المكرمون
رئيس المهرجان
أ.د /حسن عطية مدير المهرجان
أ /إسماعيل مختار
مدير تحرير المطبوعات
د /مصطفى سليم المنسق العام
ماجدة عبد العليم جرافيكس المطبوعات واإلخراج الفني
محمد عبد الحكيم الكومي
كــــــلــــــمــــــات
وزير الثقافة أ.د /إيناس عبد الدايم
جالل الشرقاوي
7 6
يعد المسرح أحد روافد الثقافة المصرية ،معبرا عن واقعه، ومتطلعا لتغييره ،ومشتركا مع كافة الفنون األخرى فى نشر الوعي بين الجماهير واالرتقاء بالذوق العام لمواجهة التطرف الفكري ،مما يدعونا إلى ضرورة عودة الثقافة إلى المواطن من خالل تكاتف جميع القطاعات والتنسيق فيما بينها ،وإلى العمل من أجل تحقيق التواصل بين المركز فى العاصمة واألطراف فى األقاليم ،والسعى للكشف عن هوية كل بيئة ،بما يعكس هوية هذا المجتمع األصيل الخالد. ومن ثم يعتبر المهرجان القومي للمسرح هو النافذة التى نطل منها على كل منتج إبداعي فى كافة األقاليم والقطاعات والتوجهات ..أنه بانوراما مختارة لهذا الكم الرائع من العروض المسرحية التى قدمت خالل العام الماضى ،بما يسمح بالتعرف على مالمح تطور هذا المسرح ،ورصد مساره المتقدم دوما لألمام. تحية تقدير للقائمين على هذه التظاهرة الثقافية التي تعبر عن وجه من أوجه حضارتنا متمثال في أبو الفنون ..المسرح الذي سيظل دوما مساحة من التفاعل الثقافي االبداعي الحي المعبر عن العصر وهمومه وطموحاته.
أ.د .حسن عطية رئيس المهرجان
جالل الشرقاوي
9 8
أنه تكريم لهم ..وشرف للمهرجان عندما قرر المهرجان القومى للمسرح فى دورته الحالية تكريم مجموعة من رموز المسرح المصرى ،كان يسير على منوال الدورات السابقة ،ويستكمل مسيرة التكريم فى الحركة الثقافية فى المجتمع ،ويصبو ألن يمثل المكرم ذاته كمبدع وناقد وكممثل لجيل ومرحلة ومعبر عن رؤية للعالم والمجتمع والفن المسرحي ،فالمبدع أو الناقد ُيكون ذاته بنفسه ،منتميا لجيل يحمل هموم الواقع والعالم ويعبر عنها بصياغات متعددة تحكمها غالبا رؤية هذا الجيل للدور المؤثر للفن عامة والمسرح خاصة فى مجتمعه ،كما أن هذا المبدع أو الناقد يوجد داخل مرحلة زمنية سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية تحاول تجاوز ما سبقها وتبنى عليه أو تغير فى مفاصله أو تهدمه تماما صانعة مرحلة مغايرة لما سبقها ،مما يجعله يتخذ موقفا مسايرا أو مناوئا لهذه المرحلة الزمنية التى يعيشها ويعبر عنها وداخلها ،متسلحا برؤية للعالم والحياة َكونها باختياره مما طرحه جيله من أفكار وصياغات جمالية محددة ،وما أثارته من قضايا المرحلة أو المراحل الزمنية التى عاشها وتطور وعيه داخلها. ينتمى المبدع والناقد بالضرورة لمجتمعهما ،وال يستطيع المسرحى خاصة ،مبدعا أو ناقدا ،أن ينفلت لحظة من التعبير عن حركة مجتمعه ،فالمبدع مهما تخفي خلف األقنعة الفنية المتعارف عليها هو معبر عما يجيش به صدر
مجتمعه وناقدا لما يراه ناقصا فى واقعه أو إيديولوجية مضادة للشرائح المجتمعية التى ينتمي فكريا لها ،والناقد مهما ناور فى كتاباته الصحفية واألكاديمية وأستخدم مصطلحات ملتبسة ،فهو محاور لما تقدمه الحركة المسرحية ،وما يراه متسقا أو مخالفا لما يأمل تحقيقه للمسرح والمجتمع معا. نحن ال نصدر هذه الكتب المحتفية بالمكرمين ،والتى قد يفرض االحتفاء هيمنة النظرة الفرحة بهم ،المبتهجة بتكريم المهرجان لهم ،ولكننا نحلم أن نضع أمام األجيال الجديدة الساعية لتغيير العالم ،أو المحبطة من ظروف معوقة لهذا التغيير ،نضع أمامها نماذج من إبداع أجيال صارعت أزمانها ،وتصدت للمتغيرات المحيطة بها ،وتعرضت لمضايقات أنظمة جاءت بسياسات تعادى ما آمنت هذه األجيال بها ،لم تيأس لحظة ،ولم تمل من المواجهة ،ولم تكتف بكتابات الحوائط ،لتكون بديال عن الكتابات المسرحية والنقدية ،نزلت للشارع لتكتب مسرحا واعيا وشرسا فى مواجهة الفساد واإلرهاب وكل خلل طرأ على المجتمع وأصاب ذاكرته بالشلل ،ولتبنى مسرحا صار صرحا لشباب اليوم وتجاربه المثيرة للجدل ،ولتؤسس فرقة مستقلة تهفو ظاهريا لرسم البهجة على الوجوه ،مع أنها تسعي لتغيير وعى جمهورها بنقد حاد لما تراه من سياسات ال تؤمن بها ،ولتشارك فى صياغة الصور المسرحية الراقية المعودة للعين على إدراك الفرق بين جمال الفن وقبح الواقع ،ولتؤسس أكاديميا جيال من المخرجين والممثلين صار درة المسرح الراهن ،ولتطارد بنقدها كل مفسدات الحياة الكريمة العادلة وكل إبداع يروج ويزين لها. جالل الشرقاوي
11 10
لقد تعودنا أن نذكر فى كتاباتنا أسماء مثل «ستانيسالفسكى» و»أدولف آبيا» و«بيرتولت بريشت» و«بيتر بروك» ،ونستشهد بأقوال «نيتشه» و«دريدا» و «باختين» ،ونزهو بصياغات «بيراندللو» و«بيتر بروك» و«جروتوفسكي» المسرحية ،متعالين على إبداعات «سعد أردش» و«كرم مطاوع» و«كمال ياسين» و«عبد الرحمن الشافعي» ،ومتغافلين عن أفكار «طه حسين» ود«.محمد مندور» ود«.لويس عوض» و«فاروق عبد القادر» و«سامى خشبة» ،بل وال نعرف أحيانا كتابات ألجيال قريبة من لحظتنا الراهنة ،ومازالت تكتب لنا مثل د«.أسامة أبو طالب» ود«.أحمد سخسوخ» و«عبد الرازق حسين» و«زينب منتصر» و«محمد الرفاعي» ،ومع احترامنا الكامل لكتاب الغرب ،فلكتابنا ومبدعينا حضور مهم فى حياتنا ،ومهم أن نضعهم فى ذاكرتنا الخصبة ،وننعشها بإبداعهم المدهش ابن واقعنا المعيش ،وبأفكارهم النيرة وليدة الحوار الخالق بين النظريات النقدية الغربية وحركة اإلبداع المسرحي المصرى داخل سياق مجتمعي متغير. ورغم طبيعة النشر المحدودة للمهرجان القومى ،وقلة عدد نسخ كل كتاب ،أال أننا نأمل أال يتوقف تلقي هذه الكتب ،عند االقتناء وأخبار عنها ،بل أن تفتح حوارا معها ومع أصحابها ،كى تتواصل األجيال مع بعضها البعض ،فما زلنا نرى نصوصا غربية كتبت من عدة قرون برؤى معاصرة ،ويغييب عن مسارحنا عروضا ونقادا الحديث عن ُكتاب ومخرجين ومصممى سينوجرافيا
وأساتذة أكاديميين قدموا أعماال لم تبعد عن عامنا الحالي ربع قرن فقط. هذا كتاب للحوار مع كتابه ،وحول صاحبه المبدع أو الناقد ،فهذا هو هدفنا األول من كتابته ونشره وتوزيعه ،علنا نستطيع أن نخلق تواصال بين األجيال يخلق بدوره حوارا جديدا فى ساحة اإلبداع المسرحية.
جالل الشرقاوي
13 12
د .عمرو دوارة
تـــــــقـــــــديـــــــم
تقتضي الحقيقة أن أقرر بداية أنه ال يمكن إجراء أي دراسة أكاديمية عن خريطة اإلبداع المسرحي خالل ستينيات القرن الماضي أو تتناول تطور فن اإلخراج المسرحي بمصر والوطن العربي منذ الستينيات وحتى بدايات القرن الحادي والعشرين دون تناول أعمال وإسهامات الفنان القدير /جالل الشرقاوي، فهو رجل عشق المسرح ،وبذل من نفسه وجهده الكثير والكثير ،وهو رائد مسرحي قدير وفارس ماهر من فرسان المسرح العربي ،ويكفي إنتمائه إلى ذلك الجيل الرائع الذي ساهم في تحقيق نهضة الستينيات المسرحية .وإذا كان يحسب له نجاحه في توظيف موهبته وخبراته وثقافته وإبداعاته في إثراء حياتنا المسرحية، فإنه يضاف إلى رصيده أيضا مساهماته اإليجابية في إعادة صياغة وجداننا الفني بإبداعاته الثرية في مختلف القنوات الفنية بكل العطاء. جالل الشرقاوي
15 14
ومما الشك فيه أن فنان بقيمة وقامة المبدع /جالل الشرقاوي كان ومازال يحظى بمكانة متفردة ومتميزة جدا بين نجوم الفن بصفة عامة ونجوم المسرح بصفة خاصة ،فهو فنان مبدع ورمز متميز من رموز االلتزام واإلبداع الفني المتوهج. لذلك لم يكن غريبا أن تبقى أعماله وإسهاماته المختلفة في الذاكرة كأعمال خالدة، وأن تستمر المبادرات الجادة لتكريمه ،تلك التي يحرص فيها المعجبون بفنه على مشاركة زمالئه وتالميذه الفنانين -بمختلف أجيالهم -في تكريمه اعترافا بقدره وأصالته الفنية. والحقيقة أن سعادتي ال توصف بتحرير وتقديم هذا الكتاب عن األستاذ الجليل /جالل الشرقاوي ،وأعترف بكل صراحة بأنني وقعت ومنذ الصغر في هوى وتقدير نجوم ذلك الزمن الجميل ،تلك النجوم التي تألألت بإبداعاتها في سماء الفن المصري والعربي خالل ستينيات القرن الماضي ،وتعلمنا منها عشق الفنون الراقية وفي مقدمتها المسرح بتقاليده الرائعة ،ثم كيفية االلتزام بآداب ممارسة تلك المهنة البديعة السامية حينما أتيح لنا ممارستها بعد ذلك ،ومن بينهم يبرز اسم «جالل الشرقاوي» بإبداعاته المتميزة ومواقفه المشرفة ،فكم من قضايا مسرحية تصدى لها وبكل شجاعة ،حتى ولو أدخلته في خصومات مع بعض القيادات من االنتهازيين الذين سلبوه بعض حقوقه. حقا ما أسعد الباحث والناقد حينما يكتب عن رائد وفنان كبير يحظى باحترامه وتقديره ،خاصة إذا أتاح له القدر فرصة اإلقتراب من عالمه ومعرفته عن قرب حق المعرفة .ولكن مما الشك فيه أن الكتابة عن قامة شامخة بحجم
وقدر الفنان المبدع /جالل الشرقاوي عملية شاقة ومرهقة للغاية ،فإسهاماته متعددة ومتنوعة ومتشعبة في أكثر من مجال ثقافي وفني وانجازاته كثيرة جدا ،وبرغم قيمة تلك اإلسهامات واإلنجازات التي ال ينكرها أحد إال أنه يصعب تتبعها وحصرها، وذلك لغ ازرتها وتنوع مجاالتها باإلضافة إلى غياب المراجع الموثقة لتلك األعمال، وربما يعود السبب األول في ذلك إلى غياب دور المراكز البحثية المنوط بها التوثيق وأيضا إلى ندرة الدراسات األكاديمية التي تتناول أعمال المخرجين بالبحث والتوثيق والدراسة والتحليل ،وإن كان الفنان /جالل الشرقاوي يعد حالة إستثنائية حيث نجح بمبادرته الذاتية في توثيق سيرته الشخصية وتجربته اإلبداعية من البداية وحتى عام ،1980وذلك من خالل الكتاب األول (من جزءين) ثم أعقبه بعد ذلك بإصدار كتابين أحدهما عن درة أعماله «إنقالب» ،واآلخر عن «كوابيس وكواليس قصة مسرح الفن» والذي تناول من خالله خالفاته مع و ازرة الثقافة ومحافظة القاهرة .وأدعو اله أن يطيل عمره ويمنحه الصحة ليستكمل لنا تجربته الثرية والمهمة والتي -والحمد هلل -مازال يضيف إليها كل يوم إبداعات جديدة. ويمكن تصور كم المشقة في محاولة الولوج إلى ذلك العالم الفني الساحر لهذا المبدع الكبير إذا ذكرت أن عدد المقاالت النقدية التي كتبت بأقالم كبار النقاد والمتخصصين -دون األخذ في اإلعتبار األحاديث والموضوعات الصحفية - وتناولت أعماله بالنقد والتحليل قد تصل إلى أالف المقاالت ،وأوضح مثال لذلك هو هذا الكم الكبير من المقتطفات الكثيرة التي تضمنها الفصل السادس من هذا الكتاب تحت عنوان «شهادات نقدية». جالل الشرقاوي
17 16
ويحسب لهذا المبدع األصيل خالل مسيرته الثرية الرائعة تعدد مشاركاته كرجل مسرح في التمثيل واإلخراج واإلنتاج وأيضا بالتدريس األكاديمي ،وباإلضافة إلى كل ماسبق مشاركاته كناشط ومنشط ثقافي وفني في عدد كبير من اللجان المتخصصة والفعاليات الفنية والثقافية المتعددة ،كما يحسب له إيمانه العميق بعروبته وبمسؤوليته التنويرية تجاه األقطار العربية الشقيقة ،فقام بالتجوال بين بعض األقطار العربية بنشاط وهمة -كالنحلة التي تحمل حبوب اللقاح وتفرز العسل - فساهم في تدريس أسس الفن ونشر القيم وكذلك باإلبداع في شتى المجاالت .وتلك المكانة المتميزة لم يكن بالطبع يمكنه تحقيقها لوال دخوله المجال الفني مسلحا بموهبته المؤكدة ودراساته األكاديمية وثقافته الحقيقية وأخالقه السامية ،فاستطاع خالل مسيرته الفنية أن يصبح نموذجا مشرفا للفنان المصري والعربي الموهوب والمثقف ،ورم از لإللتزام الفني واألخالقي ولسمو ورقي التعامالت اإلنسانية. وأحمد هللا أن منحني مبك ار فرصة اإلقتراب من عالم هذا الفنان المبدع، حيث أتيحت لي منذ الطفولة فرصة مشاهدة عدد كبير من عروضه بمصاحبة األسرة ،ومازلت أتذكر لحظات إنبهاري بأدائه لشخصية العراف اإلغريقي الضرير/ تريزياس في رائعة علي سالم «أنت إللي قتلت الوحش» ،وأتذكر مروره بكل ثقة بين صفوف المشاهدين -بمسرح محمد فريد -وهو ممسكا بآلة المندولين الموسيقية مندمجا كل االندماج في تجسيد الشخصية ومحذ ار بصوته الرخيم من الخطر القادم .كما أتيح لي فرصة ذهبية بمتابعة حواراته األدبية والفنية الشيقة مع والدي شيخ النقاد المسرحيين /فؤاد دوارة ،ثم فرصة اإلقتراب منه أكثر من خالل
صداقته الوطيدة ألستاذي /كرم مطاوع -الذي شرفت بالعمل معه كمخرج منفذ لجميع عروضه األخيرة على مدى اثنى عشر عاما -وحضور بعض لقاءات تنسيق األعمال بينهما .وأخي ار من خالل عالقتي المباشرة كناقد مع إبداعاته ،فقد حرصت على متابعة جميع عروضه وتناول أغلبها بالنقد والتحليل (تناولت أكثر من عرض بمقاالت نشرت بمجلتي المسرح ،والكواكب) .وتقتضي الحقيقة أن أعترف أنني تعلمت الكثير من خالل إقترابي من عالمه ،بعدما أعجبت بشخصيته الجادة والتي تتميز بالحسم واإللتزام .وربما يتفق معي كل من تعامل مع هذا الرائد المبدع عن قرب بأن الدرس األول الذي نتعلمه منه هو فضيلة اإلعتزاز بالنفس دون غرور أو تعال ،بل على النقيض تماما فإن التواضع بكل ما تحمله هذه الصفة من معاني سامية هو سلوكه الشخصي في التعامل مع الجميع بلباقة ولطف وكياسة وعطف وحنان وأبوة حقيقية وعطاء مستمر ،أما الدرس الثاني فهو قيمة العلم وضرورة اإلجتهاد المستمر لتحصيل أكبر قدر من المعلومات والمعارف وتقديمها لآلخرين بسهولة ويسر ،أما الدرس الثالث فهو اإللتزام بالدقة في العمل وضرورة اإلتقان الشديد بجميع التفاصيل .حقا إن الحديث عن هذا المبدع القدير حديث ذو شجون ويطول ،وخزينة الذكريات بها كثير من المواقف اإليجابية منذ تفتحت عيني على عالم المسرح الساحر ،ولكنني في هذا الصدد أريد التأكيد على أن هذا المبدع المسرحي الكبير المحب لوطنه لم يبتعد فعليا وال وجدانيا أثناء مسيرته الفنية عن وطنه ،وحتى عندما اضطرته الظروف للسفر (سواء إلى أوروبا خالل السنوات التي قضاها ببعثته إلى فرنسا ،أو إلى العمل ببعض الدول العربية الشقيقة وبالتحديد «الكويت») ،فقد كان شديد الحرص دائما جالل الشرقاوي
19 18
على التوصل مع وطنه وأهله ومعايشتهم همومهم وآمالهم .وأتذكر في هذا الصدد رحلتنا المشتركة إلى دولة «الجزائر» الشقيقة للمشاركة بفعاليات الدورة الثالثة لمهرجان المسرح المحترف بطبعته العربية عام ،2008وهي الدورة التي تم تكريمه خاللها وشرفت بمشاركتي بلجنة التحكيم بها ،حيث أصر وبرغم الحفاوة الكبيرة التي تم إستقباله بها أال يمكث أكثر من خمسة أيام حتى يعود إلستكمال بروفات عرضه الجديد بمصر. والحقيقة أن المواقف اإليجابية المشرفة التي شهدتها وعايشتها بنفسي لهذا الفنان الكبير كثيرة جدا ،وكذلك الذكريات الغالية التي ربطت بيننا وأعتز بها كثيرة جدا أيضا ،ويكفي أن أذكر أنه مبادرته الكريمة عندما تعرض مهرجان «المسرح العربي» -الذي تنظمه سنويا بإنتظام «الجمعية المصرية لهواة المسرح» -في دورته السابعة عام 2008لمؤامرة غادرة دنيئة من رئيس البيت الفني آنذاك حينما قرر قبل موعد اإلفتتاح بثالثة أيام فقط سحب موافقته على تخصيص المسرح والذي سبق وأن قام هو بتحديده لتنظيم جميع فعاليات المهرجان!! حينها قرر الفنان /جالل الشرقاوي على الفور دعم المهرجان وفتح أبواب مسرحه مجانا أمام جميع أنشطة وفعاليات المهرجان إيمانا منه بأهمية هذا المهرجان وحفاظا على سمعة «مصر» أمام أكثر من مائة ضيف عربي مشاركين بفعالياته .وبالفعل فتح أبواب مسرحه لمدة أثنى عشرة ليلة متصلة لتقديم عروض وفعاليات المهرجان ،بل وحرص يوميا على استقبال الضيوف العرب ومتابعة جميع عروضهم المستضافة، وأيضا جميع عروض فرق الهواة المصرية ،والمشاركة بصفة منتظمة في اإلحتفاء
بالموهوبين منهم وتشجيعهم ونقل خبراته إليهم .لقد تابعت خالل تلك الليالي مدى سعادته الحقيقية بالمواهب الشابة ومدى إحترامه وتقديره لجدية القائمين على تنظيم المهرجان تطوعا ،وحفاوته ومتابعته اليومية وكان يصرح ويعلن بصدق أن تقديم «مسرح الفن» مجانا لهؤالء الهواة واجب ودور طبيعي يجب أن يؤديه «مسرح الفن» لهؤالء الشباب من عشاق المسرح. ومنذ ذلك اليوم انعقدت صداقة حقيقية بينه وبين هواة المسرح ،فقبل مشكو ار رئاسة لجنة التحكيم العربية بإحدى دورات المهرجان تطوعا ،كما قبل وبسعادة إختياره إللقاء كلمة المسرح العربي باإلحتفال باليوم العالمي للمسرح الذي تنظمه سنويا «الجمعية المصرية لهواة المسرح» ،وكان التتويج لهذا التعاون المثمر منحه بعض العناصر المتميزة من هواة المسرح فرصة المشاركة ببعض عروض فرقة «مسرح الفن» وبالتحديد في عرضي «دنيا أراجوزات»« ،تاجر البندقية». حقا أنه فنان صادق وأستاذ جليل ،ومثقف حقيقي يعي دوره اإلجتماعي في نشر الوعي واإلرتقاء بالمستوى الثقافي لدى جمهوره .وهذا الكتاب مجرد محاولة متواضعة لإلقتراب من ذلك العالم اإلبداعي الرحب له ومحاولة لتسجيل وتوثيق إسهاماته وإبداعاته الثرية .وبخالف المقدمة والختام يشتمل على ثمانية فصول، حيث تضمن «الفصل األول» والذي جاء بعنوان «السياق التاريخي والفني» نبذة تاريخية عن تطور الحركة المسرحية والمناخ الفني الذي تأثر به وأثر فيه جالل الشرقاوي
21 20
بهد ذلك ،و»الفصل الثاني» والذي جار بعنوان «السيرة الذاتية والمسيرة الفنية»، وتم من خالله تناول المراحل المتتالية إلكتشاف موهبته وصقلها بالدراسات والخبرات المختلفة ،باإلضافة إلى ملخص سريع ألهم مراحل منجزه الفني .وجاء «الفصل الثالث» والذي كتب تحت عنوان «اإلسهامات الفنية» متضمنا لمجموعة اإلنجازات الثقافية والفنية المتنوعة الثرية لهذا الفنان القدير بمختلف المجاالت والقنوات الفنية بصفة عامة ،سواء كأستاذ أكاديمي أو ممثل ومخرج أو كمنتج بكل من المجالين المسرح والسينما .وتتكامل المعلومات بعد ذلك من خالل تناول إسهاماته اإلبداعية في مجال التمثيل تفصيليا من خالل الفصل الرابع الذي جاء تحت عنوان «اإلبداعات بمجال التمثيل» ،وليتكامل أيضا مع مجموعة إسهاماته اإلبداعية في مجال اإلخراج والتي تم تناولها تفصيليا بالفصل الخامس» .ونظ ار ألهمية دوره كمخرج مسرحي فقد تضمن «الفصل السادس» والذي جاء بعنوان «شهادات نقدية» توثيقا لعدد كبير من الشهادات النقدية التي كتبت بأقالم نخبة نخبة كبيرة من النقاد والمتخصصين ،وتناولوا من خاللها كل عرض من عروضه بالنقد والتقييم ،أما «الفصل السابع» والذي جاء بعنوان «رؤى وكلمات من القلب» فقد تضمن مجموعة كبيرة من أقواله ووجهات نظره في عدد من القضايا المهمة والمواقف العامة ،وذلك من خالل مجموعة مقتطفات من كتاباته وأيضا حواراته ببعض وسائل اإلعالم ،وقد تم إختيار وانتقاء تلك المقتفات بعناية لتعبر عن رؤاه وتوجهاته الفكرية ،وتوضح مدى إيمانه الكبير بدوره المنوط به لرعاية األجيال التالية .وأخي ار يتضمن «الفصل الثامن» واألخير بخالف الخاتمة السمات العامة والخاصة بهذا الفنان القدير وخاصة في مجال اإلخراج المسرحي.
وأعتقد صادقا أن الكتابة اليوم عن هذا الفنان القدير وإسهاماته المهمة ومجموعة إبداعاته الثرية ال تهدف بالدرجة األولى إلى تأكيد مكانته أو المشاركة في تكريمه بقدر ما تهدف إلى محاولة استكمال أجزاء الصورة بجميع تفاصيلها لتحقيق تلك االستفادة المرجوة من خبراته المتعددة ،وتقديمها للفنانين الشباب ليتخذوه قدوة لهم ،ولينتهجوا نهجه ويسيروا على دربه ،خاصة وأنه بالفعل نموذج مثالي للعطاء واإلبداع وخير مثال وقدوة للفنان صاحب الموقف.
جالل الشرقاوي
23 22
ة د .عمرو دوار القاهرة 2018
الفصل األول السياق التاريخي والفني
كان لصحوة المناخ الثقافي والفكري في نهايات القرن التاسع عشر (والتي كان من مظاهرها تشجيع التعليم وتنشيط حركة التأليف والترجمة وظهور عدة صحف مع إيفاد البعثات العلمية للخارج) أكبر األثر في إنجاح غرس الظاهرة المسرحية بالتربة المصرية ،وفي هذا الصدد يجب التنويه أيضا إلى أن التعضيد والمساندة والتشجيع الذي أبدته الطبقات المتوسطة بالمجتمع نحو مسرحيات «يعقوب صنوع» عام 1970كان يعد ترجمة صادقة لحاجة البالد إلى مسرح مصري وطني يتناول القضايا اليومية للطبقات المهمشة والطبقات المتوسطة، ويكون بديال عن تلك المسارح الفخمة التي شيدت لتقديم العروض األجنبية المستضافة بهدف الترفيه عن الجاليات األجنبية بالبالد والطبقات االرستقراطية فقط. والحقيقة أن تجربة الرائد /يعقوب صنوع والتي وئدت مبك ار بنفيه إلى باريس عام - 1872كنتيجة منطقية لقيامه بتوجيه بعض االنتقادات الالذعة للخديوي من خالل مسرحياته (وخاصة مسرحية «الضرتين») -لم تذهب هباء ،بل كان لها الفضل األول في غرس أصول الفن المسرحي العربي بالتربة المصرية ،وتنبيه الخديوي إلى ذلك الفراغ الذي تركه «يعقوب صنوع» شاغرا ،مما دفع الخديوي إلى محاولة استكمال مظاهر النهضة التي ينشدها وتعويض غياب الفن المسرحي بالموافقة على دعم واستقبال فرقة «سليم النقاش» القادمة من الشام (عام )1876لتقديم عروضها بمصر. جالل الشرقاوي
25 24
مسيرة اإلخراج بالمسرح المصري: جدير بالذكر أننا قد تعرفنا في عالمنا العربي على الفن المسرحى بصورته األوروبية فى منتصف القرن التاسع عشر ،وذلك بفضل الرائدين األوائل «مارون النقاش» (اللبناني) ،و»أبو خليل القباني» (السوري) ،كما تعرفنا عليه في مصر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وبالتحديد عام 1970بفضل «يعقوب صنوع» (المصري) ،ثم عام 1976بفضل «سليم النقاش» (اللبناني)، ومن خالل هذه الفرقة األم تفرع عدد كبير من الفرق في مقدمتها فرق« :يوسف الخياط» (عام « ،)1877سليمان حداد» (عام « ،)1881سليمان القرداحي» (عام .)1882وكان لنجاح تلك الفرق األثر األكبر في توجيه نظر الرائد /أبو خليل القباني للحضور إلى «مصر» أيضا (عام ،)1884وتقديم عروضه مع «اسكندر فرح» ،الذي استقل بفرقته بعد ذلك (عام ،)1891وهي الفرقة التي بدأت تستعين ببعض األصوات المصرية األصيلة وفي مقدمتها الرائد الفنان/ سالمة حجازي (الذي عمل أوال مع فرق :سليمان قرداحي ،يوسف الخياط، ثم بفرقة اسكندر فرح) ،والذي استقل بعد ذلك بفرقته (عام )1905ليصبح أول مطرب مصري يؤسس فرقة مسرحية. كان من الطبيعي أن يقوم الرواد المسرحيون الثالث (مارون النقاش /أبو خليل القباني /يعقوب صنوع) بممارسة مهنة اإلخراج فى عروضهم المسرحية التى قاموا بتقديمها اعتمادا على خبرة المشاهدة للعروض األوروبية وعلى روح الهواية ،حيث لم يتلق أحدا منهم أية دراسات منتظمة فى فنون المسرح ومع ذلك
فقد كان لكل رائد منهم وجهة نظره الخاصة ،حيث يقرر «مارون النقاش» : (إن طالوة الرواية ورونقها وبديع جمالها يتعلق ثلثه بحسن التأليف ،وثلثه ببراعة المشخصين ،والثلث األخير بالمحل الالئق والطواقم والكسوة المالئمة) ،كذلك قام أيضا «أبو خليل القباني» بعمل المخرج ،فقد كان هو صاحب تمثيلياته (مسرحياته) ومنظمها وواضع أغانيها وملحنها وأيضا بطل أدائها ،وبالمثل فعل أيضا «يعقوب صنوع» في «مصر» حيث قام بتأليف رواياته (مسرحياته) وإدارة الفرقة كما قام بتدريب الممثلين وتلقينهم .وحول دور هؤالء الرواد وأسلوب عملهم كتب المخرج المسرحي /سعد أردش( :ال شك أن رعيل المؤسسين للمسرح العربى فى «الشام» ثم فى «مصر» كانوا يفعلون كل شيء من طبخ النص إلى التنفيذ والتمثيل وكل ما يتصل بالعرض). ونظ ار العتماد تلك البدايات على روح الهواية كان من المنطقي أن يتأخر اكتشافنا لدور «المخرج المسرحى» وأهميته ،وهو ذلك الدور الذى اعترف به األوروبيون فى نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر .وحول هذا المعنى كتب «د.حمدى الجابري» ( :أننا عشنا مسرحيا منذ معرفتنا للمسرح األوروبي وحتى اكتشاف دور المخرج أقل من مائة عام بكثير دون أن نطلق على «منظم» العرض المسرحى لقب «المخرج» ..وهى فترة قصيرة للغاية إذا ما قورنت بالفترة الزمنية الطويلة التى مرت بها أوروبا من القرن الخامس قبل الميالد وحتى نهاية القرن الثامن عشر حتى تم التعرف على «المخرج المسرحى»). وهكذا استمرت الفرق المصرية خالل النصف األول من القرن العشرين على جالل الشرقاوي
27 26
هذا المنوال ومن بينها فرق« :سالمة حجازى» (« ،)1905عزيز عيد» (« ،)1907سليم وأمين عطا هللا» (« ،)1909جورج أبيض»« ،أحمد الشامي» (« ،)1910أوالد عكاشة» (« ،)1911منيرة المهدية» (« ،)1915نجيب الريحاني» (« ،)1916علي الكسار» (« ،)1916فوزي الجزايرلي» (،)1917 «عبد الرحمن رشدي (« ،)1918فوزي منيب»« ،أحمد المسيري» (،)1920 «رمسيس» ليوسف وهبي (« ،)1923يوسف عز الدين» (« ،)1925فاطمة رشدي» ( ،)1927وإن ظهر خالل هذه الفترة وألول مرة المخرج المتخصص، وبالتحديد بفضل جهود وإبداعات الرائد /عزيز عيد بجميع الفرق الكبرى آنذاك (جورج أبيض ،أوالد عكاشة ،الريحاني ،الكسار ،رمسيس ،فاطمة رشدي) ،وأيضا المبدع /عبد العزيز خليل (بفرق منيرة المهدية ،أوالد عكاشة ،صالح عبد الحي، فيكتوريا موسى). وبالتالي فقد شهدت هذه الفترة اجتهادات متميزة في مجال تنظيم العروض سواء بتوفير كافة اإلمكانيات الممكنة وخاصة المالبس والديكورات واإلكسسورات، أو بالحرص على اإلختيار الدقيق لمجموعة الممثلين وتدريبهم جيدا على األدوار التي تم توزيعها عليهم. ويرى بعض النقاد أن حركة تطور اإلخراج المسرحي بمصر قد تأثرت كثي ار بعودة الفنان /جورج أبيض من بعثته فى أوروبا عام ،1910وبالتالي يمكن إعتبار هذا التاريخ بداية لتيار جديد فى المسرح العربى ،وقد أكد هذا المعنى الناقد
الكبير /فؤاد دوارة حينما كتب( :تيار جديد فى المسرح المصرى بدأ فى الظهور مع رائده «جورج أبيض» بعد عودته من أوروبا ،بعد أن درس الفن دراسة علمية، فهو لم يكن مجرد ممثل موهوب دارس لتقنيات األداء التمثيلى ووسائل العرض المسرحى بل لعل أثره األكبر يتمثل فى تعريف جماهير المسرح بكالسيكيات المسرح األوروبي ،وعن طريق إخراجه للعديد من مسرحيات كليات الجامعات المصرية تضاعف عدد تالميذه والمتأثرين بمدرسته فى األداء). وتتوالى وتتكامل بعد ذلك جهود رواد فن اإلخراج المسرحى وأعالمه، والذين يمكن تصنيفهم إلى عدة أجيال متتالية ،وبرغم إختالف النقاد والمتخصصين كثي ار فيما بينهم حول كيفية تقسيم األجيال المتتالية من المخرجين إال أنهم جميعا قد اتفقوا حول التتابع الزمني لبداية المسرح العربى ومراحل تطوره المختلفة ،ولذلك فإنني أرى أنه يمكن تصنيف األجيال المختلفة للمخرجين بمصر كما يلى: -1الجيل األول (مرحلة البدايات): وهو الجيل الذى يضم :يعقوب صنوع ،سليم النقاش ،يوسف خياط ،سليمان حداد ،سليمان القرداحى ،أبو خليل القباني ،إسكندر فرح ،سليم عطا هللا ،سالمة حجازى ،وهو الجيل الذى كان يتحمل فيه مؤسس الفرقة ومديرها ونجمها األول مسئولية إعداد النص وإخراجه ،وبالتالي كان لهذا الجيل الفضل في غرس الفن المسرحى فى التربة المصرية. جالل الشرقاوي
29 28
-2الجيل الثانى (بدايات القرن العشرين): وهو الجيل الذي تأثر بالمناهج العلمية ،والذي بدأ مع عودة الرائد /جورج أبيض من فرنسا وتأسيسه لفرقته وإتاحته الفرصة لرائد اإلخراج العربى األول /عزيز عيد إلبراز موهبته ،ويضم هذا الجيل كل من المخرجين :جورج أبيض ،عزيز عيد، عبد العزيز خليل ،عبد الرحمن رشدي ،يوسف وهبى ،نجيب الريحانى ،زكى طليمات ،فتوح نشاطي ،والسمة األساسية لهذا الجيل هى التأثر الشديد بالمدارس األجنبية وخاصة الكالسيكية. -3الجيل الثالث (النصف الثانى من القرن العشرين): وهو جيل خريجي «المعهد العالي للفنون المسرحية» (معهد التمثيل سابقا) ،والذى يمكن تقسيمه إلى قسمين :القسم األول ويضم خريجي أول دفعة ومن بينهم :عبد الرحيم الزرقاني ،نبيل األلفي ،حمدي غيث ،ويمكن أن يضاف إليهم كل من : السيد بدير ،محمد توفيق ،محمود السباع. القسم الثانى :ويضم مجموعة كبيرة من المبدعين الذين أطلق عليهم «جيل الستينيات» ومن بينهم :نور الدمرداش ،سعيد أبو بكر ،محمود عزمي، عبد المنعم مدبولي ،سعد أردش ،كمال يس ،كرم مطاوع ،جالل الشرقاوى ،كمال عيد ،نجيب سرور ،أحمد عبد الحليم ،أحمد زكى ،السيد راضى ،حسن عبد السالم ،سمير العصفورى ،حسين جمعه ،محمد عبد العزيز ،فاروق الدمرداش وآخرين.
وجدير بالذكر أن أبناء الجيل الثالث فقط هم الذين يمكن أن نطلق عليهم لقب المخرجين األكاديميين ،حيث حصل كل منهم على بكالوريوس التمثيل واإلخراج من «المعهد العالي للتمثيل» («المعهد العالي للفنون المسرحية» حاليا -وهو أحد معاهد أكاديمية الفنون) ،الذي تأسس عام 1944بفضل جهود الرائد القدير/ زكي طليمات ،من أجل إرساء القواعد العلمية لألنشطة المسرحية .وكان المعهد عند انشائه يضم قسمين هما :قسم «التمثيل واإلخراج» ،وقسم «النقد والبحوث»، وتدرس بهما علوم المسرح من تمثيل وإخراج وتقنيات فنية وأدب مسرحي وعصور المسرح العالمي والمسرح المصري والبانتوميم فضال عن تاريخ الفن والديكور المسرحي وعلم النفس واللغة العربية ،ثم أضيفت إليها بعد ذلك مواد أخرى كما تم إنشاء قسم خاص بالديكور المسرحي .وكانت هيئة التدريس خالل سنواته األولى تتكون من األساتذة :جورج أبيض ،د.طه حسين ،د.دريني خشبة ،د.محمد مندور، فتوح نشاطي ،حسين رياض ،أحمد عالم ،صالح شيتي ،وزكي طليمات الذي عين عميدا للمعهد خالل الفترة من 1944إلى ،1952كما ضمت هيئة التدريس بعد ذلك كل من األساتذة /أحمد البدوي ،علي فهمي ،سعيد خطاب. «جيل الستينيات» والقضايا القومية: ظل المسرح منذ بداياته األولى -عبر ما يقرب من ستة أالف سنة -انعكاسا واضحا ومتمي از ألحداث الواقع وكذلك للمتغيرات والتطورات السياسية واالقتصادية واإلنسانية واإلجتماعية ،وذلك بحرصه على تقديم خطاب درامي جاد يتناسب جالل الشرقاوي
31 30
مع تناوله للقضايا المختلفة ونقده لألنظمة الحاكمة وكشفه للسلبيات والتجاوزات، والتحذير واإلنذار من األخطار المستقبلية .والمتتبع لمسيرة المسرح المصري وخاصة خالل القرن العشرين يمكنه بسهولة رصد أن المسرح قد ظل ولسنوات طويلة رافعا راية الثورة ضد الظلم والطغيان ومطالبا بتغيير النظم الديكتاتورية، وكذلك داعيا لمساندة الرموز الثورية الوطنية والدفاع عن مكاسب الثورة ،وقد كان ذلك واضحا أثناء دعمه ومساندته لكل من ثورتي ،1919ويوليو ،1952 ، وأخي ار ثورتي يناير ،2011ويوليو .2013 وتحتفظ ذاكرة المسرح المصري بعدد كبير من التجارب والعروض الرائعة التي شارك عدد كبير من كبار المسرحيين في إبداعها لمساندة ثورة يوليو 1952 الخالدة ،وتحمل خطابا تنويريا وتثويريا لمساندة القضايا الوطنية وأيضا العربية، حيث تميزت السنوات األولى التالية لثورة يوليو بنشاط ثقافي واضح وحيوية فنية حقيقية ومبادرات جادة من بعض األدباء والفنانين لطرح بعض األفكار الثورية والقضايا االجتماعية ،فقاموا بتقديم تلك العروض المسرحية التي تتسق وتتوافق مع مبادئ الثورة ،خاصة وقد شهدت هذه السنوات تحقيق بعض األهداف الهامة وفي مقدمتها تحقيق االستقالل التام والعمل على تحقيق األحالم القومية، كما شهدت محاربة الفساد وبداية مشروعات الخطة الخمسية وإصدار قوانين اإلصالح الزراعي والقضاء على اإلقطاع ،باإلضافة إلى تشجيع الصناعات الوطنية .وخالل هذه الفترة برزت بعض المبادرات المسرحية الجادة لكشف وفضح مفاسد العصر البائد ،وتأكيد منجزات الثورة والدعوة لحماية مكاسبها ،والتعبير عن اإليمان بتوجهاتها القومية العربية ،كما تضمنت تلك المبادرات بعض الدعوات
الجادة والشجاعة لتوجيه وتصحيح مسار الثورة ،ومواجهة ديكتاتورية وقهر مراكز القوي. والجدير بالذكر أن فرقة «المسرح الحر» -التي تأسست في سبتمبر 1952كانت أولى الفرق التي عمدت إلى تقديم مسرح مختلف يتناسب مع أفكار «ثورة يوليو» المجيدة ،ولذا فقد اتسمت أولى عروضها بالطابع الوطني الحماسي، وذلك حينما بادرت بتقديم مسرحيتي« :األرض الثائرة» ،و»الرضا السامي»، وكان من الطبيعي أن يتأثر كبار كتاب المسرح بالمفاهيم الثورية والتغيرات الجذرية التي حدثت بالمجتمع المصرى فشاركوا بالتزامهم الفكري في تقديم بعض األعمال الهامة التي تسجل انجازات الثورة وتكشف الفروق الكبيرة بين الماضي والحاضر ،وفي مقدمة هؤالء الرائد المبدع /توفيق الحكيم الذي قدم مسرحية «األيدي الناعمة» والتي تعد تجسيدا – غير مباشر -للشعار الذي أطلقته الثورة حول أهمية العمل. وكان من حسن الحظ عند قيام ثورة يوليو وجود مجموعة من شباب األدباء المثقفين الموهوبين المشاركين في النضال ضد المستعمر من أجل تحقيق االستقالل ،والنضال من أجل تحقيق العدالة االجتماعية ،فقامت قيادات الثورة باحتضانهم ومنحهم الفرصة كاملة للمشاركة اإليجابية ،فنجحوا في تسخير مواهبهم األدبية لمساندة أهداف الثورة والدعوة إلى المشاركة في تحقيقها ،وفي مقدمة هؤالء األديب الكبير /نعمان عاشور الذي يعد رائد الواقعية الحديثة بالمسرح المصري حيث قدم نصوصه باللهجة العامية ،كما حرص على تقديم شخصياته الدرامية من خالل نماذج حقيقية للطبقة المتوسطة ،فنجح من خالل خماسيته الشهيرة: جالل الشرقاوي
33 32
«الناس اللى تحت»« ،الناس إللي فوق»« ،عيلة الدوغري»« ،بالد بره»« ،الجيل إللي طالع» في أن يقدم نقدا الذعا لبعض سلبيات المجتمع المصري ،كما أظهر تعاطفه وانحيازه إلى تلك الطبقات المهمشة الفقيرة التـى تكالبت عليها سطوة السلطة والطبقات الغنية. كذلك أسهم الكاتب الكبير /ألفريد فرج في الدعوة لتحقيق الديمقراطية وتأمين حق المواطن في المشاركة السياسية وذلك من خالل مسرحية «حالق بغداد» -وخاصة الجزء الثاني «زينة النساء» -والتي تضمنت أحداثها الدرامي مطالبة الحالق للخليفة بمنحه «منديل األمان» لكل أفراد الرعية ،كما يحسب له أيضا مساهمته من خالل مسرحياته في الترويج لفكرة التأميم والعدالة اإلجتماعية والدعوة إلى تطبيق المفاهيم اإلشتراكية ومن بينها على سبيل المثال «على جناح التبريزى وتبعه قفة»« ،عسكر وحرامية» ،هذا وتعد مسرحيته «باإلجماع»1+ أكبر دعاية ومساندة لثورة يوليو وزعيمها «جمال عبد الناصر». ونجح كذلك األديب المبدع /سعد الدين وهبة بمجموعة نصوصه األولى «المحروسة» و»كفر البطيخ» و «السبنسة» و «كوبري الناموس» -والتي تدور جميع أحداثها الدرامية في فترة ماقبل الثورة مباشرة -في إدانة العهد الملكي البائد وكشف مفاسده السياسية وبيان مظالم اإلقطاع اإلجتماعية فى الريف المصري. هذا ويعد األديب الثوري /لطفي الخولي :من أبرز الكتاب االشتراكيين خالل فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي ،وبرغم تقديمه لثالثة نصوص فقط إال أنه استطاع أن يضع بصمة فنية واضحة بدءا بمسرحيته األولى «قهوة الملوك» عام ،1958والتي تعود أحداثها الدرامية إلى عام ،1946حيث
اجتمعت مجموعة من الطلبة مع مجموعة من العمال للمطالبة باإلستقالل والعدل اإلجتماعي .وتجدر اإلشارة إلى أنه بالرغم من وضوح الخطاب الدرامي اإلشتراكي في نصوص «لطفي الخولي» الثالث (قهوة الملوك ،القضية ،األرانب) إال أنه قد نجح في عدم تحويل مسرحياته إلى بوق أجوف للدعاية االشتراكية ،كما يحسب له عدم تعظيمه لدور البطل الفرد في نصوصه بقدر تعظيمه لذلك الدور الجماعي لطبقات الشعب. كذلك قدم رجل المسرح المبدع /نجيب سرور ثالثيته الرائعة التي تتكامل أحداثها الدرامية« :ياسين وبهية»« ،آه ياليل ياقمر» ،و «قولوا لعين الشمس»، وهي الثالثية التي سجل من خاللها تلك التحوالت التاريخية الكبيرة التي مرت بمصر ،كما كشف عن اآلالم الكبرى التي تحملها العامة من المواطنين سواء بالريف أو بالمدينة في عصر ما قبل الثورة وذلك لوقوعهم تحت سيطرة كل من قوى اإلستعمار واإلقطاع والرأسمالية. واستطاع الشاعر القدير /صالح عبد الصبور في رائعته «مأساة الحالج» أن يؤكد على محاوالت «الحالج» إلصالح واقع عصره بالوقوف إلى جوار الفقراء من العامة ومساندته لهم في تحقيق آمالهم ومطالباتهم بتطبيق العدل االجتماعي، مع بيان دوره في مواجهة الطغاة والمستغلين ،وبالرغم من أن المسرحية استلهام ألحداث تاريخية إال أن مؤلفها قد نجح في اإلستلهام الواعي لحياة «الحالج» وتأكيد دوره اإلجتماعي إلسقاط الظالل على الواقع المعاصر آنذاك. وتضم قائمة المؤلفين المبدعين أيضا األديب القدير /يوسف إدريس الذي استطاع أن يقدم من خالل بعض نصوصه «جمهورية فرحات» ،و»ملك جالل الشرقاوي
35 34
القطن» عام 1956صورة حقيقية وواقعية للريف المصري ،وهي صورة مخالفة لتلك الصورة الرومانسية التي سبق تقديمها من خالل بعض األعمال األدبية والفنية ،ويحسب لألديب /يوسف إدريس» أنه قد ظل محافظا فى كل أعماله على فكرة البحث عن حياة أفضل تضمن لإلنسان الحرية والعدالة االجتماعية ،تلك الفكرة التى قامت عليها مسرحيته «جمهورية فرحات» .وقد تكاملت هذه الرؤى مع أعماله المسرحية بعد ذلك ليوضح في «الفرافير» مدى قسوة وبشاعة العالقة الدائمة بين كل من «السيد» و «الفرفور». ويجب التنويه أيضا -في إطار المشاركات اإليجابية لجيل الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي -بتلك المشاركات الجادة للكاتب /محمود دياب ومن بينها :المعجزة ،البيت القديم ،الزوبعة ،ليالي الحصاد ،وأيضا بالمشاركات الثورية للشاعر /عبد الرحمن الشرقاوي وأهمها األرض (إعداد عن روايته) ،الفتى مهران ،جميلة ،النسر األحمر .وجميع المسرحيات التي تم ذكرها هي مجرد نماذج مشرفة ومضيئة ساهمت في تسجيل الحقائق وشحذ الهمم لحماية الثورة، كما ساهمت في كشف بعض المؤامرات وفي توجيه الدعوة للتصدي لها ولتلك الهجمات الشرسة التي تعرضت لها الثورة سواء داخليا من رموز الفساد أو خارجيا من أصحاب األطماع اإلستعمارية. ويتضح مما سبق مدى تأثر كتاب المسرح المصرى بالمناخ الثوري واقتناعهم بأهداف الثورة ،حيث نجحت الثورة في أن توقظ فيهم اإلحساس بالقومية والمسئولية واإللتزام ،فظهر الكاتب المسرحى القادر على استلهام الواقع وربط الفكر بالحياة ،والتوغل إلى صميم معترك األحداث والمتناقضات اإلجتماعية.
ومما ال شك فيه أن هذا الجيل من المؤلفين لم يكن قاد ار وحده على تحقيق التواصل مع الجمهور وتقديم أفكاره إال من خالل تعاونه مع نخبة من المخرجين الثوريين ،هؤالء الذين آمنوا بتلك األفكار والقضايا وانحازوا معهم إلى مبادئ ثورة يوليو ،ووسط جيل الستينيات من المخرجين يبرز اسم المبدع /جالل الشرقاوي الذي انحاز بقوة إلى ثورة يوليو 1952وأهدافها القومية ،ووجد من بين كتابات جيله ما يكشف فساد العصر البائد ما قبل الثورة ويتطلع للمجتمع الجديد، وأيضا من يواكب األحداث والتغيرات السياسية وسواء بمساندة الثورة في معاركها ضد القوى اإلستعمارية أو بكشف بعض أوجه القصور والسلبيات فقدم عدد من المسرحيات المهمة ومن بينها« :عودة الروح» لتوفيق الحكيم ( ،)1965والتي تستعيد روح النضال لثورة 1919وإيجابية مشاركة جميع طبقات الشعب. «الصليب» ،و «فلسطين »48لمحمد عفيفي ( ،)1967وقد قدمت كل منهما مواكبة لنكسة 1967في محاولة لشحذ الهمم ،وكشف مؤامرة الكيان الصهيوني مع القوى اإلستعمارية العالمية« .بلدي يا بلدي» لرشاد رشدي ( ،)1968التي تنتقد سلبية الشعب ،وتوضح استحالة تحقيق النصر إعتمادا على بطوالت الزعيم الفرد فقط ،كما تدين الحاشية التي قد تشوه من صورة البطل الفرد لتحقق مصالحها« .إنت إللي قتلت الوحش» لعلي سالم ( ،)1969والتي تتناول بالنقد حكم الفرد المطلق وتدين حاشية الحاكم التي قد تجعل منه إله معبود ،خاصة إذا اهتم الحاكم بصناعة المدنية والحضارة وانصرف عن بناء اإلنسان« .الجيل إللي طالع» لنعمان عاشور ( ،)1971والتي تتناول قضية جيل الشباب وقلقهم على مستقبلهم ،وافتقادهم لألهداف القومية والوطنية بعد تأثرهم باإلنحرافات األوربية جالل الشرقاوي
37 36
وإتجاههم نحو العدمية ،كنتيجة لفقدانهم الثقة وانقطاع الصالت بينهم وبين جيل األباء« .عفاريت مصر الجديدة» لعلي سالم ( ،)1971والتي تدين مراكز القوى وتكشف مدى إنتهاكاتهم للحريات ولحقوق اإلنسان« .الزعيم غوما» لمصطفى محمود ( ،)1972والتي تتناول بطوالت فارس الصحراء والبطل الشعبي الليبي ضد اإلستعمار التركي« .عيون بهية» لرشاد رشدي ( ،)1978والتي تناولت بطوالت الشعب المصري عبر التاريخ وصوال إلى لحظة تتويج تلك اإلنتصارات بحرب أكتوبر .1973 هذا وجدير بالذكر أن المبدع /جالل الشرقاوي لم يكن يواكب بإبداعاته األحداث السياسية واإلجتماعية بمفرده ،بل كانت إبداعاته في إطار مناخ عام يشارك فيه عدد كبير من المبدعين بالمسرح المصري ،وعلى سبيل المثال فقد شارك عدد كبير من المسرحيين في شحذ الهمم إلستعادة روح التحدي واإلصرار لتجاوز إحباطات نكسة ،67ومن بينهم المبدع /كرم مطاوع الذي شارك بتقديم «رسالة إلى جونسون» بمسرح الجيب ،و»كوابيس في الكواليس» بالمسرح القومي، كما شارك المخرج /محمد مرجان بتقديم «حكايات ياسين» بالمسرح الحديث، والفنان /أنور رستم بتقديم مسرحيتي« :اللحظة الحاسمة» ،و»أغنية على الممر» بالمسرح الحديث أيضا ،كذلك شارك المخرج الكبير /سعد أردش بتقديم مسرحية «المسامير» بالمسرح القومي ،وقدم المخرج القدير /كمال يس «زهرة من دم» بفرقة مسرح الحكيم». ومواكبة لوفاة الزعيم الخالد /عبد الناصر قدم المبدع /كرم مطاوع مسرحيتين هما 28« :سبتمبر الساعة الخامسة» بالمسرح القومي« ،ياسين
ولدي» بفرقة تحية كاريوكا .وكان من المنطقي أن يشارك عدد كبير من المبدعين بإبداعاتهم إحتفاال بإنتصار أكتوبر ،1973فيقدم المخرج /كرم مطاوع مسرحية «حدث في أكتوبر» بالمسرح القومي ،والمخرج /عبد الغفار عودة بتقديم رائعته «مدد مدد شدي حيلك يا بلد» بالمسرح الحديث ،ويقدم الفنان /سعد أردش أوبريت «حبيبتي يا مصر» بالفرقة الغنائية اإلستعراضية ،ومسرحية «رأس العش» لفرقة المسرح الحديث ،كذلك يقدم الفنانين /محمود رضا ومحمد صبحي معا أوبريت «الحرب والسالم» ،ويقدم الفنان /أحمد عبد الحليم مسرحية «العمر لحظة» لفرقة المسرح الحديث ،و»حراس الحياة» لفرقة مسرح الطليعة ،وأيضا يقدم كل من الفنانين /مجدي مجاهد وفهمي الخولي مسرحيتي «القرار» و»جبل المغماطيس» بفرقة مسرح الطليعة أيضا. وهكذا يتضح جليا مما سبق كم المشاركات اإليجابية لمخرجي جيل الستينيات في مواكبة األحداث السياسية واإلجتماعية بإبداعاتهم ،كما يتضح أيضا دور المبدع /جالل الشرقاويومشاركاته اإليجابية كمخرج وأيضا خالل فترة تحمله مسئولية إدارة فرقة « مسرح الحكيم».
جالل الشرقاوي
39 38
الفصل الثاني الــــســــيــــرة الـــذاتـــيـــة
الفنان الكبير /جالل الشرقاوي فنان قدير وصاحب بصمة فنية مميزة في أكثر من مجال فني .وقد نجح خالل مشواره الفني في إثراء حياتنا الفنية - كمخرج وممثل ومنتج وأستاذ أكاديمي -بتقديمه لتجارب عديدة شديدة التميز والخصوصية ,ويرجع تميزه وتألقه إلي موهبته المؤكدة التي صقلها بالدراسة وإلى صدقه الشديد وحرصه على حسن اإلختيار والتدقيق واإلتقان في جميع أعماله, فهو يمنح كل عمل يختاره نبضات قلبه وعقله ووجدانه .وقد وهبه هللا كممثل موهبة الحضور ،حيث يتمتع بحضور طاغ وطله مميزة علي الشاشة ,وأداء صادق معبر يستحوذ على اإلعجاب ,وخاصة باألعمال التاريخية والدينية والتي تطلب اإللقاء السليم باللغة العربية الفصحى .ويحسب له عبر مسيرته الفنية الطويلة أنه لم يقدم عمال دون المستوي ,ولم يشارك إطالقا في أعمال تتعارض مع القيم أو المبادئ ,بل حرص دائما علي احترامه لنفسه وبالتالي فقد اكتسب احترام الجمهور له. لقد تسلل حب الفن إلي وجدانه منذ الصغر واحتل عقله وسيطر علي مشاعره ,وصنع له دنيا من األحالم وعالما من البهجة منذ أصطحبه صديق والده وجارهم الحاج /مصطفي حفني -صاحب مسرح «برنيتانيا» عام 1945 بعد نجاحه في الشهادة االبتدائية إلي ساحل «روض الفرج» ,حيث شاهد›هناك كل من الفنانين /إسماعيل ياسين ,وشكوكو ,وثريا حلمي وهم يقومون بإلقاء مونولوجاتهم الفكاهية ,فقرر أن يحول حلمه إلي واقع وأن يحقق طموحاته وآماله التي طالما داعبت خياله وهزت وجدانه ,فأصر على صقل موهبته بالدراسة ، جالل الشرقاوي
41 40
وبالفعل بعد تخرجه من كلية العلوم وعمله كمدرس للعلوم في مدرسة «النقراشي باشا» ,التحق بالمعهد العالي للتمثيل وتخرج فيه بتقدير إمتياز عام .1958وكانت بدايته اإلحترافية من خالل ميكروفون اإلذاعة ،والتي أصبحت المتنفس الفني الوحيد بالنسبة له ،فقدم من خاللها مجموعة أعمال مهمة مع عدد كبير من المخرجين اإلذاعيين .وقد تحقق حلم جديد له ووثبة في مشواره الفني وذلك بحصوله على بعثة عام ،1959فسافر أوال إلى «موسكو» ثم سعى لتغيير بعثته إلى «باريس» بناء على نصيحة أساتذته .فحصل علي دبلوم إخراج من معهد «جوليان برتو» للدراما في فرنسا عام ,1960ودبلوم إخراج من المعهد العالي للدراسات السينمائية من فرنسا .1962هذا ويمكن إجمال السيرة الذاتية للفنان القدير« /جالل الشرقاوي» في السطور التالية: السيرة الذاتية الفنان المصري القدير /محمد جالل أمين الشرقاوي (والشهير بجالل الشرقاوي)من مواليد 14يونيو 1934بمحافظة «القاهرة». حصل على بكالوريوس العلوم من جامعة القاهرة (كلية العلوم) عام ،1954ودبلوم خاص تربية وعلم النفس من جامعة عين شمس (كلية التربية) ،1955 كما حصل على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية بتقدير امتياز عام ،1958وذلك ضمن دفعة متميزة ضمت بعض الموهوبين الذين حققوا نجوميتمه بعد ذلك ومن بينهم األساتذة :أبو بكر عزت ،فايز حالوة ،سلوى محمود ،زين
العشماوي ،أحمد أبو زيد ،عثمان محمد علي ،أزهار الشريف ،علي الزفتاوي. عمل في أول حياته مدرسا للعلوم بمدرسة «النقراشي النموذجية الثانوية»( ،)1955وأدى الخدمة العسكرية في الفترة من يونيو 1956حتى أول فبراير ،1958وهي الفترة التي شهدت العدوان الثالثي (في 29أكتوبر ،)1956وبعد انتهاء العدوان في ديسمبر التحق بقسم المسرح العسكري بإدارة الشئون العامة لقوات المسلحة ،وقد شارك في تقديم بعض المسرحيات الوطنية والتجوال بجميع مناطق تجمعات الجنود (بمدن القناة وسيناء والمدن الغربية حتى مطروح والسلوم وبالجنوب حتى أسوان) أرسل في بعثة لإلتحاد السوفيتي «موسكو» لدراسة المسرح في بداية عام ،1959ثم إلى «باريس» لدراسة فن اإلخراج السينمائي ،وحصل على درجة دبلوم اإلخراج من معهد «جوليان برتو» للدراما في فرنسا عام ،1960ودبلوم إخراج من المعهد العالي للدراسات السينمائية (األيديك ).I.D.H.E.Cمن «فرنسا» عام .1962 عاد من البعثة في أول سبتمبر ،1962وتقدم بطلب تعيينه مدرسا بالمعهد«العالي للفنون المسرحية» ،صدر خطاب من و ازرة الثقافة بتاريخ 5سبتمبر 1962بإلحاقه للعمل بالمعهد ،وبدأ التدريس في العام الدراسي ،1963/1962 ثم صدر القرار الوزاري رقم 281لسنة 1963بتسوية حالته ونقله إلى وظائف هيئة التدريس بالمعهد ،وعين مدرسا للتمثيل واإلخراج بالمعهد «العالى للفنون المسرحية» في أكتوبر .1963 شارك بتدريس مادة «فن اإلخراج السينمائي» بالمعهد العالي للسينما كأستاذجالل الشرقاوي
43 42
من الخارج (بالمحاضرة /بالقطعة) لمدة ثالث سنوات وذلك منذ عام ،1963 ومن تالميذه خالل تلك الفترة كل من :علي بدرخان ،علي عبد الخالق ،مجدي أحمد علي ،أحمد ياسين ،أحمد خليل ،ناهد جبر (وكان األخيران من قسم التمثيل ولكنهما كانا ينضمان لقسم اإلخراج في دراستهما لبعض المواد). تم إختياره مع د.رمزي مصطفى لحضور الدورة التدريبية بالمعهد اإلشتراكيالعربي للشباب بحلوان (منظمة الشباب اإلشتراكي باإلتحاد اإلشتراكي العربي) خالل الفترة من 16يناير إلى 29يناير ،1967وقد اجتاز بالفعل الدورة. أصدر د .ثروت عكاشة نائب رئيس الوزراء وزير الثقافة واإلعالم بتاريخ 23فبراير عام 1967ق ار ار بتعيينه مدي ار لفرقة «مسرح الحكيم» ،وقد تضمن القرار أيضا تعيين كل من الفنانين :كمال يس مدي ار لفرقة «المسرح الكوميدي» ،ومحمود مرسي مدي ار لفرقة «المسرح الحديث» (بعد دمجه مع المسرح العالمي) .وقد تطلب ذلك تقديم طلب نقل من «المعهد العالي للفنون المسرحية» إلى «مؤسسة المسرح» ،وذلك مع اإلستمرار في العمل كأستاذ بالقطعة بكل من معهدي المسرح والسينما ،وبالفعل صدر من الديوان العام للو ازرة األمر اإلداري رقم 479بتاريخ 12أغسطس 1967يفيد ذلك. تقدم بإستقالته المسببة مع ثالثة من الزمالء (إستقالة جماعية) من مناصبهمكمديرين للفرق المسرحية في أبريل عام ،1970وهم األساتذة :سعد أردش (قطاع الفنون الشعبية واإلستعراضية) ،كرم مطاوع (المسرح القومي) ،أحمد عبد الحليم (مسرح الجيب) ،وكانت أزمة سياسية وفنية ساخنة انتهت بتعيينهم خبراء بمؤسسة المسرح (دون أي صالحيات وظيفية مجرد منصب على الورق).
صدر قرار بندبه ندبا كامال إلى هيئة تدريس «المعهد العالى للفنون المسرحية»في 16سبتمبر ،1973على أن يعامل ماليا معاملة األستاذ ،على أن يتم نقله في الميزانية التالية. تمت إعارته لدولة «الكويت» الشقيقة في أول أكتوبر ،1973للعمل رئيسا لقسمالتمثيل واإلخراج بالمعهد «العالى للفنون المسرحية» ،وقد استمر بالعمل هناك عاما واحدا ،وعاد للقاهرة في 16مايو ،1974واستلم عمله بالمعهد في القاهرة بتاريخ 18مايو .1974 تم ندبه رئيسا لقسم التمثيل واإلخراج في 13أغسطس ،1974على أن يتمالنقل بصفة كاملة ،كما تم ضمه إلى عضوية مجس المعهد في 18ديسمبر .1974 عين أستاذ التمثيل واإلخراج بالمعهد العالى للفنون المسرحية ورئيس قسمالتمثيل واإلخراج ،1975وعميد المعهد العالى للفنون المسرحية عامي 1975و .1979وهو منذ سنوات أستاذ متفرغ بالمعهد وبالتحديد منذ عام .2006 تم تعيينه ممثال لمصر في الهيئة العالمية للمسرح (بموجب القرار الوزاريرقم 51لسنة ،)1976والترخيص له بالسفر إلى «بلجراد» لحضور المؤتمر التحضيري الثاني في فبراير .1976 قام وزير الثقافة /د.جمال العطيفي بقبول استقالته من عمادة «المعهد العاليللفنون المسرحية» بتاريخ 13نوفمبر .1976 صدر قرار رئيس األكاديمية بتعيينه مشرفا على فرقة «باليه القاهرة» في 8يوليو .1978 جالل الشرقاوي
45 44
أصدر وزير الثقافة واإلعالم /عبد المنعم الصاوي ق ار ار و ازريا في 13يوليو 1978بتعيين الفنان /جالل الشرقاوي عميدا للمعهد «العالي للفنون المسرحية» لمدة سنتين ،ليستكمل بعدها مهام وظيفته كأستاذ التمثيل واإلخراج بالمعهد في عام .1981 عين رئيس لقسم التمثيل واإلخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية خالل الفترة .1994 - 1990وليشغل بعد ذلك منصب أستاذ متفرغ بالمعهد. عين للمرة الثالثة رئيس لقسم التمثيل واإلخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحيةخالل الفترة .2006 - 2005وليستكمل بعد ذلك عطاءه كأستاذ متفرغ بالمعهد. شارك بعضوية بعض اللجان المتخصصة ومن بينها :لجنة المسرح بالمجالسالقومية ،لجنة المسرح بالمجلس األعلى للثقافة والفنون (أكثر من دورة) ،اللجنة العامة للثقافة واإلعالم والسياحة (و ازرة الثقافة) ،لجنة جوائز الدولة التشجيعية، باإلضافة إلى رئاسته لبعض لجان التحكيم ،ومن بينها رئاستة للجنة التحكيم العربية لمهرجان «المسرح العربي» (الدورة السابعة .)2008 - قام بتأسيس مسرحين أحدهما بالقاهرة وهو «مسرح الفن» بمعهد الموسيقىالعربية ،واآلخر باألسكندرية وهو «مسرح المنتزة» ،واألخير لألسف قامت المحافظة بإزالته بعد انتهاء فترة التصريح الخاصة به (استمر خالل الفترة 1987 .)1998 هو والد الفنانة المعتزلة /عبير الشرقاوي ،وأيضا المحاسب والفنان /تامرالشرقاوي الذي عمل بالتمثيل لفترة قصيرة. المسيرة الفنية:
تتضمن المسيرة الفنية للفنان /جالل الشرقاوي في مجال اإلخراج المسرحيإثرائه للمسرح المصري والعربي بإخراج ( )74أربعة وسبعين عرضا ،من بينها: ( )26ستة وعشرين عرضا لفرق الدولة المختلفة وبعض الو ازرات الحكومية، و( )48ثمانية وأربعين عرضا لفرق القطاع الخاص. أصبح صاحب أعلى أجر كمخرج مسرحي في مصر وقت عرض مسرحية«مدرسة المشاغبين» منتصف السبعينيات حيث وصل أجره إلى ( )400ربعمائة جنيه. تميز في تقديم العروض الغنائية واإلستعراضية ،فقدم خالل مسيرته الفنيةأكثر من عرض غنائي متميز ومن بينها :انقالب ،تمر حنة ،ملك الشحاتين، عيون بهية ،أفراح النصر ،حراس الوطن ،وذلك باإلضافة إلى بعض المسرحيات التي تضمنت عددا من األغاني واالستعراضات ومن بينها :كباريه ،قصة الحي الغربي ،مدرسة المشاغبين ،قشطة وعسل. قام بإخراج عدد كبير من المسرحيات الناجحة تجاريا والتي استمر عرضهالفترات طويلة على المسرح المصري ومن بينها :مدرسة المشاغبين ،الجوكر، دستور يا أسيادنا ،قصة الحى الغربي ،وتظل مسرحية «مدرسة المشاغبين» أيقونة المسرحيات الكوميدية العربية هي عمله األشهر على اإلطالق ،في حين تظل األوب ار الشعبية «إنقالب» هي أيقونة فرقة «مسرح الفن» وأيضا ذروة إبداعه كمخرج. شارك خالل حياته المسرحية في عدة فعاليات ومهرجانات مسرحية عربيةمنها« :مهرجان دمشق المسرحي» عام ،1969مهرجان «بابل المسرحي» جالل الشرقاوي
47 46
،1987مهرجان «الكويت المسرحي التاسع» عام ،2007المهرجان «الوطني للمسرح المحترف» بالجزائر بدورته الثالثة عام 2008وغيرها. كان صاحب فكرة تنظيم اإلحتفال «بأعياد الفن» ،وبالفعل قام بإخراج «عيدالفن األول» في فبراير عام ،1976كما أخرج «عيد الفن الثاني» في أكتوبر عام 1976ليصبح مواكبا لألحتفاالت بإنتصار أكتوبر المجيد ،ثم توالت اإلحتفاالت التي أشرف عليها حتى اإلحتفال الكبير برفع العلم المصري في العريش بتاريخ 26مايو .1979 تولى عام 1980مهمة مقرر اللجنة الخاصة بوضع الئحة موحدة للمعاهدالستة بأكاديمية الفنون ،وقد تشكلت اللجنة من السادة العمداء الستة ورؤساء األقسام بمعاهد األكاديمية ،وبالفعل انتهت اللجنة من عملها في 30أبريل عام ،1980ورفعت مذكرتها إلى رئيس األكاديمية وظهر بذلك مشروع أول الئحة عامة شبه كاملة ألكاديمية الفنون. قام بتأليف عدة كتب في مجال المسرح والسينما يذكر منها« :مدخل إلى دراسةالجمهور فى المسرح المصرى باللغة العربية»« ،السينما فى الوطن العربي» و»حياتى فى المسرح» (الكتاب األول -الجزء األول والثاني ،الكتاب الثاني الجزء األول)« ،األسس في فن التمثيل وفن اإلخراج»« ،إنقالب في المسرحالمصري»« ،كواليس وكوابيس -قصة مسرح الفن» ،وذلك بخالف مساهمته المهمة بكتابة عشرات المقاالت والدراسات المتخصصة في مجاالت المسرح والسينما الدراما التليفزيونية والسياسة. -تضمنت مسيرته السينمائية إخراجه ألربعة أفالم ،وإنتاج فيلمين والمشاركة في
بطولة تسعة أفالم سينمائية ،وذلك بخالف أربعة أفالم تليفزيونية. بدأ مسيرته السينمائية بإخراج عمله األول «أرملة وثالث بنات» عام ،1964وتعرض بعد ذلك ألزمة كادت تنهي مشواره كمخرج سينمائي بعدما اصطدم مع نظام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بإخراجه لفيلم «العيب» عام ،1966 الذي كشف فيه عن الفساد والرشوة بالجهاز اإلداري للدولة بتناول جرئ وغير مسبوق. أخرج عدة أعمال درامية للتليفزيون المصري ،وقد تنوعت أعماله اإلخراجيةبين التمثيليات (سباعيات) والسهرات التليفزيونية وبين المسلسالت الدرامية ،كما شارك بالتمثيل في عدد كبير من المسلسالت والتمثيليات والسهرات التليفزيونية. قدم باإلذاعة خالل مسيرته الفنية كممثل عددا كبي ار من المسلسالت والتمثيلياتوالسهرات اإلذاعية وكذلك بعض المسرحيات المعدة إذاعيا ،كما قام أيضا بإخراج بعض األعمال اإلذاعية إلذاعة الكويت. بخالف المشاركة في اللجان العليا لترقية األساتذة ساهم بخبراته العملية أيضافي التدريس لطلبة الدراسات العليا ،كما شارك في اإلشراف على بعض الرسائل للحصول على الدرجات العلمية (الماجستير والدكتوراه).
جالل الشرقاوي
49 48
التكريم والجوائز كان من المنطقي أن تتوج تلك المسيرة الفنية الثرية بحصوله على بعض الجوائز وأيضا بعض مظاهر التكريم ،وذلك بخالف حصوله على عدد كبير من الميداليات وشهادات التقدير من بينها: شهادة تقدير من و ازرة اإلعالم عن إخراجه ألوبريت «أفراح النصر» عام.1989 شهادتى تقدير من و ازرة اإلعالم عن إخراجه ألوبريت «الليلة المحمدية»السادسة عام ،1990و»الليلة المحمدية» السابعة عام .1991 شهادة التقدير من و ازرة الداخلية عن إخراجه ألوبريت «حراس الوطن» عام.1993 جائزة أحسن مخرج لمدة ثمانى سنوات متتالية متصلة من عام 1986حتىعام ،1993ثم عن عامى 1996 ،1995فى اإلستفتاء الجماهيرى إلذاعة «الشرق األوسط» و»جريدة األهرام». تمثال األوسكار ألفضل مخرج عامى 1996/ 95فى اإلستفتاء الجماهيرىلمجلة «السينما والناس». ميدالية وشهادة تقدير عن أفضل كتاب ألف عن تاريخ السينما المصرية من«المركز الكاثوليكى المصرى» عام .1964 -تمثال الجائزة األولى فى اإلنتاج عن فيلم «موعد مع القدر» من «المركز
الكاثوليكى المصرى» عام .1986 ميدالية الذهبية لمهرجان «القاهرة الدولي للمسرح التجريبى» ،بدورته الخامسةعام 1993من و ازرة الثقافة المصرية. جائزة الدولة التقديرية فى الفنون -مصر -عام .1994 درع المسرح اإلستعراضى المصرى (الجمعية المصرية لهواة المسرح) عام.1995 الميدالية الذهبية لمهرجان «الكويت المسرحي التاسع» عام ،2007والذيينظمه «المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب». الميدالية الذهبية للمهرجان «الوطني للمسرح المحترف» بدورته الثالثة عام ،2008والذي تنظمه و ازرة الثقافة الجزائرية. شهادة تقدير من «الجمعية الفنية الثقافية» بدولة الجزائر عام .2008 ميدالة وشهادة تقدير من «الهيئة العامة لقصور الثقافة» -جريدة «مسرحنا»عام .2008 درع النجم الماسي لمجلة «الكواكب» -دار الهالل عام .2008 درع أكاديمية الفنون -و ازرة الثقافة المصرية عام .2015 الترشيح من قبل مجلس إدارة «نقابة المهن التمثيلية» عام 2017لنيل جائزةالنيل. ويبقى التكريم األكبر بالنسبة له هو تقدير تالميذه واعترافهم بفضله ،والجائزة األهم في حياته هي حب وإحترام الجماهير له وإعجابهم بعروضه ،فلوالهم ما استمر مسرحه («مسرح الفن») مضاءة أنواره على مدى أكثر من أربعين عاما. جالل الشرقاوي
51 50
الفصل الثالث اإلسهامات الفنية واإلبداعية
شارك الفنان القدير /جالل الشرقاوي في إثراء حياتنا الفنية بالمشاركة في عدد كبير من الفعاليات واألعمال اإلبداعية ومن بينها التمثيل بمختلف القنوات الفنية (المسرح ،اإلذاعة ،التلفزيون ،السينما) ،حيث قدم عددا كبي ار من األدوار المتميزة في كل قناة منها ،وعلى سبيل المثال فقد تألق في أداء بعض األدوار الرئيسة بعدد من األفالم وبعدد كبير من المسلسالت التليفزيونية التي حققت له شهرة كبيرة ،كما شارك ببطولة المئات من المسلسالت والتمثيالت اإلذاعية ،ولكن مع ذلك تظل مشاركته المسرحية سواء باإلخراج أو التمثيل أو باإلنتاج األكثر أهمية واألكثر نضجا وتأثيرا ،وكيف ال يصبح األمر كذلك وهو الفنان المسرحي الذي ظل يعتز ويفخر بدراسته للفنون المسرحية وبإبداعاته وببصماته المميزة جدا بهذا المجال ،لذا كان من المنطقي أن يصرح في كثير من أحاديثه الصحفية بأنه يعتبر المسرح عشقه الحقيقي وعالمه الخاص .فهو العالم الذي يستطيع من خالله تحقيق رؤياه الفنية كاملة .لقد أتاح له المسرح فرصة أن يكون هو المبدع األول وصاحب الرؤية الفنية كاملة دون سيطرة إقتصاديات السوق أو تدخل وتحكم الموزع الخارجي ،أو حتى اإللتزام بتحقيق رؤية المخرج الفنية في حالة مشاركته بالتمثيل فقط ،كما أتاح له أيضا تحقيق متعته الشخصية بالتدريس األكاديمي ونقل خبراته إلى األجيال التالية ،وبالتالي تحقيق بعض األفكار والمبادئ التي آمن بها ومن بينها ضرورة تواصل األجيال ،واإلكتشاف المستمر للمواهب الشابة وصقل مواهبها.
جالل الشرقاوي
53 52
هذا ويمكن تصنيف اإلسهامات اإلبداعية لهذا المبدع الكبير طبقا إلختالف القنوات الفنية ولطبيعة التلقي لكل منها إلى ثالث أقسام رئيسية كما يلي: أوال -مجال اإلخراج -1اإلخراج المسرحي: مجال اإلخراج المسرحي واإلسهامات الثرية للفنان الكبير /جالل الشرقاوي به هو المجال الذي قمت بتخصيص جزء كبير له بهذا الكتاب ،حيث جاء «الفصل الخامس» تحت عنوان «جالل الشرقاوي مخرجا مبدعا» ،والذي تضمن اإلشارة إلي جميع إسهاماته بمجال اإلخراج المسرحي سواء بفرق مسارح الدولة أو فرق القطاع الخاص طبقا للتسلسل التاريخي تفصيليا .وذلك بخالف إضافة ثالثة مالحق توضح تجربته اإلخراجية بحيث يشتمل كل جدول على البيانات الكاملة لتاريخ تقديم كل عرض ،اسم مؤلف النص ،وأهم النجوم ،وكذلك اسم الفرقة لبيان اختالف نوعية إنتاج كل فرقة من الفرق طبقا إلختالف هوية كل منها. -2اإلخراج السينمائي: برغم أن اإلخراج السينمائي هو المجال الذي إختاره الفنان القدير /جالل الشرقاوي إلستكمال دراساته األكاديمية العليا بفرنسا إال أن عالم المسرح الذي عشقه منذ صغره ودرسه أكاديميا أيضا قد اجتذبه بشدة أكثر للعمل به مخرجا وممثال ومنتجا، ولذلك فقد اقتصرت اإلسهامات السينمائية لهذا الفنان القدير بمجال اإلخراج على
إخراجه ألربعة أفالم سينمائية فقط خالل الفترة من 1964إلى ،1972وقد نجح من خاللها في توظيف موهبته ودراسته األكاديمية وخبراته الفنية .وقد حظت تلك األفالم األربعة بإهتمام نخبة من النقاد الذين أشادوا بإرتقاء مستواها الفني وبتميزه كمخرج ،كما نجحت بعضها في تحقيق النجاح الجماهيري أيضا. وتضم قائمة أفالمه السينمائية األفالم التالية: «أرملة وثالث بنات» ( ،)1964بطولة /أمينة رزق ،زيزي البدراوي ،نوال أبوالفتوح ،صالح منصور ،سعيد أبو بكر ،سعد أردش. «العيب» ( ،)1966بطولة /رشدي أباظة ،لبنى عبد العزيز ،عبد المنعمإبراهيم ،مديحة كامل ،شفيق نور الدين ،صالح منصور. «الناس إللي جوه» ( ،)1968بطولة /يحيى شاهين ،عبد المنعم مدبولي،سهير المرشدي ،صالح قابيل ،نوال أبو الفتوح ،ناهد شريف ،سهير رمزي. «أعظم طفل في العالم» ( ،)1972بطولة /هند رستم ،رشدي اباظة ،ميرفتأمين ،صالح السعدني ،عمر خورشيد. والحقيقة أنني برغم محاولتي للتركيز على اإلسهامات المسرحية للفنان/ جالل الشرقاوي إال أنني أرى ضرورة اإلشارة أيضا إلى بعض تفاصيل تجربته السينمائية ،بل وقد يصبح من المفيد جدا تسجيل وتوثيق آراء وكتابات بعض النقاد في هذا الصدد إلستكمال باقي مالمح الصورة اإلبداعية ،وفيما يلي بعض كتابات النقاد حول فيلم «أرملة وثالث بنات»: جالل الشرقاوي
55 54
كتب الفنان /حسن فؤاد بمجلة «روز اليوسف» (( :)1965/5/31وضوح السيناريو وجودة اإلخراج والتمثيل عوضت تكرار الفكرة وبعثت الحياة في الشاشة، وشدت المتفرجين إلى متابعة الحوادث حتى النهاية ...الفيلم جيد السرد جميل الصورة ،يتسم بذكاء المخرج وخبرته الطويلة في التمثيل واإلخراج التليفزيوني والمسرحي ،األمر الذي يجعله يضع الكامي ار في خدمة الممثل ،ويفضل الوصول إلى هدفه بأبسط األساليب التي تؤثر في الجماهير). كتب الناقد /سعد الدين توفيق بمجلة «الكواكب» (( :)1965/6/11أول شيء تالحظه في هذا الفيلم هو أن مخرجه يحترم وقتك ،يصل إلى هدفه من أقصر طريق ،ال لف وال دوران وال مط وال تطويل وال تفريعات وال تخريمات وال إستراحات غنائية راقصة ...وهو أيضا فيلم ليس به نجوم شباك ،ولكنه فيلم محترم نظيف جيد جدا وقصته طيبة ،وأهم من هذا كله أن الفيلم من أحسن األفالم العربية التي شاهدناها في هذا الموسم ،ويعلن عن مولد مخرج مصري جديد يقف من أول فيلم له في الصف األول من مخرجينا). وفيما يلي كتابات لبعض النقاد حول فيلم «العيب»: كتب الناقد /عبد الفتاح الفيشاوي بمجلة «الكواكب» (:)1967/11/14 (وهذه تجربة ثانية للمخرج /جالل الشرقاوي ،وهو من الجيل الجديد الذي درس السينما على أصول علمية ...وقد ظهر في هذا الفيلم أنه يحاول أن يقاوم األساليب القديمة التي تضطهد اإلنتاج السينمائي عندنا ،وأنه يحاول أن يحقق
أسلوبا جديدا لدراساته ومشاهداته بالخارج .وقد استطاع أن يومئ إلى منهجه الذي يتركز في الواقعية المتفاعلة مع الرموز ،وإختيار أماكن التصوير يؤكد واقعيته تماما ...والحكم على المخرج أننا ربحنا مخرجا جديدا يحاول أن يتحرر من القديم ،ويحاول أن يقدم لنا شيئا جديدا). وفيما يلي بعض كتابات النقاد حول فيلم «أرملة وثالث بنات»: وكتب الناقد المتميز /سمير فريد بجريدة «الجمهورية» (( :)1967/11/23في فيلم «العيب» يبدو جالل الشرقاوي إمتدادا صالح أبو سيف في واقعيته حيث يعتمد على قصة أدبية ،ويعطي الحوار دو ار جوهريا ،ويركز على تكوين المنظر أساسا لتصوير البيئة ،وكذلك في إهتمامه بالممثل وبأحجام المناظر أكثر من حركة الكاميرا .وقد وفق «الشرقاوي» في إستخدام المونتاج سواء لخلق إيقاع الحياة الواقعية أم لإليجاز ،أم لتصوير التناقض بين الشخصيات بالمونتاج المتوازي). -3اإلخراج التلفزيوني: تضمنت المسيرة الفنية للفنان /جالل الشرقاوي مساهمته أيضا في إخراج عدة أعمال درامية للتليفزيون المصري ،وقد تنوعت أعماله اإلخراجية في هذا المجال بين التمثيليات (سباعيات) والسهرات التليفزيونية وبين المسلسالت الدرامية (ثالثين حلقة) ،وتضم قائمة إبداعاته األعمال التالية: تمثيليات :أبلة فهيمة ،رجل ال يبكي ،أغنية الصمت ( ،)1963شيء مكتوم( ،)1964الكلمات المتقاطعة (.)1970 جالل الشرقاوي
57 56
المسلسالت :سارة إلى األبد ( ،)1963المجانين ( ،)1964قصة المسرحالعربي (.)1970 مسرحيات مصورة :الكلمات المتقاطعة ،مجلس العدل ( ،)1970زوجتيسقطت سهوا (عازب في شهر العسل) ،الجيل إللي جاي ( ،)1977طبيب رغم أنفه (.)1982 -4اإلخراج اإلذاعي: لم تقتصر إسهامات الفنان /جالل الشرقاوي في مجال اإلخراج على إخراج المصنفات المرئية فقط بل ساهم أيضا بإخراج العشرات من المسلسالت اإلذاعية إلذاعة «الكويت» ومن أهمها: الحرب والسالم لتولستوي ( 90حلقة). عمر الخيام تأليف /أحمد رائف ( 30حلقة) عشرة مسرحيات من تراث فرقة «رمسيس» لفنان الشعب /يوسف وهبي ،وقدقام ببطولتها جميعا الفنان /يوسف وهبي. ثانيا -إبداعاته بمجال التمثيل: بصفة عامة يتميز األداء التمثيلي للفنان القدير /جالل الشرقاوي بالصدق والطبيعية ،خاصة بعدما نجح في صقل موهبته التلقائية بالدراسة ،وأمدته ثقافته وخبراته الطويلة بوعي وحساسية ومهارات في تجسيد مختلف الشخصيات
الدرامية ،وبالتالي يمكن بصفة عامة وصف أدائه بالسهل الممتنع ،وذلك سواء في أدائه لألدوار باللغة العربية الفصحى بالنصوص العالمية المترجمة وكذلك باألعمال التاريخية والدينية الجادة أو في أدائه لألدوار االجتماعية الخفيفة التي تتسم بخفة الظل والقدرة على رسم االبتسامة باللهجة العامية .والمتتبع ألداء هذا المبدع الكبير من خالل األعمال المختلفة يمكنه رصد مدى دقة إختياراته ومدى حرصه -منذ أول مشاركاته الفنية -على أداء تلك األدوار الرئيسة التي تضيف إلى رصيده الفني ويستطيع هو أن يضيف إليها ،فاستطاع أن يثبت وجوده ويضع السمه مكانة متميزة بمجال التمثيل وسط كوكبة من كبار الفنانين. لقد شارك بالتمثيل في عشرات المسلسالت والتمثيليات اإلذاعية وذلك بخالف عشرات المسرحيات المعدة إذاعيا وبعض البرامج الدرامية ،كما شارك أيضا بالتمثيل في عشرات المسلسالت والتمثيليات والسهرات التليفزيونية ،باإلضافة إلى مشاركته ببطولة تسعة أفالم سينمائية وأربعة أفالم تليفزيونية ،وكذلك ببطولة ما يزيد عن خمسة عشر مسرحية. وقد تم تخصيص الفصل الرابع من هذا الكتاب -الذي جاء بعنوان: «اإلبداعات في مجال التمثيل» -لتناول إسهاماته في مجال التمثيل بمختلف القنوات الفنية تفصيليا.
جالل الشرقاوي
59 58
ثالثا -اإلنتاج: -1اإلنتاج المسرحي: أدرك الفنان /جالل الشرقاوي مبك ار ضرورة أن تكون له فرقة خاصة أو على األقل أن يشارك باإلنتاج حتى يستطيع تحقيق طموحاته الفنية ،خاصة بعدما إصطدم أكثر من مرة بمعوقات وعراقيل إدارية أثناء تعامله مع فرق مسارح الدولة المختلفة، أو من خالل قيود أصحاب الفرق الخاصة ومحاوالتهم المستمرة لتعظيم مكاسبهم وأرباحهم المالية ولو عن طريق تخفيض تكاليف اإلنتاج بصورة مجحفة ،حتى أنه كتب في هذا الصدد( :كان عرض «المتشردة» فقي ار إنتاجيا بدرجة شديدة ،وقد أدركت ساعتها كم كنت على صواب عندما رفضت أن أخرج إال لفرقتي الخاصة التي أقوم باإلنتاج لها فقط ..إن عناصر العمل الفني التي يطلبها المخرج /جالل الشرقاوي ال يستطيع أن يحققها له إال المنتج /جالل الشرقاوي ..وعاهدت نفسي أال أعاود مثل هذه التجربة أبدا ..والحق أنني أخذت هذا العهد على نفسي في 28أغسطس .)1978 والحقيقة أن القدر هو الذي دفعه دفعا إلى المشاركة في اإلنتاج المسرحي مبكرا ،بعدما حقق كمخرج نجاحا كبي ار بفرق القطاع الخاص ،وبالتحديد بعدما حققت مسرحيته «مدرسة المشاغبين» كل ذلك النجاح منقطع النظير ،حيث عرض عليه المنتج /طلعت حسن آنذاك مشاركته في إدارة وإنتاج فرقة «عمر الخيام» مع تحمل مسئولية اإلشراف الفني ،ثم دفعه القدر مرة أخرى إلى تحمل
مسئولية اإلنتاج بمفرده بعدما أضطر صديقه وشريكه بالفرقة المنتج /طلعت حسن إلى اإلنسحاب من اإلنتاج واإلدارة نتيجة لظروفه الصحية وكذلك لتكرار الخسائر في أكثر من عرض. بدأت مساهمات الفنان /جالل الشرقاوي في مجال اإلنتاج المسرحي بمشاركته بنصيب النصف في إنتاج فرقة «عمر الخيام» مع توليه اإلشراف الفني ،على أن يحتفظ المنتج /طلعت حسن باإلشراف المالي واإلداري للفرقة .وبالفعل تم المشاركة في إنتاج جميع مسرحيات الفرقة -والتي قام بإخراجها /جالل الشرقاوي خالل الفترة منذ عام ( 1973عرض إفتح يا سمسم) وحتى توقف نشاطها فيعام 1978حيث تم خالل هذه الفترة إنتاج المسرحيات التالية: إفتح يا سمسم ( ،)1973تمر حنة ،لعبة أسمها الحب ،إنهم يقتلون الحمير، ( ،)1974شهرزاد ( ،)1976الفك المفتري ( 8 ،)1976ستات (،)1977 مين يشتري راجل ،وذلك بخالف إنتاج بعض المسرحيات المصورة للعرض التلفزيوني -والتي تحمل قيمة إنتاجها بمفرده الفنان /جالل الشرقاوي -وهي المسرحيات التالية 8 :ستات ،الجيل إللي جاي ،زوجتي سقطت سهوا ،جزيرة الحب والصحوبية ،وذلك نظ ار لقرار المنتج /طلعت حسن االنسحاب النهائي من الفرقة ،مع توالي الخسائر المادية لمسرحيات« :شهرزاد»« ،الفك المفتري»8« ، ستات»« ،مين يشتري راجل» ،وصرف جميع أرباح ومكاسب مسرحية « إنهم يقتلون الحمير» في تشييد مسرح «فريد األطرش» (مسرح الفن حاليا). جالل الشرقاوي
61 60
ويمكن من خالل رصد وتوثيق المسرحيات السابقة مالحظة أنه قد تعاون مع نخبة من كبار النجوم بجميع المفردات المسرحية الذين يمثلون مختلف األجيال ومن بينهم على سبيل المثال: في مجال التأليف :سعد الدين وهبة ،نعمان عاشور ،يوسف عوف ،نبيل بدران،لينين الرملي ،ماهر ميالد ،إسماعيل العادلي ،شوقي حجاب. في مجال الديكور :د.عبد الفتاح البيلي ،د.رمزي مصطفى ،د.سمير أحمد،سكينة محمد علي ،نهى برادة. في مجال األغاني :عبد الرحيم منصور ،كمال عمار. في مجال الموسيقى :علي إسماعيل ،بليغ حمدي ،محمد الموجي. في مجال اإلستعراض :حسن خليل ،عالء الشربيني. في مجال التمثيل الفنانات :وردة ،هدى سلطان ،زهرة العال ،ليلى طاهر ،زبيدةثروت ،ماجدة الخطيب ،ليلى علوي ،خيرية أحمد ،وداد حمدي ،سعاد حسين، ناهد سمير ،نبيلة السيد ،ليلى فهمي ،فريدة سيف النصر ،ناهد جبر ،راوية عاشور ،مي عبد النبي ،أميمة سليم. والفنانين :عزت العاليلي ،عمر الحريري ،محمد رضا ،صالح منصور ،أبو بكر عزت ،وحيد سيف ،بدر الدين جمجوم ،صالح السعدني ،محمد نجم ،سيد زيان، حسن حسني ،محمود أبو زيد ،عبد الحفيظ التطاوي ،محمد أحمد المصري ،زين العشماوي ،محمود التوني ،فاروق نجيب ،حسن حسين ،نبيل بدر ،محمد فريد، أحمد نبيل ،محمد متولي ،وجدي العربي ،علي قاعود.
«مسرح الفن» :استقل الفنان /جالل الشرقاي بفرقته التي أطلق عليها «مسرحالفن» ،بعدما قام بتسوية جميع الحسابات مع ورثة شريكه السابق /طلعت حسن. وقد بدأ أنتاجه المسرحي بعد عودته من رحلة تصوير المسرحيات التليفزيونية األربعة باليونان بتقديم مسرحية «الجوكر» والتي حققت نجاحا جماهيريا كبيرا، وخالل الفترة من 1978وحتى اآلن نجح في إضاءة أنوار مسرحه بصفة مستمرة وتقديم ثمانية وعشرين عرضا وذلك باإلضافة إلى أربعة مسرحيات تم إخراجها للتصوير التليفزيوني .وتضم قائمة المسرحيات التي قام بإنتاجها المسرحيات التالية :الجوكر ( ،)1978دبابيس ( ،)1982البغبغان (،)1983 إفرض ( ،)1984راقصة قطاع عام ( ،)1985ع الرصيف ( ،)1986إنقالب ( ،)1988المليم بأربعة ،بولوتيكا ( ،)1989األنون و سيادته ،باحبك يا مجرم، بشويش ( ،)1990تتجوزيني يا عسل ،عطية اإلرهابية ( ،)1992إزاز × إزاز ( ،)1993قصة الحي الغربي ( ،)1994دستور يا أسيادنا ( ،)1995قشطة وعسل ( ،)1997حودة كرامة ( ،)1999شباب روش طحن ( ،)2002امسك حكومة ( ،)2003أنا متفائل ( ،)2004برهومة وكاله البرومة ( ،)2005تاجر البندقية ( ،)2007دنيا أراجوزات ( ،)2011الكوتش ،دنيا حبيبتي (،)2012 عازب في شهر العسل (.)2017 ويمكن من خالل رصد وتوثيق المسرحيات السابقة مالحظة أنه قد تعاون مع نخبة من كبار النجوم بجميع المفردات المسرحية الذين يمثلون مختلف األجيال ومن بينهم على سبيل المثال: جالل الشرقاوي
63 62
في مجال التأليف :سمير خفاجي ،بهجت قمر ،صالح جاهين ،محمد أبو العالالسالموني ،يوسف عوف ،نبيل بدران ،أسامة أنور عكاشة ،حسام حازم ،صالح متولي ،إبراهيم الموجي ،إبراهيم مسعود ،محمود الطوخي ،بسيوني عثمان ،نهاد جاد ،ماهر ميالد ،مصطفى سعد ،مدحت يوسف ،حمدي نوار ،سامي صالح. في مجال الديكور :نهى برادة ،د.صبري عبد العزيز ،مجدي رزق ،نهادبهجت ،د.عبد ربه حسن ،صالح زكي ،محمود حجاج ،إبراهيم الفو ،محمد الغرباوي ،نبيل الحلوجي ،حازم شبل. في مجال األغاني :صالح جاهين ،عبد الرحمن األبنودي ،عبد السالم أمين،كمال عمار ،أحمد فؤاد نجم ،مجدي كامل ،بخيت بيومي ،سمير الطائر. في مجال الموسيقى :عمار الشريعي ،د.جمال سالمة ،منير الوسيمي ،هانيشنودة ،محمد نوح ،نبيل علي ماهر ،حسن دنيا ،عصام كاريكا ،ماجد عرابي، أحمد رمضان. في مجال اإلستعراض :حسن عفيفي ،محمد خليل ،عصمت يحيى ،عادلعبده ،عاطف عوض ،دولت إبراهيم. في مجال التمثيل الفنانات :سهير البابلي ،نيللي ،نورا ،إلهام شاهين ،سماحأنور ،هالة فاخر ،إسعاد يونس ،سعاد نصر ،فيفي عبده ،هند صبري ،غادة عبد الرازق ،وفاء عامر ،هالة صدقي ،سمية األلفي ،سلوى خطاب ،فايزة كمال، شيرين ،نهلة سالمة ،نيرمين الفقي ،عبير صبري ،انتصار ،حنان شوقي ،ناهد سمير ،سعاد حسين ،ليلى فهمي ،إيفا ،رانيا فريد شوقي ،داليا مصطفى ،عبير الشرقاوي ،شمس ،والمطربات :زينب يونس ،حنان عطية .وأيضا الفنانين :عبد
المنعم مدبولي ،نور الشريف ،سعيد صالح ،محمد صبحي ،يحيى الفخراني، يونس شلبي ،حسن عابدين ،جمال إسماعيل ،وحيد سيف ،أحمد راتب ،أحمد بدير ،نجاح الموجي ،محمود القلعاوي ،أحمد أدم ،صالح عبد هللا ،أحمد رزق، طلعت زكريا ،أشرف عبد الباقي ،حسن حسني ،عبد الحفيظ التطاوي ،حسين الشربيني ،محمود الجندي ،سعيد طرابيك ،أحمد حالوة ،خليل مرسي ،محمد أبو الحسن ،محمد أبو العينين ،أحمد عقل ،حسن كامي ،كمال أبو رية ،هشام عبد الحميد ،عبد هللا محمود ،وائل نور ،عماد رشاد ،أشرف سيف ،محمد فريد، فؤاد خليل ،محمد عبد المعطي ،رضا الجمال ،محمد الشرقاوي ،محمد محمود، رضا إدريس ،سيد جبر ،والمطربين :مدحت صالح ،إيمان البحر درويش ،حسن األسمر. والنتيجة التي يجب إيضاحها وتأكيدها في هذا الصدد أن الفنان /جالل الشرقاوي كمنتج (سواء مشارك أو بمفرده) لم يبخل يوما بأمواله في سبيل تحقيق رؤيته الفنية ،بل كان أحيانا يغامر بكل أمواله في سبيل تحقيق حلم يراوده، ولعل أوضح مثال لذلك مغامرته بإنتاج األوب ار الشعبية «إنقالب» والتي تطلبت تحويل المسرح من مجرد «بالون» إلى بناء ثابت» ،وذلك بخالف مصاريف اإلنتاج الباهظة للمعدات التكنولوجية الحديثة وإضط ارره للتعاقد مع مجموعة من الخبراء األجانب في مجال السينما والمسرح السحري ،وطبقا لتصريحاته فقد كلفته المسرحية ثالثة ماليين جنيه ،ولم تسدد تكاليفها لألسف حتى أنه أضطر إلى سداد ديونه خالل أربعة سنوات متتالية. جالل الشرقاوي
65 64
وأخي ار يوضح في كتابه «كواليس وكوابيس» أسباب إص ارره على اإلستمرار في اإلنتاج المسرحي رغم الصعوبات والعقبات التي تواجهه حيث كتب ( :أقاوم الظروف الصعبة التي حلت بالمسرح ويطول شرح أسبابها .كل ثروتي حققتها من المسرح الذي هو كل حياتي ،ومن حقه علي أن أنفق عليه ما ربحته منه ،يوم أن أغلق مسرحي كان يوم موتي وأنا على قيد الحياة). وجدير بالذكر أن بعض مسرحيات الفرقة قد حققت مكاسب مادية كبيرة أو معقولة على األقل ومن بينها على سبيل المثال :الجوكر ،راقصة قطاع عام ،ع الرصيف ،دستور يا أسيادنا ،باحبك يا مجرم ،حودة كرامة ،خاصة وأنه كمنتج يتمتع بخبرة كبيرة وذكاء تجاري ومقدرة كبيرة على إختيار عناصر العرض المناسبة ،وبالتالي فهو يضطر كمنتج أن يقوم بين الحين والحين بتقديم بعض المسرحيات بهدف تحقيق الكسب المادي وتعويض خسائره في إنتاجه الكبير، وذلك حتى يستطيع اإلستمرار في إنتاج أعماله الكبيرة والبديعة وفي مقدمتها: «إنقالب»« ،ع الرصيف»« ،المليم بأربعة» ،قصة الحي الغربي .ويتضح مما سبق أن «مسرح الفن» لجالل الشرقاوي كان وما يزال يمثل منظومة فنية وإدارية ناجحة ،وفق من خاللها في تقديم تلك المعادلة الصعبة ،وهي تقديم مسرح تجاري يعتمد على تمويل نفسه من خالل شباك التذاكر فقط ،وبالتالي فهو يلتزم بالضرورة بإرضاء أذواق جمهوره وتقديم المتعة الفنية لهم ،ولكن مع اإللتزام أيضا بتقديم الحد المعقول من الفكر والفن ،وعدم الهبوط إلى مستوى اإلسفاف
واإلبتذال .حقا إنها معادلة في غاية الصعوبة وأحيانا قد تبدو مستحيلة ،لكنه ظل متمسكا بإمكانية تحقيقها إليمانه بضروة المحافظة على إستقالليته كفنان والتي تمكنه من تحقيق مشروعه الفني والثقافي. -2اإلنتاج السينمائي: تمثلت تجربة الفنان /جالل الشرقاوي في مجال اإلنتاج السينمائي بإنتاج فيلمين مميزين فقط وهما: «موعد مع القدر» ( :)1987قصة وسيناريو حوار /يوسف جوهر ،من إخرج/محمد راضي ،وبطولة /محمود ياسين ،نبيلة عبيد ،يسرا ،مصطفى فهمي ،جالل الشرقاوي ،ناهد جبر ،أحمد راتب ،نجاح الموجي ،وحيد سيف. وقد حاز هذا الفيلم على جائزة «المركز الكاثوليكي» للسينما عام .1982 «البدرون» ( :)1987قصة وسيناريو حوار /عبد الحي أديب ،من إخرج/عاطف الطيب ،وبطولة /سهير رمزي ،ليلى علوي ،سناء جميل ،ممدوح عبد العليم ،حسن حسني ،أحمد بدير ،عزيزة راشد ،فؤاد خليل. وقد برر في كتابه «كواليس وكوابيس» أسباب توقفه عن اإلنتاج السينمائي حاليا بقوله( :منتجو السينما اآلن هم الجزارون أصحاب الكباريهات وموزعو األفالم وقد صنعوا شبكة أشبه بخيوط العنكبوت ،يا ويل من يقع في هذا النسيج! لهذا توقفت عن اإلنتاج السينمائي). وتجدر اإلشارة في هذا الصدد إلى عدم قيامه بإخراج أي من الفيلمين وهو الذي سبق له إخراج أربعة أفالم ناجحة. جالل الشرقاوي
67 66
-3تأسيس وإنشاء المسارح: يضاف إلى رصيد الفنان /جالل الشرقاوي كمنتج مغامرته ببناء مسرحين أحدهما بالقاهرة واآلخر باألسكندرية ،ففي الوقت الذي تغلق فيه بعض مسارح الدولة وال يتم بناء مسارح جديدة ،وتتحل بعض مسارح القطاع الخاص إلى سينمات أو تهدم لبناء األبراج السكنية قام ببناء مسرحيين كما يلي: «مسرح الفن» بحديقة معد الموسيقى العربية وتحويله من مجرد «بالون» إلىمسرح مجهز بأحدث التقنيات الفنية صالة عرض مكيفة ومشيدة على أحدث طراز ،مع توفر كافة إحتياطيات اآلمان والسالمة المهنية. «مسرح المنتزة» والذي شيده باإلتفاق مع المحافظة وهيئة تنشيط السياحة،واستمر يقدم عليه عروضه خالل الفترة من 1987إلى ،1998وذلك بدءا من عرض «بولوتيكا» وحتى عرض «قصة الحي الغربي» ،ولكن لألسف إنتهى األمر إزالته بعد إنتهاء فترة التصاريح!! رابعا -مجاالت فنية وثقافية أخرى: يجب التنويه إلى أن إسهامات هذا الفنان الجليل لم تقتصر على مشاركاته بالتمثيل واإلخراج أو اإلنتاج فقط بل كانت له عدة مشاركات وإسهامات أخرى في عدد كبير من األنشطة والفعاليات التي أثرت حياتنا الثقافية والفنية والتي يمكن إجمالها في انقاط التالية: -1إدارة الفرق المسرحية :حيث نجح بمجرد عودته من البعثة في تحمل مسئولية
إدارة فرقة «مسرح الحكيم» ،وقدم خالل فترة إدارته عددا كبي ار من العروض المتميزة ،باإلضافة إلى إتاحته الفرصة كاملة لعدد كبير من المواهب الشابة بمختلف مفردات العرض المسرحي ليؤكدوا مواهبهم ويثبتوا قدراتهم .ويحسب له في هذا الصدد حرصه الكبير على تنمية مهارات األعضاء بالتدريب لصقل خبراتهم .وقد أثبت هذا الفنان القدير بعد ذلك تميزه اإلداري خالل فترة إشرافه على فرقة «باليه القاهرة» .كذلك أثبت أيضا وبشهادة الجميع نجاحه وتفوقه في مجال اإلدارة بصورة واضحة جدا خالل فترة إشرافه الفني على عروض فرقة «عمر الخيام» ،ثم فترة إدارته لفرقته «مسرح الفن» ،وذلك بفضل توظيفه الجيد لموهبته اإلدارية وخبراته ومهاراته الكبيرة والتي مكنته من اإلستم اررية منذ عام 1978وحتى اآلن. -2الدراسة األكاديمية :امتد الدور الفعال والريادي لهذا الفنان الكبير أيضا إلى مجال الدراسة األكاديمية ،حيث شارك في القيام بمسئولياته تجاه األجيال التالية بالتدريس لهم بكل من المعهد «العالي للفنون المسرحية» ،والمعهد «العالي للسينما» بأكاديمية الفنون المصرية ،وأيضا بالمعهد العالي لفنون المسرحية بالكويت .وقد ظل الفنان القدير يعمل لسنوات طويلة كأستاذ غير متفرغ لمادتي التمثيل واإلخراج سواء لطلبة المعهد العالي للفنون المسرحية بمصر ،وبالفعل تخرج على يديه عدد كبير من الفنانين الذين أصبحوا بعد ذلك نجوما في الساحة الفنية. جالل الشرقاوي
69 68
-3اإلشراف على الرسائل العلمية :بخالف المشاركة في اللجان العليا لترقية األساتذة ساهم الفنان /جالل الشرقاوي بخبراته العلمية والعملية أيضا في التدريس لطلبة الدراسات العليا ،كما شارك في اإلشراف على بعض الرسائل المقدمة للحصول على الدرجات العلمية (الماجستير والدكتوراه) .ويذكر أن من بين الرسائل التي أشرف عليها أو شارك في مناقشتها للحصول على درجة الماجستير لرسائل التالية على سبيل المثال: نبيل صادق ،شكري عبد الوهاب (المعهد العالي للنقد الفني) ،توفيق عبد اللطيف، عبد الرحمن عرنوس ،أحمد عبد الهادي ،منى صادق (المعهد العالي لفنون المسرحية) ،رانيا فتح هللا (كلية اآلداب -جامعة األسكندرية) ،وذلك باإلضافة إلى عضويته بلجنة المناقشة والحكم لرسالة الباحث /هاني أبو الحسن سالم (كلية اآلداب -جامعة األسكندرية). -4المشاركة في اللجان المتخصصة :شارك الفنان /جالل الشرقاوي كناشط ومنشط مسرحي بعضوية عدد كبير من اللجان المسرحية والفنية المتخصصة ومن بينها على سبيل المثال: لجنة المسرح -المجالس القومية.لجنة المسرح -المجلس األعلى للثقافة والفنون (أكثر من دورة). لجنة التحكيم -جوائز الدولة التشجيعية. اللجنة العامة للثقافة واإلعالم والسياحة (و ازرة الثقافة). -لجنة التحكيم العربية لمهرجان «المسرح العربي» (الدورة السابعة .)2008 -
-5المساهمات بالمسرح العربي :إيمانا منه بأهمية التضامن العربي وتبادل الخبرات كان للفنان القدير /جالل الشرقاوي بعض اإلسهامات القيمة والمهمة في إثراء مسيرة الفن المسرحي ببعض الدول العربية الشقيقة ،وذلك سواء عن طريق التدريس بالمعاهد الفنية (كالمعهد العالي لفنون المسرحية بالكويت) ،أو بالتدريس لبعض الطالب الوافدين والملتحقين بالدراسة بالمعهد العالي للفنون المسرحية ،وكذلك بقبوله لبعض دعوات التكريم والمشاركة ببعض الندوات أو المؤتمرات المتخصصة .هذا وتتضمن مشاركاته العربية محطات فنية مهمة بكل من سوريا والعراق والكويت والسعودية والجزائر ،وكانت تفاصيل أهم مساهماته العربية كما يلي: مهرجان «دمشق المسرحي بدورته األولى عام ،1969والثانية عام ،1971وتقديم عرضي :آه ياليل ياقمر ،بلدي يا بلدي ،كذلك عرضت مسرحيته «تمر حنة» بدورة عام .1974 مهرجان «بابل المسرحي» (.)1987 المهرجان المسرحي األول لدول مجلس التعاون الخليجي -الكويت (.)1988 مهرجانات «الجنادرية» بالمملكة العربية السعودية (،1992 ،1990 ،1989.)2012 ،1993 المهرجان المسرحي الخامس لدول مجلس التعاون الخليجي -الكويت(.)1997 مهرجان «الكويت المسرحي التاسع» (.)2007 المهرجان «الوطني للمسرح المحترف بالجزائر» بدورته الثالثة عام .2008جالل الشرقاوي
71 70
-6التأليف والكتابة :ساهم الفنان جالل الشرقاوى في إثراء المكتبة العربية بتأليف بعض الكتب الفنية المتخصصة ومن أهمها: «محاولة في تاريخ السينما المصرية» -باللغة الفرنسية ،يونيسكو (.)1962 «محاولة في تاريخ السينما المصرية» -باللغة العربية ،الهيئة المصرية العامةللكتاب (.)1966 «السينما فى الوطن العربى» (باللغة الفرنسية) عام .1964 مدخل الى دراسة الجمهور فى المسرح المصرى ،و ازرة اإلعالم الكويتية(.)1988 «حياتي في المسرح» -ج ،1الهيئة المصرية العامة للكتاب (.)1996 «اإلنتاج المسرحى» -آلياته الفنية واإلدارية ،و ازرة اإلعالم الكويتية (.)1997 «النقد ومسرح جالل الشرقاوي» -ج ،1الهيئة المصرية العامة للكتاب(.)2001 «حياتي في المسرح» -ج ،2الهيئة المصرية العامة للكتاب (.)2001 «األسس في فن التمثيل وفن اإلخراج» ،الهيئة المصرية العامة للكتاب(.)2002 «كواليس وكوابيس -قصة مسرح الفن» ،مكتبة مدبولي (.)2014 «إنقالب في المسرح المصري» ،الهيئة المصرية العامة للكتاب (.)2016وذلك بخالف مساهمته المهمة بكتابة عشرات المقاالت والدراسات المتخصصة في مجاالت المسرح والسينما الدراما التليفزيونية والسياسة ،والتي نشرت بالصحف والمجالت المصرية والكويتية ومن بينها :بالصحف المصرية« :األهرام»،
«األخبار»« ،الجمهورية»« ،المصري اليوم»« ،الشروق»« ،الدستور» ،وفي المجالت المصرية« :اإلذاعة والتليفزيون»« ،الكواكب»« ،المصور»« ،السينما والناس» ،وبالصحف الكويتية :صحيفتي «الرأي العام» ،و «القبس» .
جالل الشرقاوي
73 72
الفصل الرابع اإلبداعات في مجال التمثيل
يتمتع الفنان القدير /جالل الشرقاوي كممثل ببعض السمات التي تميزه وتجعله يأسر القلوب بسرعة خاطفة ،ولعل من أهمها تمتعه بصوت معبر ذو نبرات متميزة ،وبامتالكه للقدرة على تقديم األداء المعبر والتلوين النغمي طبقا للمتطلبات الدرامية للدور ،فينجح بأسلوبه المميز وصوته الرخيم في شد انتباهنا ،كما يمتعنا بصداه الجميل الذي ترتاح له األذن سواء كان األداء باللغة العربية الفصحى أم باللهجة العامية الدارجة ،فهو حقا أشبه بالمطرب الذي يدرك مناطق الجمال في طبقات صوته أو كاآللة التي تتيح للعازف االنتقال من نغمة إلى أخرى بسالسة ويسر دون تكلف أو تصنع .وبصفة عامة يمكننا أن نصف أداءه بالسهل الممتنع أو بالصدق والطبيعية ،وأن نشيد كذلك بصفة عامة بمهاراته في توظيف مفرداته الفنية المختلفة ومن بينها توظيف الحركة واإلشارة وكذلك بقدرته على التعبير عن مختلف األحاسيس وعلى ضبط المشاعر والتحكم في اإلنفعال ،وتجسيد مختلف الشخصيات الدرامية ،خاصة بعدما أمدته ثقافته وخبراته الطويلة بوعي وحساسية في أداء األدوار التراجيدية الجادة وكذلك األدوار اإلجتماعية الخفيفية التي تتسم بخفة الظل .ويمكن أن نلمح في أدائه المتميز لمسة خفيفة من األداء المسرحي الرصين ،وهذا طبيعي وقد ظل المسرح هو مجال عشقه األول. وفي هذا الصدد يجب أن نؤكد أن هذا النجاح والتألق لم يكن أبدا وليدا للصدفة، بل هو نتاج طبيعي الجتماع الموهبة التلقائية مع الدراسة األكاديمية على يد نخبة من كبار األساتذة المتخصصين ،ثم تتويج ذلك النتاج باكتساب الخبرات الفنية من خالل العمل مع كبار المخرجين والفنانين في مختلف القنوات الفنية. وإذا كان «الكم» بصفة عامة غالبا ما يفرز أعماال تتميز أيضا على المستوى جالل الشرقاوي
75 74
«الكيف» نظ ار الكتساب كثير من الخبرات ،فإنه باألعمال الفنية تصبح هذه القاعدة أكثر دقة ،خاصة حينما يصبح «الكم» مرتبطا بالتعاون مع أكبر عدد من كبار المبدعين في مختلف المجاالت ،ويمكن من خالل رصد المسيرة الفنية للفنان القدير /جالل الشرقاوي -وكما سيتضح فيما يلي أثناء رصد مشاركاته بالتمثيل بكل قناة فنية على حدة -أن نسجل تعاونه مع نخبة من كبار المخرجين في مختلف القنوات الفنية ،فكانت المحصلة المنطقية لذلك التعاون المثمر هي إثراء حياتنا الفنية بعدد كبير من األعمال المتميزة والخالدة ،والتي أصبحت من عالمات الجودة والقيمة والتميز الفني ،أو بمعنى آخر نماذج مشرفة يشار إليها ويضرب بها المثل ،وقدوة يجب أن تحتذى خاصة بعدما ظلت في الذاكرة لسنوات طويلة. لقد تنوعت مشاركات الفنان القدير /جالل الشرقاوي في مجال التمثيل بمختلف القنوات الفنية (مسرح /إذاعة /سينما /تليفزيون) ،وهذا الفصل محاولة لرصد وتوثيق تلك اإلبداعات مع إلقاء الضوء على أهمها ،حيث يمكن تصنيف مشاركاته طبقا للتتابع الزمني والختالف القنوات الفنية كما يلي. أوال -األعمال اإلذاعية: تعددت وتنوعت مشاركات الفنان القدير /جالل الشرقاوي اإلذاعية بين التمثيليات والمسلسالت وذلك بخالف بعض المسرحيات (المعدة إذاعيا) وأيضا بعض البرامج الدرامية ،ويمكن من خالل الرصد والتوثيق أن نسجل مجموعة مشاركاته الثرية التالية: -1المسلسالت الدرامية :وراء األسوار ،أجازة صيف ،أمشير عدو اإلستعمار
( ،)1957حسن طوبار ،أبو سنة ،أغلى حب ( ،)1961الملعون ،مواويل من مصر ( ،)1965شعاع أضاء الليل (أبو قاسم الشابي) ( ،)1967كالب الحراسة ( ،)1968الحوت ،سرحان بشارة ،امرأة وخمس رجال ( ،)1969ال وقت للحزن ،وعاد الحب ،الجدار المفقود ( ،)1970هروب مع الليل ( ،)1971فتوح البلدان ،أبناء الغضب ،حنان ( ،)1972تعيش الطيور أزواجا ،البيت العتيق ( ،)1973والحب قدر ( ،)1974قمر الزمان ،نهر الحياة ،التمساح (،)1975 فكر القائد ،صفحات مجهولة ،ظهور اإلسالم ( ،)1976شمس الظالم ،نبي هللا ( ،)1980الفاتنة وسائق التاكسي ،السموات السبع ( ،)1981أحسن القصص، وبدأ شهر العسل ( ،)1983أحالم في الظهيرة ،علي إمام المتقين (،)1985 صاحب الجاللة الحب ،العطاء ( ،)1986كتاب عربي علم العالم (،)1988 قصة الحضارة ،شقائق النعمان ( ،)1989أشتكي لمين ( ،)1990محمود مختار (صخور في مجرى النهر) ،الفراشة ،الليل الطويل ،أسد البحار ( ،)1991الرجل األخضر ،سباق مع الزمن ،هؤالء نزل فيهم القرآن ،حدث في الحي الهادئ ،مع هللا ( ،)1992إبراهيم ( .)1993وذلك بخالف بعض المسلسالت األخرى ومن بينها :أحالم السوالم ،رجالة بلدنا ،أحزان الشيطان ،قانون ساكسونيا ،الطعام لكل فم ،عشاق ال يعرفون الحب ،نبي الهدى ،وكذلك بعض المسلسالت إلذاعة الكويت :مذكرات عقل إلكتروني ،شيء من الحب ،نداء المجهول (،)1974 الحب لكل العصور (.)1976 -2التمثيليات :وإيه يعني ؟ ،األم ،الميت الحي ،نون النسوة ( ،)1957الليلة المتوحشة ،البيت والدكان ،اإلختراع العجيب( ،)1963النائب المحترم (،)1964 جالل الشرقاوي
77 76
وجه أمريكا القبيح ،الهدف مكة ،نبي الكلمة ( ،)1967مهر العروسة (،)1968 محاكمة نيكسلوس ( ،)1970حب ونغم ( ،)1971وريده (من ليبيا) (،)1973 وجه مالك ( ،)1988بعد المطر ( ،)1991وذلك بخالف بعض التمثيليات األخرى مثل :ورود وأشواك ،صياد الجواسيس. -3المسرحيات المعدة إذاعيا ،والتي كانت تقدم غالبا من خالل البرنامج الثاني (البرنامج الثقافي حاليا) ومن بينها على سبيل المثال :ست شخصيات تبحث عن مؤلف ،ثورة الموتى ،د.كنوك ،أنتيجونا ،بلدتنا ( ،)1957قمبيز ،العباسة ( ،)1963ثم غاب القمر ،الحادثة ( ،)1965البخيل ( ،)1984فاوست الجديد ( ،)1985المفتش العام ،بستان الكرز ،اآللة الجهنمية ( ،)1986رجل لكل العصور ،السكك الحديدية ( ،)1990فرسان المائدة المستديرة (.)1994 وقد تعاون من خالل األعمال السابقة مع نخبة من كبار المخرجين اإلذاعيين الذين يمثلون مختلف األجيال ومن بينهم :يوسف الحطاب ،أمين بسيوني ،محمد علوان، مدحت زكي ،مصطفى الشريف ،حسني غنيم ،كامل يوسف ،أنور المشري، محمود مرسي ،بهاء طاهر ،صالح عز الدين ،علي عيسى ،محمود يوسف ،فتح هللا الصفتي ،يوسف حجازي ،محمود شركس ،أحمد أبو زيد ،فؤاد شافعي ،علي الزفتاوي ،إسالم فارس ،محمد الشناوي ،سمير عبد العظيم ،عصمت حمدي، الشريف خاطر ،هالل أبو عامر ،إبراهيم الدسوقي ،مراد كامل ،وهبة أبو السعود، حسين الصعيدي ،مصطفى صادق ،كمال سرحان ،محمد المساح ،مصطفى الخضري ،صالح عويس ،محمد أنور ،حامد حنفي ،مراد كمال ،أحمد سليم، عصام العراقي ،كامل عبد الحميد ،علي حسن ،محمد عثمان ،أحمد أبو طالب، أحمد عبد الحميد ،مهند األنصاري ،خالد الرندي.
ثانيا -الدراما التلفزيونية: شارك الفنان القدير /جالل الشرقاوي في إثراء الدراما التليفزيونية بالمشاركة ببطولة عدد من المسلسالت التليفزيونية وذك منذ بدايات اإلرسال واإلنتاج الدرامي تقريبا (حيث بدأ اإلنتاج عام )1962ومن بينها المسلسالت التالية :العابثة (،)1963 المقامر ( ،)1964قصة وعشر مؤلفين ( ،)1965رجال فوق الصخور (،)1966 المصيدة ( ،)1969المفسدون في األرض ( ،)1973بعثة الشهداء (،)1980 حصرون ( ،)1981ميراث الغضب ،عبد هللا النديم ( ،)1982جريمة في منتصف الليل ،الرجل الذي هوى ( ،)1983ملحمة الحب والرحيل ،الحب وأشياء أخرى، الذئب األزرق ( ،)1985الثمن ( ،)1987الحب والصبار ( ،)1988عشاق ال يعرفون الحب ( ،)1990أيام المنيرة ،الحوت ( ،)1993أحالم مسروقة ،بيت الجمالية ( ،)1995لعبة األيام ( ،)1996أحالم الفجر الكاذب ( ،)1997وبقيت الذكريات ،غابت الشمس ولم يظهر القمر ،القضاء في اإلسالم (ج،)1998( )8 مذكرات ضرة ،قلعة الكبش ،درب إبن برقوق ( ،)1999آخر الخط (،)2003 القرار األخير ،أشرار وطيبين ( ،)2004علماء على طاولة الشطرنج ،على باب مصر ،العمر بالمقلوب ( ،)2006كليم هللا (رسوم متحركة ،)2013 -حبيب هللا (رسوم متحركة ،)2016 -قلبي ليس في جيبي ،رجال في العاصفة ،وذلك باإلضافة إلى مشاركته ببطولة عدد كبير من التمثيليات والسهرات التلفزيونية ومن بينها :لعبة األيام ،غرفة البدروم ( ،)1964الناس والقتلة ( ،)1970صب ار آل ياسر ،حلم القيصر ( ،)1980قناع من جليد ،المخرج ( ،)1982الحاج أحمد ال يكذب ( ،)1985األصدقاء ،الحب الذي مات ( ،)1987التحدي ( ،)1992هو جالل الشرقاوي
79 78
في عينيها (طموح ،آخر الملعب) ،لعبة كل بيت ( ،)1993إثنان على الطريق الصعب ( ،)2003الدرب الجديد ،الهبوط إلى أرض الملعب. وذلك بخالف مشاركته أيضا ببطولة بعض األفالم التلفزيونية ومن بينها :جريمة في الظالم ( ،)1966صبيحة أو رماد ( ،)1971الخاتم ( ،)1988البحث عن طريق آخر (.)1994 هذا وتتضمن مجموعة مشاركاته التليفزيونية مشاركته أيضا في بطولة بعض المسرحيات التي أنتجت خصيصا للتصوير التليفزيوني ومن بينها :حارة العشاق، مجلس العدل ،قصة المسرح العربي -أكلة ما تمت ( ،)1التبريزية (،)1970( )2 حسب تقديرك ( ،)1983سيد البنائين ،من أجل 12جنيه (.)1986 هذا وتتضمن األعمال التليفزيونية السابقة بعض األدوار التي تعد عالمات مهمة في مسيرته الفنية كممثل ومثال لها تجسيده لشخصيات :د.سالم بمسلسل «الحب وأشياء أخرى» ،كليب بمسلسل «ملحمة الحب والرحيل» ،رأفت باشا بالمسلسل الشهير «أيام المنيرة» ،جالل بمسلسل «لعبة األيام» ،وكذلك دور القاضي بمسرحية «مجلس العدل» ،وهو الدور الذي بعبه كإنقاذ لموقف غياب الفنان/ توفيق الدقن. وجدير بالذكر أنه قد تعاون من خالل األعمال السابقة مع نخبة متميزة من كبار المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل ومن بينهم األساتذة :نور الدمرداش، فايز حجاب ،أحمد طنطاوي ،جالل غنيم ،حمادة عبد الوهاب ،منير التوني، إنعام محمد علي ،علوية زكي ،رشوان توفيق ،فؤاد عبد الجليل ،فائق إسماعيل، مصطفى الشال ،سامي محمد علي ،وفيق وجدي ،كريم ضياء الدين ،كمال
الشامي ،أحمد توفيق ،محمد نبيه ،محمد عبد السالم ،إبراهيم عفيفي ،سعد عبده، محمد كامل ،تيسير عبود ،حمدي األبراشي ،هاني إسماعيل ،أحمد النحاس، أحمد السبعاوي ،جالل مصطفى ،رفعت قلدس ،حسن حافظ ،حسن موسى ،أحمد صالح الدين ،سالم سالم ،محمود البربري ،أميرة المغربي ،هاني الشين ،سامي محمد علي ،توفيق حمزة ،خالد بهجت ،محمود بكري ،شريف يحيى ،أشرف سالم ،عالء كامل ،حسن موسى. ثالثا -األفالم السينمائية: شارك الفنان /جالل الشرقاوي بالتمثيل في عدد قليل جدا من األفالم السينمائية، ال يتناسب أبدا مع موهبته المؤكدة وحضوره القوي ومهاراته وخبراته الفنية ،وتضم قائمة مشاركاته السينمائية بالتمثيل األفالم التالية :صبيحة ،أرملة وثالث بنات ( ،)1965أمهات في المنفى ( ،)1981خلي بالك من عقلك ( ،)1984موعد مع القدر ،الخاتم ،من خاف سلم ( ،)1985البدرون ( ،)1986البحث عن طريق آخر (.)1992 المخرجون :حسن حافظ ،محمد عبد العزيز ،محمد راضي ،جالل الشرقاوي، عاطف الطيب ،مدحت السباعي ،شريف يحيى ،حسن حافظ. والحقيقة أن أدواره السينمائية بالرغم من أنها تصنف كأدوار ثانوية أو أدوار مساعدة إألا أنها جميعا أدوا ار مؤثرة درامية /حتى أنه يمكننا بسهولة تذكر الشخصيات الدرامية التي قام بتجسيدها ،ونذكر من بينها على سبيل المثال: الطبيب بفيلم «أرملة وثالث بنات» ،شاهين بفيلم «أمهات في المنفى» ،الدكتور/ توفيق بفيلم «خلي بالك من عقلك» ،د.أدهم بفيلم «موعد مع القدر» ،راتب بفيلم جالل الشرقاوي
81 80
«الخاتم» ،بسيوني بفيلم «من خاف سلم» ،دندراوي بفيلم «البدرون». ويمكن بسهولة تبرير ندرة مشاركاته بالتمثيل السينمائي بعدة أسباب من أهمها عشقه الكبير وإنشغاله الشديد بمجال المسرح وخاصة بمجال اإلخراج ،باإلضافة إلى حرصه الكبير على انتقاء مستوى أدواره ،والتي يجب أن تليق بمكانة الكبيرة بمجال الفن ،وأن تتناسب مع مكانته الرفيعة كأستاذ أكاديمي وصانع للنجوم. رابعا -العروض المسرحية: تعد فترة تجنيد الفنان /جالل الشرقاوي بالمسرح العسكري من الفترات المهمة التي أصقلت موهبته كممثل ،حيث شاركه في بطولة عدة مسرحيات من إخراج بعض المتخصصين ،وشاركه البطولة بعض المحترفين ومن بينهم األساتذة :زوزو حمدي الحكيم ،ناهد سمير ،عصمت محمود ،زين العشماوي ،أحمد راضي، محمود صبحي ،نجيب رشدي ،كما أتاحت له تلك المشاركات الفرصة لمواجهة جمهور فئوي مختلف ،وأيضا للتجوال مع هذه العروض في عدد من األقاليم، ومن أهم العروض التي قدمها خالل هذه الفترة مسرحيات :عروس رشيد« ،كرباج أفندينا» تأليف /أنور فتح هللا ومحمد محمود شعبان وإخراج /نبيل األلفي، «خلود» من تأليف /نيروز عبد الملك وإخراج /فتوح نشاطي. هذا ويمكن من خالل رصد المسرحيات اإلحترافية التي شارك بالتمثيل فيها الفنان /جالل الشرقاوي تصنيفها طبقا إلختالف طبيعة اإلنتاج مع مراعاة التتابع الزمني كما يلي: -1بفرق مسارح الدولة: -يا طالع الشجرة (مسرح الجيب ،)1963 -اإلستثناء والقاعدة (مسرح الجيب -
،)1964بلدتنا (العالمي ،)1965 -الحصار (الحكيم ،)1965 -تحت المظلة النجاة (الجيب ،)1970 -إنت إللي قتلت الوحش (الحكيم ،)1970 -ملكالشحاتين (الغنائية اإلستعراضية ،)1972 -دون كيشوت (الجيب .)1975 - -2بفرق القطاع الخاص: انحصرت مشاركات الفنان «جالل الشرقاوي» بالتمثيل المسرحي بفرق القطاع الخاص خالل فرقتين فقط ،األولى هي فرقة «عمر الخيام المسرحية» خالل فترة مشاركته في اإلنتاج ،والثانية بفرقته الخاصة «مسرح الفن» ،ويجب التنويه إلى أن جميع هذه المسرحيات من إخراجه ،وكانت تفاصيل مشاركاته كما يلي: بفرقة «عمر الخيام» :إفتح يا سمسم ( ،)1974الفك المفتري ،شهرزاد( 8 ،)1976ستات (.)1977 بفرقة «مسرح الفن» :البغبغان ( ،)1983إفرض ( ،)1984الكوتش (،)2012وذلك باإلضافة إلى المسرحية المصورة تليفزيونيا :زوجتي سقطت سهوا. هذا وقد تنوعت أدواره المسرحية ،حيث قام بتجسيد الشخصيات الدرامية التالية: السلطان بمسرحية «إفتح ياسمسم» ،الزوج بمسرحية «الفك المفتري» ،قاضي القضاة بمسرحية «شهرزاد» ،الزوج بمسرحية « 8ستات» ،رئيس المباحث بمسرحية «زوجتي سقطت سهوا» ،المليونير صاحب القصر وأرض السيرك في مسرحية «البغبغان» ،المناضل السياسي الذي إتهموه بالجنون واعتقلوه في مستشفى األمراض العقلية بمسرحية «إفرض» ،القاضي بمسرحية «الكوتش». وبخالف جميع المسرحيات التي سبق ذكرها شارك الفنان /جالل الشرقاوي أيضا بالتمثيل في بعض األعمال األخرى ومن بينها على سبيل المثال: جالل الشرقاوي
83 82
ثالث ليال مع الشعر المعاصر (إنتاج /المركز التشيكوسلوفاكي بالقاهرة -عام ،)1969من إخراج /أحمد عبد الحليم وشاركه األداء كل من الفنانين/ سميحة أيوب ،سعد أردش ،عايدة عبد العزيز. «نهج البردة» أمير الشعراء /أحمد شوقي وقد شاركه البطولة األساتذة /زكيطليمات وعبد الوارث عسر ،كريمة مختار ،وقام بإخراجها الفنان /محمد توفيق (.)1977 مهرجان الشعر والحرية (إنتاج /و ازرة الثقافة -عام ،)1984من إخراج/جالل عبد القادر ،وشاركه األداء كل من الفنانين /عزت العاليلي ،فردوس عبد الحميد. وجدير بالذكر أنه قد تعاون من خالل جميع األعمال المسرحية السابقة مع نخبة متميزة من كبار المخرجون الذين يمثلون أكثر من جيل ومن بينهم األساتذة: محمد توفيق ،سعد أردش ،أحمد عبد الحليم ،فاروق الدمرداش ،سناء شافع، جالل عبد القادر. هذا ويجب التنويه ونحن في صدد مشاركات الفنان القدير /جالل الشرقاوي بالتمثيل في مجال المسرح أنه وبرغم ثقته الكبيرة في قدراته كممثل إال أنه كان في أغلب األحيان يفضل تركيز جهوده في مجال اإلخراج فقط ،ولكنه كان يضطر أحيانا إلى إنقاذ الموقف وقبول تمثيل بعض األدوار سواء خالل فترة البروفات وقبل إفتتاح العرض أو بعد تقديم العرض كنتيجة لإلعتذار المفاجئ ألحد النجوم المشاركين .وهناك كثير من األمثلة التي تؤكد ذلك ويكفي أن نذكر ثالثة أمثلة تكررت مع الفنان /صالح منصور فقط وهي كما يلي:
إضط ارره إلى القيام بدور «مجاهد» بمسرحية الحصار عام ،1965وذلكنظ ار إلرتباط الفنان /صالح منصور للسفر إلى اليمن الشقيق لتصوير المشاهد الخارجية لفيلم «ثورة اليمن» الذي شارك ببطولته وتجسيد شخصية «اإلمام/ أحمد». إضط ارره إلى القيام ببطولة أوبريت «ملك الشحاتين» عام ،1971وتجسيدشخصية «أبو دراع» أمام النجم /عزت العاليلي «أبو مطوة» ،وذلك عندما أضطر الفنان /صالح منصور للسفر إلى «لندن» مصاحبا إلبنه -ذو الحالة الخاصة الذي سيجري له عملية جراحية في إحدى مستشفياتها التخصصية. تجسيد شخصية «قاضي القضاة» بمسرحية «شهرزاد» عام ،1976وذلكالرتباط الفنان /صالح منصور بتصوير مسلسل تلفزيوني من إخراج /حمادة عبد الوهاب يجري تصوير مشاهده الخارجية بمدينة األسكندرية .والعجيب أن الفنان /صالح منصور قد عاد وأستأنف أداء دوره بالمسرحية بعد عدة أيام!! ،ثم عاد مرة أخرى وقدم إعتذا ار نهائيا عن اإلستمرار في العمل!! .وقد برر إعتذاره عن استكمال دوره وعدم إلتزامه بشروط التعاقد (لمدة عام على األقل) بأن الدور ومساحته ال تليقان بمكانته الفنية ،خاصة وأنه لم يتم االستجابة لطلبه بضرورة إجراء بعض التعديالت وإدخال بعد اإلضافات على دوره حتى ال يصبح بمثابة «الكمبارس» مقارنة بدور الفنان /محمد عوض (الشاطر /حسن بطل المسرحية). وجدير بالذكر أن الفنان /جالل الشرقاوي لم يكمل أداء الدور بعد ذلك بل إختار الفنان /محمود أبو زيد ألدائه. وقد أوضح الفنان /جالل الشرقاوي وجهة نظره حول إضطرار أحيانا للقيام بدور جالل الشرقاوي
85 84
أحد الممثلين المعتذرين في إحدى المسرحيات التي يقوم بإخراجها سواء بفرقته أو بفرق أخرى بقوله« :أنا لست مخرجا فقط ولكني أيضا ممثل ،وأؤدي الدور بوجهة نظر جديدة فيها عمق وثراء للعمل الفني ككل .فأنا مخرج ال أضع الممثلين في قوالب جامدة ،إنني أراعي بصفة أساسية إمكانياتهم الفنية ومواهبهم المتميزة». شهادات نقدية: إذا كان الفصل السادس من هذا الكتاب قد خصص للشهادات النقدية التي تناولت إبداعات الفنان /جالل الشرقاوي في مجال اإلخراج المسرحي فإنني أرى ضرورة أن يتضمن هذا الفصل أيضا رصدا وتسجيال لبعض الشهادات النقدية التي كتبت بأقالم نخبة من النقاد -يمثلون أكثر من جيل -حول إسهاماته في مجال التمثيل ،ومن بينهم األساتذة :جالل العشري ،نبيل بدران ،نسيم إبراهيم يوسف ،عبد الفتاح البارودي ،أحمد عبد الحميد ،أحمد عبد المعطي حجازي، حسن فؤاد ،عالء الديب ،أنيس منصور ،حسن إمام عمر ،محمد جالل ،مفيد فوزي ،نعيم الغراوي ،فوزي عبد اللطيف ،ماهر سمك .وفيما يلي مقتطفات نقدية عن مشاركة الفنان /جالل الشرقاوي بالتمثيل ببعض المسرحيات سواء من إخراجه أو إخراج بعض الزمالء. مسرحية« :يا طالع الشجرة» ( -استطاع الممثلون وعلى رأسهم الممثالن القديران /صالح منصور وجالل
الشرقاوي أن يحمال أبعاد النص الفنية إلى الجمهور في سهولة ويسر ،وذلك بإحكام اإليقاع الصوتي و»التلوين» ،وإن جنح «جالل الشرقاوي» أحيانا إلى تضخيم صوته لكي يوصل مفهوم الجمود والغباء الذي يصبح طابعا للشخصية كلما اقترب المحقق من الوصول إلى النتيجة التي ينشدها). نبيل بدران :جريدة «األخبار» ( 18يناير )1970 مسرحية« :الحصار» (جهد واضح ومعاناة ووعي في تجسيد األوهام والهواجس واألصوات ...أمااألداء فقد اجتمعت فيه عمالقة مسرحنا ،الجهد الجهيد الذي بذله «سعد أردش» في دوره الصعب « ...جالل الشرقاوي» ممثال و»محمد الطوخي» و»سميحة أيوب» ،كلهم قمم في األداء ألدوار منحوتة نحتا من الصخر). عبد الفتاح الجمل :جريدة «المساء الفني» ( 28أبريل )1965 (استطاع «جالل الشرقاوي» أن يكشف في هذه المسرحية عن مواهبه كمخرجوممثل من طراز فريد .إن الجهد الذي بذله في إخراج هذا النص الصعب موجود أمامنا على المسرح في كل دقيقة ...أما كممثل فقد أدى دوره في براعة وصدق كبيرين). عالء الديب :مجلة «صباح الخير» ( 29أبريل )1965 جالل الشرقاوي
87 86
( المسرحية قاتمة سوداوية ولكن «جالل الشرقاوي» يلف سوادها في إطارشاعري رقيق ،ويسمعنا حوارها وكأنه تراتيل أسفار مقدسة قديمة ،ويقدمها وكأنها قصيدة إنجيلية ،ويتنافس محمد الطوخي وسعد أردش وسميحة أيوب وجالل الشرقاوي في إلتقاء سيمفوني بديع بمصاحبة خلية موسيقية رقيقة لسليمان جميل ...عمل يستحق التهنئة). حسن فؤاد :مجلة «صباح الخير» ( 29أبريل )1965 مسرحية« :تحت المظلة -النجاة» (ترجع جودة العرض أيضا إلى تمكن الممثلين األكفاء وعلى رأسهم :جاللالشرقاوي وعايدة عيد العزيز ومحسنة توفيق وحمدي أحمد وعبد المحسن سليم). نبيل بدران :جريدة «األخبار» ( 18يناير )1970 (جالل الشرقاوي وعايدة عيد العزيز وأحمد عبد الحليم تألقوا بشكل رائع في«النجاة» لدرجة أنها تميزت عن مسرحيتي «التركة» و»يحيي ويميت» أداء وإخراجا). أحمد عبد الحميد :جريدة «الجمهورية» ( 19يناير )1970
(في «النجاة» لعب كل ممثل دوره باإليقاع السريع الذي تردد في الموسيقىوفي دقات الباب المتالحقة ،وفي حركة الممثلين على المسرح ،وفي أيدي األخطبوط التي مألت الديكور .وقد فهم كل من «جالل الشرقاوي» و»عايدة عبد العزيز» دوره المركب ،ولعبا معا لعبا مدهشا مليئا بالتوتر). أحمد عبد المعطي حجازي :مجلة «روز اليوسف» ( 26يناير )1970 («جالل الشرقاوي» دخل في مباراة شيقة مع «عايدة عبد العزيز» ..لعببمهارة دور «الرجل» الذي فوجئ بالجريمة تقع فوق رأسه ،جريمة إخفاء المرأة المطاردة وهو يق أر كتابا .لقد تفوق على نفسه في دور «الرجل» الخائف المتردد الحائر ،الذي يحتضن الجثة وقد تصور أنه يحتضن «النجاة» ..أعطانا «جالل» الفنان حضو ار رائعا فهز وجداننا ه از عميقا). محمد جالل :مجلة «اإلذاعة والتليفزيون» ( 31يناير )1970 (مسرحية «النجاة» فيها الكثير ..البسيط والمعقد ،وكان الممثل /جاللالشرقاوي رائعا ظريفا ،و»عايدة عبد العزيز» كانت ممتازة وكان صوتها معب ار جذابا). أنيس منصور :جريدة «األخبار» ( 1فبراير )1970
جالل الشرقاوي
89 88
مسرحية« :أنت إللي قتلت الوحش» (أين عناصر اإلبداع في «أنت إللي قتلت الوحش» ؟ ،هل هو «علي سالم»المؤلف الذكي المتذوق للكلمة ؟ ،هل هو «جالل الشرقاوي مخرجا حساسا وممثال عظيما ؟ هل ؟ ..هل ماذا بالضبط ؟). مفيد فوزي :مجلة «صبا الخير» ( 26فبراير )1970 (أما المخرج /جالل الشرقاوي فرغم أن دوره كان ثانويا إال أن أداءه كان قمةفي الفن). نعيم الغراوي :جريدة «الحقيقة» (فبراير )1970 (في طليعة األدوار التي وفق في توزيعها «جالل الشرقاوي» نفسه في دور«تريزياس» ،لقد أثبت «جالل الشرقاوي» هنا أيضا أنه أستاذ في فن األداء التمثيلي ..دبيب قدمه ..إيقاع صوته ..تشكيل جسمه كل هذا يوحي بخبرة فنية واسعة تتحكم في هذه األجهزة البشرية تحكما فنيا كامال .لقد كان «جالل الشرقاوي» هو «تريزياس» بحق« ،تريزياس» بنفس أبعاده المعروفة في األدب اإلغريقي القديم ،صوت ما ال صوت له ،الحكمة والحق والضمير وأشبهه ب «ديوجينس» الباحث عن الحقيقة وسط الظالم الذي يحيط بما حوله ومن حوله). جالل العشري :مجلة «المسرح» (فبراير )1970
(لقد نجح «جالل الشرقاوي» في دور «تريزياس» حتى أنه تفوق على «جاللالشرقاوي» المخرج). ماهر سمك :مجلة «الفن» (مارس )1970 (أما «تريزياس» مسرح الحكيم أو «جالل الشرقاوي» فقد مثل دور األعمىببراعة انتزعت إعجاب الناس) حسن فؤاد :مجلة «صباح الخير» ( 5مارس )1970 مسرحية« :دون كيشوت» (وكان «جالل الشرقاوي» ممتا از وقدي ار وأعاد لألذهان أنه ممثل كبير بحق بعدغيبة عن خشبة المسرح استمرت أربع سنوات). علي حسنين :جريدة «األخبار» ( 31يناير )1975 (ومن العناصر التي أسهمت بنصيب كبير في إنجاح المسرحية أداء «جاللالشرقاوي» لدور المغني المغمور الذي يحلم بنزول الزوار من كوكب «المريخ». هذا األداء الذي يؤكد تفوقه وأستاذيته). حسن إمام عمر :مجلة «المصور» ( 7فبراير )1975
جالل الشرقاوي
91 90
(أما الممثل العمالق /جالل الشرقاوي فقد لعب دو ار شديد الخطورة كثيرالمزالق ،ألنها شخصية سوية وال سوية ،تسير على األعراف بين الوعي والجنون، وأي مبالغة قد تسقط الشخصية في ميلودرامية فجة ،لقد كان أداؤه درسا في التمثيل لعشاق فن التمثيل). أحمد عبد الحميد :جريدة «الجمهورية» ( 20فبراير )1975 (لماذا ال نفكر في تخصيص جوائز لممثلي المسرح على غرار جوائز السينما،إن ممثلي المسرح أحق بالتقدير ماديا وأدبيا ،أنهم يحترقون كل ليلة ويحملون على أكتافهم روايات قد تكون ضعيفة المستوى مقابل أجور ضئيلة ...يكفي أن أذكر منهم «جالل الشرقاوي» ،أنه يؤدي دو ار في غاية الصعوبة ،دو ار يتفاعل فيه الشعور بالظلم والتعرض للسخرية والمقالب ،والرغبة األكيدة في المقاومة والتشبث بالنقاء والطهر ،واإليمان بالحب والمثالية واألمل ...إلخ ،ثم أنه يكافح بال يأس ويصمد دون أن ينحني .كل هذا يؤديه «جالل الشرقاوي» بفهم عميق لدوره، ويؤديه بالتمثيل والغناء والرقص كتعبير في مثال واحد). عبد الفتاح البارودي :جريدة «األخبار» ( 25فبراير )1975 (بالنسبة لدور المغني المغمور «إيلوي» والذي يعبر عن «دون كيشوت» فإننيأعتبره نقطة تحول كبيرة في حياة «جالل الشرقاوي» الممثل الذي عاد إلى التمثيل بعد غياب أربع سنوات حيث مثل «ملك الشحاتين» عام - 1970فقد أدى«جالل» الدور دون مبالغة أو تهويل على الرغم من المتناقضات واإلنفعاالت
العديدة التي تحتويها شخصية «دون كيشوت» مما يؤكد أستاذيته كممثل راسخ ذكي واثق من نفسه). فوزي عبد اللطيف :مجلة «الكواكب» ( 25فبراير )1975 (فإذا انتقلنا من اإلخراج إلى األداء التمثيلي لحسبنا للمخرج توفيقه في إختيار«جالل الشرقاوي» لبطولة هذه المسرحية ،فهو أفضل من كان يمكنه القيام بهذا الدور مرونة في األداء الحواري والغناء ..تموج مع منحنيات الدور من الكوميدي إلى التراجيدي ،براعة في إلقاء المونولوج األخير ،وروعة في تجسيد مشهد اإلحتضار ثم الموت). جالل العشري :مجلة «اإلذاعة والتلفزيون» ( 1مارس )1975 (ونحن أمام عمالقة من الممثلين وعلى رأسهم األستاذ /جالل الشرقاوي الذيكان متفهما لدقائق وأبعاد دوره الصعب ،فاستطاع أن يجسد كل هذه األبعاد بشاعريتها ورقتها ولحظات سموها وبؤسها وفي رؤى حلمها وعاصف جنونها، وفي لقائها بالحقيقة وأمام حلمها المسفوح ،فجسد لنا «جالل الشرقاوي كل هذا تجسيد الفاهم الداري ،حتى جعلها نموذجا للشخصية المسرحية المدروسة بكل حساسيتها ،فكان هذا الممثل الكبير أستاذا على المسرح). نسيم إبراهيم يوسف :مجلة «السينما» (مايو )1975
جالل الشرقاوي
93 92
(أدواره المسرحية التي مثلها في السينما أو التليفزيون أو المسرح كانت دائماالفتة للنظر مقنعة وجديرة بالتأمل ،ـكتب هذه السطور بعد أن رأيت «جالل الشرقاوي» يؤدي دوره العمالق في مسرحية «دون كيشوت» ...ما هذا التفوق يا جالل). خواطر مسرحية -ب.ت :.مجلة «المصور» ( 7مارس )1975
الفصل الخامس جالل الشرقاوي ..مخرجا مبدعا
هذا الفصل والذي يتناول إبداعات المخرج القدير /جالل الشرقاوي في مجال اإلخراج المسرحي أعده -من وجهة نظري -من أهم فصول هذا الكتاب إذا لم يكن أهمها على اإلطالق وبال مقارنة ،وال أكون مبالغا حينما أصفه بأنه المحور الرئيسي أو العمود الفقري له ،أو بتعبير آخر هو القلب المحرك النابض والمعبر عن شخصية وإبداعات الفنان /جالل الشرقاوي ،والذي استطاع بصدق موهبته وثقافته الموسوعية وخبراته المتراكمة الكبيرة أن يرتبط ارتباطا وثيقا بمنجزه اإلبداعي في هذا المجال ،حتى انصهر مع إبداعاته المتنوعة لتصبح جزءا حقيقيا منه ،وليصبحا معا كيانا واحدا ،ال يمكن فصل أو تمييز أحدهما عن اآلخر. ومما الشك فيه أن الفنان المبدع /جالل الشرقاوي كان ومازال يحظى بمكانة متفردة ومتميزة جدا بين جميع أجيال المسرحيين بمصر ومختلف األقطار العربية الشقيقة ،وكما سبق القول أنه ال يمكن إجراء أي دراسة أكاديمية عن خريطة اإلبداع المسرحي خالل ستينيات القرن الماضي أو تناول تطور فن اإلخراج المسرحي بمصر والوطن العربي منذ الستينيات وحتى بدايات القرن الحادي والعشرين دون تناول أعمال وإسهامات هذا الفنان القدير في مجال اإلخراج المسرحي ،فهو فارس ماهر من فرسان المسرح العربي ،وفنان مبدع ورمز متميز من رموز االلتزام الفكري واإلبداع الفني المتوهج واإلبتكار والتجديد ،ويكفي إنتمائه إلى ذلك الجيل الرائع من المخرجين الذين ساهموا بإبداعاتهم في تحقيق نهضة الستينيات المسرحية. جالل الشرقاوي
97 96
ويحسب لهذا الرائد المسرحي القدير والعاشق الحقيقي للفن المسرحي أنه وبرغم النجاح األدبي والجماهيري الذي حققته مجموعة عروضه المسرحية المتتالية التي قام بإخراجها -سواء بمسارح الدولة أو فرق القطاع الخاص -إال أنه قد ظل محتفظا طوال مسيرته بروح الهواية ،ولذلك فقد ظل يعمل على تطوير خبراته ومهاراته ،ويبحث دائما عن كل جديد ،فلم يرتبط بمنهج إخراجي محدد أو بمؤلف وحيد ،بل قدم أعماال لنخبة من المؤلفين الذين يمثلون مختلف األجيال ،وكذلك لم يعتمد على مجموعة محددة من النجوم بل حرص دائما على إكتشاف وتقديم مجموعة جديدة من المواهب الشابة مع كل عرض جديد .ويجب التنويه في هذا الصدد إلى حرصه الدائم أيضا على تنوع أعماله كثي ار بين الميلودرامية وبين العروض الكوميدية ،وبين العروض التجريبية والعروض الجماهيرية ،وكذلك بين العروض الدرامية والعروض الغنائية واإلستعراضية ،ويمكننا من خالل رصد ودراسة قائمة أعماله اإلخراجية التي تنوعت بين إنتاج فرق مسارح الدولة وفرق القطاع الخاص ،أن نرصد أيضا تنوع لغة حواراتها بين اللغة العربية الفصحى بل والشعر أحيانا وبين اللهجة العامية الدارجة. وهذا الفصل الذي يتضمن إبدعاته الفنية في مجال اإلخراج المسرحي ونظ ار لضخامة مشاركاته وإبداعاته المسرحية في هذا مجال -تم تقسيمه إلىثالثة أقسام رئيسة ،أولهما إبداعاته في مجال اإلخراج المسرحي بفرق مسارح الدولة ،والثاني بجميع فرق القطاع الخاص بإستثناء فرقته «مسرح الفن» ،والثالث يتناول عروضه التي قام بإنتاجها وإخراجها بمشروع عمره الكبير «مسرح الفن»،
ومرفق في نهاية الكتاب ثالثة مالحق موضح بها مجموعة العروض التي أخرجها في كل قسم منها. وفي هذا الصدد يجب اإلشارة أيضا إلى أن الفصل السادس من هذا الكتاب والذي جاء تحت عنون «شهادات نقدية» يرتبط إرتباطا وثيقا بهذا الفصل حيث تضمن مجموعة الشهادات النقدية التي كتبت بأقالم نخبة من كبار النقاد والمتخصصين والمسرحيين الذين تناولوا العروض التي قام بإخراجها بالنقد والتحليل ,وهي في الحقيقة مجرد مقتطفات بذلت جهدا كبير في تجميعها واختيارها واختصارها لتعطي مجرد صورة بانورامية ألهم عروضه .ويكفي أن نذكر أسماء بعض أصحاب األقالم التي واكبت عروضه بالمتابعة لنتعرف على مدى تأثيره في الحركة المسرحية ومدى إهتمام المسرحيين والنقاد بإبداعاته ،حيث دأب على متابعة أعماله نخبة من كبار النقاد والمسرحيين الذي يمثلون مختلف األجيال ومن بينهم على سبيل المثال األساتذة :النقاد المسرحيين :د.لويس عوض ،د.رشاد رشدي ،د.محمود أمين العالم ،د.علي الراعي ،د.أمين العيوطي ،فؤاد دوارة، رجاء النقاش ،د.إبراهيم حمادة ،فاروق عبد الوهاب ،فاروق عبد القادر ،عبد الفتاح البارودي ،جالل العشري ،د.رفيق الصبان ،عبد الغني داود ،عبد القادر حميدة ،د.نهاد صليحة ،نبيل بدران ،عاطف النمر ،مختار العزبي ،د.وفاء كمالو، د.سامية حبيب ،د.عمرو دوارة ،وكذلك مجموعة من األساتذة األدباء والمسرحيين وفي مقدمتهم :زكي طليمات ،ألفريد فرج ،يوسف إدريس ،أنيس منصور ،أحمد حمروش ،عالء الديب ،فؤاد بدوي ،د.محمد عناني د.غبريال وهبة ،فاروق جويدة، محمد جالل ،صبحي شفيق ،خيري شلبي ،يوسف فرنسيس ،سعد لبيب ،أحمد جالل الشرقاوي
99 98
عباس صالح ،سامي خشبة ،مصطفى بهجت بدوي .وذلك باإلضافة أيضا إلى نخبة من كبار الكتاب الصحفيين ومن بينهم األساتذة :حسن فؤاد ،موسى صبري، أحمد رجب ،محمد تبارك ،عبد الفتاح الجمل ،سعد الدين توفيق ،حسن عبد الرسول ،أحمد عبد الحميد ،فتحي اإلبياري ،محمد الرفاعي ،محمد بركات ،حلمي سالم ،سعيد الشامي. إبداعاته بمجال اإلخراج المسرحي: بخالف عشرات مشروعات التخرج التي أشرف عليها المخرج القدير /جالل الشرقاوي وقام بإخراجها لطلبة «المعهد العالي للفنون المسرحية» (بأكاديمية الفنون المصرية) ،وبخالف مشاركته بإخراج بعض المسرحيات المعدة إذاعيا أو المسرحيات التي أخرجها للتصوير التليفزيوني (التي تم تناولها بالفصل الثالث) تتضمن قائمة المسرحيات اإلحترافية التي قام بإخراجها الفنان المتميز /جالل الشرقاوي أربعة وسبعين عرضا من بينها ستة وعشرين عرضا لمسارح الدولة وثمانية وأربعين عرضا لفرق القطاع الخاص ،يمكن تصنيفها وتقسيمها جميعا طبقا لجهات اإلنتاج المختلفة إلى ثالث أقسام كما يلي: أوال -مسرحيات فرق الدولة: تضمن إسهاماته اإلخراجية بمسارح الدول إخراجه لواحد وعشرين عرضا لفرق الدولة المختلفة (الحديث ،الحكيم ،الكوميدي ،القومي ،الغنائية اإلستعراضية)
باإلضافة إلى ثالثة عروض لو ازرة اإلعالم وعرضا لكل من أكاديمية الفنون و ازرة الداخلية ،والتفاصيل كما يلي: «المسرح الحديث» :األحياء المجاورة ،سهرة مع الحكيم -مفتاح النجاح( ،)1962الرجل الذي فقد ظله ،خطيئة حواء ( ،)1963الزلزال ( ،)1964عودة الروح ( ،)1965الجنزير (.)1995 «مسرح الحكيم» :األرانب ( ،)1964الحصار ( ،)1965الصليب ،فلسطين( 48أرض كنعان) ،آه يا ليل يا قمر ( ،)1967بلدي يا بلدي ( ،)1968الزعيم غوما (.)1972 «المسرح الكوميدي» :وال العفاريت الزرق ( ،)1965أنت إللي قتلت الوحش( ،)1969الجيل إللي طالع (.)1971 «المسرح القومي» :حجة الوداع ( ،)1970عفاريت مصر الجديدة (.)1971 «الغنائية االستعراضية» :ملك الشحاتين ( ،)1971الخديوي (.)1993 «أكاديمية الفنون» :عيون بهية (.)1978 و ازرة اإلعالم :أفراح النصر ( ،)1989الليلة المحمدية السادسة (،)1990الليلة المحمدية السابعة (.)1991 و ازرة الداخلية :حراس الوطن (.)1993وجدير بالذكر أنه قد تعاون من خالل المسرحيات السابقة مع نخبة من كبار الفنانات ومن بينهم :سناء جميل ،سميحة أيوب ،محسنة توفيق ،ليلى طاهر، سهير البابلي ،زوزو حمدي الحكيم ،نعيمة وصفي ،ملك الجمل ،ناهد سمير، رجاء حسين ،ماجدة الخطيب ،نوال أبو الفتوح ،سناء مظهر ،مديحة كامل، جالل الشرقاوي
101 100
سميرة عبد العزيز ،إحسان الشريف ،نجوى فؤاد ،مشيرة إسماعيل ،ليلى جمال، عبير الشرقاوي ،عزة بهاء .كما تعاون أيضا مع مجموعة من كبار الفنانين من بينهم :عماد حمدي ،حمدي غيث ،عبد المنعم مدبولي ،عبد هللا غيث ،شكري سرحان ،توفيق الدقن ،عزت العاليلي ،محمود ياسين ،صالح قابيل ،سعيد صالح، محمد توفيق ،سعيد أبو بكر ،محمد عوض ،محمد رضا ،صالح منصور ،نور الدمرداش ،عبد الرحمن أبو زهرة ،عبد السالم محمد ،محمد الطوخي ،عبد الحفيظ التطاوي ،سمير صبري ،سعد أردش ،أحمد عبد الحليم ،رشوان توفيق ،أشرف عبد الغفور ،حسن عبد الحميد ،فاروق الدمرداش ،أنور إسماعيل ،مدحت مرسي، فاروق نجيب ،عادل بدر الدين ،عبد المنعم عطا ،خالد النبوي ،وائل نور ،وجدي العربي. ثانيا -مسرحيات الفرق الخاصة: تضم هذه المجموعة مشاركته بإخراج ستة عشر عرضا لكبرى الفرق الخاصة خالل عقد السبعينيات من القرن الماضي وفي مقدمتها فرق« :الفنانين المتحدين»، «ثالثي أضواء المسرح»« ،الكوميدي المصرية»« ،الفنانين المصريين» ،وأيضا فرقة «عمر الخيام» التي شارك في إنتاج عروضها كما تولى مسئولية اإلشراف الفني على عروضها وأخرج لها ثمانية عروض ،كذلك تضمن هذه المجموعة أيضا مشاركة مهمة حيث قام في أوائل الثمانينات بالتعاون مع «الرحبانية» بإخراج أوبريت «الشخص» .وكانت تفاصيل مشاركاته بالفرق الخاصة كما يلي: « -ثالثي أضواء المسرح» :إنت إللي قتلت عليوة (.)1971
«الفنانين المتحدين» :قصة الحي الغربي ،مدرسة المشاغبين ( ،)1972كباريه(.)1974 «الكوميدي المصرية» :هاللو دوللي ( ،)1972حب ورشوة ودلع (.)1975 «عمر الخيام» :افتح يا سمسم ( ،)1972إنهم يقتلون الحمير ،تمر حنة ،لعبةاسمها الحب ( ،)1974الفك المفتري ( ،)1975شهرزاد ( 8 ،)1976ستات ( ،)1977مين يشتري راجل (.)1978 «الفنانين المصريين» :المتشردة (.)1978 «اإلستديوهات المتحدة» :الشخص (.)1982 مسرحيات مصورة :الكلمات المتقاطعة ،مجلس العدل (.)1970وقد تعاون من خالل مجموعة المسرحيات مع نخبة كبيرة من نجوم المسرح المصري وفي مقدمتهم كل من الفنانات :وردة ،عفاف راضي ،سناء جميل، شويكار ،هدى سلطان ،زهرة العال ،خيرية أحمد ،زبيدة ثروت ،ليلى طاهر ،لبلبة، سهير البابلي ،نيللي ،ميمي جمال ،ليلى علوي ،زيزي البدراوي ،وداد حمدي ،نبيلة السيد ،فريدة سيف النصر ،ناهد جبر ،راوية عاشور. وكذلك مع نخبة من كبار الفنانين وفي مقدمتهم األساتذة :عبد المنعم مدبولي ،عبد المنعم إبراهيم ،فؤاد المهندس ،محمد عوض ،كمال يس ،عمر الحريري ،حسن يوسف ،بدر الدين جمجوم ،حسن مصطفى ،سمير غانم ،جورج سيدهم ،عادل إمام ،سعيد صالح ،أحمد زكي ،يونس شلبي ،هادي الجيار ،عمر خورشيد ،عبد هللا فرغلي ،عزت العاليلي ،محمد رضا ،صالح منصور ،أبو بكر عزت ،وحيد سيف ،صالح السعدني ،محمد نجم ،سيد زيان ،أحمد بدير ،سعيد عبد الغني، جالل الشرقاوي
103 102
محمد أحمد المصري ،زين العشماوي ،محمود التوني ،فاروق نجيب ،سعيد طرابيك ،حسن حسين ،أحمد نبيل ،محمد متولي ،وجدي العربي ،علي قاعود. ثالثا -مسرحيات فرقة «مسرح الفن»: تضم هذه المجموعة أكبر عدد من المسرحيات التي قام بإخرجها ألي فرقة، وهو أمر منطقي فكما سبق له التصريح بأن طموحات المخرج /جالل الشرقاوي لن يستطيع تحقيقها إال المنتج /جالل الشرقاوي ،وتضم هذه المجموعة ثمانية وعشرين عرضا باإلضافة إلى أربعة مسرحيات تم إخراجها للتصوير التليفزيوني. «مسرح الفن» :الجوكر ( ،)1978دبابيس ( ،)1982البغبغان (،)1983إفرض ( ،)1984راقصة قطاع عام ( ،)1985ع الرصيف ( ،)1986إنقالب ( ،)1988المليم بأربعة ،بولوتيكا ( ،)1989األنون وسيادته ،باحبك يا مجرم، بشويش ( ،)1990تتجوزيني يا عسل ،عطية اإلرهابية ( ،)1992إزاز × إزاز ( ،)1993قصة الحي الغربي ( ،)1994دستور يا أسيادنا ( ،)1995قشطة وعسل ( ،)1997حودة كرامة ( ،)1999شباب روش طحن ( ،)2002إمسك حكومة ( ،)2003أنا متفائل ( ،)2004برهومة وكاله البرومة ( ،)2005تاجر البندقية ( ،)2007دنيا أراجوزات ( ،)2011الكوتش ،دنيا حبيبتي (،)2012 عازب في شهر العسل (.)2017 مسرحيات مصورة :زوجتي سقطت سهوا (عازب في شهر العسل) ،الجيل إلليجاي ( ،)1977طبيب رغم أنفه ،المتحذلقات (.)1982 وقد تعاون من خالل مجموعة المسرحيات السابقة مع نخبة كبيرة من نجوم
المسرح المصري وفي مقدمتهم كل من الفنانات :سهير البابلي ،نيللي ،ماجدة الخطيب ،نورا ،إلهام شاهين ،سماح أنور ،هالة فاخر ،إسعاد يونس ،سعاد نصر، هناء الشوربجي ،فيفي عبده ،هند صبري ،غادة عبد الرازق ،وفاء عامر ،هالة صدقي ،سمية األلفي ،سلوى خطاب ،فايزة كمال ،شيرين ،نهلة سالمة ،نيرمين الفقي ،عبير صبري ،سعاد حسين ،ناهد سمير ،ليلى فهمي ،انتصار ،حنان شوقي ،إيفا ،رانيا فريد شوقي ،داليا مصطفى ،عبير الشرقاوي ،مي عبد النبي، أميمة سليم ،شمس ،والمطربات :زينب يونس ،حنان عطية. وكذلك مع نخبة من كبار الفنانين وفي مقدمتهم األساتذة :عبد المنعم مدبولي، نور الشريف ،سعيد صالح ،محمد صبحي ،يحيى الفخراني ،وحيد سيف ،بدر الدين جمجوم ،حسن عابدين ،جمال إسماعيل ،حسن حسني ،أحمد راتب ،أحمد بدير ،نجاح الموجي ،محمود القلعاوي ،محمود أبو زيد ،عبد الحفيظ التطاوي، أحمد أدم ،صالح عبد هللا ،حسين الشربيني ،محمود الجندي ،أحمد رزق ،طلعت زكريا ،أشرف عبد الباقي ،كمال أبو رية ،هشام عبد الحميد ،عبد هللا محمود ،وائل نور ،عماد رشاد ،أشرف سيف ،نبيل بدر ،أحمد حالوة ،خليل مرسي ،محمد أبو الحسن ،محمد أبو العينين ،محمد فريد ،أحمد عقل ،حسن كامي ،فؤاد خليل، محمد عبد المعطي ،رضا الجمال ،محمد الشرقاوي ،محمد محمود ،رضا إدريس، سيد جبر ،والمطربين :مدحت صالح ،إيمان البحر درويش ،حسن األسمر. ويمكن للباحث المسرحي بدراسة قائمة إبداعات السابقة الفنان القدير /جالل الشرقاوي في مجال اإلخراج المسرحي أن يسجل ثالثة مالحظات مهمة يمكن إجمالها في النقاط التالية: جالل الشرقاوي
105 104
أوال :لم تتضمن قائمة إسهاماته بمجال اإلخراج المسرحي -والتي وصل عدد المسرحيات بها إلى أربعة وسبعين عرضا -حتى اآلن إال ثالثة عروض فقط اعتمدت على نصوص عالمية مترجمة وهي :طبيب رغم أنفه ،المتحذلقات للكاتب الفرنسي الكبير /موليير ،وتاجر البندقية للمبدع اإلنجليزي /وليم شكسبير ،وذلك مع مالحظة أنه قد تدخل أيضا بإجراء بعض التعديالت على كل نص منها حتى يتوافق خطابها الدرامي من القضايا اآلنية ورؤيته اإلخراجية .ويجب اإلشارة في هذا الصدد أن قائمة العروض التي قام بإخراجها تتضمن أيضا عدة عروض تم تمصيرها عن نصوص أجنبية ومن بينها على سبيل المثال :مدرسة المشاغبين، كباريه 8 ،ستات ،قصة الحي الغربي (عن نص «روميو وجوليت» لوليم شكسبير)، لعبة أسمها الحب (عن نص لسومرست موم) ،زوجتي سقطت سهوا (عن نص لروبرت توماس) ،الفك المفتري (عن نص «ترويض النمرة» لوليم شكسبير). ثانيا :ال تتضمن قائمة إبداعه باإلخراج أي مساهمات باإلخراج لفرق الهواة بمختلف تجمعاتهم ،سواء بفرق الشركات أو فرق باألقاليم (فرق المحافظات أو فرق الثقافة الجماهيرية) ،أو حتى الفرق الجامعية ،وذلك بخالف معظم زمالء جيله الذين تعددت تجاربهم بمسارح األقاليم والجمعة (ومن بينهم :نبيل األلفي، عبد الرحيم الزرقاني ،سعد أردش ،كرم مطاوع ،حسين جمعة) ،ويستثنى من ذلك مساهمته بعدة تجارب قيلة جدا في ثالثة محاور هي :المسرح المدرسي ،المسرح العسكري ،وأتحاد الممثلين الهواة .حيث شارك عام 1954بتكوين فريق تمثيل إلتحاد الممثلين الهواة ،وقام بإخراج أكثر من عشرة مسرحيات قصيرة على مدى عامين (خالل الفترة من .)1956 - 1954
ثالثا :لم يقدم على إخراج أي عرض لألطفال ،واكتفى فقط بإشرافه الفني على المسرحية التي قام بإنتاجها للتصوير التليفزيوني ،وهو مسرحية «جزيرة الحب والصحوبية» ،والتي أسند إخراجها للفنان /محمد فريد. وتقتضي األمانة العلمية أن أسجل رؤيتي النقدية على إبداعات أستاذي الجليل بكل صدق وأمان وشفافية ،خاصة وقد أتيح لي فرصة ربما لم تتح لكثير من أبناء جيلي وهي مشاهدة عدد كبير جدا من العروض التي أخراجها بدءا من ستينيات القرن الماضي (وما زلت أتذكر الزلزال ،وال العفاريت الزرق ،وأنت إللي قتلت الوحش) ،كما أتيح لي أيضا فرصة متابعة البعض اآلخر منها عن طريق التسجيالت التليفزيونية النادرة التي كانت تعرض من خالل البرنامج الرائع «كنوز مسرحية» .ونظ ار لصعوبة بل إستحالة تناول كل مسرحية من المسرحيات التي أخرجها بالنقد والتقييم نظ ار لعدم إمكانية مشاهدة بعضها وأيضا لضيق المساحة المخصصة فإنني سأكتفي بتناول بعض العالمات المهمة التي تحدد السمات اإلبداعية العامة لكل مرحلة تاريخيا ،أو بمعنى آخر لكل مجموعة عروض بكل قسم من األقسام الثالث التي سبق وأن قمت بتصنيف وتقسيم مجموعة المسرحيات التي قام بإخراجها إليها. القسم األول (ويتضمن عروض مسارح الدولة) :تأتي في المرتبة األولى -من وجهة نظري -مجموعة المسرحيات بالقسم األول ،فهي بصفة عامة تعد أفضل المسرحيات التي قام بإخراجها ،حيث تتضمن عددا من المسرحيات التي تعد عالمات مضيئة في تاريخ المسرح المصري بل والمسرح العربي بصفة عامة. فإذا قمنا بإستثناء بعض العروض التي أضطر إلخراجها في مرحلة البدايات جالل الشرقاوي
107 106
بمسارح التليفزيون حينما لم يكن له كامل الحرية في إختيار النص ،أو كانت تأخذه حماسة الشباب وروح التحدي لإلقدام على إخراج بعض النصوص الضعيفة إلثبات الذات ،وكذلك قمنا بإستثناء عروض المناسبات واإلحتفاليات سنجد أن هذه المجموعة تضم عددا من العروض التي أثبتت موهبته وحظيت بإشادات كثر من النقاد والمتخصصين ومن بينها :الزلزال ،آه يا ليل يا قمر ،بلدي يا بلدي ،أنت إللي قتلت الوحش ،عفاريت مصر الجديدة ،ملك الشحاتين ،الجنزير ،وأخي ار الخديوي. القسم الثاني (عروض الفرق الخاصة بإستثناء عروص مسرح الفن) :حققت أغلب مجموعة المسرحيات بهذا القسم نجاحا جماهيريا كبيرا ,وبالتالي يحسب لها تحقيقها للشهرة لمخرجها أيضا ،ولكن لألسف فإنها تأتي في المرتبة الثالثة ،وذلك نظ ار إلعتمادها في نجاحها بالدرجة األولى على مشاركة عدد كبير من نجوم الكوميديا خالل عقد السبعينيات (عبد المنعم مدبولي ،فؤاد المهندس ،شويكار، محمد عوض ،سهير البابلي ،عادل إمام ،سعيد صالح ،وردة) ،وبالتالي فهي التي ساهمت بدرجة كبيرة في تحقيق شهرة الفنان /جالل الشرقاوي جماهيريا .ولكن مع ذلك أعتبر عروض هذا القسم من أضعف مسرحياته وأقلها مستوى فنيا ،ويكفي أن نذكر ان هذا القسم يتضمن بعض المسرحيات التي أعلن الفنان /الشرقاوي نفسه إضط ارره إلخراجها أو ندمه على ذلك (ومثال لها :إنت إللي قتلت عليوة ،حب ورشوة ودلع ،إنهم يقتلون الحمير ،شهرزاد ،المتشردة) ،وإن كان هذا ال يمنع أن هذا القسم قد تضمن أيضا عدد قليل من المرحيات المتميزة ومثال لها المسرحية الغنائية :تمر حنة ،وأوبريت «الشخص» للرحبانية.
القسم الثالث (يتضمن مجموع العروض الخاصة بفرقة مسرح الفن) :من المنطقي أن تأتي عروض هذه المجموعة بصفة عام في المستوى الثاني وذلك نظ ار ألضطرار مخرجها ومنتجها إلى الموائمة بين طموحاته الفنية وبين ضرورة تغطية خسائره المادية نتيجة مغامرته الفنية بإنتاج عروض ضخمة ومبهرة مثل األوب ار الشعبية «إنقالب» .ويمكن بأمانة أن نقسم عروض هذه المجموعة إلى ثالث مستويات األول ألرقى مستوى فني للعروض ويضم إنقالب ، ،المليم بأربعة ،ع الرصيف ،دستور يا أسيادنا ،والمستوى الثاني الذي يجمع بين المستوى المتوسط فكريا والمستوى جماهيريا ويضم مسرحيات :الجوكر ،البغبغان ،إفرض ،راقصة قطاع عام ،قصة الحي الغربي ،حودة كرامة .ويضم المستوى الثالث مجموعة العروض األقرب للتجارية ومثال لها :باحبك يا مجرم ،تتجوزيني يا عسل ،قشطة وعسل ،برهومة وكاله البرومة ،شباب روش طحن ،إمسك حكومة ،أنا متفائل، الكوتش ،عازب في شهر العسل. يتضح ومما سبق مدى قدرة ومهارة المخرج /جالل الشرقاوي -سواء من خالل فرق مسارح الدولة أو من خالل فرق القطاع الخاص -في التعامل مع كبار النجوم والممثلين الذين يمثلون أجياال متتالية ،وبالتالي يحسب له نجاحه في قيادتهم والسيطرة على نزوات بعضهم -وخاصة نجوم الكوميديا -بالخروج على النص .كذلك يحسب له إيمانه الشديد بضرورة تحقيق فكرة تواصل األجيال واكتشاف المواهب الشابة ،حيث حرص أثناء إدارته لفرقة «مسرح الحكيم» على منح عدة فرص حقيقة لكثير من المواهب الشابة والوجوه الجديدة إلثبات مواهبهم، ومن بينهم على سبيل المثال وليس الحصر :عادل بدر الدين ،عز الدين إسالم، جالل الشرقاوي
109 108
عبد العزيز أبو الليل ( بمسرحية األرانب) ،سعيد صالح ،عصمت عباس (عودة الروح) ،فاروق نجيب ،عبد العزيز أبو الليل (بمسرحية الصليب) .كذلك حرص أيضا من خالل العروض التي قام بإخراجها بفرقته «مسرح الفن» على منح عدد كبير من المواهب الحقيقية الفرصة كاملة للتألق ،فمنح فرصة البطولة المطلقة لبعض الوجوه الشابة في مقدمتها كل من الفنانين :فايزة كمال (إفرض)، سماح أنور (راقصة قطاع عام) ،محمد الشرقاوي (دبابيس) ،أشرف عبد الباقي (بشويش) ،نهلة سالمة (بولوتيكا) ،أحمد آدم (باحبك يا مجرم) ،محمد سعد (إزاز × إزاز) ،أحمد رزق ،شمس (قصة الحي الغربي) ،خليل مرسي ،عطية عويس (عطية اإلرهابية) ،أحمد فؤاد سليم ،نيرمين الفقي ،فتوح أحمد (دستور يا أسيادنا) ،غادة عبد الرازق ،عبير صبري ،محمد شرف ،مجدي السباعي (حودة كرامة) ،دنيا ،عمرو واكد ،شادي سرور (شباب روش طحن) ،حنان عطية ،ميسرة (برهومة واكاله البرومة) ،داليا مصطفى ،سهام جالل (أنا متفائل) ،وفاء عامر، هند صبري(إمسك حكومة). السمات العامة إلبداعاته كمخرج: بدراسة مجموعة العروض التي أبدع في إخراجها الفنان الكبير /جالل الشرقاوي يمكنني تحديد بعض السمات العامة إلبداعاته والتي يمكن إجمالها في النقاط التالية: -اهتمامه الكبير بإختيار مجموعة الممثلين المتميزين المناسبين لألدوار ،والقادرين
على تجسيد األدوار الدرامية المختلفة بالنص ،والتدقيق الشديد عند توزيع الدور الدرامي المناسب لكل ممثل منهم ،خاصة وأنه من أشد أنصار أسلوب التلقائية والعفوية فى فن أداء الممثل ،سواء كان هذا األداء مرتبطا بعقل بارد أو قلب ساخن ،فهو من المؤمنين بأن عطاء الممثل يسمو ويتميز من خالل التزامه بالبساطة والتلقائية التي تمكنه من تحقيق ذلك التواصل المنشود مع جمهور المشاهدين ،ولذا فكثي ار ما قدم كبار الممثلين في ثوب جديد لم نعتاده من قبل، ومن أوضح األمثلة على ذلك تألق القديرة /سهير البابلي معه في أكثر من عرض (آه يا ليل يا قمر ،بلدي يا بلدي ،مدرسة المشاغبين ،ع الرصيف) ،وكذلك الفنانة/ نوال أبو الفتوح (خطيئة حواء ،الزلزال) ،والفنانة القديرة /ماجدة الخطيب (أنت إللي قتلت الوحش ،أنهم يقتلون الحمير ،الجوكر ،الجنزير) ،وأيضا تألق الفنان/ حسن عابدين معه من خالل ثالث عروض (ع الرصيف ،إفرض ،بولوتيكا)، وذلك بخالف تميز بعض الفنانين بمشاركاتهم بعروضه ومن بينهم :محمد صبحي (الجوكر ،البغبغان ،طبيب رغم أنفه ،المتحذلقات) ،أحمد بدير (المتشردة ،ع الرصيف ،دستور يا أسيادنا ،أنا متفائل تصور) ،أحمد آدم ( إزاز × إزاز ،حودة كرامة ،برهومة واكاله البرومة) ،صالح عبد هللا (حودة كرامة ،إمسك حكومة، شباب روش طحن) .وذلك بخالف حرصه على تقديم بعض الوجوه الجديدة في أدوار رئيسة ألول مرة على المسرح ومن بينهم :إيمان البحر درويش ،أحمد آدم، محمد الشرقاوي ،أشرف عبد الباقي ،حسن كامي ،نهلة سالمة ،هند صبري، محمد سعد ،أحمد رزق ،عمر واكد ،نيرمين الفقي ،عبير صبري ،هندية ،داليا مصطفى ،نسمة محجوب. جالل الشرقاوي
111 110
القدرة على قيادة مجاميع كبيرة من الممثلين والكمبارس ،مع مهارة توظيفحركة هذه األعداد الكبيرة والمجاميع في تشكيالت رائعة ذات دالالت درامية معبرة ،وال شك أن التحكم في هذا العدد الكبير من الممثلين الذين يتبادلون األوضاع على المستويات المختلفة (سواء في تشكيالت منتظمة أو تشكيالت عشوائية) ،كما يتبادلون في أحيان أخرى الحركة والسكون طبقا لمتطلبات الموقف الدرامي يتطلب من المخرج مهارات كبيرة وخبرات حقيقية ،ومن أهم عروضه في هذا الصدد «الحصار»« ،بلدي يا بلدي»« ،آه ياليل يا قمر»« ،أنت إللي قتلت الوحش» و»ملك الشحاتين»« ،عيون بهية». نجاحه كمخرج مفسر في تقديم نص مواز للنص األصلي ،يساهم في تعميقالفكر والخطاب الدرامي بالنص ،كما يساهم في تفسير كثير من اإلطروحات بوضوح وصراحة مطلقة ،ويربط بحنكة -ودون مباشرة -بين األحداث الدرامية بالنص وبعض األحداث اآلنية والقضايا القومية المعاصرة ،فهو مخرج من الطراز المثقف الواعي الذي يؤمن بأن الفن بكل معطياته يجب أن يعبر عن القضايا المعاصرة ،وعن كل الهموم واألوجاع االجتماعية الملحة ،وأن الدور الحقيقي له ينبغي أن يكون في خدمة اإلنسان والمجتمع ،وتعد كل من مسرحيات« :أنت إللي قتلت الوحش»« ،عفاريت مصر الجديدة»« ،الجنزير»« ،الخديوي» وكذلك مسرحيات« :ع الرصيف»« ،دستور يا أسيادنا»« ،المليم بأربعة»« ،حودة كرامة» من خير النماذج التي تؤكد أسلوبه هذا. تميزه بتلك القدرة الفنية على بعث الروح في جسد النص وتحريكه فوق خشبةالمسرح بحركة تنبض بالحياة وتضيء جوانب الهدف الفكري واالجتماعي الذي
قصد إليه المؤلف ،وذلك من خالل مهارته في رسم وتصميم الحركة المسرحية (الميزانسين) ،وتوظيفه للحركة المسرحية النشطة السهلة سواء في منحنيات أو خطوط مستقيمة أو متقاطعة بين الشخصيات ،بحيث يسهل للممثل تحقيق أعلى مستويات اإلتقان في اآلداء التمثيلي دون إغفال للداللة الدرامية لهذه الحركة، فال تنسه جماليات البعد التشكيلي في العرض البعد المضموني في النص ،لذا فهو يعمد في تصميمه للحركة إلى التنوع والتزاوج بين الحركات الفردية والثنائية والجماعية سواء بتوزيعها في أرجاء المسرح أو بتجميعها في بؤرة المسرح ،ليركب ويشكل منها بناء اللوحات الدرامية المتتبعة، الحرص على تقديم عروضه من خالل «المسرح الشامل» ،ذلك المسرحالذي تتكامل فيه جميع مفرادات العمل الفني لتحقيق كل من المتعة السمعية والبصرية ،وقد وضح حرصه هذا من خالل توفيقه الدائم في التوظيف الدقيق والتكامل لكافة المفردات المسرحية وخاصة الموسيقى واإلضاءة واالستعراضات وتشكيالت الممثلين .ويتضح ذلك األسلوب جليا من خالل عروضه المتميزة: «ملك الشحاتين»« ،تمر حنة»« ،كباريه»« ،عيون بهية» وأيضا «الخديوي»، وكذلك من خالل توظيفه أحيانا لبعض التقنيات الفنية الحديثة كشاشات السينما (كما في عرضه البديع «إنقالب»). القدرة على تحقيق البهجة وتوظيف بعض التقنيات والحيل التي تعجب الجمهورالمصري ،ولذا فقد تضمنت رؤيته اإلخراجية في كثير من عروضه مايشبه النص الموازي من األشعار واألغاني واالستعراضات ،وذلك ليس فقط بهدف ربط الخاص بالعام إلثراء وتعميق وتعظيم المعني الكلي للنص ،ولكن أيضا بهدف جالل الشرقاوي
113 112
تحقيق البهجة والمتعة الخالصة ،فقد أدرك بحدسه وخبرته طبيعة المشاهد العربي/ المصري ،ولذا لم يدع وسيلة الستنطاق النص وتحريكه وإثرائه بروح الكوميديا إال واستعان بها بمهارة وحذق ،فحرص أن يقترب عرضه بشدة من المجتمع والبيئة المصرية ،كما حرص على التلوين وتقديم مشاهد مبهجة وممتعة وشديدة التأثير على مشاعر المشاهد ،وكثي ار ما قام باختيار قالب الكوميديا الموسيقية لتقديم بعض النصوص الجادة ولم ينساق وراء جدية الفكرة ،بل سعى حتى تكون جرعة الكوميديا جزءا من فنون العرض الجماهيري التي تتناسب مع مزاج الجمهور. العمل على الموازنة بين العناصر الفنية المكملة وبين أحداث النص الدراميممتزجا بطرافة وخفة ظل ،وكلها لمسات إخراجية بهدف تحقيق السعادة للمشاهدين، وتلبية رغبتهم في قضاء أمسية مسرحية جميلة تتضمن الغناء والرقص االستعراضي والكوميديا ،فتكون النتيجة الطبيعية هي تحقيق التواصل معهم ،وسهولة وصول الهدف من المسرحية إلى أي مشاهد مهما كانت درجة ثقافته وخبرته المسرحية، واألمثلة على ماسبق كثيرة ومن بينها على سبيل المثال فقط مسرحيات :الجوكر، البغبغان ،راقصة قطاع عام ،قشطة وعسل ،حودة كرامة ،برهوم واكاله البرومة. االهتمام الكبير بضبط اإليقاع العام للعرض وكذلك بضبط اإليقاع الخاص بكلمشهد ،فهو يجيد المحافظة على اإليقاع المطلوب في كل الحاالت ،كما يحرص في كل عروضه على براعة االستهالل وأيضا على تقديم حسن الختام ،وذلك بخالف حرصه على تنوع اإليقاعات بين المشاهد المختلفة بالعرض ،وقد يتطلب األمر أحيانا توظيف الموسيقى التعبيرية الموحية أو اإلضاءة المعبرة لتنسجم مع اإليقاع الهادئ بأحد المشاهد أو اإليقاع الصاخب بالمشهد الذي يليه ،وبالتالي فهو
يتميز بمهارته في تحقيق ذلك التكامل بين جميع المفردات الفنية بصورة تنسجم مع اإليقاعات الصوتية لمجموعة الممثلين والتي تتزاوج مع إيقاعاتهم الحركية، وذلك بغرض تحقيق الهدف النهائي واألسمى أال وهو صنع الجو النفسي المناسب في أعماق المشاهدين ،وربما تحققت هذه السمة بدرجة كبيرة في عروض« :ملك الشحاتين»« ،تمر حنة»« ،إنقالب»« ،قصة الحي الغربي» و»الخديوي» حيث تضمن كل منهما عددا كبير من األغنيات واالستعراضات. المخرج وتوجهاته الفكرية: أرى ونحن بصدد تناول دور الفنان /جالل الشرقاوي كمخرج ضرورة أن نسجل له أيضا حرصه على إختيار النصوص الجيدة بغض النظر عن شهرة أو مكانة مؤلفيها ،فبخالف إخراجه ألعمال بعض كبار الكتاب ( -وفي مقدمتهم :توفيق الحكيم ،نعمان عاشور ،رشاد رشدي ،سعد الدين وهبة ،يوسف عوف ،بهجت قمر ،سمير خفاجي ،صالح جاهين) -قام بإخراج نصوص لمجموعة كبيرة من الكتاب الذين كان أغلبهم بمرحلة البدايات خالل ستينيات القرن الماضي ثم أصحوا بعذ ذلك من الكتاب الراسخين وفي مقدمتهم كل من األساتذة :لطفي الخولي ،نجيب سرور ،ميخائيل رومان ،علي سالم ،عبد الرحمن شوقي ،أحمد حلمي ،ظافر الصابوني ،أنيس منصور ،مصطفى محمود ،محمد العفيفي ،وذلك باإلضافة إلى مجموعة أعمال معدة عن إبداعات كبار األدباء شارك بإعدادها كتاب جدد (ومن بينهم األساتذة /فيصل ندا لقصة «الرجل الذي فقد ظله» لفتحي جالل الشرقاوي
115 114
غانم ،فتحي زكي لقصة «خطيئة حواء» لمحمد التابعي ،وخيري شلبي وبكر رشوان لرواية «عودة الروح» لتوفيق الحكيم) ،كذلك قام أيضا بإخراج مجموعة من المسرحيات من تأليف جيل الوسط (جيل السبعينيات والثمانينات) ومن بينهم األساتذة /نبيل بدران ،محمد أبو العال السالموني ،لينين الرملي ،حسام حازم ،إسماعيل العادلي ،ماهر ميالد ،بسيوني عثمان ،يسري اإلبياري ،مدحت يوسف ،وحيد حامد ،محمد سلماوي ،فاروق جويدة ،إبراهيم الموجي ،نهاد جاد، أسامة أنور عكاشة ،ولمجموعة من جيل الشباب أيضا ومن بينهم الكتاب/ إبراهيم مسعود ،صالح متولي ،مصطفى سعد ،محمود الطوخي ،حمدي نوار، أيمن الحكيم ،وذلك بخالف مشاركته بإخراج عدد قليل جدا من النصوص العالمية لكبار الكتاب ومن بينهم /وليم شكسبير ،موليير ،وذلك باإلضافة إلى بعض األعمال المعدة عن أعمال كل من :روجيه فرديناند ،سومرست موم، روبرت توماس. والمتتبع لكل من المسيرة الشخصية للفنان القدير /جالل الشرقاوي بالمتغيرات السياسية واإلجتماعية التي عايشها ومجموعة إبداعاته وخاصة في مجال اإلخراج المسرحي يمكنه بسهولة رصد العالقة الوطيدة بينهما ،فجميع إبداعاته ما هي إال إنعكاس للمراحل التاريخية التي مرت بها «مصر» التي عشقها ،كما يمكن رصد أن جميع توجهاته الفكرية خالل مسيرته لم تنتمي لفكر يساري وال يميني ولكنها كانت دائمة اإلنحياز إلى «مصر» وإلى األغلبية من أبناء الشعب ،وبالتالي فإن أعماله المسرحية تعد تسجيال وتوثيقا وتأريخا لفترات عزيزة وغالية من تاريخنا السياسي والفني المعاصر ،حيث نستطيع من خاللها التعرف على أهم األحداث
التي شهدتها «مصر» خالل ما يزيد عن نصف قرن من الزمان ،خاصة وقد شهدت تلك السنوات عدة تغيرات سياسية واقتصادية واجتماعية كبيرة ،بداية معركة ،1956ومرو ار بنكسة 67المؤلمة ،ثم رحيل الزعيم /جمال عبد الناصر ،وتولي الرئيس األسبق /أنور السادات للحكم ،وتحقيق انتصارات أكتوبر المجيد عام ،1973ووصوال إلى معاهدة السالم وتوقيع إتفاقية «كامب دافيد» ،ومحاوالت التطبيع الفاشلة ،وكذلك تطبيق سياسات اإلنفتاح اإلقتصادي ،ثم إغتيال الرئيس السبق السادات ،ومن بعد ذلك فترة حكم الرئيس األسبق /حسني مبارك والتي انتهت بثورة الشباب في 25يناير 2011وما شهدته «مصر» من أحداث منذ قيامها وحتى اآلن .سنوات طويلة تم التحول خاللها من عصر اإلشتراكية بستينيات القرن الماضي إلى عصر االنفتاح االقتصادي بالسبعينيات ،وما صاحب ذلك من تغيرات كبيرة شهدها وشارك في التعبير عنها مسرحيا الفنان /جالل الشرقاوي من خالل مجموعة أعماله المتتالية .هذا ويمكنني من خالل تتبع مجموعة إبداعاته المسرحية ورصد الخطاب الدرامي لكل منها تسجيل الحقائق التالية: مسرحية «راقصة قطاع عام» فضحت بيروقراطية النظام بما فيه من فسادوانتهازية. كشفت مسرحية «ع الرصيف» النقاب على الفساد السياسي وإستغالل النفوذوسرقة «مصر» ،حيث صرخ األبطال خالل أحداث المسرحية« :مين إللي سرق مصر ؟؟» .وقد تم خالل المسرحية كشف وتعرية طبقة السياسيين الجدد (اإلنتهازيين) الذين كانوا أعضاء في هيئة التحرير ثم تحولوا إلى «اإلتحاد القومي» ثم إلى «اإلتحاد اإلشتراكي» ثم إلى «حزب مصر» ،ثم إلى «الحزب الوطني»، جالل الشرقاوي
117 116
ثم إلى ما يريده الحاكم بعد ذلك من أحزاب ومسميات !!. كشفت مسرحية «الخديوي» الفساد والرشاوي والخيانة ،وطلبت بمحاسبة الخائنالذي حاول بيع مصر -بكل رموزها من الهرم وأبو الهول وحتى عبد الوهاب وأم كلثوم -في المزاد!! طالب مسرحية «حودة كرامة» بضرورة إحترام وتوفير حقوق المواطنة لجميعالمواطنين ،وأوضحت أن المواطن المصري في «مصر» أصبح لألسف يعامل في بالده كمواطن من الدرجة الثانية وفي البالد األجنبية كمواطن من الدرجة الثالثة. وتناولت مسرحية «حودة كرامة» أيضا قضية التطبيع مع إسرائيل وأوضحتأن السالم واألمن والتطبيع مع إسرائيل ال يمكن أن يتحقق إال من خالل إعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة على كامل أرضيها وعاصمتها «القدس». تم إضافة أربعة مشاهد من تأليف /جالل الشرقاوي لمسرحية «تاجر البندقية»،ليؤكد أن «شايلوك» التاجر اليهودي الذي أراد في القرن السادس عشر أن يقطع رطال من لحم جسد «أنطونيو» ظهر له حاليا أحفاد أكثر حقدا وطمعا ،وأنهم يستهدفون أطنانا من أجساد العرب. بمسرحية «دستور يا أسيادنا» تم تناول قضية األنتخابات الرئاسية ،وطالبتبضرورة إجراء اإلنتخاب السري الحر لرئيس الجمهورية ،وأال تزيد فترة الرئاسة عن فترتين ،مدة كل منهما أربع سنوات. -تصدى لظاهرة التطرف بكل شجاعة وندد باإلرهاب ،وطالب بضرورة التصدي
لهذه الظاهرة إجتماعيا وإقتصاديا وتعليميا وثقافيا بجانب التعامل األمني ،وذلك في عدة مسرحيات من بينها« :إنقالب»« ،عطية اإلرهابية»« ،الجنزير» ،وقد كشفت مسرحية «إنقالب» الوجه القبيح للتطرف الديني الذي يتحاور بالمسدس ال بالكلمة ،كما عرضت أسباب نشأة هذا اإلرهاب ،وأهمها الجوع والقهر واليأس واإلحباط. تصدى في مسرحية «المليم بأربعة» لظاهرة توظيف األموال (الوجه اإلقتصاديللجماعات المتطرفة) .وقد أدانت المسرحية كل من النصابين وأيضا المواطنين المخدوعين الذين وقعوا فريسة وضحية لطمعهم في ربح سريع دون جهد ،كما أدانت الحكومة التي تبنت أجهزة إعالمها الدعاية والترويج لهم. خطت مسرحية «بشويش» خطوة واسعة إلى األمام نحو المسرح السياسيالمباشر ،فجسدت بالصوت والصورة معا كل الرؤساء الثالث ،باإلضافة إلى شخصيات أخرى منها «نابليون»« ،هتلر» ،صدام حسين» ،و»جولدا مائير». جدير بالذكر أن مجموعة من العبارات التي جاءت بحوارات بعض المسرحيات قد حققت شعبية كبيرة وتم تداولها فأصبحت بمثابة األمثلة الشعبية ومثال لها: «مصر أغنى دولة في العالم بقالهم سبعة آالف سنة بيسرقوا فيها وإحنا لسهعايشين» ،ومثال آخر «هو ليه مصر فيها رئيس راحل راحل ،مافيهاش رئيس سابق أبدا» بمسرحية «ع الرصيف». «إحنا بلد ديمقراطي ،الشعب يقول إللي هو عايزه والحكومة تعمل إللي هيعايزاه» بمسرحية «بشويش». ويتضح مما سبق أن توجيه التحية واجبة فعال لهذا الفنان الوطني لوقوفه الصلب جالل الشرقاوي
119 118
مع المسرح ذي الرسالة الذي يعتمد قضايا الناس ومشاكلهم السياسية واالجتماعية والعاطفية ،وإيمانه القوي بأن فن المسرح قادر على نشر الوعي وتغيير المجتمع في نفس الوقت الذي يقدم فيه المتعة والفرجة .حقا إن «جالل الشرقاوي» فنان ذو رأي ورؤية وهذا ما يميز دائما الفنان الحقيقي من غيره من الفنانين ،ففنان الرأي فاعل ومؤثر ،والفنان بال رأي مجرد أداة تستخدم لتحقيق األغراض ،وال طموح له سوى تحقيق بعض المكاسب الشخصية. المهارات اإلخراجية: الرؤى اإلخراجية التي قدمها المخرج الفنان /جالل الشرقاوي رؤى إبداعية جديرة بالدراسة ،خاصة وقد جمع فيها كل مكونات المسرح الشامل من التمثيل الموسيقي والغناء .وقد اتضح جليا مما سبق أن هذا الفنان الحقيقي يعد بحق واحدا من مخرجينا القالئل الذين يصدرون في إخراجهم عن تصور فكري ورؤية إخراجية، ويمتلكون القدرة على تدريب الممثلين وتحريكهم ،باإلضافة إلى مهارة توظيف كل أدوات العرض المسرحي باقتدار وفهم ،لتقديم عروض ممتعة ومشوقة وحافلة بفنون الفرجة وبلحظات المرح واإلثارة ،فهو بحق مخرج من الطراز المثقف الواعي ،والفنان المعطاء باستمرار ،ومع ذلك فإنني أتفق تماما مع التقييم الصادق لتجربته اإلخراجية والذي قام به هو نفسه حينما كتب ( :لست أزعم أن لى فضل ابتكار مدرسة جديدة أو تأليف منهج جديد ،وإنما أدعى أن الجهد قد انحصر في القراءة والدراسة المتأنية لعشرات الكتب باللغات العربية والفرنسية واإلنجليزية
ألفتها كوكبة من رجال المسرح منظرين ونقادا ومخرجين ومؤلفين تناولوا فيها هذين الفنيين بالتحليل والتنظير ،إما من خالل المشاهدة والمالحظة ،وإما من خالل التجربة والممارسة). وهو مخرج معتن جدا بعمله ،ويبذل جهدا واضحا ومعاناة في إبراز وتأكيد وتعميق كل معنى أراده المؤلف .وتصميم الحركة المسرحية القادرة على تجسد فلسفة وأفكار المؤلف تجسيدا مخلصا أمينا ،وشغل المسرح بالح اررة والحركة والحيوية. ومهما كانت المسرحية سوداوية قاتمة فإنه ينجح في أن يلف عروضه في إطار شاعري رقيق ،ويسمعنا حوارها وكأنه قصيدة شاعرية .وهو دائم السعي لتحقيق فكرة المسرح الشامل بصورة متقنة ،معتمدا على تأكيد األحداث الدرامية بالرقص والموسيقى الموحية والرؤى التشكيلية المعبرة وبتداعي المعاني والتوظيف الجيد لقدرات الممثلين. ومما ال شك فيه أن هذا المبدع الكبير يمتلك جماليات خاصة به ،وذلك بخالف تميزه بحسه المرهف وثقافته الشاملة .ومن مميزاته الفنية أنه دائم السعي إلى ابتكار المعادل المرئي لمفردات لغة الكاتب ،باإلضافة إلى إهتمامه بأداء الممثلين بدرجة كبيرة كمعادل مسرحى لكلمة المؤلف المنطوقة والمجسدة باإلشارة وبالحركة. وهو بصفة عامة يلتزم بمنهج الوضوح والبساطة ،والبعد عن كل أشكال التعالي والتعقيد ،وذلك بهدف تحقيق ذلك التواصل المنشود مع المتلقي ووصول مختلف المعاني إليه بال غموض. وجدير بالذكر أن الفنان متعدد المواهب /جالل الشرقاوي يمتلك عدة مهارات جالل الشرقاوي
121 120
خاصة تضيف إليه كمخرج كثي ار ومن بينها على سبيل المثال إجادته للغة الفرنسية التي ساعدته على قراءة كثير من المراجع وأتاحت له فرصة اإلستمتاع بمشاهدة عدد كبير من األفالم والمسرحيات باللغة الفرنسية ،وذلك باإلضافة إلى إجادته للترجمة التي أتاحت له ترجمة عدة نصوص ومن بينها على سبيل المثال8 : ستات .هذا ويجب ونحن بصدد الحديث عن مهارات هذا المخرج الكبير أن أشير أيضا إلى مهارة خاصة أضافت له الكثير ،وهي إتقانه لوظيفة «الدراماتورج»، وذلك فقد وفق كثي ار في إختصار أو إضافة بعض المشاهد للنص األصلي، أو عمل بالتنسيق مع الشاعر وكاتب األغاني على إثراء النص وربطه ببعض األحداث السياسية واإلجتماعية المعاصرة .وقد اتضحت هذه المهارة جليا أيضا بنجاحه في إعادة تقديم بعض عروضه بصياغة جديدة ،باإلعتماد على توظيف مهاراته وخبراته «كدراماتورج» بصورة عملية رائعة ،ولعل أوضح األمثلة على ذلك ما يلي: إعادة تقديم عرض «قصة الحي الغربي» من تأليف /بهجت قمر وسميرخفاجي (إنتاج عام ،)1972والذي قام ببطولته كل من الفنانين :حسن يوسف، لبلبة ،سعيد صالح ،عادل إمام مرة أخرى بنفس العنوان (إنتاج عام ،)1994وقد شارك في بطولته كل من الفنانين :وائل نور ،هشام عبد الحميد ،رانيا فريد شوقي، عبد هللا محمود ،عبير الشرقاوي. إعادة تقديم عرض «إزاز × إزاز» من تأليف /صالح متولي (إنتاج عام ،)1993والذي قام ببطولته كل من الفنانين :سعيد صالح ،نهلة سالمة ،سعيد طرابيك مرة أخرى بعنوان «حودة كرامة» (إنتاج عام ،)1999والذي شارك بطولته
كل من الفنانين :أحمد أدم ،صالح عبد هللا ،غادة عبد الرازق ،عبير صبري. إعادة تقديم عرض «إمسك حكومة» من تأليف /مدحت يوسف (إنتاج عام ،)2003والذي قام ببطولته كل من الفنانين :وفاء عامر ،أحمد رزق ،صالح عبد هللا ،هند صبري مرة أخرى بعنوان «أنا متفائل ..تصور» (إنتاج عام ،)2004 والذي شارك بطولته كل من الفنانين :أحمد بدير ،داليا مصطفى ،محمود القلعاوي. ويجب التنويه إلى أن تلك المكانة المتفردة في حياتنا المسرحية التي يتمتع بها الفنان /جالل الشرقاوي هي نتيجة منطقية لتضافر مجموعة من العوامل الهامة التي تكاملت فيما بينها لتحقق له تلك المكانة ،وهي تلك العوامل التي يمكن إجمالها في النقاط التالية :موهبته المؤكدة /نجاحه في صقل موهبته بالدراسة/ شخصيته القوية والتي تتسم بتقديس العمل وقبول اإلصرار والتحديات /رعاية الدولة للموهوبين ومنحه الفرصة الذهبية بإيفاده ببعثة دراسية إلى «اإلتحاد السوفيتي» ثم إلى «فرنسا» ،وحصوله على أعلى الشهادات العلمية /قدرته على اإلستفادة من الخبرات المتراكمة /بداياته مع جيل من المبدعين المثاليين الذين يحترمون إبداعات األخرين ويتحلون بسعة الصدر واحترام اإلختالف ويتمسكون بشرف الخصومة ،وهو الجيل الذي اتسم بوجود تنافس شريف بين مبدعيه ووجود حركة نقدية نشطة ومؤثرة نجحت في ترشيد وتصحيح المسارات الثقافية والفنية. والجدير بالذكر أن الطريق لم يكن كله ممهدا أمام هذا الفنان القدير كما قد يتصور البعض ،ولكنه استطاع دائما تخطي الصعاب وتحقيق النجاح ووضع بصمة مميزة له ،وذلك بالسير في طريق حياته مسلحا باإليمان باهلل وبموهبته التي منحها إياها ،فسار في طريقه بحماسة الشباب وحنكة وخبرة أهل العلم من المؤمنين برسالة الفن ،وبرسالتهم ودورهم التنويري في حياة أمتهم. جالل الشرقاوي
123 122
الفصل السادس شهادات نقدية
أعماله فى عيون النقاد صاحبت المسيرة اإلبداعية للمخرج القدير /جالل الشرقاوي مجموعة كبيرة من المتابعات النقدية المهمة والثرية ،فاستطاعت أن تكون مرآة حقيقية عاكسة إلبداعاته ومرشدا وموجها لجمهور القراء /المشاهدين ،كما نجحت في الكشف عن مناطق الجمال بعروضه وساهمت في تفسير بعض العالقات المتشابكة .ومما ال شك فيه أن أقوال النقاد هي الموجه للفنان المبدع والمرشد الذي ينير له الطريق، وهي التي تثمن جهوده وتؤكد نجاحه وتميزه ،كما أنها قد تقسو عليه أحيانا إذا لم يحافظ على مستواه الفني فتكون دافعا له للحرص على التميز مرة أخرى. وفيما يلي بعض المقتطفات النقدية ،ومن حسن الحظ أنها كتبت بأقالم نخبة من كبار نقاد المسرح الذين تابعوا وأشادوا بأعمال الفنان القدير /جالل الشرقاوي. وتقتضي الحقيقة في هذا الصدد أن أقرر أنني قد بذلت جهدا كبي ار بهذا الفصل في محاولة إختيار أفضل المقتطفات النقدية التي يمكنها تغطية أكبر عدد ممكن من عروضه وأطول فترة زمنية ممكنة .هذا مع ضرورة التنويه إلى أن هذا الكتاب التذكاري يصدر بمناسبة تكريم هذا الفنان القدير وليس رسالة علمية أكاديمية، وبالتالي فلست مطالبا برصد جميع اآلراء اإليجابية والسلبية على السواء ،خاصة وأن المساحة المحددة ال تسمح بدراسة تلك األراء والمقتطفات والتعليق عليها، كما يجب التنويه إلى أن الفنان /جالل الشرقاوي قد أصدر بموضوعية شديدة الجزء األول من الكتاب الثاني (حياتي في المسرح -النقد) والذي نشر به جميع المقاالت النقدية التي تناولت أعماله كاملة حتى عام .1970 جالل الشرقاوي
125 124
مسرحية« :األحياء المجاورة» (ق أر لي «جالل الشرقاوي» التقرير الذي كتبه عن المسرحية وقد أسعدني جدا ..فقد فهم بالضبط ما أريد ،وفهم بالضبط أعمق أعماقي ...أحس بحيرتي وإضطرابي والدوامة التي تدور في رأسي وفي قلبي ..وأحس بالم اررة التي نقلتها من شفتي إلى قلمي إلى شفاه كل أبطال المسرحية). أنيس منصور :مجلة «الجيل» ( 12نوفمبر )1962 (وفق المخرج إلى مدى بعيد في إختياره لسناء جميل وحمدي غيث ليلعبابطولة المسرحية ..كان من رأي «جالل الشرقاوي» أن أبطال المسرحية ال يكون لهما أسماء ..فاإلثنان يمثالن رحلة في تاريخ بلدنا قبل الثورة ...والمسرحية من النعومة والقوة بحيث ال يتحمل اللعب فيها إال ممثل متمكن ..فالعبارات الطويلة التي تجيء على لسان «سناء جميل» و»حمدي غيث» بسرعة وتلوين ال يقوى عليه إال ممثل يشعر بأن أرض المسرح ليست من خشب ولكن من صمغ). محمد تبارك :مجلة «آخر ساعة» ( 13فبراير )1963 (استمتعنا باألحياء المجاورة طيلة ساعتين ونصف ،ننفعل ونتأمل ونلهث وراءالنبض الدفاق في عروقها ...لقد تفوق «حمدي غيث» و»سناء جميل» على نفسيهما في هذه المسرحية ،إنهما دوران خالدان من أدوارهما ...واستطاع «جالل
الشرقاوي» أن يكتب اسمه على واجهة اإلخراج المسرحي بالفتة من النيون). عبد القادر حميدة :مجلة «اإلذاعة والتلفزيون» ( 16فبراير )1963 (صفقت طويال جدا للمخرج /جالل الشرقاوي ،وإذا كان هذا هو أول عملفني نراه له فهو مجهود طيب جدا يبشر بمستقبل هائل ..ونجاح «جالل» كان مضاعفا ألن هذه الرواية غير عادية ،ولذلك كان مجهوده في لحلحة نص «أدبي» رفيع وتحريكه ببراعة ،واللعب طول الوقت بشخصين فقط مجهودا كبي ار جدا ،واستغل «جالل» ثقافته السينمائية في إخراج « األحياء المجاورة» .. إحساسه بالصورة كان واضحا دائما). سعد الدين توفيق :مجلة «المصور» ( 22فبراير )1963 مسرحية« :الرجل الذي فقد ظله» (الواقع أن «جالل الشرقاوي» أقنعني في هذه المسرحية بمدى فهمه العميقإلحتياجات شاشة التليفزيون ،ومن الغرض الذي أقيم من أجله «مسرح التليفزيون»، وهو إمداد الغول الرهيب بعدد ال ينتهي من المسرحيات ،ومسرحيات صالحة «تكنيكيا» من حيث إرسالها على الشاشة الصغيرة .لقد قسم «جالل» خشبة المسرح إلى قسمين وديكورين ،الديكور األول يكمل الثاني .ولعبت اإلضاءة دو ار في التركيز على الحركة المسرحية ،وعلى ممثلي المشهد الذي يواجه الجمهور، جالل الشرقاوي
127 126
وفي ذلك تسهيل لمهمة «الكاميرا» حين تنقل المسرحية إلى الشاشة ،فال تزدحم الشاشة بأبعاد المسرح الكبير ،وال تزدحم كذلك بعديد الممثلين الذين وقعهم «جالل» إيقاعا مكانيا ال يؤثر على سياق المسرحية ،فضال عن خدمته لمهمة «الكاميرا» ...والمقدمة التي فتح عليها الستار كانت جديدة على جمهور المسرح -لوال أنها كانت في حاجة إلى التركيز أكثر -خاصة وأن أربعة من أبطال المسرحية يتحدث كل واحد منهم عن نفسه دونما أدنى حركة مسرحية). ب.ت :.مجلة «اإلذاعة والتلفزيون» ( 22يونيو )1963 (صفقت إعجابا وحماسا عندما انتهيت من مشاهدة المسرحية ،فلقد لمستالمعنى الذي دارت حوله الرواية واضحا في ذهني « ..فيصل ندا» الذي أعد المسرحية و»جالل الشرقاوي» الذي أخرجها ،و»سعد أردش» و»ليلى طاهر» و»حسين الشربيني» الذين قاموا بأدوارهم الرئيسية ..وعشت التجربة كاملة معهم جميعا ..وفضل التليفزيون في هذا أنه أتاح الفرصة للمعد والمخرج أن يؤكدا هذه الحقيقة ،وهي أن خشبة المسرح عبارة عن مساحة يمكن بإيحاء الضوء وإيحاء الديكور أن تستغل في نفس الوقت كإيهام بعدد كبير من األماكن التي تدور األحداث فيها ،بل لقد أتاحت الفرصة أيضا إللغاء الزمن أو تسهيل مهمة عبوره.). سعد لبيب :جريدة «المساء» ( 27يونيو )1963
(المخرج /جالل الشرقاوي ال يؤمن بالطريقة التقليدية التي ألفناها في المسرحمنذ 40سنة ،والتي لم تتغير إال قليال في المواسم األخيرة .ولذلك فقد حاول «جالل» أن ينقل إلى المسرح أسلوب اإلذاعة والتليفزيون والسينما السريع الحي. فهو يستخدم المؤثرات الصوتية والموسيقى بكثرة ،كما أنه يستخدم -بكثرة أيضا طريقة «الفالش باك» ،أي تقديم حوادث سابقة ..كان المشهد الختامي منأجمل وأبرع اللمسات الفنية التي قدمها لنا «جالل الشرقاوي»). سعد الدين توفيق :مجلة «المصور» ( 5يوليو )1963 (إن «جالل الشرقاوي» المخرج الذي لمع بسرعة استخدم الضواء والميكروفونببراعة وجرأة ..ال أزعم أنه اخترع اإلضاءة المكيفة مثال ولكنه مارس تجربة جديدة في تكييف األضواء ،بحيث جعل لها دو ار رئيسيا في أحداث الرواية وفي الحوار نفسه ...التجربة كلها من التجارب الفنية الجريئة كقصة وكمسرحية و»جالل الشرقاوي» كمخرج) عبد الفتاح البارودي :جريدة «األخبار» ( 7أغسطس )1963 (رغم الجهد الواضح الذي بذله كل من صاحب اإلعداد المسرحي والمخرجللتوفيق بين مادة الرواية ومقتضيات الفن المسرحي ..لم يجدا فيما يظهر مف ار من تقطيعها وتقسيمها بطريقة أنسب للبرنامج اإلذاعي ..وال مفر من إلتماس جالل الشرقاوي
129 128
الحيلة للفكاك من وحدتي الزمان والمكان حتى في نطاق الفصل الواحد والمشهد الواحد ..التمسا الحيلة لالنتقال الحر من وقت لوقت ومن ركن المسرح إلى ركنه اآلخر معتمدين على اإلضاءة لإليهام بانصرام الزمن أو باإلنتقال في المسافات ...ولكني -لإلنصاف -أشهد أن كل هذه الحيل األجنبية عن فن المسرح التقليدي استخدمت بقدر من النعومة والنظافة واإلحكام ..أستخدمت بتؤدة وذكاء وأستخدمت لضرورة ..فالرواية التي اقتحمها فنانو مسرح التلفزيون بشجاعة من أصعب الروايات في تطويعها لمقتضيات اإلعداد المسرحي ...وال يفوتني في النهاية أن أحيي المخرج /جالل الشرقاوي على ما بذله من جهد لضمان حيوية المسرحية ونضارة جوها). ألفريد فرج :مجلة «المصور» (ب.ت) مسرحية« :الزلزال» (إن مسرحية «الزلزال» أصبحت مسرحية خطيرة في مسرحنا المصري بفضلالمخرج /جالل الشرقاوي والممثل /محمد توفيق ..لقد استخرجا من النص أعماقا لم يكن من السهل أن يتصورها أحد من خالل القراءة ،حتى لقد حكم معظم النقاد على النص بالفشل من الناحية المسرحية وذلك عند ظهور المسرحية في كتاب العام الماضي ..وهذا هو «جالل الشرقاوي» يقول رأيا آخر ،ويثبت بالفعل أن رأيه على صواب ..لقد آمن بالمسرحية واقتنع بها واستخرج منها بالفعل أشياء عميقة وذكية ..واستطاع أن يستخرج من النص حركة داخلية عميقة ،واستطاع
أن يجسد هذه الحركة على المسرح ...إن مسرحية «الزلزال» هي شهادة ميالد لمخرج مصري نابغ هو «جالل الشرقاوي» ..وأعتقد أن هذا العمل الذي قدمه يضعه في مقدمة المخرجين الكبار في بالدنا ..حتى ولو لم يكن قدم سوى هذا العمل الكبير). رجاء النقاش :جريدة «األخبار» ( 24يناير )1964 (الزلزال صورة من السهل إخراجها للسينما بالخدع والمؤثرات الخاصة ،أما علىالمسرح فهي مسألة تحتاج إلى جهد وتفكير وبراعة في التنفيذ ،وإال تحولت النتيجة إلى نكتة إلضحاك الجمهور ،ورغم أن «الزلزال» لم يستغرق سوى لحظات إال أنها كانت لحظات مقنعة ،فقد عرف المخرج كيف يلعب بالصوت واإلضاءة مع إهتزاز الديكور ...وقد اشترك المخرج /جالل الشرقاوي في رسم الديكور عندما حرك ممثليه في تكويناته البارعة ،الهرمية أحيانا عندما تتماسك األسرة واألطفال، والمتداعية أحيانا رم از للتفكك والضياع ،أنه يرمي بممثلين هنا وهناك ،جثث تتنفس بال حياة ...إن المخرج في تكوينه استطاع إقناعنا فعال بأن كل الموجودين ال وجود لهم ،وقد أضطر بحاسة الفنان وعينه التشكيلية إلى كتابة النهاية ...إن «جالل الشرقاوي» في مسرحية «الزلزال» استطاع أن يضيف إلى اإلخراج حاسة الفنان التشكيلي ويحول معاني «مصطفى محمود» الفلسفية ورموزه الذكية إلى لوحات وتكوينات ،واألهم من كل ذلك أن يشرك فن الديكور في التمثيل). يوسف فرنسيس :مجلة «الجيل» ( 27يناير )1964 جالل الشرقاوي
131 130
وراء كل هذا النجاح يقف المخرج /جالل الشرقاوي الذي قدم لنا قبل ذلكمسرحيتين ناجحتين هما« :األحياء المجاورة» و»الرجل الذي فقد ظله» ،ولكن نجاحه هنا يفوق بمراحل نجاحه في روايتيه السابقتين .إن «الزلزال» تجربة شاقة، فالمسرحية ال تتحرك كثيرا ،الموقف يتجمد بعد نصف ساعة وال يبقى بعد هذا سوى كالم بين الشخصيات -ولو أنه كالم جميل جدا يكاد أن يكون شع ار في مواقف كثيرة -ولكن «جالل» يحرك الممثلين ومعظمهم جدد ،ويحرك كل شيء حتى الكالم !). سعد الدين توفيق :مجلة «المصور» ( 7فبراير )1964 مسرحية «الزلزال» كنص مسرحي يعتمد على اإلفصاح وليس اإليضاح وعلىاألفكار الشفافة .وميزة رئيسية في النص هي حضورية الحدث ،وقد اكتشف المخرج /جالل الشرقاوي هذه الميزة وبنى علي أساسها المجال الدرامي للمسرحية. وكان يمكن لمثل هذا النص أن يظل مسطحا ولكن «الشرقاوي» استعان بحسه الفني فأحاله إلى بناء مركب ،وهذا التركيب يتضح في تنسيق الحركات بحيث تشكل أنماطا محددة المعالم ،والمقصود بالحركات هنا تحركات الممثلين فرادى وجماعات حسبما يقتضي الحال ...لقد أدرك «جالل الشرقاوي» أن تركيب الحركة سواء كانت حركة أصوات أو أقدام تؤدي الوظيفة التي تؤديها العبارة اللفظية والسكتة والهمسة واللفتة ،فكل ما في المجال المسرحي يجب أن يدفع الحدث إلى األمام ...وكل هذا في توقيت دقيق يشبه توقيت الجمل الموسيقية في البناء السيمفوني ،فالمسرح ليس مجرد كالم ،أنه صوت ومنظر ،والصوت هو
الذي يضفي اللون على المنظر والكالم فينير المعنى). د.رشاد رشدي :جريدة «األهرام» ( 9فبراير )1964 قاد المعركة المخرج الصاعد /جالل الشرقاوي ،قادها بحنكة الخبير العتيق،فرأينا ألول مرة في تاريخ المسرح المصري بيتا يتحول أمامنا إلى أنقاض ،أرضا يهزها «الزلزال» فيقلب عاليها واطيها ،النار والدخان والضحايا وجهنم الحمراء حقيقة واقعة أمامك على مسرح صغير يفتقد إلى كل اإلمكانيات الفنية!! ،وكل هذا ضربة معلم مسرحية من «جالل الشرقاوي»). موسى صبري :جريدة «األخبار» ( 10فبراير )1964 استطاع المخرج /جالل الشرقاوي أن يثبت أن المسرحية مكانها خشبة المسرحالنابضة بالحركة والحياة ،ال الصفحات الصامتة فقط في بطن الكتاب .كأن «مصطفى محمود» كتب الكلمات بال نقط ليتولى «جالل الشرقاوي» وضع كل نقطة وكل ضمة وكل فتحة وكل كسرة فوق كل حرف ،فإن الذي إفتقدته هذه المسرحية الذهنية على خشبة المسرح استطاع «الشرقاوي» أن يغطيه بروعة اإلخراج). أحمد رجب :مجلة «المصور» ( 28فبراير )1964 قام مخرج المسرحية /جالل الشرقاوي بجهد ضخم في نجاحها ،وضح أول ماوضح في إختياره الموفق للممثلين ،فكسب بذلك نصف المعركة كما يقول رجال جالل الشرقاوي
133 132
المسرح ،وجميعهم قاموا بأدوارهم خير أداء وانسجموا في وحدة أدائية معبرة ...وقد حرص المخرج على تكوين تشكيالت حركية متناسقة من الممثلين تكون لوحات معبرة على خشبة المسرح ...وأسهمت اإلضاءة المدروسة والموسيقى التصويرية التي وضعها الدكتور /يوسف شوقي في إحداث التأثير المطلوب). فؤاد دوارة :مجلة «المجلة» (أبريل )1964 مسرحية« :األرانب» (كشفت تجربة «األرانب» عن مخرج معتن بعمله هو «جالل الشرقاوي» ،وعنفريقه من الممثلين الجدد األكفاء الذين استطاعوا أن يقفوا أمام «زهرة العال» - العارفة بأصول فنها -في يسر تام ،مما يؤكد أن الموهبة ليست عزيزة في الجيل الجديد) د.لويس عوض :جريدة «األهرام» ( 21فبراير )1964 (يبدو أن المخرج قد شعر بأن حكاية األرنب المذعور لن يتفت إليها أحدفأبرزها أمام المتفرج في كل فصل من فصول الرواية ،ووضع على خشبة المسرح الفتة بأنوار النيون الحمراء والزرقاء والصفراء ،يضيئها وقت اللزوم! والالفتة كانت عبارة عن جوز أرانب ...وقد أثبت «جالل الشرقاوي» بالتأكيد أنه من أحسن مخرجي المسرح عندنا ،وكان الفصل األول بنقالته السريعة أمتع عرض
مسرحي رأيناه في هذا الموسم ...تحية أخرى للمخرج ألنه أسند كل أدوار الرجال بالمسرحية إلى أعضاء «مسرح التلفزيون» ،فأتاح فرصة ذهبية للنجم الجديد/ عادل بدر الدين في دور الزوج الذي إنقلب إلى سيدة (من المؤكد أن السينما ستخطف هذا الممثل) ،وعز الدين إسالم في دور الدكتور /يونس ،العالم البحاثة الذي أجرى هذه التجربة الفظيعة ،وعبد العزيز أبو الليل في دور الشيخ /معروف المأذون الذي يريد أن يزوج ابنته المثقفة لصبي جزار أعور حتى يستمتع بأكل اللحم طول حياته). سعد الدين توفيق :مجلة «المصور» ( 6مارس )1964 (حاول المخرج /جالل الشرقاوي ناجحا أن يطوع المواقف الخطابية التي سادتبعض أجزاء الفصل األول ،والتي لم يكن هناك مناص من التخلص منها من جانب المؤلف ،ألن المسرحية تعرض لحالة عامة من خالل حالة خاصة ،وساعده في ذلك تمكن السيدة /زهرة العال من األداء الطبيعي البعيد عن اإلفتعال .وجاءت المناظر المسترجعة (منظر المكتب وبداية تعرف «أسامة» بقسمت ،وكذلك منظر السينما) طبيعية جدا في السياق المسرحي .واستغل المخرج األضواء ببراعة فائقة في تصوير مكتب الشركة والسينما بدون أن يلجأ لتغيير المناظر أو إنزال ستائر، بل إستغل كل ركن من المسرح وكل قطعة أثاث عليه إستغالال مسرحيا سليما، ال يشعر معه المتفرج بأي توقف في الحركة المسرحية .وساهم المخرج من خالل الحوار مساهمة فعالة في إقناع المتفرج بحضورية الحدث الذي يقدم على المسرح من خالل الحوار الذي يحكي فيه «أسامة» و»قسمت» قصة تعرفهما وزواجهما، جالل الشرقاوي
135 134
وهي قصة كان يمكن أن تكون في غير موضعها لو لم يتم إخراجها بهذه الصورة. كذلك جاء المنظر األخير الذي ينتظر فيه الجميع نتيجة الحقنة الثانية ألعادة «أسامة» إلى حالته الذكورية أشبه برقصة تمثل القلق والترقب ،وساعد بذلك على تعميق الجو «الفانتازي» الذي تم ،ويساعد البطء النسبي في حركة الفصلين األخيرين على أخذه األبعاد الكافية لتحقيق التوازن بين الواقعية و»الفانتازيا» في المسرحية ...كما استغل «جالل الشرقاوي» الموسيقى ببراعة لنقل المتفرجين من حاالت شعورية إلى حاالت شعورية أخرى ،وأصبحت الموسيقى بذلك جزءا ال يتج أز من البناء الدرامي). فاروق عبد الوهاب :مجلة «المسرح» (مارس )1964 (تضافرت مجموعة من الكفاءات الفنية إلبراز الرواية وتجسيمها ،في مقدمتهمالمخرج الشاب /جالل الشرقاوي الذي أوحى إلى الجمهور بأنه كان يعرض عليهم مشكلة ال مسرحية .الحقيقة أنه وفق في هذا ،كما وفق في إختيار «عادل بدر الدين» لدور الزوج المحامي ،و»زهرة العال» في دور الزوجة المحامية أيضا). خيري شلبي :مجلة «الشرق العربي» (أبريل )1964
مسرحية« :الحصار» (جهد واضح ومعاناة ووعي في رسم الحركة والتقطيع ،وفي تجسيد األوهاموالهواجس واألصوات والمشاهد الخلفية بالرقص والغناء ،أما األداء فقد اجتمعت فيه عمالقة مسرحنا ،الجهد الجهيد الذي بذله «سعد أردش» في دوره الصعب، وبخاصة استبطاناته وديالوجاته الطويلة ،و»جالل الشرقاوي» ممثال و»محمد الطوخي» و»سميحة أيوب» ،كلهم قمم في األداء ألدوار منحوتة نحتا من الصخر ...أما المخرج /جالل الشرقاوي فقد أضاف إلى النص األدبي نصه المسرحي العميق األبعاد). عبد الفتاح الجمل :جريدة «المساء الفني» ( 28أبريل )1965 (استطاع «جالل الشرقاوي» أن يكشف في هذه المسرحية عن مواهبه كمخرجوممثل من طراز فريد ،فإن الجهد الذي بذله في إخراج هذا النص الصعب موجود أمامنا على المسرح في كل دقيقة ...أما كممثل فقد أدى دوره في براعة وصدق كبيرين). عالء الديب :مجلة «صباح الخير» ( 29أبريل )1965 ( المسرحية قاتمة سوداوية ولكن «جالل الشرقاوي» يلف سوادها في إطارشاعري رقيق ،ويسمعنا حوارها وكأنه تراتيل أسفار مقدسة قديمة ،ويقدمها وكأنها قصيدة إنجيلية ،ويتنافس محمد الطوخي وسعد أردش وسميحة أيوب وجالل جالل الشرقاوي
137 136
الشرقاوي في إلتقاء سيمفوني بديع بمصاحبة خلية موسيقية رقيقة لسليمان جميل ...عمل يستحق التهنئة). حسن فؤاد :مجلة «صباح الخير» ( 29أبريل )1965 (أننا أمام تجربة جديدة وفريدة ،ومن الضروري أن نقف أمامها طويال ،فهذهالمحاوالت تحمل معها الثورة على األشكال المتخلفة في الدراما المصرية ،وتعطينا مسرحا يعبر عن تحوالتنا الجديدة ...ولقد أدرك «جالل الشرقاوي» هذا الهدف، وعلى الرغم من إمكانيات خشبة المسرح عندنا -استطاع أن يحقق فكرة المسرح الكامل بتنفيذ أخاذ ،يعتمد على إحداث ظالل للحدث الدرامي بالرقص وبتداعي المعاني ،كما يعتمد على القيادة الواعية للممثلين .إن المجهود الذي بذله الممثلون يسجل في حد ذاته تطو ار كبي ار في مسرحنا). صبحي شفيق :جريدة «األهرام» ( 29أبريل )1965 (إن المخرج يترك الشخصيات في بعض المشاهد تدور حول نفسها فندرك مايعتمل فيها من قلق وما يحركها آليا وميكانيكيا ،والمخرج يستخدم أيضا «الكورس» في أشكال متعددة ببراعة ويحرك أفراده ببراعة ،وهو كذلك بارع في تحريك الممثلين على مستويات وضعت بمقاييس فنية ذات دالالت فنية .وأيضا للمخرج فضل إختيار الممثلين المتناسبين مع أداء شخصياتهم ..والممثلون أنفسهم بلغوا درجة اإلمتياز).
عبد الفتاح البارودي :مجلة «الرسالة» ( 20مايو )1965 (وكان إخراج هذه المسرحية متعة حقيقية ،لقد استطاع «جالل الشرقاوي» أنيمأل المسرح بالح اررة والحركة والحيوية ،وأن يبرز وأن يؤكد ويعمق كل معنى أراده المؤلف .وقد حمل المسرحية ممثلون أفذاذ كانوا يتحركون على المنصة في تفهم وحماس ومقدرة ...كان اإللقاء والحوار يعبر ويتجسد غاية في الجدية والذكاء ،وكانت الحركة على المسرح تجسد فلسفتها تجسيدا مخلصا أمينا ...في الحقيقة لقد نالت المسرحية حظا واف ار من موهبة المخرج والممثلين ،وحظا واف ار من المساندة اللونية والموسيقية). د.محمود أمين العالم :مجلة «المصور» (مايو )1965 مسرحية« :وال العفاريت الزرق» (لم أكن أعلم أن المخرج الموهوب /جالل الشرقاوي يستطيع أن يقدم عمالكوميديا رائعا كما فعل في مسرحية «وال العفاريت الزرق» ،أنه وجه آخر لجالل الشرقاوي ال يقل آصالة عن وجهه الجاد ...إني أرجو من نقادنا الكبار أن يشاهدوا ولو من باب العلم بالشيء هذه التجربة الجديدة الممتعة التي يقدمها لنا مؤلف شاب جديد ،ويخرجها مخرج يجرب نفسه في الكوميديا ألول مرة). يوسف إدريس :جريدة «الجمهورية» ( 31يوليو )1965 جالل الشرقاوي
139 138
(راعي المخرج في إخراجه لهذه المسرحية أن يعمق الجو «الفانتازي» الذي ينتظمها ،وذلك بإضفاء جو اإلستعراض على بعض مشاهدها ،وخاصة تلك التي يظهر فيها «ميشو» .وكان هذا عمال ذا حدين ،فمن ناحية ساعد على ضبط اإليقاع العام للمسرحية وأضفى عليها وحدة شعورية ،ومن الناحية األخرى أساء إلى هدف المؤلف تصوير «العفاريت الزرق» تصوي ار بشريا .ولست أفهم لماذا جاءت األغاني مسجلة بأصوات الممثلين ولم نسمعهم يغنونها بأنفسهم ما داموا لم يستعينوا بأحد من خارج خشبة المسرح ،قد يكون الرد على ذلك أن المخرج قد أراد أن يتأكد من اإلحتفاظ بمستوى األداء الصوتي لألغاني وعدم تذبذبه بين ليلة وأخرى ،ولكن هذا الرد لن يكون في صالح الممثلين الذين نفترض تحملهم للمسئولية كاملة ،خاصة وهذه إحدى المسرحيات القليلة التي تستخدم اإلستعراض الموسيقي بصورة طبيعية غير مقحمة عليها من الخارج ...وقد أعجبني جدا لقطة صغيرة على قدر كبير من األهمية في إخراج المسرحية ،وهي نزول «عطية» إلى منتصف سلم «البروسينيوم» في الصالة وتوجيهه الحديث مباشرة للجمهور حول «إللي جزمهم واسعة» ،مما ساعد على بلورة مفهوم المسرحية ...وقد قوبلت هذه اللقطة بهدير من التصفيق). فاروق عبد الوهاب :مجلة «المسرح» (أغسطس )1965 (هناك تجربة من تجارب المسرح تستحق المناقشة ،وهي التجربة التي قام بهاالمخرج /جالل الشرقاوي في مسرحية «وال العفاريت الزرق» ،فلم ينساق وراء
إجتذاب «الفارس» للجمهور ،بل لقد حاول أن يقدم كوميديا ال تعتمد على المبالغة في الحركة أو اللفظ ،وال على المواقف الغريبة المفتعلة -وهذا أمر خدمه فيه النص نفسه -ولهذا حاول أن ينمي حس الجمهور بالكوميديا الكامنة في الموقف نفسه ،ال الكوميديا التي تفرض على المسرحيات فرضا ،بحيث يعطيه نفس كمية الضحك دون أن يعمد إلى المبالغة ،وهذا اإلتجاه الذي يعتمد على البساطة في األداء في تقديم الكوميديا من شأنه أن يرتقي بمستوى الحس الفني). د.أمين العيوطي :مجلة «اإلذاعة والتليفزيون» ( 20نوفمبر )1965 مسرحية« :عودة الروح» (بما أن «عودة الروح» سبق تقديمها إذاعيا بصورة نالت اإلعجاب والتقديرمعا ،فإن ذلك جعل مهمة إخراجها مسرحيا مهمة صعبة ،وهذا ما وضعه «جالل لشرقاوي» نصب عينيه ،وكان نتيجته هذا اإلتقان وهذه الروعة .وألول مرة في تاريخ المسرح المصري نشاهد صورتين في صورة واحدة ،ونسمع حوارين في وقت واحد وكأننا في المسرح السحري؟ ،ولوال ذلك الحتاج األمر إلى فصول ستة بدال من ثالثة ،إذ كنا نشاهد ونسمع ما يدور في منزل «زنوبة» ومنزل «سنية» في توافق عجيب ،وكأنها سيمفونية موسيقار عظيم يعزفها أمهر العازفين .والقصة بها قهوة وبار المعلم /شحاتة ،وكان يمكن للمخرج أن يأتي لنا براقصة -كما فعل غيره -بحجة رغبة الجمهور ،ولكنه إلتزم بالفكاهة العالية واألسلوب السهل جالل الشرقاوي
141 140
الممتنع في اإلخراج ،أما اإلضاءة فقد لعب بها جيدا ورائعا في كال المنظرين أو المنزلين -وكأنها عيون ناقدة مركزة على كل كبيرة وصغيرة يجب اإللمامبها). سعيد الشامي :جريدة «السفير» ( 1أغسطس )1965 (أشهد أن «عودة الروح» التي استمتعت بها على خشبة المسرح هي «عودةالروح» التي استمتعت بها من قبل في كتاب بقلم /توفيق الحكيم ،نفس األحداث واألشخاص والفلسفة ،نفس الروح والمناخ النفسي واإلجتماعي ،نفس النكتة والحيوية وخفة الروح ،بل أكاد أقول نفس كلمات «توفيق الحكيم» ونفس حواره ...وال شك أن حسن ترجمتها على المسرح يرجع أوال إلى الجهد المخلص األمين الذي بذله في إعدادها األديبان الشابان /بكر رشوان وخيري شلبي ،كما يرجع إلى ما بذله المخرج الجاد /جالل الشرقاوي من جهود ذكية ،كما يرجع إلى األداء العظيم الذي قامت به مجموعة من خيرة ممثلينا ...وأشهد أن «جالل الشرقاوي» بذل جهد الفنان المخلص الذكي .لقد حقق من النص عمال فنيا حيا ،واستطاع أن يبرز أجمل ما فيه ،وأن يحل كثي ار من متناقضاته وصعوباته العملية حال موفقا ...واتخذت الحركة على المسرح نقلة أعمق من مجرد النقلة في المكان المحدد ،بل أصبحت نقلة إلى مكان آخر بعيد رغم أنها تتحقق في اإلطار المحدد ،وفي بعض األحيان كان يحقق الحوار والحركة في المكانين معا بطريقة تبادلية أو متواقتة ،وكان المسرح معب ار وجميال في آن واحد). د.محمود أمين العالم :مجلة «المصور» ( 27أغسطس )1965
(كانت المهمة صعبة أمام مخرج المسرحية ألنها مليئة بالرموز المضللة،ولذلك فقد أحسن صنعا بتجاهلها أو بعدم التركيز عليها .وقد تغلب «جالل الشرقاوي» على مشكلة تعدد األماكن التي تدور فيها أحداث المسرحية باإلضاءة، فكان يستخدم اإلظالم التام في بيت «الشعب» حين ينتقل الحدث إلى منزل «سنية» والعكس .إن هذه المسرحية رغم أنها معدة تقف ببساطة ويسر إلى جانب المسرحيات المؤلفة الجيدة ،ويرجع هذا النجاح إلى التعاون بين اإلعداد واإلخراج والتمثيل والموسيقى). فاروق عبد الوهاب :مجلة «المسرح» (أغسطس )1965 مسرحية« :أرض كنعان» أو «فلسطين »48 («أرض كنعان» هي أول مسرحية تستقطب قضية «فلسطين» بكل أبعادهاالتاريخية واإلنسانية والقومية ،وتحكي قضيتها عبر ثالثة أالف عام في بناء عضوي واحد ،وقد كانت الصعوبة الرئيسية هي إتساع المساحة الزمنية التي تمثلها المحاوالت الصهيونية اآلثمة عبر التاريخ ،وقد تغلب «العفيفي» على هذه الصعوبة بوسائل فنية عديدة منها :إتباع أسلوب المسرح داخل المسرح ،إستغالل «البانتوميم» (التمثيل الصامت) ،اللجوء أوال إلى الشكل الملحمي ثم تطويره إلى الشكل التسجيلي إستجابة لتوجيه المخرج الفنان /جالل الشرقاوي ...وأهم لمحة جالل الشرقاوي
143 142
في إخراج «جالل» للمقدمة أنه إستطاع تجسيد اإليقاعات الشعرية عن طريق الترديدات النغمية والحركية المسرحية األخاذة والمعبرة جدا .لقد إستعار «جالل الشرقاوي» عصا المايسترو ليقدم هذه المقدمة الحارة عن «فلسطين» السليبة). أحمد عبد الحميد :جريدة «الجمهورية» ( 22يونيو )1967 (قدمت فرقة «الحكيم» عرضا شعريا دراميا بعنوان «فلسطين »48أعدهجالل الشرقاوي» من الفصلين األول والثالث من مسرحية «أرض كنعان» لمحمد عفيفي ،والحق أننا يجب أن نسجل لجالل الشرقاوي أنه كان أول من بادر إلى تقديم عرض يتناول أحداث الساعة أو يقترب منها ،فقد سارع إلى إعداد هذا الجزء وتقديمه على مسرح «الجمهورية» قبل أن تقع أحداث 5يونيو الحاسمة ،ولم تكن المسرحية قد طبعت بعد ،والمسرحية في النهاية عمل درامي كبير ،أما الدقائق التي قدمت فلم يعتمد فيها «جالل الشرقاوي» على غير كلمات المؤلف وأداء الممثل وعمل المخرج ،ال مالبس وال ديكورات وال مؤثرات سمعية أو بصرية على اإلطالق). محمد بركات :مجلة «اإلذاعة والتليفزيون» (يونيو )1967 مسرحية« :الصليب» ( -من أصدق األعمال الفنية التي ظهرت بعد المعركة مسرحية «الصليب»
للشاعر /محمد العفيفي ،البطل الحقيقي في هذا العمل الفني هو مخرجه «جالل الشرقاوي» ..فجالل استطاع أن يدفع بكاتب جديد سيكون من ألمع كتاب المسرح لو دأب على العمل وبذل الكثير من الجهد .في الوقت نفسه حرص على أن يقدم المسرحية من خالل باقة من ممثلي «مسرح الحكيم» الشبان الذين تألقوا في تقديم العمل ،وارتفع البعض إلى مرتبة غير عادية في التمثيل ،تهنئة لجالل الشرقاوي الفنان الشجاع). محمد جالل :مجلة «اإلذاعة والتليفزيون» ( 29يوليو )1967 (حشد لنا «جالل الشرقاوي» في هذه المسرحية القصيرة كل إمكانياته المسرحية،كان هدفه إبراز الكلمة والصورة الشعرية ،وقد نجح فيهما جميعا باستنزاف كل ممكنات الخشبة المسرحية والممثل ،لقد استخدم التمثيل والتمثيل الصامت والرقص التعبيري والتشكيالت الحركية والتقسيمات الصوتية واستغنى عن الديكور -إال من نصف هذا الصليب الممتد على امتداد رقعة المسرح -وتوسل باإلضاءة التعبيرية كأحسن ما يكون إستخدامها ..وفي النهاية قدم لنا «جالل الشرقاوي» عرضا أساسه الناجح هو «الفورم» المسرحي الممتاز واألداء الجيد للمجموعة). محمد بركات :مجلة «اإلذاعة والتليفزيون» ( 5أغسطس )1967 (كان «جالل الشرقاوي» موفقا تماما في إختيار الشكل الذي يعرض عليه هذاالنص .فلقد وضع في ثالثة إتجاهات درج خشبية عالية يدور من حولها وعليها األداء ،األمر الذي ساعده على إعطاء أشكال مسرحية تشكيلية رائعة ،واستفاد جالل الشرقاوي
145 144
من اإلضاءة التي لون بها تلوينا كبي ار مفيدا .ال ينسى بسهولة منظر «يهوذا» الحائر يدور ويدور ممزقا ملتاعا ،لقد كانت الخلفية السوداء التي تؤكد سواد األجزاء السفلية من الدرج في تضاد مع األبيض لون الدرج العليا إنعكاسا لونيا فيه صراع كالصراع القائم بين اليهود و»مريم» و»المصري» على ذهن «يهوذا» من أجل تسليم «المسيح» ،كما كانت ألوان المالبس التي إرتداها الكهان وبني إسرئيل -والتي تشكلت ألوانها من األسود واألبيض والرمادي -إلى جوار زي «مريم» الناصع البياض كرمز للتطهر وزي «النجار المصري» األبيض رم از للصدق والبعث والمعجزة ،وزي «يهوذا» األسود رم از للحقد كانت كلها موفقة. وكانت موسيقى األجراس أصلح ما يمكن تقديمه لآلذان في موقف الختام ،حين نزل الصلبان األربعة لتقول ببالغة مسرحية وبال أي كلمات أن «المسيح» قد صلب بعد أن هتف الرمز المصري من أعلى نقطة في المكان بسقوط القاتل). فؤاد بدوي :مجلة «المسرح» (أغسطس )1967 مسرحية« :آه ياليل يا قمر» (بدأت المسرحية وتدفق شعر «نجيب سرور» عذبا وبسيطا ،يعرض علينافترة من تاريخنا ونضال شعبنا ،خالل أفكاره اإلنسانية وقصة «ياسين وبهية» في جو مصري أصيل ينتقل بين قرية «بهوت» وبور سعيد» .والتقط المخرج /جالل الشرقاوي الفكرة الجيدة وقدمها على المسرح بأصالة ،منظر واحد ال يتغير ولكنه
يتجدد باإليحاء ،صور تتغير على شاشة خلفية وإضاءة متقنة .وأتقن «جالل الشرقاوي» حركة الممثلين والكورال ،وجذب المتفرجين إلى جو المسرحية ،بما بعثه في المسرح من حيوية ال تترك فرصة للملل). أحمد حمروش :مجلة «روز اليوسف» ( 4ديسمبر )1967 (يعود «جالل الشرقاوي» بهذا العمل مخرجا جادا كما عرفناه في تجاربهاألولى .وأول ما يالحظ على إخراج «جالل الشرقاوي» لهذه المسرحية هو إستخدامه للكورس المكون من إثنى عشر فردا يقودهم قائد الكورس ،وهو نفس العدد الذي عرفته التراجيديا اإلغريقية القديمة في عهد «إيسخولوس» .وفي إستخدامه لهذا الكورس لجأ إلى تقسيمه إلى نصفين -سيمي كورس -وجعل لكل رئيسا ،ومن هنا اجتمع لنا «عبد الحفيظ التطاوي» قائدا للكورس ،و»نجيب سرور» و»رشوان توفيق» قائدين لقسمي «الكورس» .وكان من شأن هذا التقسيم أن حصلنا على أكبر مجموعة من التوزيع األوركسترالي ألصوات المجموعة، فبينما كان «الكورس» ينشد بكلمات المسرحية شأن «األوركسترا» في الموسيقى كان يخلي الوقت للعازف المنفرد الذي يقوم على رأس المجموعة كلها ،وبهذا حصلنا على تنويعات متعددة ،وبهذه الطريقة أمكن لجالل الشرقاوي إستغالل «الكورس» على نحو دفع بالمسرحية خطوات عريضة إلى األمام ،وساعده على ذلك تلك الحركة السريعة المتغيرة المستمرة التي مألت المسرح نشاطا وحيوية). محمد بركات :مجلة «المصور» ( 16ديسمبر )1967
جالل الشرقاوي
147 146
(حاول المخرج /جالل الشرقاوي أن يؤكد مالمح العمل الدرامي الناقصة منخالل العرض .فاستفاد من خبرته السينمائية في تقديم اإليحاءات الرمزية البسيطة فوق البانوراما الخلفية لتأكيد جوهر العرض ،واستفاد من المستويات الخشبية المتدرجة في خلق التشكيالت الجمالية الجماعية .وقد ساعدت هذه المستويات الخشبية في الحصول على الحركة البسيطة المنطلقة .وإن كانت اإلضاءة الفنية قد تحولت في يد المخرج في أحيان كثيرة إلى مجرد وسيلة لإلبهار .والعيب الرئيسي في األداء التمثيلي هو المبالغة إلى حد الخطابية في لحظات كثيرة .وقد وفق المخرج في إستخراج اإلمكانيات الكوميدية وتأكيدها ليبدد قتامة الجو في لحظات عديدة. نبيل بدران :مجلة «آخر ساعة» ( 20ديسمبر )1967 (من البديهي أنه عندما تغيب الدراما عن المسرح تظهر كل العناصر المساعدةلتسد الفراغ وتلعب الدور األساسي ،وهو ما حدث فعال في مسرحية «آه يا ليل يا قمر» ...ومن البديهي أن نصا كهذا يغري المخرج بأن يلجأ إلى نفس األساليب الميلودرامية في إخراجه له ...ولم يضع المخرج /جالل الشرقاوي أي فرصة ليتوافق مع النص حتى في استعماله للفانوس السحري ،إما في توضيح الواضح وإما في مساعدة الكلمات على أن تكون أكثر ريبا ،وباستعمال «الفانوس السحري» وجد الحلم والرمز ومشاهد الحريق والقبر ،وكل ما يمكن أن يحقق اإلثارة إلى أقصى حد ممكن).
أحمد عباس صالح :مجلة «المسرح» (ديسمبر )1967 (المسرحية قصيدة من الشعر تجمع بين الماضي والحاضر ،بين الحلم والواقعفي لفتات ذهنية وجلسات عاطفية وتلويحات سياسية حاذقة ...والمخرج يحاول تجسيم هذا مستعينا بالموسيقى وباإلنشاد وبالرقص وباإليقاع فوق فن الممثل، جمع المخرج كل هذا في بوتقة أجاد طهيها في غير تكلف ،ولم يحرق عنص ار من هذه العناصر .إال أن النضال والتصارع يقومان على أتمهما بين المؤلف وبين المخرج ،بحيث كنت أحس أن المخرج يرفع صوته على ما يقوله المؤلف ولكن في غير شوشرة ،وتارة أخرى كنت أشعر بأن المؤلف يسيطر ويعلو بقامته من غير أن يناقض المخرج ،أنه نضال شهي وال شك). زكي طليمات :مجلة «اإلذاعة والتليفزيون» ( 10فبراير )1968 («جالل الشرقاوي» فهم المسرحية كما يريد ،وكما يريد له تكوينه الثقافيوالسياسي واأليديولوجي ،أراد المسرحية أن تكون بيانا ودرسا وظاهرة فنجح نجاحا كبي ار أينما أراد .أراد للجوقة أن تكون أداة طيعة لتعبيره المسرحي ،فأفلت منه الزمام حينا واستطاع أن يحقق نجاحا مذهال في أحيان كثيرة ...كانت هناك أشياء كثيرة يريد أن يقولها المخرج كلها معا ،وهذا برأيي سبب حيرته الرئيسية وارتباكه ،لم يطاوعه قلبه أن يرفض شعرية العمل ،ورفض عقله أن يرى في العمل الشعري إال صورة سياسية وإجتماعية لها مدلول ...ولكنه استطاع بمهارة ال توصف أن يسيطر على العمل في كليته ،وأن يقدمه منسجما متماسكا يفرض نفسه ويثير ما يجب أن يثيره من قضايا وتساؤالت ...إن طموح «الشرقاوي» وإخالصه وسداد جالل الشرقاوي
149 148
نظرته قد إنعكست على العمل المقدم إلينا فخرج سليما كبي ار مشرقا ،يقول ما يقوله بعنف وحماس). رفيق الصبان :جريدة «البعث» السورية ( 27يونيو )1968 مسرحية« :بلدي يا بلدي» (قدم لنا «مسرح الحكيم» عرضا جميال ،أسس له المؤلف عن خبرة ودراية لفنه،وجسده المخرج /جالل الشرقاوي مع مجموعة الممثلين والعناصر الفنية األخرى ...وإذا كان لي كلمة عن اإلخراج فإني أقول إن المخرج لم يحاول التفلسف السخيف ،بل إن موضوع المسرحية هو الذي يشكل إخراجها ،لكني كنت أرجو أن يتخفف المخرج من النغمة العالية التي سادت العرض ،فمن الصعوبة أن يسود المظهر الخارجي ليغطي على الجوهر الداخلي .لقد حاول أن يقف بنا هامسا في بعض اللحظات ،وكان موفقا غاية التوفيق ...أقول هذا وفي ذهني خبرة « جالل الشرقاوي» ودربته في اإلخراج المسرحي.). فاروق منيب :جريدة «الجمهورية» ( 3ديسمبر )1968 (عندما ترتفع ستائر المسرح نرى أن حلبة المسرح هي الوعاء الذي سيجرى فيالموضوع األساسي ،والذي ستقع فيه كل األحداث الدرامية ،وأن جانبي المسرح -من اليمين والشمال -هما الوعاءان اللذان ستجرى فيهما أناشيد المداحين
وتعليقات الكورس ...وقد وجد المخرج /جالل الشرقاوي في النص الغنائي الباكي الضاحك رحابة العمل الذي يسمح بتنويع األداء .فالمفروض أصال أن يغلب األداء التمثيلي على األداء الغنائي واإلستعراضي ،ولكن الخشية كانت موجودة من أن يفلت الزمام من يد المخرج ،فتنقلب المسرحية -وهي عمل فني مثقف إلى سامر تسيطر عليه أناشيد المداحين ،خاصة وأن هذا الفن الدارج قويالسلطان على النفوس .وكان ينبغي للمخرج أن يوازن بين أنواع األداء المختلفة، وقد نجح في تحقيق هذا األمر ،فقد كانت الموازنة مرسومة ،وكانت موجهة ألن يلزم أداء المداحين حجمه ومكانه وأن يلزم أداء الراوي مكانه ،وأن يكون ذلك خاضعا للجانب الدرامي ...وكذلك سنجد نفس الموازنة في األداء التمثيلي ... فقد لعب الجميع أدوارهم بكفاءة وفي حدودها المحسوبة) رشدي صالح :جريدة األخبار ()1968/12/3 (و»جالل الشرقاوي» كما عرفناه في عروضه السابقة أحد مخرجينا الذينيحاولون أن يخلقوا شع ار على خشبة المسرح ،شع ار يقوم على إيقاع األداء وخطوط الحركة الجمالية ،واالهتمام بالتشكيل كإحدى وسائل ملء فراغ المسرح ،وباستغالل كل إمكانيات اإلضاءة إستغالال جماليا ،غير أنه يتميز في رأيي بتسخير كل هذه الوسائل لتفسير النص وبلورته وإب ارزه ،ورغم أن اإلهتمام باإليقاع في رسم سلم «التونات» قد يصل به أحيانا إلى «ميلودراما» األداء ،ورغم أن إهتمامه بالشكل الجمالي للعمل قد يدعوه أحيانا إلى تغليب العنصر الجمالي إال أننا ال نملك إال أن نشعر أننا أمام فنان أصيل مبدع ،وأن كل وسائله الفنية تنطق بلسان النص، جالل الشرقاوي
151 150
وهو بهذا يحقق هدفين متكاملين ،هدف توصيل النص ،وهدف خلق شعر على خشبة المسرح.). د.أمين العيوطي :مجلة «آخر ساعة» ()1968/12/7 (المسرحية لم تفقد كثي ار من قدرتها على التأثير وهز الوجدان والسيطرة علىالمتفرجين بجوها المأسوي التطهري ،وكان الفضل في هذا يرجع إلى أغاني المداحين الحزينة التي كانت تتخلل أحداث المسرحية وتربطها من أول لحظة حتى آخر لحظة ...والحق أقول استطاع « جالل الشرقاوي» أن يمسك بخيوط جميع المفردات بحذق ومهارة ووعي ،وأن يعزف كل ألحانها بنفس الدقة والقدرة والتمكن، فلم يضعف أو يهتز في موقف على حساب موقف ،وإنما كان إيقاعه كله يمضي بنفس المهارة والقوة ،وكان العرض ككل متماسكا رائعا مؤثرا ،وساعده على هذا نجوم وأبطال «مسرح الحكيم» الذين كانوا جميعا في مستوى العمل). السيد الشوربجي :مجلة «آخر ساعة» ( 15ديسمبر )1968 (أتيح للعرض مخرج ذكي مخلص للعمل إلى أقصى حد ،قادر على إبرازوتجسيد كل إيماءة وكل تلميح وكل إيحاء ،هو األستاذ /جالل الشرقاوي .وما من شك في أن توزيعه لألدوار كان موفقا ،وقدرته على رسم الحركة على منصة واسعة عريضة وتحريك المجموعات في تشكيل جمالي مريح للعين ،وتوزيع اإلضاءة توزيعا وظيفيا يخدم خطته في تكثيف المعاني ،وتركيز اإلنتباه على إيحاءات بعينها ،فضال عن اإلستفادة منه أيضا في عمليات اإلنتقال المكاني
والزمني بين المشاهد المختلفة .أقول أن هذه المقدرة حققت لهذا العمل الكثير، ألنه عمل يحتاج إلى مساعدة المخرج ،وال يساعد المخرج بحال من األحوال). أمير اسكندر :جريدة «الجمهورية» ( 26ديسمبر )1968 (الواقع أن هذه المسرحية -متداخلة األحداث والمتعددة الشخصيات والمركبةالبناء -كفيلة بأن تضع مخرجها في حيرة فنية كبيرة ال يدري معها بأي أسلوب يخرجها ،وال على أي نحو يعالج حدثها األصلي في عالقته بباقي األحداث. هل يحرص على الطابع الغنائي للمسرحية وما يستلزمه هذا الطابع من عناصر اإلستعراض المسرحي الشامل ،حيث الموسيقى والرقص والغناء واإلسكتشات تجمعها جميعا وحدة واحدة ؟ أم يحرص على الطابع الدرامي وما يقتضيه هذا الطابع من إبراز عناصر الصراع بين الطغيان من ناحية الحكام والمقاومة من ناحية المحكومين؟ فضال على الصراع بين «السيد البدوي» وأتباعه من ناحية وبين «متولي» وأصحابه من ناحية أخرى ...إن المخرج /جالل الشرقاوي بدال من أن يختار بين هذين األسلوبين لكي يحقق إلخراجه الوحدة العضوية المتجانسة والمتكاملة أثر أن يكون أكثر وفاء للنص ،فجعل من اإلخراج تجسيدا أمينا حرفيا للمسرحية ،يحافظ على طابعه الغنائي بكل ما يتالءم وهذا الطابع ،وفي الوقت الذي يحتفظ فيه بالطابع الدرامي بكل ما يحتويه من مقومات .والذي نتج عن ذلك هو التفكك الواضح في العرض ،والتنافر الشديد بينن كافة عناصر البناء ،فال هو حقق متعة اإلستعراض الغنائي وال حافظ على روعة العرض الدرامي). جالل العشري :مجلة «المسرح» (فبراير)1969 جالل الشرقاوي
153 152
(استطاع المخرج /جالل الشرقاوي أن يستغل موهبته في التحكم في المنصةلكي يستفيد من منصة «مسرح الحكيم» وصالته إلى أقصى حد ،فقسمها إلى عدد من المستويات تتوزع عليها اللوحات والمواقف ،وتتحرك فوقها األحداث والمجموعات الكثيرة بإتقان بالغ .واستطاع أن يحدد بوضوح بين موقعي األحداث: «طنطا» مقر السيد البدوي ،و»القاهرة» مقر الوزير ،حيث تجرى الحكاية األساسية ،وخصص لكل موقع فرقة من المغنيين مع مداحة وراوية ليفصل بوضوح بين التيارين األساسيين لألحداث .واستطاع «جالل الشرقاوي» أن يحقق نوعا من اإلرتباط الشكلي بين المنصة والصالة -فاإلرتباط الموضوعي ال يتحقق إال من خالل الترابط بين ما يجرى في الواقع على المنصة وما يجرى في الواقع بين الفن والحقيقة .واستطاع « أن يستفيد من توزيع اإلضاءة وتوقيتها لتحديدالفواصل بين المشاهد ولتحقيق اإلنتقال والتحول وتركيز اإلنتباه واستخالص معان معينة .كذلك استطاع أن يحقق توزيعا صوتيا ناجحا بين األفراد وبعضهم والمجموعات وبعضها ،وبين األفراد والمجموعات بطريقة نادرة الحدوث فعال في المسرح المصري ،رغم أن «جالل» لم يبخل على المسرحية بالدراويش وحلقات الذكر وال بالرقصات واأللحان وأغاني الطرب وأداء المواويل والممثلين الكبار: حمدي غيث ،سهير البابلي ،عبد هللا غيث ،عبد الحفيظ التطاوي ،أنور إسماعيل، حسين الشربيني). سامي خشبة :جريدة «الجمهورية» (فبراير )1970
مسرحية« :أنت إللي قتلت الوحش» (لجأ مخرج المسرحية إلى تضييق خشبة المسرح عن طريق إزحامها بكتلديكورية ومصاطب سميكة ،استطاع بها وبممثليه أن يوجد الزحمة التي تتطلبها مناظر تحتاج إلى إحتشاد الجماهير ،وقد ساقه ذلك إلى التخلي عن اإللتزام بالواقع الحرفي الذي قرره النص ،ومن هنا نجح في تجسيد المعاني التي استنبطها من الكالم عن طريق تطعيمها بعناصر رمزية تمثلت في صياغة المناظر ولونية اإلضاءة ومساحات اللون العريضة ،التي أكسبت المواقف نعومة وشاعرية فبدت داخل البرواز المسرحي كلوحة جميلة ،ال يتحدد جمالها بذاته ولكن بوظيفته النفعية التي كان عليها أن ترينا الواقع من خالل الماضي السحيق). د.إبراهيم حمادة :جريدة المساء» ()1970/2/28 (كان جالل الشرقاوي ملتزما في إخراجه بالنص المسرحي ،فالحركة المسرحيةهنا ملتزمة بالكلمة ،والخط اإلخراجي مساو للنص المسرحي ،وكان توفيقا من المخرج أنه عمد إلى أسلوب «الفانتازيا» الكوميدية سواء في تقديم الشخصية أو في إدارة الحوار ،وكان توفيقا منه أكثر أنه لم يجعلها «فانتازيا» خاصة ولكن مطعمة بجرعات جادة تظهر حينا وتختفي حينا آخر ،وتجلت براعة المخرج في إدارة حركة المجاميع ،تلك الحركة التي سريعا ما كانت تكتسب جماال تشكيليا ليس مقصودا لذاته ولكن لخدمة المعنى وإبالغ الفكرة). جالل العشري :مجلة «المسرح» (فبراير )1970 جالل الشرقاوي
155 154
(نجح «جالل الشرقاوي» في فهم المسرحية وتجسيدها على خير وجه ،واستطاعأن يقدم عمال رشيقا واضحا جذابا سريع اإليقاع ال بطء فيه وال ركاكة ،ولعله لم يكشف مواهبه الفنية كما كشفها في هذه المسرحية ،وهى بال جدال أحسن أعماله وأرقاها وأكثرها تعبي ار عن مقدرته وموهبته كمخرج بارز من مخرجي الصف ألول في بالدنا). رجاء النقاش :مجلة «الكواكب» ()1970/3/10 (إتجه اإلخراج إلى التركيز على الجوانب البصرية ،فالديكور جيد في تصميمهوتغيير مشاهده بسهولة وسرعة ،واإلضاءة تخدم ألوانه الحارة في معظمها وتتناسق معها .وميل المخرج قديم بالتالعب باإلضاءة ،الستائر القاتمة والمضيئة والشفافة، وبقع الضوء بأحجام وألوان مختلفة .والمجاميع استخدمها بحركة قد تكون منضبطة لكنها ال تعبر عن معنى فوجودها مجرد تزاحم في لحظات كثيرة ،بل وتتزاحم في تكوين دائري وظهورهم إلى الصالة حاجبين عن عيون الجمهور أي شيء آخر في المشهد .لكن الحركة المسرحية عموما واستخدام اإلضاءة كانا في خدمة الكلمة والممثل ،فمشهد سجود الناس أمام موكب «أوديب» بتنفيذه وموسيقاه مشهد ناجح ،كذلك حركة المجموعات الصامتة وهي تغني في خلفية الحوار الدائر بين «أوالح» و «سنفرو»). فاروق عبد القادر« :مساحات للضوء مساحة للظل» ،دار الثقافة الجديدة ()1986
مسرحية« :أنت إللي قتلت عليوة» (هذه األحداث الطريفة التي كتبها /أحمد حلمي وفهيم القاضي كانت الركيزةالتي إعتمد عليها «جالل الشرقاوي» في محاولته الجديدة لتطوير فرقة «ثالثي أضواء المسرح» من مرحلة الطبلة والرق إلى عالم الكوميديا الراقية ..وهذه التجربة جديدة على «الثالثي» الذي يتضافر معهم ألول مرة مخرج جاد متفهم لمعنى الكوميديا الراقية ،وملتزم بأن يؤدي الممثل دوره بحرفية النص وإحترامه له إحترما كامال). فتحي اإلبياري :جريدة «األخبار» ()1970/9/9 (وفي رعاية مخرج حساس سريع النبض يقظ اإلمكانيات الكوميدية المختلفة،مؤمن بفن الممثل إلى جوار فن المخرج مثل «جالل الشرقاوي» مخرج المسرحية نستطيع أن نتطلع إلى مزيد من التطور في فن الثنائي). د.علي الراعي :مجلة «روز اليوسف» ()1970/11/28 مسرحية« :ملك الشحاتين» (إن العرض الذي يقدم في مسرح «البالون» عرض جيد بكل المقاييس والمعايير ...عرض مسرحي مرح وإنساني متقن الصنع ...في «ملك الشحاتين» تستطيع جالل الشرقاوي
157 156
أن تضحك وأن تغني ،بل وفي بعض األحيان ترغب في اإلشتراك في الرقص، وتستطيع أيضا أن تحلم بعودة المسرح الغنائي المصري إلى أمجاده أيام «سيد درويش»). عالء الديب :مجلة «صباح الخير» ()1971/8/5 (مسرحنا األوبرالي لن يقوم إال بوجود مثل هذه المحاوالت من المسرحياتالغنائية ..هذا مبدأ يحتمه ذلك الفراغ المسرحي الذي نمشي فيه ،ويأتي «ملك الشحاتين» ليكسر وحشة الصحراء المحيطة بمسرحنا الغنائي ،ويجعلها صالحة ألن تكون منطقة مأهولة بالمشاهدين» حسن عبد الرسول :جريدة «األخبار» ()1971/8/8 (إن «ملك الشحاتين» برغم كل شيء عرض من أنجح عروض الفرقةاإلستعراضية ...وأعتقد أن نجاح هذا العرض قد قام على أكتاف «نجيب سرور» و»جالل الشرقاوي» ومجموعة الممثلين ..ولو قدر للموسيقى والغناء والرقص في هذا العرض أن ترتفع إلى مستوى هؤالء الفنانين لكانت «ملك الشحاتين» عمال يحسب للمسرح المصري إلى سنوات طويلة قادمة). محمد بركات :مجلة «اإلذاعة والتليفزيون» ()1971/8/14
مسرحية« :مدرسة المشاغبين» (نجحت الفرقة في الوصول إلى توليفة مبتكرة ..أوال من خالل موضوع«الشباب» الذي يشغل أذهان الناس جميعا ،ثم عرض باهر تمزج فيه فنون ممتعة كالغناء المسرحي والرقص والتمثيل الكوميدي والمؤثرات العصرية ..إذن فالضحك مضمون والفرجة موجودة ..أنها بالطبع الكوميديا الموسيقية» المعروفة في كل مسارح العالم ،ولكنها هنا تقدم على الطريقة المصرية ..في نص يكتبه/ علي سالم ويخرجه /جالل الشرقاوي ،وألحان موهوبة لسيد مكاوي يرددها الممثلون في كل ليلة بحب واستمتاع). حسن فؤاد (سهران) :مجلة «صباح الخير» ()1972/8/10 مسرحية« :عفاريت مصر الجديدة» (من جديد لعبة كسر اإليهام والنزول بأحداث المسرحية إلى الصالة ..ومرةأخرى ال إعتراض لي على مبدأ كسر الحائط أو إبقائه لكن السؤال يأتي بعد ذلك :كل شيء في الدراما يجب أن يكون موظفا لخدمة هدف يؤدي إليه ،وهذا اإللغاء -إذا استبعدنا اإلبهار بهذه اللعبة الجديدة وشد انتباه الجمهور وتحقيق نوع من األلفة بينه وبين ممثلي العرض -سنجد أنه أسهم في إضاعة المعنى العام للعمل ،وفي تقديري أن المخرج قد فعل هذا ليحقق غرضا باإلضافة إلى ما جالل الشرقاوي
159 158
قدمت وهو الخالص من هذا «المونولوج» الطويل الذي يلقيه الضابط ويزدحم بالكلمات الكبيرة). فاروق عبد القادر« :مساحات للضوء مساحة للظل» ،دار الثقافة الجديدة ()1986
مسرحية« :قصة الحي الغربي» (لقد أثبت «جالل الشرقاوي» عبر السنوات الماضية أنه من أقدر المخرجينالمصريين على تقديم العروض الكبيرة ،كما أثبت أنه أقدرهم جميعا -ربما - على تقديم ذلك اللون المسرحي الذي أخذ يغزو حياتنا الفنية ،والذي يعرف باسم «الكوميديا الموسيقية» ،وقد وصل «جالل الشرقاوي» إلى قمة هذا الشكل في «مدرسة المشاغبين» وفي «ملك الشحاتين» ،ولكنه في «قصة الحي الغربي» أسرف في استخدام عنصر اإلبهار إلى الدرجة التي يمكن أن تحسب عليه وعلى العرض معا). محمد بركات :مجلة «اإلذاعة والتليفزيون» ( 14نوفمبر )1972
مسرحية« :هاللو دوللي» (كان «جالل الشرقاوي» موفقا بوجه عام في تقديم عرض كوميدي له مستواهسواء في إدارة حواره أو في رسم حركته وفي تحريك مجاميعه ،كما كان موفقا بوجه خاص في مزج بعض المواقف الكوميدي ببعض التابلوهات اإلستعراضية مع إحاطة ذلك كله بإطار من التأثير الضوئي واإلنسجام الشكلي ،ولقد ساعده في ذلك الديكور الوافي وظيفيا وتشكيليا الذي صممه الفنان /صالح عبد الكريم، فإذا تركنا اإلطار المادي إلى األداء التمثيلي لعرفنا كيف وفق المخرج في ترويض الطاقات الكوميدية الجامحة لدى بعض الممثلين وتوجيهها في مسارها الفني الصحيح). جالل العشري :جريدة «األخبار» ( 1ديسمبر )1972 مسرحية« :الزعيم ..غوما» («جالل الشرقاوي» -الورقة الرابحة في مسرح القطاع الخاص -يعرف جيداقواعد لعبة إجتذاب الجماهير ،لهذا بادر بوضع اسمي محمد رشدي والراقصة/ زيزي مصطفى في غير ضرورة فنية .وظيفة غناء محمد رشدي باللهجة الليبية أن يمأل فجوات اإلظالم أثناء تغيير مشاهد الديكور ،أما الراقصة التي ترقص على الطريقة الليبية بمالبسها كاملة فأظن الهدف هو الجذب لمزيد من الجمهور ...كذلك أسرف المخرج في إستخدام الرقصات الشعبية وتحريك المجموعات دون ضرورة ،حتى المشهد األخير بعد مصرع «غوما» وخروجه محموال على جالل الشرقاوي
161 160
األعناق تدخل المجموعة في إيقاع سريع ومرح فتكاد تذهب بكل أثر لهذا المشهد في نفوس الجمهور). فاروق عبد القادر»:مساحة للضوء مساحات للظل» (دار الثقافة الجديدة )1986 مسرحية« :تمر حنة» (ليس من شك في أن هذه المسرحية الجديدة «تمر حنة» التي تجاوزت الغناءالمسرحي دون أن تحقق المسرح الغنائي وبقيت طرقة على باب «األوبريت» ستكون بالنسبة لجالل الشرقاوي عالمة أخرى على جبين هذا المسرح). جالل العشري :مجلة «اإلذاعة والتليفزيون» ( 13يوليو )1974 («وردة» هي التي سرقت الكامي ار في هذا األوبريت ،غير الذين سرقوا معهاالكامي ار كثيرون ..بليغ حمدي بموسيقاه البارعة ،والمخرج /جالل الشرقاوي الذي أعتبر هذا األوبريت من أفضل وأنغم ما أخرج للمسرح فيما أعلم وأكثره إحكاما). مصطفى بهجت بدوي :جريدة «الجمهورية» ( 10يوليو )1974
(ويبقى في النهاية «جالل الشرقاوي» كمخرج مسرحي كبير يجمع كل العناصرمن التمثيل والغناء واأللحان والرقص داخل حركة منسجمة مع استخدام اإلضاءة بوعي كبير ،ويقدم في النهاية عمال ناجحا وجيدا بال شك). حلمي سالم :مجلة «الكواكب» ( 16يوليو )1974 مسرحية« :شهرزاد» (العمل الذي يقوم بإخراجه «جالل الشرقاوي» ال يصبح مجرد نص لمؤلفولكنه عرض لمخرج .فهو بفكره وبرؤاه وبفنه يثري النص ويبرز مفاتنه ،يخفي عيوبه ويضفي عليه بهاء وجماال وسحرا .وأضرب لذلك مشهدين شغل المخرج فيهما قد يرتفع بهما إلى القمة أو يقعان منه إلى الحضيض ..مشهد خيانة زوجة «شهريار» مع العبد ال يتضمن أكثر من ثالث جمل في النص لكنه عند التنفيذ يتحول إلى قطعة من الفن البديع اآلسر يبهر ويسحر المشاهد رغم صعوبته ومخاطره العديدة ..وال شك أن مؤلف األغاني والملحن ومصمم الرقصات قد لعبوا دو ار فعاال ومبدعا في هذا المشهد .المشهد الثاني مشهد طالق «قمر الزمان» من «بدر التمام» ابنة قاضي القضاة ،وحيلة «شهرزاد» إلتمام الطالق (بإستعراض عترة وجدعان) ،انه مشهد مخرج ال مشهد مؤلف ،و»جالل الشرقاوي» بلغ فيهما إحدى ذري الفن الجميل الصعب). أحمد عبد الحميد :جريدة «الجمهورية» ( 8يوليو )1976 جالل الشرقاوي
163 162
(المشاهد البالغة التركيب -وال أقول التعقيد -استعان عليها المخرج بالرقصاتالتعبيرية واألغاني الموسيقية ،التي لم تكن مجرد إضافة زخرفية من الخارج بل كانت انبثاقا عضويا من داخل المسرحية ،لها وظيفتها الدرامية سواء في تطوير األحداث أو في إضاءة األفكار ،وليس أدل على ذلك من «رقصة الحمام» التي أبدعها الفنان /حسن خليل ،فكانت بمثابة حدث درامي متكامل في سياق باقي األحداث ،وكذلك أغنيتي «إهربوا يا بنات ..وإرجعوا يا بنات» ،الرقصتين اللتين أبدع في تلحينهما الفنان /محمد الموجي ،فكانتا بمثابة حدثين مسرحيين ضمن باقي األحداث ،هذا فضال عن براعة الموجي في إحاطة العرض كله بسياج من الموسيقى الشرقية المطعمة بالجملة الموسيقية الغربية الشهيرة عن «شهرزاد»). جالل العشري :مجلة «اإلذاعة والتلفزيون» (يوليو )1976 مسرحية« :الجوكر» (ويجيء المخرج /جالل الشرقاوي ليقدم هذا العمل برؤية فنية مزدوجة ،رؤيتههو باإلضافة إلى رؤية الفنان /محمد صبحي ،أو باألحرى من خالل رؤيته التي تستوعب طموحات نجمه األوحد في إطالق طاقاته الجسدية والحركية فوق المسرح ...وقد وفق المخرج في تقديم «توليفة» مسرحية ترضي الجمهور ،وال تخلو من اللمحات اإلخراجية التي تجمع بين البراعة والذكاء ،كما في دخول
«الجوكر» إلى المسرح وهو يقود سيارة «سوزوكي» حقيقية ،وكما في السرعة الفائقة التي يتم فيها للجوكر تغيير األقنعة ،فيعود للظهور بقناع جديد في لمح البصر ،وكما في استخدام األقنعة بوجه عام ،بحيث تبدو «الجوكر» وكأنها أول مسرحية مصرية تستخدم فيها األقنعة ،برغم كثرة استخدامها في المسرح الغربي الحديث ،وأخي ار في تحريك المجاميع من خالل تشكيالت جمالية رائعة كما في التابلوه الختامي للفصل األول ،والتابلوه الختامي للفصل األخير ،ولقد ساعده في ذلك الديكور الذي يجمع بين جمالية الفرجة وسهولة التجميع ...كذلك ساعدت األشعار التي وضعها الشاعر /كمال عمار واأللحان التي صاغها الموسيقي/ مختار السيد على إحاطة العرض بسياج غنائي جميل ،وخاصة أغنية «لعب .. لعب» التي أستخدمت كموتيفة طوال المسرحية ،ورددها الجمهور مع الممثلين في نهاية العرض المسرحي). جالل العشري« :تياترو في النقد المسرحي» ،دار المعارف ()1984
مسرحية« :عيون بهية» (سيقوم المخرج /جالل الشرقاوي بإعادة إخراج «عيون بهية» أول أوب ار باليهمصرية ...وكان «جالل الشرقاوي» قد أجرى بروفات هذه المسرحية قبل عرضها األول ،واختلف أثناء البروفات مع مؤلفها /د.رشاد رشدي حول الرؤية الفنية جالل الشرقاوي
165 164
إلخراج العمل ،وعلى أثرها ترك «الشرقاوي» إخراج المسرحية (وأخرجها بطلها الراقص /عبد المنعم كامل) ...ويستعين «جالل الشرقاوي» في إخراجه الجديد للمسرحية بنفس أبطالها من الراقصين والرقصات والمغنيين المشتركين في العرض األول ...وقدمت «عيون بهية» هذه المرة على صورة عرض باليه فقط على وقع الموسيقى واألغاني المسجلة ،وبالطبع فإن عدم وجود المطربين والكورال على خشبة المسرح ،وكذلك عدم وجود األوركست ار في حفرته بصورة حية أفقد العرض بعضا من شموخه وجالله). عاطف النمر :جريدة «األخبار» ( 20يوليو )1978 (مجهود كبير جدا بذله «جالل الشرقاوي» ليختصر وجود األوركست ار والمنشدينفي أوب ار باليه «عيون بهية» ..وهو كمخرج ومعه أعضاء الباليه وكل المشتركين في هذا العمل عشرة على عشرة ،ولكن المقارنة بين هذا العرض والعرض السابق تثير أسئلة كثيرة ،فمثال ما الداعي إلى هذا اإلختصار مادام إقبال الجماهير على العرض يغطي التكاليف؟ ،وفنيا هذه «األوب ار باليه» التي كتبها /د.رشاد رشدي هي تجربة فنية جديدة من بين مكوناتها األساسية إشتراك مختلف نوعيات األداء على المسرح إشتراكا حيا ،فهل استخدام التسجيالت يعطي نفس الحياة؟) عبد الفتاح البارودي :جريدة «األخبار» ( 17يناير )1979
مسرحية« :ع الرصيف» (عرف «جالل الشرقاوي» كمخرج أن يختار نصا لكاتبة مبدعة جريئة ،واستطاعأن يجسد رائعة «نهاد جاد» على المسرح لتماثل الصورة التي ارتسمت في عقل المؤلفة مستعينا بفنانة الديكور القديرة /نهى برادة ،التي أبهرتنا بمناظرها الفخمة التي كانت تتغير بسرعة مذهلة ...وعرف «الشرقاوي» أيضا كيف يختار قمما شامخة لإلضطالع باألدوار الرئيسية في العرض). د.غبريال وهبة :مجلة «المسرح» ،العدد األول (يناير :مارس )1987 مسرحية« :إنقالب» (سعيد بأن أفلتت أوب ار «إنقالب» التي لحنها /محمد نوح من مقص الرقيبرغم طعمها السياسي الحريف ،ولذعة سخريتها المبدعة بلغة المرحوم /صالح جاهين ،وأعتقد أن السماح بعرضها يدخل في إطار حرية الرأي التي تميز هذا اللون من ألوان الديمقراطية ...ومن هنا يمكن للمشاهد المصري الذي ال يألف األوب ار اإليطالية أن يشاهد هذا العمل الفني في شكل مسرحية موسيقية غنائية راقصة على مستوى رفيع جدا تشده من البداية إلى النهاية بعناصرها المميزة، التي لم تتوافر حتى اآلن -في حدود علمي -في أي عمل فني من هذا الطراز ...واألهم إخراج /جالل الشرقاوي الذي تميز بمزج فريد بين الشاشة البيضاء جالل الشرقاوي
167 166
والمسرح على نحو غير مسبوق بهذا المستوى ،وعلى سبيل المثال فهو يستخدم الشاشة البيضاء في تصوير عربة الشرطة وهي تسير في شوارع القاهرة مطلقة صفاراتها المدوية حتى تصل إلى بيت «إيمان البحر» للقبض عليه ،وتقف ويخرج منها رجال الشرطة ويهجمون إلى األمام ،فإذا بالمشاهد يراهم على المسرح ليقوموا بأدوارهم بعدما إنتهى دور الشاشة البيضاء ،وفي بعض المشاهد تبقى الشاشة لتكون خلفية للمشهد المسرحي الذي يكمل ما يدور على الشاشة مثل مشهد العرس ،فالشاشة تصور العروس وهي تنزل ساللم القصر في زفتها ثم بها تخرج على المسرح لتكمل الدور ،لقد كان «جالل الشرقاوي» بارعا جدا في تقديم هذا المزج ...وهكذا تمثل هذه األوب ار السياسية الشعبية إقتحاما فنيا جديدا مليئا باإلثارة والطرب والمتعة العقلية والحسية). د.عبد العظيم رمضان :جريدة «الوفد» ( 19ديسمبر)1989 (ليست مبالغة لكنها حقيقة يشعر بها من شاهد مسرحية «إنقالب» التي أدتإلى حدوث إنقالب حقيقي داخل عقل المشاهد ،وتبدو كما لو أنها عبرت بنا خمسين عاما إلى األمام ،أنها تستخدم ألول مرة في «مصر» إمكانيات مذهلة فوق منصة العرض المسرحي ،وتوظف بدقة بالغة كافة عناصر العرض في وحدة فنية تجعل المتلقي أمام حالة أشبه بالسحر الفني ،أو إحساس آخر بأننا إنتقلنا فجأة إلى مسارح «أوربا» لنشاهد عرضا يختلف عن كل ما شاهدناه فوق المسرح المصري .وأعتقد أن مسرحية «إنقالب» سوف تؤدي إلى تحوالت جذرية في المسرح المصري ،ولن يستطيع المشاهد الذي يستمتع «بإنقالب» أن يتذوق
عرضا آخر ال يرتفع إلى نفس المستوى من الدقة والوعي ...ويعتبر البناء الموسيقي الذي قدمه «محمد نوح» عالمة واضحة على طريق المسرح الغنائي أو األوب ار الشعبية ...أما الفنانون الذين قدموا هذا العرض فإن كال منهم يضع عالمة جديدة في حياته الفنية). عبد الرازق حسين :جريدة «الوفد» ( 5يناير )1989 (هذا التكامل بين النص واأللحان واألداء التمثيلي والحركة المسرحية والصورةالسينمائية في حدود وحدة فنية متماسكة هو أهم عوامل نجاح هذا العرض الجميل ،الذي أضعه بال تردد على رأس قائمة العروض التي شاهدناها خالل العام المنقضي ...كل العناصر بحاجة إلى مخرج خبير موهوب لكي يصوغها في وحدة مقنعة وممتعة ،فإذا أضيفت إليها العرض السينمائي الذي صور بإتقان مذهل وشاعرية مجنحة ،لكي يستكمل نواقص العرض المسرحي فينتقل بنا إلى المناظر الخارجية المتسعة ،ويصور لنا خلجات الوجوه والتقاءات العيون وتموجات الشعر ،وشطحات الخيال وتقلبات البحر ورذاذ أمواجه وغير ذلك مما ال يمكن أن نراه في أي مسرح ،مع تداخل كل هذه الصور مع العرض المسرحي الحي بسالسة وبال إفتعال أو توقف أو تلكؤ من أي نوع ...أدركت مدى الجهد واألموال التي تكبدها المخرج المنتج /جالل الشرقاوي ،خاصة وقد أضطر إلى اإلستعانة بعدد غير قليل من المصورين والخبراء األجانب). فؤاد دوارة :مجلة «الكواكب» ( 10يناير )1989
جالل الشرقاوي
169 168
(أرفع القبعة عاليا لجالل الشرقاوي مخرج «إنقالب» الذي جعل من عرضه متعةبصرية حقيقية وعمال إستعراضيا من الطراز األول ،ال يقل في إبهاره وإمكانياته وكرمه عن أي عرض من هذا النوع الذي نراه في مسارح «باريس» و»روما» .لقد استغل «الشرقاوي» اإلمكانات الفنية الكثيرة التي وصل إليها «المسرح األسود» التشيكوسلوفاكي ومسرح «الالتيرنا ماجيكا» ،واستعان بخبراء أخصائيين من هناك ليطبقوا ما وصلوا إليه على مسرحه الصغير ،الذي اتسع فجأة أمام أعيننا فأصبح عمالقا ،بل أن «الشرقاوي» أثبت بإستغالله إمكانيات السينما والشاشة العريضة الملونة ودمجها في العرض المسرحي بشكل منسجم ومقنع أنه خلق للمسرح المصري أسلوبا جديدا يمكن إستغالله بمدى كبير ،وأنه مخرج سينمائي قادر إلى جانب كونه مخرجا مسرحيا متمكنا « ...إنقالب» مسرحية إستعراضية جادة مبهرة ...ستبقى في مواسم المسرح المصري نجمة بازغة لها بريق ،وعالمة جادة في مفترق الطرق). د.رفيق الصبان :مجلة «الدستور» السورية ()1989/1/30 (استخدم «جالل الشرقاوي» الشاشة السينمائية كمعادل لمسرح الخيال أوعالم النفس الداخلي ،فغدت الصور المطروحة عليها صو ار خيالية تدور في فلك األحالم والذكريات ،واألوهام والمخاوف ،والرغبات والمشاعر .وهكذا غدت «السينما» معادال للرؤية الداخلية الذاتية لألبطال الفردية والجماعية ،بينما جسد «المسرح» الرؤية الموضوعية الخارجية أو حقائق الواقع المعاش ،وظف «الشرقاوي» إختالفهما وأبرزه لتجسيد فكرة الخلل التي تتمثل في إغتراب اإلنسان
عن واقعه وإنغالق النفس على نفسها .ويتضح هذا التوظيف في أجلى صوره في متتالية مستشفى األمراض العقلية التي تجسد «خشبة المسرح» فيها واقع المستشفى بينما تجسد «الشاشة» هلوسات البطل الداخلية .وقد إختار «الشرقاوي» لقطاته السينمائية في هذه المتتالية بذكاء شديد فكانت معظمها لقطات خارجية توحي باإلنطالق واإلتساع بالمقارنة إلى واقع الخشبة المظلم الكئيب الذي يقف فيه البطل وحيدا معزوال). د.نهاد صليحة :مجلة «المسرح» ،العدد التاسع (يناير :مارس )1989 مسرحية« :بولتيكا» (إن ما يميز هذا العرض هو إعتماده األساسي على الكلمة والكلمة فقط ،وعلىالنص الكوميدي الذي يحمل مضمونا جادا ،وعلى األداء المتقن للممثل إلى حد ما ،دون إعتماد على إبهار وزخرفة عناصر الديكور أو المالبس أو اإلضاءة أو الحيل السينمائية وإضاءة الليزر والرقصات واإلستعراضات واألغاني والموسيقى الصاخبة أو أساليب اإلبهار التجاريةاألخرى لجذب المتفرجين وإبهارهم دون مضمون حقيقي ...واعتمد المخرج على حركة مرسومة بدقة واعية يقدم دالالتها اإلشارية واإليحائية بشكل واضح ،سواء داخل الصالة أو فوق خشبة المسرح، معتمدا على مخاطبة الجمهور وصنع عالقة حميمة بين المتفرج والعرض ،لذا جالل الشرقاوي
171 170
جاء أداء الممثلين خاليا من المبالغة رغم «كاريكاتيرية» اللوحات). عبد الغني داود :جريدة «الوطن» الكويتية ،العدد 5200 ()1989/8/10 مسرحية« :البغبغان» (ويجيء اإلخراج الذي تواله المخرج الكبير /جالل الشرقاوي فيحاول أن يزاوجبين بعدي السيرك والمسرح ،فيما سميناه بدراما السيرك مستفيدا من التصميم الطبيعي للمعمار المسرحي ،حيث خيمة المسرح توهم بخيمة السيرك ،ودخول البلياتشو من سقف خيمة المسرح يجعل المتفرجين وكأنهم جمهور سيرك حقيقي، هذا باإلضافة إلى إحاطة المضمون الدرامي بخيوط الموسيقى الرقص والغناء تأكيدا لكوميديا اإلطار المسرحي .وكان موفقا في استخدام األوركست ار الحي في أحد جانبي المسرح ،ال بهدف تطبيق نظرية اإلغراب الملحمي ولكن لإليهام الواقعي بدنيا السيرك ...ولكن اهتمام المخرج باإلطار الفني جاء على حساب المضمون الدرامي ،فبدا العرض وكأنما هو فرجة في السيرك أكثر منه رؤية في المسرح ،خاصة وأن افتتاحية العرض ذات الطابع السيركي الخالص كانت أطول من الالزم بحيث تعمق هذا اإلحساس ،باإلضافة إلى نمرة الحاوي التي بدت وكأنها فاصل قائم بذاته بعيدا عن السيرك وعن المسرح .وفي الوقت الذي نجح فيه المخرج في تقديم بعض المشاهد -مثل :مشهد البلياتشو في صالة «الباتيناج» وهو يرقص ويغني ويمثل ،ومشهد نزوله من سقف خيمة المسرح،
والمشهد الراقص بينه وبين «نورا» على موسيقى الديسكو ،ومشهد «الترابيز» بينه وبين «مجدي» -لم يحقق مثل هذا النجاح في تقديم بعض المشاهد األخرى ...وال شك في أن اللوحة الختامية التي تشكلت في نهاية العرض من مجموع الممثلين والعبي السيرك كانت على درجة عالية من الجمال الفني ،وكأنها لوحة حية من البشر). جالل العشري« :المسرح وجه وقناع» ،الهيئة المصرية العامة للكتاب ()1997 مسرحية« :راقصة قطاع عام» (ويجيء اإلخراج الذي تواله المخرج الكبير /جالل الشرقاوي ليجسد هذه الدراماالمؤسسية فوق خشبة المسرح ،فيتفرغ تماما لعملية اإلخراج دون أن يجمع بينها وبين التمثيل كما فعل في مسرحيتي «البغبغان» و»إفرض» ،فتتجلى براعته اإلخراجية في سرعة اإليقاع وفي سالسة األحداث وفي تغيير المشاهد وفي استخدام الموسيقى واإلضاءة .وبعد هذا كه في إحداث متعة الفرجة إلى جوار سخونة الفكر ،فجاء العرض المسرحي فك ار ال يخلو من الفرجة ،وفرجة ال تعدم التفكير ...كذلك نجح المخرج في تجسيد مشهد زيارة الراقصة الشابة لبيت األسرة العريقة بكل ما في هذه الزيارة من مفارقات سلوكية ومتناقضات إجتماعية وصورة كاريكاتيرية ...أما مشهد المواجهة بين «صابر أفندي» المدير العام وبين رئيس جالل الشرقاوي
173 172
مجلس اإلدارة فكان غاية في تجسيد المأساة رغم طابعه الكوميدي الهزلي ... لقد جمع هذا العرض المسرحي بين جماليات الفن المسرحي ومضامين الفكر المسرحي على نحو يجعل من هذا المسرح معهدا للتذوق الفني الرفيع والفكر اإلجتماعي الجاد). جالل العشري« :المسرح وجه وقناع» ،الهيئة المصرية العامة للكتاب ()1997 مسرحية« :ع الرصيف» (ويجيء المخرج الكبير /جالل الشرقاوي ليجسد هذا النص ،فيتأرجح بينسياسية المسرحية وتجارية المسرح ،ويحاول أن يجمع بين كال الطرفين في مركب يجمع بينهما فيما يمكن تسميته بالمسرح السياسي التجاري ،فهو من ناحية حاول أن يضيف بعد الفن إلى بعد الفكر لكي يطلق في شرايين النص دماء الحياة، وذلك من خالل تجسيد النص المسرحي بالسائق والكمساري وطابور «محطة األتوبيس» (االسم األصلي لنص المسرحي) ،وتجسيد بوتيك «بلية» بكل ما يوحي ببقايا عصر اإلنفتاح .كذلك اعتمد على «بلية» في إحداث األثر الكوميدي بمط دوره وإقحامه في أكثر مشاهد المسرحية ،وبخاصة في مشهد «الحفرة» ،التي سقط فيها بعد أن حاول م ار ار أن يوقع فيها «صفية» .كما اعتمد على مشاهد اإلسترجاع في تجسيد حلم «صفية» ببيت الزوجية وإنجاب األطفال ،والوصول إلى المكانة
المرموقة في المجتمع ،وعلى الوجه اآلخر في تجسيد آالم التعذيب التي تعرض لها «كامل عبد الحق» لكي يعترف بغير الحق .أما مشهد «المحاكمة» فكان أقوى مشاهد المسرحية وأكثرها جاذبية ،حيث الحلم «كامل» ،والحب «صفية» في قفص اإلتهام ،وفي ساحة المحكمة ،اإلنتهازي «بلية» والوصولي «عبد الصبور» .اعتمد المخرج على ديكور« /نهى برادة» الذي جمع بين السرعة في التفسير والجماليات في التكوين والوفاء بكل متطلبات المشهد ،فكان على درجة عالية من الروعة والبراعة معا ،فقد خفف من وطأة المونولوجات الطويلة عند «صفية» ،كما أحدث نوعا من اإلرتياح الفني واإلمتاع البصري). جالل العشري« :المسرح وجه وقناع» ،الهيئة المصرية العامة للكتاب ()1997 مسرحية« :المليم بأربعة» أصبح المخرج /جالل الشرقاوي ظاهرة محيرة داخل مساحة الحركة المسرحية،فهو ال يحاول تقديم أعمال تستثمر الظواهر اإلجتماعية مسرحيا بحيث تعلبها داخل براويز أنيقة تمتلك مقومات الجذب للجماهير الباحثة عن التسلية والتنفيس ،لكنه يحاول دائما تقديم أعمال جادة تتناول الظواهر القاتلة ،والتي تكتسح حياتنا بشكل بالغ القسوة ...وإذا توقفنا أمام «المليم بأربعة» فسوف نكتشف أننا أمام مسرح حقيقي ،وأمام مجهود مخرج حتى ولو ضعف في بعض المناطق .لقد استطاع جالل الشرقاوي
175 174
«جالل الشرقاوي» -من خالل كلمات «األبنودي» البسيطة والمعبرة ،وألحان/ جمال سالمة الجميلة ،ورقصات /محمد خليل الجيدة -أن يقدم لنا مساحة شديدة السخونة والوعي ...تصبح اللوحات المسرحية هنا حياة كاملة ال تفقد تواصلها مع المشاهد ،وتتفجر فيها مساحات الوعي ألننا ندرك منذ اللحظة األولى مالمح هذا العالم ...لقد حاول «جالل الشرقاوي» أن يعيد صياغة النص الدرامي مستخدما الوسائل الفنية ،ليعيد هذا الطرح مرة أخرى مسرحيا ،بحيث تصلنا رموزه ونفكها بسهولة شديدة ،فاللوحات هنا تتحرك وبشكل سريع -تماما كالمسبحة -دون أن تنفرط حباتها لنصل معها إلى ذات النقطة الملتهبة ،فهي عندما تتحرك ال تخلفنا وراءها نتذكر ما حدث ،لكنها تسحبنا معها لنواجه ما سوف يحدث ،ومن ثم نكون قد وصلنا في النهاية إلى أن نصرخ معا). محمد الرفاعي« :عربة اسمها المسرح» ،الهيئة المصرية العامة للكتاب ()1997 مسرحية« :األنون وسيادته» (أثارت هذه المسرحية موجة شديدة من اإلتهامات المتبادلة بين المؤلف الذييؤكد أن نصه قد تمزقت أشالؤه فوق خشبة المسرح وبين المخرج الذي يدافع عن نفسه بأن النص لم يستطع أن يحمل بذرة نجاحه منذ اللحظة األولى ...وإذا كان النص لم يستطع أن يحقق رؤية مسرحية تجعلنا نحتج أو نوافق ،نفكر أو
نندفع للفعل ،ولم يستطع أن يشكل حتى مساحة من المتعة الفنية فإن اإلخراج قد تعامل مع النص الدرامي كمجرد هيكل عليه أن يحركه في المساحة الفارغة ... ولم يحاول اإلخراج أن يدفع بمناطق الحدث -والتي أصر النص على موارتها خارج حدود الرؤية -إلى تلك المساحة الفارغة بحيث تتشكل أمامنا ...بل أصر اإلخراج هو اآلخر -وتحت التهديد الدائم للمؤلف بعدم التغيير -على تحريك الجمل مسرحيا دون تحريك األشخاص ،وفي هذه الحالة ال يمكن لتلك الجمل أن تعيد صياغة المنظور المسرحي ...وال نستطيع في النهاية التوقف ولو قليال للتأمل أو محاولة التفسير أو التأويل ،أو حتى محاولة القبض على األحرف المراوغة الزئبقية). محمد الرفاعي« :عربة اسمها المسرح» ،الهيئة المصرية العامة للكتاب ()1997 مسرحية« :تتجوزيني يا عسل» (يتمتع المخرج /جالل الشرقاوي -والذي هو منتج المسرحية أيضا -بذكاءخارق ومقدرة كبيرة على تناول أي نص وإخراجه بما يالئمه من مدارس اإلخراج، وهو هنا كمنتج يقول للناس أنه قادر على إخراج مثل هذه النوعية من المسرحيات بنفس المقدرة على إخراج أعماله الكبيرة والجميلة التي قدمها من قبل -من إنتاجه أيضا -مثل «إنقالب»« ،ع الرصيف»« ،إفرض» وأخي ار «عطية اإلرهابية». جالل الشرقاوي
177 176
وبين الحين والحين يقدم على إنتاج مثل هذه النوعية من األعمال عمال بالمثل الشعبي القائل« :النواية تسند الزير» ،أي مثل هذه العروض تجعله يربح ويعوض ما يخسره في إنتاجه الكبير من المسرحيات الجيدة ،وأعتقد أنه منطق فيه كثير من التجني على ما قدمه من مسرح رفيع يجيد التعامل معه كمخرج ومنتج ،وينجح فيه دائما). مختار العزبي :مجلة «المسرح» ،العدد ( 63فبراير )1994 مسرحية« :الخديوي» (كيف استطاع «جالل الشرقاوي» أن يحقق هذا المزج الذي يستعصي علىالكثيرين من مخرجي الدراما ؟ ،إن مفتاح ذلك يكمن -شأنه شأن أي قائد لألوركست ار -في التوزيع أي إختيار العازفين .ألن التوزيع الموسيقي على اآلالت هنا يقوم به المؤلف ،فلديه قمم في األداء المسرحي :سميحة أيوب ،محمود ياسين، أشرف عبد الغفور ،حمزة الشيمي ،مدحت مرسي ،فاروق الدمرداش ،وزهور تونع في هذا الحقل ،أصغرهن «عبير الشرقاوي» التي يزداد عبيرها إنتشا ار كلي ليلة، و»مي ،و»نيفين علوبة» التي تمنيت أن أسمعها تغني أكثر أكثر .هذه التركيبة إذن هي السر ،وعندما أشهد الجماهير تمآل ساحة مسرح «البالون» على سعته، وأتطلع بعينين فاحصتين وأذنين مرهفين إلى ما تقوله الجماهير ليلة بعد بعد ليلة أقول في نفسي لقد حققنا حلم المسرح اإلستعراضي الحقيقي ،وهو المسرح الذي
أصبح السمة السائدة في مسارح أوروبا وأمريكا ،وهو التحدي الموجه إلى العمل المسرحي في أشق صوره بسبب تكاتف الجهود المطلوبة ،وتنوع الفنون المستثمرة والطاقات المبذولة). د.محمد عناني :مجلة «المسرح» ،العدد ( 62يناير )1994 (جاءت خبرة المخرج /جالل الشرقاوي في التعامل مع نص «جويدة» ال منحيث هو مسرحية سياسية أو تاريخية ،فلم يهتم كثي ار بطراز عصر الخديوي من المنظر المسرحي أو المالبس أو أي من عناصر العرض المسرحي ،لكنه قدم المادة الشعرية التي بين يديه في صيغة أقرب إلى األوبريت مستغال وجود شخصية «ألمظ» مطربة العصر وأحداث إفتتاح القناة ليغلف المشاهد بأغنيات عاطفية رقيقة الكلمة واللحن .كما وظفت األغاني للتعبير عن مشاعر البطلة المحبطة ،مما كان مفاجأة للمتفرج أن يرى الممثلة الكبيرة /سميحة أيوب تغني. كذلك استخدم «الشرقاوي» ألسلوب اإلسقاط السياسي المحمل برؤية هزلية ساخرة في تفسير عالقة الخديوي /الدائنين من خالل تكنيك األقنعة التي حملت وجوه رؤساء دول وحكومات غربية حالية ،وأصحاب شركات توظيف األموال ومندوب صندوق النقد الدولي /العب السيرك ،لكنه لم يكن اإلسقاط المباشر الفج بقدر ما كان اإلسقاط الذكي الذي يلمح وال يفصح ،يشير وال يصرح ،إسقاط يترك للمتفرج مهمة صنع المعنى الخاص به ،والذي يعيش مظاهره بصورة يومية). د.سامية حبيب :مجلة «المسرح» ،العدد ( 62يناير )1994 جالل الشرقاوي
179 178
(يأتي المخرج /جالل الشرقاوي ليقدم خطاب العرض في ورق «سوليفان» المعبراق ،ألن غرضه األسمى هو خلق حالة وجدانية لدى المتفرج في مناقشة قضايا شديدة المعاصرة أبرزها :عالقة الحاكم بالشعب ،وعالقة «مصر» بالغرب ،ومن أجل هدفه األسمى سعى إلى عناصر الجاذبية الشعبية التي تتجسد بالمشاهد المبهرة ،ومشاركة الممثلين النجوم بأداء األدوار ،باإلضافة إلى عناصر اإلثارة في الحركة والحدث والحيوية والحماسة الرومانسية المليئة بالعواطف الممزوجة بالدموع واآلهات ،والمحتشدة بأغنى المناظر التي ساهمت في تحقيق المتعة البصرية ،بحيث ال يظهر الخط الفاصل بين الفن والتسلية). عبد الغني داود :جريدة «الشرق» الخليجية ()1994/2/4 (المخرج /جالل الشرقاوي حاول أن يعيد صياغة هذا العالم فنيا ،لكن الدراماالضائعة والغنائيات الطويلة والرؤى المفتقدة قد دفعت به مرغما إلى استدعاء حيله القديمة والمفضلة -وهي لعبة األقنعة -أقنعة «جولدا مائير» و»موشى ديان و»كلينتون» والتي سبق أن استخدمها في أعمال سابقة -في محاولة لسحب هذا العصر على الواقع اآلني ،وألن «الدراما» تفتقد ذلك فقد جاءت هذه الحيلة ساذجة ومباشرة وفجة ،كما حوصر «جالل الشرقاوي» في بداية المسرحية دراميا ومكانيا، فالمسرحية تبدأ بمونولوج طويل للخديوي داخل قصره ...ولكن «الشرقاوي» نجح في تجسيد مشاهد الشارع وحصار األمن الركزي ألزهار ،وسقوط «الخديوي» بشكل مأساوي في النهاية ،فصار الفراغ المسرحي حامال دالالته الفنية والجمالية،
كما نجحت ألحان /محمد الموجي في التعبير عن ذلك العالم بجمال وشجن). محمد الرفاعي« :عربة اسمها المسرح» ،الهيئة المصرية العامة للكتاب ()1997 مسرحية« :إزاز × إزاز» («إزاز×إزاز» عرض مسرحي يناقش قضية هامة بأسلوب الكوميديا السوداء،وألن الموضوع جاد فإن مساحة أغاني «سعيد صالح» أقل هذه المرة من مسرحياته السابقة ،والتي كان الغناء فيها يشغل مساحة كبيرة .نضجت ألحان /سعيد صالح لتضعه في مصاف كبار مبدعي األلحان في «مصر» ،وساعدتها كلمات /أحمد فؤاد نجم التي تخترق الجلد السميك الذي أفسدته األغاني الهابطة لتصل إلى العضم ...قدم المخرج /جالل الشرقاوي صاحب الفضل األول في تقديم هذا العرض الخطير مؤلفا مسرحيا واعدا هو «صالح متولي» ،الذي حاول أن يقول في أول عمل له مع مسرح القطاع الخاص كلمة هادفة وأن يناقش قضية هامة. وقدم «جالل الشرقاوي كل اإلمكانيات لنجاح العرض وكان ديكور /نبيل الحلوجي جيدا ،وتفوق على نفسه في مشهد تمثال «إبراهيم باشا» ،وكانت رقصات /عادل عبده وإستعراضات العرض منسجمة مع نسيج العمل). عالء رفعت :جريدة»األخبار» ،العدد )1994/8/4( 1318 جالل الشرقاوي
181 180
(كل من شاهد مسرحية «إزاز×إزاز» يشعر أنه أمام عمل فني كبير ،كانمن الممكن أن يكون قنبلة فنية جديدة للفنان /جالل الشرقاوي ...فكرة المعة ومعالجة ذكية تتسم بالتكثيف والتدفق والحبكة القوية ،طعمها اإلخراج بفصوص من الاللئ الثمينة من المناظر واإلستعراضات والرقص الفردي والوجدانيات والمتع البصرية ...ومن المؤكد أن «جالل الشرقاوي» في سعيه للسباحة ضد تيار القطاع الخاص في بعض عروضه يسعى لتقديم فن حقيقي له دور وطني سياسيا وإجتماعيا وفنيا ،وأن هذا الحرص يكلفه كثير من التضحيات). أحمد عبد الحميد :جريدة»الجمهورية» ،العدد )1994/9/14( 14839 مسرحية« :قصة الحي الغربي» (ال يحتاج المخرج /جالل الشرقاوي التأكيد على مهارته اإلبداعية وقدراتهالفنية ،فهو المخرج المتمكن الذي يملك الرؤية والفكر الفني ،ولكن تبقى القضية األساسية وهي خضوعه لسيطرة شباك التذاكر ،ومحاولته مغازلة ذلك الجمهور الذي يستطيع دفع قيمة تذكرة الحضور والتي تصل إلى المائة جنيه!! لذلك فدائما ما تتراوح عروض «مسرح الفن» التي يقوم بإخراجها ما بين العروض الملتزمة مثل «إنقالب» و»المليم بأربعة» ،وبين العروض التجارية مثل «تتجوزيني يا عسل» ،وهذا العرض الذي جمع فيه ما بين المتعة والفكر .لقد بذل «جالل الشرقاوي» قصارى الجهد في توظيف جميع المفردات المسرحية المتاحة لعرضه
مع اإلعتماد على مهارة ممثليه ...واستطاع بمهارة الصانع المتمكن أن يستخدم تكنيك الكامي ار السينمائية من حيث كثرة وتتالي المشاهد ،حيث وصل عددها إلى عشرة مشاهد خالل الفصلين األول والثاني ،وذلك من خالل ستة مناظر (هي: الشارع /الكازينو /مشغل الخياطة /النادي /منزل سعيد /المستشفى) ،وبالتالي فقد ضمن سرعة اإليقاع وعدم تسرب الملل ،وإن كان قد حقق تميزه في المشهد األخير حينما قام فعال بإستخدام الكادر السينمائي داخلي (داخل المستشفى) وخارجي (في الشارع حيث المطاردة بين الفريقين والشرطة) ،وذلك عن طريق إستخدام الكوبري العلوي وإختالف بؤرات اإلضاءة .ويحسب للشرقاوي نجاحه في إختيار ممثليه بشكل عام ،وإن كان يؤخذ عليه أنه قد ترك مساحة لإلرتجال لبعضهم تصو ار منه بأن ذلك قد يحقق عنصر جذب للمشاهد ،فجاءت تلك اإلرتجاالت واإلضافات على حساب التسلسل الدرامي والصراع الرئيسي). د.عمرو دوارة :مجلة «المسرح» ،العدد ( 75فبراير )1995 (هو عرض يقترب أكثر لتلك األعمال الغنائية الموسيقية اإلستعراضية ،وباعتبارأن هذه العروض تعمل على متعة الفرجة فقد قدم لها المخرج ما تحتاجه بالفعل. الديكورات لنهى برادة جاءت متميزة إال في بعض المشاهد القليلة ،بصفة عامة ديكورات غنية تقدم لنا المطلوب ألن المنتج -وهو أيضا «جالل الشرقاوي» - يدرك أهمية هذا العنصر ،اإلضاءة استخدمها المخرج ببراعة ليست جديدة عليه. الموسيقى قام بها «نبيل علي ماهر وكانت مناسبة للعمل ،وبعضها من تلك الموسيقى الحديثة التي تصلح لمصاحبة الرقص الحديث ،وأشعار /كمال عمار جالل الشرقاوي
183 182
كانت متميزة وقدمت إضافة للنص .اإلستعراضات قام بها ما يمكن أن نطلق عليه حاليا -وبالنسبة لمسرح القطاع الخاص -ملك اإلستعراضات ،أنه «عاطف عوض» الذي قدم لنا جهدا جيدا ...عموما عرض يقدم متعة الفرجة من خالل اإلستعراض والغناء والموسيقى مع تلك الرقصات الجديدة التي نجح عدد كبير من شبابنا في إتقانها على صعوبتها ،والتي نستشعر من خاللها منتهى الحيوية والسرعة التي تميز هذا العصر الذي نعيشه). آمال بكير :جريدة»األهرام»)1995/1/27( ، مسرحية« :الجنزير» (رغبت في تحية المؤلف والمخرج بح اررة مستفيضة على مغامرتهما بتقديمعرض يخلو من اإلستعراضات التي باتت مفروضة علينا في المسرح المصري اآلن!! ،وعلى ثقتهما بذوق المتفرج وعقله ،وبقدرته على اإلستمتاع بالفن الجميل دون التوابل والبهارات ،وعلى إدراكهما الواعي بأن النجاح الفني ال يعتمد على الصيغ المضمونة المألوفة أو الهرولة وراء الجديد والغريب دون مبرر ،أو على إختيار أسلوب دون غيره ألنه «موضة» ،أو على الحشو اللفظي والحركي ،وإنما يعتمد بالدرجة األولى على فضيلة اإلخالص في العمل وإتقانه ...كنت أود الحديث بإسهاب عن اإلضاءة الماهرة في هذا العرض ،وكيف أوهمنا المخرج أن المتحكمين فيها هم الممثلين عن طريق أزرار النور و»األباليك» التي تزين
جدران الديكور والنجفة المالة أعاله .وأود اإلشادة بالمالبس المختارة بعناية بألوانها المتناسقة وثرائها الداللي ،وأيضا بالموسيقى التي جاءت مناسبة وجيدة، وإن طالت كفواصل بين المشاهد بعض الشيء ...لقد كافأ الممثلون مخرجهم على عنايته الفائقة بجماليات الحركة واإلطار المحيط بهم فقدم كل منهم أقصى ما عنده من فن وإخالص وموهبة ،وتنافسوا جميعا في العناية بالتفاصيل الدقيقة ألدوارهم وأدائهم دون أن يقودهم هذا إلى التضحية بالتناغم الكلي لألداء من حيث اإليقاع واتساق درجات الصوت ونبراتها ،وردود األفعال سواء بالحركة أو اإليماءة أو إنعكاس اإلحساس في الوجه والجسد). د.نهاد صليحة :مجلة «المسرح» ،العدد ( 86يناير )1996 (نص «محمد سلماوي» محكم البناء رفيع المستوى لوال اإلطالة واالستطراد فيالبداية ...إخراج /جالل الشرقاوي متقن اإليقاع رائع الحركة لوال اإلظالم الكثير الطويل ..وديكور /صبري عبد العزيز متميز الجمال أتاح لعبد هللا مراد وإبراهيم مهدي إدارة معركة الختام ..وموسيقى /جمال سالمة جاءت معبرة وموحية مثل طاقم التمثيل الذي تنافس في رفعة األداء ..عرض متوهج زاخر بكثير من فنون المسرح وسط الخواء المسرحي). فتحي العشري :جريدة»األهرام» ،العدد )1996/1/13( 39848 (حرص المخرج الكبير على أن يكون المسرح متسعا منذ البداية يحيط بهصالون أنيق يناسب أسرة المهندس من بناة السد العالي ،وهو الديكور الوحيد جالل الشرقاوي
185 184
طوال العرض ،حيث تجرى األحداث في صالة البيت ومع ذلك استطاع النص والحوار المتقن الفكر الواضح للمؤلف وإمكانات المخرج القدير وسيطرته على المسرح والحركة واإلضاءة ثم أداء الممثلين من تقديم عرض أظنه في مقدمة أهم عروض المسرح عام .. 1996جمال سالمة قدم موسيقى معبرة عن الموضوع، وكان المخرج /جالل الشرقاوي عمالقا أيضا في إخراجه للمعركة بين الشرطة والمتطرفين ،وكانت من أهم مشاهد العرض ..تحية للجنزير ولكل مبدعيها). محمد صالح :جريدة»األهرام» ،العدد )1996/1/15( 39850 (العرض الذي أخرجه «جالل الشرقاوي» يراعي وقبل كل شيء دغدغة أعينالمشاهدين وحواسهم مجتمعة ،فبقدر ما راعى أن يرسم لنا منذ البداية خطوطا يكتنفها تجمل وبريق مغالى فيه -تمثل في ديكور /صبري عبد العزيز -عمد أن يحبسنا في بئر من المتفجرات المادية والدماء دون مخرج ،أنه يأخذنا إلى منزل عائلة مصرية يتميز بالهدوء والثراء واألناقة ولكنه يحوله بالقدر نفسه في النهاية إلى جحيم مستعر حيث تتطاير الجثث وتنزف األجسام ،وتختلط المتفجرات باألنات بالخوف ،والعقل بالجنون وكأنه الطريق إلى يوم الحشر العظيم ،مما يثير في أفئدة المشاهدين فزعا حقيقيا بل وال تغالي إذا قلت إرهابا تجسد بالصوت والصورة ،وحين يخرج المشاهدون من ساحة المسرح يخرجون لألسف مفزوعين من الصورة أكثر من فزعهم من المعنى الفكري الذي يوظف العرض نفسه إلجالئه وتعميقه). زينب منتصر :جريدة»األحرار» ،العدد )1996/5/4( 1592
(استطاع المخرج /جالل الشرقاوي تكوين «كاست» أو مجموعة عمل لضماننجاح العمل ،فكانت مجموعة العمل هي الثقل الحقيقي في العرض ،وخاصة الفنانين /عبد المنعم مدبولي ،ماجدة الخطيب ،وائل نور ،خالد النبوي ...الديكور الواحد الذي استغل كل مساحة خشبة المسرح يمنح الراحة وكأننا نعيش في أحد بيوتنا القديمة المتسعة بالجدران وتلك األبواب التي تنطلق من صالة كبيرة، «الجنزير» مسرحية مجنزرة جيدا بكل مفردات اإلخراج ...وللحق العرض جيد بكل مفردات العرض). سناء فتح اهلل :جريدة»األخبار» ،العدد )1996/7/22( 13796 مسرحية «دستور يا أسيادنا» (المسرحية تنتهي بيقظة الوعي بحقوق المواطنة لدى الجميع الذين يطالبونبالتمسك بالدستور ويعلو مطالبهم« :دستور يا أسيادنا» ..لو أن «جالل الشرقاوي» لم يحصل على جائزة الدولة التقديرية لتاريخه الحافل بالعروض المسرحية الناهضة منذ «أنت إللي قتلت الوحش»« ،آه يا ليل يا قمر»« ،ملك الشحاتين» و»إنقالب» لكان في هذا العرض «دستور يا أسيادنا» الحيثيات الكافية لمنحه الجائزة .هذا عرض حشد له «جالل الشرقاوي» جميع إمكانات اإلتقان في الفن المسرحي من العناصر الرئيسية واألساسية إلى أدق التفاصيل الثانوية والهامشية وغير الملحوظة ...نحن من المشهد األول حتى األخير أمام كتيبة رائعة من الممثلين جالل الشرقاوي
187 186
من كبر منهم ومن صغر ،من هو معروف نجما المعا أو من تساءلت عن اسمه أو اسمها ...هذه النتيجة وليدة جهد متعاون بين كاتب النص والممثل والمخرج المسيطر على وحدة العمل ولملمة كل الخيوط لتنظيم إيقاع الشد والجذب واإلرخاء واإلطالق ...من أهم تخصصات «جالل الشرقاوي» خلق هذا اإلحساس بالعشرة مع العرض ،لقد حقق ذلك بكياسة وتلقائية ساعده فيها حسن انتقائه لمجموعة الممثلين التي تمتلك تلك الخاصية اإلبداعية القادرة على «فن اإلرتجال»). صافي ناز كاظم :مجلة «المصور» ،العدد )1995/10/20( 3706 (األساس في نجاح هذه المسرحية هو فكرتها الجريئة وتعرضها لقضايا تخصالممارسة الديموقراطية وحقوق المواطن طبقا للدستور بشكل يبدو جديدا تماما على المسرح السياسي الذي تعود «الشرقاوي» على التعامل معه منذ سنوات طويلة ... ويعتمد «جالل الشرقاوي» في إخراجه للمسرحية على األسلوب الواقعي الذي نجده تمثيال وديكو ار في كل المشاهد ،لكنه يرجع إلى «البريختية» في مشهد المعتقل، كما الجأته الظروف اإلنتاجية فيما يبدو إلى اإلعتماد على ممثل واحد ألداء أكثر من شخصية ،وهذا يتناقض مع واقعية اإلخراج .وعلى الرغم من أن المسرحية في عامها الثاني إال أن البصمات اإلخراجية تبدو واضحة في حركة الممثلين وحركة المجاميع إلى حد كبير ...في النهاية سيصبح من حق «جالل الشرقاوي» المخرج والمنتج أن يفخر بأن كل أعماله تتحول إلى عالمات وبصمات في تاريخ المسرح المصري ،سواء كان المسرح السياسي وهو من فرسانه أو المسرح اإلستعراضي وهو من أوائل رواده). حامد عز الدين :جريدة «األخبار» ،العدد )1996/9/5( 13835
مسرحية «قشطة وعسل» (اإلخراج لجالل الشرقاوي وهو كالعادة واحد من ذلك الجيل المتفهم لطبيعة كل نوعية من المسرح ،حركة جيدة وإيقاع سريع ال يترك المتلقي لفترة ملل ..أستغل الثنائي الغنائي الراقص «فيفي عبده» و»مدحت صالح» بالصورة الجيدة ... أستخدم السينما التي دخلت كثي ار ضمن أحداث العمل ،كانت في مجموعها جيدة .. الديكورات لنهاد بهجت جاءت موفقة تماما ..اإلضاءة استخدمها المخرج بحرفيته العالية ،أما اإلستعراضات فجاءت موفقة لحسن عفيفي « ..عمار الشريعي» جاءت ألحانه موحية خاصة وقد تنقل من المصري الصميم إلى الحديث المغترب، وكانت أشعار /بخيت بيومي لألغاني مطابقة تماما للمواقف المختلفة .المهم عمل إستعراضي غنائي قدم لنا «ثنائي» لهذا اللون «فيفي عبده» و»مدحت صالح» في الصورة المطلوبة ،وإنتاج جيد لم يبخل عليه «الشرقاوي» بكل ما يحتاجه ..فقد حشد لمسرحيته اإلمكانيات المطلوبة خاصة وأن هذا المسرح الغنائي اإلستعراضي يحتاج إلى اإلبهار). آمال بكير :جريدة «األهرام» ،العدد )1997/8/9( 40423 مسرحية «حودة كرامة» (اسم المسرحية التي كتبها /صالح متولي «حودة كرامة» يضمن مقدما نوعامن التعاطف المسبق حتى قبل دخول المتفرج إلى دار العرض المسرحي ،ويدفعه سبب آخر للتفاءل ولتوقع سهرة مسرحية غير محبطة وهو اسم الفرقة ذاتها جالل الشرقاوي
189 188
«مسرح الفن» ،فهذه الفرقة قدمت من قبل عروضا متميزة ،وكلها بالطبع من إخراج مؤسس الفرقة /جالل الشرقاوي ...الديكور تصميما وتنفيذا من العناصر الفنية ووسائل التوصيل الجيدة في العرض ،حيث تحقق سهولة االنتقاالت المكانية بحلول فنية بسيطة ذكية لمصمم الديكور /محمود حجاج وللمخرج /جالل الشرقاوي ..كلمات «مجدي كامل» بدت أعلى قيمة وأشد عمقا من العرض ،والذي تاهت فكرته العامة الجريئة وسط سيل «اإلفيهات» واألجساد المثيرة للغرائز ..ويحسب للعرض وللمخرج تقديم «أحمد أدم» في دور بطولة استثما ار لنجاحه في تجسيد شخصية «القرموطي» ،وأضاف «صالح عبد هللا» ألدواره القديمة دو ار يحسب له ،وبأقل قدر ممكن من اإلرتجاالت غير المستحبة). نبيل بدران :مجلة «أخبار النجوم» ،العدد )1999/2/6( 331 (أخي ار نحن أمام تجربة تنتمي إلى الفن الذي يموج بح اررة البوح والتكشفبال تزييف أو تغييب .الشك أن المخرج /جالل الشرقاوي يمثل تيا ار متجددا في المسرح المصري بحكم ثراء تجربته اإلبداعية ،ورؤاه الفكرية التي تتجادل مع آليات الواقع بعيدا عن أسر «النوستالجيا» ...على مستوى التشكيل المسرحي بعث المخرج المثقف /جالل الشرقاوي حالة مسرحية ساخنة تحقق فيها إلى حد كبير مفهوم التفاعل المتزن بين اإلبهار والفن والفكر .لذلك إمتلك العرض ح اررة اإليقاع التصاعدي ،وتجاوز منطق التغييب والترهل واإلسفاف .في هارومنية ناعمة تتضافر خصوصية التقنية مع ثراء التجربة اإلبداعية التي ظهرت بصماتها في الصياغة المبهرة لمشهد «زفاف حودة» ،الذي ضم كل نجوم العرض وممثليه ومجموعات كبيرة من الكمبارس« .كوريوجرافيا» الحركة المتداخلة تبعث أبعادا
إنسيابية رشيقة ،تناقض المستوى النفسي مع الحركي يفجر المفارقات المتوترة. المالبس المبهرة واأللوان المشرقة تتقاطع مع خطوط الضوء المتدفق ليبعثا موجات فضية متالحقة .خشبة المسرح تصرخ بجنون الرغبة في الحياة حيث الموسيقى الصاخبة واألغنيات الدافئة واإلستعراضات الرشيقة ...في مشهد القبض على «حودة» اتجه منظور اإلخراج إلى أسلوب «الفالش باك» السينمائي ليجسد تفاصيل ليلة القبض عليه ،فيشاهد المتلقي عربة البوليس ،ويعايش آليات العالقة السادية التي تبلورت مسرحيا بإستخدام دراما الضوء إلستدعاء الماضي ومواجهته بالحاضر). د.وفاء كمالو :مجلة «المسرح» ،العدد ( 124مارس )1999 مسرحية «شباب روش طحن» («شباب روش طحن» تجربة فنية جريئة لفرقة «مسرح الفن» ،جرأة العرض ترجعإلى اإلعتماد على مجموعة ممثلين جدد في عرض تجاري ،ثم الرؤية السياسية للعرض على مستوى النص واإلخراج ...والمسرحية ليست لروشنة الشباب أو دغدغة مشاعرهم وأفكارهم وطريقتهم الخاصة في التخاطب .العرض يناقش قضية جادة ويكشف سلبيات إجتماعية ويفضح أساليب ملتوية ،وروشنة الشباب موقف سلبي تجاه تناقضات غير مفهومة تجسدها بعض مناطق النص إلى جانب أشعار /سمير الطائر أحد المناطق اإليجابية والمهمة في العرض .والعرض يضم جالل الشرقاوي
191 190
عدة مناطق إيجابية أولها بالطبع مجموعة الممثلين الجدد ،هذه الخطوة في المسرح التجاري تعتبر جريئة ومهمة ،بعد أن تجمدت الكوميديا بتأثير حالة الثبات التي سيطرت على نجومه وانعكس على انكماش حجم مشاهديه ..إستعراضات /عادل عبده عنصر إيجابي آخر ،شباب وحيوية وتشكيل وجمال وتجسيد حركي للحالة الفنية ،ومعها بالطبع األشعار المسرحية ،تكاملت اإلستعراضات مع األشعار وصنعت بناء فنيا موازيا للنص الدرامي ومؤكدا لمفرداته .ديكور /محمد الغرباوي عنصر إيجابي آخر ،مرونة في التغيير وجمال في التكوين مع اإليحاء الدقيق بالمشهد الذي تدور حوله األحداث .الحالة الفنية التي جمع عناصرها المخرج/ جالل الشرقاوي تستحق التقدير ،فقد قدم نموذجا لكوميديا جادة في قالب سياسي). عبد الرازق حسين :مجلة «آخر ساعة» ،العدد )2002/7/31( 3536 (يشهد المسرح المصري عرضا يناقش قضايا الساعة ،ويطرح بلغة فنية راقيةفلسفة جيل اإلنكسارات والمحن ،المسرحية يقدمها «مسرح الفن» للمخرج المثقف/ جالل الشرقاوي ،الذي اشتبك بوعي جريء مع جمود الكائن ،وتمرد على صمت الواقع ومراوغاته واقتحم تابوهاته ،عبر حالة فنية متوهجة تملك بريق الدهشة اآلخاذ ...في إطار غنائي إستعراضي راقص تفجرت كل هذه الرؤى الدالة، عبر حالة من اإلبهار المشرق الذي بعثه تضافر األلوان وزوايا الضوء المبهر مع خطوط الحركة السريعة ،وتدفق األلحان ،وثراء المالبس ونعومتها .ويذكر أن الرؤية اإلستعراضية التي وضعها «عادل عبده» قد تميزت بالرشاقة وروح اإلبتكار والبعد عن الخطوط النمطية المكررة ،وقد كشف أداء الراقصين عن حالة من اإللتزام الجميل الذي بعث هارمونية حركية خالبة .تميز العرض بصفة عامة بثراء
تقنياته وسخونة مشاهده التي مزج فيها «جالل الشرقاوي» بين اإلبهار والسياسة، والكوميديا والفلسفة والفكر). د.وفاء كمالو :جريدة «األهرام المسائي» ،العدد )2002/8/5( 4117 مسرحية «إمسك حكومة» (البد من تحية الفنان /جالل الشرقاوي على نضاله وشجاعته من أجل إنارةخشبة مسرحه ،حيث افتتح هذا األسبوع مسرحيته الجديدة «إمسك حكومة». وللحق أيضا فإن العرض الجديد لم يبخل عليه «جالل الشرقاوي» بإعتباره منتجا له إلى جانب إخراجه ،فقد قدم ديكورات عديدة وجيدة ..وأيضا قدم أكبر حشد من الشخصيات -ما بين األبطال والممثلين الثانويين والكمبارس مايزيد عن مائة شخص -فعال أعدد كبيرة للغاية .والعامل الثالث الذي أحييه من أجله هو تلك الخطوة البالغة األهمية بتخفيض ثمن تذاكر المسرح إلى النصف تقريبا إلتاحة الفرصة للجماهير التي ابتعدت عن المسرح بسبب إرتفاع أسعار تذاكره ...أما عن اإلخراج فهو في النهاية لفنان أكاديمي يعرف جيدا كيف يمسك بالخيوط وكيف يحرك العمل ،وبالطبع نجد هنا إستخداما جيدا لإلضاءة ،وحركة سريعة بل الهثة أحيانا للممثلين ،أما الموسيقى فكانت عبارة عن مقاطع من األغاني التي تحمل إسم «مصر» خالل تغيير بعض المشاهد فقط ،لكن بصفة عامة إخراجا واعيا). آمال بكير :جريدة «األهرام» ،العدد )2003/1/31( 42424 جالل الشرقاوي
193 192
(تحت شعار «المسرح لكل الناس» يقدم الفنان /جالل الشرقاوي مسرحيتهالجديدة «إمسك حكومة» مؤكدا دور المسرح في المجتمع ،لكن أي مسرح يقدمه «الشرقاوي» ؟ ،تلك هي المعادلة الصعبة بين هوجة المسرح التجاري الراقص والمسرح التجاري الهادف والذي يعرض قضايا المجتمع ويخترقها إلى ما هو أبعد، فتصبح عروضه صرخة إيقاظ للمجتمع تحفزه لإلنطالق والتمسك بالوعي ،كل ذلك في إطار كوميدي ساخر به البسمة التي تجذب الجمهور ،كما يدعوه للتأمل لما حوله ...تلك هي مسئولية الفنان /جالل الشرقاوي أستاذا أكاديميا ومخرجا مبدعا ،فهو لم يتخل عن حسه الفني واألكاديمي سواء بإكتشاف المواهب أو إعادة إكتشافها فيضيف من آن آلخر نجما بل نجوم على خشبة المسرح ،وتتأكد مسئولية الفنان والمخرج كمبدع في إلتزامه في إيجاد العالقة المتبادلة بين المتفرج والمسرح عندما يلمس وجدان المشاهد وهمومه لنسخر منها ولنفكر في الحلول. لقد حقق «الشرقاوي» مسئولياته هذه فقدم الموضوع الجاد الساخر). د.مصطفى سلطان :جريدة «األهرام المسائي» ،العدد 4334 ()2003/3/10
شهادات معرفتي الشخصية بالفنان /جالل الشرقاوى عبر حقبة طويلة من الزمن ،بدأتأواخر السبعينيات عندما كنت طالبا بقسم النقد وأدب المسرح بالمعهد ،وكان هو في مقعد العميد يعكس شموخ الموقع وثقافة وإجتهاد الفنان المبدع وشخصيته القوية المستقلة بين جيل كبير من األساتذة األكاديميين يضم أسماء المعة ... قائمة طويلة من األساتذة يدرسون علوم الفن لطالب أغلبهم يشغلون اآلن المواقع األولى من نجومية التمثيل واإلخراج والتأليف اإلذاعي والتليفزيوني. تعاملت معه كناقد أتناول المسرحيات التي يخرجها من «مسرح الفن» ،كتبت عن أغلب العروض التي قدمها منذ بداية السبعينيات ،اختلفت معه أحيانا وربما بعبارات نقدية قاسية ،واتفقت معه كثي ار ألن مسرحه كان وما يزال يمثل منظومة فنية وإدارية ناجحة حاول من خاللها تقديم المعادلة الصعبة ،مسرح تجاري يعتمد على تمويل نفسه من خالل أموال المشاهدين ليقدم لها الحد المعقول من الفكر والفن ويحاول إرضاء أذواقهم دون الهبوط إلى مستوى اإلسفاف واإلنحالل .معادلة في غاية الصعوبة وأحيانا تصل إلى درجة اإلستحالة ،لكنه ظل متمسكا بإمكانية تحقيقها حتى لو تطلب األمر تضحية مالية .إيمانه بمشروعه الفني والثقافي كان أحد مصادر قوته وإستقالله كفنان .يعتبر الوحيد من جيل رواد المسرح في الستينيات الذي لم يسع إلى منصب أو جرى داخل مكاتب الموظفين إلخراج مسرحية للقطاع العام ببضعة آالف من الجنيهات .بإستثناء موقع األستاذ داخل «أكاديمية الفنون» ظل «مسرح الفن» هو مشروعه الشخصي وحلم حياته الفني يفتح من خالله نافذة إبداعية ،لكن يبدو أن آخرين كانوا يتربصون ويحلمون جالل الشرقاوي
195 194
بإسدال الستار على هذا المسرح!! ..وكأن البعض يريد توصيل رسالة تطالبه باإلنكماش بمشروعه المسرحي عند سقف محدد. عندما قرر اإلنفاق من جيبه الخاص إلنتاج مسرحية «تاجر البندقية» لشكسبير استعان بتالميذه في قسم التمثيل ،فقد أراد تقديم قدوة فنية تعكس تكامل األجيال لتقديم مسرح جاد من خالل فرقة قطاع خاص .وفتح كذلك أبواب مسرحه أمام عروض «الجمعية المصرية لهواة المسرح» لمدة عشرة ليال متصلة ،بعد أن وجدت الجمعية أن أبواب جميع مسارح الدولة مغلقة أمام فعاليات «مهرجان المسرح العربي» الذي تنظمه سنويا ،كما قبل متطوعا رئاسة لجنة التحكيم العربية بالمهرجان .لقد تابعت خالل هذه الليالي مدى سعادته وحفاوته ومتابعته اليومية لعروض فرق الهواة من جميع األقاليم ،ومناقشتها والتعليق على جوانبها الفنية واإلبداعية .كان يرى أن تقديم «مسرح الفن» مجانا لهؤالء الهواة واجب ودور طبيعي يؤديه «مسرح الفن» لهؤالء الشباب من عشاق المسرح ومهرجانهم المتميز، والذي ينجح كل عام في استضافة كبرى الفرق المسرحية العربية ونخبة من أعالم المسرح بمختلف األقطار العربية الشقيقة. أعترف بإنحيازي الكامل وتعاطفي مع موقف «جالل الشرقاوي» في دفاعه عن مسرحه ،إنحياز ال يعود فقط إلحترام وتقدير لشخصه كفنان وأستاذ لكنه قبل ذلك ينطلق من موقف موضوعي« .مسرح الفن» ليس كشك سجائر أو ملهى ليلي أو مجرد منصة لعرض األعمال المبتذلة لكنه أحد دور الفكر والثقافة المهمة في قلب «القاهرة» .نتفق أو نختلف نقديا حول بعض أعماله لكن مستحيل ألحد إنكار قيمة وأهمية أغلب المسرحيات التي يقدمها من ناحية مستواها الفني وما تطرحه من أفكار وقضايا إنسانية وسياسية وإجتماعية .الدفاع عن إستمرار مسرح يؤدي
هذه الرسالة ويملكه ويديره فنان صاحب مشرع كبير مستمر بنجاح منذ قرابة أربعين عاما يعتبر واجبا طبيعيا على كل من يملكون معايير موضوعية للحكم على األشياء. عبد الرازق حسين :جريدة «الخميس» ()2008/11/20 «جالل الشرقاوى» عاشق من عشاق المسرح الكبار صنع لنفسه تاريخا قدم فيهمئات المسرحيات وعشرات النجوم ،وظل وفيا مخلصا لرسالة الفن الذى وهبه حياته.. خاض معارك كثيرة وهو يدافع عن شطط المؤلفين وحماقات أجهزة الرقابة الحكومية فى كل العصور وتعرض ألزمات مالية كثيرة وهو يقدم مسرحياته ،ورغم هذا كان لديه استعداد ألن يبيع كل ما لديه ليبقى «مسرح الفن» مضيئا .و»جالل الشرقاوى» ليس فنانا مبدعا فقط ولكنه مثقف من طراز رفيع كانت له معركة صعبة مع مؤسسات الدولة حين أراد البعض إزالة مسرحه الذى أنفق عليه سنوات عمره وأمام إص ارره فشلت المحاولة ..قدم «جالل الشرقاوى» عشرات المسرحيات الساخرة التى حركت مياها كثيرة راكدة فى الساحة الفنية فى مصر والعالم العربى ،ومع كل مسرحية كان يقدم نجما أو نجمة جديدة وكان يلتقط المواهب الواعدة من بين آالف الطالب الذين تخرجوا على يديه من أكاديمية الفنون ..ومازال حتى اآلن يحارب من أجل أن تبقى للفن الجميل قيمته ودوره فى حياة المصريين ..تعاونت مع «جالل الشرقاوى» واقتربنا كثي ار ونحن نقدم مسرحية «الخديوي» بطولة القديرة /سميحة أيوب والرائع /محمود ياسين ،واهتزت أركان الدنيا بسبب المسرحية ثم توقف عرضها بعد مائة ليلة من العرض ...كان «جالل الشرقاوى» حزينا ألن المسلسالت لم تترك للمسرح مساحة لدى الفنانين الكبار ،وألن المسرح الشعرى يحتاج إلى نجوم يعشقون لغتهم العربية وألن المال يحكم اآلن كل شىء ...لن يتغير الفنان المتمرد فى «جالل الشرقاوى» حتى لو اختلت موازين كل شىء. فاروق جويدة :جريدة «األهرام» ()2017/1/15 جالل الشرقاوي
197 196
الفصل السابع أقوال ورؤى فكرية
يمتلك الفنان القدير والمخرج الكبير /جالل الشرقاوي -وكجميع رجال المسرح العظام -رؤى شاملة للفن والحياة ،وهي تلك الرؤى التي حاول جاهدا تحقيقها بأرض الواقع من خالل عمله الدؤوب ومشاركاته اإليجابية بمختلف المجاالت األكاديمية والفنية ،ومن حسن الحظ أنه كثي ار ما عبر عن تلك الرؤى ببعض كتاباته أو من خالل مجموعة من األحاديث المنشورة أو ببعض الندوات ،وبالتالي لم تكن عباراته وجمله البليغة مجرد كلمات للتواصل والتعبير عن بعض المعاني ولكنها كانت دائما ما تعبر عن فكره وثقافته وتكشف عن معتقداته والقضايا اإلنسانية والقومية التي يتحمس لها ويتبناها ،وبالتالي فهي بهذا المفهوم لم تكن مجرد وعاء للكلمات بل كانت جسو ار للتحاور مع اآلخرين ومشاركتهم في نشر قيم الخير والحق والجمال .والحقيقة أن القدير /جالل الشرقاوي حينما يتحدث فإننا ال نستمع إطالقا إلى كلمات وجمل حوارية تقليدية أو إلى عبارات إنشائية، ولكننا نستمع ونستمتع باإلنصات إلى حكمة وحنكة وخبرة السنوات ،ونبضات قلبه الصادق وإلى مشاعره المرهفة فنشعر بصدقها وبحماسه وحرصه على تقديم خالصة تجربته اإلنسانية ،كما أننا في الحقيقة دائما ما ندهش لجرأته وقدرته على المواجهة بصراحة وشجاعة دون استخدام عبارات للمجاملة أو لمفردات تخدش الحياء. وفيما يلي بعض المقتطفات من بعض كتاباته أو حواراته واألحاديث اإلعالمية سواء بالصحافة أو البرامج التلفزيونية خالل فترات مختلفة ،وقد قمت بتجميعها وإعادة ترتيبها بهدف استكمال محاولة رسم صورة صادقة لهذا الفنان المبدع تعبر عن أفكاره وإيمانه بدوره ،وأيضا لتعظيم الفائدة باالستفادة من بعض آرائه القيمة جالل الشرقاوي
199 198
التي تعد خالصة خبراته وتجربته االنسانية ،ولذا فقد قمت بتصنيفها وتقسيمها لثالث أجزاء ،األول حول سيرته الشخصية ،والثاني حول مسيرته الفنية والثالث حول آراؤه الفكرية والفنية. ويطيب لي أن أبدأ بالكلمات التي كتبها الفنان /جالل الشرقاوي في صدد تقديمهللجزء األول من الكتاب الثاني من «حياتي في المسرح» ،والذي خصصه لجزء من الكتابات النقدية ،وكذلك مقتطفات من بعض إصدراته األخرى حيث كتب: أردت أن أقدم سجال ألعمالي الفنية ،أن أقدم وثيقة لألجيال القادمة بعد أنتقاعست األجهزة الرسمية ثقافة وإعالما عن أداء هذه المهمة بالنسبة لي ولألجيال السابقة والالحقة من المخرجين ...لم يكن أمامي من وسيلة للتسجيل والتوثيق غير الرجوع إلى المقاالت النقدية التي ناقشت مسرحياتي ،وأعتقد أنني قد نجحت في جمع معظم وأهم ما كتب ...وكان من المثير لسعادتي ودهشتي في الوقت نفسه أن إكتشفت أنه قل أن وجد مخرج مدح كما مدحت وهوجم كما هوجمت، ولعل في هذا دليال على أن ما قدمت خالل حياتي كان مصد ار للجدل والنقاش ... والشيء الذي أستطيع أن أؤكده اآلن هو أن حياتي كانت طويلة عريضة عميقة ثرية باألحداث خصبة باألفعال ،أيا ما يكون حكم اآلخرين على هذه األحداث واألفعال. ليس الهدف من كتابة الذكريات تقديم سيرة ذاتية بقدر ما هي محاولة لرسمصورة لفنان من خالل مجتمعه بكل ألوانها وظاللها ،وقد تحاول أن تنفذ في
بعض اللحظات إلى داخله وإلى عقله لتضيف إلى اللوحة بعدها الثالث مستكشفة فكره وفلسفته ومنهجه ..وأعدك يا من ستق أر كتابي أن أرسم لوحة أساسها الحياد والتجرد لكي تعبر بصدق عن الفنان في حقيقته وصدقه وموضوعيته. إن السيرة الذاتية للمؤلف ما هي إال حجة يتكأ عليها لرصد أهم األحداثوالمتغيرات السياسية واإلقتصادية واإلجتماعية التي مرت بمصر ،وليقول فيها كلمته بدءا من حرب ،1956ومرو ار بحرب ،1967لتتوالى األحداث حتى وفاة الزعيم الراحل /جمال عبد الناصر ،ثم اإلحتفال بنصر أكتوبر والعبور العظيم، ثم مواكبة أحداث «كامب دافيد» وإتفاقية السالم ،ومنذ آواخر السبعينيات وحتى يومنا هذا مواجهة شبح الجماعات اإلرهابية المتطرفة. هذا وقد حرص الفنان /جالل الشرقاوي على إهداء كل كتاب من إصداراته إلى فرد من أفراد عائلته حيث تضمنت مجموعة اإلهداءات الكلمات التالية: إلى روح أبي :نم قرير العين يا أبي ..فيبدو لي أنني قد حققت في حياتيشيئا ما. زوجتي العزيزة /محسنة ..معذرة وشكرا ..معذرة عن كل ما قدمت إليكمن إساءة ..وشكرا على ما قدمت إلي من فضل. إلى ولدي «عبير» و»تامر» :أرجو أن أكون قد استفدت من الدرس الذيتعلمته عن والدي الذي نشأني النشأة األولى ،فنشأتكما على ما نشأني عليه .. جالل الشرقاوي
201 200
لقد ربيتكما على الحرية واإلستقالل بالرأي ،والقدرة على الحوار والكبرياء والكرامة وعزة النفس ..هل وفقت فيما ذهبت إليه ؟ أدعو هللا لكما أن تكونا ذوي نفع للناس بقدر حبي لكما وثقتي فيكما. إلى قرة عيني وحياة قلبي حفيدي العزيز /جالل المعداوي :لعلك تقرأ ..ولعلك تعلم بعض ما عاني جدك ليصل إلى الحق والخير والجمال ..وأرجو أن أكون قد أدركت بعضا منه. حول السيرة الشخصية: مازلت أعاهد هللا وأعاهد نفسي أن أتجنب في مذكراتي أمورا ثالث وهي:مايمس حياتي أو حياة اآلخرين الشخصية ،مايؤذي شعور اآلخرين ،وما يمكن أن ينكأ جراحا البد أن تكون قد اندملت أو شرفت بفعل السنين ،وإنما أمسها مسا رقيقا ال يؤلمها بقدر ما يوقظها من سحيق الماضي حتى يظهر الغث من الثمين وتكتمل الصورة ناصعة صادقة كل الصدق. يمكن تلخيص المنابع األولى لتأثري وتعلقي بالفن إلى ثالثة منابع رئيسةهي :تأثري بأخي األكبر /حلمي هاوي التمثيل ورئيس فريق التمثيل بمدرسة «الهندسة التطبيقية» أثناء فترة دراسته بها ،إنشاء مسرح «إيزيس» بشارع قدري إلى جوار منزل األسرة والذي أتاح لي فرصة مشاهدة كبار النجوم وعروضهم ،موهبتي الطبيعية في األداء وقدرتي اللغوية والتي تم إكتشافها وتنميتها من خالل المدرسة والمسرح المدرسي.
نشأت في بيئة مسرحية فنية ،فكان والد جاري في المنزل «مصطفى حفني»الذي كان يمتلك مسرحا يسمى «إيزيس» ،واستطعت من خالل وجودي مع صديقي داخل المسرح التعرف على عباقرة التمثيل في ذلك الوقت ،مثل الفنانين/ يوسف وهبي وعلي الكسار وجورج أبيض. أثناء الدراسة كنت متفوقا في اللغة العربية فمنحني مدرس المادة دورا فيالمسرحية التي تعرض في احتفالية نهاية العام وكنت حينها في الصف الثالث اإلبتدائي ،وفي الصف الرابع أعطاني بطولة مطلقة في مسرحية «فتح مصر». كنا نحن هواة التمثيل من مدارس القاهرة الثانوية والصناعية والزراعيةوالتجارية -وخاصة مدارس حي السيدة زينب كمدرسة «الخديوية»« ،بنبا قادن»« ،الخديوي إسماعيل» و»علي باشا مبارك» وهي المدارس التي تقع في نفس حي المعهد -ننجح في التسلل إلى فناء «مدرسة الدواوين» لنلمح عن بعد األستاذ /زكي طليمات أو األستاذ /جورج أبيض أو األستاذ /محمود حسن الشجاعي (أستاذ الموسيقى) وهم يدخلون لمباشرة دروسهم أو يخرجون بعد انتهائها ،كما كنا نتأمل الطلبة وخصوصا الطالبات في تمن وإعجاب شديدين مؤملين أننا في يوم ما سنكون زمالئهم. قدمت أوراقي إلى معهد «الفنون المسرحية» دون علم والدي ،وخضتاالختبارات وكان «زكي طليمات» رئيسا للجنة في ذلك الوقت ،ولكنه لم يقبلني جالل الشرقاوي
203 202
في المعهد وسقطت ألنه يريد طالبا معه شهادة جامعية .سقطت وقدمت أوراقي في كلية العلوم واشتركت في فرقه التمثيل الثالث ،األولى كانت للفنان فؤاد المهندس سميت بفرقة «الكوميدي الجامعية» ،والثانية لطالب في كلية اآلداب سميت بفرقة «المسرح الجامعي» ،بجانب فرقة «كلية العلوم» ،وهذه هي بداياتي مع العمل الفني. أستطيع أن أقول إنني لم أحس باإلنتماء في حياتي إلى مكان أكثر من «المعهدالعالي للفنون المسرحية» -منذ كنت طالبا به فمدرسا فأستاذا فعميدا له مرتين فأستاذ لقسم التمثيل واإلخراج فأستاذا متفرغا ...وأستطيع أن أقول أيضا إنني لم أحس في حياتي بمتعة تفوق تلك المتعة التي تفيض جوانحي وأنا بين جدران ذلك المعهد العريق أينما كان أو يكون مبناه. إلتحقت بالمعهد به طالبا وكان عميده األستاذ /ممدوح أباظة الذي تم نقله بعدسنتين ليتولى من بعده األستاذ /سعيد خطاب ،أما أساتذتي الذين درسوا لي على مدى السنوات األربع فكانوا :أحمد البدوي ،علي فهمي ،جورج أبيض ،أحمد عالم ،فتوح نشاطي ،عبد الرحيم الزرقاني ،نبيل األلفي .وإذا عقدت مقارنة بين أساتذة ذلك العهد غير البعيد وأساتذة اليوم ال أعتقد أنها ستكون في صالح أساتذة هذا الجيل. -خالل سنوات الدراسة نمت وترعرعت ثقافتي الفنية حيث تعرفت على
عمالقة المسرح اإلغريقي :إسخيلوس وسوفوكليس ويوربيدز وأريستوفانز ،كما تعرفت على موليير وراسين وكونى وهيجو وألكسندر ديماس وسترندبرج وميللر وشو وكثيرين غيرهم ولكني أعترف بأن هذه المعرفة وللحق كانت قاصرة على المسرحيات التي أمثلها لهم ،ولم تتح لهذه المعرفة أن تنضج وتتسع لتشمل المسرحية واالمؤلف والعصر إال عندما سافرت إلى بعثتي بالخارج. أعلن «المجلس األعلى للفنون» عن بعثات في فنون المسرح ،تقدم إليهامعظم خريجي «معهد التمثيل العالي» إبتداء من أول دفعة تخرجت فيه عام 1949وحتى اإلعالن في ،1958وكذا تقدم إليها بعض خريجي الجامعات ومعاهد الفنون الجميلة والتطبيقية ،وتقدمت إلى كل من بعثتي اإلخراج والتمثيل ..وظهرت النتيجة وكنت األول في كل من البعثتين بتوفيق هللا ،وكان الثاني في التمثيل /نجيب سرور ،والثاني في اإلخراج /أحمد زكي ،وكان علي أن أختار إحدى البعثتين ،فإذا إخترت اإلخراج صعد نجيب سرور وأصبح األول في التمثيل ،وإذا إخترت التمثيل صعد أحمد زكي وأصبح أول اإلخراج ،وقد إخترت بعثة اإلخراج ،وهكذا شاء هللا أن نسافر معا أنا ونجيب سرور. كان هناك نوع من التذمر بين الطلبة المصريين المبعوثين باإلتحاد السوفيتي،وعلمت أنه قد وصل إلى «مصر» عدة شكاوي من بعض الزمالء تكمن أسبابها في سوء المعاملة ،وإصرار الجانب الروسي على تدريس «الشيوعية» لمدة سنة كاملة قبل أن يسجل المبعوث موضوعه لنيل درجة «الكانديدات» ،وفي جالل الشرقاوي
205 204
وقت الحق تم دعوة المبعوثين إلى مؤتمر ثقافي بالقاهرة لمناقشة أبعاد القضية، وطالب الجميع بتحويل البعثات إلى بالد أخرى .وقد استجابت الوزارة ووافقت على التحويل إلى البالد التي اختارها المبعوثون أنفسهم ،وفضلت «فرنسا» بناء على تزكية أساتذتي الثالث /نبيل األلفي وزكي طليمات وفتوح نشاطي. انتظمت بمركز «الفنون الدرامية» بفرنسا لمدة أربعة أشهر تقريبا ،وهومعهد فني متوسط ومدة الدراسة فيه عامان بعد الحصول على الشهادة التي تعادل شهادة الثانوية العامة ،ويضم أقسام «الميكانيست» واإلدارة المسرحية واإلضاءة والديكور والمالبس والملحقات المسرحية والماكياج ،وقد تنقلت بين كل هذه األقسام في الورشة والمعمل ..وكانت هذه هي المرة األولى خالل بعثتي التي أحس فيها بأنني أدرس حقيقة وسائل العرض المسرحي المختلفة. التحقت بعد ذلك بالمعهد «العالي للدراسات السينمائية» ،ومدة الدراسة بهسنتان يحصل الطالب بعدها على دبلوم خاص يعادل درجة «الماجستير» ،وعلى الطالب أن يختار تخصصا رئيسيا وتخصصا فرعيا ،وقد اخترت تخصص إخراج -مونتاج .التحقت أيضا بمعهد «جوليان برتو للدراما» ،وهو معهد مسائي خاص للتمثيل واإلخراج المسرحي ،ثم التحقت أيضا بمسرح تجريبي يدعى «مسرح رى دي موفتارد» وهو مسرح صغير يسع حوالي مائتي كرسي، ويبدأ العمل به من الثامنة مساء وحتى الثانية عشر (عند منتصف الليل).
لم أعد أطيق أن أفارق «مصر» ..ففي كل سنة من السنوات السابقة تقريبا ومنذ عودتي من البعثة -وأنا أسافر إلى «لندن» أو «باريس» عازما علىأن أقضي هناك شهرا على األقل ألشاهد آخر ما وصل إليه المسرح هناك، وأشتري من الكتب والمسرحيات والمراجع ما يلزمني ،ولكني كنت أصاب بمرض الغربة أو مرض الحنين إلى الوطن ( ،)home skinessوكنت غالبا ما أعود بعد أن أقضي خمسة عشر يوما على أكثر تقدير ألعاود السفر في مناسبة أخرى. عندما عينت عميدا للمعهد «العالي للفنون المسرحية» عام 1975استفدتمن المنهج الروسي ،كما استفدت من منهج «كونسيرفتوار باريس» وأنشأت بالمعهد القسم الذي أطلقت عليه قسم «الفنان الشامل» ،باإلضافة إلى قسم آخر ينبع من قسم الديكور واألزياء المسرحة وهو قسم «الماكياج» ،وقد خرج هذان القسمان دفعتين فقط ،إذ أن العميد الجديد /د.فوزي فهمي فور توليه العمادة ألغى هذين القسمين. «تامر» ابني يشق طريقه بمجهوده دون أن يعتمد على اسم أو مساعده والده/جالل الشرقاوي ألن الفن والتمثيل تحديدا ال يعترف بالواسطة وال األقارب، وهو أيضا فن ال يورث ،ومع ذلك في عرض «شباب روش طحن» أعطيت له دورا مناسبا وهي ثالث مرة يمثل فيها عمال من إخراجي ،فقد سبق أن قدمته في «عطية اإلرهابية» ثم في «حودة كرامة» ،وهو ولد موهوب ولديه طموح جالل الشرقاوي
207 206
كبير وخاض أيضا عدة تجارب تلفزيونية أثبتت أنه ممثل جيد دون أن أتدخل أنا بمساعدته. حول المسيرة الفنية كان عالم اإلذاعة عالما سحريا جديدا بالنسبة لي ،وقد أفادني كثيرا في ممارستيالعملية لفن التمثيل عالوة على أنه حقق لي الفرصة لدراسات مستفيضة عن المسرحيات التي كنا نمثلها بالبرنامج الثقافي .وكان تحت يدنا النص األصلي وكان علينا أن نقارنه بالترجمة العربية ،وأن نعدل ونبدل من أجل األصح، وباإلضافة إلى ذلك كان العمل في اإلذاعة مصدر دخل غير قليل ،فقد كان أجر عن النصف ساعة جنيهين ،وكان ذلك مبلغا محترما في ذلك الوقت. بدأت التدريس في العام الدراسي ،1963/62وكانت أول دفعة ساهمت فيتخريجها هي الدفعة الثامنة عشر ،وتتكون من فتاة واحدة هي إنعام سالوسة وثالثة عشر شابا من بينهم :سمير العصفوري ،سناء شافع ،عبد الغفار عودة، توفيق عبد اللطيف ،محمد صديق ،محيي إسماعيل ،سعيد طرابيك .ومن أشهر من خرجت في الدفعة التاسعة عشر (يونيو )1965عبد الرحمن عرنوس والمرسي أبو العباس ،ومن أشهر ما خرجت في الدفعة العشرين (يونيو )1966 سهير المرشدي وهاني مطاوع وهناء عبد الفتاح ورباب حسين ،ومن أشهر ما خرجت في الدفعة الحادية والعشرين (يونيو )1967نور شريف ونجوى أبو النجا.
في 17مايو عام 1967تحركت القوات المصرية لتأخذ أماكنها في سيناء فيمواجهة العدة الصهيوني ،كانت جحافل القوات المصرية تخترق شوارع القاهة متجهة إلى «سيناء» ،وكان هذا اإلستعراض العلني يلهب مشاعر المواطنين فينظمون المظاهرات ويجأرون بالهتافات المعادية ألمريكا اإلمبريالية وعميلتها إسرائيل .أذكر مظاهرة كنت قائدها وقد خرجت من «مسرح الحكيم» مخترقة شارع عماد الدين إلى شارع 26يوليو لتلتقي بمظاهرة أخرى خرجت من «المسرح القومي» بقيادة /محسنة توفيق ،واتحدت المظاهرتان في «ميدان األوبرا» ،وبالتدريج اجتذبت هذه المظاهرة عشرات المئات ساروا خلفها مرددين الهتافات الحماسية «وال يهمك يا ريس من األمريكان يا ريس». بوصفي مديرا لفرقة «مسرح الحكيم» دعوت الجمعية العمومية واتفقنا علىالفلسفة العامة لمسرحنا ،وهي تسعى إلى تحقيق هدفين رئيسيين :أوال :اإللتزام الكامل بواقع مجتمعنا الذي نعيشه بحيث يتأكد دائما العالقة بين الفن والمجتمع بكل ما فيها من تفاعالت يحددها النظام اإلقتصادي والمذهب الفكري .ثانيا: استنبات الطاقات الفنية الشابة من ممثين ومؤلفين ومخرجين بحيث يكونوا في المستقبل القريب دعامة من دعائم النهضة المسرحية. برغم إشادة بعض كبار النقاد والكتاب بمسرحية «إنت إللي قتلت عليوة»فإنني أعتبرها من أسوأ ما قدمت في حياتي من عروض مسرحية ،بل وأعتبرها سقطة حقيقية في حياتي الفنية .إنها مسرحية ساذجة تعتمد على مواقف سوء جالل الشرقاوي
209 208
التفاهم (العبيطة) المليئة باإلفتعال والمبالغة والال منطق وتحاول في غباء تام وسطحية شديدة أن تدين طبقة األرستقراطية وخاصة ذات األصل التركي، ونحن ال نعترض على إدانة هذه الطبقة في سلبياتها وإنما نعترض على الوسائل التي أدينت بها في هذه المسرحية .ولست أدري كيف قبلت لنفسي أن أخرج هذه المسرحية. كان تعسفي الشديد في إلزام النجمين /جورج سيدهم وسمير غانم بعدمالخروج على النص أو الحركة -وهما اللذان تعودا على اإلرتجال بحرية كاملة وإضافة ما يشاءان من نكات و»إفيهات» على خشبة المسرح دون إعتداد بنص أو حركة -باإلضافة إلى إصراري على أن يخلو العرض باألسكندرية من الطبلة والرق و»الكوتو موتو» بمثابة إخراج النجمين من جلدهما ،أو إخراج السمكتين من المياه التي تعودا أن يبحرا فيها ،فكان البد أن يصابا باإلختناق فيتمردا ويثورا ،ويسرعا بالقفز مرة أخرى إلى مياههما الملحة أو الكالحة. عاهدت نفسي أن أبتعد كل البعد عن النصوص الغنائية واإلستعراضيةحتى ال أقع مرة أخرى بين فكي كماشة المطربين والمطربات .ولقد أكدت كل التجارب بعد ذلك أن أضواء المسرح كانت في أغلب األحيان مشعة متأللئة مع الزمالء من الممثلين والممثالت ،بينما كانت تهب عليها ريح الخطر عندما نكثت عهدي مع نفسي مرة أو مرتين ولجأت إلى فناني الغناء. -عندما فرغت من قراءة مسرحية «مين قتل برعي؟» تذكرت على الفور
مسرحية «راشمون» ..وقد قمت بإخراج المسرحية وعرضت بالقاهرة بعنوان «أنهم يقتلون الحمير» .ولكن وقع الضرر عليها عندما صورت تلفزيونيا حيث انتجت المسرحية بالكويت في نفس الفترة!! .و»لينين الرملي» هو الفاعل األصلي بطبيعة الحال ألنه باع نفس المسرحية ثالث مرات لثالث جهات إنتاجية في نفس الوقت!! وهو يعلم حق العلم أنه ال يحق له قانونا أن يتصرف في مسرحيته بأي شكل من أشكال البيع قبل إنقضاء خمسة أعوام على عقد بيعه األول مع فرقة «عمر الخيام» في نوفمبر عام ... 1975ولعل هذه الحادثة هي التي كانت تدفعني بإستمرار إلى عدم الثقة في هذا المؤلف. لست بمستطيع أن أعلل سوء الحظ هذا الذي أوقعنا مرتين في نفس العامفي اثنين من المؤلفين القادرين على أن يبيع كل منهما مسرحيته مرتين الثنتين من جهات اإلنتاج!! ،ففي صيف عام 1974باع «إسماعيل العادلي» وبليغ حمدي وعبد الرحيم منصور مسرحية «تمر حنة» بموسيقاها وأغانيها إلى منتج سعودي ،ثم باعوها مرة أخرى إلى فرقة «عمر الخيام»!! ،وفي شتاء نفس العام باع «لينين الرملي» مسرحيته «مين قتل برعي؟» مرتين أيضا ،مرة إلى الممثل /أحمد حسين والمرة الثانية إلى فرقة «عمر الخيام»!! وفي كلتي المرتين لم نعلم أنا وشريكي /طلعت حسن بهذه الخديعة إال قبل بداية العرض بعدة أيام!! كانت المسألة أشبه بالصفقة ..أقبل أن أخرج حبا وتقديرا لصديقي «محمدعوض» مسرحيته التي كتبها /يوسف عوف تحت اسم «حب ورشوة ودلع»، وهي فودفيل من نوع المسرحيات الساذجة السطحية التي ال أحبها ..ولكن جالل الشرقاوي
211 210
كان البد أن أدفع الثمن -على مضض شديد -مقابل أن يقوم «محمد عوض» ببطولة مسرحية «شهرزاد» التي قررت مع شريكي /طلعت حسن أن نقوم بإنتاجها ..والحقيقة التي يجب أن أعترف بها هي أن مسرحية «حب ورشوة ودلع» هي النقطة الرمادية الثانية في تاريخ حياتي المسرحية بعد مسرحية «إنت إللي قتلت عليوة» لفرقة «ثالثي أضواء المسرح». «مدرسة المشاغبين» ليست هزلية كما يعتقد البعض لكنها كوميديا راقيةللغاية ،وهي ليست مأخوذة عن الفيلم األمريكي «إلى أستاذي العزيز» ...لقد كتب المسرحية أحد الكتاب الفرنسيين من ثالثة أجزاء ،الجزء األول يتحدث عن «مدرسة المشاغبين» ،والجزء الثاني يتناول حياتهم عقب دخول الجامعة، والجزء الثالث يتناول قصة حياتهم بعد مرور خمسين عاما وكيف أصبحت حياتهم ،والجزء األول فقط هو الذي نفذ. تمت ترجمة نص «مدرسة المشاغبين» من الفرنسية إلى العربية عن طريقأستاذ المصنفات الفنية /عبدالفتاح مصطفى ...والمسرحية سياسية بالدرجة األولى تناولت صراع جيلين ،الصراع بين الجيل القديم والجيل الحديث ،حيث مثل األب والناظر «السلطة» واألبناء يمثلون «الشعب» ،وبالتالي فإن األمر متوقف على جيل يريد فرض سلطته وجيل شباب متمرد رفض الهيمنة ،ويتم فض االشتباك عن طريق توظيف العلم والحب ...والمسرحية ضربت وتر شديد الحساسية وهو العالقة بين من يملك السلطة والشعب.
«مدرسة المشاغبين» لم تفسد جيل الشباب كما يقال ،وكل الكالم عن هذااألمر غير منطقي وغير معقول ومفتعل ...لقد عملت لمدة عامين في مدرسة «النقراشي النموذجية» ،وشاهدت في المدرسة عشرة أضعاف التجاوزات المعروضة في «مدرسة المشاغبين» ،وليس سرا أنني اقتبست معظم أجزاء المسرحية من خالل فترة تدريسي في مدرسة «النقراشي». العيب الوحيد في المسرحية أن الطلبة -المشاغبين الخمسة -زودوا منالمشاغبة ،زودوها زيادة عن اللزوم في اإلرتجال وبالغوا فيه ،ومنذ الليلة األولى كانت األنظار متجهة إلى «سعيد صالح» و»عادل إمام» ثم امتدت األنظار عقب ذلك على «أحمد زكي» و»يونس شلبي» و»هادي الجيار» ... والحقيقة أن «سعيد صالح» بدأ حياته اإلحترافية قبل «عادل إمام» إنما كان الرهان على الثنائي ،كما كان التنافس بينهما شريف ،وكانوا يساعدون بعضهما خالل أحداث المسرحية. كان إلتقائي بنبيل بدران -هو ككاتب مسرحي وأنا كمنتج ومخرج -قدأثار دهشة الكثيرين على إعتبار أنه يساري الفكر ،ولكن بالنسبة لي -كما كان بالنسبة للعارفين بتركيبتي البشرية والفكرية -عاديا جدا وال يثير أي نوع من التساؤل ،فأنا وكما أوضحت كثيرا لست يميني اإلتجاه ولست يساري الفكر، وإنما أنا مصري وطني أخذ من فكر اليمين ومن قيم اليسار ما أرى أنه يتناسب ويتالءم مع مصلحة وطني أوال وأخيرا .وقد كنت في ذلك الوقت -ولم أزل جالل الشرقاوي
213 212
ضد عصر اإلنفتاح العشوائي الذي أعطى الرئيس الراحل /أنور الساداتضوءه األخضر دون أن تسبقه دراسات جادة متأنية ،ودون أن تسبقه قوانين تسن لضبط هذا التحول الكبير من اإلقتصاد المؤمم إلى اإلقتصاد الحر ،كانت النقلة فجائية وعشوائية مما أتاح لكثير من المغامرين والمقامرين وفي بعض األحيان لآلفاقين والنصابين أن يقوموا بعمليات تجارية مشبوهة ...إذن لم يكن غريبا أن ألتقي مع «نبيل بدران» حول مسرحيته «مين يشتري راجل» والتي تدين وتفضح عصر اإلنفتاح. رفض الممثلون بعرض «المتشردة» أن يفتحوا الستار قبل موافقتي ،فجاءواراجين أن أسمح لهم بالعرض وقد رأوا بأعينهم الصالة شبه كاملة العدد ،ولم تلق احتجاجاتي واعتراضاتي بأن العرض ناقص وأن النتيجة لن تكون طيبة إال عبارات« :إطمئن ..علشان خاطري ..الموسم قرب على اإلنتهاء ..المنتج معذور برضه عايز يرجع فلوسه ..العرض هايستوي على الجمهور» ،وأنا ال أكره في حياتي عبارة أكثر من كراهيتي لعبارة« :العرض هايستوي على الجمهور» ،إنها دليل العجز والتسرع واللهوجة وسلق البيض وفتح الستار عن أي شيء اليهم!!. كان عرض «المتشردة» لفرقة «الفنانين المصريين» فقيرا بدرجة شديدة ..وساعتها أدركت كم كنت على صواب عندما رفضت أن أخرج إال لفرقتي الخاصة التي أقوم باإلنتاج لها فقط ..إن عناصر العمل الفني التي يطلبها
المخرج /جالل الشرقاوي ال يستطيع أن يحققها له إال المنتج /جالل الشرقاوي ..وعاهدت نفسي أال أعاود مثل هذه التجربة أبدا( ،الحق أنني أخذت هذا العهد على نفسي في 28أغسطس .)1978 يبدو أن تقديم الكاتب الجديد في محاولته األولى كان رغبة داخلية لدي .فعلتذلك مع أنيس منصور في «األحياء المجاورة» ،ومع فيصل ندا في إعداده لقصة «الرجل الذي فقد ظله» لفتحي غانم ،ومع فتحي زكي في إعداده لقصة «خطيئة حواء» لمحمد التابعي ،ومع مصطفى محمود في «الزلزال» ،ومع علي سالم في «وال العفاريت الزرق» ،ومع خيري شلبي وبكر رشوان في إعدادهما لرواية «عودة الروح» لتوفيق الحكيم ،ومع الشاعر /محمد العفيفي في «أرض كنعان» ،و»الصليب» ،ومع ظافر الصابوني في «حجة الوداع» ،وماهر ميالد في «افتح يا سمسم» ،واستمرت هذه الهواية والرغبة البناءة في مسرحيات كثيرة بعد ذلك. طلبني د.رشاد رشدي (رئيس األكاديمية) للصعود إلى مكتبه وحكى ليأن سيدة مصر األولى /جيهان السادات قد اتصلت به وأخبرته أن واحدة من العامالت معها -وتعمل في نفس الوقت موظفة بمجلس الشعب -وتدعى «إفراج الحصري» (ابنة القارئ الشيخ /محمود خليل الحصري) لها صوت جميل وتود منه أتاحة فرصة العمل لها ،وأنه ضرب لها موعدا لنسمعها سويا، وبالفعل حضرت وغنت جزءا من «رباعيات الخيام» ،وكان رد فعلنا األول جالل الشرقاوي
215 214
هو اإلحساس بجمال صوتها وقوته ،وكان رد فعلنا الثاني هو إدراكنا لذكائها وبصيرتها بإختيارها «الرباعيات» إلستعراض اتساع حجم صوتها وطبقاته وللتأكيد على قدرتها على أداء القصيدة الطويلة ..وقررت تقديمها في البطولة الغنائية أوبرا باليه «عيون بهية» ،بعدما اختار لها د.رشاد االسم الفني «ياسمين الخيام». زارني «د.فوزي فهمي» بمسرح الفن -وكان يعمل في ذلك الوقت أستاذامساعدا في قسم الدراما بالمعهد العالي للفنون المسرحية -وعرفني على موسيقي شاب هو «د.جمال سالمة» ويمت له بصلة نسب (أخ زوجته ميرفت سالمة) ،ورشحه لي لكي يؤلف موسيقى أوبرا باليه «عيون بهية» ،مزكيا إياه بأنه عائد لتوه من «اإلتحاد السوفيتي» وقد حصل على الدكتوراه في الموسيقى، ثم أنه يعمل مدرسا مساعدا في «الكونسيرفتوار» ...وأردت أن أضعه في إختبار فدفعت إليه بالنص ففاجأني بقوله أنه قد قرأه بالفعل وأنه معجب به، وأنه يرى أنه قادر على مواجهته موسيقيا ...وشرح لي وجهة نظره فاقتنعت ووافقت ...وأعتقد أن د.جمال سالمة تركيبة موسيقية لها خصوصيتها الشديدة، ورأسه مزدحم بمئات األلحان وهو يستطيع أن يلحن أي كلمة ..وأن عمله يجيء غاية في الفن واإلبداع ،وميزة أخرى يتميز بها وهي حسه الشعبي المرهف ...ولعل الدكتور /جمال سالمة هو األول بعد الموسيقار الراحل المبدع /علي إسماعيل في قدرته على تأليف الموسيقى للمسرح.
المسرح الخاص بي واجه عقوبة الغلق ثالث مرات ،أول مرة كانت معمسرحية أوبرا «إنقالب» ،وهذه أول أوبرا استخدمت فيها تقنية جديدة أطلق عليها «المسرح السحري» حيث تم المزج بين المسرح والسينما ...ظللت لمدة عامين أذاكر وسافرت ثالث مرات للخارج لدراسة األمر وأحضرت 22خبيرا واشتريت أجهزة بـ 400ألف دوالر ،كما أن الرواية كلفتني ثالثة ماليين جنيه لكنها لم تسدد تكاليفها وسددت ديوني خالل أربعة سنوات. المسرح كان «بالوني» وقررت تغيير الشكل الخارجي له ليتوافق معالمسرحية الجديدة ،إال أنني فوجئت بغلق المسرح بحجة عدم الحصول على تصريح إلجراء تعديالت ،فتم تشميعه بالشمع األحمر. المرة الثانية كانت مسرحية «دستور يا سيادنا» هي السبب ،وهي تتحدث عنشاب جامعي وشابة جامعية ظروفهم صعبة ،فالشاب قرر يترشح للرئاسة أمام الرئيس األسبق /حسني مبارك وكان يقوم بالدور الفنان /أحمد بدير ،وتطالب المسرحية بأن يكون الترشح لرئاسة الجمهورية باإلقتراع السري المباشر، وأن تكون مدة الرئاسة أربعة سنوات وأال تزيد مدة الرئاسة أكثر من مرتين. وعقب مرور خمسة عشر يوما على عرضها فوجئت بقوة أمنية كبيرة يترأسها مدير أمن القاهرة في مكتبي ويطالبني بإلغاء العروض وغلق المسرح ،واتفقت معه على ذلك لكن في العرض األخير للمسرحية قبل الغلق خرجت في أثناء المسرحية وشكوت من قرار الغلق أمام الجماهير الحاضرة ،وانفجرت الصالة جالل الشرقاوي
217 216
عقب ذلك ،وتم غلق المسرح وتشميعه لمدة سبعة أيام ثم عادت للعرض مرة أخرى. المرة الثالثة التي واجه فيها المسرح اإلغالق ،كان عام 2008عندما شرعتفي عرض مسرحية «في المزاد» للكاتب /محسن الجالد ،وكانت الرقابة قد رفضتها ثم تقدمنا بتظلم ووافقت بعد ذلك ،لكن عندما عرف أنني من سأخرج المسرحية على مسرحي تم إصدار قرار بهدم المسرح بحجة أنه غير مطابق للمواصفات ،وال بد من إزالته خالل عشرة أيام ،ورفضت اإلمضاء على محضر هدم المسرح ،والقضية مستمرة حتى اآلن في المحاكم ،حيث أصدر النائب العام قرارا بعدم الهدم إال بعد االنتهاء من القضايا المرفوعة. أتحدى أن يوجد مسرح في «مصر» سواء في القطاع العام أو في القطاعالخاص توجد به كل هذه التجهيزات واألجهزة المقاومة للحريق الموجودة في «مسرح الفن» .يوجد في كل ستة أمتار مربعة من سقف المبني أجهزة إنذار آلي وإطفاء ذاتي ،باإلضافة إلى نظام كاميرات المراقبة الموجودة في كل أرجاء المسرح التي تنبئ وتشير إلى أي خطر يمكن أن يحيق بالمنطقة ال قدر هللا .لقد أستوردت محطة مطافئ كاملة من أمريكا ،وكلفني ذلك مليون وخمسين ألف جنيه ،وتم تجربتها من جانب الدفاع المدني وثبت نجاحها الكبير. -كانت القضية بالنسبة إلي واضحة أشد الوضوح ،النظام ال يريد صوتا يعلو
فوق صوته أو حتى يوازيه أو حتى يقل عنه كثيرا ،النظام ال يريد صوتا يعارض على اإلطالق ..بالرغم أنهم صدعوا رؤوسنا بالشعارات البراقة: «نظامنا ال يسكت صوتا وال يقصف قلما وال يسدل ستارا وال يصادر فيلما» ..ديمقراطية كاذبة مضللة ظاهرها حرية وباطنها «أيها المصري السعيد قل ما تشاء ونحن نفعل ما نريد» .وهكذا جاء همهم األول إسكات هذا الصوت المعارض وهدم «مسرح الفن». من العادات الرديئة التي استطعت أن أخلص منها خشبة المسرح ومنذ بدءإشتغالي به «كمبوشة» الملقن .إنها تقع تماما في وسط المسرح وفي المستوى األول منه ،تشوه أي تشكيالت جمالية في الفراغ المسرحي ،كما أنها تذكر المتفرج دائما بوجود شخص غريب عن شخصيات المسرحية ،فتنأى به عن اإلندماج ثم التوحد مع شخصيته المسرحية التي يختارها. قررت تغيير نمط «المسرح السياسي» في مصر ألن الفنانين المسرحيينسواء كانوا مؤلفين أو مخرجين كانوا يتخفون وراء التاريخ ويلجأون للرمز أو األسطورة الشعبية أو اإلسقاط خوفا من سيف الرقابة وعقاب السلطة ،فعملت على تغيير المغزى عن طريق قول الحدث باسمه والشخصية باسمها ،فمثال في مسرحية «على الرصيف» تحدثت عن قناة السويس والرئيس الراحل /جمال عبدالناصر ،وبدأت في اإلستعانة بالصوت والصورة في تجسيد الشخصيات المقصودة. جالل الشرقاوي
219 218
كل ما قدمته في عهد «مبارك» كان ضد النظام ،منذ مسرحية «ع الرصيف»مرورا ب «إنقالب»« ،المليم بأربعة»« ،دستور يا أسيادنا»« ،حودة كرامة»، «بشويش»« ،برهومة واكاله البرومة» وحتى «دنيا أراجوزات» ،وكانت كلها تنتقد النظام بحرارة وشدة ،بإعتبارها تنتمي جميعها إلى «المسرح السياسي» المباشر الذي يفضح ويدين السلبيات بشكل قوي في العصور الثالثة التي مرت على «مصر». مازال لدي اإلصرار على عرض مسرحيتي الجديدة «الكوتش» ،رغم كلما يخيم على الشارع المصرى من أحداث دامية وظروف سياسية ساخنة، والمشاكل التي تواجهنا وأهمها مشكلة المرور التى ال تتيح للجمهور الخروج من منزله ،وكذلك ما تشهده البلد حاليا من إنقسامات فظيعة تحدث بين أبناء الشعب المصرى الواحد ،وتنظيم العديد من المليونات التي توقف الحياة ... ذلك ألن المسرح بالنسبة لي ليس مجرد عمل إنما هو حياة كاملة ،لذلك فقد قررت المجازفة فى عودة المسرح بفتح أبواب «مسرح الفن» الذى دأب منذ عام 1976على تقديم المسرحيات السياسية الساخنة التى تنتقد أوجه القصور ومايحيط بنا من سلبيات ،وسأفتح المسرحية حتى إذا تواجد شخص واحد، وواثق من عودة المسرح مرة أخرى. إختيارى لمسرحية «الكوتش» ألنها تتحدث عن الوضع الراهن ،و»مسرحالفن» طول عمره مهتم بالمسرح السياسى ،فهو مسرح الفكر والمشاهدة الهتمامه
بتقديم القضايا التى تهم المجتمع ووضعها فى إطار من البهجة والكوميديا واالستعراض والموسيقى ،والمسرحية تتحدث عن ضرورة تداول السلطة، وهي القضية التى تشغل الرأى العام حاليا والتى ال يمكن تحقيقها إال من خالل كسر المحتكرات ،وأال يحتكر فصيل واحد على الحكم والدين ،ألن الدين هلل ونظرة اإلخوان بأنهم فقط هم المسلمون واآلخرون ال نظرة غير صحيحة، وحتى نكسر هذه المسألة البد أن تقوم عدالة عظيمة فى البلد ،وهى عدالة مصر وقضائها لذلك أهدى هذه المسرحية إلى قضاء مصر الشامخ العظيم. قررت أن أخلق بديال عن هذا اإلسفاف الذى ترحب به القنوات الفضائية -والتى ظن الجمهور أنها هى «المسرح» بسبب عدم وجود بديل أو منافس قوى لها -لذا قمت بالتحضير لتجربتى الجديدة «عازب فى شهر العسل» ،وهو عمل مسرحى يعتمد على الكوميديا اإلجتماعية المحترمة التى تناقش مشاكل حياتنا دون خدش للحياء ,والعمل صالح لكل أفراد األسرة وال يشعر أى منهم بالخجل وهو يشاهدها .والهدف الثانى من تقدمى لهذا العرض المسرحى هو إظهار جيل جديد من الشباب ،ففى كل أعمالى السابقة كنت أقوم بتقديم وجهين جديدين إلى الساحة إال أننى فى هذا العمل أقدم ما يقرب من تسعة عشر وجها جديدا ,فكل األبطال المشاركين فى المسرحية وجوه شابة دارسين لفن «التمثيل» ,بإستثناء الفنانة /إنتصار التى يتطلب دورها أن تكون فنانة معروفة ...وأعتبر تلك التجربة المسرحية «مغامرة» ولكن كان البد من القيام بها ,ولم أنظر فيها الى خسارة متوقعة. جالل الشرقاوي
221 220
هناك عروض أخرى أتمنى أن أقدمها من خالل كل يوم مسرحية مثلمايحدث في المسارح األوروبية فمثال أريد تقديم« :عطية اإلرهابية»« ،دستور يا أسيادنا»« ،حودة كرامة»« ،الجوكر» 8« ،ستات» ،و»المليم بأربعة» وغيرها من األعمال األخرى ،ولكن من أين يأتي النجوم؟! وهذه األدوار التي إرتبطت بهم عند الناس من الممكن إعادتها مرة أخرى ولو من خالل أسبوع عرض واحد لكل مسرحية ،ولكن بكل أسف معظم نجوم مسرحياتي منتشرون في فرق أخرى ومن الصعب جمعهم مرة أخرى. العمل توقف في مسرحية «هوالكو» لفاروق جويدة إلى حين إشعار آخر ,إذ أنإدارة «المسرح القومى» عجزت على توفير فنانين يشاركون فى المسرحية!!، سواء المعينين داخل المسرح القومى أو من خارجه ،فهناك مائة وأربعين فنانا معينا داخل «المسرح القومى» ،رفضوا اإلشتراك فى العرض كما رفض فنانون آخرون من الخارج أيضا ،باستثناء الفنان /فاروق الفيشاوى ،فى الحقيقة أن إدراة المسرح لم تتخذ أي إجراء بشأنهم. وصلت إلى قناعة بأن هذا الجيل من الفنانين النجوم ال أمل فيهم وعلي أنأبدأ من جديد ،وأن أربي جيال من الممثلين الذين يعشقون المسرح ،ومن هنا جاءت فكرة تأسيس فرقة «شباب مسرح الفن» ،والتي أسندت البطولة فيها إلى مجموعة من الوجوه الجديدة.
حظيت بالتكريم من قبل الجمهور وكذلك من قبل أكاديمية الفنون وبعضالدول العربية بشكل كبير ,ولكني لم أحظ بنظيره من الدولة بالرغم من مشواري المسرحى الطويل ،لم أكرم من قبل الدولة حتى اآلن!! ,بل تعرضت فى وقت سابق الى حرب شرسة ,وال تزال بقايا تلك الحرب مستمرة ,خاصة وأن هناك بعض القضايا مرفوعة ضدى من قبل «وزارة الثقافة» و»محافظة القاهرة», ولن تنتهى إال بتنازل كلتا الجهتين عنها. رؤى فنية نستطيع أن نؤكد بضمير مستريح أن «زكي طليمات» هو رائد المسرحالعلمي في «مصر» .كان المسرح قبله إجتهادات شخصية ومهارات مكتسبة، وجاء «زكي طليمات» ليعلي شأن العلم في المسرح ،وقد اتبع في سبيل تحقيق ذلك طرقا كثيرة ومحاوالت شتى ،كللت في نهاية المطاف بالنجاح بالرغم من العقبات الكؤود التي صادفته في رحلته الفنية .ونستطيع أن نؤكد أيضا بذات الضمير المستريح بأن كل األجيال التالية له والتي حملت على أكتافها أعباء النهضة الفنية في «مصر» بل وفي بعض بالد العرب في حقول الفن التعبيري المختلفة (المسرح واإلذاعة والسينما والتليفزيون) إخراجا وتمثيال ونقدا وتأليفا وفنا تشكيليا كانت ثمرة كفاحه ونبت غرسه. «يوسف وهبي» ظاهرة لن تتكرر ،لقد نقل وأعد وإقتبس عن المسرحجالل الشرقاوي
223 222
الفرنسي على وجه التحديد ما يتعلق منه بالمذهب الطبيعي ،أو ما نقول عنه هنا « الميلودراما» ،وإشتهر «يوسف وهبي» بهذا اللون من المسرح ،فقدم روائع - من وجهة نظر العصر« -أوالد الشوارع»« ،أوالد الفقراء»« ،أوالد الذوات» و»بنات الريف» وغيرها. «المسرح المدرسي» ساهم بأوفى نصيب في تثقيفنا وتنويرنا وإمدادنا بكموفير من المعلومات في التاريخ واألدب والفن ،كما أنه قد شكل أيضا سلوكنا العام في ظل مجموعة القيم النبيلة ،بإختصار أسهم «المسرح المدرسي» في تكوين وصقل اإلنسان داخلنا .وهو «الترمومتر» الحقيقي الذي يكشف عن الموهوبين في التمثيل والموسيقى والكتابة األدبية ،ومعمل التفريخ والمنبع األصيل الذي أمد معهد التمثيل بطلبته وطالباته وخريجيه فيما بعد ...وال أجد وسيلة أكثر جدوى وأكثر تحضرا لشغل أوقات فراغ الشباب خيرا من النشاط األدبي والفني والرياضي ،إنه الوسيلة التي تسمو بغرائزه الالمسئولة نحو عالم من السمو واإلرتقاء. أدى زيادة اإلنتاج الدرامي وقلة العنصر البشري من الفنانين ،وخاصة منالممثلين والممثالت إلى أن يلجأ المنتجون إلى اإلستعانة بوجوه جديدة من الجنسين من غير الحاصلين على مؤهالت فنية ،أو من العاملين في مجال اإلعالن السينمائي والتليفزيوني دون أن يكون لهم شفيع غير الشكل الخارجي فقط !! ..والحل أن يتوسع «المعهد العالي للفنون المسرحية» في قبول دفعات
جديدة كثيرة العدد ،وصرف النظر عن الشروط المتعسفة التي تفرض على الطالب أو الطالبة لتقديم أوراق إلتحاقه بالمعهد ...والرأي عندي أن يفتح باب القبول أمام خريجي الجامعة بال حدود ،فخريج الجامعة ال يبغي من المعهد الحصول على شهادة عالية ،فقد سبق أن حصل عليها ،وإنما هو صادق مخلص في اإللتحاق بالمعهد لهواية حقيقية أو لشعور بموهبة حقيقية أو لتجربة سابقة له في التمثيل بالمسرح الجامعي ،فهدفه الوحيد إذن من إلتحاقه بالمعهد هو الدراسة والممارسة العلمية العملية لفن التمثيل لتنمية قدراته الفنية. الحق أن قسم المسرح بكل من كليتي اآلداب «جامعة األسكندرية» و»جامعةحلوان» باإلضافة إلى كليات «التربية النوعية» لم تستطع أن تحقق حتى اآلن نتائج إيجابية ملموسة ،وأن تخرج لنا بشرا فنانين يسهمون في المجاالت الفنية المختلفة .وقد يرجع ذلك إلى غياب األستاذ المتخصص كما يرجع بالضرورة إلى غياب المنهج التعليمي .وغاية ما تصبو إليه هذه الكليات والمعاهد أن تخرج موجه تربية فنية للمدارس اإلعدادية والثانوية. استطاعت األقسام الثالث« :الدرسات الحرة» و»الماكياج» و»الفنان الشامل»أن تخرج دفعتين متتاليتين إلى أن تولى د.فوزي فهمي عمادة المعهد فألغاها جميعا ،ألغاها دون مبرر علمي واضح أللهم إال أن تكون عادة فرعونية قديمة عندما يمحو الفرعون الجديد اسم الفرعون القديم وإنجازاته من على جدران المعبد أو أن يهدم المعبد أصال من أساسه .فليس القول بتعديل المنهج الدراسي جالل الشرقاوي
225 224
لقسم التمثيل واإلخراج بحيث يشمل محاضرتين في اللياقة البدنية وأربعة محاضرات في مادتي علم الصوت والتذوق الموسيقي بمبرر علمي لإللغاء قسم «الفنان الشامل» .وليس القول بأن مادة «حرفية الممثل» تزود الطالب بالمهارات الكافية في الصوت والجسد ،وأنها تغني عن دراسة سنوات أربعة في معهد الباليه أو في أحد المعاهد الموسيقية بمنطق علمي يستطيع أن يقنع عقل هاو من الهواة !!. أرى من وجهة نظري أن كل من د.ثروت عكاشة ود.عبد القادر حاتم هماأفضل وزيرين للثقافة بمصر ،وأن «مسارح التليفزيون» كان لها الفضل في تطوير الحركة المسرحية خاصة وقد عهد مسئولية اإلشراف عليها لرجل من أعظم رجاالت الفن في مصر وهو المبدع /السيد بدير. قفز عدد متفرجي المسرح من خمسة وعشرين ألف متفرج عام 1961إلى أربعمائة ألف متفرج عام 1963 -1962بعد إنشاء مسارح التليفزيون، فقرر السيد بدير أن يضيف إلى فرقه الستة أربعة فرق أخرى .بلغ عدد ممثلي الفرق العشرة مائة وأربعة وسبعين ممثال وممثلة باإلضافة إلى تسعة مخرجين معينين فضال عن المخرجين الذين يستعان بهم من الخارج ...إمتد نشاط هذه الفرق ليصل إلى األسكندرية وبورسعيد شماال وأسوان جنوبا وغزة والعريش شرقا والواحات والوادي الجديد غربا ،وقدمت حفالت نهارية لطلبة المدارس بأسعار مخفضة جدا ..وبدأت مسارح التليفزيون تنتقل إلى األحياء الشعبية
لتقديم عروضها ،وكانت أسعار التذاكر هي نفس أسعار دور السينما ،ولكن هذ التجربة لم تستمر طويال. ال أبالغ أبدا عندما أقول إنني لبنة في هذا المسرح المصري العظيم ،في أساسهوبنيانه ،فعلى أكتافي وأكتاف الكثير من زمالئي المخرجين العظام والمؤلفين المسرحيين الكبار ومعهم الممثلون المخضرمون بني المسرح المصري في الستينيات ،وتحول إلى منارة ثقافية يشهد لها الجميع. رأيي الشخصي والذي أؤمن به أنه ال توجد قاعدة في الفن ..ألن الفن بطبيعةمفهومه وأهدافه متغير متطور غير ثابت ..ولذلك ال يمكن أن تنطبق عليه قاعدة ما إال لفترة محدودة جدا تتغير من تلقاء نفسها ،وتتطور بتغير شكل الفن أو مضمونه أو بيئته ،ومن هنا خرجت بما يشبه األسلوب في أعمالي الفنية، وهو أن اإلحساس الداخلي قد يكون هو القاعدة الوحيدة في الفن. مما يؤكد مدرستي ومنهجي الفكري في المسرح إيماني بضرورة التوحد بينمنصة العرض والجمهور المتابع للحدث الدرامي في الصالة ،حيث أدمج خشبة المسرح مع الناس إلنهاء حالة اإلنفصال بينهما .إننا نفسح المجال للجمهور الجالس في الصالة ليشارك معنا في بعض األحداث الدرامية المعروضة أمامه، بمعنى أن يكون الجمهور جزءا من الحكاية والحدوته وكأننا في منتدى ثقافي وسياسي نقول الرأي والرأي اآلخر بحرية تامة ،إننا نقدم عرضا مسرحيا له شكل وطابع متميز يختلف عن كل عروضنا المسرحية السابقة. جالل الشرقاوي
227 226
يحتاج المخرج لتجسيد مسرحيات «الكوميديا األخالقية» إلى إستخدام شديدالواقعية لجميع عناصر العرض ،فالديكور واألثاث واإلكسسوار يجب أن يعبر بصدق عن المكان والطبقة اإلجتماعية ودرجات الغنى والفقر ،العلم والجهل، الجمال والقبح ..إلخ .واإلضاءة يجب أن تعبر عن الزمن دون الوقوع في خطأ المؤثرات اإلبهارية والتعقيدات الرمزية .والحركة المسرحية يجب أن تكون بسيطة طبيعية تماما كما يحدث في الحياة ...ولكن المهمة الكبرى للمخرج هنا تظهر في إختياره لطاقم الممثلين وإرشادهم إلى األسلوب الواقعي في األداء ،وهو أسلوب يتسم بقدر كبير من التلقائية والبساطة ،وفي هذه النوعية من المسرحيات يجب أن يتمتع الممثلون بخفة ظل طبيعية وبقدرة فائقة على اإلضحاك دون تشنج أو تكلف أو إفتعال. العنصر األساسي الذي تعتمد عليه المسرحية البوليسية هو «اإليقاع» ..اإليقاع الحي الساخن إلى حد الحريق والمتدفق إلى حد اللهاث ،اإليقاع في الحدث وفي األداء التمثيلي وفي الحركة ..ومع تصاعد األحداث بمفاجأتها المستمرة وبكشفها المستور عن بعض خفايا الشخصيات الدرامية ،وبإلقاء الشك والريبة وأدلة اإلتهام عليها واحدة تلو األخرى يعم الصمت بين صفوف المشاهدين وتسكن الحركة وتتالحق األنفاس ،ويتضاعف التوتر وتزداد حدة التركيز وتكاد العيون أن تقفز من محاجرها ..ومع وصول الرعب إلى حده األقصى تنطلق كلمة من هنا أو هناك أو حركة تثير في المشاهدين عاصفة من الضحك .إن الرعب هو أحد األسباب المباشرة للضحك ،أنه وسيلة ال شعورية يتخلص بها
اإلنسان من خوفه الشديد .وتستمر األلغاز وتتكاثف السحب ويعم الغموض حتى تجيء لحظة الكشف قبل إسدال الستار األخير مباشرة .الموسيقى أيضا عنصر مهم في تأكيد لحظات التوتر ،وهنا تجدر اإلشارة إلى أن لحظة الصمت أيضا موسيقى ،وإلى جانب الموسيقى تلعب المؤثرات الصوتية دورا شديد الفعالية في تصعيد الحدث الدرامي (وقع األقدام /فتح وغلق األبواب /صفير الرياح/ صوت اإلنفجارات /صوت الرصاص ..إلخ) .وال تقتصر وظيفة اإلضاءة على التعريف بالوقت ،فوظيفتها الدرامية تتوازى مع أهمية الموسيقى ودورها. ويجب أن تكون الحركة المسرحية معقدة ومتشابكة شأن خطوط المسرحية نفسها ،توظيف الخطوط المائلة والزوايا الحادة والحركة السريعة المتوترة سواء كانت متصلة أم متقطعة ،ومع ذلك يجب مراعاة التشكيالت وجمالياتها، وفيما عدا ذلك وقبل كل ذلك فإن أداء الممثلين يشكل حجر الزواية في بناء تلك المسرحيات. بداية انهيار المسرح -من وجهة نظري -كان بداية من تسعينينات القرنالماضي ،وذلك عندما تعمد النظام البائد ووزير الثقافة األسبق /فاروق حسني تدمير المسرح المسرحي من خالل تأسيس مهرجان «القاهرة الدولي للمسرح التجريبي» -والذي أطلق عليه الشرفاء «المسرح التخريبي» كما أطلق عليه آخرون «المسرح التهليبي» -والذي تم تخصص ما يصل إلى نحو 25مليون جنيه كل عام !! ،لتقديم بعض التجارب الرديئة وتلك العروض التي اعتمدت على مشاركات فرق صغيرة من الهواة ،حيث إستقدموا حثالة فرق «أوروبا» ليعرضوا عروض الجنس والعري والدعارة المقنعة. جالل الشرقاوي
229 228
فجأة في شهر يونيو من عام 2005أعلنت وزارة الثقافة عن نشأة «المهرجانالقومي للمسرح المصري» على أن تبدأ فعالياته إعتبارا من شهر يولية ،2005 ودعنا من اإلعالن عن مهرجان مسرح ..ومصري ..وقومي ..في شهر يونيو ليبدأ بعد شهر واحد!! ،فإن لم يكن هذا دليال على التسرع والتخبط فماذا يكون ؟؟!! ولألسف الشديد فقد وجدته مليئا بالسلبيات والثغرات في هيكله التنظيمي وشكله الفني وتقسيماته وجوائزه ،وقد أعلنت رأيي بصراحة ووضوح من خالل المقاالت والريبورتاجات الصحفية كنوع من اإلحتجاج على هذا التخبط الفاضح ...وكما نشأ هذا المهرجان عشوائيا جاءت نتائج لجنة التحكيم أيضا وبالضرورة عشوائية .واعترف أولو األمر بما سبق اإلشارة إليه واعتذروا في المهرجان الثاني عن أخطائهم قائلين بالحرف الواحد» أنها أخطاء التجربة األولى»!! مسرح الدولة تخنقه «البيروقراطية» ،والخوف والرعشة تكبالن يديه وقدميهبسالسل من حديد .وها هنا ننادي اآلن بما نادينا به من قبل عشرات المرات على مدى عشرات السنوات ..يا وزارة الثقافة إعط لكل مسرح إستقالله المادي والفني وإتركي له حرية الفعل وجرأة المغامرة الفنية المحسوبة ،وإبعدي عنه موظفيك من اإلدارات المالية والقانونية والرقابية ،ثم فلتقرئي كشف حسابه بعد عام من الممارسة ،فإذا نجح فشجعيه ،وإذا إحتاج إلى تعديل مسار أو نصيحة أو ترشيد فارشديه ،وإذا فشل فابحثي عن فنانين آخرين وستجدين العشرات من الموهوبين على مستوى الفن واإلدارة .فقط فكي قيوده يرحمك هللا.
تم هدم ثالثين مسرحا في الثالثين سنة الماضية ،إما بتحويلها إلى دورعرض سينمائية ،أو بهدمها وتركها أطالالً تنعى من بناها حتى هذه اللحظة ،أو بتحويلها إلى جراجات ،وذلك بسبب أن النظام السابق يخشى المسرح ،خاصة «مسرح الكلمة» ألنه مسرح الفكر ...وكان مخلب القط أو المنفذ لهذه السياسة هو وزير الثقافة األسبق /فاروق حسنى ...فهل يمكن أن يصدق أحد أن وزارة الثقافة تملك اليوم مسرحين من أهم المسارح الموجودة فى مصر ،هما :مسرح «الجمهورية» ومسرح «معهد الموسيقى العربية» ،فتذهب الوزارة وتعطيهما لألوبرا التى تقوم بتشغيل المسرح أسبوعا واحدا فى العام وباقى أيام السنة مغلق!!! .لقد كان النظام وتحديدا فاروق حسنى ،يرفض المسرح ألسباب هو يعلمها جيدا ،وذلك ألن تأثير المسرح على المشاهد ما زال أكبر بكثير من تأثير السينما أو التليفزيون. كبار الفنانين ابتعدوا عن المسرح فى اآلونة األخيرة ،وهذا األمر أصبح جزءامن األزمة التى يعانى منها المسرح حالي ...هؤالء الفنانين أصبحوا يرفضون تقديم أعمال مسرحية ألنهم سيبذلون جهدا أكبر عما يقومون به فى السينما والتليفزيون الذى يحصلون من خالله على ماليين الجنيهات ،فى حين أنهم يتقاضون «مالليم» من المسرح ،فمن المؤكد ان «الفلوس» «عميت عنيهم», لكن عليهم أن يقوموا برد الجميل للمسرح اآلن ولو بعمل مسرحى كل عامين، فصحيح أن المسرح ال يعطى أمواال ولكنه يمنح الفنان الخبرة والتجربة وحب الجمهور. جالل الشرقاوي
231 230
فن «السينما» يفوق فن «المسرح» في قدرته على الحركة عبر أزمنة ال حدلها وأماكن ال حصر لها .إن السينما قادرة على االنتقال من الماضي السحيق إلى األمس القريب إلى يومنا الحاضر إلى مستقبل ما يزال مجهوال .إنها تتحرك بحرية كاملة من زمن إلى زمن ،وهي قادرة أيضا على أن تتجول عبر المكان، وتستطيع أن تغوص إلى أعماق البحار أو أن تصعد قمم الجبال أو أن ترفرف بجناحيها في أعالي السماء ،كما أنها قادرة على أن تتجول من بلد إلى بلد بل من قارة إلى قارة ،وكل هذا في سهولة ويسر وفي أقل من لمح البصر ،وهذه الحرية في التجوال عبر الزمان والمكان هي أحد أسرار ذلك اإلبهار الجميل وذلك التأثير الطاغي الذي يملكه فن «السينما» ،باإلضافة إلى أسباب أخرى بطبيعة الحال .غير أن فن «المسرح» يمتلك ميزة ال يمتلكها وال يستطيع أن يمتلكها فن «السينما -ال هو وال غيره من الفنون التعبيرية األخرى كاإلذاعة والتتليفزيون -وهذه الميزة هي ذلك اللقاء الحي المتجدد الذي يحدث بين بشر على خشبة المسرح (الممثل) وبشر في الصالة العرض (المتفرج). اكتسب معظم نجوم السينما والمسرح مجدهم الفني وشهرتهم المتألقة وحظهمالمادي من وقوفهم على خشبة المسرح .التمثيل على خشبة المسرح هو الذي لفت أنظار منتجي ومخرجي السينما والتليفزيون الذين ما كانوا يحضرون العروض المسرحية إال بحثا عن المواهب الشابة والوجوه الجديدة ،فاختطفوهم من فوق خشبة المسرح وأغدقوا عليهم الماليين .وخضوعا لبريق المال نسى هؤالء «المسرح» صاحب الفضل األول عليهم ...ومن حق «المسرح عليهم»
أن يردوا إليه بعضا من فضله ،ليس تفضال وال منا ،وليس تضحية وال إيثارا، وإنما هي قيم النبل والشرف والوفاء التي تحتم عليهم ذلك .أقترح أن يقدم كل من هؤالء النجوم شهرا واحدا فقط في السنة يمثل فيه على خشبة المسرح دورا أحبه يوما ما في مسرحية ما ،وعليه أن يختار الفرقة التي ينتمي إليها سواء من مسرح الدولة أو المسرح الخاص. المسرح تأثر بال شك بالركود االقتصادى السائد حاليا ,فالمسرح كغيره منجوانب الحياة ,ولهذا أقول إلى زمالئى «إصحوا من النوم» ،وقدموا الفن الجيد وإن طال الوقت .الشعب المصرى تغير فى السنوات الماضية سواء من حيث األخالق أو العادات والتقاليد وهذا بسبب تغير الحالة اإلقتصادية. الحقيقة أنني ومنذ أكثر من عام أبكى على حال المسرح وحزين عليه ،ألنمصر التى كانت عامرة بمسارحها وستائرها المفتوحة أصبحت مسارحها اآلن تعيش في ظالم ،حتى أننا فى هذه اللحظة نجد جميع مسارحنا مغلقة بجميع المحافظات .وأنا شديد األلم على تلك الحالة ألنى عاصرت المسرح فى قمة إزدهاره والجمهور يتهافت عليه ،ومن هنا قررت فتح المسرح مهما كانت الظروف المادية ،لعلى فى هذا الوقت أصبح حافزا للزمالء أن يبدءوا فتح مسارحهم وللمنتجين أن يبدءوا فى المسرحيات ورد جزء مما أعطاهم المسرح قديما ،وأتمنى أن تنجح التجربة ألنها إذا نجحت فيصبح هناك أمل فى عودة المسرح وخروجه من غرفة اإلنعاش ،ألنه حتى هذه اللحظة بين الحياة والموت ،وتصبح تجربتى أمال حتى يبعث المسرح من جديد. جالل الشرقاوي
233232
هناك عده عوامل ما دفعتنى لتقديم مسرحية «عازب فى شهر العسل»،األول هو إستفزازى منذ عدة سنوات مما تقدمه بعض الفضائيات المصرية والذين يدعون كذبا أنه مسرح !! مثل ما يسمى «تياترو مصر» و»مسرح مصر» و»مسرح النهار» !! ,فهذه األعمال ليس لها عالقة بالمسرح من قريب أو بعيد ,كما أننا ال يمكن أن نسميها «إسكيتشات» ,وهى فى توصيفي بمثابة «قعدة مخدرات» ،فما يحدث فى تلك األعمال هو أن هناك مجموعة «بيدخلوا قافية لبعض» مع وجود تفاهات وبذاءات .وأكثر ما أحزننى أن بعضهم ربط اسم تلك األعمال تحت مسمى «مصر» ،وهذه الكلمة ال يمكن أن يرتبط بها إال كل ماهو «نبيل» .وبالرغم من أن كل تلك األعمال حظيت بإقبال جماهيرى فى البداية إال أنه فى األسابيع األخيرة بدأ ينحسر اإلقبال بشكل كبير ...حقيقة هم ليس لهم عالقة بالمسرح وليس لهم عالقة بمصر ،ويجب محاربة هذا النوع من اإلبتذال والسفه. سعدت جدا عندما قرأت خبر يفيد بأن نقابة «المهن التمثيلية» بإشراف النقيبالحالي /د.أشرف زكي سوف تقوم بالتصدي لظاهرة المسرحيات السيئة التي تعرض على الفضائيات المصرية بإنتاج عروض على «مسرح النهار» ،وأنها قد اتفقت بالفعل مع بعض القنوات على تسويق اإلنتاج ،وأعلنوا بأنهم اتفقوا على مائة وعشرين مسرحية !! ،وبدأوا بالفعل اإلنتاج ولكن لألسف كانت النتيجة أسوأ وأبشع !! ...إن ما يقدم من عروض على الفضائيات المصرية ال أستطيع أن أطلق عليها كلمة مسرحيات وال حتى كلمة إسكيتشات!! ..وهي
إفساد للذوق المصري وهذا اإلبتذال قد يقضي على الفن المصري وعلى القوة الناعمة لمصر ،وعلى ما تبقى لنا من نسمات الثقافة والفكر واألدب ...لذا أناشد كل فنان مصري للتصدي لهذه النوعية. رأيي فيما يجب أن تكون عليه سياسة النقابة مختلف تماما عن السياسةالتي يتبعها «أشرف زكي» ،فهو دائما موجود في جميع المناسبات السارة والحزينة لكل األعضاء ،ومتميز جدا على المستوى الخدمي والمتعلق بالرعاية الصحية واإلجتماعية وهي مهام جليلة جدا ،أما أن تكون النقابة مكانا للفكر والثقافة فلم يحدث إطالقا ،لم تتم إقامة ندوة واحدة بالنقابة طوال فترة توليه ،لم يظهر للنقابة موقف سياسي واضح في عهده« .أشرف زكي» حول النقابة إلى خدمات إجتماعية فقط .وهذا ليس كافيا في نقابة مثل «المهن التمثيلية» التي تضم فناني «مصر» في جميع المجاالت التعبيرية. المسرح سياسي بطبعه وأول مسرحية ظهرت في التاريخ اإلغريقي كانتسياسية ،وال توجد مسرحية على وجه األرض ال تنتمي للمسرح السياسي، فالتحدث في المواضيع السياسية أو اإلقتصادية أو اإلجتماعية خصوصا في وقتنا الحالي تعتبر «مسرح سياسي» ،ألن السياسة تصب في اإلقتصاد وفي المجتمع حتى أصبح الثالثة عنصر واحد. لم أنتم في أية فترة من فترات حياتي إلى الفكر اليساري أو إلى الفكرجالل الشرقاوي
235 234
اليميني ،ال بالتنظيم وال باليقين ،ولكني أؤمن بعد هللا بمصريتي« ،مصر» هي الهدف وهي الغاية« ،مصر» هي البؤرة وهي المركز الذي تتجمع فيه كل إهتماماتي الفكرية والثقافية والفنية ..وإنني آلخذ من اليسار أو من فكر اليمين أو من أي فكر آخر فكر يتخذ مكانه بين النقيضين ما يحقق لي هذا الهدف. كانت ثورة 25يناير يوم الخالص ،فمصر كانت مخنوقة واستردت حريتهافي هذا اليوم .وأرى أن ثورة الشباب كانت تجسيد لكل أحالم جيلي واألجيال السابقة ،لكننا لم نكن على نفس مستوى قوة أبناء ثورة يناير ،فلم نكن نملك سوى الحلم أو التعبير عن أحالمنا من خالل مواقعنا في المسرح أو السينما أو الشعر أو القصة ،ولكن عجزنا عن تحويل هذه األحالم إلى واقع مادي ملموس .ولكن الثورة لم تكتمل بعد ،فال بد من إجتثاث جذور الفساد وليس محاكمة رموزه فقط ،فالفساد في «مصر» إستشرى بشكل سرطاني مخيف وال بد من تتبعه حتى تؤتي الثورة ثمارها ،وأنا أرى إنه من إيجابيات الثورة أن جعلت جميع األسر المصرية على إختالف طبقاتها وثقافاتها تتحدث في السياسة وتفاصيلها ،كذلك أيقظت مشاعر اإلحتجاج والثورة على الظلم ،فرأينا عشرات الوقفات اإلحتجاجية في جميع المواقع للمطالبة بالحقوق ولمحاسبة الفاسدين ،فقد كسرت الثورة حاجز الخوف. في كل لحظة كنت أدعو للشباب العظيم أن يتحلى بالصبر والجلد أمام عنفالشرطة ،والحمد هلل فقد نجحوا وأطاحوا برأس النظام وأدخلوه القفص ،وهنا أحيي جيش «مصر» العظيم الذي آمن بالثورة ووقف يساندها بكل قوة منذ 25
يناير وحتى اآلن ،ثم علينا أن نقف وقفة إجالل وتقدير لكل الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم فداء للثورة وأيضا لمصابي الثورة وندعو إلى الوقوف بجوار أسرهم ...أتمنى أن تكون كل الحكومات من رحم الثورة وميدان التحرير .لقد تابعت معظم الحوارات مع الشباب وأراهم يتكلمون في السياسة واإلقتصاد بمعرفة وعن وعي بطبيعة األحداث في بالدنا ،ويجب أن يحصلوا على فرصتهم في حكم «مصر» في الفترة القادمة. نحن الفنانون لم نرفع راية اإلستسالم طوال العهد البائد وفي عز ظالمه،وتوالت دعواتنا طوال الوقت إللغاء الرقابة على العمل الفني بكل أنواعها سواء الدينية أو األمنية .وبعد الثورة وإتساع هامش الحرية أتصور أن دعوتنا ستكون أقوى وأشد مما كانت عليه من قبل ،ولن يستطيع أحد مهما كان أن يقف بين الفنان وإبداعه في أي وقت ،أما عالقته باهلل فهذا أمر يخصه وحده ال رقيب عليه من أحد مهما كان مركزه أو سلطته .وحتى اآلن لم نستكشف بعد وجهة نظر الجماعات اإلسالمية تجاه الفنون بشكل واضح ،وحتى اآلن لم يكشفوا عن نواياهم أو رؤيتهم بالضبط!! ،ولكن بعض التيارات اإلسالمية أعلنت عن وجهة نظرها في الفن ،والتي تتلخص في وضع ضوابط لظهور المرأة ،وهذه ردة للقرون الوسطى ومرفوضة بداية وغير قابلة حتى للنقاش. أرى أننا على وشك النهوض بمصر من جديد ،فأكثر ساعات الظلمة والسوادتلك التي تسبق الفجر ،وأعتقد أننا اقتربنا من الفجر والشروق لمصر ،ورغم جالل الشرقاوي
237236
حالة الكساد اإلقتصادي التي تعانيها البالد لكنني أثق في أبنائها وقدرتهم على التكاتف والعودة للعمل ونبذ الخالفات والمطالب الفئوية من أجل إنقاذ «مصر» وتحقيق النهضة ،وتفادي األخطاء التي ارتكبت وأهمها إختيار تفعيل اإلنتخابات قبل الدستور ،وهذا في ظني هو الخطأ األعظم الذي تسبب في كل الخطايا التالية له .وأعتقد أن المجلس العسكري رغم كل أخطائه ما يزال قادرا على العبور بالبالد إلى بر األمان في الفترة القادمة ،فهو الدرع الحامي للوطن في هذه اللحظات. الدولة التي تسعى إلى تحقيق اإلستقرار وعودة الحياة المدنية إلى طبيعتهاال يمكن أن يصبح سالحها في تحقيق ذلك هم فلول النظام القديم الذين يرفعون شعار «منافقون لكل العصور» ...هل هناك من يسعى إلى إقامة ثورة مضادة بإستخدام تلك األسلحة «الفشنك» التي إنتهى عمرها اإلفتراضي؟؟. لم يوجد حتى اآلن مسرح بالشكل العلمي المفهوم بعد الثورة ،فهو ال يزاليتحسس هذه الفترة وما يزال هناك الكثير من الخفايا واألسرار والكواليس لهذه الفترة العصيبة من تاريخ «مصر» .وأنا أرى أن المسرح الجديد ال بد أن ينبع من «ميدان التحرير» وشبابه .أنا وزمالئي مرحلة انتهت ،وال نملك حاليا سوى خبراتنا لتقديمها لهؤالء الشباب ،أما الفكر الجديد في المسرح فالبد أن يتبناه شباب يملكون كل القيم الجديدة التي نبعت من «ميدان التحرير» و25 يناير ،وهؤالء يملكون الجرأة والتمرد والشجاعة ،هذا من ناحية الفكر أما من
ناحية الشكل فالبد أن يكون هناك مسرح مثل مسارح «أوروبا» الحالية حيث تسمى دار العرض «ملتيمديا هاوس» ( ،)Multimidia Houseوفيها يقدم عرض مسرحي يحتوي على الفنون المختلفة للسيرك والباليه والفيديو والسينما باإلضافة إلى المسرح التقليدي في عرض واحد ،أما دار العرض من الناحية المعمارية فقد تكون خشبة المسرح األسانسير أو الدوارة أو االثنين معا ،وذلك لمواكبة وإستيعاب التطور الهائل في التكنولوجيا وإجتذاب الجمهور من جديد. «الكاتب هو مؤلف النص المسرحي والمخرج هو مؤلف العرض المسرحي»تلك النظرية القديمة التي ابتدعها المخرج الروسي الطليعي /مايير هولد -وهو واحد من تالميذ المخرج الممثل والمنظر المسرحي /ستانسالفسكي في أوائل القرن العشرين -وقد تبنيت وزميلي المبدع الراحل /كرم مطاوع هذه النظرية في «مصر» ،وكانت حجتنا في ذلك -دون الدخول في التفاصيل والشرح -أن النص يصبح بين يدي المخرج أداة من أدواته في التعبير ،إلى جانب الممثل والديكور والمالبس واإلكسسوار واإلضاءة والموسيقى واإلستعراض. اإلنسان المصري ما يزال في مرحلة الفطام الديمقراطي ،ونظرا إلنحناءظهره كثيرا تحت وطأة اإلستعمار الخارجي والداخلي ،وألنه لم يتعود بعد مناخ الديمقراطية والحرية فإنه لم يستطع ممارسة سلوكياتها الصحيحة التي ال تتأتى إال بالحوار والمناقشة وليس باإلهانة أو التجريح أو اإلتهام بالخيانة والعمالة والتآمر والثورة المضادة ،إن مناقشة الرأي بالرأي اآلخر والفكر بالفكر اآلخر من خالل المقالة أو القصيدة أو القصة أو المسرحية أو الفيلم أو غير ذلك من جالل الشرقاوي
239238
أدوات التعبير الفني هو السلوك الصحيح لممارسة الديمقراطية بسلوكياتها الصحيحة. علينا نحن المثقفون واألدباء والفنانون أن نرفع شعار «إلغاء معاهدة السالم «كامب دافيد» -مع إسرائيل» ،وأن نناضل من أجل رفض كل أشكالالتطبيع ،ولما كان الحكام العرب قد فشلوا في أقامة وحدة عربية ،بل فشلوا حتى في إقامة سوق عربية مشتركة فإن علينا أن نسعى إلى إقامة هذه الوحدة العربية ،أو على األقل إقامة وحدة ثقافية عربية مشتركة ،وإحدى وسائلنا في ذلك المسرح.
الفصل الثامن السمات العامة والختام
يتضح جليا من الفصول السابقة أن المسيرة الشخصية والفنية للفنان/ جالل الشرقاوي تعد نموذجا رائعا للفنان المصري العصامي المحب لبلده والمهوم بقضاياه ،خاصة وقد وعي مبك ار لدوره التنويري اإليجابي ،فآمن بضرورة مشاركته الفعالة لإلرتقاء بمستوى المهنة ونشر قيم الخير والحق والجمال ،والسعى لتنمية وصقل المواهب باألجيال التالية ،كما دفعه وعيه بدوره التاريخي إلى المشاركة بتمثيل بالده التي يعشقها ،فجاب بعض دول العالم ممثال للمسرح المصري بالمهرجانات والمؤتمرات المسرحية العربية والدولية ،فكان بحق خير سفير للفن العربي والمصري. وإذا كان يحسب له كمثقف حقيقي تواضعه الشديد واعت اززه بانتمائه للطبقات المتوسطة فإنه يحسب له أيضا اعترافه بالجميل وفضل اآلخرين ،وهو كثي ار ما يذكر بكل العرفان بالجميل دور أسرته (وخاصة والديه وشقيقه األكبر/ حلمي) في توفير المناخ المناسب لتفوقه ،وكذلك دور أساتذته في رعاية موهبته، كما يذكر فضل ثورة يوليو 1952بقيادة الزعيم الراحل /جمال عبد الناصر، ومحاوالتها المستمرة لتحقيق العدالة االجتماعية ،فهي التي منحته فرصة الدراسة والحصول على أعلى الشهادات من أوروبا. حقا أنه فنان قدير وقامة وقيمة فنية سامية ،وال يمكن ألحد أن يختلف عن مكانته المسرحية الرفيعة ،فهو إحد رجال المسرح المصري الذين استطاعوا المشاركة في إثراء مسيرته بموهبتهم وثقافتهم وخبراتهم ودأبهم .وهو أحد قلة نادرة جالل الشرقاوي
243 242
من المبدعين األصالء فى عالمنا العربى ،فقد ولد من رحم فترة انتقالية تاريخية ثورية ،وأدرك مبك ار مسئوليته بوعي وإستنارة ،وتحملها بإيمان وإصرار وتحدي، فجعل من مسرحه بوتقة ينصهر فيها الفن والفكر معا فيمتزجا فى وحدة من الجمال والمتعة واإللتزام ،خاصة بعدما جعل من ضميره وفكره وخبراته مصفاة ال يعبر من خاللها إال كل ما هو أصيل ونبيل ويتواءم مع أفكاره ومبادئه. ويضاف إلى رصيد هذا الفنان القدير بأنه كان من أوائل الفنانين الذين أدركوا كم المتغيرت السياسية واإلقتصادية واإلجتماعية التي تحدث في المجتمع وأهميتها ،وكذلك عمق التطور الذي حدث في المسرح سواء على مستوى العالم أو على المستوى المحلي تنظيميا منذ أنشئت له الدولة مؤسسة خاصة إيمانا منها بأهمية دوره .لقد فهم الفنان /جالل الشرقاوي جيدا وبوضوح تلك المتغيرات فإنحاز للبسطاء وعمل بوحي من هذا الفهم ،وإنحاز ألهداف الثورة بصفة عامة ،كما سعى وبشكل دؤوب على تطوير أدواته الفنية ،فكان بحق أحد فرسان المسرح منذ ستينيات القرن الماضي ،وفي طليعة فناني المرحلة منذ ذلك الزمان ،ولذا نجح في فرض نفسه كمثل أعلى وقدوة على وجدان معاصريه واألجيال الالحقة من المبدعين فى الفكر أو الفن أو العلم. هذا وقد سبق اإلشارة إلى أن المسيرة الفنية للفنان المبدع /جالل الشرقاوي تعد -بصورة غير مباشرة -رصدا ألهم األحداث والمتغيرات السياسية واإلقتصادية واإلجتماعية التي مرت بمصر ،ويمكن من خالل تتبع أعماله رصد أهم األحداث
التي مرت بمصر في العصر الحديث ومن بينها على سبيل المثال :معركة العدوان الثالثي عام ،1956ونكسة يونيو ،1967وأحداث حرب اإلستنزاف ثم وفاة الزعيم الراحل /جمال عبد الناصر ،ومرو ار بنصر أكتوبر والعبور العظيم، ثم أحداث معاهدة السالم وتوقيع إتفاقية «كامب دافيد ،والتحول إلى سياسات اإلنفتاح دون دراسة علمية أو إجراءات رشيدة ،وتعاظم خطورة الجماعات اإلرهابية المتطرفة والتي اتخذت الدين ستارا ،ووصوال إلى ثورة الشباب في 25يناير 2011وثورة جميع فئات الشعب بقيادة المثقفين في 30يونيو .2013 أهم السمات اإلبداعية: تعددت المجاالت اإلبداعية التي شارك فيها الفنان القدير /جالل الشرقاوي بتقديم إبداعاته المختلفة ،ومع ذلك فقد استطاع من خاللها أن يضع بصمة مميزة له في كل منها .فقد نجح كممثل ومخرج في كل من مجاالت السينما والدراما التليفزيونية واإلذاعية ،كما نجح في المسرح ممثال ومخرجا ومنتجا وأستاذا أكاديميا ومنشطا للفعاليات المختلفة ،وإن كانت تجربته المسرحية تعد األطول واألكبر واألعمق مقارنة مع كل مشاركاته الثرية وتجاربه بالمجاالت األخرى ،وخاصة إذا تمت المقارنة بأعماله المهمة في مجال اإلخراج المسرحي ،ولذلك أرى -وأنا في صدد تحديد أهم السمات العامة التي تميز أعماله الفنية -أنه يمكنني رصد وتسجيل أهم تلك السمات من خالل مشاركاته اإلخراجية في مجال المسرح ،وذلك نظ ار ألنه المجال الذي أتاح له فرصة تقديم أفكاره والقضايا التي يؤمن بها بكل جالل الشرقاوي
245 244
حرية وكذلك إظهار مواهبه ومهاراته وقدراته الفنية بال قيود فهو صاحب القرار األول واألخير كمنتج ومخرج ،وذلك باإلضافة إلى أن مجموعة السمات التي تتضح جليا في عالم المسرح تكاد تتشابه بل وتتطابق تقريبا مع سمات إبداعاته بباقي المجاالت األخرى .هذا ويمكنني أن أجمل تلك السمات اإلبداعية للرؤى اإلخراجية لهذا الفنان القدير في النقاط التالية: االهتمام الكبير بالنص المسرحي باعتباره العمود الفقري للعرض ،ولذا فقد ظليحرص دائما على البحث عن تلك النصوص الهادفة التي تتسم بالمستوى الفكري الجاد والصياغة الفنية الراقية ،كما يحرص على اختيار وتقديم تلك األعمال التي تمس قلوب وعقول ووجدان الجماهير بكل شرائحها ،ولعل حرصه هذا يفسر إكتشافه لعدد كبير من المؤلفين الجدد ،وكذلك تعاونه مع بعض المؤلفين في أكثر من عمل وفي مقدمتهم كل من األساتذة :د.رشاد رشدي ،علي سالم ،محمد أبو العال السالموني ،ماهر ميالد ،صالح متولي. التدقيق في اختيار المنهج اإلخراجي الذي يتواءم مع شكل ومضمون الموضوعالذي يطرحه النص ،وبالرغم من إعت اززه وافتخاره دائما بكونه مخرجا مفس ار للنص وليس مجرد مخرج مترجم يقوم بتنفيذ تعليمات ورؤية المؤلف ،إال إنه مع ذلك ظل يحرص دائما على استلهام الرؤى اإلخراجية من روح النص وطبيعة الموضوع ،وقد يرى في بعض األحيان ضرورة المزج بين أكثر من منهج أو أسلوب ،ولكنه في هذه الحالة يكون أكثر حرصا على إخفاء الصنعة وتحقيق هذا الخلط أو المزج بوعي الفنان األكاديمي وإحساس الفنان المرهف ،لذا يمكنني
بسهولة رصد مدى اختالف تناوله ورؤاه اإلخراجية للنصوص الشعرية باللغة العربية الفصحى (ومثال لها :الليلة المحمدية ،الخديوي) أو العروض التجريبية (ومثال لها :األحياء المجاورة ،الزلزال ،الحصار ،فلسطين )48عن تناوله ورؤاه للنصوص المحلية الكوميدية (كما في باحبك يا مجرم ،قشطة وعسل ،حودة كرامة وبرهومة واكاله البرومة على سبيل المثال) ،وإن كان في جميع الحاالت يكشف عن روحه الفنية ويحافظ على بصمته الشخصية المميزة ،وال تتضح تلك السمة فقط عند مقارنة أسلوبه اإلخراجي بين عروض كل من القطاعين العام والخاص ولكنها تتضح أيضا جليا عند رصد تلك اإلختالفات الكبيرة بين عرضي «عفاريت مصر الجديدة» و «إنت إللي قتلت الوحش» لعلي سالم وبين عرض «مدرسة المشاغبين» لنفس المؤلف أيضا على سبيل المثال. اإللتزام بمنهج الوضوح والبساطة والبعد عن كل أشكال التعالي والتعقيد ،وحتىلو اضطر لتوظيف الترميز فهو يحرص على التواصل مع المتلقي ووصول مختلف المعاني له بال غموض .كذلك يحسب له حرصه على تقديم النسبة األكبر من عروضه باللهجة العامية المصرية -والتي تتسم بقربها من الفصحى -بمفرداتها البليغة الدالة ،وذلك بالرغم من إعجابه الكبير باللغة العربية الفصحى وإتقانه للتمثيل واإلخراج لنصوصها وخاصة النصوص الشعرية (ومثال لها مسرحية «الخديوي» رائعة فاروق جويدة) .ويعتبر عرضه المتميز «إنقالب» خير مثال على نجاحه في تقديم السهل الممتنع بتقديم األفكار العميقة بصورة سلسة غير معقدة ،وكذلك على قدرته على توظيف المستويات المختلفة للغة. جالل الشرقاوي
247 246
نجاحه كمخرج مفسر في تقديم نص مواز للنص األصلي ،يساهم في تعميقالفكر والخطاب الدرامي بالنص ،كما يساهم في تفسير كثير من اإلطروحات بوضوح وصراحة مطلقة ،ويربط بحنكة -ودون مباشرة -بين األحداث الدرامية بالنص وبعض األحداث اآلنية والقضايا القومية المعاصرة ،فهو مخرج من الطراز المثقف الواعي الذي يؤمن بأن الفن بكل معطياته يجب أن يعبر عن القضايا المعاصرة ،وعن كل الهموم واألوجاع االجتماعية الملحة ،وأن الدور الحقيقي له ينبغي أن يكون في خدمة اإلنسان والمجتمع ،وتعد كل من مسرحيات« :أنت إللي قتلت الوحش»« ،عفاريت مصر الجديدة»« ،الجنزير»« ،الخديوي» وكذلك مسرحيات« :ع الرصيف»« ،دستور يا أسيادنا»« ،المليم بأربعة»« ،حودة كرامة» من خير النماذج التي تؤكد أسلوبه هذا. الحرص على تقديم عروضه من خالل «المسرح الشامل» ،ذلك المسرح الذيتتكامل فيه جميع مفرادات العمل الفني لتحقيق كل من المتعة السمعية والبصرية، وقد وضح حرصه هذا من خالل توفيقه الدائم في التوظيف الدقيق والتكامل لكافة المفردات المسرحية وخاصة الموسيقى واإلضاءة واالستعراضات وتشكيالت الممثلين ،كما يتضح ذلك األسلوب جليا من خالل عروضه المتميزة« :ملك الشحاتين»« ،تمر حنة»« ،كباريه»« ،عيون بهية» وأيضا «الخديوي». ينجح دائما ويتميز في توظيفه الجيد لخشبة المسرح ،وتحويلها باإليهام منمجرد مساحة إلى عالم حي متكامل يمكن توظيفه في التعبير بعدد كبير من األماكن التي تدور فيها األحداث الدرامية ،وذلك بتوظيف جميع المفردات وفي مقدمتها اإلضاءة الموحية والتي تتكامل مع إيحاءات الديكور ،وبالتالي يمكنه
أيضا أتاحة الفرصة إللغاء الزمن أو تسهيل مهمة عبوره ،وقد وضح ذلك جليا من خالل عروض :عودة الروح ،آه يا ليل يا قمر ،أنت إللي قتلت الوحش ،قصة الحي الغربي ،حودة كرامة ،إنقالب. السعى بإستمرار لتطوير أسلوبه المسرحي باإلستعانة بأسلوب السينما والتليفزيونالسريع الحي ونقله إلى المسرح ،لذا فهو يستخدم المؤثرات الصوتية والموسيقى بكثرة ،كما يقوم بتوظيف أسلوب وطريقة «الفالش باك» بكثرة أيضا .فهو دائم السعى للهروب والتحايل على فكرة ثبات وحدتي الزمان والمكان -حتى في نطاق الفصل الواحد أو المشهد الواحد -وذلك عن طريق توظيف كافة الحيل لالنتقال الحر من وقت لوقت ومن مكان آلخر معتمدا على اإلضاءة لإليهام بانصرام الزمن أو باإلنتقال من ركن المسرح إلى ركنه اآلخر لإليحاء باإلنتقال في المسافات ...ويحسب له نجاحه في إستخدام وتوظيف بعض الحيل الحديثة الدخيلة على فن المسرح التقليدي مثل الشاشات السينمائية بقدر من النعومة والذكاء واإلحكام ،كما في عرضه البديع «إنقالب». االهتمام الكبير بإختيار مجموعة الممثلين المتميزين المناسبين لألدوار،والقادرين على تجسيد األدوار الدرامية المختلفة بالنص ،والتدقيق الشديد عند توزيع الدور الدرامي المناسب لكل ممثل منهم ،وهو غالبا ما ينجح في إختيار قمما شامخة لإلضطالع باألدوار الرئيسية في عرضه وتوزيع األدوار المناسبة على كل منهم .ويحسب له غالبا نجاحه في ترويض الطاقات الكوميدية الجامحة لدى بعض الممثلين وتوجيهها في مسارها الفني الصحيح .خاصة وأنه كان من أشد أنصار أسلوب التلقائية والعفوية فى فن أداء الممثل ،فهو من المؤمنين بأن عطاء جالل الشرقاوي
249 248
الممثل يسمو ويتميز من خالل التزامه بالبساطة والتلقائية التي تمكنه من تحقيق ذلك التواصل المنشود مع جمهور المشاهدين ،ولذا فكثي ار ما قدم كبار الممثلين في ثوب جديد لم نعتاده من قبل. القدرة على قيادة مجاميع كبيرة من الممثلين والكمبارس ،مع مهارة توظيف حركةهذه األعداد الكبيرة والمجاميع في تشكيالت رائعة ذات دالالت درامية معبرة ،وال شك أن التحكم في هذا العدد الكبير من الممثلين يتطلب من المخرج مهارات كبيرة وخبرات حقيقية ،ومن أهم عروضه في هذا الصدد «الحصار»« ،بلدي يا بلدي»، «آه ياليل يا قمر»« ،أنت إللي قتلت الوحش» و»ملك الشحاتين»« ،عيون بهية». االهتمام الكبير بضبط اإليقاع العام للعرض وكذلك بضبط اإليقاع الخاص بكلمشهد ،فهو يجيد المحافظة على اإليقاع المطلوب في كل الحاالت ،كما يحرص في كل عروضه على براعة االستهالل وأيضا على تقديم حسن الختام ،وذلك بخالف حرصه على تنوع اإليقاعات بين المشاهد المختلفة بالعرض ،وذلك حتى يمتلك العرض بح اررة اإليقاع التصاعدي .فتتجلى براعته اإلخراجية في سرعة اإليقاع وفي سالسة األحداث وفي سرعة تغيير المشاهد المتتالية ،فاللوحات هنا تتحرك وبشكل سريع -تماما كالمسبحة -دون أن تنفرط حباتها لنصل معها إلى ذات النقطة الملتهبة ،فهي عندما تتحرك ال تخلفنا وراءها نتذكر ما حدث ،لكنها تسحبنا معها لنواجه ما سوف يحدث .وقد يتطلب األمر أحيانا توظيف الموسيقى التعبيرية الموحية أو اإلضاءة المعبرة لتنسجم مع اإليقاع الهادئ بأحد المشاهد أو اإليقاع الصاخب بالمشهد الذي يليه .وذلك بغرض تحقيق الهدف النهائي واألسمى أال وهو صنع الجو النفسي المناسب في أعماق المشاهدين.
تميزه بتلك القدرة الفنية على بعث الروح في جسد النص وتحريكه فوق خشبةالمسرح بحركة تنبض بالحياة وتضيء جوانب الهدف الفكري واالجتماعي الذي قصد إليه المؤلف ،وذلك من خالل مهارته في رسم وتصميم الحركة المسرحية (الميزانسين) ،وتوظيفه للحركة المسرحية النشطة السهلة ،بحيث يسهل للممثل تحقيق أعلى مستويات اإلتقان في اآلداء التمثيلي دون إغفال للداللة الدرامية لهذه الحركة ،فال تنسه جماليات البعد التشكيلي في العرض البعد المضموني في النص ،لذا فهو يعمد في تصميمه للحركة إلى التنوع والتزاوج بين الحركات الفردية والثنائية والجماعية سواء بتوزيعها في أرجاء المسرح أو بتجميعها في بؤرة المسرح ،ليركب ويشكل منها بناء اللوحات الدرامية المتتبعة ،ويساعده غالبا في تحقيق رؤيته وعلى اإلجادة عامالن أساسيان :أولهما الديكور واإلضاءة اللذان يسخرهما في خدمة النص تفسي ار وتشكيال ،واآلخر االختيار الموفق لمجموعة الممثلين القادرين على تنفيذ رؤيته اإلخراجية بدقة. تتميز جميع عروضه بإيقاعها المنضبط بصفة عامة ،ويقصد باإليقاع المنضبطليست سرعته أو بطئه ،ولكن المقصود هو تناسبه مع طبيعة كل مشهد ،وأيضا تنوعه من مشهد آلخر طبقا لطبيعة الحدث الدرامي .والمدهش أن مخرجنا القدير يجيد ضبط إيقاع كل عرض من عروضه مبك ار وربما منذ البروفات األولى ،فهو يتقن تحديد زمن تقديم العرض قبل الشروع بالبروفات ،وبالتالي قد يتدخل بمعاونة المؤلف بالحذف أو اإلضافة لضبط اإليقاع ،كما قد يلجأ في بعض األحيان إلى توظيف الموسيقى لضبط اإليقاع سواء بتوظيف الموسيقى المجردة أو بعض جالل الشرقاوي
251 250
األغاني أو المؤثرات الصوتية بالخلفية لضمان ضبط إيقاع المشهد ،وبالتالي إجبار جميع المشاركين به على التقيد بهذا اإليقاع كما يشعر به ويتخيله. الحرص على تحقيق البهجة وتوظيف بعض التقنيات والحيل التي تعجبالجمهور المصري ،ولذا فقد تضمنت رؤيته اإلخراجية في كثير من عروضه مايشبه النص الموازي من األشعار واألغاني واالستعراضات ،وذلك ليس فقط بهدف ربط الخاص بالعام إلثراء وتعميق وتعظيم المعني الكلي للنص ولكن أيضا بهدف تحقيق البهجة والمتعة الخالصة ،فقد أدرك بحدسه وخبرته طبيعة المشاهد العربي /المصري ،ولذا لم يدع وسيلة الستنطاق النص وتحريكه وإثرائه بروح الكوميديا إال واستعان بها بمهارة وحذق ،فحرص أن يقترب عرضه بشدة من المجتمع والبيئة المصرية ،كما حرص على التلوين وتقديم مشاهد مبهجة وممتعة وشديدة التأثير على مشاعر المشاهد ،وكثي ار ما قام باختيار قالب الكوميديا الموسيقية لتقديم بعض النصوص الجادة ولم ينساق وراء جدية الفكرة ،بل سعى حتى تكون جرعة الكوميديا جزءا من فنون العرض الجماهيري التي تتناسب مع مزاج الجمهور .ويحسب له حرصه على الموازنة بين العناصر الفنية المكملة وبين أحداث النص الدرامي ممتزجا بطرافة وخفة ظل ،وكلها لمسات إخراجية بهدف تحقيق السعادة للمشاهدين في نهاية األمر ،وتلبية رغبتهم في قضاء أمسية مسرحية جميلة تتضمن الغناء والرقص االستعراضي والكوميديا ،فتكون النتيجة الطبيعية هي تحقيق التواصل معهم ،وسهولة وصول الهدف من المسرحية إلى أي مشاهد مهما كانت درجة ثقافته وخبرته المسرحية.
تتميز عروض الفنان /جالل الشرقاوي بنكهة فنية خاصة أو مذاق مسرحيخاص يتسم به كل عروضه تقريبا مهما اختلفت نوعية العروض أو المناهج واألساليب اإلخراجية التي اتبعها ،بحيث يمكن للناقد المتخصص أو حتى أفراد الجمهور العادي أن يتعرفوا على عروضه دون ذكر اسمه ،ربما ارتبطت تلك النكهة بالجودة واالتقان واالهتمام بالتفاصيل الدقيقية أو باهتمامه بالصورة المسرحية وتوظيفه الجيد لمختلف المفردات الفنية في تزامن دقيق ،أو بقدرته على التحكم والسيطرة على جميع المشاركين بعروضه وضبط انفعاالتهم الفنية بصورة تحقق تناغمها مع العمل ككل ،أنها في الحقيقة عدة عناصر متداخلة ولكنها في النهاية تؤكد تميزه ،خاصة وأن عددا قليال جدا من المخرجين هم من يملكون هذه الميزة. التنوع والتجديد من سمات عروضه الواضحة ،حيث يعشق هذا الفنان التجديدوالتجريب واالبتكار كما يعشق التنوع ،ولذا ال يمكننا أن نحدد له منهجا إخراجيا محددا وثابتا ،فهو دائم التنوع واالنتقال بين المذاهب واألساليب اإلخراجية طبقا لطبيعة كل مسرحية ،فنجده ينحاز أحيانا للمسرحيات العالمية وفي نفس الفترة الزمنية يقدم بعض العروض الشعبية ،كما نرصد له اهتمامه بالعروض التاريخية وفي نفس الفترة الزمنية ينحاز إلى المسرحات الغنائية واالستعراضية .يفضل أحيانا التعاون مع كبار المؤلفين وكبار نجوم المسرح وفي المقابل يصر على منح كثير من الفرص لبعض الكتاب الجدد وبعض الوجوه الجديدة. حقا إن الرؤى اإلخراجية التي قدمها المخرج الفنان /جالل الشرقاوي رؤى إبداعية جديرة بالدراسة ،خاصة وقد جمع فيها كل مكونات المسرح الشامل من جالل الشرقاوي
253 252
التمثيل الموسيقي والغناء ،كما يتضح جليا مما سبق أن هذا الفنان الحقيقي يعد بحق واحدا من مخرجينا القالئل الذين يصدرون في إخراجهم عن تصور فكري ورؤية إخراجية ،ويمتلكون القدرة على تدريب الممثلين وتحريكهم ،باإلضافة إلى مهارة توظيف كل أدوات العرض المسرحي باقتدار وفهم ،لتقديم عروض ممتعة ومشوقة وحافلة بفنون الفرجة وبلحظات المرح واإلثارة ،فهو بحق مخرج من الطراز المثقف الواعي ،والفنان المعطاء باستمرار. وتجدر اإلشارة إلى أنه وبرغم اإلجتهادات الجادة واإلبداعات المتميزة للمخرج األكاديمي الموهوب /جالل الشرقاوي وتقديمه لعروض تعد عالمات بالمسرح العربي ،وبرغم تفوقه على كثير من مخرجي جيله بشهادة النقاد وكبار المسرحيين إال أنه قد اشترك معهم جميعا في عدم القدرة على خلق تيار أو بلورة اتجاه مسرحي مميز يحسب له ويرتبط به ،ويمكن التنظير له بعد ذلك ليصبح مدرسة إخراجية ذات مالمح وسمات مميزة تضاف إلى خريطة اإلبداع المسرحى العالمى .وتقتضي الحقيقة في هذا الصدد أن نسجل عدم نجاح أي مخرج مسرحي عربي في تحديد منهج إخراجي مستقل له ،وعدم قدرة أي منهم على المشاركة بإسهاماته المتتالية في إرساء قواعد وأسس مدرسة إخراجية ترتبط بإسمه ،فأغلب التجارب التى قام بتقديمها المبدعون الرواد ومخرجو األجيال التالية كانت تعتمد على مدارس ومناهج غربية مثل «المسرح الملحمي» أو «المسرح الشامل» وبالتالى فهى ليست مناهج وأساليب أصيلة نابعة من التربة المصرية أو العربية، إال أن ذلك ال يقلل أبدا من جهود هؤالء المخرجين الرواد بالمسرح العربي وفي
مقدمتهم المبدع /جالل الشرقاوي ،فهو حقا جدير بكل التكريم لكونه نموذجا مشرفا يجب أن يحتذى من األجيال التالية ،ونموذجا عمليا لقدرة الفنان على تحقيق النجاح والتألق مع إلتزامه الكامل فكريا وفنيا .والجدير بالذكر أن هذا المبدع األصيل قد نجح في التعبير عن نفسه وعن دوره كمخرج بكل الصدق حينما صرح بإحدى حواراته الصحفية« :ال أبالغ عندما أقول إنني لبنة في هذا المسرح المصري العظيم ،فعلى أكتافي وأكتاف الكثير من زمالئي المسرحيين الكبار بني المسرح المصري في الستينيات ،وتحول إلى منارة ثقافية يشهد لها الجميع ... وقد تبنيت مع زميلي المبدع الراحل /كرم مطاوع في «مصر» نظرية المخرج الروسي الطليعي /مايير هولد والتي تفيد بأن« :الكاتب هو مؤلف النص المسرحي والمخرج هو مؤلف العرض المسرحي»). هذا ويجب التنويه إلى أن المتتبع والموثق للحركة المسرحية خالل النصف الثاني من القرن العشرين البد وأن يشهد لهذا الفنان الكبير تميزه في الجمع بين الكم والكيف في مجال اإلخراج المسرحي مقارنة بجميع المخرجين من أفراد جيله، فبخالف العروض المسرحية التي قام بإخراجها لمسارح الدولة خالل هذه الفترة يعد المخرج الوحيد بين مبدعي جيله من المخرجين الذي إستطاع أن يؤسس فرقة مسرحية خاصة به ،وأن ينجح في إدارتها لمدة تزيد عن األربعين عاما ،وأن يستمر في قيادة العمل بها بمفرده لينتج من خاللها ( )74أربعة وسبعين عرضا (حتى تاريخه) ،في حين -على سبيل المثال -لم تستمر فرقة «المدبوليزم» للمخرج والممثل القدير /عبد المنعم مدبولي أكثر من أربعة سنوات (- 1976 جالل الشرقاوي
255 254
)1980قدمت خاللها سبعة عروض فقط ،وكذلك فرقة «تحية كاريوكا» التي شاركت في تأسيسها مع المؤلف والمخرج والممثل /فايز حالوة لم تستمر أكثر من عشرين عاما (قدمت خاللها تسعة عشر عرضا فقط) ،وليستمر الفنان /فايز حالوة في إدارة فرقة بإسمه بمفرده لمدة خمس سنوات قدم من خاللها عرضين فقط. والحقيقة أن الهدف من تقديمي لهذا الكتاب بخالف التوثيق الكامل لجميع إبداعاته الفنية في مختلف المجاالت الفنية هو محاول إيضاح دوره الريادي والمؤثر بمجال اإلخراج المسرحي ،مع تقديم محاولة نقدية لرصد بعض المالمح المشتركة وأهم السمات اإلبداعية ألسلوبه اإلخراجي التي تميز إبداعاته عن باقي إبداعات زمالئه ورفاق دربه من المخرجين المعاصرين لمسيرته ،ولذا فإنني أرجو هللا أن يكلل جهدي هذا بالتوفيق والنجاح ،وأن يوفقني في رسم صورة حقيقية واضحة المالمح توضح أهم سمات المنجز اإلبداعي لهذا الفنان القدير وخاصة في مجال اإلخراج المسرحي ،ليحقق ذلك الهدف المنشود والذي سعى إليه كثي ار وهو تحقيق فكرة تواصل األجيال ونقل خبراته الكبيرة إلى المبدعين باألجيال الجديدة ،ليستكملوا مسيرة اإلبداع بدال من تكرار البدايات من نفس النقطة في كل مرحلة. وأخي ار أتمنى أن أكون قد حظيت بتوفيق هللا في تقديم هذا الكتاب بحيث يصبح وثيقة فنية وثقافية تقدم صورة واقعية ومشرقة لألجيال الجديدة ،وتسجل لهم
إنجازات فنان أصيل ومبدع حقيقي وهب كل حياته للمسرح الذي عشقه ،وتوثق إسهاماته الناجحة في خدمة وطنه الذي عشقه بنبل وصدق وإخالص. د.عمرو دوارة
جالل الشرقاوي
257 256
ملحق الصور
الزعيم غوما
عودة الروح
الحصار
األحياء المجاورة
جالل الشرقاوي
261 260
الرجل الذي فقد ظله
مفتاح النجاح
الصليب
جالل الشرقاوي
263 262
األرانب
الزلزال
جالل الشرقاوي
265 264
آه ياليل ياقمر
حجة الوداع
ملك الشحاتين
جالل الشرقاوي
267 266
بلدى يابلدى
الجيل إللي طالع
عفاريت مصر الجديدة
جالل الشرقاوي
269 268
عيون بهية
الخديوى
الجنزير
جالل الشرقاوي
271 270
انت اللى قتلت الوحش
انهم يقتلون الحمير
جالل الشرقاوي
273 272
تمانية ستات
المتشردة
عيون بهية
افتح ياسمسم
كباريه
جالل الشرقاوي
275 274
حب ورشوة ودلع
تمر حنة
شهر زاد
جالل الشرقاوي
277 276
قصة الحي الغربي
انت إللي قتلت عليوة
مين يشتري راجل جالل الشرقاوي
279 278
الفك المفترى
مدرسة المشاغبين
عيون بهية
هاللو دوللي
المليم بأربعة
امسك حكومة
عيون بهية
إزاز ×إزاز
جالل الشرقاوي
283 282
افرض
األنون وسيادته
عيون بهية
الجوكر
البغبغان
جالل الشرقاوي
285 284
الكوتش
إنقالب عيون بهية
بحبك يا مجرم
برهومة وكاله البرومة
جالل الشرقاوي
287 286
بشويش
بولوتيكا
عيون بهية
تاجر البندقية
حوده كرامه
جالل الشرقاوي
289 288
دبابيس
دستور ياأسيادنا
عيون بهية
تتجوزيني يا عسل
جالل الشرقاوي
291 290
دنيا أراجوزات
دنيا حبيبتي
عيون بهية
راقصة قطاع عام
شباب روش طحن
جالل الشرقاوي
293 292
على الرصيف
عطية األرهابية
عيون بهية
قصة الحى الغربي
قشطه و عسل
جالل الشرقاوي
295 294
الحب وأشياء أخرى
الذئب األزرق
عيون بهية
القرار األخير
بيت الجمالية جالل الشرقاوي
297 296
ميراث الغضب
تتجوزيني يا عسل
جالل الشرقاوي
299 298
أرملةوثالث بنات
البحث عن طريق آخر
عيون بهية
البدرون
الخاتم
جالل الشرقاوي
301 300
أمهات في المنفى
خللي بالك من عقلك عيون بهية
من خاف سلم
موعد مع القدر
جالل الشرقاوي
303 302
مالحق
جالل الشرقاوي ممث ً ال
جالل الشرقاوي
305 304
جالل الشرقاوي مخرجا
جالل الشرقاوي
307 306
جالل الشرقاوي
309 308
جالل الشرقاوي مخرجا بمسرح الدولة
جالل الشرقاوي مخرجا بمسرح القطاع الخاص
جالل الشرقاوي
311 310
جالل الشرقاوي
313 312
قائمة المراجع
أوال :الدوريات آمال بكري :جريدة «األهرام».)1995/1/27( ، آمال بكري :جريدة «األهرام» ،العدد .)1997/8/9( 40423 آمال بكري :جريدة «األهرام» ،العدد .)2003/1/31( 42424 د.إبراهيم حمادة :جريدة املساء» (.)1970/2/28 أحمد حمروش :مجلة «روز اليوسف» (.)1967/12/4 أحمد رجب :مجلة «املصور» (.)1964/2/28 أحمد عباس صالح :مجلة «املسرح» (ديسمرب .)1967 أحمد عبد احلميد :جريدة «اجلمهورية» (.)1967/6/22 أحمد عبد احلميد :جريدة «اجلمهورية» (.)1976/7/8 أحمد عبد احلميد :جريدة»اجلمهورية» ،العدد .)1994/9/14( 14839 ألفريد فرج :مجلة «املصور» (ب.ت). أمري اسكندر :جريدة «اجلمهورية» (.)1968/12/26 د.أمني العيوطي :مجلة «اإلذاعة والتليفزيون» (.)1965/11/20 د.أمني العيوطي :مجلة «آخر ساعة» (.)1968 /12/7 أنيس منصور :مجلة «اجليل» (.)1962/11/12 جالل العشري :مجلة «املسرح» (فرباير.)1969 جالل العشري :مجلة «املسرح» (فرباير .)1970 جالل العشري :جريدة «األخبار» (.)1972/12/1 جالل العشري :مجلة «اإلذاعة والتليفزيون» (.)1974/7/13 جالل العشري :مجلة «اإلذاعة والتلفزيون» (يوليو .)1976 حامد عز الدين :جريدة «األخبار» ،العدد .)1996/9/5( 13835 حسن فؤاد :مجلة «صباح اخلري» (.)1965/4/29 حسن عبد الرسول :جريدة «األخبار» (.)1971/8/8جالل الشرقاوي
315 314
حسن فؤاد (سهران) :مجلة «صباح اخلري» (.)1972/8/10 حليم سالم :مجلة «الكواكب» (.)1974/7/16 خريي شليب :مجلة «الشرق العريب» (أبريل .)1964 رجاء النقاش :جريدة «األخبار» (.)1964/1/24 رجاء النقاش :مجلة «الكواكب» (.)1970/3/10 د.رشاد رشدي :جريدة «األهرام» (.)1964/2/9 رشدي صالح :جريدة األخبار» (.)1968 /12/3 رفيق الصبان :جريدة «البعث» السورية (.)1968/6/27 زكي طليمات :مجلة «اإلذاعة والتليفزيون» (.)1968/2/10 زينب منتصر :جريدة»األحرار» ،العدد .)1996/5/4( 1592 سايم خشبة :جريدة «اجلمهورية» (فرباير .)1970 د.سامية حبيب :مجلة «املسرح» ،العدد ( 62ين�اير .)1994 سعد الدين توفيق :مجلة «املصور» (.)1963/2/22سعد الدين توفيق :مجلة «املصور» (.)1963/7/5 سعد الدين توفيق :مجلة «املصور» (.)1964/2/ 7 سعد الدين توفيق :مجلة «املصور» (.)1964/3/6سعد لبيب :جريدة «املساء» (.)1963/6/27 سعيد الشايم :جريدة «السفري» (.)1965/8/1 سناء فتح هللا :جريدة»األخبار» ،العدد .)1996/7/22( 13796 السيد الشوربيج :مجلة «آخر ساعة» (.)1968/12/15 صايف ناز كاظم :مجلة «املصور» ،العدد .)1995/10/20( 3706 صبيح شفيق :جريدة «األهرام» (.)1965/4/29 عاطف النمر :جريدة «األخبار» (.)1978/7/20 -عبد الرازق حسني :مجلة «آخر ساعة» ،العدد .)2002/7/31( 3536
عبد الغين داود :جريدة «الوطن» الكويتي�ة ،العدد .)1989/8/10( 5200 عبد الغين داود :جريدة «الشرق» اخلليجية (.)1994/2/4عبد الفتاح البارودي :جريدة «األخبار» (.)1963/8/7 عبد الفتاح البارودي :مجلة «الرسالة» (.)1965/5/20 عبد الفتاح البارودي :جريدة «األخبار» (.)1979/1/17 عبد الفتاح اجلمل :جريدة «املساء الفين» (.)1965/4/28عبد القادر حميدة :مجلة «اإلذاعة والتلفزيون» (.)1963/2/16 عالء الديب :مجلة «صباح اخلري» (.)1965/4/29 عالء الديب :مجلة «صباح اخلري» (.)1971/8/5 عالء رفعت :جريدة»األخبار» ،العدد .)1994/8/4( 1318 د.علي الراعي :مجلة «روز اليوسف» (.)1970/11/28 د.عمرو دوارة :مجلة «املسرح» ،العدد ( 75فرباير .)1995 د.غربيال وهبة :مجلة «املسرح» ،العدد األول (ين�اير :مارس .)1987فاروق جويدة :جريدة األهرام (.)2017/1/15 فاروق عبد الوهاب :مجلة «املسرح» (مارس .)1964 فاروق عبد الوهاب :مجلة «املسرح» (أغسطس .)1965 فاروق منيب :جريدة «اجلمهورية» (.)1968/12/3 فتيح اإلبي�اري :جريدة «األخبار» (.)1970/9/9 فتيح العشري :جريدة»األهرام» ،العدد .)1996/1/13( 39848 فؤاد بدوي :مجلة «املسرح» (أغسطس .)1967 فؤاد دوارة :مجلة «املجلة» (أبريل .)1964 د.لويس عوض :جريدة «األهرام» (.)1964/2/21 محمد بركات :مجلة «اإلذاعة والتليفزيون» (يونيو .)1967 محمد بركات :مجلة «اإلذاعة والتليفزيون» (.)1967/8/ 5جالل الشرقاوي
317 316
محمد بركات :مجلة «املصور» (.)1967/12/16 محمد بركات :مجلة «اإلذاعة والتليفزيون» (.)1971/8/14 محمد بركات :مجلة «اإلذاعة والتليفزيون» (.)1972/11/14 محمد تب�ارك :مجلة «آخر ساعة» (.)1963/2/13 محمد جالل :مجلة «اإلذاعة والتليفزيون» (.)1967/7/29 محمد صالح :جريدة»األهرام» ،العدد .)1996/1/15( 39850 د.محمد عناين :مجلة «املسرح» ،العدد ( 62ين�اير .)1994 د.محمود أمني العالم :مجلة «املصور» (مايو .)1965 د.محمود أمني العالم :مجلة «املصور» (.)1965/8/ 27 مختار العزيب :مجلة «املسرح» ،العدد ( 63فرباير .)1994 مصطفى بهجت بدوي :جريدة «اجلمهورية» (.)1974/7/10 د.مصطفى سلطان :جريدة «األهرام املسايئ» ،العدد .)2003/3/10( 4334 موىس صربي :جريدة «األخبار» (.)1964/2/10 نبي�ل بدران :مجلة «آخر ساعة» (.)1967/12/20 نبي�ل بدران :مجلة «أخبار النجوم» ،العدد .)1999/2/6( 331 د.نهاد صليحة :مجلة «املسرح» ،العدد التاسع (ين�اير :مارس .)1989 د.نهاد صليحة :مجلة «املسرح» ،العدد ( 86ين�اير .)1996 د.وفاء كمالو :مجلة «املسرح» ،العدد ( 124مارس .)1999 د.وفاء كمالو :جريدة «األهرام املسايئ» ،العدد .)2002/8/5( 4117 يوسف إدريس :جريدة «اجلمهورية» (.)1965/7/31 يوسف فرنسيس :مجلة «اجليل» (.)1964/1/27ثاني�ا :الكتب جالل الشرقاوي« :محاولة يف تاريخ السينما املصرية» ،الهيئ�ة املصرية العامة للكتاب (.)1966 -جالل الشرقاوي« :حيايت يف املسرح» -ج ،1الهيئ�ة املصرية العامة للكتاب (.)1996
جالل الشرقاوي« :تي�اترو يف النقد املسريح» ،دار املعارف (.)1984 جالل الشرقاوي« :حيايت يف املسرح» -ج ،2الهيئ�ة املصرية العامة للكتاب (.)2001 جالل الشرقاوي« :النقد ومسرح جالل الشرقاوي» -ج ،1الهيئ�ة املصرية العامة للكتاب (.)2001 جالل الشرقاوي« :األسس يف فن التمثي�ل وفن اإلخراج» ،الهيئ�ة املصرية العامة للكتاب (.)2002 جالل الشرقاوي« :كواليس وكوابيس» -ج ،2مكتب�ة مدبويل (.)2014 جالل الشرقاوي« :إنقالب يف املسرح املصري» ،الهيئ�ة املصرية العامة للكتاب (.)2016 جالل العشري« :تي�اترو يف النقد املسريح» ،دار املعارف (.)1984 جالل العشري« :املسرح وجه وقناع» ،الهيئ�ة املصرية العامة للكتاب (.)1997 فاروق عبد القادر« :مساحات للضوء مساحة للظل» ،دار الثقافة اجلديدة (.)1986 -محمد الرفاعي« :عربة اسمها املسرح» ،الهيئ�ة املصرية العامة للكتاب (.)1997
جالل الشرقاوي
319 318
المحتويات
تقديم
ص 13
الفصل األول السياق التاريخي والفني
ص 23
الفصل الثاني السيرة الذاتية
ص 39
الفصل الثالث اإلسهامات الفنية واإلبداعية
ص 51
الفصل الرابع اإلبداعات في مجال التمثيل
ص 73
الفصل الخامس جالل الشرقاوي ..مخرجا مبدعا
ص95
الفصل السادس شهادات نقدية
ص 123
الفصل السابع أقوال ورؤى فكرية
ص 197
الفصل الثامن السمات العامة والختام
ص 241
ملحق الصور
ص 257
مالحق
ص 303
قائمة المراجع
ص 313