وزير الثقافة األستاذ /حلمي النمنم رئيس قطاع شئون اإلنتاج الثقافي الفنان /خالد جالل رئيس المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية د .مصطفى سليم سلسلة رواد المسرح مسرح أبو العال السالموني وثائق ومقاالت بأقالم كبار الكتاب والنقاد مدير إدارة التوثيق المسرحي على داوود مدير مركز المعلومات محمد أحمد محمد تحرير كريم سيد محمود رانيا خليل
جرافيكس المطبوعات
Publications Graphics محمد عبد الحكيم الكومي
Mohamed Al Komy
كلمة التحرير وردت السيرة الذاتية ،وقائمة األعمال والتواريخ ،والكثير من الوثائق الخاصة بتاريخ كاتبنا الكبير محمد أبو العال السالموني في كتاب اجتهادات مصرية في البنية الدرامية الذي تأخر ما يقرب من خمس سنوات عن الصدور لتراجع وتعطل خطة النشر بالمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية والتي استعادت نشاطها بصدور أربعة كتب متأخرة دفعة واحدة. وتعتبر هذه المطبوعة التذكارية جزء مكمل لكتاب اجتهادات مصرية في البنية الدرامية الذي يعكس مشوار كاتبه المنتمي لقضايا وطنه ومجتمعه في كافة ربوع مصر ويعد سيرة ذاتية تفسيرية لمواقف
4
5
وتوجهات ومعارك الكاتب محمد أبو العال السالموني بقلمه. ونضيف في هذه المطبوعة التذكارية فقط المعلومات غير الواردة بكتاب اجتهادات مصرية حتى ال يكون تكرر لنفس المعلومات. وتشكر هيئة التحرير الكاتب محمد ابو العال السالموني الذي أهدى للمركز مستنسخات وأصول لوثائق وصور أضافت الكثير لقاعدة بيانات وأرشيف المركز.
محمد أبو العال السالموني في سطور*
8
مشاركات في لجان • عضو لجنة اختيار مديري فرق البيت الفني للمسرح . • عضو المكتب الفني للمسرح بالهيئة العامة لقصور الثقافة . • عضو مجلس إدارة مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي . • عضو لجان تحكيم جوائز الدولة التشجيعية والتفوق والتقديرية بالمجلس األعلي للثقافة . • رئيس مؤتمر دمياط األدبي السابع 2000 • رئيس مهرجان الجمعيات الثقافية – برج العرب 2007 • رئيس المهرجان الختامي لفرق األقاليم المسرحية 2009 • رئيس لجنة تحكيم مهرجان مسرح الغرفة بدمياط 2014 • رئيس لجنة تحكيم جريدة المساء للنص المسرحي 2012 • رئيس لجنة تحكيم أيام الشارقة المسرحية 2010 الجوائز الحاصل عليها والمشاركات الدولية • مثلث مسرحيته «تحت التهديد» المسرح المصري في مهرجان الكاف بتونس سنة 2010إخراج محمد متولي المسرحيات المنشورة ******** لم تعرض مجلة مسرحنا 2013 ، 2012 ، 2011 الحب في ميدان التحرير 2011 لم تعرض الثقافة الجماهيرية 2014 القصر المسحور
9
األعمال المترجمة ******** ( .3الثأر ورحلة العذاب) ترجمها اللي اإلنجليزية د .مصطفي موسي ( .1999المزرعة) ترجمها إلي اإلنجليزية د .محمد الجندي تحت الطبع . ( .4المزرعة) ترجمها إلي اإلنجليزية د .محمد الجندي تحت الطبع . المداخالت والندوات واألبحاث والمؤتمرات العربية والدولية ********* مهرجان القاهرة األول لإلبداع العربي 1984 .1 .2الملتقي العربي األول لإلبداع األدبي والفني – أغادير – المغرب 1988 .3ملتقي القاهرة العلمي األول لعروض المسرح العربي 1994 .4المؤتمر القومي الثالث للمسرح المصري – القاهرة 1995 .5مؤتمر الذكري المئوية لتوفيق الحكيم – القاهرة 1998 .6ندوة تجليات الدين في اإلبداع – مجلة فصول القاهرة – 2002 .7المؤتمر العلمي األول للمسرح المصري في األقاليم 2005 .8المؤتمر الدولي لتفاعل الثقافات في العرض المسرحي بالمجلس األعلي للثقافة – القاهرة 2006 .9ملتقي الشارقة السادس للمسرح العربي 2008 .10ندوة معرض الكتاب الدولي بجينيف – سويس ار 2008
.11 .12 .13 .14 .15 .16 .17 .18 .19 .20 .21
10
مؤتمر تناسج الثقافات المسرحية بين ضفتي المتوسط – طنجة – المغرب 2009 ورشة التأليف المسرحي بالشارقة 2010 مؤتمر مئوية نجيب محفوظ – المجلس األعلي للثقافة – القاهرة 2011 مؤتمر الدراما بين اإلعالم واإلعالن – المجلس األعلي للثقافة – القاهرة 2011 مؤتمر الدستور الثقافي بنقابة الصحفيين – القاهرة 2012 كلمة يوم المسرح المصري – مسرح الهناجر – القاهرة 2012 المؤتمر القومي الرابع للمسرح المصري – المجلس األعلي للثقافة – القاهرة 2013 مؤتمر المثقفين ضد وزير الثقافة اإلخواني – نقابة الصحفيين – القاهرة 2013 مؤتمر جريدة األخبار عن صناعة اإلبداع في المسرح – القاهرة 2014 مؤتمر جريدة الجمهورية عن المسرح واإلرهاب – القاهرة 2014 الندوة الدولية لرحلة السفينة سلطانة – مسقط – دولة عمان 2014
ــــــــــــــــــــــــــ * وردت السيرة الذاتية الكاملة بكتاب اجتهادات مصرية في البنية الدرامية وأضفنا هنا فقط المعلومات غير الواردة بالكتاب.
11
السالموني والكتابة للمسرح الجاد بقلم :ألفريد فرج
12
بعض الكتابات األدبية ستبهت بمرور األيام وبعض األدب يبقي علي الزمان ،وهذا هو األدب الجاد والجميل . وقد أنتقل األدب العربي والمصري بخاصة من فنون البالغة اللغوية إلي فنون البالغة المعمارية والموضوعية لألدب ،وأخص بهذه الميزة الرفيعة األنواع األدبية الجديدة ألدب المسرح وأدب القصة والشعر الحديث وهي األنواع التي أطرد ازدهارها بأقالم أجيال المبدعين في القرن العشرين ومنهم صاحب هذه المسرحية الكاتب المبدع محمد أبو العال السالموني الذي أثري المسرح بعديد من المسرحيات التاريخية والمسرحيات المستوحاة من التراث . ويتميز مسرح السالموني بجمال لغته الفصحى المسرحية واللغة الفصحى المسرحية لغة لها خاصيات بعينها حيث إنها مسموعة كما هي لغة مقروءة ومن حيث مالءمتها للممثل واتساقها مع الشخصية المسرحية . كما أن اللغة الفصحى علي المسرح تكون دائماً أوفق كلما بلغت من الصفاء حد الشفافية بحيث ال تحجب بزخارفها أو بزينتها معالم الشخصية الدرامية أو الحدث الدرامي أو تثقله بفضولها . وهذه كلها ميزات تتمتع بها اللغة المسرحية للكاتب المسرحي الكبير محمد أبو العال السالموني . والسالموني له اختيارات فنية وموضوعية بديعة من صفحات التاريخ أو التراث ،ومواقع إنسانية مثيرة يستلمهما وتعتبر من أذكي االختيارات المسرحية ومن أكثرها داللة علي ما نعانيه في حياتنا المعاصرة وفي حاضرنا وتياراته المتقاطعة . ومن هذه االختيارات والمواقع المثيرة موضوع هذه المسرحية البديعة التي وردت حكايتها في تاريخ الشيخ
13
عبد الرحمن الجبرتي « عجائب اآلثار في التراجم واألخبار ،،وهي من أحداث القاهرة أثناء وفي أعقاب الحملة الفرنسية وما أحدثته من صدام حضاري بين الغرب والشرق ،أقرب شيء إلي صدمة الثورة الفرنسية ذاتها التي أحدثتها في أوروبا وفي فرنسا ذاتها بالعنف الدموي والحروب المتفجرة لعل مسرحية «زوبة المصرية» أن تكون قصة حب ،أو حكاية دهشة وأنبهار ،ومأساة الفوارق الثقافية والهوة الواسعة بين تقاليد عالمين . وربما كان الجبرتي قد روي القصة من زاوية نظر واحدة ولكن السالموني أحاط بالقصة وظروفها من كل الجوانب ليكشف لنا مساحة أوسع من المجال الذي أهتم به الجبرتي ،ويحدد أبعاد المأساة الحضارية واإلنسانية للحكاية الفردية التي أثارت الخواطر في زمانها ثم طواها النسيان أو كاد حتى التقط السالموني مغزاها العميق وأعاد بناءها للمسرح الحديث في مسرحية شيقة رائعة . ويقال لنا أحياناً أن مسرحنا المعاصر يعاني من نقص أو ضعف النصوص المسرحية . ويردد ذلك غالباً من ال تضم مكتبته روائع األدب المسرحي للقرن العشرين وما قبله منذ الكاتب العظيم «محمد عثمان جالل بك» إلي أحدث أجيالنا من الكتاب ،أو من ال يعرف قدر هذه الروائع ،ومن بين هذه الروائع التي ستبقي علي الزمان ..وستعرف قدرها المتجدد أجيال جديدة من المنتجين والمخرجين المثقفين والقارئين ،فضالً عن المشاهدين ..عديد من روائع مسرح محمد أبو العال السالموني الذي يزيد قدره عندنا بصبره علي متاعب المسرح الكثيرة وبمواصلة إهداء المكتبة المسرحية العربية وريبرتوار المسرح العربي مسرحيات جيدة نابضة بالحيوية .
قالوا عن أعماله:
بأقالم كبار كتاب ونقاد الحركة المسرحية في مصر
الثأر ورحلة العذاب رجل في القلعة مآذن المحروسة المليم بأربعة السحرة
عن مسرحية الثأر ورحلة العذاب
16
الثأر ..عند أمير الصعاليك لو كنت وزي اًر للثقافة لرشحت فو ار الكاتب المسرحي الجديد والمجيد ..محمد أبو العال السالموني ..لجائزة الدولة التقديرية وألقمت له أكبر حفل تكريم شهدته وتشهده حياتنا الثقافية ولدعوت الكافة من وزراء وقيادات تنفيذية وشعبية وحزبية الي أساتذة الجامعات واألدباء والفنانين الي أعضاء النقابات المهنية والعمالية وطلبة الجامعات في اعالنات يومية بالتلفزيون واألذاعة والصحف – لمشاهدة مسرحية «الثأر – ورحلة العذاب «ألنها الرهان الساطع والدليل العلمي علي أن «السالموني» صفحة جديدة في تاريخ أدبنا المسرحي أو مسرحنا األدبي والفني الرفيع والممتع والمتوهج معاً . والحقيقة أن «السالموني» ليس جديداً وان أضاف الجديد ..فهو يكتب منذ خمسة عشر عاماً أو أكثر وكانت مسرحياته األولي تقدم من خالل فرق األقاليم ولكنها المرة األولي التي يقدم فيها مسرح الدولة أحد أعماله والمرة األولي التي أق ار له فيها مسرحيتين من خالل لجنة القراءة ..فيبهرني كما لم يبهرني كاتب مسرحي أخر خاصة في مسرحيته التي لم تعرض بعد «رجل في القلعة» . والجديد الذي أضافة السالموني هذه اللغة الدرامية الشاعرة التي ال توجد عادة اال في المسرح العظيم .. هذه القضايا االنسانسية المحورية وال أقول الكونية والفلسفية التي استلهمها االنسانسية المحورية وال أقول الكونية والفلسفية التي استلهمها من تاريخنا السياسي واالدبي خاطب بها العقل والوجدان الفكر واألحاسيس الحاضر والمستقبل الواقع والحلم ..معا وفي نفس الوقت ولم يقدم لنا مسرحا ذهنياً أدبياً ممال ..أو تاريخا
17
من خالل أبواق وشخوص ليست من لحم ودم ..وانما قدم لنا األصول والجذور التاريخية والتراثية بشكل فني ودرامي بمعني الكلمة وكأنه «خلق جديد فيه من الصدق والحيوية والجدية ما يقنعك وا يسحرك وما هو جديد بأن يضاف الي التراث االنساني الخالد ..واذا كانت الشاعرية هي أبرز سمات هذا النص فهي ايضاُ أبرز سمات العرض المسرحي الذي أخرجه أستاذنا عبد الرحيم الزرقاني ولقد أشتهر عن الزرقاني أنه أفضل من يوزع االدوار علي أنسب الممثلين واشتهر عنه انه يهتم بالكلمة أساساً وال يدع النزعة الجمالية أو النزعة االستعراضية تنتقص من وضوح وح اررة لكلمة ..لكن في هذه المسرحية تضافرت الكلمة مع المنظر الواقعي المختصر بدالالته وجمالياته ،مع حركة الممثل وانفعاالته ونبراته مع أيقاع المشاهد المختلفة .. مع االضاءة والموسيقي ..وفي تعميق االحساس بالمشاعرية والتوحد في العرض ..أن الثأر بداية مرحلة جديدة في انتاج المسرح الحديث وكأنه المسرح الذي عوضنا عن مسرحنا القومي «المفقود» «أحمد عبد الحميد» الجمهورية 83/1/13 الموجة الثالثة في المسرح المصري أنني أزعم انه بظهور محمد أبو العال السالموني مؤلف «الثأر ورحلة العذاب» كاتبا مسرحياً في دائرة االحتراف ..بدأت تتحدد مالمح حركة مسرحية جديدة وجادة هي تلك التي أطلق عليها تعبير «الموجة الثالثة في المسرح المصري» ذلك أن المسرح المصري الجاد قد مر في أعتقادنا بثالث موجات رئيسية تشكل تيارات رئيسية مؤثرة وفعالة في خلق دراما مصرية محددة المالمح وتشكيل تراث مسرحي متصل الحلقات وهذه الموجات الثالث يمكن توصيفها علي الوجه اآلتي -:
الموجة األولي وتضم تيار مسرح جيل الرواد الموجة الثانية وتضم تيار مسرح الستينات -الموجة الثالثة وتضم تيار مسرح السبعينات وأوائل الثمانينات .
د .سمير سرحان مجلة المسرح – مارس 1983
عودة امريء القيس مسرحية «الثأر ورحلة العذاب « تكشف عن مؤلف جديد «أبو العال السالموني» الذي يعتبر كسبا للحركة المسرحية في مصر لقد نجح المؤلف في استلهام التراث االسطوري والدرامي في عرض يتميز بسالمة الحوار وثقافته واجادة حبكة المواقف الدرامية . آخر ساعة . 83/2/2 الثأر ورحلة االكتشاف إن اكتشافا يضاف الي الباقة االبداعية في األداء لمسرحية « الثأر ورحلة العذاب « وهو المؤلف الذي أعاد الي أذهاننا ملحماً خاصاً وفريدا بالفن الحقيقي الذي يبحث في جذور األشياء دون مساميتها . روز اليوسف 83/1/24
18
الثأر ولعبة الكبار ألول وهلة في مسرحية « الثأر ورحلة العذاب» التي تعرضها فرقة المسرح الحديث يلفت مؤلفها الجديد
19
النظر ويؤكد بمسرحيته هذه أنه مؤلف جاد وجديد فقد استطاع أن ينبونا وبشدة الي كا ما يتميز به من الجدة في اختيار الموضوع والجدية في تناوله والوصول عن طريق حواره السهل الخالي من كليشيهات المواعظ والحكم واألمثال وهو ما تعودنا عليه في مثل تلك النوعية من المسرحيات الي الهدف الذي ينشده ليغني في النهاية أنشودة الثأر . مجلة أكتوبر 1983/1/9 عن مسرحية رجل في القلعة رجل في القلعة من تجربة الي تجربة ومن عمل الي عمل يبرهن الكاتب المسرحي أبو العال السالموني علي أنه ينتمي حقا الي الموجة الصاعدة المبدعة في المسرح المصري والعربي علي السواء ال يرجع ذلك فقط الي مقدرته الفنية التي تتأكد علي بناء معمار مسرحي فني رصين متميز وال الي لغته المسرحية التي تأخذ من الشعر توتره ولمعانه وال الي شخصياته التاريخية التي تنبض دوما بالحياة والدفء وانما يرجع قبل هذا وذاك الي قدرته علي النفاذ الي روح التاريخ الحية واستلهام أهم دروسه ومعانيه وهكذا رأيناه في العديد من أعماله « مآذن المحروسة – الثأر ورحلة العذاب – رواية النديم عن هوجة الزعيم – وأخي اًر رجل في القلعة . زينب منتصر صوت العرب 1987/2/22 رجل في القلعة ورجل في المنفي ان محمد أبو العال السالموني يغوص في أعماق التاريخ ال ليعيد طرحه درامياً بقدر ما ينفذ الي ما وراء
الوقائع المسجلة ويتوقف أمام مالمح افتقدناها عبر سنوات الجدب والخواء انه ال يتواري وراء أحداث التاريخ بقدر ما يقف أمامها باحثاً عن خطأ تراجيدي بالمعني الواقعي وليس الميتافيزيقي مازال يتعقبنا علي مدار تاريخنا ويكاد يتكرر بشكل مأساوي منتظم لنصبح وجها لوجه أمام هذا الخطأ التراجيدي لعلنا ال ننسي تجاربنا أو نفقدها بمحض اختيار ثم نحاول صنع تجربة جديدة تذهب الي المطلق مثلما جاءت من المطلق . محمد الرفاعي صباح الخير 87/3/5
20
رحلة الصعود والنزول من القلعة تكتسب مسرحية رجل في القلعة أهميتها في تلك الحركة التي يحدثها االختالف واالتفاق حولها وفي التساؤل الذي يفرضه موقفها الفكري وأسلوبها الفني وفي كونها عرضاً جدي اًر بالمشاهدة ومع رحلة الصعود الي القلعة ( مقر السلطة ) والنزول منها رسم المؤلف تراجيديا االرتفاع والسقوط من خالل الشخصيتين الرئيسيتين في المسرحية والتاريخ وهي محمد علي وعمر مكرم وهنا ال يضع المؤلف الشخصيتين في مواجهة بعضهما البعض فحسب لكنه يحقق الصلة الدائرية التي تفضي بالواحدة الي األخري في عالقة جدلية تختلف وتتطابق . عبلة الرويني األخبار 1987/1/29
21
دور الشعب في صنع الطغاة يستلهم محمد أبو العال السالموني مسرحية « رجل في القلعة « من أحداث التاريخ شأنه في كل مسرحياته السابقة ليصوغ منها مأساة تضيء فترة من تاريخنا من التركيز علي قضية معاصرة تهمنا وتوثر في حياتنا الحاضرة وقد أبدع في تصوير افتتان محمد علي بالسلطة وأحالمه بالعظمة والتوسع التي سيطرت عليه وألهمت تصرفاته وحروبه حتي حطمته في النهاية ككل طاغية . فؤاد دوارة الكواكب 1987/2/10 تراجيديا الصعود والسقوط واالنفراد بالحكم في مسرحية رجل في القلعة التي يقدمها المسرح القومي من أخراج سعد أردش يفصح مؤلفها محمد أبو العال السالموني عن قدرة متميزة عي النفاذ الي جوهر التراجيديا وتمكن من قراءة التاريخ بشكل يتجاوز حدود الوقائع واألحداث الي استلهام الروح العامة التي تحكم حركته وتتفتح عبرها الدالالت العميقة عن الحاكم والمحكومين والزعامات الشعبية واالطماع األوربية وذلك من خالل التعامل مع فترة تاريخية من أخصب وأثري الفترات في تاريخ مصر الحديث . ناصر عبد المنعم األهالي 1987/2/25
رجل في القلعة هي المرة األولي التي يتصدي مسرحنا القومي لتلك الفترة التي تعتبر من أزهي فترات تاريخنا الحديث أال وهي فترة محمد علي باشا في بداية القرن التاسع عشر أراد المؤلف ليس فقط القاء الضوء علي هذه البدايات للديمقراطية في مصر ولكنه اراد أيضاً االستفسار :لماذا لم تستمر لتصبح مبدأ متأصالً لدينا حدث لتنتهي هذه التجربة الرائدة سريعاُ ويعود األمر كما كان . أمال بكير االهرام – 1987/2/13 عن مسرحية مآذن المحروسة
22 23
مآذن المحروسة الطريق الي فن قومي مسرحي ..البد أن يمر بالتراث الروحي لألمة ..من تاريخ نضال ..الي مفردات الحياة الشعبية من موسيقي وغناء ورقص وأزياء واحتفاالت وتقاليد وأعراف وعقائد ولهجات وأساطير وحكايات شعبية ..وخاصة جماعات « المحبظاتية « التي عرفتها الحياة االجتماعية في مصر فيما قبل القرن العشرين ..وهذا ما فعله بالضبط الكاتب المسرحي أبو العال السالموني في مآذن المحروسة وما جسده بأخالص وح اررة وابداع المخرج سعد أردش وزاد عليه بالهروب تماما من األبنية المسرحية « االيطالية « الي بناء أثري اسالمي مصري هو وكالة الغوري واألنسب للتجربة لكي يكتمل لنا كل عناصره المصرية الصحيحة قلبا وقالبا حتي في استغنائه عن المقاعد االفرنجية الوثيرة واستخدامه الدكك الخشبية
الريفية كمقاعد للمشاهدين .
أحمد عبد الحميد الجمهورية 83/7/6
لقد حققت مسرحية (ابو العال السالموني) أهدافاً ثالثة واضحة : (األول) استعادة صفحات مشرقة ومضيئة من تاريخ النضال المصري وتأكيد دور األزهر في الثورة ضد الغزاة المستعمرين ..فمن خالل تجسيد تلك الوقائع واألحداث التاريخية ..وبنفس منطق (أعادة مسرحة الحياة) قدمت تلك الوقائع القديمة في اطار مسرحي من اجل استنهاض الهمم وترسيخ الشعور بالعزة الوطنية . (الهدف الثاني) تأكيد وظيفة الفن االجتماعية وأهمية ارتباطه بالواقع وبالناس وتوضيح دور الفن في المقاومة فالفنان المخلص الصادق جندي يحارب بوسائله المختلفة المؤثرة ..تماماً كما فعل المحبظون في مواجهة قوات (ساري عسكر نابليون) كان دورهم توعية الجماهير وحشد طاقاتها والتمهيد للثورة التي انطلقت من داخل األزهر . أما (الهدف الثالث) الذي حققه المؤلف في مسرحيته (مآذن المحروسة) فهو التوظيف الواعي ألسس المسرح الشعبي فمن خالل (اللعبة المسرحية) واللجوء الي فرقة المحبظين والتشخيص ..والتقليد ..واالستفادة من مظاهر االحتفاالت الشعبية تحققت أسس (الفرجة) . نبيل بدران أخر ساعة 38/6/29
مآذن المحروسة المحبظون في ( مآذن المحروسة ) يمثلون دور نابليون وعساكره ويشدون المجاورين اليهم ليمثلوا أيضاً وهكذا يدخل المؤلف الي جانب العنصر التاريخي الواقعي عنص اًر آخر هو عنصر النبوءة التي تتخلق واذا نحن بصدد حالة تاريخية معروفة سلفا وهي قيادة االزهر للثورة الشعبية ضد الغزو األجنبي ..تتمثل النبوءة في دخول رجال الدين – التالميذ – في حالة « التمسرح – التحرر المركبة « وهو االختيار الذكي لمؤلف حساس يدرك جيداً ذلك المأزق المتمثل في االعداد التاريخي لعرض مسرحي عن فترة تاريخية معروفة ومحفوظة ..وخروجا من هذا المأزق واعتماداً علي الحس المسرحي اختيار المحبظين الذين هم في حكم الفئات المخلوعة اجتماعياً ( سبق ان اختار الصعاليك في الثأر ورحلة العذاب ) اذ بامكان هؤالء المطرودين نسبياً الي الهامش بسبب اللعبة التي يلعبونها فتجعلهم موضوعا للفرحة مثلهم مثل األطفال الذين يستطيعون أن يكشفوا للكبار وبعيداً عن الضغوط والمواصفات االجتماعية حقائق يصعب علي الكبار المساس بها وهكذا يجتريء المحبظون ألعلي قوات االحتالل وقادته فحسب كمندوبين للشعب الفقير كله – وانما علي الصورة التقليدية للمجاور الذي يصبح ممثالً . فريدة النقاش مآذن المحروسة وصيغة المسرح المصري هذه التجربة المسرحية الجديدة والمثيرة التي تقدمها الثقافة الجماهية علي مسرح وكالة الغوري هي في
24 25
تصوري محاولة للبحث عن شكل أصيل للمسرح المصري والعربي يستمد وجودة من المفردات الشعبية والموروث الشعبي كما يمثل تجربة حقيقة في الشكل والمضمون تقترب بنا كثي اًر من الحلم الذي طالب بحثنا عنه ..وهو الوصول الي صيغة حقيقية للمسرح المصري . د .سمير سرحان من بروجرام مهرجان اإلبداع العربي األول بالقاهرة في84/3/27 بونابرت في وكالة الغوري تتفتح مسام وكالة الغوري ..تطلب رائحة الزمان القديم وتضار بس األيام البعيدة تلتمع فوق السيف .. يرتسم فوق الجدران تاريخ المحروسة شوارعها القديمة ..وجهها البطولي الذي ال يموت وال تذبل مالمحة عبر العصور ..ومن الشرفات يطل ساري عسكر بونابرت بحلمه الدموي المستحيل ..ومن خلف القباب يخرج مشايخ األزهر حاملين كلمتهم وايمان الناس بهم لتكون الكلمة – الحق في يمواجهة السيف الباطل. ويبدأ المحبظون في اجترار لحظة زمانية ..لحظة قاتلة شجاعة دموية ..يرتدون ثياب العصر ولغة الزمان البعيد في مواجهة الفرنسيين حيث يكون الفن الشعبي البسيط اكثر قوة وضراوة في مواجهة الغزو ..يبدأ المحبظون لعبتهم الثورية خالل سهرة ( مآذن المحروسة ) تاليف محمد ابو العال السالموني – اخراج سعد أردش والتي تقدمها الثقافة الجماهيرية علي وكالة الغوري . محمد رفاعي صباح الخير 83/6/30
مآذن المحروسة تروي كفاح المصرين يعرض المؤلف من خالل المسرحية وجهة نظر الثورة الشعبية في القاهرة ضد حملة نابليون في مصر والتي شارك فيها حرافيش القاهرة وفنانوها ومثقفوها الوطنيون من ثوار األزهر . ويذكر للمسرحية انها القت الضوء علي أهمية الفن ونبهت الي دور الفنان في المجتمع فبعثت الي االذهان من جديد الدور الرابع الذي تقمصه فنانوا القاهرة المحروسة وتوعية الناس وقيادتهم وحشد طاقتهم والتمهيد للثورة التي انطلقت من داخل األزهر الشريف لتعبيء أجواء مصر وأهلها ضد المستعمر الغاضب . رواية عبد الباري األخبار 83/7/7 مآذن المحروسة والمسرح األصيل يتحدث المسرحيون العرب منذ سنوات عن قضية األصالة والمعاصرة في المسرح وهم يتطلعون الي مسرح نابع من صميم البيئة العربية والتراث العربي والحضارة العربية . واذا كان المسرحيون في الشرق العربي قد إهتداوا الي مسرح « الحكواتي « وفي المغرب العربي الي « المسرح االحتفالي « فأننا هنا في مصر نعود الي « مسرح السامر « و « مسرح المحبظين « و « مآذن المحروسة « نص بناه مبدعة الكاتب محمد أبو العال السالموني علي قاعدة أساسية من تراث مسرح المحبظين وعطره بتقاليد مسرحية وأحتفالية أخري كخيال الظل والتقاليد الشعبية المرتبطة بالمناسبات :
26 27
كوفاء النيل والمولد النبوي واحتفاالت الزواج والطهور ...ألخ .والعرض الذي يقدمه لكم اليوم فريق كبير من المسرحيين يحاول أن يخطو خطوة علي طريق البحث عن مسرح عربي اصيل ومعاصر . سعد اردش من بروجرام عرض المسرحية 84/3/27 عن مسرحية المليم بأربعة الدليل علي صدق رغبة المنتج جالل الشرقاوي في االرتقاء بمستوي مسرحه انه لم يستعن بمؤلف ممن تعودوا الكتابة للمسرح التجاري باشتراطاته المعروفة بل لجأ الي مؤلف جاد كون شهرته من خال فرق الثقافة الجماهيرية ومسارح الدولة وهو أبو العال السالموني ولم يختر لبطولة المسرحية أحد المضحكين المهرجين أو المرتجلين المسفين بل اختار ممثالً محترما ملتزما هو الفنان نور الشريف ونفس الشيء فعله مع بقية عناصر العرض تقريباً فكانت النتيجة عرضا محترما راقيا بشكل عام لم تزد فيه نسبه التنازالت والمثهيات علي عشرة أو عشرين في المئة وهي نسبة ضئيلة بالقياس الي األهوال التي سبق أن عانيناها في المسارح التجارية وفي مسرح الفن نفسه . فؤاد دوارة الكواكب 1990/7/24
في مسرحية « المليم بأربعة « يؤكد المخرج جالل الشرقاوي مرة أخري امكانية تحقيق المعادلة الصعبة في المسرح اي الجمع بين الفن والمتع والمفيد دون اسفاف تلجأ اليه عادة فرق القطاع الخاص أو دون تعقيد تلجأ اليه دائما فرق القطاع العام . لجأ جالل الشرقاوي الي النجوم نور الشريف ونو ار ومحمود الجندي واجتذب كاتب المسرح أبو العال السالموني فضمن جدية اتصاال مباش ار بحياة الناس وتضع المسرح في حالة تماس مع الهموم اليومية ألبناء المجتمع . د .أحمد إبرهيم الفقيه الشرق األوسط 1990/7/8 المخرج جالل الشرقاوي نجح في استكمال ثالثية بدأها بمسرحية «ع الرصيف» ثم «انقالب» حيث قرر أن يقدم للناس مسرحا سياساً صريحاً بعيدا عن المواربة وساعده علي ذلك ابو العال السالموني كاتب له تاريخ جاد ومهموم بقضايا الناس والبحث في تراثنا العربي عما يؤصل واقعنا الحالي . نادر ناشد الوفد – 1990/7/28
28 29
ينتهي بنا المؤلف الي أهم ما يقوله وهو أن هذه الظاهرة ظاهرة الدجل والنصب باسم الدين ستستمر حتي بعد هذه الكارثة التي يعيشها اآلالف وستستمر طالما هناك المناخ الذي يساعد علي نموها أمال بكير األهرام 1990/7/20 جاءت مسرحية المليم باربعة تتناول األبعاد المختلفة لمأساة توظيف األموال ولست مع القائلين بأنها جاءت بعد الميعاد فالقضية قائمة والخطر كامن ونهاية المسرحية تثير الي أن طريقة جديدة للنصب واالحتيال باسم الدين سوف تظهر من جديد وسوف تخدع الماليين . محمد العزبي الجمهورية 1990/7/26 « المليم بأربعة « اهم ما فيه ليس واقعيته بل جرأته وفدائيته في الطرح في هذا الوقت المظلم بالذات في أم األمم . ليلي – األهالي 1990/7/18 جاءت مسرحية « المليم بأربعة « اشبه بصرخة من الواقع وكشف للتورط والمتورطين في القضية وتحذير هائل من المستقبل أكثر من كونها استعراضاً لوقائع الماضي . محمد ابو الحديد الجمهورية 1990/7/12
تعتبر مسرحية «المليم باربعة» صرخة فنية تحذر وتنبه وتعلن في جرأة شديدة عن عمليات النصب التي مازالت مستمرة بأشكال متعددة . عاطف النمر األخبار 1990/7/19 يصيب السالموني باختياره لظاهرة « المليم باربعة « كمعادل موضوعي لما يحدث في مصر وبخاصة أبان االنفتاح بعد أن تمكن المقامرون من السطرة علي كل مجاالت الحياة التي أمست « مولدا « ضخماً وهو اختيار ذكي قائم علي خيال أجهد السالموني ذهنه من أجله . عمر نجم مجلة المسرح – أغسطس 1990 البد أن يتاح لهذه المسرحية أوسع مساحة من الضوء لتساهم في عملية التنوير ومواجهة الدجل باسم الدين باسم ينساق اليه الجميع ال فرق بين الخفير والوزير ورجل الشارع وال يستمع احد الي صوت العقل الذي يسدل ستار النهاية علي مصرعة . عبد هللا امام روز اليوسف 1990/7/3
30 31
انتشرت بين جمهور مسرحية « المليم باربعة « شائعة تؤكد ان احد المتطرفين وضع قنبلة في كواليس المسرح لتدميره ألن المسرحية تتعرض لموضوع االتجار في الدين الشائعة سببت ذع اًر كبي اًر بين جمهور المسرحية أكتوبر 1990/7/22 عندما وقع عدوان العراق وأصبحت حياتنا اليومية مأساة ووسائل االعالم تطلعنا يومياً علي الكوارث وما اصاب المصريين وما ينتظر المنطقة من أهوال كبيرة لم يعد من المنطقي أن يذهب الناس الي مسرح يقدم لهم قضية فكرية تزيدهم تعبا وبذلك أصبح جالل الشرقاوي نتيجة اهتماماته الجادة ضحية للريان ولصدام معا محمد صالح األهرام 1990/8/29 جالل الشرقاوي الذي تعرض لبعض الخسائر المالية أعلن أن « المليم باربعة « هي أخر مسرحية محترمة له ألول مرة اتمني ان يكون جالل الشرقاوي كاذبا . د .أحمد يونس األخبار 1990/9/6
عن مسرحية السحرة ثقافة العنف واإلرهاب الديني والسياسي
32 33
أحمد عبد الرازق أبو العال في أوائل السبعينيات من القرن الماضي قام ( السادات ) بمواجهة اليسار باليمين الديني النه كان يشعر أن اليسار ال يتفق مع سياسته ويعارض مواقفه خاصة بعد تصريحه الشهير بأن عام 1971سيكون هو عام الحسم – اي الذي سيتم فيه تحرير األرض التي أغتصبها العدو األسرائيلي في 67ومرت األعوام بعد هذا التصريح ولم يتحقق ما صرح به فقامت مظاهرات الطلبة المناهضة التي قادها اليسار ففكر علي الفور في إفساح المجال أمام التيارات الدينية لمواجهة المد اليساري داخل الجامعات . ومن المفارقات العجيبة ان تشكيل الجماعة اإلسالمية من الطالب االسالميين تم بمساندة من النظام فعندما تولي ( محمد عثمان إسماعيل ) أمين عام االتحاد األشتراكي في ذلك الوقت منصب محافظ اسيوط في عام 1972اشرف بنفسه وبأوامر من السادات علي فض األعتصام الشهير بجامعة أسيوط والذي قاده طالب اليسار وكان للرجل نظرية مفادها :أنه إذا حصل االسالميون علي التمويل الالزم ألنشطتهم نهم سيحلون محل الطالب اليساريين المعارضين للسادات ولذلك أنشا مكتباً فا بالمحافظة كانت وظيفته إعداد الكوادر للتصدي للطالب اليساريين إو�جهاض قوتهم داخل الجامعة وكانت تلك هي البداية التي ساعدت علي ظهور عدد من التنظيمات المتطرفة المتسترة بالدين من أجل العمل علي تحقيق أهدافها الخاصة :تنظيم الفنية العسكرية – تنظيم التكفير والهجرة – الجماعة اإلسالمية – الجهاد – وغيرها من التنظيمات األخري .
والخطأ الذي وقع فيه السادات هو أنه حاول استخدام التيار الديني لخدمة أغراضه ولم يكن يعلم أنها سرعان ما تنتقل الي العمل لحسابها الخاص وتمزيق اإلطار الذي يراد منها أن تعمل في داخله ألنه ( من األستحالة حصر هذه الجماعات في إطار محدد سلفاً) . والدليل علي ذلك ان اإلرهاب بدأ وافدا من الخارج حين وجد أصحابه المناخ مهياً – في مصر – لممارسة النشاط المتطرف ،حيث ظهرت مجموعة العقيد ( صالح سرية ) الفلسطيني المولد ،األردني اإلقامة واتهم هناك بالتآمر علي الملك حسين وحكم عليه باإلعدام ففر الي العراق ومنها الي بعض الدول العربية األخري التي طرد منها ليجد مستقره األخيرة في مصر فقام بممارسة مغامراته حين قام باحتالل الكلية الفنية العسكرية وقتل سبعة عشر شخصاً معتقداً أنه قد يحدث أنقالبا في مصر – أيضاً إرهابي أخر يدعي (محمد سالم الرحال) الذي قام بجمع فلول تنظيم (صالح سرية) الذي كان يطلق عليه (حزب التحرير اإلسالمي) لينشيء تنظيماً جديداً هو تنظيم (الجهاد اإلسالمي) الذي حرم أكل ذبائح المصريين ألنهم كفار والصالة في المساجد الحكومية الن الحكومة في نظرهم حكومة كافرة وحرضوا اتباعهم ضد التجنيد وزعموا ان قتال المصريين أولي من قتال العدو اإلسرائيلي وقاموا بسرقة أسلحة من الجيش وانكشفت مؤامرتهم وتم القبض عليهم وكان من بين المقبوض عليهم أربعين من الصبيان الصغار الذين حفظ التحقيق بالنسبة لهم علي اساس انه غرر بهم وانتهت مجموعة الجهاد األولي لتقوم علي انقاضها مجموعة الجهاد التي قامت بالصغار الذين تركتهم الحكومة رافة بهم لصغر سنهم وارتكب بعض أفرادها حادثة المنصة وقتل (أنور السادات) . وحين قامت (جماعة التكفير والهجرة) بقيادة (شكري مصطفي) باختطاف وزير األوقاف الشيخ (حسن الذهبي
) في عام 1977واغتياله برصاصة في عينه اليسري ألنه أفتي بأنهم مارقون – كانت هذه هي اإلشارة األولي التي تكشف تعاظم نشاط هذه الجماعات وتكشف خطورتها خاصة أن تلك الجماعة لم تكن تعمل بشكل سري بل قاموا بطرح افكارهم عالنية ،وتلك األفكار انتهجت نهج الخوارج في التكفير بالمعصية هؤالء الذين قتلوا (عثمان ابن عفان) سنة 40هجرية بسبب انه كان يري الخالفة ( قميصا البسه هللا إياه ) وهاجرت الجماعة من المجتمع الذي تراه مجتمعا كاف ار ليعش أفرادها في الصحراء في منطقة تقع بين المنيا والوادي الجديد تمارس أعمالها وتدريباتها ووضع خططها وبرامجها وحين قبض علي أميرها ( شكري مصطفي ) تحدي المحققين وادعي أن احدا لن يستطيع إعدامه ،ألنه المهدي المنتظر!! ولكنه أعدم في 30مارس صبيحة زيارة السادات للقدس !! وربما كان للثورة اإلسالمية التي قامت في إيران عام 1979تأثي اًر علي أفراد تلك الجماعات ونموذجا يحتذي به للوصول الي السلطة بدليل نجاحهم في اغتيال السادات واستمرار نشاطهم بعد ذلك وزيارة العنف ومحاوالت االغتيال الفاشلة التي انتهت في عام 1995بمحاولة أغتيال (حسني مبارك) في أديس أبابا ومذبحة األقصر في عام 1997التي كانت بمثابة النفس األخير لهذه الجماعات ونهاية أليديولوجية العنف الديني في مصر . أن السرد التاريخي لنشأة تلك الجماعات واألحداث المرتبط بها أمر ال يعنينا اال بالقدر الذي يساعدنا علي الوصول إلي إجابة السؤال التالي -: تلك األحداث تعد متغي اًر كبي اًر من المتغيرات التي حدثت في مصر السبعينيات فهل استطاع الكتاب –
34 35
خاصة كتاب المسرح – التعبير عن هذا المتغير بشكل فني ؟! وكيف كانت وجهة نظرهم ورؤيتهم وموقفهم الفكري تجاه هذا المتغير الخطير ؟! وفي واقع األمر ان كتاب المسرح لم ينتبهوا لخطورة هذا المتغير ولذلك لم نر أعماالَ مسرحية في هذا اإلطار إال بقدر ضئيل جدا ال يتناسب وقوة المتغير ذاته منها أعمال كتبها صاحب هذه المسرحية الكاتب (محمد ابو العال السالموني) وهي ( :المليم باربعة -أمير الحشاشين – ديوان البقر) وعمل أخر كتبة محمد سلماوي تحت عنوان (الجنزير) وعملين لمحمد الشربيني هما (مدد ياشيخ علي – محكامة عبد الرحمن الكواكبي) فضالً عن العروض المسرحية التي قدمت علي مسارح الدولة وأشارت إلي هذا المتغير بشكل غير اساسي وكتبها (حسام حازم – ولينين الرملي) وكما نري فان األعمال التي تناولت هذا المتغير تعد قليلة بالقياس الي ما تركه من اثار علي المجتمع ككل بمؤسساته المختلفة . في الفترة التي أشرت فيها إلي ان السادات أحكم قبضته علي اليسار بإعطاء الفرصة كاملة للتيار الديني لكي يعمل بتشجيع منه طالب األدباء خاصة هؤالء الذين يعيشون خارج العاصمة – وكان ( محمد أبو العال السالموني) واحدا من هؤالء بإقامة اتحاد متقل للكتاب يستطيعون من خاللة ممارسة حريتهم في التعبير ويستطيع هذا االتحاد توحيد صفوفهم في يستطيعون من خالله ممارسة حريتهم في التعبير ويستطيع هذا االتحاد توحيد صفوفهم في مواجهة السلطة التي حملت علي عاتقها مهمة تهميش دورهم تماماً باتهامهم بالشيوعة تارة وبالكفر واإللحاء تارة أخري واشتد الخناق عليهم لدرجة انهم لم يستطيعوا نشر أعمالهم او ممارسة انشطتهم الفكرية واالدبية والفنية وكان قانون الرقابة علي المطبوعات يفرض أيضاً سطوته ويكشر
عن انيابه لكل من يريد أن يخرج عن الخط المحد والنهج المتفق عليه !! وهذا هو السبب الذي أدي الي صدور األعمال بطريقة الماستر وهي طريقة للطباعة رديئة وغير عملية ساعدت ماكينات تصوير االوراق وكانت في تلك األونة اختراعا جديدا ساعدت هذه الماكينات علي إصدار بعض األعمال وان لم تنجو من مقصلة الرقيب!! انطلق األدباء الذين كانوا يعيشون في دمياط بفكرة إقامة االتحاد المستقبل ومعهم مجموعة أخري من القاهرة اطلقوا علي أنفسهم اسم ( جمعية كتاب الغد) لنشرها بين األدباء اآلخرين في محافظات مصر المختلفة ، خاصة وأن االتحاد االشتراكي كان يريد احتواء هذه االتحاد حين قام (يوسف السباعي) وكان وزي ار للثقافة – برحلة سريعة الي دمياط فانصرف عائدا الي القاهرة ،دون ان يحقق الهدف الذي من اجله كانت الزيارة فاستكملها هو وبعض اعوانه حيث قرروا إقامة هذا االتحاد في القاهرة ليكون تابعا للدولة تبيعة كاملة وحتي يضعوا التاريس أمام فكرة االتحاد المستقل . وسط هذه الظروف القلقة كانت مدينة بورسعيد تستعد لالحتفال بعيد النصر في ليلة الثالث والعشرين من ديسمبر 1974كان من ضمن برنامج االحتفال عرض مسرحية السالموني (رواية النديم عن هوجة الزعيم) من اخراج (عباس أحمد) وهناك طرحت فكرة االتحاد المستقل مرة اخري وتم االتفاق علي إقامة مؤتمر قبل افتتاح المسرحية يضم بعض األدباء من االقاليم المجاورة لبورسعيد :دمياط والمنصورة إو�صدار بيان يعبر عن رأيهم في هذه القضية ويعلق البيان امام باب المسرح من اجل التوقيع عليه وكنت آنذاك واحدا من الذين حضروا هذا االحتفال وشاهدت وقائعه ولم يذهب من ذاكرتي علي الرغم من صغر سني في
36 37
ذلك الوقت وبالفعل تم تعليق البيان ودار حوار حول تلك القضية بين الجمهور واألدباء في صالة العرض ،وتحول هذا الحوار الي مظاهرة سياسة ،ثقافية ،تم علي أثرها استدعاء قوات األمن التي حاصرت قصر الثقافة وتم إلقاء القبض علي معظم الذين شاركوا في هذا المؤتمر من داخل المسرح وتم القاء القبض علي بعضهم ليال اثناء نومهم وكان (محمد أبو العال السالموني) من هؤالء الذين تم القبض عليهم مع صديقة المخرج (عباس احمد) وتم ترحليهم الي السجن وقضي مؤلف هذا النص ما يقرب من ثالثة شهور طبقاً لقانون الطواريء متهما بتلك التهمة الجاهزة وهي إحراز منشورات معادية والعمل علي قلب نظام الحكم !! فضالً عن تلك التهمة المعدة سلفا لكل الذين يعادون نظام السادات تهمة اعتناق الشيوعية تلك التهمة التي جعلت الساحة جاهزة الستقبال التيارات الدينية لكي تمارس نشاطها لمواجهة الشيوعية الكافرة . وكواحد من الذين عاصروا تلك الفترة وشاهدوا تلك االحداث عن قرب حيث لم يتم القبض علي ألنني استطعت الفرار والعودة الي دمياط سريعا استطيع ان اقول انني حينما قرأت الصفحات األولي في صحف الصباح ومعظم مانشتاتها تقول :القبض علي خاليا شيوعية أفرادها من دمياط وبورسعيد والمنصورة شعرت لحظتها بأسف شديد جداً الن الذي قرأته جاء منافيا لما حدث جذرياً وجاء منافيا للحقيقة تماما واالدهي من ذلك وهو ما جعلني أعيد التفكير في اشياء كثيرة – أن معلما في الثانوية العسكرية في مدينتي دمياط وكان زميال للسالموني في نفس المدرسة وكان هذا المعلم معلمي في المرحلة اإلعدادية وكان منتمياً الي التيار الديني في سنوات تكوينه األولي اخبرني والفرحة تتراقص في عينيه مهلالً أرايت لم تصدقني حين قلت لك ابتعد عنهم انهم شيوعيين هؤالء كفرة كيف تواصل السير معهم ؟؟ وتنضم اليهم لتمارس نشاطا في قصر
38 39
الثقافة وكان معلمي هذا قد استطاع ان يجذبني بعض الوقت الي عالمه ودرت معه في المساجد للتعرف علي األخوة لكنه حين لفظ بتلك األلفاظ وكنت أعلم أنهم كاذبة واجهته وقلت له :هذا الكالم ليس حقيقاً ال تصدقه لقد كنت هناك ورأيت امامي ما حدث بالتفصيل انها أكاذيب السلطة ..لكنه أصر وأخذ يزعق بهستيرية فتركته ومشيت وال أعرف شيئاً عنه من يومها حتي كتابة هذه السطور !! والسؤال الذي يطرح نفسه األن هو :لماذا أسرد كل هذه األحداث ؟ أذكرها أوالً :ألن هذا المعلم وغيره كانوا يمارسون نشاطهم داخل المدارس بمباركة السلطة وبرضاها الكامل لمواجهة الشيوعيين طالباً ومعلمين . واذكرها ثانياً :ألن تلك الفترة بما عكسته من ظروف اتاحت الفرصة للتيارات الدينية لكي تمارس نشاطها داخل المدارس والجامعات والمؤسسات األخري ،تشابهت مع ظروف في مناطق أخري من العالم أشار إليها وعبر عنها الكاتب االمريكي (آثر ميللر) في مسرحيته الشهيرة (ساحرات سالم) والتي استوحاها من أحداث هوس ديني في قرية أمريكية في القرن السابع عشر وذلك عقب أحداث مشابهة جرت في بداية الخمسينيات من القرن الماضي في أمريكا عرفت باسم (المكارثية) والتي من خاللها كان ينكل بالكتاب والفنانين عبر لجنة اسمها لجنة النشاط المعادي ألمريكا ..ولقد رأي السالموني تشابها كامال بين األحداث التي استقي منها ميللر مسرحيته واالحداث التي عبر عنها في ساحرات سالم وبين ما لمسه وراه بنفسه بعد القبض عليه لمجرد االشتباه في انتمانه لتيار الشيوعية ودعما للتيار الديني الذي كا يعمل – في واقع األمر – مع السلطة وليس خارجا عليها ولذلك اتته فكرة معالجة الموضوع مستوحيا ماسبق وعالجه ميللر في مسرحيته المذكورة .
عالجها معالجة مصرية خالصة ليقول من خاللها إن األفكار المتشددة واإلرهاب الفكري هما اللذان يهددان حرية وأمن الوطن .. والمسرحية تشير إلي أن السلطة هي التي سمحت لهذه التيارات بممارسة نشاطها ضد خصومها وتركت لها الساحة لمباشرة مهامها إلرهاب المثقفين واتهامهم بالردة والخروج علي الدين ..وكما خرج (جوزيف مكارثي) بلجنته الفاشية من الكونجرس األمريكي خرج علينا في مصر رجل يدعي (يوسف مكادي) وكان ضمن جماعة تسمي (لجنة النظام) من مهامها الهجوم علي المثقفين من الكتاب والمفكرين وأساتذة الجامعات بحجة النشاط المعادي للنظام وهذا التشابه هو الدافع الي كتابة هذا النص المسرحي – كما يصرح في الكلمة التي صدر بها نصه – وعلي الرغم من أن المسرحية كتبت منذ سنوات طويلة اال انها تعد بمثابة رؤية مستقبلية لألحداث التي أتت في مصر الثمانينات من القرن الماضي ودفع السادات حياته ثمنا لها حين تم أغتياله بأيدي هؤالء الذين قام بحمايتهم وأعطاهم فرصة الظهور علي الساحة !! في مسرحيات أبو العال السالموني التي أشرت اليها وعالج فيها موضوعات تتعلق بظاهرة اإلرهاب الديني والسياسي نالحظ أنه لجا الي التراث باحثا فيه عن وقائع يستطيع من خاللها معالجة ما يحدث اآلن وذلك في مسرحيتي (أمير الحشاشين – وديوان البقر) ويناقش موضوعا حياً وواقعياً مباشرة بدون اللجواء الي التراث في مسرحيته (المليم بأربعة) . في مسرحية أمير الحشاشين يستند السالموني الي مقولة ابن خلدون التي جاءت في مقدمته من أن العرب اصعب األمم بعضهم لبعض للغلظة واألنفة وبعد الهمة والمنافسة الرياسة فقلما تجتمع أهواؤهم ومن أجل ذلك ال يحصل لهم الملك اال بصبغة دينية من نبوة أو رياسة أو أثر من دين علي الجملة والمسرحية محاولة تنويرية لطرح هذا المفهوم الذي ذكره ابن خلدون من خالل عرضها لقصة حب رومانسية بين الشاعر تميم
الفاطمي وبرديس المصرية وكيف كان من نتيجة هذا إقصاء تميم عن والية العهد واسنادها الي أخية اآلصغر العزيز بن المعز لدين هللا الفاطمي والذي قام بنفي أخيه تميم الي خارج البالد فاستغلتها بعض الفرق لعبتها االرهابية التي تعتمد علي االغتيال السياسي تحت شعار الدين. وفي مسرحية ديوان البقر يعتمد علي واقعة أوردها األصفهاني في كتاب األغاني مؤداها ان العتابي نهره صاحبه عثمان الوراق عندما أكل الخبز في الطريق وأنبه ويحك اما تستحي فقال له ارايت لو كنا في دار فيه بقر كنت تستحي وتحتشم أن تاكل وهي تراك فقال له :ال عندئذ قام العتابي ووعظ وقص حتي كثر الزحام عليه فقال لهم :روي لنا عن غير واحد انه من بلغ لسانه ارنبة انفه لم يدخل النار فما بقي أحد إال واخراج لسانه يومي به نحو أرنبة انفه ويقدر حتي يبلغها ام ال فلما تفرقوا قال العتابي الم اخبرك بانهم بقر . ومن هذه الحكاية التراثية كتب محمد أبو العال السالموني نصه الذي نصه الذي يقدم الصراعات والتحالفات من أجل المصالح علي حساب الشعب الذي أصابه داء « البقرنة « فجماعات التطرف والتخلف والجهالة تحاول اآلن ان تلغي عقولنا وتغسل رؤوسنا وتجعل منا قطعانا من أبقار تتدلي السنتها لتعلق انوفها اتقاء لناء جهنم وعذاب البقر . وفي مسرحية (المليم بأربعة) يعالج موضوعا معاص ار سبب ارقا لعدد كبير من الناس عرف باسم قضية توظيف األموال خاصة وأن أصحاب هذه القضية مازالوا قابعين داخل السجون ألنهم يرفضون رد أموال المودعين ،والكاتب يطرح موضوعه ببساطه شديدة (علي بمبه) العب الثالث ورقات يعود الي المولد من جديد بعد عودته من الخارج ومعه بعض األموال التي يريد استثمارها فيقوم بتكوين شركة لتوظيف
40
41
اموال المودعين مقابل فائدة أكبر من الفائدة التي تعطيها البنوك الحكومية ويضم الي شركته كل زمالئه من العاملين في المولد بأنماطهم المختلفة ويستطيع بمساعدتهم – إقناع الناس بمشروعه الذي سيحقق لهم أرباحا كبيرة حالال فالمليم يساوي أربعة مليمات والجنيه أربعة جنيهات وهكذا ..وهي مسالة حسابية تجافي المنطق وتتعارض مع الحكمة وتدعو الي التأمل ولكن ال احد يتأمل او يتساءل ومن ثم يستطيع جمع ماليين الجنيهات التي يستولي عليها لحسابه فيضيع حق المودعين وال يستطيعون الحصول علي أموالهم نتيجة لتقاعسه عن السداد وحين تتدخل الحكومة نكتشف انه قد استطاع شراء ذمم بعض المسئولين الكبار فيما اسماه بكشوف البركة وهي كشوف تعطي الحق في صرف فوائد شهرية لرصيد وهمي يحدده صاحب الشركة مقابل تسهيالت يحصل عليها منهم لتيسير اعماله وهذه اللعبة تشبه الي حد كبير اللعبة المعروفة في الموالد باسم (المليم بإربعة) وهي أقرب الي القمار منها الي اي شيء أخر والنص يقول ان الكل شاركوا في ممارسة اللعبة :الحكومة – المودعون – ولكن ما الذي جعل الجميع يصدقون أن اللعبة ليست لعبة ؟ الن اصحاب هذه الشركات اتخذوا من الدين ستا ار للمارسة لعبتهم اللعينة ومن ثم فان البسطاء من الناس وغير البسطاء صدقوا ان هؤالء ال يمكن لهم ممارسة عملية النصب فكيف لرجل الدين أن يمارس تلك العملية !؟ التمسح بالدين وليس الدين ذاته هو الذي أعطي لهؤالء شرعية ممارسة لعبتهم ودفع الناس الي تصديقهم . ويعالج الكاتب (محمد أبو العال السالموني) في هذا النص المسرحي «السحرة» نفس الموضوع ولكن من زاوية جديدة مؤكدا – من خالله – علي أن السلطة تمارس سطوتها علي المعارضين لها باسم الدين – متحالفة بعض المتهوسين والمتطرفين الذين يلوحون بالتكفير تارة ،وبالردة تارة أخري ولن نقوم بتحليل هذا
النص ألنه بين يديك وربما تفسره تبعا لما تملكه من رؤية وموقف تجاه ما يحدث لكننا نود ان نشير الي بعض ما ورد في المسرحية من احداث تعري عالقة الغزل بين السلطة الجائزة والمتشدين والمتمسحين بالدين . إن مرض ابنة الشيخ برهان ووفاة ابناء الحاج جعفر الذي قيل وأشيع انه جاء نتيجة لسحر مارسته بعض النساء عليهما كان هو المفجر الرئيسي ألحداث المسرحية فالحدث يتطور بشكل كلما تواترت علمية البحث عن النساء الساحرات او المتهمات بممارسة السحر واثناء رحلة البحث يختلط الحابل بالنابل وتوجه االتهامات بشكل عشوائي وبدون رؤية أو دليل قوي ويتم إعدام الكثيرات منهن وحين يتصدي واحد من الرجال المستنيرين لهذا السلوك يلقي من اإلهانة والتعذيب ما يجعله في النهاية يفكر في االعتراف بانتمائه الي جماعة الشيطان برغم انه ال ينتمي الي جماعة كهذه وذلك حتي يستطيع إنقاذ زوجته المتهمة بممارسة السحر ،وتنتظر الحكم باإلعدام كغيرها من النساء وحتي يكون اعترافه بمثابة حافز لكل من تسول له نفسه الخروج علي التعاليم انظر الي تلك العبارات التي يقولها الشيخ برهان الذي يدعي ان ابنته اصابها السحر من هؤالء المتعاونين مع الشيطان يقول : «أنا بيتي هو بيت البلد مفتوح للناس كلهم ومع ذلك الزم تعرفوا اني حامي حمي الدين في البلد واللي يمسني يمس الدين واللي حايمس الدين مصيره جهنم وبئس المصير» . والشيخ الشيرازي – في المرحية – يقف في خندق المتشددين والمتنطعين وفي نفس الوقت يقف مع السلطة ممثلة في الوالي أق ار معي هذا الحوار الذي دار بين الشيرازي وحسين – الذي يمثل في المسرحية المثقف
42 43
المستنير الذي يكون في خالفة دائم مع السلطة . حي ..وهي األرواح خرافات يا سيد حسين ؟ : الشيرازي انا ما بنكرش األرواح ياسيدنا ..انا بأنكر تحضير األرواح ..ربنا : حسين بيقول يا سيدنا ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي بس ما تقدرش تنكر األرواح اللي ظهرت مع جيوش موالنا الباب العالي : الشيرازي وهو بيحارب األعداء كالم فارغ ..دي دعاية بيعملها الترك عشان يحببوا الناس في حكمهم : حسين الظالم ويفضلوا يسلبوا بالدنا وينهبوا باسم الدين يعني لهم حق اللي بيقولوا انك ضد الترك والباب العالي : الشيرازي انا ضد الظلم واألستغالل ياسيدنا : حسين إو�ذا كان هذا هو موقف رجل الدين تجاه المثقف المختلف عنه فان موقف رجل الدولة وهو هنا القاضي ومن البديهي ان يكون عادال – هو نفسه موقف رجل الدين تجاه المثقف المختلف معه ،فحين تتم مواجهة المحكمة بدليل قاطع يشير الي أن الحاج جعفر هو الذي أدعي أن ابنته أصابها المرض بسبب ممارسة أحد الرجال للسحر ،وذلك لكي يسجنه ويستولي علي أرضه فان المحكمة تطلب منه أن يذكر اسم الرجل الذي قطع بهذا الدليل ويرفض حسين طلب القاضي فيواجهه القاضي قائالً :
«شوف ياراجل أنت لو كان الراجل بتاعك ده بيقول الحق كان زمانه جه هنا وقاله للمحكمة لكن مادام خايف من المحكمة يبقي راجل كذاب والزم يعاقب واال حانقبض عليك انت» يا جناب القاضي اللي بتعملوه ده اسمه إرهاب ،الناس بالطريقة دي : حسين حاتخاف تقول حاجة في المحكمة المخطيء هو اللي دايما يخاف يا سيد حسين : القاضي لكن القانون اللي بتحكموا بيه هنا ،هو قانون الخوف والتخويف .. : حسين انا مش مسئول عن الخوف ..إو�ذا كان موجود فيبقي عشان فيه مؤامرة : القاضي علي الدين والدولة البريء ياسيد حسين ما يخافش من المحكمة أبدا انت مقبوض عليك لغاية ما تعترف باسم الراجل .. عفارم ..عفارم .. : الوالي من االستشهادات السابقة يتبين لنا أن السلطة قد وضعت يدها في ايدي المتشددين من المتأسلمين الطامعين في الوصول الي السلطة بهدف قمع ومواجهة كل صاحب رأي معارض او مخالف بصرف النظر عن قيمة الحقيقة التي يستند اليها اي من التيارين تكريساً لثقافة العنف واإلرهاب الديني والسياسي تلك الثقافة التي فرضت نفسها علي الساحة لسنوات طويلة سابق ،وربما لسنوات أخري الحقة. نوفمبر – 2003مقدمة المجلد الرابع
44 45
هوامش :
.1يمكن مراجعة مقال د .فؤاد زكريا المنشور في صحيفة األهرام تحت عنوان :ثورة يوليو والجماعات اإلسالمية – أغسطس . 1985 .2معظم هذه المعلومات جاءت علي لسان المستشار (ماهر الجندي) وكيل نيابة أمن الدولة ،والذي قام بالتحقيق في بعض قضايا هذه التنظيمات ،ونشرت وقائعها في الصحف المصرية ،وقد عمل فيهما بعد محافظاً لمحافظة الجيزة ،حتي تمت أقالته بعد اتهامه في قضية (محمد فوده) المتهم باستغالل النفوذ والحصول علي رشاوي لتسهيل مهام بعض المستثمرين لدي المحافظة . .3التكفير عنصر اساسي في أفكار هذه الجماعة فهم يكفرون كل من أرتكب كبيرة واصر عليها ولم يتب منها وكذلك يكفرون الحكام الذين ال يحكمون بما أنزل هللا بإطالق ودون تفصيل ،ويكفرون المحكومين ألنهم رضوا بذلك وتابعوهم أيضاً بإطالق ودون تفصيل ويكفرون العلماء ألنهم لم يكفروا هؤالء وال اولئك كما يكفرون كل من عرضوا عليه فكرهم فلم يقبله ولم ينضم الي جماعتهم ويبايع إمامهم !! .4هو شكري أحمد مصطفي من مواليد قرية الحوانكة بمحافظة أسيوط احد شباب جماعة األخوان المسلمين الذين اعتقلوا عام 1965النتسابهم اليها ،وكان عمره وقت أذن ثالثة وعشرون عاماً ،تولي قيادة الجماعة داخل السجن ،وفي عام 1971أفرج عنه بعد ان حصل علي بكالوريوس الزراعة وبدأ التحرك في مجال الهيكل التنظيمي لجماعته ،وتمت مبياعته أمير المؤمنين ،وفي سبتمبر 1973أمر بخروج الجماعة الي المناطق الجبالية بدائرة ابي قرقاص بمحافظة المنيا ،وفي عام 1973أشتبه في امرهم رجال األمن فتم القاء القبض عليهم ،وتقدمهم للمحاكمة في القضية رقم 618لسنة 73أمن دولة ،وفي
46
47
21أبريل ،1973عقب حرب أكتوبر 1973صدر قرار جمهوري بالعفو عن شكري مصطفي وجماعته، فعاود نشاطه من جديد وبصورة مكثفة ..وبعد أعدام شكري مصطفي ،بسبب أختطاف الشيخ الذهب وقتله، أتخذت الجماعة طابع السرية ،الذي لم تكن تنتهجه من قبل ،إال أن نشاطها كان محدوداً ،بسبب الضربات األمنية المتلحقة ألفراد هذه الجماعة. .5تناول كاتب هذه السطور القصة القصيرة الذي تعرضت لمناقشة متغير اإلرهاب بإسم الدين في دراسة طويلة تحت عنوان ( ثقافة العنف واإلرهاب الديني والسياسي – مشاهد من ساحة القصة القصيرة في مصر) ولم تنشر بعد حتي تاريخ نشر هذا الكتاب. .6المليم بأربعة عرضت علي مسرح الفن بالقاهرة عام 1990من إخراج جالل الشرقاوي .وعرضت مسرحية ( ديوان البقر) علي مسرح الهناجر في عام ( )1995من إخراج :كرم مطاوع .وصدرت مسرحية (أمير الحشاشن) في كتاب عام ( )1995سلسلة (أصوات أدبية) – الهيئة العامة لقصور الثقافة – رقم 128ولم يتم عرضها بعد ،وتوقفت بروفاتها في المسرح الحديث من إخراج سعد أردش بسبب خشيةالمسئولين من هبه الجماعات عليهم.. .7مدد يا شيخ علي – صدرت في عام – 1993كتاب الثقافة الجديدة الهيئة العامة لقصور الثقافة ، ونشرت مسرحية (محاكمة عبد الرحمن الكواكبي) في مجلة القاهرة – العدد رقم – 155سنة . 1993 .8مسرحية (يا احنا يا هما) حسام حازم – مسرح الشباب – ( – 1996أهال يا بكوات) – لينين الرملي – المسرح القومي .2002
.9صدرت هذه المسرحية عن هيئة الكتاب في عام ،1984وعرضت علي مسارح الثقافة الجماهيرية من أخراج :عباس أحمد ( – ) 1974محمد سالم عام ( – )1974عبد الغفار عودة (..)1980 .10عمل الكاتب التدريس منذ عام 1959ثم أنتقل للعمل بوزراة الثقافة عام 1983بالهيئة العامة لقصور الثقافة. .11كان معهم أيضاً القاصر قاسم عليوة والشاعر محمد يوسف والمخرج مراد منير والنائب البدري فرغلي. .12الحظ التشابه الغريب بين االسمين (جوزيف مكارثي ،يوسف مكاوي)
48 49
ملحق الصور
63 - 62
65 - 64