التوحيد

Page 1

‫تـوحـيـ ـ ــد ‪1‬‬ ‫التعليم الثانوي (الربنامج امل�شرتك)‬

‫الـمــدر�ســـــــة ‪...................................................................................... :‬‬

‫رقـ ـ ــم الإي ـ ـ ـ ــداع ‪14٢7/3794 :‬‬ ‫ردمك ‪9960 - 48 - 244 - 8 :‬‬

‫الطبعة الثانية ‪1431‬هـ ‪1432 -‬هـ ‪2010 /‬م ‪2011 -‬م‬

‫اال�ســـــــــــــــــم ‪...................................................................................... :‬‬

‫(البرنامج الم�شترك)‬

‫الطبعة الثانية‬ ‫‪1431‬هـ ـ ‪1432‬هـ‬ ‫‪2010‬م ـ ‪2011‬م‬


‫قررت وزارة التربيـة والتعليــم تدري�س‬ ‫ه��ذا الكـتــ��اب وطبع��ه عـل��ى نفقتـه��ا‬

‫توحيد ‪1‬‬ ‫التعلـيـم الثــانـوي‬ ‫(الربنامج امل�شرتك)‬ ‫لجنة الت�أليف‬ ‫د‪ .‬ع ــبدال ّلـه ب ــن �صـ ــالـ ــح ال ـ ـبـ ـ ـ ـ ـ ــراك‬ ‫د‪ .‬عبدالعزيز بن محمد �آل عبد اللطيف‬ ‫�أ‪ .‬عـ ـمـر بـن عـبد العـزيـز ال ـ ــداوود‬ ‫لجنة المراجعة‬ ‫د‪ .‬من ـيـرة بـنت ف ــراج العقال‬

‫الطبعة الثانية‬

‫‪1432 - 1431‬هـ‬ ‫‪2 0 1 1 -2 0 1 0‬م‬

‫�أ‪� .‬صفـية بـنت �صالـح الغــام ــدي‬


‫ح وزارة التربية والتعليم ‪ 1427 ،‬هـ‬ ‫فهر�سة مكتبة الملك فهد الوطنية �أثناء الن�شر‬ ‫وزارة التربية والتعليم‬ ‫توحيد ‪ ( 1‬التعليم الثانوي ) ‪ -‬الريا�ض ‪ 1427 ،‬هـ‬ ‫‪� 212‬ص ؛ ‪� 27 x 21‬سم‬ ‫ردمك ‪ 8 :‬ـ ‪ 244‬ـ ‪ 48‬ـ ‪9960‬‬ ‫‪1‬ـ التوحيد ـ كتب درا�سية ‪2‬ـ التعليم الثانوي ـ ال�سعودية ـ كتب درا�سية‬ ‫�أ‪ .‬العنوان‬ ‫‪1427 /3794‬‬ ‫ديوي ‪240،712‬‬ ‫رقم الإيداع ‪1427 / 3794 :‬‬ ‫ردمك ‪ 8 :‬ـ ‪ 244‬ـ ‪ 48‬ـ ‪9960‬‬ ‫له ��ذا الكتاب قيم ��ة مهمة وفائدة كبي ��رة فحافظ عليه واجع ��ل نظافته ت�شهد على‬ ‫ح�سن �سلوكك معه ‪.‬‬ ‫�إذا ل ��م تحتفظ بهذا الكتاب في مكتبتك الخا�صة في �آخر العام لال�ستفادة فاجعل‬ ‫مكتبة مدر�ستك تحتفظ به ‪.‬‬ ‫حقوق الطبع والن�شر محفوظة لوزارة التربية والتعليم ـ المملكة العربية ال�سعودية‬

‫موقع‬

‫وزارة التربية والتعليم‬ ‫‪www.moe.gov.sa‬‬

‫موقع‬

‫البوابة التعليمية للتخطيط والتطوير‬ ‫‪http://www.ed.edu.sa‬‬

‫موقع‬

‫�إدارة التعليم الثانوي‬ ‫‪www.hs.gov.sa‬‬

‫البريد الإلكتروني لإدارة التعليم الثانوي‬

‫‪Secondary-Education@curriculum.gov.sa‬‬

‫‪2‬‬



....


‫‪....‬‬

‫الحمد هلل رب العالمين ‪ ،‬وال�صالة وال�سالم على �أ�شرف الأنبياء والمر�سلين ‪ ،‬نبينا محمد‬ ‫وعلى �آله و�صحبه �أجمعين ‪ ،‬وبعد ‪:‬‬ ‫فالعقيدة الإ�سالمية هي الأ�صل والأ�سا�س لدين الإ�سالم ‪ ،‬والأحكام ال�شرعية كلها متفرعة‬ ‫عن هذا الأ�صل ‪ ،‬و العلم بالعقيدة الإ�سالمية هو �أ�شرف العلوم و�أعظمها و�أعالها ‪ ،‬لأن �شرف‬ ‫العلم ب�شرف المعلوم ‪ ،‬والعقيدة الإ�سالمية تت�ضمن العلم بما ي�ستحقه اهلل تعالى رب العالمين من‬ ‫�صفات الكمال والجالل ‪ ،‬وما يجب على العباد من ت�أليهه وعبادته ‪ ،‬كما تت�ضمن العقيدة الإ�سالمية‬ ‫العلم بحقوق �س ّيد المر�سلين ‪ ،‬و�أحوال اليوم الآخر ‪ ،‬وم�آل النا�س �إلى الجنة �أو النار ‪.‬‬ ‫وبين يدي الدار�س ( كتاب التوحيد ) يحوي وحدات ت�شمل جوانب من العقيدة الإ�سالمية ‪،‬‬ ‫كمعنى العقيدة الإ�سالمية ‪ ،‬والعبادة وما يتعلق بها ‪ ،‬و�أنواع التوحيد الثالثة ‪ ،‬و�أمور تنافي التوحيد‪،‬‬ ‫وحقوق النبي وحقوق �آل البيت وال�صحابة ر�ضي اهلل عنهم ‪ ،‬وعن لزوم الجماعة وطاعة والة‬ ‫الأمر ‪ .‬وحوى كل در�س ما يلي ‪:‬‬ ‫ •‬ ‫• ‬ ‫ •‬ ‫• ‬ ‫• ‬

‫المدخل ‪ :‬ويكون على �شكل حوار بين المعلم والطالب حول �أ�سئلة �أو نقاط محددة ‪.‬‬ ‫الأن�شطة ‪ :‬وهي على ق�سمين ‪:‬‬ ‫( فردي ) يقوم به كل طالب على حدة ‪.‬‬ ‫( جماعي ) يقوم به مجموعة من الطالب ‪.‬‬ ‫�أن�شطة يراد منها �إ�شراك الطالب في بناء الدر�س ‪.‬‬ ‫�أ�سئلة ختامية للتقويم ‪ ،‬وتكون �أ�سئلة مبا�شرة وغير مبا�شرة ‪.‬‬ ‫مربع التلخي�ص ‪ ،‬لتحقيق قدر �أكبر من ا�ستيعاب الدر�س ‪.‬‬

‫�سائلين المولى جل وعال �أن يحقق هذا الكتاب الأهداف المرجوة منه ‪ ،‬و�أن يكون عون ًا للجميع‬ ‫على طاعة اهلل تعالى ‪.‬‬ ‫واهلل تعالى �أعلم ‪ ،‬وهو الموفق لكل خير ور�شاد‪.‬‬


‫ص‬

‫الفهر�س ‪.....‬‬ ‫المحتوى ‪..‬‬

‫‪1‬‬

‫العقيدة الإ�سالمية‬

‫‪2‬‬

‫ال�صفحة‬

‫مفهوم العقيدة الإ�سالمية وم�صادرها‬

‫الف�صل الأول‬

‫الدر�س الأول ‪ :‬معنى العقيدة الإ�سالمية و�أركانها‪4 ...................‬‬ ‫الدر�س الثاني ‪� :‬أهمية العقيدة الإ�سالمية‪8 ...........................‬‬ ‫الدر�س الثالث ‪ :‬م�صادر تلقي العقيدة الإ�سالمية‪11 ...................‬‬

‫الف�صل الثاني‬ ‫الف�صل الثالث‬

‫الدر�س الثامن ‪� :‬أ�سباب االنحراف عن العقيدة ‪ ،‬وو�سائل الوقاية‪30 ...‬‬ ‫الدر�س التا�سع ‪ :‬معنى البدعة و�أنواعها‪34 .............................‬‬ ‫الدر�س العا�شر ‪ :‬منهج �أهل ال�سنة والجماعة في محاربة البدع‪37 ......‬‬

‫المحتوى ‪..‬‬

‫‪3‬‬

‫ال�صفحة‬

‫التوحيد و�أق�سامه‬ ‫الدر�س الأول ‪ :‬تعريف التوحيد و�أق�سامه‪44 ...............‬‬ ‫الدر�س الثاني ‪ :‬منزلة التوحيد‪47 .........................‬‬

‫توحيد الربوبية‬

‫الف�صل الثاني‬

‫االنحراف عن العقيدة الإ�سالمية‬

‫المحتوى ‪..‬‬ ‫الف�صل الأول‬

‫عقيدة �أهل ال�سنة والجماعة‬

‫الدر�س الرابع ‪ :‬المراد ب�أهل ال�سنة والجماعة‪15 ......................‬‬ ‫الدر�س الخام�س ‪ :‬منهج �أهل ال�سنة والجماعة في تلقي العقيدة‪18 ....‬‬ ‫الدر�س ال�ساد�س ‪ :‬خ�صائ�ص عقيدة �أهل ال�سنة والجماعة‪21 ..........‬‬ ‫الدر�س ال�سابع ‪ :‬و�سطية �أهل ال�سنة في باب االعتقاد‪25 ...............‬‬

‫توحيد الربوبية‬

‫الدر�س الثالث ‪ :‬معنى توحيد الربوبية‪50 ..................‬‬ ‫الدر�س الرابع ‪ :‬من �أدلة وجود اهلل تعالى‪53 ..............‬‬ ‫الدر�س الخام�س ‪ :‬الرد على منكري وجود اهلل تعالى‪56 ..‬‬

‫توحيد الألوهية والعبادة‬

‫ال�صفحة‬

‫مفهوم توحيد الألوهية و�أهميته‬

‫الف�صل الأول‬

‫الأدلة على �إثبات توحيد الألوهية و�شروطه‬

‫الدر�س ال�ساد�س ‪ :‬تعريف العبادة ومنزلتها ‪80 ...................‬‬ ‫الدر�س ال�سابع ‪ :‬من �أنواع العبادة ( ‪84 ......................) 1‬‬ ‫الدر�س الثامن ‪ :‬من �أنواع العبادة ( ‪87 ......................) 2‬‬ ‫الدر�س التا�سع ‪ :‬من �أنواع العبادة ( ‪90 ......................) 3‬‬

‫الف�صل الثاني‬

‫�شمولية العبادة وقواعدها‬

‫الف�صل الرابع‬

‫الدر�س الثالث ‪ :‬الأدلة على �إثبات توحيد الألوهية ‪69 ........‬‬ ‫الدر�س الرابع ‪� :‬شروط ( ال �إله �إال اهلل )(‪73 ............)1‬‬ ‫الدر�س الخام�س ‪� :‬شروط ( ال �إله �إال اهلل )(‪76 .........)2‬‬

‫مفهوم العبادة‬

‫الف�صل الثالث‬

‫الدر�س الأول ‪ :‬مفهوم توحيد الألوهية ‪62 ....................‬‬ ‫الدر�س الثاني ‪� :‬أهمية توحيد الألوهية ‪65 ....................‬‬

‫المحتوى ‪..‬‬

‫ال�صفحة‬

‫الدر�س العا�شر ‪� :‬شمولية العبادة ‪94 .............................‬‬ ‫الدر�س الحادي ع�شر ‪ :‬قواعد في العبادة‪97 .....................‬‬


‫ال�صفحة‬

‫المحتوى ‪..‬‬

‫منهج الم�سلم في الأ�سماء وال�صفات‬

‫الف�صل الأول‬

‫الدر�س الأول‪:‬مقدمة و مدخل ‪104 .................................‬‬ ‫الدر�س الثاني‪:‬معتقد الم�سلم في �أ�سماء اهلل تعالى و�صفاته ‪107 ...‬‬ ‫الدر�س الثالث‪:‬قواعد في �أ�سماء اهلل تعالى و�صفاته ‪113 ..........‬‬

‫الف�صل الثاني‬

‫‪6‬‬

‫المحتوى ‪..‬‬

‫حقوق النبي و�آل بيته‬ ‫و�صحابته‪-‬ر�ضي اهلل عنهم‬ ‫ال�صفحة‬

‫الف�صل الأول‬ ‫الف�صل الثاني‬

‫ف�ضل �آل البيت وال�صحابة ‪ -‬ر�ضي اهلل عنهم‬

‫الدر�س الخام�س‪:‬ف�ضل �آل البيت ومكانتهم ‪ -‬ر�ضي اهلل عنهم‪180 ..‬‬ ‫الدر�س ال�ساد�س‪:‬ف�ضل ال�صحابة ومكانتهم ‪ -‬ر�ضي اهلل عنهم‪185 ..‬‬

‫الدر�س الأول‪:‬الكفر و�أق�سامه ‪126 ..............................‬‬ ‫الدر�س الثاني‪:‬ال�شرك و�أق�سامه ‪130 ...........................‬‬ ‫الدر�س الثالث‪:‬النفاق و�أق�سامه ‪134 ...........................‬‬

‫من نواق�ض التوحيد‬ ‫الدر�س الرابع‪:‬دعاء غير اهلل تعالى‪138 ........................‬‬ ‫الدر�س الخام�س‪:‬ال�سحر وما يلحق به‪142 ......................‬‬ ‫الدر�س ال�ساد�س‪:‬اال�ستهزاء بالدين‪146 .........................‬‬ ‫الدر�س ال�سابع‪:‬الحكم بغير ما �أنزل اهلل تعالى‪150 .............‬‬ ‫الدر�س الثامن‪:‬مواالة الكافرين‪155 ............................‬‬

‫‪7‬‬

‫المحتوى ‪..‬‬ ‫ف�صل واحد فقط‬

‫حقوق النبي‬

‫الدر�س الأول‪:‬ال�شهادة للنبي معناها ولوازمها ‪164 ...........‬‬ ‫الدر�س الثاني‪:‬محبة النبي معناها وحقيقتها ‪169 ...........‬‬ ‫الدر�س الثالث‪:‬عالمات من محبة النبي ‪173 ................‬‬ ‫الدر�س الرابع‪:‬النهي عن الغلو في النبي ‪176 .................‬‬

‫ال�صفحة‬

‫الكفر وال�شرك والنفاق‬

‫الف�صل الثاني‬

‫الآثار ال�سلوكية المترتبة على الإيمان ب�أ�سماء اهلل تعالى‬

‫الدر�س الرابع‪:‬الآثار ال�سلوكية المترتبة على الإيمان ب�أ�سماء اهلل‬ ‫تعالى(‪115 ............................................................)1‬‬ ‫الدر�س الخام�س‪:‬الآثار ال�سلوكية المترتبة على الإيمان ب�أ�سماء اهلل‬ ‫تعالى(‪118 ............................................................)2‬‬

‫المحتوى ‪..‬‬

‫الف�صل الأول‬

‫‪4‬‬

‫توحيد الأ�سماء وال�صفات‬

‫‪5‬‬

‫�أقوال و�أفعال تنافي التوحيد‬

‫لزوم الجماعة‬ ‫وذم الفرقة‬ ‫ال�صفحة‬

‫الدر�س الأول‪:‬وجوب لزوم الجماعة وذم الفرقة ‪192 ............‬‬ ‫الدر�س الثاني‪:‬وجوب طاعة والة الأمر ‪196 ....................‬‬



‫الوح��دة ا لأول��ى‬

‫‪1‬‬

‫العقيدة الإ�سالمية‬ ‫المحتوى ‪..‬‬

‫الف�صل الأول‬

‫مفهوم العقيدة الإ�سالمية وم�صادرها‬

‫الف�صل الثاني‬

‫عقيدة �أهل ال�سنة والجماعة‬

‫الف�صل الثالث‬

‫االنحراف عن العقيدة الإ�سالمية‬

‫ال�صفحة‬

‫الدر�س الأول ‪ :‬معنى العقيدة الإ�سالمية و�أركانها‪4 ..........................‬‬ ‫الدر�س الثاني ‪� :‬أهمية العقيدة الإ�سالمية‪8 ..................................‬‬ ‫الدر�س الثالث ‪ :‬م�صادر تلقي العقيدة الإ�سالمية‪11 ..........................‬‬

‫الدر�س الرابع ‪ :‬المراد ب�أهل ال�سنة والجماعة‪15 .............................‬‬ ‫الدر�س الخام�س ‪ :‬منهج �أهل ال�سنة والجماعة في تلقي العقيدة‪18 ...........‬‬ ‫الدر�س ال�ساد�س ‪ :‬خ�صائ�ص عقيدة �أهل ال�سنة والجماعة‪21 .................‬‬ ‫الدر�س ال�سابع ‪ :‬و�سطية �أهل ال�سنة في باب االعتقاد‪25 ......................‬‬ ‫الدر�س الثامن ‪� :‬أ�سباب االنحراف عن العقيدة ‪ ،‬وو�سائل الوقاية‪30 ..........‬‬ ‫الدر�س التا�سع ‪ :‬معنى البدعة و�أنواعها‪34 ....................................‬‬ ‫الدر�س العا�شر ‪ :‬منهج �أهل ال�سنة والجماعة في محاربة البدع‪37 .............‬‬


....


‫‪....‬‬

‫الوحدة الأولى‬

‫�أخي الطالب ‪..‬‬ ‫بنهاية هذه الوحدة نتوقع �أن تحقق الأهداف التالية‪:‬‬ ‫ ·‬ ‫· ‬ ‫· ‬ ‫· ‬ ‫· ‬ ‫· ‬ ‫· ‬ ‫· ‬ ‫· ‬ ‫· ‬

‫�أن تتعرف على معنى العقيدة الإ�سالمية‪.‬‬ ‫�أن ت�ستنتج �أهمية العقيدة الإ�سالمية و�أثرها على الإن�سان‪.‬‬ ‫�أن تتعرف على م�صادر العقيدة الإ�سالمية‪.‬‬ ‫�أن تتعرف على المراد ب�أهل ال�سنة والجماعة‪.‬‬ ‫�أن تحدد منهج �أهل ال�سنة في تلقي العقيدة الإ�سالمية‪.‬‬ ‫�أن تكت�شف خ�صائ�ص منهج �أهل ال�سنة والجماعة‪.‬‬ ‫�أن ت�ستنتج و�سطية �أهل ال�سنة والجماعة‪.‬‬ ‫�أن تتعرف على �أ�سباب االنحراف في العقيدة و�سبل الوقاية‪.‬‬ ‫�أن ت�ستنتج معنى البدعة‪.‬‬ ‫�أن تتعرف على جهود �أهل ال�سنة والجماعة في محاربة البدع‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫الف�صل الأول‬ ‫مفهوم العقيدة الإ�سالمية وم�صادرها‬

‫الدر�س الأول‪ :‬معنى العقيدة الإ�سالمية و�أركانها‬

‫مدخل‪:‬‬ ‫يتم الحوار بين المعلم‬ ‫والطالب‪.‬‬

‫�إن دين الإ�سالم عبارة عن عقيدة و�شريعة‪.‬‬ ‫فال�شريعة هي‪ :‬الأحكام العملية الظاهرة التي دعا �إليها الإ�سالم من فعل الواجبات‬ ‫وترك المحرمات‪�(.‬أمثلة على الأحكام العملية الظاهرة)‪.‬‬ ‫والعقيدة هي مو�ضوع الدر�س‪.‬‬

‫معنى العقيدة الإ�سالمية‬ ‫العقيدة من مادة ( َعق َ​َد )‪ ،‬و تدل على ( الجزم و�شدة الوثوق )‪ ،‬ف�أمور االعتقاد البد فيها‬ ‫من الجزم وكمال الثقة بها ‪� ،‬إذ الي�صلح ال�شك والظن ‪ .‬يدل على ذلك قوله تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫�إرجع �إلى الم�صحف ثم‬ ‫اكتب الآية داخل المربع‬ ‫لتكون جزء ًا من الدر�س‪.‬‬

‫والدليل من القر�آن الكريم �سورة لقمان �آية ( ‪)15‬‬ ‫‪.......................................................................................................................................................................‬‬

‫والم���راد بالعقي���دة الإ�سالمية‪ :‬هي الثوابت العلمي ��ة والعملية التي يجزم ويوقن‬ ‫بها الم�سل ��م‪ ،‬كالإقرار بربوبية اهلل تعالى و�إلهيته و�أ�سمائه و�صفاته‪ ،‬والإقرار بالنبوة‬ ‫والر�سال ��ة‪ ،‬و�أح ��وال اليوم الآخ ��ر كعذاب القب ��ر ونعيمه‪ ،‬والبعث وال�ص ��راط والجنة‬ ‫والنار‪.‬‬ ‫(‪� )1‬سورة الحجرات الآية ‪.15 :‬‬

‫‪4‬‬


‫الوحدة الأولى‬

‫ح ـ ـ ـ ـ ــوار‬ ‫ع ��اد محمد من �أداء العمرة وف ��ي ذهنه �أ�سئلة كثي ��رة عن العبادات‬ ‫الت ��ي يقوم بها الم�سل ��م �أثناء العمرة ‪ ،‬فانطلق �إل ��ى المعلم �أحمد ‪،‬‬ ‫وا�ست�أذنه بعر�ض �أ�سئلته فوافق المعلم‪ ،‬ودار الحوار التالي‪:‬‬ ‫محمـ ��د‪ :‬ما الذي يجع ��ل الم�سلم يطوف حول الكعب ��ة ‪ ،‬مع �أنها ال‬ ‫تنفع وال ت�ضر ؟‬ ‫المعلـــم‪ :‬يا محمد �أتعي الحكمة من وجودك في هذه الدنيا ؟‬ ‫محمـــد‪ :‬نعم يا �أ�ستاذ‪ ،‬الحكمة من وجودي في الدنيا عبادة اهلل وحده ال �شريك له‪.‬‬ ‫المعلـــم‪ :‬الدليل على ما تقول ؟‬ ‫محمــــد‪ :‬قوله تعالى‪:‬‬ ‫المعل ��م‪� :‬أح�سنت ‪ ،‬وبما �أنك تعلم الغاية والحكمة من وجودك في هذه الدنيا‪ ،‬فحتم ًا‬ ‫�ست�سخّ ر كل حياتك لتحقيق هذه العبودية ‪� ،‬ألي�س كذلك يا محمد؟‬ ‫محمــــد‪:‬بلى يا �أ�ستاذ‪.‬‬ ‫المعل ��م‪ :‬وهذا م ��ا ي�سمى بالعقيدة ‪ ،‬فعندم ��ا يعتقد الم�سلم �أنه مخل ��وق لعبادة خالقه‬ ‫�سبحانه وي�صدق �أخباره‪ ،‬ف�سينفذ �أوامره ‪ ،‬ويجتنب نواهيه‪ ،‬موقنًا با�شتمالها‬ ‫عل ��ى كمال الحكمة �سواء عرفها �أو لم يعرفها‪ ،‬ف� ��إن عرفها فالحمد هلل و �إال‬ ‫فال يلزمه معرفتها‪ ،‬لأنه يجب عليه االنقياد لخالقه‪.‬‬ ‫محمــــد‪� :‬أتعني �أن ديننا مبني على اتباع الدليل والت�سليم للن�ص ال�شرعي يا �أ�ستاذ؟‬ ‫المعلـــم‪� :‬أجل يا محمد ‪ ،‬فالدين عقيدة و�أحكام مبنية على الت�سليم بالدليل ‪ ،‬وبالدليل‬ ‫يحفظ الدين عن الزيادة والنق�صان ب�إذن اهلل تعالى‪.‬‬ ‫محمــــد‪ :‬لعلي بد�أت �أفهم الأمر‪.‬‬ ‫المعلـم‪� :‬إذ ًا يامحمد ما الذي يجعل الم�سلم يطوف حول الكعبة مع �أنها ال تنفع وال ت�ضر؟‬ ‫محمــــد‪ :‬اً‬ ‫امتثال لأمراهلل واقتدا ًء بالنبي حين طاف بالكعبة‪.‬‬ ‫المعلم‪� :‬أح�سنت يا محمد ‪ ،‬واعلم �أن كل عبادة تقوم بها البد �أن يخالطها اعتقاد �أن‬ ‫ما تقوم به قربة �إلى اهلل تعالى واقتداء بنبيه ‪.‬‬ ‫(‪.)1‬‬

‫(‪� )1‬سورة الذاريات الآية ‪.56 :‬‬

‫‪5‬‬


‫بالتع ��اون م ��ع زمالئ ��ك ومن خ�ل�ال الح ��وار ال�ساب ��ق د ّون فائدتين ‪ ،‬واذك ��ر مثالين‬ ‫م�شابهين لمو�ضوع الحوار‪.‬‬ ‫‪...........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...........................................................................................................................................................................‬‬

‫�أ�صول العقيدة الإ�سالمية‬ ‫�أ�ص����ول العقي����دة الإ�سالمية تجمعه����ا �أركان الإيمان ال�ست����ة‪ :‬وهي الإيمان باهلل‬ ‫تعالى ‪ ،‬ومالئكته‪ ،‬وكتبه ‪ ،‬ور�سله ‪ ،‬واليوم الآخر ‪ ،‬والقدر خيره و�شره ‪.‬والدليل على هذه‬ ‫الأركان قوله تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬

‫�إرجع �إلى الم�صحف ثم‬ ‫اكتب الآية داخل المربع‬ ‫لتكون جزء ًا من الدر�س‪.‬‬

‫والدليل على الإيمان بالقدر‪ ،‬من القر�آن الكريم �سورة القمر �آية (‪ )49‬و (‪.)50‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬

‫ُ‬ ‫ومن ال�سنة‪ :‬حديث عمر بن الخطاب ر�ضي اهلل عنه لما �س�أَلَ‬ ‫جبريل عليه ال�سالم‬ ‫نبينَا محمد ًا عن الإيمان ‪ ،‬فقال عليه ال�صالة وال�سالم " �أَ ْن ُت�ؤ ِْم َن بِا ِ‬ ‫هلل َو َملاَ ِئ َك ِت ِه‬ ‫َو ُك ُت ِب ِه َو ُر ُ�س ِل ِه َوا ْل َي ْو ِم ْال ِآخرِ َو ُت�ؤ ِْم َن بِا ْلق َ​َد ِر خَ ْيرِ ِه و�شَ رِ ِه"(‪.)2‬‬

‫�أركان الإيمان‬ ‫الإيمان باهلل‬

‫الإيمان‬ ‫بالمالئكة‬

‫الإيمان بالر�سل الإيمان باليوم الإيمان بالقدر‬ ‫الإيمان بالكتب‬ ‫خيره و�شره‬ ‫الآخر‬

‫هذه الأركان ال�ستة هي �أ�سا�س العقيدة الإ�سالمية و�أ�صولها و العقيدة الإ�سالمية متوقفة‬ ‫على هذه الأركان ‪ ،‬فال تقوم العقيدة �إال بها‪.‬‬ ‫(‪� )1‬سورة البقرة الآية ‪.177 :‬‬ ‫(‪� )2‬أخرجه م�سلم‪.‬‬

‫‪6‬‬


‫الوحدة الأولى‬

‫ار�سم داخل المربع �شك ًال �آخر يعبر عن �أركان العقيدة الإ�سالمية‪.‬‬

‫�س‪ :1‬ما معنى العقيدة الإ�سالمية ؟‬ ‫�س‪ :2‬ق ��ارن بي ��ن التعري ��ف اللغ ��وي للعقي ��دة و تعري ��ف العقي ��دة الإ�سالمي ��ة‪ ،‬م ��ع‬ ‫اال�ستدالل‪.‬‬ ‫�س‪ :3‬هل يكفي الإيمان ببع�ض �أ�صول العقيدة الإ�سالمية مع جحد بع�ضها؟ مع التعليل‪.‬‬

‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬

‫‪7‬‬


‫الدر�س الثاني‪� :‬أهمية العقيدة الإ�سالمية‬ ‫مدخل‪:‬‬ ‫يت ��م الح ��وار بي ��ن المعلم‬ ‫والطالب‪.‬‬

‫ما معنى العقيدة الإ�سالمية؟‬ ‫ما �أركان العقيدة الإ�سالمية؟‬ ‫ما �أثر العقائد على النا�س؟ (نماذج من المعتقدات في العالم المعا�صر)‪.‬‬

‫�أهمية العقيدة الإ�سالمية‬ ‫تتجلى �أهمية العقيدة الإ�سالمية من خالل عدة �أمور منها‪:‬‬

‫‪� -1‬أن العقي ��دة الإ�سالمية هي الأ�صل والأ�سا�س لدي ��ن الإ�سالم ‪ ،‬والأحكام ال�شرعية‬ ‫كله ��ا متفرع ��ة عن هذا الأ�ص ��ل ‪ ،‬ولذا مكث النبي في مكة ث�ل�اث ع�شرة �سنة‬ ‫م ��ن �أجل تقرير العقي ��دة ‪ ،‬فقد ر ّبى ال�صحابة ر�ض ��وان اهلل عليهم على هذه‬ ‫العقي ��دة ‪ ،‬وغر�سه ��ا في قلوبهم ‪ ،‬فلما ر�سخت ه ��ذه العقيدة عندهم تحقق منهم‬ ‫الت�سليم لل�شرائع ‪ ،‬فامتثلوا الأوامر واجتنبوا النواهي‪.‬‬

‫يت ��م الن�ش ��اط عل ��ى �ش ��كل‬ ‫حوار بين المعلم والطالب‪،‬‬ ‫لمناق�شة الأمثلة‪.‬‬

‫هات �أمثلة للمو�ضوع من خالل درا�ستك ال�سابقة ِل�س َير ال�صحابة ‪-‬ر�ضي اهلل عنهم‪.‬‬ ‫‪� -2‬أن ت�صحي ��ح العقيدة هو مفتاح دع ��وة الر�سل عليهم ال�سالم ‪ ،‬فما من ر�سول بعثه‬ ‫اهلل تعالى �إال وقد ابتد�أ ب�إ�صالح عقائد قومه ‪ ،‬فدعاهم �إلى عقيدة الإ�سالم‪.‬‬

‫�إرجع �إل ��ى الم�صحف‪ ،‬ثم‬ ‫اكت ��ب الآية داخ ��ل المربع‬ ‫لتكون جزء ًا من الدر�س‪.‬‬

‫والدليل من القر�آن الكريم �سورة الأنبياء �آية ( ‪.)25‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬

‫ف�إذا �صلحت العقيدة �صلحت �سائر الأمور ‪ ،‬ف�إن �صالح �سلوك الفرد و�أخالقه يتنا�سب‬ ‫مع �صالح عقيدته‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫وجه اال�ستدالل من الآية ‪:‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.........................................................................................................................................................................................................‬‬

‫‪� -5‬أن العقي ��دة الإ�سالمية �سبب للن�صر والعزة والغلبة‪ ،‬ف�أه ��ل العقيدة ال�سليمة هم الناجون المن�صورون‬ ‫�إل ��ى يوم القيامة‪ ،‬كما ق ��ال ‪ ":‬اَل تَزَ ُال َطا ِئ َف ٌة ِم ْن �أُ َّم ِتي َقا ِئ َم ًة ِب َ�أ ْم ��رِ ا ِ‬ ‫هلل اَل َي ُ�ض ُّر ُه ْم َم ْن خَ ذَ َل ُه ْم �أَ ْو‬ ‫خَ ا َل َف ُه ْم َح َّتى َي�أْ ِت َي �أَ ْم ُر ا ِ‬ ‫َّا�س"(‪ ،)2‬فمن تم�سك بهذه العقيدة �أعزه اهلل تعالى‪،‬‬ ‫ون َع َلى الن ِ‬ ‫هلل َو ُه ْم َظ ِاه ُر َ‬ ‫ومن تركها خذله اهلل تعالى‪.‬‬ ‫‪� -6‬أن العقي ��دة الإ�سالمية هي حبل اهلل المتين وه ��ي ال�سبيل لجمع �شمل الم�سلمين وتوحيد �صفوفهم كما‬ ‫ق ��ال تعال ��ى‪ :‬ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭷ (‪ ،)3‬وق ��ال تعال ��ى ‪ :‬ﭔ ﭕ ﭖ‬ ‫ﭗ ﭘﭙ (‪.)4‬‬

‫مفتاح دعوة‬ ‫الر�سل‬ ‫الأ�صل والأ�سا�س‬ ‫لدين الإ�سالم‬

‫(‪� )1‬سورة البقرة الآية ‪.112:‬‬ ‫(‪� )2‬أخرجه م�سلم‪.‬‬

‫تحقق‬ ‫الطم�أنينة‬ ‫والأمن‬

‫�أ�شرف العلوم‬ ‫و�أف�ضلها‬

‫�أهمية‬ ‫العقيدة الإ�سالمية‬ ‫(‪� )3‬سورة �آل عمران الآية ‪. 103 :‬‬ ‫(‪� )4‬سورة الأنفال الآية ‪. 46 :‬‬

‫‪9‬‬

‫�سبب الن�صرة‬ ‫والغلبة‬ ‫�سبب جمع �شمل‬ ‫الم�سلمين وتوحيد‬ ‫�صفوفهم‬

‫الوحدة الأولى‬

‫‪� -3‬أن العل ��م بالعقي ��دة الإ�سالمية هو �أ�شرف العلوم و �أعظمها و�أعالها ‪ ،‬لأن �شرف العلم ب�شرف المعلوم ‪ ،‬والعقيدة‬ ‫الإ�سالمية تت�ضمن العلم بما ي�ستحقه اهلل تعالى رب العالمين من �صفات الكمال والجالل ‪ ،‬وما يجب على العباد‬ ‫م ��ن ت�أليهه وعبادته ‪ ،‬كم ��ا تت�ضمن العقيدة الإ�سالمية العلم بحقوق نبينا محمد ‪ ،‬و�أحوال اليوم الآخر ‪ ،‬وم�آل‬ ‫النا�س �إلى الجنة �أو النار ‪ ،‬والعلم بالعقيدة الإ�سالمية فيه الع�صمة من االنحراف �إلى م�سالك الفرق ال�ضالة‪.‬‬ ‫‪� -4‬أن العقي ��دة الإ�سالمي ��ة هي العقيدة الوحي ��دة التي تحق ��ق الطم�أنينة والأم ��ن للمتم�سكين بها‪ ،‬قال‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬


‫بالتعاون مع زمالئك ‪ ،‬اذكر �أربع ًا من �صور التم�سك بالعقيدة الإ�سالمية‬ ‫تتجلى فيها تحقق الن�صرة والغلبة‪.‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................................................‬‬

‫�س‪ :1‬ما العالقة بين العقيدة الإ�سالمية واال�ستقامة على دين اهلل تعالى ؟‬ ‫�س‪ :2‬علل كون العقيدة الإ�سالمية �سبب ًا في جمع �شمل الم�سلمين‪.‬‬

‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬

‫‪10‬‬


‫الوحدة الأولى‬

‫الدر�س الثالث‪:‬‬

‫م�صادر تلقي العقيدة الإ�سالمية‬

‫مدخل‪:‬‬ ‫ما معنى العقيدة الإ�سالمية ؟‬ ‫ما �أهمية العقيدة الإ�سالمية ؟‬

‫يت ��م الح ��وار بي ��ن المعلم‬ ‫والطالب‪.‬‬

‫م�صادر العقيدة الإ�سالمية‬ ‫�إن العقي ��دة الإ�سالمي ��ة ذات م�صادر �صحيحة و موثوقة ‪ ،‬فدي ��ن الإ�سالم �سوا ًء كان‬ ‫عقيدة �أم �شريعة هو الدين الوحيد الذي ظل محفوظ الم�صادر ‪ .‬قال تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬

‫وم�صادر العقيدة الإ�سالمية هما‪( :‬القر�آن الكريم) و (ال�سنة النبوية ال�صحيحة)‪.‬‬ ‫�أو ًال‪ :‬القر�آن الكريم‬ ‫الم�سلم يتلقى عقيدته من هذا القر�آن الكريم ‪ ،‬فهو حبل اهلل المتين ‪ ،‬من تم�سك به‬ ‫نجا‪ ،‬و من �أعر�ض عنه �ضل و�شقي ‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬

‫(‪.)2‬‬ ‫قال ابن عبا�س ر�ضي اهلل عنهما ‪�(:‬ضمن اهلل لمن اتبع القر�آن �أن ال ي�ضل في الدنيا‬ ‫وال ي�شق ��ى ف ��ي الآخ ��رة‪ ،‬ث ��م ت�ل�ا } ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ{)(‪.)3‬‬ ‫وجه اال�ستدالل من الآية على �أن القر�آن الكريم من م�صادر العقيدة الإ�سالمية‪.‬‬ ‫‪..................................................................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................................................................‬‬

‫(‪� )1‬سورة الحجرالآية ‪.9:‬‬ ‫(‪� )2‬سورة طه الآيات ‪.126-123:‬‬ ‫(‪� )3‬أخرجه ابن �أبي �شيبة في م�صنفه ‪ 371/13‬برقم ‪.35926‬‬

‫‪11‬‬


‫والقر�آن الكريم هو البيان ال�شافي للعقيدة الإ�سالمية وذلك لعدة �أمور منها‪:‬‬ ‫‪� -1‬أن ��ه كالم اهلل ال ��ذي ال ي�أتي ��ه الباطل من بين يديه وال من خلف ��ه تنزيل من حكيم‬ ‫حميد‪.‬‬ ‫‪� -2‬أن القر�آن الكريم وخ�صو�ص ًا ال�سور المكية تقرير للعقيدة الإ�سالمية في مو�ضوعاتها‬ ‫الرئي�سة الثالث (التوحيد ‪ ،‬والنبوة ‪ ،‬واليوم الآخر )‪.‬‬ ‫‪� -3‬أن ��ه �أ�ص ��ح دليل و�أقوى برهان ف ��ي الرد على �شبهات منكري التوحي ��د والنبوة واليوم‬ ‫الآخر‪ ،‬كما قال تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫‪ -4‬حوى القر�آن الكريم براهين عقلية متعددة في تقرير العقيدة الإ�سالمية‪،‬ومن تلك الأدلة‬ ‫العقلية قوله تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)2‬‬

‫فه ��ذا دليل عقلي على �إثبات البعث ‪ ،‬وذل ��ك بقيا�س الإعادة على البدء ‪ ،‬ف�إن منكري‬ ‫البع ��ث يعترفون ب�أن اهلل تعالى ه ��و الذي خلقهم و�أن�ش�أهم الن�ش� ��أة الأولى ‪ ،‬فالن�ش�أة‬ ‫الأخرى (البعث) التي �أنكروها نظير الن�ش�أة الأولى التي �أقروا بها‪.‬‬ ‫‪ -5‬حــوى القـر�آن الكـريــم الـرد على كــل مخالف للعقـيدة ال�صحيحـة قال تعــالـى‪:‬‬ ‫(‪.)3‬‬

‫وق ��د ب ّين ال�سلف ال�صالح رحمهم اهلل تعالى من خ�ل�ال هذه الآية �أن القر�آن العظيم‬ ‫حجة على كل مخالف ‪ ،‬ورد على كل مبتدع‪.‬‬

‫بالتع ��اون م ��ع زمالئك‪ ،‬اذك ��ر �أربعة �أمثل ��ة من الق ��ر�آن الكريم تتقرر فيه ��ا العقيدة‬ ‫الإ�سالمية‪.‬‬ ‫‪............................................................................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪............................................................................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪............................................................................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪............................................................................................................................................................................................................................‬‬

‫(‪� )1‬سورة الإ�سراء الآية ‪.9:‬‬ ‫(‪� )2‬سورة ي�س الآيات ‪.79-78:‬‬ ‫(‪� )3‬سورة الفرقان الآية ‪.33:‬‬

‫‪12‬‬


‫الوحدة الأولى‬

‫ثان ًيا‪ :‬ال�سنة النبوية ال�صحيحة‬ ‫فيجب الت�صديق واالنقياد و االتباع لما �صح عن ر�سول اهلل ‪ ،‬لقوله تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫(‪.)2‬‬

‫وقد و�صف اهلل تعالى نبيه فقال‪:‬‬ ‫وج ��ه اال�ست ��دالل من الآيتين عل ��ى �أن ال�سنة النبوي ��ة ال�صحيحة من م�صادر‬ ‫العقيدة الإ�سالمية هو ‪:‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................................................‬‬

‫وقد ب ّين �أمور العقيدة �أح�سن بيان ‪ ،‬ف�إنه �أعلم النا�س بدين اهلل تعالى ‪ ،‬و�أف�صحهم‬ ‫و�أتمه ��م بيان� � ًا ‪ ،‬و�أن�صحهم و�أكملهم رحم ��ة و�إ�شفاق ًا على �أمت ��ه ‪ ،‬وقال ‪َ ":‬ت َر ْك ُت ُك ْم‬ ‫َع َلى ِ‬ ‫الم َح�آج ِة ا ْل َب ْي َ�ضا ِء َل ْي ُل َها َك َن َهار َِها اَل َيزِ ي ُغ َع ْن َها َب ْع ِدي ِ�إ اَّل َها ِل ٌك"(‪ ،)3‬فلم يترك‬ ‫�شيئ ًا من �أمور الدين عقائده و�شرائعه �إال ب ّينه وب ّلغه على �أكمل حال و�أتمه‪.‬‬

‫بالتع ��اون مع زمالئك ‪ ،‬اذكر مثالين من ال�سن ��ة النبوية تتقرر فيها العقيدة‬ ‫الإ�سالمية‪ .‬كحديث جبريل في تقرير معنى الإيمان‪.‬‬ ‫‪.....................................................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................................................................................................................................................‬‬

‫(‪� )1‬سورة الح�شر الآية ‪.7:‬‬ ‫(‪� )2‬سورة النجم الآيات ‪.4-3:‬‬ ‫(‪ )3‬رواه �أحمد وابن ماجه‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫م�صادر العقيدة الإ�سالمية‬ ‫القر�آن الكريم‬

‫ال�سنة النبوية ال�صحيحة‬

‫�س‪ :1‬ما م�صادر العقيدة الإ�سالمية ؟‬ ‫�س‪ :2‬حوى القر�آن الكريم �أمثلة عقلية ‪ ،‬هات مثا ًال مع �شرحه‪.‬‬ ‫�س‪ :3‬كيف ب ّين النبي‬

‫�أمور الدين من خالل حديث جبريل الم�شهور ؟‬

‫�س‪ :4‬قارن بين م�صادر العقيدة الإ�سالمية والأديان الأخرى ‪.‬‬

‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬

‫‪14‬‬


‫الوحدة الأولى‬

‫الف�صل الثاني‬ ‫عقيدة �أهل ال�سنة والجماعة‬

‫الدر�س الرابع‪ :‬المراد ب�أهل ال�سنة والجماعة‬

‫مدخل‪:‬‬ ‫ع ��ن �أن�س بن مالك ر�ضي اهلل عن ��ه قال‪ :‬قال ر�سول اهلل ‪":‬وتفترق هذه الأمة على‬ ‫ث�ل�اث و�سبعي ��ن فرقة كلها في النار �إال واحدة ‪ ،‬قالوا ‪ :‬وم ��ن هي يار�سول اهلل ؟ قال‪:‬‬ ‫الجماعة"‪.‬وفي رواية قال‪" :‬ما �أنا عليه اليوم و�أ�صحابي" (‪. )1‬‬ ‫من �أ�سباب النجاة من النار اتباع ما كان عليه النبي و�أ�صحابه ولزوم الجماعة‪.‬‬ ‫( ذكر �أمثلة على االتباع )‪.‬‬

‫يتم الحوار بين المعلم‬ ‫والطالب‪.‬‬

‫المراد ب�أهل ال�سنة والجماعة‬ ‫معنى ال�سنة في اللغة ‪ :‬الطريقة وال�سيرة ‪ ،‬ح�سنة �أو قبيحة ‪ ،‬محمودة �أو مذمومة‪ ،‬ومنه‬ ‫ال ْ�سلاَ ِم ُ�س َّن ًة َح َ�س َن ًة َف ُع ِم َل ِب َها َب ْع َد ُه ُك ِت َب َل ُه ِم ْث ُل �أَ ْجرِ َم ْن َع ِم َل ِب َها‬ ‫قوله‬ ‫"م ْن َ�س َّن ِفي ْ إِ‬ ‫َ‬ ‫ال ْ�سلاَ ِم ُ�س َّن ًة َ�س ِّي َئ ًة َف ُع ِم َل ِب َها َب ْع َد ُه ُك ِت َب َع َل ْي ِه‬ ‫َو اَل َي ْن ُق� ُ��ص ِم ْن �أُ ُجور ِ​ِه ْم �شَ ْي ٌء َو َم ْن َ�س َّن ِفي ْ إِ‬ ‫ُ�ص ِم ْن �أَ ْوزَار ِ​ِه ْم �شَ ْي ٌء "(‪.)2‬‬ ‫ِم ْث ُل ِو ْز ِر َم ْن َع ِم َل ِب َها َو اَل َي ْنق ُ‬ ‫وفي اال�صطالح ‪ :‬يختلف معنى ال�سنة عند كلٍ من المحدثين والأ�صوليين والفقهاء‬ ‫و عن ��د علم ��اء العقي ��دة‪ ،‬و�إن كان الجمي ��ع يتف ��ق على �أنه ��ا �سنة النب ��ي ‪ ،‬و�إنما‬ ‫االختالف عند التف�صيل والتحديد‪.‬‬ ‫وال ��ذي نريده هنا تعري ��ف ال�سنة عند علماءالعقيدة ب�أنه ��ا‪ :‬موافقة الكتاب و�سنة‬ ‫النب ��ي و�أ�صحاب ��ه ر�ض ��ي اهلل عنهم �س ��وا ًء في �أم ��ور االعتق ��ادات و العبادات‬ ‫والمعامالت والأخالق‪.‬‬ ‫(‪ )1‬رواه الحاكم و�صححه‪.‬‬ ‫(‪� )2‬أخرجه م�سلم‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫قال الإمام مالك رحمه‬ ‫اهلل‪ :‬ال�سن ��ة مثل �سفينة‬ ‫ن ��وح‪ ،‬م ��ن ركبه ��ا نجا‪،‬‬ ‫ومن تخلف عنها هلك‪.‬‬

‫ال�سنة عند المحدثين‪:‬‬ ‫كل ما جاء عن النبي‬ ‫من قول �أو فعل �أو تقرير‬ ‫�أو �صفة خَ لقية �أو خُ لقية‪.‬‬ ‫ال�سن ��ة عن ��د الأ�صوليين‬ ‫والفقهاء‪ :‬ما يثاب فاعله‬ ‫وال يعاقب تاركه‪.‬‬


‫بالتعاون مع زمالئك ‪ ،‬قارن بين تعريف ال�سنة في اللغة‪ ،‬وتعريفها في اال�صطالح‪.‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬

‫م ��ن معان ��ي الجماعة‪:‬‬ ‫قي ��ل ال�س ��واد الأعظم‬ ‫م ��ن �أه ��ل الإ�س�ل�ام‬ ‫وقي ��ل‪ :‬ال�صحابة على‬ ‫الخ�صو�ص‪.‬‬

‫ومعنى الجماعة في اللغة ‪ :‬هم المجتمعون على �أمر ما‪.‬‬ ‫وف���ي اال�صط�ل�اح ‪ :‬ه ��م الذين اتبعوا الكت ��اب وال�سنة و�ساروا عل ��ى ما كان عليه‬ ‫النبي و�أ�صحابه ظاهر ًا و باطنًا‪.‬‬ ‫كثي ��ر ًا ما يقت ��رن لفظ ال�سنة بالجماعة ‪ ،‬فيق ��ال‪�( :‬أهل ال�سن ��ة والجماعة)‪� ،‬أو يقال‬ ‫(�أه ��ل الجماعة)‪ ،‬ف�إن ال�سن ��ة مقرونة بالجماعة ‪ ،‬كما �أن البدع ��ة مقرونة بالفرقة‪،‬‬ ‫فكما يقال‪�(:‬أهل ال�سنة والجماعة) يقال‪�( :‬أهل البدعة والفرقة)‪.‬‬ ‫ف�أهل ال�سنة والجماعة ينظرون �إلى الحق وال�صواب ‪ ،‬يلتم�سونه ويلزمونه ويتم�سكون‬ ‫به‪ ،‬و�إن كان �أكثر النا�س على خالفه ‪ ،‬وهم المتبعون لر�سول اهلل في �أقواله‬ ‫و�أفعاله و تقريراته ومما ي�ستدل على �أ�صل معنى الجماعة قوله تعالى‪:‬‬ ‫(‪ .)1‬قال بع�ض ال�سلف في تف�سير قوله‬ ‫(الجماعة)‪.‬‬

‫تعالى ‪:‬‬

‫من خالل درا�ستك لمعنى ال�سنة ومعنى الجماعة‪،‬اكتب تعريف ًا لأهل ال�سنة والجماعة‪.‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................................‬‬

‫(‪� )1‬سورة �آل عمران الآية ‪.103:‬‬

‫‪16‬‬


‫الوحدة الأولى‬

‫�س‪ :1‬ما معنى الجماعة في اال�صطالح ؟‬ ‫�س‪ :2‬قارن بين تعريف ال�سنة في اللغة واال�صطالح ‪.‬‬ ‫�س‪ :3‬ما وجه اال�ستدالل بقوله تعالى‪:‬‬ ‫على معنى الجماعة ؟‬

‫(‪.)1‬‬

‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬

‫(‪� )1‬سورة �آل عمران الآية ‪.103:‬‬

‫‪17‬‬


‫الدر�س الخام�س‪ :‬منهج �أهل ال�سنة والجماعة في تلقي العقيدة‬ ‫مدخل‪:‬‬ ‫يتم الحوار بين المعلم‬ ‫والطالب‪.‬‬

‫تحليل لمن ينطبق عليه تعريف معنى ال�سنة والجماعة‪.‬‬

‫منهج �أهل ال�سنة والجماعة في تلقي العقيدة الإ�سالمية‬ ‫�سلك ال�سلف–رحمهم اهلل تعالى–طريقة متميزة ومنهج ًا وا�ضح ًا في تلقي العقيدة‪،‬‬ ‫حيث يقوم على الأمور التالية‪:‬‬ ‫ا�ستحق الم�سلم �أن يكون‬ ‫م�سلم ًا النقياده وت�سليمه‬ ‫لن�صـــــــــو� ��ص الكت ��اب‬ ‫وال�سنة‪،‬فه ��و م�صدق بما‬ ‫�أخبر اهلل �سبحانه به من‬ ‫الغيبمثل‪:‬البعثوالن�شور‬ ‫والجنة والنار‪،‬وهو منقاد‬ ‫ومتب ��ع ل�ش ��رع اهلل تعالى‬ ‫كال�صالة وال�صيام‪.‬‬

‫الأول‪:‬‬

‫الت�سلي ��م الت ��ام ‪ ،‬واالنقياد الكامل لكل ما جاء عن اهلل تعالى في كتابه ‪ ،‬وما �صح عن‬ ‫ر�سول ��ه ‪ ،‬م ��ع فهم هذه الن�صو� ��ص والعمل بها ‪ ،‬والقيام بتعظي ��م هذه الن�صو�ص‬ ‫ال�شرعية و�إجاللها ‪ ،‬وعدم االعترا�ض عليها ب�أي نوع من االعترا�ض‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬

‫وقال تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)2‬‬

‫وجه اال�ستدالل من الآيتين‪:‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬

‫(‪� )1‬سورة الن�ساء الآية ‪.65:‬‬ ‫(‪� )2‬سورة الأحزاب الآية ‪.36:‬‬

‫‪18‬‬


‫االحتج ��اج ب ��كل ما �صح عن الر�سول ‪ ،‬فيجب على الم�سلم �أن يقبل ويحتج بكل ما‬ ‫�صح عن ر�سول اهلل ‪� ،‬سواء كان متواتر ًا �أو �آحاد ًا في الأحكام والعقائد‪.‬‬ ‫تعري ��ف خب ��ر الآح ��اد‪:‬‬

‫الثالث‪:‬‬ ‫ن�صو� ��ص الكتاب وال�سنة ال ُت َعارِ�ض الأدل ��ة العقلية ‪ ،‬فالن�صو�ص ال�شرعية ال�صحيحة‬ ‫موافقة لما يقرره العقل ال�سليم ‪ ،‬والمراد بالعقل ال�سليم ما كان �سالم ًا من االنحرافات‬ ‫وال�شبه ��ات ‪ ،‬وثابت� � ًا بالتجربة والبرهان ‪ .‬ف� ��إذا وجد ما يوه ��م التعار�ض بين الن�ص‬ ‫ال�شرع ��ي الثابت وبين العقل ‪ ،‬فعلينا �أن ننق ��اد للن�ص ال�شرعي ‪ ،‬لأن الن�ص ال�شرعي‬ ‫ثاب ��ت �صحي ��ح ‪ ،‬والعقل متغير ‪ ،‬كما �أن الن�ص ال�شرع ��ي مع�صوم و محفوظ ‪ ،‬والعقل‬ ‫لي�س كذلك‪.‬‬

‫الحدي ��ث ال ��ذي يروي ��ه‬ ‫الـــــواح ��د �أو االثـن ��ان‬ ‫ف�صاعدا ما لم يبلغ حد‬ ‫التواتر‪.‬‬

‫الرابع‪:‬‬

‫�أن ال�صحاب ��ة ر�ض ��ي اهلل عنه ��م �أعل ��م النا� ��س بع ��د الر�س ��ول بالعقي ��دة ‪ ،‬ولذا‬ ‫فتفا�سيرهم للن�صو�ص ال�شرعية حجة ‪ ،‬فقد �شاهدوا تنزيل القر�آن الكريم ‪ ،‬وعا�شوا‬ ‫م ��ع النبي ‪ ،‬فه ��م �أ�صح النا�س فهم� � ًا للر�سالة المحمدية ‪ ،‬ال�سيم ��ا و�أن ال�صحابة‬ ‫ر�ضي اهلل عنهم متفقون في �أمور العقيدة ولم يختلفوا فيها‪.‬‬

‫الخام�س‪:‬‬

‫االتباع وترك االبتداع في الدين ف�إن االبتداع من �أعظم �أبواب ال�ضالل والفرقة‪.‬‬ ‫ال�س ْم ِع َو َّ‬ ‫أو�صي ُك ْم ِب َتق� � َوى ا ِ‬ ‫ق ��ال النب ��ي ‪ِ �»:‬‬ ‫الط َاع� � ِة‪َ ،‬و� ْإن َع ْب� � ٌد َح َب ِ�شي‪َ ،‬ف�إ َّن ُه‬ ‫هلل َو َّ‬ ‫ات الأ ُم ��و ِر َف�إ َّن َها َ�ضال َلة‪َ ،‬ف َم ْن‬ ‫َم ْن َي ِع� � ْ�ش ِم ْن ُك ْم َي َر اخْ ِتالف ًا َك ِثي ��ر ًا‪َ ،‬و�إ َّيا ُك ْم َو ُم ْح َد َث ُ‬ ‫ين َع ُّ�ضوا َع َل ْي َها‬ ‫ين ا ْل َم ْه ِد ِّي َ‬ ‫�أ ْد َر َك ذَ ِل � َ�ك ِم ْن ُك ْم َف َع َل ْي ُك ْم ب ُِ�س َّن ِتي َو ُ�س َّن ِة الْخُ َلفَا ِء ال َّر ِا�ش ِد َ‬ ‫بِال َّن َواجِ ِذ» (‪.)1‬‬

‫(‪� )1‬أخرجه الترمذي‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫البدع ��ة‪ :‬كل محدث ��ة‬ ‫في الدين من زيادة �أو‬ ‫نق�ص‪.‬‬

‫الوحدة الأولى‬

‫الثاني‪:‬‬


‫�س‪ :1‬ما منهج �أهل ال�سنة والجماعة تجاه الن�صو�ص ال�شرعية ؟‬ ‫�س‪ :2‬لماذا ال يتعار�ض العقل ال�سليم مع الن�صو�ص ال�شرعية ال�صحيحة ؟‬ ‫�س‪ :3‬علل كون االبتداع في الدين من �أعظم �أبواب الفرقة وال�ضالل؟‬

‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬

‫‪20‬‬


‫مدخل‪:‬‬ ‫يتم الحوار بين المعلم‬ ‫والطالب‪.‬‬

‫منهج �أهل ال�سنة والجماعة في التعامل مع البدع‪.‬‬ ‫هل يتعار�ض العقل ال�صريح مع الن�صو�ص ال�شرعية ال�صحيحة ؟ مع التمثيل‪.‬‬

‫خ�صائ�ص عقيدة �أهل ال�سنة والجماعة‪:‬‬ ‫�أه ��ل ال�سن ��ة والجماعة قد تميزوا ع ��ن غيرهم من الفرق بخ�صائ� ��ص في عقيدتهم‬ ‫ومنهجهم‪ ،‬تبرز ما كانوا عليه من حر�ص على اتباع الطريق ال�صحيح الذي �سار عليه‬ ‫الم�صطفى و�صحابته الكرام ر�ضوان اهلل عليهم‪.‬‬

‫وهذه الخ�صائ�ص �أق�سام‪:‬‬

‫�أو ًال ‪ :‬خ�صائ�ص منهجهم في م�صادر العقيدة‪:‬‬

‫الن�سخ‪ :‬من ن�سخ الكتاب‬ ‫وه ��و نقل ��ه م ��ن ن�سخ ��ة‬ ‫�أخ ��رى �إل ��ى غيره ��ا ‪،‬‬ ‫فكذل ��ك معن ��ى ن�س ��خ‬ ‫الحكم �إلى غيره �إنما هو‬ ‫تحويله ونق ��ل عبارة �إلى‬ ‫غيرها‪.‬‬

‫• كل ما وافق الكتاب وال�سنة �أثبتوه ‪ ،‬وما خالفهما �أبطلوه ‪.‬‬ ‫( فم�صدر العلم والحق في �سائر فروع المعرفة ال�شرعية هو كتاب اهلل تبارك‬ ‫وتعالى و�سنة نبيه )‪.‬‬ ‫• ال ن�سخ في الأخبار ‪ ،‬وال في �أ�صول الدين‪.‬‬ ‫المراد بالأخبار ‪:‬‬ ‫الم ��راد ب�أ�ص ��ول الدي ��ن ‪.................................................................................................... :‬‬ ‫‪......................................................................................................................‬‬

‫‪.............‬‬

‫• رد التنازع �إلى الكتاب وال�سنة‪.‬‬ ‫(�إن كل م ��ا تنازعت واختلف ��ت فيه الأمة من �أ�صول الدي ��ن وفروعه يجب رده‬ ‫�إل ��ى الكت ��اب وال�سن ��ة‪ ،‬طلب ًا لرف ��ع التنازع‪ ،‬ودف ��ع االخت�ل�اف‪ ،‬ومعرفة الحق‬ ‫وال�صواب)‪.‬‬ ‫والدليل من القر�آن الكريم على ذلك‪�( :‬سورة الن�ساء الآية ‪.)59:‬‬ ‫‪.......................................................................................................................................................‬‬

‫‪21‬‬

‫الوحدة الأولى‬

‫الدر�س ال�ساد�س‪ :‬خ�صائ�ص عقيدة �أهل ال�سنة والجماعة‬


‫• ال تعار�ض بين النقل والعقل‪.‬‬ ‫(م ��ن خ�صائ�صه ��م �أنهم يب ��د�أون بال�شرع ث ��م ُيخْ ِ�ضعون العقل ل ��ه ‪ ،‬وال ُيعار�ض‬ ‫ن�صو�ص الكتاب وال�سنة ال�صحيحة ال�صريحة �شي ٌء من المعقوالت ال�صريحة)‪.‬‬ ‫َ‬

‫ورد ف ��ي الدر�س ال�سابق مو�ضوع تعار�ض العقل ال�سلي ��م مع الن�صو�ص ال�شرعية ‪،‬‬ ‫بالتعاون مع زمالئك هات مثالين مع التو�ضيح‪.‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................................................‬‬

‫ثانياً‪ :‬خ�صائ�ص منهجهم في متابعة نبيهم‬ ‫• اتباع �سنة ر�سول اهلل‬

‫و�صحابته ر�ضوان اهلل تعالى عليهم‪.‬‬

‫باطن ًا وظاهر ًا‪.‬‬

‫مثال على اتباع �سنة ر�سول اهلل‬

‫باطن ًا‪:‬‬

‫‪.........................................................................................................................................................‬‬

‫مثال على اتباع �سنة ر�سول اهلل‬

‫�ض ��ع مث ��اال منا�سب� � ًا‬ ‫ليك ��ون ج ��زء ًا م ��ن‬ ‫الدر�س‬

‫ظاهر ًا‪:‬‬

‫‪.........................................................................................................................................................‬‬

‫• اتباع �سبيل ال�سابقين الأولين من المهاجرين والأن�صار ر�ضي اهلل عنهم‪.‬‬ ‫والدليل من ال�سنة على ذلك‪:‬‬ ‫‪....................................................................................................................................................‬‬

‫• �سالمة قلوبهم و �أل�سنتهم لأ�صحاب ر�سول اهلل ‪.‬‬ ‫لقول ��ه اَ"ل ت َُ�س ُّب ��وا �أَ ْ�ص َحابِي َف َوا َّل ِذي َنف ِْ�سي ِب َي � ِ�د ِه َل ْو �أَ َّن َ�أ َح َد ُك � ْ�م �أَ ْنفَقَ ِم ْث َل �أُ ُح ٍد‬ ‫ذَ َه ًبا َما �أَ ْد َر َك ُم َّد �أَ َح ِد ِه ْم َو اَل َن ِ�صي َف ُه "(‪.)1‬‬ ‫(‪ )1‬رواه البخاري وم�سلم‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫ورد الدلي ��ل في در�س‬ ‫�سابق‬


‫• �أنهم ي�أمرون بالمعروف ‪ ،‬وينهون عن المنكر على ما توجبه ال�شريعة‪.‬قال تعالى‪:‬‬

‫•‬ ‫•‬

‫•‬ ‫•‬

‫(‪.)1‬‬ ‫يرون �إقامة الحج والجهاد والجمع والأعياد مع الأمراء �أبرار ًا كانوا �أو ف ُّجار ًا‪.‬‬ ‫ترك الخ�صام و الجدال و ِ‬ ‫المراء في م�سائل الحالل والحرام‪.‬‬ ‫ق ��ال ‪� " :‬أَ َن ��ا ز َِعي� � ٌم ِب َب ْي � ٍ�ت ِف ��ي َر َب� ِ��ض ال َْج َّن� � ِة ِل َم � ْ�ن َت� � َر َك ال ِْم� � َرا َء َو ِ�إ ْن َك َان‬ ‫ُم ِحقًّا"(‪.)2‬‬ ‫�أنهم �أعظم النا�س �صبر ًا على �أقوالهم و معتقداتهم‪.‬‬ ‫ع�صمة اهلل تعالى لهم عن تكفير بع�ضهم بع�ض ًا‪.‬‬

‫ار�سم �شك ًال يعبر عن خ�صائ�ص عقيدة �أهل ال�سنة والجماعة‪.‬‬

‫(‪� )1‬سورة �آل عمران الآية ‪.104 :‬‬ ‫(‪ )2‬رواه �أبو داود والبيهقي‪.‬‬

‫‪23‬‬

‫الوحدة الأولى‬

‫ثالثاً ‪ :‬خ�صائ�ص منهجهم فيما بينهم‪:‬‬


‫�س‪ :1‬تنق�سم خ�صائ�ص عقيدة �أهل ال�سنة والجماعة �إلى ثالثة �أق�سام ‪ ،‬فما هي ؟‬ ‫�س‪ :2‬ما معنى (رد التنازع �إلى الكتاب وال�سنة) ؟‬ ‫�س‪ :3‬م ّثل التباع �آثار النبي ظاهر ًا وباطن ًا ‪.‬‬

‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬

‫‪24‬‬


‫مدخل‪:‬‬ ‫الإ�سالم و�سط بني الأديان قال اهلل تعاىل ‪:‬‬

‫يت ��م الح ��وار بي ��ن المعلم } ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ‬ ‫والطالب‪.‬‬ ‫ﭵ{(‪.)1‬‬

‫الو�سط ‪ :‬العدول اخليار‪.‬‬

‫و�سطية الإ�سالم بين الأديان ‪:‬‬ ‫�أو ًال ‪ :‬يف توحيد اهلل و�أ�سمائه و�صفاته‪.‬‬ ‫فاليهود ‪ :‬و�صفوا الرب تبارك وتعاىل ب�صفات النق�ص التي يخت�ص بها املخلوق‪ ،‬و�شبهوا‬

‫اخلالق باملخلوق‪ ،‬فقالوا ‪�( :‬إنه بخيل‪ ،‬و�أنه فقري) قال تعاىل ‪ } :‬ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ‬ ‫ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴﯵ {(‪.)2‬‬ ‫�إملأ الفراغ بالمنا�سب‬ ‫ليكون جزء ًا من الدر�س‪.‬‬

‫معنى (مغلولة)‪:‬‬

‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫وقال تعالى ‪:‬‬

‫‪..........................................................................................................................................‬‬

‫‪�( ...............................................................................................................................‬سورة �آل عمران‪.)181‬‬

‫والن�صارى ‪ :‬و�صفوا املخلوق ب�صفات اخلالق التي يخت�ص بها‪ ،‬و�شبهوا املخلوق باخلالق‪،‬‬ ‫فقالوا‪�( :‬إن اهلل هو امل�سيح‪ ،‬و�إن اهلل ثالث ثالثة)‪.‬‬ ‫(‪� )1‬سورة البقرة الآية ‪.143 :‬‬ ‫(‪� )2‬سورة املائدة الآية ‪.64 :‬‬

‫‪25‬‬

‫الوحدة الأولى‬

‫الدر�س ال�سابع‪ :‬و�سطية �أهل ال�سنة والجماعة في باب االعتقاد‬


‫قال تعالى ‪:‬‬ ‫�إملأ الفراغ بالمنا�سب‬ ‫ليكون جزء ًا من الدر�س‪.‬‬

‫‪...........................................................................................................................................‬‬

‫‪�( .........................................................................................................................‬سورة المائدة ‪� 17‬أو ‪.)72‬‬

‫وقال تعالى ‪:‬‬

‫‪.........................................................................................................................................‬‬

‫‪�( ................................................................................................................................‬س ��ورة المائ ��دة ‪.)73‬‬

‫�أم���ا الم�سلم���ون‪ :‬فقد وح ��دوا اهلل عز وجل ‪ ،‬وو�صفوه ب�صف ��ات الكمال ‪ ،‬ونزهوه عن‬ ‫جمي ��ع �صفات النق� ��ص ‪� ،‬أو �أن يماثله �شيء من المخلوقات ف ��ي �شيء من ال�صفات ‪،‬‬ ‫وقالوا‪ :‬لي�س كمثله �شيء ال في ذاته وال في �صفاته‪.‬‬

‫ار�سم �شك ًال تو�ضيحي ًا يحدد و�سطية الإ�سالم في باب توحيد اهلل و �أ�سمائه‬ ‫و�صفاته‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬في باب �أنبياء اهلل تعالى ور�سله عليهم ال�سالم‪:‬‬

‫اليهود‪ :‬قتلوا الأنبياء والذين ي�أمرون بالق�سط من النا�س ورموهم بالكبائر‪.‬‬

‫�إرجع �إلى الم�صحف ثم‬ ‫اكتب الآية داخل المربع‬ ‫لتكون جزء ًا من الدر�س‪.‬‬

‫قال تعالى ‪:‬‬

‫‪...........................................................................................................................................‬‬

‫‪�( ..............................................................................................................................‬سورة �آل عمران‪.)21‬‬

‫‪26‬‬


‫(‪.)1‬‬ ‫�أم���ا الم�سلم���ون‪ :‬ف�أنزلوا الأنبياء والر�سل عليهم ال�س�ل�ام منازلهم ‪ ،‬و�صدقوهم ولم‬ ‫يكذبوه ��م و�أحبوه ��م ولم يبغ�ضوه ��م ‪ ،‬و�آمنوا بهم جميع� � َا عبيد ًا هلل تعال ��ى ور�س ًال‬ ‫مب�شرين ومنذرين ‪ ،‬ولم يعبدوهم �أو يتخذوهم �أرباب ًا من دون اهلل تعالى‪.‬‬ ‫ار�سم �شك ًال تو�ضيحي ًا يبين و�سطية �أهل ال�سنة في باب الأنبياء ‪:‬‬

‫و�سطية �أهل ال�سنة والجماعة في باب االعتقاد‪:‬‬ ‫و�سطي ��ة �أه ��ل ال�سن ��ة والجماعة هي امت ��داد لو�سطية ه ��ذه الأمة ـ �أم ��ة محمد ـ‬ ‫وعدالته ��ا وخيريتها‪ ،‬فكل خير وف�ضل وعدل ثبت لهذه الأمة فلأهل ال�سنة والجماعة‬ ‫الحظ الأوفر منه‪ ،‬لأنهم يمثلون حقيقة الإ�سالم علم ًا وعم ًال‪.‬‬ ‫وملا بينا و�سطية الإ�سالم بني الأديان فنبني هنا و�سطية ال�سنة واجلماعة بني فرق الأمة ‪:‬‬ ‫�أو ًال ‪ :‬يف توحيد �أ�سماء اهلل و�صفاته‪:‬‬ ‫فمن �أ�صولهم التي يدينون بها ‪� :‬إثبات ما ورد يف كتاب اهلل عز وجل �أو يف �سنة‬ ‫من �أ�سماء اهلل و�صفاته‪ ،‬ال يفرقون بني �أ�سماء اهلل و�صفاته وال بني‬ ‫ر�سوله‬ ‫بع�ض �صفاته وبع�ض‪ ،‬بل قولهم يف اجلميع واحد فيثبتون جميع �أ�سماء اهلل تعاىل‬ ‫و�صفاته على الوجه الالئق به �سبحانه‪ ،‬فال ينفون وال يحرفون �شيئ ًا منها‪ ،‬وال‬ ‫يكيفون �أو ميثلون �شيئ ًا منها ب�صفات املخلوقني‪.‬‬ ‫(‪� )1‬سورة التوبة الآية ‪.30:‬‬

‫‪27‬‬

‫الوحدة الأولى‬

‫والن�صارى‪ :‬غلوا فيهم ‪ ،‬فزعموا �أن الم�سيح عي�سى عليه ال�سالم ابن اهلل‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬


‫فهم و�سط بني املعطلة الذين عطلوا �صفات اخلالق �سبحانه وتعاىل‪ ،‬وبني املمثلة الذين م ّثلوا �صفات اخلالق‬ ‫�سبحانه وتعاىل ب�صفات املخلوقني قال تعاىل ‪ } :‬ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧ{(‪.)1‬‬

‫عقيدة الفرق في �أ�سماء اهلل تعالى و�صفاته‬ ‫الم�شبهة‬

‫�شبهوا الخالق‬ ‫بالمخلوق‪.‬‬

‫�أهل ال�سنة والجماعة‬

‫المعطلة‬

‫�أثبتوا هلل تعالى �صفات الكمال ونفوا عنه �صفات نفوا ال�صفات عن اهلل‬ ‫تعالى �أو بع�ضها‪.‬‬ ‫النق�ص من غير تكييف وال تمثيل وال تعطيل‪.‬‬

‫رد على المعطلة‬

‫رد على الم�شبهة‬

‫ثان ًيا ‪ :‬في الأ�سماء و الأحكام‪:‬‬ ‫املراد بالأ�سماء ‪� :‬أ�سماء الدين التي تطلق على املكلفني‪ ،‬مثل (م�ؤمن‪ ،‬م�سلم‪ ،‬كافر‪ ،‬فا�سق)‪.‬‬ ‫املراد بالأحكام ‪ :‬ما يرتتب على هذه الأ�سماء والأو�صاف من الثواب والعقاب‪ .‬وهذا مبني‬ ‫الكبي ��رة‪ :‬كل ذنب توعد‬ ‫على تنازع الفرق يف مرتكب الكبرية‪�( ،‬أهو م�سلم �أم كافر �أو فا�سق؟) (وما حكمه يف علي ��ه بغ�ض ��ب �أو لعن �أو‬ ‫حد‪.‬‬ ‫الدنيا‪ ،‬وما حكمه يف االخرة؟)‪.‬‬ ‫فاخلوارج ‪ :‬يقولون بكفر مرتكب الكبرية‪ ،‬و�أنه يف الآخرة خالد يف النار‪.‬‬ ‫واملعتزلة ‪ :‬يقولون �إن مرتكب الكبرية يف منزلة بني الإميان والكفر‪ ،‬وهو يف الآخرة خالد يف النار‪.‬‬ ‫واملرجئة ‪ :‬يقولون ال ي�ضر مع الإميان ذنب‪ ،‬ويف الآخرة يدخل اجلنة ب�إميانه‪.‬‬

‫�أم���ا �أه���ل ال�سن���ة و الجماعة ‪ :‬فيقولون ف ��ي مرتكب الكبيرة‪( :‬م�ؤم ��ن ب�إيمانه ‪ ،‬فا�سق‬ ‫بكبيرت ��ه) ‪ ،‬وحكم ��ه في الآخرة �إذا مات ولم يتب داخل تحت م�شيئة اهلل‪� ،‬إن �شاء غفر‬ ‫له و�أدخله الجنة دون عذاب ‪ ،‬و�إن �شاء �أدخله النار وعذّبه بقدر ذنوبه ‪ ،‬ثم �إنه ال يخلد‬ ‫في النار كالكفار ‪ ،‬بل ال بد �أن يخرج منها ويدخل الجنة‪ .‬قال تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)2‬‬ ‫(‪� )1‬سورة ال�شورى الآية ‪.11:‬‬

‫(‪� )2‬سورة الن�ساء الآية ‪.48:‬‬

‫‪28‬‬


‫الوحدة الأولى‬

‫اذكر �أربعة نماذج لكبائر الذنوب ‪ ،‬و�سبل االبتعاد عنها‪.‬‬ ‫‪.......................................................................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.......................................................................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.......................................................................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.......................................................................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.......................................................................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.......................................................................................................................................................................................................................‬‬

‫�س‪ :1‬ب ِّين و�سطية الإ�سالم في باب �أنبياء اهلل تعالى ور�سله عليهم ال�سالم ‪.‬‬ ‫�س‪ :2‬ب ِّين و�سطية �أهل ال�سنة والجماعة في باب �أ�سماء اهلل تعالى و�صفاته ‪.‬‬ ‫�س‪ :3‬ق ��ارن بين حكم مرتكب الكبيرة عند الخوارج والمعتزلة والمرجئة و�أهل ال�سنة‬ ‫والجماعة ‪ ،‬مع اال�ستدالل ‪.‬‬

‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬

‫‪29‬‬


‫الف�صل الثالث‬ ‫الإنحراف عن العقيدة الإ�سالمية‬

‫الدر�س الثامن‪� :‬أ�سباباالنحراف عنالعقيدة‪،‬وو�سائلالوقاية‬

‫مدخل‪:‬‬ ‫يتم الحوار بين المعلم‬ ‫والطالب‪.‬‬

‫عن عيا�ض المجا�شعي ر�ضي اهلل عنه قال‪ :‬قال ر�سول اهلل ‪�":‬أَ اَل ِ�إ َّن َر ِّبي �أَ َم َر ِني �أَ ْن‬ ‫�أُ َع ِّل َم ُك ْم َما َجهِ ْلت ُْم ِم َّما َع َّل َم ِني َي ْو ِمي َهذَ ا ُك ُّل َمالٍ َن َح ْل ُت ُه َع ْب ًدا َحلاَ ٌل َو ِ�إ ِّني خَ َلق ُْت ِع َبا ِدي‬ ‫َاج َتا َل ْت ُه ْم َع ْن ِدي ِنهِ ْم َو َح َّر َم ْت َع َل ْيهِ ْم َما �أَ ْح َل ْل ُت‬ ‫ُح َن َف ��ا َء ُك َّل ُه ْم َو ِ�إ َّن ُه ْم َ�أ َت ْت ُه ْم ال�شَّ َي ِاط ُ‬ ‫ين ف ْ‬ ‫َل ُه ْم َو�أَ َم َر ْت ُه ْم �أَ ْن ُي�شْ رِ ُكوا بِي َما َل ْم �أُنْزِ لْ ِب ِه ُ�س ْل َطا ًنا ‪ "..‬الحديث(‪.)1‬‬

‫�أ�سباب االنحراف عن العقيدة ‪ ،‬وو�سائل الوقاية‬ ‫حينم ��ا ن�ستعر� ��ض تاريخ الفرق والب ��دع في الإ�سالم ‪ ،‬و�أ�سب ��اب انحرافها ‪ ،‬نجد �أنها‬ ‫ترج ��ع �إل ��ى عوامل كثي ��رة ومتنوعة ح�س ��ب البيئ ��ات و الأقاليم ‪ ،‬وح�س ��ب الأ�شخا�ص‬ ‫والمجتمع ��ات‪� ،‬أو ح�سب الأحوال التي تكون عليها الأم ��ة من القوة وال�ضعف ‪ ،‬ويمكن‬ ‫تق�سيم الأ�سباب �إلى ما يلي‪:‬‬ ‫• �أ�سباب وم�ؤثرات �أجنبية خارجية‪.‬‬ ‫• �أ�سباب داخلية‪.‬‬

‫�أ�سباب االنحراف‬ ‫عن العقيدة‪ ،‬وو�سائل الوقاية‬

‫�أ�سباب خارجية‬

‫�أ�سباب داخلية‬

‫(‪ )1‬رواه م�سلم ح ‪2865‬‬

‫‪30‬‬


‫‪ -1‬ت�أث ��ر بع� ��ض الم�سلمين بالأمم المج ��اورة والأخ ��ذ بثقافاتها و�أفكاره ��ا الدينية ‪،‬‬ ‫وال�سيما بعد المد الإ�سالمي وات�ساع الفتوح‪.‬‬ ‫‪ -2‬دخ ��ول بع� ��ض �أ�صحاب الأدي ��ان الأخرى ف ��ي الإ�س�ل�ام ‪ ،‬ممن ل ��م يتخل�صوا من‬ ‫�أفكارهم ومعتقداتهم ال�سابقة ‪ ،‬ف�أثاروا ال�شبهات في الإ�سالم‪.‬‬ ‫‪ -3‬ترجمة كتب الفل�سفة المنحرفة ‪ ،‬وت�شجيع درا�ستها والتعمق فيها‪.‬‬ ‫‪ -4‬دخول بع�ض المغر�ضين من اليهود والمجو�س ونحوهم في الإ�سالم بق�صد الد�س‬ ‫والكيد للإ�سالم والم�سلمين‪.‬‬ ‫�إذا رجعت �إلى �أ�صول كثير من الفرق والبدع تجد لها �أ�صو ًال خارجية‪.‬‬ ‫كم ��ا �أخبر النب ��ي في الحديث ال�صحيح " لتتبعن �سنن م ��ن كان قبلكم �شبر ًا‬ ‫ب�شبر وذراع ًا بذراع ‪ "...‬الحديث‬

‫بالتعاون مع زمالئك ‪ ،‬كيف نعالج هذه الم�ؤثرات لحماية العقيدة ؟‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬

‫و�أما الأ�سباب الداخلية فمن �أهمها‪:‬‬ ‫‪ -1‬تلقي الدين من غير م�صادره‪( ،‬الوحي) ومن غير �أهله (العلماء)‪.‬‬ ‫‪ -2‬الخلل في تقرير الدين واال�ستدالل عليه بالخروج من منهج ال�سلف في ذلك‪.‬‬ ‫‪ -3‬اتباع الهوى‪( ،‬ف�إنه �أ�صل الزيغ ومفارقة الحق)‪.‬‬ ‫�إرج ��ع �إل ��ى الم�صحف ثم‬ ‫اكت ��ب الآية داخ ��ل المربع‬ ‫لتكون جزء ًا من الدر�س‪.‬‬

‫والدليل �سورة الجاثية �آية (‪ )23‬قال تعالى‪:‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................‬‬

‫‪31‬‬

‫الوحدة الأولى‬

‫ف�أما الأ�سباب الخارجية فيمكن �أن تلخ�ص في العنا�صر التالية‪:‬‬


‫‪ -4‬الجهل‪( ،‬وه ��و من �أعظم الأ�سباب الم�ؤدية �إلى االبتداع والتفرق واالختالف)‪.‬‬ ‫هلل اَل َي ْق ِب ُ�ض‬ ‫عن عبد اهلل بن عمرو بن العا�ص قال‪� :‬سمعت ر�سول اهلل يقول ‪�" :‬إِ َّن ا َ‬ ‫َاعا َي ْنتَزِ ُع ُه ِم � ْ�ن ا ْل ِع َبا ِد َو َل ِك ْن َي ْق ِب ُ�ض ا ْل ِع ْل َم ِب َق ْب� ِ��ض ا ْل ُع َل َما ِء َحتَّى ِ�إ َذا َل ْم ُي ْبقِ‬ ‫ا ْل ِع ْل � َ�م ا ْن ِتز ً‬ ‫ا�س ر�ؤو�س ًا ُج َّه اًال َف ُ�س ِئ ُلوا َف�أَ ْف َت ْوا ِب َغ ْيرِ ِع ْل ٍم َف َ�ضلُّوا َو َ�أ َ�ضلُّوا "(‪.)1‬‬ ‫َعا ِل ًما ا َّتخَ َذ ال َّن ُ‬ ‫‪ -5‬الغل ��و والإف ��راط ‪( ،‬وهو من العوامل الم�ؤثرة في تك� � ّون الفرق واختالفها ‪ ،‬فنجد‬ ‫بع� ��ض الفرق تغلو ف ��ي �أئمتها �إلى درج ��ة الع�صمة ‪ ،‬و بع�ض الف ��رق تغلو في �آيات‬ ‫الوعيد لدرجة تكفير مرتكب الكبيرة)‪.‬‬ ‫‪ -6‬فتح باب ت�أويل الن�صو�ص ال�شرعية بدون دليل (وهو من �أعظم عوامل تفرق الأمم‬ ‫وابتداعها)‪.‬‬ ‫‪ -7‬االعتم ��اد على الر�أي في الدين وتقديمه عل ��ى ال�شرع ‪ ،‬واعتبار العقل منفر ًدا هو‬ ‫الأ�صل والأ�سا�س فيما ُيق َبل و ُي َر ّد في الدين‪.‬‬ ‫‪ -8‬التقليد والتع�صب للمتبوعين ‪ ،‬وتقديم �أقوالهم ولو خالفت قول اهلل تبارك وتعالى‬ ‫�أو قول ر�سوله ‪.‬‬

‫بالتعاون مع زمالئك ‪ ،‬كيف نعالج هذه الم�سببات لحماية العقيدة ؟‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري وم�سلم‪.‬‬

‫‪32‬‬


‫الوحدة الأولى‬

‫�س‪ :1‬اذكر ثالثة من الأ�سباب الخارجية التي �أدت �إلى االنحراف عن العقيدة‪.‬‬ ‫�س‪ :2‬كيف نتخل�ص من �آثار الهوى والجهل لت�سلم العقيدة من االنحراف ؟‬ ‫�س‪ :3‬ما �سبب انحراف قوم نوح ‪-‬عليه ال�سالم‪ -‬عن العقيدة ال�صحيحة ؟‬ ‫�س‪ :4‬ب ّين كيف يحمي الم�سلم نف�سه من االنحراف في العقيدة؟‬

‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬

‫‪33‬‬


‫الدر�س التا�سع‪ :‬معنى البدعة و�أنواعها‬ ‫مدخل‪:‬‬ ‫يتم الحوار بين المعلم‬ ‫والطالب‪.‬‬

‫ورد في در�س ٍ �سابق ٍالحديثُ عن البدع واالبتداع (الدر�س الثامن)‪.‬‬ ‫والبدعة في مقابل ال�سنة ‪ ،‬فما معنى ال�سنة ؟‬

‫معنى البدعة و�أنواعها‬ ‫البدعة في اللغة‪:‬ال�شيء المخترع ال على مثال �سابق‪.‬‬ ‫�شرعا‪( :‬كل محدثة في الدين من زيادة �أو نق�ص)‪.‬‬ ‫البدعة ً‬ ‫وي�صدق ذلك قوله " ُك َّل ُم ْح َد َث ٍة ب ِْد َعة"(‪.)1‬‬

‫بالتعاون مع زمالئك ‪ ،‬قارن بين تعريف البدعة في اللغة وفي ال�شرع‪.‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪....................................................................................................................................................‬‬

‫المعالم الرئي�سة لتعريف البدعة في ال�شرع‪:‬‬ ‫‪� -1‬أن البدعة �إحداث في الدين فيخرج بذلك ما �أحدث من �أمور الدنيا كال�صناعات‬ ‫والآالت‪.‬‬ ‫‪� -2‬أن البدع ��ة لي�س لها �أ�صل في ال�شرع يدل عليها ‪� ،‬أما مادلت عليه قواعد ال�شريعة‬ ‫فلي�س ببدعة مثل‪ :‬جمع الم�صحف في عهد �أبي بكر ـ ر�ضي اهلل عنه ـ ‪.‬‬ ‫‪� -3‬أن البدع كلها مذمومة فال توجد بدعة ح�سنة‪ ،‬لأن البدع م�صادمة لل�شريعة م�ضادة‬ ‫لها ‪ ،‬فهي مذمومة على كل حال لقوله "كل بدعة �ضاللة"‪.‬‬ ‫(‪� )1‬أ�صله في �صحيح م�سلم ‪ 867‬واللفظ البن �أبي عا�صم في ال�سنة‪.‬‬

‫‪34‬‬


‫الوحدة الأولى‬

‫�أنــواع البـدع‪:‬‬ ‫تنق�س ��م البدعة من حيث متعلقها �إلى �أق�سام عديدة منها ما يتعلق باالعتقاد وي�سمى‬ ‫البدع االعتقادية ‪ ،‬ومنها ما يتعلق بالأحكام وت�سمى البدع العملية‪.‬‬

‫�أو ًال‪ :‬البدع االعتقادية‪:‬‬

‫وم ��ن �أمثلة البدع االعتقادية ‪ :‬بدع الخ ��وارج كتكفير مرتكب الكبيرة والمعتزلة كنفي‬ ‫�صفات اهلل تعالى وغيرهم ‪ ،‬وهي متفاوتة في االنحراف‪.‬‬

‫بالتعاون مع زمالئك ‪ ،‬هات مثالين لبدع اعتقادية مع تعليل كونها بدع ‪.‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬

‫ثانياً‪ :‬البدع العملية‪:‬‬

‫ه ��ي �أن ي�ش ��رع في الدين عب ��ادة لم ي�شرعه ��ا اهلل ور�سوله ‪ ،‬وكل عبادة ل ��م ي�أمر بها‬ ‫ال�شارع �أمر �إيجاب �أو ا�ستحباب ف�إنها من البدع العملية ‪ ،‬ولها �أنواع‪:‬‬ ‫‪ -1‬بدعة في �أ�صل العبادة ب�إحداث عبادة لي�س لها �أ�صل في ال�شرع ك�إحداث �صالة‬ ‫�ساد�سة ‪� ،‬أو �صيام غير م�شروع ‪� ،‬أو عيد غير م�شروع ك�أعياد الموالد وغيرها‪.‬‬ ‫‪ -2‬م ��ا يكون في الزيادة على العبادة الم�شروعة كما لو زيد ركعة في �صالة الظهر‬ ‫مثلاً ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ما يكون في �صفة �أداء العبادة ب�أن ت�ؤدى على �صفة غير م�شروعة وذلك كالذكر‬ ‫الجماعي بعد ال�صالة المفرو�ضة‪.‬‬ ‫‪ -4‬ما يكون بتخ�صي�ص وقت للعبادة الم�شروعة لم يخ�ص�صه ال�شارع كتخ�صي�ص‬ ‫ي ��وم الن�صف من �شعب ��ان و ليلته ب�صي ��ام وقيام ‪ ،‬ف�إن �أ�ص ��ل ال�صيام و القيام‬ ‫م�شروع ولكن تخ�صي�صه بهذا الوقت ال دليل عليه‪.‬‬

‫‪35‬‬


‫من خالل ما تعلمته في هذا الدر�س ‪ ،‬تحدث عن �أ�ضرار البدع ب�أنواعها على‬ ‫الدين والمجتمع ‪.‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬

‫�س‪ :1‬ما الفرق بين البدع االعتقادية و البدع العملية ‪ ،‬مع الأمثلة ؟‬ ‫�س‪ :2‬قارن بين التعريف اللغوي للبدعة ‪ ،‬والتعريف ال�شرعي لها ‪.‬‬ ‫�س‪ :3‬تحدث عن المعالم الرئي�سة لتعريف البدعة في ال�شرع ‪.‬‬

‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬

‫‪36‬‬


‫مدخل‪:‬‬ ‫يتم الحوار بين المعلم‬ ‫والطالب‪.‬‬

‫ما تعريف البدعة؟‬ ‫ما �أنواع البدع مع التمثيل بمثال لكل نوع؟‬

‫منهج �أهل ال�سنة والجماعة تجاه البدع والمبتدعة‬ ‫نظر ًا لأن �أهل البدع من �أهل الملة لكنهم خرجوا عن ال�سنة وخالفوا �سبيل الم�ؤمنين‬ ‫ف� ��إن الأ�صل ن�صحهم برف ��ق ومعاملتهم بعدل و�إن�صاف‪ ،‬وق ��د يختلف الموقف من‬ ‫البدع باختالف البدعة ذاتها ‪ ،‬من حيث �إنها بدعة مغلظة �أو غير مغلظة‪.‬‬ ‫وباخت�ل�اف المبت ��دع من حيث كونه داع ًيا لها �أو م�ستت� � ًرا بها ‪� ،‬أو كونه مع جماعة‬ ‫لهم قوة و�سلطان �أو لي�س لها ذلك‪.‬‬ ‫وعل ��ى ه ��ذا فقد تنوعت مواقف ال�سلف من البدع و�أهله ��ا �إال �أنه من المتفق عليه‬ ‫بينه ��م هو التحذير من الب ��دع و التنفير من المعاندين الداعين لبدعهم‪ ،‬و يمكن‬ ‫�أن نعر�ض هنا لبع�ض جهود ال�سلف تجاه البدع والمبتدعة‪:‬‬ ‫‪ -1‬الو�صية باتباع ال�سنة وال�سعي في ن�شرها ‪ ،‬والتحذير من البدع والمحدثات‪.‬‬ ‫‪� -2‬إظه ��ار ال�سنة والدفاع عنها‪ ,‬كما فعل الإمام �أحمد بن حنبل رحمه اهلل في �صبره‬ ‫في فتنة القول بخلق القر�آن‪.‬‬ ‫‪ -3‬الرحمة بالخلق من جهة ن�صحهم والإ�شفاق عليهم ‪ ،‬ودعوتهم �إلى ما ينفعهم من‬ ‫االتباع ‪ ،‬وتحذيرهم مما ي�ضرهم من الإحداث واالبتداع‪.‬‬ ‫‪ -4‬مناظرتهم وتبيين الحق لهم‪ ،‬كما فعل ابن عبا�س ر�ضي اهلل عنهما مع الخوارج‪.‬‬ ‫‪ -5‬ت�أليف الكتب واتخاذ جميع الو�سائل الم�شروعة في الرد على�شبهات المبتدعة‪.‬‬

‫‪37‬‬

‫الوحدة الأولى‬

‫الدر�س العا�شر‪ :‬منهج �أهل ال�سنة والجماعة تجاه البدع‬


‫كما فعل ذلك كثير من الأئمة رحمهم اهلل تعالى ‪ .‬مثل مالك وال�شافعي و�أحمد بن حنبل‬ ‫والدارم ��ي و�شيخ الإ�سالم ابن تيمي ��ة وتلميذه ابن القيم وال�شي ��خ محمد بن عبدالوهاب‬ ‫وغيرهم‪.‬‬ ‫‪ -6‬التحذي ��ر مم ��ا ي ��ذاع وين�شر ف ��ي مختلف و�سائ ��ل الإعالم من الب ��دع والأف ��كار ال�ضالة‬ ‫والإعرا�ض عنها‪.‬‬ ‫‪ -7‬ال يحكمون على �أحد باالبتداع �إال بعد التثبت‪.‬‬

‫قال �أبو بكر الأنباري وقد كان الأئمة من ال�سلف يعاقبون من ي�س�أل عن تف�سري احلروف وامل�شكالت يف القر�آن‬ ‫لأن ال�سائل �إن كان يبغي ب�س�ؤاله تخليد البدعة و�إثارة الفتنة فهو حقيق بالنكري و�أعظم التعزيز و�إن مل يكن ذلك‬ ‫ق�صده ا�ستحق العتب مبا اجرتم من الذنب �إذ �أوجد للمنافقني امللحدين يف ذلك الوقت �سبيال �إىل �أن يق�صدوا‬ ‫�ضعفة امل�سلمني بالت�شكيك والت�ضليل يف حتريف القر�آن عن مناهج التنزيل وحقائق الت�أويل فمن ذلك ما حدثنا‬ ‫�إ�سماعيل بن �إ�سحاق القا�ضي �أنب�أنا �سليمان بن حرب عن حماد بن زيد عن يزيد بن حازم عن �سليمان بن ي�سار‬ ‫�أن �صبيغ بن ع�سل قدم املدينة فجعل ي�س�أل عن مت�شابه القر�آن وعن �أ�شياء فبلغ ذلك عمر ر�ضي اهلل عنه فبعث‬ ‫�إليه عمر ف�أح�ضره وقد �أعد له عراجني من عراجني النخل فلما ح�ضر قال له عمر من �أنت؟ قال ‪� :‬أنا عبد اهلل‬ ‫�صبيغ فقال عمر ر�ضي اهلل عنه ‪ :‬و�أنا عبد اهلل عمر ثم قام �إليه ف�ضرب ر�أ�سه بعرجون �شجه ثم تابع �ضربه حتى‬ ‫�سال دمه على وجهه فقال ح�سبك يا �أمري امل�ؤمنني فقد ذهب ـ واهلل ـ ما كنت �أجد يف ر�أ�سي‪.‬‬ ‫�إي�ضاح الدليل يف قطع حجج �أهل التعطيل ـ (�ص‪13‬ـ‪.)14‬‬

‫بالتعاون مع زمالئك‪ ،‬ومن خالل ما تعلمته خالل هذا الدر�س تحدث عما يلي ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ما دور ولي �أمر الم�سلمين تجاه البدع و�أ�صحابها ؟‬

‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬

‫‪ -2‬ما دور العلماء المعتبرين تجاه البدع و�أ�صحابها ؟‬

‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬

‫‪ -3‬ما دور عامة الم�سلمين تجاه البدع و�أ�صحابها ؟‬

‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬

‫‪ -4‬ما دورك �أنت تجاه البدع و�أ�صحابها ؟‬

‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬

‫‪38‬‬


‫الوحدة الأولى‬

‫�س‪:1‬اذكر ثالثة من جهود �أهل ال�سنة والجماعة في محاربة البدع ‪0‬‬ ‫�س‪:2‬كيف نتعامل مع البدع و�أ�صحابها ؟‬ ‫�س‪:3‬متى ُيقَاتَل �أ�صحاب البدع ؟ و متى ُينَا�صحون و ُينَاظرون ؟‬ ‫�س‪:4‬ما �سبل مكافحة البدع من خالل التقنية الحديثة ؟‬ ‫�س‪:5‬البدعة �أ�شد من المع�صية ‪ ،‬فبم ُت َع ّلل ذلك ؟‬ ‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬

‫‪39‬‬


.


‫الوح��دة الثاني��ة‬

‫‪2‬‬

‫توحيدالربوبية‬ ‫المحتوى ‪..‬‬ ‫الف�صل الأول‬

‫التوحيد و�أق�سامه‬

‫الف�صل الثاني‬

‫توحيد الربوبية‬

‫ال�صفحة‬

‫الدر�س الأول ‪ :‬تعريف التوحيد و�أق�سامه‪44 .................................‬‬ ‫الدر�س الثاني ‪ :‬منزلة التوحيد‪47 ...........................................‬‬

‫الدر�س الثالث ‪ :‬معنى توحيد الربوبية‪50 ....................................‬‬ ‫الدر�س الرابع ‪ :‬من �أدلة وجود اهلل تعالى‪53 .................................‬‬ ‫الدر�س الخام�س ‪ :‬الرد على منكري وجود اهلل تعالى‪56 .....................‬‬


....


‫الوحدة الثانية‬

‫�أخي الطالب ‪..‬‬ ‫بنهاية هذه الوحدة نتوقع �أن تحقق الأهداف التالية‪:‬‬ ‫ ·‬ ‫· ‬ ‫· ‬ ‫· ‬ ‫· ‬ ‫· ‬

‫�أن ت�ستنتج معنى التوحيد و�أق�سامه‪.‬‬ ‫�أن تتعرف على منزلة التوحيد‪.‬‬ ‫�أن تتعرف على معنى توحيد الربوبية‪.‬‬ ‫�أن تعدد �أدلة وجود اهلل تعالى‪.‬‬ ‫�أن ترد على منكري وجود اهلل تعالى‪.‬‬ ‫�أن ت�ستنتج بطالن ال�شرك في الربوبية‪.‬‬

‫‪43‬‬


‫الف�صل الأول‬ ‫التوحيد و�أق�سامه‬

‫الدر�س الأول‪ :‬تعريف التوحيد و�أق�سامه‬ ‫مدخل‪:‬‬ ‫يتم الحوار بين المعلم الحكمة من خلق الخلق ‪ ،‬مع الدليل‪.‬‬ ‫والطالب‪.‬‬ ‫كيف ي�ؤدي الم�سلم الغاية التي من �أجلها خُ ِلق ؟‬

‫تعريف التوحيد و�أق�سامه‬ ‫وحد �أي‪� :‬أفرد‪.‬‬ ‫التوحيد لغة‪ :‬م�صدر ّ‬ ‫و�شرعاً‪� :‬إفراد اهلل تعالى بالربوبية و الألوهية و الأ�سماء وال�صفات‪.‬‬ ‫وبيان ذلك ‪� :‬أن يق ّر ب�أن اهلل تعالى الخالق الرازق المحيي المميت المدبر لجميع‬ ‫الأمور ‪ ،‬و�أن َي�صرِ َف جميع �أنواع العبادة هلل تعالى وحده ال �شريك له ‪ ،‬و�أن يثبت‬ ‫له �سبحانه ما �أثبته لنف�سه من �صفات الكمال ‪ ،‬وينفي عنه ما نفاه عن نف�سه من‬ ‫�صفات النق�ص‪.‬‬

‫يتبين من خالل التعريف �أن التوحيد ثالثة �أق�سام‪:‬‬ ‫‪ -1‬توحيد الربوبية‪.‬‬ ‫‪ -2‬توحيد الألوهية‪.‬‬ ‫‪ -3‬توحيد الأ�سماء وال�صفات‪.‬‬ ‫وقد دلّ الدليل على هذه الأق�سام ‪ ،‬كما جاء في �سورة الفاتحة‪.‬‬

‫بالتعاون مع زمالئك ‪ ،‬حدد الدليل لكل ق�سم من �أق�سام التوحيد فيما يلي من �سورة‬ ‫الفاتحة‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪:‬‬ ‫دليل على توحيد (‪.).......................................‬‬ ‫دليل على توحيد‬ ‫قوله تعالى‪:‬‬ ‫(‪.).......................................‬‬ ‫قوله تعالى‪:‬‬ ‫دليل على توحيد (‪.).......................................‬‬

‫‪44‬‬


‫و�أ�صل الب�شرية �أنهم على التوحيد‪ ،‬فقد فطر اهلل تعالى النا�س على التوحيد كما قال‬ ‫�سبحانه‪:‬‬ ‫الوحدة الثانية‬

‫(‪.)1‬‬

‫‪":‬ما ِم ْن َم ْو ُل ٍود ِ�إ اَّل ُيو َل ُد َع َلى‬ ‫وع ��ن �أبي هريرة ر�ضي اهلل عنه قال‪ :‬قال ر�سول اهلل‬ ‫َ‬ ‫ا ْل ِف ْط َر ِة َف�أَ َب َوا ُه ُي َه ِّو َدا ِن ِه �أَ ْو ُين َِّ�ص َرا ِن ِه �أَ ْو ُي َم ِّج َ�سا ِن ِه " (‪.)2‬‬

‫بالتعاون مع زمالئك ‪ .‬ما وجه اال�ستدالل من الآية والحديث على �أن المراد‬ ‫بالفطرة (التوحيد)؟‬ ‫‪...........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...........................................................................................................................................................‬‬

‫فالب�شري ��ة الأول ��ى كانت على التوحيد ‪ ،‬ولم تقارف ال�ش ��رك �إال بعد قرون ‪ .‬فال�شرك‬ ‫�أمر عـار�ض نا�شـئ عن تزييـن ال�شـياطين وت�أثير الوالديـن ونحوهـم‪ .‬قال تعـالى‪:‬‬ ‫(‪.)3‬‬ ‫قال ابن عبا�س ر�ضي اهلل عنهما‪( :‬كان بين نوح و�آدم ع�شرة قرون كلهم على �شريعة‬ ‫من الحق)‪.‬‬

‫كيف وقع ال�شرك في قوم نوح عليه ال�سالم ؟‬ ‫(‪� )1‬سورة الروم الآية ‪. 30:‬‬ ‫(‪� )2‬أخرجه البخاري وم�سلم‪.‬‬ ‫(‪� )3‬سورة البقرة الآية ‪.213:‬‬ ‫(‪� )4‬أخرجه الحاكم و�صححه ‪ ،‬وابن جرير في تف�سيره‪.‬‬

‫‪45‬‬

‫يتم الح ��وار بي ��ن المعلم‬ ‫والطالب ‪.‬‬


‫�س‪َ :1‬ع ِّرف التوحيد �شرع ًا ‪.‬‬ ‫�س‪ :2‬كيف ن�ستدل ب�سورة الفاتحة على �أق�سام التوحيد ؟‬ ‫النا�س عن الفطرة ال�صحيحة ؟ مع الدليل ‪.‬‬ ‫�س‪ :3‬ما الذي ي�صرف َ‬ ‫�س‪ :4‬ما �سبل حماية الفطرة ال�صحيحة عما يف�سدها ؟‬

‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬

‫‪46‬‬


‫الدر�س الثاني‪ :‬منزلة التوحيد‬ ‫الوحدة الثانية‬

‫مدخل‪:‬‬ ‫ما تعريف التوحيد ؟‬ ‫ما �أق�سام التوحيد مع الدليل لكل ق�سم ؟‬ ‫كيف وقع ال�شرك في الب�شرية ؟‬

‫يت ��م الح ��وار بي ��ن المعلم‬ ‫والطالب‪.‬‬

‫منزلة التوحيد‬ ‫للتوحيد منزلة رفيعة ومكانة عظيمة في الدين ويمكن تجلية ذلك من خالل النقاط‬ ‫التالية ‪:‬‬ ‫‪� -1‬أن التوحيد �أهم الفرائ�ض ‪ ،‬و�آكد الأركان ‪ ،‬فال ي�صح �إ�سالم �شخ�ص �إال به ‪ ،‬ولن‬ ‫يزحزح عن النار ويدخل الجنة �إال بالتوحيد‪ ،‬وهو دعوة جميع الر�سل قال تعالى ‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫}ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ {‬ ‫وفي المقابل ف�إن ال�شرك ‪ -‬وهو نقي�ض التوحيد ‪� -‬أعظم الذنوب ‪ ،‬و�أ�شدها ‪ ،‬فهو الذنب‬ ‫الوحيد الذي ال يغفره اهلل تعالى �إال بالتوبة ‪ ،‬قـال تعالـى‪:‬‬ ‫(‪.)2‬‬

‫دليل �آخر من القر�آن الكريم يدل على �شناعة وقبح ال�شرك ‪� ،‬سورة لقمان �آية (‪.)13‬‬ ‫‪.......................................................................................................................................................................‬‬

‫‪� -2‬أن ��ه �أول الواجبات ‪ ،‬كما في حديث ابن عبا� ��س ر�ضي اهلل عنهما قال ‪ :‬لما بعث‬ ‫النب ��ي معاذ بن جبل ر�ضي اهلل عنه �إلى اليمن قال ل ��ه‪�" :‬إِن َ​َّك َتق َْد ُم َع َلى َق ْو ٍم‬ ‫هلل َت َعا َلى‪" ..‬الحديث (‪.)3‬‬ ‫وه ْم �إِ َلى �أَ ْن ُي َو ِّح ُدوا ا َ‬ ‫ِم ْن �أَ ْهلِ ا ْل ِكتَابِ َف ْل َي ُك ْن �أَ َّو َل َما َت ْد ُع ُ‬ ‫(‪� )1‬سورة النحل الآية ‪.36 :‬‬ ‫(‪� )2‬سورة الن�ساء الآية ‪.48 :‬‬ ‫(‪ )3‬متفق عليه‪.‬‬

‫‪47‬‬

‫ارجع �إل ��ى الم�صحف ثم‬ ‫اكتب الآي ��ة داخل المربع‬ ‫لتكون جزء ًا من الدر�س‪.‬‬


‫عدد �أركان الإ�سالم الخم�سة ‪ ،‬ثم حدد الركن الأ�سا�سي منها المتعلق بالدر�س‪.‬‬ ‫‪.........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.........................................................................................................................................................................‬‬

‫‪� -3‬أن التوحيد �سبب التمكين في الأر�ض‪،‬كما قال تعالى‪:‬‬

‫(‪.)1‬‬

‫بالتعاون مع زميلك‪ ،‬حدد �صفات �أهل التمكين في الأر�ض الواردة في الآية‪.‬‬ ‫‪.........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.........................................................................................................................................................................‬‬

‫‪� -4‬أن ��ه ال�سب ��ب الأعظم لتفري ��ج كربات الدني ��ا والآخرة ‪ ،‬ويتحق ��ق ل�صاحبه الهدى‬ ‫الكامل والأمن التام ‪ ،‬فقد قال تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)2‬‬ ‫‪� -5‬أن التوحيد يحرر العبد من رِقّ المخلوقين والتعلق بهم وخوفهم ورجائهم ‪ ،‬وهذا‬ ‫هو العز ال�صحيح و ال�شرف الرفيع‪.‬‬

‫(‪� )1‬سورة النور الآية ‪.55:‬‬ ‫(‪� )2‬سورة الأنعام الآية ‪.82:‬‬

‫‪48‬‬


‫�س‪َ :1‬د ِّلل من القر�آن الكريم على �أن ال�شرك �أعظم الذنوب ‪.‬‬ ‫�س‪ :2‬ما مكانة التوحيد بين �أركان الإ�سالم الخم�سة ؟‬ ‫�س‪ :3‬لماذا كان التوحيد �سبب ًا للتمكين في الأر�ض ؟‬

‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.......................................................................................................................................................‬‬

‫‪49‬‬

‫الوحدة الثانية‬

‫ار�سم �شك ًال يعبر عن منزلة التوحيد و�أهميته‪.‬‬


‫الف�صل الثاني‬ ‫توحيد الربوبية‬

‫الدر�س الثالث‪ :‬معنى توحيد الربوبية‬ ‫مدخل‪:‬‬ ‫يت ��م الح ��وار بي ��ن المعلم‬ ‫والطالب‪.‬‬

‫ما معنى التوحيد �شرع ًا؟‬ ‫ما �أق�سام التوحيد؟‬

‫معنى توحيد الربوبية‬ ‫الربوبي ��ة م�أخ ��وذة من الرب ‪ ،‬وال ��رب يطلق في اللغ ��ة على المال ��ك وال�سيد المدبر‬ ‫والمرب ��ي والق ِّي ��م والمن ِعم وال يطلق غي ��ر م�ضاف �إال على اهلل تعال ��ى‪ ،‬و�إذا �أطلق على‬ ‫رب كذا‪.‬‬ ‫غيره �أ�ضيف فيقال‪ُ :‬‬ ‫وتوحيد الربوبية ‪ :‬هو الت�صديق الجازم بوجود اهلل تعالى ‪ ،‬و�أنه �سبحانه هو المتفرد‬ ‫بالمل ��ك والخلق وال ��رزق والتدبير ‪ ،‬و�أنه المحي ��ي المميت ‪ ،‬الناف ��ع ال�ضار‪ ،‬المتفرد‬ ‫ب�إجابة الدعاء و �إغاثة الملهوفين‪.‬‬ ‫فال خالق وال رازق �إال اهلل وحده ‪ ،‬وال معطي وال مانع �إال هو �سبحانه ‪ ،‬وال مدبر لأمر‬ ‫العالم غيره‪.‬‬ ‫فما �شاء اهلل كان ‪ ،‬و ما لم ي�ش�أ لم يكن ‪ ،‬ال تتحرك ذرة �إال بتقديره ‪ ،‬وال يجري حادث‬ ‫�إال بم�شيئته‪.‬‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫قال تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)2‬‬ ‫وقال �سبحانه‪:‬‬ ‫�إرجع �إل ��ى الم�صحف ثم‬ ‫اكتب الآي ��ة داخل المربع‬ ‫لتكون جزء ًا من الدر�س‪.‬‬

‫(‪� )1‬سورة الزمر الآية ‪.62:‬‬ ‫(‪� )2‬سورة هود الآية ‪.6:‬‬

‫دليل �آخر من القر�آن الكريم يدل على عظم ال�شرك ‪� ،‬سورة لقمان �آية (‪)13‬‬ ‫‪.......................................................................................................................................................................‬‬

‫‪50‬‬


‫الوحدة الثانية‬

‫بالتعاون مع زمالئك ‪ ،‬عدد خم�س ًا من الآيات العظيمة التي تدل على الخالق‬ ‫�سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫‪............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪............................................................................................................................................................‬‬

‫بطالن ال�شرك في الربوبية‬ ‫الإقرار بتوحيد الربوبية م�ستقر في قلوب النا�س ‪ ،‬فقد ُجبِلوا على هذا الإقرار ‪ ،‬وهو‬ ‫�أم ��ر �ضروري قطعي الزم لكل �إن�سان ‪ ،‬لذا كان كفار قري�ش مقرين بتوحيد الربوبية‬ ‫كما قال تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫فرعون‬ ‫لك ��ن ق ��د تنحرف بع� ��ض النفو�س فت�شرك ف ��ي توحي ��د الربوبية كما ا ّدع ��ى‬ ‫ُ‬ ‫الربوبي َة كما في قوله تعالى في �سورة النازعات وغيرها‪.‬‬ ‫�سورة النازعات �آية (‪)24‬‬ ‫‪.......................................................................................................................................................................‬‬

‫وقد ب ّين القر�آن الكريم بطالن هذا ال�شرك في مثل قوله تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)2‬‬ ‫ومعنى الآية‪� :‬أن الإله الحق البد �أن يكون خالق ًا فاع ًال ‪ ،‬يو�صل �إلى عباده النفع ويدفع‬ ‫عنه ��م ال�ضر ‪ ،‬فلو كان مع ��ه �سبحانه �إله �آخر ي�شركه في ملك ��ه فالبد من �أحد ثالثة‬ ‫�أمور ‪:‬‬ ‫(‪� )1‬سورة يون�س الآية ‪.31:‬‬ ‫(‪� )2‬سورة الم�ؤمنون الآية ‪.91:‬‬

‫‪51‬‬

‫ارجع �إل ��ى الم�صحف ثم‬ ‫اكتب الآي ��ة داخل المربع‬ ‫لتكون جزء ًا من الدر�س‪.‬‬


‫‪� -1‬إما �أن يذهب كل �إله بخلقه و�سلطانه‪ ،‬وهذا ممتنع‪.‬‬ ‫أي�ضا‪.‬‬ ‫‪ -2‬و�إما �أن يعلو بع�ضهم على بع�ض‪ ،‬وهذا ممتنع � ً‬ ‫‪ -3‬و�إما �أن يكونوا تحت قهر َم ِل ٍك واحد يت�صرف فيهم كيف �شاء ‪ ،‬وهم العبيد المربوبون‪،‬‬ ‫وهذا هو الحق المتعين‪.‬‬ ‫وانتظام �أمر العالم ك ّله ‪ ،‬و�إحكام �أمره ‪� ،‬أدلّ دليل على �أن مد ّبره واحد ‪ ،‬ومالكه واحد ‪،‬‬ ‫رب لهم �سواه‪.‬‬ ‫ور ّبه واحد ‪ ،‬ال �إله للخلق غيره ‪ ،‬وال ّ‬ ‫ار�سم �شك ًال يعبر عن الدر�س (بطالن ال�شرك في الربوبية)‪.‬‬

‫�س‪ :1‬ما معنى توحيد الربوبية؟‬ ‫�س‪ :2‬هل يمكن �أن يكون للعالم �أكثر من �إله ؟ مع اال�ستدالل ‪.‬‬ ‫�س‪ :3‬عدد �صور ًا من توحيد الربوبية ‪.‬‬ ‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬

‫‪52‬‬


‫الدر�س الرابع‪ :‬من �أدلة وجود اهلل تعالى‬ ‫الوحدة الثانية‬

‫مدخل‪:‬‬ ‫ما معنى توحيد الربوبية ؟‬ ‫هل يمكن �أن يكون للعالم �أكثر من �إله ؟‪ ،‬مع اال�ستدالل‪.‬‬

‫يت ��م الح ��وار بي ��ن المعلم‬ ‫والطالب‪.‬‬

‫من �أدلة وجود اهلل تعالى‬ ‫‪� -1‬إن الإقرار بوجود اهلل تعالى �أمر فطري ‪ ،‬و�أغلب النا�س يقرون بذلك ‪ ،‬فكل مخلوق‬ ‫ولد على الفطرة ف�إنه يق ّر بوجود اهلل تعالى من غير �سبق تفكير �أو تعليم‪.‬‬ ‫ا�ستدل من ال�سنة على �أن الإقرار بوجود اهلل تعالى �أمر فطري‪.‬‬ ‫‪.......................................................................................................................................................................‬‬

‫‪ -2‬م ��ا ن�سمع ون�شاهد من �إجابة الم�ضطري ��ن ‪ ،‬وك�شف ال�سوء عن المكروبين ما يدل‬ ‫داللة قاطعة على وجوده تبارك وتعالى ‪ ،‬ف�إن بني �آدم ي�شعرون بحاجتهم وفقرهم‪،‬‬ ‫ف� ��إذا �أل � ّ�م بالإن�سان ال�ضر فزع �إلى خالقه وا�ستغاث ب ��ه ‪ ،‬فرجوع الإن�سان �إلى ربه‬ ‫عند ال�شدائد دليل على �أنه يقر بالفطرة بربه �سبحانه‪.‬‬

‫بالتعاون مع زمالئك‪ ،‬هات مثالين تتج ّلى فيهما �إجابة اهلل تعالى لدعاء من‬ ‫دعاه من ك�شف �ض ّر ‪� ،‬أو ق�ضاء حاجة‪.‬‬ ‫‪.............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................‬‬

‫‪53‬‬

‫ورد الحديث ف ��ي الدر�س‬ ‫الأول (معن ��ى التوحي ��د‬ ‫و�أق�سامه)‪.‬‬


‫‪� -3‬آيات الأنبياء التي ت�سمى المعجزات ‪ ،‬ي�شاهدها النا�س �أو ي�سمعون بها ‪ ،‬برهان قاطع‬ ‫عل ��ى وجود مر�سلهم وهو اهلل تعال ��ى ‪ ،‬لأنها �أمور خارجة عن مقدور الب�شر‪ ،‬فيجريها‬ ‫اهلل تعالى ت�أييد ًا لر�سله ون�صر ًا لهم‪.‬‬ ‫مث ��ال ذل ��ك �أن قري�ش ًا طلب ��ت من نبينا محم ��د �آي ��ة ‪ ،‬ف�أ�شار �إلى القم ��ر فانفلق‬ ‫فرقتين‪ ،‬فر�آه النا�س وفي ذلك يقول تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬

‫بالتع ��اون مع زمالئك ‪ ،‬هات ثالثة �أمثلة لمعجزات �أجراه ��ا اهلل على �أيدي ر�سله عليهم‬ ‫ال�سالم‪.‬‬ ‫‪.........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.........................................................................................................................................................................‬‬

‫‪ -4‬دليل عقلي‪:‬‬ ‫�إن داللة العقل على وجود اهلل تعالى ظاهرة ‪ ،‬ف�إن هذه المخلوقات البد لها من خالق‬ ‫�أوجده ��ا ‪ ،‬ف�ل�ا يمكن �أن تخلق نف�سها ؛ لأن المخلوق ال يكون خالق ًا ‪ ،‬فال�شيء ال يخلق‬ ‫نف�سه ‪ ،‬كما �أنه قبل وجوده معدوم ‪ ،‬فكيف يكون خالق ًا ؟‬ ‫كما ال يمكن �أن يوجدها العدم ‪ ،‬ف�إن فاقد ال�شيء ال يعطيه‪.‬‬ ‫وقد ذكر اهلل تعـالى هذا الدليـل العقـلي الباهر بقـوله �سـبحانه‪:‬‬ ‫(‪.)2‬‬ ‫ومعنى الآية �أخُ ِلقوا من غير خالق خلقهم ‪ ،‬فهذا ممتنع قطع ًا‪�،‬أم هم خلقوا �أنف�سهم‪،‬‬ ‫فهذا �أ�شد امتناع ًا ‪ ،‬فعلم �أن لها خالق ًا وهو اهلل تعالى وحده‪.‬‬

‫(‪� )1‬سورة القمر الآية ‪.1:‬‬ ‫(‪� )2‬سورة الطور الآية ‪.35:‬‬

‫‪54‬‬


‫�س‪ :2‬كيف ن�ستدل بمعجزات الأنبياء و الر�سل على وجود اهلل تعالى ؟‬ ‫�س‪ :3‬ما وجه اال�ستدالل بقوله �سبحانه‪:‬‬ ‫على وجود اهلل تعالى ؟‪.‬‬

‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................‬‬

‫‪55‬‬

‫الوحدة الثانية‬

‫�س‪ :1‬ما الدليل من ال�سنة على �أن الإقرار بوجود اهلل تعالى �أمر فطري ؟‬


‫الدر�س الخام�س‪ :‬الرد على منكري وجود اهلل تعالى‬ ‫مدخل‪:‬‬ ‫يت ��م الح ��وار بي ��ن المعلم‬ ‫والطالب‪.‬‬

‫ما الدليل العقلي على وجود اهلل تعالى؟‬ ‫�أمثلة لمعجزات �أجراها اهلل تعالى على �أيدي ر�سله‪،‬واال�ستدالل بذلك على وجوده‬ ‫�سبحانه‪.‬‬

‫الرد على منكري وجود اهلل تعالى‬

‫�أو ًال‪:‬زعم بع�ض المالحدة من منكري وجود اهلل تعالى �أن هذا الكون كان على �سبيل‬ ‫الم�صادفة ‪ ،‬ولي�س له خالق‪.‬‬ ‫ويرد عليهم من طريقين (طريق ال�شرع ‪ ،‬وطريق العقل)‪.‬‬

‫الرد ال�شرعي‪:‬‬ ‫�أن الناظ ��ر �إل ��ى هذا الك ��ون الف�سيح ب�أر�ض ��ه و�سمائه ‪ ،‬وما يحويه م ��ن �إبداع وعناية‬ ‫و�إتقان يوقن �أن ذلك ال يمكن �أن ي�صدر �إال عن خالق مدبر حكيم‪ .‬قال تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫وقال �سبحانه‪:‬‬

‫(‪.)2‬‬ ‫وقال عز وجل‪:‬‬ ‫(‪� )1‬سورة ق الآية ‪.6:‬‬ ‫(‪� )2‬سورة �إبراهيم الآيات ‪.34 - 32:‬‬ ‫(‪� )3‬سورة النمل الآية ‪.88:‬‬

‫(‪.)3‬‬

‫‪56‬‬


‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................‬‬

‫الرد العقلي‪:‬‬ ‫�إن الق ��ول ب�أن ذلك ع ��ن طريق الم�صادفة ي�شبه القول ب�أن كتاب� � ًا �ضخم ًا وجد نتيجة‬ ‫انفج ��ار ف ��ي مطبعة ‪ ،‬فتطايرت الحروف وال�سطور ‪ ،‬ووق ��ع بع�ضها �إلى جانب بع�ض ‪،‬‬ ‫فت�ألف ��ت منه ��ا الكلمات ‪ ،‬وتك ّونت منه ��ا ال�سطور وال�صفحات ‪ ،‬حتى ت � ّ�م الكتاب على‬ ‫�أح ��دث نظام‪ ،‬ف�إذا كان ه ��ذا ي�ستحيل في تك ّون كتاب من غير م َك ِّون ‪ ،‬فكيف في هذا‬ ‫الكون الكبير ؟‬ ‫ثانياً‪ :‬وزعم بع�ضهم �أن الطبيعة هي التي تخلق وتوجد‪.‬‬ ‫والجواب عن ذلك �أن نقول‪:‬‬ ‫�إذا ت�أم ��ل الإن�سان ف ��ي نف�سه وجد �أنه عاقل ‪ ،‬و�سميع ‪ ،‬وب�صي ��ر‪� ،‬أما الطبيعة فلي�ست‬ ‫كذلك ‪ ،‬كما �أن الإن�سان �صاحب م�شاعر و�أحا�سي�س ‪ ،‬والطبيعة ال تو�صف بذلك‪ ،‬فهل‬ ‫ي�ص� � ّدق عاق ��ل �أن يكون المخلوق �أكمل من الخالق ؟ ‪ ،‬وهل يعقل �أن العلم في الإن�سان‬ ‫�أوجده من ال علم له ؟‬

‫�ضع جدو ًال يحوي �أقوال منكري وجود اهلل تعالى ‪ ،‬والردود عليهم‪.‬‬

‫‪57‬‬

‫الوحدة الثانية‬

‫بالتعـاون مع زمـالئك‪ ،‬ما وجـه اال�سـتدالل بهـذه الآيـات على منكري وجـود‬ ‫اهلل تعالى ؟‬


‫�س‪ :1‬ما الرد العقلي على القائلين ب�أن الكون جاء بالم�صادفة ؟‬ ‫�س‪ :2‬ناق�ش رج ًال ي ّدعي �أن الطبيعة تخلق وتوجد ‪.‬‬ ‫�س‪ :3‬ما وجه اال�ستدالل بقوله �سبحانه ‪:‬‬ ‫على منكري وجود اهلل تعالى ؟‬

‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬

‫‪58‬‬


‫الوح��دة الثالثـة‬

‫‪3‬‬

‫توحيد الألوهية‬ ‫والعبادة‬ ‫المحتوى ‪..‬‬

‫الف�صل الأول‬

‫مفهوم توحيد الألوهية و�أهميته‬

‫الف�صل الثاني‬

‫الأدلة على �إثبات توحيد الألوهية و�شروطه‬

‫الف�صل الثالث‬

‫مفهوم العبادة‬

‫الف�صل الرابع‬

‫�شمولية العبادة وقواعدها‬

‫ال�صفحة‬

‫الدر�س الأول ‪ :‬مفهوم توحيد الألوهية ‪62 ....................................‬‬ ‫الدر�س الثاني ‪� :‬أهمية توحيد الألوهية ‪65 ....................................‬‬

‫الدر�س الثالث ‪ :‬الأدلة على �إثبات توحيد الألوهية ‪69 ........................‬‬ ‫الدر�س الرابع ‪� :‬شروط ( ال �إله �إال اهلل )(‪73 .............................)1‬‬ ‫الدر�س الخام�س ‪� :‬شروط ( ال �إله �إال اهلل )(‪76 ..........................)2‬‬

‫الدر�س ال�ساد�س ‪ :‬تعريف العبادة ومنزلتها‪80 ................................‬‬ ‫الدر�س ال�سابع ‪ :‬من �أنواع العبادة ( ‪84 ...................................) 1‬‬ ‫الدر�س الثامن ‪ :‬من �أنواع العبادة ( ‪87 ...................................) 2‬‬ ‫الدر�س التا�سع ‪ :‬من �أنواع العبادة ( ‪90 ...................................) 3‬‬

‫الدر�س العا�شر ‪� :‬شمولية العبادة ‪94 ..........................................‬‬ ‫الدر�س الحادي ع�شر ‪ :‬قواعد في العبادة‪97 .................................‬‬


....


‫بنهاية هذه الوحدة نتوقع �أن تحقق الأهداف التالية‪:‬‬ ‫ ·‬ ‫· ‬ ‫· ‬ ‫· ‬ ‫· ‬ ‫· ‬ ‫· ‬ ‫· ‬

‫�أن ت�ستنتج مفهوم توحيد الألوهية‪.‬‬ ‫�أن تتعرف على �أهمية توحيد الألوهية‪.‬‬ ‫�أن تتعرف على الأدلة على �إثبات توحيد الألوهية‪.‬‬ ‫�أن تعدد �شروط ال �إله �إال اهلل‪.‬‬ ‫�أن ت�ستنتج معنى العبادة‪.‬‬ ‫�أن تتعرف على �أنواع من العبادة‪.‬‬ ‫�أن تتعرف على �شمولية العبادة‪.‬‬ ‫�أن تتعرف على قواعد في العبادة‪.‬‬

‫‪61‬‬

‫الوحدة الثالثة‬

‫�أخي الطالب ‪..‬‬


‫الف�صل الأول‬ ‫مفهوم توحيد الألوهية و�أهميته‬

‫الدر�س الأول‪ :‬مفهوم توحيد الألوهية‬

‫مدخل‪:‬‬ ‫يتم الحوار بين‬ ‫المعلم والطالب‪.‬‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫عدد �صور ًا من توحيد الربوبية‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫هل يكفي توحيد الربوبية لينجو الإن�سان من عذاب اهلل تعالى ؟ مع ذكر �أمثلة‪.‬‬ ‫توحي ��د الألوهية يقال له توحيد العبادة باعتبارين‪ ،‬فباعتبار �إ�ضافته �إلى اهلل ي�سمى ‪:‬‬ ‫توحيد الألوهية‪ ،‬وباعتبار �إ�ضافته �إلى الخلق ي�سمى ‪ :‬توحيد العبادة وهو ‪�" :‬إفراد اهلل‬ ‫ع ��ز وجل بالعبادة"(‪ ،)1‬لذا �سندر�س جملة من الم�سائل المرتبطة بتوحيد الألوهية‪...‬‬ ‫وم�سائل مرتبطة بالعبادة‪.‬‬ ‫الألوهية‪ :‬م�أخوذ من الإله‪.‬‬ ‫والإله في اللغة‪ :‬بمعنى المعبود‪.‬‬ ‫في ال�شرع‪ :‬هو المعبود محبة ورجاء وخوف ًا ورغبة وتوك ًال وا�ستعانة‪.‬‬ ‫وم ��ن الأدل ��ة على �أن الإله هو المعبود ‪ ،‬ما جاء في حديث عبداهلل بن عمر ر�ضي اهلل‬ ‫هلل‬ ‫ال ْ�سلاَ ُم َع َل ��ى خَ ْم ٍ�س �شَ َه ��ا َد ِة �أَ ْن اَل �إِ َل َه ِ�إ اَّل ا ُ‬ ‫عنهم ��ا ع ��ن النبي �أنه ق ��ال‪ُ " :‬ب ِن َي ْ إِ‬ ‫(‪)2‬‬ ‫ال�صلاَ ِة َو�إِي َتا ِء ال َّز َكا ِة َو َح ِّج ا ْل َب ْي ِت َو َ�ص ْو ِم َر َم َ�ض َان"‬ ‫َو�أَ َّن ُم َح َّم ًدا َع ْب ُد ُه َو َر ُ�سو ُل ُه َو�إِ َق ِام َّ‬ ‫ال ْ�سلاَ ُم َع َلى خَ ْم ٍ�س‬ ‫وقد جاء في بع�ض روايات الحديث – في �صحيح م�سلم – " ُب ِن َي ْ إِ‬ ‫هلل َو ُي ْك َف َر ِب َما ُدو َن ُه ‪ "..‬الحديث‪.‬‬ ‫َع َلى �أَ ْن ُي ْع َب َد ا ُ‬ ‫وجه اال�ستدالل من الحديث على �أن الإله هو المعبود‪:‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬

‫و�إذا تقرر معنى الإله ‪ ،‬ف�إن توحيد الألوهية هو‪�( :‬إفراد اهلل تعالى بالعبادة ‪ ،‬وترك عبادة‬ ‫م ��ا �سواه)‪.‬ب�أن ُيعب ��د اهلل وحده ال �شريك له ‪ ،‬وذلك ب�أن تُ�ص ��رف جميع �أنواع العبادة هلل‬ ‫وحده ‪ ،‬كالدعاء ‪ ،‬والنحر ‪ ،‬والمحبة ‪ ،‬والخوف ‪ ،‬والرجاء ‪ ،‬والتعظيم ‪ ،‬و�سائر العبادات‪.‬‬ ‫(‪ )1‬القول المفيد لل�شيخ العثيمين رحمه اهلل ‪.9/1‬‬ ‫(‪� )2‬أخرجه البخاري وم�سلم‪.‬‬

‫‪62‬‬


‫ويدل على ذلك من القر�آن الكريم ما يلي‪:‬‬ ‫قال تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫دليل �آخر من القر�آن الكريم �سورة الكوثر �آية (‪)2‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬

‫وتوحي ��د الألوهية هو �سع ��ادة الم�ؤمنين و ملج�أ الطالبين ‪ ،‬ونجاة المكروبين ‪ ،‬وغياث‬ ‫الملهوفي ��ن ‪ ،‬فلن يخل� ��ص الإن�سان من �آالم الدنيا ونكد عي�شه ��ا �إال بعبادة اهلل تعالى‬ ‫وح ��ده ال �شريك له‪ ،‬ولو نال الإن�سان �أنواع ملذات الدنيا و�شهواتها ‪ ،‬ولم يحقق عبادة‬ ‫اهلل وحده فلن يح�صل �إال على الألم و الح�سرة والعذاب‪.‬‬ ‫يدل على ذلك من القر�آن الكريم �سورة طه �آية (‪)124‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬

‫ارجع �إلى الم�صحف‪ ،‬ثم‬ ‫اكت ��ب الآية داخ ��ل المربع‬ ‫لتكون جزء ًا من الدر�س‪.‬‬

‫فلي� ��س للقل ��وب �سعادة وال لذة تام ��ة �إال بعبادة اهلل تعال ��ى ‪ ،‬والإعرا�ض عن عبادة ما‬ ‫�س ��واه‪ ،‬ف�إن اللذة والفرحة وال�سرور وطي ��ب الوقت والنعيم الذي ال يمكن التعبير عنه‬ ‫�إنما هو في محبة اهلل تعالى والتذلل له �سبحانه واالفتقار �إليه جل وعال‪.‬‬

‫بالتعاون مع مجموعتك ‪ ،‬عدِّد �سبل تحقيق المحبة هلل تعالى التي تح�صل ب�أداء ال�صالة‪.‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................‬‬

‫(‪� )1‬سورة الأنعام الآيات ‪.163-162:‬‬

‫‪63‬‬

‫يق�س ��م الط�ل�اب �إل ��ى‬ ‫مجمـــــوعــــــــ ��ات ‪7 - 5‬‬ ‫وت ��دون الإجاب ��ات داخ ��ل‬ ‫الم�ستطيل‪.‬‬

‫الوحدة الثالثة‬

‫ارجع �إلى الم�صحف‪ ،‬ثم‬ ‫اكت ��ب الآية داخ ��ل المربع‬ ‫لتكون جزء ًا من الدر�س‪.‬‬


‫�س‪ :1‬عرف توحيد الألوهية ‪.‬‬ ‫�س‪ :2‬كيف ن�ستنتج تعريف (توحيد الألوهية) من تعريف (الإله)؟‬ ‫�س‪ :3‬متى يتحقق ال�سرور وال�سعادة التامة للإن�سان‪ ،‬مع التعليل ؟‪.‬‬

‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬

‫‪64‬‬


‫الدر�س الثاني‪� :‬أهمية توحيد الألوهية‬ ‫مدخل‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬

‫�أهمية توحيد الألوهية‬ ‫تتجلى �أهمية توحيد الألوهية من خالل �أمور منها‪:‬‬ ‫‪� -1‬أن توحيد الألوهية ميثاق وعهد م�أخوذ على كل النا�س‪.‬‬ ‫ق ��ال تعال ��ى‪ } :‬ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ‬ ‫ﭱ ﭲ ﭳﭴ ﭵ ﭶﭷ ﭸﭹ { (‪.)2‬‬ ‫دليل �آخر من القر�آن الكريم ‪� :‬سورة ي�س �آية (‪) 61 ،60‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬

‫‪� -2‬أن توحيد الألوهية هو الغاية من بعث الر�سل و�إنزال الكتب ومنها القر�آن الكريم‪.‬‬ ‫قال تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)3‬‬ ‫ف�إنم ��ا �أنزل اهلل كتابه لأجل (�إفراد اهلل بالعب ��ادة)‪ ،‬فجميع �آيات القر�آن �إما �أم ٌر‬ ‫هي عن �ضده‪� ،‬أو بيان جزاء �أهله في الدنيا و الآخرة‪،‬‬ ‫به‪� ،‬أو بحق من حقوقه‪� ،‬أو َن ٌ‬ ‫�أو بيان الفرق بينهم و بين الم�شركين‪.‬‬ ‫(‪� )1‬سورة الكوثر الآية ‪.2:‬‬ ‫(‪� )2‬سورة الأعراف الآية ‪.172 :‬‬ ‫(‪� )3‬سورة هود الآيات ‪.2 - 1 :‬‬

‫‪65‬‬

‫الميثاق‪:‬‬ ‫العهد الم�ؤكد‪.‬‬

‫ارجع �إل ��ى الم�صحف‪ ،‬ثم‬ ‫اكت ��ب الآية داخ ��ل المربع‬ ‫لتكون جزء ًا من الدر�س‪.‬‬

‫الوحدة الثالثة‬

‫ما معنى توحيد الألوهية ؟‬ ‫ف�سر قوله تعالى‪:‬‬ ‫َع ِّدد �أمثلة على توحيد الألوهية‪.‬‬

‫يت ��م الح ��وار بي ��ن المعلم‬ ‫والطالب‪ ،‬لرب ��ط الدر�س‬ ‫الجديد بالدر�س ال�سابق‪.‬‬


‫ا�ستنتج الأم ��ر الثالث من‬ ‫الأم ��ور التي تتجل ��ى فيها‬ ‫�أهمية توحيد الألوهية‪.‬‬

‫‪-3‬‬

‫‪.........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.........................................................................................................................................................‬‬

‫‪":‬ح َّق ا ِ‬ ‫هلل َع َلى ا ْل ِع َب ��ا ِد �أَ ْن َي ْع ُب ُدو ُه َو اَل ُي�شْ رِ ُكوا ِب ِه �شَ ْي ًئا " (‪ .)1‬فهذا التوحيد‬ ‫لقول ��ه‬ ‫َ‬ ‫هو حق اهلل تعالى الواجب على النا�س‪ ،‬وهو �أعظم �أوامر الدين‪ ،‬و �أ�سا�س الأعمال‪.‬‬ ‫‪ -4‬ال ي�صح �إ�سالم ال�شخ�ص �إال بتحقيق توحيد الألوهية‪.‬‬ ‫ف�إن هذا التوحيد �أول ما ي�ؤمر به من عزم الدخول في الإ�سالم‪.‬‬ ‫قال تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)2‬‬ ‫ونق�ض هذا التوحيد والوقوع في ال�شرك هو �سبب لحبوط الأعمال وبطالنها‪ ،‬لقوله‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)3‬‬

‫بالتعاون مع مجموعتك‪ ،‬حدد وجه اال�ستدالل من الآيتين هنا‪.‬‬ ‫يق�س ��م الط�ل�اب �إل ��ى‬ ‫مجمـــــــوعــــــــــ ��ات ‪7 - 5‬‬ ‫وت ��دون الإجاب ��ات ف ��ي‬ ‫المكان المخ�ص�ص‪.‬‬

‫‪.......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.......................................................................................................................................................‬‬

‫(‪� )1‬أخرجه البخاري وم�سلم‪.‬‬ ‫(‪� )2‬سورة الن�ساء الآية ‪.36:‬‬ ‫(‪� )3‬سورة الأنعام الآية ‪.88:‬‬

‫‪66‬‬


‫‪� -5‬أن لهذا التوحيد من الف�ضائل الكثيرة و الآثار الحميدة ما لي�س لغيره‪.‬‬

‫�أهمية‬

‫توحيد الألوهية‬

‫‪1‬‬

‫�أنه ميثاق وعهد م�أخوذ من كل النا�س‬

‫‪2‬‬

‫�أنه الغاية من �إنزال القر�آن الكريم‬

‫‪3‬‬

‫�أنه حق اهلل تعالى على العباد‬

‫‪4‬‬

‫�أنه ال ي�صح �إ�سالم �شخ�ص �إال بتحقيقه‬

‫‪5‬‬

‫�أنه له من الف�ضائل الكثيرة و الآثار‬ ‫الحميدة ما لي�س لغيره‬

‫(‪� )1‬أخرجه البخاري وم�سلم‪.‬‬ ‫(‪� )2‬أخرجه البخاري وم�سلم‪.‬‬ ‫(‪� )3‬أخرجه الترمذي و ح�سنه‪.‬‬ ‫(‪� )4‬أخرجه البخاري‪.‬‬

‫‪67‬‬

‫قراب الأر�ض‪:‬‬ ‫مل�ؤها �أو ما يقارب‬ ‫ملأها‬

‫الوحدة الثالثة‬

‫• فه ��و �أعظم الأ�سباب ف ��ي النجاة من النار‪ ،‬لقوله ‪َ ":‬و َح َّق ا ْل ِع َبا ِد َع َلى‬ ‫ا ِ‬ ‫هلل َق ْد َح َّر َم َع َلى‬ ‫هلل �أَ ْن اَل ُي َع ِّذ َب َم ْن اَل ُي�شْ رِ ُك ِب ِه �شَ ْي ًئا "(‪ ،)1‬وقوله‪َ ":‬ف�إِ َّن ا َ‬ ‫هلل َي ْب َت ِغي بِذَ ِل َك َو ْج َه ا ِ‬ ‫هلل "(‪.)2‬‬ ‫النَّا ِر َم ْن قَالَ اَل �إِ َل َه �إِ اَّل ا ُ‬ ‫هلل‬ ‫• ومن التزم هذا التوحيد غفر اهلل له ذنوبه كما في قوله ‪ " :‬قَالَ ا ُ‬ ‫َت َب ��ا َر َك َو َت َعا َلى َيا ا ْب َن �آ َد َم ِ�إن َ​َّك َل ْو َ�أ َت ْي َت ِني ِب ُق َر ِ‬ ‫ال ْر ِ�ض خَ َطا َيا ُث َّم َل ِقي َت ِني‬ ‫اب َْ أ‬ ‫اَل تُ�شْ رِ ُك بِي �شَ ْي ًئا َ أل َت ْيت َُك ِب ُق َرا ِب َها َم ْغ ِف َر ًة "(‪.)3‬‬ ‫• كم ��ا �أن �أ�سع ��د النا�س ب�شفاع ��ة نبينا محمد من حق ��ق هذا التوحيد‪،‬‬ ‫َاع ِتي َي ْو َم ا ْل ِق َي َام ِة َم � ْ�ن قَالَ اَل ِ�إ َل َه ِ�إ اَّل‬ ‫حي ��ث قال ‪� " :‬أَ ْ�س َع� � ُد الن ِ‬ ‫َّا�س ِب�شَ ف َ‬ ‫هلل خَ ا ِل ً�صا ِم ْن َق ْل ِب ِه �أَ ْو َنف ِْ�س ِه " (‪.)4‬‬ ‫ا ُ‬


‫عدد ثالث ًا من ف�ضائل توحيد الألوهية ‪0‬‬ ‫�س‪ِّ :1‬‬ ‫�س‪ :2‬قارن بين من حقق توحيد الألوهية‪ ،‬ومن فرط في حقه ‪ 0‬مع التمثيل‪.‬‬ ‫�س‪ :3‬لماذا كان تحقيق توحيد الألوهية �سبب ًا في النجاة من النار ؟‬

‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬

‫‪68‬‬


‫الف�صل الثاني‬ ‫الأدلة على �إثبات توحيد الألوهية و�شروطه‬

‫الدر�س الثالث‪ :‬الأدلة على �إثبات توحيد الألوهية‬ ‫مدخل‪:‬‬

‫الأدلة على �إثبات توحيد الألوهية‬ ‫تعددت الأدلة والبراهين في تقرير توحيد الألوهية‪ ،‬و�سنذكر منها ما يلي ‪:‬‬ ‫�أ‪-‬اال�ستدالل بتوحيد الربوبية على توحيد الألوهية ‪:‬‬ ‫توحيد الربوبية هو‪:‬‬

‫‪..................................................................................................................‬‬

‫د ّون تعريف توحيد الربوبية‬ ‫داخل الم�ستطيل‪.‬‬

‫و�إثبات ذلك يوجب �إفراد اهلل تعالى بالعبادة والق�صد (توحيد الألوهية)‪.‬‬ ‫ومن ذلك قوله تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫ف�أم ��ر اهلل تعال ��ى بعبادته وح ��ده ال �شريك له ‪ ،‬فه ��و الم�ستحق لذل ��ك �سبحانه ‪ ،‬لأنه‬ ‫المنعم على عبيده ب�إخراجهم من العدم �إلى الوجود ‪ ،‬و�إ�سباغه عليهم النعم الظاهرة‬ ‫والباطنة‪.‬‬ ‫بالتعاون مع مجموعتك‪،‬ابحث عن �آية من كتاب اهلل تعالى يمكن اال�ستدالل‬ ‫بها هنا‪.‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬

‫(‪� )1‬سورة البقرة الآيات ‪.22-21:‬‬

‫‪69‬‬

‫طريق ��ة الق ��ر�آن الكريم‬ ‫ف ��ي تقري ��ر توحي ��د‬ ‫الألوهي ��ة‪ ،‬االحتج ��اج‬ ‫بتوحي ��د الربوبي ��ة عل ��ى‬ ‫تقرير توحي ��د الألوهية‪،‬‬ ‫وجع ��ل توحي ��د الربوبية‬ ‫دلي�ل ً�ا عل ��ى توحي ��د‬ ‫الألوهية‪.‬‬

‫يق�س ��م الط�ل�اب �إلى‬ ‫مجمـــوعـــــ ��ات ‪7 - 5‬‬ ‫وت ��دون الإجاب ��ات‬ ‫داخل الم�ستطيل‪.‬‬

‫الوحدة الثالثة‬

‫ما معنى توحيد الألوهية ؟‬ ‫ما حق اهلل على العباد مع اال�ستدالل ؟‬ ‫المقارنة بين من حقق توحيد الألوهية‪ ،‬ومن فرط في حقه ‪ ،‬مع التمثيل‪.‬‬

‫يت ��م الح ��وار بي ��ن المعلم‬ ‫والطالب‪،‬لرب ��ط الدر� ��س‬ ‫الجديدبالدرو�سال�سابقة‪.‬‬


‫ب‪-‬بيان حال الآلهة التي تُعبد من دون اهلل تعالى‪:‬‬ ‫�أنها مخلوقة ال تَخلق ‪ ،‬وال تجلب نفع ًا لعابديها وال تدفع عنهم �ضرر ًا ‪ ،‬فهذه المعبودات‬ ‫ال تنفك عن النق�ص والعجز وال�ضعف والعيب واالفتقار‪.‬‬ ‫قال تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫ارجع ال ��ى الم�صحف‪ ،‬ثم‬ ‫اكتب الآيتين داخل المربع‬ ‫لتكون جزء ًا من الدر�س‪.‬‬

‫دليل �آخر من القر�آن الكريم ‪� :‬سورة فاطر �آية ( ‪) 14 ، 13‬‬ ‫‪.............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................................................................................................‬‬

‫فم ��ن عل ��م �أن تلك المعبودات ال تنفع و ال ت�ضر و ال تعط ��ي و ال تمنع و ال تملك �شيئ ًا ‪،‬‬ ‫إعرا�ض عما �سوى اهلل و�إفرا َده �سبحانه بالخوف و الرجاء والمحبة‬ ‫�أوج ��ب له ذلك ال َ‬ ‫والدعاء والتو�سل و�سائر القربات‪.‬‬

‫عدد �أمثلة لمعبودات (مثاالن على الأقل) من دون اهلل تعالى ‪ ،‬مع تو�ضيح‬ ‫ِّ‬ ‫ف�ضل �أن تكون الأمثلة من الواقع المعا�صر )‪.‬‬ ‫حالها‪ُ ( .‬ي ّ‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬

‫(‪� )1‬سورة الفرقان الآية ‪.3:‬‬

‫‪70‬‬


‫جـ‪-‬اال�ستدالل بالأقي�سة العقلية‪:‬‬ ‫لق ��د �ضرب اهلل تعالى في كتابه كثير ًا م ��ن الأمثال من �أجل تقرير الحقائق ال�شرعية‬ ‫كما قال تعالى ‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫فمـن الأمثـال الم�ضـروبـة في �إثبـات توحيـد الألوهيـة ‪ ،‬قولـه تعـالى ‪:‬‬

‫الأقي�سة ‪:‬‬ ‫القيا� ��س ه ��و ‪ :‬التقدي ��ر‬ ‫على مثال‪.‬‬ ‫يقال ‪ :‬قا� ��س ال�شيء �إذا‬ ‫قدره على مثاله‪.‬‬

‫الوحدة الثالثة‬

‫(‪.)2‬‬

‫فهذه مقارنة بين عبدين‪:‬‬ ‫الثاني‬ ‫الأول‬ ‫الحال يملك ��ه جماع ��ة م ��ن ال�ش ��ركاء خال� ��ص ل�س ّي ��د واحد يحق ��ق مق�صود‬ ‫المتنازعون فيه ‪ ،‬فهذا يريد من �س ّيده‪.‬‬ ‫العبد طلب ًا‪ ،‬والآخر يريد غيره‪.‬‬ ‫النتيجة يعي�ش في تذبذب وعدم‬ ‫يعي�ش في الطم�أنينة واال�ستقرار‪.‬‬ ‫ا�ستقرار‪.‬‬

‫فهل ي�ستوي حال هذين العبدين ؟ فكذلك حال الموحد و الم�شرك‪.‬‬

‫قارن بين حال الموحد والم�شترك من خالل المقارنة بالمثال ال�سابق‪.‬‬

‫الحال‬

‫الم�شترك‬

‫الموحد‬

‫ي�ست�أن� ��س ب ��ر�أي المعلم‬ ‫في الربط بين المثالين‬

‫النتيجة‬

‫(‪� )1‬سورة الروم الآية ‪.58:‬‬ ‫(‪� )2‬سورة الزمر الآية ‪.29:‬‬

‫‪71‬‬


‫الأدلة على �إثبات توحيد الألوهية‬ ‫خال�صة الدر�س‬

‫اال�ستدالل‬ ‫بتوحيد الربوبية‬

‫اال�ستدالل‬ ‫بالأقي�سة العقلية‬

‫بيان حال الآلهة‬ ‫التى تعبد من‬ ‫دون اهلل‬

‫�س‪ :1‬ا�ست ��دل من الق ��ر�آن الكريم على عجز الآلهة الت ��ي تعبد من دون اهلل‬ ‫تعالى و�ضعفها‪.‬‬ ‫�س‪ :2‬قارن بين حال الموحد والم�شرك ‪.‬‬ ‫�س‪ :3‬كيف ُي�ستدل بتوحيد الربوبية على توحيد الألوهية ؟‬

‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................................................................................................‬‬

‫‪72‬‬


‫الدر�س الرابع‪:‬‬

‫�شروط (ال �إله �إال اهلل) (‪)1‬‬

‫مدخل‪:‬‬

‫معنى (ال �إله �إال اهلل)‬ ‫معنى ال �إله �إال اهلل‪:‬‬ ‫ال معبود بحق �إال اهلل‬

‫تعريف توحيد الألوهية‪:‬‬ ‫‪..................................................................................‬‬

‫بالتعاون مع مجموعتك ‪ ،‬قارن بين التعريفين من خالل درا�ستك لحديث معاذ‬ ‫ال�سابق‪.‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬

‫(ال �إل ��ه �إال اهلل) نفي و�إثبات‪( :‬ال �إله) نفي العبادة عما �سوى اهلل تعالى‪ .‬و (�إال اهلل)‬ ‫تثبت العبادة هلل وحده‪.‬‬ ‫قال تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)2‬‬ ‫(‪� )1‬أخرجه البخاري وم�سلم‪.‬‬ ‫(‪� )2‬سورة البقرة الآية ‪.256:‬‬

‫‪73‬‬

‫د ّون تعري ��ف توحي ��د‬ ‫الألوهية في الم�ستطيل‬ ‫الأزرق‪.‬‬

‫يق�س ��م الط�ل�اب �إل ��ى‬ ‫مجمـــــوعــــــــــ ��ات ‪7 - 5‬‬ ‫وت ��دون الإجاب ��ات ف ��ي‬ ‫المكان المخ�ص�ص‪.‬‬

‫الوحدة الثالثة‬

‫حدي ��ث معاذ بن جبل ر�ضي اهلل عنه لما بعثه النبي �إلى اليمن‪ ،‬فقال له‪َ " :‬ف ْل َي ُك ْن‬ ‫وه ْم �إِ َل ْي� � ِه �شَ َها َد ُة �أَ َّن ال �إِله �إِال اهلل َو �أَ َّن ُم َح َمد ًا َر ُ�س ُ‬ ‫ول اهلل " (‪ )1‬وفي رواية‬ ‫�أَ َّولَ َم ��ا ت َْد ُع ُ‬ ‫وه � ْ�م �إِ َل ْي ِه ِع َب ��ا َد ُة اللهَّ ِ َع َّز َو َج َّل"‪.‬ا�ستنت ��ج معنى توحيد‬ ‫م�سل ��م " َف ْل َي ُك � ْ�ن َ�أ َّولَ َم ��ا ت َْد ُع ُ‬ ‫الألوهية من الحديث‪.‬‬

‫يت ��م الح ��وار بي ��ن المعلم‬ ‫والطالب ‪ ،‬وتد ّون النتائج‬ ‫على ال�سبورة‪.‬‬


‫ارجع ال ��ى الم�صحف‪ ،‬ثم‬ ‫اكتب الآيتين داخل المربع‬ ‫لتكون جزء ًا من الدر�س‪.‬‬

‫كذلك قول �إبراهيم الخليل عليه ال�سالم ‪� :‬سورة الزخرف �آية ( ‪) 27 ، 26‬‬ ‫‪.............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................................................................................................‬‬

‫و (ال �إل ��ه �إال اهلل) له ��ا �شروط �سبعة ‪ ،‬ال تنفع قائله ��ا �إال بتحقيقها واجتماعها ‪،‬‬ ‫وق ��د �سئل وهب ب ��ن ُم َن ِّبة رحمه اهلل ‪� :‬ألي�س ال �إله �إال اهلل مفتاح‬ ‫الجنة ؟ فقال وهب‪ :‬بلى ‪ ،‬ولكن ما من مفتاح �إال‬ ‫ول ��ه �أ�سنان‪ ،‬ف�إن جئت بمفت ��اح له �أ�سنان فتح‬ ‫لك ‪ ،‬و�إال لم يفتح لك‪� .‬أخرجه البخاري تعليق ًا‪.‬‬ ‫�إ�ضاف ��ة �إلى ذلك فهذه ال�شروط ثابتة من خالل تتب ��ع العلماء وا�ستقرائهم لن�صو�ص‬ ‫الكتاب وال�سنة‪.‬‬

‫�شروط (ال �إله �إال اهلل)‪:‬‬ ‫‪ -1‬العلم بمعناها المراد منها وما تنفيه وما تثبته‪.‬‬ ‫ال�شروط مجموعة في البيت التالي ‪:‬‬ ‫كم ��ا ج ��اء في قول ��ه ‪":‬من مات وهو يعل ��م �أن ال �إل ��ه �إال اهلل دخل‬ ‫إخال�ص و�صد ُق َك مع‬ ‫عل ٌم ٌ‬ ‫يقين و� ٌ‬ ‫(‪)1‬‬ ‫الجنة" ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫وانقياد والقبولِ لهــــــــــا‬ ‫محب ٍة‬

‫يق�س ��م الط�ل�اب �إل ��ى‬ ‫مجمـــــوعــــــــ ��ات ‪7 - 5‬‬ ‫وت ��دون الإجاب ��ات ف ��ي‬ ‫المكان المخ�ص�ص‪.‬‬

‫بالتعاون مع مجموعتك ‪ ،‬ما معنى العلم بمعناها المراد منها ‪ ،‬وما الذي‬ ‫تنفيه وتثبته ؟‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪....................................................................................................................................................‬‬

‫(‪� )1‬أخرجه م�سلم‪.‬‬

‫‪74‬‬


‫‪ -2‬اليقين‪.‬‬ ‫ب�أن يكون قائلها م�ستيقن ًا بمدلولها يقين ًا جازم ًا ال �شك فيه وال ارتياب‪.‬‬ ‫�ول ا ِ‬ ‫هلل َو�أَ ِّني َر ُ�س � ُ‬ ‫هلل بِهِ َما َع ْب ٌد غَ ْي َر‬ ‫لقول ��ه ‪� " :‬أَ�شْ َه� � ُد �أَ ْن اَل �إِ َل َه �إِ اَّل ا ُ‬ ‫هلل اَل َي ْلقَى ا َ‬ ‫�شَ ٍّ‬ ‫اك ِفيهِ َما �إِ اَّل َدخَ َل ال َْج َّن َة "(‪.)1‬‬

‫‪.........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.........................................................................................................................................................‬‬

‫�س‪ :1‬ا�ست ��دل من ال�سنة النبوية على �أن العل ��م بمعنى (ال �إله �إال اهلل) �شرط‬ ‫من �شروطها‪.‬‬ ‫�س‪ :2‬تت�ضمن (ال �إله �إال اهلل) نفي ًا و�إثبات ًا ‪ ،‬و�ضح ذلك ‪.‬‬ ‫�س‪ :3‬قارن بين تعريف توحيد الألوهية ‪ ،‬و (ال �إله �إال اهلل) ‪.‬‬

‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬ ‫‪..................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..................................................................................................................................................‬‬ ‫‪............................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................‬‬

‫(‪� )1‬أخرجه م�سلم‪.‬‬

‫‪75‬‬

‫الوحدة الثالثة‬

‫حدد وجه اال�ستدالل من الحديث ‪.‬‬


‫الدر�س الخام�س‪� :‬شروط (ال �إله �إال اهلل) (‪)2‬‬

‫مدخل‪:‬‬ ‫ما معنى (ال �إله �إال اهلل)؟‬ ‫قارن بين توحيد الألوهية ‪ ،‬و (ال �إله �إال اهلل)‪.‬‬ ‫ما ال�شرط الأول والثاني من �شروط (ال �إله �إال اهلل)؟‬

‫يت ��م الح ��وار بي ��ن المعلم‬ ‫والط�ل�اب‪ ،‬لربط الدر�س‬ ‫الجديد بالدر�س ال�سابق‪.‬‬

‫�شروط (ال �إله �إال اهلل)‬ ‫‪ -3‬القبول لهذه الكلمة ولما اقت�ضته ظاهراً وباطناً‪.‬‬ ‫و�ض ��د القب ��ول ال ��رد‪ ،‬ف� ��إن اهلل تعالى ق ��د �أخبر ب�أن م ��ن رد هذه الكلم ��ة – كبر ًا‬ ‫وح�سد ًا– فهو من �أهل الجحيم فقال �سبحانه‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫ثم ذكر �سبحانه �سبب هذا الوعيد بعد ذكر و�صف حالهم فقال �سبحانه‪:‬‬ ‫(‪.)2‬‬

‫يق�س ��م الط�ل�اب �إل ��ى‬ ‫مجمـــــوعــــــــ ��ات ‪7 - 5‬‬ ‫وت ��دون الإجاب ��ات ف ��ي‬ ‫المكان المخ�ص�ص‪.‬‬

‫بالتعاون مع مجموعتك‪ ،‬اذكر �أمثلة لما تقت�ضيه �شهادة �أن ال �إله �إال اهلل ظاهر ًا‬ ‫وباطن ًا‪.‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬

‫(‪� )1‬سورة ال�صافات الآيات ‪.23-22:‬‬ ‫(‪� )2‬سورة ال�صافات الآيات ‪.36-35:‬‬

‫‪76‬‬


‫‪ -4‬االنقياد لما دلت عليه‪.‬‬ ‫كما جاء في قوله تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫ومعن ��ى الآية‪� :‬أن من انقاد وخ�ضع هلل �سبحانه وتعالى ‪ -‬وهو مع ذلك مح�سن في‬ ‫عمل ��ه ب�أن يطي ��ع اهلل في �شرعه – فقد حقق اال�ستم�س ��اك بالعروة الوثقى ‪ ،‬وهي‬ ‫(ال �إله �إال اهلل)‪.‬‬ ‫الوحدة الثالثة‬

‫كيف يحقق الم�سلم االنقياد هلل تعالى ب�أداء ال�صالة ؟‬ ‫‪.......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.......................................................................................................................................................‬‬

‫‪ -5‬ال�صدق‪.‬‬ ‫وهو �أن يقولها �صادق ًا من قلبه ‪ ،‬فيطابق قل ُبه ل�سا َنه‪.‬‬ ‫محمدا‬ ‫فقد ورد عن النبي �أنه قال‪" :‬ما من �أحد ي�شهد �أن ال �إله �إال اهلل ‪ ،‬و�أن‬ ‫ً‬ ‫عبده ور�سوله �صادق ًا من قلبه �إال حرمه اهلل على النار"(‪.)2‬‬ ‫‪ -6‬الإخال�ص‪.‬‬ ‫وه ��و �إف ��راد اهلل تعال ��ى بت�صفي ��ة العم ��ل من جمي ��ع �شوائ ��ب ال�ش ��رك ‪ ،‬كالرياء‬ ‫وال�سمعة‪.‬‬ ‫هلل َي ْب َت ِغي بِذَ ِل َك‬ ‫هلل َق ْد َح َّر َم َع َلى النَّا ِر َم ْن قَالَ اَل �إِ َل َه �إِ اَّل ا ُ‬ ‫فقد جاء عنه ‪َ ":‬ف�إِ َّن ا َ‬ ‫َو ْج َه ا ِ‬ ‫هلل "(‪.)3‬‬ ‫(‪� )1‬سورة لقمان الآية ‪.22:‬‬ ‫(‪� )2‬أخرجه البخاري وم�سلم‪.‬‬ ‫(‪� )3‬أخرجه البخاري وم�سلم‪.‬‬

‫‪77‬‬


‫اختر نوع ًا من الأعمال ال�صالحة ‪ ،‬وبين �سبل الإخال�ص هلل تعالى في القيام به‪.‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬

‫‪ -7‬المحبة لهذه الكلمة وما تدل عليه ‪ ،‬ولأهلها العاملين بها‪ .‬كما قال تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫ف�أه ��ل ال �إله �إال اهلل يحبون اهلل حب ًا خال�ص ًا ‪ ،‬و�أهل ال�شرك يحبون �أ�صنامهم مثل‬ ‫محبتهم هلل ‪ ،‬وهذا �شرك ينافي ال �إله �إال اهلل‪.‬‬

‫و�أخيراً ‪..‬‬ ‫لي�س المراد من هذه ال�شروط مجرد حفظها ‪ ،‬فكم من �إن�سان اجتمعت‬ ‫في���ه والتزمه���ا بفطرته‪ ،‬ولو قي���ل له َع ِّددها لم ُيح�س���ن ذلك ‪ ،‬وكم من‬ ‫حاف���ظ لألفاظه���ا وتراه يقع كثي���راً فيما يناق�ضه���ا ‪ ،‬والتوفيق بيد اهلل‬ ‫تعالى‪.‬‬

‫(‪� )1‬سورة البقرة الآية ‪.165:‬‬

‫‪78‬‬


‫ال�صدق‬ ‫االنقياد‬

‫الإخال�ص‬

‫القبول‬

‫�شروط (ال �إله �إال اهلل)‬

‫العلم‬ ‫بمعناها‬

‫عدد �شروط (ال �إله �إال اهلل) ‪.‬‬ ‫�س‪ِّ :1‬‬ ‫�س‪ :2‬ما جزاء من قال (ال �إله �إال اهلل) �صادق ًا من قلبه ؟ مع اال�ستدالل والتعليل ‪.‬‬ ‫�س‪ :3‬ما الواجب علينا تجاه �شروط (ال �إله �إال اهلل) ؟‬

‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬

‫‪79‬‬

‫الوحدة الثالثة‬

‫اليقين‬

‫المحبة‬


‫‪....‬‬

‫الف�صل الثالث‬ ‫مفهوم العبادة‬

‫الدر�س ال�ساد�س‪ :‬تعريف العبادة ومنزلتها‬

‫مدخل‪:‬‬ ‫يت ��م الح ��وار بي ��ن المعلم‬ ‫والطالب‪.‬‬

‫الغاية من خلق الخلق ‪ ،‬مع الدليل‪.‬‬ ‫كيف ي�ؤدي الم�سلم الغاية التي من �أجلها خُ ِلق؟‬

‫تعريف العبادة‬ ‫العبادة لغة‪ :‬من التذلل والخ�ضوع ‪،‬يقال ‪ :‬طريق مع ّبد �إذا كان مذل ًال وط�أته الأقدام‪.‬‬ ‫العب���ادة ف���ي ال�ش���رع‪ :‬كل م ��ا يحب ��ه اهلل وير�ض ��اه م ��ن الأق ��وال والأعم ��ال الظاه ��رة‬ ‫والباطنة‪.‬‬ ‫فالعبادات الظاهرة مثل‪ :‬التلفظ بال�شهادتين‪ ،‬و�إقام ال�صالة و�إيتاء الزكاة والحج‬ ‫والجهاد في �سبيل اهلل‪ ،‬والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ‪ ،‬ون�صر المظلوم‪ ،‬وبر‬ ‫الوالدين‪ ،‬والإح�سان للجار واليتيم و الفقير‪ ،‬وتعليم النا�س الخير‪ ،‬والدعوة �إلى اهلل‬ ‫عز وجل ‪ ،‬و�أمثال ذلك من العبادة‪.‬‬ ‫والعبادات الباطنة مثل‪ :‬الإيمان باهلل ومالئكته وكتبه ور�سله واليوم الآخر والقدر‬ ‫خيره و�شره ‪ ،‬وحب اهلل تعالى والخوف منه ‪ ،‬ورجائه والتوكل عليه ‪ ،‬و�إخال�ص‬ ‫العبادة له ‪ ،‬وال�صبر وغير ذلك‪.‬‬ ‫ما المراد بالعبادات الظاهرة ؟‬ ‫‪..........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................................‬‬

‫وما المراد بالعبادات الباطنة ؟‬ ‫‪..........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................................‬‬

‫‪80‬‬


‫�إن مفه���وم العب���ادة ‪ :‬التوجه �إلى الإله المعب ��ود �سبحانه وتعالى بالخ�ضوع واالنقياد ‪،‬‬ ‫والتعظيم بالقلب ‪ ،‬واالمتثال لما �أمر ‪ ،‬واالنتهاء عما نهى‪.‬‬ ‫و�أ�ص ��ل العب ��ادة محب ��ة اهلل تعالى ‪ ،‬وهذه المحب ��ة �إنما تتحقق باتب ��اع �أمره واجتناب‬ ‫نهيه‪ ،‬كما قال تعالى‪:‬‬

‫بالتعاون مع زمالئك ‪ ،‬ما وجه اال�ستدالل من الآية على �أن الأ�صل في العبادة‬ ‫محبة اهلل تعالى ؟‬ ‫‪.............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................................................................................................‬‬

‫منزلة العبادة‬ ‫‪ -1‬خلق اهلل تعالى الخالئق من �أجل عبادته عز وجل ‪ ،‬فقال �سبحانه‪:‬‬ ‫(‪.)2‬‬ ‫‪� -2‬أن جميع الر�سل عليهم ال�سالم من �أولهم �إلى �آخرهم دعوا �إلى عبادة اهلل تعالى‬ ‫وحده ال�شريك له‬ ‫(‪.)3‬‬ ‫‪� -3‬أم ��ر اهلل تعالى بعبادته في جميع الأحوال ‪ ،‬وجعل ذلك الزم ًا لر�سوله ولجميع‬ ‫(‪.)4‬‬ ‫�أمته‪ ،‬كما قال �سبحانه‪:‬‬ ‫(‪� )1‬سورة �آل عمران الآية ‪.31 :‬‬ ‫(‪� )2‬سورة الذاريات الآية ‪.56:‬‬

‫(‪� )3‬سورة الأعراف الآية ‪.59:‬‬ ‫(‪� )4‬سورة الحجر الآية ‪.99:‬‬

‫‪81‬‬

‫الوحدة الثالثة‬

‫(‪.)1‬‬ ‫فجعل اتباع ر�سوله �شرط ًا لمحبة اهلل تعالى لهم ‪ ،‬فال تثبت محبة اهلل لهم بدون‬ ‫المتابعة لر�سوله ‪.‬‬ ‫و�إذا كان القل ��ب ِ‬ ‫مح ّب ًا هلل تعالى خا�ضع ًا له ‪ ،‬فهذا ي�ستلزم انقياد الجوارح وعبوديتها‬ ‫هلل تعال ��ى‪ ،‬ف�إن القلب �إذا ذاق حالوة محبة اهلل تعالى ‪ ،‬واللذة بالخ�ضوع واال�ستكانة‬ ‫�إلي ��ه‪ ،‬ف�إن ذلك يورث في ��ه م�سارعته �إلى الخيرات والطاع ��ات ‪ ،‬ومجانبة المعا�صي‬ ‫وال�سيئات‪.‬‬


‫وتوعـدهم بالجـحيم بقـوله‪:‬‬ ‫‪ -4‬ذم اهلل المتكبـرين عن عبـادته ‪ّ ،‬‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫‪� -5‬إ�ضافة �إلى ذلك ف�إن حاجة الإن�سان و�ضرورته �إلى عبادة اهلل تعالى فوق كل حاجة‬ ‫و�ض ��رورة ‪ ،‬فحاج ��ة العب ��د �إلى �أن يعب ��د اهلل وحده ال�شريك ل ��ه �أعظم من حاجة‬ ‫الج�س ��د �إل ��ى روحه ‪ ،‬فال �صالح و ال ف�ل�اح للعبد �إال بعب ��ادة اهلل تعالى واالعتماد‬ ‫عليه‪ ،‬وال طم�أنينة �إال بذكره ‪ ،‬وال �سعادة �إال بالإقبال عليه �سبحانه والتوجه �إليه‪.‬‬ ‫والقل ��ب �إذا ذاق طع ��م عبادة اهلل وحده ‪ ،‬لم يكن عنده �شيء َق ُّط �أحلى من ذلك ‪ ،‬وال‬ ‫�أل ��ذ و ال �أطي ��ب ‪ ،‬و ال يخل�ص �أحد م ��ن �آالم الدنيا ونكد عي�شه ��ا �إال بعبادة اهلل وحده‬ ‫ال�شريك له‪.‬‬

‫بالتعاون مع زمالئك‪ ،‬كيف يتحقق للعبد حالوة عبادة اهلل تعالى من خالل عباداته‬ ‫الظاهرة والباطنة ؟ مع التمثيل‪.‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................................‬‬

‫(‪� )1‬سورة غافر الآية ‪.60:‬‬

‫‪82‬‬


‫�س‪ :1‬عرف العبادة �شرع ًا ‪0‬‬ ‫�س‪ :2‬قارن بين العبادات الظاهرة والعبادات الباطنة ‪0‬‬ ‫�س‪ :3‬كيف تتجلى منزلة العبادة في قوله تعالى‪:‬‬

‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬

‫‪83‬‬

‫الوحدة الثالثة‬

‫؟‬


‫الدر�س ال�سابع‪:‬‬

‫من �أنواع العبادة (‪)1‬‬

‫(الدعاء ‪ ،‬المحبة ‪ ،‬ال�صالة)‬ ‫مدخل‪:‬‬ ‫يت ��م الح ��وار بي ��ن المعلم‬ ‫والطالب‪.‬‬

‫ما تعريف العبادة؟‬ ‫�أمثلة على العبادات الظاهرة والباطنة‪.‬‬

‫من �أنواع العبادة‬ ‫�أو ًال‪ :‬الدعاء‬

‫الدعاء لغة ‪ :‬الطلب‪.‬‬ ‫وا�صطالح ��ا ‪� :‬أن ي�س�أل العبد ر ّبه كل ما يحتاج ��ه وينتفع به من �أمور الدنيا والآخرة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫فيطل ��ب م ��ن اهلل تعالى المغفرة والرحم ��ة ‪ ،‬والفوز بالجنة و النجاة م ��ن النار ‪ ،‬كما‬ ‫ي�س�أله العفاف و الغنى وغير ذلك‪.‬‬ ‫والدعاء من �أهم العبادات و�أعظمها ‪ ،‬فهو يجمع الكثير من �أنواع العبادة ‪ ،‬كاالعتماد‬ ‫على اهلل تعالى‪ ،‬والخ�ضوع له‪ ،‬واالفتقار �إليه ونحو ذلك‪.‬قال تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫وع ��ن النعمان ب ��ن ب�شير ر�ض ��ي اهلل عنهما ق ��ال ‪� :‬سمعت ر�س ��ول اهلل‬ ‫المنبــر‪�ِ :‬إ َّن ال ُد َعـا َء ْه َو ال ِع َبـا َدة ‪ ،‬ثم قـــر�أ‪:‬‬ ‫(‪.)3(،)2‬‬

‫(‪� )1‬سورة البقرة الآية ‪.186 :‬‬ ‫(‪� )2‬سورة غافر الآية ‪.60 :‬‬ ‫(‪� )3‬أخرجه �أحمد و�أبو داود والترمذي و�صححه النووي وقال ابن حجر‪�:‬إ�سناده جيد‪.‬‬

‫‪84‬‬

‫يقول على‬


‫بالتع ��اون مع زمالئ ��ك ‪ ،‬اذكر خم�سة �أمثل ��ة لأعمال خير يدخ ��ل فيها الدعاء‪.‬‬ ‫كال�صالة مث ًال‪.‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬

‫الوحدة الثالثة‬

‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬

‫ثانياً‪ :‬المحبة‬

‫وه ��ي روح العب ��ادة و�أ�صلها ‪ ،‬ف�إن اهلل تعالى هو الم�أل ��وه �أي المعبود المحبوب ‪ ،‬فيجب �أن‬ ‫يك ��ون القل ��ب عامر ًا بمحبة اهلل تعالى محبة �إجالل وتعظيم ‪ ،‬لما ي�ستحقه اهلل تعالى من‬ ‫�صفات الكمال ‪ ،‬ولما �أنعم اهلل على عباده من النعم التي ال تعد و ال تح�صى‪.‬‬ ‫عن �أن�س بن مالك ‪ -‬ر�ضي اهلل عنه ‪ -‬قال ‪ :‬قال ر�سول اهلل ‪ " :‬ثَلاَ ثٌ َم ْن ُك َّن ِفي ِه َو َج َد‬ ‫هلل َو َر ُ�سو ُل ُه َ�أ َح َّب ِ�إ َل ْي ِه ِم َّم ��ا ِ�س َو ُاه َما َو�أَ ْن ُي ِح َّب ا ْل َم ْر َء اَل ُي ِح ُّب ُه ِ�إ اَّل‬ ‫َح�َل�اَ َو َة ْ ِإ‬ ‫الي َمانِ َ�أ ْن َي ُك َ‬ ‫ون ا ُ‬ ‫لهلِ ِ َو�أَ ْن َي ْك َر َه �أَ ْن َي ُعو َد ِفي ا ْل ُكفْرِ َك َما َي ْك َر ُه �أَ ْن ُي ْقذَ َف ِفي النَّارِ" (‪.)1‬‬

‫أحب �إليه مما �سواهما مع‬ ‫بالتعاون مع زمالئك‪ ،‬ما معنى �أن يكون اهلل ور�سوله � ّ‬ ‫التمثيل؟‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬

‫يحب المرء ال يحبه �إال هلل مع التمثيل؟‬ ‫ما معنى �أن ّ‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬

‫(‪ )1‬متفق عليه‪.‬‬

‫‪85‬‬

‫الفروق بني �أنواع املحبة‪.‬‬ ‫�أو ًال ‪ :‬املحبة التعبدية ‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ حمبة اهلل التي هي �أ�صل‬ ‫الإميان والتوحيد‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ حمبة يف اهلل ‪ :‬وهي حمبة‬ ‫�أنبياء اهلل ور�سله و�أتباعهم‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ حمبة مع اهلل ‪ :‬وهي حمبة‬ ‫امل�شركني لآلهتهم‪.‬‬ ‫ثاني ًا ‪ :‬املحبة الطبيعية ‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ حمبة �إ�شفاق ورحمة كمحبة‬ ‫الولد وال�صغار وال�ضعفاء‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ حمبة �إجالل وتعظيم ال‬ ‫عبادة كمحبة الإن�سان لأبيه‬ ‫و�أمه ومعلمي اخلري‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ حمبة طبيعية كمحبة الطعام‬ ‫وال�شراب وامللب�س‪.‬‬


‫ثالثاً‪ :‬ال�صالة‬

‫وهي �أظهر �شعائر العبادة ‪ ،‬وهي عمود الإ�سالم ‪ ،‬قد فر�ضها اهلل تعالى على كل مكلف‪،‬‬ ‫الذكر و الأنثى ‪ ،‬والحا�ضر و الم�سافر ‪ ،‬وال�صحيح والمري�ض‪.‬‬ ‫يقول اهلل تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫وع ��ن جاب ��ر بن عبداهلل ر�ضي اهلل عنهم ��ا قال ‪� :‬سمعت ر�س ��ول اهلل‬ ‫الرجل وبين ال�شرك والكفر ترك ال�صالة"(‪.)2‬‬

‫يقول‪�" :‬إن بين‬

‫كيف تتحقق العبودية من �إقامة ال�صالة؟‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬

‫�س‪ :1‬ما المراد بالمحبة التي هي نوع من �أنواع العبادة ؟‬ ‫�س‪ :2‬لماذا كان الدعاء من �أهم العبادات و�أعظمها ؟‬ ‫�س‪ :3‬ما منزلة ال�صالة في حياة الم�سلم ؟‬

‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬

‫(‪� )1‬سورة الأنعام الآيات ‪.163 - 162 :‬‬ ‫(‪� )2‬أخرجه م�سلم‪.‬‬

‫‪86‬‬


‫الدر�س الثامن‪ :‬من �أنواع العبادة (‪)2‬‬

‫(الخوف ‪ ،‬الرجاء ‪ ،‬التوكل)‬ ‫مدخل‪:‬‬

‫من �أنواع العبادة‬ ‫رابعاً‪ :‬الخوف‬

‫تعريف ��ه ‪� :‬أن يخ ��اف العب ��د عقاب اهلل تعالى ف ��ي الدنيا ‪ ،‬وعذاب الن ��ار في الآخرة ‪،‬‬ ‫بحيث يحجزه هذا الخوف عن الوقوع فيما حرم اهلل تعالى‪.‬‬ ‫قال اهلل تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫وعن �أم الم�ؤمنيـن عائ�شـة ‪ -‬ر�ضـي اهلل عنها ‪ -‬قـالت ‪" :‬يار�ســول اهلل ‪ ،‬قـول اهلل ‪:‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫�أه ��و ال ��ذي يزن ��ي و ي�ش ��رب الخم ��ر‬ ‫وي�س ��رق؟ ق ��ال ‪ :‬ال يا ابنة ال�صديق ‪ ،‬ولكن الرجل ي�صوم وي�صلي و يت�صدق ‪ ،‬ويخاف‬ ‫�أال يقبل منه"(‪.)3‬‬

‫ما الفرق بين الخوف الطبيعي‪ ،‬وخوف العبادة؟ مع التمثيل‪.‬‬ ‫‪.......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.......................................................................................................................................................‬‬

‫ومتى يكون الخوف الطبيعي مع�صية؟‬ ‫‪.......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.......................................................................................................................................................‬‬

‫(‪� )1‬سورة �آل عمران الآية ‪.175:‬‬ ‫(‪� )2‬سورة الم�ؤمنون الآية ‪.60 :‬‬ ‫(‪� )3‬أخرجه �أحمد والترمذي‪.‬‬

‫‪87‬‬

‫�أنواع اخلوف ‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ خوف العبادة والتذلل‬ ‫والتعظيم واخل�ضوع وهو ما‬ ‫ي�سمى خوف ال�سر وهذا ال‬ ‫ي�صلح �إال هلل �سبحانه‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ اخلوف الطبيعي واجلبلي‬ ‫فهو �إن حمل على ترك واجب‬ ‫�أو فعل حمرم فهو حمرم و�إن‬ ‫كان خو ًفا من عدو �أو �سبع‬ ‫فهذا ال يذم‪.‬‬

‫الوحدة الثالثة‬

‫ما المراد بالدعاء؟‬ ‫كيف تتحقق حالوة الإيمان؟‬ ‫ما منزلة ال�صالة في حياتنا؟‬

‫يت ��م الح ��وار بي ��ن المعلم‬ ‫والطالب‪.‬‬


‫خام�ساً‪ :‬الرجاء‬ ‫تعريف ��ه‪ :‬ح�سن الظن باهلل تعال ��ى ‪ ،‬والطمع في �سعة رحم ��ة اهلل تعالى ‪ ،‬والثقة بمنه‬ ‫وكرمه عز وجل‪.‬‬ ‫هلل َع َّز َو َج َّل قَالَ ‪� :‬أَ َنا ِعن َْد َظ ِّن َع ْب ِدي بِي‬ ‫ففي الحديث عن النبي �أنه قال ‪� " :‬أَ َّن ا َ‬ ‫�إِ ْن َظ َّن خَ ْي ًرا َف َل ُه َو�إِ ْن َظ َّن �شَ ًّرا َف َلهُ"(‪.)1‬‬

‫اذكر ثالثة �أمثلة للرجاء‪.‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬

‫�ساد�ساً‪ :‬التوكل‬ ‫تعريفه ‪ :‬اعتماد القلب على اهلل ع ّز وج ّل في جلب الم�صالح ودفع الم�ضار ‪ ،‬من �أمور‬ ‫الدنيا و الآخرة ‪ ،‬مع االجتهاد في فعل الأ�سباب الم�شروعة‪.‬‬ ‫ا�س َت ِع ْن با ِ‬ ‫هلل َو اَل َت ْع َج � ْ�ز َو ِ�إ ْن �أَ َ�صا َب َك‬ ‫كم ��ا ق ��ال النبي ‪ْ ":‬احرِ ْ�ص َع َلى َم ��ا َي ْن َف ُع َك َو ْ‬ ‫�شَ ْي ٌء َفلاَ َتق ُْل َل ْو �أَ ِّني َف َع ْل ُت َك َان كَذَ ا َوكَذَ ا َو َل ِك ْن ُق ْل َق َد ُر ا ِ‬ ‫هلل َو َما �شَ ا َء َف َع َل َف�إِ َّن َل ْو َت ْفت َُح‬ ‫َع َم َل ال�شَّ ْي َطانِ "(‪.)2‬‬

‫اذكر ثالثة �أمثلة للتوكل‪.‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬

‫(‪ )1‬رواه ابن حبان ‪ 405/2‬رقم ‪.639‬‬ ‫(‪� )2‬أخرجه م�سلم‪.‬‬

‫‪88‬‬


‫�س‪ :1‬ما المراد بالخوف الذي هو نوع من �أنواع العبادة ؟‬ ‫�س‪ :2‬ما العالقة بين الخوف والرجاء ؟‬ ‫�س‪� :3‬أذكربع�ض الأمثلة على التوكل ؟‬ ‫الوحدة الثالثة‬

‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.......................................................................................................................................................‬‬

‫‪89‬‬


‫الدر�س التا�سع‪:‬‬

‫من �أنواع العبادة (‪)3‬‬ ‫(التو�سل)‬

‫مدخل‪:‬‬ ‫يت ��م الح ��وار بي ��ن المعلم‬ ‫والطالب‪.‬‬

‫ما المراد بالخوف ؟‬ ‫ما العالقة بين الخوف والرجاء ؟‬ ‫�أمثلة على التوكل‪.‬‬

‫من �أنواع العبادة‬ ‫�سابعاً‪ :‬التو�سل‬ ‫التو�سل لغة‪ :‬التقرب‪.‬‬ ‫و�شرع���اً‪ :‬التقرب �إلى اهلل تعال ��ى بما �أمر به �أو �أمر به ر�سوله من �صالح الأقوال‬ ‫والأعمال‪.‬‬ ‫ولم ��ا كان التو�س ��ل عبادة و قربة �إل ��ى اهلل ‪ ،‬فيتعين �أن يكون عل ��ى وفق ما �شرعه اهلل‬ ‫تعالى في كتابه �أو على ل�سان نبيه ‪.‬‬

‫وقد دل الكتاب و ال�سنة على �أن التو�سل الم�شروع ثالثة �أنواع‪:‬‬ ‫‪ -1‬التو�سل �إلى اهلل تعالى ب�أ�سمائه الح�سنى و�صفاته العلى والدليل قوله تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫�وم ِب َر ْح َم ِت � َ�ك‬ ‫�إذا �أهم ��ه و�أحزن ��ه �أم ��ر ق ��ال‪َ ":‬ي ��ا َح � ُّ�ي َي ��ا َق ُّي � ُ‬

‫(‪� )1‬سورة الأعراف الآية ‪.180:‬‬ ‫(‪� )2‬أخرجه الترمذي‪.‬‬

‫وكان النب ��ي‬ ‫�أَ ْ�س َت ِغيثُ "(‪.)2‬‬ ‫ولق ��د دل ��ت الأدل ��ة ال�صحيحة عل ��ى �أن الم�سلم ي�ستح ��ب له �أن ي�س� ��أل اهلل تعالى‬ ‫ب�أ�سمائ ��ه و�صفاته العلى ‪ ،‬ك�أن يقول مث ًال‪ :‬اللهم �إن ��ك �أنت الغفور الرحيم فاغفر‬ ‫لي و ارحمني‪.‬‬

‫‪90‬‬


‫‪ -2‬التو�سل �إلى اهلل تعالى بالإيمان و الأعمال ال�صالحة‪.‬‬ ‫وذل ��ك �أن يذكر الم�سلم بين يدي دعائه عم ًال �صالح ًا قام به هلل �سبحانه وتعالى‪،‬‬ ‫في�س�أل اهلل تعالى به‪.‬‬ ‫والدليـل قـوله تعـالى عـن �أهـل الإيمـان‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬

‫‪ -3‬التو�سل �إلى اهلل تعالى بدعاء ال�صالحين الأحياء‪.‬‬ ‫وذل ��ك ك�أن يقع الم�سلم في كرب �شدي ��د في�س�أل �أحد ال�صالحين الأحياء �أن يدعو‬ ‫�صاحب‬ ‫ل ��ه رب ��ه ليف ِّرج عنه كربته ‪ ،‬فه ��ذا تو�سل م�شروع ‪ ،‬ال �سيم ��ا �إذا ا�ستح�ضر‬ ‫ُ‬ ‫الحاجة �أن �أخاه الداعي له يح�صل له الوعد الكريم في قوله ‪َ " :‬د ْع َو ُة ا ْل َم ْر ِء‬ ‫ا ْل ُم ْ�س ِل � ِ�م ِ َ أل ِخي ِه ب َِظ ْهرِ ا ْل َغ ْيبِ ُم ْ�ست َ​َجا َب ٌة ِعن َْد َر�أْ ِ�س ِه َم َل ٌك ُم َو َّك ٌل ُك َّل َما َد َعا ِ َ أل ِخي ِه بِخَ ْيرٍ‬ ‫ين َو َل َك ب ِ​ِم ْثلٍ "(‪.)3‬‬ ‫قَالَ ا ْل َم َل ُك ا ْل ُم َو َّك ُل ِب ِه � ِآم َ‬ ‫(‪� )1‬سورة �آل عمران الآية ‪.193:‬‬ ‫(‪� )2‬أخرجه البخاري وم�سلم‪.‬‬ ‫(‪� )3‬أخرجه م�سلم‪.‬‬

‫‪91‬‬

‫الوحدة الثالثة‬

‫والدليل من ال�سنة حدي ��ث الثالثة الذين انطبقت عليهم ال�صخرة ف�سدت عليهم‬ ‫باب الغار فلم ي�ستطيعوا الخروج ‪ ،‬فتو�سلوا �إلى اهلل تعالى ب�صالح �أعمالهم فف ّرج‬ ‫اهلل عنهم فخرجوا يم�شون‪.‬‬ ‫فعن عبداهلل بن عمر ر�ضي اهلل عنهما قال ‪� :‬سمعت ر�سول اهلل يقول‪" :‬ان َْط َلقَ‬ ‫ِيت �إِ َلى غَ ا ٍر ف َ​َدخَ ُلو ُه فَان َْح َد َر ْت َ�صخْ َر ٌة‬ ‫ثَلاَ َث� � ُة َر ْه ٍط ِم َّم ْن َك َان َق ْب َل ُك ْم َح َّتى �أَ َو ْوا ا ْل َمب َ‬ ‫ال�صخْ َر ِة ِ�إ اَّل �أَ ْن‬ ‫ِم � ْ�ن ال َْج َب ��لِ ف َ​َ�س َّد ْت َع َل ْيهِ � ْ�م ا ْلغَا َر َفقَا ُلوا ِ�إ َّن� � ُه اَل ُينْجِ ي ُك ْم ِم ْن َه � ِ�ذ ِه َّ‬ ‫هلل ب َِ�صا ِل ِح َ�أ ْع َما ِل ُك ْم َف َقالَ َر ُج ٌل ِم ْن ُه ْم ال َّل ُه َّم َك َان ِلي �أَ َب َوانِ �شَ ْيخَ انِ َكبِي َرانِ‬ ‫ت َْد ُع ��وا ا َ‬ ‫َو ُك ْن � ُ�ت اَل َ�أغْ بِقُ َق ْب َل ُه َما َ�أ ْهلاً َو اَل َم اًال َف َن� � َ�أى بِي ِفي َط َلبِ �شَ ْي ٍء َي ْو ًما َف َل ْم ُ�أر ِْح َع َل ْيهِ َما‬ ‫َح َّت ��ى َن َاما ف َ​َح َل ْب ُت َل ُه َما غَ ُبو َق ُه َما َف َو َج ْد ُت ُه َما َنا ِئ َم ْي ِن َو َكرِ ْه ُت َ�أ ْن �أَغْ بِقَ َق ْب َل ُه َما �أَ ْهلاً‬ ‫ا�س ِتيق َ‬ ‫َا�س َت ْيق َ​َظا‬ ‫َاظ ُه َما َح َّت ��ى َب َرقَ ا ْلف َْج ُر ف ْ‬ ‫�أَ ْو َم � اً�ال َف َل ِب ْث � ُ�ت َوا ْلق َ​َد ُح َع َلى َي َد َّي �أَ ْنت َِظ ُر ْ‬ ‫فَ�شَ رِ َبا غَ ُبو َق ُه َما ال َّل ُه َّم �إِ ْن ُكن ُْت َف َع ْل ُت ذَ ِل َك ا ْب ِتغَا َء َو ْجهِ َك َف َف ِّر ْج َعنَّا َما َن ْح ُن ِفي ِه ِم ْن‬ ‫وج ‪ "...‬الحديث(‪.)2‬‬ ‫ال�صخْ َر ِة فَا ْن َف َر َج ْت �شَ ْي ًئا اَل َي ْ�ست َِطي ُع َ‬ ‫ون الْخُ ُر َ‬ ‫َه ِذ ِه َّ‬

‫ال �أغْ ِب ��ق قبلهما‪:‬ال �أقدم‬ ‫في ال�شرب قبلهما‪.‬‬ ‫�أه�ل ً�ا وال م ��ا ًال‪�:‬أي م ��ن‬ ‫رقيق و خادم‪.‬‬ ‫الغبوق‪:‬ال�شرب بالع�شي‪.‬‬ ‫يت�ضاغون‪� :‬أي ي�صيحون‬ ‫من الجوع‪.‬‬


‫والدلي ��ل عل ��ى هذا التو�س ��ل ما جاء في حدي ��ث �أبي هريرة ر�ض ��ي اهلل عنه قال ‪:‬‬ ‫�ون َ�أ ْلفًا‬ ‫�سمع ��ت ر�س ��ول اهلل يق ��ول‪َ " :‬ي ْدخُ ُل ال َْج َّن� � َة ِم ْن �أُ َّم ِتي ز ُْم� � َر ٌة ِه َي َ�س ْب ُع � َ‬ ‫الَ َ�س ِد ُّي َي ْر َف ُع َن ِم َر ًة َع َل ْي ِه‬ ‫َام ُعكَا�شَ ُة ْب ُن ِم ْح َ�صنٍ ْ أ‬ ‫ت ُِ�ض ��ي ُء ُو ُج ُ‬ ‫وه ُه ْم ِ�إ َ�ضا َء َة ا ْل َق َمرِ َفق َ‬ ‫هلل ِلي َيا َر ُ�سولَ ا ِ‬ ‫هلل �أَ ْن َي ْج َع َل ِني ِم ْن ُه ْم َف َقالَ ال َّل ُه َّم ْاج َع ْل ُه ِم ْن ُه ْم "(‪.)1‬‬ ‫قَالَ ا ْد ُع ا َ‬

‫اذكر �أمثلة من الواقع يتجلى فيها التو�سل الم�شروع (مثالين لكل نوع)‪.‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬

‫و�إذا عرف � َ�ت التو�س ��ل ال�شرعي و �أدلته ‪ ،‬ف�إن التقرب و التو�سل �إلى اهلل تعالى بال دليل‬ ‫�صحيح يع ّد ابتداع ًا و �إحداث ًا في دين اهلل تعالى‪.‬‬ ‫فالتو�سل البدعي‪ :‬التقرب �إلى اهلل تعالى بما لم ي�شرعه اهلل تعالى‪.‬‬ ‫"م ْن َع ِم َل َع َملاً َل ْي َ�س َع َل ْي ِه �أَ ْم ُر َنا َف ُه َو ر ٌّد "(‪.)2‬‬ ‫يقول النبي ‪َ :‬‬

‫و�أنواع التو�سل البدعي كثيرة نذكر منها ما يلي‪:‬‬ ‫• التو�سل �إلى اهلل تعالى بالجاه‪.‬‬ ‫�أو بجاه غيره ‪ ،‬فه ��ذا تو�سل مبتدع ‪ ،‬لأنه لم‬

‫ك�أن يتو�س ��ل �إل ��ى اهلل بجاه النبي‬ ‫يثبت به الدليل‪.‬‬ ‫• التو�سل �إلى اهلل تعالى بذوات ال�صالحين‪.‬‬ ‫ك�أن يق ��ول مث�ل ً�ا اللهم �إني �أتو�سل بعب ��دك فالن ‪ ،‬فال يجوز ه ��ذا التو�سل ‪ ،‬لعدم‬ ‫ورود الدليل عليه ‪ ،‬فلم يجعل اهلل تعالى التو�سل بال�صالحين �سبب ًا للإجابة ‪ ،‬و لم‬ ‫ي�شرعه لعباده‪.‬‬ ‫(‪� )1‬أخرجه البخاري‪.‬‬ ‫(‪� )2‬أخرجه م�سلم‪.‬‬

‫‪92‬‬


‫م ��ن خالل درا�ستك‪(،‬التو�سل بال�صالحين)‪ ،‬متى يك ��ون م�شروع ًا‪ ،‬ومتى يكون‬ ‫بدعي ًا ؟‬ ‫‪...............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...............................................................................................................................................................‬‬

‫�س‪ :1‬ما المراد بالتو�سل لغة و�شرع ًا ؟‬ ‫�س‪ :2‬مثل لكل نوع من �أنواع التو�سل الم�شروع بمثال ‪.‬‬ ‫�س‪ :3‬حل ��ل التو�س ��ل بالمخلوقين (�أحي ��اء �أو �أم ��وات) من حي ��ث الم�شروعية‬ ‫والبدعية‪.‬‬

‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.........................................................................................................................................................‬‬

‫‪93‬‬

‫الوحدة الثالثة‬

‫‪...............................................................................................................................................................‬‬


‫الف�صل الرابع‬ ‫�شمولية العبادة وقواعدها‬

‫الدر�س العا�شر‪:‬‬

‫�شمولية العبادة‬

‫مدخل‪:‬‬ ‫يت ��م الح ��وار بي ��ن المعلم‬ ‫والطالب‪.‬‬

‫ما تعريف العبادة؟‬ ‫�أمثلة على العبادات الظاهرة والباطنة‪.‬‬

‫�شمولية العبادة‬ ‫نلحظ من خالل تعريف العبادة و�أنواعها �أن العبادة ت�ستوعب كل �أنواع القربات‬ ‫والطاعات التي يحبها اهلل تعالى‪.‬‬ ‫كما �أنها �شاملة لكل �أعمال الم�ؤمن �إذا نوى بها القربة �أو ما يعين عليها ‪ ،‬ف�إن من‬ ‫كان مق�صوده و مراده عبادة اهلل وحده ال �شريك له ‪ ،‬وابتغاء مر�ضاته ‪ ،‬ف�إنه يثاب‬ ‫على المباحات التي يق�صد بها اال�ستعانة على الطاعة كالنفقة و النوم والأكل ونحو‬ ‫ذلك ‪ ،‬فمن �أكل الطيبات بنية اال�ستعانة على عبادة اهلل تعالى وطاعته فهو م�أجور‬ ‫مثاب‪.‬‬ ‫قال النبي ‪َ ":‬ن َف َق ُة ال َّر ُجلِ َع َلى �أَ ْه ِل ِه َي ْحت َِ�س ُب َها َ�ص َد َق ٌة"(‪.)1‬‬ ‫د ّون الحدي ��ث ف ��ي‬ ‫الم�ستطي ��ل ليك ��ون‬ ‫جزء ًا من الدر�س‪.‬‬

‫دليل من ال�سنة يو�ضح �أهمية النية في الأعمال‪.‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬

‫عدد خم�سة �أنواع من المباحات في حياتنا اليومية ‪ ،‬وكيف تكون قربة هلل تعالى ؟‬ ‫ِّ‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬

‫(‪� )1‬أخرجه البخاري وم�سلم‪.‬‬

‫‪94‬‬


‫مفاهيم غير �صحيحة للعبادة‪:‬‬

‫(‪.)2‬‬ ‫�أي في جميع �شرائع الدين ‪ ،‬فال يتركوا منها �شيئ ًا‪.‬‬

‫(‪� )1‬أخرجه م�سلم‪.‬‬ ‫(‪� )2‬سورة اليقرة الآية ‪. 208:‬‬

‫‪95‬‬

‫الوحدة الثالثة‬

‫م ��ن خ�ل�ال ما �سبق عر�ضه يت�ضح لك المعنى ال�صحي ��ح للعبادة ‪ ،‬و�أنها ت�شمل كل‬ ‫ما يحبه اهلل تعالى وير�ضاه من الأقوال والأعمال الم�شروعة في كتابه وعلى ل�سان‬ ‫نبيه ‪.‬‬ ‫تعم جمي ��ع مجاالت الحي ��اة المتنوع ��ة ‪� ،‬سواء العب ��ادات المح�ضة‬ ‫كم ��ا �أن العب ��ادة ّ‬ ‫كال�صالة وال�صيام ‪� ،‬أو غير المح�ضة كالمعامالت والبيع وال�شراء‪� ،‬أو البحث العلمي‬ ‫واالكت�شافات والمخترعات النافعة وغيرها �إذا ق�صد بها وجه اهلل‪.‬‬ ‫و�إذا تقرر ذلك ‪...‬‬ ‫• ف�إن �أقوام ًا يعبدون اهلل تعالى وِفق �أهوائهم ‪َ ،‬ف ُي ِ‬ ‫حدثون عبادات ال دليل عليها‪.‬‬ ‫ك�أن ي�صل ��ون �ص�ل�اة لم ي�أذن بها اهلل تعالى ‪� ،‬أو يذك ��رون اهلل تعالى بما لم ي�شرع‬ ‫وهذا ونحوه من البدع‪.‬‬ ‫ف�إن العبادات توقيفية ‪ ،‬فنقف ونلتزم بما جاء به الدليل ‪ ،‬فال ُيع َب ُد اهلل تعالى �إال‬ ‫بم ��ا �شرع ��ه في كتابه �أو �سنة نبيه ‪ ،‬وما لم يك ��ن م�شروع ًا فهو بدعة مردودة‪،‬‬ ‫"م ْن َع ِم َل َع َملاً َل ْي َ�س َع َل ْي ِه �أَ ْم ُر َنا َف ُه َو ر ٌّد "(‪� ،)1‬أي مردود عليه‬ ‫كما قال النبي ‪َ :‬‬ ‫عمله فال يقبل منه ‪ ،‬فيجب اتباع الر�سول ‪ ،‬وترك الإحداث واالبتداع في دين‬ ‫اهلل تعالى‪.‬‬ ‫• كما انح ��رف �آخرون فح�ص ��روا العبادة ف ��ي ال�شعائر الظاه ��رة كال�صالة والحج‬ ‫ونح ��و ذلك ‪ ،‬و�أق�صوا العبادة عن كثير من ميادين الحياة كالمعامالت وال�سيا�سة‬ ‫واالقت�صاد وغير ذلك ‪ ،‬مع �أن الدين كله عبادة ‪ ،‬وهو ي�ستوعب كل ميادين الحياة‪،‬‬ ‫فيج ��ب عل ��ى الخلق �أن يعبدوا اهلل تعالى و �أن ي�ست�سلموا ل�شرعه في جميع الأمور ‪،‬‬ ‫كما قال �سبحانه‪:‬‬


‫ما عالقة الدين بالمعامالت وال�سيا�سة واالقت�صاد؟‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬

‫�س‪ :1‬هات دلي ًال من ال�سنة يو�ضح �أهمية النية في الأعمال ‪.‬‬ ‫�س‪ :2‬متى يكون النوم و الأكل قربة �إلى اهلل تعالى ؟‬ ‫�س‪ :3‬بم ترد على من �أحدث عبادة جديدة ‪ ،‬مع اال�ستدالل لما تقول ‪.‬‬

‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬

‫‪96‬‬


‫الدر�س الحادي ع�شر‪:‬‬

‫قواعد في العبادة‬

‫مدخل‪:‬‬

‫قواعد في العبادة‬ ‫‪ -1‬كمال المخلوق وعلو منزلته في تحقيق عبوديته هلل تعالى‪.‬‬ ‫فكلم ��ا ازداد العبد تحقيق ًا للعبودي ��ة ازداد كماله وعلت درجته ‪ ،‬فالعبد كلما كان‬ ‫�أذلّ هلل تعالى و�أعظم افتقار ًا �إليه وخ�ضوع ًا له كان �أقرب و�أعز له و�أعظم ل�ش�أنه‪،‬‬ ‫ف�أ�سع ��د الخلق �أعظمهم عبودي ��ة هلل تعالى ‪ ،‬كما هو حال الر�س ��ل عليهم ال�سالم‬ ‫و�أتباعهم‪.‬‬ ‫و�صف اهلل نبيه محمد ًا بالعبودية في مواطن عدة من القر�آن الكريم منها‪:‬‬ ‫�أول �سورة الإ�سراء (‪)...................................................................................................................‬‬ ‫�أول �سورة الكهف (‪)...................................................................................................................‬‬ ‫�أول �سورة الفرقان (‪)....................................................................................................................‬‬ ‫‪ -2‬العبادة تجمع �أمرين‪( :‬كمال الحب) و (كمال الذل)‪.‬‬ ‫فم ��ن �أح � ّ�ب �شيئ ًا ولم يخ�ضع ل ��ه ‪ ،‬لم يكن عابد ًا له ‪ ،‬كما يح ��ب الرجل �صديقه ‪،‬‬ ‫وك ��ذا من خ�ضع لإن�سان مع بغ�ضه ل ��ه ‪ ،‬لم يكن عابد ًا له ‪ ،‬ولهذا ال يكفي �أحدهما‬ ‫في عبادة اهلل تعالى ‪ ،‬بل يجب �أن يكون اهلل تعالى �أحب �إلى العبد من كل �شيء ‪،‬‬ ‫و�أن يكون اهلل تعالى �أعظم عنده من كل �شيء‪.‬‬

‫‪97‬‬

‫د ّون الآيات في الم�ستطيل‬ ‫لتكون جزء ًا من الدر�س‪.‬‬

‫الوحدة الثالثة‬

‫ما تعريف العبادة ؟‬ ‫متى ت�شمل العبادة الأعمال المباحة كالنوم والأكل ؟‬ ‫�أمثلة لعبادات ظاهرة و عبادات باطنة‪.‬‬

‫يت ��م الح ��وار بي ��ن المعلم‬ ‫والطالب‪.‬‬


‫الحب وكمال الذلّ في ال�صالة؟‬ ‫كيف نحقق كمال ّ‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬

‫‪ -3‬كل من ا�ستكبر عن عبادة اهلل تعالى فال بد �أن يعبد غيره‪.‬‬ ‫ب ��ل كلما كان الإن�سان �أعظم ا�ستكبار ًا عن عب ��ادة اهلل تعالى ‪ ،‬كان �أعظم �إ�شراك ًا‬ ‫ب ��اهلل ‪ ،‬فم ��ن لم يكن اهلل معب ��وده ومق�صوده ‪ ،‬فال ب ��د �أن يكون ل ��ه معبود �آخر ‪،‬‬ ‫فق ��د ي�ستعب ��ده الم ��ال ‪� ،‬أو الأوثان ‪ ،‬و نحو ذلك ‪ ،‬فالإن�س ��ان بطبيعته ال يخرج عن‬ ‫العبودي ��ة‪ ،‬ف�إن ��ه مفتقر محت ��اج ‪ ،‬وال بد �أن يق�ص ��د �شيئ ًا و�أن يعتم ��د عليه ‪ ،‬وهذا‬ ‫�أم ��ر �ض ��روري في حق كل �إن�سان ‪ ،‬ف�إن لم يك ��ن اهلل تعالى معبوده والم�ستعان به ‪،‬‬ ‫ف� ��إن معبوده غير اهلل تعالى ‪ ،‬كالأوثان والأ�صنام ‪ ،‬ف�إن من ترك عبادة الرحمن ‪،‬‬ ‫ا�شتغل بعبادة الأوثان ‪ ،‬ومن ترك محبة اهلل تعالى وخوفه ورجاءه ‪ ،‬عوقب بمحبة‬ ‫غير اهلل وخوفه من مال �أو �صاحب جاه ونحوهما‪.‬‬ ‫‪ -4‬العب���ادات القلبي���ة – مث���ل محب���ة اهلل تعال���ى والخ���وف من���ه ورجائ���ه والت���وكل‬ ‫عليه– �أعظم من عبادات الجوارح‪.‬‬ ‫فعبودي ��ة القلب هلل تعالى هي الأ�صل والأ�سا� ��س ‪ ،‬كما قال النبي ‪�" :‬أَ اَل َو�إِ َّن ِفي‬ ‫ال َْج َ�س ِد ُم ْ�ض َغ ًة ِ�إذَ ا َ�ص َل َح ْت َ�ص َل َح ال َْج َ�س ُد ُكلُّ ُه َو�إِذَ ا ف َ​َ�س َد ْت ف َ​َ�س َد ال َْج َ�س ُد ُكلُّ ُه �أَ اَل َو ِه َي‬ ‫ا ْل َق ْل ُب"(‪.)1‬‬ ‫و�إنم ��ا ي�صي ��ر القلب عبد ًا هلل تعالى �إن كان اهلل هو مق�ص ��وده ومراده فيكون مقب ًال‬ ‫على اهلل تعالى معر�ض ًا عما �سواه ‪ ،‬بحيث ال يحب �إال اهلل تعالى ‪ ،‬وال يرجو �إال اهلل ‪،‬‬ ‫وال يخاف �إال اهلل ‪ ،‬كما يكون القلب متوك ًال على اهلل وحده ‪ ،‬متعلق ًا باهلل تعالى‪ ،‬قد‬ ‫ف ّو�ض �أمره �إلى اهلل تعالى ‪ ،‬الذي بيده النفع وال�ضر وحده ‪ ،‬وله الأمر كله‪.‬‬ ‫(‪� )1‬أخرجه البخاري وم�سلم‪.‬‬

‫‪98‬‬


‫حدد جانب العبادة القلبية في ال�صالة ‪ ،‬وبر الوالدين‪.‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.........................................................................................................................................................‬‬

‫‪ -5‬ي�شترط لقبول العبادة �شرطان‪:‬‬ ‫الأول‪� :‬أن تكون خال�صة هلل تعالى‪.‬‬ ‫الثاني‪� :‬أن تكون �صواب ًا على �سنة النبي ‪.‬‬ ‫كما قال تعالى‪:‬‬

‫(‪.)1‬‬

‫وجه اال�ست�شهاد من الآية على �شروط قبول العبادة‪ ،‬مع التو�ضيح بالمثال ‪.‬‬ ‫‪.....................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...........................................................................................................................................‬‬

‫(‪� )1‬سورة الكهف الآية ‪.110:‬‬

‫الوحدة الثالثة‬

‫‪........................................................................................................................................................‬‬

‫‪99‬‬


‫�س‪ :1‬و�صف اهلل تعالى نبيه محمد ًا بو�صف كمال في �أول �سورة الكهف ‪ ،‬فما هذا‬ ‫الو�صف؟ وما هي الآية ؟‬ ‫�س‪ :2‬كيف يتحقق كمال الحب و كمال الذلّ هلل تعالى في تالوة القر�آن الكريم ؟‬ ‫�س‪ :3‬ما �شروط قبول العبادة ؟ مع الأمثلة والتو�ضيح ‪.‬‬

‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬

‫‪100‬‬


‫الوح��دة الرابع��ة‬

‫‪4‬‬

‫توحيد الأ�سماء‬ ‫وال�صفات‬ ‫المحتوى ‪..‬‬

‫ال�صفحة‬

‫الف�صل الأول منهج الم�سلم في الأ�سماء وال�صفات‬

‫الدر�س الأول‪:‬مقدمة و مدخل ‪104 ..................................................‬‬ ‫الدر�س الثاني‪:‬معتقد الم�سلم في �أ�سماء اهلل تعالى و�صفاته ‪107 ...................‬‬ ‫الدر�س الثالث‪:‬قواعد في �أ�سماء اهلل تعالى و�صفاته ‪113 ...........................‬‬

‫الف�صل الثاني الآثار ال�سلوكية المترتبة على الإيمان ب�أ�سماء اهلل تعالى‬

‫الدر�س الرابع‪:‬الآثار ال�سلوكية المترتبة على الإيمان ب�أ�سماء اهلل تعالى(‪115 ....)1‬‬ ‫الدر�س الخام�س‪:‬الآثار ال�سلوكية المترتبة على الإيمان ب�أ�سماء اهلل تعالى(‪118 .)2‬‬


....


‫�أخي الطالب ‪..‬‬ ‫بنهاية هذه الوحدة نتوقع �أن تحقق الأهداف التالية‪:‬‬

‫ ·‬ ‫· ‬

‫قال تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬

‫(‪� )1‬سورة ال�شورى الآية ‪.11:‬‬

‫‪103‬‬

‫الوحدة الرابعة‬

‫ ·‬ ‫· ‬

‫�أن ت�ستنتج معنى توحيد الأ�سماء وال�صفات‪.‬‬ ‫�أن تتعرف على منهج �أهل ال�سنة والجماعة في �إثبات �أ�سماء‬ ‫اهلل تعالى و�صفاته وتعتقده اعتقاد ًا جازم ًا‪.‬‬ ‫�أن ت�ستدل على و�صف �أ�سماء اهلل و�صفاته بالح�سنى والكمال‪.‬‬ ‫�أن تعــدد الآثـار ال�سلوكـية المترتبة على الإيمـان ب�أ�سمــاء اهلل‬ ‫تعالى و�صفاته‪.‬‬


‫الف�صل الأول‬ ‫منهج الم�سلم في الأ�سماء وال�صفات‬

‫الدر�س الأول‪ :‬مقدمة و مدخل‬

‫مدخل‪:‬‬ ‫يت ��م الح ��وار بي ��ن المعلم‬ ‫والطالب‪.‬‬

‫ما �أق�سام التوحيد ؟‬ ‫�أمثلة لأ�سماء اهلل تعالى و�صفاته ‪ ،‬مع الأدلة‪.‬‬

‫توحيد الأ�سماء وال�صفات‬ ‫�إن التالي لكتاب اهلل عز وجل يجد في كثير من الآيات الكريمات ِذكر ا�سم من �أ�سماء‬ ‫اهلل تبارك وتعالى ‪� ،‬أو �صفة من �صفاته‪.‬‬ ‫وكذل ��ك يجد المطالع لل�سنة المطهرة كثير ًا من الأحاديث ال�شريفة ت�شتمل على ذكر‬ ‫ا�سم من �أ�سماء اهلل الح�سنى �أو �صفة من �صفاته العلى‪.‬‬ ‫وكان �أ�صحاب ر�سول اهلل ‪ ،‬يتلون �آيات اهلل عز وجل ‪ ،‬ويتلقون عن ر�سول اهلل‬ ‫�سنته المطهرة‪.‬‬ ‫ونح ��ن نجزم �أنهم كانوا يقر�أون القر�آن ق ��راءة تدبر ‪ ،‬و�أنهم كانوا يفهمون معاني ما‬ ‫يتل ��ون ويقر�أون ‪ ،‬لأنهم يتلونه ليعملوا به ‪ ،‬فيحل ��وا حالله‪ ،‬ويحرموا حرامه ‪ ،‬ويعملوا‬ ‫بمحكمه وي�ؤمنوا بمت�شابهه‪.‬‬ ‫فهم و تدبر ‪ ،‬لأنهم متعبدون بالعمل‬ ‫وكذل ��ك كان تلقيهم ل�سنة ر�سول اهلل ‪ ،‬تلقِّي ٍ‬ ‫بها كما هم متعبدون بالقر�آن‪.‬‬ ‫وم ��ن ذل ��ك �أ�سماء اهلل تعال ��ى و�صفاته ‪ ،‬فهم يثبت ��ون ما ورد في كت ��اب اهلل تعالى �أو‬ ‫عل ��ى ل�س ��ان ر�سوله من �أ�سماء اهلل تعالى و �صفاته ‪ ،‬من غير ت�أويل وال تحريف وال‬ ‫تعطيل‪.‬‬

‫‪104‬‬


‫بالتعاون مع زمالئك ‪ ،‬د ّون ع�شرة �أ�سماء من �أ�سماء اهلل تعالى وع�شر �صفات له‬ ‫�سبحانه ‪ ،‬مع اال�ستدالل من القر�آن الكريم‪.‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬

‫الفرق بين اال�سم وال�صفة‬

‫بالتعاون مع زمالئك ‪ ،‬هات ع�شرة �أ�سماء هلل تعالى وال�صفات الم�شتقة منها ‪،‬‬ ‫وع�شر �صفات ال ي�شتق منها �أ�سماء‪.‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.......................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬

‫‪105‬‬

‫الوحدة الرابعة‬

‫�إن كل ا�س ��م يت�ضمن �صف ��ة ‪ ،‬و ال تتنافى ا�سميته مع و�صفيته فالرحمن ا�سمه تعالى‬ ‫والرحم ��ة �صفت ��ه ‪ ،‬والأ�سماء م�شتقة م ��ن ال�صفات لأن ال�صف ��ات م�صادر الأ�سماء‬ ‫الح�سنى ‪ ،‬فكل ا�سم �صفة ‪ ،‬ولي�س كل �صفة ا�سم ‪ ،‬لأن بع�ض ال�صفات ال ي�شتق منها‬ ‫�أ�سماء كبع�ض ال�صفات الذاتية ـ مث ًال ـ كاليد و العين ‪ ،‬فال ي�ؤخذ منها �أ�سماء‪.‬‬ ‫واال�سم هو‪ :‬ما دلّ على ذات اهلل تعالى ‪ ،‬مع �صفات الكمال القائمة به‪.‬‬ ‫مثل‪( :‬العليم) فهو يدل على ذات اهلل تعالى وعلى ما قام به من العلم‪.‬‬ ‫وال�صفة‪ :‬نعت الكمال القائم بالذات الإلهية‪.‬‬ ‫مثل‪( :‬العلم ‪ ،‬ال�سمع ‪ ،‬الب�صر ‪ ،‬اليد ‪،‬الر�ضا)‪.‬‬ ‫�إذ ًا اال�سم يدل على �أمرين ‪� ،‬أما ال�صفة فال تدل �إال على �أمر واحد‪.‬‬


‫ي ��د ّون التعري ��ف ويك ��ون‬ ‫جزء ًا من الدر�س‪.‬‬

‫من خالل ما �سبق د ّون تعريف ًا لتوحيد الأ�سماء وال�صفات‪.‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................‬‬

‫�س‪ :1‬عرف التوحيد �شرع ًا‪.‬‬ ‫�س‪ :2‬كيف ن�ستدل ب�سورة الفاتحة على �أق�سام التوحيد ؟‬ ‫�س‪ :3‬ق ��ال ابن عمر ‪ -‬ر�ضي اهلل عنه ‪ " -‬كن ��ا ال نتجاوز ع�شر �آيات حتى نعلم‬ ‫فعالم يدل ذلك ؟‬ ‫ما فيهن"‪َ .‬‬

‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬ ‫‪...............................................................................................................................................‬‬ ‫‪...............................................................................................................................................‬‬ ‫‪...............................................................................................................................................‬‬ ‫‪...............................................................................................................................................‬‬ ‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪106‬‬


‫الدر�س الثاني‪ :‬معتقد�أهلال�سنةوالجماعةفي�أ�سماءاهللتعالىو�صفاته‬ ‫مدخل‪:‬‬ ‫ما تعريف توحيد الأ�سماء وال�صفات؟‬ ‫�أمثلة على �أ�سماء هلل تعالى و�صفاته‪.‬‬

‫يتم الحوار بين المعلم‬ ‫والطالب‪،‬‬

‫معتقد �أهل ال�سنة والجماعة في �أ�سماء اهلل تعالى و�صفاته‬ ‫‪� -1‬أنه ��م ي�سمون اهلل بما �سمى به نف�سه في كتابه �أو على ل�سان ر�سوله‬ ‫على ذلك و ال ينق�صون منه‪.‬‬ ‫‪ -2‬و يثبتون هلل عز وجل و ي�صفونه بما و�صف به نف�سه في كتابه �أو على ل�سان ر�سوله‬ ‫من غير تحريف و ال تعطيل ‪ ،‬و من غير تكييف و ال تمثيل‪.‬‬ ‫‪ -3‬و ينفون عن اهلل ما نفاه عن نف�سه في كتابه �أو على ل�سان ر�سوله ‪.‬‬

‫بالتعاون مع زمالئك ‪ ،‬هات ثالث �صفات نفاها اهلل تعالى عن نف�سه ‪ ،‬مع‬ ‫اال�ستدالل من القر�آن الكريم‪.‬‬ ‫‪.............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................................................................................................‬‬

‫وال يتم الإيمان ب�أ�سماء اهلل تعالى عند �أهل ال�سنة والجماعة �إال بثالثة �أركان‪:‬‬

‫• الإيمان باال�سم‪.‬‬ ‫• و بما دل عليه من معنى‪.‬‬ ‫• و بما تعلق به من �أثر‪.‬‬

‫‪107‬‬

‫الوحدة الرابعة‬

‫ال يزيدون‬


‫فالركن الأول‪ :‬وهو الإيمان باال�سم يت�ضمن‪:‬‬

‫‪� -1‬إثبات اال�سم حقيقة هلل ‪ ،‬فهو �سبحانه حي حقيقة ‪ ،‬عليم حقيقة‪.‬‬ ‫‪ -2‬الإيمان ب�أن اهلل �سبحانه و تعالى منزه عن مماثلة المخلوقين ‪ ،‬لقوله تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫‪ -3‬الإيمان ب�أن �أ�سماء اهلل ح�سنى بالغة في الح�سن كماله و غايته ‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)2‬‬ ‫وذلك لأنها مت�ضمنة �صفات الكمال ‪ ،‬فال نق�ص فيها بوجه من الوجوه‪.‬‬

‫و �أما الركن الثاني من �أركان الإيمان باال�سم ‪ ،‬فهو‪ :‬الإيمان بما ّ‬ ‫دل عليه اال�سم‬ ‫من معنى ويت�ضمن‪:‬‬

‫‪ -1‬الإيمان ب�أن للأ�سماء معاني معلومة وا�ضحة ‪ ،‬و�أن لكل ا�سم معنى يخ�صه‪.‬‬ ‫‪ -2‬الإيم ��ان ب�أن �أ�سم ��اء اهلل �أعالم و�أو�صاف ‪ ،‬فهي �أعالم باعتب ��ار داللتها على الذات‪،‬‬ ‫وهي �أو�صاف باعتبار ما دلت عليه من المعاني ‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)3‬‬ ‫(‪.)4‬‬ ‫وقال‪:‬‬ ‫ف�إن الآية الأولى �أثبتت �أن ا�سم اهلل (الرحيم) و في الآية الثانية �أثبتت �صفة الرحمة‬ ‫التي ت�ضمنها ا�سم اهلل (الرحيم)‪.‬‬

‫و �أما الركن الثالث من �أركان الإيمان باال�سم فهو‪ :‬الإيمان بما يتعلق به من‬ ‫�آثار‪:‬‬

‫مثل‪ :‬ا�سم اهلل (الرحيم) مت�ضـمن ل�صـفة الرحمـة ‪ ،‬و يتـعلق به الأثـر الذي ترتب عليه‪.‬‬ ‫قال تعـالى‪:‬‬ ‫(‪)5‬‬ ‫‪ ،‬فاللي ��ل والنه ��ار م ��ن �آث ��ار رحم ��ة اهلل التي ه ��ي �صفته والرحيم الذي هو‬ ‫ا�سمه‪.‬‬

‫(‪� )1‬سورة ال�شورى الآية ‪.11:‬‬ ‫(‪� )2‬سورة الأعراف الآية ‪.180:‬‬ ‫(‪� )3‬سورة يون�س الآية ‪.107:‬‬ ‫(‪� )4‬سورة الكهف الآية ‪.58:‬‬ ‫(‪� )5‬سورة الق�ص�ص الآية ‪.58:‬‬

‫‪108‬‬


‫بالتع ��اون مع زمالئك ‪ ،‬هات خم�سة �أ�سماء من �أ�سماء اهلل الح�سنى له و�صف‬ ‫متع � ٍ�د ‪ ،‬وخم�س ��ة �أخرى لي� ��س لها و�صف متع � ٍ�د مع التو�ضي ��ح واال�ستدالل من‬ ‫القران الكريم �أو ال�سنة المطهرة‪.‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪............................................................................................................................................................‬‬

‫‪..........................................................................................................................................................‬‬

‫المقارنة بين منهج �أهل ال�سنة والجماعة في باب الأ�سماء وال�صفات ‪ ،‬مع‬ ‫�أهل التعطيل‬ ‫�أو ًال ‪� :‬إثبات الأ�سماء وال�صفات هلل تعالى‪:‬‬ ‫ف�أه ��ل ال�سن ��ة والجماعة يجعلون ن�صو�ص الق ��ر�آن الكريم و ال�سن ��ة ال�صحيحة هي‬ ‫الأ�صل في �إثبات الأ�سماء وال�صفات �أو نفيها ‪ ،‬فهي توقيفية بمعنى �أنها متوقفة على‬ ‫الن�ص‪�.‬أم ��ا �أهل التعطيل فيجعلون عقولهم و�آرائهم ه ��ي الأ�صل في �إثبات الأ�سماء‬ ‫وال�صف ��ات �أو نفيه ��ا‪ ،‬فيعر�ضون ن�صو�ص الق ��ر�آن الكريم وال�سن ��ة ال�صحيحة على‬ ‫ال�شب ��ه العقلية‪ ،‬ف�إن وافقت الن�صو�ص ال�شرعية ال�شب ��ه العقلية �أخذوا بها ‪ ،‬و�إن لم‬ ‫توافقها �أعر�ضوا عنها‪.‬‬ ‫مثال‪� :‬صفة (اليدين) للرب تبارك وتعالى‪.‬‬ ‫ف�أه ��ل ال�سن ��ة يثبتون هلل تعالى ه ��ذه ال�صفة حقيقة على الوجه ال ��ذي يليق به تبارك‬ ‫وتعالى ‪ ،‬وذلك لورودها في قوله تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫(‪� )1‬سورة �ص الآية ‪.75 :‬‬

‫‪109‬‬

‫الوحدة الرابعة‬

‫‪............................................................................................................................................................‬‬


‫�أم ��ا �أهل التعطيل فينفون هذه ال�صفة عن ��ه تبارك وتعالى ا�ستناد ًا �إلى ال�شبه العقلية‬ ‫لديهم ‪ ،‬وهي لزوم م�شابهة الخالق بالمخلوق في االت�صاف بهذه ال�صفة‪.‬‬ ‫التعطيــل‪:‬مـــ�أخــ ��وذ مـــ ��ن‬ ‫العطل‪،‬ال ��ذي ه ��و الخل ��و‬ ‫والف ��راغ والتـــ ��رك‪ ،‬ومنــه‬ ‫قولــــ ��ه تعـــــالـــــــى‪(:‬وبئ ��رٍ‬ ‫معطل ٍة)‪،‬والمراد بالتعطيل‬ ‫في باب الأ�سماء وال�صفات‪:‬‬ ‫ه ��و �إن ��كار م ��ا �أثب ��ت اهلل‬ ‫لنف�ســ ��ه مـــ ��ن الأ�سمــــ ��اء‬ ‫وال�صف ��ات‪� ،‬سواء كان كلي ًا‬ ‫�أو جزئي ًا‪،‬و�سواء كان ذلك‬ ‫بتحريف �أو بجحود‪.‬‬

‫(‪� )1‬سورة ال�شورى الآية ‪.11:‬‬ ‫(‪� )2‬سورة طه الآية ‪.5:‬‬

‫ثانياً‪ :‬تنزيه اهلل تبارك وتعالى عن مماثلة المخلوق‪:‬‬ ‫ف�أه ��ل ال�سنة والجماعة ينزهون الخالق تبارك وتعالى عن مماثلة المخلوقين ‪ ،‬لقوله‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫وي�صفون الخالق ب�صفات الكم ��ال والجالل التي تقطع �إيهام الم�شابهة بالمخلوقين‪،‬‬ ‫ث ��م �إن ��ه �سبحانه لم يطلع �أحد ًا من خلقه على كيفي ��ة �صفاته ‪ ،‬ولم يرد في الن�صو�ص‬ ‫ال�شرعي ��ة م ��ا يدل على كيفي ��ة ال�صف ��ات ‪ ،‬ولم يكلفن ��ا اهلل عز وج ��ل بمعرفة كيفية‬ ‫ال�صف ��ات و�إنما �أمرنا بالإيمان بها ‪ ،‬لذا يل ��زم الإيمان بها وتنزيه الخالق عن مماثلة‬ ‫المخلوقي ��ن �أما �أهل التعطي ��ل ف�إنهم توهموا من �أ�سم ��اء اهلل و �صفاته التمثيل فنفوا‬ ‫تلك ال�صفات‪.‬‬ ‫مثال‪� :‬صفة (اال�ستواء على العر�ش) ف�أهل ال�سنة والجماعة يثبتون هلل تعالى ا�ستواءه‬ ‫على عر�شه ا�ستواء حقيقي ًا يليق بجالله وعظمته‪ ،‬لقوله تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)2‬‬ ‫�أم ��ا �أه ��ل التعطيل فينف ��ون هذه ال�صف ��ة ‪ ،‬لأن فيها كم ��ا يزعمون م�شابه ��ة با�ستواء‬ ‫المخلوقي ��ن ‪ -‬تعال ��ى اهلل عما يقول ��ون علو ًا كبير ًا ‪ ، -‬ففروا م ��ن الت�شبيه و وقعوا في‬ ‫التعطيل‪.‬‬

‫‪110‬‬


‫�س‪ :1‬ما �أركان الإيمان ب�أ�سماء اهلل تعالى عند �أهل ال�سنة والجماعة ؟‬ ‫�س‪ :2‬ق ��ارن بين منهج �أه ��ل ال�سنة والجماعة في �إثب ��ات الأ�سماء وال�صفات وبين‬ ‫�أهل التعطيل ‪ ،‬مع المثال‪.‬‬

‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬

‫‪111‬‬

‫الوحدة الرابعة‬

‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬


‫الدر�س الثالث‪ :‬قواعد في �أ�سماء اهلل تعالى و�صفاته‬

‫مدخل‪:‬‬ ‫يت ��م الح ��وار بي ��ن المعلم‬ ‫والطالب‪،‬‬

‫المقارنة بين �أهل ال�سنة و�أهل التعطيل في باب الأ�سماء وال�صفات مع التمثيل‪.‬‬

‫قواعد في �أ�سماء اهلل تعالى و�صفاته‬ ‫(‪ )1‬و�صفـاتـه‬ ‫‪� -1‬أ�سماء اهلل تعالى كلها ح�سنى لقوله تعالى ‪:‬‬ ‫�سبحانه كلها �صفات كمال ال نق�ص فيها بوجه من الوجوه ‪ ،‬كالحياة والعلم‪.‬‬ ‫(الح�سنى)‪ :‬على‬ ‫معنى ُ‬ ‫وزن ُف ْع َل ��ى ‪� ،‬أي البالغ ��ة‬ ‫في الح�سن غايته‪.‬‬

‫وه���ي �أ�سماء و�صف���ات بالغة في الح�سن غايته ‪ ،‬ووجه الح�سن في �أ�سماء اهلل‬ ‫تعالى من وجهين‪:‬‬ ‫�أ‪ -‬لداللته ��ا على م�سمى اهلل ‪ ،‬فكانت ُح�سنى لداللته ��ا على �أح�سن و �أعظم و �أجل‬ ‫و�أقد�س ُم�سمى وهو اهلل عز و جل‪.‬‬ ‫ب‪ -‬لأنه ��ا مت�ضمن ��ة ل�صفات كاملة ال نق� ��ص فيها بوجه من الوج ��وه ال احتما ًال و ال‬ ‫تقدير ًا‪.‬‬ ‫يق ��ول اب ��ن القيم‪�( :‬أ�سماء الرب تبارك و تعالى دالة على �صفات كماله ‪ ،‬فهي م�شتقة‬ ‫م ��ن ال�صفات ‪ ،‬فهي �أ�سماء و هي �أو�صاف ‪ ،‬وبذلك كانت ُح�سنى ‪� ،‬إذ لو كانت �ألفاظ ًا‬ ‫ال معاني فيها لم تكن ح�سنى و ال كانت دالة على مدح و كمال)‪.‬‬

‫بالتع ��اون م ��ع زمالئك ‪ ،‬اذكر ثالث �آيات من القر�آن الكري ��م ورد فيها و�صف �أ�سماء‬ ‫اهلل �سبحانه بالح�سنى‪.‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬

‫(‪�)1‬سورة الأعراف الآية ‪.180:‬‬

‫‪112‬‬


‫‪ -2‬و�صفات اهلل تعالى كلها �صفات كمال ال نق�ص فيها بوجه من الوجوه كالحياة و العلم‬ ‫و القدرة و ال�سمع والب�صر وقد دلَّ على هذا ‪ :‬ال�سمع و العقل و الفطرة‪:‬‬ ‫�أما ال�سمع‪ :‬فمنه قوله تعالى‪:‬‬

‫ار�سم �شك ًال يعبر عن �أدلة كمال �صفات اهلل تعالى‪.‬‬

‫(‪� )1‬سورة النحل الآية ‪.60:‬‬ ‫(‪� )2‬سورة الأحقاف الآية ‪.5:‬‬

‫‪113‬‬

‫الوحدة الرابعة‬

‫(‪.)1‬‬ ‫والمثل الأعلى هو الو�صف الأعلى‪.‬‬ ‫و �أم ��ا العق ��ل‪ :‬فوجهه �أن كل موجود حقيقة ‪ ،‬فال بد �أن تكون له �صفة‪� .‬إما �صفة كمال‬ ‫و�إما �صفة نق�ص‪.‬‬ ‫و �صفة النق�ص باطلة بالن�سبة �إلى الرب �سبحانه وتعالى الكامل الم�ستحق للعبادة وحده‪،‬‬ ‫و لهذا �أظهر اهلل تعالى بطالن �ألوهية الأ�صنام بات�صافها بالنق�ص و العجز‪.‬‬ ‫قال تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)2‬‬ ‫ث ��م �إنه ق ��د ثبت بالح�س و الم�شاهدة �أن للمخلوق �صف ��ات كمال ‪ ،‬وهي من اهلل تعالى‬ ‫فمعطي الكمال �أولى به‪.‬‬ ‫و �أم ��ا الفط ��رة‪ :‬ف�ل��أن النفو�س ال�سليمة مجبول ��ة مفطورة على محب ��ة اهلل و تعظيمه‬ ‫و عبادت ��ه ‪ ،‬و ه ��ل تح ��ب و تعظم �إال من علم ��ت �أنه مت�صف ب�صف ��ات الكمال الالئقة‬ ‫بربوبيته و�ألوهيته ؟!!‬


‫بالح�سنى ‪.‬‬ ‫�س‪ :1‬ا�ستدل من القر�آن الكريم على و�صف �أ�سماء اهلل تعالى ُ‬ ‫�س‪ :2‬كيف يدل العقل على كمال �صفات اهلل تعالى ؟‬ ‫�س‪ :3‬كيف تكون الفطرة دلي ًال على كمال �صفات اهلل تعالى ؟‪.‬‬

‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬ ‫‪.....................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬

‫‪114‬‬


‫الف�صل الثاني‬ ‫الآثار ال�سلوكية المترتبة على الإيمان ب�أ�سماء الله تعالى‬

‫الدر�س الرابع‪:‬‬

‫الآثارال�سلوكيةالمترتبةعلىالإيمانب�أ�سماءاهللتعالىو�صفاته(‪)1‬‬ ‫مدخل‪:‬‬ ‫ق ��ال تعال ��ى } ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ‬ ‫ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ {(‪.)1‬‬

‫يت ��م الح ��وار بي ��ن المعلم‬ ‫والطالب ‪ ،‬وتد ّون النتائج‬ ‫على ال�سبورة‪.‬‬

‫الوحدة الرابعة‬

‫الآثار ال�سلوكية المترتبة على الإيمان ب�أ�سماء اهلل تعالى و�صفاته‬ ‫�إن للتعبد بالأ�سماء و ال�صفات �آثار ًا كثيرة على قلب العبد و عمله ‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫‪ -1‬محبة اهلل تعالى‪:‬‬ ‫ف� ��إن من ت�أمل �أ�سماء اهلل و �صفات ��ه ا�ست�شعر كماله وعظمته وتعلق قلبه بها محبة‬ ‫و�إجـــ�ل� ً‬ ‫اال ‪ ،‬واهلل تعـالى فطـر القلـوب عـلى محـبة المح�سن الكامـل فـي �أو�صافـــــه‬ ‫و �أخالقه ‪ ،‬فمن المعلوم �أنه ال �أحد �أعظم �إح�سان ًا منه �سبحانه و تعالى ‪ ،‬و ال �شيء‬ ‫�أكم ��ل من ��ه و ال �أجمل ‪ ،‬فكل كمال و جمـال فـي المخلـ ��وق مـن �آثار ُ�صنعـه �سبحانه‬ ‫و تعال ��ى ‪ ،‬و�إذا كان الكمال محبوب ًا لذاته و نف�سه َو َج َب �أن يكون اهلل هو المحبوب‬ ‫لذات ��ه و �صفاته ‪� ،‬إذ ال �ش ��يء �أكمل منه ‪ ،‬وكل ا�سم من �أ�سمائه و �صفة من �صفاته‬ ‫و�أفعاله دالة عليه‪.‬‬ ‫‪ -2‬التعظيم و ّ‬ ‫الذل‪:‬‬ ‫من تحقق بمعاني الأ�سماء و ال�صفات �شهد قلبه عظمة اهلل تعالى ‪ ،‬فازداد تذللاً‬ ‫ل ��ه وتعظيم ًا ‪ ،‬ولذا و�صف اهلل تعالى نبيه محمد ًا بالعبودية المت�ضمنة التذلل هلل‬ ‫تعالى وتعظيمه فقال �سبحانه‪:‬‬ ‫(‪.)2‬‬ ‫(‪� )1‬سورة الأعراف الآية ‪.180:‬‬ ‫(‪� )2‬سورة الإ�سراء الآية ‪.1:‬‬

‫‪115‬‬


‫‪ -3‬الدعاء‪:‬‬ ‫�إن م ��ن ت�أمل �أ�سماء اهلل و �صفاته ف�إنها بال �ش ��ك �ستقوده �إلى �أن يت�ضرع �إلى اهلل‬ ‫بالدعاء و يبتهل �إليه بالرجاء ‪ ،‬فمن ت�أمل قرب اهلل تعالى من عبده الم�ؤمن ‪ ،‬و�أن‬ ‫اهلل تعالى هو القريب المجيب والبر الرحيم و المح�سن الكريم ف�إن ذلك �سيفتح‬ ‫ل ��ه باب الرجاء و�إح�سان الظن باهلل و�سيدفع ��ه �إلى االجتهاد في الدعاء والتقرب‬ ‫�إلى اهلل به‪.‬‬

‫عدد خم�س ًا من �أ�سماء اهلل تعالى ‪ ،‬ثم ب ّين �أثر الإيمان بها‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫‪.........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................................................................................‬‬

‫‪ -4‬قال ‪�ِ ":‬إ َّن لهلِ ِ ِت ْ�س َع ًة َو ِت ْ�س ِع َين ْا�س ًما ِم َئ ًة ِ�إ اَّل َو ِاح ًدا َم ْن �أَ ْح َ�ص َاها َدخَ َل ا ْل َج َّن َة" (‪.)1‬‬ ‫ومعنى الإح�صاء هنا ي�شمل‪:‬‬ ‫• الإح�صاء النظري‪ :‬المتمثل في العلم بها ‪ ،‬وحفظها و حفظ الن�صو�ص الدالة‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫• الإح�ص���اء الفقه���ي‪ :‬المتمث ��ل في ت�أملها وفهم معانيه ��ا ومدلوالتها ‪ ،‬والإيمان‬ ‫ب�آثارها‪.‬‬ ‫• الإح�صاء العملي‪ :‬الذي هو العمل بمقت�ضاها ودعاء اهلل بها‪.‬‬ ‫وهذا يدعونا �إلى بيان �أن �أ�سماء اهلل غير مح�صورة بعدد معين لقوله عليه ال�صالة‬ ‫وال�س�ل�ام‪�( :‬أ�س�أل ��ك بكل ا�سم هو لك �س ّميت به نف�س ��ك ‪� ،‬أو �أنزلته في كتابك ‪� ،‬أو‬ ‫علمت ��ه �أحد ًا من خلقك ‪� ،‬أو ا�ست�أثرت به في عل ��م الغيب عندك) وما ا�ست�أثر اهلل‬ ‫تعالى به في علم الغيب ال يمكن �أحد ًا ح�ص ُره وال الإحاطة به‪.‬‬ ‫(‪ )1‬متفق عليه‪.‬‬

‫‪116‬‬


‫يعم ��د بع�ض النا�س �إلى تعليق لوحة مكتوب عليها حديث النبي ‪�ِ " :‬إ َّن لهلِ ِ ِت ْ�س َع ًة‬ ‫ا�س ًما ِما َئ ًة ِ�إ اَّل َو ِاح ًدا َم ْن َ�أ ْح َ�ص َاها َدخَ َل ال َْج َّن َة"‪ ،‬ثم ي�سرد ت�سعة وت�سعين‬ ‫َو ِت ْ�س ِعي � َ�ن ْ‬ ‫ا�سم من �أ�سماء اهلل تعالى ‪ ،‬ناق�ش هذا المو�ضوع‪.‬‬ ‫‪.....................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...‬‬

‫�س‪ :2‬ناق�ش �أثر الإيمان بالأ�سماء وال�صفات على دعاء العبد لربه ‪.‬‬ ‫ا�س ًم ��ا ِما َئ� � ًة �إِ اَّل َو ِاح ًدا َم � ْ�ن �أَ ْح َ�ص َاها َدخَ َل‬ ‫�س‪ :3‬ق ��ال ‪�":‬إِ َّن لهلِ ِ ِت ْ�س َع� � ًة َو ِت ْ�س ِعي � َ�ن ْ‬ ‫ال َْج َّن َة"(‪ .)1‬فما معنى الإح�صاء مع التو�ضيح؟‬

‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................‬‬

‫(‪ )1‬متفق عليه‪.‬‬

‫‪117‬‬

‫الوحدة الرابعة‬

‫�س‪ :1‬ما �آثار التعبد ب�أ�سماء اهلل تعالى و�صفاته على قلب العبد وعمله ؟‬


‫الدر�س الخام�س‪:‬‬

‫الآثار ال�سلوكية المترتبة على الإيمان ب�أ�سماء اهلل تعالى و�صفاته(‪)2‬‬

‫مدخل‪:‬‬ ‫يت ��م الح ��وار بي ��ن المعلم‬ ‫والطالب‪.‬‬

‫ما �آثار التعبد ب�أ�سماء اهلل تعالى و�صفاته على قلب العبد وعمله؟‬ ‫ا�س ًما ِما َئ ًة ِ�إ اَّل َو ِاح � ً�دا َم ْن �أَ ْح َ�ص َاها َدخَ َل ال َْج َّن َة"(‪.)1‬‬ ‫ق ��ال ‪�":‬إِ َّن لهلِ ِ ِت ْ�س َع ًة َو ِت ْ�س ِع َ‬ ‫ين ْ‬ ‫فما معنى الإح�صاء مع التو�ضيح؟‬

‫الآثار ال�سلوكية المترتبة على الإيمان ب�أ�سماء اهلل تعالى و�صفاته‬ ‫(ال�سميع والب�صير)‬ ‫ك ��ي تتج ّلى الآثار ال�سلوكية على الإيمان ب�أ�سماء اهلل تعالى و�صفاته ‪ ،‬نورد مثالين‬ ‫ب�شيء من التف�صيل‪.‬‬

‫�أو ًال‪ :‬ال�سميع‪:‬‬

‫معنى اال�سم في حق اهلل‪:‬‬ ‫• ال�سميع لما ينطق به خلقه من قول ولكل الم�سموعات ‪.‬‬ ‫• ال�سميع‪ :‬الم�ستجيب لعباده �إذا توجهوا �إليه بالدعاء وت�ضرعوا‪.‬‬ ‫وال تنافي بين المعاني ال�سابقة ‪ ،‬وينبغي على الم�سلم‪:‬‬ ‫‪� -1‬إثبات �صفة ال�سمع له �سبحانه وتعالى كما و�صف اهلل عز و جل نف�سه بذلك‪.‬‬ ‫‪� -2‬أن �سمع اهلل تبارك و تعالى لي�س ك�سمع �أحد من خلقه‪.‬‬ ‫‪ -3‬ورد اال�سم مقرون� � ًا بغيره من الأ�سماء كقوله‪�( :‬سميع عليم) (�سميع قريب) ‪،‬‬ ‫وهي تدل على الإحاطة بالمخلوقات كلها ‪ ،‬و�أن اهلل محيط بها ‪ ،‬ال يفوته �شيء‬ ‫منها وال يخفى عليه ‪ ،‬بل الجميع تحت �سمعه و ب�صره و علمه‪.‬‬ ‫وقد ورد اال�سم في الكتاب العزيز خم�س ًا و�أربعين مرة‪.‬‬ ‫(‪ )1‬متفق عليه‪.‬‬

‫‪118‬‬


‫بالتع ��اون م ��ع زمالئ ��ك ‪ ،‬ه ��ات خم�س �آي ��ات من الق ��ر�آن الكري ��م ورد فيه ��ا ا�سم‬ ‫(ال�سميع)‪.‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬

‫ثانياً‪ :‬الب�صير‪:‬‬

‫وورد هذا اال�سم في القر�آن اثنتين و �أربعين مرة‪.‬‬

‫بالتع ��اون م ��ع زمالئ ��ك ‪ ،‬ه ��ات خم�س �آي ��ات من الق ��ر�آن الكري ��م ورد فيه ��ا ا�سم‬ ‫(الب�صير)‪.‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬

‫‪119‬‬

‫الوحدة الرابعة‬

‫معنى اال�سم في حق اهلل‪:‬‬ ‫• �أن ��ه �سبحانه ذو �إب�صار بما يعمل الخلق ‪ ،‬ال يخفى عليه �شيء من �أعمالهم ‪ ،‬بل هو‬ ‫بجميعها محيط‪ ،‬ولها حافظ ذاكر‪.‬‬ ‫• �أنه �سبحان ��ه عليم بمن ي�ستحق الهداية ممن ي�ستحق ال�ضاللة ‪ ،‬وهو الذي ال ُي�س�أل‬ ‫عما يفعل وهم ُي�س�ألون ‪ ،‬وما ذلك �إال لحكمته و رحمته‪.‬‬ ‫وينبغي على الم�سلم‪:‬‬ ‫‪� -1‬إثبات �صفة الب�صر له جل �ش�أنه ‪ ،‬لأنه و�صف نف�سه بذلك وهو �أعلم بنف�سه ‪ ،‬و�صفة‬ ‫الب�ص ��ر من �صفات الكمال ك�صفة ال�سم ��ع ‪ ،‬فالمت�صف بهما �أكمل ممن ال يت�صف‬ ‫بذلك‪.‬‬ ‫‪� -2‬أن اهلل تبارك وتعالى ب�صير ب�أحوال عباده خبير بها ب�صير بمن ي�ستحقها‪.‬‬


‫�آثار الإيمان با�سمي (ال�سميع والب�صير)‪:‬‬ ‫‪ -1‬الخ ��وف من اهلل تعالى ‪ ،‬فه ��و �سبحانه ي�سمع ما نقول‪ ،‬وي ��رى ما نعمل‪ ،‬وال يخفى‬ ‫علي ��ه �شيء في الأر�ض وال في ال�سماء ‪ ،‬مما يكون باعث ًا على تجنب مع�صيته خوف ًا‬ ‫من عقابه‪.‬‬ ‫‪ -2‬الرج ��اء ‪ ،‬فاهلل �سبحانه وتعالى يرى وي�سم ��ع �أعمالنا و�أقوالنا ‪ ،‬فيكون ذلك باعث ًا‬ ‫على الجد في الطاعة رجاء ثوابه �سبحانه‪.‬‬ ‫‪ -3‬مراقب ��ة اهلل تعالى وهو الإح�سان ال ��ذي ورد ذكره في حديث جبريل عليه ال�سالم‬ ‫(‪)1‬‬ ‫«�أن تعبد اهلل ك�أنك تراه ف�إن لم تكن تراه ف�إنه يراك»‪.‬‬

‫كيف تتحقق العبودية هلل تعالى في الإيمان با�سم اهلل تعالى (ال�سميع)؟‬ ‫‪........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................‬‬

‫�ضع خطوات عملية ليتجنب الم�سلم مع�صية اهلل تعالى من خالل �إيمانه‬ ‫با�سم (الب�صير)‪.‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................‬‬

‫(‪ )1‬رواه م�سلم‬

‫‪120‬‬


‫�س‪ :1‬ما معنى ا�سم (ال�سميع) في حق اهلل تعالى ؟‬ ‫�س‪ :2‬ما �آثار الإيمان با�سم اهلل تعالى (ال�سميع) ؟‬ ‫�س‪ :3‬كي ��ف يتجن ��ب الم�سل ��م مع�صي ��ة اهلل ع ��ز وج ��ل م ��ن خ�ل�ال �إيمان ��ه با�س ��م‬ ‫(الب�صير)؟‬

‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬

‫‪121‬‬

‫الوحدة الرابعة‬

‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬


....


‫الوح��دة الخام�س��ة‬

‫‪5‬‬

‫�أقوال و�أفعال‬ ‫تنافي التوحيد‬ ‫المحتوى ‪..‬‬ ‫الف�صل الأول‬

‫الكفر وال�شرك والنفاق‬

‫الف�صل الثاني‬

‫من نواق�ض التوحيد‬

‫ال�صفحة‬

‫الدر�س الأول‪:‬الكفر و�أق�سامه ‪126 ................................................‬‬ ‫الدر�س الثاني‪:‬ال�شرك و�أق�سامه ‪130 .............................................‬‬ ‫الدر�س الثالث‪:‬النفاق و�أق�سامه ‪134 .............................................‬‬

‫الدر�س الرابع‪:‬دعاء غير اهلل تعالى‪138 ...........................................‬‬ ‫الدر�س الخام�س‪:‬ال�سحر وما يلحق به‪142 ........................................‬‬ ‫الدر�س ال�ساد�س‪:‬اال�ستهزاء بالدين‪146 ...........................................‬‬ ‫الدر�س ال�سابع‪:‬الحكم بغير ما �أنزل اهلل تعالى‪150 ...............................‬‬ ‫الدر�س الثامن‪:‬مواالة الكافرين‪155 ..............................................‬‬

‫‪123‬‬


....


‫�أخي الطالب ‪..‬‬ ‫بنهاية هذه الوحدة نتوقع �أن تحقق الأهداف التالية‪:‬‬

‫‪125‬‬

‫الوحدة الخام�سة‬

‫ ·‬ ‫· ‬ ‫· ‬ ‫· ‬ ‫· ‬ ‫· ‬ ‫· ‬ ‫· ‬ ‫· ‬

‫�أن تتعرف على معنى الكفر و�أق�سامه‪.‬‬ ‫�أن تتعرف على معنى ال�شرك و�أق�سامه‪.‬‬ ‫�أن تتعرف على معنى النفاق و �أق�سامه‪.‬‬ ‫�أن تفرق بين الكفر وال�شرك والنفاق‪.‬‬ ‫�أن ت�ستنتج حكم دعاء غير اهلل تعالى‪.‬‬ ‫�أن ت�ستنتج حكم ال�سحر وما يلحق به‪.‬‬ ‫�أن ت�ستنتج حكم اال�ستهزاء بالدين‪.‬‬ ‫�أن تتعرف على معنى الحكم بغير ما �أنزل اهلل تعالى‪ ،‬و�أثره في التوحيد‪.‬‬ ‫�أن ت�ستنتج حكم مواالة الكافرين‪.‬‬


‫الف�صل الأول‬ ‫الكفر وال�شرك والنفاق‬

‫الدر�س الأول‪ :‬الكفر و�أق�سامه‬

‫مدخل‪:‬‬ ‫يت ��م الح ��وار بي ��ن المعلم‬ ‫والطالب‪.‬‬

‫تعريف التوحيد‪.‬‬ ‫�أمثلة على توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأ�سماء وال�صفات‪.‬‬ ‫لماذا ندر�س الأقوال والأفعال التي تنافي التوحيد؟‬

‫مقدمة‬ ‫�إن عل ��ى م ��ن تع ّلم التوحيد ‪� ،‬أن يهتم بالتع ّرف على ما يناق�ض هذا التوحيد ويهدمه ‪،‬‬ ‫�أو ينافيه وينق�صه من �أنواع االنحراف عن عقيدة التوحيد ‪ ،‬وذلك لأمور منها‪:‬‬ ‫• لئال يقع في �شيء مما يناق�ض التوحيد‪.‬‬ ‫• ا�ستبان ��ة �سبيل الزائغين عن توحيد اهلل تعالى‪ ،‬مخافة �سلوك طريقهم‪ ،‬قال اهلل‬ ‫عز وجل‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫• دع ��وة ومنا�صح ��ة من وقع في مثل هذه الأنواع م ��ن االنحراف ‪ ،‬لأن منهم من هو‬ ‫جاهل بالحكم ‪ ،‬ومنهم من �أ�سلم حديث ًا ‪ ،‬ومنهم من لم يبلغه الحكم ‪ ،‬وال�شخ�ص‬ ‫ال ��ذي ق ��ارف الكفر �أو ال�ش ��رك ال ُيحكم بكفره مطلق ًا حت ��ى تجتمع فيه ال�شروط‬ ‫وتنتف ��ي الموان ��ع ‪ ،‬فمن تل ��ك ال�شروط‪ :‬قي ��ام الحجة عل ��ى من تل ّب� ��س بالكفر �أو‬ ‫ال�ش ��رك‪ ،‬ب�أن تبلغه دعوة التوحيد وما ي�ضادها ‪ ،‬فال ُيكفّر ال�شخ�ص �إال �إذا كانت‬ ‫الحجج ال�شرعية قد بلغته ‪ ،‬كما قال تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)2‬‬

‫(‪� )1‬سورة الأنعام الآية ‪.55:‬‬ ‫(‪� )2‬سورة الأنعام الآية ‪.19:‬‬

‫‪126‬‬


‫بالتعاون مـع زمـالئـك ‪ ،‬ب ِّيـن دور الطالـب فـي ن�شـر التوحيـد والتحذيـر ممــا ينافيـه‬ ‫و يناق�ضه ‪( .‬خطوات عملية)‪.‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬

‫الكفر و�أق�سامه‬ ‫المراد بالكفر لغة‪ :‬ال�ستر و التغطية‪.‬‬ ‫و�أما معنى الكفر �شرعاً فهو على نوعين‪:‬‬

‫وكفر ال�شك و الظن كما جاء في قوله تعالى‪:‬‬

‫(‪.)2‬‬

‫(‪� )1‬سورة العنكبوت الآية ‪.68:‬‬ ‫(‪� )2‬سورة الكهف الآيات ‪.38-35:‬‬

‫‪127‬‬

‫الوحدة الخام�سة‬

‫‪ -1‬الكف���ر الأكب���ر‪ :‬وهـ ��و عـدم الإيمـان ‪� ،‬سوا ًء كان تكـذيب ًا ‪� ،‬أو �شك ًا و ظن ًا ‪� ،‬أو �إبـا ًء‬ ‫و ا�ستكبار ًا ‪� ،‬أو نفاق ًا ‪� ،‬أو �إعرا�ض ًا‪.‬‬ ‫وتف�صيله على ما يلي‪:‬‬ ‫كفر التكذيب هو المذكور في قوله تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬


‫ودليل كفر الإباء و اال�ستكبار‪.‬‬ ‫يتم الن�ش ��اط على طريقة‬ ‫الم�سابقة بين الطالب‪.‬‬ ‫____‬ ‫ارج ��ع ال ��ى الم�صح ��ف‪،‬‬ ‫وابح ��ث ع ��ن الآي ��ات‬ ‫المنا�سب ��ة ‪ ،‬ث ��م دونها في‬ ‫الم�ستطي ��ل ‪ ،‬لتكون جزء ًا‬ ‫من الدر�س‪.‬‬

‫(�سورة البقرة)‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬

‫و �أما كفر الإعرا�ض‪.‬‬ ‫(�سورة النور)‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬

‫و الدليل على كفر النفاق‪.‬‬ ‫(�سورة المنافقون)‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬

‫‪ -2‬الكفر الأ�صغر‪ :‬وهو الذنوب التي ورد ت�سميتها في الكتاب و ال�سنة كفر ًا ولم ت�صل‬ ‫�إلى حد الكفر الأكبر المخرج من الملة‪.‬‬ ‫مثل ‪ :‬قتال الم�سلم ‪ ،‬كما جاء في قوله‬

‫(‪� )1‬أخرجه البخاري و م�سلم‪.‬‬

‫‪128‬‬

‫ِ‬ ‫اب ا ْل ُم ْ�س ِل ِم ُف ُ�سو ٌق َو ِقتَا ُل ُه ُك ْف ٌر" (‪.)1‬‬ ‫‪�":‬س َب ُ‬


‫من خالل درا�ستك لأق�سام الكفر ‪ ،‬والأدلة عليها قارن بين من وقع في الكفر‬ ‫الأكبر ‪ ،‬ومن وقع في الكفر الأ�صغر فيما يلي‪:‬‬

‫الكفر الأكبر‬

‫الكفر الأ�صغر‬

‫بقا�ؤه في‬ ‫الإ�سالم‬ ‫م�آله‬ ‫يوم القيامة‬ ‫الأعمال ال�صالحة‬ ‫التي عملها‬

‫�س‪ :2‬قارن بين الكفر الأكبر والكفر الأ�صغر ‪.‬‬ ‫�س‪ :3‬لماذا يتعين على الم�سلم تعلم ما ينافي التوحيد ؟‬

‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬ ‫‪.........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.........................................................................................................................................................‬‬

‫‪129‬‬

‫الوحدة الخام�سة‬

‫�س‪ :1‬عرف الكفر الأكبر والكفر الأ�صغر �شرع ًا ‪.‬‬


‫الدر�س الثاني‪ :‬ال�شرك و�أق�سامه‬

‫مدخل‪:‬‬ ‫يتم الحوار بين المعلم‬ ‫والطالب‪.‬‬

‫ما تعريف الكفر الأكبر مع اال�ستدالل؟‬ ‫فائدة تعلم ما ينافي التوحيد‪.‬‬

‫ال�شرك و�أق�سامه‬ ‫ال�شرك ق�سمان‪:‬‬

‫‪ -1‬ال�شرك الأكبر‪ :‬و تعريفه ب�إيجاز ‪� :‬أن يجعل العبد هلل �شريك ًا في ربوبيته و�أ�سمائه‬ ‫و�صفاته و�إلهيته‪.‬‬ ‫وعند التف�صيل فال�شرك الأكبر في الربوبية مثل‪:‬‬ ‫• �أن يعتقد �أن النفع و ال�ضر ‪� ،‬أو الخلق ‪� ،‬أو الرزق لغير اهلل تعالى‪.‬‬ ‫• �أو ي�ص ��ف مخلوق� � ًا ب�صف ��ات اهلل تعالى المخت�صة به �سبحان ��ه ‪ ،‬كعلم الغيب �أو‬ ‫الت�صرف في الكون و تدبيره‪.‬‬ ‫قال ع ّز و ج ّل‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫راجع ال�سورة ود ّون الآية‬ ‫في المكان المخ�ص�ص‪.‬‬

‫دليل �آخر من القر�آن الكريم (�سورة الجن)‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬

‫الُ َّم َة َل ْو ْاج َت َم َع ْت‬ ‫ومن و�صايا ر�سول اهلل البن عبا�س ر�ضي اهلل عنهما‪َ " :‬و ْاع َل ْم �أَ َّن ْ أ‬ ‫�وك ِب�شَ ْي ٍء َل ْم َي ْن َف ُع � َ‬ ‫َع َل ��ى �أَ ْن َي ْن َف ُع � َ‬ ‫هلل َل َك َو َل� � ْو ْاج َت َم ُعوا َع َلى َ�أ ْن‬ ‫�وك �إِ اَّل ِب�شَ ْي ٍء َق ْد َك َت َب ُه ا ُ‬ ‫وك ِب�شَ ْي ٍء َل ْم َي ُ�ض ُّر َ‬ ‫َي ُ�ض ُّر َ‬ ‫هلل َع َل ْي َك "(‪.)2‬‬ ‫وك �إِ اَّل ِب�شَ ْي ٍء َق ْد َك َت َب ُه ا ُ‬ ‫(‪� )1‬سورة النمل الآية ‪.65:‬‬ ‫(‪� )2‬أخرجه �أحمد والترمذي‪.‬‬

‫‪130‬‬


‫و �أم ��ا ال�شرك الأكبر في الإلهية ‪ :‬فهو �أن ي�صرف ال�شخ�ص عبادة من العبادات لغير‬ ‫اهلل تعال ��ى ‪ ،‬ف ��كل ما ثبت بالأدل ��ة �أنه عبادة ‪ ،‬ف�صرفه هلل وح ��ده �إخال�ص و توحيد ‪،‬‬ ‫و�صرفه لغيره �شرك و تنديد‪.‬‬ ‫الدليل من القر�آن الكريم (�سورة الأنعام)‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬

‫راجع ال�س ��ورة ود ّون الآية‬ ‫في المكان المخ�ص�ص‬

‫‪...................................................................................................................................................................‬‬

‫يعاني بع�ض الم�صلين من و�سو�سة في �صالته خوف ًا من الرياء ‪ ،‬فيعمد �إلى الإخالل‬ ‫بال�صالة ‪ ،‬فكيف نجمع بين �إقامة ال�صالة على الوجه المطلوب وتجنب الرياء ؟‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬

‫(‪� )1‬أخرجه �أحمد‪.‬‬ ‫(‪� )2‬أخرجه �أحمد‪.‬‬

‫‪131‬‬

‫الوحدة الخام�سة‬

‫‪ -2‬ال�ش���رك الأ�صغ���ر‪ :‬و تعريف ��ه‪ :‬هو كل ما نه ��ى عنه ال�شرع ‪ ،‬و�سم ��اه �شرك ًا مما هو‬ ‫ذريعة �إلى ال�شرك الأكبر ‪ ،‬وو�سيلة للوقوع فيه‪.‬‬ ‫مثاله‪ :‬الرياء ‪ ،‬وهو �أن ي�ؤدي العبادة من �أجل مدح النا�س و ثنائهم‪.‬‬ ‫ع ��ن �أب ��ي �سعي ��د الخ ��دري ‪ -‬ر�ض ��ي اهلل عنه ‪ -‬ق ��ال‪ :‬قال ر�س ��ول اهلل ‪� " :‬أَ اَل‬ ‫�أُخْ ِب ُر ُك � ْ�م ِب َما ُه َو َ�أخْ � � َو ُف َع َل ْي ُك ْم ِم ْن ا ْل َم ِ�سي � ِ�ح ِعن ِْدي‪ :‬قَالَ ُق ْلنَا َب َل ��ى قَالَ ‪ِّ :‬‬ ‫ال�ش ْر ُك‬ ‫ُوم ال َّر ُج� � ُل َي ْع َم ُل ِل َم َكانِ َر ُجلٍ " (‪ .)1‬وق ��ال ‪�":‬إِ َّن �أَخْ َو َف َما �أَخَ ُ‬ ‫اف‬ ‫الْخَ ِف � ُّ�ي َ�أ ْن َيق َ‬ ‫الَ ْ�ص َغ ُر َقا ُلوا‪َ :‬يا َر ُ�سولَ ا ِ‬ ‫هلل َو َما ِّ‬ ‫َع َل ْي ُك ْم ِّ‬ ‫ال�ش ْر ُك ْ أ‬ ‫ال�ش ْر ُك ْ أ‬ ‫الَ ْ�ص َغ ُر قَالَ ‪ :‬ال ِّر َيا ُء"(‪.)2‬‬


‫خطورة ال�شرك‬ ‫• ال�ش ��رك �أعظم الذن ��وب عند اهلل تعال ��ى ‪ ،‬و�أ�شنعها على الإط�ل�اق ‪ ،‬كما جاء في‬ ‫حدي ��ث اب ��ن م�سعود ‪ -‬ر�ضي اهلل عنه ‪� -‬أنه قال‪ :‬ي ��ا ر�سول اهلل �أي الذنب �أعظم؟‬ ‫قال ‪� ":‬أَ ْن ت َْج َع َل لهلِ ِ ِن ًّدا َو ُه َو خَ َلق َ​َك "(‪ .)1‬والن ُّد هو‪ :‬ال�شريك‪.‬‬ ‫• و ال�شرك هو الذنب الوحيد الذي ال يغفره اهلل تعالى �إال بالتوبة منه ‪ ،‬والدليل‪:‬‬ ‫راجع ال�سورة ود ّون الآية‬ ‫في المكان المخ�ص�ص‬

‫(�سورة الن�ساء)‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬

‫• وال�ش ��رك ال يغفره اهلل تعال ��ى �إال بالتوبة منه ‪ ،‬لت�ضمنه الق ��دح في رب العالمين‪،‬‬ ‫ووحدانيت ��ه وت�سوي ��ة المخلوق الذي ال يمل ��ك لنف�سه �ضر ًا وال نفع� � ًا بمن هو مالك‬ ‫النفع وال�ضر الذي ما من نعمة �إال منه ‪ ،‬وال يدفع النقم �إال هو ‪ ،‬فال �أفظع وال �أب�شع‬ ‫ممن �س ّوى المخلوق الناق�ص الفقير ‪ ،‬بالرب الخالق الكامل الغني ‪ ،‬و�س ّوى من ال‬ ‫ي�ستطي ��ع �أن ينعم بمثقال ذرة من النع ��م ‪ ،‬بالذي ما بالخلق من نعمة في دينهم ‪،‬‬ ‫ودنياهم ‪ ،‬وقلوبهم‪ ،‬و�أبدانهم �إال منه ‪ ،‬وال ي�صرف ال�سوء �إال هو �سبحانه‪.‬‬ ‫• و ال�شرك يوجب الخلود في نار جهنم ‪ ،‬و الحرمان من دخول الجنة ‪ ،‬لقوله‪:‬‬ ‫(�سورة الأنعام)‬ ‫راجع ال�س ��ورة ود ّون الآية‬ ‫في المكان المخ�ص�ص‪.‬‬

‫(‪� )1‬أخرجه البخاري و م�سلم‪.‬‬

‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬

‫‪132‬‬


‫بالتعاون مع زمالئك ‪ ،‬ومن خالل درا�ستك لأق�سام ال�شرك ‪ ،‬والأدلة عليها‬ ‫قارن بين من وقع في ال�شرك الأكبر ‪ ،‬ومن وقع في ال�شرك الأ�صغر فيما يلي‪:‬‬

‫ال�شرك الأكبر‬

‫ال�شرك الأ�صغر‬

‫بقا�ؤه في‬ ‫الإ�سالم‬ ‫م�آله‬ ‫يوم القيامة‬ ‫الأعمال ال�صالحة‬ ‫التي عملها‬

‫�س‪ :2‬قارن بين ال�شرك الأكبر وال�شرك الأ�صغر ‪0‬‬ ‫�س‪ :3‬و�ضح خطورة ال�شرك ‪.‬‬

‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬ ‫‪.......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.......................................................................................................................................................‬‬

‫‪133‬‬

‫الوحدة الخام�سة‬

‫�س‪ :1‬عرف ال�شرك الأكبر وال�شرك الأ�صغر �شرع ًا ‪0‬‬


‫الدر�س الثالث‪ :‬النفاق و�أق�سامه‬

‫مدخل‪:‬‬ ‫يت ��م الح ��وار بي ��ن المعلم‬ ‫والطالب‪.‬‬

‫ما تعريف الكفر الأكبر ؟‬ ‫ما تعريف ال�شرك الأكبر ؟‬ ‫ما الفرق بين الكفر وال�شرك ؟‬

‫النفاق و�أق�سامه‬ ‫النفاق لغ ًة‪ :‬م�أخوذ من النافقاء وهو �أحد مخارج اليربوع من جحره ‪ ،‬ف�إذا ُط ِلب من‬ ‫واحد هرب �إلى الآخر و خرج منه‪.‬‬ ‫والنفاق ‪� -‬شرع ًا ‪ -‬على نوعين‪:‬‬ ‫‪ -1‬النفاق الأكبر‪ :‬وهو �أن يظهر الإيمان و يبطن الكفر‪.‬‬ ‫ومن �أمثلته‪:‬‬ ‫• البغ� ��ض و الكراهية لما جاء به الر�س ��ول ‪ ،‬كما و�ص ��ف اهلل تعال ��ى المنافقي ��ن‬ ‫(‪.)1‬‬

‫بقوله‪:‬‬

‫• ال�سرور و الفرح بانخفا�ض دين الإ�سالم وكراهية انت�صار دين الإ�سالم كما قال‬ ‫تعالى عنهم‪:‬‬ ‫(‪.)2‬‬ ‫ف�إذا �أ�صاب الم�ؤمنين خ�صب ون�صر و ت�أييد �ساء ذلك المنافقين‪ ،‬و�إن �أ�صاب‬ ‫الم�سلمين جدب و هزيمة فرح المنافقون بذلك ‪ ،‬وهذه الحال دالة على �شدة‬ ‫العداوة منهم للم�ؤمنين‪.‬‬

‫(‪� )1‬سورة محمد الآية ‪.9:‬‬ ‫(‪� )2‬سورة �آل عمران الآية ‪.120:‬‬

‫‪134‬‬


‫وهذا الق�سم له عقوبة عظيمة ذكرها اهلل تعالى في كتابه العزيز‪.‬‬

‫(�سورة الن�ساء)‬ ‫‪...........................................................................................................................................................‬‬

‫راجع ال�س ��ورة ود ّون الآية‬ ‫في المكان المخ�ص�ص‪.‬‬

‫‪...........................................................................................................................................................‬‬

‫بالتعاون مع زمالئك ‪ ،‬اذكر ‪:‬‬ ‫‪� .1‬صور للنفاق الأكبر من الواقع المعا�صر‪.‬‬ ‫‪ .2‬كيف نتعامل مع من فيه �صفات النفاق الأكبر ‪ ،‬م�ستر�شد ًا من هدي النبي‬ ‫في تعامالته مع �أمثال ه�ؤالء؟‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬

‫‪ -2‬النف���اق الأ�صغ���ر ‪ :‬وهو اختالف ال�س� � ّر و العالنية ‪ ،‬ب�أن يظهر الطاعة و يبطن‬ ‫المع�صي ��ة‪ .‬كم ��ا جاء في حدي ��ث �أبي هريرة ‪ -‬ر�ضي اهلل عن ��ه ‪ -‬عن النبي‬ ‫قال‪� ":‬آ َي ُة ا ْل ُم َنا ِفقِ ثَلاَ ثٌ �إِ َذا َح َّدثَ َك َذ َب َو�إِ َذا َو َع َد �أَخْ َل َف َو�إِ َذا ا�ؤْت ُِم َن خَ َان" (‪.)1‬‬

‫عدد خم�س �صور للنفاق الأ�صغر ‪ ،‬و�سبل االبتعاد عنها‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬

‫(‪� )1‬أخرجه م�سلم‪.‬‬

‫‪135‬‬

‫الوحدة الخام�سة‬

‫‪...................................................................................................................................................................‬‬


‫من خالل درا�ستك لأق�سام النفاق ‪ ،‬والأدلة عليها‬ ‫قارن بين من وقع في النفاق الأكبر ‪ ،‬ومن وقع في النفاق الأ�صغر فيما يلي‪:‬‬

‫النفاق الأكبر‬

‫النفاق الأ�صغر‬

‫بقا�ؤه في‬ ‫الإ�سالم‬ ‫م�آله‬ ‫يوم القيامة‬ ‫الأعمال ال�صالحة‬ ‫التي عملها‬

‫ما الفرق بين الكفر الأكبر وال�شرك الأكبر والنفاق الأكبر؟‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬

‫وما الفرق بين الكفر الأ�صغر وال�شرك الأ�صغر والنفاق الأ�صغر؟‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬

‫‪136‬‬


‫�س‪ :1‬عرف النفاق الأكبر والنفاق الأ�صغر �شرع ًا ‪.‬‬ ‫�س‪ :2‬قارن بين النفاق الأكبر والنفاق الأ�صغر ‪.‬‬ ‫�س‪ :3‬ما العالقة بين الكفر وال�شرك والنفاق ؟‬

‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................‬‬

‫الوحدة الخام�سة‬

‫‪137‬‬


‫الف�صل الثاني‬ ‫من نواق�ض التوحيد‬

‫الدر�س الرابع‪:‬‬

‫دعاء غير اهلل تعالى‬

‫مدخل‪:‬‬ ‫يت ��م الح ��وار بي ��ن المعلم‬ ‫والطالب‪.‬‬

‫ما تعريف الكفر وال�شرك والنفاق ؟‬ ‫الحكمة من خلق الخلق مع الدليل‪.‬‬

‫دعاء غير اهلل تعالى‬ ‫وتوعد من‬ ‫الدعاء من �أف�ضل العبادات و�أعظمها ‪ ،‬وقد �س ّمى اهلل تعالى الدعاء عبادة ‪ّ ،‬‬ ‫تركه ـ ا�ستكبارا ـ بدخوله جهنم ذلي ًال حقير ًا ‪،‬قال تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫يقول على المنبر‪:‬‬

‫وعن النعمان بن ب�شير ر�ضي اهلل عنهما قال‪� :‬سمعت ر�سول اهلل‬ ‫" ِ�إ َّن الـ ُّد َعـــا َء ُهـ َو ا ْل ِعـ َبـا َد ُة ُث َّـم َقـ َر�أَ ‪:‬‬ ‫"(‪.)2‬‬ ‫وقد �أمر اهلل تعالى بدعائه و�س�ؤاله وحده ال �شريك له ‪ ،‬ونهى عن دعاء غيره ‪.‬‬ ‫(‪.)3‬‬

‫قال �سبحانه ‪:‬‬

‫ات َو ْه َو َي ْد ُعو ِم ْن ُدونِ ا ِ‬ ‫هلل ِن ًّدا َدخَ َل النَّا َر " (‪.)4‬‬ ‫"م ْن َم َ‬ ‫وقال ‪َ :‬‬

‫(‪� )1‬سورة غافر الآية ‪.60:‬‬ ‫(‪� )2‬أخرجه �أحمد و�أبو داود‪.‬‬ ‫(‪�)3‬سورةال�شعراءالآية‪.213:‬‬ ‫(‪�)4‬أخرجهالبخاري‪.‬‬

‫‪138‬‬


‫د ّون خم�سة �أمثلة لدعاء غير اهلل تعالى ‪ ،‬مع التو�ضيح‪.‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬

‫(�سورة الزمر)‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬

‫ولقد �س ّمى اهلل تعالى دعاء غيره �شرك ًا ‪ ،‬كما في قوله تعالى‪:‬‬

‫(‪.)1‬‬

‫(‪� )1‬سورة فاطر الآيات ‪.14-13:‬‬

‫‪139‬‬

‫راجع ال�س ��ورة ود ّون الآية‬ ‫في المكان المخ�ص�ص‪.‬‬

‫الوحدة الخام�سة‬

‫ف� ��إذا علمت �أن الدعاء عبادة يجب َ�صر ُفه ��ا هلل وحده ‪ ،‬ف�إن من دعا �أو ا�ستغاث بغير‬ ‫اهلل تعالى فيما ال يقدر عليه �إال اهلل عز و جل ‪ ،‬فقد كفر و خرج من الملة ‪� ،‬سوا ًء كان‬ ‫هذا الغير نبي ًا �أم ولي ًا �أم ملك ًا �أم جني ًا ‪� ،‬أم غير ذلك من المخلوقات‪.‬‬ ‫ودعاء اهلل وحده �إيمان و توحيد ‪ ،‬و دعاء غيره كفر و �شرك ‪ ،‬فمن ا�ستغاث بغير اهلل‬ ‫ كم ��ن يطلب حوائجه م ��ن الموتى ‪ -‬فقد اتخذ مع اهلل ند ًا ‪ ،‬وقد قال اهلل تعالى في‬‫و�صف ه�ؤالء في كتابه الكريم‪.‬‬


‫تعريف ال�شرك الأكبر‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬

‫و العج ��ب م ��ن ذي عقل �سليم ي�ستغيث بالأموات ‪ ،‬ويدع ��و �أرباب القبور ‪ ،‬وال ي�ستغيث‬ ‫بالحي الذي ال يموت ‪ ،‬وال يدعو من بيده النفع و ال�ضر �سبحانه و تعالى‪.‬‬ ‫فعل ��ى الم�سل ��م �أن ال ي�س� ��أل �إال اهلل وحده كم ��ا قال النبي الب ��ن عبا�س ر�ضي اهلل‬ ‫َا�س َت ِع ْن بِا ِ‬ ‫هلل "(‪).)1‬‬ ‫َا�س�أَلْ ا َ‬ ‫ا�س َت َعن َْت ف ْ‬ ‫هلل َو�إِذَ ا ْ‬ ‫عنهما‪�"( :‬إِذَ ا َ�س�أَل َْت ف ْ‬ ‫ف�إن الدعاء يجمع �أنواع ًا من العبادات‪:‬‬ ‫• كالرغبة �إلى اهلل تعالى وحده‪.‬‬ ‫• والخ�ضوع له‪.‬‬ ‫• والتوكل عليه‪.‬‬ ‫• والتعلق به وحده‪.‬‬ ‫• والتذلل واالفتقار �إليه‪.‬‬ ‫كم ��ا �أن في الت�ضرع �إلى اهلل تعالى من حالوة الأن�س باهلل تعالى ولذة المناجاة ما ال‬ ‫يمكن التعبير عنه‪.‬‬

‫ب ِّين �أثر دعاء غير اهلل تعالى على الإيمان ‪ ،‬مع التو�ضيح بالأمثلة‪.‬‬ ‫‪.........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.........................................................................................................................................................‬‬

‫(‪� )1‬أخرجه �أحمد و الترمذي‪.‬‬

‫‪140‬‬


‫اكت ��ب ر�سال ��ة �إلى من وقع في دع ��اء غير اهلل تعالى ‪ ،‬مو�ضح� � ًا فيها حكم هذا‬ ‫العمل و�سبل االبتعاد عنه‪.‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬

‫�س‪ :3‬ا�شرح عبارة (دعاء اهلل وحده �إيمان و توحيد ‪ ،‬و دعاء غيره كفر و �شرك)‬ ‫مع التمثيل ب�أمثلة من الواقع المعا�صر‪.‬‬ ‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬

‫‪141‬‬

‫الوحدة الخام�سة‬

‫�س‪� :1‬س ّمى اهلل تعالى الدعاء عبادة ‪ ،‬فما الدليل على ذلك ؟‬ ‫�س‪ :2‬يجمع الدعاء عدد ًا من العبادات ‪ ،‬اذكر ثالث ًا منها مع التو�ضيح ‪.‬‬


‫الدر�س الخام�س‪ :‬ال�سحر وما يتعلق به‬

‫مدخل‪:‬‬ ‫يت ��م الح ��وار بي ��ن المعلم‬ ‫والطالب‪.‬‬

‫ما تعريف الكفر وال�شرك والنفاق ؟‬ ‫�أمثلة للكفر وال�شرك والنفاق ‪.‬‬

‫ال�سحر وما يتعلق به‬

‫ظاه ��رة ال�سح ��ر معروفة في جميع الأمم ‪ ،‬فقد وجد ال�سح ��ر عند �أهل فار�س ‪ ،‬وعند‬ ‫قدماء الم�صريين‪ ،‬وكذا في الهند‪.‬‬ ‫كم ��ا �أن اليه ��ود لما انحرف ��وا ف�أعر�ضوا عن كت ��اب اهلل تعالى (الت ��وراة)‪� ،‬أقبلوا على‬ ‫ال�سحر‪ ،‬كما قال تعالى في و�صفهم‪ } :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ‬

‫ﭙﭚ ﭛﭜﭝ ﭞﭟﭠ ﭡﭢ‬ ‫ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ‬ ‫ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ‬ ‫ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮎ‬ ‫ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ ﮜ‬ ‫ﮝ ﮞﮟ ﮠ ﮡ ﮢ {(‪.)1‬‬

‫�أمثلة وطال�سم ال�سحر‬

‫(‪� )1‬سورة البقرة الآية ‪.102:‬‬

‫و ت ��زداد ظاهرة ال�سحر نفوذ ًا و انت�شار ًا في هذا الع�صر‪ ،‬ف�أكثر �شعوب العالم تقدم ًا‬ ‫مادي ًا يجرى فيها ال�سحر على نطاق وا�سع و بطرق متنوعة‪.‬‬ ‫وتنت�شر مظاهر ال�سحر في بالد الم�سلمين لعدة �أ�سباب منها‪:‬‬ ‫• �ضعف الإيمان باهلل تعالى‪.‬‬ ‫• غلبة الجهل بدين اهلل تعالى‪.‬‬ ‫• �سذاجة بع�ض الم�سلمين وانخداعهم بدجل ال�سحرة و �شعوذتهم‪.‬‬ ‫ال�س َحرة‪.‬‬ ‫• عدم �إقامة حكم اهلل تعالى في ه�ؤالء َ‬ ‫ال�سح ��ر ا�سم يجم ��ع معان متعددة ‪ ،‬وذل ��ك لكثرة �أنواعه و اخت�ل�اف �صوره ‪ ،‬ويمكن‬ ‫تعريف ال�سحر ب�أنه‪( :‬عقد و رقى ‪ ،‬وكالم يتكلم به ال�ساحر ‪� ،‬أو َيكتبه ‪� ،‬أو يعمل �شيئ ًا‬ ‫ي�ؤثر في بدن الم�سحور ‪� ،‬أو قلبه ‪� ،‬أو عقله)‪.‬‬

‫‪142‬‬


‫ومما يلحق بال�سحر‪:‬‬

‫• الكهان ��ة و العرافة ‪ ،‬الم ّدعون علم الغي ��ب ‪ ،‬ومعرفة الأ�سرار ‪ ،‬والإخبار بما �سيقع‬ ‫في الأر�ض ‪ ،‬وذلك عن طريق ا�ستخدام ال�شياطين‪.‬‬ ‫• التنجي ��م ‪ ،‬والم ��راد ب ��ه‪ :‬اال�ست ��دالل بالأحوال الفلكي ��ة على الح ��وادث الأر�ضية‪،‬‬ ‫فالمنج ��م يرب ��ط م ��ا يق ��ع في الأر� ��ض من ح ��وادث بح ��ركات النج ��وم وطلوعها‬ ‫ِّ‬ ‫وغروبها‪.‬‬ ‫ال�سحر نوعان ‪:‬‬ ‫أي�ضا كفر‬ ‫الن���وع الأول ‪ :‬منه ما هو كفر �إذا كان ��ت و�سيلته ال�شياطين وا�ستعماله � ً‬ ‫وظل ��م وعدوان عل ��ى الخلق‪ ،‬ولهذا يقتل هذا ال�ساح ��ر ردة‪ ،‬وقتله موكول �إلى ولي‬ ‫الأمر �أو من ينيبه‪.‬‬ ‫الن��وع الثان��ي ‪ :‬ما هو كفر غي ��ر مخرج من الملة وهو �سح ��ر ال�شعوذة والدجل‬ ‫وق ��د يكون بنوع من الأخالط والأدوية وهذا يع ��زر ولو بالقتل كفًا ل�شره و�أذاه عن‬ ‫الم�سلمين وتعزيره وقتله موكول �إلى ولي الأمر �أو من ينيبه‪،‬‬

‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫�أنه يت�ضمن دعا ًء و ا�ستغاثة بال�شياطين ‪.‬‬ ‫ك�سب اهلل تعالى ‪ ،‬من �أجل �إر�ضاء ال�شياطين‬ ‫�أن ال�ساحر قد ينطق بكلمة الكفر ّ‬ ‫واال�ستمتاع بهم‪.‬‬ ‫�أو يذبح لهم و يتق ّرب �إليهم‪.‬‬ ‫�أو يعتقد نفعهم و �ضرهم‪.‬‬ ‫�أو يعتقد �أن الكواكب مدبرة لأمر العالم‪.‬‬ ‫�أو يهين ما �أوجب اهلل تعظيمه مثل القر�آن العظيم‪.‬‬ ‫�أن ال�ساحر ي ّدعي لنف�سه �أو ل�شياطينه علم الغيب‪.‬‬

‫‪143‬‬

‫الوحدة الخام�سة‬

‫وال�سحر كفر وخروج عن ملة الإ�سالم ‪ ،‬ونق�ض لتوحيد الربوبية والإلهية‪،‬‬ ‫لأمور‪:‬‬


‫بالتعاون مع زمالئك ‪ ،‬دلت الن�صو�ص ال�شرعية على كفر ال�ساحر ‪ ،‬هات دلي ًال‬ ‫من القر�آن الكريم و�آخر من ال�سنة النبوية على ذلك‪.‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬

‫�سبل الوقاية من ال�سحر‬

‫• تقوى اهلل تعالى ‪ ،‬فمن اتقى اهلل تولى اهلل حفظه ولم يكله �إلى غيره ‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫• اال�ستعاذة باهلل تعالى من �شياطين الإن�س و الجن ‪ ،‬فمن لج�أ واعت�صم باهلل تعالى‬ ‫ف� ��إن اهلل يدف ��ع عنه كيد ال�شياطين و مكرهم ‪ ،‬و�إن �أف�ضل ما تع ّوذ به المعوذتان ‪:‬‬ ‫(قل �أعوذ برب الفلق) و (قل �أعوذ برب النا�س)‪.‬‬ ‫• الإكث ��ار من ذك ��ر اهلل تعالى ‪ ،‬والمحافظة عل ��ى الأوراد ال�شرعية ك�أذكار ال�صباح‬ ‫والم�س ��اء و�أذكار المنا�سب ��ات ‪ ،‬فالقل ��ب �إن كان عامر ًا بذك ��ر اهلل تعالى ‪ ،‬وله من‬ ‫الدع ��وات و التعوذات وِر ٌد ال يخل ب ��ه ‪ ،‬فهذا من �أعظم الأ�سباب التي تمنع �إ�صابة‬ ‫ال�سحر له‪.‬‬

‫تعر�ض بع�ض و�سائل الإعالم برامج ل�سحرة �أو لألعاب �سحرية ناق�ش هذا المو�ضوع‬ ‫مدعم ًا قولك بالأدلة‪.‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬

‫(‪� )1‬سورة �آل عمران الآية ‪.120:‬‬

‫‪144‬‬


‫�س‪ :1‬ما تعريف ال�سحر ؟‬ ‫�س‪ :2‬لماذا كان ال�سحر كفر ًا وخروج ًا من الملة ؟‬ ‫�س‪ :3‬ناق�ش �أ�سباب الوقاية من ال�سحر ‪ ،‬وكيفية تطبيقها‪.‬‬ ‫�س‪ :4‬الكهانة والعرافة ال تخلو من ال�شرك في الربوبية وفي الألوهية ‪ ،‬و�ضح ذلك ‪0‬‬

‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................................................‬‬

‫‪145‬‬

‫الوحدة الخام�سة‬

‫‪................................................................................................................................................................‬‬


‫الدر�س ال�ساد�س‪ :‬اال�ستهزاء بالدين‬

‫مدخل‪:‬‬ ‫يت ��م الح ��وار بي ��ن المعلم‬ ‫والطالب‪.‬‬

‫عظمة هذا الدين‪.‬‬ ‫تعظيم الدين مبني على تعظيم اهلل تعالى ور�سوله ‪.‬‬ ‫تعظيم �شعائر اهلل تعالى و حرماته من الواجبات الظاهرة و العبادات المفرو�ضة‪.‬‬

‫اال�ستهزاء بالدين‬ ‫اال�ستهزاء بالدين هو ‪ :‬ال�سخرية و اال�ستخفاف‪.‬‬ ‫• ب�صفات اهلل تعالى �أو �أفعاله‪.‬‬ ‫• �أو �شرائع الإ�سالم‪.‬‬ ‫• �أو �آيات القر�آن‪.‬‬ ‫• �أو�سنة �س ّيد المر�سلين ‪.‬‬ ‫• اال�ستهزاء بعلماء ال�شريعة لأجل ما هم عليه من العلم ال�شرعي‪.‬‬ ‫• اال�ستهان ��ة و ال�سخري ��ة ب�أهل ال�صالح من �أج ��ل ا�ستقامتهم عل ��ى الديانة واتباع‬ ‫ال�سنة ‪� ،‬إنما هو ا�ستهزاء متوجه �إلى الدين و ال�سنة في حقيقة الأمر‪.‬‬ ‫وهذا اال�ستهزاء مناق�ض لتعظيم اهلل تعالى و ت�أليهه ‪ ،‬كما جاء في قوله تعالى‪:‬‬

‫(‪.)1‬‬

‫(‪� )1‬سورة التوبة الآيات ‪.66 - 64 :‬‬

‫‪146‬‬


‫فقد جاء في �سبب هذه الآيات عن عبد اهلل بن عمر ر�ضي اهلل عنهما قال‪ :‬قال رجل‬ ‫في غزوة تبوك في مجل�س ‪ :‬ما ر�أينا مثل ق ّرائنا ه�ؤالء �أرغب بطون ًا وال �أكذب �أل�سن ًا‪،‬‬ ‫وال �أجب ��ن عن ��د اللقاء ‪ ،‬فق ��ال رجل في المجل� ��س ‪ :‬كَذَ بت ‪ ،‬ولكن ��ك منافق ‪ ،‬لأخبرن‬ ‫ر�س ��ول اهلل ‪ ،‬فبل ��غ ذلك النب ��ي ‪ ،‬ونزل القر�آن ‪ ،‬قال عب ��د اهلل بن عمر‪ :‬ف�أنا‬ ‫ر�أيتـه متعـلق ًا بحقـب ناقـة ر�سول اهلل ‪ ،‬تنـكبه الحجارة‪ ،‬وهو يقـول‪ :‬يا ر�سـول اللـه‬ ‫�إنمـا كنـا نخـو�ض و نـلعــب‪ ،‬ور�سـول اللــه يـقــول‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫ن�ص �صريح في �أن اال�ستهزاء باهلل و�آياته و ر�سوله كفر ‪ ،‬و قوله تعالى‪:‬‬ ‫وهذه الآية ّ‬ ‫�أي لي� ��س لك ��م ع ��ذر ‪ ،‬لأن ه ��ذا ال يدخل ��ه الخو�ض و اللعب ‪ ،‬و�إنما‬ ‫تعظم هذه الأ�شياء و تق ّدر حق تقديرها‪.‬‬ ‫توعد اهلل عز و جل الم�ستهزئين بالعذاب المهين و الخلود في نار جهنم‪.‬‬ ‫وقد ّ‬ ‫(�سورة الجاثية)‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬

‫(‪.)3‬‬

‫(‪� )1‬أخرجه الطبري في تف�سيره‪.‬‬ ‫(‪� )2‬سورة الم�ؤمنون الآية ‪.107:‬‬ ‫(‪�)3‬سورة الم�ؤمنون الآيات ‪.110-108:‬‬

‫‪147‬‬

‫ارج ��ع �إل ��ى ال�س ��ورة ‪،‬‬ ‫ود ّون الآي ��ة ف ��ي الم ��كان‬ ‫المخ�ص� ��ص لتكون جزء ًا‬ ‫من الدر�س‪.‬‬

‫الوحدة الخام�سة‬

‫وق ��د ذكر اهلل تعالى �أن اال�ستهزاء و ال�سخري ��ة بالم�ؤمنين �سبب في دخول نار جهنم‬ ‫وعدم الخروج منها ‪ ،‬فعندما ينادي �أهل النار قائلين‪:‬‬ ‫(‪.)2‬‬ ‫فيقول اهلل عز و جل جواب ًا عن ندائهم‪:‬‬

‫�أرغ ��ب بطون� � ًا‪� :‬أو�س ��ع‬ ‫بطون ًا‪.‬‬ ‫متعلق ًا بحقب‪ :‬وهو الحبل‬ ‫الذي ي�ش ّد به رحل البعير‬ ‫�إلى بطنه‪.‬‬


‫�إن عل ��ى الم�سل ��م �أن يتجنّب هذا الكفر ال�شنيع ‪ ،‬ف� ��إن الجاد و الهازل في �إظهار كلمة‬ ‫الكف ��ر على حد �س ��واء ‪ ،‬و عليه �أن يعمر قلبه بتعظيم اهلل تعال ��ى ‪ ،‬وتعظيم �شرائعه ‪،‬‬ ‫وذل ��ك بالتع ��رف على �أ�سماء اهلل تعال ��ى الح�سنى و �صفاته الع�ل�ا ‪ ،‬وما ي�ستحقه من‬ ‫الكم ��ال و العظمة والجالل‪ ،‬كما ينبغي للم�سل ��م �أن يحفظ ل�سانه عن اللغو و الخو�ض‬ ‫فيم ��ا ُي�سخ ��ط اهلل عز و جل ‪ ،‬فعن �أبي هريرة ‪ -‬ر�ضي اهلل عنه ‪ -‬عن النبي قال‪:‬‬ ‫" َو�إِ َّن ا ْل َع ْب َد َل َي َت َك َّل ُم بِا ْل َك ِل َم ِة ِم ْن َ�سخَ ِط ا ِ‬ ‫هلل اَل ُي ْل ِقي َل َها َب اًال َي ْهوِي ِب َها ِفي َج َهن َ​َّم"(‪.)1‬‬

‫عدد خم�سة �أمثلة قد يقع فيها الم�سلم في اال�ستهزاء‬ ‫بالتعاون مع زمالئك ‪ِّ ،‬‬ ‫بالدين ‪ ،‬مع التو�ضيح‪.‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬

‫ع ��ادة ما ي�سخ ��ر �أحمد ورفاقه م ��ن زميلهم خالد ‪ ،‬فم ��رة يلمزونه في �شكل‬ ‫لحيته ‪ ،‬ومرة في �سواكه ‪ ،‬ومرة في تدينه‪.‬‬ ‫من خالل درا�ستك لمو�ضوع اال�ستهزاء بالدين ‪ ،‬وجه ر�سالة منا�صحة لأحمد‬ ‫ورفاقه مو�ضح ًا لهم خطورة هذا العمل‪.‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................‬‬

‫(‪� )1‬أخرجه البخاري‪.‬‬

‫‪.........................................................................................................................................................‬‬

‫‪148‬‬


‫�س‪ :1‬ما المراد باال�ستهزاء بالدين ؟‬ ‫�س‪ :2‬هل هناك فرق بين الجاد والهازل في اال�ستهزاء بالدين ‪ ،‬مع التعليل ؟‬ ‫�س‪ :3‬ما وجه اال�ستدالل من قوله تعالى‪:‬‬

‫في در�س‬

‫اال�ستهزاء بالدين ؟‬ ‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................................................‬‬

‫الوحدة الخام�سة‬

‫‪149‬‬


‫الدر�س ال�سابع‪ :‬الحكم بغير ما �أنزل اهلل تعالى‬

‫مدخل‪:‬‬ ‫يت ��م الح ��وار بي ��ن المعلم‬ ‫والطالب‪.‬‬

‫الحكمة من خلق الخلق‪.‬‬ ‫�أمثلة لتوحيد الربوبية ‪.‬‬

‫الحكم بغير ما �أنزل اهلل تعالى‬ ‫• فر� ��ض اهلل تعالى الحكم ب�شريعت ��ه ‪ ،‬و�أوجب ذلك على عباده ‪ ،‬و جعله الغاية من‬ ‫تنزيل الكتاب ‪ ،‬فقال �سبحانه‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫• و ب ّين �سبحانه تفرده و اخت�صا�صه بالحكم و الت�شريع ‪ ،‬فقال عز وجل‪:‬‬ ‫(‪.)2‬‬ ‫• وج ��اءت الآي ��ات القر�آنية مقررة �أن الحكم بما �أن ��زل اهلل من �صفات الم�ؤمنين ‪،‬‬ ‫فقال �سبحانه وتعالى‪:‬‬ ‫(‪.)3‬‬ ‫• وجع ��ل �سـبحان ��ه تـحكي ��م �شـرع ��ه عنـ ��د الن ��زاع �شرط� � ًا ف ��ي الإيمان‪،‬كم ��ا قال‬ ‫�سبحانه‪:‬‬ ‫(‪.)4‬‬ ‫فال ي�ؤمن �أحد حتى يح ّكم ر�سول اهلل في جميع الأمور ‪ ،‬لقوله �سبحانه‪:‬‬ ‫(‪.)5‬‬ ‫(‪� )1‬سورة البقرة الآية ‪.213:‬‬ ‫(‪� )2‬سورة ال�شورى الآية ‪.10:‬‬ ‫(‪� )3‬سورة النور الآية ‪.51:‬‬ ‫(‪� )4‬سورة الن�ساء الآية ‪.59:‬‬ ‫(‪� )5‬سورة الن�ساء الآية ‪.65:‬‬

‫‪150‬‬


‫وج ��ه اال�ست�شه ��اد بالآي ��ات الخم� ��س ال�سابقة على كف ��ر من ح ّكم غي ��ر �شرع اهلل‬ ‫ّ‬ ‫تعالى‪.‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪....................................................................................................................................................................‬‬

‫�إن االمتناع عن تحكيم �شريعة اهلل تعالى فيه ‪:‬‬ ‫• اتبا ٌع للهوى ‪ ،‬و�ضالل �شنيع في الدنيا‪ ،‬وعذاب �شديد في الآخرة‪ ،‬كما قال عز وجل‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬

‫(‪.)2‬‬ ‫وقال �سبحانه‪:‬‬ ‫(‪.)3‬‬

‫(‪� )1‬سورة �ص الآية ‪.26:‬‬ ‫(‪� )2‬سورة الن�ساء الآيات ‪.62-61:‬‬ ‫(‪� )3‬سورة المائدة الآية ‪.49:‬‬

‫‪151‬‬

‫الوحدة الخام�سة‬

‫و�سبب في وقوع الم�صائب والعقوبات ‪ ،‬كما دلّ على‬ ‫• وه ��و من �صف ��ات المنافقين ‪ٌ ،‬‬ ‫ذلك قوله تعالى‪:‬‬


‫�س ّمى اهلل تعالى الذين يحكمون بغير �شرعه (كفارا ‪ ،‬وظالمين ‪ ،‬وفا�سقين) في �آيات‬ ‫متقاربة من �سورة المائدة ‪ ،‬فما تلك الآيات ؟ مع تو�ضيح وجه اال�ست�شهاد منها‪.‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬

‫وقد ب ّين العلماء المحققون �أن الحكم بغير ما �أنزل اهلل يكون كفراً �أكبر‬ ‫في الحاالت التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬من ا ّدعى حق الت�شريع و التحليل و التحريم‪.‬‬ ‫ف� ��إن اهلل تعالى وحده هو المتفرد بالت�شري ��ع و التحليل و التحريم ‪ ،‬فالت�شريع حق‬ ‫خال� ��ص هلل وح ��ده ال �شريك ل ��ه ‪ ،‬ومن نازعه ف ��ي �شيء منه فهو م�ش ��رك ‪ ،‬لقوله‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫و�إذا كانت متابعة �أحكام الم�ش ّرعين غير ما �شرعه اهلل تعتبر �شرك ًا ‪ ،‬وقد حكم اهلل‬ ‫على ه�ؤالء الأتباع بال�شرك ‪ ،‬كما قال �سبحانه‪:‬‬ ‫(‪.)2‬‬ ‫فكيف بحال ه�ؤالء الم�شرعين ؟‬ ‫ف�ضل حكم القانون الو�ضعي على حكم اهلل تعالى‪.‬‬ ‫‪ -2‬من ّ‬ ‫ف� ��إن حكم اهلل تعالى �أح�س ��ن الأحكام و �أكملها و �أ�شمله ��ا ‪ ،‬كم ��ا ق ��ال �سبحان ��ه‪:‬‬ ‫(‪.)3‬‬ ‫فمن ظن �أن هذه ال�شريعة الكاملة التي ما طرق العالم �شريعة �أكمل منها ناق�ص ٌة‬ ‫وتحت ��اج �إلى ا�ستكماله ��ا بالقوانين الو�ضعية ‪ ،‬فهو كمن ظن �أن بالنا�س حاجة �إلى‬ ‫ر�سول �آخر غير ر�سولهم الذي يحل لهم الطيبات و يح ّرم عليهم الخبائث‪.‬‬

‫(‪� )1‬سورة ال�شورىالآية ‪.21:‬‬ ‫(‪� )2‬سورة الأنعام الآية ‪.121:‬‬ ‫(‪� )3‬سورة المائدة الآية ‪.50:‬‬

‫‪152‬‬


‫‪ -3‬من �ساوى بين حكم اهلل تعالى و حكم الب�شر ‪ ،‬واعتقد التماثل بينهما‪.‬‬ ‫فه ��ذا كف ��ر �أكبر يخرج م ��ن الملة‪ ،‬لم ��ا يقت�ضيه م ��ن ت�سوية المخل ��وق بالخالق ‪،‬‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫والمناق�ضة لقوله تعالى‪:‬‬ ‫‪� -4‬أن يعتقد �أن الحكم بما �أنزل اهلل تعالى غير واجب ‪ ،‬و�أنه مخ ّير فيه‪.‬‬ ‫فهذا كفر �أكبر ‪ ،‬لتجويزه ما علم بالن�صو�ص ال�صريحة تحريمه ‪ ،‬حيث لم يعتقد‬ ‫وجوب �إفراد اهلل تعالى بالحكم‪.‬‬ ‫‪� -5‬أن يعتقد �أن �إقامة الحدود وح�شية ال تنا�سب الع�صر‪.‬‬

‫ار�س ��م �شك ًال يعبر عن الح ��االت التي يكون فيها الحكم بغير م ��ا �أنزل اهلل تعالى‬ ‫كفر ًا �أكبر‪.‬‬ ‫الوحدة الخام�سة‬

‫كما �أن الحكم بغير ما �أنزل اهلل تعالى يكون كفر ًا �أ�صغر �إذا حكم الحاكم �أو القا�ضي‬ ‫بغير ما �أنزل اهلل تعالى في واقعة معينة مع اعتقاده وجوب الحكم بما �أنزل اهلل تعالى‬ ‫ف ��ي هذه الواقعة ‪ ،‬وعدل عنه ع�صيان� � ًا و �شهوة لقوله تعالى ‪ } :‬ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ‬ ‫ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ{(‪ ،)2‬قال عطاء رحمه اهلل ‪( :‬كفر دون كفر)‪.‬‬ ‫(‪� )1‬سورة ال�شورى الآية ‪.11:‬‬ ‫(‪� )2‬سورة المائدة الآية ‪.44:‬‬

‫‪153‬‬


‫�س‪ :1‬اذكر ثالثة �أدلة على وجوب الحكم بما �أنزل اهلل تعالى ‪ ،‬مع التو�ضيح ‪.‬‬ ‫�س‪ :2‬تحدث عن خطورة الحكم بغير ما �أنزل اهلل تعالى ‪.‬‬ ‫�س‪ :3‬كيف يكون الحكم بغير ما �أنزل اهلل تعالى كفر ًا �أ�صغر ؟‬

‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬ ‫‪.......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.......................................................................................................................................................‬‬

‫‪154‬‬


‫الدر�س الثامن‪ :‬مواالة الكافرين‬ ‫مدخل‪:‬‬ ‫نماذج من �سيرة النبي‬

‫في تعامالته مع الكافرين‪.‬‬

‫يتم الحوار بين المعلم‬ ‫والطالب‪.‬‬

‫مقدمة‬

‫(‪.)3‬‬ ‫وق ��د �أثن ��ى اهلل تعال ��ى على نبي ��ه و�صحابته ر�ض ��ي اهلل عنهم ‪ ،‬لأج ��ل مواالتهم‬ ‫الم�ؤمنين ‪ ،‬ومعاداتهم الكافرين ‪ ،‬فقال �سبحانه‪:‬‬ ‫(‪.)4‬‬

‫وح�سنه الألباني‪.‬‬ ‫(‪� )1‬أخرجه الحاكم ّ‬ ‫(‪� )2‬أخرجه �أحمد و الن�سائي والبيهقي و�صححه الألباني‪.‬‬ ‫(‪� )3‬سورة المائدة الآية ‪.55:‬‬ ‫(‪� )4‬سورة الفتح الآية ‪.29:‬‬

‫‪155‬‬

‫كلما زادت مواالة العبد هلل‬ ‫والم�ؤمني ��ن‬ ‫ور�سول ��ه‬ ‫زادت معاداته للكافرين‪.‬‬

‫الوحدة الخام�سة‬

‫مواالة الم�ؤمنين و معاداة الكافرين �أوثق عرى الإيمان ‪ ،‬كما قال ‪� ":‬أَف َْ�ض ُل ْ أ‬ ‫الَ ْع َمالِ‬ ‫ْ�ض ِفي ا ِ‬ ‫ال ُْح ُّب ِفي ا ِ‬ ‫هلل"(‪.)1‬‬ ‫هلل َوا ْل ُبغ ُ‬ ‫وكان النب ��ي يباي ��ع �أ�صحاب ��ه على تحقيق ه ��ذا الأ�صل ‪ ،‬فعن جري ��ر بن عبد اهلل‬ ‫البجلي ر�ضي اهلل عنهما قال‪� " :‬أَ َت ْي ُت ال َّنب َِّي َ�ص َّلى اهلل َع َل ْي ِه َو َ�س َّل َم َو ُه َو ُي َبا ِي ُع َف ُق ْل ُت‬ ‫َي ��ا َر ُ�سولَ ا ِ‬ ‫هلل ا ْب ُ�س � ْ�ط َي َد َك َح َّتى ُ�أ َبا ِي َع َك َوا�شْ تَرِ ْط َع َل َّي َف َ�أن َْت �أَ ْع َل ُم قَالَ ُ�أ َبا ِي ُع َك َع َلى �أَ ْن‬ ‫ال�صلاَ َة َو ُت�ؤْ ِت َي ال َّز َكا َة َو ُتن ِ‬ ‫ين "(‪.)2‬‬ ‫َت ْع ُب َد ا َ‬ ‫َا�ص َح ا ْل ُم ْ�س ِل ِمي � َ�ن َو ُتفَارِقَ ا ْل ُم�شْ رِ ِك َ‬ ‫هلل َو ُت ِقي � َ�م َّ‬ ‫و�أ�ص ��ل الم ��واالة هي المحبة ‪ ،‬و�أ�ص ��ل المعاداة البغ�ض ‪ ،‬فالم ��واالة و المعاداة �أمران‬ ‫الحب و البغ�ض‪.‬‬ ‫ظاهران نا�شئان عن ّ‬ ‫والمواالة ال تكون �إال هلل تعالى ‪ ،‬ولر�سوله ‪ ،‬وللم�ؤمنين ‪ ،‬حيث قال تعالى‪:‬‬


‫ع � ِّ�دد خم�س� � ًا م ��ن مظاهر م ��واالة الم�ؤمنين ‪ ،‬م ��ع تو�ضيح عالقة ه ��ذه المواالة‬ ‫بالمحبة‪.‬‬ ‫‪...............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...............................................................................................................................................................‬‬

‫حدد �أ�سباب مواالة الكفار‪ ،‬و�ضعف مواالة الم�ؤمنين‪.‬‬ ‫بالتعاون مع زمالئك ‪ِّ ،‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬

‫مواالة الكافرين‬ ‫�إن م ��واالة الكافرين لها �ص ��ور متعددة ‪ ،‬و�أحوال متنوعة ‪ ،‬فمنه ��ا ما ينق�ض التوحيد‬ ‫ويوج ��ب الكفر الأكب ��ر ‪ ،‬ومنها معا�ص ٍال ُتخ ��رج �صاحبها عن دائ ��رة الإ�سالم ‪ ،‬ومن‬ ‫الأمثلة على ذلك ما يلي‪:‬‬

‫�أو ًال‪ :‬الت�شبه بالكفار‪:‬‬

‫�إن مخالف ��ة الكافري ��ن وعدم الت�شبه بهم �أمر مق�ص ��ود في دين اهلل تعالى ‪ ،‬ال �سيما‬ ‫و�أن الت�شب ��ه بالكف ��ار في الأمور الظاهرة مم ��ا هو من خ�صائ�صهم ي� ��ؤول و يوقع في‬ ‫فقال‪":‬م ْن َت�شَ َّب َه‬ ‫الت�شبه ب�أخالقهم و�أفكارهم ‪ ،‬وقد نهى النبي عن الت�شبه بالكفار‬ ‫َ‬ ‫ِب َق ْو ٍم َف ُه َو ِم ْن ُه ْم"(‪.)1‬‬ ‫(‪� )1‬أخرجه �أحمد و �أبو داود وج ّود ابن تيمية �إ�سناده‪.‬‬

‫‪156‬‬


‫و الت�ش ّبه بالكفار �أنواع ‪:‬‬

‫• ف� ��إن كان ت�ش ّبه� � ًا مطلق ًا تام ًا بحيث يكون ت�شبه ًا في كل �ش ��يء ف�إنه كفر �أكبر ‪ ،‬وكذا‬ ‫ل ��و ت�شبه بهم فيما يوج ��ب الكفر مثل �أن يلب�س ال�صليب تعب ��د ًا وذلك �أن الن�صارى‬ ‫يلب�س ��ون ال�صلي ��ب اعتقا ًدا منهم �أن الم�سيح عليه ال�س�ل�ام قتل م�صلو ًبا‪ ،‬ففي ذلك‬ ‫تكذيب لقوله تعالى‪}:‬ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ‬ ‫ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ{(‪.)1‬‬ ‫• وق ��د يكون الت�شبه بالكف ��ار مح ّرم ًا ال يخرج عن الملة مثل تب ��رج الن�ساء و الفخر‬ ‫(‪.)2‬‬ ‫بالأح�ساب ‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬

‫(‪.)4‬‬ ‫قال بع�ض ال�سلف‪ :‬الزور‪� :‬أعياد الم�شركين‪.‬‬

‫بالتع ��اون مع زمالئك ‪ ،،‬ناق�ش �أ�سباب ت�شب ��ه بع�ض ال�شباب بالالعب الكافر ‪،‬‬ ‫وهل ي�ؤثر هذا على التوحيد ؟‬ ‫‪.............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬

‫(‪� )1‬سورة الن�ساء الآية ‪.157:‬‬ ‫(‪� )2‬سورة الأحزاب الآية ‪.33:‬‬

‫(‪� )3‬أخرجه الترمذي‪.‬‬ ‫(‪� )4‬سورة الفرقان الآية ‪.72:‬‬

‫‪157‬‬

‫الوحدة الخام�سة‬

‫و ع ��ن �أب ��ي مالك الأ�شعري ‪ -‬ر�ضي اهلل عنه ‪ -‬قال ‪� :‬أن النبي قال‪�" :‬أَ ْر َب ٌع ِفي‬ ‫اب ‪َ ،‬و َّ‬ ‫أن�س ِ‬ ‫أح�س ِ‬ ‫اب ‪،‬‬ ‫الط ْع ُن ِفي ال َ‬ ‫�أُ َّم ِت ��ي ِم ْن �أَ ْمرِ ال َْج ِاه ِل َّي ِة ال يتركونهن‪ :‬الفَخْ � � ُر بال َ‬ ‫ِ‬ ‫جوم ‪ ،‬وال ِّن َي َاح ُة "(‪.)3‬‬ ‫واال�س ِت�سقاء بال ُن ِ‬ ‫• وم ��ن �أ�ش ��د حاالت الت�شبه بالكف ��ار‪ :‬م�شاركة الكفار في �أعياده ��م ‪ ،‬ف�إن ذلك من‬ ‫�أعظمها �شر ًا و �ضرر ًا ‪ ،‬و�أكثرها انت�شار ًا بين الم�سلمين ‪ ،‬وهذه الم�شاركة محرمة‪،‬‬ ‫لم ��ا فيه ��ا من الموافقة لهم فيم ��ا لي�س من ديننا ‪ ،‬كما �أن تل ��ك الأعياد من البدع‬ ‫المحـدثة ‪ ،‬وقـد �أثنـى اهلل علـى عبـاده الم�ؤمـنـين فو�صـفهـم بقـوله �سـبحـانه‪:‬‬


‫ثانياً‪ :‬مظاهرة الكفار على الم�سلمين‪:‬‬

‫و المق�صود بها �أن يكون منا�ص ًرا ومظاه ًرا للكفار �ضد الم�سلمين ‪ ،‬فين�ضم �إليهم و يذب‬ ‫عنه ��م بالمال و الل�س ��ان وغيرها ‪ ،‬فهذا كفر �أكبر يخرج من المل ��ة ‪ ،‬بدليل قوله تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫فب ّين اهلل تعالى �أن من فعل ذلك فهو منهم �أي من �أهل ملتهم ‪ ،‬فله حكمهم‪.‬‬ ‫كم ��ا �أن تلك المظاه ��رة كفر نفاق و خ�صلة من خ�ص ��ال المنافقين كما جاء في مثل‬ ‫قــولـه تعـالـى‪:‬‬ ‫(‪.)2‬‬

‫ما وجه اال�ست�شهاد بالآيتين ال�سابقتين على تحريم مظاهرة الكافرين ؟‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬

‫بالتعاون مع زمالئك ‪ ،‬كيف تكون معاملة الكافر لو كان (من الجيران ‪،‬‬ ‫�أو زميل عمل ‪� ،‬أو ي�سير في الطريق �أو بائع ًا في متجر) م�ستر�شد ًا بهدي‬ ‫النبي في تعامالته في ذلك ؟‬ ‫‪.......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................‬‬

‫(‪� )1‬سورة المائدة الآية ‪.51:‬‬ ‫(‪� )2‬سورة الح�شر الآية ‪.11:‬‬

‫‪.......................................................................................................................................................‬‬

‫‪158‬‬


‫كيف نفرق بين الإعجاب بالغرب ‪ ،‬والإعجاب ب�صناعاتهم ومنتجاتهم ؟‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬

‫�س‪ :1‬ما �أ�صل المواالة والمعاداة ؟‬ ‫ف�صل القول في الت�شبة بالكافرين ‪.‬‬ ‫�س‪ّ :2‬‬ ‫�س‪ :3‬كيف يتعامل المغترب في بالد الكفار مع غير الم�سلمين ؟‬

‫‪............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................‬‬

‫‪159‬‬

‫الوحدة الخام�سة‬

‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬


....


‫الوح��دة ال�ساد�س��ة‬

‫‪6‬‬

‫حقوق النبي‬ ‫و�آل بيته و�صحابته‬

‫ر�ضي اهلل عنهم‬

‫المحتوى ‪..‬‬ ‫الف�صل الأول‬

‫ال�صفحة‬

‫حقوق النبي‬ ‫الدر�س الأول‪:‬ال�شهادة للنبي معناها ولوازمها ‪164 ..........................‬‬ ‫الدر�س الثاني‪:‬محبة النبي معناها وحقيقتها ‪169 ..........................‬‬ ‫الدر�س الثالث‪:‬عالمات محبة النبي ‪173 ...................................‬‬ ‫الدر�س الرابع‪:‬النهي عن الغلو في النبي ‪176 ................................‬‬

‫الف�صل الثاني ف�ضل �آل البيت وال�صحابة ‪ -‬ر�ضي اهلل عنهم‬

‫الدر�س الخام�س‪:‬ف�ضل �آل البيت ومكانتهم ‪ -‬ر�ضي اهلل عنهم‪180 ...............‬‬ ‫الدر�س ال�ساد�س‪:‬ف�ضل ال�صحابة ومكانتهم ‪ -‬ر�ضي اهلل عنهم‪185 ...............‬‬


....


‫�أخي الطالب ‪..‬‬ ‫بنهاية هذه الوحدة نتوقع �أن تحقق الأهداف التالية‪:‬‬ ‫ ·‬ ‫· ‬ ‫· ‬ ‫· ‬ ‫· ‬ ‫· ‬ ‫· ‬

‫�أن تتعرف على معنى �شهادة �أن محمد ًا ر�سول اهلل ولوازمها‪.‬‬ ‫�أن تقتدي بالنبي في جميع �أمورك‪.‬‬ ‫�أن تحقق معنى محبة النبي ‪.‬‬ ‫�أن تتعرف على �صور من محبة النبي ‪.‬‬ ‫�أن تتجنب الغلو في النبي ‪.‬‬ ‫�أن تتعرف على ف�ضل ومكانة �آل البيت ‪ -‬ر�ضي اهلل عنهم‪.‬‬ ‫�أن تتعرف على ف�ضل ومكانة ال�صحابة ‪ -‬ر�ضي اهلل عنهم‪.‬‬ ‫الوحدة ال�ساد�سة‬

‫‪163‬‬


‫الف�صل الأول‬ ‫حقوق النبي‬

‫الدر�س الأول‪:‬‬

‫ال�شهادة للنبي معناها ولوازمها‬

‫مدخل‪:‬‬ ‫يت ��م الح ��وار بي ��ن المعلم‬ ‫والطالب‪.‬‬

‫�أول ركن من �أركان الإ�سالم ال�شهادتان‪.‬‬ ‫�شهادة �أن ال �إله �إال اهلل تت�ضمن �أنواع التوحيد‪.‬‬

‫معنى �شهادة �أن محمداً ر�سول اهلل‬ ‫معنى �شهادة �أن محمد ًا ر�سول اهلل ‪ :‬ت�صديقه فيما �أخبر و طاعته فيما �أمر واجتناب‬ ‫عبد اهلل �إال بما �شَ رع‪.‬‬ ‫ما نهى عنه و زجر ‪ ،‬و�أن ال ُي َ‬ ‫ويجب تحقيق هذه ال�شهادة معرفة و �إقرار ًا و انقياد ًا و طاعة ظاهرا وباطن ًا‪.‬‬ ‫يدل لذلك قوله تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫(‪.)2‬‬

‫وقال تعالى‪:‬‬

‫قال ابن تيمية‪( :‬و�أما الإيمان بالر�سول فهو المهم ‪� ،‬إذ ال يتم الإيمان باهلل بدون‬ ‫الإيمان به‪ ،‬و ال تح�صل النجاة و ال�سعادة بدونه ‪� ،‬إذ هو الطريق �إلى اهلل �سبحانه‪،‬‬ ‫ول�ه��ذا ك��ان ركنا الإ� �س�لام " �أ�شهد �أن ال �إل��ه �إال اهلل و �أ�شهد �أن محمد ًا عبده‬ ‫و ر�سوله")(‪.)3‬‬ ‫بالتعاون مع زمالئك ‪ ،‬ما عالقة �شهادة �أن محمد ًا ر�سول اهلل ب�أركان الإ�سالم ‪،‬‬ ‫و�أركان الإيمان؟‬ ‫‪............................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪............................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪............................................................................................................................................................................‬‬

‫(‪� )1‬سورة الن�ساء الآية ‪.80:‬‬ ‫(‪� )2‬سورة النور الآية ‪.63:‬‬

‫(‪ )3‬مجموع الفتاوى ‪.638/7‬‬

‫‪164‬‬


‫لوازم �شهادة �أن محمداً ر�سول اهلل‬ ‫من المعلوم �أن جميع الدين داخل في ال�شهادتين و م�ضمونهما‪:‬‬ ‫�أن ال نعبد �إال اهلل و �أن نعبده بما �شرع على ل�سان ر�سوله و نطيعه فيما جاء به عن‬ ‫ربه �سبحانه و تعالى‪ ،‬والدين كله داخل في هذا‪.‬‬ ‫ولذل ��ك فر�ض اهلل عل ��ى جميع الخلق الإيمان بنبيه وطاعته واتباعه ‪ ،‬و�إيجاب ما‬ ‫�أوجبه وتحريم ما حرمه و�شرع ما �شرعه‪.‬‬ ‫وهو الذي �شهد اهلل له ب�أنه يدعو �إليه ب�إذنه ‪ ،‬ويهدي �إلى �صراط م�ستقيم ‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫(‪.)2‬‬ ‫وقال تعالى‪:‬‬ ‫وهو الذي ف ّرق اهلل به بين �أهل الجنة و �أهل النار ‪ ،‬فمن �آمن به و �أطاعه كان من �أهل‬ ‫الجنة‪ ،‬ومن كذبه و ع�صاه كان من �أهل النار ‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬

‫(�سورة الن�ساء)‬ ‫‪.................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫(‪� )1‬سورة الأحزاب الآيات ‪.46-45:‬‬ ‫(‪� )2‬سورة ال�شورى الآية ‪.52:‬‬

‫‪165‬‬

‫الوحدة ال�ساد�سة‬

‫وق ��د �أم ��ر اهلل بطاعة ر�سوله‬ ‫طاعته بطاعته‪.‬‬

‫ف ��ي �أكثر من ثالثي ��ن مو�ضع ًا من الق ��ر�آن ‪ ،‬وقرن‬

‫ارج ��ع ال ��ى الم�صح ��ف‪،‬‬ ‫وابح ��ث ع ��ن الآي ��ات‬ ‫المنا�سب ��ة ‪ ،‬ث ��م دونها في‬ ‫الم�ستطي ��ل ‪ ،‬لتكون جزء ًا‬ ‫من الدر�س‪.‬‬


‫يت ��م الن�ش ��اط عل ��ى‬ ‫طريق ��ة الم�سابق ��ات بين‬ ‫مجموعات الطالب‬

‫ارجع �إلى الم�صحف وا�ستخرج �أربع �آيات �أمر اهلل فيها بطاعة ر�سوله‬ ‫ثم دونها لتكون جزء ًا من الدر�س (�آل عمران ‪ ،‬الن�ساء ‪ ،‬المائدة ‪ ،‬الأعراف‪،‬‬ ‫الأنفال ‪ ،‬النور ‪ ،‬محمد ‪ ،‬التغابن‪.)...‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.........................................................................................................................................................‬‬

‫وق ��د جعل اهلل تب ��ارك وتعالى ر�سوله �أ�سوة و قدوة يحتذى به الخل ��ق في �أقواله و�أفعاله‬ ‫وجميع ما جاء به ‪ .‬فقال �سبحانه‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫ق ��ال ابن كثير‪" :‬هذه الآية الكريم ��ة �أ�صل كبير في الت�أ�سي بر�سول اهلل‬ ‫و�أفعاله و �أحواله"‪ .‬وقال تعالى‪:‬‬

‫في �أقواله‬ ‫(‪.)2‬‬

‫(‪� )1‬سورة الأحزاب الآية ‪.21:‬‬ ‫(‪� )2‬سورة الن�ساء الآية ‪.65:‬‬

‫‪166‬‬


‫ما وجه اال�ستدالل بهذه الآية على وجوب طاعة الر�سول‬

‫؟‬

‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬

‫ون ال َْج َّن َة‬ ‫وعن �أبي هريرة ‪ -‬ر�ضي اهلل عنه ‪� -‬أن ر�سول اهلل قال‪ُ " :‬ك ُّل �أُ َّم ِتي َي ْدخُ ُل َ‬ ‫ِ�إ اَّل َم � ْ�ن َ�أ َب ��ى َقا ُلوا َيا َر ُ�سولَ ا ِ‬ ‫هلل َو َم ْن َي�أْ َبى قَالَ ‪َ :‬م ْن �أَ َط َاع ِني َدخَ َل ال َْج َّن َة َو َم ْن َع َ�صا ِني‬ ‫َفق َْد �أَ َبى" (‪.)1‬‬ ‫هلل " (‪.)2‬‬ ‫هلل َو َم ْن َع َ�صا ِني َفق َْد َع َ�صى ا َ‬ ‫"م ْن �أَ َط َاع ِني َفق َْد �أَ َطا َع ا َ‬ ‫وقال ‪َ :‬‬ ‫هلل‬ ‫وعن �أبي مو�سى ‪ -‬ر�ضي اهلل عنه ‪ -‬عن النبي قال‪�ِ ":‬إ َّن َما َم َث ِلي َو َم َث ُل َما َب َع َث ِني ا ُ‬ ‫ِب� � ِه َك َم َثلِ َر ُجلٍ �أَتَى َق ْو ًما َفق َ‬ ‫َال َيا َق ْو ِم ِ�إ ِّن ��ي َر�أَ ْي ُت ا ْل َج ْي َ�ش ِب َع ْين ََّي َو ِ�إ ِّني َ�أ َنا الن َِّذي ُر ا ْل ُع ْر َي ُان‬ ‫فَالن َ​َّجا َء َف�أَ َط َاع ُه َطا ِئ َف ٌة ِم ْن َق ْو ِم ِه َف�أَ ْد َل ُجوا فَان َْط َلقُوا َع َلى َم َه ِلهِ ْم َفن َ​َج ْوا َو َكذَّ َب ْت َطا ِئ َف ٌة‬ ‫َاح ُه ْم فَذَ ِل َك َم َث ُل َم ْن َ�أ َط َاع ِني‬ ‫ِم ْن ُه ْم َف�أَ ْ�ص َب ُحوا َم َكا َن ُه ْم ف َ​َ�ص َّب َح ُه ْم ا ْل َج ْي ُ�ش َف�أَ ْه َل َك ُه ْم َو ْاجت َ‬ ‫فَا َّت َب َع َمـا جِ ْئ ُت بِـ ِه َو َم َث ُل َم ْـن َع َ�صا ِني َو َكذَّ َب ِب َما جِ ْئ ُت ِب ِه ِم ْن ا ْل َحقِّ " (‪.)3‬‬

‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري‪.‬‬ ‫(‪ )2‬رواه البخاري وم�سلم‪.‬‬ ‫(‪� )3‬أخرجه البخاري وم�سلم‪.‬‬

‫‪167‬‬

‫الوحدة ال�ساد�سة‬

‫كيف نحقق الطاعة للر�سول‬ ‫الأحاديث المنا�سبة‪.‬‬

‫في ال�صالة ‪ ،‬وبر الوالدين ؟ م�ستر�شد ًا ببع�ض‬


‫�س‪ :1‬ما معنى �شهادة �أن محمد ًا ر�سول اهلل ؟‬ ‫�س‪ :2‬ما عالقة �شهادة �أن محمد ًا ر�سول اهلل ب�أركان الإ�سالم و�أركان الإيمان ؟‬ ‫�س‪ :3‬تحدث عن �أثر �شهادة �أن محمد ًا ر�سول اهلل على العالقات الأ�سرية ‪.‬‬

‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬

‫‪168‬‬


‫الدر�س الثاني‪ :‬محبة النبي‬

‫معناها وحقيقتها‬

‫مدخل‪:‬‬ ‫ما معنى �شهادة �أن محمد ًا ر�سول اهلل ؟‬ ‫�أمثلة على �أثر �شهادة �أن محمد ًا ر�سول اهلل على الم�سلم‪.‬‬

‫يت ��م الح ��وار بي ��ن المعلم‬ ‫والطالب‪،‬‬

‫محبة النبي معناها وحقيقتها ‪:‬‬

‫‪169‬‬

‫الح ��ب كلم ��ة دائ ��رة‬ ‫عل ��ى �أل�سن ��ة النا� ��س‪،‬‬ ‫رم ��ز ًا لتعل ��ق القل ��وب‬ ‫وميلها �إلى م ��ا تر�ضاه‬ ‫و ت�ستح�سنه‪.‬‬ ‫ويطلق في اللغة على‬ ‫�صفاء المودة‪.‬‬

‫الوحدة ال�ساد�سة‬

‫�أن يمي ��ل قل ��ب الم�سلم �إلى ر�سول اهلل مي ًال يتجلى فيه �إيثاره على كل محبوب‬ ‫ـ �س ��وى اهلل ـ م ��ن نف�س ووالد وولد والنا�س �أجمعين ‪ ،‬وذل ��ك لما خ�صه اهلل من كريم‬ ‫الخ�صال وعظيم ال�شمائل ‪ ،‬وما �أجراه على يديه من �صنوف الخير و البركات لأمته ‪،‬‬ ‫وما امتن اهلل على العباد ببعثه ور�سالته �إلى غير ذلك من الأ�سباب الموجبة لمحبته‬ ‫�شرعا‪.‬‬ ‫عق ًالو ً‬ ‫وي ��رى �آخ ��رون �أن المحبة ال تو�صف بو�صف �أظهر من (المحبة) ‪ ،‬و�إنما يتكلم النا�س‬ ‫في (�أ�سبابها ‪ ،‬وموجباتها ‪ ،‬وعالماتها ‪ ،‬و �شواهدها ‪ ،‬وثمراتها ‪ ،‬و�أحكامها)‪.‬‬ ‫والمحبة على درجتين‪:‬‬ ‫‪� -1‬إحداهما فر�ض‪ :‬وهي المحبة التي تقت�ضي قبول ما جاء به الر�سول من عند‬ ‫اهلل ‪ ،‬وتلقي ��ه بالمحبة و الر�ضا و التعظيم و الت�سليم ‪ ،‬وعدم طلب الهدى من غير‬ ‫طريق ��ه بالكلي ��ة ‪ ،‬ثم االتباع له فيما ب ّلغه عن ربه بفع ��ل الواجبات ‪ ،‬واالنتهاء عما‬ ‫نهى عنه من المحرمات ‪ ،‬فهذا القدر البد منه ‪ ،‬وال يتم الإيمان بدونه‪.‬‬ ‫‪ -2‬والدرج���ة الثاني���ة‪� :‬سنة‪ ،‬وه ��ي المحبة التي تقت�ضي ُح�س � َ�ن الت�أ�سي به ‪ ،‬وتحقيق‬ ‫االقت ��داء ب�سنت ��ه ف ��ي �أخالقه ‪ ،‬و�آداب ��ه ‪ ،‬ونوافل ��ه ‪ ،‬وتطوعاته ‪ ،‬و�أكل ��ه ‪ ،‬و�شربه ‪،‬‬ ‫ولبا�سه‪ .... ،‬وغير ذلك من �آدابه الكاملة ‪ ،‬و�أخالقه الطاهرة ‪ ،‬واالعتناء بمعرفة‬ ‫�سيرت ��ه و�أيام ��ه ‪ ،‬وتعظيمه و توقي ��ره ‪ ،‬ومحبة ا�ستماع كالم ��ه ‪ ،‬و�إيثاره على كالم‬ ‫غيره من المخلوقين‪.‬‬


‫اذكر �أربعة �أمثلة لكل درجة من درجات محبته ‪.‬‬ ‫‪............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................................................................................................‬‬

‫دواعي محبة الر�سول ‪:‬‬ ‫يرتبط الحب في قلب الإن�سان بدوافع و بواعث تبعث عليه ‪ ،‬مهمتها �أن تحرك القلب‬ ‫و تدفعه نحو محبوباته ‪ ،‬و�إذا نظرنا �إلى محبة الر�سول ف�سنجد �أن البواعث عليها‬ ‫متنوعة ومتعددة؛ وذلك لكثرة ما خ�صه اهلل به من �أنواع الف�ضائل ومنها‪:‬‬ ‫‪� -1‬أن حب الم�سلم للر�سول تابع لحبه هلل عز و جل‪.‬‬ ‫وذل ��ك لأن محب ��ة اهلل تعالى هي �أ�سا�س المحبة ال�شرعي ��ة‪ ،‬لأن اهلل هو المحبوب‬ ‫لذات ��ه وكل م ��ا �سواه ـ مما يحب �شرع� � ًا ـ فمحبته تابعة لمحبة اهلل عز و جل‪ ،‬قال‬ ‫اهلل تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫فحب ما يحب ��ه اهلل من لوازم‬ ‫و�أي�ض� � ًا ف� ��إن اهلل تعال ��ى �أحبه واختاره م ��ن خلقه ‪ُ ،‬‬ ‫محبته �سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫وذلك �أن اهلل تعالى ا�صطفاه على النا�س بر�سالته ‪ ،‬وجعله خاتم النبيين ‪ ،‬و�أف�ضل‬ ‫الخل ��ق �أجمعي ��ن ‪ ،‬وحبيب رب العالمين ‪.‬قال ر�س ��ول اهلل ‪� " :‬أَ َنا َ�س ِّي ُد َو َل ِد �آ َد َم‬ ‫َي ْو َم ا ْل ِق َي َام ِة َو�أَ َّو ُل َم ْن َينْ�شَ ُّق َع ْن ُه ا ْل َق ْب ُر َو�أَ َّو ُل �شَ ا ِف ٍع َو َ�أ َّو ُل ُم�شَ ف ٍَّع" (‪.)2‬‬ ‫‪ -2‬كمال ر�أفته ورحمته ب�أمته و حر�صه على هدايتها و�إنقاذها من الهلكة ‪ ،‬حتى‬ ‫كــادت �أن تـذهب نف�ســه �أ�ســـف ًا على قـومـه �أال يكونــوا م�ؤمنيـن ‪ ،‬كمـا قـال تعـالـى‪:‬‬ ‫(‪.)3‬‬ ‫وقال تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)4‬‬ ‫(‪� )1‬سورة �آل عمران الآية ‪.31:‬‬ ‫(‪� )2‬أخرجه م�سلم في �صحيحه‪.‬‬

‫(‪� )3‬سورة ال�شعراء الآية ‪.3:‬‬ ‫(‪� )4‬سورة التوبة الآية ‪.128 :‬‬

‫‪170‬‬


‫بالتع ��اون م ��ع زمالئك ‪،‬بين �أثر تعل ��م دواعي محبته‬ ‫الأمثلة‪.‬‬

‫على �سل ��وك الم�سلم ‪ .‬مع‬

‫‪.......................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.......................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.......................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.......................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.......................................................................................................................................................................‬‬

‫‪ -3‬حب الم�سلم للر�سول يحركه في قلبه �أمور كثيرة منها‪:‬‬ ‫�أ ‪ -‬تذ ّكر الر�سول و�أحواله ‪ ،‬و�سيرته و�شمائلة ومكارم �أخالقه‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬الوقوف على هديه واال�شتغال بال�سنة قو ًال و عم ًال‪.‬‬ ‫جـ ‪ -‬معرف ��ة نعم ��ة اهلل على عباده به ��ذا النبي ‪ ،‬والنظر ف ��ي النفع الحا�صل‬ ‫للعباد من جهته ب�إخراجهم من الظلمات �إلى النور‪.‬‬

‫كيف ت�ستفيد من هذه الأ�سباب لزيادة محبتك للنبي‬

‫(خطوات عملية)؟‬

‫‪......................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................................‬‬

‫‪171‬‬

‫الوحدة ال�ساد�سة‬

‫‪......................................................................................................................................................................‬‬


‫�س‪ :1‬ما درجات محبته‬

‫‪ ،‬مع التمثيل ؟‬

‫�س‪ :2‬ما �أثر محبة النبي‬

‫على �سلوك الم�سلم ؟‬

‫�س‪ :3‬كيف نزيد من محبتنا للنبي‬

‫؟‬

‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬

‫‪172‬‬


‫الدر�س الثالث‪ :‬عالمات محبة النبي‬ ‫مدخل‪:‬‬ ‫ما معنى محبة النبي ‪.‬‬ ‫�أ�سباب زيادة محبته ‪.‬‬ ‫فوائد محبته ‪.‬‬

‫يتم الحوار بين المعلم‬ ‫والطالب‪.‬‬

‫عالمات محبته‬ ‫الح ��ب و �إن كان م ��ن �أعم ��ال القلوب �إال �أنه الب ��د و�أن تظهر �آثاره عل ��ى الجوارح قو ًال‬ ‫وفع ًال‪.‬‬ ‫ولم ��ا كان ح ��ب الر�س ��ول قد يدعي ��ه الكثيرون ‪ ،‬فالب ��د من التميي ��ز بين المحب‬ ‫ال�ص ��ادق وم ��ن لي�س كذلك ‪ ،‬والتفريق بين َمن �سل ��ك في حبه لر�سول اهلل م�سلك ًا‬ ‫�صحيح ًا ‪ ،‬وبين من انحرف بم�سلك حبه عن ال�صواب‪.‬‬

‫وحب الر�سول مقيد ب�ضوابط تحكمه ‪ ،‬ومحدد بعالمات ت�ؤكد �صدقه‪،‬‬ ‫و�آثار تظهر على من ات�صف به ‪ ،‬منها‪:‬‬

‫بالتعاون مع زمالئك ‪ ،‬اذكر دليلين من القر�آن الكريم على وجوب اتباع النبي ‪.‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬

‫‪173‬‬

‫الوحدة ال�ساد�سة‬

‫‪ -1‬اتب ��اع النب ��ي واالقتداء به وال�سير عل ��ى نهجه والتم�سك ب�سنت ��ه واجتناب نواهيه‬ ‫والت�أدب ب�آدابه ‪...‬وقد تقدم تو�ضيح ذلك بالأدلة‪.‬‬


‫‪ -2‬الإكث ��ار من ذكره ‪ ،‬فمن �أحب �شيئ ًا �أكثر من ذكره ‪ ،‬ودوام الذكر �سبب لدوام‬ ‫المحبة و زيادتها و نمائها‪.‬‬ ‫هلل َع َل ْي ِه َع�شْ ًرا" (‪.)1‬‬ ‫قال عليه ال�صالة و ال�سالم‪َ ":‬م ْن َ�ص َّلى َع َل َّي َو ِاح َد ًة َ�ص َّلى ا ُ‬

‫اذكر ثالث مواطن ي�ستحب فيها ال�صالة على النبي ‪.‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................‬‬

‫‪ ،‬وتمني ذلك ولو كان ذلك مقابل بذل المال‬

‫‪ -3‬تمن ��ي ر�ؤيته و ال�شوق �إلى لقائ ��ه‬ ‫والأهل‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫�ون َب ْع ِدي َي َو ُّد َ�أ َح ُد ُه ْم َل ْو‬ ‫ن� ��ص عليها قول ��ه‬ ‫ا�س َي ُكو ُن � َ‬ ‫‪":‬م ْن �أَ�شَ ِّد �أُ َّم ِتي ِلي ُح ًّبا َن ٌ‬ ‫َر�آ ِني ِب َ�أ ْه ِل ِه َو َما ِل ِه" (‪.)2‬‬ ‫‪ -4‬الن�صيحة له ‪.‬‬ ‫يح� � ُة ُق ْلنَا ِل َم ْن َق ��الَ لهلِ ِ َو ِل ِكتَا ِب ِه‬ ‫"الد ُ‬ ‫كم ��ا ق ��ال عليه ال�صالة و ال�س�ل�ام‪ِّ :‬‬ ‫ين الن َِّ�ص َ‬ ‫ين َو َعا َّم ِتهِ ْم" (‪.)3‬‬ ‫َو ِل َر ُ�سو ِل ِه َو َِ أل ِئ َّم ِة ا ْل ُم ْ�س ِل ِم َ‬ ‫والن�صيح ��ة لر�س ��ول اهلل في حياته ‪ :‬ب ��ذل المجهود في طاعت ��ه ‪ ،‬ون�صرته ‪،‬‬ ‫ومعاونته ‪ ،‬وبذل المال �إذا �أراده ‪ ،‬و الم�سارعة �إلى محبته‪.‬‬ ‫و�أما بعد وفاته ‪ :‬فالعناية بطلب �سنته ‪ ،‬والبحث عن �أخالقه و�آدابه ‪ ،‬وتعظيم �أمره‬ ‫ولزوم القيام به ‪.‬‬ ‫‪ -5‬تع ّلم القر�آن الكريم الناطق ب�شريعته ‪ ،‬والمداومة على تالوته ‪ ،‬وفهم معانيه‪.‬‬ ‫فالم�سل ��م يح ��ب الق ��ر�آن الذي �أتى به ‪ ،‬وه ��دى به و اهت ��دى ‪ ،‬وتخلق به حتى‬ ‫كان ا ْل ُق ْر�آن"(‪. .)4‬وقال عليه‬ ‫قالت عائ�شة ر�ضي اهلل عنها‪�" :‬إِ َّن خُ ُلقَ َن ِّب ِي اهلل‬ ‫َ‬ ‫(‪� )4( ،)3(، )2( ،)1‬أخرجه م�سلم‪ .‬ال�صالة و ال�سالم‪" :‬خَ ْي ُر ُك ْم َم ْن َت َع َّل َم ا ْل ُق ْر� َآن َو َع َّل َم ُه "(‪.)5‬‬ ‫(‪� )5‬أخرجه البخاري‬

‫‪174‬‬


‫بالتع ��اون مع زمالئك ‪ ،‬اذكر ع�شر خ�صال تت�شبه فيها بالنبي‬ ‫عالقة كل خ�صلة بمحبته ‪.‬‬

‫‪ ،‬مع تو�ضيح‬

‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬

‫�س‪ :1‬ما الدليل على �أن الإكثار من ذكره‬ ‫؟‬

‫‪.‬‬

‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬

‫‪175‬‬

‫الوحدة ال�ساد�سة‬

‫�س‪ :2‬ما معنى الن�صيحة له‬ ‫�س‪ :3‬اذكر �أعما ًال تزيد من محبتك للنبي‬

‫عالمة على محبته ؟‬


‫الدر�س الرابع‪ :‬النهي عن الغلو في النبي‬

‫مدخل‪:‬‬ ‫يت ��م الح ��وار بي ��ن المعلم‬ ‫والطالب‪.‬‬

‫ما معنى محبة النبي‬ ‫�أ�سباب زيادة محبته ‪.‬‬ ‫�صور من محبته ‪.‬‬

‫؟‬

‫النهي عن الغلو في النبي‬

‫و�أ�ص ��ل الغل ��و ف ��ي اللغة‬ ‫يطل ��ق عل ��ى مج ��اوزة‬ ‫ال�ش ��يء َح َّده الذي ِ‬ ‫و�ضع‬ ‫ل ��ه ب� ��أن يزاد ف ��ي حمد‬ ‫ال�ش ��يء �أو ذم ��ه على ما‬ ‫ي�ستحق و نحو ذلك‪.‬‬

‫الغلو لغة‪ :‬تجاوز الحد‪.‬‬ ‫والتعريف ال�شرعي للغلو‪ :‬مجاوزة حدود ما �شرع‪� ،‬سواء كان ذلك التجاوز في جانب‬ ‫االعتقاد �أم القول �أم العمل‪.‬‬ ‫وق ��د جاء ذك ��ر لفظ الغلو ف ��ي الق ��ر�آن الكريم ف ��ي مو�ضعين وكان الخط ��اب فيهما‬ ‫للن�صـــارى ‪ ،‬فـ�أحــدهمـا ‪ :‬فـي قـــوله تعــالى‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬

‫ارج ��ع ال ��ى الم�صح ��ف‪،‬‬ ‫وابح ��ث ع ��ن الآي ��ات‬ ‫المنا�سب ��ة ‪ ،‬ث ��م دونها في‬ ‫الم�ستطي ��ل ‪ ،‬لتكون جزء ًا‬ ‫من الدر�س‪.‬‬

‫والآخر في �سورة المائدة‬ ‫‪.................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫وق ��ال علي ��ه ال�صالة و ال�سالم‪�" :‬إياكم و الغلو ف ��ي الدين ‪ ،‬ف�إنما هلك من كان قبلكم‬ ‫بالغلو في الدين" (‪.)2‬‬ ‫(‪� )1‬سورة الن�ساء الآية ‪.171:‬‬ ‫(‪� )2‬أخرجه الإمام �أحمد و الن�سائي‪.‬‬

‫‪176‬‬


‫والغل ��و في حق ��ه ‪ :‬مجاوزة الحد ف ��ي قدره ب�أن ُيرفع ف ��وق مرتبة العب ��ادة و الر�سالة‬ ‫دعى و ُي�ستغاث به من دون اهلل و ُيحلف به‪.‬‬ ‫و ُيجعل له �شيء من خ�صائ�ص الإلهية ك�أن ُي َ‬

‫ما �سبب غلو بع�ض الم�سلمين في النبي‬

‫؟‬

‫‪......................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.......................................................................................................................................................................‬‬

‫�أنواع الغلو‬

‫‪177‬‬

‫الوحدة ال�ساد�سة‬

‫تتعدد �أ�شكال الغلو و �صوره ‪ ،‬فمنه ما يكون في االعتقاد ‪ ،‬ومنه ما يكون في العمل‪:‬‬ ‫‪ -1‬الغل���و ف���ي االعتق���اد‪ :‬ويتمثل في مج ��اوزة حدود االعتق ��اد ال�صحيح �إل ��ى غيره من‬ ‫�ضروب االنحراف ومنه ‪:‬‬ ‫• غلو الن�صارى في عي�سى عليه ال�سالم حتى جعلوه في مرتبة الألوهية‪.‬‬ ‫• وغل ��و بع� ��ض المت�صوف ��ة ف ��ي الر�سول حيث ادع ��وا �أنه مخلوق م ��ن نور رب‬ ‫العالمين ‪ ،‬و�أن الكون خُ لق من نوره ‪ ،‬و�أنه يت�صرف في الأكوان ‪ ،‬و�أنه مال ٌذ ومعاذ‬ ‫عند حلول الخطوب ونزول ال�شدائد‪.‬‬ ‫‪ -2‬الغل���و ف���ي العمل‪ :‬فمن ذلك دعوى الغالة ج ��وا َز َ�صرف ِبع�ض �أنواع العبادة له ‪،‬‬ ‫فم ��ن قائل يقول‪� :‬إنه ي�ستغاث به في كل ما ُي�ستغاث فيه الخالق بمعنى �أنه يطلب منه‬ ‫كما يطلب من الخالق‪.‬‬ ‫وم ��ن ذلك م ��ا يفعله بع�ض النا� ��س من �إن�شاد الق�صائ ��د التي فيه ��ا ا�ستغاثة و تو�سل‬ ‫وح ِلف‪ ،‬وال يميزون بين حق اهلل وحق الر�سول ‪.‬‬ ‫َ‬


‫بالتعاون مع زمالئك ‪ ،‬ما عالقة الغلو في النبي‬

‫بالتوحيد ؟‬

‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................................................................................................‬‬

‫ع ��ن عب ��د اهلل ب ��ن ِّ‬ ‫ال�شخ ِّير ‪ -‬ر�ضي اهلل عنه ‪ -‬ق ��ال‪ :‬انطلقت في وفد بن ��ي عامر �إلى‬ ‫هلل َت َبا َر َك َو َت َعا َلى ُق ْلنَا َو�أَف َْ�ض ُلنَا ف َْ�ضلاً‬ ‫ر�سول اهلل " َف ُق ْلنَا �أَن َْت َ�س ِّي ُد َنا َفق َ‬ ‫ال�س ِّي ُد ا ُ‬ ‫َال َّ‬ ‫َو�أَ ْع َظ ُم َن ��ا َط ْو اًل َفق َ‬ ‫َال ُقو ُلوا ِب َق ْو ِل ُك ْم �أَ ْو َب ْع ِ�ض َق ْو ِل ُك ْم َو اَل َي ْ�ست َْجرِ َي َّن ُك ْم ال�شَّ ْي َط ُان " (‪ .)1‬مع‬ ‫العلم �أنه �سي ٌد حقًا لكنه خ�شي على �أمته من الغلو‪.‬‬ ‫وق ��ال عليه ال�صالة و ال�س�ل�ام‪ ":‬اَل ت ُْط ُرو ِني َك َما َ�أ ْط َر ْت الن َ​َّ�صا َرى ا ْب َن َم ْر َي َم َف ِ�إ َّن َما �أَ َنا‬ ‫َع ْب ُد ُه َفقُو ُلوا َع ْب ُد ا ِ‬ ‫هلل َو َر ُ�سو ُل ُه "(‪.)2‬‬

‫كيف يكون تعظيم النبي‬

‫؟ اذكر خم�سة �أمثلة فيها تعظيم للنبي ‪.‬‬

‫‪.............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................................................................................................‬‬

‫(‪� )1‬أخرجه �أبو داود و�أحمد‪.‬‬ ‫(‪� )2‬صحيح البخاري‪.‬‬

‫‪......‬‬

‫‪178‬‬


‫؟‬

‫�س‪ :1‬ما المراد بالغلو في النبي‬

‫�س‪ :2‬تحدث عن الغلو في االعتقاد ‪ ،‬مع الأمثلة ‪.‬‬ ‫�س‪ :3‬كيف يكون تعظيم النبي‬

‫‪ ،‬مع التمثيل ؟‬

‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬

‫الوحدة ال�ساد�سة‬

‫‪179‬‬


‫الف�صل الثاني‬ ‫ف�ضل �آل البيت وال�صحابة ‪ -‬ر�ضي الله عنهم‬

‫الدر�س الخام�س‪ :‬ف�ضل �آل البيت ومكانتهم ‪ -‬ر�ضي اهلل عنهم‬

‫مدخل‪:‬‬ ‫يت ��م الح ��وار بي ��ن المعلم‬ ‫والطالب‪.‬‬

‫�صور من محبة النبي ‪.‬‬ ‫�صور الغلو في النبي ‪.‬‬

‫ف�ضل �آل البيت ومكانتهم ‪ -‬ر�ضي اهلل عنهم ‪:‬‬ ‫�آل البيت‪ :‬هم �آل النبي الذين حرمت عليهم ال�صدقة‪.‬‬ ‫وهم‪� :‬آل علي بن �أبـي طالب ‪ ،‬و�آل جعفر بن �أبـي طالب ‪ ،‬و�آل عقيل بن �أبي طالب‪،‬‬ ‫و�آل العبا�س بن عبدالمطلب ‪ ،‬وبنو الحارث بن عبدالمطلب ‪ ،‬و�أزواج النبي وبناته‪.‬‬ ‫وقد دلّ على ف�ضلهم قوله تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫وقول ��ه عليه ال�صالة و ال�سالم ف ��ي الو�صية بهم‪" :‬و�أهل بيت ��ي‪� ،‬أُذَ ِّكركم اهلل في �أهل‬ ‫بيتي‪� ،‬أُذَ ِّكركم اهلل في �أهل بيتي"(‪.)2‬‬ ‫ق ��ال ابن تيمية‪( :‬وال ريب �أن لآل محمد حق ًا على الأمة ال ي�شركهم فيها غيرهم‪،‬‬ ‫وي�ستحق ��ون م ��ن زيادة المحبة والم ��واالة ما ال ي�ستحقه �سائر بط ��ون قري�ش ‪ ،‬كما �أن‬ ‫قري�ش ًا ي�ستحقون من المحبة و المواالة ما ال ي�ستحقه غير قري�ش من القبائل)(‪.)3‬‬

‫فنحن نحبهم لأمرين‪:‬‬

‫• للإيمان ‪.‬‬ ‫• وللقرابة من ر�سول اهلل ‪.‬‬

‫(‪� )1‬سورة الأحزاب الآية ‪.33:‬‬ ‫(‪� )2‬أخرجه م�سلم‪.‬‬

‫(‪ )3‬منهاج ال�سنة النبوية ‪.599/4‬‬

‫‪180‬‬


‫بالتعاون مع زمالئ ��ك ‪ ،‬ما وجه اال�ستدالل من الآية والحديث ال�سابقين على ف�ضل‬ ‫ومكانة �آل البيت ؟‬ ‫‪......................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................................‬‬

‫الواجب نحو �أهل بيته ‪:‬‬ ‫انق�سم النا�س في �آل البيت �إلى ثالثة �أق�سام‪:‬‬

‫• ق�سم مف ّرطون في حبهم ‪ ،‬وهم الجفاة في حقهم ‪ ،‬البغاة عليهم‪.‬‬ ‫وه�ؤالء �ض ّيعوا و�صية النبي في �أهل بيته‪.‬‬ ‫• ق�سم �أفرطوا في حبهم ‪ ،‬وغَ َلوا فيهم وتعدوا الحد ال�شرعي في حقهم‪.‬‬ ‫وه�ؤالء وقعوا في الغلو المنهي عنه‪.‬‬ ‫• ق�سم و�سط بين المف ّرطين والمفرِ طين ‪ ،‬ف�أقاموا لهم حقهم من المحبة وجعلوها‬ ‫من محبة النبي ‪.‬‬ ‫وه�ؤالء هم �أهل الحق وال�صواب‪.‬‬ ‫في رجالن ‪ُ :‬مف ِْرط في حبي‪ ،‬و ُمف ِْرط في بغ�ضي)(‪.)1‬‬ ‫قال علي بن �أبي طالب‪( :‬يهلك ّ‬

‫‪ -1‬محبتهم ‪ ،‬وهو من �أعظم حقوقهم‪.‬‬ ‫‪� -2‬أن اهلل تعالى جعل لهم حق ًا في الخُ م�س و الفيء‪.‬‬ ‫ويدل لذلك ما جاء في �سورة الأنفال‬ ‫‪.................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫(‪� )1‬أخرجه ابن �أبي عا�صم في ال�سنة‪.‬‬

‫‪181‬‬

‫الوحدة ال�ساد�سة‬

‫ومن حقوق �آل البيت ‪:‬‬


‫‪ -3‬ال�صالة عليهم تبع ًا لل�صالة على النبي ‪.‬‬ ‫كما في ال�صالة الإبراهيمية‪.‬‬ ‫وق ��د توات ��ر النقل عن �أئمة ال�سلف و �أه ��ل العلم جي ًال بعد جيل بوج ��وب محبة �أهل بيت‬ ‫ر�سول اهلل ‪ ،‬و�إكرامهم والعناية بهم ‪ ،‬وحفظ و�صية النبي فيهم‪.‬‬

‫المحبة بين ال�صحابة و�آل البيت ‪:‬‬ ‫قال ال�صديق ر�ضي اهلل عنه ‪ ( :‬والذي نف�سي بيده لقرابة ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�آله‬ ‫أحب �إ ّ‬ ‫يل �أن �أ�صل من قرابتي)(‪.)1‬‬ ‫و�سلم � ُّ‬ ‫وقال �أمري امل�ؤمنني عمر بن اخلطاب للعبا�س ر�ضي اهلل عنهما ‪ ( :‬واهلل ! لإ�سالمك يوم‬ ‫�أ�سلمت كان �أحب �إ ّ‬ ‫يل من �إ�سالم اخلطاب ـ يعني والده ـ لو �أ�سلم‪ ،‬لأنّ �إ�سالمك كان �أحب‬ ‫�إىل ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�آله و�سلم من �إ�سالم اخلطاب‪.)2().‬‬ ‫و�أورد احلافظ ابن كثري يف كتابه البداية والنهاية ‪� :‬أنّ احل�سن بن علي دخل على معاوية‬ ‫ابن �أبي �سفيان يف جمل�سه‪ ،‬فقال له معاوية ‪ :‬مرح ًبا و�أه ًال بابن ر�سول اهلل �صلى اهلل‬ ‫عليه و�آله و�سلم‪ ،‬و�أمر له بثالثمائة �ألف‪.‬‬ ‫وكان �أهل البيت يحبون ال�صحابة وميدحونهم حتى �إن علي ًا ر�ضي اهلل عنه زوج ابنته �أم‬ ‫كلثوم من �أمري امل�ؤمنني عمر ر�ضي اهلل عنه‪.‬‬ ‫وقال علي ر�ضي اهلل عنه ميدح ال�صحابة ر�ضي اهلل عنهم ‪ :‬لقد ر�أيت �أ�صحاب حممد‬ ‫‪ ،‬لقد كانوا ي�صبحون �شعث ًا غرب ًا‪ ،‬وقد باتوا �سجد ًا وقيام ًا‪ ،‬يراوحون بني جباههم‬ ‫وخدودهم‪ ،‬ويقفون على مثل اجلمر من ذكر معادهم ! ك�أن بني �أعينهم ُر َكب املِعزى من‬ ‫طول �سجودهم! �إذا ذكر اهلل هملت �أعينهم حتى تبل جيوبهم‪ ،‬ومادوا كما مييد ال�شجر‬ ‫يوم الريح العا�صف‪ ،‬خوف ًا من العقاب‪ ،‬ورجاء للثواب‪.‬‬ ‫وكان علي ر�ضي اهلل عنه من املخل�صني الأوفياء لعثمان‪ ،‬منا�صح ًا م�ست�شار ًا‪ ،‬وقا�ضي ًا‬ ‫كما كان يف خالفة ال�صديق والفاروق‪.‬‬ ‫ومل يكن جعفر بن حممد يتوىل �أبا بكر وعمر فح�سب‪ ،‬بل كان ي�أمر �أتباعه بواليتهما‬ ‫�أي�ض ًا‪.‬‬ ‫(‪� )1‬أخرجه البخاري و م�سلم‪.‬‬ ‫(‪ )2‬رواه ابن �سعد في الطبقات‪.‬‬

‫‪182‬‬


‫دخلت عليه امر�أة ف�س�ألته عن �أبي بكر وعمر فقال لها ‪ :‬توليهما‪ ،‬قالت ف�أقول لربي‬ ‫�إذا لقيته �إنك �أمرتني بواليتهما؟ قال ‪ :‬نعم‪.‬‬ ‫وكان من حب �أهل البيت لل�صديق والتودد فيما بينهم �أنهم �سموا �أبناءهم با�سم �أبي‬ ‫بكر ر�ضي اهلل عنه‪ ،‬ف�أولهم علي بن �أبي طالب حيث �سمى �أحد �أبنائه با�سم ب�أبي‬ ‫بكر‪ ،‬و�سمى احل�سن بن علي �أحد �أبنائه بهذا اال�سم‪ ،‬واحل�سني بن علي � ً‬ ‫أي�ضا �سمى‬ ‫�أحد �أبنائه با�سم ال�صديق‪ ،‬وكان زين العابدين بن احل�سن يكنى ب�أبي بكر‪.‬‬ ‫ومو�سى الكاظم �سمى �أحد بناته با�سم بنت ال�صديق‪ ،‬ال�صديقة عائ�شة‪ .‬كما �أن علي‬ ‫ابن احل�سني بن علي بن �أبي طالب �سمى �إحدى بناته عائ�شة‪.‬‬ ‫و�سمى علي ر�ضي اهلل عنه‪ ،‬ابنه من �أم حبيب بنت ربيعة البكرية با�سم الفاروق عمر‪.‬‬ ‫واحل�سن ر�ضي اهلل عنه �سمى �أحد �أبنائه عمر �أي�ض ًا‪ ،‬واحل�سني ر�ضي اهلل عنه �أي�ض ًا‬ ‫علي بن احل�سني (زين العابدين) �سمى �أحد‬ ‫�سمى �أحد �أبنائه با�سم عمر‪ .‬كما �أن َّ‬ ‫�أبنائه ‪ :‬عمر‪ .‬وكذلك مو�سى بن جعفر امللقب (الكاظم) �سمى �أحد �أبنائه ‪ :‬عمر‪.‬‬ ‫وكان من حب �أهل البيت لعثمان �أنهم زوجوا بناتهم من �أبنائه‪ ،‬و�سموا �أبنائهم‬ ‫با�سمه كما ذكر عدد من امل�ؤرخني �أن واحد ًا من �أبناء علي بن �أبي طالب ر�ضي اهلل‬ ‫عنه كان ا�سمه عثمان‪.‬‬

‫الوحدة ال�ساد�سة‬

‫‪183‬‬


‫�س‪ :1‬ما المراد ب�آل بيت النبي‬

‫؟‬

‫�س‪ :2‬قارن بين �أق�سام النا�س في �آل البيت ‪ ،‬مع التو�ضيح ‪.‬‬ ‫�س‪ :3‬تحدث عن �شيء من حقوق �آل البيت ‪ ،‬مع اال�ستدالل ‪.‬‬

‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬

‫‪184‬‬


‫الدر�س ال�ساد�س‪ :‬ف�ضل ال�صحابة ومكانتهم ‪ -‬ر�ضي اهلل عنهم‬ ‫مدخل‪:‬‬ ‫يتم الحوار بين المعلم‬ ‫والطالب‪.‬‬

‫�صور من محبة النبي ‪.‬‬ ‫كيف انت�شر الإ�سالم ؟‬

‫ف�ضل ال�صحابة ومكانتهم ‪ -‬ر�ضي اهلل عنهم‬

‫اخت ��ر ثالث ��ة م ��ن ال�صحاب ��ة ‪ -‬ر�ض ��ي اهلل عنه ��م ‪ ،‬وا�ش ��رح �أب ��رز �سماته ��م‬ ‫ومواقفهم‪.‬‬ ‫‪...............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...............................................................................................................................................................‬‬

‫‪185‬‬

‫الوحدة ال�ساد�سة‬

‫ال�صحابة جمع �صحابي‪ :‬وهو من لقي النبي م�ؤمن ًا به ومات على ذلك‪.‬‬ ‫وال ��ذي يجب اعتقاده فيهم �أنهم �أف�ضل الأم ��ة و خير القرون ل�سبقهم و اخت�صا�صهم‬ ‫ب�صحبة النبي و الجهاد معه ‪ ،‬وتحمل ال�شريعة عنه ‪ ،‬وتبليغها لمن بعدهم‪.‬‬ ‫والواجب علينا �سالمة قلوبنا و �أل�سنتنا لأ�صحاب ر�سول اهلل ‪:‬‬ ‫و�أن تك ��ون قلوبن ��ا مملوء ًة بالحب و التقدي ��ر والتعظيم لأ�صحاب ر�سول اهلل على‬ ‫م ��ا يلي ��ق بهم ‪ ،‬ولأن محبتهم م ��ن محبة ر�سول اهلل ‪ ،‬ومحب ��ة ر�سول اهلل من‬ ‫محبة اهلل‪.‬‬ ‫و�أن تكــ ��ون �أل�سنتن ��ا �أي�ض ًا �سالمة مـن التنق�ص وال�س ��ب و ال�شتم واللعن و التف�سيـق‬ ‫والتكفي ��ر لهم وما �أ�شبه ذلك مما ي�أتي به �أهل البدع ‪ ،‬ف�إذا �س ِل َم ْت من هذا ‪ُ ،‬م ِل َئ ْت‬ ‫من الثناء عليهم والتر�ضي عنهم و الترحم عليهم واال�ستغفار لهم و غير ذلك‪.‬‬


‫ف�ضل ال�صحابة ‪ -‬ر�ضي اهلل عنهم‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫حين قال‪:‬‬

‫�أنه ��م خير القرون في جمي ��ع الأمم ‪ ،‬كما �صرح بذلك ر�س ��ول اهلل‬ ‫ين َي ُلو َن ُه ْم"(‪.)1‬‬ ‫"خَ ْي ُر الن ِ‬ ‫ين َي ُلو َن ُه ْم ُث َّم ا َّل ِذ َ‬ ‫َّا�س َق ْر ِني ُث َّم ا َّل ِذ َ‬ ‫�أنهم �أ�صحاب خير البرية محمد ‪.‬‬ ‫�أنه ��م هم الوا�سطة في التبليغ بين ر�سول اهلل و بين �أمته ‪ ،‬فمنهم تلقت الأمة‬ ‫عنه ال�شريعة‪.‬‬ ‫ما كان على �أيديهم من الفتوحات الوا�سعة العظيمة‪.‬‬ ‫�أنهم ن�شروا الف�ضائل بين هذه الأمة من ال�صدق و الن�صح و الأخالق والآداب ‪.‬‬

‫وم ��ن معتق ��د �أهل ال�سنة �أنهم ُي ِ‬ ‫م�سك ��ون عما �شَ َج َر بينهم ‪ ،‬يعن ��ي عما وقع بينهم من‬ ‫النزاع ‪ ،‬و الكالم عما �شجر بينهم لي�س هو الأ�صل ‪ ،‬بل الأ�صل هو الكف و الإم�ساك ‪،‬‬ ‫و ُيق�صد به عدم الخو�ض فيما وقع بينهم من الحروب و الخالفات على �سبيل التو�سع‬ ‫و تتبع التف�صيالت‪.‬‬

‫يتم الن�ش ��اط على طريقة‬ ‫الم�سابقات بين مجموعات‬ ‫الطالب‪.‬‬

‫بالتعاون مع زمالئك ‪ ،‬اكتب ا�سم (ثالثين) �صحابي ـ ر�ضي اهلل عنهم‪.‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬

‫(‪� )1‬أخرجه البخاري وم�سلم‪.‬‬

‫‪186‬‬


‫ومما ورد في ف�ضلهم من الآيات‪:‬‬ ‫قــولـه تــعـــالــى‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫وقـولـه تـــعـــالــى‪:‬‬ ‫(‪.)2‬‬

‫حدد وجه اال�ستدالل في الآيتين على ثناء اهلل تعالى على ال�صحابة ‪ -‬ر�ضي‬ ‫اهلل عنهم‪.‬‬ ‫‪.........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.........................................................................................................................................................‬‬

‫الثناء عليهم في ال�سنة‬

‫(‪� )1‬سورة التوبة الآية ‪.100:‬‬ ‫(‪� )2‬سورة الفتح الآية ‪.18:‬‬ ‫(‪� )3‬أخرجه البخاري وم�سلم‪.‬‬ ‫(‪� )4‬أخرجه البخاري و م�سلم‪.‬‬ ‫(‪� )5‬أخرجه م�سلم‪.‬‬

‫‪187‬‬

‫الوحدة ال�ساد�سة‬

‫ق ��ال ‪ ":‬اَل ت َُ�س ُّبوا �أَ ْ�ص َحابِي َف َل ْو َ�أ َّن َ�أ َح َد ُك ْم �أَ ْن َف ��قَ ِم ْث َل ُ�أ ُح ٍد ذَ َه ًبا َما َب َل َغ ُم َّد َ�أ َح ِد ِه ْم‬ ‫َو اَل َن ِ�صي َف ُه " (‪.)3‬‬ ‫الن�صيف ي�أتي بمعنى الن�صف كما هنا ‪ ،‬وي�أتي بمعنى الخمار‪.‬‬ ‫ين َي ُلو َن ُه ْم" (‪.)4‬‬ ‫وقوله ‪" :‬خَ ْي ُر الن ِ‬ ‫ين َي ُلو َن ُه ْم ُث َّم ا َّل ِذ َ‬ ‫َّا�س َق ْر ِني ُث َّم ا َّل ِذ َ‬ ‫هلل ِم � ْ�ن َ�أ ْ�ص َح ِ‬ ‫ين َبا َي ُعوا‬ ‫وق ��ال ‪ :‬اَ"ل َي ْدخُ � ُ�ل ال َّن ��ا َر ِ�إ ْن �شَ ا َء ا ُ‬ ‫اب ال�شَّ َج َر ِة �أَ َح� � ٌد ال َِّذ َ‬ ‫َت ْح َت َها" (‪.)5‬‬


‫وجه اال�ستدالل بهذه الأحاديث على ف�ضل ال�صحابة ‪ -‬ر�ضي اهلل عنهم ‪ -‬في‬ ‫حياة الر�سول وبعد وفاته‪.‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬

‫�س‪ :1‬ما المراد بال�صحابي ؟‬ ‫�س‪ :2‬تحدث عن ف�ضل ال�صحابة ‪ -‬ر�ضي اهلل عنهم ‪.‬‬ ‫�س‪ :3‬قارن بين معتقد �أهل ال�سنة في ال�صحابة ‪ -‬ر�ضي اهلل عنهم مع غيرهم‪،‬‬ ‫م�ستر�شد ًا بالأدلة الواردة في الدر�س ‪.‬‬

‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................................................................................‬‬ ‫‪....................................................................................................................................................‬‬

‫‪188‬‬


‫الوح��دة ال�س��ابعة‬

‫‪7‬‬

‫لزوم الجماعة‬ ‫وذم الفرقة‬ ‫ال�صفحة‬

‫المحتوى ‪..‬‬ ‫ف�صل واحد فقط الدر�س الأول‪:‬وجوب لزوم الجماعة وذم الفرقة ‪192 .............................‬‬ ‫الدر�س الثاني‪:‬وجوب طاعة والة الأمر ‪196 .....................................‬‬


.

....


‫‪.‬‬

‫�أخي الطالب ‪..‬‬ ‫بنهاية هذه الوحدة نتوقع �أن تحقق الأهداف التالية‪:‬‬ ‫ ·‬ ‫· ‬ ‫· ‬ ‫· ‬

‫�أن تتعرف على �أهمية لزوم الجماعة‪.‬‬ ‫�أن تزداد حر�ص ًا على تما�سك الجماعة‪.‬‬ ‫�أن تنبذ الفرقة وطرقها‪.‬‬ ‫�أن تحقق الطاعة بالمعروف لوالة الأمر‪.‬‬

‫الوحدة ال�سابعة‬

‫‪191‬‬


‫الدر�س الأول‪ :‬وجوب لزوم الجماعة وذم الفرقة‬

‫مدخل‪:‬‬ ‫يت ��م الح ��وار بي ��ن المعلم‬ ‫والطالب‪.‬‬

‫تتكون المجتمعات بتما�سك الأفراد‪.‬‬ ‫ق�صة ك�سر الأعواد متفرقة ‪ ،‬ومتانتها مجتمعة‪.‬‬

‫لزوم الجماعة وذم الفرقة‬ ‫لزوم الجماعة‪ :‬الثبات على وحدة الكلمة بين الم�سلمين‪.‬‬ ‫ورد معنى الجماعة في در�س �سابق ‪ ،‬فما معناها ‪ ،‬وما قول ابن م�سعود‬ ‫ر�ضي اهلل عنه فيها؟‬ ‫‪..........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..........................................................................................................................................................‬‬

‫ولقد وردت في كتاب اهلل الكريم �آيات ت�أمر الم�ؤمنين وتحثهم على لزوم الجماعة‬ ‫واالئت�ل�اف ‪ ،‬وتبيـن �أن الأمـة الإ�ســالمية �أمـة واحـدة ومـن الأدلة‪ ،‬قول ��ه تعال ��ى‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫قوله‪:‬‬

‫(‪.)2‬‬

‫وقوله‪:‬‬

‫(‪.)3‬‬

‫وجه اال�ستدالل من الآيات‪.‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬

‫(‪� )1‬سورة �آل عمران الآيات ‪ 102:‬ـ ‪.103‬‬ ‫(‪� )2‬سورة الحجرات الآية ‪.10 :‬‬ ‫(‪� )3‬سورة التوبة الآية ‪.71 :‬‬

‫‪192‬‬


‫�أما مفارقة الجماعة ف�أمر طارئ وحادث‪ ,‬لذا جاء التحذير عنها في مواطن عدة‬ ‫منها‪:‬‬ ‫قوله تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫وقوله‪:‬‬ ‫(‪.)2‬‬ ‫وقــولـه‪:‬‬ ‫(‪.)3‬‬ ‫ق ��ال ابن تيمية‪ :‬ولو كان كلما اختلف م�سلمان في �شيء تهاجرا لم يبق بين الم�سلمين‬ ‫ع�صمة وال �أخوة (‪.)4‬‬

‫و من �أدلة ال�سنة‪:‬‬

‫(‪� )1‬سورة �آل عمران الآية ‪.105:‬‬ ‫(‪� )2‬سورة الأنعام الآية ‪.153:‬‬ ‫(‪� )3‬سورة الأنعام الآية ‪.159:‬‬

‫(‪ )4‬الفتاوى‪.173/24‬‬ ‫(‪� )5‬أخرجه م�سلم‪.‬‬ ‫(‪ )6‬قاله الإمام النووي‪.‬‬

‫(‪� )7‬أخرجه �أحمد والدارمي‪.‬‬ ‫(‪� )8‬أخرجه �أحمد‪.‬‬

‫‪193‬‬

‫الوحدة ال�سابعة‬

‫هلل َي ْر َ�ضى َل ُك ْم ثَلاَ ًث ��ا‪� :‬أَ ْن َت ْع ُب ُدو ُه َو اَل تُ�شْ رِ ُكوا ِب� � ِه �شَ ْي ًئا َوَ�أ ْن َت ْعت َِ�ص ُموا‬ ‫قول ��ه ‪�":‬إِ َّن ا َ‬ ‫هلل َج ِمي ًعا َو اَل َت َف َّر ُقوا َو�أَ ْن ُتن ِ‬ ‫ب َِح ْبلِ ا ِ‬ ‫هلل �أَ ْم َر ُك ْم " (‪.)5‬‬ ‫َا�ص ُحوا َم ْن َو اَّل ُه ا ُ‬ ‫قوله " وال تفرقوا " �أم ٌر بلزوم جماعة الم�سلمين وت�آلف بع�ضهم ببع�ض ‪ ،‬وهذه �إحدى‬ ‫قواعد الإ�سالم ‪.)6(.‬‬ ‫هلل َع ْب ًدا َ�س ِم� � َع َمقَا َل ِتي َه ِذ ِه ف َ​َح َم َل َها َف ُر َّب َح ِام ��لِ ا ْل ِف ْق ِه ِفي ِه غَ ْي ُر‬ ‫وقول ��ه ‪َ " :‬ن َّ�ض َر ا ُ‬ ‫َف ِق ٍيه َو ُر َّب َح ِاملِ ا ْل ِف ْق ِه �إِ َلى َم ْن ُه َو �أَ ْف َق ُه ِم ْن ُه ثَلاَ ثٌ اَل ُي ِغ ُّل َع َل ْيهِ َّن َ�ص ْد ُر ُم ْ�س ِل ٍم �إِخْ لاَ ُ�ص‬ ‫ين َف�إِ َّن َد ْع َو َت ُه ْم ت ُِح ُ‬ ‫يط‬ ‫َا�ص َح ُة �أُو ِلي ْ أ‬ ‫ُوم َج َم َاع ِة ا ْل ُم ْ�س ِل ِم َ‬ ‫الَ ْمرِ َو ُلز ُ‬ ‫ا ْل َع َملِ لهلِ ِ َع َّز َو َج َّل َو ُمن َ‬ ‫ِم ْن َو َرا ِئهِ ْم" (‪.)7‬‬ ‫ومعن ��ى "ال يغ ��ل عليهن �ص ��در م�سلم" �أي‪ :‬ال يبق ��ى فيها غ ٌّل وال يحم ��ل الغل مع هذه‬ ‫الثالث بل تنفي عنه غ ّله وتنقيه منه‪.‬‬ ‫هلل �أَ َم َر ِن ��ي بال َْج َم َاع� � َة َ‪،‬م � ْ�ن فَا َرقَ ال َْج َم َاع� � َة ِ�ش ْب ًرا َف َق � ْ�د خَ َل َع ِر ْب َق َة‬ ‫وقول ��ه ‪�" :‬إِ َّن ا َ‬ ‫ال ْ�سلاَ ِم ِم ْن ُع ُن ِق ِه" (‪.)8‬‬ ‫ْ ِإ‬


‫ما عالقة لزوم الجماعة وذم الفرقة بالعقيدة؟‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬

‫اكتب ر�سالة منا�صحة لمن يحاول ن�شر الفرقة بين الم�سلمين ‪ ،‬وزرع ال�ضغينة‬ ‫م�ست�شهدا بالآيات والأحاديث المنا�سبة ‪ ،‬و�ضرب الأمثلة المنا�سبة‪.‬‬ ‫بينهم‬ ‫ً‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬

‫‪194‬‬


‫�س‪ :1‬ما المراد بالجماعة ؟‬ ‫�س‪ :2‬ما �أثر لزوم الجماعة على �إقامة الدين ؟‬ ‫�س‪ :3‬كيف نجمع بين ما يقع من خالف بين �أفراد المجتمع ولزوم الجماعة ؟‬

‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬ ‫‪.....................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................................................................................................‬‬

‫الوحدة ال�سابعة‬

‫‪195‬‬


‫الدر�س الثاني‪:‬‬

‫وجوب طاعة والة الأمر‬

‫مدخل‪:‬‬ ‫يت ��م الح ��وار بي ��ن المعلم‬ ‫والطالب‪.‬‬

‫طبيعة المجتمعات تحتاج �إلى قائد (الب�شر ‪ ،‬الحيوان ‪ ،‬الح�شرات ‪.)...‬‬

‫وجوب طاعة والة الأمر‬ ‫اتفق ال�سواد الأعظم من الم�سلمين‬ ‫• على وجوب تعيين الإمام‪.‬‬ ‫• وعلى وجوب طاعته بالمعروف‪.‬‬ ‫• و�أن الأم ��ة واجب عليها االنقياد لإم ��ام عادل يقيم فيهم �أحكام اهلل وال�شريعة‬ ‫التي جاء بها ر�سول اهلل ‪.‬‬ ‫• ويقيم العدل وين�صف المظلومين من الظالمين‪.‬‬

‫والأدلة على ذلك من القر�آن وال�سنة‬ ‫من �أدلة القر�آن‪:‬‬ ‫قول اهلل تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫قال ابن كثير‪ :‬والظاهر ـ و اهلل �أعلم ـ �أن الآية عامة في جميع �أولي الأمر من الأمراء‬ ‫والعلماء‪.‬‬ ‫ووج ��ه اال�ستدالل من هذه الآي ��ة‪� :‬أن اهلل �سبحانه �أوجب عل ��ى الم�سلمين طاعة �أولي‬ ‫الأمر منهم وهم الأئمة ‪ ،‬والأمر بالطاعة دليل على وجوب ن�صب ولي الأمر‪.‬‬ ‫وعطف طاعة ولي الأمر على طاعة اهلل ور�سوله لأن �أولي الأمر ال ُيف َردون بالطاعة‬ ‫بل ُيطاعون فيما ال مع�صية فيه هلل ور�سوله ومن باب �أولى ما هو طاعة هلل ور�سوله‪.‬‬

‫(‪� )1‬سورة الن�ساء الآية ‪.59:‬‬

‫‪196‬‬


‫ورد ف ��ي �سورة البقرة ق�صة تحكي �أث ��ر طاعة ولي الأمر على المجتمع ‪ ،‬فما تلك‬ ‫الق�صة باخت�صار ؟ واذكر �أرقام الآيات التي وردت فيها‪.‬‬ ‫‪.................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪.................................................................................................................................................................‬‬

‫ومن الأحاديث‬ ‫• ع ��ن عبداهلل بن عمر ر�ضي اهلل عنهما ع ��ن النبي‬ ‫ات ِمي َت ًة َج ِاه ِل َّي ًة "(‪.)1‬‬ ‫ُع ُن ِق ِه َب ْي َع ٌة َم َ‬ ‫• وم ��ن الأحاديث الواردة في الأمر بالطاعة وعدم نكث البيعة والأمر بال�صبر على‬ ‫جوره ��م و�إن ر�أى الإن�س ��ان م ��ا يكره حديث عب ��ادة بن ال�صام ��ت ر�ضي اهلل عنه‬ ‫ال�س ْم ِع َو َّ‬ ‫ول ا ِ‬ ‫ق ��ال‪َ " :‬با َي َعنَا َر ُ�س ُ‬ ‫الط َاع ِة ِفي َمنْ�شَ ِطنَا‬ ‫هلل َ�ص َّلى ا ُ‬ ‫هلل َع َل ْي ِه َو َ�س َّل ��م َع َلى َّ‬ ‫الَ ْم َر �أَ ْه َل ُه قَالَ �إِ اَّل �أَ ْن َت َر ْوا ُك ْف ًرا‬ ‫َو َم ْك َر ِهنَا َو ُع ْ�سرِ َنا َو ُي ْ�سرِ َنا َو�أَ َث َر ٍة َع َل ْينَا َو�أَ ْن اَل ُننَا ِز َع ْ أ‬ ‫َب َو ًاحا ِعن َْد ُك ْم ِم ْن ا ِ‬ ‫هلل ِفي ِه ُب ْر َها ٌن " (‪.)2‬‬ ‫• وحدي ��ث اب ��ن عبا�س ر�ضي اهلل عنهما ع ��ن النبي قال‪َ ":‬م ْن َر�أَى ِم � ْ�ن �أَ ِميرِ ِه َ�ش ْي ًئا‬ ‫َي ْك َر ُه ُه َف ْل َي ْ�ص ِب ْر َع َل ْي ِه َف ِ�إ َّن ُه َم ْن َفا َر َق ا ْل َج َم َاع َة ِ�ش ْب ًرا َف َم َات ِ�إ اَّل َم َات ِمي َت ًة َج ِاه ِل َّي ًة" (‪.)3‬‬ ‫قال المحققون من العلماء‪ :‬ولزوم طاعتهم و �إن جاروا‪ ،‬فلأنه يترتب على الخروج‬ ‫ع ��ن طاعته ��م من المفا�سد �أ�ضعاف ما يح�صل م ��ن جورهم ‪ ،‬بل في ال�صبر على‬ ‫جوره ��م تكفي ��ر ال�سيئات وم�ضاعفة الأجور ‪ ،‬ف� ��إن اهلل تعالى ما �سلطهم علينا �إال‬ ‫لف�ساد �أعمالنا ‪ ،‬والجزاء من جن�س العمل ‪ ،‬فعلينا االجتهاد في اال�ستغفار والتوبة‬ ‫و�إ�صالح العمل ‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬ ‫ات َو َل ْي َ�س ِفي‬ ‫قال‪َ ":‬و َم ْن َم َ‬

‫(‪ )1‬رواه م�سلم‪.‬‬ ‫(‪ )2‬متفق عليه‪.‬‬ ‫(‪ )3‬متفق عليه‪.‬‬ ‫(‪� )4‬سورة ال�شورى الآية ‪.30:‬‬

‫‪197‬‬

‫الوحدة ال�سابعة‬

‫(‪.)4‬‬


‫معتقد �أهل ال�سنة والجماعة في البيعة وال�سمع والطاعة‬ ‫كانت اجلاهلية قبل بعثة الر�سول يف فرقة واختالف وتناحر‪ ،‬يعتدي القوي على ال�ضعيف‪،‬‬ ‫فبعث اهلل ر�سوله فوحد ال�صف ومل ال�شمل وحذر من االختالف قال تعاىل ‪ } :‬ﭔ ﭕ‬ ‫ﭖ ﭗ ﭘﭙ {(‪.)1‬‬ ‫وقال تعاىل ‪ } :‬ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ‬ ‫ﯔ ﯕ {(‪.)2‬‬ ‫وعن عمر بن اخلطاب ر�ضي اهلل عنه قال ‪ :‬قال ر�سول اهلل ‪":‬من �أراد بحبوحة اجلنة‬ ‫فعليه باجلماعة ف�إن ال�شيطان مع الواحد وهو من االثنني �أبعد"(‪.)3‬‬ ‫وعن �أبي هريرة ر�ضي اهلل عنه قال ‪ :‬قال ر�سول اهلل ‪":‬من خرج عن اجلماعة ومات‬ ‫فميتته جاهلية"(‪.)4‬ولهذا ف�إن �أهل ال�سنة يحذرون من الفرقة واخلالف واخلروج على والة‬ ‫الأمر لنهي النبي عن ذلك وتوعده من فعل ذلك بالوعيد ال�شديد لأن اجلماعة ال ت�ستقيم‬ ‫�إال ب�إمام جتتمع عليه الكلمة والإمام ال ي�ستقيم له الأمر �إال بالطاعة‪.‬‬ ‫عن عرفجة الأ�شجعي قال ‪ :‬قال ر�سول اهلل ‪":‬من �أتاكم و�أمركم جميع على رجل واحد‬ ‫يريد �أن ي�شق ع�صاكم ويفرق كلمتكم فاقتلوه "(‪.)5‬‬ ‫وعن �أبي هريرة قال ‪ :‬قال ر�سول اهلل ‪":‬من �أطاعني فقد �أطاع اهلل ومن ع�صاين فقد‬ ‫ع�صى اهلل ومن يطع الأمري فقد �أطاعني ومن ع�صى الأمري فقد ع�صاين"(‪.)6‬‬ ‫و�أهل ال�سنة يعتقدون �أن وقوع احلكام والأمراء يف بع�ض املعا�صي ال يربر اخلروج عليهم‪ .‬فعن‬ ‫عوف بن مالك قال ‪ :‬قال ر�سول اهلل ‪�":‬أال من ويل عليه وال فر�آه ي�أتي �شيئ ًا من مع�صية‬ ‫اهلل فليكره الذي ي�أتي من مع�صية اهلل وال ينزع يد ًا من طاعة"(‪.)7‬‬ ‫و�أهل ال�سنة يعتقدون �أن الطاعة واجبة للأمري التقي والأمري الفاجر لكن ال جتوز طاعتهم يف‬ ‫املع�صية‪ .‬عن ابن عمر ر�ضي اهلل عنهما قال ‪ :‬قال ر�سول اهلل ‪":‬على املرء امل�سلم ال�سمع‬ ‫والطاعة فيما �أحب �أو كره �إال �أن ي�ؤمر مبع�صية فال �سمع وال طاعة"(‪.)8‬‬ ‫(‪� )1‬سورة الأنفال الآية ‪.46 :‬‬ ‫(‪� )2‬سورة �آل عمران الآية ‪.105 :‬‬ ‫(‪ )3‬رواه �أحمد والرتمذي‪.‬‬ ‫(‪ )4‬رواه م�سلم‪.‬‬ ‫(‪ )5‬رواه م�سلم‪.‬‬ ‫(‪ )6‬متفق عليه‪.‬‬ ‫(‪ )7‬رواه م�سلم‪.‬‬ ‫(‪ )8‬متفق عليه‪.‬‬

‫‪198‬‬


‫عن عبادة بن ال�صامت قال‪( :‬بايعنا ر�سول اهلل على ال�سمع والطاعة يف ال�سر والعلن‬ ‫وعلى النفقة يف الع�سر والي�سر والأثرة و�أن ال ننازع الأمر �إال �أن نرى كف ًرا بوح ًا عندنا فيه من‬ ‫اهلل برهان)(‪.)1‬‬ ‫وعن �أم �سلمة ر�ضي اهلل عنها قالت ‪ :‬قال ر�سول اهلل ‪":‬يكون بعدى �أمراء فتعرفون وتنكرون‬ ‫فمن �أنكر فقد برئ ومن كره فقد �سلم ولكن من ر�ضى وتابع‪ ،‬قالوا �أفال ننابذهم بال�سيف قال‬ ‫ال ما �أقاموا فيكم ال�صالة "(‪.)2‬‬ ‫ويرى �أهل ال�سنة وجوب منا�صحة احلكام والأمراء‪ .‬عن متيم الداري ر�ضي اهلل عنه قال ‪:‬‬ ‫قال ر�سول اهلل ‪ ":‬الدين الن�صيحة قلنا‪ :‬ملن يا �سول اهلل قال ‪ :‬هلل ولكتابه ولأئمة امل�سلمني‬ ‫وعامتهم"(‪.)3‬‬ ‫وعن زيد بن ثابت قال ‪ :‬قال ر�سول اهلل ‪":‬ثالث خ�صال ال يغل عليهن قلب م�سلم‪� ،‬إخال�ص‬ ‫(‪)4‬‬ ‫العمل هلل‪ ،‬والن�صيحة لوالة الأمور ولزوم جماعتهم ف�إن دعوتهم حتيط من ورائهم"‬ ‫ويرون �أنه ال يجوز �سبهم و�شتمهم والت�شهري بهم‪ .‬وقال الإمام الطحاوي يف عقيدته ‪ ( :‬وال‬ ‫نرى اخلروج على �أئمتنا ووالة �أمورنا و�إن جاروا وال ندعوا عليهم وال ننزع يد ًا من طاعتهم ف�إن‬ ‫طاعتهم من طاعة اهلل عز وجل فري�ضة ما مل ن�ؤمر مبع�صية وندعوا بال�صالح واملعافاة)‪.‬‬ ‫و�أهل ال�سنة يعتقدون �أن الن�صيحة لوالة الأمر تكون �سر ًا ال عالنية �أمام النا�س‪ .‬عن عيا�ض‬ ‫ابن غنيم ر�ضي اهلل عنه قال ‪ :‬قال ر�سول اهلل ‪":‬من �أراد �أن ين�صح لذي �سلطان فال يبده‬ ‫عالنية ولي�أخد بيده ف�إن �سمع فذاك و�إال �أدى الذي عليه"(‪.)5‬‬ ‫و�أهل ال�سنة يحرمون اخلروج على والة الأمور �إذا مل ي�سمعوا للن�صيحة‪ ،‬وي�أمرون بال�صرب‬ ‫عليهم‪.‬‬ ‫عن وائل بن حجر ر�ضي اهلل عنه قال ‪ :‬قلنا يا ر�سول اهلل ‪�(:‬أريت �أن كان علينا �أمراء مينعونا‬ ‫حقنا وي�س�ألونا حقهم‪ ،‬فقال ا�سمعوا و�أطيعوا ف�إمنا عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم)(‪.)6‬‬ ‫وعن �أن�س ر�ضي اهلل عنه قال ‪ :‬قال ر�سول اهلل ‪�" :‬ستلقون بعدى �أثرة ا�صربوا حتى‬ ‫تلقوين "(‪.)7‬‬ ‫الوحدة ال�سابعة‬

‫(‪ )1‬متفق عليه‪.‬‬ ‫(‪ )2‬رواه م�سلم‪.‬‬ ‫(‪ )3‬رواه م�سلم‪.‬‬ ‫(‪ )4‬رواه �أ�صحاب ال�سنن‪.‬‬ ‫(‪ )5‬رواه احلاكم والبيهقي‪.‬‬ ‫(‪ )6‬رواه م�سلم‪.‬‬ ‫(‪ )7‬متفق عليه‪.‬‬

‫‪199‬‬


‫يح ُة ُق ْلنَا ِل َم � ْ�ن قَالَ لهلِ ِ َو ِل ِك َتا ِب ِه‬ ‫بالتع ��اون مع زمالئ ��ك ‪ ،‬يقول النبي‬ ‫"الد ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ين الن َِّ�ص َ‬ ‫ين " مع التو�ضيح‬ ‫َو ِل َر ُ�سو ِل ِه َو َِ أل ِئ َّم ِة ا ْل ُم ْ�س ِل ِم َ‬ ‫ين َو َعا َّم ِتهِ ْم"(‪ ،)1‬فما معنى" ِ ألَ ِئ َّم ِة ا ْل ُم ْ�س ِل ِم َ‬ ‫بالأمثلة‪.‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................................................................................‬‬

‫�س‪ :1‬ما الدليل من القر�آن الكريم على وجوب طاعة والة الأمر ؟‬ ‫�س‪ :2‬ما �أثر طاعة والة الأمر بالمعروف على �إقامة الدين ؟‬ ‫�س‪ :3‬قارن بين مجتمع فيه حاكم ال ُيطاع ‪ ،‬ومجتمع فيه حاكم يطاع بالمعروف ‪.‬‬

‫لخ�ص الدر�س في الأ�سطر التالية ‪:‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪...................................................................................................................................................................‬‬

‫(‪ )1‬رواه م�سلم‪.‬‬

‫‪200‬‬


‫املراجع‬ ‫‪� .1‬أوثق عرى الإميان ‪� .....................................................‬سليمان بن عبداهلل بن حممد بن عبدالوهاب‬ ‫‪ .2‬اقت�ضاء ال�صراط امل�ستقيم ‪ ............................................‬ابن تيمية‬ ‫‪ .3‬حتكيم القوانني ‪ ........................................................‬حممد بن �إبراهيم �آل ال�شيخ‬ ‫‪� .4‬شرح العقيدة الطحاوية ‪ ...............................................‬ابن �أبي العز احلنفي‬ ‫‪ .5‬العبودية ‪ ...............................................................‬ابن تيمية‬ ‫‪ .6‬العقيدة يف اهلل ‪ ........................................................‬عمر الأ�شقر‬ ‫‪ .7‬فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ‪� ........................‬أحمد الدوي�ش‬ ‫‪ .8‬فتح املجيد �شرح كتاب التوحيد ‪ .......................................‬عبدالرحمن بن ح�سن بن حممد بن عبدالوهاب‬ ‫‪ .9‬جمموعة التوحيد ‪ .....................................................‬بع�ض �أئمة الدعوة ال�سلفية‬ ‫‪ .10‬معارج القبول ب�شرح �سلم الو�صول �إىل علم الأ�صول يف التوحيد ‪ .......‬حافظ احلكمي‬ ‫‪� .11‬أ�سماء اهلل احل�سنى ‪ ...................................................‬عبداهلل الغ�صن‬ ‫‪ .12‬بدائع الفوائد ‪ .........................................................‬ابن القيم‬ ‫‪ .13‬تف�سري القر�آن العظيم ‪ .................................................‬ابن كثري‬ ‫‪ .14‬حقوق النبي على �أمته يف �ضوء الكتاب وال�سنة ‪ ......................‬د ‪ .‬حممد التميمي‬ ‫‪ .15‬ر�سائل ودرا�سات يف الأهواء واالفرتاق والبدع وموقف ال�سلف منها ‪ ....‬د‪ .‬نا�صر العقل‬ ‫‪� .16‬شرح العقيدة الوا�سطية ‪ ...............................................‬حممد العثيمني‬ ‫‪ .17‬فتاوى �شيخ الإ�سالم ابن تيمية ‪ ........................................‬ابن قا�سم‬ ‫‪ .18‬القواعد املثلى يف �صفات اهلل و�أ�سمائه احل�سنى ‪ .......................‬حممد العثيمني‬ ‫‪ .19‬حمبة الر�سول بني االتباع واالبتداع ‪ .................................‬عبدالر�ؤوف حممد عثمان‬ ‫‪ .20‬معتقد �أهل ال�سنة يف �أ�سماء اهلل احل�سنى ‪ ..............................‬حممد التميمي‬ ‫‪ .21‬منهج اال�ستدالل على م�سائل االعتقاد ‪ .................................‬عثمان علي ح�سن‬ ‫‪ .22‬النهج الأ�سنى يف �شرح �أ�سماء اهلل احل�سنى ‪ ............................‬حممد احلمود‬ ‫‪ .23‬وجوب لزوم اجلماعة وترك التفرق ‪ ....................................‬جمال بادي‬ ‫‪ .24‬و�سطية �أهل ال�سنة ‪ .....................................................‬حممد باكرمي‬


‫مت بحمد اهلل‬


....



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.