األمن اإلعالمي العربي أصبح يشغل بال أصحاب القرار والمعنيين بالشؤون اإلعالمية األمن اإلعالمي العربي أصبح يشغل بال أصحاب القرار والمعنيين بالشؤون اإلعالمية دمشق - 52 - ( 25كونا) --أصبحت قضايا األمن بمختلف قطاعاته تشغل بال أصحاب القرار في الوطن العربي وتحظى باهتمام كبير ليس من قبلهم فحسب وإنما من قبل المؤلفين والكتاب فبعد أن طرح قضايا األمن الغذائي واألمن المائي من خالل العديد من الكتب والدراسات التي تعالج هذين الموضوعين الهامين برز اآلن وبقوة طرح قطاع هام من األمن هو األمن اإلعالمي العربي. واألمن اإلعالمي العربي وهموم المجتمع المعلوماتي في عصر العولمة هو عنوان لكتاب صدر حديثا للموءلفين صابر فلحوط رئيس اتحاد الصحافيين السوريين ومحمود البخاري ويقع في 231صفحة طرح فيه التحديات الجديدة التي سببتها العولمة اإلعالمية والتي تهدد باكتساح كل شيء حاملة معها أنواعا جديدة من األسلحة أصبحت معروفة باسم األسلحة اإلعالمية وأصبحت تستخدم في الحروب والصراعات لتأخذ حيزا هاما من تفكير بعض الدول في العالم المتقدم واألقل نموا وحتى النامي على حد سواء. وقال انه من أجل ذلك تم إنشاء المؤسسات المتخصصة ودفعت الدول للعمل الجاد من أجل تحقيق أمن إعالمي وطني وللمطالبة بتحقيق أمن إعالمي دولي يصون الحقوق ويحمي المقدسات من التطاول واالعتداء والتحريف والتخريب. وسلط الموءلفان الضوء على السالح اإلعالمي ودوره في خدمة الدول الصناعية المتقدمة وإدارة الصراع بين القوى العالمية وهو ما يتطلب التعرض لمشكلة األمن اإلعالمي العربي والدولي ومشكلة مصطلح الحرب االعالمية ومجاالت تأثير الصراع االعالمي الدولي من خالل تهديداته لالمن االعالمي الوطني العربي. وتعرض الكتاب للخصائص األساسية لالسلحة االعالمية وأهدافها في مجاالت استخدام السالح االعالمي ومجاالت الرقابة على االعالم الدولي وسناريوهات الحرب االعالمية داعيا الى اتخاذ الحلول السريعة ودون ابطاء لمشكلة األمن االعالمي لما لها من خطورة بالغة على المجتمع االنساني. وتناول المؤلفان المشكلة سواء من وجهة نظر المعارضين لها أساسا وينفون وجودها أم من وجهة نظر اولئك الذين تنبهوا لها وباتوا يطالبون بايجاد الحلول لها ضمن الشرعية الدولية واحترام سيادة الدول. كما تناول المؤلفان مشكلة األمن االعالمي من وجهة نظر البحث العلمي وتأثير األمن االعالمي على التفاهم الدولي وتناوال أيضا موضوعا له ارتباط وثيق باألمن االعالمي وهو المجتمع المعلوماتي وتعرضا الى مصاعب االنتقال الى المجتمع المعلوماتي وضرورة وضع الضوابط والخطط الشاملة لالنتقال الى المجتمع المعلوماتي من خالل السياسات الحكومية في تطوير البنى التحتية الالزمة لهذا المجتمع. وتعرضا لحتمية الثورة االتصالية والمعلوماتية في ظل العولمة التي طغت على حياة الناس وغيرت من طبيعة حياتهم اليومية وخصائص ومتطلبات ومشاكل وشروط بناء المجتمع المعلوماتي في الدول النامية ولوسائل االعالم واالتصال الجماهيرية والدولة والقومية في المجتمع المعلوماتي وتأثيره على وسائل االعالم واالتصال العربية. الجماهيرية وبينا ان االنتقال الى المجتمع المعلوماتي مرتبط بالعولمة التي تهيمن فيها وسائل االعالم الجماهيري واالتصال عن بعد في الدول المتقدمة على الساحة االعالمية اليمكن مواجهة أخطارها في الدول العربية عن طريق االنغالق أو منع التدفق األعالمي الخارجي وانما يمكن مواجهة أخطارها عن طريق تحصين المتلقي لمواجهة سيل المعلومات واألعالم الجماهيري المتدفق عليه من الدول المتقدمة بحيث يستطيع المتلقي العربي االستفادة من ايجابيات االعالم الخارجي في مجال العلوم والتقنيات الحديثة وتحييد سلبياته التي تستهدف كيان االنسان العربي وضرورة زيادة قدرة وسائل األعالم واالتصال عن بعد العربية على المنافسة في الساحة العالمي. العام الرأي ومخاطبة الدولية األعالمية وأكدا ان ذلك يأتي عن طريق التركيز على القضايا المهمة التي تمس وجهات النظر العربية من مختلف القضايا العربية األقليمية والدولية وعدم االكتفاء بنقل الموقف ووجهات النظر الى الرأي العام العربي فقط بل مضاعفة التركيز على الرأي العام العالمي وبلغاته القومية لمواجهة أي تحريف أو تشويه. ودعا الكتاب الى ضرورة ان تأخذ وسائل األعالم الجماهيري العربية التصدي للحملة االعالمية المركزة ضد العرب والمسلمين واستغالل الصراعات الحدودية مع دول الجوار التي خلفها وراءه االستعمار األوروبي وتغذيها بعض القوى الخارجية التي لها مصلحة في ابقاء التوتر وعدم االستقرار في المنطقة العربية. وراى الكتاب انه البد من وضع برنامج واقعي ممكن تطبيقه على المستوى العربي لتحقيق التعاون والتنسيق في العمل االعالمي يتعزز فيه مشاركة الصحافيين العرب في صناعة الخبر عن أهم األحداث العالمية الجارية وتنمية عالقة المشاركة بين االوساط الصحفية العربية والدولة وموءسساتها السياسية والدستورية على العربي. الوطن لمصلحة العمل من أساس وطالب بوضع برنامج اعالمي عربي يضمن فاعلية أكبر لوسائل األعالم الجماهيرية العربية ويضمن لها دورا أكثر فاعلية ويساعدها على أداء أدوارها في مجاالت التوعية العلمية واالقتصادية والتصدي العباء التنمية
الشاملة واالرتقاء بوسائل األعالم الجماهيرية العربية الى مصاف كبريات وسائل االعالم العالمية وبذلك يمكن لوسائل االعالم العربية أخذ دورها الريادي أثناء االنتقال التدريجي الى المجتمع المعلوماتي المنفتح وهو الذي تمخض عن العولمة وتداعياتها األعالمية بشكل أكثر ايجابية وفاعلية وتأثيرا