Adel Imam

Page 1

‫رئي�س جمل�س االدارة رئي�س التحرير‬ ‫فخري كرمي‬ ‫ملحق ثقايف ا�سبوعي ي�صدر عن جريدة املدى‬

‫‪m a n a r a t‬‬

‫العدد (‪)2388‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬االربعاء (‪� )8‬شباط ‪2012‬‬

‫عادل إمام‬

‫دفاعا عن حرية الفن والثقافة‬


‫‪2‬‬

‫العدد (‪)2388‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬االربعاء (‪� )8‬شباط ‪2012‬‬

‫العدد (‪)2388‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬االربعاء (‪� )8‬شباط ‪2012‬‬

‫‪3‬‬

‫عادل إمام تحت رحمة اللحية والجلباب!‬ ‫اخلوف ال�سينمائي من �صعود الإ�سالم ال�سيا�سي وتوليه املجال�س النيابية والربملانية‪� ،‬أمر مررنا عليه يف هذه ال�صفحة مع ذكرى �سنة على‬ ‫انطالقة الثورة امل�صرية يف ‪ 25‬يناير‪ ،‬مع الإ�ضاءة على ت�صريحات قادمة من قياديني يف حزب النور ال�سلفي‪ ،‬وحزب احلرية والعدالة‪،‬‬ ‫يراد لها �أن تكون مطمئنة لل�سينمائيني امل�صريني‪ ،‬ف�إذا بها ـ كما �أ�سلفت يف مقال �سابق ـ م�ؤرقة �أكثـر ومدعاة للتخوف على م�ستقبل ال�سينما‬ ‫امل�صرية‪ ،‬ولي�أتي احلكم ال�صادر يف حق عادل �إمام ت�أكيداً على تلك املخاوف‪ ،‬ال بل جتاوزاً للتوقعات يف هذا ال�سياق‪.‬‬

‫‪ -‬اعاال�دسمل �إمام‬

‫احلقيقي عادل‬ ‫ ولد يف ‪ 17‬مايو‪� /‬أي حممد �إمام حممد‪.‬‬‫ �أ�سند �إليه دور‬‫�‬ ‫صغ‬ ‫ري‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫لف‬ ‫نا‬ ‫ار‬ ‫ن‬ ‫زينب‪،‬‬ ‫العام ‪ 1940‬يف ا‬ ‫الفني»‪ ،‬بعد ذلك‬ ‫ف�ؤاد املهند�س يف‬ ‫و�صب وكان والده موظفا يف �إحدى امل� ملن�صورة ثم انتقل‬ ‫والأ�سود مثل في �أدى جمموعة من الأدوار ال�صغرية م�سرحية «ال�سكرت‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫ري‬ ‫ىل‬ ‫ا‬ ‫ل�‬ ‫سي‬ ‫وا‬ ‫دة‬ ‫لك‬ ‫ات‬ ‫ب‬ ‫اه يف‬ ‫صالح احلكو‬ ‫لينني الرملي‪...‬‬ ‫ظرفاء» �إىل �أن ق لم «اخلروج من اجلنة»‪« ،‬عفريت مر يف �أفالم بالأبي�ض‬ ‫ حا�صل عل حي ال�سيدة زينب‪.‬‬‫مية‪ ،‬وعا�ش طفولته‬ ‫اجلمهور‪ ،‬لر�سالتها االج وكلها �أعمال نالت‬ ‫ر‬ ‫ام‬ ‫ات‬ ‫�ضا‬ ‫ي‬ ‫بب‬ ‫»‪،‬‬ ‫ال‬ ‫ى‬ ‫نق‬ ‫طو‬ ‫«ل‬ ‫ب‬ ‫اد‬ ‫�‬ ‫لة‬ ‫كا‬ ‫و‬ ‫صو‬ ‫لو‬ ‫م�‬ ‫ما‬ ‫�‬ ‫ري‬ ‫سر‬ ‫ص‬ ‫لكن‬ ‫يف جيوب‬ ‫و�س الزراعة‬ ‫تماعية ال�صارخة‬ ‫ كانت‬‫حية «مدر�سة امل�شا‬ ‫�شهرته يف الآفاق‪.‬‬ ‫ بد�أ حياته الفنية يف املدر�سة وع ‪ -‬جامعة القاهرة ‪.‬‬‫غبني» التي �أطلقت‬ ‫مع اخ �سطوة «الزعيم» ‪ -‬كما ي�سمى ‪ -‬علىيف غالبية الأحيان‪.‬‬ ‫‬‫اق‬ ‫تن‬ ‫�‬ ‫ص‬ ‫رو‬ ‫ب‬ ‫�‬ ‫التلفز‬ ‫ض ال‬ ‫�شق ا‬ ‫تبار جديد‬ ‫ال�سينما امل‬ ‫ قبل يون امل�سرحية الع‬‫فرق اجلامعية‪ ،‬والتحق بفرق فيلم «البحث عن لأنف�س �أول بطولة‬ ‫ام‬ ‫�‬ ‫‪2‬‬ ‫سي‬ ‫‪96‬‬ ‫نم‬ ‫ائ‬ ‫‪.1‬‬ ‫ما ي�سمى بـ«امل�ض يف الن�صف الثاين من الت�سعينيات‪ ،‬و �صرية‪ ،‬على موعد‬ ‫ية‬ ‫حق‬ ‫يق‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ية‬ ‫ف‬ ‫ن يكمل عامه ال‬ ‫�أمني و�سمري �صرب�ضيحة» من �إخراج نيازي م�صطفى‪ ،‬له العام ‪ 1973‬مع‬ ‫كانوا التالميذ حكني اجلدد» �أو «جيل �إ�سماعيلية ذلك بعد ظهور‬ ‫التلفزيون‪ ،‬التي كانت ثاين والع�شرين‪ ،‬ا‬ ‫لت‬ ‫ح‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫ي‪،‬‬ ‫عا‬ ‫مب‬ ‫ال‬ ‫ر‬ ‫حت‬ ‫�ش‬ ‫دل‬ ‫اي‬ ‫�سا‬ ‫ى‬ ‫�‬ ‫ار‬ ‫ح‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫إم‬ ‫بق‬ ‫كة‬ ‫�‬ ‫ام‬ ‫جا‬ ‫ني‬ ‫م‬ ‫صب‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ريفت‬ ‫عادل �إما‬ ‫»‪ ،‬الذين‬ ‫فرقة م�سرح‬ ‫�ضم طليعة جن‬ ‫املهن‬ ‫للأرباح يف �شباك التذاكر‪ .‬ح ا�سمه مع نهاية‬ ‫م‪ ،‬مثل الراحل عالء‬ ‫هنيدي و�أحمد �آدم‪.‬‬‫ال�سبعينيات م�صد‬ ‫وهود�س‪� ،‬صاحب الف�ضل يف تقدمي عادلوم الكوميديا �آنذاك‪،‬‬ ‫را‬ ‫و‬ ‫من‬ ‫‬‫هم‬ ‫وا‬ ‫ف‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ؤ‬ ‫ويل الدين وحممد‬ ‫صل‬ ‫اد‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫جنا‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫�ش‬ ‫حه‬ ‫يف‬ ‫وه‬ ‫هر‬ ‫خ‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫م�‬ ‫»‪،‬‬ ‫مل�‬ ‫الل‬ ‫ل‬ ‫سر‬ ‫سر‬ ‫ف‬ ‫يت‬ ‫ح‬ ‫حي‬ ‫رتة الثمانينيا‬ ‫�إبها‬ ‫ال�شغال»‪ ،‬و «ب اته‪�« :‬شاهد ما‬ ‫ب�شدة يف دور مكن هذا املمثل ال�شاب بالغ النحا ية ال�شهرية «�أنا‬ ‫ولكنرا و�ضخامة على امل�ستوى الإنتاجيت‪ ،‬وخ�صو�صا مع �أف‬ ‫�شاف�ش حاجة»‪« ،‬ال‬ ‫الم‬ ‫�‬ ‫أك‬ ‫رث‬ ‫ودي جارد»‪.‬‬ ‫ال�ساخط وال «د�سوقي �أفندي» مدير مكتب املحامفة من لفت الأنظار‬ ‫م‬ ‫زعيم»‪« ،‬الواد �سيد‬ ‫�‬ ‫صدام عا‬ ‫ثل «النمر‬ ‫ اختري �‬‫دل‬ ‫�‬ ‫سف‬ ‫وا‬ ‫إم‬ ‫ل‬ ‫أ‬ ‫ريا‬ ‫ام‬ ‫نث‬ ‫نا‬ ‫ل‬ ‫ى‬ ‫لن‬ ‫مع‬ ‫»‪،‬‬ ‫وا‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫يا‬ ‫نق‬ ‫«ا‬ ‫ا‬ ‫اد‬ ‫ملو‬ ‫حل‬ ‫و‬ ‫لد‬ ‫�س‬ ‫ا‬ ‫اليزال يردد قد الناقم على ما يدور حوله من فو اة «الغلبان»‪ ،‬ولكنه‬ ‫ملبا�شر مل ي�صل �إىل بر االمان �إال معمع الأعمال ذات الطابع ال�سيا�سي »‪ ،‬التابعة للأمم املتحدة‪ ،‬وبذلك نة يف املفو�ضية ال‬ ‫عل‬ ‫يا‬ ‫جم‬ ‫ل�‬ ‫�ض‬ ‫لة‬ ‫ش�‬ ‫ى‪.‬‬ ‫«ب‬ ‫ؤو‬ ‫ن‬ ‫ول‬ ‫لد‬ ‫ال‬ ‫�ش‬ ‫عل‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ها‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫جئني‬ ‫جلميع‬ ‫تعاونه الكامل‬ ‫العاملي‪.‬‬ ‫مطلع الت�سعين‬ ‫مدى انقالب معايري املج دات �صحيح»‪ ،‬كل‬ ‫�صبح معروفا على‬ ‫ال�شاب «وقتها» و«غري امل�شروط» مع ال�سيناري�ست و يات‪ ،‬وحتديدا بعد‬ ‫ما �أراد �أحد �أن ي�ش‬ ‫ري‬ ‫تمع‪.‬‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫امل�ستوى ال�سيا�سي‬ ‫ىل‬ ‫‬‫مت‬ ‫زو‬ ‫ج‬ ‫�ش‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫يد حام‬ ‫ن هالة‬ ‫ريف عرف‬ ‫د‪،‬‬ ‫ال‬ ‫ة‪،‬‬ ‫و‬ ‫�شل‬ ‫�‬ ‫امل‬ ‫إذ‬ ‫قا‬ ‫ك‬ ‫خر‬ ‫ين‬ ‫ان‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫‪1‬‬ ‫ا‬ ‫لد‬ ‫لب‬ ‫‪99‬‬ ‫يه‬ ‫دا‬ ‫ث‬ ‫‪،1‬‬ ‫ا‬ ‫وتال‬ ‫ية مع‬ ‫الثة �أب‬ ‫ل�سينم‬ ‫الظالم»‪« ،‬الن ها «الإرهاب والكباب» يف العام التا «اللعب مع الكبار»‬ ‫املهند�سائي رامي �إمام‪ ،‬وابنته الوحيدة �ساناء‪� ،‬أكربهم املخرج‬ ‫وم‬ ‫يل‪،‬‬ ‫رة‬ ‫نب‬ ‫�‬ ‫ثم‬ ‫يف‬ ‫إم‬ ‫يل‬ ‫«ا‬ ‫ال‬ ‫ام‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ملن‬ ‫ع�‬ ‫قب‬ ‫ملت‬ ‫سل»‪� ،‬إىل جانب «الإرهابي» مع �سي» و«طيور‬ ‫زوجة من ابن‬ ‫ل‪ ،‬ثم الفنان حم‬ ‫ هو الأخ الأكرب للمنتج ع�صام �إمامد �إمام عادل �إمام‪.‬‬‫املخرج نادر‬ ‫جالل م�صطف‬ ‫م‪ ،‬وزوج‬ ‫ى‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫خ‬ ‫تو‬ ‫ته‬ ‫يل‬ ‫هو‬ ‫ا‬ ‫ملم‬ ‫ثل‬ ‫الراحل‬ ‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬

‫ميتلك ال�سلفيون �إن تعلق الأمر بالفن قدرة خارقة‬ ‫على حتقيق املفاج�أة تلو الأخرى وما خفي �أعظم!‬ ‫مثلما ه��ي احل ��ال م��ع ت�صريحات لأح ��د النواب‬ ‫ال�سلفيني ب�ضرورة تغطية التماثيل يف م�صر لأنها‬ ‫«ت�سيء للأخالق العامة»‪ ،‬و�آخر يدعو ملنع م�ؤلفات‬ ‫جنيب حمفوظ لأنها «تدفع للرذيلة»‪ ،‬و�صو ًال �إىل‬ ‫احلكم ال�صادر يف حق �إم��ام ال��ذي ي�شكل ظاهرة‬ ‫خطرية ج��د ًا تفتح الباب �أم��ام املحامني ال�ساعني‬ ‫لل�شهرة لرفع الق�ضية تلو الأخرى بحجة «الإ�ساءة‬ ‫ل�ل�إ� �س�لام»‪ ،‬ال ب��ل وك�م��ا ه��و م�ع��روف ف ��إن الق�ضاء‬ ‫امل�صري لديه ع�شرات الق�ضايا من هذا النوع التي‬ ‫مل يبت فيها‪.‬‬ ‫خطورة الظاهرة تتمثل يف �أن «الإ�ساءة للإ�سالم»‬

‫متعلقة ب�ت�ه�ك��م �إم� ��ام ع �ل��ى ال �ل �ح��ى واجلالبيب‪،‬‬ ‫وحتديد ًا �أن املحامي يعود �إىل عام ‪ 1993‬ويحاكم‬ ‫م�سرحية «الزعيم» التي ا�ستمر عر�ضها �أك�ثر من‬ ‫�ست �سنوات‪ ،‬وجالت معظم �أرجاء العامل العربي‪،‬‬ ‫والتي حتكي عن زينهم (عادل �إمام) ال�شبيه بحاكم‬ ‫دولة عربية ال يجري حتديدها‪ ،‬الذي ما �أن ميوت‬ ‫ذلك احلاكم حتى تقوم حا�شيته بو�ضعه مكانه �أم ًال‬ ‫منها باحلفاظ على م�صاحلها ومقدرتها‪.‬‬ ‫ت�شمل الدعوة �أي�ض ًا فيلم «الإرهابي» ‪ 1994‬الذي‬ ‫ال ير�صد �إال واق �ع � ًا نعرفه جميع ًا يتمثل بقيام‬ ‫اجلماعات ال�سيا�سية با�ستهداف ال�سياح وما �إىل‬ ‫هنالك من �أعمال تخريبية و�صو ًال �إىل قتل املفكر‬ ‫امل�صري فرج ف��ودة‪ ،‬ولعل ا�ستعادة ذلك ي�ستدعي‬

‫حماكمات ملن قاموا بتلك الأعمال ولي�س حماكمة‬ ‫الفيلم‪ ،‬و� �ص��و ًال �إىل فيلمي «ح�سن وم��رق����ص» و‬ ‫«م��رج��ان �أحمد م��رج��ان» اللذين يجدهما املحامي‬ ‫م�سيئني �أي�ض ًا للدين الإ�سالمي‪� ،‬أي �أن املحامي‬ ‫ال�صنديد يعود �إىل �أكرث من ‪� 20‬سنة ليحاكم ما انتج‬ ‫يف تلك الفرتة ب�أثر رجعي‪ ،‬يف ا�ستفادة وا�ستثمار‬ ‫لنجاح ال�سلفيني والإخوانيني يف الربملان‪ ،‬ولي�س‬ ‫الأمر �إال ت�صفية ح�سابات �سيا�سية وعبور ًا �سه ًال‬ ‫�إىل ال�شهرة الزائفة‪!.‬‬ ‫�إن ذل��ك و�إن حت�ق��ق‪� ،‬أي احل�ك��م على ع ��ادل �إم��ام‬ ‫بال�سجن ثالثة ا�شهر‪ ،‬ودف��ع غ��رام��ة مالية قدرها‬ ‫‪ 166‬دوالر ًا‪� ،‬سيفتح الباب على م�صراعيه لت�صفية‬ ‫ح�سابات ال ح�صر لها‪ ،‬ونقول �إن حتقق لأن عادل‬

‫�إمام ا�ست�أنف احلكم‪ ،‬ال بل �إن �صدور حكم بحق �إمام‬ ‫�سيُخ�ضع كل ما حملته ال�شا�شة الكبرية من �أفالم‬ ‫م�صرية لبند «الإ�ساءة للإ�سالم»‪ ،‬طاملا �أن اجللباب‬ ‫واللحية هما املعياران لتبني هكذا تو�صيف‪ ،‬و�أمام‬ ‫هزالة الدعوى واقرتابها من التفاهة ف�إنها تفتح‬ ‫الباب �أم��ام �شتى �أن��واع االحتماالت على اعتبار‬ ‫�أنه من ال�صعب ح�صر التفاهة‪ ،‬ك�أن جتري حماكمة‬ ‫ر�شدي �أب��اظ��ة على قبلة تبادلها مع جن�لاء فتحي‬ ‫حتت بند «الإ�ساءة للأخالق العامة» �أو قد جند �أن‬ ‫الغناء حرام فيتم اتالف �أر�شيف ال�سينما امل�صرية‬ ‫من الأف�ل�ام التي حملت �أغ��اين عبداحلليم حافظ‬ ‫وفريد الأط��ر���ش و�آخ��ري��ن‪ ..‬رمب��ا! فنحن يف زمن‬ ‫املفاج�آت غري ال�سعيدة‪.‬‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬


‫‪4‬‬

‫العدد (‪)2388‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬االربعاء (‪� )8‬شباط ‪2012‬‬

‫العدد (‪)2388‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬االربعاء (‪� )8‬شباط ‪2012‬‬

‫‪5‬‬

‫فنانو مصر عن الحكم بحبس‬ ‫عادل إمام‪ :‬بداية اإلرهاب الفكري‬

‫ثورات الربيع العربي أم غزوات الظالم العربي؟‬ ‫�شاهد ُ‬ ‫ومنقبات‪ ،‬يوحي ب�أن ما َيحدث يف العامل العربي هو ثورات ربيعية �أم‬ ‫جلموع َعوام قوامها ُملتحون ُ‬ ‫هل �إن ما نراه يف ال�شارع العربي ِمن َمظاهر و َم ِ‬ ‫مت ّخ َ‬ ‫غزوات ظالمية لقوى ت�سعى ِعرب توظيف َمفهوم الثورة و التظاهر لإعادتنا اىل القرون الو�سطى؟ وهل �إن النتائج التي َ‬ ‫�ضت عنها هذه الأحداث‪،‬‬ ‫والتحول ملا ُ�س ِ ّم َي زوراً بالدميقراطية الغريبة على هذه ُ‬ ‫ال�شعوب‪ ،‬و�إجراء �إنتخابات َ�س ّجلت فوزاً كا�سح ًا‬ ‫و�أق�صد حتديداً �سقوط الأنظمة ال َعلمانية ال�سابقة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫لي�ست فقط حُمافظة و�إمنا َ�سلفية ُ�شمولية‪ ،‬يوحي ب�أن ما حدث هو ثورات ربيعية �أم غزوات ظالمية؟‬ ‫لقوى َ‬

‫القاهرة ‪ /‬رويرتز‬

‫ا�ستنكرت �شخ�صيات نقابية وفنية احلكم ال�صادر بحق املمثل امل�صري عادل �إمام‬ ‫بال�سجن ثالثة �أ�شهر وت�سديد كفالة قدرها ‪ 1000‬جنيه م�صري‪ ،‬بتهمة ازدراء الدين‬ ‫واال�ستهزاء باجللباب واحلجاب والنقاب يف �أعماله الفنية من بينها �أفالم «مرجان‬ ‫�أحمد مرجان»‪ ،‬و«الإرهابي» و«ح�سن ومرق�ص‪.‬‬ ‫لقد �سبب احلكم بحب�س جنم الكوميديا عادل �إمام ثالثة �أ�شهر مع ال�شغل وت�سديد كفالة‬ ‫قدرها ‪ 1000‬جنيه بتهمة ازدراء الدين يف �أعماله الفنية‪� ،‬صدمة داخل الو�سط الفني‬ ‫ب�شكل عام والو�سط ال�سينمائي ب�شكل خا�ص‪ ،‬حيث ر�أه البع�ض بداية لعملية احلد من‬ ‫حرية الإبداع والفكر يف ظل �صعود التيارات الإ�سالمية وقد �أكد عدد كبري من �أع�ضاء‬ ‫نقابة ال�سينمائيني رف�ضهم لهذا احلكم‪.‬‬ ‫يقول م�سعد فودة «نقيب املهن ال�سينمائية» �إن هذا احلكم يعد �سابقة خطرية لأن‬ ‫فيه حما�سبة على املا�ضي فما بالنا باحلا�ضر‪ ،‬كما قال فودة‪ ،‬م�شريا �إىل �أن النقابة‬ ‫�سرتف�ض هذا القرار‪ ،‬و�ستتخذ جميع الإجراءات الالزمة للت�أكيد على حرية الفكر‬ ‫والإبداع‪ ،‬و�أ�ضاف فودة �أن النقابة �ستجتمع �سريعا ملواجهة هذا احلكم الذي و�صفه‬ ‫باجلائر‪.‬‬ ‫بينما قال مهند�س الديكور فوزي العوامري وع�ضو نقابة ال�سينمائيني‪� ،‬إن اال�ست�سالم‬ ‫لهذه الأحكام يعني ا�ست�سالما لفر�ض القيود على الفن‪ ،‬لذا الب ّد من ت�صدي جميع‬ ‫الفنانني ملثل هذه الأحكام‪.‬‬ ‫و�أكد املنتج حممد العدل‪ ،‬ع�ضو جبهة «الإبداع امل�صرية»‪� ،‬أن اجلبهة �ستتخذ �إجراءات‬ ‫حازمة حيال احلكم ال�صادر‪ ،‬م�شريا لأن جمل�س �أمناء اجلبهة وجلانها التنفيذية‬ ‫�سوف يعقدون اجتماعا طارئا ملتابعة املوقف واتخاذ اخلطوات الالزمة �ضد مثل هذه‬ ‫القرارات‪.‬‬ ‫وقال عبداجلليل ال�شرنوبي املن�سق العام للجبهة‪� ،‬إن هناك معركة كبرية بد�أت مالحمها‬ ‫تلوح يف الأفق‪ ،‬وعلى الفنانني واملبدعني ومعهم ال�شعب امل�صري �أن يحاربوا بكل‬ ‫قوة‪ ،‬حتى ال تنزع منهم حقوق كانوا قد اكت�سبوها بالفعل بعد معارك طوال‪.‬‬ ‫وقال ال�سيناري�ست نادر �صالح الدين‪� ،‬إن هذا القرار ي�شكل �أول حتركات التيارات‬ ‫املت�شددة التي �ست�سيطر على م�صر يف الفرتة املقبلة‪ ،‬م�شريا �إىل �أن هذا احلكم يحا�صر‬ ‫الر�أي احلر وي�شكل �إرهاب ًا على �أ�صحاب الفكر والإبداع‪ ،‬و�أ�ضاف نادر �أن ماحدث مل‬ ‫ي�شكل مفاج�أة بالن�سبة له‪ ،‬لأن املتابع لأحوال املجتمع امل�صري يف الفرتة املا�ضية كان‬ ‫�سيعلم �أن م�صر ت�سري يف اجتاه ظالمي خا�صة بعد و�صول التيارات الإ�سالمية لأغلبية‬ ‫�ساحقة يف جمل�س ال�شعب مبا ي�شي ب�أننا �سنتحول ملجتمع ي�شبه املجتمع الإيراين من‬ ‫حيث الرجعية وقمع وم�صادرة �أي فكر!‪ .‬بدوره‪ ،‬قال املخرج حممد حمدي‪� ،‬إننا ب�صدد‬ ‫كارثة حقيقية‪ ،‬تعني �أن م�صر تتجه نحو االنغالق واحلجر على الإبداع‪ ،‬مما يعني‬ ‫الق�ضاء على الفن يف م�صر‪ ،‬وقال �إن و�صول التيارات الدينية �إىل �سدة احلكم‪ ،‬كان‬ ‫�سي�ؤدي حتما �إىل مثل هذه القرارات‪ ،‬ولكن اخلطري بر�أي حمدي هو ان�صياع الق�ضاء‬ ‫ملثل هذه الأفكار‪ ،‬مبا يعني �أن جميع م�ؤ�س�سات الدولة �ست�سري يف ركب هذه التيارات‬ ‫وت�ساهم يف امل�صادرة على حرية الإبداع‪.‬‬ ‫�أعمال قدمية‬

‫م�صطفى قرداين‬ ‫�أ�سئلة َحبّذا لو �أجابنا عليها مَن طبّلوا لهذه‬ ‫الأحداث �أكرث مِ ن الإ�سالميني‪،‬و�أق�صد �أولئك‬ ‫الذين ي َُ�سمّون �أنف�سهم لرباليون وقوميون‬ ‫ينق�سمون لنوعني‪.‬الأول‬ ‫ويَ�ساريون وه��م‬ ‫ِ‬ ‫م ��ا ي �ح��دث‪،‬لأن��ه قطعة‬ ‫و� �ص��ويل مُ�ستفيد مِ ّ‬ ‫مِ ��ن املاكنة الإعالمية للجهات املُمَولة لهذه‬ ‫وترويجه للأحداث كثورات ربيعية‬ ‫الأحداث‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َع� َم��ل يعتا�ش وي ��أخ��ذ عَليه رات �ب � ًا وعَطايا‪،‬‬ ‫والأمثلة على ه�ؤالء كثرية َ�صفحات الإنرتنت‬ ‫و�شا�شات الف�ضائيات‪� .‬أما النوع الثاين فهُم‬ ‫العا�شقون لفِكرة الثورة ب�صورتها‬ ‫احلالمِ ون‬ ‫ِ‬ ‫الرومان�سية ا َ‬ ‫ولي�س ال َهمَجية البَ�شعة‬ ‫جلميلة‬ ‫َ‬ ‫التي عَرفناها عِ رب الت�أريخ‪ ،‬وهي �صورة َغري‬ ‫مَوجود ِ�سوى يف خُميلة ه�ؤالء‪ ،‬الذين مافت�أو‬ ‫يَحلمون بجيفارا َجديد َحتى لو كان مُلتحي ًا‬ ‫َي��رت��دي د��ش��دا��ش��ة ق�صرية و َع َرقجني‪،‬وهم‬ ‫اليَعلمون �أنهم بهذا يُهينون ذك��رى جيفارا‪،‬‬ ‫فما يُهمّهم خروج العَوام لل�شوارع و�إ�شاعتها‬ ‫للفو�ضى وهتافها بتغيري ال ُنظم لي َُ�سمّوا‬ ‫ا َ‬ ‫حل � �دَث ث ��ورة وف �ق � ًا ل �ل��ر�ؤى ال�ت��ي غ َر َ�ستها‬ ‫بعقولهم �أح��زاب�ه��م الثورية ُ‬ ‫ال�شمولية‪�.‬أما‬ ‫قوى و�أحزاب الإ�سالم ال�سيا�سي الو�صولية‬ ‫التي َح ّركت الأح��داث فال تهمّها الت�سمِ يات‪،‬‬ ‫بل هي كعادتها ب�إقتنا�ص كل الفر�ص املُمكنة‬

‫ل�ل��و��ص��ول لغاياتها �إ� �س �ت �ف��ادت مِ ��ن ت�سمِ ية‬ ‫أعطت غِ طاء عَ�صري ًا ملا ّ‬ ‫الثورة‪،‬لأنها � َ‬ ‫خططت‬ ‫له مِ ن غزوات ظالمية عِ رب جنودها ومُريديها‬ ‫يف ال �� �ش��ارع ال�ع��رب��ي وم��ا �أك�ث�ره��م‪ .‬فهاهو‬ ‫ماحدث بالعراق بعد‪2003‬ب�أنه‬ ‫املالكي ي َِ�صف َ‬ ‫ك��ان بداية الربيع العربي‪ ،‬يف محُ اولة مِ نه‬ ‫للتغطية على الغزوة الظالمية التي هي�أ لها‬ ‫ِحزبه وحلفا�ؤه مِ ن قوى الإ�سالم ال�سيا�سي‬ ‫لغزو ال�ع��راق‪ ،‬وحتويله مِ ��ن �أر���ض كفر كما‬ ‫ك��ان��وا َي��رون��ه بالعهود ال�سابقة اىل �أر���ض‬ ‫�إميان كما يف عهدهم الإمياين احلايل‪ ،‬الذي‬ ‫جعل ال�ع��راق حُ َ�سينية كبرية مُت��ا َر���س فيها‬ ‫الطقو�س الدينية بكل زاوي��ة و� �ش��ارع‪ ،‬مِ ن‬ ‫ال��رو��ض��ة اىل اجل��ام�ع��ة‪ ،‬ومِ ��ن �أ�صغر دائرة‬ ‫اىل ديوان رئا�سة الوزراء‪ .‬لقد بات وا�ضح ًا‬ ‫ب�أن هذه الغزوات مَدعومة مِ ن بَع�ض القوى‬ ‫وحتى الغربية‪ ،‬ب� َه�دَف �إعادة‬ ‫الإقليمية بل َ‬ ‫َر��س��م خريطة � َ��ش��رق �أو��س��ط ب��رداء �إ�سالمي‬ ‫وفق ما تتطلبه مُتغريات املَنطقة العربية يف‬ ‫القرن الواحد والع�شرين مبُجتمعاتها التي‬ ‫بات الت َديّن املُفتعل �أبرز ِ�سماتها‪ ،‬مجُ تمعات‬ ‫باتت ثالثة �أرباع ن�سائها ال ت�صافِح رجالها و‬ ‫ثالثة �أرباع رجالها املَختومة جباههم(بختم‬ ‫اجلمهورية) ال ت�صافح ن�سائها مِ ��ن التقوى‬ ‫على َح��د َو�صف الفنان الكبري ع��ادل الأمام‬ ‫بال�سجن بتهمة‬ ‫ال��ذي ي��واج��ه ال�ي��وم حُ كم ًا ِ‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬

‫بات وا�ضح ًا ب�أن هذه‬ ‫الغزوات َمدعومة ِمن َبع�ض‬ ‫وحتى‬ ‫القوى الإقليمية بل َ‬ ‫الغربية‪ ،‬ب َهدَ ف �إعادة َر�سم‬ ‫خريطة َ�شرق �أو�سط برداء‬ ‫�إ�سالمي وفق ما تتطلبه‬ ‫ُمتغريات املَنطقة العربية‬ ‫يف القرن الواحد والع�شرين‬ ‫مبُجتمعاتها التي بات التدَ ّين‬ ‫املُفتعل �أبرز ِ�سماتها!‬

‫الإ�ساءة للإ�سالم! مجُ تمعات �أ�صبح ا َ‬ ‫حلديث‬ ‫فيها َع��ن ال��دي��ن والتظاهر والتباهي ب ��أداء‬ ‫و�صالة مودة �سائدة َحتى‬ ‫فرو�ضه مِ ن َ�صوم َ‬ ‫ل��دى �أف��راده��ا ال��ذي��ن ال يَفقهون ال��دي��ن وال‬ ‫أب�سط �أ�سا�سياته‪ .‬وه��و مايُذكرنا‬ ‫يَفهمون � َ‬ ‫ب�سايك�س بيكو التي َر َ�سمت خريطة �شرق‬ ‫�أو�� �س ��ط ق��وم��ي وف ��ق ُم �ت �ط �ل �ب��ات ف َر�ضتها‬ ‫مُتغريات املَنطقة العربية مبُجتمعاتها التي‬ ‫ك��ان��ت تفي�ض بال�شعور ال�ق��وم��ي يف القرن‬ ‫الع�شرين ق�ب��ل‪100‬ع��ام‪.‬ه�ن��ال��ك �أدل ��ة كثرية‬ ‫ال�سكوت املُريب‬ ‫تثبت كالمي هذا‪�.‬أولها ذلك ُ‬ ‫لبع�ض القوى الإقليمية والغربية على هذه‬ ‫ال��غ��زوات َرغ��م( َب �� �ش��ائ��ره��ا الإميانية)التي‬ ‫الحت بالأفق مُنذ الأي��ام الأوىل‪،‬وقلبَها ظهر‬ ‫َ‬ ‫املَجن ُ‬ ‫حللفائها مِ ن القادة العرب‪ ،‬بَل ت�أييدها‬ ‫ودَعمها �أحيان ًا لهذه الغزوات وللقائمني بها‬ ‫كماحدث بليبيا‬ ‫�إعالمي ًا وم��ادي� ًا وعَ�سكري ًا‬ ‫َ‬ ‫و َي �ح��دث ال �ي��وم ب���س��وري��ا‪ .‬ث��ان�ي� ًا اللقائات‬ ‫التي كانت ِ�س ّرية �سابق ًا وعَلنية يف الوقت‬ ‫احل��ا� �ض��ر‪،‬وال �ت��ي مل ت�ستح ق �ي��ادات الغرب‬ ‫تتح ّرج بالأف�صاح عَنها مَع قيادات‬ ‫�أو حتى َ‬ ‫الأخوان بالدول العربية‪،‬وتقدميهم على �أنهم‬ ‫يمُ َثلون �إ�سالما مُعتدال يمُ كِ ن التعامل مَعه‬ ‫والتعويل عليه مبُواجهة �إ�سالم مُت�شدد يمُ َثله‬ ‫ولي�س �آخر َعدَم مَنح جائزة‬ ‫ال�سلفيون‪� .‬أخري ًا َ‬ ‫َ‬ ‫لنا�شطة ن�سوية علمانية محَ �سوبة على‬ ‫نوبل ِ‬

‫اليَ�سار مَعروفة على مُ�ستوى العامل‪َ ،‬‬ ‫ق�ضت‬ ‫عُمرها بالدفاع َع��ن ق�ضايا َ�شعبها وحُ قوق‬ ‫كال�سيدة هناء �أدور مَث ًال‪ ،‬التي‬ ‫املَر�أة والطفل َ‬ ‫توّ َجت نظالها بوقوفها قبل �أ�شهُر �أمام رئي�س‬ ‫وزراء �أب َرز حُ كومات الظالم العَربي ا َ‬ ‫جلديدة‬ ‫َحجّ ي جواد املالكي‪ ،‬مُدافعة عَن َحق َ�شباب‬ ‫ال�سلمي بَعد وَ�صفه لهُم‬ ‫ال�ع��راق بالتظاهر ِ‬ ‫باملُجرمني والبَعثيني‪ ،‬ومَنح اجل��ائ��زة بد ًال‬ ‫عَن ذلك لفتاة �شابة محُ افِظة محَ �سوبة على‬ ‫التيارات الإ�سالمية تدعو وت َن ّظر لغزوات‬ ‫الظالم العربي‪ ،‬مل يُعرف عَنها دَورها املُتميز‬ ‫كنا�شطة مبُنظمات املُجتمع املَدين على الأقل‬ ‫ال�سيدة ت��وك��ل كرمان‪،‬‬ ‫خ��ارج ب�لاده��ا وه��ي َ‬ ‫َنحها �إياها بهذا التوقيت‬ ‫التي ك��ان هَ �دَف م ِ‬ ‫حتديد ًا وا�ضح ًا‪ ،‬وهو �أي�صال ر�سالة للعامل‬ ‫العربي ُخ�صو�ص ًا واملُجتمع ال��دويل عُموم ًا‬ ‫(حبّابني) وي�ؤمنون با ُ‬ ‫حلرية‬ ‫�أن الإ�سالميني َ‬ ‫والدميقراطية وحقوق الإن�سان‪ ،‬وبالتايل‬ ‫ال�سماح لهم بالعَمل ال�سيا�سي‬ ‫ال ِخ�شية مِ ن َ‬ ‫لل�سلطة وحُ كم ال��دول العربية‪.‬‬ ‫والو�صول ُ‬ ‫بالله عليكم قولوا يل هَ ��ل �أن ف��وز الأخ��وان‬ ‫بن�سبة ‪ 45%‬وال�سلفيني بن�سبة ‪ 20%‬يف م�صر‬ ‫هو ربيع؟ وهَ ل �أن حُ �صول القوى الإ�سالمية‬ ‫يف العراق على النِ�سبة الأكرب مِ ن الأ�صوات‬ ‫بثالثة �إنتخابات مُتتالية وحُ كم ِحزب الدعوة‬ ‫الإ�سالمي للعراق لتِ�سع َ�سنوات مُتوا�صلة‬

‫هو ربيع؟ وهَ ل �إن ت�صويت ُ‬ ‫ال�شعوب العَربية‬ ‫املُغيّبة لقوى و�أح ��زاب الأ� �س�لام ال�سيا�سي‬ ‫الظالمية ُ‬ ‫ال�شمولية يف الإن�ت�خ��اب��ات َي �دُل‬ ‫على �أن ه��ذه ُ‬ ‫ال�شعوب ت�سعى اىل ا ُ‬ ‫حلرية‬ ‫والدميقراطية ولربيع ُي��زهِ ��ر مجُ تمعاتها؟‬ ‫وهَ ��ل �إن َرف��ع َجل�سات ال�َبررَ مل��ان��ات العَربية‬ ‫للحج‬ ‫ليَقوم النواب ب��أداء َ‬ ‫ال�صالة وذهابهم َ‬ ‫ال�س ّذج الذين‬ ‫�سنوي ًا َبدَل النظر ب�أمور النا�س ُ‬ ‫�أنتخبوهم هو ربيع؟‪.‬الربيع يمَ تاز َ‬ ‫م�سه‬ ‫ب�ش ِ‬ ‫املُ�شرقة و َن َ�سماته العَليلة ووروده و�أزهاره‬ ‫ب�ألوانها املُبهجة الزاهية‪ ،‬ف�أين كل هذا مما‬ ‫يَحدث يف عاملنا العربي هذه الأيام مِما تبكي‬ ‫له العَني مِ ��درار ًا ويَدمى له القلب �أنهار ًا؟ �إن‬ ‫ال � ُوج��وه العاب�سة وال� ُع�ق��ول البائِ�سة لقادة‬ ‫بال�سلطة‬ ‫القوى الإ�سالمية التي بد�أت ِ‬ ‫مت�سك ُ‬ ‫يف ال��دول العربية تباع ًا هي ُغيوم �سوداء‬ ‫�شم�س احل �ي��اة ونورها‬ ‫َرم��ادي��ة َ�ستحجُ ب‬ ‫َ‬ ‫عَن العامل العربي و�شعوبه ُرمبا لعقود‪� ،‬أما‬ ‫ت�صريحاتهم التي بد�ؤا يُطلقونها عَن ر�ؤاهم‬ ‫الظالمية يف ما يَخ�ص �أم��ور احلياة العامة‬ ‫كحال املَ ��ر�أة والتعليم والثقافة والفنون‪،‬‬ ‫والتي َ�ستزداد ِحدّتها َو وَتريتها كلما �أقرتبوا‬ ‫ال�سلطة‪ ،‬فهي �أ�شبه برياح َ�صيف ُ�سموم‬ ‫مِ ن ُ‬ ‫َ�ستحرق وتقتل كل �أ�شكال احلياة ا َ‬ ‫جلميلة‬ ‫ال�ت��ي ت�صادفها‪ ،‬ل��ذا فكل ه��ذا ل��ن يُنتج لنا‬ ‫مجُ تمع ًا �أفراده ورود زاهية مُلونة كاملُجتمع‬

‫ال�ه�ن��دي م �ث� ً‬ ‫لا‪،‬ال��ذي َ‬ ‫مت�ث��ل الأل� ��وان الزاهية‬ ‫والرق�صات والأف���راح جُ ��زئ� ًا مِ ��ن ت��راث��ه‪ ،‬بل‬ ‫َ�سيُنتج لنا مجُ تمع ًا ك��ال��َ��ص�ح��راء ا َ‬ ‫جل ��رداء‬ ‫بلون واحد‪ ،‬يَرتدي رجاله الأبي�ض وترتدي‬ ‫أح�سن‬ ‫ن�سا�ؤه الأ�سود �أو ال َرمادي والبُني ب� َ‬ ‫الأح� � ��وال‪،‬لأن �إرت��دائ �ه��م ل�ل�أح�م��ر والأ�صفر‬ ‫وغريها مِ ن الألوان الرباقة مُثري للغرائز كما‬ ‫تعرفون!!‬ ‫�إن �أغ َرب نظرية بد�أت تطرح مُنذ فرتة وبقوة‬ ‫بخ�صو�ص هذه الكارثة‪ ،‬هي تلك التي يُجيبك‬ ‫بها َم��ن حتدثت عَنهم يف بداية املَ�ق��ال مِمّن‬ ‫َي � ّدع��ون التقدمية وا َ‬ ‫حل��داث��ة مِ ��ن ليرباليني‬ ‫ويَ�ساريني وقوميني‪ ،‬فعندما كنا ُنحذرهم ب�أن‬ ‫ما يَحدث َ�سي�ؤدي لفوز الإ�سالميني‪�،‬أو عندما‬ ‫نقول لهم اليوم �أر�أيتم لقد فاز الإ�سالميون‪،‬‬ ‫ف�إجابتهم ه��ي‪� ..‬إذا كان هذا َخيار ُ‬ ‫ال�شعوب‬ ‫فليَكن فهذه هي الدميقراطية‪َ ،‬دع��وا النا�س‬ ‫نق�سمني بَني مُ�ستفيد‬ ‫تجُ َ ّرب‪ .‬ونقول له�ؤالء املُ ِ‬ ‫َي��ذرف ُدم��وع التما�سيح على هذه ُ‬ ‫ال�شعوب‪،‬‬ ‫وح��امل َي� ّدع��ي احلِ ��ر���ص على ُح� ّري��ات�ه��ا‪ ،‬ب�أن‬ ‫ُ‬ ‫لي�ست فِئران ًا لتجاربكم البائِ�سة‬ ‫ال�شعوب َ‬ ‫و�أح�لام�ك��م املَري�ضة‪ ،‬فهتلر وح��زب��ه النازي‬ ‫بتوجّ هاته العُن�صرية كان �أي�ض ًا َخيار َ‬ ‫ال�شعب‬ ‫الأملاين‪ ،‬وقد جاءت به �صناديق الإقرتاع ومل‬ ‫ي�أت بالقوة‪ ،‬لكن كانت النتيجة َحرب عاملية‬ ‫�أح� َرق��ت الأخ�ضر والياب�س ذهَ ��ب َ�ضحيّتها‬

‫�صورة نادرة لعادل امام وهو �صغري‬

‫ال�سكوت عَنه‬ ‫امل�لاي�ين‪ ،‬فهل ك��ان َ�صحيح ًا ُ‬ ‫حينها ملُ َج ّرد �أنه خيار َ‬ ‫ال�شعب الأمل��اين الذي‬ ‫ك��ان يَومَها مُغيب ًا كحال ُ‬ ‫ال�شعوب العربية‬ ‫ال�ي��وم َرغ��م عِ �ل��م الكثريين حينها ب��أن��ه كان‬ ‫خيار ًا خاط�أً وكارثي ًا؟ وهل عَلينا وفق هذا‬ ‫املَنطق املِعوَج �أن نتخلى عَن دَورن��ا ك ُنخب‬ ‫للتحذير مما قد َي��جُ � ّره �إنتخاب الإ�سالميني‬ ‫و�أح��زاب�ه��م الظالمية ُ‬ ‫ال�شمولية وو�صولهم‬ ‫لل�سلطة بالدول العربية‪ ،‬مَع عِ لمنا ملا يمُ كن �أن‬ ‫ُ‬ ‫ي�ؤدي له هذا اخليار مِ ن كوراث َ�ستكون ربمّ ا‬ ‫�أ�شد وبا ًال وم�أ�ساوية مِ ن َحرب هتلر العاملية؟‬ ‫ل��ذا ق��ول��وا َع��ن ه��ذه الأح � ��داث م��ا تريدون‬ ‫و�سمّوها ثورات‪ ،‬ال ب�أ�س فالثورة مِ ن الثور‬ ‫َ‬ ‫ت�صفوها بالربيعية‪ ،‬ف�إن كنتم‬ ‫الهائج‪ ،‬ولكن ال ِ‬ ‫تريدون الكذب على �أنف�سكم فهذا �ش�أنكم‪� ،‬أما‬ ‫�أن تكذبوا على الآخرين فهو ما ن�سمَح لكم‬ ‫و�سنواجهه بالقلم ا ُ‬ ‫حلر والكلمة ال�صادِقة‪.‬‬ ‫به‪َ ،‬‬ ‫فما يحدث هو غزوات ظالمية‪ ،‬ومن ترونهم‬ ‫بال�شوارع ُهم لي�سوا ثوار ًا مِ ن �أجل احلرية‬ ‫والدميقراطية‪ ،‬بل ُه��م جي�ش الإمي��ان الذي‬ ‫ال�سلطة يف هذه‬ ‫ق� ّر َرت قياداته ال َزحف على ُ‬ ‫ال ��دول وغ��زو مجُ تمعاتها‪ ،‬لت�سقِط حُ كام ًا‬ ‫تراهم قد ح��ادوا عَن طريق ا َ‬ ‫حل��ق والإ�سالم‬ ‫وال يطبقون ��َ�ش��رع ال �ل��ه‪ ،‬ولتن�شر التقوى‬ ‫وال� �وَرع والإمي ��ان يف دول ت��راه��ا ق��د بد�أت‬ ‫ت�سري يف طريق الرذيلة والفاح�شة‪.‬‬

‫و�أبدى املخرج �أحمد عوا�ض ده�شته من �صدور هذا احلكم‪ ،‬خا�صة �أن الأعمال التي‬ ‫�صدر احلكم ب�سببها �أعمال قدمية وقد �أجازتها الرقابة من بدون �أية مالحظات كما‬ ‫يعر�ضها التلفزيون الر�سمي من دون �أي حذف‪� ،‬إال �أن هذا احلكم بر�أي عوا�ض هو‬ ‫و�سيلة للإرهاب يف امل�ستقبل حتى ال يجر�ؤ �أي مبدع �أو فنان على تقدمي �أعمال تخالف‬ ‫فكر مثل هذه اجلماعات الرجعية‪.‬‬ ‫وقال الناقد يعقوب وهبي‪� :‬إن الفنانني واملثقفني ب�شكل عام‪ ،‬عليهم �أن يهيئوا �أنف�سهم‬ ‫ملعركة طويلة مع القوى الظالمية التي �ست�سعى بكل قوتها �إىل احلجر على حرية الفكر‬ ‫والإبداع‪.‬‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬


‫‪6‬‬

‫العدد (‪)2388‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬االربعاء (‪� )8‬شباط ‪2012‬‬

‫العدد (‪)2388‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬االربعاء (‪� )8‬شباط ‪2012‬‬

‫‪7‬‬

‫فى انتظار حكم "اإلخوان"‪:‬‬ ‫وعادل امام ‪ ..‬يا نفي ‪ ..‬يا إعدام !‬ ‫"يانفي ‪ .‬يا �إعدام" ‪ ..‬تلك هي اجلملة ال�ساخرة التي كان‬ ‫يكررها "ف�ؤاد املهند�س" يف م�سرحيته ال�شهرية "�سيدتي‬ ‫اجلميلة"‪ ،‬معربا عن خوفه ال�شديد من بط�ش "�أفندينا"‪ ،‬الذي‬ ‫كان عندما يغ�ضب على �أحدهم‪ ،‬ف�إن هذا املغ�ضوب عليه‪ ،‬ال‬ ‫ينتظره �سوى النفي �أو الإعدام‪!..‬‬

‫عمرو عبد الرحمن‬

‫في انقالب عادل إمام على اإلسالم‬ ‫هو�شنك بروكا‬

‫م���ش�ه��د مم��اث��ل مت ��ام ��ا‪ ،‬ي �ت �ك��رر الآن يف‬ ‫واقعنا احل��ايل ‪ ..‬ولكن البطل ه��ذه املرة‬ ‫هو ال�سيناري�ست والأدي��ب الكبري "وحيد‬ ‫حامد" ‪ ..‬ال ��ذي ك��ر���س ج��ان�ب��ا ك �ب�يرا من‬ ‫كتاباته ‪ -‬التي حتولت �إىل م��ادة خ�صبة‬ ‫لعديد من الأفالم ال�سينمائية ‪ -‬للهجوم على‬ ‫التيارات ال�سيا�سية املت�أ�سلمة‪ ،‬وعلى ر�أ�سها‬ ‫بالطبع جماعة "الإخوان امل�سلمون‪.".‬‬ ‫ولنتخيل �سويا كيف يجل�س الآن "وحيد"‬ ‫وحيدا‪ ،‬يحت�سي فنجان القهوة‪ ،‬مبقعده‬ ‫ال��ذي ال يغريه ب ��إح��دى ال�ف�ن��ادق م��ن ذات‬ ‫اخلم�س جنوم املطلة على النيل‪ ،‬تتنازعه‬ ‫م�شاعر اخلوف ورمبا الندم‪ ،‬وهو يتذكر كم‬ ‫امل�شاهد التى �صنعها برفقة �صديقه املمثل‬ ‫"عادل �إمام" يف �أف�لام مثل "الإرهابي"‬ ‫و"طيور الظالم"‪ ،‬وكانت كثريا ما تت�ضمن‬ ‫عبارات موجهة �ضد "الإخوان" حتديدا‪،‬‬ ‫وال�سلفيني بوجه عام‪.‬‬ ‫ففي فيلم "الإرهابي" ال��ذى قام ببطولته‬ ‫"عادل �إمام" فى ثمانينيات القرن املا�ضي‪،‬‬ ‫ج�سد "وحيد" �شخ�صية ال�شاب الذى تنجح‬ ‫�إحدى اجلماعات املتطرفة فى حتويله �إىل‬

‫�إره��اب��ي‪ ،‬يقوم بارتكاب عدد من اجلرائم‬ ‫الدموية �ضد جمتمعه‪ ،‬ظنا منه �أن��ه بذلك‬ ‫يحفر طريقه �إىل اجلنة‪ ،‬قبل �أن يدرك �إىل‬ ‫�أي ح�ضي�ض انحط �إليه‪ ،‬ولكن ال تتاح له‬ ‫الفر�صة للرتاجع فيلقي م�صرعه بر�صا�ص‬ ‫ق��وات الأم��ن فى النهاية ‪ ..‬بينما يف فيلم‬ ‫"طيور الظالم" ال ��ذي ي�ع��د م��ن �أق ��وى‬ ‫الأعمال ال�سينمائية فى �أواخر الت�سعينيات‬ ‫‪ ..‬فقد ج�سد البطل ذاته ‪" -‬عادل �إمام" –‬ ‫�شخ�صية �أخ ��رى‪ ،‬ر�سم مالحمها "وحيد‬ ‫حامد"‪ ،‬وا�ستطاعا من خاللها وبحرفية‬ ‫ن��ادرة‪ ،‬ك�شف الكثري من �أ�سرار التيارات‬ ‫ال�سيا�سية املت�أ�سلمة‪ ،‬من حيث ا�ستغاللها‬ ‫للتدين ال�شديد لل�شعب امل�صري‪ ،‬فى خداع‬ ‫ه ��ذا ال���ش�ع��ب ال�ط�ي��ب �إىل ح��د ال�سذاجة‬ ‫�أحيانا‪ ،‬عرب تعمدها خلط الدين بال�سيا�سة‬ ‫و�صوال �إىل حتقيق �أهدافها "املاكيافيللية"‬ ‫على �سبيل اعتالء �سدة احلكم فى النهاية‪.‬‬ ‫�إال �أنه ما مل يكن يتوقعه الرفيقان "حامد"‬ ‫و"�إمام"‪ ،‬وال ح�ت��ى ق �ي��ادات اجلماعات‬ ‫الإخوانية وال�سلفية نف�سها‪ ،‬هو �أن تخرج‬ ‫تلك التيارات التى ظلت حمظورة �سيا�سيا‬

‫ل �� �س �ن��وات ط� ��وال‪ ،‬م��ن غياهب‬ ‫امل �ع �ت �ق�لات �إىل ق �م��ة احل �ك��م ‪..‬‬ ‫فج�أة‬ ‫وب��ال �ط �ب��ع ك ��ان ل �ه��ذا ال�صعود‬ ‫املثري من القاع �إىل القمة‪ ،‬ردود‬ ‫�أفعال مدوية على كافة الأ�صعدة‬ ‫ومنها ال�ساحة الفنية‪ ،‬وقد بلغت‬ ‫ردود الأفعال تلك من قوتها �أن هدد بع�ض‬ ‫الفنانني باالن�سحاب والهجرة �إىل خارج‬ ‫البالد‪ ،‬و�سط خماوف من فر�ض ت�ضييقات‬ ‫من جانب قوى ال�سيا�سة املت�أ�سلمة �ضدهم‪،‬‬ ‫بل وت�صاعدت املخاوف �أك�ثر و�أك�ثر‪ ،‬فى‬ ‫ظل ن�شوء ما ت�سمى بهيئة الأمر باملعروف‬ ‫وال �ن �ه��ي ع��ن امل�ن�ك��ر ق�ب��ل �أ��س��اب�ي��ع قالئل‬ ‫م�ضت‬ ‫و�إذا كان من ال�سهولة مبكان على خمرجة‬ ‫مثل "�إينا�س الدغيدي" �أو فنانات مثل‬ ‫"غادة عبد الرازق" و"عال غامن"‪� ،‬أن‬ ‫يتخلني عن �صنع‪� ،‬أو امل�شاركة فى تقدمي‬ ‫�أف�لام تناق�ش الق�ضايا املثرية للجدل من‬ ‫الناحيتني الدينية �أو الأخالقية‪ ،‬كتلك التى‬ ‫تت�ضمن م�شاهد �سريرية عارية �أو تقتحم‬

‫�أ� �س��وار العالقات اخلا�صة ج��دا �أو حتى‬ ‫امل�شبوهة ف��ى املجتمع‪ ،‬ف��إن��ه وباملقابل‪،‬‬ ‫�سيكون الأم��ر من ال�صعوبة مبكان على‬ ‫�صاحب فكر كـ"وحيد حامد" �أن يرتاجع‬ ‫عن مواقفه املناه�ضة للتيارات الدينية على‬ ‫�إطالقها‪ ،‬لدرجة �ساهمت يف ت�شويه كل من‬ ‫انتمى �إليها حتى ولو كان بريئا من تهمة‬ ‫ت�سيي�س الدين �أو تديني ال�سيا�سة‪.‬‬ ‫من هنا تبدو عمق الأزم��ة التى يواجهها‬ ‫�أدي��ب وفنان بحجم "وحيد حامد"‪ ،‬الذي‬ ‫ما �إن تحُ ْ كِ م قوى التيارات الدينية قب�ضتها‬ ‫على خمتلف مناح احلياه يف م�صر‪� ،‬إال‬ ‫و�سيكون على ر�أ���س قائمة �أع��داء النظام‬ ‫اجلديد‪ ،‬الذي �ستقوده جماعة "الإخوان‬ ‫امل�سلمون"‪ ،‬وذل��ك بعد �أن �سقط النظام‬

‫عادل إمام‪ :‬الحكم بحبسي تهديد لحرية الفن واإلبداع‬ ‫القاهرة ‪cnn /‬‬

‫عد الفنان امل�صري ع��ادل �إم��ام احلكم ال�صادر بحب�سه‬ ‫بتهمة ازدراء الدين الإ�سالمي ب�أعماله الفنية‪ ،‬مبثابة‬ ‫�إن��ذار حلرية الفن والإب���داع‪ ،‬الفتا �إىل �أن الكثري من‬ ‫امل��واط�ن�ين والأدب� ��اء واملثقفني والفنانني‪ ،‬وع��ددا من‬ ‫منظمات املجتمع املدين يت�ضامنون معه يف ق�ضيته‪.‬‬ ‫وق��ال �إم��ام يف ت�صريح ملحطة �سي ان ان االمريكية‪،‬‬ ‫�إن ��ه "�سيطعن يف احل�ك��م ال �� �ص��ادر � �ض��ده‪ ،‬و�إن���ه يثق‬ ‫بنزاهة الق�ضاء امل�صري"‪ ،‬م�شريا �إىل �أن حرية الفن‬ ‫والإب��داع �ستت�ضح مع الوقت"‪ ،‬وذل��ك يف معر�ض رده‬ ‫على �س�ؤال ب�شان م�ستقبل الفن بعد �صعود الإ�سالميني‬ ‫�إىل احلكم‪ .‬وق�ضت حمكمة م�صرية الأربعاء ( ‪�1‬شباط‬ ‫اجل ��اري) غيابيا بحب�س �إم ��ام‪ ،‬امللقب بـ"الزعيم"‪3 ،‬‬ ‫�أ�شهر‪ ،‬وتغرميه مبلغ ‪ 1000‬جنيه بتهمة ازدراء الدين‬ ‫الإ�سالمي يف �أعماله الفنية من بينها م�سرحية "الزعيم"‬ ‫و�أف�لام "مرجان �أحمد مرجان" و"الإرهابي" و"ح�سن‬

‫ومرق�ص"‪ ،‬بناء على دعوى اقامها �ضده �أحد املحامني‬ ‫املنتمني للتيار ال�سلفي‪ ،‬والتي ت�ضمنت بح�سب املحامي‬ ‫املذكور ال�سخرية من اجللباب واللحية والنقاب‪ .‬ي�شار‬ ‫اىل ان ه��ذا اول حكم ت�صدره حمكمة م�صرية حيال‬ ‫حرية االبداع للفنانني امل�صريني وتق�ضي بحب�س امام‬ ‫نتيجة م�شاركته يف عمل م�صرح به رقابيا بعد جناح‬ ‫التيارات اال�سالمية يف احل�صول على غالبية مقاعد‬ ‫جمل�س ال�شعب امل�صري مما اث��ار املخاوف يف القطاع‬ ‫الفني امل�صري من ت�شديد الرقابة على االعمال الفنية‬ ‫والفنانني وممار�سة قمع للحريات على انواعها‪ .‬وكانت‬ ‫زيارة نقيب الفنانني �أ�شرف عبد الغفور‪ ،‬ملر�شد جماعة‬ ‫الإخ ��وان امل�سلمني الدكتور حممد بديع للتحدث معه‬ ‫ب�شان م�ستقبل الفن‪ ،‬قد فجرت �أزمة مع عدد من الفنانني‬ ‫الذين اعتربوا زيارته خطا فادحا و�سابقة يف تاريخ‬ ‫النقابة الفنية‪ ،‬ب�أن يذهب النقيب لي�أخذ موافقة تنظيم‬ ‫ديني على حرية الإبداع‪.‬‬ ‫و�أ� �ص��در �شيخ الأزه ��ر ال��دك�ت��ور �أح�م��د الطيب ال�شهر‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬

‫املا�ضي‪ ،‬وثيقة للحريات العامة‪ ،‬بالتعاون مع عدد من‬ ‫املثقفني‪ ،‬ت�ضمنت بندا خا�صا بحرية الإبداع‪ ،‬و�أكدت �أن‬ ‫القاعدة الأ�سا�سية التي حتكمه هي قابلية املجتمع من‬ ‫ناحية‪ ،‬وقدرته على ا�ستيعاب عنا�صر الرتاث والتجديد‬ ‫يف الإبداع الأدبي والفني من ناحية �أخرى‪.‬‬ ‫و�شددت الوثيقة على عدم التعر�ض لكافة �أ�شكال الفنون‬ ‫ما مل مت�س امل�شاعر الدينية �أو القيم الأخالقية امل�ستقرة‪،‬‬ ‫و�أن الإبداع الأدبي والفني يظالن من �أهم مظاهر ازدهار‬ ‫منظومة احلريات الأ�سا�سية‪ ،‬و�أ�شدها فعالية يف حتريك‬ ‫وعي املجتمع و�إثراء وجدانه‪.‬‬ ‫يذكر ان عادل امام ذكر يف وقت �سابق ان ثورات الربيع‬ ‫العربي اوح��ت ل��ه ان يقدم ج��زءا اخ��ر م��ن م�سرحيته‬ ‫ال�شهرية "الزعيم" حتى يت�سنى له مواكبة التطورات‬ ‫ال�سيا�سية واالجتماعية التي ت�ط��ر�أ على املجتمعات‬ ‫العربية واكد انه حتدث بالفعل اىل ال�سيناري�ست يو�سف‬ ‫معاطي لكي يبد�أ العمل على هذا امل�شروع الذي يراه مهما‬ ‫الكمال الر�سالة التي بد�أها يف م�سرحية "الزعيم"‪.‬‬

‫الذى كان ي�ؤيد مواقفه يف مواجهتهم‪.‬‬ ‫وب�غ����ض ال�ن�ظ��ر ع��ن ال�ي�ق�ين ب���ش��أن ف�ساد‬ ‫النظام البائد‪� ،‬أو عن م��دى اختالفنا مع‬ ‫ال�سيناري�ست الكبري يف اتهامه ب�أ�سلوب‬ ‫�أق��رب للع�شوائية‪ ،‬لكل من ك��ان �إخوانيا‬ ‫�أو �سلفيا‪ ،‬ب�أنه من الذين ي�ستغلون الدين‬ ‫فى حتقيق �أهدافهم ال�سيا�سية‪ ،‬ف�إنه يبقى‬ ‫�أن تغيريات جمة يبدو �أن املجتمع الفني‬ ‫واملجتمع امل�صري ب�صفة عامة �سي�شهدها‪،‬‬ ‫مبا يت�سق وتغيريات �سيا�سية �صادمة‪،‬‬ ‫حتول فيها املحظور �إىل �صاحب �سلطة‪،‬‬ ‫وبات فيها من عال جنمه يف العهد البائد‪،‬‬ ‫مهددا ‪� ..‬إما بالنفي ‪� ..‬أو الإعدام‪.‬‬

‫عن جريدة الوفد امل�صرية‬

‫تفاج�أت �أم����س‪ ،‬كالكثريين‪ ،‬بخرب "عادل �إم��ام وراء‬ ‫الق�ضبان بتهمة �إزدراء الدين الإ�سالمي"‪ .‬اخلرب كان‬ ‫مفاج�أ ًة‪ ،‬مرتني‪ :‬مر ًة لأنه يتعلق بحب�س فنان كبري من‬ ‫بر ط��ازج من �أخبار‬ ‫وزن ع��ادل �إم��ام‪ ،‬و�أخ��رى لأن��ه خ� ٌ‬ ‫"م�صر الثورة" الطازجة‪� ،‬أو نتيجة �أولية عاجلة من‬ ‫نتائجها‪.‬‬ ‫يقول هذا احلكم "العاجل"‪� ،‬أن "حمكمة جنح الهرم‬ ‫حكمت على الفنان عادل �إمام غيابي ًا بال�سجن ‪� 3‬أ�شهر‬ ‫وبتغرميه ‪ 1000‬جنيه‪ ،‬بتهمة الإزدراء بالأديان‬ ‫وال�سخرية من اجللباب واللحية"‪.‬‬ ‫بغ�ض الطرف عن "خفة" احلكم‪� ،‬أو "ق�سوته"‪ ،‬ف�إنّ‬ ‫حكم بحق هكذا فنان كبري‪ ،‬هو‬ ‫جم��رد �إ��ص��دار هكذا ٍ‬ ‫�سابقة خ �ط�يرة‪ ،‬ت�ن��ذر ب���أن م�صر لي�ست ب�خ�ير‪ ،‬وال‬ ‫يزال �أمامها الكثري الكثري من الثورة‪ ،‬كي ت�صبح "�أم ًا‬ ‫للدنيا"‪ ،‬على ح ّد قول امل�صريني‪.‬‬ ‫� ّ‬ ‫أقل ما ميكن �أن يُقال يف هذا احلكم‪ ،‬فهو �أنه حك ٌم فيه‬ ‫من النقل �أكرث من العقل‪ ،‬ومن الوراء �أكرث من الأمام‪،‬‬ ‫ومن املا�ضي �أكرث من امل�ستقبل‪.‬‬ ‫اعتقال الفن يف �شخ�صية ع��ادل �إم��ام‪ ،‬بهذه الطريقة‬ ‫ال�سلفية املا�ضوية‪ ،‬التي ال ينظر �أهلها �إىل الدين‪ ،‬كما‬ ‫يبدو‪� ،‬إال يف كونه "�سلف ًا"‪ ،‬بال �أم��ام‪ ،‬من ال��وراء �إىل‬ ‫ب�صر‬ ‫الوراء‪ ،‬هو م�ؤ�شر خطري جد ًا‪ ،‬ال ميكن لأيّ ذي ٍ‬ ‫وب�صرية ال�سكوت‪� ،‬أو غ�ض الطرف عنه‪ ،‬بحجة �أنّ‬ ‫الفنان قد "�ضرب" الدين‪� ،‬أو "ازدَرى" �أو "نال" منه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫"ا�ستخف" به‪� ،‬أو "�أ�ساء" �إليه‪.‬‬ ‫�أو‬ ‫زجّ الفن يف "�سجن" الدين‪ ،‬بهذه الطريقة اخلارجة‬ ‫كل الدين ّ‬ ‫على ّ‬ ‫وكل الدنيا‪ ،‬هو �إ�ساءة للدين و�أهله‪ ،‬قبل‬ ‫�أن يكون �إ�ساء ًة للفن و�أهله‪.‬‬ ‫حجج واهيةٍ‬ ‫جلد الفن و�أهله ب"�سياط" الدين‪ ،‬حتت ٍ‬ ‫مي" ل�ش�أن الدين‪� ،‬أك�ثر من �أن يكون‬ ‫كهذه‪ ،‬هو "تقز ٌ‬ ‫تقزمي ًا للفن والفنانني‪.‬‬ ‫واحلا ُل‪ ،‬ف�إنّ "حترمي" الفن و"جترميه" بالدين‪ ،‬بهذه‬ ‫الطريقة التي فيها من الإف�ت��اء‪� ،‬أك�ثر الق�ضاء‪ ،‬يعني‬ ‫تفريغ الفن م��ن ر�سالته‪ ،‬وتق�سيمه �إىل "فن حالل"‬ ‫و"فن حرام"؛ �أو "فن يف �سبيل الله"‪ ،‬و"فن من رج�س‬ ‫ال�شيطان"‪.‬‬ ‫�صحيح �أنّ ع��ادل �إم��ام املتهم الآن ب"الإزدراء" من‬ ‫ٌ‬ ‫الإ�سالم‪ ،‬ينتقد عرب �أعماله الكوميدية الكثرية‪ ،‬بع�ض‬ ‫امل�ظ��اه��ر ال��دي�ن�ي��ة امل��ا��ض��وي��ة‪ ،‬ال�ت��ي تفتي ب�ضرورة‬ ‫اخلروج من الدنيا‪ ،‬بحجة الدخول يف الدين‪ ،‬لكنه ال‬ ‫"يزدري" من الدين‪ ،‬كما هو م�شاعٌ عنه‪.‬‬ ‫هو‪ ،‬ال ينتقد الدين كدين‪ ،‬و�إمنا ينتقد اخلطاب الديني‬ ‫املت�شدد ك"تديّن"‪.‬‬ ‫ه ��و‪ ،‬ال ي���س�خ��ر م��ن ال��دي��ن ك �ع �ب��ادة‪ ،‬و�إمن� ��ا ي�سخر‬ ‫م��ن ال�ع��اب��دي��ن املت�شددين وامل�ن��اف�ق�ين‪� ،‬إذ يلب�سونه‬

‫ك"عباءة"‪.‬‬ ‫هو‪ ،‬ال ينتقد الدينيني‪ ،‬و�إمنا املتديّنني املغالني‪.‬‬ ‫هو‪ ،‬ال ينتقد الدين يف الأمام‪ ،‬و�إمنا ينتقد التديّن الذي‬ ‫ال يريد للدين و�أهله‪� ،‬إال �أن يكونوا وراءً‪ ،‬ما قبله وال‬ ‫بعده وراء‪.‬‬

‫ه��و‪ ،‬ال ينتقد جلباب الدين‪ ،‬و�إمن��ا "دين اجللباب"‪،‬‬ ‫واملتجلببني ب��ال��دي��ن‪ ،‬ال��ذي��ن ال ي ��أخ��ذون منه �سوى‬ ‫�إ�سمه‪.‬‬ ‫كدين لله‪ ،‬و�إمنا ينتقد الإ�سالم‬ ‫هو‪ ،‬ال ينتقد الإ�سالم ٍ‬ ‫ك"�سيا�سة"‪ ،‬يريد لها البع�ض املعمّم بالدين‪� ،‬أن تكون‬

‫لكل زمان ّ‬ ‫"ح ًّال"‪ ،‬لكل الدنيا‪� ،‬أو "د�ستور ًا" ّ‬ ‫وكل مكان‪.‬‬ ‫هو‪ ،‬ال ينتقد الله يف الدين‪ ،‬و�إمنا ينتقد الإن�سان فيه‪.‬‬ ‫ه��و ال ينتقد ال��دي��ن يف كونه "دار ًا لل�سالم"‪ ،‬و�إمنا‬ ‫ينتقده ب�شدة‪� ،‬إذ يحكم عليه البع�ض املت�شدد ب�أن يكون‬ ‫"دار ًا للحرب" وجهة للإرهاب‪ ،‬الذي ال ميكن لله‪� ،‬إال �أن‬ ‫يكون منه براء‪.‬‬ ‫ه��و ال ينتقد ال��دي��ن‪ ،‬كنظام للتفكري‪ ،‬و�إمن ��ا ينتقده‬ ‫ك"فو�ضى" للتكفري‪.‬‬ ‫هنا‪ ،‬ونحن نتحدث عن احلكم على الكبري عادل �إمام‪،‬‬ ‫لك�أنه "انقلب" بالفن على الإ� �س�لام‪ ،‬يح�ضرين فيلم‬ ‫"حياة برايان ‪ "f BrianLife o‬الذي يروي لنا‬ ‫ق�صة ب��راي��ان(امل���س�ي��ح) ب�صورة كوميدية �ساخرة‪،‬‬ ‫وال� ��ذي اخ �ت�ير ع��ام ‪ 2000‬م��ن ق�ب��ل جم�ل��ة ‪Total‬‬ ‫‪ Film‬الفنية الربيطانية‪ ،‬ك"�أح�سن فيلم كوميدي‬ ‫بريطاين يف التاريخ"‪.‬‬ ‫�إن �ك �ل�ترا امل�سيحية‪ ،‬مل ت�ق��ا��ض��ي �أه ��ل فيلم برايان‬ ‫الكوميدي‪ ،‬بحجة �أن��ه "ي�سخر" من امل�سيح‪ ،‬و�إمنا‬ ‫ك ّرمتهم ورفعت من �ش�أن عملهم الفني هذا‪ ،‬لأنها تعرف‬ ‫كي تف�صل بني حدود الدين وحدود الفن‪ ،‬كما يف�صل‬ ‫قانونها متام ًا بني ح��دود "دولة ال ّرب" يف ال�سماء‪،‬‬ ‫وحدود "دولة الإن�سان" على الأر�ض‪.‬‬ ‫احلكم على عادل �إمام الذي خدم الفن والإن�سان وما‬ ‫بينهما من م�صر‪ ،‬طوال عقو ٍد من حياته الفنية‪ ،‬ال ميكن‬ ‫�إعتباره حكم ًا "عادي ًا" �أو "عابر ًا"‪ ،‬و�إمنا هو حك ٌم فيه‬ ‫من النيلِ من الفن؛ ّ‬ ‫كل الفن‪ ،‬كمجموع‪� ،‬أك�ثر من �أن‬ ‫كفنان واحد‪.‬‬ ‫يكون ني ًال من عادل �إمام ٍ‬ ‫فنان من قامة �إمام ب�سبب �إبداعه‪،‬‬ ‫احلكم بال�سجن على ٍ‬ ‫هو �سجنٌ مل�صر ووج��دان م�صر وثقافة م�صر و�إبداع‬ ‫م�صر‪ ،‬قبل �أن يكون �سجن ًا للفنان نف�سه‪.‬‬ ‫يُقال �أنّ الفيل�سوف والكاتب والروائي الفرن�سي جان‬ ‫بول �سارتر قد �صدر بحقه‪ ،‬ذات م� ّرة‪ ،‬حك ٌم بال�سجن‬ ‫ب�سبب مواقفه و�آرائ��ه‪ ،‬فبلغت الق�ضية �آن��ذاك رئي�س‬ ‫وزراء فرن�سا يف الفرتة ما بني ‪ 1969‬و ‪ ،1974‬جورج‬ ‫بومبيدو(‪1911‬ـ‪ ،)1974‬فقال حينها قولته امل�شهورة‪:‬‬ ‫"متى كان من حقنا �أن نعتقل وجدان فرن�سا وثقافتها‬ ‫وحريتها؟"‬ ‫بهذا الكالم املعبرّ �أمر بومبيدو �إطالق �سراح �سارتر‬ ‫الكبري‪ ،‬ب�إعتباره جم�سد ًا حلرية وثقافة ووج��دان‬ ‫ف��رن �� �س��ا‪ .‬وه� ��ذا ه��و ب��ال���ض�ب��ط ال� �ف ��ارق ال �ك �ب�ير بني‬ ‫الغرب(امل�سيحي)‪ ،‬هناك �إذ يحكم وي�صعد بالعقل‪،‬‬ ‫وال�شرق(امل�سلم) ههنا �إذ يفتي وي�سقط يف النقل ‪.‬‬ ‫ري جد ًا‪ ،‬كالفرق‬ ‫الفارق بني العاملني املتوازيني‪� ،‬إذن‪ ،‬كب ٌ‬ ‫بني بومبيدو هناك‪ ،‬ال��ذي ترك �سارتر يف ّكر ح � ّر ًا يف‬ ‫حرية فرن�سا ولها‪ ،‬وبني "حمكمة جنح الهرم" ههنا‪،‬‬ ‫التي حتب�س حرية الفن والفنانني خلاطر "حرية"‬ ‫الت�شدد وال�سلفيني‪ ،‬واحلكم على الأمام بالوراء‪ ،‬وعلى‬ ‫امل�ستقبل باملا�ضي‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬


‫‪8‬‬

‫العدد (‪)2388‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬االربعاء (‪� )8‬شباط ‪2012‬‬

‫العدد (‪)2388‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬االربعاء (‪� )8‬شباط ‪2012‬‬

‫م�صادرة احلريات بعد ثورة ‪ 25‬يناير‬

‫ولكنه تراثا عامليا ملك ًا للب�شرية يف هذه‬ ‫املعمورة الكبرية �سالما م�صر ام الدنيا‪.‬‬

‫مصر ام الحضارات تستغيث‬ ‫من الوالة السلفيين‬

‫جنيب حمفوظ هرم م�صر‬ ‫الأخري‬ ‫وكان د‪ .‬فا�ضل خليل يدعو الله ان يكون يف‬ ‫عون م�صر واحل�ضارة واالن�سانية كاملة‬ ‫وا�شار اىل ان الغاء جنيب حمفوظ الغاء‬ ‫هرم وما بقي من الهرم �سيبقى ثانيا وهو‬ ‫الغاء احل�ضارات لكم دينكم ولنا احل�ضارة‬ ‫ال �ف �ن��ان ع ��ادل ام ��ام ه��و اول اخل�سارات‬ ‫وال�ق��ادم االعظم‪ ،‬التماثيل لو ان القما�ش‬ ‫ال��ذي يغطون التماثيل يغطون ب��ه عري‬ ‫الفقراء لكان اكرث لهم ثوابا عند الله‪.‬‬

‫يكمم االفواه مبحاكمة عادل امام وان يغطي‬ ‫ابداع الت�شكيلني العامليني كما تغطى ال�شم�س‬ ‫ب��ال�غ��رب��ال وو� �ض��ع االقم�شة على التماثيل‬ ‫اجلبارة ال�شاخمة ويف ا�سكات الفكر واالدب‬ ‫العاملي ومنعه وم�ن��ع كتب جنيب حمفوظ‬ ‫التي كانت وما زالت تعرب عن ال�شعب امل�صري‬ ‫ونب�ضته اليومي مبحلية ا�ستحقت جائزة‬ ‫نوبل العاملية ومهما يكن فال�شعب امل�صري‬ ‫ال ي�سمح لزحف الظالم على نهاره وال بزحف‬ ‫التخلف على تقدمه يف م�سريته ال�صاعدة‬ ‫نحو احلرية واحلياة وقافلة ال�شعب امل�صري‬ ‫البطل ت�سري بال توقف وتكن�س يف طريقها‬ ‫ع��واء الذئاب لت�ست�شرف امل�ستقبل امل�ضيء‬ ‫للثقافة امل�صرية واحلرية واالبداع‪.‬‬

‫يدمرون التطلع احل�ضاري‬ ‫ال �ن��اق��د ال�ت���ش�ك�ي�ل��ي � �ص�لاح ع �ب��ا���س االن‬ ‫التوجهات الثقافية العربية ت�سري بخطى‬ ‫مرتاجعة وان احل��د م��ن احل��ري��ة الثقافية‬ ‫ت�شبه االره� ��اب او ه��ي االره� ��اب ف�أعداء‬ ‫الثقافة الذين يت�صيدون لنجيب حمفوظ‬ ‫او �سواه هم ذاتهم الذين يحملون ال�سالح‬ ‫وي�صنعون املفخخات وينتهكون احلياة‬ ‫املدنية ويدمرون التطلع احل�ضاري‪.‬‬ ‫هناك حالة من التطرف ت��ؤذي البنى التي‬ ‫تهدف ال�سري م��ع ال�ع��امل ومو�ضع الفنان‬ ‫القدير ع��ادل ام��ام وانتهاك حقوقه يعني‬ ‫خ���س��ارة ف��ادح��ة خل���س��ارة العربية احلرة‬ ‫وي�ن�ب�غ��ي ات �خ��اذ امل��وق��ف امل�ن��ا��س��ب وذل��ك‬ ‫يتطلب فهما معمقا مبعنى التحرر والتقدم‬ ‫ومنتلك لغة ال�سالم‪.‬‬ ‫يبدو ان ال�ث��ورة امل�صرية ب��د�أت تنحرف‬ ‫عن امل�سارات الطبيعية وتنجر اىل مواقع‬ ‫رجعية و�سلفية يف حني كنا ننتظر الثورة‬ ‫امل���ص��ري��ة ان ت �ق��دم امل��زي��د م��ن العطاءات‬ ‫االن�سانية اخل�لاق��ة ولكن يبدو ان عجلة‬ ‫التاريخ ت�سري اىل ال��وراء وحتما �سيكون‬ ‫الت�صحيح‪ ،‬و�ستلتحق م�صر بالعامل املتمدن‬ ‫كما كانت عليه �سابقا واف�ضل من ذلك‪.‬‬

‫هناك عملية خلق فرعون‬ ‫جديد‬ ‫وحت�سر الدكتور جمال العتابي بقوله يبدو‬ ‫ان البكائية امل�صرية م�ستمرة لفرتة زمنية‬ ‫مقبلة كما يت�ضح من االح��داث التي ن�شاهد‬ ‫وب��ال��دل �ي��ل ع�ل��ى ذل ��ك يف االن �ت �خ��اب��ات التي‬ ‫افرزت نتائج وا�ضحة املعامل ا�سا�سها ال�ضياع‬ ‫وغياب امل�ؤ�س�سات وبدليل رف�ض قطاع من‬ ‫ال�شعب لنتائجها ويبدو ان هناك عملية خللق‬ ‫فرعون جديد لثياب جديدة تقيم على الدولة‬ ‫وم�ؤ�س�ساتها ومنها الثقافة على وجه التحديد‬ ‫ومدقراته ظاهرة للعيان وهذا الهجوم على‬ ‫الثقافة امل�ستهدفة دائما من الفكر الظالمي‬ ‫مل �� �ص��ادرة احل��ري��ات امل��دن �ي��ة اج ��د ان ت��راث‬ ‫وثقافة م�صر العريقة املوغلة يف القدم والتي‬ ‫متتد يف اعماق ال��روح امل�صرية �سوف تقف‬ ‫يف وجه هذه املوجة التي وان بد�أت االن بهذا‬ ‫ال�تراث الثقايف العظيم لأه��م رم��وز الثقافة‬ ‫االن�سانية اال انها �سوف تنحدر وان��ا مت�أكد‬ ‫من ذلك اما ا�صالة هذا الفكر النري‪.‬‬ ‫هناك م�شهد يف م�صر ميثل �شرعية ميدان‬ ‫ال�ت�ح��ري��ر ب�ك��ل م��ا ي�ح�م��ل م��ن م �ع��ان ثورية‬ ‫و�شريعة و�شرعية اخ��رى برملانية ال نريد‬ ‫ان ت�ترك يف االول هام�شا يتحرك فيه مع‬ ‫ا�ستبداد قب�ضة الثاين على مقدرات الدولة‬ ‫ل��ذل��ك ه��ذا ج��زء م��ن ال���س�ل��وك ال ��ذي ي�صادر‬ ‫التعددية وامل�ؤ�س�سات وبناء الدولة املدنية‪،‬‬ ‫هذا زمن ال�صراعات اجلديدة تتمخ�ض عنه‬ ‫خ�سارات اي�ضا جديدة‪.‬‬ ‫ه��ذا ج��زء من عملية التي بد�أتها طالبان يف‬ ‫االنفاق املظلمة وم�صادرة الرموز العظيمة‬ ‫على مر الع�صور‪.‬‬

‫تعد االحداث الأليمة التي حدثت يف م�صر من قبل ال�سلفيني وحملة الفكر الظالمي‬ ‫الذين قاموا مب�صادرة احلريات وتكميم االفواه وا�شاعة الفو�ضى حتت ذرائع واهية‬ ‫ال حتمل اية �شرعية من قبل اية �سلطة �سواء كانت هذه ال�سلطة و�ضعية ام �سماوية ‪،‬‬ ‫اراد هذا الفكر ان ي�صادر الفن واالدب والثقافة ‪ ،‬وهو يحاول ان ي�صادر كتب جنيب‬ ‫حمفوظ وا�صدار حكم باحلب�س للفنان عادل امام ملدة ثالثة ا�شهر ‪،‬وتغطية الن�صب‬ ‫والتماثيل بدافع همجي ال ميتلك �شرعية بفعله هذا ‪ ،‬املدى ا�ستطلعت �آراء بع�ض‬ ‫االدباء والفنانني وال�سيا�سيني يف ذلك ‪.‬‬ ‫وكان ال�س�ؤال ما الذي يحدث مب�صر من خالل تلك املظاهر التي حتاول خنق‬ ‫احلريات‪........‬؟؟؟‬

‫بغداد ‪ /‬حممود النمر‬ ‫�صعود التيارات ال�سلفية‬ ‫التكفريية‬ ‫قال الناقد فا�ضل ثامر رئي�س االحتاد العام‬ ‫لالدباء والكتاب العراقيني‪ :‬ان ه��ذه هي‬ ‫لي�ست امل��رة االوىل التي يدعو بها فقهاء‬ ‫الظالمية وع��راب��و التكفري واالره ��اب يف‬ ‫م�صر اىل احراق وحترمي م�ؤلفات الروائي‬ ‫والكاتب العربي جنيب حمفوظ وميكن‬ ‫ال �ق��ول ان امل��رح �ل��ة احل��ال �ي��ة ال �ت��ي تت�سم‬ ‫ب�صعود التيارات ال�سلفية التكفريية يف‬ ‫م�صر �سوف ت�شهد انتكا�سة يف احلريات‬ ‫العامة ويف حرية التعبري ويرتتب‬ ‫على اجلميع من املثقفني امل�صريني‬ ‫وال� �ع���رب م �� �س ��ؤول �ي��ات كبرية‬ ‫للوقوف �ضد هذه الهجمة‪.‬‬ ‫وع��ن التهمة ال�ت��ي وجهت‬ ‫اىل ال �ف �ن��ان ع� ��ادل ام ��ام‬ ‫ق��ال فا�ضل ثامر ه��و احد‬ ‫ال� ��رم� ��وز ال� �ك� �ب�ي�رة التي‬ ‫ق��دم��ت اع �م��اال فنية توفرت‬ ‫فيها �شروط الفن واملتعة واملوقف‬ ‫اجلاد وادان��ة االعمال االرهابية التي‬ ‫يحاول ان يفعلها البع�ض يف املجتمعات‬ ‫العربية‪ ،‬ان ه��ذه االفعال هي �سل�سلة من‬ ‫امل�صاهرة التي ال تنتهي بني التكفرييني‬ ‫وان ��ا اق ��ول ال خ�ير يف جمتمع ال يحرتم‬ ‫الثقافة والفن والفكر ويدعو اىل تكفريها‬ ‫وان �ه��ا مل���س��ؤول�ي��ة ك�ب�يرة علينا الت�صدي‬ ‫ل�شعارات التكفرييني (املكفراتية) دفاعا‬ ‫عن حرية التعبري والثقافة والدميقراطية‬ ‫وحقوق االن�سان‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫وم��واق �ف �ه��م ظ�لام�ي��ة يف التفا�صيل ومن‬ ‫غري املمكن الغاء ابداعات جنيب حمفوظ‬ ‫من خ�لال رواي��ة واح��دة وم��ن غري املمكن‬ ‫الغاء ابداع عادل امام من خالل فلم واحد‬ ‫او فلمني وحقا غ�ير ممكن ال�غ��اء االب��داع‬ ‫الت�شكيلي امل�صري من خالل تغطية الن�صب‬ ‫والتماثيل‬

‫وه� � � � � ��ذا‬ ‫االم��ر يراد‬

‫قتل الإبداع امل�صري‬ ‫وقال الدكتور عامر ح�سن الفيا�ض ا�ستاذ‬ ‫ال �ع �ل��وم ال���س�ي��ا��س�ي��ة‪ :‬يف ت �� �ص��وري ان‬ ‫التقليدين ال�سلفيني يقبلون باحلريات‬ ‫اذا كانت احلريات غري م�سموحة لهم‪،‬‬ ‫وع�ن��دم��ا ت�سمح لهم احل��ري��ات ف�أنهم‬ ‫ال ي�سمحون بها لالخرين لذلك ف�أن‬ ‫احل��ري��ات بالن�سبة لهم ه��ي و�سيلة‬ ‫يت�سلون بها ولي�ست مبد�أ عام ي�ضاف‬ ‫اىل ذل ��ك‪ ،‬ان�ه��م ي�ج�ي��دون التعامل‬ ‫م��ع التعميمات وال يفقهون �شيئا‬ ‫يف التف�صيالت‪ ،‬وعلى �ضوء ذلك‬ ‫ف��ان العقالء ال ميكن ان يطم�أنوا‬ ‫لهم بقدر تعلق االمر بالتف�صيالت‬ ‫‪،‬وهذا يبينّ بانهم ينجحون عندما‬ ‫ت �ك��ون الق�ضايا ع��ام��ة ويف�شلون‬ ‫ع �ن��دم��ا ت� �ك ��ون ال �ق �� �ض��اي��ا فرعية‬ ‫وتف�صيلية وعندها �سيكون ن�شاطهم‬ ‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬

‫منه قتل االب ��داع ال��ذي م��ن دون��ه ال ميكن‬ ‫ان ن�سمي بالدا مثل م�صر هي بالد االبداع‬ ‫و�شعب مثل �شعب م�صر هو ال�شعب احلي‬ ‫فكل قتل للبداع هو قتل للحياة فه�ؤالء ال‬ ‫ي��ري��دون بعث امل��وت كي يظل موتا مل�صر‬ ‫وللم�صريني‬ ‫الإنفتاح نحو الآفاق احل�ضارية‬ ‫وحت� ��دث د‪� � .‬س��امل االلو�سي‬ ‫م �� �ش�يرا اىل االح � ��داث‬ ‫ال� � �ت � ��ي جت � � ��ري يف‬ ‫م �� �ص��ر ه���ي اع �م��ال‬ ‫ق��د ت�ترك اعماال‬ ‫��س�ل�ب�ي��ة على‬ ‫القائمني بها‬ ‫الن اجل� ��و‬ ‫ال�� �ع� ��امل� ��ي‬ ‫وال � �ف � �ك� ��ر‬ ‫ال �ع��امل��ي‬ ‫والثقافة‬ ‫ال� �ع ��امل� �ي ��ة‬ ‫االن منفتحة‬ ‫ن �ح��و االف ��اق‬ ‫احل� ��� �ض ��اري ��ة‬ ‫ومم��ا ه��و معروف‬ ‫ان احل� � ��� � �ض � ��ارة‬ ‫العربية اال�سالمية‬ ‫ح�ضارة منفتحة فيها‬ ‫ا لعنا �صر‬

‫واملو�ضوعات التي تتعلق بحياة االن�سان‬ ‫ومعي�شته واف�ك��اره وم��ن بني ذل��ك عنا�صر‬ ‫العمارة اال�سالمية مثل اجلوامع واملدار�س‬ ‫وغري ذلك من املباين التي تعنى بالعلوم‬ ‫وامل��ع��ارف وك��ذل��ك ف �ن��ون ال��ر��س��م واخلط‬ ‫العربي اال��س�لام��ي وك��ذل��ك املو�سيقى مبا‬ ‫فيها املو�سيقى الدينية كل ه��ذه ت�ؤكد ان‬ ‫احل �� �ض��ارة ال�ع��رب�ي��ة اال��س�لام�ي��ة ح�ضارة‬ ‫منفتحة وذل ��ك ان ق�ضايا ال��وق��وف امام‬ ‫هذه العنا�صر �ست�أتي ب�آثار �ضد القائمني‬ ‫ب �ه��ا وه� ��ذا ي��ذك��رن��ا ب��احل��رك��ة اال�سالمية‬ ‫يف القرن التا�سع ع�شر عندما ق��ام بع�ض‬ ‫م �ف �ك��ري وع �ل �م��اء ج��ام��ع االزه� ��ر باجراء‬ ‫تغيريات وت �ط��ورات يف مناهج ودرو�س‬ ‫جامع االزه��ر ال�شريف ه��ذه احلركة القت‬ ‫مقاومة يف اول االمر و�سرعان ما ا�ستجاب‬ ‫اليها املعار�ضون باعتبارها تخدم الفكر‬ ‫احل�ضاري والفكر اال�سالمي فهي حركة ال‬ ‫تتعار�ض مع تطور االفكار والنه�ضة ونحن‬ ‫م��ن جانبا نتوجه اىل االخ ��وان يف م�صر‬ ‫العزيز ان ي�ت��دب��روا ه��ذا االم��ر وينظروا‬ ‫اىل امل�ستقبل ن�ظ��رة واقعية ام��ام ال��ر�أي‬ ‫العام العاملي ان هذه االجتاهات الفكرية‬ ‫والثقافية ينطبق عليها الآية الكرمية (كل‬ ‫حزب مبا لديهم فرحون)‪.‬‬ ‫وكم ذا مب�صر ٍ من امل�ضحكات‬ ‫و�أك � ��د د‪ .‬ع�ق�ي��ل م �ه��دي اال� �س �ت��اذ يف‬ ‫اكادميية الفنون اجلميلة ‪ :‬لي�س من‬ ‫اجلديد ان يتعر�ض االدب واالديب‬ ‫اىل مثل هذه املحن فقد طعن ال�شقاة‬ ‫جنيب حم�ف��وظ ب�سبب ت ��أث�يره على‬ ‫رواية مل يقر�أها هذا ال�شقي ولكنه دفع‬ ‫ب��ارادة �شريرة من قبل فقيه يزعم انه‬ ‫م�س�ؤول على الب�شر يف الدنيا واالخرة‬ ‫ولي�س ببعيد خرب احراق الف ليلة وليلة‬ ‫يف م�صر نف�سها من قبل الدعاة والظالمني‬ ‫ه�ؤالء وهو عر�ض ع�صابي ينتاب املجرمني‬ ‫مبثل ما ا�صابهم باالم�س النهم ال يعرفون‬ ‫حرمة االن�سان فكيف هم مع حرية الفكر‬ ‫ونبل االبداع فرتاهم ي�صارعون ل�سرت‬ ‫عوراتهم وهم ي�سقطون امرا�ضهم‬ ‫على انفع الفنون وا�سمى �آيات‬ ‫االدب‪ ،‬فعال انهم يذكرونا بقولة‬ ‫املتنبي‬ ‫وكم ذا مب�صر من امل�ضحكات‬ ‫ولكنه �ضحك كالبكاء‬ ‫يف زم��ن العوملة وح�ق��وق االن�سان‬ ‫والد�ستاير التي تكفل حرية القول‬ ‫والعمل انهم بهذا يغلقون علينا بوابات‬

‫ال���ص�ح��و وامل �ع��رف��ة احل �ق��ة ل�ك��ي يدفعونا‬ ‫ق�سرا اىل جحيم الظالم والب�ؤ�س والتخلف‬ ‫فكيف ميكن ان يعامل االدب والفن وك�أنهما‬ ‫ميثالن �شخ�صا مارقا او عبدا عابقا كما‬ ‫تلقنهم مرجعياتهم ال�سلفية اخلانقة لكننا‬ ‫ن ��أم��ل ي�شجاعة رج ��ال ال��دي��ن املتنورين‬ ‫يف م�صر قبل غريهم ل�ي��ذودوا عن الوجه‬ ‫ال�ن��ا��ص��ع للفكر اال� �س�لام��ي االن �� �س��اين يف‬ ‫م ��آرب��ه ويف امكانياته امل�ج��رب��ة تاريخيا‬ ‫وهي ت�صنع ح�ضارة ا�سالمية افادت منها‬ ‫الب�شرية قاطبة‪� ،‬سيذودون ه�ؤالء و�ستبقى‬ ‫رواي� � ��ات (جن �ي��ب حم��ف��وظ) ومت��اث �ي��ل (‬ ‫النحات خمتار) ماثلة يف قلب حترير م�صر‬ ‫و�ساحاتها‪.‬‬ ‫�سالم ًا م�صر �أم الدنيا‬ ‫د‪ .‬نادية ال�ع��زاوي‪ :‬ما ر�أي��ك بالذي يحدث‬ ‫يف م�صر؟‬ ‫اوال اود ان اقول �سالما ام الدنيا م�صر هذه‬ ‫الدولة ام احل�ضارة ام التاريخ التي كانت‬ ‫دائما مركز ا�شعاع ومركز �سبق نه�ضوي‬ ‫وح �� �ض��اري تف�سح ب ��االع�ل�ام واملفكرين‬ ‫ورم���وز ال�ع�ط��اء ال�ث�ق��ايف وال�ع�ل�م��ي التي‬ ‫كان لها الف�ضل على ال��دول العربية كافة‪،‬‬ ‫حينما ق��دم��ت اجن� ��ازات ثقافية وعلمية‬ ‫تغذت ون�ش�أت عليها اجيال من الباحثني‬ ‫وطلبة العلم من امل�ؤ�سف‪ .‬ان تتعر�ض لهذا‬ ‫النكو�ص يف ه��ذه امل�سرية اجلميلة ‪،‬هذا‬ ‫النكو�ص الذي بد�أ يحرق املجمع والعبث‬ ‫باملتحف ث��م �صرنا ن�سمع ال�ي��وم دعوات‬ ‫حلرق م�ؤلفات هذا املفكر او ذاك مثل جنيب‬ ‫حمفوظ ورمبا �ست�أتي ا�سماء كبرية بعده‬ ‫ف�ضال ع��ن ال��دع��وات يف م�ضايقة بع�ض‬ ‫املبدعني مثل الفنانني والكتاب والر�سامني‬ ‫وم ��ن امل ��ؤ� �س��ف ان ي �ك��ون ه ��ذا او يحدث‬ ‫يف م�صر ‪ ،‬ه��ذه ال�ت��ي حتت�ضن احلريات‬ ‫االجتماعية والثقافية وتت�سم مبجتمع‬ ‫اريحي و�شخ�صية اريحية‪ ،‬لي�س من حق‬ ‫احد ان يحجر على احد او ي�صادر الرموز‬ ‫الثقافية حتت �أي ذريعة كانت االختالف‬ ‫يف الفكر والر�ؤية واملنهج وااليدولوجية‬ ‫وارد جدا وطبيعي جدا وهذا �ش�أن الب�شرية‬ ‫منذ اق��دم الع�صور واالخ �ت�لاف يف الفكر‬ ‫يف املثل اىل اختالف يف احل��وار الثقايف‬ ‫�إال حفظ هذا احل��وار الثقايف املتبادل من‬ ‫هذه االطراف ال ان يكون و�سيلة للت�سقيط‬ ‫وال لاللغاء او الغتيال هذه الرموز الفكرية‬ ‫واالجنازات الفكرية‪.‬‬ ‫عطاء جنيب حمفوط وامثاله لي�س مق�صورا‬ ‫على م�صر ولي�س على اجناز م�صر ح�صريا‬

‫نف�س املنطق للأنظمة‬ ‫ال�شمولية‬ ‫ال�ن��اق��د �شجاع ال �ع��اين ه��ذا م��وق��ف �شائن‬ ‫وبغيظ وغ�ير عقالين يف الفن عموما او‬ ‫االدب ومن حرية التعبري اذا ما ا�ستمر هذا‬ ‫النهج ف�أنه بالتايل �سي�ؤدي اىل ا�ستبداد‬ ‫وت �خ �ل��ف وه��ج��رة ال �ع �ق��ول ال�ع�ل�م�ي��ة اىل‬

‫اخلارج هذه البلدان ونتائج كل ذلك وخيمة‬ ‫على الفرد وعلى املجتمع‪.‬‬ ‫الفنان عادل امام وهذا تدخل وحرب على‬ ‫احل��ري��ات وع�ل��ى ال�ف��ن وال�ف�ن��ان�ين عموما‬ ‫ونرى ان هذه الدعوات لي�ست من ا�صول‬ ‫الدين وامنا هي �ش�أن يف ع�صور مت�أخرة‬ ‫واي�ضا هي تقود اىل نف�س النتائج يف افقار‬ ‫ه��ذه املتجمعات واف�ق��ار احلياة وبالتايل‬ ‫اف �ق��ار االن �� �س��ان واج��داب��ه بحيث ي�صبح‬ ‫االن�سان وحياته وك�أنهما يقا�سان مب�سطرة‬ ‫وح�سب الطلب وك�أن هذه القوى اجلديدة‬ ‫مل تتعظ باالنظمة ال�شمولية ال�سابقة التي‬ ‫ا�سقط بع�ضها الربيع العربي‪.‬‬ ‫هذه تعطي انطباعا و�شعورا بالي�أ�س الن‬ ‫ه��ذه القوى �ستكرر نف�سها او تكرر نف�س‬ ‫املنطق لالنظمة ال�شمولية ورمب��ا كانت‬ ‫االنظمة ال�شمولية اكرث انفتاحا على الفكر‬ ‫والفن منها‪.‬‬ ‫احرتام الأدب والفكر يف الدين‬ ‫اال�سالمي‬

‫عقيل مهدي‬

‫فا�ضل ثامر‬

‫عبدالوهاب الدايني‬

‫فا�ضل خليل‬

‫يف اجل��ام �ع��ات االوروب� �ي���ة ح �ت��ى القرن‬ ‫التا�سع ع�شر وال�تراج��م ال�ت��ي ظ�ه��رت يف‬ ‫زمن االمويني والعبا�سيني من خالل ه�ؤالء‬ ‫املرتجمني وال�شعراء واالمثلة كثرية على‬ ‫ذلك منها مدر�سة امل�ستن�صرية وحتى �آراء‬ ‫ومذاهب االم��ة االربعة التي كانت تدر�س‬ ‫فيها‪ .‬تاريخ ال ميكن ان ينكر وال�س�ؤال كيف‬ ‫ميكن ان نو�سع ثقافتنا اىل ذلك احلد الذي‬ ‫و�صلوا اليه؟‬ ‫هنا متتد اىل ال�س�ؤال االول نف�سه والعجب‬ ‫ان ه ��ذه االف �ك��ار م��ن اي ��ن ج� ��اءت؟ النبي‬ ‫حممد (���ص) يقول "اطلب العلم من املهد‬ ‫اىل اللحد" "واطلب العلم ول��و ك��ان يف‬ ‫ال�صني"‪ .‬ان الفنان عادل امام هو جزء من‬ ‫الربيع العربي وما يخ�ص م�صر مع اال�سف‬ ‫ان �شباب الثوار كانوا يتطلعون اىل افاق‬ ‫بعيدة م��ن التطلع واالن�ف�ت��اح وحتى كان‬ ‫ذل��ك يف زم��ن النبي (���ص) ك��ان يذهب اىل‬ ‫احل��وار القناع النا�س ويحاورهم بالتي‬ ‫هي اح�سن ولي�س ا�ستخدام القوة ونحن‬ ‫ن�سعى اىل التفاهم الن اال��س�لام ه��و دين‬ ‫املحبة وال�سالم‪.‬‬ ‫"حب الخيك ما حتب لنف�سك"‪.‬‬

‫الروائية �سافرة جميل ابدت ده�شتها عن ما‬ ‫يجري يف م�صر قائلة ‪� :‬سافرة جميل انا‬ ‫ال اعتقد ان هذه يف �صالح االدب والتاريخ‬ ‫اال�سالمي الذي انار العامل واحرتم االدب‬ ‫وال�ف�ك��ر وال�ف�ت��وح��ات اال��س�لام�ي��ة و�صلت‬ ‫اىل اقا�صي العامل ومل تكن بحد ال�سيف‬ ‫وقد كانت ثقافية وجتارية وتن�شر الدين‬ ‫اال�سالمي حتى و�صل اىل ال�صني وجنوب‬ ‫�شرق ا�سيا‪ ،‬ليقر�أ ه�ؤالء التاريخ وليتعلموا‬ ‫م��ن واق���ع احل� ��وار ال���ذي ك ��ان ي���دور بني‬ ‫ال�شعوب وب�ين املثقفني امل�سلمني الذين‬ ‫ي��ذه�ب��ون اىل ه�ن��اك ك�ت��اب امل���س�ع��ودي يف‬ ‫م ��روج ال��ذه��ب وم �ع��ادن اجل��وه��ر وهناك‬ ‫ح��وار ب�ين اح��د ملوك ال�صني وب�ين تاجر‬ ‫م�سلم وك��ان ح��وارا ثقافيا عايل امل�ستوى‬ ‫والتجار الذين و�صلوا اىل رو�سيا او اىل‬ ‫البحر املنجمد ال�شمايل يقال ان كتاب الف‬ ‫ليلة وليلة و�صل اىل هناك عن طريق ه�ؤالء‬ ‫الرحالة حتى ان هناك �سينمائيني اوربيني‬ ‫اخرجوا تلك الق�ص�ص من الف ليلة وليلة‬ ‫واما اجلانب الفكري فان ابن �سيناء يدر�س‬

‫قلبي على م�صر احلبيبة‬ ‫وحت��دث ال�شاعر حممد ح�سني �آل يا�سني‪:‬‬ ‫قلبي على م�صر احلبيبة التي انتف�ضت بوجه‬ ‫الطغيان والقيود وتكميم االف��واه لت�سرتد‬ ‫حريتها فيما �سميناه بالربيع العربي ولكن‬ ‫ظهر هذا الربيع خريف ياب�س يريد ان ي�أتي‬ ‫على االخ�ضر املورق واخلمائل الفيحاء التي‬ ‫تزخر بها م�صر ثقافيا يف الكتابة والت�شكيل‬ ‫واملو�سيقى وامل�سرح التي كانت م�صر يف هذه‬ ‫امليادين هي الرائدة وال�سباقة واملت�ألقة فيبدو‬ ‫ان ه��ذا اخلريف ال��ذي يقوده معنى االبداع‬ ‫وي�ع��ادي التحرر ويخا�صم احلياة يريد ان‬

‫�سافرة جميل‬

‫نادية العزاوي‬

‫جمال العتابي‬

‫الأفاعي ال�سامة تنفث املوت‬ ‫وقال املخرج ال�سينمائي عبد الوهاب الدايني‪:‬‬ ‫ا�ستب�شرنا خريا يف ‪ 25‬يناير يف كل دول‬ ‫العامل وال�شعوب امل�ضطهدة وقلنا قد �صنعها‬ ‫ال�شعب امل�صري وجاءنا باحلرية هذه احلرية‬ ‫الوا�سعة ال�ت��ي كنا نحلم بها ومبمار�ستها‬ ‫ولكننا ولال�سف ال�شديد حيث جاءنا خفافي�ش‬ ‫الظالم والعمالء االمريكيني وبد�أوا يتغلغلون‬ ‫يف �صفوف ط�لاب احل��ري��ة وان��د��س��وا بينهم‬ ‫ك�أفاع �سامة تنفث املوت من انيابها واذا بنا‬ ‫وياللعار ان ي�سيطر ه ��ؤالء على ج��زء كبري‬ ‫من ال�شارع وتوجهوا للعظيم قائد الرواية‬ ‫والق�صة الق�صرية الكبرية جنيب حمفوظ‬ ‫الذي اخذها عن جدارة جائزة نوبل للرواية‬ ‫واذا ب�ن��ا ن�سمع ان�ه��م ي��ري��دون او فعلوها‬ ‫واحرقوا كل كتب هذا املبدع الكبري مل يكتبوا‬ ‫بذلك بل وتوجهوا اىل عادل امام وحاكوا له‬ ‫م�ؤامرة �سميت بانه تعر�ض لال�سالم وا�ساء‬ ‫له ويف ظني ان امل�أ�ساة التي يعتربها ال�شعب‬ ‫امل�صري االن التي �سرقت منه ثورته فتمتد‬ ‫ه��ذه ال���س��رق��ات اىل ب��اق��ي اج���زاء منطقتنا‬ ‫العربية ولي�س ادل على هذا م�أ�ساة ال�شعب‬ ‫اللبيبي االن تلفت حولك ماذا ترى ؟ امل�أ�ساة‬ ‫يف كل مكان واملوت يف كل مكان ترى هل حقا‬ ‫نحن نعي�ش ربيعا عربيا ام خريفا م�أ�ساويا؟‬ ‫نحن ندين ون�ستنكر مثل هذه االعمال التي‬ ‫ميكن ان ن�سميها جرمية بحق ه�ؤالء االدباء‬ ‫والفنانني وخنق للحريات ‪.‬‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬


‫‪10‬‬

‫العدد (‪)2388‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬االربعاء (‪� )8‬شباط ‪2012‬‬

‫العدد (‪)2388‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬االربعاء (‪� )8‬شباط ‪2012‬‬

‫عادل امام بين براثن‬ ‫سياسة األمر بالمعروف‬ ‫والنهي عن المنكر‬ ‫�سيدة بن علي‬ ‫موقع ال�صدارة يف د�ساتري هذه املجتمعات وحتتل الفقرات‬ ‫الأوىل واال�سا�سيه يف لوائح حقوق الإن�سان‪ .‬ذلك ان حرية‬ ‫ال ّتجديف هو عدم �إظهار تقدير �أو اح�ترام جتاه �شخ�صيات تعبري ال�ف��رد ع��ن ذات��ه ‪�� ,‬س��واء اك��ان��ت حرية ال��راي والكالم‬ ‫مقدّ�سة يف دي��ان��ة م��ا �أو جت��اه رم��وز دينية �أو جت��اه عادات والن�شر والتجمهر واالحتجاج ال�سلمي اوحرية اعتناق الدين‬ ‫ومعتقدات معينة‪ .‬وهي ال ّتهمة ا ّلتي وجّ هت لنجم الكوميديا واملعتقد اوحرية التعبري الفني واالدبي وحتى حريات الأفراد‬ ‫طوال ثالثني عام الف ّنان عادل امام‪ ,‬فقد ق�ضت حمكمة م�صرية ال�شخ�صية فيما يختارون ‪,‬ه��ي تعبري ع��ن اح�ت�رام كينونة‬ ‫بحب�س املمثل عادل �إمام ثالثة �أ�شهر بعد �أن �أدانته بـ "الإ�ساءة الإن�سان ‪,‬وهي التي متيزه ب�شكل وا�ضح عن بقية الكائنات‬ ‫�إىل الإ�سالم" يف �أك�ثر م��ن عمل �سينمائي وم�سرحي ‪.‬وقد احليه‪ .‬فم�صادرة ح ّرية القول وال ّتعبري هي اغتيال للتفكري‬ ‫�ص ّرح الف ّنان امل ّتهم ع��ادل �إم ��ام(‪ 71‬عاما) لوكالة ال�صحافة والعقل ومنع للدّماغ الب�شري من ال ّتطوّ ر ّ‬ ‫ال�صفة‬ ‫الطبيعي‪ّ ,‬‬ ‫الفرن�سية "�إن حكما �صدر �ضدي باحلب�س ثالثة �أ�شهر بتهمة الأك�ثر �أهمّية يف متييز الإن�سان عن بقيّة الكائنات الأخرى‬ ‫الإ�ساءة �إىل الإ�سالم" مع دفع غرامة قدرها �ألف جنيه م�صري وا ّل�ت��ي ال ّ‬ ‫تقل �أه� ّم�ي��ة ع��ن ال��وج��ود البيولوجي وه��وم��ا يعد‬ ‫(قرابة ‪ 160‬دوالرا‪,‬وجاء احلكم ا ّلذي �أثار �صدمة يف الو�سط جرمية يف ّ‬ ‫حق االن�سان من خالل قتل روح املبادرة االبداع‬ ‫خا�صة و� ّأن الثورات ا ّلتي ا�شتعلت كان ا ّلتي حبته بهما ّ‬ ‫الفني واجلماهريي ّ‬ ‫الطبيعةوتعطيل �إمكانيات الفكريّة املوجودة‬ ‫فيه‬ ‫ّ‬ ‫‪,‬و‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫�ن‬ ‫هنا‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫دافعها الأ�سا�سي الأم��ل يف التمتع بالدّميقراطيّة واحلرية‬ ‫�درك اي�ضا ان��ه لي�س م��ن قبيل ّ‬ ‫ال�صدفة �أن‬ ‫تعمل‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫أنظمة‬ ‫ال�سيا�سية‬ ‫الفردية‬ ‫وال‬ ‫مبا فيها ح ّرية الإب��داع ‪ ،‬وك��ان القلق قد انت�شر يف �أو�ساط‬ ‫دكتاتورية اال�ستبدادية‬ ‫الفنانني واملثقفني امل�صريني الذين مت ّلكهم ال ّذعر من �أن يفر�ض جاهدة لكبح تلك احلريات وخنق املبادرات ال�شخ�صية وقمع‬ ‫ال�برمل��ان ال��ذي يهيمن عليه الإخ ��وان امل�سلمون وال�سلفيون الن�شاطات الفكرية وحتجيم املمار�سات االبداعيه ح ّتى �أ ّنه‬ ‫قيودا على حرية التعبري والإبداع‪,‬وقد جاء احلكم ا ّلذي �صدر بات من املعروف واملعلوم ما عاناه املث ّقف العربي عرب تاريخه‬ ‫ّ‬ ‫�ضد عادل �إمام ح�سما ّ‬ ‫لكل الت�سا�ؤالت والقلق‪,‬ففي يف الوقت‬ ‫الطويل من �أ�صناف التخويف والإرهاب واالعتقال والت�شريد‬ ‫ا ّلذي انتظرت فيه ال�شعوب العربية بجميع فئاتها قطف ثمار والقتل فيما �أذعن البع�ض االخرللترّ وي�ض ولتدجني والإذالل‬ ‫ثوراتها‪,‬و�ش ّم ن�سيم احلرية ا ّل��ذي حرمت منه ل�سنوات عدة وامل�سخ‪.‬يقودنا هذا حتما اىل فهم �أهم �أ�سباب الق�صور الفكري‬ ‫هاهو الإحباط ّ‬ ‫وال�سواد وال �دّم ي�سيطر على امل�شهد العربي ا ّلذي يعانيه الإن�سان العربي‪,‬فنوعيّة النتاج الفكري ماهي �إال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪,‬فقد �آن الأوان‬ ‫انعكا�س‬ ‫لطبيعة‬ ‫لت�صفية‬ ‫كل‬ ‫من‬ ‫املجتمع‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ذي‬ ‫ّ‬ ‫حاول‬ ‫تنبع‬ ‫منه‬ ‫ا�ستخدام‬ ‫عقله يوما ما‬ ‫كما هي انعكا�س للنظام‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�سيا�سي ّ‬ ‫‪,‬وكل من كتب رواية �أو ق�صيدة �أو قام بعمل ف ّني فيه �إ�ساءة‬ ‫ال�سائد‪ ,‬ولنا �أن نرى القفزات النوعية والكميه يف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لل�شب�شب واللحية واجل�ل�ب��اب ال�ت��ي يعدها احل � ّك��ام اجلدد طاقات االبتكار والإبداع واملبادرة يف املجتمعات التي يحرتم‬ ‫مق‬ ‫د‬ ‫ّ�سات‬ ‫فيها‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫يجب‬ ‫أفراد‬ ‫امل�سا�س‬ ‫وحترتم‬ ‫بها‪,‬بل �إنهم يذهبون �إىل �أبعد من‬ ‫فيها ح ّريات الإن�سان وكرامته فيما يرتاجع‬ ‫ّ‬ ‫ذلك‬ ‫ويرت‬ ‫د‬ ‫باعتبارها‬ ‫ّى‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫م�سا�سا‬ ‫إنتاج‬ ‫بال‬ ‫ّ‬ ‫ذ‬ ‫ات‬ ‫ا‬ ‫الفكري‬ ‫ل‬ ‫وتتقادم‬ ‫إلهية‪,‬فماذا‬ ‫ميكن‬ ‫املهارات‬ ‫�أن نتوقع بعد‬ ‫وتذوي الطاقات يف‬ ‫هذا احلكم اجلائر ال ّناجت عن نفو�س مري�ضة وحاقدة ا�ستغ ّلت جمتمعات ال�سيطرة واال�ستبداد والهيمنة ال�سيا�سية‪ ,‬اذ تذوب‬ ‫فر�صة جلو�سها على‬ ‫ّ‬ ‫كر�سي احلكم لت�شرع يف توجيه �سياط قيمة الفرد يف بوتقة ال ّتحزب والت�سيي�س وال�شعارات الوطنية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والقومية‬ ‫وال‬ ‫د‬ ‫املث‬ ‫ق‬ ‫ّينية‬ ‫‪,‬وكل لوائح املنع وال ّتحرمي‬ ‫و�سيوف نقمتها على فني والفنانني الذين هم من �أفراد هذا‬ ‫ّ‬ ‫ال�شعب ‪,‬بل ّ‬ ‫لقد‬ ‫ان الكثري منهم نزلوا اىل ّ‬ ‫�شهد‬ ‫القرن‬ ‫ّ‬ ‫املا�ضي‬ ‫�‬ ‫أو�سع‬ ‫ّ‬ ‫موجة‬ ‫ال�شوارع و�شاركوا يف‬ ‫لهجرة املثقفني والفنانني‬ ‫ّ‬ ‫الثورة لينتهي بهم الأمر اىل ال ّتجرمي واملح‬ ‫ا�سبة‪,‬وكل جرمهم العرب بحثا عن ح ّرية العمل والإبداع والعي�ش ‪,‬فمن املعلوم‬ ‫هو تعبريهم عن هموم وم�شاكل جمتمعهم‪,‬فالفن عامة هو �أنه � ّأن �أه� � ّم � �ش��روط ال� ّت�ف�ك�ير الإب ��داع ��ي اخل���روج ع��ن امل�ألوف‬ ‫نتاج �إبداعي نابع من ثقافة الإن�سان‪ ،‬وهو التعبري التلقائي عن وال ّتقليدي‪,‬كما � ّأن االن�ع�ت��اق م��ن امل�ح��رم��ات و�سيا�سة املنع‬ ‫الذات وهو � ً‬ ‫أي�ضا �ضرورة حياتيّه كاملاء والهواء للب�شر وقد �ضرورة ملحّ ة ّ‬ ‫لكل من تو ّفرت فيه ملكة الإب��داع‪,‬ه��ذا النوع‬ ‫ي�ستخدم الإن�سان ّ‬ ‫كل املواد املتاحة له ليعرب بها عن �أحا�سي�سه م��ن التفكري ي�سمّى ‪ out of box‬وه��و ح��ا��س��م للتفكري‬ ‫ومعتقداته‬ ‫االبداعي‪ .‬وهذا النوع من التفكري ال يقبل املحرمات وال�شروط‬ ‫"�سيدي القا�ضي املوقر‪� :‬أرج��و جترمي هذه امل��ر�أة الفا�سقة والإره��اب‪,‬ه��ذا ما �أ ّك��د عليه ‪Edward de Bono‬وهو‬ ‫لأنها �أ�صرت على �أن تلد طفال عاريا!!‬ ‫طبيب وعامل نف�س مالطي ومن اهم االخت�صا�صيني يف تدريب‬ ‫هي طرفة �أمريكية يتذكرها الأمريكيّون من ّ‬ ‫الطرائف ال�شعبية هذا النوع من التفكري‬ ‫ا ّلتي تهز�أ بانطوين كوم�ستاك‪� Anthony Comstock‬إن احل�ك��م ا ّل ��ذي ��ص��در يف ح� ّ�ق ع��ادل �إم ��ام ه��و ج��ر���س رعب‬ ‫وهو متط ّرف �شتهر باهتمامه اله�ستريي مبقا�ضاة الفنانني م�ؤذن بحقبة جديدة من �أحقاب الإره��اب الفكري والف ّني يف‬ ‫والأدب ��اء والنا�شرين بتهم الف�سق وال��دع��ارة ‪ .‬ج ّند طاقاته املجتمعات العربيّة‪ ,‬فقد ذكرت �صحيفة الأه��رام امل�صرية‪� ،‬أن‬ ‫ملحاربة حرية التعبري الفني والأدب��ي خ�لال حقبة مهمه من احلكم �صدر على الفنان الكوميدي غياب ًيّا خالل جل�سة حمكمة‬ ‫تاريخ �صراع املجتمع االمريكي الطويل وامل�ضني من اجل جنح الهرم‪ ,‬وجاء يف الدعوى رقم ‪ 24215‬ل�سنة ‪ 2011‬التي‬ ‫تطبيق وتر�سيخ ماجاء به الد�ستور من حريات �شخ�صيه‪� .‬أقامها �سلفي ي�سمى ع�سران من�صور �أن عادل �إمام قدم �أعما ًال‬ ‫ويذكر ال ّتاريخ ب�سخرية وا�ستهجان هذا املتطرف كوم�ستاك فنية �سخر خاللها من الدين الإ�سالمي واجللباب واللحية‬ ‫ب�شكل خا�ص لتم ّكنه من �شن حمله وا�سعة عام ‪ 1872‬حتت م�ست�شهدا مب�سرحية الزعيم وفيلم م��رج��ان �أح�م��د مرجان‬ ‫ّ‬ ‫عنوان "نعم ل�ل�أخ�لاق‪ ,‬وال للفن والأدب" والتي متكن فيها وب�أعمال فنية �أخرى‬ ‫ا�ستخف فيها بالإ�سالم و�س َّفه تعاليمه‪،‬‬ ‫من �إقناع املحاكم االمريكيه التخاذ قرارات نهائية لنبذ قرابة ح�سب ما ادّعاه مقيم الدعوى‪.‬‬ ‫‪ 16‬طن من املواد املن�شورة وجترمي ‪� 3600‬شخ�ص بني فنان ما ح�صل مع عادل �إمام‬ ‫يجيب‬ ‫�‬ ‫أ�سئلة‬ ‫عدة‬ ‫فر�ضت نف�سها على‬ ‫وكاتب ونا�شر حتى ذاع �صيته ال�سيئ يف ارج��اء املعمورة الو�سط ال ّثقايف فور الإعالن عن �صعود الإخوان اىل احلكم‪,‬كما‬ ‫فتداول النا�س العديد من الق�ص�ص والطرائف ب�شان تطرفه �أنه ب ّرر القلق ا ّلذي اجتاح نفو�س املث ّقفني والف ّنانني‪,‬ومعلوم‬ ‫الأرعن بدعوى حماية الأخالق واملقدّ�سات‬ ‫�أن الر�ؤية االخوانية للفن تقيّده مبعايري حمدّدة‪,‬فهم يردّدون‬ ‫ّ‬ ‫دا‬ ‫ئ‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫�ا‬ ‫قناعات‬ ‫ال�شيخني‬ ‫حممد‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫ت‬ ‫�‬ ‫�ويل‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ان تداول الأمريكان لقوانني �أنطوين كوم�ستوك على �سبيل‬ ‫���ش�ع��راوي وحممد‬ ‫ال ّتندّر ّ‬ ‫وال�سخرية يجعلنا ندرك �أ ّنه مازال �أمامنا الكثري كي الغزايل التي يلخ�صونها يف تلك املقولة ال�شهرية «حالله حالل‬ ‫ن�ستطيع ادراك ركب احل�ضارة الغربيّة ا ّلتي يعدها ّ‬ ‫ال�سلفيون وح��رام��ه ح��رام»‪ ،‬وه��و تعبري ف�ضفا�ض حيث ي�شبهون الفن‬ ‫واحل ّكام رج�سا من عمل ّ‬ ‫ب‬ ‫�‬ ‫إطار‬ ‫�‬ ‫أو‬ ‫وعاء‬ ‫‪,‬‬ ‫ّ‬ ‫ال�شيطان معتقدين وموهمني �أنف�سهم‬ ‫ومنطق احلالل واحلرام وحده الذي �سيحدّد‬ ‫ما‬ ‫ميكن‬ ‫�‬ ‫أن‬ ‫ّ‬ ‫يو�ضع‬ ‫ب�أنهم �صانعو ال ّثورة و�أ ّن��ه‬ ‫يف‬ ‫�‬ ‫آن‬ ‫ا‬ ‫هذا‬ ‫ل‬ ‫أوان‬ ‫ّ‬ ‫الوعاء‪,‬‬ ‫ليتم‬ ‫ت‬ ‫ومبا‬ ‫�‬ ‫عوا‬ ‫أن‬ ‫هم باحل ّرية‬ ‫الإخوان يرف�ضون‬ ‫كما يرونها على ح�ساب حرمان غريهم ‪,‬و�أ�ستغرب مل ّ‬ ‫يغ�ض الف�صل بني الفنّ والدّين‪ ،‬بل هم يخ�ضعونه لقواعد مطلقة ّ‬ ‫فان‬ ‫ه� ��ؤالء �أب�صارهم وال ي�ح��اول��ون فهم الأ��س�ب��اب ا ّل�ت��ي جعلت �سيا�سة الأمر باملعروف وال ّنهي عن املنكر �ستكون هي الفي�صل‬ ‫املجتمعات املتقدّمة تعري اهتماما وا�سعا لرعاية و�صيانة يف الأعمال الف ّنية والأدبيّة والفكريّة القادمة‪.‬‬ ‫حرية التعبري ال�شخ�صي للحد ال��ذي تتبو�أ فيه هذه احلريه‬ ‫عن جريدة الفجر اجلزائرية‬ ‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬

‫‪11‬‬

‫كلنا عادل إمام‬ ‫�سمري فريد‬

‫�أ�صدرت حمكمة جنح الهرم يوم اخلمي�س املا�ضى ‪ 20‬فرباير حكم ًا بحب�س الفنان عادل �إمام ثالثة �أ�شهر وتغرميه‬ ‫�ألف جنيه بتهمة «ازدراء الدين الإ�سالمى» فى �أعماله الفنية وال�سخرية من اجللباب واللحية‪.‬‬ ‫كم كانت جريدة «احلياة» العربية التى ت�صدر فى لندن على حق عندما ن�شرت اخلرب فى ر�أ�س ال�صفحة الأوىل على‬ ‫ثمانية �أعمدة‪ ،‬وكم كانت «دايلى نيوز �إيجبت»‪ ،‬ملحق م�صر من «هريالد تريبيون» الدولية التى ت�صدر بالإنكليزية‪،‬‬ ‫على حق عندما ن�شرت اخلرب فى �صفحتها الأوىل‪ ،‬وذلك فى اليوم التاىل‪ ،‬نق ًال عن اخلرب الذى بثته وكالة الأنباء‬ ‫الفرن�سية بعد �ساعات من �صدور احلكم‪� .‬إنه �أول حكم من نوعه ي�صدر �ضد فنان فى م�صر‪.‬‬ ‫من الناحية القانونية ا�ست�أنف عادل �إمام احلكم‪ ،‬وحتددت جل�سة ‪ 3‬ني�سان املقبل لنظر اال�ستئناف‪ ،‬ولكن من الالفت‬ ‫�صدور احلكم بعد فوز الإ�سالم ال�سيا�سى بالأغلبية فى الربملان‪ ،‬بعد �سنوات من الق�ضية التى رفعها حمام �سلفي‪،‬‬ ‫وبعد �أ�سابيع من �إن�شاء جبهة الدفاع عن الإبداع امل�صرى التى �أ�س�سها عدد كبري من الأدباء والفنانني �ضد تقييم‬ ‫الأعمال الفنية باملعايري الدينية‪ ،‬ولي�س مبعايري نقد الفنون‪ ،‬وهذا ال يعنى بالطبع �أن تكون الفنون �ضد الدين كما‬ ‫يروج الإ�سالميون‪ ،‬وهم مرة �أخرى غري امل�سلمني‪ ،‬فالإ�سالمي من يريد �أن يحكم �سيا�سي ًا با�سم الدين‪ ،‬وامل�سلم‬ ‫هو من ي�ؤمن بالدين الإ�سالمي‪ .‬ومن الناحية املو�ضوعية ال تعد ال�سخرية من اجللباب واللحية ازدراء للدين‬ ‫الإ�سالمى‪� ،‬أو بعبارة �أخرى التهمة �أكرب من �أن يكون مو�ضوعها الأزياء وحالقة ال�شعر �أو عدم حالقته‪ .‬واجللباب‬ ‫واللحية ال يرتبطان بالإ�سالم‪ ،‬فالفالح امل�سيحي يرتدي اجللباب‪ ،‬وكثري من الفنانني يف�ضلون �إطالق حلاهم فى كل‬ ‫الدنيا‪ ،‬وكل رجال الدين امل�سيحي يرتدون اجلالبيب ويطلقون حلاهم‪ ،‬وكثري من علماء الدين الإ�سالمى ال يرتدون‬ ‫اجلالليب وال يطلقون حلاهم‪ ،‬وبع�ضهم يطلق اللحية من دون اجللباب �أو العك�س‪ .‬ومن ال�سخف يف جميع الأحوال‬ ‫الربط بني الإميان الديني الذي هو �ش�أن روحى خال�ص وبني الأ�شياء الدنيوية املتعلقة باحلالقة والأزياء‪.‬‬ ‫وبغ�ض النظر عن تعليق عادل �إمام يف برقية وكالة الأنباء الفرن�سية ب�أن كل �أعماله «موافق عليها من الرقابة» وهو‬ ‫تعليق غري موفق فى تقديري‪ ،‬ف�إن عادل �إمام لي�س جمرد ممثل ناجح وجنم كبري‪ ،‬و�إمنا هو رمز من رموز الإبداع‬ ‫امل�صري وعلم من �أعالم م�صر اخلفاقة‪ ،‬وق�ضيته ق�ضية حرية تعبري بامتياز‪ ،‬ولذلك «كلنا عادل �إمام‪.‬‬

‫جريدة امل�صري اليوم‬

‫بين سجن "الزعيم" وتحريم كرة القدم‬ ‫تتجه ان�ظ��ار ال�ع��امل العربي والعامل‬ ‫اىل م���ص��ر‪ ،‬ب�سبب دم��وي��ة ال�شارع‬ ‫م��ن ج�ه��ة و��ص�ع��ود اال��س�لام�ي�ين وما‬ ‫يرافقه من متغريات من جهة اخرى‪،‬‬ ‫ورغ��م احل��زن والغ�ضب على �ضحايا‬ ‫العنف اال ان انتقادات عنيفة وجهها‬ ‫امل�صريون للحكم ال�صادر بحق عادل‬ ‫ام��ام بال�سجن لثالثة ا�شهر ب�سبب‬ ‫ازدرائ���ه للدين اال��س�لام��ي م��ن خالل‬ ‫اعماله ال�سينمائية‪ ،‬ورغم �أن البع�ض‬ ‫عد احلكم منطقي ًا‪ ،‬بل وت�أخر كثري ًا يف‬ ‫ظل م�ساندة النظام ال�سابق لعادل �إمام‬ ‫ومنع حماكمته على جت��اوزات��ه �ضد‬ ‫الدين الإ�سالمي والتيارات الإ�سالمية‬ ‫�إال �أن البع�ض الآخر عد احلكم مقدمة‬ ‫حلملة دعاوى ق�ضائية �سي�شنها التيار‬ ‫الإ�سالمي �ضد الفنانني بعد �سيطرة‬ ‫الإ�سالميني على الربملان امل�صري‪.‬‬ ‫وكان الفتا التعليق الذي تداوله اهل‬ ‫الفاي�سبوك وت��وي�تر يف ال�ساعات‬ ‫املا�ضية لهيئة االمر باملعروف باململكة‬ ‫ال�ع��رب�ي��ة ال���س�ع��ودي��ة ع�ل��ي �صفحتها‬ ‫مبوقع التوا�صل االجتماعي "تويرت"‬ ‫‪ ،‬علي اح ��داث بور�سعيد امل�أ�سوية‬ ‫قائلة " م��ا ح��دث يف بور�سعيد هو‬ ‫من الله لالعبني لأن لبا�سهم كان غري‬ ‫�ساتر للعورة وافخاذهم بادية للأعني‬ ‫كال�شم�س يف كبد ال�سماء !! وا�ضافت‬ ‫الهيئة " ل��و ان الع�ب��ي الفريقني يف‬ ‫بور�سعيد كان لبا�سهم حمت�شما (ك�أن‬ ‫ي�ستبدلون ال�شورت بالبنطال ال�ساتر)‬ ‫ملا حلت بهم العقوبة والكارثة "‪.‬‬ ‫و��س�خ��ر م��دون��ون ع�ل��ى خ�بر حب�س‬ ‫عادل �إمام وقال املدون الذي و�صف‬ ‫نف�سه بـعربي حزين على م�صر «عليه‬ ‫العو�ض ومنه العو�ض �إننا يف طريقنا‬ ‫�إىل م�صر�ستان ‪ ،‬لأن��ه بعد مذبحة‬ ‫امللعب �أم�س الأول لي�س من امل�ستبعد‬ ‫�إ�صدار فتاوي حترم لعب كرة القدم»‪،‬‬

‫بينما ع�ل��ق م��دون��ون �آخ� ��رون على‬ ‫بع�ض املواقع الإلكرتونية قائلني ان‬ ‫ال�شعوب العربية ال زالت جتهل معنى‬ ‫الدميوقراطية و هذا يت�ضح لنا بعد‬ ‫�سنة من الثورات ‪ ،‬الثورة الوحيدة‬ ‫التي ب�إمكاننا �أن نقول �أنها جنحت‬ ‫ه��ي ث ��ورة ت��ون����س ‪،‬لأن مقوماتها‬ ‫تختلف ‪ ،‬ففي م�صر تنت�شر الفو�ضى‬ ‫وال وج � ��ود ���س��وى للفو�ضويني‪،‬‬ ‫و�أ�� �ض ��اف �آخ� ��ر ذي ��ل ا� �س �م��ه مبحب‬ ‫م�صر قائ ًال» ب�صراحة �شباب الثورة‬

‫مل يعملوا �شيئا هو كل اللي عملوه‬ ‫�سلموا البلد ل�ل�إخ��وان وال�سلفيني‬ ‫وي��اري�ت�ه��م م��ا ق��ام��وا ب��ال�ث��ورة التي‬ ‫�سوف تقلب على ر�ؤو�سهم مت�سائ ًال‪:‬‬ ‫�أي��ن احل��ري��ة والدميقراطية؟ ففنان‬ ‫م �ث��ل ع� ��ادل �إم � ��ام ع�ك����س ف��ن م�صر‬ ‫ل�ل�خ��ارج ورف ��ع ال �ف��ن امل���ص��ري بكل‬ ‫معايريه يحكم عليه بهذا احلكم ‪..‬‬ ‫�سالم �سالم يا م�صر»‪.‬‬ ‫و�شهدت ال�ساعات املا�ضية حتركات‬ ‫على نطاق وا�سع بني الفنانني وبداخل‬

‫هل بدات احلرب ال�سلفية على‬ ‫الفن مب�صر‪ :‬احلكم على عادل‬ ‫امام بال�سجن ‪ 3‬ا�شهر‬

‫نقابتي املمثلني وال�سينمائيني لبحث‬ ‫كيفية الت�ضامن م��ع ع��ادل �إم ��ام يف‬ ‫الأزم���ة ال�ت��ي يواجهها بعد �صدور‬ ‫احل �ك��م وال� ��ذي ي �ه��دد مب�ث��ول��ه وراء‬ ‫الق�ضبان‪ ..‬واق�ترح بع�ض الفنانني‬ ‫�ضرورة عمل وقفة ت�ضامنية �سريعة‬ ‫�أم��ام االحت��اد ال�ع��ام للفنانني بهدف‬ ‫الت�أكيد على رف�ضهم ل�صدور مثل‬ ‫ه��ذه الأح�ك��ام التي تهدف �إىل احلد‬ ‫من حرية الإبداع يف الأعمال الفنية‪،‬‬ ‫من وجهة نظرهم‪.‬‬

‫يف خطوة عدها الكثري من املراقبني انها ا�شارة عن نوعية للفن‬ ‫امل�صري الذي �سي�شهد النور يف الفرتة املقبلة‪ ،‬وانذار مبكر‬ ‫ملن �سيقوم بانتقاد االحزاب والتيارات اال�سالمية من خالل‬ ‫ال�سينما او امل�سرح او الفن ب�شكل عام ق�ضت حمكمة جنح‬ ‫الهرم بحب�س الفنان عادل �إمام ‪� 3‬أ�شهر وتغرميه �ألف جنيه‬ ‫بتهمة ازدراء الدين الإ�سالمي يف �أعماله الفنية وال�سخرية من‬ ‫اجللباب واللحية‪� ،‬صدر احلكم غيابيا برئا�سة امل�ست�شار حممد‬ ‫عبد العاطي‪ .‬ومن املالحظ ان الدعوى التي حتمل الرقم رقم‬ ‫‪ 24215‬تعود لعام ‪ 2011‬اي بعد �سقوط النظام وبدء �سطوع‬ ‫جنم التيارات اال�سالمية وقد �أقامها ال�سلفي ع�سران من�صور‪،‬‬ ‫بحجة �أن عادل �إمام قدم �أعماال فنية �سخر خاللها من الدين‬ ‫الإ�سالمي واجللباب واللحية‪ ،‬وا�ست�شهد املدعي مب�سرحية‬ ‫الزعيم‪ ،‬ومرجان �أحمد مرجان و�أعمال فنية �أخرى ا�ستخف فيها‬ ‫بالإ�سالم و�سفه من تعاليمه ح�سبما ادعاه مقيم الدعوى‪.‬‬ ‫�أكد الفنان امل�صري عادل �إمام �أنه مل يكن لديه علم بق�ضية اتهامه‬ ‫بازدراء الدين الإ�سالمي التي �صدر فيها حكم غيابي بح�سبه‬ ‫وتغرميه‪ ،‬مطالبًا يف الوقت نف�سه ب�ضرورة احرتام حرية‬ ‫الإبداع والتعبري يف الفن‪.‬‬ ‫وقال الفنان ال�شهري بلقب "الزعيم"‪ ،‬يف ت�صريحات خا�صة لـ‬ ‫‪" :mbc.net‬مل يكن لدي علم بهذه الدعوى‪ ،‬ومل ي�صلني‬ ‫ا�ستدعاء �إىل املحكمة‪ ،‬فلم يذهب حمام للدفاع عني يف التهمة‬ ‫امل�شار �إليها"‪ .‬وقلل عادل �إمام‪ ،‬يف ت�صريحات خا�صة‪ ،‬من‬ ‫تداعيات تلك الق�ضية‪ ،‬م�شريًا �إىل �أنه �سبق �أن تعر�ض لكثري‬ ‫منها طوال م�شواره الفني‪ ،‬هو وكثري من الفنانني امل�صريني‪،‬‬ ‫مثل الكاتب وحيد حامد واملخرج نادر جالل‪.‬‬ ‫وعن ارتباط الق�ضية باملخاوف والقلق الذي يرتدد م�ؤخ ًرا‬ ‫على ال�ساحة الفنية امل�صرية على حرية الإبداع مع و�صول‬ ‫الإ�سالميني �إىل احلكم يف م�صر بعد ت�صدرهم االنتخابات‬ ‫الربملانية قال عادل �إمام �إنه يجب احرتام حرية الإبداع‪ ،‬وطالب‬ ‫"ب�ضرورة حرية التعبري‪ ،‬و�أال تفر�ض قيود على الفن"‪.‬‬ ‫وكان العديد من الفنانني امل�صريني اعلنوا خماوفهم من‬ ‫ال�صعود املت�سارع للتيارات اال�سالمية وو�صولها اىل احلكم من‬ ‫خالل احتالل مقاعد جمل�س ال�شعب يف االنتخابات التي اجريت‬ ‫م�ؤخرا‪ ،‬حتى و�صلت االمور ببع�ضهم اىل اخلروج امل�ؤقت من‬ ‫م�صر حتى تت�ضح طبيعة ال�صورة املقبلة‪ ،‬وذلك رغم التطمينات‬ ‫التي اطلقها كل من املتحدثني با�سم االخوان امل�سلمني والتيار‬ ‫ال�سلفي بان ال تدخال متوقعا يف الفن باملرحلة املقبلة‪.‬‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬


‫‪12‬‬

‫القاهرة ‪ /‬ا‪.‬د‪.‬ب‪.‬‬

‫افي�ش فيلم احكي يا �شهرازادكانت م�صر با�ستمرار مهدا‬ ‫للثقافة والفنون‪ ،‬فهي الأر�ض التي �أجنبت واحت�ضنت‬ ‫ع ��ددا م��ن �أ��ش�ه��ر ال�ك�ت��اب وال �ف �ن��ان�ين‪ ،‬غ�ير �أن �صعود‬ ‫الإ�سالميني يثري الكثري من املخاوف على م�ستقبل حرية‬ ‫الثقافة والفنون فهل هذه املخاوف مبالغ فيها �أم �أنها‬ ‫مربرة؟‬ ‫�س�ؤال طرحة التليفزيون الأمل��اين "دويت�ش فيلة" يف‬ ‫تقرير مطول عن م�ستقبل الثقافة والفن يف م�صر مع‬ ‫�صعود ال�ت�ي��ار الإ� �س�لام��ي �إيل ��س��دة احل�ك��م يف م�صر‬ ‫ممثال يف ح��زب احل��ري��ة وال�ع��دال��ة اجل�ن��اح ال�سيا�سي‬ ‫للإخوان امل�سلمون و�أح��زاب النور و اال�صالة وغريها‬ ‫م��ن الأح� ��زاب ال�سلفية ال�ت��ي حققت نتائج مبهرة يف‬ ‫االنتخابات الربملانية الأخرية‬ ‫وق��ال التليفزيون الأمل ��اين ‪:‬لطاملا �شاهدنا يف �أفالم‬

‫العدد (‪)2388‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬االربعاء (‪� )8‬شباط ‪2012‬‬

‫العدد (‪)2388‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬االربعاء (‪� )8‬شباط ‪2012‬‬

‫السلفيون يواجهون عادل امام‬ ‫فمن يزيح األخر؟‬ ‫وم�سل�سالت م�صرية �صورة �ألإخ��واين املتع�صب �ضد‬ ‫الفن ب�أ�شكاله التعبريية املختلفة وك��ان من �أ�شهر هذه‬ ‫الأعمال الفنية‪ ،‬تلك التي كان بطلها ع��ادل �إم��ام‪ ،‬كفيلم‬ ‫"الإرهاب والكباب" وفيلم "الإرهابي"‪ ،‬وفيلم "طيور‬ ‫الظالم"وغريها م��ن الأع �م��ال التي وجهت نقدا الذعا‬ ‫للإ�سالميني والتيارات املتطرفة‪ ،‬وهو نقذ يعك�س ال�صراع‬ ‫بني مثقفني من تيارات خمتلفة وبني الإ�سالميني‬ ‫اليوم وبعد فوز الإخوان امل�سلمني وال�سلفيني بالأغلبية‬ ‫يف االنتخابات الربملانية وا�ستعدادهم حلكم م�صر‪ ،‬بكل‬ ‫ما فيها من تنوع ثقايف وديني وفكري‪ ،‬ت�سود خماوف‬ ‫لدى الكثريين من تراجع حرية الفن والتعبري دويت�شه‬ ‫فيله �أ�ستطلع ر�أي من الإخوان امل�سلمني و�آخر من التيار‬ ‫الآخر؛ تيار املثقفني املت�شائمني من حكم الإ�سالميني‬ ‫يقول جمال ن�صار‪ ،‬مدير املركز احل�ضاري للدرا�سات‬ ‫امل�ستقبلية‪ ،‬واملح�سوب على تيار الإخ��وان امل�سلمني‪":‬‬ ‫من ينظر �إىل احلالة التي نعي�شها يف م�صر بعد ثورة‬ ‫�أبهرت العامل يت�أكد �أن ال �أحدا ي�ستطيع �أن يقيد احلريات‬ ‫العامة‪� ،‬سواء �أك��ان حزبا �أو تيار �سيا�سيا‪ ،‬طاملا �أنها‬ ‫ت�سري يف �إط��ار ال يخرج عن قيم و�سلوكيات املجتمع‬ ‫امل�صري" وي�ضيف‪":‬بطبيعة احل ��ال ك��ل جمتمع له‬ ‫خ�صو�صياته وعاداته وتقاليده‪ ،‬فال يجب �أن ن�ستورد‬ ‫ع��ادات وخ�صو�صيات بع�ض املجتمعات الأخ��رى التي‬ ‫هي رمبا ال تتنا�سب مع خ�صو�صيتنا"‬ ‫رغم �أن ال�شاعر امل�صري �أحمد ال�شهاوي هو ابن عامل‬ ‫�أزهري ون�ش�أ يف بيئة دينية فهذا مل ي�شفع له عند تيارات‬ ‫دينية متعددة‪ ،‬نادت �سنة ‪ 2003‬بتكفريه و�إه��دار دمه‬ ‫ب�سبب كتابه" الو�صايا يف ع�شق الن�ساء"‪ ،‬الذي اعتربته‬ ‫ه��ذه ال �ت �ي��ارات ال��دي�ن�ي��ة م�سيئا للدين‬ ‫الإ�سالمي يقول �أحمد ال�شهاوي‬ ‫ب �خ �� �ص��و���ص الإخ� � � ��وان‬ ‫امل�سلمني‪":‬من خالل‬ ‫جتربتي مع الإخوان‬ ‫امل�����س��ل��م�ي�ن مل �أع� ��د‬ ‫�أ�صدق �أحدا ال كبريا‬ ‫وال ���ص��غ�ي�را ب� ��دءا‬ ‫م��ن ع�ب��د امل�ن�ع��م �أبو‬ ‫ال�ف�ت��وح املر�شح‬ ‫ل �ل��رئ��ا� �س��ة �أو‬ ‫ال��دك �ت��ور‬ ‫ع �� �ص��ام‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬

‫العريان �أو حممد حبيب" وي�ضيف‪ ":‬لقد تعاملت مع عدد‬ ‫من ه�ؤالء وناظرتهم على �صفحات اجلرائد والف�ضائيات‬ ‫وكانت املفاج�أة م�ؤ�سفة‪� ،‬أنهم ال يقر�ؤون وال يتحدثون‬ ‫من خالل خلفية �أو مرجعية"‬ ‫لكن جمال ن�صار ينفي فكرة �أن الإ�سالميني يحجبون‬ ‫ر�أي الآخر �أو يقيدون حرية الر�أي والتعبري‪�":‬أعتقد �أن‬ ‫هذا كالم غري �صحيح باملرة‪ ،‬يُعلم جيدا �أن الإ�سالم يدعو‬ ‫�إىل حرية الر�أي والتعبري ويكفلها حتى لغري امل�سلمني‪،‬‬ ‫فال ي�ستطيع �أي تيار �أن يحظر ر�أيا �أو ي�صادر كتابا طاملا‬ ‫ال يتعار�ض مع هوية املجتمع امل�صري"‬ ‫ويقول مدير املركز احل�ضاري للدرا�سات امل�ستقبلية‪":‬‬ ‫هذا يحدث يف �أي مكان يف العامل �سواء يف �أوروبا �أو‬ ‫�أمريكا؛ �أي ر�أي �أو فكرة تخرج عن ال�سياق املجتمعي‬ ‫يتعر�ض لها لي�س الأفراد و�إمنا م�ؤ�س�سات الدولة كمجل�س‬ ‫ال�شعب" وي�ضيف ن�صار‪":‬بالن�سبة للفن والثقافة‪،‬‬ ‫فالإ�سالم من �أ�سبق الأدي��ان الذي دعا �إىل الفن الراقي‬ ‫والتعبري بكل ما حتمله هذه الكلمة من معاين‪ ،‬ب�شرط‬ ‫�أن يحافظ الفن وحرية التعبري على حرية الآخرين يف‬ ‫احلفاظ على هوية املجتمع"‬ ‫ومن املعروف �أن م�صر حتت�ضن فنونا‪ ،‬تراها التيارات‬ ‫الدينية متنافية مع قيم املجتمع‪ ،‬ومنها الرق�ص ال�شرقي‬ ‫مثال‪� ،‬أو بع�ض الأفالم التي حتتوي على م�شاهد القبالت‬ ‫�أو الإيحاءات اجلن�سية وب�س�ؤال جمال ن�صار عن ما �إذا‬ ‫كانت �س ُتمنع هذه املظاهر الفنية‬ ‫يف امل�ستقبل يقول‪ ":‬ال‬ ‫ي �ج��ب �أن ن �ه �ت��م بهذه‬ ‫التفا�صيل ال�صغرية‪،‬‬ ‫نحن لدينا بلد حتتاج‬ ‫�إىل ن �ه �� �ض��ة و�إىل‬ ‫�إ�� � �ص �ل��اح ق��ط��اع��ات‬ ‫ك� �ب�ي�رة م� ��ن ال�شعب‬ ‫امل�����ص��ري ت� �ع ��اين من‬ ‫الفقر والبطالة‪ ،‬وال‬ ‫ينبغي �أن نهتم‬ ‫ب �ه��ذه الأم� ��ور‬ ‫وال �أن نعطيها‬ ‫ا هتما ما "‬ ‫وي �� �ض �ي��ف‬

‫ن�صار‪�":‬أما من يريد �أن يفعل هذه الأفاعيل فله احلرية‬ ‫يف ذل��ك ب�شرط �أن ال يخرق ع��ادات املجتمع امل�صري"‬ ‫ويبدو �أن �صاحب "الو�صايا يف ع�شق الن�ساء" لي�س‬ ‫متفائال بامل�ستقبل الثقايف مل�صر ويقول‪":‬امل�شهد الثقايف‬ ‫املرتقب يف م�صر �سيكون حمزنا وخمزيا وم�ؤملا نحن‬ ‫نعود �إىل اخللف ب�سنوات" وي�ضيف‪":‬لقد ر�أينا فتوى‬ ‫عبد املنعم ال�شحات �ضد جنيب حمفوظ‪ ،‬ولدي معلومات‬ ‫عن �ضربات �ستوجه �أي�ضا �إىل �أعمال يو�سف �إدري�س‬ ‫ويو�سف ال�سباعي والح�سان عبد القدو�س"‬ ‫ح�سب ال�شاعر امل�صري ف��إن دور الن�شر قد ب��د�أت فعال‬ ‫مبمار�سة رق��اب��ة على �أع �م��ال ع��دد م��ن ال�ك�ت��اب وتقوم‬ ‫ب��احل��ذف خوفا م��ن ال�ت�ي��ارات ال�سلفية‪ ،‬وي�ق��ول �أحمد‬ ‫ال�شهاوي بهذا ال�صدد‪ ":‬لقد بد�أت مُتار�س الرقابة �إىل‬ ‫درجة �أن الكتب الأكادميية وهي درا�سات علمية حمكمة‬ ‫يمُ ار�س عليها احلذف‪ ،‬رغم �أن �أكادمييني كبار �أ�شرفوا‬ ‫عليها"‬ ‫ويطرح ال�شهاوي �س�ؤاال يرى �أن��ه ملح وهو‪ ":‬مل��اذا ال‬ ‫يوجد �شاعر �أو كاتب �أو فنان خرج من جماعة الإخوان‬ ‫امل�سلمني؟ �إذن هم ال ي�ؤمنون بالفن والكتابة‪ ،‬با�ستثناء‬ ‫بع�ض كتاب الأنا�شيد" وي�ضيف يف نف�س ال�سياق‪":‬على‬ ‫م��دى �ستني �سنة مل ن��ر �إال �سيد قطب ال��ذي ك��ان ناقدا‬ ‫مهما ب�شهادة جنيب حم�ف��وظ‪� ،‬إمن��ا اتخذ طريقا �آخر‬ ‫ومل يكمل امل�سرية" وي�ستغرب ال�شاعر امل�صري �أن‬ ‫الإخوان امل�سلمني مل يقدموا �أي برنامج حمدد �إزاء الفكر‬ ‫والفنون‬ ‫وع��ن توقعاته بالن�سبة لو�ضع املثقفني والفنانني‪،‬‬ ‫يقول‪�":‬سيحدث ال�سيناريو الأت ��ي‪:‬‬ ‫هجرة جماعية لل�شعراء والكتاب‬ ‫وامل�سرحيني وال�سينمائيني‬ ‫�إىل ال � �ب � �ل� ��دان ال �ع��رب �ي��ة‬ ‫خ�صو�صا لبنان" كما يتوقع‬ ‫�أي�ضا ‪� ":‬إذا جنح املخطط‬ ‫�ألإخ � � � ��واين ال �� �س �ل �ف��ي يف‬ ‫م�صر �سيكون ل��ه �أ�صداء‬ ‫يف ب �ل��دان عربية‬ ‫�أخرى‬

‫‪13‬‬

‫عادل إمام‪ ..‬وطيور الظالم‬ ‫يبدو �أن البع�ض مل ي�ستطع ال�صرب يف م�صر حتى تنتهي القالقل وت�ستقر الأمور‪ ،‬وت�ستوي على �سوقها‪ ،‬فبادر �إىل ق�ضم �أطراف الفري�سة قبل �أن متوت حتى!‬ ‫حيث �صدر حكم باحلب�س على الفنان امل�صري ال�شهري عادل �إمام‪ ،‬بعدما رفع الدعوى عليه حمام ال يعرفه عادل �إمام كما قال‪ ،‬و�أ�ضاف �أنه قد فوجئ بهذا احلكم‬ ‫«ال�سريع» لكنه كلف حماميه بالطعن فيه‪ .‬احلكم �صدر على خلفية االتهام لـ«الزعيم» عادل �إمام بازدراء الدين يف جمموعة من �أفالمه التي تناولت م�شكلة الإرهاب‬ ‫الديني‪ ،‬الذي �ضرب م�صر بعنف طوال العقود املا�ضية‪.‬‬

‫م�شاري الذايدي‬ ‫وا�� �ض ��ح ال� �غ ��ر� ��ض االن��ت��ق��ام��ي وت�صفية‬ ‫احل�سابات ال�سريعة يف مثل هذه الدعوات‪،‬‬ ‫وعادل �إمام كان هو الفنان امل�صري «الأ�شجع»‬ ‫يف مواجهة التطرف والإره��اب الديني يف‬ ‫م�صر مبجموعة م��ن �أف�لام��ه وم�سرحياته‪،‬‬ ‫وحتى ت�صريحاته التي كان حاد الوعي فيها‬ ‫بخطورة التطرف الديني يف م�صر‪ ،‬وكان‬ ‫يطلق �صيحات النذارة منذ زمن‪ ،‬منفردا عن‬ ‫كل الفنانني امل�صريني الذين كانوا �إما غارقني‬ ‫يف الدعاية النا�صرية املعار�ضة �أو لديهم‬ ‫قليل من الدرو�شة �أو هم يف فلك ي�سبحون‪،‬‬ ‫وهمهم �أكل العي�ش دون «دو�شة» ال�سيا�سات‪،‬‬ ‫�إال ما ندر منهم‪.‬‬ ‫ه ��وج ��م ع�� ��ادل �إم� � ��ام ك� �ث�ي�را م ��ن ق �ب��ل كل‬ ‫املعار�ضات امل�صرية ال�سابقة‪ ،‬وعلى ر�أ�س‬ ‫هذه املعار�ضات كان التيار الإ�سالمي طبعا‬ ‫يف امل��ق��دم��ة‪ ،‬وك� ��ان م��ر� �ش �ح��ا م �ث��ل جنيب‬ ‫حمفوظ العتداء ج�سدي طبعا‪ .‬ومل يتوقف‬ ‫الهجوم عليه عند التيار الأ�صويل بل تعداه‬ ‫�إىل كل التيارات املعار�ضة الأخرى‪.‬‬ ‫مل يتوقف الأم ��ر عند ع��ادل �إم���ام‪� ،‬صاحب‬ ‫اجل�م��اه�يري��ة ال�شعبية ال�ع��ري���ض��ة‪ ،‬وزعيم‬ ‫الكوميديا امل���ص��ري��ة‪ ،‬ب��ل و��ص��ل الأم ��ر �إىل‬ ‫«�أي �ق��ون��ة» الأدب امل���ص��ري‪� ،‬صاحب نوبل‪،‬‬ ‫الروائي جنيب حمفوظ‪ ،‬حيث لوثه الداعية‬ ‫ال�سلفي عبد املنعم ال�شحات وو�صفه ب�أقذع‬ ‫النعوت الدينية‪ ،‬و�أب ��دى حنقه م��ن توقري‬ ‫واح�ترام هذا الكاتب املنحرف‪ .‬الأم��ر الذي‬ ‫�أث��ار ف��زع جمموعة من املثقفني امل�صريني‪،‬‬ ‫الذين كانوا بدورهم من �أكرب �أن�صار الثورة‬ ‫امل���ص��ري��ة‪ ،‬ال�ت��ي ب��دوره��ا ه��ي ال�ت��ي �أتاحت‬ ‫امل �ج��ال خل���روج ه ��ذه امل��واق��ف الأ�صولية‬ ‫املخيفة! وه��ي دورة �شيطانية ال يبدو لها‬ ‫نهاية‪...‬‬ ‫يف م�صر ك ��ان ل �ه��ذه ال�ه�ج�م��ة احل� ��ادة على‬ ‫جمتمع الفن والإبداع �أ�صداء خميفة‪ ،‬وتنادى‬ ‫جمموعة من �أهل الفن والإبداع �إىل الت�ضامن‬ ‫وامل�سريات دفاعا عن حرية الإبداع‪.‬‬ ‫املخرج امل�صري داود عبد ال�سيد‪ ،‬عرب عن‬ ‫�صدمته �إزاء احلكم‪ ،‬قائال كما ذكرت «العربية‬ ‫نت»‪� :‬إنه يخ�شى �أن يكون ذلك احلكم بداية‬ ‫لهجمة �شر�سة على حرية الإبداع‪ ،‬خا�صة يف‬ ‫ظل ت�صاعد التيارات ال�سيا�سية ذات اخللفية‬

‫الدينية وال�ت��ي مل تتوقف ع��ن ت�صريحاتها‬ ‫املحر�ضة �ضد الإبداع ب�صوره املختلفة‪.‬‬ ‫وا�ست�شهد عبد ال�سيد بقيام �أح��د �أقطاب‬ ‫ال�سلفيني بالإ�ساءة �إىل جنيب حمفوظ‪ ،‬مما‬ ‫ي�ؤكد وفق كالم عبد ال�سيد �أن املبدعني يف‬ ‫حاجة �إىل التوحد يف مواجهة تلك «الهجمات‬ ‫ال�شر�سة» �ضدهم‪ ،‬معربا عن ت�ضامنه الكامل‬ ‫م��ع ال�ف�ن��ان ع ��ادل �إم� ��ام‪ ،‬خ��ا��ص��ة �أن احلكم‬ ‫ال�صادر �ضده لي�س الهدف منه «�إم��ام» نف�سه‬ ‫ولكن املق�صود منه تكميم �أفواه املبدعني‪ ،‬يف‬ ‫وقت كنا نتوقع فيه م�ساحة �أكرب من احلرية‬ ‫بعد ثورة ‪ 25‬يناير‪.‬‬ ‫ك��ل ه��ذا ال�ك�لام معطوفا على ال��دع��وة التي‬ ‫�أطلقها جمموعة م��ن الن�شطاء الأ�صوليني‬ ‫لإن�شاء جهاز رقابة ديني �أو بولي�س ديني‪،‬‬ ‫�صحيح �أن ه��ذه ال��دع��وة الأخ�ي�رة جوبهت‬ ‫مبوقف �أ�شد و�ضوحا من قبل �شيخ الأزهر‬ ‫وبع�ض رموز الإخ��وان‪ ،‬لكنها جمرد م�ؤ�شر‬ ‫�صغري على ما ميكن ح�صوله يف امل�ستقبل‪،‬‬ ‫ه��ذا ون �ح��ن ب�ع��د يف ال �ي��وم الأول‪ ،‬ب��ل يف‬ ‫ال�ساعة الأوىل من الثورة امل�صرية‪ ،‬ثورة‬ ‫احلرية‪.‬‬ ‫كنت يف ب��داي��ة ال�سنة الفائتة – وم��ا زلت‬ ‫ع�ن��د م��وق�ف��ي ه ��ذا ‪ -‬ا��س�ت�غ��رب م��ن متجيد‬ ‫كثري من املثقفني العرب والن�شطاء املدنيني‬ ‫لالنتفا�ضات العربية‪ ،‬هكذا ب�إطالق‪ ،‬باعتبار‬ ‫�أنها ث��ورات حرية و�إع��ادة ت�أ�سي�س‪ ،‬و�أنها‬ ‫كفيلة بتحديث املجتمعات العربية و�إطالق‬ ‫طاقاتها‪ ،‬وكنت �أت�ساءل با�ستمرار‪ ،‬ما هي‬ ‫ال�ضمانة التي ا�ستند �إليها ه�ؤالء املب�شرون‬ ‫بع�صر احلرية يف هذه الثورات؟ كيف جنعل‬ ‫من �إ�سقاط حاكم ما دليال على قيام جمتمع‬ ‫احلريات؟ بعيدا عن الو�صف ال�سيا�سي �أو‬ ‫الأخ�لاق��ي لعملية �سقوط �أو خلع النظام‬ ‫ال�سابق‪� ،‬سواء عد البع�ض �أن ما ح�صل يف‬ ‫م�صر لي�س �أكرث من انقالب ع�سكري م�ضافا‬ ‫�إليه مظاهرات حا�شدة‪ ،‬مع �ضغط �إعالمي‬ ‫ودب�ل��وم��ا��س��ي دويل‪� ،‬أي �إن م��ا ح�صل هو‬ ‫نتيجة مل��زي��ج م��ن ه��ذه ال�ع��وام��ل املذكورة‪،‬‬ ‫ول�ي����س جم��رد �شعب احت�شد يف ال�شارع‪،‬‬ ‫�أو خطب يف امل�ي��دان‪� ،‬أو جم��رد �شاب �أطلق‬ ‫�صفحة يف «في�س بوك» (باملنا�سبة �أين وائل‬ ‫غنيم يف م�صر‪ ..‬هل تتذكرونه؟‪.‬‬ ‫ال�س�ؤال كان‪ ،‬منذ �سنة‪ ،‬وما زال‪ :‬هل تتجز�أ‬ ‫احلرية؟ هل تكون احلرية فقط يف ممار�سة‬

‫ال�ن�ق��د وال���ش�ت��م ب��ل وجت��ري��د رم ��وز النظام‬ ‫ال�سابق حتى من معايري املحاكمة القانونية‪،‬‬ ‫ث��م ن�ط�ب��ق ع �ل��ى جم� ��االت احل��ري��ة الأخ� ��رى‬ ‫ون�ضيقها بل ونلغيها؟ هل ي�ستقيم هذا يف‬ ‫املنطق والنظر؟ كيف ن�صف احلرية ال�سائلة‬ ‫واملتدفقة وال �ه��ادرة يف امل�ج��ال ال�سيا�سي‬ ‫اخلا�ص‪ ،‬بينما ن��رى من يريد مالحقة �أهل‬ ‫الفن والإب��داع والكتاب بحجة انحراف هنا‬ ‫�أو ميل هناك؟ وكيف نوفق بني هذه احلرية‬ ‫ال�سيا�سية وبني العمل املتزايد على تطبيق‬ ‫امل �ع��اي�ير االج �ت �م��اع �ي��ة اجل ��دي ��دة يف دول��ة‬

‫الثورة الإخوانية وال�سلفية من �أجل �إعادة‬ ‫�إن�ت��اج امل�ج��ال االجتماعي والف�ضاء العام‪،‬‬ ‫يف الزي وال�سلوك والعادات اليومية‪ .‬نحن‬ ‫م��ا زلنا يف �أول ال�ط��ري��ق‪ ،‬ومل تن�ضب بعد‬ ‫خميلة وم�شاريع وخطوات التيار الأ�صويل‬ ‫ب�ع��د‪ ،‬فمطلوب «ال �ت��درج» يف التطبيق كما‬ ‫ق��ال مر�شد «ال��رب�ي��ع الإ� �س�لام��ي» يف العامل‬ ‫ال�شيخ القر�ضاوي‪ .‬والفرق بني الأ�صوليني‬ ‫(الإخوان وال�سلفيني) يف هذه الأمور هو يف‬ ‫التكتيك والتدرج والإيقاع الزمني املطلوب‬ ‫ولي�س يف «غايات» الأمور‪..‬‬

‫ه��ل ي�ج��دي �أن �أم��ار���س ح��ري��ة «م��ؤق�ت��ة» يف‬ ‫نقد ال�سيا�سي و�شتمه و�إق��ام��ة املهرجانات‬ ‫اخل �ط��اب �ي��ة‪ ،‬يف م �ق��اب��ل خ �� �س��ارة حريتي‬ ‫ال�شخ�صية وحرية الإبداع والكتابة‪� ،‬أو حتى‬ ‫احلد الأدن��ى املتوفر منها �سابقا �أم احلرية‬ ‫ه��واء واح��د �إم��ا �أن تتنف�سه كله �أو تختنق‬ ‫بفقدانه كله؟‬ ‫�أعرف �أن هناك من يقول �إن التحدي الأكرب‬ ‫يف م�صر هو حتد �سيا�سي و�أمني واقت�صادي‬ ‫يف املقام الأكرب‪ ،‬و�إن مثل هذه اخلطوات التي‬ ‫يتخذها بع�ض الأ�صوليني يف م�صر لي�ست �إال‬ ‫نتاج ن�شوة م�ؤقتة بثورة يرون‪ ،‬بفعل نتيجة‬ ‫ال�صندوق االنتخابي �أي�ضا‪� ،‬أنها لهم‪ ،‬و�أن‬ ‫ال��دول��ة قد دال��ت لهم وال��زم��ان قد �أرخ��ى لهم‬ ‫غ�صون االن�ت���ص��ار‪ ،‬فيحق لهم �أن يقطفوا‬ ‫الثمار‪ ،‬حتى قبل ن�ضجها‪ ،‬لكنها ن�شوة م�ؤقتة‬ ‫�إذ ��س��رع��ان م��ا �سيفيق اجلميع على �صبح‬ ‫تدفع فيه «ف��ات��ورة» ال�ث��ورة‪ ،‬وتكاليف ليلة‬ ‫ال�ف��رح‪ ،‬وه��ا هو مفكر الإخ ��وان وتاجرهم‪،‬‬ ‫خريت ال�شاطر‪ ،‬نائب املر�شد‪ ،‬يطلب النجدة‬ ‫االقت�صادية وال�سيا�سية من �أوروبا و�أمريكا‪،‬‬ ‫كما يف ت�صريحاته الأخرية‪.‬‬ ‫برغم �صحة هذه اللوحة املر�سومة‪ ،‬لكن من‬ ‫ق��ال �إن املتطرف يفكر يف تكاليف التطرف‬ ‫ع �ل��ى ال��و� �ض��ع االق �ت �� �ص��ادي واالجتماعي‬ ‫وال�سيا�سي‪ ،‬وخ�ير مثال حركة طالبان يف‬ ‫�أفغان�ستان و«ال�شباب» يف ال�صومال‪.‬‬ ‫يف فيلم م��ن �أج�م��ل �أف�ل�ام ع��ادل �إم ��ام قبيل‬ ‫�سنة الربيع العربي‪ ،‬بعنوان «مرجان �أحمد‬ ‫م��رج��ان»‪ ،‬ج�سد فيه �شخ�صية رج��ل �أعمال‬ ‫فا�سد ا�ستوىل على كثري م��ن امل�صالح يف‬ ‫البلد‪ ،‬ولديه عالقات وثيقة مع النظام احلاكم‪،‬‬ ‫ويف نف�س الوقت يريد خلق قاعدة �شعبية له‬ ‫لعدم ثقته بالنظام‪ ،‬يقول يف م�شهد من الفيلم‬ ‫�شارحا مل�ساعده ال�شخ�صي ملاذا يريد الرت�شح‬ ‫ملجل�س ال�شعب رغم «دو�شة» املجل�س‪ :‬الواحد‬ ‫هنا الزم يزبط مع اللي ف��وق واللي حتت‪،‬‬ ‫ع�شان النا�س اللي حتت لو �سابوه مي�سك‬ ‫يف النا�س اللي فوق‪ ،‬ولو النا�س اللي فوق‬ ‫�سابوه‪ ،‬يتلقفوه النا�س اللي حتت!‪.‬‬ ‫ف�ه��ل ك��ان ي��رى ه��ذا ال�ف�ن��ان وك��ات��ب الفيلم‬ ‫امل�ستقبل من نافذة ذلك الفيلم؟‬

‫ال�شرق االو�سط‬ ‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬


‫‪14‬‬

‫العدد (‪)2388‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬االربعاء (‪� )8‬شباط ‪2012‬‬

‫العدد (‪)2388‬ال�سنة التا�سعة ‪ -‬االربعاء (‪� )8‬شباط ‪2012‬‬

‫الحكم على عادل امام ليس اول‬ ‫الدجن وال آخرها‬

‫‪15‬‬

‫حول المطالبة بمقاطعة المسلمين عادل إمام‬ ‫جوزيف ب�شارة‬

‫م�صر‪ ،‬بلد احل�ضارة والعلم واالدب‪ ،‬م�صر الطهطاوي و املنفلوطي واحمد �شوقي و طه ح�سني وتوفيق‬ ‫احلكيم وحممد عبد الوهاب وام كلثوم و جنيب حمفوظ و ا�سماء ال تعد و ال حت�صى ممن اجنبتها �أر�ض‬ ‫الكنانة و�سقاها النيل من عذبه‪ ،‬و �شعب م�صر احلاذق الذكي ذو الذوق الرفيع جعل من م�صر قبلة‬ ‫لالدب والفن‪ ،‬يرنوا اليها العامل بالفخر‪ ،‬لي�س لعروبتها او ا�سالميتها وال ملوقعها او امكاناتها املادية‬ ‫�أواالقت�صادية‪ ،‬فم�صر بالد قليلة املوارد كثرية اخللق‪ ،‬ولكن لأنها اثببت على مر الع�صور بان املال وحده‬ ‫ال ي�صنع ح�ضارة ولو انه قادر على طالء وجه بالد بغطاء ح�ضاري فانه ال يقوى على �صنع اجلوهر من‬ ‫احلجر البليد‪.‬‬

‫مرة �أخ��رى يثري عمل فني حفيظة البع�ض ب�صورة‬ ‫تبتعد متام ًا عن العقالنية واملو�ضوعية‪ .‬فقد نقلت‬ ‫الأنباء عن مقال للكاتب حمدي رزق ن�شرته جريدة‬ ‫"امل�صري اليوم" الأ�سبوع املا�ضي �أن جمموعة‬ ‫من الن�شطاء الإلكرتونيني العرب طالبت امل�سلمني‬ ‫مبقاطعة �أعمال الفنان ع��ادل �إم��ام بدعوى ترويجه‬ ‫ملا �أ�سموه بالـ"تن�صري" من خالل جت�سيده ل�شخ�صية‬ ‫رج��ل دي��ن م�سيحي يف فيلمه ال�ك��وم�ي��دي اجلديد‬ ‫"ح�سن ومرق�ص" ال ��ذي يعالج م��ن خ�لال��ه �إم��ام‬ ‫ق�ضيتي التطرف الديني والت�سامح بني امل�سلمني‬ ‫وامل�سيحيني‪.‬‬ ‫مل ت�ك��ن امل�ط��ال�ب��ة مبقاطعة �أع �م��ال ع ��ادل �إم ��ام هي‬ ‫الأزم��ة االوىل التي يواجهها الفنان ب�سبب "ح�سن‬ ‫ومرق�ص" فقد �سبق له �أن واجه حملة ت�شهري مغر�ضة‬ ‫قام بها �إ�سالميون متطرفون ومثقفون علمانيون قبل‬ ‫�شهور حني اجتمع مع البابا �شنوده الثالث بطريرك‬ ‫الإ�سكندرية ملناق�شة بع�ض الأم��ور العقائدية التي‬ ‫يتناولها الفيلم وللح�صول على ت�صريح للت�صوير‬ ‫ببع�ض الكنائ�س‪ .‬وبرغم م��رور �شهور على العمل‬ ‫بالفيلم �إال �أن ��ه مل ي�ب��د �أن امل�ترب���ص�ين باالعتدال‬ ‫والت�سامح �سيمرروا الفيلم من دون م�شاكل‪ ،‬فقد‬ ‫توالت اتهامات الإ�سالميني لعادل �إمام الواحدة تلو‬ ‫الأخرى كلما اقرتب موعد عر�ض الفيلم‪.‬‬ ‫وقد ا�ستعر غ�ضب املتطرفني الإ�سالميني يف الأ�سابيع‬ ‫القليلة املا�ضية ب�سبب ال�صور الدعائية القليلة التي‬

‫بهروز اجلاف‬

‫تداولتها ال�صحف الورقية والإلكرتونية للفنان عادل‬ ‫�إمام التي ظهر فيها‪ ،‬متثي ًال بالطبع‪ ،‬مرتدي ًا ال�صليب‬ ‫فوق اجللباب التقليدي الذي يرتديه رجال الدين يف‬ ‫الكنائ�س امل�سيحية التقليدية‪ .‬فلم يقبل املتطرفون‬ ‫�أن يظهر الفنان الكوميدي الأ��ش�ه��ر على ال�ساحة‬ ‫العربية مرتدي ًا ال�صليب الذي يتخذونه عدو ًا �أكرب‬ ‫لهم ولأطروحاتهم املت�شددة‪ ،‬فما ك��ان منهم �إال �أن‬ ‫اعتربوا الفنان ع��دو ًا للإ�سالم ومروج ًا للم�سيحية‬ ‫التي يبغ�ضونها‪ .‬مل ت�صل �إىل م�سامعي �أن جمموعة‬ ‫الن�شطاء املتطرفني اعرت�ضت يوم ًا على قيام الفنان‬ ‫عادل �إمام �أو غريه من الفنانني بتمثيل دور �شخ�صية‬ ‫�شريرة غري مقبولة اجتماعي ًا ك�شخ�صية الل�ص �أو‬ ‫القاتل �أو املغت�صب على اعتبار �أن متثيل هذه الأدوار‬ ‫يروج للأعمال ال�شريرة لهذه ال�شخ�صيات‪ ،‬ولكن من‬ ‫�سخرية الأق ��دار �أن جمموعة املتطرفني اعرت�ضت‬ ‫على قيام الفنان �إم��ام ب��دور رجل الدين امل�سيحي‪.‬‬ ‫فمن الوا�ضح متام ًا �أن املتطرفني الإ�سالميني يرون‬ ‫�أن رجل الدين امل�سيحي ال��ذي يتدىل ال�صليب على‬ ‫�صدره يعد �أ�شد خطورة على املجتمع الإ�سالمي من‬ ‫الل�ص والقاتل واملغت�صب!‬ ‫مل �أر الفيلم ومل �أقر�أ ق�صته وبالتايل لن �أقوم بتقييم‬ ‫الفيلم فني ًا وفكري ًا يف مقال اليوم‪ ،‬ولكن من دون‬ ‫�أن نحتاج للدخول يف ق�صة الفيلم وم��ن دون �أن‬ ‫نحتاج للحديث عن اتفاقنا �أو اختالفنا مع طريقة‬ ‫تناوله لق�ضيتي التطرف الديني والت�سامح بني‬ ‫امل�سلمني وامل�سيحيني ف�إنني �أ�ؤك��د على �أن املطالبة‬ ‫مبقاطعة �أع�م��ال الفنان ع��ادل �إم��ام تعد م��ن �أعمال‬

‫الرتهيب واالب �ت��زاز والقمع الفكري ال��ذي ت�شتهر‬ ‫بها بلدان العامل العربي‪ ،‬ولعل املناخ ال��رديء الذي‬ ‫تعي�شه املجتمعات العربية يعرقل ر�سالة فيلم "ح�سن‬ ‫ومرق�ص" الت�ساحمية‪ ،‬فالأعمال الفنية ب�صفة عامة‬ ‫�ستبقى ع��اج��زة ع��ن م��واج�ه��ة ال�ت�ط��رف يف العامل‬ ‫العربي ما مل تكن م�صحوبة ب�إ�صالحات �سيا�سية‬ ‫وتعليمية ودينية واجتماعية وا�سعة‪.‬‬ ‫لقد ب��د�أ الفنان ع��ادل �إم��ام بفيلم "ح�سن ومرق�ص"‬ ‫حلقة ج��دي��دة م��ن �سل�سلة مواجهاته م��ع التطرف‬ ‫الديني‪ .‬و�إذا كان الفنان قد ك�سب احللقات ال�سابقة‬ ‫من املواجهات‪ ،‬ف�إن هذا الك�سب‪ ،‬بر�أيي‪ ،‬مل يتحقق‬ ‫�إال لأن تلك احللقات اهتمت ب��الإره��اب من دون �أن‬ ‫تتناول العالقة ب�ين امل�سلمني وامل�سيحيني‪ ،‬الأمر‬ ‫ي �ب��دو خمتلف ًا يف احل�ل�ق��ة اجل��دي��دة ال �ت��ي تتناول‬ ‫الق�ضية بالغة احل�سا�سية‪ .‬و�إذا ك��ان جم��رد ارتداء‬ ‫ع��ادل �إم��ام لل�صليب قد �أث��ار املتطرفني الإ�سالميني‪،‬‬ ‫ف ��إن ذل��ك يعني �أن معركة �شر�سة وطويلة تنتظره‬ ‫لك�سب هذه احللقة‪.‬‬ ‫ورمبا تنتهي احللقة بفقدان الفنان جزء ًا من قاعدته‬ ‫ال�شعبية العري�ضة يف العامل العربي ب�سبب الفيلم‬ ‫الذي حتم�س له وح�شد له الكثري من الإمكانات املادية‬ ‫والطاقات الب�شرية‪ ،‬ولكن من امل�ؤكد �أن �إمام‪ ،‬كغريه‬ ‫من مناه�ضي التطرف‪� ،‬سيحظى باملزيد من االحرتام‬ ‫من قبل املعتدلني والأحرار و�أ�صحاب العقول ال�سليمة‬ ‫والنفو�س ال�سوية يف البلدان العربية‪ ،‬وحتية لكل‬ ‫معتدل ولكل جندي يف معركتنا �ضد التطرف‪.‬‬

‫‪manarat‬‬ ‫رئي�س جمل�س الإدارة‬ ‫رئي�س التحرير‬

‫عن موقع احلوار املتمدن‬ ‫نائب رئي�س التحرير‬ ‫‪----------------‬‬‫عدنان ح�سني‬

‫مدير التحرير‬ ‫‪----------------‬‬‫علي ح�سني‬ ‫م�صر التي ا�ستهدفت يف علمها وادبها وفنها‬ ‫بو�ساطة من ال يريد ان ي��رى مل�صر دورها‬ ‫يف ادام��ة احل�ضارة يف حميطها‪ ،‬بدعم من‬ ‫البع�ض ال��ذي يح�سد م�صر يف ح�ضارتها‬ ‫ويف تقدمها‪ ،‬ي��وم ك��ان ذل��ك البع�ض ال بالد‬ ‫ظاهرة له غائ�صا يف اجلهل ويف التخلف ال‬ ‫مييز مابني نف�سه وبيئته اال الرمال واجلمال‬ ‫التي رمبا مل يرها هي اي�ضا يف ايامه دائمة‬ ‫الغربة‪ .‬وم�صر ك�أي بالد اخرى فيها ب�شر‪،‬‬ ‫وفيها العاقل و اجلاهل‪ ،‬فيها النافع وامل�ضر‪،‬‬ ‫ولكن الواقع احل�ضاري لها جعل من �شعبها‬ ‫�شعبا دق�ي�ق��ا م��وزون��ا يتعامل م��ع االم��ور‬ ‫ب��روي��ة متكئا على م ��وروث �آالف ال�سنني‬ ‫من احل�ضارة والكربياء جعلت م�صر بيئة‬ ‫خ�صبة للعلم واالدب وال �ف��ن‪� .‬أم��ا العائق‬ ‫ال��رئ�ي����س ال ��ذي وق��ف يف م���س��ار العبقرية‬ ‫امل�صرية‪ ،‬كما اخربنا التاريخ‪ ،‬فكان التزمت‬ ‫الذي يقول بالتحرمي والتزندق والتكفري‪،‬‬ ‫ومينع جم��اراة احل�ضارة االن�سانية‪ .‬ففي‬ ‫بدايات القرن املن�صرم جوبهت افكار عدد‬ ‫م��ن امل�ت�ن��وري��ن �أم �ث��ال علي عبد ال���رازق و‬ ‫ع�ب��دة ال�برق��وق��ي و من�صور فهمي وامني‬ ‫اخل��ويل باجلحود فيما حوكم ط��ه ح�سني‬

‫ال��ذي قلما اجن��ب العرب عقال مثله بحجة‬ ‫اال�ساءة لال�سالم يف يوم كان للعقل دوره‬ ‫الريادي يف م�صر احلديثة‪ .‬وعلى الرغم من‬ ‫ا�ستمرار تلك النزعة اجلاحدة على حرية‬ ‫ال��ر�أي والفكر اىل يومنا هذا‪ ،‬فقد كان ذلك‬ ‫واح��دا من اهم العوامل التي �أث��ارت العقل‬ ‫امل�صري على الرد لتكون م�صر قبلة ال تباع‬ ‫التجديد والعقالنية‪ ،‬ولعل االزهر كان وما‬ ‫زال منحازا اىل العقالنية واالع �ت��دال من‬ ‫خ�لال �شيوخه وائمته وخ�صو�صا ال�شيخ‬ ‫حم�م��د ع�ب��دة وطلبته وم��ن تبعهم‪ ،‬اال ان‬ ‫البع�ض م��ن ال��دج��ن الدهماء مم��ن يت�صور‬ ‫بانه انت�صر يف (اتابة) من�صور فهمي وطه‬ ‫ح�سني‪ ،‬وهما ال�ل��ذان مل يكفرا ول��ن يتوبا‬ ‫بل �أجهرا ب�أفكارهما التي اجنبتها عقولهم‬ ‫م��ن خ�ل�ال ال�ب�ح��ث العلمي والتق�صي عن‬ ‫احلقيقة باال�ستدالل املنطقي فح�سب‪ ،‬و من‬ ‫يتبع تلك الدجن اليوم ينت�شي بالن�صر على‬ ‫اكتاف امل�صريني و يعد مبعاداة االدب والفن‬ ‫وا�ستئ�صال �سبل احل�ضارة‪ ،‬فذلك ا�ستمرار‬ ‫يف م�سري ال��دج��ن ال�ت��ي ي �ب��دوا �أن �ه��ا نفذت‬ ‫يف ي��وم مغرب اراد له اه��ل م�صر ان يكون‬ ‫ربيعا‪ ،‬والن اه��ل م�صر ارادوا بعفويتهم‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬

‫املعهودة ان يقطفوا ثمار ما�سوف ينبته‬ ‫الربيع‪ ،‬مادروا ان عدتهم مبعرثة وغري ذات‬ ‫ن�شاط‪ ،‬فالعقلية التي جعلت من طه ح�سني‬ ‫زنديقا مازالت منظمة وذات امكانات مادية‬ ‫وتنظيمية كبرية ولها ان�صار منظمون ولهم‬ ‫ع��ون �سخي م��ن جهلة االم����س القريب يف‬ ‫خارج م�صر‪ ،‬ولهم دعاية موجهة ومنظمة‪،‬‬ ‫ف�أم�سى ال��دج��ن يغطي �سماء م�صر‪ ،‬وعاد‬ ‫التحرمي والتكفري مهيمنا مرة اخرى اىل ان‬ ‫طال عادل امام‪ ،‬اذ حملت الينا االخبار ب�أن‬ ‫املمثل امل�صري الذي ر�سم الب�سمة على �شفاه‬ ‫امل�صريني وال �ع��رب ع�ق��ودا وانتقد الواقع‬ ‫ال�سيا�سي واالجتماعي واالق�ت���ص��ادي يف‬ ‫م�صر مبا الي�ستطع قلم ان يكتبه وال �سيا�سة‬ ‫ان جتهر به‪ ،‬حكم عليه باحلب�س ثالثة ا�شهر‬ ‫ودفع غرامة مالية ال�ساءته اال�سالم واللحية‬ ‫واجللباب! وهنا النعرج على م��دى عدالة‬ ‫احلكم وال عن �سبب �صدوره غيابيا من دون‬ ‫تبليغ ومن دون دفاع‪ ،‬وال عن مبلغ الغرامة‬ ‫وال عن ف�ضولية امل�شتكي وف�ضول احلاكم‪،‬‬ ‫بل نقي�س ذلك على الذي بد�أ ينخر يف ج�سد‬ ‫احل�ضارة امل�صرية ويف م�صر وم�ستقبلها‬ ‫برمته‪ ،‬قبل االنتخابات وبعدها‪ ،‬وما ينتظر‬

‫منه بعد تغيري الد�ستور وانتخاب الرئي�س‬ ‫و تغيري الت�شريعات واالح�ك��ام‪ .‬فمحاكمة‬ ‫ع��ادل ام��ام مل تكن �أول الدجن‪ ،‬فقد حكمت‬ ‫احدى املحاكم امل�صرية على الطبيب امين‬ ‫يو�سف من�صور باحلب�س ثالث �سنوات مع‬ ‫ال�شغل والنفاذ‪ ،‬وان املفارقة يف ذلك كانت‬ ‫ب��ان احل��اك��م ال��ذي حكم فيه ه��و امل�ست�شار‬ ‫امين يو�سف وذلك يف الع�شرين من نوفمرب‬ ‫املا�ضي حيث مل تكن االنتخابات قد افرزت‬ ‫نتائجها بعد‪ ،‬ولرمبا كان ذلك اي�ضا من باب‬ ‫الف�ضول لتماثل ا�سمي احلاكم واملحكوم‪،‬‬ ‫وقد كانت التهمة هي اال�ساءة اىل اال�سالم‬ ‫�أي�ضا ب�سبب تعليقات ذك��ره��ا املتهم على‬ ‫�صفحته يف الفي�سبوك م�ن�ت�ق��دا التوجه‬ ‫اال�سالمي يف م�صر ملا بعد الثورة‪ .‬وقد اثار‬ ‫ذلك حفيظة الر�أي احلر يف م�صر مثلما ادى‬ ‫اىل ردود فعل دول�ي��ة ح�ين علقت �صحيفة‬ ‫الوا�شنطن بو�ست يف عددها ال�صادر يوم‬ ‫‪ 22‬نوفمرب على اخلرب ذاكرة ب�أن م�صر تتجه‬ ‫نحو اال�سالم املحافظ‪ ،‬وهاهي قد و�صلت اىل‬ ‫ذلك‪ .‬وكذلك مازالت ق�ضية الرجل امل�سيحي‬ ‫جنيب �ساويري�س الذي اتهم باال�ساءة اىل‬ ‫اال� �س�لام يف يوليو املا�ضي ت��دور يف فلك‬

‫املحاكم ب�سبب ن�شره لر�سوم كاريكاتورية‬ ‫على �صفحته يف التويرت‪ .‬وهنا نت�سائل‪،‬‬ ‫ل�ق��د ب���د�أت االت �ه��ام��ات با�شخا�ص عاديني‬ ‫قبل االنتخابات فطالت ع��ادل ام��ام بعدها‪،‬‬ ‫فما ال��ذي ينتظر م�صر بعد الهيمنة على‬ ‫الت�شريعات وال�سلطة التنفيذية؟ ان م�صر‬ ‫زاخرة بامثال عادل امام من كتاب ومثقفني‬ ‫وم �ف �ك��ري��ن وف �ن��ان�ين مم��ن ق��ال��وا �آراءه� ��م‬ ‫قبال وحوكم على اث��ر بع�ضها اليوم عادل‬ ‫امام‪� ,‬أما من مل يقل كلمته بعد‪ ،‬فان الواقع‬ ‫ال�سيا�سي اليوم يف م�صر ي�شي ب�أن حمنته‬ ‫�ستكون ا�شد‪ .‬ان الد�ساتري امل�صرية ال�سابقة‬ ‫كفلت حرية ال��ر�أي والعقيدة والفكر وكلها‬ ‫ا�ستندت على ال�شريعة اال�سالمية كاحدى‬ ‫اه��م م�صادر الت�شريع ور�أت ج��واز االخذ‬ ‫باملدنية وجم��اراة التقدم و ي�سرت اطالق‬ ‫العنان للفكر فابرزت العباقرة‪ .‬انها مهمة‬ ‫ع�سرية على امل�صريني اال يبذروا بثورتهم‬ ‫ويحافظوا عليها م��ن ي��وم ق��د ال ي��روا فيه‬ ‫ماعهدوه من بيئة ارادوا لها ان تكون �أف�ضل‬ ‫ويدركون ان الدجن ما�ضية يف تكثفها و�أن‬ ‫يعطوا للعقل حظه يف الت�شريعات ويف‬ ‫الد�ستور وين�أو ب�أنف�سهم عن الطوفان‪.‬‬

‫االخراج الفني‬ ‫‪----------------‬‬‫م�صطفى التميمي‬ ‫الت�صحيح اللغوي‬ ‫‪----------------‬‬‫حممد حنون‬

‫طبعت مبطابع م�ؤ�س�سة املدى‬ ‫لالعالم والثقافة والفنون‬

‫‪http://www.almadapaper.com - E-mail: almada@almadapaper.com‬‬


‫استحوا على انفسكم ‪ ..‬انه عادل امام‬

‫خالد الوادي‬

‫االمم ت �ع��رف مببدعيها ال ب���ش��يء اخ��ر ‪ ..‬هذه‬ ‫احلقيقة يتجاهلها البع�ض ‪ ..‬والبع�ض االخر‬ ‫ي�ح��اول ان يطم�سها ويلغيها حتى ل��و اقت�ضى‬ ‫االم��ر اللجوء اىل ال�سيف وح��ز الرقاب ‪ ..‬هذه‬ ‫املقدمة الب�سيطة تدفع قلمي بالوقوف اىل جانب‬ ‫االب��داع واللجوء اىل امل��داد ال اىل العنف النني‬ ‫وبب�ساطة مت�أثر مبا قاله فولتري ( رمبا نختلف‬ ‫بالر�أي لكني �س�أدافع عن ر�أي��ك حتى اخر قطرة‬ ‫بدمي ) ومن رموزنا االبداعية يف عاملنا العربي‬ ‫التي تتعر�ض ه��ذه االي��ام لهجوم منظم تقوده‬ ‫جهات ال ت��ؤم��ن باحلرية ( الفنان الكبري عادل‬ ‫امام ) هذا الفنان الذي ادخل البهجة يف كل بيت‬ ‫عربي وعالج يف اعماله ق�ضايا ح�سا�سة يف زمن‬ ‫�صعب‪� ،‬سكتت به االق�لام و�صمتت به احلناجر‬ ‫‪ ..‬م��ن منا ال يتذكر م�سرحية ( �شاهد م�شف�ش‬ ‫حاجة ) تلك امل�سرحية التي ط��ورد ب�سببها امام‬ ‫ال ل�شيء �سوى النه انتقد الواقع واحلاكم يف ان‬ ‫واحد او ( م�سرحية الزعيم ) التي هزت عرو�ش‬

‫الطغاة وجعلتهم يتوقفون امامها ‪ ..‬لقد ق�صدهم‬ ‫جميعا بوابل من م�شاهد غاية بال�سخرية والنقد‬ ‫املبا�شر ‪ ..‬هل نن�سى الفتى عادل امام يف فيلم (‬ ‫احنا بتوع االتوبي�س ) وهو يج�سد رحلة ال�شاب‬ ‫الفالح املتخرج من اجلامعة التواق اىل امل�ستقبل‬ ‫وينتهي به االمر �سجينا �سيا�سيا ميوت على يد‬ ‫الطغاة ‪ ..‬وك�ث�يرة ه��ي االع �م��ال الوطنية التي‬ ‫اداها هذا الفنان الكبري لي�صبح جنما عامليا ملكا‬ ‫للجميع ورم��زا مل�صر وللبالد العربية فهو مبدع‬ ‫�سيخلده التاريخ كما خلد من قبله �شارل �شابلن ‪..‬‬ ‫لنقارن ومن حقنا املقارنة بني عادل امام و�شارل‬ ‫�شابلن هذا الذي خلده االنكليز وحولوه اىل رمز‬ ‫وماركة م�سجلة يف �صفحات تاريخهم ‪� ..‬سوقوه‬ ‫كجزء من ثقافتهم وادخلوه اىل كل مكان برغم انه‬ ‫جاء يف زمن ال�سينما ال�صامتة اال انه ظل ولهذه‬ ‫اللحظة جنما انكليزيا عامليا ‪ ..‬ام��ا ع��ادل امام‬ ‫فها هي ال�سيوف ت�شهر بوجهه ويهدد وت�ستباح‬ ‫امكنته التي ي�ؤدي بها ادواره العظيمة من �شباب‬ ‫ال يفهمون �شيئا �سوى العنف واالفكار ال�سطحية‬

‫واالندفاع جتاه املجهول ‪ ..‬اعلموا انكم ترتكبون‬ ‫خط�أ كبريا يف حماقاتكم تلك وال�ضرب لكم مثال عن‬ ‫اعتزاز ال�شعوب بتاريخها فباالم�س القريب حني‬ ‫هوى عر�ش االحت��اد ال�سوفيتي �شهدت مو�سكو‬ ‫حملة لته�شيم متاثيل احلقبة ال�شيوعية واملتمثلة‬ ‫بلينني وخرو�شوف و�ستالني وغريهم من رموز‬ ‫تلك احلقبة ‪ ..‬وبعد ال�ضجيج عادت تلك التماثيل‬ ‫اىل �ساحاتها واماكنها من قبل ال�شعب الذي ي�ؤمن‬ ‫ب�صفحات التاريخ وما ه�ؤالء اال جزء من تاريخ‬ ‫هذا ال�شعب ‪ ..‬فال ت�شهروا برموزكم ومبدعيكم‬ ‫وعادل امام مبدع كبري افنى جل حياته ناقدا لكل‬ ‫مظاهر التخلف واالنحطاط والرجعية ‪ ..‬انه رمز‬ ‫حلرية مفقودة تبحثون عنها ‪ ..‬حرية حتتاج اىل‬ ‫االب��داع حتى تتجلى ب�أبهى �صورة وع��ادل امام‬ ‫بد�أ م�شواره باحثا عن احلرية وناقال لها ‪ ..‬اذكر‬ ‫حني جاء اىل بغداد يف ت�سعينيات القرن املن�صرم‬ ‫منا�صرا وحمبا لل�شعب العراقي املحا�صر انذاك ‪..‬‬ ‫رف�ض لقاء الطاغية �صدام ح�سني وقال لقد جئت‬ ‫اىل بغداد حتى التقي ال�شعب العراقي ال�شقيق‬

‫وم�ن��ع م��ن ت�ق��دمي م�سرحية ال��زع�ي��م الن�ه��ا مت�س‬ ‫الطغاة ‪ ..‬هذا هو ع��ادل ام��ام ‪ ..‬الفنان ‪ ..‬املبدع‬ ‫‪ ..‬االن�سان ‪ ..‬اجلميل القادر على ا�سعادنا وبث‬ ‫روح احلرية يف دواخلنا ‪ ..‬اعت�صرت امل��ا حني‬ ‫قر�أت اخبار االعتداءات املتكررة التي طالت عادل‬ ‫ام��ام بل و�صل بالبع�ض ان ين�صب نف�سه ناطقا‬ ‫با�سم ال�شعب امل�صري ويعلن كراهية هذا ال�شعب‬ ‫للفنان عادل امام واق��ول‪ :‬ا�ستحوا على انف�سكم‬ ‫ان��ه ع��ادل ام��ام واح��د من رم��وز ال�شعب امل�صري‬ ‫العظيم املعتز بار�ضه ونيله ومبدعيه وان��ا كلي‬ ‫ثقة ان ال�شعب امل�صري يحرتم ويع�شق عادل‬ ‫امام رمز احلرية ‪ .‬حاف�ضوا على رموز ابداعكم‬ ‫فالتاريخ ال يرحم ‪ ..‬ال تتحولوا اىل متطرفني‬ ‫فت�سحقوا اجلمال الذي وهبه الله للجميع من دون‬ ‫مقابل ‪ ..‬ثورتكم عظيمة حتتاج اىل هدوء العقالء‬ ‫وحكمتهم وان�ظ��روا اىل غريكم وجتاربهم التي‬ ‫جعلت من بلدانهم جحيم فهرب االبداع واجلمال‬ ‫منهم ‪ ..‬ال تكونوا كما ه�ؤالء وتريثوا باحكامكم‬ ‫فتاريخكم نا�صع ال ت�شوهوه ‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.