬ ‫ال��دور ال��ذي �أداه نور ال�شريف بدعوى عدم‬ ‫و��س��ام�ت��ه‪ ،‬خا�صة �أن �سعاد ح�سني متيمة‬ ‫اجلمال يف ذلك الوقت حتتاج لنجم «جان»‪،‬‬ ‫وقتها �أم�سك بكوب امل��اء وظ��ل ي�ضغط عليه‬ ‫بعنف وهو ال يدري حتى قطع �شرايني يده‪،‬‬ ‫و�أ�شيع �أنه حاول االنتحار‪.‬‬ ‫ا��س�ت�ط��اع زك��ي �أن ي�غ�ير م��ن م�لام��ح البطل‬ ‫النمطي لل�سينما امل�صرية‪ ،‬ن�صب نف�سه �أمري ًا‬

‫للقلوب وه��و �أ�سمر ال�ل��ون‪� ،‬أ�شعث ال�شعر‪،‬‬ ‫نحيف اجل�سم‪ ،‬عيناه منك�سرتان بثقل اليتم‪.‬‬ ‫مل تتوقف م�آ�سي زكي التي قربته من النا�س‪،‬‬ ‫حتى بعد �أن ا�ستقر على عر�ش النجومية‪،‬‬ ‫بداية من ف�شل م�شروع زواج��ه من النجمة‬ ‫ه��ال��ة ف� ��ؤاد ح�ت��ى وف��ات �ه��ا‪ ،‬و�إ�� �ص ��راره على‬ ‫العي�ش وحيد ًا حتى ال يهمل ابنه هيثم‪ ،‬ق�ضى‬ ‫�سنواته ما بني اال�ستوديوهات وحجرات‬ ‫الفنادق‪ ،‬متفرغ ًا لفنه‪ ،‬خمتلط ًا بالنا�س‪ ،‬حتى‬ ‫كانت امل�أ�ساة الأخرية بعد �إ�صابته ب�سرطان‬ ‫الرئة وموته بعد عام من املعاناة‪.‬‬ ‫�إذا كانت م�آ�سي �أحمد زكي قد م�ست قلوب‬ ‫ج�م�ه��وره‪ ،‬و��س��اع��دت على دخ��ول��ه قلوبهم‪،‬‬ ‫فهي بالطبع مل ت�صنع منه جنم ًا‪ ،‬و�إال كان‬ ‫املر�ضى والفقراء واليتامى هم «�سوبر �ستار»‬ ‫كل الع�صور‪ ،‬كانت اختيارات �أحمد زكي قد‬ ‫�شكلت بذاتها ملمح ًا مهم ًا من مالمح خلود‬ ‫جنوميته‪ ،‬ب��د�أ حياته ال�سينمائية ب���أدوار‬ ‫�صغرية ك�ـ«�أب�ن��اء ال�صمت» و«الر�صا�صة ال‬ ‫تزال يف جيبي»‪ ،‬ثم خطا خطوات مهمة يف‬ ‫«الباطنية» متفوق ًا على �أ�ستاذين كبريين‬ ‫هما حممود يا�سني وف��ري��د �شوقي‪ ،‬وحقق‬ ‫له م�سل�سل «الأي��ام» ال��ذي حكى �سرية حياة‬ ‫عميد الأدب العربي طه ح�سني انت�شار ًا غري‬ ‫م�سبوق‪ ،‬كما د�شن نف�سه بطال �أول مع �سعاد‬ ‫ح�سني يف «�شفيقة ومتويل»‪ ،‬حقق مرحلة‬ ‫االنت�شار �إذن وال �ت��واج��د‪ ،‬وج ��اءت مرحلة‬ ‫االختيار‪ ،‬ويف اختياره اع�ترف �أحمد زكي‬ ‫مبيله �إىل معادلة مربحة لكل الأطراف طوال‬ ‫م���ش��واره ال��ذي حفل ب �ـ ‪ 58‬فيلم ًا‪ ،‬فاختار‬ ‫�أعماال للتاريخ والفن و�أخرى لل�سوق ليتمكن‬ ‫م��ن �إمت���ام م���ش��روع��ه ال�سينمائي دون �أن‬ ‫يغفل مفردات ال�سوق‪ ،‬فكان «البيه البواب»‬ ‫و«�أبو الدهب»‪ ،‬و«�سواق الهامن»‪ ،‬و«البطل»‪،‬‬ ‫و«كابوريا»‪ ،‬و«م�سرت كاراتيه» لل�سوق‪.‬‬ ‫�أم ��ا «ال �ب�ريء» و«ال� �ه ��روب» و«زوج� ��ة رجل‬ ‫م �ه��م» و«ال�����س��ادات» و«احل� ��ب ف��وق ه�ضبة‬ ‫الهرم» و«�أر���ض اخل��وف» و«املدمن»‪ ،‬و«�ضد‬ ‫احلكومة»‪ ،‬و«�أن��ا ال �أك��ذب ولكني �أجتمل»‪،‬‬ ‫و«ا� �ض �ح��ك ال �� �ص��ورة تطلع ح �ل��وة» فكانت‬ ‫للتاريخ‪ ،‬و�إن مل تخذل ال�سوق �أحيان ًا‪.‬‬ ‫ك��ان �أحمد زك��ي باختياراته التي راه��ن بها‬ ‫على البقاء‪ ،‬ي��داوي ج��روح النا�س وي�سلط‬ ‫ال�ضوء على همومهم‪ ،‬م�شتبك ًا مع ال�سا�سة‬ ‫والفا�سدين وقيم املجتمع ال�سلبية‪� ،‬أو يبلغ‬ ‫مرحلة مذهلة م��ن الأداء التمثيلي �شكلت‬ ‫رافد ًا ثالث ًا ا�ستثنائي ًا من روافد الأ�سطورة‪،‬‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬

‫وهي القدرات التي �شدد عليها عمر ال�شريف‪،‬‬ ‫مثال‪ ،‬بقوله �إنه لوال عواقب اللغة لكان �أحمد‬ ‫زكي من كبار جنوم هوليوود‪.‬‬ ‫كان زكي يقر�أ كثري ًا‪ ،‬وين�صت �أكرث‪ ،‬ثم يتوحد‬ ‫مع تفا�صيل �صغرية يف مالمح ال�شخ�صية‬ ‫تخرجه عن النمطية‪ ،‬ولذلك من املمكن �أن‬ ‫يقدم �شخ�صية متكررة بتفا�صيل خمتلفة‬ ‫مثلما �أدى دور ��ض��اب��ط ال���ش��رط��ة امل�صاب‬

‫بجنون العظمة يف «زوج��ة رج��ل مهم»‪ ،‬ثم‬ ‫ال�ضابط الطامح للمثالية الناقم على الواقع‬ ‫يف «البا�شا»‪� ،‬أو ال�ضابط املزروع بني جتار‬ ‫امل �خ��درات مي��ار���س البلطجة ويقع �صريع ًا‬ ‫لق�ضية فل�سفية معقدة حول �أ�سا�س الف�ضيلة‬ ‫ه��ل ه��و ال �ق��ان��ون �أم ال���ض�م�ير‪ ،‬يف «�أر� ��ض‬ ‫اخلوف» وباملثل قدم �شخ�صية املحامي �أكرث‬ ‫من مرة دون �أي ملمح ت�شابه‪.‬‬

‫توَ حد زك��ي مع فنه‪� ،‬إىل ما يقرب اجلنون‪،‬‬ ‫مترد على املاكياج وتغلغل داخل �شخ�صياته‬ ‫ال�ع��دي��دة‪ ،‬وت���ش��رب م��ن �صفاتها �إىل درجة‬ ‫ال�ه��و���س‪�( ،‬أث �ن��اء ت�صويره فيلم ال�سادات‬ ‫�أم�سك بتالبيب املخرج حممد خان و�صرخ‬ ‫يف وج�ه��ه هاعتقلك)‪ ،‬يكفي م�شهد م�شيته‬ ‫يف م�شوار ال�ع��ودة لأول م��رة بعد التجنيد‬ ‫يف فيلم «ال�ب�ريء» �أو م�شهد االع�ت��داء على‬ ‫الفكهاين يف «زوجة رجل مهم» �أو كل م�شاهد‬ ‫«�أر���ض اخل��وف»‪ ،‬ن�سي اجلمهور �شخ�صية‬ ‫�أحمد زك��ي احلقيقية و�أع ��ادوا البحث عنها‬ ‫يف تفا�صيل �أعماله‪ ،‬كان �أكرث ما �آمله اتهامه‬ ‫ب ��أن��ه جم��رد مونولوج�ست يقلد امل�شاهري‬ ‫عندما قلد عبد النا�صر وال �� �س��ادات‪ ،‬وكان‬ ‫رده احلزين �أن��ا �أتغلغل �إىل ال�شخ�صية وال‬ ‫مانع من �أداء تفا�صيلها اخلارجية من �صوت‬ ‫و�صورة طاملا �أ�ستطيع ذل��ك‪ ،‬وك��ان النجاح‬ ‫الفني واجلماهريي �أ�صدق دليل على �صدق‬ ‫ما قاله‪.‬‬ ‫كان زكي جريئ ًا حلد خميف‪ ،‬ففي فيلم «عيون‬ ‫ال تنام» حمل �أنبوبة م�شتعلة‪ ،‬ودخل ثالجة‬ ‫املوتى يف فيلم «موعد على الع�شاء»‪ ،‬ومع‬ ‫الأداء املذهل ل�سعاد ح�سني مل�شهد اكت�شافها‬ ‫م��وت��ه ن�سيه اجلميع داخ��ل الثالجة و�سط‬ ‫رائ �ح��ة «ال �ف��ورم��ال�ين» وب�ق��اي��ا امل��وت��ى لربع‬ ‫ال�ساعة منهمكني يف الت�صفيق والإ�شادة‬ ‫ب�سعاد‪ .‬كما �ألقى بنف�سه من �سيارة م�سرعة‬ ‫يف «ط��ائ��ر ع�ل��ى ال �ط��ري��ق»‪ ،‬وق ����ص �شعره‬ ‫بطريقة غريبة يف فيلم «كابوريا»‪ ،‬ثم ما لبثت‬ ‫�أن حتولت ت�سريحة ال�شعر �إىل مو�ضة حتمل‬ ‫اال�سم ذاته‪.‬‬ ‫لكن اجلر�أة حتلى بها كثريون (حممود عبد‬ ‫العزيز مثال ظهر يف فيلم «الدنيا على جناح‬ ‫ميامة» والأكل يت�ساقط من فمه ب�شكل مقزز)‪،‬‬ ‫واالختيارات املوفقة كانت من ن�صيب فنانني‬ ‫عديدين وامل�آ�سي والعقبات عرقلت جنوم ًا‬ ‫كثريين‪ ،‬لكن �أبرز ما تركه �أحمد زكي �شبهه‬ ‫بالنا�س‪ ،‬فهو اب��ن الغالبة ال��ذي مل تغريه‬ ‫النجومية‪ ،‬مل ي�سكن ق�صر ًا‪� ،‬أو رد �سائال‪،‬‬ ‫ع�صبي مبا�شر يف انفعاالته‪ ،‬كاره لـ «اللوع»‪،‬‬ ‫كرمي ب�شهادة كل من قابله �صدفة يف كافيرتيا‬ ‫هيلتون رم�سي�س و�أ�صر على �أن يدفع ثمن‬ ‫الع�شاء دون �أن يعرفه‪ ،‬عرفوا عنه عدم تقبله‬ ‫للنقد‪ ،‬ونوبات الغ�ضب العا�صفة‪ ،‬والتفوا‬ ‫حوله يف مر�ضه‪ ،‬و�صرخوا بعد موته �أمام‬ ‫م�سجد م�صطفى حم�م��ود «ع��اي��زي��ن ن�صلي‬ ‫عليه»‪.‬‬

‫اح�������م�������د زك�����������ي م����ري����ض����ًا‬ ‫عبا�س بي�ضون‬ ‫ال �أع��رف احمد زكي اال من ال�سينما واذا كنت �أرج��و له‬ ‫ال�شفاء ف�إن ذلك بالطبع لي�س �سببا كافيا لكتابة مقال‪ ،‬لي�س‬ ‫احمد زكي الفنان �سبيلنا اىل احمد زكي الفنان‪ .‬الأمر‬ ‫بالعك�س‪ ،‬املري�ض �سبيلنا اىل الفنان‪ ،‬ف�أحمد زكي مري�ضا‬ ‫هو ككل مري�ض �آخر �أما �أحمد زكي الفنان فواحد‪.‬‬ ‫لي�ست و��س��ام��ة اح�م��د زك��ي مم��ا ي�ستحب يف ال�سينما‬ ‫امل�صرية فال�سمرة احلادقة املحروقة قلما كانت مرغوبة‬ ‫لالبطال الذين يتحدرون يف احيان كثرية من طبقات‬ ‫مي�سورة او متو�سطة‪ .‬اذا كان هيكل يروي ان ال�سادات‬ ‫كان خجوال بلونه ال�ضارب اىل ال�سواد ف�إن ت�أبي خمرجي‬ ‫ال�سينما عن هذا اللون لأبطالهم من النوع نف�سه‪ .‬احلنطي‬ ‫واال�سمر الفاحت واالبي�ض �ألوان تنم‪ ،‬بح�سب �سذاجة‬ ‫ب�صرية دارج� ��ة‪ ،‬ع��ن ا� �ص��ول ثقافية وطبقية ورمبا‬ ‫ب�سيكولوجية م�ستحبة لفتيان ال�شا�شة االول‪ ،‬مبن فيهم‬ ‫اولئك الذين يو�صفون يف االفالم ب�أنهم من فئات �شعبية‬ ‫او فقرية‪ .‬حني ال يدل اللون اىل منوذج طبقي وثقايف‬ ‫ي��دل اىل من��وذج اخ�لاق��ي او نف�سي‪ ،‬ب�ين اخللق (ب�ضم‬ ‫اخل��اء) واخل�ل��ق (بفتح اخل��اء) تطابق ن�سبي يف هذه‬ ‫ال�سينما �شبيه بذلك التطابق املفرو�ض يف ال�سينما ذاتها‬ ‫بني دخيلة املمثل‪ ،‬املفرت�ض انها خفية وحمجوبة عن‬ ‫�شركائه يف الفيلم‪ ،‬و�إم��ارات وجهه وحركاته مما ي�ؤدي‬ ‫عادة اىل مفارقه‪ ،‬فما هو حمجوب عن ال�شريك ظاهر معلن‬ ‫للمتفرج‪ ،‬ك�أن ما يراه املتفرج يف وجه املمثل هو خالف‬ ‫ما يراه املمثل ال�شريك‪ .‬لنقل انها �سذاجة ب�صرية‪ ،‬لنقل‬ ‫انها �سذاجة طبقية اي�ضا نابعة من ت�صور �أن الهيئات‬ ‫حتمل �سيماء املنبت واخللق والنف�س‪ ،‬لكنها قبل كل �شيء‬ ‫درج��ة من التغريب اذا علمنا ان اللون احل��ادق اال�سمر‬ ‫هو الغالب على امل�صريني‪ .‬هكذا ال يكون الواحد قابال‬ ‫للبطولة اال بوجه فيه �سيماء االجانب او ما يرتاءى يف‬ ‫�سذاجة ب�صرية اخرى انه �سيماء االجانب‪ .‬احمد زكي كما‬ ‫نعلم ا�سمر حادق �ضارب لل�سواد‪ ،‬وعلى الرغم من لطف‬ ‫هيئته اال انها م�ألوفة وعادية فلي�ست له مهابة عماد حمدي‬ ‫وال حالوة �شكري �سرحان وال الت�أثري البالغ لوجه عمر‬ ‫ال�شريف‪ .‬الغريب ان ابطاال ال ي�شكون من فرط اجلمال‬ ‫مثل حم�سن �سرحان مثال كانوا كذلك مبا يف وجوههم‬ ‫وقاماتهم من ترهل ذي �سمة ا�ستقراطية‪.‬‬ ‫ل��ذا ي�ع� ّل��م وج��ه اح �م��د زك��ي ع�ل��ى مقلب �آخ ��ر لل�سينما‬ ‫امل�صرية‪ .‬لقد كان احمد زكي هو البطل الأن�سب ملوجة‬ ‫الواقعية اجلديدة يف م�صر‪ ،‬انه بطل حممد خان بامتياز‪،‬‬

‫وال يكفي هنا ان نتكلم عن �شغف خان باحلياة ال�شعبية‬ ‫فهي من (تيمات) الفيلم امل�صري عموما‪ ،‬بيد ان التقدمي‬ ‫الفولكلوري وااللكرتوين احيانا لهذه احلياة هو الذي‬ ‫يختلف‪ .‬احلياة ال�شعبية لي�ست من اك�س�سوارات الفيلم‬ ‫عند خان‪ ،‬فهي عادة متنه و�أ�سا�سه ثم ان التقدمي نف�سه‬ ‫ال يبقى ميلودراميا فولكلوريا او طرائفيا‪ ،‬فهو ديناميكي‬ ‫ن �ق��دي ول�ن�ق��ل ان ��ه طبيعي ع ��ادي م�ق��اب��ل االكزوتيكي‬ ‫والطرائفي‪ ،‬احمد زكي هو يف �أدواره ال�شعبية البطل‬ ‫ال �ع��ادي ال ��ذي يعيد ل �ه��ذه احل �ي��اة ق��درت �ه��ا ع�ل��ى توليد‬ ‫اال�شكاليات واخل��و���ض يف �صراعات وط��رح اخليارات‬ ‫وامل�صائر‪ .‬لقد امتلك منذ البداية تلك القدرة على االن�سالخ‬ ‫ع��ن ال �ن �م��وذج ال�ت�م�ث�ي�ل��ي �شبه‬

‫ميكن ان نتكلم عن احمد زكي كممثل جديد او كمدر�سة‬ ‫جديدة يف التمثيل‪ ،‬بل ميكن الكالم عن احمد زكي ب�صدد‬ ‫مفهوم جديد للممثل ال�سينمائي الذي يتخل�ص كليا تقريبا‬ ‫من االرث امل�سرحي امل�صري او االرث امللحمي (اذا تذكرنا‬ ‫املطوالت امللحمية امل�صرية) كما نراه عند فريد �شوقي‬ ‫وعبدالله غيث م�ث�لا‪ .‬م��ا �صنعه اح�م��د زك��ي ه��و البطل‬ ‫(العادي) من دون �شطح ميلودرامي او ملحمي‪ ،‬وبالطبع‬ ‫من دون ترفيه فولكلوري‪� ،‬صنع البطل العادي الذي لي�س‬ ‫منطا والذي يبتكر نف�سه ويقف كل حلظة امام خياراته‪.‬‬ ‫ما كان لأحمد زكي ان يفعل ذلك لوال انه ممثل ا�ستثنائي‪.‬‬ ‫ومن ال�صعب ان جند ممثال بهذه الطاقة يف كل تاريخ‬ ‫ال�سينما امل�صرية فالعربية عموما‪ .‬احمد زك��ي بخالف‬

‫الكوميدي والنمطي للأدوار‬ ‫ال�شعبية‪ .‬اذا كنا ال نتخيل عماد حمدي يف دور فالحي‬ ‫فاننا ال نتخيل عبدالله غيث اال يف دور العمدة وامل�ستبد‬ ‫الريفي ال�شرير ونور ال�شريف يف دور روبن هود م�صري‬ ‫فالحي‪ .‬لكن احمد زكي وح��ده ميثل ال�سائق واملت�سكع‬ ‫وال�صعلوك بدون ان يتخذ لها امناطا او يجد لها امناطا‪.‬‬ ‫ان��ه ميثلها ب��دون ان ي�ك��ون ه��ذا ذا غ��ر���ض ترفيهي او‬ ‫يتجاوب مع مناذج قبلية‪ .‬ميثلها بقدرة هائلة على اعادة‬ ‫خلقها وعلى ابتكارها وعلى اب��راز جدلها وتناق�ضاتها‬ ‫وح�ضورها اخل��ا���ص‪ .‬م��ع الواقعية اجل��دي��دة امل�صرية‬

‫الفتيان االول يف ال�سينما امل�صرية ممثل ذو حرفة‬ ‫عالية جدا‪ .‬احلرفة العالية كانت يف الغالب من ن�صيب‬ ‫االدوار الثانية ال الأوىل‪ .‬ميكننا ان نتذكر على �سبيل‬ ‫املثال حممود املليجي وتوفيق الدقن و�صالح قابيل‪،‬‬ ‫واالرج��ح ان احمد زك��ي بني نادرين و�صل اىل االدوار‬ ‫االوىل بفنه ال ب�سيمائه ومظهره‪ ،‬و�صل بفنه وا�ستطاع‬ ‫فعال ان ميلي فنه على هذه االدوار‪ ،‬بل ا�ستطاع ان يعيد‬ ‫جبلها وتكوينها فتمثيل احمد زكي ميلك هذه القدرة على‬ ‫اخ��راج ال�شخ�صية من �أي �أحادية ممكنة‪ .‬لي�ست املتانة‬ ‫وال�ق��درة الفورية على ا�ستظهار ال�شخ�صية وتقدميها‬

‫بكل ح�ضورها هما فح�سب ما مييز متثيل �أحمد زكي‪،‬‬ ‫بل هناك يف نف�س الوقت هذا (اخلرق) او هذا الك�سر يف‬ ‫املثال النمطي الذي يجعل لكل �شخ�صية ميثلها فرادتها‬ ‫اخلا�صة‪ ،‬اي اىل حد كبري حريتها وليونتها الداخلية‬ ‫والقدرة على جتديد نف�سها‪.‬‬ ‫ف��رادة كانت متنح �شخ�صيات احمد زكي ظال من غرابة‬ ‫خا�صة‪ ،‬من ا�ستثنائية‪ ،‬وق��وة طابع‪ .‬ل��ذا ميكننا القول‬ ‫ان احمد زكي ممثل من نوع �آخ��ر‪ ،‬انه ال يكتفي بحرفة‬ ‫عالية كحرفة املليجي لكنه ي�ضيف اليها نكهته اخلا�صة‪،‬‬ ‫غرابته اخلا�صة التي تلون احلرفة وحتررها‪ .‬اذا كانت‬ ‫فاتن حمامة هي دائما احل�سا�سة الرقيقة‪ ،‬ونور ال�شريف‬ ‫ه��و دائ�م��ا ال�شهم‪ ،‬وحم�م��ود يا�سني ه��و ال��رائ��ق الهادئ‬ ‫فلي�س لأحمد زكي على ذلك وجه م�صاحب‪ .‬انه الن�صاب‬ ‫وال�صلعوك والربوقراطي والفتى املغوي وال�ضابط املهم‬ ‫وال�شهم و‪...‬ال��خ‪ .‬انه املمثل ال��ذي ال يقلد نف�سه والذي‬ ‫يتقم�ص كل االدوار‪ .‬مع ذلك ف�إن لأحمد زكي طابعا خا�صا‬ ‫و(غريبا) ي�ضيفه اىل كل �شخ�صياته‪ .‬دوره ال ي�صنعه‬ ‫لكنه ي�صنع دوره واذا حتدثنا عن ح�ضور عارم و�شره‬ ‫و��ش�ه��واين ومفرت�س ف�إننا ال نتحدث عنه ب�صدد نور‬ ‫ال�شريف وحممود يا�سني بقدر ما نتحدث عنه ب�صدد احمد‬ ‫زكي‪ .‬بل ان احمد زكي من القالئل الذين يذكروننا ب�أن‬ ‫قوة املمثل هي االوىل وهي اكرب من قوة الدور‪ ،‬ال نبالغ‬ ‫اذا قلنا ب�أنه من قليلني يذكروننا مبمثلني فنهم يخ�ضعنا‬ ‫بقوته‪ .‬يذكروننا على �سبيل امل�ث��ال بجاك نيكول�سون‬ ‫وانتوين هوبكنز فاالثنان هما قبل كل �شيء متثيل‪ .‬احمد‬ ‫زكي مثلهما هو قبل كل �شيء لعبه ومثلهما مدعو كل مرة‬ ‫اىل التفوق على نف�سه‪.‬‬ ‫حني لعب ال�سادات بدا احمد زكي يف دور بالغ الرتكيب‪،‬‬ ‫ففي متثيله لدور ال�سادات كان املمثل يلعب دور الرئي�س‬ ‫ال��ذي ك��ان يف ح�ضوره م�سرحيا وا�صطناعيا كممثل‪.‬‬ ‫لعب احمد زكي الدور املزدوج بل املثلث‪ ،‬كان احمد زكي‬ ‫وال�سادات واملمثل الذي يلعبه ال�سادات‪ .‬لعب احمد زكي‬ ‫بحرفة فاقت الت�صور وب�شغف هائل وفظيع‪ .‬كان هنا الفن‬ ‫ال��ذي يلتهم �صاحبه ولكن كان هنا الفن ال��ذي ي�صل اىل‬ ‫ذروة جتعله فوق الدور ورمبا‪ ،‬اىل حد ما‪ ،‬خارجه‪ .‬لعب‬ ‫زكي ال�سادات اىل حد جعل منه دمية كبرية وفانتازيا‪،‬‬ ‫ا�ضاف املمثل يف حلظة التجلي الفار�س اخلفي والتفنن‬ ‫�شبه الهذياين‪ .‬اتعبتني قوته يف الواقع‪ ،‬لكن الوا�ضح ان‬ ‫الدرامي والكوميدي كانا هنا يف اعتالق وزواج غريبني‪.‬‬ ‫نرجو ال�شفاء لأحمد زكي لكنها اي�ضا منا�سبة لنحيي اكرب‬ ‫ممثلينا ورمبا اكربهم يف كل تاريخنا ال�سينمائي‪.‬‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬


‫‪8‬‬

‫العدد (‪)2271‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬ال�سبت (‪ )8‬ت�شرين االول ‪2011‬‬

‫العدد (‪)2271‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬ال�سبت (‪ )8‬ت�شرين االول ‪2011‬‬

‫‪9‬‬

‫اف����ل���ام��������ه‬ ‫‪ 1‬ـ �أبناء ال�صمت ‪1974‬‬

‫‪ 21‬ـ النمر الأ�سود ‪1984‬‬

‫‪ 29‬ـ �أحالم هند وكاميليا ‪1988‬‬

‫‪ 48‬ـ ح�سن اللول ‪1997‬‬

‫‪ 2‬ـ بدور ‪1974‬‬

‫‪ 22‬ـ �سعد اليتيم ‪1985‬‬

‫‪ 30‬ـ زوجة رجل مهم ‪1988‬‬

‫‪ 49‬ـ البطل ‪1997‬‬

‫‪ 3‬ـ �صانع النجوم ‪1977‬‬

‫‪ 23‬ـ �شادر ال�سمك ‪1986‬‬

‫‪ 31‬ـ الدرجة الثالثة ‪1988‬‬

‫‪ 50‬ـ ه�سترييا ‪1998‬‬

‫‪ 4‬ـ �شفيقة ومتويل ‪1978‬‬

‫‪ 24‬ـ البداية ‪1986‬‬

‫‪ 32‬ـ والد الإيه ‪1989‬‬

‫‪ 51‬ـ �أر�ض اخلوف ‪1999‬‬

‫‪ 5‬ـ العمر حلظة ‪1978‬‬

‫‪ 25‬ـ احلب فوق ه�ضبة الهرم‬

‫‪ 33‬ـ البي�ضة واحلجر ‪1990‬‬

‫‪ 52‬ـ �إ�ضحك ال�صورة تطلع حلوة‬

‫‪ 6‬ـ وراء ال�شم�س ‪1978‬‬

‫‪ 10‬ـ عيون ال تنام ‪1981‬‬

‫‪1986‬‬

‫‪ 34‬ـ الإمرباطور ‪1990‬‬

‫‪ 7‬ـ �إ�سكندرية ليه ‪1979‬‬

‫‪ 11‬ـ موعد على الع�شاء ‪1981‬‬

‫‪ 26‬ـ الربيء ‪1986‬‬

‫‪ 35‬ـ كابوريا ‪1990‬‬

‫‪ 8‬ـ الباطنية ‪1980‬‬

‫‪ 12‬ـ الأقدار الدامية ‪1982‬‬

‫‪ 27‬ـ �أربعة يف مهمة ر�سمية ‪1987‬‬

‫‪ 36‬ـ امر�أة واحدة ال تكفي ‪1990‬‬

‫‪ 9‬ـ طائر على الطريق ‪1981‬‬

‫‪ 13‬ـ العوامة رقم ‪1982 70‬‬

‫‪ 28‬ـ البيه البواب ‪1987‬‬

‫‪ 37‬ـ الهروب ‪1991‬‬

‫‪ 14‬ـ االحتياط واجب ‪1983‬‬ ‫‪ 15‬ـ درب الهوى ‪1983‬‬ ‫‪ 16‬ـ املدمن ‪1983‬‬ ‫‪ 17‬ـ الليلة املوعودة ‪1984‬‬ ‫‪ 18‬ـ الراق�صة والطبال ‪1984‬‬ ‫‪ 19‬ـ التخ�شيبة ‪1984‬‬

‫‪ 38‬ـ الراعي والن�ساء ‪1991‬‬ ‫‪ 39‬ـ املخطوفة ‪1991‬‬ ‫‪ 40‬ـ �ضد احلكومة ‪1992‬‬ ‫‪ 41‬ـ البا�شا ‪1993‬‬

‫‪1999‬‬ ‫‪53‬ـ �أيام ال�سادات ‪2000‬‬ ‫‪ 54‬ـ معايل الوزير ‪2002‬‬ ‫‪ 55‬ـ حليم ‪2006‬‬

‫‪ 42‬ـ م�سرت كاراتيه ‪1993‬‬ ‫‪ 43‬ـ �سواق الهامن ‪1994‬‬ ‫‪ 44‬ـ الرجل الثالث ‪1995‬‬ ‫‪ 45‬ـ نا�صر ‪1995 56‬‬ ‫‪ 46‬ـ �إ�ستاكوزا ‪1995‬‬ ‫‪ 47‬ـ نزوة ‪1996‬‬

‫‪ 20‬ـ الربن�س ‪1984‬‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬


‫‪10‬‬

‫العدد (‪)2271‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬ال�سبت (‪ )8‬ت�شرين االول ‪2011‬‬

‫العدد (‪)2271‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬ال�سبت (‪ )8‬ت�شرين االول ‪2011‬‬

‫أح��م��د زك��ي ث��ال��ث ثالثة‬

‫كان �صمته يف "مدر�سة امل�شاغبني" �أبلغ من �شغب عادل �إمام و�سعيد �صالح ‪ ،‬وبهذا ال�صمت وحزن‬ ‫عميق يف العينني ﻻ ي�شبه �إال حزن عبد احلليم حافظ متكن �أحمد زكي "تويف ‪ 27‬مار�س ‪ "2009‬من‬ ‫ا�صطياد حمبة اجلمهور‪ .‬حزن واحد دفعت به مدينة الزقازيق على دفعتني‪ ،‬بفارق ع�شرين عام ًا‬ ‫كي يحتال حاماله النجومية‪ ،‬رغم اﻻختالف بينهما‪� .‬إذا كان عبد احلليم بادي املر�ض بينما كان‬ ‫�أحمد زكي بادي ال�صحة‪،‬لكنه يف النهاية مل ينج‪� ،‬إذا اكت�شف املر�ض اللعني ووجد امل�صريون �أنف�سهم‬ ‫�أ�سري حياة فردية واحدة يتابعون بخوف م�صريها طوال �أ�سابيع ق�ضاها احمد زكي يف امل�ست�شفي‪.‬‬

‫عزت القمحاوي‬ ‫اجلميع �صار متخ�ص�ص ًا يف املر�ض الوحيد‬ ‫الذي ﻻ ينطق امل�صريون ا�سمه‪� ،‬إمنا ي�شريون‬ ‫�إليه بـ"املر�ض الوح�ش" وهو وح�ش و�شر�س‬ ‫لأنه يتم�سك بكلمته عادة يف مواجهة الأخيار‬ ‫ف�ق��ط‪� ،‬أو ه�ك��ذا نظن لأن م��وت اﻻ� �ش��رار ﻻ‬ ‫يعنينا‪.‬مت�سكنا الخ��ر نف�س برف�ض املوت‬ ‫و�أخذنا نتابع خطوات عالج يوا�صلها �أطباء‬ ‫يائ�سون مل يجر�ؤ �أحدهم على �إعالن ي�أ�سه‪.‬‬ ‫االطباء امل�صريون الذين ﻻ تعوزهم خربة‬ ‫التعامل م��ع م��ر���ض وح����ش �أ��ص�ب��ح �شعبي ًا‬ ‫بف�ضل الطعام امل�سرطن‪� ،‬أرادوا اﻻحتماء‬ ‫بتميمة فرن�سية لفتح ثغرة وهمية يف جداء‬ ‫الي�أ�س ورمب��ا لإعفاء �أنف�سهم من م�سئولية‬ ‫التق�صري �أمامنا‪ ،‬نحن �أهل �أحمد زكي‪،‬وهكذا‬ ‫ف� ��إن ال�ف��رن���س��ي ال ��ذي ي�ست�شريه الأط �ب��اء‬ ‫امل�صريون يومي ًا �صار �شهري ًا يف كل بيت‬ ‫با�سمه املفرد "�شيفالييه" هكذا بب�ساطة ك�أننا‬ ‫نتحدث عن واحد من العائلة‪.‬‬ ‫انتزع �أحمد زكي له ولنا م�ساحة يومية من‬ ‫�صحف ﻻ تخ�صنا منذ زم��ن ط��وي��ل‪� ،‬أحمد‬ ‫زكي �أكل اليوم ربع فرخة‪� ،‬أحمد زكي طلب‬ ‫كيلو ك �ب��اب م��ن امل�ط�ع��م ال �ف�لاين‪ ،‬و�أ�صبح‬ ‫اخل�ل�اف ب�ين �أن ي�ك��ون �أك ��ل رب��ع ف��رخ��ة �أم‬ ‫طلب كيلو كباب ومل ي�أكله‪ ،‬ت�أ�سي�س ًا جديد ًا‬ ‫لثقافة اﻻخ�ت�لاف لكنها لال�سف مبنية على‬ ‫الغ�ش‪،‬متام ًا مثل مزاعم اال�صالح!‬ ‫امل�ح��ررون الفنيون تركوا �أنف�سهم را�ضني‬ ‫لإدع��اءات عمال اخلدمة يف امل�ست�شفي رغم‬ ‫�أنهم يعرفون ب��أن اجل�سد مل يكن يقدر على‬ ‫تلقي �أكرث من االك�سجني النقي‪.‬‬ ‫�أحمد زكي الذي �أعاد متثيل حياة عبد احلليم‬ ‫حافظ جرجر �أحزاننا على حليم‪ ،‬وهما مع ًا ﻻ‬ ‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬

‫ميكن �إال �أن يعيدا �سعاد ح�سني‪،‬التي مل ت�أت‬ ‫مثل الرجلني من املحافظة نف�سها ومل ت�سبح‬ ‫يف الرتع ذاتها التي �أعطتهما بلهار�سيا قتلت‬ ‫اﻻول وادخرت الثاين لل�سرطان‪.‬‬ ‫الفتيان وقعا يف حب الفتاة‪ ،‬وللثالثة عيون‬ ‫�ضاحكة تخبىء داخ�ل�ه��ا للح�سا�سني فقط‬ ‫مئونة من احلزن �شفافة ونبيلة‪� ،‬أو هي يف‬ ‫اﻻ�صل حزينة تعلمت ال�ضحك فقط ع�شان‬ ‫ال�صورة تطلع حلوة‪.‬‬ ‫رمب��ا يختلف عبد احلليم عنهما ب ��أن بكاء‬ ‫عينيه كان ي�سبق �ضحكهما‪ ،‬كان حزنه مبذوﻻ‬ ‫ويتمه ومر�ضه كان م�شهرين يف مواجهة من‬ ‫يتطلع �إيل وج�ه��ه‪ ،‬مثلما يفعل طفل �شديد‬ ‫الت�أنيب لوالديه علي �إهمالهم له ذات يوم‪،‬‬ ‫بينما �أخفت �سعاد و�أخفي �أحمد زكي حزنهما‬ ‫كما لو كان �سر ًا عزيز ًا‪.‬‬ ‫ال�ث�لاث��ة تبناهم ال�ع�ب�ق��ري � �ص�لاح جاهني‪،‬‬ ‫وبعد رحيل حليم مل يعد له �إال "هو وهي"‬ ‫�أحمد و�سعاد فقدمهما يف �سيناريو و�أغنيات‬ ‫حلقات "هو وهي" التلفزيونية عن ق�ص�ص‬ ‫�سناء البي�سي ‪.‬‬ ‫ك��ان ظهورهما مع ًا يف تلك احللقات بهجة‬ ‫للحوا�س ‪.‬والعنوان �أك�ثر من دال لأننا لو‬ ‫�شئنا �إق��ام��ة ن�صب ل�ل�أن��وث��ة امل�صرية فلن‬ ‫يكون غري �سعاد‪،‬وباملثل ﻻ ميكن �أن يكون‬ ‫منوذج الذكر غري �أحمد زكي ب�شعره اﻻكرت‬ ‫و�سمرته املتو�سطة التي توحد جنوب م�صر‬ ‫ب�شمالها‪.‬‬ ‫حلليم و�سعاد و�أحمد حيوات عادية مثلنا‪،‬هم‬ ‫جم� ��رد "هو وهي" مل ي � �غ� ��ادروا احل��ال��ة‬ ‫الب�شرية الأر� �ض �ي��ة‪،‬وه��م م��ن ب�ين الفنانني‬ ‫جميع ًا املعروفني ب�أ�سمائهم‪ .‬ويف �ألقابهم‬

‫‪11‬‬

‫التي �إنب�سقت من بني النا�س توا�ضع ظاهر‬ ‫واحتفاء بب�شريتهم وفرديتهم‪"،‬العندليب"‬ ‫ولي�س �سلطان ال �ط��رب م �ث� ً‬ ‫لا‪�" ،‬سندريال"‬ ‫ولي�س �سيدة �أو جنمة ال�شا�شة �أو اجلماهري‪،‬‬ ‫و�أح �م��د زك��ي ه��و اﻻ��س��م ذات��ه وب��ال�ك��اد فهو‬ ‫الفتى اﻻ�سمر‪ ،‬ﻻ وح�ش ال�شا�شة وﻻ الزعيم‪..‬‬ ‫كل منهم م�سيحنا الذي حتمل عنا االالم علي‬ ‫�صليب اليتم والوحدة �أو الوحدة دون يتم ثم‬ ‫املر�ض‪.‬‬ ‫قبل �شهر واح��د من فاجعة اكت�شاف مر�ضه‬ ‫ر�أيته‪ ،‬كان وحيد ًا علي الطاولة املجاورة يل‪،‬‬ ‫يف مقهي اجلريون يحاور مثلي ال�شي�شة يف‬ ‫�صمت‪ ،‬مل �أجد بنف�سي حاجة لأن احييه رغم‬ ‫حبي ل��ه‪ ،‬ورغ��م �أن��ه ﻻ يعاين من اﻻنتفا�ش‬ ‫الكريه ال��ذي يعانيه بع�ض النجوم ويجعل‬ ‫التكرب عليهم �صدقة‪.‬‬ ‫ظللت يف �صمتي �أنتظر �أ�صدقاء ت�أخروا‪،‬وهو‬ ‫كذلك كان يرعي �صمته‪،‬ويف عينيه رغم �ضوء‬ ‫املقهي اخلافت يلمع احلنان نف�سه الذي كان‬ ‫يف عيني "�أحمد ال�شاعر" ‪.‬‬ ‫ك��ان دوره يف امل�سرحية ال�ت��ي �أط�ل�ق��ت كل‬ ‫جنومها "مدر�سة امل�شاغبني" �أن يجل�س‬ ‫خجو ًال ملموم ًا على نف�سه يف اخ��ر الف�صل‬ ‫ي �ح��اول ال�ن�ج��اح ب�ين ط�ل�اب ف�صله كثريي‬ ‫ال�صخب ‪ :‬ع��ادل �إمام‪�،‬سعيد �صالح‪ ،‬يون�س‬ ‫�شلبي‪ ،‬واملعلمة التي خ�سرها الفن امل�صري‬ ‫�سهري البابلي‪ .‬وهو بهاتني العينني فقط لأنه‬ ‫مل يكن يتحرك �أو يتكلم ا�ستطاع �أن يكون‬ ‫موجود ًا بقوة‪.‬‬ ‫ف �ق��ط ك ��ان ي�ن�ظ��ر وق ��د ظ��ل ه �ك��ذا ح �ت��ى لو‬ ‫تكلم وتعارك و�أطلق الر�صا�ص يف �أعماله‬ ‫اﻻخري‪ ،‬ظل ال�سر يف عينيه القريبتني جد ًا‬ ‫ال�صادقتني جد ًا املقنعتني دائم ًا‪.‬‬ ‫ع��ا���ش ليكون املمثل امل �ح�ترف ال ��ذي يرتك‬ ‫لل�سيناري�ست عمله وللمخرج عمله‪ ،‬ولي�س‬ ‫الطاغية الذي يحرك كل �شىء لذلك فقد كان‬ ‫الوحيد ال��ذي عرب حمنة ال�سينما اجلديدة‪،‬‬ ‫وقد ع�صفت بكل �أبناء جيله‪ .‬على �أن ال�سر‬ ‫ﻻ يكمن يف التوا�ضع فقط بكل ت�أكيد‪ ،‬ف�أحمد‬ ‫زكي نوع نادر من املمثلني ﻻ يقف ب�إتقانه عند‬ ‫حدود تقم�صه للدور يف الرواية‪ ،‬بل يتعداه‬ ‫�إيل تلب�س روح امل�شاهد نف�سه‪ ،‬الذي ﻻ يعود‬ ‫متفرج ًا على‪ ،‬بل م�شارك ًا يف العمل ‪...‬هذا‬ ‫التعدي بالتقم�ص جعله واقف ًا على قدميه مل‬ ‫ينهزم �إال �أمام املر�ض الوح�ش‪.‬‬ ‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬


‫‪12‬‬

‫العدد (‪)2271‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬ال�سبت (‪ )8‬ت�شرين االول ‪2011‬‬

‫العدد (‪)2271‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬ال�سبت (‪ )8‬ت�شرين االول ‪2011‬‬

‫‪13‬‬

‫عاش أحمد زكي ‪ ..‬البريء‬

‫مينا ممدوح‬ ‫‪ 27‬مار�س ‪ 2005‬يوم لن ميحى من الذاكرة‬ ‫�إن��ه اليوم ال��ذي رحل فيه الفنان العمالق‬ ‫�أح�م��د زك��ي ال��ذي مل ت�ستطع الآل �ق��اب �أن‬ ‫ت�صفه �أو تتعلق به فهو �أبرز ممثلي م�صر‬ ‫منذ ال�سبعينات حتى الآن و ه��و الذي‬ ‫مل يختلف على موهبته كل مناف�سيه من‬ ‫جنوم �أخرين و هو الذي ابكى يف رحيله‬ ‫م�صر كلها‪.‬‬

‫بدايات متعثـرة‪:‬‬

‫قد اليعرف الكثريون �أن �أحمد زكي واجه‬ ‫�صعوبات كثرية يف بداية طريقه الفنى‬ ‫فقد ر�سب �أكرث من مرة يف �إمتحان القبول‬ ‫مبعهد ال�ف�ن��ون امل�سرحية و ق��د ق��ال هو‬ ‫�شخ�صي ًا عن ذلك �أن اع�ضاء اللجنة كانوا‬ ‫يتجاهلونه و يتحدثون فيما بينهم بينما‬ ‫هو ي�ؤدي دور ًا �أمامهم‪.‬‬

‫لكن االل�ت�ح��اق باملعهد و ال�ت�ف��وق فيه مل‬ ‫يكن نهاية امل�ط��اف فقد رف�ض الكثري من‬ ‫املخريجني و املنتجني التعاقد معه بحجة‬ ‫�أنه ال يحمل موا�صفات فتى ال�شا�شة فهو‬ ‫�أ��س�م��ر ه��زي��ل اجل���س��د ال يحمل ق���در ًا من‬ ‫الو�سامة املطلوبة و مل يكن ن�صيبه يف‬ ‫ال�سنوات الآوىل �سوى �أدوار هام�شية‬ ‫ثانوية مل يكن له ر�أي يف �إختيارها‪.‬‬ ‫فقدم �أدوار ًا ب�سيطة يف عدد من امل�سرحيات‬ ‫م��ع �سعيد ��ص��ال��ح م�ن�ه��ا ه��ال�ل��و �شلبى و‬ ‫م��در��س��ة امل�شاغبني و رغ��م �سطوة البعد‬ ‫التجارى على هذه العرو�ض و �إعتمادها‬ ‫على الكوميديا اللفظية �إال �أن �أحمد زكي‬ ‫�إ�ستطاع �أن يتنف�س متثيلي ًا و��س��ط هذا‬ ‫الزحام و يعرب عن نف�سه‪.‬‬

‫التليفزيون‪:‬‬

‫مل تكن ال�سينما ج��اه��زة بعد لإ�ستقبال‬ ‫�أحمد زكي فقدم عدد من الآدوار الب�سيطة‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬

‫تليفيزني ًا م�ث��ل �أدواره يف م�سل�سالت‬ ‫"الل�سان املر" "الغ�ضب" و "الرجل الذي‬ ‫ف�ق��د ذاك��رت��ه مرتني" و "�أنهار امللح" و‬ ‫"�أيام من املا�ضي" حتى جاء تر�شيحه من‬ ‫قبل املخرج الكبري يحيى العلمى لتج�سيد‬ ‫�شخ�صية ط��ه ح�سني يف م�سل�سل الآي��ام‬ ‫و ذل��ك بعد �إع�ت��ذار حممود يا�سني و نور‬ ‫ال�شريف و عزت العاليلى عنه و رغم رف�ض‬ ‫اجلهات الإنتاجية يف البداية بحجة �أن‬ ‫�أحمد زكي غري جاهز لآداء دور البطولة‬ ‫مل�سل�سل بهذا احلجم �إىل �أنه �أمام �إ�صرار‬ ‫يحيى العلمى فاز �أحمد زكي بالدور الذي‬ ‫حقق له �شهرة و جناح و جوائز و الآهم‬ ‫�أنه رد على كل امل�شككني يف موهبته الفذة‬ ‫و يف معر�ض حديثنا عن �أعمال �أحمد زكي‬ ‫التليفزيونية ال ميكن �أن نن�سى دوره يف‬ ‫م�سل�سل هو و هى ال�شهري الذي كتبه �صالح‬ ‫جاهني و �شاركته البطولة �سعاد ح�سنى يف‬ ‫�أخ��ر �أعمالها التليفزيونية و كذلك الفيلم‬ ‫التليفزيونى انا ال �أكذب ولكنى �أجتمل ‪.‬‬

‫ال�سينما ‪:‬‬

‫ق��دم �أح�م��د زك��ي لل�سينما ‪ 77‬فيلم تلون‬ ‫فيهم بكل الآل ��وان فقدم �أف�ل�ام احل��رك��ة و‬ ‫الت�شويق مثلما فعل يف الإم�ب�راط��ور و‬ ‫البا�شا و رائعته الهروب و قدم الكوميديا‬ ‫يف البيه البواب و �أربعة يف مهمة ر�سمية‬ ‫و ق� ��دم ال�ن�ق��د الإج �ت �م��اع��ى يف �إ�ضحك‬ ‫ال�صورة تطلع حلوة البي�ضة و احلجر‬ ‫و زوج��ة رج��ل مهم ال��ذي رف�ضته اجلهات‬ ‫ال��رق��اب�ي��ة �أك�ث�ر م��ن م��رة بحجة الإ� �س��اءة‬ ‫�إىل رجال ال�شرطة حتى عر�ض و جنح و‬ ‫�أ�صبح يدر�س الآن يف �أكادميية ال�شرطة‬ ‫بو�صفه مثال حى لتجاوز رجال ال�شرطة و‬ ‫قدم ال�سينما الفكرية مع داوود عبدال�سيد‬ ‫يف �أر���ض اخل��وف و قدم ال�سينما احلاملة‬ ‫يف هي�سترييا مع عادل �أدي��ب و قدم النقد‬ ‫ال�سيا�سى يف الفيلم اال�أكرث من رائع البداية‬ ‫كما قدم �ضد احلكومة و الربىء و معاىل‬ ‫الوزير و ال��ذي ي��دور ح��ول ق�صة حقيقية‬ ‫لوزير عني عن طريق ت�شابه الآ�سماء �أما‬

‫عن الآف�لام الوطنية فحدث و ال حرج فقد‬ ‫ج�سد �شخ�صية الرئي�س الراحل جمال عبد‬ ‫النا�صر يف فيلم نا�صر ‪ 56‬و ج�سد ب�إقتدار‬ ‫�شخ�صية الرئي�س الراحل �أن��ور ال�سادات‬ ‫يف فيلم �أي��ام ال�سادات كما قدم من قبلهم‬ ‫�أبناء ال�صمت ‪.‬‬ ‫وختم م�شوراه بتحقيق احللم الذي طاملا‬ ‫راوده بتج�سيد �شخ�صية عبداحلليم حافظ‬ ‫يف فيلم حليم ال��ذي مثله و ه��و يف قمة‬ ‫املر�ض و �إ�ستكمل ت�صويره بعد وفاته �إبنه‬ ‫هيثم زكي ‪.‬‬ ‫قد ال يكون مقال كايف للتحدث عن م�شوار‬ ‫�أحمد زكي ال�سينمائى الذي ثار على مفهوم‬ ‫النجم و دك من اال�سا�س ح�صون الو�سامة‬ ‫ك�شرط للنجاح و كتب لنف�سه ب�إجتهاد‬ ‫ف�صول نا�صعة يف تاريخ الفن امل�صرى ‪.‬‬

‫اجلوائز و التكرميات‪:‬‬

‫ق��د ال ي �ك��ون ه �ن��اك �إح �� �ص��اء ج��ام��ع لكل‬ ‫اجلوائز و الآو�سمة و �شهادت التقدير و‬

‫عدد مرات التى كرم فيها �أحمد زكي و قد‬ ‫ت�ك��وم حم��اول��ة احل�صر م�ضنية و و غري‬ ‫دقيقة و الأ��ص��ح ه��و ال�ق��ول ب ��أن ك��ل دور‬ ‫قام به يف �أى عمل فنى ح�صل على �أكرث‬ ‫من جائزة من �أكرث من جهة و مهرجان و‬ ‫على �سبيل املثال و احل�صر ح�صل �أحمد‬ ‫زكي على‪:‬‬ ‫جائزة مهرجان القاهرة ال�سينمائي الدويل‬ ‫عن فيلم "طائر على الطريق"‪.‬‬ ‫ج��ائ��زة جمعية الفيلم ع��ن فيلم "عيون ال‬ ‫تنام"‪.‬‬ ‫جائزة مهرجان اال�سكندرية عام ‪1989‬عن‬ ‫فيلم "امر�أة واحدة ال تكفي"‪.‬‬ ‫جائزة مهرجان القاهرة ال�سينمائي الدويل‬ ‫عام ‪1990‬عن فيلم "كابوريا"‪.‬‬ ‫ج��ائ��زة م��ن مهرجان القاهرة ال�سينمائي‬ ‫ال� ��دويل ع ��ام ‪ 2002‬ع��ن فيلمه "معايل‬ ‫الوزير"‪.‬‬ ‫مت تكرمي ا�سم الفنان �أحمد زكي يف حفل‬ ‫افتتاح مهرجان القاهرة ال�سينمائي الدويل‬

‫التا�سع والع�شرين عام ‪.2005‬‬ ‫اخ��ت��ار ال���س�ي�ن�م��ائ�ي��ون ��س�ت��ة �أف �ل��ام قام‬ ‫ببطولتها �أو �شارك فيها الفنان �أحمد زكي‬ ‫�ضمن قائمة �أف�ضل مئة فيلم يف تاريخ‬ ‫ال�سينما امل�صرية يف االح�ت�ف��ال مبئوية‬ ‫ال�سينما العاملية عام ‪( 1996‬زوج��ة رجل‬ ‫مهم‪ ،‬والربيء‪� ،‬أحالم هند وكاميليا‪ ،‬احلب‬ ‫فوق ه�ضبة الهرم‪� ،‬إ�سكندرية ليه و�أبناء‬ ‫ال�صمت)‪.‬‬ ‫جائزة �أح�سن ممثل عن فيلم �أيام ال�سادات‬ ‫عام ‪2001‬‬ ‫ق �ل��ده ال��رئ�ي����س ال���س��اب��ق ح�سني مبارك‬ ‫و� �س��ام ال �ع �ل��وم وال �ف �ن��ون م��ن الطبقتني‬ ‫الأوىل والثانيةعن دوره يف فيلم "�أيام‬ ‫ال�سادات"‪.‬‬

‫من �أقواله‪:‬‬

‫اك�ث�ر م��ا �أك��ره��ه ه��م ال �ن��ا���س ذو العيون‬ ‫الزجاجية مثل عيون ال�سمك التي ال تعرب‬ ‫عن اي �شيء‪.‬‬

‫ال �أحب كلمة جنم عندما �أقر�أ ا�سماء النجوم‬ ‫�أجد ا�سمي "حم�شورا" بينهم رغم �أين مل‬ ‫ادعي اين جنم و�أنا ممثل فقط ‪.‬‬ ‫�أرى ان ت��رت��دي ال�ك��رة الأر��ض�ي��ة قمي�صا‬ ‫�أبي�ض زي بتاع املجانني الن مايحدث يف‬ ‫كل مكان بالعامل من دم��ار ي�ؤكد ان العامل‬ ‫ا�صابته لوثة عقلية ‪.‬‬ ‫ان��ا م�ث��ل ��س��ائ��ق التاك�سي ع�ن��دم��ا يك�سب‬ ‫ع�شرين جنيها ي�صرفها وعندما تنفذ نقوده‬ ‫يعود للعمل‪.‬‬

‫موقفه من ثورة ‪ 25‬يناير‪:‬‬

‫�إجتهد البع�ض يف خ�ضم ال�ث��ورة للربط‬ ‫بينها و بني رموز الفن و املعار�ضة التى مل‬ ‫متهلهم االقدار الفر�صة للم�شاركة يف ثورة‬ ‫يناير فذكرت �أ�سماء �أ�سامة �أنور عكا�شة و‬ ‫غريه من فنانني عار�ضوا النظام و عانوا‬ ‫من ويالته لكن الآكيد و دون �أى �شك �أن‬ ‫�أح �م��د زك ��ي ك ��ان ث ��ورى مب�ف�ه��وم الرجل‬ ‫الب�سيط غري املهتم بال�سيا�سة فاليوم نتذكر‬

‫جميعا م�شهد النهاية يف فيلم �ضد احلكومة‬ ‫و �أحمد زكي يهتف كلنا فا�سدون حتى لو‬ ‫بال�صمت �أنا ال �أ�ستثنى �أحدا و من ين�سى‬ ‫نهاية فيلم الربىء اال�صلية التى يقتل فيها‬ ‫حممود عبد العزيز قائد املعتقل الفا�سد‬ ‫و من ين�سى دوره يف فيلم البداية و هو‬ ‫يتحدث عن الدميوقراطية و يواجه ظلم‬ ‫احلاكم امل�ستبد الذي ي�ستغل جهل ال�شعب‬ ‫كى يحقق �أطماعه يف ال�سلطة ‪.‬‬ ‫و ه ��و ي �ت �ح��دث ع ��ن ن �ف �� �س��ه يف �إح� ��دى‬ ‫احل��وارت قائ ًال ‪� :‬أنا ال �أجيد الفل�سفة وال‬ ‫العلوم العوي�صة‪� ..‬أن��ا رج��ل ب�سيط جد ًا‬ ‫لديه �أحا�سي�س يريد التعبري عنها‪ ..‬ل�ست‬ ‫رج��ل ذو م��ذه��ب �سيا�سي وال غ�ي�ره‪� ،‬أنا‬ ‫�إن�سان ممثل يبحث عن و�سائل للتعبري عن‬ ‫الإن�سان‪ .‬الإن�سان يف هذا الع�صر يعي�ش‬ ‫و�سط عوا�صف م��ن امل��ادي��ات اجلنونية‪،‬‬ ‫وال�سينما يف ب�لادن��ا ت�ظ��ل ت�ت�ط��رق �إليه‬ ‫ب�سطحية‪ .‬ه��ديف هو �إب��ن �آدم‪ ،‬ت�شريحه‪،‬‬ ‫ال�سري ورائه‪ ،‬مالحقته‪ ،‬الك�شف عما وراء‬

‫ال�ك�ل�م��ات‪ ،‬م��اه��و خلف احل ��وار املبا�شر‪.‬‬ ‫الإن�سان ومتناق�ضاته‪� ،‬أي �إن�سان‪.‬‬

‫املر�ض و الوفاة‪:‬‬

‫ت��ويف يف ال�سابع و الع�شرين من مار�س‬ ‫اذار عام ‪ 2005‬بعد رحلة حتدى للمر�ض‬ ‫ال�سرطان يف يوم م�شهود بكت فيه م�صر‬ ‫عن بكرة ابيها‪.‬‬

‫و يف النهاية‪:‬‬

‫قد ال تكون هناك كلمات ت�صف و تن�صف‬ ‫�أح �م��د زك��ي ف�ه��و خ�ج��ول ج ��رىء ب�سيط‬ ‫فيل�سوف جنم �أث��ر ال��وح��دة ط��وال حياته‬ ‫بني يتم و جتربة زواج �سريعة ك�سب حب‬ ‫و �إعجاب املاليني من الب�سطاء و املثقفني‬ ‫و النقاد و املفكرين ر�أي يف التمثيل خداع‬ ‫و ك��ذب وق ��ال �أن ��ا ال مي�ث��ل �إمن ��ا �أتقم�ص‬ ‫ال�شخ�صية و �أقدمها للجمهور فهو ال�صادق‬ ‫ال�برىء ال��ذي �إخ�ترق قلوبنا و عقلونا و‬ ‫م�سبيني ال منلك �سوى �أن ن�صفق له‪.‬‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬


‫‪14‬‬

‫العدد (‪)2271‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬ال�سبت (‪ )8‬ت�شرين االول ‪2011‬‬

‫العدد (‪)2271‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬ال�سبت (‪ )8‬ت�شرين االول ‪2011‬‬

‫رغم اعتقاد الكثريين ب�أن العاطفة مل يكن لها م�ساحة كبرية يف حياة �أحمد زكي ب�سبب ان�شغاله‬ ‫بالدخول من فيلم �إىل �آخر خالل م�شواره الفنى الإ �أن املفاج�أة كانت يف وجود �أكرث من ق�صة حب‬ ‫يف حياته ح�سبما روى ابن خاله الفنان �سمري عبد املنعم �أولها كان مع ابنة بلدته "فلة" بنت‬ ‫الذوات الأر�ستقراطية التي ع�شقها زكي يف عمر الرابعة ع�شر حيث كان �صديق ًا ل�شقيقها‪ ،‬وكثرياً‬ ‫ما كان يلتقى بها �أثناء ذهابه �إىل ال�سرايا التي كانوا ي�سكنون بها‪ ،‬وعندما �صرح الفنان بحبه وقرر‬ ‫االرتباط بالفتاة مل يلق �إال كل هجوم نظراً لوجود فوارق اجتماعية بينه وبني حبيبته ورغم‬ ‫فراقهما ظلت عالقتهما موجودة حتى وفاته‪ ،‬و�إن حتولت ‪ -‬فيما بعد ‪� -‬إىل �صداقة ظلت بعد انتقال‬ ‫�أحمد زكي �إىل القاهرة والتحاقه مبعهد الفنون امل�سرحية وقع يف حب �إحدى زميالته التي رافقته‬ ‫طوال فرتة الدرا�سة‪ ،‬وكان يق�ضى �أغلب وقته معها يف املكان املف�ضل لديهما وهو م�صر اجلديدة‬ ‫وعندما جاءت اللحظة احلا�سمة وطلبت االرتباط الر�سمى رف�ض �أحمد زكي نظراً للظروف املادية‬ ‫ال�صعبة التي كان مير بها الأمر الذي جعله يقرر االبتعاد عنها لكى تبد�أ حياة جديدة مع �شخ�ص‬ ‫غريه‪ .‬وجاءت الفنانة هالة ف�ؤاد لتكمل حلم �أحمد زكي الذي ر�سمه يف خياله‪ ،‬فلم تكن جمرد حب‬ ‫عادى يف حياته بل كان ير�سم مالحمها يف خياله لأنه كان يحلم بفتاة خمتلفة يف �شكلها عن مالحمه‬ ‫ووجد ذلك فيها ذلك من �شعرها الناعم‪ ،‬وعينيها الهادئتني‪ ،‬وبيا�ض ب�شرتها ومل ي�ستطع زكي �إخفاء‬ ‫حبه يف قلبه كثرياً و�سريع ًا ماكلله بالزواج لكن زاوجهما مل ميكث طويال فبعد �إجنابهما هيثم ظهر‬ ‫كثري من اخلالفات انتهت بانف�صالهما لكن هالة مل تخرج من قلبه وعا�ش بح�سرته عليها‪ ،‬وبدى‬ ‫هذا وا�ضح ًا بعد زواجها حيث اعرتف يف �أكرث من حوار تلفزيونى ب�أنه نادم على طريقة تعامله معها‬ ‫وعانى كثريا بعد وفاتها رغـدة هي �آخر الن�ساء يف حياة الفنان الراحل حيث كان كثري الإعجاب‬ ‫ب�شخ�صيتها ب�سبب مالمح القوة التي متيزها حيث مل تكن تخ�شى �أى �شئ �إ�ضافة �إىل وطنيتها‬ ‫و�أفكارها املتحررة‪ ،‬وعندما اقرتب منها اكت�شف بداخلها وجه �آخر لهذه املر�أة حيث متتعها بدرجة‬ ‫كبرية من الطيبة والرقة لكن ان�شغاله باحلياة الفنية حرمه من االرتباط بها رغـدة هي املر�أة‬ ‫الوحيدة التي �سمح لها زكي مبرافقتها له �أثناء مر�ضه و�إقامته يف امل�ست�شفي حتى �أنها تركت منزلها‬ ‫وظلت بجواره لتقوم برعايته‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫رئي�س جمل�س الإدارة‬ ‫رئي�س التحرير‬

‫أربعة نساء في حياة احمد زكي‬ ‫ك��ان احمد زك��ي جنما رغ��م اختالف �صورة النجم‪.‬‬ ‫وه��و م��ا لفت االن �ظ��ار ال�ي��ه ح�ين � �ش��ارك م��ع جنوم‬ ‫الكوميديا يف م�سرحية "مدر�سة امل�شاغبني" وقام‬ ‫بدور ال�شاب الب�سيط "غري امل�شاغب" الذي ي�ستعني‬ ‫به "امل�شاغب االكرب" يف املدر�سة ـ عادل امام ‪ ،‬لكي‬ ‫يكتب له ق�صيدة رومان�سية اىل حبيبته‪ .‬كان دوره‬ ‫يف "امل�شاغبني" قليال ‪ ،‬لكنه لفت االنظار و�سرعان‬ ‫ما حتول اىل بطل وجنم تتناف�س االفالم مل�شاركته‬ ‫فيها‪.‬‬ ‫ومل يعتمد احمد زكي على و�سامته ‪ ،‬كما كانت العادة‬ ‫يف اجتاهات ال�سينما العربية ‪ ،‬وا�ستطاع ان ي�شكل‬ ‫مدر�سة يف االداء امل�سرحي وال�سينمائي‪.‬‬ ‫وع ��ا� ��ش ال �ف �ت��ى اال�سمر‬ ‫يف غ��رف��ة يف ف �ن��دق بعد‬ ‫رحيل زوجته املمثلة هالة‬ ‫ف� ��ؤاد وال �ت��ي اجن��ب منها‬ ‫ول��ده �م��ا ال��وح �ي��د هيثم‪.‬‬ ‫وك��ان مي�ضي ع��دة �شهور‬ ‫يف التح�ضري لل�شخ�صيات‬ ‫التي يج�سدها‪ .‬وكان مق ّال‬ ‫يف اع �م��ال��ه ال�سينمائية‬ ‫و�شارك البطولة مع ابرز‬ ‫جن�م��ات ال�سينما‪� :‬سعاد‬ ‫ح�سني وي���س��را وجنالء‬ ‫ف �ت �ح��ي وم ��دي� �ح ��ة كامل‬ ‫وغ�ي��ره� ��ن م� ��ن جن �م��ات‬ ‫ال�شا�شة العربية‪ .‬كما قدم القليل من االعمال الدرامية‬ ‫ابرزها جت�سيده لدور عميد االدب العربي طه ح�سني‬ ‫يف م�سل�سل "االيام" ‪ ،‬كما قدم مع �سندريال ال�شا�شة‬ ‫�سعاد ح�سني حلقات م�سل�سل "هو وهي"‪ .‬بينما‬ ‫ق��دم للم�سرح م�سرحية "العيال كربت" و"مدر�سة‬ ‫امل�شاغبني"‪.‬‬ ‫واعترب كثري من االعالميني واملثقفني وفاة احمد زكي‬ ‫مبثابة خ�سارة كبرية لكونه مل يع�ش اكرث من (‪)56‬‬ ‫عاما فقط‪ .‬وهنا ن�شري اىل ما قاله االعالمي عماد‬ ‫الدين اديب الذي انتج له فيلمه االخري "حليم"‪:‬‬ ‫"�أنه قاتل حتى النهاية وف��ى كل م��رة كنا نتوقع‬

‫م�����ل�����ي�����ون رس�����ال�����ة‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬

‫نهايته التى ك��ان الطب يعلمها جيدا ك��ان يعود من‬ ‫جديد ويقول "�أنا قاعد على قلبكوا" ‪.‬‬ ‫وك��ان يطمئن على العمل فى فيلم "حليم" واملدى‬ ‫الذي و�صلنا �إليه وعن اللحظات الأخرية قبل دخوله‬ ‫يف الغيبوبة‪ .‬وا� �ض��اف ع�م��اد �أدي ��ب �أن��ه قبل يدي‬ ‫�أحمد زك��ي فجذبه �أحمد زك��ي من ر�أ��س��ه وو�ضعها‬ ‫على �صدره و�أو�صاه بعدة �أ�شياء ‪ ،‬وقال �أنه اعتاد‬ ‫فى الأيام الأخرية ا�ستقبال ال�شيوخ وقراءة القر�آن‬ ‫الكرمي و�أن��ه �صلى اجلمعة ال�سابقة �صالة اجلمعة‬ ‫جماعة قبل الدخول يف الغيبوبة ‪.‬‬ ‫ك��ان ال�ف�ن��ان ال��راح��ل اح�م��د زك��ي ق��د تعر�ض خالل‬ ‫قيامه بت�صوير فيلم عن الفنان عبد احلليم حافظ‬ ‫الذي كتب له ال�سيناريو حمفوظ عبد الرحمن وقام‬ ‫ب�إخراجه �شريف عرفة اىل جلطات يف اوردة الركبة‬ ‫وال�ساقني اال انه كان يعود ال�ستكمال الت�صوير الذي‬ ‫انهى منه ما يقارب ‪ 90%‬من امل�شاهد التي يت�ضمنها‬ ‫الفيلم با�ستثناء م�شهد ال��وف��اة‪ .‬وك��ان��ت ال�شركة‬ ‫املنتجة (ج��ود نيوز) اقامت حفال حا�شدا مبنا�سبة‬ ‫بداية ت�صوير الفيلم ح�ضره غالبية جنوم ال�سينما‬ ‫امل�صريني وبع�ض النجوم العرب وكانت منا�سبة‬ ‫الظهار احلب الذي يكنه ا�صدقا�ؤه وزمال�ؤه‪.‬‬ ‫ويف ال�ك�ل�م��ات االخ�ي�رة للنجم ال��راح��ل ق��ال "�إنه‬ ‫ا�ستعان يف معركة املر�ض ال�شر�سة بحلفاء كثريين‬ ‫من الزمالء (الفنانني) واجلماهري كل حلظة قاومت‬ ‫فيها املر�ض كانت حياة‪ .‬هذه دعوة ون�صيحة لنحب‬ ‫احلياة"‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أن حلما�سه لتج�سيد �شخ�صية عبد احلليم‬ ‫�أ�سبابا فنية و�شخ�صية منها الت�شابه بينهما يف‬ ‫الإ� �ص��اب��ة مب��ر���ض البلهار�سيا وم ��وت �أب��وي�ه�م��ا ‪،‬‬ ‫م�شريا �إىل �أن املطرب الذي ن�ش�أ يتيما "ا�ستطاع �أن‬ ‫ي�شق طريقه من امللج�أ �إىل �أن �أ�صبح �سيد ًا للغناء‬ ‫العربي"‪.‬‬ ‫ويعد �أحمد زكي من وجهة نظر ال�سينمائيني �أهم‬ ‫موهبة يف ف��ن التمثيل يف م�صر خ�لال االربعني‬ ‫عاما الأخ�يرة من خالل �أف�لام منها (البيه البواب)‬ ‫و(�� �س ��واق ال �ه��امن) و(�أر� � ��ض اخل� ��وف) و(�شفيقة‬ ‫ومتويل) و(كابوريا) و(ه�سترييا) و(�ضد احلكومة)‬

‫و(الهروب)‪.‬‬ ‫ويعد �أحمد زكي من �أكرث املمثلني امل�صريني جت�سيدا‬ ‫حل�ي��اة امل�شاهري منذ ق��دم قبل �أك�ث�ر م��ن رب��ع قرن‬ ‫م�سل�سل (الأي��ام) عن حياة عميد الأدب العربي طه‬ ‫ح�سني وج�سد دور الرئي�س امل�صري الأ�سبق جمال‬ ‫عبد النا�صر يف مرحلة �صعوده يف فيلم (نا�صر )‪56‬‬ ‫ال��ذي تناول مقدمات ت�أميم �شركة قناة ال�سوي�س‬ ‫عام ‪ 1956‬وانتهى الفيلم ب�إعالن العدوان الثالثي‬ ‫(الربيطاين الفرن�سي الإ�سرائيلي) على م�صر‪.‬‬ ‫كما ج�سد "زكي" حياة الرئي�س امل�صري ال�سابق �أنور‬ ‫ال�سادات يف فيلم (�أي��ام ال�سادات) ومنحه الرئي�س‬ ‫امل�صري ح�سني مبارك و�ساما عن �أدائه‪ .‬وكان زكي‬ ‫مغرما بتقليد ال�سادات حتى يف حياته‪.‬‬ ‫واكت�سب الفنان �أحمد زك��ي �شعبية كبرية لدرجة‬ ‫ان��ه تلقى ع�ل��ى م ��دار ث�لاث��ة ا��ش�ه��ر( ف�ت�رة مر�ضه)‬ ‫حوايل مليون ر�سالة ما بني مكتوبة عرب الهاتف �أو‬ ‫�إلكرتونية �أو بالربيد العادي يف مقر �إقامته باجلناح‬ ‫‪ 2007‬بفندق رم�سي�س هيلتون على نيل القاهرة ‪،‬‬ ‫وقد �شملت الر�سائل خليطا من الدعوات بال�شفاء‬ ‫وو�صفات عالج بالطب التقليدي وال�شعبي وق�صائد‬ ‫�شعر واطمئنان على �صحته وغريها‪.‬‬ ‫وطبقا للإح�صائية التي �أجرتها �إدارة فندق رم�سي�س‬ ‫هيلتون عرب منظومة الـ‪ F.C.S‬الإلكرتونية التي‬ ‫تتوىل �إدارة جميع �أنواع الر�سائل التي ت�صل لنزالء‬ ‫الفندق ‪ ،‬ف�إن �أحمد زكي ا�ستقبل خالل الفرتة من ‪18‬‬ ‫ني�سان وحتى ‪ 18‬متوز ‪� 422‬ألف ر�سالة �إلكرتونية‬ ‫من جميع دول العامل ‪187‬و �ألف ر�سالة بالربيد منها‬ ‫ح��وايل ‪� 50‬أل��ف ر�سالة من داخ��ل م�صر فقط ‪ ،‬يف‬ ‫حني تلقى ‪� 391‬ألف ر�سالة خطية عرب الهاتف ‪ ،‬هذا‬ ‫بخالف ‪� 17‬ألف باقة ورد و�صلت زكي من معجبيه‬ ‫من امل�صريني والعرب بالإ�ضافة �إىل ‪ 3250‬طردا‬ ‫من جميع �أنحاء العامل يحمل بع�ضها "حبة الربكة"‬ ‫من اليمن ومياه زمزم من ال�سعودية و�أع�شابا طبية‬ ‫م��ن ال�صني وال���س��ودان ون�ب��ات��ات برية للعالج من‬ ‫موريتانيا وغ��ذاء ملكات نحل �أر�سله عربي مقيم‬ ‫بالدمنارك جلبه من �أوزبك�ستان ‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل �آالف‬ ‫امل�صاحف وال�سبح والتعويذات‪.‬‬

‫التحرير‬ ‫‪----------------‬‬‫نزار عبد ال�ستار‬ ‫االخراج الفني‬ ‫‪----------------‬‬‫م�صطفى جعفر‬ ‫الت�صحيح اللغوي‬ ‫‪----------------‬‬‫حممد حنون‬

‫طبعت مبطابع م�ؤ�س�سة املدى‬ ‫لالعالم والثقافة والفنون‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.