55
مؤمن سميــر ػػػػػػػػػ
كائن وحيد يقبعُ في لوحة ٌ وكتابات أخرى
صدر عن مطبوعات اتحاد ُكتَّاب مصر فرع بني سويف َ والفيوم 2016
-1-
55
كائن وحيد يقبعُ في لوحة " اسم الكتاب ٌ " : وكتابات أخرى . المؤلف
:مؤمن سميـر
الطبعة
:األولــــى
-2-
55
مالمح -3-
55
-4-
55
" األبنودي وتناقضات الشخصية الكبيرة " بقى األبنودي في العمؽ مف الوعي وكذلؾ في دائرة الضوء لعقود طويمة ويرجع ذلؾ ألسباب عديدة مف أىميا وأبقاىا أنو فناف خاص وحقيقي ومتجاوز حيث لو عددنا المجدديف في مسيرة قصيدة العامية المصرية بعد البدايات والتأسيس التي تنتيي وترؽ عند العـ بيرـ التونسي ثـ البداية الحقيقية عمى يد فؤاد حداد وصالح جاىيف ثـ مرحمة التعضيد عند عبد الرحمف األبنودي وسيد حجاب وأحمد فؤاد نجـ ..ورغـ الفوارؽ الفنية والمواقفية بينيـ فإنؾ لف تستطيع تجاىؿ واحد منيـ ميما اختمفت مع توجياتو أو تقمباتو أو باألحرى مع عمو وانخفاض ترمومتر عالقتو مع السمطة أو قرار السمطة باعتبار الشاعر عروة في قميصيا أو عدواً ...األبنودي شاعر متمكف وماكر يجمع
بيف البساطة والتعقيد في شعره وينحت شع اًر مف الطبيعة المصرية الشاسعة العمؽ واالمتدادات واستطاع اف يبدع
تعمر الدماغ " في اآلف نفسو .. قصيدة تدخؿ القموب و" َّ
-5-
55
إف " جوابات حراجي القط " مثالً عمؿ قار في الضمير بغض النظر عف أنو جزء مف توىج المرحمة الناصرية وىكذا الفناف الحقيقي يسرؽ مما ىو عابر أوراد خموده واستم ارره ..ومف يستطيع تجاىؿ " صمت الجرس " بتجريبيتو الخالقة أو " الموت عمى األسفمت " األنشودة األكثر عذوبة في استشياد ناجي العمي ما إلى ذلؾ مف أعماؿ شعرية كبيرة ..حتى كتابو النثري" أيامي الحموة " تكتشؼ وتسمع وأنت تقرأه شخصاً ليس بعيداً عف مالمحؾ وروحؾ أبداً ..إف مف ينجحوف في قراءة شرطيـ التاريخي
ويتعامموف معو بمعينيـ العميؽ مف االبداع وكثير مف الذكاء أيضاً ليسوا كثر ..لكنيـ يبقوف ويشكموف وعينا
ونظرتنا لمدنيا ..واضافة األبنودي لفف األغنية العربية إضافة مبيرة ال يمكف تجاىميا وحذفيا مف روحنا المجيدة حيث حوؿ األغنية إلى صور غنية بالدىشة وباكتشاؼ أبعاد أخرى وطبقات متعددة لمحب والموت والفرحة والحياة وأدخؿ المفردات والعوالـ الشعبية وعمقيا العبقري لدائرة االنتباه واالكتشاؼ بحذؽ وميارة وفنية عالية ..جمع
-6-
55
الرجؿ بيف حب البسطاء وبيف احتراـ قطاعات كثيرة مف المثقفيف وكذلؾ عمى سخط قطاعات أكثر منيـ ربما ألنيـ اندىشوا مما اعتبروه توليفة عجيبة ال يقدر عمييا إال جبار ..كيؼ تكوف فناناً ال خالؼ عمى دوره التجديدي
واضافاتو وعمى ثقافتو ،ويسارياً ال اختالؼ عمى انتمائو لمميمشيف وكيؼ تكوف قريباً طوؿ الوقت مف السمطة وال
تستغني عنؾ أبداً رغـ وضعؾ في السجف حتى !!..كيؼ
يدخمؾ رجاؿ األعماؿ إلى صالوناتيـ ويدخمؾ المعدميف إلى قموبيـ في نفس المحظة ..لـ يستطع الجميع
كتبت في أعياد االستغناء عنؾ ألنؾ تستحؽ وتقدر .. َ ميالد مبارؾ لكنؾ انتقدتو بعنؼ في السنوات األخيرة .. لفت النظر لمسيرة الياللية وأخرجتيا لألعالـ ولقطاعات كانت بعيدة عف بريقيا رغـ اتياـ الباحثيف لؾ بتيميش الطيب " جابر أبو حسيف " ..الخ الخ مف الشائعات والحقائؽ التي التُنسج إال حوؿ الكبار ..في النياية سيبقى ىذا الفناف الكبير صفحة ميمة في مشروع التجديد المصري في القصيدة العامية وفي األغنية وصفحة براقة
-7-
55
القتراب المثقؼ الحاد والواضح مف الحياة المعاشة وتحطيمو ألسطورة البرج العاجي ..
-8-
55
" وجوه إيمان مرسال :األخت التي تكمن
خمف التفاصيل "
كاف الزمف بدايات تسعينات القرف الماضي وبداية مرحمتي الجامعية عندما سمعت اسميا لممرة األولى مقترن ًا باسـ
ادوار الخراط ،والحقيقة أنني لـ أحفؿ بيا بقدر ما أشرت بعيني وقمبي إلدوار ..كنت ساعتيا مبيو اًر بألعابو المغوية وثقافتو الجبارة وتعدد مناحي عطاءاتو مف إبداع – لـ
َم ُّؿ أجرؤ أياميا عمى االعتراؼ بأني ال أستوعبو جيداً وأ َ ظ َرةً ) أيضاً منو بسرعة لكني أُ ِج ُّؿ ىذا اإلبداع إكبا اًر و( َم ْن َ ! -ونقد أدبي ونقد تشكيمي وترجمة الخ الخ ..كتب ادوار عف ديواف إيماف األوؿ " اتصافات " الصادر عاـ 0991 في جريدة الحياة المندنية سنة .. 0990وىو الديواف الذي تستطيع أف تجد فيو اآلخريف بسيولة وال تجد إيماف إال قميالً ،لكنيا سرعاف ما تظير بكامؿ أناقتيا ووىجيا وألقيا
الذي سيدوـ طويالً – في العاـ 0995مع ديواف " ممر
معتـ يصمح لتعمـ الرقص " الصادر عف دار " شرقيات "
-9-
55
التي ارتبطت بعد ذلؾ ومف قبؿ ذلؾ بقميؿ – بالنص الجديد ..كنت في المنتصؼ بيف أسوار الجامعة العالية وبيف الشمس الحارقة الالىبة التي ال ترحـ المكونة مف األسئمة الشاقة واىت اززات اليقيف والبرد والعطش النفسي ، ولـ تكف الجامعة تعني لي بالضبط إال ثالثة أشخاص ميموميف وقمقيف عمى الدواـ رغـ أف األمؿ يحدوىـ في فيـ العالـ والتعاطي معو بوعي ..الروائي الراحؿ محمد ربيع والشاعر والقاص حاتـ جعفر والثالث زائغ النظرات المرتعش الدائـ الذي ىو أنا َ ..م َدانا وأُفُقنا لو حدود ضيقة ومتسعة في ٍ آف واحد :الكتب وشباب حزب التجمع الغاضبيف مف ميادنة الحزب وأكرـ ألفي الشاب ضئيؿ الحجـ الذي كاف يقود الحركة الثورية في بني سويؼ حتى اعتقؿ في زنزانة واحدة مع الفناف عز الديف نجيب في اضط اربات قانوف الممكية الزراعة ورسـ لو بورتريياً رائعاً
في مجمة روزاليوسؼ عمقناه عمى باب الجامعة ولـ يصمد
إال 01دقيقة بالضبط قبؿ أف يمزقو حرس الجامعة .. ووائؿ توفيؽ الذي كاف يحاوؿ مع رفعت السعيد أف يحصؿ
- 10 -
55
لنا عمى دعـ الستمرار نشراتنا التي كنا نقوـ بتصويرىا وتوزيعيا وكاف ساعتيا يرفض وىو يضحؾ ..وفي القمب مف محاوالتنا المحمومة اللتياـ كؿ ما تقع عميو أعيننا وتدبير الكتب الممنوعة والمصادرة والغالية باالستعارة والتصوير – كنا ندرؾ ثالثتنا أننا نريد أف نكتب وفقط .. ربيع يصؿ إلى قناعة بكتابة ساخرة تقمب كؿ ما ىو رسمي ومحترـ وميذب ..وحاتـ وأنا بعدما مألنا ( أجندات كاممة ) بقصائد متأثرة بالسبعينيف ،قررنا أف نضع كؿ ىذا في ( كرتونة ) بعيدة وأف يكتب ك ٌؿ منا
قصائد بال أي ماضي وال قناعة مسبقة ..ىكذا في الييولي الفني ..يعني َيئِسنا مف أنفسنا فقمنا نمسؾ ٍ بقمـ حر وأكثر خفة ونرى ماذا سيكتب بشرط وحيد ىو أف نكتب أنفسنا وأجسادنا وحيواتنا نحف ،التي نحسيا ونشميا ونممسيا ..وىكذا كتبنا قصائد مقشرة ،بسيطة ،بال أي أردية ومعاطؼ وزخارؼ لغوية ..تشتبؾ مع تفاصيمنا الصغيرة التي مف لحـ ودـ ،بال أي تجريدات و ذىنيات و بيموانيات شكمية أرىقتنا نحف قبؿ أي أحد ..ولكف
- 11 -
55
المفارقة أف شجاعتنا وثوريتنا خانتنا بعد عدة محاوالت لعرضيا عمى آخريف ..صرنا نخشى أو نخجؿ أحياناً .. ال مجازات رصينة براقة وال لغة فخمة وال كممات متوىجة ( يسندوف النصوص ) وال إيقاع عمى اإلطالؽ ..
( َذ ِّك ْرنِي بآخر مرة يا حاتـ ؟ أظف قالوا إنيا مجرد خواطر .. ) ..األوغاد ..إلى أف ىمَّت فوؽ الفَ َتي ْي ِف لما تصادؼ أف قرأنا في إحدى المجالت شمساف َّ ،
عرضاً لديوانيف صد ار عف دار شرقيات ىما " ثمة موسيقى تنزؿ الساللـ " لعمي منصور و " ممر معتـ "..إليماف
مرساؿ ..كاف األمر بمثابة ٍ كوب مف النبيذ مف عمى مائدة ٍ ِ آلية ال تعرؼ الكرـ ..حيث فوجئنا أف كتابتنا تشبو
النماذج المطولة المعروضة في المجمة ..ولـ ُن ِّ كذب خب اًر وانتظرنا أوؿ شارات النيار ونزلنا القاىرة وتينا كثي اًر حتى
عدنا بنسخة مف كمييما التيمناىما ونحف نسير في الشوارع
ونصطدـ بالبشر والحوائط الوىمية ..وىكذا أحسسنا أف كتاباتنا اكتسبت مشروعية ما وسبباً حقيقياً لموجود بوجود أصدقاء ِ االثنيف ب ما ،عمى وجو الدقة ..ورغـ أف وس ْر ٌ ْ
- 12 -
55
ينتمياف إلى جيؿ الثمانينات السابؽ عمينا -الحقيقة أف منصور أكبر في العمر كثي اًر وبدأ في النشر مبك اًر جداً - وأنيما نش ار قصائد تفعيمية كثيرة ،إال أنيما صا ار وردتيف
في عروة الكتابة الجديدة ،ليس فقط بالنسبة لنا وانما تحررت بالنسبة لمتسعينيف جميعاً ( ..بعد فترة مف الكتابة ُ مف فكرة التقسيـ الجيمي وصرت أتعامؿ مع كؿ شاعر عمى أنو مشروع في حد ذاتو ال يمتمؾ ألقاً أو إخفاقاً بسبب كونو في حركة ما أو مرحمة عمرية ما أو في تيار أو
اتجاه معيف – رغـ أىمية ىذا في إدراؾ مداخؿ التجربة .. بؿ يرجع األمر في األساس لو ىو ،لشاعريتو وديوانو الكبير الذي يحوي سمت اكتمالو وضفاؼ شواطئو أو عمى العكس ِ الس َّك ِة الضيقة لمقبرتو ..وأصبح كؿ ما أحكيو وغيره ،وكؿ ما نسعى لمعرفتو مف نميمة فنية أو حتى نقداً رصيناً ،رتوشاً ىامة جداً " حوؿ " التجربة وليست
ىي التجربة ..تمؾ التي يتكفؿ بيا النص والنص وحده
وىذا ىو اختباره الدائـ والوجودي )..وسأنحرؼ عامداً عف البيي عمي منصور ،الذي سار في دربو المميز و كتابة
- 13 -
55
قصائد تندىش مف مفارقات الكوف والتاريخ والنفوس ٍ صاؼ وشفاؼ خمؼ السطوح إلى وتبحث عف كؿ ماىو أف وصؿ في أعمالو األخيرة لغايتو وىي مناوشة الروح
التى يراىا مظمومة ببقاءىا مدفونةً خمؼ ال ِج ْمد ..تجربتو الروحية العميقة تمؾ ومقدماتيا الظاىرة منذ البداية ،
وضعتو في موقع " الحكيـ " واألخ األكبر – رغـ مرونة نصو وديناميكيتو -بالنسبة لنا ..أما إيماف فاحتمت موقع األخت ،الصاحبة التي كانت مف سنوات تجمس معنا عمى نفس ( التختة ) والتي يمكف أف تجري وتسبقنا وظميا الصغير يسبؽ ظمنا ،فال نغضب أبداً بؿ نضحؾ ونمد
ليا أيادينا خوفاً مف أف يمسيا العابر بيوائو الساخف بينما تراقب ىي وتختزف بكؿ مكر:..
" جيد تأمل صور الطفولة ُعيد ُّ أن أ َ ُزيح فكرتي المستقرة فقد أ ُ
ٍ لشخص آخر كنت مشروعاً جميالً عن أنني ُ أفس َدتْ ُو رىاناتي الناجحة " َ
- 14 -
55
تنتمي إيماف لفئة مف البشر والمبدعيف يتحموف بنفس سمات ورتوش " األيقونة " أينما حمُّوا وفي أي مرحمة .. كؿ ديواف يصدر ليا نتمقفو ببيجة تميؽ بو " ..المشي أطوؿ وقت ممكف " " ، 0991جغرافيا بديمة " ، 6112 " حتى أتخمى عف فكرة البيوت " 6102الذي قطَّرت فيو
الشعر حتى َّ غير جمدهُ وظير في أىاب السرد وىيئتو وفي ِ ونسيم ِو : .. ريش الحكي " الم أرةُ المكتئبة التي تتحرك في المشيد ليست فقط امرأة وليست فقط مكتئبة ،إنيا تمك المغنية المعتزلة ،أنتم
تعرفون قصتيا ،المخبولة "
أنجبت ولداً صمَت عمى الدكتوراة َس ِع ْد ُ ت فعالً ولما َ لما َح ُ كنت أقوؿ لكؿ مف أقابمو مف األصدقاء ( إيماف َخمِّفت )..
حتى عندما حدثت أزمة اتياميا بالتطبيع لـ أىاجميا وتعاطفت معيا رغـ خرقيا ٍ لثابت َّبراؽ وحقيقي ..
نصوص إيماف ىي ِج ْمد جيمنا ونظارتو الشمسية ثـ نظارتو لمقراءة ..الجيؿ المغترب األبدي :
- 15 -
55
فتح بو " ( أنا وأصدقائي في عزلة ) ىو العنوان الذي َ عمي " اهلل ّْ
جيؿ سقوط اليقينيات والحكايات الكبرى وأزمتو الحقيقية
الكامنة في أف أحداً لـ يحنو عميو تشاؤماً أكثر مف أي
شئ آخر ،ألنو االبف المتولد عف الخراب المموف وأفاعيو ،
الذي اضطر لمغرور والضجيج واالدعاء بأنو األىـ بعد الرواد ،وكونو لـ يتحرر نيائياً كما ظف وادعى -بعدما
يمؽ انزاح المطمؽ واليقيني والثابت مف عمى كاىمو وانما لـ َ إال الفراغ والواقع بفجاجتو ..الجيؿ الذي كاف بارعاً في اختراع موضات مف قبيؿ كتابة الجسد ونفي األيدولوجيا
وباترونات التفاصيؿ الخ الخ ألف المسكيف كاف يريد عف طريقيا أف يحيا أطوؿ ،فتمقؼ حظو الذي أتى بو في وبرداف خائؼ لحظات التحوؿ الدراماتيكية في العالـ وىو ٌ ٌ ومتفاء ٌؿ في نفس الوقت مما جعمو مرتبكاً دائماً وحزيناً بدوف ُّ تصنع :..
ِ تركت بمداً في ٍ الغابة مكان ما ألتمشى في ىذه " أنا التي ُ ِ رب ".. أحمل جث ًة لم ينتبو لغيابيا الس ُ
- 16 -
55
قصائد إيماف التي تبحث عف رفة ٍ عيف بسيطة وحرة ىي قصائدنا ..تمردىا ىو بيوت مرايانا المخدوشة ..أسئمتيا الوجودية ىي جرحنا ووحدتيا ىي ِس ُّرنا ..شجاعتيا في البوح ىي طموحنا ..حتى النكية األيدلوجية السارية في
كتابتيا ،تأتي وكأنيا تعوض تجريدنا ليذا الجانب .. حكمتيا الناقصة دوماً ىي حكمة مف فوجئ بشعيراتو
البيض وتعايش معيا بسرعة بأف تخمى عف النظر في المرآة واستبدلو بالتحديؽ في كفو ..النوستالجيا الفاضحة
تحت تنورتيا ىي حنيننا المجيض كؿ يوـ : " ( ميت عدالن ) قريتي العزيزة الجميمة ،وطني الذي يزورني كل ليمة في الكوابيس "..
لجيميف عمى األقؿ – ىي أكثر إيماف بنت اليامش والعابرة ْ الناس اشمئ از اًز مف فكرة اليالة والبريؽ ..وتقوؿ في
حواراتيا إنيا التممؾ مشروعاً وال تقصد وال تريد ..ولكف
الحقيقة أنيا بسبب يقينيا ىذا كسرت الحواجز بيف الشاعر
والدور والصديؽ والصاحب ...نصوصيا ال تطمح إال
- 17 -
55
إنساف ٍ ٍ ٍ لصداقة مع قار ٍ ٍ بعيد يشبييا : صاحب أو ئ أو " لماذا ال تأتي ؟
ُّ أشك في حزن َك لت عمى قدمي َك أنت و ٌ اقف ماز َ تحفُّظ ".. ٌ أنيق بال َ
ويبدو ال تزاؿ تنجح في ذلؾ ..
- 18 -
55
وحيد يقبعُ في لوحة " كائن ٌ " أحمد يماني ٌ :
كاف الزمف ىو نياية تسعينيات القرف الفائت وكاف النقاش
في جمسة المقيى محتدماً حوؿ قصيدة ألحمد يماني حتى انضممت أنا لممجموعة التي أف الجموس انقسموا فريقيف و ُ كاف عمى رأسيا صديقنا الشاعر فتحي عبد اهلل والتي
كانت ترى أنو ال أطر مسبقة ومحددة وجامدة تحكـ الكتابة الجديدة وأف وصفة " سوزاف برنار" ال تكمف رسالتيا إال في كتب قصيدة أشكاؿ وأنماط الخروج عمييا ..كاف يماني قد َ ُنشرت في إحدى المجالت أفاض فييا في رسـ طقوسو ظر تبتعد بمراحؿ عف التوىج واإلشراؽ الذاتية ،بزاوية َن َ
والحكمية والمجازات الفاقعة بالطبع ،كتابة أقرب لمحكي
أو لمسرد البارد الذي تحس معو أنو ال رسالة معينة بالذات ،تقصد أو تطمح ىذه الكتابة لتوصيميا ،الميـ إال إذا كانت ىذه الكتابة ،بمجافاتيا لمرسولية ،في حد ذاتيا ىي الرسالة ..مف ىذه التفاصيؿ التبوؿ عمى سبيؿ المثاؿ .. ىدؼ كبي اًر وعظيماً وال مغزى بعمؽ البحر ال سمو و ال َ
- 19 -
55
وب ْعد النجوـ وقرب إشعاعات الشمس ..الميـ إال التواصؿ ُ اإلنساني البسيط المجرد مف كؿ أشكاال الياالت .. الصداقة ،بيف شخصيات عادية وواقعية ،مف بينيا وليس عمى رأسيا وال ممي اًز فييا عمى اإلطالؽ ،ذلؾ الشاعر
ٍ بشكؿ وأشباىو المبدعيف الذي َخمَعوا قَُّبعات النور فتنفسوا أفضؿ ..شخوص تقابميا حولؾ في كؿ مكاف وفي كؿ وقت ،لكنيا قد تكوف وحيدة وبالضرورة ...
ص ِّدر أسماء األصدقاء الثالثة إيماف كاف الواقع الثقافي ُي َ مرساؿ وأسامة الديناصوري وأحمد يماني عندما يتحدث عف جيؿ التسعينات ثـ تأتي بقية األسماء ..ذلؾ الجيؿ الذي كاف ساعتيا شاباً وصاخباً ولو مناوئوف أكبر سناً
وأكثر صخباً وقسوة ..ثـ رحؿ الثالثة ،مات الديناصوري وسافرت إيماف وسافر يماني ،ولكف قصائد أسامة كانت
قد بدأت تبني أسطورتيا الذاتية وتثبت في الوعي والذاكرة كمما أعيد اكتشافيا وقصائد إيماف وأخبارىا تصؿ إلينا أوال بأوؿ وكاف الدور عمى يماني الذي أضاؼ الترجمة إلى جوار نصوص أكثر نضجاً وعمقاً وانسانية ..ترجمات
- 20 -
55
منتقاة بعناية ومصاغة بطريقة الشاعر الرىيؼ والحاد معاً
والماكر عمى الدواـ ..كاف ىذا الحراؾ في القاىرة فقط أما في باقي أنحاء مصر فكاف يصعب عميؾ أف تجد مف
يتواصؿ مع دواويف يماني الخارجة مف النشر الخاص ونسخو المحدودة ،ناىيؾ عف قصائده المنشورة غالباً في
مجالت تتفؽ مع ذوقو الخاص ورؤيتو ،مجالت اليامش ،التي تعبر كؿ منيا عف حركة واتجاه يود أف يعيد النظر في الثوابت المتكمسة ..واستمر ىذا الغياب إلى أف أعادت مكتبة األسرة نشر ديواف " أماكف خاطئة " فصرت تتقابؿ مع مف يمدح الجو والتفاصيؿ األوروبية التي يمتقطيا شخص شديد المصرية والحساسية أسمو أحمد
لما أو يندىش آخر مف التماىي بيف األبيض واألسود َّ
تظيره ىذه الذات الشاعرة والمتشظية بما يعني االتساع ،
والمنفتحة عمى زماف ممتبس يخمؽ جغرافيتو كمما تتبدؿ أقنعتيا ومناخاتيا النفسية باألساس ..يعجبوف بالتواصؿ
الذي تـ والصداقة التي َن َمت بيف أ ٍ ُناس ،األلفة والدؼء والحميمية عمى بع ِد خطو ٍ وحيد ات مف ظالليـ .. وكائف ٌ ٌ ُْ
- 21 -
55
بة ٍ باردة وغر ٍ بتالؿ ٍ يقبع في ٍ ٍ ذاتية تشبو ال ِج ْمد لوحة تمتمئ ُ الم َّموه ،ال تغادر وال تغيب ... ُ
- 22 -
55
" سمير درويش :الذي اصطادتو البساطة فأبصر والتحف باألنثى فشاف "
كاف مشروع النشر في ىيئة قصور الثقافة المصرية الذي بدأه حسيف ميراف أواخر القرف الماضي يمثؿ بالنسبة ألمثالي مف القابعيف في األقاليـ والمضروبيف بداء الكتب ، حالً معقوالً حيث تصؿ الكتب ألوؿ مرة إلى مدينتؾ
الصغيرة ،وعبر سالسؿ تتجاوز العشريف فتعود لمنزلكـ
آخر النيار وأنت تحمؿ ما يكفي لسد نيمؾ وتيدئة نيرانؾ الدائمة مرحمياً ،حتى يأتي ميعاد معرض الكتاب أو أي
فرصة لنزوؿ القاىرة .وكاف اليوـ بداية الشير حيث أسمـ
بائع الصحؼ مصروفي لثالثيف يوماً حتى " أسحب منو "
طواؿ األياـ القادمة عندما اقتنيت ديواف " قطوفيا وسيوفي " لسمير درويش ،أظف العاـ كاف ، 0990ولفت نظري
وأنا أتصفحو أنو أكثر تمي اًز في اإلخراج وفي الخطوط
والرسوـ ،وأنو يضـ شع اًر يحمؿ لغةً مجازية فخيمة ،واف
كانت بمحاولة واضحة لالنفالت تظير في بعض األلفاظ
- 23 -
55
البسيطة والموضوعات المتاحة وفي التصريح بأسماء ثقافية مثؿ " حممي سالـ " الذي كاف ساعتيا يمثؿ " كياناً
ثقافياً " مثي اًر بالنسبة لي ..وأذكر أنو مف ضمف المظاىر العفوية لمراىقة وسخونة طالب الجامعة الذي كتب الشعر
العمودي لفترة ثـ التفعيمي لفترة ثـ اختار قصيدة النثر وكأنو يختار طوؽ النجاة الجمالي والوجودي ! أنني ربطت بيف تألؽ الكتاب وبيف اسـ حممي سالـ ،وبدأت أُضيِّؽ عيني وأىميـ وأنا أشفط َنفَ َساً عميقاً مميئاً باألخشاب مابيف َّ مف السيجارة الكيموبات ار وأقوؿ :إف ذكر ىذا الشاب لحممي بالذات ليس مجانياً .قد تربطو بو صمة مباشرة وليست
فنية ..تمميذه ؟ إذف ليذا أوصى عميو ومف ثـ ستصبح أمور مثؿ ىذه تكئة ألف يضمف األستاذ والء التمميذ ،
وأقصد بالوالء أال يخرج عف دائرة تأثيره أو اختياراتو الجمالية ومغامراتو ..عمى العموـ سأتابع ىذا األمر بنفسي وأضع سمير في اختبار دائـ ألرى ىؿ سيخوف أستاذه وينحت مالمحو الخاصة ،أـ سيكسب الكبير صؾ خموده عمى حساب ىذا القادـ ..
- 24 -
55
ثـ أسمع بعدىا بسنوات ،غالباً عاـ ، 0991أف عـ "
أحمد " بائع الصحؼ في مركز" مغاغا " يبيع كتب دار
شرقيات فأركب القطار وأسرع وأشتري كؿ ما وجدتو وبالصدفة كاف مف ضمف الكتب األخرى ديواف " النوارس والكيرباء والدـ " لسمير درويش وىو صادر عف " كتاب إضاءة " 11يعني حممي سالـ .إذف فألق أر ألدرؾ ىؿ استسمـ بالكامؿ أـ أف بذور الخروج طافحة وتُنبي بالخير كؿ الخير تماماً مثمما قاؿ الولد الذي كاف ييتـ بما حوؿ
النصوص ومنتجييا ،بأخبارىـ ومعاركيـ ..باعتبار أنيـ
رحمة السماء الوحيدة لو حيث أنيـ الوحيدوف الذيف يشبيونو ىو الخائؼ مف العالـ المتعالِي المريب والغامض غموض وحش الجبؿ ،.وقرأت قراءتي التفتيشية تمؾ ألجد قصائد متراوحة بيف الوعي القديـ والوعي السبعيني ثـ ال بعينيا تنتمياف إلى أمر آخر تماماً ، قصائد كاممة وجم ً
أمر يخص ىذا اإلنساف ،حزنو وغربتو المكانية التي وسمت روحو وسابت فيو ِج ْم َداً يرتعش لينذر بانفجار ٍ ات ُ ومحاو ٍ الت لقمب اآليات والمعالـ .ثـ أصدر سمير درويش
- 25 -
55
ديواف " الزجاج " عاـ 0999عف ىيئة الكتاب وىي اختباره األوؿ لمعبة النص الواحد الممتد طوؿ الديواف ،وكاف قد أصدر ديواناً عاـ 0992بعنواف " موسيقى لعينيا /
خريؼ لعيني " عف ىيئة الكتاب أيضاً وتاله " كأعمدة
الصواري" عف ىيئة قصور الثقافة 6116وىنا أقوؿ أف نياية المرحمة الفنية األولى مف حياة ىذا الشاعر قد أزؼ
أوانيا ،مرحمة الشاعر الثمانيني الذي يصنع شع اًر ينتمي
لتقنيات وسمات كتابية عامة ،في جيؿ تكاتؼ ربما بدوف اتفاؽ ،لتكوف لقصيدتو سمات مميزة ،تخصو ىو ويعرؼ
بيا وتعرؼ بو ،ليس ألف ىذا يحمؿ تحققاً ورسماً لطري ٍ ؽ
ال موازياً لجيؿ ومسارب ..الخ ،فقط ،ولكف ليصنع ثق ً
السبعينات ،الصاخب ،الذي يمأل المشيد شع اًر ونقداً ٍ وحكايات ومعارؾ .معو أو ضده .تراه حمقة ىامة في
مسيرة الشعر المصري أو حج اًراً مدبباًاً وغريباً في نيرىا .. أنت حر .لكف كيؼ تتاح لؾ رفاىية أف تتجاىمو .
باإليماف أو بالنقض أنت معو ،بالطبع دوف إغفاؿ الفروؽ
- 26 -
55
الطبيعية – بؿ الواجبة – بيف مشروع كؿ شاعر وآخر في ىذا الجيؿ أو اآلخر أو عموماً ..
سمير درويش طواؿ ىذه السنوات كاف يبحث عف سمير درويش ،عف الخروج واالنعتاؽ مف ذاتو المثقمة بتاريخ الشعر العربي كمو إلى ذاتو التي تكتشؼ الشعرػ وىي
تتنفس مع السماء وسط زحاـ المارة .كنت أحس في
دواوينو السابؽ ذكرىا " بضراوٍة " ما .كاف يضرب في كؿ اتجاه .يجرب بعصبية المحب الغيور الذي كمما أمسؾ العصي ،وكنت بطيؼ الحبيبة يروغ الجسد وتجاذبو ثوبيا ِّ ويقترؼ حتى يقترؼ ليذا أراه شاع اًر حقيقياً ميموماً وقمقاً ُ ُ َّ تيؿ لحظة الخيانة الكبرى التي توجِّو الخيانات الصغيرة
َّ ٍّ ب في نيرىا ،والى مصب البد أف يكوف نائياً وعصياً َ .ج َّر َ القصائد القصيرة والطويمة التي تعتمد عمى اإلصاتة والتي تمتحؼ بالمجاز الصادـ ،المتكئة عمى الواقع العربي وتمؾ التي تمتح مف االتساع الثقافي الغربي ..التي تتكئ عمى الذات ،أو التي تدلؼ مف العالـ لمذات المتثاقفة أو المباشرة ..الخ الخ لكف بطريقو تماثؿ الشاعر القديـ الذي
- 27 -
55
كاف يجيد الكتابة في كؿ " األغراض " ليذا فكمما قابمتو بالصدفة ،وأىديتو عمالً لي يرمي ببصره عمى ديوانو ىو
ويسألني " ما ىي مساحة رضاؾ عف الدواويف السابقة "..
كاف يسأؿ نفسو في الحقيقة ويستجدي أحداقو البندولية أف تكؼ عف الحركة قميالً .وتوقؼ بالفعؿ وسافر لمسعودية وقضى خمس سنو ٍ وكتب " خمس ات حج معيا إلى الرواية َ ٍ سنو ٍ رممية " المكتوبة برىافة القسوة وقتميا المستمر . ات أصدرىا 6112ثـ مرت بعدىا أىـ ثالث سنوات في ظني ألنيا التي ستشيد إمساكو ػبػ " مدخمو ِ وس َّكتَوُ ىو " لمتعبير واعادة صياغة العالـ عمى ىيئة قصيدة .. المرحمة الثانية التي أراىا األنضج واألكثر ثراء وغنى وفخاخاً أيضاً ،والتي أعمف فييا اعتماده طريقة "
اليوميات " – قد يحؽ لنا أف نستدعي إعالنات سعدي
يوسؼ عندما صرح بأنو ليس شاع اًر وانما " ُم َد ِّوف حياة "عندما سؤؿ عف يومياتو المتوالية والتي قد تتشابو أو تحمؿ فني ًة باىتة ،ولكف ىييات بيف كؿ ىذا السفر والتنقؿ
والوجوه والحيوات التي تتحوؿ دائماً وتكوف زاداً ليذه المعبة
- 28 -
55
الشاقة والممتعة عند سعدي ،وبيف ظروؼ أي شاعر " غمباف " عندنا .يكوف األمر أصعب ،وربما تكوف النتائج أكثر عمقاً وفنية ،وىذا ىو الرىاف واالمتحاف الدائـ –
وكذلؾ حسمت نيائياً تراوحاتو الجمالية نحو القصيدة الخاـ البعيدة عف أي حذلقات شكمية واكتظاظ بالغي ولكنيا تَ ِعد – بانفتاحيا عمى كؿ الفنوف وأشكاؿ التعبير وتسامحيا
ٍ سطر بمخابئ وكنوز وكونيا ضد أي قطعية – في كؿ ،والتي تكسر أي مقدسات فنية تاريخية كانت تمنعو مف ٍ موضوعات و ٍ ألعاب بعينيا بحجة البعد عف " طَ ْرؽ الفخامة " والبريؽ المغوي الذي يمأل ال ِج ْمد والمالبس واف كاف ال يدخؿ إلى الروح .قصيدة ال تتخمى عف المجاز
الجزئي واف كانت تميؿ نحو المجاز الكمي .قصيدة تساوي في القيمة بيف المبتذؿ والعادي ،والمتعالي .بيف
أي ٍ لساف وبيف الحكي أي مف تجمياتيا وعمى ِ الفمسفة في ٍ
..قصيدة ترى الشعر في خصمة ضائعة وسط كالـ بائعي مترو األنفاؽ بالضبط كما تراىا في سطو ٍح يتموى بالشمس الحارقة .ىذه المرحمة بدأت بديواف " يوميات قائد
- 29 -
55
فني َع َّ ض األوركست ار " 6111الذي صار َم ْعَب اًر الندياح ٍ ٍ عميو سمير بالنواجذ .األنثى التي كانت مقدسة في الماضي – حتى في قصيدتو ىو وا ْف بدرجات -ورضيت أخي اًر أف تتحوؿ قداستيا وأسطوريتيا إلى ٍ لحـ ودـ ،إلى ٍ ٍ حاوَر درويش ىذا الكائف الذي طعاـ ورائحة ومممس َ . رس َـ كونو الخاص اختصر بو الكوف وأعاد بو َ وع ْب َر ثناياهُ َ َ .ع ْب َر تفاصيؿ المرأة ووجوىيا المتعددة وأحواليا وحاالتيا وتشظييا واكتماليا ونقصيا وموتيا وصعودىا .عبر
ؼ جسدىا الذي أعطى الشاعر مفاتيحو وصفَّ َ َ فاستنشؽ َ َش ْعر الكائنات جميعيـ وطار بيـ ومعيـ نحو الجنة
والجحي .أنجز في مغامرتو الكبرى ىذه عدة دواويف " مف أجؿ امرٍأة عابرة " " ، 6119تصطاد الشياطيف " 6100 " ،سأكوف ليوناردو دافنشي " " ،غراـ افتراضي " 6102 " في عناؽ الموسيقى " " ، 6102أبيض شفاؼ " 6105
..ال يفرؽ كثي اًر إف كاف يمسكيا مف ثوبيا أو حنجرتيا أو حتى وعييا ،في قصائد قصيرة يؤرخيا ويحددىا أو
يحاذييا ثـ يسكنيا ويحتميا بالكمية في قصائد طويمة تحتؿ
- 30 -
55
مشيد الديواف بالكامؿ ..واآلف تستطيع أف تتابع شاع اًر طاوعتو المغة َّ ومكنتو مف قدس أقداسيا يكتب شع اًر أو
يعمؽ عمى حدث ما ..يصؼ يوميات مرضو في المستشفى بقصائد ال تقؿ عذوبة عف قَص ِ ِّو لسيرتو الذاتية. ٍ صيؼ خمع سمير درويش أردية الشتاء الثقيمة فانطمؽ في لما دائـ ويعد حتماً بكؿ قريب وحميمي ومغامر .وختاماً َّ ،
وقمت كـ ابتسمت كتب سمير مقاالً ينتقد فيو حممي سالـ ُ ُ ِ عر ..وربما ليذا ىو ىو ٌ ماكر طوؿ الزماف ،ىذا الش ُ
ٍ مغو .
- 31 -
55
- 32 -
55
" خالد الصاوي أو مقاومتنا الفاتنة لمفناء " عمي الصديؽ ويدخموف َّ كنت أرقد مريضاً واذا بالباب يدؽ ُ شاعر العامية جاسر جماؿ الديف ومعو أحد األشخاص .. كاف ىذا الموقؼ في تسعينيات القرف الماضي وكاف الشخص اآلخر ىو خالد محمد الصاوي الذي كنت أراه لممرة األولى ..بمجرد معرفتو أف أحد أصدقاء جاسر مريض انتفض وقاؿ نذىب لعيادتو ولو كاف في بمد آخر ولو كنت ال أعرفو ..عالقة خالد الصاوي بالجدعنة والرجولة والشيامة قديمة ومتأصمة ومكوف رئيسي في شخصيتو و يندر أف تجد شخصاً مف ضمف دائرة حياتو
وال يحمؿ في قمبو فائضاً مف االمتناف لوجود ىكذا شخص في حياتنا ..تحس بجواره باألماف وبأنو لف يتركؾ أبداً
حتى آخر قطرة في دمو وبالعكس سيياجمؾ بعنؼ إف
كنت مخطئاً ..شخص مبدأي في أوساط المثقفيف ؟ بعد ِع ْش َرة عشريف عاماً معيـ أعتبر ىذا األمر ناد اًر ألنيـ الفئة األخطر بقدرتيا عمى فعؿ التبرير وفمسفة األمور
- 33 -
55
واضفاء المشروعية عمى الموقؼ و عكسو ونقيضو كذلؾ ..كاف الوجو األوؿ لخالد الصاوي الذي عرفتو بو ىو وجو السياسي المحرض نصير الفقراء وىو الدور والوجو الذي لـ يتخؿ عنو أبداً حتى أنني كنت أىاتفو أثناء وبعد
ثورة يناير وفي موجاتيا التالية راجياً إياه أف ييدأ وأف
يرتاح قميال قائالً خفؼ الوطء أرجوؾ ..كاف وىو المريض يبدأ المظاىرة وال يتركيا إال وىي محتدمة حتى لو كاف
المشيد في نياية النيار ىو كونو مغشياً عميو ومحموالً مف ٍ أياد مرتعشة والجميع يقوؿ أبقو يارب ..وارتبط بوجيو السياسي وجو الباحث في اإلسالميات وأنجز بحثاً ممتا اًز
نشره في كتابو األوؿ ويعكؼ حالياً عمى آخر ينحاز فيو لكؿ ما ىو مستنير وصالح لالستمرار ويق أر شرطو
التاريخي في التجربة الدينية ..ثـ أبت قدرتو عمى التحميؿ وكذلؾ عالقتو المستمرة بالثقافة إال أف تأخذ وجو الناقد الرصيف الذي يحب العمؿ أوالً ويتقمص شخصية كاتبو
فإذا باألعماؿ تبوح وتعطي أسرارىا لذلؾ المريد ،فأنجز
دراسات في شعر العامية المصرية أصدرىا في كتاب ولو
- 34 -
55
آخر يجمع دراسات الفصحى ..لكف ىؿ انتيت الوجوه المتعددة ليذه الشخصية الفريدة ؟ بالقطع ال يميؽ بمف كاف مثمو ىذا ..فخالد شاعر كذلؾ وناشط ثقافي مثمما ىو ناشط سياسي ..فجمع بيف الكتابة وبيف محاولة ترجمة الرؤى التنويرية إلى طريؽ وطريقة في األداء والعمؿ وكاف مف حسف حظ الثقافة في بني سويؼ وخاصة بعد محرقة قصر الثقافة التي أصابتنا جميعاً في مقتؿ أف نكوف نحف ال لمنضاؿ فكاف يتصؿ بنا وتكوف الثقافة ِو ْجية لو ومح ً
ويحمسنا ويقترح البرامج الثقافية ويعمف بشكؿ صريح أف ِّ
االنتصار عمى الموت ال يكوف إال بالحياة ..ستجد اسمو
ونشاطو ودمو كذلؾ في كؿ ما تـ في بني سويؼ في السنوات األخيرة مف أنشطة ثقافية سواء في المؤسسة الرسمية أو في مؤسسات المجتمع المدني رغـ نوبات مرضو المتعددة ( وكيؼ ال يمرض وىو يضع وطنو في روحو ويسقيو ويرويو كؿ شمس – أقصد ىذه الجممة
- 35 -
55
بحرفيتيا ودوف مجازات) ..خالد الصاوي َسمِ َـ وسمِ َـ قمبؾ الكبير يا رفيؽ .. الصادؽ َ
- 36 -
ؾ وعي َ
55
جذور - 37 -
55
- 38 -
55
" بيوت مصر وروحيا الندية ".. إذا نظرنػػا لمتجمعػػات العمرانيػػة المصػرية وأماكنيػػا سػػنجد أف التقس ػ ػ ػػيـ اإلداري العتي ػ ػ ػػد يقس ػ ػ ػػـ الدول ػ ػ ػػة تقس ػ ػ ػػيماً ىرميػ ػ ػ ػاً : محافظات كبيرة ذات ىيئػة مركزيػة كالقػاىرة واإلسػكندرية ثػـ
محافظػ ػ ػػات أصػ ػ ػػغر فػ ػ ػػي المسػ ػ ػػاحة واإلمكانيػ ػ ػػات و عمػ ػ ػػى الي ػػامش منيم ػػا من ػػاطؽ عشػ ػوائية ت ػػأوي أع ػػداداً كبيػ ػرة م ػػف
البشػػر بعيػػدة بشػػكؿ عػػاـ عػػف النظػػاـ لكنيػػا بطبيعػػة األمػػور تبنػ ػػي نظاميػ ػػا الخػ ػػاص ثػ ػػـ الم اركػ ػػز األقػ ػػرب ؿ ( المدينػ ػػة الكبيرة ) ثـ القػرى ثػـ العػزب والكفػور والنجػوع ..واذا ركزنػا نظرنػػا عمػػى األخي ػرة -ربمػػا بسػػبب الحنػػيف -نجػػد أنػػو قػػد يتصػػادؼ أف تكػػوف كػػؿ منػػازؿ العزبػػة أو النجػػع تنتمػػي فػػي األسػ ػػاس القريػ ػػب أو البعيػ ػػد لمؤسػ ػػس واحػ ػػد أو جػ ػػد أوؿ أو مؤس ػػس ألسػ ػرة كبي ػ ػرة أول ػػى ..فتك ػػوف بدايػ ػػة تك ػػويف العزبػ ػػة ( بيت واحد ) كما يقاؿ ،ثـ تفرع وتعددت البيػوت المنتميػة إليو ..فتسمع مف يقوؿ إف عػزبتيـ كانػت فػي األصػؿ بيػت
الحاج فالف – الػذي قػد يكػوف نازحػاً مػف مكػاف آخػر بعيػد-
- 39 -
55
ثػ ػػـ أصػ ػػبحت العزبػ ػػة حالي ػ ػاً ثالثػ ػػيف بيت ػ ػاً كبي ػ ػ اًر وكميػ ػػـ أوالد عمومػ ػػة ..والعصػ ػػبية والق اربػ ػػة ليػ ػػا اعتبػ ػػار أقػ ػػرب لمقداسػ ػػة
والمعتقد حتى اآلف . كانػ ػػت البيػ ػػوت قػ ػػديماً مكونػ ػػة م ػ ػف الطػ ػػوب المبنػ ػػي ويسػ ػػمى ( الطيف األخضر :الني ) فكانت تصنع ( معجنػة ) مخمػرة
بػػالتراب والتػػبف – المتخمػػؼ م ػػف الز ارعػػة وىػػو نفسػػو غ ػػذاء لمحيػ ػواف -ث ػػـ ُيت ػػرؾ العج ػػيف لع ػػدة أي ػػاـ ف ػػي الش ػػمس حت ػػى ص ػػب فيي ػػا ى ػػذا الطم ػػي يتخم ػػر وتُص ػػنع قوال ػػب خش ػػبية ُ وي َ
ويتػػرؾ ليجػػؼ ثػػـ تُبنػػى بػػو البيػػوت ..ومميػزات ىػػذا الطػػوب ُ ػس وي ِح ُّ أنػو رطػب وبػارد فػي الصػيؼ ومحتمػؿ فػي الشػتاء ( ُ اإلنس ػػاف باأللف ػػة م ػػع ى ػػذه البي ػػوت الطيني ػػة ألف اإلنس ػػاف – حسب المعتقػد الػدينيُ -خمػؽ مػف الطػيف ) ويمسػؾ بػيف كػؿ طوبػػة وأخػػرى طمػػي لبنػػي فيتماسػػؾ البنيػػاف ..ثػػـ دؽ نفيػػر الحضػػارة وتحولػػت م ػواد البنػػاء إلػػى األقػػؿ طبيعيػػة واألكثػػر ماديػػة – إف صػػح التعبيػػر -فكػػانوا يصػػنعوف مػػا يسػػمى ب ( القُ ْمػ ػراف ..جم ػػع قَمي ػػر) وتس ػػمى طينتي ػػا ( ُح ْم ػ َػرة ) وى ػػي ( كسػػر الطػػوب األحمػػر المفتػػت ومعيػػا جيػػر أبػػيض ) وىػػذا
- 40 -
55
الخمػػيط ىػػو المػػازج بػػيف الطػػوب األحمػػر الػػذي ينضػػج فػػي النػػار ..كػػاف ذلػػؾ قبػػؿ وجػػود مصػػانع الطػػوب األحمػػر ذات الشػ ػػكؿ االسػ ػػطواني الطويػ ػػؿ التػ ػػي تشػ ػػبو البػ ػػرج ويتصػ ػػاعد دخانيا األسود في السماء ..ىذا الطوب األحمػر كػاف قبػؿ ىػػذه المصػػانع ُيصػػنع يػػدوياً :تُبنػػى كتمػػة مػػف الطػػوب المبنػػي ينف ػػتح بي ػػا ( عي ػػوف ) م ػػف أس ػػفؿ ،توض ػػع بي ػػا ( ال ػػبالؾ ويتػرؾ ىػذا ويشعؿ فييا النار ثالثيف يوماً تقريبػاً ُ ، األسود ) ُ الطػػوب ليبػػرد (مػػع مالحظػػة أنػػو ُيَبػ َّػرد بػػدوف مػػاء) ..ونعػػود لكالـ الجدود الذيف فزعوا مف الطوب األحمػر ألنػو ( قاسػي
) و ُيصػ ػػنع مػ ػػف النػ ػػار أمػ ػػا الطػ ػػوب المبنػ ػػي فمػ ػػيِّف وأقػ ػػرب لإلنس ػػاف ..لي ػػذا ق ػػاوموا الط ػػوب الحػ ػراري لفتػ ػرات لص ػػالح
الط ػػوب المبن ػػي ..وبع ػػدما زحف ػػت المدنيػ ػة وف ػػرض الط ػػوب ػت تسػػتمع لمصمصػػة الشػػفاه والغضػػب الح ػراري نفسػػو ،كنػ َ عمى ىذا اإلنساف الذي يبتعد ( عف أصمو ) ..ىذا اإلنساف الػ ػػذي يعبػ ػػث فػ ػػي الطبيعػ ػػة ويفسػ ػػد بكارتيػ ػػا ويخػ ػػرج خبثيػ ػػا المخبػػوء ..ويحػػؿ أواف ىػػذه الحكمػػة مػػع اشػػتداد الحػ اررة فػػي الصػػيؼ ..فمػػو رش النػػاس المػػاء عمػػى حػوائط البيػػوت تيػػؿ
- 41 -
55
النسػػمات الطريػػة لكػػف مػػع الطػػوب الحػراري ،مػػف أيػػف تػػأتي النسػػمات واألسػػاس ( نػػاري ) !! تحولػػت البيػػوت إذف مػػف البيػػوت الطينيػػة إلػػى الحديثػػة فػػي أغمػػب الم اركػػز والمػػدف ثػػـ فػػي القػػرى لكنػػؾ تجػػدىا أيض ػاً فػػي المػػدف الكبي ػرة ذاتيػػا فػػي
بعػ ػػض األزقػ ػػة والح ػ ػواري الضػ ػػيقة وكػ ػػذلؾ منػ ػػاطؽ وش ػ ػوارع كامم ػػة ف ػػي الق ػػرى والع ػػزب ..وي ػػدؿ اس ػػتمرار ى ػػذه البي ػػوت الطينيػػة عمػػى الفقػػر المػػدقع وتػػدني مسػػتوى الػػدخؿ ..حيػػث أف أوؿ مظػػاىر تحسػػف الػػدخؿ وأوؿ خطػػوة وأكبػػر حمػػـ فػػي األمػػاكف الطػػاردة لمعمالػػة ،وبعػػد السػػفر لمعمػػؿ فػػي القػػاىرة واإلس ػػكندرية وغيرىم ػػا م ػػف المحافظ ػػات الكبيػ ػرة ،ث ػػـ ال ػػدوؿ العربيػ ػػة بعػ ػػد مرحمػ ػػة السػ ػػبعينات -ىػ ػػو بنػ ػػاء بيػ ػػت حػ ػػديث يسػ ػ ػػمح ببنػ ػ ػػاء أدوار فوقػ ػ ػػو لسػ ػ ػػكف األوالد ..ىػ ػ ػػذه البيػ ػ ػػوت الحديثػػة يسػػمييا الروائيػػوف المص ػريوف ،خاصػػة فػػي أجيػػاؿ السػ ػ ػ ػػتينيات والسػ ػ ػ ػػبعينيات ( العمػ ػ ػ ػػب األسػ ػ ػ ػػمنتية ) ألنيػ ػ ػ ػػا اس ػػتبدلت البس ػػاطة والطيب ػػة – وك ػػذلؾ الق ػػرب م ػػف الطبيع ػػة وصحة اإلنساف -بالبرود والقبح وانفراط عقد التواد والتػراحـ واسػ ػ ػػتبدالو بوحػ ػ ػػدة اإلنسػ ػ ػػاف واكتفػ ػ ػػاءه بنفسػ ػ ػػو فػ ػ ػػي سػ ػ ػػجنو
- 42 -
55
األسمنتي المسػمط ..ومػف الوحػدات التػي فقػدىا النػازح مػف القريػػة إلػػى المدينػػة :الفػػرف الطينػػي ،الػػذي يقػػاد مػػف عفػػش البػ ػ ػػوص وروث البيػ ػ ػػائـ والػ ػ ػػذي كػ ػ ػػانوا ينػ ػ ػػاموف فوقػ ػ ػػو فػ ػ ػػي الشتاء .. كانػ ػت البي ػػوت الس ػػويفية القديم ػػة -الكبيػ ػرة مني ػػا بال ػػذات - تتمي ػػز بالس ػػقوؼ العالي ػػة وذل ػػؾ لزي ػػادة التيوي ػػة – أو لك ػػي يػػدور الي ػواء براحتػػو وبػػال ح ػواجز كمػػا كػػاف يقػػاؿ -وكانػػت الحيطػػاف عريضػػة والنوافػػذ عاليػػة يصػػؿ بعضػػيا ؿ 6متػػر طػػوؿ x 0.51متػػر عػػرض واألسػػقؼ كانػػت قػػديماً تُصػػنع م ػ ػػف الخش ػ ػػب ( ع ػ ػػروؽ رفيع ػ ػػة وطويم ػ ػػة وألػ ػ ػواح مس ػ ػػطحة
وعريضة ) وقػديماً أكثػر ،كانػت ىػذه األخشػاب مػف ( حػزـ
جريػ ػ ػػد النخيػ ػ ػػؿ الناشػ ػ ػػؼ ) ..وتتميػ ػ ػػز األخشػ ػ ػػاب بالمتانػ ػ ػػة والمرونػػة بمػػا يسػػمح بتعػػدد األدوار المعقػػوؿ ..لكػػف األمػػر اختمؼ كمية في المباني الحديثة فأصبحت التقسػيمات أشػبو بالمربعػػات األضػػيؽ وسػػيئة التيويػػة وبالتػػالي بػػرزت مشػػكمة الح اررة التي تحتاج معيا البيوت لممراوح والتكييػؼ بعػد ذلػؾ
وىو ما لـ يكف مطروحاً قديماً ..وعمومػاً يحػب المصػريوف
- 43 -
55
أف تكػػوف بيػػوتيـ ( َب ْحريػػة ) وليسػػت ( ِقْبميػػة ) أي أف يكػػوف البيت أقرب التجاه الشماؿ وليس لمجنػوب تجاوبػاً مػع اتجػاه
سير اليواء الطبيعي ...
بالنسػػبة لمػػدىاف كػػاف قػػديماً مػػف الجيػػر األبػػيض وبعػػد ذلػػؾ أصبحت طبقة مف البالستيؾ تمتزج بػو لتضػمف لػو العػيش
أطوؿ ثـ دخمت الػدىانات الحديثػة وتنوعػت طرقيػا وألوانيػا ..وكان ػػت اإلض ػػاءة عب ػػارة ع ػػف لمب ػػة بشػ ػريط م ػػف القط ػػف والغػػاز األبػػيض فػػي عمبػػة زجاجيػػة و بيػػا رأس زجػػاجي أقػػؿ السػ ػ ْػمؾ فػ ػػي أعالىػ ػػا ..وعنػ ػػد تواجػ ػػد الضػ ػػيوؼ كػ ػػاف فػ ػػي ُ أصػػحاب البيػػوت يطمبػػوف مػػف بعضػػيـ ( فػػانوس َّ بكبػػاس ) وبداخمو ( رتينة ) وىي ( ِفتَؿ ح ارريػة ) تخمػؽ إضػاءة أقػوى
..ث ػػـ دخم ػػت الكيرب ػػاء ك ػػؿ البي ػػوت واألم ػػاكف ..وتختم ػػؼ
منػػازؿ العػػائالت الكبي ػرة س ػواء فػػي المػػدف أو فػػي التجمعػػات األص ػػغر ع ػػف بي ػػوت الفقػ ػراء ،حي ػػث تك ػػوف األخيػ ػرة ع ػػادةً أق ػ ػػرب لمتش ػ ػػابو والتماث ػ ػػؿ والعادي ػ ػػة والبس ػ ػػاطة ف ػ ػػي تكويني ػ ػػا المعم ػ ػػاري أم ػ ػػا األول ػ ػػى فتُش ػ ػ ِ ػاىد فيي ػ ػػا نقوشػ ػ ػاً روماني ػ ػػة أو
منحوتػػات ألطفػػاؿ أقػػرب لممالئكػػة وتماثيػػؿ متفاوتػػة األحجػػاـ
- 44 -
55
عم ػػى ب ػػدايات س ػػاللـ الم ػػداخؿ وورود منحوت ػػة عم ػػى النواف ػػذ التػ ػػي يصػ ػػؿ حجميػ ػػا فػ ػػي البيوتػ ػػات العريقػ ػػة لحجػ ػػـ وطػ ػػوؿ اإلنساف ذاتػو ،وتكػوف األبػواب مػف فػوؽ عمػى ىيئػة نصػؼ دائرة أو مسػطحة ويكػوف المػزالج عمػى شػكؿ تمسػاح أو أبػو اليوؿ أو كػؼ مضػمومة تحمػؿ كػرة ..غػرؼ ىػذه القصػور متسعة جداً والسقؼ عاؿ تزينػو الرسػوـ والنقػوش ..وتسػمى غرؼ الدور األوؿ ( المنادر ..جمع مندرة ) وىي الغػرؼ المع ػػدة لمض ػػيوؼ دائم ػػي حض ػػور األمس ػػيات الص ػػيفية ،أو لضػػيوؼ المناسػػبات ..ويكػػوف بيػػذا الػػدور المطػػبخ وممحػػؽ بو غرؼ لمخزيف وكذلؾ أكثر مػف دورة ميػاه ( كانػت تسػمى " المح ػػؿ" أو بي ػػت ال ارح ػػة ) أم ػػا ال ػػدور الث ػػاني المع ػػد لمن ػػوـ فتتجاور فيو غرؼ النوـ المتعػددة وبينيػا ( طُ ُرقػات ..جمػع طُ ْرقػػة وىػػي الممػػر بػػيف وحػػدتيف ) وحمامػػات ..ي ػربط بػػيف الػدوريف سػمـ ضػخـ دائػري عػػادة ومػزيف بػالنقوش فػي بدايتػػو
تمثػ ػػاؿ وعنػ ػػد نيايتػ ػػو كػ ػػذلؾ ودرجاتػ ػػو واسػ ػػعة وعريضػ ػػة .. وتتميز البمكونات بأنيػا عػادة عمػى شػكؿ نصػؼ دائػرة كبيػرة ومتسعة ومزينة طبعاً بػالنقوش وعاليػة بشػكؿ ممفػت ( لتطػؿ
- 45 -
55
عم ػػى الخ ػػدـ والفقػ ػراء م ػػف َع ػ ٍػؿ ! ) لك ػػف المش ػػيد المؤس ػػؼ والمحزف أف يرى المرء عممية ىدـ لبيػت بمثػؿ ىػذه الفخامػة وىػػذا الفػػف والجمػػاؿ واإلتقػػاف الفنػػي الممفػػت فػػي سػػبيؿ بنػػاء عمارة سكنية تتكوف مػف عػدة طوبػؽ متماثمػة مت ارصػة كأنيػا عمب بال فرؽ بينيا وال تمييز .. ك ػ ػػاف الجمي ػ ػػع – سػ ػ ػواء ف ػ ػػي الم ػ ػػدف أو الق ػ ػػرى الس ػ ػػويفية – يحرصػػوف عم ػػى تػ ػزييف واجي ػػات المب ػػاني ب ػػالنقوش والرس ػػوـ فنقاب ػػؿ م ػػثال رس ػػماً
( لمزن ػػاتي خميف ػػة ) بتكوين ػػو األق ػػرب
لمس ػػبع وشػ ػواربو الطويم ػػة ..أو ي ػػنقش الش ػػخص وى ػػو يبن ػػي منزلػػو صػػورة ثعبػػاف أو حمامػػة وىػػي أمػػور متوارثػػة مػػف أيػػاـ الفراعنػػة ،أو رسػػـ ( مػػار جػػرجس ) وىػػو يصػػرع التنػػيف و نق ػ ػ ػػش لمص ػ ػ ػػميب ف ػ ػ ػػوؽ الب ػ ػ ػػاب الرئيس ػ ػ ػػي ،ى ػ ػ ػػذا بالنس ػ ػ ػػبة لممس ػػيحييف ..ويعتب ػػر الح ػػج وزي ػػارة الكعب ػػة والرس ػػوؿ عن ػػد المسمميف ىو الفرحة الحقيقية ،فتجد رسػمة البػاخرة ( حاليػاً الطائرة ) عمى واجية البيت وبجوارىػا صػورة الكعبػة وتكتػب
عبػػارات مػػف عينػػة حػػديث الرسػػوؿ ( ص ) " مػػف زار قبػػري وجبػػت لػػو شػػفاعتي " أو " جيتػػؾ يػػا نبػػي اهلل " أو " مقامنػػا
- 46 -
55
بقػػى عػػالي بزيػػارة النبػػي الغػػالي " و كػػذلؾ " ألػػؼ مبػػروؾ يػػا حاجة فالنة " أو " الحاج فالف " ..مػع تغمػيظ كممػة الحػاج أو الحاجة في الكتابة ..وعند خروج ىذا الحاج أو الحاجػة إلػى السػػفر المقػدس يتوافػػد أىػالي البمػػدة جميعػاً لمسػػالـ عميػػو
وق ػراءة الفاتحػػة معػػو عمػػى أف يػػدعو ليػػـ ويخػػرج الحػػاج فػػي زفػػة إلػػى مكػػاف مغادرتػػو ،وتتكػػرر نفػػس الطقػػوس إذا عػػاد فالجميع يستقبمو والجميع يصير بعدىا يتبرؾ بػو وال ينادونػو بدوف المقب الغالي " الحاج " ..
وعنػدما نػػذكر الػػزواج نتػػذكر أف شػكمو الوحيػػد قػػديماً كػػاف أف ُيم ػ َػنح ك ػػؿ ول ػػد غرف ػػة تس ػػمى ( مقع ػػد ) ف ػػي نف ػػس البي ػػت ، فوجود األسرة كميا في حيز واحد ىػو الطبيعػي والمعتػاد أمػا سػ ػػكنى الولػ ػػد بعيػ ػػداً عػ ػػف أبيػ ػػو فداللػ ػػة عمػ ػػى عقػ ػػوؽ االبػ ػػف وغضب الوالػد عميػو ..وميمػا كػاف عػدد أوالد األسػرة الػذيف
ىـ نتاج زواج األبناء ،كبي اًر ،إال أف الجميػع كػاف يحػرص عمػػى التجمػػع فػػي أوقػػات الطعػػاـ ( عمػػى طبميػػة واحػػدة ) .. وفي األعياد يجمس الجد الكبير في الصدارة ويتػدافع األوالد واألحفػػاد ليأخػػذوا ( العيديػػة ) بعػػد تقبيػػؿ يػػد كبيػػر العائمػػة ..
- 47 -
55
وتجدر اإلشارة ىنػا أنػو ،إف كػاف لمرجػؿ الصػدارة واالحتػراـ المبػػدئي والطبيعػػي غيػػر القابػػؿ لمتغيػػر والتبػػدؿ إال أف المػرأة سػواء فػػي المػػدف أو فػػي القػػرى و النجػػوع و مػػا شػػابو ،ىػػي المحرؾ الحقيقي لكؿ األمور الحياتيػة حتػى ال ينػزؿ الرجػاؿ لمستوى المياـ الصغيرة حيث يكفييـ الزراعة ( التي تعػاوف الم ػ ػرأة فييػ ػػا أيض ػ ػاً !) ..ولوقػ ػ ٍ ػت قريػ ػػب كػ ػػاف أىػ ػػؿ الػ ػػبالد
الصػػغيرة ال يرحبػػوف بتحديػػد النسػػؿ لسػػبب قػػديـ يتجػػدد مػػع ثبػػات األح ػواؿ الصػػعبة ىػػو أف يسػػاىـ الجميػػع ( بمػػا فػػييـ األوالد ) فػ ػػي تسػ ػػيير سػ ػػفينة األس ػ ػرة االقتصػ ػػادية ..فػ ػػي النياية سنجد أف مصػر ال ازلػت تتبػع الترتيػب ( الييراركػي ) :فالقاعػػدة ىػػي المػػدف الكبيػػرة التػػي تتمتػػع بوجػػود المصػػالح الحكوميػػة المركزيػػة وتػوافر فػػرص العمػػؿ ثػػـ المحافظػػات ثػػـ الم ارك ػ ػػز ث ػ ػػـ الق ػ ػػرى ث ػ ػػـ الكف ػ ػػور والنج ػ ػػوع والع ػ ػػزب ..لك ػ ػػف اليجػرات الداخميػػة والخارجيػػة وتغيػػر أنمػػاط وأشػػكاؿ الكسػػب وفرص العمؿ وثورة االتصاالت وتطور وسائؿ المواصػالت
يغير ويبدؿ في التركيب الديموجرافي بػؿ ويعيػد رسػـ وانتػاج
- 48 -
55
التوازنات التي تُ َسيِّر األمػور وتخمػؽ األعػراؼ والعػادات كػؿ يوـ ..
- 49 -
55
- 50 -
55
" حكايــات شــعبية مــن محافظــة بنــي ســويف "
جمع /مؤمن سمير
* أوالً حكايات شعبية ِح َكمية : * الحكاية األولى : كـــان فيـــو جمـــل وحمـــار أصـــحابيم بيح ّممـــوا عمـــييم فـــي الشغل..فالحمار قال لمجمل يال نيرب منيم..وفعالً اسـتنوا لمــا الميــل جــو وىربـوا فــي الصــحرا..وىما ماشــيين الحمــار قال لمجمل أنا فيو جوايا صـوت يعنـي عـايز انيق..الجمـل قالو عمشان خاطري إوعى تعمل زيطة أحسن حـد يسـمعنا
فيعرف ـوا َّ مكانا..الحمــار قالــو متخــافش يــا أخــي دانــا حتــى بــانيق بصــوت واطــي خــالص وفع ـالً بــدأ ينيــق بشــويش وبعـــدين الحمـــاس أخـــده فصـــوتو بقـــى يعمـــى ويعمـــى لحـــد ماسمعو جماعة تجار كانوا ماشيين فراحوا ناحية الصـوت
ولقــوا الحمــار والجمــل ..فرحــوا ومســكوىم وشــغموىم فــي شــــــيل ا.شــــــولة...بقى الجمــــــل متغــــــاظ ومــــــش قــــــادر
- 51 -
55
يتكمم..التجـــار ح اممـــوا عمـــييم جامـــد فـــي الشـــغل لحـــد مـــا قـرب يغمـى عميـو وِب ِـرك مكانـو..راح التجـار شـالوه الحمار ّ وحطّـــوه عمـــى الجمـــل الغمبان..فـــاق الحمـــار وقـ ّــرب راســـو ناحيــة راس الجمــل وقالــو ازيــك ياجمــل ...ســكت الجمــل وبعــدين قالــو أنــا المــي مطــان مــن المبتــدا لممنتيــى ألنــي
مشيت و ار كالم حمار !!!
المصدر /سيد محمد عمي مفتـاح ،قريـة " بمفيـا " التابعـة لمحافظة بني سويف 97 ،سنة ،فالح . * الحكاية الثانية : كـــان فيـــو بمـــد صـــغيرة كـــل أىميـــا طيبـــين و البـــة وكـــانوا بيجمعوا من كل واحـد مـنيم كيمـة درة شـامي وكيمـة شـعير ويحطوىم في يوم معين في السنة في طاحونة قديمـة فـي
النيــار عشــان العفريــت ييجــي بالميــل ياخــد ال َغمَّة...قعــدوا عمــى الموضــوع ده ســنين طويمــة لحــد مــا صــادف إن كــان فايـــت عمـــى البمـــد راجـــل عاقـــل وحكـــيم فـــي نفـــس اليـــوم بتـودوا رزقكــم فـي الطاحونـة فقالولــو الموعود..سـأليم ليـو ّ
- 52 -
55
عشـــــان العفريــــــت مــــــن أيــــــام الجــــــدود بييجــــــي بالميــــــل وياخـــدىم...فيم الراجـــل إن فيـــو حرامـــي بيضـــحك عمـــييم ويســرقيم..قاليم طيــب أنــا النيــارده رايــح أقابــل العفريــت
عشــان أقنعــو يســيبكم ومــا يخــدش حاجــاتكم قالولــو انــت مجنون ؟ حد يعرف يشوف العفريت ! ارجع أحسن ياكمـك
قــــاليم ماتخــــافوش كــــل واحــــد بياخــــد نصــــيبو..قعد فــــي الطاحونة واستخبى لغاية الميل ماجو ولقى الحرامي داخـل فـراح عامــل صــوت مرعــب وقالــو اســتنى عنــدك رايــح فــين
..الحرامــــي اترعــــب وقالــــو انــــت مين..قالــــو أنــــا عفريــــت والمكــان ده عجبنــي ومــش ىاســيبو..لو شــفتك تــاني ىنــا أىوب من الحتو دي تـاني أبـداً ىاسخطك قرد...قالو توبو ا أبـــداً أبـــداً ...الراجـــل نـــده نـــاس البمـــد وفيميـــم الحقيقـــة
ورجعميـــم حاجـــاتيم ..ومـــن يومييـــا بقـــوا النـــاس يحكـــوا لــبعض ويقول ـوا صــدق المثــل المــي بيقــول " ماعفريــت إال
بني آدم "....
المصدر /عطية مسعود نـاجي ،قريـة " ىربشـنت " التابعـة لمركز ببا محافظة بني سويف 97،سنة ،فالح.
- 53 -
55
* الحكاية الثالثة :
كان مرة فيو واحد فايت عمى واحد واقف جنـب بيـر ـويط
..رمــى عميــو الســالم بصــوت عــالي راح الراجــل اتخــض ووقع في البير..أىل الراجل الميـت قعـدوا مـع أىـل الراجـل
ضـ ْـو فـي" قعــدة عــرب " يعنـي زي المحكمــة بــالظبط المـي َخ ُّ ..ناس عاقمة وكبيرة تحكم بين الطرفين ..الميم إنو كـان
الم َح اكمـــين ُم َح اكـــم مشـــيور وعاقـــل مـــن البـــدو... وســـط ُ انعقدت الجمسة وتأخر المح اكم البدوي وقت كبير لغاية مـا الناس اتضايقوا ..وبعدين وصل وىـو البـس عمامـة كبيـرة وراح داخل عمى القعدة ومار ماش السالم عمـى القاعـدين
وقعــد عمطــول ..النــاس اســتغربوا وزعم ـوا وقــالوا دي بــاين عمييــا " ِع َّمــو عمــى ِب ِي َّمــو " وكــانوا بيقصــدوا إنــو تصــرف
مــش حكــيم ..فــرد عمــييم وقــال ال واهلل دي " ِع َّمــو عمــى ِف ِي َّمو " ..قالوا ازاي ؟ قال أصـل لـو رميـت عمـيكم السـالم ىتقعــوا ميتــين زي الراجــل المــي رمــى الســالم عمــى واحــد فمات ...ففيموا قصده وحكموا ببراءة المتيم ألنو مكانش
- 54 -
55
قاصـــده يموتـــو إنمـــا نصـــيبو كـــان كـــده ...يعنـــي قضـــاء وقدر....
المصدر /أحمد جميل كامل ،مركز أىناسـيا ،محافظـة بنـي
سويف 9ٓ ،سنة ،فالح .
- 55 -
55
* ثانياً :من طرائف الطيبين في بعض قرى مركز الفشـن
التابع لمحافظة بني سويف : قرية " طال " :
طب مفـتش التعمـيم عمـى مدرسـة البمـد القاىـا فاضـية :ال تالميذ وال ىيئة تدريس وال إدارة والخفير نايم جنـب البـاب
سطيحة ..صحاه واستفسر عـن سـبب الغيـاب خصوصـي إن النيارده التالت قال الخفير :يعنـي انـت يافنـدي عـايز النـــاس تيجـــي الشـــغل يـــوم الجمعـــة!! رد المفـــتش يـــابني النيـــارده الـــتالت وانـــا لســـو جـــاي مـــن ا.دارة التعميميـــة
..فاستغرب الغفير وقالو َ :ك َّنك مجنون ( = كأنك مجنـون) يافندي صدقني النيارده الجمعـة ! فمشـي المفـتش وركـب العربية وسأل الكل فييا فأكدوا إن النيـارده الجمعـة فرجـع
المفــتش وقــال لزمالتــو فــي الشــغل :أنــا خرجــت الســاعة ســبعة الصــبح والنيــارده الــتالت ورجعــت الســاعة عشــرة
والنيارده الجمعة !
- 56 -
55
قرية " الجميود " : كــان فيــو مجموعــة مــن أىــل البمــد راكبــين المركــب عشــان نقل جتة واحد متوفي لممدافن في الشرق ( شرق النيـل )
فاتخـانقوا مــع بعـض فقــال واحـد :اىــدوا واخرسـوا دا احنــا عمى كف الرحمن ..فحك واحـد ناصـح مـنيم دقنـو وقـال :
ىو إيو ده ..يعني لو الرحمن َك َرش ..يكبنا في البحر! قرية " بني صالح " :
واحد سأل راجل بقى ني فجأة عن سبب ِ ناه فقالو :أنـا بـــادعي ربنـــا دايمـــا ولـــو دعتمـــو وانـــت مغمـــض ولوحـــدك ىيخميك ني عمطـول ..فـراح الراجـل عمـى يطـو واتوضـا
وصــمى الول نوبــة ف حياتــو وفضــل يقــول :يــارب خمينــي العفَـــرة قامـــت وك ابتـــو نـــي يـــارب خمينـــي نـــي ..وفجـــأة َ (أسقطتو ) عمى وشو فشوح بيده وبـص لمسـما وقـال :أل
أل بس ماتزقش!
- 57 -
55
قرية " نزلة حنا " : كان القسيس بيقول وعظتو في الكنيسة و لما الحظ إنيـم
مش منتبيين بقى يمر عمى كل واحد يقولو قولي آية من الكتاب المقدس تبتدي بحرف كذا ..لغايـة مـا وصـل عنـد واحد نعس قوي فيزه وقالـو عـايزين آيـة تبـدأ بحـرف ال ايـو (الياء) فرد بسرعة :يا ..يا قاعدين يكفيكـوا شـر الجـايين
! عزبة " جرجس " التابعة لقرية " إقفيص " : كان القسيس بيقول وعظتو فـي الكنيسـة ولمـا وصـل لحـد إنـــو قـــال إن المســـيح بعـــدما اتصـــمب وانـــدفن وقـــام مـــن األمـوات وصــعد إلــى أبــوه الســماوي ىينــزل مــرة تانيــة فــرد واحد وقال :يعني يابونا ىو ماتابش مـن العمقـة األوالنيـة وال إيو !
- 58 -
55
قرية " الفنت الشرقية " : اشتكى واحد من وجع في كميتو فراح لمدكتور الي سـألو :
أنيــي جنــب واجعــك ياحــاج ؟ فــرد عميــو :مــش جنبــي دي ِشـقاتي يـاداكتور! فالـدكتور قـال :ماشـي يـاعم إنمـا أنيـي واحدة فييم ؟ قالو :واهلل ياداكتور وانا نايم عالفرن بتبقـى ِ الش ـقَّو المــي واجعــاني ىــي المــي ناحيــة بيــت أبــو جــابري بالظبط ! قرية " بني منين " :
حصل إن عجل صغير عطش فمر عمـى زيـر َّ ودخـل راسـو فيو عشان يشرب لكنو ماعرفش يطمع راسو فقعـد يبـركس
(يضــرب بشــدة) برجميــو ويخــبط راســو بــالزير فــي النــاس فقــــال العمــــدة :مــــافيش حــــل يــــر إننــــا نقطــــع راســــو !..وقطعوىــا فع ـالً بــس ال ـراس مــاخرجتش فاضــطروا أنيــم يكسروا الزير ويطمعوىا فيز العمدة راسو وقال :يعني لـو
كسرنا الزير من الول( من األول) مش كنا َنقَـذنا ( أنقـذنا ) العجل ..يا أ بيا ياوالد الكمب !..
- 59 -
55
عزبة " الدمرداش " التابعة لقرية " بسفا " : كــان فيــو شــاب صــغير بيقولـوا عميــو طيــب شــويو راح مــع
امــو لبيــت العروســو عــايزه تاخدىالــو ( تزوجيــا لــو) فامــو عطتو قرطاس السكر وورقتين الشاي وقالت لو لو وافقـوا طمــع الواجــب ده مــن ســيالتك( الجيــب الــداخمي الواســع)
ولــو مــا وافقــوش مــاتطمعمش وراح ـوا فعــال وفتح ـوا فــي ( الســياري) الشــاب يـــاعيني مــا فيمـــش ىمــا وافقـــوا وال ال فبقــى يســأليا كــل كــام دقيقــة :أطمعــو يامــو..ترد عميــو :
اصــبر شــوي ..لغايــة مــا ســمع زفــة معديــة جنــب البيــت فمقـدرش يمسـك نفســو وجـرى عمـى بــره وعمـى بـاب البيــت طمــع الســكر والشــاي ورمــاىم عمــى أبــو العروســو وقالــو : خد ياحاج ولو ماوافقتوش أمانو عميك تدييم المي ..
المصـــدر :الحـــاج /مصـــطفى محمـــد إســـماعيل 9ٓ،ســـنة ،وأخيــو ســالم 96ســنة وأوالدىمــا وقــد عمم ـوا خف ـراء فــي معظم قرى الناحية ..
- 60 -
55
* كممات وعبارات اختفت حالياً وكانت تستخدم قـديماً فـي الريف السويفي ،حمع /مؤمن سمير :
سيجارة َن ْكت ( = سيجارة واحدة ) يتمظرط ( = يتمنظر )
داير ُييق (= يضيع وقتو ) وال َب َزَمك ( = وال كممة واحدة ) ِ صدَّر و َّ متنح ) مصنبع ( = م َ راجل ُى ْرش ( = راجل مالوش الزمة ) ِمـ ْـرش ( التمــوث العــالق بــاليواء الــذي ينــزل عمــى الــزرع ويؤثر عميو ) طماع ِ ،دني أو ِط ِفس ) اليع ( = َّ
تََرس (كبش أو خروف ..ويوصـف الرجـل الالمبـالي بأنـو تََرس) يمرطسوا عميو (= يمطوحوا الموضوع )
الب ُوح ( =الترمس ) ُ ِ =الح ْم َبة ) الحياقة ( في ضيره َعضمة ( = لو واسطة )
- 61 -
55
توالينا ( = أىالينا ) َب َدنة الشخص (= عائمتو الكبيرة) الطاش ( = الفاصل بين الحوض والحوض في الحقل ) راجل با ازوانجي ( = كذاب ويميل لممظيرية )
- 62 -
55
* مـــن أشـــكال العبَّـــوات المتعمقـــة بالزراعـــة التـــي كانـــت وال زالت في القرى والعزب :
بترتيب األقل في العبوة ثم األكبر : الشـكارة ( مــن الخـيش أو القمــاش أو البالسـتيك وعبوتيــا ٕ6كيمو جرام )
الكـــيس ( مـــن الخـــيش أو البالســـتيك وعبوتـــو ٓ 6كيمـــو
جرام ) الشــــوال ( مــــن الخــــيش أو البالســــتيك وعبوتــــو أكبــــرمن
ٓ6كيموجرام وأقل من 96كيموجرام ) ِ الشـــــميتة ( مـــــن الخــــــيش أو البالســـــتيك وعبوتيــــــا 96 كيموجرام ) ِ الشــنف ( مــن الميــف وىــو مفتــوح مــن كــل الجوانــب لــذلك اليوضع بو إال األشياء الكبيرة الحجـم والمتماسـكة ويماثـل الشميتة في العبوة )
المصدر :عبدالمسيح ذكي أبسخيرون 9ٔ،سـنة ،قريـة " الفنت الشرقية " التابعة لمركز الفشن ،فالح
- 63 -
55
- 64 -
55
إشارات - 65 -
55
- 66 -
55
" في سؤال الثقافة " في ىذه الفترة الممتبسة مف تاريخ الوطف يصح لنا ،نحف المعنييف بالسؤاؿ الثقافي الذيف ُجبمنا عمى تعاطيو فك اًر ومساءلةً وابداعاً وارتضينا بو بوابةً لمقاربة العالـ واالنفعاؿ بو والتفاعؿ معو ..أف نتساءؿ ،عف وفي ،مشروعية الثقافة كقيمة مؤسسة رئيسة وعف التثاقؼ في طور الممارسة العممية ،باعتبارىما حائط الصد ضد االنييارات المتعاقبة وكضمير ومعيار داؿ وكاشؼ ،في ظؿ البحر المتالطـ الذي تعبر عنو حالة عدـ المعيارية والسيولة التاريخية التي تحوطنا اليوـ ..ىؿ تصمح قيـ الثقافة وما ترسخو في وعي البشر وما تطمح ألف ينسرب إلى تكويف ودقائؽ اإلنساف ،لتُيَيَِّئوُ بعدىا لمنظر المتوازف العقالني والتفكير المنيجي وامتالؾ النظرة النقدية واتساع الرؤية وقبوؿ اآلخر أياً كاف ..أقوؿ ىؿ تصمح ىذه القيمة الجميمة لمقاربة اآلني المتشابؾ والعصي حتى عف
المالحقة ..أو باألحرى ،ىؿ ما ت ازؿ تتمتع اليوـ بنفس
- 67 -
55
المكانة التي ظمت تتبوأىا لفترات ليست قميمة مف عمر الوعي َ ،ن ِع َـ فييا المفكروف والمبدعوف بصفة ودور المشاعؿ والشموس وحاممو مفاتيح الحؽ والخير والجماؿ في ىذا العالـ ..؟! لكف بما أف الواقع فرض عمينا أف نكوف منصفيف وواقعييف ونعترؼ بالتغيرات اليائمة التي مرت وتمر بالعالـ ودفعت باإلنساف ألف يفكؾ كؿ ويعمؿ النظر فييا المستقرات التي سكف تحتيا طويالً ُ وينزع عنيا القداسة ..وأف نعتبر فكرة الثبات واالستقرار مف األساطير والحفريات ..وأف نرى اإليماف المشترؾ اآلف بيف البشر ىو تصدير فكرة ويقيف حتمية التغيير المتالحؽ ومشروعيتو ..وأف نقوؿ صباح مساء إف التحوالت التكنولوجية والسياسية والقيمية والتقنية ..الخ صارت أسرع مف وعي اإلنساف بيا وأكبر مف أي ادعاء باإلحاطة الكاممة ..بؿ وأف ُن َحيِّي الوعي الجمعي لمبشر كمما أخذ يجوؿ في الطرقات مجمالً بالنسبية وبعدـ منطقية
أي غرور بالمعرفة ..ماداـ األمر ىكذا ..فال مناص مف
رسـ المشيد ىكذا :
- 68 -
55
كمنا نميث ..وكمنا نحاوؿ أف نجد لنا مكاناً نستوعبو
ويستوعبنا ،اليوـ عمى األقؿ ..
في وسط كؿ ىذا يكوف عمى المثقؼ عبء أكثر تعقيداً ٌ وتركيباً ..لقد تحوؿ مف وضعية الرائي ومالؾ المعرفة
وبوصمتيا إلى مجرد واحد مف المساىميف في صيرورة ىذا الواقع ،وبأىمية تتساوى مع الجميع وبال أي تميز ..
ليذا تحتـ عميو أف يعي موقعو أوالً ويتفيـ ويستوعب آليات ىذا التسارع المجنوف وينزؿ قيمو عمى الواقع الفعمي كيال
ينسحب ويتجمد تحت نظرياتو وأوراقو ..ثـ بعد مرحمة التعايش وسبر أغوار الواقع عف قرب والمشاركة األكثر التصاقاً ألركانو وأجزاءه ،يتحوؿ لدوره المفترض والواجب
– لـ يعد الئقاً أف نقوؿ الدور األسمى – في الفيـ والقراءة
الواعية والتفسير واالقتراح والبحث عف الثابت والمقيـ وسط أمواج العابر وتياراتو التي تتموف بألواف السرعة والتقدـ لتخدع ذلؾ الذي يرضى مف األمور بسطوحيا ويكتفي بالخارجي وال ينفد إلى القمب والمعنى المستتر ...إلى الحؽ أو الحقيقة ،أياً كاف شكميا واتجاىيا وتموضعيا في
- 69 -
55
السياؽ ىذا أو ذاؾ وموقعيا اآلني القريب وكذا األبعد ، ؾ عمى مرمى البصر .. ىنا َ
- 70 -
55
" تحديات النص الراىن " تحديات المفيوم : لنبدأ أوالً بالتحديد المفيومي ..أعني بالنص :كؿ مادة
إبداعية تنجح في خمؽ تفاعؿ حقيقي ومعرفي وديناميكية
عقمية أو روحية وحراؾ فكري وجمالي ،مع وفي ،وعي ؽ ما في ل ٍ متم ٍ حظة معينة مف الزمف ..وىو بيذا يشتمؿ عمى النص المكتوب و المسموع و المشاىد والممموس ... الخ ..وكذا األشكاؿ المستحدثة مف النصوص ،كالنص المتعدد أو الفائؽ -اليايبر تكست -والنص الرقمي ونص الياتؼ المحموؿ والنصوص المصاحبة ؿ أو
المنضغمة في ..األعماؿ الفنية التشكيمية أو الموسيقية .. الخ ..وسواء كاف التعاطي معو بشكؿ مباشر أو عف طريؽ وسائط أساسية أو تابعة ، ..كاف في بنية مباشرة وبسيطة وسيمة التعاطي أو معقدة ، ..باستخداـ أكثر مف وسيط وطريؽ وغاية وآلية ..آلة أو بشر أو مفيوـ .. الخ الخ ...أو ال ..وىو بيذا االتساع – أو بسببو -
- 71 -
55
ٍ إشكاليات جمة ...سواء كاف في يتعرض لتحديات ويجابو إنتاج النص ذاتو أو في تعاطيو وتمقيو أو في تجمياتو وتفريعاتو غير المحدودة ..وسواء في طريقة عرضو أو في شكؿ واطار وصولو لممتمقي ..وكذلؾ مدى سمبية أو إيجابية ذلؾ المتمقي في عممية التمقي ذاتيا ....ناىيؾ عف مدى فاعمية ىذا النص وانتباىو لموقع المتمقي وكونو في موقع المشارؾ الفعمي في إنتاج النص ،يعني اإليماف بكونو طرفاً أصيالً في اإلبداع ىو اآلخر ،مف عدمو ... أما كممة الراىف فيي كممة غامضة مفاىيمياً ألنيا ستفتقر
حتماً – فمسفياً وفيزيقياً -لمتحديد ..حيث أف الزمف قيمة سيالة وغير متجمدة ومحدودة وبالتالي تفتقر لمتموضع ٍ لحظة ما بتجمياتيا داخؿ قوسيف ..فكمما أمعنا النظر في واشكالياتيا وتعقيداتيا وتفريعاتيا ،باعتبار أننا نق أر الواقع أو الراىف أو اآلني ،تكوف المحظة قد مرت ونكوف – واألمر ىكذا -نق أر ونفؾ شفرات الماضي وليس
الحاضر!! لكف ،وبغض الطرؼ قميالً عف األبعاد القَ َدرية المتناوؿ ..فإننا يمكف بربط البعيدة عف الحيز الفكري َ
- 72 -
55
مفيوـ الراىنية بالداؿ السابؽ وىو " النص " ،أف نستطيع ولوج الحقؿ الذي نقارب ونناور ..وكذا التعامؿ معو .ولو بالتساؤؿ .. تحديات النص : إف نصنا اآلني – بيذه الكيفية األقرب لمتداخؿ والتشابؾ واالندماج وذوباف الفواصؿ ..منيا لمفيوـ النقاء -ليو األصعب عمى اإلطالؽ ..صعوبة تكاد تماثؿ شائكية
المخاض والبدايات ..حيث أف انفتاحو غير المحدود يمنحو أجنحة َم َّوارة ويمنع عف فضاءاتو فكرة اؿ " مفاىيـ " المكتممة ..التي تنحو منحى الرسوخ أو الثبات النسبي
حتى -ألنيا ،فيو ومعو ،تأخذ كؿ يوـ أكثر مف ٍ شكؿ ٍ ٍ وغايات غير محدودة .. ساعة وسائ َؿ وتوجو وتتخذ كؿ تتموف وتتغير باستمرار وباضطراد ..لكنيا بالفرز الدائـ المرتبط ب :ىذا االنفتاح وىذه السرعة الميولة في االختراع والتطوير -تصبح غير مناسبة وال مطروقة كأساسات يبنى عمييا ...وكذا األفكار التي تظير ثـ
تغدو غير منطقية وال محؿ ليا وال يجب إعادة النظر فييا
- 73 -
55
فقط بؿ دحضيا وازاحتيا ،بشكؿ أسرع مف منطقية االستسالـ لموقوع تحت االختبار الزمني والقيمي ..متى ستظير أنيا كانت مناسبة لكف الزحاـ والسرعة قتالىا ؟!! ..ناىيؾ عف األفكار التي اختبرىا الزمف والواقع فعمياً
ال ..وىي الكممة وباتت متحفية مثؿ مفيوـ " الرقابة " مث ً
اسب مع أغمب فترات التاريخ أو والمفيوـ السمطوي الذي تََن َ طَب َعيا بطابعو ...والذي يج َابو حالياً وطوؿ ُجمَّيَا حتى َ الوقت بضر ٍ وجيو وم َّ بات ُم َّ ركزة ومباشرة في نعشو – لتؤكد ُ بالتكرار عمى قيمة قتؿ المفيوـ وتدشنيا -أكثر حدة مما كاف يتخيؿ و يتوىـ ذلؾ المفيوـ في عز سطوعو التاريخي ،قدرتو عمى عد دقات قموب البشر وخمجاتيـ ورسـ كتالوجات ألنفاسيـ .... مف يضمف دفنو فعمياً ..مف؟!
- 74 -
55
تحديات التمقي : ىؿ يممؾ النص الجديد ..أقصد المتجدد الدائـ ،تمؾ القوة والفاعمية في اإلحياء واإلماتة ؟ نعـ يممؾ ..وتمؾ إحدى سماتو وميزاتو الرئيسة لكنو أيضاً يحيا في متاىة
عدـ تحديد مف ولماذا ىذا بالذات واآلف ..ويستمد مف ىذا
التيو ذاتيتو وفورانو وكنيو ومعناه ومبناه في نفس اآلف -
وىذه ىي المفارقة ...الخالؼ أبداً عمى فتح األبواب
والنوافذ آلخرىا ،حتى عصير التكويف األوؿ ....لكف في ظؿ تيميش دور المبدع والمثقؼ عموماً -ألسباب تتعمؽ بتنامي األصوليات في العالـ ،وكذلؾ ميؿ العالـ نحو
تفكيؾ مفاىيمو والميؿ إلعادة الرسـ مف جديد ،وطوؿ الوقت ،عمى مسرح الواقع المتغير ،مبتعداً عف تنظيرات
النخبة التي ابتعدت أو ابتعد ذلؾ الواقع عنيا قاصداً
وبقسوة كذلؾ -ىؿ يستفيد ىذا المبدع وذلؾ المثقؼ مف فضاءاتو المعرفية واإلبداعية الثعبانية وحرياتو المتتالية المتعددة التي انتزعتيا لو التكنولوجيا ؟ ثـ يخاطب َم ْف في ىذا الييولي ؟ وفي ظؿ ىذا الضجيج والزحاـ الدائـ ...
- 75 -
55
مف يستطيع أف يصنع لنفسو عيناً ووعياً ال يمتيب مف إشعاعات العالـ االفتراضي ..وقدرة عمى متابعة
إصدارات ونبضات وجنوف وتجريب وتفكيؾ ،العالـ بأسره ..ويشارؾ في مؤتمرات وحمقات رأي وباألساس يكتب ويجد مف يتابع نصو بالتعميؽ والدرس النقدي ..وكذلؾ يذىب لعممو ويؤمف لنفسو المعيشة الالئقة ..وال ينفصؿ أيضاً عف األحداث المؤثرة بشكؿ مباشر وغير مباشر في
حياتو.؟
ىؿ كاف تركيزنا مف قبؿ ..منذ عدة سنوات أو عقود حتى ..ونحف في نادي األدب َعيِّنة غير متخصصة بالمعنى الدقيؽ -في عمـ النص وعمـ التمقي – مثالً-
والنقد عموماً ومتابعتنا لمتغييرات الدائمة والدائبة ومدى ٍ وكتابات تمتح مف فاعميتيا في صنع حساسيات جديدة ٍ أنيار جديدة وتُ َعبِّد طرقاً ومسارب جديدة -ىو نفس التركيز والنظر المدقؽ ،اآلف ..اليوـ ..ونحف نالحؽ
بالكاد كؿ ما حولنا ونكاد ال نتذكر الكتاب الذي كنا نحبو جداً حتى األمس ؟!!
- 76 -
55
تحديات النص الراىن : النص الكبير الذي ىو كؿ ىذا الفضاء -مفتو ٌح أمامؾ وأنت معو وفيو ،تميث وتميث ...وأنا وأنت وىو وىي.. باعتبارنا كتاباً أو مبدعيف نستفيد فعالً مف التكنولوجيا .. سواء في إنتاج النص أو في توصيمو أو في تمقي أشكاؿ
موقع التفاعؿ معو ..لكننا بتنا نشؾ في تأثير كتابتنا في ٍ ٍ مدونة ما أو توفير كتبنا عمى الشبكة العنكبوتية .. ما أو بتنا ال نستوثؽ مف أي معمومة أو توجو ألف النقيض موجود ولو شرعية وحياة ومريدوف ىو اآلخر.... إف الحرية ىي أعظـ األشياء والقيـ واإلطارات التي تحيط بالنص الجديد ..حرية أف ينتجو بقيـ وطرؽ ووعي وطالقة مختمفة وجديدة ومختمفة كمية عف القيـ والثوابت القديمة ..وحرية أف يوصمو لمعمـ أجمع بضغطة زر ... حتى عالقات التثاقؼ بيف المبدعيف والمثقفيف باتت تأخذ أشكاالً جديدة فعالً وفييا مف الجرأة ماال تستطيع
تجاىمو ...
- 77 -
55
جساـ حقاً ألنيا متبدلة عمى تحديات أماـ النص الراىف ٌ ٌ الدواـ ..عميو ..حالياً عمى األقؿ – أف يبتكر أشكاال
جديدة ومتجددة كؿ لحظة ..عميو أف يرسـ لغة أكثر قرباً
مف الحياة ..عميو أف يقترب مف " اإلنساني " المتسع
الخالد ويبتعد عف كؿ ما ىو شوفيني ضيؽ ...عميو أف يستوعب حقوؽ البشر في كؿ مكاف ويدعميا بالموقؼ وبتكوينات الجمؿ والحروؼ ..عميو أف يحافظ عمى خصوصية وفرادة وتميز لنفسو ..ألسموبو ووعيو الذي يبثو في النص ..أياً كاف شكؿ وتوجو وقيمة ذلؾ النص ..وفي خضـ ٍ بحر ال قرار لو وال ثبات فيو ....النص الراىف يتبمور طوؿ الوقت ونحف نميث وراءه ونميث ..... ونتغير أيضاً .. ممحوظة أساسية : لقد تغافمت – وذلؾ كتوجو وطريقة في النظر -عف تفسير تحديات النص الراىف بالتأويؿ الجاىز والذي يكاد يجمع
عميو كثيروف مف متعاطي األدب والفف ..وىو اعتبار كممة
- 78 -
55
النص الراىف تعبر عف " نص المحظة الزمنية الراىنة بالذات ،في مصر بعد ثورتي65يناير و 21يونيو" وتجميات الربيع العربي ،عمى النص األدبي والفني بمعناه الواسع ..وىؿ تمثؿ قيمة ومبنى ومعنى " الحرية " في إنتاج ذلؾ النص يضيؼ إليو ويثريو أـ ال ..وأشكاؿ ذلؾ اإلثراء وصوره ونتائجو القريبة والبعيدة ...الخ أقوؿ لقد آثرت أف أفسر النص الراىف بمعنى أبعد قميالً واف كاف
في صمب عممية اإلبداع أال وىو :اعتبار " الراىف " ىو الوافد النوعي الذي دخؿ عمى عممية اإلبداع في السنوات
األخيرة َّ وغيرىا تماماً ..وىو التكنولوجيا وانسرابيا في البداية ثـ اقتحاميا بعد ذلؾ الوعي المنتج لمعممية
اإلبداعية وانضغاميا مع عمميات التفكير والرؤية وكذا تفسير كيذا ىو األقرب لزاوية ًا األدوات ....لقد رأيت أف نظري في ترتيب القيـ األكثر أىمية وعمقاً ...وفي كؿ ِ خير ماداـ اليدؼ والمصب ىو التعبير عف ، التأويالت ٌ والمشاركة في ..ىذا العقد الثقافي المتجدد ..
- 79 -
55
- 80 -
55
" ىل أفادت مواقع التواصل االجتماعي ..ا.بداع األدبي والفني؟ "
* ىؿ أفاد الفيسبوؾ والتويتر والمدونات وما شاكميـ ..اإلبداع األدبي والفني؟ نعـ أفاد ..وىؿ أضير اإلبداع ؟ نعـ -في نفس الوقت -أضير اإلبداع !! تعد ىذه الشبكات بمثابة مجتمع مصغر وحديث وحالي وبالتالي فيو يحمؿ كؿ إيجابيات وسمبيات وتناقضات الفسيفساء الحضارية المكونة ألي تجمع بشري ..واذا دلفنا مف بوابة اإلبداع بالذات سنجد مف استفاد مف طبيعة ىذه الشبكة في التدريب اليومي عمى الكتابة ومف انجرؼ بسبب نفس ىذه الطبيعة وفقدت كتابتو خصوصيتيا ..مف أصيب بحب الظيور وأقتنع أف العالـ يراقب سكناتو وحركاتو بالذات فأقاـ في ىذه المتاىة ونسى القراءة وذىؿ عف إبداعو وبات يبير العالـ!! -بصوره واقفاً وقاعداً وطائ اًر
!!..وىناؾ مف بات يميث لياثو اإليجابي الذي يتيح لوعيو أف يمتأل بالكتب األحدث أو األثمف وبالموحات األحدث أو
- 81 -
55
األغنى وبأخبار الندوات وبالفيديوىات النادرة ومتابعة األحداث عموماً ..يكتب الكاتب الواعي وينحي
المجامالت جانبا فيستفيد مف بعض التعميقات ...يوصؿ
إبداعاتو لمناطؽ أخرى ويتفاعؿ ..تعممو الحرية المتاحة أف ينسى فكرة التأطير الضيقة فيتسع النص ويصير مطعماً بأشكاؿ أخرى دوف خوؼ مف مؤاخذة مف يبحث
عف النظرية واالنضباط الصارـ ..تجرؾ الحرية وتكشفؾ
أيضاً ..ال ال تكشفؾ بؿ لألسؼ تزيد مف وىمؾ بأنؾ
عظيـ ألنؾ لف تعدـ المعجبيف بأي تفاىة ميما كانت .. وىذه طبيعة المتاىة ومأزقيا في اآلف ذاتو ..فكرة الال
قانوف – أقصد إعادة النظر في أفكار مف مثؿ القانوف والرقابة واالكتماؿ ودحضيـ طوؿ الوقت -ىي فكرة مبيرة وتعني الفوضى في نفس المحظة..وفي النياية ال سبيؿ أمامؾ لمتعالي عمى عطايا التكنولوجيا وعمى رأسيا الحرية لكف ال بأس مف اليرب مف كؿ ىذا المياث والتقاطاألنفاس بيف لحظة وأخرى....الختبار إبداعؾ بشكؿ أىدأ وكذلؾ لتشـ أنفاسا حية وساخنة ....
- 82 -
55
وليست افتراضية ... * إني فرؽ ىنا بيف المبدأ وبيف الوسائؿ..المبدع يخاؼ ويخشى دائما عمى مكوف أساسي في منظومة الفعؿ اإلبداعي وىو الحرية ..إنيا الفعؿ الرئيس الذي ال يتصور انبالج الطاقة الخالقة المسماة باإلبداع إال عف طريؽ وجوده ىو وتجمياتو الرحبة ..يخاؼ المبدع مبدئيا كيال تنقص أدوات إبداعو أو تختنؽ ...لكف ىذا ال يعني أال يتعامؿ واقعيا وبسرعة إذا غابت ىذه الحرية أو نقصت بابتكار رموز وصنع إشارات والمعب واالستمتاع أحياناً - بصنع الفخاخ لمرقيب أو لممتمقي ضيؽ األفؽ ..وفي ظؿ الثورة المتنامية لمتكنولوجيا يصبح مف العبث اإليماف بأفكار تنتمي لعصور قديمة كاف البشر يختنقوف فييا بالعجز الذاتي مما يضطرىـ لممقاومة واالبتكارات البسيطة الرمزية لمخروج مف الشرنقة ..أفكار مثؿ الرقابة والسيطرة وغمؽ األبواب وتقنيف االتجاىات ورسـ المسارب وتحديدىا...الخ
- 83 -
55
ال يجب أف يخاؼ المبدع عمى الوسائؿ لكنو يظؿ حزينا دائما لغياب المبدأ.....
- 84 -
55
" ماذا ينقصنا ليكون أدبنا عالمياً "
لنحػػدد أوالً المقصػػود ( بػػأدب عػػالمي ) وىػػي المقولػػة الت ػػي
نطمػ ػػح أف يتصػ ػػؼ بيػ ػػا مػ ػػا ننتجػ ػػو مػ ػػف أدب أو عمػ ػػى أقػ ػػؿ تقػ ػػدير نأمػ ػػؿ أف نكػ ػػوف عمػ ػػى السػ ػػمـ المػ ػػؤدي إلييػ ػػا وبيػ ػػذا نستطيع أف نقدر كػـ مػف الخطػوات أو القفػزات بقػى عمينػا . ىػؿ المقصػػود بيػا شػػيرة الكاتػب وبالتػػالي شػيرة مػػا يكتػػب أـ شػػيرة الػػنص التػػي تػػؤدي بعػػدىا لشػػيرة كاتبػػو ؟ وىػػؿ معيػػار األم ػػر ى ػػو مبيع ػػات ذل ػػؾ ال ػػنص أـ الجػ ػوائز الت ػػي يحص ػػؿ عمييػػا الكاتػػب أو حجػػـ مػػا يكتػػب عنػػو مػػف متابعػػات سػريعة أو جادة أو أكاديمية ؟ وما ىػي مواصػفات ىػذا الػنص وىػؿ يصػػح أو يميػػؽ أف تكػػوف لػػو كتالوجػػات تضػػمف لػػو البريػػؽ ؟ أظ ػػف أف األمػ ػر متش ػػابؾ لك ػػف ال من ػػاص م ػػف الرج ػػوع إل ػػى األساس ،إلػى كػوف الػنص األدبػي ،أيػاً كانػت صػورتو ىػو
تعبي ػػر وخم ػػؽ م ػػف وع ػػي وروح ك ػػائف أراد ف ػػي لحظ ػػة م ػػا أف يساىـ في الضمير الجمعػي لإلنسػانية ،أف يكػوف نقطػة مػا فػػي فضػػاء ىػػذا الػػوعي الكبيػػر الممتػػد فػػي الػػزمف ،أو حتػػى
- 85 -
55
أف يػػنفض عػػف نفسػػو خبػرة مػػا أرقتػػو ،الميػػـ أنػػو بػػدأ المعبػػة وصنع ما سوؼ ينبني عميو بعد ذلؾ جيود عدة أنمػاط مػف البشر والوظػائؼ المرتبطػة بعممػو ىػذا ،وىػـ كفيمػوف بتعقيػد البسػ ػػاطة األولػ ػػى :فتتسػ ػػع المعبػ ػػة لتشػ ػػمؿ النشػ ػػر والتوزيػ ػػع والتس ػػويؽ وادارة الموىب ػػة أو محاصػ ػرتيا واالنتق ػػاؿ بي ػػا م ػػف محػػيط ض ػػيؽ إلػػى آخ ػػر متس ػػع أو قتميػػا وترتي ػػب مض ػػاعفة المكاسب عمى كؿ األصعدة ،أو بدالً مف كؿ ىذا االكتفاء
بحبسػػيا فػػي حيػػز النقطػػة المطمئنػػة أو القمقػػة فػػي الضػػمير الموار العاـ .وبيذا نعود مػع البدايػة ونقػوؿ األدب العػالمي َّ
ى ػػو األدب اإلنس ػػاني ب ػػالمعنى األعم ػػؽ ،ال ػػذي يم ػػتح م ػػف األسئمة الكبرى لمبشرية ،حتى في تحوالتيا ،حيث صػارت التفاصػػيؿ البسػػيطة مػػثالً قضػػايا كبػػرى وأسػػئمة مصػػيرية ..
ىػػذا األدب الػػذي يػػأتي مػػف معانػػاة وألػػـ أو حتػػى فػػرح عميػػؽ وحقيقػػي يصػػمح أف تتمقػػاه وتسػربو إلػػى نسػػيجيا كػػؿ الثقافػػات ،ىذا األدب ىو الػذي يبقػى ،ولػذا فمػف الحكمػة أف يصػبر المراقب إزاء فرقعات الترجمة القائمة عمى الموضات وعمػى االختيارات غيػر البريئػة ،ومػع الصػبر تسػقط األقنعػة .لقػد
- 86 -
55
تمقى الغرب " بنات الرياض " لرجاء الصانع بالشغؼ ألنيا تمبػػي أجوبػػة حػػوؿ مجتمعػػات شػػبة مغمقػػة أمػػاميـ مثممػػا تمقػوا كتاب ػػات ع ػػالء األسػ ػواني عم ػػى أني ػػا معبػ ػرة عم ػػى تناقض ػػات مص ػػر الي ػػوـ وىك ػػذا ..ولك ػػف الوق ػػت س ػػيمر وتوض ػػع ى ػػذه األعمػػاؿ فػػي خانػػة مػػف قػػاـ بػػدور المخبػػر الصػػحفي ،ىػػذا ال ػػدور المح ػػدود وقص ػػير العم ػػر ،لكن ػػو أب ػػداً أب ػػداً ال ػػذي ال
يتسػرب إلػػى خانػػة األدب الحقيقػػي المنسػػرب إلػػى الضػػمير . ينقصنا الكثير لموصوؿ إلى العالـ :أف يتعب الكتػاب أكثػر م ػػف ذل ػػؾ ف ػػي تثقي ػػؼ أنفس ػػيـ وب ػػأكثر م ػػف لغ ػػة ،أف نص ػػؿ لمفي ػػوـ الج ػػدير بالعم ػػؿ وفي ػػو وب ػػأف الكتاب ػػة التػ ػزاـ وليس ػػت
رفاىيػػة وىػػذا ي ػرتبط بمػػف يضػػمف لػػؾ أف تتفػػرغ تفرغ ػاً جػػدياً
ومنتجػ ػاً ف ػػال يتح ػػوؿ الكات ػػب إل ػػى ت ػػاجر ومن ػػدوب مبيع ػػات
فيتآكػ ػػؿ وقتػ ػػو وتمػ ػػوت روحػ ػػو ،أف نقػ ػػاوـ " تسػ ػػميع األدب "
وأوى ػػاـ " البيس ػػت س ػػيمرز " الت ػػي تح ػػوؿ المس ػػألة إل ػػى كذب ػػة كبػػرى ...والمي ػػـ حق ػاً ى ػػو العمػػؽ ،أف نق ػػدـ لمترجمػػة م ػػا
يسػػتحؽ ،بعػػد أف ننفػػتح عمػػى العػػالـ الػػذي نحػػف جػػزء منػػو ، فنش ػ ػ ػػتبؾ مع ػ ػ ػػو ف ػ ػ ػػي ىموم ػ ػ ػػو الكب ػ ػ ػػرى ونق ػ ػ ػػدـ أطروحاتن ػ ػ ػػا
- 87 -
55
ومسػػاىماتنا ولكػػف أف نحػػس بالدونيػػة إزاء الغػػرب ونقػػدـ كػػؿ مػػا يرضػػيو ،ليتسػػمى ويؤكػػد قناعاتػػو المسػػبقة ِّ ونقي ػؼ أدبنػػا عمػػى مقاسػػو ىػػو ،سػػيظؿ ي ارنػػا ال نسػػتحؽ إال مػػانحف فيػػو ، مف دوراف فى حمقات مفرغة ال نرى فييا إال ظاللنػا الباىتػة ،أف نتخمػ ػػى عػ ػػف ىوايػ ػػة جمػ ػػد ذواتنػ ػػا وقمعيػ ػػا ،س ػ ػواء مػ ػػف األنظمة أو حتى مف أنفسػنا وعمػى أنفسػنا ،فتتحػرر ونكتػب و نرى في المرايا أرواحػاً تػتمكف مػف الصػداقة مػع اإلنسػانية المتسعة والتي ال نراىا مػف منظارنػا المكبػؿ والمقمػوع ،إال
أشباحاً غير طموحو ..
- 88 -
55
" حول مؤتمرات قصيدة النثر " بداءةً عندما نكوف جزءاً مف سياؽ مأزوـ يكوف االحتماؿ األقرب لمتحقؽ أف تكوف كؿ تفاصيمو تعاني مف مشاكؿ في إمكانية االستمرار والحياة والتنفس ..إف السؤاؿ الذي يجابينا دائماً عف وضع قصيدة النثر ليو الدليؿ المتكرر
الجارح عمى أنو وضع غير صحي ويعاني مف إشكاليات
عدة ..حيث كاف مف الطبيعي بعد كؿ ىذا السنوات مف بداية كتابة ىذه القصيدة وظيور أجياؿ مختمفة مف مبدعييا ،لمعديد منيـ مشاريع متميزة داخؿ حركة الشعر الحديث ،وكذلؾ ظيور أشكاؿ وتيارات داخؿ القصيدة ، أف نتحدث عف وضعية مستقرة لكتابة تحتؿ موقعاً مائ اًز بجوار باقي أشكاؿ وطرائؽ الكتابة ،لكف الحاصؿ أننا
عندما نسأؿ عف وضعية ىذه الكتابة يتضمف سؤالنا بشكؿ مضمر وصريح كذلؾ ،سؤاؿ المشروعية والوجود ..وىو شذوذ وانفصاؿ عف الواقع ،إذ أننا لو كنا في حياة ثقافية طبيعية لكنا التفتنا إلى سؤاؿ " الشعر" ذاتو داخؿ أي شكؿ
- 89 -
55
لكننا ىنا نرىف الشعرية بالشكؿ الذي ننتمي إليو ويستميت كؿ فريؽ في نفي الشعر ألنو يصدر مف شكؿ مخالؼ عف الفريؽ اآلخر وىو أمر مريض بالقطع ..واذا نزلنا لمواقع سنجد المؤسسة وىي كياف محافظ بطبيعة تكوينو وأكثر قرباً وميالً لكؿ ما ىو مستقر وبعيد عف المغامرة
وكسر األعراؼ ..أظف أنو ضرب مف اليوتوبيا أف تشجع
مؤسسة حاكمة بيرقراطية – أياً كانت -التجريب
واالختالؼ والمغامرة فيي القيـ التي تمس وجودىا ذاتو و
قر في يقينيا دائماً ..ىذه المؤسسة اضطرت ىذا ما َّ تحت الضغوط المتواصمة مف المبدعيف المختمفيف
والمستقميف عف مبدعي السياؽ العاـ الجاىزيف لتمبية طمباتيا الدائمة في ( تقييؼ ) الواقع الثقافي تبعاً لمتوجو
العاـ لمدولة وىو يتغير بالتأكيد كؿ لحظة فانظر وتعجب
مف حجـ موىبة وقدرة متموني كؿ العصور ! اضطرت مؤسسة الثقافة عندنا أف تذكر قصيدة النثر وتعترؼ بوجودىا كدليؿ عمى قبوليا لممختمفيف معيا وليس مف قبيؿ التصديؽ واالعتبار الفني الموضوعي ..وىؿ يعني وجود
- 90 -
55
عدة شعراء في لجنة الشعر أو إصدار دواويف نثرية لمشعراء أف كؿ شئ قد تغير فجأة وأف قناعات وممارسات السنيف وخصوصاً أف األشخاص ىـ نفس األشخاص -
قد تبدلت وصارت أكثر استيعاباً لتحوالت الواقع ؟ إف
الحياة الثقافية تتعامى عف حقيقة أف ىذه القصيدة ىي
األكثر كتابة وتمثيالً لألجياؿ الجديدة حالياً رغـ أف باقي
األشكاؿ بالطبع موجودة ومزدىرة وتتطور ..إف عقد أي مؤتمر لقصيدة النثر في مصر ىو أمر طبيعي ومناسب
في كؿ وقت ألف ىذه القصيدة التي عانت كثي اًر مف النفي
والتيميش تحتاج جيوداً ضخمة في سبيؿ قراءتيا جمالياً
وتفتيح أبواب بحثية تثير أسئمة واشكاليات تساىـ في
النظر واعادة النظر في مسائميا وزواياىا النظرية ،كما يحتاج أصحاب المشاريع الجادة – وىـ كثر -لتسميط الضوء البحثي في مناطؽ الضوء والظالـ في ىذه المشاريع بما يشجعيـ عمى اقتراح مناطؽ شعرية جديدة في المستقبؿ ..أيف ستحتؾ األصوات الشعرية الجديدة مع سابقييـ ومجايمييـ ونصوصيـ وتجاربيـ الحية إال في
- 91 -
55
مؤتمرات تتميز باالستقالؿ والبعد عف المظالت الفكرية والوعيية المييمنة الرجعية ؟ وال يمنع اليدؼ األساسي في السعي إلقامة مؤتمر لقصيدة النثر كؿ فترة والذي ىو تقميب التربة وغربمة الواقع ومساءلتو وكشؼ المبدعيف أماـ لحظتيـ – أف يكوف
ٍ لمؤتمر ما بالذات أىدافاً وطموحات معينة منيا مثالً
التساوؽ مع المحظة اآلنية في طرح كؿ جزء مف المجتمع
ألسئمة المستقبؿ – ك ٌؿ مف زاويتو ومدخمو ..إف مصر ىي الرائدة دائما في تقديـ األنشطة الثقافية الجادة واف
إقامة مثؿ ىذه المؤتمرات خطوة في سبيؿ عودة مصر لعافيتيا المعيودة ..ثـ كذلؾ الرد عمى الدعاوى الرجعية الخبيثة التي تقوؿ إف الشعر الطميعي المصري ال بد أف يعود نخبوياً كما كاف بعد أف شارؾ في المياديف وفي الفعؿ الثوري وحتى عمى صفحات التواصؿ ..وذلؾ
اتساقاً مع الفكرة الفمولية التي تقوؿ لكؿ ما ىو ثوري
( اىدوا وسيبنونا نشتغؿ ) ! كما أف الدعاوي التي تأتي مف بعض الدوؿ العربية كؿ فترة و التي تتيـ الشعر
- 92 -
55
المصري الجديد بالجمود والتي يتضح في كؿ مرة أف وراءىا أغراضاً ليست فنية بالضرورة تستحؽ الرد عممياً بإبراز أجياؿ ىذه الكتابة ووضع تجاربيـ عمى المحؾ .
أما التحديات التي تواجو قصيدة النثر فمنيا ما ىو خارج عنيا ومنيا ما ىو مف داخؿ الكتابة ذاتيا ..أما ما ىو خارج عنيا فقد ال يخصيا وحدىا إذ أنيا ترعى في مناخ ضد الكتابة أساساً ويرفض كؿ ما ىو جاد وحقيقي
وخصوصاً أنيا مازالت تعاني مف سوء الفيـ والرفض مف
كؿ مف يريد أف يظؿ جاثماً عمى أنفاسنا ومحتفظاً بمواقعو
لألبد ..ومف داخؿ القصيدة يجب عمى الشعراء أف يكونوا
( قدىا ) بمعنى أف يستفيدوا مف اتساعيا ورحابتيا ويكونوا أكثر جرأة وأكثر استعداداً لمتجاوز وأال يركف كؿ صاحب منجز لطريقتو التي ألفيا بؿ يطرؽ أر ٍ اض جديدة دائما بال خشية وأف تستفيد القصيدة مف التالقح الفكري مع النص الكبير الذي يكتبو العالـ وىو التعاطي الذي يتـ رغماً عف
أي تحجرات ..ونياية ال يخفى عمى المرء أنو قد
أصبحت ىناؾ ( وصفة مصرية في كتابة قصيدة النثر)
- 93 -
55
مكونة مف عدة تفاصيؿ عمى أحزاف عامة وشخصية بمفردات وطريقة بسيطة وىي توليفة قد أدت إلى دخوؿ أدعياء كثيريف قد يزدحـ بيـ المشيد أحياناً .
- 94 -
55
" صفحة من دفتر النشر الخاص في مصر " في تسعينيات القرف الفائت كاف المشيد اإلبداعي في مصر يتحمؽ حوؿ ثالث كممات ..مؤسسة ،ورجاؿ ، وسياسة :مؤسسات حكومية عتيدة وراسخة ومنتشرة ، يسيطر عمييا رجاؿ تـ اختيارىـ بعناية فائقة ،لتنفيذ سياسة محددة ومنيج معموـ تـ التوصؿ إلييما كصيغة أكثر عممية وواقعية – بعد تجربة العديد مف الصيغ في العيود السابقة -في التعامؿ مع الفئة الخطرة المسماة
بالمثقفيف ..ىذه السياسة أو الغرض أو الخطة ىي صنع دوامة بالغة العمؽ والتجميات والزوايا ( ضجيج ثقافي دائـ واف كاف بال طحيف معرفي حقيقي ) فيتوه المثقؼ في جوانبيا وأركانيا ومراياىا الوىمية بينما الجالس في األعمى يبتسـ ثـ يضحؾ بكؿ قبح ..ينشغؿ ذلؾ المثقؼ عف طموحو ودوره – كفاعؿ عضوي في مجتمعو وفي نوعو
األدبي أو الفكري وتنظيره وصياغتو الخ – ..أو باألحرى ينشغؿ بدوره الجديد الذي آف أف ينفذه ..فيظؿ يجري مف
- 95 -
55
ىنا ليناؾ طمعاً في طبع كتاب أو حضور مؤتمر أو
سفرة خارجية ..وما إلى ذلؾ مف األنشطة التي ال تتوقؼ أبداً وتشده شداً لمحظيرة وبريقيا الذي يعمي القموب ..
وأصبح مف العادي أف يتحوؿ الجداؿ بيف المثقفيف مف المِم َّحة في كؿ االتجاىات إلى الخالؼ مناقشة القضايا ُ الب َدالت " ! وىكذا عمى المناصب العديدة والمتشعبة و" َ تتخمص الدولة مف خطر" األفندية األرازؿ " ! بتعبير
المرحوـ السادات ،بطريقة ناعمة تميؽ بالوزير الناعـ !! وتحقؽ " شكالً " لمدولة راعية العمـ واألدب والفنوف التي نجحت إلى حد كبير في أف تنسى أي خطر قد يحدؽ
بخططيا مف جية ىذه الفئة بالذات ،وتتفرغ بالتالي لمياميا االستبدادية المتمونة األخرى ..كيؼ وقد حولتيـ لشكؿ عصري مف العبيد وال ُشطَّار وال َعَّياريف الذيف يبدلوف أيدلوجياتيـ كؿ صباح بما يالئـ المغنـ الذي يموح أو مزاج السيد الذي يبدؿ مسامير مقرعتو كؿ لحظة ..ومف ضمف أدوات ىذا المخطط كاف النشر بالطبع ..فتـ تنشيط سالسؿ متعددة ازدحمت عف آخرىا بالمبدعيف الذيف
- 96 -
55
يناموف وىـ يحمموف بأف يأتي الدور عمييـ بسرعة وأف تمر تمؾ األعماؿ مف بيف فَ َّك ْي المجاف التي تستطيع أف تعطي الصؾ أو توقؼ القطار ..لـ تستطع الدولة أف تتسامح مع أي خروجات دينية
أو أخالقية كيال تفتح بوابات
الحرية لالنتقاد السياسي الذي قد ينذر بتنبيو الغافميف ..ال أخالؽ والديف لمدولة – أي دولة – وانما الخوؼ كؿ الخوؼ – طوؿ الزمف – ال يكوف إال مف طائر الحرية
الذي إذا دخؿ مف فرجة في النافذة فإنيا ال تنغمؽ بعده أبداً
..لذلؾ لـ يكف ىناؾ سبيؿ إال النشر الخاص الذي ييرب فيو المبدع مف قوائـ االنتظار و مف كالَّبات الرقابة .. تساوؽ ىذا األمر مع ظيور أجياؿ جديدة مف الكتاب كانت تكتب بطريقة مختمفة وعصرية وأكثر ميالً لمتجريب
وأكثر انفتاحا عمى كؿ الثقافات والمتغيرات التقنية ..
وىكذا تقاطعت بعض دور النشر الخاصة بالكتابة الجديدة فارتبطت دار مثؿ " شرقيات " بقصيدة النثر وكتابة التفاصيؿ ودار مثؿ " ميريت " بالمشيد الروائي الجديد .. الخ ...لكف األمور كعادتيا ال تخمو مف سمبيات عممية
- 97 -
55
تميؽ بالواقع العشوائي ..منيا رفض غالبية الدور كتابة عقد مع المبدع اعتماداً عمى العالقة الشخصية فيعيش
الكاتب قمقاً عجائبياً ورخيصاً إلى أف يستمـ نسخ كتابو .. النسخ التي اليتـ االتفاؽ إال عمى عدد األلؼ منيا والذي
واقعياً ال ينفذه الناشر ،ألنؾ يا عزيزي " ال تعد النسخ
وراءه " ! ثـ إنو يكفي عميكـ مائتي نسخة " ..يعني مف ياخ ْي " !! وباألساس فكرة أف ُي َكمِّؼ المبدع ُكتْر القراء َ كتابو ويدفع لمناشر نقوداً جعمت األمر أقرب لشخص يتـ خداعو برغبتو ىو ..فأنت تدفع لقاء اسـ الدار فقط وال
تستطيع في كؿ األحواؿ أف تجد نسخاً والعدد المطبوع
القميؿ ال يسمح بالتوزيع الذي ليس في طموح الدور أصالً !! ألنيا تكتفي بالمعارض وبمف تعرفيـ مف الصحفييف
وبنقاد معينيف ..إذف األمر محض نشر سري ...تسمع عف كتب وال تراىا وأصحابيا ال يممكوف منيا نسخاً ..
لكنؾ ال تنكر أبداً ،أنو عف طريؽ شبكة مف األصدقاء
المنتشريف في المؤسسات اإلعالمية يتـ " التخديـ " عمى الكتاب !! ىذه ىي الحقيقة التي تجعؿ الكثيريف يحسموف
- 98 -
55
ترددىـ ..فيتـ ترشيح الكتاب لجوائز ويحظى بكتابة نقدية وما إلى ذلؾ ..نعـ ىو نفس الكتاب الذي لـ يقرأه إال القمة المعنية فقط ،المعنية ليس باختيارىا ولكف وفؽ نشاط وحركية الناشر في الواقع الثقافي ... النشر الخاص مفيد ؟ بالطبع .. وىو ضرورة ال حياد عنيا خاصة مع بزوغ أفكار تفكيؾ و ازرة الثقافة وىيئاتيا البيروقراطية وما إلى ذلؾ ... يحرؾ المياه الراكدة ويفتح آفاقاً ومسار ٍ ات مف دونيا الحياة الثقافية ميتة ؟ يقوـ بيذا بالتأكيد ...يتواشج مع فكرة
الحرية التي ال بديؿ عنيا لممبدع ولعممية اإلبداع ذاتيا ؟ بالضبط ..
ٍ قاس وبيمواني ويقترب مف العبث ومستغؿ ....؟ نعـ لألسؼ ...
- 99 -
55
- 100 -
55
" الشاعر والوظيفة :روح مفتوحة عمى النزيف " ....
كاف أبي رحمو اهلل يتوقؼ ونحف سائراف ويقوؿ " اإليد البطالة نجسة " وفي مشيد آخر يغمغـ " العمؿ عبادة " وما إلى ذلؾ مف العبارات واألقواؿ المأثورة -ناىيؾ عف اآليات واألحاديث -التي تحث عمى العمؿ وتُجمي قيمتو ..الخ ...حتى جاء اليوـ الذي سألتو فيو عف سر ىذا اإللحاح عمى ىذا األمر بالذات فقاؿ بأسى " ألنؾ عمي أو كاف واقعاً بتاع ِشعر!! " ..وىكذا كاف يخاؼ َّ
تحت الفكرة المتسمطة عمى الكثيريف وىي صورة الشخص
يحوـ دائماً بعيداً عف كؿ ماىو الحالـ الفوضوي الذي ِّ
واقعي وحقيقي ،الشاعر..الشخص الذي تمنعو طبيعتو
اليوائية مف االنتظاـ في عمؿ ما وبالتالي يعيش عالة عمى اآلخريف ،األكثر جدية ونفعا ألنفسيـ ولمعالـ ... ىذه الصورة الذىنية ..ىؿ ىي مجرد أسطورة اجتماعية موجودة عندنا أـ أف فييا ظالً مف الحقيقة...األمر خالفي
- 101 -
55
ولكننا إف سألنا سؤاالً مثؿ :ىؿ يعمؿ الشاعر ..ال يكوف أمامنا إال وأف نمجأ لمجغرافيا ومف ثـ لممستوى الحضاري
تحضر ووعياً يتعامؿ مع الشاعر ..فالعالـ األوؿ األكثر ً عمى أنو إنساف مميز تحتاج إليو البشرية في كؿ مراحميا وال تمجأ لمعيار األىمية إذا قارنت بينو وبيف السياسي أو عالـ الفضاء أو العالـ أو االقتصادي..الخ حيث تتفيـ ىذه المجتمعات فكرة التجاور الذي يكمؿ فسيفساء المجتمع فال يصح أف ُيطمؽ عمى أي تجمع بشري مصطمح المجتمع إال إذا احتوى عمى كؿ األنماط وىكذا تكوف لتربية الروح نفس أىمية تربية الجسد..وبالتالي يمكف أف توفر لمشاعر بعض المميزات المرتبطة أيضا بالبعد التجاري ..فعندما ينجح كاتب ما -شاعر أو غيره -في الوصوؿ لمبيعات عالية توقع معو دور النشر عقوداً إلنتاج الكتب خالؿ عاـ
ال وتجددىا لو كمما استمر نجاحو وتوفر لو راتباً يكفيو مث ً ثـ ترتب لو بعد صدور الكتاب الحمالت الترويجية
وحفالت توقيع في بمداف مختمفة ولقاءات إعالمية وما إلى ذلؾ ...أما في دوؿ العالـ الثالث فالصورة تماثؿ وتحاكي
- 102 -
55
الواقع والمستوى الحضاري المتدني ..الشاعر مثمو مثؿ باقي أنماط المجتمعات المأزومة يعاني في االلتحاؽ بعمؿ ثابت ثـ يعاني في رسـ حياة مناسبة لمف يعوؿ..أي أنو يضطر لزحزحة الشعر إلى نياية قائمة االىتمامات..باإلضافة إلى أنو يواجو التباسا في وعي البعض ضده وخصوصاً عند استدعاء القيـ الدينية..أي أف الشاعر عندنا يواجو الجيؿ والظروؼ والتيميش في
غالب العصور وعزلتو النفسية المتجددة ،في وقت واحد ..بالطبع ال ينسحب ىذا عمى الشعراء النجوـ الذيف يؤدوف دائما أدوا اًر مرسومة تجعؿ المجتمع يرفعيـ في مكانة تجعؿ الواحد منيـ يكافئ العشرات في الحظوة
والماؿ واالنتشار الخ ..لكنيـ في النياية قمة ...واذا كانت فكرة تفرغ الشعراء قد تعاطت معيا مجتمعاتنا في إطار" المنحة " التي تقدـ لمبعض فإنيا بطبيعتيا مؤقتة مرىونة بانتياء المشروع المتفؽ عميو وبيذا فتكوف فكرة أف يمنح مجتمع ما تفرغاً طويالً لمكاتب أو الشاعر فكرة طوباوية أقرب لموىـ...
- 103 -
55
واذا فسرنا باألساس كممة النفع العاـ تبعا لتقدـ وتحضر مجتمع ما سنصؿ لجواب سؤاؿ ما إذا كاف الشعر عمالً مفيدا لمجميع أـ ال حيث أف لكؿ مجتمع أولياتو التي
بمنتيى الصراحة يكوف الشعر في بعض األوقات خارجيا وعبئا ورفاىية غير مستساغة في إطار غياب األساسيات مثؿ الطعاـ والدواء والحرية ...لكف ىؿ يعني ذلؾ أف الشعر يحتاج مجتمعاً صحياً لكي ينمو ..بالعكس فالمعاناة في غالب األحواؿ تخمؽ اإلبداع ولكف القير كذلؾ
والصعوبات التي تواجو المبدع تأكؿ روحو وتحبطو وتشغمو أيضاً...
واذا وصمنا لصمب عممية الكتابة وانتاج النص الشعري ويبقي فالعمؿ الذي يأخذ مف الشاعر وقتو وجيده وصحتو ُ لو قمقو وتوتره يجعؿ الشاعر في حالة دائمة مف التدريب عمى االصطياد ..اصطياد الفكرة والصياغة مف وسط األتوف الذي يبعده عف الفعؿ الوحيد الذي يحقؽ إنسانيتو
..اإلبداع ..
- 104 -
55
وفي األولى واآلخرة الشاعر جزء مف لحظتو التاريخية .. يعاني مثمما تعاني .. ولكف بروح مفتوحة أكثر عمى النزيؼ .....
- 105 -
55
- 106 -
55
المؤلف : مواليد 1975 /11/15 : لـو : ـدر ُ َ ص َ -1بورتريو أخير ،لكونشرتو العتمة . شعر ،دار سوبرمان . 1998 -2ىواء جاف يجرح المالمح . شعر ،الييئة العامة لقصور الثقافة . 2000 -3اية النشوة . شعر ،طبعة أولى :ىيئة قصور الثقافة . 2002 طبعة ثانية :مكتبة األسرة . 2003 -4بيجة االحتضار . شعر ،ىيئة الكتاب . 2003 -5ال ِسريُّون القدماء . شعر ،ىيئة الكتاب . 2003 -6ممر عميان الحروب . شعر ،ىيئة قصور الثقافة . 2005 -7تفكيك السعادة . شعر ،دار ىفن . 2009
- 107 -
55 -8تأطير اليذيان . شعر ،دار التالقي لمكتاب . 2009 -9بقع الخالص . مونودراما ،ىيئة قصور الثقافة ، بيت ثقافة الفشن . 2010 -10إضاءة خافتة وموسيقى . مجموعة مسرحية ،الييئة المصرية العامة لمكتاب .2009 ُ -11ي ِط ُّل عمى الحواس . شعر .كتاب اليوم .دار أخبار اليوم . 2010 ، -12الياتف. مسرحية لألطفال ،الييئة المصرية العامة لمكتاب .2010 -13أوراد النوستالجيا . مقاالت نقدية ،إقميم القاىرة الكبرى الثقافي .2011 ِ كالغابة كاألسالف . ق في ال َغ ْم ِر ، َ -14عالِ ٌ شعر ،ىيئة قصور الثقافة . 2013 شبح في الظييرة ،شعر ،الييئة المصرية َ –15رف ُة ٍ العامة لمكتاب . 2013
- 108 -
55 قَ ْيد الصدور : ِ َ –1ح ايٌز لإلثم ،شعر . – 2بال خبز وال نبيذ ،شعر . –3عمم النمل ،نصوص . –4الصياد والسمك الناطق ،قصص مترجمة لألطفال . –5اقترح أنت حالً آخر ،األعمال المسرحية . * لمتواصل :ىاتف محمــول- 01003815130 : 01116321147 بريد إلكتروني : momensamir76@yahoo.com
- 109 -
55
- 110 -
55
المحتويات * مالمح 3-36
األبنودي وتناقضات الشخصية الكبيرة 5 . وجوه إيماف مرساؿ 9 . أحمد يماني 19 . سمير درويش 23 . خالد الصاوي 32 .* جذور 37-63 بيوت مصر وروحيا الندية 39 . حكايات شعبية مف محافظة بني سويؼ 51 .* إشارات 65-105 في سؤاؿ الثقافة 67 . تحديات النص الراىف 71 . ىؿ أفادت مواقع التواصؿ االجتماعي اإلبداعاألدبي والفني ؟ 81 ماذا ينقصنا ليكوف أدبنا عالمياً 85 . -حوؿ مؤتمرات قصيدة النثر 89 .
- 111 -
55
صفحة مف دفتر النشر الخاص في مصر 95 . الشاعر والوظيفة :روح مفتوحة عمى النزيؼ .101 * المؤلؼ 107 . * المحتويات 111 .
- 112 -