25 minute read

املقاومـة املسلحـة التونسيـة ضـد االستعمـار الفرنسـي

املقاومـة املسلحـة التونسيـة 1956- 1881ضـد االستعمـار الفرنسـي

نتيجة لتدهور أوضاع عديد امليادين الداخلية بتونس من جهة ونتيجة للسياسة التوسعية لفرنسا مبساندة بعض الدول األوروبية مثل أملانيا 1881 أفريل 24وبريطانيا من جهة أخرى فقد تعرضت البالد التونسية ابتداء من إلى حملة عسكرية فرنسية هامة قوامها يفوق ثالثني ألف جندي مؤطرين 1871 -1870 بضباط قد كسبوا خبرة عسكرية من احلرب الفرنسية األملانية وبخريجي املدارس العسكرية العليا. هذا اجليش مدجج بأحدث األسلحة آنذاك من بنادق ورشاشات ومدافع وبوارج حربية متطورة.

Advertisement

األستاذ محمد صالح دحماني ي ّ م عبدالعزيز بوڤز ّ املقد

الوقت أمرت احلكومة عسكر األبراج بعدم رض للوحدات الفرنسية. ّ التع

وملـا سـئل البـاي محمـد الصـادق )بـاي تونـس( عن سـبب إمضائه ملعاهـدة احلماية، أي لقـد اخترنا ما »لقـد تبعنـا هوانا« أجاب « جولة هذه احلملة أرادها قادتها أن تكون عبر شعاب اجلبال والسهول عسكرية » التونسية معتقدين أن سكان هذه األصقاع لن يجرؤا على التصدي لها. ولم يتعد موقف الباي االستنكار واالحتجاج على احلملة الفرنسية فقد اقتصر على إرسال البرقيات دة دول موضحا لها أن ّ واالحتجاجات إلى ع تونس احتلت دون إعالن حرب. ورغم وضوح نوايا فرنسا من حملتها على تونس فإن تخذ اإلجراءات الالزمة واكتفى ّ الباي لم ي بتجهيز محلتني يصل مجموع قوامها عسكرا نظاميا 1800 جندي و 1000 إلى 500 من زواوة و 500 من اخملازنيـة و 1000 و مدفعا لكن 11 من احلنفية حتمل معها هاتني احمللتني الضعيفتني في العدد والعدة لم تتلقيا أوامر حملاربة الوحدات الفرنسية الغازية وإمنا كان موقف الباي من هذا اإلجراء هو إظهار النية في معاقبة القبائل التي ادعت فرنسا أنها كانت مصدر قالقل على احلدود التونسية اجلزائرية. وملا غزت القوات الفرنسية البالد التونسية طلب الباي من احمللة التراجع أمام القوات الغازية وفي نفس

واجليش الفرنسي بعدده الكبير وأسلحته يا وذلك ّ الثقيلة جعل الثوار ينهزمون وقت لعدم تكافئ ميزان القوى. لكن االنطالقة الفعلية واملنظمة للمقاومة املسلحة كانت إثر التجمع الكبير الذي ضم مختلف 20 إلى 15 زعماء القبائل في الفترة من بجامع عقبة بن نافع بالقيروان 1881 جوان وترأس هذا االجتماع علي بن خليفة وقد أقر اجملتمعون مبدأ املقاومة دون هوادة وتعاهدوا عليه. وعندما أمضى الباي معاهدة احلماية اعتقدت فرنسا أنه مبجرد 1881 ماي 12 في احتالل املناطق اإلستراتيجية في الشمال وتوقيع الباي على معاهدة احلماية ميكنها أن تطمئن على وضعها في البالد دون أن تتكلف جيشا جرارا، لذلك سحبت في أواخر شهر عددا كبيرا من قواتها واقتصرت 1881 جوان جنديا فقط. لكن فرنسا فوجئت 6000 على باندالع مقاومة أشد عنفا وتركيزا من األولى من طرف القبائل والضباط واجلنود الفارين من محلة الباي، األمر الذي أجبر فرنسا على إرسـال قـوات كبـيرة إلى تونـس لتعـزيـز وجـودهـا هنـالك. فيـه مصلحتنـا ) وهـو اإلبقـاء علـى العرش احلسـيني ولـو صوريـا.

وقد أصبح الباي بعد ذلك يتعاون مع قيادات احلملة ضد املقاومة املسلحة التونسية. كذلك كان الشأن لبالط الباي بزعامة وزيره األكبر مصطفى بن إسماعيل باستثناء قلة صغيرة مثل أمير اللواء العربي زروق الذي رفض توقيع املعاهدة وحاول إقناع الباي برفضها وحثه على ضرورة مواجهة املستعمر.

ورغم سلبية موقف الباي ورغم أنانية حاشيته املفرطة وقلة اإلمكانيات العسكرية للشعب التونسي ورغم انعدام التنظيم والتنسيق بني القبائل ) على األقل في الطور لحة إذ تبلورت هذه ّ األول من املقاومة املس املفاهيم في الطور الثاني ( وغياب الدعم عم بعديد ّ اخلارجي فإن الشعب التونسي مد رين من ثكنات الباي. لم يتردد في ّ اجلنود الفا دي له ّ مواجهة العدوان الفرنسي والتص وق الكبير عددا ّ ل شجاعة وثبات رغم التف ّ بك دة للجيش الفرنسي. ّ وع

د فعل املواطنني إزاء هجوم ّ وقد اختلف ر القوات الفرنسية إذ اعتمد التعبير عن رفض اإلحتالل بشتى األساليب ابتداء من التجمهر الت العمومية وإقامة ّ في الطرقات واحمل ية ليصل إلى ّ احلواجز وقطع اخلطوط الهاتف حمل السالح وخوض املعارك .

حاولت قبائل خمير وعمدون والشيحية وغيرها من القبائل احلدودية للجزائر صد را ّ دمها ب ّ هجوم القوات الفرنسية إلعاقة تق وبحرا. كما ثارت عديد القبائل األخرى منها دريد وماجر ورياح والوسالتية واجلبالية وأفراد كان املدن ّ رقة إلى جانب س ّ من عروش متف دماء وطبرقة وبنزرت ّ مثل بوسالم وغار ال لة التونسية ّ وماطر وغيرها. لكن تعاون احمل لة علي باي ولي العهد ّ بقيادة باي احمل

املدفعية محمد الشريف وتعزيزات عدد هام من رجال القبائل بقيادة علي بن خليفة، زعيم املقاومة، ورغم بسالة املقاومة فإن ته ّ تفوق الغازي كان حاسما إذ كانت قو مدفعا 151 سفينة حربية و 17 ل في ّ تتمث مقاوما. 500 جنديا مقابل قرابة 6000 و مجاهدا 1000 و 800 وقد استشهد ما بني وقد تضمنت قائمة الشهداء أسماء عديدة من العسكريني منهم احلاج محمد معتوق وقابادو وشرف الدين وكلهم من الطبجية جنديا من جيش 40 ) املدفعية ( . وقد قتل جنود أسرى. 6 أسير 64 العدو. ومن بني

غداة احتالل مدينة صفاقس واصل العدو زحفه باجتاه قابس وللتصدي لهذا العدوان اجتمع سكان املدينة في بيت خليفة املنزل بحضور القاضي واملفتي باملكان ) وهو ما يشير إلى دعم الديني للمقاومة ( وملا وصلت السفن احلربية إلى الشاطئ وحاول الغزاة القيام بعملية اإلنزال تصدى لهم املقاومون ببسالة نادرة وسقط عشرات القتلى من استمر التصدي بشكل أشد ضراوة في الطريق املتوجهة من العاصمة إلى الساحل في محاولة إليقاف القوات الفرنسية. وإثر انضمام بلدان الساحل إلى القبائل من أوالد سعيد وجالص والسواسي واملثاليث واملهاذبة وغيرها ازداد الصراع أهمية إذ جنح املقاومون املسلحون في محاصرة القوات الفرنسية ومحلة الباي. وقد عزز صفوف املقاومة انضمام عسكر القلعة الكبرى والعديد من عسكر زواوة وعسكر احلنفية الذين فروا من محلة الباي وقد وقع استغالل خبرة هؤالء في اجملال العسكري لدعم املقاومني وتوجيههم وبذلك فرضت املقاومة سيطرتها خالل أشهر الصيف من سنة . 1881

واصلت القوات الفرنسية تقدمها نحو اجلنوب بعد أن جنحت في فك احلصار عنها. فهاجم أسطولها مدينة، صفاقس. وللتصدي حملاولة اإلنزال تأسست جلنة دفاع عن املدينة وبفضل املشاركة الفعالة لقائد

طريق حيدرة فسبيبة فالقيروان أما الفيلق الثاني فقد حترك على محور زغوان اجلبيبينة والقيروان والفيلق الثالث كان محوره سوسة، سيدي الهاني، القيروان . وقد تصدت لهذا الهجوم بشجاعة وثبات عديد القبائل منها الفراشيش والهمامة وماجر وأوالد عيار وأوالد عون ورضوان وأوالد عزيز وغيرها . وبعد استشهاد الكثير من املقاومني قرر قادة املقاومة االنسحاب نحو اجلنوب. ولعل سقوط املدينة بدون مقاومة داخل األسوار مرده اخلوف من تخريب آثار املدينة التاريخية إذا تعرضت للقصف املدفعي .

أمام زحف القوات الفرنسية اجلرارة وأمام احتالل كامل تراب اإليالة لم يبق للمقاومني بقيادة علي بن خليفة من خيار غير الترحال إلى طرابلس. ومنها حترك املقاومون ملواصلة القتال مبناوشة اجليش الفرنسي وشن هجومات خاطفة على املراكز املتقدمة واحلاميات الصغيرة وكذلك بالسطو على أمالك املتخاذلني واملتعاطفني مع املستعمر للتزود باملؤونة.

قام املقاومون بالعديد من العمليات اجلريئة وحدة 1882 حيث هاجموا مثال في أوت فرنسية متواجدة ) ببئر زميط ( وهزموها. ليس باإلمكان حصر الغارات أوال لكثرتها وثانيا ألنها لم تنفذ كلها من طرف رجال علي بن خليفة وذلك لتباعد القبائل بعضها عن بعض ولوجود قبائل التدين له بالوالء. خمدت 1885 وبوفاة علي بن خليفة سنة املقاومة ورجع املهاجرون إلى ديارهم لتندلع املقاومة املسلحة الشعبية الحقا.

جاء موقف عديد اجلنود التونسيني مساندا للمقاومني املدنيني لالحتالل الفرنسي. وكان هذا اجليش يشكو عدم التجانس بني فرقه النظامية وغير النظامية. واعتمدت الدولة اجلانبني وقد استشهد احلاج اجليالني أحد قادة املقاومة وهو يحارب على فرسه ولم يزد استشهاده إال عزما واستبساال للمقاومني األمر الذي أجبر الوحدات الفرنسية على االنسحاب. وبعد أن تلقى اجليش الفرنسي تعزيزات هامة امتدت املعارك إلى واحة قابس. وأمام القصف املدفعي املكثف والعدد املتصاعد جليش العدو وبعد أربعة أشهر من املقاومة الشديدة من قبل سكان املدينة وخاصة منطقة املنزل تعززهم فرسان نفات وبني يزيد واحلزم وبعض اجملاهدين املتطوعني من جهات أخرى عديدة بقيادة علي بن خليفة النفاتي والتي كبدت الغزاة خسائر باهضة في جيشهم وفي معداتهم، انسحب املقاومون من املدينة في أواخر شهر نوفمبر . 1881

لم يكتف اجليش الفرنسي في اجتياحه لتونس مبنطقة الشمال واجلنوب بل حاول احتالل منطقة الساحل والوسط أيضا ومرة أخرى تعرض ملقاومة شديدة من طرف سكان هذه املناطق وخاصة في أطراف الساحل حول القلعة الصغرى وجمال وبنان وقصور الساف وغيرها وقد شارك فيها اجلنود الفارون من عسكر الباي ومن أشهر املعارك معركة واد التي شارك فيها 1881 أكتوبر 22 - 18 الية : فارس من جالص والسواسي 700 أكثر من وأوالد سعيد وعديد القبائل األخرى.

على إثر هذه املعركة التي أبلى فيها املقاومون البالء احلسن، توجهت القوات الفرنسية إلى القيروان وكانت مقرا لالجتماعات التي كان يعقدها زعماء من مختلف القبائل قصد التنسيق، كما كان إشعاعها الديني بالغ التأثير في النفوس وحافزا للمقاومني لذلك وجب احتالل هذه العاصمة الروحية، ولتحقيق ذلك انطلقت مسيرة ثالثية اتخذ فيها اجليش الفرنسي ثالثة محاور في اجتاه القيروان. اتخذ الفيلق األول محور تبسة عن

ني قد تطور من سيئ إلى ّ اجلنود التونسي أسوء. إنهم يهربون باجلملة بل يخونوننا ويديرون أسلحتهم ضدنا ... هذا وأن القبائل املتورطة أكثر في التمرد مثل جالص وأوالد سعيد واملثاليث وغيرهم تستمد جرأتها وإقدامها من نواة اجلنود الفارين التي ما . فتئت تتضخم »

( لندرة( News Daily كما كتبت الدايلي نيوز »إن 1881 جويلية 20 ما يلي: تونس في هروب اجلنود التونسيني مازال متواصال إذ ا )...( وإنه في األيام ّ جندي 40 البارحة ّ فر . عملية فرار » 500 األخيرة جدت Editor وفي نفس اليوم كتبت أدتور تاميز « )...( ما إن علم أن ( لندرة( ما يلي Times الباي ينوي إرسال جنود للقتال حتى فر عدد كبير من العساكر وإنه من الصعب منع ذلك مستقبال وهذا يبني بجالء عدم جدوى إرسال . جنود من األهالي حملاربة املتمردين ... » وملا بدأت محلة علي باي تتعامل رسميا مع الفرنسيني شن الثوار مبساندة اجلنود الفارين من وحداتهم، هجوماتهم على هذه احمللة وعلى الفرنسيني على حد سواء. ومما زاد الوضع سوءا بالنسبة للمحلة التونسية فرار عسكر زواوة وعسكر احلنفية من احمللة وبقي الضباط في خوف من هروب بقية اجلنود وخطر املقاومني محدق بهم . وقد لعب الثوار واجلنود الذين التحقوا بهم دورا هاما في محاصرة احمللتني وعرقلة تقدم القوات الفرنسية بطريق احلمامات التي اضطرت إلى التراجع إلى الوراء ، وبذلك فرضت املقاومة سيطرتها خالل اشهر الصيف من سنة . 1881

لقد شملت مشاركة اجلنود الفارين من قشالتهم في املقاومة املسلحة كل مناطق البالد وواكبت كل مراحل املقاومة ولعبت دورا متميزا ومشرفا للغاية مثال ما قام به رئيس جلنة الدفاع عن مدينة صفا قس في الغالب على العناصر غير النظامية لقلة تكاليفها املالية، ومن ثم أهملت العناصر النظامية. وظهر هذا اإلهمال في األبراج والقشل واملوانئ التي تأوي الفرق النظامية، والقطع البحرية التي وصل بها احلال إلى عدم قيامها حتى مبراقبة التهريب على السواحل من الداخل واخلارج، وهي ال تبرح املوانئ . لذلك كانت البنية العسكرية في منتهى الهشاشة وليس هناك أي متاسك بني عناصرها العديدة إضافة إلى أسلحتها الرديئة وضعف تدريبها ونقص عددها إذ ال ا. ّ جندي 1300 يتجاوز

ومنذ أن تسربت القوات الفرنسية داخل احلدود التونسية وتأكد لدى اجليش التونسي أن الباي وكذلك قيادته السياسية والعسكرية استسلموا لالحتالل الفرنسي دون مقاومة كاد فرار اجلنود من املعسكرات أن يكون جماعيا وذلك لاللتحاق بصفوف املقاومة الشعبية املسلحة رافضا الوقوف في صف احمللة التونسية التي تقاتل املقاومني لالحتالل.

فقد ذكر أمير اللواء بعسكر الساحل والقيروان في رسالة إلى وزير احلرب الفرنسي أن الذي هرب أكثر من الذي بقي . وأشار أحد الضباط أيضا أنه لم يبق إال القليل من القشلة الصادقية بسوسة . وأكد ضابط آخر أنه عندما قرأ على اجلنود املنشور الذي يحث على الهدوء، فإن بعض العسكر رفض جهرة الفرنسيني. وعندما انتهت املقاومة في القيروان والوسط واندحرت إلى اجلنوب الشرقي حلدود طرابلس لم يعد أحد من اجلنود يفكر في العودة إلى وحدته العسكرية ألن سبب فراره ما زال قائما.

قائد فرقة » لوجرو « وقد كتب اجلنرال االحتالل بتونس إلى وزير احلرب الفرنسي » إن موقف ما يلي 1881 سبتمبر 8 بتاريخ

احلنفية ومن أشهر الضباط املشاركني الصاغ عثمان واملالزم محمد بن أحمد والشاوش إسماعيل بن محمد إلى جانب املفتي والقاضي واألعيان. واجلدير باملالحظة أن العسكريني التونسيني قد وقف أغلبهم بصمود وتفان في صف املقاومة الشعبية لالحتالل الفرنسي وانشقوا عن جيش الباي وتصدوا له، وقد متيزت مشاركتهم في توظيف اإلمكانيات احملدودة املتوفرة لديهم مثل املدفعية في صفاقس أو في طبرقة وغيرها واستغالل خبرتهم في اجملال العسكري لتأطير املقاومني وتوجيههم. سارعت السلطات الفرنسية إلى إعادة هيكلة ما تبقى من جيش الباي. وأنشأت وحدات مختلطة كانت أوالهم في أكتوبر من 132 وقع تركيزها مبنوبة وتضم 1881 من املشاة التونسيني 60 املشاة الفرنسيني و من الصبايحية ثم وقع تعزيزهم ببعض 5 و املشاة وبصبايحية جزائريني وكل هؤالء 1883 هذه الوحدات اخملتلطة حتى أنها سنة وحدة تضم كل منها في نفس 12 بلغت في عدة مدن من البالد التونسية. ثم وقع إنشاء ما يسمى باإلدارة املركزية للجيش التونسي وكذلك تكوين احلرس رجل من املشاة 600 الشرفي للباي بـ رجب 30 واملدفعية واخليالة مبقتضى مرسوم ومبقتضاه 1883 جوان 6 هـ املوافق لـ 1300 أصبح اجملندون يكونون وحدات احلرس امللكي ووحدات جيش االحتالل الفرنسـي وانحصرت مهمة احلرس امللكي في التشريفات واحلراسة ، إلى جانبها الوحدات اخملتلطة )تونسيون وفرنسيون ( لعبت دورا رئيسيا في اجملال العسكري وقد وقع إدماجها في الرائد محمد الشريف قائد املدفعية الذي قاوم ببسالة العدوان الفرنسي بعد أن وزع األسلحة والذخيرة التي كانت موجودة برباط

صفاقس على املقاومني. كما أن قائمة الشهداء مبدينة صفاقس مثال تضمنت أسماء العديد من العسكريني منهم احلاج محمد معتوق، وقابادو، وشرف الدين وكلهم من الطبجية )املدفعية( . وقد مارس الباي عديد الضغوطات على اجلنود الفارين مثل سجن أحد أقربائهم والذين ال يطلق سراحهم إال برجوع اجلنود الهاربني لقشالتهم إضافة إلى دفع تكاليف تنقل

ت تدريجيا الزيادة في عدد ّ متطوعون . ثم مت ت ّ الوقت املشاة واملدفعية واخليالة واستقر

وإقامة املكلف بهذه املهمة. وقد ذكر البعض أن البالد أصبحت في قبضة اجلنود الذين فروا من اجليش وشاركوا في املعارك منها معركة القلعة الكبرى والساحلني واألعمال البطولية باجلنوب إلى غير ذلك...

وقد كلف مفتي املنستير للقيام بجولة في القرى القريبة )وباخلصوص جمال ( حلث اجلنود « الرجوع إلى سواء السبيل الفارين على وتذكيرهم بتعاليم الشرع املتعلقة » بطاعة األمير وإعالمهم مبا تقتضيـه . وكلف « مصلحتهم في الدنيا واآلخرة » بنفس املهمة قاضي سوسة الذي توجه إلى القلعة الكبرى والقرى اجملاورة، واستعملت في بعض احلاالت الثابتة قطعيا بالنسبة ملنطقة الساحل العالقات العائلية املتينة، من ذلك مثال أن خليفة مساكن قد جمع أقرباء اجلنود الفارين وحملهم مسؤولية سوء سلوك أبنائهم وأرغمهم على إرجاعهم إلى ثكناتهم.

ففي قفصة مثال اتفق أهلها من مدنيني وجنود على ضرورة املقاومة ووضعوا نظاما للشرطة. وكان للجنود دور مهم وخاصة

تقلق وتعكر صفو السلطة الفرنسية.

وفي األثناء بدأت تظهر على الساحة الوطنية معارضة مؤطرة، منت وتصاعدت بدءا باملبادرات الثقافية من صحف وجمعيات واجتماعية أيضا لتصل إلى العمل السياسي التـي كان « حركة الشباب التونسي » مع من أشهر أعالمها احملامي الشاب علي باش . 1907 حامبة سنة

وأمام تصلب األوساط االستعمارية إزاء مطالب هذه احلركة، كان من البديهي أن تلتحم باجلماهير على الساحة العامة في مواجهة السلط االستعمارية.

: 1918 – 1883 املرحلة األولى - األحداث في العاصمة : 1

،وهو اليوم 1911 نوفمبر 7 التونسيون يوم وفي الشوارع القريبة منها فكان ال بد أن

جيش إفريقيا حتت القيادة الفرنسية وسوف تساهم مساهمة فعالة إلى جانب فرنسا في حروبها االستعمارية.

إن مهمة اجليش الفرنسي في هجومه على البالد التونسية واحتاللها لم تكن سهلة كما كان متوقعا من طرف قادته ولم تكن مجرد فسحة عسكرية.

ورغم تفوق هذا اجليش عددا وعدة على املقاومني التونسيني وتواطئ الباي مع السلط االستعمارية فإن ذلك لم مينع املقاومني التونسيني من التصدي بكل عزم واالستماتة في الدفاع عن حرمة الوطن. فلم تستطع فرنسا فرض حمايتها على تونس إال بعد معارك ضارية تكبدت فيها خسائر

أحداث اجلالز : نسبة إلى مقبرة اجلالز بتونس وبعد أن أحكمت السلطات العسكرية العاصمة والتي قررت سلطة احلماية الفرنسية قبضتها على البالد سارعت تسجيل أرضها لتصبح ملك البلدية غير بحل اجليش النظامي التونسي وذلك حتى قابلة للتوسيع. ونظرا ملا لهذا القرار من يتسنى لها إخماد صوت املقاومة بصفة خطورة ومس للشعور الديني اإلسالمي نهائية والتفرغ وبدافع احملافظة على حرمة األموات، خرج للقيام باالصالحات التي تخدم مصاحلها. املوعود للتسجيل ملنع هذه العملية – 1883 املقاومة الشعبية املسلحة واحتشدت اجلموع الغفيرة أمام املقبرة : 1956 فادحة في األرواح والعتاد. إثر القضاء على املقاومة املسلحة التي تصدت للمستعمر في بداية االجتياح الفرنسي للبالد التونسية، وحل جيش الباي شخص 600 ،وتعويضه بحوالي 1883 سنة ميثلون حرس الباي أدخلت سلـط احلماية إلى تونس إدارة نظامية وتنظيما جديدا كان من حتى شأنه أن سكنت البــــــالد « نسبيا» ،لكن ذلك لم مينع 1907 – 1906 سنة التونسيني من القيام ببعض العمليات الفردية احملدودة املفعول وغير احملكمة خاصة في البوادي واألرياف، وكانت هذه العمليات

1912مقاطعة التونسيني للترامواي سنة

،والتي كان من 1906 أفريل 27 و 26 يومـي أهم أسبابها احلضور األجنبي باجلهة الذي أحلق ضررا كبيرا بهذه القبائل ومنط عيشها التقليدي فضال عن استغالل السكان من طرف املعمرين وسوء معاملتهم وإهانتهم ودوس كرامتهم، وقد عمت هذه االنتفاضة مناطق تالة والقصرين وواجهتها سلطة احلماية باألسلحة والرشاشات واألسلحة الثقيلة، ثم قامت مبطاردة الثائرين في اجلبال واألودية وكانت احلصيلة سقوط املزيد من الشهداء واجلرحى وتقدمي عدد آخر للمحاكمة وجهت إليهم تهم النهب والقتل ومحاولة القتل واملشاركة فيه وبالتالي فقد اتخذت هذه االنتفاضة طابعا سياسيا ال ريب فيه أذكته الروح الثورية التي كانت تعتمل في نفـوس رجال املنطقة.

- 1915 - ب / انتفاضة اجلنوب الشرقي 2 : 1916

1915 تعتبر انتفاضة اجلنوب الشرقي سنة التي قادها احلاج سعيد بن عبد 1916 – اللطيف وأخوه علي شيخ أوالد دباب من أهم أحداث املقاومة الشعبية بتونس ما بني تصطدم بجهاز احلماية الذي أطلق النار على املواطنني العزل فسقط عدد كثير من الشهداء واجلرحى التونسيني. ثم تال ذلك حملة االعتقاالت والقمع وتقدمي عدد كثير للمحاكمة بتهم مختلفة، فأصدرت احملاكم الفرنسية في شأنهم أحكاما تراوحت بني السجن واألشغال الشاقة املؤبدة واإلعدام، ومت تنفيذ حكم اإلعدام في كل من املنوبي اجلرجار والشاذلي القطاري. أما أحداث التراموي التي وقعت في فيفري فقد انطلقت من مقتل طفل تونسي 1912 في حادث اصطدام بعربة ترامواي يقودها ايطالي واجنر عنها مقاطعة تلك القطارات وانتفاض عامة الشعب مبدينة تونس، وحدثت اصطدامات دامية باجلالية األوروبية تبعها قمع عنيف من طرف سلط احلماية.

- األحداث في دواخل البالد : 2 : 1906 - أ / انتفاضة تالة والقصرين 2

أما في داخل البالد فقد مثلت االنتفاضات املسلحة رافدا من روافد احلركة الوطنية التونسية فكانت انتفاضة الفراشيش

50 مناضال وجرح 35 وقد استشهد فيها ،وقد متت هذه االنتفاضة في 1939 و 1883 آخرون، وقد عزمت فرنسا على إثراء هذه ظروف احلرب العاملية األولى. املعارك والقضاء على الثورة وأحدثت من أجل ذلـك « اللواء الصحراوي لتونس » لضرب وعقب انتصاب االستعمار اإليطالي أوكار املقاومة واستعملت الطائرات بكثافة بطرابلس الذي أذكي روح اجلهاد لدى األهالي ضد مواقع الثوار وقراهم بل عمدت إلى فعزموا على مشاركة إخوانهم في نضالهم، إطـالق الرصاص على األسرى حتى جتبر الثوار لكن العوامل الداخلية وتضرر قبائل اجلنوب على االستسالم، وفعال لم يبق في أواخر الشرقي كانت السبب الرئيسي في اندالع معارك نظامية تخضع لقادة معينني 1915 االنتفاضة إذ حرموا من مواردهم التجارية بل استمرت احلرب في شكل مناوشات تقوم عبر الصحراء وما اجنر عـن ذلك من بؤس بها فرق خفيفة وسريعة احلركة في أماكن وفقر جعلهم ال يفكرون إال في الثأر ممن كان مختلفة تتعرض ألعوان اجلهاز العسكري وراء ذلك. الفرنسي في أعمال بطولية اشتهر فيها خاصة محمد الدغباجي والبشير بن سديرة. انطلقت املناوشات األولى بني القبائل وقد تواصلت هذه املناوشات حتى نهاية والعروش الثائرة وبني جهاز احلماية في احلرب العاملية األولى لتبدأ مرحلة جديدة ،وشملت مناطق 1915 بداية شهر سبتمبر للمقاومة الشعبية متثلت في بداية األمر في شاسعة امتدت من ذهيبة إلى تطاوين وقد مقاومة النخبة. خاض الثوار عدة معارك من أهمها : 1915 سبتمبر 13 - واقعة املرطبة في : 1945 – 1918 املرحلة الثانية : ومعركة ذهيبة ومعركة ظهرة النصف. – االحتجاجات الوطنية في العشرينات 1 ،التي 1915 أكتوبر 9 - معركة نكريف يوم والثالثينات : استشهد فيها شيوخ أوالد دباب، احلاج على إثر نهاية احلرب العاملية األولى سار سعيد بن عبد اللطيف وأخوه وقد استعملت اجملتمع التونسي بخطى أكثر ثباتا نتيجة أثناءها القوات الفرنسية املدفعية الثقيلة

على إثر إعالن احلزب اجلديد. فقامت من جراء ذلك املظاهرات واالضطرابات واالستعراضات االحتجاجية عبر البالد التونسية انتهت ت حدتها بالساحل ّ مبصادمات عنيفة اشتد ،وفي 1934 سبتمبر 5 ببلدة املكنني يوم بتونس العاصمة وفي 1936 شهر فيفري عديد جهات البالد واحتد هذا التصلب على إثر اقتراح قيادة احلزب 1938 في سنة تنظيم املظاهرات واحلث على االمتناع عن دفع الضرائب وعن اخلدمة العسكرية مما أدى بالسلط الفرنسية إلى انتهاج سياسة قمع عنيفة وصلت إلى حد التصادم بينها وبني وإطالق 1938 أفريل 9 القوى الشعبية يوم الرصاص على املواطنني العزل مما أسفر عن جريحا، 150 قتيال وما يزيد على 22 سقوط كما تعرض احلزب إلى قمع لم يسبق له مثيل من حملة اعتقال الزعماء وحل احلزب وتعطيل الصحف الوطنية وغير ذلك، كما أعلنت حالة الطوارئ بالبالد فدخلت املقاومة الشعبية في حالة من الركود استمرت بضع أي خالل 1943 سنوات لتعود من جديد سنة احلرب العاملية الثانية.

الظروف العصيبة الناجمة خصوصا عن تدعيم االستعمار الفرنسي وتأزم الوضع االقتصادي واالجتماعي، وقد أسفرت هذه األوضاع عن ميالد احلزب احلر الدستوري التونسي بزعامة الشيخ عبد العزيز الثعالبي ،وقد أظهر هذا احلزب 1920 في مارس قدرة على جتنيد الرأي العام وعلى تنظيم ، 1922 أفريل 15 املظاهرات كالتي وقعت في ،لكن عدم اعتماد هذا 1925 مارس 25 وفي احلزب على قاعدة شعبية واقتصاره على من ناحية وبروز ثلة من املثقفني »النخبة« املتنورين الذين ينتمون إلى الفئات الشعبية املتوسطة أسرعا إلى أفول جنم احلزب احلر الدستوري التونسي لفائدة احلزب الدستوري التونسي اجلديد الذي أعلن ميالده خالل مؤمتر ،بزعامة احلبيب 1934 مارس 2 قصر هالل يوم بورقيبة ورفاقه أمثال محمود املاطري وصالح بن يوسف. وقد متكن زعماء هذا احلزب من استقطاب عدد كثير من اجلماهير الشعبية التي برز تعلقها الشديد بقيادتها اجلديدة إبان سياسة القمع التي سلكتها السلط االستعمارية ضد قيادة احلركة الوطنية

وكان عددهم في بداية »العوينــة الفالقة« الثورة ال يتجاوز السبعة، أخذوا على عاتقهم حماية ضواحي البالد وكان أول اصطدام ، 1943 جانفي 1 لهم مع فرقة فرنسية يوم في واقعة املنقار ثم تواصلت االصطدامات املسلحة التي بلغت حدتها عند احتالل دوز )من طرف اجليش الثامن اإلنقليزي( وجالء ،فأخذت 1943 مارس 23 اإليطاليني عنها في الفرق الصحراوية الفرنسية في انتقامها من املرازيق ومتثلت أعمال االنتقام في القبض على عدد كثير من رجال القبيلة والزج بهم في غياهب السجون وضربهم وتعذيبهم واستباحة نسائهم وأرزاقهم وكانت هذه السياسة القمعية متثل دافعا قويا للمقاومة والدفاع عن املال واحلرمات فتم خوض العديد من املعارك من أهمها : ، 1944 أفريل 7 - معركة قصير الشتاوي في التي استبسل فيها اجملاهدان الطاهر بن عمر بن عبد امللك وأحمد بن محمد بن عمر. ،التي قادها 1944 ماي 29 - معركة دوز في املناضل علي الصيد ضد ثكنة دوز. ، 1944 جوان 28 - معركة غابة تامزرط في التي شاركت فيها بعض النساء اجلريئات في »مباركة بنت بن عبد امللك زوجة مقدمتهن الشهيد أحمد بن بلقاسم بن عبد امللك وحليمة بنت عمر بن عبدة زوجة الشهيد عبد اهلل الغول« وكانت هذه املعركة انتصارا حقيقيا على القوات الفرنسية التي تركت في املعركة عددا من القتلى وأسلحة وذخائر ومؤن في أيدي اجملاهدين الذين لم يصب أحد منهم بسوء. - معركة كاف بن عسكر : كانت آخر معارك ،وقد وقعت 1944 ثورة املرازيق في سنة داخل احلدود الليبية عندما التحقت القوات الفرنسية باجملاهدين هناك واشتبكت معهم في معركة ضارية استشهد فيها الشاب عمـر بن إبراهيم الغول وجرح ابن عم له. -إثر هذه املعركة خمدت الثورة ورجع بعض اجملاهدين إلى ديارهم عند صدور عفو من

– األحداث في الساحل واجلنوب خالل 2 احلرب العاملية الثانية :

مثلت احلرب العاملية عامال هاما في تكثيف مجرى األحداث بالبالد التونسية التي كانت مسرحا هاما للعمليات العسكرية الدائرة بني احملور واحللفاء في الفترة املمتدة ،وقد أحلقت 1943 و ماي 1942 بني نوفمبر العمليات احلربية أضرارا جسيمة بالبالد والعباد وكانت لها انعكاسات سيئة على احلياة االقتصادية واالجتماعية كما ساهمت في تفاقم التسلط االستعماري مما أثار احتجاجات واسعة النطاق وردود فعل عنيفة خاصة على إثر خلع املنصف بــــاي ( الذي عرف بنزعته 1943 – ماي 1942 ( جوان الوطنية وبتبنيه ملطالب احلركة الوطنية ، ها أهم هذه احلركات الشعبية املسلحة ّ ولعل التي اشتهرت خالل هذه الفترة :

- فالقة زرمدين الذين قاوموا السلط الفرنسية بالسالح طيلة أكثر من ثالث ( وكانت 1948 – أفريل 1945 سنوات ( األسباب التي أدت إلى القضاء على هذه احلركة الناشئة متنوعة من أهمها عدم مساعدتها من طرف اجملتمع وعدم تأطيرها من طرف قادة احلزب الذين كانوا يعتبرون النضال املسلح في هذه الفترة عمال سابقا ألوانه. أما أهم االنتفاضات خالل هذه الفترة مبنطقة دوز من اجلنوب »ثورة املرازيق« فهي التونسي التي قادها علي الصيد والتي لم يفلح اجليش الفرنسي في إخمادها إال في بعد أن استعمل أبشع 1944 أواخر سنة أساليب القمع. وتكمن أسباب هذه الثورة في نهب اجلنود الفرنسيني وتطاولهم على سكان املنطقة إثر امتناع أعوانهم وجنودهم عن الهجرة إلى اجلزائر اثر احتالل جيوش احملور وأمام هذه 1942 مناطق اجلنوب في نوفمبر السياسة القمعية تكونت مجموعة من املقاومني من سكان العوينة أطلق عليهم

ت ّ الثوار في مجموعات مسلحة، استقر باملناطق اجلبلية الوعرة واتخذتها منطلقا لعملياتها ضد قوات االحتالل، وتلقى الثوار دعما ماديا ومعنويا من األهالي الذين رأوا فيهم طالئع التحرير واالستقالل . وقد بلغ 000.3 حوالي 1953 عدد الثوار في نوفمبر رجال انتشروا من الصحراء حتى وادي مجردة، وكانت عملياتهم تستهدف اجلنود والضباط الفرنسيني وكذلك التونسيني املتعاونني مع االستعمار باإلضافة إلى عمليات التخريب وغيرها، وقد انتظم املقاومون في شكل مجموعات كل منها تقاتل حتت إشراف قائد، ففي الساحل كان يشرف على املقاومة حسن بن عبد العزيز وفي جهة قابس الطاهر األسود وغيرهما كثيرون، وفي مقابل ذلك كانت السلط االستعمارية تتفنن في اضطهاد الوطنيني وإرهاب السكان وضربت حالة احلصار على البالد بل كانت تقوم بعمليات متشيط في مختلف املناطق للبحث عن املقاومني واألسلحة واملناشير ويجري أثناء التمشيط االعتداء على احلرمات واستباحة املمتلكات وغير ذلك من األعمال الوحشية مثلما وقع في قرية تازركة بالوطن السلط الفرنسية في حني بقي قائد الثورة علي الصيد وحيدا يراقب األحداث ويتنقل من مكان إلى آخر حتى داهمته أحداث الثورة ،فاندفع في أتونها حتى 1952 الكبرى سنة االستقالل.

: 1956 – 1945 املرحلة الثالثة : – الوضع في اخلمسينات واندالع معركة 1

: 1954 – 1952 التحرير

إن الوضع العاملي اجلديد الذي خلقته احلرب العاملية الثانية ( اندالع احلرب الباردة ) اضطرت فرنسا إلى تقدمي بعض التنازالت وإدخال بعض اإلصالحات التي لم تلق أي تأييد داخل الرأي العام التونسي مما اضطرها إلى إبداء بعض التفهم جتاه املطالب عن 1950 التونسية وجعلها تعرب في ربيع رغبتها في تطوير عالقاتها بالبالد التونسية والسير بها تدريجيا نحو االستقالل، وفي ،تشكيل وزارة 1950 هذا اإلطار، مت في أوت جديدة برئاسة محمد شنيق وضمت من بني أعضائها صالح بن يوسف، الكاتب العام للحزب الدستوري اجلديد ومحمود املاطري وأوكلت لهذه احلكومة مهمة التفاوض مع السلط االستعمارية ومتكنت فعال من حتقيق عدد من اإلصالحات لكن معارضة املعمرين لهذه السياسة اإلصالحية أجبرت اإلدارة الفرنسية على الرجوع إلى سياسة القمع ومطاردة الوطنيني بل وإلى مصادمة ،على 1950 مع القوى الشعبية في نوفمبر إثر إضراب العمال التابعني لشركة النفيضة جرحى ) ووصل األمر 50 موتى و 5الفالحيــة ( إلى حد القطيعة واملواجهة خاصة على إثر التي أعلنت فيها 1951 ديسمبر 15 مذكرة السلط االستعمارية متسكها مببدإ السيادة املزدوجة وعزمها على ربط البالد التونسية بصفة عضوية ونهائية بفرنسا مما أدى إلى إشعال فتيل املقاومة الكبرى التي كانت تعبيرا عن كل ما قاساه الشعب من استنزاف وقمع وتهميش منذ فرض احلماية، وانتظم

- معركة جبل برقو : تكونـت نـواة مقاومـة »بجبل برقو« وقامت بعدة عمليات مسلحـة تخريبية استهدفت مصالح املقيمني باجلبل، وجتمعت لدى املقاومني كميات من األسلحة النارية التي غنمها األهالي من معارك احلرب ، كما »بجهة سليانة« العاملية الثانية التحقت بهم مجموعة من احلرس امللكي بأسلحتهم وأمام تعدد أعمال املقاومة 000.12 وصمودها، جهز اجليش الفرنسي عسكريا مدعمني باملدفعية واملدرعات »كسرى وبرقو« والطيران لتمشيط منطقة وكسر شوكة املقاومة الوطنية املسلحة بها ودارت بهذه املرتفعات عدة اشتباكات 20 شهيدا و 18 كانت حصيلتها استشهاد أسيرا من الوطنيني وقتل وجرح عدد من جنود قوات االحتالل. - معركة جبل الرديف : اندلعت هذه املعركة مقاوما 420 ،وشارك فيها 1954 أكتوبر 25يوم ،وقد 13 وجرح 7 مسلحا، استشهد منهم حشدت فرنسا لهذه املعركة قوة كبيرة 25 أكتوبر وبدأت املعركة يوم 24 منذ ليلة أكتوبـر دون 26 أكتوبر وتـواصـلت إلى يـوم ،ثم امتدت هذه 1952 جانفي 29 القبلي يوم العمليات إلى املداشر حتى وصلت إلى بعض قرى الساحل. وكلما زادت القوات الفرنسية في تعنتها وممارسة األعمال الوحشية، صعـد الثوار عملياتهم احلربية فخاضوا ألجل ذلك معارك عـديدة من أهمها : - معركة جبل مطير )بني بني خداش وغمراسن( متركزت قوات فرنسية هامة بجبل لت ّ مطير تترصد وصول املقاومني بعد أن حص معلومات أكيدة عن مكانهم ومجيئهم وما إن وصلوا حتى اشتبكوا مع اجليش الفرنسي الذي استعمل الدبابات والطائرات مما أسفر عن قتل خمسة من الثوار في حني قتل حوالي من الفرنسيني وأعوانهم من التونسيني . 50 - معركة الفندري من منطقة كتانة من والية بني ثلة من 1953 أكتوبر 7 قابس ، وقعت يوم املناضلني ومجموعة من اجليش الفرنسي من الثوار في حني قتل 4 استشهد فيها وجرح العشرات من اجليش الفرنسي. - معركة جبل عرباطة : يقع جبل عرباطة في جهة قفصة وقد كان مقرا لقيادة املقاومني في اجلنوب الغربي، ودارت به عدة معارك جوان 9 بني الثوار واجليش الفرنسي، ففي ،التحمت القوات الفرنسية بالثوار 1954 وحاصرتهم لكنهم استبسلوا في الدفاع عن مواقعهم ومتكنوا من إصابة بعض اجلنود الفرنسيني بينما استشهد في صفوف الوطنيني سبعة مقاومني، وكذلك دارت يوم جوان اشتباكات تواصلت خمس ساعات 23 أصيب فيها العديد من جنود االحتالل واستشهد فيها خمسة من الوطنيني. - معركة جبل إشكل : اندلعت هذه املعركة ،إثر تطويق قوات االحتالل 1954 ماي 23 يوم جلبل إشكل بحثا عن نواة املقاومة الوطنية املسلحة به وخالل عملية التفتيش وقعت اشتباكات بني الطرفني انتهت باستشهاد وجرح عدد من املقاومني بينما قتل اثنان وجرح أربعة من جنود العدو ومتكن بقية الوطنيني من التحصن باجلبل ومواصلة املقاومة.

مظاهرة نسائية

نداء 1954 نوفمبر 21 احلكومة التونسية يوم إلى املقاومني دعتهم فيه إلى الكف عن القتال وتسليم سالحهم لتنتهي بذلك فترة هامة من تاريخ احلركة الوطنية واملقاومة الشعبية التي بشرت ببوادر االستقالل التام . 1956 مارس 20 الذي أعلن فعليا يوم

اخلامتة :

إثر حصول البالد على االستقالل، بدأت حركة نشيطة أخرى ال تقل أهمية عن النضال الوطني من أجل تقرير املصير، فوجهت الدولة اهتمامها نحو استكمال السيادة بجالء 1956 الوطنية فطالبت منذ جوان القوات الفرنسيـة التي ال تزال مرابطة بأراضي البالد وخاصة بنزرت التي حتقق اجلالء واكتملت السيادة 1963 عنها في أكتوبر بإصدار قرار تأميم 1964 ماي 12 الوطنية يوم األروبيني »املعمرين« أراضي انقطاع، وصمـد الوطنيـون أمـام مختلـف األسلحة الفرنسية املدمرة، وحتصنوا باجلبل حتى تراجعت القوات املعادية وفكت احلصار عن اجلبل دون استسالم املقاومني الذين متكن األهالي من إمدادهم ومتوينهم رغم تضييق اخلناق عليهم.

– بوادر استقالل البالد وانتهاء املقاومة : 2

لم جتد فرنسا بدا من التفاوض واالعتراف باستقالل البالد التونسية أمام تصلب املقاومة املسلحة وإصرار الشعب التونسي على نيل حقوقه كاملة وفي هذا اإلطار »بيار منداس أعلن رئيس احلكومة الفرنسية أمام الباي 1954 جويلية 31 يوم فرانس« استقالل تونس الداخلي وفتح مفاوضات إلبرام اتفاقيات حتدد حقوق وواجبات كال وزارة 1954 أوت 7 الطرفني، فتشكلت يوم 13 برئاسة الطاهر بن عمار وانطلقت يوم سبتمبر احملادثات في باريس وفي األثناء وجهت

This article is from: