َ َّ هيام جورج ملط َّ هيام جورج َملط
ملطِ ،إلحياء تر ٍ ُ ورفاق َج ّده، اث لبنا ٍّين مبا َر ٍك علَ ُم ُه َج ُّد ُه شبيل … هذا الع َم ُل من هيام َّ لكل َمن يف أَدراجهم كنو ٌز أَن يُخرجوها ،وداف ًعا َمن لديهم لَ ِقـ َّياتٌ أَن يُـ ْح ُيوها، فَلْ َيكُن حاف ًزا ِّ فام ب ِِسوى هذه الكنوز واللَق َّيات يَحيا لبنان ،ويتف َّرد بأَعالمه وعالماته ومعالِ ِمه الثقافية هي ال َب َواقي التي ت ُبقي لبنان نجم هذا الرشق. ا ِإلبداعية التيُ ،دون ِّ كل سواها من ال َع َوابرَ ، َش ُه يف ليس املهم أَن نحتفظ برتاثنا يف مخاب ِئنا ونَ ْحفَظه لدينا ونُحافظ عليه عندنا .املهم ن ْ ُ حيثام يتوافر له َمن يَحتفظ به ويَحفظه ويُحافظ عليه بأَمانة الرسالة. وهي هذه رسالة «مركز الرتاث اللبناين» ،أَ ْولَتْ ُه الجامع ُة اللبناني ُة األَمريكي ُة ثق َة األَمانة ،وها هو أَم ٌني عىل هذه األَمانة. من مق ّدمة الكتاب
–ُ محام ٍ ُوأ ٌ جامعي .حفيدُ "شاعر األَرز" شبلي َّ ملط. ستاذ ّ َّفات في القانون واألَدب والتاريخ وعلم االجتماع. – له م َؤل ٌ – مثَّل لبنانَ في عد ٍد من المؤْتمرات الدولية واإلِقليمية. – رأَس َمجلِ َسي إِدارة الصندوق الوطني للضمان االجتماعي و ُمؤ ََّسسة المحفوظات الوطنية. – يحمل جائِ َزتين من األَكاديميا الفرنسية عا َمي 2002و.2009
شبلي م َّ شاهدا الط ً
َّ هيام جورج ملط
شبلي م َّ شاهدا الط ً أَ أَ ُ ُّ اللبناني في النصف الول من القرن العشرين الدب َ َ بين أرض الوطن َوم َه ِاجر أميركا الجنوبية
منشورات
ن مركز ت اللبنا� الـ�اث ي
منشورات
ن مركز ت اللبنا� الـ�اث ي
ﺷﺒﻠﻲ ﻣ ﱠ ﺷﺎﻫﺪا ﻼط ً
بطاقة مكتبية ﻣﻼط ﺷﺎﻫ ًﺪا اﺳﻢ اﻟﻜﺘﺎب :ﺷﺒﲇ ﱠ دب اﻟﻠﺒﻨﺎ ﱡين ﰲ اﻟﻨﺼﻒ اﻷَول ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ اﻷَ ُ ﺑني أَرض اﻟﻮﻃﻦ و َﻣ َﻬﺎﺟِﺮ أَﻣريﻛﺎ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻣﻼط اﳌ َﺆﻟﱢﻒ :ﻫﻴﺎم ﺟﻮرج ﱠ اﻟﻨﺎﴍ » :ﻣﺮﻛﺰ اﻟﱰاث اﻟﻠﺒﻨﺎين« ﰲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ اﻷَﻣريﻛﻴﺔ ﻣﻼط »ﺷﺎﻋﺮ اﻷَرز« وأُدﺑﺎء ﻟﺒﻨﺎﻧﻴني ﰲ أَﻣريﻛﺎ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ وﻧﺼﻮص ﺑني ﺷﺒﲇ ﱠ اﳌﻮﺿﻮع :ﻣﺮاﺳﻼتٌ ٌ اﻟﻠﻐﺔ :ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻋﺪد اﻟﺼﻔﺤﺎت ٢١٦ :ﺻﻔﺤﺔ اﻟﻐﻼف :رﺳﻢ وﺗﺼﻤﻴﻢ أَﺳﻌﺪ رﻧﱡﻮ ﻟﻐﻼف ﻣﺠﻠﱠﺔ »اﻻﻧﻄﻼق« ﻣﻼط )ﺗﴩﻳﻦ اﻟﺜﺎين/ﻛﺎﻧﻮن اﻷَ ﱠول (١٩٦١ ﻋﺪدﻫﺎ اﻟﺨﺎص ﻋﻦ ﺷﺒﲇ ﱠ اﻟﻘﻴﺎس ٢٤×١٧ :ﺳﻨﺘﻢ اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷُوﱃ ٢٠١٨ : © ﺣﻘﻮق اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷُوﱃ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ ﻟـ »اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ اﻷَﻣريﻛﻴﺔ« LAU ﻣﺮﻛﺰ اﻟﱰاث اﻟﻠﺒﻨﺎين ﻫﺎﺗﻒ (+٩٦١ ١) ٧٨ ٦٤ ٦٤ : ﺑَﺮﻳﺪﻳٍّﺎ :ص ب ١٣ - ٥٠٥٣ :ﺷﻮران – ١١٠٢ ٢٨٠١ﺑريوت – ﻟﺒﻨﺎن إِﻟِﻜْﱰوﻧ ٍّﻴﺎ clh@lau.edu.lb : ﻣﻮ ِﻗ ًﻌﺎ www.lau.edu.lb/centers-institutes/clh : ISBN: 9953-461-48-1 EAN: 978-995346148-9 © 2018 Center for Lebanese Heritage at Lebanese American University All rights reserved for this edition. No part of it may be reproduced or transmitted – in any means electronic or mechanical including photocopy recording or any information storage and retrieval system – without written permission from the Lebanese American University.
َ# هيام جورج م$ط ﺷﺒﻠﻲ ﻣ ﱠ ﺷﺎﻫﺪا ﻼط ً َ1 َ1 ُ 7 اللبناني في النصف ا2ول من القرن العشرين ا2دب َ َ بين أرض الوطن َوم َه ِاجر أميركا الجنوبية
منشورات
مركز اللبنا الـ اث
للمؤلف :ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ١٩٨٢ ١٩٩٩ ١٩٩٩ ٢٠٠٨ ٢٠١٦
ﺑريوت، ﻣﻨﺸﻮرات اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ،ﻣﻴﺎه ﻟﺒﻨﺎن – ﻧﻔﻂ ﻟﺒﻨﺎن ﺑريوت،اﻟﻤﻴﺎه واﻻﻣﺘﻴﺎزات ﰲ اﻟﴩع اﻟﻠﺒﻨﺎين ﺑريوت،أﻧﻈﻤﺔ اﻟﻀامن اﻻﺟﺘامﻋﻲ واﻟﺘﺄﻣﻴﻨﺎت اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ ﰲ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ( – إﺻﺪار ﺧﺎص١٩٦٤ – ١٨٨٤) ﻳﻮﺳﻒ ﻣﺨﺎﺋﻴﻞ ﻓﺮﻳﻔﺮ ،١٨٨٥ – ١٨٧٥ ،ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﺤﻜﻤﺔ ﰲ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻌﴩ اﻷوﱃ ﻟﻠﺘﺄﺳﻴﺲ ﺑريوت،ﻣﻨﺸﻮرات ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺤﻜﻤﺔ
– – – – –
EN FRANÇAIS: – Développement social et économique du Liban (ronéotypé – 789 pages) 1970 – L’aménagement du territoire et de l’environnement au Liban 1971 – Objectifs politiques de demain – Dar An-Nahar, Beyrouth 1977 – Le Droit de l’Urbanisme et de l’Environnement au Liban (1ère édition) Publications de l’Université Libanaise, Beyrouth 1982 – Renan au Liban, FMA, Beyrouth 1997 – Le Droit de l’Urbanisme, de la Construction, de l’Environnement 1997 et de l’Eau au Liban (2e édition) Bruylant / LGDJ / Delta – Les Systèmes de Sécurité Sociale et d’Assurances Sociales dans les pays arabes: Afrique du Nord et Moyen-Orient – Bruylant / Bruxelles et Delta / Beyrouth 1999 – Le Liban dans les Écrits de J.T. Reinaud (1795 – 1867), Geuthner, Paris 1999 – L’Académie française et le Liban, Edition Dar An-Nahar, Beyrouth Médaille de Vermeil de l’Académie française pour le Rayonnement de la Langue et de la Littérature Françaises en 2002 2001 – Le Droit de l’Urbanisme, de la Construction, de l’Environnement 2003 et de l’Eau au Liban (3e édition) – Bruylant / LGDJ / Delta – La rencontre de Pierre Benoit et de Georges Lecomte de l’Académie française avec le Liban, Geuthner, - Paris, Prix Pierre Benoit de l’Académie française en 2009 2008 EN ANGLAIS: – Water Laws in Lebanon in «Water in the Middle East», Tome 1, Tauris, London – Social Security and Social Insurance Law: survey of Nine Arab States in «Yearbook of Islamic and Middle Eastern Law», Kluwer, London – Tourism in Lebanon: Transformation and Prospects in «Mediterranean Tourism», Routledge, London – «Efficacy amelioration of the systems of social security – problems and perspectives», les «Actes de la Conférence euro-méditerranéenne, Limassol (Chypre)», Editions du Conseil de l’Europe
1995 1998 2000
2005
إ Eرفيقة حيا جـورجـG َ ال Mأوحت ِإ # لـي KJذه الكتاب ِوإE مار ّيــا حفيد ِ َ شبS ،Uئل هادي، جواد، هيام، حفادي وأ َ1 ُ َ 1 # ]ة من َأ يتذكروا ً صا Yالثقافة وا2دب أ لb داaا أ Kم ^ ٍ مستع ا من َج d جبيgم َأ ُ ً ع U شب Uقو:E Y ي د كتب َ ََ َ واmـ #ـظ ُ Sك #ل المـ ـا* k ـ وهي ـM ـا ـ ق الب ـن ـ م ـل ـ الطوي ـك اللـــه pنحـ
*
ﻣﻼط إِﱃ ِ ﺣﻔﻴﺪ ِه ﻫﻴﺎم ).(١٩٤٨ ﻣﻦ ﻗﺼﻴﺪة ﺷﺒﲇ ﱠ
َ1 ا# 2 حبـ َـة ^ َ المـهـاجــــر عنــدr ليــت َ َ ُ َ َ d ِإنـــي أخـــاف غــــــ ًـدا تط 7و َر ن ْس ِل ِـهـــم
َ ْ َ1 َ ـواق ـ ــــ ش مـــــا عندنـــــا ل ُـهـــ ُـم من اِ َ 2 1 َ َ فــاف ذاك َ الم ْيــل ^ ا2عــر ِاق وج ّ شبلـي م$ط
» ية المغ ب(١٩٣٤) «G
اﻟﻤﺤﺘﻮﻳﺎت
ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻫرني زﻏﻴﺐ ﻟَ ِﻘ ﱠﻴﺎتٌ ﻣﻦ ذاﻛﺮة »ﺷﺎﻋﺮ اﻷَرز« . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
١١
ﻣﺪﺧﻞ ﻢ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب؟ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ﻟِ َ
١٥
اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﻣﻼط واﻟﱪازﻳﻞ – »اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ« . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ﺷﺒﲇ ّ
٢١
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎين ﻣﻼط واﻷرﺟﻨﺘني – »اﻹﺻﻼح« . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ﺷﺒﲇ ّ
٤٧
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻼط واﻷرﺟﻨﺘني – »اﻟﻔﺼﻮل« . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ﺷﺒﲇ ّ
٦١
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ ﻣﻼط واﻟﻤﻜﺴﻴﻚ – »اﻟﺨﻮاﻃﺮ« . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ﺷﺒﲇ ّ
٦٥
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻣﻼط وﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ﺷﺒﲇ ّ
٧٩
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس ﻣﻼط وأُدﺑﺎء اﻟﻤﻬﺠﺮ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ﺷﺒﲇ ّ
٨٥
أوﻻ :رﺛﺎء ﻓﻮزي اﻟﻤﻌﻠﻮف – اﻟﱪازﻳﻞ ١٩٣٢ – ً – ﺛﺎﻧ ًﻴﺎ :رﺛﺎء أﺳﻌﺪ ﻗﺒﻼن ﺧﺎﻟﺪ – اﻟﱪازﻳﻞ ١٩٣٢ – ﺛﺎﻟﺜًﺎ :اﻟﺸﻴﺦ اﻟﻴﺎس ﻣﻠﺤﻢ زﺧﺮﻳﺎ )(١٩٤٦ – ١٨٨٣ – راﺑ ًﻌﺎ :رﺛﺎء ﺟﻮرج اﻟﺨﻮري ﺑﻮﻟﺲ ﻛﺮم )(١٩٣٦ – ١٨٨٠ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎﺑﻊ ﺷﻬﺎدات ﻣﻦ أُدﺑﺎء اﻟﻤﻬﺠﺮ ١٠٧ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أوﻻ :اﻟﺸﻴﺦ داود اﻟﻀﺎﻫﺮ – ً – ﺛﺎﻧ ًﻴﺎ :ﺷﻔﻴﻖ ﻣﻌﻠﻮف – ﺛﺎﻟﺜًﺎ :داود ﺳﻌﺎده – راﺑ ًﻌﺎ :ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺷامس ﺧﺎﻣﺴﺎ :اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻘﺮوي – ً ﺳﺎدﺳﺎ :ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺿﻌﻮن – ً ﻣﻼط إﱃ اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ – ﺳﺎﺑ ًﻌﺎ :أدﺑﺎء اﻟﻤﻬﺠﺮ ﻳﺮﺷّ ﺤﻮن ﺷﺒﲇ ّ ﻣﻼط – ﺛﺎﻣ ًﻨﺎ :ﺗﺤﻴﺔ أدﺑﺎء اﻟﻤﻬﺠﺮ ﰲ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺷﺒﲇ ّ )ﻗﴫ اﻷوﻧﺴﻜﻮ – ١٠ﻛﺎﻧﻮن اﻷول (١٩٦١ اﻟﺨﺎمتﺔ ﻣﻼط ١٣٥ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ﺗﺤﻴﺔ اﻟﻤﻐﱰﺑني ﻣﻦ ﺷﺒﲇ ّ اﳌﻼﺣﻖ
.....................................................................................................
١٣٩
.........................................................................................
٢١٣
اﳌﺼﺎدر واﳌﺮاﺟﻊ
مقدمة هنري زغيب
ﺎت ﻣﻦ ذاﻛﺮة »ﺷﺎﻋﺮ ا َ ﻷرز« ﻟ َِﻘ ﱠﻴ ٌ
ﻣﺴﺎ َء اﺟﺘﻤ َﻌﺖ ﻛﻮﻛﺒ ُﺔ ﺷﻌﺮاء وأُدﺑﺎء ﰲ »ﺻﻮﻣﻌﺔ« ﺟﱪان اﻟﻨﻴﻮﻳﻮرﻛﻴﺔ ،مل ﻳﻜﻮﻧﻮا وﺻ َﻞ َر ﱡﺟﻪ إِﱃ اﻟﻌﺎمل اﻟﻌﺮيب ﻓﻬ ﱠﺰه ﻳﺤ ُﺪﺳﻮن مبﺎ ﺳﻴﻜﻮن ﻟـ »اﻟﺮاﺑﻄﺔ اﻟﻘﻠَﻤﻴﺔ« ١ﻣﻦ ﺻ ًﺪى َ ﻣﻦ ِآﺳﻦِ اﻟ ُﺨﻤﻮل اﻷَد ّيب إِﱃ ﻧﻬﻀ ٍﺔ ﻛﺎن ُﻣ َﻬﻴﱠـﺄً ﻟﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺧﺮوﺟﻪ ﻣﻦ أَﻧﻔﺎق اﻻﻧﺤﻄﺎط إِﱃ ﺷﻤﺲ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ وﺗﻴﺎراﺗﻪ اﻷَدﺑﻴﺔ اﻟ ُﻤﻀﻴﺌﺔ ،إِمنﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗ َﻠﺰ ُم ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻬﻀ َﺔ ﻗﻄﺮ ُة ﻧ ًﺪى وﺧﺼﻮﺻﺎ ﺑﻌ ُﺪ ﻣﻦ ﺧﺎرج اﻟﻬﻮاء اﻟﻌﺮيب ،ﻓﺠﺎءﺗ ْﻬﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻄﺮ ُة اﳌﺒﺎرﻛﺔ ﻣﻦ »اﻟﺮاﺑﻄﺔ«، ً ﻣﻦ ﻋﺮﻳﺴﻬﺎ ﺟﱪان. ﻋﱪت أَﺻﺪا ُؤﻫﺎ ﻣﻦ ﺷام ّﱄ أَﻣريﻛﺎ ِإﱃ ﺟﻨﻮﺑ ﱢﻴﻬﺎ ﻓﻼﻗﺎﻫﺎ و ِإﱃ اﻟﻌﺎمل اﻟﻌﺮيب وإﻳﻘﺎﻇﻪَ َ ، َﻣﻮﻫﻮﺑﻮن ،ﻣﺒﺎرﻛُﻮن ُﻫﻢ أَﻳﻀً ﺎَ ،و ُدو ُدون ﰲ ﻟﺒﻨﺎﻧ ﱠﻴﺘﻬﻢ وإِﺧﻼﺻﻬﻢ ﻟِﻠُﻐﺘﻬﻢ اﻷُ ﱢم ﻳَﻨﻬﻀﻮن ﺑﻬﺎ رﻳﺎح اﻟﻬﺠﺮة إِﱃ ﻟﺒﻨﺎﻧﺎت أَرزﻳّ ٍﺔ ﺷﻜﱡﻮا ﺑَﻴﺎرﻗَﻬﺎ ﻋﺎﻟﻴ ًﺔ ﰲ ﻣﻐﺎﻧﻴﻬﻢ اﻟﻮﺳﻴﻌﺔ ﺣﻴﺜام ﺣﻤﻠَﺘْﻬﻢ ُ ﰲ اﻟﱪازﻳﻞ واﳌﻜﺴﻴﻚ واﻷَرﺟﻨﺘني واﳌﻜﺴﻴﻚ وﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ وﻣﺎ أَﻗﺮب وﻣﺎ أَﺑﻌﺪ. ِ وﻣﺤﻴﻄﻪ اﻟﻌﺮيب ﻣﻊ اﻟﺴﻨﻮات و ِإذا ﻛﺎن ﺻﺪى »اﻟﺮاﺑﻄﺔ اﻟﻘﻠﻤﻴﺔ« أَﺳﺎل ﰲ ﻟﺒﻨﺎن ﻳﻘﻞ ِﺣ ًﱪا وﻓ ًريا ﺑﻔﻀﻞ اﻧﺘﺸﺎر ﺟﱪاﻧﻬﺎ وﻣﻴﺨﺎﺋﻴﻠﻬﺎ ،ﻓام ﻛﺎن ﻟــ«اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷَﻧﺪﻟﺴﻴﺔ« ٢ﻻ ﱡ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻣﻦ ِﺣ ٍﱪ ﻫﻮ ﺑﻪ ﺟﺪﻳ ٌﺮ ،ﺑﻔﻀﻞ ﻧﺘﺎ ٍج ﻏريِ ﺿﺌﻴﻞٍ ﻧﻬﻀ ًﺔ وﻻ ﻗﻴﻤ ًﺔ ﻟﻜﻨﻪ مل ﻳﺤ َﻆ مبﺎ ﱡ (١ﺗﺄَ ﱠﺳ َﺴﺖ ﰲ ﻣﺤﱰف ﺟﱪان )ﻧﻴﻮﻳﻮرك( ﻣﺴﺎ َء اﻷَرﺑﻌﺎء ٢٨ﻧﻴﺴﺎن .١٩٢٠ (٢ﺗﺄَ ﱠﺳ َﺴﺖ ﰲ ﺑﻴﺖ ﻣﻴﺸﺎل ﻣﻌﻠﻮف )ﺳﺎو ﭘـﺎوﻟﻮ( ﻣﺴﺎ َء اﻟﺜﻠﺜﺎء ٥ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎين .١٩٣٢ ١١
مقدمة هنري زغيب
ﻟَ ِﻘ ﱠﻴﺎتٌ ﻣﻦ ذاﻛﺮة »ﺷﺎﻋﺮ اﻷرز«
ٍ ﻗﻼم ﻛﺒﺎ ٍر ﻋ ﱠﻤﺮوا ُﻫﻢ أَﻳﻀً ﺎ ﺑني دواوﻳ َﻦ ﺷﻌﺮﻳ ٍﺔ وﻣﻘﺎﻻت ﻧرثﻳ ٍﺔ وﺻ ُﺤ ٍﻒ ﻏﺰﻳﺮ ِة اﻟﻨﴩ ﺑﺄَ ِ ﻣﻐﺎين ﻏﻨﻴﱠﺔ. ﻟﻸَدب اﻟﻌﺮيب ِ َ ﻘﻲ ﻋﲆ ﺻﻔﺤﺎت »اﻟﻬﺪى« و»ﻣﺮآة اﻟﻐﺮب« و»اﻟﻔﻨﻮن« وﻟﻮ ا َ ّن ﻧﺘﺎج »اﻟﺮاﺑﻄﻴني« ﺑَ َ ِ وﺑﻌﺾ ﺳﻮاﻫﺎ وﻟـﻢ ﻳﺼ ُﺪر ﻻﺣﻘًﺎ ﻣﺠﻤﻮ ًﻋﺎ ﰲ ﻣ َﺆﻟﱠﻔﺎت ﻛُـﺘﱠﺎﺑﻬﺎ، و»اﻟﺴﺎﺋﺢ« و»اﻟﺴﻤري« واﳌﺠﻼت اﳌ ُﺤﺘﺠِﺒﺔ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ. ﱠ اﻟﻨﺘﺎج اﻟﻴﻮم ﻏﺎرﻗًﺎ ﰲ ﻧﺴﻴﺎن ﺗﻠﻚ اﻟﺼ ُﺤﻒ ﻟﻜﺎن ذاك ُ ﻫﺬا اﻷَﻣﺮ مل ﻳﺘﺤﻘﱠﻖ ﻟـ »اﻟ ُﻌﺼﺒَﻮﻳّـني« ﰲ »ﻟُﺒﻨﺎﻧﺎت« أَﻣريﻛﺎ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ،ﻓـ َﻨ َﺪ َر ﺑﻴ َﻨﻬﻢ ﱠ َﻣﻦ أَﻧﻘ َﺬ ﻧﺘﺎﺟﻪ ﻣﻦ ﺑَـ ْﺮد ﺻﻔﺤﺎت اﻟﺼﺤﻒ واﳌﺠﻼت ﻟ َﻴﺪﻓﺄَ ﺑني َدﻓﱠﺘَﻲ ﻛﺘﺎب .ﻫﻜﺬا ﺑﻘﻲ اﻟﻨﺘﺎج ،ﻣﻌﻈَ ُﻤ ُﻪ ،وﻻ ﻳﺰال ،ﻏﺎﻓﻴًﺎ ﻓﻮق اﺻﻔﺮار أَوراقٍ ﻳُﻮاﺟﻪ ﻣﻌﻬﺎ ﻗ َﺪ َره اﻟﻘﺎﳼ ﰲ ذاك ُ ﻧﺴﻴﺎن ﺻﻔﺤﺎت ُﻣﺼ َﻔ ﱠﺮة ُﻣ َ ﺒﻌرثة َﻫ ﱠﻨﺎ و َﻫ ﱠﻨﺎ ،ﻳَﺘﺎﻣﻰ ﻻ ﻳﺤﻀﻨﻬﺎ ﻣﺄْوى ﻳَﺠﻤ ُﻌﻬﺎ ﻟﺘﺒﻘﻰ ُﻣ ْﺰﻫﺮ ًة ﰲ ﺣﺪاﺋِﻖ اﻟﺬاﻛﺮة. وﻳﻜﻮن َﺳ ْﻌ ُﺪ ﻧ ٍ ُﺼﻮص ﺑﻴﻨﻬﺎ أَن ﺗ َﻜﻮ َن ﺗﺮ ُاﺳ ًﻼ ﻣﻦ ﺧﻠﻒ اﻟﺒﺤﺎر ﻣﻊ ﻛﺒريٍ ﻣﻦ ﺷﻌﺮاء ٍ ﻟﺒﻨﺎن ،أَﻧﻘﺬَﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻐﺮق ﻓﺎﻧﺘَﺸَ ﻠَﻬﺎ إِﱃ ﻣﺤﻔﻮﻇﺎﺗﻪ ﺻﻔﺤﺎت ﻟﻪ أَو ﻣﻨﻪ أَو إِﻟﻴﻪ ،ﺑﻘ َﻴﺖ ﻏﺎﻓﻴ ًﺔ ﰲ أَدراﺟﻪ ﺣﺘﻰ أَﻳﻘﻈﻬﺎ ﺣﻔﻴ ُﺪه ﻓﺄَﻃﻠَﻘﻬﺎ ِﻣﻦ زﻧﺰاﻧﺔ اﻷَدراج إِﱃ ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺼ ُﺪور ﻛﺘﺎﺑًﺎ ،ﰲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب. ﻣﻼط ﻋﲆ إِ ِ رث َﺟ ﱢﺪه »ﺷﺎﻋﺮ اﻷَرز« ) (١٩٦١–١٨٧٥ﻓﻜﺸَ َﻒ ﰲ ﻫﻜﺬا ﻏﺎص ﻫﻴﺎم ﱠ ُﺼﻮﺻﺎ ِ ﻧﴬ ًة ﰲ زﻣﺎﻧﻬﺎ ،ﺷﺎﻫﺪ ًة ﻋﲆ ﻣﺎ ﻛﺎن ،وﻛﻴﻒ ﻛﺎن ﺣني ﻛﺎن. أَوراق ﺷﺒﲇ ﱠ ﻣﻼط ﻧ ً ﻣﻼط ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺼﺤﻒ ،ﻋﻼﻗﺘُﻪ ﺑﺄَﺻﺤﺎﺑﻬﺎ وﻧﺎﴍﻳﻬﺎ ،ﻣﻨﻬﻢ َﻣﻦ ﺗَﺘَﻠْ َﻤ َﺬ ﻋﻠﻴﻪ، راﺑ ُﻂ ﺷﺒﲇ ﱠ وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳَﺠﻤ ُﻌﻪ ﺑﻬﻢ ﻧ ََﺴﺐ أَو ﺻﺪاﻗﺔ .ﻫﻜﺬا ﺻ َﺤﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﺼﻮص ﻣﻦ ﻏﻔﻮﺗﻬﺎ ﰲ ُ »اﻟﻌﺼﺒﺔ« و»اﻟﺨﻮاﻃﺮ« و»ا ِﻹﺻﻼح« و»اﻟﻔﺼﻮل« وﺳﻮاﻫﺎ ،ووﺟ َﺪت ﻫﻮا َءﻫﺎ اﻟﺠﺪﻳﺪ ٍ ٍ ﺣﻔﻴﺪ ﺣﻔﺎظ ﻣﺴ ُﺆول ،وﺣﻔ ٍْﻆ أَﻣني ،ودأْ ٍب َﺟﻠﻮد ،وﺑَـ ْﺤ ٍﺚ أَﻛﺎدميﻲ رﺻني ،ﻣﻦ ﺑﻔﻀْ ﻞ ﻳُـﺠ ﱢﺪ ُد ُﺣﻀﻮر َﺟ ﱢﺪه ﰲ ذاﻛﺮة ﻟﺒﻨﺎن اﻟﻨﺎﺻﻌﺔ ،ﻓﻌﺎدت إِﱃ اﻟﺤﻴﺎة أَﺳامء ﺷﻌﺮاء وأُدﺑﺎء ﺑﻨﺼﻮﺻﻬﻢ ورﺳﺎﺋﻠﻬﻢ وذاك اﻟﺠﴪ اﻷَديب ﺑني ﻟﺒﻨﺎن واﳌﻬﺎﺟﺮ اﻷَﻣريﻛﻴﺔ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ،ﺑني ﻣﻼط وأَﺷﺒﺎل اﻟﻮﻃﻦ ِﺑ ِﺮﺋَﺘَﻲ اﻟـ » ُﻫﻨﺎ« واﻟـ » ُﻫﻨﺎك« ،ﺑني ﺷﺎﻋﺮ اﻷَرز وأَﺑﻨﺎء اﻷَرز ،ﺑني ﺷﺒﲇ ﱠ ِﺷﻌﺮ وﻧ َْرث. ١٢
ﻣﻼطِ ،ﻹﺣﻴﺎء ﺗﺮ ٍ ُ ورﻓﺎق اث ﻟﺒﻨﺎ ﱟين ﻣﺒﺎ َر ٍك ﻋﻠَ ُﻤ ُﻪ َﺟ ﱡﺪ ُه ﺷﺒﲇ ﻫﺬا اﻟﻌ َﻤ ُﻞ ﻣﻦ ﻫﻴﺎم ﱠ َﺟ ّﺪه ،ﻓَﻠْ َﻴﻜُﻦ ﺣﺎﻓ ًﺰا ﱢ ﻟﻜﻞ َﻣﻦ ﰲ أَدراﺟﻬﻢ ﻛﻨﻮ ٌز أَن ﻳُﺨﺮﺟﻮﻫﺎ ،وداﻓ ًﻌﺎ َﻣﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻟَ ِﻘـ ﱠﻴﺎتٌ أَن ﻳُـ ْﺤﻴُﻮﻫﺎ ،ﻓام ﺑ ِِﺴﻮى ﻫﺬه اﻟﻜﻨﻮز واﻟﻠَﻘﻴﱠﺎت ﻳَﺤﻴﺎ ﻟﺒﻨﺎن ،وﻳﺘﻔ ﱠﺮد ﺑﺄَﻋﻼﻣﻪ وﻋﻼﻣﺎﺗﻪ ﻫﻲ اﻟ َﺒ َﻮاﻗﻲ اﻟﺘﻲ ﺗ ُﺒﻘﻲ وﻣﻌﺎﻟِ ِﻤﻪ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ا ِﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲُ ،دون ﱢ ﻛﻞ ﺳﻮاﻫﺎ ﻣﻦ اﻟ َﻌ َﻮاﺑﺮَ ، ﻟﺒﻨﺎن ﻧﺠﻢ ﻫﺬا اﻟﴩق. ﻟﻴﺲ اﳌﻬﻢ أَن ﻧﺤﺘﻔﻆ ﺑﱰاﺛﻨﺎ ﰲ ﻣﺨﺎﺑ ِﺌﻨﺎ وﻧَ ْﺤﻔَﻈﻪ ﻟﺪﻳﻨﺎ وﻧُﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻨﺪﻧﺎ .اﳌﻬﻢ َﴩ ُه ﰲ ﺣﻴﺜام ﻳﺘﻮاﻓﺮ ﻟﻪ َﻣﻦ ﻳَﺤﺘﻔﻆ ﺑﻪ وﻳَﺤﻔﻈﻪ وﻳُﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺄَﻣﺎﻧﺔ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ. ﻧُْ وﻫﻲ ﻫﺬه رﺳﺎﻟﺔ »ﻣﺮﻛﺰ اﻟﱰاث اﻟﻠﺒﻨﺎين« ،أَ ْوﻟَﺘْ ُﻪ اﻟﺠﺎﻣﻌ ُﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴ ُﺔ اﻷَﻣريﻛﻴ ُﺔ ﺛﻘ َﺔ اﻷَﻣﺎﻧﺔ ،وﻫﺎ ﻫﻮ أَﻣ ٌني ﻋﲆ ﻫﺬه اﻷَﻣﺎﻧﺔ. مدير »مركز التراث َاللبناني« 1 الجامعة اللبنانية ا2ميركية َُ ٢٩أيلول ٢٠١٨
١٣
مدخل
ﻢ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب؟ ِﻟ َ
ﻗﺒﻞ أن ﺗﺼﺒﺢ اﻟﻬﺠﺮة اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ »ﻣﻠﺤﻤﺔ« ،ﺷﻜﱠﻠﺖ ﻣﺄﺳﺎ ًة ﻟﻠﺬﻳﻦ أُرﻏﻤﻮا ﻋﲆ اﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ ﻋﺎﺋﻼﺗﻬﻢ وﻗﺮاﻫﻢ ﻷﺳﺒﺎب ﻣﺘﻌ ّﺪدة :ﻓﺮدﻳﺔ واﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﺟﺘامﻋﻴﺔ .ﻓﻤﻨﺬ أواﺳﻂ ﻟﻜﻞ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﴩ ،ﺗﻮ ﱠﺟ َﻪ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻮن إﱃ ﺑﻠﺪان اﻟﻌﺎﻟﻢ رﻏﺒﺔ ﰲ ﺗﺄﻣني ﻧﻘﻠﺔ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﱟ ﻣﻨﻬﻢ ،وﺿامﻧًﺎ ﻟﺤﻴﺎة آﻣﻨﺔ ﻣﺴﺘﻘﺮة ﻟﻬﻢ وﻷوﻻدﻫﻢ ،وﻟﺮﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮاﻫﻢ اﻟﻤﻌﻴﴚ .واﺳﺘﻤﺮت ﺗﻠﻚ اﻟﻬﺠﺮة ﻫﺸﱠ ًﺔ ،ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﻷﺟﻴﺎل أُوﱃ ﺗﻮﺟﻬﺖ إﱃ أﻣريﻛﺎ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ وﺳﺎﺋﺮ اﻟﻘﺎرات .ﺟﺎﻫﺪ أوﻟﺌﻚ اﻟ َﻤﻬﺎﺟﺮون اﻷواﺋﻞ ﰲ ﺗﺠﺎوز اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت واﻟﺘﺤﺪﻳﺎت وﺗﺮﻛﻴﺰ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﻢ اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ واﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﰲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎت ﻏﺮﻳﺒﺔ دﺧﻠﻮﻫﺎ ﺟﺎﻫﻠني ﺣﺘﻰ ﻟﻐﺘﻬﺎ اﻷم .ﺑﻌﺪ ذاك اﻟﺠﻬﺎد ،وﻣﻊ اﻟﱰﻗﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻻﺟﺘامﻋﻲ واﻟﻤﺎﱄ ،اﻋﺘﻤﺪ اﻟﻤﺜﻘﻔﻮن ﺑني أوﻟﺌﻚ وﺳﺎﺋﻞ ﻣﻜﺘﻮﺑ ًﺔ ﻟﺘﻌﺮﻳﺰ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﺑني ﺷﻄ َﺮي ﻟﺒﻨﺎن ،وﻹﺑﻘﺎء َ اﻟ َﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ اﻟ ُﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻋﲆ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻠُﻐَﺘﻬﻢ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ومتﺘني رواﺑﻂ اﻷﻟﻔﺔ واﻟﺼﺪاﻗﺔ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﰲ اﻟ َﻤﻬﺎﺟﺮ. ﻫﻜﺬا ،ﻣﻨﺬ ،١٨٩٤ﻧﺸﺄت اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ اﻟ َﻤﻬﺎﺟﺮ اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ وﺗﻄ ّﻮرت ﺑﴪﻋﺔ .واﻟﻔﻴﻜﻮﻧﺖ ﻓﻴﻠﻴﺐ دي ﻃﺮازي ﰲ اﻟﺠﺰء اﻟﺮاﺑﻊ ﻣﻦ ﻣﺆﻟﻔﻪ »ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ« أورد ﻻﺋﺤﺔ ﺻﺤﻒ وﻣﺠﻼت ﺻﺪرت ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ َﻣﻬﺎﺟﺮ اﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﺑﻴﻨﻬﺎ دول أﻣريﻛﺎ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ،ﺣﺎﻣﻠﺔ ﺻﻮتَ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴني ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﺒﻠﺪان ،ورﺳﺎﻟﺘَﻬﻢ إﱃ ﻣﺠﺘﻤﻌﻬﻢ وأﻗﺮﺑﺎﺋﻬﻢ وأﺣﺒﺎﺋﻬﻢ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن.١ (١ﻃﺮازي :ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺠﺰء اﻟﺮاﺑﻊ ،ﻣﻨﺸﻮرات اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ،ﺑريوت .١٩٣٤ ١٥
مدخل
ﻟِ َﻢ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب؟
وﻣﻨﺬ ﺧﻤﺴﻴﻨﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻤﺎﴈ أﺧﺬ اﻟﻨﻘﺎد واﻟﻤﺤﻠﻠﻮن واﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﻳﺪرﺳﻮن اﻟﻨﻬﻀﺔ ٍ ﺗﻮﺟﻬﺎت اﻋﺘﻤﺪﺗْﻬﺎ ﰲ ﺳﻴﺎق ﻫﺬه اﻟﺸﻬﺎدة اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﰲ َﻣﻬﺎﺟﺮ أﻣريﻛﺎ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ ،وﻳﺤﻠﻠﻮن اﻟﺤﻀﺎرﻳﺔ .ﺑني أﺑﺮز أوﻟﺌﻚ اﻟﻤﺤﻠﻠني :ﻋﻴﴗ اﻟﻨﺎﻋﻮري اﻟﺬي ،ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ »أدب اﻟﻤﻬﺠﺮ« ،ر ّد أﺳﺒﺎب ﻫﺬا اﻷدب اﻟﻤﻬﺠﺮي وﻣﻈﺎﻫﺮه إﱃ ﻣﻘﻮﻣﺎت ﻋﺪة ،ﻣﻨﻬﺎ :اﻷﺳﻠﻮب اﻟﻔﻨﻲ واﻟﻄﺎﺑﻊ اﻟﺸﺨﴢ )ص ،(٧٤ .اﻟﺤﻨني إﱃ اﻟﻮﻃﻦ )ص ،(٨١ .اﻟﺘﺄﻣﻞ )ص ،(٩٠ .اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ )ص ،(٩٥ .ﺣﺐ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ )ص ،(١٠٠ .اﻟﺤﺮﻳﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ )ص ،(١١٩ .اﻟﻮﺻﻒ واﻟﺘﺼﻮﻳﺮ )ص .(١٢٧ .وﺧﻠﺺ اﻟﻨﺎﻋﻮري ٢إﱃ اﻋﺘﺒﺎر اﻷدب اﻟﻤﻬﺠﺮي »أدب رﺳﺎﻟﺔ :ﻣﻦ رﺳﺎﻟﺔ إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،إﱃ رﺳﺎﻟﺔ إﱃ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،إﱃ رﺳﺎﻟﺔ إﱃ اﻟﴩق اﻟﻌﺮيب ،إﱃ رﺳﺎﻟﺔ اﺟﺘامﻋﻴﺔ .ومت ّﻴﺰ اﻷدب اﻟﻤﻬﺠﺮي مبﻜ ّﻮﻧﺎت أﺳﺎﺳﻴﺔ أدﺑﻴﺔ وإﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،وﺑﺎﻧﻐامس أدﺑﺎء اﻟﻤﻬﺠﺮ ﰲ ﻣﺤﻴﻄﻬﻢ اﻷﻣرييك اﻟﺠﻨﻮيب ﻣﻦ دون أن ﻳﻨﺴﻮا أو ﻳﺘﺨﻠّﻮا ﻋﻦ ﺟﺬورﻫﻢ .وﻳﺸﻬﺪ ﻗﺴﻢ واﻓﺮ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺟﻬﻢ اﻷديب ﻋﲆ ﻣﺼﺪاﻗﻴﺔ اﻧﺘامﺋﻬﻢ إﱃ اﻟﺠﺬور ﻣﻊ اﻋﺘﺒﺎرﻫﻢ ﻣﻘﻮﻣﺎت ﻣﺠﺘﻤﻊ اﻻﻏﱰاب«. ﻣﻦ ﻣﻴﺰات أدب اﻟﻤﻬﺠﺮ ﰲ اﻟﻤﺆﻟﻔﺎت اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ واﻟﺮواﺋﻴﺔ واﻟﻤﴪﺣﻴﺔ ،وﺧﺎﺻﺔ اﻻﻧﺘﺎج اﻟﺼﺤﺎﰲ :ﻏﺰارﺗ ُﻪ وﺷﻬﺎدﺗ ُﻪ اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ واﻟﱰاﺛﻴﺔِ . وﻳﺆﺳ ُﻒ أ ْن ﻟﻢ ﻳﺘ ﱠﻢ ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم رﺻ ُﺪ ﻫﺬا اﻟﻜّﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﺆﻟﻔﺎت واﻟﺼﺤﻒ ﺑﺼﻮر ٍة دﻗﻴﻘﺔ ﺿﻤﻦ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﺑﻴﺒﻠﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ ،ﻛام اﻟﺤﺎﺻﻞ ﰲ اﻵداب اﻷوروﺑﻴﺔ واﻷﻣريﻛﻴﺔ .ﻟﺬا اﻧﺪﺛﺮ ﻗﺴﻢ ﻛﺒري ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻨﺘﺎج ،وﺑﺎت ﺻﻌ ًﺒﺎ ﻋﲆ اﻟﺒﺎﺣﺚ واﻟﻌﺎﻟِـﻢ ﺑﻠﻮﻏُﻪ إﱃ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻛﺎﻣﻠﺔ أو ﺣﺘﻰ ﺟﺰﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﺻﺤﻒ وﻣﺠﻼت ﻧَﴩت اﻷدب اﻟﻤﻬﺠﺮي ﰲ أﻣريﻛﺎ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ.٣ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﴐور ُة ﻗﻴﺎم اﻟﻤﺜﻘﻔني واﻟﺒﺎﺣﺜني ﺑﺎﻟﻌﻮدة إﱃ ﻫﺬا اﻟﱰاث اﻷديب واﻟﺼﺤﺎﰲ اﻟﻐﻨﻲ اﻟﺤﺎﻣﻞ ﻫﻤﻮ َم اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴني ﰲ اﻟﻤﻬﺠﺮ وﺷﺠﻮﻧَﻬﻢ وآﻣﺎﻟَﻬﻢ ،و ُﻫﻢ أﺳﺴﻮا ﺗﻠﻚ اﻟﺼﺤﻒ ّ واﻟﻤﺠﻼت ﻟﻺﺑﻘﺎء ﻋﲆ ﻋﻼﻗﺔ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻣﻊ أﻫﻠﻬﻢ وأﺻﺪﻗﺎﺋﻬﻢ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن ،وﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﲆ ﺗﺮاﺛﻬﻢ اﻟﻔﻜﺮي واﻟﺜﻘﺎﰲ. (٢ﻋﻴﴗ اﻟﻨﺎﻋﻮري :أدب اﻟﻤﻬﺠﺮ ،دار اﻟﻤﻌﺎرف مبﴫ ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ.١٩٦٧ ، (٣ﻋﻦ اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﻴﺔ :ﻛﺘﺎب ﻓﻴﻠﻴﺐ دي ﻃﺮازي :ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،اﻟﺠﺰء اﻟﺮاﺑﻊ، اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﰲ ﺑريوت .١٩٣٣ ١٦
ﻫ َﺪﻓُﻨﺎ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ ﺗﺒﻴﺎ ُن ﻣﺎ مت ّﻴﺰت ﺑﻪ ﻛﺘﺎﺑﺎتُ أﺣﺪ أﺑﺮز ﺷﻌﺮاء ﻟﺒﻨﺎن واﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻼط )(١٩٦١–١٨٧٥ اﻟﻌﺮيب ﰲ اﻟﻨﺼﻒ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ» :ﺷﺎﻋﺮ اﻷرز« ﺷﺒﲇ ّ وﺛﺎﺋﻖ وﻣﻨﺸﻮر ٍ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺄدﺑﺎء اﻟ َﻤﻬﺎﺟﺮ ات ﺗ ُﺜﺒﺖ ﻋﱪ اﻟﺒﺎﻗﻲ ﻣﺘﻮﻓّ ًﺮا ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻣﻦ َ َ ومنﻮذج اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑني أدﺑﺎء ﻟﺒﻨﺎن اﻟﻤﻘﻴﻢ وﻟﺒﻨﺎن اﻟ ُﻤﻬﺎﺟﺮ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ، َ أﺧﺮى.
ّ شب Uم$ط(١٩٦١ – ١٨٧٥) ٤ ﻟُﻘﱢﺐ ﺑـ »ﺷﺎﻋﺮ اﻷرز« ﻟِـام ﰲ ﺷﻌﺮه ﻣﻦ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺑﻠﺒﻨﺎن وﺑﺘﺎرﻳﺨﻪ .وﻟﺪ ﰲ ﺑﻌﺒﺪا، د َرس اﻟﻔﻘﻪ ،ود ﱠر َس ﰲ ﻏﺰﻳﺮ ﻟﺪى ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﻤﺰار ،وﰲ ﺑريوت ﻟﺪى ﻣﺪرﺳﺘَﻲ »اﻟﺜﻼﺛﺔ أﻗامر« و»اﻟﺤﻜﻤﺔ« ،وﰲ اﻷﺧرية ﺗﺘﻠﻤﺬ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺒﺎ ُر أدﺑﺎء وﺷﻌﺮاء ﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎن .أﻧﺸﺄ ﻋﺎم ١٩٠٨ﺟﺮﻳﺪة »اﻟﻮﻃﻦ« ،ﻛﺎن ﺑني ١٩١١و ١٩١٨رﺋﻴﺲ اﻟﻘﻠﻢ اﻟﻌﺮيب ﰲ ﻣﺘﴫﻓﻴﺔ ﺟﺒﻞ ﻟﺒﻨﺎن ،وﺗﻨﻘﱠﻞ ﰲ ﻣﺮاﻛﺰ إدارﻳﺔ ﻋﺪة .أﻃﻠﻖ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻘﺼﴢ ﰲ اﻷدب اﻟﻌﺮيب ﻣﻊ ﻗﺼﺎﺋﺪه: »أُ ّم اﻟﺒﻨني«» ،ﺧﻮﻟﺔ ﺑﻨﺖ اﻷَ ْز َور«» ،ﺷريﻳﻦ اﻟﻔﺎرﺳﻴﺔ«» ،ﻋﺬراء ﺑﺎﻧﻴﺎس« … ،ووﺿﻊ ﺑﻀﻊ ﻣﴪﺣﻴﺎت .ﻣﺜﱠﻞ ﻟﺒﻨﺎن ﻟﺪى ﻣﻬﺮﺟﺎﻧﺎت أدﺑﻴﺔ ﺑﺎرزة ﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮيب ،ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻣﺒﺎﻳﻌ ُﺔ أﺣﻤﺪ ﻣﻼط: (٤ﻋﻦ ﺷﺒﲇ ّ ﻣﻼط. – دﻳﻮان اﻟﺸﻘﻴﻘني ،ﺑريوت ،١٩٢٥وﻫﻮ اﻟﺠﺰء اﻷول ﻣﻦ دﻳﻮان ﺗﺎﻣﺮ وﺷﺒﲇ ّ – دﻳﻮان ﺷﺒﲇ ،اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎين ،ﺑريوت .١٩٥٢ ﻣﻼط ،ﻣﻄﺒﻌﺔ ﺟﻮزف اﻟﺮﻋﻴﺪي، ﻣﻼط ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﺘﻼﻗﻲ اﻟﻮﻃﻨﻲ ،إﻋﺪاد ﻧﺠﻠﻪ وﺟﺪي ّ – ﺷﺒﲇ ّ .١٩٩٦ ﻣﻼط ﰲ أﺑﻌﺎده اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﻷدﺑﻴﺔ ،دار اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻠﺒﻨﺎين – ﺑريوت. – د .ﺟﻮزف ﺷﻬﺪا :ﺷﺒﲇ ّ ﻣﻼط« ،وﻗﺎﺋﻊ اﻟﻨﺪوة – ﻣﺮﻛﺰ اﻟﱰاث اﻟﻠﺒﻨﺎين ﰲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ» :ﻧﺘﺬﻛﺮ ﺷﺒﲇ ّ واﻟﻤﻌﺮض ،ﻧﻴﺴﺎن .٢٠١٠ أﻋﺪاد ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﻪ ﰲ ﻣﺠﻼت: – اﻟﺤﻜﻤﺔ ،اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻌﺎﴍة ،اﻟﻌﺪد اﻷول ،ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎين .١٩٦٢ – اﻟﺒﻴﺪر ،ﻧﻴﺴﺎن .١٩٦١ – اﻟﻮرود ،اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻋﴩة ،اﻟﺠﺰء اﻟﺮاﺑﻊ ،ﻛﺎﻧﻮن اﻷول .١٩٦١ – اﻻﻧﻄﻼق ،اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،اﻟﻌﺪد ،٤/٣ﺗﴩﻳﻦ اﻟﺜﺎين/ﻛﺎﻧﻮن اﻷول .١٩٦١ ١٧
مدخل
ﻟِ َﻢ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب؟
ﺷﻮﻗﻲ إﻣﺎرة اﻟﺸﻌﺮ ﰲ ﻣﴫ ) ،(١٩٢٧ﺗﻜﺮﻳﻢ ﺧﻠﻴﻞ ﻣﻄﺮان ) ١٩١٣و ،(١٩٤٧وإزاﺣﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻤﻄﺮان ﺟﺮﻣﺎﻧﻮس ﻓﺮﺣﺎت ﰲ ﺣﻠﺐ ) .(١٩٣٤ﺗﻮﰲ ﰲ ﺑريوت اﻟﺴﺘﺎرة ﻋﻦ متﺜﺎل ّ ﻧﻬﺎر ٨ﺷﺒﺎط .١٩٦١ ﻟﻪ دﻳﻮا ٌن ﺻﺪر اﻟﺠﺰء اﻷول ﻣﻨﻪ ﻋﺎم ١٩٢٥ﻣﻊ ﺷﻌﺮ ﺷﻘﻴﻘﻪ ﺗﺎﻣﺮ ،واﻟﺠﺰء اﻵﺧﺮ ﻋﺎم .١٩٥٢ﺗﻨﺎدى ﻛﺒﺎر اﻷدﺑﺎء إﱃ ﺗﻜﺮﻳﻢ ذﻛﺮاه ﰲ ﻣﻬﺮﺟﺎن أديب ﻛﺒري )ﻗﴫ اﻷوﻧﺴﻜﻮ – ﺑريوت – ﻛﺎﻧﻮن اﻷول ،(١٩٦١ﺗﻌﺎﻗﺐ ﻓﻴﻪ ﻋﲆ اﻟﻤﻨﱪ :أﺣﻤﺪ راﻣﻲ )ﻣﴫ(، ﺑﺪوي اﻟﺠﺒَﻞ )ﺳﻮرﻳﺎ( ،ﺣﺎﻓﻆ ﺟﻤﻴﻞ )اﻟﻌﺮاق( ،وﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎن :أﻣني ﻧﺨﻠﺔ ،ﺳﻌﻴﺪ ﻋﻘﻞ، ﻛامل ﺟﻨﺒﻼط ،أﻧﻄﻮن ﻗﺎزان ،رﺷﻴﺪ ﻛﺮاﻣﻲ ،ﻓﺆاد اﻓﺮام اﻟﺒﺴﺘﺎين. ﻣﻼط ) (١٩١٤ –١٨٥٦اﻟﻘﺎﴈ ﻣﻨﺬ ١٨٨١ وﺷﺒﲇ ﻫﻮ اﻟﺸﻘﻴﻖ اﻷﺻﻐﺮ ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ ﺗﺎﻣﺮ ّ رﺋﻴﺲ ﻣﺤﺎﻛﻢ ﺟﺰﻳﻦ واﻟﺸﻮف وزﺣﻠﺔ وﻛﴪوان ﺟﺒﻴﻞ .ﺣﺎرب ﻓﺴﺎد اﻟﻤﺘﴫف واﻟﻤﺘﻨﻘّﻞ َ واﺻﺎ ﺑﺎﺷﺎ وﺻﻬﺮه ﻗﻮﺑﻠﻴﺎن ،وﻳﻮم وﻓﺎة واﺻﺎ ﻗﺎل ﻋﲆ ﻗﱪه ﰲ اﻟﺤﺎزﻣﻴﺔ ر ٍّدا ﻋﲆ ﺗﺬ ﱡﻣﺮ اﻟﺤﺎﴐﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﺎرﻳﻆ اﻟﻤﻔﺮﻃﺔ: َ َفأ ُ جبتهـــم ،وأنــــــا الخبيـــر بذاتـــه: َ ُ الكفيـــل لكـــم ِب َ ــــر ّد حيـاتــــه وأنــــــا
قالـــوا قضـــى واصـــا َ وواروه الثـــرى 7 رن ــوا الفل ــوس عل ــى ب ــ$ط ضريح ــه
ﻣﻼط ﻋﻼﻗﺎت وﺛﻘﻰ ﻣﻊ أدﺑﺎء اﻟﻤﻬﺠﺮ ﻷﺳﺒﺎب ﻋﺪة :ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻣﻦ ّأﺳﺲ ﺷﺒﲇ ّ ﺗﻼﻣﺬﺗﻪ أُﺳﺘﺎ َذ اﻟﺒﻴﺎن ﰲ ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﺤﻜﻤﺔ – ﺑريوت ) ،٥(١٩٠٧–١٩٠١وﺑﻌﻀﻬﻢ اﻵﺧﺮ ﺑني أﻗﺎرﺑﻪ وأﻧﺴﺒﺎﺋﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺒﺪا ،ﻛام ﻧﺴﻴﺒﻪ ﻳﻮﺳﻒ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺤﻠﻮ ﻣﻨﺸﺊ ﺟﺮﻳﺪة »اﻟﺨﻮاﻃﺮ« ﰲ اﻟﻤﻜﺴﻴﻚ )ﺟ ّﺪ ﻛﺎرﻟﻮس ﺳﻠﻴﻢ ﻟﻮاﻟﺪﺗﻪ( ،وﺑﻴﻨﻬﻢ ذوو ﻋﻼﻗﺔ ﺻﺪاﻗﺔ ﻧﺸﺄت وﻓﻘًﺎ ٍ ﻣﺠﻼت وﺟﺮاﺋ َﺪ ﻣﻬﺠﺮﻳ ٍﺔ ﻋﺪ ًدا ﻣﻦ ﻗﺼﺎﺋﺪه وﻣﺮاﺳﻼﺗﻪ. ﻣﻼط ﰲ ﻟﻠﻈﺮوف .وﻧﴩ ﺷﺒﲇ ّ (٥ﻣﺎرون ﻋﺒﻮد :أﺣﺎدﻳﺚ اﻟﻘﺮﻳﺔ ،ص ،١٢٨ .دار ﻣﺎرون ﻋﺒﻮد ،١٩٨٤وﻛﺬﻟﻚ ﻟﺤﺪ ﺧﺎﻃﺮ :ﻣﺬﻛﺮات، ص ،١٩٠–١٨٨ .دار ﻟﺤﺪ ﺧﺎﻃﺮ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﴩ واﻟﺘﻮزﻳﻊ.٢٠١١ ، إِ ّن ﺷﺒﲇ ﻣﺪ ﱢر ًﺳﺎ ﰲ ﻣﺴﺘﻬﻞ ﺷﺒﺎﺑﻪ ،ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ دراﺳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻌﻠﻴ ِﻤ ِﻪ اﻟﻠﻐ َﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، وﺑني ﺗﻼﻣﺬﺗﻪ :ﻣﺎرون ﻋﺒﻮد ،ﺑﺸﺎرة اﻟﺨﻮري )اﻷﺧﻄﻞ اﻟﺼﻐري( ،ودﻳﻊ ﻋﻘﻞ ،ﻟﺤﺪ ﺧﺎﻃﺮ ،ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺣﺴﻦ اﻟﴩﺗﻮين ،أﻣني رزق ،ﺣﺒﻴﺐ ﻣﺴﻌﻮد ،ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺿﻌﻮن ،ﺣﺒﻴﺐ أﺳﻄﻔﺎن ،أﺣﻤﺪ ﻛﺮد ﻋﲇ، اﻟﺒﻄﺮﻳﺮك اﻟﻤﺎروين ﺑﻮﻟﺲ اﻟﻤﻌﻮﳾ ،ﻣﱰوﺑﻮﻟﻴﺖ ﺑريوت ﻟﻠﺮوم اﻷرﺛﻮذﻛﺲ إﻳﻠﻴﺎ ﺻﻠﻴﺒﻲ ،وﻏريﻫﻢ. ١٨
واﻟﺒﺎﻗﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺣﺎﻟ ًﻴﺎ ُ ﻣﺜﺎل ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑني ﺷﻄ َﺮي ﻟﺒﻨﺎن ﺧﻼل اﻟﻨﺼﻒ اﻷول ﻣﻦ ﻣﻼط ﺷﻜﱠﻠﺖ ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ .واﻟﻤﺠﻼت واﻟﺼﺤﻒ اﻟﺘﻲ ﺗﺮاﺳﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺷﺒﲇ ّ واﺳﻌﺔ ﻟﺘﻤﺘني اﻹﻟﻔﺔ واﻟﻌﻼﻗﺔ ،وﻫﻨﺎ أﻫﻤﻴﺔ ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﺻﻔﺤﺎﺗﻬﺎ ودورﻫﺎ ﰲ اﺳﺘﻨﻬﺎض اﻟ ُﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻟﻠﻌﻮدة إﱃ أرﺿﻬﻢ اﻷم. ﻫﺬا اﻟﱰاث اﻟﺜﻤني واﻟﻜﺒري ﻷدب اﻟﻬﺠﺮة اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﺣﻔﺰين إﱃ ﻛﺸﻔﻪ ،ﺗﺮﻛﻴ ًﺰا ﻣﺜﺎﻻ ﻟﺪراﺳﺎت ﻻﺣﻘﺔ ﻳﻘﺘﴤ ﻣﻼط ﻓﺠﺎءت ً ﻋﲆ ﻋﻼﻗﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻃﻴﺒﺔ ﻧﺴﺠﻬﺎ َﺟﺪي ﺷﺒﲇ ّ اﻟﻤﻼط ودرﺳﻬﺎ ﻹﻧﻘﺎذ ﻫﺬا اﻟﱰاث اﻟﻌﻈﻴﻢ .وﻫﺠﺮة اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴني وﻟّﺪت ﰲ ﻧﻔْﺲ ّ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻬﺎ ُ ﺣﴪة ﺣﺮﻣﺘﻪ ﻣﻦ أﺻﺪﻗﺎء ﺗﺮﻋﺮع ﻣﻌﻬﻢ ،ﰲ ﺑﻠﺪﺗﻪ ﺑﻌﺒﺪا وﰲ ﻗﺮى وﻣﻨﺎﻃﻖ أﺧﺮى ﻣﻦ ﺷﺒﺎب ﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎن ﻃﺎﻣﺤني إﱃ ﻟﺒﻨﺎن .ﻟﺬا أﺷﺎر ﻛﺜ ًريا إﱃ ﻫﺬه اﻟﻬﺠﺮة اﻟﺘﻲ اﺟﺘﺬﺑﺖ ﺧرية ٍ وﺗﺤﴪ ﻋﲆ اﻧﻌﺪام اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺠﺪﻳﺪة ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟ َﻤﻬﺎﺟﺮ، ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣﺰدﻫﺮ، ّ ﻛﻘﻮﻟﻪ ﰲ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ »ﺗﺤﻴﺔ ﻟﻠﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ« ):(١٩٣٤
َ1 ا# 2 حب ـ َـة ف ــي َ المهاج ــر عنده ــم لي ــت َ ُ ً َ َ َْ َ 7 d ِإنــــي أخـــاف غــــدا تطـــور نســـ ِل ِهم
ْ َ1 مـــــا َ عندنـــــا َل ُ ـــهـــ ُ ـواق ـ ــــ ش ا2 ـن ـ م ـم ِ َ1 َ َ فـــاف ذاك َ الم ْيـــل فـــي ا2عـــر ِاق وج
ﻓﺘﺄﻛﻴ ًﺪا ﻟﻠﻌﱪة ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة ،وﺗﺸﺠﻴ ًﻌﺎ ﺑﺎﺣﺜني وﻣﻔﻜﺮﻳﻦ ﻧﺄْﻣﻞ اﻧﻜﺒﺎﺑَﻬﻢ ﻋﲆ ﴩا ودراﺳ ًﺔ ،ﺳﺄﺗﻨﺎول ﻣﻨﻬﺠﻴٍّﺎ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﺷﺒﲇ ﺗﺮاث أدب اﻟﻤﻬﺠﺮ واﻹﺿﺎءة ﻋﻠﻴﻪ ﻧ ً ﻣﻼط ﺷﺎﻫ ًﺪا ﻋﲆ ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﻣﻊ أﺻﺪﻗﺎء ﻟﻪ وﺗﻼﻣﺬة ﺗﺮﻛﻮا ﻟﺒﻨﺎن وﺑﻘﻲ ﻣﻌﻬﻢ ﻋﲆ ﻋﻼﻗﺔ ّ ﻃﻴﺒﺔ ﺣﺘﻰ آﺧﺮ ﺣﻴﺎﺗﻪ. ّ هـيـام جورج م$ط
١٩
1 الفصل ا2ول
اﻟﻤ ّ ﻼط واﻟﺒﺮازﻳﻞ ٦ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑـ »اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ«
ﻟـ »اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ« )ﺳﺎو ﺑﺎوﻟﻮ-اﻟﱪازﻳﻞ( ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺮﻣﻮﻗﺔ ﺑني ﻣﺠﻼت اﻟ َﻤﻬﺎﺟﺮ .ﻛﺎﻧﺖ ﺷﻬﺎدة اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻷدﺑﻴﺔ ﻷدﺑﺎء اﻟ َﻤﻬﺎﺟﺮ واﻷدﺑﺎء اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴني واﻟﻌﺮب .ﻫﻨﺎ ﻧﺒﺬ ٌة ﻋﻦ ﻧﺸﺄﺗﻬﺎ. ﰲ أواﺧﺮ اﻟﺨﻤﺴﻴﻨﺎت ،زار ﻓﺎﺿﻞ ﺳﻌﻴﺪ ﻋﻘﻞ أﻣريﻛﺎ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ واﻟﺘﻘﻰ ُﻣﻄْﻠِ َﻖ ﻓﻜﺮة اﻟﻤﺠﻠﺔ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺷﻜﺮاﻟﻠﻪ اﻟﺠﺮ ﻧﺰﻳﻞ رﻳﻮ دي ﺟﺎﻧريو وﺻﺎﺣﺐ ﻣﺠﻠﺔ »اﻷﻧﺪﻟﺲ اﻟﺠﺪﻳﺪة« ،٧ود ّون ﺷﻬﺎدة اﻟﺠﺮ ﻛام ﻳﲇ: (٦اﺳﺘﻘﻄﺒﺖ »اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ« در ٍ اﺳﺎت وﻣﺮاﺟﻊ ،أﺑﺮزﻫﺎ: – ﻋﻴﴗ اﻟﻨﺎﻋﻮري :أدب اﻟﻤﻬﺠﺮ ص ٢٦ .وﻣﺎ ﻳﻠﻴﻬﺎ. – ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺿﻌﻮن :ذﻛﺮى اﻟﻬﺠﺮة ص) ١٩٣ .ﺳﺎن ﺑﺎوﻟﻮ .(١٩٤٧وﻫﻮ ﻣﻦ أُدﺑﺎء اﻟﻤﻬﺠﺮ ،وﻣﺆرخ اﻟ ُﻤﻬﺎ َﺟﺮة .ﺗﻮﰲ ﺑﺤﺎدث ﺳﻴﺎرة ﻋﺎم ) ١٩٦٦اﻟﺒﻴﺪر اﻟﺴﻨﺔ ،٣٤اﻟﻌﺪدان ٥١٥و ٥١٦آب وأﻳﻠﻮل .(١٩٦٧ – ﺟﻮرج ﺻﻴﺪح :أدﺑﻨﺎ وأدﺑﺎؤﻧﺎ ﰲ اﻟ َﻤﻬﺎﺟﺮ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ،ﺑريوت .١٩٦٥ – اﻟﺒﺪوي اﻟﻤﻠﺜﻢ )ﻳﻌﻘﻮب اﻟﻌﻮدات( :اﻟﻨﺎﻃﻘﻮن ﺑﺎﻟﻀﺎد ﰲ أﻣﺮﻳﻜﺎ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ،اﻟﺠﺰء اﻷول، ص ،٢٧٢–٢٧٠ .دار رﻳﺤﺎين ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﴩ ،ﺑريوت .١٩٥٦وﰲ اﻟﻌﺪد اﻟﻤﺰدوج ) ٨–٧ﺗﴩﻳﻦ اﻟﺜﺎين–ﻛﺎﻧﻮن اﻷول ،١٩٥٣ص (٥٠٠–٤٩٧ .ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺔ »اﻟﻌﺼﺒﺔ« ُ ﻣﻘﺎل ﺷﻜﺮاﻟﻠﻪ اﻟ ّﺠﺮ »ﻛﻴﻒ ُ وﻣﻘﺎل ﺣﺒﻴﺐ ﻣﺴﻌﻮد )ص» :(٥٠٧–٥٠١ .رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ«. ﺗﺄﺳﺴﺖ اﻟﻌﺼﺒﺔ«، ﻣﻼط ،ﻣﻨﻬﺎ »ﻟﺒﻨﺎن ﰲ اﻟﻌﺮاق« )ﻧﻴﺴﺎن – (٧ﻧﴩت ﻣﺠﻠﺔ »اﻷﻧﺪﻟﺲ اﻟﺠﺪﻳﺪة« ﻗﺼﺎﺋ َﺪ ﻋ ّﺪ ًة ﻟﺸﺒﲇ ّ أﻳﺎر ،١٩٣٩ص.(٤٢–٤١ . ٢١
1 الفصل ا2ول
اﳌﻼط واﻟﱪازﻳﻞ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑـ »اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ« ّ
»اﻟﺤﻮادثُ اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ اﻟﺴﻮري واﻟﻠﺒﻨﺎين ﰲ ﺳﺎو ﺑﺎوﻟﻮ ﻋﺎم ،١٩٣٢ واﻧﻘﺴﺎ ُم اﻟﺠﺎﻟﻴﺘني ﺣﻮل رأﻳَني ،دﻓﻌﺘْﻨﻲ إﱃ اﻟﺘﻔﻜري ﺑﺈﻧﺸﺎء ﺟﺎﻣﻌﺔ أدﺑﻴﺔ ﺗﻀﻢ أﻗﻼم ﻛﺒﺎر أدﺑﺎﺋﻨﺎ ﻓﻼ ﻳﺘﻮرﻃﻮن ﰲ ﻣﺎ ﺗﻮرﻃَﺖ ﺑﻪ ﺻﺤﻒ ﻋﺮﺑﻴﺔ إﺧﺒﺎرﻳﺔ اﺳﺘﺜﻤﺮت اﻟﺤﻮادث ،وﻏﺬّت ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﴩ ﺑﺪاﻓﻊ اﻟﻨﻔﻊ اﻟﺨﺎص ،ﻏري ﻣﻠﺘﻔﺘﺔ إﱃ ﺳﻨﻮات ﻣﻦ اﻟﺠﻬﺎد اﻟﺘﺠﺎري اﻟﻤﺸﱰك ﺑني اﻟﺠﺎﻟﻴﺘني ،وإﱃ ﻣﺎ ﻳﱰك ﻣﻮﻗﻔﻬﺎ اﻟﺸﺎذ ﻣﻦ ﺿﻐﺎﺋﻦ وأﺣﻘﺎد ﻣﺎ ﺑﺮح أﺛﺮﻫﺎ ﺟﺎمث ًﺎ ﰲ اﻟﺼﺪور ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم .وﻟﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﻌﺪد اﻷﻛﱪ ﻣﻦ أدﺑﺎء اﻟﻀﺎد اﺗﺨﺬ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ اﻟﻌﻈﻤﻰ ﻣﺮﻛ ًﺰا ﻷﻋامﻟﻪ ،وﻣﻦ ﺻﺤﻔﻬﺎ ﻣﴪ ًﺣﺎ ﻷﻓﻜﺎره ،ﺳﺎﻓﺮتُ إﻟﻴﻬﺎ وﰲ ﻧﻴﺘﻲ إﻧﺸﺎء ﺗﻠﻚ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ .اﺳﺘﴩتُ ﻗﺒﻴﻞ ﺳﻔﺮي أﺧﻲ ﻋﻘﻞ ﻓﺤ ّﺒﺬ اﻟﻔﻜﺮة .وﻟﺪى ﺑﻠﻮﻏﻲ ﺳﺎو ﺑﺎوﻟﻮ رﺣﺖ أﺗﺼﻞ ﺑﺈﺧﻮاين اﻷدﺑﺎء ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺮ ًدا ﻓﺮ ًدا ،ﻣﺆﻛ ًﺪا ﻟﻬﻢ ﻓﻮاﺋﺪ ﻧﺠﻨﻴﻬﺎ أدﺑﻴًﺎ واﺟﺘامﻋﻴًﺎ ﻣﻦ اﺗﺤﺎدﻧﺎ ﰲ ﻋﺼﺒﺔ أو ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻟﻤﺠﺪ اﻷدب وﻛﺮاﻣﺘﻪ .وﺻﺎدﻓﺖ ﻓﻜﺮيت ﻫﻮى ورﴇ ﰲ ﻧﻔﻮس زﻣﻼيئ مبﺎ ﻛﺎن ﻳﺸ ّﺪين إﻟﻴﻬﻢ ﻣﻦ وداد وﺗﻜﺎﻓﺆ وﴍف اﻟﻐﺎﻳﺔ وﻧﺒﺎﻟﺔ اﻟﻘﺼﺪ، ﻓﺎﻧﺪﻓﻌﻮا ﻳﺆﻳﺪوﻧﻬﺎ وﻳﻨﴩوﻧﻬﺎ .ﺗﻌﺬر ﰲ اﻟﺠﻠﺴﺔ اﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻴﺔ اﺟﺘامع أدﺑﺎء ﻛﺎن ﻳﻬﻤﻨﺎ إدﻣﺎﺟﻬﻢ ﺑﻌﺼﺒﺘﻨﺎ ،ﻓﺎﻛﺘﻔﻴﻨﺎ مبﻦ ﻟﺒﻰ اﻟﺪﻋﻮى :ﻣﻴﺸﺎل ﻣﻌﻠﻮف ،ﻧﻈري زﻳﺘﻮن ،ﺣﺒﻴﺐ ﻣﺴﻌﻮد ،اﺳﻜﻨﺪر ﻛﺮﺑﺎج ،ﻧﴫ ﺳﻤﻌﺎن ،داود ﺷﻜﻮر ،ﻳﻮﺳﻒ اﻟﺒﻌﻴﻨﻲ ،ﺣﺴﻨﻲ ﻏﺮاب، ﻳﻮﺳﻒ أﺳﻌﺪ ﻏﺎﻧﻢ ،أﻧﻄﻮان ﺳﻠﻴﻢ ﺳﻌﺪ ،وأﻧﺎ .ﻛﺎن ذاك اﻻﺟﺘامع ﰲ ﻣﻘﺼﻮرة ﻣﻴﺸﺎل ﺑﻚ رﺋﻴﺴﺎ، ﻣﻌﻠﻮف اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ .ﺑﻌﺪ اﻧﺘﺨﺎب اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أﺟﻤﻌﻨﺎ ﻋﲆ ﻣﻴﺸﺎل ﺑﻚ ﻣﻌﻠﻮف ً وداود ﺷﻜﻮر ﻧﺎﺋ ًﺒﺎ ،واﺧﱰﻧﺎ اﺳﻢ »اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ« ﺗﻴ ﱡﻤ ًﻨﺎ ﺑﺎﻟﻌﴫ اﻟﻌﺮيب اﻷﻧﺪﻟﴘ. ﻫﻜﺬا ،ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ) ٥ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎين ُ (١٩٣٢وﻟِ َﺪت ﻋﺼﺒﺘﻨﺎ اﻟﻤﺒﺎرﻛﺔ وﺗﻌﺎﻗﺐ ﻋﲆ رﺋﺎﺳﺘﻬﺎ ﻣﻴﺸﺎل ﻣﻌﻠﻮف ﻓﺎﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻘﺮوي ﻓﺸﻔﻴﻖ ﻣﻌﻠﻮف. ﻟﻢ ﻧ ُْﴩك ﻣﻌﻨﺎ أﺣ ًﺪا ﻣﻦ أﺻﺤﺎب اﻟﺼﺤﻒ اﻟﻜﺜرية ﻳﻮﻣﺬاك ،إذ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﺟﻤﻴ ًﻌﺎ ﻣﻦ اﻗﱰﺣﺖ ﻋﲆ أﺧﻮاين اﻷدﺑﺎء ،وإذا أدﺧﻠﻨﺎ أﺣﺪﻫﻢ ﻋﺘﺐ اﻵﺧﺮون .ﻟﺬا ،وﻟﻜﻮين ﺻﺤﺎﻓﻴٍّﺎ، ُ ﺣﺬف اﺳﻤﻲ ﻣﻦ ﻣﺤﴬ اﻟﺠﻠﺴﺔ اﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻴﺔ ،وﺗﺴﺠﻴﻞ أﺳامء أرﺑﻌﺔ أدﺑﺎء ﰲ ﻋﺪاد اﻟﻤﺆﺳﺴني :اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻘﺮوي رﺷﻴﺪ ﺳﻠﻴﻢ اﻟﺨﻮري ،ﻋﻘﻞ اﻟﺠﺮ ،ﺷﻔﻴﻖ ﻣﻌﻠﻮف وﺟﻮرج ﺣﺴﻮن ﻣﻌﻠﻮف ،وﻛﺎن ﺗﻌﺬﱠر وﺟﻮدﻫﻢ ﰲ ﺟﻠﺴﺘﻨﺎ ﺗﻠﻚ .ﻋ ﱠﺰ ﻋﲆ اﻟﺒﻌﺾ ﺣﺬف اﺳﻤﻲ ﻣﻦ ﻋﺼﺒﺔ ﻛﻨﺖ أول ﻣﻦ ﻓﻜﺮ وﺳﻌﻰ إﱃ إﻧﺸﺎﺋﻬﺎ ،ﻓﺄﺟﻤﻌﻮا ﻋﲆ أن ﺗﻜﻮن ﻣﺠﻠﺘﻲ اﻷدﺑﻴﺔ اﻟﻤﺼ ّﻮرة »اﻷﻧﺪﻟﺲ اﻟﺠﺪﻳﺪة« ﻟﺴﺎن ﺣﺎﻟﻬﻢ وﻣﴪح أﻓﻜﺎرﻫﻢ ،وﺳﺄﻟﻨﻲ رﺋﻴﺲ »اﻟﻌﺼﺒﺔ« ٢٢
ﻣﻔﻀﻼ اﻟﺒﻘﺎء ﰲ ً أن أﻧﺘﻘﻞ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ إﱃ اﻟﺤﺎﴐة ﻷﻇﻞ ﻗﺮﻳ ًﺒﺎ ﻣﻨﻬﻢ ،ﻓﺎﻋﺘﺬرت ﺟﻮار أﺧﻲ ﰲ رﻳﻮ ده ﺟﺎﻧريو ﻣﺮﻛﺰ أﺷﻐﺎﻟﻪ وﺳﻜﻨﻪ. اﺳﺘﻘﺒﻠﺖ اﻟﺼﺤﻒ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ اﻟ َﻤﻬﺎﺟﺮ واﻟﻮﻃﻦ ﺧﱪ إﻧﺸﺎء ﻋﺼﺒﺘﻨﺎ ﺑﺎﻹﻃﺮاء واﻟﺜﻨﺎء ،واﻟﺘﻔﺎؤل ﺑﺎزدﻫﺎر اﻷدب وﺟﻤﻊ ﻛﻠﻤﺘﻪ ﰲ اﻟﱪازﻳﻞ أﺳﻮة ﺑـ »اﻟﺮاﺑﻄﺔ اﻟﻘﻠﻤﻴﺔ« ﰲ ﻧﻴﻮﻳﻮرك ،وﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه ﺗ ُـﺤﺘَ َﴬ ﺑﻌﺪ وﻓﺎة ﻋﻤﻴﺪﻫﺎ ﺟﱪان وﻋﻮدة ﻣﻴﺨﺎﺋﻴﻞ ﻧﻌﻴﻤﻪ إﱃ ﻟﺒﻨﺎن ،ﻓﻔﻘﺪت ﻋﺎﻣﻠَني ﻗﻮﻳني ﻣﻦ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ،ﺑﻌﺪ أن أدت ﻋﲆ أﻛﻤﻞ وﺟ ٍﻪ وأﺟﻤﻠِ ِﻪ رﺳﺎﻟﺘﻬﺎ اﻟﻌﻈﻤﻰ إﱃ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﺎﻃﻘني ﺑﻠﻐﺔ اﻟﻀﺎد. اﺳﺘﻤﺮت »اﻷﻧﺪﻟﺲ اﻟﺠﺪﻳﺪة« ﰲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺗﻨﴩ ﻧﻔﺜﺎت أﻗﻼم إﺧﻮاين ﰲ »اﻟﻌﺼﺒﺔ« ﻋﺎ ًﻣﺎ وﺑﻌﺾ اﻟﻌﺎم ،ﺣﺘﻰ ﻇﻬﺮت »اﻟﻌﺼﺒﺔ« اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﰲ ﺳﺎو ﺑﺎوﻟﻮ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ رﺋﻴﺴﻬﺎ ﻣﻴﺸﺎل ﺑﻚ ﻣﻌﻠﻮف وﻣﺎ ﺑﺬﻟﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﻮد أدﺑﻴﺔ ﻣﻮﻓﻘﺔ وﺟﻬﻮد ﻣﺎدﻳﺔ ﺳﺨﻴﺔ ،وﻋﻬﺪ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﺗﺤﺮﻳﺮﻫﺎ إﱃ اﻟﻜﺎﺗﺐ اﻟﻜﺒري واﻟﺨﻄﺎط اﻟﺸﻬري اﻟﺸﻴﺦ ﺣﺒﻴﺐ ﻣﺴﻌﻮد ﻓﺄﺿﺎف إﱃ رواﺋﻌﻬﺎ اﻷدﺑﻴﺔ رواﺋﻌﻪ اﻟﺨﻄﻴﺔ وﺟﺎءت ﻋﲆ ﺑﺴﺎﻃﺔ ﺷﻜﻠﻬﺎ آﻳﺔ ﰲ اﻟﻔﻦ واﻟﱰﺗﻴﺐ وﺣﺴﻦ اﻟﺬوق ﰲ اﻟﺘﺒﻮﻳﺐ. ﺑﻌﺪ أن ﺣﺠﺐ اﻟﻤﻮت اﻟﻮﺟ َﻪ اﻷﻧﻴﺲ ،وﺟ َﻪ اﻟﺮﺋﻴﺲ واﻟﻌﻤﻴﺪ اﻷول ﻣﻴﺸﺎل ﻣﻌﻠﻮف إﺑﺎن ﻧﺰﻫﺔ ﰲ ﻣﺴﻘﻂ رأﺳﻪ زﺣﻠﺔ ،٨اﻧﺘُﺨﺐ اﺑﻦ ﺷﻘﻴﻘﺘﻪ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻜﺒري ﺷﻔﻴﻖ ﻣﻌﻠﻮف ﻛﺘﺎب »ﰲ ﻫﻴﻜﻞ اﻟﺬﻛﺮى« )اﻟﺼﺎدر ﰲ ﻃﺒﻌﺔ أﻧﻴﻘﺔ ﻣﻦ ١٤٠ﺻﻔﺤﺔ ﻋﻦ »اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ«( (٨ ُ ﺿَ ـ ﱠﻢ أﻗﻮال إﺧﻮان »اﻟﻌﺼﺒﺔ« ﰲ ﻋﻤﻴﺪﻫﻢ وﻓﻘﻴﺪﻫﻢ ﻣﻴﺸﺎل ﺑﻚ ﻣﻌﻠﻮف ،وﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﻓﻴﻪ ،ﻋﻨﺪ وﺻﻮﻟﻪ إﱃ ﻟﺒﻨﺎن ،وﺑﻌﺪ وﻓﺎﺗﻪ .وﻣﻨﻬﺎ ﻛﻠﻤﺎت ﺣﺒﻴﺐ ﻣﺴﻌﻮد )اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ( وﺳﻠﻤﻰ ﺻﺎﺋﻊ )رﺳﺎﻟﺔ ﻫﺬا اﻹﻧﺴﺎن( وﺣﺒﻴﺐ ﻣﺴﻌﻮد أﻳﻀً ﺎ )ﻧﻜﺒﺘﻲ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ( وﻧﴫ ﺳﻤﻌﺎن )ﻗﺼﻴﺪة »وأﻧﺖ ﻗﺬى ﰲ ﻋﻴﻮن اﻟﺮدى«( وﺟﻮرج ﺣﺴﻮن )إﱃ اﻟﻠﻘﺎء ﻳﺎ ﻣﻴﺸﺎل( ورﺷﻴﺪ ﺳﻠﻴﻢ اﻟﺨﻮري اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻘﺮوي )ﻗﺼﻴﺪة »ﻫﺬي ُﻋﻜﺎﻇُﻚ ﻧُﻜﱢﺴﺖ أﻋﻼﻣﻬﺎ«( وﻋﻘﻞ اﻟﺠﺮ )ﻗﺼﻴﺪة »ﻳﺎ ﺣﻨﻴﻨﻲ ﻟﺴﺤﺮ ﺗﻠﻚ اﻟﺨﻼل«( وﻧﻈري زﻳﺘﻮن )ﻋﻮدة اﻟﻨﺎزح( واﺳﻜﻨﺪر ﻛﺮﺑﺎج )ﻣﻴﺸﺎل ﻣﻌﻠﻮف ﻛام ﻋﺮﻓﺘُﻪ( وﺷﻔﻴﻖ ﻣﻌﻠﻮف )ﻗﺼﻴﺪة »ﻗ ْﻢ َذ ﱢﻫﺐ اﻷﺣﻼم«( وﺣﺴني ﻏﺮاب )ﻗﺼﻴﺪة »ﻛﻠﻤﺎ ﻻح ﱄ ﺑﺮﻳﻖ رﺟﺎ ٍء«( وﺗﻮﻓﻴﻖ ﺿﻌﻮن )ﻣﺎ ﻣﺎت( وأﻧﻄﻮان ﺳﻠﻴﻢ ﺳﻌﺪ )ﻓﻘﻴﺪﻧﺎ اﻟﻐﺎﱄ( ،وﻳﻮﺳﻒ اﻟﺒﻌﻴﻨﻲ )اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻔﻨﺎن( وﻗﻴﴫ ﺳﻠﻴﻢ اﻟﺨﻮري )ﻗﺼﻴﺪة »ﻻ ﻳﺰﻳﻦ اﻟﺤﻴﺎة ﻏري اﻟﻤﺂيت«( وﻓﺪﻋﺎ ﺑﻚ ﻣﻌﻠﻮف )ﻛﻠﻤﺔ ﺷﻜﺮ( .وﰲ اﻟﻜﺘﺎب ﺻﻔﺤﺎت ﻣﻦ ﻧﺼﻮص ﻣﻴﺸﺎل ﻣﻌﻠﻮف اﻷدﺑﻴﺔ ،ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ﰲ اﺳﺘﻘﺒﺎل اﺑﻦ ﺷﻘﻴﻘﺘﻪ ﻓﻮزي ﻣﻌﻠﻮف ﻋﻨﺪ وﺻﻮﻟﻪ إﱃ اﻟﱪازﻳﻞ ﺳﻨﺔ .١٩٢١ ٢٣
1 الفصل ا2ول
اﳌﻼط واﻟﱪازﻳﻞ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑـ »اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ« ّ
ﺣﻠﻼ ﻗﺸﻴﺒﺔ وﻳﻘﻴﻬﺎ اﻟﻨري اﻟﺤﻜﻴﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﺴﺒﻎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﺎﻧﻪ وﺷﻌﺮه اﻟﺨﺎﻟﺪ ً ﻓﻜﺎن اﻟﺮوح ﱠ اﻟﻌﺠﺰ اﻟﻤﺎدي ،ﻣﺎ أﺑﻘﺎﻫﺎ دوﺣﺔ وارﻓﺔ اﻟﻈﻼل ﺗﻐﺮد ﰲ أﻓﻴﺎﺋﻬﺎ ﺑﻼﺑﻞ اﻟﺸﻌﺮ واﻟﻨرث. وﺳﺘﺒﻘﻰ ﺑﻌﻨﺎﻳﺘﻪ إن ﺷﺎء اﻟﻠﻪ ،وﻋﻨﺎﻳﺔ أدﺑﺎﺋﻬﺎ وأﺻﺪﻗﺎﺋﻬﺎ اﻟﻐﻴﻮرﻳﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻗﺒﻠﺔ أﻧﻈﺎر اﻷدب ﰲ اﻟﻐﺮب واﻟﴩق«. ﻫﻜﺬا ﻧﺸﺄت ﻣﺠﻠﺔ »اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ« ﺷﺎﻫﺪ ًة ﻷدﺑﺎء اﻟ َﻤﻬﺎﺟﺮ ،راﺑﻄ ًﺔ ﺑﻴﻨﻬﻢ وﺑني ﻟﺒﻨﺎن واﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮيب ﺑـﺎﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﲆ اﻟﱰاث وإﻧﻘﺎذه ﻣﻦ اﻟﻨﺴﻴﺎن واﻟﺰوال.
1 مراحل صدور »العصبة ا2ندلسية« ﺻﺪر اﻟﻌﺪد اﻷول ﻣﻦ »اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ« ﰲ ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎين ١٩٣٤وﻛﺎن منﻂ اﻹﺻﺪار ﺷﻬﺮﻳٍّﺎ ﻣﻊ إﻋﺪاد ﻣﺰدوﺟﺔ أﺣﻴﺎﻧًﺎ .واﺳﺘﻤﺮت اﻟﻤﺠﻠﺔ ﺑﺎﻟﺼﺪور ﺣﺘﻰ أواﺧﺮ ) ١٩٤١ﺳﻨﺘﻬﺎ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ( ﺣني اﺣﺘﺠﺒﺖ ﻗﴪﻳٍّﺎ ﻟﻨﺸﻮب اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،وﺗﺤﺮﻳﻢ َ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﱪازﻳﻠﻴﺔ اﺳﺘﻌامل اﻟﻠﻐﺎت اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﰲ ﺻﺤﻒ ﺑﻼدﻫﺎ .٩وﻣﻊ وﺿﻊ اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ أوزارﻫﺎ ﻋﺎدت ﺑﺎﻟﺼﺪور ﰲ أواﺳﻂ ﻋﺎم ١٩٤٧واﺳﺘﻤﺮت ﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ .١٩٥٢ ﰲ اﻟﻤﺘﻮﻓﺮ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻣﻦ ﺳﻨﻮات ﻛﺎﻣﻠﺔ وأﻋﺪاد اﻟﻤﺠﻠﺔ )ﻧﺤﻮ ٨٠ﻋﺪ ًدا ﺑني ١٩٣٤ و ،(١٩٥٢ﻧﻘﺮأ أﺳامء ﻛﺒﺎر ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﱰة :ﻣﺪﻳﺮ ﺗﺤﺮﻳﺮ اﻟﻤﺠﻠﺔ ﺣﺒﻴﺐ ﻣﺴﻌﻮد ورﻳﺎض اﻟﻤﻌﻠﻮف واﻟﻴﺎس أﺑﻮ ﺷﺒﻜﻪ واﻷﻣري أﻣني ارﺳﻼن وﻳﻮﺳﻒ اﻟﺒﻌﻴﻨﻲ )ﻋﻀﻮ »اﻟﻌﺼﺒﺔ«( وﺷﻔﻴﻖ ﻣﻌﻠﻮف وﻋﻴﴗ اﺳﻜﻨﺪر اﻟﻤﻌﻠﻮف وﺗﻮﻓﻴﻖ اﻟﺤﻜﻴﻢ وﻋﻘﻞ اﻟﺠﺮ وﻣﻴﺸﺎل (٩ﺳﻤﻌﺎن ﻛﺮم :دﻟﻴﻞ ﻟﺒﻨﺎن ﰲ اﻟﻤﻬﺠﺮ ص ،١٩٤٨ – ١٤٣ .وﰲ اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎدس )ﺣﺰﻳﺮان (١٩٣٩ ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ورد ﰲ اﻟﺼﻔﺤﺔ » :٥٤٤ورق اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻟﺤﺎﱄ – ﻳﻼﺣﻆ اﻟﻘﺮاء ﻓﺮﻗًﺎ ﻛﺒ ًريا ﺑني ﺻﻨﻒ اﻟﻮرق اﻟﻤﺎﴈ واﻟﺼﻨﻒ اﻟﺤﺎﱄ ،وﻗﺪ اﺿﻄﺮرﻧﺎ إﱃ اﺳﺘﻌامل ﻫﺬا ﺑﺴﺒﺐ ﻗﺮار اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻣﻨﻊ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ اﺳﺘﻬﻼك اﻟﻮرق اﻷﺟﻨﺒﻲ اﻟﻤﻌﻔﻰ ﻣﻦ اﻟﺮﺳﻮم اﻟﺠﻤﺮﻛﻴﺔ إن ﻟﻢ ﺗﱰ َﺟﻢ ﻣﻮا ﱡدﻫﺎ إﱃ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﱪﺗﻐﺎﻟﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ .ﺳﻨﺘﺪارك اﻷﻣﺮ وﺗﻌﻮد اﻟﻌﺼﺒﺔ إﱃ اﻟﺼﺪور ﺑﻮرق ﻣﻤﺘﺎز« .ﺛﻢ اﺣﺘﺠﺒﺖ »اﻟﻌﺼﺒﺔ« ﻋﺎم ١٩٤١ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺻﺪر رﺋﻴﺲ ﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﱪازﻳﻞ أﻣ ًﺮا ﻳﺤﻈﺮ ﻓﻴﻪ إﺻﺪار أي ﺻﺤﻴﻔﺔ أو ﻣﻨﺸﻮر أو ﻛﺘﺎب ﰲ ﻏري ﻟﻐﺔ اﻟﺒﻼد اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ. وﺗﻮﻗﻔﺖ أﻳﻀً ﺎ اﻟﺠﺮاﺋﺪ واﻟﻤﺠﻼت ،ﺣﺘﻰ ﻋﺎدت »اﻟﻌﺼﺒﺔ« إﱃ اﻟﺼﺪور ﻋﺎم .١٩٤٧ﻋﻴﴗ اﻟﻔﺎﻋﻮري :أدب اﻟﻬﺠﺮ ،ص ،٢٩–٢٨ .دار اﻟﻤﻌﺎرف مبﴫ ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ .١٩٦٧ ٢٤
ﻣﻌﻠﻮف )رﺋﻴﺲ »اﻟﻌﺼﺒﺔ«( واﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻘﺮوي وﺗﻮﻓﻴﻖ ﺿﻌﻮن وﺟﻮرج اﻟﻴﺎزﺟﻲ وﺣﺴﻦ ﻛﻞ ﻛﺎﻣﻞ اﻟﺼريﰲ وﺟﻮرج اﻟﺨﻮري ﺑﻮﻟﺲ ﻛﺮم .وﺗﻠﺰﻣﻨﺎ ﺻﻔﺤﺎت ﻋﺪة ﻟﻠﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺪور ﱟ ﻣﻨﻬﻢ ﰲ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺑني ﺑﻠﺪان أﻣريﻛﺎ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ واﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮيب .وﻳﻜﻮن ﻣﻦ ﻣﻼط، اﻟﻜﺘّﺎب واﻟﺸﻌﺮاء اﻟﺬﻳﻦ ﻻزﻣﻮا ﻣﺴرية ﻣﺠﻠﺔ »اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ« :ﺟﺪي ﺷﺒﲇ ّ وﰲ اﻟﻤﺠﻠﺔ ﻣﻨﻪ ﻗﺼﺎﺋﺪ وﻣﻘﺎﺑﻼت وﻣﺮاﺳﻼت. ﻳﺮﻗﻰ اﻟﻘﺴﻂ اﻷﻛﱪ ﻣﻦ إﻧﺠﺎح ﻣﺠﻠﺔ »اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ« وﺗﺮوﻳﺠﻬﺎ إﱃ ﻣﺪﻳﺮﻫﺎ اﻟﺸﻴﺦ ﺣﺒﻴﺐ ﻣﺴﻌﻮد ،وﻫﻮ ﻣﻦ ﻗﺪاﻣﻰ ﺗﻼﻣﺬة ﺷﺒﲇ )أواﺋﻞ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ ﰲ ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﺤﻜﻤﺔ – ﺑريوت( .وﰲ ﻛﺘﺎب ﺟﻮرج ﺻﻴﺪح ١٠ﻣﻘﻄﻊ ﻳﺆﻛّﺪ ﻋﲆ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻫﺬا اﻷدﻳﺐ ﰲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺜﻘﺎﰲ ﻟﻠﻬﺠﺮة اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ .وﻣام ﺟﺎء: »ﺣﺒﻴﺐ ﻣﺴﻌﻮد ﻣﻮاﻟﻴﺪ » :١٨٩٩أدﻳﺐ ﻟﺒﻨﺎين ﻣﻦ ﺑﴩي ،ﻧﺎﺛﺮ ﻣﻦ اﻟﻄﺮاز اﻟﻌﺎﱄ اﻟﺮﺻني .ﻓﻨﻪ ﰲ ﺻﻮغ اﻟﻌﺒﺎرات ﻓ ﱡﻦ اﻟﺠﻮﻫﺮي اﻟﺤﺎذق ﰲ ﺗﻨﻀﻴﺪ اﻟﻶﻟﺊ .ﺑﺮاﻋﺘﻪ اﻟﻨﺎدرة ﰲ اﻟﺨﻂ اﻟﻌﺮيب ﺗﻨﺒﻴﻚ ﻋﻦ وﻟﻌﻪ ﺑﺎﻹﺗﻘﺎن وﺻﱪه ﻋﲆ اﻟﻌﻤﻞ وﺣﺮﺻﻪ ﻋﲆ ﺟامل ﻣﺎ ﻳﻜﺘﺐ وﻣﺎ ﻳﻌﻤﻞ .ﻫﺎﺟﺮ إﱃ اﻟﱪازﻳﻞ ﻋﺎم ١٩١٣واﺳﺘﻘﺮ ﰲ ﺳﺎن ﺑﺎوﻟﻮ وﺣ ّﺮر ﰲ ﺟﺮﻳﺪة »اﻟﺠﺪﻳﺪ« ﺛﻢ رأَس ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺟﺮﻳﺪة »اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ« ﻋﺎم .١٩١٨ﺑﻌﺪ وﻓﺎة ﺟﱪان ﺧﻠﻴﻞ ﺟﱪان أﺻﺪر أول ﻣﺆﻟﻔﺎﺗﻪ »ﺟﱪان ﺣ ًﻴﺎ وﻣﻴﺘًﺎ« ور ّوج اﻟﻜﺘﺎب ﰲ رﺣﻠﺔ إﱃ ﺟﻤﻬﻮرﻳﺎت أﻣريﻛﺎ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻋﺎم .١٩٣٢ﻟﻤﺎ ﻋﺎد ﻣﻦ رﺣﻠﺘﻪ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺗﺄﺳﺴﺖ ﰲ ﺳﺎن ﺑﺎوﻟﻮ ﻓﺘﻮﱃ رﺋﺎﺳﺔ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﻣﺠﻠﺘﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﻧﺸﺄﺗﻬﺎ .وﻛﺎن ﻳﺼ ّﺪرﻫﺎ مبﻘﺎﻻت اﻓﺘﺘﺎﺣﻴﺔ راﺋﻌﺔ ﻻ ﻳﺨﺠﻞ اﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﻴﺎزﺟﻲ ﻣﻦ ﻧﺴﺒﺘﻬﺎ اﻟﻴﻪ… ﻗﺎم اﻟﺸﻴﺦ ﺣﺒﻴﺐ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ اﻟﺨﻄﺔ اﻟﺘﻲ رﺳﻤﻬﺎ ﻣﺆﺳﺴﻮ اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻌﺎدت ﻟﻸدب اﻟﻌﺮيب ﻫﻴﺒﺘﻪ وﻛﺮاﻣﺘﻪ إذ وﺣﻞ ﺿﻴﻔًﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻴﺒﺘﻪ ﻣﻔﻘﻮدة وﻛﺮاﻣﺘﻪ ﻣﺤﺪودة .وﰲ ﻋﺎم ١٩٤٨ﺗﻮﺟﻪ إﱃ ﻟﺒﻨﺎن ّ وﻣﻤﺜﻼ ﻷدﺑﺎء اﻟﻤﻬﺠﺮ اﻟﺠﻨﻮيب ﰲ ﻣﺆمتﺮ اﻻوﻧﻴﺴﻜﻮ اﻟﺜﻘﺎﰲ .وﺑﻌﺪ أن ﻃﺎف ً ﻋﲆ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ (١٠ﺟﻮرج ﺻﻴﺪح :أدﺑﻨﺎ وأدﺑﺎؤﻧﺎ ﰲ اﻟ َﻤﻬﺎﺟﺮ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ،ص .٥٣٠–٥٢٩ .ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺿﻌﻮن :ذﻛﺮى اﻟﻬﺠﺮة ،ص ،٣٥٤ .ﺳﺎن ﺑﺎوﻟﻮ .١٩٤٧اﻟﺒﺪوي اﻟﻤﻠﺜﻢ :اﻟﻨﺎﻃﻘﻮن ﺑﺎﻟﻀﺎد ﰲ أﻣﺮﻳﻜﺎ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ،اﻟﺠﺰء اﻷول ،ص ٣٣٥ .وﺻﺎﻋ ًﺪا ،دار رﻳﺤﺎين ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﴩ ،ﺑريوت .١٩٥٦ﻋﻴﴗ اﻟﻨﺎﻋﻮري :أدب اﻟﻤﻬﺠﺮ ،ص ،٤٨٠ .دار اﻟﻤﻌﺎرف مبﴫ .١٩٦٧ ٢٥
1 الفصل ا2ول
اﳌﻼط واﻟﱪازﻳﻞ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑـ »اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ« ّ
ﰲ ﺑريوت وأﻧﺤﺎء اﻟﺠﺒﻞ ودرس أﺣﻮاﻟﻬﺎ أﺻﺪر ﻛﺘﺎﺑﻪ اﻟﻨﻔﻴﺲ »ﻣﺎ أﺟﻤﻠﻚ ﻳﺎ ﻟﺒﻨﺎن« ﻋﺎم .١٩٤٩ﻓﻜﺎن أﺟﻤﻞ ﻣﺎ ﻛﺘﺐ إﻧﺸﺎء وﺗﻔﻜ ًريا ،وأﻧﻔﻊ ﻣﺎ ﻧﴩ ﻋﲆ ﻗﻮﻣﻪ ﻣﻦ أدﺑﻪ .ﺛﻢ ﺷﺎءت وأﻋامﻻ ﺗﺠﺎرﻳﺔ ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ اﻟﺘﻔﺮغ ً ﻓﺮوض اﻟﻌﻴﺶ أن ﺗﻔﺮض ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻷﻣني أﺳﻔﺎ ًرا ﻟﻬﺎ ،ﻓﺎﺳﺘﻘﺎل ﻣﻦ ﻣﻬﻤﺔ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ واﻧﴫف إﱃ ﺗﺠﺎرة اﻷﻗﻤﺸﺔ اﻟﺤﺮﻳﺮﻳﺔ .وﻟﻢ ميﺾ ﻋﺎم ﺣﺘﻰ اﺣﺘﺠﺒﺖ اﻟﻤﺠﻠﺔ .وﻣﺎ ﺣﺎﻟﻪ إﻻ ﺣﺎل ﻛﻞ أدﻳﺐ ﻋﺮيب ﰲ اﻟﻤﻬﺠﺮ ،ﻛام وﺻﻔﻬﺎ ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﺣني ﻗﺎل» :اﻷدﻳﺐ اﻟﻤﻐﱰب ﻫﻮ اﻷدﻳﺐ اﻟﻀﺎﺋﻊ اﻟﺬي أﻓﻨﻰ ﻋﻤﺮه ﻣﻦ أﺟﻞ ﻗﻮﻣﻪ وﻟﻐﺘﻪ ﻓام أﺻﺎب اﻟﻜﺘﺐ واﻋﺘﲆ اﻟﻤﻨﺎﺑﺮ وﻋ ّﻤﺮ اﻟﻤﺤﺎﻓﻞ ﻣﻬﻤﻼ وﻣﺎت ﻣﻌﺪ ًﻣﺎ .ﺣﻤﻞ ﻟﻮاء اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ دﻳﺎر ﻏﺮﺑﺘﻪ وﻧﺎﺿﻞ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﻋﺼﺒﻴﺘﻪ ﻓﻌﺎش ً ﻓام ﻇﻔﺮ ﺑﻐري اﻟﺒﻠﻐﺔ .واﻛﺐ ﻗﻮاﻓﻞ ﻋﺸريﺗﻪ اﻟﻨﺎزﺣﺔ ﻓﻜﺎن ﻫﺎدﻳﻬﺎ ورﺳﻮﻟﻬﺎ وﻟﺴﺎﻧﻬﺎ وﺑﺸريﻫﺎ وﻣﺆاﺳﻴﻬﺎ ،ﻣﺴﺘﺸﻬ ًﺪا ﻛﻞ ﻳﻮم ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﻟﻐﺔ ﻻ ﺗﻜﻔﻞ ﻟﻪ ﺣﺘﻰ اﻟﻜﻔﻦ«. ﻳﺨﺺ وﻫﻮذا ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺿﻌﻮن ١١ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ »ﻣﺨﺘﺎرات اﻟﺠﺪﻳﺪ« )ﺳﺎن ﺑﺎوﻟﻮ – ّ (١٩٢٢ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺣﺒﻴﺐ ﻣﺴﻌﻮد مبﺎ ﻳﲇ: »ﺧﻄﺎط اﻟﱪازﻳﻞ – ﻻ ﻳﺨﻔﻰ أن ﻟﻠﺨﻂ اﻟﺠﻤﻴﻞ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺑني اﻟﻔﻨﻮن اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ وﻗﺪ اﻣﺘﺎز ﰲ ﻫﺬا اﻟﻤﻀامر اﻟﺸﺎب اﻷدﻳﺐ ﺣﺒﻴﺐ ﻣﺴﻌﻮد اﻟﺬي ﺗﻜﺮم ﺑﺄن ﺧﻂ ﱄ اﻟﻌﻨﻮاﻧﺎت اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﻜﺘﺎب .وﻛﺎن ﻫﺬا اﻷدﻳﺐ ﰲ ﻣﺎ ﻣﴣ ﻣﺴﺎﻋ ًﺪا ﰲ إدارة وﺗﺤﺮﻳﺮ »اﻟﺠﺪﻳﺪ« ﺛﻢ ﺗﻮﱃ ﺗﺤﺮﻳﺮ اﻟﺠﺮﻳﺪة »اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ« اﻟﻤﺤﺘﺠﺒﺔ ﻓﺄﺟﺎد وأﻓﺎد .وﺛ ُﺒﺖ ﱄ ﺑﻌﺪ اﻻﺧﺘﺒﺎر أن ﻫﺬا اﻷدﻳﺐ ﻧﺒﻴﻞ اﻟﻌﻮاﻃﻒ ،وأن اﺳﺘﻘﺎﻣﺔ وﺟامل ﺧﻄﻪ ﻗﺪ ﺗﻄﺮﻗﺎ إﱃ أﺧﻼﻗﻪ وﻧﻔﺴﻪ ﻓﻠﻢ أر أﺑ ًﺪا ﻣﻦ ﺗﺨﺼﻴﺼﻪ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺛﻨﺎء واﺟﺒﺔ«. وﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻧﺰﻳﻪ ﻛﺒﺎره» ١٢أدﺑﺎء ﻃﺮاﺑﻠﺲ واﻟﺸامل ﰲ اﻟﻘﺮﻧني اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﴩ واﻟﻌﴩﻳﻦ« ﻣﻘﻄﻊ ﻋﻦ ﺣﺒﻴﺐ ﻣﺴﻌﻮد ﺟﺎء ﻓﻴﻪ» :ﻫﻮ ﻣﻦ ﻣﻮاﻟﻴﺪ ﺑﴩي ﺷامﱄ ﻟﺒﻨﺎن. ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻠﻘﻰ دروﺳﻪ اﻷوﱃ ﺛﻢ ﺗﺎﺑﻌﻬﺎ ﰲ ﻣﻌﻬﺪ اﻟﺤﻜﻤﺔ ﺑﺒريوت .وﻛﺎن أﺳﺘﺎذ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ (١١ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺿﻌﻮن» :ﻣﺨﺘﺎرات اﻟﺠﺪﻳﺪ« ﻟﺠﺎﻣﻌﻬﺎ ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺿﻌﻮن ﺻﺎﺣﺐ ﺟﺮﻳﺪة وﻣﺠﻠﺔ »اﻟﺠﺪﻳﺪ« اﻟﻤﺤﺘﺠﺒﺘني أول ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎين ٣٠ – ١٩١٦ﺣﺰﻳﺮان ،١٩١٩ص ،٢٩ .ﺳﺎن ﺑﺎوﻟﻮ .١٩٢٢ (١٢د .ﻧﺰﻳﻪ ﻛﺒﺎره :أدﺑﺎء ﻃﺮاﺑﻠﺲ واﻟﺸامل ﰲ اﻟﻘﺮﻧني اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﴩ واﻟﻌﴩﻳﻦ ،ص ،٦١٠–٦٠٩ .دار ﻣﻜﺘﺒﺔ اﻹميﺎن ،ﻃﺮاﺑﻠﺲ .٢٠٠٦ ٢٦
ﻣﻼط »ﺷﺎﻋﺮ اﻷرز« .ﻏﺎدر ﻟﺒﻨﺎن إﱃ اﻟﱪازﻳﻞ ﻣﻠﺘﺤﻘًﺎ ﺑﺄﺑﻮﻳﻪ وﻃﻠ ًﺒﺎ ﻟﻠﺮزق ﻓﻴﻬﺎ ﺷﺒﲇ ّ واﻟﻌﻴﺶ اﻟﻜﺮﻳﻢ وذﻟﻚ ﰲ ﻣﻄﻠﻊ اﻟﺤﺮب اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ اﻷوﱃ .وﰲ اﻟﱪازﻳﻞ ﺗﻔﺘﺤﺖ ﻣﻮﻫﺒﺘﻪ اﻷدﺑﻴﺔ ﻓﻌﻤﻞ ﺑﺪاﻳﺔ ﻣﺤﺮ ًرا ﰲ ﺟﺮﻳﺪة )اﻟﺠﺪﻳﺪ( ﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﺿ ّﻌﻮن ١٩١٩ﺛﻢ رأس ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺟﺮﻳﺪة »اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻷدﺑﻴﺔ« .ﻏري أن ﻋﻤﻠﻪ اﻷﺑﺮز ﰲ اﻟﺤﻘﻞ اﻟﺼﺤﺎﰲ ﻛﺎن رﺋﺎﺳﺘﻪ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﻣﺠﻠﺔ »اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ« ﻣﺠﻠﺔ اﻷدب واﻟﻔﻦ ﻣﻨﺬ وﻻدﺗﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩٣٣وﻫﻲ اﻟﻤﺠﻠﺔ اﻟﻨﺎﻃﻘﺔ ﺑﺎﺳﻢ أدﺑﺎء اﻟﻤﻬﺠﺮ ﰲ أﻣريﻛﺎ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ،ﻓﺨﺪم اﻷدب واﻟﻔﻜﺮ ﻓﻴﻬﺎ .وﺗﻮﱃ ﻣﺴﻌﻮد ﺑﻌﺪ »اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ« رﺋﺎﺳﺔ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﻣﺠﻠﺔ »اﻟﻤﺮاﺣﻞ« اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺼﺪر ﰲ اﻟﱪازﻳﻞ ﺑﺎﻟﻠﻐﺘني اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻟﱪﺗﻐﺎﻟﻴﺔ ،ﻛام ﺗﻮﱃ رﺋﺎﺳﺔ ﻣﺠﻠﺔ »اﻟﻌﺮاﺋﺲ« اﻷدﺑﻴﺔ ،وﻋﻨﺪ ﺗﻮﻗﻒ ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﺼﺪور ،ﻣﺎرس اﻟﺘﺠﺎرة ﻋﺪة ﺳﻨﻮات ﻗﺒﻞ أن ﻳﻌﻮد إﱃ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ. دﻋﻲ ﻟﺰﻳﺎرة ﻟﺒﻨﺎن مبﻨﺎﺳﺒﺔ اﻧﻌﻘﺎد ﻣﺆمتﺮ اﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﰲ ﺑريوت )ﺗﴩﻳﻦ ﻣﻤﺜﻼ ﺻﺤﺎﻓﺔ اﻟﻤﻬﺠﺮ اﻟﺠﻨﻮيب .وﻣﻜﺚ ﰲ اﻟﺮﺑﻮع اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ اﻟﺜﺎين – ﻛﺎﻧﻮن اﻷول ً (١٩٤٨ ﺳﻨﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ د ّون ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻧﻄﺒﺎﻋﺎﺗﻪ وﺧﻮاﻃﺮه وذﻛﺮﻳﺎﺗﻪ ﻋﻦ اﻟﻮﻃﻦ واﻟﺤﻴﺎة ﻓﻴﻪ وﺻﻨﻮف اﻟﻌﻴﺶ وآراء اﻟﻨﺎس وﻣﺸﺎﻏﻠﻬﻢ وأﻓﻜﺎرﻫﻢ .وﺻ ّﻮر اﻟﺮﺑﻮع اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ أﺟﻤﻞ ﺗﺼﻮﻳﺮ .وﻧﴩ ذﻟﻚ ﰲ ﻛﺘﺎب ﺧﺎص ﺑﻌﻨﻮان »ﻣﺎ أﺟﻤﻠﻚ ﻳﺎ ﻟﺒﻨﺎن« .أﻣﺎ ﻋﻮدﺗﻪ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ إﱃ ﻟﺒﻨﺎن ﻓﻜﺎﻧﺖ ﰲ اﻟﻌﺎم ،١٩٦٤واﺳﺘﻤﺮ ﻓﻴﻪ إﱃ أن ﻗُﺘﻞ ﻏﺪ ًرا ﰲ ﺧﻼل اﻟﺤﺮب اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺳﻨﺔ .١٣ ١٩٧٧ »وﺣﺒﻴﺐ ﻣﺴﻌﻮد أدﻳﺐ ﻛﺒري وﺻﺤﺎﰲ ﻻﻣﻊ وﻧﺎﺛﺮ ﻣﺮﻣﻮق ﺧﺪم ﻟﻐﺘﻪ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻘﺪرﻣﺎ وﺳﻌﻪ اﻟﺠﻬﺪ واﻟﻄﺎﻗﺔ ،وﺣﻈﻲ ﰲ اﻟﻤﻬﺠﺮ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ ﻋﺎ ٍل ﻣﻦ زﻣﻼﺋﻪ .ﻏري اﻧﻪ ﻋﺎش ﰲ اﻟﻜﻔﺎف. وﻛﺎن ﻋﻀ ًﻮا ﺑﺎرزًا ﰲ »اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ« اﻟﺘﻲ أﺧﺬت ﻋﲆ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻷدب اﻟﻌﺮيب وﺗﺂﺧﻲ اﻷدﺑﺎء ورﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﺘﻌﺼﺐ ،وﻧﻘﺾ اﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎﰲ روح اﻟﻌﴫ .وﻛﺎن ﺷﺪﻳﺪ اﻟﺘﻌﻠﻖ ﺑﻠﺒﻨﺎن اﻟﺬي أﺣﺐ ،وﺷﺪﻳﺪ اﻟﺘﻌﻠﻖ ﺑﻠﻐﺘﻪ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ رﺣﻠﺖ وﻟﺒﻨﺎﻧ ًﻴﺎ ﻋﺪتُ ، وﻫﻮ اﻟﻘﺎﺋﻞ ﻣﺨﺎﻃ ًﺒﺎ ﻗﻮﻣﻪ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴني ﺑﻌﺪ ﻏﻴﺎﺑﻪ ﻋﻨﻬﻢ …» :ﻟﺒﻨﺎﻧ ًﻴﺎ ُ رﺟﻌﺖ ،ﻣﺆﻣ ًﻨﺎ ﺑﺮوﺣﺎﻧﻴﺔ ﴍﻗﻴﺔ ﻫﺎﺟﺮت ،وﻣﺆﻣ ًﻨﺎ ﺑﻬﺎ ذﻫﺒﺖ وﻋﺮيب اﻟﻠﺴﺎن وﻋﺮيب اﻟﻠﺴﺎن ُ ُ (١٣ﻛﺎن ﻋﲆ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻤﻄﺎر ﻣﻊ أﺻﺪﻗﺎء وﺗﻌ ّﺮض ﻣﻮﻛﺒﻪ إﱃ رﺷﻘﺎت ﻧﺎرﻳﺔ ﻗﺘﻞ ﻋﲆ أﺛﺮﻫﺎ .ﻣﺎ أﺑﺸﻊ وﻓﺎة ﻫﺬا اﻟﻮﺟﻪ اﻟﺤﻀﺎري ﻟﻠﺒﻨﺎن ﰲ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻻﻏﱰاب!. ٢٧
1 الفصل ا2ول
اﳌﻼط واﻟﱪازﻳﻞ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑـ »اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ« ّ
ﺣﻤﻠﺖ ﻟﺒﻨﺎن ﰲ ﻗﻠﺒﻲ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﲆ ﻟﺴﺎين وﻗﻠﻤﻲ ،ﻓﺄدﻳﺖ ﻣﺎ اﺳﺘﻄﻌﺖ رﺳﺎﻟﺘﻲ ﻗﻔﻠﺖ، ُ ُ ﻟﻠﺒﻨﺎن واﻟﻔﺼﺤﻰ«. وﻳﺘﻨﺒﺄ ﺑﻀﻴﺎع اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ اﻟ َﻤﻬﺎﺟﺮ ﺑﻌﺪ اﻧﻘﺮاض ﺟﻴﻠﻬﻢ ﻓﻴﻘﻮل ﻣﺘﻮﻗ ًﻌﺎ ﺣﺼﻮل اﻟﻨﻜﺒﺔ…» :ﻓﻠﻴﺲ اﻟﻔﻀﻞ أن ﺗﺼﻮن ﻟﻐﺘﻚ وأﻧﺖ ﻗﺎﺑﻊ ﰲ دارك ﺑني ﻋﺸريﺗﻚ ،ﻛﺎﻟﻔﻀﻞ ﰲ أن ﺗﺼﻮﻧﻬﺎ وﺗﺤﻀﻨﻬﺎ وﺗﺸﻘﻰ ﻣﻦ أﺟﻠﻬﺎ ﰲ ﺑﻼد ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻋﻨﻚ ﻟﺴﺎﻧًﺎ وﻋﺎدة و ُﻋﺮﻓًﺎ .وﻣﺘﻰ اﻧﺪرس ﻫﺬا اﻟﺠﻴﻞ ﺗﻨﺪرس ﻣﻌﻪ اﻟﺠﺎﻟﻴﺔ اﻟﻤﻐﱰﺑﺔ ﻛﻬﻴﺌﺔ اﺟﺘامﻋﻴﺔ ،وﻳﺼﺒﺢ ﺗﻔﻜريﻫﺎ ﻣﺤﺼﻮ ًرا ﰲ ﺳﻠﻌﺔ وﻳﻐﺪو ﺷﻌﻮرﻫﺎ ﻣﻨﻮﻃًﺎ ﺑﺂﻟﺔ ،ﻓﺘﺪرك ﻋﻨﺪﺋﺬ ﻣﻘﺪار اﻟﻨﻜﺒﺔ ﻳﻮم ﻻ ﺗﺴﻤﻊ رﻧﺔ ﻟﻘﺎﻓﻴﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ،وﺗﻄﻠﺐ اﻷدب اﻟﻌﺮيب ﻓﻼ ﺗﺠﺪ ﻟﻪ ﻣﻌﻠ ًﻤﺎ«.
»مؤلفاته: »إﱃ ﻣﻘﺎﻻﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﻧﴩﻫﺎ ﰲ اﻟﺼﺤﻒ واﻟﻤﺠﻼت اﻟﱪازﻳﻠﻴﺔ ﺗﺮك ﺣﺒﻴﺐ ﻣﺴﻌﻮد ﻣﺆﻟﻔني ﻗﻴﻤني ﺟ ًﺪا ،ﻫام: – »ﺟﱪان ﺣﻴًﺎ وﻣﻴﺘًﺎ« .ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺨﺘﺎرة ﻣام ﻛﺘﺐ ورﺳﻢ ،ﻗ ّﺪم ﻟﻬﺎ ﺑﺪراﺳﺔ ﻋﻦ ﻓﺼﻮﻻ ﻋﻦ ﻋﻮدة ﺟﱪان إﱃ ﻟﺒﻨﺎن وﻣﺮايث اﻷدﺑﺎء واﻟﺸﻌﺮاء ﻟﻪ .ﺻﺪر ﻋﺎم ﺣﻴﺎﺗﻪ وﺿ ﱠﻤﻨﻬﺎ ً ١٩٣٢ﰲ ﺳﺎن ﺑﺎوﻟﻮ اﻟﱪازﻳﻞ ،وﺻﺪرت اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﻦ دار اﻟﺮﻳﺤﺎين ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﴩ، ﺑريوت ١٩٦٦ ،ﰲ ٨٤٨ﺻﻔﺤﺔ ،وﻫﻮ أﻫﺪاﻫﺎ إﱃ روح ﺟﱪان. – »ﻣﺎ أﺟﻤﻠﻚ ﻳﺎ ﻟﺒﻨﺎن« .ﰲ ٢٥٠ﺻﻔﺤﺔ .ﺻﺪر ﻋﻦ دار اﻟﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﴩ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ )ﺳﺎن ﺑﺎوﻟﻮ( ﺿﻤﻦ ﻣﻨﺸﻮرات اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ .١٩٥٢وﻫﻮ ﻣﻦ أﺟﻤﻞ ﻣﺎ ﻛﺘﺐ إﻧﺸﺎء وﺗﻔﻜ ًريا ،وأﻧﻔﻊ ﻣﺎ ﻧﴩ ﻋﲆ ﻗﻮﻣﻪ ﻣﻦ أدﺑﻪ .وﻳﻌﺪ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻦ أﺟﻤﻞ ﻣﺎ ﻛُﺘﺐ ﰲ أدب اﻟﺮﺣﻼت«. ﻋﻨﺪ زﻳﺎرة ﺣﺒﻴﺐ ﻣﺴﻌﻮد ﻟﺒﻨﺎن ﻋﺎم ١٩٤٨ﻣﺪﻋ ٍّﻮا رﺳﻤﻴٍّﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻳﻮم اﻧﻌﻘﺎد اﻟﻤﺆمتﺮ اﻟﺜﺎﻟﺚ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻤﻨﻈﻤﺔ اﻷوﻧﻴﺴﻜﻮ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن ،اﻟﺘﻘﻰ ﰲ ﺑريوت أﺳﺘﺎذه وﺻﺪﻳﻘﻪ ﺷﺒﲇ ّ ﻣﻼط وﺧﺼﻪ ﺑ َﻨ ﱟﺺ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﻪ »ﻣﺎ أﺟﻤﻠﻚ ﻳﺎ ﻟﺒﻨﺎن« ،١٤وﻫﻮ ﺧﻼﺻﺔ رﺣﻠﺘﻪ (١٤ﺣﺒﻴﺐ ﻣﺴﻌﻮد :ﻣﺎ أﺟﻤﻠﻚ ﻳﺎ ﻟﺒﻨﺎن ،ص ٣٩ .و ،٤٢ﻣﻨﺸﻮرات اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ،ﺳﺎن ﺑﺎوﻟﻮ .١٩٤٩ ٢٨
إﱃ أرض اﻵﺑﺎء واﻷﺟﺪاد .وﻣام ﺟﺎء ﰲ ﻣﻘﻄﻊ »ﰲ ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﺤﻜﻤﺔ« …» :واﻧﺘﻬﻴﺖ إﱃ ﺑريوت ،ﻓ ُﺰرت اﻟﻤﻌﺎﻫﺪ واﻷﻧﺪﻳﺔ واﻟﺠﺎﻣﻌﺎت واﻟﻤﺪارس واﺗﺼﻠﺖ ﺑﺮﺟﺎل اﻷدب واﻟﺼﺤﺎﻓﺔ وﻛﺎﻧﺖ ﺣ َﺠﺘﻲ اﻷوﱃ إﱃ اﻟﻤﻌﻬﺪ اﻟﺬي أﻧﺸﺄين وﻟﻘﱠﻨﻨﻲ اﻟﻜﻠﻤﺔ ،ﺻﺤﺒﻨﻲ إﻟﻴﻪ ﻣﻼط اﻟﻤﻠﻘﱠﺐ ﺑﺸﺎﻋﺮ اﻷرز. أﺳﺘﺎذي اﻟﻘﺪﻳﻢ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻤﺸﻬﻮر ﺷﺒﲇ ّ »ﻛﺎن ﻟﻤﺪرﺳﺔ اﻟﺤﻜﻤﺔ )أو »ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﺪﺑﺲ« ﻛام ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻠﻘﺒﻮﻧﻬﺎ ﻧﺴﺒ ًﺔ إﱃ ﻣﺆﺳﺴﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻤﻄﺮان ﻳﻮﺳﻒ اﻟﺪﺑﺲ( ﺻﻮر ٌة ﰲ ذﻫﻨﻲ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻟﺼﻮرة اﻟﺤﺎﴐة ،ﻓﻘﺪ ُر ّﻣﻢ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ وأﺿﻴﻔﺖ إﻟﻴﻬﺎ أﺑﻨﻴ ٌﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻋﲆ اﻟﻄﺮاز اﻟﺤﺪﻳﺚ ،وﺗﻀﺎﻋﻒ ﻣﺮا ًرا ﻃﻼﱠﺑﻬﺎ وﻗﺪ ﻛﺎن ﻻ ﻳﺒﻠﻎ اﻷرﺑﻌامﺋﺔ … ﻛﺎﻧﺖ ﺑني ُدو ِر اﻟﻌﻠﻢ اﻟﻤﻌﻬ َﺪ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻷول اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺘﻌﻬﺪ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﻳُﻌ ﱡﺪ ﻟﺘﺪرﻳﺴﻬﺎ أمئ َﺔ اﻟﻠﻐﺔ وﻓﻄﺎﺣﻞ اﻟﺒﻴﺎن ﻛﺎﻟﺒﺴﺘﺎين واﻟﴩﺗﻮين واﻟﺤ ﱠﺪاد وﻣﻼط وأﻣﺜﺎﻟﻬﻢ .وﻛﺎن اﻟﻄﺎﻟﺐ إذا ﺳﺌﻞ أﻳﻦ ﺗﺨﺮﺟﺖ وأﺟﺎب :ﰲ اﻟﺤﻜﻤﺔ ،أدرك وﺻﻌﺐ ّ ﻋﺮﺿﺖ أدﺑﺎء اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﺎﺋﻞ ﻓﻮ ًرا أﻧﻪ أﻣﺎم ﻛﺎﻫﻦ ﻛﺒري ﻣﻦ ﻛﻬﻨﺔ اﻟﻠﻐﺔ واﻷدب .واذا َ أﻟﻔﻴﺖ أﻋﻼﻫﻢ ﻛﻌ ًﺒﺎ ﰲ اﻟﺮﺑﻊ اﻷﺧري ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻤﺎﴈ إﱃ اﻟﺮﺑﻊ اﻷول ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺮن َ اﻟﺸﻌﺮ ،وأﺑﻠﻐﻬﻢ ﻗﻠ ًﻤﺎ وأﻧﻀﺠﻬﻢ ﻟﻐ ًﺔ ﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺨﺮﺟﻮا ﰲ ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﺪﺑﺲ… »ﺗﻐريت اﻟﻤﻌﺎﻟﻢ وﺗﺒ َﺪﻟﺖ اﻷﺷﺨﺎص ﰲ ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻓام ﻋﺮﻓﺖ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻟﻤﻬﺎ ﻋﺮﻓﺖ ﻣﻦ أﺷﺨﺎﺻﻬﺎ ﻏري وﻟﻴﻬﺎ اﻟﺤﺎﱄ اﻟﻤﻄﺮان ﻣﺒﺎرك اﻟﺬي ﺳﻮى اﻟﻘﺴﻢ اﻟﻘﺪﻳﻢ ،وﻣﺎ ُ ﻓﺄﻟﻔﻴﺖ ﴏاﺣﺘﻪ وﻃﻼﻗﺔ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻓﻮق ﺳﻤﻌﺘﻪ ﻣﺮا ًرا ﻳﻠﻘﻲ ﻣﻮاﻋﻈﻪ ﰲ ﻣﻌﺒﺪ ﻣﺎر ﺟﺮﻳﺲ ُ دﻳﺒﺎﺟﺘﻪ وﺑﻴﺎﻧﻪ ﻓﻬﻮ أﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﺸﻼل اﻟﺬي ﻳﺠﻤﻊ ﺳﻴﻞ اﻷﻣﻄﺎر ومنري اﻟﻴﻨﺒﻮع. »وﻃﺎﻓﺖ يب ذﻛﺮﻳﺎت اﻟﻤﺎﴈ ﻓ ُﻌﺪت ﺑﺨﻴﺎﱄ إﱃ ﺗﻠﻚ اﻷﻳﺎم واﻟﻠﻴﺎﱄ اﻟﺘﻲ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻤﻌﻬﺪ ﻋﺎرﺿً ﺎ زﻣﻦ اﻟﺼﺒﺎ ،وﻋﻬﺪ اﻟﺪراﺳﺔ ،وﻋﴩة اﻟﺮﻓﺎق ،وﺳ َﺤ َﻦ اﻟﻤﻌﻠﻤني وﺗﺬﻛﺮت ﻛﻠﻴﻠﺔ ودﻣﻨﺔ ،وﺑﺤﺚ اﻟﻤﻄﺎﻟﺐ ،واﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ،واﻟﺨﻠﻴﻞ ،واﻟﺒﺤﱰي ،واﻟﻤﺘﻨﺒﻲ ،وﺳﻬﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﺒّﺎد ،وﻋﻴﴗ ﺑﻦ ﻫﺸﺎم ،ﺛﻢ ﻓﻨﻠﻮن ،وﻛﻮﺑّﻪ ،وﭬﻴﻨﻴﻲ ،وﻻﻣﺮﺗني ،وﻫﻴﻐﻮ وﻏريﻫﻢ ﻣﻦ أﺳﺎﺗﺬيت أﺗﻄري ﻣﻦ أﺳامﺋﻬﻢ أﻳﺎم ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺮﻫﻘﻮﻧﻨﻲ ﺑﺤﻔﻆ أﻗﻮاﻟﻬﻢ ﻋﻦ ﻇﻬﺮ اﻟﻘﻠﺐ. اﻟﺬﻳﻦ ﻛﻨﺖ ّ اﻟﺘﻔﺖ ﻓﺈذا أﺳﺘﺎذي ورﻓﻴﻘﻲ ﻣﺒﺪع »أم اﻟﺒﻨني« »وﻟﻤﺎ ﻋﺪتُ ﻣﻦ رﺣﻠﺘﻲ اﻟﺘﺬﻛﺎرﻳﺔ ﱡ ﻳﻘﻮل :إﱃ أﻳﻦ ﺑﻠﻐﺖ ﰲ ﺳﻴﺎﺣﺘﻚ؟ ﻗﻠﺖ :إﱃ دﻧﻴﺎ اﻟﺼﺒﺎ ،إﱃ زﻣﻦٍ ﻛﻨﺖ ﺗﻘﻊ ﻓﻴﻪ ﻋﲆ ﻣﺜﻞ ﻗﻮل اﻟﻤﺘﻨﺒﻲ: ٢٩
1 الفصل ا2ول
اﳌﻼط واﻟﱪازﻳﻞ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑـ »اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ« ّ
ُ ـوت شـ ّ ٌ ـف وقفــت ومــا فــي المـ ِ ـك لواقـ ٍ
كأن ــك ف ــي جف ــن ال ــردى وه ــو نائ ـ ُـم
َﺲ اﻟﺠﺎﻫﲇ: أو إﱃ ﻗﻮل أﺧﻴﻚ ﺗﺎﻣﺮ ذي اﻟﻨﻔ َ
ُ ُ تـــكاد الكـــف تلمـــس جلـــده ليـــل و ٍ ُ ـب ســريت بــه لــم أفتخــر غيــر صاحـ ٍ
ُ ً ـدل ترامــت بــه الظلمـ ـاء ســد 2على سـ ِ شيء سوى خذلي من الهند يرضى كل ٍ
ﻓﺘﱰﻧﺢ إﻋﺠﺎﺑًﺎ ومتﴤ ﰲ اﻟﴩح واﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺣﺘﻰ ﺗﻘ ﱠﺮ اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻜﺒري ﰲ اﻷﻓﻬﺎم .ﻗﺎل: ذﻟﻚ ﻋﻬ ٌﺪ ُدرج ﰲ ﻏﻴﻬﺐ اﻟﺰﻣﻦ ﻓﻠِ َﻢ ﺗﻨﻜﺖ اﻟﻤﺎﴈ ﻓﺘﺜري اﻟﺸﺠﻮن؟ ﻗﻞ ﱄ ﻣﺎ ﺗﺬﻛﺮ اﻵن ﻗﻠﺖ :ﻛﻞ ﳾ ٍء .ﺛﻢ ﻃﻔﻨﺎ ﻧﺘﻔﻘﺪ اﻟﻘﺴﻢ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻓﻌ ّﻴﻨﺖ ﻗﺎﻋﺎت اﻟﺪرس ﻣﻦ ﺑﻘﺎﻳﺎ اﻟﻤﺪرﺳﺔ ُ واﻟﺘﺪرﻳﺲ ﺛ ﱠﻢ اﻟﻘﺎﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﻠﻘﻨﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻌﺎرﺿﻨﻲ ﰲ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻓﺎﺣﺘﻜﻤﺖ إﱃ اﻟﺤﻀﻮر ﻓﺤﻜﻤﻮا ﱄ ﻓﻀﺤﻚ ورﺑﱠﺖ ﻋﲆ ﻛﺘﻔﻲ. »ﺗﺮﻛﺖ اﻟﻤﺪرﺳﺔ ويب ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺷﻌﻮر اﻟﻮﻟﺪ إذ ﻳﺨﺮج ﻣﻦ ﺣﺠ ِﺮ أﺑﻮﻳﻪ إﱃ ﺳﻔﺮ ﻃﻮﻳﻞ«. وﻫﺎ ﺣﺒﻴﺐ ﻣﺴﻌﻮد ﻳﺨﺺ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺷﺒﲇ ﺑﺼﻔﺤﺔ روى ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺤﻔﻠﺔ اﻟﺘﻲ أﻗﺎﻣﻬﺎ ﻟﻪ مبﻨﺎﺳﺒﺔ زﻳﺎرﺗﻪ وﻃﻨﻪ:١٥
»معلم يكرم تلميذه »ﻛﺎن ﺑﻴﻨﻲ وﺑني أﺳﺘﺎذي ﺷﺒﲇ ﺑﻚ ﻣﻼَط ﺻﻼت ﻛﺘﺎﺑﻴﺔ ﻗﺒﻞ أن ﻋﺪت إﱃ إرض ﲇ ﻣﺴﻠ ًّام ،ﻓﻌﺮﻓﺘﻪ وﻟﻢ ﻳﻌﺮﻓﻨﻲ. اﻵﺑﺎء واﻷﺟﺪاد ،ﻓام إن ﻋﻠﻢ ﺑﻘﺪوﻣﻲ ﺣﺘﻰ أﻗﺒﻞ ﻋ ﱠ وﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻜﻬﻮﻟﺔ اﻟﻤﺘﻔﺸﻴﺔ ﰲ ﺑﻌﺾ ﻣﻼﻣﺤﻪ ﻟﺘﺬﻫﺐ ﻣﻦ ﻧﻈﺮاﺗﻪ اﻟﺤﺎدة وﻗﺎﻣﺘﻪ ﺟﻴﻼ ﻣﻦ اﻟﺨﻴﺰراﻧﻴﺔ وﻣﺸﻴﺘﻪ اﻟﻄﺎووﺳﻴﱠﺔ وﻧﱪﺗﻪ اﻟﻔﺮﺿﻴﺔ .ﺣﻴﻴّﺖ اﻟﻤﻌﻠﻢ اﻟﺬي أﻧﺸﺄ ً أرﺑﺎب اﻟﺼﻨﺎﻋﺘني ،وﺻﺎﻓﺤﺖ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺬي ﺧ ﱠﻂ ﻣﻨﺎﻫﺞ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻘﺼﴢ ،وﻏﻨﻰ ﺑﻘﻮﻣﻪ وﻟﻐﺘﻪ ﻧﺼﻒ ﻗﺮنٍ وﺣﻤﻞ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﺸﻌﺮ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻘﻮد .أﻋﺎدين ﻫﺬا اﻟﻠﻘﺎء إﱃ ﺧﻼﻳﺎ اﻟﺬاﻛﺮة، اﻟﻤﻼط ﺗﺬﻛﺮتُ ﻋﻬ َﺪ ﻛﺎن ﻋﻬﺪ اﻟﺪراﺳﺔ ﰲ ﻣﻌﻬﺪ اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻓﻜﻨﺖ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﻮﺿ َﺤﺖ ﱄ ﻣﻌﺎﻟﻢ ّ ﺷﺎﻋﺮ اﻷرز ،وﻫﻮ ﰲ إﺑﺎن ﺳﺆدده اﻷديب ،ﻳﻠﻘّﻦ اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻟﺴﺎن اﻟﻌﺮب ،وﻳﺨ ﱡﻂ ﻟﻬﺎ ﴍﻋﺔ اﻟﻘﺮﻳﺾ ،وﻳﺘﻌﻬﺪ ﺗﻠﻚ اﻷﻏﺮاس اﻟﺘﻲ ﺻﺎرت ﺑﻌﺪ ﺣ ٍني أدوا ًﺣﺎ ﰲ ﺟﻨﺎن اﻷدب واﻟﺸﻌﺮ. (١٥ﻣﺴﻌﻮد :اﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ ص.٦٧٠ . ٣٠
»وأراد اﻟﻤﻌﻠﻢ أن ﻳﻜﺮم ﺗﻠﻤﻴﺬه اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻓﺪﻋﺎين وﻓﺮﻳﻘًﺎ ﻣﻦ اﻷدﺑﺎء إﱃ ﻣﺄدﺑ ٍﺔ ﰲ ﻣﻄﻌﻢ »ﻣﻨﺼﻮر« ﻋﲆ اﻟﺸﺎﻃﺊ اﻟﻠﺒﻨﺎين ﻓﻠ َﻬﻮﻧﺎ ﻋﻦ أﻃﺎﻳﺐ اﻟﻄﻌﺎم مبﻄﺎﻳﺐ اﻟﻤﺒﺎﺳﻄﺔ ﺣﺘﻰ ﺧﺘﻤﻬﺎ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻤﻀﻴﺎف ﺑﻬﺬه اﻷﺑﻴﺎت اﻟﻤﺮﺗﺠﻠﺔ اﻟﺘﻲ أُﻋﺪﻫﺎ ﺧري ﻣﺎ ﺣﻤﻠﺖ ﻣﻦ اﻟﺘﺬﻛﺎرات اﻟﺤﻠﻮة ﻣﻦ ﻣﺮاﺑﻊ اﻟﺼﺒﻰ: َ ً أديـــب مغتـــرب حـــول أديبـــا ٍ ِ # خصيــــب بــــمرتبع مجلتـهــــا ِ ٍ الغريـــب لســـان العـــرب فـــي البلـــد ِ مهيـــب قلـــم لـــه مـــن ِكل ذي ٍ ِ حبيـــب مســـعود تفاخـــر بأبـــن ٍ ِ ً فــــخـــــ ـ ًـارا أن ــه أب ــدا حبــيـــبـ ــي«
ً مجلـــس مـــا # ضـــم شـــم$ وأطيـــب ٍ رفيـــق »العصبـــة« الزهـــراء أنشـــا ً فجـــاءت تحفـــة روعـــاء تحيـــي ُ ْ ْ ً ْ ـــرم رفاقـــا متـــى نحفـــل بـــه نك َ ُ عصبتـــه وظلـــت وجـــه تبـــارك ِ حبيـــب كان تلميـــذي وحســـبي
ﻣﻼط ﺟﺎء ﻓﻴﻬﺎ:١٦ وﻓﻮر ﻋﻮدﺗﻪ إﱃ ﺳﺎن ﺑﺎوﻟﻮ و ﱠﺟﻪ ﺣﺒﻴﺐ ﻣﺴﻌﻮد رﺳﺎﻟﺔ إﱃ ﺷﺒﲇ ّ ﻣﻼط: »إﺳﺘﺎذي اﻟﻜﺒري ﺷﺒﲇ ﺑﻚ ّ ﲇ .ﺣﻘﻚ أن ﺗﺠﺪ وأن ﺗﻘﻮل ﱠﰲ ﻣﺎ ﻗﺎل ُ ﻣﺎﻟﻚ ﰲ اﻟﺨﻤﺮ .وﻟﻜ ﱠﻦ »إﻧﻚ وﻻ ﺷﻚ واﺟ ٌﺪ ﻋ ﱠ ﺣﻜﻤﺖ ﻣﺜﻼ ﻗﺪميًﺎ ﻳﻘﻮل ﻟﻠﻐﺎﺋﺐ ﻋﺬره .ﻻ أﺣﺎول أن أزﻋﺠﻚ ﺑﴪد اﻋﺬاري وﻗﺪ ﻫﻨﺎك ً ُ ﺣﻤﻠﺖ ﻣﻦ ﻋﲆ ﻧﻔﴘ ﺑﻨﻔﴘ وﺳﻠ ّﻤﺖ أﻣﺮي إﱃ ﺣﻠﻤﻚ اﻟﻮاﺳﻊ ورأﻳﻚ اﻟﻔﺎﺻﻞ .ﻟﻘﺪ ُ ﻟﺒﻨﺎن ﻛﺜ ًريا ﻣﻦ اﻟﺬﻛﺮﻳﺎت اﻟﻄﻴﺒﺔ اﻟﺘﻲ أﻋﺮﺿﻬﺎ ﻟﻴﻞ ﻧﻬﺎر ﰲ ﻣﺨ ّﻴﻠﺘﻲ ،وﻣﻦ ﺟﻤﻠﺘﻬﺎ اﺗﺼﺎﱄ ﺑﺎﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺬي ﻛﺎن وﻣﺎ ﺑﺮح ﻟﺴﺎن أﻣﺘﻪ اﻟﻔﺼﻴﺢ ،وﺑﺎﻟﻤﻌﻠﻢ اﻟﺬي ﺗﻠﻘّﻔﺖ ﻣﻨﻪ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﻤﻌﺮﺑﺔ .ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻏﺒﻄﺘﻲ اﻟﻜﱪى أين ﻟﻘﻴﺘﻪ ﻛام ﻋﻬﺪﺗ ُﻪ ﻳﺰﻗﻮ ﻓﻴﻔﺮض اﻹﺻﻐﺎء وﻳﻐﻀﺐ ﻓﻴﺠﻌﻞ اﻟﻨﺎس ﻛﻠﻬﻢ ﻏﻀﺎﺑﺎ… »واﻗﺒﻞ أﺧ ًريا أﺧﻠﺺ متﻨﻴﺎت ﺗﻠﻤﻴﺬك وﻣﺤﺒﻚ ْ ﺣﺒﻴﺐ ﻣﺴﻌﻮد ﺳﺎن ﺑﺎوﻟﻮ ٤ﻧﻴﺴﺎن .«١٩٥٠
(١٦ﻣﻦ ﻣﺤﻔﻮﻇﺎت اﻟﻤﺆﻟﻒ. ٣١
1 الفصل ا2ول
اﳌﻼط واﻟﱪازﻳﻞ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑـ »اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ« ّ
1 ّ شب Uم$ط و»العصبة ا2ندلسية«؟ ما نت مراحل التعاون ب G ﻧﴩت »اﻟﻌﺼﺒﺔ« ﰲ ﻋﺪد ﻛﺎﻧﻮن اﻷول ١٩٣٨ﻗﺼﻴﺪة »ﻋﺬراء ﺑﺎﻧﻴﺎس« اﻟﺘﻲ ﻛﺎن أﻟﻘﺎﻫﺎ ﺷﺒﲇ ﻫﻨﺎك ﻋﺎم ،١٩٣٨وﻧﴩت ﻣﻌﻬﺎ ﻛﻠﻤﺔ ﺗﻮ ّﺟﻪ ﺑﻬﺎ اﻟﺸﺎﻋﺮ إﱃ اﻟﺤﻀﻮر ﻗﺒﻞ اﻟﻤﻼط« ) (١٩٥٢ﺑﻞ اﻟﻤﻼط ﺑﻜﺎﻣﻠﻬﺎ ﰲ »دﻳﻮان ّ إﻟﻘﺎء ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ .وﻫﺬه اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻟﻢ ﻳﻨﴩﻫﺎ ّ اﻛﺘﻔﻰ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﻣﺨﺘﴫ ﻟﻠﻘﺼﻴﺪة. ﻫﻨﺎ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﺘﻘﺪﻳﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﻟﻘﺎﻫﺎ ﺷﺒﲇ ﰲ ﺑﺎﻧﻴﺎس ،أﻧﻘﺬﺗﻬﺎ »اﻟﻌﺼﺒﺔ« ﻣﻦ اﻟﻀﻴﺎع ﺑﻨﴩﻫﺎ )اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ – ﻛﺎﻧﻮن اﻷول – ١٩٣٨ﺻﻔﺤﺔ ٨٥٧وﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ(.
عذر ُاء SJنياس ﻣﻼط ﰲ ﺣﻔﻠﺔ ﻛﻠﻴﺔ »اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﺘﻲ أﻧﺸﺪﻫﺎ أُﺳﺘﺎذﻧﺎ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻤﺸﻬﻮر ﺷﺒﲇ ﺑﻚ ّ ﻨﴩ ﰲ ﻋﺪدﻫﺎ اﻟﻤﻤﺘﺎز. ﺑﺎﻧﻴﺎس اﻟﺴﻨﻮﻳﺔ اﻟﻜﱪى ،وﻗﺪ ﺷﺎء أن ﻳﻬﺪﻳﻬﺎ إﱃ »اﻟﻌﺼﺒﺔ« ﻟﺘُ َ وﻟﺴﻨﺎ ﻧﻌ ّﺮف ﺷﺎﻋﺮ اﻷرز إﱃ ﻗﺮاﺋﻨﺎ ،ﻓﻘﺼﺎﺋﺪه ﻣﺎ ﺑﺮﺣﺖ ﻣﺘﻌﺔ اﻷرواح ﻣﻨﺬ ﺛﻠﺚ ﻗﺮن .وﻗﺪ أﻟﻘﻰ اﻟﺸﺎﻋﺮ ،ﻗﺒﻞ إﻧﺸﺎد ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ،ﻛﻠﻤﺔ و ﱠﺟﻬﻬﺎ إﱃ اﻟﻨﺶء اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻣﻦ أﺑﻨﺎء اﻟﻔﻼﺣني اﻟﻤﺸﺘﻐﻠني ﰲ اﻷرض ﺑﺼﻔﺔ ﴍﻛﺎء ﻋﻨﺪ أﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ،وذﻛﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻤﺤﺔ ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ ﺑﺎﻧﻴﺎس اﻟﻘﺪﻳﻢ ّ دل ﺑﻬﺎ اﻟﺠﻤﻬﻮر اﻟﺤﺎﴐ ﻋﲆ ﻣﺎﺿﻴﻬﺎ اﻟﺒﻌﻴﺪ وﻫﺎ ﻫﻲ ﻧﺜﺒﺘﻬﺎ ﺑ ُﺮ ّﻣﺘﻬﺎ: ﻻ إﺧﺎﻟﻨﻲ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺒﻘﻌﺔ اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﻼد اﻟﻌﻠﻮﻳني إﻻ واﻗ ًﻌﺎ ﻋﲆ آﺑﺎء ﻋﻘﻼء ﻳﺘﺪﺑﺮون اﻟﻌﻮاﻗﺐ وﻻ ﻳﻨﺘﻘﻀﻮن ﻋﲆ ﻧﻈﺎم اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ. ﻗﻠﺖ :اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻷﻧﻪ ﻣﻨﺬ وﻗﻌﺖ ﻋﻴﻨﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻠﻜﺘْﻨﻲ روﻋﺔ وﺣﺴﺒﺘُﻨﻲ ﰲ ﻇﻼل ﺧامﺋﻞ زﺑﺪل وﻋﲆ ﺳﻮاﻗﻲ ﺷﺘﻮرة ﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎن ،وأﻏﺮاين وﺟﻪ اﻟﺸﺒﻪ ﺑﻴﻨﻬام ﻋﲆ اﻟﻨﺠﻮى، ودﻋﻮة اﻟﻘﻠﺐ اﻟﺨﺎﱄ إﱃ ذﻛﺮﻳﺎت اﻟﺸﺒﺎب واﻟﺤﺐ ﰲ ﻣﺮاﺑﻊ ذﻟﻚ اﻟﺠﺒﻞ اﻟﺬي وﻫﺒﺘْﻪ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻬ ْﺒﻪ ﻟﻐريه ﻣﻦ اﻟﺠامل واﻟﺴﺤﺮ واﻟﻔﻨﻮن. »وﻗﻠﺖ :اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻷين رﺟﻌﺖ ﺑﺎﻟﺬاﻛﺮة إﱃ ﻋﺎم ١٦١٢وﻻﺣﺖ ﻟﻨﺎﻇﺮي أﴍﻋﺔ ﺗﻘﻞ اﻟﺤﻤﻠﺔ اﻟﻤﺆﻟﻔﺔ ﻣﻦ أرﺑﻌﺔ ﻋﴩ أﻣري أﻣﺮاء واﻟﻤﻌﻘﻮدة اﻟﺴﻔﻦ ﻋﲆ ﺷﻮاﻃﻰء ﺑﺎﻧﻴﺎس ﱡ اﻟﻠﻮاء ﻟﻘﺎﺋﺪ أﺣﻤﺪ ﺑﺎﺷﺎ اﻟﺤﺎﻓﻆ ﻋﺪو اﻷﻣري ﻓﺨﺮ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻤﻌﻨﻲ أﻣري ﻟﺒﻨﺎن اﻟﺠﺒﺎر. ٣٢
ﻧﻌﻢ ،ﰲ ﻫﺬه اﻟﺒﻘﻌﺔ ﻧﺰﻟﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻮة اﻟﻜﺒرية ﺑﺨﻴﻠﻬﺎ ورﺟﻠﻬﺎ ﺗﺄمتﺮ ﻋﲆ اﻟﻨﻴﻞ ﻣﻦ ﻋﺰة ذﻟﻚ اﻷﺳﺪ اﻟﺬي ﴐﺑﺖ ﺳﻨﺎﺑﻚ ﺧﻴﻠﻪ إﱃ دﻣﺸﻖ وﺷﺪت أوﺗﺎر ﺧﻴﺎﻣﻪ ﻋﲆ ﻫﺎﻣﺔ ﻃﻴﺐ اﻟﺸﻬﺒﺎء. ﻧﻌﻢ ذﻛﺮتُ اﻟﻠﻴﻠﺔ ﻋﻬﺪ اﻟﻤﻌﻨﻲ وﻫﺰين اﻟﻔﺨﺮ ﺑﻠﺒﻨﺎن أﻣﺎم ﻣﺎ ﻫﻮ أﻋ ﱡﺰ ﻣﻦ ﺟﺒﻬﺔ اﻟﻠﻴﺚ وأﻣﻨﻊ ﻣﻦ ﻋﻘﺎب اﻟﺠﻮ ﺗﻨﺤﻨﻲ أﻣﺎﻣﻪ اﻟﺮؤوس وﺗﻌ ﱠﻔ ُﺮ ﻋﲆ أﻋﺘﺎﺑﻪ ﺟﺒﺎه اﻟﻄﺎﻣﻌني، وﻧﻈﺮت إﻟﻴﻪ اﻟﻴﻮم وإﱃ ﻣﺎ ﻳﺠﺮي ﺣﻮاﻟﻴﻪ ﻣﻦ ٍ ﻛﻴﺪ ﻓﺂﻟﻤﻨﻲ اﻟﻤﻮﻗﻒ وأﺷﺠﺘﻨﻲ اﻟﺬﻛﺮى واﻟﺬﻛﺮﻳﺎت ﻣﺜريات ﻟﻠﻈﻨﻮن! ﺛﻢ رﺟﻌﺖ ﺑﺎﻟﺨﺎﻃﺮ إﱃ أﺑﻌﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،إﱃ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ اﻟﻌﺮﻳﻖ ﰲ ِﻗﺪﻣﻪ ،وﻣﺮت أﻣﺎﻣﻲ ﻣﻮاﻛﺐ اﻟﻔﻴﻨﻴﻘﻴني واﻟﺮوﻣﺎن واﻟﻌﺮب واﻟﺼﻠﻴﺒﻴني وﻏريﻫﻢ ﻣﻤﻦ ﺗﻌﺎﻗﺒﻮا ﻋﲆ اﻟﻐﺎرات واﻟﻔﺘﻮح ،وﻧﻈﺮت إﱃ آﺛﺎرﻫﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺮون اﻟﻤﺘﻼﺷﻴﺔ ﰲ ﻫﺎوﻳﺔ اﻷﺑﺪ ﺗﱰاءى ﻋﲆ ﻫﻀﺎب ﺑﺎﻧﻴﺎس ﻛﺒﻘﻴﺔ اﻟﻮﺷﻢ ﰲ ﻇﺎﻫﺮ اﻟﺠﻠﻮد ،وﺳﻮاد اﻷﺛﺎﰲ ﰲ دوارس اﻟﻄﻠﻮل!! ذﻟﻚ ﻫﻮ ﺣﺼﻦ اﻟﻤﺮﻗﺐ وﻣﺎ ﻳﻨﺘﺼﺐ ﺑﻴﻨﻪ وﺑني ﻏريه ﻣﻦ اﻟﻤﺮاﺻﺪ واﻟﺤﺼﻮن اﻟﻘﺎمئﺔ ﻫﻴﺎﻛﻠﻬﺎ إﱃ اﻵن ،ﻣام ﻳﺪل ﻋﲆ أن ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ ﻗﺪ ﻟﻌﺐ دو ًرا ﺧﻄ ًريا ﰲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻷﻗﺪﻣني وﻛﺎن ﻗﻄ ًﺒﺎ ﺗﺪور ﺣﻮﻟﻪ ﺣﺮﻛﺎﺗﻬﻢ ﰲ ﺣﺎﻟﺘَﻲ اﻟﺴﻠﻢ واﻟﺤﺮب. ﺳامﻫﺎ اﻟﻘﺪﻣﺎء أﺑﻮﻟﻮﻧﻴﺎ وﻣﻦ َ ﺗﻌﻤﻖ ﰲ ﻣﻄﺎﻟﻌﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻳﺮى أن ﺑﺎﻧﻴﺎس ﻫﺬه ﻗﺪ ّ ﻧﺴﺒﺔ إﱃ »أﺑﻮﻟﻮن« إﻟﻪ اﻟﺸﻌﺮ واﻟﻔﻨﻮن اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ اﻟﺬي أﻗﻴﻢ ﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻌﺒﺪ ﻟﻌﺒﺎدﺗﻪ .وﻗﺎﻟﻮا ﻓﻴﻬﺎ »أﺑﻮﻟﻮﻧﻴﺎس« ،وأﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺼﻠﻴﺒﻴﻮن أﺳﻢ »ﭬﺎﻻﺑﻨﺎ« وﺳامﻫﺎ أﺑﻮ اﻟﻔﺪاء )ﺑﺎﻧﻴﺎس( وﻫﻲ ﺗﺤﺮﻳﻒ اﻻﺳﻢ اﻟﻴﻮﻧﺎين ،ووﺻﻔﻬﺎ ﰲ ﺗﺎرﻳﺨﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ» :إﻧﻬﺎ ذات أﺷﺠﺎر وﻓﻮاﻛﻪ ،وﻗﻴﻞ ﻋﻨﻬﺎ أﻳﻀً ﺎ ﰲ ﻣﻌﺠﻢ اﻟﺒﻠﺪان »ﺑﻠﻨﻴﺎس« وﺗﺴﻤﻰ أﻳﻀً ﺎ ﺑﺎﻧﻴﺎس .وﻫﻲ ﻏري ﺑﺎﻧﻴﺎس اﻟﺘﻲ ﰲ ﺟﻨﻮيب ﻟﺒﻨﺎن ،وﺧﻠﻂ اﻟﻨﺎس ﺑني اﻻﺳﻤني واﻟﺼﺤﻴﺢ أﻧﻬﺎ ﺑﺎﻧﻴﺎس واﻷﺧﺮى ﺑﻠﻨﻴﺎس. ﻗﺮأت ﻛﻞ ﻫﺬا ُﻣﻄﺎﻟ ًﻌﺎ ،ﻋﲆ أين ﻛﻨﺖ ﺧﻼل ﻣﻄﺎﻟﻌﺘﻲ أﻓﺘﺶ ﻋﻦ اﻟﻀﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ أَﻧْﺸُ ُﺪﻫﺎ وﻫﻲ ﻣﻮﺿﻮع ﺷﻌﺮي ،واﻟﺸﻌﺮ ﻳﻠﻌﺐ ﰲ اﻟﻨﻔﻮس أﻛرث ﻣام ﻳﻠﻌﺐ ﺑﻬﺎ اﻟﻨرث، وﻣﺎ زﻟﺖ ﻋﲆ ﺑﺤﺜﻲ وﺗﻔﻜريي ﺣﺘﻰ ﻋﺮﺿَ ﺖ ﱄ ﺣﺎدﺛﺔ وﻗﻌﺖ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ أﻣﺎم ﻣﻌﺒﺪ »أﺑﻮﻟﻮن« ﰲ أﺣﺪ أﻋﻴﺎده اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﺤﺘﻔﻲ ﺑﻬﺎ اﻟﻘﺪﻣﺎء ﻋﺒﺎد اﻟﺮﻣﻮز ،وﻫﻲ ﺣﺎدﺛﺔ ﻣﻦ ٣٣
1 الفصل ا2ول
اﳌﻼط واﻟﱪازﻳﻞ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑـ »اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ« ّ
ﻓﺄﻗﺒﻠﺖ أروع اﻟﺤﻮادث اﻟﺘﻲ أﻧﻘﺬت ﺑﺎﻧﻴﺎس ﻣﻦ ﺗﻘﻠﻴﺪ ذﻣﻴﻢ ﺗﺒﻨﺎه اﻟﺠﻬﻞ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﺰﻣﻦ، ُ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ أﺳﻠﻮب اﻟﻘﻮل اﻟﻤﻨﺜﻮر إﱃ أﺳﻠﻮب اﻟﻘﻮل اﻟﻤﻨﻈﻮم ،وﻫﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻌﺎﻟ ًﺠﺎ ﺣﺘﻰ ُ ١٧ ﻫﺬه اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﻌﻮن«. وﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،ﰲ اﻟﻌﺪد اﻟﺘﺎﺳﻊ )أﻳﻠﻮل –١٩٣٨ص (٦٩٩–٦٩٨ .ﻛﺘﺐ ﻳﻮﺳﻒ اﻟﺒﻌﻴﻨﻲ )ﻋﻀﻮ »اﻟﻌﺼﺒﺔ« اﻟﻤﻘﻴﻢ ﰲ ﺳﺎن ﺑﺎوﻟﻮ( ﻣﻘﺎﻻً أورد ﻓﻴﻪ ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﺑﻌﺾ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ اﻷدﺑﻴﺔ ﻟﺠﻬﺔ ﺗﺼﺤﻴﺢ أﺑﻮة إﺣﺪى اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ،ﺟﺎء ﻓﻴﻪ» :إن ﺻﺎﺣﺐ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻴﺲ ﻃﺎﻧﻴﻮس ﻋﺒﺪه ،ﻛام ﻳﺘﺒﺎدر إﱃ أذﻫﺎن اﻟﻘﺮاء ،ﺑﻞ ﻫﻮ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺒﻠﺠﻴيك اﻟﻜﺒري ﻣﻮرﻳﺲ ﻣﺎﺗﺮﻟﻨﻚ ،أرﺳﻠﻬﺎ زﻓﺮة ﺣ ﱠﺮى ﻋﲆ أﺛﺮ ﺟﻔﺎء ﺗ ََﺴ ﱠﻌﺮ ﺑﻴﻨ ُﻪ وﺑني ﺟﻮرﺟﻴﺖ ﻟﺒﻼن ،اﻟﻤﺮأة اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ واﻟﻤﻤﺜﻠﺔ اﻟﻤﺪﻫﺸﺔ اﻟﺘﻲ أﻟﻬﻤﺘﻪ ﻋ ﱠﺪة ﻣﺆﻟﻔﺎت ﺷﻌﺮﻳﺔ ﻣﻨﻬﺎ »اﻟﻬﻴﻜﻞ اﻟﻤﺪﻓﻮن« اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻗﻰ إﱃ أﻋﲆ اﻟﻤﺮاﻛﺰ ﰲ دوﻟﺔ اﻷدب اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ .وﺟﻮرﺟﻴﺖ ﻟﺒﻼن ﻋﺪا ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻣﻤﺜﻠﺔ رﺷﻴﻘﺔ ﻓﻬﻲ ﻣﻐﻨﻴﺔ ﻣﻦ ّ أرق ﻣﻐﻨﻴﺎت أوروﺑﺎ .أﻗﻮل ذﻟﻚ ﻷين ﺳﻤﻌﺘﻬﺎ ﺗﻨﺸﺪ ﺑﺼﻮﺗﻬﺎ اﻟﻤﺆﺛﺮ اﻟﺤﻨﻮن ﻓﺘﻐﻤﺮ اﻟﻘﻠﻮب مبﻮﺟﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﻮر اﻟﺒﻌﻴﺪ اﻟﻘﺮار .وإين ﻷذﻛﺮ ﻣﻦ ﺑني ﻣﺎ أﻧﺸ َﺪﺗﻪ ،وﻛﺎن ﻟﻪ ﺗﺄﺛري ﺷﺪﻳﺪ ﻋﲆ ﻋﻮاﻃﻔﻲ، اﻟﻤﻼط »ﺣﺮ ْﻣﺘَﻨﻲ اﻟﻤﻨﺎم« اﻟﺘﻲ ﻧﻘﻠﻬﺎ إﱃ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ اﻷدﻳﺐ اﻟﻠﺒﻨﺎين ﻗﺼﻴﺪة اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻜﺒري ﺷﺒﲇ ّ اﻟﻤﺸﻬﻮر ﺧرياﻟﻠﻪ ﺧرياﻟﻠﻪ وﺳامﻫﺎ »دﻣﻮع اﻟﺤﺐ« ).(Les larmes d’amour اﻟﻤﻼط أُوردﻫﺎ ﰲ ﻣﺎ ﻳﲇ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻼوة وﻋﺬوﺑﺔ: وﻫﺬه ﻣﻘﺎﻃﻊ ﻣﻦ ﻗﺼﻴﺪة ّ ْ حرم َتنـــي المنـــام وزادنـــي هيـــام ً عطفــا علــى كئيــب فـــي قلبـــه لهيـــب أميـــرة القلـــوب 2تظلم ــي الحبيب
يــا ناعـ َ ـس الجفــون ُ جمال ــك المص ــون يعيـــش بالوعـــود مــن جمــرة الصدود مليكـــة الجمـــال يـكــفــــــي د2ل
1 7 الحـــب وا2مـــل يلـــوح مـــا حمـــل
اليـــأس والفـــراق 7 رب الهـــوى وذاق
ﻣﻼط ،ص ،٢١٥ –٢١١ .ﺑريوت .١٩٥٢ (١٧ﺻﺪرت اﻟﻘﺼﻴﺪة ﰲ اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎين ﻣﻦ دﻳﻮان ﺷﺒﲇ ّ ٣٤
وﻳﻮﺳﻒ اﻟﺒﻌﻴﻨﻲ ﻛﺎن أﺻﻐﺮ اﻷﻋﻀﺎء ﺳ ًﻨﺎ ﰲ »اﻟﻌﺼﺒﺔ« ،ﻫﺎﺟﺮ إﱃ اﻟﱪازﻳﻞ ﺳﻨﺔ .١٨ ١٩٢٣وﺧﺼﻪ ﻋﻴﴗ اﻟﻨﺎﻋﻮري مبﺎ ﻳﲇ: »ﻳﻮﺳﻒ اﻟﺒﻌﻴﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ» :ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ أﻳﺎر ،١٩٤٩واﻟﱪاﻋﻢ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﺗﻔﺘﻘﻬﺎ ﻳﺪ اﻟﺮﺑﻴﻊ ﰲ اﻟﻜﻮن ﻓﺘﺰدان ﺑﻬﺎ اﻟﺴﻬﻮل واﻵﻛﺎم ،واﻟﺤﺪاﺋﻖ واﻷودﻳﺔ ،ﻗﺼﻒ اﻟﻤﻮت ﻏﺼ ًﻨﺎ ﻧﺪﻳٍّﺎ ﻳﺎﻧ ًﻌﺎ ،ﺳﺨ ٍّﻴﺎ ﺑﺎﻟﺜامر ،زاﻫ ًﻴﺎ ﺑﺎﻟﻨﴬة واﻟﺸﺒﺎب واﻟﺤﻴﺎة .ذﻟﻚ ﻫﻮ اﻷدﻳﺐ واﻟﺸﺎﻋﺮ ﻳﻮﺳﻒ اﻟﺒﻌﻴﻨﻲ ،ﻋﻀﻮ اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﰲ اﻟﱪازﻳﻞ ،وأﺣﺪ ﻧﻮاﺑﻎ اﻷدﺑﺎء اﻟﺸﺒﺎن ﰲ اﻟﻤﻬﺠﺮ اﻟﺠﻨﻮيب .وﻟﺪ ﰲ ﻗﺮﻳﺔ »اﻟﻬﺪﻳﻨﺔ« ١٩ﰲ ﺷامﱄ ﻟﺒﻨﺎن ﻋﺎم ،١٩٠٨وﻣﺎ ﻛﺎد ﻳﺤﺒﻮ إﱃ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﺮه ﺣﺘﻰ ﻓﻘﺪ واﻟﺪﺗﻪ ،ﻓﻌﺎش ﰲ رﻋﺎﻳﺔ أﺑﻴﻪ ،ودﺧﻞ ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﻤﺮميﻴني ﰲ ﺟﻮﻧﻴﻪ .وﰲ ﻫﺬه اﻟﻤﺪرﺳﺔ ﺑﺪأت ﺗﻈﻬﺮ ﺑﻮادر ﻧﺒﻮﻏﻪ ،وﺗﺒﴩ مبﺴﺘﻘﺒﻞ أديب ﻻﻣﻊ .وﻣﺎ ﻛﺎد ﻳﻄﺄ ﻋﺘﺒﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻋﴩة ﻣﻦ ﻋﻤﺮه ﺣﺘﻰ ﻏﺎدر ﻟﺒﻨﺎن ﻣﻬﺎﺟ ًﺮا إﱃ اﻟﱪازﻳﻞ ﻋﺎم .١٩٢٣ ﻓﻠﻤﺎ ﺗﺄﺳﺴﺖ اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﰲ ﻣﻄﻠﻊ ﻋﺎم ١٩٣٤اﻧﻀﻢ اﻟﻴﻬﺎ ،وﻟﻢ ﻳﻠﺒﺚ أن أﺻﺒﺢ ﻣﻦ أﺑﺮز أﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ،واﺳﺘﻤﺮ ﻳﻐﺬي ﻣﺠﻠﺘﻬﺎ »اﻟﻌﺼﺒﺔ« ﺑﺮواﺋﻊ ﻗﻠﻤﻪ ،ﻧ ًرثا وﺷﻌ ًﺮا ،ﺗﺄﻟﻴﻔًﺎ وﺗﺮﺟﻤﺔ ،ﺣﺘﻰ اﺧﱰﻣﺖ اﻟﻤﻨﻴﺔ ﺣﻴﺎﺗﻪ وﻫﻮ ﰲ اﻟﺤﺎدﻳﺔ واﻷرﺑﻌني .وﰲ ﺳﻨﻮاﺗﻪ اﻷﺧرية ﻛﻨﺖ ﺗﺠﺪ ﻟﻪ أﺣﻴﺎﻧًﺎ ﰲ اﻟﻌﺪد اﻟﻮاﺣﺪ ﻣﻦ »اﻟﻌﺼﺒﺔ« ﻣﻘﺎﻻت وﻣﻮاﺿﻴﻊ ﺗﺼﻞ أﺣﻴﺎﻧًﺎ إﱃ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻮاﺿﻴﻊ أو أﻛرث .وﻛﺎن ﻫﻮ ورﺋﻴﺲ ﺗﺤﺮﻳﺮﻫﺎ ﺣﺒﻴﺐ ﻣﺴﻌﻮد اﻟﻘﺎمئني ﻋﲆ ﺗﺤﺮﻳﺮﻫﺎ ﰲ اﻷﺷﻬﺮ اﻷﺧرية ﻣﻦ ﻋﻤﺮه .وﻗﺪ اﺧﺘﺎر ﻳﻮﺳﻒ ﻋﴩة ﻣﻦ أﺑﺮز أدﺑﺎء اﻟﺮاﺑﻄﺔ وﻏريﻫﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﻬﺠﺮﻳني ،ﻓﻜﺘﺐ ﻋﻨﻬﻢ دراﺳﺎت أدﺑﻴﺔ ﻛﺎن ﻳﻌﺘﺰم ﺟﻤﻌﻬﺎ ﰲ ﻛﺘﺎب »ﻋﴩة وﺟﻮه« ﻟﻜﻦ اﻟﻤﻮت ﻟﻢ ميﻬﻠﻪ رﻳﺜام ﻳﻜﻤﻞ دراﺳﺎﺗﻪ وﻳﺠﻤﻌﻬﺎ ﰲ ﻛﺘﺎب .وﻛﺎن ﻳﻮﺳﻒ ﻳﺠﻴﺪ إﱃ (١٨ﻋﻦ ﻳﻮﺳﻒ اﻟﺒﻌﻴﻨﻲ: – ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺿﻌﻮن :ذﻛﺮى اﻟﻬﺠﺮة ،ص ،٤٤١ .ﺳﺎن ﺑﺎوﻟﻮ .١٩٤٧ – ﺟﻮرج ﺻﻴﺪح :أدﺑﻨﺎ وأدﺑﺎؤﻧﺎ ﰲ اﻟ َﻤﻬﺎﺟﺮ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ. – اﻟﺒﺪوي اﻟﻤﻠﺜﻢ :اﻟﻨﺎﻃﻘﻮن ﺑﺎﻟﻀﺎد ﰲ أﻣريﻛﺎ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ. – ﻋﻴﴗ اﻟﻨﺎﻋﻮري :أدب اﻟﻤﻬﺠﺮ ،ص ،٥٥٢– ٥٥٠ .دار اﻟﻤﻌﺎرف مبﴫ .١٩٦٧ ﺧﺺ ﻳﻮﺳﻒ اﻟﺒﻌﻴﻨﻲ ﻗﺮﻳﺘﻪ اﻟﻬﺪﻳﻨﺔ مبﻘﺎل ﰲ »اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ« )اﻟﻌﺪد ،٤ﻧﻴﺴﺎن ،١٩٣٩ ّ (١٩ ص (٢٩٩–٢٩٣ .ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان »ﻣﻐﺎرة اﻟﻬﺪﻳﻨﺔ«. ٣٥
1 الفصل ا2ول
اﳌﻼط واﻟﱪازﻳﻞ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑـ »اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ« ّ
ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻠﻐ ِﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴ ِﺔ اﻟﻠﻐ َﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ درﺳﻬﺎ ﰲ ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﻔﺮﻳﺮ اﻟﻤﺮميﻴني ﰲ ﺟﻮﻧﻴﻪ، واﻟﱪﺗﻐﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻠﻤﻬﺎ ﰲ اﻟﱪازﻳﻞ .وﻛﺎن ﻛﺜري اﻟﻌﻜﻮف ﻋﲆ اﻟﻤﻄﺎﻟﻌﺔ ﰲ ﻫﺬه اﻟﻠﻐﺎت ﺳﻠﺴﺎ. أﻧﻴﺴﺎ ً اﻟﺜﻼث ،واﻟﱰﺟﻤﺔ ﻋﻦ اﻟﻠﻐﺘني اﻟﻐﺮﺑﻴﺘني .وﻛﺎن ﺑﻴﺎﻧﻪ ﻣﴩﻗًﺎ ﺻﺎﻓﻴًﺎ وأﺳﻠﻮﺑﻪ ً أﻣﺎ أﺧﻼﻗﻪ ﻓﻘﺪ أﺟﻤﻊ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻋﺮﻓﻪ ،وﻛﻞ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﻋﻨﻪ ،أﻧﻬﺎ ﰲ أﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى ﻣﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺪﻣﺎﺛﺔ واﻟﻠﻄﻒ واﻟﻮداﻋﺔ .وﻟﻴﺲ ﰲ وﺳﻌﻨﺎ أن ﻧﺴﱰﺳﻞ ﰲ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﻨامذج ﻣﻦ أدب ﻫﺬا اﻷدﻳﺐ اﻟﻨﺎﺑﻐﺔ اﻟﺬي اﺧﱰم اﻟﻤﻮت ﺣﻴﺎﺗﻪ ﰲ ﻋﻨﻔﻮان اﻟﺸﺒﺎب ﻗﺒﻞ متﺎم ﻧﻀﺠﻪ ،ﻓﺤﺴ ُﺒﻨﺎ اﻟﻤﻌﱪ ﻋﻦ ﻓﻴﺾ ﻣﻦ اﻟﻨﺒﻮغ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻜﻠﻤﺔ أن ﻧﻠﻔﺖ أﻧﻈﺎر اﻷدﺑﺎء اﻟﴩﻗﻴني إﱃ أدﺑﻪ ّ واﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ،واﻟﻘﻮة اﻟﺮوﺣﻴﺔ واﻷدﺑﻴﺔ«. وﺣني أﻋ ّﺪ ﺷﺒﲇ دﻳﻮاﻧﻪ ﻟﻠﻨﴩ ﺳﻨﺔ ١٩٥٢أﺷﺎر إﱃ ﻳﻮﺳﻒ اﻟﺒﻌﻴﻨﻲ مبﻘﻄﻊ ﻣﻦ رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻪ إﻟﻴﻪ ﰲ ٢٥ﺣﺰﻳﺮان :١٩٣٩ »ﻗﺮأت ﻣﺮة ﰲ ﻣﺠﻠﺔ »اﻟﻌﺼﺒﺔ« اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪر ﰲ اﻟﱪازﻳﻞ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻟﻔﻘﻴﺪ اﻷدب اﻟﻤﺮﺣﻮم ﻳﻮﺳﻒ اﻟﺒﻌﻴﻨﻲ ﺟﺎء ﻓﻴﻬﺎ أﻧﻪ ﻣﺮ ﺑﺒﺎرﻳﺲ وﺳﻤﻊ أﺷﻬﺮ ﻣﻐﻨﻴﺎﺗﻬﺎ ﺟﻮرﺟﻴﺖ ﻟﺒﻼن ﺗﻐﻨﻲ »دﻣﻮع اﻟﺤﺐ« ﻟﺸﺎﻋ َﺮﻳﻦ ﻟﺒﻨﺎﻧﻴني ﻓﺘﺬﻛﺮ ﻟﺒﻨﺎن وﺗﺮﻗﺮق اﻟﺪﻣﻊ ﰲ ﻋﻴﻨﻴﻪ .وﺗﺬﻛﺮت ﻟﻠﻤﻨﺎﺳﺒﺔ أن ﺑﻠﺒﻞ »اﻟﻌﺼﺒﺔ« اﻟﺪاﺋﻢ اﻟﺘﻐﺮﻳﺪ ﰲ ﺣﺪﻳﻘﺘﻬﺎ ،ﺻﺪﻳﻘﻲ وﻧﺴﻴﺒﻲ اﻟﻤﺄﺳﻮف ﻋﲆ ﺷﺒﺎﺑﻪ ﻳﻮﺳﻒ اﻟﺒﻌﻴﻨﻲ ،أرﺳﻞ إﱄ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﻨﺬ ﻋﻬﺪ ﻃﻮﻳﻞ ﻓﻘﻤﺖ إﱃ أوراﻗﻲ اﻟﻘﺪميﺔ أﺑﺤﺚ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻌرثت ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻋﺰ ﻋﲇ أن ﺗﻨﺪﺛﺮ ﻫﺬه اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ اﻟﺮﻗﻴﻘﺔ اﻟﻨﺎﻋﻤﺔ ﻓﻬﺎ إين أﺛﺒﺘﻬﺎ ﺑﺤﺮﻓﻴﺘﻬﺎ أﺛ ًﺮا ﻣﻦ آﺛﺎر اﻟﺒﻌﻴﻨﻲ اﻟﺨﺎﻟﺪة وﻫﻲ ﻫﺬه: »ﺳﻴﺪي اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻜﺒري :أﻣﻨﻴﺔ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻫﻮ ّﻣﺖ ﰲ ﻓﻀﺎء ﻧﻔﴘ ،وﻫﻲ أن أﻛﺘﺐ إﻟﻴﻚ ﻧﺎﻓﻀً ﺎ ﺑني ﻳﺪﻳﻚ ﻣﺎ أﺣﻤﻠﻪ ﺗﺤﺖ ﺟﻮاﻧﺤﻲ ﻣﻦ إﻋﺠﺎب وﺗﻘﺪﻳﺮ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﺸﺎﻋﺮﻳﺔ اﻟﺨﺎﻟﺪة اﻟﺘﻲ ﻧﴩت أﴍﻋﺘﻬﺎ اﻟﺴﺤﺮﻳﺔ ﻋﲆ آﻓﺎق اﻟﴩق ﰲ ﺳﺎﻋﺎت أﺣﺰاﻧﻪ وأﻓﺮاﺣﻪ ،ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴام ﺑﺄﴎار اﻟﺤﻴﺎة. ُ متﻨﻌﻨﻲ ﻋام أﺑﺘﻐﻲ وأرﻳﺪ ﻋﻮاﻣﻞ ﻗﺎﺳﻴ ٌﺔ ﻻ أﺧﱪك اﻵن ﻋﻨﻬﺎ ﻟﻜﻮﻧﻚ ً ﺳﺘﻘﻮل ﺑﻼ ﺷﻚ ﰲ ﻧﻔﺴﻚ َﻣﻦ ﻫﻮ ﻫﺬا اﻟﻤﺤ ّﺪث اﻟﺠﺪﻳﺪ ،وﻣﺎ اﻟﺬي ﺣﻤﻠﻪ ﻋﲆ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ إﱄ ﻣﺤﺮﻛًﺎ أﺣﻼﻣﻲ وأﺷﻮاﻗﻲ؟ أﻧﺎ ﻧﺴﻴﺐ ﻟﻚ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﺗﺪري ،ﻧﺴﻴﺐ ﻟﻘﺮﻳﺒﻚ أﻣني اﻟﺒﻌﻴﻨﻲ اﻟﻘﺎﻃﻦ ﰲ ﺑﻌﺒﺪا ،اﻟﺒﻠﺪة اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻠﻄﻴﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻔﻆ ﺑﺎﻟﻜﺜري ﻣﻦ ذﻛﺮﻳﺎﺗﻚ اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ. وﻗﺪ ﻛﻨﺖ أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﻛﺘﻢ ﻫﺬا اﻹﻋﺠﺎب ﰲ أﻋامق ﺻﺪري ﻛام ﻳﻜﺘﻢ اﻟﺠﺪول ﻫﻤﺴﺔ ٣٦
ﰲ ﺗﺠﺎﻋﻴﺪ ﻣﺎﺋﻪ ،أو ﻛام ﻳﺤﺒﺲ اﻟﺒﻠﺒﻞ أُﻏﺮودﺗﻪ اﻟﺤﻨﻮﻧﺔ ﰲ ﺣﻨﺠﺮﺗﻪ ،وﻟﻜﻨﻲ ﻟﻢ أﺳﺘﻄﻊ ﺑﻌﺪ أن أﻃﻠﻌﻨﻲ ﺣﺒﻴﺐ ﻣﺴﻌﻮد أﺧﻲ ورﻓﻴﻘﻲ ﰲ »اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ« ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺘﻜﻢ إﻟﻴﻪ، وﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ أﻟﻮان اﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﻣﺎ ﻳﻔنت وﻳﺪﻫﺶ. ﻣﻘﺎﻻ ﱄ ﺟﺌﺖ ﻓﻴﻪ ﻋﲆ ذﻛﺮك ،ﻣﻮر ًدا ﻟﻌﻠﻚ ﻗﺮأت ﰲ ﻋﺪد ﻣﻦ أﻋﺪاد »اﻟﻌﺼﺒﺔ« ً ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻘﺎﻃﻊ ﻣﻦ ﻗﺼﻴﺪﺗﻚ اﻟﻤﺆﺛﺮة »ﺣﺮ ْﻣﺘَﻨﻲ اﻟﻤﻨﺎم« ،ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﺣﺒﱠﺒﻬﺎ إ ّﱄ اﻟﻤﺮﺣﻮم ﺧرياﻟﻠﻪ ﺧرياﻟﻠﻪ ﺑﻌﺪ أن ﻧﻘﻠﻬﺎ إﱃ اﻹﻓﺮﻧﺴﻴﺔ ﻓﺘﻬﺎﻓﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ أﺑﻨﺎء اﻟﺤﺐ واﻟﻐﺮام. متﻨﻴﺖ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﻗﺮﻳ ًﺒﺎ ﻣﻨﻚ اﻵن ﻷﺳﻤﻊ ﻣﻨﻚ ﺧﱪ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﺘﻲ أﻗﻮل ﻫﺬا ،وﻛﻢ ُ ﻣﺎ ﻗﺮأﺗﻬﺎ ﻣﺮة ﺣﺘﻰ ﺗﺄﻛﺪ ﱄ أﻧﻬﺎ ﺗﻨﻄﻮي ﻋﲆ ﻗﺼﺔ اﺷﱰك ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻘﻠﺐ واﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ،أﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟ ﺣﺒﺬا ﻟﻮ ﺣﺪﺛْﺘَﻨﻲ ﻋﻨﻬﺎ ﻻ ﻷُرﴈ ﻧﻔﴘ اﻟﻤﺘﺴﺎﺋﻠﺔ دامئًﺎ ،وﺣﺒﺬا ﻟﻮ أﺧﱪﺗ َﻨﻲ أﻳﻀً ﺎ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺗﻚ اﻷدﺑﻴﺔ وﻋﻦ ﻣﺆﻟﻔﺎﺗﻚ .ﻓﺄﻧﺎ ،ﻋﲆ ﻛرثة ﻣﺎ أﻋﺮف ﻣﻦ أﺷﻌﺎرك ،ﻻ أﻣﻠﻚ ﻛﺘﺎﺑًﺎ واﺣ ًﺪا ﻣﻨﻚ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ .وﻛﻞ ﻣﺎ أﻋﺮﻓﻪ أن ﻷﻣري اﻟﺸﻌﺮاء دﻳﻮاﻧًﺎ واﺣ ًﺪا ﻳﺪﻋﻰ »دﻳﻮان اﻟﻤﻼط« .ﻓﻬﻞ ﻫﺬا ﺻﺤﻴﺢ؟ ﻻ اﻋﺘﻘﺪ أﻧﻚ ﺗﺒﺨﻞ ﻋﲇ ﺑﺤﺪﻳﺚ ﻣﻄﻮل أﺳﺘﻌني ﺑﻪ ﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻓﻌﻠﺖ أرﺟﻮ أن ﺗﺮﻓﻘﻪ ﺑﺮﺳﻤﻚ اﻟﺠﻤﻴﻞ ﻷﺣﺘﻔﻆ ﺑﻪ ذﺧ ًﺮا درس ﻋﻨﻚ ﰲ »اﻟﻌﺼﺒﺔ« .ﻓﺈذا َ ﰲ ﻣﻜﺘﺒﻲ وﻷﻧﴩه ﺳﺎﻋﺔ اﻟﺤﺎﺟﺔ .وأﺧﺘﻢ ﻫﺬه اﻟﺴﻄﻮر ﺑﺘﺤﻴﺔ ﻣﺘامزﺟﺔ ﺑﻌﻮاﻃﻔﻲ آﻣﻼ أن ﺗﻜﻮن ﻋﲆ أﺣﺴﻦ ﺣﺎل ﻣﻊ اﻟﻌﻴﻠﺔ اﻟﻌﺰﻳﺰة .ﺳﻼﻣﺎيت اﻟﻜﺜرية وﺷﻌﻮري وﺗﻘﺪﻳﺮي ً ﻟﻸﺑﻨﺎء اﻟﻜﺮام ،واﻟﻠﻪ ﻳﺒﻘﻴﻚ ذﻛ ًﺮا ﻟﻘﻠﻮﺑﻨﺎ وﻋﻠ ًﻤﺎ ﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺸﻌﺮ. »ﺣﺒﻴﺐ ﻣﺴﻌﻮد ﻳﻬﺪﻳﻚ أﺣ ّﺮ ﻋﻮاﻃﻔﻪ وأﺻﺪق إﻋﺠﺎﺑﻪ. ﻟﻚ ﺑﺎﺣﱰام ﻳﻮﺳﻒ اﻟﺒﻌﻴﻨﻲ ٢٥ﺣﺰﻳﺮان «١٩٣٩ وﰲ اﻟﻌﺪد اﻟﻤﻤﺘﺎز )اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ – ﻛﺎﻧﻮن اﻷول – ١٩٣٩ص (٧٦٥–٧٦١.ﺻﺪرت ﻟﺸﺒﲇ ﻗﺼﻴﺪة »وﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ اﻵداب ﻏﺮزت ﺷﺒﺎﺑﻪ« )ﺻﻔﺤﺔ (٧٣٤وأﻟﺤﻘﺘﻬﺎ اﻟﻤﺠﻠﺔ ﻧﺼﻬﺎ ﺿ ًﻨﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻀﻴﺎع: مبﺮاﺳﻠﺔ ﻣﻌﻪ ،ﻫﻨﺎ ﱡ ٣٧
1 الفصل ا2ول
اﳌﻼط واﻟﱪازﻳﻞ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑـ »اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ« ّ
»شاعر لبنان دثنا »أﻃْﻠﻌﻨﺎ أﺧﻮﻧﺎ ﰲ اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻷدﻳﺐ اﻟﺒﺎرز ﻳﻮﺳﻒ اﻟﺒﻌﻴﻨﻲ ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻼط ﻋﺎرﺿً ﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻌﺾ دﺧﺎﺋﻞ ﻧﻔﺴﻪ وﺑﺎﺳﻄًﺎ ﺷﻴﺌًﺎ ﻧﻔﺤ ُﻪ ﺑﻬﺎ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻠﺒﻨﺎين اﻟﻜﺒري ﺷﺒﲇ ّ ﻣﻦ ﺣﻮادﺛﻪ وذﻛﺮﻳﺎﺗﻪ اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺸﻮق ﻛﻞ ﻗﺎرئ اﻟﻮﻗﻮف ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻌﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻤﻼط أﺣﺪ أﻋﻼﻣﻪ اﻟﺨﻔﺎﻗﺔ .وﻗﺪ اﺳﺘﺄْذﻧّﺎ اﻷدب اﻟﻌﺮيب اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺬي ﻣﺎ ﺑﺮح أﺳﺘﺎذﻧﺎ ّ ﺻﺪﻳﻘﻨﺎ اﻟﺒﻌﻴﻨﻲ ﰲ ﻧﴩ اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺘﺎﱄ ﻓﺄﺟﺎﺑﻨﺎ إﱃ رﻏﺒﺘﻨﺎ. اﻃﻠﻌﺖ ﰲ »اﻟﻌﺼﺒﺔ« ﻋﲆ ﻣﻘﺎﻟﻚ ،ﺷﻌﺮت ﺑﺤﻨني إﻟﻴﻚ ،وﻋﺎدين ﺣﺰين »… ﻣﻨﺬ ُ ﻫﻤﻤﺖ ﻣﺮا ًرا اﻷﻟﻴﻢ ﻋﲆ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﻓﻘﻴﺪ اﻟﻤﺮو َءة واﻟﻮﻓﺎء واﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺧرياﻟﻠﻪ ﺧرياﻟﻠﻪ! وﻗﺪ ُ مبﺮاﺳﻠﺘﻚ واﻟﺘﻌ ﱡﺮف إﻟﻴﻚ ،وﻣ ﱠﺮت اﻟﺸﻬﻮر ﺑﺤﻮادﺛﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﴫﻓﻨﻲ ﻋﻦ ﻏﺎﻳﺘﻲ ،وﻟﻜﻨﻚ ووﻗﻔﺖ ﻋﲆ رﻗﺔ ﺷﻌﻮرك، ﺗﻠﻘﻴﺖ رﺳﺎﻟﺘﻚ اﻟﺴﺎﺣﺮة اﻟﻄﻴﺒﺔ، ﻇﻠﻠﺖ ﻗﻴﺪ ﻓﻜﺮي ﺣﺘﻰ ُ ُ َ َ وأدﺑﻚ اﻟﺠﻢ ،ﻓﺄﺧﺬت أﻛﺘﺐ إﻟﻴﻚ ﺟﻮايب ﻫﺬا ﺑﺪون ﺗﺤﻔﻆ ﻣﺠﻴ ًﺰا ﻟﻨﻔﴘ اﻟﺘﺤ ﱡﺪث إﻟﻴﻚ، ﻣﺜﻼ واﻟﺤﺪﻳﺚ ﻃﻮﻳﻞ :ﻓﺈذا ﺳﺄﻟﺖ ﻋﻦ ﻣﻜﺎين اﻟﻴﻮم ،ﻋﻠﻤﺖ أﻧﻪ ﰲ ﻛام أﺗﺤﺪث إﱃ ﺣﺒﻴﺐ ً ﻣﺼﻴﻒ ﺧﺎص ﱄ ﺑﻀﺎﺣﻴﺔ ﺑﻌﺒﺪا وﻫﻮ ﻣﻨﻔﺮد ﻋﻦ اﻟﺨﻠﻖ ،ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ اﻟﺠﻠﺒﺔ واﻟﻀﻮﺿﺎء ،ﻗﺪ ﺑﻨﻴﺖ ﻓﻴﻪ ﺑﻴﺘﻲ إﱃ ﺳﻔﺢ ﺣ ْﺮج ﻣﻌﺮوف ﺑﺎﻟﻘﻠﻌﺔ وﻫﻮ ﻛﻨﺎﻳﺔ ﻋﻦ أدﻏﺎل ﻣﺸﺘﺒﻜﺔ ﺑﺄﺷﺠﺎر اﻟﺴﻨﺪﻳﺎن واﻟﺼﻨﻮﺑﺮ واﻟﺒﻄﻢ واﻟﺨﺮوب واﻟﺰﻳﺘﻮن ﻳﺘﺨﻠﻠﻬﺎ اﻟﺸﻮك واﻟﻮزﱠال ﺗﺤﻴﻂ مبﻨﺰﱄ وﺷامﻻ وﻏﺮﺑًﺎ ،أﻣﺎ ﺟﻬﺔ اﻟﴩق اﻷﻣﺎﻣﻴﺔ ﻓﻬﻲ أﺷﺒﻪ ﺑﻮادي اﻟﻤﻨﺎزي اﻟﺸﺎﻋﺮ ،ﺻﺎﺣﺐ ً ﻗﺒﻠ ًﺔ أيب اﻟﻌﻼء اﻟﻘﺎﺋﻞ» :وﻗﺎﻧﺎ ﻟﻔﺤﺔ اﻟﺮﻣﻀﺎء وا ٍد…« ،وﻫﻮ ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﲆ روﺿﺔ ﻏﺮﺳﺘُﻬﺎ ﺑﻴﺪي ﺟﻞ اﻫﺘامﻣﻲ ﺣﺘﻰ ﺟﻌﻠﺘﻬﺎ ﻏﻨﺎء ،وارﻓﺔ اﻟﻈﻼل ،ﻻ ﻣﻠﺠﺄ ﱄ ﺳﻮاﻫﺎ ﻣﻦ وﴏﻓﺖ إﻟﻴﻬﺎ ّ ﺿﺠﺔ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ،وﻻ ﻣﺆﻧﺲ ﱄ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻮى ﻫﻴﻨﻤﺔ اﻟﻨﺴﻴﻢ ،وﺧﺮﻳﺮ اﻟﻤﺎء وزﻗﺰﻗﺔ اﻟﻌﺼﺎﻓري، ﺑﻮاﺳﻖ اﻟﻨﺨﻞ اﻟﻤﺘﻤ ّﻮﺟﺔ ﺳﻌﻔﻬﺎ، وﻏﻨﺎء اﻟﺒﻼﺑﻞ ﰲ ﻣﻄﻠﻊ ﻛﻞ ﻓﺠﺮ ،وأﺣﺐ أﺷﺠﺎرﻫﺎ ﻋﻨﺪي ُ واﻟﻤﻌﻴﺪة إﱃ ﺧﺎﻃﺮي ذﻛﺮى ﺳﻌﺪ زﻏﻠﻮل ،ذﻟﻚ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻌﻈﻴﻢ اﻟﺨﺎﻟﺪ اﻷﺛﺮ ،واﻟﻜﺮﻳﻢ اﻟﺠ ّﻮاد اﻟﺬي أﻫﺪى إ ﱠﱄ ﻣﻨﻬﺎ مثﺎﻧني ﻧﺨﻠﺔ ،ﺑﻌﺪ أن أﻧﺸﺪتُ ﻗﺼﻴﺪيت »ﻓﻢ اﻟﻤﻴﺰاب« ﺳﻨﺔ ١٩٢٧ﰲ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﻣﺒﺎﻳﻌﺔ ﺷﻮﻗﻲ ﺑﺈﻣﺎرة اﻟﺸﻌﺮ ،وﻗﺒﺎﻟﺘﻲ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻤﻜﺎن اﻟﻤﻨﺰل ﴎاي ﺑﻌﺒﺪا ،ﻋﺎﺻﻤﺔ ﻟﺒﻨﺎن اﻟﻘﺪﻳﻢ ،وﻻ أدري إذا ﻛﻨﺖ ﺗﺬﻛﺮ ﻋﻈﻤﺔ ﻟﺒﻨﺎن اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ،ﻋﲆ ﺑﺴﺎﻃﺔ اﻟﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ ،وﺗﻠﻚ اﻟﻌﻈﻤﺔ ﻻ ﺗﺰال ﻣﺎﺛﻠﺔ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺜﻮل ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﴪاي اﻟﺘﻲ ﺗﺤ ّﻮﻟﺖ ٣٨
رﺟﻌﺖ ﺑﺬﻛﺮﻳﺎيت إﱃ ﻋﻬﺪ ﻣﻦ ﻋﺰﻫﺎ اﻟﻐﺎﺑﺮ ،إﱃ ﻣﺮﻛﺰ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻟﻴﺲ ّإﻻ ،وﻛﻠﻤﺎ ﺗﺄﻣﻠﺘُﻬﺎ ُ اﻟﻤﺘﴫﻓﻴﺔ ،ذﻟﻚ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺬﻫﺒﻲ اﻷﺳﺤﺎر واﻵﺣﺎل أﻳﺎم ﻛﺎن ﻳﺘﻤﺘﻊ ﻟﺒﻨﺎن ﺑﺄوﺳﻊ اﻣﺘﻴﺎز ﻋﺮﻓﻪ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،وﻫﻮ ﻋﲆ رﻏﻢ ﻗﻠﺔ ذات ﻳﺪه ،ﻛﺎن ﻗﺎﻧ ًﻌﺎ مبﺎ ﻳﺴﻮده ﻣﻦ ﻫﺪوء وﺳﻜﻴﻨﺔ ،راﺿ ًﻴﺎ مبﺎ ﻗﺴﻢ ﻟﻪ ﻣﻦ اﺳﺘﻘﻼل أو ﺷﺒﻪ اﺳﺘﻘﻼل ﻳﺤﺴﺪه ﻋﻠﻴﻪ ﺟرياﻧﻪ أﺑﻨﺎء اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻌﺜامﻧﻴﺔ، اﻟﺮازﺣﻮن ﺗﺤﺖ ﻧري اﻟﱰيك اﻟﺜﻘﻴﻞ .ﻧﻌﻢ ﻛﻠﻤﺎ ﻧﻈﺮت إﱃ ذﻟﻚ اﻟﺒﻨﺎء اﻟﻌﺎﱄ اﻟﻤﺸﻤﺨﺮ ﻓﻮق متﻨﻴﺖ ﻟﻮ ان ذﻟﻚ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺤﻤﻲ أﺑﻨﺎءه ﻟﻢ ﻗﻤﺘﻪ واﻟﺮاﻣﺰ إﱃ وﺣﺪة ﻟﺒﻨﺎن، ُ ﺗﻌﺒﺚ ﺑﻪ ﻳﺪ اﻷﻗﺪار ،وﺗﻠﻚ اﻟﻤﻌﻴﺸﺔ اﻟﻌﺎﺋﻠ ّﻴﺔ ﺣﻜﻮﻣﺔ وﺷﻌ ًﺒﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﻘﺒﻬﺎ اﻟﻔﻮﴇ اﻟﺤﺎﴐة، وﻻ رأﻳﻨﺎ ﻣﻘﺪراﺗﻨﺎ ﰲ أﻳﺪي ﻣﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﰲ اﻷﻣﺲ ﻳﺘﻤﻨﻮن زوال ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻌﻤﺔ اﻟﻤﺴﺒﻐﺔ ﻋﲆ ﺳﻮاﺣﻞ ذﻟﻚ اﻟﺠﺒﻞ وﻫﻀﺎﺑﻪ ،واﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻧﻌﺮف ﻟﻬﺎ ﻗﻴﻤﺔ ﺣﺘﻰ ﻓﻘﺪﻧﺎﻫﺎ ،وﴏﻧﺎ ﻛﻠﻤﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻧﻬﺮع إﱃ اﻟﺘﻔﺘﻴﺶ ﻋام إذا ﻛﺎن ﻓﻴﻬﺎ رﺟﻞ ﻟﺒﻨﺎين ،ميﻠﻚ ﺷﻮاﻋﺮ اﻟﻌﻄﻒ ﻋﲆ ﻟﺒﻨﺎن، وﰲ ﺟﻨﺒﻴﻪ روح ﺣﺴﺎﺳﺔ ﻟﺘﺘﺄﻟﻢ ﻷﻟﻢ إﺧﻮاﻧﻪ وﺗﻔﺮح ﻟﻔﺮﺣﻬﻢ .ذﻟﻚ ﻫﻮ ﺷﺄين ﰲ ﻋﺰﻟﺘﻲ، وﺗﻠﻚ ﻫﻲ ﺗﺄﻣﻼيت ﰲ وﺣﺪيت ،وﻗﺪ ﺑﻠﻴﺖ ﻋﲆ ﻃﻮل ﻣﺎ اﺧﺘﱪت ﺑﺪاء اﻟﺤﺬر ﻣﻦ اﻟﻨﺎس اﻋﻮج ﻣﻦ اﻷﺧﻼق ،وﺑﺈﺻﻼح ﻣﺎ ﻓﺴﺪ ﻣﻦ اﻟﻨ ّﻴﺎت ،ﻣﺴﺘﻌﻴﺬًا ﺑﺎﻟﻠﻪ وﻗﻠﺔ اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﻣﺎ ﱠ ﻣﻦ اﻟﻔﻮﴇ اﻟﻀﺎرﺑﺔ أﻃﻨﺎﺑﻬﺎ وﻗﺪ اﺳﺘﻔﺤﻞ أﻣﺮﻫﺎ ﻋﲆ ذوي اﻷﻣﺮ .وﻗﺪ أﺻﺎﺑﻨﻲ ﻣﻦ ذﻟﻚ رﺷﺎش ،ﺑﻴﻨام أﻧﺎ ﻋﺎﻣﻞ ﻣﻨﺬ ﻧﺸﺄت إﱃ اﻟﻴﻮم ﻋﲆ ﺧﺪﻣﺔ ﻗﻮﻣﻲ واﻷدب مبﺎ اﺳﺘﻄﻌﺖ ،ﺳﻮاء ﻛﺎن ﻣﻦ وﺟﻬﺔ اﻷدﺑﺎء وﻣﻦ وﺟﻬﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ .ﺗﻠﻚ ﻫﻲ ﻣﻮاﻗﻔﻲ اﻷدﺑﻴﺔ ﰲ اﻷﻗﻄﺎر اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، وﺗﻠﻚ آﺛﺎر ﻧﻔﻮذي ﰲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻟﺒﻨﺎن أﻳﺎم اﻟﺤﺮب اﻟﻜﱪى ،وﻣﺎ ﺻﻨﻌﺘﻪ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﻴﻞ اﻟﺬي ٍ اﺣﱰﻓﺖ اﻷدب إﱃ ﺟﺎﺣﺪ ﻣﻄﺎول .وأراين ﻣﻨﺬ أﻧﺞ ﻣﻦ ُ أﻳﺪﺗﻪ اﻟﺸﻮاﻫﺪ .وﻣﻊ ﻛﻞ ذﻟﻚ ﻟﻢ ُ اﻟﻴﻮم ،ﻛﻠﻤﺎ وﻗﻔﺖ وﻗﻔ ًﺔ ﻋﲆ ﻣﻨﱪ ووﻓﻘﻨﻲ ﺑﻬﺎ اﻟﻠﻪ ،ﻫﺎﺟﻤﻨﻲ ﻗﺼري ﻣ ﱠﺪ ٍع وﺿﻌﻴﻒ ﻣﻘﺎ ٍو. أﻟﺴﺖ وﺳﻴﺄيت ﻳﻮم ،وﻻ أﻇﻨﻪ ﺑﻌﻴ ًﺪا ،ﺗﺴﺘﻌﺮﺿﻮن ﻓﻴﻪ اﻷدﺑﺎء اﻟﺠﺮﻳﺌني ﺗﺤﺖ ﻫﺬه اﻟﺴامءُ . ﺳﻨﺔ ١٩١٣اﻟﻘﺎﺋﻞ ﻋﲆ ﻣﻨﱪ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﻤﴫﻳﺔ ﰲ ﺣﻔﻠﺔ ﺗﻜﺮﻳﻢ ﺧﻠﻴﻞ ﻣﻄﺮان ،وﻛﻨﺖ أول ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻠﺪوﻟﺔ اﻟﻌﺜامﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺜﻞ اﻷدب اﻟﻠﺒﻨﺎين ﰲ اﻟﺒﻼد اﻟﻤﴫﻳﺔ ،أﻟﺴﺖ اﻟﻘﺎﺋﻞ وﻗﺪ ُ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻌﻬﺪ وﺳﻴﺎﺳﺘﻬﺎ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ: َ شـــقيت ليـــوم تقســـم وخصـــام ً # حـــن الحمـــام مطوقـــا لحمـــام
اللــه لطفــك يـــــــــــــــا كريــم بأمـــــ ٍـة # حنـــت إلـــى البســـفور باكيـــة كمـــا ٣٩
1 الفصل ا2ول
اﳌﻼط واﻟﱪازﻳﻞ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑـ »اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ« ّ
1 تبكـــي انقســـام رجالهـــا ا2عـــ$م ليـــد الض$لـــة ّ أيمـــا استســـ$م مهنـــد صمصـــام يخلـــق لغيـــر ٍ
واللـــه مـــا تبكـــي الحظـــوظ وإنمـــا خالـــق واستســـلموا قذفـــوا بهـــا مـــن ٍ فأضاعــت الجيــش السياســة وهــو لــم
ﺧﻔﺖ اﻧﺘﻘﺎﻣﻬﺎ ،ﻣﻊ أين ﻣﺄﻣﻮر ﺑﺴﻴﻂ ﻟﺒﻨﺎين ﻋﺜامين ﻗﻠﺖ ﻫﺬا وﻟﻢ أرﻫﺐ اﻟﺪوﻟﺔ وﻻ ُ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﺤني ،وﻛﺎﻧﺖ ﻧﻔﺨﺔ ﺑﻞ أﻗﻞ ﻣﻦ ﻧﻔﺨﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﻘﻀﺎء ﻋﲆ ﻣﺜﲇ .ﺛﻢ ﺟﺎ َءت أﻳﺎم اﻟﺤﺮب وأﻫﻮاﻟﻬﺎ ﺳﻨﺔ ،١٩١٤وﻛﺎن اﻟﻄﺎﻏﻴﺔ ﺟامل ﺑﺎﺷﺎ ﻛام ﺗﻌﻠﻢ ،وﻛﺎن اﻟﻤﺘﻤﻠﻘﻮن واﻟﻤﺘﺰﻟﻔﻮن ﻣﻦ أﺻﺤﺎب اﻷﻗﻼم وﻣﻦ ﻛﻞ ﻛﺒري ،ﻓﻬﻞ ﻗﺮأت ٍ ﻷﺣﺪ ﻏري ﻣﻤﻦ ﺣﺮﻗﻮا ﻟﻪ وﻳﻨﺺ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺒﺨﻮر ﻗﺼﻴﺪ ًة ﻳﺨﺎﻃﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﺎﻋﺮﻫﺎ ذﻟﻚ اﻟﻨﻤﺮود ﻣﺨﺎﻃﺒﺔ اﻟﻨ ّﺪ ﻟﻠﻨﺪ ،ﱡ اﻟﻨﺼﺎﺋﺢ ﺳﻮى اﻟﻘﺎﺋﻞ ﻫﺬا: َأج َمـــال والتاريـــخ دونـــك ماثـــل 1 تحيـــا بـــه ا2جيـــال بعـــد فنائهـــا 1 # تتمثـــل ا2عمـــال فيـــه كأنهـــا ً# ُ قـــرة مـــلء النواظـــر فجميلهـــا م ـ #ـر العظ ــام عل ــى الحي ــاة وح ــاذروا ً س ــاموا الش ــعوب سياس ــة دل ــت عل ــى
بصحائـــف بيضـــاء أو ســـوداء ٍ فـــداء وتظـــل خالـــدة بـــدون ِ 7 تمـــر أمـــام عيـــن الرائـــي صـــور 1 فـــذاء ضـــرب مـــن ا2 وقبيحهـــا ٌ ِ ً ا2ســـواء أثـــرا مـــن أن يتركـــوا ِ الوضـــاء عـــدل ¤ا2لـــه وشـــرعه ِ
وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻳﺪه ﻗﺪ اﻧﻐﻤﺴﺖ ﺑﻌ ُﺪ ﰲ دﻣﺎ ِء ﺷﻬﺪاء ﺑﻼدي ،وﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﻘﺼﻴﺪة أﻧﻪ ﺑﻌﺚ ﻣﻦ اﻟﺸﺎم ﺑﻜﻤﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﻨﻄﺔ وﻣﻘﺪا ًرا ﻣﻦ اﻟﻤﺎل إﱃ ﻓﻘﺮاء ﻟﺒﻨﺎن .وﻛﺎن اﺳﺘﻬﻼﻟﻬﺎ: مـــا # رص ْعتـــه مدامـــع الفقـــراء
أغلـــى الثنـــا فـــي مذهـــب الشـــعراء
داﻓﻌﺖ ﺑﻬﺎ ﻋﻦ ﻟﺒﻨﺎن ﻳﻮم ﺷﺎع أن اﻟﺪوﻟﺔ ﻋﺎزﻣﺔ وﻟﻢ أﻧﻈﻢ ﻓﻴﻪ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺳﻮى أﺑﻴﺎت ُ ﻋﲆ ﺳﻮق ﺷﺒﺎﺑﻪ إﱃ اﻟﺤﺮب .ﺛﻢ اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻷﺧرية ﺣﻴﻨام اﻧﺘﺪﺑﺘﻨﻲ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن إﱃ متﺜﻴﻞ ﻟﺒﻨﺎن ﰲ ﻓﻠﺴﻄني ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻏﺰة ﺑني اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻌﺜامين واﻹﻧﻜﻠﻴﺰ ،وإﻧﻚ ﻟﱰى ذﻛﺮ ذﻟﻚ ﰲ دﻳﻮاين. ﻣﺜﻼ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﺆﺛﺮ اﻟﻜﻼم ﰲ ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﺘﻲ ﻋﲆ أين أروي ﻟﻚ ﺑﻬﺬا اﻟﺼﺪد ً ﻃﻠﺒﺖ ﺣﻼﻗًﺎ ﻳﺸﺨﺺ إﻟﻴﻬﺎ اﻟﻨﺎس ،وﻫﻮ أين ﰲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﱄ ﻋﲆ إﻧﺸﺎد ﻗﺼﻴﺪيت ﰲ ﻓﻠﺴﻄني ُ ٤٠
ﻗﺎﺋﻼ وﻫﻮ ﻻ ﻗﺼﻪ ﺷﻌﺮي ﺳﺄﻟﻨﻲ ً إﱃ ﻓﻨﺪق »وﺳﺖ« ﻓﺠﺎ َءين ﺷﺎب ﻓﻘري اﻟﺤﺎل وﰲ ﺧﻼل ّ ﻳﻌﺮﻓﻨﻲ :ﻣﻦ ﻫﻮ ﻳﺎ ﻣﻮﻻي ذﻟﻚ اﻟﻤﻼك اﻟﺬي ﺟﺎء ﻳﻄﻠﺐ اﻟﺨﺒﺰ ﻟﻠﺒﻨﺎن؟؟ »ﻓﻌﺮﻓﺖ أﻧﻪ ﻟﺒﻨﺎين … ﻓﺘﺄﺛﺮتُ . ُ اﻧﺘﻬﻴﺖ إﱃ ﻫﻨﺎ ﻛﺎ ٍّرا ﰲ رﺳﺎﻟﺘﻲ ﻛ ّﺮة واﺣﺪة ،وأﻧﺎ ﻻ أدري ﻣﺎ اﻟﺬي ﺣﻤﻠﻨﻲ ﻋﲆ ﻫﺬا اﻻﻧﻄﻼق .وﻟﻌﻞ اﻟﺴﺒﺐ ﻫﻮ ﻋﻈﻢ اﻟﺜﻘﺔ اﻟﺘﻲ أوﺣﻴﺘَﻬﺎ إ َﱄ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻚ ،واﻟﻘﻮة اﻟﺴﺤﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﺬﺑَﺖ ﻗﻠﻤﻲ إﻟﻴﻪ ،ﻓﻜﺘﺒﺖ إﻟﻴﻚ واﺛﻘًﺎ ﻏري ﻣﺘﺤﻔﻆ وﻻ ﻣﻨﻤﻖ وﻻ ﻣﺤﻘﻖ ،وأﻧﺎ أﻋﻠﻢ أﻧﻚ واﻟﺤﺒﻴﺐ ٢٠ﻣﻦ ﺑﺪور ﺗﻠﻚ »اﻟﻌﺼﺒﺔ« اﻟﻤﴩﻗﺔ ﰲ ﺳام ِء اﻟﻌﻠﻢ واﻷدب واﻟﻔﻦ ﺳﺘﻄﺒﺨﺎن ﻟﺸﻴﺦ ﻣﺜﲇ ،وﻗﺪ ﺿﺎق ﺻﺪره وﻗﻞ ﺟﻠﺪه وأﻛﻞ ﻗﻠﻤﻪ اﻟﺼﺪأ ،ﺟﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ وﻗﻤﻴﺼﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺬرة… ً أﻣﺎ ﺣﻴﺎيت اﻷدﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺄل ﻋﻨﻬﺎ ،ﻓﻬﻲ ﺳﻠﺴﻠﺔ أﻛﺪار وﻧﻜﺎﻳﺎت وﻧﺤﻮس ،ﻣﻨﺬ أﴍﻓﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﻛﺎن ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ واﺣﺪة اﻟﻤﺼﺎﺋﺐ ﺑﺄﺧﻲ وﻣﺮﺿﻪ وﻇﻠﻤﻪ واﻻﺳﺘﺒﺪاد ﰲ ﻋﻬﺪ أﺣﺪ ﻣﺘﴫﰲ ﻟﺒﻨﺎن ﻣﻈﻔﺮ ﺑﺎﺷﺎ ،ﻓﻜﻨﺖ ﺛﺎﺋ ًﺮا ﻋﻠﻴﻪ وﻋﲆ رﺟﺎل ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ ﺣﻴﺚ رﺣﺖ وﻏﺪوت ووﻗﻔﺖ ﻟﻠﺨﻄﺎﺑﺔ واﻟﺸﻌﺮ ﻋﲆ ﻣﻨﱪ ﻣام ﴏﻓﻨﻲ ﻋﻦ اﻻﻋﺘﻜﺎف ﻋﲆ ُ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺮﺳﺎﻟﺘﻲ اﻷدﺑﻴﺔ ﻛام أرﻳﺪ .وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﻘﺪ متﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﺗﺄﻟﻴﻒ رواﻳﺔ ﻣﻦ ﻧﻮع »اﻷوﺑﺮة« ﻧﻈﻤﺘﻬﺎ ﺷﻌ ًﺮا ﻏﻨﺎﺋﻴًﺎ وﻗﺪ ﻗﺎم ﺑﺘﻤﺜﻴﻞ أدوارﻫﺎ ﻋﲆ ﻣﴪح »زﻫﺮة ﺳﻮرﻳﺎ« ذﻟﻚ اﻟﺒﻠﺒﻞ اﻟﺼﺪاح واﻟ ﱠﻌﻮاد اﻟﺸﻬري ﰲ ذﻟﻚ اﻟﺤني اﻟﻤﺮﺣﻮم ﺷﻜﺮي اﻟﺴﻮدا ،وﻗﺪ اﺳﺘﻄﺎع أن ﻳﺠﻤﻊ ﻻ أﻗﻞ ﻣﻦ ﻋﴩﻳﻦ ﻣﻄﺮﺑًﺎ ﻣﻦ ﻋﻴﺎل ﺑريوت ﺑني ﺷﺒﺎب وﺑﻨﺎت ،وﻗﺪ ﻓُﻘﺪت ﻫﺬه اﻟﺮواﻳﺔ ﻛام ﻓُﻘﺪ ﻏريﻫﺎ ،ﺛﻢ ﻋ ّﺮﺑﺖ رواﻳﺔ »ﻫﺮﻧﺎين« إﱃ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮيب وأﻓﻨﻴﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﻮاد اﻟﻌني وﺳﻮﻳﺪاء اﻟﻘﻠﺐ ،وﻛﺎن ﻧﺼﻴﺒﻲ أﻧﻬﺎ ﺿﺎﻋﺖ أﻳﻀً ﺎ .ﺛﻢ ﻋﺮﺑﺖ رواﻳﺔ »ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻤﻌﺎﻣﻞ اﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ« ﻟﻤﺆﻟﻔﻬﺎ ﺟﻮرج أوﻧﺔ وﻃﺒﻌﺘﻬﺎ وﻣﺜّﻠﺘﻬﺎ ﻋﲆ اﻟﻤﴪح اﻟﺠﺪﻳﺪ ،وﻛﺎن ﻣﺴﺎﻋﺪي اﻟﻤﺮﺣﻮم اﻟﺸﻬﻴﺪ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﺸﺎره اﻟﻬﺎين اﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺷﺒﺎن ﺑريوت ﺑﺎﻟﻤﺮوءة واﻟﻮﺟﺎﻫﺔ ،ﻓﺄﺻﺎﺑﺖ ﻧﺠﺎ ًﺣﺎ ﺑﺎﻫ ًﺮا .ﺛﻢ ﻋ ّﺮﺑﺖ رواﻳﺔ »ﺟﺎﻧﺪرك« ﰲ ﻗﺮﻳﺘﻬﺎ ﻣﻊ ﺧﻤﺲ ﺑﻨﺎت (٢٠ﺣﺒﻴﺐ ﻣﺴﻌﻮد ﻣﺪﻳﺮ »اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ«. ٤١
1 الفصل ا2ول
اﳌﻼط واﻟﱪازﻳﻞ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑـ »اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ« ّ
ﻣﻦ رﻓﻴﻘﺎﺗﻬﺎ وﻣﺜﻠﺘْﻬﺎ ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﺒﻨﺎت ﰲ ﺑريوت وﻫﺬه ﻓُﻘﺪت أﻳﻀً ﺎ .٢١أﻣﺎ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﻤﺪرﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺎﻟﺖ اﺳﺘﺤﺴﺎﻧًﺎ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻌﺎﻫﺪ اﻟﺒﻼد ﻓﻤﺬﻛﻮرة ﻋﲆ ﻣﺎ أﻇﻦ ﰲ دﻳﻮاين. أﻣﺎ اﻟﺸﻌﺮ ﻓﻘﺪ أﺣﺒﺒﺘﻪ ﻋﲆ ﺟﻤﻴﻊ ﴐوﺑﻪ ،وﻋﲆ اﻷﺧﺺ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺮوايئ ﻣﻨﻪ ،ﻓﻘﺪ ﻛﻨﺖ أول ﻣﻦ ﻧﻬﺾ إﱃ إﺣﻴﺎﺋﻪ .وأﻛرث ﻗﺼﴢ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻫﻲ ﰲ اﻟﺪﻳﻮان .أﻣﺎ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻣﻨﻪ ﺑﻼ ﻃﺒﻊ ﻓﻘﺼﻴﺪة »ﻋﺎﺷﻘﺔ اﻟﻄ ّﻴﺎر« ،و»ﺷريﻳﻦ اﻟﻔﺎرﺳﻴﺔ« ،و»زﻳﻨﺐ« ،و»ﻋﺬراء ﺑﺎﻧﻴﺎس«. وﻗﺒﻞ اﻟﺨﺘﺎم أوﺟﻪ ﻧﻈﺮك إﱃ أﻣﺮ ﺟﻮﻫﺮي ﰲ ﺗﺎرﻳﺦ ﺣﻴﺎيت ،وﻫﻮ أين ﻟﻢ أﻗﺘﴫ ﻋﲆ اﻷدب وﺣﺪه ،ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻴﺎيت ﻣﺰﻳ ًﺠﺎ ﻣﻦ اﻷدب واﻟﺴﻴﺎﺳﺔ .وﻗﻠﻤﺎ اﺟﺘﻤﻊ اﻟﺸﻌﺮ واﻟﺴﻴﺎﺳﺔ .وﻟﻮ اﻧﴫﻓﺖ إﱃ اﻷدب وﺣﺪه ﻟﻤﺎ اﺳﺘﻄﻌﺖ ﰲ ﺑﻴﺌﺘﻲ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ رزﻗﻲ. وإﻧﻚ ﻟﺘﺬﻛﺮ ﺑﻼ رﻳﺐ ﻣﺎذا ﻛﺎن ﺷﺄن اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﰲ ﻋﻬﺪ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻌﺜامﻧﻴﺔ ،وﻛﻴﻒ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻐﻞ اﻟﻌﻘﻮل واﻟﺴﻮاﻋﺪ. اﻟﻤﺮاﻗﺒﺔ ﱡ »وأرى أﻣﺎﻣﻲ اﻵن ﺑﻌﺾ أﺑﻴﺎت ﻧﻈﻤﺘُﻬﺎ ﺣﺪﻳﺜًﺎ ،وﻗﺪ أرﺳﻠﺘﻬﺎ إﻟﻴﻚ ﻟﺘﻨﴩ ﰲ »اﻟﻌﺼﺒﺔ« اﻟﻌﺰﻳﺰة .واﻟﺴﻼم ﻋﻠﻴﻚ وﻋﲆ »اﻟﺤﺒﻴﺐ« وﻋﲆ ﻟﻔﻴﻒ أﻋﻀﺎء اﻟﻌﺼﺒﺔ ،ﻣﺸﺎﻋﻞ اﻷدب اﻟﻮﻫﺎﺟﺔ وﻣﻔﺎﺧﺮ ﻛﻞ ﺑﻼ ٍد ﻧﺎﻃﻘﺔ ﺑﺎﻟﻀﺎد. ﺑﻌﺒﺪا ،اﻟ َﻤ ْﺤ َﻮرة ٢٦آب ١٩٣٩ ﻣﻼط« ﺷﺒﲇ ّ ﺣﻴﺎل ﻫﺬه اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ،ﻧﴩ ﻳﻮﺳﻒ اﻟﺒﻌﻴﻨﻲ ﰲ اﻟﻌﺪد ذاﺗﻪ ﻣﻘﺎل »اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻘﺼﴢ« ﻣﻼط: ) (٧٥٦–٧٥١ذﻛﺮ ﻓﻴﻪ ﺷﺒﲇ ّ »وﻟﻌﻞ ﻫﺬه اﻟﺜﻠﻤﺔ اﻟﻤﻨﻔﺮﺟﺔ ﰲ اﻷدب اﻟﻌﺮيب ،وﻫﻲ ﺧﻠ ﱡﻮه ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻘﺼﴢ، ّ ﺣﻔﺰت ﺳﺎدة اﻟﺒﻴﺎن واﻟﻘﺮﻳﺾ إﱃ ﺳ ّﺪﻫﺎ ،ﻓﻨﻬﺪ ﺷﻮﻗﻲ إﱃ إﻧﺸﺎء اﻟﻘﺼﺺ اﻟﻤﴪﺣﻴﺔ. وﺷﻮﻗﻲ أﻣري دﻳﺒﺎﺟﺔ ﻓﺨﻤﺔ ،وﺻﺎﺣﺐ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﺮﻣﻮﻗﺔ ﰲ ﻋﺎﻟﻢ اﻷوزان واﻟﻘﻮاﰲ. وﻗﺪ اﺳﺘﺤﻖ اﻟﺸﻜﺮ واﻟﺜﻨﺎء ﻋﲆ إﺗﺤﺎﻓﻨﺎ »ﻣﺠﻨﻮن ﻟﻴﲆ« و»ﻋﻨﱰة« و»ﻛﻠﻴﻮﺑﺎﻃﺮا« ﺳﻴﺪة اﻟﻨﻴﻞ وإن ﺗﻜﻦ ﻗﺼﺼﻪ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺿﻌﻴﻔﺔ اﻟﺘﺼﻮر ،ﻣﺸﻠﻮﻟﺔ اﻟﺨﻴﺎل .ﻟﺴﺖ ﻫﻨﺎ ﻷﺣﻂ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﺎ ﻓﻮق ﻗ ْﺪر ﺷﻮﻗﻲ ّ اﻟﻘﺎص ﻹﻓﻼﺳﻪ ﰲ اﻟﻘﺼﺔ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻟﻜﻮين أﻋﻠﻢ أن اﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻠﻒ ً َ (٢١ﻋرث ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺷﺒﲇ ﻋﺎم ١٩٥٢وﻃﺒﻌﻬﺎ ﰲ اﻟﻌﺎم ﻧﻔﺴﻪ. ٤٢
ﻃﺎﻗﺘﻬﺎ .ﻏري أن ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻔﻀﻞ اﻷول ﰲ ﺗﺸﻴﻴﺪ ﺑﻨﺎء اﻟﻘﺼﺔ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻘﺼرية ﰲ ﻟﻐﺔ اﻟﻤﻼط اﻟﺬي ﻧﴩ أﻟﻮﻳﺔ روﺣﻪ ﻋﲆ ﻗﺮﻳﺶ ﻫﻮ ﺑﻼ ﻣﻨﺎزع اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻠﺒﻨﺎين اﻟﻜﺒري ﺷﺒﲇ ّ آﻓﺎق اﻟﺸﻌﺮ ﻣﺴﻤ ًﻌﺎ أﺑﻨﺎءه أﻋﺬب اﻷﻧﻐﺎم وأﻃﺮب اﻷﻟﺤﺎن ﰲ ﻗﺼﺎﺋﺪ ﺑﻠﻴﻐﺔ ﻫﻲ ﻗﻼﺋﺪ ﰲ ﺟﻴﺪ اﻟﺒﻴﺎن اﻟﻤﻌﺎﴏ .وﺣﺴﺒﻚ أن ﺗﺘﺼﻔﺢ دﻳﻮاﻧﻪ وﺗﻘﺮأ ﻓﻴﻪ »اﻟﺠامل واﻟﻜﱪﻳﺎء« و»ﺧﻮﻟﺔ ﺑﻨﺖ اﻷزور« و»اﻟﻮردة اﻟﺬاﺑﻠﺔ« و»ﺑني اﻟﻌﺮس واﻟﺮﻣﺲ« وﻏريﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻘﺼﴢ اﻟﻤﻼط ﰲ دوﻟﺔ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻔﻨﻲ اﻟﺮﻓﻴﻊ اﻟﺬي ﴩب ﺑﺎﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﻟﺘﺪرك أﻳﺔ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﻳﺘﺒﻮأُﻫﺎ ّ اﻟﻤ ّ ﻳﺤﺲ ﺑﺎﻟﺘﺠﺪد وﻳﺸﻌﺮ ﺑﺤﺮارة اﻟﺤﻴﺎة«. ﻫﺬا اﻟﺮأي ﻟﻴﻮﺳﻒ اﻟﺒﻌﻴﻨﻲ ﻳﻼﻗﻲ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﻪ ﻣﺎرون ﻋﺒﻮد ﻋﻦ أﺳﺘﺎذه ﺷﺒﲇ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﺗﻠﻤﻴﺬًا ﰲ ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﺤﻜﻤﺔ:٢٢ »وﰲ ذﻟﻚ اﻟﺰﻣﺎن ﻛﺎن ﺳﻴﺪ اﻟﻤﻮﻗﻒ اﻷﺳﺘﺎذ ﺷﺒﲇ اﻟﻤﻼط ،ﻓﺒريوت ﻛﻠﻬﺎ ﺗﻨﻮه ﺑﻪ، وﻣﻮﺷﺤﻪ »اﻟﺠامل واﻟﻜﱪﻳﺎء« ﻣﻞء اﻷﻓﻮاه ،وﻋﲆ ﻛﻞ ﻟﺴﺎن: »طفلـــة فـــوق ســـرير مـــن خشـــب » ُبخـــل الدهـــر عليهـــا بالحســـب
فـــي زوايـــا بيـــت صيـــاد قديـــم والغنـــى والجـــاه والبيـــت الكريـــم
ﻫﺬه اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﻘﺼﺼﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ آﻳﺔ زﻣﺎﻧﻬﺎ ،ﺑﻞ اﻟﺰاوﻳﺔ اﻷوﱃ ﰲ ﺗﻄ ﱡﻮر اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺤﺪﻳﺚ ،وﻛﺎن ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ اﻟﻤﻼط َﻣﺜَﻞ اﻟﺸﻌﺮاء اﻷﻋﲆ ،وﻷﺟﻠﻬﺎ ﻟﻘّﺒﻮه »اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻌﴫي« ﻟﺨﺮوﺟﻪ ﻋﲆ اﻟﻘﺪﻳﻢ واﻓﺘﺘﺎﻧﻬﻢ ﺑﺠﺪﻳﺪه اﻟﺮاﺋﻊ .وﻛﺎن ﺷﺒﲇ ميﺮ ﰲ أروﻗﺔ »اﻟﺤﻜﻤﺔ« ﻛﺄﻧﻪ أﺣﺪ أﻋﻤﺪﺗﻬﺎ ﰲ ﺷﻤﻮﺧﻪ ،وﻟﻴﺲ ﺑني اﻷﺳﺘﺎذ اﻟﺠﻠﻴﻞ واﻟﺴامء أﻛرث ﻣﻦ ﺷﱪ«. وﰲ اﻟﻌﺪدﻳﻦ ٢و ٣ﻣﻦ )اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ – ﻧﻴﺴﺎن (١٩٤٧ﻧﴩت »اﻟﻌﺼﺒﺔ« ﻗﺼﻴﺪة ﺷﺒﲇ ﰲ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺗﻜﺮﻳﻢ ﺧﻠﻴﻞ ﻣﻄﺮان ﰲ اﻟﻘﺎﻫﺮة ﻋﺎم ١٩٤٧ﻣﻤﺜ ًّﻼ ﻟﺒﻨﺎن ﰲ اﻻﺣﺘﻔﺎل.٢٣ وﰲ اﻟﻌﺪد اﻟﺘﺎﺳﻊ )اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ – آذار (١٩٤٩ﻧﴩت »اﻟﻌﺼﺒﺔ« ﻗﺼﻴﺪة ﺷﺒﲇ »ﺳﲇ اﻟريﻣﻮك«) ٢٤ص (٩٢٣–٩٢٢ .وﻓﻴﻬﺎ: (٢٢ﻣﺎرون ﻋﺒﻮد :أﺣﺎدﻳﺚ وذﻛﺮﻳﺎت ،ص ،١٢٨ .ﻃﺒﻌﺔ ﻋﺎم ) ١٩٨٤اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ ﺻﺪرت ﺳﻨﺔ .(١٩٥٦ (٢٣دﻳﻮان ﺷﺒﲇ ،اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎين – ص ١٣٣ .وﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ – ﺑريوت .١٩٥٢ (٢٤دﻳﻮان ﺷﺒﲇ ،اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎين – ص – ٣٧٠ .ﺑريوت .١٩٥٢ ٤٣
1 الفصل ا2ول
اﳌﻼط واﻟﱪازﻳﻞ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑـ »اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ« ّ
ســـلي اليرمـــوك عنــــا يـــوم كنــــا
نهـــز بطـــاح سيـنـــــا والهـضـابـــــا
وﰲ اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎدس )اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻌﺎﴍة – ﻛﺎﻧﻮن اﻷول – ١٩٤٩ص (٥٧١–٥٦٨ .ﻧﴩت »اﻟﻌﺼﺒﺔ« ﻗﺼﻴﺪة ﺷﺒﲇ اﻟﻔﺎﺋﺰة ﺑﺎﻟﻤﺒﺎراة اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﰲ ﻣﻮﺿﻮع »اﻟﺸﺎﻋﺮ« .٢٥ وﰲ اﻟﻌﺪدﻳﻦ ٥و) ٦اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺤﺎدﻳﺔ ﻋﴩة – أﻳﺎر وﺣﺰﻳﺮان – ١٩٥١ص(٤٤٥ – ٤٤٢ . ﺻﺪرت ﻗﺼﻴﺪة ﺷﺒﲇ »اﻟﻤﻠﻚ اﻟﻀﻠﻴﻞ وﺻﺎﺣﺒﺘﻪ ﻋﻨﻴﺰة« .٢٦ وﻋﻨﺪﻣﺎ أﺻﺪر ﺷﺒﲇ اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎين ﻣﻦ دﻳﻮاﻧﻪ ﻋﺎم ١٩٥٢ﺧﺼﺘﻪ »اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ« ﰲ اﻟﻌﺪدﻳﻦ ٨و) ٩ﺗﴩﻳﻦ اﻷول وﺗﴩﻳﻦ اﻟﺜﺎين – ١٩٥٢ص (٧٧٣–٧٧٠ .مبﻘﺎل ﻃﻮﻳﻞ ﻛﺘﺒﻪ ﺣﺒﻴﺐ ﻣﺴﻌﻮد ،وﻓﻴﻪ: ﻣﻼط،اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎين ،ﰲ ٥٣٦ﺻﻔﺤﺔ ،ﻃﺒﻊ دار اﻟﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﴩ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ »دﻳﻮان ﺷﺒﲇ ّ ﰲ ﺑريوت ﻣﻼط اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎين ﻣﻦ دﻳﻮاﻧﻪ ،وﻛﺎن أﺻﺪر ﺷﺎﻋﺮ اﻷرز اﻟﻜﺒري اﻷﺳﺘﺎذ ﺷﺒﲇ ﺑﻚ ّ اﻟﺠﺰء اﻷول ﺻﺪر ﻋﺎم ١٩٢٥ﻣﻘﺮوﻧًﺎ ﺑﺪﻳﻮان ﺷﻘﻴﻘﻪ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺨﺎﻟﺪ ﺗﺎﻣﺮ .واﻟﺪﻳﻮان اﻟﺠﺪﻳﺪ ﺣﺎﻓﻞ ﺑﺘﻮﻃﺌﺔ ﻟﻠﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻷﻣري ﺷﻜﻴﺐ أرﺳﻼن ،ومبﻘ ّﺪﻣﺔ ﺳ ﱠﺠﻞ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺸﺎﻋﺮ ٍ وﺻﻒ ٍ ﻧﺎﺑﺾ ﺑﺎﻟﺤامﺳﺔ ﺑﻌﺾ ﺗﺬﻛﺎراﺗﻪ ،ﺛﻢ اﻧﺘﻘﻞ إﱃ ﴎد ﻣﺎ د ﱠوﻧﺘْﻪ اﻟﺼﺤﻒ ﻣﻦ ﻟﻮﻗﻔﺎﺗﻪ اﻟﻌﺪﻳﺪة اﻟﻤﺸﻬﻮرة ﰲ ﻣﴫ وﺳﻮرﻳﺎ واﻟﻌﺮاق وﴍﻗﻲ اﻷردن وﻟﺒﻨﺎن ،ﻣﺮﻓﻮﻗﺔ ﺑﺎﻟﻘﺼﺎﺋﺪ اﻟﻌﺎﻣﺮة اﻟﺘﻲ أﻟﻘﺎﻫﺎ ﻓﻴﻬﺎ .وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻳﻨﻘﻠﻨﺎ اﻟﺸﺎﻋﺮ إﱃ ﺣﻘﻮل اﻟﺪﻳﻮان .ﻓﻤﻦ ﻛﻞ ﻗﺼﺎﺋﺪ ﺷﺒﲇ اﻟﻘﺼﺼ ّﻴﺔ اﻟﺮاﺋﻌﺔ ،إﱃ اﻟﺤﻘﻞ اﻻﺟﺘامﻋﻲ ﻓﺎﻟﻐﺰﱄ اﻟﺤﻘﻞ اﻟﺮوايئ ،وﻓﻴﻪ ّ ﻓﺎﻟﺸﺎﺟﻲ ﻓﺎﻟﺤﻘﻞ اﻟﻄﻠﻴﻖ .وﻛﻠﻬﺎ ﺗﻨﻀﺢ مبﺎ ﻓﺎﺿﺖ ﺑﻪ ﻗﺮﻳﺤﺔ اﻟﺸﺎﻋﺮ ،واﺧﺘﻠﺠﺖ ﺑﻪ روﺣﻪ اﻟﻬﺎﻣﺴﺔ اﻟﺠﺒﺎرة ﻣﻦ ﺑﺪاﺋﻊ ﺷﻌﺮﻳﺔ اﺷﺘﻬﺮت ﻟﻪ ﺑني اﻟﻨﺎس .وﻻ أدل ﻋﲆ ﻣﺒﺪﻋﻬﺎ وﺷﻌﺮه ﻣﻦ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﺒﻴﺘني اﻟﻠﺬﻳﻦ ﺟﻌﻠﻬام ﺗﺤﺖ رﺳﻤﻪ وﺻ ّﺪر ﺑﻬام اﻟﺪﻳﻮان وﻫام ﻣﻦ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ﰲ »ﺗﺤﻴﺔ اﻟﻤﻐﱰﺑني«: 1 اd 2 شـــم الراقـــي الجبـــل مـــن ذلـــك ِ َ ُ ـــوت الشـــدائد ســـاقي ورقـــي و 2ل ِ
أنــــا فلـــذةٌ صخريــــ ٌة مقطوعـــ ٌة ُ ُ القديـــم فمـــا ذوى جـــذع لبنـــان أنـــا
(٢٥دﻳﻮان ﺷﺒﲇ ،اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎين – ص –٤٥٣ .ﺑريوت .١٩٥٢ (٢٦دﻳﻮان ﺷﺒﲇ ،اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎين – ص – ٢٤٩ .ﺑريوت .١٩٥٢ ٤٤
وﻗﺪ ذﻛ ّﺮﻧﺎ »ﺟﺬع ﻟﺒﻨﺎن« اﻟﻮارد ﰲ اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺧري مبﺎ ﺟﺎء ﰲ ﻛﺘﺎب »اﻟﺮﺳﻮم« ﻟﻔﻘﻴﺪ اﻟﻤﻼط ﻫﺬه اﻟﻘﻄﻌﺔ اﻟﺘﻲ اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ اﻟﻤﺮﺣﻮم اﻟﻴﺎس أﺑﻮ ﺷﺒﻜﻪ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ أرﺳﻞ ﰲ ﺷﺒﲇ ّ رأﻳﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻮر ًة واﺿﺤ ًﺔ ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ اﻟﻜﺒري وأدﺑﻪ ،ﻓﺂﺛﺮﻧﺎ ﻧﻘﻠﻬﺎ ﻟﻴﺸﺎرﻛﻨﺎ اﻟﻘﺮاء مبﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻼط«: ﻃﺮاﻓﺔ ورو ٍح ﻓﻨ ّﻴ ٍﺔ ،ﻗﺎل رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان »ﺷﺒﲇ ّ »ﻣﻨﺘﺼﺐ اﻧﺘﺼﺎب اﻟﺠﺬع .ﰲ ﻣﻘﻠﺘﻴﻪ مت ّﻮﺟﺎت ﺗﺠﻴﺶ ﰲ اﻟﺤﺪﻗﺘني ﻓام ﺗﻌﻠﻢ ٌ أمتﻮﺟﺎت ﻏﻀﺐ أم مت ّﻮﺟﺎت أﻟﻢ .ﺗﻘﻠﺒﺖ أﻋﻄﺎﻓﻪ ﰲ ﺗﺮف اﻷﺗﺮاك ﻓﻬﻮ ﺗﺮيك اﻟﺨﻠﻖ ،وﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻫﺬا اﻻﺳﺘﱰاك ﺳﺠﻴﺔ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ﻷﻧﻪ ﻧﺠﻢ ﻣﻦ ٍ ﺑﻴﺖ ﻧﺎل ﻗﺴﻄﻪ ﻣﻦ اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﰲ اﻟﺤﻤﻴﺪي وﺑﻌﺪه. اﻟﻌﻬﺪ ّ ﻳﺠﲇ اﻟﻌﺒﺎرة »ﻓﺼﻴﺢ اﻟﺪﻳﺒﺎﺟﺔ ﻋﻨﱰﻳﱡﻬﺎ ،ﻋﺮ ّيب اﻷُﺳﻠﻮب ﻟﻢ ﺗﺬﻟﻪ اﻟﻌﺠﻤﺔ ﺑﻠﻬﺎﺛﻬﺎّ ، ﺣﺘﻰ ﻳﱪزﻫﺎ ﰲ ﺣﻠﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﻼﻏﺔ ﺗﺬﻛﺮك ﺑﻌﻬﺪ اﻟﺮﺷﻴﺪ ،وﻫﻮ ﰲ ذﻟﻚ ﻻ ﻳﺤﺘﺎج إﱃ اﻟﺘﻜﻠﻒ: َ ُ القـــواد أكبـــر وأبـــو عبيـــدة ِ أعلـــى بـــه ¤ا2ســـ$م ّ عمـــاد أي ِ
2تكبـــري فتـــح الشـــآم ،وخالـــدٌ يتراوحـــان مـــ$ءة الفتـــح الـــذي
إذا ﺟﻠﺲ إﱃ اﻟﻨﻈﻢ ﺧﺐ ﰲ ﻣﺠﺎﻟﻪ ﺧ ًﺒﺎ ،ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﻨﻔﺾ ﻳﺪه ﻣﻦ اﻟﻘﻠﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺄيت ﻋﲆ اﻟﻘﺼﻴﺪة ﻛﻠﻬﺎ ،وﻗﺪ ﻻ ﺗﺴﻠﺦ اﻟﻤﻌﻠﻘﺔ ﻣﻦ وﻗﺘﻪ أﻛرث ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺘني. أﺧﺎذ ،ﻗﺪ ﺗﺠﺪ ﰲ ﻗﺼﺎﺋﺪه ﺟﻤﻴﻊ ﺷﻌﺮاء اﻟﻌﺮب ،ﻣﻦ ﻋﻨﱰة إﱃ اﻟﻤﺘﻨﺒﻲ إﱃ اﺑﻦ ﻫﺎﻧﺊ اﻷﻧﺪﻟﴘ .أﻣﺎ ﻋﻨﱰة ﻓﻬﻮ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺬي ﻻ ﻳﺰاﻳﻠﻪ ﻓﱰة ،وﻗﺪ ﻳﻜﻮن أﺣﺐ اﻟﺸﻌﺮاء إﻟﻴﻪ »ﻗﺎل ﻋﻨﱰة ﻣﺨﺎﻃ ًﺒﺎ ﻋﺒﻠﺔ: المســـتلئم ـــب بأخـــذ الفـــارس ِط ّ ٌ ِ
إن تغدفـــي دونـــي القنـــاع فإننـــي
اﻟﻤﻼط ﰲ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ »ﺧﻮﻟﺔ ﺑﻨﺖ اﻷزور وأﺧﻮﻫﺎ ﴐار«: وﻗﺎل ّ فـــارس لفتـــت نواظـــره بســـالة ٍ مســـتلئم َ ضـــارب حســـن الشـــمائل ٍ ٍ
متـوشــــح بــــسواد متلـثــــم، ٍ ٍ 1 كبـــاد بحســـامه فـــي الهـــام وا2 ِ
ﻓﻜﺎن اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ رﻧﺖ ﻛﻠﻤﺔ »ﻓﺎرس« ﰲ ﺧﺎﻧﺔ اﻟﺼﺪر اﻷول ،ﺗﺬﻛّﺮ »ﻣﺴﺘﻠﺌﻢ« ﻋﻨﱰة ،ﻓﺄﺧﺬ ﻳﺤﺘﺎل إﻟﻴﻬﺎ ﺣﺘﻰ راض ﺻﻌﺎﺑﻬﺎ ﻓﻐﻠﻠﻬﺎ ﰲ ﻣﻄﻠﻊ اﻟﺼﺪر اﻟﺜﺎين. ٤٥
1 الفصل ا2ول
اﳌﻼط واﻟﱪازﻳﻞ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑـ »اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ« ّ
ﺣﻼل ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻣﻌﺎين اﻟﻘﺪﻣﺎء وﺻﻮرﻫﻢ ،ﻳﺴﺘﺒﻴﺢ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻣﺎ ﻳﺮاه ﺣﺴ ًﻨﺎ ،إﻻ اﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﻴﻴﻪ اﻟﻔﻦ ﻋﻦ أن ﻳﻄﺒﻌﻬﺎ ﺑﻄﺎﺑﻊ ﻣﻦ روﺣﻪ. ﻋﻈﻴام ﻣﻦ ﻣﺘﺨري أﻗﻮال ﻛﺴﺘ ُﻪ اﻟﺤامﺳ ُﺔ ﺣﻠﺘﻬﺎ ﻓﻬﻮ ﺷﺎﻋﺮ اﻟﺤامﺳﺔ .ﻳﺤﻔﻆ ﺻﺪ ًرا ً اﻟﻌﺮب ،ﻓﻬﻮ ﻳﺘﺤﻜﻢ ﰲ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺗﺤﻜﱡﻢ اﻟﻤﺎﻟﻚ مبﻠﻜﻪ ،وﻗﺪ ﻳﱰﻗﻰ ﺑﻬﺎ ﰲ ﻣﺪارج اﻟﺒﻼﻏﺔ ﺣﺘﻰ ميﻠﻚ ﻋﻠﻴﻚ إﻋﺠﺎﺑﻚ ،وﻗﺼﺎراه ﰲ ذﻟﻚ أن ميﻠﻜﻪ ﻋﻠﻴﻚ ﺷﺎﻋﺮ ﺗﻄﺮب ﻟﻪ وﻫﻮ ﻋﲆ اﻟﻤﻨﱪ، وﻗﺪ ﻳﺮﺗﻔﻊ ﺑﻚ ﺣﺘﻰ ﻟﻴﻮﺷﻚ أن ﻳﻘﻮدك إﱃ ﺛﻮرة ﻳﺘﻀﺢ ﻟﻚ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ أن ﻟﻌﻨﱰة ﻳ ًﺪا ﻋﻠﻴﻪ. ﻗﺎل ﻋﻨﱰة: ُ ســـلي يـــا عبلـــة الجبليـــن عنـــا
1 ومـــا 2قـــت بنـــو ا2عجـــام منـــا
اﻟﻤﻼط ﰲ اﻟﻘﺼﻴﺪة ﻧﻔﺴﻬﺎ: وﻗﺎل ّ 1 # ُ غمـــاد والبيـــض قـــد ُســـلت مـــن ا2 ِ ش ــبح الحم ــام ولي ــث بط ــن ال ــوادي
… فســلي كمــاة الحــرب يا ابنــة ِح ْم َي ٍر ينبئك مـــــن شـــهد الـوقـيــعة أنـنــي ِ
ِ وﻳﻨﺒﺌﻚ ﻣﻦ ﺷﻬﺪ اﻟﻮﻗﻴﻌﺔ…« ﻓﻔﻲ ﻗﻮﻟﻪ »ﺳﲇ ﻛامة اﻟﺤﺮب… واﻟﺒﻴﺾ ﻗﺪ ﺳﻠﺖ… روح ﻋﻨﱰﻳﺔ ،ﺑﻞ أﻟﻔﺎظ ﻋﻨﱰﻳﺔ ﺗﺸﻴﻊ ﻓﻴﻚ ﻫﺰة اﻟﺤامﺳﺔ ومتﴤ ﺑﻚ ﻗﺪ ًﻣﺎ ﰲ اﻟﺬاﻛﺮة إﱃ اﻟﻤﻼط ﻟﻴﺨﻮض ﺑﻄﻦ ﻋﴫه ﰲ ﻗﻮاﻓﻴﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أرﺑﻌﺔ ﻋﴩ ﻗﺮﻧًﺎ ﺳﻠﻔﺖ .وﻣﻬام ﺟﻬﺪ ّ اﻟﻤﻼط ﻃﻠﻞ ﻗﻠﻴﻼ ﻓﻬﻮ ﻳﻌﻴﺶ ﻫﻨﺎك .ان ّ أن ﻳﻄﻮي ﻣﻦ أﺟﻴﺎل اﻟﺒﺎدﻳﺔ ﻟﻴﺼﻞ اﻟﻴﻨﺎ إﻻ ﻧﺰ ًرا ً ﻣﻦ أﻃﻼل اﻟﻌﺮب وﻟﻜﻨﻪ ﻏري ﺑﺎ ٍل. ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﺷﺎﻋﺮ اﻟﺤامﺳﺔ أﺟﺪر ﻣﻦ ﺳﻮاه ﺑﻮﺿﻊ أﻟﻔﺎﻇﻪ اﻟﺼﻮاﻧﻴﺔ ﰲ أﻓﻮاه اﻷﺑﻄﺎل اﻟﻘﺪﻣﺎء ،ﻓﻠﻢ أﻋﺮف ﺷﺎﻋ ًﺮا ﻣﻦ ﺷﻌﺮاء اﻟﻴﻮم ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﱪز ﻟﻚ ﺷﺒ ًﺤﺎ ﻧﺎﻃﻘًﺎ ﻣﻦ ﻫﺆﻻء اﻟﻤﻼط«. اﻟﻔﺮﺳﺎن ﻋﲆ ﻟﻮﺣﺔ اﻟﻌﴫ ﻛام ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ّ ﻋﱪ ﻋﻦ رأي اﻷدب ﰲ ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ اﻟﻜﺒري اﻟﺬي ميﺜّﻞ اﻟﺸﻌﺮاء وﻛﺄ ﱠن أﺑﺎ ﺷﺒﻜﺔ ﻗﺪ ّ اﻟﻤﺨﴬﻣني اﻟﺬﻳﻦ ﺟﻤﻌﻮا إﱃ ِ ﻧﻔﺲ اﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ رﻗّ َﺔ اﻟﺤﻀﺎرة .وﻟﻴﺲ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﺒﻮن اﻟﻤﻼط اﻟﺤﺎﻓﻞ ﺑﺮواﺋﻊ اﻟﻔﻦ اﻟﻘﺪﻳﻢ اﻟﺨﻤﺮة اﻟﻤﻌﺘﻘﺔ ﰲ ﻛﺄس ﺑﻠﻮرﻳﺔ إﻻ أن ﻳﻘﺘﻨﻮا دﻳﻮان ّ وﺑﺪاﺋﻊ اﻟﺼﻮر اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ«.
٤٦
الفصل الثاني
اﻟﻤ ّ ﻼط واﻷرﺟﻨﺘﻴﻦ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﻤﺠﻠﺔ »اﻹﺻﻼح«
ﻣﻼط ،ﻫﻲ »اﻻﺻﻼح« ﰲ اﻷرﺟﻨﺘني، اﻟﻤﺠﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻬﺎدات ﻟﺸﺒﲇ ّ أﺻﺪرﻫﺎ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺟﻮرج ﺻﻮاﻳﺎ ) ٢٢ – ١٨٨٢متﻮز ،٢٧(١٩٥٩وﻫﻮ ﻃﺒﻴﺐ ﻟﺒﻨﺎين وﺻﺤﺎﰲ، ُوﻟﺪ ﰲ ﻛﻔﺮﺣﺎﺗﺎ )ﻗﻀﺎء اﻟﻜﻮرة( وﺑﺪأ ﻳﺪرس اﻟﻄﺐ ﰲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ – ﺑريوت ،ﺛﻢ ﺳﺎﻓﺮ ﻋﺎم ١٩١١إﱃ ﻧﻴﻮﻳﻮرك وﻧﺎل ﺷﻬﺎدﺗﻪ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣريﻳﻼﻧﺪ .ﺛﻢ اﻧﺘﻘﻞ إﱃ اﻷرﺟﻨﺘني واﺳﺘﻘﺮ ﻣﻊ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﰲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺑﻮﻧﺲ إﻳﺮس ،وأﺳﺲ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺤﺰب اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﻌﺮيب ﻋﺎم .١٩١٨ﺗﻮﰲ ﻋﺎم ١٩٥٩ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﻮﻛﻮﻣﺎن ﰲ اﻷرﺟﻨﺘني. ﻋﺎم ١٩٢٨أﻧﺸﺄ »ا ِﻹﺻﻼح« ﺟﺮﻳﺪة ﻳﻮﻣﻴﺔ ﺛﻢ ﺣﻮﻟﻬﺎ أﺳﺒﻮﻋﻴﺔ ﻓﺸﻬﺮﻳﺔ .ﻟﻪ ﻣﺆﻟﻔﺎت أدﺑﻴﺔ وﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ »ﻫﻤﺲ اﻟﺠﻔﻮن« )» ،(١٩٢٩اﻟﻤﻨﺎﻫﺞ اﻟﻄّﺒﻴﺔ ﻻﺗﻘﺎء اﻷﻣﺮاض ٍ ﻣﻼط، ﺷﻬﺎدات ﻟﺸﺒﲇ ّ اﻹﻓﺮﻧﺠﻴﺔ«) ٢٨ﺟﺰآن – – ١٩٢٦ﺑﻮﻳﻨﺲ إﻳﺮس( .ﻧﴩ ﰲ ﻣﺠﻠﺘﻪ ﻣﻼط »اﻟﺸﺎﻋﺮ واﻟﻨﻤﺮ ﻳﻘﺘﺘﻼن« )اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ – اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎين ﻛام أﻋﺎد ﻧﴩ ﻗﺼﻴﺪة ﺗﺎﻣﺮ ّ – ﺷﺒﺎط – ١٩٣١ص (١٤–١٣.ﻣﺘ ﱢﻮ ًﺟﺎ إﻳﺎﻫﺎ مبﻘﺪﻣ ٍﺔ ﻟﻢ ﺗﺼﺪر ﰲ اﻟﺠﺰء اﻷول ﻣﻦ دﻳﻮان ﻧﺼﻬﺎ: اﻟﺸﻘﻴﻘني ﺗﺎﻣﺮ وﺷﺒﲇ ّ ﻣﻼط ،٢٩ﻫﻨﺎ ﱡ (٢٧ﻳﺮاﺟﻊ ﻋﻨﻪ :ﻳﻮﺳﻒ أﺳﻌﺪ داﻏﺮ ،ﻣﺼﺎدر اﻟﺪراﺳﺔ اﻷدﺑﻴﺔ ،اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ اﻟﻘﺴﻢ اﻷول ،ص٦٩٨ . – ،٦٩٩ﻣﻨﺸﻮرات اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ .١٩٧٢ (٢٨ﺟﻮرج ﺻﻴﺪح :أدﺑﻨﺎ وأدﺑﺎؤﻧﺎ ﻓﻲ اﻟ َﻤﻬﺎﺟﺮ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ،ص ،٦٧٣–٦٧٢ .ﺑﻴﺮوت .١٩٦٤ اﻟﺒﺪوي اﻟﻤﻠﺜﻢ :اﻟﻨﺎﻃﻘﻮن ﺑﺎﻟﻀﺎد ﰲ أﻣريﻛﺎ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ،اﻟﺠﺰء اﻷول ،ص ٤١٥–٤١٤ .واﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎين ،ص.٦٤ . ﻣﻼط ص ،٤٦–٤٥ .ﺑريوت .١٩٢٥ (٢٩دﻳﻮان اﻟﺸﻘﻴﻘني ﺗﺎﻣﺮ وﺷﺒﲇ ّ
٤٧
الفصل الثاني
اﳌﻼط واﻷرﺟﻨﺘني ﻋﻼﻗﺘﻪ مبﺠﻠﺔ »اﻹﺻﻼح« ّ
»ﻛﺎن ﻟﻤﺠﻠﺔ اﻟﻨﻮر اﻟﺘﻲ أﺻﺪرﻫﺎ ﰲ ﺷﺒﺎﺑﻪ ﺻﺪﻳﻘﻨﺎ اﻟﻜﺎﺗﺐ اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻟﻤﺸﻬﻮر اﻟﺴﻴﺪ داود ﻣﺠﺎﻋﺺ ،ﻧﺰﻳﻞ ﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ ﺗﺸﻴﲇ اﻟﻴﻮم ،ﺗﻔ ﱡﻨ ٌﻦ ﰲ ﺷﺤﺬ ﻗﺮاﺋﺢ اﻟﺸﻌﺮاء واﻟﻤﻨﺸﺌني، ﻧﺤﲇ ﺑﻬﺎ اﻟﻴﻮم در ﻋﲆ اﻷدب اﻟﻌﺮيب ﺑﻔﻮاﺋﺪ ﻋﻤﻴﻤﺔ ،ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﻌﺼامء اﻟﺘﻲ ّ ﺟﻴﺪ ﻫﺬه اﻟﻤﺠﻠﺔ .أﻣﺎ اﻗﱰاح »اﻟﻨﻮر« اﻟﺬي ﺣﺪا اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻔﺬ اﻟﻤﻔﻘﻮد إﱃ ﻧﺴﺞ ﺑُﺮدﻫﺎ ﻓﺎﻟﻤﺒﺎراة ﰲ ﻧﻈﻢ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻣﻮﺟﺰﻫﺎ أن أﻋﺮاﺑ ٍّﻴﺎ ﻛﺎن ﻳﺮﻋﻰ ﻣﺎﺷﻴﺘﻪ ﰲ أﺣﺪ اﻟﻮدﻳﺎن ﻓﺴﻄﺎ ﻓﻬﺐ إﱃ ﻣﻘﺎرﻋﺘﻪ، ﻋﻠﻴﻬﺎ منﺮ ﻳﺮﻳﺪ اﻓﱰاﺳﻬﺎ .ﻛﱪ ﻋﲆ اﻟﺮاﻋﻲ اﻟﺸﺠﺎع اﻧﺘﻬﺎك اﻟﻨﻤﺮ ﺣﺮﻣﺘَﻪ ﱠ ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻠﺒﺚ أن ﺗﺤﻄﻢ ﺣﺴﺎﻣﻪ ﰲ ﻳﺪه ،ﻓﺎﻧﱪى إﱃ ﻣﻨﺎزﻟﺘﻪ أﻋﺰل .واﻧﺠﻠﺖ اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻋﻦ اﻟﻤﺠﲇ ﺑني ﻋﺪﻳﺪي اﻟﺸﻌﺮاء اﻷُﱃ ﻟﺒﻮا اﻻﻗﱰاح ﺻﺎﺣﺐ ّ ﴏﻋﻪ إﻳﺎه ﺑﻌﺪ ﻧﻀﺎل ﻃﺎل .ﻛﺎن ﻫﺬه اﻟﺨﺮﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻜﺎد ﻳﻔ ّﺮﻗﻬﺎ اﻷدﺑﺎء ﻋﻦ أﻣنت ﺷﻌﺮ اﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ وأﺑﻠﻐﻪ«. وﻣام ﻧﴩ ﻟﺸﺒﲇ ﰲ ﻣﺠﻠﺔ »اﻹﺻﻼح« ،متﻜ ﱠﻨﺎ ﻣﻦ رﺻﺪ ﻣﺎ ﻳﲇ:
(١اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ – آذار – ١٩٣١ص ٥٠–٤٧ .ﻗﺼﻴﺪة »ﻏﺮور اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ« ،٣٠ﻗﺪّ ﻣﺖ ﻟﻬﺎ مبﺎ ﻳﲇ: ّ لشب Uبك الم$ط »غرور الناشئة« »إن اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺬي ﻧﺰﻳﻦ اﻟﻴﻮم ﻫﺬه اﻟﻤﺠﻠﺔ ﺑﺮﺳﻤﻪ وﻧﻘﻠّﺪ ﺟﻴﺪﻫﺎ ﺑﻨﻔﺜﺔ ﻣﻦ ﻧﻔﺜﺎت ﻳﺮاﻋﻪ ،ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻐﺮﻳﺐ ﻋﻦ ﻗﺮاء »اﻹﺻﻼح« ،ﻓﻬﻮ أﻣري ﻣﻦ أﻣﺮاء اﻟﺒﻴﺎن وﺑﻠﺒﻞ ﻣﻦ ﺑﻼﺑﻞ اﻟﻤﻨﺎﺑﺮ ،ﻓﻼ ﻋﺬر ﰲ ُﻋﺮﻓﻨﺎ ﻟﻤﻦ ﺟﻬﻞ أو ﺗﺠﺎﻫﻞ ﻣﻜﺎﻧﺘﻪ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﰲ ﻋﺎﻟﻢ اﻷدب ،إﻻ اذا ﺑﺎﻟﻤﻼط ﻷﺣﺪ أﻛﺎﺑﺮ اﻋﺘﺬر ﺑﺠﻬﻠﻪ واﻗﺘﺒﻞ أن ﻳﻄﻌﻦ ﰲ ﻋﻠﻤﻪ وأدﺑﻪ .وﻫﺎ ﻧﺤﻦ ﻣﻮردون رأﻳًﺎ ّ ﻋﻠﻤﺎﺋﻨﺎ وﻧﻮاﺑﻎ ﺻﺤﺎﻓﻴﻴﻨﺎ ﻏري اﻟﻤﺠﺎزﻓني ﺑﺎﻵراء وﻻ ﺑﺎﻷﻗﻮال ،ﻫﻮ ﻓﻴﻠﺴﻮﻓﻨﺎ اﻟﻄﻴﺐ اﻷﺛﺮ اﻟﻤﻼط ﰲ اﻟﺒﻼﻏﺔ ،ﻷﻧﻪ اﻷﺳﺘﺎذ ﻳﻌﻘﻮب ﴏوف ،وذﻟﻚ ﻟﻴﺲ ﻹﻗﺎﻣﺔ اﻟﺒﻴﻨﺔ ﻋﲆ ﻋﻠﻮ ﻛﻌﺐ ّ ِﺑ ُﻌﺮﻓﻨﺎ ﻏﻨﻲ ﻋﻨﻬﺎ ،ﺑﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﲆ أﺛﺮ ﻃﻴﺐ ﻟِﻤﻨﺸﺊ ﺷﻴﺦ اﻟﻤﺠﻼت ،واﻟﻌﻈﺔ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻤﺘﻔﺬﻟﻜني واﻟﻤﺘﻌﻨﺘني .واﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻗﺪ وﺟﻬﺖ إﱃ ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ اﻟﻌﺒﻘﺮي أﺛﻨﺎء ﻧﺰوﻟﻪ اﻟﻘﻄﺮ ﺧﺼﻴﺼﺎ ﻟﻠﻨﻴﺎﺑﺔ ﻋﻦ أدﺑﺎء ﺳﻮرﻳﺔ ﰲ اﻻﺣﺘﻔﺎل اﻟﻜﺒري اﻟﺬي اﻟﻤﴫي اﻟﺸﻘﻴﻖ ﻣﻮﻓ ًﺪا إﻟﻴﻪ ً ﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﻛ ﱠﺮ َﻣﺖ ﺑﻪ ﻣﴫ ﺷﺎﻋﺮﻫﺎ اﻟﻔﺬ أﺣﻤﺪ ﺷﻮﻗﻲ ﺑﻚ ﺳﻨﺔ .١٩٢٧وﻫﺬه ﻫﻲ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔً ، رﺻﻴﻔﺘﻨﺎ ﻣﺠﻠﺔ »اﻟﻤﻌﺮض اﻷﺳﺒﻮﻋﻲ« اﻟﻐﺮاء: ﻣﻼط ،اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎين ،ص ،٤٨٤ .ﺑريوت .١٩٥٢ (٣٠دﻳﻮان ﺷﺒﲇ ّ ٤٨
»ﻋﺰﻳﺰي اﻟﺸﺒﻞ ﺑﻞ اﻷﺳﺪ اﻟﺮﺋﺒﺎل: ﻟﻘﺪ ﺑﻴﻀْ ﺖ اﻟﺴﺎﺣﺔ ورﻓﻌﺖ راﻳﺔ اﻟﺴﻮرﻳني ﻋﺎﻣﺔ واﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴني ﺧﺎﺻﺔ .أﻣﺎ أﻧﺎ ﻓﻘﺪ ﺷﻖ ﲇ أن ﻟﻢ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ إﻧﺠﺎز وﻋﺪك ﱄ ،وﻟﻜﻨﻨﻲ ﻋﺬرﺗﻚ مبﺎ رأﻳﺘﻪ ﻣﻦ اﻧﺸﻐﺎﻟﻚ اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﻋ ّ ﺣﺘﻰ ﻟﻘﺪ ﴏت ﻣﻌﺮﺿً ﺎ ﻵﻓﺘني :اﻟﻌني واﻟﻌﺠﺐ ،أﻣﺎ اﻟﻌني ﻓﺎﻟﻌﻠﻢ ﻧﻔﺎﻫﺎ ﻓﻼ أﺧﴙ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻨﻬﺎ ،وأﻣﺎ اﻟﻌﺠﺐ ﻓﺄدﺑﻚ اﻟﺠﻢ ﻳﺮﻓﻌﻚ ﻋﻨﻪ .وأؤﻛﺪ ﻟﻚ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺤﺪﺛﻨﻲ أﺣﺪ ﰲ أﻣﺮك إﻻ رأﻳﺘﻪ ﻣﻌﺠﺒًﺎ ﺑﻚ وﻫﺬا ﺣﺴﺐ ﻛﻞ أدﻳﺐ .ودﻣﺖ ﰲ ﻋﺰ داﺋﻢ وﴎور ﻣﻘﻴﻢ ،أﻧﺖ وﻣﻦ ﻳﻠﻮذ ﺑﻚ. أﺧﻮك ﻳﻌﻘﻮب ﴏوف« ﻟﻠﻤﻼط ،وإن ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻦ ﻋﻴﻮن ﻗﺼﺎﺋﺪه، واﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﻧﺤﻦ اﻟﻴﻮم ﻧﺎﴍون ّ إﻻ أﻧﻬﺎ ﻣﻮﺳﻮﻣﺔ مبﻴﺴﻢ ﺑﻴﺎﻧﻪ اﻟﺴﺎﺣﺮ وأﺳﻠﻮﺑﻪ اﻟﺴﻬﻞ اﻟﻤﻤﺘﻨﻊ ،وﺟﺪﻳﺮة ﺑﺄن ﻳﺬﻳﱢﻠﻬﺎ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺷﺒﻞ اﻟﻘﺮﻳﺾ وﻟﻴﺜﻪ .وﻗﺪ اﻧﺘﻘﺪ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﰲ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﻴﺪة ﻏﺮور ﻧﺎﺷﺌﺘﻨﺎ ﰲ اﻟﻮﻃﻦ ﻻﻧﻐامﺳﻬﺎ ﺑﺎﻟﺮﻫﺎن وﺻﻴﺪ اﻟﺤامم وﻏريﻫام ﻣﻦ آﻓﺎت اﻟﺘﻤﺪﻳﻦ اﻟﻤﺰﻳﻒ ،ﺣﺎﺳﺒﺔ إﻳﺎﻫﺎ ﻣﻦ دواﻋﻲ اﻟﻤﺪﻧ ّﻴﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻣﻊ أﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﰲ ﳾء .وﻗﺪ أﺟﺎد ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ وﺻﻒ أﻋﺮاض ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﺎب ﺷﺒﺎب اﻟﺒﻼد ،وأﺧﻠﺺ ﻟﻬﺎ اﻟﻨﺼﺢ ﰲ ﻣﻌﺎﻟﺠﺘﻬﺎ واﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ أذاﻫﺎ .ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك أدواء ﻻ ﺗﻘﻞ ﺧﻄﻮرة ﻋام وﺻﻒ ،ﺗﻮﻋﻚ ﺻﺤﺔ ﻓﺘﻴﺎﻧﻨﺎ وﻓﺘﻴﺎﻧﻨﺎ :ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺘﻔﺮﻧﺲ اﻟﻤﻌﻴﺐ وﻫﺠﺮان ﻟﻐﺔ اﻟﺒﻼد وآداﺑﻬﺎ ﻣام ﻳﻬﺪد ﻗﻮﻣﻴﺘﻨﺎ ﺑﺎﻟﴩ اﻟﻤﺴﺘﻄري واﻟﺒﻼء ﻣﺮض اﻷﻣﺔ اﻟﻘﺪﻳﻢ اﻟﻌﻀﺎل اﻟﺬي ﻻ ﻏﻨﻰ ﻋﻦ ﺗﻜﺮار وﺧﺰه مبﺪﻳﺔ ﻧﻄﺲ اﻷﻋﻈﻢ .وﻫﻨﺎك ُ أﻃﺒﺎﺋﻨﺎ اﻻﺟﺘامﻋﻴني ﻣﻦ ﺣني إﱃ آﺧﺮ ،وﻫﻮ ﻣﺮض اﻟﺘﻌﺼﺐ اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ واﻹﻗﻠﻴﻤﻲ .وﻟﺬﻟﻚ ﻓﻨﺤﻦ ﻣﻘﱰﺣﻮن ﺑﻬﺬه اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻋﲆ ﻓﺎرس اﻟﺨﻴﺎل واﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أن ﻳﺘﻨﺎول اﻷدواء اﻟﺘﻲ ﻋﺎﻣﻼ ﺑﻬﺎ ﻣﴩاﻃﻪ ﺑﺪون ﺷﻔﻘﺔ وﻻ رﺣﻤﺔ ،ﻋﲆ أن ﻳﺘﺨﻠﺺ إﱃ ﺑﺴﻂ ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻟﻴﻬﺎ أﴍﻧﺎً ، اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺨﻠﻖ ﺑﻨﺎ اﻗﺘﺒﺎﺳﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﻐﺮب واﻟﺘﺠﺪد اﻟﺼﺤﻴﺢ اﻟﺬي ﻳﱰﺗﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻧﺘﻬﺎﺟﻪ ﰲ ﺣﻠﺒﺔ ﺗﻨﺎزع اﻟﺒﻘﺎء ﺗﻮﻃﻴ ًﺪا ﻟﺪﻋﺎﺋﻢ ﻗﻮﻣﻴﺘﻨﺎ وﻃﻤﻮ ًﺣﺎ ﻟﻤﺒﺎراة أﻣﻢ اﻷرض اﻟﺤﺮة ﰲ ﻣﻀامر اﻟﺮﻗﻲ واﻟﻌﻤﺮان.
٤٩
الفصل الثاني
اﳌﻼط واﻷرﺟﻨﺘني ﻋﻼﻗﺘﻪ مبﺠﻠﺔ »اﻹﺻﻼح« ّ
(٢اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ – اﻟﺠﺰء اﻟﺨﺎﻣﺲ – أﻳﺎر ،١٩٣١ﻗﺼﻴﺪة »ﻣﻠﻜﺔ ﺗﺪﻣﺮ« ٣١ﻣﻊ اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: ملكة تدمر ﻣﻼط »ﻗﺎﺋﻢ ﻣﻘﺎم« ﻗﻀﺎء اﻟﻤنت »ﻗﺪ ﺗﻠﻄﻒ ﺣﴬة ﺷﺎﻋﺮ ﺳﻮرﻳﺔ اﻟﻜﺒري ﺷﺒﲇ ﺑﻚ ّ »ﻟﺒﻨﺎن« ﻓﺨﺺ »اﻹﺻﻼح« مبﻠﺤﻤﺔ ﻟﻪ ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ ﻣﻠﻜﺔ ﺗﺪﻣﺮ ،ﻣﻨﺒﺌًﺎ إﻳﺎﻧﺎ أﻧﻪ ﻗﺪ أرﺳﻠﻬﺎ إﻟﻴﻨﺎ ﻗﺒﻞ ﻧﴩﻫﺎ ﰲ ﻣﺠﻠﺔ »اﻟﺤﺎرس« ﺑﻌﺪة أﻳﺎم ﻟيك ﺗﻜﻮن ﻫﺬه اﻟﻤﺠﻠﺔ أﺳﺒﻖ ﺻ ُﺤﻒ اﻟ َﻤﻬﺎﺟﺮ إﱃ ﻧﴩﻫﺎ .وﻟﺪى ﻣﺤﺾ ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ اﻟﻔﺬ ﺧﺎﻟﺺ اﻟﺜﻨﺎء ﻋﲆ ﺣﺴﻦ وﻻﺋﻪ »ﻟﻼﺻﻼح« ﻧﺆﻣﻞ ﻣﻦ ﺣﴬﺗﻪ اﻟﻨﺰول ﻋﻨﺪ اﻗﱰاﺣﻨﺎ اﻟﻤﻨﺸﻮر ﰲ ﻋﺪدﻧﺎ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﺻﻔﺤﺔ ٤٨ وذﻟﻚ مبﻨﺎﺳﺒﺔ ﻧﴩ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ اﻟﻨﻔﻴﺴﺔ »ﻏﺮور اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ« ،ﻣﻔ ﱢﻜ ًﻬﺎ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻨﻈﻢ اﻟﻘﺼﻴﺪة ﻗﻠﻴﻼ ﻣﻦ أﺷﻐﺎﻟﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻹدارﻳﺔ اﻟﺘﺠﺪﻳﺪﻳﺔ اﻟﻤﻘﱰﺣﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺎح ﻟﻪ اﻻرﺗﻴﺎح ً اﻟﻬﺎﻣﺔ .وإﱃ اﻟﻘﺮاء ﺧﺮﻳﺪة ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ اﻟﻌﺒﻘﺮي اﻟﺒﻠﻴﻐﺔ«.
(٣اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ – اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎين ﺷﺒﺎط :١٩٣٥ﻗﺼﻴﺪة ﺷﺒﲇ »ﻣﺎذا ﻟﻘﻴﺖ ﺑﻠﺒﻨﺎن« إﱃ ﺻﺪﻳﻘﻪ داود ﺑﺮﻛﺎت رﺋﻴﺲ ﺗﺤﺮﻳﺮ »اﻷﻫﺮام« ،إﺛْﺮ زﻳﺎرﺗﻪ ﻟﺒﻨﺎن.
ماذا لقيت بلبنان… مــاذا لقــيت بلبنــان وقـــد خرسـت هــل راعــك الجبــل الباكــي علــى زمــن وه ــل تأمل ــت ف ــي غــ ــاب تقي ــم ب ــه وأي ف ــرق – إذا فكـ ــرت – ف ــي وط ــن ً ق ــل ل ــي فديت ــك ه ــل َألفي ـ َ ـت ناطق ــة ّ حت ــى الج$مي ــد أن ــت وه ــي ش ــاكية إ 2زعانـــف نفعييـــن مـــا برحـــوا
فيـــــه البــــ$بـل عن شــدو وتغــريــد ضاف ــي الج ــ$ل عل ــى أقوام ــه الصي ــد أشبـــــــاله بين مـــــــكتوف ومصــــفود م ــا بي ــن ح ــي بـــ ــه يش ــقى وملــ ــحود بغي ــر شـ ــكوى وتأبيـــــ ــن وتعـــــ ــديد الــــــسود ممـــا تقاســـيه فـــي أيـــــامه ِ أقس ــى وأخش ــن م ــن تل ــك الج$مي ــد
ﻣﻼط ،اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎين ،ص.٢٠٧ . (٣١دﻳﻮان ﺷﺒﲇ ّ ٥٠
ي ــا رحم ــة الل ــه ل ــو يحن ــو عل ــى جب ـ ٍـل ج ــار الزم ــان عل ــى أهلي ــه فانصرف ــوا وعــاش مــن عــاش ُحـ ًـرا فيــه يصحبــه ّ ُ قــل لــي أزهــرة »يحشوشــي« معطــرة ّ ً وهـــــــل رأيـــت لياليــــــها مبلجـــة فانظـــر بلبنـــان واذكـــر عهـــد مزرعـــة واكتـم بنـي مصر ما شـاهدت من عبر
وجـــوده بـــات فـــي أكفـــان مفقـــود عنــ ــه وريع ــوا بتــ ــغريب وتبعيـــ ــد 1 يـــأس وتنكيـــد مثـــل ا2ســـنة مـــن ٍ 1 كا2م ــس أو أرضه ــا مخض ـ ّـرة الع ــود؟ وه ــل لمح ــت عليه ــا بهج ــة العي ــد؟ كانـــت تعـــادل فيـــه ملـــك داود خـــوف الشـــماتة أو لـــوم وتنديـــد
(٤اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ – اﻟﺠﺰء اﻟﺨﺎﻣﺲ – أﻳﺎر :١٩٣٢ ﻗﺼﻴﺪة ﺷﺒﲇ »ﻣﻦ ﺑﻴﺖ اﻟﺪﻳﻦ إﱃ إﻫﺪن« ﺗﺘﺼﺪرﻫﺎ رﺳﺎﻟﺘﻪ إﱃ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺻﻮاﻳﺎ ﻧﻮردﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﻣﻊ اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﺪر ْﺟﻬﺎ ﺷﺒﲇ ﰲ دﻳﻮاﻧﻪ ﺳﻨﺔ ١٩٥٢ﻷﺳﺒﺎب ﻧﺠﻬﻠﻬﺎ.
1 ّ ً »ا2ص$ح« »شب Uبك م$ط – شاعر ا2رز – يكتب خصيصا إ¤ E »ﺣﴬة اﻟﺼﺪﻳﻖ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﲇ ﻣﻦ اﻟﻮاﺟﺐ اﻷديب ﻧﺤﻮ ﻣﺠﻠﺔ »ﻟﻤﺤﺖ ﻛﻠﻤﺘﻚ اﻟﻠﻄﻴﻔﺔ اﻟﻤﻨﺒﻬﺔ إ ّﱄ ﻣﺎ ﻋ ّ ﻓﺘﺄﻟﻤﺖ ﻛﺜ ًريا ﻷين إﱃ اﻵن ﻟﻢ »اﻹﺻﻼح« اﻟﺮاﺋﻌﺔ ﺑﺼﻨﻮف ﻓﻮاﺋﺪﻫﺎ وﻣﺒﺎﺣﺜﻬﺎ ورﺳﻮﻣﻬﺎ، ُ أَﻗﻢ ﺑﴚء ﻣﻨﻪ ﻧﺤﻮﻫﺎ .ذﻟﻚ ﻷن ﻇﺮوﰲ ﺗ َﺤﻮل ﺑﻴﻨﻲ وﺑني اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻋﲆ ﻣﺎ ﺑﻴﱠﻨﺘُﻪ ﺳﺎﺑﻘًﺎ ﰲ رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻮﺟﺰة إﻟﻴﻚ. »ﺷﻬﺪ اﻟﻠﻪ أﻳﻬﺎ اﻷخ أين أمتﻨﻰ ﻣﻦ ﺻﻤﻴﻢ اﻟﻘﻠﺐ ﺧﺪﻣﺔ إﺧﻮاين ،وﻋﲆ اﻷﺧﺺ إﺧﻮاين أﻫﻞ اﻷدب اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻣﻀﻮن اﻟﺠﻔﻮن وﻳﺬوﺑﻮن ذوﺑﺎن اﻟﺸﻤﻮع ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﻣﺎ اﻧﺘﺪﺑﺘﻬﻢ ﺣﻈﻮﻇﻬﻢ إﻟﻴﻪ .وﻟﻜﻦ ﻫﻮ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﺨﺎﻣﺲ ،وﻫﻲ ﺿﻮﺿﺎء اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ، وﻫﻲ اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ،وﻫﻲ اﻟﻤﺸﺎﻏﻞ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ .ﻛﻞ ذﻟﻚ ،وﻣﺎ ﻳﺘﻔﺮع ﻋﻨﻪ ،ﻳﻘﻮم ﺳ ٍّﺪا ﻛﺴ ّﺪ ﻣﺄرب ﺑﻴﻨﻪ وﺑني اﻟﺸﻌﺮ. َ »وﻟﻮ ﻋﺮﻓﺖ أﻳﻬﺎ اﻟﺼﺪﻳﻖ اﻟﻌﺠﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮاﻓﻖ ﻫﺬا اﻟﻘﻠﻢ اﻵن وأﻣﺎﻣﻲ و َﺣﻮﱄ ﻣﻦ اﻷﻋامل اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ اﻟﻘﺎﺿﻴﺔ ﻋﲆ ﺻﻔﺎء اﻟﺒﺎل اﻟﺬي ﻳﺤﺘﺎﺟﻪ اﻟﻜﺘﺎب واﻟﺸﻌﺮاء ﻟﻌﺬرﺗ َﻨﻲ. ٥١
الفصل الثاني
اﳌﻼط واﻷرﺟﻨﺘني ﻋﻼﻗﺘﻪ مبﺠﻠﺔ »اﻹﺻﻼح« ّ
ﲇ ﺑﺠﺮاﺋﺪﻫﻢ وﻣﺠﻼﺗﻬﻢ وﻟﻮ ﻋﻠﻤﺖ أﻳﻀً ﺎ أن ﻋﺪ ًدا ﻣﻦ أﺻﺤﺎيب اﻟﺼﺤﺎﻓﻴني ﻳﺘﻜﺮﻣﻮن ﻋ ّ وﻋﻠﻤﺖ أين ﻋﺎﺟﺰ ﻋﻦ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺟﻤﻴﻠﻬﻢ ﺑﴚ ٍء ﻣﻦ ﺑﻀﺎﻋﺔ اﻷَدب ﻟﺮﺣﻤﺘَﻨﻲ. ﻫﺪﻳﺔ، َ أوﻟﺌﻚ أﻋﻼم اﻷدب اﻟﻨﺎﴐ اﻷُﱃ ﻛﺜ ًريا ،ﻣﺎ رﺟﻮت ﻣﻨﻬﻢ أن ﻳﺰﺣﺰﺣﻮا ﻋﻦ ﻛﺎﻫﲇ ذﻟﻚ ﲇ أن أﺿﻴﻒ إﱃ ﻣﺎ اﻟﻌﺐء ﻣﻦ اﻟﺠﻤﻴﻞ ،أو ﻳﻌﻮدين ﻣﺸﱰﻛًﺎ وﻟﻢ ﻳﻘﺒﻠﻮا ،إذ ّ ﻳﺸﻖ ﻋ ّ ﺣﻤﻼ آﺧﺮ ﻣﻬام ﻳﻜﻦ ﺧﻔﻴﻔًﺎ ،ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺠﺎد ﻟﻨﺎ وﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﻳﺤﻤﻠﻮن ً ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﺠﻮد مبﺜﻠﻪ ،وﻫﻮ اﻟﻄﺒﻊ ﺑﻞ ﻗﻞ اﻟﺪاء اﻟﺬي ﻛﺎن ﺳﺒﺐ اﻟﺠﻔﺎء ﻣﻨﺬ ﺧﻤﺲ ﺪﺑﺖ إﱃ ﺳﻨﻮات ﺑﻴﻨﻲ وﺑني ﻓﻘﻴﺪ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻤﺄﺳﻮف ﻋﻠﻴﻪ ﺻﺎﺣﺐ »اﻟﻬﺪى« ﻳﻮم اﻧﺘُ ُ ﲇ ﺑﺬﻟﻚ اﻟﻤﻘﺪار متﺜﻴﻞ اﻷدب اﻟﻠﺒﻨﺎين ﰲ ﻣﴫ ،وﺗ ﱠﱪع ﺻﺎﺣﺐ »اﻟﻬﺪى« ﻛﺮ ًﻣﺎ وﻣﺮوءة ﻋ ﱠ اﻟﻤﺎﱄ ،وﻏﺎﻇﻪ رﺣامت اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ أين رددﺗﻪ اﻟﻴﻪ!! ﺑﻘ َﻴﺖ ﻋﻠّﺔ أُﺧﺮى اﺳﺘﻮﻟﺖ ﻋﲆ ﺧﺎﻃﺮي ﺣﺪﻳﺜًﺎ ،ﻫﻲ أين ﻛﺮﻫﺖ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺸﻌﺮ إﱃ ﺣﺪ أين أرﻓﺾ ﻛﻞ دﻋﻮة إﱃ ﻣﻨﱪ ،وأﺗﺤﺎﳽ ﺣﻀﻮر ﻛﻞ ﺣﻔﻠﺔ ،ﻣﺘﺠﻨ ًﺒﺎ اﻟﻈﻬﻮر ،ﻣ ْﺆﺛ ًﺮا ﻟﺬﻫﺒﺖ ﻣﺬﻫﺐ اﻟﻄﻐﺮايئ واﺗﺨﺬتُ ﻧﻔﻘًﺎ ﰲ اﻷرض اﺳﺘﻐﻨﻴﺖ ﻋﻦ اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﻌﺰﻟﺔ ،وﻟﻮ ُ ُ وﺗﺮﻛﺖ اﻟﻤﻌﺎﱄ ﻷﺻﺤﺎب اﻟﻤﻌﺎﱄ. واﻋﺘﺰﻟﺖ أو ﺳﻠ ًّام ﰲ اﻟﺠﻮ ُ ُ ﻗﺪ ﺗﺴﺘﻐﺮب أﻳﻬﺎ اﻷخ ﻫﺬا اﻟﻈﻬﻮر ،وﺣﻘّﻚ أن ﺗﺴﺘﻐﺮﺑﻪ ﰲ ﻣﻦ ﻻ ﺗﺨﻠﻮ ﺑﻘﻌﺔ ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻃرية ﻟﻪ ﻓﻮق ﻫﻀﺎﺑﻬﺎ وﺻﺨﻮرﻫﺎ وﺗﻼﻟﻬﺎ وﺟﺒﺎﻟﻬﺎ وﻳﻨﺎﺑﻴﻌﻬﺎ ،ﻣﺮة ﺑﺎﻟﺬات وﻗﻔﺖ ﻣﻜﺎين وﻧﻈﺮتَ إﱃ اﻟﻔﻮﴇ اﻟﻘﻠﻤﻴﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة اﻟﻴﻮم، وﺣﻴ ًﻨﺎ ﺑﺎﻟﺨﻴﺎل .وﻟﻜﻦ ﻟﻮ َ واﻧﺤﺒﺲ ﻟﺴﺎﻧﻚ وﻟﻢ ﺗﻨﺒﺲ .ﻣﻦ أﺟﻞ ذﻟﻚ ﻛﻠﻪ أﻏﻀﻴﺖ ﻋﻦ ﺗﻠﺒﻴﺔ اﻗﱰاﺣﻚ اﻟﺬي ِﺖ ﻟ ُﺒﻬ ﱠ َ ﻳﻐري ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ ﺗﻄﻮري اﻟﺠﺪﻳﺪ .أﻣﺎ اﻵن، وﺿﻌﺘﻪ ﰲ اﻟﻤﺠﻠﺔ ،وﻻ أدري إذا ﻛﺎن اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ّ إذا ﻓﺎﺗﻨﻲ اﻟﻨﻈﻢ ﻓﻼ ﻳﻔﻮﺗﻨﻲ أن أﺑﻌﺚ إﻟﻴﻚ ﺑﴚء ﻣﻦ ﻣﺤﻔﻮﻇﺎيت اﻟﻘﺪميﺔ ،وﻫﻮ ﺻﻔﺤﺔ ﺷﻌﺮﻳﺔ ُﻋﻨﻴﺖ ﺑﻬﺎ ﻣﻨﺬ إﺣﺪى وﻋﴩﻳﻦ ﺳﻨﺔ وﻃﻮﻳﺘُﻬﺎ ﰲ زواﻳﺎ اﻟﻨﺴﻴﺎن .أَﻣﺎ ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ ﻓﻬﻮ ﻛام ﺗﺮاه ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻣﺪاﻋﺒﺔ ﻫﺰزتُ ﺑﻬﺎ ﻗﻨﺎة ﺻﺪﻳﻘﻲ اﻟﻤﺮﺣﻮم داود ﺑﻚ ﻋﻤﻮن، واﻧﺘﻘﻠﺖ ﻣﻦ ﺗﺼﻮﻳﺮه إﱃ ﻣﻮاﺿﻴﻊ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﺎﻟﺔ ﻟﺒﻨﺎن ﰲ ذﻟﻚ ووﺻﻔﺖ أﺧﻼﻗﻪ ُ اﻟﻌﻬﺪ ،وﺣﺎﻟﺔ ﻣﺠﻠﺴﻪ اﻹداري اﻟﺬي ﻛﺎﻧﺖ أﻏﻠﺒﻴﺔ أﻋﻀﺎﺋﻪ ﺻﻨﺎﺋﻊ اﻟﻮاﺳﻄﺔ ﻻ اﻷﻫﻠﻴﺔ، وﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﻤﺠﻠﺲ ﻗﺪ اﻧﺘﺪب داود ﺑﻚ أﺣﺪ أﻋﻀﺎﺋﻪ ﻋﻦ دﻳﺮ اﻟﻘﻤﺮ ﻟﻠﺘﻮﺟﻪ إﱃ ﻗﻀﺎء اﻟﺒﱰون وﺗﻔﺘﻴﺶ ﻣﺤﻜﻤﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺼﻄﺎﻓﺔ ﰲ إﻫﺪن ،ﻓﺘَ َﻮ ﱠﺟﻪ وأﻃﺎل ﻣﻘﺎﻣﻪ ﰲ ذﻟﻚ ٥٢
اﻟﻤﺼﻴﻒ اﻟﺴﺎﺣﺮ ﻛام ﺗﻌﻠﻢ ،وﻛﺎن ﺑﻴﻨﻲ وﺑﻴﻨﻪ ﻣﻮدة ﺟﻤﺔ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻣﺎ ﻗﻠﺘﻪ ﻓﻴﻪ ،ﻣﻦ رﺛﺎﺋﻪ اﻟﻤﺜﺒﺖ ﰲ دﻳﻮاين وﻫﻮ: أقمنـــا علـــى عهـــد المـــودة حقبـــة إذا كان فـــي لبنـــان كنـــت عشـــيره 1 تعارفـــت ا2رواح قبـــل اجتماعنـــا يفتـــش عنـــي حيـــن تمتـــد غيبتـــي
تقاص ــر ع ــن تحوي ــل جوهره ــا الده ــر وإن كان فـــي مصـــر ّ تتــــبعه الفكـــر فلمـــا ت$قينـــا التقـــى المـــاء والخمـــر وأبحـــث عنـــه حيـــن يحجبـــه أمـــر
وﻫﻲ اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﻘﺪميﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ أﻃﻮي ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻵن ﻫﺬه اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ،ﻓﺈذا ﻧﺎل اﻟﻘﺪﻳﻢ ﺣﻈﻮة ﻟﺪﻳﻚ أو ﻟﻢ ﻳﻨﻞ ،ﺣﻤﺪت اﻟﻠﻪ إﻟﻴﻚ وأﺟﺰﻟﺖ اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻴﻚ ﺷﺎ ٍّدا ﻳﺪك ،ﻋﲆ أﻣﻞ اﻟﻌﻮدة إﱃ ﺗﺤﺪﻳﺚ ﻗﺮاء »إﺻﻼﺣﻚ« ﻋﻨﺪ أوﱃ اﻟﺴﻮاﻧﺢ. ﺟﺪﻳﺪة اﻟﻤنت ﰲ ١١ﻧﻴﺴﺎن ١٩٣٢ اﻟﻤﻼط« ﺻﺪﻳﻘﻚ ﺷﺒﲇ ّ
٥٣
الفصل الثاني
اﳌﻼط واﻷرﺟﻨﺘني ﻋﻼﻗﺘﻪ مبﺠﻠﺔ »اﻹﺻﻼح« ّ
٥٤
٥٥
الفصل الثاني
اﳌﻼط واﻷرﺟﻨﺘني ﻋﻼﻗﺘﻪ مبﺠﻠﺔ »اﻹﺻﻼح« ّ
٥٦
وﰲ اﻟﻌﺪدﻳﻦ ٢و) ٣ﺷﺒﺎط – آذار (١٩٣٣ﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻧﴩت »اﻹﺻﻼح« ﻟﺸﺒﲇ: – ﻗﺼﻴﺪة »ﻣﻦ ﻳﻠﺪز إﱃ ﺳﻼﻧﻴﻚ« )ص (١٧٧–١٧٥ .ﻣﺆرﺧﺔ ﰲ ﺑريوت ﰲ ٢٤آذار .٣٢ ١٩٣٣ – رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻄ ّﻮﻟﺔ ﻣﻦ ﺷﺒﲇ إﱃ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺻﻮاﻳﺎ ﰲ ١٠ﻧﻴﺴﺎن ) ١٩٣٣ص(٢٤٤–٢٤٢. ﻣﻊ اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: ﻣﻼط رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺴﻬﺒﺔ »ﺗﻠﻘﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺣﴬة اﻟﺼﺪﻳﻖ اﻷﻟﻤﻌﻲ ﺷﺎﻋﺮ اﻷرز اﻟﻨﺎﺑﻎ ﺷﺒﲇ ﺑﻚ ّ ﻗﴣ ﺳﻮء اﻟﻄﺎﻟﻊ ﺑﺘﻤﺰﻳﻖ ﻏﻼﻓﻬﺎ ﰲ اﻟﱪﻳﺪ وﻓﻘْﺪ اﻹﺣﺪى ﻋﴩة ﺻﻔﺤﺔ اﻷوﱃ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻏري أﻧﻨﺎ ،ﺿ ٍّﻨﺎ ﺑﺂراء اﻟﻤﻔﻜﺮ اﻟﺤﺼﻴﻒ ﻣﻦ اﻟﻀﻴﺎع ،ﻧﻨﴩ ﻣﺎ أﺑﻘﻰ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﱪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ،ﺗﺎرﻛني ﻟﻘﺮاﺋﻨﺎ اﻷﻟ ّﺒﺎء اﺳﺘﻨﺘﺎج ﺑﻌﺾ ﻣﻘﺪﻣﺎت اﻟﻤﻘﺎل ﻣﻦ ﺳﻴﺎق اﻟﺒﺤﺚ اﻟﺠﻠﻴﻞ ،ﺗﺎرﻛني ﻟﻬﻢ أﻳﻀً ﺎ ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺤﻜﻢ ﰲ اﻟﺤﻮادث اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ أَﻟَـ ّﻢ ﺣﴬﺗﻪ ﺑﻬﺎ .وﻫﺎ ﻧﺤﻦ ﺟﺎﻋﻠﻮن رﺳﺎﻟﺔ اﻟﺸﺒﻞ اﻟﻌﺒﻘﺮي ﻣﺴﻚ ﺧﺘﺎم ﻫﺬا اﻟﺒﺎب .ﻗﺎل ﺷﺎﻋﺮ اﻟﻌﺬوﺑﺔ واﻻﻧﺴﺠﺎم» :ﻳﺘﺒني ﻣام ذﻛﺮﻧﺎ أﻧﻨﺎ ﺳﻮاء ﻛﺎن ﰲ اﻧﺘﺼﺎرﻧﺎ ﻟﻤﱰي اﻟﻤ ّﺮ ﺗﺠﺎه ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺑريوت أو ﰲ ﻃﻠﺒﻨﺎ ﻣﻦ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻟﺒﻨﺎن ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﻘﺼﺎص مبﺠﺮم ﻗﺪ ﺗﺤﺎﺷﻴﻨﺎ أن ﻧﺠﺮح ﻛﺮاﻣﺔ اﻟﺤﻜّﺎم أو ﻧﺤﻂ ﻣﻦ ﺷﺄن اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻋﻤﻼ ﺑﻘﺎﻋﺪة اﻟﺤﻜﻤﺔ» :ﺣﺎﻓﻆ ﻋﲆ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﺗﺤﻔﻈﻚ اﻟﺴﻠﻄﺔ« .ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻲ ميﺜﻠﻮﻧﻬﺎ ً ﻫﺬا اﻟﻤﺒﺪأ ﻛﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮﻳﻦ ﺷﺄن ﻛﻞ اﻟﻌﻘﻼء ﺗﻬﺠﻢ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﲆ رﺋﻴﺲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻟﺒﻨﺎن اﻟﻴﻮم .ﻧﻘﻮل ﻫﺬا وﻧﺤﻦ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﺗﺒني ﻛﻞ اﻟﻌﺘﺐ ﻋﲆ ﻓﺨﺎﻣﺔ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻷُﻣﻮر ﺗﻌﻨﻴﻨﺎ ﻛام ﻳﻌﻠﻢ اﻟﺠﻤﻬﻮر ﻫﻨﺎ .زد ﻋﲆ ذﻟﻚ أن اﻟﺮﺟﻞ ﰲ آﺧﺮ دور ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ ،ورمبﺎ ﻃﺎﻟﻊ ﻫﺬه اﻟﻜﻠﻤﺔ وﻫﻮ ﻋﲆ ﻃﺮﻳﻖ أوروﺑﺎ ﺑﻌﺪ ﺷﻬﺮﻳﻦ أو ﺛﻼﺛﺔ .إذن ﻓﻠﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﺟﺤﻴﻢ ﻧﺨﺎﻓﻪ وﻻ ﻧﻌﻴﻢ ﻧﻄﻤﻊ ﺑﻪ .وﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻻ ﻳﻠﻴﻖ مبﺜﻠﻨﺎ أن ميﺮ ﺑﻬﺎ ﺳﺎﻛﺘًﺎ وﻻ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻨﻬﺎ اﻟﻘﻨﺎع ،وﻫﻲ أن اﻟﺤﺎﻛﻢ ﻻ ﻳﺴﺄل مبﺎ ﻟﻴﺲ ﰲ وﺳﻌﻪ ،واﻟﺪﺑّﺎس رﺋﻴﺲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻻ ﻳﺠﻮز ﺗﺤﺪﻳﺪه ،وإن ﺳﻤﻮه »دﻳﻜﺘﺎﺗﻮر« ﺑﻐري اﻟﺤﺎﻛﻢ اﻟﻤﻄﻠﻖ اﻟﻤﻘﻴﺪ .ﻓﺈذا ﻃﺎﻟﺒﻮه مبﺎ ﻫﻮ ﺧﺎرج ﻋﻦ ﻧﻄﺎق ﺻﻼﺣﻴﺘﻪ ﻇﻠﻤﻮه ،وﻋﺮﻗﻠﻮا ﻣﺴﺎﻋﻴﻪ ﰲ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻪ ،وﻛﺎﻧﻮا ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻣﻠني ﻋﲆ اﻟﻔﻮﴇ وﺗﺠﺮﺋﺔ اﻟﻌﻮام ﻣﻼط ،اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎين ،ص.٤٩٠ . (٣٢دﻳﻮان ﺷﺒﲇ ّ ٥٧
الفصل الثاني
اﳌﻼط واﻷرﺟﻨﺘني ﻋﻼﻗﺘﻪ مبﺠﻠﺔ »اﻹﺻﻼح« ّ
ﻋﲆ اﻟﺴﻠﻄﺔ وﻫﻮ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻻ ﻳﻘْﺪم ﻋﻠﻴﻪ ذو ﻣﻘﺎم ﻋﺎﻗﻞ ﻳﻌﻠﻢ أﻧﻪ ﻳﻬﺪم ﺳﻠﻄﺘﻪ ﺑﻴﺪه ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺤﺎول ﻫﺪم ﺳﻠﻄﺔ ﻏريه .وﺳرنى ﰲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﻳﻜﻮن ﺧﻠﻔًﺎ ﻟﻠﺪﺑّﺎس وﻳﻌﻤﻞ ﰲ ﻣﻮﻗﻔﻪ أﻛرث ﻣام ﻋﻤﻞ! ﻓﺎﻟﺮﺟﻞ ﻣﻊ ﻛﺎن ﻣﺎ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺛﻘﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻤﻨﺘﺪﻳﺔ وﻳﺤﻮﻳﻪ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ وﺣﺠﺔ ودﻫﺎء ﻛﺜ ًريا ،وﻛﺜ ًريا ﻣﺎ ﺗﻘﻒ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﻣﻄﺎﻟﺒﻪ ﻋﲆ اﻟﺸﺎﻃﻰء ﻻ ﺗﺠﺪ ﺳﺒﻴﻼ إﱃ اﻟﺘﻘﺪم!! وﻫﻞ ﻳﺠﻬﻞ ذﻟﻚ أﺻﺤﺎﺑﻨﺎ اﻟﻤﺘﻌ ّﻨﺘﻮن؟ ﻓﻌﻼم ﻳﻨﻜﺄون ﺟﺮاح اﻟﺮﺟﻞ؟ أﻣﺎ ً ﻳﻜﻔﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺳﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﻀﺾ ،وﻫﻮ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﻤﻜﺘﻮف اﻟﻴﺪﻳﻦ ﺗﺠﺎه ﻋﺪة أﻣﻮر وﻃﻨﻴﺔ ﻻ ﻳﺠﺪ ﻃﺮﻳﻘًﺎ إﻟﻴﻬﺎ؟ وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻟﻴﺲ وأﻳﱢﻢ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ اﻟﻌﺪل وﻻ ﻣﻦ اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﺑﴚء أن ﻳﺤﺎ َرب اﻟﺮﺟﻞ ﰲ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ،وﻟﻪ ﺣﺴﻨﺎت ﺟﻤﺔ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺑﻼده ﻣﻨﺬ اﻟﻘﺪم ،أﻳﺎم ﻛﺎن ﻃﺮﻳﺪ اﻟﻈﻠﻢ ﰲ ﻋﺎﻣﻼ ﻋﲆ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﻫﺬا اﻟﻮﻃﻦ اﻟﺘﺎﻋﺲ .وﺣﺴﺐ أرض اﻟﻐﺮﺑﺔ ﻳﺒﺬل ﻗﻮاه اﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ وﺷﺒﺎﺑﻪً ، اﻟﺪﺑﺎس ﻣﻦ ﻣﺰاﻳﺎه أﻧﻪ ﻃﻴﻠﺔ ﺳﻨﻮات وﻻﻳﺘﻪ ﻟﻢ ﻳﺠﻨﺢ إﱃ ﺣﺰب دون اﻵﺧﺮ ،وﻻ اﺳﺘﺴﻠﻢ إﱃ ﻣﺎﻻ ﻣﻮﻇﻔًﺎ ﻛﺒ ًريا اﻟﺬﻳﻮل واﻟﺤﻮاﳾ ،وﻻ اﻧﺘﻘَﻢ ﻣﻦ ﺧﺼﻢ ﻟﻪ ،وﻻ راﻋﻰ أﺣ ًﺪا ﻣﻦ أﻫﻠﻪ وﻻ ً ﻋﲆ اﻻﻧﺘﻘﺎم ﻣﻦ ﻣﻮﻇﻒ ﺻﻐري وﻻ ﻋﺰل ﻣﻮﻇﻔًﺎ وإن ﻋﺮف أﻧﻪ ﻳﻐﺘﺎﺑﻪ. وإين ﻷذﻛﺮ ﻟﻪ ﺑﻬﺬا اﻟﺼﺪد أن أﺣﺪﻫﻢ أُﻟﻐﻴﺖ وﻇﻴﻔﺘﻪ ﻓﻬﺎج ﻳﻄﻌﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﻃﻌ ًﻨﺎ ﴎا وﻋﻠ ًﻨﺎ ،واﻟﺪﺑﺎس ﻳﻌﻠﻢ ذﻟﻚ وﻳﻐﺾ اﻟﻄﺮف ،إﱃ أن ﺟﺎءه ﻳﻮ ًﻣﺎ ﻣﺸﻔﻊ ﻳﻄﻠﺐ ﺟﺎر ًﺣﺎ ً ﻣﻨﻪ اﻟﻌﻄﻒ ﻋﲆ ذﻟﻚ اﻟﺮﺟﻞ وﻳﺒﺴﻂ ﻟﻪ ﺳﻮء ﺣﺎﻟﻪ ﻓﺮىث وﺻﻔﺢ ووﻇﻔﻪ وﻻ ﻳﺰال ﻳﻌﻴﺶ ﻣﻦ اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ. وﻣﻦ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﺧﻠﻴﺘﺎن ﻋﺮﻓﻨﺎﻫام ﺑﻪ وﻫام اﻹﺑﺎء واﻟﺼﺪق ،أﻳﺎم ﻛﻨﺎ ﺑﻌﺪ إﻋﻼن اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻟﻌﺜامين ﻧﺸﺘﻐﻞ ﺑﺎﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﰲ ﺑريوت ﻣﺘﻌﺎﴏﻳﻦ ﻣﺘﻌﺎرﻓني ،ﻫﻮ ﻳﺤﺮر ﺟﺮﻳﺪة »اﻟﺤﺮﻳﺔ« اﻟﻔﺮﻧﺴﺎوﻳﺔ وﻧﺤﻦ ﻧﺤﺮر ﺟﺮﻳﺪﺗﻨﺎ اﻟﻮﻃﻦ. واﻟﺪﺑﺎس ﻳﻨﺘﻤﻲ إﱃ ﺑﻴﺖ ﻗﺪﻳﻢ ﻣﻦ ﺑﻴﻮت ﺑريوت اﻟﻜﺮميﺔ اﻟﻮﺟﻴﻬﺔ أﺑًﺎ و َﺟ ٍّﺪا .وﻛﺎن أﺑﻮه ﺟﺮﺟﻲ اﻟﺪﺑﺎس ﺟﻮا ًدا ﻛﺜري اﻟﺮﻣﺎد ،أﻓﻨﻰ ﺛﺮوﺗﻪ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻮﺟﺎﻫﺔ ،وﻛﺎﻧﺖ داره وﻫﻮ ﺻﺪﻳﻖ اﻷدﺑﺎء ﻣﺤﺠﺔ ﻟﻜﻞ أدﻳﺐ وﻛﺜ ًريا ﻣﺎ أﻇﻠّﻨﺎ ﺳﻘﻔﻬﺎ .ﻓﻠﻴﺘﱠﺌﺪ ﻣﻦ ﺗﺠﺎوز اﻟﺤﺪ وﻳﻌﻠﻢ أن اﻟﺮﺟﻞ ﻛﺮﻳ ٌﻢ ﻗﺒﻞ اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ وﻓﻴﻬﺎ وﺑﻌﺪﻫﺎ ،وإذا ﻛﺎن ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺤﺮب ﻓﻠﺘﻜﻦ ﻋﲆ اﻟﻤﺒﺎدئ ﻟﻴﺲ ّإﻻ ،إذ اﻟﻤﺒﺪأ ﳾء واﻟﺸﺨﺼﻴﺎت ﳾء آﺧﺮ .وﺳﺘﺒﺪي ﻟﻨﺎ اﻷﻳﺎم ﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻧﺠﻬﻞ وﻧﺮى ﻣﺎ ﺳﻴﻜﻮن ﻣﻦ رﺋﻴﺲ اﻟﻐﺪ .ﻋﲆ أين ،وأﻧﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﺸﺎمئني ،أﺧﴙ أن ﻳﺄيت ٥٨
ﺑﻌﺪه ﻣﻦ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺮدد ﻣﺎ ردده اﻟﻤﻄﺮان ﻳﻮﺳﻒ اﻟﺪﺑﺲ ،ذﻟﻚ اﻟﻔﻴﻠﺴﻮف اﻟﻜﺒري ،وﻗﺪ ﻛﺎن ﺧﺼﻢ ﻧﻌﻮم ﺑﺎﺷﺎ اﻟﺴﻴﺎﳼ ،وﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ اﻟﻴﺪ اﻟﻄﻮﱃ ﰲ ﻋﺪم ﺗﺠﺪﻳﺪه ،ﻓﻠﻤﺎ اﻧﺘﻬﺖ اﻟﻤﺘﴫﻓﻴﺔ إﱃ ﻣﻈﻔﺮ ﺑﺎﺷﺎ وﺟﻨﻰ ﻣﺎ ﺟﻨﺎه ﻋﲆ ﻟﺒﻨﺎن ﻣﻦ اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ،وﻗﺎﺑﻠﺖ اﻟﻤﻄﺮان ﻣﺮة ﻣﺬﻛﱢ ًﺮا ،ﻛﺎن أول ﻣﺎ ﺑﺪأين ﺑﻪ ﻗﻮﻟﻪ: ُ عتبـــت علـــى عمـــرو فلمـــا فقدتـــه
وعاشــرت ً أقوامــا بكيــت علــى عمــرو
واﻵن ،دوﻧﻚ أﻳﻬﺎ اﻟﺼﺪﻳﻖ ﻣﺎ ﻗﺮأت ﻣﻦ اﻟﺤﻮادث واﻟﺪروس واﻟﺬﻛﺮﻳﺎت اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ اﻟﻐﺎﺑﺮة واﻟﺤﺎﴐة ﻣﻨﺒﻌﺜًﺎ ﻋﻦ ﻧﻔﺲ ﻣﺘﺄﻟﻤﺔ ﻳﻬﻮﻟﻬﺎ أن ﺗﺮى ﻟﺒﻨﺎﻧﻬﺎ ﻋﲆ ﺷﻔري اﻟﻬﺎوﻳﺔ ،وﻗﺪ اﺷﺘﺪت اﻷزﻣﺔ وﻛﺴﺪت ﺳﻮق اﻟﻤﻌﺎﻳﺶ وﻫﺎج وﻣﺎج ﺟﻴﺶ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ!! وﻟﻮ وﻗﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎك ﻋﲆ ذﻟﻚ اﻟﻨﺶء اﻟﺠﺪﻳﺪ وﻫﻮ ﻛﺄزاﻫﺮ اﻟﺮﻳﺎض ﺗﺼﻬﺮه ﻧريان اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﺮﺛﻴﺖ وﻗﻄﺮ ﻗﻠﺒﻚ د ًﻣﺎ وﻋﻠﻤﺖ أﻳﺔ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺷﺎﻗﺔ ﻣﻬﻠﻜﺔ ﺗﺠﺘﺎزﻫﺎ ﺑﻼدك .وﻣﺎ رأﻳﻚ ،أﻃﺎل اﻟﻠﻪ ﺑﻘﺎءك ،مبﻦ ﺗﺪﻋﻮه ﰲ رﺳﺎﺋﻠﻚ إﱃ اﻟﺘﻔﻜري واﻟﻜﺘﺎﺑﺔ وﻫﻮ ﻳﺴﻤﻊ ﺣﴩﺟﺔ اﻟﻤﺤﺘﴬﻳﻦ ،وﺑﻴﻨام ﻫﻮ ﻳﺮى وﺣﺸﺔ اﻟﻤﻮت ﺳﺎﺋﺪة ﻋﲆ ﻣﻨﺎزل اﻟﺠﺒﻞ واﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﺎ ﻋﺪا ﻣﻨﺎزل ﻣﻌﺪودة ﻳﺄيت ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺻﺎﺣﺐ »اﻹﺻﻼح« وﻳﻜﻠّﻔﻪ اﻟﺸﻌﺮ .وأﻣﺎ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻤﻬﻠﻬﻞ اﻟﻤﻄﺮب أﻳﻬﺎ اﻟﺼﺪﻳﻖ ﻓﻼ ﺳﺒﻴﻞ ﻟﻠﻘﺮﻳﺤﺔ اﻟﺪاﻣﻴﺔ إﻟﻴﻪ وأﻣﺎﻣﻬﺎ ﺿﺤﺎﻳﺎ اﻷزﻣﺔ .أﻣﺎ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻤﺮن اﻟﻤ ْﻌﻮِل ﻓﻼ ﻳﺮوﻗﻨﻲ ،وأﻧﺎ اﻟﺨﺎﺋﻒ ﻋﲆ ﻟﺒﻨﺎن ،أن أﺗﺤﺪى إرﻣﻴﺎ وﻧﻮاﺣﻪ ﻋﲆ أﻃﻼل اورﺷﻠﻴﻢ!! ﻣﻦ أﺟﻞ ذﻟﻚ أﻋﺘﺬر ،إﻻ أين ﻓﺘﺸﺖ ﰲ أوراﻗﻲ اﻟﻘﺪميﺔ ﻓﻌرثت ﻋﲆ ﳾء ﻣﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻘﺪﻳﻢ أﺑﻌﺚ ﺑﻪ إﻟﻴﻚ ﻟﻌﻞ ﻣﻮﺿﻮﻋﻪ ﻳﻠﻔﺖ ﻧﻈﺮ إﺧﻮاﻧﻨﺎ اﻟ ُﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﻤﻌﻮن ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺎن ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﻴﺪ .وأﻣﺎ أﻧﻚ ﺗﺮﻳﺪ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ ﺗﺮﺟﻤﺘﻲ ﻓﻠﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ اﻟﺬﻛﺮ ﺑﻌﺪ اﻟﻤﺪ ّون ﰲ دﻳﻮاين ﺳﻮى رﺣﻠﺘﻲ إﱃ وادي اﻟﻨﻴﻞ ﺳﻨﺔ ١٩٢٧ووﻗْﻔﺘﻲ ﻫﻨﺎك ﻋﲆ ﻛﻨﺖ ﻣﻨﺪوﺑًﺎ ﻣﻦ ﻗﺒَﻞ أدﺑﺎء ﻟﺒﻨﺎن وﺻﺤﺎﻓﺘﻪ ﻟﻼﺷﱰاك ﰲ ﻣﴪح اﻷوﺑﺮا اﻟﻤﻠﻜﻴﺔ أﻳﺎم ُ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺷﻮﻗﻲ ،ﺗﻠﻚ اﻟﻮﻗﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮى ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟﻤﻜﺎﻓﺄة ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻌﻬﺪ رﺋﻴﺲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻴﻮم ﰲ ﺟﺮﻳﺪة »اﻟﺼﺤﺎﰲ اﻟﺘﺎﺋﻪ« اﻟﻮاﺻﻠﺔ إﻟﻴﻚ ﻃﻴﻪ. وﰲ اﻟﺨﺘﺎم أﺑﺜﻚ ﻋﻮاﻃﻒ إﺧﻼﴆ وﺷﻜﺮي و ُد ْم ﻣﻌﺎﰱ ﻣﻼط« ﺑريوت ١٠ﻧﻴﺴﺎن – ١٩٣٣ﺷﺒﲇ ّ ٥٩
الفصل الثاني
اﳌﻼط واﻷرﺟﻨﺘني ﻋﻼﻗﺘﻪ مبﺠﻠﺔ »اﻹﺻﻼح« ّ
وﰲ اﻷﻋﺪاد ٩ ، ٨و) ١٠آب – ﺗﴩﻳﻦ اﻷول (١٩٣٣ﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻧﴩت »اﻹﺻﻼح« ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان »ﺷﺎﻋﺮ اﻷرز ﻳﺆﺑّﻦ ودﻳﻊ ﻋﻘﻞ« رﺛﺎء ﺷﺒﲇ ﰲ أرﺑﻌني اﻟﺸﺎﻋﺮ ودﻳﻊ ﻋﻘﻞ ﰲ ﺑريوت .واﻟﻘﺼﻴﺪة ﻣﺆرﺧﺔ ﰲ »ﺑﻌﺒﺪا – اﻟﻘﻠﻌﺔ – ١٠ﺗﴩﻳﻦ اﻷول «١٩٣٣ اﻟﻤﻼط اﻟﺼﺎدر ﻋﺎم ﻣﻨﺸﻮرة ﺑﻜﺎﻣﻠﻬﺎ ﰲ »اﻹﺻﻼح« ،أﻋﻴﺪ ﻧﴩﻫﺎ ﰲ اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎين ﻣﻦ دﻳﻮان ّ ) ١٩٥٢ص.(٣٩٩–٣٩٥ .
٦٠
الفصل الثالث
اﻷرﺟﻨﺘﻴﻦ ً أﻳﻀﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺷﺒﻠﻲ ﻣ ّ ﻼط ﺑﻤﺠﻠﺔ »اﻟﻔﺼﻮل«
ﻣﺠﻠﺔ »اﻟﻔﺼﻮل« أﺻﺪرﻫﺎ ﰲ اﻷرﺟﻨﺘني اﻷب ﻣﺒﺎ َرك ﻣﺎرون ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺳﺎﻧﺘﻴﺎﻏﻮ دل اﺳﺘريو ) (Santiago Del Esteroﰲ ٢١أﻳﻠﻮل .٣٣ ١٩٢٩ﺻﺪرت ﺳﻨ ًﺔ واﺣﺪة ﻓﻘﻂ ،وﰲ ﻋﺪدﻫﺎ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻗﺼﻴﺪة ﺷﺒﲇ »اﻟﺨﺮﻳﻒ« )ص ،٣٤(٨٩–٨٨ .وﰲ ﻋﺪدﻫﺎ اﻟﺮاﺑﻊ ) ٢١ﺣﺰﻳﺮان (١٩٣٠ﺗﺸﻄري ﻗﺼﻴﺪة ﻣﻼط ﺳﻨﺔ ١٩٢٥ﰲ اﻟﻴﻮﺑﻴﻞ اﻟﺬﻫﺒﻲ ﺷﺒﲇ ّ ﻟﻤﺪرﺳﺔ »اﻟﺤﻜﻤﺔ« ﻋﺎم .١٩٢٥
(٣٣ﻃﺮازي :اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،اﻟﺠﺰء اﻟﺮاﺑﻊ ،ص.٤٧٩–٤٧٨ . (٣٤دﻳﻮان ﺷﺒﲇ ،اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎين ،ص ،٤٧٢ .ﺑريوت .١٩٥٢ ٦١
الفصل الثالث
ﻣﻼط مبﺠﻠﺔ »اﻟﻔﺼﻮل« اﻷرﺟﻨﺘني أﻳﻀً ﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺷﺒﲇ ّ
٦٢
٦٣
الفصل الثالث
ﻣﻼط مبﺠﻠﺔ »اﻟﻔﺼﻮل« اﻷرﺟﻨﺘني أﻳﻀً ﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺷﺒﲇ ّ
وﻧﻬﺎر ١٠ﻛﺎﻧﻮن اﻷول ،١٩٦١إﺑﺎن ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺷﺒﲇ ﰲ ﻗﴫ اﻷوﻧﻴﺴﻜﻮ ،و ّﺟﻪ اﻟﻤﺆمتﺮ اﻟﻠﺒﻨﺎين اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻤﻐﱰﺑني ﰲ اﻷرﺟﻨﺘني اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: »ﺑﺮﻗﻴﺔ اﻟﻤﺆمتﺮ اﻟﻠﺒﻨﺎين اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻤﻐﱰﺑني اﻟﻤﻨﻌﻘﺪ ﰲ اﻷرﺟﻨﺘني: »ﺑﺎﺳﻢ ﻣﻨﺪويب اﻟﻤﺆمتﺮ اﻟﻠﺒﻨﺎين اﻟﻤﻨﻌﻘﺪ ﺣﺎﻟ ًﻴﺎ ﰲ اﻷرﺟﻨﺘني ،واﻟﺬﻳﻦ ميﺜﻠﻮن ﻣﻠﻴﻮن ﻣﻼط. ﻟﺒﻨﺎين ﻣﻬﺎﺟﺮ ﰲ أﻣريﻛﺎ ،ﻧﺸﱰك ﰲ ﺗﻜﺮﻳﻢ ذﻛﺮى ﺷﺎﻋﺮ اﻷرز اﻷﻛﱪ ﺷﺒﲇ ّ »اﻟﺘﻮاﻗﻴﻊ: »ﻋﻦ اﻟﱪازﻳﻞ :داوود اﻟﻀﺎﻫﺮ وﺧﻄﺎر رﺷﻮان »ﻋﻦ اﻟﺘﺸﻴﲇ :ﺟﺎن زﻻﻗﻂ ،ﻫﻴﻜﻞ ﻋﺒﻴﺪ ،اﺳامﻋﻴﻞ اﺳﻄﻔﺎن. »ﻋﻦ اﻷرﺟﻨﺘني :ﻧﴫ اﻟﺪﻳﻦ ﴎي اﻟﺪﻳﻦ »ﻋﻦ اﻷورﻏﻮاي :ﺟﻮرج ﻋﻘﻴﻘﻲ. »ﻋﻦ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ :إدوار ﻟﺤﻮد«.
٦٤
الفصل الرابع
ﺷﺒﻠﻲ ﻣ ّ ﻼط ﻓﻲ اﻟﻤﻜﺴﻴﻚ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺼﺤﻴﻔﺔ »اﻟﺨﻮاﻃﺮ«
ﻣﻼط ﺑـﻨﺴﻴﺒﻪ وﺻﺪﻳﻘﻪ ﻳﻮﺳﻒ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺤﻠﻮ ،ﻣﻨﺸﺊ ﺟﺮﻳﺪة »اﻟﺨﻮاﻃﺮ« ﻋﻼﻗﺔ ﺷﺒﲇ ّ )اﻟﻤﻜﺴﻴﻚ – ٢٤متﻮز ،١٩٠٨وﻫﻮ َﺟﺪ اﻟرثي اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻛﺎرﻟﻮس ﺳﻠﻴﻢ ﻟﻮاﻟﺪﺗﻪ( ،ﺷﻜﻠﺖ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﻤﻴﺰة اﻣﺘﺪت إﱃ ﻋﴩات اﻟﺴﻨني ،ﺣﺘﻰ وﻓﺎة اﻟﺤﻠﻮ. ﺗﻮاﺻﻠﺖ ﻫﺬه اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻘﺼﺎﺋﺪ واﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺑﻴﻨﻬام وﺑﻘﺼﺎﺋﺪ وﺟﻬﻬﺎ ﺷﺒﲇ إﱃ ﺻﺪﻳﻘﻪ مبﻨﺎﺳﺒﺎت ﻋﺎﺋﻠﻴﺔ أو ﻏريﻫﺎ أو ﺑﻘﺼﺎﺋﺪ ﻣﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺤﻠﻮ ﻳﺴﺘﺬﻛﺮ ﻓﻴﻬﺎ أﻳﺎم ﻧﺸﺄﺗﻪ ﰲ ﺑﻌﺒﺪا. ﰲ اﻟﻌﺪد ٧) ٣٢٤متﻮز (١٩٣٤ﻣﻘﺎل »اﻟﺸﻬﺒﺎء ﺗﺴﻜﺮ ﺑﺨﻤﺮة اﻟﻤﻼط« ﻛﺘﺒﻪ اﻟﻴﺎس ﻣﻼط رﺑﺎيب ٣٥وﻧﴩﺗﻪ »اﻟﺨﻮاﻃﺮ« ﻋﲆ ﻛﺎﻣﻞ اﻟﺼﻔﺤﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ،واﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ :متﺜﻴﻞ ﺷﺒﲇ ّ ﻟﺒﻨﺎن ﰲ إزاﺣﺔ اﻟﺴﺘﺎرة ﻋﻦ متﺜﺎل اﻟﻤﻄﺮان ﺟﺮﻣﺎﻧﻮس ﻓﺮﺣﺎت ﰲ ﺣﻠﺐ .وﻧﴩ ﻳﻮﺳﻒ اﻟﻤﻼط ﺷﺎﻋﺮ اﻷرز ﰲ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺤﻠﻮ ﻋﲆ اﻟﺼﻔﺤﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ اﺣﺘﻔﺎل »ﺗﻜﺮﻳﻢ ّ ﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﻣﺮاﺳﻞ »اﻟﺒريق« .وﻫﻨﺎ اﻟ َﻨ ﱠﺼﺎن ﻛام ﺻﺪرا ﰲ »اﻟﺨﻮاﻃﺮ« ،ﻹﻃﻼع ﻟﺒﻨﺎن ﺣﻠﺐ« ً اﻟ ُﻤﻬﺎﺟﺮ ﻋﲆ ﻣﺂﺛﺮ ﻟﺒﻨﺎن اﻟﻤﻘﻴﻢ:
(٣٥ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺘﺎ – اﻟﺒﻘﺎع .أدﻳﺐ وﺻﺤﺎﰲ وﺧﻄﻴﺐ ودﺑﻠﻮﻣﺎﳼ .ﺗﺴﻠّﻢ ﻣﻬﺎ ﱠم دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻋﺪة ﰲ اﻷرﺟﻨﺘني وأﻟﻤﺎﻧﻴﺎ واﻟﻤﻜﺴﻴﻚ .ﻟﻪ ﻣﺆﻟﻔﺎتٌ ،أﺑﺮزﻫﺎ »رأﻳﺖ« )ﻣﺸﺎﻫﺪاﺗﻪ ﰲ رﺣﻼﺗﻪ(. ٦٥
الفصل الرابع
ﻣﻼط ﰲ اﳌﻜﺴﻴﻚ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺼﺤﻴﻔﺔ »اﻟﺨﻮاﻃﺮ« ﺷﺒﲇ ّ
٦٦
الفصل الرابع
ﻣﻼط ﰲ اﳌﻜﺴﻴﻚ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺼﺤﻴﻔﺔ »اﻟﺨﻮاﻃﺮ« ﺷﺒﲇ ّ
ﰲ اﻟﻌﺪد ٢٠) ٣٤٢ﻛﺎﻧﻮن اﻷول (١٩٣٤ﻧﴩت »اﻟﺨﻮاﻃﺮ« ﻋﲆ ﺻﻔﺤﺘﻬﺎ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﺑﻘﻠﻢ ﻳﻮﺳﻒ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺤﻠﻮ» :ﺗﺄﻟﻔﺖ ﻟﺠﻨﺔ ﰲ ﺑريوت ﻣﻦ ﻛﱪاء اﻟﻘﻮم وأدﺑﺎﺋﻬﻢ ﻹﻗﺎﻣﺔ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ اﻟﻔﺎرﳼ اﻟﺨﺎﻟﺪ اﻟﻤﻌﺮوف ﺑﺎﻟﻔﺮدوﳼ واﻧﺘﺪﺑﺖ واﺧﺘﺎرت اﻟﻤﺘﻜﻠﻤني ﻣﻼط واﺧﺘﺎرت ﻣﻦ ﻟﻠﺤﻔﻠﺔ ﻓﻮﻗﻊ اﺧﺘﻴﺎرﻫﺎ ﻟﻴﻜﻮن ﺷﺎﻋﺮﻫﺎ ﺷﺎﻋﺮ اﻷرز اﻷﻛﱪ ﺷﺒﲇ ﺑﻚ ّ ﺷﻌﺮاء ﺳﻮرﻳﺎ ﺧﻠﻴﻞ ﻣﺮدم ﺑﻚ .وﻳﺮأس اﻟﻠﺠﻨﺔ ﻧﻘﻴﺐ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺻﺎﺣﺐ ﺟﺮﻳﺪة »اﻷﺣﺮار« ﻛﺴﻴﺐ. اﻷﺳﺘﺎذ ﺧﻠﻴﻞ َ ﻣﻼط ﺑﺈرﺳﺎل ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ اﻟﻌﺼامء اﻟﺘﻲ »وﻗﺪ ﺗﻠﻄﻒ ﺷﺎﻋﺮ اﻷرز اﻟﻨﺴﻴﺐ ﺷﺒﲇ ﺑﻚ ّ ﺳﻮف ﻳﻨﺸﺪﻫﺎ ﰲ اﻟﺤﻔﻠﺔ ﻓﺘﻜﻮن »اﻟﺨﻮاﻃﺮ« أوﱃ اﻟﺠﺮاﺋﺪ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺰف ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮيب ﻫﺬه اﻟﺘﺤﻔﺔ اﻟﻐﺎﻟﻴﺔ« )ﺻﺪرت ﻗﺼﻴﺪة »اﻟﻔﺮدوﺳﻴﺔ« ص ٤٦٣ .وﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ ،ﰲ ﻣﻼط – ﺑريوت .(١٩٥٢ اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎين ﻣﻦ دﻳﻮان ﺷﺒﲇ ّ ﺣﺎﻓﻆ اﻟﺤﻠﻮ ﻋﲆ ﻋﻼﻗﺔ ﻃﻴﺒﺔ ﻣﻊ ﺷﺒﲇ وأﻗﺮاﻧﻪ وأﺻﺤﺎﺑﻪ ﰲ ﺑﻌﺒﺪا وﻟﺒﻨﺎن .وﻫﻨﺎ ﻗﺼﻴﺪة »ﺑﻌﺒﺪا« ﻟﻴﻮﺳﻒ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺤﻠﻮ أرﺳﻠﻬﺎ إﱃ اﻟﺼﺤﺎﰲ إدوار ﻟﺤﻮد ،وﻫﻮ ﻫﺎﺟﺮ إﱃ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ وﻋﺎد ﻣﻨﻬﺎ إﱃ ﺑﻌﺒﺪا ﻟﻴﻨﺸﺊ ﻣﺠﻠﺔ »اﻟﺬﺧﺎﺋﺮ« .٣٦وﰲ اﻟﻘﺼﻴﺪة ﺣﻨني إﱃ ﻣﻼﻋﺐ ﺻﺒﺎه وﻣﺴﻘﻂ رأﺳﻪ وﻳﺴﺘﺜري ذﻛﺮﻳﺎت ﺣﺪاﺛﺘﻪ:
(٣٦ﻋﻦ ﻣﺠﻠﺔ »اﻟﺬﺧﺎﺋﺮ« )وﻓﻴﻬﺎ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ ﻋﻼﻗﺎت أﻫﺎﱄ ﺑﻌﺒﺪا ﻣﻊ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ( أﺻﺪرت ﻣﺠﻠﺔ ﻣﻬام ﻋﻦ »اﻟﺒﻴﺪر« ﻟﺼﺎﺣﺒﻬﺎ وﻟﻴﻢ ﺻﻌﺐ )ﰲ اﻟﻌﺪدﻳﻦ ٥١٥و – ٥١٦آب /أﻳﻠﻮل (١٩٦٧ﻣﻠﻔًﺎ ً ﻣﺠﻠﺔ »اﻟﺬﺧﺎﺋﺮ« ،وﻓﻴﻪ ﻣﻘﺎل ﻋﻴﴗ اﺳﻜﻨﺪر اﻟﻤﻌﻠﻮف» :ﺑﻌﺒﺪا واﻟﺼﺤﺎﻓﺔ«. ٦٨
٦٩
الفصل الرابع
ﻣﻼط ﰲ اﳌﻜﺴﻴﻚ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺼﺤﻴﻔﺔ »اﻟﺨﻮاﻃﺮ« ﺷﺒﲇ ّ
ﺻﺪاﻗﺔ ﺷﺒﲇ وﻧﺴﻴﺒﻪ وﺻﺪﻳﻘﻪ ﻳﻮﺳﻒ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺤﻠﻮ ﻣﺮآة ﺻﺪاﻗﺎت ﺷﺒﲇ ﻣﻊ أدﺑﺎء اﻟﻤﻬﺠﺮ، وﻫﻮ ﺧﺼﻪ ﺑﻘﺼﺎﺋﺪ وﻣﺮاﺳﻼت ﻋﺪة ،ﻛام ﺧﺺ ﻳﻮﺳﻒ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺤﻠﻮ ذﻛﺮﻳﺎﺗﻪ ﰲ ﺑﻌﺒﺪا وﺻﺪاﻗﺎﺗﻪ ﺑﺸﻌﺮه .وﻫﻨﺎ ﺑﻌﺾ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ:
٧٠
٧١
الفصل الرابع
ﻣﻼط ﰲ اﳌﻜﺴﻴﻚ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺼﺤﻴﻔﺔ »اﻟﺨﻮاﻃﺮ« ﺷﺒﲇ ّ
٧٢
٧٣
الفصل الرابع
ﻣﻼط ﰲ اﳌﻜﺴﻴﻚ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺼﺤﻴﻔﺔ »اﻟﺨﻮاﻃﺮ« ﺷﺒﲇ ّ
وﻫﻨﺎ ﻗﺼﻴﺪة ﰲ ﺗﻨﺼري اﻟﻄﻔﻞ ﺑﺸﺎره ﻧﺠﻞ ﺧﻠﻴﻞ ﺳﻠﻴﻢ وﺣﻔﻴﺪ ﻳﻮﺳﻒ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺤﻠﻮ )ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺟﺰﻳﻦ :(١٩٣٩
٧٤
اﻟﻤﻼط ﺑﻬﺬه وﻳﺘﻮﰱ ﻳﻮﺳﻒ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺤﻠﻮ ﰲ اﻟﻤﻜﺴﻴﻚ ) ٢٠أﻳﺎر ،(١٩٣٥ﻓريﺛﻴﻪ ّ اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﻤﺆﺛﺮة:
٧٥
الفصل الرابع
ﻣﻼط ﰲ اﳌﻜﺴﻴﻚ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺼﺤﻴﻔﺔ »اﻟﺨﻮاﻃﺮ« ﺷﺒﲇ ّ
٧٦
٧٧
الفصل الخامس
ﻋﻼﻗﺔ ﺷﺒﻠﻲ ﻣ ّ ﻼط ﺑﻜﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ
ﺟﺎﻟﺲ ﻣﻊ ﺟﺪي ﺷﺒﲇ ﻋﲆ ذات ﻳﻮم ﻣﻦ ﻃﻔﻮﻟﺘﻲ )ُ ،١٩٥٣ وﻛﻨﺖ ﰲ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ( وأﻧﺎ ٌ ﴍﻓﺔ ﻣﻨﺰﻟﻪ )ﺑﻌﺒﺪا – اﻟﻤﺤﻮرة( ﺑني أﺷﺠﺎر اﻟﺼﻔﺼﺎف ﺗﻐﺮد ﻋﲆ ﻧﺴامت اﻟﻬﻮاء ،ﻗﺒﻞ أن متﺤﻮﻫﺎ ﻳﺪ اﻟﻌﻤﺮان وﺗﺸﻖ ﻃﺮﻗﺎت ﻻﺣﴬﻳﺔ ﺣﻮل ﻣﻨﺰﻟﻪ ،دﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ وﻓ ٌﺪ ﻣﻦ ﻣﻬﺎﺟﺮي ﻻﺣﻈﺖ ﺑﻌﺒﺪا إﱃ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ ،اﻋﺘﺎدوا أن ميﻀﻮا أﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﺼﻴﻒ ﰲ ﻣﺴﻘﻂ رأﺳﻬﻢ. ُ ﺗﺄَﺛ ﱡ َﺮ ﺟﺪي ﺷﺒﲇ ﻋﻨﺪ اﺳﺘﻘﺒﺎﻟﻪ أﺻﺪﻗﺎء ﻧﺸﺄ ﻣﻌﻬﻢ وﻓﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻇﺮوف اﻷﻳﺎم ﺗﺮك ﻗﺮﻳﺘﻬﻢ وﻫﺠﺮ أﻫﻠﻬﻢ ﻛﺴ ًﺒﺎ ﻟﻠﻌﻴﺶ أو ﻟﺤﻴﺎة أﻛرث ﻃأمﻧﻴﻨﺔ ورﻓﺎﻫﻴﺔ ﻟﻬﻢ وﻷوﻻدﻫﻢ .ﺑﻌﺪ اﺳﺘﺬﻛﺎر اﻟﻤﺎﴈ واﻻﺳﺘﻔﺴﺎر ﻋﻦ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ،ﻧﻬﺾ أﺣﺪﻫﻢ إﱃ ﺑﺎب اﻟﻤﻨﺰل وﻋﺎد ﻗﺎﺋﻼ» :ﻧﺤﻦ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ اﻟﺒﻌﺒﺪاوﻳني ﰲ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ ﻗﺮرﻧﺎ ﻣﻊ ﻏﺮﺳﺔ ﺷﺠﺮة ﺳﻠﱠﻤﻬﺎ ﻟﺠﺪي ً أن ﻧﺆﺳﺲ ﻫﻨﺎ ﰲ ﺑﻌﺒﺪا ذﻛْ ًﺮا ﺳﻴﺒﻘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻟﻦ ﻧﻌﻮد ﻫﻨﺎ .ﻟﺬا ﺣﻤﻠﻨﺎ ﻣﻌﻨﺎ ﻫﺬه اﻟﻐﺮﺳﺔ ﻣﻦ ﺷﺠﺮة اﻷﻓﻮﻛﺎدو ،ﻣﻤﻴﺰة ﰲ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺼﻞ ﺑﻌﺪ إﱃ ﻟﺒﻨﺎن ،ﻧﺴﻠّﻤﻚ إﻳﺎﻫﺎ يك ﺗﺰرﻋﻬﺎ ﻫﻨﺎ ﰲ أرﺿﻚ ﻓﺘﺘﺬﻛﺮ دامئًﺎ أﻫﻠﻚ وﻣﺤﺒﻴﻚ ﰲ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ«. ﻛﻨﺖ أﺻﻐﻲ إﱃ ﻫﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ دون أن أﺳﺘﻮﻋﺐ ﻣﻨﻪ اﻟﻜﺜري .وﻣﺎ ﻫﻲ ﺣﺘﻰ ﻧﻬﺾ ﻗﺎﺋﻼ ﻟﻠﺠﻤﻊ» :ﻫﻠ ّﻤﻮا ﻣﻌﻲ ﻧﺰرع ﻫﺬه اﻟﻐﺮﺳﺔ ﻣ ًﻌﺎ ،ﻓﺘﺒﻘﻰ رﻣ ًﺰا ﺟ ّﺪي وأﺧﺬين ﺑﻴﺪه ً ﻟﻠﻘﺎء أﻫﺎﱄ ﺑﻌﺒﺪا اﻟﻤﻘﻴﻤني واﻟﻤﻐﱰﺑني ﰲ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ« .ﻧﺰل اﻟﺠﻤﻴﻊ إﱃ اﻟﺤﺪﻳﻘﺔ اﻟﻜﺒرية واﻟﺨﴬ ،واﺧﺘﺎر ﻣﻮﻗ ًﻌﺎ ﻟﻠﻐﺮﺳﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة وﻗﺎم اﻟﻐﻨﻴﺔ مبﺨﺘﻠﻒ أﻧﻮاع اﻷﺷﺠﺎر اﻟﻤﺜﻤﺮة َ ﺑﺰرﻋﻬﺎ ﻣﻊ أﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ،ﺛﻢ اﻟﺘﻔﺖ إ ّﱄ» :ﺗﺬﻛّﺮ ﻳﺎ ﻫﻴﺎم أن اﻟﺤﻴﺎة متﺮ ،وﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﺳﻮى اﻟﺜامر ٧٩
الفصل الخامس
ﻣﻼط ﺑﻜﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺷﺒﲇ ّ
اﻟﻄﻴﺒﺔ ﻟﻠﺒﻨني واﻷﺣﺒﺎء« .وﻧـﻤﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﻐﺮﺳﺔ ﻓﺼﺎرت ﺷﺠﺮة ﻻ ﺗﺰال ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺪﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻏﺮﺳﻬﺎ ﺟﺪي ﺑﺠﻬﺪه وﺗﻌﺒﻪ وﺣﺒﻪ اﻷرض ،وﻛﻠﻤﺎ ﻧﻈﺮت إﻟﻴﻬﺎ اﻟﻴﻮم ﻳﺘﺄﻛﺪ ﱄ روﻋﺔ اﻟﻤﺎﴈ وﻗﺪر اﻟﺰﻣﺎن. وﺗﺄﻫﻠﺖ ﻣﻦ رﻓﻴﻘﺔ ﺣﻴﺎيت، وﺗﻘﺪﻣﺖ ﰲ اﻟﺴﻦ وﺗﻨﺎﻣﺖ اﻷﻳﺎم ﻣﻊ ﺷﺠﺮة اﻷﻓﻮﻛﺎﺗﻮ، ُ ُ ﺟﻮرﺟني اﻟﺸﺎﻋﺮ اﺑﻨﺔ ﺟﻮﻧﻴﻪ ،وﻛﺎن واﻟﺪي ٣٧ﰲ ﻣﻘﺘﺒﻞ أﻳﺎم زواﺟﻨﺎ ﻳﻘﻮل ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺄيت أﻫﻼ ﰲ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ. اﻟﻤﻮﺳﻢ وﻳﺤني اﻟﻘﻄﺎف» :ﻫﺬه اﻷﻓﻮﻛﺎﺗﻮ ﻟﺠﻮرﺟني« ﺗﻴ ﱡﻤ ًﻨﺎ ﺑﺄن ﻟﻬﺎ ً وﻟﻢ ﻧﻜﻦ ﻧﻌﺮف ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﺨﺒﺌﻪ اﻟﺪﻫﺮ ﱄ وﻟﺰوﺟﺘﻲ .ذﻟﻚ أن ﻋ ﱠﻤﻬﺎ ﺳﻴﻤﻮن ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﺸﺎﻋﺮ )ﺷﻘﻴﻖ واﻟﺪﻫﺎ ﺧﻠﻴﻞ( ﻫﺎﺟﺮ إﱃ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ ﻋﺎم ١٩١٤ﺛﻢ ﻟﺤﻘﺖ ﺑﻪ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ، وﰲ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ ﺗﺄﻫﻠﺖ ﻛﺮميﺘﻪ أرﻟﻨﺪا ﻣﻦ رﺟﻞ اﻷﻋامل رﻳﻜﺎردو ﺷﺎر ،ورزﻗﺎ ﺳﺒﻌﺔ أوﻻد، ﺑﻜ ُﺮﻫﻢ ﻓﺆاد ﺷﺎر أﺻﺒﺢ أﺣﺪ أﺑﺮز اﻟﻮﺟﻮه اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﰲ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ وﺻﺎﺣﺐ ﻗﺮار ﻟِام ﻳﺘﺤﲆ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻴﺔ وﺛﺒﺎت ﰲ ﻣﻮاﻗﻔﻪ واﻟﺘﺰاﻣﻪ ﰲ ﺧﺪﻣﺔ اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ. وﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﻌ ّﺮف إﱃ ﺟﻮرﺟني )اﺑﻨﺔ ﺷﻘﻴﻖ ﺟ ّﺪه واﺑﻨﺔ ﻋ ّﻢ واﻟﺪﺗﻪ أرﻟﻨﺪا( ﻣﻨﺤﻬﺎ ﺛﻘﺘﻪ ﻗﻨﺼﻼ ﻓﺨﺮﻳًﺎ ﻟﻜﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن ،ﺛﻢ دﻋﻢ ﺗﺮﻓﻴﻌﻬﺎ وﻣﺤﺒﺘﻪ و َد َﻋ َﻢ ﺗﻌﻴﻴﻨﻬﺎ ﺳﻨﺔ ً ١٩٩٦ إﱃ رﺗﺒﺔ ﺳﻔرية ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن ،وﻻ ﺗﺰال ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم ) (٢٠١٨ﰲ ﻫﺬه اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ، ﺳﺎﻫﺮ ًة ﻋﲆ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻤﻤﻴﺰة ﺑني ﻟﺒﻨﺎن وﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ ،ﻓﻜﺄمنﺎ اﻟﺰﻣﻦ ،ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ اﻟﻠﻪ ،ﻳﺪﻋﻮﻧﺎ إﱃ اﻟﺘﻮﻗﻒ ﺑني اﻟﺤني واﻵﺧﺮ يك ﻧﺘﺄﻣﻞ وﻧﺘﺬﻛﺮ أن اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻄﻴﺒﺔ ﺑني اﻟﺪول ﺗ ُﺒﻨﻰ ﻋﲆ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ اﻟﻄﻴﺒﺔ اﻟﻤﻤﻴﺰة. اﻣﺎ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺑني ﺷﺒﲇ وﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ ﻓﱰﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺘﺰام اﻷدﻳﺐ إدوار ﻟﺤﻮد اﻟﺬي ﴍا أﻣﴣ رد ًﺣﺎ ً ﻃﻮﻳﻼ ﰲ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ ،ﺛﻢ ﻋﺎد إﱃ ﻟﺒﻨﺎن وأﻧﺸﺄ ﰲ ﺑﻌﺒﺪا ﻣﺠﻠﺔ »اﻟﺬﺧﺎﺋﺮ« ﻧﺎ ً ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺮاث ﻗﺮﻳﺘﻪ اﻷديب واﻟﻔﻜﺮي ،راﺑﻄًﺎ إﻳﺎه ﺑﺎﻟﻬﺠﺮة اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ إﱃ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ .ﺻﺪر ﻣﻦ ﻣﻼط ،أﺻﻐﺮ أﻧﺠﺎل ﺷﺒﲇ ) ١٣ﻧﻴﺴﺎن ٢٢ – ١٩٢٢ﺗﴩﻳﻦ اﻷول .(٢٠١٦ﺗﻨﻘّﻞ (٣٧اﻟﻘﺎﴈ ﺟﻮرج ّ ﰲ ﻣﺮاﻛﺰ ﻋﺪة ،ﻣﻦ ﻗﺎﴈ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﰲ اﻟﺒﻘﺎع إﱃ ﻗﺎﴈ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﰲ ﺑريوت وﰲ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﻌﺪﱄ وﰲ ﻋني ﻋﺎم ١٩٦٠ﻣﺪﻋ ًﻴﺎ ﻋﺎ ٍّﻣﺎ ﻋﺴﻜﺮﻳٍّﺎ ﻓﺮﺋﻴﺲ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﺠﻨﺎﻳﺎت ﰲ ﺑريوت اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔّ . ورﺋﻴﺲ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻷوﻗﺎف ﺗﺰاﻣ ًﻨﺎ ﻣﻊ رﺋﺎﺳﺘﻪ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ .أﺻﺪر ﻋﺎم ٢٠١١ﻛﺘﺎب »اﻟﻘﺎﴈ ﻳﺘﺬﻛﺮ« ﺿ ﱠﻤﻨﻪ ذﻛﺮﻳﺎﺗﻪ وﻧﺸﺎﻃﻪ ﰲ اﻟﺤﻘﻞ اﻟﻘﻀﺎيئ. ٨٠
ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺠﻠﺔ ١٣ﻋﺪ ًدا ،وﺻﺪرت ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻬﺎدات أدﺑﻴﺔ وﻓﻜﺮﻳﺔ ﻟﺸﺒﲇ ،ﻣﻨﻬﺎ ٣٨ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ »ﻋﲆ أﻃﻼل أورﺷﻠﻴﻢ« )ﻟﻢ ﺗ َﺼﺪر ﰲ دﻳﻮاﻧﻪ(:
(٣٨ﻋﻴﴗ اﺳﻜﻨﺪر ﻣﻌﻠﻮف :ﺑﻌﺒﺪا واﻟﺼﺤﺎﻓﺔ» ،اﻟﺬﺧﺎﺋﺮ« ،أﻳﻠﻮل .١٩٢٩ ٨١
الفصل الخامس
ﻣﻼط ﺑﻜﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺷﺒﲇ ّ
٨٢
وﺗﻮاﺻﻞ وﻓﺎء اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴني ﰲ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ ،ﺣﺘﻰ ﻛﺎن ١٠ﻛﺎﻧﻮن اﻷول ١٩٦١ﻳﻮم ﻣﻬﺮﺟﺎن ﲇ ﺷﺒﲇ ّ ﻣﻼط )ﻗﴫ اﻷوﻧﻴﺴﻜﻮ – ﺑريوت( ﻓﺘﻠﻘﺖ ﻟﺠﻨﺔ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن اﻟﺒﻴﺎن اﻟﺘﺎﱄ اﻟﺬي ﺗ ُ َ ﻋﲆ ﻣﻨﱪ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن: »ﺑﺮﻗﻴﺔ اﻟﺠﺎﻟﻴﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ: »إن اﻟﺠﺎﻟﻴﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ أﺑﻨﺎء ﺑﻌﺒﺪا ﰲ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ ﺗﺸﺎرﻛﻜﻢ مبﻞء ﺟﻮارﺣﻬﺎ اﻟﺘﻜﺮﻳﻢ ﻣﻼط ،وﺗﺘﺒﻨﻰ ﻣﻌﻨﻮﻳًﺎ وﻣﺎ ﱢدﻳٍّﺎ اﻟﺬي أﻋ ﱠﺪه ﻟﺒﻨﺎن ﻻﺑﻨﻪ اﻟﺒﺎر ﺷﺎﻋﺮ اﻷرز اﻷﻛﱪ ﺷﺒﲇ ﺑﻚ ّ إﻗﺎﻣﺔ متﺜﺎل ﰲ ﺑﻌﺒﺪا ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ اﻟﻌﻈﻴﻢ اﻟﺬي ﻏﻨﻰ ﺑﻔﺨﺮ وﺷﻤﻮخ وأﻧﻔﺔ ﻣﺠﺪ وﺟامل ﻟﺒﻨﺎن وﻃﻨﻨﺎ اﻟﺤﺒﻴﺐ واﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮيب. »اﻟﺘﻮاﻗﻴﻊ :ﺣﻠﻮ – ﻟﺤﻮد – ﺑﻌﻴﻨﻲ – ﺟﻤﻬﻮري – أﺳﻤﺮ – ﻣﻌﺘﻮق – اﺑﻮ ﺧﻠﻴﻞ«.
٨٣
الفصل السادس
ﺷﺒﻠﻲ ﻣ ّ ﻼط وأدﺑﺎء اﻟﻤﻬﺠﺮ
ﻻﺳﺘﻜامل اﻟﻤﻮﺿﻮع ،ﻧﻨﴩ ﺑﻌﺾ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺔ ﺷﺒﲇ اﻟﻤﺘﻮاﺻﻠﺔ ﻣﻊ أﺻﺪﻗﺎء ﻟﻪ ﻣﻦ أدﺑﺎء وﻣﻔﻜﺮﻳﻦ ورﺟﺎل أﻋامل ،راﻓﻘﻬﻢ ﺧﻼل ﻓﱰة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ،وﺣﻔﺰﺗﻪ وﻓﺎة ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﲆ إﺣﻴﺎء ذﻛﺮاﻫﻢ واﺳﺘﻌﺎدة ذﻛﺮﻳﺎﺗﻪ ﻣﻌﻬﻢ ودورﻫﻢ ﰲ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺑني أدﺑﺎء ﻟﺒﻨﺎن اﻟﻤﻘﻴﻢ وﻟﺒﻨﺎن اﻟﻤﻐﱰب.
(١اﻟﱪازﻳﻞ – اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﻋﻴﴗ اﺳﻜﻨﺪر اﻟﻤﻌﻠﻮف ورﺛﺎء اﺑﻨﻪ ﻓﻮزي ﰲ اﻟﱪازﻳﻞ:٣٩ ﻋﻼﻗﺔ ﺷﺒﲇ وﻋﻴﴗ اﺳﻜﻨﺪر اﻟﻤﻌﻠﻮف ﺑﺪأت ﻣﻨﺬ ﻛﺎن اﻷﺧري ﺳﺎﻛ ًﻨﺎ ﰲ ﺑﻌﺒﺪا ﻟﻔﱰ ٍة أﻣﻀﺎﻫﺎ ﰲ اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ وﺗﺤﺮﻳﺮ اﻟﺼﺤﻒ ﰲ أواﺋﻞ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ .وﻫﻮ أﺷﺎر إﱃ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺸﺒﲇ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ »ﺗﺎرﻳﺦ اﻷﴎ اﻟﴩﻗﻴﺔ« ٤٠وأورد ﻓﻴﻪ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت )ﻣﻦ ﺳﻨﺔ (١٩٠٨ﻋﻦ ﻣﻼط )ﻣﻦ ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎين .(١٩٣٣ ﻣﻼط ،وﺷﺠﺮة ﻋﺎﺋﻠﺔ آل ّ ﻋﺎﺋﻠﺔ ّ وﰲ ﻣﻘﺎل ﻟﺮﻳﺎض ﻣﻌﻠﻮف ﻋﻦ واﻟﺪه )»ﻣﻠﺤﻖ اﻟﻨﻬﺎر« – (١٩٧٠/١٠/١٥ﺟﺎء: اﻟﻤﻼط ،وﻋﻨﺪ »… وآﺧﺮ َﻣﻦ ﻋﺎده ﻗﺒﻞ وﻓﺎﺗﻪ ﺻﺪﻳﻘُﻪ اﻟﻘﺪﻳ ُﻢ اﻟﺤﻤﻴﻢ ﺷﺎﻋﺮ اﻷرز ﺷﺒﲇ ّ اﻧﴫاﻓﻪ ﺗﺮك ﰲ ﻳﺪي ﺑﻄﺎﻗﺘﻪ ،وﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﺬان اﻟﺒﻴﺘﺎن اﻟﺠﻤﻴﻼن اﻟﻤﺆﺛﺮان: (٣٩دﻳﻮان ﺷﺒﲇ ،اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎين ،ص.٣٨٧–٣٨٦ . (٤٠ﻋﻴﴗ اﺳﻜﻨﺪر اﻟﻤﻌﻠﻮف :ﺗﺎرﻳﺦ اﻷﴎ اﻟﴩﻗﻴﺔ ،اﻟﺠﺰء اﻟﺮاﺑﻊ ،ص ٣١٣–٣١١ .ﺗﺤﺮﻳﺮ وإﴍاف ﻓﻮاز ﻃﺮاﺑﻠﴘ ،رﻳﺎض اﻟﺮﻳﺲ ﻟﻠﻜﺘﺐ واﻟﻨﴩ ،ﺑريوت .٢٠٠٨ ٨٥
الفصل السادس
ﻣﻼط وأدﺑﺎء اﳌﻬﺠﺮ ﺷﺒﲇ ّ
َ1 »نحن شيوخ ا2دب َ »إ َ وشــيخنا مامنــا ِ
ـرب َنــزور فخــر العـ ِ النجب« أبا البنين ِ
ﻧﺼﺎ ﻳﻌﻮد وﻧﴩت ﺟﺮﻳﺪة »اﻟﺠﺮﻳﺪة« ) (١٩٦٣/٦/٣٠ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان »ﻓﺨﺮ اﻟﻌﺮب« ٍّ إﱃ ٦آذار ١٩٥٥ﻛﺎن أﻳﻀً ﺎ ﺻﺪر ﰲ »زﺣﻠﺔ اﻟﻔﺘﺎة« ) ١٢آذار (١٩٥٥ﺟﺎء ﻓﻴﻪ: ٤١ ﻣﻼط وﺻﺪﻳﻘُﻪ اﻷدﻳﺐ واﻟﻤﺆرخ اﻷﺳﺘﺎذ ﺟﺮﺟﻲ ﺑﺎز »زار ﺷﺎﻋﺮ اﻷرز ﺷﺒﲇ ّ ﺻﺪﻳﻘَﻬام ﺷﻴﺦ ﻣﺆرﺧﻲ ﻟﺒﻨﺎن اﻷﺳﺘﺎذ ﻋﻴﴗ اﺳﻜﻨﺪر اﻟﻤﻌﻠﻮف ﻳﻔﺘﻘﺪان ﺻﺤﺘﻪ ﻓﺄﻧﺸﺪه ﺷﺎﻋﺮ اﻷرز ﻫﺬه اﻷﺑﻴﺎت: 1 دب نحن شيوخ اِ 2 َ َ وشـيـخـنـــا إمامنـــا نحـن وعيسـى إخوة ُ7 يـــدلـــنــا بـعـلــمه حلم ت$شـى ومضى ولـفـنا عبـر البلـــى أواه! واشـوقي إلـى كأننا لـم نجتمـــع
َ العرب فخــــر نزور ِ النجـب أبــا البنيـن ِ الحقب عشنا خ$ل ِ الشهب على دروب ِ يذهـب يـا ليتـه لـم ِ المغرب والحشر ليل ِ 1 طيب ذاك الزمان اِ 2 ً نصطحب«... يوما ولم ِ
(٤١ﺟﺮﺟﻲ ﻧﻘﻮﻻ ﺑﺎز ) :(١٩٥٩/١٠/٢ – ١٨٨١أدﻳﺐ ﻟﺒﻨﺎين ،ﺻﺤﺎﰲ ،ﻣﺆرخ وراﺋﺪ ﰲ ﺣﺮﻛﺔ ﺗﺤﺮﻳﺮ اﻟﻤﺮأة ،ﻟﻪ ﻣﺆﻟﻔﺎت ﻋﺪة .أﺻﺪر ﻋﺎم ١٩٠٩ﻣﺠﻠﺔ »اﻟﺤﺴﻨﺎء« ﺻﻮت اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن واﻟﻤﴩق .ﻛﺎن ﻋﲆ ﺻﺪاﻗﺔ ﻣﻊ ﺷﺒﲇ وأﴍف ،ﻣﻊ راﻣﺰ ﴎﻛﻴﺲ ،ﺳﻨﺔ ١٩٢٥ﻋﲆ ﻃﺒﻊ اﻟﺠﺰء اﻷول ﻣﻦ دﻳﻮان اﻟﺸﻘﻴﻘني ﺗﺎﻣﺮ وﺷﺒﲇ .وأﺗﺬﻛﺮ ﺟﻠﺴﺎت ﺟﺪي ﰲ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻣﻊ ﺟﺮﺟﻲ ﻧﻘﻮﻻ ﺑﺎز )ﺷﺎرع ﻟﺒﻨﺎن – ﺑريوت( .ﺟﺮﺟﻲ ﻧﻘﻮﻻ ﺑﺎز ﻳﻮﺳﻒ أﺳﻌﺪ داﻏﺮ – ﻣﺼﺎدر اﻟﺪراﺳﺔ اﻷدﺑﻴﺔ ،اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ ،اﻟﻘﺴﻢ اﻷول ،ص ١٦٠ .وﻣﺎ ﻳﻠﻴﻬﺎ. ٨٦
٨٧
الفصل السادس
ﻣﻼط وأدﺑﺎء اﳌﻬﺠﺮ ﺷﺒﲇ ّ
٨٨
(٢ﺛﺎﻧ ًﻴﺎ – رﺛﺎء أﺳﻌﺪ ﻗﺒﻼن ﺧﺎﻟﺪ اﻟﻤﺘﻮﰱ ﰲ اﻟﱪازﻳﻞ: ﻣﻼط .ﻋﻨﺪ وﻓﺎﺗﻪ )(١٨٨٣ ﻫﻮ ﻧﺠﻞ ﻗﺒﻼن ﺧﺎﻟﺪ ﻣﻦ ﺑﻌﺒﺪا ،وأﺣﺪ أﺧﻮال ﺗﺎﻣﺮ وﺷﺒﲇ ّ رﺛﺎه ﺗﺎﻣﺮ ﺑﺄﺑﻴﺎت ﺻﺪرت ﰲ اﻟﺠﺰء اﻷول ﻣﻦ دﻳﻮان ﺗﺎﻣﺮ وﺷﺒﲇ )ص ،(٧٤ .وﻧُﻘﺸﺖ ﻋﲆ ﴐﻳﺤﻪ )ﰲ ﻣﺪاﻓﻦ ﺑﻌﺒﺪا( ﻛام ﻳﲇ: ٤٢ ﻣﻼط ﻟﻮﻓﺎة أﺣﺪ أﺧﻮاﻟﻪ اﻟﻤﺮﺣﻮم ﻗﺒﻼن ﺧﺎﻟﺪ »ﺗﺄْرﻳﺦ ﺗﺎﻣﺮ ّ ّ خيـــر »مضـــى مـــن كان مـــورد كل ٍ ً حمـــرا »فأجرينـــا الدمـــوع عليـــه ّ ً »فكفـــوا أرخـــوا ً دمعـــا وحزنـــا
ْ واجـــد يتيمـــة وســـرور وغـــوث ٍ ْ المحامـــد وكـــم أجـــرت مروءتـــه ْ خالـــد بـــدار الخلـــد هـــا قبـــ$ن «١ ٨ ٨٣
أوﻓﺮ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ أﺳﻌﺪ ﺧﺎﻟﺪ ،ﻣﺎ ﻧﴩه ﻳﻮﺳﻒ أﻳﻮب اﻟﺤﺘﻲ ﻣﻨﺸﺊ ﺟﺮﻳﺪة »أرزة ﻟﺒﻨﺎن« )رﻳﻮ دو ﺟﺎﻧريو( ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ »اﻟﺠﻬﺎد اﻟﻮﻃﻨﻲ« )ﺗﴩﻳﻦ اﻟﺜﺎين ١٩١٨ص ٤٢ .وﻣﺎ ﻳﻠﻴﻬﺎ(: »وﻟﺪ أﺳﻌﺪ ﺧﺎﻟﺪ ﺳﻨﺔ ١٨٦٧ﰲ ﺑﻌﺒﺪا ،ﻗﺎﻋﺪة ﻣﺘﴫﻓﻴﺔ ﻟﺒﻨﺎن .ﺗﻠﻘﻰ ﻣﺒﺎدئ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ واﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت ﰲ ﻣﺪرﺳﺔ ﻋﺒﻴﻪ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ،إﻻ أن أﺷﻐﺎل ﺑﻴﺖ أﺑﻴﻪ اﺿﻄﺮﺗﻪ إﱃ ﺗﺮﻛﻬﺎ وﻫﻮ ﰲ اﻟﻌﺎﴍة ﻣﻦ ﺳﻨ ّﻴﻪ ،ﻓﻐﺎدرﻫﺎ واﻧﴫف إﱃ ﻣﻌﺎوﻧﺔ أﺑﻴﻪ ﰲ إدارة أﻣﻼﻛﻪ (٤٢ﻫﻮ واﻟﺪ أﺳﻌﺪ ﺧﺎﻟﺪ ،أﺣﺪ أرﻛﺎن اﻟﺠﺎﻟﻴﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﰲ اﻟﱪازﻳﻞ .ﺗﻌﺎﻃﻰ أﺳﻌﺪ ،ﻣﻄﻠ َﻊ ﻋﻬﺪه ﺑﺎﻟ ُﻤﻬﺎﺟﺮة ،ﺣﺮﻓﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ،ﻓﺄﻧﺸﺄ ﺟﺮﻳﺪة »اﻟﺮﻗﻴﺐ« وﻧﻬﺞ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻨﻬﺞ اﻵﺑﺎء اﻟﺬي ريب ﻋﻠﻴﻪ. وﻫﻮ ﻛﺎﺗﺐ ﻋﺼﺎﻣﻲ ﴎﻳﻊ اﻟﺨﺎﻃﺮ ﻣﺘﻮﻗﺪ رﺷﻴﻖ اﻟﻌﺒﺎرة ﻏﺰﻳﺮ اﻟﻤﺎدة ،ﻋﺪل ﻋﻦ ﺣﺮﻓﺔ اﻟﻘﻠﻢ إﱃ اﻟﺘﺠﺎرة ﻓﺨﺎض ﻣﻴﺪاﻧﻬﺎ وﺻﺎﺑﺮ ﻋﲆ ﺗﻄﻮراﺗﻬﺎ ،وﺑﺎت ﰲ ﻃﻠﻴﻌﺔ اﻟﺘﺠﺎر اﻟﻮﻃﻨﻴني اﻟﺼﺎدﻗني ﻳﺰﻳﻨﻪ أدﺑﻪ اﻟﻐﺾ واﻃﻼﻋﻪ اﻟﻮاﺳﻊ واﺧﺘﺒﺎره اﻟﻄﻮﻳﻞ .وﻗﺪ ﻫﺰﺗﻪ ﻣﺮوءﺗﻪ ﻳﻮم اﺗﺼﻞ ﺑﻪ ﺧ ُﱪ ﻃﺒﻊ ﻫﺬا اﻟﺪﻳﻮان ﻓﺄرﺳﻞ ﻫﺬه اﻟﻜﻠﻤﺔ» :ﻋﺰﻳﺰي ﺷﺒﲇ ،ﻣﺎ ﺧﻠﻮت ﺑﻨﻔﴘ ﻣﺮ ًة ّإﻻ رﺟﻌﺖ ﰲ ﺧﻴﺎﱄ إﱃ اﻟﻤﺎﴈ اﻟﺒﻌﻴﺪ ،إﱃ ﺑﻌﺒﺪا ﻣﻘﺮ اﻷﺣﺒﺎب وﻣﺜﻮى اﻵﺑﺎء واﻟﺠﺪود .وﻣﺎ ذﻛﺮتُ اﻟﻤﺎﴈ واﺳﺘﻌﺮﺿﺖ ﻣﺎ وﻋﺘﻪ اﻟﺬاﻛﺮة ﻣﻦ ﺧﻴﺎﻻﺗﻪ ﺣﺘﻰ ذﻛﺮتُ اﻟﻌﻤﺔ »ﻋﻄﺮﺷﺎن« وأوﻻدﻫﺎ ،وﻣﺎ ﻣ ّﺮ ﺑﺨﺎﻃﺮي ﺧﻴﺎل ﺗﺎﻣﺮ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺣﺘﻰ ﺑﺪا ﱄ أن اﻗﱰح ﻋﻠﻴﻚ ﺟ ْﻤﻊ ﻣﺨﺘﺎرات ﻣﺎ ﺗﺮك ،وﻧﴩﻫﺎ ،ﺿ ًﻨﺎ ﺑﻬﺎ أن ﺗﻀﻴﻊ ﻣﻊ ﺗﻮاﱄ اﻷﺣﻘﺎب وﻳﻐﻴﺐ ذﻛﺮه ﻋﻤﻦ ﻳﺠﻲء .واﺗﻔﻖ ﱄ أن ﻋﺮﻓﺖ ﻗﺒﻞ أﻳﺎم ،وأﻧﺎ ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺳﺎن ﺑﺎوﻟﻮ زﻫﺮة ﻣﺪن ﻫﺬه اﻟﺒﻼد وﻣﻘﺮ أرﻗﻰ اﻟﻤﺨﺘﺎرات ،ﺑـام أوﺣﻲ إﻟﻴﻚ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻣﺜﻠﻬﺎ وﻧﴩﻫﺎ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان »دﻳﻮان اﻟﺸﻘﻴﻘني« … اﺑﻦ ﺧﺎﻟﻚ أﺳﻌﺪ«. ٨٩
الفصل السادس
ﻣﻼط وأدﺑﺎء اﳌﻬﺠﺮ ﺷﺒﲇ ّ
وﺗﺠﺎرﺗﻪ .وﻫﻮ راﻓﻖ اﻟﻔﻘﻴﻪ اﻟﻠﺒﻨﺎين اﻟﻤﺸﻬﻮر ﺣﺒﻴﺐ ﺧﺎﻟﺪ ٤٣ودرس ﻋﻠﻴﻪ اﻷﺻﻮل اﻟﻔﻘﻬﻴﺔ واﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ .وﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺤﱰف اﻟﻤﺤﺎﻣﺎة ﻟﻤﺎ ﺑني أﺧﻼﻗﻪ وﺑني ﻣﺎ ﺗﻘﺘﻀﻴﻪ ﻫﺬه اﻟﺤﺮﻓﺔ ﻟﺪى اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ اﻟﻌﺜامﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ .وﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﻣﺸﺎرﻛﺔ ﰲ اﻟﺤﺮﻛﺔ ﺿﺪ واﺻﺎ ﺑﺎﺷﺎ وزﻣﺮﺗﻪ »اﻟﻜﻮﺑﻠﻴﺎﻧﻴﺔ« – وﻫﻲ اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺘﻲ أﻧﺘﺠﺖ ﺻﺪور ﺟﺮﻳﺪة »ﺻﺪى اﻟﴩق« ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ اﻟﻠﺒﻨﺎين اﻟﻤﻘﺪام ﺣﺒﻴﺐ ﻓﺎرس أﻧﻄﻮن .وﻫﻮ ﻣﻄﱠﻠﻊ ﻋﲆ ﻛﺜري ﻣﻦ ﺣﻮادث ﻟﺒﻨﺎن ﰲ ﻋﻬﺪ واﺻﺎ ﺑﺎﺷﺎ واﻟﻌﻬﺪ اﻟﺬي ﺗﻘﺪﻣﻪ واﻟﻌﻬﺪ اﻟﺬي ﺗﻼه ،أي ﻋﻬ َﺪي رﺳﺘﻢ ﺑﺎﺷﺎ وﻧﻌﻮم ﺑﺎﺷﺎ. ﻟﻜﺘﺎب ﻛﺎن ﻳﺘﺤني اﻟﻔﺮص ﻹﺻﺪاره، وروى ﻟﻨﺎ ﺻﺪﻳﻖ ﻟﻪ أن ﺑني أوراﻗﻪ ﺳﻠﺴﻠﺔ وﺿﻌﻬﺎ ٍ ﻣﻮﺿﻮﻋﻪ اﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻟﺒﻨﺎن اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺛﻮرﺗﻪ اﻷﺧرية ﺳﻨﺔ ١٨٦٠ واﻟﻤﺴﺎﻋﻲ واﻷﺳﺒﺎب اﻟﺘﻲ وﻟّﺪﺗﻬﺎ ،وﺑﺤﺚ ﰲ ﺳﻴﺎﺳﺎت ﻣﺘﴫ ِﻓﻴ ِﻪ اﻟﺨﻤﺴﺔ اﻷُ َول ﻣﻦ داود إﱃ ﻧﻌﻮم ،وﻣﺂﺛﻴﻬﻢ ﻓﻴﻪ وﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﻨﻮﻳﻪ ﻟﻪ وﻳﺴﻌﻰ إﻟﻴﻪ ﻓﻴﻪ أوﻟﻬﻢ داود ﺑﺎﺷﺎ اﻟﺬي ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻀﺪه ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻧﺎﺑﻮﻟﻴﻮن اﻟﺜﺎﻟﺚ ،وﰲ اﻧﺘﺒﺎه اﻟﻮزﻳﺮ اﻟﻌﺜامين اﻟﻜﺒري ﻓﺆاد ﺑﺎﺷﺎ إﱃ ﻫﺬه اﻟﻤﺴﺎﻋﻲ وإﺣﺒﺎﻃﻬﺎ .وﻫﻮ درس أﺧﻼﻗﻲ اﺟﺘامﻋﻲ ﰲ ﻛﻴﻒ ﺗﻄﺮق إﻟﻴﻪ اﻟﻔﺴﺎد ﻓﻔﺮق ﺑني أﻫﺎﻟﻴﻪ وﻓﻜﻚ ﻋﺮى اﺗﺼﺎﻟﻬﻢ .وﻫﻮ ﻫﺎﺟﺮ إﱃ اﻟﱪازﻳﻞ ﺳﻨﺔ ١٨٩٤ﺑﴩاﻛﺔ ﻧﻌﻮم ﻟﺒيك ﻓﺄﻧﺸﺄ ﺟﺮﻳﺪة »اﻟﺮﻗﻴﺐ« ﺛﻢ اﻧﴫف إﱃ اﻟﺘﺠﺎرة ﰲ ﻣﺤﻠﻪ اﻟﻜﺎﺋﻦ ﰲ ﺷﺎرع اﻟﻔﻨﺪﻛﺎ رﻗﻢ ٢٢٤ﺑﺎﺳﻢ »أﺳﻌﺪ ﺧﺎﻟﺪ وﴍﻛﺎه« ،وﻫﻮ ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺎل اﻟﻜﱪى ﰲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔّ .إﻻ أن وﻓﺮة أﺷﻐﺎﻟﻪ ﻟﻢ ﺗُﻘْﻌﺪه ﻋﻦ ﺧﺪﻣﺔ وﻃﻨﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻣﺴﺖ اﻟﺤﺎﺟﺔ إﱃ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻔ ّﻌﺎل ،ﻓﺴﻌﻰ ﻣﺘﻮاﺻﻼ ﻟﻠﺘﻌﺎﺿﺪ ﻋﲆ إﻧﺸﺎء اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ .ﺳﺎﻓﺮ إﱃ ﺳﺎن ﺑﺎوﻟﻮ ﻷﺟﻞ ﻫﺬه ً ﺳﻌ ًﻴﺎ اﻟﻐﺎﻳﺔ ﻓﻨﺎل ﺑﺴﻴﺎﺳﺘﻪ اﻟﻐﺎﻳﺔ اﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ واﺷﱰك ﰲ ﺗﺄﺳﻴﺲ اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ واﻧﺘﺨﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻜﺮﺗ ًريا ﻋﺎ ًﻣﺎ وﺗﱪع ﻟﺼﻨﺪوﻗﻬﺎ مبﺒﻠﻎ واﻓﺮ .ﻣﻦ ﻣﺰاﻳﺎه اﻟﴫاﺣﺔ ﰲ اﻟﻘﻮل واﻟﺠﺮأة اﻷدﺑﻴﺔ ،وﻫﻮ ﻣﻬﻴﺐ وﻗﻮر ،وﻛﺎﺗﺐ ﺑﻠﻴﻎ وﺧﻄﻴﺐ ﻓﺼﻴﺢ ،ﻟﻪ ﰲ اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﺧﻄﺐ ﺟﻠﻴﻠﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺧﻄﺎﺑﻪ اﻟ ُﻤ ْﺪرج ﻣﻊ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺎدﻟﻬﺎ ﻣﻊ ﺻﺪﻳﻘﻪ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻤﺸﻬﻮد ﺟﻮرج ﻛﺮم ﰲ ﻣﻜﺎن آﺧﺮ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب .وﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ واﻷﻋامل اﻟﺨريﻳﺔ اﻟﻴﺪ اﻟﻄﻮﱃ .ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻣﻦ ﻣﺆﺳﴘ ﺟﻤﻌﻴﺔ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮري وواﺿ ًﻌﺎ ﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻬﺎ .وﻫﻮ اﻟﻴﻮم رﺋﻴﺲ اﻷﺧﻮﻳﺔ اﻟﻤﺎروﻧﻴﺔ ﰲ ﻋﺎﺻﻤﺔ اﻟﱪازﻳﻞ ،وﻗﺪ ﺷﻐﻞ ﻣﺮاﻛﺰ ﻣﻤﺘﺎزة ﰲ أﻛرث اﻟﺠﻤﻌﻴﺎت (٤٣ﻳﻮﺳﻒ أﻳﻮب اﻟﺤﺘﻲ :اﻟﺠﻬﺎد اﻟﻮﻃﻨﻲ ،ص ٤٢ .وﻣﺎ ﻳﻠﻴﻬﺎ ،رﻳﻮ دي ﺟﺎﻧريو .١٩١٨ ٩٠
اﻟﺘﻲ أﻧﺸﺌﺖ ﰲ رﻳﻮ دي ﺟﺎﻧريو وﺳﺎن ﺑﺎوﻟﻮ .وأﺳﻌﺪ ﺧﺎﻟﺪ ﻫﻮ اﺑﻦ ﺷﻘﻴﻘﺔ واﻟﺪة ﺷﺒﲇ، وﻗﺪ ﻋﺮﻓﻪ ﺷﺒﲇ ﰲ ﻣﺴﺘﻬﻞ ﺷﺒﺎﺑﻪ ،وﺑﻘﻲ ﻋﲆ ﻋﻼﻗﺔ ﻃﻴﺒﺔ وﺣﻤﻴﻤﺔ ﻣﻌﻪ ،ﻛام ﻳﺘﺒني ﻣﻦ اﻟﺤﺎدﺛﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ رواﻫﺎ ﺷﺒﲇ ﰲ اﻟﺠﺰء اﻷول ﻣﻦ دﻳﻮاﻧﻪ«. وﻳﻮ َم وﻓﺎة أﺳﻌﺪ ،رﺛﺎه ﺷﺒﲇ ﺑﻘﺼﻴﺪة ﺗﻌﻜﺲ ﻣﺂﳼ اﻟ ُﻤﻬﺎﺟﺮة اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ وﻓﻘﺪان اﻷﻫﻞ واﻷﺻﺪﻗﺎء )ﻣﻨﺸﻮرة ﰲ اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎين ﻣﻦ دﻳﻮان ﺷﺒﲇ – ص:(٣٩٢–٣٩١ .
٩١
الفصل السادس
ﻣﻼط وأدﺑﺎء اﳌﻬﺠﺮ ﺷﺒﲇ ّ
٩٢
(٣اﻟﺸﻴﺦ اﻟﻴﺎس ﻣﻠﺤﻢ زﺧﺮﻳﺎ ):(١٩٦٤ – ١٨٨٣ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻛﺒﺎر اﻟﻤﻐﱰﺑني اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴني إﱃ اﻟﻤﻜﺴﻴﻚ ،ﺟﻤﻌﺘْﻪ ﺑﺸﺒﲇ ﺻﺪاﻗﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ .ﻳﺮوي ﺷﺒﲇ ﰲ دﻳﻮاﻧﻪ اﻟﺼﺎدر ﻋﺎم ٤٤١٩٢٥أن اﻟﺸﻴﺦ اﻟﻴﺎس زﺧﺮﻳﺎ أرﺳﻞ ﻟﻪ ﻗﺼﻴﺪة ﻣﻊ رﺳﻤﻪ ﻳﺤﻦ اﻟﻤﻼط: ﻧﺺ ﻗﺼﻴﺪة زﺧﺮﻳﺎ »زﻓﺮة ﻣﻬﺎﺟﺮ« ﻣﻮ ﱠﺟﻬﺔ إﱃ ّ ﻓﻴﻬﺎ إﱃ ﻟﺒﻨﺎن وﻳﺬﻛﺮ وﻳﺴﺄل ﻋﻨﻪ .وﻫﻨﺎ ﱡ
ﻣﻼط ،ص ٣٨٨ .وﻣﺎ ﻳﻠﻴﻬﺎ ،ﺑريوت .١٩٢٥ (٤٤دﻳﻮان ﺗﺎﻣﺮ وﺷﺒﲇ ّ ٩٣
الفصل السادس
ﻣﻼط وأدﺑﺎء اﳌﻬﺠﺮ ﺷﺒﲇ ّ
ﻓﺮ ﱠد ﻋﻠﻴﻪ ﺷﺒﲇ )ﻋﲆ اﻟﻮزن ذاﺗﻪ واﻟﻘﺎﻓﻴﺔ ذاﺗﻬﺎ( ﺑﻘﺼﻴﺪة »رﺟﻊ اﻟﺤﻨني« ،وﻛﺎن اﻟﺘﻘﺎه ﻳﻮم زار ﻟﺒﻨﺎن ﺳﻨﺔ :١٩٢٤
٩٤
٩٥
الفصل السادس
ﻣﻼط وأدﺑﺎء اﳌﻬﺠﺮ ﺷﺒﲇ ّ
٩٦
٩٧
الفصل السادس
ﻣﻼط وأدﺑﺎء اﳌﻬﺠﺮ ﺷﺒﲇ ّ
٩٨
اﻟﻤﻼط ﺳﻨﺔ ١٩٥١ وﺣﺎﻓﻈﺖ ﻋﻼﻗﺔ ﺷﺒﲇ ﺑﺎﻟﻴﺎس زﺧﺮﻳﺎ ﻋﲆ ﺛﺒﺎﺗﻬﺎ ،وﻫﺎ ﻗﺼﻴﺪة ّ إﱃ زﺧﺮﻳﺎ وﻫﻮ ﰲ اﻟﻤﻜﺴﻴﻚ:٤٥
ﻣﻼط :اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎين ،ص ،٥١٦ – ٥١٥ .ﺑريوت .١٩٥٢ (٤٥دﻳﻮان ﺷﺒﲇ ّ ٩٩
الفصل السادس
ﻣﻼط وأدﺑﺎء اﳌﻬﺠﺮ ﺷﺒﲇ ّ
(٤رﺛﺎء ﺟﻮرج اﻟﺨﻮري ﺑﻮﻟﺲ ﻛﺮم: وﺟﺪتُ ﺑني ﻣﺤﻔﻮﻇﺎت ﺟﺪي ﺷﺒﲇ ﻋﺪ ًدا ﻣﻦ ﺻﺤﻴﻔﺔ »اﻻﺗﺤﺎد« ) ١٨ﺣﺰﻳﺮان ﻣﻼط (١٩٣٦وﻋﲆ ﺻﻔﺤﺘﻪ اﻷوﱃ ﻣﻘﺎل »أدﻳﺐ ﻛﺒري ﻳﺮيث أدﻳ ًﺒﺎ ﻛﺒ ًريا« ،ﻋﻦ رﺛﺎء ﺷﺒﲇ ّ اﻷدﻳﺐ ﺟﻮرج اﻟﺨﻮري ﺑﻮﻟﺲ ﻛﺮم ٤٦اﻟﻤﺘﻮﰱ ﰲ اﻟﱪازﻳﻞ. َ ذﻛﺮ ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺿﻌﻮن ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﻟﻤﺮﺟﻊ »ذﻛﺮى اﻟﻬﺠﺮة« ٤٧ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ ﺟﻮرج اﻟﺨﻮري ﺑﻮﻟﺲ ﻛﺮم ﻛام ﻳﲇ: »ﺟﻮرج اﻟﺨﻮري ﺑﻮﻟﺲ ﻛﺮم :وﻟﺪ ﰲ ﺣﺪث ﺑريوت ﰲ ٣ﺗﴩﻳﻦ اﻟﺜﺎين ،١٨٨٠وﺗﻠﻘﻰ دروﺳﻪ ﰲ ﻣﺪرﺳﺔ »اﻟﺤﻜﻤﺔ« ،وﺑﻌﺪ أن ﻧﺎل ﺷﻬﺎدﺗﻬﺎ ﺗﻮﱃ اﻟﺘﺪرﻳﺲ ﰲ ﻛﻠﻴﺔ اﻵﺑﺎء اﻟﻴﺴﻮﻋﻴني ،ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻠﺒﺚ أن اﻋﺘﺰﻟﻪ ﻟيك ﻳﺸﻐﻞ وﻇﻴﻔﺔ ﰲ داﺋﺮة اﻟﺠﺰاء اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺛﻢ ﰲ ﻗﺎمئﻘﺎﻣﻴﺔ ﻗﻀﺎء ﻛﴪوان .وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ اﺳﺘﻬﻮﺗﻪ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻓﻘﺎم ﻋﲆ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺟﺮﻳﺪة ﻣﻘﺎﻻ »اﻟﻨﺼري« ﺣﺘﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎدﺛﺔ ٦أﻳﻠﻮل ،وﻛﺎﻧﺖ ﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑريوت ﻳ ٌﺪ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﺄﻧﺸﺄ ً (٤٦ﺑﻄﺮس اﻟﺒﺴﺘﺎين :ﺟﻮرج اﻟﺨﻮري ﻛﺮم ،ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻮرود ،ص ،٢٠ .اﻟﺴﻨﺔ ،١٦اﻟﺠﺰء اﻟﺨﺎﻣﺲ ،ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎين .١٩٦٣ (٤٧ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺿﻌﻮن :اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.٤٢٨ . ١٠٠
ﻧﺎرﻳًﺎ ﻋ ّﺮﺿﻪ ﻟﻨﻘﻤﺔ اﻟﻤﺴﺆوﻟني ﻓﻬ َﺠﺮ وﻃﻨﻪ اﻟﻤﻌﺒﻮد ﻟﺒﻨﺎن ﻗﺎﺻ ًﺪا اﻟﱪازﻳﻞ ،ووﺻﻠﻬﺎ ﻋﺎم ٤٨ ١٩٠٥وﻓﻴﻬﺎ ﺗﻌﺎﻃﻰ اﻟﺘﺠﺎرة ﺣﺘﻰ ﺳﻨﺔ ١٩١٤ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻘﻞ ﻣﻦ ِﺑﻠﱡﻮ أُورﻳﺰوﻧﺘﻲ إﱃ أوروﺑﺮﻳﺘﻮ )ﻋﺎﺻﻤﺔ ﻣﻴﻨﺎس اﻟﻘﺪميﺔ( ،وﰲ ﻫﺬه اﻧﴫف إﱃ اﻟﺘﻌﺪﻳﻦ ﻓﺄﺻﺎب ﻧﺠﺎ ًﺣﺎ وﻇﻞ ﻳﺒﻴﻊ ﻧﺘﺎج ﻣﻨﺎﺟﻤﻪ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ١٩١٨ ﻧ ّﻮﻫﺖ ﻋﻨﻪ ﻛﱪﻳﺎت ﺟﺮاﺋﺪ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔّ . ﺣﺘﻰ أدرﻛﺘﻪ اﻟﻮﻓﺎة ﰲ ٧ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎين ،١٩٣٦وﻛﺎن ﴍﻳﻜﻪ ورﻓﻴﻘﻪ اﻟﺪاﺋﻢ أﺧﻮه اﻟﻴﺎس ﻣﻼط ﲇ ﺑﻬﺬه اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ،ﻣﻀﻴﻔًﺎ إﻟﻴﻬﺎ أن اﻟﻤﺮﺣﻮم وﻗﺮﻳﻨﺘﻪ ﺣﺒﻮﺑﺔ ﻣﻴﻼن ّ اﻟﺬي ﺗﻜ ّﺮم ﻋ ّ ُرزﻗﺎ ﺧﻤﺴﺔ ﺑﻨني وﺧﻤﺲ ﺑﻨﺎت ﻫﺬﺑﺎﻫﻢ ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﺗﻬﺬﻳ ًﺒﺎ رﻓﻴ ًﻌﺎ ،وﻳﺤﻤﻞ اﻟﺬﻛﻮر ﻣﻨﻬﻢ ﺷﻬﺎدات ﻋﺎﻟﻴﺔ ،ﻓﺎﻷوﱃ ﰲ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ،ﺗﻠﻴﻬﺎ اﺛﻨﺘﺎن ﰲ اﻟﻄﺐ ،وواﺣﺪة ﰲ اﻟﺼﻴﺪﻟﺔ. واﻷﺧرية ﰲ ﻃﺐ اﻷﺳﻨﺎن .وﻫﻜﺬا ﻳﺮى اﻟﻘﺎرئ أن ﺣﻴﺎة ﺟﻮرج اﻟﺨﻮري ﻛﺮم ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺎﺿﻠﺔ ﻣﺜﻤﺮة ،ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎن ﻣﺤﺒﻮﺑًﺎ وﻣﺤﱰ ًﻣﺎ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﻋﺎرﻓﻴﻪ .وﻋﲆ ﻛرثة ﻣﺸﺎﻏﻠﻪ ووﻓﺮة إﻧﺘﺎﺟﻪ اﻟﻤﻘﴫﻳﻦ ،ﻓﻘﺪ أﻧﺸﺄ ﺑﺄُﺳﻠﻮﺑﻪ اﻟﺒﻠﻴﻎ اﻟﻤﻤﺘﻊ ﻃﺎﺋﻔ ًﺔ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﰲ اﻟﺤﻘﻞ اﻷديب ﻣﻦ ّ اﻟﻤﻘﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺴﺎﺑﻖ إﱃ ﻧﴩﻫﺎ ﺧري ُة اﻟﺼﺤﻒ واﻟﻤﺠﻼت .وﻋﻨﺪﻣﺎ أﻧﺸﺌﺖ »اﻟﻌﺼﺒﺔ« ﻛﺎن ﰲ ﻃﻠﻴﻌﺔ ﻣﻦ ﺿﻤﺘﻬﻢ إﱃ ﺻﺪرﻫﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺎﺑﺬة اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻤﻘﻴﻤني ﺧﺎرج ﺳﺎن ﺑﺎوﻟﻮ .وﻣﺎ أﻗﻴﻤﺖ ﺣﻔﻠﺔ ﻫﻨﺎ أو ﰲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ّإﻻ وﻗﻊ ﻋﻠﻴﻪ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻟﻴﻜﻮن ﻣﻦ ﲇ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﺧﻄﺒﺎﺋﻬﺎ اﻟﻼﻣﻌني ،وﻛﻨﺎ ﻧﻨﺘﻈﺮه اﻧﺘﻈﺎرﻧﺎ ﻟﻠﻴﺎﱄ اﻟﻌﻴﺪ .وﻛﻴﻒ أﻧﴗ ﻓﻀﻠﻪ ﻋ ّ وﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﻗﺒﲇ ﺳﻮى ﻫﺬه اﻟﻌﺒﺎرة» :إذا ﻟﻢ أﻧﺼﺖ »دﻟﻴﻠﻚ« وﻟﻢ ﺗﻌﻤﻞ يب ﻋﺒﺎراﺗﻪ ﻓﺈين ﺑﺮا ٌء ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺘﻲ أﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﻛﻨﻮزﻫﺎ ﺑﺤﺜﻲ ﻋﻦ ﻛﻨﻮز اﻷرض اﻟﺘﻲ أﻣﻠﻜﻬﺎ«. وﻫﻮذا ﺟﻮرج ﺻﻴﺪح ،٤٩ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ »أدﺑﻨﺎ وأدﺑﺎؤﻧﺎ ﰲ اﻟ َﻤﻬﺎﺟﺮ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ« ﻳﻜﺘﺐ ﻋﻦ ﺟﻮرج اﻟﺨﻮري ﺑﻮﻟﺲ ﻛﺮم» :أدﻳﺐ ﺑريويت ﻣﻦ ﺧﺮﻳﺠﻲ ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﺤﻜﻤﺔ وﻣﻌﻠّﻤﻲ ﻛﻠﻴﺔ اﻵﺑﺎء اﻟﻴﺴﻮﻋﻴني .ﻛﺎن ﻟﻪ ﺷﺄن ﻣﺮﻣﻮق ﰲ ﺻﺤﺎﻓﺔ ﻟﺒﻨﺎن ،ﻻ ﺳﻴام مبﻘﺎﻻﺗﻪ اﻟﻨﺎرﻳﺔ ﰲ ﺟﺮﻳﺪة »اﻟﻨﺼري« .وﻟﻤﺎ ﺿ ّﻴﻘﺖ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﺨﻨﺎق ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺎﺟﺮ إﱃ اﻟﱪازﻳﻞ ﻋﺎم ١٩٠٥ (٤٨اﻟﻌﻤﻴﺪ اﻟﻤﺘﻘﺎﻋﺪ ﻣﻴﺸﺎل أيب ﻏﺎﻧﻢ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ »ﺣ َﺪث ﺑريوت ﰲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ« ،ص ،١٤٠ .ذﻛﺮ ﺗﺎرﻳﺦ ﻣﻼط )ﻣﻮاﻟﻴﺪ (١٨٨٣ ﻫﺠﺮة ﺟﻮرج اﻟﺨﻮري ﺑﻮﻟﺲ ﻛﺮم ﺳﻨﺔ ،١٩٠٥وأﻛﺪ ﻫﺠﺮة زوﺟﺘﻪ ﺣﺒﻮﺑﺔ ّ ﻣﻌﻪ ﰲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻧﻔﺴﻪ. (٤٩ﺟﻮرج ﺻﻴﺪح :اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ،ص.٥٤٩ . ١٠١
الفصل السادس
ﻣﻼط وأدﺑﺎء اﳌﻬﺠﺮ ﺷﺒﲇ ّ
وﺗﻌﺎﻃﻰ اﻟﺘﺠﺎرة واﻟﺘﻌﺪﻳﻦ ﺑﻨﺠﺎح ﻛﺒري .وﻟﻢ ﻳﻬﺠﺮ اﻟﻘﻠﻢ ،ﻋﲆ ﻛرثة ﻣﺸﺎﻏﻠﻪ ،ﺑﻞ اﺳﺘﻤﺮ إﻧﺘﺎ ُﺟﻪ اﻷديب ﻏﺰﻳ ًﺮا ،وﺻﻮﺗ ُﻪ ﻣﺪوﻳًﺎ ﻋﲆ اﻟﻤﻨﺎﺑﺮ .وﻟﺬﻟﻚ اﺧﺘﺎرﺗﻪ »اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ« ﻋﻀ ًﻮا ﻧﺎﻓ ًﻌﺎ ﻣﻦ أﻋﻀﺎﺋﻬﺎ«. وﰲ اﺣﺘﻔﺎل ذﻛﺮى ﺟﻮرج اﻟﺨﻮري ﻛﺮم أﻟﻘﻰ ﺷﺒﲇ ﺧﻄﺎﺑًﺎ رىث ﺑﻪ ﺻﺪﻳﻘﻪ وﻧﺴﻴﺒﻪ، ﻗ ّﺪﻣﺖ ﻟﻪ »اﻻﺗﺤﺎد« مبﺎ ﻳﲇ: »أدﻳﺐ ﻛﺒري ﻳﺮيث أدﻳ ًﺒﺎ ﻛﺒ ًريا: ﻣﻼط ﻳﺮيث ﺻﺪﻳﻘﻪ وﻧﺴﻴﺒﻪ اﻟﻜﺎﺗﺐ اﻟﺨﻄﻴﺐ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻤﺮﺣﻮم ﺟﻮرج اﻟﺨﻮري ﺷﺒﲇ ّ ﻛﺮم اﻟﻤﺘﻮﰱ ﰲ اﻟﱪازﻳﻞ ،ﰲ اﻟﺤﻔﻠﺔ اﻟﺮاﺋﻌﺔ اﻟﻜﱪى اﻟﺘﻲ أﻗﻴﻤﺖ ﻟﻠﻔﻘﻴﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﰲ ﻣﺴﻘﻂ رأﺳﻪ ﺣ َﺪث ﺑريوت ،وﺣﴬﻫﺎ ﺟﻤﻬﻮر ﻏﻔري ﻣﻦ أﻧﺤﺎء اﻟﺴﺎﺣﻞ واﻟﺠﺒﻞ ،ﺑﻌﺪ أن أﻗﻴﻢ ﺟﻨﺎز ﻟﺮاﺣﺔ ﻧﻔﺴﻪ ﺗﺮأﺳﻪ ﺳﻴﺎدة اﻟﻨﺎﺋﺐ اﻟﺒﻄﺮﻳﺮيك اﻟﻤﻄﺮان ﻋﺒﺪاﻟﻠﻪ اﻟﺨﻮري. ﻗﺎل اﻟﺨﻄﻴﺐ وﺑىك واﺳﺘﺒىك» :أ ِرﻗ ُْﺖ ﺣﺘﻰ اﻟﺼﺒﺎح أﻋﺎﻟﺞ ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ ﻋﲆ وﺣﺸﺔ وﺷﺠﻮن وذﻛﺮﻳﺎت ﻣﺬﻳﺒﺔ ،وأﻣﺎﻣﻲ ﺗﻐﻴﺐ وﺗﺤﴬ ُﺻ َﻮر إﺧﻮاين ورﻓﺎﻗﻲ اﻟﺬﻳﻦ ﺳﺒﻘﻮين إﱃ ﻇﻠﻤﺎت اﻟﻘﺒﻮر! ْ الــواحــــــــد يمضـــــي ِبإثــــــــر ِ بخامـــد فـــي الصـــدر ليـــس ِ ٥٠ خالـــــــد بــفــقـــــــد أســعـــــــد ِ بـســواعــــدي وأصــابــنـــــي
ذهــــــب الرفـــــــاق فـــواحــــــــ ٌد وصليـــت بعـــدهــــــم أســــــى مـــا كان يفجعنـــي الحمـــام ََ »حــــتـــــ ــى ألــــــــ ـ #ـم بــيــوســــ ــف
واﻟﻴﻮم رﺷﻘﻨﻲ اﻟﻤﻬﺠﺮ ﺑﺎﻟﺴﻬﻢ اﻟﺜﺎﻟﺚ وﻧﻌﻲ اﻟﻨﺎﻋﻲ: أ ًﺧﺎ ورﻓﻴﻘًﺎ ﻣﻞء ﺑﺮدﺗﻪ ﻓﻀﻞ أخ ﺣﻤﻠﺘْﻪ ﻫﻤﺘُﻪ ﻣﻨﺬ مثﺎين وﻋﴩﻳﻦ ﺳﻨﺔ إﱃ اﻟﺒﻠﺪ اﻟﺒﻌﻴﺪ ،ﻫﻮ اﻷدﻳﺐ اﻟﺼﺤﺎﰲ اﻟﺬي ﺳﺌﻢ اﻟﻘﻴﺪ واﻟﻜامﻣﺔ ،وﻛ ِﺮ َه اﻟﻜﺎﺑﻮس اﻟﺪاﺋﻢ ﻋﲆ ﻳﺎﻓﻮخ اﻟﻤﺘﺄدﺑني اﻟﻤﻨﺸﺌني ﰲ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ ﻓﻨﺰح وﻧﺰل وأُﴎﺗﻪ ﰲ ﺑﻼد اﻟﱪازﻳﻞ. (٥٠أﺳﻌﺪ ﺧﺎﻟﺪ وﻳﻮﺳﻒ اﻟﺤﻠﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﺟﺮﻳﺪة »اﻟﺨﻮاﻃﺮ« ﻣﻦ أﻧﺴﺒﺎء ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺘﺄﺑني. ١٠٢
وﰲ ﺗﻠﻚ اﻷﺻﻘﺎع اﻟﺸﺎﺳﻌﺔ اﻟﻮاﺳﻌﺔ اﻧﴫف إﱃ اﻟﺘﺠﺎرة ،وواﻓﻘﻪ اﻟﺤﻆ أﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺣﺘﻰ أﻗﺒﻞ ﻋﲆ ﻗﻤﺔ اﻟرثوة ،وﻛﺎﻧﺖ ﻣﺪﻳﻨﺔ أوروﺑﺮاﺗﻮ ﻣﻘ ّﺮه ،وﻓﻴﻬﺎ ﺑﻨﻰ ﺑﻴﺘًﺎ رﻓﻴﻊ اﻟﻌامد ﻫﻮﻻ ﺑﺎﻟﺰوﺟﺔ اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ واﻷﺑﻨﺎء اﻟﻤﻴﺎﻣني .وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺤﻔﻮﻓًﺎ ﺑﺎﻟﻜﺮاﻣﺔ ﻣﺤﱰم اﻟﺠﺎﻧﺐ وﻣﺄْ ً اﻟﺒﻌﺪ ﻟ ُﻴﻨﺴﻴﻪ ﻣﺮاﺑﻊ وﻃﻨﻪ اﻷول ،ﻓﻘﺪ ﻇﻞ ﻛﺜ َري اﻟﺤﻨني إﱃ أﻫﻠﻪ وﻣﻼﻋﺐ ﺻ ْﺒﻮﺗﻪ ﻣﻠﺘﻬﺐ اﻟﺼﺪر ﻋﻄﺸً ﺎ إﱃ ﴍﺑﺔ ﻣﻦ ﻣﺎء اﻟﻌني ،داﺋﻢ اﻟﻬﺰﻳﺰ ﺑﻈﻼل ﺳﻘﻲ اﻟﺤ َﺪث وﺧﴬﺗﻪ ورﻣﺎﻧﻪ وﺗﻔﺎﺣﻪ وﻟﻴﻤﻮﻧﻪ .وﻛﺎﻧﺖ رﺳﺎﺋﻠﻪ ﺗﻌﻠﻞ اﻷﻫﻞ واﻷﺻﺤﺎب ﺑﻘُﺮب ﻋﻮدﺗﻪ وﻟﻜﻦ ،واأَﺳﻔﺎه، ﻗﺪ ﺣﺎل اﻟﺠﺮﻳﺾ دون اﻟﻘﺮﻳﺾ وﺟﺮت اﻟﺮﻳﺎح مبﺎ ﻻ ﺗﺸﺘﻬﻲ اﻟﺴﻔﻦ .وﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﺷﺘﻐﺎﻟﻪ وﺳ ِﻘ َﻴﺖ ﺑﻠﺒﺎن اﻷدب ﺑﺎﻟﺘﻌﺪﻳﻦ واﻟﺘﺠﺎرة ﻟﻴﻨﺰع ﻣﻦ ﺻﺪره ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺸﺎﺷﺔ اﻟﺘﻲ ُﻏ ّﺬﻳَﺖ ُ وﻫﺎﻣﺖ ﻣﻨﺬ اﻟﺼﺒﺎ ﺑﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﻘﻠﻢ وروﻋﺔ اﻟﺨﻴﺎل وﺟامل اﻟﻔﻦ ،ﻓﻬﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻠﻘﻲ ﻣﻦ ﻳﺪه رﻳﺸﺔ اﻟﺤﺴﺎب ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻨﺎول رﻳﺸﺔ اﻹﻧﺸﺎء ﻃﺮﺑًﺎ ﺑﺘﻮﻗﻴﻊ اﻟﻜﻼم ﻋﲆ أوﺗﺎر ﻓﺼﺤﻰ ﻧرث أو ﻧﻈَ َﻢ ﻓﻬﻮ ﺻﻨﺎﺟﺔ ﻃﺮب ،وأﻣري ﺑﻴﺎن وأدب .ﻓﺴام ﺷﺄﻧﻪ وذاع ﰲ اﻟﻌﺮب ،ﻓﺈن َ َ اﻟ َﻤﻬﺎﺟﺮ ﺻﻴﺘﻪ ووﻗﻒ ﻋﺪة وﻗﻔﺎت ﻋﲆ اﻟﻤﻨﺎﺑﺮ ،ودﺑﺞ ﻣﺌﺎت اﻟﻤﻘﺎﻻت اﻟﺮاﺋﻌﺎت ﰲ اﻟﺼﺤﻒ ،وﻛﺎن إذا دﻋﻲ ﻟﻠﻜﻼم ﰲ ﻣﻮﻗﻒ ﺗﺴﺎﺑﻖ ﻋﺸﺎق اﻷدب ﻟﻴﺴﻤﻌﻮه .وﻫﻮ ﺳﻮاء وﻗَﻒ ﻋﲆ اﻟﻤﻨﱪ ،أو ﻛﺘﺐ ﰲ اﻟﺼﺤﻒ ،أو ﻗﺎل اﻟﺸﻌﺮ ،ﻟﻢ ﻳﻜﻦ أﺣﺐ ﻋﻨﺪه ﻣﻦ ذﻛﺮ ﻟﺒﻨﺎن واﻟﻐﻨﻰ مبﺤﺎﺳﻨﻪ واﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﻗﻮﻣﻪ وﺣﻘﻪ ﺷﺄن ﻛﻞ ﻟﺒﻨﺎين ﻗﺪﻳﻢ وﻟﺪ وﺗﺮﻋﺮع ﺗﺤﺖ ﺳامﺋﻪ وﺷﻐﻒ ﺑﺄرﺿﻪ وﻣﺎﺋﻪ وﻫﻮاﺋﻪ ،وﻫﻮ اﻟﻘﺎﺋﻞ: ُ يـ ــلذ ل ــي عــنـ ــه تـغـيـيـ ــر وتـبـديــ ــل ُ م ــن ضج ــة الن ــاس 2ق ــال و 2قي ــل ُ َ فـلـتـحـي البـرازيـــل وإن ُأمـــت فـيـه
هنــاك فــي الجبــل العالــي أعيــش و2 هنــاك أربح خبزي ليـــس يـزعـجـنــــي فإن أعــــش فحياتـــــي فيـــــه ّ طيـبــــــة ِ
وأول ﺟﻮﻟﺔ ﺟﺎﻟﻬﺎ ﰲ ﻣﻴﺪان اﻟﻘﻠﻢ وﺑﺪأت ﺑﻬﺎ ﺷﻬﺮﺗﻪ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻋﲆ ﻣﻘﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻤﻌﺒﺪ اﻟﻤﻘﺪس ،ﺗﺤﺖ ﺳﻘﻒ ﻫﺬه اﻟﺪاﺋﺮة اﻟﺼﻐرية اﻟﻤﺠﺎورة ،ﺣﻴﺚ ﺣﻞ ﻣﻜﺎين ﰲ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺟﺮﻳﺪة »اﻟﻨﺼري« ﻟﺼﺎﺣﺒﻬﺎ اﻷﺳﺘﺎذ ﻋﺒﻮد أيب راﺷﺪ ودﺑّﺞ ﻗﻠﻤﻪ اﻟﺤﺮ ﻋﲆ ﺻﻔﺤﺎﺗﻬﺎ ﻣﺘﻤﺮ ًدا ﻋﲆ ﻗﻴﻮد اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻌﻬﺪ .وﻣﺎ اﻧﻘﻀﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺪة ﰲ اﻟﻤﻬﺠﺮ ﺣﺘﻰ أﺻﺒﺢ ﻣﻮﺿﻊ ﺛﻘﺔ أﻫﻞ اﻟﻔﻀﻞ وﺿﺠﺔ ﻳﺆﺗﻢ ﺑﻬﺎ ﻓﻜﺎﻧﻮا ﻳﺮﺟﻌﻮن إﻟﻴﻪ ﰲ ﺗﻔﺴري اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ اﻟﻐﺎﻣﻀﺔ وﺗﺨﺮﻳﺠﻬﺎ. ١٠٣
الفصل السادس
ﻣﻼط وأدﺑﺎء اﳌﻬﺠﺮ ﺷﺒﲇ ّ
ﻓﻴﺎ أﻳﻬﺎ اﻟﻨﺎﻋﻲ ،وﻳﻠﻚ ،ﻣﺎذا ﺣﻤﻠﺖ إﻟﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ أوروﺑﺮاﺗﻮ؟ َأﺳــﻜــﺖ اﻟـﺒـﻠﺒـﻞ ﻋﻦ اﻟﺘﻐﺮﻳﺪ؟ أﺳﻘَﻂ ﺣﺎﻣﻞ اﻟﺮاﻳﺔ ﻋﻦ ﺟﻮاده؟ أﻏﻴﻞ اﻷﺳﺪ ﺑﻐﺘﺔ ﰲ ﻋـﺮﻳﻨﻪ؟ أﺟﻔّﺖ ﻧﱪة اﻟﺼﻮت اﻟﺠﺮيء اﻟﻌﺎﱄ؟ أرﻗَﺪ اﻟﻠﺒﻨﺎين اﻟﺼﻤﻴﻢ ﰲ ﻏري ﻣﻀﺠﻊ آﺑﺎﺋﻪ وأﺟﺪاده؟ أﻏﻴﻤﺔ ﺳﻮداء ﻋﲆ ﻣﺪﻳﻨﺔ أوردﻳﺮاﻧﻮ وﺑﻜﺎء وﻧﺤﻴﺐ وﻓﺮاغ ﻛﺒري ﰲ اﻟﺠﺎﻟﻴﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ؟ وﻳﺤﻚ أﻳﻬﺎ اﻟﻨﺎﻋﻲ ،ﻟﻘﺪ ﻧﻌﻴﺖ أﻣ ًريا ﻣﻦ أﻣﺮاء اﻷﻗﻼم ،ﻟﻘﺪ ﻧﻌﻴﺖ أﺧﺎ اﻟﻤﺮوءة وﻓﺘﺎﻫﺎ ،ﻟﻘﺪ ﻧﻌﻴﺖ رﻓﻴﻘﻲ ﰲ اﻟﻤﺪرﺳﺔ وﻋﺸريي وﺟﺎري وﺻﺪﻳﻘﻲ وﺻﻬﺮي ،ﻟﻘﺪ ﻧﻌﻴﺖ ﺟﻮرج اﻟﺨﻮري ﻛﺮم. ﻓﻴﺎ ﻋﺰﻳﺰي ﺟﻮرج ،أﻳﻬﺎ اﻟﻼﺣﻖ مبﻦ ﻣﻀﻮا ﻣﻦ أﺗﺮايب ورﻓﺎﻗﻲ اﻷﻋﺰاء ،ﻟﻘﺪ ﻫﺠﺖ ﺟﺮاﺣﻲ وﺣﺰين وﺟﺪدت آﻻﻣﻲ ﻋﲆ أﻧﺴﺒﺎء وإﺧﻮان رﺣﻠﻮا ﰲ اﻟﻮﻃﻦ واﻟﻤﻬﺠﺮ ورﺛﻴﺘُﻬﻢ وﺑﻜﻴﺘُﻬﻢ ﰲ اﻷﻣﺲ ﻛام أرﺗﺒﻚ وأﺑﻜﻴﻚ اﻟﻴﻮم ﻓَ َﻮا َﺣ ّﺮ ﻗﻠﺒﺎه ،إﱃ ﻣﺘﻰ ﻳﺴﻌﻔﻨﻲ اﻟﺼﱪ ﻋﲆ ﻓﺮاق اﻷﺣﺒﺎء؟ أﻧﺎ اﻵن واﻗﻒ و َﺣﻮﱄ إﺧﻮان أﺗﺮاب ﻳﺤﺰﻧﻮن ﺣﺰين ،وﻳﺠﺪون وﺟﺪي ﻋﲆ اﻟﻔﻘﻴﺪ اﻟﺬي ﻋﺮﻓﻮا ﺷﺨﺼﻪ وﻋﺎﴍوه ،وﻟﻜ ّﻦ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺠﻤﻬﻮر ﻧﺎﺷﺌ ًﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ اﻟﻌﻬﺪ ﺑﺎﻟﺪﻧﻴﺎ ،ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ُﺧﻠﻘَﺖ أﻳﺎ َم ﻛﺎن ﺻﻮت ﺟﻮرج ﻛﺮم وﻗﻠﻤﻪ ﻳﺪ ّوﻳﺎن ﰲ ﻗﻠﺐ ﻫﺬا اﻟﺴﺎﺣﻞ ،وﻛﺄين ﺑﻬﺎ وﻗﺪ رأت ﻫﺬا اﻟﻤﻈﻬﺮ اﻟﺮاﺋﻊ ﺗﺴﺄلَ :ﻣﻦ اﻟﺮﺟﻞ؟ وﻣﺎ ﻣﻜﺎﻧﺘﻪ ﰲ ﻋﺎﻟﻢ اﻷدب؟ وﰲ أي اﻟﻤﺮاﺗﺐ ﻫﻮ ﺑني ﺟﻬﺎﺑﺬة اﻟﻘﻠﻢ؟ ﲇ أن أﻋ ﱢﺮﻓﻬﺎ إﱃ ﻓﻀﻠﻪ وﻋﻈﻤﺘﻪ اﻷدﺑﻴﺔ: ﺣﺴ ٌﻦ أن ﺗﺴﺄل ،وﻋ ّ أﻳﺘﻬﺎ اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ :إن ﻣﻦ ﻧﺒﻜﻴﻪ وﻧﺮﺛﻴﻪ اﻟﻴﻮم ،ﻋﻤﻴ ٌﺪ ﰲ دوﻟﺔ اﻷدب ،ﻣﻜﺎﻧﻪ ﰲ اﻟﻄﻠﻴﻌﺔ. ﻣﺴﺘﻌﺮب ﻃﻮﻳﻞ اﻟﺒﺎع ﰲ ﻓَـ ﱠﻨـﻲ اﻟﻤﻨﺜﻮر واﻟﻤﻨﻈﻮم ،ﻧَﻘﺎدة ﺑﺤﺎﺛﺔ ﺑﺼري مبﻮاﻗﻊ اﻟﻜﻼم، ﻳﻘﺒﺾ ﺑﻜﻠﺘﺎ ﻳﺪﻳﻪ ﻋﲆ ﻧﺎﺻﻴﺔ اﻟﺒﻼﻏﺔ ﰲ أﺳﻠﻮﺑﻪ اﻟﺠﺰل .وﻣﻦ ﻣﻴﺰاﺗﻪ أﻧﻪ ﻛﺎﺗﺐ وﺧﻄﻴﺐ وﺷﺎﻋﺮ ﰲ وﻗﺖ واﺣﺪ .وﻗﻠﻤﺎ اﺟﺘﻤﻌﺖ ﻫﺬه اﻟﻔﻀﺎﺋﻞ اﻟﺜﻼث ﻷَدﻳﺐ .ﺛﻢ ﻫﻮ ﻓﻮق ذﻟﻚ دﻳﻮان ﻇﺮف و ِﻣﻠَ ٍﺢ وﺧﺰاﻧﺔ ﻋﻠﻢ وأدب ،ﻧﺪﻳﻢ ﻳـﺠﺎﻟﺴﻚ ﻓﻴﻄﺮد اﻟﻬ ّﻢ ﻋﻦ ﺻﺪرك ،ﺣﻠﻮ اﻟﺤﺪﻳﺚ ،ﺣﺎﴐ اﻟﻨﻜﺘﺔ ،ﴎﻳﻊ اﻟﺨﺎﻃﺮ ،ﻓﺼﻴﺢ اﻟﻠﻬﺠﺔ ،ﺧﻔﻴﻒ اﻟﺮوح ،ﻧﻘﻲ اﻟﻘﻠﺐ ،دﻣﺚ اﻷﺧﻼق ،ﺻﺎدق اﻟﻘﻮل ،ﺷﺪﻳﺪ اﻟﻮﻓﺎء ،ﻃﺎﻫﺮ اﻟﺜﻮب واﻟﻠﺴﺎن .وﻣام أﺣﻔﻈﻪ ﻟﻪ وﻻ أزال ١٠٤
أذﻛﺮه أ ْن ﻟﻢ ﻳﻀ ّﻤﻨﺎ وإﻳﺎه ﻣﺠﻠﺲ ﰲ ﻋﻨﻔﻮان اﻟﻌﻤﺮ وأردﻧﺎ اﻟﺘﻮﻏﻞ ﰲ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﺸﺒﺎب ﻛﻨﺴﺎك اﻟﺼﻮاﻣﻊ ،وﻫﻲ واﻟﻨﺼﺎﱄ ،إﻻ اﻧﺘﻔﺾ واﺣﺘﺞ واﻧﺴﺤﺐ ﻏﺎﺿ ًﺒﺎ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻧﻘ ٍّﻴﺎ ور ًﻋﺎ ّ ّ اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻔﻘﻴﺪ إﱃ اﻟﻨﻔﺲ اﻻﺧري. ﳾ ٌء ﻣام أﺛﺎر ﻣﴫﻋﻪ ﻣﻦ اﻷﻟﻢ واﻟﻬﻮل ﰲ ﻧﻔﻮس اﻟﺠﺎﻟﻴﺔ وإﱃ اﻟﺠﻤﻬﻮر اﻟﻠﺒﻨﺎين ْ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﻧﻘﺘﻄﻔﻪ ﻋﻦ ﺻﺤﻔﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻨﻰ ﻟﻨﺎ اﻻﻃﻼع ﻋﲆ ﺑﻌﻀﻬﺎ. ﻗﺎﻟﺖ إﺣﺪى اﻟﻤﺠﻼت اﻟﻨﺎﻫﻀﺔ» :ﻣﻮت اﻷﺳﺘﺎذ ﺟﻮرج ﻛﺮم ﻳَﻨﴩ ﻇﻞ اﻟﺤﺪاد اﻟﺮاﺋﻊ ﻋﲆ اﻟﺠﺎﻟﻴﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﰲ اﻟﱪازﻳﻞ .ﺟﻮرج ﻛﺮم أﺑﺮز ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺑﻴﻨﻨﺎ ،متﺮس ﻫﻨﺎ ﰲ اﻟﺘﺠﺎرة وﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻬﻤﻞ دﻋﻮﺗﻪ اﻟﺼﺤﺎﻓﻴﺔ ﺑﻞ واﺻﻞ اﻟﺠﺮاﺋﺪ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ رﻳﻮ دي ﺟﺎﻧريو وﺳﺎن ﺑﺎوﻟﻮ مبﻘﺎﻻﺗﻪ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ ﻳﺪﻋﻮ ﺑﻬﺎ أﺑﻨﺎء وﻃﻨﻪ ﻟﻼﺗﺤﺎد واﻟﺘﻌﺎﺿﺪ .ﻛﺎن ﺷﺎﻋ ًﺮا ﻣﻌﺮوﻓًﺎ ﺗﻨﺠﲇ ﰲ أﺷﻌﺎره روح اﻟﻔﻦ واﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ .ﻛﺎن ﺧﻄﻴ ًﺒﺎ ُﻣﻠﺴ ًﻨﺎ ﻓﻴﺎﺿً ﺎ ﺗﺸﺨﺺ إﻟﻴﻪ اﻷﺑﺼﺎر وﺗﺜﺐ ﻧﺤﻮه اﻟﻌﻮاﻃﻒ .ﻛﺎن وﻃﻨ ًﻴﺎ ﻣﻠﺘﻬ ًﺒﺎ ﻳﻐﺎر ﻋﲆ ﻣﺼﺎﻟﺢ وﻃﻨﻪ أﻛرث ﻣام ﻳﻐﺎر ﻋﲆ ﻣﺼﺎﻟﺤﻪ«. وﻗﺎﻟﺖ ﻣﺠﻠﺔ »اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ« اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺸﺌﻬﺎ ﺧرية اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﺤﻘﻘني» :ﻛﺎن اﻟﻤﻨﺸﺊ اﻟﺒﻠﻴﻎ ،وإذا ﻧﻈَﻢ ﻓﻬﻮ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺮﻗﻴﻖ ﻛﺎﻣﻼ ،إذا ﻛﺘﺐ ﻓﻬﻮ ﻛﺮم ﻓﻘﻴ ُﺪﻧﺎ أدﻳﺒًﺎ ً َ اﻟﺒﺪﻳﻊ اﻟﺪﻳﺒﺎﺟﺔ ،وإذا ﺧﻄﺐ ﻓﻬﻮ اﻟﻠﺴﺎن اﻟﺰﻟﻖ اﻟﻘﻮي اﻟﻌﺎرﺿﺔ ،ﻓﺨﺴﺎرة ﻛﺮم إذًا ﻻ ﺗﺘﻨﺎول اﻷدب اﻟﻌﺮيب ﰲ اﻟﻤﻬﺠﺮ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﺗﺸﻤﻞ ﻛﻞ ﻗﻄﺮ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﻓﻴﻪ ﻟﻠﻀﺎد راﻳﺔ .ﻓﻴﺎ أﻫﻞ اﻟﺴﺎﺣﻞ ،ﻟﻘﺪ اﻧﻄﻮى ﻋﻠﻢ ﻣﻦ أﻋﻼﻣﻜﻢ ،واﻧﻬﺪم رﻛﻦ ﻣﻦ أرﻛﺎﻧﻬﻢ و ُد ِﻓﻦ درع ﻣﻦ دروﻋﻜﻢ ،وأُﻏﻤﺪ ﺳﻴﻒ ﻣﻦ ﺳﻴﻮﻓﻜﻢ ﻓﺄﻛﱪوا اﻟﻔﺎﺟﻌﺔ ،وأﻋﻈﻤﻮا اﻟﻤﺼﺎب .وأﻧﺘﻢ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ أ ّم اﻟﻔﻘﻴﺪ ،ﻳﺎ إﺧﻮﺗﻪ ،وﻳﺎ أﻗﺮﺑﺎءه اﻷدﻧني ،ﻟﻘﺪ ﻗ ُِﻄﻌﺖ ﻟﺆﻟﺆة ﻣﻦ ﻋﻘﺪﻛﻢ ،و ِﻫﻴﺾ ﺟﻨﺎح ﻣﻦ أﺟﻨﺤﺘﻜﻢ ،وﻏﺎب ﻛﻮﻛﺐ ﻣﻦ رﻓﺎﻗﻜﻢ ،و ُﻫﺪﻣﺖ دﻋﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻜﻢ ،ﻓﺎﺣﺰﻧﻮا ﻣﺎ ﺷﺌﺘﻢ واﺑﻜﻮا ﻣﺎ ﺑﻘﻴﺖ دﻣﻮع .وأﻧﺖ أﻳﺘﻬﺎ اﻷم اﻟﺜﻜﲆ ،ﻟﻘﺪ ﻓﺴﺢ ﻟﻚ ﰲ اﻷﺟﻞ ﺣﺘﻰ ﺗﺮي ﻫﻮل ﻫﺬه اﻟﺴﺎﻋﺔ وﻟﻮ ﺧريت ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺑني اﻟﻤﻮت واﻟﺤﻴﺎة ﻻﺧﱰت اﻷول وﺿﺤﻴﺖ ﻓﺼ ّﲇ ﻟﻠﻪ أن ميﻨﺤﻚ اﻟﺼﱪ ﺑﺤﻴﺎﺗﻚ اﺳﺘﺒﻘﺎء ﻟﻔﻠﺬة ﻛﺒﺪك اﻟﺘﻲ ﻗﻄﻌﺘﻬﺎ ﻣﻨﺠﻞ اﻟﻤﻮتَ . اﻟﺠﻤﻴﻞ وﻳﺤﻔﻆ ﺑﻨﻴﻚ وأﺣﻔﺎدك اﻷﺣﻴﺎء .وأﻧﺘﻢ ﻳﺎ أﺻﺤﺎب ﺟﻮرج ﰲ اﻟﻮﻃﻦ واﻟﻤﻬﺠﺮ، ﻣﺠﺴام ﻟﻠﻮﻓﺎء ،وﻓﻘﺪﺗﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ وﻣﺜﻼ ﻟﻘﺪ ﺧﴪﺗﻢ ﻳﻮم ﺧﴪمتﻮه ذﺧرية مثﻴﻨﺔ ﻟﻠﻮداد ً ً ١٠ ٥
الفصل السادس
ﻣﻼط وأدﺑﺎء اﳌﻬﺠﺮ ﺷﺒﲇ ّ
ﻳﺤﻔﻆ ﻏﻴﺒﺘﻜﻢ وﻳﺪاﻓﻊ ﻋﻦ ﺣﻘﻜﻢ ﻓﺎذﻛﺮوه ﻣﺎ ﺑﻘﻲ وﻓﺎء وﺑﻘﻴﺖ ﺻﺪاﻗﺔ .وﻫﻨﺎك ﰲ ذﻟﻚ اﻟﺒﻠﺪ اﻟﺒﻌﻴﺪ اﻟﺴﺤﻴﻖ أرى اﻟﻐامﻣﺔ اﻟﺴﻮداء ﻣﻨﺘﴩة ﻋﲆ دار اﻟﺮاﺣﻞ اﻟﺤﺒﻴﺐ ،وأﺳﻤﻊ اﻟﻌﻮﻳﻞ ميﻸ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ،واﻟﺰﻓﺮات ﺗﺘﺼﺎﻋﺪ إﱃ ﻣﺴﺎﻣﻊ اﻟﺨﺎﻟﻖ اﻟﺠﺒﺎر. ﻓﻴﺎ أﻳﺘﻬﺎ اﻷرﻣﻠﺔ اﻟﻤﻬﺠﻮرة اﻟﻤﻨﻜﻮﺑﺔ اﻟﺘﺎﺋﻬﺔ اﻟﺤﺎﺋﺮة ﰲ أﻣﺮﻫﺎ ،أﻳﺘﻬﺎ اﻟﻨﺴﻴﺒﺔ اﻟﻐﺮﻳﺒﺔ اﻟﻨﺎﺋﻴﺔ ﻋﻦ ﻋﻴﻮن ﺑﻨﻲ أﻣﻚ ،أﻳﺘﻬﺎ اﻷﺧﺖ اﻟﻤﻀﻌﻀﻌﺔ ﺑني ﺻﻐﺎرﻫﺎ وأﻃﻔﺎﻟﻬﺎ واﻟﻤﺤﺘﺎﺟﺔ ﰲ ﻧﻜﺒﺘﻬﺎ اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ إﱃ ﻣﻮاﺳﺎة أﻫﻠﻬﺎ وﻋﻄﻔﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ دﻳﺎر اﻟﻐﺮﺑﺔ ،ﺗﺠﻠّﺪي ﻟﻠ َﺨﻄْﺐ، واﺳﺄﱄ اﻟﻠﻪ اﻟﻘﻮة ،واذﻛﺮي أﻧﻚ رﺑﻴﺐ ﺑﻴﺖ ﻻ ﺗﻨﺎل ﻣﻦ ﺟﻠﺪه اﻟﻤﺼﺎﺋﺐ وﻻ ﻳﺘﻀﻌﻀﻊ ﻟﺮﻳﺐ اﻟﺪﻫﺮ ،وأن ﻧﺴﺎءه ورﺟﺎﻟﻪ ﺳﻮاء ﰲ اﺣﺘامل اﻟﺸﺪاﺋﺪ .أُذﻛﺮي وﻻ ﺗﻨﴘ أن ﺑﻨﺖ اﻟﻤﻼط اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮف أن ﺗﺼﻮن ﻗﻨﺎﻋﻬﺎ ،ﺗﻌﺮف أﻳﻀً ﺎ أن ﺗﺤﻤﻲ أﺷﺒﺎﻟﻬﺎ ،وأن اﻟﻠﺒﻮة إذا ّ ﻓﻘ َﺪت أَﺳﺪﻫﺎ وﺑﻘﻴﺖ ﺑﻌﺪه ﻓﻘﺪ ﺑﻘﻲ اﻟﻌﺮﻳﻦ .ﻏ ًﺪا ﻳﺒﻠﻐﻚ ﻛﻼﻣﻲ ﻓﺎﺳﻤﻌﻴﻪ واﻓﻬﻤﻴﻪ واﻋﻤﲇ ﺑﻪ واﻧﻔﴤ ﻋﻨﻚ ﺛﻮب اﻟﻀﻌﻒ واﻻﺳﺘﺴﻼم إﱃ أﺣﺰاﻧﻚ ،واﻋﻠﻤﻲ أﻧﻪ ﻣﻨﺬ اﻟﻴﻮم ﺑﺪأتْ رﺳﺎﻟﺘُﻚ اﻟﺸﺎﻗﺔ وأﻧﻪ أﺻﺒﺢ ﻋﲆ ﻋﺎﺗﻘﻚ اﻟﻮاﺟﺒﺎن ﻣ ًﻌﺎ :واﺟﺐ اﻻﻣﻮﻣﺔ وواﺟﺐ اﻷﺑ ّﻮة ﻓﺎﺣﺘﻀﻨﻲ ﺑﻨﻴﻚ وﺗﺪﺑّﺮي اﻟﻜﺒﺎر ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻮرد اﻟﻌﻴﺶ واﻧﺤﻨﻰ ﻋﲆ اﻟﺼﻐﺎر وﻟﻘّﻨﻴﻬﻢ ﻋﻦ أﺑﻴﻬﻢ اﻟﻔﻀﻞ ،واﺟﺘﻬﺪي أن ﺗﺬﻛﱢﺮﻳﻬﻢ دامئًﺎ ﺑﺎﻷﻫﻞ وﺗﺪﻟّﻴﻬﻢ ﻋﲆ أﻋامﻣﻬﻢ وأﺧﻮاﻟﻬﻢ وذوي ﻗﺮﺑﺎﻫﻢ اﻟﻤﺘﺨﻠّﻔني ،وﺗﴬﻣﻲ ﺻﺪورﻫﻢ مبﺤﺒﺘﻬﻢ وﻣﺤﺒﺔ ﺑﻼدﻫﻢ وﺗﻄﺒﻌﻲ ﰲ أذﻫﺎﻧﻬﻢ ﺻﻮرة ﻟﺒﻨﺎن وﻫﻀﺎب ﻟﺒﻨﺎن ووﻫﺎد ﻟﺒﻨﺎن!! ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻧﺮﻳﺪه وﻳﺮﻳﺪه رﻓﻴﻘﻚ اﻟﺤﺒﻴﺐ اﻟﺮاﺣﻞ ،ﻓﺤﻘﱢﻘﻲ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﻟﱰﴇ روﺣﻪ ﻋﻨﻚ ﰲ ﻣامﺗﻪ ﻛام رﺿ َﻴﺖ ﻋﻨﻚ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ. واﻟﺴﻼم ﻋﻠﻴﻚ وﻋﲆ ﺑﻨﻴﻚ اﻷﻋﺰاء ورﺣامت اﻟﻠﻪ ﺗرثى ﻋﲆ ﻓﺘﻮى ﻓﻘﻴﺪﻧﺎ اﻟﻐﺎﱄ اﻟﺤﺒﻴﺐ«.
١٠٦
الفصل السابع
ﺷﻬﺎدات ﻣﻦ أدﺑﺎء اﻟﻤﻬﺠﺮ
(١ﻣﻦ اﻟﺸﻴﺦ داود اﻟﻀﺎﻫﺮ: ﻣﻼط ﺑـﻨﺰﻳﻞ رﻳﻮ دو ﺟﺎﻧريو اﻟﺸﻴﺦ داود اﻟﻀﺎﻫﺮ اﻟﺬي رﺑﻄﺖ ﻋﻼﻗﺔ وﻃﻴﺪة ﺷﺒﲇ ّ ﺧﺺ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺷﺒﲇ مبﻘﺎﻻت ﰲ ﺻﺤﻒ اﻟﻤﻬﺠﺮ ،ﻫﻨﺎ ﺑﻌﻀُ ﻬﺎ ﺿ ًﻨﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻀﻴﺎع. ّ اﻟﻤﻼط ﻛﺘﺐ اﻟﻀﺎﻫﺮ ﰲ ﻣﺠﻠﺔ »اﻟﺮﻓﻴﻖ« )ﰲ ﺑﻮﻳﻨﺲ أﻳﺮس – اﻟﺴﻨﺔ – ١٧ ﻟﺪى وﻓﺎة ّ اﻟﻌﺪدﻳﻦ ٣و – ٤أﻳﻠﻮل وﺗﴩﻳﻦ اﻷول (١٩٦١ﻣﻘﺎﻟﺔ أورد ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻼﻗﺘﻪ اﻟﻘﺪميﺔ ﺑﺸﺒﲇ:
١٠٧
الفصل السابع
ﺷﻬﺎدات ﻣﻦ أدﺑﺎء اﳌﻬﺠﺮ
ﺷﻬﺎدات ﻣﻦ أدﺑﺎء اﻟﻤﻬﺠﺮ
١٠٨
١٠٩
الفصل السابع
ﺷﻬﺎدات ﻣﻦ أدﺑﺎء اﳌﻬﺠﺮ
١١٠
١١١
الفصل السابع
ﺷﻬﺎدات ﻣﻦ أدﺑﺎء اﳌﻬﺠﺮ
وﺑني ﻣﻘﺎﻻت ﻋﺪة أﺧﺮى ﻟﻠﺸﻴﺦ داود اﻟﻀﺎﻫﺮ ،ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻟﻨﺎ ﺳﻮى ٍ ﺛﻼث ﻫﻲ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: اﻟﻤﻘﺎﻟﺔ اﻷوﱃ :ﰲ ﻣﺠﻠﺔ »اﻹﺻﻼح« )اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ – اﻟﺠﺰء اﻟﺘﺎﺳﻊ – أﻳﻠﻮل (١٩٣٢ اﻟﻤﻼط«: ﻣﻘﺎل »ﺷﺎﻋﺮ اﻷرز ّ »ﺷﺎﻋﺮ أرﺑﺖ ُﺳ ُﻨ ﱡﻮه ﻋﲆ اﻟﺨﻤﺴني ،ﻋﺸﻖ اﻟﻮﺣﺪة ﰲ ﺻﻮاﻣﻊ اﻟﺰﻫﺪ ،ﻓﻼ ﻳﺸﺎﻫﺪ ﻟﻪ ﻋﻠﻢ ﻳﺨﻔﻖ ﻋﲆ أﻓﻨﺎن اﻟﺒﻴﺎنّ ،إﻻ وﻳﺘﻤﴙ ﰲ اﻟﻘﻠﻮب ﺗﻴﺎر ﻣﻦ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ،ﺗﺘﺒﺎﻳﻦ ﻧﻮاﺣﻴﻪ ومتنت ﺑﻼﻏﺘﻪ ﰲ ﻫﻴﺎﻛﻞ اﻟﺨﻠﻮد .رﻓﻊ اﻟﺸﺎﻋﺮ رأﺳﻪ ﰲ أرض اﻟﺠامل واﻟﻮﺣﻲ ﰲ ﺑﻴﺌﺔ اﻟﻀﺎد ّ ﻓﺎﺳﺘﻤ ّﺪ ﻧﻬﺎﻳﺎت اﻟﺨﻴﺎل اﻟﺴﺎﻣﻲ واﻹﺑﺪاع اﻟﻤﻔﻴﺾ ﺑﻮﺣﻲ اﻵﻟﻬﺔ ،ﻓﻮﻗّﻊ ﻋﲆ أوﺗﺎر ﻗﻴﺜﺎرﺗﻪ أﻧﺎﺷﻴﺪ اﻷﻣﺔ ،وﺟامل اﻟﺤﺐ ﺑني ﻫﺒﺎت اﻟﻘﺪر ،ﻓﻜﺎن اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻮﻃﻨﻲ واﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺸﺎﻋﺮ، اﻟﻤﻼط ! وﺣﺴﺒﻪ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ أن ﻳﻜﻮن :ﺷﺒﲇ ّ ﺗﻜﺐ ﺑﻪ ﻋرثات اﻷﻳﺎم ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻃ ّﻮﻗﺘﻪ ﻋﺮاﺋﺲ اﻟﺸﻌﺮ ،ﺑﻞ ﺻﱪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺻﱪ اﻟﺤﻜﻴﻢ ﻟﻢ ُ ﺣﺘﻰ ﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺳﻘﻄﺎت اﻟﻮﻫﻢ ،وارﺗﻔﻊ إﱃ ﺷﺎﻫﻖ ﺑﻴﺎن اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،راﺋﺒًﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻣﻦ أن ﺗﺄﺧﺬ ﺑﺄﻃﻮاﻗﻪ ﻣﺂرب اﻟﻌﺪو واﺿ ًﻌﺎ ﻧﺼﺐ ﻋﻴﻨﻴﻪ إﺟﺎدة اﻟﺸﻌﺮ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺧﺪﻣﺔ ﻟﺒﻨﺎن وإﻋﻼء ﻣﺠﺪ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔﺼﺤﻰ ،ﻓﺘﻐﻨﻰ ﰲ ﺷﺒﻴﺒﺘﻬﺎ ،وﻋﺎﻟﺞ متﺜﻴﻞ اﻷدوار ﰲ ﻛﻬﻮﻟﺘﻬﺎ ،ﻓﻜﺎن اﻟﺴ ّﺒﺎق اﻟﻮﺣﻴﺪ مبﺎ اﻧﺒﺠﺲ ﻣﻦ ﻳﻨﺒﻮﻋﻪ اﻟﺸﻌﺮي ﻋﻦ أﺣﻼم اﻟﺸﺎﻋﺮ وﺗﺨﻠﻴﻪ. إن اﻟﻌﻈﻤﺔ واﻟﺠﻼل وأﻏﺎين اﻟﺨﻴﺎل ومتﺜﻴﻞ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﻟﻢ ميﺮ اﻟﺸﻌﺮ ﺑﺄﻃﻮارﻫﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﻼط ّإﻻ ﺑﻘﻮة اﻟﻌﺎﻃﻔﺔ اﻟﻄﺎﻏﻴﺔ ﻋﲆ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﻤﺴﱰﺳﻠﺔ ﰲ اﻻﺳﺘﻌﻼء إﱃ ﺳامء اﻷوﻟﻤﺐ ّ ١١٢
اﻷﻋﲆ .ﻋﲆ أن اﻟﻨﺎﻇﺮ ﻻ ﻳﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﻫﺬا اﻟﺤﺪ ﺑﻞ ﻳﺘﻌﺪاه إﱃ ﻛﻌﺒﺔ اﻟﺒﻴﺎن اﻟﺨﺎﻟﺪ ﺣﻴﺚ اﻟﻤﻼط ﺗﺘﻐﻠﻐﻞ ﰲ ﺗﺴﻄّﺮ رواﺋﻊ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻤﻠﻬﻢ ﻋﲆ ﺟﻮاﻧﺢ اﻵﻟﻬﺔ اﻟﺒﻴﻀﺎء ،ﻓرنى روح ّ ﺧﻮاﻃﺮ اﻟﻨﺎس وﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ،وﺗﻈﻞ ﻗﻮة ﻟﻬﺎ ﻓﻌﻠﻬﺎ ﰲ ﻋﻘﻮل أﺑﻨﺎء اﻟﻔﺼﺤﻰ ،وﻟﻌﻤﺮي ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺨﻠﻮد. ﺣﺴﺎﺳﺎ ،ﻷﻧﻪ ﻗﺪ ﻧﺄى ﻋﻨﻪ اﻻﻏﱰار اﻟﻤﻼط وﻣﺎ ﺑﺮح ﻣﻘﻴﺎﺳﻪ دﻗﻴﻘًﺎ ،وﻣﻴﺰاﻧﻪ ﻛﺎن ّ ً واﻟﺰﻫﻮ ،وﻗﺎم ﻳﺨﺪم أﻣﺎين اﻷﻣﺔ ﺧﺪﻣﺔ ﻧﺎﻓﻌﺔ ﺗﺤﺖ ﺗﺴﺪﻳﺪ ﺳﻬﺎم اﻟﺤﺎﺳﺪﻳﻦ واﻟﻤﻨﺘﻔﻌني إذا ﻣﺎ رﺟﺎه ﻓﺮد ﻣﻦ أوﻟﺌﻚ ﻧﻮال أﻣﻨﻴﺔ ،ﻧﺎﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﻳﺪه ،ﺻﺎﻓ ًﺤﺎ ﺷﺒﲇ ﺑﺒﺴﻤﺔ ﻋﺬﺑﺔ ﻣﻦ ﻓﻴﻪ ﻋﻦ ﺿﺠﺎﺗﻪ اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ. ﻣﻼط اﻟﻨﺎﺷﺊ ﻋﻦ دﻗﺔ ﺷﻌﻮره وﻧﺒﻞ أﺧﻼﻗﻪ ،ﻗﺪ ﺑﻌﺚ ﰲ اﻧﺴﺤﺮ ﺑﻴﺎن ﺷﺒﲇ ﺑﻚ ّ اﻟﻨﻔﻮس ﻣﻦ اﻻرﺗﻴﺎح أﻗﻮى ﻣﺎ ﻳﻮﻓّﻖ إﻟﻴﻪ ﺷﺎﻋﺮ وﺳﻴﺎﳼ ﻣﻮﻇﻒ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻌﴫ .وﻟﻬﺬا ﻗﺪ أﻳﻘﻆ رو ًﺣﺎ ﺟﺪﻳﺪة ﻟﺘﺨﻂ دﺳﺘﻮ ًرا ﻟﻠﺼﻔﺢ ﻣﺤﻮﻛًﺎ ﻣﻦ اﻷدب اﻟﻌﺎﱄ ﻳﻘﴤ ﺑﻪ ﻋﲆ اﻟﻐﻞ اﻟﻤﻼط وﻛﺮاﻣﺘﻪ ﻗﺪ أﺻﺒﺢ ﻗﺎﻋﺪة واﻟﻀﻐﻴﻨﺔ واﻟﻀﻐﻂ .وﻫﺬا اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻟﺬي أﻧﺸﺄﺗﻪ ﺣﺮﻳﺔ ّ ﻳﻨﺴﺞ ﻋﻠﻴﻬﺎ أﻫﻞ اﻷدب اﻟﺼﺤﻴﺢ ،ﺑﻌﺪ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﻘﺒﺔ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ اﻟﺘﻲ دﻓﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻬﺎ ﺷﺒﲇ ﻟﻠﻤﻼط ﻟﻢ ﻳﻌﻒ ﺻﺪاﻗﺘﻪ وﻟﻮ أﻟﻘﺖ اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ ذو اﻟﺸﻌﻮر واﻟﻨﺒﻞ .ﻋﲆ أن اﻟﺼﺪﻳﻖ اﻟﻮﰲ ّ ﺣﺠﺎﺑًﺎ ﻛﺜﻴﻔًﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﻴﺎن ،ﻷن ﻃﻬﺎرة اﻟﻮﺟﺪان ﺗﺒﻘﻲ ﺳﻴﺎ ًﺟﺎ ﻓﻮا ًﺣﺎ ﻣﻦ اﻟﻮرد ﺣﻮل ﻗﺪﺳﻴﺔ اﻟﻮداد وﺻﺪق اﻟﻮﻻء. ﻛﺜ ًريا ﻣﺎ ﻛﺎن ﺻﺪﻳﻘﻨﺎ ﺷﺒﲇ ﺑﻚ ﻳﻬﺰ اﻟﻘﻠﻮب وﻳﻜﻬﺮب اﻷرواح ﺑﻔﺮاﺋﺪه اﻟﻐﻮاﱄ ﻗﺒﻞ أن ﻋﺸﻘﺘﻪ اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﻔﺘﺎﻧﺔ ،ﺣﺘﻰ ﻇﻨ ّﻨﺎ أﺧ ًريا أن ﻫﺬه اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ أﻓﻨﺖ ﺑﺎﻟﻤﻼط وأﻓﻘﺪﺗﻪ دﻫﺸﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻈﺮت ﻋﻘﺪه اﻟﻤﻨﻀﺪ ﻻ ﺑﻞ دﺳﺘﻮره اﻟﻨﺒﻴﻞ ﻋﺮوﺳﺔ اﻷوﻟﻤﺐ .وﺷ ّﺪ ﻣﺎ ُ اﻟﺴﺎﺣﺮ ﰲ ﺟﺮﻳﺪة »اﻟﱪق« اﻟﻐﺮاء ،وﺑﻪ ﻳﺮيث اﻟﻤﺮﺣﻮم اﻷﺳﺘﺎذ ﻧﻌﻮم ﻣﻜﺮزل .وﻟﻌﻤﺮ اﻟﺤﻖ ﻫﺬا ﻣﻨﺘﻬﻰ اﻟﺘﺴﺎﻫﻞ واﻻﺣﱰام ،ﻋﲆ ﻣﻦ راﺷﻪ ﺑﺴﻬﺎﻣﻪ ﰲ »اﻟﻬﺪى« .وإﻟﻴﻚ ﻣﻦ ﺷﻌﺮ اﻟﻤﻼط اﻟﺒﻌﻴﺪ ﰲ اﻟﺠامل واﻟﺒﻼﻏﺔ: ّ 1 هدم ــت م ــا ش ــاد أهل ــوه م ــن ا2م ـ ِـل عـلــــى مـرابــعـــه تـنــ ّ ـقض والـقـلــــ ِـل دغـــل و 2يقـــــر قـــرار اللــيــث فـــي ِ
»يــا ناعــي الجبــل الهــاوي إلــى الجبل النبإ البـرقـــــي صاعقـــــة أكــــان فــــي ِ 2يألــ ــف الج ــؤذر المذع ــور مرتع ــه ١١٣
الفصل السابع
ﺷﻬﺎدات ﻣﻦ أدﺑﺎء اﳌﻬﺠﺮ
1 ا2رز ويحـــــك ثٌ ³ن ،ألســــت تـــرى للخــطــب روعـتــه فـيـــه ووحـشـتـــه
صفــر الوجــوه ومــا يجــري مــن المقـ ِـل 1 َ ــل يــــــا زائـــــر ا2رز 2تنــبس و 2تـس ِ
ﻫﺬه ﻋﱪات اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻤﻨﺴﺠﻤﺔ ﻳﺬر ﻓﻴﻬﺎ أﳻ ﻋﲆ ﺳﻴﺪ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .وﻫﺬا ﻟﺪﻟﻴﻞ ﻛﺒري ﻋﲆ ﻣﺎ ﻗﺪ ﺗﺒﻠﻐﺘﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﻓﺪاﺣﺔ اﻟﺨﻄﺐ ،ﻓﺴﻤﺖ رﻓﻌ ًﺔ ﻟﺘﺜﻮر ﺑﺎﻟﻌﻮاﻃﻒ ﻗﻠﻴﻼ اﻟﺼﺎدﻗﺔ اﻟﻤﺘﻤﻮﺟﺔ ﰲ أﻧّﺎﺗﻪ رﺟ ًﺒﺎ ﻟﻜﻞ ﺻﺪى ووﺗ ًﺮا ﻟﻜﻞ ﻧﻐﻢ ﺣﺰﻳﻦ … وﻻ ﺗﺴﺎرع ً ﰲ ﻗﺮاءة اﻟﻘﺼﻴﺪة ﺣﺘﻰ ﺗﻠﻤﺲ أﻳﻀً ﺎ ﻫﺬه اﻟﻬﺰة اﻟﻤﺆﺛﺮة: 1 الحجل ـرة ـ نـبــ حتى ذن ا2 2تسمـــــع ِ 1 والجذل علــى النفــوس دواعي ا2نــس ِ 1 ْ عـلـ ــى عـــزيـ ــز لـوتــ ــه ظـلـ ــمة اِ 2زل ُ1 ً شــوقـــــــا إلى أوطــانـــــه اَ 2و ِل تذوب 1 جـــل! لـــو أســـعفته عليهـــا فســـحة اِ 2
أمــا لمســت خفوت الصــوت في جبل ساد السكون وقامت رهبــــة مـلـكــت ّ إ 2صــدى الجــرس المرنــان مــن جــزع عـلى الـــذي طالمـــا كانـــت جوارحـــه 1 »ارحـمــتــــاه 2حـــ$م معـــلـــلـــة
وأﺑﻬﻰ ﻣﺎ ُوﺟﺪ ﻣﻦ ﺟامل اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ اﻟﺸﻌﺮي اﻟﻤﺘﴪب إﱃ أﻟﻔﺎﻇﻪ وﻗﻮاﻓﻴﻪ ،ذﻟﻚ اﻟ ِﺠ ْﺮس اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻲ اﻟﺬي اﻣﺘﺎز ﺑﺈﻳﻘﺎﻋﻪ ﻋﲆ اﻷﺳامع ﺷﺎﻋﺮ اﻷرز ﺷﺒﲇ ،ﺣﺘﻰ أﺻﺒﺤﻨﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻘﺮأ ﻣﻦ أﺷﻌﺎره ﻧﻠﻤﺲ روﺣﻪ ﺗﻨﺴﺎب ﺑني اﻟﺴﻄﻮر ﺣﺎﻣﻠﺔ أﺳﻤﻰ ﻣﻌﺎين اﻟﺘﻐ ﱡﺰل ﰲ ﺣﺮﻣﺔ اﻟﻮﻃﻦ ،وﻻﺳﻴام إﺣﺴﺎﺳﻪ اﻟﻤﻮﺻﻮف ﻧﺤﻮ اﻟﻨﻮاﺑﻎ .وإذا رأﻳﻨﺎه اﻵن ﻳﺬرف ﻣﺪرار دﻣﻮﻋﻪ اﻟﻤﻼط ﻗﺪ ﺳام ﻓﻮق اﻟﻔﺮدﻳﺔ ﺑﻘﺼﻴﺪﺗﻪ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﻋﲆ ﺻﺎﺣﺐ »اﻟﻬﺪى« ،ﻓﻼ ﻋﺠﺐ ﻷن ّ ﻧﺒﻴﻼ ﰲ ﺷﻬام ً اﻟﻤﺤﺪودة .وﻋﺎد اﻟﻴﻮم ﺑﻬﺬا اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻟﺨﺎﻟﺪ اﻟﺬي ﺗﻀﻤﻨﺘﻪ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ً رﺟﻼ ً أﻋامﻟﻪ وأﺧﻼﻗﻪ ،وﺣﻖ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺤﻴﻲ ﻫﺬا اﻟﺨﻠﻖ اﻟﺬي اﺳﺘﻠﻪ ﻣﻦ اﻷﺧﻼق اﻟﺤﻜﻴﻤﺔ. »إن ﺷﺒﲇ ميﺘﺎز اﻵن ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮاء اﻟﻤﺤﺎﻓﻈني اﻷﻓﺬاذ .وﻟﻬﺬا ﻧﺮاه ﻣﻠﻘ ًﻴﺎ دامئًﺎ ذﻳﻞ اﻟﻨﺴﻴﺎن ﻋﲆ ﻣﻦ وﻗﻔﻮا ﰲ ﺳﺒﻴﻠﻪ ﻣﻨﻜﺮﻳﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺟﻬﺎده اﻟﻜﺜري ﰲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﺒﻼد ،ﺣﺘﻰ اﻟﻤﻼط ﻳﺒﻜﻴﻪ وﻳﺮﺛﻴﻪ ﻏري ﺣﺎﻓﻞ ﺑﺎﻟﻤﺎﴈ .وﻫﻨﺎ إذا ﴏﻋﺖ اﻟﻤﻨﻮن ﻓﺮ ًدا ﻣ ّﱪزًا ﻣﻨﻬﻢ وﻗﻒ ّ دﻣﻌﺔ ﺣﺎرة ﺗ ُﻘﻄّﺮﻫﺎ ﻋني اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺒﺎيك ﰲ ﺧﺘﺎم اﻟﻘﺼﻴﺪة ﻋﲆ اﻟﻤﻜﺮزل: قـــد عاركتـــــه ليـــــاليه وعاركـهـــــــا 1 أعظ ــم ب ــه ف ــي س ــبيل ا2رز محتض ــر
بالعلـــل؟ أما ترى فيه إثــــر الحــــــرب ِ ـبل يمشــي إلــى قبــره فــي أشــرف السـ ِ ١١٤
ً نمـــــرا يـــا مـــن يمثل في ميدانــه رثاك بالشـعـــــر فــــي لبنــان شاعــــره ولــــو سبــقــنـــاك لـــم تنكر رجولـتـنـــا والموت يغسل ما في الصدر من دخل
واليــوم بيــن يــدي باريــه كــالـحـمــــ ِـل كما رثــاك بــه َق # ــــوالـــه الــزجــــلــــي الرجل 2ينكــر الرجــل الحســنى علــى ِ َ ـــل إن الكبير بريء الصدر مــــن دخ ِ
ﺣﺎﻣﻼ ﰲ ﻣﻄﺎوﻳﻪ ﻧﻮر ﻫﺬا ﻣﺎ ﺗﺪﻓﻖ ﺑﻪ اﻟﻄﺒﻊ اﻟﺴﺎﻣﻲ ﻗﺪ ﺗﺨﻠﻞ أﺟﺰاء اﻷﻓﺌﺪةً ، اﻟﻴﻘني اﻟﺴﺎﻃﻊ ﻟﻠﻨﺶء اﻟﺠﺪﻳﺪ. اﻟﻤﻼط ﰲ اﻟﻨﺎس ،ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻐﻠﻐﻞ ﰲ اﻟﺼﺪور، ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﻠﺤﻦ اﻟﻘﺪﳼ ﻗﺪ أرﺳﻠﻪ ّ وﻳﺴﻤﻮ ﺑﺎﻷرواح إﱃ ذﻟﻚ اﻟﻤﻌﺒﺪ اﻟﺬي ﺗﺤﻮم ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻼﺋﻜﺔ اﻟﺴﻼم ،وأﻣﺎم روﻋﺘﻪ ﺗﺨﺸﻊ اﻷﻧﻔﺲ اﻟﻜﺒرية ُﻣﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ ﰲ اﻟﻘﻠﺐ ﻣﻦ اﻟﺒﻐﻀﺎء ﻋﲆ ﻣﺬﺑﺢ اﻟﺤﺐ ﺗﺠﺎه ﺟﻼل اﻟﻤﻮت وﺳﻠﻄﺎﻧﻪ اﻟﺮﻫﻴﺐ. اﻟﻤﻼط ،ﺑﻌﺪ إن ﺿامﺋﺮ اﻷﺟﻴﺎل ﺳﺘﺨﻠﺪ ﻫﺆﻻء اﻟﺸﻌﺮاء اﻷﻓﺬاذ اﻟﻤﺘﺴﺎﻫﻠني أﻣﺜﺎل ّ ﻗﺪﺳﺎ ﺗﻠﻤﺲ ﻧﻮاﺣﻴﻪ ﺷﻌﺮاء اﻟﺰﻣﻦ اﻟﻘﺎدم وﺗﺴﺘﴤء ﺑﻜﻞ أن ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ ذروات ﻋﺮوﺷﻬﻢ ً ﺷﺎرﻗﺔ ﻣﻦ آﻓﺎﻗﻪ وأﺟﻮاﺋﻪ!! رﻳﻮ دي َﺟﻨريو – داود اﻟﻀﺎﻫﺮ« اﻟﻤﻘﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :ﺟﺮﻳﺪة »اﻻﺗﺤﺎد اﻟﻠﺒﻨﺎين« – ﺑﻮﻳﻨﺲ إﻳﺮﻳﺲ – اﻟﻌﺪد – ١٧٤٨ ٤ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎين .١٩٣٦
١١٥
الفصل السابع
ﺷﻬﺎدات ﻣﻦ أدﺑﺎء اﳌﻬﺠﺮ
١١٦
اﻟﻤﻼط ﰲ اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎين ﻣﻦ اﻟﻤﻘﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :ﺟﺮﻳﺪة »اﻟﻮﻃﻦ« – ﺳﺎن ﺑﺎوﻟﻮ )أﺛﺒﺘﻬﺎ ّ دﻳﻮاﻧﻪ ص.(١٣٠–١٢٩ .
١١٧
الفصل السابع
ﺷﻬﺎدات ﻣﻦ أدﺑﺎء اﳌﻬﺠﺮ
١١٨
ودﻻﻟ ًﺔ ﻋﲆ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺼﺪاﻗﺔ اﻟﻮﺛﻘﻰ ﺑني اﻟﺮﺟﻠني ،اﻟﺰﺛﻘﻰ ﻫﻨﺎ ﺟﺰآن ﻣﻦ ﻛﺘﺎب داود اﻟﻀﺎﻫﺮ »اﻟﻔﺠﺮ اﻟﺪاﻣﻲ« )اﻷول ،١٩٤٧ واﻵﺧﺮ (١٩٤٨أرﺳﻠﻬام ﻣﻦ رﻳﻮ ﻣﻼط ﻣﻊ دو ﺟﺎﻧريو إﱃ ﺷﺒﲇ ّ اﻹﻫﺪا َءﻳﻦ اﻟﺘﺎﻟﻴني:
١١٩
الفصل السابع
ﺷﻬﺎدات ﻣﻦ أدﺑﺎء اﳌﻬﺠﺮ
(٢ﺷﻔﻴﻖ ﻣﻌﻠﻮف:٥١ ﻧﺠﻞ اﻟﻤﺆرخ ﻋﻴﴗ اﺳﻜﻨﺪر اﻟﻤﻌﻠﻮف وﺷﻘﻴﻖ ﻓﻮزي ورﻳﺎض .ﺷﺎﻋﺮ »ﻋﺒﻘﺮ« اﻟﺬي أﻫﺪاه إﱃ ﺷﺒﲇ ) (١٩٥٠ﰲ ﻃﺒﻌﺘﻪ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ اﻷﻧﻴﻘﺔ ،ودﻳﻮاﻧﻪ »ﻟﻜﻞ زﻫﺮة ﻋﺒري« )(١٩٥١ ودﻳﻮاﻧﻪ »ﻧﺪاء اﻟﻤﺠﺎدﻳﻒ« ).(١٩٥٢
(٥١ﻋﻦ ﺷﻔﻴﻖ ﻣﻌﻠﻮف :ﺟﻮرج ﺻﻴﺪح اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﻤﺬﻛﻮر ،ص ٤٢٢ .وﻣﺎ ﻳﻠﻴﻬﺎ. ١٢٠
وﻋﻨﺪ اﺳﺘﻼﻣﻪ ﻧﺴﺨﺔ »ﻋﺒﻘﺮ« ،و ّﺟﻪ ﺷﺒﲇ إﱃ ﺷﻔﻴﻖ ﻣﻌﻠﻮف رﺳﺎﻟﺔ )(١٩٥٠/١١/٣ ورد ﻓﻴﻬﺎ:٥٢ ﻓﻔﺘﺢ ﰲ دﻧﻴﺎ اﻟﻌﺮب ،ﺳﻮاء أﻛﺎن ﻣﻦ ﺟﻬﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ »… أﻣﺎ ﻛﺘﺎﺑﻚ اﻟﺜﺎين »ﻋﺒﻘﺮ« ٌ واﻷﺳﻠﻮب أم ﻣﻦ ﺟﻬﺔ اﻟﺨﻴﺎل واﻟﻤﻌﻨﻰ وﺻﺤﺔ اﻟﱰﻛﻴﺐ واﻻﻧﻄﻼق .وﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺴﻔْﺮ اﻟﻨﻔﻴﺲ ﻣﻨﻬﺎج ﻟﻠﻨﺎﺷﺌﺔ ﺗﻘﺘﻔﻴﻪ ،وﻣﻨﻮال ﺗﺤﺘﺬﻳﻪ ،وﺣ ّﺪ ﻳﺤ ّﺪ ﻣﻦ ﺟامح ﻛﻞ ذي دﻋﻮى ﻋﺮﻳﻀﺔ .أﻣﺎ أﻧﺎ ﻓﺈين أُﻋ ّﺪه ذﺧري ًة مثﻴﻨ ًﺔ أزﻳّﻦ ﺑﻬﺎ ﻣﻜﺘﺒﺘﻲ اﻟﻤﺘﻮاﺿﻌﺔ وﻳﺘﻮارﺛﻬﺎ أوﻻدي وﺣﻔﺪيت إن ﺷﺎء اﻟﻠﻪ ،وﺗﺪﻟﻬﻢ ﻋﲆ أن ﺷﺎﻋﺮ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﻳﺠﻤﻊ ﺑني ﻋﻈﻤﺘﻲ اﻟﺸﻌﺮ واﻟﻄﺒﺎﻋﺔ. ﻣﻼط« »ﺑﻌﺒﺪا – ﻟﺒﻨﺎن – ١٩٥٠/١١/٣ ،ﺷﺒﲇ ّ وﻫﺎ إين اﻟﻴﻮم ﻛﺤﻔﻴﺪ ﺷﺒﲇ ،ﺑﻌﺪ أﻛرث ﻣﻦ ﺳﺘني ﻋﺎ ًﻣﺎ ،أﺳﺘﺬﻛﺮ ﻣﺎ ﻛﺘﺐ ﻋﻦ أﺣﻔﺎده ﺗﺤﻘﻴﻘًﺎ ﻷﻣﻨﻴﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﻏﻴﺎﺑﻪ.
(٣داود ﺳﻌﺎده: ﻧﴩ ﺑﺪﻳﻊ ﺷﺒﲇ ﰲ ﻣﺠﻠﺘﻪ »اﻟﻮرود« )اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺴﺎدﺳﺔ – اﻟﻌﺪد اﻟﺨﺎﻣﺲ– ﺷﺒﺎط – ١٩٥٣ص (٢١–٢٠ .ﻣﻘﺎﻟ ًﺔ ﻟﺪاود ﺳﻌﺎده )أﺣﺪ ﺗﻼﻣﺬة ﺷﺒﲇ ﰲ ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻋﺎم ﻧﺼﻬﺎ ،ﺻ ّﺤﺢ ﺷﺒﲇ ﺑﻴﺘني َو َر َدا ﻓﻴﻬﺎ: ،(١٩٠٥ﻫﻨﺎ ﱡ
(٥٢ﻋﻦ ﺷﻔﻴﻖ ﻣﻌﻠﻮف :ﺳﻨﺎﺑﻞ راﻋﻮت ،ﻗﺼﺎﺋﺪ ﻣﺨﺘﺎرة ،ص ،٣٠٠ .ﻣﻨﺸﻮرات دار ﻣﺠﻠﺔ ﺷﻌﺮ، ﺑريوت .١٩٦١ ١٢١
الفصل السابع
ﺷﻬﺎدات ﻣﻦ أدﺑﺎء اﳌﻬﺠﺮ
١٢٢
١٢٣
الفصل السابع
ﺷﻬﺎدات ﻣﻦ أدﺑﺎء اﳌﻬﺠﺮ
وﻟﻌﻞ ﻫﺬه اﻟﻤﻘﺎﻟﺔ ،اﻟﺘﻲ أرﺳﻠﻬﺎ ﺳﻌﺎده إﱃ ﻣﺠﻠﺔ »اﻟﺒﻴﺪر« ،ﻗﺪ ﺗﻜﻮن آﺧﺮ ﻣﺎ ﻧﴩ )ﺗﻮﰲ ﰲ رﻳﻮ دو ﺟﺎﻧريو ﻧﻬﺎر ٢٣أﻳﻠﻮل ،(١٩٥٤وﻛﺎن أرﺳﻞ ﻣﻘﺎﻟ ًﺔ إﱃ »اﻟﻮرود« )اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ – اﻟﻌﺪد اﻟﺮاﺑﻊ – ﻛﺎﻧﻮن اﻷول –١٩٥٤ص ١٤–١٢ .و ،(٣٠–٢٩ﺻ ّﺪرﻫﺎ ﺑﺪﻳﻊ ﺷﺒﲇ ﺑﻨﺒﺬة ﻟﻮﻻﻫﺎ ﻟام وﺻﻠﻨﺎ ﺿﻮ ٌء ﻋﻦ اﻟﻜﺎﺗﺐ اﻟﺬي وﻟﺪ ﰲ ﺑﺮج اﻟﱪاﺟﻨﺔ ،درس ﰲ ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻣﻨﺬ ﺳﻦ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ،درس اﻟﺤﻘﻮق ﻋﲆ اﻟﻘﺎﴈ ﺑﺸﺎرة اﻟﺨﻮري ﺣﻠﻮ أﻋامﻻ ﺗﺠﺎرﻳﺔ ﻟَـﻢ ﺗ َ ُﺤﻞ ﺑﻴﻨﻪ وﺑني )ﻣﻦ ﺑﻌﺒﺪا( ،وﻫﺎﺟﺮ إﱃ اﻟﱪازﻳﻞ ﻋﺎم ١٩٠٨ﻣﺘﻌﺎﻃ ًﻴﺎ ً اﻟﻘﻠﻢ أدﺑ ٍّﻴﺎ وﺳﻴﺎﺳ ٍّﻴﺎ ،ﻓﺄﺳﻬﻢ ﰲ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺟﺮﻳﺪة »اﻷﺧﺒﺎر« )رﻳﻮ دو ﺟﺎﻧريو( .وﻳﻨ ّﻮه ﺑﺪﻳﻊ ﺷﺒﲇ ﺑﺄن اﻟ َﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴني ﰲ اﻟﱪازﻳﻞ )ﻧﺤﻮ ١٦٠أﻟﻒ ﻧﺴﻤﺔ( »أوﻛﻠﻮا إﻟﻴﻪ اﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﻘﻴﺪﻫﻢ ﻟﺒﻨﺎﻧﻴني ﻳﺘﻤﺘﻌﻮن ،ﻛﺎﻟﻤﻘﻴﻤني ،ﺑﺎﻟﺠﻨﺴﻴﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ .وﻫﻮ ﺟﺎء إﱃ ﻟﺒﻨﺎن ﺑﺎﺳﻤﻬﻢ ﻋﺎم ١٩٥٠يك ﻳﻄﺎﻟﺐ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﻘﻴﺪﻫﻢ ،ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﻤﻬﻤﺔ ﻣﻦ أﻃﻴﺐ ﻣﻔﺼ ًﻼ ﻃﺎﻟﺐ ﻓﻴﻪ ﺑﺈﻧﺸﺎء داﺋﺮة أﻣﻨﻴﺎﺗﻪ .ﺳﻨﺔ ١٩٢٢رﻓﻊ إﱃ ﺳﻠﻄﺔ اﻻﻧﺘﺪاب ﺗﻘﺮﻳ ًﺮا ﱠ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟ ُﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ،ﻓﻜﺎن أول ﻟﺒﻨﺎين ﻓﻜﺮ ﺑﺈﻋﺎدة اﻟ ُﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴني إﱃ ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﺘﻬﻢ«. وﺑﻘﻴﺖ ﺟﺮﻳﺪة »اﻟﻮﻃﻦ« )ﺳﺎن ﺑﺎوﻟﻮ( ﺗﻨﴩ ﻗﺼﺎﺋﺪ ﺷﺒﲇ ﻋﲆ ﺻﻔﺤﺎﺗﻬﺎ اﻷوﱃ )ﻛام ﰲ ﻋﺪد .(١٩٣٨/١٢/١٣
(٤ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺷامس: ﻟﻪ ﻛﺘﺎب »اﻟﻤﺘﻤﺮدات« أرﺳﻠﻪ إﱃ ﺷﺒﲇ ﻣﻊ ﻫﺬا اﻹﻫﺪاء» :إﱃ أﺧﻲ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻤﺒﺪع ﻣﻼط ،أﻫﺪي ﺗﺤﻴﺘﻲ ﻣﻊ ﻛﺘﺎيب ﻫﺬا .ﺗﻮﻓﻴﻖ اﻟﻤﻮﻫﻮب ﺷﺎﻋﺮ اﻷرز اﻟﺨﺎﻟﺪ ﺷﺒﲇ ﺑﻚ ّ اﻟﺸامس« .وﻫﻮ ُوﻟﺪ ﰲ دوﻣﺎ )اﻟﺒﱰون( ،درس ﰲ ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﻔﺮﻳﺮ ﰲ ﺟﻮﻧﻴﻪ وﰲ ﻣﺪرﺳﺔ ﻋﻴﻨﻄﻮرة ﻟﻶﺑﺎء اﻟﻠﻌﺎزارﻳني .ذﻛﺮ »اﻟﺒﺪوي اﻟﻤﻠﺜﻢ« ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ٥٣أﻧﻪ ﺷُ ِﻐﻒ ﻣﻨﺬ ﺣﺪاﺛﺘﻪ ﺑﺎﺑﻦ زﻳﺪون وﻗﻴﺲ ﺑﻦ اﻟﻤﻠﻮح وﻻﻣﺎرﺗني ﰲ ﻣﺴﺎرح اﻟﻬﻮى ،وﻫﺎم ﺑﺎﻻﺳﻜﻨﺪر وﻫﺎﻧﻴﺒﻌﻞ ﻧﻈام وﻧرثًا مبﻴﺴﻢ اﻟﺮﻗﺔ وﺑﻮﻧﺎﺑﺮت وﻃﺎرق وﻋﻨﱰة ﰲ ﺣﻠﺒﺔ اﻟﺒﻄﻮﻻت ،ﻓﺈذا ﺑﻨﻔﺜﺎﺗﻪ ﺗﺘﺴﻢ ً ﻧﻈام وﻧرثًا ﻋﲆ اﻟﻈﻠﻢ ﺣﻴ ًﻨﺎ واﻟﺜﻮرة ﺣﻴ ًﻨﺎ آﺧﺮ… »اﻟﻤﺘﻤﺮدات« ﺑﺎﻛﻮرة ﻣﺎ ﻛﺘﺒﻪ ،وﻓﻴﻪ ﺛﺎر ً واﻟﺒﻐﻲ واﻻﺳﺘﺒﺪاد وﻧﺎدى ﺑﻔﻚ إﺳﺎر ﺷﻌﺒﻪ ﻣﻦ أﻏﻼل اﻟﻌﺒﻮدﻳﺔ…«. (٥٣اﻟﺒﺪوي اﻟﻤﻠﺜﻢ :اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،اﻟﺠﺰء اﻷول ،ص.٤٢٩ . ١٢٤
(٥اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻘﺮوي: ﻫﻮ رﺷﻴﺪ ﺳﻠﻴﻢ اﻟﺨﻮريُ ،وﻟِ َﺪ ﺳﻨﺔ ١٨٨٨ﰲ ﻗﺮﻳﺔ اﻟﱪﺑﺎرة )ﻗﻀﺎء ﺟﺒﻴﻞ( ،ﺗﻌﻠّﻢ ﰲ ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﻘﺮﻳﺔ وﰲ اﻟﺼﻔﻮف اﻻﺳﺘﻌﺪادﻳﺔ ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﰲ ﺑريوت ،ود ّرس ﰲ ﺑريوت وﻃﺮاﺑﻠﺲ وزﺣﻠﺔ وﺳﻮق اﻟﻐﺮب .ﻫﺎﺟﺮ إﱃ اﻟﱪازﻳﻞ ﻋﺎم .١٩١٣زاول اﻟﺘﺠﺎرة ،ﻋﺮف ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻣﺼﺎﻋﺐ ﻟﻢ ﺗ ُ ْﺒﻌﺪه ﻋﻦ اﻷدب اﻟﺬي ﺑﻠﻎ ﻓﻴﻪ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ .ﺗﻮﰲ ﰲ ٢٥آب .١٩٨٤ اﻟﻤﻼط دﻳﻮان ﻣﻼط ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻪ ﻧﴩﺗﻬﺎ ﻣﺠﻠﺔ »اﻟﻮرود« ﻟﺪى ﺗﺴﻠﱡﻢ ّ وﻣﻦ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺸﺒﲇ ّ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻘﺮوي:
١٢٥
الفصل السابع
ﺷﻬﺎدات ﻣﻦ أدﺑﺎء اﳌﻬﺠﺮ
١٢٦
ﺑﺎﻟﻤﻼط ﰲ ﻫﺬا اﻟﺤﻮار أﺟﺮاه ﺻﺎﺣﺐ ﻣﺠﻠﺔ »اﻻﻧﻄﻼق« وﺗﺘﺠﲆ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻘﺮوي ّ ﻣﻴﺸﺎل ﻧﻌﻤﻪ )اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ – اﻟﻌﺪد اﻟﻤﺰدوج ،٤/٣ﺗﴩﻳﻦ اﻟﺜﺎين/ﻛﺎﻧﻮن اﻷول :(١٩٦١
١٢ ٧
الفصل السابع
ﺷﻬﺎدات ﻣﻦ أدﺑﺎء اﳌﻬﺠﺮ
١٢٨
(٦ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺿْ ُﻌﻮن: زاول اﻷدب واﻟﺼﺤﺎﻓﺔ واﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ،وأرخ ﻟﻠﻬﺠﺮة اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ إﱃ اﻣريﻛﺎ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ، وﻧﴩ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺆﻟﻔﺎت ﻫﻲ اﻟﻴﻮم ﻣﺮﺟﻊ ﻣﻮﺛﻖ ﻟﻬﺬه اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻠﺒﻨﺎين ،ﻣﻨﻬﺎ: »ذﻛﺮى اﻟﻬﺠﺮة – رﺳﺎﻟﺔ اﻟ ُﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ اﻟﺴﻮرﻳني واﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴني إﱃ إﺧﻮاﻧﻬﻢ اﻟﻤﺘﺨﻠﻔني ﻟﻮاﺿﻌﻬﺎ ﺗﻮﻓﻴﻖ ﻓﻀﻞ اﻟﻠﻪ ﺿﻌﻮن – ٥٥٨ﺻﻔﺤﺔ ،ﺳﺎن ﺑﺎوﻟﻮ – اﻟﱪازﻳﻞ ﻋﺎم «١٩٤٧وﻛﺘﺎب »ﻣﻦ وﺣﻲ اﻟﺴﺒﻌني ١٩٥٣ – ١٨٨٣ﰲ اﻟﺼﻠﺔ ﺑني اﻟﻤﻐﱰﺑني واﻟﻤﻘﻴﻤني« )ﺳﺎن ﺑﺎوﻟﻮ وﺑريوت ٍ ﻋﺎﻣﺌﺬ .وﻣام ورد ﻓﻴﻪ ﺻﻔﺤﺔ » :١٣٩اﻷﺻﺪﻗﺎء اﻟﻘﺪﻣﺎء – – (١٩٥٣ﻋﻦ رﺣﻠﺘﻪ إﱃ ﻟﺒﻨﺎن وﻛﻢ ﺗﴪين أن أﻟﻘَﻰ ﻋﲆ ﻗﻴﺪ اﻟﺤﻴﺎة ﻣﻦ ﻗﺪﻣﺎء اﻷﺻﺪﻗﺎء واﻷدﺑﺎء واﻟﺸﻌﺮاء ﺷﺎﻋﺮ اﻷرز ﻣﻼط واﻟﻄﺒﻴﺐ ﻧﻘﻮﻻ ﻓﻴﺎض واﻟﻴﺎس ﺣﻨﻴﻜﺎيت وﺟﻮرج ﻧﻘﻮﻻ ﺑﺎز وﺑﺸﺎرة ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺷﺒﲇ ّ اﻟﺨﻮري اﻟﻤﻠﻘﺐ ﺑﺎﻷﺧﻄﻞ اﻟﺼﻐري« .وﰲ ﺻﻔﺤﺔ ٣٠٢ﺟﺎء ﻋﻦ دﻳﻮان اﻟﻤﻼط» :ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻣﻼط ،وﺟﻠﱡﻪ ﻣﻦ اﻟﺮواﺋﻊ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻔُﺘﻨﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺟﻞ ﻣﺎ ﻧﻈﻤﻪ ﺷﺎﻋﺮ اﻷرز اﻟﻤﻮﻫﻮب ﺷﺒﲇ ّ ّ واﺣﺪة .وﻛﺎن اﻟﻔﻀﻞ ﻟﺼﺪﻳﻘﻲ اﻟﻄﺒﻴﺐ وﻟﻴﻢ ﻧﻌﻤﻪ ﰲ اﺟﺘامﻋﻲ ﺑﻨﺎﻇﻤﻪ اﻟﻠﺒﻨﺎين اﻟﻜﺮﻳﻢ ﺑﻌﺪ أن ﻛﻨﺖ ﻋﺮﻓﺘُﻪ ﺳﻨﺔ «.١٩٠٩
(٧أدﺑﺎء اﻟﻤﻬﺠﺮ ﻳﺮﺷﱢ ﺤﻮن ﺷﺒﲇ ّ ﻣﻼط إﱃ اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ: ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻫﺬه اﻟﻤﺮاﺟﻌﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﺬي ﻛﺸﻔﻨﺎ ﻋﻨﻬﺎ ﻹﺣﻴﺎء ﺗﺮاث أدﺑﺎء اﻟ َﻤﻬﺎﺟﺮ ﰲ ﻣﻼط إﱃ اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺮﻏﺐ أﻣريﻛﺎ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ،ﻧﺨﺘﻢ ﺑﺒﺎدرة أدﺑﺎء اﻟﻤﻬﺠﺮ ﺗﺮﺷﻴﺢ ﺷﺒﲇ ّ ﺑﻬﺎ )ﻟﺤﺴﻦ اﻟﺤﻆ( ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﻜﺒّﻞ إﺑﺪاﻋﻪ اﻟﻔﻜﺮي وﺣﺮﻳﺔ اﻟﺘﺰاﻣﻪ. ﰲ ﻋﺪد ١٦ﺗﴩﻳﻦ اﻷول ١٩٣٧ﻣﻦ ﺟﺮﻳﺪة »اﻟﺼﺎﻋﻘﺔ« ﻟﺴﻠﻴﻢ ﻋﻘﻞ )ﺑريوت( ﻣﻼط«، ﺻﻔﺤﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع وﻛﻴﻒ »اﻟﻤﻐﱰﺑﻮن ﻳﻘ ﱡﺮون ﺗﺮﺷﻴﺢ ﺷﺒﲇ ﺑﻚ ّ ﻧﻘﻠَﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺛﻼث ﻣﻘﺎﻻت ﻟﻌﻘﻞ اﻟﺠ ّﺮ وﻳﻮﺳﻒ اﻟﺨﻮري )اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ( واﻟﺸﻴﺦ داود ﻧﻘﻼ ﻋﻦ وﻛﺎﻟﺔ اﻷﻧﺒﺎء »ﻫﺎﻓﺎس«. ﺿﺎﻫﺮ ،ﻫﻨﺎ ﻧﺼﻮﺻﻬﺎ ً
١٢٩
الفصل السابع
ﺷﻬﺎدات ﻣﻦ أدﺑﺎء اﳌﻬﺠﺮ
١٣٠
١٣١
الفصل السابع
ﺷﻬﺎدات ﻣﻦ أدﺑﺎء اﳌﻬﺠﺮ
١٣٢
١٣٣
الفصل السابع
ﺷﻬﺎدات ﻣﻦ أدﺑﺎء اﳌﻬﺠﺮ
(٨وﻓﺎء أدﺑﺎء اﻟﻤﻬﺠﺮ اﻷﻣرييك اﻟﺠﻨﻮيب ﰲ ﻣﻬﺮﺟﺎن ّ اﻟﻤﻼط ﺑﻌﺪ ﻏﻴﺎﺑﻪ: ﺧري إﻳﺠﺎز ﻟﺴﻨﻮات اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﺑني ﺷﺒﲇ وأدﺑﺎء اﻟ َﻤﻬﺎﺟﺮ ﰲ أﻣريﻛﺎ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ، ﺑﺎدرة ﻣﺸﺎرﻛﺘﻬﻢ ،وﻟﻮ ﻋﻦ ﺑُﻌﺪ ،ﰲ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن اﻷديب اﻟﻜﺒري اﻟﺬي ﺷﻬﺪه ﻗﴫ اﻷوﻧﺴﻜﻮ )ﺑريوت( ﻧﻬﺎر اﻷﺣﺪ ١٠ﻛﺎﻧﻮن اﻷول ١٩٦١ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ رﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﻠﻮاء ﻓﺆاد ﺷﻬﺎب، وﻣﺸﺎرﻛﺔ ﻛﺒﺎ ٍر ﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎن واﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮيب ،ﰲ ﻃﻠﻴﻌﺘﻬﻢ :أﻣني ﻧﺨﻠﺔ وﻓﺆاد ﴏوف وﺑﺪوي اﻟﺠﺒﻞ )ﺳﻮرﻳﺎ( واﻟﺸﻴﺦ ﻧﺪﻳﻢ اﻟﺠﴪ واﻟﺴﻴﺪ ﻋﻔﻴﻒ اﻟﻄﻴﺒﻲ ،ﻧﻘﻴﺐ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ،وأﻧﻄﻮن ﻗﺎزان وﺳﻌﻴﺪ ﻋﻘﻞ وﻛامل ﺟﻨﺒﻼط وﻓﺆاد اﻓﺮام اﻟﺒﺴﺘﺎين وﺣﺎﻓﻆ ﺟﻤﻴﻞ )اﻟﻌﺮاق( وأﺣﻤﺪ راﻣﻲ )ﻣﴫ( واﻟﻴﺎس رﺑﺎيب ورﺋﻴﺲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ رﺷﻴﺪ ﻛﺮاﻣﻲ ﻣﻤﺜ ًّﻼ رﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ. ٍ وﻧﻬﺎرﺋﺬ ﺻﺪرت »اﻟﺠﺮﻳﺪة اﻷﺳﺒﻮﻋﻴﺔ« ﺑﺎﻟﻨﺺ اﻟﺘﺎﱄ:
١٣٤
الخاتمة
ﺗﺤﻴﺔ اﻟﻤﻐﺘﺮﺑﻴﻦ ﻟﺸﺒﻠﻲ ﻣ ّ ﻼط
ﺣني ﺑﺎﴍتُ ﻫﺬه »اﻟﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ« ،وﰲ ﺑﺎﱄ إﻟﻘﺎء اﻟﻀﻮء ﻣﻨﻬﺠﻴٍّﺎ وﺗﻮﺛﻴﻘﻴٍّﺎ ﻋﲆ ﻋﻼﻗﺎت أدﺑﻴﺔ ﻧﺒﻴﻠﺔ راﻗﻴﺔ ﺑني أدﺑﺎء ﻟﺒﻨﺎن اﻟﻤﻘﻴﻢ وأدﺑﺎء َﻣﻬﺎﺟﺮ أﻣريﻛﺎ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ ،ﻟﻢ أﺗﺼﻮر ﻫﺬا اﻟﺤﺠﻢ اﻟﻤﻜﺜﻒ ﻣﻦ وﺛﺎﺋﻖ ﻣﺮاﺟﻊ وﻣﺴﺘﻨﺪات ﻋﻦ ﺟ ّﺪي ﺷﺒﲇ ،ﻫﺎﻧﺌﺔ ﺑني ﻣﺤﻔﻮﻇﺎيت اﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ وأﺧﺮى ﺟﻤﻌﺘُﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻜﺘﺒﺎت ﻋﺎﻣﺔ ،وأﺧﺮى ﺧﺎﺻﺔ )ﺗﺤﺪﻳ ًﺪا اﻟﻤﻜﺘﺒﺔ اﻟﴩﻗﻴﺔ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺪﻳﺲ ﻳﻮﺳﻒ – ﺑريوت(. ﻛﺎن اﻧﻄﻼﻗﻲ ﰲ اﻟﺒﺤﺚ ﴎ َد ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻌﻼﻗﺎت .إمنﺎ ﻣﻊ ﺗ َﻮاﱄ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ واﻟﻤﺴﺘﻨﺪات أﻣﺎﻣﻲ ،دﻓﻌﺘْﻨﻲ أﺳﺒﺎب ﺛﻼﺛﺔ إﱃ ﺣﴫ »اﻟﺘﻼﻗﻲ اﻟﺜﻘﺎﰲ« ﺑني ﺟ ّﺪي ﺷﺒﲇ ﻣﻼط وأﺑﺮز أدﺑﺎء وﺻﺤﺎﻓﻴﻲ َﻣﻬﺎﺟﺮ أﻣريﻛﺎ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ: ّ (١إﻧﻘﺎذ ﻫﺬه اﻟﻤﺤﻔﻮﻇﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻣﻦ اﻟﻀﻴﺎع. (٢وﺿﻊ ﻫﺬا اﻟﺘﻼﻗﻲ ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى منﻮذﺟﻲ ﺑﻌﺪﻣﺎ وﺟﺪتُ إﻣﻜﺎن ﺗﻮﺛﻴﻖ ﻛﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ وﺣﺠﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺮاﺣﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﻼﻗﻲ. (٣ﺣـﺚﱡ اﻟﺒﺎﺣﺜني واﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ ﻋﲆ ﺗﺠﺎوز اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺎت ﰲ دراﺳﺎﺗﻬﻢ ،واﻟﱰﻛﻴﺰ ﻋﲆ ﺑﺤﺚ ﻣﻘﺎﻃﻊ أو ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻋﺎدﻳﺔ ﻟﻬﺬه اﻟﻌﻼﻗﺔ ،ﻓﻴﺒﻠﻐﻮن رؤﻳﺔ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ ﻹﺑﺮاز ﻫﺬا اﻟﺘﻼﻗﻲ اﻟﺜﻘﺎﰲ ،اﻟﻔﺮﻳﺪ ﺑني ﻟﺒﻨﺎن اﻟﻤﻘﻴﻢ وﻟﺒﻨﺎن اﻟ َﻤﻬﺎﺟﺮ ،ﺑﺈﻗﺼﺎء اﻟﻌﺮوض ﺣﺠام وﻋﻤﻘًﺎ وﻋﻈﻤﺔ. اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ وإﺑﺮاز ﻫﺬا اﻟﺘﻼﻗﻲ اﻟﻔﻜﺮي واﻷديب ً ١٣٥
الخاتمة
ﻣﻼط ﺗﺤﻴﺔ اﳌﻐﱰﺑني ﻟﺸﺒﲇ ّ
اﻟﻤﻔﺼﻠﺔ ،ﻷﻧﻬﻢ ﺳريﻓﻌﻮن ﻓﻬﻨﻴﺌًﺎ ﺳﻠﻔًﺎ ﻟ َﻤﻦ ﺳﻴﺒﺎدرون إﱃ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺔ اﻷدﺑﻴﺔ ّ ﺗﻄﻔﺊ ﺷُ ﻌﻠﺘَﻬﺎ اﻷﻳﺎم. ﻫﺬا اﻟﺘﻼﻗﻲ إﱃ ﻣﺴﺘﻮى ﺣﻀﺎرة إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺳﻄﻌﺖ ذات ﻓﱰة وﻧﺨﴙ أن َ ﻫﻜﺬا ﻧﺒﺪد ﻫﻮاﺟﺲ ﻗَﻠِ َﻘ ًﺔ ﻋﻦ ﺟﻔﺎف اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑني ﺷﻄ َﺮي ﻟﺒﻨﺎن ،ﻣﻘﻴﻤﻪ واﻟﻤﻐﱰب، ِ اﻓﺘﺘﺤﺖ ﻫﺬا ﺧﺸﻴَﻬﺎ ﺷﺒﲇ ﻗﺒﻞ ٨٤ﺳﻨﺔ ﰲ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ »ﺗﺤﻴﺔ اﻟﻤﻐﱰﺑني« ،٥٤ﺑﺒﻴﺘني ﻣﻨﻬﺎ ُ ِﻨﺼﻬﺎ اﻟﻜﺎﻣﻞ: اﻟﻜﺘﺎب ،وأﺧﺘﻤﻪ ﺑ ّ
(٥٤دﻳﻮان ﺷﺒﲇ ،اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎين ،ص.٤٦٢–٤٥٩ . ١٣٦
١٣ ٧
الخاتمة
ﻣﻼط ﺗﺤﻴﺔ اﳌﻐﱰﺑني ﻟﺸﺒﲇ ّ
١٣٨
اﻟﻤﻼﺣﻖ
١٣٩
الخاتمة
ﻣﻼط ﺗﺤﻴﺔ اﳌﻐﱰﺑني ﻟﺸﺒﲇ ّ
١٤٠
ملحق رقم ١
ﺻﻔﺤﺎت ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺔ اﻹﺻﻼح
١٤١
ملحق رقم ١
ﺻﻔﺤﺎت ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺔ اﻹﺻﻼح
١٤٢
١٤٣
ملحق رقم ١
ﺻﻔﺤﺎت ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺔ اﻹﺻﻼح
١٤٤
١٤ ٥
ملحق رقم ١
ﺻﻔﺤﺎت ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺔ اﻹﺻﻼح
١٤٦
١٤٧
ملحق رقم ١
ﺻﻔﺤﺎت ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺔ اﻹﺻﻼح
١٤ ٨
١٤٩
ملحق رقم ١
ﺻﻔﺤﺎت ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺔ اﻹﺻﻼح
١٥٠
١٥١
ملحق رقم ١
ﺻﻔﺤﺎت ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺔ اﻹﺻﻼح
١٥٢
١٥٣
ملحق رقم ١
ﺻﻔﺤﺎت ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺔ اﻹﺻﻼح
١٥٤
١٥٥
ملحق رقم ١
ﺻﻔﺤﺎت ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺔ اﻹﺻﻼح
١٥٦
١٥٧
ملحق رقم ١
ﺻﻔﺤﺎت ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺔ اﻹﺻﻼح
١٥٨
١٥٩
ملحق رقم ١
ﺻﻔﺤﺎت ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺔ اﻹﺻﻼح
١٦٠
١٦١
ملحق رقم ١
ﺻﻔﺤﺎت ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺔ اﻹﺻﻼح
١٦٢
ملحق رقم ٢
ﺻﻔﺤﺎت ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺔ »اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ«
١٦٣
ملحق رقم ٢
ﺻﻔﺤﺎت ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺔ »اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ«
ملحق رقم ٢
ﺻﻔﺤﺎت ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺔ »اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ«
١٦٦
١٦٧
ملحق رقم ٢
ﺻﻔﺤﺎت ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺔ »اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ«
١٦ ٨
١٦٩
ملحق رقم ٢
ﺻﻔﺤﺎت ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺔ »اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ«
١٧٠
١٧ ١
ملحق رقم ٢
ﺻﻔﺤﺎت ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺔ »اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ«
١٧ ٢
ملحق رقم ٣
ﺻﻔﺤﺎت ﻣﻦ ﺻﺤﻴﻔﺔ »اﻟﺨﻮاﻃﺮ«
١٧٣
ﺻﻔﺤﺎت ﻣﻦ ﺻﺤﻴﻔﺔ »اﻟﺨﻮاﻃﺮ«
١٧٤
١٧٥
ملحق رقم ٣
ﺻﻔﺤﺎت ﻣﻦ ﺻﺤﻴﻔﺔ »اﻟﺨﻮاﻃﺮ«
ملحق رقم ٣
ﺻﻔﺤﺎت ﻣﻦ ﺻﺤﻴﻔﺔ »اﻟﺨﻮاﻃﺮ«
١٧٨
ملحق رقم ٤
ﺻﻔﺤﺎت ﻣﻦ ﺻﺤﻴﻔﺘﻲ »اﻹﺻﻼح« و»اﻻﺗﺤﺎد اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ«
١٧٩
ملحق رقم ٤
ﺻﻔﺤﺎت ﻣﻦ ﺻﺤﻴﻔﺘﻲ »اﻹﺻﻼح« و»اﻻﺗﺤﺎد اﻟﻠﺒﻨﺎين«
١٨٠
١٨١
ملحق رقم ٤
ﺻﻔﺤﺎت ﻣﻦ ﺻﺤﻴﻔﺘﻲ »اﻹﺻﻼح« و»اﻻﺗﺤﺎد اﻟﻠﺒﻨﺎين«
١٨٢
١٨٣
ملحق رقم ٤
ﺷﻬﺎدات ﺣﺒﻴﺐ ﻣﺴﻌﻮد
١٨ ٤
ملحق رقم ٥
ﺷﻬﺎدات ﺣﺒﻴﺐ ﻣﺴﻌﻮد ﻓﻲ أدب وﺻﺤﺎﻓﺔ اﻟﻤﻬﺠﺮ ﻣﻦ ﻛﺘﺎب »ﻓﻲ ﻫﻴﻜﻞ اﻟﺬﻛﺮى« اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ »اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ« ﺗﻜﺮﻳﻤﺎ ﻟﺮﺋﻴﺴﻬﺎ وﻣﺆﺳﺴﻬﺎ ً ﻣﻴﺸﺎل ﻣﻌﻠﻮف
١٨ ٥
ملحق رقم ٥
ﺷﻬﺎدات ﺣﺒﻴﺐ ﻣﺴﻌﻮد
١٨٦
١٨٧
ملحق رقم ٥
ﺷﻬﺎدات ﺣﺒﻴﺐ ﻣﺴﻌﻮد
١٨ ٨
١٨٩
ملحق رقم ٥
ﺷﻬﺎدات ﺣﺒﻴﺐ ﻣﺴﻌﻮد
١٩٠
١٩١
ملحق رقم ٥
ﺷﻬﺎدات ﺣﺒﻴﺐ ﻣﺴﻌﻮد
١٩٢
١٩٣
ملحق رقم ٥
ﺷﻬﺎدات ﺣﺒﻴﺐ ﻣﺴﻌﻮد
١٩٤
١٩٥
ملحق رقم ٥
ﺷﻬﺎدات ﺣﺒﻴﺐ ﻣﺴﻌﻮد
١٩٦
١٩٧
ملحق رقم ٥
ﺷﻬﺎدات ﺣﺒﻴﺐ ﻣﺴﻌﻮد
١٩٨
ﻣﻼﺣﻖ أﺟﻨﺒ ّﻴﺔ
١٩٩
Chebli Mallat et les écrivains de la diaspora en Amérique latine
le milieu de l’Amérique latine sans oublier ou renoncer à leurs origines et une grande partie de leur production littéraire témoigne de l’authenticité de leur attachement à leurs racines en tenant compte des constituants de la diaspora. La littérature de l’émigration s’est caractérisée dans ses publications poétiques, romanesques, théâtrales et surtout journalistiques par sa profusion et son témoignage vivant et patrimonial. Toutefois, il est regrettable de relever que jusqu’à présent aucune identification méthodique de cet apport considérable n’a eu lieu dans le cadre de listes bibliographiques et d’index comme c’est le cas avec les littératures européennes et américaines. Ainsi donc une grande partie de cette littérature s’est perdue et les chercheurs doivent compter le plus souvent sur la chance pour disposer de collections complètes ou même partielles des périodiques et des journaux qui ont publié la littérature de la diaspora dans l’Amérique latine. C’est pourquoi il est nécessaire d’inciter les chercheurs de revenir sur ce patrimoine culturel et journalistique qui porte en lui les soucis et les espérances des libanais de la diaspora et qui ont voulu fonder ces revues et ces journaux pour maintenir des liens solides avec leurs parents et leurs amis au Liban et de sauvegarder ce patrimoine intellectuel et culturel. Ainsi donc cette étude vise à mettre à jour les caractéristiques de la relation de l’un des plus grands poètes libanais de la première moitié du XXe siècle Chebli Mallat (1875 –1961) surnommé le Poète des Cèdres à travers les documents et les publications qui nous sont parvenus justifiant cette relation avec les écrivains de la diaspora d’une part et en tant que modèle de ces liens mutuels dans l’Amérique latine d’autre part. Chebli Mallat a établi des relations durables et authentiques avec les écrivains de la diaspora pour de nombreuses raisons, certains ayant été ses élèves lors de la période où il a enseigné l’éloquence au début de sa carrière dans l’enseignement dans le collège de La Sagesse à Beyrouth (1901–1907) et d’autres parce qu’ils ont été ses amis et ses parents de Baabda comme ce fut le cas avec son parent Youssef Saleh Hélou – grand-père maternel de l’homme d’affaires Carlos Slim – et fondateur du journal « al Khawater » au Mexique ou suite à une amitié de circonstance. Ainsi Chebli Mallat a consacré une grande partie de sa production et de sa correspondance aux journaux et revues de l’émigration et ce qui reste actuellement disponible représente un spécimen de cette relation entre les deux parties du Liban au cours de la première moitié du XXe siècle. Il reste à dire que face à ce patrimoine précieux et important de la littérature de l’émigration libanaise et arabe, il est nécessaire de signaler que mon but proposé est de centrer sur cette relation longue et authentique de mon grand-père Chebli Mallat avec les écrivains de l’émigration comme spécimen à considérer pour les études ultérieures qu’il y a lieu de mener pour sauver ce grand patrimoine.
٢٠٠
Chebli Mallat et les écrivains de la diaspora en Amérique latine
L’
émigration libanaise, bien avant qu’elle ne devienne une épopée, a représenté un drame pour tous ceux qui ont été poussés à s’éloigner de leurs familles, de leurs villages pour des raisons diverses individuelles, économiques ou sociales. Ainsi tout au long de dizaines d’années à partir de la moitié du XIXe siècle, les libanais se sont orientés vers les pays du monde pour assurer une vie tranquille et stable pour eux, pour leurs enfants et pour relever leur niveau de vie. Cette émigration est restée précaire et très difficile pour les premières générations qui se sont orientées vers l’Amérique latine et vers les autres continents où les premiers émigrés ont mené un magnifique combat pour transcender les obstacles et les défis et pour garantir leur rôle social et financier dans ces sociétés étrangères dont ils ignoraient même la langue. A l’issue de ce combat et avec l’amélioration économique sociale et financière, les intellectuels d’entre ces émigrés se sont engagés à adopter les moyens de l’écriture pour renforcer les liens entre les deux Liban et pour maintenir les émigrés en relation avec leur langue arabe de nature à raffermir les liens de convivialité et d’amitié entre eux dans les pays d’émigration. C’est pourquoi, à partir de 1894 la presse arabe dans les pays d’émigration de l’Amérique latine s’est constituée et s’est développée rapidement comme il apparait des références et des études existantes dont plus spécialement le tome 4 de l’ouvrage du vicomte Philippe de Tarrazi publié en 1934 par l’Université américaine de Beyrouth et dans lequel il a consigné la liste des journaux et des périodiques publiés en langue arabe dans tous les pays d’émigration du monde dont plus spécialement ceux de l’Amérique latine faisant entendre la voix des libanais de ces pays et leur message à leurs proches et à leurs amis au Liban. A dater des années cinquante du siècle passé les critiques, les analystes et les chercheurs se sont attelés à l’étude de ce renouveau culturel dans les pays d’émigration de l’Amérique latine ainsi que l’analyse des orientations adoptées dans le cadre de ce témoignage de civilisation, tout en ramenant cette littérature de l’émigration et ses aspects à des constituants divers dont le style, la personnalisation, l’attrait du pays, la réflexion, la tendance humaine, l’amour de la nature, la liberté religieuse et la description. Il apparait donc que la littérature de l’émigration se caractérise par des constituants fondamentaux sur les plans littéraires et humains. Les écrivains se sont plongés dans
٢٠١
Chebli Mallat and the Writers of the diaspora in Latin America
of their literary creation is proof of their roots while taking into account the components related to the new society they have adhered to. Immigrant literature consisted of poetry, novels, plays, and especially of a vital and cultural witness reflected through an abundant journalistic production. Unfortunately however, until today, there has been no bibliography listing, in detail, this quantity of works and journals, similar to the ones related to European and American literatures. For this reason, a large portion of this production was lost, and only luck can lead a researcher to find complete or even partial collections of newspapers and magazines that published immigrant literature in Latin America. That is why intellectuals and researches must return to this literary and journalistic heritage that carried the worries, the anxiety, and the hopes of the Lebanese abroad who have found these newspapers and magazines to maintain a close and steady relation with their family and their friends in Lebanon and preserve their intellectual and cultural heritage. Our aim through this study is to highlight the relation between one of Lebanon’s major poets of the first half of the twentieth century, the Poet of the Cedar Chebli Mallat (1875 –1961) with the Lebanese abroad, through what remains available to us from archives and publications documenting the special relation he had with the immigrant writers of America on the one side, and the model such bilateral relation shows between the writers in Lebanon and the Lebanese writers abroad, on the other. Chebli Mallat had a strong and sincere relation with the immigrant writers for various reasons, some having been his students while he was teaching rhetoric, in his early days, at the Al-Hikma school of Beirut (1901–1907), others, like Youssef Saleh el Helou, the grandfather of the prominent businessman Carlos Slim, and the founder of the newspaper Al-Khawater, being his relatives from Baabda, or as a result of friendships born and nurtured with the circumstances. Chebli Mallat allotted a large portion of his poems and correspondences to immigrant magazines and newspapers, and what remains available today is truly a model of this relation between the two sides of Lebanon during the first half of the twentieth century. With this rich and large immigrant literature from Lebanese and Arab origins, I would like to insist that my aim, through this study, is to highlight such heritage by focusing on the long and fruitful relation between my grandfather Chebli Mallat and immigrant writers as a model that would inspire so much needed future studies directed toward saving our great cultural heritage.
٢٠٢
Chebli Mallat and the Writers of the diaspora in Latin America
B
efore becoming an epic, Lebanese emigration was a tragedy for those who were forced to leave their families and their hometowns for personal, financial, and social reasons. During the decades following the mid-nineteenth century, many Lebanese left their country seeking life improvement and a guarantee for a peaceful and decent life for them and their children. This emigration remained perilous and very harsh for the first generations of immigrants to Latin America and to the other destinations, where they had to struggle and struggle hard to overcome the difficulties and the challenges in order to reach and maintain their social and financial statuses in these foreign societies that spoke a language they could not even understand. After this struggle, and with their financial, economical, and social advancements, the intellectuals among those immigrants committed to writing in order to strengthen cultural and family relations between these two sides of Lebanon, to maintain close contact with the Arabic tongue, and reinforce the ties of friendship among them. For this reason, and starting 1894, the Arabic press emerged in Latin America and it evolved fast as it is documented in catalogues, specific studies, and more particularly in Vicomte Philippe de Tarazi’s “The history of the Arabic press” (Volume 4) published in 1934 by the Press of the American University of Beirut which lists the newspapers and the magazines issued in Arabic abroad and specially in Latin American countries, carrying the voice of the Lebanese in these countries and their message to their society, their relatives, and their loved ones in Lebanon. Since the 1950s, critics, analysts, and researchers began to study this cultural nahda (renaissance) amongst the immigrants in Latin America, and to analyze the directions it took within this cultural testimony, and attribute this immigrant literature and its aspects to many ingredients such as literary style, personal side, nostalgia toward the homeland, contemplation, human trend, love of nature, freedom of religion, description, and painting. Therefore, it appears that immigrant literature distinguished itself through literary and personal components and that the immigrant authors belonged to their Latin American environment without forgetting or letting go of their roots. And a large part
٢٠٣
Chebli Mallat y los escritores de la diaspora en America Latina
escritores de la Diáspora se integraron en sus medios sociales Latino Americanos, sin olvidar ni dejar a un lado sus raíces y una gran parte de sus obras literarias constituyen un testimonio de la autenticidad de la pertenencia a sus raíces, tomando en cuenta los componentes del medio social de la emigración. Las obras poéticas, las novelas, las obras de teatro y sobre todo la prensa, se caracterizaron por sus testimonios vitales y tradicionales. Sin embargo, y lamentablemente, no se ha podido identificar con precisión hasta hoy este gran volumen de publicaciones dentro de inventarios, tal como se hizo en la literatura europea y americana. Por consiguiente, una gran parte de esta producción literaria sigue desconocida, lo que deja al investigador pendiente de una feliz oportunidad para descubrir colecciones completas o parciales de periódicos o revistas que habían publicado esta literatura de la Diáspora en los países de América Latina. Por todo lo anterior, hay que estimular a los intelectuales y a los investigadores en la búsqueda de este patrimonio literario y periodístico que lleva en sus páginas las inquietudes, así como los anhelos y esperanzas de los emigrantes libaneses quienes fundaron esta prensa para dejar firme esta relación con sus familiares y amigos en el Líbano y para preservar su patrimonio intelectual y cultural. Por eso, quisimos a través de este estudio hacer énfasis, con base a los documentos que tenemos en mano, sobre la relación de un gran poeta libanes, el poeta del Cedro Chebli Mallat (1875 –1961) uno de los más prestigiosos de la primera parte del siglo XX, con los escritores de la Diáspora Americana, y de demostrar que esta relación es un ejemplo del intercambio reciproco entre los escritores del Líbano y los de la diáspora. Chebli Mallat ha establecido una relación sólida y autentica con los escritores de la emigración y eso por diferentes razones. Primero porque algunos de los escritores de la diáspora eran sus alumnos en el colegio de La Sagesse en Beirut cuando ejercía en su juventud como institutor en la elocuencia de la lengua árabe (1901–1907), y otros eran sus familiares que emigraron de Baabda tal como su pariente Youssef Saleh el Helou – abuelo materno del empresario Carlos Slim – fundador del periódico “Al Khawater” en México, o por una relación de amistad que se ha creado según las circunstancias. El poeta Chebli Mallat dedicó una gran parte de su obra poética y de su correspondencia a las obras literarias de la diáspora y lo que quedó disponible actualmente en nuestras manos constituye un testimonio de esta relación profunda entre los dos polos del Líbano que ha enriquecido la primera parte del siglo XX. Ante este gran y valioso patrimonio de la literatura de la diáspora libanesa y árabe es necesario mencionar que mi objetivo es no únicamente recordarlo, pero también centralizar mi interés en la larga y buena relación entre mi abuelo Chebli Mallat, con los intelectuales de la diaspora como ejemplo básico de los futuros estudios que se deben hacer y finalizar para salvar este gran patrimonio.
٢٠٤
Chebli Mallat y los escritores de la diaspora en America Latina
L
a emigración libanesa constituyó antes de ser una epopeya, una tragedia para los que han sido obligados a alejarse de sus familias y de sus pueblos por diferentes razones, ya sean personales, sociales o económicas. A lo largo de decenas de años a partir de la mitad del siglo XIX, los libaneses se dirigieron hacia los países del mundo buscando asegurar una calidad de vida tranquila y estable para ellos y para sus hijos con miras a mejorar sus niveles de vida. Y esta emigración continuó extremadamente difícil para las primeras generaciones quienes se dirigieron hacia América Latina y a otros continentes, en donde lucharon superando las dificultades y los desafíos para implementar sus posiciones sociales y financieras dentro de un medio social extraño en donde entraron desconociendo su idioma. Como resultado de esta lucha y con el progreso económico, social y financiero, los intelectuales, entre esos emigrantes, se comprometieron utilizar los medios escritos para fomentar las relaciones culturales y familiares entre los dos polos del Líbano y para mantener a los emigrantes el contacto con su lengua árabe y fortalecer los vínculos de amistad entre ellos y su país de origen. Por tal razón y a partir del año 1894, la prensa árabe empezó a crecer en los países de la emigración en América del Sur, y se desarrolló de manera rápida, tal como se refleja en los estudios e índices y sobre todo en lo que reportó el vizconde Felipe de Tarazi en la cuarta parte de su obra “Historia de la prensa árabe”, editada en el año 1934 en las publicaciones de la Universidad Americana de Beirut, en donde publicó un listado de los periódicos y revistas que han sido publicados en lengua árabe en los países de emigración y sobre todo en los países de América Latina, llevando en alto la voz de los libaneses en esos países y transmitiendo sus mensajes a sus familiares y amigos en el Líbano. A partir de los años 50 del siglo pasado, los investigadores empezaron el estudio de este renacimiento cultural en los países de América Latina y el análisis de los indicadores que determinaron este testimonio de la civilización y se concluyó que las razones de la manifestación de esta literatura de la emigración se deben a diferentes componentes como la nostalgia hacia la patria, la meditación, el amor de la naturaleza, la libertad religiosa, así como el estilo artístico, el humanismo y la descripción analítica. Por consiguiente, se observa que la literatura de la emigración se ha caracterizado por componentes básicos fundamentales en los aspectos literarios y humanos, y los
٢٠ ٥
ﻣﻼط ﻏﻼف اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺨﺎص اﻟﺬي أﺻﺪره »ﻣﺮﻛﺰ اﻟﱰاث اﻟﻠﺒﻨﺎين« ﻋﻦ »ﺷﺎﻋﺮ اﻷرز« ﺷﺒﲇ ّ وﻓﻴﻪ ﻧﺼﻮص اﻟﻨﺪوة ) ٤ﻧﻴﺴﺎن (٢٠١١وﻣﻌﺮض ﻋﺎم ﻟﺼﺤﻔﻪ وﻣﺆﻟﻔﺎﺗﻪ وﻣﺨﻄﻮﻃﺎﺗﻪ
٢٠٦
ﻣﻼط ﻣﻼط ،وزو ُﺟﻬﺎ اﻟﻤ َﺆﻟﱢﻒ ﻫﻴﺎم ﱠ ﺳﻔﻴﺮة ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن واﻷُردن اﻟﺴ ﱢﻴﺪة ﺟﻮرﺟﻴﻦ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﱠ
٢٠٧
ﻣﻼط ﺳﻨﺔ ...١٩٣٥ ﺷﺒﲇ ﱠ ٢٠٨
...وﺳﻨﺔ ١٩٤٠ ٢٠٩
ﻛﺒﺎر ﺷﻌﺮاء اﻟﻌﴫ. ﻣﻦ اﻟﻴﻤني :ﺷﺎﻋﺮ اﻟﻘُﻄ َﺮﻳﻦ ﺧﻠﻴﻞ ﻣﻄﺮان ،أَﻣري اﻟﺸُ َﻌﺮاء أَﺣﻤﺪ ﺷﻮﻗﻲ ،ﺷﺎﻋﺮ اﻟﻨﻴﻞ ﺣﺎﻓﻆ اﺑﺮﻫﻴﻢ، ﻣﻼط ﺷﺎﻋﺮ اﻷَرز ﺷﺒﲇ ﱠ ٢١٠
اﻟﻤﻼط ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ )اﻟﻘﺎﻫﺮة – ١٩٢٧ﺑﻌﺪ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﻣﺒﺎﻳﻌﺔ أَﺣﻤﺪ ﺷﻮﻗﻲ ﺑ ِﺈﻣﺎرة اﻟﺸﻌﺮ ،وﻓﻴﻪ أَﻟﻘﻰ ﱠ اﻟﺸﻬﻴﺮة »ﻓﻢ اﻟﻤﻴﺰاب«(
٢١١
ﻣﻦ ﻣﻌﺮض »ﺷﺎﻋﺮ اﻷرز« ﰲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ – LAU
ﻣﺮﻛﺰ اﻟﱰاث اﻟﻠﺒﻨﺎين – اﻻﺛﻨني ٤ﻧﻴﺴﺎن ٢٠١١
٢١٢
اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ
ً أو – 2الكتب – ﻣﺎرون ﻋ ﱡﺒﻮد :ر ّواد اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ – ﺑريوت .١٩٦٦ ّ اﻟﻤﺤﻚ – ط – ١.ﺑريوت .١٩٤٦ ﻋﲆ دﻣﻘﺲ وأُرﺟﻮان – ط – ١.ﺣﺮﻳﺼﺎ .١٩٥٢ – ﻋﻴﴗ اﻟﻨﺎﻋﻮري :أدب اﻟﻤﻬﺠﺮ ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ٦٣٠ ،ﺻﻔﺤﺔ ،دار اﻟﻤﻌﺎرف مبﴫ .١٩٦٧ – ﺟﻮرج ﺻﻴﺪح :أدﺑﻨﺎ وأدﺑﺎؤﻧﺎ ﰲ اﻟ َﻤﻬﺎﺟﺮ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .١٩٥٦ اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،دار اﻟﻌﻠﻢ ﻟﻠﻤﻼﻳني ،ﺑريوت .١٩٥٧ اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ،دار اﻟﻌﻠﻢ ﻟﻠﻤﻼﻳني ٧٤٢ ،ﺻﻔﺤﺔ ،ﺑريوت .١٩٦٤ – اﻟﺒﺪوي اﻟﻤﻠﺜﻢ) :ﻳﻌﻘﻮب اﻟﻌﻮدات( :اﻟﻨﺎﻃﻘﻮن ﺑﺎﻟﻀﺎد ﰲ أﻣريﻛﺎ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ،ﺟﺰءان٨١٧ ، ﺻﻔﺤﺔ ،دار رﻳﺤﺎين ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﴩ ،ﺑريوت .١٩٥٦ – ﺗﻮﻓﻴﻖ اﻟﺸامس :اﻟﻤﺘﻤﺮدات ٢٨٧ ،ﺻﻔﺤﺔ ،ﻣﻄﺒﻌﺔ رﺷﻴﺪ أﺳﻌﺪ رﺳﺘﻢ واﺧﻮاﻧﻪ ،ﺑﻮاﻧﺲ اﻳﺮس )دون ﺗﺎرﻳﺦ(. – ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺿﻌﻮن: (١ذﻛﺮى اﻟﻬﺠﺮة ٥٥٨ ،ﺻﻔﺤﺔ ،ﺳﺎن ﺑﺎوﻟﻮ – اﻟﱪازﻳﻞ .١٩٤٧ (٢ﻣﻦ وﺣﻲ اﻟﺴﺒﻌني ١٩٥٢–١٨٨٣ﰲ اﻟﺼﻠﺔ ﺑني اﻟﻤﻐﱰﺑني واﻟﻤﻘﻴﻤني ،ﺑريوت .١٩٥٣ (٣ﻣﺨﺘﺎرات اﻟﺠﺪﻳﺪ ٤٧٤ ،ﺻﻔﺤﺔ ،ﺳﺎن ﺑﺎوﻟﻮ .١٩٢٢ ٢١٣
اﳌﺼﺎدر واﳌﺮاﺟﻊ
– ودﻳﻊ رﺷﻴﺪ اﻟﺨﻮري :ﻇﻬﻮر وﺗﻄﻮر اﻷدب اﻟﻌﺮيب ﰲ اﻟﻤﻬﺠﺮ اﻻﻣﺮﻳيك ٩٨ ،ﺻﻔﺤﺔ ،دار اﻟﺮﻳﺤﺎين ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﴩ ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﺰﻳﺪة وﻣﻨﻘﺤﺔ ،ﺑريوت .١٩٦٩ – د .ﻧﺎدرة ﺟﻤﻴﻞ اﻟﴪاج :ﺷﻌﺮاء اﻟﺮاﺑﻄﺔ اﻟﻘﻠﻤﻴﺔ ٣٨٧ ،ﺻﻔﺤﺔ ،دار اﻟﻤﻌﺎرف مبﴫ١٩٥٧ ، )ﻃﺒﻌﺔ أوﱃ( و) ١٩٦٤ﻃﺒﻌﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ(. – ﻣﻮﳻ ﻛﺮﻳﱢـﻢ :ﻟﺒﻨﺎن ﰲ ﻣﺮاﺣﻞ ﺗﺎرﻳﺨﻪ Mussa Kuraiem: Libano Edénico – Historia, Comentario e Impressão, 235 pages, São Paolo 1972.
– ﻣﺤﺒﻮب اﻟﺨﻮري اﻟﴩﺗﻮين :دﻳﻮان ١٥٢ ،ﺻﻔﺤﺔ ،ﻣﻄﺒﻌﺔ ﺟﺮﻳﺪة »اﻟﺴﻤري« اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ،ﺑﺮوﻛﻠﻦ ﻧﻴﻮﻳﻮرك .١٩٣٧ – د .ﺟﻬﺎد اﻟﻌﻘﻞ :ﻓﺠﺮ اﻟﻬﺠﺮة – ﻣﺂﳼ وﻧﻮادر ٤٠٠ ،ﺻﻔﺤﺔ ،دار وﻣﻜﺘﺒﺔ اﻟﱰاث اﻷديب، ﺑريوت .٢٠٠٣ – اﻟﻤﺤﺎﻣﻲ ﻣﻴﺸﺎل ﺷﺒﲇ :اﻟ َﻤﻬﺎﺟﺮة اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ٨٠ ،ﺻﻔﺤﺔ ،اﻟﻤﻄﺒﻌﺔ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴﺔ ،ﺑريوت .١٩٢٧ – اﻟﺸﻴﺦ ﻳﻮﺳﻒ زﻛﺮﻳﺎ :اﻟﺪﻳﻮان ٣٧٢ ،١٩٤٦ –١٨٨٣ﺻﻔﺤﺔ ،دار اﻟﺮﻳﺤﺎين ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﴩ، ﺑريوت .١٩٦٤ – ﺟﻮزف ﻫﺮﻣﻮش :رﺟﺎﻟﻨﺎ ٣٩٢ ،ﺻﻔﺤﺔ ،ﺑريوت .١٩٥٥ – ﻓﺎﺿﻞ ﺳﻌﻴﺪ ﻋﻘﻞ :وﺟﻮه ﻣﻦ اﻟﻤﻐﱰﺑني ١٩٠ ،ﺻﻔﺤﺔ ،ﻣﻨﺸﻮرات اﻟﱪق .١٩٥٨ – ﺗﺎﻣﺮ وﺷﺒﲇ ّ ﻣﻼط :دﻳﻮان اﻟﺸﻘﻴﻘني ،اﻟﺠﺰء اﻷول ،ﺑريوت .١٩٢٥ – ﺷﺒﲇ ّ ﻣﻼط :اﻟﺪﻳﻮان ،اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎين ،ﺑريوت .١٩٥٢ – روﺑﺮﺗﻮ ﺧﻄﻠﺐ :ذاﻛﺮة ﻟﺒﻨﺎن ﰲ اﻟﱪازﻳﻞ ١٩٠ ،ﺻﻔﺤﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﱪﺗﻐﺎﻟﻴﺔ و ٦٢ﺻﻔﺤﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ٢٠٠٢ ،ﻣﺨﺘﺎرات – ﻟﺒﻨﺎن. وأﻳﻀً ﺎ ،Roberto Khatlab: Les Libanais dans le Monde, Dar Saer al Mashrek .٢٠١٣ – ﻳﻮﺳﻒ اﻟﻌﻴﺪ :ﺟﻮﻻت ﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺠﺪﻳﺪ ٦٥٣ ،ﺻﻔﺤﺔ ،ﺑﻮاﻧﺲ اﻳﺮز .١٩٥٩
٢١٤
– د .ﺟﻮرج ﺻﻮاﻳﺎ :اﻟﻤﻨﺎﻫﺞ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻻﺑﻘﺎء اﻷﻣﺮاض اﻻﻓﺮﻧﺠﻴﺔ ،اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎين ،ﺑﻮﻧﺲ اﻳﺮز .١٩٢٦ – د .ﻧﺰﻳﻪ ﻛﺒﺎره :أدﺑﺎء ﻃﺮاﺑﻠﺲ واﻟﺸامل ﰲ اﻟﻘﺮﻧني اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﴩ واﻟﻌﴩﻳﻦ ،دار اﻹميﺎن، ﻃﺮاﺑﻠﺲ .٢٠٠٦ – ﺣﺒﻴﺐ ﻣﺴﻌﻮد :ﻣﺎ أﺟﻤﻠﻚ ﻳﺎ ﻟﺒﻨﺎن ،ﻣﻨﺸﻮرات اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ،ﺳﺎن ﺑﺎوﻟﻮ .١٩٥٢ – اﻟﺸﻴﺦ ﻗﻴﴫ اﻟﺨﻮري :رواﻳﺔ ﺣﺮب اﻻﻏﱰاب واﻻﻗﱰاب ﰲ ﺣﺐ اﻟﻮﻃﻦ ٣٦ ،ﺻﻔﺤﺔ، ﻃﺒﻌﺖ مبﻄﺒﻌﺔ اﻟﺼﺨﺮة ﻧﻴﻮﻳﻮرك .١٩٠٤
ً ثانيا – الصحف والمج$ت – – – – – – – –
ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻌﺼﺒﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺻﺤﻴﻔﺔ اﻟﺨﻮاﻃﺮ ﻣﺠﻠﺔ اﻹﺻﻼح ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻔﺼﻮل ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻮرود ﻣﺠﻠﺔ اﻻﻧﻄﻼق ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺒﻴﺪر
٢١٥
ﺷﻜﺮ
ﻛﻼ ﻣﻦ: ﻳﺸﻜُﺮ اﻟﻤ َﺆﻟﱢﻒ ٍّ اﻵﻧﺴﺔ أَﻣﻞ ﻣﻌﻠﻮف واﻵﻧﺴﺔ رﻳﺘﺎ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺎﻳﺘﻬﻤﺎ ﺑﻄﺒﺎﻋﺔ ﻧﺺ اﻟﻜﺘﺎب وﺗﺪﻗﻴﻘﻪ اﻵﻧﺴﺔ ﻣﺎرﻳﺎن زﻳﺎدة ﻋﻠﻰ إِﺧﺮاج اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺴﻴﺪﻳﻦ ﺷﺮﺑﻞ ُﻏ ّﺮة وﻣﺤﻤﺪ اﻟﺼﻮص )ﻣﻦ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ اﻷَﻣﻴﺮﻛﻴﺔ( ﻋﻠﻰ ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻬﻤﺎ ﻣﺮاﺣﻞ إِﺻﺪار اﻟﻜﺘﺎب
َ َّ هيام جورج ملط َّ هيام جورج َملط
ملطِ ،إلحياء تر ٍ ُ ورفاق َج ّده، اث لبنا ٍّين مبا َر ٍك علَ ُم ُه َج ُّد ُه شبيل … هذا الع َم ُل من هيام َّ لكل َمن يف أَدراجهم كنو ٌز أَن يُخرجوها ،وداف ًعا َمن لديهم لَ ِقـ َّياتٌ أَن يُـ ْح ُيوها، فَلْ َيكُن حاف ًزا ِّ فام ب ِِسوى هذه الكنوز واللَق َّيات يَحيا لبنان ،ويتف َّرد بأَعالمه وعالماته ومعالِ ِمه الثقافية هي ال َب َواقي التي ت ُبقي لبنان نجم هذا الرشق. ا ِإلبداعية التيُ ،دون ِّ كل سواها من ال َع َوابرَ ، َش ُه يف ليس املهم أَن نحتفظ برتاثنا يف مخاب ِئنا ونَ ْحفَظه لدينا ونُحافظ عليه عندنا .املهم ن ْ ُ حيثام يتوافر له َمن يَحتفظ به ويَحفظه ويُحافظ عليه بأَمانة الرسالة. وهي هذه رسالة «مركز الرتاث اللبناين» ،أَ ْولَتْ ُه الجامع ُة اللبناني ُة األَمريكي ُة ثق َة األَمانة ،وها هو أَم ٌني عىل هذه األَمانة. من مق ّدمة الكتاب
–ُ محام ٍ ُوأ ٌ جامعي .حفيدُ "شاعر األَرز" شبلي َّ ملط. ستاذ ّ َّفات في القانون واألَدب والتاريخ وعلم االجتماع. – له م َؤل ٌ – مثَّل لبنانَ في عد ٍد من المؤْتمرات الدولية واإلِقليمية. – رأَس َمجلِ َسي إِدارة الصندوق الوطني للضمان االجتماعي و ُمؤ ََّسسة المحفوظات الوطنية. – يحمل جائِ َزتين من األَكاديميا الفرنسية عا َمي 2002و.2009
شبلي م َّ شاهدا الط ً
َّ هيام جورج ملط
شبلي م َّ شاهدا الط ً أَ أَ ُ ُّ اللبناني في النصف الول من القرن العشرين الدب َ َ بين أرض الوطن َوم َه ِاجر أميركا الجنوبية
منشورات
ن مركز ت اللبنا� الـ�اث ي
منشورات
ن مركز ت اللبنا� الـ�اث ي