وكاالت األنباء العالمية وتحديد أطر تنفيذ السياسات الخارجية بقلم :أ.د .محمد البخاري تعتبر وكاالت األنباء العالمية من المصادر الهامة لألنباء الدولية التي تعتمد عليها وسائل اإلعالم الجماهيرية إلعداد موادها عما يجري حولنا من أحداث في العالم العاصف دائم المتغير ات االقتصادية ،والعلمية ،والتكنولوجية ،والسياسية ،واالجتماعية .خاصة وأن الكثيرين يعتبرون وكاالت األنباء العالمية جزء ال يتجزأ من سياسات القوة التي تعتمد عليها القوى العظمى لتحقيق جزء هام من سياساتها الخارجية والدفاع عن مصالحها الحيوية في أنحاء مختلفة من العالم .وتعتبر فرنسا المهد الذي رأت فيه أول وكالة أنباء عالمية النور عام ،5481والتي أشار لدورها الهام أنوريه دي بلزاك في مقالة كتبها عام 5481ونشرتها إحدى المجالت الباريسية "بأن الجمهور يمكن أن يصدق أنه يوجد صحف كثيرة ،ولكن في الحقيقة ال توجد سوى صحيفة واح دة .....فللسيد هافاس مراسلين في العالم بأسره ،وتصله الصحف من بلدان مختلفة في الكون ،وهو األول ....ألن كل الصحف الباريسية امتنعت ،ألسباب مادية عن العمل لحسابها تجنباً للمصاريف ،ولكن المصاريف التي يتحملها السيد هافاس هي أكبر ،ولهذا كان له االحتكار .وكل الصحف التي امتنعت في الماضي عن ترجمة الصحف األجنبية ،وعن اعتماد مراسلين لها ،تتلقى اليوم المساعدة من السيد هافاس الذي يزودها باألخبار األجنبية في ساعة محددة لقاء مبلغ شهري ....وتقوم كل صحيفة بصبغ تلك األخبار التي يرسلها السيد هافاس إليها باللون األبيض أو األزر ق أو األخضر أو األحمر ."....ويعتبر شارل هافاس اليهودي الفرنسي ،أول من أطلق اسم وكالة أنباء على الوكالة التي حملت اسمه أي وكالة هافاس ،في باريس عام ، 5481وكانت أول وكالة تمارس تجارة األخبار واإلعالنات في العالم .وقد استفاد هافاس من الخبرة التي تكونت لدى الصرافين في مراسالتهم منذ القرن السادس عشر ،واستفاد خاصة من الحادثة التي سمحت ألسرة روتشيلد التي كانت تمارس المراسلة مع الصرافين ،أن تصبح من األسر الثرية عندما علمت بخبر انتصار إنكلترا في معركة واترلو قبل حكومة ملك إنكلترا بثمان ساعات .كما استفاد هافاس من الموقع الهام لمكتبه الذي افتتحه عام ،5481وسط العاصمة الفرنسية باريس بالقرب من مركز البريد، وبورصة باريس التجارية ،والمحكمة ،ومقرات الصحف الباريسية .ومنذ عام 5411أخذت وكالة هافاس تتمتع بشهرة واسعة ،تتناسب وشعارها (المعرفة الجيدة والسريعة) ،واستعملت وكالة هاف اس كل الوسائل المتاحة آنذاك للقيام بعملها ،من استخدام الحمام الزاجل في االتصاالت اليومية بين باريس ،ولندن ،وبروكسل ،إلى استخدام التلغراف الذي أخترع عام ،5481 ووضع في الخدمة العامة عام ،5411وعبر الكبل البحري الذي امتد تحت مياه بحر المانش عام ،5415وتحت المحيط األطلسي عام ،5411واستخدمت كذلك التيليسكربتور في عام . 5441وكانت وكالة األنباء الفرنسية وريثة وكالة هافاس أول من استخدم الراديو تيليسكربتور في العالم عام .5511وعندما عانت وكالة هافاس من أزمة مالية حادة ،أثناء األزمة االقتصادية العالمية ،في ثالثينات القرن العشرين ،قامت الحكومة الفرنسية بالتدخل لمساعدتها مادياً. ولما انهزمت فرنسا أمام ألمانيا النازية مع بداية الحرب العالمية الثانية ،وقعت وكالة هافاس تحت السيطرة األلمانية ،وحكومة فيشي الفرنسية الخاضعة أللمانيا ،ووضعت تحت إشراف الديوان الفرنسي لإلعالم ،وخضعت لرقابة الحكومة الفرنسية وجماعة تجارية ألمانية اعتباراً من خريف عام .5581في نفس الوقت الذي اتخذت فيه الحكومة الفرنسية الحرة من لندن مقراً لها تقود منها المقاومة ضد النازية ،وليتحول بذلك مكتب وكالة هافاس في لندن وبعض مكاتبها األخرى في العالم إلى أداة من أدوات كفاح حكومة فرنسا الحرة والحكومة المؤقتة في الجزائر ضد االحتالل النازي .وبعد هزيمة النازيين وتحرير فرنسا من احتاللهم عام ،5588صدر مرسوم عن الحكومة الفرنسية بتاريخ 81سبتمبر /أيلول 5588 يقضي بإنشاء وكالة األنباء الفرنسية ( ،)AFPكوريثة لما تبقى من وكالة هافاس ،وتمتعت من الناحية القانونية باستقاللها كمؤسسة عامة مستقلة مالياً ،مع إمكانية حصولها على إعانات مالية من الحكومة الفرنسية .وفي عام 5518ترأس وكالة أنباء AFPجان ماران ،وكان يعمل فيها آنذاك نحو 1111موظف و 111صحفي ،ولها 54مكتباً في فرنسا ،و 51مكتباً في الخارج ،ومراسلين في 511دولة ،وكانت توزع حوالي 111ألف كلمة يومياً ،إضافة لمصالحها في 584دولة ،و 51811مشتركاً بين صحيفة ومحطة إذاعية ومحطة تلفزيونية ،و881 مشتركاً خاصاً .ووزعت وكالة أنباء AFPأنباءها باللغات الفرنسية واإلنكليزية واإلسبانية واأللمانية والعربية والبرتغالية .إضافة المتالكها مراكز استماع لإلذاعات األجنبية ،وخاصة إذاعة موسكو وبعض الدول الشرقية ،والشرق األوسط والشرق األقصى .وكان مركزيها في ليما وسنغافورة يرسالن األنباء الهامة مباشرة للمشتركين في أمريكا الالتينية وقارة آسيا دون الحاجة إلرسالها عبر باريس .وحققت أعمال وكالة أنباء AFPعام 5511نتائج بلغت 45.455.111فرنك فرنسي ،في الوقت الذي كانت فيه ميزانيتها لذلك العام ال تزيد عن 11مليون فرنك فرنسي فقط .وحسب مصادر وكالة أنباء AFPفهي تنقل األنباء بصدق وموضوعية ،وتتسم بطابع استقاللي .ولكن المتابعة الموضوعية لما تنشره فعالً يظهر بوضوح أنها وسيلة من وسائل السياسة الخارجية الفرنسية ،من خالل تركيزها على نقل األخبار وفق األولويات التي تراها مناسبة لها ،وبما يتناسب والمواقف الفرنسية ،ومما ساعدها على االنتشار الواسع في العالم الخبرة الطويلة التي تكونت لديها ،والمناخ السياسي السائد في فرنسا ،وإمكانياتها المادية والتقنية وقدرات السياسة الخارجية الفرنسية ،إضافة لدعم الحكومة الفرنسية. أما في بريطانيا فقد افتتح عام 5415جوليوس رويتر اليهودي األلماني الذي اكتسب الجنسية اإلنكليزية عام ،5411وتعلم في باريس على يد شارل هافاس ،مكتباً لألنباء في لندن كشركة تجارية عادية ،وسرعان ما تحول هذا المكتب إلى وكالة لألنباء ووسيلة هامة من وسائل السياسة الخارجية البريطانية ،األمر الذي ظهر جلياً واضحاً إبان الحرب العالمية الثانية .واستفاد رويتر من مد الكبل البحري بين دوفر وكال ي ،ليوفر عامل السرعة في إرسال واستقبال األنباء .ومن ثم حصوله على موافقة سرية أثناء الحرب األمريكية لمد كبل بحري عبر المحيط األطلسي ربط بين مينائي كروك ،وكروكابين على ساحل إيرالندا ،وسير سفناً أبحرت بمحاذاة السفن األمريكية لتلتقط محافظ األخبار الجاهزة منها وإيصالها لمراكز التلغراف التابعة له موفراً بذلك حوالي ثمان ساعات من الطرق المألوفة آنذاك .وأطلق على تلك الطريقة اسم التلغراف الناقص .وهي الفكرة التي استفادت منها الصحافة األمريكية عندما أنشأت كبريات الصحف في نيويورك أول وكالة لألنباء واتفقت مع سفن الركاب المتوجهة عبر المحيط األطلسي اللتقاط األخبار الواردة من أوروبا عام 5484بسرعة أكثر من انتظارها في نيويورك .ومنذ عام 5585تحولت وكالة رويتر لألنباء إلى مؤسسة مستقلة "تروست" وفق المفهوم البريطاني .وضم هذا التروست :نيوزبيبر بروبيتورز أسوسيشن ،وشركة الصحف اللندن ية ،وشركة الصحافة ،وشركة الصحافة الجهوية ،وشركة الصحافة االسترالية ،وصحافة نيوزيلندة ،وتعاونية الصحف االسترالية والنيوزيلندية .ومعنى ذلك أن وكالة رويتر كانت ملكاً غير قابل للتجزئة لعموم الصحف في المملكة المتحدة ،باستثناء الصحافة الشيوعية غير الممثلة في تلك الشركات ،وعمل في الوكالة آنذاك نحو 1111موظف و 111صحفي، وكان لها 11مكتباً في 15دولة ،وكانت توزع حوالي 5.8مليون كلمة في اليوم على 1111مشتركاً و 8111صحيفة في 511بلداً في العالم .وكانت تملك أكثر مراكز الرصد اإلذاعي في العالم ،وأوسع خط للتيليسكربتور في العالم ،يبلغ طوله 551.111كلم حتى عام 5511بامتياز استخدام نافذ لمدة خمسين عاماً .ومنذ عام 5515استخدمت الكبل البحري الممتد تحت مياه المحيط األطلسي بين لندن ونيويورك .وأثناء الحرب العالمية الثانية تعرضت وكالة رويتر ألزمة مالية حادة ،دعت الحكومة البريطانية لتقديم المساعدات لها ،إال أنها سرعان ما استغنت عن تلك المساعدات .ويقول الرسميون في وكالة رويتر ،أن وكالتهم هي مؤسسة تمثل الصحافة البريطانية أساساً ،وأنها تتوخى الموضوعية والدقة في أخبارها ،ولكن تحليل مضمون موادها اإلعالمية يبين أنها وسيلة من الوسائل الفعال ة للسياسة الخارجية البريطانية ،وأنها كسائر وسائل اإلعالم الجماهيرية البريطانية تستخدم أساليب غاية في الدقة إلخفاء نواياها الحقيقية ،األمر الذي يساعدها على القول بأنها تعمل بموضوعية. وفي العاصمة األلمانية برلين افتتح اليهودي األلماني برنارد وولف الذي تتلمذ في باريس على يد شارل هافاس ،مكتباً صحفياً له أطلق عليه اسمه عام .5485ومن ثم أنشأ خط تلغراف للدولة البروسية ربط بين برلين وأكس الشبال ،وبقيت وكالة وولف لألنباء أكبر وكالة أنباء في أوروبا حتى هزيمة ألمانيا النازية على أيدي الحلفاء في الحرب العالمية الثانية .وكانت هذه الوكالة واحدة من أكثر الوسائل الفعالة من بين وسائل تنفيذ السياسة الخارجية األلمانية ،وخاصة أثناء العهد النازي ،حيث أثبتت تفوقها حتى على وكالة معلمه هافاس الفرنسية .وانتهت هذه الوكالة بهزيمة ألمانيا النازية ،لتحل محلها وكالة الصحافة األلمانية DPAالتي تأسست عام 5585في هامبورغ كشركة تعاونية يملكها ناشري الصحف ومحطات البث اإلذاعي ،على قاعدة وكالة األنباء DENAفي المنطقة الخاضعة للواليات المتحدة األمريكية من ألمانيا ،ووكالة األنباء DPDفي المنطقة الخاضعة لبريطانيا ،ووكالة األنباء SUEDENAفي المنطقة الخاضعة لفرنسا ،وافتتحت 81مكتباً لها في ألمانيا و 11مكتباً في الدول األجنبية .وحصلت DPAمن مراسليها في ألمانيا ومختلف العواصم العالمية يومياً على 111ألف كلمة وزعت منها الثلث على مشتركيها عبر شبكتها اإللكترونية للتوزيع ،لتصبح بذلك وسيلة من وسائل تنفيذ السياسة الخارجية أللمانيا االتحادية ،وفق الدور المسموح لها به في السياسة الدولية .وبعد انهيار اإلتحاد السوفييتي ،وحلف وارسو ،والمنظومة االشتراكية ،وهدم جدار برلين الشهير ،وانضمام األراضي الشرقية التي كانت تعرف بجمهورية ألمانيا الديمقراطية إلى ألمانيا االتحادي ة في مطلع تسعينات القرن العشرين ،جرت محاولة فاشلة خالل صيف 5551لدمج وكالة األنباء DPAمع منافستها وكالة أنباء جمهورية ألمانيا الديمقراطية ،ADNوفي عام 5551سلم مجلس الوصاية وكالة األنباء ADNلبولكو هوفمان صاحب Effectenspiegel A Gفي دوسلدورف ،والذي يملك أيضاً القسم األكبر من رأس مال وكالة DEUTSCHER DEPESCHEH – DIENST :لتصبح بذلك وكالة األنباء األلمانية ،DPAووكالة ،ADNووكالة DDP (DEUTSCHE ) DEPESCHEN - DIENSTمن وسائل تنفيذ السياسة الخارجية لجمهورية ألمانيا االتحادية ،إلى جانب وكاالت األنباء الدينية EPDو KNAو .VWD أما في الواليات المتحدة األمريكية فقد كونت بعض الصحف األمريكية عام 5484بنيويورك جمعية أطلقت على نفسها اسم جمعية أخبار الميناء ،لتستفيد من خدماتها اإلخبارية .وفي عام 5411تبدل اسم هذه الجمعية إلى نيويورك أسوشيتد بريس ) (APوتبع ذلك قيام عدد من وكاالت األنباء الصغيرة في أنحاء مختلفة من الواليات المتحدة األمريكية. وكان الهدف من إقامة تلك الوكاالت ،اإلقتصاد في نفقات الحصول على األنباء ،وأدى اتجاه هذه الوكاالت نحو التركيز إلى نشوء االحتكارات اإلعالمية داخل السوق األمريكية .ويشترك في عضوية مجلس إدارة APعدد من ممثلي الصحف واإلذاعات األمريكية ،طبقاً إلسهاماتهم المالية ،ويتكون مجلس اإلدارة من 54عضواً يتم انتخابهم مرة كل ثالث سنوات ،ويعين هذا المجلس المدير العام للوكالة .وتعمل الوكالة بشكل مستقل معتمدة في مواردها المالية على اشتراكات المشتركين فيها ،وكان لها 88مكتباً رئيسياً دائماً ،ومئات المكاتب الصغيرة، وكانت تملك 111ألف كم من خطوط التلغراف عبر أكثر من 511دولة في العالم ،وبلغ عدد موظفيها 1111موظفاً ،وتشكلت الوكالة أساساً على شكل جمعية تعاونية دون أهداف معلنة ،وبلغ عدد المشتركين فيها 5114صحيفة ومجلة أمريكية ،و 1181محطة إذاعية وتلفزيونية ،وكانت توزع في اليوم أكثر من 8ماليين كلمة ،على 4111مشترك في العالم .وفي عام 5514اندمجت كالً من :وكالة يونايتيد بريس أسوسييشين .التي تأسست عام 5511نتيجة الندماج عدد من وكاالت األنباء األمريكية المحلية ،ولم تشترك هذه الوكالة منذ تأسيسها في االحتكار الدولي لألنباء مفضلة العمل بحرية داخل سوق األنباء العالمية ،كجمعية تعاونية (شركة تجارية)؛ ووكالة إنترناشيونال نيوز سيرفيس .التي تأسست عام 5515وكانت عضواً في االحتكار الدولي لألنباء؛ وشكلتا مع بعضهما بعد الدمج وكالة اليونيتيد بريس إنترناشيونال UPIكمؤسسة تجارية عادية ،لها 584مكتباً في الواليات المتحدة األمريكية ،و 511مكتباً موزعة في مختلف دول العالم .وبلغ عدد موظفيها حوالي 51آالف موظفاً .ووزعت أكثر من 8ماليين كلمة في اليوم إلى 558دولة في أنحاء العالم بـ 84لغة .إضافة المتالكها لقناة خاصة لتوزيع الصور الفوتوغرافية (أونيفاكس) تعمل على مدار الساعة .وبلغ عدد مشتركيها 8115صحف ،و 1811محطة إذاعية و 114محطة تلفزيونية ،و 111مشتركاً خاصاً، وتعتبر وكاالت األنباء األمريكية أداة فعالة من أدوات تنفيذ السياسة الخارجية للواليات المتحدة األمريكية ،بفضل االنتشار العالمي الواسع الذي تتمتع به ،والعتماد الكثير من وسائل اإلعالم الجماهيرية في شتى أنحاء العالم عليها كمصدر لتلقي األخبار العالمية .وهو ما أثبتته دراسات تحليل المضمون التي تناولت خدمات تلك الوكاالت ،حيث تبين أنها تعرض مختلف الموضوعات وفقاً لمفهوم السياسة الخارجية للواليات المتحدة األمريكية ،واألولويات التي تطرحها تلك السياسة ،ومن خالل متابعتها لتطورات األحداث من خالل الخبر والتعليق، واستخدام مصطلحات .Semanticsومن المعروف أن وكاالت األنباء العالمية توزع أخبارها وفقا ً ألولويات سياستها اإلعالمية الخاصة ،فإذا كان هناك خبراً عاجالً وضعت في مقدمته عبارة Snapأو Urgentالتي ترتبط باألصوات العالية التي تحدثها أجراس أجهزة استقبال األخبار ،بقصد التنبيه ألهمية الخبر ،وأثبتت دراسات تحليل المضمون أن هذا التوزيع كان
مطابقاً للسياسة الخارجية للو اليات المتحدة األمريكية في أكثر الحاالت المدروسة .وهذا يعني أن وكاالت األنباء العالمية األمريكية تعتبر أداة من أدوات تنفيذ السياسة الخارجية األمريكية ،وتعكس األدوات األخرى التي تعتمد عليها السياسة الخارجية األمريكية ،إضافة لتمتع وكاالت األنباء بخصائص إضافية منها تعدد المصادر التي تستقي منها األخبار، ومنافستها لغيرها من وكاالت األنباء العالمية في الحصول على األخبار ،وتوزيعها لتلك األخبار على مشتركيها قبل حصول الوكاالت المنافسة على تلك األخبار .وهو ما يعرف في عالم الصحافة بالسبق الصحفي .إضافة لتمتع وكاالت األ نباء األمريكية بقدرات مالية وتكنولوجية هائلة ،وكوادر مؤهلة كفوءة تجعل منها أكثر قدرة على التنافس من وكاالت األنباء العالمية في دول العالم األخرى. ومن الناحية التاريخية نرى أن وكالة األنباء الفرنسية هافاس ،Havasووكالة األنباء البريطانية رويتر ،Reuterووكالة األنباء األلمانية وولف ،Wolffقامت بتقسيم العالم قبل أكثر من قرن ونيف من الزمن إلى مناطق نفوذ إعالمية ،تمشياً مع السياسات االستعمارية التي كانت تتبعها آنذاك الدول األوروبية وخاصة فرنسا وبروسيا وبريطانيا ،الشركاء الثالثة في االحتكار الدولي لألنباء ،وكان همهم الوحيد آنذاك الحصول على الربح ودعم الحكومات المتعاونة معها في الداخل والخارج ،وتقدم لها المساعدة والمؤازرة لالحتفاظ بالسلطة واألوضاع الراهنة .واتفقت وكاالت األنباء الثالث على تنسيق أعمالها عام 5411لتجنب المنافسة ،وتحقيق معدالت عالية من الربح ،وتزايد االحتكار الدولي لألنباء بعد توقيع اتفاقية األنباء بينهم عام 5411وقاموا بتقسيم العالم إلى عدد من مناطق النفوذ ،يكون لكل منها وكالة أنباء معينة لها الحق الكامل في جمع وتوزيع األنباء .وعلى هذا األساس منحت وكالة األنباء األلمانية وولف حق السيطرة على جمع ونقل األنباء من وإلى ألمانيا والنمسا وهولندا واسكندينافيا واإلمبراطورية الروسية والبلقان ،وكانت وكالة أنباء فيينا آنذاك تابعة لوكالة األنباء األلمانية وولف .بينما منحت وكالة األنباء الفرنسية هافاس نفس الحق في إيطاليا ،وسويسرا ،وإسبانيا ،والبرتغال ،وأمريكا الوسطى والجنوبية ،ومصر بالتعاون مع وكالة األنباء البريطانية رويتر .ومنحت وكالة األنباء البريطانية رويتر نفس الحقوق في اإلمبراطورية البريطانية والشرق األقصى واإلمبراطورية العثمانية ،ومصر باالشتراك مع وكالة األنباء الفرنسية هافاس ،أما وكالة األنباء األمريكية األسوشيتد بريس التي كانت عضواً صغيراً في االحتكار الدولي فمنحت نفس الحقوق داخل الواليات المتحدة األمريكية فقط .بينما اعتمدت وكالة األنباء الروسية The Russian Telegraph Agencyعلى وكالة األنباء األلمانية وولف .ورغم تمتع وكالة األنباء األمريكية األسوشيتد بريس بعد إعادة تنظيمها ،بكامل العضوية في هذا االحتكار الدولي ،خالل السنوات العشر األولى من القرن العشرين ،إال أنها لم تحقق نجاحاً ملحوظا ً أمام منافسة شركائها في االحتكار ،ورفضت طلب الصحف األمريكية الجنوبية للتعاون معها بعد أن ضاقت تلك الصحف ذرعاً من الدعاية الفرنسية واألنباء التي كانت تزودها بها وكالة األنباء الفرنسية هافاس. وبدأ االحتكار بالتداعي عندما بدأت وكالة األنباء األمريكية اليونيتيد بريس التي لم تدخل في عضوية االحتكار العالمي لألنباء ،بمنافسة وكالة األسوشيتد بريس ،في سوق األنباء العالمية ،ودخولها سوق أمر يكا الجنوبية ،فما كان من االحتكار الدولي إال أن منح وكالة األنباء األمريكية األسوشيتد بريس العضو في االحتكار حق السيطرة المطلقة على تلك السوق ،واستمرت تلك الحال حتى مطلع ثالثينات القرن العشرين حين خرقت وكالة األنباء األمريكية األسوشيتد بريس االتفاق المبرم مع االحتكار الدولي ،وبدأت باستغالل السوق اليابانية الغنية متحدية بذلك االحتكار القائم لوكالة األنباء البريطانية رويتر فيها .وأظهرت بعض الدراسات اإلعالمية أنه إضافة لالحتكار وتوزيع مناطق النفوذ في عملية التبادل اإلعالمي الدولي ،فإن وسائل اإلعالم الجماهيرية الدولية ،حرصت على نقل وتوزيع األخبار والتعليقات والتحليالت السياسية واالقتصادية والعسكرية من منظور المصالح التي تمثلها، أخذة بعين االعتبار مصالحها السياسية واالقتصادية ،وهذه معضلة لم تزل تعاني منها الدول األقل تطوراً والدول النامية والدول الفقيرة ،المضطرة الستخدام ما يصلها من المصادر اإلعالمية الدولية ،متأثرة في أكثر األحيان بمواقف تلك المصادر ،وهذا يفسر محاوالت بعض الدول األقل تطوراً والدول النامية ،التكتل عالمياً وإقليمياً إلنشاء وسائل إعالم جماهيرية قوية ،يمكن أن تخلصها من هيمنة واحتكار وسائل االتصال ووسائل اإلعالم الجماهيرية الدولية ،في جمع ونقل وتوزيع ونشر األنباء عالمياً. أما نظام الحكم الجديد في روسيا بعد استيالء البالشفة على السلطة عام ،5551فقد أنشأ وكالة التلغراف الروسية التي باشرت عملها ابتداء من عام ،5554وبعد قيام اإلتحاد السوفييتي تغير اسمها إلى وكالة تلغراف اإلتحاد السوفييتي TASSوكانت تابعة لمجلس وزراء اإلتحاد السوفييتي السابق ويديرها أحد أعضاء المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفييتي السابق ،وتجمع األخبار من 11دولة ،وتوزعها على المشتركين في 81دولة ،إضافة الحتكارها تجميع وتوزيع األخبار داخل جمهوريات اإلتحاد السوفييتي السابق ،باعتبارها المصدر الوحيد واإللزامي لجميع الصحف السوفييتية ،وكان يعمل فيها حوالي 5111موظف ،ومقرها موسكو ،وتوزع حوالي 5111كلمة في اليوم كلها نصوص رسمية وشبه رسمية. وبعد انهيار اإلتحاد السوفييتي تحولت هذه الوكالة إلى وكالة ITAR TASSبينما تحولت فروعها في الجمهوريات السوفييتية السابقة :التفيا ،وليتوانيا ،واستونيا ،وبيالروسيا ،وملدافيا، وأوكرانيا ،وجورجيا ،وأرمينيا ،وأذربيجان ،وتركمانستان ،وأوزبكستان ،وطاجكستان ،وقازاقستان ،وقرغيزستان إلى وكاالت أنباء وطنية للجمهوريات التي استقلت. وفي عام 5515أنشأت الحكومة السوفييتية وكالة نوفوستي الصحفية ،إلنتاج المواد اإلعالمية التي تعكس أوجه الحياة في اإلتحاد السوفييتي السابق ،وتعد هذه الوكالة مكملة لوكالة تاس في اإلعالم السوفييتي ،وتعمل في إطار السياستين السوفييتيتين الداخلية والخارجية ،وسارت وسائل اإلعالم الجماهيرية السوفييتية ،في إطار النظام الشيوعي السوفييتي الذي استخدم الدعاية كوسيلة من الوسائل األساسية لتحقيق أهدافه ،من خالل اإلقناع وغسل األدمغة ،والتلقين اإليديولوجي ،والتركيز على وجهة النظر السوفييتية فقط ،وإهمال كافة وجهات النظر األخرى خاضعة تماماً لسيطرة الحزب الشيوعي السوفييتي ،وال سيما لجنته المركزية ،ومكتبه السياسي ،ولم تعرف وسائل اإلعالم الجماهيرية السوفييتية طيلة فترة حياتها السبق الصحفي ،كما هي الحال في وسائل اإلعالم الجماهيرية في غرب أوروبا والواليات المتحدة األمريكية والدول السائرة على النمط الغربي .وكثيراً ما كانت تحدث أحداثاً جسيمة في اإلتحاد السوفييتي نفسه وفي دول العالم األخرى دون أن تنقلها وسائل اإلعالم الجماهيرية السوفييتية بنا ًء على تقدير السلطات السوفييتية ،ولهذا كان المواطن السوفييتي ملماً بمسائل من نوع خاص يحصل عليها بنا ًء على حسابات السلطة السوفييتية ،وال يعرف الكثير مما يدور حوله من شؤون العالم .وكثيراً ما كانت األخبار تذاع بتأخر كبير يتجاوز عدة أيام أحياناً بعد وقوع الحدث .وكانت األخبار التي تنقلها بعيدة عن الموضوعية ،وتنشر الحقائق التي تدخل في إطار السياستين الداخلية والخارجية للدولة فقط .وبهذا كانت وكالتي تاس ونوفوستي أداة طيعة من أدوات دعاية السياسة الخارجية السوفييتية ،حتى أن الكثير من الدول غير الشيوعية كانت تتجنب االعتماد على وكالة تاس ،وأن بعض تلك الدول اشتركت في وكالة تاس مجاملة لإلتحاد السوفييتي كقوة عظمى آنذاك .وكانت تنشر حيزاً ضئيالً جداً من األخبار التي يوزعها اإلعالم السوفييتي ،وخاصة تلك التي تمس بشكل مباشر اإلتحاد السوفييتي السابق وحلفائه المقربين ،واقتصر اعتمادها على ما توزعه وكاالت األنباء الغربية فقط. وكانت وكاالت األنباء الوطنية تمارس جمع وتوزيع األنباء الداخلية في الدولة المعنية وترتبط بوكاالت األنباء العالمية باتفاقيات ثنائية تخولها التقاط األخبار التي توزعها تلك الوكاالت ومن ثم توزيعها داخل الدولة المعنية من خالل شبكة توزيعها الخاصة ،وبالمقابل كانت وكالة األنباء العالمية تلك تحتكر توزيع أنباء وكاالت األنباء الوطنية المرتبطة معها عالمياً أي أنها كانت حجر العثرة الذي يعيق توزيع تلك األخبار بشكل مباشر .ومع ذلك كانت هناك وكاالت أنباء وطنية تمتعت بشهرة دولية تتعدى حدود الدولة المعنية ،ومن أشهر هذه الوكاالت: في القارة اآلسيوية :وكالة أنباء الصين الجديدة التي أنشأتها جمهورية الصين الشعبية في 5أيلول /سبتمبر 5581لتحل مكان وكالة أنباء الصين الحمراء التي أسست عام . 5515وتخضع هذه الوكالة لإلشراف المباشر لمجلس الدولة والحزب الشيوعي الصيني ،وهي المصدر الوحيد لألنباء بالنسبة لوسائل اإلعالم الجماهيرية الصينية .مقرها في العاصمة بكين ،ولها مكاتب في شنغهاي ،وشن يانغ ،وهان كيو ،وسيان ،وتشينغ كينغ ،وعدد كبير من المراسلين في أنحاء الصين ،و 15مكتباً خارج الصين منها 54مكتباً في دول ال تقيم عالقات دبلوماسية مع الصين ،ونشرت وكالة أنباء الصين الجديدة يومياً حوالي 11ألف كلمة ،منها 81ألف كلمة تعالج األخبار المحلية و 81ألف كلمة تعالج األخبار الدولية ،إضافة للتقارير الصحفية التي تعكس وجهة النظر الرسمية الصينية من األحداث المحلية والعالمية .ووكالتي األنباء اليابانيتين :وكالة أنباء كيودو نيوزسرفيس ،ووكالة أنباء جيجي بريس سرفيس ،اللتان أسستا عام 5581بعد اختفاء الوكالة الرسمية لألنباء .Domeiوتعتبر وكالة كيودو التعاونية أول وكالة استخدمت طريقة Telefaxإلرسال المعلومات عام ،5585كما واستخدمت Tele type Kanjiالذي أقيم بالقرب من طوكيو وافتتح نحو 11مركزاً وشبكة من المراسلين خارج اليابان ،منذ عام .5511أما وكالة أنباء جيجي فقد تشكلت كشركة مساهمة تهتم باألخبار االقتصادية والمالية ،ومن ثم بدأت بتوسيع خدماتها اإلعالمية اعتباراً من عام 5511لتشمل األحداث كافة .وأول وكالة أنباء كورية كانت وكالة أنباء خيبان تخونسين التي تأسست عام 5581مباشرة بعد إعالن قيام جمهورية كوريا ،وتبعتها العديد من وكاالت األنباء الوطنية الصغيرة التي بمعظمها لم تستطع االستمرار في العمل لصعوبات عدة .وفي عام 5541ونتيجة الندماج وكالتي األنباء الكوريتين الجنوبيتين خابتون ،وتونيان ظهرت وكالة أنباء ينخاب تخونسين التي استطاعت السيطرة على الخدمات اإلخبارية في كوريا بعد ابتالعها لثالث وكاالت أنباء وطنية صغيرة ،لتصبح بذلك وكالة األنباء المسيطرة في جمهورية كوريا .ويعمل فيها 511مراسل و 811صحفي ،ولها 58مكتباً إعالمياً في أوروبا وأمريكا الشمالية والشرق األوسط وجنوب شرق آسيا .وتتعامل مع 81وكالة لألنباء بينها وكاالت األنباء العالمية الكبيرة أسوشيتد بريس ،و ،UPIورويتر ،وفرانس بريس ،وتقدم خدماتها اإلعالمية باللغة الكورية لـ 111مشتركاً محلياً ،وتقدم خدمات إعالمية بحدود 1111كلمة يومياً باللغة اإلنكليزية لـ 551مشتركين أجانب. وفي القارة األوروبية أنشأت إيطاليا وكالة أنباء ) :(ANSAعلى أنقاض وكالة أنباء Stefaniالتي عملت دون انقطاع من عام 5418حتى هزيمة الفاشية في الحرب العالمية الثانية .وفي 58كانون ثاني /يناير 5581بدأت أنسا عملها كشركة تعاونية ذات مسؤولية محدودة ،تضم كافة الصحف اإليطالية اليومية. وفي القارة اإلفريقية تعد وكالة أنباء الشرق األوسط المصرية ) (MENAأول وكالة أنباء في مصر ومنطقة الشرق األوسط والقارة اإلفريقية ،أنشأت عام 5511كشركة مساهمة تمتلكها الصحف المصرية مناصفة مع الدولة ،وانتقلت ملكيتها بالكامل عام 5511إلى الدولة وأصبحت إحدى الشركات التابعة التحاد اإلذاعة والتلفزيون ،ومن ثم انتقلت ملكيتها إلى مجلس الشورى المصري عام .5514وللوكالة مكتبين رئيسيين في القاهرة وباريس ،ويعمل فيها 5111موظفاً منهم 851صحفياً ،وتبث الوكالة يومياً :نشرة أنباء الشرق األوسط باللغة العربية بنحو 11ألف كلمة تقريباً؛ ونشرة أنباء الشرق األوسط باللغتين اإلنكليزية والفرنسية بنحو 188411كلمة تقريباً؛ والنشرة الدولية الخاصة بنحو 588111كلمة تقريباً؛ والنشرة االقتصادية بنحو 518581كلمة تقريباً .كما وتبث التحقيقات والصور للمشتركين في داخل مصر وخارجها ،وللوكالة 8مكاتب و 15مراسالً داخل مصر ،و 81مكتباً ومراسالً في العواصم العالمية .وتتبادل الوكالة األنباء والصور مع 11وكالة أنباء عربية وأجنبية ،ولها إسهام في تطوير التعاون اإلعالمي بين الدول العربية واإلفريقية .وتسهم في تدريب الكوادر اإلعالمية للدول العربية و الصديقة عن طريق دورات تدريبية منتظمة في مجال التحرير واإلدارة والهندسة اإلعالمية ،وتقيم عالقات تعاون مع وكاالت األنباء العالمية ووكاالت األنباء العربية ووكاالت أنباء دول عدم االنحياز ووكاالت األنباء اإلفريقية عن طريق االتفاقيات الثنائية ،وهي وكالة األنباء الوحيدة في العالم الثالث التي تسمح بتدفق األنباء محلياً إلى وسائل اإلعالم الجماهيرية المصرية من خالل كافة وكاالت األنباء مباشرة ودون تدخل أو وصاية منها كوكالة قومية في مصر .وقد دخلت وكالة أنباء الشرق األوسط عالم الكمبيوتر منذ عام ،5551وبدأت باستخدام األقمار الصناعية في نقل األخبار اعتباراً من 11تشرين أول /أكتوبر .5558
وهناك تجمعات لوكاالت األنباء تأخذ إما طابعاً إقليمياً أو قاريا ً أو منحى سياسياً معيناً أو تخصصاً ،مثال :إتحاد وكاالت األنباء األوروبية الذي يضم أكثر من 51بلدا ً أوروبياً؛ وإتحاد وكاالت األنب اء العربية الذي يضم وكاالت أنباء الدول العربية؛ وإتحاد وكاالت األنباء اإلفريقية الذي يضم وكاالت أنباء الدول اإلفريقية؛ وإتحاد وكاالت األنباء األسيوية، ...وغيرها من التكتالت والتجمعات. وهناك وكاالت متخصصة تقدم خدمات في موضوع معين ديني أو رياضي أو فني....الخ ،أو مواد إعالمية جاهزة للنشر ،أو صور صحفية ،مثال :وكالة فيدس في الفاتيكان؛ ووكالة األنباء اإلسالمية؛ ووكالة جويس تلغرافيك؛ ووكالة كيوسنون؛ ووكالة أجيب؛ ووكالة دلماس؛ ووكالة إنتربريس؛ ووكالة فاما؛ وتعتبر وكالة أوبيرا ماندي التي تمثل في أوروبا مصالح ، King's Features Syndicate americain :من أقدم الوكاالت الصحفية المتخصصة في تقديم النصوص الصحفية الجاهزة في العالم ،أنشأها بول وينلكار عام ، 5514لتوزع المقاالت بلغات العالم المختلفة عن األحداث الهامة ،ومقاالت عن الشخصيات الكبيرة في العالم ،وريبورتاجات مصورة .وتتميز هذه الوكاالت بفهمها العميق ألذواق الجمهور وميوله العلمية ،واالقتصادية ،والثقافية ،والفنية. وفي الختام البد من التأكيد على مالحظة هامة وهي أن معظم وكاالت األنباء الوطنية في دول العالم كما هي الحال في الدول النامية تخضع تماماً لسلطة القانون في تلك الدول ،باإلضافة لخضوعها للرقابة الصارمة من قبل الدولة التي تمارس نشاطاتها اإلعالمية داخلها ،وهو ما يستدعي التفكير جدياً في ما تدعيه بعض الجهات العالمية لنفسها من ديمقراطية وحرية كلمة وحرية التصرف واتهامها لبعض الدول وخاصة الدول النامية التي تحاول الخروج من دائرة تأثير تلك الجهات بغياب الديمقراطية وحرية اإلعالم وكأن تلك الدول تعيش دون قوانين ناظمة لشؤون اإلعالم في بالدها. المراجع: .5
أحمد صوان :أوراق ثقافية ..عن اإلعالم وعيد الصحفيين // .دمشق :تشرين.1111/4/55 ،
.1
روالن كايرول :الصحافة المكتوبة والسمعية والبصرية .ترجمة مرشلي محمد .ديوان المطبوعات الجامعية .الجزائر.5548 ،
.8
صفات سالمة :اإلعالم العلمي العربي :الواقع ..والمأمول // .لندن :الشرق األوسط.1111/4/15 ،
.8
د .عبد العزيز الغنام :مدخل في علم الصحافة .ج ،5الصحافة اليومية .بيروت :دار النجاح.5511 ،
.1
فيصل عباس :مدير قسم األخبار الدولية في الـ «بي .بي .سي» :ال نسعى لمجاراة «العربية» و«الجزيرة» // .لندن :الشرق األوسط.1111/4/55 ، الكتاب السنوي .5551
.1
الكتاب السنوي .5551وزارة اإلعالم ،القاهرة :الهيئة العامة لالستعالمات.5551 ،
.1
كوريا أرقام وحقائق .سيؤول :الخدمات اإلعالمية لجمهورية كوريا( .5558 ،باللغة الروسية)
د .محمد البخاري" :العولمة وقضايا التبادل اإلعالمي الدولي في ظروف العالقات الدولية المعاصرة" أطروحة للحصول على درجة الدكتوراه في العلوم .4 السياسية ،DCمن أكاديمية بناء الدولة والمجتمع .االختصاص :الثقافة السياسية واأليديولوجيات ،والمشاكل السياسية للنظم العالمية والتطور العالمي" .طشقند( .1111 :باللغة الروسية، بحث غير منشور) -العالقات الدولية في ظروف الثورة المعلوماتية // .دمشق :المعرفة ،العدد 155كانون أول - .1111/التبادل اإلعالمي الدولي والعالقات الدولية .مقرر جامعي. معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية( .1111 ،باللغة الروسية) -التفاعالت السياسية في وسائل اإلعالم الجماهيرية .مقرر جامعي .معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية( .1111 ،باللغة الروسية) -مبادئ الصحافة الدولية في إطار العالقات الدولية .مقرر جامعي .معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية( .1111 ،باللغة الروسية) - اإلعالم التقليدي في ظروف العولمة والمجتمع المعلوماتي // .جدة :مجلة المنهل ،العدد /151أكتوبر ونوفمبر - .1118قضايا التبادل اإلعالمي الدولي في ظروف العالقات الدولية المعاصرة .مقرر جامعي .معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية ،طشقند :مطبعة "بصمة" ( .1118باللغة الروسية) -العولمة واألمن اإلعالمي الوطني والدولي // .الرياض: مجلة الدراسات الدبلوماسية ،العدد 5818 ،54هـ1118 ،م - .المعلوماتية والعالقات الدولية في عصر العولمة // .الرياض :مجلة "الفيصل" ،العدد 811صفر 5818هـ/أبريل - .1118 العالقات العامة والتبادل اإلعالمي الدولي .مقرر لطالب الدراسات العليا (الماجستير) ،معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية( .1115 ،باللغة الروسية) " -دور وسائل اإلعالم الجماهيرية في التنمية والثقافة والتعليم" أطروحة للحصول على درجة دكتوراه الفلسفة في األدب ( phDصحافة) من جامعة موسكو الحكومية( .5544 ،باللغة الروسية ،بحث غير منشور) " -دور الصحافة السورية في التنمية والثقافة والتعليم" أطروحة للحصول على درجة الماجستير في الصحافة .جامعة طشقند الحكومية( .5548 ،باللغة الروسية ،بحث غير منشور) .5
د .محمد علي العويني :اإلعالم الدولي بين النظرية والتطبيق .القاهرة :مكتبة األنجلو المصرية.5551 ،
.51
هيرمان ماين :وسائل اإلعالم الجماهيرية في جمهورية ألمانيا االتحادية .ألمانيا :كولليكيوم( .5551 ،باللغة الروسية) Charles R. Wright: Mass Communication, A Sociological Perspective, New York, Random House. 1959. pp. 26-34.
11.
Theodore E. Kruglak: The International News Agencies and the Reduction of International Tensions, Symposium Ljubljana, 1968. op. cit., pp. 240-244.
12.
UNESCO: World Trends of News Agencies, in International Communication Media, Channels, Functions Edited by Heinz Dietrich Fischer and John C. Merrill. New York, Hastings House
13. Publishers, 1970, pp. 57-65.