وكالات الأنباء العالمية وتحديد أطر تنفيذ السياسات الخ

Page 1

‫وكاالت األنباء العالمية وتحديد أطر تنفيذ السياسات الخارجية‬ ‫بقلم‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‬ ‫تعتبر وكاالت األنباء العالمية من المصادر الهامة لألنباء الدولية التي تعتمد عليها وسائل اإلعالم الجماهيرية إلعداد موادها عما يجري حولنا من أحداث في العالم العاصف‬ ‫دائم المتغير ات االقتصادية‪ ،‬والعلمية‪ ،‬والتكنولوجية‪ ،‬والسياسية‪ ،‬واالجتماعية‪ .‬خاصة وأن الكثيرين يعتبرون وكاالت األنباء العالمية جزء ال يتجزأ من سياسات القوة التي تعتمد عليها‬ ‫القوى العظمى لتحقيق جزء هام من سياساتها الخارجية والدفاع عن مصالحها الحيوية في أنحاء مختلفة من العالم‪ .‬وتعتبر فرنسا المهد الذي رأت فيه أول وكالة أنباء عالمية النور عام‬ ‫‪ ،5481‬والتي أشار لدورها الهام أنوريه دي بلزاك في مقالة كتبها عام ‪ 5481‬ونشرتها إحدى المجالت الباريسية "بأن الجمهور يمكن أن يصدق أنه يوجد صحف كثيرة‪ ،‬ولكن في‬ ‫الحقيقة ال توجد سوى صحيفة واح دة‪ .....‬فللسيد هافاس مراسلين في العالم بأسره‪ ،‬وتصله الصحف من بلدان مختلفة في الكون‪ ،‬وهو األول‪ ....‬ألن كل الصحف الباريسية امتنعت‪ ،‬ألسباب‬ ‫مادية عن العمل لحسابها تجنباً للمصاريف‪ ،‬ولكن المصاريف التي يتحملها السيد هافاس هي أكبر‪ ،‬ولهذا كان له االحتكار‪ .‬وكل الصحف التي امتنعت في الماضي عن ترجمة الصحف‬ ‫األجنبية‪ ،‬وعن اعتماد مراسلين لها‪ ،‬تتلقى اليوم المساعدة من السيد هافاس الذي يزودها باألخبار األجنبية في ساعة محددة لقاء مبلغ شهري ‪ ....‬وتقوم كل صحيفة بصبغ تلك األخبار التي‬ ‫يرسلها السيد هافاس إليها باللون األبيض أو األزر ق أو األخضر أو األحمر‪ ."....‬ويعتبر شارل هافاس اليهودي الفرنسي‪ ،‬أول من أطلق اسم وكالة أنباء على الوكالة التي حملت اسمه أي‬ ‫وكالة هافاس‪ ،‬في باريس عام ‪ ، 5481‬وكانت أول وكالة تمارس تجارة األخبار واإلعالنات في العالم‪ .‬وقد استفاد هافاس من الخبرة التي تكونت لدى الصرافين في مراسالتهم منذ القرن‬ ‫السادس عشر‪ ،‬واستفاد خاصة من الحادثة التي سمحت ألسرة روتشيلد التي كانت تمارس المراسلة مع الصرافين‪ ،‬أن تصبح من األسر الثرية عندما علمت بخبر انتصار إنكلترا في‬ ‫معركة واترلو قبل حكومة ملك إنكلترا بثمان ساعات‪ .‬كما استفاد هافاس من الموقع الهام لمكتبه الذي افتتحه عام ‪ ،5481‬وسط العاصمة الفرنسية باريس بالقرب من مركز البريد‪،‬‬ ‫وبورصة باريس التجارية‪ ،‬والمحكمة‪ ،‬ومقرات الصحف الباريسية‪ .‬ومنذ عام ‪ 5411‬أخذت وكالة هافاس تتمتع بشهرة واسعة‪ ،‬تتناسب وشعارها (المعرفة الجيدة والسريعة)‪ ،‬واستعملت‬ ‫وكالة هاف اس كل الوسائل المتاحة آنذاك للقيام بعملها‪ ،‬من استخدام الحمام الزاجل في االتصاالت اليومية بين باريس‪ ،‬ولندن‪ ،‬وبروكسل‪ ،‬إلى استخدام التلغراف الذي أخترع عام ‪،5481‬‬ ‫ووضع في الخدمة العامة عام ‪ ،5411‬وعبر الكبل البحري الذي امتد تحت مياه بحر المانش عام ‪ ،5415‬وتحت المحيط األطلسي عام ‪ ،5411‬واستخدمت كذلك التيليسكربتور في عام‬ ‫‪ . 5441‬وكانت وكالة األنباء الفرنسية وريثة وكالة هافاس أول من استخدم الراديو تيليسكربتور في العالم عام ‪ .5511‬وعندما عانت وكالة هافاس من أزمة مالية حادة‪ ،‬أثناء األزمة‬ ‫االقتصادية العالمية‪ ،‬في ثالثينات القرن العشرين‪ ،‬قامت الحكومة الفرنسية بالتدخل لمساعدتها مادياً‪.‬‬ ‫ولما انهزمت فرنسا أمام ألمانيا النازية مع بداية الحرب العالمية الثانية‪ ،‬وقعت وكالة هافاس تحت السيطرة األلمانية‪ ،‬وحكومة فيشي الفرنسية الخاضعة أللمانيا‪ ،‬ووضعت‬ ‫تحت إشراف الديوان الفرنسي لإلعالم‪ ،‬وخضعت لرقابة الحكومة الفرنسية وجماعة تجارية ألمانية اعتباراً من خريف عام ‪ .5581‬في نفس الوقت الذي اتخذت فيه الحكومة الفرنسية‬ ‫الحرة من لندن مقراً لها تقود منها المقاومة ضد النازية‪ ،‬وليتحول بذلك مكتب وكالة هافاس في لندن وبعض مكاتبها األخرى في العالم إلى أداة من أدوات كفاح حكومة فرنسا الحرة‬ ‫والحكومة المؤقتة في الجزائر ضد االحتالل النازي‪ .‬وبعد هزيمة النازيين وتحرير فرنسا من احتاللهم عام ‪ ،5588‬صدر مرسوم عن الحكومة الفرنسية بتاريخ ‪ 81‬سبتمبر‪ /‬أيلول ‪5588‬‬ ‫يقضي بإنشاء وكالة األنباء الفرنسية (‪ ،)AFP‬كوريثة لما تبقى من وكالة هافاس‪ ،‬وتمتعت من الناحية القانونية باستقاللها كمؤسسة عامة مستقلة مالياً‪ ،‬مع إمكانية حصولها على إعانات‬ ‫مالية من الحكومة الفرنسية‪ .‬وفي عام ‪ 5518‬ترأس وكالة أنباء ‪ AFP‬جان ماران‪ ،‬وكان يعمل فيها آنذاك نحو ‪ 1111‬موظف و‪ 111‬صحفي‪ ،‬ولها ‪ 54‬مكتباً في فرنسا‪ ،‬و‪ 51‬مكتباً في‬ ‫الخارج‪ ،‬ومراسلين في ‪ 511‬دولة‪ ،‬وكانت توزع حوالي ‪ 111‬ألف كلمة يومياً‪ ،‬إضافة لمصالحها في ‪ 584‬دولة‪ ،‬و‪ 51811‬مشتركاً بين صحيفة ومحطة إذاعية ومحطة تلفزيونية‪ ،‬و‪881‬‬ ‫مشتركاً خاصاً‪ .‬ووزعت وكالة أنباء ‪ AFP‬أنباءها باللغات الفرنسية واإلنكليزية واإلسبانية واأللمانية والعربية والبرتغالية‪ .‬إضافة المتالكها مراكز استماع لإلذاعات األجنبية‪ ،‬وخاصة‬ ‫إذاعة موسكو وبعض الدول الشرقية‪ ،‬والشرق األوسط والشرق األقصى‪ .‬وكان مركزيها في ليما وسنغافورة يرسالن األنباء الهامة مباشرة للمشتركين في أمريكا الالتينية وقارة آسيا دون‬ ‫الحاجة إلرسالها عبر باريس‪ .‬وحققت أعمال وكالة أنباء ‪ AFP‬عام ‪ 5511‬نتائج بلغت ‪ 45.455.111‬فرنك فرنسي‪ ،‬في الوقت الذي كانت فيه ميزانيتها لذلك العام ال تزيد عن ‪ 11‬مليون‬ ‫فرنك فرنسي فقط‪ .‬وحسب مصادر وكالة أنباء ‪ AFP‬فهي تنقل األنباء بصدق وموضوعية‪ ،‬وتتسم بطابع استقاللي‪ .‬ولكن المتابعة الموضوعية لما تنشره فعالً يظهر بوضوح أنها وسيلة‬ ‫من وسائل السياسة الخارجية الفرنسية‪ ،‬من خالل تركيزها على نقل األخبار وفق األولويات التي تراها مناسبة لها‪ ،‬وبما يتناسب والمواقف الفرنسية‪ ،‬ومما ساعدها على االنتشار الواسع‬ ‫في العالم الخبرة الطويلة التي تكونت لديها‪ ،‬والمناخ السياسي السائد في فرنسا‪ ،‬وإمكانياتها المادية والتقنية وقدرات السياسة الخارجية الفرنسية‪ ،‬إضافة لدعم الحكومة الفرنسية‪.‬‬ ‫أما في بريطانيا فقد افتتح عام ‪ 5415‬جوليوس رويتر اليهودي األلماني الذي اكتسب الجنسية اإلنكليزية عام ‪ ،5411‬وتعلم في باريس على يد شارل هافاس‪ ،‬مكتباً لألنباء‬ ‫في لندن كشركة تجارية عادية‪ ،‬وسرعان ما تحول هذا المكتب إلى وكالة لألنباء ووسيلة هامة من وسائل السياسة الخارجية البريطانية‪ ،‬األمر الذي ظهر جلياً واضحاً إبان الحرب العالمية‬ ‫الثانية‪ .‬واستفاد رويتر من مد الكبل البحري بين دوفر وكال ي‪ ،‬ليوفر عامل السرعة في إرسال واستقبال األنباء‪ .‬ومن ثم حصوله على موافقة سرية أثناء الحرب األمريكية لمد كبل بحري‬ ‫عبر المحيط األطلسي ربط بين مينائي كروك‪ ،‬وكروكابين على ساحل إيرالندا‪ ،‬وسير سفناً أبحرت بمحاذاة السفن األمريكية لتلتقط محافظ األخبار الجاهزة منها وإيصالها لمراكز‬ ‫التلغراف التابعة له موفراً بذلك حوالي ثمان ساعات من الطرق المألوفة آنذاك‪ .‬وأطلق على تلك الطريقة اسم التلغراف الناقص‪ .‬وهي الفكرة التي استفادت منها الصحافة األمريكية عندما‬ ‫أنشأت كبريات الصحف في نيويورك أول وكالة لألنباء واتفقت مع سفن الركاب المتوجهة عبر المحيط األطلسي اللتقاط األخبار الواردة من أوروبا عام ‪ 5484‬بسرعة أكثر من انتظارها‬ ‫في نيويورك‪ .‬ومنذ عام ‪ 5585‬تحولت وكالة رويتر لألنباء إلى مؤسسة مستقلة "تروست" وفق المفهوم البريطاني‪ .‬وضم هذا التروست‪ :‬نيوزبيبر بروبيتورز أسوسيشن‪ ،‬وشركة‬ ‫الصحف اللندن ية‪ ،‬وشركة الصحافة‪ ،‬وشركة الصحافة الجهوية‪ ،‬وشركة الصحافة االسترالية‪ ،‬وصحافة نيوزيلندة‪ ،‬وتعاونية الصحف االسترالية والنيوزيلندية‪ .‬ومعنى ذلك أن وكالة رويتر‬ ‫كانت ملكاً غير قابل للتجزئة لعموم الصحف في المملكة المتحدة‪ ،‬باستثناء الصحافة الشيوعية غير الممثلة في تلك الشركات‪ ،‬وعمل في الوكالة آنذاك نحو ‪ 1111‬موظف و ‪ 111‬صحفي‪،‬‬ ‫وكان لها ‪ 11‬مكتباً في ‪ 15‬دولة‪ ،‬وكانت توزع حوالي ‪ 5.8‬مليون كلمة في اليوم على ‪ 1111‬مشتركاً و‪ 8111‬صحيفة في ‪ 511‬بلداً في العالم‪ .‬وكانت تملك أكثر مراكز الرصد اإلذاعي‬ ‫في العالم‪ ،‬وأوسع خط للتيليسكربتور في العالم‪ ،‬يبلغ طوله ‪ 551.111‬كلم حتى عام ‪ 5511‬بامتياز استخدام نافذ لمدة خمسين عاماً‪ .‬ومنذ عام ‪ 5515‬استخدمت الكبل البحري الممتد تحت‬ ‫مياه المحيط األطلسي بين لندن ونيويورك‪ .‬وأثناء الحرب العالمية الثانية تعرضت وكالة رويتر ألزمة مالية حادة‪ ،‬دعت الحكومة البريطانية لتقديم المساعدات لها‪ ،‬إال أنها سرعان ما‬ ‫استغنت عن تلك المساعدات‪ .‬ويقول الرسميون في وكالة رويتر‪ ،‬أن وكالتهم هي مؤسسة تمثل الصحافة البريطانية أساساً‪ ،‬وأنها تتوخى الموضوعية والدقة في أخبارها‪ ،‬ولكن تحليل‬ ‫مضمون موادها اإلعالمية يبين أنها وسيلة من الوسائل الفعال ة للسياسة الخارجية البريطانية‪ ،‬وأنها كسائر وسائل اإلعالم الجماهيرية البريطانية تستخدم أساليب غاية في الدقة إلخفاء‬ ‫نواياها الحقيقية‪ ،‬األمر الذي يساعدها على القول بأنها تعمل بموضوعية‪.‬‬ ‫وفي العاصمة األلمانية برلين افتتح اليهودي األلماني برنارد وولف الذي تتلمذ في باريس على يد شارل هافاس‪ ،‬مكتباً صحفياً له أطلق عليه اسمه عام ‪ .5485‬ومن ثم أنشأ‬ ‫خط تلغراف للدولة البروسية ربط بين برلين وأكس الشبال‪ ،‬وبقيت وكالة وولف لألنباء أكبر وكالة أنباء في أوروبا حتى هزيمة ألمانيا النازية على أيدي الحلفاء في الحرب العالمية‬ ‫الثانية‪ .‬وكانت هذه الوكالة واحدة من أكثر الوسائل الفعالة من بين وسائل تنفيذ السياسة الخارجية األلمانية‪ ،‬وخاصة أثناء العهد النازي‪ ،‬حيث أثبتت تفوقها حتى على وكالة معلمه هافاس‬ ‫الفرنسية‪ .‬وانتهت هذه الوكالة بهزيمة ألمانيا النازية‪ ،‬لتحل محلها وكالة الصحافة األلمانية ‪ DPA‬التي تأسست عام ‪ 5585‬في هامبورغ كشركة تعاونية يملكها ناشري الصحف ومحطات‬ ‫البث اإلذاعي‪ ،‬على قاعدة وكالة األنباء ‪ DENA‬في المنطقة الخاضعة للواليات المتحدة األمريكية من ألمانيا‪ ،‬ووكالة األنباء ‪ DPD‬في المنطقة الخاضعة لبريطانيا‪ ،‬ووكالة األنباء‬ ‫‪ SUEDENA‬في المنطقة الخاضعة لفرنسا‪ ،‬وافتتحت ‪ 81‬مكتباً لها في ألمانيا و‪ 11‬مكتباً في الدول األجنبية‪ .‬وحصلت ‪ DPA‬من مراسليها في ألمانيا ومختلف العواصم العالمية يومياً‬ ‫على ‪ 111‬ألف كلمة وزعت منها الثلث على مشتركيها عبر شبكتها اإللكترونية للتوزيع‪ ،‬لتصبح بذلك وسيلة من وسائل تنفيذ السياسة الخارجية أللمانيا االتحادية‪ ،‬وفق الدور المسموح لها‬ ‫به في السياسة الدولية‪ .‬وبعد انهيار اإلتحاد السوفييتي‪ ،‬وحلف وارسو‪ ،‬والمنظومة االشتراكية‪ ،‬وهدم جدار برلين الشهير‪ ،‬وانضمام األراضي الشرقية التي كانت تعرف بجمهورية ألمانيا‬ ‫الديمقراطية إلى ألمانيا االتحادي ة في مطلع تسعينات القرن العشرين‪ ،‬جرت محاولة فاشلة خالل صيف ‪ 5551‬لدمج وكالة األنباء ‪ DPA‬مع منافستها وكالة أنباء جمهورية ألمانيا‬ ‫الديمقراطية ‪ ،ADN‬وفي عام ‪ 5551‬سلم مجلس الوصاية وكالة األنباء ‪ ADN‬لبولكو هوفمان صاحب ‪ Effectenspiegel A G‬في دوسلدورف‪ ،‬والذي يملك أيضاً القسم األكبر من‬ ‫رأس مال وكالة‪ DEUTSCHER DEPESCHEH – DIENST :‬لتصبح بذلك وكالة األنباء األلمانية ‪ ،DPA‬ووكالة ‪ ،ADN‬ووكالة ‪DDP (DEUTSCHE‬‬ ‫)‪ DEPESCHEN - DIENST‬من وسائل تنفيذ السياسة الخارجية لجمهورية ألمانيا االتحادية‪ ،‬إلى جانب وكاالت األنباء الدينية ‪ EPD‬و ‪ KNA‬و ‪.VWD‬‬ ‫أما في الواليات المتحدة األمريكية فقد كونت بعض الصحف األمريكية عام ‪ 5484‬بنيويورك جمعية أطلقت على نفسها اسم جمعية أخبار الميناء‪ ،‬لتستفيد من خدماتها‬ ‫اإلخبارية‪ .‬وفي عام ‪ 5411‬تبدل اسم هذه الجمعية إلى نيويورك أسوشيتد بريس )‪ (AP‬وتبع ذلك قيام عدد من وكاالت األنباء الصغيرة في أنحاء مختلفة من الواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬ ‫وكان الهدف من إقامة تلك الوكاالت‪ ،‬اإلقتصاد في نفقات الحصول على األنباء‪ ،‬وأدى اتجاه هذه الوكاالت نحو التركيز إلى نشوء االحتكارات اإلعالمية داخل السوق األمريكية‪ .‬ويشترك‬ ‫في عضوية مجلس إدارة ‪ AP‬عدد من ممثلي الصحف واإلذاعات األمريكية‪ ،‬طبقاً إلسهاماتهم المالية‪ ،‬ويتكون مجلس اإلدارة من ‪ 54‬عضواً يتم انتخابهم مرة كل ثالث سنوات‪ ،‬ويعين‬ ‫هذا المجلس المدير العام للوكالة‪ .‬وتعمل الوكالة بشكل مستقل معتمدة في مواردها المالية على اشتراكات المشتركين فيها‪ ،‬وكان لها ‪ 88‬مكتباً رئيسياً دائماً‪ ،‬ومئات المكاتب الصغيرة‪،‬‬ ‫وكانت تملك ‪ 111‬ألف كم من خطوط التلغراف عبر أكثر من ‪ 511‬دولة في العالم‪ ،‬وبلغ عدد موظفيها ‪ 1111‬موظفاً‪ ،‬وتشكلت الوكالة أساساً على شكل جمعية تعاونية دون أهداف‬ ‫معلنة‪ ،‬وبلغ عدد المشتركين فيها ‪ 5114‬صحيفة ومجلة أمريكية‪ ،‬و‪ 1181‬محطة إذاعية وتلفزيونية‪ ،‬وكانت توزع في اليوم أكثر من ‪ 8‬ماليين كلمة‪ ،‬على ‪ 4111‬مشترك في العالم‪ .‬وفي‬ ‫عام ‪ 5514‬اندمجت كالً من‪ :‬وكالة يونايتيد بريس أسوسييشين‪ .‬التي تأسست عام ‪ 5511‬نتيجة الندماج عدد من وكاالت األنباء األمريكية المحلية‪ ،‬ولم تشترك هذه الوكالة منذ تأسيسها في‬ ‫االحتكار الدولي لألنباء مفضلة العمل بحرية داخل سوق األنباء العالمية‪ ،‬كجمعية تعاونية (شركة تجارية)؛ ووكالة إنترناشيونال نيوز سيرفيس‪ .‬التي تأسست عام ‪ 5515‬وكانت عضواً‬ ‫في االحتكار الدولي لألنباء؛ وشكلتا مع بعضهما بعد الدمج وكالة اليونيتيد بريس إنترناشيونال ‪ UPI‬كمؤسسة تجارية عادية‪ ،‬لها ‪ 584‬مكتباً في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬و‪ 511‬مكتباً‬ ‫موزعة في مختلف دول العالم‪ .‬وبلغ عدد موظفيها حوالي ‪ 51‬آالف موظفاً‪ .‬ووزعت أكثر من ‪ 8‬ماليين كلمة في اليوم إلى ‪ 558‬دولة في أنحاء العالم بـ ‪ 84‬لغة‪ .‬إضافة المتالكها لقناة‬ ‫خاصة لتوزيع الصور الفوتوغرافية (أونيفاكس) تعمل على مدار الساعة‪ .‬وبلغ عدد مشتركيها ‪ 8115‬صحف‪ ،‬و‪ 1811‬محطة إذاعية و‪ 114‬محطة تلفزيونية‪ ،‬و‪ 111‬مشتركاً خاصاً‪،‬‬ ‫وتعتبر وكاالت األنباء األمريكية أداة فعالة من أدوات تنفيذ السياسة الخارجية للواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬بفضل االنتشار العالمي الواسع الذي تتمتع به‪ ،‬والعتماد الكثير من وسائل‬ ‫اإلعالم الجماهيرية في شتى أنحاء العالم عليها كمصدر لتلقي األخبار العالمية‪ .‬وهو ما أثبتته دراسات تحليل المضمون التي تناولت خدمات تلك الوكاالت‪ ،‬حيث تبين أنها تعرض مختلف‬ ‫الموضوعات وفقاً لمفهوم السياسة الخارجية للواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬واألولويات التي تطرحها تلك السياسة‪ ،‬ومن خالل متابعتها لتطورات األحداث من خالل الخبر والتعليق‪،‬‬ ‫واستخدام مصطلحات ‪ .Semantics‬ومن المعروف أن وكاالت األنباء العالمية توزع أخبارها وفقا ً ألولويات سياستها اإلعالمية الخاصة‪ ،‬فإذا كان هناك خبراً عاجالً وضعت في مقدمته‬ ‫عبارة ‪ Snap‬أو ‪ Urgent‬التي ترتبط باألصوات العالية التي تحدثها أجراس أجهزة استقبال األخبار‪ ،‬بقصد التنبيه ألهمية الخبر‪ ،‬وأثبتت دراسات تحليل المضمون أن هذا التوزيع كان‬


‫مطابقاً للسياسة الخارجية للو اليات المتحدة األمريكية في أكثر الحاالت المدروسة‪ .‬وهذا يعني أن وكاالت األنباء العالمية األمريكية تعتبر أداة من أدوات تنفيذ السياسة الخارجية‬ ‫األمريكية‪ ،‬وتعكس األدوات األخرى التي تعتمد عليها السياسة الخارجية األمريكية‪ ،‬إضافة لتمتع وكاالت األنباء بخصائص إضافية منها تعدد المصادر التي تستقي منها األخبار‪،‬‬ ‫ومنافستها لغيرها من وكاالت األنباء العالمية في الحصول على األخبار‪ ،‬وتوزيعها لتلك األخبار على مشتركيها قبل حصول الوكاالت المنافسة على تلك األخبار‪ .‬وهو ما يعرف في عالم‬ ‫الصحافة بالسبق الصحفي‪ .‬إضافة لتمتع وكاالت األ نباء األمريكية بقدرات مالية وتكنولوجية هائلة‪ ،‬وكوادر مؤهلة كفوءة تجعل منها أكثر قدرة على التنافس من وكاالت األنباء العالمية‬ ‫في دول العالم األخرى‪.‬‬ ‫ومن الناحية التاريخية نرى أن وكالة األنباء الفرنسية هافاس ‪ ،Havas‬ووكالة األنباء البريطانية رويتر ‪ ،Reuter‬ووكالة األنباء األلمانية وولف ‪ ،Wolff‬قامت بتقسيم‬ ‫العالم قبل أكثر من قرن ونيف من الزمن إلى مناطق نفوذ إعالمية‪ ،‬تمشياً مع السياسات االستعمارية التي كانت تتبعها آنذاك الدول األوروبية وخاصة فرنسا وبروسيا وبريطانيا‪ ،‬الشركاء‬ ‫الثالثة في االحتكار الدولي لألنباء‪ ،‬وكان همهم الوحيد آنذاك الحصول على الربح ودعم الحكومات المتعاونة معها في الداخل والخارج‪ ،‬وتقدم لها المساعدة والمؤازرة لالحتفاظ بالسلطة‬ ‫واألوضاع الراهنة‪ .‬واتفقت وكاالت األنباء الثالث على تنسيق أعمالها عام ‪ 5411‬لتجنب المنافسة‪ ،‬وتحقيق معدالت عالية من الربح‪ ،‬وتزايد االحتكار الدولي لألنباء بعد توقيع اتفاقية‬ ‫األنباء بينهم عام ‪ 5411‬وقاموا بتقسيم العالم إلى عدد من مناطق النفوذ‪ ،‬يكون لكل منها وكالة أنباء معينة لها الحق الكامل في جمع وتوزيع األنباء‪ .‬وعلى هذا األساس منحت وكالة األنباء‬ ‫األلمانية وولف حق السيطرة على جمع ونقل األنباء من وإلى ألمانيا والنمسا وهولندا واسكندينافيا واإلمبراطورية الروسية والبلقان‪ ،‬وكانت وكالة أنباء فيينا آنذاك تابعة لوكالة األنباء‬ ‫األلمانية وولف‪ .‬بينما منحت وكالة األنباء الفرنسية هافاس نفس الحق في إيطاليا‪ ،‬وسويسرا‪ ،‬وإسبانيا‪ ،‬والبرتغال‪ ،‬وأمريكا الوسطى والجنوبية‪ ،‬ومصر بالتعاون مع وكالة األنباء‬ ‫البريطانية رويتر‪ .‬ومنحت وكالة األنباء البريطانية رويتر نفس الحقوق في اإلمبراطورية البريطانية والشرق األقصى واإلمبراطورية العثمانية‪ ،‬ومصر باالشتراك مع وكالة األنباء‬ ‫الفرنسية هافاس‪ ،‬أما وكالة األنباء األمريكية األسوشيتد بريس التي كانت عضواً صغيراً في االحتكار الدولي فمنحت نفس الحقوق داخل الواليات المتحدة األمريكية فقط‪ .‬بينما اعتمدت‬ ‫وكالة األنباء الروسية ‪ The Russian Telegraph Agency‬على وكالة األنباء األلمانية وولف‪ .‬ورغم تمتع وكالة األنباء األمريكية األسوشيتد بريس بعد إعادة تنظيمها‪ ،‬بكامل‬ ‫العضوية في هذا االحتكار الدولي‪ ،‬خالل السنوات العشر األولى من القرن العشرين‪ ،‬إال أنها لم تحقق نجاحاً ملحوظا ً أمام منافسة شركائها في االحتكار‪ ،‬ورفضت طلب الصحف‬ ‫األمريكية الجنوبية للتعاون معها بعد أن ضاقت تلك الصحف ذرعاً من الدعاية الفرنسية واألنباء التي كانت تزودها بها وكالة األنباء الفرنسية هافاس‪.‬‬ ‫وبدأ االحتكار بالتداعي عندما بدأت وكالة األنباء األمريكية اليونيتيد بريس التي لم تدخل في عضوية االحتكار العالمي لألنباء‪ ،‬بمنافسة وكالة األسوشيتد بريس‪ ،‬في سوق‬ ‫األنباء العالمية‪ ،‬ودخولها سوق أمر يكا الجنوبية‪ ،‬فما كان من االحتكار الدولي إال أن منح وكالة األنباء األمريكية األسوشيتد بريس العضو في االحتكار حق السيطرة المطلقة على تلك‬ ‫السوق‪ ،‬واستمرت تلك الحال حتى مطلع ثالثينات القرن العشرين حين خرقت وكالة األنباء األمريكية األسوشيتد بريس االتفاق المبرم مع االحتكار الدولي‪ ،‬وبدأت باستغالل السوق‬ ‫اليابانية الغنية متحدية بذلك االحتكار القائم لوكالة األنباء البريطانية رويتر فيها‪ .‬وأظهرت بعض الدراسات اإلعالمية أنه إضافة لالحتكار وتوزيع مناطق النفوذ في عملية التبادل‬ ‫اإلعالمي الدولي‪ ،‬فإن وسائل اإلعالم الجماهيرية الدولية‪ ،‬حرصت على نقل وتوزيع األخبار والتعليقات والتحليالت السياسية واالقتصادية والعسكرية من منظور المصالح التي تمثلها‪،‬‬ ‫أخذة بعين االعتبار مصالحها السياسية واالقتصادية‪ ،‬وهذه معضلة لم تزل تعاني منها الدول األقل تطوراً والدول النامية والدول الفقيرة‪ ،‬المضطرة الستخدام ما يصلها من المصادر‬ ‫اإلعالمية الدولية‪ ،‬متأثرة في أكثر األحيان بمواقف تلك المصادر‪ ،‬وهذا يفسر محاوالت بعض الدول األقل تطوراً والدول النامية‪ ،‬التكتل عالمياً وإقليمياً إلنشاء وسائل إعالم جماهيرية‬ ‫قوية‪ ،‬يمكن أن تخلصها من هيمنة واحتكار وسائل االتصال ووسائل اإلعالم الجماهيرية الدولية‪ ،‬في جمع ونقل وتوزيع ونشر األنباء عالمياً‪.‬‬ ‫أما نظام الحكم الجديد في روسيا بعد استيالء البالشفة على السلطة عام ‪ ،5551‬فقد أنشأ وكالة التلغراف الروسية التي باشرت عملها ابتداء من عام ‪ ،5554‬وبعد قيام‬ ‫اإلتحاد السوفييتي تغير اسمها إلى وكالة تلغراف اإلتحاد السوفييتي ‪ TASS‬وكانت تابعة لمجلس وزراء اإلتحاد السوفييتي السابق ويديرها أحد أعضاء المكتب السياسي للحزب الشيوعي‬ ‫السوفييتي السابق‪ ،‬وتجمع األخبار من ‪ 11‬دولة‪ ،‬وتوزعها على المشتركين في ‪ 81‬دولة‪ ،‬إضافة الحتكارها تجميع وتوزيع األخبار داخل جمهوريات اإلتحاد السوفييتي السابق‪ ،‬باعتبارها‬ ‫المصدر الوحيد واإللزامي لجميع الصحف السوفييتية‪ ،‬وكان يعمل فيها حوالي ‪ 5111‬موظف‪ ،‬ومقرها موسكو‪ ،‬وتوزع حوالي ‪ 5111‬كلمة في اليوم كلها نصوص رسمية وشبه رسمية‪.‬‬ ‫وبعد انهيار اإلتحاد السوفييتي تحولت هذه الوكالة إلى وكالة ‪ ITAR TASS‬بينما تحولت فروعها في الجمهوريات السوفييتية السابقة‪ :‬التفيا‪ ،‬وليتوانيا‪ ،‬واستونيا‪ ،‬وبيالروسيا‪ ،‬وملدافيا‪،‬‬ ‫وأوكرانيا‪ ،‬وجورجيا‪ ،‬وأرمينيا‪ ،‬وأذربيجان‪ ،‬وتركمانستان‪ ،‬وأوزبكستان‪ ،‬وطاجكستان‪ ،‬وقازاقستان‪ ،‬وقرغيزستان إلى وكاالت أنباء وطنية للجمهوريات التي استقلت‪.‬‬ ‫وفي عام ‪ 5515‬أنشأت الحكومة السوفييتية وكالة نوفوستي الصحفية‪ ،‬إلنتاج المواد اإلعالمية التي تعكس أوجه الحياة في اإلتحاد السوفييتي السابق‪ ،‬وتعد هذه الوكالة‬ ‫مكملة لوكالة تاس في اإلعالم السوفييتي‪ ،‬وتعمل في إطار السياستين السوفييتيتين الداخلية والخارجية‪ ،‬وسارت وسائل اإلعالم الجماهيرية السوفييتية‪ ،‬في إطار النظام الشيوعي السوفييتي‬ ‫الذي استخدم الدعاية كوسيلة من الوسائل األساسية لتحقيق أهدافه‪ ،‬من خالل اإلقناع وغسل األدمغة‪ ،‬والتلقين اإليديولوجي‪ ،‬والتركيز على وجهة النظر السوفييتية فقط‪ ،‬وإهمال كافة‬ ‫وجهات النظر األخرى خاضعة تماماً لسيطرة الحزب الشيوعي السوفييتي‪ ،‬وال سيما لجنته المركزية‪ ،‬ومكتبه السياسي‪ ،‬ولم تعرف وسائل اإلعالم الجماهيرية السوفييتية طيلة فترة حياتها‬ ‫السبق الصحفي‪ ،‬كما هي الحال في وسائل اإلعالم الجماهيرية في غرب أوروبا والواليات المتحدة األمريكية والدول السائرة على النمط الغربي‪ .‬وكثيراً ما كانت تحدث أحداثاً جسيمة في‬ ‫اإلتحاد السوفييتي نفسه وفي دول العالم األخرى دون أن تنقلها وسائل اإلعالم الجماهيرية السوفييتية بنا ًء على تقدير السلطات السوفييتية‪ ،‬ولهذا كان المواطن السوفييتي ملماً بمسائل من‬ ‫نوع خاص يحصل عليها بنا ًء على حسابات السلطة السوفييتية‪ ،‬وال يعرف الكثير مما يدور حوله من شؤون العالم‪ .‬وكثيراً ما كانت األخبار تذاع بتأخر كبير يتجاوز عدة أيام أحياناً بعد‬ ‫وقوع الحدث‪ .‬وكانت األخبار التي تنقلها بعيدة عن الموضوعية‪ ،‬وتنشر الحقائق التي تدخل في إطار السياستين الداخلية والخارجية للدولة فقط‪ .‬وبهذا كانت وكالتي تاس ونوفوستي أداة‬ ‫طيعة من أدوات دعاية السياسة الخارجية السوفييتية‪ ،‬حتى أن الكثير من الدول غير الشيوعية كانت تتجنب االعتماد على وكالة تاس‪ ،‬وأن بعض تلك الدول اشتركت في وكالة تاس‬ ‫مجاملة لإلتحاد السوفييتي كقوة عظمى آنذاك‪ .‬وكانت تنشر حيزاً ضئيالً جداً من األخبار التي يوزعها اإلعالم السوفييتي‪ ،‬وخاصة تلك التي تمس بشكل مباشر اإلتحاد السوفييتي السابق‬ ‫وحلفائه المقربين‪ ،‬واقتصر اعتمادها على ما توزعه وكاالت األنباء الغربية فقط‪.‬‬ ‫وكانت وكاالت األنباء الوطنية تمارس جمع وتوزيع األنباء الداخلية في الدولة المعنية وترتبط بوكاالت األنباء العالمية باتفاقيات ثنائية تخولها التقاط األخبار التي توزعها‬ ‫تلك الوكاالت ومن ثم توزيعها داخل الدولة المعنية من خالل شبكة توزيعها الخاصة‪ ،‬وبالمقابل كانت وكالة األنباء العالمية تلك تحتكر توزيع أنباء وكاالت األنباء الوطنية المرتبطة معها‬ ‫عالمياً أي أنها كانت حجر العثرة الذي يعيق توزيع تلك األخبار بشكل مباشر‪ .‬ومع ذلك كانت هناك وكاالت أنباء وطنية تمتعت بشهرة دولية تتعدى حدود الدولة المعنية‪ ،‬ومن أشهر هذه‬ ‫الوكاالت‪:‬‬ ‫في القارة اآلسيوية‪ :‬وكالة أنباء الصين الجديدة التي أنشأتها جمهورية الصين الشعبية في ‪ 5‬أيلول‪ /‬سبتمبر ‪ 5581‬لتحل مكان وكالة أنباء الصين الحمراء التي أسست عام‬ ‫‪ . 5515‬وتخضع هذه الوكالة لإلشراف المباشر لمجلس الدولة والحزب الشيوعي الصيني‪ ،‬وهي المصدر الوحيد لألنباء بالنسبة لوسائل اإلعالم الجماهيرية الصينية‪ .‬مقرها في العاصمة‬ ‫بكين‪ ،‬ولها مكاتب في شنغهاي‪ ،‬وشن يانغ‪ ،‬وهان كيو‪ ،‬وسيان‪ ،‬وتشينغ كينغ‪ ،‬وعدد كبير من المراسلين في أنحاء الصين‪ ،‬و‪ 15‬مكتباً خارج الصين منها ‪ 54‬مكتباً في دول ال تقيم عالقات‬ ‫دبلوماسية مع الصين‪ ،‬ونشرت وكالة أنباء الصين الجديدة يومياً حوالي ‪ 11‬ألف كلمة‪ ،‬منها ‪ 81‬ألف كلمة تعالج األخبار المحلية و‪ 81‬ألف كلمة تعالج األخبار الدولية‪ ،‬إضافة للتقارير‬ ‫الصحفية التي تعكس وجهة النظر الرسمية الصينية من األحداث المحلية والعالمية‪ .‬ووكالتي األنباء اليابانيتين‪ :‬وكالة أنباء كيودو نيوزسرفيس‪ ،‬ووكالة أنباء جيجي بريس سرفيس‪ ،‬اللتان‬ ‫أسستا عام ‪ 5581‬بعد اختفاء الوكالة الرسمية لألنباء ‪ .Domei‬وتعتبر وكالة كيودو التعاونية أول وكالة استخدمت طريقة ‪ Telefax‬إلرسال المعلومات عام ‪ ،5585‬كما واستخدمت‬ ‫‪ Tele type Kanji‬الذي أقيم بالقرب من طوكيو وافتتح نحو ‪ 11‬مركزاً وشبكة من المراسلين خارج اليابان‪ ،‬منذ عام ‪ .5511‬أما وكالة أنباء جيجي فقد تشكلت كشركة مساهمة تهتم‬ ‫باألخبار االقتصادية والمالية‪ ،‬ومن ثم بدأت بتوسيع خدماتها اإلعالمية اعتباراً من عام ‪ 5511‬لتشمل األحداث كافة‪ .‬وأول وكالة أنباء كورية كانت وكالة أنباء خيبان تخونسين التي‬ ‫تأسست عام ‪ 5581‬مباشرة بعد إعالن قيام جمهورية كوريا‪ ،‬وتبعتها العديد من وكاالت األنباء الوطنية الصغيرة التي بمعظمها لم تستطع االستمرار في العمل لصعوبات عدة‪ .‬وفي عام‬ ‫‪ 5541‬ونتيجة الندماج وكالتي األنباء الكوريتين الجنوبيتين خابتون‪ ،‬وتونيان ظهرت وكالة أنباء ينخاب تخونسين التي استطاعت السيطرة على الخدمات اإلخبارية في كوريا بعد ابتالعها‬ ‫لثالث وكاالت أنباء وطنية صغيرة‪ ،‬لتصبح بذلك وكالة األنباء المسيطرة في جمهورية كوريا‪ .‬ويعمل فيها ‪ 511‬مراسل و‪ 811‬صحفي‪ ،‬ولها ‪ 58‬مكتباً إعالمياً في أوروبا وأمريكا‬ ‫الشمالية والشرق األوسط وجنوب شرق آسيا‪ .‬وتتعامل مع ‪ 81‬وكالة لألنباء بينها وكاالت األنباء العالمية الكبيرة أسوشيتد بريس‪ ،‬و‪ ،UPI‬ورويتر‪ ،‬وفرانس بريس‪ ،‬وتقدم خدماتها‬ ‫اإلعالمية باللغة الكورية لـ ‪ 111‬مشتركاً محلياً‪ ،‬وتقدم خدمات إعالمية بحدود ‪ 1111‬كلمة يومياً باللغة اإلنكليزية لـ ‪ 551‬مشتركين أجانب‪.‬‬ ‫وفي القارة األوروبية أنشأت إيطاليا وكالة أنباء )‪ :(ANSA‬على أنقاض وكالة أنباء ‪ Stefani‬التي عملت دون انقطاع من عام ‪ 5418‬حتى هزيمة الفاشية في الحرب‬ ‫العالمية الثانية‪ .‬وفي ‪ 58‬كانون ثاني‪ /‬يناير ‪ 5581‬بدأت أنسا عملها كشركة تعاونية ذات مسؤولية محدودة‪ ،‬تضم كافة الصحف اإليطالية اليومية‪.‬‬ ‫وفي القارة اإلفريقية تعد وكالة أنباء الشرق األوسط المصرية )‪ (MENA‬أول وكالة أنباء في مصر ومنطقة الشرق األوسط والقارة اإلفريقية‪ ،‬أنشأت عام ‪ 5511‬كشركة‬ ‫مساهمة تمتلكها الصحف المصرية مناصفة مع الدولة‪ ،‬وانتقلت ملكيتها بالكامل عام ‪ 5511‬إلى الدولة وأصبحت إحدى الشركات التابعة التحاد اإلذاعة والتلفزيون‪ ،‬ومن ثم انتقلت ملكيتها‬ ‫إلى مجلس الشورى المصري عام ‪ .5514‬وللوكالة مكتبين رئيسيين في القاهرة وباريس‪ ،‬ويعمل فيها ‪ 5111‬موظفاً منهم ‪ 851‬صحفياً‪ ،‬وتبث الوكالة يومياً‪ :‬نشرة أنباء الشرق األوسط‬ ‫باللغة العربية بنحو ‪ 11‬ألف كلمة تقريباً؛ ونشرة أنباء الشرق األوسط باللغتين اإلنكليزية والفرنسية بنحو ‪ 188411‬كلمة تقريباً؛ والنشرة الدولية الخاصة بنحو ‪ 588111‬كلمة تقريباً؛‬ ‫والنشرة االقتصادية بنحو ‪ 518581‬كلمة تقريباً‪ .‬كما وتبث التحقيقات والصور للمشتركين في داخل مصر وخارجها‪ ،‬وللوكالة ‪ 8‬مكاتب و‪ 15‬مراسالً داخل مصر‪ ،‬و‪ 81‬مكتباً ومراسالً‬ ‫في العواصم العالمية‪ .‬وتتبادل الوكالة األنباء والصور مع ‪ 11‬وكالة أنباء عربية وأجنبية‪ ،‬ولها إسهام في تطوير التعاون اإلعالمي بين الدول العربية واإلفريقية‪ .‬وتسهم في تدريب‬ ‫الكوادر اإلعالمية للدول العربية و الصديقة عن طريق دورات تدريبية منتظمة في مجال التحرير واإلدارة والهندسة اإلعالمية‪ ،‬وتقيم عالقات تعاون مع وكاالت األنباء العالمية ووكاالت‬ ‫األنباء العربية ووكاالت أنباء دول عدم االنحياز ووكاالت األنباء اإلفريقية عن طريق االتفاقيات الثنائية‪ ،‬وهي وكالة األنباء الوحيدة في العالم الثالث التي تسمح بتدفق األنباء محلياً إلى‬ ‫وسائل اإلعالم الجماهيرية المصرية من خالل كافة وكاالت األنباء مباشرة ودون تدخل أو وصاية منها كوكالة قومية في مصر‪ .‬وقد دخلت وكالة أنباء الشرق األوسط عالم الكمبيوتر منذ‬ ‫عام ‪ ،5551‬وبدأت باستخدام األقمار الصناعية في نقل األخبار اعتباراً من ‪ 11‬تشرين أول‪ /‬أكتوبر ‪.5558‬‬


‫وهناك تجمعات لوكاالت األنباء تأخذ إما طابعاً إقليمياً أو قاريا ً أو منحى سياسياً معيناً أو تخصصاً‪ ،‬مثال‪ :‬إتحاد وكاالت األنباء األوروبية الذي يضم أكثر من ‪ 51‬بلدا ً‬ ‫أوروبياً؛ وإتحاد وكاالت األنب اء العربية الذي يضم وكاالت أنباء الدول العربية؛ وإتحاد وكاالت األنباء اإلفريقية الذي يضم وكاالت أنباء الدول اإلفريقية؛ وإتحاد وكاالت األنباء األسيوية‪،‬‬ ‫‪...‬وغيرها من التكتالت والتجمعات‪.‬‬ ‫وهناك وكاالت متخصصة تقدم خدمات في موضوع معين ديني أو رياضي أو فني‪....‬الخ‪ ،‬أو مواد إعالمية جاهزة للنشر‪ ،‬أو صور صحفية‪ ،‬مثال‪ :‬وكالة فيدس في‬ ‫الفاتيكان؛ ووكالة األنباء اإلسالمية؛ ووكالة جويس تلغرافيك؛ ووكالة كيوسنون؛ ووكالة أجيب؛ ووكالة دلماس؛ ووكالة إنتربريس؛ ووكالة فاما؛ وتعتبر وكالة أوبيرا ماندي التي تمثل في‬ ‫أوروبا مصالح‪ ، King's Features Syndicate americain :‬من أقدم الوكاالت الصحفية المتخصصة في تقديم النصوص الصحفية الجاهزة في العالم‪ ،‬أنشأها بول وينلكار عام‬ ‫‪ ، 5514‬لتوزع المقاالت بلغات العالم المختلفة عن األحداث الهامة‪ ،‬ومقاالت عن الشخصيات الكبيرة في العالم‪ ،‬وريبورتاجات مصورة‪ .‬وتتميز هذه الوكاالت بفهمها العميق ألذواق‬ ‫الجمهور وميوله العلمية‪ ،‬واالقتصادية‪ ،‬والثقافية‪ ،‬والفنية‪.‬‬ ‫وفي الختام البد من التأكيد على مالحظة هامة وهي أن معظم وكاالت األنباء الوطنية في دول العالم كما هي الحال في الدول النامية تخضع تماماً لسلطة القانون في تلك‬ ‫الدول‪ ،‬باإلضافة لخضوعها للرقابة الصارمة من قبل الدولة التي تمارس نشاطاتها اإلعالمية داخلها‪ ،‬وهو ما يستدعي التفكير جدياً في ما تدعيه بعض الجهات العالمية لنفسها من‬ ‫ديمقراطية وحرية كلمة وحرية التصرف واتهامها لبعض الدول وخاصة الدول النامية التي تحاول الخروج من دائرة تأثير تلك الجهات بغياب الديمقراطية وحرية اإلعالم وكأن تلك‬ ‫الدول تعيش دون قوانين ناظمة لشؤون اإلعالم في بالدها‪.‬‬ ‫المراجع‪:‬‬ ‫‪.5‬‬

‫أحمد صوان‪ :‬أوراق ثقافية ‪ ..‬عن اإلعالم وعيد الصحفيين‪ // .‬دمشق‪ :‬تشرين‪.1111/4/55 ،‬‬

‫‪.1‬‬

‫روالن كايرول‪ :‬الصحافة المكتوبة والسمعية والبصرية‪ .‬ترجمة مرشلي محمد‪ .‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ .‬الجزائر‪.5548 ،‬‬

‫‪.8‬‬

‫صفات سالمة‪ :‬اإلعالم العلمي العربي‪ :‬الواقع‪ ..‬والمأمول‪ // .‬لندن‪ :‬الشرق األوسط‪.1111/4/15 ،‬‬

‫‪.8‬‬

‫د‪ .‬عبد العزيز الغنام‪ :‬مدخل في علم الصحافة‪ .‬ج ‪ ،5‬الصحافة اليومية‪ .‬بيروت‪ :‬دار النجاح‪.5511 ،‬‬

‫‪.1‬‬

‫فيصل عباس‪ :‬مدير قسم األخبار الدولية في الـ «بي‪ .‬بي‪ .‬سي»‪ :‬ال نسعى لمجاراة «العربية» و«الجزيرة»‪ // .‬لندن‪ :‬الشرق األوسط‪.1111/4/55 ،‬‬ ‫الكتاب السنوي ‪.5551‬‬

‫‪.1‬‬

‫الكتاب السنوي ‪ .5551‬وزارة اإلعالم‪ ،‬القاهرة‪ :‬الهيئة العامة لالستعالمات‪.5551 ،‬‬

‫‪.1‬‬

‫كوريا أرقام وحقائق‪ .‬سيؤول‪ :‬الخدمات اإلعالمية لجمهورية كوريا‪( .5558 ،‬باللغة الروسية)‬

‫د‪ .‬محمد البخاري‪" :‬العولمة وقضايا التبادل اإلعالمي الدولي في ظروف العالقات الدولية المعاصرة" أطروحة للحصول على درجة الدكتوراه في العلوم‬ ‫‪.4‬‬ ‫السياسية ‪ ،DC‬من أكاديمية بناء الدولة والمجتمع‪ .‬االختصاص‪ :‬الثقافة السياسية واأليديولوجيات‪ ،‬والمشاكل السياسية للنظم العالمية والتطور العالمي"‪ .‬طشقند‪( .1111 :‬باللغة الروسية‪،‬‬ ‫بحث غير منشور) ‪ -‬العالقات الدولية في ظروف الثورة المعلوماتية‪ // .‬دمشق‪ :‬المعرفة‪ ،‬العدد ‪ 155‬كانون أول‪ - .1111/‬التبادل اإلعالمي الدولي والعالقات الدولية‪ .‬مقرر جامعي‪.‬‬ ‫معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية‪( .1111 ،‬باللغة الروسية) ‪ -‬التفاعالت السياسية في وسائل اإلعالم الجماهيرية‪ .‬مقرر جامعي‪ .‬معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات‬ ‫الشرقية‪( .1111 ،‬باللغة الروسية) ‪ -‬مبادئ الصحافة الدولية في إطار العالقات الدولية‪ .‬مقرر جامعي‪ .‬معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية‪( .1111 ،‬باللغة الروسية) ‪-‬‬ ‫اإلعالم التقليدي في ظروف العولمة والمجتمع المعلوماتي‪ // .‬جدة‪ :‬مجلة المنهل‪ ،‬العدد ‪/151‬أكتوبر ونوفمبر ‪ - .1118‬قضايا التبادل اإلعالمي الدولي في ظروف العالقات الدولية‬ ‫المعاصرة‪ .‬مقرر جامعي‪ .‬معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية‪ ،‬طشقند‪ :‬مطبعة "بصمة" ‪( .1118‬باللغة الروسية) ‪ -‬العولمة واألمن اإلعالمي الوطني والدولي‪ // .‬الرياض‪:‬‬ ‫مجلة الدراسات الدبلوماسية‪ ،‬العدد ‪5818 ،54‬هـ‪1118 ،‬م‪ - .‬المعلوماتية والعالقات الدولية في عصر العولمة‪ // .‬الرياض‪ :‬مجلة "الفيصل"‪ ،‬العدد ‪ 811‬صفر ‪ 5818‬هـ‪/‬أبريل ‪- .1118‬‬ ‫العالقات العامة والتبادل اإلعالمي الدولي‪ .‬مقرر لطالب الدراسات العليا (الماجستير)‪ ،‬معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية‪( .1115 ،‬باللغة الروسية) ‪" -‬دور وسائل اإلعالم‬ ‫الجماهيرية في التنمية والثقافة والتعليم" أطروحة للحصول على درجة دكتوراه الفلسفة في األدب ‪( phD‬صحافة) من جامعة موسكو الحكومية‪( .5544 ،‬باللغة الروسية‪ ،‬بحث غير‬ ‫منشور) ‪" -‬دور الصحافة السورية في التنمية والثقافة والتعليم" أطروحة للحصول على درجة الماجستير في الصحافة‪ .‬جامعة طشقند الحكومية‪( .5548 ،‬باللغة الروسية‪ ،‬بحث غير‬ ‫منشور)‬ ‫‪.5‬‬

‫د‪ .‬محمد علي العويني‪ :‬اإلعالم الدولي بين النظرية والتطبيق‪ .‬القاهرة‪ :‬مكتبة األنجلو المصرية‪.5551 ،‬‬

‫‪.51‬‬

‫هيرمان ماين‪ :‬وسائل اإلعالم الجماهيرية في جمهورية ألمانيا االتحادية‪ .‬ألمانيا‪ :‬كولليكيوم‪( .5551 ،‬باللغة الروسية)‬ ‫‪Charles R. Wright: Mass Communication, A Sociological Perspective, New York, Random House. 1959. pp. 26-34.‬‬

‫‪11.‬‬

‫‪Theodore E. Kruglak: The International News Agencies and the Reduction of International Tensions, Symposium Ljubljana, 1968. op. cit., pp. 240-244.‬‬

‫‪12.‬‬

‫‪UNESCO: World Trends of News Agencies, in International Communication Media, Channels, Functions Edited by Heinz Dietrich Fischer and John C. Merrill. New York, Hastings House‬‬

‫‪13.‬‬ ‫‪Publishers, 1970, pp. 57-65.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.