العولمة وقضايا الأمن الإعلامي الوطني في إطار التبادل ا

Page 1

‫أ‪ .‬د‪ .‬محمد البخاري‬

‫الطولمظ وقضايا األمن اإلرالمي‬ ‫الوطني في إطار التبادل‬ ‫اإلرالمي الدولي‬

‫طشقند ‪2009 -‬‬


‫الطولمظ وقضايا األمن اإلرالمي الوطني في إطار‬ ‫التبادل اإلرالمي الدولي‬ ‫ٌضى هزا انكراب خًسح فصىل ذُاوند يىاضٍغ‪:‬‬ ‫انرثادل اإلػاليً انذونً يٍ وجهح َظش األيٍ انمىيً؛‬ ‫وانؼىنًح واأليٍ اإلػاليً انىطًُ وانذونً؛ وانًصطهح‬ ‫وانحشوب انًؼهىياذٍح‪ ،‬ويجاالخ ذأثٍش انصشاػاخ‬ ‫انًؼهىياذٍح انذونٍح؛ وانرثادل اإلػاليً انذونً كىظٍفح‬ ‫نهذتهىياسٍح انشسًٍح وانشؼثٍح؛ وانؼاللاخ انؼايح انذونٍح‬ ‫(انذتهىياسٍح انشؼثٍح)‪ ،‬كىظٍفح نهرثادل اإلػاليً انذونً؛‬ ‫ولائًح تانًشاجغ وانًصادس انًسرخذيح‪ ،‬وٌهى انصحفٍ​ٍ​ٍ‬ ‫وانًرخصصٍ​ٍ وطالب اإلػالو وانؼهىو انسٍاسٍح‬ ‫وانؼاللاخ انذونٍح وانًهرًٍ​ٍ تمضاٌا انؼىنًح واأليٍ‬ ‫اإلػاليً وانرثادل اإلػاليً وانؼاللاخ انذونٍح‬ ‫انًؼاصشج‪.‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 2‬صفحة‬


‫تأليف‪:‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمذ انبخاري‪ :‬دكرىساِ ػهىو فً انؼهىو‬ ‫انسٍاسٍح ‪ ،DC‬اخرصاص‪ :‬انثمافح انسٍاسٍح‬ ‫واألٌذٌىنىجٍح‪ ،‬وانمضاٌا انسٍاسٍح نهُظى انذونٍح وذطىس‬ ‫انؼىنًح‪ ،‬دكرىساِ فهسفح فً األدب ‪ ،PhD‬تشوفٍسىس لسى‬ ‫انؼاللاخ انؼايح واإلػالٌ‪ ،‬كهٍح انصحافح تجايؼح يٍشصج‬ ‫أونىؽ تٍك انمىيٍح األوصتكٍح‪.‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 3‬صفحة‬


‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫المقدمظ‬ ‫تمكيد‬ ‫مع تطور وسائل االتصال وتقنٌاتها الحدٌثة فً‬ ‫العصر الحدٌث ازدادت أهمٌة االتصال بشكل كبٌر‪.‬‬ ‫وأصبحت المعلومات تحٌط بنا فً كل مكان ومن كل‬ ‫اتجاه كطبقة تحٌط بالكرة األرضٌة كالؽشاء الهوائً‬ ‫الذي ٌوفر لنا الحٌاة‪ ،‬طبقة تعود اإلنسان علٌها حتى كاد‬ ‫ٌنساها أو ٌجهل وجودها‪ ،‬عدا قلة من الناس الذٌن‬ ‫ٌتعاملون مع هذه الطبقة المعلوماتٌة وٌدركون مدى‬ ‫فاعلٌتها وتؤثٌرها‪.‬‬ ‫وقد أطلق الباحث فً علم االتصال بٌ​ٌر تاٌلهارد‬ ‫على هذه الطبقة المعلوماتٌة التً تحٌط بالكرة األرضٌة‬ ‫اسم "نوسفٌر"‪ 1‬وٌستفٌد اإلنسان المعاصر من هذه‬ ‫الطبقة متلقٌا ً سٌالَ من المعلومات تتضمن حقائق وآراء‬ ‫‪ 1‬أَظش‪ :‬د‪ .‬جٍهان أحمذ رشتً‪ :‬األسس انؼهًٍح نُظشٌاخ‬ ‫اإلػالو‪ .‬داس انفكش انؼشتً‪ ،‬انماهشج‪ .:‬ص ‪11‬؛ و‬ ‫‪- John C. Maloney, “Advertising Research‬‬ ‫‪and an Emerging science of Mass Persuasion”, in‬‬ ‫‪Lee Richardson (ed.) Dimensions of Communication‬‬ ‫‪(N. Y.: Appleton Century Crafts, 1969) p. 26-27.‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 4‬صفحة‬


‫مختلفة ٌستخدمها فً مواقؾ اتصالٌة ٌدخل فٌها مع‬ ‫آخرٌن كمتحدث أو مستمع‪ ،‬ولكنه ال ٌإثر فً عملٌة‬ ‫االتصال كؽٌره من الفئات االجتماعٌة األكثر تؤثٌراً فً‬ ‫عملٌة االتصال كالمفكرٌن والصحفٌ​ٌن والكتاب‬ ‫والسٌاسٌ​ٌن ورجال الدٌن واألساتذة والمعلنٌن الذٌن‬ ‫ٌعطون من خالل وسائل االتصال أفكاراً ومعلومات فً‬ ‫المواقؾ االتصالٌة أكثر مما ٌؤخذون من معلومات‪،‬‬ ‫بحكم أدوارهم االجتماعٌة التً تسمح لهم بالتؤثٌر‬ ‫والتحكم بتفكٌر ؼٌرهم من الناس‪.‬‬ ‫وأصبح االتصال الٌوم حقٌقة طاؼٌة فً حٌاتنا‬ ‫الٌومٌة المعاصرة‪ ،‬وأصبح الناس أداة فاعلة فً عملٌة‬ ‫االتصال المستمرة على مدار الٌوم مرسلٌن ومستقبلٌن‬ ‫على حد سواء بفضل تقنٌات المعلوماتٌة واالتصال‬ ‫الحدٌثة التً حولت العالم بؤسره إلى قرٌة األمس فً‬ ‫عملٌات االتصال المباشرة والمعقدة‪ ،‬والتً لم تعد‬ ‫تعترؾ ال بالحدود الجؽرافٌة وال بالحدود السٌاسٌة‬ ‫للدول المختلفة فً العالم‪.‬‬ ‫وفرض تطور التقنٌات الحدٌثة للمعلوماتٌة‬ ‫واالتصال على اإلنسان المعاصر تعلم مهارات جدٌدة لم‬ ‫ٌكن بحاجة لتعلمها قبل عدة عقود فقط‪ ،‬وأصبحت‬ ‫ضرورٌة له لمواكبة العصر واستخدام وسائل‬ ‫المعلوماتٌة واالتصال الحدٌثة المعقدة حتى فً اتصاالته‬ ‫الشخصٌة عبر وسائل االتصال الشخصٌة المحمولة‬ ‫‪ 161‬من ‪ 5‬صفحة‬


‫وشبكات الحاسبات اإللكترونٌة (الكمبٌوتر) التً جعلت‬ ‫من االتصال عملٌة سرٌعة وفورٌة وسهلة باتجاهٌن‪.‬‬ ‫ومع تزاٌد أهمٌة االتصال فً حٌاتنا الٌومٌة المعاصرة‪،‬‬ ‫ازدادت أهمٌة أبحاث المعلوماتٌة واالتصال‪.‬‬ ‫وٌمٌل بعض علماء االجتماع إلى التفرٌق بٌن‬ ‫األبحاث الصحفٌة‪ ،‬واألبحاث اإلعالمٌة‪ .‬رؼم امتداد‬ ‫الدراسات التً استهدفت الصحافة خالل القرن العشرٌن‬ ‫إلى سائر مجاالت اإلعالم وقنواته انطالقا ً من مفهوم‬ ‫وحدة المجاالت اإلعالمٌة رؼم تشعبها‪ .‬ورؼم اهتمام‬ ‫بعض المعاهد الصحفٌة فً العالم بدراسة مجال واحد‬ ‫من المجاالت اإلعالمٌة‪ ،‬كدراسة اإلذاعتٌن المسموعة‬ ‫والمرئٌة‪ ،‬أو الصحافة المطبوعة‪ ،‬أو االتصال الشخصً‬ ‫كل على حدى‪ .‬إال أننا نعتبر أن مثل تلك الدراسات‬ ‫الناقصة ال تلبً حاجة البحث العلمً فً مجال اإلعالم‬ ‫والمعلوماتٌة واالتصال بشكله المالئم والمطلوب منذ‬ ‫بداٌة القرن الواحد العشرٌن‪ ،‬وهو زمن تشعب قنوات‬ ‫االتصال وتداخلها من خالل شبكات المعلوماتٌة‬ ‫واالتصال الحدٌثة التً كانت سمة الحقبة األخٌرة من‬ ‫القرن العشرٌن‪.‬‬ ‫فاألسلوب العلمً الصحٌح الٌوم ٌربط بٌن‬ ‫أسالٌب المعلوماتٌة واالتصال وتقنٌاته الحدٌثة كوحدة‬ ‫واحدة تتالقى فٌها قنوات اإلعالم أصوالً وفروعاً‪ .‬رؼم‬ ‫التقسٌم الذي سار علٌه بعض الباحثٌن حٌنما فرقوا بٌن‬ ‫‪ 161‬من ‪ 6‬صفحة‬


‫األبحاث الصحفٌة‪ ،‬التً حاولوا حصرها بدراسة وسائل‬ ‫اإلعالم واالتصال أو بمضمون الرسائل اإلعالمٌة فقط‪،‬‬ ‫بٌنما حاول البعض اآلخر حصر األبحاث الصحفٌة‬ ‫بعملٌة االتصال فقط‪ .‬ألنه من الصعب جداً دراسة‬ ‫وسائل اإلعالم الجماهٌرٌة دون االهتمام بعملٌات‬ ‫المعلوماتٌة واالتصال والمواقؾ االتصالٌة التً ٌتم من‬ ‫خاللها توجٌه وتبادل المعلومات‪ .‬فؤي بحث ٌتناول‬ ‫االتصال ٌجب أن ٌهتم بالجانبٌن معاً‪ .‬فنحن ال نستطٌع‬ ‫فهم ما تنشره وما تنقله أو تذٌعه أو تبثه وسائل اإلعالم‬ ‫واالتصال الجماهٌرٌة‪ ،‬دون أن ندرك عملٌة االتصال‪،‬‬ ‫وكٌؾ ٌإثر مضمون وسائل اإلعالم الجماهٌرٌة على‬ ‫األفراد والجماعات المختلفة‪.‬‬ ‫وحٌنما نحاول أن نعرِّ ؾ المادة اإلعالمٌة‪ ،‬نجد‬ ‫صعوبة بالؽة فً وضع حدود واضحة تحدد األبحاث‬ ‫اإلعالمٌة وتمٌزها عن ؼٌرها من أبحاث العلوم‬ ‫اإلنسانٌة‪ .‬فؤهداؾ واهتمامات أبحاث االتصال واسعة‬ ‫جداً‪ ،‬ألنها ال تدرس وسائل االتصال فقط‪ ،‬بل تتعداها‬ ‫لدراسة عملٌات االتصال‪ .‬وهذا ٌحتم علٌنا االهتمام‬ ‫بعلوم إنسانٌة أخرى منها التربٌة‪ ،‬وعلم النفس الفردي‪،‬‬ ‫وعلم النفس االجتماعً‪ ،‬واالقتصاد‪ ،‬واألنثروبولوجٌا‪،‬‬ ‫‪2‬‬ ‫والقانون‪ ،‬والستسٌولوجٌا‪ ،‬والسٌاسة‪ ،‬والتارٌخ‪ ...‬الخ‪،‬‬ ‫‪ 2‬أَظش‪ :‬د‪ .‬جٍهان أحمذ رشتً‪ :‬يصذس ساتك ص ‪14‬؛ و‬ ‫‬‫‪David‬‬ ‫‪Manning‬‬ ‫‪White,‬‬ ‫‪"Mass‬‬ ‫‪Communication Research: A View in Perspective",‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 7‬صفحة‬


‫فاإلعالم ٌشارك العلوم اإلنسانٌة مسإولٌة الكشؾ عن‬ ‫مختلؾ أوجه المشاكل التً تتضمنها عملٌة االتصال فً‬ ‫مختلؾ مراحلها‪.‬‬ ‫ولقد أدرك علماء االتصال منذ أواسط القرن‬ ‫العشرٌن‪ ،‬حقٌقة أنه ال ٌمكن فهم االتصال عن طرٌق‬ ‫وسائل المعلوماتٌة واالتصال واإلعالم الجماهٌرٌة دون‬ ‫فهم عملٌة االتصال المباشر بٌن شخص وآخر‪ ،‬وعملٌة‬ ‫االتصال داخل الجماعة الصؽٌرة‪ .‬فبدون إدراك وفهم‬ ‫عملٌة االتصال الفردي‪ ،‬واالتصال داخل الجماعة‬ ‫الصؽٌرة‪ ،‬ال ٌمكن فهم عملٌة االتصال عن طرٌق‬ ‫مإسسات ووسائل اإلعالم واالتصال الجماهٌرٌة‪ ،‬وال‬ ‫نستطٌع كذلك تقدٌر تؤثٌر تلك المإسسات والوسائل‪.‬‬ ‫ومن المسلم به أن فهم ودراسة وسائل‬ ‫المعلوماتٌة واالتصال الجماهٌرٌة هً من مسإولٌة‬ ‫علماء اإلعالم أساساً‪ ،‬ولكننا ال نستطٌع أن ننكر اشتراك‬ ‫علماء العلوم السٌاسٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة فً هذه‬ ‫المسإولٌة بشكل أو بآخر‪ .‬ولكن المسإولٌة تبقى أساسا ً‬ ‫على عاتق علماء اإلعالم واالتصال المسإولٌن عن‬ ‫دراسة عملٌات االتصال الجماهٌري‪ ،‬والتعرؾ على‬ ‫نظم مإسسات االتصال واإلعالم‪ ،‬وأسالٌب السٌطرة‬ ‫‪in Lewis Antony Dexter and David Manning White‬‬ ‫‪(eds.) People, Society and Mass Communication‬‬ ‫‪(Glencoe, Illinois: The Free Press, 1964.‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 8‬صفحة‬


‫االجتماعٌة علٌها‪ ،‬ومركز تلك المإسسات فً التنظٌم‬ ‫االجتماعً بشكل عام‪ ،‬ووظٌفة تلك المإسسات‬ ‫وجمهورها ومسإولٌتها‪ ،‬وطرٌقة اضطالعها بتلك‬ ‫المسإولٌات‪ ،‬ودراسة طبٌعة تؤثٌر تلك المإسسات‪.‬‬ ‫واكتشاؾ السبل لتحقٌق فاعلٌة اإلعالم واالتصال‪،‬‬ ‫واختٌار أنجع الوسائل‪ ،‬والتعرؾ على طبٌعة كل وسٌلة‬ ‫منها‪ .‬وطبٌعة الجمهور المتلقً‪ ،‬ومشاكل نقل المعانً‬ ‫‪3‬‬ ‫والرموز عبر وسائل االتصال المختلفة‪.‬‬ ‫وٌمر التطور التارٌخً ألي علم من العلوم‬ ‫الحدٌثة‪ ،‬بمراحل تطور متشابهة تبدأ بالمرحلة الفلسفٌة‪،‬‬ ‫حٌث ٌنصب االهتمام فٌها على تحدٌد المسارات‬ ‫األساسٌة‪ ،‬وتكوٌن مفاهٌم كلٌة وافتراضات أساسٌة‪،‬‬ ‫وتحدٌد طرق وأسالٌب للبحث العلمً‪ ،‬وٌعاد النظر فٌها‬ ‫بشكل ٌمكن بواسطتها جمع المعلومات والحقائق عن‬ ‫العلم المقصود‪ 4.‬وتنتهً هذه المرحلة عند التوصل إلى‬ ‫‪ 3‬أَظش‪ :‬د‪ .‬جٍهان أحمذ رشتً‪ :‬يصذس ساتك ص ‪14‬؛ و‬ ‫‪- W. Schramm, "The Challenge to‬‬ ‫‪Communication Research". in Ralph O. Nafziger and‬‬ ‫‪David Manning White (Eds.) Introduction to Mass‬‬ ‫‪Communications Research (Baton Rouge, Louisiana‬‬ ‫‪State University Press, 1958) p. 5-6.‬‬ ‫‪ 4‬أَظش‪ :‬د‪ .‬جٍهان أحمذ رشتً‪ :‬يصذس ساتك ص ‪15‬؛ و‬ ‫‪- Karl W. Deutsch, «The Nerves of‬‬ ‫‪Government: Models of Political Communication‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 9‬صفحة‬


‫اتفاق عام على بعض المبادئ واالفتراضات األساسٌة‬ ‫وبعض طرق وأسالٌب البحث العلمً‪.‬‬ ‫وٌنتقل االهتمام فً المرحلة الثانٌة إلى تطبٌق‬ ‫أسالٌب جدٌدة للبحث‪ ،‬مهمتها قٌاس صحة االفتراضات‬ ‫التً تم االتفاق علٌها فً المرحلة األولى الفلسفٌة‪،‬‬ ‫ٌرافقها تجمٌع حقائق مفصلة عن تلك االفتراضات‪.‬‬ ‫وتنتهً المراحل التجرٌبٌة بجمع جملة من الحقائق‬ ‫تستخدم فً بناء نظرٌة علمٌة محددة‪ ،‬وهً المرحلة‬ ‫الثالثة التً تتابع فٌها األبحاث والتجارب التً تإدي إلى‬ ‫تطور البحث العلمً والوصول إلى نتائج جدٌدة‬ ‫ومقترحات تإدي للوصول إلى نظرٌات علمٌة جدٌدة‪.‬‬ ‫وقد بدأت األبحاث العلمٌة فً الوالٌات المتحدة‬ ‫األمرٌكٌة خالل عشرٌنات القرن العشرٌن‪ ،‬وركزت‬ ‫األبحاث األولى على دراسات وصفٌة لتارٌخ الصحافة‪،‬‬ ‫والشخصٌات الصحفٌة التً قامت بإصدار وتحرٌر‬ ‫صحؾ كل مرحلة من المراحل المدروسة‪ .‬وركزت‬ ‫على مفاهٌم فلسفٌة معٌنة كحرٌة الصحافة وحق األفراد‬ ‫فً نشر آرائهم بدون تدخل السلطات‪ ،‬ودور الصحافة‬ ‫فً المجتمع إلى آخره من االهتمامات العلمٌة‪.‬‬ ‫وظهرت فً المرحلة التالٌة دراسات اعتمدت‬ ‫على األبحاث التجرٌبٌة والمٌدانٌة الكمٌة‪ .‬خرجت‬ ‫‪and Control» (Clencoe, Illinois: The Free Press,‬‬ ‫‪1963)б з 3.‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 10‬صفحة‬


‫بدراسات موضوعٌة بعٌدة عن تحٌز الباحث‪ ،‬معتمدة‬ ‫على حقائق علمٌة ثابتة‪ ،‬مستخدمة أسالٌب القٌاس‬ ‫والتجربة للوصول إلى نتائج علمٌة مقنعة‪ .‬توصل‬ ‫العلماء بفضلها إلى تكوٌن نظرٌة علمٌة تطورت خالل‬ ‫خمسٌنات وستٌنات القرن العشرٌن‪ .‬وتوسع البحث‬ ‫العلمً فً مجال االتصال لٌشمل دراسات اإلعالم‬ ‫الدولً وطبٌعة اإلعالم فً الدول األخرى وخاصة تلك‬ ‫التً تختلؾ مع الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة إٌدٌولوجٌاً‪،‬‬ ‫أو التً تدخل ضمن مجال اهتمامات سٌاستها الخارجٌة‬ ‫والمصالح األمرٌكٌة فً العالم عامة‪.‬‬ ‫ورافق هذا التطور فً األبحاث العلمٌة بمجال‬ ‫اإلعالم اهتمام علماء السٌاسة واالقتصاد والمجتمع وعلم‬ ‫النفس واألنثروبولوجٌا بعلوم االتصال‪ ،‬وهم الذٌن‬ ‫ساهموا فً تطوٌر وبناء نظرٌات ومفاهٌم أساسٌة لعلم‬ ‫االتصال‪ 5.‬مما أعطى الدراسات اإلعالمٌة طابعا ً متمٌزاً‬ ‫ساهم فً اتساعها وإثرائها خالل النصؾ الثانً من‬ ‫القرن العشرٌن خاصة بعد أن وظفت بعض اتجاهاتها‬ ‫ألؼراض المعلوماتٌة العسكرٌة‪ ،‬وبقٌت تلك األبحاث‬ ‫حكراً على الدول المتقدمة فقط‪.‬‬ ‫‪ 5‬أَظش‪ :‬د‪ .‬جٍهان أحمذ رشتً‪ :‬يصذس ساتك ص ‪17‬؛ و‬ ‫‪- John C. Maloney, «Advertising Research‬‬ ‫‪and an Emerging science of Mass Persuasion», in‬‬ ‫‪Lee Richardson (ed.) Dimensions of Communication‬‬ ‫‪(N. Y.: Appleton Century Crafts, 1969), p 28-29.‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 11‬صفحة‬


‫وفً تلك الفترة ذاتها تنبؤ الكاتب األلمانً شارل‬ ‫بروتس بؤنه "سٌؤتً عصر لألمم الصؽٌرة المستقلة‪،‬‬ ‫ٌكون أول خط دفاعً لها هو خط المعرفة"‪ 6.‬وهً‬ ‫المقولة التً اقتنع بها الرئٌس الراحل جمال عبد الناصر‬ ‫الذي قام فً عام ‪ 1953‬عندما كان رئٌسا ً للوزارة فً‬ ‫عهد الرئٌس محمد نجٌب‪ ،‬بتؤسٌس وحدة للشؤون‬ ‫العربٌة لجمع المعلومات عن العالم العربً كله ! ؟‬ ‫وكان ذلك فً وقت اشتد فٌه الصراع بٌن الشرق‬ ‫األحمر بقٌادة االتحاد السوفٌ​ٌتً السابق‪ ،‬والؽرب‬ ‫الدٌمقراطً بقٌادة الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة‪ .‬وكان‬ ‫ذلك فً وقت لم تزل ترزح فٌه أجزاء كبٌرة من‬ ‫العالمٌن العربً واإلسالمً لالستعمار البرٌطانً‬ ‫والفرنسً واإلسبانً واإلٌطالً والبرتؽالً والروسً ‪..‬‬ ‫وؼٌره‪ ،‬وتخوض فٌه األمة العربٌة حربا ً شرسة ؼٌر‬ ‫متكافئة مع عدو شرس اؼتصب األرض والحقوق‬ ‫والمقدسات فً فلسطٌن المحتلة‪ ،‬معتمداً على الشرعٌة‬ ‫الدولٌة فً تبرٌر عدوانه أمام الرأي العام العالمً من‬ ‫خالل إدراكه ألهمٌة الرأي العام فً عملٌة اتخاذ‬ ‫القرارات الهامة‪ ،‬وبراعته فً توجٌه الخطاب اإلعالمً‬ ‫إلٌه‪ .‬وفً هذا دلٌل واضح ٌشٌر إلى نموذج من نماذج‬ ‫تعامل واحدة من األقطار العربٌة واإلسالمٌة المستقلة‬ ‫‪ 6‬أَظش‪ :‬وبٍم عمر‪ :‬رئة انًخاتشاخ األحًش‪ :‬انثاب انسشي‬ ‫نجًال ػثذ انُاصش‪ .‬ػشض‪ :‬إياو أحًذ‪ .‬انماهشج‪ :‬األهشاو االلرصادي‪،‬‬ ‫انؼذد‪ .2001/1681 :‬ص ‪.71‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 12‬صفحة‬


‫مع مشكلة المعرفة واإلعالم (المعلوماتٌة) آنذاك‪،‬‬ ‫وتنبهها ألهمٌة المعرفة ودور اإلعالم فً الدفاع عن‬ ‫الذات الوطنٌة والسٌادة واالستقالل‪.‬‬ ‫ومعروؾ أن اإلعالم هو قناة لنقل ونشر‬ ‫المعرفة (المعلومات)‪ ،‬وهو ما دفع وٌدفع بعض األقالم‬ ‫أحٌانا ً لتتبارى فً اإلشارة إلى ضعؾ قناة المعرفة‬ ‫(المعلومات) تلك وضعؾ وتشتت الخطاب اإلعالمً‬ ‫العربً واإلسالمً الموجه للرأي العام العالمً‪ ،‬وبعده‬ ‫عن العلمٌة واستخدام نتائج األبحاث اإلعالمٌة األجنبٌة‬ ‫من ضمن تقنٌات الخطاب اإلعالمً واختٌار القناة‬ ‫اإلعالمٌة المناسبة للتؤثٌر على الرأي العام المحلً‬ ‫والعالمً‪ ،‬رؼم اإلشارة إلى تفوق اإلعالم المضاد دون‬ ‫ذكر األسباب الجوهرٌة لذلك التفوق‪ ،‬أو محاولة تقدٌم‬ ‫حلول مقترحة واقعٌة قابلة للتحقٌق فً الواقع الراهن‬ ‫للعالمٌن العربً واإلسالمً كجزء من الدول النامٌة‪،‬‬ ‫تخرج اإلعالم العربً واإلسالمً من مؤزقه‪ ،‬وخاصة‬ ‫بعد المنعطؾ الخطٌر الذي حدث إثر أحداث ‪11‬‬ ‫أٌلول‪/‬سبتمبر عام ‪ 2001‬فً الوالٌات المتحدة‬ ‫األمرٌكٌة وتداعٌاته المستمرة حتى اآلن‪.‬‬ ‫والٌوم وبعد أن طورت الدول المتقدمة فً العالم‬ ‫أحادي القطبٌة وأدخلت أسلوبا ً جدٌداً فً العالقات‬ ‫الدولٌة أطلقت علٌه اسم "العولمة" قارعت به بعضها‬ ‫بعضا ً وطرقت أبواب الدول األقل تطوراً والدول النامٌة‬ ‫‪ 161‬من ‪ 13‬صفحة‬


‫بعد انهٌار االتحاد السوفٌ​ٌتً السابق ومنظومته‬ ‫االشتراكٌة‪ ،‬لتضع أمام تلك الدول‪ ،‬والدول المستقلة‬ ‫حدٌثا ً تحدٌات مصٌرٌة تنال لٌس السٌاسة واالقتصاد‬ ‫والمقدرات والمعتقدات وحسب‪ ،‬بل وتهدد شخصٌة‬ ‫وثقافات وسٌادة واستقالل تلك الدول‪ .‬اثر توسع الهوة‬ ‫المعرفٌة بٌن العالمٌن المتقدم واألقل تطوراً والنامً‪،‬‬ ‫رؼم بساطة وتعقد قنوات المعرفة المتاحة الٌوم فً آن‬ ‫معاً‪ ،‬إثر االنفجار المعرفً واإلعالمً الذي تسبب به‬ ‫التطور الهائل لوسائل االتصال الجماهٌرٌة وتنوع‬ ‫قنواتها‪ .‬وتقؾ فً طلٌعة تلك الوسائل المتطورة شبكات‬ ‫المعلومات العالمٌة التً وظفت لخدمتها لٌس شبكات‬ ‫االتصال األرضٌة وحسب‪ ،‬بل وشبكات االستشعار عن‬ ‫بعد عبر األقمار الصناعٌة‪ ،‬والمحطات الفضائٌة التً‬ ‫أصبحت مؤلوفة لإلنسان منذ أواسط النصؾ الثانً من‬ ‫القرن المنصرم‪.‬‬ ‫مما طرح تحدٌات جدٌدة سببتها "العولمة‬ ‫المعلوماتٌة" تهدد باكتساح كل شًء‪ ،‬حاملة معها أنواعا ً‬ ‫جدٌدة من األسلحة أصبحت معروفة بوضوح باسم‬ ‫"األسلحة المعلوماتٌة"‪ ،‬وأصبحت تستخدم فً الحروب‬ ‫والصراعات‪ ،‬لتؤخذ حٌزاً هاما ً من تفكٌر بعض الدول‬ ‫فً العالم المتقدم واألقل نمواً وحتى العالم النامً على‬ ‫حد سواء‪ ،‬وأنشؤت له المإسسات المتخصصة‪ .‬ودفعت‬ ‫المشكلة ببعض الدول للعمل الجاد من أجل تحقٌق أمن‬ ‫إعالمً وطنً‪ ،‬وللمطالبة بتحقٌق أمن إعالمً دولً‬ ‫‪ 161‬من ‪ 14‬صفحة‬


‫ٌصون الحقوق‪ ،‬وٌحمً المقدسات من التطاول‬ ‫واالعتداء والتحرٌؾ والتخرٌب‪.‬‬ ‫ولهذا تناولت ضمن هذه الدراسة قضاٌا األمن‬ ‫الوطنً فً إطار العولمة والتبادل اإلعالمً الدولً لسد‬ ‫شًء من حاجة طالب كلٌات الصحافة‪ ،‬والصحافة‬ ‫الدولٌة‪ ،‬والعالقات الدولٌة‪ ،‬والعلوم السٌاسٌة‪ ،‬والتارٌخ‪،‬‬ ‫للمراجع فً هذا المجال‪.‬‬ ‫واستعرضت فً الفصل األول‪ :‬التبادل اإلعالمً‬ ‫الدولً من وجهة نظر األمن القومً‪.‬وفً الفصل الثانً‪:‬‬ ‫العولمة واألمن اإلعالمً الوطنً والدولً‪ .‬وفً الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬المصطلح والحرب المعلوماتٌة‪ ،‬ومجاالت تؤثٌر‬ ‫الصراع اإلعالمً الدولً‪ ،‬والتهدٌدات المتوقعة لألمن‬ ‫اإلعالمً الوطنً؛ والخصائص األساسٌة لألسلحة‬ ‫المعلوماتٌة وأهدافها‪ ،‬وسٌنارٌوهات الحرب المعلوماتٌة‪.‬‬ ‫وفً الفصل الرابع‪ :‬التبادل اإلعالمً الدولً كوظٌفة‬ ‫للدبلوماسٌة الرسمٌة‪ .‬وفً الفصل الخامس‪ :‬العالقات‬ ‫العامة الدولٌة (الدبلوماسٌة الشعبٌة)‪ ،‬كوظٌفة للتبادل‬ ‫اإلعالمً الدولً‪ ،‬واإلعالن كوظٌفة للتبادل اإلعالمً‬ ‫الدولً‪ ،‬والتخطٌط للحمالت اإلعالمٌة الدولٌة‪.‬‬ ‫أمال أن ٌكون هذا الجهد العلمً المتواضع قد‬ ‫خدمة تمد الباحثٌن وطالب الصحافة والعالقات الدولٌة‬ ‫والعلوم السٌاسٌة واالجتماعٌة بالمعلومات عن بعض‬ ‫أوجه األمن الوطنً فً ظل العولمة والتبادل اإلعالمً‬ ‫‪ 161‬من ‪ 15‬صفحة‬


‫الدولً لالستفادة منها فً دراستهم وبحثهم فً قضاٌا‬ ‫المعلوماتٌة واالتصال الدولً‪.‬‬ ‫المؤلف‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‬

‫‪ 161‬من ‪ 16‬صفحة‬


‫الفصل األول‬ ‫التبادل اإلرالمي الدولي من وجكظ نظر األمن القومي‬ ‫تنحصر وظائف الدولة عامة فً ثالث وظائؾ‬ ‫رئٌسٌة‪ ،‬هً‪ :‬حماٌة االستقالل؛ وتؤكٌد سٌادة الدولة؛‬ ‫وحفظ األمن الداخلً‪ ،‬بمفهومه الواسع‪ .‬بما ٌتضمنه من‬ ‫وجود سلطات شرعٌة‪ ،‬تعمل على تحقٌق الحٌاة‬ ‫األفضل‪ ،‬أو تحقٌق الرفاهٌة‪ ،‬وإشباع رؼبات األفراد فً‬ ‫كافة مجاالت دولة الرفاه‪.‬‬ ‫وتسعى الدولة لتحقٌق هذه األهداؾ من خالل‬ ‫مجموعة من الخطط تتعلق كل منها بتحقٌق واحدة من‬ ‫تلك األهداؾ‪ ،‬وتحاول أٌضا ً إحداث التوازن والتكامل‬ ‫بٌن تلك األهداؾ من خالل إستراتٌجٌة واحدة تضعها‬ ‫فً محاولة ألن ٌكون هناك تناسق بٌن تلك األهداؾ‬ ‫وبٌن متطلبات تحقٌقها على المستوٌ​ٌن الداخلً‬ ‫والخارجً‪ .‬وهذه السٌاسة الواحدة تسمى سٌاسة األمن‬ ‫القومً التً تهدؾ بشكل عام دعم قوة الدولة فً‬ ‫مواجهة ؼٌرها من القوى والدول بما ٌمكنها من‬ ‫المحافظة على كٌانها القومً ووحدة أراضٌها‪.‬‬ ‫وال تختلؾ الدول مهما تباعدت مصالحها فً فهم‬ ‫وتطبٌق الوظٌفتٌن األولى والثانٌة‪ ،‬ولكن عندما نؤتً إلى‬ ‫الوظٌفة الثالثة‪ ،‬أي تحقٌق الحٌاة األفضل لمواطنٌها‪،‬‬ ‫‪ 161‬من ‪ 17‬صفحة‬


‫تظهر لنا الخالفات الناتجة عن تباٌن األنظمة والمصالح‪.‬‬ ‫وكان الخالؾ أكثر وضوحا ً بٌن الدول التً تؤخذ‬ ‫باألفكار الرأسمالٌة‪ ،‬وتلك التً كانت تؤخذ باألفكار‬ ‫االشتراكٌة أو الشٌوعٌة‪ ،‬قبل انهٌار المنظومة‬ ‫االشتراكٌة‪ ،‬واالتحاد السوفٌ​ٌتً السابق‪.‬‬ ‫وتحاول الدولة من خالل سٌاسة األمن القومً‪،‬‬ ‫الدفاع عن كٌانها اعتماداً على قدراتها الذاتٌة فً‬ ‫مواجهة ما قد ٌتهددها من أخطار‪ ،‬فتخصص من‬ ‫الموارد واإلمكانٌات ما ٌتناسب مع حجم وطبٌعة هذه‬ ‫األخطار‪ ،‬واضعة نصب أعٌنها‪ ،‬عجز األمم المتحدة عن‬ ‫القٌام بمسإولٌاتها كاملة‪ ،‬وتؤثٌر الدول الكبرى على كل‬ ‫تحرك تقوم به األمم المتحدة‪.‬‬ ‫ولذلك تحاول الدولة أن تقدر بطرٌقة موضوعٌة‬ ‫المخاطر التً تواجهها فً الداخل‪ ،‬أو من الخارج‪ ،‬آخذة‬ ‫بعٌن االعتبار ما لدٌها من مقدرات عسكرٌة‪،‬‬ ‫واقتصادٌة‪ ،‬وسٌاسٌة‪ ،‬وكٌؾ ٌمكن استخدام هذه‬ ‫المقدرات استخداما ً سلٌما ً حٌنما ٌتطلب األمر‬ ‫استخدامها‪ .‬وبعبارة أخرى كٌؾ توازن بٌن مواردها‬ ‫والؽاٌات التً ترجوها‪.‬‬ ‫مجاالت سٌاسة األمن القومً‪ :‬وسٌاسة األمن‬ ‫القومً تتضمن كافة اإلجراءات التً تراها الدولة كفٌلة‬ ‫بحماٌة كٌانها‪ ،‬وتحقٌق أمنها فً مختلؾ المجاالت‬ ‫السٌاسٌة والعسكرٌة واالقتصادٌة‪ ،‬وعادة تتولى هٌئات‬ ‫‪ 161‬من ‪ 18‬صفحة‬


‫متخصصة داخل الدول وضع تلك السٌاسات التً تشمل‬ ‫عادة ثالثة مجاالت رئٌسٌة‪ ،‬وهً‪:‬‬ ‫المجاالت السٌاسٌة‪ :‬وتنقسم إلى ثالثة أقسام‬ ‫رئٌسٌة‪ ،‬هً‪:‬‬ ‫مجاالت السٌاسة الخارجٌة‪ :‬إذ أدى تشابك‬ ‫المصالح بٌن الدول بفعل التقدم العلمً والتقنً فً مجال‬ ‫النقل واالتصاالت إلى إلؽاء الحدود والمسافات بٌن‬ ‫الدول‪ .‬وأصبح لكل دولة مجموعة من العالقات المختلفة‬ ‫مع العدٌد من الدول بمختلؾ اتجاهاتها اإلٌدٌولوجٌة‪.‬‬ ‫وقد تتراوح السٌاسة الخارجٌة للدولة مع ؼٌرها من‬ ‫الدول بٌن التعاون الكامل الذي ٌصل أحٌانا ً إلى الوحدة‬ ‫أو االتحاد بمختلؾ أشكاله‪ ،‬وبٌن الصراع واستخدام‬ ‫القوة المسلحة‪ ،‬أو اللجوء إلى الحرب الباردة‪ ،‬ومحاولة‬ ‫فرض السٌطرة والنفوذ‪.‬‬ ‫مجاالت السٌاسة الداخلٌة‪ :‬وهً كل ما ٌتعلق‬ ‫بسٌاسة الدولة الداخلٌة كنظام الحكم‪ ،‬كما تحدده‬ ‫دساتٌرها وقوانٌنها وتشرٌعاتها المختلفة‪ .‬وٌدخل فً ذلك‬ ‫اإلطار خطط التنمٌة االقتصادٌة واالجتماعٌة‪ ،‬والعمل‬ ‫على توفٌر األمن والنظام داخل الدولة‪.‬‬ ‫مجاالت النشاطات الدبلوماسٌة‪ :‬إذ تتصل الدولة‬ ‫بؽٌرها من الدول بالطرق الدبلوماسٌة‪ ،‬وتعمل على‬ ‫تدعٌم أجهزة هذا االتصال ووسائله‪ ،‬حتى تتجنب الصدام‬ ‫المباشر مع الدول األخرى عن طرٌق اللجوء إلى‬ ‫‪ 161‬من ‪ 19‬صفحة‬


‫المفاوضات وإلى اإلقناع‪ ،‬أو إبرام االتفاقٌات والدخول‬ ‫فً تحالفات‪ .‬كما تعمل على االستفادة من نظام األمن‬ ‫الجماعً‪ ،‬فً إطار األمم المتحدة‪ ،‬لتحقٌق أهدافها‪.‬‬ ‫وتهدؾ سٌاسة األمن القومً فً هذه الحالة تؤكٌد مكانة‬ ‫الدولة فً المجتمع الدولً‪ ،‬ومحاولة التؤثٌر وممارسة‬ ‫النفوذ على ؼٌرها من الدول المجاورة والبعٌدة‪.‬‬ ‫المجاالت االقتصادٌة‪ :‬وٌعد الجانب االقتصادي‬ ‫لسٌاسة األمن القومً من األهمٌة بمكان‪ ،‬الرتباطه‬ ‫أساسا ً بتوفٌر االحتٌاجات االقتصادٌة للدولة أو بقدراتها‬ ‫تجاه الدول األخرى‪ .‬كما وتحس الدول باحتٌاجاتها‬ ‫االقتصادٌة من الدول األخرى‪ ،‬وتشعر بؤهمٌة ما تملكه‬ ‫من إمكانٌات اقتصادٌة تستطٌع استخدامها كورقة رابحة‬ ‫لتحقٌق أمنها‪ .‬وقد تتمثل هذه اإلمكانٌات فٌما تملكه‬ ‫الدولة من رإوس أموال‪ ،‬أو خبرة‪ ،‬أو منتجات مصنعة‪،‬‬ ‫أو مواد أولٌة‪ ،‬أو أسواق المتصاص التجارة ورإوس‬ ‫األموال‪ .‬ولهذا تسعى الدولة لزٌادة قدرتها الصناعٌة‪،‬‬ ‫وتعمل على توفٌر المواد الخام أو المواد الؽذائٌة‬ ‫الالزمة‪ ،‬ورفع كفاءة العاملٌن فً المجاالت الصناعٌة‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى دعم قدراتها المالٌة للوفاء بالتزاماتها‬ ‫المالٌة دون المساس باحتٌاجات الدولة األساسٌة‪ .‬وٌشمل‬ ‫الجانب االقتصادي فً هذا النطاق مجاالً واسعا ً ٌتجاوز‬ ‫إمكانٌات الدولة الفعلٌة ومجموع نشاط األفراد‪ ،‬لٌشمل‬ ‫العالقات الداخلٌة والخارجٌة‪ ،‬بما فً ذلك تطوٌر‬ ‫إمكانٌات التطور العلمً لوسائل اإلنتاج وؼٌرها‪ .‬وذلك‬ ‫‪ 161‬من ‪ 20‬صفحة‬


‫عن طرٌق استؽالل العوامل االقتصادٌة لمباشرة النفوذ‬ ‫فً مٌدان العالقات الدولٌة‪ ،‬من خالل أسالٌب معٌنة وفقا ً‬ ‫لما تملٌه علٌه سٌاستها الخارجٌة‪ .‬ونتٌجة ألهمٌة تؤثٌر‬ ‫الجانب االقتصادي على سٌاسة األمن القومً‪ ،‬فقد‬ ‫أصبح للمعلومات االقتصادٌة أهمٌة قصوى جعلها تماثل‬ ‫أهمٌة المعلومات العسكرٌة والدبلوماسٌة‪ ،‬فهً تشمل كل‬ ‫ما ٌتعلق بمصالح الدولة االقتصادٌة من مختلؾ‬ ‫جوانبها‪ ،‬سواء المتعلقة بمصالحها الذاتٌة أو بمصالحها‬ ‫مع مختلؾ دول العالم‪ ،‬أٌا ً كانت درجة عالقاتها بها‪.‬‬ ‫لذلك فإن المجال االقتصادي ٌمثل جانبا ً هاما ً لما له من‬ ‫تؤثٌر على األمن القومً للدولة‪.‬‬ ‫المجاالت العسكرٌة‪ :‬وٌهدؾ الجانب العسكري‬ ‫لسٌاسة األمن القومً حماٌة استقالل الدولة‪ ،‬وسالمة‬ ‫أراضٌها ضد أي عدوان خارجً قد تتعرض له من‬ ‫الخارج‪ ،‬لذلك فهً تعمل على تدرٌب قواتها العسكرٌة‪،‬‬ ‫وتسلٌحها باألسلحة الحدٌثة‪ ،‬واالهتمام بخطط الدفاع‬ ‫سواء فً أوقات النزاع المسلح‪ ،‬أو فً أوقات السلم‪،‬‬ ‫وتقوم بإعداد الخطط الدفاعٌة‪ ،‬والدراسات الالزمة‬ ‫لمواجهة األخطار المحتملة أو المتوقعة‪ ،‬كما تقوم الدولة‬ ‫فً ذات الوقت باالرتباط بمجموعة من مواثٌق الدفاع‬ ‫القادرة على ردع أي عدوان من أي نوع قد تتعرض له‬ ‫من الخارج‪ .‬وعادة ما ٌكون الجانب العسكري فً‬ ‫سٌاسة األمن القومً للدول الصؽرى مقتصراً على دعم‬ ‫قدرة الدولة دفاعا ً عن النفس‪ ،‬فً مواجهة ما ٌمكن أن‬ ‫‪ 161‬من ‪ 21‬صفحة‬


‫تتعرض له من عدوان‪ .‬أما الدول ذات السٌاسات‬ ‫التوسعٌة فتستؽل قدراتها العسكرٌة لتهدٌد الدول األخرى‬ ‫أو العدوان علٌها‪ .‬لذلك تسعى تلك الدول إلى زٌادة‬ ‫نفوذها من خالل مجموعة من مواثٌق الدفاع أو‬ ‫التحالفات العسكرٌة مع ؼٌرها من الدول التً ٌكون‬ ‫الهدؾ المعلن عنها عادة الدفاع عن النفس‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن أثر القدرة العسكرٌة‬ ‫للدولة ال ٌقتصر على المسائل المرتبطة بالدفاع عن‬ ‫الدولة فحسب‪ ،‬فمن الواضح أنه ال ٌمكن إنكار أهمٌة ما‬ ‫تملكه الدولة من قوة عسكرٌة حتى فً مجال‬ ‫المفاوضات السٌاسٌة‪ ،‬حٌث تكون الدولة ذات القوة‬ ‫العسكرٌة فً مركز القوة فً مواجهة الدولة األضعؾ‬ ‫تسلٌحاً‪ .‬ولتحقٌق األمن القومً الحقٌقً البد من إٌجاد‬ ‫توازن بٌن المصادر المتاحة‪ ،‬واألهداف المطلوب‬ ‫تحقٌقها‪ ،‬وبمعنى آخر تقدٌر الموارد االقتصادٌة والمالٌة‬ ‫المتاحة للدولة‪ ،‬مع األخذ بعٌن االعتبار القدر الالزم من‬ ‫الموارد لدعم قدرات الدولة العسكرٌة‪ ،‬والحد األدنى‬ ‫الواجب الحفاظ علٌه من أجل مواطنً الدولة‪ ،‬ومدى‬ ‫قدرة البناء االقتصادي للدولة على تحمل األعباء‬ ‫االقتصادٌة الناجمة عن تحقٌق سٌاستٌها الداخلٌة‬ ‫والخارجٌة‪ .‬إضافة للعوامل األخرى التً تشكل بمجملها‬ ‫سٌاسة األمن القومً الداخلٌة والخارجٌة‪ ،‬وأسلوب‬ ‫تنفٌذها‪ .‬والذي ٌنبع أساسا ً من التصرفات البشرٌة‬ ‫والرؼبات الجماعٌة والفردٌة التً تمارس على نطاق‬ ‫‪ 161‬من ‪ 22‬صفحة‬


‫الدولة‪ ،‬مستمدة من خصائص مواطنً تلك الدولة ومدى‬ ‫ثقافتهم‪ ،‬وشكل الحكومة التً تدٌر شإونهم‪ ،‬واألحوال‬ ‫االقتصادٌة واالجتماعٌة السائدة بٌن أفراد المجتمع‪،‬‬ ‫والزعامات الموجودة فٌه فً وقت معٌن‪ ،‬وكذلك‬ ‫النظرٌات واألفكار التً ٌتبناها الرأي العام داخل الدول‪.‬‬ ‫وبعبارة أخرى‪ ،‬القوة البشرٌة التً تمتلكها الدولة ومدى‬ ‫ما ٌمكن أن تقدمه هذه القوة من تضحٌات من أجل‬ ‫سالمة الدولة‪ ،‬والتنظٌم االجتماعً السائد الذي ٌنظم‬ ‫األوضاع الداخلٌة‪ ،‬ومصادر الثروة التً تمتلكها‬ ‫الجماعة‪ ،‬ومدى قوتها العسكرٌة وقدرتها على‬ ‫استخدامها‪ ،‬وكلها عوامل هامة وأساسٌة لنجاح سٌاسة‬ ‫األمن القومً‪ ،‬وتحتاج قبل كل شًء للمعلومات‪.‬‬ ‫أجهزة جمع المعلومات‪ :‬إذ ال ٌكفً أن تتمتع‬ ‫الدولة بنظام داخلً ٌحفظ لها تٌسٌر عالقاتها الخارجٌة‪،‬‬ ‫بل ٌجب حتى تمارس الدولة عالقاتها بنجاح‪ ،‬أن ٌكون‬ ‫لدٌها اإلمكانٌات التً تٌسر لها العلم بما ٌدور حولها فً‬ ‫أرجاء العالم المختلفة‪ ،‬والقدرة على تحلٌل المواقؾ‬ ‫واألشخاص‪ ،‬والزعامات القادرة على حسن التوجٌه‬ ‫حتى تصل إلى تحقٌق أهدافها القومٌة‪ .‬والمعلومات فً‬ ‫حد ذاتها لٌس لها أهمٌة للدولة‪ ،‬ما لم تحسن استؽاللها‪،‬‬ ‫ولذلك ٌتطلب األمر وجود ثالث أنواع من األجهزة‪:‬‬ ‫األول وٌناط به جمع المعلومات وتوخً الدقة‬ ‫الكاملة قدر المستطاع؛‬ ‫‪ 161‬من ‪ 23‬صفحة‬


‫والثانً وٌتولى تفسٌر المعلومات‪ ،‬وعادة ما تقوم‬ ‫به أجهزة فنٌة متخصصة تعمل على تحلٌل المعلومات‬ ‫وتصنٌفها حسب أهمٌتها ودالالتها؛‬ ‫والثالث وٌقوم بمراجعة هذه التحلٌالت واتخاذ‬ ‫القرارات النهائٌة بشؤن المشاكل التً تواجهها الدولة‪.‬‬ ‫الحصانة الدبلوماسٌة من وجهة نظر سالمة‬ ‫الدولة المضٌفة‪ ،‬والحصول على المعلومات‪ :‬وقد أصبح‬ ‫من المتعارؾ علٌه قٌام الدول بجمع المعلومات الالزمة‬ ‫لها فً مختلؾ المجاالت‪ ،‬على الرؼم من عدم وجود‬ ‫سند قانونً ٌبٌح لها هذا العمل‪ ،‬ولم ٌؤت القانون الدولً‬ ‫التقلٌدي صراحة بالتزامات‪ ،‬ولم ٌنص على منح الدول‬ ‫حقوقا ً فً مجال الحصول على المعلومات‪ ،‬أو تقدٌمها‬ ‫لؽٌرها من الدول‪ ،‬إال إذا اعتبرنا حق الدولة فً إرسال‬ ‫البعثات الدبلوماسٌة والتزامها باستقبالها‪ ،‬هو األساس فً‬ ‫تحقٌق هذا الحق على ضوء ما هو معروؾ من أسالٌب‬ ‫المراقبة بهدؾ الحصول على المعلومات فً نطاق‬ ‫القٌود التً ٌفرضها القانون الدولً‪.‬‬ ‫والممارسة الفعلٌة لهذا الحق‪ ،‬هو أحد الوظائؾ‬ ‫الرئٌسٌة للبعثات الدبلوماسٌة‪ .‬ونتٌجة لذلك ٌثٌر العمل‬ ‫الذي تقوم به البعثات الدبلوماسٌة كثٌراً من الخالفات‪،‬‬ ‫خاصة وأن التفرقة بٌن العمل الدبلوماسً البحت‪،‬‬ ‫والعمل الدبلوماسً الذي ٌقوم أساساً‪ ،‬أو ٌنطوي على‬ ‫جمع للمعلومات‪ ،‬هو من األمور الدقٌقة التً ٌصعب‬ ‫‪ 161‬من ‪ 24‬صفحة‬


‫وضع حدود بٌنها‪ .‬ومن األمثلة على هذا الخالؾ أٌام‬ ‫الحرب الباردة بٌن الشرق والؽرب فً النصؾ الثانً‬ ‫من القرن العشرٌن‪ ،‬ما شهدته الوالٌات المتحدة‬ ‫األمرٌكٌة من انقسام فً الرأي حول نشاط أجهزة األمن‬ ‫السوفٌ​ٌتٌة التً كانت تعمل داخل الوالٌات المتحدة‬ ‫األمرٌكٌة نفسها‪ ،‬فالمسإولٌن فً وزارة الخارجٌة‬ ‫األمرٌكٌة شكوا دائما ً من اإلجراءات الشدٌدة التً‬ ‫اتخذتها وزارة العدل ضدهم‪ ،‬والتً ال تتفق مع "القواعد‬ ‫العرفٌة ؼٌر المكتوبة" بٌن الدولتٌن فً مجال األمن‪،‬‬ ‫خاصة إذا تعلق األمر بؤولئك الذٌن ٌتمتعون بالحصانة‬ ‫الدبلوماسٌة‪.‬‬ ‫ومن األمثلة على ذلك بعد انتهاء الحرب الباردة‬ ‫وانهٌار االتحاد السوفٌ​ٌتً أٌضا ً ما أعلن فً أٌار‪/‬ماٌو‬ ‫‪ 1996‬عن قٌام مجموعة من الدبلوماسٌ​ٌن البرٌطانٌ​ٌن‬ ‫العاملٌن فً موسكو بالتجسس ‪ ،‬وقٌامهم بالتحقق فً‬ ‫شراء عمالء للجٌش الجمهورٌة األٌرلندي ‪ IRA‬أسلحة‬ ‫ومواد نووٌة من عصابات المافٌا الروسٌة‪ ،‬وهو ما‬ ‫دعى روسٌا إلى طرد أربعة دبلوماسٌ​ٌن برٌطانٌ​ٌن من‬ ‫روسٌا بتهمة التجسس‪ ،‬وهو ما ردده جهاز المخابرات‬ ‫‪7‬‬ ‫البرٌطانٌة ‪ M16‬وقٌام برٌطانٌا باتخاذ إجراء مماثل‪.‬‬ ‫‪ 7‬أَظش‪ :‬د‪ .‬ممذوح شىقً‪ :‬األيٍ انمىيً وانؼاللاخ انذونً‪.‬‬ ‫يجهح انسٍاسح انذونٍح‪ .‬انماهشج ‪ ،1997‬انؼذد‪ .127/‬ص ‪47-14‬؛‬ ‫وعاطف انغمري‪ :‬األسهحح انجذٌذج فً ذشساَح انهجىو االلرصادي‬

‫‪ 161‬من ‪ 25‬صفحة‬


‫ومن ثم كان من أوجه النقد الجدٌة التً توجه إلى‬ ‫الحصانات الدبلوماسٌة أنها قد تكون ؼطاء للعمل ؼٌر‬ ‫الدبلوماسً‪ .‬فالحصانات الدبلوماسٌة تتطلب المواءمة‬ ‫بٌن اعتبارٌن‪:‬‬ ‫األول‪ :‬سالمة الدولة المستقبلة‪.‬‬ ‫والثانً‪ :‬دواعً األمن التً ٌتطلبها العمل‬ ‫الدبلوماسً من حصانات دبلوماسٌة‪ ،‬للبعثات‬ ‫الدبلوماسٌة أو العاملٌن فٌها‪ .‬كتسهٌالت المواصالت‪،‬‬ ‫واإلعفاء من الرقابة على البرٌد والبرقٌات والمكالمات‬ ‫الهاتفٌة وحرٌة التنقل ‪ ...‬الخ‪.‬‬ ‫وتحدٌد ما ٌعتبر من المعلومات التً تدخل فً‬ ‫إطار السرٌة‪ ،‬وتلك التً ال تدخل فً هذا اإلطار‪ ،‬وهً‬ ‫مسؤلة معقدة‪ ،‬والحد الفاصل بٌن النوعٌن ٌكاد ٌكون‬ ‫متداخالً‪ .‬وتتزاٌد هذه المشكلة تعقٌداً فً عالم الٌوم الذي‬ ‫ٌشهد ثورة معلوماتٌة‪ ،‬أصبح الحصول على المعلومات‬ ‫انؼانً​ً‪ .‬صحٍفح األهشاو ‪ٌُ/1996‬اٌش ‪30‬؛ ود‪ .‬يحًذ سايً ػثذ‬ ‫انحًٍذ‪ :‬أصىل انماَىٌ انذونً انؼاو ‪1979 .‬؛ و د‪ .‬بطرس بطرس‬ ‫غانً‪ :‬حمىق اإلَساٌ فً ‪ 30‬ػاياً‪ .‬يجهح انسٍاسح انذونٍح ‪/1979‬‬ ‫ٌُاٌش؛ ود‪ .‬محمذ عهً انعىٌىً‪ :‬اإلػالو انذونً تٍ​ٍ انُظشٌح وانرطثٍك‪.‬‬ ‫يكرثح األَجهى انًصشٌح‪ ،‬انماهشج ‪ .1990‬ص ‪ .172-171‬و‬ ‫‪- Hfns Morganthue, Political Nations,‬‬ ‫;‪Calcutta, Scientific Book Agency, 1965, Chap. 28‬‬ ‫‪Edward N. Luttwak, The Global Setting of U.S.‬‬ ‫‪Military Power-Washington. 1996.‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 26‬صفحة‬


‫فٌها أمراً هٌنا ً بفعل التقدم العلمً المستمر فً مجال‬ ‫تجمٌع ونقل المعلومات التً ٌسري علٌها هذا القٌد‪،‬‬ ‫فتدخل فً إطار األسرار التً تهدد أمن الدولة‪ ،‬وتلك‬ ‫التً تخرج عن دائرة السرٌة‪ .‬وٌثٌر قٌام الدولة بجمع‬ ‫المعلومات الالزمة لها عن ؼٌرها من الدول قضٌة‬ ‫هامة‪ ،‬هً أن المعلومات التً قد تحصل علٌها دولة‪،‬‬ ‫من دولة أخرى تإثر على أمنها القومً‪ ،‬خاصة إذا‬ ‫تعلق األمر بمعلومات تراها الدولة المعنٌة مرتبطة‬ ‫بؤمنها وسالمتها‪ ،‬ومن ثم فإنه من الضروري التفرقة‬ ‫بٌن المعلومات التً ٌترتب على الحصول علٌها مساس‬ ‫بؤمن الدولة وسالمتها وتلك التً ال ٌنطبق علٌها هذا‬ ‫الوصؾ‪.‬‬ ‫ونظراً ألهمٌة المعلومات المتعلقة بؤمن الدولة‬ ‫وسالمتها‪ ،‬جرت العادة على استبعاد مجموعة منها من‬ ‫نطاق المعامالت المباشرة‪ ،‬سواء فً داخل الدولة أو‬ ‫خارجها‪ ،‬وتفرض علٌها نطاقا ً من السرٌة والكتمان‪،‬‬ ‫معتبرة أن محاولة الحصول علٌها‪ ،‬أو الحصول علٌها‬ ‫ٌدخل فً دائرة التجرٌم وفقا ً لتشرٌعاتها الجزائٌة‪.‬‬ ‫وتتعدد هذه المعلومات بتعدد المصالح المرتبطة بها‪،‬‬ ‫وهً تنحصر عادة فً األسرار السٌاسٌة والدبلوماسٌة‬ ‫واالقتصادٌة والعسكرٌة‪ ،‬التً هً بالنظر إلى طبٌعتها‬ ‫ٌجب أن تبقى فً طً الكتمان حرصا ً على سالمة‬ ‫الدولة‪ ،‬أو التً ٌقتصر العلم بها على أشخاص محدودٌن‬ ‫بذواتهم‪ ،‬أو التً ٌترتب على كشفها تقٌ​ٌم المقدرة‬ ‫‪ 161‬من ‪ 27‬صفحة‬


‫الدفاعٌة للدولة فً جوانبها السلبٌة واإلٌجابٌة‪ .‬وتختلؾ‬ ‫الدول فٌما بٌنها من حٌث طبٌعة هذه المعلومات أو‬ ‫الصفة التً تلحق بها‪ ،‬نظراً الرتباط هذا الموضوع‬ ‫بموضوعات أخرى كالحرٌات العامة‪ ،‬داخل الدولة‬ ‫نفسها‪ ،‬أمام مشكلة تحقٌق التوازن بٌن مقتضٌات أمنها‪،‬‬ ‫وبٌن ما ٌنشده الفرد من حماٌة لحقوقه وحرٌاته‪ ،‬فمن‬ ‫األهمٌة بمكان إحداث التوازن والتوافق بٌن حق الدولة‬ ‫فً األمن وحقوق األفراد فً المعرفة‪ ،‬دون أن ٌطؽى‬ ‫أحدهما على اآلخر‪.‬‬ ‫وذهبت تشرٌعات بعض الدول إلى تحدٌد طبٌعة‬ ‫المعلومات التً تدخل فً دائرة السرٌة‪ .‬فقد تكون هذه‬ ‫المعلومات متعلقة بحماٌة إقلٌم الدولة وتؤمٌنها كما فً‬ ‫بلجٌكا ولوكسمبورغ‪ ،‬وقد تكون معلومات تتعلق بحقوق‬ ‫الدولة تجاه الدول األخرى كما فً أٌسلندا‪ ،‬أو األمور‬ ‫التً ٌفترض أنها تهم أمن الدولة كما فً هولندا‪ ،‬أو تلك‬ ‫التً تتعلق بمصالح الدفاع القومً‪ ،‬أو المتعلقة باألسرار‬ ‫العسكرٌة واالقتصادٌة والسٌاسٌة كما فً سوٌسرا‪،‬‬ ‫وفرنسا‪ .‬وال تتناول تشرٌعات دول أخرى كبلجٌكا‪،‬‬ ‫ولوكسمبورغ‪ ،‬وهولندا‪ ،‬وسوٌسرا‪ ،‬وٌوؼوسالفٌا‪ ،‬وضع‬ ‫تعرٌؾ محدد لألسرار المتعلقة بؤمنها والدفاع عنها‬ ‫باعتبارها فكرة واسعة تختلؾ وتتنوع إلى صور كثٌرة‪،‬‬ ‫مما ال ٌجوز معه تقٌ​ٌدها بتعرٌؾ ضٌق محدد‪ .‬وٌإدي‬ ‫هذا االتجاه إلى تخوٌل القضاء سلطات واسعة فً تفسٌر‬ ‫النصوص القانونٌة‪.‬‬ ‫‪ 161‬من ‪ 28‬صفحة‬


‫وتحاول دول أخري التصدي لمحاولة وضع‬ ‫تعرٌؾ ألسرار الدفاع‪ ،‬وتعدادها فً صٌػ عامة‪ .‬مثال‪:‬‬ ‫التفرقة التً أقرها القانون الفرنسً فً المادة ‪،2/1/78‬‬ ‫والقانون اإلٌطالً فً المادة ‪ 257‬من قانون العقوبات‪.‬‬ ‫بٌن األسرار وطبٌعتها‪ ،‬وبٌن األسرار الحكٌمة فً المادة‬ ‫‪ 258‬من قانون العقوبات الفرنسً واإلٌطالً‪ .‬وذلك‬ ‫تبعا ً لكون السرٌة منبثقة من طبٌعة الشًء ذاته‪ ،‬أو بناء‬ ‫على أمر من السلطة المختصة‪ .‬وٌالحظ هنا أن المشرع‬ ‫الفرنسً لم ٌقصر الحماٌة على األسرار المتعلقة بالدفاع‬ ‫القومً عن فرنسا وحدها فحسب‪ ،‬بل امتدت وفقا ً‬ ‫للمرسوم الصادر ‪ 11‬تموز‪ٌ/‬ولٌو ‪ 1952‬لتشمل أسرار‬ ‫الدول األعضاء فً حلؾ شمال األطلسً‪.‬‬ ‫ومن خبرات الدول النامٌة نرى أن المشرع‬ ‫المصري قد أخذ مجموعة األسرار المرتبطة بالدفاع‬ ‫عن البالد‪ ،‬بحكم طبٌعتها‪ ،‬فنصت الفقرة ‪ 1‬من المادة‬ ‫‪ 52‬من قانون العقوبات على أنه "ٌعتبر من أسرار‬ ‫الدفاع عن البالد‪ ،‬المعلومات العسكرٌة والسٌاسٌة‬ ‫واالقتصادٌة والصناعٌة التً بحكم صفتها ال ٌعلمها إال‬ ‫األشخاص الذٌن لهم صفة فً ذلك‪ ،‬وٌجب مراعاة أنه‬ ‫لمصلحة الدفاع عن البالد‪ٌ ،‬جب أن تبقى سراً على‬ ‫ماعدا أولئك األشخاص"‪ .‬وأوضحها الدكتور ممدوح‬ ‫شوقً السفٌر بوزارة الخارجٌة المصرٌة‪ ،‬فً مقالته‬ ‫"األمن القومً والعالقات الدولٌة" المنشورة فً مجلة‬ ‫السٌاسة الدولٌة‪ ،‬على الشكل التالً‪:‬‬ ‫‪ 161‬من ‪ 29‬صفحة‬


‫المعلومات العسكرٌة‪ :‬الحقائق التً تتعلق‬ ‫باستعداد البالد العسكرٌة وكفاٌتها الدفاعٌة‪ ،‬ووسائل‬ ‫الدفاع عنها‪ ،‬وعملٌاتها الحربٌة فً البر والبحر والجو‪،‬‬ ‫سواء فً وقت السلم أم فً وقت الحرب‪ .‬كالمعلومات‬ ‫المتعلقة بسالح سري‪ ،‬أو طرق الوقاٌة منه‪ ،‬والخطط‬ ‫العسكرٌة وتارٌخ ومكان إجراء التجارب العسكرٌة‪،‬‬ ‫والتعلٌمات الصادرة من القٌادة العسكرٌة لضباطها‬ ‫وجنودها‪.‬‬ ‫المعلومات السٌاسٌة‪ :‬وهً تتعلق بالسٌاسة‬ ‫الداخلٌة والخارجٌة المتبعة‪ ،‬أو التً تنوي الدولة السٌر‬ ‫علٌها‪ ،‬متى كانت ترتبط بشإون الدفاع عن البالد‪ ،‬ولو‬ ‫بطرق ؼٌر مباشرة‪ .‬فال عبرة للمعلومات التً تتعلق‬ ‫بسٌاسة الحكومة فً السابق‪.‬‬ ‫المعلومات الدبلوماسٌة‪ :‬الحقائق المتعلقة بعالقة‬ ‫الدولة دبلوماسٌا ً مع ؼٌرها من الدول‪ ،‬مثال‪ :‬اعتزام‬ ‫الدولة قطع عالقاتها السٌاسٌة بدولة معٌنة‪ ،‬أو االعتراؾ‬ ‫بهٌئة ثورٌة تناهض الحكومة‪ ،‬واالتصاالت الدبلوماسٌة‬ ‫بٌن الدولة ودولة أخرى أجنبٌة للتوسط فً حل نزاع‬ ‫دولً ٌمس أمن الدولة‪.‬‬ ‫المعلومات االقتصادٌة‪ :‬وهً لٌست إال نوعا ً من‬ ‫المعلومات االقتصادٌة التً ترتبط بالمجهود الصناعً‬ ‫للدولة‪ ،‬وال ٌقتصر األمر على اإلنتاج الصناعً للدولة‪،‬‬ ‫بل ٌمتد إلى الشركات الخاصة التً تفٌد الدولة فً‬ ‫‪ 161‬من ‪ 30‬صفحة‬


‫إنتاجها فً الدفاع عن البالد‪ ،‬مثال‪ :‬ما تورده إحدى‬ ‫الشركات من إنتاج للقوات المسلحة‪ ،‬الستعمالها الخاص‬ ‫فً العتاد الحربً‪.‬‬ ‫وال ٌنبؽً أن ٌفهم أن جمع المعلومات العسكرٌة‬ ‫أو السٌاسٌة أو الدبلوماسٌة أو االقتصادٌة تعد متعلقة‬ ‫بؤسرار الدفاع عن البالد‪ ،‬بل ٌجب توافر شرطٌن لذلك‪:‬‬ ‫األول‪ :‬أن تكون المعلومات متعلقة بالدفاع عن‬ ‫البالد‪ ،‬أي تتعلق بسالمة الدولة وسٌادتها‪ ،‬ووسائل‬ ‫الدفاع عنها وعن كٌانها فً شتى المٌادٌن فً زمن السلم‬ ‫وفً زمن الحرب‪.‬‬ ‫الثانً‪ :‬أن تكون هذه المعلومات بطبٌعتها من‬ ‫األسرار التً ال ٌعلمها إال األشخاص الذٌن لهم صفة فً‬ ‫ذلك‪ .‬ومن ثم ال ٌقتصر معنى الدفاع عن البالد على‬ ‫المدلول العسكري وحده‪ ،‬بل ٌتسع لكل ما ٌتعلق بؤمن‬ ‫الدولة الخارجً‪ ،‬من النواحً العسكرٌة والسٌاسٌة‬ ‫والدبلوماسٌة واالقتصادٌة فً زمن السلم أو فً زمن‬ ‫الحرب بطرٌقة مباشرة أو ؼٌر مباشرة‪.‬‬ ‫وعلى ذلك‪ ،‬فالسرٌة لٌست صفة لصٌقة‬ ‫بالمعلومات‪ ،‬ولكنها صفة تخلعها علٌها الدولة من زاوٌة‬ ‫معٌنة‪ ،‬فهً طبٌعة اعتبارٌة للمعلومات‪ ،‬وهً مسؤلة‬ ‫نسبٌة‪ ،‬فما ٌعتبر سراً فً فترة معٌنة‪ ،‬ال ٌعتبر سراً بعد‬ ‫مرور فترة زمنٌة معٌنة‪ .‬فالسرٌة صفة تلحق‬ ‫بالمعلومات فً لحظة معٌنة تملٌها سالمة الدولة فً تلك‬ ‫‪ 161‬من ‪ 31‬صفحة‬


‫اللحظة‪ .‬ولهذا على المراسلٌن األجانب والمستشارٌن‬ ‫والملحقٌن اإلعالمٌ​ٌن المعتمدٌن فً أي دولة أن ٌتعرفوا‬ ‫على مضمون لٌس القوانٌن الناظمة للعمل الصحفً فً‬ ‫البالد المعتمدٌن فٌها وحسب‪ ،‬بل والتعرؾ على‬ ‫مضمون قوانٌن العقوبات فٌها‪ ،‬وخاصة ما ٌمس منها‬ ‫العمل الصحفً‪.‬‬ ‫وهناك طائفة أخرى من المشكالت التً ترتبط‬ ‫بقٌام دولة ما بالحصول على المعلومات عن ؼٌرها من‬ ‫الدول‪ ،‬بؽٌر الطرق المشروعة أو العلنٌة‪ ،‬وهً مشكلة‬ ‫نتجت عن التقدم العلمً فً مجال المعلومات ونقلها‪،‬‬ ‫فالصورة التقلٌدٌة للحصول على المعلومات هً عبارة‬ ‫عن عالقة مباشرة بٌن دولة وأحد األفراد الذٌن ٌنتمون‬ ‫إلٌها‪ ،‬أو من رعاٌا دولة أخرى‪ٌ ،‬قوم بنقل المعلومات‬ ‫إلٌها‪ ،‬أو قٌام مواطن دولة محاٌدة بجمع المعلومات‬ ‫لصالح إحدى الدول‪ .‬ولكن الصورة التقلٌدٌة تؽٌرت‬ ‫وأصبحت العالقة مباشرة بٌن دولتٌن دون طرؾ آخر‪،‬‬ ‫ٌتوسط عملٌة نقل المعلومات‪ ،‬وذلك نتٌجة لحصول‬ ‫الدولة على المعلومات الالزمة لها بصورة مباشرة عن‬ ‫طرٌق المعلوماتٌة واالستشعار عن بعد بواسطة األقمار‬ ‫الصناعٌة أو طائرات التجسس والوسائل اإللكترونٌة‬ ‫األخرى‪ .‬فكان الهدؾ أو الؽاٌة‪ ،‬فٌما مضى هما اللذان‬ ‫ٌحددان طبٌعة الفعل‪ ،‬ثم حدث تطور بظهور العنصر‬ ‫العام للدولة فً هذه العالقة فؤصبحت الوسٌلة هً التً‬ ‫تحدد طبٌعة الفعل‪ .‬وٌرتبط بذلك أٌضاً‪ ،‬مشكلة أخرى‬ ‫‪ 161‬من ‪ 32‬صفحة‬


‫ٌثٌرها الحصول على المعلومات عن طرٌق األقمار‬ ‫الصناعٌة‪ ،‬أو طائرات التجسس أو االستشعار عن بعد‬ ‫بواسطة دولة معٌنة‪ ،‬وال تكون الدولة صاحبة الشؤن‬ ‫على علم بذلك‪ .‬وهو ما ٌطرح بدوره تساإالت عن مدى‬ ‫التزام الدولة التً حصلت على هذه المعلومات باطالع‬ ‫الدولة صاحبة الشؤن علٌها‪ ،‬أم أن لها أن تبقٌها كورقة‬ ‫رابحة تستخدمها فً مجال الضؽوط السٌاسٌة! وما مدى‬ ‫مسإولٌة الدولة التً حصلت على هذه المعلومات‪ ،‬إذا‬ ‫قامت بتزوٌد دولة ثالثة بما حصلت علٌه من معلومات‪.‬‬ ‫منظمة األمم المتحدة‪ ،‬ومشكالت الحصول على‬ ‫المعلومات بواسطة األقمار الصناعٌة‪ :‬وقد حاولت‬ ‫منظمة األمم المتحدة منذ عام ‪ 1960‬من خالل اللجان‬ ‫المتخصصة‪ ،‬ولجنة األمم المتحدة الستخدام الفضاء‬ ‫الخارجً‪ ،‬البحث عن إطار قانونً ٌحدد هذه العالقة‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى تنظٌم عملٌات اكتشاؾ ثروات األرض‬ ‫عن طرٌق االستشعار عن بعد‪ .‬والمشكالت األخرى‬ ‫المترتبة على الثورة فً مجال نقل المعلومات أو ما‬ ‫ٌمكن أن ٌطلق علٌه النظام الدولً الجدٌد لالتصاالت‬ ‫والمعلوماتٌة واحتماالت تؤثٌر هذا المجال الجدٌد على‬ ‫سٌادة الدولة‪ .‬وأمنها القومً‪ ،‬وقدرتها االقتصادٌة‬ ‫والصناعٌة وؼٌرها‪.‬‬ ‫وكررت منظمة األمم المتحدة محاولة التصدي‬ ‫للمشكالت الناتجة عن الحصول على المعلومات‬ ‫‪ 161‬من ‪ 33‬صفحة‬


‫بواسطة األقمار الصناعٌة فً األعوام ‪،1980 ،1979‬‬ ‫‪ .1981‬ولكن جهود اللجان الفرعٌة ومجموعات العمل‬ ‫الفنٌة‪ ،‬باءت بالفشل بسبب الخالؾ على المصالح‬ ‫القومٌة للدول‪ ،‬وعلى وجه التحدٌد بٌن الدول المتقدمة‬ ‫فً هذا المجال وتلك التً لم تنل حظها منه بعد‪ .‬وبمعنى‬ ‫آخر خالؾ الدول التً تستطٌع الحصول على‬ ‫المعلومات وتلك التً تتلقى المعلومات فقط‪ ،‬وهو‬ ‫صراع بٌن حرٌة نقل المعلومات والتمسك بالسٌادة‬ ‫القومٌة‪ ،‬بما فً ذلك مصادر الثروة الطبٌعٌة وأٌة‬ ‫معلومات عنها‪.‬‬ ‫فالدول المتقدمة ترى أن المادة ‪ 19‬من اتفاقٌة‬ ‫األمم المتحدة للحقوق السٌاسٌة والمدنٌة‪ ،‬قد نصت على‬ ‫مبدأ حرٌة نقل المعلومات‪ .‬فً الوقت الذي تمسكت فٌه‬ ‫الدول األخرى بالفقرة ‪/3‬ب من نفس المادة التً قٌدت‬ ‫هذا الحق بمقتضٌات األمن القومً والنظام العام‬ ‫والصحة العامة واألخالقٌات‪ .‬ومن ثم تبلور الخالؾ بٌن‬ ‫فرٌقٌن‪:‬‬ ‫األول‪ :‬وٌضم الدول الصناعٌة المتقدمة؛‬ ‫والثانً‪ :‬وٌضم الدول التً تدافع عن النظام‬ ‫االقتصادي الدولً الجدٌد‪ ،‬الذي نص علٌه قرار منظمة‬ ‫األمم المتحدة عام ‪ .1974‬وبمعنى آخر الخالؾ بٌن‬ ‫دول الشمال‪ ،‬ودول الجنوب‪.‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 34‬صفحة‬


‫وقد توصلت المناقشات التً تمت بٌن أعضاء‬ ‫اللجان الفرعٌة الفنٌة إلى ضرورة أن ٌكون هناك تنسٌق‬ ‫بٌن الدول فً حاالت الكوارث الطبٌعٌة‪ ،‬وبضرورة‬ ‫إبالغ الدول المعنٌة بؤٌة معلومات قد تتوافر فً هذا‬ ‫الشؤن‪ .‬أما بالنسبة للمعلومات األخرى‪ ،‬التً ٌتم‬ ‫الحصول علٌها بواسطة األقمار الصناعٌة فكان هناك‬ ‫نوع من االتفاق على بعض الموضوعات الخالفٌة‪،‬‬ ‫ومنها‪:‬‬ ‫أن تمتنع الدولة التً تقوم باالستشعار عن بعد‬ ‫دون موافقة الدول التً ٌتم تصوٌر أراضٌها‪ ،‬عن تقدٌم‬ ‫المعلومات لدولة أخرى أو منظمة دولٌة أو المإسسات‬ ‫العامة أو الخاصة‪ .‬وقد أٌدت ؼالبٌة الدول النامٌة هذا‬ ‫االتجاه فً حٌن عارضته الدول المتقدمة؛‬ ‫وأن ٌكون االستشعار عن بعد بما ٌتفق مع حق‬ ‫الدولة المعنٌة فً التصرؾ فً مصادرها الطبٌعٌة بما‬ ‫فً ذلك المعلومات المتاحة عنها‪.‬‬ ‫ومن ثم وفً ظل قواعد قانونٌة ؼٌر واضحة ال‬ ‫ٌزال المجتمع الدولً بعٌداً عن وضع قواعد لتنظٌم نقل‬ ‫المعلومات والحصول علٌها عن طرٌق األقمار‬ ‫الصناعٌة‪ ،‬مما ٌدعو إلى وضع بعض القواعد العامة‬ ‫التً ٌمكن أن ٌسترشد بها فً هذا المجال‪.‬‬ ‫أولها‪ :‬تقٌ​ٌد حرٌة الفضاء الخارجً باعتبارات‬ ‫األمن للدولة صاحبة الشؤن‪.‬‬ ‫‪ 161‬من ‪ 35‬صفحة‬


‫وثانٌها‪ :‬حق جمٌع الدول فً الحصول على‬ ‫المعلومات التً تتعلق بؤراضٌها وثرواتها‪.‬‬ ‫وثالثها‪ :‬ضرورة التعاون الدولً من أجل‬ ‫مساعدة جمٌع الدول على الحصول واالستفادة من‬ ‫المعلومات التً ٌتوصل إلٌها‪ .‬مع اإلبقاء على حق‬ ‫الدولة المعنٌة فً إثارة المسإولٌة الدولٌة ضد الدولة‬ ‫التً تحصل على معلومات عنها‪ ،‬وأن تطالبها بتقدٌم‬ ‫هذه المعلومات مع اعتبار أن ما قامت به ٌشكل عمالً‬ ‫ؼٌر مشروع‪.‬‬ ‫التعاون الدولً والنواٌا الحسنة بٌن الدول‪:‬‬ ‫وٌبقى الحل فً التعاون الدولً‪ ،‬وفً النواٌا الحسنة بٌن‬ ‫الدول‪ .‬ألن الصراع ؼٌر مالئم لعالم الٌوم‪ ،‬وٌإدي إلى‬ ‫تشتٌت الجهود الدولٌة التً ٌمكن أن توجه لما فٌه صالح‬ ‫المجتمع الدولً نفسه‪ .‬خاصة فً ظل التقدم العلمً‬ ‫والتكنولوجً الهائل فً مجاالت النقل واالتصاالت‬ ‫والمعلوماتٌة التً عملت على تقرٌب المسافات بٌن‬ ‫أجزاء العالم المختلفة‪ ،‬وأصبح العالم معها الٌوم أكثر‬ ‫ترابطا ً من ذي قبل‪ ،‬وهو ما ٌإكد أن تحقٌق األمن‬ ‫القومً ال ٌتم عبر الصراع بٌن الدول بل من خالل‬ ‫التعاون الوثٌق بٌنها‪ .‬وال رٌب فً أن تخلً الدول عن‬ ‫سٌاسة القوة‪ ،‬والتزامها بمبادئ القانون الدولً وقواعده‪،‬‬ ‫بروح من التضامن واإلخاء‪ ،‬لن ٌإتً ثماره بتحقٌق‬ ‫األمن لدولة بعٌنها فحسب‪ ،‬بل سوؾ ٌحقق األمن لكافة‬ ‫‪ 161‬من ‪ 36‬صفحة‬


‫الدول فً العالم‪ .‬وٌجنب البشرٌة وٌالت الحروب‬ ‫المدمرة‪ ،‬التً ضاعؾ من خطورتها التطور‬ ‫التكنولوجً الهائل فً كل مٌادٌن الحٌاة ومن بٌنها مٌدان‬ ‫صناعات وإنتاج األسلحة التدمٌر الشامل الفتاكة‬ ‫والمدمرة‪.‬‬ ‫وال بد من أن تصب جهود التعاون الدولً فً‬ ‫مجال مواجهة اآلثار الناجمة عن المخاطر االقتصادٌة‬ ‫داخل الدولة‪ ،‬وأن تسعى الدول إلى توفٌر الؽذاء ورفع‬ ‫المستوى الثقافً واالقتصادي لمواطنٌها‪ ،‬وأن تعٌد البناء‬ ‫االجتماعً داخل الدولة‪ ،‬بما ٌحقق تنمٌة حقٌقٌة‪ ،‬بدالً‬ ‫من إضاعة الوقت والجهود فً الصراع من أجل تركٌز‬ ‫القوة للمواجهة مع الؽٌر‪ .‬خاصة وأن االكتشافات العلمٌة‬ ‫فً مجال النقل واالتصاالت ونقل المعلومات عبر‬ ‫األقمار الصناعٌة وقنوات االتصال ونقل المعلومات‬ ‫األخرى‪ ،‬قد أحدثت تؽٌ​ٌراً شامالً فً مفهوم السٌادة‪،‬‬ ‫وأصبحت الممارسة الفعلٌة لمظاهر السٌادة تتحقق بقدر‬ ‫ما تحوزه الدولة أو ما ٌتٌسر لها من إمكانٌات ٌوفرها‬ ‫التقدم العلمً فً شتى المجاالت‪.‬‬ ‫وأصبحت ممارسة السٌادة كاملة لدى بعض‬ ‫الدول‪ ،‬ومحدودة لدى البعض اآلخر‪ ،‬وأصبح كمال‬ ‫السٌادة ونقصها‪ ،‬من الناحٌة السٌاسٌة‪ ،‬مرتبط بما للدولة‬ ‫من إمكانٌات علمٌة وفنٌة متقدمة‪ ،‬تتٌح لها معرفة ما‬ ‫ٌدور فً منطقتها‪ ،‬بل وفً مناطق ؼٌرها من الدول‪،‬‬ ‫‪ 161‬من ‪ 37‬صفحة‬


‫وأصبح لبعض الدول معلومات‪ ،‬تزٌد فً كثٌر من‬ ‫األحٌان‪ ،‬عما ٌتوافر من معلومات لدى الدولة صاحبة‬ ‫الشؤن‪ ،‬ولم تعد الحدود السٌاسٌة صعبة االختراق‪ ،‬بل‬ ‫أصبحت أقل صموداً أمام التقدم التكنولوجً‪ ،‬وعلى‬ ‫سبٌل المثال‪ :‬فإن موجات اإلذاعتٌن المسموعة‬ ‫والمرئٌة‪ ،‬وشبكات المعلوماتٌة الدولٌة أصبحت تدخل‬ ‫حدود الدولة السٌاسٌة دون إذن منها‪ ،‬وال تستطٌع الدولة‬ ‫حٌالها شٌئاً‪ ،‬إال من خالل سن التشرٌعات التً تحظر‬ ‫ذلك‪ ،‬أو بث موجات مضادة‪ ،‬أو الدخول فً منافسة‬ ‫تكون ؼٌر متكافئة فً أكثر األحٌان‪.‬‬ ‫وأن اإلطار الجدٌد للتنافس بٌن الدول فً العالم‬ ‫قد أصبح اقتصادٌاً‪ ،‬وأصبح تحقٌق التفوق أو التقدم‬ ‫االقتصادي ٌعادل القوة العسكرٌة‪ ،‬كما أن التقدم‬ ‫اإلنتاجً ٌعادل تطوٌر األسلحة الفتاكة‪ ،‬وأن اقتحام‬ ‫األسواق العالمٌة الذي تسانده الدولة‪ ،‬ال ٌقل أهمٌة عن‬ ‫القواعد العسكرٌة فً أراضً الدول األجنبٌة‪ ،‬وال ٌقل‬ ‫أهمٌة عن النفوذ الدبلوماسً فً تلك الدول‪.‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 38‬صفحة‬


‫الفصل الثاني‬ ‫الطولمظ واألمن اإلرالمي الوطني والدولي‬ ‫تطريف الطولمظ‪ :‬العولمة ‪Globalization‬‬ ‫حسب تعبٌر خبراء السٌاسة فً الدول النامٌة‪ ،‬تحمل‬ ‫معنى "جعل الشًء على مستوى عالمً‪ ،‬أي نقله من‬ ‫حٌز المحدود إلى آفاق "الال محدود"‪ .‬والال محدود هنا‬ ‫ٌعنً العالم بؤسره‪ ،‬فٌكون إطاره النشاط والعالقات‬ ‫والتعامل والتبادل والتفاعل على اختالؾ صوره‬ ‫السٌاسٌة واالقتصادٌة والثقافٌة واإلعالمٌة والعلمٌة‬ ‫وؼٌرها‪ ،‬متجاوزاً الحدود الجؽرافٌة المعترؾ بها لدول‬ ‫العالم‪ ،‬وهذا المعنى ٌجعل "العولمة" تطرح ضمنا ً‬ ‫مستقبل الدولة القومٌة وحدود سٌادتها الوطنٌة‪ ،‬ودورها‬ ‫على الصعٌدٌن الداخلً و الخارجً"‪ .‬بعد أن تمكنت‬ ‫وسائط االستشعار عن بعد المتطورة من اختراق الحدود‬ ‫‪8‬‬ ‫السٌاسٌة والجؽرافٌة المعترؾ بها لكافة دول العالم‪.‬‬

‫‪ 8‬أَظش‪ :‬د‪ .‬محمذ انبخاري‪ :‬انؼاللاخ انؼايح انذونٍح كهذف‬ ‫يٍ أهذاف انرثادل اإلػاليً انذونً‪ .‬طشمُذ‪ :‬يؼهذ طشمُذ انحكىيً‬ ‫انؼانً نهذساساخ انششلٍح‪ .2000 ،‬ص ‪( .8‬تانهغح انشوسٍح) ‪ -‬و د‪.‬‬ ‫هانة مصطفى‪ :‬انؼىنًح ‪ ..‬دوس جذٌذ نهذونح‪ .‬انماهشج‪ :‬يجهح انسٍاسح‬ ‫انذونٍح‪ 1998 ،‬انؼذد ‪ .134‬ص ‪43‬؛‬

‫‪ 161‬من ‪ 39‬صفحة‬


‫بٌنما جاء تعرٌؾ العولمة المعلوماتٌة حسب‬ ‫المفهوم األمرٌكً "تعمٌم نمط من األنماط الفكرٌة‬ ‫والسٌاسٌة واالقتصادٌة لجماعة معٌنة‪ ،‬أو نطاق معٌن‪،‬‬ ‫أو أمة معٌنة على الجمٌع‪ ،‬أو العالم بؤسره"‪ .‬وبما أن‬ ‫"العولمة" بدأت أساسا ً من الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة‪،‬‬ ‫فقد جاءت نظرٌا ً كدعوة لتبنً النموذج األمرٌكً فً‬ ‫االقتصاد والسٌاسة والثقافة والعلوم وبالتالً طرٌقة‬ ‫الحٌاة األمرٌكٌة بشكل عام‪.‬‬ ‫مقدمات العولمة‪ :‬جاءت "العولمة" أساسا ً كنتاج‬ ‫للثورة العلمٌة والتكنولوجٌة‪ ،‬التً كانت نقلة نوعٌة فً‬ ‫تطور الرأسمالٌة العالمٌة‪ ،‬فً مرحلة ما بعد الثورة‬ ‫الصناعٌة التً ظهرت فً منتصؾ القرن ‪ 18‬فً‬ ‫أوروبا‪ ،‬ونتٌجة الستخدام الطاقة تؽٌر بشكل جذري‬ ‫أسلوب وعالقات اإلنتاج‪ ،‬لتبدأ معه مرحلة جدٌدة من‬ ‫مراحل التطور اإلنسانً‪ ،‬اتصفت بالتوسع االقتصادي‪،‬‬ ‫والبحث عن الموارد الطبٌعٌة‪ ،‬وفتح األسواق العالمٌة‪.‬‬ ‫وهً المسببات التً أدت لظهور االستعمار التقلٌدي‪،‬‬ ‫وقٌام الحروب األوروبٌة لتلبٌة حاجات الرأسمالٌة‬ ‫الصاعدة‪.‬‬ ‫ومما سرع فً شٌوع "العولمة" استمرار التطور‬ ‫العلمً والتكنولوجً‪ ،‬وما رافقه من تطور هائل لوسائل‬ ‫االتصال واالستشعار والمعلوماتٌة الحدٌثة‪ ،‬التً شكلت‬ ‫‪ 161‬من ‪ 40‬صفحة‬


‫بدورها تجدٌداً لنمط وطبٌعة اإلنتاج والتفاعالت‬ ‫والتعامالت الدولٌة‪ .‬وبذلك لم تعد الحروب التقلٌدٌة‪،‬‬ ‫واستخدام القوة وسٌلة لحسم الخالفات بٌن الدول‬ ‫الرأسمالٌة كما كان الوضع حتى الحرب العالمٌة الثانٌة‪،‬‬ ‫بل أصبحت الحاجة ملحة لتوحٌد أسواق الدول الصناعٌة‬ ‫المتقدمة من خالل سوق عالمٌة واحدة‪ ،‬أي ضرورة‬ ‫تجاوز الحدود السٌاسٌة القومٌة المعترؾ بها‪ ،‬وإعادة‬ ‫توزٌع الدخل القومً‪ ،‬والعمل على رفع المستوى‬ ‫المعٌشً لإلنسان لٌمكن معه توسٌع سوق الدول‬ ‫الصناعٌة المتقدمة‪ ،‬الستٌعاب المنتجات الحدٌثة‪ ،‬أي‬ ‫خلق مجتمع من نوع جدٌد أصطلح على تسمٌته‬ ‫بـ"المجتمع االستهالكً الكبٌر"‪.‬‬ ‫وشكلت هذه السمات كلها نقطة التحول من‬ ‫"الرأسمالٌة القومٌة" إلى "الرأسمالٌة العابرة للقومٌات"‬ ‫التً نعٌشها الٌوم من خالل الشركات متعددة الجنسٌات‪،‬‬ ‫التً ارتبط بها ظهور مفهوم العولمة الذي عبر عن‬ ‫ظاهرة اتساع مجال اإلنتاج والتجارة‪ ،‬لٌشمل السوق‬ ‫العالمٌة بؤسرها‪ .‬وتجاوز الفاعلٌة االقتصادٌة التً كانت‬ ‫لمالكً رإوس األموال‪ ،‬من تجار وصناعٌ​ٌن‪ ،‬الذٌن‬ ‫كانت تصرفاتهم محكومة فً السابق بحدود الدولة‬ ‫القومٌة التً ٌنتمون إلٌها‪ ،‬لتصبح الفاعلٌة االقتصادٌة‬ ‫مرهونة بالمجموعات المالٌة والصناعٌة العالمٌة الحرة‪،‬‬ ‫المدعومة من قبل الدول المشاركة فً رأس مالها‪ ،‬عبر‬ ‫الشركات متعددة الجنسٌات‪ .‬وهكذا لم تعد الدولة القومٌة‬ ‫‪ 161‬من ‪ 41‬صفحة‬


‫هً المحرك الرئٌسً للفاعلٌة االقتصادٌة على المستوى‬ ‫العالمً‪ ،‬بل حل مكانها القطاع الخاص بالدرجة األولى‬ ‫فً مجاالت اإلنتاج والتسوٌق والمنافسة العالمٌة‪ .‬ونعتقد‬ ‫أن األزمة المالٌة واالقتصادٌة الحالٌة التً ٌواجهها عالم‬ ‫الٌوم تفرض إعادة النظر بهذا المفهوم‪.‬‬ ‫والعولمة لٌست نظاما ً اقتصادٌا فقط‪ ،‬بل تعدته‬ ‫إلى كافة مجاالت الحٌاة السٌاسٌة والثقافٌة والعلمٌة‬ ‫واإلعالمٌة‪ .‬ألن النمو االقتصادي الرأسمالً العالمً‬ ‫استلزم وجود أسواق حرة‪ ،‬ووجود أنظمة سٌاسٌة من‬ ‫شكل معٌن إلدارة الحكم‪ .‬كما وتعددت مراكز القوة‬ ‫االقتصادٌة العالمٌة للرأسمالٌة الدولٌة الحدٌثة‪ ،‬وتعددت‬ ‫معها مراكز القوة السٌاسٌة‪ ،‬مما خلق بدائل وتعددٌة فً‬ ‫القوى على مستوى السلطة‪ ،‬وهو ما دعم إمكانٌات‬ ‫التطور الدٌمقراطً بكل شروطه‪ ،‬من عدم احتكار‬ ‫السلطة‪ ،‬وتداولها‪ ،‬وتعدد وتنوع مراكز القوة والنفوذ فً‬ ‫المجتمع‪ ،‬ومنع تركٌز الثروة فً ٌد الدولة وحدها‪،‬‬ ‫وفرض توزٌعها لتحقق العولمة بذلك نوعا ً من‬ ‫‪9‬‬ ‫الالمركزٌة فً اإلدارة والحكم‪.‬‬ ‫‪ 9‬أَظش‪ :‬إسالو كرٌمىف‪ :‬أوصتكسراٌ‪ ،‬طشٌمها انخاص‬ ‫نهرجذٌذ وانرمذو‪.‬ذشجًح‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬يحًذ انثخاسي‪ .‬جذج‪ :‬داس انسش واخ‪،‬‬ ‫‪ .1999‬وإسالو كرٌمىف‪ :‬أوصتكسراٌ‪ًَ ،‬ىرجها انخاص نالَرمال إنى‬ ‫الرصاد انسىق‪ .‬ذشجًح‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬يحًذ انثخاسي‪ .‬جذج‪ :‬داس انسش واخ‪،‬‬ ‫‪1999‬؛ وإسالو كشًٌىف‪ :‬أوصتكسراٌ ػهى طشٌك اإلصالحاخ‬ ‫االلرصادٌح‪ .‬تٍشوخ‪ :‬ششكح انًطثىػاخ نهرىصٌغ وانُشش‪1996 ،‬؛‬

‫‪ 161‬من ‪ 42‬صفحة‬


‫ومما ساعد على االنتشار السرٌع لـ"العولمة"‬ ‫انتصار الرأسمالٌة على األنظمة األخرى‪ ،‬من نازٌة‬ ‫وفاشٌة وشٌوعٌة‪ ،‬وكان أخر تلك االنتصارات انهٌار‬ ‫االتحاد السوفٌ​ٌتً السابق ودول ما كان ٌعرؾ‬ ‫بالمنظومة االشتراكٌة أو الكتلة الشرقٌة التً كان ٌقودها‬ ‫االتحاد السوفٌ​ٌتً السابق‪ ،‬لتحل محله الجمهورٌات‬ ‫المستقلة الخمس عشرة‪ .‬وسقوط النظم الشمولٌة فً‬ ‫أوروبا الشرقٌة‪ ،‬وتحول األنظمة الجدٌدة فً تلك الدول‬ ‫نحو أشكال جدٌدة من الحكم الدٌمقراطً‪ ،‬الذي ٌربط فً‬ ‫جوهره بٌن التطور الدٌمقراطً والنمط الرأسمالً‪،‬‬ ‫الذي ٌعتمد على الدٌمقراطٌة فً عملٌة التنمٌة‬ ‫االقتصادٌة واالجتماعٌة والثقافٌة‪.‬‬ ‫وأتاح االتصال المباشر عبر القارات من خالل‬ ‫شبكات االتصال العالمٌة للحاسب اآللً ومحطات‬ ‫اإلذاعة الفضائٌة المسموعة والمرئٌة‪ ،‬الفرصة إلبراز‬ ‫مالمح "العولمة اإلعالمٌة" التً أصبحت ملموسة حتى‬ ‫من قبل األشخاص العادٌ​ٌن فً أي مكان من العالم‪ .‬ومن‬ ‫المنتظر أن ٌتٌح هذا التطور الهائل فً تكنولوجٌا وسائل‬ ‫االتصال والمعلوماتٌة الحدٌثة‪ ،‬إمكانٌة زٌادة التواصل‬ ‫والحوار الثقافً والحضاري بٌن شعوب العالم‪ ،‬لٌساعد‬ ‫على إٌجاد آمال وأهداؾ ومصالح مشتركة تتجاوز‬ ‫وأ‪.‬د‪ .‬محمذ انبخاري‪ :‬انؼال لاخ انؼايح انذونٍح كهذف يٍ أهذاف‬ ‫انرثادل اإلػاليً انذونً‪ .‬طشمُذ‪ :‬جايؼح طشمُذ انحكىيٍح نهذساساخ‬ ‫انششلٍح‪ .2000 ،‬ص ‪( .12-9‬تانهغح انشوسٍح)‬

‫‪ 161‬من ‪ 43‬صفحة‬


‫المصالح القومٌة للشعوب والدول وال تتناقض‬ ‫‪10‬‬ ‫معها‪.،‬فٌما إذا لم ٌساء استخدامها‪.‬‬ ‫العولمة والدولة والسٌادة الوطنٌة‪ :‬ومع ذلك‬ ‫أثارت العدٌد من الحكومات مخاوؾ وشكوك كثٌرة‪.‬‬ ‫‪ 10‬أَظش‪ :‬وبٍم عمر‪ :‬رئة انًخاتشاخ األحًش‪ :‬انثاب انسشي‬ ‫نجًال ػثذ انُاصش‪ .‬ػشض‪ :‬إياو أحًذ‪ .‬انماهشج‪ :‬األهشاو االلرصادي‪،‬‬ ‫انؼذد‪2001/1681 :‬؛ ود‪ .‬محمذ انبخاري‪ :‬انؼاللاخ انؼايح انذونٍح‬ ‫كهذف يٍ أهذاف انرثادل اإلػاليً انذونً‪ .‬طشمُذ‪ :‬جايؼح طشمُذ‬ ‫انحكىيٍح نهذساساخ انششلٍح‪ .2000 ،‬ص ‪( .15-12‬تانهغح‬ ‫انشوسٍح)؛ ود‪ .‬هانة مصطفى ‪ :‬انؼىنًح ‪ ..‬دوس جذٌذ نهذونح‪ .‬انماهشج‪:‬‬ ‫يجهح انسٍاسح انذونٍح‪ 1998 ،‬انؼذد ‪ .134‬ص ‪47‬؛ ود‪ .‬هانة‬ ‫مصطفى‪ :‬انًششوع انمىيً فً يصش‪ :‬دوس انذونح األساسً‪ .‬انماهشج‪:‬‬ ‫األهشاو ‪4.28/1997‬؛ ود‪ .‬هانة مصطفى‪ :‬حمىق اإلَساٌ‪ ،‬وفهسفح‬ ‫انحشٌح انفشدٌح‪ .‬انماهشج‪َ" :‬شطاء" انثشَايج اإللهًٍ​ً نذساساخ حمىق‬ ‫اإلَساٌ‪ 1997 .‬انؼذد ‪ .3‬أكرىتش‪.‬؛ ود‪ .‬محمذ عابذ انجابري‪ :‬لضاٌا‬ ‫فً انفكش انؼشتً انًؼاصش‪ .‬تٍشوخ‪ :‬يشكض دساساخ انىحذج انؼشتٍح‪،‬‬ ‫‪1997‬؛ ود‪ .‬حازو انببالوي‪ :‬انؼشب وانؼىنًح‪ .‬انماهشج‪ :‬األهشاو‬ ‫‪12.30/1997‬؛ و‬ ‫‪- Francis Fukuyama, End of History, National‬‬ ‫‪Interest, summer. 1989; Hans Morganthue, Political‬‬ ‫‪Nations, Calcutta, Scientific Book Agency, 1965,‬‬ ‫‪Chap. 28; Paul Kennedy, Globalization and its‬‬ ‫‪Discontents, New Perspectives Quarterly, Vol. 13,‬‬ ‫‪No. 4. Fall 1996; Peter Drucker, The Second‬‬ ‫‪Infuriation Revolution, New Perspectives Quarterly,‬‬ ‫‪Vol. 14, No. 2, spring 1997; Jan AART SCHOLTE,‬‬ ‫‪Global Capitalism and the State, International‬‬ ‫‪Affairs, Vol. 73, No. 3, July 1997.‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 44‬صفحة‬


‫منها المخاوؾ السٌاسٌة التً ٌمكن أن تنجم عن بث‬ ‫برامج معادٌة ألنظمة الحكم‪ ،‬وأفكاراً وأٌدٌولوجٌات‬ ‫تهدد األمن واالستقرار السٌاسً واالجتماعً داخل‬ ‫الدول‪ .‬وعبرت بعض القوى السٌاسٌة واالجتماعٌة‬ ‫المإثرة فً العدٌد من دول العالم عن خشٌتها من النظام‬ ‫المعلوماتً المفتوح الجدٌد الذي قد ٌهدد ثقافات وتقالٌد‬ ‫وعادات ومقدسات الشعوب‪ ،‬وانطلقت األصوات تطالب‬ ‫بتحقٌق أمن إعالمً وطنً ودولً ٌراعً المصالح‬ ‫الوطنٌة وال ٌتناقض مع المصالح الوطنٌة لكل دول‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫فإذا كانت العولمة ترتبط بسٌادة نموذج اقتصاد‬ ‫السوق‪ ،‬فإن هذا النموذج بدوره ٌثٌر قضٌة العالقة‬ ‫بالدولة ودورها‪ ،‬وال ٌبرر االنتقال إلى اقتصاد السوق‬ ‫أبداً اختفاء دور الدولة‪ ،‬وكل ما هنالك حدوث تؽٌ​ٌرات‬ ‫محدودة لذلك الدور الرتٌب الذي اعتادت علٌه بعض‬ ‫الدول بطٌئة التطور‪ .‬وهو ما أثبتته تؤثٌرات األزمة‬ ‫المالٌة واالقتصادٌة التً ٌواجهها عالم الٌوم‪.‬‬ ‫ومعظم من كتب فً أهمٌة نظام السوق‪ ،‬كان‬ ‫ٌقرن طروحاته دائما ً بضرورة وجود دولة قوٌة قادرة‬ ‫على تؤمٌن األمن واالستقرار‪ ،‬ودون تلك الدولة القوٌة‬ ‫ال تستطٌع السوق أن تقوم بدورها‪ .‬ومن هنا فلٌس هناك‬ ‫مجال للحدٌث عن محاولة إلؽاء أو تقلٌص دور الدولة‪،‬‬ ‫بل بالعكس البد من التؤكٌد على هذا الدور وأهمٌته‬ ‫‪ 161‬من ‪ 45‬صفحة‬


‫وضرورته‪ ،‬مع ضرورة إجراء تعدٌالت معٌنة لهذا‬ ‫الدور لٌتوافق مع نظام السوق المنفتح عالمٌاً‪.‬‬ ‫فالوالٌات المتحدة األمرٌكٌة مثالً وهً أكبر دولة‬ ‫رأسمالٌة فً العالم‪ ،‬تتدخل فً الحٌاة االقتصادٌة‪ ،‬وتحدد‬ ‫شروط النشاطات االقتصادٌة‪ ،‬والسٌاسات النقدٌة‬ ‫والمالٌة والتجارٌة‪ ،‬والفارق المهم بٌن النظم المركزٌة‪،‬‬ ‫ونظم السوق‪ ،‬هو أن الدولة تتدخل فً الحٌاة االقتصادٌة‬ ‫باعتبارها سلطة‪ ،‬ولٌس باعتبارها منتجا ً‪ .‬ألن سلطة‬ ‫الدولة ال ؼنى عنها وال تتناقض مع تطور الحٌاة‬ ‫االقتصادٌة‪.‬‬ ‫واالقتصاد الحر ال ٌعنً أبداً ؼٌاب الدولة عن‬ ‫النظام االقتصادي‪ .‬والفرق بٌن النظام اللٌبرالً ونظام‬ ‫التخطٌط المركزي‪ ،‬لٌس فً مبدأ "التدخل" ولكن فً‬ ‫مضمونه‪ .‬ففً ظل التخطٌط المركزي تقوم الدولة‬ ‫باإلنتاج المباشر للسلع والخدمات‪ ،‬وتسٌطر على مجمل‬ ‫النشاطات االقتصادٌة‪ ،‬عن طرٌق القطاع العام‪ .‬أما فً‬ ‫ظل االقتصاد الحر‪ ،‬فإن الدولة تترك اإلنتاج المباشر‬ ‫للسلع والخدمات لألفراد والمشروعات الخاصة‪ ،‬أي‬ ‫تحقق التكامل بٌن دور الدولة ودور القطاع الخاص‪،‬‬ ‫وٌكون تدخلها فً سٌر الحٌاة االقتصادٌة‪ ،‬بوسائل‬ ‫أخرى أكثر فعالٌة‪ ،‬من حٌث الكفاءة اإلنتاجٌة وتحقٌق‬ ‫العدالة االجتماعٌة‪ .‬من خالل المحافظة على مستوٌات‬ ‫عالٌة فً نمو الناتج القومً‪ .‬والقٌام بتوفٌر الخدمات‬ ‫‪ 161‬من ‪ 46‬صفحة‬


‫األساسٌة فً مجاالت التعلٌم والصحة‪ ،‬والقضاء‪،‬‬ ‫واألمن والدفاع‪ ،‬وٌدخل فٌها قٌام الدولة بمشروعات‬ ‫البنٌة األساسٌة‪.‬‬ ‫ومبدأ الحرٌة االقتصادٌة ال ٌعنً أبداً إهمال مبدأ‬ ‫العدالة االجتماعٌة‪ ،‬فالبالد التً أخذت بهذا المبدأ‪ ،‬هً‬ ‫فً مقدمة بالد العالم من حٌث االهتمام بالفقراء‪ ،‬وتحقٌق‬ ‫العدالة فً التوزٌع‪ ،‬وتوفٌر شبكة األمان لكل المواطنٌن‪،‬‬ ‫ضد المخاطر االجتماعٌة بما فً ذلك البطالة والعجز‬ ‫والشٌخوخة‪ ،‬وؼٌرها من األمراض االجتماعٌة‪ .‬وهناك‬ ‫عالقة وثٌقة بٌن الكفاءة فً األداء االقتصادي وبٌن‬ ‫شروط العدالة‪ .‬ذلك أن الكفاءة تعنً نمو االقتصاد‬ ‫القومً بمعدالت عالٌة‪ ،‬وتعاظم قدرة النظام االقتصادي‬ ‫لتوفٌر فرص العمل المنتج لكل القادرٌن علٌه‪ ،‬وهً من‬ ‫المقومات األساسٌة للعدالة االجتماعٌة التً تإكدها‬ ‫وتحرص علٌها الشرٌعة اإلسالمٌة من خالل التكافل‬ ‫والتضامن‪.‬‬ ‫والدور الجدٌد هذا للدولة ٌإهلها للتكٌؾ مع‬ ‫المتؽٌرات العالمٌة الجدٌدة‪ ،‬دون االنتقاص من سٌادتها‬ ‫الوطنٌة‪ ،‬فً ظل انتشار مفهوم العولمة‪ ،‬وشروط النظام‬ ‫العالمً الجدٌد‪ .‬الذي ٌقوم على مبدأ االعتماد المتبادل‬ ‫ولٌس على فرض اآلراء بٌن دول وشعوب العالم‪.‬‬ ‫واالندماج اإلٌجابً والواعً فً النظام العالمً الجدٌد‪.‬‬ ‫انطالقا من حقائق أن العولمة لٌست ظاهرة بال جذور‪،‬‬ ‫‪ 161‬من ‪ 47‬صفحة‬


‫بل هً ظاهرة تارٌخٌة وموضوعٌة نتجت عن التطور‬ ‫الهائل لتكنولوجٌا وسائط النقل ووسائل االتصال‬ ‫والمعلوماتٌة الحدٌثة وتؽٌر طبٌعة دورها االجتماعً‪،‬‬ ‫والطبٌعة التوسعٌة لإلنتاج الرأسمالً‪ .‬وعدم جواز البقاء‬ ‫خارج الظاهرة التارٌخٌة هذه‪ ،‬وضرورة اللحاق بما‬ ‫ٌجري فً العالم‪ ،‬والتعامل معه بوعً ووفقا ً لقواعد‬ ‫محددة تجنبا ً للبقاء خارج إطار التارٌخ‪.‬‬ ‫والنظام االقتصادي الجدٌد جاء نتٌجة إلنجازات‬ ‫كبرى فً تارٌخ تطور البشرٌة على كافة المستوٌات‬ ‫العلمٌة والثقافٌة واالقتصادٌة والتقنٌة والسٌاسٌة‬ ‫والفكرٌة‪ ،‬وٌمثل نقطة جذرٌة مختلفة تماما ً عن كل ما‬ ‫سبقتها من نظم‪ .‬وأن الحضارة العالمٌة الحدٌثة قامت‬ ‫على ما خلفته حضارات القرون الوسطى وثقافاتها‬ ‫وخاصة منها الحضارة اإلسالمٌة التً كانت فً أوج‬ ‫ازدهارها آنذاك‪ ،‬وفسحت المجال أمام الجمٌع لالنتماء‬ ‫إلى الوطن المشترك والعمل على رفعته وتقدمه دون‬ ‫تفرٌق‪ ،‬كما هً الحال فً أكثر دول العالم الحدٌث‪.‬‬ ‫وزودت الفكر البشري برإٌة عقالنٌة تارٌخٌة تنوٌرٌة‪،‬‬ ‫بتوجه دٌمقراطً ٌقوم على أساس الشورى واحترام‬ ‫الرأي‪ ،‬والرأي اآلخر‪ ،‬والتعددٌة‪ ،‬وحرٌة التعبٌر‪،‬‬ ‫وتكرٌس مبادئ حقوق اإلنسان التً ال تعرؾ الحدود‬ ‫القومٌة أو الجؽرافٌة أو السٌاسٌة‪.‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 48‬صفحة‬


‫والعولمة المعلوماتٌة تفرض على الدول األقل‬ ‫تقدماً‪ ،‬القٌام بمزٌد من خطوات التحدٌث الشامل الذي ال‬ ‫ٌمكن القٌام بها دون الدور الفاعل للدولة‪ ،‬التً تضطلع‬ ‫به من خالل الترشٌد واألداء االقتصادي‪ ،‬وتنظٌم‬ ‫تفاعالت السوق‪ ،‬وما تتطلبه تلك العملٌة من وسائل‬ ‫وتقنٌات تجعل الساحة والموارد اإلعالمٌة الخاصة‬ ‫والعامة متاحة للجمٌع ضمن األطر واألنظمة التً‬ ‫تضبط عملها فً إطار العالقات على صعٌد الدولة‬ ‫نفسها وفً عالقاتها مع ؼٌرها من دول العالم‪ .‬ولكن‬ ‫التجاوزات الكثٌرة واألعمال التخرٌبٌة التً تعرضت‬ ‫لها الموارد اإلعالمٌة لبعض الدول‪ ،‬إضافة لألخطار‬ ‫التً ٌتنبؤ بها المختصون بٌن الفٌنة واألخرى‪ ،‬تفرض‬ ‫على المجتمع الدولً ضرورة النظر فً خطر جدٌد‬ ‫أصبح ٌهدد المجتمع اإلنسانً وعرؾ بتهدٌد األمن‬ ‫‪11‬‬ ‫اإلعالمً الدولً‪.‬‬

‫‪ 11‬أَظش‪ :‬د‪ .‬محمذ انبخاري‪ :‬انؼاللاخ انؼايح انذونٍح كهذف‬ ‫يٍ أهذاف انرثادل اإلػاليً انذونً‪ .‬طشمُذ‪ :‬جايؼح طشمُذ انحكىيٍح‬ ‫نهذساساخ انششلٍح‪ .2000 ،‬ص ‪( .15-12‬تانهغح انشوسٍح) ود‪ .‬هانة‬ ‫مصطفى‪ :‬انؼىنًح ‪ ..‬دوس جذٌذ نهذونح‪ .‬انماهشج‪ :‬يجهح انسٍاسح انذونٍح‪،‬‬ ‫‪ 1998‬انؼذد ‪ .134‬ص ‪47‬؛ ود‪ .‬هانة مصطفى‪ :‬انًششوع انمىيً‬ ‫تُاء انذاخم أوالً‪ .‬انماهشج‪ :‬األهشاو ‪.3.31/1997‬؛ ود‪ .‬هانة مصطفى‪:‬‬ ‫حمىق اإلَساٌ‪ ،‬وفهسفح انحشٌح انفشدٌح‪ .‬انماهشج‪َ" :‬شطاء" انثشَايج‬ ‫اإللهًٍ​ً نذساساخ حمىق اإلَساٌ‪ 1997 .‬انؼذد ‪ .3‬أكرىتش‪.‬؛ ود‪ .‬يحًذ‬ ‫ػاتذ انجاتشي‪ :‬لضاٌا فً انفكش انؼشتً انًؼاصش‪ .‬تٍشوخ‪ :‬يشكض‬

‫‪ 161‬من ‪ 49‬صفحة‬


‫موقف األمم المتحدة من األمن اإلعالمً‬ ‫الدولً‪ :‬وكانت منظمة األمم المتحدة دائما ً السباقة فً‬ ‫دراسة مشاكل التدفق الحر للمعلومات منذ تؤسٌسها‬ ‫وحتى الٌوم‪ .‬ولهذا لم ٌكن ؼرٌبا ً أن تتضمن الوثائق‬ ‫الهامة التً صدرت عن الدورة ‪ 54‬للهٌئة العامة‬ ‫لمنظمة األمم المتحدة‪ ،‬وثٌقة حملت فً مضمونها أبعاداً‬ ‫سٌاسٌة وإنسانٌة عمٌقة‪ ،‬تناولت موضوع "العولمة‬ ‫المعلوماتٌة" واستقرار إستراتٌجٌة العمل السٌاسً‬ ‫والدبلوماسً فً القرن الحادي والعشرٌن‪ ،‬بعد أن‬ ‫اعترؾ المجتمع الدولً وللمرة األولى بوجود مشكلة‬ ‫األمن اإلعالمً الدولً كنتٌجة حتمٌة لـ"العولمة‬ ‫المعلوماتٌة"‪ ،‬على أنها مشكلة تهدد المجتمع اإلنسانً‬ ‫فً المرحلة التالٌة للقرن النووي‪ .‬وجاء هذا االعتراؾ‬ ‫من خالل القرار ‪ 49/54‬الذي تناول مشكلة "تحقٌق‬ ‫دساساخ انىحذج انؼشتٍح‪1997 ،‬؛ ود‪ .‬حازو انببالوي‪ :‬انؼشب‬ ‫وانؼىنًح‪ .‬انماهشج‪ :‬األهشاو ‪12.30/1997‬؛ و‬ ‫‪- Francis Fukuyama, End of History, National‬‬ ‫‪Interest, summer. 1989; Hans Morganthue, Political‬‬ ‫‪Nations, Calcutta, Scientific Book Agency, 1965,‬‬ ‫‪Chap. 28; Paul Kennedy, Globalization and its‬‬ ‫‪Discontents, New Perspectives Quarterly, Vol. 13,‬‬ ‫‪No. 4. Fall 1996; Peter Drucker, The Second‬‬ ‫‪Infuriation Revolution, New Perspectives Quarterly,‬‬ ‫‪Vol. 14, No. 2, spring 1997; Jan AART SCHOLTE,‬‬ ‫‪Global Capitalism and the State, International‬‬ ‫‪Affairs, Vol. 73, No. 3, July 1997.‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 50‬صفحة‬


‫األمن الدولً فً اإلعالم واالتصاالت المسموعة‬ ‫والمرئٌة"‪.‬‬ ‫وقد برزت تلك المشكلة بحدة بعد التقدم الهائل‬ ‫فً تكنولوجٌا اإلعالم ووسائله المختلفة‪ ،‬وخلق هذا‬ ‫التقدم إلى جانب النواحً اإلٌجابٌة التً حملها للبشرٌة‬ ‫التً تنتظر منه الكثٌر فً المستقبل‪ ،‬مجاالً جدٌداً تماما ً‬ ‫من التهدٌد تمثل فً خطر استخدام منجزات التقدم‬ ‫التكنولوجً فً مجاالت المعلوماتٌة واالتصال‬ ‫واالستشعار عن بعد ألؼراض تتعارض والمهام‬ ‫المنتظرة منها فً دعم وتعزٌز التفاهم واألمن‬ ‫واالستقرار الدولً‪.‬‬ ‫ومشكلة األخطار التً تهدد األمن اإلعالمً‬ ‫للدول األقل تطوراً‪ ،‬لم تعد مشكلة منتظرة بل حقٌقة‬ ‫قائمة خلقت نوعا ً من التبعٌة الواقعٌة للدول األكثر‬ ‫تطوراً فً كل مجاالت النشاط اإلنسانً داخل‬ ‫المجتمعات المحلٌة فً الدول ذات السٌادة‪ ،‬وشملت كل‬ ‫النواحً االقتصادٌة والسٌاسٌة والعلمٌة‪ ،‬والثقافٌة‪،‬‬ ‫واإلعالمٌة‪ ،‬وأصبحت الحاجة معها ملحة لتؤمٌن نوع‬ ‫من األمن القومً داخل المصالح الدولٌة المتشابكة بفعل‬ ‫العولمة اإلعالمٌة وابتعاد التبادل اإلعالمً الدولً عن‬ ‫دوره الطبٌعً‪ ،‬وابتعاد استخدام شبكات المعلوماتٌة‬ ‫الدولٌة وشبكات االتصاالت المرئٌة والمسموعة‬

‫‪ 161‬من ‪ 51‬صفحة‬


‫العالمٌة‪ ،‬وتقنٌاتها ووسائلها عن أداء وظٌفتها اإلٌجابٌة‬ ‫‪12‬‬ ‫المنتظرة منها‪.‬‬ ‫األمن اإلعالمً الوطنً والدولً والتفوق فً‬ ‫تكنولوجٌا االتصال‪ :‬وأدى اتساع وشمولٌة تلك الشبكات‬ ‫بفضل تكنولوجٌا وسائل المعلوماتٌة واالتصال‬ ‫الجماهٌرٌة الحدٌثة‪ ،‬إلى زٌادة تؤثٌرها على وعً‬ ‫األفراد والمجتمعات‪ .‬مما دفع بالكثٌر من الدول‬ ‫إلضافتها أو التفكٌر فً إضافتها لإلمكانٌات العسكرٌة‬ ‫الهائلة المتوفرة لدٌها‪ ،‬والتً تملكها بالدرجة األولى‬ ‫الدول عالٌة التطور‪ ،‬والمعدة لالستخدام فً الصراعات‬ ‫والنزاعات الدولٌة‪ .‬مما أدى بدوره إلى خلق تبدالت‬ ‫هائلة أصبحت تإثر على توازن القوى الدولٌة‬ ‫واإلقلٌمٌة‪.‬‬ ‫هذا إن لم نقل أنها أضافت بذلك مصادر جدٌدة‬ ‫للتوتر بٌن مراكز القوى التقلٌدٌة والناشئة‪ ،‬وإلى خلق‬ ‫مجاالت جدٌدة للصراع لم تكن فً الحسبان لفترة قرٌبة‪.‬‬ ‫وقد أدى تفوق الدول المتقدمة فً مجال تكنولوجٌا‬ ‫ووسائل االتصال والمعلوماتٌة الجماهٌرٌة التً تملكها‪،‬‬ ‫‪ 12‬أَظش‪ :‬د‪ .‬محمذ انبخاري‪ :‬انؼاللاخ انؼايح انذونٍح كهذف‬ ‫يٍ أهذاف انرثادل اإلػاليً انذونً‪ .‬طشمُذ‪ :‬جايؼح طشمُذ انحكىيٍح‬ ‫نهذساساخ انششلٍح‪ .2000 ،‬ص ‪ 12‬ويا تؼذ‪( .‬تانهغح انشوسٍح)؛‬ ‫وأوذرٌه فالدٌمٍروفٍتش كروتسكٍخ‪ ،‬وأنٍكساوذر فالدٌمٍروفٍتش‬ ‫فٍذروف‪ :‬ػٍ األيٍ اإلػاليً انذونً‪ .‬يىسكى‪ :‬يجهح انحٍاج انذونٍح‪،‬‬ ‫انؼذد ‪ 2‬نؼاو ‪ .2000‬ص ‪ 37‬ويا تؼذ‪( .‬تانهغح انشوسٍح)‬

‫‪ 161‬من ‪ 52‬صفحة‬


‫إلى احتكار الوعً الفكري واالجتماعً‪ ،‬وأدى إلى‬ ‫استؽالل التفوق التكنولوجً واإلعالمً والسٌاسً‬ ‫واالقتصادي والثقافً والعسكري‪ ،‬وإلى تشجٌع تلك‬ ‫الدول على استخدام ما تملكه من إمكانٌات كسالح‬ ‫إعالمً ال ٌتعارض استخدامه وقواعد القانون الدولً‬ ‫الذي لم ٌتعرض جدٌا ً حتى اآلن لهذه المشكلة الهامة‬ ‫‪13‬‬ ‫والعوٌصة التً أفرزتها العولمة المعلوماتٌة‪.‬‬ ‫فالتقدم الهائل فً تقنٌات وتكنولوجٌا االتصال‬ ‫والمعلوماتٌة الجماهٌرٌة أصبح الٌوم ٌعادل فً خطره‪،‬‬ ‫خطر السالح النووي الذي كان سمة من سمات القرن‬ ‫العشرٌن‪ .‬وأصبح فرعا ً من فروع سباق التسلح‪ ،‬الذي‬ ‫أصبح مرة أخرى ٌستنزؾ موارد ضخمة‪ ،‬كان ٌجب أن‬ ‫توجه لخٌر البشرٌة ولٌس لتهدٌدها‪ .‬خاصة وأن أكثر‬ ‫دول العالم ؼٌر مهٌؤة حالٌا ً وؼٌر مستعدة‪ ،‬أو ؼٌر قادرة‬ ‫على إقامة أو تحدٌث وسائلها اإلعالمٌة المإثرة‪ ،‬رؼم‬ ‫أن الكثٌر منها بدأت بالمٌل نحو شراء وامتالك مثل تلك‬ ‫الوسائل‪ ،‬من الدول المتقدمة التً أصبحت مسٌطرة‬ ‫تماما ً على األشكال الجدٌدة من أسلحة الدمار الشامل‬ ‫ومن بٌنها سالح المعلوماتٌة‪ .‬ولم ٌقتصر األمر على‬ ‫الدول فقط‪ ،‬بل اتسع لٌشمل القوى السٌاسٌة المختلفة‬ ‫‪ 13‬أَظش‪ :‬د‪ .‬محمذ انبخاري‪ :‬يصذس ساتك ص ‪( .44‬تانهغح‬ ‫انشوسٍح)؛ وأوذرٌه فالدٌمٍروفٍتش كروتسكٍخ‪ ،‬وأنٍكساوذر‬ ‫فالدٌمٍروفٍتش فٍذروف‪ :‬يصذس ساتك ص ‪ 37‬ويا تؼذ‪( .‬تانهغح‬ ‫انشوسٍح)‬

‫‪ 161‬من ‪ 53‬صفحة‬


‫المتصارعة‪ ،‬والتنظٌمات اإلرهابٌة وعصابات الجرٌمة‬ ‫المنظمة‪ ،‬مما خلق نوعا ً جدٌداً وسوقا ً مربحة لتجارة‬ ‫األسلحة الجدٌدة التً أصبحت تتضمن قوائمها تقنٌات‬ ‫وتكنولوجٌا وبرامج الحاسب اآللً وخدمات وسائل‬ ‫اإلعالم واالتصال الجماهٌرٌة‪.‬‬ ‫البنى اإلعالمٌة الدولٌة فوق الدولة‪ :‬وفً‬ ‫ظروؾ العولمة المعلوماتٌة وتشابك الحٌاة على الكرة‬ ‫األرضٌة‪ ،‬وظهور وتشكل شبكات وبنى إعالمٌة دولٌة‬ ‫فوق الدول‪ ،‬أصبحت بما ال ٌدع المجال ألي شك‬ ‫تستخدم كسالح معلوماتً مإثر على العقول والمواقؾ‪،‬‬ ‫ووسٌلة لشن حروب واسعة النطاق تطال اإلنسان أٌنما‬ ‫كان‪ ،‬بفاعلٌة ٌمكن أن تإدي نتائجها بل وتعادل قوتها‬ ‫وتؤثٌرها التدمٌري وتتفوق فً بعض الظروؾ على‬ ‫أسلحة الدمار الشامل التقلٌدٌة المعروفة‪.‬‬ ‫ولٌس عبثا ً أن ترصد بعض الدول المتقدمة فً‬ ‫مٌزانٌاتها مخصصات لألمن المعلوماتً تعادل بمستواها‬ ‫المخصصات التً ترصد لمواجهة أخطار استخدام‬ ‫أسلحة الدمار الشامل التقلٌدٌة‪ .‬رؼم اختالؾ استخدام‬ ‫السالح المعلوماتً فً الحرب عن األشكال التقلٌدٌة من‬ ‫أسلحة الدمار الشامل‪ ،‬ألن تؤثٌرها ٌمكن أن ٌطال الجبهة‬ ‫الداخلٌة فً الصمٌم‪ .‬مع إمكانٌة استخدام األسلحة‬ ‫المعلوماتٌة الدولٌة التً تتمٌز بالقدرة المإثرة الكبٌرة‬ ‫ضد األهداؾ المدنٌة‪ ،‬كوسٌلة من وسائل الصراع على‬ ‫‪ 161‬من ‪ 54‬صفحة‬


‫السلطة‪ ،‬وفً الصراعات القومٌة والعرقٌة والدٌنٌة‪.‬‬ ‫واألمثلة على ذلك فً عالم الٌوم كثٌرة‪ ،‬وال ٌنحصر‬ ‫تهدٌدها الواقعً على القوى البشرٌة فقط‪ ،‬بل اتسع‬ ‫لٌشمل أنظمة المعلوماتٌة التً تملكها الدول‪ ،‬والمنظمات‬ ‫والهٌئات الدولٌة‪ ،‬من قبل دول معادٌة أو قوى اإلرهاب‬ ‫واإلجرام المنظم على السواء‪ ،‬مما أعطى لطابع تؤثٌرها‬ ‫طبٌعة كارثٌة من خالل لٌس التسلل لداخل تلك األنظمة‬ ‫وحسب‪ ،‬بل وفً تخرٌب تلك األنظمة‪ ،‬والتؤثٌر على‬ ‫محتوٌاتها من معلومات وإتالفها‪ .‬وهو ما كان الدافع‬ ‫على ما أعتقد التخاذ القرار ‪ 49/54‬أثناء الدورة ‪54‬‬ ‫للهٌئة العامة لألمم المتحدة فً ‪ 1‬من كانون أول‪/‬دٌسمبر‬ ‫‪.1999‬‬ ‫التهدٌدات الجدٌدة لـلعولمة اإلعالمٌة‪ :‬وكان من‬ ‫الطبٌعً أن تتوصل الدول األعضاء فً منظمة األمم‬ ‫المتحدة للتفاهم حول موضوع هام ٌمس البشرٌة بؤسرها‬ ‫فً ظل "العولمة المعلوماتٌة"‪ .‬سبق ونوقش فً‬ ‫أٌار‪/‬ماٌو ‪ 1996‬أثناء المإتمر الدولً للعولمة فً‬ ‫المجتمع المعلوماتً الذي انعقد فً مٌدراند‪ .‬واستعرض‬ ‫بجدٌة موضوع التهدٌدات الجدٌدة للعولمة‪ ،‬وأسفر عن‬ ‫نتائج واستجابة عاصفة من قبل كل المشاركٌن فً‬ ‫المإتمر‪ .‬مما رفع من مستوى القضٌة لتصبح من بٌن‬ ‫القضاٌا الملحة التً تنتظر الحل من قبل المجتمع‬ ‫الدولً‪ ،‬وتتطلب إٌجاد حل مالئم لها قبل أن تتفاقم‬ ‫‪ 161‬من ‪ 55‬صفحة‬


‫وتصبح مستعصٌة كؽٌرها من المشاكل العالقة فً إطار‬ ‫الدبلوماسٌة الدولٌة حتى الٌوم‪.‬‬ ‫وقد تبلورت المشكلة أكثر أثناء التحضٌرات التً‬ ‫جرت لإلعداد للقاء القمة بٌن رئٌس الوالٌات المتحدة‬ ‫األمرٌكٌة والرئٌس الروسً فً أٌلول‪/‬سبتمبر ‪.1998‬‬ ‫فقد اقترح الجانب الروسً مشروع بٌان مشترك للقاء‬ ‫القمة تناول مشكلة األمن اإلعالمً‪ .‬لكن األمرٌكٌون‬ ‫اكتفوا باإلطالع على المشروع‪ ،‬وامتنعوا عن مناقشته‪.‬‬ ‫ورؼم ذلك فقد تضمن البٌان الختامً للقاء القمة‪ ،‬إشارة‬ ‫صرٌحة للتهدٌدات العامة لألمن على عتبة القرن‬ ‫‪14‬‬ ‫الحادي والعشرٌن‪ ،‬حٌث أعلن الجانبان أنهما‪:‬‬ ‫‪ .1‬وافقا على "تنشٌط الجهود المشتركة للتصدي‬ ‫للتهدٌدات عبر القومٌات فً االقتصاد واألمن للبلدٌن‪،‬‬ ‫بما فٌها تلك التً تعتبر جرائم عن طرٌق استخدام‬ ‫تكنولوجٌا الحاسب اآللً وؼٌرها من الوسائل‬ ‫التكنولوجٌة المتقدمة"؛‬ ‫‪ .2‬واعترفا "بؤهمٌة الجهود اإلٌجابٌة المشتركة‬ ‫إلضعاؾ التؤثٌرات السلبٌة الجارٌة اآلن نتٌجة لثورة‬ ‫تكنولوجٌا االتصال والمعلوماتٌة‪ ،‬التً تعتبر مهمة‬

‫‪ 14‬أَظش‪ :‬د‪ .‬محمذ انبخاري‪ :‬يصذس ساتك ص ‪( .38‬تانهغح‬ ‫انشوسٍح)؛ وأوذرٌه فالدٌمٍروفٍتش كروتسكٍخ‪ ،‬وأنٍكساوذر‬ ‫فالدٌمٍروفٍتش فٍذروف‪ :‬يصذس ساتك ص ‪( .46‬تانهغح انشوسٍح)‬

‫‪ 161‬من ‪ 56‬صفحة‬


‫وجادة فً الجهود الرامٌة لحماٌة مصالح األمن‬ ‫اإلستراتٌجً للبلدٌن فً المستقبل"‪.‬‬ ‫وأصبح واضحا ً بعد ذلك عزم روسٌا إثارة‬ ‫المشكلة أبعد من ذلك‪ ،‬فقام وزٌر الخارجٌة الروسً‬ ‫ي‪.‬س‪ .‬إٌفانوف بتوجٌه رسالة خاصة إلى األمٌن العام‬ ‫لمنظمة األمم المتحدة فً ‪ 23‬أٌلول‪/‬سبتمبر ‪1998‬‬ ‫تضمنت اقتراحا بإدراج مشكلة األمن اإلعالمً الدولً‬ ‫بٌن مواضٌع جدول أعمال المنظمة الدولٌة‪ ،‬والنظر فً‬ ‫مشروع قرار خاص حول هذا الموضوع‪ .‬وأعلن فً‬ ‫كلمته من على منبر الدورة ‪ 53‬للهٌئة العامة لألمم‬ ‫المتحدة‪ ،‬بؤن جوهر االقتراح الروسً ٌتضمن االقتراح‬ ‫على الدول األعضاء فً منظمة األمم المتحدة‪ ،‬التوصل‬ ‫لمفهوم محدد حول التهدٌد فً مجال األمن اإلعالمً‪،‬‬ ‫وأن تقدم كل دولة تقدٌراتها الخاصة للمشكلة‪ ،‬بما فً‬ ‫ذلك إعداد مبادئ دولٌة توفر األمن فً ظروف عولمة‬ ‫منظومات المعلوماتٌة الدولٌة‪ .‬وأن تتضمن تلك‬ ‫التقٌ​ٌمات التً تقدمها الدول األعضاء فً المنظمة إلى‬ ‫األمٌن العام لألمم المتحدة‪ ،‬إلزامه بتقدٌم تقرٌر خاص‬ ‫عن المشكلة ٌبحث خالل الدورة التالٌة للهٌئة العامة‬ ‫لمنظمة األمم المتحدة‪ .‬بشكل تتوضح معه جوانب‬ ‫الصراع المبدئً حول موضوع التهدٌد باستخدام‬ ‫المنجزات العلمٌة والتقنٌة والتكنولوجٌة الحدٌثة فً‬ ‫أغراض تتعارض مع أهداف تعزٌز األمن واالستقرار‬ ‫العالمً‪.‬‬ ‫‪ 161‬من ‪ 57‬صفحة‬


‫اعتراف المجتمع الدولً وألول مرة بوجود‬ ‫الحرب المعلوماتٌة على المستوى الدولً‪ :‬وجاء القرار‬ ‫الذي استند على االقتراح الروسً خالل الدورة ‪53‬‬ ‫للجمعٌة العامة لمنظمة األمم المتحدة ‪ 70/53‬عن‬ ‫"المنجزات فً مجال اإلعالم واالتصاالت المرئٌة فً‬ ‫إطار األمن الدولً" فً ‪ 4‬كانون أول‪/‬دٌسمبر ‪،1998‬‬ ‫بشكل ملطؾ عن المشروع الروسً حٌث اختفت من‬ ‫القرار الكثٌر من المقترحات التً حددت اإلجراءات‬ ‫الالزمة حسب التصور الروسً‪ ،‬لتنظٌم عملٌة التصدي‬ ‫إلمكانٌة استخدام التكنولوجٌا اإلعالمٌة فً الحرب‪،‬‬ ‫وشرح خطر تطوٌر األسلحة المعلوماتٌة‪ ،‬وإشعال‬ ‫الحروب المعلوماتٌة‪ .‬وبذلك اعترف المجتمع الدولً‬ ‫من خالل منظمة األمم المتحدة وألول مرة بوجود‬ ‫الحرب المعلوماتٌة على المستوى الدولً‪ .‬واعتبر هذا‬ ‫اإلنجاز تقدما ً سٌاسٌا ً هاما ً رؼم عدم استعداد أكثرٌة‬ ‫الدول األعضاء فً منظمة األمم المتحدة لتقبل القضٌة‬ ‫كمشكلة من كل جوانبها‪ .‬وعاد المجتمع الدولً وؼٌر‬ ‫من موقفه من المشكلة خالل الدورة ‪ 54‬للجمعٌة العامة‬ ‫‪15‬‬ ‫لمنظمة األمم المتحدة‪.‬‬ ‫فما الذي حدث بٌن الدورتٌن ‪ 54-53‬لمنظمة‬ ‫األمم المتحدة ؟ وهل جاء تؽٌ​ٌر المواقؾ تلك نتٌجة‬ ‫‪ 15‬أَظش‪ :‬د‪ .‬محمذ انبخاري‪ :‬يصذس ساتك ص ‪ 42‬ويا تؼذ‪.‬‬ ‫(تانهغح انشوسٍح)‬

‫‪ 161‬من ‪ 58‬صفحة‬


‫للجهود الدبلوماسٌة والمجامالت السٌاسٌة بٌن الدول ؟ أم‬ ‫ألن العالم استطاع خالل تلك الفترة من التعرؾ أكثر‬ ‫على أخطار العولمة المعلوماتٌة‪ ،‬والدور المتصاعد‬ ‫للمعلومات فً عالم الٌوم‪ .‬واستخالص العبر من‬ ‫استخدام سالح المعلوماتٌة فً الحروب التً جرت‬ ‫خالل تلك الفترة‪ .‬ومن خالل أمثلة محددة تم فٌها‬ ‫استخدام السالح المعلوماتً فً عملٌات محددة‪ ،‬اجتاز‬ ‫من خاللها الحدود السٌاسٌة المعترؾ بها لمختلؾ دول‬ ‫العالم‪ ،‬جنبا ً إلى جنب مع األسلحة التقلٌدٌة والمتقدمة‬ ‫األخرى المستخدمة فً االستطالع والعملٌات العسكرٌة‪،‬‬ ‫للقضاء على الخصم أو الحد من إمكانٌات دفاعاته‬ ‫الذاتٌة‪.‬‬ ‫العولمة اإلعالمٌة والسٌطرة على الموارد‬ ‫اإلعالمٌة‪ :‬فالمعارك الجارٌة للسٌطرة على عقول‬ ‫الكثٌر من الشخصٌات السٌاسٌة فً موقع القرار‬ ‫وتوجٌهها هً "حرب غٌر مرئٌة" على الرغم من أنها‬ ‫أخذت خطا ً واقعٌاً‪ ،‬وأصبحت بالتدرٌج تهدد جوهر‬ ‫الصراع من أجل السٌطرة على وعً صاحب القرار‪،‬‬ ‫ولتحد من إمكانٌات أي مواجهة جادة لألخطار‬ ‫الخارجٌة‪ ،‬إضافة ألخطار التأثٌر والتخرٌب المتعمد‬ ‫للموارد اإلعالمٌة المتاحة لكل دولة‪ ،‬ووسائل الحصول‬ ‫علٌها وحفظها ونشرها واستعادتها والتعامل معها‪.‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 59‬صفحة‬


‫مما دفع ببعض الدول إلى الشروع بتطبٌق برامج‬ ‫حكومٌة طوٌلة المدى على المستوى القومً‪ ،‬الهدؾ‬ ‫منها تأمٌن األمن اإلعالمً القومً وسالمة البنى‬ ‫التحتٌة اإلعالمٌة الوطنٌة األساسٌة‪ .‬فً نفس الوقت‬ ‫الذي بدأت فٌه بالتعامل مع "العولمة المعلوماتٌة" وآثار‬ ‫التشابك المتبادل بٌن المجالٌن اإلعالمً الوطنً‬ ‫والدولً‪ .‬واضطرت مجبرة على االعتراؾ بؤن نجاح‬ ‫الجهود الوطنٌة للحفاظ على الموارد اإلعالمٌة الخاصة‬ ‫بكل دولة‪ ،‬لٌست فً النهاٌة سوى جهود حثٌثة لرفع‬ ‫مستوى "المناعة السلمٌة" للنظام اإلعالمً الوطنً فً‬ ‫مواجهة الساحات اإلعالمٌة للدول األخرى التً‬ ‫أصبحت تشمل دوالً بعٌدة عنها جؽرافٌاً‪ ،‬ولٌس‬ ‫بالضرورة أن تكون تلك الدول مجاورة‪ ،‬ولكن ٌكفً أن‬ ‫تكون متشابكة معها من خالل شبكات االتصال الدولٌة‬ ‫وفً الموارد المعلوماتٌة بشكل موضوعً ومتشعب‬ ‫ٌصعب فصله‪.‬‬ ‫وموضوع األسلحة المعلوماتٌة والحروب‬ ‫اإلعالمٌة أصبح مثاراً للمناقشة من قبل المتخصصٌن‬ ‫بشكل واسع‪ ،‬منذ بداٌة ـتسعٌنات القرن العشرٌن‪ .‬ومنذ‬ ‫ذلك الوقت بدأت تظهر أعداداً كبٌرة من المقاالت‬ ‫والدراسات حول هذا الموضوع الهام فً العدٌد من‬ ‫الصحؾ والمجالت‪ .‬وبدأ ٌناقش ضمن موضوعات‬ ‫الكثٌر من المإتمرات واللقاءات العلمٌة الوطنٌة‬ ‫‪ 161‬من ‪ 60‬صفحة‬


‫واإلقلٌمٌة والدولٌة‪ ،‬التً صبت اهتمامها بمعظمها على‬ ‫مواضٌع األبحاث التً ال تتفق ومبادئ السالم العالمً‪،‬‬ ‫وبرامج تطوٌر التكنولوجٌا الخاصة بطرق حماٌة‬ ‫الموارد اإلعالمٌة من التؤثٌر الخارجً‪ .‬ولكن كل تلك‬ ‫المناقشات والمقاالت والدراسات المنشورة حملت طابع‬ ‫المحلٌة‪ ،‬وكانت بعٌدة كل البعد عن المناقشات الدولٌة‬ ‫التً كان ٌجب أن تتناول مشاكل العولمة المعلوماتٌة‪،‬‬ ‫واألمن اإلعالمً‪ .‬رؼم أن المشكلة حظٌت لٌس باهتمام‬ ‫المتخصصٌن وحسب‪ ،‬بل واستحوذت على اهتمام عدد‬ ‫كبٌر من ؼٌر المتخصصٌن وقادة الرأي‪ .‬ولهذا ٌمكننا‬ ‫اعتبار صدور القرار ‪ 00/33‬عن منظمة األمم المتحدة‬ ‫بمثابة إنذار ٌشٌر بجدٌة للخطر الجاثم‪ ،‬الذي وقعت فٌه‬ ‫البشرٌة وٌهدد صمٌم النظم اإلعالمٌة الوطنٌة‪ ،‬وٌهدد‬ ‫اإلنسانٌة فً القرن الحادي والعشرٌن‪.‬‬ ‫بعد أن ظهر جلٌا ً للمجتمع الدولً بما ال ٌدع‬ ‫مجاالً للشك‪ ،‬أنه أصبح متوفراً لدى العدٌد من الدول‬ ‫المتقدمة تكنولوجٌا معلوماتٌة متطورة‪ ،‬ونتائج أبحاث‬ ‫جاهزة وهامة ٌمكن استخدامها فً التؤثٌر على الموارد‬ ‫اإلعالمٌة للؽٌر‪ .‬وحقائق ال تقبل الجدل من أن نتائج‬ ‫األبحاث تلك أدت إلى صنع وسائل تستخدم فً‬

‫‪ 161‬من ‪ 61‬صفحة‬


‫األؼراض العسكرٌة البحتة‪ ،‬حتى ولو لم ٌتم تسمٌتها‬ ‫‪16‬‬ ‫باألسلحة المعلوماتٌة‪.‬‬ ‫األسلحة المعلوماتٌة فً خدمة الدول الصناعٌة‬ ‫المتقدمة‪ :‬وأصبح واضحا ً أٌضا ً بعد توفر معلومات‬ ‫كافٌة‪ ،‬تتحدث عن شروع العدٌد من الدول الصناعٌة‬ ‫المتقدمة فً إجراء أبحاث للحصول على تقنٌات‬ ‫وتكنولوجٌا متطورة فً مجال االتصال‪ ،‬وإعداد‬ ‫تكنولوجٌا متطورة وتقنٌات وطرق الستخدامها بهدؾ‬ ‫السٌطرة المباشرة على الموارد المعلوماتٌة للخصم‪،‬‬ ‫والتؤثٌر المباشر علٌه‪ .‬حٌث أشارت بعض المصادر إلى‬ ‫أن أكثر من ‪ 120‬دولة من دول العالم وصلت وفً‬ ‫مستوٌات مختلفة لنتائج ملموسة فً هذا المجال الذي‬ ‫ال ٌقل خطورة عن السالح النووي‪ .‬بٌنما تجرى أبحاثا ً‬ ‫لتطوٌر السالح النووي فً ‪ 20‬دولة فقط من دول‬ ‫العالم تقرٌبا ً‪.‬‬ ‫وتذكر بعض المصادر أن بعض الدول أصبحت‬ ‫تملك وسائل جاهزة للدفاع ضد أخطار األسلحة‬ ‫المعلوماتٌة ضد العدو المتوقع فً ظروؾ الصراعات‬ ‫العسكرٌة على مختلؾ المجاالت والمستوٌات‪ ،‬حتى فً‬ ‫زمن السلم‪ .‬وٌشمل اإلطارٌن اإلستراتٌجً والعملٌاتً‬ ‫‪ 16‬أَظش‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬محمذ انبخاري‪ :‬يصذس ساتك ص ‪( .39‬تانهغح‬ ‫انشوسٍح)؛ وأوذرٌه فالدٌمٍروفٍتش كروتسكٍخ‪ ،‬وأنٍكساوذر‬ ‫فالدٌمٍروفٍتش فٍذروف‪ :‬يصذس ساتك ص ‪( .47‬تانهغح انشوسٍح)‬

‫‪ 161‬من ‪ 62‬صفحة‬


‫التكتٌكً‪ ،‬وصوالً إلى أرض المعركة‪ .‬وأن االهتمام‬ ‫منصب اآلن على مواضٌع تتعلق بحماٌة المجال‬ ‫اإلعالمً الخاص بتلك الدول من تؤثٌر استخدام األسلحة‬ ‫المعلوماتٌة من قبل دول معادٌة‪ ،‬تفادٌا ً لتؤثٌر الحرب‬ ‫ؼٌر المعلنة فً المجال اإلعالمً‪ .‬كما وبات معروفا ً‬ ‫أٌضا ً من أن بعض الدول التً تقوم فعالً بشن الحروب‬ ‫اإلعالمٌة‪ ،‬أو شنتها قد أدخلت أسلحة المعلوماتٌة فعالً‬ ‫فً نظمها العسكرٌة وتقوم بإعداد وحدات عسكرٌة‬ ‫مدربة خاصة ومدعومة بالمتخصصٌن فً هذا المجال‬ ‫الهام‪ ،‬للقٌام بالعملٌات المعلوماتٌة الهجومٌة كؤداة من‬ ‫أدوات الصراع األخرى لتحقٌق النصر العسكري‬ ‫الحاسم على العدو‪ 17.‬والحروب التً جرت على الساحة‬ ‫الٌوؼسالفٌة والعراقٌة خالل ربع القرن األخٌر تثبت‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫وٌعتبر المهتمون بالمشكلة أن الستار قد انكشؾ‬ ‫فعالً عن استخدام األسلحة المعلوماتٌة عملٌا ً فً‬ ‫الحروب األهلٌة الجارٌة هنا وهناك‪ ،‬وفً الصراع على‬ ‫السلطة فً معظم دول العالم‪ ،‬وفً الصراعات القومٌة‬ ‫والعرقٌة والدٌنٌة سمة الحقبة األخٌرة من القرن‬ ‫العشرٌن‪ .‬وأن أسلحة المعلوماتٌة أظهرت مقدراتها‬ ‫الفرٌدة على أرض المعركة وتؤثٌرها النفسً والمادي‬ ‫‪17‬‬

‫أَظش‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬محمذ انبخاري‪ :‬يصذس ساتك ص ‪( .50‬تانهغح‬

‫انشوسٍح)‪.‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 63‬صفحة‬


‫والمعنوي سواء فً وقت السلم أو فً وقت الحرب‪،‬‬ ‫وتجاوزها عملٌا ً لكافة الحدود الوطنٌة والسٌاسٌة‬ ‫والجؽرافٌة بتجاهل تام الستقالل وسٌادة تلك الدول‪.‬‬ ‫السالح اإلعالمً وإدارة الصراع‪ :‬ومن خالل‬ ‫الصراعات الداخلٌة األخٌرة والهامة‪ ،‬أكتشؾ المراقبون‬ ‫أنها تتم ومع األسؾ بمساعدة ودعم كبٌرٌن من الخارج‪.‬‬ ‫لنستشؾ من ذلك أن تلك الصراعات لم تنجو من‬ ‫استخدام بعض الوسائل الحدٌثة فً الصراع ضمن‬ ‫المجال اإلعالمً‪ ،‬والتً ٌمكن اعتبارها أسلحة إعالمٌة‪.‬‬ ‫وأصبح واضحاً‪ :‬أن وقت األشكال التقلٌدٌة من‬ ‫"التخرٌب اإلٌدٌولوجً" و"عملٌات االختراق الفكري"‬ ‫و"الحرب النفسٌة" قد ذهبت‪ ،‬لتحل محلها الوسائل‬ ‫الحدٌثة‪ ،‬وعلى مستوى جدٌد من التؤثٌر‪ .‬وأن مستوى‬ ‫استخدام تلك الوسائل قد أرتفع بشكل ال ٌوصؾ‪ .‬إذ ال‬ ‫ٌمكن مقارنة الخطابة أمام حشد من الجمهور ٌمكن‬ ‫تفرٌقه‪ ،‬أو مقالة فً صحٌفة ٌمكن مصادرتها‪ ،‬أو‬ ‫برنامج إذاعً مسموع أو مرئً ٌمكن التشوٌش علٌه‪،‬‬ ‫بسرعة انتشار المعلومات فً كل أنحاء العالم‪ ،‬أو اختفاء‬ ‫تلك المعلومات مباشرة وبسرعة هائلة من كل أنحاء‬ ‫العالم‪ ،‬عبر شبكات الحاسب اآللً وأشهرها شبكة‬ ‫"االنترنٌت" العالمٌة‪ ،‬وهً معلومات أصبحت الٌوم‬ ‫مزودة بالصورة الثابتة والمتحركة‪ ،‬والتسجٌالت المرئٌة‬ ‫والمسموعة‪ .‬وكلها ٌمكن أن تعادل بفعالٌتها األسلحة‬ ‫المعلوماتٌة‪ ،‬التً ٌهدؾ من استخدامها أن تكون فوق‬ ‫‪ 161‬من ‪ 64‬صفحة‬


‫القومٌات‪ ،‬وفوق الدول‪ ،‬وثبت عملٌا ً أن فً كل أنواع‬ ‫"الحروب اإلعالمٌة األهلٌة" وبشكل غٌر مباشر هناك‬ ‫قوة ثالثة‪ ،‬وضعت ضمن أهدافها الحٌوٌة االختراق‬ ‫وتخطً الحدود لداخل ضمٌر تلك المجتمعات الضحٌة‪.‬‬ ‫وظهر ذلك جلٌا ً خالل األعوام الماضٌة عندما استخدمت‬ ‫أراض الؽٌر إلدارة هذا النوع من الصراعات كما حدث‬ ‫فً العراق (قبل وأثناء وبعد حرب تحرٌر الكوٌت‪،‬‬ ‫وأثناء احتالل العراق)‪ ،‬وإندونٌسٌا (أثناء انفصال تٌمور‬ ‫الشرقٌة)‪ ،‬وجمهورٌة إشكٌرٌا (الشٌشان) فً حربها من‬ ‫أجل االستقالل‪ ،‬والحرب التً خاضتها بعض دول‬ ‫االتحاد الٌوؼوسالفً السابق من أجل االستقالل‪.‬‬ ‫فعلى مثال ٌوؼوسالفٌا انكشفت محاوالت تورٌط‬ ‫االتحاد الدولً لالتصاالت اإللكترونٌة من خالل مبادرة‬ ‫األمم المتحدة فً كوسفو‪ ،‬وقرار تحدٌد نهاٌات األقنٌة‬ ‫المستقلة لالتصاالت التلفونٌة واالستٌالء على الرمز‬ ‫الدولً لتلك الدولة‪ ،‬وكان من الممكن أن ٌبقى ذلك‬ ‫اإلجراء شبه مجهول لو لم ٌعلن‪ .‬ومثل تلك الخطوة‬ ‫ٌمكن اعتبارها بالكامل جهوداً إضافٌة‪ ،‬الهدؾ منها‬ ‫عزل األقنٌة المعلوماتٌة للخصم وبالتالً الحد من‬ ‫تؤثٌرها وإخراجها من معادلة الصراع‪.‬‬ ‫ومثال أدوات الصراع من أجل استقالل تٌمور‬ ‫الشرقٌة‪ ،‬قٌام منظمة ‪East Timor campaign‬‬ ‫مباشرة بعد االقتراع على استقالل المحافظة اإلندونٌسٌة‬ ‫‪ 161‬من ‪ 65‬صفحة‬


‫السابقة تلك‪ ،‬ومن أراضً إسبانٌا والبرتؽال وفرنسا‬ ‫بهجوم كاسح استهدؾ مواقع الحكومٌة اإلندونٌسٌة فً‬ ‫بنتٌجتها‬ ‫العالمٌة‪ ،‬خربت‬ ‫شبكة االنترنٌت‬ ‫صفحات ‪ ،WEB‬الخاصة لٌس بالحكومة وحدها‪ ،‬بل‬ ‫وصفحات المنظمات اإلندونٌسٌة‪ ،‬وأطلقت فٌروسات‬ ‫كمبٌوتر جدٌدة‪ ،‬بدأت بالعمل مباشرة للقضاء على‬ ‫المواقع اإلعالمٌة اإلندونٌسٌة فً شبكات الكمبٌوتر‬ ‫العالمٌة‪ .‬وال ٌمكن أن تعتبر تلك العملٌة المعلوماتٌة‬ ‫المنفذة من أراضً دول أوروبٌة بعٌدة جداً عن جنوب‬ ‫شرق آسٌا‪ ،‬إال حقٌقة تثبت "ال حدودٌة" استخدام أسلحة‬ ‫المعلوماتٌة‪ ،‬ومثال الستخدامات األسلحة المعلوماتٌة‬ ‫بشكل مباشر من أجل الوصول إلى أهداؾ سٌاسٌة‬ ‫داخلٌة محددة رؼم البعد الجؽرافً الشاسع بٌن المإثر‬ ‫والمتؤثر من استخدام السالح المعلوماتً‪.‬‬ ‫وفً الصراع الدائر بٌن قوات الحكومة‬ ‫اإلشكٌرٌة المتطلعة لالستقالل عن االتحاد الروسً‪،‬‬ ‫والمقاتلٌن الشٌشان من جهة‪ ،‬والقوات الفٌدرالٌة الروسٌة‬ ‫من جهة أخرى على األرض الشٌشانٌة فً نهاٌة القرن‬ ‫الماضً ومطلع القرن الحالً‪ ،‬نرى أن األسلحة‬ ‫المعلوماتٌة لم تبقى جانبا ً فقد استخدم المقاتلون الشٌشان‬ ‫مختلؾ وسائل اإلعالم‪ ،‬وكانت صفحات االنترنٌت‬ ‫واحدة من ساحات القتال من أجل "استقالل إشكٌرٌا"‬ ‫والتخلص من الظلم الروسً‪ .‬وبفضلها اطلع العالم كله‬ ‫على مواد إعالمٌة ملموسة وواقعٌة تتحدث عن الوضع‬ ‫‪ 161‬من ‪ 66‬صفحة‬


‫فً شمال القوقاز‪ ،‬وعن جهود أعضاء الحكومة‬ ‫والدبلوماسٌة اإلٌشكٌرٌة إلطالع العاملٌن فً مإسسات‬ ‫العالقات الخارجٌة الرسمٌة بالدول المتقدمة فً العالم‬ ‫على الحقائق‪ ،‬من خالل محاضراتهم التً دعتهم إللقائها‬ ‫بعض أقسام الجامعات فً تلك الدول وتحدثوا من خاللها‬ ‫عن الشإون الشٌشانٌة‪.‬‬ ‫وفً الحالة العراقٌة عندما وضعت بعض‬ ‫المواقع العراقٌة تحت المراقبة المستمرة من قبل أجهزة‬ ‫مراقبة متطورة ثبتتها فٌها فرق التفتٌش الدولٌة‪ ،‬وعندما‬ ‫أجبرت الحكومة العراقٌة على إؼالق مواقعها فً‬ ‫االنترنٌت بعد أن تم التسلل إلٌها‪ ،‬وتؽٌ​ٌر مضمونها‬ ‫لصالح المعارضة العراقٌة‪ ،‬وفقا ً للنبؤ الذي أذاعته إذاعة‬ ‫صوت العراق الحر من براغ ٌوم ‪ ،2000/6/3‬وعندما‬ ‫سٌطرت القوات األمرٌكٌة على الساحة المعلوماتٌة‬ ‫العراقٌة تماما ً قبل وأثناء وبعد دخول قوات التحالؾ‬ ‫الدولً لألراضً العراقٌة للقضاء على نظام حكم‬ ‫الرئٌس العراقً الراحل صدام حسٌن عام ‪.2003‬‬ ‫هذا إن لم نتحدث عن العزل اإلعالمً والتعتٌم‬ ‫اإلعالمً شبه الكامل‪ ،‬من قبل أكثرٌة وسائل اإلعالم‬ ‫الدولٌة المإثرة والتً هً فوق الدول‪ ،‬لرأي الجانب‬ ‫العربً فً الصراع الدائر من أجل تحقٌق سالم عادل‬ ‫وحقٌقً بٌن العرب وإسرائٌل‪ ،‬واالستعاضة عنه بإبراز‬ ‫رأي الجانب اإلسرائٌلً فقط بشكل سافر‪ ،‬وزج اإلسالم‬ ‫‪ 161‬من ‪ 67‬صفحة‬


‫بؤحداث ال عالقة له بها (وخاصة بعد أحداث ‪11‬‬ ‫أٌلول‪/‬سبتمبر ‪ 2001‬فً الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة)‪،‬‬ ‫وتحدث هنا وهناك فً أنحاء مختلفة من العالم عن‬ ‫طرٌق تشوٌه الحقائق بشكل مقصود‪ ،‬مما ٌوحً بخلق‬ ‫رأي عام دولً متحٌز أحادي الجانب ٌشوه الحقائق‬ ‫وٌنصر المعتدي على الضحٌة‪ ،‬وٌإدي إلى حرمان‬ ‫المعتدى علٌه ضمن إطار هذا الوضع ؼٌر الطبٌعً من‬ ‫التعبٌر عن رأٌه وتوضٌح الحقائق أمام الرأي العام‬ ‫العالمً‪ .‬ناهٌك عن الحرب اإلعالمٌة ؼٌر المعلنة من‬ ‫الخارج إلشعال نار الفتنة وتفعٌل الخالفات العربٌة‬ ‫العربٌة‪ ،‬والعربٌة مع دول الجوار اإلقلٌمً‪ ،‬واإلسالمٌة‬ ‫اإلسالمٌة‪ .‬وهً أحادٌة الجانب ال تواجه أٌة مقاومة‬ ‫تذكر لضعؾ أدوات وفعالٌات اإلعالم العربً‬ ‫واإلسالمً الموجه نحو الساحة الدولٌة حالٌا ً على األقل‪.‬‬ ‫والبد أن تلك الصورة هً التً أثرت بشكل‬ ‫نهائً على تقدٌر المشكلة بالكامل من قبل دول العالم‬ ‫األقل تطوراً‪ .‬وهً التً أدت إلى تؽٌ​ٌر مواقؾ الكثٌر‬ ‫منها بشكل جذري عما كان فً السابق‪ .‬وظهر هذا من‬ ‫خالل مإتمر جنٌؾ حول األمن المعلوماتً الذي انعقد‬ ‫فً آب‪/‬أؼسطس ‪ ،1999‬والذي نظمه معهد األمم‬ ‫المتحدة لمشاكل نزع السالح (ٌونٌدٌر)‪ ،‬وإدارة قضٌة‬ ‫نزع السالح فً األمانة العامة لمنظمة األمم المتحدة‪،‬‬ ‫من ضمن إطار إجراءات تطبٌق القرار ‪ 70/53‬للهٌئة‬ ‫العامة لألمم المتحدة‪ .‬وشارك فً المإتمر ممثلٌن عن‬ ‫‪ 161‬من ‪ 68‬صفحة‬


‫أكثر من ‪ 50‬بلداً‪ ،‬من بٌنهم كان كل الالعبٌن األساسٌ​ٌن‬ ‫على أرض تكنولوجٌا المعلوماتٌة الدولٌة المتقدمة‪ ،‬مما‬ ‫سمح برفع مستوى نتائجه‪ ،‬ولو فً إثارة المشكلة على‬ ‫المستوى العالمً على األقل‪ ،‬بعد أن كانت حصراً‬ ‫بلقاءات المتخصصٌن وحدهم‪.‬‬ ‫مشكلة األمن المعلوماتً والمصالح الوطنٌة‬ ‫والدولٌة‪ :‬كما وٌمكننا اعتبار أن الهدؾ الرئٌسً‬ ‫ألكثرٌة المشاركٌن فً المإتمر آنؾ الذكر‪ ،‬كان إظهار‬ ‫الطرٌقة التً تتعامل فٌها كل جهة من الجهات‬ ‫المشاركة‪ ،‬مع مشكلة األمن اإلعالمً الدولً‪ ،‬من خالل‬ ‫المناقشات التً جرت فً إطار مواضٌع الدورة ‪54‬‬ ‫للهٌئة العامة لمنظمة األمم المتحدة‪ .‬ولكن كان من‬ ‫المالحظ أنها لم تكن مستعدة لذلك مما أدى إلى حصر‬ ‫المناقشات حول االقتراح الروسً فقط‪ ،‬ومتابعة إعداد‬ ‫كل المواضٌع المتعلقة باألمن اإلعالمً الدولً على‬ ‫مستوى خبراء الدول المهتمة‪ ،‬تحت رعاٌة منظمة األمم‬ ‫المتحدة‪ .‬وهذا من حٌث الجوهر ٌعتبر اعترافا ً دولٌا ً‬ ‫بؤهمٌة المشكلة ونجاحا ً للدبلوماسٌة الروسٌة التً‬ ‫أحسنت اختٌار التوقٌت لعرض االقتراح سالؾ الذكر‪.‬‬ ‫ومحاولة التؤثٌر على مضمون المشكلة وتوجٌهها نحو‬ ‫مداخل تعتبر ذات أهمٌة خاصة لروسٌا‪ ،‬واعتبارها‬ ‫المدخل للتحدٌد الدقٌق لتصور دولً ونهائً تدور من‬ ‫خالله المناقشات التالٌة لمشاكل األمن المعلوماتً‬ ‫‪ 161‬من ‪ 69‬صفحة‬


‫الدولً‪ ،‬حتى وإن لم تتفق وجهات نظر الكثٌرٌن حول‬ ‫المشكلة‪ ،‬ولكنها قد تساعد على حلها‪.‬‬ ‫أطر مشاكل األمن المعلوماتً الوطنً والدولً‪:‬‬ ‫وٌرى البعض أن مشاكل األمن المعلوماتً الوطنً‬ ‫والدولً تنحصر فً إطارٌن اثنٌن‪:‬‬ ‫اإلطار األول‪ :‬الذي ٌإدي عملٌا ً إلى إلؽاء الوحدة‬ ‫الموضوعٌة للمشكلة وٌحاول تجزئتها إلى قضٌتٌن‬ ‫فرعٌتٌن هما‪:‬‬ ‫األولى‪ :‬وتتناول الجرٌمة المعلوماتٌة؛‬ ‫والثانٌة‪ :‬تتناول اإلرهاب المعلوماتً‪.‬‬ ‫وفً هذا اإلطار ٌمكن االستمرار فً إعداد‬ ‫األسلحة المعلوماتٌة وتطوٌرها مما ٌهدد بخطر اندالع‬ ‫الحروب المعلوماتٌة‪ .‬وال ٌعترؾ المإٌدٌن لهذا اإلطار‬ ‫بوجود المشكلة أساساً‪ ،‬بل ٌعتبرونها أعراضا ً ثانوٌة‬ ‫ٌمكن عالجها‪ .‬وبالتالً وبشكل منطقً كامل تصبح وفق‬ ‫وجهة النظر تلك مشكلة نزع األسلحة المعلوماتٌة ملؽاة‬ ‫تلقائٌاً‪ ،‬وال حاجة لمناقشها‪ .‬وهو ما ٌسمح بإخراجها من‬ ‫إطار منظمة األمم المتحدة وتحوٌلها إلى المنابر اإلقلٌمٌة‬ ‫والمتخصصة‪ ،‬لتبقى مشكلة هامشٌة عالقة إلى األبد‬ ‫تتحول من لجنة إلى أخرى وهكذا دوالٌك‪.‬‬ ‫اإلطار الثانً‪ :‬وٌمثل خط الدول التً أظهرت‬ ‫استعدادها الفوري للمشاركة فً إعداد آلٌة دولٌة محددة‬ ‫‪ 161‬من ‪ 70‬صفحة‬


‫تواجه إقامة واستخدام وسائل مإثرة على الموارد‬ ‫المعلوماتٌة خارج إطار الشرعٌة والقانون الدولً‪.‬‬ ‫واقترحت بذلك تقدٌم المشكلة للمجتمع الدولً‪ ،‬واتخاذ‬ ‫تدابٌر من بٌنها إحداث محكمة دولٌة خاصة للنظر فً‬ ‫الجرائم المعلوماتٌة‪ .‬والقٌام فً نفس الوقت بإعداد‬ ‫تكنولوجٌا عالمٌة للوقاٌة من الهجمات والتعدٌات‬ ‫المعلوماتٌة الدولٌة‪.‬‬ ‫ورؼم ذلك فإنه ٌمكننا اعتبار االعتراؾ بالمشكلة‬ ‫دولٌاً‪ ،‬واالعتراؾ بضرورة إٌجاد حلول لها فً إطار‬ ‫قرارات الشرعٌة الدولٌة من خالل قرارات الهٌئة العامة‬ ‫لألمم المتحدة‪ ،‬ودفعها إلى األمام لتصبح واحدة من‬ ‫المشاكل التً تناقش فً إطار منظمة األمم المتحدة من‬ ‫أهم نتائج المإتمر‪ .‬وبذلك ٌكون الهدؾ النهائً من‬ ‫القضٌة إعداد برامج عملٌة تمكن الدول من اتخاذ‬ ‫إجراءات ذاتٌة أو مشتركة لمواجهة خطر التهدٌدات‬ ‫المعلوماتٌة الدولٌة‪ .‬لتتحول نتائج هذا المإتمر من حٌث‬ ‫الجوهر إلى مرحلة تحضٌرٌة لنقل المشكلة الناتجة عن‬ ‫العولمة إلى إطار الهٌئة العامة لألمم المتحدة‪ ،‬بؽض‬ ‫النظر عن الخالفات فً وجهات النظر حول االعتراؾ‬ ‫بها‪ ،‬أو بطرق التعامل معها بشكل مكشوؾ‪ ،‬انطالقا من‬ ‫مصالح األمن الوطنً والقومً والعالمً‪.‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 71‬صفحة‬


‫الفصل الثالث‬ ‫المصطلح والحروب المطلوماتيظ‪ ،‬ومجاالت تأثير‬ ‫الصرارات المطلوماتيظ الدوليظ‬ ‫المصطلح والحرب المطلوماتيظ‪ :‬ومن القضاٌا‬ ‫الهامة التً تنتظر الحل من قبل المجتمع الدولً‪،‬‬ ‫وخاصة منه الوسط األكادٌمً الدولً فً إطار‬ ‫المنظمات الدولٌة المتخصصة‪ ،‬مشكلة االتفاق من حٌث‬ ‫المبدأ على المصطلح والتوصل لتعرٌؾ مشترك لماهٌة‬ ‫الحرب المعلوماتٌة ؼٌر المرئٌة تلك‪ ،‬وأسلحتها وأدواتها‬ ‫ووسائلها المشتركة فً جوهر الصراع‪ .‬لتإدي فً‬ ‫النهاٌة إلى االعتراؾ بالحرب المعلوماتٌة‪ ،‬مثلها مثل‬ ‫االعتراؾ بالحروب التقلٌدٌة‪ ،‬والمحدودة‪ ،‬والنووٌة‪،‬‬ ‫والباردة‪ ،‬واألسلحة التقلٌدٌة وؼٌر التقلٌدٌة المستخدمة‬ ‫فً الصراعات بٌن الدول‪ .‬ورؼم ضٌق الهوة بٌن فهم‬ ‫الخبراء فً الدول المختلفة حول المصطلح‪ ،‬فقد لوحظ‬ ‫تباٌن واضح فً التوجهات‪ .‬التً ٌمكن تحدٌدها ببعض‬ ‫االتجاهات الرئٌسٌة والتً نلخصها بالتالً‪:‬‬ ‫الحروب المعلوماتٌة‪ :‬وٌمكن أن تعبر عن‬ ‫المواجهات المعلوماتٌة التً تهدؾ إلحاق الضرر أو‬ ‫تخرٌب األنظمة المعلوماتٌة الهامة للخصم‪ ،‬وتخرٌب‬ ‫‪ 161‬من ‪ 72‬صفحة‬


‫نظمه السٌاسٌة واالجتماعٌة‪ ،‬وزعزعة‬ ‫واالستقرار داخل المجتمع والدولة الخصم‪.‬‬

‫األمن‬

‫الصراع المعلوماتً‪ :‬وٌمكن أن ٌعبر عن شكل‬ ‫من أشكال الصراع بٌن الدول‪ ،‬من خالل تؤثٌر دولة ما‬ ‫معلوماتٌا ً على نظم إدارة الصراع فً ؼٌرها من الدول‬ ‫أو على قواتها المسلحة‪ ،‬والتؤثٌر على القٌادات السٌاسٌة‬ ‫والعسكرٌة وحتى المجتمع بؤسره‪ .‬وكذلك التؤثٌر على‬ ‫األنظمة المعلوماتٌة ووسائل اإلعالم الجماهٌرٌة لتلك‬ ‫الدول من أجل تحقٌق أهداؾ محددة ومناسبة لها‪ ،‬والحد‬ ‫من تؤثٌر أٌة ممارسات مشابهة قد تخرق المجال‬ ‫المعلوماتً للقائم بالصراع‪.‬‬ ‫التأثٌر المعلوماتً‪ :‬وٌمكن أن ٌعبر عن الفعل‬ ‫الموجه ضد الخصم باستخدام األسلحة المعلوماتٌة‬ ‫المختلفة‪.‬‬ ‫األسلحة المعلوماتٌة‪ :‬وٌمكن أن تعبر عن‬ ‫مجموعة من الوسائل التكنولوجٌة وؼٌرها من التقنٌات‬ ‫واألسالٌب والتقنٌات المستخدمة من قبل القائم بالصراع‬ ‫بؽرض‪:‬‬ ‫‪ .1‬السٌطرة على الموارد اإلعالمٌة واإلمكانٌات‬ ‫المعلوماتٌة والتقنٌة المتاحة للخصم؛‬ ‫‪ .2‬والتدخل فً عمل أنظمة إدارة الخصم‬ ‫وشبكاته المعلوماتٌة‪ ،‬ونظم اتصاله وؼٌرها‪ ،‬بهدؾ‬ ‫تخرٌبها عملٌاً‪ ،‬وإخراجها تماما ً من حٌز العمل؛‬ ‫‪ 161‬من ‪ 73‬صفحة‬


‫‪ .3‬والتسلل للمواقع اإلعالمٌة للخصم بهدؾ‬ ‫االستٌالء على موارده المعلوماتٌة المخزنة فٌها‪،‬‬ ‫وتحرٌؾ مضمونها أو إدخال معلومات مؽاٌرة‪ ،‬أو‬ ‫استبدالها بمعلومات أخرى‪ ،‬أو تخرٌبها بشكل موجه‬ ‫ومدروس؛‬ ‫‪ .4‬ونشر معلومات أخرى منافٌة‪ ،‬أو معلومات‬ ‫مضللة من خالل نظم تشكٌل الرأي العام ومراكز اتخاذ‬ ‫القرار‪ ،‬لصالح القائم بالصراع؛‬ ‫‪ .5‬وإتباع مجموعة من األسالٌب الخاصة‬ ‫باستخدام وسائل تإثر على وعً وسلوك القٌادة‬ ‫السٌاسٌة والعسكرٌة‪ ،‬وتإثر على الحالة المعنوٌة للقوات‬ ‫المسلحة‪ ،‬وأجهزة األمن الوطنً‪ ،‬ومواطنً الدولة‬ ‫الخصم‪ ،‬لتحقٌق التفوق علٌها أو إضعاؾ تؤثٌرها‬ ‫اإلعالمً‪.‬‬ ‫األمن المعلوماتً‪ :‬وٌمكن أن ٌعبر عن‪:‬‬ ‫‪ .1‬إجراءات محددة لحماٌة المجال اإلعالمً‬ ‫والموارد المعلوماتٌة‪ ،‬بشكل ٌإمن تشكلها وتطورها‬ ‫لصالح المواطنٌن والمإسسات والمنظمات والدول؛‬ ‫‪ .2‬وإجراءات محددة لحماٌة النظم المعلوماتٌة‬ ‫الخاصة باألفراد والمنظمات والدول‪ ،‬التً ٌتم من‬ ‫خاللها استخدام المعلومات ومواردها بؤشكال محددة‬ ‫ودقٌقة‪ ،‬وضمان عدم التؤثٌر السلبً علٌها أثناء‬ ‫االستخدام؛‬ ‫‪ 161‬من ‪ 74‬صفحة‬


‫‪ .3‬وإجراءات محددة لحماٌة المعلومات التً‬ ‫تحمل طابع السرٌة ومواردها‪ ،‬لضمان عدم وصول‬ ‫الؽٌر إلٌها بسهولة‪ ،‬وتوفٌر إجراءات تإكد صعوبة‬ ‫الوصول إلٌها أو تخرٌبها‪ ،‬والمحافظة على خصائصها‬ ‫وسرٌتها وسالمتها‪ ،‬واسترجاعها عند الحاجة من قبل‬ ‫األشخاص والجهات المصرح لها بالوصول إلى تلك‬ ‫المعلومات‪.‬‬ ‫المجال المعلوماتً‪ :‬وٌمكن أن ٌعبر عن مجال‬ ‫النشاط اإلنسانً الذي ٌتضمن إحداث وتشكٌل واستخدام‬ ‫نظم المعلومات من أجل‪:‬‬ ‫‪ .1‬تشكٌل الوعً المعرفً الفردي واالجتماعً؛‬ ‫‪ .2‬وتوفٌر الموارد اإلعالمٌة‪ ،‬أي البنٌة التحتٌة‬ ‫للمعلوماتٌة بما فٌها مجموعة األجهزة واألنظمة‪،‬‬ ‫والتجهٌزات التكنولوجٌة والتقنٌات‪ ،‬والبرامج وؼٌرها‪،‬‬ ‫التً تإمن تكوٌن وحفظ المعلومات‪ ،‬وإعدادها والتعامل‬ ‫معها وإرسالها واستردادها وتدفقها؛‬ ‫‪ .3‬وتكوٌن وتوفٌر المعلومات الخاصة وتؤمٌن‬ ‫تدفقها‪.‬‬ ‫الجرائم المعلوماتٌة‪ ،‬وٌمكن أن تعبر عن‪ :‬أي‬ ‫تصرؾ ٌإدي إلى حدوث تؤثٌر سلبً على المجال‬ ‫المعلوماتً وموارده‪ ،‬لفرد أو جماعة أو منظمة أو دولة‪،‬‬ ‫أو ألي جزء منه بشكل مخالؾ للقانون‪ .‬وٌنتج عنها‬ ‫أضراراً اقتصادٌة أو سٌاسٌة أو اجتماعٌة أو ثقافٌة بما‬ ‫‪ 161‬من ‪ 75‬صفحة‬


‫فٌها تخرٌب المجال المعلوماتً للؽٌر وموارده‪ ،‬ألهداؾ‬ ‫أٌدٌولوجٌة أو اقتصادٌة أو سٌاسٌة أو عسكرٌة‪.‬‬ ‫مجاالت تأثٌر الصراعات المعلوماتٌة الدولٌة‪ :‬ال‬ ‫ٌستطٌع أحد فً الوقت الحاضر‪ ،‬أن ٌنكر الصعاب‬ ‫الكثٌرة التً تعترض توفٌر األمن المعلوماتً فً‬ ‫ظروؾ الصراعات المعلوماتٌة اإلقلٌمٌة والدولٌة‪ .‬التً‬ ‫أصبحت تستهدؾ كل مجاالت حٌاة اإلنسان الٌومٌة‪.‬‬ ‫األمر الذي دعى الكثٌر من الخبراء للنظر فً ضرورة‬ ‫اتخاذ إجراءات عاجلة توفر األمن المعلوماتً فً‬ ‫المجاالت‪:‬‬ ‫السٌاسٌة‪ :‬بما فٌها بنٌة النظام السٌاسً‬ ‫واالجتماعً والحكومً للدولة‪ ،‬ونظم دراسة وإعداد‬ ‫واتخاذ القرار السٌاسً‪ .‬واألجهزة المختصة بإجراء‬ ‫االنتخابات واالستفتاء العام وؼٌرها من أدوات قٌاس‬ ‫الرأي العام‪ .‬ونظم اإلدارة المحلٌة والمركزٌة واإلقلٌمٌة‪،‬‬ ‫والهٌاكل اإلعالمٌة ووسائل االتصاالت المرئٌة‬ ‫والمسموعة‪ ،‬وشبكات الحاسب اآللً التابعة ألجهزة‬ ‫السلطات الحكومٌة واإلدارٌة؛‬ ‫والوعً االجتماعً والتربوي‪ :‬وتشمل نظم‬ ‫التعلٌم‪ ،‬ووسائل تشكٌل الرأي العام‪ ،‬ووسائل اإلعالم‬ ‫الجماهٌرٌة المقروءة والمسموعة والمرئٌة‪ ،‬واألحزاب‬ ‫السٌاسٌة والمنظمات واالتحادات والهٌئات االجتماعٌة‬ ‫والثقافٌة والدٌنٌة والقومٌة والوطنٌة؛‬ ‫‪ 161‬من ‪ 76‬صفحة‬


‫واالقتصادٌة‪ :‬وتشمل نظم اإلدارة االقتصادٌة‪،‬‬ ‫ونظم جمع وتخزٌن واسترداد وإعداد المعلومات‬ ‫الخاصة بالمقدرات اإلنتاجٌة لالقتصاد الوطنً‪ ،‬ونظم‬ ‫التحلٌل االقتصادي العامة‪ ،‬وتوقعات تطور االقتصاد‬ ‫الوطنً العام والخاص‪ ،‬ونظم اإلدارة والتنسٌق فً‬ ‫المجاالت الصناعٌة والزراعٌة والمواصالت‪ ،‬ونظم‬ ‫اإلدارة واإلمداد المركزٌة للطاقة‪ ،‬ونظم اتخاذ القرار‬ ‫والتنسٌق فً حاالت الطوارئ‪ ،‬ونظم اإلعالم‬ ‫االقتصادي المقروءة والمسموعة والمرئٌة‪ ،‬وشبكات‬ ‫الحاسب اآللً؛‬ ‫والمالٌة‪ :‬بما فٌها بنوك المعلومات وشبكات‬ ‫االتصال وتبادل المعلومات‪ ،‬بٌن البنوك واالتحادات‬ ‫المصرفٌة‪ ،‬ونظم االتصال الخاصة بالتبادل المالً‬ ‫والحسابات المالٌة‪ ،‬الخاصة والحكومٌة والدولٌة؛‬ ‫والدفاعٌة‪ :‬وتشمل موارد المعلومات الخاصة‬ ‫بالقوات المسلحة‪ ،‬والهٌئات العلمٌة والمنشآت العاملة فً‬ ‫المجاالت الصناعة الدفاعٌة‪ ،‬ونظم إمداد وإدارة القوات‬ ‫المسلحة‪ ،‬ونظم السٌطرة والمراقبة الدائمة‪ ،‬وقنوات‬ ‫تدفق المعلومات ذات الطبٌعة اإلستراتٌجٌة والعملٌاتٌة‬ ‫واالستطالعٌة؛‬ ‫والعلمٌة والتكنولوجٌة‪ :‬بما فٌها نظم إجراء‬ ‫البحوث العلمٌة النظرٌة والتطبٌقٌة‪ ،‬ونظم جمع وتخزٌن‬ ‫واستعادة المعلومات الخاصة بالبحوث العلمٌة الجارٌة‪،‬‬ ‫‪ 161‬من ‪ 77‬صفحة‬


‫واالكتشافات العلمٌة‪ ،‬واالختراعات التً تم التوصل‬ ‫إلٌها‪ ،‬سواء أكانت فً المجاالت التكنولوجٌة أم فً‬ ‫مجاالت العلوم اإلنسانٌة أم فً مجاالت العلوم الحٌة‬ ‫وؼٌرها من المواضٌع الخاصة بالملكٌة الفكرٌة؛‬ ‫واألمن الداخلً‪ :‬وتشمل نظم التحقٌق‪ ،‬والتحقق‪،‬‬ ‫والنٌابة العامة‪ ،‬واإلجراءات العدلٌة‪ ،‬والموارد اإلعالمٌة‬ ‫ألجهزة األمن‪ ،‬ومنظومات جمع وحفظ وإعداد‬ ‫واسترجاع المعلومات واإلحصائٌات الخاصة بالجرٌمة‪،‬‬ ‫بما فٌها بنوك معلومات الشرطة الدولٌة (اإلنتربول)‪.‬‬ ‫التهدٌدات المتوقعة لألمن المعلوماتً الوطنً‪:‬‬ ‫لما كان األمن المعلوماتً الدولً أساسا ً لكل ما ٌدخل فً‬ ‫مجاالت تهدٌد األمن المعلوماتً الوطنً‪ ،‬من‪:‬‬ ‫تهدٌدات البنى التحتٌة المعلوماتٌة‪ :‬التً‬ ‫تستهدؾ تخرٌب مواقع تبادل المعلومات الفورٌة عبر‬ ‫شبكات الحاسب اآللً‪ ،‬وتكنولوجٌا معالجة المعلومات‪،‬‬ ‫وتقنٌات التسلل للمواقع الخاصة فً شبكات الحاسب‬ ‫اآللً‪ ،‬وجمع وتخزٌن واستخدام ونشر المعلومات بشكل‬ ‫مخالؾ للقانون‪.‬‬ ‫تهدٌدات األمن المعلوماتً‪ :‬الموجهة أصالً ضد‬ ‫الخصائص الهامة التً ٌجب أن تتمتع بها المعلومات‬ ‫مثل السالمة والسرٌة وقٌود أو حرٌة الوصول إلٌها‪.‬‬ ‫تهدٌدات الحٌاة األخالقٌة للمجتمع‪ :‬والتً تتم من‬ ‫خالل إدخال معلومات دٌنٌة أو سٌاسٌة مؽلوطة فً‬ ‫‪ 161‬من ‪ 78‬صفحة‬


‫أجهزة المعلومات الحكومٌة ووسائل اإلعالم الجماهٌرٌة‬ ‫بشكل ٌهدد المصالح الوطنٌة العلٌا والمصالح الخاصة‪،‬‬ ‫ومصالح المجتمع والدولة بشكل عام‪ .‬أو عن طرٌق‬ ‫االحتكار والحجب المتعمد للمعلومات الموجهة‬ ‫للمواطنٌن‪ .‬أو فً تروٌج وبث األنباء الكاذبة‪ ،‬واإلخفاء‬ ‫أو التحرٌؾ المتعمد للمعلومات بشكل ٌإدي إلى تحرٌؾ‬ ‫وتشوٌه الوسط اإلعالمً المحلً وٌزعزع الحالة‬ ‫النفسٌة للمجتمع‪ ،‬وٌخرب وٌشوه التقالٌد الدٌنٌة‬ ‫والثقافٌة‪ ،‬وٌفسد األخالق العامة‪ ،‬وٌشوه القٌم الجمالٌة‬ ‫والتربوٌة لدى الفرد والمجتمع‪.‬‬ ‫تهدٌدات حقوق الفرد والحرٌات العامة‪ :‬والتً‬ ‫تطال المجال المعلوماتً‪ ،‬من خالل القواعد القانونٌة‬ ‫المتبعة‪ ،‬والتً تحد من حقوق وحرٌات المواطنٌن فً‬ ‫مجاالت الحٌاة الخاصة والعامة‪ ،‬والمعتقدات الدٌنٌة‬ ‫والسٌاسٌة‪ ،‬والنشاطات اإلعالمٌة الفردٌة‪ .‬بما فٌها‬ ‫األفعال التً تهدد نظم جمع وحفظ واسترداد وتدفق‬ ‫المعلومات الشخصٌة التً من خصائصها‪ :‬السرٌة فً‬ ‫التداول مثل المعلومات الطبٌة‪ ،‬والوثائق المدنٌة‬ ‫الشخصٌة‪ ،‬والمعلومات الخاصة بعمل ودخل المواطنٌن‬ ‫وؼٌرها‪ .‬فاألمن اإلعالمً الوطنً مطالب فً مجتمع‬ ‫الدٌمقراطٌة وسٌادة القانون بتؤمٌن سرٌة المعلومات عن‬ ‫الحٌاة الخاصة للمواطنٌن واألحادٌث الصرٌحة‬ ‫والخاصة التً تتم بٌن شخصٌن عبر وسائل االتصال‬ ‫الحدٌثة‪.‬‬ ‫‪ 161‬من ‪ 79‬صفحة‬


‫وهكذا نرى أن الهدؾ الرئٌسً من استخدام‬ ‫األسلحة المعلوماتٌة هو تحقٌق أهداؾ إستراتٌجٌة‬ ‫موجهة ضد األجهزة الحكومٌة الحساسة‪ ،‬وتطال وعً‬ ‫وأمن المجتمع بؤسره‪ .‬وهو ما ٌسمح ولو بالتلمٌح بؤن‬ ‫نقول أنه سالح مدمر جدٌد قد دخل ترسانة أسلحة الدمار‬ ‫الشامل‪ .‬وتلك هً بعض مالمح هذا السالح الجدٌد اآلخذ‬ ‫بالتطور واالنتشار السرٌع‪ .‬فماذا سٌحدث لو لم تتمكن‬ ‫األبحاث العلمٌة الحدٌثة من وضع أسس ملموسة للوقاٌة‬ ‫منه‪ ،‬أو الحد من تؤثٌره كما هً الحال مع األسلحة‬ ‫التقلٌدٌة وأسلحة الدمار الشامل األخرى ؟ ألن األسلحة‬ ‫المعلوماتٌة الجدٌدة تتمٌز عن ؼٌرها من األشكال‬ ‫التقلٌدٌة من األسلحة السابقة بسرعة االنتشار والتؤثٌر‬ ‫الفعال والسرٌع على الهدؾ الذي تستخدم ضده‪.‬‬ ‫فما هً الخصائص األساسٌة لألسلحة‬ ‫المعلوماتٌة وأهدافها ؟ ومن أجل اإلجابة على هذا‬ ‫السإال البد من تحلٌل ما تم نشره من أبحاث حتى اآلن‬ ‫لٌمكننا إلقاء بعض الضوء على بعض الخصائص‬ ‫األساسٌة لألسلحة المعلوماتٌة‪ ،‬انطالقا ً من إمكانٌاتها‬ ‫األساسٌة فً التؤثٌر على األهداؾ المستخدمة ضدها‪،‬‬ ‫‪18‬‬ ‫وهً‪:‬‬

‫‪ 18‬أَظش‪ :‬د‪ .‬محمذ انبخاري‪ :‬يصذس ساتك ص ‪ 60‬ويا تؼذ‪.‬‬ ‫(تانهغح انشوسٍح)‪.‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 80‬صفحة‬


‫أنظمة نقل المعلومات‪ :‬من نظم وشبكات‬ ‫االتصال‪ ،‬ونظم وشبكات المعلومات والحاسب اآللً‪،‬‬ ‫وبنوك خزن وإعداد وتوزٌع وتبادل المعلومات الخ؛‬ ‫الوعً االجتماعً (الرأي العام) ونظم تشكٌله‪:‬‬ ‫وٌتضمن التؤثٌر على الحالة النفسٌة االجتماعٌة‪ ،‬وأدوات‬ ‫تشكل القٌم األخالقٌة والدٌنٌة والتربوٌة فً المجتمع‪،‬‬ ‫ووسائل اإلعالم واالتصال الجماهٌرٌة‪ ،‬ونظم إعداد‬ ‫وتنشئة وتربٌة األطفال والشباب وؼٌرها؛‬ ‫وأخٌراً الوعً الفردي أو الشخصً‪ :‬فاألسلحة‬ ‫اإلعالمٌة لٌست وسائل "للتخرٌب الفكري" فقط‪ ،‬بل هً‬ ‫وسائل ٌقصد منها أساسا ً التأثٌر على البنٌة التحتٌة‬ ‫لتدفق المعلومات الضرورٌة للنشاط الفكري والتً‬ ‫تطال وتصب داخل الوعً االجتماعً‪ .‬والهدؾ منها‬ ‫أساساً‪ ،‬هو‪:‬‬ ‫التأثٌر الفعال على نظم المعلومات العلمٌة‬ ‫والسٌاسٌة واالقتصادٌة والمالٌة والعسكرٌة والثقافٌة‬ ‫والتربوٌة واإلحصائٌة‪ .‬وحتى المعلومات المخزنة داخل‬ ‫أجهزة السٌطرة على أسلحة الدمار الشامل‪ ،‬واألسلحة‬ ‫المتطورة التً تستخدم الحاسب اآللً لمراقبة وتحدٌد‬ ‫واختٌار والوصول إلى األهداؾ وتدمٌرها‪ ،‬ووسائل نقل‬ ‫وإطالق وتفجٌر تلك األسلحة‪ .‬أو تضلٌل أسلحة العدو‬ ‫المتطورة أو شلها أو إخراجها من ساحة المعركة‪ .‬وهل‬ ‫ٌمكن تصور األخطار المحدقة بالبشرٌة لو حدث تسلل‬ ‫‪ 161‬من ‪ 81‬صفحة‬


‫إلكترونً ألجهزة التحكم بؤسلحة الدمار الشامل التً‬ ‫تملكها إحدى الدول وهً كثٌرة فً عالم الٌوم‪.‬‬ ‫التأثٌر النفسً والتخدٌر وشل قدرات العدو على‬ ‫استخدام نظم معلوماته أو السٌطرة علٌها‪ ،‬والقضاء على‬ ‫إمكانٌاته المتاحة لالتصال والتنسٌق داخل الدولة أو‬ ‫بالعالم الخارجً‪.‬‬ ‫مجاالت استخدام األسلحة المعلوماتٌة‪ٌ :‬تم‬ ‫استخدام السالح المعلوماتً عادة من خالل حاسب آلً‬ ‫(كمبٌوتر شخصً) مزود ببرامج خاصة‪ ،‬أو من خالل‬ ‫غٌره من أشكال األسلحة المعلوماتٌة األخرى‪.‬‬ ‫فـ"الفٌروس" المرسل من كمبٌوتر شخصً عبر شبكة‬ ‫"االنترنٌت" العالمٌة هو اآلن أكثر فتكا ً من تأثٌر‬ ‫السالح النووي أو الجرثومً من حٌث النتائج على‬ ‫الحضارة اإلنسانٌة‪ .‬فنشر الجراثٌم الحٌة لحمى‬ ‫"إٌبوال"‪ ،‬أو القرحة السٌبٌرٌة‪ ،‬أو مرض نقص‬ ‫المناعة "اإلٌدز" وغٌرها من األمراض الخطٌرة‪ٌ ،‬مكن‬ ‫التصدي لها وحصرها ووقف انتشارها وحتى‬ ‫معالجتها‪ ،‬أما فٌروسات الحاسب اآللً "الكمبٌوتر"‬ ‫مثل‪ )Melissa ) :‬و( ‪ ) I Love you‬أو"تشر‬ ‫نوبل" أو( ‪ ) DIR‬وغٌرها من الفٌروسات الجدٌدة‬ ‫التً تظهر كل ٌوم‪ ،‬من خالل شبكات الحاسب اآللً‬ ‫الدولٌة‪ ،‬لها مفعول مدمر ال ٌمكن التصدي له حتى‬ ‫اآلن‪ ،‬وخالل ثوان فقط تدمر محتوٌات ملفات كاملة‪،‬‬ ‫‪ 161‬من ‪ 82‬صفحة‬


‫وجهود سنوات طوٌلة من جمع وإعداد وتخزٌن‬ ‫المعلومات لتختفً إلى األبد من على شاشات الحاسب‬ ‫اآللً ومن ذاكرته‪.‬‬ ‫والمصٌبة أن ذلك ٌؤتً فً ظروؾ ؼٌر متوقعة‪،‬‬ ‫وفً لحظة حرجة‪ ،‬وتإدي إلى إرباك كبٌر‪ .‬ولنتصور‬ ‫معا ً نتائج السٌطرة أو تخرٌب مواقع شبكات الحاسب‬ ‫اآللً للعملٌات المالٌة الدولٌة‪ ،‬أو شبكات خطوط النقل‬ ‫الجوي والبري والبحري العالمٌة‪ ،‬أو شبكات السٌطرة‬ ‫على أسلحة التدمٌر الشامل‪ ،‬أو شبكات الشرطة الدولٌة‬ ‫"اإلنتربول"‪ .‬فاإلنسانٌة أصبحت الٌوم أكثر تهدٌداً من‬ ‫قبل‪ ،‬بسالح جدٌد فتاك ٌصعب مواجهته‪ ،‬وال نقول ال‬ ‫ٌمكن مواجهته‪ ،‬ألن هذا ٌحتاج إلى رؼبة الدول التً‬ ‫أصبحت تملك مثل تلك األسلحة والقادرة على تطوٌر‬ ‫وسائل قادرة على التصدي لمثل تلك األسلحة‪ ،‬وعلى‬ ‫األقل ضد أولئك الذٌن ٌستخدمون تلك األسلحة بشكل‬ ‫مخالؾ للقانون‪ .‬وعلى مستوى قرار تلك الدول وجدٌتهم‬ ‫فً تطوٌر واستخدام هذا السالح الجدٌد ووسائل الوقاٌة‬ ‫منه ٌتوقؾ الكثٌر‪ .‬والبد أن قرار دولً من هذا النوع‬ ‫سٌكون من األهمٌة أكثر بكثٌر من األهمٌة التً تمتعت‬ ‫بها اتفاقٌة الحد من انتشار األسلحة النووٌة فً العالم‬ ‫لعام ‪.1968‬‬ ‫مجاالت الرقابة أو اإلشراف على المجال‬ ‫المعلوماتً الدولً‪ :‬ولكن الخوؾ بعد مإتمر جنٌؾ أتً‬ ‫‪ 161‬من ‪ 83‬صفحة‬


‫من إمكانٌة فرض الدول المتقدمة نوعا ً من الرقابة أو‬ ‫اإلشراف على المجال المعلوماتً العالمً ! وهنا برز‬ ‫خطر حقٌقً ٌهدد التدفق اإلعالمً الدولً الحر‪ .‬وٌحد‬ ‫من الدور الحقٌقً لإلعالم‪ ،‬وٌجعل من الدول األقل‬ ‫تطوراً والدول النامٌة والدول الفقٌرة رهٌنة لمشٌئة تلك‬ ‫الدول‪ ،‬لتصبح الساحات اإلعالمٌة للدول األقل تطوراً‬ ‫والنامٌة مكشوفة أمام تلك الدول‪ ،‬وٌحرمها وهً من‬ ‫دون ذلك محرومة من التدفق اإلعالمً المتطور القادم‬ ‫من الدول المتقدمة فً الشمال الحرٌصة على عدم انتقال‬ ‫التكنولوجٌا المتطورة للدول األقل تطوراً والدول النامٌة‬ ‫فً الجنوب بشكل عام‪ .‬وهو ما ٌعنً أٌضا ً إشراؾ‬ ‫بعض الدول المتقدمة على الساحة اإلعالمٌة الدولٌة‬ ‫على األرض وفً الفضاء الكونً فً آن معاً‪ ،‬وعلى‬ ‫مختلؾ أوجه النشاط اإلنسانً وتوجٌها لصالحها‬ ‫والسٌطرة علٌها‪.‬‬ ‫سٌنارٌوهات الحرب المعلوماتٌة‪ :‬وانطالقا ً من‬ ‫تلك التوقعات نرى أن الكثٌر من مراكز البحث العلمً‬ ‫المتخصصة فً مجاالت االتصال واإلعالم والحروب‬ ‫المعلوماتٌة‪ ،‬راحت منذ مدة تعد خططا ً وسٌنارٌوهات‬ ‫للحرب المعلوماتٌة المحتملة‪ .‬وراحت تعد إستراتٌجٌات‬ ‫خاصة بها‪ ،‬الؽرض منها السٌطرة على الساحة‬ ‫اإلعالمٌة لٌس للؽٌر وحسب‪ ،‬بل ومن أجل أن تكون‬ ‫"عولمة معلوماتٌة" خاضعة إلشرافها فقط‪ .‬ولنستعرض‬ ‫‪ 161‬من ‪ 84‬صفحة‬


‫اآلن بعضا ً من نتائج تلك األبحاث العلمٌة من خالل‬ ‫السٌنارٌوهات التً أصبحت معروفة‪ ،‬وهً‪:‬‬ ‫السٌنارٌو األول‪ :‬وفٌه تكون الدولة المبادر‬ ‫األساسً فً شن الحرب المعلوماتٌة بما تملك من تفوق‬ ‫ساحق فً مجال األسلحة المعلوماتٌة الهجومٌة‪ ،‬ومن‬ ‫إمكانٌات الحد من صالحٌة النظم الدفاعٌة ألي من‬ ‫الدول األخرى‪ ،‬ومنها إخراج شبكات االتصال‬ ‫والسٌطرة والرادارات من ساحة المعركة (مثال‪" :‬الحالة‬ ‫على الجبهات العربٌة فً عدوانً عام ‪ 1967‬و‬ ‫‪ ،1982‬وحرب عام ‪ "1973‬و"الحالة العراقٌة قبل‬ ‫وأثناء حرب تحرٌر الكوٌت وما بعدها" و"الحالة‬ ‫الٌوؼسالفٌة")‪ .‬وفً هذه الحالة تفرز تلك الدولة قسما ً‬ ‫مما تملكه من وسائل وأسلحة الحرب المعلوماتٌة‬ ‫لتستخدم من قبل حلفائها‪ ،‬أخذة على نفسها مهمة تنسٌق‬ ‫الجهود والعملٌات‪ ،‬فً الهجوم وفً الحد من التهدٌدات‬ ‫المعلوماتٌة المشابهة التً قد تتعرض لها من قبل‬ ‫الخصم‪ ،‬والمواقع التً ٌمكن أن ٌنطلق منها الخصم‬ ‫لتوجٌه الضربة المعاكسة‪ .‬بحٌث تضمن لنفسها التفوق‬ ‫وتحقٌق النصر مهما كان نوع "العدوان المعلوماتً"‬ ‫الذي تقوم به بمفردها أو مع حلفائها ضد الخصم‪ ،‬أو‬ ‫الذي تتعرض له هً أو أي من حلفائها من قبل الخصم‬ ‫فً الحرب المعلوماتٌة ؼٌر المعلنة وؼٌر المرئٌة فً‬ ‫أكثر الحاالت‪.‬‬ ‫‪ 161‬من ‪ 85‬صفحة‬


‫السٌنارٌو الثانً‪ :‬احتفاظ عدد محدود من الدول‬ ‫المتقدمة بقدرات وإمكانٌات شن الحرب المعلوماتٌة‬ ‫واحتكار تلك الدول للسالح المعلوماتً‪ ،‬بشكل ٌسمح لها‬ ‫بالتفوق الكامل والقدرة على امتالك أجهزة وشبكات‬ ‫معلومات مستقلة‪ .‬فً هذه الحالة البد لواحدة من تلك‬ ‫الدول من االحتفاظ بالتفوق فً هذا المجال‪ .‬وبذلك‬ ‫ٌصبح هذا الوضع عامل تخوٌؾ للدول األخرى‪ ،‬تمنعها‬ ‫من استخدام األسلحة المعلوماتٌة ضدها أو ضد أي من‬ ‫الدول التً تشرؾ علٌها وبذلك تضمن التفوق حتى فً‬ ‫المستقبل‪.‬‬ ‫السٌنارٌو الثالث‪ :‬وٌركز على الدولة المتفوقة‬ ‫معلوماتٌا ً‪ ،‬ونظم دفاعاتها ؼٌر القابلة للقهر ضد أي‬ ‫شكل من أشكال األسلحة المعلوماتٌة‪ .‬مما ٌجبر أكثر‬ ‫دول العالم على االمتناع عن امتالك أي شكل من أشكال‬ ‫األسلحة المعلوماتٌة الهجومٌة‪ ،‬أي الرضوخ التام‪ .‬ألنها‬ ‫ال تستطٌع مواجهة الهجمات اإلعالمٌة ضدها بسبب‬ ‫عدم امتالكها للتكنولوجٌا المعادلة للدولة المتفوقة‪ .‬وفً‬ ‫هذه الحالة تستطٌع الدولة المتفوقة إعالمٌا ً فرض نظامها‬ ‫الخاص لإلشراؾ اإلجباري على األسلحة المعلوماتٌة‬ ‫ونزعها وتدمٌرها‪ ،‬بما ٌشبه ما فعلته الوالٌات المتحدة‬ ‫األمرٌكٌة من خالل برنامج تدمٌر أسلحة الدمار الشامل‬ ‫العراقٌة منذ مطلع تسعٌنات القرن العشرٌن فً الرقابة‬ ‫اإللكترونٌة واالستطالع الجوي والفضائً الدائم‪.‬‬ ‫وبالنتٌجة ٌمكن منع الحرب المعلوماتٌة ضد الدولة‬ ‫‪ 161‬من ‪ 86‬صفحة‬


‫المتفوقة أو تخفٌض خطرها إلى الحد األدنى‪ ،‬والسٌطرة‬ ‫على وسائل استعمالها المتوفرة لدى الخصم المتوقع بما‬ ‫ٌمكن من إزالتها وتدمٌرها‪ .‬مما ٌوفر أرضٌة منطقٌة‬ ‫إلعطاء مثل تلك الخطوات الشرعٌة فً ظروؾ التفوق‬ ‫الساحق لتلك الدولة‪ ،‬لتفرض على المجتمع الدولً اتخاذ‬ ‫قرارات دولٌة مناسبة تتفق ومصالح تلك الدولة‬ ‫المتفوقة‪.‬‬ ‫وإشراؾ كهذا على المجال المعلوماتً العالمً‬ ‫أصبح شبه واقعً على ضوء التفوق الشامل الذي ٌسمح‬ ‫لدولة معٌنة‪ ،‬أو لمجموعة قلٌلة من الدول‪ ،‬بالتؤثٌر على‬ ‫النظم المعلوماتٌة الدولٌة من خالل اإلمكانٌات الفعلٌة‬ ‫التً تملكها تلك الدول‪ ،‬وهو ما ٌسمح لها بفرض رأٌها‬ ‫على اآلخرٌن‪ ،‬وهذا ٌعنً أن تكون "العولمة‬ ‫المعلوماتٌة" مقرونة بإشراؾ المتفوق‪ .‬وهو ما ٌإكد‬ ‫وفق المعاٌ​ٌر اإلقلٌمٌة واإلنسانٌة أنها ملكت وبالتؤكٌد‬ ‫الحد األقصى من إمكانٌات اإلقناع أثناء الحروب‬ ‫المعلوماتٌة وفرض المعلومات التً تراها مناسبة‪،‬‬ ‫‪19‬‬ ‫وعملٌات حفظ السالم وفق منظورها الخاص‪.‬‬ ‫األمن المعلوماتً الدولً من وجهة نظر‬ ‫المعارضٌن للمشكلة‪ :‬ولهذا اعتمد خصوم وجهة النظر‬ ‫التً تطالب بالنظر العاجل فً قضاٌا األمن المعلوماتً‬ ‫‪ 19‬أَظش‪ :‬د‪ .‬محمذ انبخاري‪ :‬يصذس ساتك ص ‪ 61‬ويا تؼذ‪.‬‬ ‫(تانهغح انشوسٍح)‪.‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 87‬صفحة‬


‫فً إطار منظمة األمم المتحدة على حجج ترى من‬ ‫وجهة نظرهم‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫أن المشكلة ال تتضمن جوانب عسكرٌة‪.‬‬

‫وأن الحقٌقة هً فً خطر استخدام‬ ‫‪.2‬‬ ‫المعلوماتٌة فً المجاالت اإلجرامٌة واإلرهابٌة فقط‪.‬‬ ‫وهنا ٌبرز سإال هام‪ ،‬ماذا سٌفعل المجتمع‬ ‫الدولً حٌال إرهاب الدولة‪ ،‬وحٌال الجرائم المرتكبة من‬ ‫قبل دولة ضد دولة أخرى‪ ،‬أو شعب ضد شعب آخر‬ ‫ألهداؾ التطهٌر العرقً أو إبادة العرق اآلخر أو‬ ‫ألهداؾ توسعٌة واقتصادٌة وسٌاسٌة‪ ،‬وعدم االعتراؾ‬ ‫بالحقوق الشرعٌة للؽٌر كما هً الحال فً الصراع‬ ‫العربً اإلسرائٌلً من أجل تحقٌق السالم العادل‪،‬‬ ‫وتؤمٌن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطٌنً وإعادة‬ ‫المقدسات واألراضً المحتلة ؟ فهل ٌمكن تسمٌة ذلك‬ ‫بؽٌر الحرب المستمرة ؟ أو لٌست الحروب وفق‬ ‫المفاهٌم اإلنسانٌة جرائم ترتكب بحق البشرٌة ؟ حتى‬ ‫ولو قامت بها دولة معٌنة أو مجموعة من الدول ضد‬ ‫دولة أخرى أو مجموعة من الدول بقصد العدوان ولٌس‬ ‫الدفاع عن النفس‪ .‬ومن ٌستطٌع إثبات أن تلك الحروب‬ ‫والجرائم واألعمال اإلرهابٌة تتم دون استخدام األسلحة‬ ‫المعلوماتٌة التً كانت سمة من سمات الحقبة األخٌرة‬ ‫من القرن العشرٌن ؟ ومن الخطؤ إخراج الجرٌمة‬

‫‪ 161‬من ‪ 88‬صفحة‬


‫المنظمة واإلرهاب الدولً من مفهوم األمن المعلوماتً‬ ‫الدولً‪ ،‬ألنها تهدد الكٌان اإلنسانً برمته‪.‬‬ ‫وأنه ال وجود لألسلحة المعلوماتٌة وهً‬ ‫‪.3‬‬ ‫لٌست سوى عبارة عن وسائل للتؤثٌر على نظم‬ ‫المعلومات وشبكات االتصال فقط‪ ،‬وال تشمل ؼٌرها من‬ ‫الوسائل والطرق التً هً من أشكال األسلحة التً‬ ‫تستخدم فً تنفٌذ الحروب النفسٌة‪.‬‬ ‫وأنه ال ٌمكن متابعة وتسجٌل وضبط‬ ‫‪.4‬‬ ‫القائمٌن بالتؤثٌر المعلوماتً‪ .‬وهذه بحد ذاتها حجة واهٌة‬ ‫ألن الحقائق تثبت عكس ذلك‪ ،‬والتارٌخ ٌتضمن أمثلة‬ ‫محددة على ذلك منها‪ :‬حل مشكلة تحدٌد مواقع إطالق‬ ‫الصوارٌخ العابرة للقارات‪ ،‬والحجم الكبٌر للقضاٌا‬ ‫الجنائٌة المرفوعة ضد المتسللٌن إلى شبكات الحاسب‬ ‫اآللً الخاصة‪ ،‬ومخربً محتوٌات شبكات الحاسب‬ ‫اآللً‪ ،‬مما ٌثبت إمكانٌة وفعالٌة اإلجراءات المتبعة حتى‬ ‫اآلن والتً ٌمكن تطوٌرها والزٌادة من فعالٌتها كل ٌوم‬ ‫لو توفرت النواٌا الصادقة‪.‬‬ ‫وأن ؼٌاب المصطلحات الموحدة وؼٌاب‬ ‫‪.5‬‬ ‫المداخل الموحدة لمفهوم األمن المعلوماتً ٌإدي إلى‬ ‫الخالؾ فً االتجاهات نحو تناول المشكلة وفق المفهوم‬ ‫الدولً‪ .‬وهً مشكلة تحتاج للحل قبل النظر فً المشكلة‬ ‫جدٌا ً ضمن إطار منظمة األمم المتحدة كهٌئة سٌاسٌة‬

‫‪ 161‬من ‪ 89‬صفحة‬


‫دولٌة وحٌدة تملك حق النظر فً قضاٌا "العولمة‬ ‫المعلوماتٌة" وآثارها‪.‬‬ ‫وأن القوانٌن الوطنٌة التً تلبً المصالح‬ ‫‪.6‬‬ ‫القومٌة العلٌا لمختلؾ الدول ؼٌر متوافقة‪ ،‬وهو وضع‬ ‫ٌجب تصحٌحه‪.‬‬ ‫وهنا ٌبرز السإال التالً‪ :‬على أي أساس ٌجب‬ ‫تصحٌحه ؟ هل على أساس قوانٌن دولة مختارة من دول‬ ‫العالم ؟ ومن هً تلك الدولة المختارة صاحبة الحظ‬ ‫السعٌد؟ ومن ٌملك الحق بنشر مفاهٌمه القانونٌة الوطنٌة‬ ‫ومصالحه القومٌة العلٌا على كافة دول العالم ؟ ومن هً‬ ‫تلك الدولة التً ستكون المبادرة فً فرض قوانٌنها‬ ‫الوطنٌة‪ ،‬والمبادرة لفرض مفهومها وإجراءاتها فً‬ ‫الدفاع عن المجال المعلوماتً وأمنه على ؼٌرها من‬ ‫دول العالم ؟ فهذا ؼٌر واقعً وؼٌر منطقً تماماً‪ .‬ألن‬ ‫المرجعٌة واألساس ٌجب أن تكون للقانون الدولً فقط‪،‬‬ ‫وهو ما دعت إلٌه الهٌئة العامة لمنظمة األمم المتحدة فً‬ ‫قرارٌها ‪ 70/53‬و ‪.49/54‬‬ ‫وأخٌراً حجة عدم كفاٌة الدراسات الالزمة‬ ‫‪.7‬‬ ‫لإلعداد لعرض الموضوع على الهٌئة العامة لألمم‬ ‫المتحدة‪ ،‬وضرورة االنتظار حتى اكتمال واستالم نتائج‬ ‫البحوث العلمٌة والقانونٌة الجارٌة فً بعض الدول‪،‬‬ ‫وهً أبحاث ال ٌمكن أن تنتهً كالتطور البشري الذي ال‬ ‫ٌمكن أن ٌنتهً إال بمشٌئة هللا (جل) وحده‪.‬‬ ‫‪ 161‬من ‪ 90‬صفحة‬


‫األمن المعلوماتً الدولً من وجهة نظر البحث‬ ‫العلمً‪ :‬والجدال حول هذه النقطة صعب ألن األبحاث‬ ‫العلمٌة األساسٌة المنتهٌة والمنشورة والمناقشة على‬ ‫مستوى الخبراء كثٌرة‪ ،‬وتم اقتراح الكثٌر من الحلول‬ ‫التطبٌقٌة للمشكلة من قبلهم‪ .‬مما ٌفسح المجال للشك فً‬ ‫النواٌا التً ٌمكن أن ٌكون الؽرض منها االنتظار حتى‬ ‫تنتهً بعض الدول من إعداد الوسائل العسكرٌة التً‬ ‫تعمل على إنشائها‪ ،‬للوصول إلى التفوق المنتظر الذي‬ ‫ٌتٌح لتلك الدول الفرصة الكاملة لفرض وجهات نظرها‬ ‫على الؽٌر‪ .‬ولعزل الدول التً لم تبدأ بعد بالقٌام بمثل‬ ‫تلك اإلجراءات والحٌلولة دون أن ٌكون لها صوت‬ ‫مإثر فً حل تلك المشكلة الخطٌرة‪ .‬ولتبقى الثؽرات فً‬ ‫األنظمة المعلوماتٌة لمختلؾ دول العالم قائمة‪ ،‬ولتبقى‬ ‫عرضة للعدوان المعلوماتً دون القدرة حتى على الدفاع‬ ‫عن النفس‪ .‬ولتبقى الطرٌق أمام الدول المتفوقة مفتوحة‬ ‫لشن الحروب المعلوماتٌة وفرض السٌطرة واإلشراؾ‬ ‫‪20‬‬ ‫المعلوماتً على النظم المعلوماتٌة للدول األضعؾ‪.‬‬ ‫ولكن هل ستقبل الدول األقل تقدما ً بهذا الوضع‬ ‫المختل ؟ فً حال ؼٌاب آلٌة دولٌة للحد من السباق فً‬ ‫مجال امتالك واستخدام السالح المعلوماتً‪ ،‬وبالتالً‬ ‫منع قٌام الحروب المعلوماتٌة‪ .‬ففً ذلك الوضع ستفقد‬ ‫‪ 20‬أَظش‪ :‬د‪ .‬محمذ انبخاري‪ :‬يصذس ساتك ص ‪ 33‬ويا تؼذ‪.‬‬ ‫(تانهغح انشوسٍح)‪.‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 91‬صفحة‬


‫األمم المتحدة دورها الرٌادي فً "العولمة‬ ‫المعلوماتٌة"‪ ،‬مما ٌإدي إلى الفوضى المعلوماتٌة‬ ‫الدولٌة مع كل النتائج الوخٌمة التً البد وأن تإثر فً‬ ‫صمٌم الثقافة اإلنسانٌة‪ ،‬وتدفن إلى األبد أٌة إمكانٌة لقٌام‬ ‫حوار دٌمقراطً عادل بٌن الحضارات والثقافات‪،‬‬ ‫ولتحل مكانه الثقافة المفروضة من قبل الدولة المهٌمنة‬ ‫‪21‬‬ ‫األقوى‪.‬‬ ‫األمن المعلوماتً والتفاهم الدولً‪ :‬ومن الصعب‬ ‫اآلن بعد أن توضحت الصورة إٌجاد شكل محدد لتلك‬ ‫اآللٌة الدولٌة دون تحقٌق التفاهم داخل المجتمع الدولً‪.‬‬ ‫وٌكون التفاهم فٌه مبنٌا ً على مبادئ عامة دولٌة‪،‬‬ ‫مدعومة من البداٌة بوثٌقة دولٌة متعددة األطراؾ تحت‬ ‫رعاٌة منظمة األمم المتحدة‪ ،‬تتضمن تصور شامل‬ ‫لألمن المعلوماتً الدولً‪ .‬وٌؤخذ فً اعتباره طبٌعة كل‬ ‫التهدٌدات العسكرٌة واإلجرامٌة واإلرهابٌة‪ ،‬بما فٌها‬ ‫استخدام سٌاسة الفرض واإلكراه لفرض هٌبة القانون‬ ‫سواء فً المجال العسكري أو فً المجال المدنً‬ ‫واإلنسانً‪ .‬وهذا ٌتطلب من وجهة نظر أنصار "عولمة‬ ‫األمن المعلوماتً" القٌام بما ٌلً‪:‬‬

‫‪ 21‬أَظش‪ :‬د‪ .‬محمذ انبخاري‪ :‬يصذس ساتك ص ‪( .66‬تانهغح‬ ‫انشوسٍح)؛ وأوذرٌه فالدٌمٍروفٍتش كروتسكٍخ‪ ،‬وأنٍكساوذر‬ ‫فالدٌمٍروفٍتش فٍذر وف‪ :‬يصذس ساتك ص ‪( .47‬تانهغح انشوسٍح)‬

‫‪ 161‬من ‪ 92‬صفحة‬


‫‪ .1‬إعداد نظم للفهم المشترك‪ ،‬تستخدم أثناء‬ ‫تحلٌل ومناقشة المشاكل المطروحة حول األمن‬ ‫المعلوماتً‪ ،‬وتحدٌد المصادر التكنولوجٌة وطبٌعة‬ ‫األخطار المتوقعة؛‬ ‫‪ .2‬وإعداد المبادئ األساسٌة لبناء "عولمة النظم"‬ ‫لتؤمٌن األمن المعلوماتً الدولً؛‬ ‫‪ .3‬وإصدار بٌان متعدد األطراؾ فً إطار‬ ‫منظمة األمم المتحدة ٌخلق تصور لألمن المعلوماتً‬ ‫الدولً على أساس المبادئ األساسٌة المعلنة؛‬ ‫‪ .4‬وإعداد اتفاقٌة تتضمن المواضٌع الخاصة‪،‬‬ ‫مثل قضاٌا مكافحة اإلرهاب المعلوماتً الدولً‬ ‫والجرٌمة فً مجال المعلومات‪ ،‬تتفق ومبادئ المنظمات‬ ‫الدولٌة العاملة والقائمة فً مجال اإلعالم واالتصاالت‬ ‫المرئٌة‪ ،‬ووسائل اإلعالم الجماهٌرٌة وحقوق اإلنسان؛‬ ‫‪ .5‬وإعداد المبادئ األساسٌة الخاضعة للمحاسبة‬ ‫فً إطار منظمة األمم المتحدة للنظر فً مالئمة القوانٌن‬ ‫الوطنٌة بهدؾ التوفٌق بٌنها؛‬ ‫‪ .6‬وإدخال جمٌع الدول األعضاء إلضافات‬ ‫وتؽٌ​ٌرات فً قوانٌنها األساسٌة بما ٌتفق والمبادئ‬ ‫األساسٌة المعلنة؛‬ ‫‪ .7‬وإعداد المبادئ األساسٌة لتنظٌم آلٌة للرقابة‬ ‫والسٌطرة فً مجال األمن المعلوماتً الدولً‪ ،‬وضمان‬ ‫تناسقه مع النظم العالمٌة العاملة فً مجال المعلوماتٌة‬ ‫واالتصاالت المرئٌة ووسائل اإلعالم واالتصال‬ ‫‪ 161‬من ‪ 93‬صفحة‬


‫الجماهٌرٌة وحقوق اإلنسان‪ ،‬والرقابة على تصدٌر مواد‬ ‫وتكنولوجٌا المعلوماتٌة‪.‬‬ ‫وٌعنً هذا العمل المشترك فً أجهزة الرقابة‬ ‫على تصدٌر المنتجات والخدمات فً مجال المعلوماتٌة‬ ‫واالتصاالت المسموعة والمرئٌة‪ ،‬وخاصة منها التً‬ ‫ٌمكن أن تستخدم عسكرٌا ً أو لالستخدامات الثنائٌة‪ ،‬بما‬ ‫فٌها المواد المخصصة إلنتاج أسلحة الحرب النفسٌة‪.‬‬ ‫وٌرى أنصار هذا االتجاه أن تتوج المرحلة‬ ‫الختامٌة بتوقٌع كل الدول فً المجتمع الدولً على‬ ‫اتفاقٌة متعددة األطراؾ لها صبؽة نهائٌة تإكد مبادئ‬ ‫األمن المعلوماتً الدولً‪ ،‬وتفرض آلٌة دولٌة معٌنة‬ ‫لمراقبة مجال األمن المعلوماتً الدولً ووضعه حٌز‬ ‫‪22‬‬ ‫التطبٌق‪.‬‬

‫‪ 22‬أَظش‪ :‬د‪ .‬محمذ انبخاري‪ :‬يصذس ساتك ص ‪( .69‬تانهغح‬ ‫انشوسٍح)؛ وأوذرٌه فالدٌمٍروفٍتش كروتسكٍخ‪ ،‬وأنٍكساوذر‬ ‫فالدٌمٍروفٍتش فٍذروف‪ :‬يصذس ساتك ص ‪( .48‬تانهغح انشوسٍح)‬

‫‪ 161‬من ‪ 94‬صفحة‬


‫الفصل الرابع‬ ‫التبادل اإلرالمي الدولي كوظيفظ للدبلوماديظ‬ ‫الردميظ‬ ‫يطد العمل الدبلوماسً أحد الوسائل األساسٌة‬ ‫لتنفٌذ السٌاسات الخارجٌة للدول‪ .‬ومن مهام وزارات‬ ‫الخارجٌة‪ ،‬مزاولة الوظٌفة الدبلوماسٌة‪ ،‬من خالل‬ ‫إداراتها المركزٌة‪ ،‬وهً إدارات جؽرافٌة‪ ،‬كإدارات‬ ‫ؼرب وشرق أوروبا‪ ،‬وأمرٌكا الشمالٌة‪ ،‬والشرق‬ ‫األوسط ‪ ...‬الخ‪ ،‬ووظٌفٌة‪ ،‬كاقتصادٌة‪ ،‬وإعالمٌة ‪...‬الخ‪،‬‬ ‫وإدارٌة‪ ،‬كالشإون القنصلٌة‪ ،‬والبعثات الدبلوماسٌة‪...‬‬ ‫الخ‪ 23.‬وتزود السفارات والقنصلٌات فً الخارج عادة‬ ‫بمستشارٌن أو ملحقٌن فً الشإون اإلعالمٌة‪،‬‬ ‫والعسكرٌة‪ ،‬واالقتصادٌة‪ٌ ،‬شرؾ علٌهم رئٌس البعثة‬ ‫الدبلوماسٌة‪ ،‬ولكنهم ٌتبعون الجهة الرسمٌة التً أوفدتهم‬ ‫فً الدولة‪.‬‬

‫‪ 23‬أَظش‪ :‬د‪ .‬محمذ عهً انعىٌىً‪ :‬اإلػالو انذونً تٍ​ٍ‬ ‫انُظشٌح وانرطثٍك‪ .‬يكرثح األَجهى انًصشٌح‪ ،‬انماهشج ‪ .1990‬ص‬ ‫‪ .172-171‬و‬ ‫‪- Hfns Morganthue, Political Nations,‬‬ ‫‪Calcutta, Scientific Book Agency, 1965, Chap. 28.‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 95‬صفحة‬


‫وكانت الدبلوماسٌة فً السابق سرٌة‪ ،‬إلى أن‬ ‫تحولت إلى دبلوماسٌة مفتوحة وعلنٌة أكثر‪ ،‬بعد‬ ‫األحداث الهامة فً تارٌخ العمل الدبلوماسً التً أقدمت‬ ‫علٌها السلطة البلشفٌة بعد استٌالئها على السلطة فً‬ ‫روسٌا عام ‪ ،1917‬وكشفها لكل االلتزامات السرٌة‬ ‫لروسٌا القٌصرٌة على المأل‪ .‬وإعالن الرئٌس األمرٌكً‬ ‫وٌلسون لمبادئه األربعة عشر عام ‪ .1918‬وقٌام‬ ‫عصبة األمم بمطالبة الدول األعضاء فٌها بتسجٌل‬ ‫معاهداتها والتزاماتها الدولٌة‪ ،‬لتقوم بعد ذلك عصبة‬ ‫األمم بتوثٌقها‪ ،‬وهو الدور الذي تقوم به منظمة األمم‬ ‫المتحدة بعد تؤسٌسها إثر الحرب العالمٌة الثانٌة‪ ،‬بنشر‬ ‫تلك المعاهدات وااللتزامات ضمن إطار الدبلوماسٌة‬ ‫المفتوحة‪.‬‬ ‫ورؼم ذلك فهناك جوانب كثٌرة فً العمل‬ ‫الدبلوماسً لم ٌزل ٌحمل طابع السرٌة كالمفاوضات‬ ‫الخاصة بالمعاهدات‪ ،‬واالتفاقٌات‪ ،‬واتفاق األطراؾ‬ ‫المعنٌة على بعض البنود السرٌة‪ ،‬تمشٌا ً مع ضرورات‬ ‫األمن القومً‪ ،‬والمصلحة القومٌة العلٌا‪ ،‬وضرورات‬ ‫السٌاسة الخارجٌة لتلك الدول‪.‬‬ ‫وٌنقسم العمل الدبلوماسً إلى‪:‬‬ ‫الدبلوماسٌة التقلٌدٌة‪ :‬وتتم من خالل المحادثات‬ ‫الثنائٌة التً تجري بٌن طرفٌن‪ ،‬ولم تزل متبعة حتى‬ ‫اآلن‪.‬‬ ‫‪ 161‬من ‪ 96‬صفحة‬


‫دبلوماسٌة المؤتمرات‪ :‬وهً الدبلوماسٌة‬ ‫الجماعٌة التً تمارس من خالل المإتمرات الدولٌة‪،‬‬ ‫وتشمل كل الجوانب السٌاسٌة‪ ،‬واالقتصادٌة‪ ،‬والقانونٌة‪،‬‬ ‫واالجتماعٌة‪ ،‬والمهنٌة‪ ،‬والعلمٌة‪ ،‬والثقافٌة ‪ ...‬الخ‪.‬‬ ‫وتحتم الدبلوماسٌة الجماعٌة أن ٌكون المندوب‬ ‫المشارك‪ ،‬على اطالع ودراٌة بموضوع أو موضوعات‬ ‫المإتمر‪ ،‬وأن ٌتمتع بقدرات إعالمٌة من خالل ما ٌدلً‬ ‫به من تصرٌحات داخل المإتمر‪ ،‬أو خارج المإتمر‬ ‫لوسائل اإلعالم الجماهٌرٌة‪.‬‬ ‫الدبلوماسٌة البرلمانٌة‪ :‬وهً دبلوماسٌة‬ ‫المنظمات الدولٌة‪ ،‬وٌتم ممارستها من خالل إلقاء‬ ‫البٌانات‪ ،‬والمناورات الدبلوماسٌة‪ ،‬واالتصاالت من‬ ‫وراء الكوالٌس‪.‬‬ ‫وهنا ٌظهر واضحا ً الدور القوي الذي تلعبه‬ ‫التكتالت السٌاسٌة واالقتصادٌة الدولٌة واإلقلٌمٌة‪ .‬كما‬ ‫وٌإثر النظام الدولً على العمل الدبلوماسً‪ ،‬فً إدارة‬ ‫الصراع بٌن الدول والسٌاسات الخارجٌة المتعلقة بها‪،‬‬ ‫والمواقؾ السٌاسٌة المتعددة فً العالقات الدولٌة‪ ،‬وخٌر‬ ‫مثال على ذلك الدبلوماسٌة التً تدور داخل أروقة‬ ‫‪24‬‬ ‫منظمة األمم المتحدة‪.‬‬

‫‪ 24‬أَظش‪َ :‬فس انًصذس انساتك‪.‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 97‬صفحة‬


‫دبلوماسٌة القمة‪ :‬وهً سمة أساسٌة من سمات‬ ‫العصر الراهن‪ ،‬وتتمٌز بالسرعة فً اتخاذ القرارات‬ ‫الهامة‪ ،‬بعد التطور الهائل فً وسائل االتصاالت‬ ‫والمواصالت‪ ،‬الذي أثر بدوره على العمل الدبلوماسً‪،‬‬ ‫الذي كان فً السابق ٌعتمد على الدبلوماسً نفسه‪،‬‬ ‫لٌتحول إلى تنفٌذ تعلٌمات دولته فً أكثر األحٌان‪.‬‬ ‫وأصبح من المعتاد الٌوم أن ٌجتمع رإساء الدول‬ ‫والحكومات‪ ،‬لبحث األمور الهامة‪ٌ .‬سبقها العمل‬ ‫الدبلوماسً الذي ٌمهد لتلك اللقاءات‪ ،‬واألشكال األخرى‬ ‫للعمل الدبلوماسً الذي ٌإمن استمرارٌة العمل‬ ‫الدبلوماسً‪ ،‬كالدبلوماسٌة الثقافٌة واالقتصادٌة ‪ ...‬الخ‪.‬‬ ‫الدبلوماسٌة الشعبٌة‪ :‬وٌدخل ضمن إطارها‬ ‫العالقات العامة‪ ،‬والدبلوماسٌة اإلعالمٌة‪ ،‬ودبلوماسٌة‬ ‫المنظمات المهنٌة والشعبٌة والمإسسات العلمٌة والثقافٌة‬ ‫واالقتصادٌة واالجتماعٌة‪ ،‬من خالل االتصاالت التً‬ ‫تتم مع مثٌالتها فً مختلؾ دول العالم‪ ،‬وتسعى دائما ً‬ ‫لخدمة أهداؾ الدولة‪ ،‬وأهداؾ سٌاستٌها الداخلٌة‬ ‫والخارجٌة‪.‬‬ ‫إدارة العالقات الدولٌة من خالل التفاوض‪ :‬فإذاً‬ ‫العمل الدبلوماسً هو الوسٌلة التً تنفذ من خاللها‬ ‫السٌاسٌة الخارجٌة للدولة‪ 25،‬عبر إدارة العالقات الدولٌة‬ ‫‪25‬‬

‫أَظش‪َ :‬فس انًصذس انساتك‪ .‬و‬ ‫‪- Adi H. Doktor. op. cit., p. 146.‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 98‬صفحة‬


‫من خالل التفاوض‪ 26،‬كما وتعرؾ بفن التفاوض من‬ ‫أجل تحقٌق الحد األقصى لألهداؾ‪ ،‬بالحد األدنى‬ ‫للنفقات‪ ،‬من خالل نظام سٌاسً ٌمكن أن ٌإدي إلى‬ ‫نشوب حرب‪ 27،‬ولو افترضنا بؤنه هناك دبلوماسٌة‬ ‫إعالمٌة بحد ذاتها‪ ،‬فإننا نستطٌع القول بؤن تطور وظٌفة‬ ‫العمل الدبلوماسً‪ ،‬قد جعل الدبلوماسً ٌقوم بمهام‬ ‫إعالمٌة من خالل إلقاء البٌانات‪ ،‬وإطالق التصرٌحات‪،‬‬ ‫ونشر األخبار‪ ،‬وإجراء االتصاالت‪ ،‬وإقامة عالقات مع‬ ‫صانعً القرار السٌاسً والصفوة االجتماعٌة وقادة‬ ‫الرأي‪ .‬وعملٌة االتصال بالجماهٌر الٌوم أصبحت من‬ ‫المهام المرتبطة بالعمل الدبلوماسً‪ .‬وهكذا نرى أن‬ ‫العمل الدبلوماسً أصبح مرتبطا ً بالعمل اإلعالمً‪ ،‬وهذا‬ ‫ٌفسر األسباب التً دعت بعض فروع العلوم السٌاسٌة‬ ‫لتعتبر اإلعالم‪ ،‬والعالقات العامة فرعا ً من فروعها‬ ‫الدراسٌة التً ٌتحتم على الطالب دراستها‪ .‬حتى أن‬ ‫مظاهر العمل الدبلوماسً خالل القرن العشرٌن قد اتخذ‬ ‫منحى الرؼبة فً نشر ثقافة الدولة التً ٌمثلها‬ ‫الدبلوماسً‪ ،‬باإلضافة لممارسته الوظٌفة اإلعالمٌة‬ ‫الدولٌة‪.‬‬ ‫الملحقون اإلعالمٌون‪ :‬بعد التطور الكبٌر الذي‬ ‫شمل مهام عمل البعثات الدبلوماسٌة خالل القرن‬ ‫‪26‬‬ ‫‪27‬‬

‫أَظش‪َ :‬فس انًصذس انساتك‪.‬‬ ‫أَظش‪َ :‬فس انًصذس انساتك‪.‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 99‬صفحة‬


‫العشرٌن‪ ،‬وتزوٌدها بالمستشارٌن والملحقٌن الثقافٌ​ٌن‬ ‫والتجارٌ​ٌن واإلعالمٌ​ٌن والعسكرٌ​ٌن وؼٌرهم‪ ،‬تمشٌا ً‬ ‫مع وزن الدولة التً ٌمثلونها‪ .‬والراؼبة بزٌادة عدد‬ ‫أعضاء بعثاتها الدبلوماسٌة العاملة فً الخارج بمختلؾ‬ ‫التخصصات لرعاٌة مصالحها فً الدول المعتمدٌن فٌها‪،‬‬ ‫وتنفذ المهام المطلوبة منهم ضمن إطار سٌاستها‬ ‫الخارجٌة‪ .‬بدأت بعض الدول بتعٌ​ٌن مستشارٌن‬ ‫وملحقٌن إعالمٌ​ٌن‪ ،‬ضمن بعثاتها الدبلوماسٌة العاملة فً‬ ‫الخارج‪.‬‬ ‫وظٌفة المستشار والملحق الصحفً‪ :‬ونرى أن‬ ‫المستشارون والملحقون الصحفٌون ٌمارسون الوظٌفة‬ ‫اإلعالمٌة الدولٌة‪ ،‬أو وظٌفة التبادل اإلعالمً الدولً‪،‬‬ ‫من خالل االتصال بالجماعات المإثرة فً الدول‬ ‫المعتمدٌن لدٌها‪ ،‬كالمسإولٌن فً الدولة‪ ،‬وأعضاء‬ ‫البرلمان‪ ،‬واألحزاب السٌاسٌة‪ ،‬وجماعات الضؽط وقادة‬ ‫الرأي وؼٌرهم من المإثرٌن فً صناعة القرارات‬ ‫السٌاسٌة بشكل عام‪.‬‬ ‫كما وٌمارسون وظٌفة االتصال الجماهٌري من‬ ‫خالل وسائل اإلعالم الجماهٌرٌة‪ ،‬بكتابة المقاالت‬ ‫ومتابعة والرد على ما تنشره وسائل اإلعالم‬ ‫الجماهٌرٌة‪ ،‬وإلقاء المحاضرات‪ ،‬وعقد المإتمرات‬ ‫الصحفٌة‪ ،‬والمشاركة فً البرامج التلفزٌونٌة واإلذاعٌة‪،‬‬ ‫وإصدار المطبوعات‪ ،‬وإقامة المعارض اإلعالمٌة‪،‬‬ ‫‪ 161‬من ‪ 100‬صفحة‬


‫واألسابٌع السٌاحٌة‪ ،‬وتشجٌع السٌاحة‪ ،‬وتبادل الوفود‬ ‫االطالعٌة ‪ ..‬الخ‪.‬‬ ‫وٌخطرون دولهم بؤوجه نشاطاتهم اإلعالمٌة‪،‬‬ ‫وتطور اإلعالم المضاد واقتراح طرق مواجهته‪،‬‬ ‫واألوضاع السٌاسٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة‪ ،‬ومواقؾ‬ ‫الرأي العام الرسمً والشعبً فً الدولة المعتمدٌن فٌها‬ ‫من القضاٌا التً تهم دولهم‪.‬‬ ‫ولكن من المالحظ معاناة الدول الفقٌرة والنامٌة‬ ‫من انخفاض كفاءة مستشارٌها وملحقٌها اإلعالمٌ​ٌن‪،‬‬ ‫واختٌارهم فً أكثر األحٌان انطالقا ً من اعتبارات‬ ‫أخرى‪ ،‬خاصة بتلك الدول‪ ،‬خارجة عن إطار الكفاءة‬ ‫المطلوبة للوظٌفة التً اختٌروا من أجلها‪.‬‬ ‫ولهذا نعتقد بؤن الدول الفقٌرة والنامٌة بحاجة‬ ‫دائما ً لتطوٌر أجهزتها وكوادرها اإلعالمٌة لتتماشى مع‬ ‫احتٌاجات العمل المطلوب فً عصر تكنولوجٌا االتصال‬ ‫والمعلوماتٌة المتطورة‪ ،‬وفً هذا ٌمكن أن تسهم‬ ‫المنظمات الدولٌة المعنٌة والدول المتقدمة فً العالم‪،‬‬ ‫بمساعدتها للولوج فً عملٌة الحوار الثقافً العالمً‪.‬‬ ‫وظٌفة المكاتب اإلعالمٌة فً الخارج‪ :‬وقد‬ ‫عملت جمهورٌة أوزبكستان مثالً ومنذ استقاللها فً عام‬ ‫‪ 1991‬وحتى الٌوم على تدعٌم بعثاتها الدبلوماسٌة فً‬ ‫الخارج بالملحقٌن اإلعالمٌ​ٌن‪ ،‬بعد أن أحدثت وكالة أنباء‬ ‫"‪ "JAHON‬التابعة لوزارة الخارجٌة‪ ،‬والتً ٌتبع لها‬ ‫‪ 161‬من ‪ 101‬صفحة‬


‫الملحقون اإلعالمٌون فً الخارج وٌتلقون تعلٌماتهم‬ ‫منها‪ ،‬وٌرسلون تقارٌرهم اإلعالمٌة لها‪ ،‬عن أوجه‬ ‫نشاطاتهم اإلعالمٌة‪ ،‬وتطور الرأي العام فً الدول‬ ‫المعتمدٌن لدٌها‪ ،‬فً القضاٌا التً تهم أوزبكستان‪،‬‬ ‫وٌخضعون فً الوقت نفسه إلشراؾ رإساء البعثات‬ ‫الدبلوماسٌة األوزبكستانٌة فً الدول المعتمدٌن لدٌها‪.‬‬ ‫ومن الخبرة العالمٌة لوظٌفة المستشار أو الملحق‬ ‫الصحفً فً البعثات الدبلوماسٌة للوالٌات المتحدة‬ ‫األمرٌكٌة فً الخارج‪ ،‬فإنهم ٌتبعون وحدة خدمات‬ ‫اإلعالم األمرٌكٌة "‪U.S. Information Service‬‬ ‫)‪ "(USIS‬وهً الجهة المسإولة عن العمل اإلعالمً‬ ‫األمرٌكً فً الخارج‪ ،‬وتتبع وكالة االستعالمات‬ ‫"‪U.S. Information Agency‬‬ ‫األمرٌكٌة‬ ‫)‪ ،"(U.S.I.A‬وإن كانوا ٌخضعون إلشراؾ رإساء‬ ‫البعثات الدبلوماسٌة للوالٌات المتحدة األمرٌكٌة فً‬ ‫الخارج‪ .‬وٌشرفون على مراكز اإلعالم ‪Information‬‬ ‫"‪ "Centers‬التً ٌتوفر فٌها المواد اإلعالمٌة عن‬ ‫الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة الالزمة لإلطالع علٌها فً‬ ‫الدول المعتمدة فٌها‪ .‬وقد تطور اإلعالم الدولً فً‬ ‫الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة بعد موافقة الرئٌس السابق‬ ‫جٌمً كارتر‪ ،‬على إنشاء وكالة جدٌدة لإلعالم الدولً‬ ‫‪International Communication Agency.‬‬ ‫لتحل مكان وحدة خدمات اإلعالم األمرٌكٌة‪ ،‬ومارست‬ ‫الوكالة الجدٌدة مهامها اإلعالمٌة رسمٌا ً فً األول من‬ ‫‪ 161‬من ‪ 102‬صفحة‬


‫نٌسان‪/‬أبرٌل ‪ .1978‬ومهمتها العمل على زٌادة التفاهم‬ ‫بٌن شعوب الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة والدول األخرى‬ ‫فً العالم‪ .‬وتوضٌح معالم المجتمع األمرٌكً‪ ،‬وسٌاسات‬ ‫الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة على المستوى الدولً‪،‬‬ ‫وخاصة ما ٌتعلق منها بالجانب الثقافً والحرٌات‬ ‫الفردٌة‪ ،‬وتوضٌح صورة العالم للوالٌات المتحدة‬ ‫األمرٌكٌة بؽٌة إثراء الثقافة األمرٌكٌة‪ ،‬وتمكٌن الوالٌات‬ ‫المتحدة األمرٌكٌة من تفهم القضاٌا العالمٌة والتفاعل‬ ‫معها بشكل فعال‪.‬‬ ‫بٌنما ٌتبع ضباط اإلعالم ‪Information‬‬ ‫"‪ "Officers‬فً البعثات الدبلوماسٌة البرٌطانٌة فً‬ ‫الخارج‪ ،‬وزارة الشإون الخارجٌة والكومنولث " ‪"The‬‬ ‫‪.Foreign and Commonwealth Ornce‬‬ ‫وٌركزون فً عملهم على إقامة العالقات الشخصٌة مع‬ ‫كبار المحررٌن والصحفٌ​ٌن وؼٌرهم من رجال اإلعالم‪.‬‬ ‫وفً هذا الصدد قال السٌر هارولد بٌلً السفٌر السابق‬ ‫فً الخارجٌة البرٌطانٌة " أنه لحد معٌن‪ ،‬فإن هذا ٌبٌن‬ ‫العودة للمفهوم التقلٌدي للملحق الصحفً‪ ،‬الذي ٌعمل‬ ‫بشكل وثٌق مع القسم السٌاسً لسفارته‪ ...‬وٌهتم بتوثٌق‬ ‫‪28‬‬ ‫العالقات مع الصحؾ "‪.‬‬

‫‪28‬‬

‫أَظش‪ :‬د‪ .‬محمذ عهً انعىٌىً‪ :‬يصذس ساتك ص ‪-176‬‬

‫‪ .177‬و‬

‫‪ 161‬من ‪ 103‬صفحة‬


‫بٌنما حددت لجنة بلودٌن " ‪The Plowden‬‬ ‫‪ "Commice‬البرٌطانٌة عام ‪ 1964‬مواصفات‬ ‫الملحق الصحفً‪ ،‬من حٌث المستوى السٌاسً‬ ‫بالمواصفات الفنٌة للدرجة األولى‪ ،‬وأن الملحق الصحفً‬ ‫ٌحتاج بالدرجة األولى التعاون الوثٌق مع زمالئه فً‬ ‫البعثة الدبلوماسٌة فً الشإون السٌاسٌة والتجارٌة‪،‬‬ ‫وتقدٌر ما ٌحاولون القٌام به‪ ،‬كعضو فً السفارة‪ ،‬وأن‬ ‫حصوله على موافقة رإسائه وزمالئه فً السفارة‬ ‫‪29‬‬ ‫سٌزٌد من وزنه وتؤثٌره فً العمل‪.‬‬ ‫ومع ذلك فهو بحاجة إلى قدر كبٌر من المواد‬ ‫اإلعالمٌة التً تساعده على أداء وظٌفته اإلعالمٌة‪،‬‬ ‫والتً ٌمده بها المكتب المركزي لإلعالم فً لندن‬ ‫‪"The Central Office of Information in‬‬ ‫"‪ London.‬وهو مإسسة مهنٌة تتولى تزوٌد اإلدارات‬ ‫الحكومٌة فً داخل برٌطانٌا وخارجها بالمواد‬ ‫اإلعالمٌة‪.‬‬ ‫التبادل اإلعالمً كوظٌفة دولٌة‪ :‬تعتبر الوظٌفة‬ ‫الدولٌة للتبادل اإلعالمً الدولً‪ ،‬من أشكال وظائؾ‬ ‫‪- H. Beeley. The Changing Role of British‬‬ ‫‪International Propaganda, The Annals of the‬‬ ‫‪American Academy of Political and Social Science,‬‬ ‫‪Vol. 398, Nov. 1971. p. 128.‬‬ ‫‪ 29‬أَظش‪َ :‬فس انًصذس‪ .‬و‬ ‫‪- Ibid., p. 129.‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 104‬صفحة‬


‫العالقات الدولٌة‪ .‬وبدأ اإلعالم بالظهور كوظٌفة دولٌة‬ ‫إثر قٌام عصبة األمم‪ ،‬وتؤصل هذا المفهوم بعد إنشاء‬ ‫منظمة األمم المتحدة‪ ،‬والمنظمات الدولٌة األخرى فً‬ ‫التارٌخ المعاصر‪ .‬حٌث ٌقوم الموظفون الدولٌون‬ ‫العاملون فً الجوانب اإلعالمٌة‪ ،‬بخدمة أهداؾ المنظمة‬ ‫التً ٌعملون فً إطارها‪ ،‬وال ٌتلقون أٌة تعلٌمات من‬ ‫مصادر أخرى متمتعٌن بالموضوعٌة والحٌاد‪ ،‬من خالل‬ ‫اإلدالء بالتصرٌحات الصحفٌة‪ ،‬وإصدار البٌانات‪ ،‬ونشر‬ ‫الوثائق‪ ،‬وإلقاء المحاضرات‪ ،‬والعمل فً المكاتب‬ ‫اإلعالمٌة التابعة للمنظمة الدولٌة التً ٌعملون فٌها‬ ‫بمختلؾ دول العالم‪.‬‬ ‫المراكز اإلعالمٌة للمنظمات الدولٌة‪ :‬وتعتبر‬ ‫المراكز اإلعالمٌة لمنظمة األمم المتحدة فً مختلؾ‬ ‫دول العالم‪ ،‬أداة لنشر وإبراز نشاطات المنظمة‪ .‬وقد‬ ‫أصدرت الجمعٌة العامة لألمم المتحدة قراراً فً األول‬ ‫من شباط‪/‬فبراٌر ‪ 1946‬تضمن قٌام األمٌن العام لألمم‬ ‫المتحدة‪ ،‬بوضع تنظٌم إداري‪ٌ ،‬مكنه من أداء المهام‬ ‫الموكولة إلٌه‪ ،‬وكانت إدارة اإلعالم واحدة من بٌن‬ ‫ثمانً إدارات شملها ذلك التنظٌم‪ .‬وأشار القرار المذكور‬ ‫إلى إنشاء مكاتب فرعٌة لإلعالم‪ ،‬وبالفعل تم إنشاء‬ ‫مركز لإلعالم تابع لمنظمة األمم المتحدة فً واشنطن‬

‫‪ 161‬من ‪ 105‬صفحة‬


‫عام ‪ ،1946‬وفً موسكو عام ‪ ،1947‬وتزاٌد عدد تلك‬ ‫‪30‬‬ ‫المكاتب تباعا ً فً مختلؾ العواصم العالمٌة‪.‬‬ ‫كما وأصدرت الجمعٌة العامة لألمم المتحدة‬ ‫قرارها رقم ‪ )6( 595‬بتارٌخ ‪ 4‬شباط‪/‬فبراٌر ‪1952‬‬ ‫طالبت فٌه إدارة اإلعالم بالمنظمة بوضع برنامج لعمل‬ ‫المنظمة فً المجال اإلعالمً‪ ،‬مع األخذ بعٌن االعتبار‬ ‫النواحً اإلقلٌمٌة واللؽوٌة‪ ،‬وكلفت اإلدارة بإنشاء شبكة‬ ‫من المراكز اإلعالمٌة فً مختلؾ دول العالم للوصول‬ ‫إلى شعوب األمم المتحدة‪ ،‬لتقوم بنشر رسالة منظمة‬ ‫األمم المتحدة‪ ،‬وتؽطٌة نشاطاتها ومنجزاتها إعالمٌاً‪،‬‬ ‫وتسلٌط األضواء على دور منظمة األمم المتحدة فً حل‬ ‫القضاٌا الدولٌة‪ .‬من خالل المواد اإلعالمٌة التً ٌمكن‬ ‫توزٌعها‪ ،‬وتوفٌر المراجع الخاصة بمنظمة األمم المتحدة‬ ‫فً مكتباتها‪ ،‬والتنسٌق مع وسائل اإلعالم واالتصال‬ ‫الجماهٌرٌة فً العواصم الموجودة فٌها‪.‬‬ ‫ووافقت الجمعٌة العامة لمنظمة األمم المتحدة‬ ‫عام ‪ ،1962‬على برنامج منظمة الٌونسكو الخاص‬ ‫بتقدٌم المساعدة لوسائل اإلعالم واالتصال الجماهٌرٌة‬ ‫فً الدول النامٌة‪ ،‬تؤكٌداً لدورها فً مجال التبادل‬ ‫‪ 30‬أَظش‪ :‬د‪ .‬محمذ عهً انعىٌىً‪ :‬يصذس ساتك ص ‪ .179‬و‬ ‫;‪- Stevan Marjanovic and Dimitrije Pandic‬‬ ‫‪Legal Position and Function of United Nations‬‬ ‫‪Information Centers, Symposium Ljubljana 1968,‬‬ ‫‪op. cit., pp. 401-403.‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 106‬صفحة‬


‫اإلعالمً الدولً‪ .‬بعد أن كان دورها محصوراً بتقدٌم‬ ‫المساعدة لوسائل اإلعالم الجماهٌرٌة فً الدول التً‬ ‫دمرتها الحرب العالمٌة الثانٌة‪ ،‬وتدعٌم التدفق الحر‬ ‫للمعلومات واألفكار‪ ،‬والتعلٌم‪ ،‬بعد مإتمر لندن الذي‬ ‫انعقد خالل الفترة من ‪ 1‬إلى ‪ 16‬تشرٌن ثانً‪/‬نوفمبر‬ ‫‪ 1945‬وحضره مندوبون عن ‪ 45‬دولة‪ ،‬وأسفر عن‬ ‫قٌام "منظمة األمم المتحدة للتربٌة والعلوم والثقافة‬ ‫‪ UNESCO‬بمسائل التعاون الدولً بٌن الحكومات‪،‬‬ ‫‪31‬‬ ‫فً مٌادٌن الثقافة والفكر‪.‬‬ ‫دور الٌونسكو فً مجال التبادل اإلعالمً‬ ‫الدولً‪ :‬وبعد أن قامت منظمة الٌونسكو فً أواخر‬ ‫األربعٌنات من القرن العشرٌن‪ ،‬باستطالع االحتٌاجات‬ ‫التكنولوجٌة والتعلٌمٌة لوسائل اإلعالم واالتصال‬ ‫الجماهٌرٌة‪ ،‬وأوفدت لهذا الؽرض ‪ 29‬باحثا ً مٌدانٌاً‪،‬‬ ‫تجولوا فً ‪ 126‬بلداً من بلدان العالم‪ ،‬وتبادل المسإولٌن‬ ‫فً منظمة الٌونسكو الرسائل مع شخصٌات فً ‪ 31‬بلداً‪.‬‬ ‫‪ 31‬أَظش‪ :‬د‪ .‬حسه وافعة‪ :‬انٍىَسكى ولضاٌا انرؼذدٌح انثمافٍح‬ ‫وانحضاسٌح‪ .‬انسٍاسح انذونٍح‪ ،‬انماهشج ‪ ،1997‬انؼذد ‪ .127‬ص ‪-14‬‬ ‫‪31‬؛ أصىاخ يرؼذدج‪ :‬ػانى واحذ‪ .‬انٍىَسكى‪ ،‬تاسٌس‪1976 ،‬؛ د‪ .‬محمذ‬ ‫عهً انعىٌىً‪ :‬يصذس ساتك ص ‪181‬؛ و‬ ‫‪- Robert P. Kright, UNESCI’S International‬‬ ‫‪Communication‬‬ ‫‪Activities,‬‬ ‫‪in‬‬ ‫‪International‬‬ ‫‪Communication. Media, Channels, Functions. Op.‬‬ ‫‪Cit., p. 219; UNESCO: On the Eve of its Fortieth‬‬ ‫‪Anniversary, UNESCO, Paris, 1985, p. 45.‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 107‬صفحة‬


‫وظهرت بالنتٌجة الحاجة لالهتمام بتدرٌس مادة‬ ‫الصحافة‪ ،‬وتوفٌر الوسائل السمعٌة والبصرٌة الالزمة‬ ‫لها‪ ،‬وضرورة قٌام الحكومات بحل مشاكل االتصال‪،‬‬ ‫وتقدٌم المساعدة لعدد من الدول لتطوٌر وسائل اإلعالم‬ ‫الجماهٌرٌة فٌها‪ ،‬واالهتمام بربط حرٌة اإلعالم‬ ‫بالتشرٌعات اإلعالمٌة فً دول العالم‪.‬‬ ‫كما وقامت بتشكٌل لجنة دولٌة مكونة من ستة‬ ‫عشر خبٌراً دولٌا ً بارزاً‪ٌ ،‬نتمون إلى أقالٌم جؽرافٌة‬ ‫وثقافٌة مختلفة‪ ،‬لدراسة مشكالت اإلعالم واالتصال‪.‬‬ ‫ورأس اللجنة العالم األٌرلندي ماكبراٌد الحائز على‬ ‫جائزة نوبل للسالم‪ .‬ونشرت الٌونسكو تقرٌر هذه اللجنة‬ ‫بخمس عشرة لؽة‪ ،‬تحت عنوان‪" :‬أصوات متعددة‪:‬‬ ‫وعالم واحد"‪ .‬وقد بحث هذا التقرٌر بشكل مستفٌض‬ ‫العالقة بٌن عملٌة االتصال والمجتمع‪ ،‬ببعدٌها التارٌخً‬ ‫والمعاصر‪ .‬وكذلك فً إطارها الدولً‪ ،‬كما وبحث‬ ‫وضع عملٌة االتصال فً عالم القرن العشرٌن‪ ،‬من‬ ‫حٌث سماتها واإلشكالٌات التً تطرحها‪ ،‬وهموم مهنة‬ ‫اإلعالم وإطارها المإسسً والحرفً‪...‬الخ‪.‬‬ ‫وتناول هذا التقرٌر‪ ،‬ضمن القضاٌا العدٌدة‪،‬‬ ‫قضٌة احتكار بعض وكاالت األنباء العالمٌة للرسالة‬ ‫اإلعالمٌة‪ ،‬وما تمارسه من سٌطرة إعالمٌة تحمل فً‬ ‫طٌاتها‪ ،‬خطر ؼزو ثقافً من نوع جدٌد‪ ،‬أو تشوٌه‬ ‫مضمون الرسالة اإلعالمٌة ذاتها‪ ،‬وسرٌانها فً اتجاه‬ ‫‪ 161‬من ‪ 108‬صفحة‬


‫واحد‪ ،‬قد ال ٌعبر عن الحقائق الموضوعٌة بالضرورة‪.‬‬ ‫كما وحدد هذا التقرٌر األسس والقواعد التً ٌتعٌن أن‬ ‫ٌقوم علٌها نظام إعالمً جدٌد أكثر عدالً وقدرة على‬ ‫خدمة السالم والتنمٌة البشرٌة والتقدم فً العالم‪ ،‬ومن‬ ‫أهمها‪:‬‬ ‫‪ .1‬استئصال أوجه الخلل وعدم التوازن أو‬ ‫التكافإ التً ٌتمٌز بها الوضع القائم فً ذلك الوقت؛‬ ‫‪ .2‬والقضاء على اآلثار السلبٌة لالحتكارات‬ ‫العامة والخاصة والتركز الزائد فً وسائل اإلعالم؛‬ ‫‪ .3‬وضمان تعدد مصادر وقنوات اإلعالم‪،‬‬ ‫وحرمة اإلعالمٌ​ٌن‪ ..‬الخ‪.‬‬ ‫‪ .4‬واحترام الذاتٌة الثقافٌة‪ ،‬وحق كل أمة فً‬ ‫إعالم الرأي العام العالمً بوجهة نظرها‪ ،‬وبمصالحها‬ ‫وطموحاتها وقٌمها االجتماعٌة والثقافٌة؛‬ ‫‪ .5‬واحترام حق كل الشعوب فً المشاركة فً‬ ‫التبادل اإلعالمً الدولً‪ ،‬على أساس من التوازن‬ ‫والتكافإ والمصلحة المتبادلة؛‬ ‫‪ .6‬وحق الجمهور والفئات االجتماعٌة واإلثنٌة‪،‬‬ ‫فً الوصول إلى مصادر المعلومات‪ ،‬والمساهمة النشطة‬ ‫فً عملٌة االتصال‪.‬‬ ‫وقد أثار هذا التقرٌر عند مناقشته فً كل من‬ ‫المجلس التنفٌذي‪ ،‬والمإتمر العام للٌونسكو جدالً‬ ‫صاخباً‪ ،‬وخصوصا ً عندما حاولت دول العالم الثالث أن‬ ‫‪ 161‬من ‪ 109‬صفحة‬


‫تترجمه إلى برامج وسٌاسات‪ ،‬تضطلع بها الٌونسكو‪ ،‬أو‬ ‫قواعد واجبة االحترام من جانب االحتكارات العالمٌة‪.‬‬ ‫ورأت فٌه بعض الدول‪ ،‬وخاصة الوالٌات المتحدة‬ ‫األمرٌكٌة‪ ،‬وبرٌطانٌا‪ ،‬وكذلك معظم وكاالت األنباء‬ ‫العالمٌة وهً أمرٌكٌة وبرٌطانٌة أساساً‪ ،‬محاولة‬ ‫لتقوٌض حرٌة اإلعالم واإلعالمٌ​ٌن‪ .‬لكن أٌا ً كان األمر‬ ‫فإن ما ٌهمنا فً هذا الصدد هو التؤكٌد على أن‬ ‫الخصوصٌات والذاتٌات الثقافٌة والحضارٌة أصبحت‬ ‫فً صلب المسؤلة اإلعالمٌة أٌضاً‪.‬‬ ‫وقامت منظمة الٌونسكو كذلك بإصدار العدٌد من‬ ‫المطبوعات عن حرٌة اإلعالم‪ ،‬والتبادل اإلعالمً‬ ‫الدولً‪ ،‬ووسائل اإلعالم الجماهٌرٌة فً العالم‪.‬‬ ‫فؤصدرت عام ‪ 1952‬سلسلة "تقارٌر وأراق اإلعالم‬ ‫الجماهٌري"‪ ،‬وحتى عام ‪ 1970‬أصدرت ‪ 600‬دراسة‬ ‫عن وسائل اإلعالم الجماهٌرٌة فً المناطق الرٌفٌة‪،‬‬ ‫والنامٌة‪ ،‬وعن دور وسائل اإلعالم واالتصال‬ ‫الجماهٌرٌة فً التعلٌم‪ ،‬وإعداد الكوادر الصحفٌة‪.‬‬ ‫ومعلومات إحصائٌة عن وسائل اإلعالم واالتصال‬ ‫الجماهٌرٌة‪ ،‬واالتصال عبر األقمار الصناعٌة‪.‬‬ ‫وفً عام ‪ 1955‬شكل األمٌن العام لألمم‬ ‫المتحدة‪ ،‬لجنة من الخبراء لدراسة أنشطة منظمة األمم‬ ‫المتحدة خارج مقرها‪ ،‬بما فٌها النشاطات اإلعالمٌة‪.‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 110‬صفحة‬


‫ودعت تلك اللجنة المنظمة‪ ،‬لتوجٌه اهتمام أكبر لمراكز‬ ‫اإلعالم التابعة لمنظمة األمم المتحدة فً الخارج‪.‬‬ ‫كما وقدمت منظمة الٌونسكو مساعدات ملموسة‬ ‫إلنشاء مراكز التدرٌب الصحفً فً أنحاء مختلفة من‬ ‫‪32‬‬ ‫العالم‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫ المركز الدولً للتعلٌم العالً الصحفً ‪The‬‬‫‪International Center for Higher Education in‬‬ ‫‪ ،Journalism.‬فً استراسبورغ‪ ،‬والذي بدأ التدرٌس‬

‫فٌه عام ‪.1957‬‬ ‫ والمركز الدولً للدراسات العلٌا فً الصحافة‬‫‪The International Center for Higher Studies‬‬ ‫‪ ،in Journalism for Latin America.‬بؤمرٌكا‬

‫الالتٌنٌة‪ ،‬والذي أفتتح فً كٌوتو عام ‪.1959‬‬ ‫ ومركز دراسات تقنٌات االتصال الجماهٌري‬‫‪The Center for Studies in Mass‬‬ ‫‪،Communication Sciences and Techniques‬‬

‫فً جامعة داكار بالسنؽال‪ ،‬لتدرٌب الكوادر الصحفٌة‬ ‫اإلفرٌقٌة الناطقة باللؽة الفرنسٌة‪.‬‬ ‫ ومعهد اإلعالم الجماهٌري فً جامعة مانٌال‬‫بالفلبٌن؛‬ ‫ ومعهد اإلعالم فً بٌروت‪ ،‬بلبنان؛‬‫‪32‬‬

‫أَظش‪ :‬د‪ .‬محمذ عهً انعىٌىً‪ :‬يصذس ساتك ص ‪.182‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 111‬صفحة‬


‫ ومعهد اإلعالم فً أنقرة‪ ،‬بتركٌا؛‬‫ ومعهد اإلعالم فً نٌودلهً‪ ،‬بالهند‪.‬‬‫ونتٌجة لجهود منظمة الٌونسكو تم‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫الجماهٌري‬

‫تؤسٌس المنظمة الدولٌة لبحوث االتصال‬

‫‪The International Association for‬‬ ‫‪ Mass Communication Research.‬فً عام‬

‫‪.1957‬‬ ‫والمجلس الدولً للفٌلم والتلفزٌون ‪The‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪،International Council for film and Television.‬‬

‫فً عام ‪.1959‬‬ ‫ومعهد األفالم التربوٌة فً أمرٌكا‬

‫‪‬‬ ‫الالتٌنٌة ‪The Educational film Institute for Latin‬‬ ‫‪ ،America.‬بمكسٌكو سٌتً عام ‪.1956‬‬

‫وجمعٌة جنوب وشرق آسٌا للمدرسٌن فً‬ ‫‪‬‬ ‫مجال الصحافة ‪The South and East Asia‬‬ ‫‪ ،Association for Journalism Educators.‬عام‬ ‫‪.1961‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪.1963‬‬

‫واتحاد وكاالت األنباء اإلفرٌقٌة عام‬

‫وفً عام ‪ 1959‬قام المجلس االقتصادي‬ ‫واالجتماعً التابع لمنظمة األمم المتحدة‪ ،‬بدعوة منظمة‬ ‫‪ 161‬من ‪ 112‬صفحة‬


‫الٌونسكو لدراسة المساعدات المقدمة للدول المتخلفة فً‬ ‫‪33‬‬ ‫المجال اإلعالمً‪.‬‬ ‫ومن منتصؾ ستٌنات القرن العشرٌن بدأت‬ ‫منظمة الٌونسكو تصب اهتمامها على استخدام وسائل‬ ‫اإلعالم واالتصال الجماهٌرٌة فً المجاالت التعلٌمٌة‪،‬‬ ‫وأقرت فً عام ‪ 1964‬برنامجا ً مدته ست سنوات فً‬ ‫السنؽال‪ ،‬وجه الستخدام الوسائل السمعٌة والبصرٌة‬ ‫وؼٌرها من الوسائل فً مجال تعلٌم الكبار‪ .‬وشجعت‬ ‫على استخدام األفالم والوسائل اإللكترونٌة الحدٌثة فً‬ ‫التعلٌم‪.‬‬ ‫وحتى الٌوم تعمل منظمة الٌونسكو على زٌادة‬ ‫فعالٌة مساعداتها لمختلؾ دول العالم المحتاجة للمساعدة‬ ‫فً مجال اإلعالم‪ ،‬وتشارك فً المإتمرات واللقاءات‬ ‫الدولٌة الخاصة بوسائل اإلعالم واالتصال‪ ،‬واالتصال‬ ‫عبر األقمار الصناعٌة‪ ،‬وتدعو دائما ً الستخدام األقمار‬ ‫الصناعٌة ألؼراض التعلٌم ونشر المعلومات العلمٌة‬ ‫والثقافٌة‪.‬‬ ‫وبعد انهٌار المنظومة االشتراكٌة واالتحاد‬ ‫السوفٌ​ٌتً السابق‪ ،‬برزت مشكالت جدٌدة أمام منظمة‬ ‫الٌونسكو‪ ،‬فً مجال مساعدة الدول المستقلة حدٌثاً‪،‬‬ ‫لتحدٌث أطرها اإلعالمٌة وللولوج فً عالم األسرة‬ ‫‪33‬‬

‫أَظش‪ :‬د‪ .‬محمذ عهً انعىٌىً‪ :‬يصذس ساتك ص ‪.183‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 113‬صفحة‬


‫اإلعالمٌة الدولٌة‪ ،‬بشكل ٌضمن التدفق الحر للمعلومات‪،‬‬ ‫وٌدعم حرٌة اإلعالم فً تلك الدول‪.‬‬ ‫وتظل الٌونسكو المنظمة الحكومٌة الرئٌسٌة فً‬ ‫العالم‪ ،‬التً ٌمكن أن تسهم بدور فعال فً تهٌئة أفضل‬ ‫الشروط لمتابعة الحوار بٌن الحضارات والثقافات فً‬ ‫القرن الحادي والعشرٌن‪ ،‬على ضوء ما تفرضه ثورة‬ ‫االتصال والمعلومات‪ ،‬التً البد وأن تإدي فً النهاٌة‬ ‫إلى مزٌد من الكونٌة‪ ،‬وقد تإدي إلى نجاح الؽرب الذي‬ ‫ٌحتكر الٌوم أحدث وسائل المعلوماتٌة واالتصال‬ ‫واإلعالم فً العالم‪ ،‬فً فرض نوع من الهٌمنة السٌاسٌة‬ ‫الثقافٌة والسٌاسٌة االقتصادٌة وترجح الكفة لنموذجه‬ ‫الحضاري‪ .‬وتجعل من الثقافات القومٌة مؽلوبة على‬ ‫أمرها‪ ،‬ال طائل لها وال صوت للدفاع عن بقائها‬ ‫واستمرارها فً الحٌاة على األرض‪.‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 114‬صفحة‬


‫الفصل الخامس‬ ‫الطالقات الطامظ الدوليظ (الدبلوماديظ الذطبيظ)‬ ‫كوظيفظ للتبادل اإلرالمي الدولي‬ ‫كانت المجتمعات البدائٌة تتسم بالمباشرة‬ ‫والبساطة‪ ،‬وأخذت بالتعقد مع التقدم الحضاري‬ ‫واالجتماعً‪ .‬وأدت التؽٌ​ٌرات التقنٌة والسٌاسٌة‬ ‫واالقتصادٌة واالجتماعٌة فً العالم‪ ،‬وخاصة مع نهاٌة‬ ‫ثمانٌنات القرن العشرٌن‪ ،‬إلى تداخل المصالح الدولٌة‪،‬‬ ‫بسبب سهولة االتصال التً أتاحتها وسائل االتصال‬ ‫والمعلوماتٌة الحدٌثة‪ .‬مما زاد من أهمٌة دور وفاعلٌة‬ ‫العالقات العامة فً العالقات الدولٌة‪.‬‬ ‫تعرٌف العالقات العامة الدولٌة‪ :‬وتعتبر العالقات‬ ‫العامة الدولٌة حلقة وصل بٌن مإسسات المجتمع‬ ‫الواحد‪ ،‬وبٌن المجتمعات األخرى‪ .‬عن طرٌق تقدٌم‬ ‫خدمات معٌنة لها مبنٌة على الثقة المتبادلة انطالقا ً من‬ ‫أهمٌة الفرد والشرائح االجتماعٌة‪ ،‬وقوة تؤثٌر الرأي‬ ‫العام فً المجتمعات على مختلؾ المإسسات االقتصادٌة‬

‫‪ 161‬من ‪ 115‬صفحة‬


‫والسٌاسٌة واالجتماعٌة‪ .‬وللعالقات العامة تعرٌفٌن‬ ‫أساسٌ​ٌن‪ ،‬هما‪:‬‬ ‫‪ -1‬التعرٌف الوظٌفً المتخصص‪ :‬وٌقصد فٌه‬ ‫إقامة عالقات حسنة بٌن المإسسة داخلٌا ً وخارجٌاً‪،‬‬ ‫مبنٌة على التفاهم والثقة المتبادلة‪ .‬من خالل االهتمام‬ ‫وإبراز الوظائؾ األساسٌة التً تضطلع بها إدارة‬ ‫العالقات العامة‪ ،‬فً أي مإسسة كانت حكومٌة أم‬ ‫خاصة‪ ،‬لتكون وظٌفتها بذلك إدارٌة بحتة‪ .‬وهو التعرٌؾ‬ ‫الذي تبلور مع ظهور جماعة من المتخصصٌن فً‬ ‫العالقات العامة فً بداٌة القرن العشرٌن‪ ،‬أمثال‪ :‬أٌفً‬ ‫لً‪ ،‬وإدوارد بٌرنٌز‪ ،‬وجون هٌل‪.‬‬ ‫وتبع ذلك قٌام جمعٌات واتحادات علمٌة ومهنٌة‬ ‫ضمت المتخصصٌن فً العالقات العامة فً القارتٌن‬ ‫األوروبٌة واألمرٌكٌة خالل أربعٌنات وخمسٌنات القرن‬ ‫العشرٌن‪ ،‬حٌث ساهمت بدورها فً زٌادة تعرٌؾ‬ ‫العالقات العامة‪ ،‬وساعدت على تحدٌد مهامها ووظائفها‪.‬‬ ‫ففً عام ‪ 1947‬نشرت مجلة أخبار العالقات‬ ‫العامة ‪ Public Relation News‬خالصة لتعرٌؾ‬ ‫العالقات العامة‪ ،‬أخذته من نتائج االستقصاء الذي‬ ‫أجرته بٌن مشتركٌها والعاملٌن فً مجال العالقات‬ ‫العامة‪ .‬جاء فٌه أن "العالقات العامة هً وظٌفة اإلدارة‬ ‫التً تقوم بتقوٌم اتجاهات الجمهور‪ ،‬وربط سٌاسات‬

‫‪ 161‬من ‪ 116‬صفحة‬


‫وأعمال فرد أو منشؤة مع الصالح العام‪ ،‬وبتنفٌذ برنامج‬ ‫لكسب تؤٌ​ٌد الجمهور وتفاهمه"‪.‬‬ ‫بٌنما اعتبر أٌفً لً أحد رواد العالقات العامة‬ ‫فً الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة‪ ،‬أن مهمتها مزدوجة‪،‬‬ ‫تبدأ من دراسة اتجاهات الرأي العام‪ ،‬ونصح الشركات‬ ‫بتؽٌ​ٌر خططها‪ ،‬وتعدٌل سٌاساتها لخدمة المصلحة‬ ‫العامة‪ ،‬ثم إعالم الجمهور بما تقوم به الشركات من‬ ‫‪34‬‬ ‫أعمال تهمهم وتخدم مصالحهم‪.‬‬ ‫أما إدوارد بٌرنر‪ ،‬خبٌر العالقات العامة‬ ‫األمرٌكً‪ ،‬فاعتبر العالقات العامة‪ ،‬محاولة لكسب تؤٌ​ٌد‬ ‫الرأي العام لنشاط أو قضٌة أو حركة أو مإسسة‪ ،‬عن‬ ‫طرٌق اإلعالم واإلقناع والتكٌؾ‪ .‬أي إٌجاد التكٌؾ‬ ‫والتكامل والتوافق بٌن مواقؾ مإسسة معٌنة وسلوكها‪،‬‬ ‫مع مواقؾ جماهٌرها ورؼباتهم‪ ،‬بحٌث ال ٌطؽى أحدهما‬ ‫على اآلخر‪.‬‬ ‫أما جمعٌة العالقات العامة األمرٌكٌة فقد عرفتها‬ ‫بؤنها‪" :‬نشاط أي صناعة أو اتحاد أو هٌئة أو مهنة‪ ،‬أو‬ ‫حكومة‪ ،‬أو أٌة منشؤة أخرى فً بناء وتدعٌم عالقات‬ ‫سلٌمة منتجة بٌنها وبٌن فئة من الجمهور‪ :‬كالعمالء‪،‬‬ ‫‪ 34‬أَظش د‪ .‬جمٍم أحمذ خضر‪ :‬انؼاللاخ انؼايح‪ .‬داس‬ ‫انًسٍشج‪ ،‬ػًاٌ ‪ .1998‬ص ‪22‬؛ ود‪ .‬محمىد انجىهري‪ :‬االذجاهاخ‬ ‫انجذٌذج فً انؼاللاخ انؼايح‪ .‬يكرثح األَجهى انًصشٌح‪ ،‬انماهشج ‪.1971‬‬ ‫ص ‪.18‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 117‬صفحة‬


‫والموظفٌن‪ ،‬والمساهمٌن‪ ،‬والجمهور بشكل عام‪ ،‬والعمل‬ ‫على تكٌ​ٌؾ أهداؾ المإسسة مع الظروؾ المحٌطة بها‪،‬‬ ‫وشرح أهدافها للمجتمع"‪.‬‬ ‫أما معهد العالقات العامة البرٌطانً فكان تعرٌفه‬ ‫للعالقات العامة بؤنها‪" :‬الجهود اإلدارٌة المرسومة‪،‬‬ ‫والمستمرة التً تهدؾ إقامة وتدعٌم التفاهم المتبادل بٌن‬ ‫المنظمة وجمهورها"‪.‬‬ ‫وعرفت جمعٌة العالقات العامة الفرنسٌة‪،‬‬ ‫العالقات العامة بؤنها‪" :‬طرٌقة للسلوك‪ ،‬وأسلوب لإلعالم‬ ‫واالتصال‪ ،‬اللذان ٌهدفان إلى إقامة عالقات مفعمة‬ ‫بالثقة‪ ،‬والمحافظة علٌها‪ .‬وتقوم هذه العالقات على‬ ‫المعرفة والفهم المتبادلٌن‪ ،‬بٌن المنشؤة ذات الشخصٌة‬ ‫االعتبارٌة‪ ،‬التً تمارس وظائؾ وأنشطة‪ ،‬وبٌن‬ ‫الجماهٌر الداخلٌة والخارجٌة التً تتؤثر بتلك األنشطة‬ ‫والخدمات"‪.‬‬ ‫بٌنما توصلت جمعٌة العالقات العامة الدولٌة إلى‬ ‫التعرٌؾ التالً‪" :‬العالقات العامة هً‪" :‬وظٌفة اإلدارة‬ ‫المستمرة‪ ،‬والمخططة‪ ،‬التً تسعى بها المإسسات‬ ‫والمنظمات الخاصة‪ ،‬والعامة‪ ،‬لكسب تفاهم وتعاطؾ‬ ‫وتؤٌ​ٌد الجماهٌر التً تهمها‪ ،‬والحفاظ على استمرار هذا‬ ‫التفاهم والتعاطؾ والتؤٌ​ٌد‪ .‬من خالل‪ :‬قٌاس اتجاه الرأي‬ ‫العام‪ ،‬لضمان توافقه قدر اإلمكان‪ ،‬مع سٌاساتها‪،‬‬ ‫وأنشطتها‪ .‬وتحقٌق المزٌد من التعاون الخالق‪ ،‬واألداء‬ ‫‪ 161‬من ‪ 118‬صفحة‬


‫الفعال‪ ،‬للمصالح المشتركة‪ ،‬باستخدام اإلعالم واالتصال‬ ‫‪35‬‬ ‫الشامل والمخطط"‪.‬‬ ‫‪ -2‬التعرٌف االجتماعً السلوكً الشامل‪ :‬وهو‬ ‫االتجاه االجتماعً للعالقات العامة‪ ،‬الذي ظهر خالل‬ ‫ثالثٌنات القرن العشرٌن‪ ،‬إثر األزمة االقتصادٌة التً‬ ‫عانى منها االقتصاد العالمً عام ‪ ،1929‬وعرفه‬ ‫الباحث العربً د‪ .‬محمد البادي‪ ،‬بؤنه‪" :‬االتجاه‬ ‫االجتماعً للعالقات العامة‪ ،‬كمهنة ذات طابع خاص‪،‬‬ ‫ٌشمل كل ما ٌصدر عن المإسسة من أعمال وتصرفات‬ ‫وقرارات‪ ،‬وكل ما ٌتصل بها من مظهر واستعدادات‬ ‫وتكوٌنات مادٌة‪ .‬ألن كل ما ٌصدر عن المإسسة أو‬ ‫ٌتصل بها له تؤثٌراته‪ ،‬المعنوٌة على الجماهٌر‪ ،‬التً‬ ‫ترتبط مصالحها بها‪ .‬وهذه التؤثٌرات هً التً تعطً‬ ‫لهذه العناصر طبٌعتها‪ ،‬كؤنشطة للعالقات العامة‪ ،‬وهً‬ ‫أٌضا ً التً تعطً التجاه العالقات العامة صفتها‬ ‫‪36‬‬ ‫االجتماعٌة"‪.‬‬ ‫وهو نشاط ٌشترك فٌه كل أفراد المإسسة من‬ ‫خالل تكوٌن عالقات عامة مرنة فً سلوكهم‬ ‫واتصاالتهم ومعامالتهم مع الجماهٌر داخل المإسسة‬ ‫‪ 35‬أَظش د‪ .‬جمٍم أحمذ خضر‪ :‬يصذس ساتك ص ‪24‬؛ و‬ ‫‪- Cutilp and Center, opcit, p. 5.‬‬ ‫‪ 36‬أَظش د‪ .‬جمٍم أحمذ خضر‪ :‬يصذس ساتك ص ‪ .24‬ود‪.‬‬ ‫محمذ انبادي‪ :‬انثٍُاٌ االجرًاػً نهؼاللاخ انؼايح‪ .‬يكرثح األَجهى‬ ‫انًصشٌح‪ ،‬انماهشج ‪ .1975‬ص ‪.39‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 119‬صفحة‬


‫وخارجها‪ .‬وأن ال ٌكون الهدؾ من النشاط السعً‬ ‫لتحقٌق الربح فقط‪ ،‬بل إلى تقدٌم خدمات للمجتمع‪ ،‬عن‬ ‫طرٌق إنتاج سلع جٌدة ومتطورة تناسب األذواق‪ ،‬وأداء‬ ‫الوظٌفة المسندة إلٌهم بشكل جٌد‪ ،‬مراعٌن فً ذلك‬ ‫الظروؾ االقتصادٌة واالجتماعٌة‪ ،‬التً تفرضها‬ ‫المسإولٌة االجتماعٌة‪ ،‬فً مشاركة المجتمع المحلً‬ ‫همومه وأفراحه وأحزانه‪ ،‬والعمل على تقلٌل األضرار‬ ‫الناجمة عن نشاطاتهم‪ ،‬والمحافظة على البٌئة‪ ،‬والعمل‬ ‫على النهوض بالمجتمع ثقافٌا ً وحضارٌا ً ومادٌا ً‪.‬‬ ‫وعرفها كانفٌلد‪ ،‬بؤنها‪" :‬الفلسفة االجتماعٌة‬ ‫لإلدارة‪ ،‬التً ترؼب من خالل أنشطتها وسٌاساتها‬ ‫‪37‬‬ ‫المعلنة للجمهور كسب ثقته وتفهمه"‪.‬‬ ‫أما نولت‪ ،‬فقد عرؾ العالقات العامة بؤنها‪:‬‬ ‫"مسإولٌة اإلدارة التً تهدؾ إلى تكٌ​ٌؾ المإسسة مع‬ ‫بٌئتها االجتماعٌة والسٌاسٌة واالقتصادٌة تماماً‪ ،‬كما‬ ‫تهدؾ إلى تكٌ​ٌؾ البٌئة لخدمة المإسسة‪ ،‬لتحقٌق‬ ‫‪38‬‬ ‫مصلحة الطرفٌن"‪.‬‬ ‫ومما سبق نستنتج أن وظٌفة خبٌر العالقات‬ ‫العامة ٌنحصر فً‪:‬‬

‫‪ 37‬أَظش‪ :‬د‪ .‬جمٍم أحمذ خضر‪ :‬يصذس ساتك ص ‪ .24‬ود‪.‬‬ ‫محمذ انبادي‪ :‬يصذس ساتك ص ‪.39‬‬ ‫‪ 38‬أَظش‪َ :‬فس انًصذس انساتك‪.‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 120‬صفحة‬


‫‪ .1‬إقناع اإلدارة العلٌا للقٌام بالنشاطات التً‬ ‫تجعل الجمهور راضٌا ً عن المإسسة؛‬ ‫‪ .2‬وإقناع الجمهور بؤن المإسسة تستحق بالفعل‬ ‫تؤٌ​ٌده ودعمه المعنوي والمادي‪.‬‬ ‫وظٌفة العالقات العامة تنحصر فً‪:‬‬ ‫‪ .1‬تبنً مصلحة الجمهور والمصلحة العامة؛‬ ‫‪ .2‬ووضع السٌاسات المالئمة لها؛‬ ‫‪ .3‬والسعً إلٌصال المعلومات عن نشاطات‬ ‫المإسسة وسٌاساتها للجمهور؛‬ ‫‪ .4‬لتإدي إلى خلق رأي عام مإٌد؛‬ ‫‪ .5‬لدى جماهٌر المإسسة‪ ،‬لٌنشؤ لدٌها؛‬ ‫‪ .6‬مواقؾ محددة ومطلوبة اتجاه المإسسة؛‬ ‫‪ .7‬وتقٌ​ٌم مواقؾ الرأي العام من قبل‬ ‫المتخصصٌن فً العالقات العامة؛‬ ‫‪ .8‬وإٌصال المعلومات عن تلك المواقؾ إلدارة‬ ‫المإسسة‪.‬‬ ‫وٌشمل نشاطات العالقات العامة الٌوم‪:‬‬ ‫فً المجال الحكومً‪:‬‬ ‫‪ .1‬التوعٌة واإلرشاد واإلعالم‪ ،‬فً جمٌع‬ ‫المجاالت االقتصادٌة والسٌاسٌة واالجتماعٌة والثقافٌة‬ ‫والدبلوماسٌة‪ ،‬لتحقٌق مساندة الجماهٌر ومشاركتهم‬ ‫المعنوٌة والمادٌة فً البرامج التنموٌة التً تخطط لها‬ ‫الحكومة؛‬ ‫‪ 161‬من ‪ 121‬صفحة‬


‫‪ .2‬وكسب تؤٌ​ٌد الرأي العام للسٌاسات الحكومٌة‬ ‫الداخلٌة والخارجٌة؛‬ ‫‪ .3‬ومعرفة الرأي العام‪ ،‬وتقٌ​ٌم أداء الخدمات‬ ‫العامة لوظائفها المحددة‪ ،‬ومدى تلبٌتها لرؼبات‬ ‫الجمهور؛‬ ‫‪ .4‬والعمل على دحض الشائعات‪ ،‬والتصدي‬ ‫للحمالت اإلعالمٌة المضادة‪ ،‬وإبراز الحقائق عن طرٌق‬ ‫مصارحة الجماهٌر؛‬ ‫‪ .5‬واالهتمام بشإون الموظفٌن المستخدمٌن‬ ‫الحكومٌ​ٌن‪.‬‬ ‫وفً مجال المؤسسات والهٌئات الحكومٌة‪:‬‬ ‫‪ .1‬التعرٌؾ بؤهدافها وسٌاساتها‪ ،‬وتوثٌق الصلة‬ ‫والتعاون بٌن المواطن والمنظمة أو الهٌئة الحكومٌة‬ ‫للوصول إلى األهداؾ؛‬ ‫‪ .2‬ودراسة مواقؾ الرأي العام ونقل رؼبات‬ ‫ومطالب الجماهٌر للمسإولٌن فٌها‪ ،‬تمهٌداً لتلبٌتها وفق‬ ‫الظروؾ المتاحة؛‬ ‫‪ .3‬واالهتمام بشإون العاملٌن فً تلك المإسسات‬ ‫والهٌئات الحكومٌة؛‬ ‫‪ .4‬واالتصال بالهٌئات والمإسسات الحكومٌة‬ ‫المشابهة‪ ،‬لتحقٌق أفضل صورة من التعاون بٌنها‪ ،‬فً‬ ‫الداخل والخارج؛‬

‫‪ 161‬من ‪ 122‬صفحة‬


‫‪ .5‬وإصدار المواد اإلعالمٌة المطبوعة‬ ‫والمسموعة والمرئٌة عن نشاطات المنظمة أو الهٌئة‬ ‫الحكومٌة‪ ،‬وتبادلها وتوزٌعها فً الداخل والخارج؛‬ ‫‪ .6‬وتوثٌق كل ما ٌنشر فً وسائل اإلعالم‬ ‫واالتصال الجماهٌرٌة وؼٌرها من الوسائل فً الداخل‬ ‫والخارج؛ وتنظٌم الزٌارات الرسمٌة والخاصة‪.‬‬ ‫ومجاالت أخرى كالمإسسات االقتصادٌة‬ ‫واإلنتاجٌة والخٌرٌة‪ ،‬والمنظمات السٌاسٌة وؼٌرها‪.‬‬ ‫العالقات العامة الدولٌة فً الدول المتقدمة‪:‬‬ ‫وتستخدم العالقات العامة فً القارة األوروبٌة‪ ،‬كوسٌلة‬ ‫من وسائل تدعٌم الوحدة األوروبٌة‪ ،‬وزٌادة التالحم‬ ‫والتفاهم بٌن مختلؾ شعوب ودول القارة األوروبٌة‪.‬‬ ‫ومن المعروؾ أنه كلما زاد التقدم الثقافً‬ ‫والعلمً والتقنً فً أي دولة من دول العالم‪ ،‬زاد دور‬ ‫الدبلوماسٌة الشعبٌة‪ ،‬وتوجهت نحو تؤسٌس جمعٌات‬ ‫وهٌئات تعنى بالعالقات العامة‪ ،‬وإلى تدعٌم المإسسات‬ ‫الحكومٌة بؤقسام خاصة تعنى بهذا المجال الهام ٌطلق‬ ‫علٌها اسم أقسام العالقات العامة‪.‬‬ ‫وقد تطورت العالقات العامة فً الوالٌات‬ ‫المتحدة األمرٌكٌة حتى أصبحت تضاهً مثٌالتها فً‬ ‫دول العالم األخرى‪ ،‬وشهدت الدول األوروبٌة كفرنسا‬ ‫وبرٌطانٌا وبلجٌكا وؼٌرها تطوراً خاصا ً لمفهوم‬ ‫‪ 161‬من ‪ 123‬صفحة‬


‫العالقات العامة‪ ،‬لٌصبح ممارسة العالقات العامة ذو‬ ‫مفهوم دولً وٌمارس فعالً فً العالقات الدولٌة‪.‬‬ ‫ففً الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة مثالً تتحمل‬ ‫وكالة االستعالمات األمرٌكٌة‪ ،‬التً تم إنشاإها فً عام‬ ‫‪ ،1953‬مسإولٌة العالقات العامة وؼٌرها من‬ ‫المسإولٌات‪ ،‬من أجل تحقٌق أهداؾ السٌاسة األمرٌكٌة‪،‬‬ ‫عن طرٌق شرح وتفسٌر ونشر تلك السٌاسة‪ ،‬ومواجهة‬ ‫الدعاٌة المضادة الموجهة ضد سٌاسة الوالٌات المتحدة‬ ‫األمرٌكٌة فً العالم‪ .‬وٌقدم مدٌر الوكالة تقارٌره عن‬ ‫سٌر العمل فً الوكالة للرئٌس األمرٌكً مباشرة‪ ،‬من‬ ‫‪39‬‬ ‫خالل مجلس األمن القومً‪.‬‬ ‫وفً برٌطانٌا تم فً عام ‪ 1948‬تؤسٌس المعهد‬ ‫البرٌطانً للعالقات العامة‪ ،‬لتجمٌع جهود ممارسً‬ ‫وظٌفة العالقات العامة فً برٌطانٌا‪ .‬وٌصب اهتمامه‬ ‫على العالقات العامة فً أجهزة الدولة المركزٌة‬ ‫والمحلٌة‪ ،‬وفً القوات المسلحة البرٌطانٌة‪ ،‬والمإسسات‬ ‫االقتصادٌة واالستشارٌة‪ .‬كما وٌمارس ضباط اإلعالم‬ ‫فً البعثات الدبلوماسٌة البرٌطانٌة فً العالم‪ ،‬وظٌفة‬ ‫العالقات العامة من خالل وظٌفتهم اإلعالمٌة األساسٌة‪.‬‬ ‫‪ 39‬أَظش‪ :‬د‪ .‬محمذ عهً انعىٌىً‪ :‬يصذس ساتك ص ‪ .184‬و‬ ‫‪- Bertrand R. Canfield, International public‬‬ ‫‪Relations, in International Communication, op. cit..‬‬ ‫‪pp. 384-385.‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 124‬صفحة‬


‫وتطورت العالقات العامة كوظٌفة هامة من‬ ‫وظائؾ المشروعات االقتصادٌة والتجارٌة والصناعٌة‬ ‫فً فرنسا‪ ،‬بعد إنشاء الجمعٌة الفرنسٌة للعالقات العامة‬ ‫عام ‪ ،1955‬بهدؾ تطوٌر العالقات العامة الفرنسٌة‪.‬‬ ‫وتزاٌد االهتمام فً العالقات العامة فً إٌطالٌا‬ ‫إثر إنشاء جمعٌة تطوٌر العالقات العامة اإلٌطالٌة فً‬ ‫روما عام ‪ ،1954‬ورافق ذلك تزاٌد اهتمام الشركات‬ ‫اإلٌطالٌة بوظٌفة العالقات العامة‪.‬‬ ‫وفً بلجٌكا ظهر االهتمام فً العالقات العامة‬ ‫عند تؤسٌس جمعٌة العالقات العامة عام ‪ ،1953‬لتطوٌر‬ ‫دور العالقات العامة فً بلجٌكا‪.‬‬ ‫وفً أوزبكستان بدأ االهتمام الجدي بالعالقات‬ ‫العامة بعد االستقالل عام ‪ ،1991‬حٌث تم فً‬ ‫‪ 1995/11/8‬تؤسٌس وكالة أنباء "‪ "JOHAN‬ضمن‬ ‫جهاز وزارة الخارجٌة األوزبكستانٌة‪ ،‬لتوزٌع األخبار‬ ‫اإلٌجابٌة عن سٌر اإلصالحات االجتماعٌة واالقتصادٌة‬ ‫والسٌاسٌة فً أوزبكستان‪ ،‬وتطوٌر الصالت مع وكاالت‬ ‫األنباء والمراكز اإلعالمٌة الدولٌة‪ ،‬وتسرٌع عملٌة‬ ‫دخول الجمهورٌة الساحة اإلعالمٌة الدولٌة‪ .‬وجمع‬ ‫وتوزٌع األخبار داخل الجمهورٌة وفً الدول األجنبٌة‪،‬‬ ‫عن األوضاع السٌاسٌة والحقوقٌة وؼٌرها‪ ،‬واحتٌاجات‬ ‫السوق العالمٌة‪ ،‬ونشاطات المنظمات الدولٌة‪ ،‬وكبرٌات‬ ‫المإسسات والشركات األجنبٌة‪ ،‬المهتمة بالتعاون مع‬ ‫‪ 161‬من ‪ 125‬صفحة‬


‫أوزبكستان‪ 40.‬وفً ‪ 1996/11/21‬تم إحداث المركز‬ ‫الصحفً فً جهاز رئٌس الجمهورٌة‪ ،‬لتعرٌؾ الرأي‬ ‫العام باإلصالحات الدٌمقراطٌة الجارٌة فً الجمهورٌة‪،‬‬ ‫والتجاوب مع التفاعالت االجتماعٌة والسٌاسٌة‪ ،‬عبر‬ ‫شبكة االنترنٌت‪.‬‬ ‫ومع انتشار مفهوم وظٌفة العالقات العامة فً‬ ‫العالم‪ ،‬سارعت مإسسات التعلٌم العالً فً دول العالم‬ ‫المختلفة الفتتاح أقسام العالقات العامة فً معاهدها‬ ‫وكلٌاتها المتخصصة‪ ،‬وتدرٌس هذه المادة للدارسٌن‬ ‫فٌها‪.‬‬ ‫وتعد العالقات العامة الدولٌة الٌوم وظٌفة من‬ ‫وظائف المنظمات الدولٌة‪ ،‬وٌمارسها فً منظمة األمم‬ ‫المتحدة‪ ،‬مكتب اإلعالم فً نٌوٌورك من خالل العالقات‬ ‫الخارجٌة‪ ،‬والصحافة‪ ،‬والمطبوعات‪ ،‬والخدمات العامة‪،‬‬ ‫التً ٌعرض من خاللها المشاكل التً تواجه منظمة‬ ‫‪41‬‬ ‫األمم المتحدة‪ ،‬وخلق فهم أفضل ألهداؾ للمنظمة‪.‬‬ ‫كما وتمارس مكاتب منظمة األمم المتحدة فً‬ ‫العالم‪ ،‬العالقات العامة الدولٌة من خالل االتصال‬ ‫بالمإسسات ؼٌر الحكومٌة فً الدول المعتمدة فٌها‪ ،‬فً‬ ‫‪ 40‬أَظش‪ :‬وسائم اإلػالو انجًاهٍشٌح فً جًهىسٌح‬ ‫أوصتكسراٌ‪ .‬وكانح أَثاء "‪ ،"JAHON‬طشمُذ ‪ .1997‬ص ‪.86-81‬‬ ‫(تانهغح انشوسٍح)‬ ‫‪ 41‬أَظش‪ :‬د‪ .‬محمذ عهً انعىٌىً‪ :‬يصذس ساتك ص ‪.185‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 126‬صفحة‬


‫جمٌع المجاالت الفنٌة والعلمٌة والتعلٌم والصحة‬ ‫والعمل‪ ،‬وتوزع األفالم وبرامج اإلذاعة والتلفزٌون‪،‬‬ ‫والمطبوعات‪ ،‬وتدلً بالتصرٌحات الصحفٌة فً إطار‬ ‫مساعٌها لخلق تفهم أفضل عن منظمة األمم المتحدة‪.‬‬ ‫ومما زاد من دور العالقات العامة الدولٌة دخول‬ ‫شبكات الكمبٌوتر العالمٌة عالم االتصال المعاصر‪،‬‬ ‫واهتمام الشركات متعددة الجنسٌة بالعالقات العامة‬ ‫الدولٌة عبر شبكات االتصال الدولٌة‪ ،‬واعتمادها علٌها‬ ‫فً العالقات التجارٌة والمصرفٌة والنقل والتؤمٌن‪،‬‬ ‫وتبادل المعلومات على الصعٌد الدولً‪.‬‬ ‫وقد ساعدت العالقات العامة وسائل اإلعالم‬ ‫واالتصال الجماهٌرٌة الدولٌة‪ ،‬للحصول على‬ ‫المعلومات‪ ،‬والمواد اإلعالمٌة‪ ،‬وزادت من إمكانٌة‬ ‫انتشارها على الصعٌد العالمً‪ .‬ولعل منافذ وكاالت‬ ‫األنباء والصحؾ والمجالت واإلذاعات ومحطات‬ ‫التلفزٌون‪ ،‬والمراكز اإلعالمٌة الدولٌة عبر شبكة‬ ‫االنترنٌت خٌر مثال على تحول العالم بالفعل إلى قرٌة‬ ‫كونٌة‪.‬‬ ‫ولم تستثنً العالقات العامة الدولٌة كوظٌفة من‬ ‫وظائؾ السلك الدبلوماسً‪ ،‬حٌث أصبحت من المهام‬ ‫األساسٌة للبعثات الدبلوماسٌة العاملة فً الخارج‪ ،‬بما‬ ‫تسمح به إمكانٌات كل دولة من دول العالم‪.‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 127‬صفحة‬


‫اإلعالن كوظٌفة للتبادل اإلعالمً الدولً‪ٌ :‬عتمد‬ ‫اإلعالن الدولً على أسس ٌسعى من خاللها لخلق‬ ‫المناخ المالئم لتروٌج السلع والبضائع والخدمات‪،‬‬ ‫ومهمته األولى الوصول لألسواق الخارجٌة‪ .‬وتختلؾ‬ ‫أسالٌب اإلعالن المحلً عن اإلعالن الدولً‪ ،‬بسبب‬ ‫تباٌن خصائص مستقبل الرسالة اإلعالنٌة فً الخارج‬ ‫عنها فً الداخل‪ .‬واإلعالن الدولً ٌجب أن ٌراعً بدقة‬ ‫الخصائص المحلٌة لكل منطقة ٌتوجه إلٌها فً العالم‪،‬‬ ‫بحٌث ال ٌتعرض بالسوء لمشاعر ومقدسات أي شعب‬ ‫من شعوب العالم فً النصوص والصور اإلعالنٌة‪،‬‬ ‫ومراعاة معانً األلوان لدى شعوب العالم المختلفة‪،‬‬ ‫فاللون األبٌض هو لون الحداد‪ ،‬واألزرق ٌرمز لقلة‬ ‫السعادة لدى الصٌنٌ​ٌن‪ ،‬واألسود لون الحداد لدى شعوب‬ ‫الشرق األوسط‪ ،‬واللون األحمر رمز للسعادة لدى‬ ‫الشعوب اإلفرٌقٌة والشرقٌن األوسط واألقصى‪ .‬وتجنب‬ ‫استخدام الرموز الدٌنٌة المقدسة فً اإلعالن الدولً‪،‬‬ ‫مثال الهالل لدى المسلمٌن‪ ،‬والصلٌب المقدس لدى‬ ‫المسٌحٌ​ٌن‪ ،‬ونجمة داوود السداسٌة لدى الٌهود‪ ،‬والبقرة‬ ‫المقدسة لدى الهندوس‪ ،‬وؼٌرها من المقدسات والرموز‪.‬‬ ‫كً ال ٌنقلب اإلعالن عن تحقٌق أهدافه التً صدر من‬ ‫‪42‬‬ ‫أجلها‪.‬‬

‫‪42‬‬

‫أَظش‪ :‬د‪ .‬محمذ عهً انعىٌىً‪ :‬يصذس ساتك ص ‪ .187‬و‬

‫‪ 161‬من ‪ 128‬صفحة‬


‫كما وٌجب مراعاة الخصائص اللؽوٌة عند‬ ‫ترجمة النصوص اإلعالنٌة الدولٌة من لؽة إلى أخرى‪.‬‬ ‫ومحاولة قدر اإلمكان أن ٌتضمن النص المترجم نفس‬ ‫المعانً التً ٌحملها فً اللؽة األصل حتى ولو تطلب‬ ‫األمر إجراء بعض التعدٌالت فً كلمات النص‬ ‫األصلً‪ ،‬من أجل مراعاة الخصائص الثقافٌة واللؽوٌة‬ ‫لكل شعب من شعوب العالم‪ ،‬كما هً الحال مثالً‬ ‫للناطقٌن باإلنجلٌزٌة التً تختلؾ عنها فً أمرٌكا‪،‬‬ ‫وأسترالٌا‪ ،‬والعامٌة السائدة فً كل منطقة من مناطق‬ ‫انتشار اللؽة اإلنجلٌزٌة‪.‬‬ ‫وبرز اإلعالن الدولً فً البداٌة على صفحات‬ ‫الصحؾ والمجالت الدولٌة‪ ،‬خدمة للمنتجٌن والتجار‬ ‫وأصحاب المهن‪ ،‬الذٌن أرادوا من خالل إعالناتهم فً‬ ‫الصحؾ اختصار الطرٌق إلى المستهلكٌن واألسواق‬ ‫التجارٌة فً العالم‪ .‬وبعد ذلك تطور استخدامه لٌشمل‬ ‫اإلعالنات على شاشات الصاالت السٌنمائٌة‪ ،‬ومن خالل‬ ‫البرامج اإلعالنٌة اإلذاعٌة والتلفزٌونٌة‪ .‬وبالتدرٌج‬ ‫أصبحت المعارض واألسواق التجارٌة من أهم منابر‬ ‫اإلعالن الدولً ألنها تفسح المجال واسعا ً لٌس لإلعالن‬ ‫فقط‪ ،‬بل وتوفر الفرصة لٌلتقً المنتج والمستهلك وجها ً‬ ‫لوجه حول نماذج من البضاعة أو الخدمات المعروضة‪،‬‬ ‫‪- Roland L. Kramer, International Advertising‬‬ ‫‪Media, International Communication. op. cit., pp.‬‬ ‫‪346-349.‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 129‬صفحة‬


‫وهو الدور الذي تلعبه أٌضا ً شبكات المعلومات العالمٌة‬ ‫التً ألؽت المسافة والزمن الفاصل بٌن المعلن‬ ‫والمستهلك‪.‬‬ ‫فقد شهدت العقود األخٌرة من القرن العشرٌن‬ ‫تطوراً ملحوظا ً فً مجال اإلعالن الدولً‪ ،‬عندما أصبح‬ ‫ٌستخدم قنوات االتصال الحدٌثة وشبكات المعلومات‬ ‫العالمٌة‪ ،‬التً وفرت الفرصة الذهبٌة للمعلن والمستهلك‬ ‫للحوار عن بعد‪ ،‬وعقد الصفقات التجارٌة وإبرام العقود‬ ‫ومتابعة تنفٌذها خالل دقائق فقط‪ ،‬بعد أن كانت فً‬ ‫السابق تتطلب فترة زمنٌة أكبر‪ .‬وهذا بدوره ساعد على‬ ‫تطوٌر أسالٌب وطرق اإلعالن الدولً وزاد من فاعلٌته‪.‬‬ ‫ولم ٌقؾ التطور الهائل لوسائل اإلعالم‬ ‫واالتصال الجماهٌرٌة عند هذا الحد‪ ،‬بل ساعد على‬ ‫انتشار الثقافات المختلفة‪ ،‬وتقرٌبها من بعضها البعض‪،‬‬ ‫من خالل الحوار الثقافً العالمً عبر وسائل االتصال‬ ‫الدولٌة الحدٌثة‪ .‬مما ساعد على خلق قٌم إنسانٌة مشتركة‬ ‫بٌن مختلؾ الشعوب‪ ،‬رافقتها عادات استهالكٌة مشتركة‬ ‫سهلت لإلعالن الطرٌق للوصول إلى أهدافه‪ .‬وأدخلت‬ ‫أفكاراً قرٌبة ٌمكن ترجمتها بسهولة وٌسر من لؽة إلى‬ ‫‪43‬‬ ‫أخرى دون صعوبة تذكر‪.‬‬

‫‪43‬‬

‫أَظش‪ :‬د‪ .‬محمذ عهً انعىٌىً‪ :‬يصذس ساتك ص ‪ .188‬و‬

‫‪ 161‬من ‪ 130‬صفحة‬


‫ومع ذلك لم تزل الحاجة ماسة وملحة لمتابعة‬ ‫دراسة تؤثٌر اإلعالن الدولً والتخطٌط له من قبل‬ ‫الحكومات والمنظمات الدولٌة‪ ،‬بهدؾ حماٌة الثقافات‬ ‫الوطنٌة فً الدول األقل تطوراً والفقٌرة من احتواء‬ ‫ثقافات الدول الؽنٌة لها‪ ،‬وبالتالً اندثارها إلى الال‬ ‫عودة‪ .‬وحماٌة األجٌال الصاعدة من االنحراؾ‪ ،‬وحماٌة‬ ‫المستهلكٌن بصورة عامة من اإلعالنات المنحرفة‬ ‫والمضللة‪ ،‬وتوخً الدقة عند اختٌار وكاالت اإلعالن‬ ‫الدولٌة‪ ،‬وتسجٌلها فً المنظمات الدولٌة‪ ،‬وإلزامها‬ ‫بمراعاة الخصائص الثقافٌة المحلٌة للمناطق التً توجه‬ ‫‪44‬‬ ‫لها تلك اإلعالنات‪.‬‬ ‫والبد من أن تتحمل الحكومات‪ ،‬والمنظمات‬ ‫الدولٌة‪ ،‬ووكاالت اإلعالن الدولً‪ ،‬المسإولٌة اإلنسانٌة‬ ‫بصورة مشتركة‪ ،‬أمام مستقبل البشرٌة جمعاء‪ ،‬ألن‬ ‫المعلن ال ٌهمه إال تصرٌؾ بضاعته أو خدماته بالدرجة‬ ‫األولى‪ ،‬والتؤثٌر على منافسٌه فً السوق االستهالكٌة‬ ‫الدولٌة بالدرجة الثانٌة‪ .‬ولهذا نعتقد أن الدراسة الدقٌقة‬ ‫‪- S. Wastson, The International Language of‬‬ ‫‪Advertising, International Communication, op. cit.,‬‬ ‫‪pp. 357-365.‬‬ ‫‪ 44‬أَظش‪ :‬د‪ .‬محمذ عهً انعىٌىً‪ :‬يصذس ساتك ص ‪ .188‬و‬ ‫‪- Gordon E. Miracle, Client's International‬‬ ‫‪Advertising Policies and Procedures, International‬‬ ‫‪Communication, op. cit., pp. 366-374.‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 131‬صفحة‬


‫لمشاكل اإلعالن الدولً فٌها فائدة للجمٌع‪ ،‬وال تقتصر‬ ‫الفائدة على المعلن ووكالة اإلعالن‪ ،‬فً العصر الراهن‪،‬‬ ‫عصر القرٌة الكونٌة‪ ،‬بعد أن أصبح للمستهلك دوراً‬ ‫ٌلعبه وٌضؽط من خالله عبر وسائل االتصال الحدٌثة‬ ‫على المنتج‪ ،‬والمعلن‪ ،‬ووكالة اإلعالن‪ ،‬وحتى على‬ ‫وسٌلة االتصال الناقلة لمضمون اإلعالن الدولً‪ .‬وٌدخل‬ ‫هذا ضمن إطار التخطٌط لإلعالن ولإلعالم والحمالت‬ ‫اإلعالمٌة‪.‬‬ ‫التخطٌط اإلعالمً والحمالت اإلعالمٌة الدولٌة‪:‬‬ ‫أحدث التقدم العلمً والتكنولوجً الهائل فً مجال‬ ‫وسائل االتصال الجماهٌرٌة‪ ،‬تؽٌ​ٌرات جوهرٌة فً‬ ‫العالقات الدولٌة‪ .‬أثرت على دور الدولة التً كانت‬ ‫تحتكر السٌاسة الدولٌة فً السابق‪ ،‬وأضعفت من‬ ‫دورها‪ ،‬وتخلت عن بعض وظائفها لمإسسات أخرى‪،‬‬ ‫ولم ٌعد هناك مجال للتحدث عن السٌادة اإلعالمٌة‬ ‫للدولة‪ ،‬أو التحكم شبه الكامل أو شبه المطلق بعملٌة‬ ‫التدفق اإلعالمً إلى داخل الدول فً القرن الحادي‬ ‫والعشرٌن‪ .‬وأصبح أشبه بالمستحٌل بعد ظهور شبكة‬ ‫شبكات المعلومات "االنترنٌت" وؼٌرها من تقنٌات‬ ‫االتصال الحدٌثة‪ ،‬السٌطرة التامة على نوع وكمٌة‬ ‫المعلومات التً تتدفق إلى عقول الناس‪ .‬وقد ساهمت‬ ‫شبكات االتصال الجماهٌرٌة الحدٌثة إلى حد كبٌر فً‬ ‫تخطً حاجزي الزمان والمكان‪ .‬بعد أن أصبح عدد‬ ‫هائل من األشخاص مرتبطٌن معا ً عبر أجهزة الكمبٌوتر‬ ‫‪ 161‬من ‪ 132‬صفحة‬


‫المشتركة فً شبكة عالمٌة‪ ،‬عبر األقمار الصناعٌة‪ .‬مما‬ ‫زاد من تفاعل المجتمع الدولً‪ ،‬وأصبحت عملٌة التبادل‬ ‫اإلعالمً الدولٌة أكثر ٌسراً وسهولة‪ ،‬مما زاد من أهمٌة‬ ‫التخطٌط للعمل اإلعالمً‪ ،‬والتنسٌق بٌن جهود مختلؾ‬ ‫الجهات على الساحتٌن المحلٌة والدولٌة‪.‬‬ ‫وٌعتبر تخطٌط العمل اإلعالمً من أساسٌات‬ ‫التبادل اإلعالمً الدولً‪ ،‬وٌتم من خالله تحدٌد األهداؾ‬ ‫العامة للخطة التً تراعً السٌاستٌن الداخلٌة والخارجٌة‬ ‫للدولة‪ ،‬وحصر اإلمكانٌات المادٌة والتقنٌة والبشرٌة‬ ‫وتصنٌفها‪ ،‬وتحدٌد الوسائل والفترة الزمنٌة الالزمة‬ ‫لتحقٌقها‪ ،‬مع المراعاة الدقٌقة للتكالٌؾ االقتصادٌة من‬ ‫خالل دراسة الجدوى االقتصادٌة والسٌاسٌة للخطة‪.‬‬ ‫ولتخطٌط العمل اإلعالمً إطارٌن أساسٌ​ٌن‪ ،‬هما‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬اإلطار النظري للخطة اإلعالمٌة‪ ،‬وٌشمل‬ ‫األهداؾ الثابتة محددة الؽاٌات والواضحة المعالم‬ ‫والعناصر‪ ،‬واألهداؾ المرنة التً ال تحتوي على درجة‬ ‫كبٌرة من التحدٌد وٌمكن تطوٌرها وتكٌ​ٌفها مع الظروؾ‬ ‫أثناء التطبٌق العملً‪.‬‬ ‫وتشمل عملٌة التخطٌط بشكل عام‪ ،‬مشاكل‬ ‫اختٌار الوسائل لتحقٌق أهداؾ الخطة من بٌن البدائل‬ ‫المتعددة‪ ،‬ومشاكل التدابٌر واإلجراءات الالزمة لتحقٌق‬

‫‪ 161‬من ‪ 133‬صفحة‬


‫أهداؾ الخطة‪ ،‬ومشاكل التطبٌق والتنفٌذ الفعلً للوصول‬ ‫‪45‬‬ ‫إلى أهداؾ الخطة‪ .‬وفق التسلسل التالً‪:‬‬ ‫‪ .1‬األهداؾ؛‬ ‫‪ .2‬األهداؾ المحددة؛‬ ‫‪ .3‬األهداؾ المرنة؛‬ ‫‪ .4‬الوسائل؛‬ ‫‪ .5‬مشكلة الخٌارات؛‬ ‫‪ .6‬مشكلة التدابٌر؛‬ ‫‪ .7‬مشكلة التنفٌذ‪.‬‬ ‫وعند وضع أي خطة البد من تحدٌد إطارها‬ ‫العام من أرقام ومإشرات‪ ،‬لٌتم معالجتها مع المشاكل‬ ‫المحتملة عند التنفٌذ الفعلً للخطة الموضوعة‪ .‬وبعد‬ ‫االنتهاء من تحدٌد اإلطار العام للخطة‪ ،‬تبدأ عملٌة تحدٌد‬ ‫اإلطار التفصٌلً للخطة‪ ،‬عن طرٌق دراسة تفاصٌل‬ ‫الخطة‪ ،‬وتحوٌل األهداؾ العامة إلى أهداؾ تفصٌلٌة‪،‬‬ ‫مع تحدٌد الوسائل انطالقا من اإلمكانٌات‪ ،‬والمدة‬ ‫الزمنٌة الالزمة للتنفٌذ بدقة‪ .‬وكما هو متعارؾ علٌه من‬ ‫الناحٌة الزمنٌة‪ ،‬فهناك خططا ً سنوٌة‪ ،‬وخطط متوسطة‬ ‫‪ 45‬أَظش‪ :‬د‪ .‬محمذ عهً انعىٌىً‪ :‬يصذس ساتك ص ‪193‬؛‬ ‫ود‪ .‬محمذ محمىد اإلماو‪ :‬انرخطٍظ يٍ أجم انرًٍُح االلرصادٌح‬ ‫واالجرًاػٍح‪ .‬يؼهذ انذساساخ انؼشتٍح انؼانٍح‪ .‬جايؼح انذول انؼشتٍح‪،‬‬ ‫‪ .1962‬ص‪22-21 .‬؛ وعمر انجىٌهً‪ :‬انؼاللاخ انذونٍح فً ػصش‬ ‫انًؼهىياخ‪ .‬يجهح انسٍاسح انذونٍح‪ .‬انؼذد ‪ٌُ /123‬اٌش ‪ .1996‬ص ‪-83‬‬ ‫‪.101‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 134‬صفحة‬


‫األمد تتراوح عادة ما بٌن األربع والسبع سنوات‪ ،‬وفً‬ ‫أكثر الحاالت هً خطط خمسٌة‪ ،‬أي لمدة خمس‬ ‫سنوات‪ ،‬والخطط طوٌلة األمد وهً الخطط التً تزٌد‬ ‫‪46‬‬ ‫مدتها عن السبع سنوات‪.‬‬ ‫وعادة ما تقسم الخطط متوسطة األمد‪ ،‬والخطط‬ ‫طوٌلة األمد إلى خطط سنوٌة متكاملة‪ ،‬لالستفادة من‬ ‫إمكانٌة التجربة وإجراء اإلصالح على الخطط للسنوات‬ ‫الالحقة بقصد زٌادة فاعلٌتها‪ ،‬وفقا ً لمعطٌات تنفٌذ خطط‬ ‫السنوات السابقة‪ .‬والمتعارؾ علٌه أٌضا ً تقسٌم الخطط‬ ‫السنوٌة‪ ،‬إلى خطط ربع سنوٌة‪ ،‬وشهرٌة وهكذا‪.‬‬ ‫وهنا ٌجب على المخططٌن اإلعالمٌ​ٌن أن‬ ‫ٌدركوا دائماً‪ ،‬أن تخطٌط العمل اإلعالمً الدولً هو‬ ‫شكل من أشكال التخطٌط السٌاسً‪ ،‬وٌدخل فً إطار‬ ‫تحقٌق أهداؾ السٌاستٌن الداخلٌة والخارجٌة للدولة‪ ،‬وال‬ ‫ٌجوز تخطٌهما أبداً‪.‬‬ ‫كما وٌجب أن ٌدرك المخططون اإلعالمٌون‪ ،‬أن‬ ‫ضمان التنفٌذ الناجح ألي خطة كانت‪ ،‬مرتبط بمدى‬ ‫تحدٌد األسالٌب الممكنة والمالئمة لتحقٌق األهداؾ‬ ‫‪ 46‬أَظش‪ :‬د‪ .‬محمذ عهً انعىٌىً‪ :‬يصذس ساتك ص ‪ .195‬و‬ ‫‪- Habil Erhart Knauthe, Industrialization,‬‬ ‫‪Planning, financing in Developing Countries,‬‬ ‫‪Wdition Leipzig, German Democratic Republic,‬‬ ‫‪1970. p. 27.‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 135‬صفحة‬


‫الموضوعة انطالقا ً من اإلمكانٌات الفعلٌة‪ .‬وأن األهداؾ‬ ‫الواقعٌة والواضحة‪ ،‬تسهل عملٌة التنفٌذ وبالتالً‬ ‫الوصول لألهداؾ المرتقبة‪ .‬ومن عوامل النجاح‬ ‫األخرى التقدٌر السلٌم للوسائل واإلمكانٌات والؽاٌات‪،‬‬ ‫وبقدر ما تكون متناسقة‪ ،‬وتكون الؽاٌات متوافقة مع‬ ‫اإلمكانٌات‪ ،‬بقدر ما ٌكون التنفٌذ أكثر نجاحاً‪.‬‬ ‫وال بد من دراسة صالحٌة األهداؾ‪ ،‬من وجهة‬ ‫نظر احتماالت تحقٌقها من خالل اإلمكانٌات المتاحة‪،‬‬ ‫وتقٌ​ٌم احتماالت تحقٌق الهدؾ مع متؽٌرات اإلمكانٌات‬ ‫‪47‬‬ ‫المتاحة‪ ،‬والذي ٌمكن من خالل التالً‪:‬‬ ‫‪ .1‬االحتٌاجات الالزمة؛‬ ‫‪ .2‬مقارنة االحتٌاجات واإلمكانٌات؛‬ ‫‪ .3‬تحدٌد الهدؾ؛‬ ‫‪ .4‬اإلمكانٌات المتاحة؛‬ ‫‪ .5‬تقٌ​ٌم صالحٌة الهدؾ‪.‬‬ ‫وبعد االنتهاء من دراسة صالحٌات األهداؾ‪،‬‬ ‫ٌتم االنتقال إلى عملٌة اختٌار األسالٌب من خالل البدائل‬ ‫المتاحة‪ ،‬وبعد دراسة تلك البدائل من كافة الجوانب ٌتم‬ ‫‪ 47‬أَظش‪ :‬د‪ .‬محمذ عهً انعىٌىً‪ :‬يصذس ساتك ص ‪196‬؛‬ ‫ونٍذل هارت‪ :‬اإلسرشاذٍجٍح وذاسٌخها فً انؼانى‪.‬ذشجًح‪ :‬انهٍثى األٌىتً‪.‬‬ ‫داس انطهٍؼح‪ ،‬تٍشوخ ‪ .1967‬ص ‪409-408‬؛ وأوذرٌه بىفر‪ :‬يذخم‬ ‫إنى اإلسرشاذٍجٍح انؼسكشٌح‪ .‬ذشجًح‪ :‬انهٍثى األٌىتً‪ .‬داس انطهٍؼح‪،‬‬ ‫تٍشوخ ‪ .1968‬ص ‪.46-45‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 136‬صفحة‬


‫اختٌار األسالٌب الناجعة والمالئمة من بٌن تلك البدائل‪،‬‬ ‫تمهٌداً لالنتقال إلى المرحلة التالٌة‪ ،‬وهً وضع تفاصٌل‬ ‫الخطة اإلعالمٌة‪ ،‬والتً ٌجب أن تراعى فٌها الخطوات‬ ‫‪48‬‬ ‫العشرة الموضحة فً التالً‪:‬‬ ‫‪ .1‬تحدٌد األهداؾ ومضمون الرسالة اإلعالمٌة؛‬ ‫‪ .2‬تحدٌد مجاالت التنفٌذ؛‬ ‫‪ .3‬المدة الزمنٌة؛‬ ‫‪ .4‬وضع نظام لمتابعة التنفٌذ؛‬ ‫‪ .5‬تحدٌد مستقبل الرسالة اإلعالمٌة؛‬ ‫‪ .6‬واإلمكانٌات؛‬ ‫‪ .7‬واألسالٌب؛‬ ‫‪ .8‬والمسإولٌن عن التنفٌذ؛‬ ‫‪ .9‬والمسإول عن متابعة التنفٌذ؛ تقٌ​ٌم الفاعلٌة‪.‬‬ ‫وعلى المخططٌن اإلعالمٌ​ٌن أن ٌؤخذوا فً‬ ‫اعتبارهم قوة وإمكانٌات اإلعالم المضاد‪ ،‬ومحاولة‬ ‫االحتفاظ بزمام المبادرة قدر اإلمكان‪ .‬وأن ٌبنوا خططهم‬ ‫على قدر كبٌر من المعلومات عن المستهدفٌن فً الخطة‬ ‫اإلعالمٌة الدولٌة‪ ،‬واالستعانة بفرٌق عمل من‬ ‫المتخصص فً مجاالت التخطٌط‪ ،‬وخبراء االقتصاد‬ ‫‪ 48‬أَظش‪ :‬د‪ .‬محمذ عهً انعىٌىً‪ :‬يصذس ساتك ص ‪198‬؛ و‬ ‫‪- B.E. Goetz, Management, Planning and‬‬ ‫‪control, Mc Grow - Hill Book Co., 1949; J. Argenti,‬‬ ‫‪Corporate Planning, A practical Guide Edinburgh, G.‬‬ ‫‪Allen and Len win Ltd., 1968.‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 137‬صفحة‬


‫والسٌاسة الخارجٌة‪ ،‬والتبادل اإلعالمً الدولً‪ ،‬ووسائل‬ ‫اإلعالم واالتصال الجماهٌرٌة الدولٌة‪ ،‬والنظم السٌاسٌة‪،‬‬ ‫وتكنولوجٌا وسائل االتصال الدولٌة‪ ،‬وعلم النفس‬ ‫االجتماعً وؼٌرها من التخصصات حسبما تقتضً‬ ‫الظروؾ‪ .‬مع توخً نتائج الخطط السابقة‪ ،‬والتجارب‬ ‫المحلٌة واإلقلٌمٌة والعالمٌة فً موضوع الخطة‬ ‫اإلعالمٌة التً ٌعدونها‪ ،‬مع مراعاة آراء أولئك‬ ‫الممارسٌن للعمل اإلعالمً الدولً فعالً‪ ،‬ففً‬ ‫مالحظاتهم الكثٌر مما ٌمكن أن ٌفٌد فً نجاح تنفٌذ‬ ‫الخطة اإلعالمٌة ووصولها ألهدافها المرجوة‪.‬‬ ‫ثانٌاً‪ :‬اإلطار التطبٌقً للخطة اإلعالمٌة‪ ،‬وٌؤتً‬ ‫تلبٌة للمبادئ واألهداؾ التً تضمنتها خطة العمل‬ ‫اإلعالمً الدولً‪ ،‬ومن أهم مبادئها األساسٌة التنسٌق‬ ‫بٌن األجهزة والوسائل المختلفة للوصول إلى أفضل‬ ‫تنفٌذ للخطة اإلعالمٌة‪ ،‬وأعلى درجة من الفاعلٌة‪ .‬من‬ ‫خالل اإلجابة على السإال التالً‪ :‬من ٌخاطب من؟‬ ‫فالدبلوماسٌة الرسمٌة المعتمدة فً الخارج‪،‬‬ ‫باإلضافة للدبلوماسٌة الشعبٌة (العالقات العامة الدولٌة)‪،‬‬ ‫أي الزٌارات الرسمٌة واإلطالعٌة والسٌاحٌة‪،‬‬ ‫والمعارض والمهرجانات الثقافٌة والفنٌة‪ ،‬واللقاءات‬ ‫والمإتمرات الدولٌة‪ ،‬ووسائل االتصال واإلعالم‬ ‫الجماهٌرٌة كلها من وسائل تنفٌذ الخطة اإلعالمٌة‪ ،‬من‬

‫‪ 161‬من ‪ 138‬صفحة‬


‫خالل مخاطبتها للقطاعات المستهدفة فً الخطة‬ ‫اإلعالمٌة الدولٌة‪ ،‬والتً ٌمكن أن تكون‪:‬‬ ‫‪ .1‬قٌادات حاكمة‪‎‬؛‬ ‫‪ .2‬وقٌادات وأعضاء البرلمان‪ ،‬والمعارضة‬ ‫البرلمانٌة؛‬ ‫‪ .3‬وقٌادات األحزاب السٌاسٌة‪ ،‬سواء أكانت‬ ‫داخل السلطة أم فً صفوؾ المعارضة؛‬ ‫‪ .4‬وقٌادات المنظمات الجماهٌرٌة والمهنٌة‬ ‫واالجتماعٌة؛‬ ‫‪ .5‬وقٌادات إعالمٌة؛‬ ‫‪ .6‬ورجال أعمال؛‬ ‫‪ .7‬وأقلٌات أو تجمعات دٌنٌة‪ ،‬أو عرقٌة‪ ،‬أو‬ ‫ثقافٌة‪ ،‬أو قومٌة؛‬ ‫‪ .8‬والجالٌات المقٌمة فً الخارج؛‬ ‫‪ .9‬وهٌئات ثقافٌة‪ ،‬ودٌنٌة؛‬ ‫‪ .10‬والمشاركٌن فً المهرجانات الثقافٌة‬ ‫والفنٌة؛‬ ‫‪ .11‬والمشاركٌن فً اللقاءات الرٌاضٌة؛‬ ‫‪ .12‬والمشاركٌن فً المإتمرات واللقاءات‬ ‫السٌاسٌة واالقتصادٌة والعلمٌة الدولٌة؛‬ ‫‪ .13‬وزوار المعارض االقتصادٌة والتجارٌة‬ ‫والسٌاحٌة واإلعالمٌة والفنٌة الدولٌة؛‬ ‫‪ .14‬والجماهٌر العرٌضة من خالل وسائل‬ ‫االتصال واإلعالم الجماهٌرٌة‪.‬‬ ‫‪ 161‬من ‪ 139‬صفحة‬


‫ومن خالل متابعتها لمراحل تنفٌذ الخطة‬ ‫اإلعالمٌة الدولٌة‪ ،‬من المفٌد جداً دراسة متؽٌرات‬ ‫الساحة التً ٌنشطون فٌها‪ ،‬وتشمل الوجود اإلعالمً‬ ‫الصدٌق والمحاٌد والمضاد فً تلك الساحة‪ ،‬ومجال‬ ‫التؤثٌر اإلعالمً على الفئات والقطاعات المستهدفة‪ ،‬من‬ ‫خالل المفاهٌم المتكونة مسبقا ً لدٌها‪ .‬وتزوٌد الجهات‬ ‫المسإولة بالمعلومات عن تنفٌذ مراحل الخطة اإلعالمٌة‬ ‫الدولٌة ومتابعة تلك المعلومات تباعاً‪ ،‬من أجل المساعدة‬ ‫على تحدٌد المجموعات والفئات والقطاعات التً ٌجب‬ ‫مخاطبتها أكثر من ؼٌرها‪ ،‬وتكٌ​ٌؾ القواعد التً ٌجب‬ ‫أن ٌلتزم بها كل المشاركٌن فً تنفٌذ الخطة اإلعالمٌة‬ ‫الدولٌة‪ ،‬وإعداد المواد اإلعالمٌة الرئٌسٌة من معلومات‬ ‫وأخبار وملفات إعالمٌة تفٌد فً إنجاح تنفٌذ الخطة‬ ‫وتساعد على الوصول ألقصى قدر ممكن من الفاعلٌة‬ ‫والتؤثٌر‪.‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 140‬صفحة‬


‫الخاتمظ‬ ‫ومما سبق نرى أن هناك مشكلة حقٌقٌة ماثلة‬ ‫للعٌان تهدد األمن اإلعالمً الوطنً والقومً للدول‬ ‫األقل تطوراً والنامٌة‪ ،‬وتعانً منها الدول العربٌة‬ ‫واإلسالمٌة‪ ،‬وتهدد األمن اإلعالمً اإلقلٌمً والدولً‪،‬‬ ‫وتعٌق التفاهم الدولً‪ ،‬وتضع البشرٌة أمام مسإولٌة‬ ‫التصدي لها وتقدٌم الحلول الناجعة لمعالجتها‪ ،‬قبل أن‬ ‫تصبح مفاتٌح المشكلة حكراً على البعض مستعصٌة‬ ‫على البعض اآلخر‪ ،‬وٌإدي استخدامها الندفاع البشرٌة‬ ‫إلى تطوٌر أنواع جدٌدة من السٌطرة اإلعالمٌة‬ ‫والمعلوماتٌة واألسلحة الفتاكة التً أصبح االتجاه فٌها‬ ‫ٌتطلع نحو الفضاء الكونً من قبل دول تتحدث دائما ً‬ ‫عن حقوق اإلنسان وتستخدمه ذرٌعة للتدخل فً الشإون‬ ‫الداخلٌة للدول األخرى‪ ،‬وتستثنً نفسها منه وتتجاهل‬ ‫حق اإلنسان األساسً الذي وهبه له هللا عز وجل‪ ،‬أال‬ ‫وهو الحق فً الحٌاة الحرة الكرٌمة البعٌدة عن التسلط‬ ‫والفرض واإلكراه‪.‬‬ ‫وأرى أن ٌجري البحث عن الحلول فً إطار‬ ‫التفاهم الدولً والعالقات الدولٌة انطالقا من مبدأ‬ ‫االحترام المتبادل‪ ،‬واحترام السٌادة الوطنٌة‪ ،‬وفً إطار‬ ‫الدبلوماسٌة الدولٌة داخل أروقة منظمة األمم المتحدة‪،‬‬ ‫‪ 161‬من ‪ 141‬صفحة‬


‫وعلى مستوى منظماتها المتخصصة‪ ،‬والمنظمات‬ ‫اإلقلٌمٌة التً هً أدرى بمصالحها الوطنٌة اإلقلٌمٌة‬ ‫المرتبطة بالمصالح اإلنسانٌة لعالم الٌوم‪ .‬وهذا ٌحتاج‬ ‫قبل كل شًء إعادة النظر فً السٌاسات اإلعالمٌة‬ ‫الحالٌة‪ ،‬وتحدٌد مواقؾ الحكومات والقوى السٌاسٌة من‬ ‫المشكلة وفق منظور المصالح الوطنٌة العلٌا لكل دولة‪،‬‬ ‫وتوحٌدها على ضوء المصالح القومٌة للدول العربٌة‪،‬‬ ‫واإلسالمٌة التً تجمع الدول اإلسالمٌة والمسلمٌن فً‬ ‫العالم قاطبة‪ ،‬والمصالح اإلنسانٌة التً تجمع شعوب‬ ‫العالم بؤسره‪.‬‬ ‫وهنا ٌبرز دور جامعة الدول العربٌة وأجهزتها‬ ‫المتخصصة‪ ،‬ومجلس تعاون دول الخلٌج العربٌة‬ ‫ومنظمة المإتمر اإلسالمً وؼٌرها من التجمعات‬ ‫اإلقلٌمٌة والدولٌة‪ ،‬والدبلوماسٌة الثنائٌة بٌن الدول‪ ،‬فً‬ ‫تنسٌق الجهود والمواقؾ والعمل الجماعً من خالل‬ ‫المنظمات الدولٌة‪ ،‬ومن خالل مواقؾ محددة من‬ ‫المشكلة‪ ،‬التً ٌمكن أن تساعد على إٌجاد أطر للعمل‬ ‫الجماعً لمواجهة المشكلة‪ ،‬من ضمن إطار الشرعٌة‬ ‫الدولٌة لتحقٌق أوسع تعاون دولً مفٌد وواقعً وممكن‬ ‫ٌساعد على حل مشاكل األمن اإلعالمً الوطنً‬ ‫والقومً واإلقلٌمً والدولً‪ .‬وٌضمن تنفٌذ اإلجراءات‬ ‫الجماعٌة المتخذة لحل المشاكل الجدٌدة والصعبة الناتجة‬ ‫عن دخول اإلنسانٌة عصر "العولمة المعلوماتٌة"‪.‬‬ ‫وتوفر األمن اإلعالمً الوطنً والدولً الواقعً الذي‬ ‫‪ 161‬من ‪ 142‬صفحة‬


‫ٌضمن سٌادة المصالح الوطنٌة ومساواتها لجمٌع دول‬ ‫العالم صؽٌرها وكبٌرها‪ ،‬فقٌرها وؼنٌها‪ .‬وٌتصدى ألي‬ ‫عدوان خارجً أو إجرامً أو إرهابً ٌتعرض له‬ ‫المجال المعلوماتً من قبل أي كان‪ ،‬وألي دولة من دول‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫وهذا على ما أعتقد ال ٌعفً الدول العربٌة‬ ‫واإلسالمٌة القادرة‪ ،‬من واجب إعادة النظر فً سٌاساتها‬ ‫اإلعالمٌة والشروع بإنشاء مإسسات متخصصة للقٌام‬ ‫بالدراسات واألبحاث الضرورٌة التً تمكنها من‬ ‫مواجهة وامتالك ناصٌة تقنٌات وتكنولوجٌا سالح القرن‬ ‫الحادي والعشرٌن "السالح المعلوماتً"‪ ،‬لتقدمه دعما ً‬ ‫للدول الشقٌقة عند الضرورة‪ ،‬ولمواجهة عدو شرس‬ ‫ٌنتشر كاألخطبوط فً كل أنحاء العالم وٌتربص بالجمٌع‬ ‫وٌملك أفتك صنوؾ األسلحة التً تفتقت عنها العبقرٌة‬ ‫البشرٌة‪ ،‬ومن بٌنها طبعا ً "األسلحة المعلوماتٌة" الذي‬ ‫برع فً استخدامه‪ ،‬لشل قدرة خصومه على المواجهة‪،‬‬ ‫وخداع الرأي العام العالمً‪ ،‬وإقناعه بحقائق محرفة‬ ‫تخالؾ حتى الثوابت التارٌخٌة والثقافٌة والشرعٌة ؼٌر‬ ‫القابلة للجدل‪.‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 143‬صفحة‬


‫المراجع والمصادر‪:‬‬ ‫باللغة العربٌة‪:‬‬ ‫د‪ .‬أسامة الغزالً حرب‪ :‬األحزاب السٌاسٌة فً‬ ‫‪.1‬‬ ‫العالم الثالث‪ .‬القاهرة‪ :‬سلسلة المعرفة‪ 1987 .‬سبتمبر‪.‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫‪.1976‬‬

‫أصوات متعددة‪ :‬عالم واحد‪ .‬الٌونسكو‪ ،‬بارٌس‪،‬‬

‫أندرٌه بوفر‪ :‬مدخل إلى اإلستراتٌجٌة‬ ‫‪.3‬‬ ‫العسكرٌة‪ .‬ترجمة‪ :‬الهٌثم األٌوبً‪ .‬دار الطلٌعة‪ ،‬بٌروت ‪.1968‬‬ ‫إسالم كرٌموف‪ :‬أوزبكستان‪ ،‬طرٌقها الخاص‬ ‫‪.4‬‬ ‫للتجدٌد والتقدم‪.‬ترجمة‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ .‬جدة‪ :‬دار السر‬ ‫وات‪.1999 ،‬‬ ‫إسالم كرٌموف‪ :‬أوزبكستان‪ ،‬نموذجها الخاص‬ ‫‪.5‬‬ ‫لالنتقال إلى اقتصاد السوق‪ .‬ترجمة‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ .‬جدة‪:‬‬ ‫دار السر وات‪.1999 ،‬‬ ‫إسالم كرٌموف‪ :‬أوزبكستان على طرٌق‬ ‫‪.6‬‬ ‫اإلصالحات االقتصادٌة‪ .‬بٌروت‪ :‬شركة المطبوعات للتوزٌع‬ ‫والنشر‪.1996 ،‬‬ ‫د‪ .‬بطرس بطرس غالً‪ :‬حقوق اإلنسان فً‬ ‫‪.7‬‬ ‫‪ 30‬عاماً‪ // .‬القاهرة‪ :‬مجلة السٌاسة الدولٌة ‪ٌ/1979‬ناٌر‪.‬‬ ‫د‪ .‬حازم الببالوي‪ :‬العرب والعولمة‪ // .‬القاهرة‪:‬‬ ‫‪.8‬‬ ‫األهرام ‪.1997/12/30‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 144‬صفحة‬


‫د‪ .‬حسن نافعة‪ :‬الٌونسكو وقضاٌا التعددٌة‬ ‫‪.9‬‬ ‫الثقافٌة والحضارٌة‪ // .‬القاهرة‪ :‬السٌاسة الدولٌة‪ ،1997 ،‬العدد‬ ‫‪.127‬‬ ‫د‪ .‬جمٌل أحمد خضر‪ :‬العالقات العامة‪ .‬دار‬ ‫‪.10‬‬ ‫المسٌرة‪ ،‬عمان ‪.1998‬‬ ‫د‪ .‬جٌهان أحمد رشتً‪ :‬األسس العلمٌة‬ ‫‪.11‬‬ ‫لنظرٌات اإلعالم‪ .‬القاهرة‪ :‬دار الفكر العربً‪.‬‬ ‫د‪ .‬حازم الببالوي‪ :‬العرب والعولمة‪ // .‬القاهرة‪:‬‬ ‫‪.12‬‬ ‫األهرام ‪.1997/12/30‬‬ ‫د‪ .‬شمس الدٌن عبد هللا شمس الدٌن‪ :‬نظرٌة‬ ‫‪.13‬‬ ‫المعلومات‪ :‬مفاهٌم ومقوالت وقضاٌا أساسٌة‪ // .‬دمشق‪ :‬مجلة‬ ‫المعرفة العدد ‪.2001/450‬‬ ‫د‪ .‬صابر فلحوط‪ ،‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬العولمة‬ ‫‪.14‬‬ ‫والتبادل اإلعالمً الدولً‪ .‬دمشق‪ :‬دار عالء الدٌن‪.1999 ،‬‬ ‫عاطف الغمري‪ :‬األسلحة الجدٌدة فً ترسانة‬ ‫‪.15‬‬ ‫الهجوم االقتصادي العالمً‪ // .‬القاهرة‪ :‬األهرام ‪.1996/1/30‬‬ ‫د‪ .‬علً محمد الخثالن‪ :‬أوزبكستان على طرٌق‬ ‫‪.16‬‬ ‫اإلصالح‪ // .‬الرٌاض‪ :‬الجزٌرة‪.1996/5/30 ،‬‬ ‫عمر الجوٌلً‪ :‬العالقات الدولٌة فً عصر‬ ‫‪.17‬‬ ‫المعلومات‪ // .‬القاهرة‪ :‬مجلة السٌاسة الدولٌة‪ .‬العدد ‪ٌ /123‬ناٌر‬ ‫‪.1996‬‬ ‫لٌدل هارت‪ :‬اإلستراتٌجٌة وتارٌخها فً‬ ‫‪.18‬‬ ‫العالم‪.‬ترجمة‪ :‬الهٌثم األٌوبً‪ .‬دار الطلٌعة‪ ،‬بٌروت ‪.1967‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 145‬صفحة‬


‫د‪ .‬محمد محمد البادي‪ :‬البنٌان االجتماعً‬ ‫‪.19‬‬ ‫للعالقات العامة‪ .‬مكتبة األنجلو المصرٌة‪ ،‬القاهرة ‪.1975‬‬ ‫د‪ .‬محمد محمود اإلمام‪ :‬التخطٌط من أجل‬ ‫‪.20‬‬ ‫التنمٌة االقتصادٌة واالجتماعٌة‪ .‬معهد الدراسات العربٌة العالٌة‪.‬‬ ‫جامعة الدول العربٌة‪.1962 ،‬‬ ‫د‪ .‬محمد سامً عبد الحمٌد‪ :‬أصول القانون‬ ‫‪.21‬‬ ‫الدولً العام‪.1979 .‬‬ ‫د‪ .‬محمد عابد الجابري‪ :‬قضاٌا فً الفكر‬ ‫‪.22‬‬ ‫العربً المعاصر‪ .‬بٌروت‪ :‬مركز دراسات الوحدة العربٌة‪،‬‬ ‫‪.1997‬‬ ‫د‪ .‬محمد علً العوٌنً‪ :‬اإلعالم الدولً بٌن‬ ‫‪.23‬‬ ‫النظرٌة والتطبٌق‪ .‬القاهرة‪ :‬مكتبة األنجلو المصرٌة‪.1990 ،‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬اإلعالم وتحدٌات العولمة‬ ‫‪.24‬‬ ‫فً الدول األقل حظاً‪ .‬الرٌاض‪ :‬مواد المإتمر الدولً األول‬ ‫لتقنٌات االتصال والتؽٌر االجتماعً‪ ،‬جامعة الملك سعود ‪-15‬‬ ‫‪.2009/3/17‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬المعلوماتٌة وأمن الموارد‬ ‫‪.25‬‬ ‫اإلعالمٌة بٌن التخصص واالختصاص‪ // .‬دمشق‪ :‬دار الدلفٌن‬ ‫‪.2007/8/28‬‬ ‫اإللكترونً‪،‬‬ ‫للنشر‬ ‫‪http://www.albukhari.com/muhammad/‬‬

‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬التبادل اإلعالمً‬ ‫‪.26‬‬ ‫والعالقات الدولٌة‪ .‬دمشق‪ :‬دار الدلفٌن للنشر اإللكترونً‪،‬‬ ‫‪http://www.dardolphin.org .2008/8/4‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬رإٌة مستقبلٌة للصحافة‬ ‫‪.27‬‬ ‫العربٌة والدولٌة‪ .‬القاهرة‪ :‬جمعٌة العالقات العامة العربٌة‬ ‫‪ 161‬من ‪ 146‬صفحة‬


‫‪،APRS‬‬

‫األحد‬

‫‪.2008-07-27‬‬

‫‪http://www.aprs-‬‬

‫‪info.org/‬‬

‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬وسائل اإلعالم الجماهٌرٌة‬ ‫‪.28‬‬ ‫والتبادل اإلعالمً الدولً وكاالت األنباء العالمٌة والصحافة‬ ‫الدولٌة‪ .‬دمشق‪ :‬دار الدلفٌن للنشر اإللكترونً‪.2008/7/10 ،‬‬ ‫‪http://www.dardolphin.org‬‬

‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬العالقات العامة الدولٌة فً‬ ‫‪.29‬‬ ‫إطار التبادل اإلعالمً الدولً‪ .‬دمشق‪ :‬دار الدلفٌن للنشر‬ ‫اإللكترونً‪http://www.dardolphin.org .2008/5/17 ،‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬اإلعالم وتحلٌل المضمون‬ ‫‪.30‬‬ ‫اإلعالمً‪http://www.dardolphin.org .2008/5/17 .‬‬ ‫‪.31‬‬ ‫العربٌة‬

‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬رإٌة مستقبلٌة للصحافة‬ ‫‪.2008/1/22‬‬ ‫دمشق‬ ‫والدولٌة‪.‬‬

‫‪http://www.albukhari.com/muhammad/‬‬

‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬الصحافة الدولٌة والتبادل‬ ‫‪.32‬‬ ‫اإلعالمً الدولً‪ .‬دمشق‪ :‬دار الدلفٌن للنشر اإللكترونً‪،‬‬ ‫‪http://www.albukhari.com/muhammad/ .2007/8/28‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬قضاٌا األمن الوطنً فً‬ ‫‪.33‬‬ ‫إطار العولمة والتبادل اإلعالمً الدولً‪.2007/8/28 .‬‬ ‫‪http://www.albukhari.com/muhammad/‬‬

‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬المجتمع المعلوماتً‬ ‫‪.34‬‬ ‫وتحدٌات العولمة فً الدول األقل حظاً‪ .‬دمشق‪ :‬دار الدلفٌن‬ ‫‪.2007/8/28‬‬ ‫اإللكترونً‪،‬‬ ‫للنشر‬ ‫‪http://www.albukhari.com/muhammad/‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 147‬صفحة‬


‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬مبادئ الصحافة الدولٌة‬ ‫‪.35‬‬ ‫والتبادل اإلعالمً الدولً‪ .‬دمشق‪ :‬دار الدلفٌن للنشر‬ ‫‪.2007/8/28‬‬ ‫اإللكترونً‪،‬‬ ‫‪http://www.albukhari.com/muhammad/‬‬

‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬اإلعالم والتبادل اإلعالمً‬ ‫‪.36‬‬ ‫الدولً‪ .‬دمشق‪ :‬دار الدلفٌن للنشر اإللكترونً‪.2007/8/28 ،‬‬ ‫‪http://www.albukhari.com/muhammad/‬‬

‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬التدفق اإلعالمً الدولً‬ ‫‪.37‬‬ ‫وتكوٌن وجهات النظر‪ // .‬دمشق‪ :‬دار الدلفٌن للنشر‬ ‫اإللكترونً‪http://www.dardolphin.org .2007/8/1 ،‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬العولمة وقضاٌا التبادل‬ ‫‪.38‬‬ ‫اإلعالمً الدولً‪ // .‬دمشق‪ :‬مجلة "المعرفة"‪ ،‬العدد ‪/521‬محرم‬ ‫‪ ،1428‬شباط‪/‬فبراٌر ‪.2007‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬العالقات الدولٌة فً‬ ‫‪.39‬‬ ‫ظروؾ الثورة المعلوماتٌة‪ // .‬دمشق‪ :‬مجلة "المعرفة"‪ ،‬العدد‬ ‫‪ /519‬ذي القعدة ‪ ،1427‬كانون أول‪/‬دٌسمبر ‪.2006‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬المجتمع المعلوماتً‬ ‫‪.40‬‬ ‫وتداعٌات العولمة‪ .‬دمشق‪ :‬دار الدلفٌن للنشر اإللكترونً‪،‬‬ ‫‪http://www.dardolphin.org .2006/7/21‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬اإلعالم التقلٌدي فً‬ ‫‪.41‬‬ ‫ظروؾ العولمة والمجتمع المعلوماتً‪ .‬جدة‪ :‬مجلة المنهل‪ ،‬العدد‬ ‫‪ 2004/592‬أكتوبر ونوفمبر‪.‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ ،‬د‪ .‬دانٌار أبٌدوف‪:‬‬ ‫‪.42‬‬ ‫الخدمات اإلعالمٌة فً ظروؾ العولمة والمجتمع المعلوماتً‪.‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 148‬صفحة‬


‫دمشق‪ :‬مجلة "المعرفة"‪ ،‬العدد ‪ 2004/491‬آب‪/‬أؼسطس‪ .‬ص‬ ‫‪.133-120‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬المعلوماتٌة والعالقات‬ ‫‪.43‬‬ ‫الدولٌة فً عصر العولمة‪ // .‬الرٌاض‪ :‬مجلة "الفٌصل"‪ ،‬العدد‬ ‫‪ 320‬صفر ‪ 1424‬هـ‪/‬أبرٌل ‪.2003‬‬ ‫محمد البخاري‪ :‬العولمة واألمن اإلعالمً‬ ‫‪.44‬‬ ‫الوطنً والدولً‪ // .‬الرٌاض‪ :‬مجلة الدراسات الدبلوماسٌة‪ ،‬العدد‬ ‫‪1424 ،18‬هـ‪2003 ،‬م‪.‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬العولمة وطرٌق الدول‬ ‫‪.45‬‬ ‫النامٌة إلى المجتمع المعلوماتً (‪ // .)6‬أبو ظبً‪ :‬االتحاد‪13 ،‬‬ ‫أكتوبر ‪.2001‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬العولمة وطرٌق الدول‬ ‫‪.46‬‬ ‫النامٌة إلى المجتمع المعلوماتً (‪ // .)5‬أبو ظبً‪ :‬االتحاد‪9 ،‬‬ ‫أكتوبر ‪.2001‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬العولمة وطرٌق الدول‬ ‫‪.47‬‬ ‫النامٌة إلى المجتمع المعلوماتً (‪ // .)4‬أبو ظبً‪ :‬االتحاد‪7 ،‬‬ ‫أكتوبر ‪.2001‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬العولمة وطرٌق الدول‬ ‫‪.48‬‬ ‫النامٌة إلى المجتمع المعلوماتً (‪ // .)3‬أبو ظبً‪ :‬االتحاد‪2 ،‬‬ ‫أكتوبر ‪.2001‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬العولمة وطرٌق الدول‬ ‫‪.49‬‬ ‫النامٌة إلى المجتمع المعلوماتً (‪ // .)2‬أبو ظبً‪ :‬االتحاد‪1 ،‬‬ ‫أكتوبر ‪.2001‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 149‬صفحة‬


‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬العولمة وطرٌق الدول‬ ‫‪.50‬‬ ‫النامٌة إلى المجتمع المعلوماتً (‪ // .)1‬أبو ظبً‪ :‬االتحاد‪27 ،‬‬ ‫سبتمبر ‪.2001‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬الحرب اإلعالمٌة واألمن‬ ‫‪.51‬‬ ‫اإلعالمً الوطنً‪ .‬أبو ظبً‪ :‬صحٌفة االتحاد‪ ،‬الثالثاء ‪ٌ 23‬ناٌر‬ ‫‪.2001‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬الحرب اإلعالمٌة واألمن‬ ‫‪.52‬‬ ‫اإلعالمً الوطنً‪ // .‬أبو ظبً‪ :‬صحٌفة االتحاد‪ ،‬الثالثاء ‪23‬‬ ‫ٌناٌر ‪.2001‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬األمن اإلعالمً الوطنً‬ ‫‪.53‬‬ ‫فً ظل العولمة‪ // .‬أبو ظبً‪ :‬صحٌفة االتحاد‪ ،‬االثنٌن ‪ٌ 22‬ناٌر‬ ‫‪.2001‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬وكاالت األنباء‬ ‫‪.54‬‬ ‫والصحافة الدولٌة فً إطار التبادل اإلعالمً الدولً‪ .‬معهد‬ ‫طشقند الحكومً العالً للدراسات الشرقٌة‪ .‬طشقند ‪.2000‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬العولمة واألمن اإلعالمً‬ ‫‪.55‬‬ ‫الدولً‪ // .‬دمشق‪ :‬مجلة "معلومات دولٌة" العدد ‪ /65‬صٌؾ‬ ‫‪ .2000‬ص ‪.144 – 129‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬مبادئ الصحافة الدولٌة‬ ‫‪.56‬‬ ‫والتبادل اإلعالمً الدولً‪ .‬مقرر لطالب السنة الثالثة عالقات‬ ‫دولٌة‪ .‬طشقند‪ :‬معهد طشقند الحكومً العالً للدراسات الشرقٌة‪.‬‬ ‫‪.1999‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬مبادئ الصحافة الدولٌة‬ ‫‪.57‬‬ ‫والتبادل اإلعالمً الدولً‪ .‬طشقند‪ :‬جامعة طشقند الحكومٌة‪،‬‬ ‫‪.1997‬‬ ‫‪ 161‬من ‪ 150‬صفحة‬


‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬مبادئ الصحافة الدولٌة‬ ‫‪.58‬‬ ‫والتبادل اإلعالمً الدولً‪ .‬دار إحٌاء الفنون اإلسالمٌة‪ ،‬دمشق‬ ‫‪.1997‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬أهمٌة البحوث المٌدانٌة‬ ‫‪.59‬‬ ‫فً نجاح السٌاسات اإلعالمٌة العربٌة‪ // .‬صنعاء‪ :‬الثورة‪ ،‬العدد‬ ‫‪.1990/9335‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬التخطٌط اإلعالمً السلٌم‬ ‫‪.60‬‬ ‫شرط أساسً لإلعالم الناجح‪ ،‬والبحوث المٌدانٌة من أولوٌاته‪// .‬‬ ‫صنعاء‪ :‬صحٌفة ‪ 26‬سبتمبر‪ ،‬العدد ‪.1990/407‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬وسائل اإلعالم الوطنٌة‬ ‫‪.61‬‬ ‫ودورها فً تعمٌق الثقافة القومٌة وتطوٌر التعلٌم‪ // .‬صنعاء‪:‬‬ ‫صحٌفة ‪ 26‬سبتمبر‪ ،‬العدد ‪.1989/326‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬أفكار حول الصحافة‬ ‫‪.62‬‬ ‫والتعلٌم والثقافة‪ // .‬دمشق‪ :‬مجلة المعرفة‪ ،‬العدد ‪-306‬‬ ‫‪.1988/307‬‬ ‫د‪ .‬محمود الجوهري‪ :‬االتجاهات الجدٌدة فً‬ ‫‪.63‬‬ ‫العالقات العامة‪ .‬مكتبة األنجلو المصرٌة‪ ،‬القاهرة ‪.1971‬‬ ‫د‪ .‬ممدوح شوقً‪ :‬األمن القومً والعالقات‬ ‫‪.64‬‬ ‫الدولٌة‪ // .‬القاهرة‪ :‬مجلة السٌاسة الدولٌة ‪/1997‬العدد ‪.127‬‬ ‫نبٌل عمر‪ :‬ذئب المخابرات األحمر‪ :‬الباب‬ ‫‪.65‬‬ ‫السري لجمال عبد الناصر‪ .‬عرض‪ :‬إمام أحمد‪ // .‬القاهرة‪:‬‬ ‫األهرام االقتصادي‪ ،‬العدد‪.2001/1681 :‬‬ ‫د‪ .‬هالة مصطفى‪ :‬العولمة ‪ ..‬دور جدٌد للدولة‪.‬‬ ‫‪.66‬‬ ‫‪ //‬القاهرة‪ :‬مجلة السٌاسة الدولٌة‪ 1998 ،‬العدد ‪134‬؛‬ ‫‪ 161‬من ‪ 151‬صفحة‬


‫د‪ .‬هالة مصطفى‪ :‬المشروع القومً فً مصر‪:‬‬ ‫‪.67‬‬ ‫دور الدولة األساسً‪ // .‬القاهرة‪ :‬األهرام ‪1997/4/28‬؛‬ ‫د‪ .‬هالة مصطفى‪ :‬المشروع القومً بناء الداخل‬ ‫‪.68‬‬ ‫أوالً‪ // .‬القاهرة‪ :‬األهرام ‪1997/3/31‬؛‬ ‫د‪ .‬هالة مصطفى‪ :‬حقوق اإلنسان‪ ،‬وفلسفة‬ ‫‪.69‬‬ ‫الحرٌة الفردٌة‪ .‬القاهرة‪" :‬نشطاء" البرنامج اإلقلٌمً لدراسات‬ ‫حقوق اإلنسان‪.‬القاهرة‪ 1997 :‬العدد ‪ .3‬أكتوبر‪.‬‬ ‫باللغتٌن الروسٌة واألزبكٌة‪:‬‬ ‫أندرٌه فالدٌمٌروفٌتش كروتسكٌخ‪ ،‬وألٌكساندر‬ ‫‪.70‬‬ ‫فالدٌمٌروفٌتش فٌدروف‪ :‬عن األمن اإلعالمً الدولً‪// .‬‬ ‫موسكو‪ :‬مجلة الحٌاة الدولٌة‪ ،‬العدد ‪ 2‬لعام ‪.2000‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ ،‬أ‪.‬د‪ .‬قدرت إٌرنازاروف‪:‬‬ ‫‪.71‬‬ ‫الجمهورٌة العربٌة السورٌة‪ .‬دمشق‪ :‬دار الدلفٌن للنشر‬ ‫اإللكترونً‪.http://www.dardolphin.org .2008/8/11 ،‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ ،‬أ‪.‬د‪ .‬سرفار جان‬ ‫‪.72‬‬ ‫غفوروف‪ :‬دولة الكوٌت‪ .‬طشقند‪ :‬دار نشر مكتبة علً شٌر‬ ‫نوائً الوطنٌة‪.2007 ،‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬التبادل اإلعالمً الدولً‬ ‫‪.73‬‬ ‫والعالقات الدولٌة‪ .‬مقرر جامعً‪ .‬طشقند‪ :‬معهد طشقند الحكومً‬ ‫العالً للدراسات الشرقٌة‪.2006 ،‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬التفاعالت السٌاسٌة فً‬ ‫‪.74‬‬ ‫وسائل اإلعالم الجماهٌرٌة‪ .‬مقرر جامعً‪ .‬طشقند‪ :‬معهد طشقند‬ ‫الحكومً العالً للدراسات الشرقٌة‪.2006 ،‬‬ ‫‪ 161‬من ‪ 152‬صفحة‬


‫أ‪ .‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬مبادئ الصحافة الدولٌة‬ ‫‪.75‬‬ ‫فً إطار العالقات الدولٌة‪ .‬مقرر جامعً‪ .‬طشقند‪ :‬معهد طشقند‬ ‫الحكومً العالً للدراسات الشرقٌة‪.2006 ،‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪" :‬العولمة وقضاٌا التبادل‬ ‫‪.76‬‬ ‫اإلعالمً الدولً فً ظروؾ العالقات الدولٌة المعاصرة"‬ ‫أطروحة دكتوراه علوم ‪ DC‬فً العلوم السٌاسٌة من أكادٌمٌة‬ ‫بناء الدولة والمجتمع التابعة لرئٌس جمهورٌة أوزبكستان‪.‬‬ ‫االختصاص‪ – 23.00.03 :‬الثقافة السٌاسٌة واألٌدٌولوجٌا؛‬ ‫و‪ – 23.00.04‬المشاكل السٌاسٌة للنظم العالمٌة والتطور‬ ‫العالمً (‪.)2005‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬الجوانب الثقافٌة فً‬ ‫‪.77‬‬ ‫التبادل اإلعالمً الدولً وفاعلٌتها‪ .‬فً كتاب مواد ندوة ومسابقة‬ ‫آفاق تطور العالقات الثنائٌة الكوٌتٌة األوزبكستانٌة فً القرن‬ ‫الحادي والعشرٌن‪ .‬طشقند‪ :‬معهد طشقند الحكومً العالً‬ ‫للدراسات الشرقٌة‪.2004 ،‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬قضاٌا التبادل اإلعالمً‬ ‫‪.78‬‬ ‫الدولً فً ظروؾ العالقات الدولٌة المعاصرة‪ .‬مقرر جامعً‪.‬‬ ‫طشقند‪ :‬معهد طشقند الحكومً العالً للدراسات الشرقٌة‪ ،‬مطبعة‬ ‫بصمة‪.2004 ،‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ ،‬غٌنادي غٌورغٌفٌتش‬ ‫‪.79‬‬ ‫نٌكلٌسا‪ :‬األسس السٌاسٌة والقانونٌة لتكامل وسائل اإلعالم‬ ‫الجماهٌرٌة فً جمهورٌة أوزبكستان مع الساحة اإلعالمٌة‬ ‫الدولٌة‪ .‬مقرر جامعً‪ .‬معهد طشقند الحكومً العالً للدراسات‬ ‫الشرقٌة‪.2003 ،‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 153‬صفحة‬


‫أ‪ .‬د‪ .‬محمد البخاري‪ ،‬د‪ .‬سرفار جان‬ ‫‪.80‬‬ ‫غفوروف‪ :‬جمهورٌة مصر العربٌة‪ .‬مقرر جامعً‪ .‬معهد طشقند‬ ‫الحكومً العالً للدراسات الشرقٌة‪.2002 ،‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬الصراعات الدولٌة‬ ‫‪.81‬‬ ‫والصحافة الدولٌة‪ .‬فً كتاب مإتمر الكفاح ضد اإلرهاب‬ ‫الدولً‪ ،‬والتطرؾ والحركات االنفصالٌة فً العالم المعاصر‪.‬‬ ‫طشقند‪ :‬معهد طشقند الحكومً العالً للدراسات الشرقٌة‪،‬‬ ‫‪.2002‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬التبادل اإلعالمً الدولً‬ ‫‪.82‬‬ ‫فً إطار العالقات الدولٌة‪ .‬مقرر لطالب البكالورٌوس‪ ،‬معهد‬ ‫طشقند الحكومً العالً للدراسات الشرقٌة‪.2002 ،‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬وظٌفة التبادل اإلعالمً‬ ‫‪.83‬‬ ‫الدولً‪ // .‬طشقند‪ :‬مٌاك فاستوكا‪ ،‬العدد ‪.2001 ،2-1‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬التبادل اإلعالمً الدولً‬ ‫‪.84‬‬ ‫كوظٌفة دبلوماسٌة‪ // .‬طشقند‪ :‬فوستوكافٌدٌنٌه‪ ،‬العدد ‪.2001/2‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬العالقات العامة والتبادل‬ ‫‪.85‬‬ ‫اإلعالمً الدولً‪ .‬مقرر لطالب الدراسات العلٌا (الماجستٌر)‪،‬‬ ‫معهد طشقند الحكومً العالً للدراسات الشرقٌة‪.2001 ،‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬محمد البخاري‪ ،‬د‪ .‬سرفار جان‬ ‫‪.86‬‬ ‫غفوروف‪ :‬المملكة العربٌة السعودٌة‪ .‬مقرر جامعً‪ .‬معهد‬ ‫طشقند الحكومً العالً للدراسات الشرقٌة‪.2001 ،‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬وكاالت األنباء العالمٌة‪// .‬‬ ‫‪.87‬‬ ‫طشقند‪ :‬مجلة "أوزبكستان مطبوعاتً"‪ ،‬العدد ‪.2000/4‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬العالقات العامة الدولٌة‬ ‫‪.88‬‬ ‫كهدؾ من أهداؾ التبادل اإلعالمً الدولً‪ .‬مقرر لطالب‬ ‫‪ 161‬من ‪ 154‬صفحة‬


‫الدراسات العلٌا (الماجستٌر)‪ ،‬طشقند‪ :‬معهد طشقند الحكومً‬ ‫العالً للدراسات الشرقٌة‪.2000 ،‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬وسائل اإلعالم الجماهٌرٌة‬ ‫‪.89‬‬ ‫فً جمهورٌة أوزبكستان‪ .‬طشقند‪ :‬معهد طشقند الحكومً العالً‬ ‫للدراسات الشرقٌة‪.2000 ،‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬وكاالت األنباء العالمٌة‪// .‬‬ ‫‪.90‬‬ ‫طشقند‪ :‬مجلة "أوزبكستان مطبوعاتً"‪ ،‬العدد ‪( .2000/4‬باللؽة‬ ‫األوزبكٌة)‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬الصحافة الدولٌة‪// .‬‬ ‫‪.91‬‬ ‫طشقند‪ :‬المجلة العلمٌة لمعهد طشقند الحكومً العالً للدراسات‬ ‫الشرقٌة (فستنٌك)‪ .‬العدد ‪.1999/1‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬وكاالت األنباء العالمٌة‬ ‫‪.92‬‬ ‫والصحافة الدولٌة فً إطار التبادل اإلعالمً الدولً‪ .‬مقرر‬ ‫لطالب السنة الثانٌة عالقات دولٌة‪ .‬طشقند‪ :‬معهد طشقند‬ ‫الحكومً العالً للدراسات الشرقٌة‪.1999 ،‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬مبادئ الصحافة الدولٌة‬ ‫‪.93‬‬ ‫والتبادل اإلعالمً الدولً‪ .‬مقرر لطالب السنة الثانٌة عالقات‬ ‫دولٌة‪ .‬طشقند‪ :‬معهد طشقند الحكومً العالً للدراسات الشرقٌة‪،‬‬ ‫‪.1999‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬الصحافة الدولٌة‪// .‬‬ ‫‪.94‬‬ ‫طشقند‪ :‬المجلة العلمٌة لمعهد طشقند الحكومً العالً للدراسات‬ ‫الشرقٌة (فستنٌك)‪ .‬العدد ‪.1999/1‬‬ ‫د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬من ٌبحث عن الحٌاة الهادئة‬ ‫‪.95‬‬ ‫ال ٌصنع صحٌفة‪ // .‬طشقند‪ :‬مجلة كرٌسباندٌنت‪ ،‬العدد‬ ‫‪.1989/6‬‬ ‫‪ 161‬من ‪ 155‬صفحة‬


‫د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬العلم والتعلٌم والتطبٌق‬ ‫‪.96‬‬ ‫العملً فقرات لسلسة واحدة‪ // .‬طشقند‪ :‬مجلة كرٌسباندٌنت‪،‬‬ ‫العدد ‪ .1989/5‬ص ‪.29-28‬‬ ‫د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬دور وسائل اإلعالم‬ ‫‪.97‬‬ ‫الجماهٌرٌة فً التنمٌة والثقافة والتعلٌم‪ .‬أطروحة دكتوراه‪ .‬كلٌة‬ ‫الصحافة‪ ،‬جامعة موسكو ‪.1988‬‬ ‫محمد البخاري‪ :‬دور الصحافة فً التنمٌة‬ ‫‪.98‬‬ ‫والثقافة والتعلٌم‪ .‬أطروحة ماجستٌر‪ .‬كلٌة الصحافة‪ ،‬جامعة‬ ‫طشقند الحكومٌة ‪.1984‬‬ ‫قاسٌموف أ‪ .‬فاسكٌن ي‪ :.‬االتجاهات األساسٌة‬ ‫‪.99‬‬ ‫للسٌاسة الخارجٌة لجمهورٌة أوزبكستان‪ .‬أوزبكستان‪ ،‬طشقند‬ ‫‪.1994‬‬ ‫وسائل اإلعالم الجماهٌرٌة فً جمهورٌة‬ ‫‪.100‬‬ ‫أوزبكستان‪ .‬وكالة أنباء "‪ ،"JAHON‬طشقند ‪.1997‬‬

‫باللغات األجنبٌة األخرى‪:‬‬ ‫‪101.‬‬ ‫‪Argenti J., Corporate Planning, A‬‬ ‫‪practical Guide Edinburgh, G. Allen and Lenwin‬‬ ‫‪Ltd., 1968.‬‬ ‫‪102.‬‬ ‫‪Beeley H. . The Changing Role of‬‬ ‫‪British International Propaganda, The Annals of the‬‬ ‫‪American Academy of Political and Social Science,‬‬ ‫‪Vol. 398, Nov. 1971.‬‬ ‫‪103.‬‬ ‫‪Bettran Canfield, Public Relations‬‬ ‫‪Principles, Cases and Problems, 5 th Ed.‬‬ ‫‪Honewood ILL., Richard Irwin, Inc., Illinois, 1968,‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 156‬صفحة‬


104. Bertrand R. Canfield, International public Relations, in International Communication, 105. David Manning White, "Mass Communication Research: A Vuew in Perspective", in Lewis Antony Dexter and David Manning White (eds.) People, Society and Mass Communication (Glencoe, Illinois: The Free Press, 1964. 106. Edward N. Luttwak, The Global Setting of U.S. Military Power-Washington. 1996. 107. Francis Fukuyama, End of History, National Interest, summer. 1989. 108. Goetz B.E., Management, Planning and control, Mc Graw - Hill Book Co., 1949. 109. Gordon E. Miracle, Client's International Advertising Policies and Procedures, International Communication, 110. Habil Erhart Knauthe, Industrialization, Planning, financing in Developing Countries, Wdition Leipzig, German Democratic Republic, 1970. 111. Hans Morganthue, Political Nations, Calcutta, Scientific Book Agency, 1965, Chap. 28. 112. James N. Rosenau, New Dimensions of Security: The Interaction of Globalizing and Localizing Dynamics, Security Dialogue, 1994, Vol. 25 (3).

‫ صفحة‬157 ‫ من‬161


113. Jan AART SCHOLTE, Global Capitalism and the State, International Affairs, Vol. 73, No. 3, July 1997. 114. John C. Maloney, "Advertising Research and an Emerging science of Mass Persuasion", in Lee Richardson (ed.) Dimensions of Communication (N. Y.: Appleton Century Crafts, 1969) 115. “Joint Doctrine for Information Operations", Joint Chief of Staffs, Joint Pub. 3-13, October 9, 1998. 116. Karl W. Deutsch, "The Nerves of Government: Models of Political Communication and Control" (Clencoe, Illinois: The Free Press, 1963) 117. Paul Kennedy, Globalization and its Discontents, New Perspectives Quarterly, Vol. 13, No. 4. Fall 1996. 118. Peter Drucker, The Second Infuriation Revolution, New Perspectives Quarterly, Vol. 14, No. 2, spring 1997. 119. Robert P. Kright, UNESCI'S International Communication Activities, in International Communication. Media, Channels, Functions. 120. Roland L. Kramer, International Advertising Media, International Communication. 121. Stevan Marjanovic and Dimitrije Pandic; Legal Position and Function of United

‫ صفحة‬158 ‫ من‬161


Nations Information Centers, Symposium Ljubljana 1968, 122. UNESCO: On the Eve of its Fortieth Anniversary, UNESCO, Paris, 1985, 123. Wastson S., The Language of Advertising, Communication,

International International

124. W. Schramm, "The Challenge to Communication Research". in Ralph O. Nafziger and David Manning White (Eds.) Introduction to Mass Communications Research (Baton Rouge, Louisiana State University Press, 1958)

2009/6/21 ‫تمت مراجعة هذا الكتاب واإلضافة علٌه ٌوم األحد‬

‫ صفحة‬159 ‫ من‬161


‫الفكرس‬ ‫المقدمة‬ ‫تمهٌد‬ ‫الفصل األول‪ :‬التبادل اإلعالمً الدولً من وجهة نظر األمن‬ ‫القومً‬ ‫وظااائؾ الدولااة؛ سٌاسااة األماان القااومً؛ مجاااالت وسٌاسااة األماان القااومً؛‬ ‫المجاااااالت السٌاسااااٌة ؛ مجاااااالت السٌاسااااة الخارجٌااااة؛ مجاااااالت السٌاسااااة‬ ‫الداخلٌااة؛ مجاااالت النشاااط الدبلوماسااً؛ المجاااالت االقتصااادٌة؛ المجاااالت‬ ‫العساااكرٌة؛ إٌجااااد تاااوازن باااٌن المصاااادر المتاحاااة‪ ،‬واألهاااداؾ المطلاااوب‬ ‫تحقٌقهااا؛ أجهاازة جمااع المعلومااات؛ الحصااانة الدبلوماسااٌة ماان وجهااة نظاار‪:‬‬ ‫سالمة الدولة المضٌفة‪ ،‬والحصول على المعلومات؛ المعلوماات العساكرٌة؛‬ ‫المعلوماااات السٌاساااٌة؛ المعلوماااات الدبلوماساااٌة؛ المعلوماااات االقتصاااادٌة؛‬ ‫منظمة األمم المتحدة‪ ،‬ومشكالت الحصول على المعلومات بواسطة األقماار‬ ‫الصناعٌة؛ التعاون الدولً والنواٌا الحسنة بٌن الدول‪.‬‬ ‫‪39‬‬ ‫الفصل الثانً‪ :‬العولمة واألمن اإلعالمً الوطنً والدولً‬ ‫تعرٌااؾ العولماااة؛ مقاادمات العولماااة؛ العولماااة والدولااة والساااٌادة الوطنٌاااة؛‬ ‫موقؾ األمم المتحدة من األمان اإلعالماً الادولً؛ األمان اإلعالماً الادولً‬ ‫والتفااوق فااً تكنولوجٌااا االتصااال؛ البنااى اإلعالمٌااة الدولٌااة فااوق الدولااة؛‬ ‫التهدٌدات الجدٌدة لـلعولمة اإلعالمٌة؛ اعتراؾ المجتمع الادولً وألول مارة‬ ‫بوجاااود الحااارب المعلوماتٌاااة علاااى المساااتوى الااادولً؛ العولماااة اإلعالمٌاااة‬ ‫والساٌطرة علاى المااوارد اإلعالمٌاة؛ األسالحة المعلوماتٌااة فاً خدماة الاادول‬ ‫الصاااناعٌة المتقدماااة؛ الساااالح اإلعالماااً وإدارة الصاااراع؛ مشاااكلة األمااان‬ ‫المعلوماااتً والمصااالح الوطنٌااة والدولٌااة؛ أطاار مشاااكل األماان المعلوماااتً‬ ‫الوطنً والدولً‪.‬‬ ‫‪72‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المصطلح والحروب المعلوماتٌة‪ ،‬ومجاالت تأثٌر‬ ‫الصراعات المعلوماتٌة الدولٌة‬ ‫المصاااااطلح والحااااارب المعلوماتٌاااااة؛ الحاااااروب المعلوماتٌاااااة؛ الصاااااراع‬ ‫المعلوماااتً؛ التااؤثٌر المعلوماااتً؛ األساالحة المعلوماتٌااة؛ األماان المعلوماااتً؛‬ ‫المجاااال المعلومااااتً؛ الجااارائم المعلوماتٌاااة؛ مجااااالت تاااؤثٌر الصاااراعات‬ ‫المعلوماتٌة الدولٌة؛ التهدٌدات المتوقعة لألمن المعلوماتً الوطنً؛ تهدٌدات‬ ‫البناااى التحتٌاااة المعلوماتٌاااة؛ تهدٌااادات األمااان اإلعالماااً؛ تهدٌااادات الحٌااااة‬ ‫‪4‬‬ ‫‪17‬‬

‫‪ 161‬من ‪ 160‬صفحة‬


‫األخالقٌااة للمجتمااع؛ تهدٌاادات حقااوق الفاارد والحرٌااات العامااة؛ الخصااائص‬ ‫األساسااٌة لألساالحة المعلوماتٌااة وأهاادافها؛ أنظمااة نقاال المعلومااات؛ الااوعً‬ ‫االجتماااعً (الاارأي العااام) ونظاام تشااكٌله؛ الااوعً الفااردي أو الشخصااً؛‬ ‫التؤثٌر الفعال على نظم المعلوماات؛ التاؤثٌر النفساً والتخادٌر وشال قادرات‬ ‫العدو؛ مجاالت استخدام األسلحة المعلوماتٌة؛ مجاالت الرقاباة أو اإلشاراؾ‬ ‫على المجاال المعلومااتً الادولً؛ ساٌنارٌوهات الحارب المعلوماتٌاة؛ األمان‬ ‫المعلوماتً الدولً من وجهة نظر المعارضاٌن للمشاكلة؛ األمان المعلومااتً‬ ‫الدولً من وجهاة نظار البحاث العلماً والتفااهم الادولً؛ األمان المعلومااتً‬ ‫والتفاهم الدولً‪.‬‬ ‫‪95‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬التبادل اإلعالمً الدولً كوظٌفة للدبلوماسٌة‬ ‫الرسمٌة والشعبٌة‬ ‫تقسااٌم العماال الدبلوماسااً؛ الدبلوماسااٌة التقلٌدٌااة؛ دبلوماسااٌة المااإتمرات؛‬ ‫الدب لوماسااااٌة البرلمانٌااااة؛ دبلوماسااااٌة القمااااة؛ الدبلوماسااااٌة الشااااعبٌة؛ إدارة‬ ‫العالقاااات الدولٌاااة مااان خاااالل التفااااوض؛ الملحقاااون اإلعالمٌاااون؛ وظٌفاااة‬ ‫المستشار والملحق الصحفً؛ وظٌفة المكاتب اإلعالمٌة فً الخارج؛ التبادل‬ ‫اإلعالماااً كوظٌفاااة دولٌاااة؛ المراكاااز اإلعالمٌاااة للمنظماااات الدولٌاااة؛ دور‬ ‫الٌونسكو فً مجال التبادل اإلعالمً الدولً‪.‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬العالقات العامة الدولٌة (الدبلوماسٌة الشعبٌة)‪115 ،‬‬ ‫كوظٌفة للتبادل اإلعالمً الدولً‬ ‫تعرٌؾ العالقات العامة الدولٌاة؛ التعرٌاؾ الاوظٌفً المتخصاص؛ التعرٌاؾ‬ ‫االجتمااااعً السااالوكً الشاااامل؛ وظٌفاااة خبٌااار العالقاااات العاماااة؛ وظٌفاااة‬ ‫العالقااات العامااة الدولٌااة؛ نشاااطات العالقااات العامااة الدولٌااة؛ فااً المجااال‬ ‫الحكاااومً؛ فاااً مجاااال المإسساااات والهٌئاااات الحكومٌاااة؛ العالقاااات العاماااة‬ ‫الدولٌااة فااً الاادول المتقدمااة؛ العالقااات العامااة الدولٌااة وظٌفااة ماان وظااائؾ‬ ‫المنظمااات الدولٌااة؛ اإلعااالن كوظٌفااة للتبااادل اإلعالمااً الاادولً؛ التخطااٌط‬ ‫اإلعالمً والحمالت اإلعالمٌاة الدولٌاة؛ إطاارات تخطاٌط العمال اإلعالماً‬ ‫الااادولً؛ اإلطاااار النظاااري للخطاااة اإلعالمٌاااة؛ اإلطاااار التطبٌقاااً للخطاااة‬ ‫اإلعالمٌة‪.‬‬ ‫‪141‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫‪144‬‬ ‫المراجع والمصادر‬ ‫‪160‬‬ ‫الفهرس‬

‫‪ 161‬من ‪ 161‬صفحة‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.