1
ال حتزن
ال حتزن للشيخ /عائض القرني /http://www.saaid.net
2
ال حتزن
هذا الكتاب ً ً اٛنانب اٞنأسوم من حياةً البشر ًية جانب ّنعاٛنة أخاذةه مسؤكلةه ،تعىن دراسةه جادةه ٌ ً اب كالقلقً ً ، الثقة ،كاٜنًنة ،ك ً كفقد ً الغم ،ك ً االضطر ً اٜنزف ،كالكد ًر ، اٟنم ك ّْ الكآبة كالتشاؤـ ،ك ّْ ً كاليأس ك ً اإلحباط . القنوط ك ً اٞنشكبلت العصر على نوور من الوحي ،كىدم من الرسالة ،كمو و افقة مع الفطرةً كىو حلّّ التجارب الراشدةً ،ك ً األدب اٝنبلَّ ً اب ،ك ً اٛنذ ً ً القصص َّ ً ب ،كفيو األمثاؿ اٜنيَّ ًة ،ك السويًَّة ،ك نفحات من قصيً ًد كبا ًر الشعراء ، نقوالت عن الصحابة األبرار ،كالتابعٌن األخيا ًر ،كفيو ه ه ً ً ككصايا جهابذةً ً كتوجيهات العلماء . اٜنكماء ، كنصائح األطباء ، ً افق كيف ثناياه أ يطركحات للشرقيٌن كالغربيٌن ،كالقدامى كا﵀دثٌن ُّ . ه كل ذلك مع ما يو ي صحف ك٠نبلت ،كدكر و و يات كمبلحق كنشرات . كسائل اإلعبلـ ،من َّمٍتو َّ اٜنق ٣نا قد ى ي ب َّ َّب ،كجه هد َّ يقوؿ لك باختصار : ب .كىو ي مشذ ه مهذ ه إف ىذا الكتاب مز ه يج مرت ه ْ وتفاءل وال تحزن )) وأبشر واطمئن (( اسع ْد َّ ْ ************************************* /http://www.saaid.net
3
ال حتزن
المقدمة
ً اٜنمد ﵁ ،كالصبلةي كالسبلـ على ً كبعد : رسوؿ ا﵁ً ،كعلى آلو كصحبو ي ي ي فهذا الكتاب ( ال ٓنزف ) ،عسى أف تسعد بقر ً اءتو كاالستفادةً منو ،كلك قبل أف تقرأ و الكتاب أف ٓناكمو إىل ً اٞننطق السلي ًم ك ً الصحيح ،كفوؽ ىذا كذاؾ الن ٍقل اٞنعصوـ . العقل ىذا ً ً كذكقو كمشًّْو ،كإف من ظل ًم ً تصورهً ً إف من اٜني ً َّ اٞنعرفة ف قبل ُّ ٍ ى اٜنكم اٞنيسبق على الشيء ى كرؤية ً كٚناع الدعول ً و اٜنجة ،كقراءةً الربىاف . قبل مسبقة إصدار فتول التأم ًل ً ، ً اإلطبلع ك ُّ ى طائف من كتبت ىذا اٜنديث ٞنن عاش ضائقةن أك أملَّ ًبو ّّ ىم أك حز هف ،أك طاؼ بو ه ي و قلق .كأيُّنا ٫نلو من ذلك ؟! مصيبة ،أك َّ أقض مضجعة ه أرؽ َّ ، نومو ه كشرىد ى ىنا آيات كأبيات ،كصور ً سكبت فيها عصارة كقصص ، أمثاؿ ارد ،ك ه كعربه ،كفو ي ه ه ائد كشو ي ي ه ه ً النفس اٜنز ً ً ما كصل إليو البلمعوف ؛ من دك واء ً اٞننهكة ،ك ً البائسة . ينة الركح للقلب اٞنفجوع ،ك ً ً
يقوؿ لك ً : يقوؿ ً :ع ً ش اٜنياة كما ىي ىذا أبشر كاسع ٍد ،كتفاءى ٍؿ كاىدأ .بل ي الكتاب ي ي ،طيبةن رضيَّة ّٔيجةن . الناس ،ك ً ىذا الكتاب يصحح لك أخطاء ً التعامل مع السن ًن ك ً ً األشياء ٢نالفة الفطرة ،يف ه ٌي الزماف ك ً ،ك ً اٞنكاف . ً مصادمة اٜنياةً ً ً ً اٞننهج القضاء ، كمعاكسة إنو ينهاؾ هنيان جازمان عن اإلصرا ًر على ك٢ناصمة ً ً اؼ ر ً ً ً و و ً تطمئن كحك أف َّ كرفض الدليل ،بل ييناديك من مكاف قريب من أقطار نفسك ،كمن أطر ي ٜنس ًن مص ًًنؾ ،كتثق ّنعطياتًك كتستثمر مواىبك ،كتنسى منغٌ ً صات ً العيش ،كغصص العم ًر يٍ كأتعاب اٞنسًنةً . ىامة يف أكلو : كأر ي يد التنبيو على مسائل ٌ أف اٞنقصد من الكتاب ج ٍلب السعادةً ك ً اٟندكء كالسكينة كانشراحً الصد ًر ،كفتح ً األولى َّ : باب ي ي األمل ك ً ً ً اٞنستقبل الزاى ًر . التفاؤؿ كالفرج ك ً الظن ًبو ،ك ً بالقضاء كالقد ًر اإل٬ناف كىو تذكًنه بر٘نة ا﵁ً كغفرانًًو ،كالتوُّك ًل عليو ،كحس ًن ّْ حدكد ً ً اليوـ ً ، كترؾ ً ،ك ً القلق على اٞنستقبلً ُّ ، كتذك ًر نً ىع ًم ا﵁ً . العيش يف
ال حتزن
4
الثَّانية :كىو ١ناكلةه ً االضطر ً اب ً ، الغم ،كاٜنزف كاألسى ،ك ً كضيق الصد ًر اٟنم ك ّْ لطرد ّْ القلق ك ٍ ً اليأس ،ك ً كاالهنيا ًر ك ً اإلحباط . القنوط ك ً ً الثالثة ٗ :نعت فيو ما يدكر يف ً األمثلة اٞنعصوـ ، كمن من التنز ًيل ،كمن كبلـ فلك ً ي اٞنوضوع ٍ ي القصص اٞنعربةً ،ك ً ً األبيات اٞنؤثٌرةً ،كما قالوي اٜنكماءي كاألطباءي كاألدباءي ، الشاردةً ،ك ٌن الساطعة ،ك ً ً التجارب اٞناثًلة كالرباى ً اٛنادةً كليس كعظان ٠نردان ، قبس من الكلمة َّ كفيو ه كال ترفان فكريٌان ،كال طرحان سياسيان ؛ بل ىو دعوةه يملً َّحةه من ً أجل سعادتًك . ً اعيت فيو اٞنشاعر كمنافذ ً اإلنسانية ؛ آخذان يف النفس الرابعة :ىذا الكتاب للمسلم كغًنه ،فر ي ي دين الفط ًرة . االعتبار اٞننهج الرباٍلَّ الصحيح ،كىو ي و ِ على يف اللاممة :سوؼ ي ْند يف الكتاب نيقوالت عن شرقيٌن كغربيٌٌن ،كلعلٌو ال تثريب َّ أحق ّٔا . ذلك ؛ فاٜنكمة ضالةي اٞنؤم ًن َّ ، أٌل كجدىا فهو ُّ أجعل للكتاب حواشي ٔ ،نفيفان للقارئ كتسهيبلن لو ،لتكوف قراءاتو مستمرةن ٌ المادسة :مل ٍ النقل يف ً كجعلت اٞنرجع مع ً أصل الكتابً . كفكره متصبلن . ي ي ً ً ِ ّنن سبق يف ذلك ؛ كرأيتيو أنفع كأسهل ، أنقل رقم الصفحة كال اٛنزء ،مقتديان ٍ المابعة :مل ٍ بتصر و الكتاب أك ً ً اٞنقالة . بالنص ،أك ّنا فهمتيو من ؼ ،كحينان ّْ أنقل ُّ فحينان ي ِ ً الثاممة :مل أرتب ىذا الكتاب على األبو ً نوعت فيو الطَّرح ،فرَّّنا اب كال على الفصوؿ ،كإ٧نا ي ٍ أداخل بٌن ً و الفقر ً ً و صفحات ، للحديث بعد أعود أنتقل ك ، ات من حديث إىل آخر ك ي ي ٍ ي ليكوف أمتع للقارئ كأل ٌذ لوي كأطرؼ لنظرهً . ً ً ِ يطل ً ضعف بيٌنتيوي ،كإف اٜنديث فيو يج األحاديث ؛ فإ ٍف كاف بأرقاـ اآليات أك ٔنر ً ي ه التاسعة :مل أ ٍ سكت .كىذا كلُّو طلبان لبلختصار ،كبيعدان عن ذكرت ذلك أك ُّ كاف صحيحان أك حسنان ي التكرا ًر كاإلكثا ًر ك ً ِ ثوبي ُزوٍر )) . اإلمبلؿ (( ،والمتشبّْ ُع بما لم يُعط كالبس ْ و متنوعة ،كأنا شّت ،كأساليب العاشرة :رّنا ي ٍلح ي ظ القار ي ئ تكراران لبعض اٞنعاٍل يف قوالب ٌ قصدت ذلك كتعمدت ىذا الصنيع لتثبت الفكرةي بأكثر من طروح ،كترسخ اٞنعلومةي ي ي بغزارةً ً النقل ،كمن يتدبًٌر القرآف ٩ن ٍد ذلك .
5
ال حتزن
٪نمل ىذا الكتاب تلك عشرةه كاملةه ،أقدّْمها ٞنن أراد أف يقرأ ىذا الكتاب ،كعسى أف َّ القوؿ ،كيقينان يف ً ص ٍدقان يف اٝن ًرب ،كعدالن يف اٜنكمً ،كإنصافان يف ً اٞنعرفة ،كسدادان يف الرأ ًم ، كنوران يف البصًنة . ً إنين خاصةن ،أك جيبلن للكل ،كمل أقص ٍد بو طائفةن ٌ ي أخاطب فيو اٛنميع ،كأتكلم ،فيو ٌ بعينو ،أك فئةن متحيزةن ،أك بلدان ً ً لكل من أراد أ ٍف ٪نيا حياة سعيدةن . بذاتو ،بل ىو ّْ ٌ ورصعت ِ فيه ُّ الد َّر حتى ُ والجبين مهمَّ ٌد سحر فعيماهُ ٌ ُ تركتُهُ
ٍ ويمري بال يُضيءُ بال شمس ْ مشقمر ِ والجيد وهلل ُّ در َّ الر ِ ْ
والحور ْ *****************************************
6
ال حتزن
يــا اهلل ض ُك َّ يـوٍم ُهو فِي َش ٍ ﴿ يم َلُهُ من فِي َّ ِ البحر ، اضطرب إذا : ﴾ ْن َْ َ الم َم َاوات َو ْاألَ ْر ِ َ ْ َ ي ً ً السفينة :يا اهلل. أصحاب يح ،نادل ي كىاج ي اٞنوج ،كىبَّت الر ي ً ً كحارت القافلةي يف الس ًًن ،نادكا : كب عن الطر ًيق ، إذا َّ ضل اٜنادم يف الصحراء كماؿ الر ي يا اهلل. ً إذا كقعت اٞنصيبةي ،كحلٌ ً اٞننكوب :يا اهلل. اٞنصاب كجثمت الكارثةي ،نادل ت النكبةي ي ي ين ،كأ ً ً يسد ً الستور يف كجوهً السائلٌن ،صاحوا :يا لت اب أماـ الط ا لب إذا أيكصدت األبو ي ي اهلل . ً اآلماؿ كتقطَّ ً السبل ك ً ً اٜنباؿ ،نادكا :يا اهلل. عت ي انتهت ي اٜنيل كضاقت ُّ ي ي إذا بارت ي فاىتف :يا اهلل. ٘نلت ، بت ضاقت عليك إذا ٍ نفسك ّنا ٍ ٍ رح ٍ ٍ ي األرض ّنا ي كضاقت عليك ي َّمع الربمءي ، يصعد الكلً يم اٟناتف َّ الص ي إليو ي اٝنالص ،ك ي ادؽ ،كالد ي ي الطيب ،كالدعاءي ي التفجع الوالًوي . ك ُّ ف يف األسحا ًر ،كاأليادم يف اٜناجات ،كاألعٌن يف اٞنلَّـ ً ات ،كاألسئلةي يف إليو يٕن ُّد األ يك ُّ ي ٍ اٜنوادث. ً كتستغيث كتلهج كتنادم،كبذكرهً اح ، القلوب تطمئن األلسن باٚنو تشدك ُّ ي ي كتسكن األرك ي ي ي ي ِ يف بِ ِعب ِ ادهِ ﴾ الر ٍش يد ، األعصاب ، كتربد ُّ كيثوب ُّ كهتدأي اٞنشاعر ي كيستقر ي اليقٌن ﴿ ،اللَّهُ لَط ٌ َ ي ي ً ً ً أصدؽ العبار ً الكلماتَ ﴿ ،ه ْ تَـ ْعلَ ُم أٖنن ك ، ات ك ، اٜنركؼ أٗنل ك األٚناء أحسن ا﵁ : ي ي ي ي لَهُ َس ِميّاً ﴾ ؟! . ْك الْيَـ ْوَم ا﵁ي :فإذا الغىن كالبقاءي ،كالقوةي كالنُّصرةي ،ك ُّ العز كالقدرةي كاٜنً ٍك ىمةي ﴿ ،لّْ َم ِن ال ُْمل ُ لِلَّ ِه الْو ِ اح ِد الْ َق َّها ِر ﴾ . َ الوُّد كاإلحساف َ ﴿ ،وَما بِ ُكم ّْمن نّْـ ْع َم ٍة ا﵁ :فإذا الغو ي ثك ي ي اللطف كالعنايةي ،ك ٍ اٞندد ،ك ي فَ ِم َن اللّ ِه ﴾ .
7
ال حتزن
ً العظمة ،ك ً اٛنبلؿ ك ً ا﵁ :ذك ً اٛنربكت. اٟنيبة ك ً اللهم فاجعل مكاف اللوعة س ٍلوة ،كجزاء ً أبرد اٜنزف سركران ،كعند اٝنوؼ أمٍنان .اللهم ٍ ٍ ٌن ،كأطفٍئ ٗنر األرك ًاح ً ً ً بثلج اليق ً العج ً اإل٬ناف . ّناء القلب ً ٍ رب ،ألق على ً ً اٞنضطر ًبة سكينة ، الساىرةً نيعاس ان أمنةن منك ،كعلى يا ُّ العيوف َّ النفوس ٍ رب ً اطك ، كضبلَّؿ حيارل اىد ً أثبها فتحان قريبان .يا ُّ اٞنناىج إىل صر ٍ البصائر إىل نوًرٍؾ ،ي كٍ ٍ كالزائغٌن عن السبيل إىل ىداؾ . و كرد اٜنق َّ ، بفي ولق من ّْ بفجر صادؽ من النور ،ك ٍ أزىق باطل الضَّمائ ًر ٍ اللهم أزؿ الوساكس ٍ ً ً و سومٌن. عونًك يم ّْ كيد الشيطاف ّندد من جنود ٍ اطرد من نفوسنًا القلق. أذىب عنَّا اٜنزف ،ك ٍ أزؿ عنا َّ اٟنم ،ك ٍ اللهم ٍ نعوذي بك من اٝنو ً ؼ إال مٍنك ،كالر ً كوف إال إليك ،كالتو ً كل إال عليك ،كالسؤ ًاؿ إال منك ٍ ،كاالستعانًة إال بك ،أنت كليُّنا ،نعم اٞنوىل كنعم النصًن. *************************************** -
كن سعيداً
اإل٬ناف كالعمل الصاٌف ٨نا سر حياتك الطيبة ،فاحرص عليهما . اطلب العلم كاٞنعرفة ،كعليك بالقراءة فإهنا تذىب اٟنم . جدد التوبة كاىجر اٞنعاصي ؛ ألهنا تنغص عليك اٜنياة . عليك بقراءة القرآف متدبران ،كأكثر من ذكر ا﵁ دائمان . أحسن إىل الناس بأنواع اإلحساف ينشرح صدرؾ . كن شجاعان ال كجبلن خائفان ،فالشجاع منشرح الصدر . طهر قلبك من اٜنسد كاٜنقد كالدغل كالغش ككل مرض . اترؾ فضوؿ النظر كالكبلـ كاالستماع كاٞنخالطة كاألكل كالنوـ . تنس ٨نومك كأحزانك . اهنمك يف عمل مثمر ى عش يف حدكد يومك كانس اٞناضي كاٞنستقبل .
ال حتزن
-
8
انظر إىل من ىو دكنك يف الصورة كالرزؽ كالعافية ك٥نوىا . قدّْر أسوأ االحتماؿ مث تعامل معو لو كقع . ال تطاكع ذىنك يف الذىاب كراء اٝنياالت اٞنخيفة كاألفكار السيئة . ال تغضب ،كاصرب كاكظم كاحلم كسامح ؛ فالعمر قصًن . ال تتوقع زكاؿ النعم كحلوؿ النقم ،بل على ا﵁ توكل . ً أعط اٞنشكلة حجمها الطبيعي كال تضخم اٜنوادث . ٔنلص من عقدة اٞنؤامرة كانتظار اٞنكاره . بسط اٜنياة كاىجر الرتؼ ،ففضوؿ العيش شغل ،كرفاىية اٛنسم عذاب للركح . ّْ قارف بٌن النعم اليت عندؾ كاٞنصائب اليت حلت بك لتجد األرباح أعظم من اٝنسائر . األقواؿ السيئة اليت قيلت فيك لن تضرؾ ،بل تضر صاحبها فبل تفكر فيها . صحح تفكًنؾ ،ففكر يف النعم كالنجاح كالفضيلة . ال تنتظر شكران من أحد ،فليس لك على أحد حق ،كافعل اإلحساف لوجو ا﵁ فحسب . حدد مشركعان نافعان لك ،كفكر فيو كتشاغل بو لتنسى ٨نومك . احسم عملك يف اٜناؿ كال تؤخر عمل اليوـ إىل غد . تعلم العمل النافع الذم يناسبك ،كاعمل العمل اٞنفيد الذم ترتاح إليو . فكر يف نعم ا﵁ عليك ،كٓندث ّٔا كاشكر ا﵁ عليها . اقنع ّنا آتاؾ ا﵁ من صحة كماؿ كأىل كعمل . تعامل مع القريب كالبعيد برؤية ا﵀اسن كغض الطرؼ عن اٞنعائب . تغافل عن الزالت كالشائعات كتتبع السقطات كأخبار الناس . عليك باٞنشي كالرياضة كاالىتماـ بصحتك ؛ فالعقل السليم يف اٛنسم السليم . ادع ا﵁ دائمان بالعفو كالعافية كصاٌف اٜناؿ كالسبلمة . *****************************
9
ال حتزن
فكر واشكر ً ً ً ً قدميك من فوقك كمن ٓنت ٍ اٞنعىن :أف تذكر نعم ا﵁ عليك فإذا ىي ت ٍغ يميرؾ ٍ ِ ً و ِ أمن يف كطن ،غذاءه ككساءه ،كىواءه كماءه ، ص َ تَـعُ ُّدواْ ن ْع َمةَ اللّه الَ تُ ْح ُ وها ﴾ ص َّحةه يف بدف ،ه اهرًة وب ِ ِ ِ اطمَةً﴾ تشعر ،ي تعلم ﴿ َوأ ْ َسبَ َ َلَْي ُك ْم ن َع َمهُ َ َ َ َ ٕنلك اٜنيا نة كأنت ال ي لديك الدنيا كأنت ما ي ّْ ِ ً تاف ً ، عندؾ عيناف ،كلسا هف كشف ً ىل ىي كيداف كرجبلف ﴿ فَبِ ّْ َي َالء َربّْ ُك َما تُ َكذبَان ﴾ ٍ ً ً عت أ قدميك ،كقد بيًرت ٍ ساقيك ،كقد قيط ٍ ت ه أقداـ؟! كأ ٍف تعتمد على ٍ مسلةه سهلةه أ ٍف ٕنشي على ٍ سوؽ؟! أحقي هؽ أف تناـ ملء عينيك كق ٍد أطار األمل نوـ الكث ًًن؟! كأ ٍف ٕنؤل معدتك من ً الطعاـ ه ي الشهي كأف تكرع من ً اٞناء ً اب بأمر و اض البارد كىناؾ من عي ّْكر عليو الطعاـ ،كنػيغّْص عليو َّ ّْ الشر ي ي كأس و قاـ ؟! َّ كتأمل يف نظ ًرؾ كق ٍد سلمت من العمى ، تفكر يف ٚنٍعًك كق ٍد عيوفيت من َّ ٍ الصمم ٍ ، ً ً ً ٤نوت من ً فجع اٞنح عقلك كق ٍد أنعم عليك ُنضورهً كمل تي ٍ الربص كاٛنيذاـ ،ك ٍ كانظر إىل ج ٍلدؾ كقد ٍ ً باٛننوف ك ً الذىوؿ . يد يف بص ًرؾ كحدهي ً أٓنب بيع ٚنعًك كزف ثهبلف فضةَّ ؟! ىل يح ود ذىبان ؟! ُّ أتر ي كجبل أ ي تشرتم قصور الزىر ًاء بلسانًك فتكوف أبكم؟! ىل تقايض بيديك مقابل ً عقود اللؤلؤ ك ً الياقوت ي ٍ و و ً و تعيش مهمومان مغمومان تدرم ،ي لتكوف أقطع؟! إنك يف نع وم عميمة كأفضاؿ جسيمة ،كلكنك ال ٍ تتفكر يف حزينان ان النوـ اٟناف ي اٝنبز الداؼ ي ئ ،كاٞناءي ي كئيب ،كعندؾ ي البارد ،ك ي ئ ،كالعافيةي الوارفةي ،ي ً و و مفتاح السعادة ،كقناطًني مقنطرةه من تنزعج من خسارة ماليَّة كعندؾ ي تشكر اٞنوجود ،ي اٞنفقود كال ي اىب كالنع ًم ك ً األشياء ،ف ٌكر كاشكر ﴿ وفِي أَن ُف ِم ُكم أَفَ َال تُـ ْب ِ اٝن ًًن كاٞنو ً ص ُرو َن ﴾ ف ٌكٍر يف نفسك ْ ٍ َ ٍ ً ت ،كأىلًك ،كبيتك ،كعملًك ،كعافيتًك ،كأصدقائًك ،كالدنيا من حولك ﴿يَـ ْع ِرفُو َن نِ ْع َم َ اللّ ِه ثُ َّم ي ِ مك ُرونَـ َها ﴾ . ُ ***************************************** ﴿ َوإِن
10
ال حتزن
ما مضى فات تذكر اٞناضي كالتفاعل معو كاستحضاره ،كاٜنز يف مل آ سيو ٘نق كجنو هف ،كقتل لئلرادةً ه ي ه ُّ ي ي ملف اٞناضي عند العقبلء يطٍول كال يػركل ،يػ ٍغلىق عليو أبدان يف زنز ً انة كتبدي هد للحياةً اٜناضرةً .إف َّ ي ي يٍ ي ى ُنباؿ َّقو و ً ً النسياف ،يقيَّ يد و ً النور ؛ ألنو يرل فبل عليو د ص و ػ ي ك ، ا أبد ج ٫نر فبل اإل٨ناؿ ن سج يف ية ن ي ى ي ي ٍ ي ى يصححو ،ال الكدر ً ٪نييو ،ألنيو اٟنم يصلحوي ،كال َّ يعيد ىه ،كال ُّ مضى كانتهى ،ال اٜنز يف ي الغم ّْ ي ي ي عدـ ،ال تعش يف كابوس اٞناضي كٓنت ً ً يد مظلة الفائت ،أنق ٍذ نفسك من ً شبح اٞناضي ،أتر ي ٍ ه أف ترَّد النهر إىل م ً صبّْ ًو ،كالشمس إىل مطلعًها ،كالطفل إىل بطن ّْأم ًو ،كاللنب إىل الثدم ، ى ي كالدمعة إىل الع ً ٌن َّ ، إف تفاعلك مع اٞناضي ،كقلقك منوي كاحرتاقك بنارهً ،كانطراحك على ً ٢نيف مفزعه . رىيب كضع ّّ ه أعتابو ه مأساكم ه ً ً ً كنس ه القراءةي يف دفرت اٞناضي ضياعه للحاض ًر ،كٕنز ه ف للساعة الراىنة ،ذكر ا﵁ي يق للجهد ٍ ، ت ﴾ انتهى األمر كقي ً يح ضي ،كال طائل من تشر ً ْك أ َُّمةٌ قَ ْد َ لَ ْ فعلت مث قاؿ ﴿ :تِل َ األمم كما ٍ ي الزماف ،كإعادةً ً جثة ً عجلة التاريخ. ينشر يعود للماضي ،كالذم إف الذم ي ي يطحن الطحٌن كىو مطحو هف أصبلن ،ككالذم ي ً اٝنشب .كقد٬نان قالوا ٞنن يبكي على اٞناضي :ال ٔنرج األموات من قبورىم ،كقد ذكر نشارةي ْنرت؟ قاؿ :أكره ً ً الكذب. من أهنم قالوا للحما ًر :ملى ال ُّ ي ي يتحدث على ألسنة البهائ ًم ٍ إف ببلءنا أننا نعجز عن ً كنندب هنمل قصورنا اٛنميلة ، ، ّناضينا كنشتغل نا ر حاض ٍ ي ي ي ي ً ً اٛنن على إعادةً ما مضى ٞنا استطاعوا ؛ ألف ىذا ىو اإلنس ك ُّ األطبلؿ البالية ،كلئن اجتمعت ي ا﵀اؿ بعينو . ي إف الناس ال ينظركف إىل الور ًاء كال يلتفتوف إىل ً الريح تتجوي إىل ً َّ اٞناء ك األماـ ألف ؛ اٝنلف ّْ ي األماـ ،كالقافلةي تسًن إىل ً ينحدر إىل ً ٔنالف يسنٌة اٜنياة . األماـ ،فبل ٍ ي ي ****************************************
11
ال حتزن
يومك يومك َ ستعيش ،فبل أمس الذم ذىب ِن ًًنهً كش ًرهً ب إذا ى ي أصبحت فبل تنتظر اٞنساءي ،اليوـ ٍ فحس ي ي ً ب ،كال ي اليوـ الذم أظلٍَّت ى الغد الذم مل أمت إىل اآلف .ي هنارهي ىو ي مشسو ،كأدركك ي يومك ٍ فحس ي ك ي خلدؾ العيش ٟنذا ً ،عمرؾ يوـ كاح هد ،فاجعل يف ً فيو كٕنوت ً اليوـ ككأنك كلدت ً فيو ،حينها ال ي ي ه ٍ اٞنخيف ً اٞنستقبل ً ً ً ً كزحف ًو كشبح ًو كغم ًو ،كبٌن توق ًع تتعثر حياتيك بٌن ىاجس اٞناضي ك٨نًّْو ّْ ي اصرؼ تركيزؾ كاىتمامك كإبداعك ككدَّؾ كجدَّؾ ،فلهذا ً اٞنرعب ً ، ً اليوـ البد أف لليوـ فق ٍط ٍ تقدـ صبل نة خاشعةن كتبلكنة بتدب ور كاطبلعان و ً كح ٍسنان يف بتأمل ،كذ ٍكران ُنضوور ،كاتزانان يف األمور ،ي ً ً باٞنقسوـ ،كاىتمامان باٞنظه ًر ،كاعتناءن باٛنس ًم ،كنفعان لآلخرين . خلق ،كرضان لليوـ ىذا الذم أنت فيو فت يق ّْسم ساعاتًو كْنعل من دقائقو سنو و ات ،كمن ثو ً انيو شهور ان ، ً للرحيل ، الرب ،تتهي أ اٝنًن ،تيسدم فيو اٛنميل ، تذكر فيو َّ تزرعي فيو ٍ تستغفر فيو من الذنب ،ي ي تعيش ىذا اليوـ فرحان كسركران ،كأمنان كسكينةن ،ترضى فيو برزقًك ،بزكجتًك ،بأطفالًك بوظيفتك ي ك وُكن ّْمن َّ ِ ً ً تعيش ىذا اليوـ ببل ين ﴾ ي الشاك ِر َ ،ببيتك ،بعلمك ّ ،ني ٍستواؾ ﴿ فَ ُل ْذ َما تَـ ْيتُ َ َ َ حقد ،كال و سخط كال و انزعاج ،كال و حسد . يحٍزوف كال و لوح قلبك عبارةن كاحدة ْنعليها أيضان على مكتبك تقوؿ العبارة إف عليك أف تكتب على ً ً األمس ّْ اٛناؼ الردمء خبز حاران شهيٌان ىذا اليوـ فهل ي ( :يومك ُ يضُّرؾ ي يومك) .إذا أكلت خبزان ٌ ،أك خبز و ً الغائب اٞننتظ ًر . غد ي إذا شربت ماء عذبان زالالن ىذا اليوـ ،فلماذا ٓنز يف من ً هتتم اٞنلح ً ماء أمس ً األجاج ،أك ُّ ٍ ن ً ٞناء و اٜنار. غد اآلس ًن ّْ نفسك بإرادةو صارمة و و و إنك لو صدقت مع ً عارمة ألخضعتها لنظرية( :لن أ يش فوالذية إلى هذا اليوم ) .حينها تستغل كل ٜنظة يف ىذا اليوـ يف ً كتنمية مواىبك ،كتز ً ً كية بناء كيانًك ُّ َّ ْ عملك ،فتقوؿ :لليوـ فق ٍط أ ّْ أنطق يىجران أك في ٍحشان ،أك سبٌان ،أك غيبةن ، ي ب ألفاظي فبل ي يىذ ي نظاـ كرتابةه .لليوـ فقط سوؼ تب بييت كمكتبيت ،فبل ار ه تباؾ كال بعثرةه ،كإ٧نا ه لليوـ فق ٍط سوؼ أر ي
12
ال حتزن
ً ً االىتماـ ّٔندامي ،كاالتز ًاف يف مشييت ككبلمي بنظافة جسمي ،كٓنسٌن مظهرم ك أعيش فأعتين ي كحركايت. كجو ،ك ً أكمل ً رِّب ً ، فأجتهد يف ً كتأدية صبليت على ً التزكد سأعيش لليوـ فق ٍط طاعة ّْ ي ي ً ً كتعاىد مصحفي ،كالنظ ًر يف كتت ً ، كمطالعة و بالنو ً كتاب ناف وع . كحفظ فائدةو ، افل ، ً ً ً الشائكة من بغصوهنا الشر فأغرس يف قلت الفضيلةن ك ُّ سأعيش ط فق لليوـ ٍ أجتث منو شجرة ّْ ي ي كغل ً جب كر و كحسد و و كً ٍورب كعي و ظن . ياء كسوء ٍّن كحقد ً ِّ أعود مريضان ،أشيّْ يع فأنفع اآلخرين ،كأسدم اٛنميل إىل الغًن ،ي لليوـ فقط سوؼ ي أعيش ي ى و و و ُّ لضعيف ، أشفع أفر يج عن يطعم جائعان ّْ ، مكركب ،ه أقف مع مظلوـ ،ي جنازنة ،يأدؿ حًناف ،أ ي أرحم صغًنان ً ،أج ُّل كبًنان . أكاسي منكوبان ،أ ي كرـ عاٞنان ،ي ماض ذىب كانتهى اغرب ً سأعيش ؛ فيا و كشمسك ،فلن أبكي عليك كلن لليوـ فقط ٍ ي أقف ألتذكرؾ ٜنظة ؛ ألنك تركتنا كىجرتنا كارٓن ٍلت عنَّا كلن تعود إلينا أبد اآلبدين . تراٍل ي ً كيا مستقبل أنٍت يف عا ًمل ً األحبلـ ،كلن أبيع نفسي مع األكىاـ فلن أتعامل مع الغيب ٍ ي أتعجل ميبلد و مفقود َّ ، ألف غدان ال شيء ؛ ألنو مل ٫نلق كألنو مل يكن مذكوران. كلن َّ ى يومك يومك أيها اإلنسا يف أركع و ً قاموس السعادةً ٞنن أراد اٜنياة يف أّٔى صوًرىا كلمة يف ي ُ ك ً أٗنل يحلًلها. ****************************************
ِ تي ي أ حتى الممتقب اترك َ َ
﴿ أَتَى أ َْم ُر اللّ ِه فَالَ تَ ْمتَـ ْع ِجلُوهُ ﴾ ال ً يد إجهاض ً اٜنمل ٍقبل تستبق األحداث ،أتر ي ً ٕنام ًو ؟! كقطف الثمرةً قبل النضج ؟! َّ طعم ، مفقود ال حقيقة لوي ،ليس لو ه إف غدان ه كجود ،كال ه ً نتوقع كوارثوي ،كال نشغل أنفسنا ًبو َّ ، س من مصائًبً ًو ُّ ، كهنتم ٜنوادثو ،ي كال لو هف ،فلماذا ي كنتوج ي ً ً يصل ىل ي٪ن ي كحبور ؟! ُّ سركر ه اؿ بيننا كبينوي ،أك نلقاهي ،فإذا ىو ه اٞنهم أنو يف عامل الغيب مل ٍ ندرم ٍ
13
ال حتزن
األرض بع ىد ،إف علينا أ ٍف ال نعرب جسران حّت نأتيو ،كمن يدرم؟ لعلَّنا ًنقف قبل ً كصوؿ إىل ً ٍ لعل اٛنسر ينهار ٍقبل كصولًنا ،كرَّّنا كصلنا اٛنسر كمررنا عليو و بسبلـ. اٛنس ًر ،أك َّ ى ي كفتح ً كتاب ً ً الغيب مث االكتو ًاء إف إعطاء الذى ًن مساحةن أكسع للتفك ًًن يف اٞنستقبل ً ً ً طوؿ و للظل .إف أمل ،كىو اٞنتوقعة باٞنزعجات ٣نقوت شرعان ؛ ألنو ي مذموـ عقبلن ؛ ألنو مصارعةي ّْ ه ه كثًنان من ىذا العامل يتوقيع يف م ً اٞنصائب ،كىذا كلُّو من ك الفقر ك اٞنرض ك العرم اٛنوع ستقبلو ى ى ي ى ى مقرر ً ً ً الشيطاف ﴿ َّ مدارس ات الش ْيطَا ُن يَ ِع ُد ُك ُم الْ َف ْق َر َويَ ُْم ُرُكم بِالْ َف ْح َ شاء َواللّهُ يَ ِع ُد ُكم َّمغْ ِف َرًة ّْم ْمهُ ي ضالً ﴾ . َوفَ ْ
كثًن ىم الذين يبكوف ؛ ألهنم سوؼ ٩نوعوف غدان ،كسوؼ ٬نرضوف بعد و سنة ،كسوؼ ه ٍ ينتهي العامل بعد ً إف الذم عمره يف يد غًنه ال ينبغي لوي أف يراىن على و مائة عاـَّ . العدـ ،كالذم ي ي االشتغاؿ و بشيء و مفقود ال حقيقة لو. ي ٬نوت ال ي ال يد ًرم مّت ي ٩نوز لوي مشغوؿ باليوـ. اترؾ غدان حّت يأتيك ،ال تسأؿ عن أخبا ًره ،ال تنتظر زحوفو ،ألنك ه و مشسو كمل ير تعجب كإف فعجب ىؤالء يقرتضوف َّ ه ٍ اٟنم نقدان ليقضوه نسيئةن يف يوـ مل تيشرؽ ي النور ،فحذار من ً طوؿ ً األمل . ****************************************
كيف تواجه المقد اآلثم ؟ جل يف عبله ،كشتموا الواحد األحد ال إلو إال ىو ، السخفاءي س كُّا ب اٝنالق َّ ُّ الرقعاءي ُّ الرازؽ َّ ً ضركساي ال فماذا ي ك٥نن أىل اٜنيف كاٝنطأ ،إنك سوؼ تواجوي يف حياتك ٍ أتوقع أنا كأنت ي حربان! ي ىوادة فيها من الن ً ً ً ِّقد ً ً اٞنتعمدةً ماداـ اٞنر ،كمن التحطيم اآلمث ّْ اٞندركس اٞنقصود ،كمن اإلىانة ٌ أنك تيعطي كتبين كتؤثر كتسطع كتلمع ،كلن يسكت ً ً األرض أك ىؤالء عنك حّت تتخذ نفقان يف ي ي ي ً فتفر من ىم ،أما كأنت بٌن أظه ًرً منهم ما يسوؤؾ كييبكي عينك ، فانتظر م ى السماء سلمان يف َّ ٍ ٍ ٍ كيقض مضجعك. كييدمي مقلتك ، ُّ
14
ال حتزن
ً الناس ال يرفسوف كلبان ميتان ،لكنهم يغضبوف عليك إف اٛنالس على األرض ال يسق ي ط،ك ي ذنب ال توبة لك حّت ترتؾ هم صبلحان ،أك علمان ،أك أدبان ،أك ماالن ،فأنت ي عندىم يم ه ألنك فيػ ٍقتى ٍ ً ً كل معاٍل ً النبل ،كتبقى كل صفات اٜنمد ،كتنسلخ من ّْ مواىبك كنً ىع ىم ا﵁ً عليك ،كتنخلع من ّْ لكبلـ ً ً بالضبط .إذان فاصمد ً ىؤالء بليدان ! غبيَّا ،صفران ١نطَّمان ،مكدكدان ،ىذا ما يريدكف يق الصامتة ً ً ًً كن كالصخرةً ً تتكسر عليها اٞنهيبة ىم (( ٍ أثبت أ ي يح هد )) ك ٍ كنقدىم كتشويهه ٍم كٓنقًن ٍ ٍ ي لكبلـ ً الربد لتثبت كجودىا كقيدرهتا على ً حبات ً البقاء .إنك إ ٍف أصغيت ً ىؤالء كتفاعلت بو ٌ ي الص ٍفح اٛنميل ،أال أمنيتهم الغالية يف تعك ًًن حياتًك كتكدي ًر عمرؾ ،أال فاصفح َّ حققت ي تك يف و نقدىم السخيف ترٗنةه ١نرتمةه لك ،كبقد ًر كزنًك ضيق ٣نا ٬نكركف .إف عنهم كال ي ٍ فأعرض ٍ ي اٞنفتعل . ي يكوف ي النقد اآلمثي ي ً تستطيع لن تستطيع أف تعتقل ألسنتهم لكنك ي لن تستطيع أف تغلق أفواه ىؤالء ،ك ٍ إنك ٍ نقدىم كْننٌيهم بتجافيك ٟنم ،كإ٨نالك لشأهنم ،ك اطّْراحك ألقواٟنً ًم! ﴿ .قُ ْ ُموتُواْ أف تدفن ي ٍ تصب يف أفو ًاى ًهم اٝنرد ىؿ بزيادةً فضائلك كتر ً بية ١ناسنًك كتقوَل بِغَْي ِ ُك ْم ﴾ بل تستطيع أ ٍف َّ ي ٍى ي ً ً العيوب الكل ،سليمان من اعوجاجك .إ ٍف كنت تيريد أف تكوف مقبوالن عند اٛنميع ١ ،نبوبان لدل ّْ عند العا ًمل ،فق ٍد طلبت مستحيبلن ك َّأملت أمبلن بعيدان . ************************************************
ال تمت ر شكراً من أ ٍ حد ْ
الغالب كشكر خلق ا﵁ي العباد ليذكركهي كرزؽ ا﵁ي اٝنليقة ليشكركهي ،فعبد الكثًني غًنه ، ي ى ً ً ً ً سواه َّ ، دـ إذا ألف طبيعة اٛنحود كالنكراف كاٛنفاء كيك ٍفراف النّْعم غالبةه على النفوس ،فبل تي ٍ ص ٍ كجدت ً ىؤالء قد كفركا ٗنيلك ،كأحرقوا إحسانك ،كنسوا معركفك ،بل رّنا ناصبوؾ العًداءى ، و ً اه ُم إليهم ﴿ َوَما نَـ َق ُمواْ إِالَّ أَ ْن أَ ْغمَ ُ كرموؾ ّننجنيق اٜنقد الدفٌن ،ال لشيء إال ألنك أحسنت ٍ سجل العا ًمل اٞنشهود ،فإذا يف فصولًًو قصةي و ضلِ ِه ﴾ اللّهُ َوَر ُسولُهُ ِمن فَ ْ كطالع َّ أب رََّّب ابنوي كغ ٌذاهي ٍ طر ككساهي كأطعموي كسقاهي ،ك َّأدبوي ،كعلَّموي ،سهر ليناـ ،كجاع ليشبع ،كتعًب لًنتاح َّ ، فلما َّ
15
ال حتزن
شارب ىذا االبن كقوم ساعده ،أصبح لوالدهً ً كالكلب العقوًر ،استخفافان ،ازدراءن ،مقتان ، ي عقوقان صارخان ،عذابان كبيبلن . اؽ ٗنيلًهم عند منكوسي ً الفط ًر ،ك١نطَّمي اإلر ً ادات ، أال فليهدأ الذين احرتقت أكر ي ٍ بعوض ً كليهنؤكا ً تنف خزائنيو . اٞنثوبة عند من ال يد اٜنار ال يدعوؾ ً ً اٛنميل ً ، ً اإلحساف للغًن ،كإ٧نا يوطّْنيك على كعدـ لرتؾ إف ىذا اٝنطاب َّ ً ً ً اإلحساف ،فبل تبتئس ّنا كانوا يصنعوف. اٛنميل ك اٛنحود ،كالتنك ًر ٟنذا انتظار اعمل اٝنًن لً ً ً و ط من غمطؾ ،كال غم ي ٍ وجو ا﵁ ؛ ألنك ي الفائز على كل حاؿ ،مثَّ ال يضرؾ ٍ اليد العليا خًن من ً جحود من جحد ؾ ،ك ً ﴿ إِنَّ َما اليد السفلى ا٘ند ا﵁ ألنك ا﵀سن ،ك ي ي ه ي نُط ِْع ُم ُك ْم لَِو ْج ِه اللَّ ِه َال نُ ِري ُد ِمم ُك ْم َج َزاء َوَال ُش ُكوراً ﴾ . ً ً ً ً ً كأهنم ما ٚنعوا الوحي اٛنليل كقد ذيىل كثًنه من العقبلء من جبلَّة اٛنحود عند ٍ الغوغاء ،ك ٍ ض ٍّر َّم َّ ِ ك ُزيّْن لِل ِ ين كىو ينعي على الصنف َّك عتق كٕنردهي﴿ َم َّر َك َن لَّ ْم يَ ْد ُمَا إِلَى ُ مهُ َك َذل َ َ ُ ْم ْم ِرف َ َما َكانُواْ يَـ ْع َملُو َن ﴾ ال تيفاجأ إذا أىديت بليدان قلمان فكتب بو ىجاءؾ ،أك منحت جافيان عصان فشج ّٔا رأسك ،ىذا ىو األصل عند ىذهً البشر ًية ا﵀نٌ ً كيهش ّٔا على ً طة يتوكأ عليها ُّ غنمو َّ ، ي ً جل يف عبله ،فكيف ّٔا معي كمعك ؟! . يف كف ًن اٛنحود مع باريها َّ ****************************************
اح للصدر ااحما ُن إلى اآل رين انشر ٌ
أكؿ اٞنستفيدين من ً اٞنعركؼ ً اٛنميل ً كرٚن ًو ،كاٝنًن ً ً ىم َّاس ن ال إسعاد كاٚن ًو ،ك كطعم ًو .ي ي ي ي ي ً اإلسعاد ٩ ،ننوف ٖنرتوي عاجبلن يف نفوس ًه ٍم ،كأخبلقًهم ،كضمائًًرًىم ،فيجدكف اٞنتفضلوف ّٔذا ّْ االنشراح كاالنبساط ،كاٟندكء كالسكينة. أسد لو ٗنيبلن ً غم فامنح غًنؾ معركفان ك ً ْند طائف من ٍّن فإذا طاؼ بك ه ي ىم أك أملّْ بك ّّ ٍ أعط ١نركـ ان ،انصر مظلوـ ان ً ، ً الراحةً . أعن ، ا مكركب ذ أنق ٍ ن الفرج ك َّ أطعم جائع ان ،ع ٍد مريضان ٍ ، ٍ ْند السعادة تغمرؾ من بٌن يديك كمن ً منكوبان ً ، خلفك. ٍ ٍ ي
16
ال حتزن
َّ ائد اٝن ًًن النفسيَّة عقاقًني مباركةه ينفع حاملوي كبائعو كمشرتيوي ،كعو ي فعل اٝن ًًن ؾالطيب ي إف ى ً بالرب كاإلحساف . قلؤّم ّْ ي رت ي تصرؼ يف صيدلية الذم عي ًم ٍ ً ً ً األخبلؽ صدقةه جاريةه يف عا ًمل القي ًم (( ولو أن اٞنشرقة على فقر ًاء البسمات إف توزيع بوجه طل ِْق )) كإف عبوس ً تلقى أ اك ِ الوجو إعبل يف و و يعلم قيامها ال ين ر اآلخ على ضركس حرب ي ً الغيوب . إال عبلَّهـ شربةي ً األرض ؛ َّ ألف ماء من ّْ أٖنرت دخوؿ جنة ي كف بغي لكلب عقوور ٍ عرضها السمو ي ات ك ي ً غين ٘ني هد . ٗنيل ُّ ، غفور ه صاحب الثواب ه شكور ه ٪نب اٛنميل ،ه ً ً الشقاء كالفزع ك ً اٝنوؼ ىلموا إىل ً اٞنعركؼ كتشاغلوا بستاف ابيس من يهتد ي يا ٍ ّْدى ٍم كو ي
كذكؽن ﴿ َوَما باآلخرين ،عطاءن كضيافةن كمواسا نة كإعانةن كخدمةن كستجدكف السعادة طعم ان كلوفان ا ِألَح ٍد ِ م َدهُ ِمن نّْـعم ٍة تُجزى{ }19إَِّال ابتِغَاء وج ِه ربِّْ َ ضى ﴾ . ل و } 20 { ى ل األ ه َ َ ْ م ْو َ ْ ف يَـ ْر َ َْ َْ َ َ ْ َْ َ َ *****************************************
ا ِ طرد الفراا بالعم ِ
الفارغوف يف اٜنياةً ىم أىل األر ً اجيف كالشائعات َّ ألف أذىاهنم َّ موزعةه ي ي ُكونُواْ مع الْ َلوالِ ِ ف ﴾. َ ََ َ ً العمل ،فيبقى كالسيارةً إف أخطر حاالت الذى ًن يوـ يفرغي صاحبيو من ً َّ اٞنسرعة يف ا٥ندا ًر ً و الشماؿ . ْننح ذات اليمٌن كذات ببل سائق ي كل الغم كالفزًع ،ألف ىذا الفراغ للهم ك ّْ فتهي حينها ّْ يسحب لك َّ يوـ ي ْند يف حياتك فراغان أَّ ي ملف ً ً َّ يج ،كنصيحيت لك ات اٞناضي كاٜناض ًر ك اٞنستقبل من أدراج اٜنياةً فيجعلك يف أم ور مر و ً و و االسرتخاء ً بكبسوؿ انتحار بأعماؿ مثمرةو بدالن من ىذا كلنفسي أف تقوـ القاتل ألنوي ك هأد ّّ خفي ،ك ه ّْ مسك ون . ً ً ٌن بوض ًع السج ً سجوف الص ً ٌن ٓنت ٬نارس يف إف الفرا ن غ أشبوي بالتعذيب البطيء الذم ي ً ً أنبوب يقطير َّ و ً و باٛننوف . السجٌن صاب ي كل دقيقة قطرةن ،كيف فرتات انتظا ًر ىذه القطرات يي ي ي ضواْ بَِن ﴿ َر ُ
17
ال حتزن
ً اٜنركب الو٨نيَّة . ٣نزقةه ٟنذه ؼ ،كعقلك ىو فريسةه َّ الراحةي غفلةه ،كالفراغي لً ّّ ص ١ن ًرت ه اكتب ،أك رتّْب مكتبك ،أك أصلح إذان قم اآلف ّْ صل أك اقرأ ،أك سبّْ ٍح ،أك ٍ طالع ،أك ٍ الناصحٌن . انفع غًنؾ حّت تقضي على الفر ًاغ ،كإٍل لك من ٍ بيتك ،أك ٍ اذبح الفراغ بسك ً ٌن ً العمل ،كيضمن لك أطباءي العامل %50من السعادة مقابل ىذا ٍ اإلجر ًاء الطار ًئ فحسب ،انظر إىل الفبلحٌن كاٝنبازين كالبنا ئين يغردكف باألناشيد كالعصاف ًًن يف و و كتضطرب ألنك ملدكغه . ٕنسح دموعك سعادة كراحة كأنت على فراشك ي ي ****************************************
ال تكن إمعة ال تتقمص شخصية غًنؾ كال ت يذب يف اآلخرين .إف ىذا ىو العذاب الدائم ،ككثًنه ىم الذين ينسوف أنفسهم كأصو ًاهتم كحر ً هركا يف لينص ، كظركفهم ، اىبهم و كم ، هم كبلم ك ، م كاهت ٍ ى ي اإلعداـ للكياف ك َّ للذات. اؽ ،ك ف ك َّ لف ،كاالحرت ي الص ي شخصيّْات اآلخرين ،فإذا التكلٌ ي ي من آدـ إىل آخر اٝنليقة مل يتفق ً اثناف يف صورةو كاحدةو ،فلماذا يتفقوف يف اٞنو ً اىب كاألخبلؽ . مؿ كلن أميت مثيلك يف الدنيا شبيو . ث آخر مل يسبق لك يف التار ً يخ ـ ه أنت شيءه ي ٓنشر نفسك يف سرداب التقليد كا﵀اكاة كالذكباف . أنت ٢نتلف ٕناـان عن زيد كعمرك فبل ٍ انطلق على ىيئتك كسجيَّتك ﴿ قَ ْد َلِ َم ُك ُّ أُنَ ٍ اس َّم ْش َربَـ ُه ْم ﴾ َ ﴿ ،ولِ ُك ٍّ ِو ْج َهةٌ ُه َو ِ عش كما خلقت ال تغًن صوتك ،ال تبدؿ نربتك ،ال ٔنالف ُم َولّْ َيها فَ ْ استَبِ ُقواْ الْ َل ْيـ َرات ﴾ ٍ مشيتك ،ىذب نفسك بالوحي ،كلكن ال تل ًغ كجودؾ كتقتل استقبللك. أنت لك طعم خاص كلوف خاص كنريدؾ أنت بلونك ىذا كطعمك ىذا ؛ ألنك خلقت ىكذا كعرفناؾ ىكذا ((ال يكن أحدكم َّإمعة)) .
18
ال حتزن
َّ كطويل كقصًنه ،كىكذا كحامض ، حلو إف الناس يف ه طبائعهم أشبوي بعا ًمل األشجا ًر :ه ٍ ه تتحوؿ إىل سفرجل ؛ ألف ٗنالك كقيمتك أف تكوف موز ان ،إف فليكونوا .فإف كنت كاٞنوًز فبل ٍ اختبلؼ ألوانًنا كألسنتًنا كمواىبًنا كقدراتًنا آيةه من آ ً يات البارم فبل ْنحد آياتو . ٍ ******************************
قضاء وقدر ﴿ما أَصاب ِمن ُّم ِ ض َوَال فِي أَن ُف ِم ُك ْم إَِّال فِي كِتَ ٍ صيبَ ٍة فِي ْاألَ ْر ِ اب ّْمن قَـ ْب ِ أَن َ َ َ جف القلم ،ر ً فعت الصحف ،قضي األمر ،كتبت اٞنقادير ﴿ ،قُ لَّن ي ِ صيبَـمَا إِالَّ ي ُ نَّـ ْبـ َرأ ََها﴾ َّ ،ي ي ي يكن لًييصيًبك . يكن لًييخط ًئؾ ،كما ى َما َكتَ َ أخطأؾ مل ٍ ب اللّهُ لَمَا ﴾ ،ما أصابك مل ٍ ً كقرت يف ضم ًًنؾ إف ىذه العقيدة إذا رسخت يف نفسك َّ صارت البليةي عطيةن ،كاٞن ٍحنةي ٍ ٍ ِ ِ قلق من ًمٍنحةن ،ك ُّ ب ممه) ) فبل يصيبيك ه كل الوقائع جوائز كأكٚنةن ((ومن يُ ِرد اهللُ به ير اً يُص ْ مرض أك ً يب ،أك خسارةو و مالية ،أك احرت ًاؽ و موت قر و و بيت َّ ، حل فإف البارم قد قدَّر كالقضاءي قد َّ ً ىنيئن ً ألىل اٞنصائب صربىم الذنب يكفّْر .ا ،ك ي األجر حصل ،ك ي االختيار ىكذا ،كاٝنًنةي ﵁ ،ك ي ً ً َل َ َّما يَـ ْف َع ُ َو ُه ْم يُ ْم َلُو َن ﴾ . اآلخذ ،اٞنعطي ، كرضاىم عن القابض ،الباسط َ ﴿ ،ال يُ ْم ُ ً كلن هتدأ أعصابك كتسكن ببلبل ً بالقضاء كساكس ص ٍد ًرؾ حّت تؤمن ىب ذ كت ، ك نفس ٍ ي ي ي جف القلم ّنا أنت ال وؽ فبل تذىب نفسك حسر و ً إيقاؼ تظن أنو كاف بوسعًك ات ،ال ُّ ي كالقدر َّ ،ي ٍ ي ً ً ظ الزجاج أف ينكسر ، كمٍن يع الر ً هتب ،كحف ي يح أف ُّ اٛندار أف ينهار ٍ ، ب ،ى س اٞناء أ ٍف يٍنسك ي كحب ي ً كب يقع ىذا ليس و اٞنقدكر ،كيٍنػ يف يذ القضاءي ،ك٪ن ُّل اٞنك ت ي بصحيح على رغمي كرغمك ،كسوؼ ي ي ﴿ فَ َمن َشاء فَـ ْليُـ ْ ِمن َوَمن َشاء فَـلْيَ ْك ُف ْر ﴾ . ً بالقضاء ٍقبل أف اعرتؼ التذمر كالعويل ، الس ٍخط ك ُّ ٍ تطوؽ َنيش ُّ ٍ استسلم للقدر ٍقبل أف ٌ َّدـ ،إذان فليهدأ باليك إذا فعلت األسباب ،كبذلت اٜنً سيل الن ً ٓنذر كنت ما كقع مث ، يل ي يد٨نك ٍ ي ،فهذا ىو الذم كاف ينبغي أف يقع ،كال ت يق ٍل ((لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا ،ولكن قُ ْ َّ : قدر اهللُ وما شاء فع ْ )) .
19
ال حتزن
***************************************
﴿ إِ َّن َم َع الْعُ ْم ِر يُ ْمراً ﴾
كبع ىد اٞنرض عافيةه ، كبع ىد الظَّمأ ّّ كبع ىد َّ السه ًر ٍنوهـ ٍ ، رم ٍ ، شبع ٍ ، يا إنسا يف بعد اٛنوع ه سوؼ يصل الغائب ،كيهتدم ُّ مى اللّهُ أَن يَْتِ َي كينقشع فك العاٍل ، الضاؿ ،كيي ُّ ي ي الظبلـ ﴿ فَـ َع َ ي ي بِالْ َف ْت ِ أَو أَم ٍر ّْمن ِ ِ مدهِ ﴾ . ْ ْ ْ ً يطاردهي على رًؤ ً اٞنهموـ األكدية ،بشّْر كس اٛنباؿ ،كمسارب بشَّر الليل بصبح صادؽ ي ى كف و يصل يف ً بًفروج مفاج ئ ً خفي ،ك و حانية سرعة الض ٍَّوًء ،كٞن ًح البص ًر ّْ ، بش ًر اٞننكوب بلطف ٍّن ي ي ك و ادعة .
أف كراءىا رياضان خضراء كارفةٌ الظّْ ً ٕنتد ،فاعلم َّ ٕنتد ك ُّ إذا رأيت الصحراء ُّ بلؿ. ُّ إذا رأيت اٜنًٍبل ُّ فاعلم أنو سوؼ يىػٍنقطي ًع . يشتد كيشتد ٍ ، ً ً اٝنوؼ ٍأم هن ،كمع ال ىفىزًع سكينةه . الدمعة بسمةه ،كمع مع ً اٝنليل َّ ، حت نىافً ىذ ىة ﴿ بَـ ْرداً َو َس َالماً َلَى ٓنرؽ إبراىيم النار ال ي ألف الرعايةى الربانيَّة فىػتى ٍ ي ِ ِ يم ﴾ . إبْـ َراه َ البحر ال يػ ٍغ ًر يؽ ىكلً الر ٍ٘نى ًن َّ ، القوم الصادؽ نىطى ىق بػ ﴿ َك َّال إِ َّن َم ِع َي َربّْي ألف َّ ت َّ يم َّ الص ٍو ى ي ي ى َسيَـ ْه ِدي ِن ﴾ . ً األم ين كالفتيح كالسكينة كح ىد ٍه َّ جل يف عيبلهي معنا ؛ فنزؿ ٍ اٞنعصوـ يف الغا ًر بشىَّر صاحبوي بأنو ٍ ي . ً اىنة ،كأ ًرقٌاء ظركفً ًهم ً ساعاهتم الر ً يق كالتَّعاسةى ، إف عبيد القإنة ال ىيرٍك ىف إالَّ النَّ ىك ىد ك ّْ الض ى ى ي ألهنم ال ينظركف إالَّ إىل جدار ً الغرفة كباب الدَّا ًر فى ىحسب .أال ف ٍليىم ُّدكا أبصاريىم كراء اٜني يج ً ب ى ٍ ي ٍ ي كلييطٍلً يقوا أعنة أفكا ًرًى ٍم إىل ما كراء األسوا ًر. ً ً ً ً كؿ ، األياـ يد ه انتظار الفرًج ،ي أفضل العبادة ي إذان فبل تض ٍق ذرعان فمن اٞنيحاؿ دك ياـ اٜناؿ ،ك ي كل يوـ ىو يف و ث الغيب لعل ا﵁ يٍ٪ن ًد ي شأف ،ك َّ اٜنكيم َّ ه الدىر قيػلٌ ه ب ،كالليايل يحبىاىل ،ك ي مستور ،ك ي ك ي بعد ذلك أمران ،كإف مع العي ٍس ًر يي ٍسران ،إف مع العي ٍس ًر يي ٍسران .
20
ال حتزن
*******************************
اصمع من الليمون شراباً حلواً الر ٍعديً يد ٩نعل اٞنصيبة مصيبت ً ٌن. ٪نو يؿ اٝنسائر إىل أر و اٛناىل ّْ ُّ يب ٌ الذكي األر ي ي باح ،ك ي ً يخ كبصرهي . طيًرىد مؤلت ٚنٍع التار ً ي فأقاـ يف اٞندينة دكلةن ٍ الرسوؿ من مكةى ى ً حبسو يخرًج من يسجن ي ابن تيمية فأ ٍ بن ىحٍنبى ىل كجلد ،فصار إماـ السنة ،ي كحبس ي أ٘ند ي معطلة فأخرج عشرين ٠نلدان يف ً و الف ٍق ًو ،كأقعد ابن األث ًًن السرخسي يف ٍقع ًر ٍبئ ور ككضع ُّ علمان ٗنان ،ي ً ً ابن اٛنوزم من بغداد ، فصٌف ى ؼ جامع األصوؿ كالنهاية من أشه ًر كأنف ًع كتب اٜنديث ،كنيفي ي اءات السب ًع ،كأصابت ٘نى ً فجود القر ً اٞنوت مالك بن الر ً يب فأرسل للعاٞنٌن قصيدتوي الرائعة َّ ٍ ً ً ً ً ثاىم بإلياذة الذائعة اليت تعد يؿ دكاكين شعراء الدكلة العباسية ،كمات أبناءي أِّب ذ ؤيب اٟنذيل فر ٍ أنٍصت ٟنا الدىر ،كذي ً اٛنمهور َّ ، يخ . منها ل ى كصفق ٟنا التار ي ي ي ً أحدىم كوب و ً ليموف فانظر يف اٛنانب اٞنش ًرؽ منها ،كإذا ناكلك ي ٍ إذا دا٨نتك داىيةه ٍ فأضف ً اترؾ باقيو ،كإذا لدغٍتك إليو ًح ٍفنىةن من يس َّكر ،كإذا أىدل لك ثعبانان فخ ٍذ ج ٍل ىدهي الثمٌن ك ٍ ٍ ً اٜنيات . مصل ك واؽ كمناعةه حصينة ضد يس ّْم ه عقرب فاعلم أنو ه ً مى أَن تَ ْك َرُهواْ َش ْيئاً تكيَّف يف ظرفك القاسي ،لتخرج لنا منوي ٍزىران ٍ ككردان كياٚنينان ﴿ َو َ َ َو ُه َو َ ْيـ ٌر لَّ ُك ْم ﴾ . سجنت فرنسا قبل ثورً ً ً أسيهما من ر فأخرجا ا كمتشائم بل متفائ ن ٠نيدي ين شاعر العارمة ا هت ن ن ٍ ٍ ٍ ٍ ً نافذةً النجوـ فضحك .كأما اٞنتشائم فنظر إىل الط ً ً ٌن يف اٞنتفائل فنظر نظرةه يف فأما . ن السج ه ي ا﵀ض ليس موجودان ؛ بل ىناؾ انظر إىل الوجو اآلخر للمأساةً ،ألف َّ الشر ٍ الشارًع آّاكر فبكىٍ . سب كفىػٍت هح كأ ٍجهر . خًنه ى كم ٍك ه *****************************************
ِ ضطََّر إِ َذا َد َاهُ ﴾ يب ال ُْم ْ ﴿ أ ََّمن يُج ُ
21
ال حتزن
كتصمد إليو اٞننكوب ، كيستغيث بو اٞنكركب ، من الذم ي ٍفزعي إليو ي ي ي الكائنات ،كتسألوي ن ي ي ًً كتّْٟنيوي القلوب ؟ إنو ا﵁ي ال إلو إالَّ ىو. األلس ين ىيؤ اٞنخلوقات ، ي كتلهج بذكره ي الر ً الضر ًاء ،كنفزع إليو يف اٞنلً َّم ً ات كحق السر ًاء ك َّ علي كعليك أف ندعوهي يف الشدةً ك َّ خاء ك َّ ي َّ ه ي ً كنتوسل إليو يف الكر ً عتبات ً بابو سائلٌن باكٌن ضارعٌن منيبٌن ،حينها يأيت بات كننطر يح على ٌي ً ِ ضطََّر إِذَا َد َاهُ﴾ فينجي الغريق فرجوي ى يب ال ُْم ْ ي ك٪ني َّل فٍت يحوي ﴿ أ ََّمن يُج ُ عونيو ،كيي ٍسرعه ي مدد ٍه كيص يل ٍ كيرد الغائب كيعايف اٞنبتلي كينصر اٞنظلوـ ً ً َّ اٞنكركب ﴿ كيفر يج عن ُّ ٍ كيهدم الضاؿ كيشفي اٞنريض ٌ ي ِ ِ ِِ ِ ّْين ﴾ . ين لَهُ الد َ فَِإ َذا َركبُوا في الْ ُفلْك َد َ ُوا اللَّهَ ُم ْللص َ كلن أسرد عليك ىنا أدعية إز ً احة اٟن ًم كالغ ًم ك ً اٜنزف ك ً الكرب ،كلكن أيحيليك إىل يكتي ً ب ٍي ً ً ً كل فتناجيو اٝنطاب معو ؛ السن ًَّة لتتعلم شريف ُّ كتناديو كتدعوهي كترجوه ،فإف كج ٍدتوي كج ٍدت َّ و كل شيء ،إف دعاءؾ ربَّك عبادةه أخرل ،كطاعةه عظمى شيء ،كإف فقدت اإل٬ناف بو فقدت َّ ً ً ً يغتم كال يقلق كل فن حصوؿ ثاٍلةه فوؽ ٩نيد َّ الدعاء ّّ يهتم كال َّ حرم أف ال َّ اٞنطلوب ،كإف عبدان ي كل األبو ً اٞنضطر إذا ٠نيب ٩ ،نيب اب َّ ي تتصرـ إالَّ حبليو ُّ يب ه ٚنيع ه توصد إالَّ بابوي كىو قر ه اٜنباؿ ٌ اٞناجد -بأف تدعوه ﴿ الغين ُّ احد ي القوم الو ي ا﵀تاج ،كىو ُّ ي دعاه ي الضعيف ي يأميرؾ -كأنت الفقًني ا ْد ُونِي أ ِ اٝنطوب فا ٍٟن ٍج بذك ًرهً ، ت بك لت بك النو ي ازؿ ،كأ ىملى ىَ ىَ ٌَ ىَ ىَ ٍ ب لَ ُك ْم ﴾ إذا نز ٍ ْ َستَج ْ ي لتقديس ً ك ٍ ًً ً اٚن ًو ،لتحصل على تاج مرًغ اٛنبٌن كنصىرهي ّْ ، اطلب مددهي كاسألٍو فٍتحوي ٍ اىتف باٚنو ،ك ٍ مد يديٍك ،ارفع َّ اٜنريًَّة ،كأرغم األنٍف يف طٌن عبوديتً ًو لتحوز ًكساـ النجاةً َّ ، أطلق كفٍي ى كٍ ، ًً ًً ترقب فٍتحوي ، انتظر ليطٍ يفو ٍ ، أكثر من طلبو ،بال ٍغ يف سؤالو ،أٌفَّ عليو ،الز ٍـ بابوي ٍ ، لسانك ٍ ، باٚن ً أشد ً َّل إليو تبتيبلن حّت تسعد كتيػ ٍفلً ىح . ت تب ، إليو انقطع ، فيو َّك ن ظ أحسن ، و ٍي ٍ ٍ ٍ **************************************
وليمعك بيتك
22
ال حتزن
فيجتمع عليك الشر كأىلً ًو ،كالفارغٌنى كالبلىٌن كالفوضويٌن ، العيٍزلةي الشرعيَّةي السنيَّةي :بػي ٍع يدؾ عن ّْ ي ك يف ً بستاف ا ك٩نود ذىنيك بً يدرًر اٜنًكم ،كيسر يح طرفي ى خاطرؾ ،ي مشليك ،كيهدأ باليك ،كير ي تاح ي ً ٞنعارؼ. كل ما يشغل عن اٝن ًًن ك ً ً القلوب فنجح أَّ٬نا الطاعة دكاءه عز هيز َّ إف العزلة عن ّْ جربوه أ طباءي ي ً الد٨ناء تلقيح ً ٤ناح ،كأنا ُّأدلك ً ً لناموس الشر كاللٌغ ًو كعن و للف ٍكر ،كإقامةه عليو ،يف العز ًلة عن ّْ ه اٝنشية ،ك ه ً ً ً اٞنمدكح يف ا﵀مود كاالختبل يط ي احتفاؿ ّنولد اإلنابة كالتذك ًر ،كإ٧نا كاف االجتماعي ي الصلو ً البطالة ك ً ً ك٠نالس العًٍل ًم ك ً التعاكف على ًٍ ً العطالة فحذا ًر حذا ًر ، ٠نالس أما ، اٝنًن ع م اٛن ك ات ً ي ى ي اىرب ً َنلدؾ ،ا ً أمسك عليك لسانك ،كليسعك بيتك ،االختبلط بك على خطيئتك ،ك ٍ ٍ اٟنمجي حرب شعواء على النفس ،كهتديد خطًن لدنيا األم ًن كاالستقرا ًر يف نفسك ،ألنك ً الشائعات ،كأبطاؿ األر ً اجيف ،كأساتذة التبشًن بالفنت كالكوارث كا﵀ن ،حّت ْنالس أساطٌن ي و و ادوُك ْم إِالَّ َ بَاالً﴾ . اٞنوت ﴿ لَ ْو َ َر ُجواْ فِي ُكم َّما َز ُ ٕنوت َّ كل يوـ ىسٍب ىع مرات قبل أف يصلك ي الوحيد إقبالك على شانًك كاالنزكاء يف غرفتًك إالَّ من ً قوؿ خ وًن أك ً فعل خ وًن ، إذان فرجائي ي ي الضياع ،كعمرؾ من اإلىدا ًر ،كلسانيك من ً الغيبة فسلم كقتيك من و حينها ي ي ْند قلبك عاد إليك ،ى القلق ،كأذنيك من اٝننا كنفسك من ً ،كقلبيك من ً ؼ ،كمن أركب سوء الظ ًن ،كمن َّ جرب ىعىر ى ي ً ً السبلـ . فقل عليو ي نفسو مطايا األكىاـ ،كاسرتسل مع العواـ ٍ *************************************
العوض من اهلل ذت حبيبتيه ال يسلبك ا﵁ شيئا إالَّ َّ من أ ُ صرب ى احتى ىسٍب ى ت (( ْ تكٍ عوضك خًنان منو ،إذا ٍ سلبت صفيَّهُ من أه الدنيا ثم احتمب فصبر َّوضتُه ممهما الجمة )) يعين عينيو ((من ُ ً ً ً س على ىذا اٞننو ًاؿ فإف َّو ْ ضتُهُ من الج َّنة)) من فقد ابنو كصرب بيين لو بىػٍي ي ت اٜنمد يف اٝنيٍلد ،كق ٍ ٠نرد مثاؿ . ىذا ي تأسف على مصيبة فاف الذم ق ٌدرىا عنده جنةه كثو ً عظيم . فبل ٍ اب كع ه ه أجر ه وض ك ه
23
ال حتزن
ينوه ّٔم يف ً صبَـ ْرتُ ْم فَمِ ْع َم ر الف دك ًس ﴿ َسالَ ٌم َلَْي ُكم بِ َما َ إف أكلياء ا﵁ اٞنصابٌن اٞنبتلٌن ّْ ي ٍٍ ُ ْقبَى َّ الدا ِر ﴾ . ً ك َلَْي ِه ْم اٝنًن كحق علينا أف ننظر يف ًعوض اٞنصيبة كيف ثوأّا كيف خلفها ّْ ﴿ أُولَـئِ َ ك ُه ُم ال ُْم ْهتَ ُدو َن ﴾ ىنيئان للمصابٌن ،بشرل للمنكوبٌن. صلَ َو ٌ ات ّْمن َّربّْ ِه ْم َوَر ْح َمةٌ َوأُولَـئِ َ َ إف عمر الدنيا قصًن ككنزىا حقًن ،كاآلخرةي خًن كأبقى فمن أيصيب ىنا يك ً وؼ ئ ىناؾ ، ه ي يٍ ه ه كمن تعب ىنا ارتاح ىناؾ ،أما اٞنتعلقوف بالدُّنيا العاشقوف ٟنا الراكنوف إليها َّ ، فأشد ما على عليهم كتنغيص راحتهم فيها ألهنم يريدكهنا كحدىا فلذلك تعظي نم قلؤّم فوت حظو يظىم منها ي ي اٞنصائب كتكرب عندىم النكبات ؛ ألهنم ينظركف ٓنت ً أقدامهم فبل يركف إالَّ الدُّنيا الفانية الزىيدة ي ٍ ي ي ي الرخيصة. و ف لكم برسالة بٌن أسطرىا ليطٍ ه أنتم الراُنوف ،فقد بعث ٍ أيها اٞنصابوف ما فات ش مءه ك ي ً ادؽ اٞنصيبة أف ينظر لًنل سن اختيار .إف على اٞنصاب الذم ضرب عليو سر ي كعطٍ ه ف كثو ه اب ي كح ي ض ِرب بـيـمَـهم بِموٍر لَّه باب ب ِ ِ ِ ِ ِِ اب ﴾ ، اطمُهُ فِ ِيه َّ الر ْح َمةُ َو َاه ُرهُ من قبَله ال َْع َذ ُ أف النتيجة ﴿فَ ُ َ َ ْ ُ ُ ُ َ ٌ َ أجل كأعلى . كما عند ا﵁ً خًنه كأبقى كأىنأ كأمرأي ك ُّ **************************************
اايمان هو الحياة
ً ً ً ً ً الشقاء بكل معاٍل فهم أبدان األشقياءي ّْ ىم املفلسوف من كنوز اإل٬ناف ،كمن رصيد اليقٌن ٍ ، ي و و يف و و ضمكاً ﴾ . تعاسة ض َن ِذ ْك ِري فَِإ َّن لَهُ َم ِعي َ شةً َ كغضب كمهانة كذلَّة ﴿ َوَم ْن أَ ْ َر َ رب كيفرحها سعد النفس كيزٌكيها غمها ك٨نٌها كقلقها إالَّ اإل٬نا يف با﵁ ّْ كيذىب َّ ال يي ي كيطهرىا ي ي ي ً العاٞنٌن ،ال طعم للحياةً أصبلن إالَّ باإل٬ناف . إف الطريقة اٞنثلى للمبلحدةً َّ ينتحركا لًن٪نيوا أنفسهم من ىذه اآلصا ًر أف ا و يؤمن مل إف ي ً لعنة و تاعسة ببل إ٬ناف ،يا ٟنا من و الظلمات كالدكاىي ،يا ٟنا من حياةً ً ك ً حاقت أبدية األغبلؿ ك ٍ ٍ ٍ باٝنارجٌن على منهج ا﵁ يف األرض ﴿ ونُـ َقلّْب أَفْئِ َدتَـهم وأَبصارهم َكما لَم يـ ْ ِممُواْ بِ ِه أ ََّو َل م َّرةٍ َ ُ ْ َ ْ َ َُ ْ َ ْ ُ َ ُ كل كل القناعة ،كأف يؤمن َّ َونَ َذ ُرُه ْم فِي طُغْيَانِ ِه ْم يَـ ْع َم ُهو َن ﴾ كقد آف األكا يف للعا ًمل أف يقتنع َّ
24
ال حتزن
طويلة و بأف ال إله إال اهلل بع ىد ْنر وبة و شاقة عبػر قي و ً اإل٬ناف َّ توصل بعدىا الع ٍق يل إىل أف ركف غابرةو َّ ٍ ٍى اٜنمد الر يس ىل صادقوف ،كأ ٌف ا﵁ ّّ الصنم خرافةه كالكفر لعنةه ،كاإلٜناد كً ٍذبةه كأ ٌف ُّ اٞنلك كلوي ي حق لو ي قدير . كىو على ّْ كل شيء ه كبقد ًر إ٬نانًك قونة كضعفان ،حرارنة كبركد نة ،تكوف سعادتيك كراحتيك كطمأنينتيك . ِ ِ َّه ْم صالحاً ّْمن ذَ َك ٍر أ َْو أُنثَى َو ُه َو ُم ْ م ٌن فَـلَمُ ْحيِيَـمَّهُ َحيَا ًة طَيّْبَةً َولَمَ ْج ِزيَـمـ ُ ﴿ َم ْن َ ِم َ َ ً أَجرهم بَِحم ِن ما َكانُواْ يـعملُو َن ﴾ كىذه اٜنياةي الطيبةي ىي استقرار ً موعود رّّْٔم نفوسهم ىٜني ٍس ًن َُْ ْ َ َ َْ َ ي ً ،كثبات ً كبركد أعصأًًّم أماـ قلؤّم ّْ ُنب باريهم ،كطهارةي ضمائ ًرىم من أكضا ًر اال٥نراؼ ،ي ي ً ً ً رضوا با﵁ً ربٌان اٜنوادث ،كسكينةي قلؤّم عن ٍد كقٍ ًع القضاء ،كرضاىم يف مواطن القدر ،ألهنم ي ّنحم ود نبيان كرسوالن . كباإلسبلـ ديًنان ،ك َّ *************************************
اج ِن العم وال تكم ِر اللليَّة و و اللٌن يف اٝنطاب ،البسمةي الرفق ما كاف يف شيء إالَّ زانوي ،كما نيزع من شيء إالَّ شانيو ،ي ي الرائقةي على ا﵀يا ،الكلمةي الطيبةي عند ً اللقاء ،ىذه يحلي هل منسوجةه يرتديها السعداءي ،كىي ً و تكسرىا ؛ َّ ألف ا﵁ تأكل طيّْبان كتصنع طيّْبان ،كإذا ٍ ي ي كقعت على زىرة ال ي صفات اٞنؤم ًن كالنحلة ي ب ً الرفق ما ال يعطي على ً يعطي على ً إف من ً العنف َّ . األعناؽ ، لقدكم ًه يم الناس من ت ٍشىرئً ُّ ي كتشخص إىل ً اح ،ألهنم ١نبوف يف كبلم ًهم ، األبصار ، طلعاهت يم كٓنييهم األفئدةي كتشيٌ ي ي عه يم األرك ي ي ي يف أخذىم كعطائًهم ،يف بيع ًهم كشرائًهم ،يف لقائًهم ً ككداع ًهم . ً ٩نيده النببلء األبرار ،فهم ١نفوفوف دائمان كأبدان و ّٔالة فن إف اكتساب األصدقاء ّّ مدركس ي ي ه ٍ ي ي ً ً األنس ،كإف غابوا فالسؤ ياؿ كالدعاءي . من الناس ،إ ٍف حضركا فالب ٍشير ك ي َّ ً ِ و م ُن فَِإ َذا الَّ ِذي ٟنم دستور أخبلؽ عنوانيو ﴿ :ا ْدفَ ْع بِالَّتِي ه َي أ ْ َح َ إف ىؤالء السعداء ٍ بعاطفتً ًهم اٛني ً ك وبـيـمَهُ َ َداوةٌ َك َنَّهُ ولِ ّّي ح ِميم ﴾ فهم ٬نتصوف األحقاد ً اشة ً ، كحلم ًه يم بَـ ْيـمَ َ َ َ ْ َ َ ٌ َ ي ٌ ٍ ً ً ً الكلمات النابيةي فبل ّٔم ي الدافئ ،كص ٍفحهم الربمء ،يتناسوف اإلساءة ك٪نفظوف اإلحساف ٕ ،نيُّر ي
25
ال حتزن
عة .ىم يف ر و تلج آذاهنم ،بل تذىب بعيدان ىناؾ إىل غ ًًن رج و منهم يف أم ون ، الناس ك ، احة ٍ ٍ ي ي ي ي ِ ِ ِِ ِ ِ ِ منهم يف سبلـ (( من من أممَهُ المملم من سلم المملمو ُن من لمانه ويَده ،والم ُ ُ كاٞنسلموف ي ِ ِ من قطعمي وأن أ ْ ُف َو َّمن لممي الماس لى دمائهم وأموالهم )) (( إن اهلل أمرني أ ْن أص ْ ُ ِ وأن أُ طي من ِ ِِ بشر ىؤالء بثو و ين َ ِن الم ِ اب َّاس ﴾ ٌٍ ين الْغَْي َ َوال َْعاف َ حرَممي )) ﴿ َوالْ َكا م َ ْ َ السكينة ك ً ً ً و اٟندكء . الطمأنينة ك عاجل من رب غفوور يف و جنات كنىػه ور ﴿ فِي م ْقع ِد ِ كبشرىم بثو و ص ْد ٍق ِ م َد اب أخركم كب وًن يف جوا ًر ٍّن ٍّن َ َ ى ملِ ٍ يك ُّم ْقتَ ِد ٍر ﴾ . َ **********************************
ِ ِ ِ وب ﴾ ﴿ أَالَ بِذ ْك ِر اللّه تَط َْمئ ُّن الْ ُقلُ ُ
ً يكذب أىلو ائد ال حبيب ا﵁ً ،كالصراحةي صابو يف ي القلوب ،كالتجربةي برىا هف ،كالر ي ي الصدؽ ي ِ ً ً كذكرهي سبحانوي أعظم لؤلجر كالذكر ﴿ فَاذْ ُك ُروني أَذْ ُك ْرُك ْم ﴾ ي عمل أشر يح للصدر ك ي ،كمل يوج ٍد ه أكصأّا ك ً ً جنَّتيو يف ً أتعأّا أرض ًو ،من ملٍ يدخ ٍلها مل يدخل جنة اآلخرةً ،كىو إنقاذه للنفس من ي ً ائد كل فووز و طالع دكاكين الوحي لرتل فو ى ٢نتصر إىل ّْ بل ىو طر ه كفبلح ٍ . ميسهر ه يق ٌ كاضطرأّا ٍ ، ب مع ً لتناؿ الشفاءى . األياـ ب ٍلسموي ى كجّْر ٍ الذك ًر ،ى ً ً جباؿ ال ىكر ً ب كالغ ًم ب اٝنوؼ كال ىفىزًع ك ّْ بذكره سبحانوي ي اٟنم كاٜنزف .بذكره تيز ي اح ي ٍ تنقشع يس يح ي كاألسى . جاب كيف األصل عجب أ ٍف يرتاح الذاكركف ،فهذا ىو كال األصيل ،لكن ى ب العي ى الع ىج ى ى ي ي َحيَاء َوَما يَ ْشعُ ُرو َن أَيَّا َن يُـ ْبـ َعثُو َن ﴾ . يعيش الغافلوف عن ذكً ًرهً ﴿ أ َْم ٌ وات غَْيـ ُر أ ْ ي ً اٝنطوب ،ىيا من شكى األرؽ ،كبكى من األمل َّ ، كتفجع من اٜنوادث ،كرمٍتوي ي يا ٍ اىتف باٚنو اٞنقدس َ ﴿ ،ه ْ تَـ ْعلَ ُم لَهُ َس ِميّاً ﴾ . ٍ تاح ضمًنؾ ، بقد ًر إكثارؾ من ذك ًره ينبس ي خاطرؾ ،يهدأي قلبيك ،ي تسعد ن ٍف يسك ،ير ي ط ي ً كل عليو ،ك ً جل يف عيبله معاٍل التو ً الرجوع إليو ،كحس ًن الثقة بو ك االعتماد عليو ،ك ً ألف يف ذكره َّ
26
ال حتزن
الظن فيو ،كانتظار الفرًج منيو ،فهو قريب إذا د ًعي ٚ ،نيع إذا ني ً ئل ،فاضر ٍع س إذا ٠نيب ، م ود ّْ ه ي ه ي ه ى كرّْد ًد اٚنوي الطيب اٞنبارؾ على لسانًك توحيدان كثناءن كمدحان كدعاءن كسؤاالن اخضع ك ٍ ك ٍ اخشع ،ى ْند – ُنولًًو كقوتًً ك النور ك السركر ك األمن ك السعادة – و كاستغفاران ،كسوؼ ي اه ُم اللّهُ اٜنبور ﴿ فَآتَ ُ ى ى الدنْـيَا َو ُح ْم َن ثَـ َو ِ اب ُّ اب اآل ِ َرةِ ﴾ . ثَـ َو َ *****************************
ضلِ ِه ﴾ اه ُم اللّهُ ِمن فَ ْ َّاس َلَى َما تَ ُ م ُدو َن الم َ ﴿ أ َْم يَ ْح ُ
كاألكلة اٞنلًح ً ً العظم ٦نٍران َّ ، يعيث يف اٛنسم فسادان ، تنخر ة اٜنسد ى مزمن ي إف اٜنسد ه ى مرض ه ى ي كعدك يف ًج ٍل ً كقد قيل :ال راحة ٜنسود فهو ظامل يف ً باب و صديق .كقد قالوا :﵁ ثوب مظلوـ ّّ ، ه ً ً بصاحبو فقتىػلىوى . أع ىدلى ٍو ،بدأ ُّ در اٜنسد ما ٍ ً اٜنسد ر٘نةن ِّب كبك ،قبل أ ٍف نرحم اآلخرين ؛ ألننا إنين أهنى نفسي كنفسك عن ً كنوزعي نوـ جفوننا على اآلخرين . ٟنم نا ُنسد الغم دماءىنا ّْ ، اٟنم ٜنومنا ،كنسقي َّ نطعم َّ ٍ ي َّ اض اٟنم يقتحم فيو . إف اٜناسد يي ٍشعً يل فرنان ساخنان مث الكدر ك ُّ اٜناضر أمر ه ي التنغيص ك ي ي ي اٜناس ً اٛنميلة .بلًيَّةي ً ً احة كاٜنياةً ً اٜنسد لتقضي على الر ً خاصم القضاءى ،كاهتم أنو د الطيبة يولٌدىا ي ي ى هج . البارم يف الع ٍد ًؿ ،كأساء األدب مع الشَّر ٍع ،كخالف صاحب اٞنٍن ً ى عليو صاحبو ،كمن و مرض ال يؤجر ً يا للحسد من و ثاب عليو اٞنٍبتىػلىى بو ،كسوؼ ببلء ال ي ي ي ي ي ي ي دائمة حّت ٬نوت أك ت ٍذى ً حرقة و اٜناسد يف و عم ً الناس عنهم .كلّّ ييصاٌفي إالَّ اٜناسد يبقى ىذا ي ى ى بن ي فالصلح معو أف تتخلٌى عن نع وم ا﵁ً كتتنازؿ عن مو ًاىبًك ،كتيػ ٍلغًي خصائًصك ،كمناقًبك ،فإف ي و يصبح فعلت ذلك فلى ىعلَّوي يرضى على مضض ،نعوذي با﵁ً من ّْ شر حاسد إذا حس ٍد ،فإنو ي غ ٚنَّو يف جسم و ً ً برمء . كالثعباف األسود َّ الساـ ال يقر قراره حّت ييف ًر ى ي ً فأهناؾ أهناؾ عن اٜنسد كاستعذ با﵁ً من ً باٞنرصاد . اٜناس ًد فإنو لك ***********************************
اقب ِ الحياة كما هي
27
ال حتزن
ً ً جت بالكد ًر ي اللذات ،كثًنةي التبعات ،جا٨نةي ا﵀يَّا ،كثًنةي ُّ حاؿ الدنيا منغصةي التلو ًف ،يم ًز ٍ ،كخلًطت بالن ً َّكد ،كأنت منها يف ىكبىد . ي ٍ ّْر كلن ْند كالدان أك زكجةن ،أك صديقان ،أك نبيبلن ،كال مسكنان كال كظيفةن إالَّ كفيو ما يكد ي بربد ًً شرهً ً قصاص . اٛنركح ،كعنده ما يسوءي أحيانان ،فأطفئ َّ حر ّْ ٍ ه خًنه ،لتٍن يج ىو رأسان برأس ،ك ي أراد ا﵁ي ٟنذه الدنيا أف تكوف جامعةن للضدي ًن ،كالنوعٌن ،كالفريقٌن ،كالرأيٌن ٍو خًن كش ور ، و ً الشر كحٍزوف ،مث يصفو اٝنىٍيػير كلُّوي ،ك و ك٩ن ىم يع ُّ السركر يف اٛننة ،يٍ صبلح كفساد ،سركور ي ي الصبلح ك ي كلو كالفساد كاٜنز يف يف النا ًر .يف اٜنديث (( :الدنيا ملعونةٌ ملعو ٌن ما فيها إال ذكر ِ اهلل وما ي ُ ً ً ً اقبل ومتعلم )) الم فعش ك ى ٍ ٌ واالهُ و ٌ اقعك كال تسر ٍح من اٝنياؿ ،كحلٌ ٍق يف عامل اٞنثاليات ٍ ، صاحب ،كال كطوع نفسك ٞنعايشتها كمواطنتًها ،فسوؼ ال يصفو لك فيها ى دنياؾ كما ىي ّْ ، ه الص ٍفو كالكماؿ كالتماـ ليس من شأهنا كال من ً أمر َّ ، صفاهتا . ٍ يكمل لك فيها ه ألف َّ ى ي من م ممةً إن كره ممها لقاً رضي لن تكمل لك زكجةه ،كيف اٜنديث (( :ال ُ يفرك م ٌ ممها ر )) . كنغض تعسر َّ تيسىر ،كنذر ما َّ كنأخذ ما َّ كنع يف ىو ٍ فينبغي أ ٍف نسدد كنقارب ٍ ، فح ،ي كنص ى كنتغافل عن أموور . كنسدد اٝنطى ، الطٍَّرؼ أحيانان ، ي ي ******************************************
ِ تعز ب ه ِ البالء َّ
تشاىد إالَّ منكوبان يف كل دا ور نائحةه ، ت ٬نىٍنىةن كيى ٍسىرنة ،فهل ترل إالَّ يمبتلى ؟ كىل ي تىػلى َّف ٍ دم هع ،كيف كل ك واد بنو سعد . كعلى كل ٍّن خد ٍ ً ك أنت كم من الصابرين ،فلست أنت كحدؾ اٞنصاب ،بل مصابي ى من اٞنصائب ،ك ٍ ٍ كم ى ٌن كذات الش ً يض على سريره من أعو واـ ،يتقلب ذات اليم ً ً ً كم من مر و ّْماؿ ، قليل ٍ ، ي بالنسبة لغًنؾ ه يىئً ُّن من األ ً السقم . ، مل كيصيح من َّ ي كم من ١نبوس مرت بو سنوات ما رأل الشمس بعينو ،كما عرؼ غًن زنزانتو . ً ً الشباب كري ً كم من و عاف العي ٍم ًر . أكباد٨نا يف مٍيػ ىع ًة فلذات رجل كامرأةو فقدا ً ٍ ٍ
28
ال حتزن
مكركب ً و كمدي ون كم و و كمنكوب . صاب كم من ي ٍ آف لك أف تتعز ً ّٔؤالء ،كأ ٍف تعلم ًع ٍل ىم اليقٌن ّْ كدار ٌ أف ىذه اٜنياة ٍ سج هن للمؤم ًن ،ه ً لؤلحز ً َّم يل تصبح ، النكبات ك اف القصور حافلةن بأىلها كٕنسي خاكيةن على عركشها ،بينها الش ٍ ي ي ً ت ٠نتم هع ،كاألبدا يف يف عافية ،كاألمو ياؿ كافرنة ،ك ي اٞنو ي األكالد يك هثر ،مثَّ ما ىي إالَّ ه الفقر ك ٍ أياـ فإذا ي ال ﴾ فعليك أف توطّْن ض َربْـمَا لَ ُك ُم األَ ْمثَ َ اض ﴿ َوتَـبَـيَّ َن لَ ُك ْم َك ْي َ كالفر ي ف فَـ َعلْمَا بِ ِه ْم َو َ اؽ كاألمر ي مصابك ّنن حولك ،كّنن سبقك يف مسًنةً الدى ًر ،ليظهر لك أنك معاىف بالنسبة ً ٟنؤالء ،كأنو ٍ ن مل يأتك إال كخزات سهلةه ً ، فو ،كاشكره على ما أبقى ،ك ً فا٘ند ا﵁ على ليطٍ ً ب ما أخذ ، احتس ه ٍ ّنن حولك . َّ كتعز ٍ ً ًً كجهو ، كلك يف الرسوؿ قدكةه كق ٍد يكض ًع َّ يت قدماه ي السلى على رأسو ،كأدم ٍ كش َّج ي مكة ،كيك ًسرت ثنيتيو ً ً ، ً ّْعب حّت أكل كرؽ الشج ًر ،كطيًرد من َّ كحوصر يف الش ً ض زكجتً ًو ٍ كرمي عٍر ي ي أصحابو ،كفقد ابنو ،كأكثر بناتًو يف ً ً حياتو ،كربط اٜنجر على بطنًو يف ،كقيتًل سبعوف من الشر ي ً ً ً كاذب ،صانيوي ا﵁ي من ذلك ،كىذا ببلءه َّ البد من ً اٛنوع ،ك ُّاهتم بأنوي شاعهر ساحير كاىن ٠ننو هف ه ٕنحيص ال أعظم منوي ،كق ٍد قيتًل زكريَّا ،كذيبً اٝنليل يف النا ًر ، ككضع موسى ر ج كى ، ٪نٍن ح ي منوي ك ه ٌ ى ي بدم ًو ،كاغتيل عثما يف ،كطهعًن علي ً ، كسار األئمةي على ىذا الطريق فضّْرج عمر ً ظهور كجل ىد ٍ ه ي ت ي ي ي ىي األئمة كس ً َّ ِ ِ ً ِ ين ن ج األخيار ،كنكل باألبرار ﴿أ َْم َحم ْبتُ ْم أَن تَ ْد ُ لُواْ ال َ ْجمَّةَ َولَ َّما يَْت ُكم َّمثَ ُ الذ َ ي ي َّراء َوُزلْ ِزلُواْ﴾ . ْساء َوالض َّ َ لَ ْواْ ِمن قَـ ْبلِ ُكم َّم َّ م ْتـ ُه ُم الْبَ َ ********************************
الصالة ..الصالة َّ ِ الصالَ ِة ﴾ الص ْب ِر َو َّ استَ ِعيمُواْ بِ َّ ين َممُواْ ْ ﴿ يَا أَيُّـ َها الذ َ
29
ال حتزن
اٟنم بتبلبيبك ،فقم حاالن إىل الصبلةً ب تث ، ؼ َّ كطوقك اٜنز يف ،كأخذ ُّ إذا دا٨نك اٝنىٍو ي ي ٍ ٍ باجتياح مستعمر ً بأذف ا﵁ً كتطمئن نفسك ،إف الصبلة كفيلةه – ً ات األحز ًاف ركحك ، ً لك ي َّ ي ك ً الغموـ ،كمطاردةً ً ً االكتئاب . فلوؿ ًً بالل )) أمر قاؿ (( :أرحما بالصالةِ يا ُ ٍ فكانت قيػَّرىة عينو كسعادتوي كاف إذا حزبىوي ه كّٔجتىوي . ً و و كجوىهم َّرت يف كانت إذا كقد ائق ،ككش ٍ ٍ طالعت سًني قوـ أفذاذ ٍ ي ضاقت ّٔم الضو ي ي و و فتعود ٟنم قيو ياى ٍم كإرادا يهتم ًك٨نى يم يه ٍم . اٝنطوب ،فزعوا إىل صبلة خاشعة ،ي ي ً ً ً النفوس كتسيل اٛنماجم، تتطاير ضت لًتي َّ إ ٌف صبلة اٝنوؼ فيًر ٍ ي ي ودل يف ساعة الرعب ،يوـ ي ي ً على شفر ً و السيوؼ ،فإذا أعظم و سكينة صبلةه خاشعةه . أجل ات تثبيت ك ُّ ي ً إف على ً َّ غ ٬نر ى يتعر ى اٛنيل الذم عصفت بو األمر ي ؼ على اٞنسجد ،كأف ٌ اض النفسيةي أف ٌ العذاب الو ً ً اص ً ب ،كإالَّ َّ ٪نرؽ جبينىوي لًييػٍر ًضي ربَّو َّأكالن ،كلينقذ نفسوي من ىذا فإف الدمع سوؼ ي ً ً بالسكينة كاألم ًن إال الصبلةي . ٪نطم أعصابوي ،كليس لديو طاقةه ٕن ٌدهي ج ٍفنوي ،كاٜنزف سوؼ ي من أعظ ًم النع ًم – لو كنا نعقل – ىذهً الصلوات اٝنمس كل و يوـ ك و ليلة كفارةه لذنوبًنا ، ي ٍ ي َّ ٌ ي ً ً ناجع ألمر ً تسكب يف اضنا ، عظيم ٞنآسينا ،كدكاءه ه رفعةه لدرجاتنا عند ربّْنا ،مث ىي ه عبلج ه ي بالرضا أما أكلئك الذين جانبوا اٞنسجد ،كتركوا ضمائ ًرنا مقادير زاكيةن من اليقٌن ،كٕنؤلي جوا٥ننا ّْ و و نكد إىل و الصبلة ،فمن و حزف إىل و نكد ،كمن و ض َّ حزف ،كمن شقاء إىل شقاء ﴿ فَـتَـ ْعماً لَّ ُه ْم َوأَ َ ٍ أَ ْ َمالَ ُه ْم ﴾ . *****************************
حمبما اهلل ونعم الوكي ًً ً ً ً ي ً الظن ًبو ، سن ّْ كل عليو ،كالثقة بوعده ،كالرضا بصنيعو ي كح ي تفويض األمر إىل ا﵁ ،كالتو ي ً كانتظار الفرًج منو ؛ من أعظ ًم ٖنر ً ً العبد إىل صفات اٞنؤمنٌن ،كحينما أجل ات ُّ يطمئن ي اإل٬ناف ،ك ّْ ي ي
30
ال حتزن
ً التأييد ، العاقبة ، حس ون كل شأنًو ٩ ،ند الرعاية ،كالوالية ،كالكفاية ،ك ى ي كيعتمد على ربًّْو يف ّْ كالنصرىة . ٞنا ألقي إبراىيم عليو السبلـ يف النا ًر قاؿ :حسبنا ا﵁ كنً كيل ،فجعلها ا﵁ي عليو الو م ع ٍ ي ي ى ي ي كتائب ً َنيوش الكفار ،ك ً ّْدكا ً الوثنية قالوا َ ﴿ :ح ْمبُـمَا ٍبردان كسبلمان ،كرسولينا كأصحابيو ٞنا يىد ي اللّهُ ونِ ْعم الْوكِي { }173فَان َقلَبُواْ بِمِ ْعم ٍة ّْمن اللّ ِه وفَ ْ َّ ض َوا َن م ْم ُه ْم ُسوءٌ َواتَّـبَـعُواْ ِر ْ َ َ َ ض ٍ ل ْم يَ ْم َ َ َ َ ُ ضٍ َ ِ ٍ يم ﴾ . اللّ ِه َواللّهُ ذُو فَ ْ اٞنلم ً َّ ات ،كال ينازؿ إف اإلنساف كحده ال يستطيع أ ٍف يصارع األحداث ،كال يقاكـ َّ ي اٝنطوب ؛ ألنو خلً األمر إليو ، ض كيفو ، ّنواله كيثق و ب ر على كل يتو حينما إال ، ا ز عاج ا ضعيف ق ّْ ن ن ّْ ي ي ي ى ى ى ي كإال فما حيلةي ىذا ً النكبات ﴿ َو َلَى أحاطت بو العبد الفق ًًن اٜنق ًًن إذا احتوشٍتوي اٞنصائب ،ك ٍ ي ِ ِِ ين ﴾ . اللّه فَـتَـ َوَّكلُواْ إِن ُكمتُم ُّم ْ مم َ الغين ذم ال يق َّوةً اٞنتٌن ،لينقذؾ من كل على ّْ القوم ّْ فيا من أر ىاد أف ينصح نفسو :تو ٍ ً ً ً قل كدثارىؾ حمبما اهللُ ونِ ْع َم الوكي ُ ،فإف َّ اجعل شع ىارؾ ى الويبلت ،ك٫نرجك من ال يكيربات ،ك ٍ مصادرؾ ً ، كجفت موا ًردؾ ،كشحت ً فناد :حمبما ِ اهلل ونِ ْع َم الوكي ُ . ٌ ٍ ماليك ،ككثيػىر ديٍػنيك ٍ َّ ، ُ ي ظامل ،أك فزعت من ىخطٍ و ت من ًو ب خفت من ٍّن ٍ فاىتف :حمبما اهللُ عب ى كإذا ى عدك ،أك ير ٍ ونِ ْع َم الوكي . ﴿ وَك َفى بِربّْ َ ِ ادياً ونَ ِ صيراً ﴾ . ك َه َ َ َ **********************************
﴿ قُ ْ ِس ُيرواْ فِي األَ ْر ِ ض﴾ ً ً التقلب ٣نا يشر يح َّ الغم َّ ، اٟنم ك ّْ يح يس يحب ّْ الص ٍد ىر ،كيز ي الس ىفير يف الديار ،كقىطٍ يع القفار ،ك ي األرض الو ً كتاب ً اسعة ،كالنظر يف ً ً ً تكتب على الكوف يف ً اٞنفتوح لتشاىد أقبلـ القدرة كىي ي ي ً و الوجود ً ً اٛنماؿ ،لرتل حدائق ذات و ً كجنات ألفان ،اخر ٍج آيات صفحات ّٔجة ،كرياضان أنيقةن
31
ال حتزن
بيتك كتأمل ما حولك كما بٌن يديك كما خلفك ،اصع ًد اٛنباؿ ً ، اىبط األكدية ،تسلٌ ًق من ى ٍى ٍ ً ً ْند ركحك حرنة ضع أنفك على األشجار ،عي َّ أغصاف الياٚنٌن ،حينها ي ب من اٞناء النم ًًن ٍ ، ى تسبح يف ً طليقةن ،كالطائ ًر الغر ً فضاء السعادةً ،اخر ٍج من بيتًك ً ، األسود عن ألق الغطاء يد ّْ ى ٌ فجاج ا﵁ً الو ً اسعة ذاكران مسبحان . سر يف ً عينيك ،مث ٍ ً ً َّ ليست غرفتك ىي ناجح لبلنتحا ًر ،ك ٍ إف االنزكاء يف الغرفة الضيٌقة مع الفر ًاغ القاتل طر ه يق ه االستسبلـ أماـ ً كل ً فاىتف ببص ًرؾ كٚنعًك كتائب األحزاف ؟ أال الناس فىلً ىم العاملي ،كلست أنت َّ ٍ ي ً ً ٌن الطيوًر ك ﴿ :انِْف ُرواْ ِ َفافاً َوثَِقاالً ﴾ ،تعاؿ لتقرأ القرآف ىنا بٌن كقلبً ى اٛنداكؿ كاٝنمائل ،بىػ ٍ ى ً التل . ب ّْ ٌن اٞناء كىو يركم قصة كصو ًلو من ّْ اٜنب ،كبىػ ٍ ى كىي تتلو يخطى ى ً ً أظلمت اؿ يف إف َّ الرت ٍح ى نفسوي ،ك ٍ مسارب األرض متعةه يوصي ّٔا األطباءي ٞنن ثػى يقلى ٍ ت عليو ي ً ﴿ َويَـتَـ َف َّك ُرو َن فِي َ ل ِْق عليو غرفتوي الضيقةي ،فهيَّا بنا نسافٍر لنسعد كنفرح كنفكر كنتدبٌر ت هذا ب ِ المماو ِ ات َواألَ ْر ِ ك﴾ . اطالً ُس ْب َحانَ َ ض َربَّـمَا َما َ لَ ْق َ َ َ َّ َ َ ************************************
ٌ فصبر جمي ٌ
ً و ً كمناعة ص ٍد ور كبقوةً إرادةو ، التحلّْي بالصرب من شي ًم األفذاذ الذين يتلقوف اٞنكاره برحابة ى نصنع ؟! . أصرب أنا كأنت فماذا ي أبيَّة .كإ ٍف مل ٍ ً غًنهي ؟ ىل عندؾ حلّّ لنا غًني الصرب ؟ ىل تعلم لنا زادان ى ً العظماء مسرحان تركض فيو اٞنصائب ،كميدانان تتسابق ً النكبات كلما خرج فيو أحد كاف ي ي ي ي ي من كر وبة زارتو كربةه أخرل ،كىو مترتس بالص ًرب ،متدرعه ً بالثقة با﵁ً . ي ٌ ه ً ىكذا يفعل النببلء ،يصارعوف اٞنلم ً النكبات أرضان . ات كيطرحوف ي ي ٌ ي يض ،قالوا :أال ندعو لك طبيبان ؟ قاؿ : دخلوا على أِّب بكر -رضي ا﵁ي عنوي -كىو مر ه يد . يقوؿ :إٍل فعَّ ه الطبيب قد رآٍل .قالوا :فماذا قاؿ ؟ قاؿ :ي اؿ ٞنا أر ي ي
32
ال حتزن
كاصرب كما صربؾ إالَّ با﵁ً اثق بالفرًج ،عامل ُنيس ًن اٞنص ًًن ،و صٍبػر ك و طالب لؤلج ًر ، اصرب ، ى ٍ ٍ ي ٍ ى ً ادٟنمت اٝنطوب ،ك ً ر و الدركب َّ ، فإف أظلمت أمامك اصرب مهما َّ ي ي اغب يف تفك ًًن السيئات ٍ ، أف الفرج مع ال ىكر ً الص ًٍرب ،ك َّ ب ،كإف مع العي ٍس ًر يي ٍسران . النصر مع َّ ٍ و ً مركا يف ىذه الدنيا ،كذىلت لعظي ًم ص ًربًىم كقوةً احتماٟنم ،كانت أت سًن عظماء ُّ قر ي ي ٍ كأهنا قطرات و ماء باردةو ،كىم يف ً اٞنصائب تقع على ً ثبات ً رسوخ ً رؤكسهم َّ اٜنق ، اٛنباؿ ،كيف ً ي ي ي فتشرؽ كجوىهم على طبلئع فج ًر الفرًج ً ، الفتح ،كعص ًر النص ًر . كفرحة ً ي ي فما ىو إالَّ كقت قصًنه أحدىم ما اكتفى بالص ًرب كح ىده ،بل نازىؿ الكوا ًرث ،كصاح يف ً ً اٞنصائب يمتحدّْيان . كجو ك ي ى ىٍ ي ى ***************************************
ال تحم ِ الكرة األرضية لى ر ِ ك أس َ
الناس تدكر يف ً ً ب كضعت فإذا ، النوـ ش ر ػ ف على كىم ، ة ي عاٞن ب حر هم نفوس َّ ي ه ه اٜنر ي ٍ ٍ نفر من ً ي ه ي األحداث ،يغضبوف من ً ً ً ً الدـ ك َّ غبلء رم ٪ .نرتقوف مع كض ٍغ ى ط ّْ السك َّ أكزارىا ىغن يموا قيػٍر ىحة اٞنعدة ،ى ً انزعاج دائ وم ،و ً كقلق سع ًر يضجوف العملة ،فهم يف و األسعا ًر ،يثوركف لتأخر األمطا ًر ُّ ، ال٦نفاض ٍ كً اص و ص ْي َح ٍة َلَْي ِه ْم ﴾ . مبُو َن ُك َّ َ ب﴿ يَ ْح َ لك أ ٍف ال تحم ِ الكرة األرضية لى ر ِ ً األرض كال دع األحداث على كً ، أس َ كنصيحيت ى ً ً اجيف ، قلب كاإلسفنجة يتشرب الشائعات كاألر ى ٍ ي تضعها يف أمعائك .إف بعض الناس عنده ه اردات ،يضطرب لكل و ينزعج للتوافً ًو ،يهت ًز للو ً كفيل أف ٪نطم صاحبوي ، القلب كىذا ، شيء ي ّْ ي ي ه كأف يهدـ كياف ً حاملً ًو . يدىم العًرب كالعظات إ٬نانان إىل ً يدىم الز ي أىل اٞنبدأ ّْ الزؿ خوفان إ٬ناهنم ،ك ٍأى يل اٝنوًر تز ي اٜنق تز ي ي ي ي شجاع ،فإف اٞنً إىل خوفً ًهم ،كليس أنفع أماـ الزكابع كالدكاىي من و اسع داـ ق قلب و ٍ الباسل ك ي ى ً ً اسخ اليق ً ثابت ً األعصاب ،منشر يح الصدر ،أما اٛنبا يف فهو يذبح بارد ٌن ،ي اٛنأش ،ر ي البطاف ،ي كل يوـ مرات بسيف التوقٌعات كاألر ً ً اجيف ك ً يد األكىاـ ك األحبلـ ،فإف كنت تر ي فهو يذبح نفسو َّ و و َّ ً ً ضي وق اٜنياة اٞنستقرىة فواجو األمور بشجاعة كجلد ،كال يستخفنٌك الذين ال يوقنوف ،كال تك يف ٍ
33
ال حتزن
ً ً األزمات ،كأقول من األعاص ًًن ، ياح أعّت من ر ً كن أصلب من األحداث ،ك ٍ ٣نَّا ٬نكركف ٍ ، ً ً ً ص الم ِ َّاس َلَى القلوب ألصحاب كار٘نتاه الضعيفة ،كم ُّ ىزان ﴿ َولَتَ ِج َدنَّـ ُه ْم أ ْ َح َر َ األياـ ٌ هتزىم ي ً و ٍ و ً الم ِكيمَةَ َلَْي ِه ْم ﴾ . َنز َل َّ َحيَاة ﴾ ،كأما األيباةي فهم من ا﵁ يف ىم ىدد ،كعلى الوعد يف ثقة ﴿ فَ َ ****************************************
ال تحطمك التوافهُ
و ً أمر حقًنه تافوه ال يي ٍذ ىكير !! . سبب ٨نّْو ه كم من مهموـ ي انظر إىل اٞننافقٌن ،ما أسقط ٨نى ىم يهم ،كما أبٍ ىرد عزائً ىم يه ٍم .ىذه أقوا يٟنم ﴿ :الَ تَ ِمف ُرواْ فِي شى أَن تُ ِ صيبَـمَا َد ئَِرةٌ ﴾ َّ ﴿ ،ما ْح ّْر ﴾ ﴿ ،ائْ َذن لّْي َوالَ تَـ ْفتِمّْي ﴾ ﴿ ،بُـيُوتَـمَا َ ْوَرةٌ ﴾ ﴿ ،نَ ْل َ ال َ َو َ َدنَا اللَّهُ َوَر ُسولُهُ إَِّال غُ ُروراً ﴾ . ٝنيبة ً لتعاسة ىذهً ً يا ً ً النفوس . ىذهً اٞنعاطس يا القصور ،مل يرفعوا أبصارىم إىل ٚناء اٞنثي ًل ،مل ينظركا الدكر ك ٨نهم البطو يف كالصحو يف ك ي ي ي أحد ً ىم ً كمبلغ ًع ٍل ًم ً َّ انظر لقط واع ك ، و كمأدبت و ل كنع و كثوب تو ب دا : و م ى ي َّ أبدان إىل ٤نوـ الفضائل ُّ . ي ي ي ي ي ي ي ٍ ٍ ً الزكجة ،أك االب ًن ،أك القر ً من ً و يب ، خبلؼ مع ٨نومهم سبب ه ٍ ىائل ى الناس تراىم صباح مساء ي ً ً كلمة و أك ٚناع و اٞنقاصد البش ًر ،ليس عندىم من ىذه . تافو موقف أك ، نابية مصائب ىؤالء ى ه ي ه ي ً ً اٛنليلة ما ٬نؤلي كقتهم ،كق ٍد قالوا :إذا خرج االىتمامات العليا ما يشغليهم ،ليس عندىم من اٞناء من ً ففكر يف األم ً يستحق ىذا اٛنهد ىل ، كتغتم لو هتتم الذم ر ا إذ ، اء و اٟن مؤله اإلناء ن ُّ ُّ ي ي ٍ ي ي ٍ ً ً ً كىذا العناء ،ألنك أعطيتو من عقلًك ك ىٜن ًمك ً الصفقة ، نب يف كدمك كراحتك ككقتك ،كىذا غي ٍه ى ٍ ى كخسارةه ىائلةه ٖننيها ِنس ،كعلماءي ً اجعل ً لكل شيء حدان معقوالن ،كأصدؽ من النفس يقولوف ٍ : ه ٍ ِ ً كإياؾ حجمها ككزهنا كق ٍدرىا ى ىذا قولوي تعاىل ﴿ :قَ ْد َج َع َ اللَّهُ ل ُك ّْ َش ْيء قَ ْدراً ﴾ فأعط القضية ٍ كالظلم كالغيليَّو . ً ً ً كرج هل معهم ىؤالء الصحابةي األبر يار ٨نهم ٓنت الشجرةً الوفاءي بالبيعة فنالوا ًرضواف ا﵁ ،ي اٞنقت ، البيع فكاف جزاءهي اٜنرما يف ك ي أ٨نَّو ٗنليوي حّت فاتوي ي
ال حتزن
34
ً فاطرًح التوافًو كاالشتغاؿ ّٔا ْن ٍد َّ ت فى ًرحان مسركران . أف أكثر ٨نومك ٍ ذىبت عنك كعي ٍد ى *******************************
لك قمم اهللُ َ ارض بما َ تكن أغمى ِ الماس ْ أكثر كىو َّ : عليك َّ أف ى مر فيما سبق ي بعض معاٍل ىذا السبب ؛ لكنين أبسطيوي ىنا لييفهم ى و و و ً ﴿ فَ ُل ْذ َما منطق القرآف أف ت ٍقنع ّنا قيس ىم لك من جس وم كماؿ ككلد كسك ون كموىبة ،كىذا ي إف غالب ً ك وُكن ّْمن َّ ِ السلف كأكثر ً ً ً يكن علماء الشاك ِر َ تَـ ْيتُ َ َ َ اٛنيل األكؿ كانوا فقراء مل ٍ ين ﴾ َّ ى حشم ،كمع ذلك أثٍ يركا اٜنياة كأسعدكا يعطيات كال لديهم أ ه اكب ،كال ه ي مساكن ّٔيةه ،كال مر ي الصحيح ،فىػبيوًرىؾ ٟنم يف آتاىم ا﵁ي من خ وًن يف سبيلً ًو ً أنفسهم كاإلنسانية ،ألهنم ٌ كجهوا ما ي أعما ًرىم ك ً اٞنبارؾ مؤله أيعطوا من األمو ًاؿ ك ً األكالد كالنع ًم ، كيقابل ىذا ، اىبهم و كم م أكقاهت ي الصنف ي ى ي اٜنق كىذا برىا هف سبب شقائًهم كتعاستًهم ،ألهنم ا٥نرفوا عن الفطرةً السويًَّة ك ً اٞننهج ّْ ٍ فكانت ى و و شهادات عاٞنيَّةن لكنوي نكرةه من انظر إىل من ٘نل ليست َّ ساطع على أف األشياءى ٍ ه كل شيء ٍ ، ً ً ً ً ١ندكد ،كق ٍد جعلوا منو هنران دافقان علم ه النكرات يف عطائو كفهمو كأثره ،بينما آخركف عندىم ه اإلصبلح كالعما ًر . بالنف ًع ك ً ً بوضعك األسرم ، فارض بصورتًك اليت ركبَّك ا﵁ي فيها ،كارض إف كنت تر ي يد السعادةي ى الزىاد يذىبوف إىل ً إف بعض اٞنربٌن ً كصوتًك ،كمستول ً فهمك ،كدخلًك ،بل َّ أبعد من ذلك ٌ فيو كدكف ما أنت ً بأقل ٣نَّا أنت ً عليو . فيقولوف لك :ارض َّ حظوظه يم الدنيوية : ىاؾ قائمةن رائعةن مليئةن بالبلمعٌن الذين ِنسوا ي ً مفلفل الشع ًر . أش ُّل أسود أفطس ى بن رباح عاملي الدنيا يف عهده ،موىل ي طاءُ ُ ي ي ً األحمف بن قيس ،حليم ً ب الظه ًر ،أحىن الساقٌن العرب قاطبةن ،ي ٥نيف اٛن ٍس ًم ٍ ، أح ىد ي ُ ُ ي ،ضعيف ً البنية . ي
35
ال حتزن
ذات ً ّْث الدنيا ،من اٞنوايل ،ضعيف البص ًر ،فقًن ً ٣نزؽ ً الثياب ، اليد ،ي األ مش ١ند ي ي ي رث ً اٟنيئة ك ً اٞننزؿ . ي بل األنبياء الكرام صلوات ا﵁ً داكد ىحدَّادان كسبلموي عليهم ،كلّّ منهم رعى الغنى ىم ،ككاف ي ُ ي ي ،كزكريا ٤ناران ،كإدريس خياطان ،كىم صفوةي ً كخٍيػير البش ًر . الناس ى إذان فقيمتيك مواىبيك ،كعمليك الصاٌفي ،كنفعيك ،كخلقك ،فبل تأس على ما فات من بقسمة ا﵁ً ﴿ نَحن قَمممَا بـيـمَـهم َّم ِعي َ ِ عياؿ ،كارض ً ماؿ أك و ٗناؿ أك و و ْحيَاةِ ُّ الدنْـيَا ﴾ ْ ُ َ ْ َْ ُ شتَـ ُه ْم في ال َ . ****************************************
ذ ّكر نفمك ٍ واألرض المماوات ها ض ر بجمة ُ ُ ُ
مرضت أك نت أك ٗنعت يف ىذه الدا ًر أك ِنست حقان أك ذقت ظلمان ى ى ى افتقرت أك حز ى إ ٍف ى ّْ خسائرؾ لت فذكر نفسك بالنعي ًم ،إنك إف اعتقدت ىذه العقيدةى كعملت ٟنذا اٞنص ًًن ٓ ،نو ٍ ى ي باح ،كببلياؾ إىل عطايا .إف أعقل ً الناس ىمي الذين يعملوف لآلخرةً ألهنا خًنه كأبقى ، إىل أر ً ى كإف أ٘نق ىذه اٝنليقة ىم الذين يركف َّ َّ كدارىم كمنتهى أمانيهم ، أف ىذه الدنيا ىي قر يارىم ي ً ً ع ً ألهنم ال يركف إالَّ حياهتم الزىيدة الناس عند اٞنصائب ،كأندىم ى ى فتجدىم أجز ى ٍ عند اٜنوادث ٍ ، اٜنقًنة ،ال ينظركف إالَّ إىل ىذهً ً الفانية ،ال يتفكركف يف غ ًًنىا كال يعملوف لسواىا ،فبل يريدكف أهنم خلعوا حجاب الر ًاف عن قلؤًّ ٍم ، سركرىم كال يك ٌدر عليهم ي فرحهم ،كلو ٍ أف يع ٌكر ٟنم ي اٛنهل عن عيوهنًم ٜندثوا أنفسهم بدا ًر ً اٝنلد ً كغطاء ً كنعيمها كدكًرىا كقصوًرىا ،كلسمعوا كأنصتوا ٍ ً ً ً تستحق االىتماـ ك َّ اٛنه ىد . الدار اليت ُّ الكد ك ٍ ٝنطاب الوح ًي يف كصفها ،إهنا كا﵁ ي ىل تأملنا طويبلن كصف ً أىل اٛننة بأهنم ال ٬نرضوف كال ٪نزنوف كال ٬نوتوف ،كال يفىن ً شبأّم ،كال تبلى ثيأّم ،يف و غرؼ يرل ظاىرىا من باطنًها ً ، ظاىرىا ،فيها ما ال كباطنيها من ي ي ي ي ً ً أشجارىا اكب يف شجرةو من عٌن ر ٍ ه أت ،كال أيذي هف ٍ ٚنعت ،كال ىخطىىر على قلب بى ىش ور ،يسًني الر ي عاـ ال يقطعها ،طوؿ َّ ً مائة و قصورىا منيفةه ،قطوفيها دانيةه ي أهنارىا يمطًَّردةه ي اٝنيمة فيها ستوف ميبلن ،ي سركرىا ،عيويهنا جاريةه ،يسيريرىا مرفوعةه ،أكو يأّا موضوعةه ٧ ،نارقيها مصفوفىةه ،زرابيُّها مبثوثةه ،متَّ ى
36
ال حتزن
تفكر ؟! ما عرفيها ،عظيم ٍ كص يفها ،منتهى األماٍل فيها ،فأين عقولينا ال ٍ حبورىا ،فاح ٍ ،عظيم ي لنا ال نتدبػٍَّر ؟! اٞنصائب على اٞنصابٌن ،كلتىػ ىقَّر عيو ٍف اٞننكوبٌن ، فلتخف إذا كاف اٞنصًني إىل ىذه الدا ًر ؛ َّ ي قلوب اٞنعدمٌن . كلتفرح ي ً بالفاقة ،اٞنبتلوف باٞنصائب ،اعملوا صاٜنان ؛ فيها أيها اٞنسحوقوف بالفق ًر ،اٞننهكوف ً صبَـ ْرتُ ْم فَمِ ْع َم ُ ْقبَى َّ الدا ِر ﴾ . تقدست ي ٍ أٚناؤه ﴿ َسالَ ٌم َلَْي ُكم بِ َما َ لتسكنوا جنة ا﵁ كْناكركهي ****************************************
ِ ك َج َعلْمَا ُك ْم أ َُّمةً َو َسطاً ﴾ ﴿ َوَك َذل َ
كمن أراد السعادة عقلي كشرعي ،ال غيليَّو كال جفاءه ،ال إفرا هط كال تفري ه ي ّّ ب ّّ طٍ ، العدؿ مطٍلى ه ً ًً ً كحٍزنًًو ؛ ألف فعليو أ ٍف يضب ى ليكن عادالن يف رضاهي كغضبًو ،كسركًرهً ي ط عواطفوي ،كاندفاعاتو ،ك ٍ ً ظلم ً سن الوسطيٌةى َّ ، فإف الشرع نزؿ َّ الشطى ى للنفس ،كما ٍ ط كاٞنبالغةى يف التعامل مع األحداث ه أح ى الناس من طاكع ىواه ،كاستسلم لعو ً باٞنيزاف كاٜنياةي قامت على ً كمن ً اطف ًو ًَ ، سط الق ٍ أتعب ً ٍ ى ٍ ً ً معارؾ ضاربةه من كتقوـ يف قلبًو ي تتضخ يم عنده اٜنو ي كميوالتو ،حينها ٌ لم لديو الزكايا ،ي ادث ،كتظ ي ً و الدخائل كالضغائ ًن ،ألنو يعيش يف و ً يتصوير َّ أف بعضهم إف حّت ، كخياالت أكىاـ ك األحقاد ي ٍ ٌ ً ً كساكسو َّ اٛنميع ًضدَّهي ،ك َّ باٞنرصاد أف الدنيا لو إلبادتو ،كٕنيٍلًي عليو ين ٪نبكوف مؤامرنة ي أف اآلخر ى ً سحب و و اٝنوؼ كاٟنًٌم كالغٌ ًم . سود من يعيش يف فلذلك ي أناس مفلسوف من القي ًم اٜنيَّ ًة اإلرجاؼ ٣ننوعه شرعان ، إف ي ه رخيص طبعان ،كال ي ٬نارسو إالَّ ه ً ً ص ْي َح ٍة َلَْي ِه ْم ُه ُم ال َْع ُد ُّو ﴾ . مبُو َن ُك َّ َ كاٞنبادئ الربانيَّة﴿ يَ ْح َ أجلً ٔناؼ كقوعو ٫ناؼ ال يكو يف ،كلك ٍقب ىل كقوع ما ي فأكثر ما ي س قلبى ى ك على كرسيٌو ،ي ٍ ً ً نفسك على تقبُّل ىذا األسوأ ،حينها تنجو من االحتماالت ،مث توطّْن ّْر أسوأ أف تقد ى التكه ً نات اٛنائرةً ث فىػيىٍبػ ىقى . القلب ؽ ٕنز اليت ُّ ي قبل أ ٍف يىػ ىق ىع اٜنى ىد ي ٌ ى
37
ال حتزن
فيا أيُّها العاقل النَّابو ً : اقف كالقضايا ، شيء كل أعط حجموي ،كال ّْ َّ تضخم األحداث كاٞنو ى ي ي ى اعدؿ ك ً ك بل اقتص ٍد ك ٍ ضَ هوناً ما ،فعمى أن يكون بغي َ البغض يف اٜنديث (( :أحبب حبيبَك ْ مى اللَّهُ أَن حبيبك يوماً ما )) هوناً ما ،فعمى أن يكون َ يوماً ما ،وأبغض بغيضك ْ ﴿َ َ اديـتم ّْم ْمـهم َّمو َّدةً واللَّه قَ ِدير واللَّه غَ ُف ِ َّ ِ يم﴾. ين َ َ ْ ُ ُ َ َ ُ ٌ َ ُ ٌ ور َّرح ٌ يَ ْج َع َ بَـ ْيـمَ ُك ْم َوبَـ ْي َن الذ َ َّ إف كثًنان من التخويفات كاألراجيف ال حقيقة ٟنا . *********************************
الحز ُن ليس مطلوباً شر اً ،وال مقصوداً أصالً منهي عنوي قولو تعاىل َ ﴿ :والَ تَ ِهمُوا َوالَ تَ ْح َزنُوا ﴾ .كقولًو َ ﴿ :والَ تَ ْح َز ْن َلَْي ِه ْم فاٜنز يف ّّ ﴾ يف ًٍ ف َلَْي ِه ْم اٞننفي كقولو ﴿ :فَالَ َ ْو ٌ غًن موض وع .كقولو ﴿ :الَ تَ ْح َز ْن إِ َّن اللّهَ َم َعمَا ﴾ .ك ُّ والَ هم يحزنُو َن ﴾ .فاٜنز يف ٙنود ٛن ٍذكةً ً كبركد يف ً النفس ،كىو ود ً الطلب ،ي لركح َّ اٟنم ًة ،ه ك٨ن ه َ ُ ْ َ َْ ه ى جس ىم اٜنياةً . ي٘نَّى ُّ تشل ٍ أحب و شيء إىل ف غًن يم ىس ًٌن ،كال مصلحة فيو للقلب ،ك ُّ ُّ كسر ذلك :أف اٜنزف يم ىوقّْ ه ً َّج َوى الشيطاف :أف يٍ٪ن ًزف العبد ليقطعوي عن س ًًنه ،كيوقفو عن سلوكو ،قاؿ ا﵁ تعاىل ﴿:إِنَّ َما الم ْ ان لِي ْحز َن الَّ ِذين ممُوا ﴾ .كهنى النت (( : أن يـتَماجى ِ ِمن َّ ِ ِ الثالث اثمان ممهم دون ُّ الش ْيطَ َ ُ َ َ َ َ َ و و يصيب مرغوب فيو ألنَّوي من األذل الذم مطلوب كال كحٍز يف اٞنؤم ًن غٍيػير ،ألن ذلك يُ ْح ِزنُه )) .ي ي ً ً اٞنشركعة . بالوسائل النفس ،كقد كمغالبتيو ً و و النت فقاؿ (( : فاٜنز يف ليس ّنطلوب ،كال مقصود ،كال فيو فائدةه ،كقد استعاذ منو ُّ ِ الفر يؽ ،كإ ٌف كاف ٞنا مضى أكرثو ر ق فهو ) ) والحزن الهم َّ اللهم إني أ وذُ بك من ّْ ين ّْ اٟنم ،ك ٍ ي للقلب عن الس ًًن ،مفتػّْر ً ف ً للعزـ . اٜنيٍز ىف ،ككبل٨نا مضعً ه ي ه كاٜنز يف تكدير للحياةً للركح ،يورثيها الفتور ك َّ ً النك ىد كىو ، للعيش كتنغيص مصل ساـّّ ً ه ه ه كاٜنيػرة ،كيصيبها و ً بوجوـ و كتنطفئ عند مباىج اٛنماؿ ،فتهوم عند اٜني ٍس ًن ، قامت متذبّْ ول أماـ ي ي ٍى اٜنياةً كأس الشؤـ كاٜنسرةً كاأل ًمل . فتحتسي ، ى
ال حتزن
38
ً ً ْح ْم ُد ضركرم لكن نزكؿ منزلتً ًو ُنسب الواق ًع ،كٟنذا ي ك َّ أىل اٛننة إذا دخلوىا ﴿ :ال َ ه يقوؿ ي ِ ِ َّ ِ ُّ يصيبهم أهنم كاف يصيبيهم يف الدنيا اٜنز يف ،كما ب َمَّا ال َ ي للَّه الذي أَ ْذ َه َ ْح َز َن ﴾ فهذا يدؿ على ٍ ً حل اٜنيٍز يف كليس ً للنفس فيو حيلةه ،كليس سائر اٞنصائب اليت ْنرم عليهم بغ ًًن اختيا ًرىم .فإذا َّ ي اٞنصائب فعلى ً ً ً العبد أ ٍف سبيل فهي مأجورةه على ما أصأّا ؛ ألنو ٍنوعه من استجبلبو ٟنا يف ه الكفيلة ً ً ً باألدعية ك ً بطرده . الوسائل اٜنيَّ ًة يدافعو إذا نزؿ َّ ِ ْت الَ أ ِ َح ِملُ ُك ْم ين إِذَا َما أَتَـ ْو َك لِتَ ْح ِملَ ُه ْم قُـل َ َج ُد َما أ ْ كأما قولو تعاىل َ ﴿ :والَ َلَى الذ َ ِ ِ يض ِم َن َّ الد ْم ِع َح َزناً أَالَّ يَ ِج ُدواْ َما يُ ِمف ُقو َن ﴾ . َلَْيه تَـ َولَّواْ َّوأَ ْيُـمُـ ُه ْم تَف ُ دؿ عليو اٜنز يف من قوةً ً نفس ً اٜنزف ،كإ٧نا يمدحوا على ما َّ فلم ي٬ندحوا على ً إ٬ناهنم ،حيث ٍ ٔنلَّفوا عن ً ً ً ً ً يض باٞننافقٌن الذين مل ٪نزنوا على ٔنلُّفهم ، رسوؿ ا﵁ لعج ًزىم عن النفقة ففيو تعر ه بل ىغبىطيوا نفوسهم بو . و كقوع ًو – كىو ما كاف سببو فوت و ٘ن ىد بػع ىد ً ً معصية طاعة ،أك كقوع فإف اٜنيٍزف ا﵀مود إ ٍف ي ى ٍ ي ٍ فإف حز ىف ً ب مواله :دليل على ً العبد على تقص ًًنهً مع ربو كتفر ً يط ًو يف ىجٍن ً حياتو كقبيولًًو اٟندايةى – َّ ي ٍ ٌ ه ،كنوًرهً كاىتدائًًو . ً هم وال نصب وال حزن ، الصحيح (( :ما اٜنديث أما قوليو يف ً يصيب الم من من ّْ ُ يدؿ على أنو مصيبةه من ا﵁ً إالَّ كفر اهللُ به من طاياه )) .فهذا ُّ العب ىد ،يك ٌفير ّٔا يصيب ّٔا ٍ ي يدؿ على أنو مقاـ ينبغي طلبو كاستيطانيو ،فليس ً من سيئاتًو ،كال ُّ للعبد أف يطلب اٜنزف ه ي حث عليو ،أك أىمر بو ،أك ر ًضيو ،أك ىشرعو ً كيظن أنوي عبادة ،ك َّ لعبادهً ، ع َّ كيستدعيٌو ُّ أف الشار ى ى ىي ى ىي ىى ً ً ًح ر ش ن م ه كصدر كيف ، باٟنموـ كصىرفىػ ىها ٍ ى ى كلو كاف ىذا صحيحان لىىقطى ىع حياتىوي باألحزاف ،ى ي ي ه و اصل السركًر ؟! . ي ككجهو ه باسم ،كقلبيو راض ،كىو متو ي حديث ىٍن ًد بن أِّب ىالة ،يف ً صفة النت (( : أنهُ كان متواص األحز ِ ان )) ، كأما ي َ ٌ فحديث ال يثبت ،كيف إسنادهً ؼ ،كىو خبلؼ كاقعً ًو كحالًًو . ي ال من عر ي ه يي ي ى ككيف يكو يف متواصل األحز ًاف ،كقد صانىو ا﵁ عن ً اٜنزف على الدنيا كأسبأّا ،كهناهي عن ي ي ى تأخر ؟! فمن أين ً اٜنزف على الكفا ًر ،ك ىغ ىفر لو ما تقدَّـ من ذنبً ً ً صل ي كيف ك ! ؟ ف اٜنز يأتيو كما و َّ ي ى ى ى ى ي
ال حتزن
39
ً معمور ّْ اض ينساب إىل فؤ ًادهً ،كىو إىل قلبً ًو ؟! كمن أم الطرؽ بالذك ًر ،ريٌا هف باالستقامة ،فيٌ ه ي ه ً ّّ ً ً باٟنداية الر ً دائم البً ٍش ًر ،ضحوؾ بانية ، بل كا ىف ى مطمئن بوعد ا﵁ ،راض بأحكامو كأفعالو ؟! ٍ غاص يف أخبارهً ّْ الس ّْن ،كما يف صفتو (( الضَّحوؾ القتَّاؿ )) ،صلوات ا﵁ كسبلمو عليو .ى كمن ى ً ًً ً كدح ً إلزىاؽ ً الغم أيام ٍو ،ىعىر ى اٟنم ك ّْ ض ال ىقلى ًق ك ّْ الباطل ٍ كدقَّ ىق يف أعماؽ حياتو ك ٍ استى ٍجلىى ى ؼ أنو جاءى ً النفوس من استعما ًر الشُّب ً ً كاٜنزً الشكوؾ كالشّْرًؾ كاٜنٍيػرةً كاالضطر ً ً ً كإنقاذىا من اب ، ك و ر ي ر كٓن ، ف يٍ ى ى ٍ ى ً ً كم لو على البى ىش ًر من ًمنى ون . مهاكم اٞنهالك ،فللو ٍ
إسناده ،كال ىمن ركاه اٞنركم (( :إن اهلل ُّ كأما اٝنربي ُّ يحب ك َّ قلب حزين )) فبل ييعرؼ ي كال نعلم ًص َّحتىو .ككيف يكو يف ىذا صحيحان ،كقد جاءت اٞنلَّةي ِنبلفً ًو ،كالشرع بن ٍق ً ض ًو؟! كعلى ي ي تقدي ًر صحتً ً ً فصًن العبد بو لي ابت فإذا ، ه د ب ع ّٔا ا﵁ يبتلي اليت اٞنصائب من ة مصيب ف فاٜنز : و ه ي ي ى ي ى ٍ ي ي ى ً ًً ً عليو َّ صربه على ببلئو .كالذين مدحوا اٜنز ىف كأشادكا بو كنسبيوا إىل الشرًع األمر بو كٓنبيذهي أحب ى ً ؛ أخطؤكا يف ذلك ؛ بل ما كرد إالَّ النهي عنو ،كاألمر بضدّْه ،من الفرًح ً كبفضلو بر٘نة ا﵁ً تعاىل َّ ي ي ٍ رسوؿ ا﵁ً ، كالسركًر ً ّٔداية ا﵁ً ،كاالنشر ًاح ّٔذا اٝن ًًن ً ،كّنا أنزؿ على ً اٞنبارؾ الذم نىػىزىؿ من قلوب األك ً ً السماء على ً لياء . اآلخير (( :إذا َّ ب في ق ْلبِ ِه نائحةً ،وإذا أبغض بداً أحب اهللُ بداً نَ َ كأما األثىػير ى صَ ِ صحيح َّ ، اٞنؤمن ائيلي ،قيل :إنو يف التوراة .كلو معىن جع َ في قلبه م ْزماراً )) .فأثر إسر ّّ ه فإف ى و ً مرتًله فىرًح .كإذا حصل كسر يف ً الصاٜنٌن فإ٧نا قلوب ى العب ّْ ،ه حز ه الفاجر اله ه ى ى ٍه ين على ذنوبو ،ك ي ً ً ىو ٞنًا فاتىػهم من اٝنًن ً ات ،كقصركا ً السيئات .خبلؼ الدرجات ،كارتكبوهي من بلوغ فيو من ً ٌ ي حزف العصاةً ،فإنَّو على ً فوت الدنيا كشهو ًاهتا كمبلذّْىا كمكاسبًها كأغر ً ً كغم يه ٍم فهم يه ٍم ُّ اضها ُّ ، ي ي كحزنػي يه ٍم ٟنا ،كمن أجلًها كيف سبيلًها . ِ َّت َ ْيـمَاهُ ِمن ال ِ يم ﴾ : كأما قوليو تعاىل عن نبيّْ ًو (( إسرائيل )) َ ﴿ :وابْـيَض ْ َ ُ ْح ْزن فَـ ُه َو َك ٌ حالو ّنصابًو بف ٍق ًد ًك ً فهو إخبار عن ً لدهً كحبيبً ًو ،كأنو ابتبلهي بذلك كما ابتبلهي بالتفريق بينىوي كبينىوي . ه ً ً الشيء ال ُّ اٜنث عليو ،بل أمرنا يدؿ على ك٠نرد اإلخبا ًر عن استحساف ق كال على األم ًر بو كال ّْ
40
ال حتزن
اٜنزف ،فإنَّو سحابةه ثقيلةه كليل جاً أ ٍف نستعي ىذ با﵁ً من ً كعائق يف طر ًيق السائ ًر إىل مث ه طويل ،ه ي ى ى ى ه معايل األمور . أف حز ىف الدنيا ىغيػر و ً قاؿ : ١نمود ،إال أبا عثماف اٛنربم ،فإنوي ى َّ باب السلوؾ على َّ ي ٍ يٍ كأٗنع أر ي و اٜنز يف ّْ و يكن ً وجب بكل كجو فضيلةه ،كزيادةه للمؤم ًن ،ما ملٍ ٍ بسبب معصية .قاؿ :ألنوي إف مل يي ٍ وجب ٕنحيصان . ٔنصيصان ،فإنو يي ي ب أنوي ١ننةه كببلءه من ا﵁ً ّ ،ننز ًلة ً اٟنم كالغى ّْم ك َّأما أنوي من منا ًزًؿ فيي ي اٞنرض ك ّْ قاؿ :ال ىريٍ ى الطر ًيق ،فبل . ً استدعاء االنشر ًاح ،كسؤ ًاؿ ا﵁ً اٜنيا ىة الطيبةى كالعيشةى الرضيَّة ، فعليك َنلب السركًر ك ى ً ً بعضهم َّ : من مل عم عاجلة ،حّت ى قاؿ ي إف يف الدنيا جنةن ٍ ، كصفاءى اٝناط ًر ،كرحابة الباؿ ،فإهنا ن ه يدخل جنةى اآلخرةً . يدخلها مل ٍ ٌن ،كيهدم قلوبنا لصر ً اٞنسؤكؿ ك ٍح ىد ٍه أف يشرح صدكرنا بنوًر اليق ً اط ًو اٞنستقي ًم ،كأ ٍف كا﵁ ى ي ى الضٍن ً ك كالضيّْ ًق . ينقذنا من حياةً َّ ********************************
وقفــة ً اٜنار الص ً اٟنم ك ً ادؽ .فإنوي لً ً كشف ال يكر ً اٜنزف (( : ٥نن ى ب ك ّْ ىيَّا ٍ كإياؾ ّٔذا الدعاء ّْ ٌ هنتف ي ى العرش الع ِ ِ رب رب يم ،ال إله إال اهللُ ُّ يم الحليم ،ال إله إال اهللُ ُّ ال إلهَ إال اهللُ الع ُ ِ ِ ِ أنت برحمتك ورب ورب األرض ُّ المموات ُّ قيوم ال إله إال َ العرش الكر ِيم ،يا ّّ حي يا ُ
أستغيث )) . ُ
ِ ني كلَّه ، اللهم (( َّ َ رحمتك أرجو ،فال تكلْمي إلى نفمي ْ طرفَةَ َ ْي ِن ،وأصل ْ لي ش َ أنت )) . ال إله إال َ
41
ال حتزن
وأتوب إليه )) . القيوم الحي (( استغفر اهلل الذي ال إله إال هو َّ َ َ ُ
كمت من ال المين )) . ((ال إله إال أنت سبحانك إني ُ بدك ،ابن أمتِك ،ناصيتي ِ اللهم إني ب ُد ًك ،ابن ِ بيدك ٍ ، ك، (( َّ حكم َ ماض َّ في ُ ُ ُ في قضا ُؤك ،أس لك بك ّْ ٍ كتابك ،أو اسم هو لك َّ سميت به نفمك ،أو أنزلتهُ في َ ْد ٌل َّ لم ِ لَّمتهُ أحداً من لقك ،أو است ثرت به في ِ مدك ،أ ْن تجع القر ن ربيع الغيب َ
همي ،وجالء حزني )) . قلبي ،ونور صدري ،وذهاب ّْ ِ والج ْب ِن ، (( َّ اللهم إني أ وذُ بك من ّْ الهم والحزن َ ، م ِ ،والبُ ْل ِ ُ والع ْجز وال َك َ وضل ِع الدي ِن ِ الر ِ جال )) . وغلبة ّْ ْ (( حمبما اهللُ ونعم الوكي ُ )) . ************************************
ابتمم ْ
ً الض ً ً الركح ،كج ً ذؿ ك ي َّح ي اٞنعتدؿ ب ٍل ىس هم للهموـ ى كمرى هم لؤلحزاف ،كلو قوةه عجيبةه يف فرًح ً ى الق ٍل ً ب ،حّت قاؿ أبو الدرداء – رضي ا﵁ي عنو : -إٍل ألضحك حّت يكو ىف إٗنامان لقلت . العقبلء البصر ًاء ً ً بداء ضحك يضحك أحيانان حّت تبدك نواج يذه ،كىذا أكرـ الناس ي ي ككاف ي ً النفس كدكائًها . ضحك ببل إسر و ً كالضحك ًذركةي االنشر ًاح كقً َّمةي الر ً اؼ (( : االنبساط .كلكنو احة كهنايةي ه كتبسمك يف ً ً ال تيكث ًر الضحك َّ ، كجو القلب )) .كلكنو ُّ التوسط ُّ (( : فإف كثرىة الضحك يٕن ي يت ى ضِ أىل ً احكاً ّْمن قَـ ْولِ َها ﴾ .كمن نعي ًم ً الضحك ﴿ : اٛننة أخيك صدقةه )) ﴿ ،فَـتَبَ َّ م َم َ ي َّ ِ ض َح ُكو َن ﴾ . ين َممُواْ ِم َن الْ ُك َّفا ِر يَ ْ فَالْيَـ ْوَم الذ َ الس ّْن ،كْنعليو دليبلن على ً ً سعة ً الكف ، ٕندح النفس كجودةً ّْ ى ضحوؾ ّْ ككانت ي العرب ي كسخاكةً الطب ًع ،ك ً كرـ السجايا ،كنداكةً اٝناط ًر . كقاؿ زىًنه يف (( ىى ًرـ )) : ى تراهي إذا ما جئتىوي متهلّْبلن
ً ى كأنك تعطيو الذم أنت سائلوي
42
ال حتزن
ً ً ً ً كاٜنقيقةي َّ األخبلؽ العقائد كالعبادات ك االعتداؿ يف الوسطية ك ين على أف ى اإلسبلـ بي ى ركح ك و ً كقور َّ ، ٢نيف قامته ،كال قهقهةه مستمرةه عابثةه لكنو ّّ اثقة . كخفةي و عبوس ه جد ه كالسلوؾ ،فبل ه يقوؿ أبو ٕناـ : اٞنتأم ًل كب ّْ صبح ّْ نفسي فداءي أِّب ّْ علي إنوي ي اٞنؤم ًل كو ي ٩نم اٛن ٌد أحيانان كق ٍد فى ًكوه ُّ
كيهزؿ عيش من مل ً يهزؿ ي ينضو ي ي
إف انقباض ً ً كغلياف اٝناط ًر ُّ ، تذم ًر ً كتعك ًر اٞنز ًاج ﴿ثُ َّم النفس ، الوجو كالعبوس عبلمةه على ُّ ى م َر ﴾ . س َوبَ َ َبَ َ * « ولو أن تلقى أ اك ٍ بوجه طلْق » .
أسعد حاالن ً يقوؿ أ٘ند أمٌن يف « ْفي ِ ألنفس ًه ٍم ي ض اللاط ِر » (( :ليس اٞنبتسموف للحياة ى ً لية ،كأصلح ٞنو ً العمل ،كأكثر احتماالن للمسؤك ً أقدر على ً الشدائد اجهة ي بل ىم كذلك ي ي فقط ٍ ، ً ً ً كتنفع الناس . كمعاٛنة الصعاب ،كاإلتياف بعظائ ًم األموًر اليت ي تنفعه ٍم ي اضية و نفس ر و ت بٌن و و منصب خط وًن ،كبٌن و الخرتت الثانيةى ، باٚنة ، ماؿ كث وًن أك ي لو يخ ًّْن ي انقباض ً ً ً كل ما يف اٜنياةً إذا كاف صاحبيو اٞننصب مع العبوس ؟! كما اٞناؿ مع فما ي النفس ؟! كما ُّ ي ضيّْقان حرجان كأنو عائ هد من جنازة و كقلبت بيتها جحيمان ؟! عبست ٗناؿ الزكجة إذا حبيب؟! كما ي ٍ ٍ ً كجعلت بيتها جنَّةن . اٛنماؿ ألف مرةو – زكجةه مل تبل ٍغ مبلغها يف ٍ ٝنًنه منها – ى ً فالزىر كال قيمةى للبسمةى الظاىرةً إال إذا ٍ كانت منبعثةن ٣نا يعرتم طبيعة اإلنساف من شذكذ ،ي ً الطيور كلُّها باٚنةه .ككاف اإلنسا يف باس هم ك ي األهنار كالسماءي ك ي النجوـ ك ي البحار ك ي الغابات باٚنةه ،ك ي ً كشر ك و ً نغمات أنانية ْنعليوي عابسان ،فكاف بذلك نشازان يف يعرض لو من طم وع ٍّن بطبعو باٚنان لوال ما ي ً ً كمن ً نفسو ،كال يرل اٜنقيقةى من اجل ىذا ال يرل اٛنماؿ من ٍ الطبيعة اٞننسجعة ٍ ، عبست ي ً ً ً تدنَّس قلبو ُّ ،و العمل طيبان ي فكل إنساف يرل الدنيا من خبلؿ عملو كف ٍكره كبواعثو ،فإذا كاف ي منظاره الذم يرل بو الدنيا نقيان ،فرأل الدنيا ٗنيلةن كما الفكر نظيفان كالبو ي اعث طاىرنة ،كاف ي ك ي كل شيء أسود مغبشان. منظاره ،ك َّ زجاجو ،فرأل َّ يخ ٍ لقت ،كإالَّ تغبَّ ى اسود ي ش ي
ال حتزن
43
كل كل شيء شقانء ، نفوس كنفوس تستطيع أف تصنع من ّْ تستطيع أف تصنع من ّْ ي ه ىناؾ ه و ً أسود َّ ، ألف طبقان يك ًسر فاليوـ ي تقع عينيها إال على اٝنطأ ،ي شيء سعاد نة ،ىناؾ اٞنرأةي يف البيت ال ي الطعاـ زاد الطاىي يف ًم ٍل ًحو ،أك ألهنا عثرت على و قطعة من ً ،كألف نوعان من ً الورؽ يف اٜنجرةً ، ٍ ً ً رجل كتسب ،كيتعدَّل فتهيج ُّ السباب إىل ّْ ي كل ٍ ي من يف البيت ،كإذا ىو شعلةه من نار ،كىناؾ ه نفسو كعلى من حولو ً ،من و ينغّْص على ً يؤكٟنا تأكيبلن سيّْئان ،أك ًم ٍن و عمل تافً وو كلمة يسمعيها أك ّْ ىٍ ي حدث منو ،أك من ًرب وح ً خسرهي ،أك ٍ ً ٪ندث ،أك ٥نو ينتظره فلم ي حدث لو ،أك ى ى ٍ من ربٍ وح كاف ي من حولو .ىؤالء عندىم قدرةه ذلك ،فإذا الدنيا كلُّها سوداءي يف نظ ًره ،مث ىو ّْ يسويدىا على ٍ ٍ ً عندىم قدرةه على الشر ،فيجعلوف من اٜنبَّ ًة قيػبَّةن ،كمن البذرةً شجرنة ،كليس على اٞنبالغة يف ّْ ٍ اٝن ًًن ،فبل يفرحوف ّنا أيكتوا كلو كثًنان ،كال ينعموف ّنا نالوا كلو عظيمان . ً لئلنساف أف ىً٩ن َّد يف كض ًع األزىا ًر كالرياح ً ب يف فن ّّ ، اٜنياةي ّّ ٌن كاٜني ّْ كفن يػيتىعلَّ يم ،كٝنًنه ً ً ً ً تكديس ً ً حياتو ،من أف َّ اٛنهود كل ٩ند يف هت ُّ اٞناؿ يف جيبو أك يف مصرفو .ما اٜنياةي إذا يك ّْج ٍ أم و لرتقية جانب ً جهد ً اٜنب فيها ك ً فيها ٛنم ًع ً اٛنماؿ ؟! اٞناؿ ،كمل يي َّ وج ٍو ُّ الر٘نة ك ّْ أكثر ً ٬نركف على أعينه ٍم ً ٞنباىج اٜنياةً ،كإ٧نا يفتحوهنا للدرى ًم كالدينا ًر ُّ ، الناس ال يفتحوف ي ي اٛنميلة ،ك ً اٜنديقة الغن ً ً ً اٞنغردةً ،فبل يأّٔوف ٟنا ،كإ٧نا يأّٔوف َّاء ،كاألزىا ًر اٞناء اٞنتدفّْ ًق ،كالطيوًر ّْ ً للعيشة السعيدةً ،فقلبوا الوضع كباعوا العيشة يدخل كدينا ور ٫نر يج .ق ٍد كاف لدينا ور الدينار كسيلةن ي ي ً السعيدة من ً فعودناىا أال تنظر إالَّ إىل بت فينا العيو يف لنظ ًر اٛنماؿ َّ ، أجل الدينا ًر ،كقد يرّْك ٍ الدينا ًر . ً االبتساـ فحارب اليأس .إف الفرصة كاليأس ،فإ ٍف أردت س النفس كالوجو ي ليس يعبّْ ي مفتوح بابيو لك ك ً سا٥نةن لك ك ً فعوٍد عقلك تفتُّح األمل ،كتوقُّع اٝن ًًن للناس ّْ ، النجاح ه للناس ،ك ي ً اٞنستقبل . يف ٢نلوؽ للصغ ًًن من األموًر ملٍ تبل ٍغ يف اٜنياةً إال الصغًن ،كإذا اعتقدت إذا اعتقدت أنك ه ً ّٔم و الساحة تكسر اٜندكد كاٜنواجز ،كتنف يذ منها إىل ة أنك ه ٢نلوؽ لعظائ ًم األموًر شعرت َّ ي اٞنادية ،فمن دخل مسابقة ً حادث يف اٜنياةً ً ً ً الفسيحة ك ً مائة م ورت داؽ ذلك ص ي ه الغرض األٚنى ،كم ٍ ٍ
ال حتزن
44
بالتعب من ً اٞنائة كاٞنائت ً ً ً بالتعب إذا ىو قطعها ،كمن دخل مسابقة أربعمائًًة م و ٌن يشعر مل رت شعر ٍ ٍ .فالنفس تعطيك من َّ ً ً صعب ّْد من الغرض .حد ٍ اٟنمة بقد ًر ما ٓند ي ليكن ساميان ٍ ّْد غرضك ،ك ٍ ي و ً كل يوـ ٔنطو إليو خطوان جديدان .إ٧نا ُّ يصد النفس لكن ال عليك يف ذلك ما دمت َّ اٞنناؿ ،ك ٍ األمل ،كالعيشةي السيئةي ً و اليأس كفقدا يف ً برؤية الشركًر ، كيعبّْ ىسها ك٩نعليها يف سج ون مظلم :ي ً ً الناس ،كالتشد ً ك ً ً معايب ً سيئات العا ًمل ال غًن . باٜنديث عن ُّؽ البحث عن ً ً كيعادؿ بينها الطبيعية ، ملكاتو ينمي ي كليس ييوفَّ يق اإلنسا يف يف شيء كما ييوفَّ يق إىل يمىر ٍّن ب ٌ غرض يسعى ً كسعةى الصد ًر ،كيعلّْموي أف ىخٍيػىر و إليو أف يكو ىف ّْ كيوس يع أفقو ّْ ، كيعودهي السماحةى ى ً اٜنب كاٝن ًًن ،كأ ٍف مصدر خ وًن للناس بقد ًر ما نفسو مشسان َّ للضوء ك ّْ مشعةن ي ى يستطيع ،كأ ٍف تكوف ي و إليصاؿ اٝن ًًن لكلّْمن اتصل بو . يكوف قلبيو ٣نلوءان عطفان كبران كإنسانية ،كحبان ى ُّ فتبسم ، فتبسم ،كتعاٛنها النفس الباٚنةي ترل تنظرىا َّ ٍ الصعاب فيلذىا التغلُّ ي ب عليها ،ي ي استصغرت أكربهتا ك كتتغلب عليها النفس العابسةي ال ترل صعابان فتخلفها ،كإذا ر ٍأهتا ٍ ٍ ٍ ٍ فتبسم ،ك ي يؤد النجاح يف اٜنياةً اجو كتربيتيو ،إنو ُّ ٨نَّتها كتعلَّ ٍ الدىر الذم يلعنيو إال مز ي لت بلو كإذا كإ ٍف .كما ي ٕنطر السماءي ذىبان أك كال ير ي يد أف يدفع ٖنىنىوي ،إنو يرل يف ّْ ينتظر حّت ى كل طريق أسدان رابضان ،إنو ي األرض عن ىكٍن وز . تنشق َّ ي و ً ب جدان عند ً النفس الصغًنةً جدان ، إف أمور نسبيةه ُّ ، فكل شيء ى ى الصعاب يف اٜنياة ه ص ٍع ه العظيمة ،كبينما النفس العظيمةي تزداد عظمةن ً ً الص ً كال صعوبة عظيمةن عند ً عاب إذا النفس ّنغالبة ّْ ي ً ً الصعاب تزداد سقمان بالفرا ًر منها ،كإ٧نا بالنفوس اٟنزيلة ي كالكلب العقوًر ،إذا رآؾ خفت منوي ي كتربؽ لو عينك ،أفسح ك كعدا كراءؾ ،كإذا رءاؾ هتزأي بو كال تعًنه اىتمامان ي ت ،نىػبى ىح ى كجريٍ ى الطريق لك ،كانكمش يف ً جلده منك . كصغى ًر ً بضعتًها ً شأهنا كقلَّ ًة قيمت ً مثَّ ال شيء أقتل ً ٬نكن أف ال أهنا ك ، ا ه للنفس من شعوًرىا ى ى ي ي َّعة ي ً ً فق يد اإلنساف الثقة نتظر منها خًنه كبًنه .ىذا الشعور بالض ي ي عمل ه عظيم ،كال يي ي يصدر عنها ه بنفسو كاإل٬ناف ً إمكاف ً ً ً بقوهتا ،فإذا أقدـ على و ٤ناحو ،كعاٛنو بفتوور عمل ارتاب يف مقدرتًو كيف ً ً النجاح يف اٜنياةً ،كشتَّاف بينها كبٌن الغركًر عماد ً ففش ىل فيو .الثقةي بالنفس فضيلةه كربل عليها ي
ال حتزن
45
اٝنياؿ كعلى ً النفس على ً الك ًٍرب الز ً اعتماد ً الفرؽ بينهما َّ الذم يي ُّ أف الغركر عد رذيلةن ،ك ي ائف ،كالثقةي ي ً تقوية ً ً لية ،كعلى ً ٓنم ًل اٞنسؤك ً ملكاهتا كٓنس ً استعدادىا )) ٌن بالنفس اعتمادىا على مقدرهتا على ُّ ي . يقوؿ إيليا أبو ماضي : التجه يم يف السما ! كْنهما ى ابتسم يكفي ُّ قاؿ « :السماءي كئيبةه ! » َّ ي قلتٍ : الصبا َّ اٞنتصرما ! رجع ابتسم ى قاؿ ّْ : األسف الصبّْا ّْ ي كىل ! ي لن يي السما!ى فقلت لوي ٍ : صارت لنفسي يف الغرًاـ جهنَّما كانت ٚنائي يف اٟنول ن ٍ قاؿ :اليت ٍ أتبسما ! خانت عهودم بعدما ملَّكتيها يطيق أف َّ ٍ قلت ،فكيف أ ي عمرؾ كلَّو متأٞنا ! فلو قارنٍػتىها ت ى قضٍَّي ى ي ابتسم ك ٍ اطرب ٍ قلت ٍ : َّ قاؿ :التّْجارةي يف صر واع و مثل اٞنساف ًر كاد يقتلوي الظَّما ىائل ى ي و و و ٟنثت ىد ىما ! ١نتاجة مسلو ولة ث َّ لدـ ،كتن يف ي كلما ٍ أك غادة ٍ ً كشفائها ،فإذا ابتسمت فرَّّنا .. جالب ي قلت ٍ : ابتسم ،ما أنت ى و كجل كأنك أنت صرت اٞن ٍجرما ؟ كتبيت يف دائها يف غًنيؾ ٠نرمان ، أيكو ي ي ً ً يسُّر كاألعداءي حويل يف اٜن ىمى ؟ علت صيحاتيػ يه ٍم قاؿ :العدل حويل ٍ أىأ ى أجل كأعظما ! هم ابتسم مل يطلبوؾ ّْ منهم َّ ي لو مل تى يك ٍن ٍ بذم ٍ قلت ٍ : ً اٞنبلبس كالدُّمى ضت يل يف أعبلمها َّ اسم قد ٍ كتعر ٍ بدت ي قاؿ :اٞنو ي ً ٕنلك در٨نا ّْي كف لكن الزـ فرض لؤلحباب كعلي ليس ي َّ ه ه ٌ ى لست من األحبَّ ًة يمعدما ! تزؿ ابتسم يكفيك أنَّك مل ٍ حيان ،ك ى ي قلت ٍ : عت العلقما جرعتين علقمان قاؿ :الليايل َّ لئن يجّْر ى ي ابتسم ،ك ٍ قلت ٍ : طىىر ىح الكآبة جانبان كترَّ٧نا فلعل ى غًنؾ إف رآؾ مرّْ٧نان ّْ ً بالبشاشة مغنما ؟ ٔنسر بالتربًـ در٨نان تغنم ُّ أـ أنت ي أتيراؾ ي تتثلَّما ،ك ً الوجو أ ٍف يتحطَّما خطر على شفتيك أ ٍف يا ً صاح ال ه جى ً فاضحك َّ ٥نب األ٤نيما ! تضحك كال ٌد ب متبلط هم ،كلذا ُّ ٍ فإف ٌ ي الش ٍه ى قاؿ :البشاشةي ليس تيسعً كيذىب يمٍر ىغما الدنيا إىل يأيت ا كائن د ن ي ي
46
ال حتزن
تتبسما الردل قلت :ابتسم ماداـ بينك ك َّ لن َّ شربه ،فإنَّك ي بعد ٍ كطبلقة ً ً ً الص ٍد ًر كأر٪ني ًة اٝنيلي ًق ،ك ً الركح كل ً ٌن البسمة ما أحوجنا إىل لطف ً الوجو ،كانشر ًاح َّ ٌ إلي تواضعوا ،حتى ال يبغي أح ٌد لى ٍ ً اٛنانب َّ (( ، أحد وال يفلر أح ٌد لى إن اهلل أوحى َّ ٍ أحد )) . ******************************************
وقفـة ــ ً نت ،فهل بت اٜنزف باألمس فما نىػ ىف ىع ى ب ابنيك فحز ى جر ى ك شيئان ،ىر ىس ى ال تحز ْن :ألنك ٌ الدؾ فحزنت فهل عاد حياى ؟! ً اٝنسائر عادت خسرت ْنارتيك فحزنت ،فهل ى٤نى ىح؟! مات ك ي ٍ ى ٌ ي أرباحان؟! ً فصارت اٞنصيبة ال تحز ْن :ألنك حزنت من ت نى ىكدان نت من الفق ًر ٍ فاز ٍ ٍ دد ى مصائب ،كحز ى ى فأعنتهم عليك ،كحزنٍت من توقُّع مكركهو فما كقع . نت من كبلـ أعدائك ،كحز ى ٍ ماؿ كفًنه ،كال دار كاسعةه ،كال زكجةه حسناءي ،كال ه لن ينفعك مع اٜنيٍزف ه ال تحز ْن :فإنوي ٍ منصب و أكالد ي٤نباءي . ساـ ،كال ه ه ال تحز ْن َّ : ألف اٜنيٍز ىف ييريك اٞناءى الز ى الؿ ع ٍلقم ان ،كالوردةى ىحٍنظىلىةن ،كاٜنديقةى صحراءى قاحلةن طاؽ . ،كاٜنياة سجنان ال يي ي
ً ً ً ً ً أمن ال تحز ْن :كأنت عندؾ عيناف كأذناف كشفتاف كيداف كرجبلف كلسا هف ،ى كجنىا هف ك ه َي َالء ربّْ ُكما تُ َك ّْذب ِ ً ان ﴾ . كأما هف كعافيةه يف األبداف ﴿ :فَبِ ّْ َ َ َ ً دين تىػ ٍعتىق يدهي ،ه كبيت تس يكنيوي ،ه كخبز تأكليو ،كماءه تشربيوي ،ه كثوب تىػ ٍلبى يسوي ال تحز ْن :كلك ه ،كزكجةه تأكم إليها ،فلماذا ٓنز ٍف ؟! **********************************
نعمة األلم األمل ليس مذمومان دائمان ،كال مكركه ان أبدان ،فق ٍد يكو يف خًنان ً للعبد أ ٍف يتأ َّ ىملى . ي
ال حتزن
47
ً الصادؽ يصاحب األ ىملى ُّ ، َّ الطالب ىزىم ىن كتأمل التسبيح إف الدعاء اٜنا َّر يأيت مع األ ًمل ،ك ى ى ي ً ً ً ً النهايةُّ . ً كتأمل البداية فأشرؽ يف ثمر عاٞنان ىج ٍهبىذان ،ألنوي احرتؽ يف التحصيل ك٘نٍلو ألعباء الطلب يي ي العصب ك ً القلب ك ً يقوؿ تينتج أدبان مؤثران خبلَّبان ،ألنو انقدح مع األ ًمل من ً الدـ ى الشاع ًر كمعاناتيو ٞنا ي ي ً الكاتب ئنر يج نًتاجان حيٌان َّ ٬نور بالعً ًرب كالصوًر كحرىؾ األفئد ىة .كمعاناة فهز َّ اٞنشاعر َّ جذابان ي ى كالذكر ً يات . ً ً َّعة كالر ً إف الطالب الذم عاش حيا ىة الد ً ات َّ ، َّ إف احة كمل ت ٍل ٍ ات ،كملٍ ت ٍك ًوه اٞنيل َّم ي ذعوي األ ىىزىم ي ى ى مرتىبلن فاتران . ىذا الطالب يبقى كسوالن ّْ ى َّ ص ،تبقى قصائدهي يركامان من عرؼ األملى كال ى ذاؽ اٞنر كال َّ كإف الشاعر الذم ما ى ْنرع الغي ى ص ى اٜنديث ،كيكتبلن من ز ً قصائده خرجت من لسانًً ً بد ً ً َّ ٔنر ٍج من كجدانًًو ، مل ك و ألف ، القوؿ رخيص ى ٍ ي ى ي كتلفظ ّٔا فهمو كمل يعً ٍشها قلبيو كجو ًا٥نيوي . َّ ً ً ً كمولً ىد اٞنلَّ ًة أرفع :حياةي اٞنؤمنٌن َّ األكلٌن الذين عاشوا ٍ فجىر الرسالة ى كأٚنى من ىذه األمثلة ك ي أع ً ً لمان ،ألهنم عاشوا أبر قلوبان ،ك ي أعظم إ٬نانان ،ك ُّ أصدؽ ٟنٍجةن ،ك ٍ ي مق ع ٍ ،كبدايةى البىػ ٍعث ،فإهنيم ي األى ىمل كاٞنعانا ىة :أمل اٛنوع كال ىف ٍق ًر كالتشر ً الطرد ك ً يد ،كاألذل ك ً ً كى ٍجىر اإلبعاد ،كفر ى اؽ اٞنألوفات ،ى ى ى الث اٞنجتىبا ىة ،و ً ً اٞنرغوبات ،كأملى اٛنر ًاح ،ك ً آيات القتل ك التعذيب ،فكانوا ٍّن ُنق الصفوة الصافيةى ،ك َّؿىة ي ٍ ى ِ ب يف الطه ًر ،كأعبلمان يف النبل ،كرموزان يف التضحية ﴿ ،ذَلِ َ ك بَِنَّـ ُه ْم الَ يُصيبُـ ُه ْم َ َمٌ َوالَ نَ َ صٌ ِ ِ ِ ِ ِ والَ َم ْلم َ ِ ِ ب صةٌ في َسبي ِ اللّه َوالَ يَطَ ُو َن َم ْوطئاً يَغي ُ الْ ُك َّف َ َ َ ار َوالَ يَـمَالُو َن م ْن َ ُد ٍّو نَّـ ْيالً إِالَّ ُكت َ ِ ِ ِِ ِ ين ﴾ . يع أ ْ لَ ُهم بِه َ َم ٌ َ صال ٌ إِ َّن اللّهَ الَ يُض ُ َج َر ال ُْم ْحمم َ ً فأنشد كع ىكٍتو اٜني َّمى ى اج يه ٍم ،ألهنم تأٞنَّوا ،فاٞنتنت ى أناس قدَّموا ى أركع نت ى كيف عامل الدنيا ه رائعتو : ً كزائريت َّ الظبلـ تزكر إالَّ يف فليس ي كأف ّٔا حياءى ى بن اٞننذ ًر ً بالقتل ،فقدَّـ للناس : ك غ خوفىوي النعما يف ي النابةي ٌ كب إذا اكب مشس ك ي طلعت مل ٍيب يد َّ ى ٍ اٞنلوؾ كو ه منهن ىكو ي فإنك ه ككثًنه أكلئك الذين أىثٍػىركا اٜنيا ىة ،ألهنم تأٞنوا . َّ
ال حتزن
48
ً فإنك كانت قونة لك كمتاعان إىل حٌن ،ى ف من اٞنعاناة ،فرّنا ٍ إذ ٍف فبل ْنز ٍع من األمل كال ىٔنى ى ملذكع ً النفس ؛ ُّ بارد اٞنشاع ًر ١نركؽ اٛنىىول تعش مشبوب الفؤ ًاد ى تعيش ى ى إ ٍف ٍ أرؽ كأصفى من أف ى ى ِِ ِ ِ ِ خامد النَّػ ٍف ً ين ﴾ فاتر اٟنً َّم ًة ى س َ ﴿ ،ولَـكن َك ِرَه اللّهُ انب َعاثَـ ُه ْم فَـثَبَّطَ ُه ْم َوقي َ اقْـعُ ُدواْ َم َع الْ َقا د َ ى ظ أنفاسو األخًنىة يف قصيدةو ً ي ذكرت ّٔذا شاعران عاش اٞنعانا ىة كاألسى كأملى الفراؽ كىو يلف ي ى بديعة اٜنس ًن ً ، ً ذائعة الشُّهرةً بعيدةو عن التكلُّ الريب ،يىرثي نفسو : بن مالك إنو : التزكيق ك ف يٍ ٌ أصبحت يف جيش اب ًن َّ عفا ىف غازيىا ك الضبلىلةى باٟنيىدل ت َّ ي أى ىملٍ تىػىرٍل بً ٍع ي ً الرقمتٌن كماليا ين بأعلى يوـ أيتٍػىريؾ طائعان بىً َّ ٍ فللو ىد ّْرم ى بر و ً مقيم لياليا فانزال اٞنوت ابية ّْ فيا صاح ى ٍت رحلي دنا ي إٍل ه كال تي ً أقيما علي اليوـ أك بػعض و تبٌن ما بيا ليلة عجبلٍل قد َّ َّ ى ٍ ى ٍ ى كخطان بأطر ً ً فضل ردائيا ين ػ ي ع على ا د كر مضجعي األسنة اؼ َّ َّ ى ي ٍ ى ي ى األرض ً ذات العرض أ ٍف تي ً ً وس ىع ا ليا ًمن بارؾ ا﵁ي فيكما ىٍ ٓنسداٍل ى كال ي ً ً ً ّْج ،ك ً من ذاؾ الصوت اٞنتهد ً إىل آخ ًر ى العويل الثاكل ،كالصرخة اٞنفجوعة اليت ٍ ثارت ٘نمان ٍ اٞنصاب يف ً اٞنفجوع ً ً ً حياتو . بنفسو قلب ىذا الشاع ًر ً صل كلماتيو إىل ًش ً ً ظ ى ً ً يعيش كتغوص يف القلوب ، غاؼ الر ً إف الوع ى أعماؽ ُّ كح ألنو ي ي ا﵀رتؽ تى ي ِ ِ الم ِكيمَةَ َلَْي ِه ْم َوأَثَابَـ ُه ْم فَـ ْتحاً قَ ِريباً ﴾ . َنز َل َّ األملى كاٞنعانا ىة ﴿ فَـ َعل َم َما في قُـلُوبِ ِه ْم فَ َ ال ً حشاؾ يف أحشائًو حّت يكو ىف اٞنشتاؽ يف أشواقًو تعذؿ ى ى
ألهنم قالوىا ببل ىعناء ، لقد ر ي اكين لشعراءى كلكنها باردةن ال حياةى فيها ،كال ركح ٍ أيت دك ى الثلج ككتبلن من الط ً ٌن . كنظموىا يف رخاء ، فجاءت قطعان من ً ٍ كرأيت مصن و َّفات يف ً صً ٓنريؾ يف اٞنٍن ً ذرنة ،ألهنم الوعظ ال ُّ ت َّ هتز يف السام ًع شعرنة ،كال ّْ ي ي و و و و ِ ِِ س فِي قُـلُوبِ ِه ْم﴾ . يقو ى لوهنا ببل يحٍرقة كال لوعة ،كال أمل كال معاناة﴿ ،يَـ ُقولُو َن ب َفْـ َواههم َّما لَْي َ فإذا أردت أف تؤثّْر ً فاحرتؽ بو أنت قىػٍبل ،كتأثػَّ بشع ً كتفاعل و ق كذ بو ر ، ؾ ر أك ك بكبلم ٍ ٍ ى ٍ ٍ ٍ ي ت ِمن ىم ىعوي ، َنزلْمَا َلَْيـ َها ال َْماء ْاهتَـ َّز ْ ت َوأَنبَتَ ْ ت َوَربَ ْ ى كسوؼ ترل أنك تؤثّْر يف الناس ﴿،فَِإ َذا أ َ يج ﴾ . ُك ّْ َزْو ٍج بَ ِه ٍ
49
ال حتزن
************************************
نعمة المعرفة
﴾.
ك َ ِ يماً ﴾ . ك َما لَ ْم تَ ُك ْن تَـ ْعلَ ُم َوَكا َن فَ ْ ض ُ اللّ ِه َلَْي َ ﴿ َو َلَّ َم َ ك أَن تَ ُكو َن ِمن ال ِ ِ ً ين ك١ن هق للعم ًر ﴿ إِنّْي أَ ِ ُ َ موت للضم ًًن ك ىذبٍ هح للحياة ،ىٍ اٛنهل ه َ َ ْجاهل َ ي
َحيَـ ْيـمَاهُ َو َج َعلْمَا نور البصًنة ،كحياةه ً ككقي ه ود للطب ًع ﴿ ،أ ََو َمن َكا َن َم ْيتاً فَ ْ العلم ه للركح ،ى ك ي ِ ُّ ِ لَهُ نُوراً يَ ْم ِشي بِ ِه فِي الم ِ ِج ّْم ْمـ َها ﴾ . س بِ َلار ٍ َّاس َك َمن َّمثَـلُهُ في ال لُ َمات لَْي َ ً َّ كحصوؿ على الغامض ، عثور على إف ه العلم ه اح يأيت ى السركر كاالنشر ى ى مع العلم ،أل ٌف ى ً االطبلع على اٞنستطٍر ً اكتشاؼ للمستوًر ،كالنفس مولىعةه ً ؼ. اٛنديد ك ّنعرفة الضَّالَّة ،ك ً ه ي ي ي ٍى ى يف ،ك ال مستع ىذبان ً ، أمس كحٍز هف ،ألنو حياةه ال ى جديد فيها كال طر ى فهو ىملى هل ي اٛنهل ى َّأما ي ً كاليوـ ،كاليوـ ً كالغد . ى اُنث عن ً ً عنك ، ائد و الف ل كحص اٞنعرفة ّْ العلم ك ٍ ى كنت تر ي لتذىب ى فإ ٍف ى ى يد السعادةى فاطلب ى الغموـ كاٟنموـ كاألحزا يف ﴿ ،وقُ َّر ّْ ِ ِ ك الَّ ِذي َ لَ َق ﴾ . اس ِم َربّْ َ ب ِز ْدني لْماً ﴾ ﴿ ،اقْـ َرأْ بِ ْ َ ي ي يفقهه في الدي ِن )) .كال يفخر أح هد ّنالًًو أك ً ((من ِ جاىل ص ٍفهر َناى ًو ،كىو يرد اهللُ به يراً ّْ ُ ٍ ه من ً َّ ك ة تام ليست و ت حيا فإف ، اٞنعرفة َّ ك ِمن َربّْ َ كعمره ليس كامبلن ﴿ :أَفَ َمن يَـ ْعلَ ُم أَنَّ َما أُن ِز َل إِلَْي َ ن ى ٍ ي ْح ُّق َك َم ْن ُه َو أَ ْ َمى ﴾ . ال َ
الز٢نشرم : قاؿ ُّ لتنقيح ً العلوـ ُّ ألذ يل سهرم ً و عويصة ٜنل طربان ّْ كٕناييلي ى كصر يير أقبلمي على أكراقها ك ُّ لدفّْها ألذ من نق ًر الفتاةً ي يا ىم ٍن ٪ناكؿ باألماٍل يرتٍبيت ي أأبيت سهراف الدُّجى كتبيتوي
ًمن كص ًل و ب عنً ً غانية كطيً ً اؽ ىىٍ أشهى كأحلى من م ً دامة ساقي ي أحلى من الدَّك ً كاء كالعش ً َّاؽ ٍ الرمل عن أكراقي نقرم أليلقي ى كآخر راقي ٍ كم بٌن يم ٍستىػ ٍغ ول ى ً ذاؾ ٜناقي بعد ى نومان كتبغي ى
50
ال حتزن
اٝناطر أرحب أثلج ما ى الصدر ٍ ى النفس ّٔا ،كما ى بربدىا ،كما ى ى أشرؼ اٞنعرفة ،كما أفر ىح ى ِِ ِ ٍ اءه ْم ﴾ . بنزكٟنا ﴿ ،أَفَ َمن َكا َن َلَى بَـيّْـمَة ّْمن َّربّْه َك َمن ُزيّْ َن لَهُ ُسوءُ َ َمله َواتَّـبَـعُوا أ َْه َو ُ ***************************************
فن المرور فإف يف سركرهً ثبات الذى ًن كجودةً من أعظ ًم النع ًم سركر ً القلب ،كاستقر ياره كىدك يؤ يق َّ ، ي ي ابتهاج ً ك٪نصل عليو ، كيف ٩نلبيو النفس ،كقالوا .إ ٌف اإلنتاج ك ً ً فن يي َّ السركر ّّ فمن ى عرؼ ى سٍ ، ى در ي ي ٌن يديو كمن ً العيش ،كالنع ًم اليت من ب ً مباىج اٜنياةً كمسا ًر ً األصل ك . و خلف ك٪نظى بو استفاد من ً ى ٍ ي ً ً األصيل يف ً ينزعج االحتماؿ ،فبل ُّ طلب السركًر قوةي يهتز من الزكاب ًع كال َّ يتحريؾ للحوادث ،كال ي ي القلب كصفائًً للتوافً ً كُنسب قوةً ً ً س. ف ػ َّ ن ال شرؽ ت ، و . و ٍ ي ي ي ً ً ً ً ً كجىز ى ً فمن إف ىخ ىوىر الطبيعة ى كض ٍع ى ف اٞنقاكمة ى احل للهموـ كالغموـ كاألحزاف ٍ ، ع النفس ،رك ي كخفت ً األزمات . عليو ىانت عليو نفسو ُّ َّ اٞنزعجات ٍ َّ ، التصرب كالتجلُّ ىد ٍ ي ي عود ى الوحوؿ ٕنر بو خوض اٞننايا إذا اعتاد الفّت ي فأىو يف ما ُّ ى كمن ً ب ،كنسيا يف أعداء السركًر ضيً يق األيفي ًق ،كضحالىةى النظرةً ،ك ي االىتماـ بالنفس فى ىح ٍس ي العا ًمل كما فيو ،كا﵁ ق ٍد كصف أعداءه بأهنم ﴿ أَه َّمتـهم أَن ُفمهم ﴾ ،فكأف ً ين ر القاص ىؤالء ى َ ُْ ْ ُُ ْ ي ىي ٍ ى ًً ً ين . يعيشوف لسو ياى ٍم ،كال ٌ يهتمو ىف لآلخر ى يىػىرٍكف ال ىك ٍو ىف يف داخلهم ،فبل يف ٌكرك ىف يف غًنى ٍم ،كال ى ً ً ً َّ كغمومنا احنا م إف عل َّ ى ى كعليك أ ٍف نىػتى ىشا ىغ ىل عن أنفسنىا أحيانان ،كنبتعد عن ذكاتنا أزمانان لنىػٍن ىسى جر ى كإسعاد اآلخرين. إسعاد أنفسنًا ، كأحزانىنا ، ى أمرين :ى فنكسب ٍ ى ِ يهرب كال من األصول في ّْ تفكًن ىؾ كتعصموى ،فبل يتفلَّ ي ت كال ي لجم ى فن المروِر :أف تي ى عليك عليك ىم َّ لف األحز ًاف كقرأى ى أعاد ى تفكًن ىؾ كشأنىوي ىٗنى ىح كطىىف ىح ،ك ى يطيش ،فإنك إ ٍف تر ى ي كت ى كَّ . اٞنستقبل كجرجىر يح إف ك ُّأم ى كتاب اٞنآسي من يذ كلدتٍ ى شرد ى التفكًن إذا ى ى ى أعاد لك اٞناضي اٛنر ى ى ى أحرؽ مشاعرؾ ،فاخطمو ً اٛناد اٞنرٌك ًز على التوج ًو ّْ اٞنخيف ،فز ى ِنطاـ ُّ كىز كيانىك ك ى ى لزؿ أركانىك ٌ ، ٍ ى ً ً وت ﴾ . ْح ّْي الَّ ِذي َال يَ ُم ُ العمل اٞنثم ًر اٞنفيد َ ﴿ ،وتَـ َوَّك ْ َلَى ال َ
ال حتزن
51
ِ ِ عطي اٜنيا ىة قيمتىها ،كأ ٍف تينزىٟنىا منزلتها ، ومن األصول أيضاً في دراسة المرور :أ ٍف تي ى منك إال اإلعراض كالصدكد ،ألهنا ُّأـ اٟنج ًر كم ً فهي ٟنٍهو ،كال ُّ رضعةي الفجائ ًع ،كجالبةي تستحق ى ى ى ٍ ي ً ك٪نز يف على ما فات منها .ص يفوىا ىك ىدهر ،كبرقيها هتم ّٔا ،ي فم ٍن ىذه صفتيها كيف يي ُّ الكوارث ،ى و َّد ، كسيدىا ١نسود َّ ، مفقود ،ي ب ،كمو ي كمنع يمها مهد ه ه لودىا ه اب بقيًعة ،مو ي اعيدىا سر ه يخلَّ ه مقتوؿ ً بسيف ىغ ٍد ًرىا . كعاش يقها ه أنبين أىبًينا ٥نن أىل ً اب البىػ ٍ ً ٌن فيها يىػٍنعً يق منازؿ أبدان غير ي ى ي ي يتفرقوا نبكي على الدنيا كما ًم ٍن معش ور فلم َّ ٗنعٍتػ يه يم الدنيا ٍ بقٌن كال بىػ يقوا ىكنىػٍزكا أين اٛنىبىابًىرةي األكاسرةي األيىل ى الكنوز فبل ى ى ضيّْ يق ضاءي بً ىعٍي ًشو كل ىم ٍن ى ًمن ّْ ضاؽ ال ىف ى فح ىواه ٜن هد ى حّت ثىول ى َّ الكبلـ ٟنم ىحبلى هؿ يمطلى يق أف يعلموا ى يخٍر ه س إذا نيودكا كأ ٍف ملٍ ي ِ ً ُّ ْم بالتحلُّ ِم )) . العلم بالتعل ِم والحل ُ كيف اٜنديث (( :إنما ُ ً اقتناص أسبابًًو ،كتكلُّ ً ً ِ اجتبلب بى ٍس ىمتً ًو ،ك ً ف باصطناعو ك السركر اآلداب :كإ٧نا فن وفي ّْ ي طبعان . بواد ًره ،حّت يكو ىف ٍ التذمىر كالتربُّىـ . تستحق منا إف اٜنياةى الدُّنيا ال ُّ العبوس ك ُّ ى ما ىذهً الدنيا بدا ًر قرا ًر يح ٍك يم اٞننيَّ ًة يف الرب ًية جا ًرم ت يق ىخ ىربان ًمن األخبا ًر بينا تىػىرل اإلنساف فيها ٢نيًٍربان ألفي ى ٍ ص ٍفوان من األقذا ًر كاألكدا ًر يدىا أنت تر ي طيبً ىع ٍ ت على ىك ىد ور ،ك ى ى كمكلّْف األيَّ ًاـ ًض َّد ً ب يف اٞناء يج ٍذ ىكةى نا ًر طباعها ي يمتطلّْ ه
كل آثا ًر ً اٜنزف َّ ، ألف أنك ال ك ّْ ع من حياتً ى يب فيها ى تستطيع أ ٍف تنز ى ي كاٜنقيقةي اليت ال ر ى نما َن فِي َكبَ ٍد ﴾ ﴿ ،إِنَّا َ لَ ْقمَا ِْ لقت ىكذا ﴿ لََق ْد َ لَ ْقمَا ِْ نما َن ِمن نُّطْ َف ٍة اٜنياةى يخ ٍ اا َ اا َ ِ شٍ ِِ ف من حزنًك لكن م ُن َ َمالً ﴾ ،ك َّ أ َْم َ اج نَّـ ْبتَليه ﴾ ﴿ ،ليَْبـلُ َوُك ْم أَيُّ ُك ْم أ ْ اٞنقصود أف ٔن ٌف ي ى َح َ كغمك ،أما قىطٍع اٜنزًف بالكليَّ ًة فهذا يف ً يقوؿ اٞننعموف يف اٛننة : جنات النعي ًم ؛ كلذلك ي ك٨نّْك ّْ ي يٍ ِ ِ َّ ِ ىناؾ ،كما دليل على أنوي مل يذىب عنوي إال ى ب َمَّا ال َ ﴿ ال َ ْح ْم ُد للَّه الذي أَ ْذ َه َ ٍ ْح َز َن ﴾ .كىذا ه
52
ال حتزن
اٛننة ﴿ ،ونَـز ْما ما فِي ص ُدوِرِهم ّْمن ِ كل الغً ّْل ال يذىب إال يف ً َّ ، ﴾ غ ٍّ فمن ىعىر ى ؼ حالةى أف َّ ُ ََ َ َ ْ ٍ ي ً ً كعلً ىم اف ىذا طبعيها كخلي يقها ككص يفها . الدنيا كصفتها ،ىع ىذ ىرىا على صدكدىا كجفائها ك ىغ ٍد ًرىا ،ى ت لنا أ ٍف ال تىًفي عهودنا فكأَّهنا ىحلى ىف ٍ ٍ حلفت لنا أ ٍف ال ٔنوف ى
م باألر ً يب النابًًو أ ٍف ال ييعينىها على فإذا كاف ي األمر ما ذكرنا ،فح ًر ّّ اٜناؿ ما كص ٍفنا ،ك ي اٞننغصات بكل ما أكيت من قوةو ً ً الغم ك ً ً باالستسبلـ للكد ً ىذه يدافع بل ، اٜنزف ك اٟنم ك ر ، و نفس ّْ ّْ ّْ ي ى ﴿ ،وأَ ِ ُّدواْ لَهم َّما استطَعتم ّْمن قُـ َّوةٍ وِمن ّْرب ِ اط الْ َل ْي ِ تُـ ْرِهبُو َن بِ ِه َ ْد َّو اللّ ِه َو َ ُد َّوُك ْم ﴾ ﴿ ، ْ َ ُْ ُ َ َ َ ِ استَ َكانُواْ ﴾ . َصابَـ ُه ْم فِي َسبِي ِ اللّ ِه َوَما َ ضعُ ُفواْ َوَما ْ فَ َما َو َهمُواْ ل َما أ َ **********************************
وقف ــة ٕنلك كسيلةى نىػ ٍق ول ،فسواؾ كنت فقًنان فغًنيؾ ١نبوس يف ىديٍ ون ،كإف كنت ال ي ال َ تحز ْن :إف ى ه ً البيضاء كمنذ سنو و آالـ فاآلخركف يرقدكف على ً مبتور القدمٌن ،كإف كنت تشكو من و ات ، األسَّرة ي حادث ك و ً و احد . األكالد يف فقدت كلدان فسواؾ فقد عددان من كإف ى ال تحز ْن :ألنك مسلم آمنت با﵁ً كبرسلً ًو كمبلئكتً ًو ك ً ً اليوـ ً كشره ، اآلج ًر كبالقضاء خ ًًنهً ّْ َ ه ى ً لئك كفركا ّْ َّ اآلخر ،كأٜندكا يف كأك ى كج ىح يدكا ى الرسل كاختلفوا يف الكتاب ،ى اليوـ ى بالرب ككذبوا ى ً القضاء كال ىق ىد ًر . ب ،كإف أسأت فاستغفر ،كإف أخطأت فأصلً ٍح ،فالر٘نةي ال َ تحز ْن :إف ى أذنبت فتي ٍ ٍ جم ،كالتوبةي مقبولةه . مفتوح ،كالغفراف ّّ كاسعةه ،ك ي الباب ه مضجعك ، قض قلق أعصابىك ُّ ، ال َ تعب قلبىك ،كتي ٌ تحز ْن :ألنك تي ي ى كهتز كيانك كتي ي كتي ٍس ًهٍر ليلىك . قاؿ الشاعر : ىذرعان ى ً كلىر َّ و اٞنخر يج يضيق ّٔا الفّت ب نازلة ي ٍ كعند ا﵁ منها ى ىي ت ككا ىف يظنُّها ال تيفر يج استحكمت حلقا يهتا فلما ضاقت َّ فيًر ىج ٍ ٍ ٍ
53
ال حتزن
************************************
ط العواطف ضب ُ ْ اٞنصيبة الد ً الفرحة الغامرةً ،ك ً ً َّا٨نة ، اٞنشاعر عند سببٌن :عند كتعصف اطف َّ ي تتأج يج العو ي ي صوت مد ٍ ً ٍ أحمقين فاجرين ٍ : وصوت م َد نعمة ، صوتين كيف اٜنديث (( :إني نُِه ْي ُ ْ ت ن ْ ْ ِ ٍ ْس ْوا َلَى َما فَاتَ ُك ْم َوَال تَـ ْف َر ُحوا بِ َما تَا ُك ْم ﴾ .كلذلك قاؿ (( : إنما مصيبة )) ﴿ ل َك ْي َال تَ َ ِ الفرح الغام ًر ، عند ى ك مشاعره ى فم ًن ىملى ى الصب ِر مد الصدمة األولى )) .ى اٜندث اٛنامث كعند ى استحق مرتبةى ً كناؿ سعادة الر ً احة ،كل ىذ ىة االنتصا ًر على ً ً الرسوخ ،ى َّ الثبات كمنزلةى النفس ،كا﵁ي مسوي اٝنًني منوعان ،إالَّ مسو ُّ الشر جزكعان كإذا َّ فخور ،كإذا َّ َّ جل يف عيبله كصف اإلنساف بأنوي فر ه ًح ه الرخاء ،كيصربكف يف ً كسطية يف الفرًح كاٛنزًع ،يشكرك ىف يف ً و الببلء . اٞنصلٌّْن .فىػ يهم على ً إف العواطف اٟنائجةى تيػٍتعًب صاحبها َّأ٬نا تىػ ىع و َّ كتؤرقيوي ،فإذا غضب َّ احتد ب، كتضنيو كتؤٞنوى ّْ ي ي ًً الع ٍد ىؿ ،كإف فر ىح شاشتيوي ، كثارت التهبت يح ى ي كأزبد ،كأرعد كتوعَّد ٍ ، مكامن نفسو ،ك ٍ فيتجاكز ى ي ً نفسو يف غمرةً السركًر كتع ٌدل قدره ،كإذا ىى ىجىر أحدان َّ ذمو ،كنسي ١ناسنىوي ب ى ط ًر ى كنسي ى كطاش ،ى ً التبجيل ،كأكصلو إىل ذكرةً ً الكماؿ .كيف أحب آخر خلع عليو أكٚنة ،كطمس فضائًلىوي ،كإذا َّ وأبغض بغيضك هوناً ما هوناً ما ،فعمى أن يكون بغيضك يوماً ما األثر (( : ْ أحبب حبيبك ْ ْ ،فعمى أن يكون حبيبك يوماً ما )) .كيف اٜنديث (( :وأس لك العدل في الغضب والرضا )) . اٜنق ، لكل شيء قدران ،أبصر َّ كح َّكم عقلىو ،ككز ىف األشياء كجعل ّْ فمن ملك عاطفتو ى ى ِ ً ِ اب كعىر ى ؼ ى الرشد ،ككقع على اٜنقيقة ﴿ ،لََق ْد أ َْر َسلْمَا ُر ُسلَمَا بِالْبَـيّْـمَات َوأ َ ى َنزلْمَا َم َع ُه ُم الْكتَ َ ِ َّاس بِال ِْق ْم ِط ﴾ . َوال ِْم َيزا َن ليَـ ُق َ وم الم ُ ً األخبلؽ ك ً ً َّ وم ،كالشرًع القيم ك الس ّْ السلوؾ ،مثلما جاء باٞنٍنػ ىه ًج َّ إف اإلسبلـ جاءى ّنيزاف ى ً ً ً الصدؽ يف األحبا ًر ، فالعدؿ ، ك َج َعلْمَا ُك ْم أ َُّمةً َو َسطاً ﴾ ، الرضي ،كاٞنلٌ ًة اٞنقدسة َ ﴿ ،وَك َذلِ َ ّْ ً ك ِ األحكاـ كاألقواؿ ك ً ك ً ً ص ْدقاً َو َ ْدالً﴾ . األفعاؿ ك العدؿ يف األخبلؽ َ ﴿ ،وتَ َّم ْ ت َربّْ َ ت َكلِ َم ُ
54
ال حتزن
*********************************
ِ ِ بمحمد الصحابة سعادةُ
الناس بالدعوةً الر ً لق ٍد جاءى رسولينا إىل ً لق إليو ، دنيا من ة دعاي لو يكن مل ك ، بانية ه فلم يي ى ٍ ٍ ى و شظف من فأقبل ا﵀بُّوف يبايعوف على يأكل منها ،كمل ىكٍنػهز ،كما ٍ ٍ يسكن قصران ،ى كانت لو جنَّة ي العيش ،كذركةو اٞنشق ً ً ً َّ الناس يتخطفهم ف أ ف ٫نافو األرض يف مستضعفٌن بل قلي ا و كان يوـ ، ة من ٍ ى ن ي ي ً كل ً اٜنب . من حوٟن ٍم ،كمع ذلك أحبَّوي أتباعيو َّ السمعة ،كحوربوا من القر ً ً كضيّْق عليهم يف ً ّْع ً ابة ، الرزؽ ،كابتيلوا يف ب ،ي يحوصركا يف الش ٍ ي ٍ كأيكذيكا من ً اٜنب . كل ّْ الناس ،كمع ىذا أحبُّوه َّ ضاء ،كحبس آخرك ىف يف العر ً س ًحب بعضهم على الرم ً الكفار يف َّن ن تف من كمنهم ، اء ي ى ي ٍ ي ٍ ي ٍ ى ى ً ً ً اٜنب . كل ّْ كمع ىذا أحبُّوه َّ تعذيبو ،كتأنَّقوا يف النكاؿ بو ،ى ً شبأّم كمبلعب صباىم ، يسلبوا أكطاهنم كدكرىم كأىليهم كأمواٟنم ،طيردكا من مرات ًع ٍ ٍ اٜنب . كل ّْ كمغاٍل أىل ًه ٍم ،كمع أحبوهي َّ بسبب دعوتً ابيتلي اٞنؤمنوف ً كزلٍ ً اٜنناجر كظنُّوا القلوب منهم كبلغت ، ا شديد ال ا ز ل ز ا و ل ز ، و ن ن ي ٍ ي ٍ ى ً اٜنب . كل ّْ كمع أحبوه َّ با﵁ الظنونا ،ى ً كأغصاف الشجرةً الو ً للسيوؼ اٞنصلىتى ًة ،فكانت على ً ً ارفة . رؤكس ًهم شبأّم ض صفوةي ٍ يٍ عيّْر ى ٍ ً ً ك َّ ت حولنا األزىارا حديقة السيف ًظ ُّل ظل كأف َّ خضراء تيػٍنبً ي و و ً ألهنم أحبوه ّْـ رجا يٟنم للمعركة فكانوا يأتو ىف ى كقيد ى كأهنم يف نزىة ،اك يف ليلة عيد ؛ ٍ اٞنوت ٍ اٜنب . كل ّْ َّ و ث يػيٍر ىس يل ي فيؤدم رسالتىو ،كيي ىبع ي يعود بعدىا إىل الدنيا ٌ ، لن ى لم أنو ٍ أحد ٍ ىم برسالة كيىػ ٍع ي احد منهم يف َّ و اٜنب . كل َّ كيعلم أهنا النهايةي ألهنم أحبوه َّ فيذىب راضيان ؛ ٍ الو ي ٍ ي مهمة ي ً ً ً ً كل أ ومل استبشركا بقدكمو ،كنسوا َّ ك ٍ لكن ٞناذا أحبُّوه كسع يدكا برسالتو ،كاطمأنُّوا اٞننهجو ،ك ي مشقة كج و أجل ً كل و هد كمعاناةو من ً اتباع ًو ؟! ك َّ ي
55
ال حتزن
ً إهنم رأكا ً اٜنق ،لق ٍد كا ىف آيةن للسائلٌن كل الرب ك ّْ عبلمات ّْ كل معاٍل اٝن ًًن كالفرًح ،ك َّ فيو َّ ٍ ً ًً ًً اح يه ٍم برسالتًو أثلج يف معايل األموًر ،لق ٍد أ ى ىم ُنديثو ،كأفٍػ ىع ىم أرك ى صدكر ٍ ى غليل قلؤّ ٍم ُننانو ،ك ى ىبرد ى . ً قلؤّم الرضا ،فما حسبوا لآلالـ يف ً أفاض على لق ٍد سبيل دعوتو حسابان ،ك ى ى سكب يف ي ً نفوس ًهم من اليق ً و كتنغيص . كل يجٍروح كىك ىد ور ما ٌن أنساىم َّ ٍ ٍ ى ً ً اٛناىلية َّ ، كحط آصار ص ىق ىل ى لهم ى بصائرىم بسناهي ،ألقى عن كواى ٍ ضمائرىم ّٔداهي ،ك ى أنار ى ى ً ً ً ً ً ً نار عن ظهوًرىم أكز ىار الوثنية ،ى هم ى كخلع من رقأّ ٍم تبعات الشرؾ كالضبلؿ ،كأطفأ من أركاح ٍ ً ت أبدانػي يه ٍم ، كصب على اٞنشاع ًر ماءى اليقٌن ، اٜنقد كالعداكةً َّ ، ٍ هم ،كسكنى ٍ فهدأت ي نفوس ٍ أعصأّم . كبردت قلؤّم ، ك ي اطمأنت ي ٍ ٍ العيش معو ،كاألنس يف قر ًبو ،كالرضا يف رحابًًو ،كاألمن يف ً اتباعو ،كالنجاة كجدكا َّلذةي ً ي ى ى يف ً امتثاؿ أم ًرهً ،كالغًىن يف االقتداء بو . صر ٍ اك إَِّال ر ْحمةً لّْلْعالَ ِمين ﴾ ﴿ ،وإِنَّ َ ِ ِ ِ اط ُّم ْمتَ ِق ٍ يم ﴾ ﴿ ، َ ﴿ َوَما أ َْر َسلْمَ َ َ َ َ َ ك لَتَـ ْهدي إلَى َ ات إِلَى المُّوِر ﴾ ﴿ ،هو الَّ ِذي بـع َ ِ وي ْل ِرج ُهم ّْم ِن ال ُّلُم ِ ين َر ُسوالً ّْم ْمـ ُه ْم يَـ ْتـلُو ََ َُ ُ َ ث في ْاألُّْميّْ َ َُ ْكتَاب وال ِ ِ ِِ ض َال ٍل ُّمبِي ٍن ﴾، ْح ْك َمةَ َوإِن َكانُوا ِمن قَـ ْب ُ لَِفي َ َلَْي ِه ْم يَاته َويُـ َزّْكي ِه ْم َويُـ َعلّْ ُم ُه ُم ال َ َ لر ُس ِ ول إِ َذا استَ ِجيبُواْ لِلّ ِه َولِ َّ ص َرُه ْم َواألَ ْغالَ َل الَّتِي َكانَ ْ ﴿ َويَ َ ض ُع َ ْمـ ُه ْم إِ ْ ت َلَْي ِه ْم ﴾ ْ ﴿ ، َد َا ُكم لِ َما يُ ْحيِي ُك ْم ﴾ َ ﴿ ،وُكمتُ ْم َلَ َى َش َفا ُح ْف َرةٍ ّْم َن المَّا ِر فََن َق َذ ُكم ّْم ْمـ َها ﴾ . ً ً كيبتهجوا . يسعدكا ٟنم أ ٍف ي ي هم كقدكهت ٍم ،ي كح َّق ٍ لق ٍد كانوا سعداء ح ٌقان مع إمام ٍ اؼ ً ، أغبلؿ اال٥نر ً ً العقوؿ من ً ١نرًر ً ً كيبلت النفوس من كمنقذ َّ صل كسلّْ ٍم على ّْ اللهم ّْ األصحاب ك ً ً ً األ٠ناد ،جزاءى ما بذليوا كق ٌد يموا . ارض عن الغوايًة ،ك ى **************************************
ِ ك اطرد الملَ َ ِم ْن حياتِ َ َ
56
ال حتزن
إف من يعًش عمره على كتًنةو اٞنلل ؛ ألف النفس ملولةه َّ ، فإف بو يصي أف جدير احدة ك ي ى ٍ ٍ ىي ى ه ي ً ً اإلنسا ىف ً األمكنة ، األزمنة ك لذلك غايىػىر سبحانىوي كتعاىل بٌن بطبعو ى٬نى ُّل اٜنالةى الواحد ىة ؛ ك ى ً ً ً كبارد ، كهنار ليل ، اٞنخلوقات ك ، اٞنشركبات ك اٞنطعومات ك أسود ّّ ، كحار ه أبيض ك ي كجبى هل ،ك ي كسهل ى ه ه ه ً ج ِمن ُّوع ك كح ٍل هو ى كحامض ،كق ٍد ذكر ا﵁ي ىذا التن ى ه االختبلؼ يف كتابًو ﴿ :يَ ْل ُر ُ كحيركر ،ي ،كظلّّ ى ص ْمـو ٍ ِ ِ شابِ ٍه﴾ ﴿ َوِم َن اب ُّم ْلتَلِ ٌ شابِهاً َوغَْيـ َر ُمتَ َ ان﴾ ﴿ ُمتَ َ بُطُونِ َها َش َر ٌ ف أَل َْوانُهُ﴾ ﴿ص ْمـ َوا ٌن َوغَْيـ ُر َ ال ِ ْجبَ ِ ام نُ َدا ِولُ َها بَـ ْي َن الم ِ َّاس﴾ . يض َو ُح ْم ٌر ُّم ْلتَلِ ٌ ف أَل َْوانُـ َها﴾ ﴿ َوتِل َ ال ُج َد ٌد بِ ٌ ْك األيَّ ُ الطعاـ ؛ ألهنم أداموا أ ٍكلو ﴿ :لَن نَّصبِر لَى طَع ٍام و ِ مل بنو إسرائيل أجود ً اح ٍد﴾ . كقد َّ َْ َ َ َ َ ٍ َّ ِ ين النفس ملولةه ﴿ ،الذ َ ككاف اٞنأمو يف يقرأي مرنة جالسان ،كمرنة قائمان ،كمرنة كىو ٬نشي ،مث قاؿ :ي يَ ْذ ُك ُرو َن اللّهَ قِيَاماً َوقُـعُوداً َو َلَ َى ُجمُوبِ ِه ْم﴾ . ً ع ك َّ اٛند ىة ، يتأم ًل ه فأعماؿ قلبيَّةه كقوليةه كعمليةه كماليةه ،صبلةه كمن َّ العبادات ،ىً٩ن ٍد ُّ التنو ى فمن أراد االرتياح كالنشاط كسجود كحج كصوـ ّّ ه قياـ كركوعه ه كجهاد ،كالصبلةي ه كزكاةه ه كجلوس ٍ ، ه ً فعليو بالتنوي ًع يف عملً ًو ،ك ً العطاء ً ينوعي الفنو ىف فعند القراءةً مثبلن ّْ كمواصلةى اطبلع ًو كحياتًًو اليوميَّ ًة ،ى قرآف كتفس وًن كسًنةو أدب و كحديث و و ،ما بٌن و يخ ك و يوزع كقتو ما كفقو كتار و عام وة ،كىكذا ّْ ، كثقافة َّ و ياضة و ضيوؼ ،كر و مباح ،كزيادةو ك ً بٌن عبادةو ً كنزىة ، استقباؿ كتناكؿ و ى نفسوي متوثّْبةن فسوؼ ي ٩ند ى اٛنديد . كتستملح التنويع ٓنب مشرقةن ؛ ألهنا ُّ ى ى ي *************************************
دع ال َقلَ َق ِ ال ٓنز ٍف َّ ، يقوؿ : فإف ربك ي
ك لكل من ٘نى ىل َّ ﴿ أَلَ ْم نَ ْش َر ْح لَ َ ص ْد َر َك ﴾ :كىذا عاـّّ ّْ النور ،كسلى ى ك َ أبصر ى اٜنق ك ى اٟنيىدل . ﴿أَفَمن َشرح اللَّهُ ص ْدرهُ لِ ِْْلس َالِم فَـهو َلَى نُوٍر ّْمن َّربِّْه فَـوي لّْ ْل َق ِ اسيَ ِة قُـلُوبُـ ُهم ّْمن َ َ ْ َ ََ َُ َْ ٌ يقسيها . حق يشر يح الصدكر ، ِذ ْك ِر اللَّ ِه ﴾ :إذان فهناؾ ّّ كباطل ّْ ه
ال حتزن
57
ِ ِ ِ ِ يصل إليها إال ﴿فَ َمن يُ ِرد اللّهُ أَن يَـ ْهديَهُ يَ ْش َر ْح َ ص ْد َرهُ ل ِْل ْسالَم ﴾ :فهذا ي الدين غايةه ال ي
اٞنسدَّد .
ً من َّ كنصره. ﴿ الَ تَ ْح َز ْن إِ َّن اللّهَ َم َعمَا ﴾ :يقويٟنا ُّ كل ٍ يتيق ىن رعاية ا﵁ ،ككاليتو كلطفو ى َّ ِ ال لَ ُهم الم ِ يماناً َوقَالُواْ َّاس قَ ْد َج َمعُواْ لَ ُك ْم فَا ْ َ ش ْو ُه ْم فَـ َز َ اد ُه ْم إِ َ ﴿ ا لذ َ َّاس إ َّن الم َ ين قَ َ ُ ُ َح ْمبُـمَا اللّهُ َونِ ْع َم ال َْوكِي ُ ﴾ :كفايتيو تكفيك ،ككاليتيو ٓنميك . ك اللّه وم ِن اتَّـبـع َ ِ ِِ اٛنادة من سلك ىذهً َّ ين ﴾ :ك ُّ ﴿يَا أَيُّـ َها المَّبِ ُّي َح ْمبُ َ ُ َ َ َ َ ك م َن ال ُْم ْ مم َ كل ٍ حصل على ىذا الفوًز . وت ﴾ :كما سواه فميّْت ىغيػر حي ،زائل ىغيػر و باؽ ، ْح ّْي الَّ ِذي َال يَ ُم ُ ي ه ٍ ي ٍّن ﴿ َوتَـ َوَّك ْ َلَى ال َ ه ٍي ذليل كليس بعزي وز . ه ض ْي ٍق ّْم َّما ص ْبـ ُر َك إِالَّ بِاللّ ِه َوالَ تَ ْح َز ْن َلَْي ِه ْم َوالَ تَ ُ ك فِي َ ﴿ َو ْ اصبِ ْر َوَما َ َّ ِ َّ ِ ين ُهم ُّم ْح ِممُو َن﴾ :فهذهً معيتوي اٝناصةي ألكليائًًو ين اتَّـ َقواْ َّوالذ َ يَ ْم ُك ُرو َن{ }127إِ َّن اللّهَ َم َع الذ َ ً ً ً ً ً ً ىم . اىم كجهاد ٍ باٜنفظ كالرعاية كالتأييد كالوالية ُ ،نسب تقو ٍ العبودية ك ً ً ِِ اٞنكانة . علوان يف ﴿ َوالَ تَ ِهمُوا َوالَ تَ ْح َزنُوا َوأَنتُ ُم األَ ْ لَ ْو َن إِن ُكمتُم ُّم ْ مم َ ين﴾ٌ : ِ ُّ مص ُرو َن ﴾ . ﴿ لَن يَ ُ ار ثُ َّم الَ يُ َ ض ُّروُك ْم إِالَّ أَذًى َوإِن يُـ َقاتلُوُك ْم يُـ َولوُك ُم األَ ُدبَ َ ي َ ِز ٌيز ﴾ . ب اللَّهُ َألَ ْغلِبَ َّن أَنَا َوُر ُسلِي إِ َّن اللَّهَ قَ ِو ّّ ﴿ َكتَ َ ِ َّ ِ ْحيَاةِ ُّ اد ﴾ . وم ْاألَ ْش َه ُ الدنْـيَا َويَـ ْوَم يَـ ُق ُ ﴿ إِنَّا لَمَ ُ ين َممُوا في ال َ مص ُر ُر ُسلَمَا َوالذ َ يتأخىر . لن َّ لن ٫نٍلى ى ف ،ككع هد ٍ كىذا عه هد ٍ ِ صير بِال ِْعب ِ اد{ }44فَـوقَاهُ اللَّهُ سيّْئَ ِ ِ ات َما َم َك ُروا﴾ . ﴿ َوأُفَـ ّْو ُ ض أ َْم ِري إِلَى اللَّه إِ َّن اللَّهَ بَ ٌ َ َ َ ﴿ َو َلَى اللّ ِه فَـلْيَتَـ َوَّك ِ ال ُْم ْ ِممُو َن ﴾ . ال ٓنز ٍف كقدّْر أنك ال تعيش إال يومان كاحدان فىحسب ،فلماذا ٓنز يف يف ىذا ً اليوـ ، ٍ ى ي ىٍ ي كتثور ؟! كتغضب ي ي الصباح )) . أمميت فال تمت ِر أصبحت فال تمت ر المماءَ ،وإذا يف األث ًر (( :إذا َ َ َ
ال حتزن
ً ً تقلق من ب ،فبل تذك ًر اٞناضي ،كال ٍ والمعمى :أف ى تعيش يف حدكد يومك فى ىح ٍس ي ً الشاعر : اٞنستقبل .قاؿ ي
58
كلك الساعةي اليت أنت فيها ب فات ك َّ ما مضى ى اٞنؤمل ىغٍي ه ً االشتغاؿ باٞناضي ُّ ، َّ كمضت ، حدثت اٞنصائب اليت كتذكىر اٞناضي ،كاجرتار إف ى ٍ ٍ ضرب من اٜنم ًق ك ً اٛننوف . ارث اليت كالكو ى ٍ انتهت ،إ٧نا ىو ى ٍ ه يٍ تعرب ًج ٍسران حّت تأتيىو . يقوؿ اٞنثى يل ُّ الصيين :ال ٍ ى ً تعيشها كتدرىكها . حّت ها كغموم ها ك٨نوم ادث و اٜن تستعجل ال : ذلك كمعىن ى ى ى ى كغد ىؾ كمل ً ً و ك كق ٍد َّ يأت ي أمس ى آدـ ،إ٧نا ى كىل ،ي ٍ ىح يد السلف :يا ابن ى يقوؿ أ ى أنت ثبلثةي أياـ :ي فاتق ا﵁ى فيو . كيومك ّْ ،ي كيف يعيش من ٪نمل ٨نوـ اٞناضي ك ً ً يتذكر ما صار من تاح ر ي كيف ! ؟ اٞنستقبل ك اليوـ ي ٍ ي ى ي ٍ ي كما جرل ؟! فيعيدهي على ذاكرتًًو ،كيتأملي لوي ،كأٞنو ال ينفعيو ! . ي أم أمميت فال تمت ِر أصبحت فال تمت ر المماءَ ،وإذا كمعىن (( :إذا َ َ َ الصباح )) ٍ : كٓن ًسن العمل ،فبل تطمح ّٔمومك لغ ًًن ىذا ً قصًن ً اليوـ ٍ تنتظر ى :أف تكو يف ى األمل ،ي األج ىل ،يٍ ي ى ى ى كتصب اىتمامك ً ك ك، تعيش فيو ،فرتٌكىز ى َّ فيو ّْ ، ١نسنان يخل ىق ى ّْب أعمالى ى الذم ي ى جهودؾ عليو ،كتيرت ى ك مع اآلخرين . مهتمان بصحتًك ،مصلحان أخبلقى ى ٌ *************************************
وقف ـةٌ ال تحز ْن َّ : ويت ت،ك الصحف طي ٍ األقبلـ ىج َّف ٍ ي اٞنقدكر ك ه اقع ،ك ي ألف القضاءى مفركغه منوي ،ك ي ً ص. كل أم ور ّْـ يف الواق ًع شيئان كال ّْ ّّ يؤخير ،كال يز ي ،ك ُّ مستقر ،فحزنيك ال يقد ي يد كال يينق ي ً ً ً الساعة ، عقارب الشمس ،كإعاد ىة كحبس إيقاؼ الزم ًن ، يد ى ال تحز ْن :ألنك ُنزنًك تر ي ى كاٞنشي إىل ً كرد النه ًر إىل منبعً ًو . اٝنلف َّ ، ى
59
ال حتزن
يح اٟنو ً ال تحز ْن َّ : كتكسر ، السماء ر ػ ي كتغ ، اٞناء بعثر ت ك ، اء و اٟن فسد ت جاء ّْ ي ي ي ألف ى اٜنز ىف كالر ً ٍ ى ي ى ى ي ي اٜنديقة الغن ً ً َّاء . الوركد اليانعة يف ى ً ال تحز ْن َّ : كيصب يف البح ًر ،ككاليت ينحدر من البح ًر األ٘نق ألف ا﵀زكف كالنه ًر ُّ ي بإصبعو على ً نقضت غزٟنا من ً ً و مثقوبة ،ك ً اٞناء . الكاتب بعد قوةو أنكاثان ،ككالنافً ًخ يف قر وبة ٍ ً اٜنزًف ّْ ، ال تحز ْن َّ : كتبذ ٍر عمرؾ فإف ى نفق ى َّ اٜنقيقي سعادتيك كراحةي بالك ،فبل تي ٍ أيامك يف ٍ ً ً إضاعة حياتًك َّ ، ٪نب تسرؼ يف الغموـ كال كتوزع ساعاتًك على اٟنم ّْ ، ٍ فإف ا﵁ ال ُّ لياليىك يف ّْ اٞنسرفٌن . ******************************
لفرح بتوبة اهلل ليك جل يف عبله ﴿ : كغمك ، أال يشر يح ك٩نلب سعادتك ي ى يل ٨نَّك َّ قوؿ ربّْك َّ ي صدرؾ ،كيز ي اد َّ ِ ِ ِ َس َرفُوا َلَى أَن ُف ِم ِه ْم َال تَـ ْقمَطُوا ِمن َّر ْح َم ِة اللَّ ِه إِ َّن اللَّهَ يَـغْ ِف ُر ُّ وب ين أ ْ الذنُ َ ي ا لذ َ قُ ْ يَا بَ َ الرِحيم ﴾ ؟ فخاطىبػهم بػ «يا عبادم» تأليفان لقلؤًًّم ،كتأنيسان ألرك ً ِ اح ًه ٍم َجميعاً إِنَّهُ ُه َو الْغَ ُف ُ ور َّ ُ ٍ ىي ٍ ً كهناىم ع ًن ألهنم اٞنكثركف من ، َّ الذنوب كاٝنطايا فكيف بغ ًًنىم ؟! ٍ كخص الذين أسرفيوا ،ي ً ً القنوط ك ً كصغًنىا ،دقيقها ٞنن تاب ،كبًنىا يغفر الذنوب كلَّها ٍ ى اليأس من اٞنغفرة كأخرب أنو ي ً كصف نفسو بالضمائ ًر اٞنؤكدةً ،ك «الػ » التعر ً الصفة ، يف اليت تقتضي كماؿ كجليلىها .مث ى فقاؿ ﴿ :إِنَّه هو الْغَ ُفور َّ ِ يم ﴾ . ُ ُ َُ الرح ُ ً جل يف عبله ﴿ :والَّ ِذين إِذَا فَـعلُواْ فَ ِ م ُه ْم اح َ تسعد كتفر يح بقول ًو َّ أال ي َ َ َ شةً أ َْو َلَ ُمواْ أَنْـ ُف َ ِ ِ الذنُوب إِالَّ اللّهُ ولَم ي ِ ص ُّرواْ َلَى َما فَـ َعلُواْ َو ُه ْم ذَ َك ُرواْ اللّهَ فَ ْ استَـغْ َف ُرواْ ل ُذنُوبِ ِه ْم َوَمن يَـغْف ُر ُّ َ َ ُْ يَـ ْعلَ ُمو َن ﴾ ؟! ً جل يف عبله : كقول ًو َّ غَ ُفوراً َّرِحيماً ﴾ ؟!
ِ مهُ ثُ َّم يَ ْمتَـغْ ِف ِر اللّهَ يَ ِج ِد اللّهَ ﴿ َوَمن يَـ ْع َم ْ ُسوءاً أ َْو يَ ْل ْم نَـ ْف َ
ال حتزن
60
كقولًًو ﴿ :إِن تَ ْجتَمِبُواْ َكبَآئَِر َما تُـ ْمـ َه ْو َن َ ْمهُ نُ َك ّْف ْر َم ُك ْم َسيّْئَاتِ ُك ْم َونُ ْد ِ ْل ُكم ُّم ْد َ الً َك ِريماً ﴾ ؟! ِ َّ عز من و استَـغْ َف َر م ُه ْم َجآ ُؤ َ كقولًًو َّ استَـغْ َف ُرواْ اللّهَ َو ْ وك فَ ْ قائل َ ﴿ :ولَ ْو أَنَّـ ُه ْم إذ لَ ُمواْ أَن ُف َ ول لََو َج ُدواْ اللّهَ تَـ َّواباً َّرِحيماً ﴾ ؟! الر ُس ُ لَ ُه ُم َّ ًً صالِحاً ثُ َّم ْاهتَ َدى ﴾ ؟! اب َو َم َن َو َ ِم َ َ ار لّْ َمن تَ َ كقولو تعاىل َ ﴿ :وإِنّْي لَغََّف ٌ ت نَـ ْف ِمي فَا ْغ ِف ْر لِي فَـغََف َر كٞنا قىػتى ىل موسى عليو السبلـ نفسان قاؿ َ ﴿ :ر ّْ ب إِنّْي َلَ ْم ُ ي لَهُ﴾. ك َوإِ َّن لَهُ ِ م َدنَا لَ ُزلْ َفى َو ُح ْم َن َم ٍ آب داكد بعدما تاب كأناب ﴿ :فَـغََف ْرنَا لَهُ ذَلِ َ كقاؿ عن ى ﴾.
ً يلبتثليث ،فقاؿ عنهم قاؿ ٞنن ى سبحانىوي ما ى أر٘نوي ك ى أكرموي !! حّت إنو عرض ر٘نتو كمغفرتو ٍ ث ثَالَثٍَة وما ِمن إِلَ ٍـه إِالَّ إِلَـهٌ و ِ َّ ِ َّ اح ٌد َوإِن لَّ ْم يَمتَـ ُهواْ َ َّما ين قَالُواْ إِ َّن اللّهَ ثَالِ ُ ََ ْ َ ﴿ :ل َق ْد َك َف َر الذ َ م َّن الَّ ِذين َك َفرواْ ِم ْمـهم َ َذ ِ يَـ ُقولُو َن لَيَ َم َّ يم{ }73أَفَالَ يَـتُوبُو َن إِلَى اللّ ِه َويَ ْمتَـغْ ِف ُرونَهُ َواللّهُ ٌ اب أَل ٌ َ ُ ُْ غَ ُف ِ يم ﴾ . ٌ ور َّرح ٌ تبارك وتعالى :يا ابن دم ،إنك ما د وتمي صح عنوي ُ (( : يقول اهللُ َ ي كيقوؿ فيما َّ بلغت ذنوبُك َمَا َن ت لك لى ما كان ممك وال أبالي ،يا ابن دم ْ ،لو ْ غفر ُ ورجوتمي إال ْ ِ غفرت لك وال أُبالي ،يا ابن دم ،لو أتيتمي ب ُقر ِ ِ األرض طايا اب ثم استغفرتمي المماء َّ ، ُ
تشرك بي شيئاً ،ألتيتُك بقرابِها مغفرًة )) . ثم لقيتمي ال ُ كيف الصحيح عنوي أنو قاؿ َّ (( : ط يدهُ باللي ِ ليتوب مميءُ المها ِر ، يبم ُ َ إن اهلل ُ الشمس من مغربِها )) . تطلع ويبم ُ ط يدهُ بالمهار ليتوب مميءُ اللي ِ ،حتى َ ُ ُ الذنوب أغفر كيف اٜنديث َ ّْ القدسي (( :يا بادي ْ ، إنكم تُذنبون باللي ِ والمها ِر ،وأنا ُ
أغفر لكم )) . جميعاً ،فاستغفروني ْ ِ ً لم تذنبُوا اٜنديث كيف ً لذهب اهللُ ْ الصحيح (( :والذي نفمي بيده ،لو ْ بكم ولجاءَ َ ٍ فيغفر لهم )) . ، اهلل فيمتغفرون ، يذنبون ين ر بقوم ُ
61
ال حتزن
ِ و ت ليكم ما هو ُّ أشد حديث كيف و لم تذنبوا لَ ِل ْف ُ صحيح (( :والذي نفمي بيده لو ْ ِ ب )) . من الذنب ،وهو العُ ْج ُ ً كم طَّاءٌ ،و ُير اللطَّائين التوابون )) . كيف اٜنديث الصحيح (( :كلُّ ْ بتوبة ِ قاؿ (( :هلل أفرح ِ بده من أحدكم كان لى راحلتِ ِه ،ليها كصح عنو أنو ى َّ ُ ُ ِ َّ س ،فمام ثم استيق فإذا ُ طعامهُ وشرابه ،فضلت ممهُ في الصحراء ،فبحث مها حتى أي َ هي مد ر ِ الفرح )) . ك .أ ط من َّشدةِ ِ أسه ،فقال َّ : اللهم أنت بدي ،وأنا ربُّ َ قاؿ َّ (( : اغفر لي ذنبي فإنهُ ال كصح عنو أنو ى َّ إن بداً أذنب ذنباً فقال :اللهم ْ
الذنوب يغفر يغفر الذنوب إال أنت ،ثم أذنب ذنباً ،فقال َّ : َ َ اللهم ْ اغفر لي ذنبي فإنه ال ُ ُ الذنوب إال أنت .فقال يغفر إال أنت ،ثم أذنب ذنباً ،فقال َّ : َ اللهم ْ اغفر لي ذنبي فإنه ال ُ ِ ِ اهللُ َّز وج َّ لِ َم بدي َّ الذنب ،فليفع ْ بدي ما بالذنب ،ويعفو ن أن له ربّاً ي ُذ
شاء)).
أغفر لو . يتوب كيستغفر ي والمعمى :ما داـ أنوي ي كيندـ ،فإٍل ي ي ***************************************
ٍ ك ُّ ٍ بقضاء وق َدر شيء
و و اإلسبلـ ً ً ، ً معتقد ً يقع أىل كل شيء بقضاء كقد ور ،كىذا ي ُّ أتباع رسوؿ اٟندل ؛ أنوي ال ي شيء يف ً الكوف إال بعل ًم ا﵁ً كبإذنًو كبتقدي ًره . ه ﴿ ما أَصاب ِمن ُّم ِ ض َوَال فِي أَن ُف ِم ُك ْم إَِّال فِي كِتَ ٍ صيبَ ٍة فِي ْاألَ ْر ِ اب ّْمن قَـ ْب ِ أَن نَّـ ْبـ َرأ ََها َ َ َ ك َلَى اللَّ ِه يَ ِم ٌير ﴾ . إِ َّن َذلِ َ ﴿ إِنَّا ُك َّ َش ْي ٍء َ لَ ْقمَاهُ بَِق َد ٍر ﴾ . س والثَّمر ِ ِ وع َونَـ ْق ٍ ات َوبَ ّْ ش ِر ش ْي ٍء ّْم َن الْ َل ْ ْج ِ ﴿ َولَمَْبـلُ َونَّ ُك ْم بِ َ وف َوال ُ ص ّْم َن األَ َم َوال َواألن ُف ِ َ َ َ َّ ِ ين ﴾ . الصاب ِر َ
ال حتزن
62
ً اٜنديث (( :جباً ألم ِر الم م ِن !! َّ سراءُ شكر كيف أمره كلَّه له ير ،إ ْن أصابْتهُ َّ إن َ
وليس ذلك إال للم من )) . فكان يراً له ،وإ ْن أصاب ْته َّ ضراءُ صبر فكان يراً له َ ، ِ لم لت فاس ِل اهللَ ،وإذا استعمت َّ كصح عنو أنو قاؿ (( :إذا س َ ْ فاستعن باهلل ،وا ْ ٍ ٍ َّ بشيء قد كتبهُ اهللُ لكِ ،وإن يمفعوك إال بشيء لم أن األمةَ لو اجتمعُوا لى أ ْن يمفعوك َ ٍ ٍ ليك ،ر ِ األقالم ، فعت وك يضر َ بشيء لم ُّ اجتمعوا لى أن ُّ ُ يضروك إال بشيء ق ْد كتبهُ اهللُ َ ُ وجف ِ َّ الصحف )) . ت ُ ً لم أن ما أصابك لم يكمع لِيلطئَك ،وما أ ط َك كيف اٜنديث الصحيح أيضان (( :وا ْ لم يكن ليصيبَك )) . ْ
جف القلم يا أبا هريرة بما أنت ٍ الق )) . كصح عنو أنو ى َّ قاؿ ُ َّ (( : قاؿ (( :احرص لى ما يمفعك ،واستعن ِ كصح عنو أنوي ى َّ باهلل وال ْ ُ ْ ُ تعجز ،وال تق ْ ولكن ق ْ َّ : قدر اهللُ وما شاءَ فَـ َع َ )) . :لو أني ُ فعلت كذا لكان كذا وكذا ْ ، صحيح عنو (( : ال يقضي اهلل قضاء ِ و للعبد إال كان يراً له )) . حديث كيف و ُ ً اٞنعصية :ىل ىي خيػر ً قاؿ :نعم ً ً ً بشرطها من ؟ للعبد ابن تيميةى عن ى يسئل ي ى ٍ ٍ ٍ ى ه شيخ اإلسبلـ ي الندـ ك ً ً التوبة ،كاالستغفا ًر كاالنكسا ًر . َّ مى أَن تُ ِحبُّواْ َش ْيئاً َو ُه َو مى أَن تَ ْك َرُهواْ َش ْيئاً َو ُه َو َ ْيـ ٌر ل ُك ْم َو َ َ كقوليو سبحانو َ ﴿ :و َ َ َش ّّر لَّ ُك ْم َواللّهُ يَـ ْعلَ ُم َوأَنتُ ْم الَ تَـ ْعلَ ُمو َن ﴾ . غرًز ا ًإلبىػٍر ْنرم اٞنقادير فليمين أك فى ىذ ٍر ىي اٞنقادير على ٍ ي ي ى *****************************************
الفر َج انت ِر َ
ِ ً ار ال َف َر ِج اٜنديث عند يف ّْ الرتمذم « :أفض ُ العبادة :انت ُ
بَِق ِر ٍ يب ﴾ .
س ُّ الص ْب ُ » ﴿ .أَلَْي َ
الصباح ،كار ً َّاح . فانظر إىل تقب ال ىفٍت ىح من الفت ً ً ي صٍب يح اٞنهمومٌن كاٞنغمومٌن ى الح ٍ ،
ال حتزن
63
العرب « :إذا َّ اٜنبل انقطع » . ي تقوؿ ي اشتد ي والمعمى :إذا َّ ً فانتظر فرجان ك٢نرجان . األمور ، ٍ تأزمت ي جل شأنيوَ ﴿ :وَمن كقاؿ سبحانىوي كتعاىل َ ﴿ :وَمن يَـت َِّق اللَّهَ يَ ْج َع لَّهُ َم ْل َرجاً ﴾ .ى ى كقاؿ َّ ِ ِ َجراً ﴾ َ ﴿ .وَمن يَـت َِّق اللَّهَ يَ ْج َع لَّهُ ِم ْن أ َْم ِرهِ يُ ْمراً ﴾ . يَـت َِّق اللَّهَ يُ َك ّْف ْر َ ْمهُ َسيّْئَاتِه َويُـ ْع ْم لَهُ أ ْ ب: كقالت ى العىر ي يذىنب كال ٩نن ٍَّو ات مثَّ يىػٍنجلًين ٍَّو مث ٍ ى الغى ىمر ي آخر : كقاؿ ي كم فروج بىػ ٍع ىد و كم سركور قد أتى بىػ ٍع ىد األسى إياس قد أتى كٍ ٍ الظن بذم ً السفا العرش جىن من ٪نس ًن َّ ائق من ىش ٍو ًؾ َّ اٛنىن الر ى يح ٍل ىو ى ً الصحيح (( :أنا مد ّْن بدي بي ،فلْي َّن بي ما شاءَ )) . اٜنديث كيف ً ِ شاء ﴾ . َس ُّ ص ُرنَا فَـمُ ّْج َي َمن نَّ َ اءه ْم نَ ْ الر ُس ُ َو َمُّواْ أَنَّـ ُه ْم قَ ْد ُكذبُواْ َج ُ ﴿ َحتَّى إِذَا ْ استَـ ْي َ كقولوي سبحانىوي ﴿ :فَِإ َّن َم َع الْعُ ْم ِر يُ ْمراً{ }5إِ َّن َم َع الْعُ ْم ِر يُ ْمراً ﴾ . يغلب ُ ْم ٌر يُ ْم َريْن )) . بعض اٞنفسرين – ي كبعض يهم ٩نعليوي حديثان ْ (( : - قاؿ ي لن َ ك أ َْمراً ﴾ . كقاؿ سبحانوي ﴿ :لَ َع َّ اللَّهَ يُ ْح ِد ُ ث بَـ ْع َد ذَلِ َ جل اٚنو﴿ :أَال إِ َّن نَصر اللّ ِه قَ ِريب﴾ ﴿.إِ َّن رحم َ ِ ِِ ين﴾. ى كقاؿ َّ ي ت اللّه قَ ِر ٌ ٌ َْ َ يب ّْم َن ال ُْم ْحمم َ َْ ً ج َم َع ال ُك ْر ِ لم َّ ب )) . المص َر مع َّ أن ْ الص ْب ِر ،وأن ال َف َر َ كيف اٜنديث الصحيح (( :وا ْ الشاعر : كقاؿ ي فأقرب األم ًر أدناهي إىل ال ىفرًج أمر إذا فانتظر فىػىرحان ى ي ٍ تضايق ه آخر : كقاؿ ي يف و شؤكف تكو يف أك ال تكو يف كنامت عيو يف أعٌن سهرت ه ٍ ٍ اٟنم ما استطعت ً اٟنموـ يجنو يف فح ٍمػ ً فدع َّ ى ػبلنيك ى ػس سيكفيك يف و ً غد ما يكو يف كفاؾ ما كا ىف باألمػ إف ربٌان ى ى آخر : كقاؿ ي
ال حتزن
تنامن إال خايل ً الباؿ اٞنقادير ْنرم يف أعنَّتًها دع ً كال َّ ى ً حاؿ إىل ً يغيػر ا﵁ ًمن و غمضة ٍ و حاؿ عٌن كانتباىتًها بٌن ما ى ٌي ي ************************************
64
وقفــة ال تحز ْن َّ : كقصورؾ السامقةى ،كبساتينىك اٝنضراءى ،مع فإف أموالك اليت يف خزانتًك ى اليأس :زيادةه يف ً ً اٜنزف كاألسى ك ً ك. ك ّْ كغم ى ك ك٨نّْ ى أسف ى ى ً ً ال تحز ْن َّ : تسعد ىؾ ،كق ٍد فإف عقاقًن األطباء ،كدكاء الصيادلة ،ككصفةى الطبيب ال ي
جلدؾ . كفرشت لو عينك ، أسكنت اٜنزف قلبىك ، كبسطت لو جوا٥نىك ،كأٜنفتىو ى ى ى يد االنطراح على ً عتبات الر ً سن اٞنسكنة بوبية ،ي ٕنلك الدعاءى ،ي كْن ي ال تحز ْن :كأنت ي كٓن ي ً ك ً على أبواب ملً ً لديك ساعةي ٕنريغ اٛنب ً الثلث األخًني من ً السجود ٌن يف كمعك ي الليل ،ك ى اٞنلوؾ ،ى . لك األرض كما فيها ،كأنبت لك حدائق ذات و ال تحز ْن َّ : ّٔجة ،كبساتٌن فإف ا﵁ ىخلى ىق ى ى ى و و المعات ،كٙنائل كجداكؿ ، زكج و كل و طلع نضي هد ،ك٤نومان فيها من ّْ ّٔيج ،ك٦نبلن باسقات لو ه كلكنَّك ٓنزف !! قدميك معاىف تشرب اٞناء الزالؿ ، ال تحز ْن :فأنت كتستنشق اٟنواء الطٍَّلق ،كٕنشي على ٍ ي ي ليلك آمنان . ،كتناـ ى ***************************************
أكثِ ْر من االستغفا ِر
الم َماء َلَْي ُكم ّْم ْد َراراً{ }11 استَـغْ ِف ُروا َربَّ ُك ْم إِنَّهُ َكا َن غَ َّفاراً{ }10يُـ ْر ِس ِ َّ ﴿ فَـ ُقل ُ ْت ْ ويم ِد ْد ُكم بَِمو ٍال وبمِين وي ْجع لَّ ُكم جم ٍ َّات َويَ ْج َع لَّ ُك ْم أَنْـ َهاراً﴾ . َُْ ْ ْ َ ََ َ ََ َ ْ َ الباؿ ،كالرزؽ ً فأكثر من االستغفا ًر ،لرتل الفرح كراحةى ً اٜنبلؿ ،كالذرية الصاٜنةى ، ىى الغيث الغز ىير . ك ى
65
ال حتزن
ِ ِ ّْع ُكم َّمتَا اً حمماً إِلَى أَج ٍ ُّمم ِّمى ويـ ْ ِ ِ ت ُك َّ استَـغْف ُرواْ َربَّ ُك ْم ثُ َّم تُوبُواْ إِلَْيه يُ َمتـ ْ ﴿ َوأَن ْ َ َ َُ ََ ضلَهُ ﴾ . ض ٍ فَ ْ ِذي فَ ْ ً من ك ّْ ٍّ هم فَـ َرجاً ،ومن ك ّْ من االستغفا ِر جع َ اهللُ لهُ ْ كيف اٜنديث (( :من أكثر َ ٍ ضيق ملرجاً )) . اللهم أنت ربي ال إلهَ إال كعليك بسيٌ ًد االستغفار ، اٜنديث الذم يف البخارم َّ (( : ي ى أنت ،لقتمي وأنا ب ُدك ،وأنا لى ِ شر ما هدك وو ِدك ما استطعت ،أ وذُ بك من ّْ ُ ِ يغفر الذنوب إال أنت)). صمعت ،أبوءُ َ ُ لك بمعمتِك َّ لي ،وأبوءُ بذنبي فاغف ْر لي ،فإنهُ ال ُ **********************************
ليك بذك ِر ِ اهلل دائماً َ
ِ ِ ِ وب ﴾ .كقاؿ ﴿ :فَاذْ ُك ُرونِي أَذْ ُك ْرُك ْم ﴾ . قاؿى سبحانو ﴿ :أَالَ بِذ ْك ِر اللّه تَط َْمئ ُّن الْ ُقلُ ُ كقاؿ ﴿ :يا أَيُّـ َها الَّ ِذين ممُوا اذْ ُكروا اللَّهَ ِذ ْكراً َكثِيراً{ }41وسبّْحوهُ ب ْكرةً وأ ِ َصيالً ﴾ .كقاؿ َ َ َ ََ ُ ُ َ َ ُ َّ ِ َوَال ُد ُك ْم َن ِذ ْك ِر اللَّ ِه ﴾ .كقاؿ ﴿ : ين َممُوا َال تُـ ْل ِه ُك ْم أ َْم َوالُ ُك ْم َوَال أ ْ سبحانو ﴿ :يَا أَيُّـ َها الذ َ يت ﴾ .كقاؿ ﴿ :وسبّْ بِحم ِد ربّْ َ ِ وم{ َ }48وِم َن اللَّْي ِ َواذْ ُكر َّربَّ َ ك إِ َذا نَ ِم َ ين تَـ ُق ُ ََ ْ َْ َ كح َ فَمبّْحه وإِدبار المُّج ِ وم ﴾ .كقاؿ سبحانو ﴿ :يا أَيُّـها الَّ ِ ذ ين َممُواْ إِذَا لَِقيتُ ْم فِئَةً فَاثْـبُتُواْ َ َ ْ ُ َ َْ َ ُ َ َ َواذْ ُك ُرواْ اللّهَ َكثِيراً لَّ َعلَّ ُك ْم تُـ ْفلَ ُحو َن ﴾ . ً الحي اٜنديث كيف ً يذكر ربَّه َ ،مثَ ُ ّْ يذكر ربَّه والذي ال ُ الصحيح َ (( :مثَ ُ الذي ُ ِ والميت )) . رسوؿ ا﵁ً ؟ قاؿ (( الذاكرون المفردون )) .قالوا :ما اٞنفّْردكف يا ى كقولو َ (( : سبَ َق ّْ اهلل كثيراً والذاكرات )) . صحيح (( :أال أ بركم ب فض ِ أ مالِ ِكم ،وأزكاها مد ِ و مليك ُك ْم و ْي ٍر حديث كيف و ُ ِ لكم من ِ ِ ماقه ْم ويضربوا إنفاق لكم من أن تلقوا َّ دوكم فتضربوا أ ُ الذهب والوِرق ،و ي ٍر ْ ْ أ ماقُ ُكم )) ؟ قالوا :بلى يا رسوؿ ا﵁ً .قاؿ ِ (( :ذ ْكر ِ اهلل )) . ْ ُ
66
ال حتزن
أف رجبلن أتى إىل رسوؿ فقاؿ :يا رسوؿ ا﵁ً َّ كيف حديث صحيح َّ : إف شرائع اإلسبلـ و ك رطْباً بذك ِر ث ًبو .قاؿ (( :ال يز ُ ال لمانُ َ فأخربٍل بشيء أتشبَّ ي ق ٍد يك ىثر ٍ ت َّ علي ،كأنا ىكً ٍرب ي ت ٍ ِ اهلل )) . *****************************************
ال تي س من رو ِح ِ اهلل ْ ْ َْ
ِ َس ِمن َّرْو ِح اللّ ِه إِالَّ الْ َق ْو ُم الْ َكافِ ُرو َن ﴾ . ﴿ إنَّهُ الَ يَـ ْي ُ ِ ص ُرنَا ﴾ . َس ُّ اءه ْم نَ ْ الر ُس ُ َو َمُّواْ أَنَّـ ُه ْم قَ ْد ُكذبُواْ َج ُ ﴿ َحتَّى إِ َذا ْ استَـ ْي َ ِِ ﴿ ونَ َّج ْيـمَاهُ ِمن الْغَ ّْم وَك َذلِ َ ِ ين ﴾ . َ ك نُمجي ال ُْم ْ مم َ َ َ ك ابْـتُلِ َي ال ُْم ْ ِممُو َن َوُزلْ ِزلُوا ِزل َْزاالً َش ِديداً﴾ . ﴿ َوتَ ُمُّو َن بِاللَّ ِه ال ُّمُونَا{ ُ }10همَالِ َ ******************************************
إليك ا ُ ف َّمن أساء َ ً اٞننتقم من ً ص ً عليهم :يدفعيو من اٜناقد و يدفع الذم كىو ، الباىظ اص الناس ،ي ي ٖنن ال ىق ى ٍ ي ي ٜنم ًو ً قلبًو ،كمن ً كدم ًو ،من أعصابًو كمن راحتً ًو ،كسعادتًو كسركًرهً ،إذا أراد أ ٍف َّ يتشفى ،أك شك . غضب علي ًه ٍم أك ىح ىق ىد .إنو اٝناسر ببل ٍّن ى ي ً ِِ فقاؿ : أخربنا ا﵁ي سبحانو كتعاىل بدك ًاء ذلك ين الْغَْي َ كعبلج ًو ،ى ﴿ َوالْ َكا م َ كق ٍد ى ِ ين َ ِن الم ِ َّاس ﴾ . َوال َْعاف َ ض َ ِن ال ِ ِ كقاؿ ِ ُ ﴿ :ذ الْع ْفو وأْمر بِالْعر ِ ين ﴾ . ى ف َوأَ ْ ِر ْ َ َ َ َ ُْ ُْ ْجاهل َ ِ ِ ِ يم ﴾ . ى م ُن فَِإ َذا الَّ ِذي بَـ ْيـمَ َ كقاؿ ﴿ :ا ْدفَ ْع بِالَّتِي ه َي أ ْ ك َوبَـ ْيـمَهُ َ َد َاوةٌ َك َنَّهُ َول ّّي َحم ٌ َح َ *************************************
مدك نعم كثيرة
67
ال حتزن
يلة ،كاش يكره على ىذهً اٛنليلة كيف أعطياتًًو اٛنز ً ً فكر يف نًع ًم ا﵁ً ً أنك ك ، م النع اعلم ى ي ّْ ٍ ى ٍ ٍ مغمور بأعطياتًًو . ه ِ ِ وها ﴾ . ص َ قاؿ سبحانو كتعاىل َ ﴿ :وإِن تَـعُ ُّدواْ ن ْع َمةَ اللّه الَ تُ ْح ُ اهرةً وب ِ ِ ِ اطمَةً ﴾ . كقاؿ َ ﴿ :وأ ْ َسبَ َ َلَْي ُك ْم ن َع َمهُ َ َ َ َ كقاؿ سبحانو َ ﴿ :وَما بِ ُكم ّْمن نّْـ ْع َم ٍة فَ ِم َن اللّ ِه ﴾ . ﴿ أَلَم نَجع لَّه يـمـي ِن{ }8ولِ بنعم ًو ً العبد ً عليو : ماناً يقرر ي ْ ْ َ ُ َْ َ ْ َ َ كقاؿ سبحانو كىو ي َّج َديْ ِن ﴾ . َو َش َفتَـ ْي ِن{َ }9و َه َديْـمَاهُ الم ْ ً العافية ،كنعمةي السم ًع ،كنعمةي البص ًر ،كاليدي ًن نِ َع ٌم تَـ ْتـ َرى :نعمةي اٜنياةً ،كنعمةي اٞناء كاٟنو ًاء ،ك ً كالرجلٌن ،ك ً ً أحد اٟنداية الربانية ( :ااسالَ ُم ) .ي الغذاء ،كمن أجلّْها نعمةي يقوؿ ي ٍ ً يد بليوف دكالر يف يد بليوف دكالر يف عينيك ؟ أترييد بليوف دكال ور يف أذنيك ؟ أتر ي الناس :أتر ي ً و الطائلة كم من األمو ًاؿ يد بليوف دكال ور يف يديك ؟ أتر ي رجليك ؟ أتر ي يد بليوف دكالر يف قلبك ؟ ٍ أديت يش ٍكىرىا !! . عندؾ كما ى ****************************************
الدنيا ال تمتحق الحزن ليها اٟنمة ً افو األموًر ،فصاحب ً هتتم بتو ً َّ العالية يثبت السعادة ّْ كينميها كيعم يقها :أ ٍف ال َّ إف ٣نا ي ي ٨نُّو اآلخرةي . ىم ً ً ً ً لقاء ا﵁ً عز كجل اٟنم ٨نٌان كاحدان َّ ، اجعل َّ قاؿ ي أحد السلف كىو ييوصي أحد إخوانو ٍ : ً ضو َن َال تَ ْل َفى ِمم ُك ْم َ افِيَةٌ ﴾ .فليس ىم ىم اآلخرة َّ ، َّ ، الوقوؼ بٌن يديًٍو ﴿ ،يَـ ْوَمئِ ٍذ تُـ ْع َر ُ ىم ىذه اٜنياةي ؟ مناصبًها ككظائًفها ،كذىبًها أم ٍّن أقل من ىذا ّْ ٨نوـ إال كىي ُّ ىناؾ ه اٟنم ٌ ، أكالدىا ،كأمو ًاٟنا ً كفضتًها ك ً كجاىها كشهرًهتا كقصوًرىا كدكًرىا ،ال شيء !! م ُه ْم يَ ُمُّو َن بِاللّ ِه غَْيـ َر جل كعبل قد كصف أعداءىهي اٞننافقٌن فقاؿ ﴿ :أ ََه َّم ْتـ ُه ْم أَن ُف ُ كا﵁ي ٌ ٟنم ً٨نى هم عاليةه أبدان ! ْح ّْق ﴾ ُّ ، ال َ أنفس ٍهم كبطويهنم كشهوا يهتم ،كليست ٍ فهمهم :ي
68
ال حتزن
كقاؿ ٜ :نيصويل أحد اٞننافقٌن يبحث عن ىٗنى ول لوي أ٘نر ،ى ت الشجرةً انفلت ي ي كٞنَّا بايع الناس ى٥ن ى ً مغفور لو إالَّ صاحب ً اٛنمل األ٘ن ًر » على ٗنلي ىذا ُّ أحب َّ كم ه فورىد « :كلُّ ٍ إيل من ٍبيعت يك ٍم .ى ى . ً َّ إف أحد اٞننافقٌن أ٨نٍتوي نفسوي ،كقاؿ ألصحابو :ال تنفركا يف ّْ اٜنر .فقاؿ سبحانو ﴿ :قُ ْ َّم أَ َش ُّد َح ّراً ﴾ . نَ ُ ار َج َهم َ
ِ ّْ نفسو ،فقاؿ سبحانو ﴿ :أَالَ فِي ال ِْف ْتـمَ ِة كقاؿ ي آخر ﴿ :ائْ َذن لي َوالَ تَـ ْفتمّْي ﴾ .ك٨نُّو ي َس َقطُواْ ﴾ . اٟنموـ استَـغْ ِف ْر لَمَا ﴾ .إهنًا كآخركف أ٨نٍتػ يه ٍم أموا يٟني ٍم ك ٍ أىلوىم َ ﴿ :شغَلَْتـمَا أ َْم َوالُمَا َوأ َْهلُونَا فَ ْ ي فإهنم يبتغوف فضبلن من التافهةي الرخيصةي ،اليت ٪نمليها التافهوف الرخيصوف ،أما الصحابة األجبلَّءي ٍ ا﵁ً كرضوانان . **********************************
ِ الهم ال تحز ْن واطرد َّ
أكثر ً الناس ٨نومان كغمومان ككدران قاتل ،كالعطالىةي بطالىةه ،ك ي راحةي اٞنؤمن ىغ ٍفلىةه ،كالفراغي ه اجيف كاٟنواجس رأس ً ً اٞنفاليس من ً اٛناد اٞنثم ًر . ماؿ العمل ّْ العاطلو ىف الفارغو ىف .كاألر ي ي ي ً ْنعل اعمل ،كز ٍ َّ اكتب ي اكؿ ٍ كزٍر ،كاستف ٍد ٍ كطالع ،كاتٍ يل كسبّْ ٍح ،ك ٍ من كقتك ،كال ٍ فتحرؾ ك ٍ الوساكس ، اٟناجس ك الغم ،ك دقيقةن للفر ًاغ ،إنك يوـ تفرغي كتصبح ميدانان اٟنم ك ُّ يدخل عليك ُّ ي ي ي ي ً ً الشيطاف . ألالعيب *************************************
اطلب ثوابك من ربك لوجو ا﵁ً ،كال تنتظر شكران من و اجعل عملك خالصان ً تغتم إذا هتتم كال َّ أحد ،كال َّ ٍ ٍ أحسنت و ألحد من ً الناس ،ككجدتو لئيمان ،ال يقد ٍّْر ىذهً اليد البيضاء ،كال اٜنسنة اليت أسديتها فاطلب أجرؾ من ا﵁ً . إليو ، ٍ
69
ال حتزن
ض َواناً ﴾ .كقاؿ سبحانو عن يقوؿ سبحانو عن أكليائًو ﴿ :يَـ ْبتَـغُو َن فَ ْ ضالً ّْم َن اللَّ ِه َوِر ْ ِِ ً َج ٍر فَـ ُه َو لَ ُك ْم﴾ َ ﴿.وَما ِألَ َح ٍد َج ٍر ﴾ ﴿ .قُ ْ َما َس َلْتُ ُكم ّْم ْن أ ْ َس َلُ ُك ْم َلَْيه م ْن أ ْ أنبيائو َ ﴿ :وَما أ ْ ِ م َدهُ ِمن نّْـ ْع َم ٍة تُ ْج َزى﴾ ﴿ .إِنَّ َما نُط ِْع ُم ُك ْم لَِو ْج ِه اللَّ ِه َال نُ ِري ُد ِمم ُك ْم َج َزاء َوَال ُش ُكوراً﴾ . الشاعر : قاؿ ي رؼ بٌن ا﵁ً ك ً ىم ٍن ً الناس ال يذىب العي ي اٝنًن ال ٍ يعدـ جوا ًزيىوي ي يفعل ى ً ك٪ناسب ،كيرضى كيعاقب ٬ننح ، فعامل الو ى ثيب كيعطي ك ي ي ي احد األحد كحدهي فهو الذم يي ي كيغضب ،سبحانوي كتعاىل . ي ً للصحابة :من القتلى ؟ فذكركا لوي األٚناء ،فقالوا : عمر تل شهداءي بقندىار ،فقاؿ ي قي ى لكن ا﵁ يعلى يمهم . أناس ال تعرفيهم . عمر ،كقاؿ :ك َّ ٍ ك ه فدمعت عينا ى ً األكبلت ) ،فقاؿ أىليو :ىذا فالو ىذجان ( من أفخ ًر أطعم ي أحد الصاٜنٌن رجبلن أعمى ٍ ك ى لكن ا﵁ يدرم ! يأكل ! ى فقاؿ َّ : األعمى ال يدرم ماذا ي ًَّ ً ما داـ َّ من كيعلم ما قدَّمتو من خ وًن ،كما عملتو من بٍّنر كما أسديتوي ٍ أف ا﵁ى يمطل هع عليك ي فضل ،فما عليك من ً و الناس . ********************************
الالئمين و ْذل العُ َّذ ِال لوم َ
ض ْي ٍق ّْم َّما يَ ْم ُك ُرو َن ﴾ َ ﴿ .و َد ْ ض ُّروُك ْم إِالَّ أَ ًذى ﴾ ﴿ َوالَ تَ ُ ﴿ لَن يَ ُ ك فِي َ ع أَ َذ ُ اه ْم َوتَـ َوَّك ْ َلَى اللَّ ِه َوَك َفى بِاللَّ ِه َوكِيالً ﴾ ﴿ .فَـبَـ َّرأَهُ اللَّهُ ِم َّما قَالُوا ﴾ . ً غبلـ ًُنى ىجٍر البحر أمسى زاخران ال ُّ أ ٍف رمى فيو ه يضر ى و حديث حسن َّ أف الرسوؿ قاؿ (( : :ال تبلّْغوني ن أصحابي سوءاً ،فإني كيف أِ الصد ِر )) . سليم َّ ُح ُّ ب أ ْن أ َ إليكم وأنا ُ رج َ ***********************************
اليد ،فإن ِ ذات ِ ال تحز ْن من قلَّ ِة ِ القلَّ معها ة المالمةُ ُ ْ ّ
70
ال حتزن
ً تعقدت اٛنسم الزىد يف الدنيا راحةه عاجلةه الركح ،كالقلَّةي فيها السبلمةي ،ك ي كلٌما ترفَّوى ي ي ض َوَم ْن َلَْيـ َها ﴾ . يقدّْمها ا﵁ي ٞنن شاءى من عبادهً ﴿ :إِنَّا نَ ْح ُن نَ ِر ُ ث ْاألَ ْر َ أحدىم : قاؿ ي ماء كخبز ً األج ُّل كظ ُّل ه ه النعيم ى ذاؾ ي قل رِّب كفرت نعمةى ّْ قلت إٍل يم ُّ ي إ ٍف ي ارؼ !! كظل ك ه ىي الدنيا إال ماءه ه بارد ه كخبز ه دافئ ،ه ما ى كقاؿ الشافعي : ػب كفيًضي آبار ت ٍكركر ً تب ًَرا أمطرم لؤلؤان ٚناء سرنٍديػ ى ى ي أعدـ قربا أنا إ ٍف كإذا ُّ أعدـ قوتان مت ي عشت ي ي لست ي لست ي ٨نَّيت ً٨نَّةي ً حر ترل اٞنذلَّةى يك ٍفرا كنفسي اٞنلوؾ نفس ٍّن ي ًً ً عزةي الواثقٌن ّنبادئً اٛنادين يف رسالت ًه ٍم . إهنا َّ هم َّ ، الصادقٌن يف دعوهت ٍم ٌ ، ٍ *********************************
مما يُـتَـ َوقَّع ال تحز ْن َّ
ً أكثر ما ي٫ناؼ ال يكو يف ! يك ى جد يف التوراة مكتوبان :ي األذىاف ،أكثير من اٜنو ً ً يقع َّ ، كمعناهي َّ : ادث األكىاـ يف فإف إف كثًنان ٣نا َّ ى الناس ال ي يتخوفيوي ي ً األعياف . يف و كتأف كال ٓنز ٍف َّ ، فتمه ٍل َّ فإف كثًنان من األخبا ًر كٚنعت حدث ، ّنصيبة َّ ، إذا جاءؾ ه ى يكن فأين يكو يف؟! صحة ٟنا ،إذا كاف ىناؾ كالتوقُّعات ال َّ ه صارؼ للقد ور فيي ي بحث عنوي ،كإذا مل ٍ ِ صير بِال ِْعب ِ اد{ }44فَـوقَاهُ اللَّهُ سيّْئَ ِ ِ ات َما َم َك ُروا ﴿ َ أُفَـ ّْو ُ ض أ َْم ِري إِلَى اللَّه إِ َّن اللَّهَ بَ ٌ َ َ َ
﴾.
***********************************
مِ اد والح َّ ن ْقد أه ِ الباط ِ ُ
71
ال حتزن
ً كحسدى ٍم – على ص ًربؾ ،مثَّ َّ نقدى ٍم يساكم قيمتك ،مث نقدىم مأجور – من فإنك إف ي ه ٍ َّ ترفس كلبان ميتان ،كالتافهٌن ال يح َّساد ٟنم . إف الناس ال ي ىم : قاؿ ي أحد ٍ كال ترل لًلًئى ًاـ ً الناس يح َّسادا إف العرانٌن تلقاىا ي١نى َّسد نة كقاؿ اآلخر : ىح ىس يدكا الفّت إ ٍذ مل ينالوا سعيىوي ً اٜنسناء قيػ ٍلن لوج ًه ىها كضرائ ًر كقاؿ زىًنه : ي١ن َّس يدكف على ما كاف من نً ىع وم آخر : كقاؿ ي ىم ٪نسدكٍل على مويت فوا أسفان ٍ
كخصوـ فالناس أعداءه لوي ي ي لذميم حسدان كمقتان إنوي ي منهم ما لو يح ًسدكا ال ينزعي ا﵁ ٍ ً حّت على ً اٜنسد اٞنوت ال أخلو ًم ىن
الشاعر : كقاؿ ي ي ذا و ً ً سؤدد إال أيصيب ُني َّس ًد لن ْن ٍد ى كشكوت من ظل ًم الوشاة ك ٍ ١نسدً ال زلت ً ١نسدان اٞنسكٌن غًني َّ ياسبط الكرًاـ َّ ي كالتافوي يكف ألسنةى ً كجل (( :يا موسى ،ما رب أ ٍف َّ ى الناس عنوي ،فقاؿ ا﵁ي َّ سأؿ موسى َّ عز َّ اتلذت ذلك لمفمي ،إني أ ل ُقهم وأرزقُـ ُه ْم ،وإنهم يمبُّونَمِي ويشتُمونمِي )) !! ُ
ابن دم ، كصح عنوي أنوي قاؿ ُ (( : َّ ابن َ دم ،ويشتممي ُ يقول اهللُ َّز وج َّ :يمبُّمي ُ والمهار كيف وما يمبغي له ذلك َّ ،أم سبُّه إياي فإنهُ ُّ َ الدهر ،أقلّْ ُ يمب الدهر ،وأنا ُ ب اللي َ
وليس لي صاحبةٌ وال ول ٌد)). شتمه إياي ُ ، أشاءُ ،وأما ُ فيقول :إ ّن لي صاحبةً وولداًَ ، إنك لن تستطيع أف تعتقل ألسنةى البش ًر عن فرم ًعر ً تفعل أف تستطيع لكنك ك ، ك ض ي ى ٍ ٍ ٍ ى اٝنًن ،كْنتنب كبلمهم كنقدىم . ى قاؿ حامته : و ك ً حاسد ٍ ً فقلت همٌرم فانفذيين جرًـ كلمة ٚنعت ي ي من غًن ٍ
72
ال حتزن
علي كمل تعًٍبين كعابوىا َّ آخر : كقاؿ ي ً قلت ال يعنيين يسبُّين السفيو أمر على كلق ٍد ُّ فمضيت ىٖنَّة ي ي ي ثالث : كقاؿ ه ً السكوت فخًنه ًم ٍن إجابًتًو إذا نىطى ىق َّ ي السفيوي فبل يْنٍبوي ً َّ النببلء كالبلمعٌن كاٛنهابذةً . إف التافهٌن كاٞنخوسٌن ٩ندكف ٓندّْيان سافران من إذا ١ناسين البلئي أ ًيد ُّ أعتذر؟! كيف يل ل ق ػ ف ذنوِّب كانت ّٔا ؿ ى ي ٍ ي ٍ ط ً ً الدـ عندىم أسهمهم أىل الثر ًاء يف ا٦نفض ضغ ي الغالب يعيشوف اضطرابان ،إذا ار ٍ ى تفعت ي ي ﴿ ،وي لّْ ُك ّْ همزةٍ لُّمزةٍ{ }1الَّ ِ ب أ َّ َّ َن َمالَهُ أَ ْ لَ َدهُ{َ }3ك َّال م ح ي } 2 { ه د د و ال ا م ع م ج ي ذ ً َ ُ َ ْ ُ ََ ََ َ َ َ َ َ َ َ ُ َْ ٌ ِ ْحطَ َم ِة ﴾ . لَيُمبَ َذ َّن في ال ُ يقوؿ أحد ً ب :افعل ما ىو صحيح ،مث أدر ظهرؾ لكل و و أدباء الغىر ً سخيف ! نقد ي ي ّْ ٍ ه ٍ ٍ و ترد على و ِ ِ جارحة فيك ،أك مقو ولة أك قصيدةو َّ ، فإف كلمة الفوائد ومن والتجارب :ال َّ ً كنصف كشرؼ ، دفن ى اٞنعايب ،كاٜنلم ّّ ه يقهر األعداء ،كالعفو مثوبةه ي االحتماؿ ي عز ،كالصمت ي السبب كما اآلخر ما قرؤكه ،كغًنىم ال يدركف ما الذين يقرؤكف الشتم فيك نسوهي ،ك ي ي النصف ي بالرد على ما قيل . كتعمقوي ّْ القضيةي ! فبل تي ّْ رس ٍخ ذلك أنت ّْ ً كإف ظمأ ً الناس مشغولوف عين كعنك ً بنقص خب ًزىم َّ ، أحدىم : اٜنكماء أحد ي يقوؿ ي ي ينيسيهم مويت كموتك . و ً بأعداد و بيت فيو سكينةه مع خبز الشع ًًن ،خًن من و األطعمة ،كلكنو شهية من بيت مليء ه ه ركضة للمشاغبة كالضجيج . *********************************** كمل يند ٟنا أبدان جبيين
وقفــة ال تحز ْن َّ : ا﵀بوس اٞنصاب ي اٞنرض ي فإف ى يزكؿ ،ك ى ٪نوؿ ،ك ى غفر ،كالدَّيٍ ىن ييقضى ،ك ى الذنب يي ي الفقًن يغتين . يي ُّ يقدـ ،كالعاصي ي الغائب ي يتوب ،ك ى فك ،ك ى
73
ال حتزن
ينقشع ،كالليل البهيم كيف ينجلي ،كالريح ال تحز ْن :أما ترل السحاب األسود كيف ي
كعيشك إىل ىناء ، صىر كيف َّ تسكن ،كالعاصفة كيف هتدأ ؟! إذان ي فشدائدؾ إىل رخاء ،ي الصٍر ى ي كمستقبليك إىل نىػع ً ماء . ٍ كع َّ ضةه ٟنيب الشمس يطفئيوي ك ي ارؼ ّْ ربده اٞناءي النمًني ،ى الظل ،كظمأي اٟناجرةً يي ي ال تحز ْن :ي ً ً اٛنوع يي ّْ كآالـ ً العافية ، اٞنرض يػيىزييلها لذي يذ ً سكنيها اٝنيٍبػيز الداف يئ ،كمعاناةي السه ًر يعقبيوي ه نوـ لذي هذ ،ي االنتظار ٜنظةن . فما عليك إال الصربي قليبلن ك ي كتساءؿ الشعراء ، ككقف العلماءي ، ى كع ىجىز اٜنكماءي ،ى ال تحز ْن :فق ٍد حا ًر األطباءي ،ى ً كبارت اٜنيل أيماـ ً ً نفاذ القدرةً كحتمية اٞنقدكً بن جبلةى : علي قاؿ ر ، القضاء ككقوع ، ً ُّ ي نعلٌ يل نفسنا بعسى عسى فر هج يكو يف عسى َّفسا القيػ ػت ٨نٌان ي فبل تقنط كإف ٍ يقبض الن ى ء ًمن فروج إذا ً يئسا اٞنر ي ي ٍ فأقرب ما يكو يف ٍ ***************************************
ا ْتر لمفمك ما ا تاره اهللُ لك اشكر إذا أغناؾ . قم إف أقامك ،كاقع ٍد إ ٍف أقعدؾ ،ك ٍ أفقرؾ ،ك ٍ ٍ اصرب إذا ى ً كباإلسبلـ دينان ،كّنحمد نبيان )) . رضيت با﵁ً ربان ، فهذه من لوازـ (( : ي أحد يى ٍم : قاؿ ي فأكلوا التدب ًًن ى ٍلكى ال تيدبػٍّْر لك أمران ٥نن أكىل بًك ًمنكا كمنا ك ى ارض عنَّا إف ىح ٍ ي ***************************************
تصرفات الماس اقب ُّ ال تر ْ َّ ضران كال نفعان ،كال موتان كال حياة كال نشوران ،كال ثوابان كال عقابان . فإهنم ال ٬نلكوف ٌ أحدىم : قاؿ ي
ال حتزن
كفاز باللذةً اٛنسور ي
74
مات ٨نٌان الناس ى ىم ٍن راقب ى كقاؿ بشَّار : ً ً ك اللَّ ًه يج كفاز ُناجتو يظفر بالطيبات الفاتً ي من راقب الناس مل ٍ ً اٞنلوؾ ٛنالدكنا ً عي و بالسيوؼ . عليو ى ش ٍلو علم ًبو ي اىيم بن أدىم ٥ :نن يف ٍ قاؿ إبر ي أقوؿ :إف كاف أىل ً ً اٛننة يف ً مثل حالًنا إهنم يف ليمر بالقلب ه حاؿ ،ي ابن تيمية :إنو ُّ كقاؿ ي ي عيش و و طيب . ً يرقص طربان ،من الفرًح بذكرهً سبحانو كتعاىل بالقلب ليمر قاؿ أيضان :إنو ُّ ه حاالت ي كاألنس بو . كقاؿ ابن تيمية أيضان عندما أ ً ب يدخل السجن ،كق ٍد أغلق َّ السجا يف الباب ،قاؿ ﴿ فَ ُ ض ِر َ ى ي بـيـمَـهم بِموٍر لَّه باب ب ِ ِ ِ ِ ِِ اب ﴾ . اطمُهُ فِ ِيه َّ الر ْح َمةُ َو َاه ُرهُ من قبَله ال َْع َذ ُ َْ ُ ُ ُ َ ٌ َ كقاؿ كىو يف سجنً ت ماذا : و يفعل أعدائي ِّب ؟! أنا جنيت كبستاٍل يف صدرم َّ ، سر ي أٌل ٍ ي فهي معي َّ ، إف قتلي شهادةه ،كإخراجي من بلدم سياحةه كسجين خلوةه . أم شيء كجد من فقد ا﵁ ؟! ك ُّ و فقد من كجد ا﵁ ؟! ال يستوياف أبدان يقولوف ُّ : أم شيء ى ى ىىى ،من كجد ا﵁ كجد كل شيء ،كمن فقد ا﵁ فقد كل و شيء . َّ َّ ٍ ٍ ِ ِ أكبر ، يقوؿ (( : ان ُ أقول :سبحان اهلل ،والحم ُد هلل ،وال إله إال اهللُ ،واهللُ ُ الشمس )) . طلعت ليه إلي مما ُّ ْ أحب َّ ُ السلف ع ًن األثر ً ً ياء كقصوًرىم كدكً كنشرب ، نأكل كيأكلوف ، : اٟنم و أم ك ىم ر أحد قاؿ ي ي ٍ ٍ ٍ ي ك٪ناسبوف . اسب ي كننظر كينظركف ،كال ي٥ن ي كيشربوف ،ي ادى َك َما َ لَ ْقمَا ُك ْم أ ََّو َل َم َّرةٍ ﴾ . ﴿ َولََق ْد ِج ْئتُ ُمونَا فُـ َر َ ص َد َق اللَّهُ َر ُسولَهُ ﴾ .كاٞننافقوف يقولوف َّ ﴿ :ما َو َ َدنَا اللَّهُ َوَر ُسولُهُ اٞنؤمنوف يقولوف َ ﴿ : إَِّال غُ ُروراً ﴾ . تؤثر يف تستثمرىا فاألفكار اليت من صنع أفكا ًرؾ كتفكر فيها ي حياتيك ٍ ي كتعيشها ىي اليت ي ي ي ً كانت يف سعادةو أك شقاكةو . حياتك ،سواءه ٍ
ال حتزن
.
75
ً الرجلى ٌٍن ي ت ساقاه َّ ، يقوؿ ي ٞنن بيً ىرت ٍ ٓنم ٍد ربَّك على نعمة ٍ فانظر ٍ أحدىم :إذا كنت حافيان ٍ ، الشاعر : قاؿ ي
أضيق بو ذرعان إذا كقعا اٟنوؿ قلت قبل كقعتً ًو ال ٬نؤلي ي كال ي ************************************
أحمن إلى الماس
و الناس طريق كاسعةه من ً حديث صحيح َّ (( : َّ إن طرؽ السعادةً .كيف فإف اإلحسا ىف على ً ه ِ تطعممي .قال :كيف يقول لعبدهِ وهو يحاسبُهُ يوم اهلل ُ القيامة :يا َّ ابن دم ُ ، جعت ولم ْ أن بدي فالن ابن ٍ رب العالمين ؟! قال :أما لمت َّ فالن جاع فما أطعمك وأنت ُّ ُ فلم تمقمي .قال وجدت ذلك مدي .يا ابن دم ، َ أطعمتهُ ،أما َ ُ أطعمتَهُ إنك لو ْ ْ مئت ْ أن بدي فالن ابن ٍ العالمين! قال :أما لمت َّ فالن ِم َئ فما رب :كيف أسقيك وأنت ُّ َ
ت فلم تعُدني .قال : أسقيته ،أما إنَّك ْلو أسقيته وج ْدت ذلك مدي .يا ابن دم ،مر ْ ضُ أن بدي فالن ابن ٍ لمت َّ فالن مرض فما ودك وأنت ُّ كيف أ ُ رب العالمين ؟! قال :أما ْ ْدتَهُ ،أما إنك ْلو دت ْه وجدتمي مدهُ ؟! )) . يقل كالسابقتٌن :كجدتو عندم ؛ َّ ألف ا﵁ عند ىنا لفتةه كىي كجدتين عندهي ،كمل ٍ ٍ ٍ ً ً اعلم َّ أف أدخل اٞننكسرة ي قلؤّم ،كاٞنريض .كيف اٜنديث (( :في ك ّْ كبد رطبة ٌ أجر )) .ك ٍ ً أطعم كسقى ،كرفع من بين إسرائيل اٛننة ،ألهنا ٍ سقت كلبان على ظمأ .فكيف ٍ امرأ نة بغيٌان ٍ ّنن ى الضائقة ككشف ال يكٍربىةى ؟! ِ ٍ ومن كق ٍد َّ صح عنوي أنوي قاؿ َ (( :م ْن كان لهُ فض ُ زاد فليَـعُد به لى َم ْن ال زاد لهُ ْ ، ِ كوب . من ال هر لهُ )) .أم ليس لوي مر ه كان له فض ُ ْه ٍر فليع ْد به لى ْ كق ٍد قاؿ حامت يف و أبيات لو و ٗنيلة ،كىو ي ً يقوؿ وصي خادموي أ ٍف يلتمس ضيفان ي ه ي ي أكق ٍد َّ ضيف فأنت يحُّر ليل ُّقر إذا أتى ه فإف الليل ه
76
ال حتزن
كيقوؿ المرأتو : ً إذا ما صنعت الزاد فالتمسي لوي كقاؿ أيضان : إف اٞناؿ و أماكم َّ ائح ر ك غاد َّ ه أماكم ما ييغين الثراءي ع ًن الفّت َّ
لست آكليوي كحدم أكيبلن فإٍل ي كيبقى من ً األحاديث ك ّْ الذ ٍكير اٞناؿ ي الصدر حشرجت يومان كضاؽ ّٔا إذا ٍ ي
كيقوؿ : فما زادنا فخران على ذم قر و ابة
ًغنانا كال أزرل بأحسابنا الف ٍقير
أحد يى ٍم : ى كقاؿ ي كنت امرأن متباعدان إٍل كأ ٍف ي كاشف ىكٍر ًبو ٞنفيدهي نصرم ك ي أقل كإذا ارتدل ثوبان ٗنيبلن ملٍ ٍ
عن صاحت يف ً أرضو كٚنائًًو كصوت ندائًو ك٠نيب دعوتًو ي ي يا ليت َّ فضل كسائًًو أف َّ على ى
بن حزواـ كقاؿ عركةي ي جاىد أهتزأي مين أف ٚننًت كأف ترل اٜنق ك ُّ بوجهي شحوب ّْ اٜنق ي و ً جسوـ كثًنةو بارد أكزعي جسمي يف ّْ كأحسو قراح اٞناء كاٞناءي ي اليهودم قبل ً ً أبنائو ،كيكسوه قبل يهودم ،فكاف يبدأ فييطعم جار َّ ابن اٞنبارؾ لوي ه ه ككاف ي أبنائً ألف جو يار ابن دارم : قاؿ . دارؾ بعنا : لليهودم ا و فقال ، و ّْ ألف قيمتيها ،ك ه بألفي دينا ور ،ه ٍ ً ً ً اٞنبارؾ ! .فسمع ابن ً ً اإلسبلـ .فأسلم ً ً بإذف ا﵁ !. اللهم اىده إىل اٞنبارؾ بذلك ،فقاؿ َّ : بقافلة ،فرأل امرأ نة أخذت غيرابان ميتان من مز و كمر ابن اٞنبارؾ حاجان و فأرسل يف أث ًرىا بلة ، ٍ ٍ ٌ َّ ي ى غبلمو فسأٟنا ،فقالت :ما لنا من يذ ً ثبلثة و فدمعت عيناهي ،كأمر بتوزي ًع أياـ إال ما ييلقى ّٔا . ٍ ٍ السنة ،فرأل يف ً القافلة يف القر ًية ،كعاد كترؾ حجتو تلك ً ً مربكر ، منام ًو قائبلن ي يقوؿ ّّ : ٌ حج ه مغفور . كسعي كذنب ه ه مشكور ،ه ه ِ ِ اصةٌ ﴾ . ي كيقوؿ ا﵁ي َّ عز َّ ص َ كجل َ ﴿ :ويُـ ْ ث ُرو َن َلَى أَن ُفم ِه ْم َولَ ْو َكا َن بِ ِه ْم َ َ
ال حتزن
يا ﵁ً اىب ! كما أحسن السجايا ! و اٞن أجل كما ! ق ل اٝن أٗنل ما ي َّ ى ى ى الندـ على ً ً قل . يندـ على ٍفع ًل فعل اٝنطأ كإ ٍف َّ اٛنميل اح هد كلو أسرؼ ،كإ٧نا ي ال ي أحد يى ٍم يف ىذا اٞنعىن : كقاؿ ي ت ًم ٍن ىز ًاد اٝنًني أبقى كإ ٍف طاؿ الزما يف ًبو ك ُّ الشر ي أخبث ما ٍأك ىعٍي ى
77
*****************************************
إذا َّ ت أذانك كلمةٌ نابيةٌ صك ْ
ً الفضائل ص على ٗن ًع اح ًر ٍ بأف العمر موسم و طاعة اعلم ك ٍ اجته ٍد َّ ى ٍ ي
اىجر مبلمةى ىم ٍن َّ تشفى أك ىح ىس ٍد ك ٍ قيبًلت كبعد ً ينقطع اٜنس ٍد اٞنوت ٍ ي
يقوؿ أحد ً اٜنساسية اٞنرىفة من ً ً إف على ً علماء العص ًر َّ : النقد أ ٍف يسكبوا يف أىل ي ي الربكد أماـ ً أعصأّم مقادير من ً ً النقد الظا ًمل اٛنائ ًر . ِ كقالوا ِ « : الحمد ما أ ْ َدلَهُ ،بدأ بصاحبِ ِه فقتلهُ » . هلل َد ُّو كقاؿ اٞنتنت : ًذ ٍكير الفّت عمرهي الثاٍل كحاجتيو
العي ً أشغاؿ ما فاتو ش ي ي كفضوؿ ٍ
األجل جنةه حصينةه . علي رضي ا﵁ي عنوي : كقاؿ ّّ ي أحد اٜنكماء :اٛنبا يف ٬نوت َّ و ٬نوت مرنة كاحد نة . كقاؿ ي مرات ،كالشجاعي ي ي كإذا أراد ا﵁ بعبادهً خًنان يف كقت األزمات ألقى عليهم النعاس أ ىىمنىةن منو ،كما كقع النعاس ات من ً و يده ،أىمنان كراحة و باؿ . ٍ على طلحة رضي ا﵁ عنو يف أ ي يحد ،حّت سقط سي يفو مر ٍ و ًً كىناؾ نعاس ً ً من أشج ًع بن يزيد كىو على بغلتو ،ككاف ٍ ه شبيب ي ألىل البدعة ،فق ٍد نعس ي الناس ،كامرأتيو غزالةي ىي الشجاعةه اليت ً ً الشاعر : فقاؿ ، اج اٜنج طردت َّ ي ي ً علي كيف اٜنركب نعامةه أس هد َّ برزت إىل غزالةى يف الوغى ىبلٌ ى
فتخاءي تىػٍن ًفير ًمن صف ًًن الصاف ًر جناحي طائ ًر أـ كاف قلبيك يف ٍ
78
ال حتزن
ص كقاؿ ا﵁ي تعاىل َّ عز َّ كجل ﴿ :قُ ْ َه ْ تَـ َربَّ ُ صو َن بِمَا إِالَّ إِ ْح َدى ال ُ ْح ْممَـيَـ ْي ِن َونَ ْح ُن نَـتَـ َربَّ ُ ِ ِِ ِ بِ ُكم أَن ي ِ صيبَ ُكم اللّهُ بِ َع َذ ٍ صو َن ﴾ . صواْ إِنَّا َم َع ُكم ُّمتَـ َربّْ ُ اب ّْم ْن مده أ َْو بَِيْديمَا فَـتَـ َربَّ ُ ْ ُ ُ ِ ِ كقاؿ سبحانو َ ﴿ :وَما َكا َن لِمَـ ْف ٍ اب س أَ ْن تَ ُم َ وت إِالَّ بِِإ ْذن اهلل كتَاباً ُّم َ َّجالً َوَمن يُ ِر ْد ثَـ َو َ الدنْـيا نُـ ْ تِِه ِم ْمـها ومن ي ِر ْد ثَـواب اآل ِ رةِ نُـ ْ تِِه ِم ْمـها وسمَج ِزي َّ ِ ين ﴾ . َ ََ ْ َ ََ ُ َ َ ُّ َ الشاك ِر َ َ الشاعر : كقاؿ ي ي طارت شعاعان أقوؿ ٟنا كق ٍد ٍ سألت بقاء و فإنك لو ً ً يوـ فصربان يف ً ً صربان ٠ناؿ اٞنوت ٍ كما ثوب اٜنياة ً بثوب ًعٍّنز ي
ك لىن تير ً األبطاؿ ٍ ً ً اعي ًمن ك٪ن ٍ األجل الذم ً عن ً لك مل تيطاعي فما نيل ً ّنستطاع اٝنلود ً ي أخ اٝنن ًع الًن ًاع خلع عن ً فيي ي
إم كا﵁ ،فإذا جاء أجليهم ال يستأخركف عنو ساعةن كال يستقدموف . علي رضي ا﵁ي عنو : قاؿ ّّ أم يومي ًمن ً يوـ ال قيدّْر ٍأـ يوـ قي ًد ٍر افر اٞنوت ُّ ُّ َّ ً كمن اٞنقدكًر ال ينجو اٜنى ًذ ٍر يوـ ال قيدّْر ال أرىبيوي لكم اٜنياةي . كقاؿ أبو بك ور رضي ا﵁ي عنو :اطلبوا اٞنوت تي ى وى ٍ ب ي *********************************
وقفــة ً ال تحز ْن َّ : هم يدافع عنك ،كاٞنبلئكةي فإف ا﵁ ي تستغفر لك ،كاٞنؤمنوف يشركونك يف دعائ ٍ ي كل صبلةو عدؾ كعدان حسنان ،كفوؽ ىذا ر٘نةي أرحم الرا٘نٌن . النت ك ، يشفع ،كالقرآ يف يً ي َّ ُّ ي فإف اٜنسنة بعشر ً و ً سبعمائة ًض ٍع و ال تحز ْن َّ : ف إىل أمثاٟنا إىل أضعاؼ كثًنةو ،كالسيئةي و و ود! فكم ﵁ً ًمن كرـ ما يٚنع مثلو ! كمن جود ال يقاربيو يج ه يعفو ربٌك كيتجاكز ٍ ، ّنثلها إال أ ٍف ى ً ال تحز ْن :فأنت من َّرك ً أىل ً ك٘ن ًلة اٞنلَّ ً ً كحب كعندؾ ، القبلة ك ة التوحيد اد حب ا﵁ً ّْ أصل ّْ ى ي كتندـ إذا أذنبت ،كتفر يح إذا أحسنت ،فعندؾ خًنه كأنت ال تدرم . رسولو ، ي
79
ال حتزن
ال تحز ْن :فأنت على خ وًن يف ضرائًك كسرائًك ،كغناؾ كفق ًرؾ ،كشدَّتًك كرخائًك (( ، إن َ َّ جباً ألم ِر الم م ِن َّ ، سراءَ فشكر وليس ذلك إال للم م ِن ْ ،ن أصابْته َّ أمره كله له ٌير َ ،
ضراءُ فصبر فكان يراً له )) . كان يراً له ،وإ ْن أصاب ْته َّ ***********************************
الصبر لى المكا ِرِ ِ الشدائد وتحم ه ُّ ُ ِ والمعادة والمجاح يق الفوِز ِ طر ُ
اصبِر وما ص ْبـر َك إِالَّ بِاللّ ِه ﴾ ﴿ .فَص ْبـر ج ِمي واللّهُ الْممتَـعا ُن َلَى ما تَ ِ ص ُفو َن ُْ َ َ ٌَ َ ٌَ ﴿ َو ْ ْ َ َ َ ُ ك َصابَ َ صبَـ ْرتُ ْم ﴾ َ ﴿ .و ْ ﴿فَ ْ اصبِ ْر َلَى َما أ َ ص ْبراً َج ِميالً ﴾ َ ﴿ .سالَ ٌم َلَْي ُكم بِ َما َ اصبِ ْر َ صابُِرواْ َوَرابِطُواْ ﴾ . ﴿ ْ اصبِ ُرواْ َو َ ً حسن ً العيش » . عمر رضي ا﵁ي عنوي « :بالصرب أدركنا ٍ قاؿ ي ً ً و ً انتظار ال ىفىرًج . ألىل السنة عند اٞنصائب ثبلثةي فنوف :الصربي ،كالدُّعاءي ،ك ي الشاعر : كقاؿ ي كلكنَّنا يكنا على ً اٞنوت أصرب سقونا ّنثلًها ي سقينا٨نيو كأسان ٍ
﴾. ﴾
سمعه من ِ كيف حديث صحيح (( :ال أحد أصبر لى أذى ِ اهلل :إنهم يز مون َّ أن له ُ ولداً وصاحبةً ،وإنه يعافيهم ويرزقُهم )) .كقاؿ ِ (( : رحم اهللُ موسى ،ابتُلي باكثر من ُ فصبر )) . هذا َ كقاؿ (( : من يتصبَّـ ْر يُصبّْرْه اهللُ )) . ً ً النفوس كألقوا دكنوي األ ييزىرا جهد للمجد كالساعوف قد دببت ى كمن صربا ىم كبلغيوا كابدكا آّد حّت َّ كعانق آّد ىم ٍن أكىف ٍ أكثر ٍ مل ي ً الصًربا ال لن تبلغ آّد حّت ت ٍلعق َّ ٓنسب آّد ٕنران ى أنت آكليوي ٍ ً باألحبلـ ،كال بالرؤيا يف ً ً اٞنناـ َّ ، العٍزًـ . ناؿ إف اٞنعايل ال تي ي كإ٧نا باٜنزـ ك ى
80
ال حتزن
************************************
ك ال تحز ْن من فِع ِ ال َلل ِْق َم َع َ ِ اللالق فعلِهم مع وان ْر إلى ْ
كتاب ً عند أ٘ند يف ً يقوؿ (( :جباً لك يا ابن دم ! لقتُك وتعب ُد الزىد ،أف ا﵁ ي ى ب إليك ِ إلي غيري ،ورزقتُك ض َّ بالمعم وأنا ّّ غمي مك ،وتتبغَّ ُ وتشكر سواي ،أتحبَّ ُ ُ
إلي ،يري إليك ٌ إلي صا ٌد )) !! . نازل ُّ ، وشرك َّ فقير َّ بالمعاصي وأنت ٌ السبلـ أنو داكل ثبلثٌن مريضان ،كأبرأ عمياف كثًنين ،مث كقد ذكركا يف سًنة عيسى عليو ي انقلبوا ضدَّه أعداءن . ************************************
تعمر ِ الرزق من ُّ ال تحز ْن ْ
األحد ،فعنده ًرٍز يؽ ً َّ العباد ،كق ٍد َّ الم َماء فإف َّ تكف ىل بذلك َ ﴿ ،وفِي َّ احد ي الرزاؽ ىو الو ي
ِر ْزقُ ُك ْم َوَما تُو َ ُدو َن ﴾ . سبيل ً اؽ فلًم يتملَّ البشر ،كًمل يهتا يف النفس يف ً الرزؽ ألجل البش ًر ؟! ق فإذا كاف ا﵁ي ىو الرز ي ي ي ي قاؿ سبحانو َ ﴿ :وَما ِمن َد بٍَّة فِي األَ ْر ِ جل اٚنيو َ ﴿ :ما يَـ ْفتَ ِ ض إِالَّ َلَى اللّ ِه ِر ْزقُـ َها ﴾ .كقاؿ َّ اللَّهُ لِلم ِ ك فَ َال ُم ْر ِس َ لَهُ ِمن بَـ ْع ِدهِ ﴾ . ك لَ َها َوَما يُ ْم ِم ْ َّاس ِمن َّر ْح َم ٍة فَ َال ُم ْم ِم َ *********************************
تهو ُن المصائب أسباب ّْ ٌ
.1انتظار األج ًر ك ً َج َرُهم بِغَْي ِر كجل ﴿ :إِنَّ َما يُـ َوفَّى َّ اٞنثوبة من عند ا﵁ً َّ عز َّ الصابُِرو َن أ ْ ي ِحم ٍ اب ﴾ . َ
81
ال حتزن
.2رؤيةي اٞنصابٌن : ً ت نفسي كلوال كثرةي الباكًٌن حويل على إخواهن ٍم لىىقتىػ ٍل ي ً كل ك واد بنو التفت يى ٍسىرنة ،ىل ترل غبل مصابان أك ٣نتحنان ؟ ككما قيل :يف ّْ ت ٬نىٍنىةن ك ٍ فالتف ٍ و سعد . من غ ًًنىا . أسهل ٍ .3كأهنا ي .4كأهنا ليست يف ديً ًن ً العبد ،كإ٧نا يف دنياه . ٍ ً .5ك َّ ا﵀اب . أعظم منها أحيانان يف ّْ أف العبودية يف التسليم عند اٞنكاره ي .6كأنو ال حيلة : ً إ٧نا اٜنيلةي يف تىػٍرًؾ اٜنيى ٍل فاترؾ اٜنيلة يف ٓنويًلها .7ك َّ مى أَن تَ ْك َرُهواْ َش ْيئاً َو ُه َو َ ْيـ ٌر لَّ ُك ْم أف اٝنربة ﵁ً ّْ رب العاٞنٌن َ ﴿ :و َ َ *******************************
﴾.
ال تتقمص شلصية غي ِرك ﴿ ولِ ُك ٍّ ِوج َهةٌ ُهو مولّْ َيها فَاستَبِ ُقواْ الْ َل ْيـر ِ ف األَ ْر ِ ض ات ﴾ ﴿ َو ُه َو الَّ ِذي َج َعلَ ُك ْم َ الَئِ َ ْ َ ْ َ َُ َ ض َدرج ٍ ات ﴾ ﴿ قَ ْد َلِ َم ُك ُّ أُنَ ٍ اس َّم ْش َربَـ ُه ْم ﴾ . َوَرفَ َع بَـ ْع َ ض ُك ْم فَـ ْو َق بَـ ْع ٍ َ َ ً عظمة رسولًنا أنو كظَّف أصحابو كصنعات ،كمن كطاقات ات ه ه اىب كقدر ه الناس مو ي ي ً ً ً يِّب ً للقرآف ،كزي هد للفر ً ائض ، فعلي للقضاء ،كمعاذه للعًٍل ًم ،كأ ّّ حسب قيدراهت ٍم كاستعداداهتم ّّ ، ً ً كحسا يف للشعًر ،كقيس بن و للخطابة . ثابت كخالد للجهاد َّ ، ي ي مً ً السيف يف موض ًع الندل ضّّر كوض ًع فوض يع الندل يف موض ًع السيف بالعيبل ٍ ي
ً قتل يٍ٠ن ًههز. الذكبا يف يف الغ ًًن انتحار ُّ ه تقم ي ص صفات اآلخرين ه ً ً كمن ً اختبلؼ ألسنتً ً صفات ً هم كألو ًاهن ٍم هم ،ك اختبلؼ كجل : آيات ا﵁ً َّ ي عز َّ ٍ ٍ الناس كمواىب ٍ ًً ً ً َّ اإلسبلـ كأىلو ،فالرضا كعمر بشدَّتًًو كصبلبتً ًو نصر ى ،فأبو بكر بر٘نتو كرفقو ى نفع األمةى كاٞنلة ،ي
ال حتزن
ّنا عندؾ من و عطاء موىبةه ،فاستثمرىا ك٧نّْها كقدّْمها كانفع ّٔا ،
82
ف اللّهُ نَـ ْفماً إِالَّ ﴿ الَ يُ َكلّْ ُ
ُو ْس َع َها ﴾ . للموىبة ،كقىػٍتل لئلرادةً ً ً َّ شخصيات اآلخرين ك هأد إف التقليد األعمى كاالنصهار اٞنسرؼ يف ه ً ً اٝنليقة . اٞنقصود من التفرًد كإلغاءه َّ متعم هد التميُّ ًز ك ُّ **********************************
ُّـز العز ِلة
ً ذىب اٜنزف . الشر كفضوؿ ً أقصد ّٔا العزلة عن ّْ ك ي اٞنباح ،كىي ٣نٌا يشر يح اٝناطر كيي ي البد ً للعبد من عز ولة لعبادتًو كذك ًره كتبلكتًو ،ك١ناسبتًو ً قاؿ ابن تيمية :ال َّ لنفسو ،كدعائًو كاستغفا ًره ،كب ً الشر ،ك٥ن ًو ذلك . عده عن ّْ ي و ٚنعت صي ًد اٝناط ًر ) َّ ، ملخصها أنو قاؿ :ما ي ابن اٛنوزم ثبلثة فصوؿ يف ( ٍ كلقد عقد ي كال رأيت كالعزلة ،راحةن كعزان كشرفان ،كبعدان عن ً الشر ،كصونان للجاهً ك ً الوقت ، السوء كعن ّْ ي ٌ ي ٍ كتفكران يف اآلخرةً ،كاستعدادان ً اٜنس ًاد ك ً للقاء ا﵁ً ً الثقبلء كالشامتٌن ُّ ، كحفظان للعم ًر ،كبعدان عن َّ ً ينفع ،كإخراج كنوًز اٜنً ىك ًم ،كاالستنباط َّ عز َّ كجل ،كاغتنامان يف الطاعة ،كجوالف الفكر فيما ي ً النصوص . من ك٥نو ذلك من ً بتصرؼ . كبلم ًو ذكرهي يف العز ًلة ىذا معناه ُّ ً استثمار ً العرض ، كيف العز ًلة العقل ،كقطٍ ي ف ىج ىىن الفك ًر ،كراحةي القلب ،كسبلمةي ٍ ي ً ً ً ً الطاعة ُّ ، كىجر األنفاس يف اغتناـ النهي عن اٞننكر ،ك ي ي كتذكير الرحيم ،ي كموفور األجر ،ك ي كمشاتة ً اٜناقد ،كنظر ً ً ً العدك ً ، اٞنشغبلت ،كالفرار من الف ً ات اٞنلهيات ك البعد عن مداراةً ّْ نت ،ك ي ي ً ً ً ً الثقيل ،كاالعتذا ًر على اٞنعاتً ً اٜنقوؽ ،كمداجاةً ًّْ ك٣ناطلة ً اٞنتكرب ، كمطالبة ب، اٜناسد ، ً األ٘نق . كالص ًرب على ً ات اٜنر ً اللساف ،كعثر ً ات :عور ً كيف العز ًلة سٍتػر للعور ً ً ً كرعونة كفلتات الذى ًن ، كات ، ات ىه ً النفس .
83
ال حتزن
فالعزلةي حجاب ً ً ً اٞنناقب ،كما أحسن أكماـ لط ٍلع لد ّْر كصد ه ؼ ي لوجو ا﵀اس ًن ،ى الفضل ،ك ه ه لؤلجل ،كُنبوحةن يف اٝنلوةً ،كسفران يف ً ً ً طاعة ، العزلةى مع الكتاب ،كفرنة للعم ًر ،كفسحةن تأم ول . كسياحةن يف ُّ ً ً ً اٞنقاصد ،كتبين صرح كتتأمل يف اللطائف ، كٓنوز على ٓنرص على اٞنعاٍل ،ي كيف العزلة ي ي كل ً العقل . الرأ ًم ، ي كتشيد ٍ ىي ى اصطياد الفو ً ً ً و ائد . اٝناطر يف ك ي القلب يف فىػىروح ى الركح يف العزلة يف ىجذؿ ،ك ي اكرب ،ك ي كال تهرائي يف العز ًلة :ألنو ال يراؾ إال ا﵁ ،كال تيسم ًع ً بكبلمك بشران فبل يسمعك إال ي ي السميع البصًني . ي كشداةً كرك ًاد التار ً كل البلمعٌن كالنافعٌن ،كالعباق ًرة كاٛنهابذةً كأساطٌن الزم ًن َّ ، ُّ يخ ،ي ا﵀افل ،كلُّهم س ىقوا ىغرس نػيبلهم من ً ً كعيوف الدى ًر ،ككو ً اكب ً ً ماء العز ًلة حّت استول الفضائل ، ى ٍ ٍى ٍ ً ًً ٌن ً كل ح و بإذف رّّْٔا . فآتت أي يكلىها َّ فنبتت شجرةي عظمتهم ٍ ، على يسوقو ٍ ، قاؿ علي ً عبدالعزيز اٛنيٍرجاٍلُّ : ُّ رأكا رجبلن عن ً موقف ُّ أح ىجما انقباض كإ٧نا يقولوف يل فيك ي الذ ّْؿ ٍ ٓنتمل الظَّما لكن نفس اٜنيّْر قلت ق ٍد أ ىىرل ك َّ قيل ىذا ه مورد ي ي إذا ى طمع َّ ً كمل ً يل يسلَّما كنت كلَّما أقض َّ حق العل ًم إف ي بدا ه صًنتيوي ى أأشقى بو ىغرسان ك ً إذف فاتَّباعي ً اٛنهل ق ٍد كاف أحزما أجنيو ذلَّةن ٍ ً كلو َّ النفوس لىعيظَّما كلو عظَّموه يف صاهنم أف أىل العل ًم صانوه ٍ هتجما لكن أىانيوهي فهانوا كدنَّسوا ً باألطماع حّت َّ ي١نىيَّاهي ك ٍ بن و اٜننبلي : خليل كقاؿ ي ُّ أ٘ند ي العز كالرا ىم ٍن أراد َّ لي يك ٍن فردان من النا كيف يصفو المر وئ ما بٌن غم وز ًمن و ختوؿ ٍ
ىم ً طويل حةى ًمن ّْ ً بالقليل ًس كيرضى عاش ًم ٍن و عيش كبً ًيل كمداجاةً ثقيلً
ال حتزن
كمعاناةً ً ِنيل كل ً سبيل ًس على ّْ
و كمداراةً حسود آهً من ً معرفة النا ٍ اٛنرجاٍل : علي بن عبدالعزي ًز ُّ كقاؿ القاضي ُّ مت لذ ىة ً حّت العيش َّ ما َّ تطع ي أعز من العلػ ليس شيءه ٌ ً َّإ٧نا ُّ ٢نالطة النا الذؿ يف كقاؿ آخر : ً مت بييت ت بوحديت كل ًز ي أن ٍس ي األناـ فما أبايل ي كقاطعت ى كقاؿ اٜنميدم ا﵀دّْث : لقاءي ً فيد شيئان الناس ليس يي ي فأقٍلًل من ً لقاء ً الناس إالَّ ٍ ٍ ابن فارس : كقاؿ ي قلت خًنان كقالوا كيف حاليك ي ٨نوـ الصد ًر قيػ ٍلنا إذا ٍ ازد٘نت ي ند٬ني ً أنيس نفسي ك يت ر ى َّ ي
84
صرت ً للبيت ك ً الكتاب جليسا ي ػم فما أبتغي سواهي أنيسا ًس ٍ ً ش عزيزان رئيسان فدع يهم كع ٍ السركر فداـ ًيل اٟننا كى٧نىا ي ً أسار ي ى ب األمًني اٛنيش أـ رك ى قيل ً من و كقاؿ سول اإلكثا ًر ٍ إصبلح ً ً حاؿ لكسب العل ًم أك ً حاج تنقضَّى حاجةه ي كتفوت ي اج عسى يومان يكو يف لوي انفر ي اج دفاتر يل كمعشوقي السر ي ي
أحب العزلة فهي ًعّّز لوي .كلك أف تراجع كتاب (( العز ًلة)) للخطَّاِّب . كل من َّ قالوا ُّ : **********************************
فوائد الشدائد كتقصم العجب ،كتنسف ً تقوم القلب ،كٕنحو الذنب ً ، َّ الكٍبػىر ،كىي فإف الشدائد ّْ ي ي يٍ ى ذكبا هف ً للتذك ًر ،كج ٍلب ً كإشعاؿ ُّ للغفلة ، ه عطف اٞنخلوقٌن ،كدعاءه من الصاٜنٌن ،كخضوعه ي ً كتضرع كزجهر للجربكت ،ك مقدـ ،كإحياءه للذك ًر ُّ ، كنذير ه ه استسبلـ للواحد القها ًر ٍ ، حاضر ،ه ه
85
ال حتزن
ً للقدكـ على اٞنوىل ،كإزعاج عن الر ً ً كوف على الدنيا كالرضا احتساب بالص ًرب ،ك للغصص ،كهتيئةه ه ه ً اللطف أعظم ،كما يسً ىرت من ً الذنب أكربي ،كما عيفي من ّٔا كاالطمئناف إليها ،كما خفي من ي أجل . اٝنطأ ُّ ***********************************
وقفـةٌ ً ال تحز ْن َّ : اٛنهاد ،كييورثيك اإلحباط ، ألف اٜنزف يضع يفك يف العبادةً ،كيعطّْلك عن ً التشاؤـ . الظن ،كييوقعيك يف كيدعوؾ إىل سوء ّْ ً ً النفسية ،كمصدر ً أساس األمر ً ال تحز ْن َّ : اآلالـ اض العصيبة ،كمادةي ي فإف اٜنزف كالقلق ي اس كاالضطر ً االهنيا ًر كالوسو ً اب . ً اٞنعركؼ ، كفع يل الذكر ،كالدعاءي ،كالصبلةي ،كالصدقةي ٍ ، ال تحز ْن :كمعك القرآ يف ،ك ي كالعمل النافع ً اٞنثمير . ي ي ال تحز ْن :كال تستسلم للحزف عن طر ًيق الفر ًاغ ك ً اكتب .. العطالة ّْ ، صل ..سبّْ ٍح اقرأٍ ٍ .. ٍ تأم ٍل . اعمل .. استقبل ..يزٍر َّ .. ٍ ٍ ِ ﴿ ا ْد ُونِي أ ِ ين ﴾ ض ُّر اً َو ُ ْفيَةً إِنَّهُ الَ يُ ِح ُّ ب لَ ُك ْم ﴾ ﴿ ا ْد ُواْ َربَّ ُك ْم تَ َ ْ َستَج ْ ب ال ُْم ْعتَد َ ِِ ّْين ﴾ ﴿ قُ ِ ا ْد ُواْ اللّهَ أَ ِو ا ْد ُواْ َّ الر ْح َم َـن أَيّاً َّما تَ ْد ُواْ فَـلَهُ ين لَهُ الد َ ﴿فَا ْد ُوا اللَّهَ ُم ْللص َ ْح ْممَى ﴾ . األَ ْس َماء ال ُ
*******************************
قوا د في المعادة ً ً ً كثرت أمورؾ ،ك ٍ ش يف حدكد يومك تشتَّت ذىنيك ،كاضطر ٍ اعلم أنك إذا مل تع ٍ بت عليك ي ٍُ . كغمومك ،كىذا معىن (( :إذا أصبحت فال تمت ِر المماء ،وإذا أمميت فال ٨نومك ي ي تمت ِر الصباح )) . فاالىتماـ ّنا مضى كانتهى ي٘نٍ هق كجنو هف . ِ .انٍس اٞناضي ّنا فيو ، ي
ال حتزن
باٞنستقبل ،فهو يف عا ًمل ً ً التفكر فيو حّت يأيت . كدع تشتغل ّ .ال الغيب ً ، ى ٍ ً اعلم َّ ك. ْ .ال َّ قيمتى ى هتتز من النقد ،ك ٍ أف النقد يساكم ى اثبت ،ك ٍ ٓ .اإل٬نا يف با﵁ً العمل الصاٌفي ىو اٜنياةي الطيبةي السعيدةي . ك ، ي ٔ .من أراد االطمئناف كاٟندكء كالراحةى ،فعليو بذك ًر ا﵁ً تعاىل . أف و ٕ .على ً العبد أف يعلم َّ شيء بقضاء كقد ور . ٖ .ال تنتظر شكران من و أحد . ٍ ً الفركض . ٗ .ك ىط ًَ ٍف نفسك على تلقّْي أسوأ لعل فيما حصل خًنان لك . ََُّ . ُُ .كل و قضاء للمسل ًم خًنه لو . ُّ ّْ اشكر . ُِ .فكٍر يف النع ًم ك ٍ ُّ .أنت ّنا عندؾ فوؽ كث وًن من ً الناس . ساعة إىل و ُْ .من و ساعة فىػىر هج . ً بالببلء يي ٍستى ٍخىر يج الدعاءي . ُٓ. كقوةه ً للقلب . ُٔ. اىم للبصائ ًر َّ ي اٞنصائب مر ي َُّٕ . إف مع العي ٍس ًر يي ٍسران . ُٖ .ال ً تقض عليك التوافًوي . اسع اٞنغفرةً . ُٗ .إف َّربك ك ي تغضب . تغضب ،ال تغضب ،ال َِ .ال ٍ ٍ ٍ تكرتث بغًن ذلك . خبز كماءه كظلّّ ،فبل ٍ ُِ .اٜنياةي ه الم َماء ِر ْزقُ ُك ْم َوَما تُو َ ُدو َن ﴾ . َِِ ﴿ .وفِي َّ اؼ ال يكو يف . ِّ .أكثر ما ه٫ن ٍ ِْ .لك يف اٞنصابٌن أيسوةه . َِّٓ . ابتبلى ٍم . إف ا﵁ إذا َّ أحب قومان ي
86
ال حتزن
ِٔ. ِٕ. ِٖ. ِٗ. َّ.
ىكّْرر أدعيةى ال ىكر ً ب. ٍ ٍ ً اٛناد اٞنثم ًر ،كاىج ًر الفراغ . عليك بالعمل ّْ ً ً الشائعات . تصدؽ اترؾ األراجيف ،كال ٍ يضُّر ً ً اٝنص يم . كحرصك على حقد ىؾ ي بص َّحتً ى ك أكثر ٣نا يى ي االنتقاـ ي ضُّر ٌ ي ً كل ما يصيبك فهو َّ للذنوب . كفارةه ُّ ***********************************
87
ولِم الحز ُن و مدك ستَّةُ أ ٍ الط ؟
ً ذكر صاحب ( الفرًج بعد الشدةً و َّ فدخل عليو ، ّنصيبة لي ابت اٜنكماء احد أف : ) ى ي ي ى ى و اٞنصاب ،فقاؿ :إٍل عملت دكاء من ً ً أخبلط .قالوا :ما ىي ؟ قاؿ : ستة يعزكنىوي يف إخوانيو ُّ ي ن األكؿ :الثقةي با﵁ً َّ الثالث :الصربي خًنه ما مقدكر كل بأف علمي : الثاٍل ك . ط ي اٝنل ي َّ كائن .ك ي ه أكن أيعٌن على نفسي أصرب أنا ِّ فأم شيء أعمل ؟! كمل ٍ استعملوي اٞنمتحنيوف .كالر ي ابع :إ ٍف مل ٍ ساعة إىل و شر ٣نا أنا فيو .كالسادس :من و ساعة فىػىر هج ٬نكن أف أكوف يف ٍّن اٝنامس :قد ي ي باٛنزع .ك ي . **********************************
الصعاب وداهم ْتك المشاك ُ وا ترضتك ك ال تَ ْح َز ْن إذا واجه ْت َ ُ العوائق ،واصبر َّ وتحم ُ إ ٍف كا ىف عندؾ يا زما يف بقيَّةه
٣نا يهتٌن ًبو الكراـ ً فهاهتا ي ى
أرفق من اٛنزًع َّ ، َّ أشرؼ من اٝنوًر ،كإف الذم ال يصربي اختياران كإف التحمل ي إف الصرب ي سوؼ يصربي اضطراران . كقاؿ اٞنتنت : فؤادم يف و غشاء من ً نباؿ الدىر باألرز ًاء حّت رماٍل ي
ال حتزن
سهاـ ي فصرت إذا أصابتين ه فعشت كال أيبايل بالرزايا ي
تكس ً ً النصاؿ النصاؿ على رت ي َّ انتفعت بأ ٍف أيبايل ألٍل ما ي
كقاؿ أبو اٞنظفر األبيوردم : َّ تنكىر يل دىرم كمل يد ًر أنين الدىر كيف ي اعتداؤهي فبات ييريين ي
أً أحداث ً الزماف هتيو يف ىعُّز ك ي ت أير ًيو الصرب كيف يكو يف كبً ُّ
88
حفظ ً ماء ً أشرؼ – مع ً الوجو إف الكوخ َّع ًر ،كخبز الشع ًًن ُّ ، أعز ك ي َّ اٝنشت ،كخيمةى الش ٍ و ككر ً ص ور و كصو ىف ً امة العًٍر ً كحديقة غنَّاءى مع التعك ًًن كال ىك ىد ًر . منيف النفس – من قى ٍ ض ٍ البد لو من زمن حّت يزكؿ ،كمن استعجل يف زك ً ا﵀نةي كاٞنرض َّ ، الو أكشك أف يتضاعف كيستفحل ،فكذلك اٞنصيبة كاٞنً البد ٟنا من و َّ اجب اٞنبتلي : ك ك ، ىا آثار تزكؿ حّت ، كقت ة ن ح ي ى ي ٍ ي ي الصرب كانتظار الفرًج كمداكمةي الد ً ُّعاء . ي ي *******************************
وقف ــة َسواْ ِمن َّرْو ِح اللّ ِه إِ َّ َس ِمن َّرْو ِح اللّ ِه إِالَّ الْ َق ْو ُم الْ َكافِ ُرو َن ﴾ َ ﴿ .وَمن ي ـ ي ال ه ن َ ُ ْ َ ﴿ َوالَ تَـ ْي ُ ُ ط ِمن َّرحم ِة ربِّْه إِالَّ الضَّآلُّو َن ﴾ ﴿ .إِ َّن رحم َ ِ ِِ ين ﴾ َ ﴿ .ال تَ ْد ِري يَـ ْقمَ ُ ت اللّه قَ ِر ٌ َْ َ َْ َ يب ّْم َن ال ُْم ْحمم َ َّ مى أَن لَ َع َّ اللَّهَ يُ ْح ِد ُ ث بَـ ْع َد َذلِ َ مى أَن تَ ْك َرُهواْ َش ْيئاً َو ُه َو َ ْيـ ٌر ل ُك ْم َو َ َ ك أ َْمراً ﴾ َ ﴿ .و َ َ ِ يف بِ ِعب ِ ادهِ ﴾ ﴿ . تُ ِحبُّواْ َش ْيئاً َو ُه َو َش ّّر لَّ ُك ْم َواللّهُ يَـ ْعلَ ُم َوأَنتُ ْم الَ تَـ ْعلَ ُمو َن ﴾ ﴿ .اللَّهُ لَط ٌ َ ٍ ِ اب َوَر ْح َمتِي َو ِس َع ْ ت ُك َّ َش ْيء ﴾ ﴿ .الَ تَ ْح َز ْن إِ َّن اللّهَ َم َعمَا ﴾ ﴿ .إِ ْذ تَ ْمتَغيثُو َن َربَّ ُك ْم فَ ْ استَ َج َ لَ ُك ْم ﴾ َ ﴿ .و ُه َو الَّ ِذي يُـمَـ ّْز ُل الْغَْي َ ش ُر َر ْح َمتَهُ ﴾ َ ﴿ .ويَ ْد ُونَـمَا َرغَباً ث ِمن بَـ ْع ِد َما قَـمَطُوا َويَم ُ ِِ ين ﴾ . َوَرَهباً َوَكانُوا لَمَا َ اشع َ الشاعر : قاؿ ي إذا مل ترض منها باٞنز ًاج مّت تص يفو لك الدنيا ِن وًن أمل تر جوىر الدنيا َّ يجاج اٞنصفى ك٢نرجوي من البح ًر األ ً
ال حتزن
ب ي٢ن و ابتهاج فجأت ًّٔ ٍووؿ يفة ّنسرةو لك ك ً كر َّ جرت َّ ٍ ٍ ي كرب و و جاج امتناع ب إقامة بىػ ٍع ىد اع ًو ً سبلمة بىػ ٍع ىد و َّ كر َّ ي *************************************
89
جليس في ِ ٍ كتاب و ُير األنام ُ إ ٌف من أسباب السعادة :االنقطاع إىل مطالعة الكتاب ،كاالىتماـ بالقراءة ،كتنمية العقل بالفو ً ً ائد . كاٛناحظ ي ً وصك بالكتاب كاٞنطالعة ،لتطرد اٜنزف عنك فيقوؿ : ي الرفيق الذم ال ى٬نىلُّك اٛنليس الذم ال ييط ًريك ،ك كالكتاب ىو الصديق الذم ال ييغ ًريك ،ك ي ي ي اٛنار الذم ال يستبطيك ،كالصاحب الذم ال يريد استخراج ،ك اٞنستميح الذم ال يسرتيثك ،ك ي ي ٪نتاؿ لك ً بالكذ ً ما عندؾ ً ب. باٞنلق ،كال يعامليك باٞن ٍكر ،كال ٫ندعيك بالنفاؽ ،كال ي كالكتاب ىو الذم إف نظرت فيو أطاؿ إمتاعك ،كشحذ طباعك ،كبسط لسانك ، كعمىر صدرؾ ،كمنحك تعظيم العو ّْاـ ، كجو بنانك َّ ، كفخم ألفاظك ،كُنبح نفسك َّ ، َّ ً دى ور ،مع السبلمة من الغيٍرًـ ، كصداقة اٞنلوؾ ،كعرفت بو شه ور ما ال تعرفو من أفواه الرجاؿ يف ٍ ً الوقوؼ ً بباب اٞنكتسب بالتعليم ،كمن اٛنلوس بٌن يدم ىمن أنت كد الطلب ،كمن كمن ّْ أكرـ منو ًعرقان ،كمع السبلمة من ٠نالسة البغضاء ،كمقارنة األغنياء . أفضل منو يخليقاي ،ك ي ي اٜنض ًر كالكتاب ىو الذم يطيعك بالليل كطاعتو بالنهار ،كيطيعك يف السفر كطاعتو يف ى ،كال يعتل و بنوـ ،كال يعرت ًيو ىكلى يل السه ًر ،كىو اٞنعلّْ يم الذم إف افتقرت إليو مل ٫نٍ ًفٍرؾ ،كإف ُّ قطعت عنو اٞنادة مل يقطع عنك الفائً يح أعاديك ر ت ب ى كإف ، طاعتك يدع مل لتو ز ع كإف ، ة د َّ ى ٍ ٍ ي غىن من ينقلب عليك ،كمّت كنت معو متعلّْقان بسبب أك معتصمان بأدٌل ٍ مل ٍ حبل كاف لك فيو ن جليس ً ً السوء ،كلو مل يكن من فضلو عليك كإحسانو تضرؾ معو كحشةي الوحدة إىل غًنه ،كمل َّ ً التعرض النظر إىل اٞنارة بك .مع ما يف ذلك من ُّ إليك إالَّ مٍنػعيو لك من اٛنلوس على بابك ،ك ي
ال حتزن
90
فضوؿ النظ ًر ،كمن عادةً ً للحقوؽ اليت تلزـ ،كمن ً اٝنو ً مبلبسة صغا ًر ض فيما ال يعنيك ،كمن ٍ ً الناس ،كحضوًر ألفاظهم الساقطة ،كمعانيهم الفاسدة ،كأخبلقًهم الرديئة ،كجهاالهتم اٞنذمومة .لكاف يف ذلك السبلمةي مث الغنيمةي ،كإحراز األصل مع استفادةً الفرًع ،كلو مل يكن ي ٍ يف ذلك إال أنو يشغلك عن سخف اٞنىن ،كعن اعتياد الر ً احة كعن اللَّ ً عب ،ككل ما أشبو اللعب ي ً ،لقد كاف على صاحبو أسبغ النعمة كأعظم اٞننَّةى . ً ساعات ليلهم : كقد علمنا أف أفضل ما يقطع بو ال يفَّراغي هنارىم ،كأصحاب الفكاىات الكتاب ،كىو الشيء الذم ال ييرل ٟنم فيو مع النيل أثر يف ازدياد ْنربة كال عقل كال مركءة ، ي صنيعة كال يف ً و ابتداء صوف ًعرض ،كال يف إصبلح دي ون ،كال يف تثمًن ماؿ ،كال يف رب كال يف ٍ و إنعاـ .
* ٌ أقوال في فض الكتاب :
ين ،ال تقوموا يف األسواؽ إال على كقاؿ أبو عبيدة :قاؿ اٞنهلَّب لبنيو يف كصيتو :يا بىً َّ كراؽ . َّزراد أك َّ أت على شيخ شامي كتابان فيو من مآث ًر غطفاف ،فقاؿ : كح ٌدثين صديق يل قاؿ :قر ي ً ً لت كال ذىبت اٞنكارـ إال من الكتب . كٚنعت اٜنسن اللؤلؤم يقوؿ :ي غربت أربعٌن عامان ما ق ي ي اتكأت ،إال كالكتاب موضوع على صدرم . بت كال ي ي كقاؿ ابن اٛنهم :إذا غشيين النعاس يف غًن كقت نوـ .كبئس الشيء النوـ الفاضل عن فأجد اىتزازم للفوائد ،كاألر٪نية اليت تعرتيين عند لت كتابان من كتب اٜنًكم ،ي اٜناجة .تناك ي أشد إيقاظان من ً كعز التبٌن ُّ هنيق الظفر ببعض اٜناجة ،كالذم يغشى قلت من سركر االستبانة ُّ ، اٜنم ًًن ،كىدَّةً اٟنىٍدًـ . أيت ذلك استحسنت الكتاب كاستجدتيو ، ابن اٛنهم :إذا ي كرجوت منو الفائدة ،كر ي ي كقاؿ ي أنظر كم بقي من كرقة ٢نافة استنفاده ،كانقطاع اٞنادة من فيو ،فلو تراٍل كأنا ساعة بعد ساعة ي الورؽ كثًن ً قلبو ،كإف كاف اٞنصحف عظيم اٜنج ًم كثًن ً العدد فقد متَّ عيشي ككمل سركرم . ي
91
ال حتزن
كذكر العتت كتابان لبعض القدماء فقاؿ :لوال طوليو ككثرةي كرقً ًو لنسختيو .فقاؿ ابن اٛنهم : أت ُّ قط كتابان كبًنان فأخبلٍل من فائدة ،كما لكين ما رغَّبين فيو إال الذم َّ زىدؾ فيو ،كما قر ي دخلت ! . فخرجت منها كما أت من صغار الكتب أحصي كم قر ي ي ي ِ ِ اب أُن ِز َل إِلَْي َ ك ُّ ج ّْم ْمهُ أجل الكتب كأشرفها كأرفعها ﴿ :كتَ ٌ ك فَالَ يَ ُكن في َ ص ْد ِر َك َح َر ٌ ِ ِ مذر بِ ِه وِذ ْكرى لِل ِ ِ ين ﴾ . لتُ َ َ َ ُ ْم ْ مم َ
* فوائد القراءة والمطالعة : اٟنم ك ً طرد الوسو ً اٜنزف . اس ك ّْ ُ .ن ً اٝنوض يف ً الباطل . اجتناب ِ. ي ً االشتغاؿ عن البطَّالٌن ك ً العطالة . أىل ّ. ي
ً ً الفصاحة. بالببلغة ك البعد عن اللَّ ٍح ًن ،كالتحلّْي يب على الكبلـ ،ك ي ْ .فٍت يق اللساف كتدر ه الذى ًن ،كتصفيةي ً اٝناط ًر . الع ٍق ًل ، ي كْنويد ّْ ٍ ٓ .تنميةي ى ا﵀فوظ ك ً ً اٞنفهوـ . ٔ .غزارةي العل ًم ،ككثرةي ً ً ً ٕ .االستفادةي من ً ْنارب ً العلماء . استنباط اٜنكماء ك الناس كحك ًم اٟناضمة ً ً للعلوـ ،كاٞنطالعةي على الثقافات الواعية لدكرىا يف اٜنياة . إ٩ناد اٞنلى ىك ًة ٖ .ي ى ٗ .زيادةي ً ً خاصةن يف قراءة ً كتب ً اإلسبلـ ،فإف الكتاب من أعظم الوعَّاظ ، أىل اإل٬ناف َّ أجل الزاجرين ،كمن أكرب الناىٌن ،كمن أحك ًم اآلمرين . كمن ّْ ُّت ،كللقلب من التشرذيًـ ،ك ً للذىن من التشت ً َُ .راحةه ّْ الضياع . للوقت من ً ً ً ً ً ً اٛنملة ، كمدلوؿ كمقصود العبارةً ، كصياغة اٞنادةً ، الكلمة ، الرسوخ يف فىػ ٍه ًم ُُ. ي ً ً اٜنكمة . كمعرفة أسرا ًر كليس بأ ٍف طعمت كال شربتا اح اٞنعاٍل فركح ً الركح أرك ي ي ***********************************
وقفــة
ال حتزن
92
مرض أبو بك ور رضي ا﵁ عنو فعادكه ،فقالوا :أال ندعو لك الطبيب ؟ فقاؿ :قد رآٍل يد . فع ه الطبيب .قالوا ُّ : اؿ ٞنا أر ي فأم شيء قاؿ لك ؟ قاؿ :إٍل ٌ ً اٝنطاب رضي ا﵁ عنو :كجدنا ىخٍيػىر عيشنًا بالص ًرب . بن عمر ي قاؿ ي أف الصرب كاف من ً كقاؿ أيضان :أفضل و عيش أدركناه بالصرب ،كلو َّ الرجاؿ كاف كر٬نان . ي ً الصٍبػىر من اإل٬ناف ّننزلة الر ً اٛنسد أس من علي بن أِّب طالب رضي ا﵁ عنو :أال إف َّ كقاؿ ُّ أس بار اٛنسم ،مث ىرفى ىع صوتىو فقاؿ :إنو ال إ٬ناف ٞنن ال ى صٍبػىر لو .كقاؿ :الصربي ،فإذا قيطع الر ي ي مطيَّةه ال تى ٍكبيو . كقاؿ اٜنسن :الصرب ىكٍنػز من كنوًز اٝن ًًن ،ال يعطيو ا﵁ إال و لعبد و كرَل عنده . ه ي و فانتزعها منو ،فعاضو مكاهنا بن عبدالعزيز :ما أنعم ا﵁ي على عبد نعمةن ،ى عمر ي كقاؿ ي عوضو خًنان ٣نا انتزعوي . الصرب ،إالَّ كاف ما َّ بن مهراف :ما ناؿ أحد شيئان من خت ًم اٝن ًًن فيما دكنو إال الصرب . كقاؿ ميموف ي الصرب ،قاؿ تعاىل ﴿ :إِنَّ َما يُـ َوفَّى كل عمل ييعرؼ ثوابو إال َّ بن القاسم ُّ : كقاؿ سليماف ي َّ ِ َجرُهم بِغَْي ِر ِحم ٍ اب ﴾ قاؿ :كاٞناؿ اٞننهمر . الصاب ُرو َن أ ْ َ َ *****************************
ال تحز ْن َّ ألن هماك مشهداً ر وحيا ًة أ رى ،ويوماً ثانياً ً ُّ ً ً ب ماليو ىنا األكلٌن كاآلخرين ،كىذا ٩نعلك ٩نمع ا﵁ فيو َّ تطمئن لعدؿ ا﵁ ،فى ىم ٍن يسل ى كجده ىناؾ ،كمن ظيلم ىنا أينصف ىناؾ ،كمن جار ىنا عيوقًب ىناؾ !! تكتمل نيقل عن « كانت » الفيلسوؼ األٞناٍل أنو قاؿ (( :إف مسرحيَّة اٜنياة الدنيا مل ٍ و مشهد و بىػ ٍع يد َّ ، كالبد من ثاف ؛ ألننا نرل ىنا ظاٞنان كمظلومان كمل ٤ن ٍد اإلنصاؼ ،كغالبان كمغلوبان كمل ٤ند االنتقاـ َّ ، الع ٍد يؿ )) . فبلبد إذف من عا ومل آخر ُّ يتم فيو ى قاؿ الشيخ علي الطنطاكم معلّْقان :كىذا الكبلـ اعرتاؼ ضمين باليوـ اآلخر كالقيامة ، من ىذا األجنت .
ال حتزن
ً ً القضاء األرض أجحف يف كقاضي ً ً السماء األرض من قاضي لقاضي
جار الوز يير ككاتبًاهي إذا ى فىػ ىويٍ هل مث ىكيٍ هل يمثَّ كيٍ هل ﴿ َال ُلْم الْيـوم إِ َّن اللَّهَ س ِريع ال ِ ْحم ِ اب ﴾ . َ ََْ َ ُ َ *********************************
93
تجارب ِ ِ ٌ القوم قوالت من أقوال الميةٌ ونُ ٌ
كتب « ركبرت لويس ستيفنسوف » (( :فكل إنساف يستطيع القياـ بعملو مهما كاف شاقٌان يف يوـ كاحد ،ككل و الشمس .كىذا ما تعنيو تغيب حّت بسعادة العيش يستطيع إنساف ي ي اٜنياة )) . قاؿ أحدىم (( :ليس لك من حياتًك إال يوـ كاحد ،أمس ذىب ،ك ىغ هد مل ً يأت )) . ه الصت يقوؿ :حٌن كتب « ستيفن ليكوؾ » :فالطفل يقوؿ :حٌن أصبح صبيٌان ،ك ُّ أيصبح شابٌان .كحٌن أيصبح شابٌان أتزكج .كلكن ماذا بعد الزكاج؟ كماذا بىػ ٍع ىد كل ىذه اٞنراحل؟ تتغًني الفكرة ٥نو :حٌن أكوف قادران على التقاعيد .ينظر خلفو ،كتلفحو رياح باردة ،لقد فقد حياتو اليت كلَّت دكف أف يعيش دقيقةن كاحدة منها ،ك٥نن نتعلَّم بعد فو ً ات األك ًاف َّ تقع أف اٜنياة ي كل ساعة من يومنا اٜناض ًر )) . يف كل دقيقة ك ّْ اٞنسوفيوف بالتوبة . ككذلك ٌ أخرت من قاؿ أحد السلف (( :أنذرتيكم ( سوؼ ) ،فغنها كلمةه كم منعت من خًن ك َّ صبلح )) . ف يَـ ْعلَ ُمو َن ﴾ . م ْو َ ﴿ ذَ ْرُه ْم يَْ ُكلُواْ َويَـتَ َمتـَّعُواْ َويُـ ْل ِه ِه ُم األَ َم ُ فَ َ يقوؿ الفيلسوؼ الفرنسي « مونتٌن » (( :كانت حيايت مليئة ّْ باٜنظ السيئ الذم مل يرحم أبدان )) . ٍ
94
ال حتزن
قلت :ىؤالء مل يعرفوا اٜنكمة من خ ٍلقهم ،على الرغم من ذكائهم كمعارفهم ،لكن مل ي ج َع ِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَ َما لَهُ ِمن نُّوٍر ﴾ ﴿ . يهتدكا ّٔدم ا﵁ الذم بعث بو رسولو َ ﴿ ، وَمن لَّ ْم يَ ْ المبِي َ إِ َّما َشاكِراً َوإِ َّما َك ُفوراً ﴾ . إِنَّا َه َديْـمَاهُ َّ يقوؿ « :دانسي » ّْ (( : فكٍر إف ىذا اليوـ لن ينبثق ثانيةن )) . أكمل حديث (( :ص ّْ صال َة مود ٍّْع )) ي أٗنل منو ك ي قلت :ك ي كمن جعل يف ً خلدهً ًً َّد توبتو ،كأحسن فيو يعيش الذم اليوـ ىذا أف آخر أيامو ،جد ى ي ي عملو ،كاجتهد يف ً اتباع رسولًًو . طاعة ربًّْو ك ً كتب اٞنثل اٞنسرحي اٟنندم الشهًن « كاليداسا » : ٓنيةن للفجر انظر إىل ىذا النهار ٍ ألنو ىو اٜنياة ،حياة اٜنياة حقائق ً ً كجودؾ ٢نتلف يف فرتتًًو ،تيوجد ي ُّم ّْو نعمةي الن ي آّيد العمل ي ي كّٔاءي االنتصا ًر كألف األمس ليس سول يحلي وم كالغى يد ليس إال يرنؤل َّ لكن اليوـ الذم تعيشو بأكملو ٩نعل األمس يح ٍلمان ٗنيبلن ككل غد رؤيةن ً لؤلمل فانظر جيّْدان إىل ىذا النهار ىذه ىي ٓنية الفجر *********************************
اس ْل نفمك هذه األسئلة
95
ال حتزن
أغلق األبواب اٜنديديَّة على اٞناضي كاٞنستقبل ،كعش دقائق ً يومك : ٍ ى القلق ً اٞنستقبل ،أك اٜنن ً أؤجل حيايت اٜناضرة من أجل ً ً ٌن إىل بشأف ُ .ىل أقصد أف ّْ (( حديقة سحرية كراء األيفي ًق )) ؟ انقضت تك ِ .ىل أجعل حاضرم مريران بالتطلُّ ًع إىل أشياء ىح ىديى ٍ ٍ ث يف اٞناضي ،ىح ىدثى ٍ مع مركًر الزم ًن ؟ ً استغبلؿ النها ًر ،كاإلفادةً القصول ت على ظ يف ً ّ .ىل أستيق ي الصباح ،كقد َّ صم ٍم ي من الساعات األرب ًع كالعشرين اٞنقبلة ؟ عشت دقائق يومي ؟ ْ .ىل أستفيد من اٜنياة إذا ما ي ً اليوـ ؟ ٓ .مّت سأبدأي يف القياـ بذلك ؟ األسبوع اٞنقبل ؟ ..يف الغد ؟ ..أك ى و ٬نكن أ ٍف ىٍ٪ن يدث ؟ مث : ٍٔ . اسأؿ نفسك :ما اسوأي احتماؿ ي كٓنملً ًو . ّْجهٍز نفسك لقبو ًلو ُّ و َّ ِ ً ال لَ ُهم الم ِ َّاس قَ ْد با ٍش ًر ّٔدكء لتحسٌن ذلك االحتماؿ ﴿ .الذ ََّاس إ َّن الم َ ين قَ َ ُ ُ يماناً َوقَالُواْ َح ْمبُـمَا اللّهُ َونِ ْع َم ال َْوكِي ُ ﴾ . َج َمعُواْ لَ ُك ْم فَا ْ َ ش ْو ُه ْم فَـ َز َ اد ُه ْم إِ َ ********************************
وقفـ ــة ِ ب َوَمن يَـتَـ َوَّك ْ َلَى ﴿ َوَمن يَـت َِّق اللَّهَ يَ ْج َع لَّهُ َم ْل َرجاً{َ }2ويَـ ْرُزقْهُ ِم ْن َح ْي ُ ث َال يَ ْحتَم ُ اللَّ ِه فَـ ُه َو َح ْمبُهُ ﴾ َ ﴿ .سيَ ْج َع ُ اللَّهُ بَـ ْع َد ُ ْم ٍر يُ ْمراً ﴾ . الكر ِ ب َّ ، وأن مع العُ ْم ِر يُ ْمراً )) . (( وا لم أن المصر مع الصب ِر ،وأن الفرج مع ْ (( أنا مد ّْن بدي بي فلْيَ ُ َّن بي ما شاء )) . الم ِميع الْعلِ ﴿ فَ ِ يم ﴾ . ميَ ْكفي َك ُه ُم اللّهُ َو ُه َو َّ ُ َ ُ َ وت ﴾ . ْح ّْي الَّ ِذي َال يَ ُم ُ ﴿ َوتَـ َوَّك ْ َلَى ال َ ﴿ فَـعمى اللّهُ أَن ي ْتِي بِالْ َف ْت ِ أَو أَم ٍر ّْمن ِ ِ مدهِ ﴾ . ْ ْ ْ ََ َ َ
ال حتزن
ون اللَّ ِه َك ِ ﴿ لَْيس لَ َها ِمن ُد ِ اش َفةٌ ﴾ . َ **************************************
96
القوة ُّ ويهد الجمم الحز ُن يحطّْ ُم َّ
الطب (( :إف رجاؿ قاؿ الدكتور « ألكسيس كاريل » اٜنائز على جائزة نوبل يف ّْ ً األعماؿ الذين ال يعرفوف ٠نأّة ً القلق ،ك٬نوتوف باكران )) . و بقضاء كقد ور ،لكن قد يكوف اٞنعىن :أف من األسباب اٞنتلفة كل شيء قلت ُّ : ي القلق .كىذا صحيح . للجسم ا﵀طّْمة للكياف ،ىو ي (( كاٜنز يف أيضان يثًني ال يقٍرحة! )) : يقوؿ الدكتور « جوزيف ؼ .مونتاغيو » مؤلف كتاب (( مشكلة العصبية )) ،يقوؿ تتناكؿ من و طعاـ ،بل ً فيو (( :أنت ال تيصاب بال يقر ىح ًة ً بسبب ما يىأٍ يكليك )) !!. بسبب ما ي ٍ قاؿ اٞنتنت : كيشيب ناصية ً الغبلـ كييه ًريـ ك ُّ ٫نرتـ اٛنسيم ٥نافةن اٟنم ي ي ي كطبقان ّٓلة « اليف » تأيت ال يقٍر ىحةي يف الدرجة العاشرةً من األمراض الفتَّاكة . الح ْز ِن : وإليك بعض ثا ِر ُ
دع القلق كانطلق ٥نو تيرٗنت يل قطعة من كتاب الدكتور إدكار بودكلسكي ،كعنوانو ً (( : األفضل )) إليك بعضان من عناكين ً ً فصوؿ ىذا الكتاب : ً بالقلب . القلق يفعل ي ماذا ي ط ً الدـ اٞنرتفع ّْ القلق . ضغ ي يغذيو ي ال ىقلى يق ٬نكن أف يتسبب يف أمر ً اض الركماتيزـ . خفّْف من ً قلقك إكرامان ٞنعدتًك . ٍ كيف ٬نكن أف يكوف القلق سببان ً للربد . ي القلق ك َّ الغدةي الدرقيةي .
ال حتزن
97
القلق . مصاب السكرم ك ي ي كيف ترٗنة لكتاب د .كارؿ مانينغر ،أحد األطباء اٞنتخصصٌن يف ً الطب النفسي ، حوؿ ً كيفية اعد ى كعنوانو (( :اإلنساف ض ٌد نفسو )) ،يقوؿ (( :ال يعطيك الدكتور مانينغر قو ى ت،ك ً بالقلق كالكب ً ً ً اٜنقد ٥نطم أجسادنا كعقولنا ً ٍ اجتناب القلق ،بل تقريران مذىبلن عن كيف ي كاالزدر ًاء ،كالثورةً كاٝنو ً ؼ )) . ٍ َّاس ﴾ :راحة القلب ،كىدكء ً ِ ين َ ِن الم ِ اٝناط ًر إف من أعظم منافع قولو تعاىل َ ﴿ :وال َْعاف َ ى ،كسعةى ً الباؿ كالسعادة . ى كيف مدينة « بوردك » الفرنسية ،يقوؿ حاكمها الفيلسوؼ الفرنسي « مونتٌن » (( : ئيت )) . أرغب يف معاٛنة مشاكلكم بيدم كليس بكبدم كر َّ ي والهم ِ والح ْق ُد ؟ ماذا يفع الحز ُن ُّ ، و أسباب كضع الكتور راسل سيسيل – من جامعة « كورنيل » ،معهد الطب – أربعة ً ً اٞنفاصل : التهاب شائعة تسبب يف اهنيار الزك ًاج . ُ .ي ارث اٞناديةي كاٜنز يف . ِ .الكو ي القلق . ّ .الوحدةي ك ي االحتقار كاٜنًٍق يد . ْ. ي كقاؿ الدكتور كليم مالك غوينغل ،يف خطاب الٓناد أطباء األسناف األمريكيٌن (( :إف القلق ك ً السارةً ًمثٍل ً اٝنوؼ ٬ ..نكن أف تؤثر يف توزيع الكالسيوـ يف اٛنسم ،كبالتايل اٞنشاعر ىغ ًًٍن َّ ً تؤدم إىل تىػلى ً األسناف )) . ف
وتماول أمورك بهدوء : جنوب ً ً الببلد كالصينيٌن نادران ما يقوؿ دايل كارنيجي (( :إف الزنوج الذين يعيشوف يف القلب ً ييصابوف بأمراض ً الناْنة عن ً القلق ؛ ألهنم يتناكلوف األمور ّٔدكء )) .
98
ال حتزن
كيقوؿ (( :إف عدد األمريكيٌن الذين ييقبلوف على االنتحار ىو أكثر بكثًن من الذين ٬نوتوف نتيجة لؤلمراض اٝنمسة الفتَّاكة )) . َّؽ ! تكاد ال تصد ي كىذه حقيقة مذىلة ي
حم ْن مَّك بربّْك : ّْ يغفر لنا خطايانا ،لكن جهازنا العصت ال يفعل ذلك أبدان))! قاؿ كليم جا٬نس(( :إف ا﵁ ي كجل - ذكر ابن الوزير يف كتابو «العواصم كالقواصم » (( :إف الرجاء يف ر٘نة ا﵁ َّ - عز َّ يفتح األمل ً افل سابقان إىل اٝنًن ً ً الطاعة ،ك٩نعليو نشيطان يف النو ً ات)) . كيقويو على للعبدّْ ، قلت :كىذا صحيح ،فإف بعض النفوس ال يصلحها إال ُّ تذكر ر٘نة ا﵁ كعفوه كتوبتو ي كتثابر . كحلمو ،فتدنو منو ، ي كْنتهد ي الليال : هام بِك ُ إذا َ
يقوؿ توماس أدسوف (( :ال توجد كسيلةه يلجأي إليها اإلنسا يف ىىىربان من التفكًن )) . يفكر ،كلكن من أحسن ما كىذا صحيح بالتجربة ،فإف اإلنساف قد يقرأي أك ي يكتب كىو ي اٛناد اٞنثمر النافع ،فإف أىل الفراغ أىل و ُّ كجنوح كأراجيف . خياؿ و العمل ُّ ي ي ي ٪ند التفكًن كيضبطو ي ****************************
َّقد البم ِ رحب بالم ِ ّْاء ّْ ْ
ً يقوؿ أندريو مورك َّ (( : كل ما ىو يتفق مع رغباتًنا ي الشخصية يبدك حقيقيٌان ،ك َّ إف َّ كل ما ي غًني ذلك ييثًن غضبنا . ب لوي ،كلو كاف باطبلن ، النقد ، فالغالب أننا ُّ قلت ككذلك النصائح ك ي ٍ ٥نب اٞندح كنىطٍىر ي ي عيب كخطأه خطًنه . كنكرهي النقد كال ٌذ ٌَ َّـ كلو كاف ح ٌقان كىذا ه ضو َن{ َ }48وإِن يَ ُكن ﴿ َوإِ َذا ُد ُوا إِلَى اللَّ ِه َوَر ُسولِ ِه لِيَ ْح ُك َم بَـ ْيـمَـ ُه ْم إِ َذا فَ ِري ٌق ّْم ْمـ ُهم ُّم ْع ِر ُ ِ ِِ ين ﴾ . لَّ ُه ُم ال َ ْح ُّق يَْتُوا إِلَْيه ُم ْذ م َ
99
ال حتزن
نفس ً التوصل إىل قرا ور يي َّنف يذ يف ً اليوـ ،فإنك ستتخلَّص يتم ي ليم جا٬نس (( :عندما ُّ ُّ يقوؿ ك ي كليان من ً ً اٞنشكلة ،كىو يعين أنك إذا أنذت بنتائج اٟنموـ لبيت تفكر ً ٌ ستسيطر عليك فيما أنت ي ي ً فامض يف ً كز على الوقائ ًع ً ، اجع يف تنفيذهً كال تتوقَّف ّْ مرتددان أك قلقاي أك ترت ه قراران حكيمان ير ي ً تستمر يف النظ ًر إىل ما تلد غبلَّ الشكوؾ ،كال خطواتًك ،كال تضيَّ ٍع نفسك َّ بالشكوؾ اليت ال ي كر ًاء ظهرؾ )) . كاشدكا يف ذلك : ً إخفاؽ ظفر كال ي كمشت ي َّت العزمات يي ي ه نفق عمرهي حًناف ال ه آخر : كقاؿ ي إذا كنت ذا رأم فكن ذا عز و َّ ترتددا ٬نة فإف فساد الرأم أة َّ ي إف الشجاعة يف ً القلق كاالضطر ً أناذ القرا ًر إنقاذ لك من ً اب ﴿ .فَِإ َذا َ َزَم ْاألَ ْم ُر فَـلَ ْو كا َن َ ْيراً لَّ ُه ْم ﴾ . ص َدقُوا اللَّهَ لَ َ َ **************************************
تتوقف ّْ ال ْ متفكراً أو متردّْداً ب ا م ْ واب ُذ ْل واهج ِر الفراا
جامعة ( ىارفرد ) ،يف ً ً كتابة بعنواف ( الطب يف يقوؿ ي الدكتور ريتشاردز كابوت :أستاذي ّْ ي بعبلج ( ً العمل ) للمرضى الذين يعانوف من أنصح ً مب ي يعيش اإلنسا يف ) (( :بصفيت طبيبان ،ي ً الشكوؾ ك ُّ ً ً االر ً مثل الناتج عن تعاش ً الرتدد كاٝنوؼ ..فالشجاعةي اليت ي العمل لنا ىي ي ٬ننحها ي ً الر ً االعتماد على الن ً كعة )) . َّفس الذم جعلو ( أمرسو يف ) دائم َّ ِ ضي ِ الص َالةُ فَانتَ ِش ُروا فِي ْاألَ ْر ِ ض ِ اللَّ ِه ﴾ . ت َّ ض َوابْـتَـغُوا ِمن فَ ْ ﴿ فَِإ َذا قُ َ ً ً لرفاىية التفك ًًن ،فيما كقت ي ٬نكن ُّ سر التعاسة يف أف يتاح لك ه يقوؿ جورج برناردشو (( :ي دمك إذا كنت سعيدان أك ال ،فبل َّ هتتم بالتفك ًًن يف ذلك بل ابق منهمكان يف العمل ،عندئذ يبدأي ي
ال حتزن
100
ذىب اٜنياةي اٛنديدة القلق من عقلً يف الدكر ًاف ،كع يقلك بالتفك ًًن ،كسرعاف ما تي ً عمل كابق ! ك ي ٍ و موجود على ً ً منهمكان يف ً العمل َّ ، األرض كأفضليو )) . كجو فإف أرخص دك واء ميَـ َرى اللّهُ َ َملَ ُك ْم َوَر ُسولُهُ َوال ُْم ْ ِممُو َن ﴾ . ﴿ َوقُ ِ ا ْ َملُواْ فَ َ
يقوؿ دزرائيلي « :اٜنياةي قصًنةه جدان ،لتكوف تافهةن » . ي ً ً حكماء ً بالشحناء » . نقصرىا ة اٜنيا « : العرب كقاؿ بعض أقصر من أف ّْ ي ي ٍ ِِ ال َك ْم لَبِثْتُ ْم فِي ْاألَ ْر ِ اس َْل ﴿ قَ َ ين{ }112قَالُوا لَبِثْـمَا يَـ ْوماً أ َْو بَـ ْع َ ض يَـ ْوم فَ ْ ض َ َد َد سم َ ال إِن لَّبِثْتُ ْم إَِّال قَلِيالً لَّ ْو أَنَّ ُك ْم ُكمتُ ْم تَـ ْعلَ ُمو َن ﴾ . ّْين{ }113قَ َ ال َْعاد َ
ِ صحة لها : أكثر الشائعات ال َّ ُ يقوؿ اٛننر ياؿ جورج كركؾ – كىو رّنا أعظم و يكي – يف ي ١نارب ٍّن ىندم يف التاريخ األمر ّْ ي ً ً ً إف َّ ً صفحة 77من مذكراتو َّ « : هم كليس من الواق ًع تصدر من ٢نيلت ٍ كل قلق كتعاسة اٟننود تقريبان ي ». ادوُك ْم ص ْي َح ٍة َلَْي ِه ْم ﴾ ﴿ لَ ْو َ َر ُجواْ فِي ُكم َّما َز ُ مبُو َن ُك َّ َ قاؿ سبحانوي كتعاىل ﴿ :يَ ْح َ ضعُواْ ِ الَلَ ُك ْم ﴾ . إِالَّ َ بَاالً وألَ ْو َ كس – من جامعة « كولومبيا » -إنو أنذ ىذهً الرتنيمة كاحدان من ي يقوؿ األستاذي ىو ٍ عبلج يوجد أبدان ،فإ ٍف كاف ي عبلج ،أك ال ي لكل علٌ وة ٓنت الشمس يي ي شعاراتًًو َّ « : يوجد ه وجد ه هتتم ًبو » . يكن موجودان ال َّ حاكؿ أف ْندهي ،كإف مل ٍ ٍ ِ ِ و حديث كيف و صحيح (( :ما أنزل اهللُ من داء إال أنزل له دواء لمهُ من َل َمهُ وج ِهلَهُ َم ْن ج ِهلَهُ )) . الرفق يجمبُك المزالق : ُ ً ً ً مثل البلُّوط » . الص مثل َّ فصاص ،ي كعدـ اٞنقاكمة ي قاؿ أستاذه ياباٍلّّ لتبلميذه « :اال٥نناءي ي ِ الزرع ،تفيئُها الري ُ يَ ْممَةً ويَ ْم َرةً )) . من كاللامة من ِ كيف اٜنديث (( :الم ُ كاٜنكيم ً كمن فوقًها ً ً ً كم ٍن ًٓنتها. كاٞناء ،ال ي كيسىرةي ٍ يصطدـ يف الصخرة ،لكنو يأتيها ٬نىٍنىةن ٍ ي
ال حتزن
101
ً اٜنديث (( :الم من كالجم ِ األنِ ِ ف ،لو أُنيخ لى صلرةٍ ألناخ ليها )) . كيف ُ
ما فات لن يعود : ِ ْس ْوا َلَى َما فَاتَ ُك ْم ﴾ . ﴿ ل َك ْي َال تَ َ ً بزجاجة و ً األرض ،كىتف قائبلن « :ال حليب إىل الدكتور بوؿ براندكٍل ،كألقى كقف ي ً تبك على اٜنليب اٞنراؽ » . ي ً ب لك عسًنه عليك . كقالت َّ العامة :الذم مل يي ٍكتى ٍ و علي قبل أف ٫نلقين بأربعٌن آدـ ٞنوسى عليهما السبلـ :أتلومين على شيء كتبوي ا﵁ي َّ ي كقاؿ ي فحج دم موسى )) . عامان ؟ قاؿ ي دم موسى َّ ، دم موسى َّ ، رسوؿ ا﵁ً َّ (( : فحج ُ فحج ُ لك ال من حولِك و ِ وابحث ن المعادةِ في نفمك ودا ِ ارجك . مكانه وبِ ِ إن العق في ِ اإل٤نليزم ميلتوف َّ (( : يمتطيع أن يجع مفم ِه الشاعر قاؿ ُّ ُ ي الجمة جحيماً ،والجحيم جمةً )) !
قاؿ اٞنتنت : ذك الع ٍق ًل يشقى يف النعي ًم بعقلً ًو
اٛنهالة يف الشقاكةً ً ينعم كأخو ي
ُّ تمتحق الحزن : فالحياةُ ال أعرؼ ستة و أياـ سعيدةً يف حيايت » !! قاؿ نابليو يف يف « سانت ىيلينا » « :مل ٍ قاؿ ىشاـ بن ً عبد ً عددت أياـ سعاديت فوجد يهتا ثبلثة ىع ىشىر يومان » اٞنلك -اٝنليفةي« .:- ي ي ي عبد ً كيقوؿ « :يا ليتين ملٍ َّ أتوؿ اٝنبلفة » . يتأكه ي اٞنلك َّ ككاف أبوه ي اٞنسيب :ي ً ً نفر إليهم . بن يفرركف إلينا كال ُّ جعله ٍم ُّ قاؿ ي اٜنمد ﵁ الذم ي سعيد ي الرشيد ،فظمئ ىارك يف كطلب شربة و ً ً ماء ،فقاؿ ظ على ىاركف كدخل ابن السماؾ الواع ي ٍ ً ً بنصف ملكك ؟ قاؿ :نعم . نعت ىذهً الشربة يا أمًن اٞنؤمنٌن ،أتفتديها ابن السماؾ :لو يم ى ي ابن فلما شرّٔا ،قاؿ :لو يمنعت إخراجها ،ي ٌ لتخرج ؟ قاؿ :نعم .قاؿ ي أتدفع نصف ملكك ي ملك ال يساكم شربة و ً السماؾ :فبل خًن يف و ماء . ً َّ اإل٬ناف فبل قيمة ٟنا كال كزف كال معىن . خلت من إف الدنيا إذا ٍ
102
ال حتزن
إقباؿ : يقوؿ ي ي إذا اإل٬نا يف ضاع فبل أما هف كمن رضي اٜنياة بغ ًًن دي ون
ً من مل ي٪نيي دينا كال دنيا ل ٍ فق ٍد جعل الفناء ٟنا قرينا
ً هناية ً قاؿ أمرسو يف يف ً االعتماد على ً النفس ) َّ « : السياسي ، إف النصر مقالتو عن ( َّ ً ً كارتفاع األجوًر ،كشفاءؾ من ً ّْؽ ذلك تنفتح أمامك ،فبل تصد ي اٞنرض ،أك عودة األياـ السعيدة ي ؛ َّ نفسك » . ألف األمر لن يكوف كذلك .كال شيء ي ٩نلب لك الطمأنينة إال ي ِِ اضيةً َّمر ِ ِ ِ ِ ضيَّةً ﴾ . س ال ُْمط َْمئمَّةُ{ ْ }27ارجعي إِلَى َربّْك َر َ ْ ﴿ يَا أَيَّـتُـ َها المَّـ ْف ُ ً االىتماـ بإز ً ً َّ اٝناطئة من الة األفكا ًر ائي أبيكتويتوس « :بوجوب حذر ي الفيلسوؼ الرك ُّ الة ً ً االىتماـ بإز ً ً ً أجسادنا » . من اٞنرض ك الورـ تفك ًًننا ،أكثر من ٍ أعظم من ً العجب َّ الفكرم ك أف التحذير من اٞنرض ّْ ّْ اٞنرض اٛنسماٍلّْ ك ي العقائدم يف القرآف ي ادهم اللّه مرضاً ولَهم َ َذ ِ يم بِ َما َكانُوا يَ ْك ِذبُو َن ،قاؿ سبحانو ﴿ :فِي قُـلُوبِ ِهم َّم َر ٌ ٌ ض فَـ َز َ ُ ُ ُ َ َ َ ُ اب أَل ٌ ا اللَّهُ قُـلُوبَـ ُه ْم ﴾ . ﴾ ﴿ فَـلَ َّما َزاغُوا أ ََزا َ ً ًً يتأثر اإلنسا يف ّنا تبىن ّْ ي الفيلسوؼ الفر ُّ نسي مونتٌن ىذه الكلمات شعاران يف حياتو « :ال ي ٪ندث » . يتأثر برأيًًو حوؿ ما ي ي ٪ندث مثلما ي يكن ليلطئمي ،وما كيف األثر (( :اللهم رضّْمي بقضائك حتى أ لم أن ما أصابمي لم ْ أ ط ني لم يكن ليصيبمي )) . ****************************************
وقف ــةٌ ً ال تحز ْن َّ : ذىب عليك ك٫نوفك من زعجك من اٞناضي ّْ ، ألف اٜنزف يي ي اٞنستقبل ،كيي ي يومك . ال تحز ْن َّ : الركح ، كيعبس لو الوجوي ، القلب ، ألف اٜنزف ي كتنطفئ منوي ي ي ينقبض لو ي ي األمل . كيتبلشى معو ي
ال حتزن
103
ال تحز ْن َّ : ظ الصديق ،كيي ٍش ًمت بك اٜناسد ،كيغيّْػير عليك العدك ،كيغي ي يسر َّ ألف اٜنزف ُّ
اٜنقائق .
ً ً كخركج على ً ال تحز ْن َّ : األنس ،كنقمةه على با﵀توـ ، كتربهـ للقضاء ُّ ، ألف اٜنزف ٢ناصمةه ه ً النعمة . ال تحز ْن َّ : ٩نلب يبعث ميّْتا ،كال ُّ ألف اٜنزف ال ُّ يرد مفقودان كذاىبان ،كال ي يرد قدران ،كال ي
نفعان .
ً دائم ،كإحبا هط كفقر ال تحز ْن :فاٜنز يف من الشيطاف كاٜنز يف ه حاضر ،كقنو هط ه ه يأس جامثه ،ه َّ يع . ١نق هق ، ه كإخفاؽ ذر ه ِ ض َ ْه َر َك{ }3 ض ْعمَا َ َ ﴿ أَلَ ْم نَ ْش َر ْح لَ َ ص ْد َر َك{ َ }1وَو َ مك ِوْزَر َك{ }2الَّذي أَن َق َ ك َ ت َوَرفَـ ْعمَا لَ َ ك ِذ ْك َر َك{ }4فَِإ َّن َم َع الْعُ ْم ِر يُ ْمراً{ }5إِ َّن َم َع الْعُ ْم ِر يُ ْمراً{ }6فَِإ َذا فَـ َر ْغ َ ب﴾. ب{َ }7وإِلَى َربّْ َ فَ َ ك فَ ْارغَ ْ انص ْ ************************************
ت م مماً باهلل دم َ ال تحز ْن ما ْ
سر الرضا ك ً ً اٟندكء كاألم ًن َّ ، َّ الشك . كإف اٜنىٍيػىرىة كالشقاءى مع اإلٜناد ك ّْ إف ىذا اإل٬ناف ىو ُّ هم ع ًن خلت أفئد يهت ٍم من نوًر الرسالًة ، ٍ أيت أذكياء – بل عباقرةن – ٍ كلق ٍد ر ي فطفحت ألسنتي ٍ الشر ً يعة . يقوؿ أبو ً م ع ًن الشر ً السكوت لو !! تناقض ما لنا إال يعة : ي اٞنعر ُّ العبلء ّْ ه ي إقداـ ً ازم :هناية ً قاؿ . العقوؿ ًع ي ي كيقوؿ الر ُّ حًنٍل اٟنمداٍلُّ ،حًنٍل اٟنمداٍلُّ . ي كيقوؿ اٛنويين ،كىو ال يدرم أين ا﵁ي َّ : إف العقل الفعَّاؿ ىو اٞنؤثػّْر يف ً ابن سينا َّ : الكوف . ي كيقوؿ ي ي كيقوؿ إيليا أبو ماضي : ي ً فمشيت كلقد أتيت أبصرت قيدَّامي طريقان ي أعلم من أين ك ّْ ي لكين ي ي جئت ال ي
104
ال حتزن
اٜنق . إىل ير ذلك من األقو ًاؿ اليت تتفاكت قيربان كبيعدان عن ّْ ي ُنسب إ٬ناف ً كشكو يشقى ،كىذهً حًنتًًو ّْ ً ً كُنسب ًٍ األطركحات يسعد ، فعلمت أنو العبد ي ي ي العاتية من يذ ً ً الكلمات ً ت اٞننحرؼ ك ، دـ الق بنات لتلك ي األثيم فرعوف قاؿ َ ﴿ :ما َلِ ْم ُ اٞنتأخرةي ه ي لَ ُكم ّْم ْن إِلَ ٍه غَْي ِري ﴾ .كقاؿ ﴿ :أَنَا َربُّ ُك ُم ْاألَ ْ لَى ﴾ . دمر ً و ت العامل . كيا ٟنا من كفريَّات َّ ى يفكر اإلنسا يف » « : ي ي يقوؿ جا٬نس ألٌن ،مؤ ي سيكتشف اإلنسا يف أنوي لف كتاب « مثلما ي ً ً األشخاص اآلخركف األشخاص اآلخرين ،ستتغًني األشياءي ك األشياء ك غًن أفكاره إزاء كلما َّ ي ً ظركؼ حياتًًو ً ً اٞنادية ، للسرعة اليت ستتغًني ّٔا كسندىش دع شخصان ما يغيّْػير أفكارهي ، ي بدكًرى ٍم ٍ .. ي فالشيء اٞنقدَّس الذم ّْ يشكل أىدافنا ىو نفسنا . » .. ي ي َّ ِ ً ول كعن األفكا ًر الر ُس ُ اٝناطئة كتأث ًًنىا ،ي ب َّ يقوؿ سبحانو﴿ :بَ ْ َمَمتُ ْم أَن لن يَم َقل َ الم ْوِء َوُكمتُ ْم قَـ ْوماً بُوراً ﴾ ﴿ . ك فِي قُـلُوبِ ُك ْم َو َمَمتُ ْم َ َّن َّ َوال ُْم ْ ِممُو َن إِلَى أ َْهلِي ِه ْم أَبَداً َوُزيّْ َن َذلِ َ ي ُمُّو َن بِاللّ ِه غَيـر الْح ّْق َ َّن الْج ِ اهلِيَّ ِة يَـ ُقولُو َن َه لَّمَا ِم َن األَ ْم ِر ِمن َش ْي ٍء قُ ْ إِ َّن األَ ْم َر ُكلَّهُ لِلَّ ِه َ َْ َ َ ﴾. اٝناص ًة .. ي كل ما ي٪نقّْقو اإلنسا يف ىو نتيجةه مباشرةه ألفكارهً َّ كيقوؿ جا٬نس ألٌن أيضان « :ك ُّ كاإلنسا يف يستطيع النهوض فق ٍط كاالنتصار كٓنقيق أىدافً ًو من ً خبلؿ أفكا ًرهً ،كسيبقى ضعيفان ٍ ي ى كتعًسان إذا ما رفض ذلك » . ً قاؿ سبحانو عن العز ً ً وج ألَ َ ُّدواْ لَهُ ُ َّد ًة الصادقة كالفك ًر ٬نة الصائب َ ﴿ :ولَ ْو أ ََر ُ ادواْ الْ ُل ُر َ ولَ ِ ـكن َك ِرَه اللّهُ انبِ َعاثَـ ُه ْم ﴾ . َ كقاؿ تعاىل َ ﴿ :ولَ ْو َلِ َم اللّهُ فِي ِه ْم َ ْيراً َّأل ْس َم َع ُه ْم ﴾ . ِ ِ الم ِكيمَةَ َلَْي ِه ْم ﴾ . َنز َل َّ كقاؿ ﴿ :فَـ َعل َم َما في قُـلُوبِ ِه ْم فَ َ *****************************************
ال تحز ْن للتوافِ ِه فإ ّن الدنيا ب ْسرها تافهةٌ
105
ال حتزن
ً األسد ،فأ٤ناه ا﵁ي منو ،فقالوا لو :فيم كنت ّْ تفكر الكبار بٌن براثً ًن يرمي ي أحد الصاٜنٌن ي ً األسد ،ىل ىو طاىر أـ ال !! .كماذا قاؿ العلماء ً أفكر يف ً ؟ قاؿ ّْ : فيو . لعاب ه ي ٍ للباسلٌن مع القنا اٝنطَّا ًر ذكرت ا﵁ ساعة خوفً ًو كلقد ي يوـ الوغى للو ً كل و لذائذ جيَّ و احد القها ًر اشة فنسيت َّ ي ً ً ً َّ مقاصدى ٍم ،فقاؿ ِ ﴿ :مم ُكم َّمن ُنسب الصحابة جل يف عبله – مايز بٌن إف ا﵁ – َّ يُ ِري ُد ُّ الدنْـيَا َوِمم ُكم َّمن يُ ِري ُد اآل ِ َرةَ ﴾ . ً ابن القيم َّ يد ؟! . أف قيمة اإلنساف ٨نتيو ،كماذا ير ي ذكر ي ً ً أم و اىتماـ ً رجل ىو . أخربٍل عن يخرب ىؾ ُّ كقاؿ ي الرجل أ ٍ أحد اٜنكماء ٍ : يدىا كبلَّغ أكناؼ اٜنًمى من ير ي أال بلَّغ ا﵁ي اٜنمى من ير ي يدهي آخر : كقاؿ ي ً فعادكا باللٌ ً باٞنلوؾ َّ مصفدينا كع ٍدنا باس كباٞنطايا انقلب قارب يف البح ًر ،فوقع عاب هد يف ً يوضئ أعضاءه عضوان عضوان ، اٞناء ،فأخذ ّْ ه أردت أف أتوضأ قبل كيتمضمض عن ذلك ؟ فقاؿ :ي ي ي البحر ك٤نا ،فسئل ٍ كيستنشق ،فأخرجوي ي ً اٞنوت ألكوف على طهارةو . قدسيةن كيداؾ يف ال يكبلَّ ً ب ﵁ً ىد ُّرؾ ما نسيت رسالةن ً األىداب اٞنوت يف أفديك ما رمشت عيونيك رمشةي ى ٍ يف ساعةي ك ي ٔنليل ٜنيتً ًو ً ات ً أ٘ند يف سكر ً ً يوضئونو !! باٞناء إىل يشًن اٞنوت كىم ّْ اإلماـ ي ي ي ي الدنْـيَا َو ُح ْم َن ثَـ َو ِ اب ُّ اب اآل ِ َرةِ ﴾ . ﴿ فَآتَ ُ اه ُم اللّهُ ثَـ َو َ ***********************************
العفو العفو َ عز الدنيا فإنك إ ٍف عفوت كصفحت نلت َّ ى َج ُرهُ كشرؼ اآلخرةً ﴿ :فَ َم ْن َ َفا َوأ ْ َصلَ َ فَ ْ ى َلَى اللَّ ِه ﴾ . يقوؿ شكسبًن « :ال ً توقد الفرف كثًنان لعدّْكؾ ،لئبلَّ ٓنرؽ بو نفسك » . ي ي
106
ال حتزن
الر ً ً ُنق يف و ً مغيب كمطٍل ًع أعٌن مد فقل تراىا ٍّن للعيوف ُّ للشمس ه ٍ تستفيق كال تعي بأبصا ًرىا ال كسامح عيونان أطفأ ا﵁ي نورىا ي ٍ أحدىم لسا ًمل ب ًن ً رجل سوء! فقاؿ :ما عبدا﵁ ب ًن عمر العا ًمل كقاؿ ي ّْ التابعي :إنك ي ىعىرفىين إالَّ أنت . ً لكنلن تستطيع ٬نكن أف ٓنطّْم الع ُّ صي كاٜنجارةي عظامي ٍ ، قاؿ ه يكي « :ي أديب أمر ه النيل مين » . ي الكلمات ٍ ً يدخل بل يدخل معك قربؾ ! فقاؿ أبو بكر ٍ : ي قاؿ رجل ألِّب بكر :كا﵁ ألسبنَّك سبٌان ي معك قربؾ أنت !! . ً عمرك اآلف كقعت يف ً الشغل العاص : رجل لعمرًك بن َّ ألتفرغن ٜنربًك .قاؿ ه كقاؿ ه ً الشاغ ًل . ً باألشخاص الذين ال ٥نبُّهم» يقوؿ اٛننر ياؿ أيزهناكر« :دعونا ال نضيّْ يع دقيقةن من التفك ًًن ي ً كً . ً يد أ ٍف أطًن ك ىأد ىع ً قالت النخلةي :كا﵁ً ما قالت البعوضةي للنخلة ٕ :ناسكي ،فإٍل أر ي بك إذا ً ً علي ،فكيف أشعر ً شعرت ً طرت ؟! بك حٌن ىبطت َّ ي ي قاؿ حامته : تكرما يعرض عن شٍتم اللئي ًم ُّ كأ ي أغفر عوراء الكرَل ّْادخارهي ك ي
قاؿ تعاىل ﴿:وإِ َذا م ُّروا بِاللَّغْ ِو م ُّروا كِراماً ﴾ .كقاؿ تعاىل ﴿ :وإِ َذا َ اطَبـهم الْج ِ اهلُو َن َُ ُ َ َ َ َ َ َ قَالُوا َس َالماً ﴾ . قاؿ كونفوشيوس َّ « : إف الرجل الغاضب ٬نتلئ دائمان يٚنٌان » . ً تغضب )) . تغضب ،ال تغضب ،ال اٜنديث (( :ال كيف ْ ْ ْ الغضب جمرةٌ من المار )) . كفيو (( : ٌ العبد عند و ً َّ الغضب ،كالشَّهوةً ،كالغى ٍفلى ًة . ثبلث : إف الشيطاف يصرعي ى *****************************
107
ال حتزن
العالم ُ لِق هكذا يقوؿ ماركوس أكيليوس – كىو من أكثر ً الرجاؿ حكمةن ٣نن حكموا اإلمرباطورية الركمانية – ذات ي سأقابل اليوـ أشخاصان يتكلَّموف كثًنان ،أشخاصان أنانيٌّْن جاحدين ٪ ،نبُّوف أنفسهم، يوـ « : ي لكن لن أكوف مندىشان أك منزعجان من ذلك ،ألنين ال أٔنيل العامل من ً دكف أمثاٟنم »! ي ً يقوؿ أرسطو َّ « : كِنجل إف أدل باألعماؿ اليت يؤديها لآلخرين ، اٞنثايل يفر يح ي إف الرجل َّ ي العطف ىو من ً ً ً دليل الفشل » ىو العطف ّْي تلق لكن ، التفوؽ اآلخركف األعماؿ لوي ،ألف تقدَل ٍ ي . كيف اٜنديث (( :الي ُد العليا ير من ِ اليد المفلى )) . ٌ كالعليا ىي اٞنعطيةي ،كالسفلى ىي اآلخذةي . ******************************************
ال تَ ْح َز ْن إذا كان معك كِ ْمرةُ ُ ْب ٍز وغرفةُ ٍ ب يَ ْمتُـ ُر َك وثو ماء ْ ٌ
ً ً الناس عن ضل ي َّ أحد البحارة يف ا﵀يط اٟنادم كبقي كاحدان كعشرين يومان ،كٞنا ٤نا سألوي ي إف أكرب و أك ًرب و درس تعلَّمو ،فقاؿ َّ : من تلك التجر ًبة ىو :إذا كاف لديك اٞناؿ درس تعلمتيو ٍ تتذمر أبدان ! ٩نب أ ٍف ال َّ الصايف ،ك ي الطعاـ الكايف ،ي فضل . قاؿ ي أحدىم :اٜنياةي كلُّها لقمةه ى كشٍربىةه ،كما بقي ه ابن الوردم : كقاؿ ي ك كًسرل عنو تيغين كً كع ًن البح ً بالوشل اء ز اجت ر ة سر ه يم ٍل ي ي ه ٍ ً األطباء يف العا ً يقوؿ جوناثاف سويفت َّ « : الدكتور ك ر٩نيم، الدكتور : ىم مل إف أفضل ي ي ي ٍ ً ً الدكتور مرًح َّ ، يسأؿ عنو » . ناجع ال ي عبلج ه كإف تقليل الطعاـ مع اٟندكء كالسركًر ه ىادئ ،ك ي
108
ال حتزن
ألف السمنة مرض مزمن ،كالبطنةي تيذىب ً الفطنةى كاٟندكء متعةه ً قلت َّ : للركح للقلب كعي هد ً ي ه ه ي ي نافع . سركر عاجل كغذاءه ه ،كاٞنر يح ه ه *************************************
ال تحز ْن من ٍ محمة فق ْد تكو ُن م ْمحة َ وال تحز ْن من بليَّ ٍة فقد تكو ُن طية
و ً حادثة ، كل الدكتور صموئيل جونسوف « :إف عادة النظر إىل قاؿ اٛنانب الصا ًٌف من ّْ ي جنيو يف ً ألف و ٟنو أٖنن من اٜنصوؿ على ً السنة » . ي ﴿أ ََوالَ يَـ َرْو َن أَنَّـ ُه ْم يُـ ْفتَـمُو َن فِي ُك ّْ َ ٍام َّم َّرةً أ َْو َم َّرتَـ ْي ِن ثُ َّم الَ يَـتُوبُو َن َوالَ ُه ْم يَ َّذ َّك ُرو َن﴾.
يقوؿ اٞنتنت : كعلى ّْ الضد ي أعطت كْنريت مين ُنلمي الذم أخذت ليت اٜنوادث باعتين اليت ٍ ٍ كقاؿ معاكية :ال حليم إال ذك ْنربة . قاؿ أبو و ٕناـ يف األفشٌن : و فكأهنا يف غير وبة كإسا ًر كم نعمة ﵁ ٍ كانت عندهي ٍ الس ً لف و لرجل من اٞنرتفٌن :إٍل أرل عليك نعمةن ،فقيّْ ٍدىا بالشك ًر . أحد َّ قاؿ ي ب قاؿ تعاىل ﴿ :لَئِن َش َك ْرتُ ْم ألَ ِزي َدنَّ ُك ْم َولَئِن َك َف ْرتُ ْم إِ َّن َ َذابِي لَ َ ش ِدي ٌد ﴾ َ ﴿ ،و َ ض َر َ ت ِممَةً ُّمطْمئِمَّةً ي ْتِ َيها ِر ْزقُـ َها رغَداً ّْمن ُك ّْ م َك ٍ ت بَِنْـعُ ِم اللّ ِه ان فَ َك َف َر ْ اللّهُ َمثَالً قَـ ْريَةً َكانَ ْ َ َ َ َ ِ ِ صمَـعُو َن ﴾ . ْج ِ وع َوالْ َل ْوف بِ َما َكانُواْ يَ ْ اس ال ُ فََذَاقَـ َها اللّهُ لبَ َ ***********************************
كن نفمك
109
ال حتزن
إف مشكلة ً يقوؿ الدكتور جا٬نس غوردكف غليلكي َّ « : الرغبة يف أ ٍف تكوف نفسك ،ىي ي عدـ ً أف مشكلة ً عامةه كاٜنياةً البشر ًية .كما َّ الرغبة ىي يف أف تكوف قد٬نةه قً ىد ىـ التاريخ ،كىي َّ نىفسك ىي مصدر الكث ًًن من التوت ًر كالع ً ً النفسية » . قد ي ي ً آخر ال يشبهك أح هد ،كال تشبوي أحدان َّ ، ألف اٝنالق كقاؿ آخر « :أنت يف اٝنليقة شيءه ي شتَّى ﴾ . جل يف عبله – مايز بٌن اٞنخلوقٌن » .قاؿ تعاىل ﴿ :إِ َّن َس ْعيَ ُك ْم لَ َ – ٌ ً موضوع «تدر ً يب ً الطفل » ، اٞنقاالت حوؿ عشىر كتابان ،كآالؼ ً كتب إ٤نيلو باترم ثبلثة ى يقوؿ « :ليس من و س كالذم يصبو إىل أ ٍف يكوف غًن ً أحد تعً و نفسو ،ك ىغٍيػىر جسدهً كتفك ًًنه كىو ي ٍ ». قاؿ سبحانو كتعاىل ﴿ :أَنز َل ِ ت أ َْوِديَةٌ بَِق َد ِرَها ﴾ . ف اء م اء م الم ن م َ َّ مالَ ْ َ َ َ َ َ لكل صفات كمواىب كقدرات فبل يذكب أح هد يف و أحد . ٍّن ه ه ي ي سع يد اإلبً ٍل أ ٍىكىرىد ىىا سع هد كسع هد يمشتى ًم ٍل وريد يا ٍ ما ىكذا تي ى ّْـ . تقد ي
نفسك ،كاعرؼ ماذا إنك يخلقت ّنواىب ١ندَّدةو لتودم عمبلن ١ندَّدان ،ككما قالوا :اقرأ ى ى
ً االعتماد على ً يصل فيو قاؿ أمرسو يف يف مقالتً ًو حوؿ « النفس » « :سيأيت ي الوقت الذم ي ً ً اإل٬ناف َّ االنتحار ،كأف يعترب نفسو كما ىي التقليد ىو اإلنساف إىل علم بأف اٜنى ىس ىد ىو اٛنى ٍه يل ،ك ى ي ي ً ألف ذاؾ ىو نصيبو .كأنو رغم ً ً الظركؼ ؛ َّ لن ، الصاٜنة باألشياء الكوف امتبلء مهما تك ًن ي ي ي ٍ ً ٪نصل على حبَّ ًة ذيرةو إال بعد زر ً ً األرض اٞنعطاةً لوي ،فالقول الكامنةي يف داخلً ًو ،ىي كرعاية اعة ً ٩نرب » . جديدةه يف يعرؼ مدل قدرتًو ،حّت ىو ال ي الطبيعة ،كال أحد ي يعرؼ ،حّت ّْ ميَـ َرى اللّهُ َ َملَ ُك ْم َوَر ُسولُهُ َوال ُْم ْ ِممُو َن ﴾ . ﴿ َوقُ ِ ا ْ َملُواْ فَ َ *********************************
وقفــة تقوم من رجائًك ُّ ، كٓنس ين ظنَّك بريّْك . آيات ّْ ض ىدؾ ّْ ، كتشد ىع ي ىذه ه
110
ال حتزن
ادي الَّ ِ ﴿ قُ يا ِ ب ِ َس َرفُوا َلَى أَن ُف ِم ِه ْم َال تَـ ْقمَطُوا ِمن َّر ْح َم ِة اللَّ ِه إِ َّن اللَّهَ يَـغْ ِف ُر ذ ين أ ْ َْ َ َ َ الذنُوب ج ِميعاً إِنَّه هو الْغَ ُفور َّ ِ يم ﴾ . ُّ َ َ ُ ُ َُ الرح ُ ﴿ والَّ ِذين إِ َذا فَـعلُواْ فَ ِ استَـغْ َف ُرواْ لِ ُذنُوبِ ِه ْم َوَمن اح َ م ُه ْم ذَ َك ُرواْ اللّهَ فَ ْ َ َ َ شةً أ َْو َلَ ُمواْ أَنْـ ُف َ ِ الذنُوب إِالَّ اللّهُ ولَم ي ِ ص ُّرواْ َلَى َما فَـ َعلُواْ َو ُه ْم يَـ ْعلَ ُمو َن ﴾ . يَـغْف ُر ُّ َ َ ُْ ِ مهُ ثُ َّم يَ ْمتَـغْ ِف ِر اللّهَ يَ ِج ِد اللّهَ غَ ُفوراً َّرِحيماً ﴾ . ﴿ َوَمن يَـ ْع َم ْ ُسوءاً أ َْو يَ ْل ْم نَـ ْف َ ك ِب ِ الد ِاع إِ َذا َد َ ِ ادي َمّْي فَِإنّْي قَ ِر ِ يب َد ْ َوَة َّ ان فَـلْيَ ْمتَ ِجيبُواْ لِي ﴿ َوإِ َذا َس َلَ َ َ ٌ يب أُج ُ َولْيُـ ْ ِممُواْ بِي لَ َعلَّ ُه ْم يَـ ْر ُش ُدو َن ﴾ . ِ الموءَ َويَ ْج َعلُ ُك ْم ُ لَ َفاء ْاألَ ْر ِ ض أَإِلَهٌ َّم َع ف ُّ ضطََّر إِذَا َد َاهُ َويَ ْك ِش ُ يب ال ُْم ْ ﴿ أ ََّمن يُج ُ اللَّ ِه قَلِيالً َّما تَ َذ َّك ُرو َن ﴾ . َّ ِ ال لَ ُهم الم ِ يماناً َوقَالُواْ َّاس قَ ْد َج َمعُواْ لَ ُك ْم فَا ْ َ ش ْو ُه ْم فَـ َز َ اد ُه ْم إِ َ ﴿ ا لذ َ َّاس إ َّن الم َ ين قَ َ ُ ُ َحمبُـمَا اللّهُ ونِ ْعم الْوكِي { }173فَان َقلَبُواْ بِمِ ْعم ٍة ّْمن اللّ ِه وفَ ْ َّ م ْم ُه ْم ُسوءٌ َواتَّـبَـعُواْ َ َ َ ْ ض ٍ ل ْم يَ ْم َ َ َ َ ُ ضٍ َ ِ ٍ يم ﴾ . ض َوا َن اللّ ِه َواللّهُ ذُو فَ ْ ِر ْ ِ صير بِال ِْعب ِ اد{ }44فَـوقَاهُ اللَّهُ سيّْئَ ِ ِ ات َما َم َك ُروا﴾ . ﴿ َوأُفَـ ّْو ُ ض أ َْم ِري إِلَى اللَّه إِ َّن اللَّهَ بَ ٌ َ َ َ *****************************************
ب ِ ُر َّ ضارة نافعةٌ
يعش دكستيوفسكي يقوؿ كليم جا٬نس « :عاىاتينا تساعدنا إىل ٍّن ي ي حد ىغ ًًٍن متوقَّ وع ،كلو ملٍ ٍ كتولستوم حياةن أليمةن ٞنا استطاعا أ ٍف يكتبا رك ً الفقر ك ، ة ب ر الغ ك ، العمى ك ، تم فالي ، ة اٝنالد ما اياهت ى ي ي ي ي التقدـ ك ً للنبوغ كاال٤نا ًز ،ك ً العطاء » . ،قد تكو يف أسبابان ً كيبتلي ا﵁ بعض ً القوـ بالنع ًم عظمت عم ا﵁ي بالبلول كإ ٍف ٍ ي قد يني ي ً َّ ك أ َْم َوالُ ُه ْم َوالَ أ َْوالَ ُد ُه ْم إف األبناء كالثراءى ،قد يكونوف سببان يف الشقاء ﴿ :فَالَ تُـ ْع ِج ْب َ ِ ِ ْحيَاةِ ُّ الدنْـيَا ﴾ . إِنَّ َما يُ ِري ُد اللّهُ ليُـ َع ّْذبَـ ُهم بِ َها في ال َ األصوؿ» ،ك « ً ً النهاية»ً ، َّ بسبب أنوي يم ٍق ىع هد . ابن األث ًًن يكتبوي الرائعة ،كػ « :جام ًع ألف ي
111
ال حتزن
ب! ١نبوس يف اٛني ّْ كألَّف السرخسي كتابو الشهًن « اٞنبسوط » ٙنسة عشر ٠نلَّدان ؛ ألنوي ه مسافر ! ابن القيم ( زاد اٞنعاد ) كىو ه ككتب ي ً السفينة ! القرطت ( صحيح مسلم ) كىو على ظه ًر كشرح ُّ ١نبوس ! كج ُّل فتاكل اب ًن تيمية كتبها كىو ي ه ً كٗنع ا﵀دّْثوف ً ً ألهنم فقراءي غرباءي . األحاديث من اآلالؼ مئات ٍ أحد الصاٜنٌن أنو يسجن فحفظ يف سجنً ًو القرآف كلَّو ،كقرأ أربعٌن ٠نلَّدان ! كأخربٍل ي كأملى أبو العبلء اٞنعرم دكاكينو كيكتيبو كىو أعمى ! كعمي طو حسٌن فكتب مذ ٌكراتو كمصنَّفاتًو ! ككم من الم وع ع ًزؿ من منصبًو ،فقدَّـ ً ً اٞننصب . لؤلمة العلم كالرأم أضفاؼ ما قدَّـ مع ي ً ً لكن ٬نيل إىل ي اإلٜناد َّ ، انسيس بايكوف « :ه ٩نعل اإلنساف ي قليل من الفلسفة ي يقوؿ فر ي ً يقرب عقل اإلنساف من الدّْي ًن » . التعمق يف ُّ الفلسفة ّْ شى اللَّهَ ِمن ِ ب ِ ادهِ الْعُلَ َماء ﴾ . ﴿ َوَما يَـ ْع ِقلُ َها إَِّال ال َْعالِ ُمو َن ﴾ ﴿ .إِنَّ َما يَ ْل َ ْ َ ﴿ وقَ َ َّ ِ ِ اب اللَّ ِه إِلَى يـوِم الْبـ ْع ِ يما َن لََق ْد لَبِثْتُ ْم فِي كِتَ ِ ْم َو ِْ ث ﴾. َْ َ اا َ َ ال الذ َ ين أُوتُوا الْعل َ ادى ثُ َّم تَـتـ َف َّكروا ما بِص ِ ِ ِ ٍ احبِ ُكم ّْمن وموا لِلَّ ِه َمثْـمَى َوفُـ َر َ َ ُ َ َ ﴿ قُ ْ إِنَّ َما أَ ُ ُكم بَِواح َدة أَن تَـ ُق ُ ِجم ٍَّة ﴾ . لن ييصاب و نفسي » . يقوؿ ي الدكتور أ .أ .بريل « :إ ٌف َّ ّنرض ٍّن أم مؤم ون حقيقي ٍ ي َّ ِ الصالِح ِ ِ الر ْح َم ُن ُو ّداً ﴾ . ات َسيَ ْج َع ُ لَ ُه ُم َّ ين َممُوا َو َملُوا َّ َ ﴿ إِ َّن الذ َ صالِحاً ّْمن ذَ َك ٍر أ َْو أُنثَى َو ُه َو ُم ْ ِم ٌن فَـلَمُ ْحيِيَـمَّهُ َحيَاةً طَيّْبَةً ﴾ . ﴿ َم ْن َ ِم َ َ صر ٍ ِ َّ ِ ِ ِ اط ُّم ْمتَ ِق ٍ يم ﴾ . ﴿ َوإِ َّن اللَّهَ لَ َهاد الذ َ ين َممُوا إلَى َ **********************************
اايما ُن أ ُم دواء
112
ال حتزن
يقوؿ أبرز ً ً الدكتور كارؿ جائغ يف الصفحة ( )264من كتابًًو « اإلنسا يف النفس أطباء ي ي الركح » « :خبلؿ السنو ً ً اٜنديث يف ً أشخاص من ٗني ًع اٞناضية ،جاء ات الثبلثٌن ُنثو ع ًن ً ي ه ً ً أقطا ًر العا ًمل الستشاريت ،كقد عاٛنت ً ً أم ، اٞنرضى مئات ي كمعظمهم يف منتصف مرحلة اٜنياة ٍ ، ي اٝنامسة كالثبلثٌن من العم ًر ،كمل يكن بينهم من ال تعود مشكلتو إىل ً ً إ٩ناد ملجأ ديين فوؽ ي ي ٍ ٍ ٍ يتطلَّع من خبللًًو إىل اٜنياةً ،كباستطاعيت أ ٍف أقوؿ :إف كبلٌ منهم م ًرض ألَّ الدين نحو م ما فقد نو ي ي ى ي اٜنقيقي » . للمؤمنٌن ،كمل يي ٍشف من ملٍ يستعًد إ٬نانو َّ ضمكاً ﴾ . ض َن ِذ ْك ِري فَِإ َّن لَهُ َم ِعي َ شةً َ ﴿ َوَم ْن أَ ْ َر َ ﴿ سمُـل ِْقي فِي قُـلُ ِ َّ ِ ب بِ َما أَ ْش َرُكواْ بِاللّ ِه ﴾ . ين َك َف ُرواْ ُّ َ وب الذ َ الر ْ َ ض َها فَـ ْو َق بَـ ْع ٍ ج يَ َدهُ لَ ْم يَ َك ْد يَـ َر َاها َوَمن لَّ ْم يَ ْج َع ِ اللَّهُ لَهُ نُوراً ﴿ ُلُ َم ٌ ات بَـ ْع ُ ض إِ َذا أَ ْ َر َ فَ َما لَهُ ِمن نُّوٍر ﴾ . **************************************
طر ض َّ الم ْ اهللُ يجيب ُ ُ
استمد اإلٟناـ من القوةً َّ ينهار لوال أنو الزعيم ُّ اٟنندم بعد بوذا – ي كاد اٞنهإنا غاندم – ي ٕننحها الصبلةي ،ككيف يل أ ٍف أعلم ذلك ؟ َّ ألصبحت أصل ألف غاندم نفسوي قاؿ :لو ملٍ ّْ ي اليت ي ٠ننونان من يذ زم ون و طويل . و ً مذىب ﴿ :فَِإذَا َركِبُوا فِي ضبللة ،لكنوي على ىذا كغاندم ليس مسلمان ،كإ٧نا ىو على ِ ِِ ِ ضطََّر إِ َذا َد َاهُ ﴾ َ ﴿ .و َمُّواْ يب ال ُْم ْ ين لَهُ الد َ الْ ُفلْك َد َ ُوا اللَّهَ ُم ْللص َ ّْين ﴾ ﴿ .أ ََّمن يُج ُ أَنَّـهم أ ِ ط بِ ِهم َد َواْ اللّهَ م ْللِ ِ ّْين ﴾ . الد ه ل ين ص ي ُح َ َ ُ ُ ْ ُْ َ َ ُ ً ً ً ً فلم أج ٍد ذاؾ الكبلـ عن ي هم يف اٛنملة ٍ ، سربت أقواؿ علماء اإلسبلـ كمؤرخيهم كأدبائ ٍ و ً ً القلق كاالضطر ً ً اب كاألمر ً كانت هم يف أمن كىدكء ،ك ٍ السبب أهنم عاشوا من دين ٍ اض النفسية ،ك ي ً َّ ِ الصالِح ِ ِ ً ات َو َممُوا بِ َما نُـ ّْز َل َلَى ين َممُوا َو َملُوا َّ َ حيا يهتم بعيد نة عن التعقيد كالتكلُّف َ ﴿ :والذ َ مح َّم ٍد وهو ال ِ َصلَ َ بَالَ ُه ْم ﴾ . ْح ُّق من َّربّْ ِه ْم َك َّف َر َ ْمـ ُه ْم َسيّْئَاتِ ِه ْم َوأ ْ ُ َ َ َُ َ
113
ال حتزن
اٚنع قوؿ أِّب و ً يوـ كاح هد ،أما ً أمس فبل ٩ندكف حازـ ،إ ٍذ ي يقوؿ « :إ٧نا بيين كبٌن اٞنلوؾ ه ٍ و اليوـ ؟! » . َّلذتو ،كأنا ي اليوـ ،فما عسى أف يكوف ي من غد على ىك ىج ول ،كإ٧نا ىو ي كى ٍم ٍ ٍ ً ورهُ وهدايتَهُ )). كيف اٜنديثَّ (( : اللهم إني أسالُك َ ْيـ َر هذا اليوم :بركته ونَ ْ ص َرهُ ونُ َ َّ ِ ف َوَال يُ ْش ِع َر َّن بِ ُك ْم ين َممُواْ ُ ُذواْ ِح ْذ َرُك ْم ﴾ كقولهو تعاىل َ ﴿ :ولْيَتَـلَطَّ ْ ﴿ يَا أَيُّـ َها الذ َ َحداً ﴾ . أَ كقاؿ الشاعر : تفعل بًبيؤسى كنػي ٍع ىمى ك ّْلت ي األياـ فينا تبد ٍ فإ ٍف تك ًن ي اٜنوداث ي ْنمل نت منٌا قناةن صليبة فما ليَّ ٍ كال ذللتنا لليت ليس ي فتحمل لكن رحلناىا نفوسان كر٬نةن يٓن َّم يل ماال ييستطاعي ك ٍ ي الناس يىَّزيؿ كقينا ُنس ًن الصرب منَّا نفوسنا َّ كصح ٍ ت لنا األعر ي ٍ اض ك ي ت أَقْ َد َاممَا ﴿ َوَما َكا َن قَـ ْولَ ُه ْم إِالَّ أَن قَالُواْ ربَّـمَا ا ْغ ِف ْر لَمَا ذُنُوبَـمَا َوإِ ْس َرافَـمَا فِي أ َْم ِرنَا َوثَـبّْ ْ ِ ِ الدنْـيَا َو ُح ْم َن ثَـ َو ِ اب ُّ اب اآل ِ َرةِ ﴾ . ين{ }147فَآتَ ُ ُ اه ُم اللّهُ ثَـ َو َ وانص ْرنَا َلَى الْ َق ْوم الْ َكاف ِر َ ****************************************
تتصوُر أقصر َّ مما َّ ال تحز ْن فالحياةُ ُ
من خطورًهتا َّ أف األطباء دايل كارنيجي ى قصةى رجل أصابىػٍتو قيػٍرحةه يف أمعائو ،بلغ ٍ ذكر ٍ ًً ٩نهىز ىك ىفنىوي .قاؿ :كفجأة أنذ « ىاٍل » -اسم اٞنر ً يض أكعزكا إليو أ ٍف ّْ حدَّدكا لوي أكاف كفاتو ،ك ي نفس ًو :إذا مل يبق يل يف ىذهً اٜنياةً سول و فكر يف ً َّ أمد قص وًن ،فلماذا ال – قراران مدىشان إنوي ى ً اٞنوت ، أستمتع ّٔذا األمد على ّْ ٕننيت أ ٍف أطوؼ حوؿ العا ًمل قبل أ ٍف يدركين ي كل كجو ؟ لطاٞنا ي ي الوقت الذم أحقّْق فيو أمنييت .كابتاع تذكرة السفر ،فارتاع أطباؤه ،كقالوا لو :إننا ىا ىو ذا ي ً٥ن ٌذرؾ ،إنك إف أقدمت على ىذهً ً لن الرحلة فستدفن يف ً قاع البح ًر !! لكنو أجاب :كبل ٍ ي ي ً دت أقارِّب أال يدفن جثماٍل إال يف مقاب ًر األسرةً .كركب « ىاٍل ٪ندث شيءه من ىذا ،لق ٍد كع ي » السفينة ،كىو يتمثَّل ً بقوؿ ً اٝنياـ : الس ىمٍر للبشر العمر ُنيٍل ًو َّ ي تعاؿ نركم قصةن ٍ كنقطع ى
ال حتزن
هر قصىر يف األعما ًر ي َّ الس ٍ طوؿ ٌ
114
النوـ عمران كما فما أطاؿ ي كثين غًن مسلم . كىذه أبيات يقوٟنا ّّ بت الرجل رحلةن يمشبعةن باٞنرًح كالسركًر ،كأرسل خطابان لزكجتً ًو ي يقوؿ فيو :لقد شر ي كبدأ ي أكلت ألواف ً الطعاـ كلَّها حّت أكلت ما َّلذ كطاب على ظه ًر السفينًة ،ك ي أنشدت القصائد ،ك ي ك ي ً ً إٔنتع بو يف ماضي حيايت .مث ماذا؟! الدَّسم ا﵀ظور منها ،ك ي ٕنتعت يف ىذه الفرتة ّنا مل ٍ صح من علَّتً ًو ،ك َّ يزعم دايل كارنيجي َّ أسلوب أف األسلوب الذم سار عليو أف الرجل َّ ه مث ي ً كمغالبة ً ناجع يف ٍقه ًر األمر ً اآلالـ !! اض ه إنين ال أكافق على ً أبيات اٝنيَّ ًاـ َّ ، لكن اٞنقصود من الرباٍلّْ ،ك َّ ألف فيها ا٥نرافان عن النهج َّ ي ً أعظم بكث وًن من العقاق ًًن الطبيَّة . القصة :أف السركر كالفرح كاالرتياح ي ****************************************
اقمع واهدأ الركمي : ابن ى ّْ قاؿ ي ً َّقرب اٜنًرص مركبان لً إ٧نا اٜنً األشقياء كب مر ص ر شقي ٍ ي ٍ ي ي ٌ تعبات ذيل العفاءً ً كعلى اٞن ً بالكفاؼ يأيت ىنيئان مرحبان ي ي ِ ِ َّ صالِح ًا م و ن م ن م ال إ ى ﴿ َوَما أ َْم َوالُ ُك ْم َوَال أ َْوَال ُد ُكم بِالَّتِي تُـ َق ّْربُ ُك ْم ِ م َدنَا ُزلْ َف َْ ََ ََ َ َ ف بِما َ ِملُوا و ُهم فِي الْغُرفَ ِ ِ ك لَ ُهم ج َزاء الض ْ ِ ات ِممُو َن ﴾ . فَ ُْولَئ َ ْ َ َ ْ ّْع َ ُ القائل ( رقم )1يف أمريكا ، يقوؿ دايل كارنيجي « :لق ٍد أثبت اإلحصاءي أ ٌف ال ىقلى ىق ىو ي ً العاٞنية األخًنةً ،قيتًل من أبنائًنا ٥نو ثػيلي ً مقاتل ،كيف ً ففي ً سين ً ث مليوف و خبلؿ ىذه اٜنرب خبلؿ ّْ ى نسمة .كمن ً ىؤالء األخًنين مليو يف و القلب على مليوٍل و الفرتةً ً نفسها قضى داء ً نسمة كاف ي ٍ ً مرضهم ناشئان ع ًن ً األعصاب » . القلق كتوتًُّر يٍ القلب من األسباب الر ً إف مرض ً نعم َّ حدت بالدكتوًر « ألكسيس كاريل » ئيسية اليت ٍ ٍ ً األعماؿ الذين ال يعرفوف كيف يكافحوف القلق ٬ ،نوتوف ّْ مبكرين» على أف يقوؿ« :إف رجاؿ
115
ال حتزن
األجل مفركغه منو َ ﴿ :وَما َكا َن لِمَـ ْف ٍ السبب ه وت إِالَّ بِِإ ْذ ِن اهلل كِتَاباً س أَ ْن تَ ُم َ ك ي معقوؿ ،ك ي ُّم َ َّجالً ﴾ . ً اض ً نوج يف أمريكا أك الصينيوف بأمر ً فهؤالء أقو هاـ يأخذكف اٜنياة القلب ، كقلَّما ي ٬نرض الز ي ً بالسكتة ً ً األطباء الذين ٬نوتوف مأخذان سهبلن ليّْنان ،كإنك لرتل أف عدد يد عشرين ًض ٍعفان القلبية يز ي على ً عدد الفبلحٌن الذين ٬نوتوف بالعلَّة ً نفسها َّ ، ٪نيوف حيا نة متوترنة عنيفةن ،يدفعوف فإف األطباء ٍ عليل » !! الثمن غاليان « .ه طبيب يداكم الناس كىو ي *******************************
الح ْزن ذهب ُ الرضا بما حص يُ ُ نقوؿ إال ما ييرضي ربَّنا )) . كيف اٜنديث (( :كال ي َّ اٞنقدكر ،لتكوف النتيجةي يف التسليم إذا دا٨نك إف عليك كاجبان مقدَّسان ،كىو ي ي االنقياد ك ي ً ً اإلفبلس ً ً اآلجل . العاجل ك اإلحباط صاٜنًك ،كالعاقبةي لك ؛ ألنك ّٔذا تنجو من كار ًثة الشاعر : قاؿ ي ً قلت للشَّيب مرحبا أيت الشٍّْيب الح بعارضي كم ٍف ًرؽ رأسي ي كٞنا ر ي ى ً َّ ت أ ٍف يتنكبا ت ٓنييت تنكب عين يرٍم ي ت أٍل إ ٍف ىك ىف ٍف ي كلو خ ٍف ي النفس يومان كاف لل يكٍرهً أذىبا فسا١نت كلكن إذا ما َّ ٍ حل يكٍرهه بو ي مفر إال أف تؤمن بالقد ًر ،فإنو سوؼ ين يف يذ ،كلو انسلخت من ً جلدؾ كخرجت من ال َّ ي ثيابًك !! نيً ً « : تساءؿ حيث » ز اإل٤نا على ة القدر « كتابو يف إ٬نرسوف عن ل ق من أين أىتىػٍتنا الفكرةي ي ٍ ى ً العقبات ٔنلق سعداء ً ً الرجاؿ أك الصعاب ك القائلةي :إف اٜنياة الرغدة اٞنستقرىة اٟنادئة اٝنالية من ي ً عظماءىم ؟ َّ العكس ،فالذين اعتادكا الرثاء ألنفس ًه ٍم سيواصلوف الرثاءى ألنفسهم إف األمر على كلو ناموا على اٜنري ًر ،كتقلَّبيوا يف الد ً يشهد َّ اٝنبيث ، بأف العظمة كالسعادة يخ ي ي ّْمقس .كالتار ي رجاؿ ٘نلوا اٞنسؤك ً ً و يتميز فيها بٌن و ليات على ت ه ه طيب كخبيث ،يف ىذه البيئات نىػبى ى كبيئات ال ي أكتافًهم ،كمل يطرحوىا كراء ظهوًرىم » .
116
ال حتزن
ً اٟنداية الربانيَّ ًة يف ً َّ األياـ األكىل للدعوةً ا﵀مدية ىم اٞنوايل كالفقر ياء إف الذين رفعوا علم ً كالبؤساءي َّ ، الوجهاء كاٞنرتفوف ىم أكلئك اٞنرموقوف ك كإف يج َّل الذين ي صادموا الزحف اإل٬ناٍلَّ اٞنقدَّس ٍ ِِ ات قَ َ َّ ِ ﴿ :وإِذَا تُـ ْتـلَى َلَْي ِهم ياتُـمَا بـيّْـمَ ٍ ين َممُوا أ ُّ َي الْ َف ِري َق ْي ِن َ ْيـ ٌر َّم َقاماً ْ َ َ َ ين َك َف ُروا للَّذ َ ال الذ َ ِ ِ ِ ين ﴾ ﴿ .أ ََهـ ُالء َم َّن اللّهُ َوأ ْ م ُن نَديّاً ﴾ َ ﴿ .وقَالُوا نَ ْح ُن أَ ْكثَـ ُر أ َْم َواالً َوأ َْوَالداً َوَما نَ ْح ُن ب ُم َع َّذب َ َح َ ِِ الشاكِ ِرين ﴾ ﴿ .وقَ َ َّ ِ ِ ِ ِ ِ ين َممُوا لَ ْو َكا َن َ ين َك َف ُروا للَّذ َ ال الذ َ س اللّهُ ب َ ْ لَ َم ب َّ َ َلَْيهم ّْمن بَـ ْيممَا أَلَْي َ ِ َّ ِ َ يراً َّما سبـ ُقونَا إِلَي ِه ﴾ ﴿ .قَ َ َّ ِ ي َممتُ ْم بِ ِه َكافِ ُرو َن ﴾ َ ﴿ .وقَالُوا ْ ْ ين ْ ََ استَ ْكبَـ ُرواْ إِنَّا بالذ َ ال الذ َ لَ ْوَال نُـ ّْز َل َه َذا الْ ُق ْر ُن َلَى َر ُج ٍ ّْم َن الْ َق ْريَـتَـ ْي ِن َ ِ ٍ ك﴾. يم{ }31أ َُه ْم يَـ ْق ِم ُمو َن َر ْح َمةَ َربّْ َ أف قيمتو يف سجاياه كمآثًًرهً كنػيٍبلً ًو ال يف أصلً ًو كعنص ًرهً ألذكر بيتان لعنرتة ،كىو ٫نربينا َّ كإٍل ي يقوؿ : ،ي
ً أبيض اٝنيلي ًق كنت فإٍل سي هد ىكىرمان إف ي ٍأك أسود اللوف إٍل ي *****************************************
إ ْن فقدت جارحةً من جوارحك جوارح بقيت لك فق ْد ْ ُ
ابن عباس : ي يقوؿ ي ً نور عيين نور٨نا إ ٍف يأخذ ا﵁ي من َّ ففي لساٍل كٚنعي منهما ي ً مأثور وج ذكي كعقلي غًني ذم ًع و قلت ّّ كيف فمي ه صارـ كالسيف ي ً مى أَن تَ ْك َرُهواْ َش ْيئاً َو ُه َو َ ْيـ ٌر لَّ ُك ْم﴾. ك َّ لعل اٝنًن فيما ىح ى ص ىل لك من اٞنصاب َ ﴿ ،و َ َ بن بػيٍرود : ي يقوؿ بش ي َّار ي فليس بعا ور أف ييقاؿ ضر يير العيب فيهمو َّ كعًنٍل األعداءي ك ي ً َّ إذا أبصر اٞنرءي اٞنركءة كالتُّقى فإف عمى العينٌن ليس يضًني ً ً صمةن ر ي أيت العمى أجران كذيخران كع ٍ كإٍل إىل تلك الثبلث فقًني
ال حتزن
:
117
انظر إىل ً الفرؽ بٌن ً ً كبلـ اب ًن و عبدالقدكس ٞنا ىعمي عباس كبشَّا ًر ،كبٌن ما قالو صاٌفي بن ٍ َّ
ضري ًر الع ً نصيب ٌن يف الدنيا لشيخ على الدنيا السبلـ فما و ي ي ك٫نلً الكذكب األمل َّو ن ظ ف ٬نوت اٞنرءي كىو يػي ىع ُّد حيٌان ي ي ي ي ي ي فإف البعض ًمن و َّ يب الطبيب شفاء عيين ي٬ننّْيين بعض قر ي ي إف القضاء سوؼ ينف يذ ال ١نالة ،على القابًل لوي كالر ً كيس ىع يد ، افض لوي َّ ، لكن ذاؾ يي ى ؤجير ٍ كىذا يأمثي كيشقى . ً أمر عمر بن عبدالعزي ًز إىل ميموف بن مهراف :كتبت ٌ تعزيين على عبداٞنلك ،كىذا ه كتب ي مل أزؿ أنتظره ،فلما كقع مل أ ً ينكٍرهي . ي ٌ *********************************
األيام ُد ٌ ول ُ
يركل أ ٌف أ٘ند بن حنبل – ر٘نو ا﵁ -زار بقي بن و ٢نلد يف و مرض لو فقاؿ لو « :يا أبا َّ ي اب ا﵁ً ،أياـ ّْ ً عبدالر٘نن ،أبشر بثو ً صحة فيها . » .. أياـ السق ًم ال َّ قم فيها ،ك ي ي ٍ الص ّْحة ال يس ى ً ً الصحة ال يعرض اٞنرض فيها ً اإلنساف ،كتكثر ائم ز ع فتقول ، بالباؿ كاٞنعىن :أف أياـ ي ي ي ً الشديد ال تعرض الصحةي ً بالباؿ ،فيخيّْم على ً أياـ ً ُّ النفس اٞنرض كيشتد آماليو ، ي طموحو .ك ي ي كقوؿ ً ضعف ً اإلماـ أ٘ند مأخوذه من قو ًلو تعاىل : اٟنم ًة كسلطاف اليأس .ي األمل ،كانقباض َّ ﴿ولَئِن أَ َذقْـما ا ِانْما َن ِممَّا رحمةً ثُ َّم نَـز ْم ِ ور{َ }9ولَئِ ْن أَ َذقْـمَاهُ نَـ ْع َماء بَـ ْع َد َ ْ َ َ ََ وس َك ُف ٌ اها م ْمهُ إِنَّهُ لَيَـ ُ ٌ َْ َ َ َّ ِ صبَـ ُرواْ َو َ ِملُواْ ب َّ ض َّراء َم َّ الميّْئَ ُ َ ين َ ات َمّْي إِنَّهُ لََف ِر ٌ ح فَ ُل ٌ ور{ }10إِالَّ الذ َ م ْتهُ لَيَـ ُقولَ َّن ذَ َه َ ِ الصالِح ِ َج ٌر َكبِ ٌير ﴾ . ات أ ُْولَـئِ َ ك لَ ُهم َّمغْف َرةٌ َوأ ْ َّ َ ً اإلنساف كما ً ً الصفات فيو من ابن كث وًن – ر٘نوي ا﵁ي ٫ « : -نربي ا﵁ي تعاىل عن قاؿ اٜناف ي ظ ي الذميمة ،إال من رحم ا﵁ من ً و ً عبادهً اٞنؤمنٌن ،أنو إذا أصابٍتو َّ يأس ي ٍ شدةه بعد نعمة ،حصل لو ه ً كجحود ٞناضي ً ً كفر بالنسبة إىل كقنو هط من اٝن ًًن اٜناؿ ،كأنو مل ير خًنان كمل ير يج فرجان ه اٞنستقبل ،ك ه ».
118
ال حتزن
و ات ب َّ الميّْئَ ُ كىكذا إف أصابتوي نعمةه بعد نقمة ﴿ :لَيَـ ُقولَ َّن ذَ َه َ ور ﴾ . أم ي ضيم كال سوءه ﴿ ،إِنَّهُ لََف ِر ٌ ح فَ ُل ٌ يقوؿ :ما ينالين بعد ىذا ه ًً َّ ِ صبَـ ُرواْ َو َ ِملُواْ ين َ فخور على غًنه .قاؿ ا﵁ي تعاىل ﴿ :إِالَّ الذ َ بطر ه أم فرح ّنا يف يده ،ه ِ الصالِح ِ َج ٌر َكبِ ٌير ﴾ . ات أ ُْولَـئِ َ ك لَ ُهم َّمغْف َرةٌ َوأ ْ َّ َ *************************************** َمّْي ﴾
.
سيروا في األرض يذىب اٟنموـ . السفر قاؿ ي ي أحد يى ٍم :ي بياف فو ً ائد ً ّْث الفاضل » ،يف ً الرحلة يف ً طلب ظ الر قاؿ اٜناف ي ُّ امهرمزم يف كتابًًو « ا﵀د ي ي ً ردان على من ك ًره الرحلة كعأّا ما يلي : العل ًم كاٞنت ًع اٜناصلة ّٔا ٌ ، ً الر ً الر ً الطاعن على ً كنشاط ًو عند فصولًًو احل يف رحلتً ًو ؼ حلة مقدار َّلذةً َّ « كلو ىعىر ى أىل ّْ ي تصر ً ً استلذاذ ٗني ًع جو ً من ً كغياضها ،كحدائًًقها ،كر ً ً ياضها ، ؼ األقطا ًر كطنو ،ك ارح ًو ،عند ُّ ٍ ً ً ً ً ً ً ُّ األلسنة كاأللو ًاف ، اختبلؼ البلداف ،ك عجائب من كتصفح الوجوه ،كمشاىدة ما ملٍ ير ٍ احة يف ً ً ً كاالسرت ً ً ً ً اٞنساجد ،ك ً الغيطاف ،ك ً األكدية ، الشرب من األكل يف كظبلؿ اٜنيطاف ، أفياء ك ً استصحاب من ٪نبُّو يف ً ً ً ذات ا﵁ً اٜنشمة ً ، كترؾ التصنُّ ًع ، بسقوط الليل ،ك كو يدر حيث النوـ ي ً ٍ ي ي ي ً ً ً كىجوم ًو على ً آّلس مقصدهً ، عن ظف ًرهً ببغيتً ًو ،ككصولًًو إىل ك ّْ يصل إىل قلبو من السركًر ٍ كل ما ي ً أف َّلذ ً ُّقةى إليو – لعلَّ ىموي َّ الذم مشَّىر لوي ،كقطع الش َّ اٞنشاىد ، ات الدنيا ٠نموعةه يف ١ناسن تلك ائد ،اليت ىي عند أىلً اقتناص تلك الفو ً من زى ً كحبلكةً تلك اٞنناظ ًر ،ك ً أنفس ك ، ع بي ر ال ر أّٔى ها ً ٍ ي من ذخائ ًر العً ً أشباىوي » . حيث يح ًرمها قياف ،من ي الطاعن ك ي ي الذ َّؿ َّ ُّ َّ كجانً ً ب ُّ ب عن ربٍوو أ ًيىٍنت ًبو ّْقو ٍ ض خيامك ٍ إف الذؿ ي٩نتىػنى ي *******************************************
وقفـ ـةٌ
119
ال حتزن
(( َّ ط)) . الم ْل ُ ومن سل َ إن اهلل إذا َّ ط فَـلَهُ َّ فمن رضي فله ّْ الرضاْ ، أحب قوماً ابتالهمْ ، ثم األمث فاألمث يبتلى الرج لى قد ِر ِ أشد ِ (( ُّ ديمه ،فإ ْن الماس بالء األنبياءُ َّ ، ُُ ُ ُ كان في ِ ديمه صالبةٌ َّ يبرح أشتد بالؤه ،وإن كان في ديمه رقَّةٌ ابتُلي لى قد ِر ديمه ،فما ُ البالء ِ ِ األرض وما ليه طيئةٌ )) . بالعبد ،حتى يتركهُ يمشي لى ُ أمرهُ كلَّه ير !! وليس ذاك ِ (( جباً ألم ِر الم م ِن َّ ألحد إال للم م ِن ،إن أصاب ْته إن َّ ٌ ضراء صبر فكان يراً له )) . سراء شكر فكان يراً له ،وإ ْن أصابتهُ َّ َّ ٍ ٍ لم َّ كتب قد بشيء إال يمفعوك لم بشيء اجتمعت لى أ ْن يمفعوك أن األمة لو ْ (( وا ْ ُ ٍ ٍ اهلل لك ِ ، بشيء ق ْد كتبهُ اهللُ ليك )). بشيء لم يضروك إال يضروك وإن اجتمعوا لى أ ْن ُّ ُ (( يُبتلى الصالحون األمث ُ فاألمث ُ )) . ِ الزرع تُفيّْئُها الري ُ يَم ْمةً ويَ ْمرةً )) . من كاللامة من ِ (( الم ُ ********************************************
ِ حتَّى في سكر ِ تبم ْم ات الموت َّ
ً ً الر٪ناف البًنكٍلُّ ( ت ، ) 440مع فهذا أبو الفسحة يف التعم ًًن فق ٍد عاش 78سنةن يم ًكبٌان ً ً ً ً ط بشواكلًها كأقر ًأّا – يعىن : على يفتح أبوأّا ك٪ني ي ٓنصيل العلوـ ،يمٍن ى صبٌان إىل تصنيف الكتب ،ي ً ً ٕنس إليو يكاد ي الفكر ،إال فيما ُّ بغوامضها كجليٌاهتا – كال ي النظر ،كقلبو ي القلم ،كعينو ي يفارؽ يده ي الطعاـ ً ياش ،مث ًى ّْجًناه – أم ىديٍ ىدنيوي – يف سائ ًر ً اٞنعاش من بػ ٍلغة ً كعلقة الر ً األياـ من ي اٜناجةي يف ً ٍ ي السنة :علم يسفر عن ً ً ً ً اإلغبلؽ . أكماؿ اعي ًة اإلشكاؿ ، كجهو قناع ي ك٪نسر عن ذر ٍ ي هي ي ً ٩نود بن عيسى ،قاؿ : دخلت على أِّب الر٪ناف كىو ي حدَّث الفقيوي أبو اٜنس ًن ُّ ي علي ي ً ًً صدرهي ،فقاؿ اٞنوت – قد أم كىو يف ٍنزًع ً ٍ الركح قارب ى بن ٍفسو – ٍ نفسوي ،كضاؽ ّٔا ي حشرجت ي ً ً يل يف تلك ً اث ،كىي اليت تكو يف اٜناؿ :كيف قلت يل يومان أم اٞنًن ي ي حساب اٛندَّات الفاسدة ؟ ٍ من قً األـ ،فقلت لو إشفاقان عليو :أيف ىذهً ً عامل أنا ك الدنيا ع أكد ، ىذا يا : يل قاؿ ؟ اٜنالة بل ّْ ّْ ي ي ه
ال حتزن
120
عليو ً ، ّٔذهً اٞنسألة ،أال يكوف خًنان من أ ٍف أخلّْيها كأنا جاىل ّٔا ؟! فأعدت ذلك ً ظ كحف ى ي ه كعلَّمين ما كعد ،كخرجت من ً ً عندهً اٞنخاكؼ . ْنتاح ركاـ ي ي اٟنمم اليت ي فسمعت الصراخ!! إهنا ي ات ً الفاركؽ عمر يف سكر ً ىل أكمل : الصحابة كيسأؿ ، ا دم و جرح يثعب ، اٞنوت ي ن ي ي ٍ ك ي ي صبلتوي ٍأـ ال ؟! . كسعد بن الربيع يف (( أ و ً الرسوؿ ، يسأؿ يف آخ ًر ىرىم وق عن مضرج بدمائًًو ،كىو ي يحد)) َّ ي ي اٛنأش كعمار ً إهنا ثباتةي ً القلب ! ي كقفت ما يف ً شك لو ً ً نائم كىو الردل ن جف يف كأنك اقف اٞنوت ّّ ى ي باسم بك ي ُّ األبطاؿ كلمى ىز٬نةن ٕنر ى ي ككجهك ه كثغرؾ ي كضاح ي
قاؿ إبراىيم بن اٛنر ًاح :مرض أبو يوسف فأتيتيو أعوده ،فوجدتيو م ٍغمى ً فلما أفاؽ عليو َّ ، ي ي ي ي ن و ً قلت :يف ً ندرس بذلك لعلَّو قاؿ يل :ما ي تقوؿ يف مسألة ؟ ي مثل ىذه اٜناؿ ؟! قاؿ :ال بأس ي ناج . ينجو بو و ً قلت الرجل ماشيان أك راكبان ؟ ي مث قاؿ :يا إبر ي أفضل يف رمي اٛنمار :أف يرميها ي اىيم ُّ ،أ٬نا ي أفضل ؟ قاؿ :ما قلت :ماشيان .قاؿ :أخطأت .ي :راكبان .قاؿ :أخطأت .ي قلت :أيُّهما ي فاألفضل أف يرميو وقف عنده ، فاألفضل أ ٍف يرميو ماشيان ،كأما ما كاف ال يي ي كاف يي ي وقف عندهي ي ي ً ٚنعت الصراخ عليو كإذا ىو ق ٍد مات .ر٘نةي بلغت باب دا ًرهً حّت ي قمت من عنده فما ي راكبان ،مث ي ا﵁ عليو . أس ً احد ال يكت ً اٞنوت جامثه على ر ً أحد ًى ٍم ب يكربًًو قاؿ ي َّاب اٞنعاصرين :ىكذا كانوا !! ي تشتد يف ً كغيص ً ص ًو ،كاٜنشرجةي ُّ ط ًبو ،فإذا صحا أك أفاؽ نفس ًو كصد ًرهً ،كاألغماءي كالغشيا يف ١ني ه ى و ً ًً عن ً ً اٞنندكبة ،ليتعلَّمها أك ليعلّْمها ، مسائل العل ًم الفرعيَّ ًة أك بعض من غشيتو ٜنظات ،تساءؿ ٍ كىو يف تلك ً اٞنوت منو األنفاس كالتبلبيب . اٜناؿ اليت أخذ فيها ي و طار كيطيش فيو النابًوي ٍ اٜنليم سدادهي ي البي ي يف موقف نسي ي
121
ال حتزن
يا ﵁ً ما أغلى العلم على ً قلؤّم !! كما أشغل خواطرىم كعقوىٟنم بو !! حّت يف ً ساعة ٍي ي ٍ ٍ ى النزًع ك ً اٞنوت ،مل يتذكركا فيها زكجةن أك كلدان قريبان عزيزان ،كإ٧نا تذكركا العلم !! فر٘نةي ا﵁ً تعاىل عليهم .فبهذا صاركا أئمة يف العل ًم كالدّْي ًن . ٍ *********************************
ِ الشدائد أسر ُار
اٞنصرم يف كتابًًو الكاتب بن يوسف أكرد اٞنؤر يخ يد (اٞنكافأةي ُّ اٞنعجب الفر ي األديب ي أ٘ند ي ي ي ي كحسن العقىب ) فقاؿ :كق ٍد علم اإلنسا يف أف سفور ً اٜنالة – أم انكشاؼ الغي َّم ًة كالشدَّةً – عن ي ي ي ى ً البد منو ،كما علم َّ الطبيعة ُّ ضدّْه ،ىحٍت هم َّ أشد ما لكن خور يسفر عن النهار ،ك َّ الليل ي أف ا٤نبلء ي ت العلةي ،ك ً ارث ،فإذا مل تيعاًف بالدك ًاء ،اشت ٌد ً نزكؿ الكو ً عند ً ازدادت ا﵀نةي ،ألف يبلزـ النفس ى ٍ ي ً الشدائد ّنا ٩ن ٌد يد قيواىا َّ ، اليأس فأىلكها . عليها توىل النفس إذا مل تيػ ىع ٍن عند ي الباب – ً التفكر يف أخبا ًر ىذا ً ُّ باب أخبا ًر من ابتلي فصرب ،فكاف ٖنرةي ص ًربه حسن ك ي ً مبلزمة الص ًرب كحس ًن ً كجل ، شجع الن ٍفس ،كيبعثيها عن الرب َّ األدب مع ّْ العقىب – ٣نَّا يي ّْ عز َّ الظن يف موافاةً اإلحساف عند ً ً ً االمتحاف . هناية ُنس ًن ّْ ً الشدائد قبل اٞنو ً اىب ، الكتاب « : -خإنةه :قاؿ بػييزٍرٗنٍ ىهير : كقاؿ أيضان – يف آخر ي تشبوي اٛنوع قبل ً ٪نس ًبو موقيػعيوي ُّ ، كيلذ معو تناكلوي » . الطعاـ ُّ ، تفسد من ً الشدائد تيصلً يح من ً العيش ،كالتَّرتُّؼ – كقاؿ أفبلطو يف « : النفس ّنقدا ًر ما ي ي ً يصلح من ً يفسد من ً العيش » . أم ي الرتؼ كالرتفُّو – ي النفس ّنقدار ما ي كل و كل و صديق أىدتٍو صديق أىدتٍو إليك ي عن ّْ كقاؿ أيضان « :حافظ على ّْ الشدائد ،كالٍو ٍ إليك النعمةي » . كقاؿ أيضان « :الرتفُّفوي ً تصدره أك تتناكليو ،كالشدة كالنها ًر ،ترل تتأمل فيو ما ي كالليل ،ال ٍ فيها سعيك كسعي غ ًًنؾ » . كقاؿ أزدشًن َّ « : الشدةي يك ٍح هل ترل بو ما ال تراه بالنعمة » . ي
122
ال حتزن
ً كيقوؿ أيضان ً « : مصلحة األم ًر يف الشدَّةً شيئاف :أصغر٨نا قوةي ً قلب صاحبًها على بلؾ كم ي ي تفويض ًو إىل ً ً مالك ًو كرازقً ًو » . أعظمها يح ٍس ين ما ينوبيو ،ك ي كإذا صم ىد الرجل بفك ًرهً ى٥نو ً خالق ًو ،علم أنو مل ً يوجب لو مثوبةن ،أك ّنا إال و ن ٬نتح ٍ ي ٍ ىى ي ٍى ي و و متتابعة . متصلة ،كفوائد باح ص عنو كبًننة ،كىو مع ىذا من ا﵁ً يف أر و ّْ ٬نح ي ً ً فأما إذا َّ قصر عن فكرهي تلقاء اٝنليقة ٍ ، كثرت رذائليو ،كزاد تصنُّعو ،كب ًرـ ّنقامو فيما ي اشتد ي ً ً ًً ُّ ً تأملو ،كاستطاؿ من اٞنح ًن ما عسى أف ينقضي يف يومو ،كخاؼ من اٞنكركه ما لعلَّو أ ٍف ٫نطئوي . لعلم ًو ّنا يف السرائ ًر ً الرجل كبٌن ربًّْو ً ، تصدؽ اٞنناجاةً بٌن ً كتأييدهً البصائر ،كىي كإ٧نا ي الرجل كبٌن ً ً أشباى ًو كثًنةي ً بٌن ً اٞنصلحة . األذية ،خارجةه عن اليأس منو ،يصيب بو من يشاء من ً خلق ًو ً ، ً كإليو الرغبةي يف ٍ ي ك﵁ تعاىل ىرٍك هح يأيت عند ً ي ي ي تقر ً الرجوع إىل ً ً الس ٍؤ يؿ ،كىو حست كنً ٍعم يب الفرًج ، كتسهيل األم ًر ،ك ً أفضل ما تطاكؿ إليو ُّ كيل . الو ي كررت قراءتو فخرجت منو ً ائد : طالعت كتاب ( الفر يج بعد الشدةً ) بثبلث فو ى للتنوخي ،ك َّ ي ّْ ي ي ً كاليح بعد ً األولى َّ : شك فيو كال أف الفرج بعد الليل ،ال َّ الكرب سنَّةه ماضيةه كقضيةه يمسلَّمةه ً ، ريب . الغالب أٗنل عائد نة ،كأرفع فائد نة ً ً الثانيةُ َّ : ا﵀اب . أف اٞنكاره مع للعبد يف دينً ًو كدنياهي من ّْ ي ي الثالةُ َّ : اعلم أ ٌف ما أصابك مل أف جالب النف ًع كدافع ّْ الضر حقيقةه إ٧نا ىو ا﵁ َّ جل يف عبله ،ك ٍ يكن لً ً يكن ليصيبك . مل أخطأؾ كما ئك يخط ٍ ٍ ٍ **************************************
حقارةُ الدنيا عدم ب ًن ز و يقوؿ ابن ً غلي من قص ًر األم ًًن طاى ًر يد ُّ اٞنبارؾ العاملي الشهًن :قصيدةي ّْ أحب َّ ي ي ب ًن اٜنس ً ٌن لو كاف يل . كىي القصيدةي الذائعةي الرائعةي ،كمنها :
123
ال حتزن
اٞنوفور َّىػ أيُّها ػ ًر أأنت َّ الشامت اٞنيعيّْػير بالد ٍ ي اٞنربيؤ ي ً مغركر بل أنت الوثيق من األيػَّ ٍأـ لديك ي العهد ي جاىل ي ه ػاـ ٍ ً ّنصائب اآلخرين ،ىل عندؾ عه هد أ ٍف ال تصيبك أنت مصيبةه مثليهم؟! أم :يا من ًمشت ٍ أـ ىل منحٍتك األياـ ميثاقان لسبلمتًك من الكو ً ارث كا﵀ ًن ؟! فلماذا الشماتةي إذ ٍف ؟ ي ٍ ِ ً أن الدنيا تماوي مد ِ الصحيً ًح ْ (( :لو َّ اهلل جماح كيف اٜنديث َّ بعوضة ،ما سقى كافراً ممها شربة ٍ ً البعوضة ،كىذه حقيقةي قيمتًها جناح ماء )) .إ ٌف الدنيا عند ا﵁ً تعاىل أىو يف من ً ككزًهنا ،فلً اٟنلع عليها كمن أجل ًها ؟! ك ع اٛنز م ي ي المعادةُ :أ ٍف تشعر باألم ًن على ً نفسك كمستقبلك كأىلًك كمعيشتًك ،كىي ٠نموعةه يف ً اإل٬ناف كالرضا ا﵁ً ً كقضائو كقدرهً ،كالقناعةي :الصربي . *****************************************
ِ اايمان قيمةُ
﴿ ب ِ اللَّهُ يم ُّن َلَْي ُكم أَ ْن َه َدا ُكم لِ ِْْليم ِ ان ﴾ . َ ْ َ ْ َُ ً كتذكر ً ً ً ً اٟنداية نعمة ا﵁ً يف نظر اٞنسلم إىل الكافر ُّ ،ي من النعيم الذم ال يدريكوي إالَّ الفطناءي :ي ٕنردهً ً ً اإلسبلـ ،ك َّ عليو إىل دين أف ا﵁ َّ كجل مل يقد ٍّْر لك أ ٍف تكوف كهذا الكاف ًر يف كف ًره بربّْو ك ُّ عز َّ كجحود صفاتًو ،ك١ناربتًو ٞنواله ً ً ً ، كخالقو كرازقًو ،كتكذيبًو لرسلًو ككتبو ، كإٜناده يف آياتًو ، ي موح هد ،تؤمن با﵁ً كرسو ًلو ك ً كعصيانًً َّ َّ كتؤدم مسلم ك ن أ أنت ر تذك مث ، امره ك أ و اليوـ اآلخ ًر ّْ ، ّْ ي ه ٍ ي و الفرائض كلو على تقص وًن َّ ، تدكر فإف ىذا يف ّْ حد ذاتو نعمةه ال تيقدَّر بثمن كال تيباعي ّناؿ ،كال ي األعياف ﴿ :أَفَمن َكا َن م ْ ِمماً َكمن َكا َن فَ ِ ً ً اسقاً َّال يَ ْمتَـ ُوو َن ﴾ . اٜنسباف ،كليس ٟنا شبيوه يف يف ُ َ َ أف ًم ٍن نعي ًم ً بعض اٞنفسرين َّ أىل اٛنن ًَّة نظيرىم إىل ًأىل النا ًر ،فيشكركف رَّّٔم على ىذا حّت ذكر ي تتميز األشياءي » . النعي ًم « :كبضدّْىا ي *************************************
وقفـ ـةٌ
124
ال حتزن
لتفرًدهً ً بصفات األلوىيَّ ًة ،كىي أم ال معبود ٍّن ُنق إال ا﵁ي سبحانوي كتعاىل ُّ ، ال إلو إال ا﵁ي ٍ : ً الكماؿ . صفات ي ً أٚناؤه ،كتبارؾ اٚنيو ، ركح ىذه كسرىا :إفر ياد ّْ الكلمة ُّ الرب – َّ َّست ي جل ثناؤه كتقد ٍ ي اٝنوؼ ك ً اإلجبلؿ كالتعظي ًم ،ك ً كتعاىل جدُّه ،كال إلو غًنه – ً ً الرجاء ،كتواب ًع ذلك من با﵀بة ك يي الرغبة ك ً اإلنابة ك ً التوٌك ًل ك ً ب تبعان ﵀بتًو ،ككونًو ب غًنيه فإ٧نا ي٪ن ُّ كل ما ي٪ن ُّ الرىبة ،فبل ي٪ن ُّ ب سواهي ،ك ُّ عليو ،كال يرغب إال ً اؼ سواه كال يرجى سواه ،كال يتوَّكل إال ً ً ً إليو ي ي كسيلةن إىل زيادة ١نبتو ،كال ي٫ن ي ي ي ي ي باٚن ًو ،كال ينذر إال لو ،كال يتاب إال ً ،كال يرىب إال منو ،كال ي٪نلف إال ً إليو ،كال ييطاعي إال ي ي ي ي ي ي ي ي ي ً الشدائد إال بو ،كال يلتجأ إال ً سجد إال ستغاث يف أمره ،كال َّ إليو ،كال يي ي ب إال ًبو ،كال يي ي ي يتحس ي ي حرؼ ك و كباٚن ًو ،ك٩نتمع ذلك يف و لو ،كال يذبح إال لو ً احد ،كىو :أ ٍف ال ييعبد إال إياهي َنمي ًع ي ي ي ي أنو ًاع العبادةً . ******************************************
معاقون متفوقون و يف ً العدد 10262يف 1415 / 4 / 7ىػ ،مقابلةه مع كفيف ييدعى : ملحق عيكاظ ي ١نمود بن و يخ ك ً األدب ً ١نمد اٞندٍلَّ ،درس كتب ً آّبلت بعيوف اآلخرين ،كٚنع كتب التار ً بالسماع على ً كالدكر ً أحد أصدقائًو حّت ً يات كالصحف ،كرّنا قرأ ً الثالثة صباحان حّت صار مرجعان يف األدب كالطُّ ً رؼ كاألخبار . ً ً ً اصرب على كيد كتب مصطفى أمٌن يف زاكية ( فكرة ) يف الشرؽ األكسط كبلمان ،منو ٍ : الكائدين ،كظل ًم الظاٞنٌن ،كسطوةً اٛنبابرةً َّ ينكسر سوؼ القيد ك ، ط يسق سوؼ السوط فإف ، ي ي ينقشع ،لكن عليك أف تصرب كتنتظر . ،كا﵀بوس سوؼ ٫نر يج ،كالظبلـ سوؼ ي ذرعان ً كلىر َّ و كعند ا﵁ منها اٞنخر يج يضيق ّٔا الفّت ب نازلة ي ٍ ىي قابلت يف الر ً ياض مفيت ألبانيا ،كقد يسجن عشرين سنةن ًمن قبل الشيوعيٌن يف ألبانيا مع ي اٜنبس ك ً كجوع ،ككاف يصلّْى الصلو ً ً النك ًاؿ كالظل ًم ،ك ً الكيد ،ك َّ األعماؿ الشاقًَّة ،ك ً ات الظبلـ ً
125
ال حتزن
اٝنمس يف و ناحية من دكرةً صبىػىر كاحتسب حّت جاءهي الفر يج ، ا خوف اٞنياه ن منهم ،كمع ىذا ى ٍ ضٍ ﴾ . فَان َقلَبُواْ بِمِ ْع َم ٍة ّْم َن اللّ ِه َوفَ ْ ً جنوب أفريقيَّة ،يسجن سبعان كعشرين سنةن ،كىو ينادم ىذا ( نلسوف مانديبل ) رئيس ً ً ً ً ً ً ً اصل ُنريًَّة َّأم ًتو ، كخلوص شعبو من القهر كالكبت كاالستبداد كالظلم ،كىو يمصّّر صام هد مو ه الدنيوم ﴿ .نُـ َو ّْ ف إِلَْي ِه ْم أَ ْ َمالَ ُه ْم فِ َيها ﴾ ﴿ إِن تَ ُكونُواْ تَْلَ ُمو َن َّ ه مستميت ،حّت ناؿ ٠ندهي فَِإنَّـ ُه ْم يَْلَ ُمو َن َك َما تَْلَمو َن َوتَـ ْر ُجو َن ِم َن اللّ ِه َما الَ يَـ ْر ُجو َن ﴾ . كأشجع مين يكل و كما ثبتت إال كيف ً نفسها أ ٍىمير يوـ سبلميت ٍ ي ٌ ِ ح ّْمثْـلُهُ ﴾ . ح فَـ َق ْد َم َّ س الْ َق ْوَم قَـ ْر ٌ م ْم ُك ْم قَـ ْر ٌ ﴿ إن يَ ْم َ **********************************
﴿
ال تحزن إذا رفت ااسالم تعرؼ اإلسبلـ ،كمل ً و هتتد إليو َّ ، من ما أشقى النفوس اليت ال ي ٪نتاج إىل دعاية ٍ إف اإلسبلـ ي أصحابو ى ً ً ً ٩نب أف تكوف راقيةن مهذبةن ك٘نىلتو ،كإعبلف ٍّن عاٞني ىائل ،ألنوي نبأ ه عظيم ،كالدعايةي لو ي اٜنق ً جذابةن َّ ، اٝنالد َ ﴿ ،وَمن يَـ ْبتَ ِ غَْيـ َر ا ِا ْسالَِم ألف سعادة البشر ًية ال تكو يف إال يف ىذا الدي ًن ّْ ِديماً فَـلَن يُـ ْقبَ َ ِم ْمهُ ﴾ . مدخل ً ً مسلم شهًنه مدينة ميونخ األٞنانية ،كعند وجد لوحةه إعبلنيةه اٞندينة تي ي سكن داعيةه ه تعرؼ كفر ً ً مكتوب عليها كربل باألٞنانية « :أنت ال ي ات يوكوىاما » .فنصب ىذا الداعيةي لوحةن ه ً تعرؼ اإلسبلـ ،إ ٍف أردت معرفتوي ،فاتصل كربل َنانب ىذه اللوحة كتب عليها « :أنت ال ي ً بنا على ً كل ح ىد و ب كصوب ،حّت اهنالت عليو ٍ ىاتف كذا ككذا » .ك ٍ من ّْ ى االتصاالت من األٞناف ٍ أسلم على يدهً يف ً سنة كاحدة قرابة مائة ً ألف أٞناٍلٍّن ما بٌن و رجل كامرأةو كأقاـ مسجدان كمركزان إسبلميان ،كداران للتعلي ًم .
ال حتزن
126
إف البشرية حائر و لًند إليها أمنها كسكينتها ماس ًة إىل ىذا الدي ًن العظي ًم َّ ، ُناجة َّ ه المالَِم وي ْل ِرج ُهم ّْم ِن ال ُّلُم ِ ات إِلَى كطمأنينتها ﴿ ،يَـ ْه ِدي بِ ِه اللّهُ َم ِن اتَّـبَ َع ِر ْ ض َوانَهُ ُسبُ َ َّ َ ُ ُ َ صر ٍ ِِ ِِ ِ ِ ِ اط ُّم ْمتَ ِق ٍ يم ﴾ . المُّوِر بإ ْذنه َويَـ ْهدي ِه ْم إلَى َ يقوؿ ي ً ظننت َّ يعبد غًن ا﵁ . أف يف العا ًمل أحدان ي أحد العيبَّاد الكبا ًر :ما ي ِ ِ ِ ِ ِ ضي ِ ي َّ وك َن ضلُّ َ ور ﴾ َ ﴿ ،وإِن تُط ْع أَ ْكثَـ َر َمن في األَ ْر ِ ُ الش ُك ُ لكن ﴿ َوقَلي ٌ ّْم ْن بَاد َ ٍ ِ صو َن ﴾ َ ﴿ ،وَما أَ ْكثَـ ُر الم ِ ت صَ َّاس َولَ ْو َح َر ْ َسبِي ِ اللّه إِن يَـتَّبِعُو َن إِالَّ ال َّ َّن َوإِ ْن ُه ْم إِالَّ يَ ْل ُر ُ ِ ِِ ين ﴾ . ب ُم ْ مم َ ً اٝنرطوـ يف ً ً ً أثناء العاصمة العلماء أف سودانيٌان مسلمان قدـ من البادية إىل أحد كقد أخربٍل ي كسط ً اإلنكليزم ،فرأل رجل مركور بريطانيان يف ً من ىذا ىذا فسأؿ ، اٞندينة االستعما ًر ّْ ٌ اٞنسلم ٍ : ي ً يكفر با﵁ ؟! فأمسك على كافر .قاؿ :ه ؟ قالوا :ه كىل أح هد ي كافر ّناذا ؟ قالوا :با﵁ .قاؿ ٍ : ً البادية ﴿ .فَ َما لَ ُه ْم َال يُـ ْ ِممُو َن ﴾ !. بطنً ًو مثَّ تقيَّأ ٣نَّا ٚنع كرأل ،مث عاد إىل الم َماء َو ْاألَ ْر ِ ض إِنَّهُ لَ َح ّّق ّْمثْ َ َما أَنَّ ُك ْم يقوؿ اِّب يقرأي ﴿ :فَـ َوَر ّْ ي ب َّ األصمعي ٚ :نع أعر ّّ ُّ تَ ِ اِّب :سبحاف ا﵁ً ،كمن أحوج العظيم حّت يقسم ؟! مط ُقو َن ﴾ ،قاؿ األعر َّ إنو حسن الظن كالتطلُّع إىل ً كرـ اٞنوىل كإحسانًو كلطفو كر٘نتو . ي ّْ ي ً اٜنديث َّ النعداـ اِّب : صح يف كقد َّ أف الرسوؿ قاؿ (( :يضحك ربُّما )) .فقاؿ أعر ّّ ي يضحك خًنان . رب من ٍّن ي ٍ ﴾ ﴿ ،إِ َّن رحم َ ِ يب ّْم َن ث ِمن بَـ ْع ِد َما قَـمَطُوا ﴿ َو ُه َو الَّ ِذي يُـمَـ ّْز ُل الْغَْي َ ت اللّه قَ ِر ٌ َْ َ ِ ِِ يب ﴾ . ين ﴾ ﴿ أَال إِ َّن نَ ْ ص َر اللّه قَ ِر ٌ ال ُْم ْحمم َ الناس كتراجم ً من يقرأي كتب س ًًن ً يستفيد منها مسائل مطًَّرد نة ثابتةن منها : الرجاؿ ي ٍ ً لعلي بن أِّب و طالب ،كمعناىا َّ : َُّ . أف علم سن ،كىي كلمةه ّْ أف قيمة اإلنساف ما ي٪ن ي ً ً ليست صورتيو اإلنساف أك أدبوي أك عبادتوي أك كرموي أك خلقوي ىي يف اٜنقيقة قيمتيوي ،ك ٍ س َوتَـ َولَّى{ }1أَن َجاءهُ ْاألَ ْ َمى ﴾ َ ﴿ .ولَ َع ْب ٌد ُّم ْ ِم ٌن أك ي ىنداموي كمنصبيوي َ ﴿ :بَ َ َ ْيـ ٌر ّْمن ُّم ْش ِر ٍك َولَ ْو أَ ْ َجبَ ُك ْم ﴾ .
ال حتزن
127
اإلنساف ك ً ً ً آّ يد ِ .بقد ًر ٨نًَّة اىتمام ًو كبذل ًو كتضحيًتىو تكو يف مكانػيتيو ،كال يعطى لوي ٍ يجزافان . ِ تحمب المجد تمراً أنت كلُهُ .. ال ادواْ الْ ُلروج ألَ َ ُّدواْ لَه ُ َّدةً ﴾ ﴿ .وج ِ اه ُدوا فِي اللَّ ِه ح َّق ِجه ِ ادهِ ﴾ . ﴿ َولَ ْو أ ََر ُ ُ َ َ ََ ُ َ ًً ً َّّ . يكتب سًنتوي أف اإلنساف ىو الذم ي يصنع تار٫نو بنفسو بإذف ا﵁ ،كىو الذم ي ً ً ًً ارُه ْم ﴾ . ب َما قَ َّد ُموا َو ثَ َ بأفعالو اٛنميلة أك القبيحة َ ﴿ :ونَ ْكتُ ُ ً ً َّْ . بالذنوب كيذىب عاجبلن ،فبل يقصره ينصرـ سريعان ، كإف عمر العبد قصًنه ي ي ً ً اها ﴾ ﴿ .قَالُوا لَبِثْـمَا كاٟنموـ كالغموـ كاألحز ًاف ﴿ :لَ ْم يَـلْبَثُوا إَِّال َ ِشيَّةً أ َْو ُ ض َح َ ٍ ّْين ﴾ . يَـ ْوماً أ َْو بَـ ْع َ ض يَـ ْوم فَ ْ اس َْل ال َْعاد َ ً كفى حزنان َّ أف اٜنياة مريرةه عمل يرضى بو ا﵁ي صاٌفي كال ه
ِ ِ المعادة : أسباب من ْ
صالِحاً ّْمن ذَ َك ٍر أ َْو أُنثَى َو ُه َو ُم ْ ِم ٌن فَـلَمُ ْحيِيَـمَّهُ َحيَاةً طَيّْبَةً ﴾. ُ) العم ُ الصال ُ َ ﴿ :م ْن َ ِم َ َ ِ) الزوجةُ الصالحةُ ﴿ :ربَّـمَا َهب لَمَا ِمن أَ ْزو ِ اجمَا َوذُ ّْريَّاتِمَا قُـ َّرةَ أَ ْيُ ٍن ﴾ . ْ ْ َ َ ً وس ْع لي في داري )) . البيت ّ) اللهم ّْ ُ ُ الواسع :كيف اٜنديث ّ (( : ً اٜنديث َّ (( : ب ال يقب ُ إال طيّْباً )) . الطيب :كيف ب ْ) إن اهلل طيّْ ٌ ْ ُ الكم ُ للماس ﴿ :وجعلَمِ ُّد ِ مت ﴾ . ب م ي اركاً أَيْ َن َما ُك ُ لق والتود ُ ٓ) ُح ْم ُن ال ُل ُ َ ََ َ ُ َ الدي ِن ،ومن ااسر ِ اف في ِ المفقة ﴿ :لَ ْم يُ ْم ِرفُوا َولَ ْم يَـ ْقتُـ ُروا ﴾ َ ﴿ .والَ ٔ) المالمةُ من َّ ْ مط َْها ُك َّ الْبَ ْم ِط ﴾ . تَ ْج َع ْ يَ َد َك َمغْلُولَةً إِلَى ُمُِق َ ك َوالَ تَـ ْب ُ
ِ المعادة : مقومات
صابر . ذاكر ، ه كجسم ه ه شاكر ،كلسا هف ه قلب ه كعليك بالشكر عن النعم كالصرب عند النقم كاالستغفار من الذنوب .
128
ال حتزن
ً ً اٜنكماء ،كقصائد الشعر ًاء ع ًن السعادةً ٞ ،نا العلماء ،كحكمة ٗنعت لك ع ٍلم ٍلو ي ً تذكقًها ى ً من كطرًد ما ُّ كجدهتا حّت تعزـ عز٬نةن صادقة على ُّ يضادىا ٍ « : كج ٍلبها ،كالبحث عنها ٍ أتاٍل ٬نشي أتيتوي ىركلةن » . ِ ِ كتم أسرا ًرًه كتدب ًًنه أمورهي . ومن سعادة العبد :ي بالسر ،كذىب إىل سر مقابل عشرةً دنانًن ،فضاؽ ذرعان ّْ ذكركا أ ٌف أعربيٌان استيؤمن على ٍّن ألف الكتماف ٪نتاج إىل و كردىا ً ً السر َّ ، ثبات كص ورب صاحب الدنلن ًًن َّ ، عليو مقابل أ ٍف ييفشي َّ ي و ً ً ك ﴾ َّ ، كشف أكراقً ًو ألف نًقاط ص ُرْؤيَ َ اك َلَى إِ ْ َوتِ َ الضعف عند اإلنساف ي ص ْ كعز٬نة ﴿ :الَ تَـ ْق ُ ً متأصل يف البشر ً ً ً بإفشاء ك ، ية النفس يمولعةه ٟنم ،كىو ه للناس ،كإفشاءي أسراره ٍ مرض قدَله ،كداءه ّْ ه ي ّنوضوع السعادةً َّ فالغالب عليو أف من أفشى أسراره األسرا ًر ،كن ٍق ًل األخبار .كعبلقةي ىذا ً أف ٍ ي تم . يندـ ك٪نزف كي ٍغ َّ ً الكتماف كبلـ خبلَّب يف رسائلً ً ً ً من أراد .كيف القرآف إليها د فليع ، األدبية و للجاحظ يف ك ٍ ه ه ي ٍ ف وَال ي ْش ِعر َّن بِ ُكم أَحداً ﴾ ،كىذا أصل يف ً َّ أكتم ك : يقوؿ اِّب ر األع ك ، السر كتماف ّْ ُّ ْ َ َ ﴿ :ولْيَتَـلَط ْ َ ُ َ ي ه السر فيو ضربةي ً العنق . َّ ***************************************
لن تموت قب أجلِك
َجلُ ُه ْم الَ يَ ْمتَ ْ ِ ُرو َن َسا َةً َوالَ يَ ْمتَـ ْق ِد ُمو َن ﴾ . ﴿ فَِإ َذا َجاء أ َ ً ات كثًننة قبل ً للجبناء الذين ٬نوتوف مر و اٞنوت ،ف ٍليعلموا َّ أف ىناؾ أجبلن ىذه اآليةي عزاءه بشر ،كلو اجتمع أىل يعج يل ىذا اٞنوت أح هد ،كال ّْ مسمى ،ال تقدَل كال تأخًن ،ال ّْ يؤجلو ه ذاتو ٩نلب ً حد ً للعبد الطمأنينة كالسكينة كالثبات : اٝنافقٌن ،كىذا يف ّْ اءت َس ْك َرةُ ﴿ َو َج ْ ٍ ي ِ ْح ّْق ﴾ . ال َْم ْوت بِال َ أف التعلُّق بغ ًًن ا﵁ً شقاء ﴿ :فَما َكا َن لَهُ ِمن فِئَ ٍة يمصرونَهُ ِمن ُد ِ اعلم َّ ون اللَّ ِه َوَما َكا َن َ َ ُُ ه ك ٍ ِ ِ ين ﴾ . م َن ُ الممتَص ِر َ
129
ال حتزن
ً ً ( ًسيػر ً العلماء للذىت ثبلثةه كعشركف ٠نلدان ،ترجم فيها للمشاى ًًن من النببلء ) أعبلـ ّْ ىي اٞنلوؾ كاألمر ًاء كالوزر ًاء كاألثر ً ك ً اٝنلفاء ك ً ً ْند حقيقتٌن مهمتٌن ياء كالشعر ًاء ،كباستقر ًاء ىذا الكتاب ي : ماؿ أك ك و منصب أك و أف من تعلَّق بغ ًًن ا﵁ً من و و حرفة ،ككلوي ا﵁ي إىل ىذا لد أك ٍ األولى ٍ َّ : ً ً المبِي ِ كسحق ًو : ك١ن ًق ًو ص ُّدونَـ ُه ْم َ ِن َّ الشيء ،ككاف سبب شقائًًو كعذابًًو ٍ ﴿ َوإِنَّـ ُه ْم لَيَ ُ ويحمبو َن أَنَّـ ُهم ُّم ْهتَ ُدو َن ﴾ .فرعو يف ك ً اٞناؿ ،كأيميَّةي بن و ليد ك ف قارك ب اٞننص ي ي خلف كالتجارةي ،كالو ي ََ ْ َُ ي ي ت َو ِحيداً ﴾ . لد َ ﴿ :ذ ْرنِي َوَم ْن َ لَ ْق ُ كالو ي و اٜنجاج النسب ،أبو مسلم كالسلطةي ،اٞنتنبئ كالشهرةي ،ك َّ أبو جهل كاٛناهي ،أبو ٟنب ك ي األرض ،ابن الفر ً ات كالوزارةي . العلو يف ك ُّ ً ي و كشرفو ببل و الثانيةُ َّ : منصب نسب كال كتقرب منو َّ ، أف م ًن َّ أعزه كرفعو َّ اعتز با﵁ً كعمل لو َّ أىل كال و كال و هيب كالتضحيةي ،عطاءه كالعًٍل يم ماؿ كال عشًنةو :ي ببلؿ كاألذا يف ،سلما يف كاآلخرةي ،ي ص ه ِ َّ ِ الم ْفلَى َوَكلِ َمةُ اللّ ِه ِه َي الْعُلْيَا ﴾ . ين َك َف ُرواْ ُّ َ ﴿ ،و َج َع َ َكل َمةَ الذ َ ***************************************
ِ الجالل وااكر ِام » « يا ذا
ً ً ُّ أكثركا منها ، َّ صح عنو أنوي قاؿ « :ألظوا بيا ذا اٛنبلؿ كاإلكراـ » .أم الزموىا ،ك ي لرب العاٞنٌن الذين االسم قيوـ .كقيل :إنو األعظم ّْ أعظم :يا ُّ حي يا ٍ كداكموا عليها ،كمثليها ك ٍ ي ي إذا دعي بو أجاب ،كإذا سئل بو أعطى .فما ً للعبد إال أ ٍف يهتف ّٔا كينادم كيستغيث كيدمن ي ِ اب لَ ُك ْم ﴾ . الفبلح ﴿ :إِ ْذ تَ ْمتَغيثُو َن َربَّ ُك ْم فَ ْ استَ َج َ الظفر ك ى الفر ىج ك ى عليها ،لًنل ى يف حياةً اٞنسل ًم ثبلثةي و أعياد : أياـ كأهنا ه لر ُس ِ ول إِذَا استَ ِجيبُواْ لِلّ ِه َولِ َّ ٌ يوم ٌ لم من اٞنعاصيْ ﴿ : يؤدم فيو الفرائض ٗناعةن ٍ ، كيس ي َد َا ُكم ﴾ .
ال حتزن
130
ًً كيعود إىل ربًًو : يتوب فيو من ذنبً ًو ، ٌ كينخلع من معصيتو ،ي ويوم ي ي لِيَتُوبُواْ ﴾. و ويوم يلقى فيو ربّْو على و حسنة و خإنة أحب لقاء اهلل َّ كعمل مربكور َ (( :م ْن َّ ٌ أحب اهللُ
لقاءهُ )) . و بشخص ىو الورل رت آمايل ٌ كبش ي
اب َلَْي ِه ْم ﴿ ثُ َّم تَ َ
و و الدىر كدار ىي الدنيا كيوـ ىو ي ً ٕنيزىم أت ًسًن الصحابة – رضوا يف ا﵁ً عليهم ، - ي قر ي فوجدت يف حياهت ٍم مس ممائ ي ٍ ً ىم : عن غًن ٍ األولى :اليي ٍسير يف حياهتًً ٍم ،كالسهولةي كعدـ التكلُّف ،كأخذ األمور ببساطة ،كترؾ م ُر َك لِلْيُ ْم َرى ﴾ . التعمق كالتشديد َ ﴿ :ونُـيَ ّْ التنطع ك ُّ ً فضوؿ فيو كال حواشي ،كال كثرة متصل مبارؾ الثانيةَ :أف ًع ٍلمهم غز هير ه بالعمل ،ال ى ه شى اللَّهَ ِمن ِ ب ِ و ادهِ الْعُلَ َماء ﴾ . كبلـ ،كال رغوة أك تعقيد ﴿ :إِنَّ َما يَ ْل َ ْ َ ً ً ً الثالثةَ َّ : فعندى يم القلوب أف أعماؿ اإلخبلص كاإلنابيةي أعظم من أعماؿ األبداف ،ي ي ٍ لديهم ي افل الصبلةً ك ً ميسرةه يف نو ً الصياـ ، أمورىم َّ ك٥نوىا ،بينما ي كل كا﵀بةي كالرغبةي كالرىبةي كاٝن ٍشيةي ي كالتو ي منهم يف النو ً افل الظاىرًة ﴿ :فَـ َعلِ َم َما فِي قُـلُوبِ ِه ْم ﴾ . أكثر اجتهادان ٍ حّت إف بعض التابعٌن ي الرابعة :تقلُّلهم من الدنيا ً كمتاعها ُّ ، اض عن ّٔارجها كزخارفًها ، كٔنف يفهم منها ،كاإلعر ي ٍ اد اآل ِ َرةَ َو َس َعى لَ َها َس ْعيَـ َها َو ُه َو ُم ْ ِم ٌن ٣نا أكسبهم راحةن كسعاد نة كطمأنينةن كسكينةن َ ﴿ :وَم ْن أ ََر َ ﴾. الصاٜنة ،حّت صار ً ً ً ً ة ٚن األعماؿ اٛنهاد على غ ًًنه من تغليب اللاممة : كمعلمان ن ٟنم ٍ ، ٍ ي ً ً كباٛنهاد قضوا على ً كغمومهم كأحز ًاهن ٍم َّ ، ألف فيو ذكران كعمبلن كبذالن كحركةن . ٨نومهم كشعاران . ٍ فآّاىد يف سبيل ا﵁ً من ً َّ ِ ً أسعد ً ين ي الناس حاالن ،كأشرحهم ص ٍدران كأطيب ًهم نفسان َ ﴿ :والذ َ ٍ ِ ِ ِِ ين ﴾ . َج َ اه ُدوا فيمَا لَمَـ ْهديَـمـ ُ َّه ْم ُسبُـلَمَا َوإِ َّن اللَّهَ لَ َم َع ال ُْم ْحمم َ ٓنوؿ ،أذكر ما يتعلق منها بسعادةً ً العبد كر ً احة بالًًو يف القرآف تزكؿ كال ي نن ال ي ي ي كس ه حقائق ي ي ،من ً السن ًن ً الثابتة : ىذهً ُّ ٍ
ال حتزن
131
ً َّ مص ْرُك ْم َويُـثَبّْ ْ مص ُروا اللَّهَ يَ ُ صىرهي ﴿ :إِن تَ ُ كمن سألوي أف م ًن استنصر با﵁ نى ى ت أَقْ َد َام ُك ْم ﴾ ٍ . ِ ِ أجابو ﴿ :ا ْد ُونِي أ ِ كمن ْ َستَج ْ ي ب لَ ُك ْم ﴾ .كمن استغفره ىغ ىفىر لو ﴿ :فَا ْغف ْر لي فَـغََف َر لَهُ ﴾ ٍ . ادهِ ﴾ .كمن توَّكل ً تاب إليو قبل منو ﴿ :و ُهو الَّ ِذي يـ ْقب التـَّوبةَ َن ِ ب ِ عليو كفاهي َ ﴿ :وَمن َ َ ُ َْ ْ َ َ َ ٍ يَـتَـ َوَّك ْ َلَى اللَّ ِه فَـ ُه َو َح ْمبُهُ ﴾ . يعجليها ا﵁ ألىلًها ً ك َّ كم ﴾ : ائها ز كج ا بنكاٟن البغي ﴿ :إِنَّ َما بَـغْيُ ُك ْم َلَى أَن ُف ِم ُ أف ثبلثةن ّْ ي ي ِِ الميّْ ُئ يق ال َْم ْك ُر َّ ث فَِإنَّ َما يَم ُك ُ النكث ﴿ :فَ َمن نَّ َك َ اٞنكر َ ﴿ :وَال يَ ِح ُ ،ك ي ث َلَى نَـ ْفمه ﴾ ،ك ي أف الظامل لن يفلت من ً ْك بُـيُوتُـ ُه ْم َ ا ِويَةً بِ َما َلَ ُموا ﴾ .ك َّ إَِّال بِ َْهلِ ِه ﴾ .ك َّ أف قبضة ا﵁ً ﴿ :فَتِل َ ٍ ٖنرة ً العمل الصا ًٌف عاجلةه كآجلةه َّ ، اب ُّ الدنْـيَا َو ُح ْم َن شكور ﴿ :فَآتَ ُ اه ُم اللّهُ ثَـ َو َ غفور ه ألف ا﵁ ه ثَـ َو ِ العبد ذلك اب اآل ِ َرةِ ﴾ ،كأف من أطاعو أحبَّو ﴿ :فَاتَّبِعُونِي يُ ْحبِْب ُك ُم اللّهُ ﴾ .فإذا ىعىر ى ؼ ي َّص ُر إِالَّ ِم ْن كسَّر ،ألنو يتعامل مع ٍّن صير ﴿ :إِ َّن اللَّهَ ُه َو َّ رب ي الرزَّا ُق ﴾ َ ﴿ ،وَما الم ْ يرزؽ كيىػٍن ي سعد ي ي َّواب َّ ِ مد اللّ ِ ِ ِ يم ﴾ ، اب ﴾ ، ، ﴾ ه كيتوب ﴿ :إِنَّهُ ُه َو التـ َّ ُ ار لّْ َمن تَ َ كيغفر َ ﴿ :وإِنّْي لَغََّف ٌ ي الرح ُ ي من أعدائًًو ﴿ :إِنَّا ُممتَ ِق ُمو َن ﴾ ،فسبحانو ما أكملوي كأجلِّوي َ ﴿ :ه ْ تَـ ْعلَ ُم لَهُ كينتقم ألكليائو ٍ ي َس ِميّاً ﴾ ؟! . للشيخ ً سعدم – ر٘نو ا﵁ – رسالةه قيّْمةه اٚنها ( الوسائل اٞنفيدةي يف اٜنياةً ً ً ن ب ن الر٘ن عبد ً ٍّن ي ي ي ي السعيدةً ً َّ العبد إىل نع ًم ا﵁ً عليو ،فسوؼ من إف « : فيها ذكر ، ) أسباب السعادةً أ ٍف ينظر ي ٍ يفوؽ ّٔا أ٣نان من ً العبد فضل ا﵁ً عليو » . الناس ال يٍٓنصى ،حينها يرل أنوي ي يستشعر ي ي أقوؿ :حّت يف األموًر الدينيَّ ًة مع تقص وًن ً العبد ٩ ،نيد انو أعلى من و فئاـ من ً الناس يف ي ٍ ً ً ً َّر بثم ون ا﵀افظة على الصبلة ٗناعةن ،كقراءة القرآف كالذك ًر ٍ ك٥نو ذلك ،كىذه نعمةه جليلةه ال تيقد ي اهرةً وب ِ ِ ِ اطمَةً ﴾ . َ ﴿ :وأ ْ َسبَ َ َلَْي ُك ْم ن َع َمهُ َ َ َ َ عبد الباقي انو :استعرض الناس بعد ً ّْث الكب ًًن اب ًن ً كق ٍد ذكر الذىت عن ا﵀د ً خركجهم ُّ ً ً يتمىن أنو مكانو كيف مسبلخو . منهم َّ من جام ًع ( دار السبلـ ) ببغداد ،فما ىك ىج ىد أحدان ي ًً ً اهم َلَى َكثِي ٍر ّْم َّمن َ لَ ْقمَا تَـ ْف ِ كسلت َ ﴿ :وفَ َّ ضيالً ﴾ . إ٩ناِّب جانب ّّ ّّ ْ ضلْمَ ُ ْ كٟنذه الكلمة ه فاترؾ تفاصيل اٛني ىم ٍل كل ىذا اٝن ٍل ًق ًغّّر كأنا منهم ٍ ُّ ي
132
ال حتزن
****************************************
وقفـ ـةٌ ً مي و رسوؿ ا﵁ : قالت :قاؿ يل ي س – رضي ا﵁ي عنها – ٍ عن أٚناء بنت عي ٍ ٍ ِ (( أال أُ لّْ ِ الكر ِ الكر ِ ب .؟ :اهللُ اهللُ ربّْي ال مك كلمات تقول ُ ب .أو في ْ يمهن مد ْ
ُشرك به شيئاً )) . أ ُ و سقم أو ِش َّدةٌ ،فقال :اهللُ ربي ،ال شريك له هم أو ّّ من أصابهُ ّّ كيف لفظ ْ (( : غم أو ٌ ُ .ك ِشف ذلك مه )) . القلب سحائب مرت و أمور مظلمةه توًريد على ً اكمات مظلمةن ،فإذا َّفر إىل ربًّْو ، « ىناؾ ه كة و يديو ًمن غ ًًن ش ًر ً إليو ،كألقى نفسو بٌن ً كسلٌم أمره ً أحد من ً فأما ف عنو ذلك َّ ، اٝنلق ،ى كش ى ي ٍ من قاؿ ذلك و بقلب و غافل الهو ،فهيهات » . ٍ الشاعر : قاؿ ي ً ماؿ ً ّنا فقدناه ًمن و كم ٍن نى ىش ً ب مت احنا سل ٍ كما نبايل إذا أرك ه ي ٍ فاٞناؿ مكتسب كالعً إذا النفوس كقاىا ا﵁ي ًم ٍن ىعطى ً ب ْنع ر م ز ي ُّ ه ي ه ٍ ي **********************************
َمن اف حاسداً
ً ِ ٍِِ م َد ﴾ . ُّْ . اٞنعو ي ذات مع األذكا ًر كالدعاء عمومان َ ﴿ :ومن َش ّْر َحاسد إذَا َح َ اب و ِ ِ ًً ً اح ٍد َوا ْد ُ لُواْ ِم ْن أَبْـ َو ٍ اب ِ .كتما يف أم ًرؾ ع ًن اٜناسد ﴿ :الَ تَ ْد ُ لُواْ من بَ ٍ َ ُّمتَـ َف ّْرقَ ٍة ﴾ . ّ .االبتعاد عنو ﴿ :وإِ ْن لَّم تُـ ْ ِممُوا لِي فَا ْتَ ِزلُ ِ ون ﴾ . ي َ ْ ِ م ُن ﴾ . ْ .اإلحسا يف إليو لً ّْ كف أذاهي ﴿ :ا ْدفَ ْع بِالَّتِي ه َي أ ْ َح َ ************************************
133
ال حتزن
قك ّْ حم ْن لُ َ ؤـ كشقاءه . كسوءي اٝنيلي ًق يش ه يح ٍس ين اٝنيلي ًق ٬نيٍ هن كسعادةه ،ي الصائم ِ ِ كم (( إن المرء لَ ْيبل بحم ِن لُِق ِه درجةَ القائم)) (( .أال أُنبّْئُكم ب حبّْ ُ ِ ك لَ َعلى ُ لُ ٍق َ ِ ٍ يم ﴾﴿ . كم أ القاُ)) َ ﴿ .وإِنَّ َ وأقربِ ُك ْم ممّْي مجلماً يوم القيامة ؟! أحاسمُ ْ مت فَ ّاً غَلِي َ الْ َقل ِ ك ﴾ َ ﴿ .وقُولُواْ ْب الَن َفضُّواْ ِم ْن َح ْولِ َ مت لَ ُه ْم َولَ ْو ُك َ فَبِ َما َر ْح َم ٍة ّْم َن اللّ ِه لِ َ لِلم ِ َّاس ُح ْمماً ﴾ . بنت الصديق – رضي ا﵁ عنهما – يف كصفها اٞنعصوـ عليو ي كتقوؿ ُّأـ اٞنؤمنٌن عائشةي ي كسبلمو (( :كان ُ لُ ُقهُ ال ُقران )) . صبلةي رِّب ي خًنان َّ ، كإف كسركر عاجل نعيم حاضر ٞنن أراد بو ا﵁ي ٍ ه ه إف ىس ىعةى اٝنيليق كبى ٍسطىوى اٝناط ًر :ه ه ً ً مقيم . مستمر الغضب :نى ىك هد االنفعاؿ كاٜنًدَّةً كثورة سرعة ّّ ه كعذاب ه *************************************
دواء ِ األرق ُ
ماذا يفعل من أيصيب ً باألرؽ ؟ ي ٍ تعسر ً النوـ ،كالتململ على الفر ً اش . ي األرؽ ُّ ي ي ِ ِ ِ وب ﴾ . ُ. األذكار الشرعيَّةي ﴿ :أَالَ بِذ ْك ِر اللّه تَط َْمئ ُّن الْ ُقلُ ُ ي ِ .ىجر ً ٜناجة َّ و النوـ بالنها ًر إال و ار َم َعاشاً ﴾ . ماسة َ ﴿:و َج َعلْمَا المـ َ َّه َ ى ٍي ّ .القراءةي كالكتابة حّت ً ب ِز ْدنِي ِ لْماً ﴾ . النوـ َ ﴿ :وقُ َّر ّْ ي ً شوراً ﴾ . إتعاب اٛنس ًم ار نُ ُ بالعمل الناف ًع هناران َ ﴿ :و َج َع َ المـ َ َّه َ ْ .ي شرب اٞننبّْ ً ٓ .التقليل من ً هات كالقهوةً كالشا ًم . ي ٍ فقالوا لنا ما أقصر الليل عندنا شكونا إىل أحبابًنا طوؿ ليلًنا ٍ ً بأف النوـ ي ً كذاؾ َّ أعينا غشي عيوهنم النوـ ٍ يقينان كال ييغشي لنا ي ي ً ً مرارةي ً اإل٬ناف ،كمذاؽ السعادةً . الطاعة ،كبشاشة الذنب تنايف حبلكة
134
ال حتزن
اٛنوالف يف ً ً ً التوحيد ﴿ :قُ ِ ان ُُرواْ َماذَا فضاء من ي ابن تيمية :اٞنعاصي ي القلب ى يقوؿ ي ٕننع ى ِ المماو ِ ات َواألَ ْر ِ ض﴾. في َّ َ َ ************************************
واقب المعاصي ُ .حجاب بٌن ً العبد كربّْو َ ﴿ :ك َّال إِنَّـ ُه ْم َن َّربّْ ِه ْم يَـ ْوَمئِ ٍذ لَّ َم ْح ُجوبُو َن ﴾ . ه اٝنالق :إذا ساء فعل ً وحش اٞنخلوؽ من ً ساءت ظنونيو . اٞنرء ٍ ِ .يي ي ي ال بُـ ْمـيَانُـ ُه ُم الَّ ِذي بَـمَـ ْواْ ِريبَةً فِي قُـلُوبِ ِه ْم ﴾ . ّ .كآبةه دائمةه ﴿ :الَ يَـ َز ُ القلب كاضطراب ﴿ :سمُـل ِْقي فِي قُـلُ ِ َّ ِ خوؼ يف ً ب بِ َما ين َك َف ُرواْ ُّ ْ .ه َ ه وب الذ َ الر ْ َ أَ ْش َرُكواْ بِاللّ ِه ﴾ . ً ضمكاً ﴾ . ٓ .نك هد يف اٞنعيشة ﴿ :فَِإ َّن لَهُ َم ِعي َ شةً َ القلب كظلمةه ﴿ :وجعلْمَا قُـلُوبـهم قَ ِ ٔ .قسوةه يف ً اسيَةً ﴾ . َ ََ َُ ْ َّ ِ ٕ .سو هاد يف ً وه ُه ْم أَ ْك َف ْرتُم ﴾ . الوجو اس َود ْ َّت ُو ُج ُ ين ْ كعبوس ﴿ :فَ ََّما الذ َ ه قلوب اٝن ٍل ًق (( :أنتم شهداء ا﵁ً يف ً بغض يف ً أرض ًو )) . ٖ .ه ي ٗ .ضيق يف ً الرزؽ ﴿ :ولَو أَنَّـ ُهم أَقَامواْ التـَّوراةَ وا ِا ِ نجي َ َوَما أُن ِز َل إِلَي ِهم ّْمن َّربّْ ِه ْم ه َ ْ ْ ُ َْ َ أل َكلُواْ ِمن فَـوقِ ِهم وِمن تَ ْح ِ ت أ َْر ُجلِ ِهم ﴾ . ْ َْ ً ً كحلوؿ اإل٬ناف ، ص َُ. ي اٞنصائب كاألحز ًاف ﴿ :فَـبَآ ُؤواْ غضب الر٘ن ًن ،كن ٍق ي ي ضٍ ضٍ ب ﴾ ﴿.بَ ْ َرا َن َلَى قُـلُوبِ ِهم َّما َكانُوا يَ ْك ِمبُو َن ﴾ َ ﴿ .وقَالُواْ ب َلَى غَ َ بِغَ َ ْف ﴾ . قُـلُوبُـمَا غُل ٌ **************************************
ِ ص اطلب الرزق وال تح ِر ْ
135
ال حتزن
الدكدةي يف الطّْ ً رب العاٞنٌنَ ﴿ :وَما ِمن َد بٍَّة فِي األَ ْر ِ ض إِالَّ َلَى اللّ ِه ِر ْزقُـ َها﴾. ٌن يرزقيها ُّ ِ ً وتروح الغفور الطير ،تغدو ماصاً ُ الشكور (( :كما يرز ُق َ ي يطعمها ي الطيور يف الوكور ي ي بِطاناً )) . السمك يف ً ً األرض كالسماء ﴿ :يُط ِْع ُم َوالَ يُط َْع ُم ﴾ . رب اٞناء يرزقيو ُّ ي كأنت أزكى من الدكدةً كالط ًًن ك ً السمك ،فبل ٓنز ٍف على رزقًك . بسبب ً كضيق الصدر إال ً كجل بعدىم عن ا﵁ً َّ عز َّ ي الكدر ي الفقر ك ي عرفت أناسان ما أصابػي يه يم ى ً و من مواله ،فأعرض عن ،ي فتجد أحدىم كاف غنيٌان ،كرزقيو ك ه من ربّْو كيف خ وًن ٍ اسع كىو يف عافية ٍ ًً ًً ً ً طاعة ا﵁ً ،كهتاكف بالصبلةً ،كاقرتؼ كبائر الذنوب ،فسلبىوى ربُّو عافية بدنو كسعة رزقو ،كابتبلهي و و و و ض َن ِذ ْك ِري اٟنم ك ّْ بالف ٍق ًر ك ّْ كمن ببلء إىل ببلء َ ﴿ :وَم ْن أَ ْ َر َ من نكد إىل نكد ٍ ، الغم ،فأصبح ٍ ك بِ َّ ك ُمغَيّْراً نّْـ ْع َمةً أَنْـ َع َم َها َلَى قَـ ْوٍم َحتَّى يُـغَيّْـ ُرواْ فَِإ َّن لَهُ َم ِعي َ َن اللّهَ لَ ْم يَ ُ ضمكاً ﴾ َ ﴿ .ذلِ َ شةً َ ما بَِن ُف ِم ِهم ﴾ ﴿ .وما أَصاب ُكم ّْمن ُّم ِ صيبَ ٍة فَبِ ت أَيْ ِدي ُك ْم َويَـ ْع ُفو َن َكثِي ٍر ﴾ َ ﴿ .وأَلَّ ِو ك ا م َ مبَ ْ ََ َ َ َ َ ْ َ ِ اهم َّماء غَ َدقاً ﴾ . استَـ َق ُاموا َلَى الطَّ ِري َقة َألَ ْس َق ْيـمَ ُ ْ ب أتبكي على ليلى كأنت قتلتها القاتل َّ الص ُّ ىنيئان مريئان أيُّها ي **************************************
الصرا َط الممتَ ِ ﴿ ِ يم ﴾ ق ـا ـ ـ ن اهد ّْ َ ُ َ َ ِ الهداية سر ُّ
ً لن ينعم ّٔا ،إال م ًن اتبع الصراط اٞنستقيم الذم تركنا لن ٩ندىا ك ٍ لن يهتدم للسعادة ك ٍ كٍ ً ًً اهم ِ ص َراطاً ُّم ْمتَ ِقيماً﴾. اآلخر يف جنات النعي ًم َ ﴿ :ولَ َه َديْـمَ ُ ْ ١نم هد على طرفو ف كطرفيو ي ً من ً طيب اٞنص ًًن ، ّّ ٜنس ًن العاقبة ،ك ه فسعادةي من لزـ الصراط اٞنستقيم أنوي اثق ٍ مطمئن ٍ ً ً موعود ربًّْو ،ر و يعلم َّ ٢نبت يف سلوكً ًو ىذا ساكن إىل اف لو ىاديان اض بقضاء موالهي ،ه ه السبيل ،ي ي يهديو على ىذا الصر ً ً اط ،كىو من غول ،قىػ ٍوليوي َّ حجةه ه معصوـ ال ي يتبع ٍ ينطق عن اٟنول ،كال ي
136
ال حتزن
ً الشيطاف ،كعثر ً ً ً ً ات كسقطات ات القر ًاف ، نزغات من اإلنساف ﴿ :لَهُ ُم َع ّْقبَ ٌ على الورل ١ ،نفو هظ ٍ ّْمن بَـ ْي ِن يَ َديْ ِه َوِم ْن َ ل ِْف ِه يَ ْح َف ُونَهُ ِم ْن أ َْم ِر اللّ ِه ﴾ . ًً يعلم َّ أف لو إٟنان ،كأماموي أسونة ، العبد ي كىذا ي ٩ند السعادة يف سلوكو ىذا الصراط ؛ ألنوي ي كبيدهً كتابان ،كيف قلبًو نوران ،كيف ً ً خلده ،كاعظان ،كىو ذاىب إىل نعي وم ،كعامل يف و طاعة ، ه ه شاءُ ﴾ . و ك ُه َدى اللّ ِه يَـ ْه ِدي بِ ِه َمن يَ َ كساع إىل خ وًن َ ﴿ :ذلِ َ ً أين ما يدعى ظبلمان يا رفيق ً َّ الدرب أيٍنا إف نور ا﵁ يف قلت كىذا ما أراهي ي ً معنوم ً ً اٜنسي :الصرا يط كح ّْس ّّي ، ك٨نا صراطاف : ّّ ّّ فاٞنعنوم :صرا يط اٟنداية كاإل٬ناف ،ك ُّ الفانية لو كبلليب من الشهو ً نت الدنيا ً ً اإل٬ناف على م ً على ٍ ً ات ،كالصرا يط منت جهنم ،فصرا يط ه ً ً األخركم على ٍ ً فمن ْناكز ىذا الصراط بإ٬نانًًو ْناكز ذاؾ منت جهنم لو ُّ كبلليب كشوؾ السعداف ٍ ، ي ً ب ً الصراط على حس ً كغمومو كأحزانيو ٨نومو إيقانو ،كإذا اىتدل ي العبد إىل الصراط اٞنستقي ًم ز ٍ ي الت ي ٍ . *******************************************
ِ ٍ من أراد الحياة الطيبة شر زهرات يقط ُفها ْ ُ
ِ ين بِاألَ ْس َحا ِر ﴾ . ُ .جلسةه يف َّ السحر لبلستغفا ًر َ ﴿ :وال ُْم ْمتَـغْف ِر َ ِ المماو ِ ِ .كخلوةه ُّ ات َواألَ ْر ِ ض﴾. للتفك ًر َ ﴿ :ويَـتَـ َف َّك ُرو َن في َ ل ِْق َّ َ َ َّ ِ ّ .ك٠نالسةي الصاٜنٌن ﴿ :و ْ ِ ين يَ ْد ُو َن َربَّـ ُهم ﴾ . مَ َ ك َم َع الذ َ اصب ْر نَـ ْف َ ْ .ك ّْ الذ ٍكر ﴿ :اذْ ُك ُروا اللَّهَ ِذ ْكراً َكثِيراً ﴾ . ِنشوع ﴿ :الَّ ِذين هم فِي ص َالتِ ِهم َ ِ ٓ .كر ً اشعُو َن ﴾ . كعتاف و َ ْ َ ُْ ٔ .كتبلكةه بتدبُّور ﴿ :أَفَالَ يَـتَ َدبَّـ ُرو َن الْ ُق ْر َن ﴾ . ٕ .كصياـ و يوـ ً من أجلي )) . شديد ّْ اٜنر (( :يدع طعامه وشرابه وشهواته ْ ي و تمفق يميمُه )) . ٖ .كصدقةه يف خفاء (( :حتى ال تعلم شمالهُ ما ُ
ال حتزن
137
و من ُك ِ فرج ْن ِ رب الدنيا َّ من َّ ٗ .كك ٍش ي فرج اهللُ مملم كربةً ْ عن مسل وم ْ (( : ف كربة ٍ كرب ِ ِ من ِ القيامة )) . يوم مه كربةً ْ كزى هد يف ً الفانية َ ﴿ :و ْاآل ِ َرةُ َ ْيـ ٌر َوأَبْـ َقى ﴾ . َُ. ٍ تلك عشرةه كاملةه . من ً نوح قوليو ﴿ :سآ ِوي إِلَى جب ٍ يـ ْع ِ رب شقاء اب ًن و ص ُممِي ِم َن ال َْماء ﴾ .كلو أكل إىل ّْ ََ َ َ ٍ ً ً أعز كأمنع . أجل ك َّ األرض كالسماء لكاف َّ ً ً فتقمص ثوبان ليس لو ،كاغتصب صفةن ال يميت َّ . كمن شقاء النمركد قولوي :أنا أيحيي كأ ي ٓنل لو ،فيبً ًهت كخسأ كخاب . ُّ ال ْاآل ِ َرةِ َو ْاألُولَى ﴾ . ﴿ فََ َ َذهُ اللَّهُ نَ َك َ ً الفبلح ٗنلةه ،فالكلمةي كالعبارةي كاٛنملةي اث اٞنلَّ ًة عبارةه ،كرايةي مفتاح السعادةً كلمةه ،كمًن ي ي رسوؿ ا﵁ً . ىي :ال إلو إال ا﵁ي ١ .نم هد ي ً ً ﴿ َوالَّ ِذي َجاء ت: من نطقها يف األرض :أف ييقاؿ لوي يف السماء :صدقٍ ى سعادةي ٍ ص َّد َق بِ ِه ﴾ . بِ ّْ الص ْد ِق َو َ َّ ِ ين من عمل ّٔا :أ ٍف ينجو من الدما ًر كالشَّنا ًر كالعا ًر كالنا ًر َ ﴿ :ويُـمَ ّْجي اللَّهُ الذ َ كسعادةي ٍ ازتِ ِه ْم ﴾ . اتَّـ َقوا بِ َم َف َ صىر كيي ٍش ىكىر َ ﴿ :وإِ َّن ُجم َدنَا لَ ُه ُم الْغَالِبُو َن ﴾ . من دعا إليها :أ ٍف يهعاف كيػيٍن ى كسعادةي ٍ عز ﴿ :ولِلَّ ِه ال ِْع َّزةُ ولِرسولِ ِه ولِل ِ ِ ين ﴾ . كرىـ كيي َّ ََُ َ ُ َ ْم ْ مم َ كسعادةي ٍ من أحبَّها :أ ٍف ييرفع كيي ى ِ ُّوِر ﴾ . ىتف ّٔا ه ببلؿ ي حران ﴿ :يُ ْل ِر ُج ُهم ّْم َن ال ُّلُ َمات إِلَى المـ ُ الرقيق فأصبح ٌ كتلعثم يف نطقهاً أبو و ٟنب اٟنامشي ،فمات عبدان ذليبلن حقًنان َ ﴿ :وَمن يُِه ِن اللَّهُ فَ َما لَهُ ُّ ِمن ُّم ْك ِرٍم ﴾ . إل٬نانية ر و و ً اإلكسًن الذم ّْ بانية طاىرةو َ ﴿ :ولَ ِكن البشرم الفاٍل إىل قم وم ٪نوؿ الركاـ إهنا َّ ي ِ ِ شاء ِمن ِ ب ِ ادنَا ﴾ . َج َعلْمَاهُ نُوراً نَّـ ْهدي بِه َم ْن نَّ َ ْ َ
138
ال حتزن
أعرضت ع ًن اآلخرةً َّ ، الغل فإف العذاب الواصب يف طر ًيقك ،ك َّ ال تفر ٍح بالدنيا إذا ٍ ك لَبِال ِْمرص ِ اد كالن ي ك َمّْي ُس ْلطَانِي ْه ﴾ ﴿ .إِ َّن َربَّ َ ينتظرؾ َ ﴿ :ما أَ ْغمَى َمّْي َمالِي ْه{ َ }28هلَ َ ْ َ َّكاؿ ي ﴾. ً لد إذا أعرضت عن الو ً كال تفرح بالو ً ً الصمد َّ ، كل احد اٝنذالف ،كغايةي فإف اإلعراض عنو ُّ ٍ ت َلَْي ِه ُم ّْ الذلَّةُ َوال َْم ْم َكمَةُ ﴾ . ض ِربَ ْ اٝنسر ًاف ،كهنايةي اٟنو ًاف َ ﴿ :و ُ ً كال تفر ٍح باألمو ًاؿ إذا أسأت األعماؿ َّ ، كتباب يف اٞنص ًًن ، فإف إساءة العمل ه ١نق للخإنة ه اب ْاآل ِ َرةِ أَ ْ َزى ﴾ ﴿ َوَما أ َْم َوالُ ُك ْم َوَال أ َْوَال ُد ُكم بِالَّتِي تُـ َق ّْربُ ُك ْم ِ م َدنَا كلعنةه يف اآلخرةً َ ﴿ :ولَ َع َذ ُ صالِحاً ﴾ . ُزلْ َفى إَِّال َم ْن َم َن َو َ ِم َ َ *************************************
وقف ـةٌ ً الدعاء مناسبةه بديعةه َّ ، فإف صفة أستغيث )) :يف رفع ىذا قيوم برحمتِك ُ (( يا ُّ حي يا ُ ً ً ً صفات متضمنةه ٛنمي ًع صفات متضمنةن ٛنميع الكماؿ ،مستلزمةه ٟنا ،كصفةي القيَّوميةي ّْ اٜنياةً ّْ ً األفعاؿ ،كٟنذا كاف اسم ا﵁ً ً اسم األعظم الذم إذا يدع ىي بو أجاب ،كإذا يسئل بو أعطى :ىو ي ي ي األسقاـ كاآلالـ ؛ كٟنذا ٞنا كملت حياةي ً ً ً تضاد ٗنيع التامة ُّ القيوـ .كاٜنياةي َّ ي ٍ ُّ أىل اٛننة ،ملٍ اٜني ي ً ً باألفعاؿ ،كتنايف تضر غم كال ىحىز هف كال شيءه من اآلفات .كنقصا يف اٜنياةً ُّ ىم كال ّّ يلح ٍق يه ٍم ُّ ً ً ً ً الكماؿ ألبتة ، القيومية فكماؿ القيومية ، ي اٞنطلق ُّ التاـ اٜنياةً ال تفوتيو صفةي لكماؿ اٜنياة ُّ ، فاٜني ي القومية لو تأثًن يف إز ً بصفة اٜنياةً ك ً يتعذر عليو فعل ٣نكن ألبتة ،فالتوسل ً ضاد الة ما يي ُّ ٍ ك ي ه القيوـ ال َّ ي ي ً باألفعاؿ . كيضر اٜنياةى ُّ الشاعر : قاؿ ي حيث تىطٍ ىم يع كٔنشى كال من حيث تتَّقي ا﵀بوب من ي ي ٍ لعميرؾ ما اٞنكركهي ٍ كأكثر ً خوؼ ً ينفع الناس ليس بكائ ًن دريؾ ّْ فما ٍ اٟنم الذم ليس ي ي *************************************
ال حتزن
مع األم ِر الواق ِع َ تعام ْ َ
139
ً عنو سلت الشيء أيست من ىونت ما ق ٍد َّ إذا َّ نفسك َ ﴿ :سيُـ ْ تِيمَا اللّهُ ٍ ي عز ىاف ،كإذا ٍ ي ضلِ ِه ورسولُه إِنَّا إِلَى اللّ ِه ر ِ ِ اغبُو َن ﴾ . من فَ ْ َ َ ُ ُ َ أت َّ من نافذةو ككاف بأصبعًو اليسرل خامت ،فنشب اٝنامتي ّنسما ًر يف قر ي أف رجبلن قفز ٍ ً سقوط ً عن النافذةً ،كمع بع أصابع ،ي يقوؿ ٍ اٞنسار أصبعو من أصلها ،كبقي بأر ي الرجل اقتلع ي أتذكر أف يل أربع أصابع يف و ًً فقدت أصبيعان من أصابعًي إال فحسب ،أك أنين يد نفسو :ال ي ي ي ي أكاد َّ ي أتذكر تلك الواقعةى ،كإال فعلمي على ما ير ياـ ،كنفسي راضيةه ّنا حدث (( :ق ٌدر ا﵁ي كما حينما ي شاء فعل )) . يده اليسرل من الكتً ً ف و كرزؽ ٞنرض أصابوي ،فعاش طويبلن َّ ك ي ت ي أعرؼ رجبلن بيًرت ٍ كتزكج ،ي تياح ،ك َّ ً و ٫نلق لو إال يدان كاحد نة (( : بطبلقة ،كيؤدم عملو بار و بنٌن ،كىو ي كأف ا﵁ مل ٍ يقود سيارتوي تكن أغىن الناس )) . ارض ّنا قسم ا﵁ي لك ٍ ، ً نتأقلم مع كضعًنا كحياتًنا ،قبل ٙنسٌن ما أسرع ما نتكيَّف مع كاقعنا ،كما أعجب ما ي و ً من حص وًن ً من فخا ور ،كقصعةن ،كجفنةن، النخل ،كقربة ماء ،كقدران ٍ سنةن كاف قاعي البيت بساطان ٍ كٓناكمنا إىل كاقعًنا. استمرت معيشتينا ،ألننا رضينا كسلَّمنا كقامت حياتينا ك كإبريقان ، ٍ ٍ ٍ كإذا تي ُّرد إىل و نع النفس راغبةه إذا رغٍَّبتها قليل ت ٍق ي ك ي ً ً كقعت قتنةه بٌن قبيلت ً اٞنسجد اٛنام ًع ،فسلُّوا سيوفهم ،كامتشقوا رماحهم الكوفة يف ٌن يف ٍ ً ،كىاجت الدائرةي ،ك ً أحد ً اٞنسجد ليبحث الناس من تفارؽ كادت اٛنماجم ي انسل ي األجساد ،ك َّ ٍ ى ي ً ً ً األحنف ب ًن و لح الكب ًًن ك ً الرجل اٜنلي ًم ، صً عن اٞني ٍ لب غنمو ،عليو كساءه قيس ،فوجدهي يف بيتو ٪ن ي ال يساكم عشرة دراىم ٥ ،نيل اٛنس ًم ٥ ،نيف ً اىتزت اٝنرب فما فأخربكه ، الرجلٌن أحنف ، البنية ٍ ي ي ى ي جسم ًو شعرةه كال اضطرب ؛ ألنو ً يف ً قد اعتاد الكوارث ،كعاش اٜنوادث ،كقاؿ ٟنم :خًنان إ ٍف ً يت ٪ندث شيءه ،فإذا إفطارهه كً ٍسرةه من اٝنب ًز إفطاره ككأ ٍف مل ٍ اليابس ،كز ه شاء ا﵁ي ،مث قيدّْـ لو ي كملح ،ككأس من ً يت من اٞناء َّ ، فسمى كأكل ،مثَّ ى من بػيّْر العراؽ ،كز ه ه ٘ند ا﵁ى ،كقاؿ :بػيّّر ٍ ه الشاـ ،مع ً ً لنعم جليلةه .مث لبس ثوبىوى ،كأخذ عصاهي ،مث دلف إهنا ، مرك كملح ، دجلة ماء ه
ال حتزن
140
يقوؿ ، ت إليو أعناقيهم ، على ً كطفحت غليو عيويهنم ،كأنصتوا ٞنا ي ٍ الناس اشرأبَّ ٍ اٛنموع ٌ ، فلما رآه ي التفرؽ ،فذىب كل كاحدان منهم ال يلوم على و ص ٍل وح ،مثَّ طلب من ً شيء ، الناس ُّ ُّ فارٓنل كلمة ي ٍ ً كماتت الفتنةي . كىدأت الثائرةي ، ً ق ٍد ي يدرؾ الشرؼ الفّت ي ب قميصو ىمٍرقوعي ىخلى هق ٍ كرداؤهي كجي ي
ِ دروس ،ممها : القصة في ٌ
ً ً ً باألّٔة كاٞنظه ًر ،ك َّ َّ الشقاء ،ككذلك ليست دليبلن على ليست أف قلَّة الشيء ٍ أف العظمة ٍ ً األشياء كالرتفًُّو ﴿ :فَ ََّما ِْ ول ليست بكثرًة نما ُن إِ َذا َما ابْـتَ َالهُ َربُّهُ فََ ْك َرَمهُ َونَـ َّع َمهُ فَـيَـ ُق ُ السعادةي ٍ اا َ ول َربّْي أ ََهانَ ِن ﴾ . َربّْي أَ ْك َرَم ِن{ َ }15وأ ََّما إِذَا َما ابْـتَ َالهُ فَـ َق َد َر َلَْي ِه ِر ْزقَهُ فَـيَـ ُق ُ ً ً ك َّ دارهي ، أف اٞنواىب كالصفات السامية ىي قيمةي اإلنساف ،ال ٍثوبيوي كال نعليوي كال قى ٍ صيرهي كال ي كحلمو ً ً علمو ك ً إهنا كزنو يف ً كعقلو ﴿ :إِ َّن أَ ْك َرَم ُك ْم ِ م َد اللَّ ِه أَتْـ َقا ُك ْم ﴾ .كعبلقةي ىذا كرمو ي ً القص ًر ً ً ً الذىب كالفض ًَّة اٞننيف ،كال يف ليست يف الثر ًاء ّنوضوعنا أف السعادة ٍ الفاحش ،كال يف ٍ بأنسو ،بإشر ً بإ٬نانو ،برضاه ً ، القلب ً لكن السعاد ىة يف ً ك أ َْم َوالُ ُه ْم َوالَ ،ك َّ اقو ﴿ :فَالَ تُـ ْع ِج ْب َ ي ك فَـ ْليَـ ْف َر ُحواْ ُه َو َ ْيـ ٌر ّْم َّما يَ ْج َمعُو َن ﴾ . أ َْوالَ ُد ُه ْم ﴾ ﴿ قُ ْ بَِف ْ ض ِ اللّ ِه َوبَِر ْح َمتِ ِه فَبِ َذلِ َ ً ً ً بالقضاء كالقد ً ىل ماذا ، ر عوٍد نفسك على التسلي ًم ّْ تفعل إذا ملٍ ٍ تؤمن بالقضاء كالقدر ٍ ، ي ً ً ً القضاء كالقد ًر . لن ينقذؾ من ك ، ذلك ينفعك لن ، السماء األرض نفقان أك يسلَّمان يف تتخ يذ يف ٍ ٍ اٜنل ؟ إذ ٍف فما ٌ الح ُّ :رضينا كسلَّمنا﴿ :أَيْـمَ َما تَ ُكونُواْ يُ ْد ِر ُّ شيَّ َدةٍ﴾. ت َولَ ْو ُكمتُ ْم فِي بُـ ُر ٍ وج ُّم َ كك ُم ال َْم ْو ُ ً من ً األكقات يف عمرم :تلك الساعةي اليت أخربٍل أعنف األياـ يف حيايت ،كمن أفظ ًع ٍ اٞنختص بب ًرت يد أخي و ً الكتف ،كنزؿ اٝنربي على ٚنعي ١نمد – ر٘نو ا﵁ي – من الطبيب فيها ُّ ي ً قوؿ اٞنوىل َ ﴿ :ا أَصاب ِمن ُّم ِ كثابت ركحي إىل ً صيبَ ٍة إَِّال بِِإ ْذ ِن كالقذيفة ، كغالبت نفسي ٍ ، َ َ ي َّ ِ ش ِر َّ ِ اللَّ ِه َوَمن يُـ ْ ِمن بِاللَّ ِه يَـ ْه ِد قَـلْبَهُ ﴾ ،كقو ًلو َ ﴿ :وبَ ّْ َصابَـ ْتـ ُهم ين إِ َذا أ َ ين{ }155الذ َ الصاب ِر َ صيبةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّ ِه وإِنَّـا إِلَْي ِه ر ِ ِ اجعو َن ﴾ . ُّم َ َ َ كر٪نانان . كانت ىذه كركحان ٍ ٍ ي اآليات ٍبردان كسبلمان ٍ
141
ال حتزن
كليس لنا من و ً ً حيلة ي ب ﴿ ،أ َْم أَبْـ َرُموا أ َْمراً فنحتاؿ ،إ٧نا اٜنيلةي يف اإل٬ناف كالتسليم فى ىح ٍس ي ِ ول لَهُ ُكن فَـيَ ُكو ُن ﴾ . ضى أ َْمراً فَِإنَّ َما يَـ ُق ُ ب َلَى أ َْم ِرهِ ﴾ ﴿ َوإِذَا قَ َ فَِإنَّا ُم ْب ِرُمو َن ﴾ ﴿ َواللّهُ غَال ٌ بعة و ً سبيل ا﵁ً بقتل أر ً إف اٝننساء النخعيةى ئنرب يف و أبناء ٟنا يف ً ٜنظة كاحدةً ً بالقادسية ،فما ي ً ً كشكرت موالىا على حسن الصني ًع ،ك ً كحلوؿ لطف االختيا ًر ، ٘ندت رَّّٔا ، كاف منها إال أ ٍف ٍ يٍ ً ً اإل٬ناف ،كرافدان من اليق ً القضاء ؛ َّ ؤجر ٌن ال ألف ىناؾ معينان من ي تشكر كتي ي ينقطع ،فمثليها ي ً التضجير البديل إذ ٍف ؟! تفعل ىذا فما ىو ُّ التسخ ي ط ك ُّ ي كتسعد يف الدنيا كاآلخرة ،كإذا ملٍ ٍ ي ومن سلط فله فمن رضي فلهُ َّ الرضا ْ ، الرفض ،مث خسارةي الدنيا كاآلخرةً ! (( ْ اض ك ي كاالعرت ي ط )) . المل ُ
ً ً األزمات ،قولينا :إنٌا ﵁ً كإنٌا إليو راجعوف . اٞنصائب كعبلج إف بلسم ً ًً ً اٞنعاد إليو ، نعود إليو ،فاٞنبدأي منو ،ك ي ك٥نن ي فنحن ىخ ٍل يقو كيف ملكو ،ي والمعمى :كلُّنا ﵁ ،ي األمر بيدهً ،فليس لنا من األم ًر شيءه . ك ي فكيف أبكي على و شيء إذا ذىبا ٕنلك األشياء ذاىبةه نفسي اليت ي ٍ ِ ك إَِّال وج َههُ ﴾ ُ ﴿ ،ك ُّ من َلَْيـ َها فَ ٍ ت َوإِنَّـ ُهم َّميّْتُو َن﴾ . ك َميّْ ٌ ان﴾ ﴿،إِنَّ َ ﴿ ُك ُّ َش ْيء َهال ٌ َ ْ َْ صاعق باحرت ًاؽ بيتًك ،أك ً موت ابنك ،أك ً لو فوجئت ِن ورب ً ذىاب مالك فماذا عساؾ ً ص من القضاء ينفع ي اٟنرب ،ال ٩ندم الفر يار كالتملُّ ي أ ٍف تفعل ؟ من اآلف كطّْ ٍن نفسك ،ال ي اعرتؼ بالواق ًع ،ك ً اكتسب األجر ،ألنو ليس أمامك كالقدر ،سلّْ ٍم باألم ًر ،كارض بالقد ًر ،ك ٍ خيار آخر ،كلكنو ردمءه ّْ التضجير ٣نا ص ىل ك ُّ أحذرؾ منيو ،إنو ُّ : التربيـ ّنا ىح ى إال ىذا ٍ . نعم ىناؾ ه ي تناؿ لكن من ىذا كلّْو ؟! إنك سوؼ ي ٓنصل على ماذا ٍ الغضب كاٟنيجاف ،ك ٍ صار ،كالثورةي ك ي ي جل يف عليائًو ،كم ٍقت ً يعود عليك غضب ّْ الرب َّ األج ًر ،كفادح الوزًر ،مثَّ ال ي الناس ،كذىاب ٍ ِ مبَ ٍ ب إِلَى تفع عنك اٞنصيبةي ،كال ي األمر ي اٞنصاب ،كال تر ي ا﵀توـ ﴿ :فَـلْيَ ْم ُد ْد ب َ ينصرؼ عنك ي الم َماء ثُ َّم لِيَـ ْقطَ ْع فَـلْيَم ُْر َه ْ يُ ْذ ِهبَ َّن َك ْي ُدهُ َما يَ ِغي ُ ﴾ . َّ **************************************
ما تحز ُن ألجلِ ِه سيمتهي
142
ال حتزن
فإف اٞنوت مقدـ على الكل :الظا ًمل ك ً ً الغين كالفق ًًن ، القوم ك اٞنظلوـ ،ك ّْ ّْ الضعيف ،ك ّْ َّ ى ه فلست بًدعان من ً أمم . الناس أ ٍف ٕنوت ،فقبلك ٍ أمم كبعدؾ ي ٕنوت ه ماتت ه ألف ملً و ً ابن بطوطة َّ مكتوب فيها : أف يف ك عليها لوحةه الشماؿ مقربةن يدفن ي ه ذكر ي كسبلطينيهم ً العظاـ الرؤكس عنهم صارت عظامان ٍ ي ك ي سل الطٌن ي اإلنساف عن ىذا ً ً َّ الفناء اٞنداى ًم لو صباح مساء ،كظنُّو األمر اٞنذىل يف ىذا :غفلةي ٍ إف ى ً أنوي خال هد ٢نلَّ هد منعَّم ،كتغافليو عن اٞنص ًًن ً النهاية َّ حي ﴿ :يَا أَيُّـ َها ا﵀رتـ كتراخيو عن اٜنق ًة ّْ لكل ٍّن ه الما ِة َشيء ِ يم ﴾ ﴿ ،اقْـتـرب لِلم ِ ِ مابُـ ُه ْم َو ُه ْم فِي ََ َ َّاس اتَّـ ُقوا َربَّ ُك ْم إِ َّن َزل َْزلَةَ َّ َ ْ ٌ َ ٌ الم ُ َّاس ح َ ضو َن ﴾ . غَ ْفلَ ٍة َّم ْع ِر ُ عز ًم ٍن قائل:- كدمىر ال يقرل الظاٞنةى كأىلها ،قاؿ – َّ ٞنا أىلك ا﵁ي األمم ،كأباد الشعوب َّ ، و ﴿ ه تُ ِح ُّ ِ اٝنرب َح ٍد أ َْو تَ ْم َم ُع لَ ُه ْم ِرْكزاً ﴾ ؟! انتهى ُّ س م ْمـ ُهم ّْم ْن أ َ َْ كل شيء ٍ عنهم إال ى كاٜنديث . ُنديث ً ً و من ً القوـ ركبا يف فق ٍد مضى أندلس أىل ىل عندكم خربه ٍ ٍ ************************************
وقف ـةٌ ً ً اإلٟنية كالر ً توحيد ً ً ً ِ بالعظمة بوبية ، مشتم هل على الكرب : د اء ككصف ّْ الرب سبحانوي اإلحساف كالتجاكًز ،ككص ً لكماؿ القدرةً ك ً ً ً ً ً ً فو الر٘نة ،ك مستلزمتاف الصفتاف كىاتاف كاٜنًل ًم ، ٍ ً ً بكماؿ ربوبيتًو للعا ً ً أعظمها . ك اٞنخلوقات سقف ىو الذم العرش ك فلي الس ك العلوم مل ّْ ُّ ي ّْ ي كالربوبيةي َّ تستلزـ توحيده ،كأنوي الذم ال تنبغي العبادةي ك ُّ اٜنب ك ي التامةي ي اٝنوؼ كالرجاءي كل و كل و نقص ك ي اإلجبلؿ كالطاعةي إال لوي .كعظمتيو اٞنطلقةي كماؿ لوي ،كسلب ّْ تستلزـ إثبات ّْ ي كحلمو يستلزـ كماؿ ر٘نتً ًو كإحسانًًو إىل ً ً ك و خلق ًو . ٕنثيل عنوي ؛ ي ي ي ً االبتهاج فيحصل لو من كتوحيدهي ، ً ي وجب ١نبتيوي كإجبلليوي فع ٍل يم القلب كمعرفتيوي بذلك تي ي ي ً كاللذةً كالسركًر ما يدفع عنوي أمل ال ٍك ً اٟنم ك ّْ رب ك ّْ الغم ،كأنت ي يسُّرهي ي ْند اٞنريض إذا كرد عليو ما ي
143
ال حتزن
ً قوم نفسوي ،كيف تقول الطبيعةي على دف ًع ً الشفاء فحصوؿ ىذا اٜنسي ، اٞنرض ي فرحو ،كيي ّْ ّْ كيي ي ً للقلب أكىل كأحرل . ***************************************
ِ الشقاء يق االكتئاب طر ُ ُ
ذكرت جريدةي ( اٞنسلموف ) عدد 240يف شه ًر صفر سنة 1410ىػ َّ ، أف ىناؾ 200 ٍ مكتئب على ً و ً األرض ! كجو مليوف و و مرض االكتئاب العامل!! ال ّْ غين كفق وًن .إنو ه يفر يؽ بٌن دكلة غربية كأخرل شرقية ! أك ٍّن ي ً االنتحار !! الغالب يصيب اٛنميع ..كهنايتيو يف ي ي ً اٞنناصب ك ً بعض ً ً األرقاـ باألٚناء ك يعرتؼ االنتحار ال الدكؿ ،لكنَّو ي ي ٫ناؼ من اٞنؤمنٌن ،ي ي يض يف كل ً ً أف ضحاياهي كصلوا إىل 200مليوف مر و أ٥ناء العا ًمل ..إالَّ َّ كد َّ اإلحصاءات أف آخر تؤ ي ّْ األقل بٌن كل عشرةً أفر واد على ً مصاب ّٔذا ً ً تؤٌك يد َّ اٞنرض اٝنطًن !! األرض كجو أف كاحدان على ّْ ه ً اٞنرض أنو ال يصيب الكبار فقط ،بل ً كصلت خطورةي ىذا ً مدا٨نة حد كقد يص يل إىل ّْ ٍ ي اٛنن ً ٌن يف بط ًن ّْأمو !! االكتئاب بوابةي االنتحار : ي َّهلُ َك ِة ﴾ . م ُك ْم ﴾ َ ﴿ ،والَ تُـ ْل ُقواْ بَِيْ ِدي ُك ْم إِلَى التـ ْ ﴿ َ الَ تَـ ْقتُـلُواْ أَن ُف َ تذكر األخبار اليت تناقلتها ًككاالت ً ً االكتئاب قد َّ ٕنكن من الر ً األنباء َّ ئيس السابق أف مرض ٍ ي ي ً كتعود إصابةي الرئيس األمريكي ّٔذا ً اٞنرض لتجاكًزه للواليات اٞنتحدة األمريكية (ركنال ٍد ر٩ناف) .ي ً ً و و سن السبعٌن يف ً للعمليات باإلضافة عصبية كبًنةو .. لضغوط ض فيو َّ الوقت الذم ال يز ياؿ َّ يتعر ي احية اليت أيجريت لو على فرت و و اٛنر ً شيَّ َدةٍ ﴾ . ات متبلحقة َ ﴿،ولَ ْو ُكمتُ ْم فِي بُـ ُر ٍ وج ُّم َ ٍ اٞنرض ،كقد كاف كىناؾ الكثًني من اٞنشاى ًًن َّ كخاصةن ىم ٍن يعملوف ّْ هم ىذا ي بالفن ،يدا٨ني ٍ االكتئاب سببان رئيسان – إ ٍف مل يكن الوحيد – يف ً موت الشاع ًر صبلح جاىٌن ،ككذلك ييقاؿ : ي ٍ َّ م ُه ْم َو ُه ْم َكافِ ُرو َن ﴾ . إف نابليوف بونابرت مات مكتئبان يف منفاهي ﴿ َوتَـ ْزَه َق أَن ُف ُ
ال حتزن
144
ً ً الصفحات األكىل يف احتل صدر نذكر أيضان اٝنرب الذم َّ طًنتٍو ككًاالت األنباء َّ ، كما زلنا ي عة اليت ارتكبٍتها أـّّ أٞنانيةه ً و اٞنرك ً صحف العا ًمل ،عن اٛنر ً ً ً من أطفاٟنا ،كاتضح أغلب ٬نة ّْ بقتل ثبلثة ٍ ً ً َّ خافت أ ٍف تورثهم العذاب كالضيق الشديد ألطفاٟنا باالكتئاب ،كٜنبّْها مرضها أف السبب ىو ي ٍ ً ً ً ً قتلت نفسها !!. من ىذا فقر ٍ العذاب بقتلهم الثبلثة ..مث ٍ رت « إراحتهم» !! ٍ تشعر بو ٌ ، الذم ي ً ً ً عدد أرقاـ (منظمة الصحة العاٞنية) تشًني إىل خطورةً األم ًر ..ففي عاـ 1973ـ كاف ي ك ي ً تفعت ىذه النسبةي لتصل إىل %5يف عاـ 1978ـ ، اٞنصابٌن باالكتئاب يف العا ًمل ، %3كار ٍ ً و ً كل أر و و بعة !! يف حٌن كما من ّْ ٍ بعض الدراسات إىل كجود فرد أمر ٍّن أشارت ي يكي مصاب باالكتئاب ٍ أعلن رئيس مؤٕن ًر االضطر ً النفسي الذم عيقد يف شيكاغو عاـ 1981ـ َّ أف ىناؾ 100 اب ّْ ي ً االكتئاب ،أغلبهم من ً ً و أرقاـ دكؿ العا ًمل اٞنتقدـ ، شخص يف العا ًمل يعانوف من مليوف ٍ كقالت ه ي ٍ ٍ ِ و َو َم َّرتَـ ْي ِن﴾ أخرل أهنم مائتا مليوف مكتئب!! ﴿أ ََوالَ يَـ َرْو َن أَنَّـ ُه ْم يُـ ْفتَـمُو َن في ُك ّْ َ ٍام َّم َّرًة أ ْ ً أحدىم :ليس الذكي ً ً الفط ين اصنع من الليموف شرابان يحلوان .كقاؿ ي قاؿ ي ُّ أحد اٜنكماء ٍ : ك َلَْي ِه ْم باح الذم ٪نو يؿ خسائره إىل أر و الذكي الذم ّْ ﴿أُولَـئِ َ لكن َّ ي يستطيع أ ٍف يزيد أرباحويٌ ، ك ُه ُم ال ُْم ْهتَ ُدو َن ﴾ . صلَ َو ٌ ات ّْمن َّربّْ ِه ْم َوَر ْح َمةٌ َوأُولَـئِ َ َ كيف ً تنطح اٜنائط !! اٞنثل :ال ً ًً ً تعود عليك ٍو ِنًن . من ال ي من عناده فائد نة ي تستفيد ٍ والمعمى :ال تعان ٍد ٍ تستطيع كجا ًكٍزه إىل ما إذا مل تستطع شيئان ى فد ٍعوي ٍ ي كقالوا :كال تطح ًن الدقيق ﴿ ،فََثَابَ ُك ْم غُ َّماً بِغَ ٍّم لّْ َك ْيالَ تَ ْح َزنُواْ َلَى َما فَاتَ ُك ْم﴾ . كرر ؛ َّ والمعمى َّ : ألف يف ذلك قلقان انتهت ال ينبغي أف تيعاد كتي َّ أف األمور اليت فيرغ منها ك ٍ كاضطرابان كتضييعان للوقت . إنكليزم : -ال تنش ًر النشارة . مثل ه كقالوا أيضان – كىو ه ً كتنشرىا مرنة ثانيةي ،فق ٍد فرغ منها . والمعمى :أم نشارىة اٝنشب ،ال تأت ٍ افو ،كاجرتار ً َّ ِ يقولوف ذلك ٞنن يشتغل بالتو ً اٟنموـ ،كإعادةً اٞناضي ، ين قَالُواْ ﴿ ا لذ َ ٍ ي ت إِن ُكمتُم ِ ِ ين﴾. ِا ْ َوانِ ِه ْم َوقَـ َع ُدواْ لَ ْو أَطَا ُونَا َما قُتِلُوا قُ ْ فَا ْد َرُؤوا َ ْن أَن ُف ِم ُك ُم ال َْم ْو َ ْ َ صادق َ
ال حتزن
145
ً ً ً بالصاٜنات ،كن ٍف ًع ً الناس ، كالتزكد ٬نكن سدُّىا ، ىناؾ ه ٠ناالت للفارغٌن من األعماؿ ي ً ً باٞنساجد ،كاٞنشار ً كعيادةً اٞنرضى ،كزيارةً اٞنقاب ًر ،ك ً ً ك٠نالس اٛنمعيات اٝنًن ًية ، كة يف العناية ً اٞنكتبة كالر ً اٞننزؿ ك ً ً تيب ً األحيَّ ًاء ،كتر ً كإيصاؿ النفع للفقر ًاء كالعجزةً كاألر ً امل ، النافعة ، ياضة إِنَّ َ ِ ك َك ْدحاً فَ ُم َالقِ ِيه ﴾ . ح إِلَى َربّْ َ ك َكاد ٌ ً َّ فجميل و كجه ا أم ك فحلو و ق مذا ا أم كاٞنعركؼ كمل أر َّ ي ي ي ي ه ي اقرأً التاريخ لتجد اٞننكوبٌن كاٞنسلوبٌن كاٞنصابٌن .
﴿
البحث سوؼ أطلعك على و ً لوحة من ً و تعز من ىذا اٜنزف للمنكوبٌن بعنواف َّ : كبعد فصوؿ ٍ باٞننكوبٌن . اٝنرب اقرأ التاريخ إ ٍذ فيو العً ٍرب َّ ضل ه قوـ ليس يدركف ٍ ﴾ ﴿ ،لََق ْد َكا َن فِي اد َك ﴿ َوُكـالِّ نَّـ ُق ُّ ك ِم ْن أَنبَاء ُّ ص َلَْي َ الر ُس ِ َما نُـثَبّْ ُ ت بِ ِه فُـ َ َ قَ ِ ِ ص ِ ص لَ َعلَّ ُه ْم يَـتَـ َف َّك ُرو َن ﴾ . ص الْ َق َ صص ِه ْم ْبـ َرةٌ ﴾ ﴿ ،فَاقْ ُ َ ص َ ً القضاء . ُّع ّنواط ًن أصبحت كما يل عمر : ي مطلب إال التمت ي ه قاؿ ي ً ً ً مران . كمعىن ذلك :أنو مر ه تاح لقضاء ا﵁ كقدره ،سواءه كاف فيما ٪نلو لو أك فيما كاف ٌ أم الر ٍ ً الفقر ٟنم الصربي ،كإ ٍف كاف هم :ما أبايل على ّْ كقاؿ ي احلتٌن ر ي بعض ٍ كبت ،إ ٍف كاف ي الشكر . الغىن ٟنو ي كمات ألِّب ذؤيب اٟنذيل ٖنانيةه من ً عاـ ك و ً بالطاعوف يف و احد فماذا عسى أ ٍف يقوؿ؟ األبناء ّْ ً لقضاء ر ًبو ،كقاؿ : إنو آمن كسلَّم كأذعن أٍل لر ً ُّ أتضعضع يب الدى ًر ال يهم ي كْنلدم للشامتٌن أير ي ألفيت َّ و تنفع كإذا اٞننيةي أنشبت أظفارىا كل ٕنيمة ال ي ﴿ ما أَصاب ِمن ُّم ِ صيبَ ٍة إَِّال بِِإ ْذ ِن اللَّ ِه ﴾ . َ َ َ ابن و معزيان نفسو : - عباس بصره فقاؿ – ّْ كفقد ي ً نور عيين نورىا من َّ إ ٍف يأخذ ا﵁ي ٍ ففي فؤادم كقلت منهما ي ً مشهور كالسيف صارـ وج ذكي غًني ذم ًع و قلت ّّ كيف فمي ه ي
ال حتزن
146
من النَّعًم الكثًنةً إذا فقد القليل منها . كىو التسلّْي ّنا عنده ى كبرتت ًرجل عركة بن الزب ًًن ،كمات ابنو يف و يوـ كاحدان ،فقاؿ ً َّ : اٜنمد ،إ ٍف ي اللهم لك ٍ ي ٍ ٍي ً أعضاء ،كأخذت عافيت ،منحتين أربعة ابتلي ى ت فق ٍد ٍ أعطيت ،كإ ٍف كنت ٍ كنت أخذت فق ٍد ٍ و صبَـ ُروا َجمَّةً َو َح ِريراً ﴾ ، عضوان كاحدان ،كمنحتين أربعة أبناء كأخذت ابنان كاحدان َ ﴿ .و َج َز ُ اهم بِ َما َ صبَـ ْرتُ ْم ﴾ . ﴿ َسالَ ٌم َلَْي ُكم بِ َما َ الص َّم ًة أخو در و فعزل دري هد نفسو بعد أف ذكر أنو دافع عن ً كقيتل ي ً أخيو ق ٍدر يد َّ ، بن ّْ ٍ عبدا﵁ ي ً عبدا﵁ فقاؿ دري هد : ً لكن ال حيلة يف القضاء ،مات أخوه ي اٞنستطاع ،ك ٍ ً اللوف ً ك ً أسود َّدت كحّت عبلٍل حال ي كطاعنت عنو اٝنيل حّت تبد ٍ ي أف اٞنرء غًن ٢نلَّدً طعاف امر ًئ آسى أخاه ً كيعلم َّ بنفسو ي ي ي كذبت كمل أِنل ّنا ملكت ً َّ يدم ٍ كخف ي أقل لوي ٍ فت كجدم أنين مل ٍ كمعزيان للمصابٌن : - كيركل ع ًن الشافعي – كاعظان ّْ ّْ ً ً كط ٍ ب نفسان إذا حكم القضاءي تفعل ما تشاءي دع األياـ ٍ بأرض و ً إذا نزؿ القضاءي ً قوـ فبل ه أرض تقية كال ٚناءي ً العتاىية : كقاؿ أبو كم مرةً َّ خار لك ا﵁ي كأنت كا ًرٍه ؟ ت بك اٞنكا ًره حف ٍ ٍ كم مرةو خفنا من ً اٞنوت فما مٍتنا ؟! ٍ كم مرةو ظننا اهنا القاضيةي كأهنا النهايةي ،فإذا ىي العودةي اٛنديدةي كالقوةي كاالستمر يار ؟! ٍ اٜنباؿ ،كأظلمت يف ً كم مرةو اآلفاؽ ،كإذا ىو عت بنا ي كجوىنا ي ضاقت بنا ُّ ٍ السبي يل ،كتقطَّ ٍ ٍ الفتح كالنصر كاٝنًن كالبًشارةي ؟! ﴿ قُ ِ اللّهُ يُـمَ ّْجي ُكم ّْم ْمـ َها َوِمن ُك ّْ َك ْر ٍ ب﴾. ي ي ي كم مرةو أظلمت أمامنا دنيانا ، رح ٍ ٍ ٍ أنفسنا ك ي األرض ّنا ي ٍ بت ،فإذا ىو اٝنًني كضاقت علينا ي ض ٍّر فَالَ َك ِ ِ ف لَهُ إِالَّ ُه َو ﴾ . اش َ ك اللّهُ بِ ُ م ْم َ اليسر ك ي التأييد ؟! ﴿ َوإن يَ ْم َ العميم ك ي ي أف كل و من علم َّ شيء دكف غالب على أم ًره ،كيف ي من علم َّ َّ ٫ناؼ أمر غ ًًنه ؟! ٍ ٍ أف ا﵁ ه ً يقوؿ ﴿ : من غ ًًنه ،كىو ي ا﵁ً ،فكيف َّ من خاؼ ا﵁ كيف ي ٫ناؼ ٍ من دكنو ؟! ٍ ٫نوفونك بالذين ٍ وهم و َ افُ ِ ون ﴾ . فَالَ تَ َلافُ ُ ْ َ
147
ال حتزن
معوي سبحانيوي العزةي ،كالعزةي ﵁ً كلرسو ًلو كللمؤمنٌن . معو الغىلىبةي ﴿ وإِ َّن جم َدنَا لَهم الْغَالِبو َن ﴾ ﴿ ،إِنَّا لَمَمصر رسلَمَا والَّ ِذين ممُوا فِي الْحياةِ ََ ُُ ُ ُُ ُ ُ َ َ َ ى َ ُ ُّ اد ﴾ . وم ْاألَ ْش َه ُ الدنْـيَا َويَـ ْوَم يَـ ُق ُ فكادت ابن كث وًن يف تفس ًًنه أثران قدسيٌان (( :و زتي وجاللي ما ا تصم بي ب ٌد ، ْ ذكر ي من بيمِها فرجاً وملرجاً .و َّزتي وجاللي ما ا تصم واألرض ،إال المماوات له ُ ُ ُ جعلت له ْ ت األرض من ِ قدمي ِه )) . بدي بغيري إال أس ْل ُ تحت ْ كابد (( ال حول وال قوة إال باهللِ )) يٓنمل ي األثقاؿ ،كتي ي
ابن تيمية :بػ قاؿ ي اإلماـ ي يف األحو ًاؿ . األىو ياؿ ،كيي ي ناؿ شر ي اٛننة .كىي من ً بنود السعادةً ،كمن مسار ً العبد ! فإهنا كنز من كنوًز ً ات فالزمها ُّ أم ي ٍ ٍ ٍ ه ٍ الر ً احة ،كانشر ًاح الصد ًر . ***************************************
االستغفار يفت ُ األقفال ُ ابن تيمية َّ : أقل ، علي ، فأستغفر ا﵁ ألف مرةو أك أكثر أك َّ لتغلق َّ إف اٞنسألة ي يقوؿ ي ي علي . فيفتحها ا﵁ي َّ ي استَـغْ ِف ُروا َربَّ ُك ْم إِنَّهُ َكا َن غَ َّفاراً ﴾ . ﴿ فَـ ُقل ُ ْت ْ أسباب ر ً احة ً ً َّ الباؿ ،استغفار ذم اٛنبلؿ . من إف ٍ ب ضارةو نافعةه ،ككل و قضاء خًن حّت اٞنعصيةي ً بشرطها . ير َّ ه ي ً اٞنسند (( :ال يقضي اهلل ِ للعبد قضاء إال كان يراً له)) .قيل البن تيمية: فق ٍد كرد يف ُ االنكسار َ ﴿ .ولَ ْو أَنَّـ ُه ْم االستغفار ك الندـ ،ك نعم ،إذا كاف معها التوبةي ك ي ي ي حّت اٞنعصية ؟ قاؿ ٍ : ِ َّ ول لََو َج ُدواْ اللّهَ تَـ َّواباً َّرِحيماً﴾ الر ُس ُ م ُه ْم َجآ ُؤ َ استَـغْ َف َر لَ ُه ُم َّ استَـغْ َف ُرواْ اللّهَ َو ْ وك فَ ْ إذ لَ ُمواْ أَن ُف َ ً السعود ك ً ٕناـ يف ً قاؿ أبو و ً النحس : أياـ أياـ ى ً ً ً ص ًرىا أيَّ ياـ بالسعود كباٟننا ت سنو يف َّ مر ٍ فكأهنا م ٍن ق ٍ
148
ال حتزن
فكأهنا من ً طوٟنا أعو ياـ أياـ ىج ور بعدىا مثَّ انٍ ٍ ثنت ي ٍ َّ أحبلـ فكأهنا ككأنػَّ يه ٍم مثَّ انقضت تلك السنو يف كأىليها ي ام نُ َدا ِولُ َها بَـ ْي َن الم ِ َّاس ﴾ َ ﴿ ،ك َنَّـ ُه ْم يَـ ْوَم يَـ َرْونَـ َها لَ ْم يَـلْبَثُوا إَِّال َ ِشيَّةً أ َْو ﴿ َوتِل َ ْك األيَّ ُ اها ﴾ . ُ ض َح َ كأهنا قطرات ً يخ ،كانوا يستقبلوف اٞنصائب َّ الغيث ،أك عجبت لعظماء ىعىرفىػ يه يم التار ي ي ي النسيم ،كعلى ر ً ىفيف سيد اٝن ٍل ًق ١نم هد ، كىو يف الغا ًر ،ي يقوؿ لصاحبًو ﴿ :الَ أس اٛنميع ي ي ي ارم مشرهد يبشيّْر سراقة بأنو يي َّ مطارد َّ تَ ْح َز ْن إِ َّن اللّهَ َم َعمَا ﴾ .كيف طر ًيق اٟنجرةً ،كىو ه سوير سو ٍ كسرل ! بيشرل ًمن ً كحيان كأفضت إىل الدنيا بأسرا ًر ألقت يف ف ًم الغيب ٍ ٍ ْج ْم ُع َويُـ َولُّو َن ُّ الدبُـ َر ﴾ . كيف بدر يثب يف الدرًع كىو ي يقوؿ َ ﴿ :سيُـ ْه َزُم ال َ الغار ي ىوًؿ الردل أبطاٟنا أنت الشجاعي إذا ًلقيت كتيبةن َّأدبٍت يف ٍ كيف أ و ً يحد – بعد ً ص ُّفوا خلفي ،أليثين على رِّب )) . القتل كاٛنر ًاح – ي يقوؿ للصحابة (( :ي إهنا ً يهز اٛنباؿ . ـ كعز ، ا ي ر الث تنطح ة ي نبو م ٨ن نبوم ُّ َّ َّ ه ٍ ه ه ي ه و ً ً ّْ رجل بن عاصم اٞنٍنق ًر ُّ م ٍ قيس ي من حلماء العرب ،كاف ي١نتبيان يكلم قوموي بقصة ،فأتاه ه ي ً من ابن فبلنة .فما َّ حل ىحٍبػ ىوتىوي ،كال أهنى ٌ قصتوي ،حّت انتهى ٍ فقاؿ :قيتل ابنيك اآلف ،قىػتىػلىوي ي ً الصابِ ِر ِ ً ً ْساء كبلمو ،مث قاؿ ّْ : ين في الْبَ َ غسلوا ابين ككفّْنوه ،مثَّ آذنوٍل بالصبلة عليو ! ﴿ َو َّ َ والض َّ ِ ين الْبَ ِ ْس ﴾ . َّراء َوح َ فيقوؿ :أعطوه فبلنان ً . ات ً جهل يعطى اٞناء يف سكر ً ً ٜنارث ب ًن اٞنوت ،ي بن أِّب و ي كعك ًرمةي ي ً اٛنميع . ٬نوت ىشاـ ،فيتناكلونو كاحدان بعد كاحدان ،حّت ي ي **************************************
الماس ليك ال لك ُ
149
ال حتزن
يعتمد ً إف العاقل اٜنصيف ٩نعل الناس ً َّ فيو عليو ال لوي ،فبل يبين موقفان ،أك يتخذ قراران ي ي حدكد يف التضام ًن مع الغ ًًن ،كٟنم مدل يصلوف ً إليو يف ً على ً البذؿ ٟنم ه الناس ،إف الناس ٍ ٍ ن ً التضحية ال يتجاكزكنوي . ك ً ً انظر إىل اٜنس ً قتل ٌن ب ًن ٍّن ٍ علي – رضي ا﵁ي عنوي كأرضاهي – كىو ي ابن بنت الرسوؿ ، يي ي يكربكف كيهلٌلوف على ىذا االنتصا ًر الضخ ًم بً ً ببنت و األمةي ً ذُن ًو شفة ،بل الذين قتلوهي ّْ تنبس َّ فبل ي الشاعر : يقوؿ !! ،رضي ا﵁ي عنو .ي ي بنت و جاؤكا بر ً أسك يا ابن ً تزمبلن بدمائًًو تزميبل ١نمد يم ّْ قتلوا بك التكبًن كالتهليبل كربكف بأ ٍف قيتلت كإ٧نا كيي ّْ ً حنبل إىل ً بن و يتحريؾ لد جلدان رىيبان ، اٜنبس ،ي ي ك٩ن ي كييساؽ ي أ٘ند ي كيشرؼ على اٞنوت ،فبل ٌ معوي أح هد . ٕنوج تلك اٛنموعي اٟنادرةي اليت كب البغل إىل مصر ،فبل ي كييؤخ يذ ي ابن تيمية مأسوران ،كير ي حضرت جنازتوي َّ ، ض ّراً َوَال ب َ ﴿ ،وَال يَ ْملِ ُكو َن ِألَن ُف ِم ِه ْم َ ٍ ألف ٍ ٟنم حدكدان يصلوف إليها فى ىح ٍس ي ك ِم َن نَـ ْفعاً َوَال يَ ْملِ ُكو َن َم ْوتاً َوَال َحيَا ًة َوَال نُ ُ ك اللّهُ َوَم ِن اتَّـبَـ َع َ شوراً ﴾ ﴿ ،يَا أَيُّـ َها المَّبِ ُّي َح ْمبُ َ ِِ مك ِم َن اللَّ ِه َشيئاً وت ﴾ ﴿ ،إِنَّـ ُه ْم لَن يُـغْمُوا َ َ ْح ّْي الَّ ِذي َال يَ ُم ُ ين ﴾ َ ﴿ ،وتَـ َوَّك ْ َلَى ال َ ال ُْم ْ مم َ ﴾. فالزـ يديٍك ً كن إ ٍف خانىػٍتك أركا يف ُنبل ا﵁ً معتصمان ٍ فإنَّوي الر ي ***********************************************
رفقاً ِ ص َد » بالمال « ما ال م ِن اقْـتَ َ أحدى ٍم : قاؿ ي إف العًَّز يف ً اٗنع نقودؾ َّ اٞناؿ ٍ
عم كعن ً خاؿ عن ٍّن ٍ كاستغ ًن ما شئت ٍ
ال حتزن
150
ً ً ً كج ًه ًو أك ً َّ عدـ ٗنعًو أصبلن إف الفلسفة اليت تدعو إىل تبذي ًر اٞناؿ كتبديده كإنفاقو يف غ ًًن ٍ بصحيحة ،كإ٧نا ىي منقولةه من عبَّ ًاد ً ً اٟننود ،كمن ً و اٞنتصوفة . جهلة ليست ٍ ٍ ي ٍ كإنفاقو يف ً ً يف ،كإىل ٗن ًع ً اٞناؿ الشر ً الكسب الشر ً ً َّ الوجو يف ، إف اإلسبلـ يدعو إىل المال الصال في ِ الشر ً يد الرج ِ العبد عزيزان ّنالو ،كق ٍد قاؿ (( : نِعم ُ يف ،ليكوف ي ُ
حسن . الصال ِ )) .كىو ه حديث ه ً َّ الفقر اٞنضين اٞنهلك (( :فه ْ تمت رون أك ، الديوف ٩نلب اٟنموـ كالغموـ كثرةي كإف ٣نا ي ي من الكف ِر إالَّ غمى مطغياً أو فقراً مممياً )) .كلذا استعاذ فقاؿ (( :اللهم إني أ وذُ بك َ والف ْق ِر )) .ك (( كاد الف ْق ُر أ ْن يكون كفراً )) . ً ابن ماجة (( :ازه ْد في الدنيا يحبّك اهللُ ، يركيو الذم اٜنديث يتعارض مع كىذا ال ي ي أف ً وازه ْد فيما مد ِ الماس )) .على َّ فيو ضعيفان . الماس يحبُّك ُ ً الناس ً استجداء ً كطلب ما الكفاؼ ،كما يكفيك عن لكن المعمى :أف يكوف لك َّ ي ً عنهم (( ،ومن يمتغ ِن يُغمِه يكف بل تكو يف شريفان نزيهان ،عندؾ ما ُّ ى كجهك ٍ عندىم من اٞناؿ ٍ ، اهللُ )) .
من أن تَ َذ َرُه ْم الةً َّ يتكففو ُن كيف ً الصحيح (( :إنك إ ْن تَ َذ ُر ورثَـتَ َ ك أغمياء ٌ ،ير ْ الماس )) . حقوؽ و أناس ما استطاعوا ٟنا س ٌدا كفرطوا ىس ُّد بو ما ق ٍد أضاعوا َّ أي
أحدىم يف ًعَّزةً ً النفس : ي يقوؿ ي ً لعل أحسن األقو ًاؿ قويل لك خ ٍذ ي ي أقبح األقواؿ كبلَّ ك ٍ كيف الصحيح (( :الي ُد العليا ير من ِ اليد اليد ِ ُّ اليد العليا اٞنعطيةي ،ك ي المفلى )) .ي ٌ السفلى اآلخذةي أك السائلةي ﴿ ،يحمبـهم ال ِ ِ ِ َّع ُّف ِ ف﴾ . ُّ ْجاه ُ أَ ْغميَاء م َن التـ َ َ ْ َُ ُ ُ َ كجل ً َّ منهم رزقان أك مكسبان َّ ، ضم ىن الرزؽ فإف ا﵁ َّ عز َّ البشر فتطلب ٍ والمعمى :ال تتملق ى ً األجل كاٝن ٍل ىق َّ كرؤكسهم دائمان مرتفعةه ، اإل٬ناف قعساءي ،كأىليو شرفاءي ،كالعزةي ٟنم ، عزىة ألف َّ ي ك ى ِ ِ ِ ِ ِِ ِ الوردم : ابن ُّ كأنوفيهم دائمان شا٢نةه ﴿ :أَيَـ ْبتَـغُو َن م َد ُه ُم الْع َّزةَ فَإ َّن الع َّزةَ للّه َجميعاً ﴾ .قاؿ ي
ال حتزن
أنا ال أرغب تقبيل و بل ق ال تلك من أحسن ها ع ط ق يد ٍ ي ي ٍ ي ي ٍ اٝنجل ًرقّْها أك ال فيكفيين كنت يف عن صني ًع ي إ ٍف جزتٍين ٍ ٍ *******************************************
151
ال تتعل ْق بغي ِر ِ اهلل
أيت اؽ ىو ا﵁ي ،فلماذا اٞنيت كالرز ي ي منهم ؟! كر ي إذا كاف ا﵀يي ك ي اٝنوؼ من الناس ك ي القلق ي ٩نلب اٟنموـ كالغموـ التعلُّ يق ً َّ اٜنرص كطلب بالناس ، رضاىم ،ك ي منهم ،ك ي ٍ ي أف أكثر ما ي التقرب ي ً بذمهم ،كىذا من ً التوحيد . ضعف على ثنائًهم ،ك ُّ التضرر ّْ ٍ غضاب األناـ فليتك ٓنلو كاٜنياةي مريرةه ي كليتك ٍترضى ك ي ً اب ىٌن صح منك ُّ إذا َّ ك ُّ الود فال يك ُّل ّْ ه كل الذم فوؽ الرتاب تر ي ***************************************
الص ْد ِر أسباب ِ انشرح َّ ُ ًً ً أهمها :التوحي ُد :فإنوي ًُن ً الصدر ،حّت يكوف أكسع من الدنيا يوسع ُّ سب صفائو كنقائو ي ى
كما فيها .
شرؾ ً كال حياة ٞن و كملح ود ،ي ض َن ِذ ْك ِري فَِإ َّن لَهُ يقوؿ سبحانو كتعاىل َ ﴿ :وَم ْن أَ ْ َر َ ي ِ ِ ِ ِ ِ ضمكاً َونَ ْح ُ َم ِعي َ شةً َ ش ُرهُ يَـ ْوَم الْقيَ َامة أَ ْ َمى ﴾ .كقاؿ سبحانو ﴿ :فَ َمن يُرد اللّهُ أَن يَـ ْهديَهُ ِ ص ْد َرهُ لِ ِْْل ْس َالِم فَـ ُه َو َلَى نُوٍر ح اللَّهُ َ يَ ْش َر ْح َ ص ْد َرهُ ل ِْل ْسالَِم ﴾ .كقاؿ سبحانو ﴿ :أَفَ َمن َش َر َ ّْمن َّربِّْه ﴾ .
الرىبة ك ً الصد ًر ك ً القلق كاالضطر ً اٝنوؼ ك ً كتوعَّد ا﵁ي أعداءه ً اب َ ﴿ ،سمُـل ِْقي فِي بضيق َّ الر ْب بِما أَ ْشرُكواْ بِاللّ ِه ما لَم يـمَـ ّْز ْل بِ ِه س ْلطَاناً ﴾ ﴿ ،فَـوي لّْ ْل َق ِ وب الَّ ِ قُـلُ ِ اسيَ ِة ا و ر ف ك ين ذ َ ْ َ ُّ َ ُْ ُ َ َ َ َْ ٌ ُ َ قُـلُوبـ ُهم ّْمن ِذ ْك ِر اللَّ ِه ﴾ ﴿ ،فَمن ي ِرِد اللّهُ أَن يـ ْه ِديهُ ي ْشرح ص ْدرهُ لِ ِْلسالَِم ومن ي ِر ْد أَن ي ِ ضلَّهُ ُ َ َ َ َ ْ َ َ ْ ََ ُ َ ُ ُ الم َماء ﴾ . ضيّْقاً َح َرجاً َك َنَّ َما يَ َّ صعَّ ُد فِي َّ ص ْد َرهُ َ يَ ْج َع ْ َ
152
ال حتزن
النافع ،فالعلماءي أشر يح ً أكثرىم يحبوران ، ك٣نا يشر يح َّ العلم ي الناس صدكران ،ك ي الص ٍد ىر :ي كأعظمهم سركران ٞ ،نا عندىم من اٞنًن ً ك ْن تَـ ْعلَ ُم ﴾ ﴿ ، اث ك َما لَ ْم تَ ُ ا﵀مدم ّْ ّْ النبوم َ ﴿ :و َلَّ َم َ ٍ ي ٍ فَا ْ لَ ْم أَنَّهُ َال إِلَهَ إَِّال اللَّهُ ﴾ . القلب ،كضياء يف ً ً الوجو ،كسعةى يف ً للحسنة نوران يف ً وممها :العم ُ الصال ُ َّ : الرزؽ فإف ىى ن ،ك١نبةن يف ً اهم َّماء غَ َدقاً ﴾ . قلوب اٝن ٍل ًق َ ﴿ ،ألَ ْس َق ْيـمَ ُ قوم األر ً البطاف ،ثابت اٛننى ً ً يؤكؿ اسع كاف ،ألنو ي اف ُّ ، ي ى وممها :الشجا ةُ :فالشجاعي ك ي التوجسات . ادث ،كال ُّ على الر٘ن ًن ،فبل ُّ هتمو اٜنو ي هتزهي األر ي ي اجيف ،كال تزع ًزعيوي تردل ثبات ً و ضير الليل إال كىي ًم ٍن اٞنوت ي٘نٍران فما أتى َّ سندس يخ ٍ ٟنا ي كما مات حّت مات مض ًرب ً ً سيف ً ً الس ٍمير القنا عليو اعتلت ك الضرب ن م و ٍ ي ٌ كظبلـ قامته . حاضر ،ككحشةه جاٖنةه ، كدر وممها : ُ ه اجتماب المعاصي :فإهنا ه ه ورث ُّ الذ َّؿ إدما يهنا يت القلوب كق ٍد يي ي أيت الذنوب يٕن ي ر ي
ِ َّ ِ ً ِ ً ً ين ُه ْم وممها : ُ اجتماب كثرة المباحات :من الكبلـ كالطعاـ كاٞنناـ كاٝنلطة َ ﴿ ،والذ َ ِ ِ ِ ِ يب َتِي ٌد ﴾ ﴿ ،وُكلُواْ َوا ْش َربُواْ َوالَ َ ِن اللَّغْ ِو ُم ْع ِر ُ ضو َن ﴾ َ ﴿ ،ما يَـلْف ُ من قَـ ْوٍل إَِّال لَ َديْه َرق ٌ تُ ْم ِرفُواْ ﴾ . *************************************
ِ القضاء فُ ِرا من اجس ك ً القلق كاالضطر ً اٟنموـ طبيب ً أحد اٞنرضى باٟنو ً اٞنسلم : الطبيب اب ،فقاؿ لو ى سأؿ ي ي ي غ من ً خلق ًو كتدب ًًنه ،كال يقع ً اعلم َّ اٟنم ٨ن كال ة ك حر فيو ى ه س إال بإذف ا﵁ً ،فلًم ُّ ٍ ي أف العامل ق ٍد فر ى ٍ ٍ ه اللالئق قب أ ْن ي ْللُ َق الللْق بلممين ألف ٍ الغم؟! (( َّ ِ سمة)) . إن اهلل كتب مقادير ك ُّ َ
153
ال حتزن
قاؿ اٞنتنت على ىذا : كتصغر يف ع ً ً ً ٌن العظي ًم العظائً يم صغارىا ٍ كتعظي يم يف عٌن الصغًن ي ي *********************************
طَ ْع ُم الحريَِّة اللذي ُذ
و كجرة ز و ً ألف ي ثبلٖنائة كستوف رغيفان َّ من ى يقوؿ الر ي يت ك ه عندهي اشد يف كتاب ( اٞنسار ) ٍ : كستمائة ٕنرة ،مل يستعب ٍده أح هد . اليابس ك ً ً ً الر ّْؽ غبل ﵁ً تعاىل ﴿ َوَما السلف :م ًن اكتفى باٝنب ًز أحد اٞناء ،سلًم من ّْ كقاؿ ي ِألَ َح ٍد ِ م َدهُ ِمن نّْـ ْع َم ٍة تُ ْج َزى ﴾ . أحدىم : قاؿ ي ًً أطعت مطامعي فاستعبدتين لكنت حران ت ي ك ٍلو أٍل قن ٍع ي ي آخر : كقاؿ ي أرل أشقياء ً الناس ال يسأموهنا كج َّوعي على َّأهن ٍم فيها عيراةه ي و عن و َّع تسُّر فإهنا أراىا كإ ٍف ٍ قليل تقش ي سحابةي صيف ٍ كانت ي ً ً ً ً َّ أهنم إف الذين ٍ يسعوف على السعادة َنمع اٞناؿ أك اٞننصب أك الوظيفة ،سوؼ يعلموف ٍ ادى َك َما َ لَ ْقمَا ُك ْم أهنم ما جلبوا إال اٟنموـ كالغموـ َ ﴿ ،ولََق ْد ِج ْئتُ ُمونَا فُـ َر َ ىم اٝناسركف ح ٌقان ،ك ٍ ي ٍ ِ ْحيَاةَ ُّ الدنْـيَا{ َ }16و ْاآل ِ َرةُ أ ََّو َل َم َّرة َوتَـ َرْكتُم َّما َ َّولْمَا ُك ْم َوَراء ُ ُهوِرُك ْم ﴾ ﴿ ،بَ ْ تُـ ْ ث ُرو َن ال َ َ ْيـ ٌر َوأَبْـ َقى ﴾ . ************************************
الثوري َّ اب سفيا ُن ُّ ملدتُهُ التر ُ كومةن من الرت ً الناس :أيف ً مثل ىذا توسد سفيا يف َّ اب يف مزدلفة كىو ّّ ُّ الثورم ٍ ٍ حاج ،فقاؿ لو ي ً من ٢ندةً أِّب جعف ور اٞننصوًر اٞنوط ًن َّ اب كأنت ي١ند ي تتوس يد الرت ى أعظم ٍ ّْث الدنيا ؟ قاؿ ٞ :نخدَّيت ىذه ي ً اٝنليفة .
ال حتزن
َّ ِ ب اللّهُ ﴾ . ﴿ قُ لن يُصيبَـمَا إِالَّ َما َكتَ َ *********************************
154
رج ِ ال تركن إلى الم ِ ين ف ْ ُ َ
أكثر ً الناس ،إ٧نا ىي الوعود الكاذبةي ،ك اإلرىاصات اٝناطئةي اٞنغلوبةي ،اليت ي ي ي ٫ناؼ منها ي أكىاـ َّ ﴿ ، شاء َواللّهُ يَ ِع ُد ُكم َّمغْ ِف َرةً ّْم ْمهُ َوفَ ْ الش ْيطَا ُن يَ ِع ُد ُك ُم الْ َف ْق َر َويَ ُْم ُرُكم بِالْ َف ْح َ ضالً َواللّهُ ه ِ ِ يم ﴾ . َواس ٌع َل ٌ ً ً ات ً باإلحباط كاإلخفاؽ . اليأس كالشعوًر القلق ك ي األرؽ كقيػٍرحةي اٞنعدة ٖ :نر ي ك ي ***********************************
المب َّ والش ْت ُم يضرك ُّ لن َّ ْ إيل يكي ( إبراىاـ لينكولن ) ي يقوؿ :أنا ال أقرأي رسائل الشت ًم اليت تي َّ وجو َّ ئيس األمر ُّ كاف الر ي اشتغلت ّٔا ٞنا قدَّمت شيئان لشعت الرد عليها ؛ ألنين لو أفتح مظركفها فضبلن عن ّْ ،كال ي ي ى اص َف ْ َ ْمـ ُه ْم َوقُ ْ َس َال ٌم ﴾ . اص َف ِ َّ ﴿فََ ْ ِر ْ ْج ِمي َ ﴾ ﴿ ،فَ ْ ض َ ْمـ ُه ْم ﴾ ﴿ ،فَ ْ الص ْف َ ال َ
حسا يف : قاؿ َّ أنب ً ً و لئيم س ما أبايل َّ ٍ أك ٜناٍل بظهر ىغٍيب ي باٜنزف تىػٍي ه ً ً ً اض ً السخفاء كاٜنقر ًاء الشتٌامٌن اٞنتسلقٌن على أعر ً المعمى َّ : الناس ، اللؤماء ك كلمات أف
مسلم ،أك أف يتحرؾ منها شجاعه . ال ُّ ٬نكن أ ٍف يتلفت ٟنا ه تضر كال تيػ يه ُّم ،كال ي ً ً ً ً ً ٪نرص على الشهرةً ، كاف ي قائد البحرية األمريكية يف اٜنرب العاٞنية الثانية رجبلن المعان ،ي ً ً اإلىانات ،حّت قاؿ :أصبح اليوـ عندم مرؤكسية الذين كالوا لو الشتائم كالسباب ك فتعامل مع ى ً ً كعلمت َّ كربت سين ، ف يسوران من النقد مناعةه ،لق ٍد ىع ىج ىم عودم ،ك ٍ يهدـ كال ينس ي ي أف الكبلـ ال ي حصينان . جاكزت َّ حد األربعينا كق ٍد مين ي كماذا تبتغي الشعراءي ٌ
155
ال حتزن
السبلـ – أنوي قاؿ :أحبوا أعداءكم . ذكر عن عيسى – عليو ي يي ي االنتقاـ ك ً والمعمى :أ ٍف تيصدركا يف أعدائًكم عفوان عامان ،حّت تسلموا من التشفّْي ك ً اٜنقد ٌ ٍ ِ ِِ ين َ ِن الم ِ نتم ين َّاس َواللّهُ يُ ِح ُّ ب ال ُْم ْحمم َ الذم ينهي حياتى يك ٍمَ ﴿ ،وال َْعاف َ ﴾(( .اذهبوا ف ُ يب َلَْي ُك ُم الْيَـ ْوَم ﴾ َ َ ﴿ ،فا اللّهُ َ َّما َسلَف ﴾ . الطلقاءُ)) ﴿ ،الَ تَـثْـ َر َ *************************************
الكو ِن اقرأ الجمال في ْ
اٛنبلؿ كاإلكرًاـ ،كالتمتُّع بالنظ ًر يف ً اٛنماؿ يف خ ٍل ًق ذم ً ً الكوف، ٣نا يشر يح الصدر قراءةي ي يقوؿ يف ً اٞنفتوح َّ ، ْق الكتاب ىذا إف ا﵁ ي خلق ًو ﴿ :فََنبَْتـمَا بِ ِه َح َدائِ َق ذَ َ ات بَـ ْه َج ٍة ﴾ ﴿ َه َذا َ ل ُ ي ي ِ اللَّ ِه فََرونِي ما َذا َ لَ َق الَّ ِذ ِ ِِ المماو ِ ات َواألَ ْر ِ ض﴾ . ُ َ ين من ُدونه ﴾ ﴿ ،قُ ِ ان ُُرواْ َما َذا في َّ َ َ َ ً و و صفحات ،من أخبا ًر ً كعظمة حكمة الكوف ما يدلُّك على أنقل لك ،بعد كسوؼ ي ﴿الَّ ِذي أَ ْ طَى ُك َّ َش ْي ٍء َ ْل َقهُ ثُ َّم َه َدى ﴾ . الشاعر : قاؿ ي ككتاِّب الفضاء أىقرأي ً صوران ما قرأ يهتا يف كتاِّب فيو ي البلمعة ،ك ً ً ً ً ً التل ..يف الساطعة ،يف النه ًر ..يف النجوـ الشمس قراءةه يف اٛندكؿ ..يف ّْ الضياء ..يف اٟنو ًاء ..يف ً ً اٞناء ، الشجرةً ..يف الثمرةً ..يف كيف كل و ُّ احد شيء لوي آيةه تدؿ على أنَّو الو ي ّْ يقوؿ إيليا أبو ماضي : كيف تغدك إذا غدكت عليبلى أيُّها الشاكي كما بك داءه أترل الشوؾ يف ً الوركد كتىػ ٍع ىمى أف ترل فوقوي النَّدل إكليبلى ً كالذم نفسو بغ ًًن و الوجود شيئان ٗنيبل ال يرل يف ٗناؿ ي *******************************************
ال حتزن
﴿ أَفَ َال يَم ُُرو َن إِلَى ِْ ت﴾ اابِ ِ َك ْي َ ف ُ لِ َق ْ
156
﴿ الَّ ِذي
أف اٞنبدع حكيم ال يلعب بالن ً ً يعلم َّ َّرد . ي ه ينظر إىل الكوف ٍ يقوؿ أيٍنشتاين :ىم ٍن ٍ ي ٍ ْح ّْق ﴾ ﴿ ،أَفَ َح ِم ْبتُ ْم أَنَّ َما َ لَ ْقمَا ُك ْم َبَثاً ﴾. م َن ُك َّ َش ْيء َ لَ َقهُ ﴾ َ ﴿ ،ما َ لَ ْقمَ ُ أْ اه َما إَِّال بِال َ َح َ و أف َّ و ً و و و والمعمى َّ : ِ من يرل ىذا الكوف يعلم ٍ كل شيء ُني ٍسباف كُنكمة ،كبرتتيب كبنظاـ ،ي َّ جل يف عبلهي . أف ىناؾ إٟنان قديران ال ي٩نرم األمور ٠نازفةن َّ ، الشمس والْ َقمر بِحمب ٍ ان ﴾ َ ﴿ ،ال َّ س يَمبَ ِغي لَ َها أَن مثَّ ي يقوؿ سبحانوي كتعاىل َ ْ ُ ُ َ َ ُ ْ َّ ﴿ : الش ْم ُ َّها ِر وُك ّّ فِي فَـلَ ٍ ِ َّ ك يَ ْمبَ ُحو َن ﴾ . تُ ْد ِر َك الْ َق َم َر َوَال الل ْي ُ َساب ُق المـ َ َ **********************************
ال يجدي ِ ص ر الح ْ ُ
نفس حتى تمتكم ر ْزقها وأجلَها )) .فلًم اٛنىىزعي ؟!كًمل اٟنىلى يع لن َ قاؿ ْ (( : تموت ٌ ؟! كًمل اٜنً غ ؟! ﴿ َوُك ُّ َش ْي ٍء ِ م َدهُ بِ ِم ْق َدا ٍر ﴾ َ ﴿ ،وَكا َن أ َْم ُر انتهى إذا ، ف إذ ص ر من ىذا كفىػىر ى ٍ ٍ ٍ ي اللَّ ِه قَ َدراً َّم ْق ُدوراً ﴾ . **************************************
ِ األزمات ّْ الميئات تكف ُر مك ُ
ييذ ىكير عن الشاع ًر ابن ّْ اٞنعتز أنوي قاؿ :آ﵁ي ما أكطأ راحلةن اٞنتوكل على ا﵁ً ،كما أسرع ٍأكبةى الو ً ٍ وصب غم ،وال صح عنوي أنوي قاؿ (( :ما هم ،وال ٍّ من ٍّ اثق با﵁ً !! كقد َّ من ْ يصيب الم َ ُ ،وال ٍ مرض ،حتى الشوكةُ يُشا ُكها ،إال َّ نصب ،وال ٍ من طاياهُ )) .فهذا ٞنن كفر اهللُ بها ْ ؼ أنو يتعامل مع الو ً ً الوىاب . احد صرب كاحتسب كأناب ،ى كعىر ى ي ي حكيمة تضفي على ً قاؿ اٞنتنت يف و و العبد قونة كانشراحان : أبيات و ما داـ يصحب ً فيو يركحك البد يف مكرتث ال تلق دىرؾ إال غٍيػىر ي يرد عليك الغائب اٜنز يف فما ييدَلي يسركران ما يس ًرٍرت ًبو كال ُّ
ال حتزن
ِ ْس ْوا َلَى َما فَاتَ ُك ْم َوَال تَـ ْف َر ُحوا بِ َما تَا ُك ْم ﴾ . ﴿ ل َك ْي َال تَ َ **********************************
« َح ْمبُـمَا اللّهُ َونِ ْع َم ال َْوكِي ُ »
157
ِ ِ بردان كسبلمان . اىيم ٞنا أيلقي يف النا ًر ، فصارت ٍ ٍ « َح ْمبُـمَا اللّهُ َون ْع َم ال َْوكي ُ » :قاٟنا إبر ي يح ود ،فنصره ا﵁ي . كقاؿ ١نم هد يف أ ي ً ً اىيم َّ :أما إليك يل :ألك َّ إيل حاجةه ؟ فقاؿ لو إبر ي ٞنا يكضع إبر ي اىيم يف اٞننجنيق قاؿ لو جرب ي فبل ،ك َّأما إىل ا﵁ً فىػنىػ ىع ٍم ! جف ىذا ، النار ىٍٓن ًر يؽ ،كلكن َّ البحر يػي ٍغ ي كٙندت تلك ،بسبب َ « :ح ْمبُـمَا اللّهُ ٍ رؽ ،ك ي ي َونِ ْع َم ال َْوكِي ُ » . البحر أمامو ك َّ ال َك َّال إِ َّن َم ِع َي َربّْي َسيَـ ْه ِدي ِن ﴾ . العد خلفو ،فقاؿ ﴿ :قَ َ رأل موسى ى فنجا ً بإذف ا﵁ً . ذيكًر يف السًنةً َّ عشها ،كالعنكبوت أف الرسوؿ ٞ نا دخل الغار َّ ، فبنت ٌ سخ ا﵁ اٜنماـ ٍ فبنت بيتها بف ًم الغا ًر ،فقاؿ اٞنشركوف :ما دخل ىنا ١نم هد . خ ًًن الرب ًية مل ً تنس ٍخ كمل ىٓني ًم ظنُّوا اٜنماـ كظنُّوا العنكبوت على و عنايةي ا﵁ً و يطم ًَ من مضاعفة عن ً ٍ الدركع ٍ أغنيت ٍ كعن عاؿ من األ ي العبد ،كنظر َّ أف ىناؾ ربٌان قديران ناصران كليٌان را٘نان ،حينها إهنا العنايةي الربانيةي إذا َّ تلمحها ي العبد إليو . كن ي ير ي يقوؿ شوقي : ي ادث يكلُّهن أما يف ك عيويهنا ًٍل فاٜنو ي كإذا العنايةي الحظٍت ى ك بَِ ْيمِمَا ﴾ ﴿ ،فَاللّهُ َ ْيـر حافِ اً و ُهو أَرحم َّ ِ ِ ين ﴾ . ﴿ فَِإنَّ َ ُ ٌ َ الراحم َ َ َ َْ ُ *************************************
الم ِ عادة ّْ نات َّ مكو ُ
158
ال حتزن
قوت من بات مماً في ِس ْر ِبه ، كعند ّْ معافى في بدنه ،مدهُ ُ الرتمذم عنوي ْ (( : ً ِ ت له الدنيا بحذافِي ِرها )) . يوم ِه ،فك نما ِح َيز ْ و مأكل ككاف آمنان ،فق ٍد حصل على أحس ًن كاٞنعىن :إذا حصل على غذاء ،كعلى ن أفضل اٝنًن ً ً ات ،كىذا ٪نصل عليو كثًنه من ً ً لكنهم ال يذكركنو ،كال الناس ، ك ، السعادات ٍ ي ينظركف إليو كال يلمسونو . ت َلَي ُكم نِعمتِي ﴾ ُّ .و ت على ي فأم نعمة ٕنٌ ٍ يقوؿ سبحانو كتعاىل لرسولو َ ﴿ :وأَتْ َم ْم ُ ْ ْ ْ َ ً الرسوؿ ؟ أىي اٞنادةي ؟ أىو الغذاء ؟ أىي القصور كالدكر كالذىب ك ً الف َّ ٬نلك من ذلك شيئان ضةي ،كمل ٍ ي ي ي ي ؟ ٌن ،سق يفها من جر ً و من ط و يد ً َّ ط النخل ،كيرب ي إف ىذا الرسوؿ العظيم كاف ي ٍ يناـ يف غرفة ٍ و النخل تؤثّْر يف ً من ىس ىعف ً جنبو ،كرىن ًد ٍرعوي عند ىح ىجريٍ ًن على بطنً ًو َّ ، كيتوس يد على ٢ندَّة ٍ يهودم يف ثبلثٌن صاعان من شع وًن ،كيدكر ثبلثة و ٩ند ردمء التم ًر ليأكلو كيشبع منو. ٍّن أياـ ال ي ٍ ي و األجل ك شظف ًمت كدرعيك مرىو هف على رى ى من الشَّع ًًن كأبقى ى ي حّت يدعيت أبا ً َّ األيتاـ يا بىطى يل ألف فيك معاٍل الييٍت ًم أعذبيوي كقلت يف قصيدةو أخرل : ي شاىق و بيت من الط ً كل قص ور و كهف من العل ًم عمد عن ّْ ٌن أك ه ه كفاؾ ٍ ً أركع اٝني ًم تبين الفضائل أبراجان مشيَّد نة من ً ني ٍ ص ىي اٝنياـ اليت ٍ ﴿ ولَ ْْل ِ رةُ َ يـر لَّ َ ِ ضى ﴾ ﴿ ،إِنَّا م ْو َ يك َربُّ َ ف يُـ ْع ِط َ ك فَـتَـ ْر َ َ َ ٌْ ك م َن ْاألُولَى{ َ }4ولَ َ اك الْ َك ْوثَـ َر ﴾ . أَ ْ طَْيـمَ َ ***************************************
نَصب الم ْم ِ صب َ َ
متاعب اٜنياةً ً الوردم : ابن من ُّ ٍ اٞننصب ،قاؿ ي ي
159
ال حتزن
ً من مداراةً الس ىف ٍل اٞننصب أكىي ىجلىدم نصب يا عنائي ٍ ي ً كاٞنعىن َّ : كقليل ىم ٍن الو ٍج ًو ،ك ّْ اف ضريبةى اٞننصب غاليةه ،إهنا تأخ يذ ماء ى الص ّْحة كالراحةى ،ه ً ً ًً ًً من تلك الضر ً من من ٚنعتو ،من راحتو ٍ ، من عرقو ،من دـ ٍ ، ائب اليت يدفعيها يوميٌان ٍ ، ينجو ٍ عزتًو ،من شرفًو ،من كرامتًو (( ،ال تم ِل اامارةَ)) (( .نِ ْعم ِ ت المرضعةُ وبِئمت الفاطمةُ)) َ ٍ ٍ ك َمّْي ُس ْلطَانِي ْه ﴾ . ﴿ َهلَ َ الشاعر : قاؿ ي ً أليس مصًني ذلك للزك ًاؿ ؟! ىب الدنيا تصًني غليك عفوان ً أف الدنيا أتت بكل و قد ٍّْر َّ شيء أم فإىل ، شيء تذىب ؟ إىل الفناء َ ﴿ ،ويَـ ْبـ َقى َو ْجهُ ٍ ي ْج َال ِل َو ِْ اا ْك َر ِام ﴾ . َربّْ َ ك ذُو ال َ ين رأسان َّ ، األكجاع . ً قاؿ ي تكن يا بي َّ أحد الصاٜنٌن البنو :ال ٍ فإف الرأس كثًني االنتقادات كالشتائ ًم كاإلحر ً ً الرتؤُّس َّ ، اجات فإف ُّر دائمان ك َّ كاٞنعىن :ال يًٓن َّ ب التصد ى ً تصل إال إىل ىؤالء اٞنقدَّمٌن . كالضرائب ال ي إف نصف ً َّ عدؿ الناس أعداءه ٞنً ٍن كيل الس ٍلطة ىذا إ ٍف ٍ *****************************************
هيا إلى الصالة َّ ِ الصالَةِ ﴾ . الص ْب ِر َو َّ استَ ِعيمُواْ بِ َّ ين َممُواْ ْ ﴿ يَا أَيُّـ َها الذ َ أمر فى ًزع إىل الصبلةً . كاف إذا حزبو ه بالل )) . يقوؿ (( :أ ِرح ْما بها يا ُ ككاف ي قرةُ يمي في الصالةِ )) . ي كيقوؿ ُ (( :جعلت َّ فصل . إذا ضاؽ األمر ،ككثر اٞن ٍكير ،فاىر ٍع إىل اٞنصلَّى ّْ ي الصدر ،كصعيب ي األصحاب ،فعليك بالصبلةً . اختلفت الليايل ،كتغيَّػىر األياـ ،ك إذا ٍ ٍ ي أظلمت يف كج ًهك ي
ال حتزن
160
العظيمة يشرح صدره بالصبلةً ً ، اٞنهم ً ً كيوـ ي ٍد ور كاألحز ً اب كغ ًًنىا ات النت يف َّ كاف ُّ ي الفتح ) أنو ذىب إىل ً ً ً القلعة ّنصر فأحط اٜنافظ ابن حج ور من اٞنواط ًن .كذكركا ع ًن صاحب ( ً ففرج ا﵁ي عنوي . بو اللصوص ،فقاـ يصلي َّ ، ي لص يف إحدل ً طرؽ ً ابن القي ًم َّ : الشاـ ، أف رجبلن من الصاٜنٌن لقيو ّّ ابن عساكر ك ي كذكر ي كتذكر قوؿ ا﵁ً فأجهز عليو ليقتلو ،فطلب منو و مهلة ليصلي ركعتٌن ،فقاـ فافتتح الصبلة ،ىَّ ً ِ السماء ُنر وبة فىػ ىقتى ىل ملك من ضطََّر إِ َذا َد َاهُ ﴾ َّ . يب ال ُْم ْ فرددىا ثبلثان ،فنزؿ ه تعاىل ﴿ :أ ََّمن يُج ُ ك بِ َّ ِ اصطَبِ ْر َلَْيـ َها ﴾ ٩نيب آّرـ ،كقاؿ :أنا ي َّ اٞنضطر إذا دعاهي َ ﴿ .وأْ ُم ْر أ َْهلَ َ الص َالة َو ْ رسوؿ ٍ من ي ِِ شاء َوال ُْمم َك ِر ﴾ ﴿ ،إِ َّن َّ ﴿ ،إِ َّن َّ ين كِتَاباً الص َالةَ تَـ ْمـ َهى َ ِن الْ َف ْح َ الصالَةَ َكانَ ْ ت َلَى ال ُْم ْ مم َ َّم ْوقُوتاً ﴾ . َّ ِ ين اٟنم ك َّ يل َّ الغم ،الصبلةي على الرسوؿ ﴿ : يَا أَيُّـ َها الذ َ كإف ٣نَّا يشر يح الصدر ،كيز ي صلُّوا َلَْي ِه َو َسلّْ ُموا تَ ْملِيماً ﴾ . َممُوا َ ً الرتمذم َّ : كم صح ذلك عند َّ ّْ أف أ ىَّ يِّب بن كعب – رضي ا﵁ي عنوي – قاؿ :يا رسوؿ ا﵁ ٍ ، أجعل لك من صبليت ؟ قاؿ (( :ما شئت )) .قاؿ :الربع ؟ قاؿ (( :ما شئت ،وإ ْن زدت ي أجعل لك صبليت فل ْيـ ٌر )) .قاؿ :الثُّػلي ٍثٌن ؟ قاؿ (( :ما شئت ،وإ ْن زدت ٌ فلير )) .قاؿ :ي
همك )) . غفر ذنبُك ،وتُ ْكفى ُّ َّ كلها ؟ قاؿ (( :إذ ْن يُ ُ ً يزكؿ بالصبلةً ك ً كىنا اٟنم ي لي صالةً الشاىد ،أ ٍف َّ ي من صلَّى َّ السبلـ على سيد اٝن ٍل ًق ْ (( : ِ ِ واحد ًة صلَّى اهلل ِ الجمعة ، الجمعة ويوم لي ليلة ليه بها َ ْشراً )) (( .أكِثروا من الصالةِ َّ ُ َّ أرمت ؟! -أم بليت- فإن صالتكم معروضةٌ َّ لي)) .قالوا :كيف تي ي عرض عليك صبلتينا كق ٍد ٍ ْ ِ قاؿَّ (( : ِ األنبياء)) َّ . إف للذين يقتدكف بو كيتٌبعوف األرض أ ْن ت ك أجماد حرم لى إن اهلل َّ النور الذم أينٍ ًزىؿ معو نصيبان من انشر ًاح صد ًره كع ّْلو قد ًره ً كرفعة ذكرًه . ي ي ً صل أكمل الصبلةً على ابن تيمية : ي الرسوؿ ىي الصبلةي اإلبراىيميةي :اللهم ّْ يقوؿ ي ي كبارؾ على و على ً ١نمد كعلى ١نم ود كما صليت على إبراىيم كعلى آؿ إبراىيم ٍ ، ١نمد كعلى آؿ َّ ًآؿ و ١نمد كما بارٍكت على إبراىيم كعلى ًآؿ إبراىيم يف العاٞنٌن .إنك ٘ني هد ٠ني هد .
ال حتزن
نسينا يف ً كدادؾ يك َّل ً اليوـ أغلى ما لى ىديٍػنىا غاؿ فأنت ى ً نبلـ كما علينا كم كيكفي لنا شرفان ي ني ي بلـ على ١نبَّت ٍ ****************************************
الص ْد ِر الص َدقةُ َسعةٌ في َّ َّ
161
كيدخل يف ً ً ً الصدقة اإلحساف ،من فعل : الكدر ك اٟنم يل ز كي السعادة ٩نلب ما عموـ َّ ي ي ي ي ً الص ٍدر ﴿ ،أ ِ فإف ىذا من أحس ًن ما ي َّ ً كإلسداء اٝن ًًن ً للناس َّ ، َنف ُقواْ ِم َّما َرَزقْـمَا ُكم﴾ ، الرب ك ً ُّ ي ٍ وس يع بو َّ ي ﴿ والْمتَصدّْقِين والْمتَص ّْدقَ ِ ات ﴾ . َ ُ َ ََ ُ َ كق ٍد كصف البخيل كالكرَل برجلٌن عليهما جبَّ ً كيبذؿ ، تاف ،فبل يز ياؿ الكرَلي ييعطي ي ي ٍ ي ي ً ٬ننع ،فتتقلَّص أثره ،كال يز ياؿ َّ البخيل ي ٬نسك ك ي فتتوس يع عليو اٛنبَّةي كالد ٍّْرعي من اٜنديد حّت يع يف ىو ك ي ي َّ ِ ً ً ض ِ ات اللّ ِه ين يُ ِمف ُقو َن أ َْم َوالَ ُه ُم ابْتِغَاء َم ْر َ عليو ،فتخنقوي حّت تضيق عليو ركحوي ! ﴿ َوَمثَ ُ الذ َ ٍ ٍ ِ ِ َّ ِ ِ ِ َصابَـ َها َوابِ ٌ فَآتَ ْ َوتَـثْبِيتاً ّْم ْن أَن ُفم ِه ْم َك َمثَ ِ َجمَّة بَِربْـ َوة أ َ ت أُ ُكلَ َها ض ْع َف ْي ِن فَإن ل ْم يُص ْبـ َها َواب ٌ ك﴾. فَطَ ّّ ﴾ .كقاؿ سبحانو كتعاىل َ ﴿ :والَ تَ ْج َع ْ يَ َد َك َمغْلُولَةً إِلَى ُمُِق َ الركح جزء من غل ً أضيق ً اليد َّ ، َّ الناس صدكران كأخبلقان ؛ ألهنم ِنليوا إف َّ غل ً ه ٍ ّْ كإف البخبلء ي ً كجل ،كلو عملوا َّ جلب للسعادةً ،لسارعوا إىل ىذا بفضل ا﵁ً َّ عز َّ أف ما يعطونو الناس إ٧نا ىو ه اٝنًن ﴿ ،إِن تُـ ْق ِر ُ َّ الفعل ًّْ ً ضا ِ ْفهُ لَ ُك ْم َويَـغْ ِف ْر لَ ُك ْم ﴾ . مماً يُ َ ضوا اللهَ قَـ ْرضاً َح َ ك ُه ُم ال ُْم ْفلِ ُحو َن ﴾ َ ﴿ ،وِم َّما كقاؿ سبحانو كتعاىل َ ﴿ :وَمن يُو َق ُش َّ نَـ ْف ِم ِه فَ ُْولَئِ َ رَزقْـمَاهم ي ِ مف ُقو َن ﴾ َ ُْ ُ فابذؿ ًمن ً اؿ عطيتو رح ي ي العمر َّ ا﵁ي أعطاؾ ٍ ٍ فاٞناؿ عاريةه ك ي اٞناؿ ً ً سلساؿ ب منو ف إ كاٞناء ي ي ٍ يأسن ٩ن ًر يع يذ ٍ ٓنبس سواقيوي ٍ ٍ يقوؿ حامتي : ي رميم ي يعلم الغيب غًنهي ك٪نيي العظاـ البيض كىي ي أما كالذم ال ي و لئيم كنت أطوم البطن كالز ياد ييشتهى لق ٍد ي ٢نافة يوـ أ ٍف ييقاؿ ي
ال حتزن
َّ يأمر امرأتو أ ٍف تستضيف لو ضيوفان ،كأف تنتظر َّركاده ليأكلوا معو ، إف ىذا الكرَل ي يقوؿ : كيؤانسوهي ليشرح صدرهي ،ي ً لست آكليو كحدم أكوالن فإٍل ي إذا ما صنعت الزاد فالتمسي لوي يعلن فلسفتو الواضحة ،كىي معادلةه حسابيةه سافرةه : مثٌ ي يقوؿ ٟنا كىو ي قبل ًح ً أريين كر٬نان مات ًم ٍن ً فًنضى فؤادم أك ِنيبلن ٢نلدَّا ينو ىل ٗنٍع ً ً ً بصحيح . نقص من أجلًو ؟ ليس و اٞناؿ يز ي ىل إنفاقيوي يي ي ٍ ي يد يف عمر صاحبو ؟ ٍ ***************************************
تغضب ال ْ
162
ان نَـزاٌ فَاست ِع ْذ بِاللّ ِه إِنَّه س ِم ِ َّك ِم َن َّ يم ﴾ . ﴿ َوإِ َّما يَ َمزغَم َ َْ الش ْيطَ ِ ْ ُ َ ٌ يع َل ٌ تغضب )) . تغضب ،ال تغضب ،ال أكصى أحد أصحابو فقاؿ (( :ال ْ ْ ْ ً الشيطاف الرجي ًم . رجل عنده فأمرهي أ ٍف يستعيذ با﵁ً من كغضب ه َّ ِ ب أَن ي ْح ُ ِ ف م ُه ْم طَائِ ٌ ين اتَّـ َقواْ إِذَا َم َّ كقاؿ تعاىل َ ﴿ :وأَ ُوذُ بِ َ ك َر ّْ َ ض ُرون ﴾ ﴿ ،إِ َّن الذ َ الش ْيطَ ِ ان تَ َذ َّكرواْ فَِإ َذا ُهم ُّم ْب ِ ّْم َن َّ ص ُرو َن ﴾ . ُ اٟنم كاٜنزف اٜنً َّ َّ الغضب ،كلو أدكاءه عند اٞنصطفى . ك ة د ي ث ال ىك ىد ىر ك َّ إف ٣نَّا يوًر ي ي ممها ٠ :ناىدةي الطب ًع على ً ب ﴿ ،والْ َكا ِ ِمين الْغَْي َ ﴾ ﴿ ،وإِ َذا ما غَ ِ ضً ضبُوا ترؾ الغى ى َ َ َ َ ُه ْم يَـغْ ِف ُرو َن ﴾ . ً وممها :الوضوءي َّ ، الطهور شط ُْر النار يطفئيها اٞناءي (( ، فإف الغى ى ُ ب ٗنرةه من النار ،ك ي ضى ِ سالح الم م ِن )) . ُ اايمان )) (( ،الوضوءُ وممها :إذا كاف كاقفان أف ٩نلس ،كإذا كاف جالسان أف يضطجع . ممها :أ ٍف يسكت فبل يتكلم إذا ً غضب . ي وممها أيضاً :أف يتذكر ثواب الكاظمٌن ً لغيظهم ،كالعافٌن عن ً الناس اٞنسا١نٌن . ***************************************
ال حتزن
صباحي ِوْرٌد ّّ
163
صباح ،ليجلب لك السعادة ،ك٪نفظك كل و تداكـ عليو َّ بورد من األذكا ًر ي كسوؼ أخربيؾ ٍ عاصمان ًطيلة ً اٛنن ،كيكوف لك ً شر شياط ً ٌن ً يومك حّت يٕنسي . اإلنس ك َّ من ّْ ٍ
من ِ ت مه : هذه األد ِية ،وهي التي َّ صح ْ ْ
هلل ،والحم ُد ِ الملك ِ هلل ،وال إله إال اهللُ َو ْح َدهُ ال شريك لهُ ، .1أصبحما وأصب ُ الملك وله الحم ُد ،وهو لى ك ّْ ٍ رب أس لُك َ ْيـ َر ما في شيء قدير ّْ . ُ لهُ ٌ شر هذه ِ ِ وشر ما بعدها ، الليلة ّْ من ّْ هذه الليلة ،و َ ْيـ َر ما بعدها ،وأ وذُ بك ْ رب أ وذُ بك من الكم ِ وس ِ ٍ ذاب في الما ِر من وء الكبِ ِر ّْ ، ّْ رب أ وذُ بك ْ ُ و ٍ ذاب في القب ِر )) . ِ اللهم الم ِ ِ رب المماوات الغيب والشهادةِ ،فاطر ِ. واألرض َّ ، كحديث َّ (( : ي وشر شر نفمي ّْ ، من ّْ ك ّْ شيء ومليِكه ،أشه ُد أ ْن ال إله إال أنت ،أ وذُ بك ْ الشيطان وشر ِ ِ أجره إلى ٍ مملم )). كه ،وأ ْن أقترف لى نفمي سوءاً أو َّ بمم ِ يضر مع ِ كحديث ِ (( : ِ األرض وال في اسمه شيءٌ في ّ. اهلل الذي ال ُّ ي ِ المماء ،وهو المميع العليم )) .ثبلث مر و ات . ُ ُ أصبحت أشه ُدك وأشه ُد حملة ِ رشك ومالئكتك وجميع اللهم إني َّْ (( . ُ ِ لقك أنك أنت اهللُ ال إله إالَّ أنت ،وحدك ال شريك لك َّ ، وأن محمداً ب ُدك ورسولُك . )) أربع مرات .
وأستغفرك لما ال لم ، َّٓ (( . ُ اللهم إني أ وذُ بك أ ْن أشرك بك شيئاً وأنا أ ُ لم)). أ ُ
ٔ (( .أصبحما لى فِطْرةِ ااسالم ،و لى ِ ِ كلمة اا ِ الص ،و لى دي ِن نبيّْما ٍ محمد ، و لى ملَّ ِة أبيما إبراهيم حميفاً مملماً وما كان من المشركين )) .
ال حتزن
164
رش ِه ِ ، نفم ِه ،وِزنه ِ اهلل وبحمدهِ َ َ :د َد َ ل ِْق ِه ،ورضا ِ ٕ (( .سبحان ِ ومداد كلماتِِه )) .ثبلث مر و ات . وبمحمد نبياً )) .ثبلث مر و ٍ رضيت ِ ات . باهلل َربّاً ،وبااسالم ديماً ، ٖ(( . ُ اهلل َّ ِ ِ بكلمات ِ شر ما َ لَ َق )) .ثبلثان يف اٞنساء . ٗ (( .أ وذُ التامات ْ من ُ نموت ،وإليك نحيا ،وبك اللهم بك ُ أصبحما ،وبك أممما ،وبك ْ ْ َُّ (( . المشور )) . ُ
الحم ُد ،وهو لى المل ُ ْك ولهُ ْ ُُ (( .ال إله إال اهللُ وحده ال شريك لهُ ،لهُ ُ ٍ قدير )) .مائة مرة . ك ّْ شيء ٌ *********************************
وقف ــة أف اٝنً ٍذالف :أ ٍف يكلك ا﵁ على ً ابن القيّْم (( :أٗنع العارفوف با﵁ على َّ نفسك ، ي ي يقوؿ ي يكلك ا﵁ إىل ً ك٫نلّْي بينك كبينها .كالتوفيق أ ٍف ال ً نفسك . ي ي ي ً فالعبيد متقلّْبوف بٌن ً من ىذا العبد يف الساعة الواحدةً ي توفيقو كخذالنًًو ً ،بل ي ي يناؿ نصيبو ٍ رضيو ،كيذكره كيشكره ً ً فيطيعو كي ً ً كيغفل عنو يعصيو ك٫نال يفو ،كيي ٍس ًخطيو بتوفيقو لو ،مث كىذا ، ي ي ي ي ِنذالنًًو لو ،فهو دائر بٌن ً توفيقو ً كخ ٍذالنًًو . ه العبد ىذا اٞنشهد كأعطاه َّ ً كل فمّت ش ًهد ي حقو ،علم ًشدَّة ضركرتًو كحاجتًو إىل التوفيق يف ّْ ي أف إ٬نانو كتوحيده ً كل و بيدهً تعاىل ،لو ٔنلَّى عنو طرفة ع و ٜنظة كطر ًفة ٍ و نىػ ىف و عٌن ،ك َّ ش س ك ّْ ٌن لىثي َّل ىعٍر ي ٍ ً ً األرض ،ك َّ من ٬نسك السماء أ ٍف تقع على ت ٚناءي إ٬نانًًو على توحيده ،كٝنىَّر ٍ أف اٞنمسك لو :ىو ٍ ً األرض إال بإذنًًو )) . *****************************************
المبارك الكتاب القر ُن .. ُ ُ
165
ال حتزن
أسباب السعادةً كانشر ًاح الصد ًر قراءةي ً ً كتأم ول َّ ، ف كمن كتاب ا﵁ً بتدبُّور كٕنعُّ ون ُّ ص ى فإف ا﵁ ىك ى ٍ كنور كشفاءه ٞنا يف الصدكًر ،ككصفو بأنو ر٘نةه ﴿ ،قَ ْد َجاءتْ ُكم َّم ْو ِ َةٌ ّْمن َّربّْ ُك ْم ىدل ه كتابو بأنو ن الص ُدوِر ﴾ ﴿ ،أَفَ َال يَـتَ َدبَّـرو َن الْ ُق ْر َن أ َْم َلَى قُـلُ ٍ َو ِش َفاء لّْ َما فِي ُّ وب أَقْـ َفالُ َها ﴾ ﴿ ،أَفَالَ ُ ِ ِِ ِ ِ ِ ِ َنزلْمَاهُ يَـتَ َدبَّـ ُرو َن الْ ُق ْر َن َولَ ْو َكا َن م ْن مد غَْي ِر اللّه لََو َج ُدواْ فيه ا ْ تِالَفاً َكثِيراً ﴾ ﴿ ،كتَ ٌ اب أ َ ار ٌك لّْيَ َّدبَّـ ُروا يَاتِِه ﴾ . إِلَْي َ ك ُمبَ َ ً ً مبارؾ يف تبلكتًًو ،ك ً بعض ً االستنباط منو . كٓنكيمو ك العمل بو ، أىل العًٍل ًم :ه قاؿ ي فأخذت اٞنصحف كّٔم مقي وم ، أحد الصاٜنٌن : بغم ال يعلموي إال ا﵁ي ٍّ ،ن ت ٍّن كقاؿ ي ي أحسس ي ٍ الغم ،كأبدلين ا﵁ي سركران كحبوران مكاف ذلك الكد ًر كبقيت أتلو ،فزاؿ عين – كا﵁ – فجأ نة ىذا ُّ ي المالَِم ض َوانَهُ ُسبُ َ َّ ﴿ .إِ َّن َهـ َذا الْ ُق ْر َن يِ ْه ِدي لِلَّتِي ِه َي أَقْـ َو ُم ﴾ ﴿ ،يَـ ْه ِدي بِ ِه اللّهُ َم ِن اتَّـبَ َع ِر ْ ك ُروحاً ّْم ْن أ َْم ِرنَا ﴾ . ك أ َْو َح ْيـمَا إِلَْي َ ﴾ َ ﴿ ،وَك َذلِ َ ****************************************
ِ الشهرة تحرص لى ال ْ َّ والغم والهم ّْ فإن لها ضريبةً من الكد ِر ّْ
اٜنرص على الظهوًر كالشهرةً ، ّْر صفاءه كاستقراره كىدكءه : ٣نا ي ي يشتت القلب كيكد ي ً كطلب رضا ً الناس َ ﴿ ،ال يُ ِري ُدو َن ُلُ ّواً فِي ْاألَ ْر ِ ماداً ﴾ . ض َوَال فَ َ ً باٞنقابل : أحدىم كلذلك قاؿ ي كركحها ىم ٍن أٙنل النفس أحياىا َّ َّ َّت عواص يفها إف الرياح إذا اشتد ٍ
يبت طاكيان منها على ضج ًر كمل ٍ من الشج ًر فليس ترمي سول العايل ى
سمع اهلل ِ ((من راءى راءى اهلل ِ َّاس ﴾ ، م ال ن و ؤ ر ـ ي ﴿ . ) ) به ع سم ومن ، به َّ َّ َ ُ ُ ُ ُ ْ ْ َ َ َّ ِ ِ ِ ين َ َر ُجواْ ِمن ِديَا ِرِهم بَطَراً َوِرئَاء ﴿ َّويُحبُّو َن أَن يُ ْح َم ُدواْ ب َما لَ ْم يَـ ْف َعلُواْ ﴾ َ ﴿ ،والَ تَ ُكونُواْ َكالذ َ الم ِ َّاس﴾. ثوب الر ً ياء ً فإذا الٍتح ٍفت ًبو فإنَّك عارم يش ُّ ف َّ عما ٓنتوي ي
166
ال حتزن
***********************************
الحياةُ الطيبةُ جلب السعادةً من القضايا الكربل اٞنسلَّ ً ً األسباب اليت أكتبيها ىنا يف ً مة َّ أف أعظم ىذه ً رب العاٞنٌن ،ك َّ يىديت ىو اإل٬نا يف با﵁ً ّْ ٗنعت إذا أ ٍ أف السباب األخرل كاٞنعلومات كالفوائد اليت ٍ ً ً و فلن تنفعو أبدان ،كال تفيده ،كال لشخص كمل ٪نصل على اإل٬ناف با﵁ ،كمل ٪نيٍز ذلك الكٍنز ٍ ، ٍ ً البحث عنها . يتعب نفسو يف ٍ إف األصل اإل٬نا يف با﵁ً ربان ،ك و ً َّ كباإلسبلـ دينان . ّنحمد نبيٌان ، ٌ الشاعر : إقباؿ يقوؿ ي ي ي كأرل اٞنؤمن كونان ً اآلفاؽ فيًو اآلفاؽ تً ٍيو تاىت ي الكافر حًنا يف لو ي إ٧نا ي
صالِحاً ّْمن ذَ َك ٍر أ َْو أُنثَى من ذلك ك أصدؽ ،ي ي قوؿ ربّْنا سبحانو َ ﴿ :م ْن َ ِم َ َ أعظم ٍ ك ي َجرُهم بِ َو ُهو ُم ْ ِم ٌن فَـلَمُ ْحيِ ِ م ِن َما َكانُواْ يَـ ْع َملُو َن ﴾ . َح أ م َّه ـ م ـ ي ز ج م ل و ة ب ي ط ة ا ي ح َّه م ـ ي َ َ ّْ ً ً َ ُ ُ ْ ْ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ
وهماك شرطان :
َّ ِ ً الصالِح ِ ِ ات َسيَ ْج َع ُ لَ ُه ُم ين َممُوا َو َملُوا َّ َ العمل الصاٌفي ﴿ ،إِ َّن الذ َ اإل٬نا يف با﵁ ،مثَّ ي الر ْح َم ُن ُو ّداً ﴾ . َّ
وهماك فائدتان :
ً العظيم عند ا﵁ً سبحانوي كتعاىل ﴿ لَ ُه ُم الْبُ ْش َرى األجر ي اٜنياةي الطيبةي يف الدنيا كاآلخرة ،ك ي ِ ْحياةِ ُّ الدنْـيَا َوفِي اآل ِ َرةِ ﴾ . في ال َ ********************************
البالء في ِ صالحك ُ
167
ال حتزن
تكرتث بالكو ً ً ً ارث ،ففي اٞنصائب ،كال ال ْنز ٍع من اٜنديث (( :إن اهلل إذا َّ أحب قوماً ٍ ط )) . ومن سلط فَـلَهُ المل ُ فمن رضي فلهُ الرضا ْ ، ابتالهم ُ ، **************************************
بوديةُ ااذ ِ ِ والتمليم ان
كمن لو ً ً وف ازـ ش ْي ٍء ّْم َن الْ َل ْ كشرهً َ ﴿ ،ولَمَْبـلُ َونَّ ُك ْم بِ َ اإل٬ناف أ ٍف ترضى بالقد ًر خًنهً ّْ ٍ س والثَّمر ِ ش ِر َّ ِ ِ وع َونَـ ْق ٍ ين ﴾ َّ . ات َوبَ ّْ ليست على ْج ِ إف األقدار ٍ َوال ُ الصاب ِر َ ص ّْم َن األَ َم َوال َواألن ُف ِ َ َ َ ً القضاء كالقد ًر ،فلسنا يف ً مقاـ االقرت ًاح ، نعرؼ االختيار يف رغباتًنا دائمان كإ٧نا بقصوًرنا ال ي ٍ كلكننا يف ً مقاـ العبوديًّْة كالتسلي ًم .
أشد ِ ممكم )) ُّ (( ، الماس ك كما يُو َ ُ العبد على قد ًر إ٬نانو (( ،أُو ُ ييبتلى ي ك رجالن ْ ِِ الرس ِ ﴾ (( ،من ِ يرد بالءً األنبياءُ َّ ، ثم الصالحون )) ﴿ ،فَ ْ اصبِ ْر َك َما َ َ صبَـ َر أ ُْولُوا ال َْع ْزم م َن ُّ ُ ِ ِ اه ِدين ِمم ُكم و َّ ِ ين َونَـ ْبـلُ َو اهللُ به يراً ْ يصب ممهُ )) َ ﴿ ،ولَمَْبـلُ َونَّ ُك ْم َحتَّى نَـ ْعلَ َم ال ُْم َج َ ْ َ الصاب ِر َ َّ ِ ين ِمن قَـ ْبلِ ِه ْم ﴾ . ارُك ْم ﴾ َ ﴿ ،ولََق ْد فَـتَـمَّا الذ َ أَ ْ بَ َ ****************************************
ِمن اامارة إلى المجارة
يسكن قصران فخمان ،كعندهي الدنيا ابن خليفة – كاف ُّ ي بن اٞنأموف العباسي – أمًنه ك ي علي ي ميسرةه ،فأطل ذات و يوـ من ً ً يكدح ًطيلةى النها ًر ،فإذا أضحى بل عام أل ر ف ، ر القص شرفة ن مبذكلةه َّ َّ ٍ ي توضأ كصلَّى ركعتٌن على شاطئ ًدجلة ،فإذا اقرتب النهار َّ الغركب ذىب إىل أىلًو ،فدعاهي يومان ي ي ً عليهن ،كأنو ال قوت لوي كال دخل إال ما يكدح َّ من األياـ فسألوي فأخربه أف لو زكجةن كأختٌن كأ ٌيمان ي و ً ً فهل تشكو الغركب على ما فطر مع يصوـ َّ يتكسبيو من السوؽ ،كأنو ي ٪نصل ،قاؿ ٍ : كل يوـ كيي ي ي و رب العاٞنٌن .فرتؾ القصر ،كترؾ اإلمارة ،كىاـ على ً كجهو ، اٜنمد ﵁ً ّْ من شيء ؟ قاؿ :ال ك ي ٍ
168
ال حتزن
ات عديدةو ككجد ميتان بعد سنو و يعمل يف اٝنشب جهة خرساف ؛ ألنوي كجد السعادة يف كاف ك ي ي ً َّ ِ واه ْم ﴾ . ين ْاهتَ َد ْوا َز َ اه ْم تَـ ْق ُ اد ُه ْم ُه ًدى َو تَ ُ عملو ىذا ،كمل ٩ن ٍدىا يف القص ًر َ ﴿ ،والذ َ يذكرٍل ىذه ً الكهف ،الذين كانوا يف القصور مع ً ً ّْ الضيق فوجدكا بقصة أصحاب اٞنلك ،ي ى اب ؛ َّ يسكن القصر ،فذىبوا ،كقاؿ قائليهم ﴿ : ألف الكفر ،ككجدكا التشت ى ُّت ،ككجدكا االضطر ى ي فَْووا إِلَى الْ َك ْه ِ ش ْر لَ ُك ْم َربُّ ُكم ّْمن َّرحمته ويُـ َهيّْ ْئ لَ ُكم ّْم ْن أ َْم ِرُكم ّْم ْرفَقاً ﴾ . ف يَم ُ ُ أحب َّ ً لبيت ٔنفق األرياح ً قص ور ً منيف فيو ُّ إيل م ٍن ٍ ه ي ي س ُّم اٝنً ً ً األحباب ميدا يف ... ياط مع ى اإل٬ناف ،كمع َّ ً اٜنب ك ً كيتحم يل الكثًن ، َّسع َّ ا﵀ل الضيَّق مع ّْ والمعمى :أف َّ اٞنودة يت ي ِ لضيوف الدار أجفا ُن )) . ((جفانُما ****************************************
ِ ِ ِ الثقالء أسباب الكد ِر من والمكد مجالمةُ ْ
ثخٌن الطب ًع ، أىل ً قاؿ ي الثقيل :ىو ي كقيل :اٜنمقى .كقيل ي البدع .ى أ٘ند :الثقبلءي ي اٞنشرب ،البارد يف تصرفاتً ً َّ ادو َن يَـ ْف َق ُهو َن م ب ش م ه ـ ن ك ﴿ ، و اٞنخالف يف َ ُّ َ ُ ُ ممَّ َدةٌ ﴾ ﴿ ،الَ يَ َك ُ ُ ي ي ٌ ْ َ َح ِديثاً ﴾ . أف األرض ٕنيل يف ً فأظن َّ عنهم َّ : اٛنهة اليت ىو فيها. إف الثقيل قاؿ إيل ُّ ليجلس َّ َّ الشافعي ٍ ي ي اب إِنَّا ُم ْ ِممُو َن ﴾ . ككاف األعمش إذا رأل ثقيبلن ،قاؿ َ ﴿ :ربَّـمَا ا ْك ِش ْ ف َمَّا ال َْع َذ َ ي ال بأس ً ً وؿ ً ً بالقوـ ًمن طي و أحبلـ العصاف ًًن كم ٍن قًص ور ج ٍس يم البًغاؿ ك ي ٍ ً الثقبلء ٘نَّى الرب ًع﴿ ،وإِذَا رأَي َ َّ ِ ين ابن تيمية إذا جالس ثقيبلن ،قاؿ ٠ :نالسةي َ َْ ٍ ت ا لذ َ ككاف ي ِ الجليس الميّ ِئ كمافخ يَ ُلو ُ ضو َن فِي يَاتِمَا فََ ْ ِر ْ ض َ ْمـ ُه ْم ﴾ ﴿ .فَالَ تَـ ْقعُ ُدواْ َم َع ُه ْم﴾ (( .مث ُ ً اثقل ً ً إف ًمن ً الكي ِر)) َّ . الفضائل الصغًن يف اٞنثي ًل ،الواقف على م من الناس على القلوب الع ًر َّ ي ِ ٍ ِ ِ ِ َّ ضواْ فِي َح ِديث غَْيره إن ُك ْم إذاً شهواتًو ،اٞنستسلم لرغباتًو ﴿ ،فَالَ تَـ ْقعُ ُدواْ َم َع ُه ْم َحتَّى يَ ُلو ُ
ّْمثْـلُ ُه ْم ﴾ .
169
ال حتزن
الشاعر : قاؿ ي ً ً يل كثقيل أنت يف اٞننظر إنسا هف كيف اٞنيزاف ف ٍ كثقيل ٍ ثقيل ه أنت يا ىذا ه ً ابن القي ًم :إذا ابتيليت و بثقيل ،فسلّْم لو جسمك ، انتقل عنوي ٍ قاؿ ي كىاجر بركحك ،ك ٍ كعينان عمياءى ،حّت يفتح ا﵁ي بينك كبينو َ ﴿ .وَال تُ ِط ْع َم ْن أَ ْغ َفلْمَا كسافر ،كملّْ ٍكو أذنان َّ صماء ٍ ، ٍ قَـلْبَهُ َن ِذ ْك ِرنَا َواتَّـبَ َع َه َواهُ َوَكا َن أ َْم ُرهُ فُـ ُرطاً ﴾ . **********************************
ِ إلى أه ِ المصائب
ً مبَهُ وضتهُ ممه من اٜنديث يف ً قبضت صفيَّهُ من أه ِ ال ُدنْيا َّ ُ ثم ْ الصحيح ْ (( : احتَ َ الجمة )) .ركاه البخارم . عظات كانت يف حياتًك يل فأنت اليوـ أكع ي ظ منك حيٌان ه ك ٍ ِ ً يمي ِه ) وضتُه ممهما الجمة )) . اٜنديث الصحيح (( :من ابتليتُه كيف بحبيبتيه ( أي ْ ْ ِ الص ُدوِر ﴾ . وب الَّتِي فِي ُّ ﴿ فَِإنَّـ َها َال تَـ ْع َمى ْاألَبْ َ ار َولَكن تَـ ْع َمى الْ ُقلُ ُ صُ إن اهلل – َّز وج َّ – إذا قبض ابن ِ و صحيح َّ (( : العبد الم م ِن قال حديث كيف و ِ هم ثمرة ف ِاده ؟ قالوا : نعم .قال :قبضتُ ْ للمالئكة :قبضتُم ابن بدي الم م ِن ؟ قالُوا ْ : نعم .قال :ماذا قال بدي ؟ قالوا :حم َد َك واسترجع .قال :ابـمُوا لعبدي بيتاً في ِ الجمة ْ ََ ََ الح ْم ِد )) .ركاه الرتمذم . ُّ ، وسموه بَـ ْي َ ت َ باٞنقارض ٞ ،نً ً ً من يح ٍس ًن عيقىب ف يرك ا القيامة َّأهن ٍم قيًرضوا أناس يوـ كيف األث ًر َّ : ٍ ٍ يتمىن ه اب اٞنصابٌن ﴿ .إِنَّما يُـوفَّى َّ ِ كثو ً َجرُهم بِغَْي ِر ِحم ٍ اب ﴾ َ ﴿ ،سالَ ٌم َلَْي ُكم بِ َما َ َ الصاب ُرو َن أ ْ َ َ ِ اصبِ ْر إِ َّن َو ْ َد صبَـ ْرتُ ْم ﴾ َ ﴿ ،ربَّـمَا أَفْ ِر ْ ص ْبـ ُر َك إِالَّ بِاللّه ﴾ ﴿ ،فَ ْ ص ْبراً ﴾ َ ﴿ ،و ْ اصبِ ْر َوَما َ ا َلَْيـمَا َ َ اللَّ ِه َح ّّق ﴾ . إف ًعظىم اٛنز ًاء من ًعظ ًم ً ً الببلء َّ ، َّ فمن ( ( : اٜنديث كيف أحب قومان كإف ا﵁ إذا َّ ابتبلىم ٍ ، ٍ ٍ ى الرضا ،كمن ً ط )) .ركاه الرتمذم . سخط فليو السخ ي رضي فلوي َّ ٍ
170
ال حتزن
ً العبد َّ َّ اف الذم أخذ ىو الذم اٞنصائب إف يف األجر ،كليعل ًم ي الصرب ك ى مسائل :ى القدر ك ى ى أف الذم سلب ىو الذم منح ﴿ ،إِ َّن اللّهَ ي ْمرُكم أَن تُ دُّواْ األَمانَ ِ أعطى ،ك َّ ات إِلَى أ َْهلِ َها ﴾ . َ َ ُُ ْ اٞناؿ كاألىلوف إال ً َّ الودائع كالبد يومان أ ٍف تي َّرد كما ي كديعةه ي ************************************
مشاهد التوحيد ً ً ً استقباؿ األذل من ً َّ الناس ) أموران : التوحيد عند األذيًَّة ( مشاىد من إف ٍ ً ً ً سبلمة ً كحب اٝن ًًن مشهد الع ْف ِو :كىو ٞنن آذاؾ ُّ ، ي أكيٟنا مشه ُد َ القلب ،كصفائو كنقائو ٍ ي ً أعظم ،فهي تبدأ بكظٍ ًم الغىٍي ًظ ، كىي درجةه زائدةه . كإيصاؿ اٝنىًٍن كالنَّف ًع لو ،كىي درجة أعلى ك ي ً اإلحساف ،كىو تغفر لو زلَّتوي .ك كىو :أ ٍف ال تيؤذم ٍ من آذاؾ ،مثَّ العفو ،كىو أ ٍف تسا١نوي ،كأ ٍف ى ً ِ ِِ ين َ ِن الم ِ َّاس َواللّهُ ين الْغَْي َ َوال َْعاف َ :أ ٍف تبادلو مكاف اإلساءة منو إحسانان منك َ ﴿ ،والْ َكا م َ ِ ِِ ص َف ُحوا ﴾ . يُ ِح ُّ َج ُرهُ َلَى اللَّه ﴾ َ ﴿ ،ولْيَـ ْع ُفوا َولْيَ ْ ين ﴾ ﴿ ،فَ َم ْن َ َفا َوأ ْ َصلَ َ فَ ْ ب ال ُْم ْحمم َ ِ كيف األث ًر َّ (( : من قطعمي ،وأ ْن أ فو َّم ْن لممِي وأ ْن أُ طي إن اهلل أمرني أ ْن أص َ ْ من َح َرَممِي )) . ْ و ِ بقضاء من ا﵁ً كقى ىد ور َّ ، سبب القضاء :كىي أ ٍف تعلم أنو ما آذاؾ إال ومشه ُد فإف العبد ه ً األسباب ،ك َّ أف اٞنقدر كالقاضي ىو ا﵁ي ،فتسلّْ ىم كتي ٍذعن ٞنوالؾ . من ومشه ُد الكفارةِ كحط من سيئاتً ّّ َّ ك١نو ، ك ذنوبك من ة كفار األذل ىذا أف كىي : ه ٍ ٍ ه َّ ِ ً ً اج ُرواْ َوأُ ْ ِر ُجواْ ِمن ِديَا ِرِه ْم َوأُوذُواْ فِي َسبِيلِي َوقَاتَـلُواْ ين َه َ لزالٌتك ،كرفعةه لدرجاتك ﴿ ،فَالذ َ َوقُتِلُواْ ألُ َك ّْف َر َّن َ ْمـ ُه ْم َسيّْئَاتِ ِه ْم ﴾ . فتيل العداكةً ﴿ ،ا ْدفَع بِالَّتِي ِ ً ً م ُن َح أ ي ه ع ز ػ ن ، اٞنؤمنٌن من كثًن يؤتاىا اليت اٜنكمة من ى ْ ْ ي ٍ ه َ َ ِ ِ ِ من يم ﴾ (( ، فَِإ َذا الَّ ِذي بَـ ْيـمَ َ من سلم المملمون ْ المملم ْ ك َوبَـ ْيـمَهُ َ َد َاوةٌ َك َنَّهُ َول ّّي َحم ٌ ُ لمانِه ويدهِ )) .
ال حتزن
171
و كبكلمة و و كبوجو و طليق ،لتنزع منوي أتوف العداكةً ، لينة ، من آذاؾ بًبًشر أم :أف تىػ ٍل ىقى ٍ ٍ ِ ً ِ ِ م ُن إِ َّن َّ مزاُ بَـ ْيـمَـ ُه ْم ﴾ . كتطفئ نار اٝنصومة ﴿ َوقُ لّْعبَادي يَـ ُقولُواْ الَّتِي ه َي أ ْ الش ْيطَا َن يَ َ َح َ هكن ريّْق البً ٍش ًر َّ صحيفةه كعليها البً ٍشير عنوا يف إف اٜنيَّر شيمتيوي ً ً من يؤذيك : كمن مشاىد التوحيد يف أذل ٍ ٍ مشهد ً و معرفة تقص ًًن ً النفس :كىو َّ بذنوب منك أنت ، اف ىذا مل ييسلَّ ًط عليك إال ي صيبةٌ قَ ْد أَصبتُم ّْمثْـلَيـها قُـلْتُم أَنَّى هـ َذا قُ هو ِمن ِ ِ ِ مد أَنْـ ُف ِم ُك ْم ﴾ َ ﴿ ،وَما َ َْ ﴿أ ََولَ َّما أ َ َصابَـ ْت ُكم ُّم َ ْ َُ ْ َْ ْ أَصاب ُكم ّْمن ُّم ِ صيبَ ٍة فَبِ ك ْم ﴾ ك ا م ت أَيْ ِدي ُ َ مبَ ْ ََ َ َ ٓنمد ا﵁ ً كتشكره ،كىو :أ ٍف جعلك مظلومان ال عليو عظيم ،كىو مشه هد ي كىناؾ مشه هد ه ي ظاٞنان . ً كابين آدـ ،إذ قاؿ كبعض السلف كاف ي يقوؿ َّ : ي اللهم اجع ٍلين مظلومان ال ظاٞنان .كىذا ٍ ٍ اس ٍط ي ِ طت إِلَ َّي ي َد َك لِتَـ ْقتُـلَمِي ما أَنَاْ بِب ِ ِ د ك إِنّْي أَ َ ُ ك َألَقْـتُـلَ َ ي إِلَْي َ م َ اف اللّهَ َ َ َ َ َ خًني٨نا ﴿ :لَئن بَ َ ِ ين ﴾ . َر َّ ب ال َْعالَم َ ي ً يستحق آخر ،كىو : ُّ كىناؾ مشه هد ه من آذاؾ ،فإنوي مشهد الر٘نة كىو :إف ٍتر ىح ىم ٍ لطيف ي فإف إصراره على األذل ،كجرأتو على ٠ناىرةً ا﵁ً ً يستحق أف َّ الر٘نةى َّ ، ترؽ لوي ،كأ ٍف بأذية مسل وم : ُّ انصر أ اك الماً أو م لوماً )) . ى تر٘نىوي ،كأ ٍف تنقذه من ىذا ْ (( ، ًً ً ًً ً ينفق على كٞنَّا آذل م ٍسطى هح أبا بك ور يف عٍرضو كيف ابنتو عائشة ،حلف أبو بك ور ال ي الم َع ِة و ض ِ ِمم ُك ْم َو َّ ينفق عليو أبو بك ور ،فأنزؿ ا﵁ي َ ﴿ :وَال يَْتَ ِ أ ُْولُوا الْ َف ْ مسطح ،ككاف فقًنان ي ِ اج ِر ِ أَن يـ ْ تُوا أُولِي الْ ُقربى والْمماكِين والْم َه ِ ص َف ُحوا أ ََال تُ ِحبُّو َن ين في َسبِي ِ اللَّه َولْيَـ ْع ُفوا َولْيَ ْ ْ ُ َْ َ َ َ َ َ ُ َ أَن يـغْ ِفر اللَّهُ لَ ُكم ﴾ .قاؿ أبو بك ور :بلى أ ً يغفر ا﵁ي يل .فأعاد لو النفقة كعفا عنوي . أف ب يح ُّ ْ َ َ ى ً كقاؿ عيينو ً ٓنكم فينا بالع ٍد ًؿ بن ح ٍ ي ي عمر ؟ كا﵁ ما تعطينا اٛنىٍزىؿ ،كال ي ص ون لعمر :ىيو يا ي بن قيس :يا أمًن اٞنؤمنٌن َّ ، إف ا﵁ يقوؿ ِ ُ ﴿ :ذ ال َْع ْف َو َوأْ ُم ْر عمر ،فقاؿ ُّ اٜنر ي ٌ . فهم بو ي ض َ ِن ال ِ بِالْعر ِ اهلِين ﴾ ،قاؿ :فوا﵁ً ما جاكزىا عمر ،ككاف كقَّفان عند ً كتاب ا﵁ً . ف َوأَ ْ ِر ْ َ ُْ ْج َ ي
172
ال حتزن
يب َلَْي ُك ُم الْيَـ ْوَم يَـغْ ِف ُر اللّهُ لَ ُك ْم َو ُه َو أ َْر َح ُم ف إخوتًًو ﴿ :قَ َ يوس ي ال الَ تَـثْـ َر َ كقاؿ ي َّ ِ ِ ين ﴾ . الراحم َ ً نتم فيمن آذاهي كطرده كحاربو ٍ كأعلنها يف اٞنؤل ٍ من كفا ًر قريش ،قاؿ (( :اذهبُوا ف ُ ً الفتح ً ، بالص َر َ ِة ،إنَّما الشدي ُد الذي كيف الطلقاءُ )) قاٟنا يوـ ً اٜنديث (( :ليس الشدي ُد ُّ ِ الغضب )) . يملك نفمه م َد ُ قاؿ ابن ً اٞنبارؾ : ي ً الشفيق الرًح ًم إذا صاحبت قومان أىل يكٍّند ٟنم كذم َّ ف ٍكن ي كال تأخ ٍذ بزلًَّة كل و فتبقى يف ً الزماف ببل ً رفيق قوـ ّْ
قاؿ بعضهم :موجود يف اإل٤نيل :اغفر ٞنن أخطأ عليك مرنة سبع مر و ات ه ي ٍ ٍ َج ُرهُ َلَى اللَّ ِه ﴾ َوأ ْ َصلَ َ فَ ْ و ً ضك ، من أخطأ عليك مرنة ّْ الع ٍف ىو سبع مرات ،ليسلم لك دينيك كعٍر ي فكرٍر عليو ى أم ٍ : ٍ دمك ،كمن ً فإف ال ىقصاص من أعصابًك كمن ً نومك كمن راحتًك كمن ًع ً رضك ، ٍ ٍ ٍ ٍ كيرتاح قلبيك َّ ،ى ى ٍ كليس من اآلخرين . ِ اٟننود يف و س يقهر نفسو : قاؿ ي ي أشجع من الذم ي مثل ٟنم « :الذم ي يفتح مدينةن » ﴿ .إ َّن المَّـ ْف َ الم ِ وء إِالَّ َما َرِح َم َربّْ َي ﴾ . ارةٌ بِ ُّ ألَ َّم َ ********************************** ﴿ َم ْن َ َفا
وقفـ ـةٌ اؼ ً ً للرب تعاىل ،كاعرت ً ً « أما دعوةي ذم ً فإف فيها من ً النوف َّ ، بظلمو العبد كماؿ التوحيد كالتنز ًيو ّْ ٍ الوسائل إىل ا﵁ً سبحانو يف ً كذنبو ،ما ىو من أبلغ ً ً ً قضاء الغم ،كأبلغ أدكية اٟنم ك ّْ الكرب ك ّْ ٍ
173
ال حتزن
كتضم ً كل و نقص و كل و كعيب ك و ائج َّ ٕنثيل عنو اٜنو ً فإف التوحيد كالتنزيوى َّ كماؿ ﵁ً ،كسلب ّْ ناف إثبات ّْ ً ً ً وجب انكساره كرجوعوي إىل اؼ بالظل ًم َّ .كاالعرت ي يتضم ين إ٬ناف العبد بالشرًع كالثواب كالعقاب ،كيي ي ً التوس يل ّٔا ا﵁ً ،كاستقالتو عثرتو ،كاالعرتاؼ بعبوديتو كافتقا ًره إىل ربّْو فهاىنا أربعة أموور ق ٍد كقع ُّ اؼ » . : التوحيد ،كالتنزيوي ،كالعبوديةي ،كاالعرت ي ي الصابِ ِرين{ }155الَّ ِذين إِذَا أَصابـ ْتـ ُهم ُّم ِ ﴿ َوبَ ّْ صيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّ ِه َوإِنَّـا إِلَْي ِه ََ َ ش ِر َّ َ رِ ك ُه ُم ال ُْم ْهتَ ُدو َن ﴾ . صلَ َو ٌ ات ّْمن َّربّْ ِه ْم َوَر ْح َمةٌ َوأُولَـئِ َ اجعو َن{ }156أُولَـئِ َ ك َلَْي ِه ْم َ َ **************************************
ا ت ِن بال اه ِر والباط ِن ً ً بصفاء ً صفاءي ً لطيف كشيءه شريف ،كىو َّ اٜنكماء أف بعض كىنا ، الثوب النفس أمر ه ه ظاىر . ي يقوؿ :م ًن اتسخ ثوبيو ،تكد ٍ أمر ه نفسو .كىذا ه َّرت ي تغًن ًى ً الناس ً ندام ًو ،أك ً عدـ تر ً يأتيو ال ىك ىدر ً بسبب اتساخ ٍثوبًًو ،أك ًُّ ككثًنه من ً تيب مكتبتً ًو ي اب مو ً ً اعيده كبر ًً اليومي ،كالكو يف بين على ً اختبلط األكر ًاؽ عنده ،أك اضطر ً النظاـ ، نا٠نو ،أك ّْ ي ؼ حقيقة ىذا الدّْي ًن ،علم أنو جاء لتنظي ًم حياةً ً العبد ،قليلًها ككث ًًنىا ،صغ ًًنىا فمن ىعىر ى ٍ كجليلًها ،ككل و باف ﴿ َّما فَـ َّرطْمَا فِي ِ و شيء عنده ُنس و الكتَ ِ حديث عند اب ِمن َش ْي ٍء ﴾ .كيف ُّ يٍ الرتمذم َّ (( : يحب الم افة )) . يف ُّ إن اهلل ن ٌ ّْ الصحيح َّ (( : يحب الجمال )) . كعند مسل وم يف ً إن اهلل جمي ٌ ُّ و تجملُوا حتى تكونوا ك نكم شامةٌ في ِ يون ِ الماس )) . كيف حديث حس ون َّ (( : ْ اٛنماؿ إىل اٛنً ً ً ً ٬نشوف يف اٜني ً ماؿ البيػَّزًؿ مشي نس يجها لل اٞنضاعف ٍ ً ِ ً بالغسل .كعند البخارم ّّ (( : المملم أ ْن يغتم في حق لى االىتماـ اٛنماؿ : أكؿ ز ي ي ك ّْ ِ سبعة ٍ أيام يوماً ،يغم ُ فيه رأسه وجممهُ )) . ىذا على أقل تقدي ور .ككاف بعض الصاٜنٌن يغتسل كل و يوـ مرةن كعثماف ب ًن عفاف فيما ي َّ ّْ ي اب ﴾ . م ٌ بَا ِرٌد َو َش َر ٌ كرد عنوي َ ﴿ ،ه َذا ُمغْتَ َ
174
ال حتزن
ً الشارب ،كتقلي ًم األظاف ًر ،ك ً ً أخذ الشع ًر كقص خصاؿ الفطرةً : كمنها ي كإعفاء اللحيًة ّْ ً الز ً ً ً ائد من اٛنس ًم ،كالسو ًاؾ ،كالطّْ ً ً يب ً ، االعتناء باٞنظه ًر اٞنبلبس ،ك كتنظيف األسناف ، كٔنليل البياض (( ،البموا البياض ،و ّْ ً َّ ، كفموا بس يوس يع الصدر فإف ىذا ٣نا ّْ ي كيفسح اٝناطر .كمنها لي ي
موتاكم )) . فيه ْ ً بالرٍ٪ن ً رقاؽ ً السباس ً ب اف يوـ النعاؿ طيٌبان يح يجزا يهتم ي ي٪نيٌوف َّ تنزؿ و بثياب و ً البخارم باب ً : البياض َّ (( : عمائم عليهم بيض لبس كقد عقد إف اٞنبلئكة ي ُّ ٍ ي يض )) . بً ه كمنها ترتيب اٞنو ً ً ً ككقت للعبادةً ، اعيد يف دف ورت صغ وًن ، فوقت للقراءة ،ه كتنظيم الوقت ،ه ي ي ٍ ِ للمطالعة ،ككقت للراحة ﴿ ،لِ ُك ّْ أ ِ ً ككقت اب ﴾ َ ﴿ ،وإِن ّْمن َش ْيء إِالَّ م َدنَا َ َزائِمُهُ َج ٍ كتَ ٌ ه ه َ وما نـمـ ّْزلُه إِالَّ بَِقد ٍر َّمعلُ ٍ وم ﴾ . َ َ َُ ُ َ ْ يف ً مكتوب عليها :الكو يف بين على ً ً صحيح ،ففي النظاـ .كىذا مكتبة الكو٤نرس لوحةه ه ه ي ً التنسيق كالرت ً السماكية الدعوةي إىل التنظي ًم ك ً تيب ،كأخرب – سبحانو كتعاىل – َّ أف الكوف الشرائ ًع و الشمس والْ َقمر بِحمب ٍ و ان ﴾ . ليس ٟنٍوان كال عبثان ،كأنو بقضاء كقد ور ،كأنو برتتيب كُنيسباف َ ْ ُ ُ َ َ ُ ْ َّ ﴿ : ِ ِ ٍ ﴿ َال َّ حو َن ﴾ . س يَمبَغي لَ َها أَن تُ ْد ِر َك الْ َق َم َر َوَال اللَّْي ُ َسابِ ُق المـ َ َّها ِر َوُك ّّ في فَـلَك يَ ْمبَ ُ الش ْم ُ اد َكالْعرج ِ ِ ار يَـتَـ ْي ِن ون الْ َقد ِيم ﴾ َ ﴿ .و َج َعلْمَا اللَّْي َ َوالمـ َ ﴿ َوالْ َق َم َر قَ َّد ْرنَاهُ َممَا ِز َل َحتَّى َ َ ُ ْ ُ َّه َ ضالً ّْمن َّربّْ ُكم ولِتَـ ْعلَمواْ َ َد َد ّْ ِ َّها ِر م ْب ِ ين ص َرةً لِتَْبتَـغُواْ فَ ْ فَ َم َح ْونَا يَةَ اللَّْي ِ َو َج َعلْمَا يَةَ المـ َ ُ َْ ُ المم َ ت هذا ب ِ ِ ِ اطالً ﴾ َ ﴿ .وَما َ لَ ْقمَا اب َوُك َّ َش ْي ٍء فَ َّ م َ صلْمَاهُ تَـ ْفصيالً ﴾ َ ﴿.ربَّـمَا َما َ لَ ْق َ َ َ َوالْح َ المماء و ْاألَرض وما بـيـمَـهما َال ِ بِين{ }16لَو أَر ْدنَا أَن نَّـت ِ َّل َذ لَ ْهواً َّالتَّ َل ْذنَاهُ ِمن لَّ ُدنَّا إِن ُكمَّا ْ َ َّ َ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ َ َ ِِ ين ﴾ . فَا ل َ
﴿ َوقُ ِ ا ْ َملُواْ ﴾ :
ً ً ً ً باألكىاـ كالقلق كاألمر ً اٞنصاب اليوناف إذا أر يادكا معاٛنة اض النفسية ٩ :نربكنوي كاف حكماءي على ً كقت قصًن إال كقد عادت إليو عافيتو كطمأنينتو ﴿ ، العمل يف الفبلحة كالبساتٌن ،فما ُّ ٬نر ه شوا فِي َممَاكِبِ َها ﴾ َ ﴿ ،وقُ ِ ا ْ َملُواْ ﴾ . فَ ْام ُ
175
ال حتزن
باؿ ،كانظر إىل ً الناس راحةن كسعاد نة كبسطة و ً ىم أكثير ً َّ ىؤالء ٍ إف أىل األعماؿ اليدكيًة ٍ ٍ كنشاطهم كمز ً ً ً ً ً ً َّ ً ً هم اكالهت ٍم (( ،وأ وذُ العماؿ كيف ٬نلكوف ٍ ٍ من الباؿ كقوة األجساـ ،بسبب حركت ٍ العج ِز والكم ِ )) . بك من ْ *********************************************
ال ْت ِجئ إلى اهلل
ً لطيف ،قيل :ىو ًم ٍن فيو ، اٞنعارؼ أعرؼ اٛنليل ا﵁ي :ىو االسم العظيم ،ىو ي معىن ه ي ي ن أىلو ،كىو الذم تأٟنو القلوب ،كٓنبُّو ،كتسكن إليو ،كترضى ًبو كتركن ً إليو ،كال ٬نكن ً للقلب يي ى ي ي ي ي يطمئن لغًنهً سبحانو ،كلذلك علٌم فاطمة ابنتوي دعاء الكر ً ب: أبدان أف يسكن أك يرتاح أك َّ ٍ صحيح ﴿ ،قُ ِ اللّهُ ثُ َّم ذَ ْرُه ْم فِي حديث أشرك به شيئاً )) .كىو (( اهللُ ،اهللُ ربي ال ُ ه ه ِ ِ ِِ ِ يف بِ ِعب ِ ِ ادهِ﴾ َ ﴿ ،وَما قَ َد ُروا َ ْوض ِه ْم يَـل َْعبُو َن ﴾ َ ﴿ ،و ُه َو الْ َقاه ُر فَـ ْو َق بَاده ﴾ ﴿ ،اللَّهُ لَط ٌ َ ِ ضتُهُ يَـ ْوَم ال ِْقيَ َام ِة َو َّ ات َمطْ ِويَّ ٌ ماو ُ ض َج ِميعاً قَـ ْب َ ات بِيَ ِميمِ ِه ُس ْب َحانَهُ اللَّهَ َح َّق قَ ْد ِره َو ْاألَ ْر ُ الم َ الم ِج ّْ لِ ْل ُكتُ ِ ك َوتَـ َعالَى َ َّما يُ ْش ِرُكو َن ﴾ ْ ﴿ ،وَم نَطْ ِوي َّ الم َماء َكطَ ّْي ّْ ب ﴾ ﴿ ،إِ َّن اللَّهَ يُ ْم ِم ُ المماو ِ وال ﴾ . ض أَن تَـ ُز َ ات َو ْاألَ ْر َ َّ َ َ ***************************************
ِ ْت ليه توَّكل ُ
كمن أعظ ًم ما يضفي السعادة على ً ً العبد ركونيو إىل ربّْو ،كتوُّكليو ً بواليتو عليو ،كاكتفاؤه ي ي ٍ ِ ِ ِ ً ً ِ اب َو ُه َو يَـتَـ َولَّى كرعايتو كحراستو َ ﴿ ،ه ْ تَـ ْعلَ ُم لَهُ َسميّاً ﴾ ﴿ ،إِ َّن َوليّْ َـي اللّهُ الَّذي نَـ َّز َل الْكتَ َ َّ ِ ِ ف َلَْي ِه ْم َوالَ ُه ْم يَ ْح َزنُو َن ﴾ . ين ﴾ ﴿ ،أَال إِ َّن أ َْولِيَاء اللّ ِه الَ َ ْو ٌ الصالح َ **********************************
أجمعوا لى ٍ ثالثة ُ
176
ال حتزن
اب ،سواء كانت ً ً القلق كاالضطر ً ّنسألة ً لسلفنا من ١ندّْثٌن طالعت الكتب اليت تعتين ه ٍ ي اٞنرتٗنة ،كالدكر ً كمؤرخٌن أك لغ ًًنىم مع النشر ً بية ك ً الشرقية كالغر ً ً ات ك ً يات الكتب كأدباء كمربٌّْن ّْ ٍ كآّبلَّ ً ت ،فوجدت اٛنميع ٠نمعٌن على ً ثبلثة ً ٞنن أراد الشفاء كالعافية كانشراح الصد ًر ، ي أسس ٍ كىي : كجل ،كعبوديتيو ،كطاعتيو كاللجوء إليو ،كىي مسألةي ً اإل٬ناف األول : ُ ي االتصاؿ با﵁ً َّ عز َّ ي ادتِِه ﴾ . اصطَبِ ْر لِ ِعبَ َ الكربل ﴿ ،فَا ْبُ ْدهُ َو ْ كآالمو ً كدموعو ،كأحزانًو كمصائًبًو ً ، ً ً ك٨نومو ، ّنآسيو ملف اٞناضي ، الثاني : إغبلؽ ّْ ي البدء ُنياةو جديدةو مع و ك ً يوـ و جديد . ً االهنماؾ ً ً ً ً التوقعات كترؾ االشتغاؿ ًبو ك كعدـ اٞنستقبل الثالث ٍ :تريؾ فيو ،ي ي ُ الغائب ،ي حدكد ً ً التوج ً كاالنتظار ً ّْ ب. س ح ف اليوـ يف العيش ا كإ٧ن ، سات ك ات ُّ ى ي ىٍ ي اكم كطوؿ ً األمل ،فإنَّو يػيٍن ًسي َ ﴿ ،و َمُّوا أَنَّـ ُه ْم إِلَْيـمَا َال يُـ ْر َجعُو َن ﴾ . قاؿ ّّ علي :إيَّ ٍ ً ً إيَّاؾ كتصديق األر ً الشائعات َّ ، ص ْي َح ٍة اجيف ك مبُو َن ُك َّ َ فإف ا﵁ قاؿ ٍ عن أعدائو ﴿ :يَ ْح َ َلَْي ِه ْم ﴾ . و و تقع ي كىم ينتظركف أموران كمصائب كحوادث ككوارث ملٍ ٍ كعرفت أناسان ٍ من سنوات عديدة ٍ ، ،كال يزالوف ي٫ن ّْوفوف أنفسهم كغًنىم منها ،فسبحاف ا﵁ ما أنكد عيشهم !! كمثل ً ىؤالء ي ىٍ ى ٍ ى ى ي أس ًو قطرنة من ً أنبوب يقطير على ر ً ب عند الصينيٌن ،فإهنم ٩نعلونو ٓنت و اٞنعذ ً كالسج ً ٌن َّ اٞناء يف ٍ ي الدقيقة الواحدةً ً كيفقد عقلو .كق ٍد السجٌن ىذا فيبقى ، كل قطرةو مثَّ يصيبيو اٛننو يف ،ي ينتظر َّ ي ي ف َ ْمـ ُهم ّْم ْن َ َذابِ َها ﴾ ﴿ ، ضى َلَْي ِه ْم فَـيَ ُموتُوا َوَال يُ َل َّف ُ كصف ا﵁ي أىل النا ًر فقاؿ َ ﴿ :ال يُـ ْق َ وت فِ َيها وَال ي ْحيى ﴾ ُ ﴿ ،كلَّما نَ ِ اه ْم ُجلُوداً غَْيـ َرَها ﴾ . ض َج ْ َال يَ ُم ُ ت ُجلُ ُ ود ُه ْم بَ َّدلْمَ ُ َ َ َ ****************************************
ِ أح ْ المك لى اهلل
إىل الد ً َّياف يوـ اٜن ٍش ًر ٧نضي
ً اٝنصوـ ْنتمع ي كعند ا﵁ ي
177
ال حتزن
كيكفي العبد إنصافان كع ٍدالن أنو ينتظر يومان ٩نمع ا﵁ ً فيو األكلٌن كاآلخرين ،ال ظلم يف ي ي ي ي ً ط لِيَـ ْوِم ين ال ِْق ْم َ اٜنكم ىو ا﵁ي َّ الشهود اٞنبلئكةي َ ﴿ ،ونَ َ عز َّ كجل ،ك ي ض ُع ال َْم َوا ِز َ ذلك اليوـ ،ك ي ال ِْقيام ِة فَ َال تُ ْلَم نَـ ْفس َشيئاً وإِن َكا َن ِمثْـ َق َ ٍ ِ ِِ ِ ٍ ين ﴾ . ََ ُ ٌ ْ َ ال َحبَّة ّْم ْن َ ْر َدل أَتَـ ْيـمَا ب َها َوَك َفى بمَا َحاسب َ *****************************
كمرى و جوٍز حكيم فارس َّ : كوخ ٠ناكور لقص ًر ٗنهر دجاج يف و أف عجوزان فارسيةن كاف عندىا ه ي ذكر بيزر ي غابت ، فسافرت إىل قر وية أخرل ، كسرل اٜناك ًم ، فقالت :يا ّْ رب أستودعيك الدجاج َّ . ٍ فلما ٍ ٍ ً ً فعادت كىدموا الكوخ ، قصره كبستانوي ،فذبح ي عدا كسرل على كوخها ليوسع ٍ جنوده الدجاج ،ي ً غبت أنا فأين أنت ! فأنصفها ا﵁ي كانتقم ٟنا ، السماء فالتفتت إىل العجوز ي ٍ ٍ رب ،ي كقالت :يا ٌ ٌن فىػ ىقتلو على فر ًاش ًو ﴿ .أَلَيس اللَّه بِ َك ٍ ك اف َ ْب َدهُ َويُ َل ّْوفُونَ َ ْ َ ُ ابن كسرل على أبيو بالسك ً ى ي فعدا ي ِ َّ ِ ِ ين ِمن ُدونِِه ﴾ ،ليتنا ٗنيعان نكو يف كخٍيػىرم ابين آدـ ً طت إِلَ َّي يَ َد َك م َ ب ا لذ َ القائل ﴿ :لَئن بَ َ ِ ٍِ ِ ِ ِ ِ تكن بد اهلل ك َألَقْـتُـلَ َ ي إِلَْي َ كن بد اهلل المقتول ،وال ْ ك ﴾ ْ (( . لتَـ ْقتُـلَمي َما أَنَاْ ببَاسط يَد َ االنتقاـ كالتشفي كاٜنًٍق ًد كالكر ً ً ً القات )) َّ ، اىية . أعظم من إف عند اٞنسلم مبدأ كرسالةن كقضيةن ي ******************************************
ص قد يكو ُن ُمرَّكب ٍ ب الم ْق ِ كمال َ َ ُم َرَّك ُ
و بعض العباقرةً ُّ بصمود شقوا طريقهم مبُوهُ َش ّراً لَّ ُكم بَ ْ ُه َو َ ْيـ ٌر لَّ ُك ْم ﴾ .ي ﴿ َال تَ ْح َ و ً ً ً كسعيد بن يج ٍو و إلحساسهم و بًن ،كقىػتى ىاد ىة كعطاء ، العلماء كانوا موايل ، عارض ،فكثًنه من بنقص
الرتمذم ،كأِّب حنيفة . البخارم ،ك ،ك ّْ ّْ ً أذكياء العا ًمل كُنوًر الشر ً يعة أصأّيم العمى ،كابن و عباس ،كقتادة ،كاب ًن ّْأـ من ككثًنه ٍ األعمش ،كيز ً ً يد ب ًن ىاركف . مكتوـ ،ك ١نمد بن إبراىيم آؿ الشيخ ،كالشيخ ي ً بن ٘نيد ، كمن العلماء اٞنتأخرين : ي ي عبدا﵁ ي الشيخ ي ي و و عاىات ،فهذا ّٔم الشيخ ي ه ك ي بن با وز .كقر ي أت عن أذكياء ك٢نرتعٌن كعباقرة ىعىرب كاف ٍ عبدالعزي ًز ي
178
ال حتزن
كثاف م ٍقع هد ،كمع ذلك أثَّركا يف التاريخ ،كأثَّركا يف حياةً أصم كآخر أعوج ،و ي أعمى ،كذاؾ ُّ ي ي ً ً بالعلوـ كاالخرت ً شو َن بِ ِه ﴾ . اعات ك البشر ًية الكشوؼ َ ﴿ .ويَ ْج َع لَّ ُك ْم نُوراً تَ ْم ُ ليست الشهادةي العلميةي الراقيةي كل و تغتم كال ً ً ذرعان ألنك مل ً تنل ق تض كال هتتم ال ، شيء َّ َّ َّ ٍ ٍ كل شيء ،بإمكانًك أ ٍف تؤثػّْىر كأ ٍف ليست ُّ الشهادة اٛنامعية ،أك اٞناجستًن ،أك الدكتوراه ،فإهنا ٍ لؤلمة خًنان كثًنان ،كلو مل تكن صاحب شهادةو و تلمع كأ ٍف تق ٌدـ ً من و رجل شه وًن كم . علمية ٍ ٍ ٍ ٍ ٍ ً ً ً ًً و نظرت يف ٪نمل شهاد نة ،إ٧نا َّ شق طريقو بعصاميَّتو كطموحو ك٨نَّتو كصموده .ي خطًن ناف وع ال ي عص ًرنا اٜناض ًر فرأيت كثًنان من اٞنؤثّْرين يف العا ًمل الشرعي كالدعوةً كالوعي كالرت ً بية كالفك ًر ك ً األدب ي كمالك ب ًن نت ،ك ً ً العقاد ،كالطنطاكم مثل الشيخ ابن با ًز ، عندىم يكن ه ٍّن ،مل ٍ ٍ شهادات عاٞنيةه ،ي الندكم ،كٗن وع كث وًن . ،كأِّب زىرة ،ك اٞنودكدم ك ّْ ّْ القركف اٞنفض ً مركا يف ً ً َّلة . كدكنك علماء السلف ،كالعباقرة الذين ُّ نفس و الكر كاإلقداما دت ًعصاما عصاـ َّ كعلَّمٍتوي َّ سو ٍ ي س ِم ْمـ ُهم ّْم ْن كعلى ّْ آالؼ الدكاترةً يف العا ًمل طوالن كعرضان َ ﴿ ،ه ْ تُ ِح ُّ من ذلك ي الضد ٍ أ ٍ ً الصحيح (( :ارض بما قمم اٜنديث عظيم ،كيف ً َ َحد أ َْو تَ ْم َم ُع لَ ُه ْم ِرْكزاً ﴾ .القناعةي ىكٍنػهز ه اهللُ لك تَ ُك ْن أغمى ِ الماس )) . ارض بأىلًك ،بدخلًك ّ ،نركبًك ،بأبنائًك ،بوظيفتًك ً ، ْند السعادة كالطمأنينة . ٍ ٍ ٍ الصحيح ِ (( : ً ِ المفس )) . الغمى ِغمى اٜنديث كيف ً
كليس بكثرةً ً لكن راحة ً ً النفس ،كرضاىا ّنا قى ىس ىم ا﵁. العرض كال باألمو ًاؿ كباٞننصبَّ ، ً ً الصحيح َّ (( : كحديث : اللفي)) . التقي اٜنديث كيف ً إن اهلل ُّ َّ الغمي َّ يحب العبد َّ
اللهم اجع ْ غماه في قلبِ ِه )) . (( َّ
و ً ً أيت كبت مع قاؿ ي متوجهان إىل مدينة من اٞندف ،فر ي أحدىم :ر ي صاحب سيارةو من اٞنطا ًر ٌ ، ىذا السائق مسركران ً جذالن ،حامدان ﵁ً كشاكران ،كذاكران ٞنوالهي ،فسأليو عن أىلًو فأخربٍل َّ أف عنده أسرتٌن ،كأكثر من عشرةً و ً ٖنا٧نائة و ً س ح ف لاير ر الشه يف و ل كدخ ، أبناء ي ب ،كعنده غي ه رؼ قد٬نةه ى ي ى ٍ ٍ ي يسكنيها ىو كأىليو ،كىو مرتاح ً الباؿ ،ألنوي ر و اض ّنا قى ىس ىم ا﵁ي لوي .
ال حتزن
179
أناس ٬نلكو يف مليار و نت بٌن ىذا كبٌن و ات من األمو ًاؿ كالقصوًر قاؿ : فعجبت حينما قار ي ي ً ليست يف ً ً اٞناؿ . اٞنعيشة ، كىم يعيشوف ضٍنكان من فعرفت أف السعادة ٍ ي كالدكر ٍ ، ات القصوًر كالدكًر ،ككا ىف عرفت ىخبىػىر تاج ور كب وًن ٍّ ،ن كثرم شه وًن عندهي ي آالؼ اٞنبليٌن كعشر ي ي ً و ً ً ض ضيّْق اٝنيلي ًق ،شرس عن أىلو ،ألنوي مل يىػٍر ى التعامل ثائر الطبع ،كاسف الباؿ ،مات يف غربة ٍ ّنا أعطاهي ا﵁ي إياه ﴿ ،ثُ َّم يَط َْم ُع أَ ْن أَ ِزي َد{ َ }15ك َّال إِنَّهُ َكا َن ِآليَاتِمَا َمِيداً ﴾ . ً القدَل أ ٍف ى٫نٍليو ً من معا ًمل ر ً احة ً العرِّب ً األحياء ، بنفسو يف الصحر ًاء ،كينفرد ع ًن الباؿ عند ّْ ٍ أحدىم : ي يقوؿ ي فك ٍد ً كصوت إنسا هف ً ً بالذئب إ ٍذ عول فاستأنست الذئب عول َّ ي ي ت أطًني ي َّ ً ب من الش ً ت أٍل يف ًش ٍع و ّْعاب ال أبو ذر إىل الربذةً .كقاؿ سفيا يف كقد خرج ٍّن الثورم :كد ٍد ي اٜنديث (( :ي ِ ً ك أ ْن يكون َ ْيـر ِ ِ يتبع بها مواقع مال يعرفيين أح هد ! كيف وش ُ ُ المملم :غَمَ ٌم ُ َ ويفر بديمِه من ِ ِ الفت ِن )) . القط ِر وشعف الجبال ُّ ، للعبد الفرار منها ،كما فعل ابن عمر كأسامةي بن ز و حصلت الفنت كاف األسلم ً ً يد فإذا ي ي ي يى ي بن مسلمة ٞنا قيتًل عثما يف . ي ك١نمد ي الص ٍد ًر إال ً كجل ، ت أناسان ما بسبب بػي ٍع ًدىم ع ًن ا﵁ً َّ الكدر كضيً يق َّ عز َّ ىعرفٍ ي أصأّم الف ٍقير ك ي ي و عن ي من مواله ،فأعرض ٍ من ربّْو ،كيف خ وًن ٍ فتجد أحدىم كاف غنيٌان كرزقيوي كاسعان ،كىو يف عافية ٍ ً ً الذنوب ،فسلبىو ربُّو عافية بدنًو ،ىك ىس ىعةى ًرٍزقً ًو ، طاعة ا﵁ً ،كهتاكف بالصبلةً ،كاقرتؼ كبائر و و و و ض َن اٟنم ك ّْ كابتبلهي بالف ٍق ًر ك ّْ كمن ببلء إىل ببلء َ ﴿ ،وَم ْن أَ ْ َر َ من نكد إىل نى ىكد ٍ ، الغم ،فأصبح ٍ ك بِ َّ ك ُمغَيّْراً نّْـ ْع َمةً أَنْـ َع َم َها َلَى قَـ ْوٍم َحتَّى ِذ ْك ِري فَِإ َّن لَهُ َم ِعي َ َن اللّهَ لَ ْم يَ ُ ضمكاً ﴾ َ ﴿ ،ذلِ َ شةً َ ِ ِ ٍ ِ ت أَيْ ِدي ُك ْم َويَـ ْع ُفو مبَ ْ يُـغَيّْـ ُرواْ َما بَِن ُفم ِه ْم ﴾ ،كقولو تعاىل َ ﴿ :وَما أ َ َصابَ ُكم ّْمن ُّمصيبَة فَب َما َك َ ِ ِ اهم َّماء غَ َدقاً﴾. استَـ َق ُاموا َلَى الطَّ ِري َقة َألَ ْس َق ْيـمَ ُ َن َكثي ٍر﴾ َ ﴿ ،وأَن أَلَّ ِو ْ ً ً ً دت َّ قف أف عندم كصفةن سحريَّة ألقيها على ٨نومك كغمومك كأحزانك ،فإذا ىي ت ٍل ي كد ي بوصفة طبيَّ وة من عيادةً ً ً و ً كركاد لكن سوؼ أخربيؾ علماء اٞنلَّ ًة َّ ٍ لكن م ٍن أين يل ؟! ك ٍ ما يأفكوف ٍ ،
180
ال حتزن
ً يعة ،كىي ً : الشر ً اعبد اٝنالق ،كارض ً كقص ًر األمل بالرزؽ ،كسلٌ ٍم َّ بالقضاء ،كازى ٍد يف الدُّنيا َّ ، .انتهى . عجبت ً يكي ،اٚنيوي ( كليم جا٬نس ) ،ىو أبو علًم ً النفس عندىم العامل ٍّن نفساٍل شه وًن أمر ٍّن ي ً يقوؿ :إننا ٥نن البشر ّْ اٛنانب كننظر إىل ،ي نشكر ا﵁ على ما ي نفكير فيما ال ي ٧نلك ،ي ٧نلك ،كال ي ي ي اٞنأسوم اٞنظل ًم يف حياتًنا ،كال ننظر إىل اٛنانب اٞن ٍش ً ينقصنا ،كال رؽ فيها ، ّْ َّ كنتحسير على ما ي ي ِ ِ من ٍ نفس ال تَ ْشبَ ُع )) . ي نسعد ّنا عندنا ﴿ ،لَئن َش َك ْرتُ ْم ألَ ِزي َدنَّ ُك ْم ﴾ (( ،وأ وذُ باهلل ْ ً وج َع َ غماه في قلبِه ، من أصب واآل رةُ ُّ همه ،جمع اهللُ شمله َ ، كيف اٜنديث ْ (( : فرق اهلل ِ ليه شمله ،وجع َ فَـ ْق َرهُ بين ومن أصب والدنيا ُّ همه ُ َّ ، وأت ْته الدنيا وهي راغمةٌ ْ ، المماو ِ ِ ِ ِ ض ات َو ْاألَ ْر َ ْيـمَـ ْيه ،ولم ي ته من الدنيا إالَّ ما ٌكتب له )) َ ﴿ .ولَئن َس َلْتَـ ُهم َّم ْن َ لَ َق َّ َ َ َّر َّ س َوالْ َق َم َر لَيَـ ُقولُ َّن اللَّهُ فََنَّى يُـ ْ فَ ُكو َن ﴾ . َو َسل َ الش ْم َ ******************************************
وأ يراً ا ترفُوا ً و لئلٜناد ،كالكف ًر اٞنخالفة ركسي ،نيًفي إىل جزيرةً سيبًنيا ،ألفكا ًره ( سخركؼ ) عامله ه با﵁ً ،فكاف يينادم َّ أف ىناؾ قوةن فاعلةن مؤثرةن يف العا ًمل خبلؼ ما يقوليو الشيوعيُّوف :ال إلو ، ً ِ َّ ِ َِّ كاٜنياةي مادةه .كمعىن ىذا َّ : َّاس أف النفوس مفطورةه على التوحيد ﴿ .فط َْرَة الله التي فَطََر الم َ
َلَْيـ َها ﴾ . ً ً ً َّ مبتور اإلرادةً ، إف اٞنلحد ال مكاف لو ىنا كىناؾ ؛ ألنو منكوس الفطٍرة ،خاكم الضمًن ي ي ً األرض . ٞننهج ا﵁ً يف ٢نالف ً ه قابلت أستاذان مسلمان يف ً ً ً – أك الشيوعية سقوط اإلسبلمي بواشنطن قبل معهد الفك ًر ّْ ي ً االٓناد السوفييت – بسنتٌن ،فذكر يل ىذه اآلية َ ﴿ :نُـ َقلّْ ِ ارُه ْم َك َما لَ ْم ب أَفْئ َدتَـ ُه ْم َوأَبْ َ ّْ صَ ُ يـ ْ ِممُواْ بِ ِه أ ََّو َل م َّرةٍ ونَ َذرُهم فِي طُغْيانِ ِ فيهم﴿ :فََتَى ة اآلي ىذه تتم سوؼ : كقاؿ ﴾ ن و ه م ع ـ ي م ه َ ُّ ي ْ ُ َ َ ُ َ ْ َ َ ُ ْ ٍ
181
ال حتزن
ضوا فَ َْر َسلْمَا َلَْي ِه ْم اللّهُ بُـ ْمـيَانَـ ُهم ّْم َن الْ َق َوا ِ ِد فَ َل َّر َلَْي ِه ُم َّ الم ْق ُ ف ِمن فَـ ْوقِ ِه ْم ﴾ ﴿ ،فََ ْ َر ُ َس ْي َ ال َْع ِرِم ﴾ ﴿ ،فَ ُك ّالً أَ َ ْذنَا بِ َذنبِ ِه ﴾ ﴿ ،فَـيَ ْتِيَـ ُهم بَـغْتَةً َو ُه ْم َال يَ ْشعُ ُرو َن ﴾ . ****************************************
ات مع الحمقى لح ٌ للزيّْ ً ً ات يف ً كبلـ عجيب ،كمقالةه رائعةه يف ً الشيوعية ،حينما كصف ) الرسالة ( ٠نلة ه ه ً ً صحيفة ( الربافدا) ىح يد ٌرك ًادىا مقاالن يف كعادت ، الفضاء إىل القم ًر أرسلوا سفينة ٍ فكتب أ ى ى ً يقوؿ فيها :صعً ً فلم ٤ن ٍد ىناؾ إٟنان كال جنةن كال ناران كال مبلئكةن . السماء إىل نا د ، الركسية ي ٍ ٍ أنكم سوؼ فكتب الزيَّ ٍ ات مقالةن فيها « :عجبان لكم أيُّها اٜني يمير ٍ اٜنمقى !! أتظنوف ٍ ً تىػرك ىف ربَّ يكم على ً اٛننات ٬نشٌن يف اٜنري ًر ،كسوؼ عرش ًو بارزان ،كسوؼ تركف اٜنيور العًٌن يف ىٍ ً تشموف رائحة َّ إنكم إ ٍف ظننتم ذلك خسريمت الكوث ًر ،كسوؼ ُّ تسمعوف رقرقة ٍ اٞنعذبٌن يف النار ٍ ، ً بالشيوعية أفسر ذلك التيو كالضبلؿ كاال٥نراؼ كاٜني ٍمق إال خسرانكم الذم تعيشونو ،ك ٍ لكن ال ي غد ،كأرض ببل و إف الشيوعية يوـ ببل و ً ٚناء ،كعمل ببل و ً كم َّ . خإنة ، ه ه كاإلٜناد الذم يف رؤكس ٍ ه كسعي ببل و ً ب أ َّ َن أَ ْكثَـ َرُه ْم يَ ْم َمعُو َن أ َْو يَـ ْع ِقلُو َن إِ ْن ح ت َم أ ﴿ ، قاؿ ما ر آخ إىل » .. نتيجة َ ْ ْ مُ َ ه وب الَّ يَـ ْف َق ُهو َن بِ َها َولَ ُه ْم أَ ْيُ ٌن الَّ ُه ْم إَِّال َك ْاألَنْـ َع ِام بَ ْ ُه ْم أَ َ ض ُّ َسبِيالً ﴾ ﴿ ،لَ ُه ْم قُـلُ ٌ يـ ْب ِ ﴾﴿ ، ص ُرو َن بِ َها َولَ ُه ْم َذا ٌن الَّ يَ ْم َمعُو َن بِ َها ﴾ َ ﴿ ،وَمن يُِه ِن اللَّهُ فَ َما لَهُ ِمن ُّم ْك ِرٍم ُ اد ا ْشتَ َّد ْ ِ اب بِِقيع ٍة ﴾ ﴿ ،أَ ْ مالُهم َكرم ٍ الري فِي يـوٍم َ ِ اص ٍ ف﴾. م َر ٍ َ َ ُ ْ ََ ت بِه ّْ ُ َ ْ أَ ْ َمالُ ُه ْم َك َ ينهد غاضبان على ىذهً كبلـ ً ً كمن ً العقاد يف ً مذاىب ذكم كتاب ( العاىات ) ،كىو ي ي ً ً ً كبلـ ما معناه َّ : إف الفطرة السويَّة اإلٜناد الشيوعية ،كعلى ىذا السخيف الذم كقع يف العا ًمل ،ه اإلسبلـ ،أما اٞنعاقوف عقليان كاٞنختلفوف كأىل األفكا ًر ً ً العف ًنة اٜنق ،دين تقبل ىذا الدين َّ ي ي ً ٬نكن أ ٍف ترتكب اإلٜناد َ ﴿ .وطُبِ َع َلَى قُـلُوبِ ِه ْم فَـ ُه ْم الَ يَـ ْف َق ُهو َن ﴾ . القاصرة ،فإهنا ي َّ األطفاؿ يف عاٞنًهم ،كىو خطيئةه ما إف اإلٜناد ضربةه قاصمةه للفك ًر ،كىو أشبوي ّنا ي٪ن ّْدثيو ي الدىر أكرب منها خطيئةن .كلذلك قاؿ ا﵁ي سبحانو كتعاىل ﴿ :أَفِي اللّ ِه َش ّّ ك!! ﴾.... ىعىر ى ؼ ي
182
ال حتزن
يعين َّ : ابن تيمية :أف الصانع -يعين :ا﵁ أف األمر ال َّ شك فيو ،كىو ه بل ذكر ي ظاىر ٍ . ً معرتؼ بو يف باطنًو ،كيف ه ينكره أح هد يف الظاى ًر إال فرعو يف ،مع العل وم أنوي سبحانو كتعاىل – مل ٍ ً المماو ِ ات َواألَ ْر ِ ض يقوؿ موسى ﴿ :قَ َ َنز َل َهـ ُالء إِالَّ َر ُّ داخلو ،كلذلك ي ال لََق ْد َلِ ْم َ ت َما أ َ ب َّ َ َ ً اٞنطاؼ صرخ ّنا يف قلبًو ﴿ : لكن فرعوف يف آخر ُّك يَا فِ ْر َو ُن َمثْبُوراً ﴾ ،ك َّ صآئَِر َوإِنّْي َألَ ُم َ بَ َ ِ مت أَنَّهُ ال إِلِـهَ إِالَّ الَّ ِذي ممَ ْ ِ ِ ِ ِِ ين ﴾ . َم ُ َ ت به بَـمُو إِ ْس َرائي َ َوأَنَاْ م َن ال ُْم ْملم َ **************************************
ِ المجاة يق اايما ُن طر ُ
كتاب ( ا﵁ يتجلَّى يف عص ًر العل ًم ) ،ككتاب ( ُّ ً ً يف ً اإل٬ناف ) حقيقةه كىي : اب الطب ٍ١نر ي ي أف أكثر معٌن ً كغمومو ،ىو اإل٬نا يف با﵁ً ً للعبد يف التخلُّص من ً كجدت َّ كجل، عز و ٨نوم َّ ي ي ٍ ٌ ض أ َْم ِري إِلَى اللَّ ِه ﴾ ﴿ ،ما أَصاب ِمن ُّم ِ صيبَ ٍة إَِّال بِِإ ْذ ِن اللَّ ِه كتفويض األم ًر إليو َ ﴿ ،وأُفَـ ّْو ُ َ َ َ ي َوَمن يُـ ْ ِمن بِاللَّ ِه يَـ ْه ِد قَـلْبَهُ ﴾ . و بقضاء كقد ور ً ، يعلم َّ ض ُع َ ْمـ ُه ْم أف ىذا يهد قلبو للرضا كالتسلي ًم أك ٥نو ذلك َ ﴿ ،ويَ َ ٍ من ٍ ت َلَْي ِه ْم ﴾ . ص َرُه ْم َواألَ ْغالَ َل الَّتِي َكانَ ْ إِ ْ كأعلم أٍل مل تي ً فّت قبلي ًمن ا﵁ إال ق ٍد صٍبين مصيبةه ٍ ي أصابت ن إف يكتَّاب ً الغرب البلمعًٌن ،مثل ( كرسي مريسوف ) ،ك ( ألكس كاريل ) ،ك ( دايل أف اٞننقذ ً كارنيجي ) ،يعرتفوف َّ كجل ، اٞنادم اٞنتدىوًر يف حياهتم إ٧نا ىو اإل٬نا يف با﵁ً َّ للغرب ّْ عز َّ ادث االنتحار ً السر األعظم يف حو ً أصبحت ظاىرنة يف ً كذكركا َّ الغرب ، ات اليت أف السبب الكبًن ك َّ ٍ رب العاٞنٌن ﴿ ،لَ ُهم َ َذ ٌ ِ ِ موا إٌ٧نا ىو اض ع ًن ا﵁ – َّ كجل – ّْ عز َّ ي اإلٜناد كاإلعر ي ْ اب َشدي ٌد ب َما نَ ُ ِ ْحم ِ الم َماء فَـتَ ْلطَُفهُ الطَّْيـ ُر أ َْو تَـ ْه ِوي بِ ِه اب ﴾ َ ﴿ ،وَمن يُ ْش ِر ْك بِاللَّ ِه فَ َك َنَّ َما َ َّر ِم َن َّ يَـ ْوَم ال َ الري فِي م َك ٍ ان َس ِح ٍ يق ﴾ . ّْ ُ َ
183
ال حتزن
عن ٍ ذكرت جريدةي ( الشرؽ األكسط ) يف عددىا بتاريخ 1415 /4 /21ىػ ،نقبلن ٍ مذكر ً ات ً ً ً عقيلة الر ً من مرةو ، يكي ئيس األمر ّْ السابق ( جورج بوش ) َّ :أهنا حاكلت االنتحار أكثر ٍ ً كقادت السيارة إىل ً لت أ ٍف ٔنتنق . اٟناكية تطلب اٞنوت مظانَّوي ،كحاك ٍ ي و الناس : فقاتل قتاالن شديدان .قاؿ ي يقاتل فيها مع اٞنسلمٌن ي لق ٍد حضر قزما يف معركة أيحد ي يصرب ،فىػ ىقتى ىل نفسو من أه ِ الما ِر))!! ٍ ىنيئان لو اٛننةي .فقاؿ (( : إنهُ ْ فاشتدت بو جر ي احو فلم ٍ ِ ِ َّ ِ ً ْحيَاةِ ُّ ص ْمعاً﴾. ين َ مبُو َن أَنَّـ ُه ْم يُ ْحممُو َن ُ ض َّ َس ْعيُـ ُه ْم في ال َ بالسيف فمات﴿ ،الذ َ الدنْـيَا َو ُه ْم يَ ْح َ ًً ضمكاً ﴾ . ض َن ِذ ْك ِري فَِإ َّن لَهُ َم ِعي َ شةً َ كىذا معىن قولو سبحانو كتعاىلَ ﴿ :وَم ْن أَ ْ َر َ و إف اٞنسلم ال يقدـ على ً ً اٜناؿ َّ . َّ كخشوع بوضوء إف ركعتٌن و بلغت ي مثل ىذه األموًر ،مهما ٍ ي ِ ً َّ و الغم كالكد ًر ك ّْ كل ىذا ّْ كخضوع كفيلتاف أ ٍف تينهيا َّ مبّْ ْ اٟنم كاإلحباط َ ﴿ ،وم ْن نَاء الل ْي ِ فَ َ ضى ﴾ . َوأَط َْر َ َّها ِر لَ َعلَّ َ ك تَـ ْر َ اف المـ َ َّ فيقوؿ ﴿ :فَ َما لَ ُه ْم َال يُـ ْ ِممُو َن﴾ إف القرآف عن ىذا العا ًمل ،كع ًن ا٥نرافًو كضبللًو ي ي يتساءؿ ٍ ً كض ً ً الدليل ،كظهر كقامت اٜنجةي ،كباف حت ا﵀جةي ، ىم ع ًن ؟! ما ىو الذم ُّ اإل٬ناف ،كق ٍد ي يرد ٍ ي ِ ِ ِ ِ ِ ْح ُّق﴾ ، ُّ اٜنق ،كسطع الربىا يفَ ﴿ .سمُ ِري ِه ْم يَاتمَا في ْاآلفَاق َوفي أَن ُفم ِه ْم َحتَّى يَـتَبَـيَّ َن لَ ُه ْم أَنَّهُ ال َ يستحق العبادة ،ك َّ صادؽ ،ك َّ ٟنم َّ يستحق كامل أف ١نمدان ُّ ُّ ه أف ا﵁ إلوه ي أف اإلسبلـ ه يتبٌن ٍ دين ه أ ٍف يعتنقو العامل ﴿ ،ومن يملِم وجههُ إِلَى اللَّ ِه وهو مح ِمن فَـ َق ِ ك بِالْعُ ْرَوةِ ال ُْوثْـ َقى﴾. م ت اس د مَ َ ي ََ ُ ْ ْ َ ْ َ ْ ْ َ َُ ُ ْ ٌ َ ******************************
درجات ار ٌ حتى ال ُك َّف ُ
يف مذكر ً ئيس ( جورج بوش ) بعنواف ( سًنةه إىل ً ات الر ً األماـ ) :ذكر أنَّو حضر جنازة ً برجنيف ) ،ر ً السوفييت يف موسكو ،قاؿ فوجد يهتا جنازةن مظلمةن قإنةن ،ليس فيها االٓناد ئيس ّْ ِ ِ ين َممُواْ ركح .أل ٌف (بوش ) نصراٍلّّ كأكلئك مبلحدةه ﴿ َولَتَج َد َّن أَقْـ َربَـ ُه ْم َّم َو َّد ًة لّْلَّذ َ إ٬نا هف كال ه َّ ِ فانظر كيف أدرؾ ىذا مع ضبللًًو ا٥نراؼ أكلئك َّ ، ألف األمر أصبح ين قَالَُواْ إِنَّا نَ َ صَ ا لذ َ ارى ﴾ ٍ .
184
ال حتزن
اٜنق ؟! ﴿ َوَمن يَـ ْبتَ ِ غَْيـ َر ا ِا ْسالَِم ِديماً فَـلَن نسبيٌان فكيف لو ىعىرؼ بوش اإلسبلـ ،دين ا﵁ً ّْ ِ ِِ ِ ِ ِ ين ﴾ . يُـ ْقبَ َ م ْمهُ َو ُه َو في اآل َرة م َن الْ َلاس ِر َ َّث عن ً ً كذكرٍل ىذا و البطائحية ( ً ً َّ الفرؽ أحد لشيخ ّنقالة ً اإلسبلـ اب ًن تيمية ،كىو يتحد ي ً ً جئنا يقوؿ ىذا الصوفية الضالًِّة اٞننحرفة ) .ي لكم يا ابن تيمية إذا ٍ ُّ البطائحي الب ًن تيمية :ما ٍ ً كبطلت ،كإذا ذىبنا إىل ً الترت ً ظهرت اٞنغوؿ الكفا ًر بارت كرامتينا ٍ إليكم – يعين أىل السنة – ٍ ٍ ٍ ٍ ً بيض ،كأنتم بػيٍل هق ٥نن ه فخيوؿ ه ابن تيمية :أتدرم ما مثلينا كمثلي يكم كمثى يل التتار ؟ أما ي كرامتينا؟ قاؿ ي ً فأنتم ود ، ،كالترتي يس ه ي فاألبلق إذا دخل بٌن السود أصبح أبيض ،كإذا خالط البض أصبح أسود ٍ ، دخلتم مع ً ك٥نن أىل النوًر من نوور ،إذا عندكم بقيةه ٍ أىل الكف ًر ظى ىهىر ىذا ي ٍ ٍ النور كإذا أتيتيم إلينا ي َّ ِ ين كمثل التتا ًر َ ﴿ .وأ ََّما الذ َ األعظ ًم كالسنة ،ظهر ي ظبلمكم كسوا يدكم ،فهذا مثل يكم كمثلينا ي وه ُه ْم فَِفي َر ْح َم ِة اللّ ِه ُه ْم فِ َيها َ الِ ُدو َن ﴾ . ابْـيَض ْ َّت ُو ُج ُ **********************************
إرادةٌ فوالذيةٌ ذىب طالب من ً ً ً اإلسبلـ يدرس يف ً بالذات ،فسكن مع أسرةو الغرب ،كيف لندف ببلد ه ٍ ي بر و فيذىب إىل صنبوًر ظ مع الفج ًر الباك ًر ، يطانية كافرةو ،ليتعلَّم اللغة ،فكاف متديّْنان ككاف يستيق ي ي ً َّ ي كانت كع كير و ب ر ل فيسجد ه بل مص إىل يذىب مث ، ا بارد ماء كاف ك ، أ كيتوض اٞناء َّ ّْ ن ي ك٪ن ىم يد ،ك ٍ كيسبح ىٍ ي ي ي ي ن عجوز يف ً البيت تبلحظوي دائمان ،فسألٍتو بعد و تفعل ؟ قاؿ :أمرٍل ديين أ ٍف أفعل ىذا ماذا : أياـ ه ي أخرت الوقت الباكر حّت ترتاح يف ً يقبل نومك مثَّ تستيقظ .قاؿ َّ : ٍ . قالت :فلو َّ ٍ لكن رِّب ال ي تكسر اٜنديد !! ﴿ ِر َج ٌ ال َّال ت رأسها ، رت الصبلة عن كقتًها َّ . ّْ فهز ٍ ٍ أخ ي مين إذا ٌ كقالت :إرادةه ي ِ الص َالةِ ﴾ . ارةٌ َوَال بَـ ْي ٌع َن ِذ ْك ِر اللَّ ِه َوإِقَ ِام َّ تُـ ْل ِهي ِه ْم ت َج َ ً ّْإهنا إرادةي ً اإل٬ناف ،كقوةي اليق ً أكحت إىل التوحيد .ىذهً اإلرادةي ىي اليت ٌن ،كسلطا يف ٍ رب العاٞنٌن يف ً العاٞني بٌن موسى كفرعوف ،قالوا ٜنظة الصر ًاع سحرةً فرعوف كق ٍد آمنوا با﵁ً ّْ ّْ لفرعوف ﴿ :قَالُوا لَن نُّـ ْ ثِر َك َلَى ما جاءنَا ِمن الْبـيّْـمَ ِ َنت قَ ٍ ات َوالَّ ِذي فَطََرنَا فَاقْ ِ اض ﴾ . ض َما أ َ َ َ َ َ َ
185
ال حتزن
ً كىو التح ٌدم الذم ما يٚنع ّنثلً ً اللحظة ،كأ ٍف يؤدكا ىذه الرسالة يف ىذه أصبح ك ، و عليهم أ ٍف ُّ ٍ ً اٞنلحد اٛنبا ًر . يبلّْغوا الكلمة الصادقة القوية إىل ىذا ً و ً بالسيف بن زيد إىل مسيلمة يدعوه إىل التوحيد ،فأخذ مسيلمةي يقطعيوي حبيب ي لق ٍد دخل ي رب شهيدان َ ﴿ ،و ُّ قطعةن قطعةن ،فما َّ الش َه َداء ِ م َد َربّْ ِه ْم لَ ُه ْم أف كال صاح كال َّ اىتز حّت لقي َّ
ورُه ْم ﴾ . أْ َج ُرُه ْم َونُ ُ مشنقة ً ً اٞنوت ،فأنشد : عدم على بن ٍّن ي بيب ي كرفع يخ ي أم و جنب كاف يف ا﵁ً مصرعي يقتل مسلمان على ّْ ك ي لست أبايل حٌن أ ي **************************************
فطرة ِ اهلل
ً ً استيقظت الفطرةي﴿ .جاءتْـ َها ِري َ ِ إذا َّ ف يح، اشتد اص ٌ الظبلـ كز٠نر َّ ٌ َ ي الر ٍع يد كقصفت الر ي ان و َمُّواْ أَنَّـهم أ ِ اءهم الْموج ِمن ُك ّْ م َك ٍ ط بِ ِهم َد َواْ اللّهَ م ْللِ ِ ّْين﴾ .ىغٍيػىر َّ أف الد ه ل ين ص ي ُح َ َ ُ ُ ُ َ َو َج ُ ُ َ ْ ُ ْ ْ َ َ َ ُ اٞنسلم يدعو ربَّو يف الشدَّةً ك ً ﴿ فَـلَ ْوَال أَنَّهُ َكا َن ِم ْن الرخاء ،كالسر ًاء كالضر ًاء : الْم ِ ث فِي بَطْمِ ِه إِلَى يَـ ْوِم يُـ ْبـ َعثُو َن ﴾ َّ . يسأؿ ا﵁ كقت حاجتًو كىو إف الكثًن ي ين{ }143لَلَبِ َ مبّْح َ َُ متضرعه إىل ربّْو ،فإذا َّ لعب ٓنقق مطلبيو أعرض كنأل َنانبًو ،كا﵁ي َّ ّْ عز َّ لعب عليو كما يي ي كجل ال يي ي اد ُو َن اللّهَ و ُهو َ ِ لداف ،كال ي٫نادع كما ي٫نادع الطفل ﴿ ،ي َل ِ على الو ً اد ُ ُه ْم ﴾ َّ . إف الذين ي ي ُ َ َ ي ً يلتجئوف إىل ا﵁ً يف ً ىم إال تبلمي هذ لذاؾ ّْ كقت َّ الضاؿ اٞننحرؼ فرعوف ،الذم قيل لوي الصنائ ًع ما ٍ ت قَـب وُك َ ِ ً ِِ ً ين ﴾ . بعد فوات األكاف ﴿ :آل َن َوقَ ْد َ َ مت م َن ال ُْم ْفمد َ ص ْي َ ْ ُ َ اإلذاعة الرب ً ً اؽ الكويت :أف تاتشر رئيسة الوزر ًاء ٚنعت ىيئة احتل العر ي يطانية ئنربي حٌن َّ ي ً ً ً ً الكنيسة عت إىل الربيطانية السابقة كانت يف كالية كلورادك األمريكية ،فلما ٚنعت اٝنرب يى ًر ٍ كسجدت ! ٍ
186
ال حتزن
باستيقاظ الفطرةً عند ًمث ًل ً ً كجل ،مع أفسر ىذه الظاىرة إال ىؤالء إىل فاط ًرىا َّ ٍ عز َّ كال ي ً مولود يول ُد لى الفطرةِ اإل٬ناف ًبو تعاىل (( :ك ُّ ِ ً كضبلٟنم َّ ، ألف النفوس مفطورةه على كف ًرىم ُ يمجمانِِه )) . يهودانِِه أو ّْ يمصرانِه أو ّْ ،ف بواهُ ّْ **********************************************
ال تحز ْن لى ت ُّر ّْ ِ ممم ًى الرزق ،فإنّْه ب ج ٍ ّ
الذم يستعجل نصيبو من ّْ ً يسابق تأخ ًر رغباتًو ،كالذم من ُّ ي كيبادر الزمن ،ي كيقلق ٍ الرزؽ ،ي ي اإلماـ يف الصبلةً ّْ َّ اؽ مقدَّرةه ،فيًرغ منها قبل ! اإلماـ د بع إال م ل يس ال و ن أ م ل كيع ، ي فاألمور كاألرز ي ٍ ي ي اٝنليقة ِ ،نمسٌن ألف و ً خ ٍل ًق سنة ﴿ ،أَتَى أ َْم ُر اللّ ِه فَالَ تَ ْمتَـ ْع ِجلُوهُ ﴾ َ ﴿ ،وإِن يُ ِر ْد َك بِ َل ْي ٍر فَالَ ضلِ ِه ﴾ . َر َّد لَِف ْ هم إٍل أعوذي بك من ً جلد الفاج ًر ،كعج ًز ً ي الثقة » .كىذهً كلمةه عمر « :اللَّ َّ يقوؿ ي يخ ،فوجدت كثًنان من ً عندىم كجل ، ت بفكرم يف التار ً أعداء ا﵁ً َّ عز َّ ي عظيمةه صادقةه .فلق ٍد طيٍف ي ٍ ٍ َّأب ك ً من الد ً عندىم من ككجدت كثًنان من اٞنسلمٌن جاب . اٛنلد كاٞنثابرةً كالطُّ ً ي موح :ى ب العي ى ٍ ٍ الع ىج ى الكسل كالفتوًر كالتَّوا يك ًل كالتَّخاذي ًؿ :ما ا﵁ بو عليم ،فأدركت عمق ً ً كلمة عي ىمىر – رضي ا﵁ي عنو ي ي يٍ ه .*****************************************
انغمس في العم ِ الماف ِع ْ
ً أف الوليد بن اٞنغًنةً كأيمية بن ىخلى و َّ الرسالة ف كالعاص بن كائل أنفقوا أمواٟنم يف ١نار ًبة ً ك٠نأّة ً لكن كثًنان من اٞنسلمٌن ميُ ِمف ُقونَـ َها ثُ َّم تَ ُكو ُن َلَْي ِه ْم َح ْم َرًة ثُ َّم يُـغْلَبُو َن ﴾ .ك َّ اٜنق ﴿ فَ َ يبخلوف بأمو ً ً ً َّ اإل٬ناف ﴿ َوَمن يَـ ْب َل ْ فَِإنَّ َما الفضيلة ،كييبىن ّٔا صر يح منار ّٔا شاد ي بل لئ ، م اٟن ي ي ٍ يـب َل ن نَّـ ْف ِم ِه ﴾ ،كىذا جلى يد ً الفاجر كعجز ً الثقة . َْ ُ َ ٍي ى
ال حتزن
187
ً و ً من مر ً احل يف مذ ٌكرات ( جولدا مائًن ) اليهودية ،بعنواف ( اٜنقد ) :فإذا ىي يف مرحلة ٍ ً ً انقطاع ،يف ً اٞننحرفة ،حّت الضالًَّة كأفكا ًرىا ست عشرة ساعةن ببل و تعمل َّ خدمة مبادئًها ٌ حياهتا ي كمن شاء فلينظيٍر كتأّا . ٍ أكجدت مع ( بن جوريوف ) دكلةن ٍ ، ً كش و ىم يف ٟنو ك و رب أكل ي كر ي أيت ألوفان ٍ من أبناء اٞنسلمٌن ال يعملوف كلو ساعةن كاحد نة ،إ٧نا ٍ و كضياع ﴿ ما لَ ُكم إِذَا قِي لَ ُكم ِ انف ُرواْ فِي َسبِي ِ اللّ ِه اثَّاقَـلْتُ ْم إِلَى األَ ْر ِ ض﴾. كنوـ و َ ْ َ ُ
٧نت تناـ ؟ قاؿ :لو ي عمر دؤكبان يف عملو ليبلن كهناران ،قليل النوـ .فقاؿ أىليو :أال ي كاف ي ً ضاعت رعيًَّيت . ٧نت يف النها ًر يف اللٌ ًيل ٍ ٍ ضاعت ن ٍفسي ،كلو ي يف مذكر ً ات ً اٜنكم ) :كاف يطًني من دك ولة إىل اٟنالك ( موشى دياف ) بعنواف ( ي السيف ك ي كيعقد اٞنؤٕنر ً ً مدينة إىل و دك ولة ،كمن و ات ، ك٪نضر ، ا ر كجه ا سر ، بل لي ك ا ر هنا ، مدينة ن ن ن ن االجتماعات ،ي ٍ ٌ ي ً الص ً فقلت :كاحسرتاهي ،ىذا ىجلى يد إخو ًاف فقات ،كاٞنعاىدات ، كينس يق َّ ّْ كيكتب اٞنذ ٌكرات .ي ي ً جلد الفاج ًر كعجز ً الثقة . لكن ىذا ي ى ٍي القردة كاٝننازي ًر ،كذاؾ ىع ٍجيز كث وًن من اٞنسلمٌن ،ك ٍ ًً لو كنت من و شيبانا مازف مل تستبً ٍح إبًلي بنو اللَّقطية م ٍن ذي ٍى ًل ب ًن ٍ ي ٍ عمر العطالة كالبطالة كالفراغ ،كأخرج شبابان سكنوا اٞنسجد ،فضرّٔم كقاؿ لق ٍد حارب ي إف مع الفراغ ك ً ٕنطر ذىبان كال فضةن َّ . الرزؽ َّ ، العطالة :الوساكس :اخرجوا كاطلبوا ّْ فإف السماء ال ي العمل ك ً كإف مع ً الغم َّ . النشاط :السركر كاٜنيبيور االهنيار اٞنرض اٟنم ك َّ العصت ك َّ ك ى َّ َّ الكد ىر ك ى النفسي ك ن اض العقليَّةي كالعصبيَّةي كالنفسيَّةي إذا قاـ اٟنم ك ُّ القلق ك ُّ الغم ،كاألمر ي كالسعادة .كسوؼ ينتهي عندنا ي ً ً كلّّ بدكًرهً يف اٜنياةً ،فع ًم ً اشتغلت ك ، اٞنصانع لت ات اٝنًنيَّةي كالتعاكنيَّةي اٞنعامل ،كفتحت اٛنمعيٌ ي ي ي ي ات العلميَّةي ك ىغٍيػ يرىا َ ﴿ ..وقُ ِ ا ْ َملُواْ ﴾ كالدعويَّةي ،ك لتقيات األدبيَّةي ،كالدَّكر ي اكز كاٞني ي ي اٞنخيمات كاٞنر ي ض ﴾ ﴿ ،سابُِقوا ﴾ ﴿ ،وسا ِر ُواْ ﴾ (( ،وإن َّ ِ ﴿ ،فَانتَ ِش ُروا فِي ْاألَ ْر ِ ََ َ نبي اهلل داود كان ي ك ُ من م ِ ِ يده )) . كللر ً اشد كتاب ،بعنواف ( صناعةي اٜنياةً ) ٓ ،ندَّث عن ىذهً ً و بإسهاب ،كذى ىكىر َّ أف اٞنسالة ه ٍ ٌ كثًنان من ً الناس ال يقوموف بدكًرىم يف اٜنياةً .
ال حتزن
188
سر ً الناس أحياء ،كلكنَّهم كاألمو ً ككثًنه من ً حياهتم ،كال ييقدموف ات ،ال ييدركوف َّ ه ٞنستقبلهم كال أل َّيمتًهم ،كال ً ضواْ بَِن ي ُكونُواْ مع الْ َلوالِ ِ ف ﴾ ﴿ ،الَّ يَ ْمتَ ِوي ألنفسهم خًنان ﴿ َر ُ َ ََ َ ٍ الْ َقا ِ ُدو َن ِمن الْم ْ ِممِين غَيـر أُولِي الضَّرِر والْمج ِ اه ُدو َن فِي َسبِي ِ اللّ ِه ﴾ . َ َ َُ َ ُ َ ُْ ْ َّ كدخلت قامت بدكًرىا يف اٜنياةً ، ٍ كانت ت يق ُّم مسجد الرسوؿ ٍ إف اٞنرأة السوداء اليت ٍ ّٔذا الدَّكًر اٛننة ﴿ َوألَ َمةٌ ُّم ْ ِممَةٌ َ ْيـ ٌر ّْمن ُّم ْش ِرَك ٍة َولَ ْو أَ ْ َجبَْت ُك ْم ﴾ . للرسوؿ َّ أدل ما ً ً عليو ،ككسب اجران ّٔذا األم ًر َّ ، ألف صنى ىع اٞنًٍنرب الغبلـ الذم ى ككذلك ي َّ ِ ين الَ يَ ِج ُدو َن إِالَّ ُج ْه َد ُه ْم ﴾ . موىلتو يف النٌجارًة ﴿ َوالذ َ ً ً بدخوؿ الدُّعاةً اٞنسلمٌن سجوف أمريكا الواليات اٞنتحدةي األمريكيَّةي عاـ 1985ـ ٚنحت ي ً ً َّ ، ٠نتمعاهت ٍم اإلسبلـ ،أصبحوا أعضاءن صاٜنٌن يف اىتد ٍكا إىل ألف آّرمٌن ك ّْ اٞنركجٌن كال ىقتىػلىةى ،إذا ى َحيَـ ْيـمَاهُ َو َج َعلْمَا لَهُ نُوراً يَ ْم ِشي بِ ِه فِي الم ِ َّاس ﴾ . ﴿ أ ََو َمن َكا َن َم ْيتاً فَ ْ ً ً ً ً ً كضب ًط ً األحداث النفس عند ٞنن أراد َّ السداد يف األموًر ٍ دعاءاف اثناف عظيماف ،نافعاف ٍ كالوقائ ًع . علي َّ ، اللهم اهدنِي ّْ وسد ْدني )) . األول : ُ أف الرسوؿ قاؿ لوي (( :قُ ْ َّ : ي حديث ٍّن
مسلم . ركاهي ه
الثاني :حديث حصٌن بن و هم ألهممي عبيد ،عند أِّب داكد :قاؿ لو (( : ق ْ :اللَّ َّ ي ي ٍ شر نَـ َّفمي )) . ُرش ْدي ،وقِمي َّ فأكثر ما ٩نين عليو يكن عو هف من ا﵁ً للفّت ي اجتهادهي إذا ملٍ ٍ ي التَّعلُّق باٜنياة ،كعشق ً ً ً العي ً الكد ىر كحب ، البقاء ُّ العبد :ى ورد ى ش ،ككراىيىةي اٞنوت ،يي ي ٍ ٍي ي ً الرىق ،كقد الـ ا﵁ اليهود على تعلُّ ًقهم باٜنياةً الدنيا ،فقاؿ كض يق َّ الصد ًر كاٞنلى ىق كالقلق كاألرؽ ك َّ ى ى ِ ٍ ْف سمَةٍ ِ َّ ص الم ِ َ ﴿ :ولَتَ ِج َدنَّـ ُه ْم أ ْ ين أَ ْش َرُكواْ يَـ َو ُّد أ َ َح ُد ُه ْم لَ ْو يُـ َع َّم ُر أَل َ َ َح َر َ َّاس َلَى َحيَاة َوم َن الذ َ ِِ ِ اب أَن يـع َّمر واللّهُ ب ِ ص ٌير بِ َما يَـ ْع َملُو َن ﴾ . َوَما ُه َو بِ ُم َز ْح ِزحه م َن ال َْع َذ ِ ُ َ َ َ َ كىنا قضايا ،ممها :تنكًن اٜنياةً ،كاٞنقصود َّ :أهنا َّ و كانت حياة البهائ ًم أم حياة ،كلو ٍ ي ي ً كانت شخصيةن رخيصةن َّ فإهن ٍم ٪نرصوف عليها . العجماكات ،كلو ٍ ك ٍ
189
ال حتزن
ألف و وممها :اختيار ً لفظ ً : سنة َّ اليهودم كاف يلقى ألف اليهودم ي فيقوؿ لوي ً :ع ٍم صباحان َّ َّ ي و ً و لكن ألف سنة .أم :ع ٍ أهنم يريدكف ىذا العمر الطويل ،ك ٍ ش ألف سنة .فذكر سبحانوي كتعاىل ٍ ِ ِ مص ُرو َن ﴾ . اب ْاآل َرة أَ ْ َزى َو ُه ْم َال يُ َ لو عاشوهي فما النهايةي ؟! مصًنيىم إىل نا ور تلظَّى ﴿ َولَ َع َذ ُ ً كلمات ً ىم كا﵁ي يي ٍدعى . من أحس ًن العامة :ال َّ ٍ ً ً كاٞنعىن َّ : األرض هتتم أنت يف أف ىناؾ إٟنان يف السماء ييدعى ،كيي ي طلب منوي اٝنٍيػير ،فلماذا ٌ ِ الموءَ ﴾ ، ف ُّ ضطََّر إِذَا َد َاهُ َويَ ْك ِش ُ يب ال ُْم ْ ،فإذا كَّكلت ربَّك ّْ ّٔمك ،ى كش ىفو كأزالو ﴿ أ ََّمن يُج ُ ك ِب ِ الد ِاع إِ َذا َد َ ِ ادي َمّْي فَِإنّْي قَ ِر ِ يب َد ْ َوَة َّ ان ﴾ . ﴿ َوإِ َذا َس َلَ َ َ ٌ يب أُج ُ الص ًرب أ ٍف ٪نظى ُناجتً ًو أخلً ٍق بذم َّ
كم ٍد ًم ًن القرًع لؤلبو ً اب أف يلًجا ي ٍ
**************************************
دقائق غاليةٌ في حياتِك ُ
الطنطاكم يف مذ ٌكر ً أيت ٍ ً اتو : للشيخ علي عربيٍ ًن ً موقفٌن يمؤثّْريٍ ًن يم ّْ ّْ ر ي َّث عن ً ً يسبح يغرؽ على اٞنوقف ي نفسو ككاد ي األكؿ ٓ :ند ى ي شاطئ بًنكت ،حينما كاف ي ً ً اللحظات ي ً ك٘نل م ٍغ ًميان ً ً عاد عليو ،ككاف يف تلك ذع ين ٞنوالهي ُّ ، كيود لو ى فأشرؼ على اٞنوت ،ي ى ٌ ي ً الصاٌف ،فيى ً صل اإل٬نا يف عنده منتهاه . كلو ساعةن إىل اٜنياة ،ليجدّْد إ٬نانو كعملوي ٌ كاٞنوقف الثاٍل :ذى ىكر أنو ً قدـ يف و قافلة من سوريا إىل ً بيت ا﵁ً ً العتيق ،كبينما ىو يف ي ٍ ى صحر ًاء تبوؾ ضلُّوا كبػ يقوا ثبلثة أياـ ،كانتهى طعامهم كاشرابػهم ،كأشرفوا على ً اٞنوت ،فقاـ يي يي ى حارةن رنَّانة ،بكى كأبكى الناس ، كألقى يف اٛنموع خطبة ً ً الوداع من اٜنياةً ،خطبةن توحيديَّة َّ أحس َّ جل يف عبله ﴿ يَ ْم َلُهُ َمن فِي عٌن كال يمنق هذ إال ا﵁ي َّ ك َّ أف اإل٬ناف ارتفع ،كأنو ليس ىناؾ يم ه ض ُك َّ يـوٍم ُهو فِي َش ٍ َّ ِ ْن ﴾ . الم َم َاوات َو ْاألَ ْر ِ َ ْ َ ِ ِ َصابَـ ُه ْم ي يقوؿ سبحانوي كتعاىل َ ﴿ :وَك َيّْن ّْمن نَّبِ ٍّي قَاتَ َ َم َعهُ ِربّْـيُّو َن َكث ٌير فَ َما َو َهمُواْ ل َما أ َ ب َّ ِ ين ﴾ . استَ َكانُواْ َواللّهُ يُ ِح ُّ فِي َسبِي ِ اللّ ِه َوَما َ ضعُ ُفواْ َوَما ْ الصاب ِر َ
190
ال حتزن
َّ ٪نب اٞنؤمنٌن األقوياء الذين يتحدَّكف أعداءىم بص ورب كجبلدةو ،فبل ي ًهنوف ،كال إف ا﵁ ُّ اليأس ،كال تنهار قواىم ،كال يستكينوف ّْ ً ً الضع ً باإلحباط ك ً فك ً الفشل ،بل ييصابوف للذلَّة ك ٍ ي ي ً يصمدكف كيواصلوف كيرابطوف ،كىي ضريبةي ً كبرسوٟنم كبدينً القوي من م ّٔ ر ب م إ٬ناهن ّْ ُّ هم (( الم ُ ي ي ٍ ٍ ي وأحب إلى ِ اهلل من الم م ِن والض ِ َّعيف وفي ك ٍّ ٌير )) . ٌير ُّ جرحت أيصبع أِّب بك ور – رضي ا﵁ عنو – يف ً ذات ا﵁ً فقاؿ : ي ي ي ٍ ٍي ي أنت إال إصبع د ًم ً ىل ً يت ٍى ه ى ٍ
سبيل ا﵁ ما ًلق ً كيف ً يت
ً ككضع أبو بك ور إصبعوي يف ثػى ٍق ً العقرب ،فليدغ ،فقرأ ب الغا ًر ليحمي ّٔا الرسوؿ من عليها فربئت ً بإذف ا﵁ً . ٍ ً ً ضع إصبعك يف لب ّْ رجل لعنرتة :ما ّْ الرجاؿ ؟ قاؿ ٍ : السُّر يف شجاعتك ،كأنك تغ ي قاؿ ه الر ً ككض ىع عنرتةي إصبعو يف ف ًم َّ جل ،ككلّّ كخذ إصبعي يف فمك .فوضعها يف ف ًم عنرتة ،ى فمي ،ي ً يصرب فأخر ىج لو عنرتةي إصبعو ،كقاؿ ّٔ :ذا َّ الرجل من األمل ،كمل ٍ عض إصبع صاحبو ،فصاح ي ً االحتماؿ . بالص ًرب ك غلبت األبطاؿ .أم َّ ي مم يفرح اٞنؤمن أف ليطف ا﵁ً كر٘نتو كعفوه قريب منو ،فيشعر ً َّ برعاية ا﵁ً ككاليتً ًو ى ه إف َّ ي ي ي ً تشعر َّ ُنسب إ٬نانًًو .ك بأف ٟنا ربٌان خالًقان كرازقان الطيور كالزك ي الكائنات كاألحياءي كالعجماك ي ي ات ك ي احف ي ِ ِ ٍِ ِ يح ُه ْم ﴾ . مبّْ ُ بِ َح ْم َده َولَـكن الَّ تَـ ْف َق ُهو َن تَ ْمبِ َ ﴿ َوإن ّْمن َش ْيء إالَّ يُ َ ً مد مد تص ي رب ٘ندان ليس غًنيؾ ي٪ن ي من لوي يك ُّل اٝنبلئ ًق ٍ يا ٌ يا ٍ العامةي كقٍت اٜنر ً اٜنب بأيديهم يف ً ً حب شقوؽ األرض ،كيهتفوف ّّ : ث يرموف َّ ٍ عندنا َّ ،ى ى ٍ يابس ،يف و يابس ،بٌن يديك يا فاطر السماكات ك ً بلد و األرض ﴿ أَفَـ َرأَيْـتُم َّما تَ ْح ُرثُو َن{ }63 ه ً كتوجو ً إليو ،سبحانو كتعاىل . أَأَنتُ ْم تَـ ْزَر ُونَهُ أ َْم نَ ْح ُن َّ الزا ِر ُو َن ﴾ َّ .إهنا نزعةي توحيد الربم ُّ ،ي قاـ اٝنطيب اٞنً عبد ً فلما عبل اٞنًٍنرب ،أخرج من ً جيبو – أعمى كىو – كشك اٜنميد قع ص َّ ي ي ٍ ٍ ي ى ي ٦نل ،مكتوب عليها ً بنفسها :ا﵁ي ّْ ، ً سعفة و اٛنموع : ف يف الكويف باٝنط ً ّْ اٛنميل ،مث ىىتى ى ه
ال حتزن
ً وف الن ً ذات الغيص ً َّض ٍره ي كزاهنا ً باٝنض ٍره قيدرتيو م ٍق ً تد ٍره ي
191
َّجره انظيٍر لتلك الش ٍ م ًن الذم أنبتها ذاؾ ىو ا﵁ي الذم ً بالبكاء . الناس ٍ فأجهش ي ً إنو فاطر السماك ً الص ً ات ك ً مدية تنطق بالوحدانيَّ ًة ك َّ األرض مرسومةه آياتيو يف الكائنات ،ي ي ي ت هذا ب ِ ً ً اطالً ﴾ . كالربوبيَّة كاأللوىيَّة ﴿ َربَّـمَا َما َ لَ ْق َ َ َ تياح ،أ ٍف ت ٍشعيىر َّ من تاب ، كيغفر من دعائ ًم السركًر كاالر ً ي كيتوب على ٍ ٍ يرحم ي أف ىناؾ ربٌان ي كسعت السماك ً فأبشر ً ً ً ت ُك َّ َش ْي ٍء بر٘نة ربّْك اليت ات كاألرض ،قاؿ سبحانو َ ﴿ :وَر ْح َمتِي َو ِس َع ْ ٍ و أف أعرابيان صلِّى مع ً رسوؿ ا﵁ً ، حديث ﴾ ،كما أعظم لطفوي سبحانو كتعاىل ،كيف و صحيح ٌ َّ : ترحم معنا أحدان .قاؿ (( : لق ْد فلما أصبح يف الت ُّ َّ َّشه ًد قاؿ َّ : اللهم ار٘نين ك١نمدان ،كال ٍ و إف ر٘نة ً ِ ِِ حجرت واسعاً )) .أم :ضيَّقت كاسعان َّ ، ين الو كسعت َّ ٍ كل شيء ﴿ َوَكا َن بال ُْم ْ مم َ بعبادهِ من هذهِ ِ رِحيماً ﴾ (( ،اهلل أرحم ِ بولدها )) . ْ َ ُ ُ أحرؽ رجل نفسو بالنا ًر فراران من ً كجل ،فجمعو سبحانو كتعاىل كقاؿ لو: عذاب ا﵁ً َّ عز َّ ٍ ه شيت ذنوبي . رب ْ ِ ،فتُك ،و (( يا ْب ِدي ،ما َح َملَك لى ما صمعت ؟ قال :يا ّْ ُ
صحيح . حديث ف د لهُ اهللُ الجمّة )) . ه ه اف م َق ِ ْجمَّةَ ِه َي ال َْم َْوى ﴾ . ﴿ َوأ ََّما َم ْن َ َ َ َ س َ ِن ال َْه َوى{ }40فَِإ َّن ال َ ام َربّْه َونَـ َهى المَّـ ْف َ حاسب ا﵁ رجبلن مسرفان على ً تاجر يف ي كاف َّو ن لك ، ة ن حس عنده د ٩ن فلم ، ا د موح و نفس ّْ ن ٍ ن ى ي ي ي ي ٍ ي ى أكىل ً ً بالكرـ منك ْ ،ناكزكا عنوي .فأدخلو ا﵁ي اٛننٌة . الدنيا، ٥نن ٍ ي كيتجاكز ع ًن اٞنيٍعس ًر ،قاؿ ا﵁ي :ي ﴿ َوالَّ ِذي أَط َْم ُع أَن يَـغْ ِف َر لِي َ ِطيئَتِي يَـ ْوَم الدّْي ِن ﴾ َ ﴿ ،ال تَـ ْقمَطُوا ِمن َّر ْح َم ِة اللَّ ِه ﴾ . ً عند مسل وم :أ ٌف الرسوؿ صلَّى ً علي ت ح ٌدان ،فأق ٍموي َّ أصب ي رجل فقاؿ ٍ : بالناس ،فقاـ ه اذهب فقد غُِفر لك )) . نعم .قاؿ (( . ْ .قاؿ (( :أصليت معما ؟ )) .قاؿ ٍ : ِ مهُ ثُ َّم يَ ْمتَـغْ ِف ِر اللّهَ يَ ِج ِد اللّهَ غَ ُفوراً َّرِحيماً ﴾ . ﴿ َوَمن يَـ ْع َم ْ ُسوءاً أ َْو يَ ْل ْم نَـ ْف َ
192
ال حتزن
٬نينو كعن مشالًًو ً ، أمام ًو كمن خلفو ،كعن ً العبد ً ،من ً كم ٍن ىناؾ لي ه طف ّّ ٍ ٍ خفي ي ٍكتنف ى ٍ فوقًو كمن ً ٓنت قدمي ًو ،صاحب اللُّ ً الص ٍخرةي يف انطبقت رب العاٞنٌن ، عليهم َّ اٝنفي ىو ا﵁ي ُّ ٍ طف ّْ ٍ ٍ ي ي الغا ًر ،ك ٍأ٤نى إبراىيم من النا ًر ،كأ٤نى موسى من ً الغرؽ ،كنيوحان من الطُّ ً وفاف ،كيوسف من ب كأيوب من ً اٞنرض . اٛني ّْ ***************************************
وقفــة من ٍ مملم تُصيبُه مصيبةٌ ، ٚنعت رسوؿ ا﵁ً ي عن ّْأـ ىسلى ىمةى َّأهنا ٍ قالت :ي يقوؿ (( :ما ْ فيقول ما أمره اهلل ﴿ :إِنَّا لِلّ ِه وإِنَّـا إِلَْي ِه ر ِ ُ اج ْرني في مصيبتي وأ ْ اجعو َن ﴾ اللَّ َّ لف لي يراً ُ هم ُ َ َ م ْمها ؛ إالَّ أ لف اهللُ لهُ يراً م ْمها )) . الشاعر : قاؿ ي تدكـ على حي كإ ٍف ًىي جلَّ ً ت خليلي ال كا﵁ً ما ًم ٍن يملً َّم وة َّ ٍّن ي ي الش ٍكول إذا النَّعل زلَّ ً ت ض ىع ٍن ٟنا كال تيكثًر َّ لت يومان فبل ٔنٍ ى فإ ٍف نز ٍ ي فصابرىا حّت مضت كاضمحلَّ ً كرَل ق ٍد بيلي بنو و فكم ًم ٍن و ت ائب ٍ ٍ ٍ الذ ّْؿ ذلَّ ً كانت على ً أت صربم على ُّ ت األياـ نفسي عزيزنة َّ فلما ر ٍ ك ٍ كقاؿ آخر : بغم عند ً الغم أحيانا حاد وثة كرَّّنا ًخًن يل يف ّْ يضيق صدرم ٍّن ي ي ب و كر٪نانا كر َّ كعند آخ ًره ٍركحان ٍ يوـ يكو يف ُّ الغم َّأكلوي ي ً حل ٍأك حانا ذرعان عند نائً وبة إالَّ كيل فر هج قد َّ ما ض ي قت ٍ ********************************
ِ المعادة يق ُ األفعال الجميلةُ طر ُ
أيت يف ٌأكًؿ ديو ًاف و ترؾ الشَّّْر يكفيك ائي كلمةن ٗنيلةن لوي ،ي يقوؿ فيها :إذا كاف ي حامت الطٌ ّْ ر ي فد ٍعوي . ،ى
193
ال حتزن
ض َ ْمـ ُه ْم ومعماهُ :إذا كاف يسع ُّ كوت ع ًن الشَّّْر كاجتنابيو ،فحسبيو بذلك ﴿فََ ْ ِر ْ الس ي اه ْم ﴾ . َ ﴿ ،و َد ْ ع أَذَ ُ ١نبَّةي ً َّاح العلي ًم . مبارؾ من الفت ً للناس موىبةه ربَّانيَّةه ،كعطاءه ه عباس متحدّْثان ً و غيث و ابن و بأرض ، ثبلث بنعمة ا﵁ً َّ خصاؿ :ما نزؿ ه كجل َّ : يف ي عز َّ يقوؿ ي بقاض و ٚنعت و عادؿ ،إالَّ إالَّ كس ي ي ررت بذلك ،كليس يل فيها شاةه كال بعًنه .كال ي ٘ندت ا﵁ ي ً دعوت ا﵁ لو ،كليس عنده يل قضيَّةه .كال عرفت آيةن من ً ً دت َّ أف الناس كتاب ا﵁ ،إالَّ كد ي ي ىى ي ٍ أعرؼ . يعرفوف منها ما ي ً الفضيلة بينهم كسبلمةي َّ ً ب اٝن ًًن ً النصح كل ً إنو يح ُّ للناس ،كإشاعةي َّص يح ُّ ٟنم ،كالن ٍ الصدر ٍ ٍ ً للخليقة . الشاعر : يقوؿ ي ي ً ب ليس تٍنتى ًظ يم الببلدا على كال بأرضي فبل نز ٍ لت َّ سحائ ي عامان يف و يدىا أ ٍف تكوف المعمى :إذا مل تك ًن الغمامةي َّ الناس ،فبل أر ي الغي ي عامةن ،ك ٍ ث ٌ َّ ِ اه ُم اللّهُ ِمن خاصةن ِّب، َّ َّاس بِالْبُ ْل ِ َويَ ْكتُ ُمو َن َما تَ ُ ي فلست أنانيٌان ﴿الذ َ ين يَـ ْب َللُو َن َويَ ُْم ُرو َن الم َ ضلِ ِه﴾ فَ ْ اضة ،كعن ً كحو الفيَّ ً َّث عن ر ً أال ييشجيك ٍقو يؿ و اٛنم : خلق ًو ّْ حامت ،كىو يتحد ي ٍ ي ً رميم ك٪نيي العظاـ البيض ٍ يٍ يعلم الغيب غًنيهي كىي ي أما كالذم ال ي ٢نافة و لئيم قاؿ ي أف يوـ الز ياد ييشتهى ى كنت أط ًوم البطن ك َّ لق ٍد ي ي ي ****************************************
ِ َّ ار الض والعلم المافع ْم ل الع ُ ّ ُ ُ
﴾
لًيهنًك العًٍلم إذا دلَّك على ا﵁ً ﴿ .وقَ َ َّ ِ ِ ْم َو ِْ يما َن لََق ْد لَبِثْتُ ْم فِي ٍ اا َ َ ال الذ َ ين أُوتُوا الْعل َ ي اب اللَّ ِه إِلَى يـوِم الْبـ ْع ِ كِتَ ِ ث ﴾ َّ . عن إف ىناؾ علمان إ٬نانيٌان ،كعلمان كافران ،ي َْ َ يقوؿ سبحانو كتعاىل ٍ ِ ًً ْحيَاةِ ُّ الدنْـيَا َو ُه ْم َ ِن ْاآل ِ َرةِ ُه ْم غَافِلُو َن ﴾ .كيقوؿ عنهم : أعدائو ﴿ :يَـ ْعلَ ُمو َن َاهراً ّْم َن ال َ
194
ال حتزن
﴿ ب ِ ادَّار َك ِ ْم ُه ْم فِي ْاآل ِ َرةِ بَ ْ ُه ْم فِي َش ٍّ كيقوؿ عنهم ل ك ّْم ْمـ َها بَ ْ ُهم ّْم ْمـ َها َ ِمو َن ﴾ .ي َ َ ُ َّ ِ ي تَـ ْيـمَاهُ يَاتِمَا ك َم ْبـلَغُ ُهم ّْم َن ال ِْعل ِْم . ﴾ ....ي ﴿ ذَلِ َ كيقوؿ َّ جل كعبل َ ﴿ :واتْ ُ َلَْي ِه ْم نَـبََ الذ َ ِ الشيطَا ُن فَ َكا َن ِمن الْغَا ِوين{ }175ولَو ِش ْئـمَا لَرفَـعمَاهُ بِها ولَ ِ ـكمَّهُ أَ ْ لَ َد انملَ َخ م ْمـ َها فََتْـبَـ َعهُ َّ ْ َْ َ ْ َ َ َ َ فَ َ ض َواتَّـبَ َع َه َواهُ فَ َمثَـلُهُ َك َمثَ ِ الْ َكل ِ إِلَى األَ ْر ِ ْب إِن تَ ْح ِم ْ َلَْي ِه يَـل َْه ْ ث أ َْو تَـ ْتـ ُرْكهُ يَـل َْهث ذَّلِ َ ك َمثَ ُ ِ َّ ِ ِ ص ِ ص لَ َعلَّ ُه ْم يَـتَـ َف َّك ُرو َن ﴾ .كقاؿ سبحانو كتعاىل ع ًن ص الْ َق َ ين َك َّذبُواْ بِآيَاتمَا فَاقْ ُ ص َ الْ َق ْوم الذ َ ً ِ ً علم لكنَّو ال يهدم ،كبرىا هف ال كعن علمهم َ ﴿ :ك َمثَ ِ الْح َما ِر يَ ْح ِم ُ أ ْ اليهود ٍ َس َفاراً ﴾ :إنَّو ه ً ًو ُنق ،كداللةه كلكن كبلـ ليس ٍّن يشفي َّ ، كحجةه ٍ ليست قاطعةن كال فاٛنةن ،كنىػ ٍق هل ليس بصادؽ ،ك ه إىل اال٥نر ً من ٩ند اؼ ُّ ، غي ،فكيف ي كتوجوه كلكن إىل ٍّن ي كىم َّأك يؿ ٍ أصحاب ىذا العل ًم السعادة ٍ ، ً استَ َحبُّوا ال َْع َمى َلَى ال ُْه َدى ﴾ َ ﴿ ،وقَـ ْولِ ِه ْم قُـلُوبُـمَا غُل ٌ ْف بَ ْ طَبَ َع اللّهُ يسح يقها بأقدامهم ﴿ :فَ ْ َلَْيـ َها بِ ُك ْف ِرِه ْم ﴾ . ً رأيت ً اٞنذىلة يف ً ً الكتب ً ً فن ، اٟنائلة األلوؼ من مئات كل ٍّن مكتبة الكو٤نرس بواشنطن ،يف ّْ ي يمة كحضارةو و كشعب كأ و و ٔنص و كل و ٓنتضن ىذه لكن األمة اليت جيل كل ُّ كثقافة ،ك َّ عن ّْ كيف ّْ صٍ ، ي تعلم إال العامل اٞننظور اٞنشهود ،ك ٌأما ما كراء ذلك فبل اٞنكتبة العظمى ،أ َّيمةه كافرةه برّّْٔا ،إهنا ال ي صاراً َوأَفْئِ َدةً فَ َما أَ ْغمَى َ ْمـ ُه ْم َس ْمعُ ُه ْم ب كال ىك ٍع ىي ﴿ َو َج َعلْمَا لَ ُه ْم َس ْمعاً َوأَبْ َ ٚنٍع كال بى ى صىر كال ق ٍل ى ارُه ْم َوَال أَفْئِ َدتُـ ُهم ّْمن َش ْي ٍء ﴾ . َوَال أَبْ َ صُ لكن العٍنػىز مريضةه َّ ، م ،كإف كإف الت ٍَّمىر ضير ،ك َّ لكن البيخل ٍمركًز ّّ ّّ إف َّ أخ ى كض ٍ الر ى مقفزم ،ك ٌ اهم ّْم ْن يٍَة بَـيّْـمَ ٍة ﴾ َ ﴿ .وَما تَْتِي ِهم ّْم ْن يٍَة ب يز ه الؿ ،كلكن يف الفم مرارنة ﴿ َك ْم تَـ ْيـمَ ُ اٞناء ع ٍذ ه ِ ِ ين ﴾ . ّْم ْن يَات َربّْ ِه ْم إِالَّ َكانُواْ َ ْمـ َها ُم ْع ِرض َ ***************************************
الع والتَّ ُّم ِ أ ْكثِ ْر من االطّْ ِ
اٞنعرفة ،كغزارةي ً ً ً إف ٣نَّا يشرح الصدر :كثٍرةي ً َّ مق الفك ًر ٌ اٞنادة العلميَّة ،كاتّْساعي الثقافة ،كعي ي ي ً ً ص على ً مقاصد اٞنسألة ،كإدر ياؾ سر الدليل ،كمعرفةي ّْ ،كبي ي عد النَّظٍرةً ،كأصالةي ٍ الغو ي الفه ًم ،ك ٍ
195
ال حتزن
ً شى اللَّهَ ِمن ِ ب ِ ً ادهِ الْعُلَ َماء ﴾ ﴿ ،بَ ْ َك َّذبُواْ بِ َما حقائق اكتشاؼ األموًر ،ك األشياء ﴿ إِنَّ َما يَ ْل َ ي ْ َ إف ً العامل رحب الصد ًر ،كاسع ً مطمئن الن ٍف ً لَ ْم يُ ِحيطُواْ بِ ِعل ِْم ِه ﴾ َّ . س ،منشر يح اٝناط ًر الباؿ ، ٍ ٌ
..
ً شددتا يز ي كينقص إ ٍف بو ك ٌفان ٍ يد بكثٍرةً اإلنفاؽ منوي ي مفكرم ً يقوؿ أحد َّ ٘ناقات مكتوب عليو : ملف كبًنه يف درًج مكتت ، الغرب :يل ّّ ي ه ه سقطات كتوافو كعثر و ً ات أيزاكيٟنا يف يومي كليليت ،ألٔنلَّص منها . لكل ارتكبتيها ،أكتبيو ّْ قيب اٞنضين ً ً سلف ىذه األ َّيم ًة باٞن ً قلت :سبقك علماء ً الدقيقة كالتَّػٍن ً ألنفسهم ﴿ َوَال حاسبة ي ي ي أُقْ ِم ُم بِالمَّـ ْف ِ س اللَّ َّو َام ِة ﴾ . يك لشر ً ًً أشد ي١ناسبةن من الشر ً يك ًو . البصرم : اٜنسن قاؿ ُّ اٞنسلم لنفسو ُّ ى ى ي ي ً ً اٛنمعة ،فإ ٍف كج ىد حسنةن ً بيع ي و ٘ند ا﵁ ، اٛنمعة إىل ب كبلموي من ىى ككاف الر ي بن يخ ٍثيم يكتي ي كإ ٍف ىك ىج ىد سيّْئةن استغفر . ً من أربعٌن سنةن ،كأنا ي لت أيٌفُّ كقاؿ ي أسأؿ ا﵁ أ ٍف يغفرهي يل ،كال ز ي ذنب ٍ أحد السلف :يل ه َّ ِ يف ً ين يُـ ْ تُو َن َما تَوا َّوقُـلُوبُـ ُه ْم َو ِجلَةٌ ﴾ . طلب اٞنغفرةً ﴿ َوالذ َ ********************************
ِ ك حاس ب نَـ ْف َم َ ْ
احتفظ ّنذ ٌكرةو لديك ،لتيحاسب ّٔا ن ٍفشك ،كتذكر فيها السلبيَّ ً ً ات اٞنبلزمة لك ،كتبدأ بذ ٍكر التَّقدًُّـ يف معاٛنتًها . قاؿ عمر ً : ً للعرض حاسبوا أن يفس يك ٍم قبل أ ٍف يٓناسبوا ،كًزنيوىا قبل أف تيوزنوا ،كتزيَّنوا ي األك ًرب .
ثالثةُ أ ٍ تتكرُر في حياتِما اليومية : طاء َّ
األول :ضياع ً الوقت . ُ ي إسالم ِ المرء تركهُ ما ال ِ الثاني :التَّكلُّم فيما ال يعين ِ (( :م ْن ُح ْم ِن ِ يعميه )) . ي
ال حتزن
ٔنويفات اٞن ًرجفٌن ،كتوقُّ ً ً عات اٞنثبّْطٌن ، كسماع االىتماـ بتوافً ًو األموًر ، الثالث : ً ُ ي ي كتو٨ن ً ائق السعادةً كر ً ات اٞن ً احة ً من عو ً ُّ الباؿ . وسوسٌن ،ىك ىدهر كىم َّ عاجل ّّ ، معج هل ،كىو ٍ ه ي ً امرؤ القيس : ي يقوؿ ي ً أال ًع ٍم صباحان أيها الطَّ صر اٝنايل لل البايل من كاف يف العي ي من ٍ كىل يع ٍ ٍ ي ً يت بأكجاؿً منع هم من إال سعي هد َّ قليل اٟنموـ ال يبً ي كىل يع ٍ ٍ ي
196
٩نمع سعادة الدنيا كاآلخرةً ،كىو قوليو (( : اللّهم علَّم ي الرسوؿ َّ عم العباس دعاءن ي الع ْف َو والعافية )) . إني أس لُك َ و و العاجل ك ً ً اآلجل . جامع ه كىذا ه مانع شاؼ كاؼ فيو خًني اب اآل ِ رةِ ﴾ ﴿ ،فَ َال ي ِ الدنْـيَا َو ُح ْم َن ثَـ َو ِ اب ُّ ض ُّ َوَال يَ ْش َقى ﴾ . ﴿ فَآتَ ُ اه ُم اللّهُ ثَـ َو َ َ َ ***************************************
ُ ذوا ِح ْذ َرَك ْم
من سعادةً ً العبد اخ يذ اٜني ً ً كجل ،فإف استعماؿ طة ك ي األسباب ،مع التَّوُّك ًل على ا﵁ً َّ عز َّ ٍ ىٍ ٍ ات كعليو ًدرع ،كىو سيّْ يد اٞنتوَّكلٌن ،كقاؿ ً بعض الغزك ً الرسوؿ بارز يف ً ألحدىم ٞنا قاؿ لو : ه أعقليها يا رسوؿ ا﵁ً ،أك أتوَّكل ؟ قاؿ ً (( : ً اعقلها كتوَّكل )) . ٍ ي ً ً كتريؾ السبب مع التوُّك ًل على ا﵁ً ق ٍد هح يف ، التوحيد بالسبب كالتَّوُّك يل على ا﵁ً قيو ياـ فاألخ يذ ٍ ٍ ً ً التوحيد . السبب مع ٍترًؾ التوُّك ًل على ا﵁ً قى ٍد هح يف الشرًع ،كأخ يذ اٛنوزم يف ىذا َّ : يأخ ٍذ ابن أف رجبلن َّ ّْ قص ظفره ،فاستفحل عليو فمات ،كمل ي كذى ىكىر ي باٜني ً طة . ٍ من سرداف ،فهصر بطنوي فمات . ي كرج هل ىد ىخ ىل على ٘نا ور ٍ اٞنصرم – أنو قاؿ ً لسائق ًو :ال تيسر ٍع حّت ً ً نصل الكاتب عن طو حسٌن – ّْ كذكركا ٍ ّْ مبكرين . و كىذا معىن و هتب ريٍثان . مثل :ير َّ ب عجلة ي
197
ال حتزن
الشاعر : قاؿ ي لل تأٍل بعض حاجتًو قد ييد ًريؾ اٞن ّْ اٞنتعج ًل َّ كق ٍد يكو يف مع ّْ الز ي ي ِ ْح َّر كمن ليبّْ ًو ﴿ َولْيَتَـلَطَّ ْ ف ﴾ ﴿ ،تَقي ُك ُم ال َ فالتَّوقّْي ال يي ي بل ىو منوي ٍ ، عارض القدر ٍ ، ِ ْس ُك ْم ﴾ . َو َس َرابِي َ تَقي ُكم بَ َ ******************************************
ا ْك ِ مب الماس
ً كمن سعادةً ً ً العبد قيدرتيو على ً اىيم ٍ ٍ كسب الناس ،كاستجبلب ١نبَّتهم كعطفهم ،قاؿ إبر ي ِ ّْ ِ ِ ٍ ِ اٜنسن . عليو السبلـ َ ﴿ :و ْ ما َن ص ْدق في ْاآل ِر َ ي اج َع لي ل َ ي ين ﴾ ،قاؿ اٞنفسركف :الثٌناءي بعضهم :ما رآؾ أح هد ت َلَْي َ عن موسى َ ﴿ :وأَلْ َق ْي ُ ك َم َحبَّةً ّْممّْي ﴾ .قاؿ ي كقاؿ سبحانو كتعاىل ٍ إال أحبَّك . ً ِ اٜنق . اٜنديث كيف ً أقبلـ ّْ الصحيح (( :أنتم شهداءُ اهلل في األرض )) .كألسنةي اٝن ٍل ًق ي ِ المماء َّ : كصح (( :أن جبري يُمادي في أه ِ إن ُّ َّ يحب فالناً ف حبُّوه ،فيُحبُّهُ أه ُ ِ ِ األرض )) . وضع له القبُول في المماء ،ويُ ُ ً ً ً ً لق . كمن أسباب ّْ بسطةي الوجو كل ي كس ىعةي اٝني ي ٌن الكبلـ ى ٍ الود ٍ : امل ً القوية يف ج ٍل ً ب أرك ًاح ً من العو ً َّ يقوؿ (( : ما كان فق ؛ كلذلك ي الناس إليك ّْ : الر ي إف ٍ شيء إال زانه ،وما نُزع من ٍ الرفق في ٍ شيء إال شانهُ )) . ّْ ُ ْ كيقوؿ (( :من يُحرم الرفق ،يُحرم اللير كلّه )) .
قاؿ أحد اٜنكماء :الرفق ي٫نرج اٜنيَّة من يج ٍحرىا . اج ًن العسل ،كال تى ٍك ًس ًر اٝنلًيَّة . قاؿ الغربيُّوف ٍ : الصحيح (( :الم من كالمَّح ِ ً وقعت وتضع طيّباً ،وإذا لة ت ك ُ طيّْباً ، اٜنديث كيف ً ْ ْ ُ ُ ود ،لم ِ لى ٍ تكم ْرهُ )) . ************************************
ال حتزن
تمق في الدّْيا ِر واقرأْ ِ يات ال ُقدرة َّ ْ
198
فار كالت ُّ َّنق يل يف الدّْيا ًر كرؤيةي األمصا ًر ،كقد سبقت كلمةه ك٣نَّا ٩نليب الفرح ك ُّ ٍ السركر ٍ : األس ي ِ المماو ِ ً ات َواألَ ْر ِ ض ﴾﴿ ، عن ىذا .قاؿ سبحانو ﴿ :ان ُُرواْ َما َذا في َّ َ َ يف ٌأكؿ ىذا الكتاب ٍ ض فَان ُُروا ﴾ ﴿ ،أَفَـلَ ْم يَ ِم ُيرواْ فِي األَ ْر ِ قُ ْ ِس ُيروا فِي ْاألَ ْر ِ ض فَـيَم ُُرواْ ﴾ . الشاعر : قاؿ ي ذيب القلب إال إ ٍف يكبًٍلتا ضي هم كال ٍ تلبث بًربٍ وع فيو ٍ يي ي كشر ٍؽ إ ٍف بً ًر ًَيًقك ق ٍد ش ًرقٍتا ب فيو ن ٍف هع ب فالت ُّ ّْ ّْ كغر ٍ َّغر ي ً ًً ب العجاب ًمن خ ٍل ًق كمن يقرأٍ رحلة اب ًن بطُّوطة ،على ما فيها من اٞنبالغات ٩ ،ند ى ٍ الع ىج ى العظيمة للمؤم ًن ،كمن الر ً ً ا﵁ً سبحانو كتعاىل ،كتصر ًيفو يف ً احة لو الكوف ،كيرل أهنا من العًرب ً اٞنفتوح . ًّْن أجواءه كمكانو ك١نلَّو ،لقرأ يف ىذا ً الكتاب الكوٍلّْ أ ٍف يسافر ،كأ ٍف يغ ى يقوؿ أبو ٕناـ – كىو يتحدَّث عن ً التنقل يف الدّْيا ًر : - ي ً بالش ً بالرقٍمت ً كبالفسطاط ًجًناٍل ٌن كبغداد اٟنول كأنا َّاـ أىلي َّ ي ِ يحواْ فِي األَ ْر ِ ﴿ قُ ْ ِس ُيروا فِي ْاألَ ْر ِ ب ض ﴾ َ ﴿ ،حتَّى إِ َذا بَـلَ َ َمغْ ِر َ ض ﴾ ﴿ ،فَم ُ س ﴾ ﴿ ،حتَّى أَبْـلُ َ م ْجمع الْب ْحريْ ِن أَو أ َْم ِ الش ْم ِ َّ ض َي ُح ُقباً ﴾ . َ ََ َ َ ْ َ ************************************
المتهجديِن تهج ْد مع َّ ّْ
قياـ ً الليل . ك٣نا يي ي سعد النَّػ ٍفس كيشر يح الصدر :ي أف العبد إذا قاـ من ً كق ٍد ذكر يف الصحيح َّ : توضأ كصلَّى ، الليل ،كذكر ا﵁ ،مث َّ أصبح نشيطان طيّْب الن ٍف ً س َ ﴿ .كانُوا قَلِيالً ّْم َن اللَّْي ِ َما يَـ ْه َجعُو َن ﴾ َ ﴿ ،وِم َن اللَّْي ِ فَـتَـ َه َّج ْد بِ ِه ك﴾. نَافِلَةً لَّ َ
199
ال حتزن
ِ كقياـ ً صحيح عند أِّب داكد (( :يا حديث الجمد ،كىو ذهب ال ّداء ن ه ي الليل يُ ُ ه ٍ رك قيام اللي ِ )) (( ،نِ ْعم الرج ب ُد ِ اهلل فت ، اللي يقوم كان ، فالن َ كن مثْ َ َ ُ بداهلل ،ال تُ ْ َ ُ يقوم من اللي ِ )) . لو كان ُ و ً األشياء ً ً و كجهوي سبحانو كتعاىل تأسف على ال الفانية ُّ ، ٍ كل شيء يف ىذه اٜنياة فاف إال ٍ ٍ ِ ك إَِّال وج َههُ ﴾ ُ ﴿ ،ك ُّ من َلَْيـ َها فَ ٍ ْج َال ِل ان{ َ }26ويَـ ْبـ َقى َو ْجهُ َربّْ َ ﴿ ُك ُّ َش ْيء َهال ٌ َ ْ ك ذُو ال َ َْ َو ِْ اا ْك َر ِام ﴾ . يأسف على دنياه ،كالطّْ ً َّ فل الذم يبكي على ف ٍق ًد لعبتً ًو . إف اإلنساف الذم ي **********************************
َوقْـ َفـ ـةٌ
الركح كمع ٌذ ً ٌن منهما قر ً يناف ،ك٨نا من ً كل اثن ً الفرؽ بينهما َّ اٟنم توقُّع ك ، ا باهت أف َّ آالـ ُّ « ُّ ٍ ٍ ً َّأمل على حص ً ً ا﵀بوب ،ككبل٨نا ُّ ً ات الشَّّْر يف وؿ اٞنكركه يف اٞناضي أك فو ي اٞنستقبل ،ك ي ي ي تأمله اٜنزف الت ُّي ً باٞنستقبل يٚنّْي ٨نٌان » . كح ،فإ ٍف تعلَّق باٞناضي يٚنّْي حزنان ،كإ ٍف تعلٌق الر ً كعذاب ي ًريد على ُّ ه هم إني أس لك العافية في ُّ هم إني أس لُك الع ْفو والعافية في الدنيا واآل رةِ ،اللَّ َّ (( اللَّ َّ ِ من بي ِن ودنياي وأهلي ومالي َّ ، ديِمي ُ اللهم استُـ ْر وراتي و م ْن ْ رو اتي ،اللهم احف مي ْ ومن لْفي ،و ن يميمي و ن شمالي ِ َّ ِ وم ْن فوقي ،وأ وذُ بع متك أ ْن أُ ْغتال ِم ْن ْ ْ يدي ْ تحتي )) . الشاعر : قاؿ ي ًً أمل تر َّ القد٬نو أف ربَّك ليس هٓنصى أياديو اٜنديثةي ك ٍ ً قيمو ٨نومك باٞني ٍ ييقيً يم كال ي تى ىس َّل ع ًن اٟنموـ فليس شيءه ً مو لعل ا﵁ ينظيير بعد ىذا َّ إليك بنظرةو مٍنوي رحيً ٍ **************************************
200
ال حتزن
ثَ َممُك الجمَّةُ للشاعر : يقوؿ ي ي
ً ك األشياء ذاىبةه نفسي اليت ٕنل ي ٍ
فكيف أبكي على و شيء إذا ذىبا
ً َّ تستأىل قطرة دم وع ،فعند كدكًرىا كقصوًرىا ال إف الدنٍيا بذىبًها كفضَّتها كمناصبًها ي ي أف الرسوؿ قاؿ (( :الدنيا ملعونةٌ ،ملعو ٌن ما فيها إال ذ ْكر ِ الرتمذم َّ اهلل ،وما وااله ، ّْ و الماً ومتعلَّماً )) . يد : ب ،كما ي يقوؿ لبً ي إهنا ي كدائع ٍ فحس ي
اٞناؿ كاألىلوف إال ً َّ الودائع كالبد يومان أ ٍف تي َّرد كما ي كديعةه ي تؤخر ٜنظةن كاحد نة من ً ً ً ً ً أجل العبد ،قاؿ حامتي ٍ إف اٞنليارات كالعقارات كالسيارات ال ّْ ي ائي : الطٌ ُّ الص ٍد ير إذا ىلع ٍميرىؾ ما ييغين الثَّراءي عن الفّت حشرجت يومان كضاؽ ّٔا َّ ٍ اجعل للشيء ٖننان معقوالنَّ ، فإف الدنيا كما فيها ال تيساكم اٞنؤم ًن: كلذلك قاؿ اٜنكماءي ٍ : ِِ ِ ْحيَاةُ ُّ ب﴾. ﴿ َوَما َهذه ال َ الدنْـيَا إَِّال لَ ْه ٌو َولَع ٌ لنفسك ٖننان غًن ً البصرم :ال ْنعل ً اٛننة َّ ، فإف ن ٍفس اٞنؤم ًن غاليةه ، اٜنسن كيقوؿ ي ُّ ي ٍ كبعضهم يبيعها يبر ٍخ و ص. ي ذىاب أمو ًاٟنم كهتدًُّـ ً إف الذين ينوحوف على ً َّ بيوهتم كاحرت ًاؽ سيار ًاهتم ،كال يأسفوف ٍ ص ً إ٬ناهنم كعلى أخطائًهم ً كذنؤّم ،كتقص ًًنىم يف ً ك٪نزنوف على ن ٍق ً طاعة رّّْٔ ٍم سوؼ يعلموف ناحوا على تلك ،كمل يأسفوا على ىذهً ؛ َّ كمثي ول ألف اٞنسألة مسألةي قي وم ي أهنم كانوا تافهٌن بق ٍد ًر ما ي ٍ و كرسالة﴿ :إِ َّن َه ُ َالء ي ِحبُّو َن الْع ِ اءه ْم يَـ ْوماً ثَِقيالً﴾. كمواقف اجلَةَ َويَ َذ ُرو َن َوَر ُ َ ُ ******************************************
201
ال حتزن
الحقيقي الحب ُّ ُّ
ً يكن من أك ً أحبائو لً لياء ا﵁ً ك ً عد َّ ، السعداء ذاؾ الذم جعل ىدفو األٚنى أسع ًد تس ى من ٍ إف ٍ ٍ ٍ ٍ كجل ،كما ألٍطف قولوي ﴿ :يُ ِحبُّـ ُه ْم َويُ ِحبُّونَهُ ﴾ . ب ا﵁ً َّ كغايتيو اٞننشودة يح َّ عز َّ من قولًًو ٪نبُّهم ؛ فهو من قو ًلو ٪ :نبُّونو ،ك َّ قاؿ ي بعضهم :ليس ى لكن العجب ٍ ب ٍ الع ىج ي أعطاى ٍم ،مث ٪نبُّهم ﴿ :قُ ْ إِن ُكمتُ ْم تُ ِحبُّو َن اللّهَ فَاتَّبِعُونِي الذم خلقهم كرزقهم كتوالَّ يىم ك ي يُ ْحبِْب ُك ُم اللّهُ ﴾ . طالب ،كىي تاج على ر ً كانظر إىل مكر ً علي ب ًن أِّب و ب ا﵁ كرسولو ، : أسو مة رجل ي٪ن ُّ ّْ ه ٍ ه ي ك٪نبُّو ا﵁ي كرسولوي . يرددىا يف ّْ و َّ إف رجبلن من الصحابة َّ َح ٌد ﴾ ،فكاف ّْ ي أحب ﴿ قُ ْ ُه َو اللَّهُ أ َ كل ركعة ،كيتىولَّوي ك٪نريؾ ّٔا كجدانو ،قاؿ لو (( : حبُّك بذ ٍك ًرىا ،كيعيدىا على لسانو ،كييشجي ّٔا فؤاده ّْ ، إيَّاها أ ْد َ لَك الجمة )) .
ً ترٗنة ً ما أعجب بيتٌن كنت أقرؤ٨نا قد٬نان ،يف و العلماء ،يقوؿ : ألحد ي ب كالع ٍقبل ب اٟنائًمٌن من الورل ب اللُّ َّ إذا كاف يح ُّ بليلى كسلمى يسلي ي ىسىرل قلبيو شوقان على العا ًمل األعلى فماذا عسى أف يفعل اٟنائً يم الذم ود والمَّصارى نَحن أَبـماء اللّ ِه وأ ِ ﴿ وقَالَ ِ َحبَّا ُؤهُ قُ ْ فَلِ َم يُـ َع ّْذبُ ُكم بِ ُذنُوبِ ُكم ﴾ . ت الْيَـ ُه ُ َ َ َ ْ ُ ْ َ َ َ حب و و َّ حب منصب ،كقيتل ٘نزةي ماؿ ،كفرعوف ُّ حب امرأةو ،كقاركف ُّ إف ٠ننوف ليلى قتلوي ُّ كجعفر كحنظلةي حبٌان ﵁ كلرسولو ،فيا لبيػ ٍع ًد ما بٌن الفريقٌن . ي ****************************************
وقفـ ــة ضابط و « ينتحر ً 300 منهم عشرةه يف نيويورؾ كحدىا ..كمن يذ عاـ ، يكا ر أم يف ا سنوي شرطة ن ٌ ٍ ي الس ً الشرطة اٞن ً ً نتح ًرين ىناؾ ..كىي ظاىرةه ً لطات ،كقاـ ضبٌاط أقلقت ُّ 1987ـ يتز ي ايد عدد ي ً ً ي ً ببحثها . االٓناد ُّ ي الوطين لضبٌاط الشرطة ٍ
202
ال حتزن
ِ ً ِ االٓناد َّ األعصاب ال ٌدائ ًم الذم يعيشوف فيو الضباط ىو :توتػيُّر أسباب انتحا ِر أف أبرز لق ٍد كجد ي ً ،فهم مطالبوف دائمان بالث ً نسبة اٛنر ً تفاع ً كٓنم ًل الض ً ٬نة ، َّبات يف ُّغوط اٞنتزايدةً مع ار ً األزمات ُّ ، ٍي أطفاؿ و اآلالـ النٌاْنة عن التَّعام ًل مع آّرمٌنً ، كرؤية ً جثث الضحايا من و كٓنمل ً كنساء كعجائز. ُّ ي ٍ ً بشكل دائ و و عليهم ل تسه أك ىم ساعد ت فهي ، م معهم األسلحة كجود والمبب الثاني هو : ّْ ي ي ي ُ ٍ ي ي عمليَّة االنتحا ًر . باٞنائة من حو ً بسبلحهم اٝناص ،يف ً ً ً أف ٖنانٌن ً ثبلثة و كقد يكجد َّ أياـ تتم ادث انتحا ًر الضباط ُّ ٌ ٍ ً اط ،كلّّ منهم بو ً متتالية انتحر ثبلثية ضب و و مسدس ًو اٞنًنم » . اسطة يٌ ********************************
يمرةٌ سهلةٌ ُم َّ شريعةٌ ْ
ً ماحة يف الشر ً الس ً َّ اإلسبلمية ﴿ طه{ َ }1ما يعة ثلج صدر اٞنسلم ظاىرةي اليي ٍس ًر ك َّ إف ٣نا يي ي ف اللّهُ نَـ ْفماً إِالَّ ُو ْس َع َها ﴾ ، ك الْ ُق ْر َن لِتَ ْش َقى﴾ َ ﴿ ،ونُـيَ ّْ م ُر َك لِلْيُ ْم َرى ﴾ ﴿ ،الَ يُ َكلّْ ُ َنزلْمَا َلَْي َ أَ ض ُع ﴿ َال يُ َكلّْ ُ اها ﴾ َ ﴿ ،وَما َج َع َ َلَْي ُك ْم فِي الدّْي ِن ِم ْن َح َر ٍج ﴾ َ ﴿ ،ويَ َ ف اللَّهُ نَـ ْفماً إَِّال َما تَ َ ت َلَْي ِه ْم ﴾ ﴿ ،فَِإ َّن َم َع الْعُ ْم ِر يُ ْمراً{ }5إِ َّن َم َع الْعُ ْم ِر ص َرُه ْم َواألَ ْغالَ َل الَّتِي َكانَ ْ َ ْمـ ُه ْم إِ ْ ِ ِ صراً َك َما َح َملْتَهُ َلَى يُ ْمراً﴾ َ ﴿ ،ربَّـمَا الَ تُـ َ ا ْذنَا إِن نَّميمَا أ َْو أَ ْ طَْنَا َربَّـمَا َوالَ تَ ْح ِم ْ َلَْيـمَا إِ ْ َّ ِ َنت َم ْوالَنَا ين ِمن قَـ ْبلِمَا َربَّـمَا َوالَ تُ َح ّْملْمَا َما الَ طَاقَةَ لَمَا بِ ِه َوا ْ ُ ف َمَّا َوا ْغ ِف ْر لَمَا َو ْار َح ْممَا أ َ ا لذ َ فَانصرنَا َلَى الْ َقوِم الْ َكافِ ِ ين ﴾ . ر ْ ُْ َ (( رفع ن أ َُّمتي اللط ُ والمميا ُن وما استُ ْك ِرهوا ِ ليه )) َّ (( ، ولن ُ إن الدّْين يُ ْم ٌر ْ ، ُ ْ المم ِ ّْدوا وقا ِربوا ِ يُ َّ حة )) ، وأبش ُروا )) ((،بُ ُ شاد الدين أح ٌد إالَّ غلبه )) ،سد ُ عثت بالحميفيّْة ّْ ْ ُ
م ُره )) . (( َ ْيـ ُر ديمكم أيْ َ ضت على شاع ور معاص ور يف دك ولة كزارةه يتوالَّىا ،على أ ٍف يرتيؾ طموحاتًو كرساالتًو عي ًر ٍ أطركحاتًو َّ اٜنق ًة ،فقاؿ : ك ي فؤادم يحران طليًقان غريبا كل دنيا يك يم كاتريكوا يخذكا َّ كإ ٍف ًخ ٍلتي يموٍل كحيدان سليًنا ظمكم ثركنة ّْ فإٍل ٍ أع ي
203
ال حتزن
********************************************
أُسس للر ِ احة ُ ٌ ّ
يف ٠نلٌ ًة ( أىبلن كسهبلن ) بتاريخ 1415 / 4 / 3ىػ مقالةه بعنواف « عشركف و كصفة لتجن ً ُّب القلق » بقلم د .حساف مشسي باشا . من معاٍل ىذه ً اٞنقالة : و كإف كل و بقضاء كقد ور ،فبل يأٍ ً َّ العبد ،كال ٪نز ٍف على شيء إف سف ي األجل قد فيًرغ منوي َّ َّ ، ى ً ً اٞنخلوؽ عند ً ما ٩نرم َّ . قوـ ،كال اٝنالق يف إف رزؽ السماء ،فبل ٬نل يكو أح هد ،كال َّ يتصر ي ؼ فيو ه ً ً ٬ننعيو إنسا هف َّ . بأس ًره فلن يعود ،كلو اجتمع العاملي ٍ ب ّٔمومو كغمومو ،كانتهى ٍ كإف اٞناضي ق ٍد ىذ ىى ى ب ،كمل ٪نضر إىل اآلف ،كمل ً الغي ً على إعادتًو َّ . يستأذف عليك ،فبل كإف اٞنستقبل يف عا ًمل ٍ ٍ الناس ييضفي على ً كإف اإلحساف إىل ً تست ٍد ًع ًو حّت يأيت َّ . القلب سركران ،كعلى الصد ًر انشراحان ٍ احة ٣نن أيسدم ً اب كأج ور كر و أعظىم بر و كة كثو و ً إليو . ،كىو ي ٍ يعود على يمسديو ٍ ى كمن ًشيم اٞنؤم ًن عدـ االكرت ً اث بالن ٍق ًد اٛنائر الظا ً الشٍت ًم حّت ، مل ب ك َّ الس ّْ فلم يى ٍسلى ٍم من َّ ي ٍ ٍ أٚناؤه . اٛنليل الكامل رب العاٞنٌن ،الذم ىو ُّ َّست ي اٛنميل ،تقد ٍ ي ي ي قلت يف و أبيات يل : ي اإلرىاب كيظل يػي ٍقلً يق ق ٍلبىك ئت أدمعان قد يك ّْ ُّ ض ٍ ي فعبلـ ىٍٓن ًر يؽ ي ً اب كّْك ٍل ّٔا ربٌان جليبلن كلَّما ناـ اٝنل ُّي تىػ ىفت ٍ َّحت أبو ي *************************************
احذ ِر ِ العشق ْ
إياؾ ً ىم ً الصوًر َّ ، عن حاضر ،كىك ىدهر كع ٍشق ُّ ّّ فإهنا ّّ من سعادةً اٞنسل ًم يي ي عده ٍ مستمر ٍ . ً ً ً ُّ ً من فراغ ً الوصل كالفراؽ َّ ، القلب اٟنجر ك ٍ تأكىات الشعراء ككٟن ًهم كعشقهم ،كشكو ياىم ٍ فإف ىذا ٍ ضلَّهُ اللَّهُ َلَى ِ ل ٍْم َو َ تَ َم َلَى َس ْم ِع ِه َوقَـ ْلبِ ِه َو َج َع َ َلَى ت َم ِن اتَّ َل َذ إِلَ َههُ َه َواهُ َوأَ َ ﴿ أَفَـ َرأَيْ َ ش َاوةً ﴾ . ص ِرهِ ِغ َ بَ َ
ال حتزن
204
القتيل القاتً يل ب اٞننيَّة طىٍرفيوي فم ًن اٞني ي كأنا الذم ىجلى ى طالب ك ي ً ً األعظم فيما ب أستحق ك كاٞنعىن :إنين ُّ أستأىل ما ذي ي قت من األمل كاٜنسرة ؛ ألنين اٞنتسبّْ ي ي ي جرل يل . ىيامو ً أندلس يتباىى بكثرةً ً فيقوؿ : كآخر كعشقو ككٟنًًو ،ي ّّ ي ً ً ت َّاس ٍقبلي كرّْكع باٛنول ّّ كمي ي حي ٍ ي شكا أمل الفراؽ الن ي ت ت ضلوعي ّْ ك ٌأما ًمثٍلما َّ ضم ٍ ٚنعت كال رأيٍ ي فإٍل ما ي ً اٜنق ،كلى ىعىر الدليل ، ص ىل إىل ّْ كلو َّ ضم بٌن ضلوعو التقول كال ٍذكر كركحانيٌةن كربٌانيٌةن ،لىىو ى َّك ِمن َّ ِ استَ ِع ْذ بِاللّ ِه ﴾ ﴿ ،إِ َّن الرشد ،كلى ىسلىك َّ كألبصر ُّ الش ْيطَان نَـ ْزاٌ فَ ْ اٛنادة َ ﴿ :وإِ َّما يَ َمزغَم َ َ الَّ ِ الش ْيطَ ِ ان تَ َذ َّكرواْ فَِإذَا ُهم ُّم ْب ِ م ُهم طَائِ ين اتَّـ َقواْ إِ َّ ص ُرو َن ﴾ . ن م ف م ا ذ ذ ّْ َ ٌ َّ َ ْ َ َ ُ إف ابن القيّْ ًم عاًف ىذهً اٞنسألة عبلجان شافيان كافيان يف كتابًًو (الداء كالدكاء) فليػرجع ً َّ إليو. ي يٍ ى ٍ ي إف للعشق أسبابان منها : كشك ًره كعبادتًًو . من يحبّْو سبحانو كتعاىل كذ ٍك ًرهً ي ُ .فراغي ٍ القلب أحزانان ك٨نومان ﴿ :قُ لّْل ِ ِ إطبلؽ البص ًر ،فإنوي رائ هد ٩نلب على ً ين ِ .ي ُ ْم ْ مم َ ي يـغُضُّوا ِمن أَب ِ من ِ سهام إبليس)). ْ َْ صا ِره ْم َويَ ْح َف ُوا فُـ ُر َ َ سهم ْ وج ُه ْم ﴾(( ،الم رةُ ٌ ك ً كل ع و اٞنناظير طرفك رائدان إىل ّْ ٌن أتعبٍت ى كأنت مّت أرسلت ٍ عليو كال عن ً بعض ًو أنت صابًير قادر رأيت الذم ال يكلُّو أنت ه ٍ الذ ٍك ًر كالد ً ّ .التقصًن يف العبوديًَّة ،كالتقصًن يف ّْ ُّعاء كالنو ً الص َال َة تَـ ْمـ َهى َ ِن افل ﴿ إِ َّن َّ ي ي شاء َوال ُْمم َك ِر ﴾ . الْ َف ْح َ َّأـ دكاءي العً ٍش ًق ،فمٍنوي : ﴿ َك َذلِ َ ِ ِ ِ ِ ِ ين ﴾ . ص ِر َ ف َ ْمهُ ُّ الموءَ َوالْ َف ْح َ ك لمَ ْ شاء إِنَّهُ م ْن بَادنَا ال ُْم ْللَص َ ُ .االنطراح على ً عتبات العبوديًّْة ،كسؤ ياؿ اٞنوىل الشّْفاء كالعافية . ي ظ الفرًج ﴿ وي ْح َف ُوا فُـروج ُهم ﴾ ﴿ ،والَّ ِذين ُهم لُِفر ِ وج ِه ْم ُِّ . ََ ُ َ ْ َ َ ْ ُ كغض البص ًر كح ٍف ي ٍ َحافِ ُو َن ﴾ .
ال حتزن
205
كترؾ ً ّ .كىجر ديا ًر من تعلَّق ً بيتو كموطنً ًو كذ ٍك ًرهً . بو القلب ،ي ٍ ي ٍي ً الصاٜنة ﴿ :إِنَّـ ُهم َكانُوا يما ِر ُو َن فِي الْ َل ْيـر ِ ً ات َويَ ْد ُونَـمَا باألعماؿ االشتغاؿ ْ .ك ي ْ َ َُ َرغَباً َوَرَهباً ﴾ . الزكاج الشَّرعي ﴿ فَ ِ ّْماء ﴾ َ ﴿ ،وِم ْن يَاتِِه أَ ْن م ال ن م م ك ل اب ط ا م ا و ح انك َ َ ُ ّْ ْ ٓ .ك َّ ي ٍ ُّ َ ُ َ َ َ ِ الشباب ،م ِن َ لَ َق لَ ُكم ّْم ْن أَن ُف ِم ُك ْم أَ ْزَواجاً لّْتَ ْم ُكمُوا إِلَْيـ َها ﴾ (( ،يا معشر فليتزو ْج )) . ممكم الباءة َّ استطاع ُ ****************************************
حقو ُق األ َّوِة
ً األٚناء ً سعد أخاؾ اٞنسلم أ ٍف تي ً إليو . بأحب ناديو ّْ ٣نا يي ي أي ٍكنً ًيو حٌن أيناديً َّ ً قب ل ال ة ء و الس ك و ّْب يلق أ كال مو ر يك أل و ي َّ ي ي ي ي ٍى تبممك في ِ وجه هتش كتىػبى َّ كأ ٍف َّ ش يف كج ًهو (( ولو أ ْن تلْقى أ اك بوجه طل ٍْق )) ُ ُّ (( ، ترتؾ لو فرصةن ليتكلَّم عن ً ً نفسو كعن تشجعوي على اٜنديث معك – أم ى أ يك صدقةٌ )) .كأ ٍف ّْ ٍ أخبا ًرهً – كتأؿ عن أموًره العام ًة ك ً ً من هتتم بأموره (( ْ ٌ ٌ ٍ اٝناصة ،اليت ال ىحىر ىج يف السؤاؿ عنها ،كأ ٍف ٌ ض ُه ْم أ َْولِيَاء بَـ ْع ٍ ض﴾. لم َّ ات بَـ ْع ُ ممهم )) َ ﴿ ،وال ُْم ْ ِممُو َن َوال ُْم ْ ِممَ ُ يهتم ب م ِر المملمين فليس ْ كمنها :أ ٍف ال تلومو كال تعذلو على و شيء مضى كانتهى ،كال ٓنرجو باٞنز ًاح (( :ال تُما ِر ٍ أ اك وال تُما ِز ْحه ،وال ِتعدهُ مو داً فتُ ْللِفه )) . *************************************
ِ تذنب ! » « أسر ٌار في الذنوب ْ .. ولكن ال ْ
ً بعض ً أىل العل ًم َّ : قص يم كمن أسرارىا بعد التوبة ٍ : ذكر ي أف الذنب كاٝنٍت ىم على العبد ٍ ، ً ظهر العي ٍج ً القضاء االنكسار كالندامة ،ككقوع َّوجوي ك ب ،ككثرةي االستغفا ًر كالتوبةي كاإلنابةي كالت ُّ ي ً كالقد ًر ،كالتَّسليم بعبوديًَّة م ً القضاء كالقد ًر . قابلة ي ي ٓنقق ً أٚناء ا﵁ً اٜنسىن كصفاتً مثل :الرحي ًم كالغفوًر كالتػَّو ً ً اب . لى الع و كمنها ُّ :ي ي ٌ
206
ال حتزن
*************************************
اطْلُ ِ ص ب الرزق وال تح ِر ْ
ً ً ً َّ ً الطائر يف سبحاف اٝنالق الرازؽ ،أعطى الدكد ىة رزقها يف الطٌن ،كالسمكة يف اٞناء ،ك ى اٟنو ًاء ،كالنملةى يف الظَّ ً الص ٌم ًاء . لماء ،كاٜنيَّة بٌن الصخوًر َّ أس و اٛنوزم لطيفةن من اللَّ ً كانت يف ر ً طائف َّ : ٦نلة ،فكاف يأتيها ابن ّْ أف حيَّةي عمياء ٍ ذى ىكىر ي كصفر ،فتفتح فاىا ،فيضع اللحم ً و ً فيو سبحاف ه ي ي عصفور بلحم يف فمو ،فإذا اقرتب منها ىكٍرىكىر َّ ى ً ِ ِ اح ْي ِه إِالَّ أ َُم ٌم أ َْمثَالُ ُكم ﴾ . من َّ سخر ىذا ٟنذه ﴿ َوالَ طَائ ٍر يَط ُير بِ َجمَ َ ٍ بالس ً موـ حشاكا من ذا ُّ كإذا ترل الثعباف ين يف ي ث يٚنَّوي فاسألوي ٍ الس ُّم ٬نىٍؤلي فاكا تعيش يا ثعبا يف أك ٓنيا كىذا ُّ كاسألوي كيف ي كانت مرَلي عليها السبلـ يأتيها رزقيها يف ا﵀ر ً اب صباح مساء ،فقيل ٟنا ﴿ :يَا َم ْريَ ُم أَنَّى ٍ ي ت هو ِمن ِ ِ ِ شاءُ بِغَْي ِر ِحم ٍ مد اللّ ِه َّ اب ﴾ . إن اللّهَ يَـ ْرُز ُق َمن يَ َ لَك َهـ َذا قَالَ ْ ُ َ ْ َ اه ْم ﴾ . ال ٓنز ٍف فرزقيك مضمو هف ﴿ َوالَ تَـ ْقتُـلُواْ أ َْوالَ َد ُكم ّْم ْن ْإمالَ ٍق نَّ ْح ُن نَـ ْرُزقُ ُك ْم َوإِيَّ ُ أف رازؽ الو ً لتعلم البشريَّةي َّ الد ،ىو الذم مل يل ٍد كملٍ يول ٍد . ﴿ والَ تَـ ْقتُـلُواْ أَوال َد ُكم َ ْشيةَ إِ ْم ٍ الق نَّ ْح ُن نَـ ْرُزقُـ ُه ْم َوإِيَّا ُكم ﴾ َّ إف صاحب اٝنزائ ًن الكربل ْ ْ َ َ ً ً جل يف عبلهي قد َّ الزعيم بذلك ا﵁ي ؟! َّ تكفل بالرزؽ ،فبم ي القلق ك ي الر ْز َق َوا ْبُ ُدوهُ َوا ْش ُك ُروا لَهُ ﴾ . ﴿ فَابْـتَـغُوا ِ م َد اللَّ ِه ّْ ﴿ َوالَّ ِذي ُه َو يُط ِْع ُممِي َويَ ْم ِقي ِن ﴾ . *****************************************
وقف ــة ً ً ابتهاجو ك َّلذتًو ،أكبػر و ً شأف ، كشرًحو ،ك ىٍ « ٌأما الصبلةي فشأيهنا يف تفري ًغ القلب كتقويتو ٍ ، االبتهاج ّنيناجاتًو ،ك ً ّْصاؿ و الوقوؼ بٌن يديًٍو ، َّنع ًم بذك ًرهً ،ك ً الر ً كفيها ات ي كح با﵁ً ،كقيربًو كالت ُّ القلب ك ُّ ً استعماؿ ٗني ًع ً ً كل عضو حظَّو منها ،كاشتغالًو عن ك البدف كقيواهي كآالتًًو يف عبوديَّتً ًو ،كإعطاء ّْ
207
ال حتزن
ً ً ًً ً التَّعلُّ ًق ً من كمبلبستًهم ي باٝنلق ي ك١ن ىاكىرهتم ،كا٤نذاب قول قلبًو كجوارحو إىل ربّْو كفاط ًرهً ،كراحتو ٍ ً ًً ً صارت ًبو ٍ ً بلئم إال القلوب عدكه حالة الصبلةً ما ّْ ٍ من أكرب األدكية كاٞنفرحات كاألغذية اليت ال تي ي ً كاألبداف ،ال تيناسبها إالَّ األغذيةي الفاضلةي » . القلوب العليلةي فهي الصحيحة .ك ٌأما ي ٓنصيل مصا ًٌف الدنيا كاآلخرةً ،كدفٍع ً ً مفاسد الدنيا العو ًف على « فالصبلةي ٍ من أك ًرب ٍ ً ً ً ً كاآلخرةً ،كىي مٍنهاةه عن ًٍ كمنىػ ّْورةه اإلمث ،كدافعةه ألدكاء القلوب ،كمطٍردةه للداء عن اٛنسد ،ي للقلب ،كمبيّْضةه ً للرزؽ ،كدافعةه للظٍُّل ًم ً ، س ،كجالًبةه ً للوجو ،كمنشّْطةه للجوارًح كالن ٍف ً كناصرةه ً ي الشهو ً للنقمة ،كمنزلةه ً ً ً ً للر٘نة ،ككاشفةه للنعمة ،كدافعةه ات ،كحافظةه للمظلوـ ،كقامعةه ألخبلط ٌ ي للغ ً ُّمة » . *************************************
شريعةٌ َس ْمحةٌ
ً فرح العبد اٞنسلم ،ما يف الشر ً يعة من الثَّو ً الضخ ًم ،يتجلَّى ذلك اب اٛنز ًيل كالعطاء ٍ ٣نَّا يي ّْ ي ً ً اٞنكفر ً اٞناحية ،كالصبلةً ،ك ً ً ً يف ّْ اٛنمعة اٜنسنات الذنوب .ك كالتوحيد كما يكفيّْره من ات الع ٍش ًر ، اٜنج ،ك ً ً ً ً الصاٜنة .كما ىناؾ األعماؿ الصوـ ،ك٥نو ذلك من إىل اٛنمعة ،كالعمرةً إىل العمرةً ،ك ّْ كاٜنسنة بعش ًر ً و ً ً ً ً سبعمائة ًض و أضعاؼ كثًنةو . عف إىل أمثاٟنا إىل الصاٜنة ، األعماؿ ضاع ىف ًة من يم ى ٍ ً من اٞنصائب اٞنكفّْرةي فبل الذنوب كاٝنطايا .كمنها ب ما قبلها من كمنها التوبةي ْني ُّ يصيب اٞنؤمن ٍ ي ي ً بظه ًر ً أذل إال َّ الغيب .كمنها ما ييصيبيو من من خطاياهي .كمنها دعو ي ات اٞنسلمٌن لوي ٍ كفىر ا﵁ي بو ٍ ن ب كقت ً اٞنوت .كمنها شفاعةي اٞنسلمٌن لو كقت الصبلةً ً الكر ً عليو .كمنها شفاعةي سيّْد ً اٝنلق ٍ ِ ِ َسبَ َ ص َ وها ﴾ َ ﴿ ،وأ ْ ، كر٘نةي أرحم الرا٘نٌن تبارؾ كتعاىل ﴿ َوإِن تَـعُ ُّدواْ ن ْع َمةَ اللّه الَ تُ ْح ُ اهرًة وب ِ ِ ِ اطمَةً ﴾ . َلَْي ُك ْم ن َع َمهُ َ َ َ َ *****************************************
َنت ْاألَ ْ لَى ﴾ ﴿ َال تَ َل ْ ف إِنَّ َ كأ َ
مر و أكجس موسى يف ً ات : نفس ًو ًخيفةن ثبلث َّ
208
ال حتزن
ً ط َلَْيـمَا أ َْو األولى :عندما دخل ديواف اف أَن يَـ ْف ُر َ الطاغية فرعوف ،فقاؿ ﴿ :إِنَّـمَا نَ َل ُ ِ َس َم ُع َوأ ََرى ﴾ . أَن يَطْغَى ﴾ ،قاؿ ا﵁ي ﴿ :قَ َ ال َال تَ َلافَا إِنَّمي َم َع ُك َما أ ْ ً ً أٚنع كأرل . يق باٞنؤم ًن أف تكوف يف ذاكر ًتو كيف خلده :ال ٍ كحق ه ٔنف ،إنين ي صيَّهم ،فأكجس يف ً والثانية :عندما ألقى السحرةي ًع ً نفسو خيًفةن موسى . ٍ
َنت ْاألَ ْ لَى ﴾ . فقاؿ ا﵁ تعاىل َ ﴿ :ال تَ َل ْ ف إِنَّ َ كأ َ الثالثةُ ٞ :نا أتٍبعو فرعو هف ً اك ﴾ كقاؿ موسىَ ﴿ :ك َّال صَ َننوده ،فقاؿ لو ا﵁ي ﴿ :ا ْ ض ِرب بّْـ َع َ ي إِ َّن َم ِع َي َربّْي َسيَـ ْه ِدي ِن ﴾ . *************************************
إياك وأربعاً ً الص ٍد ًر : ك اٞنعيشة كىك ىد ىر اٝناط ًر كضيً ىق َّ بع تي ي ورث ضٍن ى أر ه ً ً الرضا ًبو . األولى :الت ُّ َّسخ ي كع ىد يـ ّْ ط من قضاء ا﵁ كقد ًره ،ى ِ ِ ِ ِ و ِ ت مبَ ْ الثانيةُ :الوقوعي يف اٞنعاصي ببل توبة ﴿ قُ ْ ُه َو م ْن مد أَنْـ ُفم ُك ْم ﴾ ﴿،فَب َما َك َ أَيْ ِدي ُك ْم ﴾ . ً اٜنقد على ً من كح ُّ الثالثةُ :ي كح ىس يدىم على ما ي منهم ،ى الناس ،ي آتاى يم ا﵁ي ٍ ب االنتقاـ ٍ ً ً ٜنسود )) . ضلِ ِه ﴾ (( ،ال راحة اه ُم اللّهُ ِمن فَ ْ َّاس َلَى َما تَ ُ م ُدو َن الم َ فضلو ﴿ أ َْم يَ ْح ُ ً ضمكاً ﴾ . ض َن ِذ ْك ِري فَِإ َّن لَهُ َم ِعي َ شةً َ عن ذك ًر ا﵁ ﴿ َوَم ْن أَ ْ َر َ الرابعةُ :اإلعر ي اض ٍ ******************************************
اس ُك ْن إلى ربّْك
راحةي ً العبد يف سكونًو إىل ربّْو سبحانو كتعاىل .
209
ال حتزن
عز من و من كتابًو َّ َنز َل اللَّهُ َس ِكيمَتَهُ قائل ،فقاؿ َ ﴿ :أ َ كقد ذى ىكىر ا﵁ي السكينةى يف مواطن ٍ ِِ ِِ زل اللّهُ َس ِكيمَتَهُ َلَى الم ِكيمَةَ َلَْي ِه ْم ﴾ ﴿ ،ثُ َّم أَنَ َ َنز َل َّ ين ﴾ ﴿ ،فَ َ َلَى َر ُسوله َو َلَى ال ُْم ْ مم َ ِِ َنز َل اللّهُ َس ِكيمَتَهُ َلَْي ِه ﴾ . َر ُسوله ﴾ ﴿ ،فَ َ ثبات ً رسوخ اٛنناف ثقةن بالر٘ن ًن ،أك يس يكو يف اٝناط ًر القلب إىل َّ ك َّ ب ،أك ي السكينةي ىي ي الر ٌ توُّكبلن على القاد ًر .كالسكينةي ىدكء لو ً اع ًج الن ٍف ً كعدـ تفلُّتًها ، س كسكويهنا ،ك كريك ي ودىا ي ي ي استئناسها ي ً اٜنًنةً كاالضطر ً من مز ً اب ،كمهاكم الق ٍ أىل اإل٬ناف ،تينق يذ يى ٍم ٍ كىي حالةه من األم ًن ،ىٍ٪نظى ىى ّٔا ي َّسخ ًط ،كىي ُنسب ً ً كشك ًره ٞنوالهي ،كاستقامتًو على أمرهً ، الش ّْ َّك كالت ُّ كالية العبد لربّْو ،كذ ٍك ًره ي ٕنس ًكو ّٔ ٍديًو ،كحبّْو ً ٝنالق ًو ،كثقتًو يف ً مالك أمرهً ،كاإلعر ً عم سواهي ، كات ً اض َّ ّْباع رسولًًو ، ك ُّ ت اللّهُ الَّ ِذين ممُواْ بِالْ َقوِل الثَّابِ ِ ت فِي يعبد إال أياهي ﴿ يُـثَبّْ ُ كىجر ما عداهي ،ال يدعو إال ا﵁ ،كال ي َ َ ْ ٍ ْحيَاةِ ُّ الدنْـيَا َوفِي اآل ِ َرةِ ﴾ . ال َ *****************************************
كلمتان
يمتان
قاؿ اإلماـ أ٘ند :كلمتاف نفعين ا﵁ ّٔما يف ً ا﵀نة ي ي ً السن ًَّة ، لد يف ُّ اثبت ،فإنك يْن ي اٝنم ًر ،فقاؿ :يا ي أ٘ند ٍ ، لرج ول يحبس يف شرب ٍ األكىل :ي ً ت ﴿ .إِن تَ ُكونُواْ تَْلَ ُمو َن فَِإنَّـ ُه ْم يَْلَ ُمو َن َك َما تَْلَمو َن صرب ي كأنا يجل يد ي ت يف اٝنم ًر مراران ،كق ٍد ٍ وتَـرجو َن ِمن اللّ ِه ما الَ يـرجو َن ﴾ ﴿ ،فَاصبِر إِ َّن و ْ َد اللَّ ِه ح ّّق وَال يمتَ ِل َّفم َ َّ ِ ين َال َ َْ ُ َ ُْ ْْ َ َّك الذ َ َ َ َْ َ يُوقِمُو َن ﴾ . لئلماـ أ٘ند – كاإلماـ ي ً اِّب قاؿ ً اٜنب ً س ،كىو مقيَّ هد الثانيةي :ألعر ٍّن أ٘ند ق ٍد أيخ ىذ إىل ٍ ي اصرب َّ ، ً من ىنا ﴿ .يُـبَ ّْ ش ُرُه ْم َربُّـ ُهم بالسبلسل :يا ي من ىنا ،ي كتدخ يل اٛننة ٍ فإ٧نا تيقتل ٍ أ٘ند ٍ ، َّات لَّهم فِيها نَ ِع ِ ٍ بِرحم ٍة ّْم ْمهُ وِر ْ ٍ يم ﴾ . يم ُّمق ٌ ض َوان َو َجم ُ ْ َ ٌ َ ََْ *******************************************
من ِ ِ المصائب فوائد ْ
210
ال حتزن
ً ً ً ً بالببلء . أحدىم :سبحاف م ًن استخرج الدعاء مكنوف استخر يج عبودية الدعاء ،قاؿ ي أف ا﵁ ابتلى عبدان صاٜنان من ً كذ ىكيركا يف األث ًر َّ : عبادهً ،كقاؿ ٞنبلئكتًو :ألٚنع صوتوي .يعين : ٍ ً اح . بالدعاء كاإلٜنٍ ً ألف ا﵁ يقوؿ َ ﴿ :ك َّال إِ َّن ِْ ٗناح ً النفس كغيّْها ؛ َّ نما َن لَيَطْغَى{ }6أَن وممها :ىك ٍسير ً اا َ استَـغْمَى ﴾ . َّر هُ ْ
ً عطف ً للمصاب َّ ، فإف الناس يتضامنوف كيتعاطفوف مع كدعاؤىم الناس كحبُّهم ي وممها :ي من أيصيب كم ًن ابتيلي . ٍ ً ً بالنسبة ألكرب منها ،مثَّ ىي من تلك اٞنصيبة ،فغنها صغًنةه صر ي أعظم ٍ وممها ٍ : ؼ ما ىو ي ً ً العبد َّ َّ اٞنصيبة أنس ّٔا ٖنار أجر عند ا﵁ً كمثوبةه .فإذا ىعلً ىم ي أف ىذه ي كفارةه للذنوب كاٝنطايا ،ك ه كارتاح ،كمل ينزعج كيػ ٍقن ٍط ﴿ إِنَّما يُـوفَّى َّ ِ َجرُهم بِغَْي ِر ِحم ٍ اب ﴾ . َ َ ٍ ى الصاب ُرو َن أ ْ َ َ ************************************
العلم هدى ِ وشفاءٌ : ُ
ذىكر ابن و أف من فو ً اس عن النَّػ ٍف ً ائد العل ًم :نىػ ٍفي الوسو ً َّ س، ) النفوس اة ك دا م ( يف حزـ ي ٍ ىى ي ى اٟنموـ ك ً كطرد ً الغموـ كاألحز ًاف . ٍى أحب العًٍلم كشغف بو كزاكلوي ،كعمل بو كظهر عليو ن ٍفعيو كبلـ صحيح َّ ٞنن َّ كىذا ه ه خاصةن ٍ أثره . كي ً ً ً فعلى ً للمطالعة ككقت طالب العل ًم أف ّْ فوقت للح ٍفظ كالتكرا ًر كاإلعادة ،ه يوزع كقتو ،ه ً َّ ً الرت ً للتأم ًل كالتدبًُّر . للج ٍم ًع ك َّ ككقت ُّ تيب ،ه ككقت لبلستنباط ،ه العامة ،ه ككقت ى كىامةي ً٨نَّتً ًو يف الثُّريَّا رجبلن ًر ٍجليو يف الثَّرل ف يك ٍن ي *******************************************
مى أن يكون يراً
211
ال حتزن
كتاب بعنواف ( األرج يف الفرج ) :ذى ىكر من ً كبلـ ً فيدنا أىل العل ًم ما ٠نموعيو يي ي للسيوطي ه ى ٍ ي اب كثًنةه يف اٞنكارهً ،ك َّ َّ العبد ،إال ا﵀ َّ سفر عن عجائب كعن رغائب ال ييدريكها ي أف ى أف اٞنصائب تي ي بعد تكش ً ُّفها كا٤نبلئًها . ذر ىلع ٍميرؾ ما يدرم الفّت كيف يتَّقي نوائب ىذا الدَّى ًر ٍأـ كيف ٍ٪ن ي كما ال يرل ٣نا ًيقي ا﵁ي أى ٍكبىػير يرل الشيء ٣نَّا يػيتَّقى فيخافيو ******************************************
المعادةُ موهبةٌ ربَّانيَّة ً نفر من ً ٩ند الناس ٩نلسوف على األرصفة ،كىم عي َّم ه اؿ ال ي ليس عجبان أ ٍف يكوف ىناؾ ه احدىم إال ما يكفي يومو كليلتو ،كمع ذلك يبتسموف للحياةً ً أجسامهم ك ة ح ر منش ىم صدكر ، ه ي ي ي كقلؤّم مطمئنَّةه ،كما ذلك إال َّ اليوـ ،كمل يشتغلوا ُّ ألهنم ىعىرفوا َّ بتذك ًر قويةه ،ي أف اٜنياة إ٧نا ىي ي باٞنستقبل كإ٧نا أفنوا أعمارىم يف ً ً أعماٟنم . اٞناضي كال ٍ ً ّنن ق ٍد عاش أك ىلكا كما أيبايل إذا نفسي تطاكعيين على النَّجاة ٍ كقا ًر ٍف بٌن ىؤالء كبٌن و َّهم بىػ يقوا يف فر واغ أناس يسكنوف القصور كالدُّكر الفاخرة ،كلكن ٍ ً مذىب . كل فشتته يم ُّ اٟنم ،كذىب ّٔم َّ كىواجس ككساكس ،ي ف يك ُّل و ٜنا ا﵁ي ذم الدّْنيا يمناخان لراكً و اٟنم فيها يم َّ ب ب بعيد ّْ عذ ي *********************************************
ّْ طوي مر الجمي ر ك الذ ْ ٌ ٌ ُ ُ
سعادة ً من ً العبد اٞنسل ًم أ ٍف يكوف لو عمر و ثاف ،كىو ّْ ٞنن كجد ر ك الذ ٍ ي اٜنسن ،كعجبان ٍ ٍ ه ي ي الذ ٍكر اٜنسن رخيصان ،كمل يش ًرتهً ّنالًو ً كجاىو كسعيًو كعملًو . ٍ ى أف إبراىيم ً كق ٍد سبق معنا َّ من ربّْو لساف ص ٍد وؽ يف اآلخ ًرين ،كىو : عليو ي السبلـ طلب ٍ اٜنسن ،كالدعاءي لو . ي الثَّناءي
212
ال حتزن
ت أل و يناس خلَّدكا ثناءن حسنان يف العا ًمل ُني ٍس ًن صنيع ًهم كبكرم ًهم كب ٍذ ًٟنم ،حّت َّ إف كعجب ي ٍ عمر سأؿ أبناء ى ًرـ ب ًن و سناف :ماذا أعطاكم زىًنه ،كماذا أعطيتيموهي ؟ قالوا :ىم ىد ىحنا ،كأعطيناهي ٍ ي ىى ماالن .قاؿ عمر :ذىب كا﵁ً أعطاكم . ما كبقي ، أعطيتموه ما ي ٍ ي ٟنم أبد ال ٌدى ًر . اٞنديح بقي ٍ يعمي :الثناءي ك ي ً ً السركًر الذم كاساؾ يف ً اٜنزف عند ُّ أكىل ال ًربيَّة طيَّرا أ ٍف تيواسيوي ً من كاف يأل يفهم يف ً اٞننزؿ اٝنش ًن ذكركا ٍ إف الكراـ إذا ما أيرسليوا ي ******************************************
هات المراثي أ َُّم ُ ثبلث قصائد خلَّدت ً يلت فيهم : ىناؾ ي من ق ٍ ٍ ٍ األنبارم بقصيدتًو الر ً ائعة ض يد الدك ًلة ،فرثاهي أبو اٜنس ًن ُّ ابن بقيَّة الوز يير الشهًني ،قتلوي ىع ي ي العامرةً ،كمنها : ٜنق تًٍلك إحدل اٞنعجز ً ً ات اٞنمات عيليّّو يف اٜنياةً كيف ّّ الصي ً َّ بلت حولك حٌن قاموا كفود نداؾ أياـ ّْ ي كأف الناس ٍ ً للصبلةً كىم كق يفوا قًيامان َّ ف فيهم خطيبان كأنَّك كاق ه ٍ كمدّْ٨نا إليهم باٟنً ً بات ٍ مددت يديٍك ٥نو٨نيو اختفاءن يواركا فيو تلك اٞن ٍكر ً ً مات عن أ ٍف بطن ي األرض ٍ كٞنا ضاؽ ي ي عليك اليوـ صوت النٌائً ً حات اٛنو قربؾ كاستعاضوا أصاركا َّ اٟناط ً ألنَّك نيصب ىطٍ ًل ً بلت فأقوؿ تيسقى كما لك تيربةه ي ٍ يك الفؤ ًاد الرائً ً بترب ً حات عليك ٓنيَّة الر٘ن ًن ٍترتل ٌ اظ ً اس كح َّف و لًعظٍ ًمك يف النُّػ يف ً ثقات تبات تيرعى وس ي ُنير و ي كذلك يكنت أياـ اٜنياةً وقد حولك النًنا يف ليبلن كتي ي ً ما أٗنل العبار ً األبيات ،كما أنٍػبى ىل ىذهً اٞنثيل ،كما أضخم ىذهً اٞنعاٍل . ات ،كما أٗنل ي أٗنلها من و أكٚنة ،كما أحسنها من تًيجاف !! ا﵁ ما ٍ
ال حتزن
213
كددت كا﵁ً أنين دمعت عيناه كقاؿ : عضد الدكلة الذم قتلوي ، ٞنَّا ٚنع ىذه األبيات ي ٍ ي قيتلت ً يف . لت َّ ت ،كقيً ٍ كصلٍب ى ي ي ١نمد بن و الطوسي يف ً فيقوؿ أبو ٕناـ يرثيو : ٘نيد سبيل ا﵁ً ،ي ُّ قتل ي ي كيي ي فليس لًع و ً ض ماؤىا عي ٍذ ير األمر فليجل كذا اٝنطب كليىػ ٍف ً َّ ٌن مل يف ٍ ٍ ىٍ ي دح ي تيوفّْ ً كأصبح يف يش و فر ١نم ود يت ي اآلماؿ بعد َّ السف ًر َّ غل عن َّ الس ي ضير ترد ثياب اٞنوت ي٘نٍران فما ىد ىجى َّ من يسٍن يد وس يخ ٍ الليل إال كىي ٍ ٟنا ي ً إىل آخ ًر ما قاؿ يف تلك القصيدةً اٞناتً ً عة ً ، يلت عها فسم اٞنعتصم ،كقاؿ :ما مات من ق ٍ ي فيو ىذهً األبيات . ي سبللة قيتيبة ب ًن مسل وم ً كرأيت كر٬نان آخر يف ً القائد الشه ًًن ،ىذا الكرَلي بذؿ مالو كجاىوي ، ي ككاسى اٞننكوبٌن ،ككقف مع اٞنصابٌن كأعطى اٞنساكٌن ،كأطعم اٛنائعٌن ،ككاف مبلذان أحد الشعراء : للخائفٌن َّ ، فلما مات ،قاؿ ي مضى ابن و ً مادح سعيد حٌن مل يبق مش ًر هؽ كال مغ ًر ه ب غبلَّ لوي فيو ي ي اضل كف ً ً على ً فائح ّْو الناس حّت غيَّبٍتوي َّ كما ي الص ي كنت أدرم ما فو ي كأصبح يف و ً ً حاصح الص األرض ضيّْ وق ٜند ًمن يق َّ ك ٍ كانت بو حيٌان تض ي ي سأبكيك ما فاضت دموعي فإ ٍف ً فحسبيك مين ما ًْن ُّن اٛنوابً يح ض تف ٍ ٍ ٍ فما أنا ًمن رزو كال بسركور بعد موتً ً ًح ر فا ك ع ز جا جل ف كإ ء ٍ َّ ٍ يٍ ه ي على و أحد إال عليك النَّوائً يح حي سواؾ كمل ت يق ٍم كأ ٍف مل ي٬ن ٍ ت ّّ ً اٞندائح قبل فيك لقد مت فيك اٞنراثي كذ ٍكيرىا ٍ لئن عظي ٍ ٍ ي عظمت م ٍن ي ً كيسجل يف دف ًرت ً ً فيقوؿ : ص ًر، يكتب تاريخ الزماف اٚنو ي ّْ اٝنصيب أم ًًن م ٍ كىذا أبو نواس ي فأم و ً تزكر ببلد اٝنصيب ركابينا إذا مل يتزٍر أرض َّ َّ بعدىن ي حل دكنو جود كال َّ اٛنود ي فما جازهي ه لكن يسًني ي ك ٍ حيث يسًني فّت يشرتم حسن الث ً َّناء ّنالً ً كيعلم َّ تدكر و أف الدَّائرات ي يٍ ي ن ً ً اٝنصيب ،كال من ً ً أيامو إال ىذه األبيات . من حياة ٍ الناس ٍ مث ال يذ يكير ي *********************************************
214
ال حتزن
وقف ـ ـ ـةٌ ِ (( َّ ِ ِ ومن طا تِك ما تح ُ مم لما م ْن شيتك ما ُ ول به بيمما وبين معاصيك ْ ، اللهم اق ْ ّْعما ب سما ِ ما وأبصا ِرنا تُبلُغُما به جمَّتك ،ومن اليقي ِن ما تُ ّْ هو ُن به ليما مصائب الدنيا ،ومتـ ْ من َّ أح ْييتما ْ ، وقوتِما ما ْ من َلَ َمما ُ ، وانص ْرنا لى ْ واجعلْه الوا ِرث مما ،واجع ْ ث رنا لى ْ ادانا ،وال تجع ْ مصيبتما في ديممِا ،وال تجع ِ ُّ الدنيا أكبر همما ،وال مبل ِ ل ِْمما ،وال يرحمما )) . تُملّْ ْط ليما بذنوبما ْ من ال ُ بن مقلة : قاؿ ُّ علي ي اشتملت على ً حيب القلوب اليأس إذا كضاؽ ٞنا ًبو َّ در َّ ٍ ي الص ي الر ي ً اٝنطوب أرست يف أماكنًها ت ك ٍ ك ٍأكطنت اٞنكارهي كاطمأنَّ ٍ ي ً كال أغىن ًُنيلتً ً يب ر األ و ا كجه ُّر الض النكشاؼ كمل تر ن ّْ ي أتاؾ على قيػني ً ً ب ث وطك منوي ىغ ٍو ه يب اٞنيستجي ي ٬ني ُّن بو القر ي ً يب تناىت اٜنادثات كإف كيك ُّل ه ٍ فموصوؿ ّٔا فر هج قر ي ****************************************
رب ال ي ْلِم وال يـ ْه ِ ض ُم ّّ ُ َ
ً موعود ا﵁ً ،إذا علمت َّ أف يف السماء ٪نق لك أ ٍف تى ٍس ىع ىد ،كأ ٍف هتدأ كأ ٍف تسكن إىل أال ُّ ربٌان عادالن ،كحكمان يمنصفان ،أدخل امرأةي اٛننة يف و كلب ،كأدخل امرأ نة النار يف ًىَّرة . فتلك امرأةه بغي من بين إسرائيل ،سقت كلبان على و ظمأ ،فغفر ا﵁ي ٟنا كأدخلها اٛننة ٞ ،نًا ٍ ّّ ٍ ً إخبلص ً العمل ﵁ً . من قاـ يف قلبًها ٍ كىذهً حبست قطَّةن يف غي و ً خشاش من ها ت ك تر كال ، ها ت سق كال ، ها ت أطعم ىي ال ، رفة ٍ ٍ ٍ تأكل ٍ ي ً األرض ،فأدخلها ا﵁ي النار . تعلم أنو سبحانو كتعاىل ٩نزم على ً ثيب على ثلج صدرؾ ي فهذا ينفعيك كيي ي القليل ،كيي ي ُنيث ي ً ً كافئ عبدهي على اٜنق ًًن . العمل الصغًن ،كيي ي
215
ال حتزن
ِ كعند ّْ البخارم مرفوعان (( :أربعون ْ صلةً ،أ الها ممحةُ العم ِز ما من ام ٍ يعم ُ ال ذَ َّرةٍ ٍ بلصلة ممها رجاء مو ِ ودها وتصديق ثوابِها إال أد له اهللُ الجمة )) ﴿ فَ َمن يَـ ْع َم ْ ِمثْـ َق َ المـيّْئَ ِ ال َذ َّرةٍ َشراً يـرهُ ﴾ ﴿ ،إِ َّن الْحممَ ِ ات ﴾ . َ ْيراً يَـ َرهُ{َ }7وَمن يَـ ْع َم ْ ِمثْـ َق َ ات يُ ْذ ِه ْب َن َّ ّ ََ ََ مكركب ،ك ً و اس ًق ظامئان ،كعي ٍد ك ، ا مظلوم انصر ك ، ا ١نركم أعط عن ن ن أطعم جائعان ،ك ٍ ّْفر ٍج ٍ ٍ ٍ اس مصابان ،كقي ٍد أ ٍيعمى ،ك ً مريضان ،كشيّْع جنازنة ،كك ً أرش ٍد تائًهان ،كأكرـ ضيفان ،كبًَّر جاران ، كاحرتـ كبًنان ،كارحم صغًنان ،كاب يذ ٍؿ طعامك ،كتصد ٍ ً بدر ً٨نك ،ك ً ف أذاؾ أحس ٍن لفظك ،كيك َّ ٍ َّؽ ٍ ٍ ،فإنو صدقةه لك . ً من أعظ ً َّ ٩نلب السعادة ،كانشراح ما م ، السامية الصفات إف ىذه اٞنعاٍل اٛنميلة ،ك ٍ ي الغم كالقلق كاٜنزف . اٟنم ك ّْ كطرد ّْ الصد ًر ،ى الشارةً ،طيّْب الر ً ً ائحة ىح ىس ىن الذ ٍك ًر ، ﵁ ًد ُّر اٝنيلي ًق اٛنميل ،لو كاف رجبلن لكاف ىح ىس ىن ٌ باسم ً ً الوجو . ********************************************
اكتب ت ريلك بَم ْف ِمك ْ
و كنت جالسان يف اٜنرًـ يف شدَّةً اٜنر ،قبل صبلةً الظه ً شيخ كبًنه ، فقاـ ، بساعة ر رجل ه ي ٌ ه ى الناس ً البارد ،فيأخ يذ بيدهً باٞناء ً كأخذ ي ً ً من ، ا كوب سرل الي كيف ، ا كوب مىن الي على ر باش ن ن ي ي كيسقيهم ٍ ي ي ي ً شارب ،عاد فأسقى جارهي ،حّت أسقى فًئامان من ً كعىرقيو الناس ،ى ماء زمزـ ،فكلَّما شرب ه الشيخ الكب ًًن ،فعجبت من ً يتصبَّب ،كالناس جلوس كلّّ ينتظر دكره ليشرب من ً جلدهً يد ىذه ً ي ٍ ٍ ه ي ي ي ً كمن حبّْو للخ ًًن ،كمن إعطائًو ىذا اٞناءى ً كعلمت َّ يتبس يم ، للناس كىو َّ ي كمن ص ًربه ٍ ٍ أف اٝنًن يسًنه يسره ا﵁ عليو ،ك َّ ً أف ﵁ً ّْادخار و سهلوي ا﵁ي عليو ،ك َّ ات من من َّ من َّ ي أف ف ٍع ىل اٛنميًل ىس ٍه هل على ٍ على ٍ أف ا﵁ ي٩نرم الفضائل كلو كانت قليلةن على ً ً ً يد و أناس ٍ من عباده ،ك َّ ي اإلحساف ،ي من يشاءي ٍ ٬ننحها ٍ خًنين ٪ ،نبُّوف اٝنًن ً لعباد ا﵁ً ،كيكرىوف الشََّّر ٟنم . ّْ ٍ ً للرسوؿ . ض نفسو للخط ًر يف اٟنجرةً ٘ ،نايةن أبو بكر ّْ يعر ي
216
ال حتزن
يناـ جائعان ،ليشبع ضيوفو . كحامتي ي كأبو عبيدة يسهر على ر ً احة ً جيش اٞنسلمٌن . ي
نياـ . كعمر ي الناس ه يطوؼ اٞندينة ك ي ي الرمادة ،لييطعم الناس . كيتلول من ً اٛنوع عاـ َّ يح ود ،ليقي رسوؿ ا﵁ً . كأبو طلحة يتلقى السهاـ يف أ ي اٞنبارؾ ي ً كابن ً ً باشير على ً صائم . ي الناس بالطعاـ كىو ه ي كمضوا يعدُّكف الثناء خلودا ذىبوا يركف الذكر عمران ثانيا ﴿ ويط ِْعمو َن الطَّعام َلَى حبّْ ِه ِمم ِكيماً ويتِيماً وأ ِ َسيراً ﴾ . ََ ُ ْ ََ َ َُ ُ ********************************************
لكالم ِ أنْ ِ ت ِ اهلل ص ْ
ً كتاب ربّْك ،تبلكنة ي٣نتعةن حسنةن مؤثّْرنة من ً باإلنصات إىل ً كتاب ا﵁ً ، ىدّْئ أعصابك ٍ ً كجل ،كتيضفي على ٠نوود ىح ىس ًن الصوت ،تصليك على رضو ًاف ا﵁ً َّ من قار وئ ّْ عز َّ تسمعيها ٍ ً نفسك السكينة ،كعلى قلبًك يقينان كبردان كسبلمان . ً من سواهي ،ككاف كاف ُّ من غ ًًنه ،ككاف يتأثػَّير إذا ٚنع القرآف ٍ ٪نب أ ٍف يسمع القرآف ٍ عليو ،كقد أينزؿ ً يطليب من أصحابًو أ ٍف يقرؤكا ً تاح . فيستأنس عليو القرآ يف ىو ، ي ي ٍ ك٫نشع كير ي ي فيو أسونة أ ٍف يكوف لك دقائق ،أك كقت من ً الليل ،تفتح ً إف لك ً اليوـ أك ً َّ فيو اٞنذياع أك ه ي ي كجل . مسجبلن ،لتستمع إىل القار ًئ الذم يعجبيك ،كىو يتلو كبلـ ا﵁ً َّ عز َّ ٌ ً ضجة اٜنياةً كبلبلة ً َّ كىد قيواؾ ، كفيل بإزعاجك ّْ ، إف َّ الناس ،كتشويش اآلخرين ،ه ً كبتشتيت خاط ًرؾ .كليس لك سكينةه كال طمأنينةه ،إالَّ يف ً كتاب ربّْك كيف ذك ًر موالؾ : ِ ِ ِ َّ ِ ِ ِ ِ وب ﴾ . ين َممُواْ َوتَط َْمئ ُّن قُـلُوبُـ ُهم بِذ ْك ِر اللّه أَالَ بِذ ْك ِر اللّه تَط َْمئ ُّن الْ ُقلُ ُ ﴿ ا لذ َ ً و من سورةً النساء ،فيبكي حّت تنهمر دموعيو على يأمر ابن مسعود ،فيقرأ عليو ٍ ي
حمبُك اآلن )) . خدّْه ،ي كيقوؿ ْ (( :
ال حتزن
217
ً الصباح (( : فيقوؿ لو يف ٬نر بأِّب موسى ً نصت لوي ،ي ّْ ك ُّ األشعرم ،كىو يقرأي يف اٞنسجد ،فيي ي لو رأيتمي البارحة وأنا أستمع لقراءتِ تستمع أعلم يا رسوؿ ا﵁ أنك لو : موسى أبو قاؿ ، ) ) ك ُ ي ي يل ٜ ،نبَّػٍرتيوي لك ٓنبًنان . اك من كر ًاء بأّا ،كىي تقرأي ﴿ َه ْ أَتَ َ عند ابن أِّب حامت ُّ ٬نر بعجووز ،فيينصت إليها ٍ يث الْغَ ِ فيقوؿ (( :نعم أتاني ،نعم أتاني )) . كتكريرىا ،ي َح ِد ُ تعيدىا ّْ اشيَ ِة ﴾ ،ي ً َّ لئلنصات طبلكنة . لبلستماع حبلكنة ،ك إف ً و أحد ال يكتاٌ ً من ي ب البلمعٌن اٞنسلمٌن سافر إىل أكربا ،فأُنر يف سفينة ،كر ي كبت معو امرأةه ٍ ً اٛنمعة مع زمبلئًو ،فقاـ كمن قه ًر تيتو ،فأدركٍتو صبلةي يوغسبلفيا ،شيوعيَّةه َّفر ٍ من ظيل وم ٍ ت ٍ فخطبهم ،مث صلَّى ّٔم كقرأ سورة األعلى كالغاشية ،ك ً نصت كانت اٞنرأةي ال ي ْنيد العربية ٍ ، كانت تي ي ٍ َّغمة ،كبعد الصبلةً سألت ىذا الكاتب عن ىذهً ً إىل الكبلـ كإىل اٛنر ًس كإىل الن ً اآليات ؟ ٍ ٍ فأخربىا أهنا من ً ٕنكين لغيت ألدعيوىا كجل ، كبلـ ا﵁ً َّ عز َّ ٍ فبقيت مدىوشةن مذىولةن ،قاؿ :كمل ٌ ت ا ِانس وال ِ َِّ اجتَم َع ِ ً ْج ُّن َلَى أَن يَْتُواْ بِ ِمثْ ِ َهـ َذا الْ ُق ْر ِن الَ يَْتُو َن ُ َ إىل اإلسبلـ ﴿ :قُ لئ ِن ْ َ ض ُه ْم لِبَـ ْع ٍ ض َ ِهيراً ﴾ . بِ ِمثْلِ ِه َولَ ْو َكا َن بَـ ْع ُ إف ً ً ً َّ النفوس. القلوب ،كىيبةه على األرك ًاح ،كقونة مؤثَّرنة فاعلةن على للقرآف سلطانان على ً عجبت و السلف األخبا ًر ،كمن اٞنتقدّْمٌن األبرارُّ ، اهندكا أماـ تأث ًًن القرآف ألناس من ي الصادقة النافذةً ﴿ :لَو أَنزلْمَا ه َذا الْ ُقر َن َلَى جب ٍ لَّرأَيـتَهُ َ ِ ً ،كأماـ إيقاعاتًو ً اٟنائلة اشعاً ْ َ َ ََ َ ْ ْ ص ّْد اً ّْم ْن َ ْشيَ ِة اللَّ ِه ﴾ . ُّمتَ َ ِ بن ال يفضيل بن و وه ْم إِنَّـ ُهم ٬نوت ٞنا ٚنع أباه يقرأي : عياض ﴿ َوق ُف ُ فذاؾ ُّ علي ي ي َّ اص ُرو َن ﴾ . َّم ْمئُولُو َن{ َ }24ما لَ ُك ْم َال تَـمَ َ ً و عاد عاد ،كما يي ي من ٚناعو آلية ،كيبقى مريضان شهران كامبلن يي ي كعمر رضي ا﵁ي عنو كأرضاهي ٍ ي ال أَو قُطّْع ْ ِ َن قُـر ناً سيّْـر ْ ِ ِ ض أ َْو ت بِه األَ ْر ُ ت بِه الْجبَ ُ ْ َ اٞنر ي ابن كث وًن َ ﴿ .ولَ ْو أ َّ ْ ُ َ يض ،كما ذكر ذلك ي ُكلّْ َم بِ ِه ال َْم ْوتَى ﴾ .
218
ال حتزن
ً كعبدا﵁ً بن و اجو َن فِي مر يوـ اٛنمعة فسمع غبلمان يقرأي َ ﴿ :وإِ ْذ يَـتَ َح ُّ كىب َّ ، ي ي فأيغمي عليو ،كنيقل إىل ً بيتو ،كبقي ثبلثة و الذىت . أياـ مريضان ،كمات يف اليوـ الراب ًع .ذى ىكىره ُّ ئ بسورةً الو ً كأخربٍل عامل أنو صلَّى يف ً ً الذىوؿ اقعة ،قاؿ :فأصابين من اٞندينة ،فقرأ القار ي ه أٓنريؾ بغ ًًن إرادةو مين ،مع و كمن ً َي الوجل ما جعلين ُّ بكاء ،كدم ًع غزي ور ﴿ .فَبِ ّْ اىتز مكاٍل ،ك َّ
المَّا ِر ﴾ ...
ح ِد ٍ يث بَـ ْع َدهُ يُـ ْ ِممُو َن ﴾ . َ
ً ً ّنوضوعنا ع ًن السعادةً ؟! اٜنديث لكن ما عبلقةي ىذا ك ٍ إف التشويش الذم يعيشو اإلنسا يف يف األرب ًع كالعشرين ساعةن كفيل أ ٍف ي ً َّ فقده كعيوي ،كأف ي ه ي و ً من ييقلقو ،كأف ييصيبو باإلحباط ،فإذا ىر ىج ىع كأنصت ى كٚنى ىع كتدبَّر كبلـ اٞنوىل ،بصوت حس ون ٍ كقرت ببلبلو ،كسكنت لو ً اع يجو .إنين شده ، قار وئ خاش وع ،ثاب إليو ير ي كعادت إليو نفسوي ٍ َّ ، ٍ ٍ ي و ً كسعادهتم كار ً ً ً أ َّ تياحهم ،ككتبيوا يف هم يحذرؾ ّٔذا الكبلـ ٍ ٍ عن قوـ جعليوا اٞنوسيقى أسباب أينس ٍ منهم َّ بأف أٗنل األكقات كأفضل الساعات يوـ يينصت إىل اٞنوسيقى ، ذلك يكتيبان َّ ، كتبجح كثًنه ٍ إف ال يكتَّاب الغربيٌن الذين كتبوا عن السعادةً ً كطرد ً من عو ً بل َّ امل السعادةً اٞنوسيقى ي القلق ٩نعلوف ٍ ٍ صالَتُـ ُهم ِ م َد الْبـ ْي ِ ص ِديَةً ﴾ َ ﴿ ،س ِامراً تَـ ْه ُج ُرو َن ﴾ . ت إِالَّ ُم َكاء َوتَ ْ َ َ ﴿ .وَما َكا َن َ ْ ً ١نرـ ،كعندنا اٝنيػر الذم نزؿ على و َّ دؽ ١نمد ، ك ّْ الص ي بديل آمث ،كاستماعه َّ يٍ إف ىذا ه كجل َ ﴿ :ال ي ْتِ ِيه الْب ِ اط ُ ِمن بَـ ْي ِن يَ َديْ ِه َوَال اشد تضمنو كتاب ا﵁ً َّ اٜنكيم ،الذم َّ كالتوجيوي َّ عز َّ الر ي َ َ ي ِ يم ح ِم ٍ ِ ِِ يد ﴾ . م ْن َ لْفه تَم ِزي ٌ ّْم ْن َحك ٍ َ ِ ً يض ِم َن َّ الد ْم ِع ِم َّما شرعي ّّ سين ﴿ تَـ َرى أَ ْيُـمَـ ُه ْم تَف ُ ١نمدم ّّ فسماعهنا للقرآف ٚناعه إ٬ناٍلّّ ّّ ِ يقوـ بو إال اٛنى ىهلةي كاٜنمقى ْح ّْق ﴾ ،كٚناعيهم للموسيقى ٚناعه الهو ه َ َرفُواْ م َن ال َ عابث ،ال ي السفهاء من ً ِ يث لِي ِ َّاس من ي ْشتَ ِري لَ ْهو ال ِ ِ ض َّ َن َسبِي ِ اللَّ ِه ﴾ . ْحد ُ َ َ الناس ﴿ َوم َن الم ِ َ َ ك ُّ ي *****************************************
ِ ولكن المعادة يبحث ِن ُ ك ّّ ْ
ال حتزن
219
أخاذه َّ اب للعا ًمل جم الفائدةً َّ ، كتاب ُّ ّْ كتاب بعنواف ( ليطٍ ي جذ ه ف التدب ًًن ) كىو ه اإلسكايف ه ً الريادةً ،فإذا الكبلـ فيو مؤدل ب َّ ، ي البحث عن السيادةً كالسعادةً ك ّْ ي جبلَّ ه اٞنكر كالدىاءي االحتياؿ ك ي الرؤساء ،ك ً اٞنلوؾ ك ً ً السياسة ،كأفانٌن من االلتو ًاء ،فىعَٟنا كثًن من ً األدباء ب من ،ى ي كضٍر ه ىن ه ً ً كالشعر ًاء ً ، كبعض العلماء ،كلُّهم ير ي يد أ ٍف يهدأ كأ ٍف يرتاح ،كأ ٍف ٪نصل على مطلوبو ،حّت إنٌوي ً الكتاب : من عناكي ًن ىذا ٍ ً يف ً لطف التدب ًًن ،تسكًن ش ٍغ و يً و اٞننهزـ يف ب، يفعل ي ي كإصبلح نفار أك ذات ٍبٌن ،ماذا ي ً ً األعداء ،مكاي ىدةي صغ وًن لكب وًن ،يف دف ًع مكركهو و بقوؿ ،يف دف ًع مكركهو ّنكركهو ،يف دف ًع مكائد ي ى ً و و ً و و ً من سالًب مكركه بليطف ،يف ليطف التدب ًًن يف دف ًع مكركه ،يف يمداراة سلطاف ،يف االنتقاـ ٍ ً اٝنبلص من نًٍق و مة يف الفٍت ً م و إلخفاء غ ًًنه .إىل آخ ًر تلك ك كاالحرتا ًز منيو يف إظها ًر أم ور لك ،يف ي ً ٍ األبو ً اب . ً ً ككجدت َّ منهم م ًن اىتدل لكن ك ، االطمئناف ك ة السعاد هم يبحثوف ع ًن ي ٍ قليل ٍ أف اٛنميع كلَّ ٍ ه الكتاب ً ً بثبلث فوائد : كخرجت من لنيلًها . ي ككفّْق ٍ إىل ذلك ي ً من مل ً األولى َّ : احو أتراحان ، ٩نعل ا﵁ نصب عينيو ، عادت فو ي ٍ ائده خسائر كأفر ي أف ٍ و ث الَ يَـ ْعلَ ُمو َن ﴾ . كخًناتيو نكبات ﴿ َسمَ ْمتَ ْد ِر ُج ُهم ّْم ْن َح ْي ُ الناس يف غ ًًن الشر ً ِ الص ٍعبة اليت يسعى إليها كثًنه من ً يعة ً ، الثانية َّ : لنيل أف الطرؽ اٞنلتوية َّ السعادةً ٩ ،ندكهنا – بطيرو ا﵀مدم َ ﴿ ،ولَ ْو أَنَّـ ُه ْم فَـ َعلُواْ َما ب – يف طريق الشرًع ك ل أسه ؽ ّْ أقر ى ى ى ى ي ِ كخٍيػىر اآلخرةً . يُو َ ُو َن بِه لَ َكا َن َ ْيراً لَّ ُه ْم َوأَ َش َّد تَـثْبِيتاً ﴾ فينالوف ىخٍيػىر الدنيا ى ِ الثالثة َّ : صنعان ، ذىبت أف أيناسان ٍ كىم يظينُّوف أهنم ي٪نسنوف ي عليهم دنياىم كأخراىم ٍ ، ٍ الصحيح الذم بعث اضهم عن الطر ًيق ً السبب إعر ي ظفركا ّٔذه كال بتلك ،ك ي كينالوف سعاد نة ،فما ي ك ِ اٜنق ،ي طلب ّْ ص ْدقاً كقوؿ الص ٍد ًؽ َ ﴿ ،تَ َّم ْ ت َربّْ َ ت َكلِ َم ُ ا﵁ي بو ير يسلىوي ،كأنزؿ بو كتبو ،كىي ي و َ ْدالً الَّ ُمبَد ِ ّْل لِ َكلِ َماتِِه ﴾ . َ كامت ،كىم ً ً جامثه فصرخ : ّّ أحد الوزر ًاء يف ٟنوهً كطربًو ،فأصابو ّّ كاف ي غم ه فهذا العيش ما ال خًن ً فيو موت ييباعي فأش ًرت ًيو أال ه ي
ال حتزن
إذا أبصرت قربان من و كددت لو أنين ٣نَّا يليً ًو بعيد ي ي تصدَّؽ بالوفاةً على ً أال ً أخيو اٞنهيمن ن ٍفس يحٍّنر رحم ي **************************************
220
وقف ـ ـةٌ الر ً ألف ًمن ً ً حاؿ َّ ً خاء :أم يف ً ٚنة اٞنؤم ًن « فليي ٍكثً ًر الدُّعاء يف َّ الرفاىية كاألم ًن كالعافية ؛ َّ ٍ ٍ الشاك ًر ً ً ً ِنبلؼ الكاف ًر الرمي ،كيلتجئ إىل ا﵁ً ٍقبل االضطرا ًر ، قبل الشهم يش ر ي ف أ ، اٜنازـ ٍ ٍ س ِْ ض ّّر َد َا َربَّهُ ُممِيباً إِلَْي ِه ثُ َّم إِذَا َ َّولَهُ نِ ْع َمةً ّْم ْمهُ نَ ِم َي الغت ﴿ َوإِذَا َم َّ نما َن ُ َّقي كاٞنؤم ًن ّْ الش ّْ اا َ َما َكا َن يَ ْد ُو إِلَْي ِه ِمن قَـ ْب ُ َو َج َع َ لِلَّ ِه أَن َداداً ﴾ . َّدائد كالغ ً ً موـ ،أ ٍف ال يفعل ً بقلبو ًَ كلسانًو ع ًن يد النجا ىة ًم ٍن َّ كرطات الش ً ي من ير ي فتعٌن على ٍ ً االبتهاؿ إليو كالثَّناء عليو ،إذ اٞنراد بالدعاء يف باٜنم ًد ك َّوج ًو إىل حضرةً ّْ الت ُّ س– ٍ اٜنق – تق ٌد ى الرخاء – كما قالو اإلماـ اٜنليمي – دعاء ً الثناء كالشُّك ًر كاالعرت ً ً التوفيق اؼ باٞنًنن ،كسؤ ًاؿ
اٞنعونة كالت ً ً ك ً َّأييد .كاالستغفا ًر لعو ً ارض التَّقص ًًن َّ ، فإف العبد – كإ ٍف ج ًهد – مل يي ّْ من وؼ ما عليو ٍ بتمامها ،كمن غفل عن ذلك ،كمل يبلحظٍو يف زم ًن ًص َّحتً ًو كفر ً حقوؽ ا﵁ ً ً صدؽ اغو ك ٍأمنً ًو ،فق ٍد ى ىى ي ٍ ٍ ِ ِ ِِ ِ اه ْم إِلَى الْبَـ ّْر ّْين فَـلَ َّما نَ َّج ُ ين لَهُ الد َ عليو قوليو تعاىل ﴿ :فَِإ َذا َركبُوا في الْ ُفلْك َد َ ُوا اللَّهَ ُم ْللص َ إِ َذا ُه ْم يُ ْش ِرُكو َن ﴾ » . **************************************
وجحيم نعيم ٌ ٌ
ئيس كزر ًاء فرنسا يف يحك ًم الر ً الصحف العاٞنيةي خربان عن انتحا ًر ر ً ئيس ميرتاف ، نشرت ٍ ي عليو غارنة من الن ٍق ً الصحف الفرنسية شنَّت ً ً ً السبب يف ذلك َّ فلم ، يح ر َّج ت ال ك م ت الش ك د أف بعض ً ٍ ٍ ٍ ك ي فأزىى ىق ٩ن ٍد ىذا كن إليو ،فبادر ٍ اٞنسكٌن إ٬نانان كال سكينةن كال استقراران ي ي يعود إليو ،كمل ٩ن ٍد ٍ من ير ي كحو . ير ى
221
ال حتزن
ً الربانيَّ ًة اٞنتمث ً ً َّ َّلة يف قولًًو إف ىذا الرجل اٞنسكٌن الذم أقدـ على االنتحا ًر مل يهتد باٟنداية ٌَّ ض ُّروُك ْم إِالَّ أَ ًذى ﴾ ، ض ْي ٍق ّْم َّما يَ ْم ُك ُرو َن ﴾ كقولًو سبحانو ﴿ :لَن يَ ُ سبحانو َ ﴿ :والَ تَ ُ ك فِي َ ً اصبِ ْر َلَى َما يَـ ُقولُو َن َو ْاه ُج ْرُه ْم َه ْجراً َج ِميالً ﴾ َّ ، اٟنداية ، ألف الرجل فىػ ىق ىد مفتاح كقولو َ ﴿ :و ْ شاد ﴿ :من ي ْ ِ الر ً الس ً ِ ي لَهُ ﴾ . داد كسبيل َّ كطريق َّ َ ُ ضل ِ اللّهُ فَالَ َهاد َ ً باٟنم ك ً ً لكل يمثٍ و َّ ضفاؼ النه ًر ، باٛنلوس على اٜنزف ،أ ٍف يأمركه قل ّْ من كصايا اآلخرين ّْ إف ٍ لج . كيستمتع باٞنوسيقى ،كيلعب النػٍَّرد ،كيتز ًَّف على الثٍ ً و ً اإلسبلـ ،كأىل العبوديًَّة َّ ً ً ً من لكن كصايا أىل اٜنقة :جلسةه بٌن األذاف كاإلقامة يف ركضة ٍ ٍ ى ً ً كىتاؼ ً ياض اٛنن ً ً ر ً بالقضاء كالقد ًر ،كرضان ّنا قسم ا﵁ي ، كتسليم ، األحد احد و ال ر ك بذ ، َّة ه ه جل كعبل . كتؤُّك هل على ا﵁ً َّ ************************************
ص ْد َر َك ﴾ ﴿ أَلَ ْم نَ ْش َر ْح لَ َ ك َ
نىػزىؿ ىذا الكبلـ على ً رسوؿ ا﵁ً َّ قت فيو ىذهً الكلمةي ،فكاف سهل اٝناط ًر ، فتحق ٍ ى ي ً ً ً القلوب ، ميسران يف أموًرهً ،قريبان من حي العاطفة َّ ، اش الفؤاد َّ ، منشرح الصد ًر ،متفائبلن ،جيَّ ى الناس يف و و عظمة ،دانيان من ً ٚنو ،مألوفان للحاضر بسيطان يف ىيبة ،متبسمان يف كقا ور ،متحبباي يف ٍّن عة ،غزير ً ش ً يهش للد ً جم اٝنلي ًق ،ط ٍلق اٞنحيَّا ،مشرؽ الط ٍل ً للقادـ ُّعابة ،كيىػبى ُّ اٜنياء ُّ ، كالبادم َّ ،ي ى ً ً ً ي ً ً ً ٫نلد كال ، اإلحباط يعرؼ كال ، اليأس يو رت يع ال ، ة ي بان الر بات باٟن َّ َّ ،مسركران بعطاء ا﵁ ،جذالي ي ي ي إىل التَّخ ً ً ً َّعمق كالتَّشدُّؽ ،كالتَّفٍيػ يهق الفأؿ و عجب كي ، بالقنوط يعرتؼ كال ، يل ذ ي اٜنسن ،كيكرهي الت ُّ ي ٍ ي ي ي كالتَّكلُّف كالتَّنطُّع ؛ ألنو صاحب و رسالة ،كحامل مبدأ ،كقدكةي أ َّيم وة ،كأيسوةي و أجياؿ ،كمعلّْ يم ي ي ي و كُنر عطايا ،كمش ًر يؽ نوور . شعوب ُّ ، كرج يل ٠نتم وع ،ككٍنز يمثي ول ،ىٍ كرب أسرةو ،ي ك٠ن ىم يع فضائل ،ي و ص َرُه ْم َواألَ ْغالَ َل الَّتِي ميسر للييسرل ، ،كإنو بإ٩نا وز ﴿ َويَ َ ض ُع َ ْمـ ُه ْم إِ ْ إنو باختصار :ه ت َلَي ِهم ﴾ أك بعبارةو أخرل ﴿ :رحمةً لّْلْعالَ ِمين ﴾ ككفى !! ﴿ َش ِ اهداً َوُمبَ ّْ شراً َكانَ ْ ْ ْ َْ َ َ َ َونَ ِذيراً{ َ }45و َدا ِ ياً إِلَى اللَّ ِه بِِإ ْذنِِه َو ِس َراجاً ُّممِيراً ﴾ .
222
ال حتزن
اٞننطق ً أىل ً ند يؽ ً َّ عبيد الدنيا ، عارض الرسالة َّ اٞنيسرة السهلة :تنطُّ يع اٝنوارًج ،كتز ي إف ٣نا يي ي ِِِ ِ َّ ِ ً كا٥نر ي ْح ّْق بِِإ ْذنِِه َواللّهُ ين َممُواْ ل َما ا ْ تَـلَ ُفواْ فيه م َن ال َ اؼ مرتزقة األفكار ﴿ فَـ َه َدى اللّهُ الذ َ صر ٍ يـ ْه ِدي من ي َ ِ ِ اط ُّم ْمتَ ِق ٍ يم ﴾ . َ َ َ شاءُ إلَى َ ******************************************
ِ الحياة الطَّيّْ ِبة مفهوم ُ
ً ً ً اٜنديدية أ ٍف القضباف من كر ًاء ي يقوؿ ي أحد أذكياء اإلنكلي ًز :بإمكانك كأنت يف السج ًن ٍ فتش َّمها كتبتسم ،كأنت مكانك ،كبإمكانًك كأنت من جيبًك ي تنظيىر إىل األيفي ًق ،كأ ٍف ئنٍرًج زىرةن ٍ القص ًر على الديباج كاٜنري ًر ،أ ٍف َّ من بيتًك كأسرتًك يف ٍ ٓنتد كأ ٍف تغضب كأ ٍف تثور ساخطان ٍ كأموالًك . اإل٬ناف ،كيف ً الديَّ ً ً الزماف كال يف ً ليست يف ً اف ،كيف اٞنكاف ،كلكنَّها يف طاعة ى إذ ٍف السعادةي ٍ ً ً فأضفت على الركح انبعثت السعادةي ، اليقٌن فيو ، الر َّ ب ،فإذا َّ ١نل نظ ًر َّ القلب ُّ ٍ استقر ي القلب .ك ي ً فصارت على الظّْر ً كعلى ً كبطوف األكدية اب فاضت على اآلخرين ، النفس انشراحان كارتياحان ،مثَّ ٍ ٍ ً كمنابت الشج ًر . أ٘ند بن حنبل عاش سعيدان ،ككاف ثوبو أبيض مرقَّعان ٫ ،نيطيو ً ثبلث غي و رؼ بيدهً ،كعندهي ي ي ي ي ٩ند إال كًسر اٝنيب ًز مع الز ً من ط و يت ،كبقي حذاؤه – كما قاؿ اٞنرتٗنوف عنوي – ٌن يس يكنها ،كال ي ى ٍ ٍ مرنة كيصوـ غالب ً األياـ ،يذرعي الدنيا سبع عشرة سنةن يرقّْعها ك٫نيطيها ، كيأكل اللحم يف شه ور َّ ي ي ً ذىابان كإيابان يف طلى ً ثابت ب اٜنديث ،كمع ذلك كجد الراحة كاٟندكء كالسكينة كاالطمئناف ؛ ألنوي ي القدـ ،مرفوع ً عارؼ ّنص ًًنه ،طالب لثو و اب ،و و اغب يف اٟنامة ،ه ي عامل آلخرةو ،ر ه ه ساع ألجر ،ه جن وَّة . ً كل اثق ،ك ككاف اٝنلفاءي يف عهده – الذين حكموا الدنيا – اٞنأمو يف ،كالو ي ي اٞنعتصم ،كاٞنتو ي ات عندىم البنود ك ي الذىب كالفضةي ك ي ات كالعقار ي األعبلـ كاألكٚنةي كالشار ي اٛننود ،ك ي القصور كالد ي ي ُّكر ك ي كغم ،كيف قبلقل ، ض ٍوا ى ىم ٍّن حياهتم يف ٍّن كمعهم ما يشتهوف ،كمع ذلك ي عاشوا يف ىك ىد ور ،كقى ى ٍ
ال حتزن
223
ات ً يتأكه يف سكر ً كحركب كثور و و كشغى و اٞنوت نادمان على ما َّفرط ، ب و ات ى كضجيج ،ي كبعضهم كاف َّ ي كعلى ما فعل يف ً جنب ا﵁ً . ً شيخ اإلسبلـ ،ال أىل كال دار كال أسرة كال ماؿ كال منصب ،عندهي غرفةه ابن تيمية ي ي َنانب جام ًع بين أمية يسكنها ،كلو رغيف يف ً اليوـ ،كلو ً ً كيناـ أحيانان يف ثوباف ّْ ي ي ه يغًن ىذا ّٔذا ،ي ً ً كسجنو خ ٍلوةه ،كإخراجوي صف نفسو :جنَّتيو يف صد ًره ،كقٍتػليو شهادةه ٍ ، لكن كما ىك ى اٞنسجد ،ك ٍ من ً ٌن ً ً كل ح و بإذف اإل٬ناف يف قلبً ًو بلدهً سياحةه ؛ ألف شجرة استقامت على يسوقًها ،تيؤيت أي يكلىها َّ ٍ ٍ ضيء ولَو لَم تَمممه نَار نُّور َلَى نُوٍر يـ ْه ِدي اللَّه لِمُوِرهِ ً ً ِ ُ رّّْٔا ٬نيدُّىا ز ي َ يت العناية الربانية ﴿ ،يُ ُ َ ْ ْ ْ َ ْ ُ ٌ ٌ َّ ِ اد ُه ْم ُه ًدى َمن يَ َ ين ْاهتَ َد ْوا َز َ شاءُ ﴾ َ ﴿ ،ك َّف َر َ ْمـ ُه ْم َسيّْئَاتِ ِه ْم َوأ ْ َصلَ َ بَالَ ُه ْم ﴾ َ ﴿،والذ َ ف فِي وج ِ ض َرَة الم َِّع ِ يم ﴾ . وه ِه ْم نَ ْ اه ْم تَـ ْق ُ َو تَ ُ واه ْم ﴾ ﴿،تَـ ْع ِر ُ ُ ُ ىناؾ ،كأتى بامرأتًو كبناتًًو الربذةً ،فنصب خيمتوي ى خرج أبو ٍّن ذر رضي ا﵁ي عنو كأرضاهي إىل َّ ،فكاف يصوـ كثًنان من ً كيتأم يل ،ال األياـ ،يذ يكير موالهي ،كيسبّْ يح خالقوي ،كيتعبَّ يد كيقرأي كيتلو َّ ي فة كقص و ٬نلك من الدنيا إال مشٍلةن أك خيمةن ،كقطعةن من الغن ًم مع صح و عة كعصا ،ز ىارهي أصحابيو ي ٍ ٍ أحتاجو من الدنيا ،كق ٍد أخربنا َّ أف أمامنا ذات يوـ ،فقالوا :أين الدنيا؟ قاؿ :يف بييت ما ي ف. ٩نيزىا إال اٞن ًخ ُّ عقبةن كؤكدان ال ي ي ٪نتاجو من الدنيا ٌ ،أما ما زاد على كاف منشر ىح الصد ًر ،كمنثلج اٝناط ًر ،فعندهي ما ي كغموـ . ك٨نوـ حاجتًو ، ه فأشغاؿ كتبً ه ه عات ه ً ذر كعن ذر يف القرف عن غير ًبة أِّب ٍّن قلت يف قصيدةو بعنواف :أبو ٍّن ي اٝنامس ىع ىشىر ،متحدّْثان ٍ يتحدث عن ً سعادتًو ،كعن كحدتًو كعزلتًو ،كعن ىجرتًو ً نفسو : بركحو كمبادئًو ،ككأنو ي أحسا باٞننايا َّدكٍل الطفت حّت َّ الط يفوٍل ىد ٍ َّد يهتم ىد ي ي ً اٜنق ن ٍفسا عزمي بت يف ّْ أنزليوٍل رك ي كب ٍ أركبيوٍل نز ي لت أر ي أطريد اٞنوت يم ٍق ًدمان فيي ّْ كىي ٍنع ىسى كاٞننايا ويل أجتاحها ٍ ي ي كتأسا كقالت الرماؿ بكت غربيت ي ٔنف َّ يا أبا ٍّن ذر ال ٍ ٍ قد ٍ أزؿ يف و يدسا شباب قلت ال خوؼ مل ٍ ًم ٍن يقيين ما ًم ُّ ت حّت أ َّ ي
ال حتزن
224
ًً أنا عاىدت ً َّ درسا صاحًت كخليلي ي كتلقٍن ي من أماليو ٍ ت ٍ ***************************************************
إذ ْن فما هي المعادةُ ؟!
(( كن في الدنيا ك نك غريب أو ابر سبي )) (( ،فطوبى للغر ِ باء )) . ْ ٌ ُ ً ليس السعادةي قصر ً عبداٞنلك ب ًن مركاف ،كال جيوش ً اٛنص ً ً اص ىاركف الرشيد كال يدكر اب ًن َّ ً ،كال كنوز قاركف ،كال يف ً ً حدائق قرطبة الشفاء الب ًن سينا ،كال يف ديو ًاف اٞنتنت ،كال يف كتاب ،أك بسات ً ٌن الزىر ًاء . .
ذات ً اٞنعيشة ،كزىادهً اٞنو ً السعادةي عند الصحابًة مع قلَّ ًة ً كش ّْح الن ً ً ً َّفقة كشظف اليد ، ارد ،ي
ً ً اٞنسيب يف ُّ البصرم صحيح ًو ،كعند اٜنس ًن تأٟنًو ،كعند البخارم يف السعادةي عند اب ًن ّْ كمالك يف مراقبتًو ،كأ٘ند يف ً كرع ًو ،و و كثابت البناٍلّْ يف الشافعي يف استنباطاتًو ، يف ًص ٍدقً ًو ،كمع ّْ ي ً ِ صةٌ فِي َسبِي ِ اللّ ِه َوالَ يَطَ ُو َن عبادتو ﴿ ذَلِ َ ب َوالَ َم ْل َم َ ك بَِنَّـ ُه ْم الَ يُصيبُـ ُه ْم َ َمٌ َوالَ نَ َ صٌ ِ ِ ِ ِ ِ صالِ ٌ ﴾ . ب لَ ُهم بِه َ َم ٌ َ َم ْوطئاً يَغي ُ الْ ُك َّف َ ار َوالَ يَـمَالُو َن م ْن َ ُد ٍّو نَّـ ْيالً إِالَّ ُكت َ ً شرتل ،كال كرد نة تي ىش ٌم ،كال بػيٌران يي ي كاؿ ،كال ٌبزان ليست السعادةي شيكان يي ي صرؼ ،كال دابةن تي ى نشر . يي ي السعادةي سلوةي خاط ور ٍّن ً يعيشو ،كراحةي و قلب ٝن وًن ي ٍكتنً يفو. اح صد ور ٞنبدأ ي ُنق ٪نمليو ،كانشر ي ً اٞنرغ ً اٞنسه ً الد ًكر ،ككثٍرةً بلت ك ّْ التوس ًع يف ُّ بات األشياء ،كٗنٍ ًع ّْ كنٌا نظي ُّن أننا إذا أكثٍرنا من ّّ ً ً التنغيص ؛ َّ كل اٟنم كال ىك ىد ًر ك ك نسعد كنفر يح ك٧نر يح كني ُّ سبب ّْ ألف َّ اٞنشتهيات ،أننا ي سر ،فإذا ىي ي و كغمو كضر ً َّعمَا بِ ِه أَ ْزَواجاً ّْم ْمـ ُه ْم َز ْه َرةَ ّٔمو ّْ شيء ّْ يبة كدّْهً كك ٍد ًح ًو ﴿ َوَال تَ ُم َّد َّن َ ْيـمَـ ْي َ ك إِلَى َما َمتـ ْ ْحيَاةِ ُّ الدنيَا لِمَـ ْفتِمَـ ُه ْم فِ ِيه ﴾ . ال َ َّ ٩ند يتلول من ً إف أكرب يمصلً وح يف العا ًمل ي رسوؿ اٟندل ١نم هد ، عاش فقًنان َّ ، اٛنوع ،ال ي دقٍ ىل التم ًر ُّ تياح ، يعلمو إال ا﵁ي ،كيف انشر واح كار و يسد جوعو ،كمع ذلك عاش يف نعي وم ال ي
225
ال حتزن
اغتباط ،كيف و ِ و انبساط ك و ك و ض َ ْه َر َك ىدكء ض ْعمَا َ َ كسكينة ﴿ َوَو َ مك ِوْزَر َك{ }2الَّذي أَن َق َ ث يَ ْج َع ُ ِر َسالَتَهُ ﴾ . ك َ ِ يماً ﴾ ﴿ ،اللّهُ أَ ْ لَ ُم َح ْي ُ َوَكا َن فَ ْ ض ُ اللّ ِه َلَْي َ ً كرهت أن اٜنديث يف ً الصحيح (( :البِ ُّر ُح ْم ُن ال ُللُ ِق ،وااثم ما حاك في صد ِرك و ْ
﴾﴿ ،
الماس )) . يطلع ليه ُ الرب راحةه للضم ًًن ،كسكو هف ً َّ بعضهم : إف َّ للنفس ،حّت قاؿ ي من ز ًاد الزما يف بو الرب أبقى كإ ٍف طاؿ َّ ُّ أقبح ما أكعيت ٍ كاإلمثي ي إف ا﵀سن صراحةن يبقى يف و البر طُم نيمةٌ ،وااثم ريبةٌ )) َّ . ىدكء كيف اٜنديث ُّ (( : الس ً ات كمن اٜنر ً األحداث كاٝنطر ً ً و كسكينة َّ ، ح ي ﴿ كنات ك كات س من كإف اٞنريب َّ مبُو َن ُك َّ َّ ْ َ َ يتوج ي َ ٍ ِ ب َّ ، فإف اٞنسيء َّ البد أ ٍف يقلق كأ ٍف يرتبًك كأ ٍف السبب أنو أساء ٍ فحس ي ص ْي َحة َلَْيه ْم ﴾ .ك ي يتوجس ًخيفةن . يضطرب ،كأ ٍف َّ ساء فًعل ً إذا ً يعتادهي ًم ٍن تىػ ىوُّى ًم اٞنرء ٍ كصدَّؽ ما ي ٍ ساءت ظنونيوي ي ِ َّ ين ك ُّ ٞنن أراد السعادة ،أ ٍف يٍ٪نسن دائمان ،كأ ٍف يتجنَّب اإلساءة ،ليكوف يف أم ون ﴿الذ َ اٜنل ٍ ِ ك لَ ُه ُم األَ ْم ُن َو ُهم ُّم ْهتَ ُدو َن ﴾ . يمانَـ ُهم بِ ُل ٍْم أ ُْولَـئِ َ مواْ إِ َ َممُواْ َولَ ْم يَـ ْلب ُ ٪نث السًن ،يثور الغبار من على ر ً يد سعد بن أِّب كقَّ و اص ،كق ٍد اكب ُّ أس ًو ،ير ي ي ي ٍ أقبل ر ه ً َّ٨ن ًاء ، الضجيج ،بعيدان ع ًن ضرب سع هد خيمتوي يف كبً ًد الصحر ًاء ،بعيدان ع ًن ً اىتمامات الد ٍ بنفس ًو كأىلً ًو يف خيمتً ً منفردان ً قطيع من الغن ً اكب فإذا ىو ابنيو عي ىمير ،فقاؿ ر ال فاقرتب ، م معو ، و ي ه ي ً شرؾ ،إٍل من ّْ الناس يتنازعوف اٞنلك كأنت ترعى غنمك .قاؿ :أعوذي با﵁ ٍ ابنيو لو :يا أبتاهي ،ي ً ً يقوؿ َّ (( : يحب أكىل ٚنعت الرسوؿ ي إن اهلل ُّ باٝنبلفة ّْ مين ّٔذا الرداء الذم َّ علي ،كلكن ي اللفي )) . َّقي َّ الغمي الت َّ العبد َّ ً أعظم من م ً لك كسرل كقيصر ؛ َّ ألف الدين ىو الذم يبقى معك إف سبلمة اٞنسل ًم بدينو ٍ ي ٍ ي تستقر يف ً جنات النعي ً َّ ض ز و ن فإ اٞننصب ك اٞنلك أما ك ، م ائل ال ١نالة ﴿ إِنَّا نَ ْح ُن نَ ِر ُ حّت َّ ي ث ْاألَ ْر َ ي ي ه َوَم ْن َلَْيـ َها َوإِلَْيـمَا يُـ ْر َجعُو َن ﴾ . *******************************************
ال حتزن
.
إليه يصع ُد الكلِ ِ َّ ب ي ط ال م َّ ُ ُ
226
كات الطَّيّْ ً الكلمات اٞنبار ً ً ً بات ،اليت عَّمهم إياىا صفوةي اٝن ٍل ًق كنوز من كاف للصحابة ه
ً كلمة عند ً كمن عظمتًهم معرفتيهم ً أحدىم خًن من الدنيا كما فيها ً ، كل و األشياء بقيمة ك ُّ ٍ ه ٍ كمقادي ًر األموًر . لمت نفمي رب إني يسأؿ الرسوؿ أ ٍف ييعلّْمو دعاءن ،فقاؿ لو (( :ق ْ ّْ : أبو بك ور ي ُ ُلماً كثيراً ،وال يغفر الذنوب غال أنت ،فاغفر لي مغفرًة من ِ مدك وارحممي ،إنك أنت ْ ْ ُ الرحيم )) . الغفور ُ ُ ً للعباس (( :اس ِل اهلل العفو والعافية )) . كيقوؿ ي هم اهدنِي ّْ وسد ْدني )) . ي لعلي (( :ق ْ :اللَّ َّ كيقوؿ ٍّن كيقوؿ ً لعبيد ب ًن حص و نفمي )) . ي ألهممِي ُرشدي ،وقِمِي َّ ٌن (( :ق ْ َّ : اللهم ْ شر ْ كيقوؿ لشد ً َّاد بن و اللهم إني أسالُك الثبات في األمر ،والعزيمة لى ي أكس (( :ق ْ َّ : ِ ِ وح ْم َن بادتِك ،وأس لُك قلباً سليماً ،ولماناً صادقاً ،وأس لُك كر نعمتك ُ ، الرشد ،و ُش َ ِ تعلم ،إنك أنت الَّ ُم تعلم ، من ّْ لم ،وأ وذُ بك ْ وأستغفرك لما ُ ُ شر ما ُ م ْن َ ْي ِر ما ْتع ُ ِ الغيوب )) . كيقوؿ و وح ْم ِن بادتِك )) . ي ٞنعاذ (( :ق ْ َّ : اللهم أ مي لى ذك ِرك و ُش ْك ِرك ُ
ف مّْي )) . ي كيقوؿ لعائشة (( :قولي :اللهم إنك ُف ّّو ُّ الع ْف َو ،فا ْ ُ تحب َ ً إف اٛنامع ٟنذهً عز َّ ً ً ً َّ من غضبًو األدعية :سؤ ياؿ رضو ًاف ا﵁ً َّ كجل كر٘نتو يف اآلخرةً ،كالنَّجاة ٍ ى ،كألي ًم عقابًو ،ك ً العوف على عبادتًو سبحانو كتعاىل كشك ًره . ً طلب اض َّ ب ما عند ا﵁ ،كاإلعر ي عم يف الدنيا .إنوي ليس فيها ي الرابط بينها :طىلى ي كإ ىف ٌ أمو ًاؿ الدنيا ً الفانية ،كأعر ً ً الرخيص . اضها الزائلًة ،أك زخ ًرفها **************************************
ال حتزن
ك إِ َذا أَ َ َذ الْ ُق َرى ك أَ ْ ُذ َربّْ َ ﴿ َوَك َذلِ َ ِ ِ ِ يم َش ِدي ٌد ﴾ َوه َي َال َمةٌ إِ َّن أَ ْ َذهُ أَل ٌ
227
اسة ً كسقوط مكانتً ًو :ظيلمو ً ً العبد ،كعثٍرةً ً إف من تعً ً كىض يموي حقوقهم ، قدم ًو لعباد ا﵁ً ٍ ، يي َّ ٍ ً خف ٣نَّن مل ٩ن ٍد لو عليك ناصران إال ا﵁ . كسح يقو ضعيفهم ،حّت قاؿ ي أحد اٜنكماء ٍ : ٍ اقب الظَّ ً ً عن عو ً لمة . كلق ٍد حفظ لنا تار ي يخ األم ًم أمثلةن يف األذىاف ٍ بن الطفيل يكيد للرسوؿ ، ي ك٪ناكؿ اغتيالوي ،فيدعو عليو ، فيبتليو ا﵁ي عامر ي فهذا ي فيموت لساعتًو ،كىو يصر يخ من األ ًمل . بغدَّةو يف ٍ٥ن ًره ، ي قيس يؤذم رسوؿ ا﵁ً ، كيسعى يف ً بن و نزؿ ا﵁ي عليو تدبًن قٍتلً ًو ،فيدعو عليو ،فيي ي كأر ي بد ي صاعقةن ٓنرقيو ىو كبعًنيه . كقبل أ ٍف يقتيل اٜنجاج سعيد بن جب وًن و هم ال بوقت قص وًن ،دعا عليو سعي هد كقاؿ :اللَّ َّ ي تسلّْطٍو على و ً ًً ٫نور كما أحد بعدم .فأصاب ي اٜنجاج يخَّر ه ى اج يف يده ،مثَّ انتشر يف جسمو ،فأخذ ي و ٫نور الثور ،مث مات يف و مؤسفة . حالة ي ي اٜنرـ ّْ اٞنك َّي كاختفى سفيا يف ُّ من أِّب جعف ًر اٞننصوًر ،كخرج أبو جعفر ير ي يد ى الثورم ىخ ٍوفان ٍ كسفياف داخل ً ً كجل أف ال يي ًد ًخ ىل أبت اٜنرـ ،فقاـ سفيا يف كأخذ بأستا ًر الكعبة ،كدعا ا﵁ َّ ي عز َّ و ميموف قبل دخولًو َّ مكةى . جعفر بيتو ،فمات أبو جعفر عند بئ ًر شارؾ يف ً اإلماـ ً إيذاء ً أ٘ند بن حنبل فيدعو عليهم أ٘ند بن أِّب دؤ واد القاضي اٞنعتزيل يي ي ُّ ك ي لظننت َّ أف الذباب فلو كقع عليو فييصيبيو ا﵁ي ّنرض الفا ًًف فكاف يقوؿ َّ :أما ي ي ي نصف جسمي ٍ ، أحسست . اآلخر ،فلو قيًرض باٞنقاريض ما قامت ،ك َّأما القيامة ٍ ي ي النصف ي الزي ً ات الوزي ًر ،فيسلّْ ي كيدعو ي كجعلىوي من أخ ىذهي ،ى بن حنبل أيضان على ابن ٌَّ ط ا﵁ي عليو ٍ أ٘ند ي فرف من نا ور ،كضرب اٞنسامًن يف ر ً يف و أسو . ٗناؿ ً كيقوؿ يف و يعذب اٞنسلمٌن يف سج ًن ً كلمة لو عبدالناصر ،ي ك٘نزةي البسيوٍلُّ كاف ّْ ي ً علوان كبًنان . الظاٞنوف يقوؿ ا عم ا﵁ تعاىل ؟ » اٜنديد ألضعوي يف ي َّ كم ى ي مؤذية « :أين إ يٟن ٍ ٌ
228
ال حتزن
و فاصطدمت سيارتيو – كىو خارج من القاىرةً إىل اإلسكندر ً ٓنمل حديدان ،فدخل بشاحنة – ية ٍ ه ي ً ًً استَ ْكبَـ َر ي رجوه إال قطعان ﴿ َو ْ من أعلى رأسو إىل أحشائو ،ى اٜنديد يف جسمو ٍ كع ىجىز اٞننقذكف أ ٍف ي٫ن ي ودهُ فِي ْاألَ ْر ِ ْح ّْق َو َمُّوا أَنَّـ ُه ْم إِلَْيـمَا َال يُـ ْر َجعُو َن ﴾ َ ﴿ ،وقَالُوا َم ْن أَ َش ُّد ِممَّا ُه َو َو ُجمُ ُ ض بِغَْي ِر ال َ قُـ َّوةً أ ََولَ ْم يَـ َرْوا أ َّ َن اللَّهَ الَّ ِذي َ لَ َق ُه ْم ُه َو أَ َش ُّد ِم ْمـ ُه ْم قُـ َّوةً ﴾ . صبلح نص ور ٍ ً ً ً ً األرض الظلُّم كالفساد ،أصيب أكثر يف ككذلك ي من قادة عبدالناصر ،ك٣ن ٍَّن ى و ات من عم ًرهً يف و بأكثر من عشرةً أمر و و ً و الطب تعاسة ،كمل ٩ن ٍد لوي ُّ اض مؤٞنة يمزمنة ،عاش عدَّة سنو ٍ ٍ ً ً ً هم . عبلجان ،حّت مات سجينان مزجوجان بو يف زنزانات زعمائو الذين كاف ي ٫ندم ٍ ِ َّ ِ ِ ِ ِ ط ك َس ْو َ ص َّ ب َلَْي ِه ْم َربُّ َ مَ اد{ }12فَ َ ﴿ ا لذ َ ين طَغَ ْوا في الْب َالد{ }11فََ ْكثَـ ُروا ف َيها الْ َف َ الم ،حتى إذا أ ذه لم يـ ْفلِته )) (( ،واتَّ ِق د وة الم ِ َ َذ ٍ إن اهلل ليُ ْملي لل ِ اب ﴾ َّ (( ، لوم ُ ُ ْ ،فإنه ليس بيمها وبين ِ حجاب )) . اهلل ٌ التيمي َّ : فأر٘نيوي . اىيم ليظلمين ى ُّ إف الرجل ي قاؿ إبر ي رقت دنانًني و الفضيل ً :مل تبكي ؟ من خراساف ،فجعل يبكي ،فقاؿ لو كس ٍ لرجل صاٌف ٍ ي ي ً ً ذكرت َّ فبكيت ر٘نةن لو . القيامة ، السارؽ يوـ أف ا﵁ سوؼ ٩نمعيين ّٔذا قاؿ :ي ي ً ً للرج ًل ٕنران كقاؿ :ألنوي صنع يل معركفان . رج هل أحد علماء السلف ،فأىدل ي كاغتاب ي *****************************************
ِ بالباب أنا قلت : ُ على ً العاٞني مكتوب عليها قطعةه ٗنيلةه للشاع ًر ىيئة األم ًم اٞنتحدةً بنيويورؾ لوحةه ، ّْ ه ً يلفة ك ً اإلخاء كاأل ً االٓناد ،يقوؿ: ترٗنت إىل اإل٤نليز ًية كىي تدعو إىل السعدم الشًنازم ،كق ٍد ٍ قاؿ يل ا﵀بوب ٞنَّا زرتيوي ي قاؿ يل أخطأت تعريف اٟنول عاـ َّ كمضى ه فلما جئتيوي
قلت ً بالباب أنا من بباِّب ي ٍ حينما َّفرقت فيو بٍيػنىػنىا أطر يؽ الباب عليو م ً وىنا ي ي
ال حتزن
قلت أنٍظيٍر فما أنت ي من ى قاؿ يل ٍ قاؿ يل أحسنت تعريف اٟنول
229
أنت ً بالباب يىنا مثَّ إالَّ ى فادخ ٍل يا أنا ت اٜني َّ ى كعىرفٍ ى ب ي
الب َّد للعبد من و و كدان تاح إليو ،كييشاريكو أفراحوي كأتراحوي ،كيبادليو ٌ ي ٍ يأنس إليو ،كير ي أخ مفيد ي ِ ِ ٍّن ارو َن أَ ي{ }30ا ْش ُد ْد بِ ِه أَ ْزِري{ َ }31وأَ ْش ِرْكهُ بود َ ﴿ .و ْ اج َع لّْي َوِزيراً ّْم ْن أ َْهلي{ َ }29ه ُ ِ ك َكثِيراً{ َ }33ونَ ْذ ُك َر َك َكثِيراً ﴾ . مبّْ َح َ في أ َْم ِري{ َ }32ك ْي نُ َ كالبد من شكول إىل ذم قر و وج يع ابة ييواسيك أك ييسلًيك أك يىػتى َّ ُّ ٍ ض ُه ْم أ َْولِيَاء بَـ ْع ٍ ض ﴾ َ ﴿ ،ك َنَّـ ُهم بُميَا ٌن ﴿ بَـ ْع ُ ﴿ إِنَّ َما ال ُْم ْ ِممُو َن إِ ْ َوةٌ ﴾ . ****************************************** وص ﴾ ص ٌ َّم ْر ُ
ف بَـ ْي َن قُـلُوبِ ِه ْم َ ﴿ ،وأَلَّ َ
﴾
،
ٍ َّ صاحب من البد ْ
ً ً َّ سعدؾ رفقتيو (( .أين المتحابُّون صحبتيو ،كتي ي من تنفعيك ي من أسباب السعادة أ ٍف ْند ٍ إف ٍ ِ هم في ِ لّْي يوم ال ِ َّ إال لّْي )) . في جاللي ،اليوم أُ لُّ ْ اهلل ،اجتمعا ِ ِ ورجالن تحابَّا في ِ وتفرقا ليِه )) . (( ليه َّ *******************************************
قلي األم ُن مطلب شر ّّي و ّّ ْ ٌ
َو ٍ ف﴾ ْ
وع َو َممَـ ُهم ّْم ْن ك لَ ُه ُم األَ ْم ُن َو ُهم ُّم ْهتَ ُدو َن ﴾ ﴿ ،الَّ ِذي أَط َْع َم ُهم ّْمن ُج ٍ ﴿ أ ُْولَـئِ َ ﴿ ،أ ََولَ ْم نُ َم ّْكن لَّ ُه ْم َح َرماً ِمماً﴾ َ ﴿ ،وَمن َد َ لَهُ َكا َن ِمماً ﴾ ﴿ ،ثُ َّم أَبْلِغْهُ َم َْممَهُ ﴾ . وت ِ ِ ِ ِِ يزت له يوم ِه ،فك نَّما ِح ْ عافى في بدنِِه ،مده قُ ُ (( ْ من بات مماً في س ْربه ُ ،م ً الدنيا بحذافي ِرها )) . القلب :إ٬نانيو كرسوخو يف ً امتبلؤه باليق ً من ِ ٌن . معرفة ّْ اٜنق ،ك ي ي ف ُ
230
ال حتزن
البيت :سبلمتو من اال٥نر ً ً ً وأمن ِ بالسكينة ،كاىتداؤه اؼ ،كبػي ٍع يده ع ًن الرذيلة ،ك ي ي امتبلؤهي ُْ ً الربٌاٍلّْ . بالربىاف َّ باٜنب ،كإقامةي أم ًرىا بالع ٍد ًؿ ،كرعايتيها بالشر ً وأمن ِ يعة . األمة ٗ :نٍعيها ّْ ى ُْ عدك األم ًن ﴿ فَ َلر ِ وهم و َ افُ ِ ِ ون إِن كاٝنوؼ ُّ ََ ب ﴾ ﴿ ،فَالَ تَ َلافُ ُ ْ َ ج م ْمـ َها َ ائفاً يَـتَـ َرقَّ ُ ِِ ين ﴾ . ُكمتُم ُّم ْ مم َ ٝنائف كال أمن ً كال راحة و ٞنلح ود ،كال عيش ٞنر و يض . ٍ َّ كفاؼ مر َّ صحةه ك ه إ٧نا العي ي
فإذا كليا عن العيم ًر َّ كىل
﵁ً من و من و اٞناؿ جانب ت أ ما جانب آخر ،إ ٍف أقبل ي عس الدَّنيا ،إ ٍف َّ ٍ ٍ صح ٍ فسدت ٍ ت ٍ ى صح اٛنسم حلَّ ً اٞنوت . ت ض اٞنصائب ،كإ ٍف صليح ي اٛنسم ،كإ ٍف َّ األمر َّ حل ي ىم ًر ى ي اٜناؿ كاستقاـ ي ي ي خرج الشاعر األعشى من ( و الرسوؿ ٬ نتدحو بقصيدةو ً كيسلم ،فعرض لو أبو ٤ند ) إىل ي ٍ ي ي سفياف فأعطاه مائة و ناقة ،على أ ٍف يرتؾ س ىفىرهي كيعود إىل ديا ًرهً ،فأخذ اإلبل كعاد ،كركب ي ًً ت عن يقوي ،كفارؽ اٜنياة ،ببل دي ون كال دنياَّ .أـ جلت بو ،فسقط على رأسو ،فاندقَّ ٍ أحدىا فهو ٍ يقوؿ فيها: يدم رسوؿ ا﵁ً ، فهي بديعةي اٜني ٍس ًن ي قصيدتيو اليت ىيَّأىا ليقوٟنا بٌن ٍ ً ترددا شباب َّىر كيف َّ افتقار كثركةه ه كشيب ك ه ه فللٌو ىذا الد ي ً تزكدا حل بز واد من التُّقى من ق ٍد َّ كالقيت بعد اٞنوت ٍ إذا أنت ملٍ ٍتر ٍ صدا ندمت على أ ٍف ال تكوف كمثٍلً ًو كأنَّك ملٍ تيػٍر ًص ٍد ٞنا كاف ٍأر ى ٍ ***************************************
أمجا ٌد زائلةٌ
إف من لو ً ازـ السعادةً َّ تامةن ،فدك يامها أ ٍف تكوف يف الدنيا كاآلخرةً ، اٜنق ًة أ ٍف تكوف دائمةن َّ َّ ٍ يف ً الغيب كالشهادةً ،اليوـ كغدان . و كٕنامها أ ٍف ال ينغّْصها ن ىك هد ،كأ ٍف ال ٫نٍدش كجو ً بسخط . ١ناسنها ى ي ي ي
231
ال حتزن
عدم ملك العر ًاؽ – ٓنت شجرةو َّ يشرب اٝنى ٍمىر فأراد ُّ بن اٞننذ ًر – ي متنزىان ي جلس النعما يف ي بن زيد – ككاف حكيمان – أ ٍف يعظو و اٞنلك ،أتدرم ماذا ي تقوؿ ىذهً الشَّجرةي بلفظ فقاؿ لو :أيُّها ي ي تقوؿ : عدم :ي اٞنلك :ماذا تقوؿ :قاؿ ّّ ؟ قاؿ ي ٬نٍزجوف اٝنمر ً بر ً الؿ أناخوا حولنا الز ٍ باٞناء ُّ ير َّ كب ق ٍد ي يي ً حاؿ ّٔم َّىر حاالن بعد ٍ مثَّ صاركا لىعب الد ٍ َّىير ٍ ككذاؾ الد ي متكدران حّت مات . فتنغص النعما يف ،كترؾ اٝنمر ،كبقي ّْ ي كٙنسمائة و ً كىذا شاهي إيراف الذم احتفل ّنركًر ألف ً سنة على قياـ الدك ًلة الفارسيّْ ًة ،ككاف ٌن بقعة أكرب من ً ط لتوسي ًع ً ملكو على و نفوذه ،كبس ًط ً بلدهً ،مث ييسلب سلطانيو بٌن عشيَّ وة ي٫نطّْ ي ٍ ٍ شاء ﴾ . ْك ِم َّمن تَ َ ْك َمن تَ َ شاء َوتَم ِزعُ ال ُْمل َ كضحاىا ﴿ تُـ ْ تِي ال ُْمل َ ١نركمان مفلسان ،ال يبكي عليو ٬نوت َّ من قصوًرهً ي كدكًرهً كدنياه طردان ،ك ي كيطريد ٍ مشردان بعيدان ي ي ِ َّات و ُي ٍ ٍ وع َوَم َق ٍام َك ِر ٍيم{ َ }26ونَـ ْع َم ٍة َكانُوا فِ َيها ون{ َ }25وُزُر ٍ أح هد َ ﴿ :ك ْم تَـ َرُكوا من َجم َ ُ ِ ين ﴾ . فَاك ِه َ ئيس ركمانيا ،الذم حكم اثنتٌن كعشرين سنة ،ككاف ىحىر يسو ككذلك شاكشيسكو ر ي فيمزقونوي كجنودهي إربان إربان ﴿ فَ َما َكا َن لَهُ ِمن فِئَ ٍة اٝناص سبعٌن ألفان ،مثَّ ٪ني ي ط شعبيو بقص ًرهً ّْ ، ُّ ِ ِ ِ ِ ِ ين ﴾ .لق ٍد ذىب ،فبل دنيا كال آخرة . يَ ُ مص ُرونَهُ من ُدون اللَّه َوَما َكا َن م َن ُ الممتَص ِر َ كذاؾ رئيس الفلب ً ٌن ماركوس ٗ :نع الرئاسة كاٞناؿ ،كلكنَّو أذاؽ َّأمتو أصناؼ ُّ الذ ٌؿ ، ي التعاسة ك ً ًً ً كمن أىلًو كأسقاىا كأس اٟنو ًاف ،فأذاقو ا﵁ي غيصص الشقاء ،فإذا ىو َّ من ببلده ٍ مشرهد ٍ كسلطانًو ،ال ٬نلك مأكل يأكم إليو ،ك٬نوت شقيان ،يرفض شعبو أف يدفىن يف ً بلدهً ﴿ :أَلَ ْم ي ي ٌ ي يي ي ى ك ّالً أَ َ ْذنَا بِ َذنبِ ِه﴾ . ضلِي ٍ ﴾ ﴿ ،فََ َ َذهُ اللَّهُ نَ َك َ ال ْاآل ِ َرةِ َو ْاألُولَى﴾ ﴿ ،فَ ُ يَ ْج َع ْ َك ْي َد ُه ْم فِي تَ ْ *********************************************
ِ ِ اكتماب الفضائ أكالي لى ِ المعيدة الحياة هام ُ ٌ
ال حتزن
232
مطلوب من ً لكي يكسب السعادة كاألمن كالراحة ،أف ييبادر إىل الفضائل ،كأ ٍف العبد ه ٍ ً ً ِ واستعن ِ الصفات اٜنميدةً ك ً باهلل )) . احرص لى ما يمفعُك اٛنميلة (( األفعاؿ ييسارع إىل ْ ْ نفمك بكثْرةِ اٛننة فيقوؿ (( :أ ِ مّْي لى ِ يسأؿ الرسوؿ مراف ىقتىو يف ً ً أحد الصحابة ي ي ي ِ المجود ،فإنَّك ال تمج ُد ِ يسأؿ عن و َّ باب ك . ) ) درجة بها ك ع ـ ف ر ال إ ، ة سجد هلل َ ً َ ُ َ اآلخر ي ٍ ي ال لمانُك رطباُ من ذكر ِ فيقوؿ لو فيقوؿ لو (( :ال يز ُ يسأؿ ي كثالث ي جام وع من اٝن ًًن ،ي اهلل )) .ه (( :ال تمبَّ َّن أحداً ،وال تض ِر َّ ِ تمبَّـمَّه بما بن بيدك أحداً ،وإ ْن أح ٌد سبَّك بما ُ يعلم فيك فال ُ ُ المعروف شيئاً ،ولو أ ْن تُـ ْف ِرا من دلْ ِوك في ِ ِ تعلم فيه ،وال ِ تحق َّ إناء الممتقي )) . رن من ْ َ ُ اٞنبادرىة كاٞنسارعة (( :باد ِروا باأل ِ َّ مال فتماً )) (( ،اغتمِ ْم مماً قب إف األمر يقتضي ى ى ٍي ِ ٍ ِ ِ ِ ِ ٍ ل ْيـ َرات ﴾ ما ِر ُو َن في الْ َ مس )) َ ﴿ ،و َسا ِر ُواْ إلَى َمغْف َرة ّْمن َّربّْ ُك ْم َو َجمَّة ﴾ ﴿ ،إنَّـ ُه ْم َكانُوا يُ َ المابُِقو َن ﴾ . المابُِقو َن َّ َ ﴿ ،و َّ ً ً ؼ يف طىلى ً ً ً تنتظر يف ً الفضائل : ب سو ٍ عمل ً ّْ الرب ،كال تي ّْ ال يهتم ٍل يف ف ٍع ًل اٝنىًٍن ،كال ٍ قلب ً ات ً َّ دقائق كثو ًاف اٞنرء قائلةه لو إف اٜنياة ه دقَّ ي ِ ك فَـلْيَتَـمَافَ ِ مو َن ﴾ . ﴿ َوفِي ذَلِ َ س ال ُْمتَـمَاف ُ اٝنطاب بعد أ ٍف طيعً ً عمر (( :يا ابن لو فقاؿ ، اره ز إ ٩نر ا شاب يرل ، و دم ج ث ك ن بن ى ن َّ ُّ ٌ ي عمر ي ي ي ً باٞنعركؼ يف سكر ً ات أمر أ ي ْ ،ارفَ ْع إزارك ،فإنهُ أتقى لربّْك ،وأنْقى لثوبك )) .كىذا ه ِ ً ِ َّر ﴾ . اٞنوت ﴿ ل َمن َشاء مم ُك ْم أَن يَـتَـ َق َّد َم أ َْو يَـتََ َ إف السعادة ال ٓنصل ً ً ً ً ً َّ الفضائل كى ٍج ًر اٞنعايل ،كاطّْر ًاح بالنوـ الطويل ،كاٝنلود إىل الدَّعة ،ى ي ِِ ِ ِ ِ ين ﴾ . َ ﴿ .ولَـكن َك ِرَه اللّهُ انب َعاثَـ ُه ْم فَـثَبَّطَ ُه ْم َوقي َ اقْـعُ ُدواْ َم َع الْ َقا د َ ِ ِ ً ً أصحاب اٟنم ًم الدَّنيَّ ًة ك ً َّ ْح ّْر ﴾ ﴿ ،لَّ ْو النفوس إف منطق اٟنابطة ي يقوؿ ﴿ :الَ تَمف ُرواْ في ال َ َكانُواْ ِ م َدنَا َما َماتُواْ َوَما قُتِلُواْ ﴾ . عل اٝن ًًن ﴿ :ما لَ ُكم إِ َذا قِي لَ ُكم ِ عن فً ً انف ُرواْ فِي كقد هني ي َ ْ العبد بالوحي عن التَّأخ ًر ٍ َ ُ ض ﴾ ﴿ ،وإِ َّن ِمم ُكم لَمن لَّيبطّْئَ َّن ﴾ ﴿ ،ولَ ِ ـكمَّهُ أَ ْ لَ َد إِلَى األَ ْر ِ َسبِي ِ اللّ ِه اثَّاقَـلْتُ ْم إِلَى األَ ْر ِ ض ْ َ َُ َ َ ت أَ ْن أَ ُكو َن ِمثْ َهـ َذا الْغُر ِ ْحيَا َة ال ُّْدنْـيَا َلَى اب ﴾ َ ﴿ ،ذلِ َ ﴾ ﴿ ،أَ َ َج ْز ُ ك بَِنَّـ ُه ُم ْ استَ َحبُّواْ ال َ َ َ
233
ال حتزن
الصالَةِ اآل ِ رةِ شلُواْ ﴾ َ ﴿ ،وإِذَا قَ ُامواْ إِ هم ك ا و ام ق ى ل ف ـ ت ـ ف ا و از م ـ ت ال و ﴿ ، ﴾ َ َّ َ َ ْ ُ ْ ْ مالَى ﴾ (( ،اللَّ َّ َ َ َ َ ُ َ َ ُ َ َ َ ِ والعاجز الموت ، من دان ن ْفمه و ِم لما بعد ُ س ْ إني أ وذُ بك من الكم ِ )) (( ،والكيُ ُ من أتْـبع نَـ ْفمه هواها ،وتممَّى لى ِ اهلل األماني )) . ْ ََ َ *********************************************
والمعيم هماك ال ُهما ال ُلل ُد ُ
بل عاىف غنيٌان ٢نلَّدان ؟ إ ٍف كنت تر ي ىل تر ي يد ذلك فإنوي ليس يف الدنيا ٍ ، ٍ يد أف تبقى شابٌان يم ن ىناؾ يف اآلخرةً ً َّ ، ب ا﵁ي عليها الشقاء كالفناء ،كٚنَّاىا ٟنوان كلعًبان كمتاع إف ىذه اٜنياة الدنيا ىكنى ى الغركًر . ً يد ٩ندهي ،ير ي يد در٨نان فبل ي أحد الشعراء معدمان يم ًفلسان ،كىو يف عنفواف شبابًًو ،ير ي عاش ي ً كل و أسو َّ ، مكاف كرؽ ىعظٍ يموي ،جاءهي ي ٪نص يل عليها َّ ، من ّْ فلما ٍ زكجةن فبل ي اٞناؿ ٍ كربت س ُّن كشاب ر ي فتأكه من ىذه اٞنتىاد ً ً ً ات كأنشد : ٌ ،ي أمر زكاجو كسكنو ٍ َّ ، كسه ىل ي جاكزت سبعينا يملّْ ٍكتيوي بعد ما كنت ابن عشرينا ي كنت أرجوهي إذ ي ما ي ًمثل الظّْ ً وؼ ِّب من ً باء على يك ً الرت ًؾ أ ٍغ ً ثباف يربينا ة ل ز بنات ُّ ه تطي ي ٍ ي قالوا أنينيك طوؿ ً قلت الثمانينا الليل يي ٍس ًهيرنا فما الذم تشتكي ي ﴿ أَولَم نُـع ّْمرُكم َّما يـتَ َذ َّكر فِ ِيه من تَ َذ َّكر وجاء ُكم الم ِ َّذ ُير ﴾ َ ﴿ ،و َمُّوا أَنَّـ ُه ْم إِلَْيـمَا َال َ ُ َ َ ََ ُ َ ْ َ ْ ِِ ِ ْحيَاةُ ُّ ب﴾. يُـ ْر َجعُو َن ﴾ َ ﴿ ،وَما َهذه ال َ الدنْـيَا إَِّال لَ ْه ٌو َولَع ٌ َّ ظل شجرةو مث ذىب كتركها . إف ىمثى ىل ىذهً اٜنياةً الدنيا كمساف ور َّ استظل ٓنت ّْ **********************************
باني ِ الممهج َّ أ داءُ الر ّ
الص ّْادين عن منهج ا﵁ً شعران كنثران ،فرأيت كبلـ ً ً عن اٞننحرفٌن ىؤالء للمبلحدة َّ أت كتبان قر ي ي ٍ ٍ ً سخافاهتم ،ككجدت االعتداء اٛنارؼ على اٞنباد ًئ ً ً اٜنقة ، كطالعت األرض ، منهج ا﵁ يف ً ي ي
ال حتزن
234
تفوه بو ىؤالء كرأيت من س ً وء ً أدّٔم ، الربٌانيَّة ، كعلى التعالي ًم َّ ككجدت ىذا ُّ ي الركاـ الرخص الذم َّ ى ي ٍ ي كمن قلَّ ًة حيائًهم ،ما يستحي اإلنسا يف أ ٍف ين يقل ً للناس ما قالوه كما كتبوه كما أنشدكهي. ٍ كعلمت َّ يتحو يؿ إىل دابَّوة يف ٪نمل مبدأن كمل يستشعًٍر رسالةن ،فإنَّوي َّ ي أف اإلنساف إذا ملٍ ٍ إنساف ،كإىل و ًمسبلخ و ب أ َّ ّٔيمة يف و َن أَ ْكثَـ َرُه ْم يَ ْم َمعُو َن أ َْو يَـ ْع ِقلُو َن مُ ىيكل ي رج ول ﴿ :أ َْم تَ ْح َ ٍ ض ُّ َسبِيالً ﴾ . إِ ْن ُه ْم إَِّال َك ْاألَنْـ َع ِام بَ ْ ُه ْم أَ َ ً ٬نلك أعرضوا ع ًن ا﵁ً الذم ي كسألت نفسي ،كأنا أقرأي الكتاب :كيف يى ٍس ىع يد ىؤالء كق ٍد ي ي ٞنن يشاءي ؟! السعادة كيعطيها سبحانو كتعاىل ٍ كيف يسعد ً أنفسهم اٟنز ً ىؤالء كق ٍد قطعوا اٜنباؿ بينهم كبينو ،كأغلقوا األبواب بٌن ً يلة ي ر٘نة ا﵁ً الو ً يض كبٌن ً اٞنر ً اسعة ؟! كيف يسعد ً ىؤالء كقد أغضبيوا ا﵁ ؟! ي ككيف ٩ندكف ارتياحان كق ٍد حاربيوه ؟! َّكاؿ أخذ يصيبهم يف ىذه الدا ًر ّنقد ً ّْمات و أف أكؿ الن ً كجدت َّ أخركم – إ ٍف نكاؿ لكين ك ّْ ٍّن ي ي ي ً الشقاء ،كعدـ اٞنباالةً ﴿ االهنيار كاإلحبا يط : ك ، يق الض ك ، نكاؿ ّْ جهنم ،ي مل يتوبوا – يف نار ّْ ي ي ي ضمكاً ﴾ . ض َن ِذ ْك ِري فَِإ َّن لَهُ َم ِعي َ شةً َ َوَم ْن أَ ْ َر َ
حّت َّ يد أ ٍف يزكؿ العاملي ،كأ ٍف تنتهي اٜنياةي ،كأ ٍف تينسف الدنيا ،كأف منهم ير ي إف كثًنان ٍ ييفارؽ ىذه اٞنعيشة . األكلٌن ك ً اآلخرين ىو :سوء ً َّ األدب مع ا﵁ً ، ٩نمع اٞنبلحدة َّ إف القاسم اٞنشرتؾ الذم ي ي ً ً اض عن العو ً كعدـ اٞنباالةً ّنا كآّازفةي بالقي ًم كاٞنباد ًئ ،ك ُّ الرعيونةي يف ٍ األخذ كالعطاء كاإلعر ي اقب ،ي ِ ِ ضو ٍ ان َ ْيـ ٌر أَم َّم ْن يقولوف كيكتبوف كيعملوف ﴿ :أَفَ َم ْن أ َّ س بُـ ْمـيَانَهُ َلَى تَـ ْق َوى م َن اللّه َوِر ْ َ َس َ ٍ ِ ف ها ٍر فَانْـه ِ ِ ِ ِِ ين ﴾ أ َّ س بُـ ْمـيَانَهُ َلَ َى َش َفا ُج ُر َ ََ َّم َواللّهُ الَ يَـ ْهدي الْ َق ْوَم ال َّالم َ ار به في نَا ِر َج َهم َ َس َ .
235
ال حتزن
ً ً ص من ً َّ ٨نومهم كأحز ًاهنم – إ ٌف مل يتوبوا كيهتدكا إف َّ اٜنل الوحيد ٟنؤالء اٞنبلحدة ،للتَّخلُّ ً ٍ اٞنر التافًو الرخيص ﴿ :قُ ْ ُموتُواْ بِغَْي ِ ُك ْم ﴾ ﴿ ،فَاقْـتُـلُواْ ينتحركا كيي ينهوا ىذا العيش اٞنيَّر ،ك ى – أ ٍف ي م ُك ْم َذلِ ُك ْم َ ْيـ ٌر لَّ ُك ْم ﴾ . أَن ُف َ *******************************************
حقيقةُ ُّ الدنيا
ً إف ميزاف السعادةً يف ً كتاب ا﵁ً العظي ًم َّ ، َّ يقرير كإف تقدير األشياء يف ًذ ٍك ًرهً اٜنكيم ،فهو ّْ العبد يف الدُّنيا كاآلخرةً ﴿ ولَوَال أَن ي ُكو َن المَّاس أ َُّمةً و ِ الشيء كقيمتو كمردكده على ً اح َدةً لَ َج َعلْمَا َ َْ ي ىي ُ َ ٍ ِ ِ لِ َمن يَ ْك ُف ُر بِ َّ ِج َلَْيـ َها يَ َْه ُرو َن{ َ }33ولِبُـيُوتِ ِه ْم أَبْـ َواباً الر ْح َم ِن لبُـيُوت ِه ْم ُس ُقفاً ّْمن فَضَّة َوَم َعار َ وسرراً َلَيـها يـت ِ ْحيَاةِ ُّ ك الدنْـيَا َو ْاآل ِ َرةُ ِ م َد َربّْ َ َّك ُو َن{ َ }34وُز ْ ُرفاً َوإِن ُك ُّ َذلِ َ ك لَ َّما َمتَاعُ ال َ َ ُُ ْ َ َ لِل ِ ين ﴾ . ُ ْمتَّق َ كرىا ،كذىبيها كفضَّتيها كمناصبيها . ىذهً ىي حقيقةي اٜنياةً ، كقصورىا ي كد ي ي للناس قيمة اٜنياةو ً ليبٌن ً َّ اٞنؤمن ٌ إف ٍ من تفاىتها أ ٍف تعطي الكافر ٗنلةن كاحد نة ،كأف يٍ٪نىرىم ىها ي الدنيا.
َّ ٫نطب الناس اٛنمعة :كيف يكو يف يف يستغرب كىو الصحاِّب الشهًن إف عتبة بن غزكاف َّ ي ي ً ً و ً ً يأكل معوي ىكىر ىؽ الشج ًر ٠ناىدان يف ً سبيل ا﵁ً ،يف ٍأرضى حالة مع رسوؿ ا﵁ ، مع سيّْد اٝنىٍلق ي ً أيام ً ساعات عم ًرهً ،كأحلى ً ف عن ً َّ ل يتخ مث ، و َّ رسوؿ ا﵁ً ، فيكو يف أمًنان على إقلي وم ،كحاكمان ي ٍ إف اٜنياة اليت تيقبل بعد كفاةً و ً مقاطعة َّ ، الرسوؿ حياةه رخيصةه ح ٌقان . على ي أرل أشقياء ً يسأموهنا كج َّوعي على َّأهن ٍم فيها عراةه ي الناس ال ي و عن و َّع أراىا كإ ٍف كانت تي ًسُّر فإهنا قليل تقش ي سحابةي صيف ٍ بعد كفاةً ً ً الذىوؿ كىو َّ بن أِّب كقَّ و الرسوؿ ، كق ٍد يتوىل إمرة ي الكوفة ى ي اص يصيبيوي سعد ي ٪نتسيو على ً اٞناء ،فما ٟنذهً اٜنياةً ً أكل معو الشجر ،كيأكل جلدان ميّْتان ً ، يشويو مثَّ يسح يقو ،مث ي الرسوؿ ، كتأيت بعد ً ً كما لقصوًرىا ي ً ك قبل بعد إدبا ًر ذىابو َ ﴿ ولَ ْْل ِ َرةُ َ ْيـ ٌر لَّ َ كدكرىا ،تي ي ِم َن ْاألُولَى ﴾ .
236
ال حتزن
ً مبُو َن أَنَّ َما ب إذ ٍف يف األمر شيءه ،كيف اٞنسألة ّّ ﴿ أَيَ ْح َ سر ،إهنا تفاىةي الدنيا فى ىح ٍس ي ِ ِ ات ب َّال ي ْشعرو َن ﴾ ِ (( ، ِِ ِ ٍ ِ ِ واهلل ما نُم ُّد ُهم به من َّمال َوبَم َ مارِعُ لَ ُه ْم في الْ َل ْيـ َر َ َ ُ ُ ين{ }55نُ َ ليكم )) . الفقر أ شى ْ رسوؿ ا﵁ً كىو يف اٞن ٍشربًة ،كرآه على حص وًن أثَّر يف ً ملَّ دخل عيمر على ً جنبو ،كما يف ى ً دمعت عينا عي ىمىر . بيتو إال شعًنه معلٌ هق ، ٍ الناس كإماـ اٛنميع ،يف ىذهً ً َّ اٜنالة إف اٞنوقف مؤثػّْهر ،أ ٍف يكوف ي رسوؿ ا﵁ قدكةي ً ي ام ويم ِشي فِي ْاألَ ْسو ِ الر ُس ِ ﴿وقَالُوا َم ِ اق ﴾ . ال َه َذا َّ ول يَْ ُك ُ الطَّ َع َ َ َ ْ َ َ رسوؿ تعلم يا رسوؿ ا﵁ً ! قاؿ ي مثَّ ي يقوؿ لو عي ىمير – رضي ا﵁ي عنو : -كسرل كقيصر فيما ي ا﵁ (( : أفي ٍّ شك أنت يا بن اللطاب ،أما ترضى أن تكون لما اآل رةُ ولهم الدنيا )) . ط، من يسخ ي إهنا معادلةه كاضحةه ،كقسمةه عادلةه ،ف ٍليىػٍر ى ض ىم ٍن يرضى ،كلٍيىسخ ٍط ٍ من أرادىا يف الدّْرى ًم كالدينا ًر كالقص ًر كالسيارةً كليطلي ً فلن ٩ندىا كيعمل ٟنا كحدىا ٍ ، ب السعادة ٍ ٍ كالذم ال إلو إال ىو . الدنْـيَا َوِزيمَتَـ َها نُـ َو ّْ ْحيَاةَ ُّ ف إِلَْي ِه ْم أَ ْ َمالَ ُه ْم فِ َيها َو ُه ْم فِ َيها الَ ﴿ َمن َكا َن يُ ِري ُد ال َ ط ما صمَـعواْ فِيها وب ِ ِ ِ ِ يـب َلمو َن{ }15أُولَـئِ َ َّ ِ اط ٌ َّما َّار َو َحبِ َ َ َ ُ َ َ َ ْ س لَ ُه ْم في اآل َرة إِالَّ الم ُ ك ا لذ َ ُْ ُ ين لَْي َ َكانُواْ يَـ ْع َملُو َن ﴾ . للصاٜنٌن يم ىعَّر يج ت لغ ًًنىا عفاءه على دنيا ىر ىح ٍل ي فليس ّٔا ٌ ****************************************
ِ المعادة مفتاح ُ
إذا عرفت ا﵁ كسبَّ ٍحتو كعب ٍدتىوي َّ كوخ ،كجدت اٝنىٍيػىر كالسعاد ىة كالراحة كتأٟنٍتوي كأنت يف و كاٟندكء . ً كل ما تشتهي، فلو سكنت أرقى القصوًر ،كأكسع الدكًر ،كعندؾ ُّ ك ٍ لكن عند اال٥نراؼ ٍ ، فاعلم َّأهنا هنايتيك اٞنَّرةي ،كتعاستيك ا﵀ققةي ؛ ألنك ما ملكت إىل ً اآلف مفتاح السعادةً. ٍ ي
ال حتزن
ِ صبَ ِة أُولِي الْ ُق َّوةِ ﴾ . ﴿ َو تَـ ْيـمَاهُ م َن الْ ُكمُوِز َما إِ َّن َم َفاتِ َحهُ لَتَـمُوءُ بِالْعُ ْ *****************************************
237
وقفـ ـةٌ َّ ِ ِ عنهم شركر الدنيا كاآلخرة . ﴿ إِ َّن اللَّهَ يُ َداف ُع َ ِن الذ َ ين َممُوا ﴾ .إم :ي يدفع ي كل مكركهو « ىذا إخبار ككع هد كبشارةه من ا﵁ً كيدفع ، عنهم يدفع أنو ، ا و آمن للذين َّ ه ي ي ٍ بسبب ً الشيطاف ،كشركًر ً ً ً عنهم – ً أنفسهم كسوسة من شركًر الكفا ًر ،كشركًر كل ٍّن إ٬ناهنم – َّ شر ٍ كسيئات ً ً أعماٟنم ،ك٪نمل عنهم عند ً نزكؿ اٞنكارهً عنهم غاية ّْف خف في ، يتحملونو ال ما ، ي ٍ ي ٍ ً ً ً ً كمستكثًهر » . التخفيف ُّ ، فمستقلّّ ي كل مؤم ون لو ٍ من ىذه اٞندافعة كالفضيلة ُنسب إ٬نانو ،ي « من ٖنر ً ً ً ّْ ائب و َّ ن ال ك الشدائد عليو ف و هت ك ، اٞنصائب عند بو العبد ى ل س ي أنو اإل٬ناف ات ي َّ ي ي ي ٍ ي العبد الذم تصيبو اٞنصيبةي ،فيعلم أهنا من ً عند ا﵁ً ،ك َّ أف ما ﴿ َوَمن يُـ ْ ِمن بِاللَّ ِه يَـ ْه ِد قَـلْبَهُ ﴾ كىو ي ي ٍ ي أصابو مل ي يك ٍن لييخطئو ،كما أخطأهي مل ي يك ٍن لييصيبو ،فًنضى كيي ىسلّْ يم لؤلقدا ًر اٞنؤٞنًة ،كهتو يف عليو ً اٞنصائب اٞنزعجةي ،لصدكًرىا من ً كإليصاٟنا إىل ثوابًًو » . عند ا﵁ً ، ٍ ي ************************************
يعيش كيف كانُوا ُ
و ً ً ً علي بن أِّب و طالب مع من أياـ أحد الصحابة األخبا ًر ،كعظمائهم األبرا ًر ّْ ، تعاؿ إىل يوـ ٍ ً ًً ً ً ً فيبحث ىو كفاطمةي عن الصباح الباك ًر ، علي يف ً ي بصحو ّّ ابنو رسوؿ ا﵁ ، مع فلذة كبده ،ي و جسم ًو من شدَّةً ً ٩نداف ،فًنتدم فركان على ً طعاـ فبل ً شيء من و كيذىب يف س كيتلم ، ج ك٫نر الربد َّ ٍ ٍ ي ي ي أطر ً ً اؼ ً الضيّْ ًق الصغ ًًن علي عليو باب كيتذكر يهوديٌان عنده مزرعةه ، اٞندينة ، اٞنزرعة َّ فيقتحم ّّ ي ي اِّب ،تعاىل كأخرًج َّ و الدلو الكبًني ، كيقوؿ كيدخل ،ي ُّ اليهودم :يا أعر ُّ كل ىغٍرب بتمرةو .ك ي الغرب ىو ي ي عاكنىةن مع ً اٛنمل . علي – رضي ا﵁ي عنوي – معوي برىةن فيشتغل ّّ كإخر ي اجو ٍ ، إظهاره من البئ ًر يم ى أم :ي ي عطيو ً الغركب ٕنر و كيكل جسمو ،في ً ٬نر ً ً برسوؿ ات ، بعدد كيذىب ّٔا ك ُّ من الزم ًن ،حّت ت ًرـ يداه ُّ ي ي ي ا﵁ً كييعطيو منها ،كيبقى ىو كفاطمةي يأكبلف ًم ٍن ىذا التم ًر ً القليل طيلة النها ًر .
238
ال حتزن
ىذهً ىي حياهتم ،لكنَّهم يشعركف َّ بيته ٍم قد امتؤل سعاد نة كحبوران كنوران كسركران . أف ي َّ تعيش اٞنبادئ َّ فهم يف عث ّٔا ي اٜنقةى اليت بي ى إف قلؤّم ي الرسوؿ ، كاٞنيثيل السامية ٍ ، و اٜنق ،كيينصركف ّٔا الباطل ،فيعملوف أعماؿ قلبيَّ وة ،كيف ركحانيَّة قيدسيَّ وة ييبصركف ّٔا َّ ً ً اٞنسألة . كسر لذاؾ ك٩نتنبوف ىذا ،كييدركوف قيمة الشيء كحقيقة األم ًر َّ ، فاألكؿ مدفو هف ،كالثاٍل ملعوف كسركر كفر يح كسكينةي ىاماف ؟! أين سعادةي قاركف ، ي ي ٍ ص َف ّراً ثُ َّم يَ ُكو ُن ُحطَاماً ﴾ . يج فَـتَـ َراهُ ُم ْ ار نَـبَاتُهُ ثُ َّم يَ ِه ُ ب الْ ُك َّف َ ﴿ َك َمثَ ِ غَْيث أَ ْ َج َ الص ً ً كعما ور َّ ، دؽ ألف ببلالن أذَّف ّْ للحق ،كسلماف آخى على ّْ السعادةي عند ببلؿ كسلماف ٌ كىف اٞنيثاؽ ﴿ أُولَئِ َ َّ ِ ِ جاوُز َن َسيّْئَاتِ ِه ْم فِي كعماران ٌ ين نَـتَـ َقبَّ ُ َ ْمـ ُه ْم أ ْ ْ م َن َما َملُوا َونَـتَ َ ك ا لذ َ َح َ ٌ ، َص َح ِ الص ْد ِق الَّ ِذي َكانُوا يُو َ ُدو َن ﴾ . ْجم َِّة َو ْ َد ّْ أْ اب ال َ ******************************************
ِ الص ْب ِر أقوال ُ الحكماء في َّ
فضرب فيو تنقسم على ضربٌن : ٗنيع اٞنكا ًرهً يف الدنيا ه عن أنوشركاف أنوي قاؿ :ي ي٪نكى ٍ ي ً شفاؤهي . ، فيو حيلة ال كضرب ، اؤه ك د اب ر فاالضط ، ة يل ح ه فاالصطبار ي ه ي ي ً يقوؿ :اٜنًيلةي فيما ال حيلة فيو ،الصربي . بعض اٜنكماء ي كاف ي النصر . ككاف ي يقاؿ :م ًن اتَّبع الصرب ،ات ى َّبعوي ي ً ً ً َّ اشتداد فر ،عند من ى مفتاح ال ىفىرًج ٍ كمن األمثاؿ السائرة ،الصربي ي صبىػىر قى ىد ىر ٖ ،نرةي الصرب الظ ي ً الرخاءي . الببلء يأيت َّ يقاؿ ً : من ً احرص على ككاف ي خف َّ خلل ّْ من موض ًع اٞنٍن ًع ،ك ٍ اٞنسار ،كار يج الن ٍفع ٍ اٞنضار ٍ فناء سببو ً الفناء ،كمن و بقاء سببو استدعاء ً اٞنوت ،فكم من و بطلب ً اٜنياةً ً أكثر ما يأيت ك ، البقاء ي ي ٍ ٍ ٍ ي ي من قًبل الفزًع . األمن ٍ ي تقوؿ َّ : الشر ًخياران . العرب ي إف يف َّ ك ي من ٍبع و األصمعي :معناهي َّ : ض. قاؿ َّ أف بعض الشَّّْر أىو يف ٍ
ال حتزن
239
فلته ٍن فاعلم أنوي ق ٍد يكو يف ُّ أجل منها ،ي كقاؿ أبو عبيدة :معناهي :إذا أصابٍتك مصيبةه ٍ ، عليك مصيبتيك . ً ١نبوب يف مكركهو ،كمكركهو ب و و ع : اٜنكماء بعض اقب األموًر تتشابوي يف الغيوب ،يفر َّ قاؿ ي ي و و مغبوط و و و شفاؤه . كم داؤه ،كمرحوـ من داء ىو ي بنعمة ىي ي يف ١نبوب ،ك ٍ ضر . ككاف يي ي قاؿ :ير َّ من ٍّن من ٍّن شر ،كنف وع ٍ ب خ وًن ٍ و أجلى عما كقاؿ كداعةي ُّ اصرب على الشَّّْر إ ٍف قى ىد ىحك ،فرَّّنا ٍ السهمي ،يف كبلـ لو ٍ : يفرحك ،كٓنت َّ ً يح . اللنب َّ الرغوة ي ي ي الصر ي انقطاع ً يأيت ا﵁ي بالفرًح عند ً الر ُس ُ َو َمُّواْ أَنَّـ ُه ْم قَ ْد ُك ِذبُواْ َس ُّ األمل َ ﴿ :حتَّى إِ َذا ْ استَـ ْي َ الصابِ ِرين ﴾ ﴿ ،إِنَّما يُـوفَّى َّ ِ َجرُهم بِغَْي ِر ِحم ٍ اب﴾ . اءه ْم نَ ْ َج ُ َ َ ص ُرنَا﴾ ﴿ ،إِ َّن اللّهَ َم َع َّ َ الصاب ُرو َن أ ْ َ َ ً ً بعض ال يكتٌ ً اب :ككما َّ َّر ي أف ا﵁ – َّ يقوؿ ي جل كعبل – يأيت با﵀بوب من الوجو الذم قد ٌ ً ً ً ً انقطاع ً ض سائر خ ٍلقو ّنا كيفتح بفرج عند ً ليح َّ ٌ األمل ،كاستبهاـ كجوه اٜنيل ،ي كركد اٞنكركه منو ،ي كإخبلص ً يريدىم من ٕناـ قدرتو ،على صرؼ الرجاء ً ً آماٟنم يف التَّوُّك ًل عليو ،كأ ٍف ال يىػٍزيككا إليو ، الرك ًح منو ،فبل يعدليوا ً ً و أم و حاؿ من بآماٟنم على ّْ ي عن توقُّ ًع َّ ٍ كجوىهم يف كقت من األكقات ٍ ً يسرىم فيما ساءىم ،بأ ٍف كفاىم و ّنحنة يصدر عنو ،ككذلك أيضان ُّ اٜناالت ،ع ًن انتظا ًر فروج ي ً يسًنةو ،ما ىو أعظم منها ،كافتداىم ّنيلً َّم وة و قه ٍم. أنكى كاف مم ، سهلة َّ فيهم لو ٜن ي ٍ يٍ ي صح ً األجساـ بالعً ً لل ت فرَّّنا َّ َّ لعل عٍتبك ه ١نمود عواقبيوي ي ّنحنة ٫نلّْصو ّٔا من ً العابد :رّنا امتحن ا﵁ العب ىد و قاؿ ي اٟنلكة ،فتكوف تلك ا﵀نةي إسحاؽ ي ى ي ٍ ي أجل و نعمة . َّ يقاؿ َّ : إف م ًن احتمل ا﵀نة ،كرضي بتدب ًًن ا﵁ً تعاىل يف الن ٍك ًبة ،كصرب على الشّْدَّةً ، ي كشف لو عن منفعتً ً من مصلحتًها . عنو ر اٞنستو على يقف حّت ، ها ٍ ٍ ً ً يحكي عن ً بعض النصارل َّ تأديب من ا﵁ً ، حن عليهم األنبياء أف بعض ي ه السبلـ قاؿ :اٞن ي ي التأديب ،كتثبَّت عند ً ً بس إكليً ًل ل لو فيجب ، ا﵀نة تصرب على ي ٞنن َّ األدب ال ي ك ي يدكـ ،فطوَّب ٍ ي ي كع ىد ا﵁ي بو يً١نبّْيو ،ك ً أىل طاعتً ًو . كتاج ً الغىلىبى ًة ً ، الفبلح ،الذم ى
240
ال حتزن
أسنَّةي ا﵀ ًن ،كأعراض ً إسحاؽ :احذ ًر الضَّجر ،إذا أصابٍتك ً الف ً نت َّ ، فإف الطريق قاؿ ي ي ىى اٞنؤدم إىل النجاةً صعب اٞنس ً لك . ّْ ٍ ي ٍ ً عقب االغتباط . قاؿ بزرٗنهر :ي انتظار ال ىفىرًج بالصرب ،يي ي ي ******************************************
حمن ال َّ ّْن ِ يليب ال باهلل ُُْ ُ
فليظن ِّب ما شاء )) . ظن عبدم ِّب َّ ، (( أنا عند ّْ مادةي الص ًرب ،كاٞنعٌن عليو .فكذلك ًعلَّةي ً لبعض ال يكتٌ ً ً اب َّ : كمادتوي ، الرجاء َّ إف الرجاء َّ ي ي ً من ٩نوز أف ٫نيب ،فإنَّا قد نستقرم الكرماء ،ي يح ٍس ين الظَّ ّْن با﵁ ،الذم ال ي فنجدىم يرفعوف ٍ أحسن ظنَّو ّٔم ،كيتحوبوف من ٔنيب أمليو فيهم ،كيتحر جوف ًمن قصدىم ،فكيف ً بأكرـ َّ ٍ ى َّ ي ٍ ٌ ٍ ي ٍ يد على أمانيّْهم فيو . يعوزه أ ٍف ٬ننح ّْ مؤمليو ،ما يز ي األكرمٌن ،الذم ال ي جل ًذ ٍكره ً ً ُّ ، ً ً ً من ظلّْ ًو الر ً ك ي انتظار َّ كح ٍ لتمسك عبده برحابو ،ك ي أعدؿ الشواىد ّنحبَّة ا﵁ َّ ي إخفاؽ ً ً كمآبًو َّ ، يتوجو أف اإلنساف ال يأتيو ال ىفىر ىج ،كال تيدريكو النجاةي ،إال بعد كل ما كاف ّْ أملو يف ّْ ً ً ً ً ً ضّْرهً ك١ننتًو ،ليكوف ذلك كع ٍج ًز حيلتو ،كتناىي ى ٥نوه بأملو كرغبتو ،كعند انغبلؽ مطالبًو ،ى باعثان لو على صر ً َّ ِ ين ؼ رجائًًو أبدان إىل ا﵁ً َّ عز َّ كجل ،كزاجران لو على ْناكز يح ٍس ًن ظنّْو بو ﴿إِ َّن الذ َ ىٍ ون اللّ ِه ِ با ٌد أَمثَالُ ُكم فَا ْد ُوهم فَـلْيمتَ ِجيبواْ لَ ُكم إِن ُكمتُم ِ ِ تَ ْد ُو َن ِمن ُد ِ ين﴾ . ْ َ ُْ َْ ُ ْ َ ْ ْ صادق َ **************************************
أح َم َد األموِر يُ ُ درك َّ ور ْ الصبُ ُ
رًكم عن ً و مسعود :ال ىفرج كالركح يف ً َّك عبدا﵁ ب ًن اٟنم كاٜنز يف يف الش ّْ اليقٌن كالرضا ،ك ُّ ٍ ي ىي ي ك ً السخط . أ٘ند األموًر . ككاف ي ور ،يي ي يقوؿ َّ : درؾ ٍ الصبي ي
241
ال حتزن
الرجاؿ أنو إذا نزلت ً ضل آداب ً من أفٍ ً ىم بأحد ٚنعت أعربيٌان ي ٍ بن تغلب :ي ي يقوؿ ٍ : ٍ قاؿ أبا يف ي ً ً يعاين اٝنبلص منها جائحةه استعمل الصرب عليها ،كأٟنم ن ٍفسو الرجاء لزكاٟنا ،حّت كأنو لصربه ي يلبث أف يقضي كالعناء ،توُّكبلن على ا﵁ً َّ كح ٍس ًن ٍّن ظن بو ،فمّت ل ًزـ ىذه الصفة ،مل ٍ عز َّ كجل ،ي ً ً رضو كمركءتيو . ا﵁ي حاجتو ،كييزيل يكربيو ،كيينجح ط ٍلبتوي ،كمعوي دينيو كع ي ً من موض ًع ًٍ من موض ًع ركل عن أعر ٍّن ُّ اٝنًن ،كار يج اٝنٍيػىر ٍ اِّب أنو قاؿ :خف الشٌَّر ٍ األصمعي ٍ ً الشَّّْر ،فر َّ و و ً األمن من طلب اٜنياة ،كأ ٍكثىػير ما يأيت ي طلب اٞنوت ،كموت سببيو ي ب حياة سببيها ي ي ناحيًة اٝنو ً ؼ. ٍ ث كلُّ يه َّن أما يف كإذا العنايةي الحظٍتك عيويهنا ىًٍل فاٜنو ًاد ي بن الفجاءةً : كقاؿ ُّ قطرم ي يوـ الوغى متىخ ّْوفان ً ً ٜنم ًاـ اإلحجاـ ال يىػٍرىكنى ٍن أح هد إىل ي ى مرةن كأمامي ماح دريئة للر ً من عن ٬نيين َّ فلق ٍد أراٍل ّْ حّت خضبت ّنا ٓندَّر ً سرجي أك عناف ٛنامي أحناء دمي ن م ي ٍ ً اإلقداـ جذع البصًنةً قارًح يصب انصرفت كق ٍد مث ي ي أصبت كمل أ ٍ ً من مكركهو بأمري ًن : : اٜنكماء بعض العاقل َّ كقاؿ ي يتعزل فيما نزؿ بو ٍ ي السركر ّنا بقي لو . أحدهما : ي
واآل ر :رجاءي ال ىفىرًج ٣نا نىػىزلىوي بو . كاٛناىل ٩نزعي يف ١ننتً ًو بأمري ًن : استكثار ما أكل إليو . أحدهما : ي
ٔنوفيو ما ىو ُّ أشد منوي . واآل ر ُّ : ككاف ي ً كجل ً ً يفتح القلوب كاألٚناع ٝنلق ًو ، آداب ا﵁ً َّ عز َّ حن ي كتأديب ا﵁ ن يقاؿ :اٞن ي ي كاألبصار . الذنب ،كتنبيو من ً ٕنحيص من ً الغفلة ، بن ىس ٍه ول اٞنًحن فقاؿ :فيها ه ه ككصف اٜنٌ ىس ين ي ً ً ً كجل كقضائًًو استدعاء ك ، بالنعمة للمثوبة ،كيف نظ ًر ا﵁ً َّ ُّ عز َّ كتعر ه ه ض للثواب بالص ًرب ،كتذكًنه اٝنيار . ي
242
ال حتزن
َّ ِ أحب اٞنوت ،طلبان ٜنياةً ّْ ين قَالُواْ ِا ْ َوانِ ِه ْم َوقَـ َع ُدواْ لَ ْو أَطَا ُونَا فهذا من َّ الذ ٍك ًر ﴿ .الذ َ ت إِن ُكمتُم ِ ِ ين ﴾ . َما قُتِلُوا قُ ْ فَا ْد َرُؤوا َ ْن أَن ُف ِم ُك ُم ال َْم ْو َ ْ َ صادق َ
ِ ٌ المصائب : أقوال في تهوي ِن
قاؿ بعض ً ً ُّجا ً بسبلمة األرك ًاح . عادت باح ،إذا أص ما : ر ت ال عقبلء غر اٞنصيبة باألر ً َّ ٍ ٍ ي ى ً ً فالس ٍخلةي ىى ىدهر . تسل ًم اٛنًلَّةي َّ ككاف ٍ من قوؿ العرب :إ ٌف ٍ ً أرض من عمر واف ،كإف جفاىا الزما يف . تيأس ه ٍ كمن كبلمهم :ال ٍ هنر جرل فيو اٞناءي َّ البد أف يعود إليو . ك َّ العامة تقوؿ :ه الفض ًل يف ً ً كقاؿ ثامسطيوس :مل يتفاضل أىل ً حاؿ ال يقدرةً العقوؿ كالدّْي ًن إال يف استعماؿ ٍ ٍ ي حاؿ الشّْدَّةً ك ً ك ً ابتذاؿ الص ًرب يف ً النعمة ،ك ً ا﵀نة . ***************************************
وقف ـ ـةٌ ﴿ إِن تَ ُكونُواْ تَْلَ ُمو َن فَِإنَّـ ُه ْم يَْلَ ُمو َن َك َما تَْلَمو َن َوتَـ ْر ُجو َن ِم َن اللّ ِه َما الَ يَـ ْر ُجو َن ﴾ . ازؿ كالقبلقً يل كاالبتبلءي ًمن الص ًرب يوجد عند اٞنؤمنٌن الصادقٌن حٌن تصيبيهم النَّو ي كٟنذا ي ك ً السك ً وف ك ً الثبات كالطُّمأنينًة ك ُّ يوجد عي ٍشير ًم ٍعشا ًرهً عند من ليس كذلك ، القياـ ّْ ُنق ا﵁ً ماال ي لقوةً ً اإل٬ناف كاليق ً ٌن . كذلك َّ عن ً يقول ربُّكم تبارك رسوؿ ا﵁ً ُ (( : معقل بن يسا ور رضي ا﵁ي عنو قاؿ :قاؿ ي ا لعبادتي ،أمأل قلبك غمى ،وأمأل يديْك رِزقاً .يا بن دم ،ال تفر ْ وتعالى :يا بن دم َّ ،
تبا ْد ممي ،ف مألْ قلبك فقراً ،وأمألْ يديك ُشغالً )) . الرضا ًبو كعنوي ،كامتبلء ً القلب من ١نبَّتًو ، « ي اإلقباؿ على ا﵁ً تعاىل ،كاإلنابةي إليو ،ك ّْ ي ً ً لعيش ً ً كعيش ،ال نسبة ً اٞنلوؾ إليو اب عاجل ،كجنَّةه ،ه السركر ّنعرفتو ثو ه هج بذ ٍك ًره ،كالفر يح ك ي كاللَّ ي ألبتَّةى » . ****************************************
ال حتزن
ال تحز ْن إ ْن ق َّ مالُك أو َّ رث حالُك فقيِمتُك شيءٌ ُر
243
قاؿ علي رضي ا﵁ عنو :قيمةُ ك ّْ امر ٍئ ما ي ِ حم ُن . ّّ ُ ي ي قل منو أك يكثر ،كقيمةي الشاع ًر شعره أحسن ً ً كل فيو أك أساء .ك ُّ فقيمةي العا ًمل ع ٍل يموي َّ ي ي ى موىبة أك و صاحب و ً ً فليحرص حرفة إ٧نا قيمتيو عند البش ًر تلك اٞنوىبةي أك تلك اٜنرفةي ليس إال ، العبد على أ ٍف يرفع قيمتو ،كيغلي ٖننو بعملً ًو الصا ًٌف ،كبع ٍل ًمو كحكمتًو ،كج ً ودهً كح ٍف ًظ ًو ، ي ي ي ي كتثقيف ع ٍقلً ًو كص ٍق ًل ً بلعو ،كمثابرتًو كُنثً ًو ،كسؤالًو ً كنبوغو كاطّْ ً ً ً ذىنو ، كحٍر ًص ًو على الفائدةً ، ٍ ي ُّبل يف ً الطموح يف ر ً ً كح ًو ،كالن ً نفس ًو ،لتكوف قيمتيو غاليةن عاليةن . كإشعاؿ ً ي *************************************
ِ بوساطة ال ُكتُ ِ ب لم أنك ال تحز ْن ،وا ْ ممي مواهبك وقدراتِك يمكن أن تُ ّْ ُ
ٕند اٞنطَّل ًع و الذىن ،كهتدم العًرب ك ً ً ّْق ّْ العظات ،ك ُّ ّندد من اٜنًكم ، مطالعةي الكتب تيفت ي للمتفرًد ، نمي ىملىكةى التفك ًًن ّْ ، طلق اللساف ،كتي ّْ كتطرد الشُّبىوى ،كىي سلوةه ّْ كترس يخ اٜنقائق ،ي كتي ي ً كمناجاةه للخاطر ،ك١نادثةه للسام ًر ،كمتعةه ّْ اٞنعلومةه اج َّ للمتأم ًل ،كسر ه للسارم ،ككلَّما هكّْررت ي ً كل بطت ،ي استوت على سوقًها ،كآتت أي يكلها َّ أينعت كحاف قطافيها ،ك ٍ صت ٍ ، ي أٖنرت ك ٍ ك١نّْ ٍ كض ٍ ٌن ً حو أجلىوي ،كالنبأي مستقرهي . بإذف رّّْٔا ،كبلغ َّ ي الكتاب ّٔا ى ً ً ً صهر للطَّب ًع ، كتريؾ النظ ًر يف ، اٞنطالعة كىجير كح ٍ ٍ الكتب كاالنفر ياد ّٔا ،يحٍبسوه يف اللساف ،ى ٍ كذبوؿ يف ً رصيد ً ً كفتور ً كجفاؼ للفك ًر ،كما اٞنعرفة ، كموت للطبيعة ،ه ه كر ه للعقل ،ه كود للخاط ًر ،ه كتاب إال ً من و كفيو فائدةه أك ىمثى هل ،أك طيرفةه أك حكايةه ،أك خاطرةه أك نادرةه . ٍ ٬نة ً ، ائد القراءةً فوؽ اٜنص ًر ،كنعوذي با﵁ً من ً كخ َّس ًة العز ً موت اٟنًم ًم ً مح ، الر ً كبركد ُّ ىذا كفو ي ىٍ ٍ ً اٞنصائب . من أعظ ًم فإهنا ٍ
244
ال حتزن
****************************************
ِ لق ِ ال تحز ْن ،واقرأْ جائب ِ الكون اهلل في
كطالًع غرائب صنعً ًو يف اٞنعمورةً ً ، ً ْند العجب العجاب ،كتقضي على ً كغمومك ٨نومك ٍ ىى ى ي ى ي فإف النَّػ ٍفس مولعةه بالطَّر ً يف الغر ً َّ ، يب . ي البخارم كمسلم ،عن جاب ًر بن ً رسوؿ ا﵁ً ، ىرىكل عبدا﵁ً رضي ا﵁ي عنو ،قاؿ :بىػ ىعثىنا ي ُّ ه ٍ كزكدنا ً نتلقى ًعًنان لقر و ك َّأمر علينا أبا عبيدة َّ ، من ٕن ور ملٍ ً٩ن ٍد لنا ىغٍيػىره ،فكاف أبو عبيدة ا اب ر ج ن يش َّ ، ٍ ييطينا ٕنرنة ٕنرنة . ص فقلت :كيف كنتي ٍم تصنعوف ّٔا ؟ قاؿ ُّ : ٧نصها كما ٬ني ُّ عن جاب ور : -ي قاؿ – الراكم ٍ الصت ،مثَّ نشرب عليها من ً اٞناء ،فتكفينا يومنا إىل ً ط – أم الليل ،ككنَّا نضرب بًعصيّْنا اٝنىبى ى َّ ُّ ي ي كرؽ الشج ًر – مث نبيػلُّو فنأ يكلىوي . ساحل البح ًر فإذا شيء ً ً ً َّل كهيئة قاؿ :كانط ٍل ٍقنا على الكثيب الضخ ًم – أم كصورةً الت َّ ه اٞنستطيل اٞن ٍح ىدك ً دب من ً قاؿ أبو الكب ًًن العٍنبىػىر .قاؿ :ى الرمل – فأتيناهي ،فإذا ىي دابَّةه تيدعى ى ً ي ٍ ٥نن ير يس يل رسوؿ ا﵁ ، كيف ً سبيل ا﵁ً ،كق ٍد اضطي ٍرريمت ف يكليوا . بل ي عبيدة ٍ :ميتةه .مث قاؿ :ال ٍ قاؿ :فأقمنا عليو شهران ك٥نن ثبلٖنائة حّت ً من كقٍ ً ب عينًو – أم نغرتؼ نا أيت ر د لق ك : قاؿ . َّا ن ٚن ٍ ي ي ٍ ٍ ى ي ً ً ً من ً أم ُّى ىن ، داخل عينًو – كنفرقيها بالقبلؿ – أم باٛنرا ًر الكبًنة – الد ٍ ي ٍ كنقتطع منو الفدر – ٍ ً القطع – كالثوًر أك ق ٍد ًر الثوًر .فلق ٍد أخذ منا أبو عبيدة ثبلثة عشر رجبلن ،فأقعدىم يف ً كقب ى أطوؿ رج ول فحملو ً ً ًً رحل أعظم بع وًن ،كنظر إىل ً عليو من أضبلع ًو فأقامها ،مثَّ َّ ي ي عينو ،كأخذ ضلعان ٍ من ٓنتًها . َّ ، فمر ٍ قدمنا اٞندينة ،أتينا رسوؿ ا﵁ً ، فذكرنا لو ذلك ، من ٜنٍ ًمو كشائًق َّ ، َّ فلما ٍ كتزكٍدنا ٍ رزؽ أخرجو ا﵁ لكم ،فهل معكم من ً ٜنم ًو شيءه فتيطعمونا ؟ )) ،قاؿ :فأرس ٍلنا فقاؿ (( :ىو ه ٍ ٍ ي ٍ إىل ً رسوؿ ا﵁ً ، فأكل منو . ﴿ الَّ ِذي أَ ْ طَى ُك َّ َش ْي ٍء َ ْل َقهُ ثُ َّم َه َدى ﴾ :
245
ال حتزن
ً ً سج يل َنهاز ًر ٍختىػىر هتتز عت يف تنبت حّت َّ األرض ًىَّزنة خفيفةن ،تي َّ البذرةي إذا يكض ٍ األرض ال ي ي ت﴾ . ، َنزلْمَا َلَْيـ َها ال َْماء ْاهتَـ َّز ْ ت َوَربَ ْ كتنبت ﴿ :فَِإ َذا أ َ فتفقس البذرةي ي ي ﴿ الَّ ِذي أَ ْ طَى ُك َّ َش ْي ٍء َ ْل َقهُ ثُ َّم َه َدى ﴾ : كتابو ( السنن) يف ً ً قاؿ أبو داكد يف ً ت قثاء نة ّنصر ثبلثة عشر ًش ٍربان باب زكاة الزرًع :ىشبىػٍر ي ت على مثٍ ًل ًعدلٍ ً ٌن . أيت أيتٍػير َّجةن على بع وًن طعت كصيّْػىر ٍ بقطعتٌن ،قي ٍ ٍ ،كر ي ﴿ الَّ ِذي أَ ْ طَى ُك َّ َش ْي ٍء َ ْل َقهُ ثُ َّم َه َدى ﴾ : ً ً الكونية – يف إحدل ١ناضراتًو – َّ أف ىناؾ لآليات الدارس النج يار ذكر الدكتور ي زغلوؿ ٌ ي ي ً ً ً ً ً األرض ، تصل حّت اآلف إىل ٤نومان ٍ انطلقت ٍ من آالؼ السنوات ،كىي يف سرعة الضوء ،كمل ٍ كما بقي إال مواقعها ﴿ فَ َال أُقْ ِمم بِمواقِ ِع المُّج ِ وم ﴾ . ُ ي ُ ََ ﴿ الَّ ِذي أَ ْ طَى ُك َّ َش ْي ٍء َ ْل َقهُ ثُ َّم َه َدى ﴾ : جاء يف (جريدة األخبا ًر اٛنديدة) يف ً يخ 1953 /9 /27ـ ص 2أنو : العدد 396بتار ً ً ات من ً رجاؿ البوليس ،الر ً اكب ٪نرسو عشر ي ٍ دخل صباح اليوـ ( أكنا) باريس دخوؿ الفآنٌن ،ي « ي كالر ً نرك٩ني حوت ضخم ١ننَّ ه ط ،كزنو 80000كيلو ،ككاف ١نموالن اجل َّ .أما ( أكنا ) ىذا فهو ه ّّ ه ً على ع ٍش ًر جرار و و ات مر و سمح ً بوطة بسيارةً و للناس عرض ى ي اٜنوت ٞندة ٍ نقل ضخمة ،كسيي ي شهر كيي ي اٞنضاء بالكهر ً ً بدخوؿ ً ً مرةن كاحدةن . باء ، كرش ًو كيستطيع عشرةي أشخاص أ ٍف يدخلوا بطنىو َّ ي ً ً ً يوضع فيو لكن اٞنشرفٌن على َّ معرض ( أكنا ) كبوليس اٞندينة ،مل يتفقا على اٞنكاف الذم ي كضعو فوؽ ً األرضي خشيةى أ ٍف ينهار الشارعي . ١نطة القطا ًر ّْ ي كىم ٫نشوف ٍ ى ي اٜنوت ٍ ، أف ًس َّن ىذا ً يد على 18شهران َّ ، كبرغ ًم َّ فإف طولو 20مرتان ،كقد صيد يف اٜنوت ال يز ي العاـ اٞناضي يف مياهً النركيج ،كق ٍد ً شه ًر سبتمرب من ً خاصةه ،لن ٍقلًو يف عت لوي عربةي قطا ور َّ صن ٍ ي جر ،طوٟنا 30مرتان » . جو ولة ىعٍبػىر أكربا ،كلكنَّها عت لو سيارةي ٍّن ٍ اهنارت ٓنتو ،فصني ٍ ﴿ الَّ ِذي أَ ْ طَى ُك َّ َش ْي ٍء َ ْل َقهُ ثُ َّم َه َدى ﴾ :
ال حتزن
246
ً ً النملةي تد ً ً للشتاء ؛ َّ خشيت أ ٍف تنبت الشتاء ،فإذا ألهنا ال ٔنر يج يف الصيف َّخير قيوهتا من ٍ ً ً فيقع اٜنبَّةي ،كسرٍهتا نصفٌن ،كاٜنيَّةي يف الصحراء إذا مل ْن ٍد طعامان ،نصبت نفسها كالعود ،ي الطائر فتأكلوي . عليها ي
﴿ الَّ ِذي أَ ْ طَى ُك َّ َش ْي ٍء َ ْل َقهُ ثُ َّم َه َدى ﴾ : عبدالرز ًاؽ الصنعاٍلُّ ٚ :نعت معمر بن ر و أيت باليم ًن عنقود اشد البصرم ي َّ قاؿ ي يقوؿ :ر ي ي ضي ٌد ﴾ .كل األشجا ًر ك ً تاـ ﴿ .والمَّ ْل ب ِ اس َق ٍ ات لَّ َها طَلْع نَّ ِ و النباتات تيسقى عنب ،كقٍػىر بىػ ٍغ ول ٍّن ٌ َ ََ ٌ و ّناء ك و ً ض َها َلَى بَـ ْع ٍ احد ﴿ َونُـ َف ّْ ض فِي األُ ُك ِ ﴾ .ك للنباتات مناعةه َّ خاصةه ،فمنها القويَّةي ض ُ بَـ ْع َ تدافع بشوكًها ،كمنها اٜنامضةي البلٌ ًذعةي . بنفس ًها ،كمنها الشوكيَّةي اليت ي
﴿ الَّ ِذي أَ ْ طَى ُك َّ َش ْي ٍء َ ْل َقهُ ثُ َّم َه َدى ﴾ : كماؿ الدين األ ُّ ً رم يف كتابًو (الطالع السعيد اٛنامع ٤نباء أنباء الصعيد) : قاؿ ي ص ُّ يدفوم اٞن ٍ جاءت زنيتو ٖنانيةي و نت حبَّةي و « رأيت قطف و عنب ، عنب ، جاءت زنتيها عشرةي ٍ ٍ ككًز ٍ أرطاؿ باللٌ ّْ يثي ،ي دراىم ،كذلك بأيدفو ً بلدنا » . ﴿ الَّ ِذي أَ ْ طَى ُك َّ َش ْي ٍء َ ْل َقهُ ثُ َّم َه َدى ﴾ : كقد ذكر علماء ً الفلك َّ َّسع شيئان فشيئان كما تتَّسع البالونةي : أف الكوف ال يز ياؿ يت ي ي المماء بـمَـيـمَاها بَِي ٍد وإِنَّا لَم ِ تنقص ،ك َّ وسعُو َن ﴾ .كذكركا َّ أف ا﵀يطات ﴿ َو َّ َ َ ْ َ ْ َ ُ أف األرض اليابسة ي ص َها ِم ْن أَط َْرافِ َها ﴾ . َّسع ﴿ ،أ ََولَ ْم يَـ َرْواْ أَنَّا نَْتِي األَ ْر َ ض نَم ُق ُ تت ي
﴿ الَّ ِذي أَ ْ طَى ُك َّ َش ْي ٍء َ ْل َقهُ ثُ َّم َه َدى ﴾ : جاء يف ً ٠نلة ( الفيصل) عدد 62سنة 1402ىػ ص 112صورةه لثمرةً كر و نب (ملفوؼ) لبصلة و كزنت 22كيلو غرامان ،كبلغ قطرىا مرتان كاحدان ،كصورةه و يابسة كاحدة ،كزنت 3,2كيلو ي غرامان ،كبلغ قطرىا 30سم .
247
ال حتزن
كذكرت آّلةي ً و ً عقب ذلك َّ ، من 60سم أف ٖنرة بندكرةو (طماطم) كاحدة بلغ ١نيطيها أكثر ٍ أرض اٞنزا ًرًع اٞنكسيكي ( جوزيو كارمن) ذم اٝنربةً ً نبتت يف ً ،ك َّ أف ىذه األشياء ىغٍيػىر العادية ٍ ، ي اعة ك ً الطويلة يف الزر ً ً ً ً األكؿ يف اٞنكسيك . العناية باألرض ٣ ،نا جعلىوي اٞنزارع َّ **************************************
يا اهلل يا اهلل ﴿ قُ ِ اللّهُ يُـمَ ّْجي ُكم ّْم ْمـ َها َوِمن ُك ّْ َك ْر ٍ ب﴾. ﴿ أَلَيس اللَّه بِ َك ٍ اف َ ْب َدهُ ﴾ . ْ َ ُ ﴿ قُ من يـمَ ّْجي ُكم ّْمن ُلُم ِ ات الْبَـ ّْر َوالْبَ ْح ِر ﴾ . َْ ُ َ َّ ِ ض ِع ُفوا فِي ْاألَ ْر ِ ض ﴾. استُ ْ ين ْ ﴿ َونُ ِري ُد أَن نَّ ُم َّن َلَى الذ َ اب َلَْي ِه َو َه َدى ﴾ . عن آدـ ﴿ :ثُ َّم ْ اجتَبَاهُ َربُّهُ فَـتَ َ كقاؿ ٍ كنوح َ ﴿ :ونَ َّج ْيـمَاهُ َوأ َْهلَهُ ِم َن الْ َك ْر ِ ب ال َْع ِ ِ يم ﴾ . و ِ ِ كإبراىيم ﴿ :قُـلْمَا يا نَ ِ يم ﴾ . َ ُ ار ُكوني بَـ ْرداً َو َس َالماً َلَى إبْـ َراه َ مى اللّهُ أَن يَْتِيَمِي بِ ِه ْم َج ِميعاً ﴾ . كيعقوب َ َ ﴿ : الم ْج ِن َو َجاء بِ ُكم ّْم َن الْبَ ْد ِو ﴾ . م َن بَي إِ ْذ أَ ْ َر َجمِي ِم َن ّْ كيوسف َ ﴿ :وقَ ْد أ ْ َح َ ك َوإِ َّن لَهُ ِ م َدنَا لَ ُزلْ َفى َو ُح ْم َن َم ٍ آب ﴾ . كداكد ﴿ :فَـغََف ْرنَا لَهُ ذَلِ َ ض ٍّر ﴾ . كأيوب ﴿ :فَ َك َ ش ْفمَا َما بِ ِه ِمن ُ كيونس َ ﴿ :ونَ َّج ْيـمَاهُ ِم َن الْغَ ّْم ﴾ . اك ِم َن الْغَ ّْم ﴾ . كموسى ﴿ :فَـمَ َّج ْيـمَ َ ِ ِ آوى{ َ }6وَو َج َد َك مص ُروهُ فَـ َق ْد نَ َ ك١نمد ﴿ :إِالَّ تَ ُ ص َرهُ اللّهُ ﴾ ﴿ ،أَلَ ْم يَج ْد َك يَتيماً فَ َ ض ّاالً فَـ َه َدى{َ }7وَو َج َد َك َائِالً فََ ْغمَى ﴾ . َ
﴿ ُك َّ يَـ ْوٍم ُه َو فِي َش ٍْن ﴾ :
كيضع آخرين . يغفر ذنبان ، قاؿ ي ي كربان ،كيرفع أقوامان ،ي كيكشف ٍ بعضهم :ي
ال حتزن
قد آذف صبح ً ك بالبىػلى ًج ا ٍشتدّْم أزمةي تٍنف ًرجي يٍ ي ون اللَّ ِه َك ِ سحابة مثَّ تنقشع ﴿ :لَْيس لَ َها ِمن ُد ِ اش َفةٌ ﴾ َ *********************************************
248
ال تحز ْن َّ ، فإن األيام ُد َو ٌل
سجن ابن الزبًن ١نمد بن اٜننفي ًة يف سج ًن ( و عارـ) ّنكة ،فقاؿ يكثّْر عزة : َّ ى ىى ي كما ركنق الدُّنيا و َّ بضر ًبة ال ًزًـ ُّنيا الد ة شد كما ألىلها بباؽ ي ي ٍ كيصبًح ما القيتيو حلم ً حالك ٟنذا كىذا يم َّدةه سوؼ تنقضي ي ي ي كسجن ً ً و ً عارـ كحل ًم حا ومل: َّ كتأم ي ابن اٜننفية ٍ ي ابن الزبًن ك ي لت بعد ىذا اٜندث بقركف ،فإذا ي ه تُ ِح ُّ ِ َح ٍد أ َْو تَ ْم َم ُع لَ ُه ْم ِرْكزاً ﴾ . س م ْمـ ُهم ّْم ْن أ َ َْ
﴿
ا﵀بوس . مات الظاملي ك ي اٜنابس ك ي اٞنظلوـ ك ي اح ِمن ِ بطوح . ك ُّ بطَّ ٍ الماس له ٌ يوم ٌ
***************************************
ان َ ْ ِ ﴿ َه َذ ِ ص ُموا فِي َربّْ ِه ْم ﴾ ص َمان ا ْ تَ َ
ْحاء من القر ِ ُّن الحقوق إلى أهل ِها حتى يقاد للشاةِ الجل ِ ً اٜنديث (( :لتُ د َّ ناء )) كيف ُ ْ ً ً ٕنور يوـ اٞنغركر القيامة ك َّ السماءي ي ّْل أن ٍفسك أيُّها ي مث ٍ مرت ً ىذا ببل و عليو يد يى يوير ٫ناؼ ًٟن ٍولًًو ذنب ي كيف الذم َّ ٍ ***********************************
دوك مر ُّ ال تحز ْن ،فيُ َّ
ً ً َّ إرغاـ أعدائًها : من أصوؿ اٞنلَّة ي إف حزنك يػي ٍفر يح خصمك ،كلذلك كاف ٍ َ ْد َّو اللّ ِه َو َ ُد َّوُك ْم ﴾ .
﴿ تُـ ْرِهبُو َن بِ ِه
249
ال حتزن
ً ضها يحد (( :إنها لمشيةٌ يبغ ُ ٫نطر يف الصفوؼ متبخرتان يف أ ن كقوليو ألِّب يدجانة ،كىو ي بالرمل حوىؿ ً البيت ،لييظهركا قوهتم للمشركٌن . اهللُ إال في هذا الموط ِن )) .كأمر أصحابوي َّ ى ٍ الفضيلة سوؼ يتقطَّعوف حسرنة إذا علموا بسعاتًنا ً ً َّ كفرحنا كسركًرنا اٜنق كخصوـ إف أعداء ّْ ي ِ ﴿ ،قُ موتُواْ بِغَْي ِ ُكم ﴾ ﴿ ،إِن تُ ِ ُّم ﴾ . ت ة م م ح ك ب ص ٌ َ َ َ ْ َ ُْ م ْ ُه ْم ﴾ َ ﴿،ودُّواْ َما َمت ْ ْ َ ُ طع من قد َّ ير َّ ي أنضجت يومان ق ٍلبوي ٕنىن يل شران مل يي ٍ ب ٍ كقاؿ آخر : أٍل لريٍ ً ً ُّ ضع هم ّْ ب الدَّى ًر ال ٍ أتضع ي كْنلدم للشَّامتٌن أيري ي ت بي ُدواً وال ِ ً اٜنديث (( :اللهم ال تُ ِ حاسداً )) . كيف شم ْ ّ كفيو (( :ونعوذُ بك من شماتِِة األ ِ داء )) . ْ ً كهتو يف غًن ً ً األعداء مشاتة اٞنصائب قد ٕنيُّر على الفّت يك ُّل يتبسموف يف اٜنو ًاد ً للخطوب ً ، ً ً إلرغاـ للمصائب ،كيتجلَّ يدكف ث ،كيصربكف ككانوا َّ
ِ أيني ً وؼ ٌ ً ً ً الغيظ يف ً َصابَـ ُه ْم فِي َسبِي ِ اللّ ِه قلوب اٜناسدين ﴿ :فَ َما َو َهمُواْ ل َما أ َ الشامتٌن ،كإدخاؿ ٍ استَ َكانُواْ ﴾ . َوَما َ ضعُ ُفواْ َوَما ْ **********************************
ٌ وتشاؤم تفاؤل ٌ َّ ِ ِ َّ ِ ين فِي قُـلُوبِ ِهم ين َممُواْ فَـ َز َ ادتْـ ُه ْم إِ َ يماناً َو ُه ْم يَ ْمتَْبش ُرو َن{ َ }124وأ ََّما الذ َ ﴿ فَ ََّما الذ َ ادتْـ ُه ْم ِر ْجماً إِلَى ِر ْج ِم ِه ْم َوَماتُواْ َو ُه ْم َكافِ ُرو َن ﴾ . ض فَـ َز َ َّم َر ٌ الش ّْ اٜنق ﴿ : خًنان على و اٞننهج ّْ كثًنه من األخيا ًر تفاءلوا باألم ًر ٌ اؽ العسًن ،كر ٍأكا يف ذلك ٍ َّ مى أَن تُ ِحبُّواْ َش ْيئاً َو ُه َو َش ّّر لَّ ُك ْم ﴾ . مى أَن تَ ْك َرُهواْ َش ْيئاً َو ُه َو َ ْيـ ٌر ل ُك ْم َو َ َ َو َ َ ً ت َّ ، ألف فهذا أبو الدرداء ي الناس ُّ : يقوؿ :أ ُّ اٞنو ى يحب ثبلثان ي اٞنر ى ضك ٍ يكرىها ي أحب ال ىف ٍقىر ك ى اٞنرض َّ كجل . كفرةه ،كاٞنوت لقاءه با﵁ً َّ عز َّ الفقر مسكنةه ،ك ى ى ك٫نربي َّ أف الكبلب حّت ىي تكرهي الفقًن : اآلخر يكرهي الفقر كي يذ ُّمو ،ي ك َّ لكن ى
ال حتزن
ىرت ً ت أنيأّا عليو ك َّ كشر ٍ َّ ٍ
250
أت يومان فقًنان يمعدمان إذا ر ٍ بعضهم فقاؿ : كاٜني َّمى َّ رحب ّٔا ي ً فسألتيها با﵁ً أف ال تيػ ٍقلًعًي ارت مكفّْرةي الذنوب سريعةن ز ٍ يقوؿ عنها : لكن اٞنتنت ي ٌ كباتت يف ًعظامي بذلت ٟنا اٞنطارؼ كاٜنشايا فعافٍتها ٍ ي كقاؿ يوسف ً ب إِلَ َّي ِم َّما يَ ْد ُونَمِي إِلَْي ِه ﴾ . عليو َح ُّ السبلـ ع ًن السج ًن ّْ ﴿ : ي ي الم ْج ُن أ َ ي اٜنب ً س أيضان : بن اٛنهم ي ُّ يقوؿ ع ًن ٍ كعلي ي أم مهن و مد فقلت ليس بضائرم حبسي ك ُّ َّد ال يػي ٍغ ي قالوا يحبً ٍست ي ٍ كلكن علي بن و يقوؿ : ١نمد الكاتب ي ٌ َّ قالوا حبست فقلت خطٍب ً صد ٍأ٥نى نك هد علي بو الزما يف اٞنٍر ي َّ ي ي ه ي يقوؿ :مرحبان ً باٞنوت ،حبيب جاء على و فاقة ،أفلح كرحبوا ًبو ،فمعاذه ي اٞنوت أحبَّو كثًنه َّ ك ي ه من ندـ . ٍ صٌن بن ً اٜنماـ : ي كيقوؿ يف ذلك اٜني ي ي َّما فلم ًأج ٍد َّ تأخ ي لنفسي حيا نة مثٍل أف أتقد ى رت أستبقي اٜنياة ٍ ً نزؿ . اٞنوت ٍ ي اآلخر :ال بأس باٞنوت إذا ي كيقوؿ ي تذمركا من ً كفركا منوي . ك َّ اٞنوت كسبُّوه ُّ لكن اآلخرين َّ ي و أحرص ً ت الَّ ِذي فاليهود عنهم ﴿ :قُ ْ إِ َّن ال َْم ْو َ ي ي الناس على حياة ،قاؿ سبحانو كتعاىل ٍ تَِف ُّرو َن ِم ْمهُ فَِإنَّهُ ُم َالقِي ُك ْم ﴾ . بعضهم : كقاؿ ي كمايل بعد ىذا الر ً كمايل بعد ىذا ً أس عيش العيش ه أس ر ي ً ضى نَ ْحبَهُ َوِم ْمـ ُهم القتل يف سبيل ا﵁ً أمنيةه ع ٍذبةه عند األبرا ًر الشرفاء ﴿ :فَ ِم ْمـ ُهم َّمن قَ َ ك ي َّمن يَمتَ ِ ُر ﴾ . ينشد : ابن ركاحة ي ك ي
ال حتزن
كطعنةن ذات فزوع ً الزبدا ؼ َّ تقذ ي
251
الر٘نن مغفرنة لكنَّين ي أسأؿ ى ابن الطّْ ًرَّماح : ي كيقوؿ ي على شرجع يعلو ُنس ًن اٞنطا ًر ً رب ال ْنعل ً ؼ أتت أيا َّ كفايت إ ٍف ٍ ٍىى يٍ ٍ و فج ًمن األرض ً خائف عصابة لكن شهيدان ثاكيان يف ييصابوف يف ٍّن ك ٍ غًن َّ ٗنيل بثينة : أف كفر منو ،ي بعضهم ك ًره القٍت ىل َّ ٍ يقوؿ ي يقولوف ً ك ُّ و جاىد يا ٗنيل بغزكةو يد غًنى َّن أير ي أم جهاد ي ي اِّب :كا﵁ً إٍل أكرهي اٞنوت على فراشي ،فكيف أطلبيو يف الثغوًر كقاؿ األعر ُّ ﴿ قُ ْ َّ ِ ِ ت إِن ُكمتُم ِ ِ ِ َّ ين فَا ْد َرُؤوا َ ْن أَن ُف ِم ُك ُم ال َْم ْو َ ْ َ ين ﴾ ﴿ ،قُ ل ْو ُكمتُ ْم في بُـيُوت ُك ْم لَبَـ َرَز الذ َ صادق َ ضِ ِ اج ِع ِه ْم ﴾ َّ . ٔنتلف . لكن النفوس ىي اليت إف الوقائع كاحدةه َّ ب َلَْي ِه ُم الْ َق ْت ُ إِلَى َم َ ي ُكت َ ***********************************
أيُّها اانمان مل من اٜنياةً ،كسئًم العيش ،كضاؽ ذرعان ً باألياـ كذاؽ الغيصص من َّ أيُّها اانما ُن :يا ٍ َّ ، أف ىناؾ فتحان مبينان ،كنصران قريبان ،كفرجان بعد شدَّة ،كييسران بعد عي ٍس ور . ٌن يديك كمن ً خلقك َّ ، َّ كإف ىناؾ أمبلن مشرقان ،كمستقببلن من ب ً ٍ ٍ إف ىناؾ ليطفان خفيٌان ٍ ف اللَّهُ و ْ َدهُ ﴾ .إف ً لض ًيقك فيػٍرجةن كك ٍشفان ، حافبلن ،ككعدان صادقان َ ﴿ ،و ْ َد اللَّ ِه َال يُ ْللِ ُ َ ِ ِ َّ ِ كٞنصيبتً ب َمَّا ا كركح ا أنس ىناؾ كإف ، اؿ ك ز ك ه ن ن كندل كطبلن كظبلن ﴿ .ال َ ْح ْم ُد للَّه الذي أَ ْذ َه َ ن ْح َز َن ﴾ . ال َ باٜنق ً ، أيُّها اانما ُن :آ ىف أ ٍف تيداكم َّ شكك باليق ً كعوج األفكا ًر ٌن ،كالتواء ضم ًًنؾ ّْ بالر ً شد . باٟنيدل ،كاضطراب اٞنسًنةً ُّ ً ً الرضا ، بوج ًو الفج ًر آف أ ٍف تقشع عنك غياىب الصادؽ ،كمرارةً األسى ُنبلكةً َّ الظبلـ ٍ ً ً يلقف ما يأف يكوف . كحنادس الفنت بنوور ي ًً ً كل و أيُّها اانما ُنَّ : مكاف من ّْ كم القاحلة أرضان مطمئنَّةن ،يأتيها رزقيها ىر ىغدان ٍ إف كراء بيدائ ٍ
ال حتزن
252
كإف على ر ً أس و َّ جبل َّ ابل ،فهي ي٣نرعةن ،فإ ٍف مل اٞنشقة كالضَّىن كاإلجهاد ،جنَّةن أصأّا ك ه ً يصبها كابل فطلّّ من البشرل ك ً الفأؿ اٜنس ًن ،ك ً اٞننشود . األمل ٍ ي ه وجه اللي ِ :أال أيُّها الليل الطويل أال ٍا٤ن ًل ً ، يا من أصابه األر ُق ،وصرخ في ِ أبشٍر ْ ي الص ْب ُ بَِق ِر ٍ ٬نلؤؾ نوران كحبوران كسركران . ً س ُّ صبح ي يب ﴾ .ه بالصبح ﴿ أَلَْي َ من أيفي ًق ً الهم :يركيٍدؾ َّ ، السن ًن الثابتًة من أذهب لُبَّه ُّ من ُّ يا ْ الغيب فىػىرجان ،كلك ٍ فإف ٍ الصادقًة في ٍسحةن . من ً قلتيك ،اىدأٍ َّ خالق من مألت يمك بالدم ِع :ك ٍف ًك ٍ يا ْ ف دموعك ،كأر ًٍح يم ٍ فإف لك ٍ ً ً الوجود كاليةن ،كعليك من ً القضاء ،ككقع العبد ،فق ٍد فيرغ من لطفو رعايةن ، َّ اطمئن أيُّها ي ٍ ً االختيار ،كحصل اللُّطف ،كذىب ظمأي َّ ً من ت ي اٞنشقة ،كابتلَّ ٍ ي األجر عند ٍ عركؽ اٛنهد ،كثبت ي ي ى ىى ً السع يي . ٫نيب لديو ٍ ال ي لطيف ً غالب على أم ًرًه ،و اطمئن :فإنك تتعامل مع و الصن ًع بعباده ،رحي وم ِنٍ ًلق ًو ،حس ًن ُّ َّ ي يف تدب ًًنهً . اطمئن َّ : فإف العواقب حسنةه ،كالنتائج مر٪نةه ،كاٝنإنة كر٬نةه . َّ ً ص هل ،كبعد بعد الفق ًر ًغ َّىن ،كبعد الظَّمأ ًر ّّ اٟنجر ىك ٍ م ،كبعد الفراؽ اجتماعه ،كبعد ٍ ّْصاؿ ،كبعد ُّ ً ك أ َْمراً ﴾ . االنقطاع ات ه ً ئ َ ﴿ ،ال تَ ْد ِري لَ َع َّ اللَّهَ يُ ْح ِد ُ نوـ ىاد ه ث بَـ ْع َد ذَلِ َ السهاد ه ً يل س الليػ يػل َّ ٍ ٞنعت ي ناريىم كقٍد ٍ كمل اٜنادم كحار الدَّل ي عس ىع ى ً ً يل البيػ َّ كطر ي فتأملتيها كف ٍكرم من ٍ عليل ٍ ػ ًن ه ؼ عيين كل ي كغرامي ذاؾ الغراـ الد ً يل َّخ اٞنعىن كفؤادم ذاؾ الفؤ ياد َّ ي ي للملً َّم ً ات ىل ً كسألٍنا عن الو ً سبيل ؟ إليو اٞنرجى كيل َّ ي ي أكرـ اٞنج ًزلً فوج ٍدناه صاحب اٞن ٍل ً جليل فرد ٌن ا ر ط ك ي ن ه ي ٌ ي ي الضٍن ً أيُّها َّ ك كالضَّىن كاأل ًمل كالف ٍق ًر ك ً ً أبشركا ،فإنكم األرض ، اٞنعذبيوف يف باٛنوع ك َّ ً اٞنرض ،ي سوؼ تشبعوف كتسعدكف ،كتفرحوف ً َس َف َر كتص ُّحوف َ ﴿ ،واللَّْي ِ إِ ْذ أَ ْدبَـ َر{ َ }33و ُّ الص ْب ِ إِ َذا أ ْ ﴾ .
253
ال حتزن
كالبد للقي ًد أ ٍف ً ينكسٍر فبلبي َّد لًلَّ ًيل أ ٍف ينجلً ٍي َّ ٍ ً كمن يتهيَّب صعود ً َّى ًر بٌن اٜني ٍفر اٛنباؿ ش أبد الد ٍ يع ٍ ٍ يي ٍ ً يرجو من موالهي ليطفان ، ّّ كحق على العبد أف يظي َّن بربّْو خًنان ،كاف ينتظر منوي فضبلن ،كأ ٍف ي ًً ًً ً َّ ٩نلب النفع إال فإف ٍ أمره يف كلمة ( يكن) ،ه جدير أ ٍف ييوثق ّنوعوده ،كأ ٍف ييتعلَّ ىق بعهوده ،فبل ي من ي كل و كل حر و كل و ساعة كة حكمةه ،كيف ّْ طف ،كيف ّْ ىو ،كال يدفع الضَُّّر إال ىو ،كلوي يف ّْ نفس لي ه ً بعد ً يصًربي ، فىػىر هج ،جعل ى القحط ىغٍيثان ،ييعطي ليي ٍشكر ،كيبتلي ليعلم من ٍ صبحان ،كبعد ٍ الليل ي فحرم ً يقوم معو ٬ننح النػ ٍَّعماء ليسمع الثَّناء ،كييسلّْ ي ط الببلء يلًنفع إليو الدُّعاءي ّّ ، بالعبد أف ّْ ي ً ض ُّر اً اس َلُواْ اللّهَ ِمن فَ ْ ضلِ ِه ﴾ ﴿ ،ا ْد ُواْ َربَّ ُك ْم تَ َ االتّْصاؿ ،كي٬ن َّد إليو اٜنباؿ ،كييك يثر السؤاؿ ﴿ َو ْ َو ُ ْفيَةً ﴾ . ًمن ج ً ود كفّْك ما علَّ ٍمتين الطَّلبا لو ملٍ تيًرٍد ٍنيل ما أرجو كأطٍليبيوي ي ً ً ً اٜنضرمي ً ماؤىم ،كأشرفيوا على ببعض بن الصحابة يف الصحراء ،كنفد ي ّْ انقطع العبلءي ي ً اٞنوت ،فنادل العبلء ربَّو القريب ،كسأؿ إٟنان ٚنيعان ٠نيبان ،كىتف بقولًً عظيم ،يا يا علي يا : و ُّ ي ي ً أّم ﴿ . حكيم يا قوا دك َّ حكيم .فنزؿ ي الغيث يف تلك اللحظة ،فشربيوا كتوضؤكا ،كاغتسلوا ى كس ٍ ي ي ِ ْح ِمي ُد ﴾ . َو ُه َو الَّ ِذي يُـمَـ ّْز ُل الْغَْي َ ث ِمن بَـ ْع ِد َما قَـمَطُوا َويَم ُ ش ُر َر ْح َمتَهُ َو ُه َو ال َْول ُّي ال َ ***************************************
وقف ـ ـةٌ الس يكو يف إليو ،كالطمأنينةي إليو ،كإفر ياده « ١نبَّةي ا﵁ً تعاىل ،كمعرفيتو ،كدك ياـ ًذ ٍك ًره ،ك ُّ الرجاء كالتَّوُّكل ،كاٞنعاملة ُ ،نيث يكوف ىو كحده اٞنستويل على ً اٝنوؼ ك ً ٨نوـ ً بك ً العبد باٜني ّْ ي ي ى ٍ ىي ي كعزماتًو كإرادتًو .ىو جنَّةي الدنيا ،كالنعيم الذم ال ييشبًهوي نعيم ،كىو قيػَّرة ع ً ٌن اٞن ًحبٌن ،كحياةي ه ي ي العارفٌن » . اٟنموـ ك ً بذك ًرهً كالقناعة :أسباب لزك ًاؿ ً القلب با﵁ً كحده كاللَّهج ً « تعلُّ يق ً الغموـ ، ي ه ي ي يق صدران ،كأ ٍكثىػير ٨نٌان ٣ ،ن ٍَّن تعلَّق قلبيو الض ُّد ّْ اح الصد ًر كاٜنياةي الطَّيّْبة .ك ّْ بالض ّْد ،فبل ٍ أض ي كانشر ي بغ ًًن ا﵁ً ،كنسي ًذ ٍكر ا﵁ً ،كمل ي ٍقنع ّنا آتاه ا﵁ ،كالتَّج ًربةي أكرب و شاىد » . ىٍ ي ي ي
254
ال حتزن
*************************************
تعز بالممكوبين َّ ﴿ َولََق ْد أ َْهلَ ْكمَا َما َح ْولَ ُكم ّْم َن الْ ُق َرى ﴾ . ك٣نَّن ني ًكب نكبةن داميةن ساحقةن ماحقةن :الربامكةي ،أيسرةي األيسرةي األ َّئّ ًة كالتػَّر ً ؼ كالب ٍذ ًؿ ٍ ى الس ً أصبحت ن ٍكبتيهم ًعربةن كعظةن كمثبلن َّ ، عليهم ٍبٌن عشيَّ وة فإف ىاركف الرشيد سطا خاء ،ك ك َّ ٍ ٍ الر ً بستاف ً كضحاىا ،ككانوا يف النعي ًم غافلٌن ،كيف ً غد دافًئٌن ،كيف ً الرتؼ يم َّنعٌن ، ٜناؼ َّ ي فجاءىم أمر ا﵁ً ضحى كىم يلعبوف ،على ً يد ً أقرب ً كىدـ الناس إليهم َّ ، فخرب يدكرىم ،ى ي ي ن عبيدى ٍم ،كأساؿ دماءىم ،كأكردىم موارد اٟنالًكٌن ، ورىم ،كاستلب ي قصورىم ،كىتك يستي ي ي بنكاٟنم عيوف ً كقرح ً ّنصأّم قلوب ً فىجرح ً أطفاٟنم ،فبل إلو إال ا﵁ ،كم من و نعمة أحبأّم َّ ، ي ٍ ىى ى ِ و صا ِر ﴾ .قبل من أجل ًهم يس ٍ عليهم يس ٍ فكت ﴿ ،فَا ْتَبِ ُروا يَا أُولي ْاألَبْ َ من عربة ٍ كم ٍ لبت ،ك ٍ و ً كبكأس األماٍل يرتعيوف ،فيها ّْيباج يزحفوف ، نكبتهم بساعة ،كانوا يف اٜنرير ٍيرفيلوف ،كعلى الد ً ً ً لفجيعة ما عبلىم دىاىم ،كيا ٟنوؿ ما ي ٍ ُّكؿ جلل ىذا حق األيَّ ياـ كالد ي كىكذا يٕن ي ي اٞنصاب كإالَّ غًنيه ي ِ و ًو ً مـاكِ ِن اطمأنوا يف سنة من الدى ًر ،ك ٍأم ون من اٜندثاف ،كغ ٍفلة من األياـ ﴿ َو َس َكمتُ ْم في َم َ َّ ِ خفقت على ال ﴾ . ض َربْـمَا لَ ُك ُم األَ ْمثَ َ م ُه ْم َوتَـبَـيَّ َن لَ ُك ْم َك ْي َ ف فَـ َعلْمَا بِ ِه ْم َو َ ٍ ا لذ َ ين َلَ ُمواْ أَن ُف َ ً ً البنود ،ك َّ اٛننود . اصطف ٍ ت على جوانبًهم ي رؤكس ًه يم ي ّنكة ً كأ ٍف مل ي يكن بٌن اٜنج ً أنيس كمل يسمر َّ سامير ا ف الص إىل وف ٌ ىي ٍ يٍ ه رتعيوا يف َّلذةً ً العيش الىٌن ،كٕنتػَّعيوا يف ص ٍفو الزماف آمنًٌن ،ظنُّوا السراب ماءن ،كالورـ ضمن ،كاألمانة شحمان ،كالدنيا يخليودان ،كالفناء بقاءن ،كحسبوا الوديعة ال تي ُّ ٍ سرتد ،كالعارية ال تي ي ؤدل َ ﴿ ،و َمُّوا أَنَّـ ُه ْم إِلَْيـمَا َال يُـ ْر َجعُو َن ﴾ . ال تي َّ للز ً ات كأحزا يف ك َّ فجائع الدى ًر ألوا هف يم َّنوعةه ماف ىم ىسَّر ه ي و كال يدكـ على و حاؿ ٟنا شأ يف الدار ال تبقي على أحد ي كىذه ي
ال حتزن
255
ً ً و ب ً ضً سل ىاركف الرشيد َّ ، من ٜنظات ىغ ى أمسوا يف القبوًر ،كيف ٜنظة ٍ أصبحوا يف سركور ك ٍ سيف النٌ ً الربمكي ،كصلبوي مثَّ أحرؽ جثمانو ،كسجن أباه عليهم ،فقتل جعفر بن ٪نٍن قمة َّ ٍ ٪نيي بن و اٟنم كأمبلكهم . و أم كصادر ، ٪نٍن بن ل الفض أخاه ك ، خالد ٍ ٍ أبيو ً كٞنا قىػتل أبو جعفر اٞننصور ١نمد بن ً أس ًو إىل ً عبدا﵁ً بن اٜنس ًن ،بعث بر ً عبدا﵁ً بن ي ىى ىى اٜنس ًن يف السج ًن مع حاجبً ًو الربي ًع ،فوضع الرأس بٌن ً يديو ،فقاؿ :ر٘نك ا﵁ي يا أبا القاسم ، ى ى فق ٍد كنت من الذين يفوف ً بعهد ا﵁ً ،كال ين يقضوف اٞنيثاؽ ،كالذين ً يصلوف ما أمر ا﵁ي ًبو أ ٍف ي اٜنساب ،مث ٕنثَّل ً ً بقوؿ الشاع ًر : ك٫نشوف رَّّٔم ك٫نافوف سوء ييوصل ٍ ً فّت كاف ٪نميو ًم ٍن ُّ اجتنأّا سوءات األموًر كيكفيو الذ ّْؿ سي يفو ي حاجب اٞننصوًر ،كقاؿ لو :قيل لصاحبًك :ق ٍد مضى من ب ً ً ؤسنا يم َّدةه ، كالتفت إىل الربيع ٍي ٍ كمن ً اٞنوعد ا﵁ي تعاىل ! نعيمك ًمثيلها ،ك ي ٍ ً بن و عقيل – فقاؿ : كق ٍد أخذ ىذا اٞنعىن بن األحنف – كقيل :عمارةي ي العباس ي ي ً بنظرةً ع و عن ىى ىول النَّػ ٍف ً جب مرنة فإ ٍف تلحظي حايل كحالك َّ ٌن ٍ س يٍٓن ي ٬نُّر و ً ً ً سب ٪ن نعيمك من بيوـ عيشيت ؤس ب من مر ل ك د ٤ن ي ي َّ َّ ي ٍ ي ٍ ٍ ي كما يف ( و قوؿ على قوؿ ) .
اٞنأمور جعفر كاآلف :أين ىاركف القاتل ك ي ي ُّ اآلمر ك ي اٞنقتوؿ ؟ أين ي الرشيد كأين ي الربمكي ؟ أين ي ً كصلًب ؟ ال شيء ،أصبحوا ؟ أين الذين أصدر أمره كىو على سريرهً يف قصرهً ؟ كأين الذم قتل ي ً ً ال كأمس الدَّابر ،كسوؼ ٩نمعيهم ىضم ﴿ ،قَ َ اٜنكم الع ٍد يؿ ليوـ ال ريب فيو ،فبل ظيٍلم كال ٍ ي ِ اب َّال ي ِ ِ ْم َها ِ م َد َربّْي فِي كِتَ ٍ ين ﴾ ، م ال وم ق ـ ي م و ـ ي ﴿ ، ﴾ ى مم ي ال و ي ب ر ض ل َّاس لَِر ّْ ّْ َ ُ ُّ ُ َ َ َ َ َ ْ َ َ ُ ب ال َْعالَم َ ُ َ ضو َن َال تَ ْل َفى ِمم ُك ْم َ افِيَةٌ ﴾ . ﴿ يَـ ْوَمئِ ٍذ تُـ ْع َر ُ قيل ليحٍن بن و الربمكي :أرأيت ىذه الن ٍكبة ،ىل تدرم ما سببيها ؟ قاؿ :لعلَّها خالد ّْ و سرت يف ً ظبلـ ً ك٥نن عنها غافلوف . دعوةي مظلوـ ٍ ، الليل ي عبدا﵁ بن معاكية ب ًن ً عبدا﵁ً ب ًن جعفر ،فقاؿ يف حب ً سو : ٍ كنيكب ي ي فلسنا ًمن األمو ً ات فيها كال األحياء ك٥نن ًمن أىلًها ٍ ىخىر ٍجنىا من الدنيا ي
ال حتزن
256
ً السجا يف يومان و عجٍبنا كقلنا :جاء ىذا من الدُّنيا ٜناجة إذا دخل َّ بالرٍؤيا فج ُّل حديثً الرٍؤيا إذا نا ٥نن أصبحنا اٜنديث عن ُّ كنفر يح ُّ ي ي أتت سعيا كانت بطيئان ٠نيئيها حت مل تنتظر ك ٍ كإ ٍف قبي ٍ نت ٍ حس ٍ فإ ٍف ي ً سجن ي ً علي هم ،فكتب لوي رقعةن ي لن ٕنيَّر َّ يقوؿ :إهنا ٍ أحد ملوؾ فارس حكيمان ٍ من حكمائ ٍ ى ً موعود بالضيّْ ًق . السعة ،كأنت فيها ساعةه ،إال َّقربٍتين من الفرًج َّ أنتظر َّ ه كقربٍتك من النّْقمة ،فأنا ي الرتؼ ،كغلب ً ً اؼ ع ًن ابن عبَّ واد سلطا يف عليو اال٥نر ي األندلس ،عندما غلب عليو ي نكب ي كيي ي ؼ كٚناع ً اٛنادةً ،فكثر ً ت اٛنوارم يف ً َّ الغناء ،فاستغاث يومان العز ي بيتو ،كالد ي ي ُّفوؼ كالطَّنابًني ،ك ٍ ي بابن تاشفٌن – كىو سلطا يف ً ً ابن تاشفٌن البحر ، اٞنغرب – على أعدائًًو الركـ يف األندلس ،فعرب ي ً ً ابن ابن عبَّ واد يف اٜندائق كالقصوًر كالدُّكًر َّ ، كرحب بو كأكرمو .ككاف ي كنصر ابن عبَّاد ،فأنزلوي ي ى مداخل اٞندينة كيف ً ً ً ٢نارجها َّ ، ألف يف نفسو شيئان . ينظر يف تاشفٌن كاألسد ،ي ثبلثة أياـ ىجم ابن تاشفٌن ً ً ً كبعد ً الضعيفة ،كأسر ابن عبَّ واد كقيَّده اٞنملكة َننوده على ي حدائق ًو ،كنىػ ىقلىو إىل ً ً و أغمات) أسًنان ، بلده ( كدمر قصوره ،كعاث يف ب يملكو ،كأخذ يدكره َّ ي ى كسلى ى ام نُ َدا ِولُ َها بَـ ْي َن الم ِ ابن تاشفٌن ًزماـ اٜنيك ًم ،كادعى َّ أف أىل ﴿ َوتِل َ ْك األيَّ ُ َّاس ﴾ .فتقلَّد ي ً استدعوه كأرادكه . ىم الذين ٍ األندلس ي باكيات كسيً و و و ت األياـ ،كإذا ً كمر ً ببنات اب ًن عبَّ واد ً فات حافيات يص ٍلنو يف السج ًن ، َّ ي و فلما رآىن بكى عند ً الباب ،كقاؿ : جائعات ٌ َّ ، ً العيد يف أغمات مأسورا باألعياد مسركرا فيما مضى يكنت فساءؾ ي يغ ًزلٍن ً للناس ما ٬نٍلً ٍكن قطمًنا ترل بناتًك يف األطما ًر جائعةن و ات م ً كاسًنا بىػىرٍز ىف ٍ٥نوؾ للتَّسلي ًم خاشعةن أبصاريى َّن حسًن ى ي يطأٍف يف الط ً َّ كأهنا مل تطأ ًمسكان ككافيورا األقداـ حافيةه ٌن ك ي مثَّ دخل الشاعر ابن اللَّ ً بانة على اب ًن عبٌ واد ،فقاؿ لو : ي ي أص ُّ ً الس ً بلـ َّ كحٍنتىما فإ٧نا َّق رياحٌن َّ تىػنىش ٍ ي ب ّٔا م ٍسكان عليك ى بأنك ذك نيعمى فقد يكنت يمنعما كقي ٍل ٠نازان إف عدمت حقيقةن عد ً يح َّ باٚنك يم ٍعلًما ت يجييؤّا عليها كتاه َّ الر ي شق ٍ بكاؾ اٜنيا كالر ي
ال حتزن
257
الذىت كمدحها . كىي قصيدةه بديعة ٍ ،أكىرىدىا ُّ و ت بق ًرب ركل ُّ عن عائشة – رضي ا﵁ي عنها كأرضاىا – َّأهنا َّ مر ٍ الرتمذم ،عن عطاء ٍ ، أخيها ً عبدا﵁ الذم دفن فيو ّنكة ،فسلَّمت ً كقالت :يا عبدا﵁ً ،ما مثلي كمثيلك إال عليو ، ٍ ي تم هم : كما قاؿ يم ّْ ً لن يتصدَّعا كيكنَّا كن ٍدماٍل يج ٍ ذ٬نىةى بيرىةن من الدى ًر حّت قيل ٍ ً أصاب اٞننايا رىط كسرل كتيػبَّعا كع ٍشنا ِن وًن يف اٜنياةً كقبلنا لطي ً ت ليلةن معا وؿ و تفرقٍنا ّْ كأٍل كمالًكان َّ فلما َّ اجتماع مل نبً ٍ ككدعٍتو . بكت َّ مثَّ ٍ ً ت عمر رضي ا﵁ي عنوي ي ٞنتم ًم بن نويرة :يا ّْ يقوؿ ّْ متمم ،كالذم نفسي بيده ،لىىود ٍد ي ككاف ي يح ز و أٍل شاعر فأرثي أخي زيدان ،كا﵁ً ما ىبَّ ً َّ متمم َّ ، إف يا . يد ر ب جاءتين ال إ ٤ند من با الص ت ً ٌ ٍ ه ي متمم : زيدان أسلم قبلي كىاجر كقتل قبلي ،مثَّ يبكي عمر .يقوؿ ّْ ى حبيت لًت ٍذر ً السوافً ً ك اٜنبيب على البيكا لعمرم لقد الـ اؼ الد ً ُّموع َّ ٍ ي لق ورب ثول بٌن اللّْول فال ٌد ً كاد ًؾ فقاؿ أتبكي َّ كل ق ورب رأيتوي فدعين فهذا كلُّو قرب مالً ً ك يبعث الشَّجى فقلت لو إف الشَّجى ي ٍ ي ي ي ً ً اٞنصيبة فقاؿ : عزيهم يف ىذه األندلس ،فجاء نيكب بنو األ٘ن ًر يف ابن عبدكف يي ّْ الشاعر ي ي الع ٍ ً الصوًر فما البكاءي على ٌن باألث ًر ً األشباح ك ُّ الد ٍ يفجع بعد ى َّىير ي و ناب اللَّي ً ث كالظُّيف ًر أهناؾ أهناؾ ال آليوؾ موعظة عن ٍنوىمة بٌن ً ٍ ٍ و شاءت من البش ًر ّنن ِنارجة فدت عمران ٍ ٍ ىكلىٍيتها إذ ٍ فدت عليٌان ٍ ِ ِ ْحيَاةِ ُّ َنزلْمَاهُ ِم َن الدنْـيَا َك َماء أ َ ﴿ فَـلَ َّما َجاء أ َْم ُرنَا َج َعلْمَا َاليَـ َها َسافلَ َها ﴾ ﴿،إِنَّ َما َمثَ ُ ال َ المم ِ ط بِ ِ ض ِم َّما ي ْ ُك المَّاس واألَنْـعام حتَّى إِذَا أَ َ َذ ِ ِ َ ض ُز ْ ُرفَـ َها ر أل ا ات ب ـ ن ه ل ـ ت ا ف اء َ َ َ َ ْ ُ َ ت األَ ْر ُ ُ َ َ َ َ ْ َ َّ َ ُ ُ َ ت و َ َّن أ َْهلُها أَنَّـهم قَ ِ اها ح ِ صيداً َك َن لَّ ْم اد ُرو َن َلَْيـ َها أَتَ َ اها أ َْم ُرنَا لَْيالً أ َْو نَـ َهاراً فَ َج َعلْمَ َ َ َ ُْ َو َّازيَّـمَ ْ َ تَـغْ َن بِاألَ ْم ِ س﴾. **************************************
258
ال حتزن
الرضا اليانعة ات ّْ ثمر ُ ﴿ َّر ِ ضواْ َ ْمهُ ﴾ . ض َي اللّهُ َ ْمـ ُه ْم َوَر ُ ً صبح كللرضا ٖنر ه تنتج عنو ،ير ي تفع ّٔا الراضي إىل أعلى اٞننازؿ ،فيي ي ات إ٬نانيةه كثًنةه كافرةه ي ً اعتقاده ،كصادقان يف أقوالًو كأعمالًو كأحوالًو . راسخان يف يقيًنو ،ثابتان يف ً ً ٪نب يكرىوي من األحكاـ عليو .كلو مل ٍ٩ن ًر عليو منها إالَّ ما ُّ فتماـ عبوديّْتو يف ىجىرياف ما ي ي ،لكاف أبػعد و الص ًرب كالتَّو ً التضرًع شيء تتم لو عبوديَّة .من َّ الرضا ك ُّ عن عبوديَّة ربّْو ،فبل ُّ كل ك ّْ ٍى ٍ ً اٝنضوع ك ىغ ًًنىا – إالَّ َنر ً كاالفتقا ًر ك ُّ بالقضاء ياف القد ًر لو ّنا يكرهي ،كليس الشأ يف يف الرضا الذ ّْؿ ك ً ٍ يتحكم يف ً ً القضاء اٞنؤًمل اٞننافً ًر للطَّب ًع .فليس ً قضاء ا﵁ً ً للعبد أ ٍف َّ للطبيعة ،إ٧نا الشأ يف يف اٞنبلئم ٍ ٍ ي ً ً َّ بل اٝنًنةي ا﵁ً ،فهو ، ة ر ػ ي اٝن م ٟن كاف ما البشر فإف كيرفض ما شاء ، كقد ًره ،فًنضى ّنا شاء ي ى ىي ٍ الغيب اٞنطَّلً يع على السرائ ًر ،العاملي بالعو ً أجل كأعلى ،ألنو عاملي ً ط ّٔا . اقب ا﵀ي ي كم ك ُّ ٍ لم ك ٍ أح ي أع ي
رضاً برضا :
ً اٜناالت ،ي ً كلٍيىػ ٍعلم َّ ثمير رضا ربيو عنو ،فإذا أف رضاه عن ربّْو سبحانوي كتعاىل يف ٗني ًع ي ً الر ً بالقليل من ً ً ً اٜناالت العمل ،كإذا رضي عنو يف ٗنيع زؽ ،رضي ربُّو عنو رضي عنو بالقليل من ّْ ،كاستوت عنده ،كجده أسرع و ترضاه كٕنلَّقو ؛ كلذلك انظر للم ً خلصٌن مع شيء إىل رضاهي إذا َّ ي ٍى ى ٍ ي ٍ ي ً ًً ً ِنبلؼ اٞننافقٌن َّ ، فإف ا﵁ عنهم ، ألهنم ي رضوا عنوي كرضي ٍ قلَّة عملهم ،كيف رضي ا﵁ي سعيهم ٍ رد عملهم قليلو ككثًنه ؛ ألهن ًم ً كرىوا رضوانوي ،فأحبط أعماٟنم . َّ سخطيوا ما ى أنزؿ ا﵁ ك ي ي ي
من ِ ط: الم ْل ُ سلط فلهُ ُّ ْ
الباؿ ،كس ً ً الغم ك ً وء ً كسف ً القلب ،ك ً كشتات ً اٜناؿ ،كالظَّ ّْن اٜنزف ، السخ ي ك ُّ اٟنم ك ّْ باب ّْ ط ي ي خبلؼ ما ىو أىليو .كالرضا ي٫نلّْصو من ذلك كلّْو ،كيفتح لو باب ً جنة الدنيا قبل اآلخرةً ، با﵁ ي ي ٍ ي ً يتم ّني ً ً اإلذعاف كالقب ً َّ وؿ ، القضاء ،بل بالتسلي ًم ك كمضادة عاكسة األقدا ًر فإف االرتياح َّ النفسي ال ُّ َّ ي ً َّ اكندم الفيلسوؼ ألف مدبّْر األم ًر أذكر قصة ابن الر ّْ َّهم يف قضائو كقدرهً ،كال ز ي ه لت ي حكيم ال يػيت ي
ال حتزن
259
ً ً َّ الطائلة ،فنظر إىل اٞنلحد ،ككاف فقًنان ،فرأل عاميٌان جاىبلن مع الدُّكًر كالقصوًر كاألمو ًاؿ الذ ٌك ًي ً أعيش فقًنان ،كىذا بلي هد السماء كقاؿ :أنا جاىل ك٪نيا غنيٌان ،كىذه قًسمةه ي فيلسوؼ الدنيا ك ي ه ِ ِ ً مص ُرو َن ﴾ . اب ْاآل َرة أَ ْ َزى َو ُه ْم َال يُ َ ضيزل .فما زادهي ا﵁ي إال م ٍقتان كذيالٌ كضٍنكان ﴿ َولَ َع َذ ُ
الرضا : فوائ ُد ّْ
فالرضا ي ً اب الش ً القلب ،كسكونوي كقراره كثباتوي عند اضطر ً وجب لو الطُّمأنينة ،كبرد ً ُّبو ّْ ي ي ً ً ً ّنوعود ا﵁ً ك ً كيقوؿ لسا يف القلب كموعود رسولو ، ي التباس كالقضايا ككثٍرةً الوارد ،ي فيثق ىذا ي ً يماناً َوتَ ْملِيماً ﴾ . ص َد َق اللَّهُ َوَر ُسولُهُ َوَما َز َ اٜناؿ َ ﴿ :ه َذا َما َو َ َدنَا اللَّهُ َوَر ُسولُهُ َو َ اد ُه ْم إَِّال إِ َ ط كع ىد ىـ قرا ًرهً ،كمرضوي ك ُّ كالسخ ي ٕنزقوي ،فيبقى قلًقان ناقًمان يوجب اضطراب قلبًو ،كريبتوي كانزعاجوي ،ى ي ً فأصحاب ىذه يقوؿ َّ ﴿ :ما َو َ َدنَا اللَّهُ َوَر ُسولُهُ إَِّال غُ ُروراً ﴾ . متمردان ،فلسا يف حالًو ي ساخطان ّْ ي اٜنق ،يأتوا إليو م ً ً يصدفًوف ،كإ ٍف أصأّم ٟنم ُّ ذعنًٌن ،كإف طيولًبوا ّْ ىم ٍ ي باٜنق إذا ٍ القلوب إف ي يكن ي ً ك ُه َو خسركا الدنيا كاآلخرةً ﴿ َذلِ َ خًنه اطمأنّّوا بو ،كإ ٍف أصابتهم فتنةه انقلبيوا على كجوىهم ،ي ِ لت عليو ين ﴾ .كما أ ٌف الرضا يي ي نزؿ عليو السكينة اليت ال أىنٍػ ىف ىع لو منها ،كمّت نز ٍ الْ ُل ْم َرا ُن ال ُْمب ُ ً ُنسب قلَّتًو ككثرتًو ، السخط ييبعً يده منها السكينةي ،استقاـ كصلحت أحواليو ،كصلح باليو ،ك ُّ ٍ أعظى ًم نع ًم ا﵁ً ً يب ً ترحل عنو لت عنوي السكينةي َّ ، كإذا َّ فمن ٍ ترح ٍ السركر ك ٍ العيش ٍ . ي األم ين كالراحةي كط ي على ً ً عليو .كمن أعظ ًم ً السكينة ً ً اٜناالت . أسبأّا :الرضا عنو يف ٗني ًع تنزيؿ عبده ُّ : ٍ
ال تُ ِ لاصم ربَّك :
السخط ً ً كالرضا ٫نلّْص العبد من ي٢ن ً أحكامو كأقضيتًو َّ . عليو الرب تعاىل يف اصمة ّْ فإف ُّ ٍ ي ً ٢ناصمة إبليس لربّْو :من ع ىدًـ رضاه بأقٍ ً ضيىتًو ، أصل ي٢ناصمةه لو فيما مل يرض بو ي ٍ ى العبد ،ك ي ً أٜند ً ، ك ً أحكامو الدّْينيًة كالكونيًة َّ . العظمة ع ربَّو رداء من جحد ألنوي ناز ى من ى ى كجح ىد ٍ كإ٧نا أٜند ٍ ً ً ً ذعن ً ط ك اٞنناىي ، ٞنقاـ َّ كيتسخ ي اٛنربكت ،فهو ييعطّْ يل األكامر ،كينت ًه ي كإزار الكربياء ،كمل يي ٍ ً اٞنقادير ،كمل ي ً للقضاء . ذع ٍن ي
ُح ْك ٌم ٍ ماض وقضاءٌ َ ْد ٌل :
ال حتزن
260
ماض يف ً ً ب و (( ٍ في اٜنديث : كقضاؤه ع ٍد هؿ فيو ،كما يف عبده ، الر ّْ كم َّ ماض َّ ي ي كح ي ً من ً ُ اٛنوًر .كا﵁ي كمن مل يرض بالعدؿ ،فهو ٍ حكمك ْ َ ،د ٌل في قضاؤك )) ٍ . أىل الظُّل ًم ك ٍ نفسو ،كليس بظبلَّوـ ً حر الظلُّم على ً عن للعبيد ،كتقدَّس سبحانو َّ كتنزه ٍ أحكم اٜناكمٌن ،كق ٍد َّ ى ي ظيٍل ًم ً لكن أنٍػ يفسهم يظلموف . الناس ،ك ٌ كقوليو ْ َ (( :د ٌل في قضاؤك )) يىػعي ُّم قضاء ً الذنب ،كقضاء أث ًرهً كعقوبتًو َّ ، فإف األمري ًن ً بالذنب ،كيف قضائًو بعقوبتًو .كقد يقضي أعدؿ العادلٌن يف قضائًو كجل ،كىو ي من قضائًو َّ عز َّ ٍ ً ً ً العظيمة ما ال أعلى يم ّٔا ،قد يكو يف ٟنا من اٞنصا ًٌف سبحانو بالذنب على العبد ألسرا ور كخفايا ىو ٍ يعلمها إال يىو . ي
الم ِ لط : ال فائدة في ُّ
الرضا َّ :إما أ ٍف يكوف لفو ً و يكرىو ات ما أخطأهي َّ كعدـ َّ كإما إلصابة ّنا ي مم ٪نبُّو كيريدهي ٌ ، ي تيقن َّ كييسخطيو .فإذا َّ يكن لييخطئو ،فبل فائدة يف أف ما أخطأه مل ي يك ٍن لييصيبىو ،كما أصابو مل ٍ ً يضره .كيف اٜنديث َّ (( : القلم بما ات ما ينفعيو ، ي كحصوؿ ما ُّ سخطو بعد ذلك إال فو ي جف ُ ِ بت المقادير ،ورفِ ِ القضاء ،وانتُ ِهي من القد ِر ،وُكتِ ِ أنت ٍ عت ا من الق يا أبا هريرة ،فق ْد فُ ِر َ ُ ُ وجف ِ األقالم َّ ، ف )) . ت ُّ الص ُح ُ ُ
الرضا : المالمةُ مع ّْ
ً الغش كالد ً الغل ،كال السبلمة ، يفتح لو باب فيجعل قلبوي سليمان ،نقيٌان من ّْ َّغل ك ّْ كالرضا ي ي بقلب سلي وم ،كىو ً امل من الش ً ً ً َّك كالش ً من أتى ا﵁ و ّْرؾ ، ُّبو ،كالش ّْ َّ من عذاب ا﵁ إال ٍ ينجو ٍ الس ي ً ً ً س إبليس ً ككعيده ،فهذا القلب ليس ً كتلبُّ ً فيو إال ا﵁ي﴿ :قُ ِ ككع ًده كجنده ،كٔنذيل ًو كتسويف ًوٍ ، ي ي اللّهُ ثُ َّم ذَرُهم فِي َ و ِ ض ِه ْم يَـل َْعبُو َن ﴾ . ْ ْ ْ الس ً خط ً ككذلك تستحيل سبلمةي ً العبد َّ أشد رضان ، القلب من ُّ كعدـ الرضا ،ككلَّما كاف ي ي الس ً خط .كسبلمةي ً فاٝنبث ك َّ ين ر ق : و صح ن ك ه كبر القلب أسلى ىم . الد ىغ يل ك ُّ ُّ ي ين ُّ ي كاف قلبيو ٍ ي ي الغش :قر ي القلب منو :من ٖنر ً ً ً ات الرضا .فالرضا الرضا .ككذلك ي من ٖنرات السخط .كسبلمةي ً ي ٍ اٜنسد ىو ٍ
ال حتزن
261
شجرةه طيّْبة ،تيسقى ً ً اإلخبلص يف ً ً األعماؿ التوحيد ،أصليها اإل٬نا يف ،كأغصا يهنا بستاف ّناء ي ً ِ اايمان من رضي ِ باهلل ربّاً ، طعم الصاٜنةي ،كٟنا ٖنرةه يانًعةه حبلكيهتا .يف اٜنديث (( :ذاق ْ ْ ٍ بهن حالوة وبااسالم ديِماً ، وبحمد نبياً )) .كيف اٜنديث أيضان ٌ (( : كن فيه وجد َّ من َّ ثالث ْ ِ اايمان . )) ....
باب َّ الش ّْ ك: الم ْل ُ ُّ ط ُ
ط يفتح ً َّك يف ا﵁ً ،كقضائو ،كقد ًره ،كحكمتً ًو ً فقل أ ٍف عليو باب الش ّْ ك ُّ كعلم ًو َّ ، السخ ي ي يسلىم ً فلو فتَّش نفسو داخل قلبو ، من ٍّن الساخ ي ط ٍ يشعر بو ٍ ، كيتغلغل فيو ،كإ ٍف كاف ال ي ىٍ ى ي شك يي ي ً ً التفتيش ،ىلو ىج ىد يقينوي معلوالن مدخوالن َّ ، َّك فإف الرضا كاليقٌن أخو ًاف يم غاية صطحباف ،كالش َّ ً الرتمذم ِ (( : السخط قر ً بالرضا مع اٜنديث الذم يف يناف ،كىذا معىن إن استطعت أن تعم ّْ ّْ ك ُّ
س ْيراً كثيراً )) اليقي ِن ،فافع .فإن لم تمتطع ،فإن في الصبر لى ما تكره المَّـ ْف ُ ً ً مفادىا يتكلموا ،عندىم من الداخل ،غاضبًوف ك ٍلو ملٍ َّ ه إشكاالت كأسئلةه ،ي فالساخطيوف ناقموف ٍ ً :مل ىذا ؟ ككيف يكو يف ىذا ؟ كٞناذا كقع ىذا ؟
.
الرضا ِ وأم ٌن : غ ّْ مى ْ ً
كمن مؤل قلبو من الرضا بالقدر ،مؤل ا﵁ صدره ً كفرغ قلبو ﵀بَّتًو غ ىن ك ٍأمنان كقناعةن َّ ، ٍ ي ي ن ً عما فيو الرضا ،امتؤل قلبيو ّْ بضد ذلك ،كاشتغل َّ كمن فاتو حظُّو من ّْ كاإلنابة إليو ،كالتَّوُّك ًل عليو ٍ . كفبلحو . سعادتيو ي يفرغي القلب من ا﵁ً ،كال عيش ً لساخ وط ،كال قرار فرغي القلب ﵁ً ،كالسخ ي ط ّْ فالرضا يي ّْ ّْ أف رزقو ناقص ،كحظَّو ً لناقً و َّ باخ يرل ، يج ر م أمر يف فهو ، م و س ،كعطيَّتوي زىيدةه ،كمصائبوي ٗنَّةه ي ي ه ه ،فًنل أنو من ىذا ،كأرفع ك َّ ٌ كمنعوي كحىرىمو ى لكن ربَّو – يف نظ ًرهً – ِنسوي ى يستحق أ ٍكثر ٍ أجل ٌ ، ك بَِنَّـ ُه ُم اتَّـبَـعُوا َما يأنس ككيف يرتاح ،ككيف ٪نيا ؟ ﴿ ذَلِ َ كابتبله ،كأضناهي ك ى أرى ىقو ،فكيف ي ط أَ ْ َمالَ ُه ْم ﴾ . َحبَ َ َس َل َ ط اللَّهَ َوَك ِرُهوا ِر ْ ض َوانَهُ فَ ْ أْ
الرضا ُّ الش ْك ُر : ثمرةُ ّْ
ال حتزن
262
ً اإل٬ناف ،بل ىو حقيقةي ً ً اإل٬ناف َّ . فإف مقامات من أعلى ثمر الشكر الذم ىو ٍ كالرضا يي ي أحكامو ،كصنعًو كتدب ًًنه ،ك ً اٞننازؿ شك ًر اٞنوىل ،كال يش يكر ا﵁ من يرضى ّنواىبو ك ً غاية ً أخذه ي ي ي ٍ كعطائً عم ً الناس باالن ،كأحسنيهم حاالن . ن أ فالشاكر ، و ٍ ي ي
الم ِ الكفر : لط ثمرةُ ُّ ُ
طيً العبد عن ثمر ضدَّه ،كىو يك ٍفير النّْع ًم ،كرّنا أٖنر لو يك ٍفر اٞننعًم .فإذا رضي ي كالسخ ي ي ً اٜناالت ،أكجب لو لذلك يشكره ،فيكو يف من الراضٌن الشاكرين .كإذا فاتوي الرضا ربّْو يف ٗني ًع ً اٝنلل يف ك االعتقادات ف يف اٜني ي ،كاف من الساخطٌن ،كسلك يسبيل الكافرين .كإ٧نا كقع ٍ ي الديانات ًمن كو وف كث وًن من ً ً العبيد يريدكف أف يكونوا أربابان ،بل يقرتحوف على رّّْٔم ،يً ك٪نلُّوف على ٍ ٍ ٍ َّ ِ ّْموا بَـ ْي َن يَ َد ِي اللَّ ِه َوَر ُسولِ ِه ﴾ . ين َممُوا َال تُـ َقد ُ موالىم ما يريدكف ﴿ :يَا أَيُّـ َها الذ َ
ِ للشيطان : المل ُ ط مصيدةٌ ُّ
ً ً يصطاده ،كالسيَّما إذا السخط كالشهوةً ،فهناؾ باإلنساف غالبان عند يظفر ي كالشيطا يف إ٧نا ي ب ،كيفعل ما ال يرضيو ،كينوم ما ال ي ً رضيو ، استحكم سخطيو ،فإنوي ي الر َّ يقوؿ ما ال ييرضي َّ ي ي ي كٟنذا قاؿ النت عند موت ً نقول إال ما القلب ابنو إبراىيم (( :يحز ُن العين ،وال ُ َّ ُ وتدمع ُ ُ ً ً ً فإف موت البنٌن من العو ً يُرضي ربَّما )) َّ . فأخرب ب للعبد السخط على ال ىق ىدر ،ى ارض اليت تيوج ي ً أكثر ً الناس ،فيتكلَّموف ّنا ال ييرضي النت أنوي ال ي ُّ يقوؿ يف مثٍ ًل ىذا اٞنقاـ – الذم يسخطيو ي ً ا﵁ ،كيفعلوف ما ال يرضيو – إال ما ييرضي ربَّو تبارؾ كتعاىل .كلو ٞنح ي العبد يف القضاء ّنا يراهي مكركىان إىل ً اٞنصاب . ثبلثة أيموور ٟ ،ناف عليو ي ّنصلحة ً ً ً العبد كما ينفعيو . أخبىػير علمو ُنكمة ّْ اٞنقد ًر َّ جل يف عبله ،كأنوي ٍ َّأولها :ي عبادهً يصيب فصرب ًمن ً اب اٛنز ويل ،كما كعد ا﵁ من أ ً ثانيها :أ ٍف ينظر لؤلج ًر العظي ًم كالثو ً ٍ ي ٍ . ب ،كالتسليم كاإلذعاف ً ك للر ّْ ثالثُها :أف اٜنيكم كاألمر َّ للعبد ﴿ :أ َُه ْم يَـ ْق ِم ُمو َن َر ْح َمةَ َربّْ َ ﴾ .
263
ال حتزن
لرج الهوى : ّْ الرضا يُ ُ
كالرضا ي٫نرج اٟنول من ً تبع ٞنر ًاد ربّْو منو ،أعين اٞنراد الذم ٪نبُّو ربُّو القلب ،فالراضي ىواهي ه ي ٩نتمع الرضا كاتّْباعي اٟنول يف ً من من ىذا ،كشعبةه ٍ القلب أبدان ،كإ ٍف كاف معوي يشعبةه ٍ كيرضاهي ،فبل ي ىذا ،فهو للغالًب عليو منهما . فسبلـ ا﵁ً على ىك ىس ًين إ ٍف كاف رضا يكم يف سهرم ي ضى ﴾ . ك َر ّْ ْت إِلَْي َ ب لِتَـ ْر َ ﴿ َو َ ِجل ُ
سريكم ما قاؿ ً حاس يدنا إ ٍف كاف َّ ي
ٛنروج إذا أرضاكمو أملي فما ٍ
******************************************
وقف ــة ف إلى ِ اهلل في الر ِاء ،يعرفْك في ّْ الش َّدة )) . تعر ْ (( َّ بتشديد َّ ً ً كتقرب ً ِ إليو بطاعتًو ،كالشُّك ًر لوي على ف) تعر ْ « ( َّ ب َّ ٍ أم ٓ :نبَّ ٍ الراء (إلى اهلل) ٍ ً ساب ًغ نعمتًو ،كالصرب ٓنت مّْر أقٍ ً اٝناص قبل ً ً نزكؿ بليَّتًو ( .في الر ِاء) االلتجاء ضيتً ًو ،كص ٍد ًؽ ي البدف ً ، الطاعات كاإلنفاؽ يف ال يقر ً ً ً ً كصح ًة ً بات ، فالزـ كس ىع ًة العم ًر َّ أم :يف الدَّعة ك ٍ األم ًن كالنعمة ى ٍ ي حّت تكوف مت ً َّصفان عنده بذلك ،معركفان بو ( .يعرفْك في ّْ كجعلًو لك الش َّدة) بتفر ً٩نها عنك ٍ ، َّعر ً من ّْ ً ؼ». من ذلك الت ُّ كل ٍّن كمن ّْ ىم فرجان ّ ،نا سلف ٍ كل ض ويق ٢نرجان ٍ ، ٍ ً « ينبغي أ ٍف يكوف بٌن ً العبد كبٌن ّْر ًبو معرفةه َّ ُنيث ي خاصةه بقلبً ًو ،ي ٩نده قريبان لبلستغناء لوي العبد يقع يف ك٩ند حبلكة ذ ٍك ًره كدعائًو كمناجاتًو كطاعتًو ،كال يز ياؿ ي فيأنس ًبو يف خلوتًو ،ي منوي ،ي رب يف الدنيا كالربزًخ ك ً شدائد كيك و خاصة ،كفاهي ذلك كلُّو » اٞنوقف ،فإذا كاف بينوي كبٌن ربّْو معرفةه َّ ٍ . *************************************
هفوات اا ِ ِ وان ااغضاءُ ِن
ال حتزن
264
ض َ ِن ال ِ ِ ﴿ ُ ِذ الْع ْفو وأْمر بِالْعر ِ ين ﴾ . ف َوأَ ْ ِر ْ َ َ َ َ ُْ ُْ ْجاهل َ ً و ينكر٨نا منوي ،إذا رضي سائر أخبلقًو ، ال ينبغي أ ٍف يزىد فيو – أم األخٝ -نيليق أك يخليىق ٌٍن ي عوز ،كق ٍد قاؿ ً ك٘ند أكثر ًش ً ً يمو َّ ، من الكٍن ُّ دم :كيف تر ي مغفور ،كالكماؿ يم ه ألف اليسًن ه يد ٍ ى ً ً ً صديقك يخليقان كاحدان ،كىو ذك طبائع أرب وع .مع َّ النفوس بو ، أخص أف ن ٍفس اإلنساف اليت ىي ُّ ٩نب ، كل ما ير ي يد ،كال يْنيبيو إىل طاعتًو يف ّْ كمدبَّرةه باختيا ًره كإرادتًو ،ال تيعطيو قيًادىا يف ّْ كل ما ي فكيف ً م ُك ْم ُه َو بنفس غ ًًنه ؟! ﴿ َك َذلِ َ ك ُكمتُم ّْمن قَـ ْب ُ فَ َم َّن اللّهُ َلَْي ُك ْم ﴾ ﴿ ،فَ َال تُـ َزُّكوا أَن ُف َ أَ ْ لَ ُم بِ َم ِن اتَّـ َقى ﴾ . ً الدرداء – رضي ا﵁ عنو : - أكثره ،كق ٍد قاؿ أبو كحسبيك أ ٍف يكوف لك ٍ ٍ من أخيك ي ً من لك بأخيك كلّْو ؟! فأخذ الشعراءي ىذا اٞنعىن ،فقاؿ أبو يمعاتبىةي ً من ف ٍقده ٍ ، األخ ىخٍيػهر ٍ العتاىية : لك من لك ًمن بين الد من ٍ نيا ّْ أىأ َّ بكل أخيك ٍ يخي ٍ ك فاس ٍتب ًق بعضك ال ى٬نىلُّػ من مل تيػ ٍع ًط يكلَّ ٍ ػك ُّ ٍ كل ٍ كقاؿ أبو و الطائي : ٕناـ ُّ من لك يومان بأخيك يكلّْ ًو ما غنب اٞنغبوف ًمثٍ يل ع ٍقلً ًو ٍ ً ً اإلنصاؼ . اإلنصاؼ ً ،م ٍن قلَّ ًة ب كقاؿ ي بعض اٜنكماء :طىلى ي ً ً عن غ ًًننا !! كقاؿ ي عن أن يفسنا ،فكيف نرضى ٍ ٥نن ما رضينا ٍ بعضهم :ي ً البلغاء :ال ييزىدنَّك يف و ضلو بعض رجل ٘ندت سًنتو ،كارتضيت كتًنتو ،كعرفت فى ٍ كقاؿ ي ً تستغفر لو قوةي كسائلًو ، خفي ٓ ،ني ي ب ّّ ذنب صغًنه ط بو كثرةي فضائلو ،أك ه ،كبطنت عقلو – ىعٍي ه ي لن ًْند – ما بقيت – يم َّ بعد فاعترب بنفسك ي عيب ،كال ي فإنك ٍ ذنب ٍ ، يقع منو ه هذبان ال يكو يف فيو ه أالَّ تراىا بع ً ٌن الرضا ،كال ْنرم فيها على يحك ًم اٟنول َّ ، فإف يف اعتبا ًرؾ ّٔا ،كاختبا ًرؾ ٟنا ،ما يواسيك ٣نا تطلب ً ، الشاعر : قاؿ كقد ، ذنب ي من على فك كيعط ي ي ٍ ي ي ي كفى اٞنرء نيببلن أ ٍف تي َّ عد معايبي ٍو كمن ذا الذم تيرضى سجاياهي كلُّها ٍ كقاؿ النابغةي ُّ الذبياٍلُّ :
265
ال حتزن
على و الر ً اٞنهذ ً جاؿ َّ ب شعث ُّ أم ّْ كلست ّني ٍس ٍتب وق أخان ال تلي ُّموي ً اٝنصاؿ األربع فيو َّ ، ألف ما من اختبا ًره ،كاختبا ًر كليس ي ينقض ىذا القوؿ ما كصفناهي ٍ ْندىا منو ،كال أ ٍف تيسيء الظَّ َّن يف كبوةو اعوز فيو ّّ معفو عنوي ،ىذا ال ينبغي أ ٍف تيوحشك فرتةه ي ي النفوس ،كاسرت ً ليصرؼ ذلك إىل فرت ً كتتيقن ُّ ً تغًنه َّ ، تكو يف منو ،ما مل َّ احات ات تتحقق ُّ تنكره ،ك ٍ فإف اإلنساف قد يتغيَّػر عن مراعاةً ً ً اٝنواط ًر َّ ، النفوس بو ،كال يكو يف ذلك أخص نفسو اليت ىي ُّ ي ٍ ي ملل منها .كق ٍد قيل يف منثوًر اٜنًك ًم :ال ي ً فسدنَّك الظَّ ُّن على و من عداكةو ٟنا ،كال و صديق قد ي ٍ مر و و ً ات من غضب من إخوانًك ثبلث َّ بن ١نمد البنو :يا بي َّ أصلحك ي ين ٍ ، جعفر ي اليقٌن لو .كقاؿ ي اٞنودةً لنفسك ً فأن ٍذه ً اٜنق ً ، كىب :من و اٜنسن كقاؿ . بل خ حقوؽ َّ فلم ي يقل فيك سول ّْ ٌ بن و ٍ ٍ ، ي ي ً علي – رضي ا﵁ي عنوي – يف ٍ عن ٍّن أخ يذ ىع ٍف ًو اإلخواف ،كاإلغضاءي عن تقصًن إف كاف .كقد ركم ٍ ً الرضا بغ ًًن و عتاب . اص َف ِ َّ ْج ِمي َ ﴾ ،قاؿ ّْ : قولو تعاىل ﴿ :فَ ْ الص ْف َ ال َ الركمي : ابن ّْ كقاؿ ي ييلً ُّم بع و ّْر م ٍشربا كد ي أك ٌن قذل ي الناس كالدنيا كالبي َّد ٍ ي من ن ىم ي ي ً يػم َّ هذب يف الدنيا كلست اٞنه ىذبا اإلنصاؼ أنَّك تبتغي الػ كمن قلٌ ًة ٍ بعض الشعر ًاء : كقاؿ ي األياـ و تىػواصلينا على ً الربي ًع باؽ مطر َّ ى ي ك ٍ ىجرنا ي لكن ي كع على عبلَّتًًو داٍل النػيُّز ً لكن تراهي ييركعيك ى ص ٍوبيوي ٍ اٞنطاع على اٞنطي ًع دؿ ً سول ي معاذ ا﵁ً أ ٍف تلقى ًغضابان ي ِ ﴿ ولَوَال فَ ْ ِ َح ٍد أَبَداً ﴾ ض ُ اللَّه َلَْي ُك ْم َوَر ْح َمتُهُ َما َزَكا مم ُكم ّْم ْن أ َ َْ ود ي يفوح ببل د ً يد يم َّ خاف هذبان ال عيب فيو تر ي كىل عي ه ي ي ٍ م ُك ْم ُه َو أَ ْ لَ ُم بِ َم ِن اتَّـ َقى ﴾ . ﴿ فَ َال تُـ َزُّكوا أَن ُف َ ************************************************
الص َّحةُ والفرااُ ّْ
266
ال حتزن
طاعة ربّْك ،كالث ً جسمك ،كفراغ كقتًك ،بالتقص ًًن يف ً ينبغي أال تضيّْع ًص َّحة ً ً بسالف ّْقة صحتًك ،كالعمل فرصة فر ً ً كل ً الزماف مستعدان كال عملك ، فاجعل االجتهاد غنيمة َّ اغك ،فليس ُّ ٍ ما فات مستدركان ،كللفر ًاغ زي هغ أك ندـ ،ك ً أسف . للخلوة ىمٍي هل أك ه ٍ ه ٍ للرجاؿ غ ٍفلةه ،ك ً ً ً للنساء غيٍلمةه . بن اٝنطاب :الراحةي عمر ي كقاؿ ي سدةه . بزرٗنهر :إ ٍف يك ًن كقاؿ الشغل ىٍ٠ن ىهدةن ،فالفراغي م ٍف ى ي ي ً فسد العقوؿ ً ، اٜنكماء :إيَّاكم كاٝنلو ً كتعق يد ا﵀لوؿ . بعض ات ،فإهنا تي ي كقاؿ ي ٍ ً و و البلغاء :ال ً صنيعة ، غًن بعض تضع مالك يف ٍ كقاؿ ي ٕنض يومك يف غًن منفعة ،كال ٍ ً أجل من ين ىف ىد يف غ ًًن اٞنناف ًع ،ك ي العاقل ُّ اٞناؿ ُّ أقل ٍ أقصر ٍ فالعمر ي ي من أ ٍف ييصرؼ يف غًن الصانع ،ك ي أجيره . من أ ٍف ييفين أيامو فيما ال ي ٪نصل لو ثوابيو ك ٍ يعود عليو نفعيو كخًنهي ،كيينفق أموالوي فيما ال ي ٍ اٞننطق ، قوؿ عيس ابن مرَل ،على نبينا كعليو من ذلك ي السبلـ ُّ : ك ي الرب ثبلثةه :ي ي أبلغ ٍ كمن كاف نظره يف ًٍ غًن اعتبا ور فق ٍد َّظر ،ك َّ الص ي فمن كاف منط يقو يف غ ًًن ذك ور فقد لغاٍ ، مت ٍ ، ي كالن ي صمتو يف غ ًًن فً ٍك ور فقد ٟنا . كمن كاف ٍ سها ٍ ، ********************************************
ولي الذين ممُوا اهللُ ُّ
كالبد يف ً و و و موىل َّ ، اإللو من ال يقدرةً كالنُّصرةً ،كاٜنيك ًم ، ي العبد ُناجة إىل إلو ،كيف ضركرة إىل ن الغناء كالقوةً ،ك ً كالغن ًم ،ك ً البقاء .كاٞنت ً َّص ً جل يف اٞنلك اٞنهيمن َّ ، احد ي ف بذلك ىو الو ي األحد ي ي ي عبله . ً العبد ً َّوجو إليو إال ا﵁ي سبحانو إليو فليس يف كيطمئن بو ،كيتنعَّ يم بالت ُّ ُّ الكائنات ما يس يكن ي ً كجار اٞنستجًنين ﴿ :إِ ْذ تَ ْمتَ ِغيثُو َن كغو ي ،فهو مبلذي اٝنائفٌن ،كمعاذي اٞنيلجئٌن ٍ ، ث اٞنستغيثٌن ،ي ِ ِ س لَ ُهم ّْمن ُدونِِه َولِ ّّي َوالَ َربَّ ُك ْم فَ ْ استَ َج َ اب لَ ُك ْم ﴾ َ ﴿ ،و ُه َو يُج ُير َوَال يُ َج ُ ار َلَْيه ﴾ ﴿ ،لَْي َ ِ مودةه يف اٜنياةً الدنيا ،كنوعه من اللَّ َّذةً – غًن ا﵁ً ،كإ ٍف أحبَّو كحصل لو بو َّ َشف ٌ كمن عبد ٍ يع ﴾ ٍ ، ً فهو م ٍفسدةه لصاحبو أعظم من مفسدةً ً أكل ً التذاذ ً اٞنسموـ ﴿ لَ ْو َكا َن فِي ِه َما لِ َهةٌ إَِّال الطعاـ ي ٍ ى ى
ال حتزن
267
ش َ َّما ي ِ َّ ب ال َْع ْر ِ ص ُفو َن ﴾ َّ اٜنق ،فلو م ْب َحا َن اللَّ ِه َر ّْ امهما بأ ٍف تأٟنا اإللو َّ َ فإف قو ي م َدتَا فَ ُ اللهُ لََف َ ً تفسد ، يكن إٟنان ح ٌقان ،إذ ا﵁ي ال ًٚن ٌي لو كال ًمثٍل لو ، ٍ كاف فيهما آٟنةه غًني ا﵁ ،مل ٍ فكانت ي ً ً ًً النتفاء ما بو صبلحها ،ىذا من جهة اإلٟنية .فعيلم بالضركرة اضطرار العبد إىل إٟنو كموالهي ي ً من مل الضعيف ّْصاؿ الفاٍل بالباقي ،ك ككافً ًيو كناص ًره ،كىو ات ي ّْ بالغين ،ك ُّ بالقوم ،كالفق ًًن ّْ كل ٍ ً ً ً يت ً ا﵀بوبات ك األشياء كالصوًر ك َّخذ ا﵁ ربٌان كإٟنان َّ ،أنذ غًنه من اٞنرغوبات ،فصار عبدان ٟنا كخادمان ت م ِن اتَّ َل َذ إِلَ َههُ َهواهُ ﴾ ﴿ ،واتَّ َل ُذوا ِمن ُد ِ ون اللَّ ِه لِ َهةً ﴾ .كيف ،ال ١نالة يف ذلك ﴿ :أ ََرأَيْ َ َ َ َ ً ً األرض ،ككاحدان يف أعبد سبعةن ،ستةن يف صي ُن ،كم تعب ُد ؟ )) قاؿ :ي اٜنديث (( :يا ُح ْ ً ً فمن لِرغبِك ولِرهبِ فاتر ِك التي ( ( : قاؿ . السماء يف الذم : قاؿ . ) ) ؟ ك ( ( : قاؿ . السماء ْ ُ ِ ِ المماء )) . األرض ،وا بُ ِد الذي في في أف فقر ً اعلم َّ قاس بو ، العبد إىل ا﵁ً ،أ ٍف يعبد ا﵁ ال يي ي ك ٍ شرؾ بو شيئان ،ليس لو نظًنه فيي ي ً اٛنسد إىل ً الطعاـ كالشر ً من ً فركؽ كثًنةه . بعض الوجوهً – حاجة اب ،كبينهما ه لكن ييشبًوي – ٍ ٍ ً َّ كحو ،كىي ال صبلح ٟنا إال بإٟنها ا﵁ً الذم ال إلو إال ىو ،فبل كر ي فإف حقيقة العبد قلبيو ي من لقائًو ،كال صبلح َّ فمبلقيتيو ،كالبي َّد ٟنا ٍ تطمئن يف الدنيا إال بذ ٍك ًره ،كىي كادحةه إليو ك ٍدحان ي ٟنا إال بلقائًًو . كاف لو ا﵁ي َّ أشد يحبٌا كمن لقاء ا﵁ً قد أحبَّا ٍ ر٘نتو فضبلن كال ً تتك ٍل اسأؿ كعكسو الكا ًرهي فا﵁ ٍ ٍ ي ي كلو حصل للعبد َّلذات أك سركر بغ ًًن ا﵁ً من نوع إىل نوع ، بل ، ذلك يدكـ فبل ، ه ي ه ينتقل ٍ ٍ ي كيتنعم ّٔذا يف و و و كقت كيف بعض األحو ًاؿ ،كتارنة أيخرل يكوف ذلك شخص إىل كمن ٍ شخص َّ ،ي ملتذ لو ،بل قد ي ً الذم يتنعَّم بو ُّ منع وم لوي كال ٍّن كيضره ؤذيو اتٌصاليو بو ككجوده عنده ُّ ، ي كيلتذ ،غًن ٌ ٍ ي ي ذلك . كل ً كل و كقت ،كأينما كاف فهو معو . حاؿ ك ّْ ك ٌأما إٟنوي فبلبي َّد لوي منو يف ّْ كل ً إذا رضيت فهذا يمنتهى أملي الناس غاضبةه عساؾ ترضى ك ُّ
268
ال حتزن
ِ ً بملط ِ الماس ،رضي اهلل ليه ،وأرضى مه الماس من أرضى اهلل كيف اٜنديث ْ (( : سلط اهلل ليه وأسلط ِ .ومن أسلط اهلل برضا الماس ِ ، أذكر لت ز كال . ) ) الماس ليه ُ ي ْ ي العكوؾ ) الشاع ًر كق ٍد مدح أبا و دلف األمًن فقاؿ : َّ قصة ( َّ ً كآجاؿ إالَّ قضيت بأرز واؽ مددت يدان باٝن ًًن ك ًاىبةن كال ٍ عليو اٞنأموف فىػ ىقتىػلىو على ً فسلَّط ا﵁ ً بساط ًو ً ض بسبب ىذا البيت ﴿ َوَك َذلِ َ ك نُـ َولّْي بَـ ْع َ ي ِِ ين بَـ ْعضاً بِ َما َكانُواْ يَ ْك ِمبُو َن ﴾ . ال َّالم َ ****************************************
ات في طر ِيق ِ الباحثِين إشار ٌ
للسعادةً رقي صاحبها ، ات ر كإشا ، تلوح عبلمات الفبلح ك ً تظهر ،كىي ه ه ه شهود على ّْ ي ي ك٤ناح ً كفبلح م ًن اتَّصف ّٔا . حاملها ً ، ً ً الفبلح َّ : قاع البحا ًر فمن عبلمات السعادةً ك ً كزنو كنفاستيو ،غاص يف ً أف العبد كلَّما زاد ي ٍ ً يعلم َّ أح ىس ىن يش ىكىرىا ،كأحسن يف من شاء ،فإ ٍف ٍ أف العلم موىبةه راسخةه ٬نتح ين ا﵁ي ّٔا ٍ ،فهو ي و درجات ﴿ يـرفَ ِع اللَّهُ الَّ ِذين ممُوا ِمم ُكم والَّ ِذين أُوتُوا ال ِْعلْم َدرج ٍ ات ﴾ .ككلَّما قبيولًًو ،ىرفعوي بو َ ََ َ َ َْ َْ َ ًزيد يف ً ً عملو ،زيد يف خوفً ًو كح ىذ ًره ،فهو ال يأمن عثرة ً اللساف ،كتقلُّب ً القلب ، القدـ ،كزلَّة ى ي اقبة كالطائ ًر ً اسبة كمر و فهو يف ي١ن و ٫ناؼ مهارة اٜنذر ،كلَّما كقع على شجرةو تركها ألخرل ،ي ي ٌن أنَّو ً ً ًً ً ً َّ قد القنَّاص ،كطائشة كيعلم علم اليق ً ي الرصاص .ككلما زيد يف عمره ،نقص من حٍرصو ي اقرتب من اٞننتهى ،كقطع اٞنرحلة ،كأشرؼ على كادم اليقٌن .كىو كلَّما ًزيد يف مالًو ،زيد يف
ً ً ً سخائًو كب ٍذ ًلو ؛ َّ باٞنرصاد رص ،كاٞنوت ٣نتحن ،كمناسبات اإلمكاف في ه ألف اٞناؿ عاريةه ،كالواىب ه ً ً .كىو كلَّما زيد يف ق ٍد ًره ً كجاىو ،زيد يف قيربًو من ً اض ًع ٟنم ؛ َّ ألف الناس كقضاء حوائجهم كالتَّو ي عياؿ ا﵁ ،كأحبُّهم إىل ا﵁ً أنفعيهم لعيالًو . العباد ي علم ًو ،زيد يف كًربه ً أف كلَّما زيد يف ً كعبلمات الشقاكةً َّ : كتيهو ،فع ٍل يمو غًني ناف وع ،كقلبيو ٍ ي ً ً فخره كاحتقا ًره باخ ٍ خا وك ،كطبيعتيو ثخينةه ،كطينتيو س ه كعرةه .كىو َّكلما زيد يف عملو ً ،زيد يف ٍ
269
ال حتزن
للناس ،كحس ًن ظنَّو ً الضامن جواز اٞنفازةً ، كىو ، كى ل ى الباقوف ك ، كحده الناجي فهو . بنفسو ٍ ي يٍ ف .كىو كلَّما ًزيد يف عم ًره ،زيد يف ًح ً كاآلخركف على شفا اٞنتالً ً رص ًو ،فهو ٗنيوعه منيوعه ،ال يٓنركو اٜنو ً اٞنصائب ،كال تيوقًظوي القوا ًرعي .كىو كلَّما ًزيد يف مالًو ،زيد يف يِنلًو و زعزع ت كال ، ث اد ي ي ي ّْ ي ي ً كإمساكًو ،فق ٍلبو مقفر من ً ً القيم ،ك ُّ اٞنكارـ .كىو عرم من صفيق َّ ككجهو ه كفو شحيحةه بالب ٍذؿ ،ي ي ه ً ً ً الر ًئة مغركر منتفخ ّْ طائش اإلرادة ي كلَّما زيد يف ق ٍد ًره كجاىو ،زيًد يف ك ًربه ٍ مدحور ،ي ه كتي ًهو ،فهو ه ِ ً القيامة في صورةِ َّ الذ ّْر ، النهاية ال شيء (( :يُحشر المتكبَّرون يوم اٛنناح ،لكنَّو يف يش ً ،مر ي ِ ً ً عد ّٔا فيس ي الماس ب قدام ْ يط ُه ْم ُ األمور ابتبلءه من ا﵁ كامتحا هف ،يىػٍبتىلي ّٔا عباده ٍ هم )) .كىذه ي أقو هاـ ،كيشقى ّٔا آخركف . ****************************************
الكرامةُ ابتالءٌ
امات امتحا هف كابتبلء ،كاٞن ٍل ً ك ك ُّ ً ً عن نبيّْو سليماف ككذلك الكر ي السلطاف كاٞناؿ ،قاؿ تعاىل ٍ ه ي ض ِ َربّْي لِيَْبـلُ َونِي أَأَ ْش ُك ُر أ َْم أَ ْك ُف ُر ﴾ ،فهو سبحانو ٞنَّا رأل ًعرش بلقيس عنده َ ﴿ :ه َذا ِمن فَ ْ يس ًدم النعمة لًنل من قبًلها بقب و َّ كمن ، ّٔا كنفع انتفع ك رىا ٖن ك ، كحفظها كشكرىا ، حسن وؿ ي ٍ ٍ يٍ أىلها كعطَّلها ،ككفرىان كصرفها يف ي١نار ًبة اٞنعطي ،كاستعاف ّٔا يف ي١ن ٌادةً الو ً جل يف عيبلهي . اىب ّْ فالنّْعم ابتبلءه من ا﵁ً كامتحا هف ،يظهر ّٔا يش ٍكر الش يكوًر كيكفر الكفوً َّ أف كما . ر ا﵀ن منوي ى ي ي ي ي ً باٞنصائب قاؿ تعاىل ﴿ :فَ ََّما ِْ سبحانو ،فهو يبتلي بالنع ًم كما يبتلي نما ُن إِ َذا َما ابْـتَ َالهُ َربُّهُ اا َ ول َربّْي ول َربّْي أَ ْك َرَم ِن{ َ }15وأ ََّما إِذَا َما ابْـتَ َالهُ فَـ َق َد َر َلَْي ِه ِر ْزقَهُ فَـيَـ ُق ُ فََ ْك َرَمهُ َونَـعَّ َمهُ فَـيَـ ُق ُ كسعت ً عليو كأكرمتيو كنعَّمتيو ،يكو يف ذلك إكرامان أ ََهانَ ِن{ َ }16ك َّال ، ﴾ ....أم ليس ُّ من َّ ٍ ي كل ٍ كل من ضيَّقت ً عليو رزقو كابتليتيو ،يكو يف إىانةن مين لو . ي مين لو ،كال ُّ ٍ ************************************
الكموز الباقيةُ ُ
270
ال حتزن
َّ معهم إىل دا ًر إف اٞنواىب اٛنزيلة كالعطايا اٛنليلة ،ىي ي الكنوز الباقيةي ألصحأّا ،الراحلةي ٍ ً ً اإلسبلـ ك ً ً ً ً َّ ً اإلحساف كالرب ك ُّ س الْبِ َّر اإل٬ناف ك اٞنقاـ ،من التقى كاٟنجرة كاٛنهاد كالتوبة كاإلنابة ﴿ :ل ْي َ ب ولَ ِ ِ ِ ـك َّن الْبِ َّر َم ْن َم َن بِاللّ ِه َوالْيَـ ْوِم اآل ِ ِر ﴾ ...إىل أَن تُـ َولُّواْ ُو ُج َ وه ُك ْم قبَ َ ال َْم ْش ِرق َوال َْمغْ ِر ِ َ قو ًلو تعاىل ُ ﴿ :ه ُم ال ُْمتَّـ ُقو َن ﴾ . **************************************
همةٌ تمط ُ الثُّريَّا َّ
ً ً ارٓنلت ًبو يف ً ً درجات دت ًبو يف دركب العبد ٨نَّةن كربل ، إذا أيعطي ي الفضائل ،كصع ٍ ٍ اٞنعايل . كٚنو ً ً كعظمة ً ً ً اإلسبلـ التَّحلّْي ً ً الغاية اٟندؼ ، كجبللة اٟنم ًة ، كمن سجايا بكرب َّ اٞنقصود ّْ ، ٍ ً ً السالب ك ً ً اٜنس ُّي شخصك ، اٞنوجب يف كز َّ . الوقود ّْ الرقيب على جوارحك ،كىي ي فاٟنمة ىي مر ي ي اٟنم ً ا﵀ام ًد .ككً اٞنسابقة إىل ً ً ً كالطاقةي اٞنلتهبةي ،اليت ُّ ٩نلب ة ر ػ ب بالوثوب إىل اٞنعايل ك ٕند صاحبها َّ ي ىي لك .بإذف ا﵁ً خًنان غًن و ً ً ً الشهامة ، الكماؿ ،فيي ٍج ًرم يف عركقًك دـ درجات ٠نذكذ ،لرتقى إىل ٍ ض يف ً كالرٍك ً ً ميداف العل ًم ك ً الناس كاقفان إال على أبواب الفضائل ،كال باسطان العمل .فبل يراؾ ي ٞنهم ً ات األموً ً السادة يف اٞنزايا ،ال ترضى الرَّكاد يف ت ، ر يديٍك إال َّ نافس ُّ احم َّ ي الفضائل ،كتيز ي ي باألقل .كبالتحلّْي باٟنً َّم ً ً سلب منك سفساؼ ي ، ة تقبل ّْ بالدُّكف ،كال ي ي ي تقف يف األخًن ،كال ي ً ً ً ً تث منك شجرةي ُّ ثابت ك٩ن ُّ اآلماؿ ك األعماؿ ،ي الذ ّْؿ كاٟنواف ،كالتملُّق ،كاٞنداىنة ،فكبًني اٟن َّمةي ي ً غلق فمو الفهاىةي . اقف ،ي اٛنأش ،ال تيرىبيو اٞنو ي كفاقدىا جبا هف ًرعدي هد ،تي ي كال تغل ٍط ً الكرب ،فإف بينهما من الرؽ كما بٌن السماء ً ً ً الرج ًع ذات َّ ٍ فتخلط بٌن ك ًرب اٟنمة ك ٍ ٍ األرض ً فكرب َّ ً الص ٍد ًع ً ، تاج على م ٍف ًرؽ ً ك ً القلب اٜنيّْر اٞنثايل ،يسعى بو دائمان كأبدان إىل ذات َّ اٟنمة ه ي ً الزيادة ك ً كيتحسير على ما ظ على ما فاتو من ١ناسن ، الطُّه ًر ك يتلم ي القداسة ك ّْ اٟنم ًة َّ َّ الفضل ،فكبًني ٌ الغاية ك ً للوصوؿ إىل ً ً مستمر ،كهن وم و فقده من مآثًر ،فهو يف حن و النهاية . دؤكب ٌن ٍّن ً ً ً ً كًبػر َّ ً ً الكٍبػر داء اٞنرضى بعلَّة اٛنبابرةً البؤساء . اٟنمة ح ٍليةي كرثة األنبياء ،ك ي ي ىي
271
ال حتزن
الرقي ،ك ً فكرب َّ ً ً ً اٜنضيض .فيا ط بو دائمان إىل الكٍبػير يهب ي تصع يد بصاحبًها أبدان إىل ُّ ّْ اٟنمة ى ي طالب العلم ،ارسم لنفسك كًرب اٟنم ًة ،كال تنفلت منها كقد أكمأ الشرع إليها يف فقهيَّ و ات ٍ ي ٌ ٍ يقظة من ً تيبلبس حياتك ،لتكوف دائمان على و َّيم ًم للمكلَّ و ف عند ف ٍق ًد اغتنامها ،كمنها :إباحةي الت ُّ ً وؿ ًى وبة ٖنن ً ً ً امو بقب ً اٟنمة مناالن ، اٞناء للوضوء ٞ ،نا يف ذلك من اٞنن ًَّة اليت ي تناؿ من َّ اٞناء ،ي كعدـ إلز ي ً س. كعلى ىذا فقي ٍ باٟنم ًة ،كسل ً سيفها يف غمر ً ً ات اٜنياةً : فا﵁ ا﵁ يف االىتماـ َّ ّْ كحّت يكوف اليوـ ً ً لليوـ سيّْدا العٌن أختها َّ ىو اٛن ٌدث حّت ي تفضل ي ي ***************************************
قراءة العقول ً أىل ً الف ً التأمل يف ً طنة َّ ، األذكياء ك ً فإهنا عقوؿ ٣نَّا يشرح اٝناطر ي كيسُّر النَّػ ٍفس ،القراءةي ك ُّ ي ً متعةه يسلو ّٔا اٞنطال ًع لتلك اإلشر ً ً الفطناء .كسيّْ يد العارفٌن كخًنةي العاٞنٌن البديعة من أكلئك اقات ي ً ً ً مبعوث َّؽ باٞنعجزات ، بالوحي ،مصد ه ه قاس عليو بقيٌةي الناس ،ألنوي مؤيَّ هد ٍ ،رسولينا ، كال يي ي ً نات ،كىذا فوؽ ً باآليات البيّْ ً ً األدباء . ذكاء األذكياء كٞنوع ي ***********************************
ت فَـ ُه َو يَ ْش ِفي ِن ﴾ ﴿ َوإِ َذا َم ِر ْ ض ُ
َّار ،خًنه من اإلكثا ًر من الناف ًع » .كقاؿ « :استد٬نوا قاؿ أبقرا يط « : ي اإلقبلؿ من الض ٌ ً التعب ً ، الص َّحة ً االمتبلء من ً الطعاـ كالشر ً َّكاس ًل عن ً اب » . كبرتؾ ّْ ٍ برتؾ الت ي و ً ليشرب بعض اٜنكماء « :من أراد الصحة :فليي ّْ جود الغداء ،كليأ يك ٍل على نفاء ،ك ٍ كقاؿ ي ً اٞناء ،كيتمدَّد بعد ً رب ً على و ظماء ،كليقلّْل من يش ً ينم حّت كال ، العشاء بعد كيتمش ، الغداء َّ ٍ ي ٍ ٍ
ال حتزن
272
ً ً الصيف خًنه من كمرةه يف ذر دخوؿ َّ اٜنم ًاـ عقيًب االمتبلء َّ ، يعرض نفسوي على اٝنبلء ،ك ٍ ليح ٍ ً الشتاء » . عش ور يف عج ًل العشاء ، كقاؿ سره البقاءي – كال بقاء – فلييباكً ًر الغداءى ،كليي ّْ اٜنارث « :من َّ ي ً ك يٝنف ً النساء » . قل ًغشياف ّْف ّْ الرداء ،كليي َّ ذات ً كقاؿ أفبلطوف ٙ « :نس يذبن البد ىف ،كرّنا قىػتىػ ٍلن :قًصر ً اؽ األحبَّ ًة ، اليد ،كفر ي هيٍ ى ى ىي ً كرد النُّصح ً ، ً ك ذكم ً بالعقبلء » . اٛنهل اٞنغايظ ُّ ، ُّ كضح ي كْنرعي كل كث وًن ،فهو م و ً ً للطبيعة » . عاد كمن جوام ًع كلمات أبقراط قولوي ُّ « : ي طعامٌن رديئ ً ًٍ ٌن ،كمل أٗنع بٌن كقيل ٛنالينوس :ما لك ال ي ٕنرض ؟ فقاؿ « :ألٍل مل ٍ ً أ ً يدخل طعامان على و طعاـ ،كمل أحبً يت منو » . س يف اٞنعدة طعامان تأذَّ ي ٍ اٛنسم : األكل الكثًني ،كاٛنماعي كأربعةي أشياء يٕن ي الكبلـ الكثًني ،ك ي ي رض ٍ النوـ الكثًني ،ك ي النوـ الكثًني :يصفيّْر الكثًني . فالكبلـ الكثًني :يقلّْل يم َّخ الد ً ّْماغ كييضع يفو ّْ ، كيعج يل الشٍَّيب .ك ي ي العمل ،كيولّْ يد الغليظة ،كاألدكاء ً كسل عن ً العسرة . الوجو ،كييعمي القلب ،كييهيّْ يج العٌن ،كيي ي ك٩نفّْف رطيوبات ً العصب ، البدف ،كييرخي كاٛنماعي الكثًني :يىػ يه ُّد الىبىد ىف ،كيي ي ضعف ال يقول ،ي ي ي ى الس ىدد ،كيع ُّم ضرره ٗنيع ً كح النَّفساٍل البدف ، الر ً ُّ ك٦نفض الدّْماغ لكثٍرةً ما يتحلَّ يل منوي من ُّ كيي ي ورث ُّ ى ي يي ً ً كح شيئان كثًنان . إضعاؼ ٗني ًع .كإلضعافيوي أكثر من الر ً اٞنستفرغات ،كيستف ًرغ من جوى ًر ُّ هر . أربعةه هتدـ البدف ُّ : اٟنم ،كاٜنز يف ،كاٛنوعي ،ك َّ الس ي كأربعة تيفرح :النَّظر إىل اٝنضرةً ،كإىل ً اٞناء اٛنارم ،ك ً ا﵀بوب ،كالثما ًر . ي ي ي كأربعة تيظلًم البصر :اٞن ٍشي حافيان ،كالتَّصبُّح كاإلمساء ً ً ً العدك ، ك الثقيل ك البغيض بوجو ي ي ي ي ككثرةي الب ً اٝنط الد ً كاء ،ككثرةي نَ النَّظ ًر يف ّْ ّْقيق . ٍ ي ً ً اٞنعتدؿ ،كأكل ً الطعاـ اٜنل ًو كالدَّس ًم اٜنم ًاـ س الناع ًم ، كدخوؿ َّ كأربعةه ّْ ي تقوم اٛنسم :ليٍب ي ائح الطيَّ ًبة . كشم الرك ً ُّ ، ً ب ،كالوقاحةي ،ككثٍرةي السؤ ًاؿ ذىب ماءه كّٔجتوي كطبلقىػتىوي :الكذ ي كأربعةه تييبّْس الوجو ،كتي ي عن غ ًًن عل وم ،ككثٍرةي الفجوًر .
273
ال حتزن
ً ً الكرـ ،كالتقول . كأربعةه تز ي يد يف ماء الوجو كّٔجتو :اٞنركءةي ،كالوفياء ،ك ي ً كأربعةه ْنلب البغضاء كاٞن ٍقت ً : ب ،كالنَّميمةي . الكٍبػير ،ك ي ى اٜنسد ،كال ىكذ ي ي ً الصدقة ،ك ّْ قياـ ً الذ ٍكر كتعاى يد الليل ،ككثٍرةي االستغفا ًر باألسحا ًر ،ي ْنلب الرزؽ :ي كأربعةه ي أكؿ النها ًر ً كآخره . الصبحة ،كقلّْةي الصبلةً الكسل ،كاٝنيانةي . ك ، نوـ ُّ ٕننع الرزؽ :ي كأربعةه ي ي ً ً اٟنم ، ضر بالفه ًم كالذى ًن :إدما يف أ ٍك ًل النوـ على القفا ،ك ُّ كأربعةه تي ُّ اٜنامض كالفواكو ،ك ي الغم . ك ُّ ً يد يف الفهم :فراغي ً كح ٍس ًن تدب ًًن كأربعةه تز ي القلب ،كقلَّةي التَّملّْي من الطعاـ كالشراب ،ي ً ً ً ً ً ًً ّْلة للب ً دف . اج الفضبلت اٞنثق ى الغذاء باألشياء اٜنيلوة كالدَّٚنة ،كإخر ي **************************************
ُ ُذوا ِ كم ر ذ ح ْ ْ
عيد النظر ،كيقرأ العواقب ، ف حّت يرل كيبصر ،كيرتقَّب َّ ، كيتأمل ،كيي ى فاٜنازـ يتوقَّ ي ً ك٪نذر ،لئبلَّ يندـ ،فإف كقع األمر على ما أراد ،ىً ٘ن ىد كيقدّْر اٝنطوات ،كييربـ الرأم ،ك٪نتاط ىٍ ي ا﵁ ،كشكر رأيو ،كإف ً قدر ا﵁ي ،كما شاء فىػ ىع ىل .كرضي كمل ٪نز ٍف . كانت األيخرل ،قاؿ َّ : *******************************************
فـتـبـيَّـمُوا الرأٍم ،إذا ىجمت ً ً ثابت ً اٞنسائل ،فبل أشكلت األخبار ،ك عليو سديد َّ القدـ ،ي ٍ فالعاقل ي ي ي ي ادث الفكر ، يأخ يذ بالبو ًادر ،كال َّ ب النظر ،ي ك٪ن ي ي ص ما ي يتعجل اٜنيكم ،كإ٧نا ي٬ن ّْح ي يسمع ،كيقلّْ ي كييشا ًكير العقبلء َّ ، فإف َّ الرأٍم اٝنمًن ،خًنه من الرأم الفط ًًن .كقالوا :ألف ئنطئ يف العف ًو ،خًنه ِِ ً العقوبة ﴿ فَـتُ ْ ِ ين ﴾ . من أ ٍف ٔنطئ يف صب ُحوا َلَى َما فَـ َعلْتُ ْم نَادم َ ٍ *****************************************
ال حتزن
زم وأقْ ِد ْم ا ْ
274
آيات ك و كل ما أكتبو ىنا من و كقصص ً أبيات ،كأث ور ً و َّ كحكم ،تدعوؾ بأ ٍف تبدأ كعرب ، إف َّ ي ٍ ً كٗنيل ً اٝنتاـ ،ك ً العاقبة ً ، تستطيع أف النتائج .كال حيا نة جديد نة ً ،م ٍل يؤىا الرجاءي يف يح ٍس ًن أفضل ً ي صادقة ،و كرغبة أكيدةو يف أف تتخلَّص من ً حثيث ،و و كعزـ و ٨نومك كغمومك ّٔم وة تستفيد إال َّ ٍ ً ً ً ً سو ًط ىعٍزوـ . يتوب ي كأحزانك ككآبتك .قيل ألحد العلماء :كيف ي العبد ؟ قاؿ :البي َّد لو ٍ من ٍ ً ً كآدـ ليس من صبَـ َر أ ُْولُوا ال َْع ْزِم ِم َن ُّ كلذلك ميَّز ا﵁ي أيكيل العزـ باٟنم ًم ﴿فَ ْ اصبِ ْر َك َما َ الر ُس ِ ﴾ .ي أيكيل ً ً ً ً ِ ِ أخ ًزـ، العٍزـ ،ألنو ﴿فَـمَم َي َولَ ْم نَج ْد لَهُ َ ْزماً ﴾ ،ككذلك أبناؤه ،فهي شٍنشنىةه نعرفيها م ٍن ٍ ى كمن يشابًو أباه فما ظلىم ،لكن ال ت ٍق ً كٔنالًٍفو يف ً تد بو يف ً التوبة .كا﵁ي اٞنستعا يف . الذنب ،ي ٍي ى ***********************************
فحمب ْ ليمت حياتُما الدنيا ْ
كحق على العاقًل أف يعلم َّ أف ىذه اٜنياة متَّصلة سعادةي اآلخرةً مرىونةه بسعادةً الدنيا ّّ ، بعضهم َّ أف اليوـ كغ هد َّ . كظن ي بتلك ،كأهنا حياة كاحدةي ،الغيب كالشهادةي ،كالدنيا كاآلخرة ،ك ي ً ً كمآربو فحسب ،فجمع فأكعى ،كتشبَّث بالبقاء ،كتعلَّق ُنياة الفناء ،مث مات ي حياتو ىنا ٍ كطموحاتيو كمشاغليو يف صد ًره . من عاش ال تنقضي نركح كنغدك ٜناجاتًنا كحاجةي ٍ ي كتبقى لو حاجةه ما ًبقي ٕنوت مع اٞن ًر حاجاتوي ٍ كمر ً العشي أشاب الصغًن كأفين الكبيػ ُّػر الغداةً ُّ يوـ ًفيت إذا ليلةه أىرمت يومها أتى بعد ذلك ه كعجبت لنفسي ك ً كطموحات عارمةه ، الناس من حويل :ه أحبلـ مديدةه ه ي آماؿ بعيدةه ،ك ه ً شاكر أك ي٫نربي أك ي٫نبَّػير ﴿ َوَما عات يمذىلةه ،مث يذىب الو ي كنوايا يف البقاء ،كتطلَّ ه احد منٌا كال يي ي ي تَ ْد ِري نَـ ْفس َّماذَا تَ ْك ِ ِ َي أ َْر ٍ وت ﴾ . ف ـ ن ي ر د ت ا م و ا د غ ب م ْ َ س بِ ّْ ً َ ْ َ ض تَ ُم ُ َ َ ُ ٌ ٌ أعرض عليك ثبلث حقائق : كأنا ي
275
ال حتزن
ً أحكامو كعن تاح ُّ األولى :مّت ُّ كتطمئن ،إذا مل ترض عن ربَّك ٍ تظن أنك سوؼ هتدأي كتر ي ً ً عن رزقًك ،كمواىبًك كما عندؾ! كأفعالو كقضائو كقد ًره ،كمل ترض ٍ
ىل شكرت على ما عندؾ من النّْعم كاأليادم كاٝنربات حّت تطلب غًنىا ، الثانية ٍ : من ىع ىجىز عن ً كتسأؿ سواىا ؟! َّ القليل ٍ ،أكىل أف يعجز عن الكثًن . إف ٍ نستفيد من مو ً كننميها ،كنوظّْيفها الثالثة ٞ :ناذا ال فنثميرىاّْ ، اىب ا﵁ً اليت كىبنا كأعطاناّْ ، ي الشو ً ً كننطلق ّٔا يف ىذه اٜنياةً نفعان كعطاءن كتأثًنان . ائب ، توظيفان حسنان ،كننقيها من اٞنثالب ك َّ ي الص ً فات اٜنميدة كاٞنواىب اٛنليلة ،كامنةه يف عقولًنا ك ً أجسامنا ،كلكنَّها عند الكثًن إف ّْ ً ً الرت ً اب ،مدفونةه مغمورةه مطمورةه ،مل ًْند حاذقان ي٫ن ًر يجها من الط ً ٌن ، كاٞنعادف منٌا الثمينة يف ُّ كتشع كتيعرؼ مكانتيها . فيغسليها كينقّْيها ،لتلمع َّ ***************************************
الفرج يبر ُق التَّوا ِري من البطْش ح ّّ م قَّ ٌ ُ ت ريثما ُ
قرأت كتاب ( اٞنتوارين ) ً لطيف َّ عمن لعبد الغين جذاب ،يتحدَّث فيو َّ ّْ األزدم ،كىو ه ي فعلمت َّ أف يف اٜنياةً فسحةن ،كيف الشَّّْر خياران ،كع ًن اٜنجاج بن يوسف ، توارل خوفان من ً ي اٞنكركهً مندكحةن أحيانان . كذكرت بيت ً يقوؿ : ٌن لؤلبيوردم عن توار ًيو ،ي ّْ ي بظ ّْل ً تستػَّرت ًمن دىرم ً فعيين ترل دىرم كليس يراٍل جناح ًو ٍي ً كأين مكاٍل ما عرفت مكاٍل ت عين ما ىد ىر ٍ فلو تسأؿ األياـ ي الص ًاد يؽ ،أبو عمرك بن ً يقوؿ عن يمعاناتًو يف البلمع األديب ئ العبلء ،ي الفصيح َّ ىذا القار ي ي ي ي ي اٜنجاج فهربت إىل اليمن ،فوٛنت يف و فكنت من بيت بصنعاء ، ي ي ي حالة االختبار « :أخافين َّ ي الغدك ً ً نشد: ات على ً ٚنعت رجبلن يي ي سطح ذلك البيت ،إ ٍذ ي كحل العً ً قاؿ ُّفوس من األمػ ػ ًر لوي فيػٍر ىجةه ّْ يرَّّنا ْنزعي الن ي اج .قاؿ : ررت ّٔا .قاؿ :ى فس ي قاؿ :ي آخر :مات ٌ اٜنج ي كقاؿ ى فقلت :فيػٍرجةه .قاؿ :ي ً ً ً اج » . فوا﵁ ما أدرم بأيّْهما ي يسُّر ،بقولو ٍ :فرجةه .أك بقولو :مات ٌ كنت أ ى اٜنج ي
ال حتزن
276
إف القرار الوحيد النافذ ،عند من بيده ملكوت السماك ً ات ك ً َّ األرض ﴿ ُك َّ يَـ ْوٍم ُه َو فِي ي
َش ٍ ْن ﴾ . اٜنجاج ،فجاءه اٝنربي ّنوتًًو ،فسجد شكران ا﵁ً . اٜنسن توارل البصرم ع ًن عٌن َّ ُّ ي ً ً سجد غٍيػ يرهي للشُّكر فرحان كسركران ﴿ ٬نوت ،فيي ي سبحاف ا﵁ الذم مايز بٌن خ ٍلقو ،ي بعضهم ي البيوت إىل فتتحو يؿ ت َلَْي ِه ُم َّ ين ﴾ .كآخركف ٬نوتوف َّ ، فَ َما بَ َك ْ الم َماء َو ْاألَ ْر ُ ي ض َوَما َكانُوا ُمم َ ِر َ ً القلوب يف سويدائًها . طعن ّنوهتم ت ك ، ف األجفا ح كتقر ، مآمت ي ي ي ي ي ًً اىيم فرحان . اىيم النَّخعً ُّي من َّ اٜنجاج ،فجاءه اٝنربي ّنوتو ،فبكى إبر ي كتوارل إبر ي سرٍل أبكاٍل علي حّت إنين طفح من عظ ًم ما قد َّ السركر َّ ٍ ي و مبلذات آمنة للخائفٌن يف ىكنىف أرح ً َّ بصر كي كيسمع يرل فهو ، ا٘نٌن ر ال م إف ىناؾ ي ي ي ض ُكم لِبـع ٍ ِ ك صبِ ُرو َن َوَكا َن َربُّ َ ض ف ْتـمَةً أَتَ ْ الظاٞنٌن كاٞنظلومٌن ،كالغالبٌن كاٞنغلوبٌن ﴿ َو َج َعلْمَا بَـ ْع َ ْ َ ْ بِ صيراً ﴾ . َ رفرؼ على ً جالس مع كىو ، ا﵁ رسوؿ ذكرت ّٔذا طائران َّ يسمى اٜني َّمرة ،جاءت تي ي ي ه ً ً ً من عشّْها ،فقاؿ : أصحابو ٓنت شجرةو ،كأهنا بلساف اٜناؿ تشكو رجبلى نَ أخذ أفراخها ٍ من فجع هذه ب فرا ِ ها ؟ ُردُّوا ليها أفرا ها )) . (( ْ أحدىم : كيف مثل ىذا ي يقوؿ ي صب ك ً تشكو إليك ً اجف جاءت إليك ٘نامةه يمشتاقةه بقلب ّْ ٍ حرهـ كأنَّك ملجأه للخائً ً الورقاء َّ ف أف مكانكم من أخرب ٍ ٍ ىى ً كجل . اٜنجاج ،حّت استحييت من ا﵁ً َّ فررت من َّ عز َّ كقاؿ ي بن جب وًن :كا﵁ لقد ي ي سعيد ي ً فلما س َّل السيف على ر ً تبتسم ؟ قاؿ تبسم .قاؿ أسو َّ ، ي مث جيءى بو إىل ٌ اٜنجاج َّ ،ي ي اٜنجاج :مل ي ثقة يف ً س كبًنةو ،كمن و من يجرأتك على ا﵁ً ،كمن ًح ٍل ًم ا﵁ عليك .يا ٟنا من ن ٍف و كعد : أعجب ٍ ي كسكوف إىل حس ًن اٞنص ًًن ً ، و كط ً يب اٞننقلىب .كىكذا فلي يك ًن اإل٬نا يف . ا﵁ً ، ي ٍ ي **************************************
أنت تتعام ُ مع ِ أرحم الراحمين
277
ال حتزن
اٜنديث ،فقد لفت نظرم أيضان ،كىو ما ركاه أ٘ند كأبو يعلى كالبز يار إف لفت نىظىىرؾ ىذا ي ً نت ا﵁ً َّ ، كالطرباٍلُّ َّ ، إف يل أف شيخان كبًنان أتى النت كىو يمدَّع هم على عصا ،فقاؿ :يا َّ ً و غفر يل ؟ فقاؿ النت (( : تشه ُد أ ْن ال إله إال اهللُ َّ وأن محمداً غدرات كفجرات ،فهل يي ي نعم يا رسوؿ ا﵁ً .قاؿ (( :فإن اهلل قد غفر لك غدراتِك وفجراتِك)) رسول اهلل ؟)) قاؿ ٍ : .فانطلق كىو يقوؿ :ا﵁ي أكربي ،ا﵁ي أكربي . أفهم من اٜنديث مسائل :منها سعةي ً ر٘نة أرح ًم الرا٘نٌن ،ك َّ يهدـ ما قبلو ، أف اإلسبلـ ي ي ً ٩نب عليك كأف التوبة ُّ ْنب ما قبلها ،كأف جباؿ الذنوب يف غفراف عبلٌـ الغيوب الشيءه ،كأنو ي كرمو العمي ًم ،كر٘نتًو الو ً حسن الظَّ ّْن ّنوالؾ ،كالرجاء يف ً اسعة . يٍي ي *******************************
ِ للتفاؤل اهين تد وك بر ُ
نص ،ما بٌن و يف ً آية كتاب « يح ٍس ًن الظَّ ٌن با﵁ً » البن أِّب الدنيا ،كاح هد كٙنسوف كمائة ٍّن ً ً كترًؾ ً كح ٍس ًن ثابرة على يح ٍس ًن الظَّ ّْن ي كحديث ،كلُّها تدعوؾ إىل التفاؤؿ ٍ ، اليأس كالقنوط ،كاٞني ى ً ً ً ً التهديد ،كقد جعل نصوص من لتجد الوعيد ،كأدلَّةى الع ىم ًل ،حّت إنك ي نصوص الوعد ٍ ى أعظى ىم ٍ ى ا﵁ لكل و شيء قدران . ي ّْ ***************************************
تعب حياةٌ كلُّها ٌ
ً لقت . من كد ًر اٜنياة ،فإهنا ىكذا يخ ٍ ال ٓنز ٍف ٍ َّ إف األصل يف ىذه اٜنياة أمر طار ه ئ ،كالفر يح فيها شيءه السركر فيها ه اٞنتاعب كالضَّىن ،ك ي ي مستقرا ؟! نادر ٓ .نلو ٟنذه الدا ًر كا﵁ي مل ٍيرضها ألكليائًو َّ ه أف الدنيا دار و ً كلوال َّ العيش فيها على ك اض ر األم فيها ن ك ت مل ، ابتبلء ي ي األكدار ،كمل يض ًق ي ٍ ي ي األنبياء كاألخبار ،فآدـ يعاٍل اٞنً َّ استهزؤكا بو ، بو كذ كنوح ، الدنيا من ج خر أف إىل حن قومو ك ي ه ي ي يي بصره ،كموسى ييقاسي ظيلم فرعوف اىيم ييكابً يد النار كذىبٍ ىح الولد ، ي كيعقوب بكى حّت ذىب ي كإلبر ي
278
ال حتزن
،كيلقى من قومو اٞنً بن مرَل عاش معدمان فقًنان ،ك١نم هد ييصابًير الف ٍقر ً ، كقتل كعيسى ، حن ي ى األنبياء كاألك ً ً أحب أقاربًو إليو ،كنفوًر ً ّْ ً لياء ٣نا قوم ًو منوي .كغًن ىؤالء من من ّْ عمو ٘نزة ،كىو ٍ لقت الدنيا لًلَّ َّذةً يطيوؿ ًذ ٍكره .كلو خ ً يكن للمؤم ًن ّّ حظ منها .كقاؿ النت (( : الدنيا مل ، ي يي ٍ ً الصاٜنوف ،كابتيلي العلماءي العاملوف ، سجن الم م ِن ،وجمَّةُ الكاف ِر )) .كيف الدنيا يسجن ٌ ُ كنغّْص على كبا ًر األك ً لياء .كك ٌدرت مشا ًرب ً الصادقًٌن. ٍ ي *******************************
وقف ـ ــة ً و يقوؿ (( :من ِ كانت ٚنعت رسوؿ ا﵁ً ي عن زيد ب ًن ثابت – رضي ا﵁ي عنو – قاؿ :ي ْ ِِ ِ من الدنيا إال ما ُكتب له. الدنيا َّ همةُ َّ ، فرق اهللُ ليه أمرهُ ،وجع فقرهُ بين ْ يميه ،ولم ي ته َ ومن ِ كانت اآل رةُ نِيَّتهُ ،جمع اهللُ له أمرهُ ،وجع غماهُ في قلبِ ِه ،وأت ْته الدنيا وهي راغمةٌ)). ْ ً و من جع ٚنعت نبيَّكم ي كعن عبدا﵁ بن مسعود – رضي ا﵁ي عنو – قاؿ :ي يقوؿ ْ (( : ٍ ِ أحوال وم في وهم رته َ ،ك َفاهُ اهللُ َّ الهموم هماً واحداً َّ ، ومن تشعبَّ ْ ت به ُ اله ُم ُ هم دنياه ْ ، الدنيا ،لم يُ ِ ُّ ك )) . بال اهللُ في ّْ أي أ َْوِديتِها َهلَ َ الببغاء » : الكاتب قاؿ ي اٞنعركؼ بػ « ٍ ي َّ كعي ٍذ بالص ًرب ٍتبتى ًه ًج اٟنمج ىب ً تنك ٍ ب م ٍذ ى َّ جج ـ ظلم األيَّا ١نجوج ببل يح ً ه فإف يم ى كٕنٍنىػعينا ببل حرًج تيسا١نينا ببل يشك ور جج طف ا﵁ يف إتيا ًنو فٍت هح ًمن اللٌ ً كلي ي ً فمن ًض ويق إىل و ً غم إىل فرًج سعة كم ٍن ٍّن ٍ *****************************************
الو َس ِطيَّةُ نجاةٌ من الهالك َ
279
ال حتزن
ٕناـ السعادة مبين على ً ثبلثة أشياء : ّّ ي ًُ . ً الغضب . اعتداؿ ًِ . اعتداؿ الشهوةً . ًّ . اعتداؿ العًٍل ًم . الر ً خص فيهلًك ، أمرىا ّْ متوسطان ،لئبلَّ تزيد قوةي الشهوةً ،فتيخ ًرجو إىل ُّ ي فيحتاج أف يكوف ي ً اٛنموح فيهلك (( .و ُير األموِر أوسطُها )) . فيخرج إىل ً أك تز ي يد قوةي الغضب ،ي ً توس ً طت ال يق َّو ً تاف بإشارة َّقوةً العًٍل ًم َّ ، دؿ على طر ً الغضب :إذا كذلك ك . اٟنداية يق فإذا َّ ي زاد ،سهل ً عليو الضرب كالقتل ،كإذا نقص ً ، ذىبت الغًنةي كاٜنميَّةي يف الدي ًن كالدنيا ،كإذا ٍي ي ي توسط ،كاف الصرب كالشجاعةي كاٜنً ٍكمةي .ككذلك الشهوةي :إذا زادت ،كاف ً الفجور ، ك ق س الف َّ ٍ ي ي ٍ ي توسطت ً ، أمثاؿ ذلك .كيف كإ ٍف كانت العفةي كالقناعةي ك ي الفتور ،كإف َّ ٍ ٍ نقصت ،كاف ى الع ٍجيز ك ي ً اٜنديث (( ليكم ه ْدياً ِ ك َج َعلْمَا ُك ْم أ َُّمةً َو َسطاً﴾ قاصداً )) ﴿ َوَك َذلِ َ *************************************
المرء ِ بصفاتِِه الغالِبة ُ
ً صفات َّ ساؽ إليك الثناءي حّت على صفات اٝن ًًن فيك من سعادتًك أ ٍف ت ٍغلًب الذ ّْـ ،فيي ي ي ٍ و ألف اٞناء إذا بلغ قيػلَّتٌن مل ً ً ذما كلو كاف صحيحان َّ ، ٪نمل ل ب ق ي مل ك ، فيك ليس شيء ٍ الناس فيك ٌ ى ي اٝنبث َّ . حجر كال ينقصوي ىح ىجهر . إف اٛنبل ال يز ي يد فيو ه العرب ،كيف الرب ً قيس بن عاصم حلي ًم ً طالعت ىجومان مقذعان يف ً امكة الكرماء ،كيف قي ٍتيبة ي بن مسل وم ً القائد الشه ًًن ،ككجدت َّ صدقٍو أح هد ، نقل كمل يي ّْ أف ىذا الشٍتم ك ٍ اٟنجو ،مل ي٪نف ٍظ كمل يي ٍ اٜنجاج ،كيف ألنو سقط يف ُن ًر ا﵀اس ًن فغرؽ ، ككجدت على ّْ من ذلك م ٍدحان كثناءن يف َّ ي الض ّْد ٍ أِّب مسل وم اٝنراساٍل ،كيف اٜناكم بأمر ا﵁ العبي ً نقل كمل ييصدّْقو أح هد ، ي مل ك ظ ف ٪ن مل َّو ن لك ك ، م د ٍ ي يٍ ي ٍ كاـ ز ًيفهم ً كهتوًرىم ،فسبحاف ً ألنو ضاع يف ر ً العادؿ بٌن خ ٍل ًق ًو . كظلمهم ِّ *****************************************
ال حتزن
هكذا ُ لِقت
280
يف اٜنديث (( :كلّّ مي َّسر ٞنا خلً الص ً فات و اٞن سف ع ػ ت فلماذا . ) ) لو ق عنق ّْ ي ي ٍ يى ه ي اىب كيػيٍلول ي ي ً كد خاطران من الذم س ن ٍفسان كأنٍ ي كالقدرات لىيَّا ؟! إف ا﵁ إذا أراد شيئان ىيَّأ أسبابو ،كما ىناؾ أتٍػ ىع ي يد أ ٍف يكوف ىغيػر نىػ ٍف ً يدرس نفسوي ُّ ، كيسد الفراغ الذم يكضع لو الذم ىو يب ر األ الذكي ك ، و س ير ي ُّ ي ي ٍى ً ً اقة كاف يف َّ ً الس ً شيخ ،إف كاف يف َّ الساقة ،كإ ٍف كاف يف اٜنراسة كاف يف اٜنراسة ،ىذا سيبويو ي بالع ىجب َّح ًو ،تعلَّم اٜنديث فأعياهي ،كتبلَّد ُّ الن ٍ حسوي فيع ،فتعلَّم النحو ،فى ىم ىهىر فيو كأتى ى ً يد عمبلن ليس من شأنًًو ،كالذم يزرع النَّخل يف ً غوطة العيجاب .ي أحد اٜنكماء :الذم ير ي يقوؿ ي ي ٍ ٍ دمشق ،كيزرعي األتٍػير َّج يف اٜنجا ًز . حسا يف بن و يقسم اٞنواريث ، يد األذاف ،ألنوي ليس ببلالن ،ي ثابت ال ي٩ن ي كخالد ي ي بن الوليد ال ي بية يقولوف :حد ً ثابت ،كعلماء الرت ً ألنو ليس زيد بن و ك. ّْد موق ىع ى ٍ ي *********************************
البُ َّد َّ للذكاء ِمن زكاء
٤نيب و ٚنعت إذاعة لندف ئنرب عن ١ناك ًلة ً اغتياؿ الكاتب ً ١نفوظ ،اٜنائ ًز على جائزةً نوبل ي ي ٍ يف ً كعجبت ٟنذا َّ كعدت بذاكرايت إىل و كنت قرأ يهتا ٍمن ٍقب يل ، األدب ، الذ ّْ ي ي كتب لو ي كي ،كيف فاتوي أف اٝنلود أجل من ً أف اٜنقيقة أعظم من ً اٝنياؿ ،ك َّ َّ أٚنى من الس َّ ماكم ٍ الفناء ،كأف اٞنبدأ َّ الربٌاٍلَّ َّ ُّ ي اٞنبدأً ِ ّْي إِالَّ أَن يُـ ْه َدى ﴾ ّ .نعىن ّْ البشرم ﴿ أَفَ َمن يَـ ْهدي إِلَى ال َ ْح ّْق أ َ َح ُّق أَن يُـتَّبَ َع أ ََّمن الَّ يَ ِهد َ و ً ستخدمان قدراتًو القويَّة يف التصوي ًر ك ً العرض كاإلثارةً ، نسج خيالًًو ،يم من مسرحيات أنوي كتب ٍ ٍ صحة ٟنا . أخبار ال َّ كالنهايةي أهنا ه استفدت من قراءةً حياتًو مسألةن كربل ،كىي َّ ليست سعاد اآلخرين على لقد أف السعادة ٍ ي كغم و ً كحزف َّ ، إف حساب سعادتًك كراحتًك ،فليس و بصحيح أف يي َّ ىم ٍّن الناس كأنت يف ٍّن سر بك ي اب ٬ندح بعض اٞن ً بعض ال يكتاَّ ً الثابت وم ك ، للناس ضيء لي ٪نرتؽ بأنو و ف كيص ، ٌن بدع الس ُّ ي اٞننهج َّ ي ي ي ي ي ي
281
ال حتزن
الر ً ىو الذم ٩نعل اٞنبدع يضيء يف ن ٍف ً ً شد ، ، للناس كيضيء و س كيعمر نفسو باٝن ًًن كاٟندل ك ُّ ي ي ي ي ي ليعمر قلوب ً الناس بذلك . كبعد ىذا ،فماذا ينفع اإلنساف لو حاز على م ً ً مكسور ، بالباطل لك كسرل كقلبيو ه ي ي ً سلطاف قيصر كأمليو عن ًٍ مقصور ؟! َّ تكن سببان يف النجاةً ، اٝنًن كحصل على إف اٞنوىبةى إذا مل ٍ ي فما نفعيها كما ٖنريهتا ؟! *****************************************
ُك ْن جميالً تَـ َر الوجود جميالً
ً إف من ً حدكد ً منطق الشرًع اٞنق ٌد ًس ،فا﵁ي أنبت ٕناـ سعادتًنا أ ٍف نتمتَّع ّنباىج اٜنياةً يف َّ ٍ حدائق ذات و الصنع البهيج ﴿ ُه َو ٪نب ألنو ، ّٔجة ى اٛنماؿ ،كلتقرأيآياً الوحدانية يف ىذا ُّ ي ٗنيل ي ي الَّ ِذي َ لَ َق لَ ُكم َّما فِي األَ ْر ِ ض َج ِميعاً ﴾ . فالرائحةي َّ اٞنطعم يد َّ الركح فرحان ﴿ ُكلُواْ الص ٍد ىر انشراحان ك ُّ البهي ،تز ي اٞننظر ُّ ُّ الشهي ك ي الزكيةي ك ي ِم َّما فِي األَ ْر ِ يب ،والمماءُ ، إلي من ض َحالَالً طَيّْباً ﴾ .كيف اٜنديث ُ (( :حبّْب َّ ْ دنياكم :الطَّ ُ لت قُـ َّرةُ يمي في الصالةِ )) . وج ِع ْ ُ ً ً شوه مباىج اٜنياةً َّ من مناىج أرضيَّ وة ،ق ٍد َّ إف ى الزىد القامت كالورع اٞنيظلم ،الذم دلف علينا ٍ أصوـ كغما كجوعان كسهران كتبتُّبلن ،ي بقوؿ رسولينا َّ (( : فعاشوا حياهتم ٨نَّا َّ عند كث وًن ًمنَّا ،ي لكين ي أتزك يج النساء ،كآ يك يل اللحم ،فمن رغب عن يسنَّيت فليس مين )) . أقوـ كأفرتي ،ك َّ يفطر ،ك ي كأ ي بعض الطو ً الرطب ،كذاؾ ائف تعجب ، كإ ٍف فعجب ما فعلوي ي ه ٍ ٍ يأكل ٌ بأنفسهم ! فهذا ال ي تعذيب ً علموا َّ س أف ىذا كآخر ال ال ي ي للنفس ٍ ه يشرب اٞناء البارد ،ككأهنم ما ي يضحك ،ي كطم ه إلشراقها ﴿ قُ من ح َّرم ِزيمَةَ اللّ ِه الَّتِي أَ ْ ر ِ ِ ِ ادهِ والْطَّيّْب ِ الر ْز ِق ﴾ . ات ِم َن ّْ ْ َْ َ َ ج لعبَ َ َ َ ََ ىد ً َّ ج إف رسولنا أكل العسل كىو ٍأز ي الناس يف الدنيا ،كا﵁ي خلق العسل لييؤكل ﴿ :يَ ْل ُر ُ ِ كتزكج الثَّػيّْ ً بات كاألبكار ﴿ :فَ ِ ف أَل َْوانُهُ فِ ِيه ِش َفاء لِلم ِ انك ُحواْ َما اب ُّم ْلتَلِ ٌ َّاس ﴾ َّ . من بُطُونِ َها َش َر ٌ
282
ال حتزن
ً ً اع ﴾ .كلبًس أٗنل ً األعياد كغ ًًنىا مناسبات الثياب يف ّْماء َمثْـمَى َوثُالَ َ ث َوُربَ َ طَ َ اب لَ ُكم ّْم َن الم َ ً ِ اٛنسد ،كسعادةً ٍِ كحق الر ً كح ّْ ٩نمع بٌن ّْ حق ُّ ُ ُ ﴿ :ذواْ ِزيمَتَ ُك ْم م َد ُك ّْ َم ْمجد ﴾ .فهو ي ً ً فطر ا﵁ي الناس عليها . الدنيا كاآلخرة ،ألنو بيعث بدي ًن الفطرة اليت ى **************************************
ِ أبش ْر بال َف َرج القر ِ يب بعض مؤلّْفي عصرنا َّ : تدكـ على إف الشدائد – مهما ي تعاظمت كامتد ٍ ٍ يقوؿ ي َّت .ال ي ً ً أقرب ما أصحأّا ،كال ٔنلَّ يد على مصأّا ،بل إهنا أقول ما تكو يف اشتدادان كامتدادان كاسودادان ،ي و كضاءةو ، تكو يف انقشاعان كانفراجان كانببلجان ،عن يي ٍس ور كمبلءةو ،كفروج كىناءةو ،كحياةو رخيَّ وة مشرقة َّ كل و ً ً فجر فيأيت العو يف من ا﵁ً كاإلحسا يف عند ذركةً الشّْدَّةً ك االمتحاف ،كىكذا هنايةي ّْ ليل غاسق ،ه ً صاد هؽ . ك٪نم يد ً الس ًٍ سائر ىو من ًن ب غ فما ىي إال ساعةه يمثَّ تٍنقضي َّ َّ ٍ ىٍ ى ي ***********************************
أنت ْأرفَ ُع ِم َن األحقاد َ
٪نس يد الناس على ما أشرحهم ص ٍدران ،ىو الذم ير ي ي أسعد الناس حاالن ك ي يد اآلخرة ،فبل ي آتاىم ا﵁ من ٍ ً ً ً يد إيصاؿ الرب ك كمثي هل ساميةه من ً ّْ اإلحساف ،ير ي فضلو ،كإ٧نا عنده رسالةه من اٝن ًًن ي ي ٍ ن ٍفعً عباس ُن ًر العل ًم كتر يٗن ً و ً ً اف ن اب إىل انظر ك . أذاه عنهم كف ، يستطع مل ف فإ ، الناس إىل و َّ ٍ ٍ ٍ ٍ ٍ ً ً ً ً الشرع ًة ،أ ٍف ّْ من بين أيميَّةى القرآف ،كيف استطاع ِنيليقو ّْ اٛنم كسخاكة نفسو مساراتو ٌ ٪نوؿ أعداءهي ٍ ً كفهمو ،فمؤل آّامع فًقهان كذكران الناس بع ٍلمو ٍ كبين مركاف ٍ كمن شايعهم إىل أصدقاء ،فانتفع ي عباس أياـ اٛنم ًل ً ابن و كصفٌّْن ،كما قبلها كما بعدىا ،كانطلق يبين كتفسًنان ٍ ى كخًنان .لقد نسي ي ً ُنق حبػر ً ا﵀مدية . األمة صلح ،كيرتي يق الفٍت ىق ، كيسمح اٛنراح ،فأحبَّوي ي ي كيي ي اٛنميع ،كأصبح – ٍّن ٍ ى كىذا ابن الزب ًًن – رضي ا﵁ عنو ، -كىو من ىو يف ً ً كٚنو قد ًره ، كرـ أصلً ًو كشهامتو كعبادتًو ّْ ي ٍ ي
283
ال حتزن
اية ً ، الرك ً كخسر ٗنٍعان كثًنان من وجهةى ٠نتهدان يف ذلك ،فكاف من ً النتائج أف يشغً ىل عن ّْ فضَّل اٞني ى بت الكعبة ألجل ٠ناكرتًو يف ً فض ًر ً ً اٜنرـ ،كذيبًح كثًني من ً الناس ، اٞنسلمٌن ،مثَّ ي حصلت الواقعةي ي ي ىى تنقصان ً كقيتًل ىو مثَّ صلًب ﴿ وَكا َن أَمر اللَّ ِ ُّ تطاكالن على كال ، للقوـ ىذا ليس ك . ﴾ ا ر و د ق م ا ر د ق ه َ ْ َّ ً ً ُ َ ي َ ُْ ي مكانتًهم ،كإ٧نا ىي دراسةه تار٫نيَّة ْنمع العًبػر كالعً ً ظات َّ . الصفح كالع ٍفو ، الرفق كاللٌّْن ك َّ إف ّْ ي ىى ً ىضم ن ٍف ًسو ،ككبح ً طموحو ف اإلنساف ٍ ه صفات ال ٩نمعيها إالَّ القلَّةي القليلةي من البش ًر ،ألهنا تيكلّْ ي ٍ ً اندفاعو كتطلٌعًو . ،كإٛناـ ***********************************
وقفـ ــة ف إلى ِ الش َّدة )) يعىن َّ اهلل في الر ِاء ،يعرفك في ّْ أف العبد إذا تعر ْ « قولوي َّ (( : اتَّقى ا﵁ كحفظ حدكده ،كراعى حقوقو يف ً تعرؼ بذلك إىل ا﵁ً ،كصار بينو حاؿ رخائًو ،فقد َّ ي ي تعرفو إليو يف ً ً ً الشدائد فنجاهي من كبٌن ربّْو معرفةه َّ الرخاء َّ ، خاصةه ،فمعرفوي ربُّو يف الشّْدَّة كرعى لو ُّ ي خاصةه ،تقتضي قيرب ً ً العبد من ربّْ ٍو ك١نبَّتو لو كإجابتوي لدعائًو » . ّٔذه اٞنعرفة ،كىذه مع ًرفة َّ ً استحالت البليَّة انقلبت اٞنًحنةي يف حقّْو ًمٍنحةن ،ك « الصربي إذا قاـ بو العبد كما ينبغي ، ٍ فإف ا﵁ سبحانو كتعاىل مل ٍيبتلً ًو عطيَّة ،كصار اٞنكركهي ١نبوبان َّ ، عطيَّة ،كصار اٞنكركهي ١نبوبان َّ ، فإف ا﵁ تعاىل على ً السَّر ًاء ،كلو عبوديَّةه عليو فيما ٪نبُّونو ، العبد عبوديَّةن يف َّ الضر ًاء ،كما لو عبوديَّةه يف َّ كالشأ يف يف ً اتب ً العباد ،كُنسبًو كانت منازيٟنم عند ا﵁ً تفاكت مر ً إعطاء العبوديًَّة يف اٞنكا ًرهً ،ففيو ٍ ي تعاىل » . ******************************************
العل ِ ِ فتاح اليُ ْم ِر ْم م ُ ُ
ً شقيقاف ،كلك أ ٍف تنظر يف ُنوًر الشر ً ً العلماء الراسخٌن يعة من العًٍل يم كاليي ٍسير قريناف كأخو ًاف َّعامل معهم! إهنم فهموا اٞنقصد ،ككقعيوا على اٞنطلوب ، سر حياهتيم ،كما ٍ أسهل الت ي ،ما أيٍ ى ً أعس ًر ً اد كغاصوا يف الناس ،كأصعبًهم مراسان ،كأشقّْهم طريقةن ُّ األعماؽ ،بينما ي ْند ًم ٍن ٍ الزَّى ي ي
284
ال حتزن
ً كانت الذين َّ قل نصيبيهم من الع ٍل ًم ،ألهنم ٚنعيوا يٗنبلن ما فهموىا ،كمسائل ما ىعىرفيوىا ،كما ٍ ً ً مصيبةي اٝنوارج إالَّ ٍ ً ً ً ً يهتدكا إىل ألهنم مل يقعيوا على اٜنقائق ،كمل ي من قلَّة ع ٍلمه ٍم كضحالة ٍفهمهم ؛ ٍ ً اٞنقاصد ،فحافظيوا على الن ً يج . ُّتف ،كضيَّػعيوا اٞنطالب العالية ،ككقعيوا يف أم ور مر و *************************************
ورد ا ِابِ ما هكذا تُ ُ
طالعت كتاب ً ٌن شهًني ًن ،ال أرل إالَّ َّ أف فيهما سطونة عارمةن على السعادةً كاليي ٍس ًر اللذيٍ ًن ي اٜنكيم . أتى ّٔما الشارعي ي ايل ،دعوةه صارخةه للتجوي ًع كالعيٍريش ( كالبهذلة) ، فكتاب « إحياء ًعلوـ الدي ًن » للغز ّْ ي األغبلؿ ال ًيت أتى رسولينا ً ٍ ً اآلصاؿ ك ً ك ً اٞنرتدية ٩نمع من األحاديث ّْ ، لوضعها ع ًن العاٞنٌن .فهو ي ك ً من أعظ ًم ُّها ن يظ ال و يص أ عليها يبين مث ، ة موضوع أك ة ضعيف ها كغالب ، ع ب الس أكل كما يحة النط ن ه ه َّ ي ي ي ٍ ي العبد إىل ربّْو . ما يي ّْ وص يل ي إحياء ً كقارنت بٌن ً علوـ الدين كب ً ٌن الصحيحٌن للبخارم كمسلم ،فباف البو يف كظهر ي ت َّ كت قوؿ الربم : كمشقةه كتكلُّ ه الفر يؽ ،فذاؾ ىعنى ه ف ،كىذه يي ٍسير كٚناحةه كسهولةه ،فأدر ي ٍ ﴿ونُـي ّْ ِ م َرى ﴾ . ََ م ُر َك للْيُ ْ ً ً َّ لرت ًؾ اٜنياة الكتاب الثاٍل « :قي ي طلب يمل ّّح منو ٍ ك ي وت القلوب » ألِّب طالب اٞنك َّي ،كىو ه ب ،كىج ًر الطَّيَّ ً بات ،كالتَّساب ًق يف ً الضٍن ً الس ٍع ًي كالكس ً ك الدنيا كاالنزكاء عنها ،كتعطيل َّ طرؽ ى ٍ ي ٍ كالضَّىن كالشّْدَّة . كاٞنؤلّْفاف :أبو و و لكن كانت بضاعتيهما يف ، ر ػ ب اٝن ادا ر أ ، اٞنكي طالب أبو ك ، ايل ز الغ حامد ُّ ى ُّ ٍ ٍ ى ُّ ً ً فمن ىنا كقع اٝنىلى يل ،كالبي َّد للدليل أف يكوف ماىران يف الطريق ًخّْريتان يف السنٌة كاٜنديث يمٍزجا نة ٍ ، ِ ِ ِ ً سو َن ﴾ . ين بِ َما ُكمتُ ْم تُـ َعلّْ ُمو َن الْكتَ َ اب َوبِ َما ُكمتُ ْم تَ ْد ُر ُ معرفة اٞنسالك ﴿ َولَـكن ُكونُواْ َربَّانيّْ َ *****************************************
ح ِ الماس صدراً أ ْش َر ُ
285
ال حتزن
َّفاؤؿ ،فهو مبشهّْر ،ينهى عن الرضا كالت ي اح الصد ًر ك ّْ ٌ الصفةي البارزةي يف يم ىعلّْ ًم اٝن ًًن : انشر ي الرضا يف ً َّ خلده ،كاليي ٍسير يف اٞنشق ًة كالتنفًن ،كال ي يعرؼ اليأس كاإلحباط ،فالبسمةي على ي١نيَّاه ،ك ّْ إف ج َّل َّ ً ً ً ً ً إصرىم مهمتو أف يضع عنهم ٍ شريعتو ،كالوسطيَّةي يف يسنَّتو ،كالسعادةي يف ملَّتو َّ .ي كانت عليهم . كاألغبلؿ اليت ٍ *************************************
رويداً ..رويداً ً األىم ، َّدر يج يف إ ٌف من إضفاء السعادة على اٞنخاطبٌن بكلمة الوعي ،الت ُّ اٞنسائل ُّ ، ي ّْؽ ىذا كصيتو و ٞنعاذ – رضي ا﵁ي عنو – ٞنا ٍأر ىسلىو إىل اليم ًن (( :فلي ُك ْن َّأول ما يصد ي ي َّ أكؿ و رسول ِ كثاف وهم إليه ،أ ْن ال إله إال اهلل وأني ُ اهلل )) .....اٜنديث .إذف يف اٞنسألة ه تد ْ ال نطرحها ٗنلةن كاحد نة ؟! ﴿ َوقَ َ ه قحم اٞنسائل على اٞنسائل إقحامان ،كٞناذا ي كثالث ،فلماذا ني ي الَّ ِذين َك َفروا لَوَال نُـ ّْز َل لَي ِه الْ ُقر ُن جملَةً و ِ اد َك َوَرتَّـلْمَاهُ تَـ ْرتِيالً ﴾ . اح َدةً َك َذلِ َ ك لِمُثَبّْ َ ت بِ ِه فُـ َ َ َ ُ ْ َ ْ ْ ُْ َ ً بإسبلمهم أ ٍف يشعركا باالرتياح من ً َّ تعاليمو كبالييسر يف تلقّْي أكامره إف من سعادةً اٞنسلمٌن ي ٍ اب النفسي كالت ُّ ً الذىين كالتَّفلُّ ً كنواىيو ؛ ألنو أتى أصبلن إلنقاذىم من االضطر ً ت االجتماعي َّشررد ّْ ّْ ّْ . « التكليف مل ً ف اللّهُ نَـ ْفماً إِالَّ ُو ْس َع َها ﴾ َّ ، ألف يأت يف الشرًع إال منفيٌان ﴿ الَ يُ َكلّْ ُ ي مشقةه ،كالدين مل ً يأت َّ التكليف َّ باٞنشق ًة ،كإ٧نا أيت إلزالتًها » . ي و ً َّ اٜناضر كالبادم ص ور إف َّ يطلب من الرسوؿ كصيتوي ،فييخربيه ُنديث ٢نتى ى الصحاِّب كاف ي ي النصائح ً ،فإذا الواقعيةي كمراعاةي ً الغالية . اٜناؿ كاليي ٍسير ىي السمةي البارزةي يف تلك ً كل ما يف ً كسن ون نسيريد على اٞنستمعٌن َّ ٍ من كصايا كنصائح ،كتعاليم ي جعبتنا ٍ إننا ي ٦نطئ يوـ ٍ مقاـ ك و َّاس َلَى م ْك ٍ كآداب ،يف و احد ﴿ َوقُـ ْر ناً فَـ َرقْـمَاهُ لِتَـ ْق َرأَهُ َلَى الم ِ ث َونَـ َّزلْمَاهُ تَم ِزيالً﴾ . ُ أكردىا سع هد كسع هد م ٍش ً سع يد اإلبً ٍل تم ٍل ما ىكذا تي ي ورد يا ٍ ٍ ىى ٍ ي **********************************************
286
ال حتزن
كيف تش ُك ُر لى الكثي ِر قصرت في ُش ْك ِر القلي ِ وقد َّ إف من ال ٪نمد ا﵁ على ً اٞناء ً ً الز ً البارد الع ٍذ ً الفخمة ، ٪نمده على القصوًر ب ُّ الؿ ،ال ي ي َّ ٍ ٌن الغن ً اكب الفا ًر ً ىة ،كالبسات ً كاٞنر ً َّاء . الدافئ ،ال يشكره على اٞنو ً الوجبات اللَّذيذةً ً ً ائد الشَّهيَّ ًة ك من ال يش يكير ا﵁ على اٝنب ًز ي كإ ٌف ٍ َّ ، من ىؤالء أعطى ربَّو اٞنواثيق الصارمة ، ألف الكنيود ي اٛنحود يرل القليل كالكثًن سواءن ،ككثًنه ٍ ِ اه َد نفق كيتصد ي َّؽ ﴿ َوم ْمـ ُهم َّم ْن َ َ على أنو مّت أنعم عليو كحباهي كأغدؽ عليو فسوؼ يش يكير كيي ي ص َّدقَ َّن ولَمَ ُكونَ َّن ِمن َّ ِ ِ اللّهَ لَئِن تَانَا ِمن فَ ْ ِ ِ ضلِ ِه بَ ِللُواْ اهم ّْمن فَ ْ ين{ }75فَـلَ َّما تَ ُ ْ ضله لَمَ َّ َ الصالح َ َ ضو َن ﴾ . بِ ِه َوتَـ َولَّواْ َّو ُهم ُّم ْع ِر ُ و ف بشران كثًنان ،كاسف ً الص ً الباؿ مكدَّر اٝناط ًر ،خاكم ك٥نن نبلح ي من ىذا ّْ ظ َّ كل يوـ ٍ ي الضم ًًن ،ناقمان على ربّْو أنو ما أجزؿ لو العطيَّة ،كال أٓنفو و صح وة برزؽ كاس وع بينما ىو يرفي يل يف َّ ي ٍ كعافية ك و و و اٛناحد بالكنوًز كفسحة ،فكيف لو يشغًل مثل ىذا كفاؼ ،كمل يش يكٍر كىو يف فر واغ ي كالدُّكًر كالقصوًر ؟! إذ ٍف كاف أ ٍك ىثر يشيردان من ربّْو ،كعقوقان ٞنوالهي كسيّْدهً . رِّب إذا منحين حذاء .كصاحب ً الش ٍكر يؤجل ُّ اٜنذاء ّْ أشكر ّْ ى ى ي ن اٜنايف منٌا يقوؿ :سوؼ ي و نأخذ النعي ًم ن ٍقدان ،كنيعطي ُّ الش ٍكر نسيئةن يَ ،رغباتينا على ا﵁ً َّ ملحةه ٪نصل على سيَّارةو فارىة ي حّت ي ً االمتثاؿ . امر ا﵁ً عندنا بطيئةي ،كأك ي ***********************************
ٍ لوحات ثالث ُ
و لوحات و ٖنينة : بعض األذكياء علَّق على مكتبً ًو ثبلث ي ً ً حدكد اليوـ . ش يف مكتوب على األكىل ْ :يوُمك ُ يومك .أم ع ٍ ه
287
ال حتزن
كعلى ً واشكر .أم ّْ الثانية ّْ : فكٍر يف نً ىع ًم ا﵁ً عليك ،كاش يكٍره عليها . فك ْر ْ كعلى ً تغضب . الثالثة :ال ْ رب ً ثبلث كصايا تدلُّك على السعادةً من أقٍ ً السبي ًل ،كلك أف الطرؽ ،كمن أيٍس ًر ُّ إهنا ي ٍ فكرتًك لتطالًعها كل و تكتبها يف يم ّْ يوـ . َّ ***********************************
وقفـ ــة ً ً ً بالكرب ،كاليي ٍس ًر َّ ، أف الكرب إذا َّ اشتد كعظيم كتناىى ، « ٍ من لطائف أسرار اقرتاف الفرج ٍ كحصل للعبد اليأس من ك ٍش ًفو من ً جهة اٞنخلوقٌن تعلَّق با﵁ً كحده ،كىذا ىو حقيقةي التَّوُّك ًل ي على ا﵁ً . فإف اٞنؤمن إذا استبطأ الفرج ،كأيًس منو كثٍرةً دعائًو ُّ ً كأيضان َّ أثر كتضرعو ،كمل يظهر عليو ي نفسو بالبلَّ ً اإلجابة ،فرجع إىل ً ً ئمة ،كقاؿ ٟنا :إ٧نا أيتيت ً ً ً ت يجب ي من قبلك ،كلو كاف فيك خًنه أل ٍ ي ٍ الطاعات ،فإنو يوجب انكسار ً ً العبد ٞنوالهي ،كاعرتافيو لو من كث وًن من اللوـ ُّ .كىذا ي أحب إىل ا﵁ ٍ ي ي ً بأنو أىل ٞنا نزؿ من ً الدعاء ،فلذلك تيسرع إليو و ً إلجابة الببلء ،كأنو ليس أىبلن حينئذ إجابةي ي ه ً الدعاء كتفريج الكر ً ب». ي ٍ اىد ٥ « .نن يف و ٛنالدكنا عليو ي عيش لو علم بو ي اٞنلوؾ ،ي بن أدىم الز ي اىيم ي كيقوؿ إبر ي ً بالسيوؼ » . أقوؿ :إف كاف أىل ً ً اٛننة يف اإلسبلـ « :إهنا لىتى يمُّر بقلت شيخ ساعات ي ي ه ابن تيمية ي كيقوؿ ي ي عيش طيّْ و ًمثٍ ًل ما أنا فيو ،فهم يف و ب». ************************************
اطمئِ الماس ها ي أ ُّوا م ُّ ُ
من ثبلثٌن كتابان ،كلُّها ئنربينا َّ أف يف ذركة اٞندٟنًمات يف كتاب « ال ىفىرًج بعد الشّْدَّةً » أ ٍكثر ٍ ً ي ً األزمات انبًبلجان ،ك َّ ب ما قم ًة انفراجان ،كيف َّ أف أكثر ما تكوف مكبوتان حزينان غارقان يف الن ٍكبة ،أقٍػىر ي
288
ال حتزن
الضٍن ً ً الشائق َّنوخي يف كتابًو الطويل من ىذا َّ الس يهو ًلة ك ً تكو يف إىل الفٍت ًح ك ُّ ك ،كساؽ لنا الت ُّ اٝنركج ٍ ،أكثىػر من مائيت َّ و لدكا ،أك كج ي بسوا أك عيزليوا ،أك يشّْريدكا كطي يردكا ،أك عي ّْذبيوا ي ى ٍ قصة ٞنن نيكبيوا ،أك يح ي افتقركا كأملقوا ،فما ىي إال أياـ ،فإذا طبلئع اإلمداد ككتائب اإلسعاد كافٍتهم على حٌن يأس ، ي كباشرٍهتم على حٌن و غفلة ،ساقها ٟنم السميع آّيب َّ . يقوؿ للمصابٌن كاٞننكوبٌن : إف التنوخي ي َّ يناس : اطمئنُّوا ،فلقد سبق يكم ه فوؽ يف ىذا الطَّر ًيق كتقدَّمكم أ ه ً كعناىم ًم ٍن شأنًًو ما عنانا الزمانا الناس ٍقبلنا ذا َّ ي صحب ي ً اإلحسانا الصنًيع ليػ يرَّّنا يٍٓن ًس ين َّ ّْر ٍ ػاليو ك ٍ لكن تيكد ي إذ ٍف فهذه سنَّةه ماضية ﴿ ولَمبـلُونَّ ُكم بِ َ ٍ َّ ِ ين ِمن قَـ ْبلِ ِه ْم ﴾ .إهنا َ َْ َ ْ ش ْيء ﴾ َ ﴿ ،ولََق ْد فَـتَـمَّا الذ َ ي ً يتعبدىم ٌ ً بالرخاء ،كأ ٍف ييغايًر عليهم دى ٍم قضيَّةه عادلةه أ ٍف ي٬ن ّْحص ا﵁ي عباده ،كأ يف َّ بالشدَّة كما تعبَّ ي َّذمير ﴿ َولَ ْو أَنَّا َكتَْبـمَا األطوار كما غاير عليهم الليل كالنهار ،فلًم إذف الت ُّ َّسخ ي اض كالت ُّ ط كاالعرت ي ِ م ُك ْم أَ ِو ا ْ ُر ُجواْ ِمن ِديَا ِرُكم َّما فَـ َعلُوهُ إِالَّ قَلِي ٌ ّْم ْمـ ُه ْم ﴾ . َلَْي ِه ْم أَن اقْـتُـلُواْ أَن ُف َ *******************************************
الم ِ ِ وء صمائع المعروف تقي مصارع ُّ ُ
ً من ً الصديق – رضي ا﵁ عنو : -صنائع اٞنعركؼ تقي أٗنل الكلمات ،ي قوؿ أِّب بك ور ّْ ٍ مصارع ً السوء .كىذا كبلـ يصدّْقو النَّقل كالعقل ﴿ :فَـلَوَال أَنَّهُ َكا َن ِمن الْم ِ ين{ }143 ْ مبّْح َ هي ْ َُ ي ي ِ ث فِي بَطْمِ ِه إِلَى يَـ ْوِم يُـ ْبـ َعثُو َن ﴾ .ي لَلَبِ َ تقوؿ خد٩نةي للرسوؿ (( : كال واهلل ال يُلزيك اهللُ لتص َّ ِ ِ ِ ِ عين لى نوائِ ِ ب َّ الد ْه ِر )) .فانظيٍر ب المعدوم ،وتُ ُ الرحم ،وتحم ُ الك َّ ،وتكم ُ أبداً ُ ً ً ً األفعاؿ على يحس ًن العو ً النهاية . البداية على جبللًة اقب ،كىكىرًـ ت ّنحاس ًن كيف استدلَّ ٍ ٍ كيف كتاب « الوزراء » للصاِّب ،ك « اٞننتظم » الب ًن اٛنوزم ،ك «ال ىفىرًج بعد الشّْدَّةً » بسطاـ ً قصةه ،مفادىا :أف ابن الفر ً و باألذيَّة ، ات الوزير ،كاف يتتبَّ يع أبا جعف ور بن للتنوخي َّ ي عودتو – من يذ كاف كيقصده باٞنكاره ،فلقي منو يف ذلك شدائد كثًننة ،ككانت أ ٌيـ أِّب جعفر قد َّ ي ليلة ٓ ،نت ٢ندَّتو اليت يناـ عليها رغيفان من اٝنب ًز ،فإذا كاف يف و كل و غد ، طفبلن – أ ٍف ْنعل لو يف ّْ ي
289
ال حتزن
ات يف و ات لو ،دخل إىل ابن الفر ً فلما كاف بعد مدَّة من أذيًَّة اب ًن الفر ً شيء َّقت بو عنو َّ . تصد ٍ ي احتاج إىل ذلك فيو ،فقاؿ لو ابن الفر ً ات :لك مع أ ّْيمك يخٍبػهز يف رغيف ؟ قاؿ :ال .فقاؿ : ي ب بذلك من ً تصدقين .فذكر أبو جعفر اٜنديث ،فحدَّثو بو على سبيل التَّطايي ً أفعاؿ البي َّد أف ي ٍ ً ً بت البارحة ،كأنا أيدبّْػير عليك تدبًنان لو متَّ فإٍل ُّ تفعل ٌ ، النساء .فقاؿ ي ابن الفرات :ال ٍ أيت يف منامي َّ كأف بيدم سيفان مسلوالن ،كقد قصدتيك ألقتلك بو ، فنمت ،فر ي الستأص ٍلتيك ،ي ً انتبهت .فعاتبو أبو جعفر مين ،فما فاعرتضٍتين أ ُّيمك بيدىا ه كصلت إليك ،ك ي ي رغيف تي ّْرت يسك بو ٌ ً من يح ٍس ًن من ن ٍف ًسو ما ير ي يده ٍ على ما كاف بينهما ،كجعل ذلك طريقان إىل استصبلحو ،كبذؿ لوي ٍ الطاعة ،كمل يربح حّت أرضاه ،كصارا صديقٌن .كقاؿ لو ابن الفر ً ً مين ات :كا﵁ً ،ال رأيت ّْ ٍ ي ٍ ي بعدىا يسوءان أبدان . ***************************************
استجمام يعين لى م ِ الم ْي ِر واصلة َّ ُُ ٌُ
من ً ً اٞنعلوـ َّ عٌن العبد على االستمرار يف عبادتًو كعطائًو أف يف الشريعة ىس ىعةن كفيسحةن ،تي ي يقوؿ كعملًو الصا ًٌف ،فرسولينا كاف ك َوأَبْ َكى ﴾ ،ككاف ٬نز يح كال ي يضحك ﴿ َوأَنَّهُ ُه َو أَ ْ ض َح َ ي ً الس ًآمة يتخو يؿ الصحابة إال ح ٌقان ،كسابق عائشة رضي ا﵁ي عنها ،ككاف َّ باٞنوعظة ،كر ًاىية َّ ً َّعمق كالتَّكلُّ ً شاد الدّْين أح هد ،إال ىغلىبىوي ، فك عليهم ،ككاف ينهى عن الت ُّ التشديد ،ي ك٫نربي أنو لن يي ٌ أف الدين متٌن ً ، ً ً اٜنديث أيضان َّ اٜنديث َّ أف لكل عابد ًشَّرنة ،كىي فأكغليوا فيو برفٍ وق .كيف كيف ه ً اٜنالة الر ً يلبث اٞنتكلّْف إال أ ٍف ينقطع ،ألنو نظر إىل ً اىنة كنسي الش َّدةي ك َّ الضراكةي كاالندفاعي .كال ي ٌ ي الطوارئ كطيوؿ اٞندَّة كمبللة النَّػ ٍفس ،كإالَّ حد أدٌل يف ً فالعاقل لو ّّ داكـ عليو ،فإ ٍف نشط العمل يي ي ي ي زاد ،كإ ٍف ضعف بقي على أصلًو ،كىذا معىن األثر من ً ً كبلـ ً بعض الصحابة َّ : للنفوس إقبا نال إف ٍ كذركىا عند إدبا ًرىا . كإدباران ،فاغتنموىا عند إقباٟنا ،ي كعادكا أيت نفران ز يادكا يف ال ٍك ًيل ،كأكثىػيركا من النوافل ،كحاكلوا أ ٍف ييغالوا ،فانقطعيوا ي كما ر ي ً البداية . عف ٣نَّا كانوا ٍقب ىل ٍ أض ى
ال حتزن
290
ك الْ ُق ْر َن لِتَ ْش َقى ﴾ .كقد الـ ا﵁ي قومان كلَّ يفوا َنزلْمَا َلَْي َ ّْين أصبلن جاء لئلسعاد ﴿ َما أ َ كالد ي ً ً من ً ألزموا أنفسهم بو ﴿ َوَر ْهبَانِيَّةً أرض الواقع ناكثٌن ما ي أن يفسهم فوؽ الطَّاقة ،مث انسحبوا ٍ ضو ِ ِ ان اللَّ ِه فَ َما َر َ ْو َها َح َّق ِر َايَتِ َها ﴾ . وها َما َكتَْبـمَ َ ابْـتَ َد ُ َ اها َلَْي ِه ْم إَِّال ابْتغَاء ِر ْ َ ً كح كاٛنس ًم ،كالدنيا للر ً دين فطرةو ،كأنو ىك ىس ه ط ،كأنو ُّ كميزةي اإلسبلـ على سائر األديا يف أنو ي ً ّْين الْ َقيّْ ُم ﴾ . ميسر ﴿ َذلِ َ ك الد ُ كاآلخرة ،كأنو ه أم الناس النت فقاؿ :يا رسوؿ ا﵁ً ُّ ، رم قاؿ :جاء أعر ّّ اِّب إىل ّْ عن أِّب سعيد اٝني ٍد ٌ ِ ِ ِ ِ ِ معتزل في ِش ْع ٍ رج ٌ ٌ ب من خٍيػهر ؟ قاؿ(( :م م ٌن مجاه ٌد بمفمه وماله في سبي ِ اهلل ،ثم ُ شره )) ،كعن أِّب و عاب يعبد ربَّه )) .كيف رك و ّْ سعيد قاؿ اية (( :يتَّقي اهلل ويدع الماس من ّْ الش ِ ُ ٍ ِ ِ الجبال ف ٚنعت النت ي شع َ يقوؿ (( :يُ ُ يتبع بها ْ :ي غمم ُ وشك أ ْن يكون ير مال المملم ٌ يفر بديمِه من ِ البخارم . الفت ِن )) .ركاه ومواقع القطْ ِر ُّ ، ُّ قاؿ عمر « :خ يذكا حظَّكم من العز ًلة » .كما أحسن قوؿ ً كابدةي العز ًلة اٛننيد « :يم ى ي ي ٍ ى ي أيسر من مداراةً ً ً ً كمن اٝنلطة » .كقاؿ اٝنطَّ ُّ ي ٍ اِّب :لو مل ي يك ٍن يف العزلة إال السبلمةي من الغيبة ٍ ، رؤية اٞننك ًر الذم ال يقدر على إز ً ً التو ،لكاف ذلك خًنان كثًنان . ي ذر مرفوعان ،بلفظ (( :الوح ُدة ٌير من حديث أِّب ٍّن كيف ىذا معىن ما أخرجوي اٜناكم ٍ ، ي من جلِ ِ الموء )) .كسنده ىح ىس هن . يس ُّ ً اِّب يف « كتاب العزلة » َّ باختبلؼ متعلقاهتما ، ٫نتلف أف العزلة كاالختبلط كذى ىكر اٝنطَّ ُّ ي بطاعة ً ً األئمة كأموًر الدي ًن ، االجتماع ،على ما يتعلَّ يق اٜنض على ً فتيحمل األدلَّةي الوا ًردةي يف ّْ ؼ االكتفاء ً كعكسها يف ً ً حق بنفسو يف ّْ عكس ًو ،كأما االجتماعي كاالفرت ي فمن ىعىر ى اؽ باألبداف ٍ ، ي ً ً ً ً ًً ٢نالطة ً اٛنماعة ، ظ على من بشر ًط أ ٍف ي٪ناف ى ي فاألكىل لوي معاشو ك١نافظة دينو ٍ ، االنكفاؼ ٍ الناس ٍ ، ً ً ً الس ً اٞنطلوب إ٧نا ىو ٍتريؾ ك٥ن ًو ذلك .ك الرّْد ، بلـ ك َّ ك َّ كحقوؽ اٞنسلمٌن من العيادة كشهود اٛننازةً ٍ ، ي الوقت عن اٞن َّ ً الص ً الباؿ كتضيي ًع ً حبة ٞ ،نا يف ذلك من شغً ًل ً ً ك٩نعل االجتماع فضوؿ ُّ ٍ همات ،ي ي الغداء ك ً االحتياج إىل ً ّننز ً ً ً فيقتصر منو على ما َّ البد لو منو ،فهو ٍأرىك يح للبى ىدف كالقلب . ، العشاء لة ً ي أعلم . كا﵁ي ي
291
ال حتزن
آثر العيزلةى ،أف يعتقد سبلمة ً شره ، كقاؿ ال يق ُّ من ّْ شًنم يف « الرسالة » :طر ي الناس ٍ يق من ى العكس َّ ، استصغاره ن ٍفسو ،كىي صفةي اٞنتواض ًع ،والثاني : ال شهوده مزيةن ي فإف األول :يينتجوي ي ي لو على غ ًًنه ،كىذه صفةي ًّْ اٞنتكرب . مسألة العز ًلة ك ً ً اٝنلطة ً ط. الناس يف طرفاف ككس ه ي ك ي اٛنماعات ك ً ً األعياد ك٠نامع ًٍ اٝنًن ، األو ُل :من اعتزؿ الناس حّت عن اٛنيم ًع ك فالطرف َّ ً أخطؤكا . كىؤالء ي القيل ك ً من خالط الناس حّت يف ً ٠نالس اللَّه ًو كاللَّغ ًو ك ً القاؿ كتضيي ًع والطرف الثاني ٍ : َّ ً أخطؤكا . الزماف ،كىؤالء ي ً باجتماع ،كشاركهم يف ما فيو تقوـ إال و والوسط ٍ : من خالط الناس يف العبادات اليت ال ي ً اض عن ا﵁ً ً الص ّْد كاإلعر ً كفضوؿ أجر كمثوبةي ،كاعتزاؿ مناسبات َّ تعاك هف على ً ّْ الرب كالتقول ك ه ً ك َج َعلْمَا ُك ْم أ َُّمةً َو َسطاً﴾ . اٞنباحات ﴿ َوَك َذلِ َ ************************************************
وقف ـ ــة ً رسوؿ ا﵁ً (( : ليكم بالجهاد في سبي ِ ِ اهلل ، عن عيباد ب ًن الصامت قاؿ :قاؿ ي ْ ِ ِ باب من ِ والهم )) . الغم َّ ب اهللُ به َّ فإنه ٌ أبواب الجمة ،يُذه ُ معلوـ بالوجداف َّ ، كت اٟنم ك ّْ « ك َّأما تأثًني اٛنهاد يف دفٍع ّْ فإف النَّػ ٍفس مّت تر ٍ فأمر ه الغم ،ه صائل ً الباطل كصولتوي كاستيبلءهي َّ ، كغمها ،ككرئّا كخوفيها ،فإذا جاىدتٍو ﵁ً ،أبدؿ اشتد ٨نُّها ُّ وه ْم يُـ َع ّْذبْـ ُه ُم اللّهُ بَِيْ ِدي ُك ْم ا﵁ي ذلك َّ اٟنم كاٜنيٍزف فرحان كنشاطان كقونة ،كما قاؿ تعاىل ﴿ :قَاتِلُ ُ ِ ِ ٍ ِِ مصرُكم َلَْي ِهم وي ْش ِ ب غَْي َ قُـلُوبِ ِه ْم ﴾ .فبل ف ُ ْ ََ ين {َ }14ويُ ْذه ْ ص ُد َ َويُ ْل ِزه ْم َويَ ُ ْ ْ ور قَـ ْوم ُّم ْ مم َ ً شيء أ ٍذىب ٛنىول ً اٛنهاد ،كا﵁ي اٞنستعا يف » . كغمو كحزنًو من القلب ّْ ي ى الشاعر : قاؿ ي س ثوب الص ًرب أبيض أبٍلجا مقليت على القذل كإٍل أليغضي َّ كألٍبى ي
292
ال حتزن
ينفك أف يىػتىػ ىفَّر ىجا األمر ضيّْ هق علي فما ُّ َّ كإٍل ألدعو ا﵁ ك ي أصاب ٟنا يف دعوةً ا﵁ً ٢نىٍىرجا ككم من فّت يسد ٍ َّت عليو ي كجوىوي *************************************
ِح المَّ ر في الملكوت َممار ُ
تياح كبس ًطة اٝناط ًر ،التَّطلُّع إىل آثا ًر ال يقدرةً يف بدي ًع السماك ً ً ات ك ً األرض ، ي ٍ من طييرؽ االر ً ٍ ً فتستل ٌذ بالبهجة العامرةً يف ً اٛندكؿ ، جل يف عيبلهي – يف الزىرة ،يف الشجرةً ،يف خلق البارم – َّ األرض ك ً ً ً ً السماء ،يف ً الشمس كالقم ًر ، الليل كالنها ًر ،يف التل كاٛنبل ،يف يف اٝنميلة ،يف ّْ كتزداد إ٬نانان كتسليمان كانقيادان ٟنذا ً ﴿ فَا ْتَبِ ُروا يَا أُولِي اٝنالق العظي ًم ي فتجد اٞنتعة كاألينس ،ي
صا ِر ﴾ . ْاألَبْ َ
ً نظرت إىل ً كتاب يقوؿ ي ت يف ال يقدرةً ،ي كنت إذا شك ٍك ي ٣نن أسلموا :ي أحد الفبلسفة ٍ ً فأزداد إ٬نانان . ؼ اإلعجا ًز ك ً أحير ى اإلبداع ،ي الكوف ،أليطالع فيو ٍ *********************************
ُ طوات مدروسة ً العلماء فقاؿ :ال تنقط ًع عن التأليف كلو أ ٍف تكتيب يف بعض ي يقوؿ الشوكاٍلُّ :أكصاٍل ي ً فوجدت ٖنرهتا . فأخذت بوصيَّتًو ، اليوـ سطرين .قاؿ : ي ي كىذا معىن اٜنديث ُ (( :ير العم ِ ما داوم ليه صاحبُه وإ ْن ق َّ )) كقاؿ :القطرةي مع ْنتمع سيبلن عظيمان . القطرةً ي أما تىػرل اٜنبل بطي ً ً الص ٍخر ق ٍد أثَّرا على وؿ اٞندل صليب َّ ى ى كإ٧نا يأتينا االضطراب من أننا نريد أف نفعل كل و كنتعب كنرتي يؾ مرنة كاحد نة ،فنى ىم ُّل شيء َّ َّ ي ي ٍ ي ككزعناه على مراحل ،لقطعنا اٞنراحل يف و ىدكء ، العمل ،كلو أننا أخ ٍذنا ىع ىملنا شيئان فشيئان ٍ َّ ، ٍ ً ٙنسة و استجماـ كر و فإف الشَّرع جعلىها يف ً و ً احة ، العبد يف أكقات ّْ متفر وقة ،ليكوف ي اعترب بالصبلة ٍ َّ ،ى ى ك ٍ ً كيأيت ٟنا باألشواؽ ،كلو يٗنعت يف و الم ْم َّ بت ال ْهراً كقت َّ ، ٍ ٞنل العبد ،كيف اٜنديث (( :إن ُ
293
ال حتزن
أبقى وال أرضاً قطع )) .ككً و بالرت ً َّ ذ يأخ من أف ، بة د ج َّ ي ْ نجز ما مل يي ٍ نجزهي الع ىم ىل على فرتات ،يي ي ى ٍ ي من أخذه دفعةن كاحد نة ،مع ً ً العاطفة . كح كتوقُّ ًد الر ً بقاء جذكةً ُّ ٍ ي ً ً األكقات ،أخذان من ً َّ قوؿ البارم ﴿ : ّْب ت ر ت ات و الصل أف ، العلماء عن بعض ٍ ك٣نا استفدتيو ٍ ي ِِ ين كِتَاباً َّم ْوقُوتاً ﴾ .فلو َّ كزع أعمالوي الدينية كالدُّنيوية بعد أف العبد َّ إِ َّن َّ الصالَةَ َكانَ ْ ت َلَى ال ُْم ْ مم َ كل صبلةو ،لوجد سعةن يف الوقت ،كفسحةن يف الزم ًن . ّْ ً ً فن شاء، كأنا أم ٍّن ي أضرب لك ىمثىبلى :فلو أف طالب الع ٍلم ،جعل ما بعد الفج ًر للح ٍفظ يف ٌ ً ً العلمي ً الدقيق ، للبحث العامة ،كجعل بعد العصر السه ًلة يف آّامع َّ ّْ كجعل بعد الظُّهر للقراءة ٍ ً البحوث كالدكريَّ ً ً كما بعد ً العشاء لقراءة ال يكتي ً للزيارةً كاأل ً ات ب العصريًَّة ك ينس ،كما بعد اٞنغرب ّْ ً ً ً كنور ﴿ .إَن تَـتَّـ ُقواْ اللّهَ كاٛنلوس مع األىل ،لكاف ىذا حسنان ،كالعاقل لو م ٍن بصًنتو ىم ىد هد ه يَ ْج َع لَّ ُك ْم فُـ ْرقَاناً ﴾ . *******************************************
بال فوضويَّة ّْت ّْ بعض ً الناس ،فهو مل ٪ندّْد الذىن ،الفوضويَّةي الفكريَّةي اليت ي ّْر كييشت ي يعيشها ي ٣نا ييكد ي قيدراتًو ،كمل يقص ٍد إىل ما ٩نمع مشل ف ٍكرهً كنظ ًره ؛ ألف اٞنعرفة شعوب كدركب ،كالب َّد من ً ٓنديد ه ه ي ٍ ي و ً و مطلوب . معركؼ ،أل ٌف التَّفرد مشرب مع رأٍيو على آيتًها كمعرفة مسالكها ،ي ه ك٩ن ي التكاليف اٞنعيشيَّةي . عات اٞناليةي ك ّْت الذىن ،كييوًرث َّ ي الغم ،الدَّيٍ ين كالتبً ي ككذلك ٣نَّا يشت ي ً يد ًذكرىا : أصوؿ يف ىذه كىناؾ ه اٞنسألة أر ي اقتصد :كمن أحسن اإلنفاؽ ً ، كحفظ مالوي إالَّ للحاجة ،كاجتنب أولها :ما غاؿ م ًن ي ٍ ٍ ىى التبذير كاإلسراؼ ،كج ىد العوف من ا﵁ً ﴿ إِ َّن الْمب ّْذ ِرين َكانُواْ إِ ْ وا َن َّ ِ َّ ِ ين الشيَاطي ِن ﴾ َ ﴿ ،والذ َ َ َُ َ ىى ك قَـ َواماً ﴾ . إِ َذا أَن َف ُقوا لَ ْم يُ ْم ِرفُوا َولَ ْم يَـ ْقتُـ ُروا َوَكا َن بَـ ْي َن َذلِ َ
294
ال حتزن
كسب ١نرو ً ً َّ يقبل ال ب ي ط ا﵁ فإف ، ـ ّْ كل و َّ كىجير ّْ كسب اٞناؿ من الوجوه اٞنيباحة ٍ ، ه الثاني ٍ : ي ً ك َكثْـرةُ الْ َلبِ ِ ً يث﴾ . بارؾ يف إال طيّْبان ،كا﵁ي ال يي ي اٞنكسب اٝنبيث ﴿ َولَ ْو أَ ْ َجبَ َ َ العطالة ك ً ً ً السعي يف ً ً البطالة ، كترؾ من حلّْو ،ي طلب اٞناؿ اٜنبلؿ ،كٗنٍعيو ٍ الثالث ٍ َّ :ي اجتناب ً ً ً التفاىات ،فهذا ابن عوؼ يقوؿ :دلُّوٍل على ً ك ً السوؽ ﴿ :فَِإذَا يف األكقات إزجاء ي ي ِ ضي ِ الص َالةُ فَانتَ ِش ُروا فِي ْاألَ ْر ِ ض ِ اللَّ ِه َواذْ ُك ُروا اللَّهَ َكثِيراً لَّ َعلَّ ُك ْم تُـ ْفلِ ُحو َن ت َّ ض َوابْـتَـغُوا ِمن فَ ْ قُ َ
﴾.
******************************************
ثممُك إيمانُك و ُ لُ ُقك مر ىذا الرجل الفقًن اٞنعدكـ ً ، كثياب رثَّة ،جائع البطٍن ،حايف ً القدـ كعليو ه َّ أٚناؿ باليةه ه ي ي ي ماؿ كال عشًنةه ،ليس لو بيت يأكم ً ،مغمور الن ً إليو ،كال أثاث كال متاع ، َّسب ،ال جاهه كال ه ه ً ً العام ًة َّ اٞنسجد َّ ، كيناـ يف يشرب من اٜنياض َّ ٢ندتيو ذراعيو ،كفر ي بكفٍيو مع الواردين ،ي ي اشو البطحاءي ،لكنَّو صاحب ًذك ور لربّْو كتبلكةو األكؿ يف الصبلةً ك ً ف ً ً القتاؿ ، ال مواله لكتاب الص ّْ يغيب ع ًن َّ ي ي ي و ًً ً ً ج ؟ )) .قاؿ :يا بيب أال َّ َّ تتزو ُ مر ذات يوـ برسوؿ ا﵁ فناداهي باٚنو كصاح بو (( :يا ُج ْلي ُ ً مر بو أخرل ،فقاؿ لو مثٍل قو ًلو ً األكؿ ، كمن يي ّْزك يجين ؟ كال ه ماؿ كال جاهه ؟ مثَّ َّ رسوؿ ا﵁ ٍ ، كأجاب ً كمر ثالثةن ،فأعاد عليو السؤاؿ كأعاد ىو اٛنواب ،فقاؿ (( : يا بنفس اٛنوابَّ ، بيت ٍ رسول ِ جليبيب ،انطلِ ْق إلى ِ يقرئُك المالم ، اهلل فالن األنصاري وقُ ْ له ُ : ّْ ُ زوجمي بِْمتك )) . ويطلب ممك أن تُ ّْ ُ األنصارم من و بيت شر و األنصارم كطرؽ جليبيب إىل ىذا يف كأسرةو موقرةو ،فانطلق كىذا ّْ َّ ٍ ه السبلـ ، األنصارم :على رسوؿ ا﵁ رسوؿ ا﵁ً فقاؿ عليو الباب كأخربه ّنا أمره بو ي ُّ ي كتتساءؿ : فتعجب كتسمع زكجتيو اٝنىبىػىر ماؿ كال جاهه ؟ يزكجك بنيت يا جليبيب كال ه ي ككيف أ ّْ ي ي ي ً و فتقوؿ الرسوؿ جليبيب كرسالة البنت اٞنؤمنةي كبلـ جليبيب ! ال ه فتسمع ي ه ماؿ كال جاهه ؟ ي رسوؿ ا﵁ً ، ال كالذم نفسي ً ألبويها :أترَّد ًاف طلب ً بيدهً . ي
295
ال حتزن
كحصل الزكاج اٞنبارؾ ك ُّ س على تقول من ا﵁ً كرضو واف العامر َّ ، الذ ّْريَّةي اٞنباركةي ك ي البيت ي اٞنؤس ي ً جليبيب اٞنعركة ،كقتل بيده سبعةن من الكفا ًر ،مث قيتل يف ً سبيل اٛنهاد ،كحضر ،كنادل منادم ي ً ً ً من أجلً ًو َّ ، كيتفق يد كعن مبدئو الذم مات ٍ كعن رسولو ٍ عن ربّْو ٍ ا﵁ ،كتوسد الثرل راضيان ٍ ي الناس بأٚنائًهم ،كينسوف جليبيبان يف غمرةً اٜنديث ،ألنوي ليس المعان الرسوؿ القتلى ،فييخربيه ي ظ اٚنو يف ً الزحاـ كال ييغفلو ، لكن الرسوؿ يذ يكير جليبيبان كال ينساهي ،ك٪نف ي كال مشهوران ،ك ٌ كيقوؿ (( :لكمَّمي ِ أفق ُد جليبيباً )) . ي ْت سبعة ثم ك٩نده كقد تدثَّر بالرتاب ، فينفض الرتاب عن كجهو ي كيقوؿ لو (( :قَـتَـل َ ي قُتِلْت ؟ أنت ممي وأنا ممك ،أنت ممي وأنا ممك ،أنت ممي وأنا ممك )) .كيكفي ىذا النبوم جليبيبان عطاءن كمكافأ نة كجائزنة . الوساـ ُّ كحب ً و رسوؿ ا﵁ً لو ،كرسالتيو اليت مات من أجلًها َّ . َّ إف فقره ٖنن جليبيب ،إ٬نانيو ُّ إف ى ً الشرؼ العظي ًم كاٞنكسب الضخ ًم ،لق ٍد حاز الشهادة عن ىذا كعدمو كضآلةي أسرتًو مل تي ّْ ى ؤخٍره ٍ ِ ضلِ ِه َويَ ْمتَْب ِش ُرو َن اه ُم اللّهُ ِمن فَ ْ ك ّْ ين بِ َما تَ ُ الرضا كالقبيوؿ كالسعادة يف الدنيا كاآلخرة ﴿ :فَ ِرح َ ِ َّ ِ ف َلَْي ِه ْم َوالَ ُه ْم يَ ْح َزنُو َن ﴾ . ْح ُقواْ بِ ِهم ّْم ْن َ ل ِْف ِه ْم أَالَّ َ ْو ٌ ين لَ ْم يَـل َ ب ا لذ َ اٛنليلة كصفاتًك ً ً َّ النبيلة . إف قيمتك يف معانيك ً َّ كٚنوؾ . إف سعادتك يف معرفتًك لؤلشياء كاىتماماتًك ّْ
َّفو ًؽ ك ً إف الفقر كالعوز كاٝنموؿ ،ما كاف -يومان من ً الوصوؿ األياـ -عائقان يف طريق الت ُّ َّ ى ً ً ً ً كجهاده كنيبًلو ، بتوجيهو ٞنن ىعىر ى ٞنن أسعد نفسوي ؼ ٖننو فعبلن بنفسو ،كىنيئان ٍ كاالستعبلء .ىنيئان ٍ ٌن ،كأفلح يف الكر ٍ ً مر ٍتٌن ،كسعد يف اٜنيات ً تٌن ،الدُّنيا كاآلخرةً . سن َّ ٞنن ٍ كىنيئان ٍ أح ى **********************************************
يا سعادة ه الء أبو بك ور – رضي ا﵁ عنو : -و بآية َ ﴿ :و َسيُ َجمَّبُـ َها ْاألَتْـ َقى{ }17الَّ ِذي يُـ ْ تِي َمالَهُ ي ي
يَـتَـ َزَّكى ﴾ .
296
ال حتزن
أيت قصراً أبيض في ِ ً قلت :لمن عمر -رضي ا﵁ عنو : - الجمة ُ ، ُنديث (( :ر ُ ي ِ اللطاب )) . القصر ؟ قي لي :لعمر بمش هذا ُ كعثما يف -رضي ا﵁ عنو ً : - اللهم اغ ْفر لعثمان ما َّ من ذنبِه وما بدعاء َّ (( : تقدم ْ ي ت َّر )) .
يحب اهلل ورسوله ،ويحبُّه اهللُ ورسولُه )) . رج ٌ ُّ ّّ كعلي -رضي ا﵁ عنوي ُ (( : - كسعد بن و رش الرحم ِن )) . معاذ -رضي ا﵁ عنوي َّ (( : - اهتز له ُ ي ي ي ً األنصارم -رضي ا﵁ عنوي (( :-كلَّمه اهللُ كِفاحاً بال ْتر ُجمان )) . عم ورك ُّ كعبدا﵁ بن ٍ غمل ْتهُ مالئكةُ الرحم ِن )) . كحٍنظىلىةي -رضي ا﵁ عنوي َّ (( : - ****************************************
ويا شقاوة ه الء ضو َن َلَْيـ َها غُ ُد ّواً َو َ ِشيّاً ﴾ . َّار يُـ ْع َر ُ فرعو يف ﴿ :الم ُ ِ ِ ض﴾. م ْفمَا بِه َوبِ َدا ِره ْاألَ ْر َ كقارك يف ﴿ :فَ َل َ ِ صعُوداً ﴾ . كالو ي بن اٞنغًنة َ ﴿ :س ُْره ُقهُ َ ليد ي بن خلف َ ﴿ :ويْ ٌ لّْ ُك ّْ ُه َم َزةٍ لُّ َم َزةٍ ﴾ . كأيميَّةي ي كأبو و ت يَ َدا أَبِي لَ َه ٍ ب﴾. ب َوتَ َّ ٟنب ﴿ :تَـبَّ ْ ول َونَ ُم ُّد لَهُ ِم َن ال َْع َذ ِ بن ك و اب َم ّداً ﴾ . ب َما يَـ ُق ُ ائل َ ﴿ :ك َّال َسمَ ْكتُ ُ كالعاص ي ****************************************
وقفـ ـ ــة الذ ٍك ًر ،كإضاعةي ً كٙنوؿ ّْ ً الوقت اٜنق التوفيق كفساد القلب ،ي كفساد الرأم ،كخفاءي ّْ « قلَّةي ي ي ً ،كنىػ ٍفرةي اٝن ٍلق ،كالوحشةي بٌن ً ك١نق الرب ً العبد كبٌن ربّْو ،كمٍنع ً الدعاء ،كقسوةي ً كة إجابة القلب ٍ ،ي ٍ ي ى العدك كضيق الصد ًر ،كاالبتبلء بقر ً الر ً زؽ كالعيم ًر ،كحرما يف العل ًم ،كلباس ُّ ناء الذ ّْؿ ،كإىانةي ّْ يف ّْ ي ي ي
297
ال حتزن
ً ً ف ً الباؿ ... السوء الذين ييفسدكف القلب كييضيّْعوف الوقت ،ي كطوؿ ّْ اٟنم ،كضٍن ي ك اٞنعيشة ،كىك ٍس ي اٞنعصية كالغفلًة عن ذك ًر ا﵁ً ،كما يتولَّد الزرع عن ً ً أضداد تتولَّد من اٞناء ،كاإلحر ي اؽ عن النا ًر .ك ي ي ً الطاعة » . ىذه تتولَّ يد عن ً ً ً أىل ً اٞنلل اٟنم ك ّْ « َّأما تأثًني االستغفا ًر يف دفٍع ّْ الغم كالضيق ،فم َّما اشرتؾ يف الع ٍلم بو ي إف اٞنعاصي كالفساد تي ً الغم ،كاٝنوؼ كاٜنزفً ، كل َّأمة َّ ، كضيق الصدر ، اٟنم ك َّ وجب َّ كعقبلءي ّْ نفوسهم ،ارتكبوىا دفعان ٞنا كأمراض القلب ،حّت إ ٌف أىلها ذا قضوا منها أكطارىا ،كسئمٍتها ي ً ً الفسوؽ : شيخ ٩ندكنوي يف صدكرىم من ّْ اٟنم ك ّْ الض ًيق ك ّْ الغم ،كما قاؿ ي كأس ش ًربت على َّلذةو ت ًمٍنها ّٔا كأيخرل تداكيٍ ي ك و ٍي الذنوب ك ً ً ً االستغفار» . القلوب ،فبل دكاء ٟنا إال التوبةي ك اآلثاـ يف ي كإذا كاف ىذا تأثًني *************************************
ِرقْقاً بالقوارير
اشروه َّن بِالْمعر ِ ِ وف ﴾ َ ﴿ .و َج َع َ بَـ ْيـمَ ُكم َّم َو َّدةً َوَر ْح َمةً ﴾ . ﴿ َو َ ُ ُ َ ْ ُ ِ ً فإنهن ٍ وان مدكم)) . استوصوا اٜنديث (( : كيف بالمماء يراً َّ ، ُ حديث آخر (( :يركم يركم ِ أله ِ ً له ،وأنا ُيركم ألهلي )) . كيف ُ السعيد ىو العامر باأل ً اٜنب اٞنملوءي تقول كرضوانان ﴿ :أَفَ َم ْن ، يلفة البيت القائم على ّْ ي ي ي ي َسس بـ ْمـيانَه َلَى َش َفا جر ٍ َسس بـ ْمـيانَهُ َلَى تَـ ْقوى ِمن اللّ ِه وِر ْ ٍ ف َها ٍر أ َّ َ ُ َ َ َ َ ُُ ض َوان َ ْيـ ٌر أَم َّم ْن أ َّ َ ُ َ ُ َ ِ فَانْـه ِ ِ ِ ِِ ين ﴾ . ََ َّم َواللّهُ الَ يَـ ْهدي الْ َق ْوَم ال َّالم َ ار به في نَا ِر َج َهم َ *****************************************
ِ البداية بَ ْممةٌ في
ً ً ً من يحس ًن الطالع ً الزكج لزكجتًو ،إف ىذه البسمة كٗنيل اٞنقابلة ُّ تبسم الزكجة لزكجها ك ي ً إعبل هف مبدئي ً للوفاؽ ك وتبممك في وجه أ يك صدقةٌ )) .ككاف َّ اٞنصاٜنة ُّ (( : ضحاكان ّّ بسامان . َّ
298
ال حتزن
مد اللَّ ِ بالسبلـ ﴿ :فَملّْموا َلَى أَن ُف ِم ُكم تَ ِحيَّةً ّْمن ِ ِ ً ً كرد ب م ه البداية كيف ارَكةً طَيّْبَةً ﴾ ُّ ، َ ُ ْ ْ َ ُ َ أحد٨نا لآلخ ًر ﴿ :وإِذَا حيّْـيتم بِت ِحيَّ ٍة فَحيُّواْ بَِح ِ التحية من ً ً ُّوها ﴾ . َ ُ ُْ َ م َن م ْمـ َها أ َْو ُرد َ َ َْ قاؿ يك ّْثًن : ٗنل انصرفت عزةي بالتسلي ًم ك ٍ حيٍَّتك ٌ فحيّْها مثل ما حيٍَّتك يا ي رجل كانت يل فأشكرىا ليت التحية ٍ مكاف يا ٗنبلن يحيّْيت يا ي كمنها الدعاء عند دخوؿ ً الملرج ، لج و ير ِ المو ِ اٞننزؿ َّ (( : اللهم إني أس لُك َ ْيـ َر ْ ي رجما ،و لى ِ وباسم ِ باسم ِ ِ اهلل ربّْما توَّكلما )) . ولجما ، اهلل ْ اهلل ْ ً ً ً اٝنطاب من الطرفٌن ﴿ :وقُ لّْ ِعب ِ ً ً ادي يَـ ُقولُواْ الَّتِي ِه َي ٌن كمن أسباب سعادة البيت :ل ي َ َ م ُن ﴾ . أْ َح َ اٞنتحرًز اٜنبلؿ لو أنو السحر كبلمها ي مل ٩ن ًن قتل اٞنسل ًم ّْ ك ي ي َّث أهنا مل تيوج ًز أكجزت إ ٍف طاؿ ملٍ ٬نيٍلى ٍل كإ ٍف ىي َّ كد ا﵀د ي ٍ ً كجرح اٞنشاع ًر كاالستفزا ًز يا ليت الرجل كيا ليت اٞنرأة ،كلّّ منهما يسحب كبلـ اإلساءة ٍ ي ً ً اٛنانب الطرؼ عن ،يا ليت أهنما يذكر ًاف اٛنانب اٛنميل اٞنشرؽ يف ٍّن كل منهما ،كيغضَّاف ٍ ً البشرم يف كليهما . الضعيف ّْ ً ً اٜنديث (( : النقص ،سعًد كارتاح ،كيف إف الرجل إذا عدَّد ١ناسن امرأتًو ،كْناىف عن ر )) .
من م ممةً ،إن كره ممها لُقاً رضي ممها يفر ُك م ٌ ال ُ كمعىن ال يفرؾ :ال ً يبغض كال يكره . كمن لو اٜنسىن فق ٍط من ذا الذم ما ساء ق ٍط ٍ ض ُ اللَّ ِه َلَْي ُك ْم سيف فضائلًو كال كبا جو ياد ١ناسنًو َ ﴿ :ولَ ْوَال فَ ْ من الذم ما ما نبا ي ِ َح ٍد أَبَداً ﴾ . َوَر ْح َمتُهُ َما َزَكا مم ُكم ّْم ْن أ َ اٞنسائل ،كقد عشت عشر ً ً ً البيوت من معاناةً التو ً ً ً ات كمعايشة صغا ًر افو مشاكل أكثر ي ي ً ً ً األسباب أف البيت مل أحد أمور ىينةه سهلة ،ي سبب إيقاد جذكهتا ه القضايا اليت تنتهي بالفراؽ ،ي
ال حتزن
299
يد من زكجها أف ال ييكثر يكن مرتٌبان ،كالطعاـ ًمل يقدَّـ يف كقتًو ،كسببيو عند آخرين أف اٞنرأة تر ي ً ً ً البيوت . ورث اليتيم كاٞنآسي يف استقباؿ من الضيوؼ ،كخ ٍذ من ىذه القائمة اليت تي ي ً ً ً ً اٞنثاليات ،اليت ال نعيش اٝنياؿ ك إف علينا ٗنيعان أف نعرتؼ بواقعنا كحالنا كضعفنا ،كال ي ٓنصل إال ألكيل ً العزـ من أفر ًاد العا ًمل . ي نغضب ُّ النست يف البحث عن األم ًر ك٦نطئ ،كما معنا إال كنضعف ك٥نتد ، بشر ي ي ّْ ي ٥نن ه ي الزكجية حّت بعد ىذه السنو ً ً ات القصًنةً ً بسبلـ . اٞنوافقة إف أر٪نية أ٘ند ب ًن حنبل كحسن صحبتو تق ٌدـ يف ىذه الكلمة ،إذ يقوؿ بعد كفاة ً زكجتو يٍ ّْأـ ً عبدا﵁ :لقد صاحبتيها أربعٌن سنةن ما اختلفت معها يف و كلمة . ي تسكت ىي إذا غضب ،حّت غضبت زكجتيو ،كعليها أف إف على الرجل أف يسكت إذا ٍ ي ابات ً النفس . هتدأ الثائرةي ،كتربد اٞنشاعر ،كتسكن اضطر ي ي ً ً ب كأخذ يتكلَّ يم ّنا ابن ّْ قاؿ ي اٛنوزم يف « صيد اٝناط ًر » « :مّت رأيت صاحبك قد ىغض ى ال يصلح ،فبل ينبغي أف تعقد على ما يقوليو ًخٍن ً صرا ( أم ال َّ تلتفت إليو ) ،كال أف تعتد بو كال ٍ ي ً تعو ٍؿ عليها ، تؤاخذه بو ،فإف حالو ي اصرب كلو فرتنة ،كال ّْ حاؿ السكراف ال يدرم ما ٩نرم ،بل ٍ فإف الشيطاف قد غلبو ،كالطبع قد ىاج ،كالعقل قد استرت ،كمّت أخذت يف ً نفسك عليو ،أك ي ي و فالذنب لك ،بل مغمى عليو ، ي أجبتو ّنقتضى ٍفعلو ،كنت كعاقل كاجو ٠ننونان ،أك مفيق عاتب ن ٌن ً انظر إليو بع ً كتفر ٍج يف ً لعب الطب ًع بو . الر٘نة َّ ، كتلم ٍح تصريف القدر لو َّ ، ٍ ً ً األقساـ أف تي ٍسلًمو أقل فضل َّ كعىر ى الص ًٍرب ،ك ُّ ؼ لك ٍ كاعلم أنو إذا انتبو ندـ على ما جرل ،ى ً يح بو . يفعل يف غضبو إىل ما يسرت ي فيما ي لد عند غضب الو ً ً غضب الزكج ، الد ،كالزكجةي عند كىذه اٜنالةي ينبغي أف َّ يتلمحها الو ي فسيعود نادمان معتذران ،كمّت قيوبل على حالتو تعو ٍؿ على ذلك ، فترتكو يشفى ّنا ي يقوؿ ،كال ّْ ي ً ً صارت العداكةي ّْ الس ٍك ًر . متمكنةن ،كجازل يف كمقالتًو اإلفاقة على ما فيعًل يف حقّْو كقت ُّ الناس على ًٍ أكثر ً كيعمل ،كىذا على يقوؿ غًن ىذا الطر ًيق ،مّت رأكا غضباف قابليوه ّنا ي ك ي ي ً ً ذكرت ،كما يعقليها إال العاٞنوف » . غٍيػير مقتضى اٜنكمة ،بل اٜنكمةي ما ي
300
ال حتزن
*****************************************
ِ ِ ِ الهائجة المفوس االنتقام ُس ُّم ُز اف في حب ُّ
ً كحكايات ً البطش الذين أنزلوا لبعض أىل قصص يف كتاب « اٞنصلوبوف يف التاريخ » ه ه ً ِنصومهم َّ القتل غليبلن ،كال أبرد ٟنم أشد العقوبات كأقسى اٞنيثبلت ،مث ٞنا قتلوىم ما شفى ٟنم ي الع ىجب أف اٞنصلوب بعد قتلً ًو ال َّ س كال عليبلن ،حّت يتأمل كال يً٪ن ُّ ي صلبوىم على اٝني يشب ،ك ى ي سر بزيادةً ً التنكيل . تاح ،كيي ُّ يتعذب ،ألف ركحو ٍ فارقت جسمو ،كلكن َّ ي يأنس كير ي اٜني القاتل ي ً خصومها اٞنضطرمةى على أعدائًها لن هتدأ أبدان كلن تسعد ،ألف اٞنتلمظة على إف ىذه النفوس ّْ ً ً خصوم ًه ٍم . يدميرىم قبل نار االنتقاـ كبركاف التشفّْي ّْ ً خلفاء بين العباس فاتو أف يقتل خصومو من بين أمية ،ألهنم أعجب من ىذا أف بعض ك ي ماتيوا قبل أف َّ رميم فجلدىم ،مث صلبهم ،مث أحرقهم . يتوىل ،فأخرجهم من قبورىم ي كبعضهم ه إهنا ثورة ً ً اٞنسر ً مباىج ً النفس كاستقرا ًرىا . ات كعلى ً ي اٜنقد العارـ الذم يينهي على َّ ً أعظم ،ألنو فىػ ىق ىد أعصابىو كراحتو كىدكءهي كطمأنينتو . إف الضرر على اٞننتقم ي يبلغ األعداءي من و اٛناىل ًم ٍن نىػ ٍف ًس ًو يبلغ جاىل ما ي ال ي ي ﴿ َوإِ َذا َ لَ ْواْ َضُّواْ َلَْي ُك ُم األَنَ ِام َ ِم َن الْغَْي ِ قُ ْ ُموتُواْ بِغَْي ِ ُك ْم ﴾ . *****************************************
وقف ـ ـةٌ « ليس ً للعبد إذا بغًي عليو كأيكذم كتسلَّط عليو خصومو ،شيء أنفع لو من ً التوبة ي ي ي النصوح ،كعبلمةي سعادتًو أف يعكس فكره كنظره على ً نفسو كذنوبًو كعيوبًو ،فيشتغل ّٔا ً ً كبالتوبة منها ،فبل يبقى فيو فراغه لتدبُّر ما نىػىزؿ بو ،بل َّ يتوىل ىو التوبة كإصبلح كبإصبلحها ، كالبد ،فما أسعده من و عيوبو ،كا﵁ي يتوىل نيصرتو كحفظو كالدفع عنو َّ عبد ،كما أبركها من ناز ولة ي نزلت بو ،كما أحسن أثرىا عليو ،كلكن التوفيق كالرشد ً بيد ا﵁ً ،ال مان وع ٞنا أعطى كال يمعطي ٍ
301
ال حتزن
كل و أحد ييوفَّق ٟنذا ،ال معرفةن بو ،كال إراد نة لو ،كال قدرنة عليو ،كال حوؿ كال قوة ٞنا منع ،فما ُّ إال با﵁ً » . العبد عفا كمل ٍ من يعفو كهنفو دائمان يزؿ مهما ىفا ي سبحاف ٍ جبلليو عن العطا لذم اٝنطا ييعطي الذم ٫نطي كال ٬ننعيو *******************************************
ِ شلصية غيرك ب في ال ت ُذ ْ
ً فالتقليد : كطور االبتكا ًر . ُّ ي ٕنر باإلنساف ثبلثةي أطوار ٍ : كطور االختيار ،ي طوير التقليد ،ي ً انتحاؿ ً ً التقليد كسبب ىذا صفاهتم كالذكبا يف فيهم ، ص شخصياهتم ك ي ىو ا﵀اكاةي لآلخرين ُّ كتقم ي ي بعضهم على التقليد يف الشديد ،كىذا اٞني يل ىو ي ي اإلعجاب كالتعلُّ يق ك ٍ التقليد الغايل ليحمل ي ي اللحظات ً ، ً ً ً اٜنر ً انتحار كات ك ٍ كنربة الصوت كااللتفات ،ك٥نو ذلك ،كىو كأٍ هد للشخصية ك ه للذات .كيا ٞنعاناةً ً معنوم ً ىؤالء من ً أنفسهم ،كىم يعكسوف اْناىهم ،كيسًنكف إىل ً اٝنلف !! ّّ يٍ ي ً لصوت اآلخ ًر ،كىجر مشيتو ً ٞنشية و فبلف ،ليت ىذا التقليد كاف احد منهم ترؾ صوتو فالو ي ى ىى فعة ،كالعًٍل ًم ك ً ً السمو كالر ً ً الكرـ كاٜنل ًم اٞنمدكحة اليت تيثرم العمر كتيضفي عليو ىالة من للصفات ّْ ٌ الكبلـ كإشارةً ً ً اٜنركؼ كطر ً ً اليد !! . يقة ك٥نوىا ،لكنك تيفاجأي أف ىؤالء يقلّْدكف يف ٢نارًج يد التأكيد عليك ّنا سبق :إنك خ ٍل هق آخر كشيء آخر ،إنو هنجك أنت من ً خبلؿ أر ي ى ي ه ي ي صفاتًك كقدراتًك ،فإنو من يذ خلىق ا﵁ آدـ إىل أف ينهي ا﵁ العامل ،مل يتفق ً اثناف يف الصورةً ٍ ي ى ى ي ف أَل ِ ً اٝنارجية للجس ً شكل ىذا على ً ْممَتِ ُك ْم َوأَل َْوانِ ُك ْم ينطبق ُنيث ، م شكل ذاؾ َ ﴿ :وا ْ تِ َال ُ ي ي نتفق مع اآلخرين يف صفاتًنا كمواىبًنا كقدراتًنا ؟! ٥نن نر ي يد أف ى ﴾......اآلية .فلماذا ي متفردان ،كإف حسن إلقائًك أف يكوف متميّْزان ﴿ :وِمن ال ِ ْجبَ ِ ال إف ٗناؿ صوتًك أف يكوف ّْ َ َ يٍ ِ يب ُسو ٌد ﴾ . يض َو ُح ْم ٌر ُّم ْلتَلِ ٌ ُج َد ٌد بِ ٌ ف أَل َْوانُـ َها َوغَ َراب ُ ************************************
المك ومون في انت ار لطْف اهلل
302
ال حتزن
ىذا اٝنطيب اٞنًصقع ال يلتوم لسانيو إذا تر ً ميداف ً اكضت األلفا يظ يف ً البياف ،بل ٬نضي ي ٍ ي ساطعان صارمان متدفّْقان . ً باٝنطب ب ،كخطيب اإلسبلـ ككفى ،كاف يرفع صوتو خطيب الرسوؿ ىو ٍ كحس ي ي َّ ِ ً بن ً ين بٌن يدم رسوؿ ا﵁ لنصرًة الدّْين ،إنو ي قيس بن مشٌاس ،كأنزؿ ا﵁ي ﴿ :يَا أَيُّـ َها الذ َ ثابت ي َصواتَ ُكم فَـو َق صو ِ ت المَّبِ ّْي وَال تَ ْج َهروا لَهُ بِالْ َقوِل َكج ْه ِر بـ ْع ِ ض ُك ْم لِبَـ ْع ٍ ض أَن ْ َ َ َممُوا َال تَـ ْرفَـعُوا أ ْ َ ْ ْ َ ْ َ ُ اٞنقصود ،فاعتزؿ الناس كاختبأ يف قيس أنو ىو تَ ْحبَ َ ط أَ ْ َمالُ ُك ْم َوأَنتُ ْم َال تَ ْشعُ ُرو َن ﴾ َّ . ي كظن ه رسوؿ ا﵁ً فسأؿ عنو ،فأخربه الصحابةي اٝنىبىػىر ،فقاؿ (( :كالَّ ،ب هو بيتًو يبكي ،كفقده ي ِ من أه ِ الجمة )) . ً فصارت النذارةي بشارةه . تبسما ىناءه ١نا ذاؾ العزاء اٞنقدَّما فما ج ًزع ا﵀زك يف حّت َّ كتبقى عائشةي ُّأـ اٞنؤمنٌن – رضي ا﵁ي عنها – تبكي شهران كامبلن ليبلن كهناران ،حّت كاد ً عنت يف ًعرضها الشر ً العفيف ،فجاء الفرج : يف ، البكاء ّْ ٬نز يؽ كبًدىا كيفرم جسمها ،ألهنا طي ٍ ٍ ً ت الْم ْ ِممَ ِ ﴿ إِ َّن الَّ ِذين يـرمو َن الْم ْح ِ ِ ِ ات لُ ِعمُوا فِي ُّ ك٘ندت ا﵁ الدنْـيَا َو ْاآل ِ َرةِ ﴾ . ُ َ َ َُْ صمَات الْغَاف َال ُ الفتح اٞنب ً ٌن . كانت ،كفرح اٞنؤمنوف ّٔذا ً ٍ كصارت أطهر الطُّه ًر ،كما ٍ ً كضاقت عليهم بت ، عليهم ت ٍ رح ٍ كالثَّبلثةي الذين ٔنلَّفوا عن غزكة تبوؾ ،كضاقٍ ٍ ي األرض ّنا ي ٍ ً ٣نن ٬نل يكو – سبحانو -كنزؿ عليهم أنفسهم ،كظنُّوا أف ال ملجأ من ا﵁ إال إليو ،أتاىم الفر يج ٍ ي ث من السمي ًع القر ً يب . الغو ي ٍ *************************************
تاح لهُ ْ احرص لى العم ِ الذي تر ُ الطبيب َّ : يد مرض ،فقاؿ يل ي إف مطالعتك ككبلمك يف العل ًم يز ي يقوؿ ابن تيمية « :ابتدأٍل ه ي اٞنرض .فقلت لو :ال أصرب على ذلك ،ال أصرب على ذلك ،كأنا أحاكمك إىل ً علمك ، ي ي ي ً أليست النَّفس إذا فرجت كسَّر ٍ ً ً فقلت لو :فإف ت قويت الطَّبيعةي ،فى ىدفعت اٞنرض ؟ فقاؿ :بلى .ي ٍ ي ي
ال حتزن
فأجد راحةن .فقاؿ :ىذا خارج عن ً عبلجنا» ﴿ َال نفسي تي ُّ سر بالعل ًم ،فتقول بو الطبيعةي ،ي ه مبُوهُ َش ّراً لَّ ُكم بَ ْ ُه َو َ ْيـ ٌر لَّ ُك ْم ﴾ . تَ ْح َ ً األجساـ بالعً ً لل صحت فرَّّنا َّ لعل ىعٍتبىك ه ١نمود عواقبيوي ي ********************************************
303
ُكالً نُ ِم ُّد ه ِ الء وه الء
بالعمل الصا ًٌف الناف ًع ً ً ً ً اٞنفيد ، األنفاس كمسابقة ما أحوجنا إىل اٞنثابرةً كاستثما ًر الوقت ، نسعد إذا نسعد يوـ نقدّْـ لآلخرين نفعان ككعيان كخدمة كثقافةن كحضارنة ،كسوؼ ي إننا سوؼ ي ً ً لق ىعبىثان ،كمل نيوج ٍد لعًبان . علمنا أننا مل نأت إىل اٜنياة يس ٌدل ،كمل ي٦نٍ ٍ ٍ يوـ َّ فوجدت تراجم شرقيٌن كغربيٌن ،ساسةن كعلماء ، كلي ي حت « األعبلـ » للزر ّْ تصف ي ككجدت يف ًسًنىم ٗنيعان سنة كحكماء كأدباء كأطباء ٩ ،نمعهم أهنم نابغوف مؤثّْركف المعوف ، ي ا﵁ً يف ً خلقو ،ككعد ا﵁ً يف ً عباده ،كىي أف من أحسن من أجل الدنيا يك ٌيف نصيبو من الدنيا ، و الذيوع كالشهرةً كاالنتشا ًر ،كما يلحق ذلك من ً كإٓناؼ ،كمن أحسن لآلخرةً و كمنصب ماؿ من ً ي القبوؿ كالرضا كاألج ًر ك ً كجدىا ىنا كىناؾ ،من النف ًع ك ً اٞنثوبة ُ ﴿ :كالِّ نُّ ِم ُّد َهـ ُالء َو َهـ ُالء ِم ْن ُوراً ﴾
ك َم ْح ك َوَما َكا َن َطَاء َربّْ َ َطَاء َربّْ َ الكتاب أيضان أف ً ً ىؤالء العباقرةً الذين قدَّموا للبشرية نفعان كنتاجان كمل يعمليوا ككجدت يف ي أخص منهم غًن اٞنؤمنٌن با﵁ً كلقائًو – كجد يهتم أسعدكا الناس أكثر من ً أنفسهم ، لآلخرة – ك ُّ ٍ يثور من كاقعًو كأفرحوا أركاح اآلخرين أكثر من أركاح ًهم ،فإذا ي ينتحر ،كبعضهم ي بعضهم ي كيغضب من حياتًًو ،كآخركف منهم يعيشوف بؤسان كضٍنكان . ي كح ًرمت أنا ي كسألت نفسي :ما ىي الفائدةي إذا سعد ِّب ه قوـ كشقيت أنا ،كانتفع ِّب مؤله ي ؟! ً ً أف ا﵁ أعطى َّ و ككجدت َّ فجم هع منهم ي كل أحد من ىؤالء البارزين ما أراد ٓ ،نقيقان لوعده ٍ ، تبوأ الصدارة يف الشهرةً ،ألنو ُنث حصل على جائزةً نوبل ،ألنو أرادىا كسعى ٟنا ،كمنهم من َّ .
304
ال حتزن
عباد ا﵁ً الصاٜنوف ، عنها كشغف ّٔا ،كمنهم من ىك ىج ىد اٞناؿ ،ألنو ىاـ بو كأجبَّو ،كمنهم ي اب الدنيا كحس ًن ثو ً حصليوا على ثو ً ضوانان اب اآلخرةً – إ ٍف شاء ا﵁ي ، -يبتغوف فضبلن من ا﵁ً كًر ٍ . ً ً َّ أنعم إف من اٞنعادالت الصحيحة اٞنقبولة :أف اٞنغمور السعيد الواثق من منهجو كطريقو ،ي الشقي ّنبادئًو كفك ًرهً . حظٌان من البلم ًع الشه ًًن ّْ ً اإلبل اٞنسل ًم يف جزيرةً ً إف راعي ً َّ بإسبلمو من « تولوستوم » الكاتب أسعد حاالن العرب ي
مصًنهي كمنقلبو ،كالثاٍل الركائي الشه ًًن ،ألف األكؿ قضى حياتو مطمئنان راضيان ساكنان ي يعرؼ ى ً ً يعرؼ مستقبلوي . عاش َّ يربد غليليو من مر ًاده ،كال ٍ ٣نزؽ اإلرادة ،مبعثر اٛنهد ،مل ٍ و عبلج اكتشفٍتو اإلنسانيةي .إنو اإل٬نا يف أجل و أعظم دكاء عرفٍتو البشريةي ،ك ُّ عند اٞنسلمٌن ي ً ً ً ً بالقضاء كالقد ًر .كقد كافر بالقضاء كالقد ًر ،حّت قاؿ ي بعض اٜنكماء :لن يسعد يف اٜنياة ه أعرؼ من أعدت عليك ىذا اٞنعىن كثًنان ،كعرضتيو لك يف أساليب َّ عمد ،ألنين ي ي شّت ،كأنا على ٍ ً نكرىوي ، نؤمن بالقضاء كالقد ًر فيما ٥نبُّو ،كقد َّ نتسخ ي ط عليو فيما ي نفسي كمن كثًن مثلي أننا ي ومره )) . كلذلك كاف شر يط اٞنلَّ ًة كميثاؽ الوح ًي (( :أن ت من بالقد ِر ي ِره وشره ،حل ِوه ّْ ي ************************************
ومن ي من باهلل ِ يهد قلبَه ْ
ً كشك من ً سخط ًمن ُّر كتكد كحًنة ، بالقضاء أسوؽ ىنا قصةن لتظهر سعادة من رضي َّ ي ٍ ً القضاء : ف ً كتاب « رياح على الصحر ًاء » ،ك « المع ،اٚنيو « بوديل » مؤلٌ ي يكي ه فهذا ه كاتب أمر ه عشر كتابان أخرل ،كقد استوطن عاـ 1918ـ إفريقية الشمالية الغربية ، الرسوؿ » كأربعة ى حيث عاش مع و يقوؿ عن الر َّحل البد ًك اٞنسلمٌن ،يصلُّوف كيصوموف كيذكركف ا﵁ .ي قوـ من ُّ مشاىده كىو معهم :ىبَّت ذات و ً ً كعربت ّٔا يوـ عاصفةه عاتية ٘ ،نلت رماؿ الصحر ًاء بعض ٍ ٍ كرمت ّٔا كادم الركف يف فرنسا ،ككانت العاصفة حارةن شديدةن اٜنرارةً البحر األبيض اٞنتوسط ٍ ، فرط ً اٜنر ،فأحسست من ً كأف شعر رأسي يتزعزع من منابتً ًو ً الغيظ ،حّت لفرط كطأةً ّْ ي ي ي أحسست َّ ٍ
ال حتزن
305
لكن العرب مل يشكوا إطبلقان ،فقد ُّ كأنين مدفوعه إىل اٛننوف ،ك َّ ىزكا أكتافهم كقالوا :قضاءه القبيلة الشيخ :مل ً بنشاط ،كقاؿ رئيس ً و نفقد الشيء الكثًن ،فقد مكتوب .كاندفعوا إىل العمل ي ه ي و اٜنمد ﵁ً كشكران ،فإف لدنيا ٥نو أربعٌن يف اٞنائة ًمن كل شيء ،كلكن ي كنا خليقٌن بأف نفقد َّ ً استطاعتنا أف نبدأ ّٔا عملنا من جديد . ماشيًتنا ،كيف أحد اإلطارات ،ككاف نقطع الصحراء بالسيارةً يومان فانفجر ي كٖنَّة حادثةه أخرل ..فق ٍد كنا ي كسألت اٟنم ، احتياطي ،كتوالٍل الشائق قد نسي استحضار إطار القلق ك ُّ ٍّن ي الغضب ،كانتابين ي ي ي صحت من األعر ً ً اب :ماذا عسى أف نفعل ؟ َّ الغضب لن ي٩ندم فتيبلن ، فذكركٍل بأف االندفاع إىل ً درجت بنا السيارة كىي ْنرم على كمن مث خليق أف يدفع اإلنساف إىل ٍ بل ىو ه الطيش كاٜني ٍم ًق ٍ ، ثبلثة إطارات ليس إال ،لكنها ما لبثت أف َّ ت عن السًن ،كعلمت أف البنزين قد ن ىف ىد ، كف ٍ و ً مضوا يذرعوف من رفاقي األعراب ،كال ي تثر ثائرة أحد ٍ فارقهم ىدكؤىم ،بل ٍ كىناؾ أيضان مل ٍ ً ً بالغناء ! األقداـ ،كىم يرتَّ٧نوف الطريق سًنان على قد أقنعتين األعواـ السبعةي اليت قضيتيها يف الصحر ًاء بٌن األعر ً الرح ًل َّ ، أف اٞنلتاثٌن ، اب َّ ي النفوس ،كالسكًنين ،الذين ٓنفل ّٔم أمريكا كأكربة ،ما ىم إال ضحايا ً ً اٞندينة اليت كمرضى ي تتخ يذ السرعة أساسان ٟنا . قط ،كأنا أعيش يف الصحر ًاء ،بل ىنالك يف ً إنين مل ً أعاف شيئان من القلق ُّ جنة ا﵁ً ، ي ً كجدت السكينة كالقناعة كالرضا ،ككثًنكف من ً اب ، ي الناس يهزؤكف باٛنربية اليت يؤمن ّٔا األعر ي ً للقضاء كالقد ًر . كيسخركف من امتثاٟنًًم أعود بذاكريت إىل الور ًاء .. من يدرم ؟ َّ فلعل األعراب أصابيوا كبًد اٜنقيقة ،فإٍل إذ ي كلكن ٍ تتشكل يف فرت و أستعرض حيايت ،أرل جليان أهنا كانت َّ ات متباعدةو تبعان ٜنوادث تطرأ عليها ،كمل ك ي ي قط يف اٜن ً تكن ُّ العرب يطلقوف على ىذا اللوف من اٜنوادث اسم سباف أك ٣نا أستطيع لو دفعان ،ك ي ي ي ٍ قدر » أك « قً ٍسمة» أك « قضاءي ا﵁ً » ،كٚنّْو أنت ما شئت . «:ى ً كخبلصةي ً لت أٔنذ القوؿ :إنين بعد انقضاء سبعةى عشر عامان على مغادريت الصحراء ،ما ز ي العرب حياؿ ً موقف ً فأقابل اٜنوادث اليت ال حيلة يل فيها باٟندكء كاالمتثاؿ كالسكينة قضاء ا﵁ً ، ي
306
ال حتزن
،كلقد أفلحت ىذه الطباع اليت اكتسبتيها من العرب يف هتدئً تفلح آالؼ ٣نا أكثر أعصاِّب ة ي ي اٞنسك ً ّْ نات كالعقاق ًًن ! ...اىػ . اٜنق من مشكاةً و ١نمد كإف خبلصة ً أقوؿ :إف أعراب الصحر ًاء َّ رسالة ي تلقنيوا ىذا َّ ً ً الناس من الت ً ض الرت ً الظلمات إىل النوًر ،كن ٍف ً اٞنعصوـ ىي إنقاذ ً اب عن ّْيو ،كإخر ًاجهم من
ً رؤكسهم ،ككض ًع اآلصا ًر ك ً رسوؿ اٟنيدل فيها أسر يار األغبلؿ عنهم .إ ٌف الوثيقة اليت بيعًث ّٔا ي ً اؼ بالقضاء كعمل بالدليل ،ككصوؿ اٟندكء كاألم ًن ،كّٔا معاملي النجاةً من اإلخفاؽ ،فهي اعرت ه إىل غاية ،كسعي إىل ٤ناة ،ككدح بنتيجة .إف الرسالة الربانية جاءت لتحدد لك موقعك يف ك٩نمل خلقك الكوف اٞنأنوس ،ليسكن خاطرؾ ،كيطمئن قلبك ،كيزكؿ ٨نك ،كيزكو عملك ،ي سر كجوده ،كأدرؾ القصد من نشأتو . ،لتكوف العبد اٞنثايل الذم عرؼ َّ ***************************************
الممهج َو َسط
ك َج َعلْمَا ُك ْم أ َُّمةً َو َسطاً﴾ . ﴿ َوَك َذلِ َ ً ً هج ربَّاٍلّّ الو ىسط ،فبل غيليَّو كال ىج ىفاءى ،كال إفراط كال تفريط ،كإف الوسطيَّة مٍن ه السعادة يف ى ف إىل ً اإلسبلـ أنو دين و ٘ني هد ٬ننع العبد من اٜني ً ً ً كسط ،فهو خصائص من إف . الطرفٌن أحد ٍ ىٍ ي ي ً ً ً ً ً ً ً غالت كس ه الع ىم ًل ،كالنصرانية اليت ٍ ط بٌن اليهودية كالنصرانية :اليهودية اليت ٘نلت العل ًم كألغت ى ً يف العبادةً كاطَّ ً العقل ك ً الركح كاٛنى ىس ًد ،ك ً النقل . رحت الدليل ،فجاء الع ىم ًل ،ك ً اإلسبلـ بالع ٍل ًم ك ى ي يسعدؾ يف حياتًك الوسطية ،الوسطيةي يف عبادتًك :فبل ت ٍغ يل فتنهك جسمك كإف ٣نَّا ي ً التسويق . كتقضي على نشاطك كمداكمتًك ،كال ْنف فتطرح النوافل كٔندش الفرائض كتركن إىل ً كتبخل ٕنسك عطاءؾ كيف كهتلك دخلك فتبقى حسًنان ٣نيٍلًقان ،كال ٍ تتلف أموالك ٍ إنفاقك :فبل ٍ ٍ ط يف ً خلقك :بٌن اٛن ٌد ً اٞنفرط كاللّْ ً ً العبوس ٌن اٞنتداعي ،بٌن بنوالك ،فتبقى ملومان ١نركمان .ككس ه اٞنوحشة ك ً ً ً ً اٜند . اٞنتهافت ،بٌن العز ًلة الضحك الكا ًٌف ك اٝنلطة الزائدةً على ّْ ً االعتداؿ يف ً ً إنٌو ً ً كمعاملة اآلخرين ،فبل زيادة األشياء ، أخذ األموًر ،كاٜنك ًم على نهج م ي يطفو ّٔا كيل ً رؼ ،كالنقص القي ًم ،كال ن ٍقص كس ه اٝنًن ،ألف الزيادة ه ُّ أصل ٍ ترؼ ى يضمحل بو ي ٍي
307
ال حتزن
ِِِ ِ َّ ِ ْح ّْق بِِإ ْذنِِه َواللّهُ يَـ ْه ِدي َمن ين َممُواْ ل َما ا ْ تَـلَ ُفواْ فيه م َن ال َ جفاءه ك‘حفاءه ﴿ :فَـ َه َدى اللّهُ الذ َ صر ٍ يَ ِ ِ اط ُّم ْمتَ ِق ٍ يم ﴾ . َ شاءُ إلَى َ شر الغيليّْو اٝنًن بٌن َّ الشرين ّْ : إ ٌف اٜنسنة بٌن السيّْئتٌن :سيئة اإلفراط كسيئة التفريط ،كإف ٍ اٜنق بٌن الباطل ً ً باطل الزيادةً ً ٌن ً : النقص ،كإف السعادة بٌن الشقاءين كباطل كشر آّافاةً ،كإف َّ ّْ ً ً : ً النكوص . كشقاء شقاء التهوًر *************************************
ال هذا وال هذا يضر ي الس ًًٍن اٜنقحقة .كىو الذم ٩نتهد يف الس ًًن حّت َّ بن عبدا﵁ ُّ : أشر َّ يقوؿ ّْ مطرؼ ي ً ً ف يف كاليتًو ألىلًو بنفسو كدابتًو .كيف اٜنديث ُّ (( : شر ّْ يتعس ي الر اء ُ الحطَ َمةُ )) .كىو الذم ٌ أك من كاله ا﵁ شأنو .إف الكرـ بٌن اإلسر ً البخل ،كإف الشجاعة بٌن اٛن ً اؼ ك ً نب كالتهوًر ،كإف ي اٜنلم بٌن اٜندَّةً كالتبلُّد ،كإف البسمة بٌن العبوس كالضحك ،كإف الصرب بٌن القسوة كاٛنزًع ، شيء من ىذا اللهيب ا﵀رؽ ك ً الغلو ،كإطفاء و للجفاء دكاء ىو للغلو دكاءه ىو التخفيف من ىذا ّْ ك ّْ ي ي سو يط و عزـ ،ككمضةي ً٨نَّة ،كبارقةي من و ط الَّ ِ رجاء ِ ﴿ ، ط الممتَ ِقيم{ ِ }6 ين ذ ا ر ص ا ر الص ـا ـ ـ ن اهد َ َ ّْ َ َ َ ُ َ َ ٍ ض ِ ين ﴾ . المغ ُ َنع َ أَ مت َلَي ِه ْم غَي ِر َ وب َلَي ِه ْم َوالَ الضَّالّْ َ *******************************
وقفـ ـ ـةٌ ً ً اٞنكركىات. ا﵀بوب ،أك على أصعب من الص ًرب ،إما عن « ليس يف الوجود شيءه ي و كخصوصان إذا َّ سفرىا ، ٓنتاج إىل زاد يي ي اليأس من الفرًج .كتلك اٞندةي ي امتد الزماف ،أك كقع ي قطع بو ي و أجناس : كالزاد يتنوعي من
ال حتزن
تلمح مقدا ًر ً ٬نكن أف يكوف أكثر . كقد ، الببلء فممه ُّ :ي ي حاؿ فوقها أعظم منها ،مثل أف يبتلى بف ٍق ًد ك و وممه :أنو يف ً أعز منو . لد كعنده ُّ ي ي ومن ذلك :رجاء العً ً وض يف الدنيا . اٞندح ك ً تلمح األج ًر يف اآلخرةً .كمنو ُّ : الثناء من اٝن ٍل ًق فيما التلذذي بتصوي ًر ً وممه ُّ :
308
كجل . اٜنق َّ األجر من ّْ عز َّ ٬ندحوف عليو ،ك ي
يفيد ،بل يفضح ً صاحبوي . ومن ذلك :أف اٛنزع ال ي ي إىل ًٍ الفكر ،فليس يف طر ًيق الص ًرب نفقةه سواىا غًن ذلك من األشياء اليت ي العقل ك ي يقدحها ي ً ساعات ابتبلئًًو » . ،فينبغي للصاب ًر أف يشغل ّٔا نفسو ،كيقطع ّٔا *********************************************
َم ْن ُه ُم األولياءُ
ً ً ً ً من صفات األولياء : انتظار األذاف باألشواؽ ،كالتَّهافي ي الولىوي ي ت على تكبًنة اإلحراـ ،ك ى ً ً ً الركضة ،كسبلمةي الصد ًر ، اٛنلوس يف كمداكمة األكًؿ ، ّْ السن ًَّة ،ككثرةي كظهور مراسي ًم ُّ بالصف ٌ ي ً الذك ًر ،كأكل ً ّْ كترؾ ما ال يعين ،كالرضا اٜنبلؿ ،ي بالكفاؼ ،كتعلُّ يم ا﵀ ًي كتابان كسنةن ،كطبلقةي ً ً ً اٞنعركؼ . للشدائد ،كب ٍذ يؿ الصرب ك ، اٝنبلؼ كترؾ التوج يع ٞنصائب اٞنسلمٌن ،ي اٞن ىحيَّا ،ك ُّ ي ي ً أفضل ما يكو يف ،فبل غىن مطغيان كال فقران منسيان ،كإ٧نا ما كفى كشفى اٞنعيشة يف ط التوس ي ي ً العيش عائد نة ،كأحسن ً ً ً القوت فائد نة . أجل فهو ، اٞنعيشة يف باٞنقصود ،كقضى الغرض ،كأتى ُّ ي بيت تس يكنو ،كزكجةه تأكم إليها ،كمركب حسن ،كما يكفي من ً لسد اٞناؿ ّْ والكفايةُ :ه ي ه ى ىه كقضاء ً ً ً البلزـ اٜناجة ********************************
لطيف ِ بعباد ِه اهللُ ٌ
أعياف ً أحد ً مدينة الر ً ياض أنو يف عاـ 1376ىػ ،ذىب ٠نموعةه من البحارةً من أخربٍل ي ً أىل ً ً بلياليهن مل ٪نصليوا على السمك ،كمكثوا ثبلثة أياـ اٛنبيل إىل البح ًر ،يريدكف اصطياد َّ
ال حتزن
309
ٚنكة كاحدةو ،ككانوا يصلوف الصلو ً و تسجد ﵁ً سجد نة ، ات اٝنمس ،كَنانبهم ٠نموعةه أخرل ال ي كال تصلٌي صبل نة ،كإذا ىم يصيدكف ،ك٪نصلوف على طلبًهم من ىذا البح ًر ،فقاؿ بعض ً ىؤالء ي عز كجل صبلةو ،كما حص ٍلنا على و ً ً الصيد ، شيء من آّموعة :سبحاف ا﵁ً ! ٥نن نصلي ﵁ً َّ َّ صيدىم !! فوسوس ٟنم الشيطا يف ً برتؾ الصبلةً ،فرتيكوا كىؤالء ال يسجدكف ﵁ً سجد نة كىا ىو ي ً فصادكا أتوا إىل البح ًر ي صبلة الفج ًر ،مث صبلة الظه ًر ،مث صبلة العص ًر ،كبعد صبلة العص ًر ٍ أحدىم ً بيده ،كقلَّبها كنظر ٚنكةن ، فوجدا فيها لؤلؤنة ٖنينةن ،فأخذىا ي كبقركا بطنها ،ي ي فأخرجوىا ي إليها ،كقاؿ :سبحاف ا﵁ً ! ٞنا أطٍعنا ا﵁ ما حصلنا عليها ،كٞنا عيناه حص ٍلنا عليها !! إف ىذا يعوضنا ا﵁ي ،كا﵁ً ال آخ يذىا كقد نظر .مث أخذ اللؤلؤة كرمى ّٔا يف البح ًر ،كقاؿ :ي الرزؽ فيو ه حصلت لنا بعد أف ترٍكنا الصبلة ،ىيا ارٓنليوا بنا من ىذا اٞنكاف الذم عصينا ا﵁ فيو ،فارٓنليوا ٍ ً ما يقارب ثبلثة و فصادكا ٚنكة أمياؿ ،كنزليوا ىناؾ يف خيمتهم ،مث اقرتبيوا من البح ًر ثانية ،ي ي ً الكنعد ،فبقركا بطنها فوجدكا اللؤلؤة يف بط ًن تلك اٜنمد ﵁ً الذم رزقنا رزقان السمكة ،كقالوا :ي طيبان .بعد أ ٍف بدؤكا يصلُّوف كيذكركف ا﵁ كيستغفركنو ،فأخذكا اللؤلؤة .اىػ . و معصية ،ككاف رزقان خبيثان ،كانظر كيف أصبح من ذم قبل ،يف كقت فانظر كيف كاف ٍ ٍ كقت و اآلف يف ً اه ُم اللّهُ َوَر ُسولُهُ َوقَالُواْ طاعة ،كأصبح رزقان طيبان َ ﴿ .ولَ ْو أَنَّـ ُه ْم َر ُ ض ْواْ َما تَ ُ ضلِ ِه ورسولُه إِنَّا إِلَى اللّ ِه ر ِ ِ اغبُو َن ﴾ . َح ْمبُـمَا اللّهُ َسيُـ ْ تِيمَا اللّهُ من فَ ْ َ َ ُ ُ َ عوضو ا﵁ي خًنان منو . لطف ا﵁ً ،كمن ترؾ شيئان ﵁ً َّ إنو ه ً و ّْ الكوفة ليصلي ركعيت لعلي – رضي ا﵁ عنو ، -كقد دخل مسجد يذكرٍل ىذا بقصة ٍّن ً علي غبلـ ، احبس بغليت حّت أصلي .كدخل ّّ الضحى ،فوجد غبلمان عند الباب ،فقاؿ :يا ي ٍ ً علي اٞنسجد ،أتى اٞنسجد ،ير ي حبسو للبغلة ،فلما دخل ّّ يد أف يعطي ىذا الغبلـ در٨نان ،جزاء ٍ ً ً ً ً علي فما كجد من رأسها كذىب بو إىل السوؽ ليبيعو ،كخرج ّّ الغبلـ إىل خطاـ البغلة ،فاقتلعو ٍ ً و يبيع اذىب إىل السوؽ ،لعلَّو ي الغبلـ ،ككجد البغلة ببل خطاـ ،فأرسل رجبلن يف أث ًرهً ،كقاؿ ٍ : ً و الرجل ،فوجد ىذا الغبلـ ّْ ٪نر يج على اٝنطاـ ،فشراه بدرىم ،كعاد ٫نربي اٝنطاـ ىناؾ .كذىب ن ً نويت أف أعطيوى در٨نان حبلالن ،فأَّب إال أ ٍف يكوف حرامان . عليان ،قاؿ سبحاف ا﵁ ! كا﵁ لق ٍد ي
ال حتزن
ساركا كأينما حلُّوا كأينما ارٓنليوا : كجل ، لطف ا﵁ َّ عز َّ إنو ي ي يبلحق عباده أينما ي تَ ُكو ُن فِي َش ٍ ْن َوَما تَـ ْتـلُو ِم ْمهُ ِمن قُـ ْر ٍن َوالَ تَـ ْع َملُو َن ِم ْن َ َم ٍ إِالَّ ُكمَّا َلَْي ُك ْم ُش ُهوداً إِ ْذ تُِفي ُ ِ ِ ك ِمن ّْمثْـ َق ِ ال َذ َّرةٍ فِي األَ ْر ِ الم َماء ﴾ . ض َوالَ فِي َّ ب َن َّربّْ َ ضو َن فيه َوَما يَـ ْع ُز ُ ********************************************
310
﴿ َوَما
﴿ ويـرُزقْه ِ ث َال يحتَ ِ ب﴾ م ي ح ن م ُ ََْ ُ ْ َ ْ َْ ُ
كقد ذى ىكر التنوخي يف ً ضاقت كتابو «ال ىفىرًج بعد الشّْدَّةً » ما يناسب ىذا اٞنقاـ :أف رجبلن ٍ ُّ ي ى اٞنعيشة ،كأصبح ذات و ً ً يوـ ىو كأىليو ال شيء يف بيتهم ،قاؿ اب يل ،كأ ٍ يغلقت عليو أبو ي عليو اٜن ي :فبقيت أنا كأىلي اليوـ األكؿ جوعى كيف الثاٍل ،فلما ً ً للمغيب ،قالت يل الشمس دنت ٍ ي زكجيت :اذىب كانطلق كالتمس لنا رزقان أك طعامان أك أكبلن ،فقد أشرفٍنا على ً اٞنوت .قاؿ : ٍ ٍ ٍ َّ فذىبت إليها كأخربيهتا اٝنىبىػىر ،قالت :ما يف بيتًنا إال ىذهً السمكةي كقد رت امرأ نة قريبة يل ، فتذك ي ي أنتنت .قلت :علي ّٔا ،فإنا قد أشرفٍنا على ً فأخرجت كبقرت بطنها ، كذىبت ّٔا اٟنبلؾ . ٍ َّ ي ي ي ي ً قالت :ال آخ يذ معكم إال قسمي .قاؿ : أخربت قريبيت ٍ ، منها لؤلؤنة بعتيها بآالؼ الدنان ًًن ،ك ي لطف ثت من ذلك بييت ،ك فاغتنيت فيما ي عت يف رزقي .فهو ي كتوس ي ي بعد ،كأثَّ ي ي أصلحت حايل ٌ ، ً غًنهي . ا﵁ سبحانو كتعاىل ليس ى ﴿ َوَما بِ ُكم ّْمن نّْـ ْع َم ٍة فَ ِم َن اللّ ِه ﴾ . ِ اب لَ ُك ْم ﴾ . ﴿ إِ ْذ تَ ْمتَغيثُو َن َربَّ ُك ْم فَ ْ استَ َج َ ******************************************
ث﴾ ﴿ َو ُه َو الَّ ِذي يُـمَـ ّْز ُل الْغَْي َ
ً ً الفضبلء من العبَّ ًاد :أنو كاف بأىلًو يف الصحر ًاء ،يف ً البادية ،ككاف جهة أحد حدَّثنا ي ي عابدان قانتان منيبان ذاكران ﵁ً ألتمس ماءن ألىلي ، كذىبت ، لنا ة آّاكر اٞنياه فانقطعت : قاؿ . ي ٍ ي ي ي كيسىرةن ،قلم ٤ن ٍد كلو قطرةن ، فوجدت أف الغدير قد َّ جف ،فعي ي ي التمسنا اٞناء ٬نٍنةن ٍ دت إليهم ،مث ٍ فقمت رب العزةً – سبحانو -القريب آّيب ، كأدركنا الظمأي ،كاحتاج أطفايل للماء ، فتذكرت َّ ي ي
311
ال حتزن
كسالت دموعي ، كبكيت ، يدم مت ،ك َّ رفعت َّ ٍ ي يت ركعتٌن ،مث ي استقبلت القبلة كصلَّ ي ي فتيم ي ِ ضطََّر إِ َذا َد َاهُ ﴾.....اآلية ،ككا﵁ً ما بإٜناح ، كسألت ا﵁ و يب ال ُْم ْ ي ي كتذكرت قولو ﴿ :أ ََّمن يُج ُ
طت غيم ،كإذا بسحابة قد َّ توس ٍ ىو إال أف ي قمت من مقامي ،كليس يف السماء من سحاب كال ٍ ً فامتؤلت الغدرا يف من لت ماءىا ، مكاٍل كمنزيل يف الصحر ًاء ،ك احتكمت على اٞنكاف ،مث أنز ٍ ٍ حولًنا كعن ٬نيننا كعن يسا ً اغتسلنا كتوضأنا ،ك٘ن ٍدنا ا﵁ سبحانو كتعاىل ،مث ك بنا فشر ، نا ر ٍ ٍ فعلمت أف ا﵁ ساقها يل بدعائي ، ط، ب كالقح ي ي ي ارٓنلت قليبلن خ ٍلف ىذا اٞنكاف ،كإذا اٛن ٍد ي ش ُر َر ْح َمتَهُ َو ُه َو فحمدت ا﵁ َّ كجل َ ﴿ :و ُه َو الَّ ِذي يُـمَـ ّْز ُل الْغَْي َ ث ِمن بَـ ْع ِد َما قَـمَطُوا َويَم ُ عز َّ ي ِ ْح ِمي ُد ﴾ . ال َْول ُّي ال َ ً إنو َّ يرزؽ كال يهدم ، البد أف َّ صلً يح األنفس ،كال ي نلح على ا﵁ سبحانو كتعاىل ،فإنو ال يي ٍ أحد أنبيائو فقاؿ : يغيث ،إالَّ ىو سبحانو كتعاىل .كا﵁ي ذ ىكىر ى يعٌن كال ي ت ،كال ي كال يوفّْ يق كال يثبّْ ي َصلَ ْحمَا لَهُ َزوجهُ إِنَّـ ُهم َكانُوا يما ِر ُو َن فِي الْ َل ْيـر ِ ات َويَ ْد ُونَـمَا َرغَباً َوَرَهباً َوَكانُوا لَمَا ﴿ َوأ ْ َْ ْ َ َُ ِِ ين ﴾ . َ اشع َ ************************************
َّوضهُ اهللُ يراً ممهُ
ابن رجب كغًنيه َّ أف رجبلن من العيبَّ ًاد كاف يف مكة ،ك انقطعت نفقتيو ،كجاع جوعان ٍ ذكر ي اٟنبلؾ ،كبينما ىو يدكر يف ً شديدان ،كأشرؼ على ً ٌن و أحد أزقًَّة مكة إذ عثر على ًع ٍق ًد ٖن و غاؿ ي و كمو كذىب إىل اٜنىىرًـ كإذا و ينشد عن ىذا العقد ،قاؿ :فوصفو يل ، نفيس ،فأخذه يف ّْ برجل ي فدفعت لو العً ٍقد على أف يعطيين شيئان .قاؿ :فأخذ العقد كذىب ، فما أخطأ من صفتًو شيئان ، ي كت ىذا لك ، اللهم إٍل تر ي ال يلوم على شيء ،كما سلَّمين در٨نان كال نقًنان كال قطمًنان .ي قلت ٌ : فعوضين خًنان منو ،مث ركب جهة البح ًر فذىب و يح ىوجاءي ،كتصدَّع ىذا ّْ بقارب ،فهبَّ ٍ تره سطح ً و تلعب بو الريح ٬نٍنىةن كيى ٍسىرنة ، اٞناء القارب ،كركب ىذا الرجل على خشبة ،كأصبح على ً ي ي حّت ألقٍتو إىل جزيرةً ،كنى ىزؿ ّٔا ،ككجد ّٔا مسجدان كقومان يصلُّوف فصلَّى ،مث كجد أكراقان من
312
ال حتزن
ً نعم .قالوا :علّْ ٍم اٞنصحف فأخذ يقرأ ،قاؿ أىل تلك اٛنزيرةً :أئنك تقرأ القرآف ؟ ي قلت ٍ : كتبت خطان ،قالوا :أتعلّْم أبناءنا َّ قلت : أبناءنا القرآف . ي اٝنط ؟ ي فأخذت أعلّْمهم بأجرةو ،مث ي نغم .فعلَّمتيهم بأجرةو . مث قالوا :إف ىنا بنتان يتيمةن كانت و لرجل منا فيو خٍيػهر كتي ّْ ويف عنها ،ىل لك أف تتزكجها؟ ً ً كدخلت ّٔا قلت :ال بأس .قاؿ :فتزكجتيها ، قلت :ما قصةي ي فوجدت الع ٍقد ذلك بعينو بعنقها .ي ي ي ىذا ً ً رجل فسلٌمو فأخربت اٝنىبىػىر ، العقد ؟ ٍ كذكرت أف أباىا أضاعو يف مكة ذات يوـ ،فوجده ه ً الرجل . فأنا : قاؿ . الرجل كذلك ا زكج ابنتو يرزؽ أف ، ه سجود إليو ،فكا ىف أبوىا يدعو يف ن ي ً فعوضو ا﵁ خًنان منو (( َّ طيب ال فدخل عليو العً ٍق يد باٜنبلؿ ،ألنو ترؾ شيئان ﵁ً َّ ، إن اهلل ٌ يقب ُ إالَّ طيّْباً )) . ******************************************
إذا س لت فاس ِل اهلل
إف لطف ا﵁ً قريب ،كإنو ٚنيع ٠نيب ،كإف التقصًن منا ،إننا و َّ نلح ُناجة َّ ماس وة إىل أف َّ ه ه ه ٧نرغي كجوىنا يف دعوت يقوؿ أحدنا : نسأـ ،كال ي ستجب يل .بل ّْ ي ي كندعوه ،كال ى٧نى ٌل ي دعوت فلم يي ٍ ً ِ الرت ً كهنتف ُّ ، األٚناء اٜنسىن ئ تلك كنلظ بػ (( يا ذا اب ، كنعيد كنبد ي الجالل وااكر ِام )) ،ي ي ً ٩نيب ا﵁ي سبحانو كتعاىل طلبنا ، ،أك ٫نتار لنا خربةن من عنده سبحانو حّت ، لى الع الصفات ك ي ى ض ُّر اً َو ُ ْفيَةً ﴾ . كتعاىل ﴿ ا ْد ُواْ َربَّ ُك ْم تَ َ بعض رسائًلو أف رجبلن مسلمان ذىب إىل إحدل الدكؿ كالتجأ ً أحد الدعاةً يف ً بأىلو ذكر ي ً كل ا﵀اك ًلة ، إليها ،كطلب بأف ٕننحو جنسية ، اب ،كحاكؿ ىذا الرجل َّ ٍ فأغلقت يف كجهو األبو ي فبارت اٜنًيل ،كسد ً كل معارفًو ً ، كاستفرغ جهده ، َّت السبل ،مث لقي عاٞنان األمر على ّْ ى ىي ي كعرض ى كًرعان فشكا إليو اٜناؿ ،قاؿ :عليك بالثلث األخ ًًن من ً اٞنيسر سبحانو الليل ،ادع موالؾ ،فإنو ي فاستعن باهلل ، لت فاس ِل اهلل ،وإذا استعمت كتعاىل – كىذا معناه يف اٜنديث (( :إذا س َ ْ ٍ ٍ بشيء قد كتبه اهللُ لك بشيء ،لم يمفعوك إال لم أن األمة لو اجتمعوا لى أن يمفعوك وا ْ
313
ال حتزن
ً أداكـ كت الذىاب إىل الناس ،كطلب الشفاعات ،ك ي )) – قاؿ ىذا الرجل :فوا﵁ لقد تر ي أخذت ي ً السح ًر كأدعوه ،فما ىو إال بعد أىتف ﵁ً يف َّ كنت ي على الثلث األخًن كما أخربٍل ىذا العامل ،ك ي و اٝنطاب ،كما ىو ّنعركض عادم كمل أجعل بيين كبينهم كاسطة ،فذىب ىذا َّمت أياـ ،كتقد ي ي و ظركؼ و صعبة . ت يف بييت ،كإذ أنا أيدعى كأسلَّ يم اٛننسية ،ككانت يف إال أياـ ٍ كفوجئ ي ********************************************
﴿ اللَّه لَ ِ يف بِ ِعب ِ اد ِه ﴾ ط ٌ ُ َ
الدقائق الغاليةُ : ُ
أحد الوزر ًاء يف بغداد – كقد ٚنَّاه – اعتدل على أمو ًاؿ امرأةو عجووز ذكر التنوخي :أف ي ُّ ً كجوًزه ،فما ىناؾ ،فسلبها حقوقها كصادر أمبلكها ٍ ، ذىبت إليو تبكي كتشتكي من ظلمو ٍ َّ يضحك منها باستهز واء ،كقاؿ : ألدعوف ا﵁ عليك ،فأخذ ارتدع كما تاب كما أناب ،قالت : ي ً ً ً كداكمت على فذىبت كفس ًقو يقوؿ باستهز واء ، ٍ ٍ عليك بالثلث األخًن من الليل .كىذا ٛنربكتو ٍ ً عقاره ،مث أيقيم كس ٍ الثلث األخًن ،فما ىو إال ه كقت قصًنه إذ عي ًزؿ ىذا الوز يير ي لبت أمواليو ،كأيخذ ي يف ً لد تعزيران لو على أفعالًو ً أحسنت! لقد فقالت لو : العجوز ، ت بو بالناس َّ ، السوؽ ي٩ن ي ي فمر ٍ ٍ ى كصفت يل الثلث األخًن من ً أحسن ما يكو يف . الليل ،فوجدتيو ى غاؿ من حياتً إف ذاؾ الثلث و َّ من ، نا نفيس يف أكقاتنا ،يوـ ي يقوؿ ُّ رب العزًة (( :ه ْ ْ ٍ ه داع ف جيبه )) . من ٍ غفر له ،ه ْ ْ سائ ٍ ف طيه ،ه ْ ْ من ممتغف ٍر ف َ و حادثات ال ٚناعات كأثر يف حيايت كٚنعت شاب . لقد عشت يف حيايت على أٍل ّّ ه ي ي ً اللطف ث ،كعنده أنساىا أبد الدى ًر ،كما الغو ي ي ي كجدت أقرب من القريب ،عنده الفر يج ،كعنده ٍ سبحانو كتعاىل . ياض يف ً أثناء ً الناس يف طائ ورة من أّٔا إىل الر ً ارٓنلت مع نىػ ىف ور من ً اٝنليج ،فلما أزمة ً ي ً ً نعود مرةن ثانيةن إىل مطا ور أّٔا و ٝنلل يف الطائ ًرة ،كع ٍدنا يخربنا أننا سوؼ ي ٍ أصبحنا يف السماء أ ٍ أصلحوا ما استطاعيوا إصبلحو ،مث ارٓن ٍلنا مرنة أخرل ،فلما اقرتبنا من الر ً العجبلت أبت ياض ٍ ي ك ي
314
ال حتزن
و يدكر بنا على ٚناء الر ً ١ناكالت يأيت من ع ٍش ًر ياض ساعةن كاملةن ، ي ك٪ناكؿ أكثر ٍ أ ٍف تنزؿ ،فأخذ ي االهنيار ، اٟنلع ،كأصاب الكثًن يستطيع ، ك٪ناكؿ اٟنبوط فبل اٞنطار ي فًنٓنل مرنة أخرل ،كأصابنا ي ي ي ي ً ً ً ً ننتظر األرض ك السماء بٌن نا أصبح ك ، اٝندكد على تسيل الدموع أيت ر ك ، النساء ي ٍ كثر بكاءي ي ك ي ي ٞنح البص ًر ،كتذكرت كل و ً القلب إىل كجدت شيء فما ي َّ ي من ً ى ى اٞنوت أقرب ٍ كالعمل الصا ًٌف ،كارٓنل ي نكرر (( : تفاىةي الدنيا ، ا﵁ً َّ كرخص الدنيا ،كزىادةي الدنيا ،كأخ ٍذنا ّْ عز َّ كجل كإىل اآلخرةً ،فإذا ى ي الملك وله الحم ُد وهو ك ّْ ٍ شيء قدير )) ،يف و ىتاؼ ال إله إال اهلل وحده ال شريك له ،له ُ ٌ و يهتف ً يلجؤكا إىل ا﵁ً كأ ٍف يدعوهي ،كأ ٍف يستغفركهي كأ ٍف شيخ كبًنه ّّ صادؽ ،كقاـ ه بالناس أف ي مسن ي ينيبيوا لو . ِ ِ ِِ ِ كقد ذكر الليًو عن ً ّْين﴾. ين لَهُ الد َ الناس أهنم ﴿ :فَِإ َذا َركبُوا في الْ ُفلْك َد َ ُوا اللَّهَ ُم ْللص َ ً كنعود أٜنحنا يف الدعاء ،كما ىو إال ه كقت ،ي ٩نيب اٞنضطر إذا دعاه ،ك ٍ ٍ كدعونا الذم ي ً كعادت خرجنا من القبوًر ، للمرةً اٜنادية عشرة كالثانية عشرة ،فنهب ي ط بسبلـ ،فلما نزلٍنا كأنا ٍ ً ً مات ،فما أعظم لطف ا﵁ً سبحانو النفوس إىل ما ٍ كانت ،كجفت الدموعي ،كظهرت البى ىس ي ي كتعاىل . ً ضّْر ً٪ن ُّل بًنا نطلب ا﵁ يف ي فإ ٍف تولَّ ٍ ت ببليانا نىسيىناهي ٍ كم ي ندعوه يف البح ًر أ ٍف يػيٍنجي سفينتىنا فإ ٍف رجعنا إىل الشاطي عصيناهي كما سقطٍنا َّ اٛنو يف أم ون كيف ىد ىع وة كب َّ ألف اٜنافظ ا﵁ي كنر ي لطف البارم سبحانو كتعاىل ،كعنايتيو ،ليس إال . إنوي ي **************************************
ِ الضائقة ؟ » « َم ْن لَمَا وقت
ذكرت أف شابٌان كانت ي تصدر يف الببلدٍ - ٍ ذكرت جريدةي « القصيم » -كىي جريدةه قد٬نةه ٍ ً ليسافر ،كأخرب كالدتو َّ الساعة كذا ككذا ،كعليها أ ٍف إقبلع الطائرةً يف حجز موعد ً أف ى يف دمشق ى ى ً كٚنعت ُّأمو األحواؿ اٛنوية يف أجهزةً اإلعبلـ ،ك َّ أف الشاب ، الوقت ،كناـ ىذا ُّ ٍ توقظو إذا دنا ي غائم ،ك َّ الرياح ىوجاءي ك َّ كِنلت بابنها فأشفقت على كحيدىا أف ىناؾ عواصف رمليَّةن ، أف َّ ٍ ٍ اٛنو ه
315
ال حتزن
،فما أيقظٍتو أمبلن منها أف تفوتو الرحلةي َّ ، من الوض ًع اٛنو ال ألف َّ ي يساعد على السف ًر ،كخافٍت ٍ ً ً الطار ًئ ،فلما َّ دت منٍ َّ أتت إىل ابنًها تأك ٍ فاتت ،كقد أقعلت الطائرةي برَّكأّا ٍ ، أف الرحلة قد ٍ توقظيو فوجدتٍو ميّْتان يف فر ًاشو . ادةِ ت الَّ ِذي تَِف ُّرو َن ِم ْمهُ فَِإنَّهُ ُم َالقِي ُك ْم ثُ َّم تُـ َردُّو َن إِلَى َالِ ِم الْغَْي ِ ب َو َّ ﴿ قُ ْ إِ َّن ال َْم ْو َ الش َه َ فَـيُـمَبّْئُ ُكم بِ َما ُكمتُ ْم تَـ ْع َملُو َن ﴾ . اٞنوت كيف ً َّفر من ً اٞنوت ىكقىع . ً يق » . كق ٍد قالت العامةي « :للناجي يف البحر طر ه يقتل اإلنساف . كإذا حضر األجل ُّ فأم شيء ي ي *************************************
ِ ِ الموت قصص من َ
ذكر الشيخ علي الطنطاكم يف ٚناعاتًو كمشاىداتً ً الشاـ بأرض كاف أنو : و رجل لو سيارةي ي ه لورم ،فركب معو رجل يف ظه ًر السيارة ،ككاف يف ظه ًر السيارة نىعش مهيَّأ لؤلمو ً ات ،كعلى ه ه ً ً ىذا النعش شراعه ً اكب فدخل يف النعش ر ال ىذا فقاـ اٞناء كساؿ السماء فأمطرت ، اٜناجة لوقت ي ي ي ً الشاحنة ً َّ أف يف ً َنانب ً يعلم َّ النعش آخر فصعًد يف ظه ًر النعش ،كال ي كتغطى بالشر ًاع ،كركب ي نزكؿ ً كىذا ، الغيث استمر ي يظن أنو كحده يف ظهر السيارةً ،كفجأةن اكب الثاٍل ُّ أحدان ،ك َّ الرجل الر ي ي ٍ٫نرج ىذا الرجل يده من ً يلوح ّٔا ، ىل َّ كف ي الغيث أـ ال ؟ كٞنا أخرج يده أخذ ي النعش ،لًنل ٍ : ي اكب ً كظن أف ىذا اٞنيت قد عاد حيٌان ،فنسي نفسو اٝنوؼ َّ ، اٟنلع كاٛنزعي ك ي الثاٍل ي فأخذ ىذا الر ي كسقط من السيارةً ،فوقع على ّْأـ ر ً أسو فمات . ً ً ً الوسيلة . اٞنوت ّٔذه أجل ىذا ّٔذه الطريقة .كأ ٍف يكوف ي كىكذا كتب ا﵁ي أف يكوف ي و كل و أم ًع ٍرب كقدر بقضاء شيء كاٞننايا ًعربه ُّ ُّ ٍ كعلى ً ً ً العبد أ ٍف َّ ينتظر اٞنوت يتذكر دائمان أنو ٪نم يل اٞنوت ،كأنو يسعى إىل اٞنوت ،كأنو ي بن أِّب طالب – رضي ا﵁ي عنو – صباح مساء ،كما أحسن الكلمة الرائقة الرائعة اليت قاٟنا ُّ علي ي تحلت ُم ْدبِرة ،فكونوا من كىو ي تحلت مقبلةً ،وإن الدنيا قد ار ْ يقوؿ (( :إن اآل رة قد ار ْ
316
ال حتزن
حماب وال أبماء اآل رة ،وال تكونوا من أبماء الدنيا ،فإن اليوم م ٌ وال حماب ،وغداً ٌ ُ
م ٌ )) . يفيدنا َّ يتجهز كأف ييصلح من حالًو ،كأف ي٩ندّْد توبتو أف على اإلنساف أف يتهيَّأ كأف َّ كىذا ي كرَل قو وم عظي وم و رب و لطيف . ،كأف يعلم أنو يتعامل مع ّْ ي و إنذار مبكر ٩نامل ،كليس للموت ه إف اٞنوت ال يستأذ يف على أحد ،كال ٪ناِّب أحدان ،كال ي ٫نرب بو الناس﴿ ،وما تَ ْد ِري نَـ ْفس َّماذَا تَ ْك ِ ِ َي أ َْر ٍ وت﴾ ف ـ ن ي ر د ت ا م و ا د غ ب م ْ َ س بِ ّْ ً َ ْ َ ض تَ ُم ُ َ ََ َ ُ ٌ ٌ ي *****************************************
﴿ َّال تَ ْمتَ ْ ِ ُرو َن َ ْمهُ َسا َةً َوَال تَ ْمتَـ ْق ِد ُمو َن ﴾
الطنطاكم أيضان يف ٚناعاتًو كمشاىداتًو :أف باصان كاف مليئان بالركاب ،ككاف سائ يقو ذكر ُّ ً أقف ٟنذا الشيخ الكب ًًن تقف ؟ قاؿ :ي كاب :مل ي ي كيسىرنة ،كفجأة كقف ،فقاؿ لو الر ي يلتفت ٬نىٍنىةن ٍ الذم ييشًني بيده لًنكب معنا .قالوا :ال نرل أحدان ،قاؿ :انظركا إليو .قاليوا :ال نرل أحدان ! قاؿ :ىو أقبل اآلف لًنكب معنا .قالوا كلُّهم :كا﵁ً ال نرل أحدان من ً الناس ! كفجأة مات ىذا السائق على ً مقعد سيارتًًو . ي َجلُ ُه ْم الَ يَ ْمتَ ْ ِ ُرو َن لق ٍد ٍ حضرت منيَّتيو ،كحلَّ ٍ ت كفاتيو ،ككاف ىذا سببان ﴿ ،فَِإ َذا َجاء أ َ ً َسا َةً َوالَ يَ ْمتَـ ْق ِد ُمو َن ﴾ َّ ، كينخلع قلبو م ًن ّْ مظاف اٞننايا ،كإذا اٞنخاكؼ ، ٩ننب من إف اإلنساف ي ي َّ ِ ين قَالُواْ ِا ْ َوانِ ِه ْم َوقَـ َع ُدواْ لَ ْو أَطَا ُونَا َما قُتِلُوا قُ ْ فَا ْد َرُؤوا َ ْن أَن ُف ِم ُك ُم باٞنآم ًن تقتليو ﴿ ،الذ َ ادقِين ﴾ .كالعجيب فينا أننا ال نفكر يف ً ت إِن ُكمتُم ِ كجل ،كال يف حقارةً لقاء ا﵁ً َّ ال َْم ْو َ عز َّ ْ َ ص َ ي ي ً ً ً اٞنخاكؼ . كقعنا يف الدنيا ،كال يف قصة االرٓناؿ منها إال ذا ٍ *************************************
صح ِ األجمام بالعل ِ ت فربما َّ ُ
ذكر أىل ًّْ ات طو هاؿ من السًن :أف رجبلن أصابو كمرت عليو سنو ه الشلل ،فأيقعد يف بيتو ٍ ، ي ي و ً ً اٞنلل ك ً ً لت كع ىجىز األطباءي يف عبلجو ،كبلَّغوا أىلو كأبناءه ،كيف ذات يوـ نز ٍ اليأس كاإلحباط ،ى
317
ال حتزن
أسو كضربٍتو بر ً سقف منزلًو ،كمل يستطع أف يتحرؾ من مكانًو ،فأتت إىل ر ً عقرب من ً أسها ٍ عليو ه ٍ و ضر و مشاش ر ً ً جسمو من ً تدب أٙنص قدميو إىل بات كلدغٍتو لدغات َّ ، أسو ،كإذا باٜنياةي ُّ فاىتز ي يف أعضائًو ،كإذا بالربًء كالشفاء يسًن يف ً أ٥ناء ً يقف كينتفض ، و جسم كيعود نشيطان ،مث ي الرجل ي ي ي ي ً الرجل كاقفان ،فما على قدميو ،مث ٬نشي يف غرفتو ،مث ي يفتح بابو ،كيأيت أىلو كأطفالو ،فإذا ي كانوا يصدّْقوف ككادكا من الذىوؿ ييصعقوف ،فأخربىم اٝنىبىػىر . فسبحاف الذم جعل عبلج ىذا ً الرجل يف ىذا !! ً ذكرت ىذا ً سامان ييستخدـ كقد ي لبعض األطباء فصدَّؽ اٞنقولة ،كذ ىكىر أف ىناؾ ٍ مصبلن ٌ كيماكم ،كيعاًف بو ً و ىؤالء اٞنشلولوف . بتخفيف ٍّن ي اللطيف يف عبله ،ما أنزؿ داءن إال كأنزؿ لو دكاءن . فجل َّ ي ****************************************
ولألولياء كرامات ً الشماؿ ليجاىد يف سبيل ا﵁ً ، اىد من التابعٌن :يذىب إىل العابد الز ي ىذا صلةي بن أشيم ي كيضمو الليل فيذىب إىل و كيتوضأ ،كيقوـ مصليان ُّ ، كينهد غاية ليصلي فيها ،كيدخل بٌن الشج ًر َّ ُّ ي ي ً مستمر ، كيدكر بو ،كصلةي يف تبتُّلو كاسر ، ّّ ي كيقرتب من « صلة » كىو يف صبلتو ،ي عليو أس هد ه ً كمل يقطع صبلتو ً لؤلسد :إف كنت أيمرت يقوؿ كذكره ،كيسلّْ يم صلةي بن أشيم من ركعتٌن ،مث ي ٍ األسد ذيلو كذىب من اٞنكاف ،كترؾ صلة بقتلي فك ٍلين ،كإف تيػ ٍؤمر فاترٍكين أناجي رِّب .فأرخى ي يصلي . كلك أف تنظر يف « البداية كالنهاية » كغًنىا من ً مذكور عن يخ ،كىذا كتب التار ً ه ً «سفينة» موىل ً رسوؿ ا﵁ً يف ً ً ساحل البح ًر الصحابة ،أنو أتى ىو كرفٍقةه معوي من كتب تراج ًم ،فلما نزليوا الربَّ فإذا و ً بأسد كاسر يم و أصحاب األسد أنا من يدىم ،فقاؿ سفينةي :يا أيها ي قبل ير ي
318
ال حتزن
ً خادمو ،كىؤالء رفقيت كال سبيل لك علينا َّ . األسد ىاربان ،كزأر زأٍرنة فوىل ي رسوؿ ا﵁ً كأنا ي كاد ٬نؤل ّٔا ربوع ً اٞنكاف . األحداث ال ينكرىا إال مكابر ،كإال ففي سن ًن ا﵁ً يف ً يشهد ّنثل الوقائع ك كىذه خلق ًو ما ي ي ي ي ه ي اٞنقاـ ألكردت عشر ً ً ً ً لكن يكفيك ات ىذا ،كلوال ي طوؿ ً ٍ ي القصص الصحيحة الثابتة يف ىذا الباب ٍ ، تغيب عنو غائبةه .إف علم ا﵁ داللةن من ىذا اٜنديث ،لتعلم أف ىناؾ ربٌا لطيفان حكيمان ال ي يبلحق الناس ،كلطفو سبحانو كتعاىل كشهوده كاطبلعو َ ﴿ :ما يَ ُكو ُن ِمن نَّ ْج َوى ثََالثٍَة إَِّال ُه َو ي رابِعهم وَال َ مم ٍة إَِّال ُهو س ِ ك َوَال أَ ْكثَـ َر إَِّال ُه َو َم َع ُه ْم أَيْ َن َما َكانُوا ﴾ اد ُس ُه ْم َوَال أَ ْدنَى ِمن ذَلِ َ َ َ َ ُُ ْ َ ْ َ . *****************************************
كفى ِ باهلل وكيالً وشهيداً
ً صحيحو :أف رجبلن من بين إسرائيل طلب من و رجل أف ييقرضو ألف البخارم يف ذكر ُّ دينا ور ،قاؿ :ىل لك شاى هد ؟ قاؿ :ما معي شاى هد إال ا﵁ي .قاؿ :كفى با﵁ شهيدان .قاؿ : كيل ؟ قاؿ :ما معي ككيل إال ا﵁ي .قاؿ :كفى با﵁ ككيبلن نَ .مث أعطاه ألف دينار ، ىل معك ك ه اٞنوعد أجل َّ هنر يف تلك الديا ًر ،فلما حاف ي مسمى ،كبينهما ه كذىب الرجل ككاف بينهما موع هد ك ه أتى صاحب الدنان ًًن ليعيدىا لصاحبًها ً يد قاربان يركبيو إليو ، األكؿ ،فوقف على شاطئ النه ًر ،ير ي ي اللهم إنو سألين الليل كبقي كقتان طويبلن ،فلم ٩ن ٍد من ٪نمليو ،فقاؿ َّ : فما كجد شيئان ،كأتى ي اللهم بلّْ ٍغو ىذه الرسالة .مث كجدت إال أنت ،كسألين كفيبلن فما شهيدان فما ي ي كجدت إال أنت ٌ ، أخذ خشبةن فنقرىا كأدخل الدنانًن فيها ،ككتب فيها رسالةن ،مث أخذ اٝنشبة كرماىا يف النه ًر ، كبعناية ا﵁ً ً كبلطف ا﵁ً فذىبت ً ً صاحب الدنانًن الرجل ذاؾ ج كخر ، كتعاىل سبحانو ، ، ا﵁ بإذف ٍ ي ي ً صاحبو ،فوقف على شاطئ النه ًر كانتظر فما كجد أحدان ،فقاؿ ً :مل ال آخذ ينتظر موعد ي األكؿ ي فعرضت لو اٝنشبةي بالدنانًن ،فأخذىا كذىب ّٔا إىل بيتًو ،فكسرىا فوجد حطبان ألىل بييت ؟! ٍ الدنانًن كالرسالة .
ال حتزن
َّ ألف الشهيد سبحانو كتعاىل أعاف ،كألف الوكيل َّأدل الوكالة ،فتعاىل ا﵁ي يف عيبلهي . ﴿ َو َلَى اللّ ِه فَـلْيَتَـ َوَّك ِ ال ُْم ْ ِممُو َن ﴾ . ِ ِِ ين ﴾ . ﴿ َو َلَى اللّه فَـتَـ َوَّكلُواْ إِن ُكمتُم ُّم ْ مم َ **********************************************
319
وقف ـ ـةٌ لبيد : قاؿ ي ً فاكذب النفس إذا َّ حدثٍتها البسيت : كقاؿ ُّ باٟنم راحةن أفً ٍد طبعك اٞنكدكد ّْ
إف ًص ٍدؽ ً َّ باألمل النفس يػيٍزًرم ٍ و اٞنزًح َّ ْنم كعلٍّْلوي بشيء من ٍ اٞنلح ّنقدا ًر ما ييعطى الطعاـ ًمن ً ي
فليكن لكن إذا أعطيتو ذاؾ ٍ ك ٍ كقاؿ أبو علي بن الشبل : ً ُنفظ اٛنس ًم تبقى النفس و ً بالوعاء ظ فيو بقاء النا ًر يٓنف ي ي كال ٕندد ٟنا طوؿ ً ً الرجاء ض فبل يٕنًٍتها فباليأس اٞن ًم ّْ ٍ ي كذكرىا الشدائد يف ً ً ٍّْ الرخاء رخاء شدائدىا كع ٍدىا يف ن كبالرت ً يي ُّ كيب ىمٍنػ ىف ىعةي الدك ًاء صبلحها ىذا كىذا عد ي *****************************************
أطب مطعمك تكن ممتجاب الد ِ ِ وة ْ ْ
أحد العشرةً اٞنبشرين ً باٛننة ،كقد دعا بن أِّب كقَّاص ي يدرؾ ىذه اٜنقيقة ،كىو ي كاف ي سعد ي ً ً ً الصبح . يجيبت دعوتيو ىك ىف ًلق ً لو بسداد الرمي كإجابة الدعوة ،فكاف إذا دعا أ ٍ أرسل عمر – رضي ا﵁ عنو – أناسان من الصحابة يسألوف عن ع ٍد ًؿ و ً الكوفة ، سعد يف ي ي ً و عن قاـ ، س عب لبين حي مسجد خًنان ،كٞنا أتٍوا يف الناس عليو ٍ ٍّن ٍ رجل فقاؿ :أما سألتموٍل ٍ فأثىن ي ه و ً اللهم سعد ؟ فإنو ال ي بالسويًَّة ،كال ٬نشي مع الرعية .فقاؿ سع هد َّ : ٪نكم َّ يعدؿ يف القضية ،كال ي
ال حتزن
320
ضو للف ً إ ٍف كاف قاـ ىذا رياء كٚنعةن ٍ ً نت .فطاؿ عي ٍمير ىذا ً الرجل ، أطل عمره ّْ ، كعر ٍ ن فأعم بصره ،ك ٍ ً شيخ ض للجوارم كسقط حاجباهي على عينيو ،كأخذ َّ كيغمزى ٌن يف شوارًع الكوفة ،كيقوؿ :ه ي يتعر ي سع ود . مفتوف ، ،أصابٍتين دعوة ٍ ً رب العاٞنٌن كجل ،كصدؽ النية معو ،كالوثوؽ إنو ي االتصاؿ با﵁ً َّ ّنوعوده ،تبارؾ ا﵁ي َّ عز َّ . ً كيف « س ًًن ً أعبلـ النببلء » :عن يسعد أيضاى نَ :أف رجبلن قاـ يى يس ُّ ب عليان -رضي ا﵁ي السب كالشت ًم ،فقاؿ سع هد :اللهم اكفنيو ّنا استمر الرجل يف ّْ عنو– ،فدافع سع هد عن علي ،ك َّ ً الكوفة فأقبل مسرعان ،ال يلوم على شيء ،كأخذ يدخل من ب ً ٌن شئت .فانطلق بعًنه من و مشهد كمرأل من ً ص ىل إىل ً الرجل ،مث داسو َّ الناس . ِنفٍيو حّت قتلو أماـ الناس حّت ىك ى ِ َّ ِ ْحيَاةِ ُّ اد ﴾ . وم ْاألَ ْش َه ُ الدنْـيَا َويَـ ْوَم يَـ ُق ُ ﴿ إِنَّا لَمَ ُ ين َممُوا في ال َ مص ُر ُر ُسلَمَا َوالذ َ ً ّنوعود ربّْك فتدعوه كتناجيو ،كتعلم أف كإنين أعرض لك ىذه القصص لتزداد إ٬نانان ككثوقان ي اللطف لط يفو سبحانو ،كأنو قد أمرؾ يف ١نكم التنزيل فقاؿ ﴿ :ا ْد ُونِي أ ِ ك ْم ﴾ ﴿ . ب لَ ُ ْ َستَج ْ ك ِب ِ الد ِاع إِذَا َد َ ِ ادي َمّْي فَِإنّْي قَ ِر ِ يب َد ْ َوةَ َّ ان ﴾ .. َوإِذَا َس َلَ َ َ ٌ يب أُج ُ البصرم ليبطش بو ،كذىب اج اٜنسن لقد استدعى َّ َّ اٜنسن كما يف ذىنو إال عنايةي اٜنج ي ي الوثوؽ ً ً كيهتف بأٚنائًو اٜنسىن ،كصفاتًو العلى ، بوعد ا﵁ً ،فأخذ يدعو ربَّو ، لطف ا﵁ ،ك ي ي ا﵁ ك ي اٜنجاج اٜنس ين إال كقد هتيأ اٜنجاج ، فيحوؿ ا﵁ي قلب ً ي ّْ ي كيقذؼ يف قلبو الرعب ،فما كصل ى ً ً أجلسو معو على السري ًر ،كأخذ ييطيّْب ٜنيتو ، الستقبالو ،كقاـ إىل الباب ،كاستقبل اٜنى ىس ىن ،ك ى رب العزةً ك ً ً اٛنبلؿ . لٌن لو يف اٝنطاب !! فما ىو إال تسخًني ّْ كيرتفَّ يق بو ،كيي ي ً َّ البح ًر ،يف إف لطف ا﵁ً يسرم يف العا ًمل ،يف عامل اإلنساف ،يف عا ًمل اٜنيو ًاف ،يف ّْ الرب ك ٍ اٞنتحرؾ كالساك ًن ﴿ ،وإِن ّْمن َشي ٍء إِالَّ يمبّْ بِحم َدهِ ولَ ِ ً ً ـكن الَّ تَـ ْف َق ُهو َن الليل كالنها ًر ،يف َُ ُ َْ َ َ ْ يح ُه ْم إِنَّهُ َكا َن َحلِيماً غَ ُفوراً ﴾ . تَ ْمبِ َ
321
ال حتزن
أف سليماف عليو السبلـ قد أيكيت منطق الط ًًن ،ىخىر ىج يستسقي ً صح َّ : بالناس ،كيف طر ًيقو َّ ٬ننح رفعت رجليها تدعو َّ من بيتًو إىل َّ اٞنصل رأل ٧نلةن قد ٍ رب الع ًزة ،تدعو اإللو الذم يعطي ك ي كيلطف كيغيث ،فقاؿ سليماف :أيُّها الناس ،عودكا فقد يكفيتم ً بدعاء غ ًًنكم . ي ي ي ي ي ي فأخذ الغيث ينهمر ً النملة ً ، بدعاء تلك ً السبلـ ، النملة اليت ف ًهم كبلمها سليما يف عليو ي ي ي ظ أخواهتا يف عامل ً ت نَ ْملَةٌ يَا أَيُّـ َها الم َّْم ُ ا ْد ُ لُوا كىو اٛنرار ،فتع ي النمل ﴿ :قَالَ ْ يزجف َنيشو َّ ي ضِ احكاً ّْمن قَـ ْولِ َها ﴾ ودهُ َو ُه ْم َال يَ ْشعُ ُرو َن { }18فَـتَبَ َّ م َم َ ماكِمَ ُك ْم َال يَ ْح ِط َممَّ ُك ْم ُسلَْي َما ُن َو ُجمُ ُ َم َ .يف كثًن من األحياف يأيت لطف الربم سبحانو كتعاىل بسبب ىذه العجماك ً ات . ي ً شيوخ يرَّك هع ،كأطفاؿ كقد ذكر أبو يعلى يف قدسي أف ا﵁ ي يقوؿ (( :كعَّزيت كجبليل ،لوال ه ً السماء )) . ٞننعت عنكم قطٍىر ير َّ َّع ،ي كّٔائم يرت ه ض هع ،ي ********************************************
ِ بحمد ربّْه وإ ْن ْ من شيء إال يمبّْ ُ
إف اٟندد يف عا ًمل الطيوًر عرؼ ربَّو ،كأذعن ٞنواله ،كأخبت ً َّ ٝنالقو . ي ٌ ي ً التار٫نية ،ككاف النتائج ذىب انتهت إىل تلك ً ي اٟندىد ،ككانت تلك القصةي الطويلةي ،ك ٍ ً عجيب ! اٟندد أذكى من فرعوف ، العلماء : بعض الطائر الذم ىعىر ى ؼ ربَّو ،حّت قاؿ ي ه سببها ىذا ي الرخاء فما نفعو إ٬نانيو يف الشّْدَّة ،كاٟندىد آمن بربّْو يف ً فرعو يف ىك ىفر يف ً الرخاء ،فنفعو إ٬نانيو يف ي ى الشدةً . ٌ ِِ ِ بءَ . ﴾......كفرعو يف يقوؿ َ ﴿ :ما ي ج الْ َل ْ اٟندىد قاؿ ﴿ :أ ََّال يَ ْم ُج ُدوا للَّه الَّذي يُ ْل ِر ُ أفهم ت لَ ُكم ّْم ْن إِلَ ٍه غَْي ِري . ﴾ ......إف َلِ ْم ُ َّ الشقي من كاف اٟندىد أذكى منو ،كالنملة ي ارحو عن النف ًع ﴿ ، ٞنص ًًنىا منو .كإف البليد من عت حباليو ،كتعطَّ ٍ أظلمت سبيلو ،كتقطَّ ٍ ٍ لت جو ي وب الَّ يـ ْف َق ُهو َن بِ َها ولَ ُهم أَ ْين الَّ يـ ْب ِ ص ُرو َن بِ َها َولَ ُه ْم َذا ٌن الَّ يَ ْم َمعُو َن بِ َها ﴾ . َ ْ ٌُ ُ لَ ُه ْم قُـلُ ٌ َ تبلحق تلكم اٜنشرة الضئيلة لطف ا﵁ً يسرم ،كخًنيه ٩ن ًرم ،كعنايتيو يف عامل النحل ه ي ً النقي تقع إال على تنطلق من خليٌتها بتسخ وًن من البارم ، الطيب ّْ اٞنسكينة ،ي تلتمس رزقها ،ال ي ي
322
ال حتزن
ً اب و ١نملةن بشر و شفاء فيو و ن ا و أل ٢نتلف تعود ، ر ى الز تعشق ، بالوركد هتيم ٕنص َّ الطاى ًر ُّ ، َّ ي ٍ ي ي ى ه الرحيق ،ي للناس ،تعود إىل خليتًها ال إىل و ً ٓنار يف سبلًها َ ﴿ ،وأ َْو َحى خلية أخرل ،ال ُّ ي تضل طريقها ،كال ي َّح ِ أ ِ َن اتَّ ِل ِذي ِمن ال ِ ْجبَ ِ ال بُـيُوتاً َوِم َن َّ الش َج ِر َوِم َّما يَـ ْع ِر ُشو َن{ }68ثُ َّم ُكلِي ِمن َربُّ َ ك إِلَى الم ْ َ ك ذُلُالً ي ْلر ِ ِ اسلُ ِكي سب ربّْ ِ ف أَل َْوانُهُ فِ ِيه ِش َفاء اب ُّم ْلتَلِ ٌ ج من بُطُونِ َها َش َر ٌ ُك ّْ الث ََّم َرات فَ ْ َ ُُ ُُ َ َ لِلم ِ ك آليَةً لَّْق ْوٍم يَـتَـ َف َّك ُرو َن ﴾ . َّاس إِ َّن فِي َذلِ َ ً اٜنديث ،كمن ىذه العًرب :أف تعلم أف ىناؾ من ىذا القصص ،كمن ىذا إف سعادتك ٍ احد ً لطفان خفيان ﵁ً الو ً اٜند ،فتدعوه كحده ،كترجوه كحده ،كتسألوي كحده ،ك َّ أف عليك كاجبان ً السماكم أف تسجد لو ،كأف تشكره ،كأف تتوالَّه ،كأف َّه ًج شرعيان ى ّْ نزؿ يف اٞنيثاؽ الرباٍلّْ ،كيف النػ ٍ البشىر الكثًن كىذا العامل الضخم ،ال ييغنوف عنك تتجو بقلبًك إليو .إف عليك أ ٍف تعلم أف ىذا ى مساكٌن ،إهنم كلهم ١نتاجوف إىل ا﵁ً ،إهنم يطلبوف رزقهم صباح مساء ، من ا﵁ً شيئان ،إهنم ي كصحتهم كعافيتهم كأشياءىم كأمواٟنم كمناصبهم من ا﵁ً الذم ٬نلك كل و شيء كيطلبوف سعادهتم َّ ي َّ . ِ ِ ْح ِمي ُد ﴾ ،إف عليك أف تعلم َّاس أَنتُ ُم الْ ُف َق َراء إِلَى اللَّه َواللَّهُ ُه َو الْغَم ُّي ال َ ﴿ يَا أَيُّـ َها الم ُ ً ٬ننحك إال ينصرنك ،كال ٪نميك كال يتوالؾ ،كال ٪نفظيك ،كال ي علم اليقٌن أنو ال يهديك كال ي ً ً ً توحد اْناه ً االستعانة األلوىية كالسؤ ًاؿ ك بالوحدانية ك الرب القلب ،كتفرد ّْ ا﵁ي ،إف عليك أف ّْ ك ً ً ً ٪نتاج إىل الباقي ، الفاٍل أف ك ، اٝنالق إىل ٪نتاج اٞنخلوؽ أف ك ، ر البش در ق تعلم أف ك ، الرجاء ٍ ي ي القوم .كالقوةي كالغىن كالبقاءي ك َّ ٪نتاج إىل ّْ العزةي اٞنطلقةي ٪نتاج إىل الغين ،كأف الضعيف ي الفقًن ي كأف ى ٬نل يكها ا﵁ي ىك ٍح ىدهي . التبتل إليو ،إليو ً ، إذا علمت ذلك ،فاسع ٍد بقر ًبو كبعبادتًو ك ً إف استغفرتو ىغ ىفىر لك ،كإف تبت إليو تاب عليك ،كإف سألتو أعطاؾ ،كإف طلبت منو الرزؽ رزقك ،كإف استنصرتو نصرؾ ،كإف شكرتو زادؾ . ******************************************
ارض ن اهلل َّز وج َّ
ال حتزن
323
ً ٍ رضيت ِ وبمحمد نبياً)) .أف ترضى عن ربّْك باهلل رباً ،وبااسالم ديماً، من لوازـ (( ُ ً ً كمّْره . سبحانو كتعاىل ،فرتضى بأحكامو ،كترضى بقضائو كقد ًرهً ،خ ًًنه كش ًره ،يحل ًوه ي ً ً ً ب عند س ح ف ترضى أف كىي ، ة صحيح ليست ر القد ك بالقضاء باإل٬ناف إف االنتقائية ى ن ٍ ىٍ ي ً شأف ً مو ً كتتسخط إذا خالف مرادؾ كميلك ،فهذا ليس من ً العبد . القضاء لرغباتًك ، افقة َّ ٍ الرخاء كسخطيوا يف ً إف قومان رضوا برّّْٔم يف ً كعاندكا كقت ً الببلء ،كانقادكا يف ً النقمة النعمة ي ي ي ِ ﴿ ،فَِإ ْن أَصابهُ َ يـر اطْم َّ ِ ب َلَى َو ْج ِه ِه َ ِم َر ُّ الدنْـيَا َو ْاآل ِ َرَة ﴾ َن بِه َوإِ ْن أ َ َ َ ٌْ َ َصابَـ ْتهُ ف ْتـمَةٌ ان َقلَ َ . نب ،كنب ً بنزكؿ و اإلسبلـ رغدان ً ً ت كجدكا يف غيث ّْ ، اب يي ٍسلموف ،فإذا ي كدر ل و ٍ لق ٍد كاف األعر ي و عشب ،قالوا :ىذا دين ٍو فانقادكا كحافظوا على دينًهم . خًن .ي ي كقحطان كج ٍدبان كاضحمبلالن يف األمو ًاؿ كفناءن للمرعى ، فإذا ي كجدكا األخرل ،جفافان ٍ نكصوا على أعقأّم كتريكوا رسالتهم كدينهم . ي ىذا إذف إسبلـ اٟنول ،كإسبلـ ً كجل الرغبة للنفس .إف ىناؾ أناسان يرضوف عن ا﵁ً َّ عز َّ ي ي ،ألهنم يريدكف ما عند ا﵁ً ،يريدكف كجهو ،يبتغوف فضبلن من ا﵁ً كرضوانان ،يسعوف لآلخرةً . كباٞنصطفى اٞنختا ًر نوران كىاديا اللهم ربان كخالقان رضينا بك َّ يسُّر األعاديا الوحي سًنىا فإما حياةه نظَّم َّ كإال ه فموت ال ي ي ً ً لسدانة اٞنلَّ ًة ،مث ال يرضى ّٔذا للخدمة ك٩نتبيو يرشحو ا﵁ي للعبوديًٌة كيصطفيو إف من ي ً ً ً رمدم : حقيق ً الس ّْ بالسقوط األبدم كاٟنبلؾ َّ ﴿ تَـ ْيـمَاهُ الرتشيح كاالصطفاء كاالجتباء ٟ ،نو ه ِ ِ انملَ َخ ِم ْمـ َها فََتْـبَـ َعهُ َّ ين ﴾ َ ﴿ ،ولَ ْو َلِ َم اللّهُ فِي ِه ْم َ ْيراً الش ْيطَا ُن فَ َكا َن م َن الْغَا ِو َ يَاتمَا فَ َ ضو َن ﴾ . َس َم َع ُه ْم لَتَـ َولَّواْ َّو ُهم ُّم ْع ِر ُ َّأل ْس َم َع ُه ْم َولَ ْو أ ْ ً اٞنقربوف إىل رّّْٔم ،الفرحوف ّٔداه ،اٞننقادكف لج َّ الرضا بوابةي الديانة الكربل ،منها يى ي إف ٌ ألم ًره ،اٞنستسلموف ٜنكمو .
ال حتزن
324
ً رؤساء ً قى َّسم غنائم يحنىػ ٍ و العرب كمتأخرم العرب ،كترؾ األنصار ، ٌن ،فأعطى كثًنان من ى ثقةن ّنا يف ً قلؤّم من الرضى ك ً اإل٬ناف كاليقٌن كاٝن ًًن العمي ًم ،فكأهنم عتبيوا ألف اٞنقصود مل يظهر ً اٞنسألة ،كأخربىم أنو معهم ،كأنو ٪نبُّهم ،كأنو ما أعطى السر يف كفسىر ٟنم َّ ٟنم ،فجمعهم َّ أكلئك إال تأليفان لقلؤّم ،لن ٍق ً األنصار فقاؿ ٟنم (( :أما ترضون ص ما عندىم من اليقٌن ،كأما ي ِ ِ ِ شعار ، أن يمطلق الماس بالشاء والبعير ،وتمطلقون برسول اهلل إلى رحالكم ؟! األنصار ٌ ِ ِ الماس والماس دثار ،رحم اهللُ األنصار ،وأبماء األنصا ِر ،وأبماء أبماء األنصا ِر ،لو سلك ُ ُ ِ ب األنصا ِر )) . ِش ْعباً ووادياً ،وسلك األنصار شعباً ووادياً ُ ُ لملكت وادي األنصا ِر وش ْع َ لت عليهم السكينةي ،كفازكا برضا ا﵁ً كرضا رسولًًو . فغمرٍهتم الفرحةي ٍ . كمؤلهتم َّ اٞنسرةي ،كنز ٍ و األرض ،ال ضو ًاف ا﵁ً َّ إف الذين يتطلعوف إىل ًر ٍ كيتشوقوف إىل جنَّة ي عرضها السماك ي ات ك ي يقبلوف الدنيا ُنذاف ًًنىا بدالن من ىذا الرضو ًاف ،كال عوضان عن ىذا النو ًاؿ العظي ًم . اِّب بٌن يدم رسوؿ ا﵁ً فأعطاه بعض ً اٞناؿ ،فقاؿ :يا رسوؿ ا﵁ً ،ما أسلم أعر ّّ رسوؿ ا﵁ً (( : لى ماذا بايعتمي ؟)) قاؿ :بايعتيك على أف يأتيين على ىذا بايعتيك .فقاؿ ي
ً تص ُد ِق سهم طائش فيقع ىنا (كأشار إىل ح ٍلقو) ك٫نرج من ىنا (كأشار إىل قفاه).قاؿ لو(( :إن ْ ه سهم طائش كنفذ من ٥ن ًره ،كلقي ربَّو راضيان مرضيٌا . اهللُ يصدقُ َ ك)) .كحضر اٞنعركة ،كجاءه ه الكنوز من اٛنواى ًر ك َّ ب تلك اٞناؿ كاأليَّ ياـ ما الدُّنيا كما ما ي ي الذ ىى ٍ النشب األكداس ًمن أغلى ما ىذه اٞننيف كما اٞنىن ما ي القصر ي ٍ ي آّد ك ي و ال شيء يك ُّل و ب مرغوبة نفيسة تفىن كيبقى ا﵁ي أكرـ من ىكىى ٍ ككزع ذات يوـ أمواالن ،فأعطى أناسان .قليلي الدين ،ضحلى األمانة ،مقفرين يف َّ عامل اٞنثيل ،كترؾ أناسان ثػيلَّمت سيوفيهم يف ً ً أجسامهم يف رحت كج ٍ سبيل ا﵁ ،كأ ٍ ٍ ي ينفقت أموايٟنم ،ي ًي ً اٞنسجد كأخربىم باألم ًر ،كقاؿ ٟنم (( :إني الذب عن اٞنلَّ ًة ،مث قاـ خطيبان يف ك اٛنهاد ّْ أ طي أناساً ِ وأدعُ أناساً لما جع اهللُ في لما جع اهللُ في قلوبِهم من ِ الجزع والطم ِع َ ، ِ قلوبِهم من بن تغلب )) .ى بن تغلب :كلمةن اايمان – أو ْ اللي ِر – ممهم :مرو ُ فقاؿ ي عمرك ي يد َّ أف يل ّٔا الدنيا كما فيها . ما أر ي
ال حتزن
325
كجل الرضا عن ح ٍك ًم رسولًً إنو الرضا عن ا﵁ً عند ا﵁ً َّ ، إف الدنيا ال ، و عز َّ طلب ما ى َّ ى تساكم عند الصحاِّب الواحد كلمة راضية باٚنة منو . لقد كانت كعود الرسوؿ ألصحابًو ثوابان من ً عند ا﵁ً ،كجنةن عنده كرضوانان منو ،مل ي ي و ً ً و ً يفعل كذا كلو اٛننةي ؟ يىع ٍد أحدان منهم بقصر أك كالية إقليم أك حديقة .كاف يقوؿ ٟنم :من ي كآلخر :كىو رفيقي يف ً اٛنهد الذم قدموه ، البذؿ الذم بذلوه ك ي اٛننة ؟ ألف ي اٞناؿ الذم أنفقوه ك ي ِنيس ، ال جزاء لو إال يف الدا ًر اآلخرةً ،ألف الدنيا ّنا فيها ال تكافئ آّهود الضخم ؛ ألهنا ه ي ٖنن ه رخيص كب ٍذ هؿ زىي هد . ه كعطاءه عمر -رضي ا﵁ي عنو -رسوؿ ا﵁ً يف العمرًة ،قاؿ (( :ال كعند ّْ الرتمذم :يستأذ يف ي تممما من د ائِك يا أ ي )) .
ينطق عن اٟنول ، اإلماـ كقائل ىذه الكلمة ىو ي اٞنعصوـ ،الذم ال ي ي رسوؿ اٟندل ، ي بعد :كلمة ما أريد َّ أف يل ّٔا الدنيا كما فيها عمر فيما ي كلكنها كلمةه عظيمةه كٖنينةه كنفيسةه ،قاؿ ي . كلك أ ٍف تشعر أف رسوؿ ا﵁ً ، قاؿ لك أنت ً بعينك :ال تٍنسنا من دعائك يا أخي . كاف رضا رسوؿ ا﵁ عن ربّْو فوؽ ما يص يفو الواصفوف ،فهو ر و اض يف الغىن كالفق ًر ، ً اض كقت القوةو ك ً اض يف الس ٍل ًم ك ً الصحة كالسق ًم ،ر و الضعف ،ر و اٜنرب ،ر و ر و اض يف اض كقت الشدةً ك ً الرخاء . عاش مرارة الييٍت ًم ،كأسى اليت ًم ،كلوعة اليت ًم فكاف راضيان ،كافتقر حّت ما ٩ند كيقرتض شعًنان من اٛنوع ، ط اٜنجر على بطنًو من شدَّةً ً ىدقى ىل التم ًر – أم رديئو ، -ككاف يرب ي ي ٩ند شيئان يأكليو فيؤثر يف جنبًو ،ك ُّ ٕنر ثبلثةي أياـ ال ي كيرىن درعو عنده ،ي يهودم ي كيناـ على اٜنصًن ي ك ،كمع ذلك كاف راضيان عن ا﵁ً ّْ ك َ ْيراً ّْمن َذلِ َ ار َك الَّ ِذي إِن َشاء َج َع َ لَ َ رب العاٞنٌن ﴿ تَـبَ َ ِ ٍ ِ صوراً ﴾ . ار َويَ ْج َع لَّ َ ك قُ ُ َجمَّات تَ ْج ِري من تَ ْحت َها ْاألَنْـ َه ُ ً ً ف ىو يف ً كل حزب ا﵁ً ، ككقفت الدنيا – ُّ كرضي عن ربّْو كقت آّأّة األكىل ،يوـ كقى ى الدنيا – ٓناربو ِنيلًها ً كرجلها ،بغناىا بزخرفًها ،بزى ًوىا ِنيبلئها ،فكاف راضيان عن ا﵁ً .رضي ي
326
ال حتزن
ع ًن ا﵁ً يف الفرتةً ً عمو كماتت زكجتهو خد٩نةي ،كأيكذم َّ أشد األذل ،كيكذب اٜنرجة ،يوـ مات ُّ ً كرمي يف ًص ٍدقً ًو ،فقيل لو َّ : َّ كاىن ، اب ، أشد كخ ي كذ ه التكذيب ،ي كساحر ،ك ه ه دشت كرامتيو ،ي كشاعر . ك٠ننو هف ، ه ً ً ً ً أفانٌن اتع صباه ، كمبلعب طفولتو ،ك ي كرضي يوـ طيًرد من بلده ،كمسقط رأسو ،فيها مر ي ي أحب ِ بالد ِ شبابًو ،فيلتفت إىل مكة كتسيل دموعيو ،كيقوؿ ِ (( : إلي ،ولوال َّ أن إنك ُّ اهلل َّ ي ي رجت )) . أهلك أ رجوني ممك ما ُ بأقبح ٍّنرد ،كبأسوأً ً يذىب إىل كرضي عن ا﵁ً كىو الطائف ليع ًرض دعوتو ،فييواجو ً ي و استقباؿ ،كييرمى باٜنجارةً حّت تسيل قدماه ،فًنضى عن مواله . ً طارد ً وضع كيرضى عن ا﵁ كىو ٫نرج من مكة مرغمان ،فيسًن إىل اٞندينة كيي ي باٝنيل ،كتي ي اقيل يف طر ًيقو أينما ذىب . العر ي كل موط ون ،كيف كل و مكاف ،كيف كل زم ون . يرضى عن ربو يف ّْ غلب قتل ُّ ٪نضر أ ي شج ر ي يحدان فيي ٌ عمو ،كيي ي ذبح أصحابوي ،كيي ي أسو ،كتي ي كسر ثنيتيو ،كيي ي ص ُّفوا كرائي أليثين على رِّب )) . ي جيشو ،فيقوؿ (( :ي كافر ضدَّه من اٞننافقٌن كاليهود كاٞنشركٌن ،فيقف صامدان يرضى عن ربّْو كقد ظهر ًح ٍل ه ف ه مفوضان األمر إليو . متوّْكبلن على ا﵁ً ّْ ، ضى ﴾ . م ْو َ يك َربُّ َ ف يُـ ْع ِط َ ك فَـتَـ ْر َ كجزاءي ىذا الرضا منو َ ﴿ : ولَ َ ******************************************
تاف في وادي نللة ِه ٌ
كشّْرد أيخرج ١نم هد كداره ككطنيو ،طي يرد طردان ن ي اٞنعصوـ من مكة حيث أىليو كأبناؤه ي ً ً ً كهتاكت عليو اٜنجارةي كاألذل باٛنحود ، كجوبًو الطائف ف يقوبل تشريدان ،كالتجأ إىل ٍ بالتكذيب ي الشتم . ك ُّ الس ك ي
327
ال حتزن
فاف كقدماه ً فعيناه بدموع األسى ً بدماء الطه ًر ً تك ً تنزفاف ،كقلبيو ّنرارةً اٞنصيبة يىػ ٍل ىع يج ،فإىل القوم إىل القها ًر ، من يلتجئ ؟ كمن ي يقصد ؟ إىل ا﵁ً إىل ّْ يسأؿ ؟ كإىل من يشكو ؟ كإىل من ي إىل العزي ًز ،إىل الناص ًر . رب ،كشكر مواله ،كتدفَّق لسانو بعبار ً ات الشكول استقبل ١نم هد القبلة ،كقصد َّ ي ً ً الطلب ،كدعا كأٌفَّ كبكى ،كشكا كتظلَّم َّ كتأمل . أحر كصادؽ النجول ك ّْ ً ً ً كاٞنآسي على اٝندكد ظماءي اٞنآقي من اٝنطوب بكاءي ً تلثم كجهان ى٥نىتىٍتوي ي الرعود كاألنواءي كشفاهي األياـ ي ضعف اٚنع سؤاؿ النت موالهي كإٟنو ليلة ٦نلة ،إ ٍذ يقوؿ (( :اللهم إني أشكو إليك ْ قوتي وقِلَّة حيلتِي وهواني لى ِ ورب الممتضعفين ،وأنت أرحم الراحمينُّ ، الماس ،أنت ُ ربي ،إلى من ِ تكلُمي ؟ إلى قر ٍ لي يب َّ يتجه ُممي ،أو إلى ٍّ دو ملَّ ْكتَه أمري ،إن لم يكن َّ أشرقت له ب فال أبالي ،غير أن افيتك هي أوسع لُي ،أ وذُ بمور وج ِهك الذي ْ غَ َ ضٌ ضبُك ،أو يح َّ بي سلطُك ، ال أمر الدنيا واآل رةِ ،أن ُ يمزل بي غَ َ ُ لمات َ ، وصلُ َ ليه ُ بك )) . لك العُ ْتبى حتى ترضى ،وال حول وال قوة إال َ **********************************************
جوائز للر ي األول ت َّ ِ ِ ِ ِِ ِ َنز َل ين إِ ْذ يُـبَايِعُونَ َ ك تَ ْح َ الش َج َرة فَـ َعل َم َما في قُـلُوبِ ِه ْم فَ َ ﴿ لََق ْد َرض َي اللَّهُ َ ِن ال ُْم ْ مم َ الم ِكيمَةَ َلَْي ِه ْم َوأَثَابَـ ُه ْم فَـ ْتحاً قَ ِريباً ﴾ . َّ ىذه غايةي ما يتمناه اٞنؤمنٌن كما يطلبو الصادقوف كما ٪نرص عليو اٞنفلحوف ..رضو ًاف ا﵁ً ي ي ً اٞنقاصد كأٚنى اٞنو ً ً اىب . أنبل .إف الرضا ُّ أجل اٞنطالب ك ي ك اللَّهُ َما ىنا يف ىذه اآلية جاء رضا ا﵁ً ،بينما ذيكًر يف موض وع آخر الغفرا يف ﴿ :لِيَـغْ ِف َر لَ َ و ِ ِ ين تَـ َق َّد َم ِمن َذنبِ َ َّر ﴾.كيف موط ون ثاف التوبةي ﴿ :لََقد تَّ َ اب اهلل َلَى المَّب ّْي َوال ُْم َهاج ِر َ ك َوَما تََ َ و نت لَ ُه ْم ﴾ . العفو َ َ ﴿ :فا اللّهُ َ َ مك لِ َم أ َِذ َ َواألَ َ نصا ِر ﴾ .كيف ثالث ي
328
ال حتزن
ا﵀قق ،ألهنم يبايعونك ٓنت الشجرةً كعلم ا﵁ ما يف ً قلؤّم ، أما هما :فالرضواف َّ ي ي ً ً الثمينة عندىم لتزىق ٞنرضاةً ً النفيسة لتذىب اٜنق ،كبيعةه ألنفسهم فبيعتيهم بيعةه ألركاحهم اٞنلك ّْ ٍ ٞنرضاةً الو ً احد القها ًر ،كبيعةه لوجودىم كحياهتم َّ ، ألف يف موهتم حياة للرسالة ،كيف قتلهم خلودان
ً ً للميثاؽ . للملة ،كيف ذىأّم بقاءن ً اإلخبلص الصايف ك ً ً ٌن كاليق ً اإل٬ناف اٞنك ً ً الصدؽ الوايف ، ٌن اٞنتٌن ،ك كعلم ما يف قلؤّم من الضيق ،كاٞنشقةي كالضىن ،لكنو رضي الضرر ك ي كسهركا ،كجاعيوا كظمئيوا ،كأصأّم ي لقد تعبيوا ي عنهم . لقد فارقيوا األىل كاألمواؿ كاألكالد كالديار ،كذاقيوا مرارة الفر ًاؽ كلوعة الغر ًبة ،ككعثاء ً االرٓناؿ ،لكنو رضي عنهم . السف ًر ككآبة يجهدكا ،لكنَّو رضي عنهم . لقد يشّْردكا كطيًريدكا كفيػّْرقيوا كتعًبيوا كأ ي ىل جزاء ىؤالء آّاىدين كاٞننافحٌن عن ً : اٞنلة غنائم من إبل كبق ور كغن وم ؟ ىل مكافأةي ي ي تظن أنو ي ًربد غليل ً ىؤالء ركض ماليةه ؟ ىل ُّ ي ي ىؤالء اٞنناضلٌن عن الرسالة الذابٌّْن عن الدي ًن :عي ه النخبة اٞنصطفاةً الصفوةً آّتباةً ك ً منمقةه ؟ ال . اىم معدكدةه أك ر د ، دكر َّ ي بساتٌن غنَّاء أك ه ي و ً ً صبَـ ُروا ثلج صدكرىم كلمة َ ﴿ :و َج َز ُ اهم بِ َما َ ييرضيهم رضوا يف ا﵁ ،كيي ي عفو ا﵁ ،كيي ي فرحهم ي ِ َّكئِين فِ َيها َلَى ْاألَرائِ ِ ك َال يَـ َرْو َن فِ َيها َش ْمماً َوَال َزْم َه ِريراً{ َ }13و َدانِيَةً َ َجمَّةً َو َح ِريراً{ ُ }12مت َ ِ اف َلَي ِهم بِآنِي ٍة ّْمن فِض ٍ َّة َوأَ ْك َو ٍ ت اب َكانَ ْ َلَْي ِه ْم ِ َاللُ َها َوذُلّْلَ ْ ت قُطُوفُـ َها تَ ْذليالً{ َ }14ويُطَ ُ ْ َ ِ ِ ٍ وها تَـ ْق ِديراً ﴾ . قَـ َوا ِر َيرا{ }15قَـ َوا ِر َير من فضَّة قَ َّد ُر َ ****************************************
ضا جمر الغ َ الرضا ولو لى ْ
ً عب و ت ،فذىب كالتمسها ،كمكث ثبلثة س ي يبحث عن إبلو اليت ضلَّ ٍ رجل من بين ٍ خرج ه أياـ يف غيابًو ،ككاف ىذا الرجل غنيان ،أعطاه ا﵁ ما شاء من ً و اٞناؿ ك ً اإلبل كالبق ًر كالغن ًم كالبنٌن ي
ال حتزن
329
٣نر سي ول يف ديا ًر بين عبس ،يف و ك ً و رح و رغد كأم ون ك اٞناؿ ىذا كاف ك ، البنات ي ب على ّْ ٍ األىل يف منزؿ ٍ ي و ْنتاحهم . يفكر ك ي يفكر أبناؤه أف اٜنوادث قد تزكرىم ،كأف اٞنصائب قد ي الدىم كمل ٍ كأماف ،مل ٍ يا راقد ً َّ أسحارا بأكلًو الليل مسركران َّ إف اٜنوادث قد يطٍيرقٍ ىن ٍ
كصغارىم ،معهم أموا يٟنم يف و غائب كبارىم أرض مستوية ،ككالدىم ه ي األىل ٗنيعان ي ناـ ي يبحث عن ضالَّتًو ،كأرسل ا﵁ عليهم سيبلن جارفان ال يلوم على و ٪نمل الصخور كما ، شيء ي ٍ ي ي كمر عليهم يف آخر ً الليل ،فاجتاحهم ٗنيعان ،كاقتلع بيوهتم من أصلها ،كأخذ ٪نمل الرتاب َّ ، ي احهم من تدفُّ ًق اٞناء ،كصاركا أثران بعد ٍ و عٌن األمواؿ معو ٗنيعان ،كأخذ األىل ٗنيعان ، ٍ كزىقت أرك ي ي ً اللساف . صاركا حديثان ييتلى على ،فكأهنم مل يكونوا ،ي كعاد األب ً ثبلثة و حي كال ناطق س أحدان ،كمل أياـ إىل الوادم ،فلم يً٪ن َّ يسمع رافدان ،ال َّ ٍ ي ً ف ،يا ا﵁ !! يا للد ً الدىياء !! ال زكجة ال ابن ال ابنة ،ال َّاىية صه ص ٍف ى ي كال أنيس ،اٞنكا يف قاعه ى ناقةى ال شاةى ال بقرة ،ال درىم ال دينار ،ال ثوب ال شيء ،إهنا مصيبةه !! من ٗنالً ٍو قٍد شرد ،فحاكؿ أ ٍف يدركو كأخذ بذيًلو علَّة أف ٩ند ٗنل ٍ كزياد نة يف الببلء :إذا ه ٌن و يقوده إىل مكاف يأكم إليو ،كبعد ح و آخر ،فأتى إليو اِّب ر أع ٚنعو اليوـ ىذا من ككقت ُّ رجبلن ي ي ليد ب ًن ً كقاده ،كذىب بو إىل الو ً ً أنت عبداٞنلك اٝنليفة يف دمشق ،كأخربه اٝنىبىػىر ،ى فقاؿ :كيف ى رضيت عن ا﵁ً . ؟ قاؿ : ي كىي كلمةه كبًنةه عظيمةه ،يقويٟنا ىذا اٞنسليم الذم ى٘نى ىل التوحيد يف قلبًو ،كأصبح آيةن للسائلٌن ً ، كعظةن للمتَّعظٌن ،كعربنة للمعتربين . كالشاىد :الرضا عن ا﵁ً . كالذم ال يرضى كال يسلّْ يم للمق ٌدر ،فإف استطاع أف يبتغي نفقان يف األرض أك يسلَّمان يف ِ مبَ ٍ الم َماء ثُ َّم لِيَـ ْقطَ ْع فَـلْيَم ُْر َه ْ يُ ْذ ِهبَ َّن َك ْي ُدهُ َما ب إِلَى َّ السماء ،كإف شاء﴿ :فَـلْيَ ْم ُد ْد ب َ يَ ِغي ُ ﴾ ********************************************
330
ال حتزن
وقفـ ـ ــة علي ب ًن الشبل : قاؿ أبو ّْ ً ً دات فناج نفسك باٞنىن كإذا ٨نمت ً ات اٛنناف ع ي ىك ٍعدان فخًن ي ً ي األكقات ك ّٔم تزكؿ حّت ة َّ ن ج َّ اجعل رجاءؾ يدكف يأسك ي ن ي ك ٍ كاسرت عن اٛنلى ً ات ساء بثَّك إ٧نا اد كالش َّ ي جلساؤؾ اٜني َّس ي ُّم ي ٍ ي ً كدع التوقُّع للحو ً من ً ٣نات ادث إنو ً قبل اٞنمات ي ّْ للحي ٍ ًً ثبات ً ثبات مثل ما ُّ فاٟنم ليس لوي ه يف أىلو ما للسركًر ي ً النفوس عقوٟنا ف للمتيقظٌن حياةي لوال مغالطةي تص ي مل ٍ *******************************************
اتلاذُ القرار ِ ين ﴾ . ت فَـتَـ َوَّك ْ َلَى اللّ ِه ﴾ ﴿ .إِ َّن اللّهَ يُ ِح ُّ ﴿ فَِإذَا َ َزْم َ ب ال ُْمتَـ َوّْكل َ الشك ، إف كثًنان منا باؾ ك ُّ القلق كاٜنًنةي كاإلر ي يضطرب عندما يريد أف يتخذ قراران ،فيصيبيو ي ي صداع دائ وم .إف على ً يتأمل فيبقى يف أ ومل مستم ور كيف و العبد أف يشاكر كأف يستخًن ا﵁ى ،كأف َّ كقت اٞنسلك أم األصوب ك ي األحسن أقدـ ببل إحجاـ ،كانتهى ي ي ي قليبلن ،فإذا غلب على ظنو الر ي الرتدد كاالضطر ً اب . كصمم ىك ىجىزـ ،لينهي حياة ُّ اٞنشاكرةً كاالستخارةً ،ىك ىعىزـ كتوَّكل َّ ، باٝنركج ،فلبس ألمتو كأخذ سيفو يحد ،فأشاركا ً لقد شاكر الناس كىو على اٞننرب يوـ أ ي ،قالوا :لعلَّنا أكرىناؾ يا رسوؿ ا﵁ ؟ لو بقيت يف ً اٞندينة .قاؿ (( :ما كان لمبي إذا لبس اٝنركج . دوهِ )) .ىك ىعىزـ على ً ألمته أن يمز ها حتى يقضي اهللُ بيمه وبين ّْ مضاء كتصمي وم و تردد ،بل إىل و كعزـ و إف اٞنسألة ال ٓنتاج إىل و أكيد ،فإف الشجاعة كالبسالة ي كالقيادة يف ً أناذ القرا ًر .
ِ ورى ﴾ ، تداكؿ مع أصحابًو الرأم يف بد ور َ ﴿ :و َشا ِوْرُه ْم في األَ ْم ِر ﴾ َ ﴿ ،وأ َْم ُرُه ْم ُش َ فأشاركا عليو فىػعزـ كأقدـ ،كمل يل ًو على و شيء . ىى ي
331
ال حتزن
ً كبركد يف َّ ً كإخفاؽ للجهد ، تات ه ور يف التصمي ًم ى فساد يف الرأ ًم ،ه إف الرتدّّد ه كش ه اٟنمة ،ىك ىخ ه أعرؼ أناسان من سنو و ات كىم الس ًًٍن .كىذا ُّ الثبات .ي يف َّ الرتد يد ه اٛنزـ ك ي العزـ ك ي مرض ال دكاء لو إال ي ي ً ك٪نجموف يف قرار ً الشك أعرؼ عنهم إال ركح ّْ قدموف ي ات صغًنةو ،كيف مسائل حقًنةو ،كما ي ي اب ،يف ً كاالضطر ً أنفسهم كيف من حوٟنم . لئلخفاؽ أف يصل إىل أرك ً احهم فىػوصل ،كٚنحوا للتشت ً ً ُّت ليزكر أذىاهنم فزار إهنم ٚنحوا ى ي ى ى . كتتأمل اٞنسألة ،كتستشًن أىل الرأم ،كتستخًن إنو ٩نب عليك بعد أف تدرس الواقعة َّ ، األرض ،أف تي ً رب السماك ً ات ك ً قدـ كال يٓن ًجم ،كأف تيػٍن ًفذ ما ظهر لك عاجبلن غًن و آجل . َّ حركب الردةً ،فأشار الناس كلهم عليو ً ً بعدـ كقف أبو بكر الصدّْيق يستشًني الناس يف ي لكن ىذا اٝنليفة الصدّْيق انشرح صدره ً ً ً لئلسبلـ ،كقطٍ هع لدابر للقتاؿ ،ألف ىذا إعز هاز القتاؿ َّ ، ي ً ً ً ً فصمم على اٝنارجة على للفئات كسحق الفتنة ، قداسة الدي ًن ،كرأل بنوًر ا﵁ً أف القتاؿ خًنه َّ ، ه يقاتلن من َّفرؽ بٌن الصبلةً كالزكاةً ،كا﵁ لو منعوٍل عقاالن رأيو ،كأقسم :كالذم نفسي بيدهً ،أل َّ يؤدكنو ً علمت أف ا﵁ شرح صدر أِّب بكر لرسوؿ ا﵁ لقاتلتيهم عليو .قاؿ عمر :فلما كانوا ُّ ي اٜنق .كمضى كانتصر ككاف رأيوي الطيب اٞنبارؾ ،الصحيح الذم ال ليٍبس فيو كال ، علمت أنو ُّ ي ًع ىو ىج . نرتدد يف ً أناذ القرا ًر ؟ إىل مّت اكح يف أماكنًنا ؟ كإىل مّت َّ ي نضطرب ؟ كإىل مّت نر ي إذا كنت ذا رأم فكن ذا عز و ٬نة ٍ
َّ ترتددا فإف فساد الرأم أ ٍف َّ
إف من ً طبيعة اٞننافقٌن إفشاؿ اٝنطًَّة بكثرةً تكرا ًر ً القوؿ ،كإعادةً النظ ًر يف الرأم ﴿ :لَ ْو َّ ٍ ادوُكم إِالَّ َ باالً وألَو َ ِ َّ ِ ِ ِ ين قَالُواْ َ ْ َ َر ُجواْ في ُكم َّما َز ُ ْ ضعُواْ الَلَ ُك ْم يَـ ْبـغُونَ ُك ُم الْف ْتـمَةَ ﴾ ﴿ .الذ َ ت إِن ُكمتُم ِ ِ ين﴾. ِا ْ َوانِ ِه ْم َوقَـ َع ُدواْ لَ ْو أَطَا ُونَا َما قُتِلُوا قُ ْ فَا ْد َرُؤوا َ ْن أَن ُف ِم ُك ُم ال َْم ْو َ ْ َ صادق َ
332
ال حتزن
لعل » فحيا يهتم مبنيةه على إهنم يصطحبوف « لو » دائمان ،ك٪نبوف « ليت » كيعشقوف « َّ ِ ً ً ً ً ك الَ إِلَى َهـ ُالء َوالَ ين بَـ ْي َن َذلِ َ التسويق ،كعلى اإلقداـ كاإلحجاـ ،كعلى التذبذب ُّ ﴿ ،م َذبْ َذب َ
إِلَى َهـ ُالء ﴾ . مرةن معنا كمرنة معهم ،مرةن ىنا كمرةن ىناؾ . الغمم )) كىو يقولوف يف ً ً اٜنديث (( :كالشاة العائرةِ بين القطيعين من ِ أكقات كما يف ً األزمات ﴿ :لَ ْو نَـ ْعلَ ُم قِتَاالً الَّتَّـبَـ ْعمَا ُك ْم ﴾ .كىم كاذبوف على ا﵁ً ،كاذبوف على أنفسهم ، ً فهم يسركف كقت ً أحدىم يقوؿ ﴿ :ائْ َذن لّْي َوالَ تَـ ْفتِمّْي ﴾ .إنو األزمة ،كيأتوف كقت الرخاء ك ي اب ﴿ :إِ َّن بـيوتَـمَا َورةٌ وما ِهي بِعورةٍ ً ً اإلحباط .كيقولوف يف األحز ً اإلخفاؽ ك مل يتخذ إال قرار ُُ ْ َ ََ َ َْ َ اٜنق اٞنب ً التخلص من الو ً ٌن . ﴾ .كلكنَّو ص من ّْ اجب ،كالتملُّ ي ي *******************************************
ُحـ ُد ْ اثبت أ ُ
ِ َّ ِ ً َّ ين َممُوا من طبيعة اٞنؤم ًن :الثبات كالتصميم كاٛنزـ كالعزـ ﴿ ،إِنَّ َما ال ُْم ْ ممُو َن الذ َ إف ٍ ِ َّدو َن ﴾ ،كيف قرا ًرىم بِاللَّ ِه َوَر ُسول ِه ثُ َّم لَ ْم يَـ ْرتَابُوا ﴾ ،أما أكلئك ﴿ :فَـ ُه ْم فِي َريْبِ ِه ْم يَـتَـ َرد ُ يضطربوف ،كعلى أدبا ًرىم ينكصوف ،ك ً بارؽ العبد إذا ٞنع ي لعهودىم ينقضوف .إف عليك أيُّها ي كترجح لديك النفع ،أف تي ً ً تأخ ور . قدـ ببل التو واء كال ُّ الظن َّ ، غالب ّْ ي الصواب ،كظهر لك ي َّ ك ً البطل لعل امض كالسيف على ّْ كف ٍ اطر ٍح ليتان كسوفان ك ٍ األمريٍن ،كذىب إىل حكي وم يشتكيو ،قاؿ: لقد َّ رجل يف طبلؽ زكجتو اليت أذاقٍتو َّ ترد ىد ه ات .قاؿ :أربع سنو و الزكجة ؟ قاؿ :أربع سنو و ً الس َّم كم لك من سنة مع ىذه ات كأنت ٓنتسي ُّ ؟! كٓنمبلن كانتظاران ،لكن إىل مّت ؟ إف ً يعلم أف ىذا األمرين ن الفط صحيح أف ىناؾ صربان ُّ ه ي يستمر أك ال يسرت ،فٍليتخ ٍذ قراران . يصلح ، ُّ يتم أك ال ُّ ُّ يصلح أك ال ي يتم ،ي يقوؿ : الشاعر ي ك ي ً تعجل الفر ًاؽ كعبلج ما ال ت ٍشت ًهيػ ي النفس ي ػو ي
ال حتزن
333
الناس ،أف اإلرباؾ كاٜنًنة يأتيهم يف مواقف كثًنةو الس ًًن كاستقر ًاء أحو ًاؿ ً يظهر من ّْ كالذم ي ،لكن غالب ما يأتيهم يف أرب ًع مسائل : األولى :يف الدر ً التخص ً أم قسم يسل يكو ،فيبقى يف اسة كاختيا ًر ُّ ص ،فهو ال يدرم َّ ً ذلك فرتنة .كعرفت طيبلَّبان ضيَّػعوا سنو و ً الكليات ،فيبقى األقساـ ،كيف ترد ًدىم يف ات بسبب ُّ ي ي يدخل يف قس وم سنةن أك سنتٌن ، كبعضهم بعضهم مرتددان قبل التسجيل ،حّت يفوتو التسجيل ،ي ي ي عمر ىش ىذ ىر ىم ىذ ىر . الطب ، يعود إىل ّْ فًنتضي الشريعة مث يرل االقتصاد ،مث ي ي فيذىب ي كلو أنو درس أمره كشاكر كاستخار ا﵁ يف ً أكؿ أم ًرهً ،مث ذىب ال يلوم على شيء ، التخص ً ص. ألحرز عمره كصاف كقتو ،كناؿ ما أراد من ىذا ُّ يعتنق العمل الثانية : اٞنناسب ،فبعضهم ال ي يعرؼ ما ىو العمل الذم يناسبيو ،فمرنة ي ي ي كظيفةن ،مث يرتيكها ليذىب إىل شر و كة ،مث يهجر الشركة إىل عمل ْنارم و ٪نصل على مث ، ُنت ي ي ً ً ً صفوؼ العاطلٌن . يلزـ بيتو مع العدـ ك اإلفبلس كالفق ًر مث ي ك ي ً و ً يلزموي َّ ، كمن لزـ بابان أيكيت باب رزؽ ف ٍل ٍ أقوؿ ٟنؤالء :من فيتح لو ي من ىذا اٞنكاف ٍ ، فإف رزقو ٍ سهولتو كفىػٍتحو كحكمتو . ً ً الزكجة ،كقد مسألة اختيا ًر اب يف أكثر ما يأيت الشباب اٜنًنةي كاالضطر ي الثالثة :الزك ي اج ،ك ي ً األـ االبن أك اليت تراىا ُّ يدخل رأم اآلخرين يف االختيا ًر ،فالو ي الد يرل لولده امرأ نة غًن اليت يراىا ي ي ،فرّنا كافق االبن رغبة ك ً يقدمو . ، ه الد فيحصل ما ال ير ي يده ،كما ٪نبَّو ،كما ال ي ي ي كنصيحيت ً ً باٝنصوص إال على ما يرتاحوف إليو يف قدموا يف مسألة الزك ًاج ي ال أف ٟنؤالء ي ي ً جانب الدين كاٜنس ًن كاٞنو ً ً للمجازفة ّٔا . افقة ،ألف اٞنسألة مسألةي مص ًًن امرأةو ال مكاف يٍ ً ً الطبلؽ ،فيومان يرل الفراؽ كيومان يرل اٞنعايشة مسألة اب يف الرابعة :تأيت اٜنًنةي كاالضطر ي الركح ، ك٘نَّى ً اٜنبل ،فيصيبو من اإلعياء ،ي كيومان يرل أف يينهي اٞنعايشة ،كآخر يرل أف يقطع ٍ ً ً عليم . كفساد الرأم ،كتشتُّت األم ًر ،ما ا﵁ي بو ه ً إف على ً الصارـ ،إف العمر كاح هد ،كإف اليوـ العبد أف يينهي ىذه الضوائق النفسية بقرا ًره يشارؾ ً يتكرر ،كإف الساعة لن تعود ،فعليو أف يعيشها سعاد نة يشارؾ فيها ً بنفسو بنفسو ،ي لن َّ
334
ال حتزن
استجبلب ىذه السعادةً ،كتأيت ىذه السعادةي ً ً ىم كعزـ يف بأناذ القرا ًر .إف العبد اٞنسلم إذا َّ كتوكل على ا﵁ً بعد أف يستخًن كييشا ًكر ،صار كما قاؿ األكؿ : كأعرض عن ذ ٍك ًر العو ً اقب جانبا إذا َّ ىم ألقى بٌن ٨نٍَّيو عينوي ً ً انطبلؽ السيف ، كمضاء كتصميم كتصمي ًم الدى ًر ،ك ه ه إقداـ كإقداـ السيل ،كمضاءه ه ً ضواْ إِلَ َّي َج ِمعُواْ أ َْم َرُك ْم َو ُش َرَكاء ُك ْم ثُ َّم الَ يَ ُك ْن أ َْم ُرُك ْم َلَْي ُك ْم غُ َّمةً ثُ َّم اقْ ُ كانطبلؽ الفج ًر ﴿ ،فَ ْ والَ تُم ِ ر ِ ون ﴾ . َ ُ ***********************************************
كما تدين تُدان يد من ً يد منهم أف يكونوا كرماء ك٥نن نغضب ،كنر ي عجبان لنا ! نر ي الناس أف يكونوا حلماء ي ي ً اإلخاء ،ك٥نن ال نؤدم ذلك . نبخل ،كنريد منهم الوفاء ُنسن ك٥نن ي مهذبان ال عيب ً ود يفوح ببل د ً يد َّ خاف فيو تير ي كىل عي ه ي ي كقالوا :من ألخيك كلّْو . كقاؿ آخر : على و ً أم ً الرجاؿ َّ ب شعث ُّ كلست ّني ٍس ٍتب وق أخان ال تلي ُّموي اٞنهذ ي الركمي : ابن ُّ كقاؿ ي ً عجب ً كم ٍن ً ػمهذب يف الدنيا كلست يم َّ َّ هذبا األياـ أنَّك تبتغي الػ *************************************************
وقف ـ ـةٌ قاؿ إيليا أبو ماضي : أيُّها الشاكي كما بك داءه شر اٛنناةً َّ نفس األرض يف إف َّ ي ه ً كتعمى كترل الش ٍَّوؾ يف الوركدٍ ،
كيف تغدك إذا غدكت عليبل ً الرحيبل تتوقَّى ،قبل الرحيل َّ أف ترل فوقها الندل إكليبل
ال حتزن
ىو عبء على اٜنياةً ىم ٍن يظي ُّن اٜنياة عبئان ثقيبل ثقيل ه ه ً كالذم نفسو بغًن و ال يرل يف الوجود شيئان ٗنيبل ٗناؿ يي بح ما دمت ً ٔنف أ ٍف يزكؿ حّت ييزكال فيو َّع ُّ ال ٍ بالص ً ي فتمت ٍ كيبل يطيوال ىم ّْ أظل رأٍسك ّّ كإذا ما َّ قصر البحث فيو ٍ ً جهوال الركاِّب طيور َّ فمن العا ًر أف َّ أدر ٍ تظل ي كت يكٍنػ ىهوى ي ً ذت فيو ىم ٍسىرحان كمقيبل ك سواىا اٜنقل ًم ٍل ي ٔن ٍ ما تراىا ك ي **********************************************
335
ِ الكالم اللالَّ ِ ب ضريبةُ
قيامنا بواجبنا مع ً إ ٌف سعادتنا تكمل يف ً ً اإلنساف . خالقنا ،مث مع خ ٍل ًقو ،مع ا﵁ً مث مع ي سهل نط يقو كْنبًنيه كزخرفتيو ،لكن األصعب من ذلك صياغتيو يف يمثي ول عليا من إف الكبلـ ه ً ً ً اٛنليلة ﴿ أَتَ ُْمرو َن الم ِ ِ م ُك ْم َوأَنتُ ْم تَـ ْتـلُو َن األعماؿ الصفات اٜنميدةً ك َ ُ مم ْو َن أَن ُف َ َّاس بالْب ّْر َوتَ َ ِ اب أَفَالَ تَـ ْع ِقلُو َن ﴾ . الْكتَ َ ً َّ وضع – كما يف اٜنديث إف اآلمر باٞنعركؼ التارؾ لو ،كالناىي عن اٞننك ًر الفاعل لو ،يي ي ً ً ً أىل النا ًر عن يدكر ي فيدكر بأمعائو كما ي الصحيح – يوـ القيامة يف النار ،ي اٜنمار برحاهي ،فيسألو ي ً آتيو ،كأهنا يكم عن اٞننك ًر ً باٞنعركؼ كال ً سر ً كآتية . آمركم كنت : فقاؿ ، كو ىبل ّْ ي ي ىبلَّ ً التعليم ذا كاف ك لنفس الرجل اٞنعلّْ يم ىغًنهي ي يا أيُّها ي ظ الشهًني أبو معاذ الرازم فبكى كأبكى الناس ،مث قاؿ : كقف الوع ي عليل يأمر الناس بالتقى كغًني ّْ طبيب يداكم الناس ي ه كىو ه نقي ي ً ً بالصدقة ،تصدَّؽ ىو أكالن ،مث أمرىم ، السلف إذا أراد أف يأمر الناس بعض كاف ي فاستجابيوا طواعيةن . كقرأت أف كاعظان يف ً القركف اٞنفض ً عهد ً َّلة ،أراد أف يأمر الناس بالعًٍت ًق ،كقد طلب منو ي و فأمر كثًنه من الرقيق أف يسأؿ الناس ذلك ،فجمع نقودان يف كقت طويل مث أعتق رقبةن ،مث َّأـ ى ً الناس كأعت يقوا رقابان كثًنة . بالعٍتق ،فاقتدل ي
336
ال حتزن
**********************************
الراحةُ في الجم َِّة
﴿ لََق ْد َ لَ ْقمَا ِْ نما َن فِي َكبَ ٍد اا َ أ٘ند بن حنبل ،كقد قيل لو :مّت الراحةي ؟ قاؿ :إذا كضعت قدمك يف ً اٛننة ي يقوؿ ي ي ى ارٓنت . ال راحة قبل ً كنكبات ، كمصائب ادث اٛننة ،ىنا يف الدنيا كفنت كحو ي إزعاجات كزعازعي ه ي ي ي كيأس . كىم ُّ ض ّّ ىمىر ه كغم كحز هف ه ً األقذاء كاألكدا ًر صفوان من يدىا ت على كد ور كأنت تر ي طيبً ىع ٍ اسة من نيجًنيا ،ككاف رجبلن صاحب و أخربٍل زميل در و أمانة ،أخربٍل أف َّأمو كانت تيوقظيو ي يف ً الثلث األخًن ،قاؿ :يا َّأماهي ،أريد الراحة قليبلن .قالت :ما أكقظك إال لراحتًك ،يا بين إذا تح . دخلت اٛننة فار ٍ ً ً يناـ ساجدان ،فقاؿ لو أصحابوي :لو أرحت كاف ه مسركؽ – ي أحد علماء السلف – ي يد . نفسك .قاؿ :راحتها أر ي يتعجلوف الراحة ً برتؾ الو ً يتعجلوف العذاب حقيقةن . اجب ،إ٧نا َّ إف الذين َّ إف الراحةن يف ً أداء العمل الصا ًٌف ،كالنف ًع اٞنتعدّْم ،كاستثما ًر ً َّ ب من ا﵁ً . يقر فيما الوقت ّْ ي َّ ِ َّ َّ إف الكافر ير ي يد حظَّو ىنا ،كراحتىوي ىنا ،كلذلك يقولوف َ ﴿ :ربَّـمَا َ ّْج لمَا قطمَا قَـ ْب َ يـوِم ال ِ ْحم ِ اب ﴾ . َْ َ الرزؽ قبل ً ً اٞنفسرين :أم :نصيبنا من اٝنى ًًن كحظَّنا من ً القيامة . يوـ بعض ّْ ٍ قاؿ ي يفكركف يف ً ﴿ إِ َّن َه ُ َالء ي ِحبُّو َن الْع ِ اجلَةَ ﴾ ،كال ّْ ً خسركا الغد كال يف َ ُ اٞنستقبل ،كلذلك ي اليوـ كالغد ،كالعمل كالنتيجة ،كالبداية كالنهاية . ً ً تستقر على اج َّ ملوف ال ُّ كىكذا يخلقت اٜنياة ،خإنتيها الفناءي فهي ه َّر ،كىي مز ه شرب مكده شيء ،نعمةه كنقمةه َّ ، كفقر . غىن ه شدةه كرخاءه ،ن ﴾
.
337
ال حتزن
ىذه ىي النهاية : ِ َسرعُ ال َ ِ ِ ين ﴾ . ْح ّْق أَالَ لَهُ ال ُ ﴿ ثُ َّم ُردُّواْ إِلَى اللّه َم ْوالَ ُه ُم ال َ ْحاسب َ ْح ْك ُم َو ُه َو أ ْ َ **********************************************
وقفـ ـ ـةٌ قاؿ إيليا أبو ماضي : األرض مل يكك كالسما كاأل٤ني ٍم؟ كتقوؿ إنك معي ًد يـ كم تشتكي ي ك ي ٍ بل ّْ كزىرىا كأر٩نيها كلك ي اٞنرتًلي ي اٜنقوؿ ي كنسيمها كالبيػ ٍل ي يتضريـ ك كاٞناءي حولك َّ فضةه رقٍراقةه عسج هد َّ الشمس فوقك ٍ ي السفوح كيف ُّ دكران مزخرفةن كحينان ٍيه ًد يـ الذرا النور يبين يف ُّ ك ي تتبس يم ؟ َّت لك الدنيا فما لك كاٗنان ؟ مت فعبلـ ال َّ َّ كتبس ٍ ىش ٍ ُّـ لعز قد مضى إف كنت مكتئبان ٍّن ىيهات ييرجعيو إليك تىػنىد ي و أك كنت تيشفق من ً ْنه يم مصيبة حلوؿ ٬ننع أ ٍف ً٪ن َّل ُّ ي ىيهات ي شاخ الزما يف فإنو ال يىػ ٍهىريـ تقل أك كنت جاكزت الشباب فبل ٍ تكاد ٜنً ٍسنًها تتكلَّ يم الت تي ًط ُّل من الثَّرل انظر فما ز ٍ صور ي ه ٍ **************************************************
ِ ِ المقصود حصول عين لى ّْ الرفْ ُق يُ ُ
ً شفيع ال يػيرُّد يف ً كنصوص يف ً اٜناجات ،كلك أف تعلم أف طلب آثار َّ مر ٍ الرفق ،ك ي ه ت ه الرفق ه ى و و ب ،ال تدخليها ىذه الطريق الضيق بٌن جدارين ،الذم ال يتسع إال ٞنركر سيارة كاحدة فى ىح ٍس ي برفق من ً السيارة إال و قائدىا كحذ ور ٍّن كتوؽ ،بينما لو أقبل ّٔا مسرعان كأراد اٞنركر من ىذا اٞنكاف ً ينقص ،كالسيارةي ىي ىي ، يسىرنة ٍ كتعطلت سيارتيو ،كالطر ي يق مل ي ًزد كمل ٍ الضيق الصطدـ ٬نٍنةن ىك ٍ برفق كىذه بشدَّةو لكن الطريقة ىي اليت اختلفت ،تلك و ً حوض نغرسها يف اليت ة الصغًن ة الشجر ك . ي ي َّ ي ً ً تشرب منو كينفعيها ،فإذا أخذت كميةن من ىذا فناء أحدنا ،إذا سكبت عليها اٞناء شيئان فشيئان ي
ال حتزن
338
مكاهنا ،إف كمية ً بعينو كحجمو كألقيتو دفعةن كاحدة القتلعت ىذه النبتة من ً اٞناء ً اٞناء كاحدةه ٍ تغًن . كلكن األسلوب َّ برفق يضمن سبلمة ثوبًو ،خبلؼ من ً و ٫نلع ثوبو و بسرعة ،فإنو ٩نذبيو بقوةو كيسحبيو من ي إف ٍ ي ٕنزقً ًو . يشكو من تقطُّ ًع أزرا ًره ك ُّ انكشاؼ ع ىدـ ً ً ً كزع ًمهم أف كمن اللطائف يف صدؽ إخوة يوسف يف ٠نيئًهم بثوبًًو ٍ ، ى ى الذئب كما زعموا َّٞنزؽ شقوؽ ،كلو أكلو الذئب أكلو :أهنم خلعيوا الثوب برفق فلم ٪نصل فيو ه ي ٣نزوؽ ،كمل ٫ن ٍل ٍعو خ ٍلعان . كل َّ الثوب َّ ِ ً ٓنتاج إىل و نرفق بإخواننا : نرفق بأنفسنا (( :وإن لمفمك ليك حقاً )) .ي رفق ي إف حياتنا ي نرفق باٞنرأةً (( :رفقاً بالقواري ِر )) . (( إن اهلل رفيق يحب الرفق )) .ي على اٛنسوًر اٝنشبيًة اليت بناىا األتر ياؾ على ٣نر ً ات األهنا ًر ، مكتوب يف أكؿ اٛنس ًر :رفقان ه اٞنار و مستقر النهر . فجدير أف يهوم إىل ع اٞنسر ،أما ط يسق ال ّٔدكء ي رفقان .ألف َّ ّْ ي ي كيف مذ ٌكر و دراجةه ناريةه ،أراد سورم كاف يسكن يف مدينة « السلمية » ،كلو َّ ات ألديب ٍّن ي ً بنوه ٞنن أراد أف ٬نشي بدراجتو أف يعرب ّٔا على جسر بناه األتر ياؾ من اٝنشب على النه ًر ،كىم ٍ أصبحت من أعلى اٛنس ًر فذىبت مسرعان على جسرم ،فلما متئدان متأنيان ،قاؿ ىذا الرجل : ي ي اختل نظرم ّْ بت ِّب ك َّ أرفق بنفسي كال بدراجيت فاضطر ٍ نظرت ٬نىٍنىةن كيى ٍسىرنة ،كأنا مل ٍ متوسطان النهر ،ي فوقعت بدراجيت يف النه ًر ...ككانت قصةن طويلة . ، ي بعض ً و حدائق الزىوًر كالوركد يف ً ً َّ مدف أكركبة :لوحةه مكتوب فيها : مداخل إف على «تىػرفَّق » ،ألف الداخل مسرعان ال يرل ذاؾ النبت اٛنميل كال يضمن سبلمة ذاؾ ً الورد الباىي ، ىٍ ي تأٌل . فيحصل الدعس كالدفس كاإلبادة ،ألنو ما رفق كال َّ ىناؾ معادلة تربوية تقوؿ :إف العصفور تربوية تقوؿ :إف العصفور ال يرتفَّ يق كالنحلة . وقعت لى ُ ٍ ود لم وتضع طيباً ،وإذا من كالمحلة ،ت ك ُ طيباً ْ ُ كيف اٜنديث (( :الم ُ كتناؿ مطلؤّا و برفق . تعلق الرحيق ّٔدكء ،ي تكم ِره )) .فالنحلة ال يًٓن ُّ س ّٔا الزىرةي أبدان ،كىي ي ْ
ال حتزن
339
كالعصفور على ً ضآلة ً جسمو ٫نربي الناس بنزكلًو على سنابل ،فإذا أراد النزكؿ سقط سقوطان ، ي ككثب كثٍبان . ملخصها :سنبلةي قمح الرساـ اٟنندم ،كقد رسم لوحةن بديعة اٜنس ًن َّ أذكر قصة َّ ّْ كال أز ياؿ ي النمو ،باسقةي ً الطوؿ ،كعلَّقها عليها عصفور قد كقع ،كىذه السنبلة مليئةه ّْ باٜنب ،مرتعرعةي ّْ ه اٞنلً ً ك على جدا ًر ديوانً الرساـ على حسنًها الناس يهنّْئوف اٞنلك ّٔذه كدخل ، و اللوحة كيشكركف َّ ي ي ً ً ً كضج أخرب أهنا خطهأ َّ ، ه رجل فقًنه مغمور يف كسط الزحاـ فاعرتض على اللوحة ،ك ى ،كدخل ه اٞنلك و برفق كقاؿ :ما عندؾ؟ قاؿ :ىذه الناس بو ُّ كصجوا ،ألنو خالف اإلٗناع ،فاستدعاه ي ي ً ً عرضها .قاؿ :كملى ؟ قاؿ َّ : السنبلة رسم العصفور على اللوحةي خطهأ رٚنيها ،ىك ىغل ه ط ٍ ألف الرساـ ى كترؾ السنبلة مستقيمةن ٣نتدةن ،كىذا خطهأ ّْ ، القمح أماٟنا، فإف العصفور إذا نزؿ على سنبلة ً الناس :صدقت .كأنزؿ ٬نلك الرفق .قاؿ ي ثقيل ال ي اٞنلك :صدقت .كقاؿ ي كأخضعها ،ألنو ه اللَّوحة ،كسحبت اٛنائزةي من ً الرساـ . ي ٍ األخذ ك ً العمل ك ً بالرفق يف ً إف األطباء ييوصوف ً العبلج ،كيف مزاك ًلة ً َّ العطاء . تناكؿ ً فذاؾ يقلع ظ ٍفره بيده ،كذاؾ يباشر ًسنّْو ً ص باللقمة ،ألنو أى ىك ىربىا كما بنفسو ،كآخر يىػغي ُّ ي ي مضغها . أحسن ٍ ً أت ً السلف أنو قاؿ :إف ًمن فً ٍق ًو الرجل لبعض ز٠نر ّْ فتدمير .قر ي إف اٞناء يرتفَّ يق ،كإف الريح تي ي ً ً ً كوب ً كخ ٍل ًع نعلًو كر ً دابتو . ًرفٍػ ىقوي يف دخولو كخركجو منو ،كارتداء ثوبًو ى ً ً إف العجلةى كاٟنوج كالطيش يف أخذ األموًر ً كتفويت ُنصوؿ الضرًر كتناكؿ األشياء ،ىك ًفيلةه ى ٍ ى ىى اٞننفعًة ،ألف اٝنىٍيػر بيين على ً الرفق من الرفق في شيء إالَّ زانه ،وما نُزع ُ الرفق (( :ما كان ُ ى
شيء إالَّ شانهُ )) . ً َّ النفوس . كٔنشع لو القلوب ، كتنقاد لو إف الرفق يف اح ،ي ي ي ذعن لو األرك ي التعامل تي ي ي إف الرفيق من البش ًر ً لكل ىخ ٍو كتثوب إليو النفوس اٞنستعصية ، لو تستسلم ، ًن فتاح م ّْ ي ه ي ي مت فَ ّاً غَلِي َ الْ َقل ِ ْب الَن َفضُّواْ ِم ْن مت لَ ُه ْم َولَ ْو ُك َ القلوب اٜناقدةي ﴿ ،فَبِ َما َر ْح َم ٍة ّْم َن اللّ ِه لِ َ ي ك﴾. َح ْولِ َ
340
ال حتزن
*******************************************
وقف ـ ـةٌ ً بصيغة الغائب : َّث طو حسٌن يتحد ي « كاف يرل نفسو إنسانان من ً يقسم الناس يكلد كما ييولدكف ،كعاش كما يعيشوف ّْ ، و يكن الوقت كالنشاط فيما ّْ يأنس إىل أحد ،كمل ٍ يقسموف فيو كقتهم كنشاطهم ،كلكنو مل ٍ يكن ي ض ًرب بينو كبٌن ً األمن ،كباطنيو من الناس كاألشياء ُّ يطمئن إىل شيء ،قد ي ه ظاىره الرضا ك ي حجاب ي اب ً تقوـ النفس ،يف صحراء موحشة ال ٓندُّىا قًبىلًو السخ ي طك ي ي اٝنوؼ ك ي اٜندكد ،كال ي القلق كاضطر ي ٬نكن أف يسلكها ،كغايتو اليت ٬نكن أف ينتهي إليها » فيها األعبلـ ،كال َّ يتبٌن فيها طريقو اليت ي . ً ً ٜنظات من السركر أقوؿ :إف كاف بالقلب ٕنر ي ابن تيميةى « :إهنا ُّ ه يقوؿ ي شيخ اإلسبلـ ي عيش طيّْ و أىل اٛننة يف ًمثٍ ًل ىذا العيش َّ ،إهنم لفي و ب». ي بالس ً يوؼ » . كقاؿ إبراىيم بن أدىم ٥ « :نن يف عيش لو علم بو ي اٞنلوؾ ٛنالدكنا عليو ُّ ************************************ /http://www.saaid.net
حتى تكون أسعد الماس اإل٬نا يف يي ٍذ ًىب اٟنموـ ،كيزيل الغموـ ،كىو قرةي ع ً ٌن اٞنوحدين ،كسلوةي العابدين . ي ي
تفكر فيما مضى ،فقد ذىب كانقضى . ذىب ى ما مضى ى مات ،فبل ٍ فات ،كما ى ً بالقضاء ً اٞنقسوـ ،كل و ً ا﵀توـ ،ك ً َّجىر . الرزؽ ارض شيء بقد ور ً ، ُّ فدع الض ى أال بذكر ا﵁ً ً ً القلوب ُّ ، الكركب . الغيوب ،كبو تفر يج الذنوب ،كبو يرضى عبلٌ يـ كٓنط تطمئن ُّ ي ي ً ال تنتظر شكران من و كحسد. كحقد، أحد ،كيكفي ثواب ى جحد ،ى الصمد ،كما عليك ٣ن ٍَّن ى ٍ ً ً إلصبلح ً يومك . أٗنع ٨نَّك ً إذا أصبحت فبل تنتظ ًر اٞنساء ٍ ، كعش يف حدكد اليوـ ،ك ٍ هتتم ً ً بالغد ؛ ألنك إذا أصلحت يومك صلح ىغ يد ىؾ . اترؾ اٞنستقبل حّت يأيت ،كال َّ ى
ال حتزن
341
اٜنسد ،كنق ًّْو من ً ً أزؿ منو الشحناءى. طهٍر قلبك من اٜنقد ،كأخر ٍج منو البغضاء ،ك ٍ ّْ ً ً ً و اٞنخالطة . أقبل على شأنًك ،كقلّْ ٍل من اعتزؿ الناس إال من خًن ،ككن جليس بيتك ،ك ٍ ً ً كصاحب العًٍلم ،كر ً افق اٞنعرفة . األصحاب ،فسام ًر الكتب ، أحسن الكتاب ي ي ى تيب يف ً الكو يف بين على ً النظاـ ،فعليك بالرت ً ملبسك كبيتًك كمكتبًك ككاجبًك . ي ً كإبداع ً اٝنالق . كتفر ٍج يف ىخ ٍل ًق البارم اخر ٍج إىل ً الفضاء ،كطال ًع اٜندائق الغناء َّ عليك باٞنشي كالر ً ياضة ،ك ً غ كالبطالةى . اجتنب ال ىك ىس ىل ك ى اٝنموؿ ،كاىج ًر الفرا ى ً ً بقصصو كأخبا ًره . استمتع يخ ، اقرأ التار ى كتفكر يف عجائبو ،كتدبٍر غرائبىو ك ٍ ٍ كنو ٍع أساليب معيشتًك ،كغيّْػر من الركت ً تعيشو . ّْد حياتىك ّْ ، ٌن الذم ي جد ٍ ٍ ى ً اٞننبهات كاإلكثار منها كالشام كالقهوةً ،كاحذ ًر التدخٌن كالشيشةى ك ىغٍيػىرىا. اىجر اع ً تيب مظه ًرؾ مع السو ًاؾ ك ً نت بنظافة ثوبًك كحس ًن رائحتًك كتر ً الطيب . ً اليأس كالقنو ىط . ترِّب ال تقرأٍ بعض الكتب اليت ّْ ى التشاؤـ كاإلحبا ىط ك ى و ً ً حسنات . السيئات كيبدؿ يقبل التوبة كيعفو عن عباده ،ي تذكر أف ربَّك ك ي ٍ اسع اٞنغفرة ي العقل ك ً اشكر ربَّك على ً الس ًٍرت كالسم ًع كالبص ًر ك ً نعمة الدي ًن ك ً الرزؽ كالذر ًية كغ ًًنىا . العافية ك ّْ ي أال تعلم أف يف الناس من فىػ ىق ىد عقلو أك ً مشلوؿ أك مبتلنى ؟! . ١نبوس أك ىو أك و ت ح ص ه َّ ى ه ي العبلج ً لطرد ً اٟنم . عش مع القر ًاف حفظان كتبلكةه كٚناعان كتدبران فإنو من أعظ ًم ً اٜنزف ك َّ ٍ توكل على ا﵁ً ً اعتمد عليو فهو ىح ٍسبيك ض كفو ّْ ٍ األمر إليو ،ك ى ارض ُنكمو ،كاٛنأ إليو ،ك ٍ ى ٍ كافيك . ك ى أعط من حرمك ،كاحلم على من أساء إليك ً عمن ظلىمك ،كصل من قطعك ،ك ً ْند ى ى ي ى ى ٍ اعف َّ ٍ ى ٍ األمن . ى السركر ك ى حول وال قوة إال ِ األثقاؿ ، كٓنمل ّٔا ىكّْرٍر «ال َ اٜناؿ ،ي ي الباؿ كتصلح ى باهلل » فإهنا تشر يح ى َ كترضي ذا اٛنبلؿ . ً النافع كالتيسًني ُّ كحط اٝنطايا . فمعو ي أكثر من االستغفا ًر ،ى الرزؽ كالفر يج كالذريةي كالع ٍل يم ي اقنع بصورتًك كموىبتًك كدخلًك كأىلًك كبيًتك ً ْند الراحةى كالسعاد ىة . ٍ
ال حتزن
342
ً دكؿ . األياـ ه يدكـ ي اٜناؿ ،كأف ى اعلم أف مع العس ًر يسران ،كأف الفر ىج مع ال ىكٍرب كأنو ال ي كل خ وًن ً كٗنيل . ٍ تيأس ،كأحسن َّ انتظر منو َّ تفاءؿ كال تقن ٍط كال ٍ الظن بربّْك ك ٍ ً ً خًنان من الرخاء . افر ٍح باختيا ًر ا﵁ لك ،فإنك ال تدرم باٞنصلحة فقد تكو يف الشدةي لك ٍ ً ب كال ىف ٍخىر . ب بينك كبٌن ا﵁ً كيعلّْمك الدعاء الببلءي ّْ يقر ي كيذىب عنك الكٍبػىر كالعي ٍج ى ي أنت ٓنمل يف ً نفسك قناطًن النعم ككنوز اٝنًنات اليت كىبك ا﵁ إياىا . ي ً كإعطاء فق وًن ك ً أحسن إىل الناس ً كقدـ اٝنًن للبش ًر ؛ لتلقى السعادة من عيادةً مر و الر٘نة يض
بيتي وم . ً األفكار اٞنريضةى . الظن ،كاطرًح اجتنب سوء ّْ ى ٍ األكىاـ ،كاٝنياالت الفاسد ىة ،ك ى اعلم أنك لست الوحيد يف ً اٟنم أح هد ،كما ٤نا من الشدةً بى ىشهر . الببلء ،فما ىسلً ىم من ّْ ى ى و ً و َّ استعن با﵁ً . دار ١ن ون كببلء كمنغّْصات ككد ور فاقب ٍلها على حاٟنا ك ٍ تيقن أف الدنيا ي ً تفكر فيمن سبقوؾ يف مسًنةً اٜنياةً ٣نَّن عي ًزىؿ ي ً كصودر . كنكب ابتلي ى ٍ ى س ى كحب ى كقتل ك ٍامتيح ىن ك ى الغم ك ً ً اٛنوع كالفق ًر ك ً اٞنصائب . الديٍ ًن ك اٜنزف ك ً اٟنم ك ّْ فأجره على ا﵁ً من ّْ اٞنرض ك ى كل ما أصابك ي العبد كتزيد النفس ،كتذكر ى اعلم أف الشدائد ي ٍ تفتح األٚناع كاألبصار كٓنيي ى القلب ،كتردعي ى اب . الثو ى ً ً الشائعات ،كال تستسلم لؤلر ً اجيف . تصدؽ ادث ،كال تنتظر السوءى ،كال ال تتوق ًع اٜنو ى ٍ و اؼ ال يكو يف ، يقع ،كيف ا﵁ً كفايةه كعنده رعايةه أكثر ما ي٫ن ي كغالب ما ييسمع من مكركه ال ي ي ي الع ٍو يف . كمنو ى ال ً كىم ير يس يل ال ىك ىد ًر ك٘نلةي األحز ًاف . ْنالس البيغضاءى كالثيقبلءى كاٜنى ىس ىدة فإهنم ي٘نَّى ً الركح ٍ ، ً كعود نفسك اٞنبادرىة للصبلةً حاف ٍظ على تكبًنة اإلحرًاـ ٗناعةن ،كأكث ًر اٞن ٍك ى ث يف اٞنسجد ّْ ،ى ي السركر . لتجد ى ى ً ً ً ً اٞنصائب كباب الذنوب ،فإهنا مصدر اٟنموـ كاألحزاف ،كىي سبب النكبات ،ي إياؾ ك ى ي ً األزمات . ك
ال حتزن
343
مت ِمن ال َّالِ ِ عجيب يف كشف سر فلها . ﴾ ين م ّّ ت ُس ْب َحانَ َ داكـ على ﴿ال إِلَهَ إِالَّ أَنْ َ ك إِنّْي ُك ُ ْ ٍ َ ه ً عظيم يف رف ًع ا﵀ ًن . ال ٍكرب ،كنبأه ه ال تتأثٍر من ً القبيح ك ً الكبلـ ً السيئ الذم يقاؿ فيك ،فإنو يؤذم قائلىو كال يؤذيك . القوؿ ً حس ًادؾ يساكم قيمتىك ؛ ألنك ىس ُّ أصبحت شيئان مذكوران ،كرجبلن ى كشتم ٌ ب أعدائك لك ي مهمان . أىدل لك حسناتًو َّ ، كحط من سيئاتًك ،كجعلىك مشهوران ،كىذه اعلم أف من اغتابك فقد ى ٍ نعمةه . نفسك يف العبادةً ،ك ً ً ّْد على ً الطاعة ،ك ً كإياؾ الزـ السنةى كاقتص ٍد يف ط ى اسلك الوس ى ال تشد ٍ كالغيليَّو . توحيدؾ ً أخلص توحيدؾ لربك لينشرح صدرؾ ،فبقد ًر ً ً ً إخبلصك تكو يف كنقاء صفاء ًَ ٍ ى ي سعادتيك . قوم ً ثابت ً اجيف . كن شجاعان َّ ابع كاألر ي القلب ،ى النفس ،لديك ٨نةه كعز٬نةه ،كال تغرنَّك الزك ي ً ضيق الصد ًر ،مظلم ً القلب ، البخيل ي صدر اٛنواد منشر هح كبالو ك ه عليك باٛنود فإف ى ي اسع ،ك ي مكدر اٝناط ًر . ي كجهك ً اضع ٟنم ٩نلٌوؾ . ألن ٟنم للناس تكسب َّ الكبلـ ٪نبوؾ ،كتو ٍ ى أبسط ى كدىم ،ك ٍ ٍ أطفئ العداك ً كترفق ً بالناس ،ك ً ات ،كساملٍ أعداءيؾ ،ككثٌر أصدقاءى ىؾ . ادفع باليت ىي أحسن ٍ ، ي من أعظم أبو ً برب٨نا ليكوف لك دعاؤ٨نا حصنان حصينان من اب السعادةً دعاءي الوالدين ، فاغتنمو ّْ ٍ كل مكركهو . ّْ اعلم أف ىذه ىي سنة ا﵁ً يف ً الناس اقبل الناس على ما ىم عليو ٍ يبدر منهم ،ك ٍ كسامح ما ي كاٜنياةً . ً يد من ً فكن عادالن. اقعك ،فأنت تر ي تعش يف اٞنثاليٌات بل ٍ ال ٍ عش ك ى الناس ما ال تستطيعو ٍ كإياؾ كالرفاىيةى كاإلسراؼ كالب ٍذخ فكلما ترفَّو اٛنسم َّ ً ً الركح . البساطة عش حياة ى ى ٍ ى ى تعقدت ي ي
ال حتزن
344
السداد ك ً ً ً يصلح بو ما اإلرشاد من كفيها ، ة كصيان لك ظ حف فإهنا اٞنناسبات حاف ٍظ على أذكا ًر ي ه ي ك. يوم ى ي كقت ك و احد ،بل اجع ٍلها يف فرت و ات كبينها أكقات للر ً األعماؿ كال ْنمعها يف و ليكن احة كزًع ى ٌ ي ٍ ٍ عطاؤؾ جيدان . ي الوظيفة كالذر ً البيت ك ً اٞناؿ ك ً انظر إىل من ىو دكنك يف اٛنس ًم كالصورةً ك ً فوؽ ، ية لتعلم أنك ى ٍ ى ً ألوؼ ً الناس . و و ّْ نفسك يب تي ٌق ٍن أف كل من تعامليهم من و ه أخ كاب ون كزكجة قر ه كصديق ال ٫نلو من عيب ،فوط ٍن ى على ً تقبل اٛنمي ًع . ً الرزؽ الذم فيتًح لك ،كالعمل الذم ر ت الذم العلم ك أعطيتها، اليت اٞنوىبة الزـ تاح لو ،ك ى ي ى يناسبيك. ً ً ً ً ً األلفاظ ،مأمو ىف ب اللساف سليم إياؾ كْنريح ،طيب الكبلـ ،ىع ٍذ ى ى األشخاص كاٟنيئات ،ككن ى ً اٛنانب . النقائص اسع يغطي اعلم أف ى اٜنلم سرته للخطايا ،ك ى اٛنود ه ثوب ك ه ى االحتماؿ ه ٍ دفن للمعائب ،ك ى اٞنثالب . ك ى ً ٍ كتصلح كتتفكر يف آخرتًك ، اجع فيها نفسك ، انفرد بنفسك ساعةن تدبّْػير فيها أمورؾ ،كتر ي ي ٍ ّٔا دنياؾ . ً ً اٜنكماء العلماء ك فتنزٍه فيها مع ارؼ ،كحديقتيك الغنَّاءي َّ ، مكتبتيك اٞننزليةي ىي بستانيك الو ي ك ً األدباء كالشعر ًاء . ً ً اجتنب سؤ ىاؿ ً الوظيفة ، الناس ،كالتجارةي ىخٍيػهر من الرزؽ ى اٜنبلؿ ى اكسب ى كإياؾ كاٜنر ىاـ ،ك ٍ ً كضارب ّنالً ً اٞنعيشة . ك كاقتص ٍد يف ٍ بلباس ،كٍكن ً نفسك و كعامة لباس البائسٌن ،كال تي ٍ لباس اٞنرتفٌن كال ى البس كسطان ،ال ى شهر ى ٍ ً الناس .
ال حتزن
345
كيقطع كيفسد اٞنود ىة ، اٝنلق كيسيءي العشرىة ، ال اج ّْ ، ي ب ي تغضب فإف الغى ى كيغًن ى ي ٍ يفسد اٞنز ى ضى الصلة . كتشاىد معاملى جديد نة ،كبلدانان أخرل ، كتطالع عواملى أخرل ، سافر أحيانان لتجدد حياتك ، ى ى فالسفر متعةه . ي ظ ّنذكرة يف جيبًك ترتٌب لك أعمالىك ،كتنظم أكقاتًك ،كتذكرؾ ّنو ً كتكتب ، ؾ اعيد احتف ي ي ي ي ي ّٔا مبلحظاتك. ابدأً بالبسمة ،ك ً ً ً ىم االىتماـ ؛ لتكوف حبيبان إىل قلؤّم قريبان منهم ر أع هم ي كح ، بالسبلـ الناس َّ ى ٍ ي . ً اعترب أهنم عليك ال لك كليس معك إال ا﵁ي كال تغرتَّ ثق بنفسك كال تعتم ٍد على الناس ،ك ٍ بإخو ًاف ً الرخاء . ً التسويف بأداء الو ً اجب ،فإف ىذ عنوا يف ً الفشل األعماؿ ك كتأخًن احذر كلمة (سوؼ) ى ٍ ى ً اإلخفاؽ . ك اترؾ الرتدد يف ً أناذ القرا ًر ،كإياؾ كالتذبذب يف اٞنو ً كتقدـ . ى اعزـ ٍ اجزـ ك ٍ اقف ،بل ٍ ى ً ً ال تضيّْع عمرؾ يف ً تنجح التنقل بٌن التخصصات كالوظائف كاٞنه ًن ،فإف معىن ىذا أنك مل ٍ يف شيء. التوبة ً ً افرح ّنكفر ً كدعاء اٞنسلمٌن ً ، اٞنصائب ك ً ً ً كر٘نة الر٘ن ًن، كالصاٜنات ،ك الذنوب ات ٍ ً ً الرسوؿ . كشفاعة ً ً ً يد يف بالصدقة كلو عليك ب َّ تطفئ اٝنطيئةى ُّ ، اٟنم ،كتز ي بالقليل ،فإهنا ي القلب ،كتي ٍذى ي كتسر ى ً الرزؽ . القائد إىل السعادةً ،ك ُّ اٞنرشد إىل الداؿ على ً النجاح ،ك ي اجعل قدكتك إمامك ١نمدان فإنو ي ٍ الفبلح . النجاةً ك ً السج ىن ى لتعرؼ نعمة اٜنر ًية ،كاٞنارستاف لتعرؼ نعمةى يزًر اٞنستشفى لتعرؼ نعمةى العافية ،ك ٍ ً العقل ؛ ألنك يف نً ىعم ال تدرم ّٔا .
ال حتزن
346
هتويل األموًر ك ً ال ٓنطمك التوافًو ،كال ً ً احذر من ً اٞنبالغة يف ة اٞنسأل تعط ى ي أكرب من حجمها ،ك ٍ ٍ ى ً األحداث . و و كن كاسع األفي ًق ،ك ً سكينة األعذار ٞنن أساءى إليك لتعش يف التمس كىدكء ،كإياؾ ك١ناكلةى ى ً االنتقاـ . ً ٓنقق أمنيتىهم الغالية يف تعك ًًن ال تيفر ًٍح أعداءؾ بغضبًك كحزنك فإف ىذا ما يريدكف ،فبل ٍ حياتًك . ً ال توقد فرنان يف صدرؾ من العداك ً كبغض ً األحقاد ً ، الناس ،ككرهً اآلخرين ،فإف ىذا ات ك
دائم . ه عذاب ه ً و الو ٍج ًو ١نرتمان ٛنبلٌ ًسك ،منصتان ٜنديثًهم ، كن مهذبان يف ٠نلسك ،صموتان إال من خًن ،طلق ى كال ً ً الكبلـ . تقاط ٍع يهم أثناء ً اض ً الوقوع يف أعر ً الناس كذك ًر مثالبًهم كالفرًح يقع إال على اٛنيٍرًح ،فإياؾ ك ى تكن كالذباب ال ي ال ٍ كطلب ز ً بعثر ًاهتم ً الهتم . اٞنؤمن ال ٪نز يف لفو ً يرىب من كوارثًها ،ألهنا زائلةه ذاىبةي حقًنةه ات الدنيا كال ُّ ي يهتم ّٔا ،كال ي فانيةه . كمرض ً للقلب ،كافز ٍع إىل ا﵁ً كإىل للركح ، ا﵀رـ ؛ فإنو عذاب ً اىج ًر العً ٍش ىق كالغر ىاـ ،ك َّ ه اٜنب ى ذك ًره كطاعتًو . يورث ٨نومان كغمومان كجراحان يف ً بصره السعيد من َّ ي القلب ،ك ي إطبلؽ النظ ًر إىل اٜنرًاـ ي غض ى كخاؼ ربَّوي . ى ً ً كجبات ً باٞنفيد ،ك ً احرص على تر ً تنم كأنت شبعا يف كال ، التخمة اجتنب الطعاـ ،كعليك تيب ٍ . ً اٝنوؼ من اٜنو ً ً ْند نفسك ن ط ك مث ، ادث االحتماالت عند قدر أسوأ ٌ ّْ لتقبل ذلك فسوؼ ي ٍ ى اليسر . الراحةى ك ى
ال حتزن
347
إذا َّ يغلب عي ٍسهر انقش ىع ،كإذا ى الليل ى َّس ىع ،كلن ى ضاؽ ي اٜنبل انقطى ىع ،كإذا ى األمر ات ى أظلم ي اشتد ي يي ٍسىريٍ ًن . تف ٌكر يف ً سقت كلبان ،كعفا عمن قىػتىل مائةى و ً نفس ،كبسط يده للتائبٌن لبغي ر ف غ ، ن الر٘ن ر٘نة ى ى ٍ ٍّن ٍ ى ى ،كدعا النصارل ً للتوبة . بعد اٛنوع شبع ،كعقب ً الظمأ ً اٟنم يتلوه ك ، ة عافي اٞنرض كإثر ، م ر ه ّّ الفقر يعقبيو الغىن ،ك ُّ ى ىه ي السركر ،ىسنَّةه ثابتةه . ي ً ً األدكية اعلم أهنا من أعظ ًم تدبػٌٍر سورة ﴿ أَلَ ْم نَ ْش َر ْح لَ َ ك َ كتذكرىا عند الشدائد ،ك ٍ ص ْد َر َك ﴾ ٍ ً األزمات . عند ً ً ِ العرش رب يم الحليم ،ال إله إال اهللُ ّّ ُ أين أنت من دعاء ال ىكٍرب (( ال إله إال اهللُ الع ُ ِ ِ ِ العرش الكريم )) . رب ورب رب األرض ُّ المموات ُّ الع يم ،ال إله إال اهلل ُّ ً فاجلس فاسكت ك تعو ٍذ من غضبت تغضب إذا ال الشيطاف كغيٌػٍر مكانك ،كإف كنت قائمان ٍ ى ٍ ٍ أكثر من الذك ًر . كتوضأ ك ٍ ً ً العافية ُّ ، كترفع شأنًك ، طعم ال ى كتشد من أزًرؾ ي ْنز ٍع من الشدة فإهنا تقوم قلبىك ،كتذي يقك ى صربؾ. كتظهر ى ي ٌن كنى ٍش ًر النشارةً كإخراج األمو ً التفكر يف اٞناضي ي٘نٍ هق كجنوف ،كىو مثل طى ٍح ًن الطح ً ات من ي قبوًرىم . ً ً ً كتأس انظر إىل أسهل من غ ًًنىا َّ ، اٛنانب اٞنشرؽ من اٞنصيبة ٌ ، كتلم ٍح أجرىا ،ك ٍ ٍ اعلم أهنا ي باٞننكوبٌن . ف القلم ّنا أنت و الؽ ،كال يكن ليصيبىك ،ي ما أصابك مل يكن ليخطئىك ،كما أخطأؾ مل ٍ كج َّ ى ً القضاء . حيلة لك يف الليموف شرابان حلوان ،كأضف إىل ً ً ً اٞنصائب حفنة ماء اصنع من حوؿ خسائرؾ إىل أر و ّْ ٍ باح ،ك ٍ ف مع ظرفًك . سك ور ،كتكيَّ ٍ
ال حتزن
348
ركح ا﵁ كال تقنط من ر٘نة ا﵁ ،كال تنس عوف ا﵁ ،فإف اٞنعونة تنزؿ على قدر تيأس من ً ال ٍ ً اٞنؤكنة . نعمة يف طي و اقب ،ككم من و اٝنًنةي فيما تكرهي أكثر منها فيما يٓنُّب ،كأنت ال تدرم بالعو ً نقمة ّْ ي ً شر . ،كمن خ وًن يف جلباب ٍّن أكدية ً ً قي ٍد خيالىك لئبل ٩نمح بك يف ً كحاكؿ أف تفكر يف النع ًم كاٞنو ً الفتوحات اىب ك ، اٟنموـ ٍ ٌ ى ى عندؾ . اليت ى ً ً النظاـ اجتنب الصخب كالضجةى يف بيتك كمكتبًك ،كمن عبلمات السعادة اٟندكءي كالسكينةي ك ي ى . آفاؽ و بالنفس يف و ً ً بالركح إىل علوية ، اٞنصاعب ،كىي تسمو الصبلةي ىخٍيػير معٌن على كهتاجر ً ي ً الفبلح . فضاء النوًر ك ً اآلٖنة ،ك ً إف العمل اٛناد اٞنثمر ٪نرر النفس من النزك ً ا﵀ر ً ات الشريرةً كاٝنواط ًر ً مة . النزعات َّ ى ى ى ي ى ً الدار اآلخرةي . ماؤىا ي السعادةي شجرةه ي كغذاؤىا كىو ياؤىا كضياؤىا اإل٬نا يف با﵁ ،ك ي صبلح الناس ،كناؿ جم ،ه ب ّّ نفسو ك ى يف ،ى من ى كخلي هق شر ه سليم ي عنده أ ىىد ه ٍ ى كذكؽ ه أسعد ى أسعد ى الباؿ ك ً ً اٜناؿ . ً ً اٜنكمة كأنواع التمس لو فنوف كنو ٍع عليو القلب ي ٌك ُّل ك ُّ ى ٬نل ٌ ، ٌ ركح على قلبك فإف ى األساليب ،ك ٍ ً اٞنعرفة . ي ً أماـ ً كغمها الصدر ، العلم يشر يح النفس فتخر يج من ٨نّْها ّْ كيفتح ى اآلفاؽ ى كيوسع مدارؾ النظ ًر ي ى كحزًهنا . من السعادةً ً ً الصعاب ،فلذةي الظف ًر ال تعدٟنا لذةه ،كفرحة االنتصار على العقبات كمغالبةي ي النجاح ال تساكيها فرحةه . ً الناس ً تسعد مع ً تبخ ٍسهم أشياءىىم ،كال فعام ٍلهم ّنا ُّ أردت أف ى إذا ى ٓنب أف يعاملوؾ بو .كال ى تضع من أقدا ًرىم . ٍ
ال حتزن
349
أكمل و نفسو ،كالعلم الذم يناسبيو ،كقاـ بو على ً كجو ؛ كجد لذة النجاح إذا عرؼ اإلنسا يف ى كمتعة االنتصا ًر . اٞنعرفةي كالتجربةي كاٝنربةي أعظم من ً ً اٞناؿ ؛ ألف الفرح ً رصيد ً ّٔيمي ،كالفرح باٞنعرفة إنساٍلّّ باٞناؿ ّّ ي . ً ٫نلو إذا غضب ي أحد الزكجٌن فليصمت ى ى اآلخر على ما فيو فإنو لن ى اآلخير ،كلي ٍقبى ٍل كلّّ منهما ى أح هد من و عيب . يهوف عليك الصعاب كيفتح لك باب ً يسويد الدنيا اٞنتشائم ك ، الرجاء اٞنتفائل َّ اٛنليس الصاٌفي ى ى ي ٌ ي ي يف عينك . ً و ص ٍف ىو ً ليقنع ،فما من عنده زكجةه ه العيش ،فليحمد ا﵁ ك ٍ كبيت كصحةه ككفايةه ماؿ فقد حاز ى اٟنم . فوؽ ذلك إال ُّ قوت ِ (( من أصب ممكم مماً في ِسربِ ِه ،معافى في ِ يوم ِه ،فك نما ِحيزت جمدهِ ،مدهُ ُ ْ ً له الدنيا )) . ٍ (( من رضي ِ ِ وبمحمد رسوالً ،كان حقاً لى اهلل أن يرضيه وبااسالم ديماً ، باهلل ّرباً )) ،كىذه أركا يف الرضا. نفسك راضية كأف أصوؿ ً ي من ىح ٍولى ى النجاح أف يرضى ا﵁ي عنك ،كأف يرضى عنك ٍ ك كأف تكو ىف ي تقدـ عمبلن مثمران. و اٞناؿ سعادةي و سنة ،كاإل٬نا يف السفر سعادةي و اج سعادة شه ور ،ك ي ي أسبوع ،كالزك ي الطعاـ سعادةي يوـ ،ك ي سعادةي العم ًر كلّْو . لن تسعد ً ً ً ً أكجد تسعد بالشرب كال باألكل كال بالنوـ كال ً بالعمل كىو الذم ى بالنكاح ،كإ٧نا ي ى ً ً الشمس . للعظماء مكانان ٓنت ً ً عجائب الدنيا كيطوؼ على حدائق العا ًمل ، تيسرت لو القراءةي فإنو سعي هد ألنو يقطف من من ي ٍ كيطوم الزما ىف كاٞنكا ىف . ١ نادثةي اإلخواف تي ٍذ ً اح الربمءي راحةه ،كٚناعي الشع ً اٝناطر . يح ر ي ر ز اٞن ك ، اف ز األح ب ى ي ي ي ى
ال حتزن
350
تلوف حياتىك بنظ ًرؾ إليها ،فحياتيك من صن ًع أفكا ًرؾ ،فبل ٍ تضع نظارنة سوداءى أنت الذم ٌ يك . على عيٍن ى فكر يف الذين ٓنبهم كال ً تعط من تكرىهم ٜنظةن كاحد نة من حياتًك ،فإهنم ال يعلموف عنك ٍ كعن ٨نّْك. إذا استغرقٍت يف ً فيض من بردت أعصابيك ، العمل اٞنثمر ٍ ٍ كغمرىؾ ه نفسك ،ى كسكنت ي ً االطمئناف . الذىب ،كإ٧نا يف الدي ًن كالعل ًم ك ً ً ب كال النَّس ً ليست يف اٜنىس ً كبلوغ ب كال األدب ً السعادةي ٍ ى ى ً األرب . ً أسعد ً عباد ا﵁ً عند ا﵁ً أكثرىم على اإلخو ًاف فضبلن ،كأحسنيهم على ك ، ا يد للمعركؼ ٟنم ذ أب ي ن ي ي ذلك شكران. ً ً تطل عليك من ً تنزؿ عليك األفق ،أك ي تنتظر سعاد نة سوؼ ُّ إذا مل تسع ٍد بساعتك الراىنة فبل ٍ ً السماء . من ف ٌكر يف ٤ناحاتًك كٖنا ًر عملًك كما ق ٍدمتو من خ وًن كافرح بو ،ك ً ا٘ند ا﵁ عليو ،فإنو ىذا ٣نا ىٍ ٍ ى ي الصدر . يشر يح ى ىم ً كىم و ىم ً ٔناؼ ؟ معك كاف فإذا عليو، كل فتو ، غد اليوـ َّ أمس يكفيك َّ الذم كفاؾ َّ فمن ي ٍ ٍ كإذا عليك فمن ترجو؟ ً يوـ كاح هد ،أما أمس فبل ٩ندكف لذتىو ،كغ هد فليس يل كال ٟنم ،كإ٧نا ٟنم بينك كبٌن األثرياء ه يوـ كاح هد ،فما أقلو من زم ون ! ه ً األعضاء ،ك٩نليب القوة ،كيعطي اٜنيا ىة القلب ،كيواز يف بٌن السركر ينش ي النفس ،كيفر يح ى ط ى العمر فائد نة . قيمةن ك ى الغىن كاألمن كالصحةي كالدين كركائز السعادةً ،فبل ىناء و يض كال ٞنعدـ ،كال ى خائف كال مر ى ي ي ي ى كافر ،بل ىم يف شقاء . ى
ال حتزن
351
اليسر ناؿ من عرؼ ى ط ى سلك التوس ى االعتداؿ ى عرؼ السعاد ىة ،كمن ى أدرؾ ى الفوز ،كمن ى اتبع ى الفبلح . ى ليس يف ً ً قاموس السعادة إال كلمة كاحدةه : ساعة الزم ًن إال كلمةه كاحدةه :اآل ىف ،كليس يف الرضا . ً ً كرب الشدةً ما إذا أصابٍتك مصيبةه َّ أكرب تىػ يه ٍن عليك ،كتف ٌكٍر يف سرعة زكاٟنا ،فلوال ي فتصورىا ى رجيت فرحةي الر ً احة . ي ٍ و تعلم أف من عافاؾ يف إذا كقعت يف أزمة فتذكر كم أزمة ٍ مرت بك ك٤ناؾ ا﵁ي منها ،حينها ي األكىل سيعافيك يف األخرل . ٠ند شيده ،أك و حق قضاه ،أك فرض َّأداه ،أك و العاؽ ً ُّ حصلو ،أك ٘ند َّ ليومو من أذىبو يف غًن ٍّن ٌ ي عل وم تعلمو ،أك قر و ابة كصلها ،أك خ وًن أسداه. ى كتاب دائم ؛ ألف ىناؾ أكقاتان تذىب ىدران ،كالكتاب خًن ينبغي أف يكوف حولك أك يف يدؾ ي الزمن . ما ٪نف ي ظ بو ي كيعمر بو ي الوقت ي ظ ً القرآف ،التايل لو آناءى ً اؼ النها ًر ال يشكو ملبلن كال فراغان كال سأمان ،ألف حاف ي الليل كأطر ى القرآف مؤل حياتو سعاد نة . أىل الثقة ،فإف ٤نحت ال تتخذ قراران حّت تدرسو من جوانبًو كافَّةن ،مث استخ ًر ا﵁ ٍ كشاكر ى تندـ . فهذا اٞنراد ك إال فبل ٍ العاقل يكثًر أصدقاءه كيقلل أعداءه ،فإف الصديق ٪نصل يف و سنة كالعدك ٪نصل يف يوـ ، ي ي ي ي ي فطوَّب ٞنن حببو ا﵁ إىل ىخ ٍل ًق ًو . عيشك ، اجعل ٞنطالبًك الدنيوية حدان ترجع إليو ،كإال تشتَّت قلبيك ى صدرؾ ،كتنغٌص ي كضاؽ ي كساء حاليك . ً بالطاعة ،كيرعاىا بالتواض ًع نعم ا﵁ً أف يقيٌ ىدىا بالشك ًر ،ك٪نفظها ينبغي ٞنن ٍ تظاىرت عليو ي لتدكـ . ى
ال حتزن
352
باإل٬ناف ،كص ًقلىت أخبلقيو باٝن ًًن ناؿ ح َّ ً ب فكره كح َّ ً ي ٍ من ٍ ىٍ ب ا﵁ ي ي نفسو بالتقول ،كطى يهىر ي صفت ي ً الناس . ً يعيش ين حقيقةن ،أما اٝنامل ىو الكسوؿ ي العامل آّ ُّد فهو الذم عرؼ كيف ي اٞنتعب اٜنز ي ي ي ي يسعد . ىك ىعىر ى كيف ي ؼ ى ً أضعاؼ مصائبًها ً السر كيف نصل إىل ىذه أضعاؼ إف لذ ىة اٜنياة كمتعتىها ك٨نومها ،ك َّ لكن َّ ي اٞنتعة و ً بذكاء . كل و كساـ كليس عندىا شهادات العا ًمل ، كسيقت ٟنا لو ملكت اٞنرأةي الدنيا ، كحصلت على ّْ ٍ ٍ ي زكج فهي مسكينة . ه ك يف ً التأمل . الكفاح الطموح ،كرجولتك يف اٜنياةي الكاملةي أف تنفق شبابك يف ً ً ،كشيخوختى ى ى ً إصبلحو الوقت يملٍ نفسك على التقصًن ،كال تىػ ٍل ٍم أحدان ،فإف عندؾ من العيوب ما ٬نؤلي ى ي غًنؾ . ٍ فاترؾ ى أٗنل من القص ًور كالدكًر كتاب ٩نلو األفهاـ ،كي ً النفس ،كيشر يح كيؤنس ، القلوب ر س ُّ ي ه ي ي ى ي ً الصدر ،كينمي الف ٍكىر . ى ت الع ٍف ىو كالعافيةى ،فإذا كل ىخ ٍوًن ،ك٤نوت من كل ٍّن أعطيتهما فقد حزت َّ شر ،فيػٍز ى اسأؿ ا﵁ ى ي بكل سعادةو . َّ و و كقل على الدنيا ه كسبع ٕنرات ،ك ي رغيف كاح هد ،ي كوب ماء ،كحصًنه يف غرفة مع مصحف ٍ ، السبلـ . ي كف األذل ،ك ً السعادة يف التضحية كإنكا ًر ً ً الذات ً ، األنانية البعد عن كبذؿ الندل ك ّْ كاالستئثا ًر . ط على ً العمل ،ك٩نلو النفس ،كيقوم القلب كيي ٍذ ًى اٞنعتدؿ يشر يح الضحك ي ب اٞنلى ىل كينش ي ي ي ى ى اٝناطر . ى أكثر أدمن النجاح ،كمن ل ًزىـ العبادةي ىي السعادةي ،كالصبلح ىو ي ى ى األذكار ،ك ى االستغفار ك ى أحد األبرار . االفتقار فهو ي ى
ال حتزن
353
األصحاب من تثًق بو كترتاح ،كتفضي إليو ً ً سرؾ ٨نومك كال يفشي َّ ّنتاعبك ،كيشاريك ى ي ك ى ي خًني . تنتظر مصائب قادمةن فتستعجل تتوقع سعاد نة أكرب ٣نا أنت فيو ال ٍ فتخسر ما بٌن يديك ،كال ٍ ى اٟنم كاٜنىىز ىف . َّ ال تظن أنك تعطي كل شيء ،بل تعطي خًنان كثًنان ،أما أف ٓنوم كل موىبة ككل عطية فهذا بعي هد . ً و عم جهليها الكثًني . كدار كاسعةي ،ك ه كفاؼ من رزؽ ،ه امرأةه حسناءي تقيةه ،ه كجار صاٌفه ..ن ه ً ً كتذكر النع ًم حسنىةه ،كالغفلةي عن ً عيوب ً الناس فضيلةه . ُّ فن النسياف للمكركه نعمةه ُّ ،ي ىى االنتقاـ ،كالعمل أمتع من الفر ًاغ ،كالقناعةي أعظم من ً ً الع ٍفو ُّ اٞناؿ ،كالصحة ىخٍيػهر من ألذ من ي ي ي ي الثركةً . جليس ً السوء ،كاٛنليس الصاٌف خيػر من الوحدةً ً التفكر ك ، ة عباد ة ل ز الع ك ، الوحدةي ىخٍيػهر من ه ي ى ي ٍ ه ي ي طاعةه . الوثوؽ ً استعداؤىم يش ٍؤهـ. بالناس ىس ىفوه ،ك العزلةي ٣نلكةي األفكار ،ككثرةي اٝنلطة ي٘نٍ هق ،ك ي ي اٜنقد س ّّم ،كالغيبةي رذالةه ،كتتبع العثر ً ات ًخ ٍذال هف . سوءي اٝنيلي ًق ه ي عذاب ،ك ي ي ً ً ً االنتصار على ً العظماء . القلوب ،ك كترؾ النقم ،ي النفس لذةي الذنوب حياةي شكر النع ًم ي ي يدفع ى ي ً خبز جاؼ مع أم ون ُّ ص ور فيو فتنةه. الع ىس ًل مع اٝنوؼ ،كخيمةي مع س ورت ّّ ه أحب من قى ٍ ألذ من ى ك٠نده خال هد ،كذكره و باؽ ،كفرحةي ً ك٠نده إىل الزك واؿ ، اٞناؿ منصرمةه ،ي فرحةي العل ًم دائمةه ،ي ي كذكره إىل و هناية . ي ً ً ً ُّ ً ؼ. العمل ﵁ً ىشىر ه الفر يح بالدنيا فر يح الصبياف ،كالفر يح باإل٬ناف فىػىر يح األبرار ،كخدمةي اٞناؿ ذؿ ،ك ي ً ك ،كالثناء اٜنىسن أحسن ًط و كعىر يؽ ً يب. ب العمل ًم ٍس ه ،كتعب اإل٤نا ًز راحةه ،ى عذاب اٟنمة ىع ٍذ ه ي ي ي ىي ي كنزؾ قناعتىك نيسك ،كعمليك ىوايتك ،كبيتيك صومعتىك ،ك ي السعادةي أف يكوف مصح يفك أ ى .
ال حتزن
354
ً األطفاؿ ،كال ىفرح ُنس ًن ً ً بالطعاـ ك ً ً الرب ٠ن هد ال ي ىفىن ، العظماء ح ر ػ ف الثناء اٞناؿ فر هح الفر ىح ى كعمل ّْ ىي ىي ي . ً ً كحب اٝن ًًن ً انتظار الفرًج عبادةه. صبلة الليل ّٔاءي النها ًر ُّ ، للناس من طهارة الضمًن ،ك ي يف ً ً كحسن ّْ احتساب األج ًر ،كمعايشةي َّ ً اللطف. الذ ٍك ًر ،كتوقُّ يع الببلء أربعةي فنوف : ي الص ٍرب ،ي ٍ ي الذنوب ،كأكل ً ً الصبلةي ٗناعة ،كأداء الو ً صبلح الدنيا اٜنبلؿ اٞنسلمٌن ،كترؾ كحب اجب ُّ ، ي ه ي ي كاآلخرًة . الكفاؼ مع ٓنرص على الشهرةً فإف ٟنل ضريبةن ،ك ً ي األكجاع ،كال ٍ ال ٍ تكن رأسان فإف الرأس كثًني ً اٝنموؿ سعادةه . الوقت ،كتأخًن ً عبلمةي اٜنم ًق ضياع ً التوبة ،كاستعداءي ً الناس ، ي ي يٍ كعقوؽ الوالدين ،كإفشاءي ي األسرا ًر . كعدـ اٞنباالةً ً ً ً كإدماف الذنوب ً ، موت ً بسوء الذك ًر ،كاألم ًن من الطاعة ، برت ًؾ يػي ٍعىر ي ؼ ي القلب ٍ مك ًر ا﵁ً ،كاحتقا ًر الصاٜنٌن . و آخر ،كمن مل ٪نبَّو أىليو لن ٪نبَّو أح هد ،كمن ضيَّ ىع من مل يسع ٍد يف بيتًو لن ى يسعد يف مكاف ى غده. يومو ضيَّ ىع ى ى بار ،كزكجةه ١نبوبةه ،كجليس الصاٌف ،كيف ا﵁ً ابن ّّ ه أربعة ٩نلبوف السعادة :ه كتاب ه نافع ،ك ه ه ً وض عن اٛنمي ًع . ع ه قل أف كشباب كعلم ىي أمن ملخص ما يسعى لو العقبلءي ،لكنها َّ ه ي كغىن كحريةي ك ه إ٬نا يف كصحةي ن ْنتمع كلُّها . ى اسعد اآل ىف فليس عندؾ عه هد ببقائًك ،كليس لديك أما هف من ً ركعة ً الزماف ،فبل ً اٟنم ْنعل َّ السركر ىديٍنان. نىػ ٍقدان ك ى صادؽ ،كخليق مستقيم ،ك ع ٍقل صحيح ً سليم ،كًرٍز هؽ ىانً هئ م س كج أفضل ما يف العا ًمل إ٬نا هف ه ي ه ه ٍه ه ه ى ه شغل . كما سول ذاؾ ه
ال حتزن
355
ً ً األكطاف .نعمتاف ظاىرتاف :الثناءي اٜنى ىس ين، األمن يف نعمتاف خفيَّتاف :الصحةي يف األبداف ،ك ي كالذريةي الصاٜنةي . ً البغضاء ،كالنفس الراضيةي تطارد حشر ً ً ات الكر ً اىية . ميكركبات يقتل القلب ي ي ي اٞنبتهج ي ي و ألذ و كطاء ،كالعافيةي أسبغ و األمن أمهد و غطاء ،كالعلم ُّ غذاء ،ك ُّ ي ي ي أنفع دكاء ،كالسرتي اٜنب ي ي أحسن و كساء . ي م ال يكوف فاسقان كال مريضا كال مدينان كال غريبان كال حزينان كال سجينان كال مكركىان. السع د الصاٜنات ،كاالنتصار على الشهو ً ً ً ً ات. كع ىم يل السع د م :ا٤نبلءي الغمرات ،كإزالةي العداكات ،ى ي أقل ً ً الطرؽ خطران طري يقك إىل بيتًك ،كأكثر ً زمن يوـ ة ك بر األياـ ن تعمل صاٜنان ،ك ي أشأـ األزـ ا ف ه ي ي و تسيء فيو ألحد . ً ً أطع ىم يهم من الع ىد ـ فش ٌكوا يف كجوده ،ك ى إف سبَّك بى ىشهر فقد سبُّوا رّٔم تعاىل ،أكجدىم من ى و فحاربيوه . و جوع فشكركا غٍيػىرهي ،ى كآمنىػ يه ٍم من خوؼ ى ٓنمل الكرىة األرضيةى على ر ً ال ً تظن َّ يصيب أحدكم أمرنا إف زكامان أسك ،كال َّ ي أف الناس يهم ُّقـ ي ينسيهم مويت كموتًك . ً ً كشكر على اٞنن ًن ككطن ،كسبلمةه ى السركر كفايةه ه كس ىك هن ،ك ٍأم هن من الفنت ،ك٤ناةه من اٞنحن ،ه ي ،كعبادةه طيلة الزم ًن . (( كن في الدنيا ك نك غريب أو ابر سبي ٍ )) (( ،وص ّْ صالة المود ٍّْع )) (( ،وال تكلَّ ْم ٍ وأجمع الي س ما في أيدي ِ الماس )) . بكالم تعتذر ُممه )) (( ، ُ ازىد يف الدنيا ٪نبُّك ا﵁ ،كازى ٍد فيما عند ً ً اعمل بالتنز ًيل اقنع الناس ،ك ٍ الناس ٪نبُّك ي بالقليل ك ٍ للرحيل ً ، ً ك َّ اٛنليل . كخف استعد ى ٞنمقوت ،كال راحة و و ١نب لفاج ور ،كال ثناء على و ٞنعاد ،كال أمن و كاذب كال ، ٞنذنب ال عيش َّ ى ،كال ثقة بغاد ور . (( جباً ألمر الم من إن أمره كلُّه َ ْيـ ٌر وليس ذاك ألحد إال للم من إن أصابته سراءُ صبَـ َر فكان يراً له )) . شكر فكان يراً له ،وأن أصابته ضراءُ َ
ال حتزن
356
االبتسامةي ًم ٍفتاح السعادةً جدارىا األمن ك ، ىا نور ف اإل٬نا ك ، ها حديقت ر السرك ك ، ا بأّ اٜنب ك ، ُّ ي ي ي ي ي ي ي ي . كيرتؾ كركض ٗنيل ، ّْر النعمة ي أخضر ،كماءه ه ه بارد ،ك ه كتاب مفي هد مع قلب يقد ي ي البهجةي :كجوه ه اٝنًن . اإلمث ُّ ك٪نب ى يناـ اٞنعاىف على صخر كأنو على ريش حري ور ،كيأكل خبز الشع ًًن كالثر ً الكوخ كيسكن ، يد ى ي ى ي كأنو يف إيو ًاف كسرل. حارسن ٞنالًو ،بغيضان عند ً الناس ،بعيدان من ا ٬نوت غنيان خادـ ان لذريتًو ، البخيل يعيش فقًنان أك ي ً السمعة يف العا ًمل . ا﵁ً ،سيئ األكالد أفضل من الثركةً ،كالصحةي خًن من الغً ىح ىس ين من السك ًن ،كالتجربةي أغلى ك ، ىن األمن أ ٍ ى ه ي ي من ً اٞناؿ . اجعل الفرح شكران ،كاٜنزف صربان ،كالصمت تفكران ،كالنظر اعتباران ،ك ً النطق ًذ ٍكران ،كاٜنياء طاعةن ،كاٞنوت أمنيةن . بغد كال يثق و يهتم و بأحد كال يؤذم أحدان ،خفيف صباح مساءى ،كال ُّ ي يك ٍن مثل الطائ ًر يأتيو رزقيو ى الظل رفيق اٜنر ً كة . ّْ ى ً أجاد حلم عليهم كقَّركه ،كمن ى ِنل عليهم مقتوه ،كمن ى من ى أكثر ٢نالطةى الناس أىانيوه ،كمن ى احتاج إليهم ابغضوه . عليهم أحبوه ،كمن ى اٜناؿ ،كالر٘نن كل و ا﵀اؿ دكاـ ً الفلك يدكر ،كالليايل حباىل ،كاألياـ يدكهؿ ،كمن ً يوـ ىو يف ي َّ ي ي ى ي و شأف ..فلماذا ٓنز نف ؟. ٌن كنواصيهم يف ً تقف على أبو ً اب السبلط ً تسأؿ اٞناؿ من فق وًن ، رب العاٞنٌن ؟! ي قبضة ّْ كيف ي يح !! . كتطلب ِنيبلن ،كتشكو إىل جر و القبوؿ ككجهتيها اطيسها يدىا ي ابعث رسائل كقت َّ ٍ اٝندكد ،كبر ي ي السح ًر :ي مدادىا ي الدمع كقر ي اب . العرش :كانتظ ًر اٛنو ى ي
ال حتزن
357
ً للمحبة سمع من َنوا ًرؾ ؛ ألف يعلم َّ السر كأخفى ،كال تي ٍ إذا سجدت ٍ فأخربه بأمورؾ سران فإنو ي كشافع . الناس حاس هد ه أسراران ك ي الذؿ لو ً سبحاف من ىج ىعل َّ غىن ،كمسألتو شرفان ،كاٝنضوع لو ًرفٍػ ىعةن ، إليو االفتقار ك ، ة ز ع َّ ن ى ن كالتوكل عليو كفايةن . دارىم ببالًك كأصبح حاليك من ً اٜنزف ً لعل فبل ، كمالك أىلك يف ،كفجعت حالك ا ن إذا ّّ تيأس َّ ٍ ٪ندث بعد ذلك أمران . ا﵁ ي ِ َّ ِ يق ،كيعرؼ ّٔا يق ،كينجو ّٔا الغر ي تطفئ اٜنر ى ال تنس ﴿ َح ْمبُـمَا اللهُ َون ْع َم ال َْوكي ُ ﴾ فإهنا ي الطريق ،كفيها العهد الوثيق . ٕنر طوَّب لك يا طائر :ت ًريد النهر ،كتسكن الشجر ،كتأكل الثمر ،كال تتوقع اٝنطر ،كال ُّ على ىس ىقر ،فأنت أسعد حاالن من البش ًر . الغضب شرارةه ،كالفراغي خسارةه ،كالعبادةي ْنارةه . ي السركر ٜنظةه مستعارةه ،كاٜنز يف كفارةه ،ك ي ً ً ً الساعة فاجع ٍلها طاعةن ،تىػعي ٍد لك ابف اليوـ يف السياؽ ،كغدان مل يول ٍد ،كأنت ي أمس ى مات ،ك ي و بضاعة . بح بأر ً
تأسف كنزىؾ قوتيك ،فبل كغديرؾ اٜنربي ،كصاحبك ٍ الكتاب ،ك٣نلكتك بيتيك ،ك ي ي القلم ،ي ند٬نك ي فات . على ما ى ً اخرىا، ٍؾ رّنا ائل األموًر َّ كالسحاب أكلو بىػٍر هؽ كرع هد كآخره ه غيث ىينءه كسرتك أك ي ساءت أك ي الباؿ ،كي ٍذ ًىب األدغاؿ ،كىو عربو يف ً ً التوفيق . الرزؽ كدركازةي يٍ ي االستغفار يفتح األقفاؿ ،كيشر يح ٌ ي ي كعفو كعافيةه . ّّ ست شافية كافية :ه كغىن كمركءةه ه دين ه كعلم ن عن ىم ٍن؟ قاؿ :يا ٩نيب اٞنضطر إذا دعاهي ،كينق يذ الغريق إذا ناداه ،كيكشف الكرب ا من الذم ي ا﵁ي ؟ إنو ا﵁ي . ابتعد عن ً ً اٛندؿ العقي ًم ،ك ً ساحب ، الصاحب الصاحب السفيًو ،فإف آّلس البلغي ،ك ه ى العٌن سارقةه . لص ك ى الطبع ه ك ى
ال حتزن
358
ً ً االستماع ً ، ً اٞنتحدث ،كل ً كدماثة ً اٝنطاب ، ٌن كعدـ مقاطعة التحلّْي ُنس ًن ً اٝنلق ،أكٚنةه على صدكًر األحرا ًر . ً أذناف ً عيناف ك ً عندؾ ً الشكر يا إنسا يف كرجبلف كلسا هف كإ٬نا هف كقرآ هف كأما هف ..فأين كيداف ي َي ِ الء ربّْ ُكما تُ َك ّْذب ِ ان ﴾ . ﴿فَبِ ّْ َ َ َ طعت سيقاف ،كتناـ كغًنؾ أقداـ ، ي ٕ نشي على قدميك كقد بيً ىرت ٍ كتعتمد على ساقيػٍيك كقد قي ٍ ت ه جائع . شرىد األملي نومون ،كتشبع كسواؾ ه ٌ الصم ًم كالبي ٍك ًم كالعمى ،ك٤نوت من الربص كاٛننوف كاٛنذاـ ،كعوفيت من السل سلمت من َّ كالسرطاف ،فهل شكرت الر٘نن ؟! مصيبتنا أننا نعجز عن حاضرنا ك نشتغل ّناضينا ،كهنمل يومنا ُّ ً العقل كأين ي كهنتم بغدنا فأين ي ي ي اٜنكمةي ؟! نقد ً فقتهم علمان أك فىػ ٍهمان أك ماالن أك الناس لك معناه أنك فعلت ما ُّ ي يستحق الذكر ،كأنك ي مٍن ً صبان أك جاىان. ى ً ص شخصية اؿغ ًًن ،كالذكبا يف يف اآلخرين ،ك١ناكاةي ً الشخصية كإزىاؽ ٞنعامل انتحار الناس ه ُّ ه تقم ي . ﴿ قَ ْد َلِ َم ُك ُّ أُنَ ٍ اس َم ْش َربَـ ُه ْم ﴾َ ﴿ ،ولِ ُك ٍّ ِو ْج َهةٌ ُه َو ُم َولّْ َيها ﴾ ((ال تكون وا ّْإمعةً )) ، ان يم َقى بِم ٍاء و ِ ِ ٍ ِ اح ٍد ﴾. ﴿ ص ْمـ َوا ٌن َوغَْيـ ُر ص ْمـ َو ُ ْ َ َ البلية عطيةه ،كمع ً حة فىػرحةه ،كمع ً الدمعة بسمةه ،كمع َّ ً ً مع ا﵀نة ًم ٍنحةه ،سنة ثابتةه كقاعدةه الرت ٍ مطردةه . تشاىد إال منكوبان ،يف كل دا ًر نائحةه ،كعلى كل ّّ دمع ، انظر ىل ترل إال مبتلنى ،كىل ي خد ه ٍ كيف كل ك واد بنو ىس ٍع ود . صوت من شك ًر معركفًك أٗنل من تغر ً ً ،كحفيف األشجا ًر، يد األطيا ًر ،ك نسي ًم األسحا ًر ه ي ً كغناء األكتا ًر .
ال حتزن
359
اٜنمد ﵁ً و بكلفة ،كإذا شربٍت اٞناء البارد قاؿ كل عضو فيك: إذا شربت اٞناء الساخن قلت ي اٜنمد ﵁ً . ي ً العقبلء تىػريؾ ماال يعين ،كأغلى و أرخص سعادةو تيباع يف ً سلعة عند العا ً الناس تألف أف مل سوؽ ى ي ي ٍ ى كيألفوؾ . إياؾ ك َّ اٟنم فإنو يس ّّم ،كالعجز فإنو ه موت ،كال ىك ىس ىل فإنو خيبةه ،كاضطر ى اب الرأ ًم فإنو سوءه تدب وًن. جار ً ً ً شر من غر ً ً اٞنعركؼ أرفع من القصوً الثناء ك ، الشاىقة ر اصطناع ك ، اإلنساف بة السوء ّّ ي ي ي آّد . اٜنى ىس ين ىو ي باٜنب من بذؿ نداه كمن ًع أذاه ك ً ً أطلق ١نياه . أشكرىم ،كأكالىم ُّ ّْ أحق الناس بزيادة النعم ي ً ً الشفاعة ،كالسيادة ١نتاج إىل اٞناؿ ١نتاج إىل األم ًن ،ك ي ١نتاج إىل صدقة ،كاٛناهي ه ه السركر ه ١نتاجةه إىل التواض ًع . ً ً ً باألدب . اٜنب إال ال تيناؿ الراحةي إال بالتعب ،كال ي صل على ّْ تدرؾ الدَّعةي إال بالنَّصب ،كال ي٪ن ي أجل من اٞنٍن ً صً ب ،كاٟنمةي أعلى من اٝنًٍبػىرةً ،كالتقول أٚنى من األبناءي ُّ أىم من الثركةً ،كاٝنيلي يق ُّ ى ً آّد . كن لكل و صديق ،كال تيػ ٍف ً تذىب سرؾ إىل امرأةو ،كال ش َّ ال ٍ تسمع ،كال تر ٍ تطمع يف كل ما ي ٍ كل و أمنية . كراء ّْ الطاعة ،كال ا﵀بةى مع ً ً الوفاء ،كال الثقة إال أيت الراحة إال مع اٝنلوةً ،كال األمن إال مع ما ر ي الص ٍد ًؽ . مع ّْ ات ،كنظرةو تيػع ًقب حسر و كسيئة ٕننع اٝنًن و أكبلت ،ككلمة ْنلب عداك و و ات ،و ب و ات أكلة ٕننع ير َّ ي ٍ ى ي . ىسفان ،كال قصدؾ يكن حبُّك ىكلفان ،كال ي بغضك ىسىرفان ،كال حياتك تىػىرفان ،كال تذ ٌكيرؾ أ ى ال ٍ شرفان. ُّ ِنيل . كل امرئ يف بيتو أمًنه ال يهيينو أح هد ،كال ٪نجبيو بى ىشهر ،كال يذلوي جبٌ هار كال يرده ه
ال حتزن
360
ً ً عزمان . كمنحك ع ٍلمان ،كمنىػ ىعك ٍإٖنان ،كأعطاؾ ٍفهمان ،ككىبىك ٍ أفضل األياـ ما زادؾ ح ٍلمان ،ى ي ً تاج على ً األصحاء ال يراىا إال رؤكس اٜنياة فرصةه ال نعرفيها إال بعد أف نفقدىا ،كالعافيةي ه
اٞنرضى . عاؽ ،كزكجةي مشاكسةه ،كجار و ابن ّّ كنفس أمارةه ، مؤذ ، مّت ي ه من لو ه يسعد ٍ ه كصاحب ه ثقيل ،ه كىول متٌبى هع . ن لنفسك عليك حقان ،كلعينًك عليك حقان ،ك ً إف ّْلربك عليك حقان ،ك ً لزكجك عليك حقان ، ك ً حق حققيق . كل ذم ٍّن لضيفك عليك حقا ،فأعط َّ ً طلوعو فإف لو ٗناالن جبلالن إشراقان يفتح لك األمل كالتفاؤؿ. الصباح عند استمتع بالنظ ًر إىل ً ٍ و ك من ًذ ٍك ور أك تبلكةو أك و مطالعة أك و تأليف أك حفظ أك فأ٤نز فيو ىع ىملى ى عليك بالبكوًر فإنو بركةه ٍ ، ىس ٍف ور . ً امش جانبان ،ك ً كن كسطان ،ك ً تكن أكمل فريضةن ،كتزكد بنافلة ٍ ٍ ارض خالقان ،ك ٍ ارحم ٢نلوقان ،ك ٍ راشدان . التوفيق :حسن ً كسداد ً كصبلح ً الرًح ًم. القوؿ ، اٝنإنة، البعد عن الظل ًم ،كقطيعةي َّ العمل ،ك ي ي ي ي َّ و كصاحب العزلة فيها كجبت ًذ َّنةؿ ،ككم من خلوةو حلوةو ، كرب زلَّوة أ سلبت نعمةن َّ ، ٍ رب كلمة ٍ ي ًعّّز لو . ِ ِ ِ الماس لى دمائِهم (( المملم من سلم المملمون من لمانه ويده ،والم ُ من من أممه ُ والمهاجر من َه َج َر ما نهى اهللُ مه)) . وأموال ِهم )) (( ، ُ خًن مالً ً البيوت ما ً أجل ً ك ،كخًني األصحاب كخًن ، ك ع ػ ف ر ما ك علم ك ، ك ع ف ػ ن ما ك ى ى ى ُّ كس ىع ى ى ى ى ى ى ي ي ك. ص ىح ى من نى ى صاحب فبل يخلي ىق لك ،كإذا مل إذا مل يكن لك حاس هد فبل ىخٍيػىر فيك ،كإذا مل يكن لك ه يكن لك هدين فبل مبدأ لك . ً بالتوبة من سيئاتًك ً ، كطوؽ األعناؽ بأم ا ديك يسَّر نفسك بتذك ًر حسناتًك ،كأر ٍح قلبك ً البيضاء .
ال حتزن
361
الفطٍنة ،ككثرةي ً ً يت القلب النوـ ه السمنة غفلةه ،كالبطنةه تذىب ً ى ى إخفاؽ ،ككثرة الضحك يٕن ي عذاب . كالوسوسةي ه الفطاـ ،كفىػرحةي ً الوالية يذىبها حز يف ً الرضاع مرة ً دك هار . الكرسي ك ، العزؿ ً اإلمارةي يح ٍل ىوةي ُّ ي ٍى ٌ كتذكر السفر مع من يًٓن ُّ ب،ك ي البعد عمن ي تبغض ،كالسبلمةي من يؤذم ،ي من لذائد الدنيا :ي النجاح . ص ىم ،كالصرب يطفئ اٛنى ٍمىر الرب يَ ّْ يستبعد َّ ي يقهر اٝنى ٍ اٜنلم ي اٜنر ،كاإلحسا يف يقيد اإلنسا ىف ،ي الدنيا أي غىن عنها . أىن ما تكو يف حٌن يهتا يف ،كاٜناجةي ي أرخص ما تكوف حينما ييسٍت ٍ ى ً إذا َّ يعيد لك يكفل لك قدكـ وغد ،كإذا أحزنك ما حدث أ٨نك ي باألمس فمن ي رزؽ غد فمن ي األمس . ى كٙنوؿ يف و كعزؿ يف عزةو خيػر من ً توفيق قليل خًن من و طاعة ىخٍيػهر كالية يف ًذلَّوة ،ه ماؿ كث وًن ،ه ه ه ه ٌ ىٍه و معصية . من شدةو يف
،
اٜناسد ظامله . أىوج ،كالغضبا يف ٠ننو هف ،ك ي ملك ،ك ي القانع ه طائش ،ك ي العجوؿ ه ي اٞنسرؼ ي ً ً ً ب األحزاف ،ك٬نؤل اٞنيزا ىف الر٘نن ، ي ذ ٍكير ا﵁ يرضم ى كيسعد اإلنسا ىف ،ك٫نسئ الشيطاف ،كيي ٍذى ي .
كمبارؾ من زاد عل يـ ق كموفق من كثير ماليو فكثر ُّبره ، ه عمره كحسن عمليو ،ه سعي هد من طاؿ ي ادت تقواه. فز ٍ اىتم ً الناس ،كجائزةي من جزاءي من َّ بالناس أف ينسى ٨نومو ،كثو ي اب من ىخ ىد ىـ مواله أف ٫ندمو ي ترؾ الدنيا أف يأتيىو رزقيو ىر ىغدان . ً ً ً ً تكثر ال َّ ٓنتقر شيئان من الذنب مع عدـ التوبة ،كال ٍ تستقل شيئان من النعم مع العافية ،كال ٍ ً اإلخبلص . طاعةن مع عدـ الرجاؿ ،كالفرح ّنا عند ا﵁ فرح األك ً األطفاؿ ،كالفرح ً بالثناء اٜنس ًن فرح ً ً لياء الفرح بالدنيا فر يح ه ي األبرا ًر .
ال حتزن
362
الكذب ريبةه ،كاٜنياءي صيانةه ي الصدؽ طمأنينةه ،ك ه حكمةه . حبلكةي الظف ًر ٕنحو مرارة الصرب ،كلذةي االنتصا ًر تي ٍذ ًىب ً كعثاء اٞنعاناةً ً يل ز ي العمل ف كإتقا ، ه ي ي مشقتو. اٛننة رؤيةي ا﵁ً أطيب ما يف الدنيا ١نبةي ا﵁ً ،كأحسن ما يف ً ً أبر أنفع ك ، كتاب ا﵁ ،ك ُّ الكتب ي ي ي ي ً رسوؿ ا﵁ً . اٝنلق ي لرمسو كراقب ا﵁ يف جه ًره ً أعد ً السعيد م ًن اعترب ً بأمسو ،كنظر لنفسو ،ك َّ ك٨نسو . ي ى اٜنرص ّّ حجاب . الطمع مهانةه ،كالش ُّ ُّح ًخ َّسةي ،كاٟنيبةي خيبةه ،كالغفلةي ه ذؿ ك ي ي ف إلى ِ اهلل في الر ِاء يعرفْك في تعر ْ (( احف ِ اهلل يحف ْك ،احف ِ اهلل تج ْده أمامك َّ ، الشدةِ ،إذا س لت فاس ِل اهلل ،وإذا استعمت فاستعن ِ باهلل )) . ْ ً ً ً ً اجعل عمرؾ طاعةن اجعل ى مالك صيانةن ٜنالك ،ك ٍ اجعل زماف رخائك عد نة لزماف ببلئك ،ك ٍ ٍ بك . ّْلر ى ً َّ و و و ت بكاءن. سلبت نعمةن ، كضحكة َّ جر ٍ جبت حسرنة ،كزلةن أعقب ذلَّة ،كمعصية ٍ رب لذة أك ٍ ت. النعم إذا ت َّ غر ٍ ت ،كإذا ٌبر ٍ مر ٍ سر ٍ كفرت َّفر ٍ ت ،كإذا ٍ شكرت ٌقر ٍ ٍ ت ٌ ت ،كالدنيا إذا ٌ ي الركح قلةي ً السبلمة إحدل الغنيمتٌن ،كصحةي اٛنس ًم قلةي ً اآلثاـ ،كصحة الطعاـ ،كصحةي ً البعد عن اٞن ٍق ً ً ت. الوقت ي ً ثقيل . كيوـ ّْ كيوـ اللذة دقيقةه ،كليلةي السركًر قصًنةه ،ي دقيقةي األ ًمل يوـ ،ي طويل ه اٟنم ه البؤس َّ شوقك السجن ٖنَّن لديك اٜنرية ،ك ي ذكرؾ النعيم ،كاٛنوع حبَّب إليك الطعاـ ،ك ي اٞنرض ٌ ي ً للعافية . ً احة كاٜنًم ًية كإياؾ كثبلثة و التشاؤـ كالوى ًم ك ً عليك بثبلثة أطباء :الفرًح كالر ً القنوط . أعداء : ٍ السعادةي ىي أف تصل النفس إىل درجة ً ٔندمو كماٟنا ،كالفوز أف ْند ٖنرىة أعماٟنا ،كاٜن ٌ ظ أف ي الدنيا ً بإقباٟنا. الصمت ٗناؿ ،ك العلم يح َّجةه ،كالبيا يف ه ي ،ك ه
ال حتزن
363
ببضاعة مزجاةو ً و اجلس يف السح ًر َّ ، فأكؼ لنا الكيل كجئنا كقل ٍ : كمد يديى ى أرسل عينيك ٍ ك،ك ٍ ٍ جليل . يا ي من النعم السبلمة من األ ًمل كالسق ًم ك ً ن ْنوع ،كال كال ، أ تظم حّت تشرب كال ، اٟنرـ ي تأكل حّت ى ٍ ٍ تنم حّت تتعب. ٍ إفبلس . من َّ ٕنىن ،كمن للخ ًًن َّ تعىن فبالف ًوز اَّ تأٌل حصل على ما ٌ عقم ،كاألماٍلُّ ه هتن ،كالعجلةي ه و أرحم ارض عن ا﵁ً فيما فعلو بك ،كال َّ تتمن زكاؿ حالة أقامك فيها ،فهو أدرل بك منك ك ي بك من ّْأمك. ندـ و قضاء ا﵁ً كلُّو خيػر ،حّت اٞنعصيةي ً بشرطها من و ً كإذىاب كتوبة ،كانكسا ور كاستغفا ور ، ىٍه ي الك ورب كالعي ٍج ً ب. و داكـ على االستغفا ًر فإف ﵁ً نفحات يف ً تسعد ّٔا الليل كالنها ًر ،فعسى أف تصيبك منها نفحةه ي ٍ إىل ً يوـ الدي ًن . ً ً ً حلم ،كإذا طيٍوَّب ٞنن إذا أينٍعم عليو ىش ىكىر ،كإذا ابتيلي ى صبىػىر ،كإذا أذنب استغفر ،كإذا غضب ى ىح ىك ىم ىع ىد ىؿ. ً ً اللساف ،كتنميةي ً اٟنم ،كاالستفادةي من فتق العقل ،كصفاءي اٝناط ًر ،كإزالةي ّْ من فوائد القراءة ي ً اكتساب الفضائًل . التجارب ،ك ي الرغبة فيما عنده ك ً كل على ا﵁ً ،ك ً التوبة ك ً اإلخبلص ك ً ً اإلنابة ،كالتو ً الرىبة من غذاءي القلب يف ً عذابو ،كحبًو تعاىل. استغيث )) لرتل قيوم برحمتِك ُ كداكـ على (( يا ُّ حي يا ُ الزـ (( يا ذا الجالل وااكرام )) ٍ ال ىفىرج كال ىفىر ىح كالسكينةى . الع ٍف ىو ،كأج ًر اٜنلم ،كثواب الص ًرب ،كأنو ظامله كأنت إذا آذاؾ أحد فتذك ًر القضاءى ،كفى ّْ ض ًل ى أسعد حظان . مظلوـ ،فأنت ي ه الفقر كاٞنصيبةي بأج ًرىا فلم ١نتوـ ك ي األجل ه الرزؽ مقدَّر ،فلماذا اٜنز يف ؟ ك ي اٞنرض ك ي القضاء ناف يذ ك ي اٟنم ؟. ُّ
ال حتزن
364
ً األنس يف الدنيا جنَّةه من مل يدخ ٍلها مل يدخل جنة اآلخرة ،كىي ي ٍ ذكره سبحانو كطاعتيو كحبُّو ك ي الشوؽ إليو. بو ك ي رضي ا﵁ عنهم ألهنم أطاعوا أمره كاجتينبوا هنيو كرضوا عنو ؛ ألنو أعطاىم ما ًأمليوا ،كآمنهم ٣نا خافيوا . كيرزؽ كيرل كيسمع ً ، كبيدهً مقاليد األموًر. عنده ّّ ي كيف ٫نز يف من ى ي رب ي كيغفر كيسرتي ي ي يقدر ي كيركح ،كالتوبةي مقبولةه ،كحلمو ٣ننوح ، ي الر٘نةي كاسعةه ك ي العفو ه الباب ه كعطاؤه يغدك ي مفتوح ،ك ي كبًنه . األجر جفت ،كالصحف طي ًويى ٍ اقع ،كاألقبلـ ٍ ال ٍ ٓنزف ألف القضاء مفركغه منو ،كاٞنقدكر ك ه تك ي مغفور . حاصل ،كالذنب ه ه ً ً اعرؼ أحسن العمل ّْ أقبل على شأنًك ك ٍ كقص ًر ى األم ىل ،كانتظر األجل ،كعش يومك ،ك ٍ زمانىك كاحف ٍظ لسانىك . ؼ من و و ال أىفٍػي ىد من و زىد ،كال أ ٍغىن ظ من ق ورب ،كال أى ٍسأى ىـ من كتاب ،كال أ ٍىك ىع ى معصية ،كال أى ٍشىر ى ى من و قناعة . ً ناؿ آّد ال ييعطى جزافان كإ٧نا يؤخذ َندارةو كيي ي كتب تار٫نيك ،ك ي بقدر ٨نتك كجدّْؾ كمثابرتك يي ي و بتضحية . ىم اآلخرةً فحسب ،كهتيأ ً للقاء ا﵁ً تعاىل ،ك ً ىوف األمر يىػ يه ٍن ،ك ً الفضوؿ من اترؾ ى اٟنم َّ اجعل َّ ي ٌ كل شي وء. ً ً اٞنناـ ك ً ً ً الطعاـ ك ً الكبلـ ك ً ً ،كىي الضحك اٝنلطة ك كفضوؿ اٞنزعجات اٞنباحات من فضوؿ ي الغم . سبب ّْ ي ِ ْس ْوا َلَى َما فَاتَ ُك ْم ﴾ فبل تذكبوا حسرةن كنىدمان ،كال هتلكوا بكاءن كأسفان ،كال ﴿ ل َك ْيال تَ َ كتسخطان. تنقطعوا عويبلن ُّ ك اللَّه ومن اتَّـبـع َ ِ ِِ ين ﴾ يكفيكم ا﵁ي فيسددكم كيرعاكم كيدفع عنكم َ ﴿ ح ْمبُ َ ُ َ َ ْ َ َ ك م ْن ال ُْم ْ مم َ ك٪نميكم فبل ٔنافوف.
ال حتزن
365
الببلء ،كيشافيهم من ً ﴿ إِ َّن اللَّه مع الَّ ِذين اتَّـ َقوا ﴾ يدفع عنهم األعداء ،يعافيهم من ً الداء َ ََ َ ْ ً البأساء كالضر ًاء . ٪ ،نفظيهم يف ِ َّ ً ييسر لنا ما أ٨نَّنا، ﴿ ال تَ ْح َز ْن إ َّن اللهَ َم َعمَا ﴾ يرانا ،يسمع ى ينصرنا على عدكنا ،ي كبلمنا ،ي أغمنا. يكشف عنا ما َّ ي ص ْد َر َك ﴾ أما جعلناه فسيحان كسيعان مبتهجان مسركران ساكنان مطمئنان ف ًرحان ﴿ أَلَ ْم نَ ْش َر ْح لَ َ ك َ معموران ؟!
ض ْي ٍق ِم َّما يَ ْم ُك ُرو َن ﴾ فنحن نكفيك مكرىمُّ ، كنرد كنصد عٍنك كيدىمُّ ، َ ﴿ وال تَ ُ ك فِي َ ً ذرعان. عنك أذاىم فبل تض ٍق ٍ َ ﴿ وال تَ ِهمُوا َوال تَ ْح َزنُوا ﴾ كأنتم األعلوف عقيدةه كشريعةه ،كاألعلوف منهجان كسًنةن ،كاألعلوف سندان كمبدأن ،كأخبلقان كسلوكان. اسع الْمغْ ِفرةِ كوِ ً يقيل العثرة٬ ،نحو الزلة ،يسرت ، التوبة يقبل ، اٞنذنب عن يعفو ﴾ ُ َ ﴿ إِ َّن َربَّ َ َ َ ي ي يتوب على التائب. اٝنطيئة ،ي ﴿ وال تَـي َسوا ِمن رو ِح اللَّ ِ كرمو كتيسًنه ، عاجل لطفو ك ، يب ر ق فرجو فإف ﴾ ه ه َ ْ ُ ْ َْ ي ي حاصل ،ك ي ه ه عاـ . كاسع ،كفضلو ه الر ِ اح ِمين ﴾ يشايف كيعايف كي٩نتً ك٪نلم ، كيغفر كيسرت ، كيتوىل ظ ك٪نف ، ك٫نتار ت ي َ ﴿ و ُه َو أ َْر َح ُم َّ َ ي ي ى ي ي ي كيتكرـ . ي ِ َّ الضاؿ ،يعايف اٞنبتلى ،يشفي يب ،يهدم ى ﴿ فَاللهُ َ ْيـ ٌر َحاف اً ﴾ ٪نفظ الغائب ،يرد الغر ى ً الكرب . يكشف يض ، ي اٞنر ى َ ﴿ و َلَى اللَّ ِه فَـتَـ َوَّكلُوا ﴾ ّْفوضوا األمر إليو ،كأعيدكا الشأف إليو ،كاشكوا اٜناؿ عليو ،ارضوا بكفايتو ،اطمئنوا لرعايتو . ِ ِ ب الثقاؿ ،كيزيل الليايل مى اللَّهُ أَ ْن يَْت َي بالْ َف ْت ِ ﴾ فيفتح األقفاؿ ،كيكشف ال يكىر ى ﴿ فَـ َع َ اٜناؿ . الباؿ ،كيصلح ى الطواؿ ،كيشرح ى
ال حتزن
366
يل حزنان كيسهل ﴿ ال تَ ْد ِري لَ َع َّ اللَّهَ يُ ْح ِد ُ ث بَـ ْع َد ذَلِ َ ك أ َْمراً ﴾ فيذىب ٌ غمان ي كيطرد ى٨نٌان كيز ي ب بعيدان. أمران كيي ّْ قر ي ُ ﴿ ك َّ يـوٍم ُهو فِي َش ٍ كيغفر ذنبان كيعطي ًرٍزقان كيشفي مريضان كيعايف مبتلنى ا ب كر يكشف ﴾ ْن ن ي َْ َ ٍ ي كيفك مأسوران ،ك٩نربي كسًنان . ُّ ، ً ﴿ فَِإ َّن َم َع الْعُ ْم ِر يُ ْمراً ﴾ مع الفق ًر غىن ،كبعد ً سركر ،كبعد اٞنرض عافيةه ،كبعد اٜنزف ه
الضيق ىس ىعةه ،كبعد ً شبع . اٜنبس انطبلؽ ،كبعد ً ه اٛنوع ه الباب ،كينزؿ القيد ، يحل ي َ ﴿ سيَ ْج َع ُ اللَّهُ بَـ ْع َد ُ ْم ٍر يُ ْمراً ﴾ يس ُّ فتح ي ي اٜنبل ،كيي ي كينقطع ي الغائب ،كتصلح األحو ياؿ . كيصل الغيث ، ي ي ص ْبـر ج ِ ي األمر ،كٓنل النفس ،كينشر يح أ كهتد ، اٜناؿ يبدؿ فسوؼ ﴾ ي م ٍ ﴿ فَ َ ٌ َ ٌ ي الصدر ،كيسهل ي ي العقد ،كتنفر يج األزمةي . ي وت ﴾ ليصلح حاليك ،كيشرح باليك ،ك٪نفظ ماليك ، ْح ّْي الَّ ِذي ال يَ ُم ُ َ ﴿ وتَـ َوَّك ْ َلَى ال َ ك٪ن َّق ىق آماليك. كيرعى عياليك ،كيكرـ مآليك ،ي ﴿ حمبـمَا اللَّهُ ونِعم الْوكِ يغفر لنا الذنوب، ، اٝنطوب عنا يل ز كي ، الكركب عنا يكشف ﴾ ي َ ُْ َ َْ َ ُ ي ي العيوب . يذىب عنا يصلح لنا القلوب ، ى ٍ ك فَـ ْتحاً ُمبِيماً ﴾ ىديناؾ كاجتبيناؾ ،كحفظناؾ كمكناؾ ،كنصرناؾ كأكرمناؾ، ﴿ إِنَّا فَـتَ ْحمَا لَ َ كمن كل ببلء حس ون أبليناؾ. ﴿ واللَّهُ يـ ْع ِ ك ِم َن الم ِ عدك ،كال يصل إليك طاغيةه ،كال يغلبك حاس هد َّاس﴾ فبل يناليك ّّ ص ُم َ َ َ جبار . ،كال يعلو عليك حاق هد ،كال ٩نتاحك ه ض اللَّ ِه َلَي َ ِ كفهمك ،ىداؾ كسددؾ، ْ ك َ يماً ﴾ خلقك كرزقك ،علٌمك ٌ َ ﴿ وَكا َن فَ ْ ُ أرشدؾ كأدبك ،نصرؾ كحفظك ،توالؾ كرعاؾ. َ ﴿ وَما بِ ُك ْم ِم ْن نِ ْع َم ٍة فَ ِم َن اللَّ ِه ﴾ أعطى اٝنىٍل ىق كالرزؽ ،كالسمع كالبصر ،كاٟنداية كالعافية ، كاٞناء كاٟنواء ،كالغذاء كالدكاء ،كاٞنسكن كالكساء .
ال حتزن
367
فاسأؿ ا﵁ ً إذا سألت ً التأييد ْند العوف كالكفاية كالرشد كالسداد ،كاللطف كالفرج ،كالنصر ك ى . ً ً ً ً ٓنزف َّ إف ا﵁ على ا﵁ توك ٍلنا كبدينو آمنا كلرسولو اتبعنا كلقولو استمعنا كبدعوتو اجتمعنا ،فبل ٍ معنا. ك َّ كيكبت ك٫نذؿ عدكه ينصره ،فًنفيع قدره ،كيعلي شأنو ،كيتوىل أمره ،ي ي لينصرف ا﵁ي من ي خصمو ك٫نزم من كاده. نصر كال فر ىج كال عو ىف كال (( ال حول وال قوة إال باهلل )) ال إرادة كال قدرة كال ى تأييد كال ى كفايةى كال طاقةى إال با﵁ً العظي ًم . ً ﴿ أَلَم نَ ْجع لَهُ َ ْيـمَـ ْي ِن ﴾ يطالع كتاب ً ً ّنشاىد اٜني ٍس ًن كيتمتع اٛنماؿ ، الكوف ،كيقرأ دفرت ى ي ْ َْ ً مهرجاف اٜنياةً . كمسر يح طرفو يف ِ ً ً ً ً بالكلمات يتحدث اٛنذاب ، باٜنديث ينطق ي يتكلم بالبياف اٞنشرؽ ،ي ي َ ﴿ ول َ ماناً َو َش َفتَـ ْي ِن ﴾ ي اآلسر ً ات ،يرتجم عما يف قلبً ًو. ِ كيتحقق فهمكم كيبارؾ يف رزقً يك ٍم ، ي علمكم كيزيد ي ﴿ لَئ ْن َش َك ْرتُ ْم َألَ ِزي َدنَّ ُك ْم ﴾ فيعظم ي
كيكثر خًنيكم. نصركم ي ي اهرةً وب ِ ِ ِ األىل ك ً اطمَةً ﴾ عامةن كخاصةن ،يف الدي ًن كالدنيا ،يف ً اٞناؿ ، َ ﴿ وأ ْ َسبَ َ َلَْي ُك ْم ن َع َمهُ َ َ َ َ يف اٞنو ً الركح . اىب كاٛنوارًح ،يف ً ﴿ وأُفَـ ّْوض أَم ِري إِلَى اللَّ ِ كل أتو ، بو ظين ن س يح أ ، عليو حايل أعرض ، إليو شكاييت أرفع ﴾ ه ّْ َ ُ ْ ي ى ي ي عليو ،أرضى ً أطمئن إىل كفايتًو. ُنكمو، ُّ ادهِ ﴿ اللَّه لَ ِ يف بِ ِعب ِ يغفر ٟنم إذا استغفركا، ، ا و ط قح إذا يغيثهم ، ا ك افتقر إذا يرزقهم ﴾ ط ي ٌ ُ َ ي مرضوا ،يعافيهم إذا ابتيلوا . يشفيهم إذا ي ِ يسدؿ حجابو ،مل تٍنػ ىف ٍد خزائنيو ،مل ً ِ ِ ينتو يغلق بابو ،مل ٍ ﴿ ال تَـ ْقمَطُوا م ْن َر ْح َمة اللَّه ﴾ مل ٍ ينقطع حبليو . فضليو ،مل ٍ
ال حتزن
368
﴿ أَلَيس اللَّه بِ َك ٍ أغمو ٪ ،نميو ٣نن قصده ٬ ،ننعو ٣نن كاد لو ، اف َ ْب َدهُ ﴾ يكفيو ما أ٨نَّو ك َّ ْ َ ُ ٪نفظيو ٣نٌن مكر بو. الكنوز ،كبيده اٝنًني ،كىو اٛنو ياد اٞننا يف الر ْز َق ﴾ فعنده اٝنزائين ،كلديو ﴿ فَابْـتَـغُوا ِ ْم َد اللَّ ِه ّْ ي العليم . ي الفتاح ي كيسدد َ ﴿ وَم ْن يُـ ْ ِم ْن بِاللَّ ِه يَـ ْه ِد قَـلْبَهُ ﴾ يكشف كربو كيغفر ذنبو ،كيذىب غيظو كينًني طريقو ي خطاه. ِ كضبلَّالن فهدا يكم ،كفقراءن فأغناكم ، ﴿ اذْ ُك ُروا نِ ْع َمةَ اللَّه َلَْي ُك ْم ﴾ كنتم أمواتان فأحياكم ،ي كجهلةن فعلَّمكم ،كمستضعفٌن فنصركم. كم مرةو سألت فأعطاؾ ،كم مرةو طلبت فحباؾ ،كم مرةو عثرت فأقالك ،كم مرةو أعسرت فيسر عليك ،كم مرةو دعوتو فأجابىك. ً كتفتح يل ز كت ، الغموـ تذىب اٞنعصوـ السبلـ على ي ي الصبلةي ك ي اٟنموـ ،كتشايف القلب اٞنكلوـ ،ي ي ي اٞنقسوـ . الفضل العلوـ ك٪نصل ّٔا ي ي ﴿ ا ْد ُونِي أ ِ ب لَ ُك ْم ﴾ ارفعوا إىل ا﵁ َّ أكفكم ،قدموا إليو حوائجكم ،اسألوه مرادكم ، ْ َستَج ْ اطلبوه رزقكم ،اشكوا عليو حالكم . ضطََّر إِذَا َد اه ﴾ فيزيل كربو كبلواه كي ٍذ ً ﴿ أ ََّمن ي ِ ب ما أضناه ،كيعطيو ما ٕنناه ، ى ْم ل ا يب ج ْ ُ َ ُْ ُ ُ ي ي ك٪نقق مبتغاه. ي ً حل إف شتموؾ أك سبوؾ أك آذكؾ فعند تصدؽ ىبعٍر ًضك على فقر ًاء األخبلؽ ،كاجع ٍلهم يف ّْ ً ً ض. ا﵁ الع ىو ي ضل اٜنادم ىتف :يا ا﵁ي ،إذا اغتم السجٌن إذا خاؼ يربَّاف السفينة نادل :يا ا﵁ي ،إذا َّ يض صاح :يا ا﵁ي . دعا :يا ا﵁ي ،إذا ضاؽ اٞنر ي ً اللغات يات بشّت تقصده تصمد إليو الص َم ُد ﴾ ﴿ اللَّهُ َّ الكائنات ،ي ي اٞنخلوقات ،تدعوه الرب ي ي ي ً ً اٜناجات . اللهجات يف سائر ك٢نتلف
ال حتزن
369
ك بِ َّ يوضح ٟنم اٟنداية ين َممُوا ﴾ ينًني ٟنم الطر ًيق ،يبٌن ٟنم اٞن ىح َّجة ، َن اللَّهَ َم ْولَى الَّ ِذ ﴿ ذَلِ َ َ ي ى ً ً اٛنهالة. يعلمهم من ٪ ،نميهم من الضبللة ،ي ً بالقلوب ،كر٘نةن ً رفقان ىَ بالقواري ًر كلطفان بالناس ،كركيدان باٞنشاع ًر ،كإحسانان للغ ًًن ،كتفضبلن ً الناس . على العامل ..أيها ي ً ً ً الغلطة ،كادف ًن اٞنعائب اعف عن اكت ًم الغيظ ، كتغافل عن الزلة ،كتغاض عن اإلساءة ،ك ي ٍ الناس إىل ً أحب ً الناس . تكن َّ ٍ ً كصبلح ،كقد نلت النجاح . تاح ،مع تقول و ه ياح ،كقلب مر ه باب كم ٍف ه تاح ،كغرفةه تدخليها الر ي كفاؼ خيػر من ب ٍذ وخ كإسر و كعفاؼ يف و فضوؿ ً اؼ أثقاؿ ، العيش ه ائد عن اٜناجة ي ه أشغاؿ ،كالز ي ىٍه ى
. ال ٓنمل عقدة اٞنؤامرةً ،كال تف ٍكر يف تر ً الناس مشغولوف بك، بص اآلخر َّ ين ،كال تظن أف ى فكلّّ يف فىػلى و ك يسبحوف . ٬نحق ميَ ْك ِفي َك ُه ُم اللَّهُ ﴾ فًند كيدىم كيبطل مكرى ًم ،ي ك٫نذؿ جندىم ُّ ، كيفل حدَّىم ،ك ي ﴿ فَ َ ً كيشتت مشلهم . ب بأسهم ي قوهتم ،كيي ٍذى ي الم ِ ً ِ اح ر أ ك ، ىم ر صدك ٟنب أطفأ ك ، عليلهم أبرد ك ، غليلهم فشفى ﴾ م ه ي ل ة يم ك َ َ ﴿ فََنْـ َز َل َّ َ َ ْ ْ ى ائرىم. كطهر سر ى ضمائرىم ،ى ى
كتذىب كتدمل اٛنراح ، كتسعد القلب ، النفس ، ي (( الكلمة الطيبة صدقةٌ )) ألهنا ي ي ي تفتح ى كتعلن السبلـ . الغيظ ي (( تبممك في ِ وجه أ يك صدقةٌ )) ألف الوجو عنوا يف الكتاب ،كىو مرآةي ً ائد القلب ،كر ي الفأؿ . أكؿ ى الضم ًًن ك ي ﴿ ا ْدفَع بِالَّتِي ِهي أَحمن ﴾ ً االنتقاـ ،ك ً ً ً اٝنطاب ،كل ً ً اٛنانب ،ك ً الرفق يف ٌن لطف برتؾ ْ َ ْ َُ ً ً كنسياف اإلساءةً . التعامل ِ نفسك ، ركحك ، َ ﴿ ما أَنْـ َزلْمَا َلَْي َ ك الْ ُق ْر َن لتَ ْش َقى ﴾ كلكن لتسعد كتفر ىح ي ى كتسكن ي الفبلح ،كفردكس السعادةً . ً كتدخل بو جنةى
ال حتزن
370
﴿ وما جع لَي ُكم فِي الدّْي ِن ِ ً للمشقة ،كبع هد عن بل ﴾ ج ر ح ن م ٍ يسر كسهولةه ،كمراعاةه َ ْ ََ َ َ َ َ ْ ْ َ ه ً التعب ك ً الكلفة ،كسبلمةه من ً اإلرىاؽ . ت لَي ِهم ﴾ فيسعدكف بعد و صرُهم و ْاألَ ْغ َ َِّ شقاء كيرتاحوف بعد َ ﴿ ويَ َ الل التي َكانَ ْ َ ْ ْ ض ُع َ ْمـ ُه ْم إِ ْ َ ْ َ و عناء كيأمنوف بعد و خوؼ ،كيسركف بعد يحٍزوف . ِ ص ْد ِري * َويَ ّْ ِ ِ أحس اٟندل بقلت ﴿ قَ َ ال َر ّْ ب ا ْش َر ْح لي َ م ْر لي أ َْمري ﴾ فأرل النور أمامي ،ك ٌ ،كأمسك اٜنبل بيدم ،كأناؿ النجاح يف حيايت ،كالفوز بعد ٣نايت . و م ُر َك لِلْيُ ْم َرى ﴾ فتعبد ربك و العذاب فيو بصدؽ ؛ فيصبح بود كْناىد فيو ُنب كتطيعو ٍّن َ ﴿ ونُـيَ ّْ ي ً شهدان. العلقم يف سبيلو ٍ عذابان ،ك ي ب ً ف اللَّهُ نَـ ْفماً إَِّال وسعها ﴾ فبل تكليف فوؽ ً الطاقة ،كإ٧نا على ىحس ً اٛنهد ﴿ ال يُ َكلّْ ُ ُ ْ ََ ى ً اٞنوىبة كعلى مقدا ًر القوةً . كعلى قد ًر أنا هنً ﴿ ربَّـمَا ال تُـ َ ا ِ ْذنَا إِ ْن نَ ِ الشركد كيعرتينا كيصيبنا ، ا أحيان م ؼ ﴾ ا يم م ن َ ي كنغفل أكقاتان ،ي َ ي ي رب . ي الذىوؿ فعفوؾ يا ُّ ﴿ أ َْو أَ ْ طَْنَا ﴾ فلسنا معصومٌن ك ال من الذنب بساٞنٌن ،كلكنَّا يف فضلًك طامعوف كيف ر٘نتك راغبوف . مساكٌن ،أنت الذم علمتنا عباد ضعفاءه كبشر صراً ﴾ فنحن ه َ ﴿ ربَّـمَا َوال تَ ْح ِم ْ َلَْيـمَا إِ ْ ي فأجبنا كما دعوتنا . كيف ى ندعوؾ ٍ ِِ يسر علينا كقد كتكل قلوبينا ك َّ فنعجىز َّ َ ﴿ ربَّـمَا َوال تُ َح ّْملْمَا َما ال طَاقَةَ لَمَا به﴾ ى ٕنل نفوسنا ،بل ٍ أكجبت . كسهل علينا كقد فعلت ، ى ى ٍ ً ص كتقصًنه ،كأنت َ ﴿ وا ْ ُ تبدر اإلساءةي ،كفينا نىػ ٍق ه ف َمَّا ﴾ فنحن أىل اٝنطأ كاٜنيف كمنا ي رحيم . جو هاد كرَله ر٘نا هف ه ِ ٪نلم عن اٞنقصر يغفر الذنوب إال أنت ،كال يسرتي اؿعي ى كب إال أنت ،كال ي َ ﴿ وا ْغف ْر لَمَا ﴾ فبل ي ً أنت . إال أنت ،كال يتفضل على اٞنسيء إال ى ي
ال حتزن
371
ً تعيش آمالنا ،كبر٘نتك تيػ ٍقبى يل أعمالينا ،كبر٘نتك َ ﴿ و ْار َح ْممَا ﴾ فرب٘نتك ي نسعد ،كبر٘نتك ي تصلح أحوالينا. غلو ،بل ف كال مشقةى كال َّ ت فيها كال تنطٌ ىع كال تكلٌ ى (( بعثت بالحميفة الممحة )) ى فبلعنى ى اقتصاد . كيسر ك ه فطرةه كسنةه ه
تطرؼ ، (( إياكم والغلو )) بل الزموا السنة ،اتباعه ال ابتداعه ،كسهولةه ال مشادةه ،كتوس ه ط ال ه كاقتفاءه ببل زيادةو . ً األدياف ،كىي أفضل أحسن سيد الرسل كدينيها (( أمتي أمة مرحومة )) توالىا رّٔا ،فرسويٟنا ي ي ً أٗنل الشرائ ًع . األمم كشريعتيو ا ي ٍ ِ اايمان من رضى ِ ِ وبمحمد رسوالً )) كىذه الثبلثة باهلل رباً ، (( ذاق طعم وبااسالم ديماً الفبلح . أركاف الرضا كأصوؿ ً إياؾ كالتسخط فإنو باب ً الباؿ كسوء ً كسف ً كشتات ً اٟنم كاؿغّْـ اٜنزف ك ّْ اٜناؿ كضياعي القلب ك ي ي ي العم ًر . كطيب ً السركر األمن ،كالطمأنينة الرضا يكسب يف القلب السكينة كالد ى العيش ك ى َّعةى ،كالراحة ك ى ى كال ىفىر ىح . ً التسخط ،كاالعرت ً القلب سليمان من ً اض كالتذم ًر ،ك ً غل ،ك ً الغش كاؿد ً اٞنلل الغل ك الرضا ٩نعل ي كالضج ًر ك ً التربـ . كغىن كأمنان ،كإنابةن كإخباتان كرضى ن من رضي عن ا﵁ مؤل قلبو نوران كإ٬نانان ،كيقينان كحبان كقناعةن ن . كخدمة الثركةً ً ، أيها الفقًن :صرب ٗنيل ،فقد سلمت من ً ً تبعات ً كعناء اٛنى ٍم ًع ، اٞناؿ ، ى ه كمشقة كحر ً ً اٞناؿ كخدمتًو ً ، اسة ً ً اٜنساب عند ا﵁ً . كطوؿ ت نوران يف قلبًك ،كسلمت من يا من ى اعلم أنك عيّْر ٍ ضى فقد ى أبشر باٛننة ٖننان لبص ًرؾ ،ك ٍ بصره ٍ : ات ،كمشاىدةً ً ً رؤية اٞننكر ً ً اٞنلهيات . اٞنزعجات ك
ال حتزن
372
ً كص ًقل ،كنػيقّْيت من الذنوب ،ي
ت من اٝنطايا طهور إف شاء ا﵁ي فقد يى ٌذبٍ ى يا أيها اٞنريض :ه ً كع ٍجبىك . قلبك ك ي ٍ نفسك ،كذىب كٍبػيرؾ ى انكسرت ي ً ً اٞنوجود ،كتنسى النعمة اٜناضرة ،كتتحسر على ً النعمة على تشكر كال اٞنفقود ٞ ناذا تفكر يف ي ي ً كتغفل عما لديك . كٓنسد الناس الغائبة ، ي ي (( كن في الدنيا ك نك غريب )) قطعةي خب وز ،كجرعةي ماء ،ك و كساء ،كأياـ قليلةه ،ك و لياؿ ه ً األغنياء كأفق ًر الفقر ًاء سواء . معدكدةه ،مث ينتهي العامل ،فإذا قربي أغىن ً ً ً اٞنشهور مع الفق ًًن ً اٝنامل ، الشاعر ئيس َنوا ًر يدفن ي ي اٜنارس ،ك ي اٞنلك َنانب اٝنادـ ،كالر ي كالغين مع اٞنسك ً كدرجات متباينةه . لكن داخل الق ًرب ه أعماؿ ٢نتلفةه ه ٌن كالفقًني كالكسًني ،ك ٍ ي أحسن ضيافتىو بفر و بضيف كرَل ،مث ً و تؤدل ،كك و اجب يضة َّ فقل لو مرحبان إذا زارؾ ه ٍ يوـ جدي هد ٍ باآلثاـ ك ً و َّد ،كال تك ٍدره ً اٟنموـ فإنو لن يعود. يػي ٍع ىم يل كتوبة ْند ي ي فاذكر إ٤نازؾ تسع ٍد ، إذا تذكرت اٞناضي فاذكر تار٫نك اٞنشرؽ لتفرح ،كإذا ذكرت يومك ٍ لتتفاءؿ . ى فاذكر أحبلمك اٛنميلةى كإذا ذكرت الغد ٍ ً ً ً ي ً مر طوؿ العمر ثركةه من التجارب ،كجامعةه من اٞنعارؼ ،كمستودعه من اٞنعلومات ،ككلما ٌ فن اٜنياة ،إف طوؿ العم ًر بركةه و لقوـ يعقلوف. يوـ تلقيت درسان يف ّْ بك ه ً ً ً اٞنخالفة ، الدعاء ،كيردعيك عن األمن ،ك٪نثك على البد من شيء من اٝنوؼ يذكرؾ ى ك٪ن ٌذرؾ من خط ًر أعظم . ً الكٍبػر كدرجة العي ٍج ً كالبد من شيء من ً ب ليستيقظ ُّ اٞنرض يذكرؾ العافيةى ، ك٩نتث شجرة ى قلبك من ً رقدة الغافلٌن . ي بالنكد ،كالصديق قليل فبل ٔنسره ً ً باللوـ ،كاألعداءي كثير فبل تقصٍرىا أكثر اٜنياةي قصًنةه فبل ّْ ٍ ي ه تزد عددىم ً بسوء اٝنيلي ًق . ٍ تصعد الشجرىة و ً تعود صاعد نة حّت تصل ، كن مائة مرةو كتسق ي كالنملة يف اٞنثابرةً ،فإهنا ي ط ،مث ي ٕنل . تكل كال ُّ كال ُّ
ال حتزن
373
ككن كالنح ًلة فإهنا تأكل طيبان ،كتضع طيبان ،كإذا كقعت على و عود مل ً تكسٍره ،كعلى زىرةو ال ٍ ي ي ٔندشها. ي ً بيتفيو كلب ،فكيف تدخل السكينية قلبان فيو كبلب الشهو ً الشبهات ات ك ال تدخل اٞنبلئكة ان ي ه . س ،ك٪نرج على اٞنركءةً الدين بثم ون ىِنٍ و كيداس فيها ، ٌي احذر ٠نالس اٝنصومات ففيها يباعي ي ي ً ً ض ً األنذاؿ . بأقداـ العٍر ي
هتب فالزمن ٬نضي ،ك َ ﴿ و َسابقوا ﴾ ،ليس إال اٞنسابقة يح ُّ القمر يسًن ،كالر ي ي الشمس ْنرم ،ك ي ي تقف ،فلن تنتظرؾ قافلةي اٜنياةً . ،فبل ٍ ً ً مناىيىوه ،كلن يقدـ النصر على أقداـ نمن و ذىب ب ىكثٍبان إىل العلياء فإف آّد ى َ ﴿ و َسا ِر ُوا ﴾ ث ٍ ي و و كمشقة . كجوع دموع كدماء كسه ور كنصب و لكن مع و ك ٍ ً ً ىعر يؽ العامل أزكى من م ً ً كرغيف الكسوؿ ، أناشيد أٗنل من ات ً ي سك القاعد ،كزفر ي ٍ ى الكادح ي خركؼ ً ً اٞنرتؼ . اٛنائعً أل ٌذ من ً كإعبلنات الفوًز ، طلقات ًم ٍدف ًع االنتصا ًر ، حسادىم ىي الشتم الذم يوجو للناجحٌن من ي ي ي كدعايةه ٠نانيةه ً للتفوؽ . باألنساب ك ً ً ً األلقاب كمستول تعرتؼ التفوؽ كاٞنثابرةي ال الدخل كالتعلي ًم ،بل من عنده ٨نةه ي ي َّ أدرؾ العلياءى . ٗنيل ،ى كنفس متطلعة ،كصربه ه كثابةه ،ه ً اٛنماؿ ىغٍيػر و ال ً ك اٞنتاعب فإف تتهيب اٞنصاعب فإف األسد يواجو القطيع من ىياب ،كال تى ٍش ي ى يطارد فريستو كلو يف النار يئن ،كال ٪نمل ى األثقاؿ كال ُّ تضجر من مطلبًك فإف الكلب ي ٍ ى اٜنمار ي . تستقل برأيك يف األموًر بل شاكر فإف رأم االثنٌن أقول من رأم الو ً ً كاٜنبل كلما احد ، ال َّ ٍ قيرف بو حبل آخر قوم ك َّ أشتد . ً ال ٓنمل َّ و يوجو إليك على أنو عداكةه ،بل استف ٍد منو ً مقصد صاحبًو بغض النظ ًر عن كل نقد ٌ ٍ اٞندح . أحوج منك إىل ً فإنك إىل التقوَل ي
ال حتزن
374
ذمهم ،ألهنم سريعو الرضا ، يطرب ٞندحهم ،كال ٩نز ٍع من ّْ من ىعىر ى اح ،فبل ٍ ؼ الناس اسرت ى ً الغضب ،كاٟنول ي٪ن ًريكهم. سريعو ً ً الغايات ،فكم من و أصم أك بلوغ تظن العاىات ٕننعك من ً ال َّ آّد كىو أعمى أك َّ فاضل حاز ى و أجساـ . أشل أك أعر ىج ،فاٞنسألةي مسألةي ٨ن وم ال َّ منعو لك سبحانوي عطاءن كحجزؾ عن رغبتًك ان لطف ،كتأخرؾ عن مرادؾ عنايةن عسى أف يكوف ى أبصر بك منك . ،فإنو ي إذا زارتك شدةه فاعلم أهنا سحابةي و صيف عن و يرىبك شع ،كال يً٫ن يفك ي رعدىا ،كال ٍ قليل تيػ ٍق ي ٍ ً بالغيث . برقيها فرّنا كانت ١نملة أسبوع فإهنا تعرفٍك بأطفالً اخرج بأىلك يف و كتذىب حياتك كْندد أكثر ك نزىة عائلية َّكل و ٍ ي ٌ ى عنك اٞنلل . من مل يسعد يف بيتو فلن يسعد يف أم مكاف ،كاعلم أف أنسب مكاف لراحة النفس كىدكء ً الباؿ ،كالبعد عن التكلف ىو بيتيك. العلم كالثقافةي ي و ٠ند الشهرةو ك و اٞننصب فظلّّ زائل ، ف ،أما ي الناس كألٌ ى ٠ندىا باؽ خاصةن ٞنن علٌم ى ائف . كطيف ز ه ه ً ً يش كلكن قي ٍده الفكر إذا تيرؾ ذىب إىل خانة اٞنآسي ،فى ىجَّر اآلالىـ كاألحزا ىف ،فبل ترتٍكو يط ٍ فيما ينفع . القلب ٢نالطةي ً الناس كٚناعي كبلمهم البلىي ،كطوؿ ٠نالستهم ،كما ٣ نا يشوش ى الباؿ كيقسي ى أحسن العز ًلة مع العبادةً كالعل ًم . ى ً اٞنسجد ،كآمن ً الطرؽ طري يقك إىل بيتًك ،كأصعب اٞنو ً اقف كقوفك سبيلك إىل أشرؼ السبل ى ي ي ً ً ً للدياف . سجودؾ اٟنيئات أعظم ي أماـ السلطاف ،ك ي و ظ و ٚ ناع ً ماؿ و اإلنفاؽ من و بصوت ىحس ون ،كالذكر و بلساف القرآف حبلؿ ،كالوع ي بقلب حاض ور ،ك ي ى ي ى كبساتٌن ً ائد ً للقلب . للنفس و فصيح مو ي ي
ال حتزن
375
ً العيوف ً ، ً كسامة الوجوهً ،كسو ًاد ً اٝندكد ؛ كرقة أٗنل من األخبلؽ اٛنميلة كالسجايا النبيلة ،ي أجل من ً ً الشكل . ٗناؿ ألف ٗناؿ اٞنعىن ُّ اٞنعركؼ تقي مصارع ً ً ً ٬ننع من مز ً ً التجارب كمطارؽ الق اٟنول ، العقل كجدار ، السوء صنائع ي ي ي ي ألف ك و أنفع من ً اعظ . ي الفن كاللهو ك ً فا٘ند ا﵁ إذا رأيت األلوؼ من البش ًر كقد أذىبيوا أعمارىم يف ّْ الضياع ى اللعب ك ى سركر للمعاىف . على ما عندؾ من خ وًن ،فرؤيةي اٞنبتلىى ه اإلسبلـ ،كإذا رأيت الفاجر ً إذا رأيت الكافر ً ً فا٘ند ا﵁ على التقول ،كإذا على ا﵁ فا٘ند ى ى فا٘ند ا﵁ على العلم ،كإذا رأيت اٞنبتلى ً رأيت اٛناىل ً ً العافية . فا٘ند ا﵁ على ى ً ً األهنار كخلقت فاستمتع ّٔوائًها ، ياح لك الشمس لك خلقت ٍ فاغتسل بضيائها ،كخلقت الر ي ي ٍ ي ً الثمار لك فاىنأٍ بغذائها ،كا٘ند من أعطى جل يف عبله. لك فتلذ ٍذ ّنائها ،كخلقت ي األصم يتمىن ٚناع األصو ً اٞنقعد يتمىن اٞنشي األعمى يتمىن أف يشاىد العاملى ،ك ُّ ات ،ك ي ى ى و و كتتكلم . تشاىد كتسمع كلمات ،كأنت األبكم يتمىن أف يقوؿ ي ي خطوات ،ك ي و بيت ليس عنده سيارةه ،كمن عنده زكجةه ليس تظن أف اٜنياة ال َّ كملت ألحد ،من عنده ه ٍ اٞنأكوالت يمنً ىع من ً األكل . الطعاـ ،كمن عنده عنده كظيفةه ،كمن عنده شهيةه قد ال ٩ند ي ى ي ً تاج أنيس يف القرب ،كاٝنىلى يق الكتاب اٞنسجد ه ي سوؽ اآلخرة ،ك ي اٜنسن ي ي صديق العمر ،ك ي العمل ي ً الشرؼ ،كالكرـ أٗنل و ثوب . ي ي اٞنبلحدةً إياؾ ككتاب ً تعصف يقتل ا كٚن ، القلب ينجس ا رجس فيها فإف ن ن النفس ،كلوثةن ي ى ي ى ي ً ركحك كيشفى داءى ىؾ. يطهر ى بالضمًن ،كليس أصلح لك من الوح ًي ،ي كينقصو بفقد الصواب ،كتفوتو الركيٌة ، ب فتندـ ؛ ألف الغضباف ي ال تتخ ٍذ قراران كأنت ى ي مغض ه التأمل . ي النفس ٪نقق يصلح اٜنز يف ال يرد الغائب ،ك ي القلق ال ي للمستقبل ،ك ي ى اٝنوؼ ال ي ى ي النجاح ،بل ي القلب الراضي ٨نا جناحا السعادةً . السويةي ،ك ي
ال حتزن
376
و ً تطالب الناس باحرت ًامك حّت ٓنرتمهم ،كال تىػلي َّمهم على ال إخفاؽ حصل لك ،بل يملَّ فأكرـ نفسك . الناس ٍ نفسك ،كإف أردت أف ى يكرمك ي الكوخ أف يرضى ً بكوخو إذا علم أف القصور سوؼ ٔنرب ،كعلى البس ً ً الثياب على صاحب ً ي ى ً اٞنمزقة أف يقنع بثيابًو إذا تيقن أف اٜنرير سوؼ يبلى . ً كثر ٨نُّو ؛ ألنٌو ال َّ ٞنطالب حد تطلب تشت ى نفسو كلما ي َّت قلبيو ،كضاع يأمره ،ك ي من أعطى ى ً غرارةه . النفس فهي ٌأمارةه ٌ اٛننة ،كيا من فاتو نصيبو من الدنيا :نصيبك يف ً يا من فقد ابنو :لك قصر اٜنمد يف ً جنات ي ي و عدف تنتظرؾ . الطائر ال يأتيو رزقيو يف ً األسد ال تقدـ لو كجبتيو يف العرين ،كالنملةي ال تعطي طعامها العش ،ك ي ي فاطلب كما طلبوا ْن ٍد ما كجدكا . يف مسكنًها ،كلكن كلهم يطلبوف كيبحثوف ٍ ﴿ يحمبو َن ُك َّ صيح ٍة َلَي ِهم ﴾ ٬نوتوف قبل ً و مصيبة ،كيتوقعوف كل كل اٞنوت ،كينتظركف َّ َ ْ َُ َْ َ ْ ْ ى كل و كخياؿ كحر ً صوت و قلؤّم ىواءه كنفوسهم ٣نزقةه . كار وثة ،ك٫نافوف من ّْ كة وَ ؛ ألف ى و أفقرؾ فبل تقل ليتو أغناٍل ،كإف إذا ى أقامك ا﵁ي يف حالة فبل ٍ تطلب غًنىا ألنو ه عليم بك ،فإف ى تقل ليتو شفاٍل . ى أمرضك فبل ٍ عسى تأخًنؾ عن سف ور خًنان ،كعسى حرمانيك و زكجة بركةن ،كعسى ردؾ عن كظيفة مصلحةن ي تعلم . يعلم كأنت ال ي ،ألنو ي ً اٜنديد ،كالريح أقول النار أقول من الصخر أقول من الشجر ،ك ي اٜنديد أقول من الصخ ًر ،ك ي ي ً اٞنرسلة . يح من النا ًر ،كاإل٬نا يف أقول من الر ً و و مصيبة تصيبيك فهي ١نفورةي يف ذاكرتك ،كٟنذا كل درس ال يػيٍن ىسى ،ك ُّ ُّ كل مأساة تصيبيك فهي ه ىي النصوص الباقية يف الذى ًن . ً احات ك ً الغصص كاٛنر ً ً ات من اٞنزعجات ، اآلىات ك ات من اٞنعاناةً ك ي اإلخفاؽ قطر ه النجاح قطر ه ي الكسل كالعج ًز ك ً ً اٝنموؿ ك ً اٞنهانة كاٝنىىوًر .
ال حتزن
377
للخلود ً ً الذم ٪نرص على الشهرةً ً بثناء ىح ىس ون ،كعل وم ناف وع صا وٌف ،إ٧نا ىو اٞنؤقتة ،كال يسعى ط ال ٨نةى لو . رجل بسي ه ه ً (( يا باللِ ، كهنر من األم ًن ، أقم الصالةَ ْ ، أرحما بها )) ألف الصبلة ه فيض من السكينة ،ه ً اٝنوؼ ك ً هتب على ً اٜنزف . نار يح طيبةه باردةه ُّ النفس فتطفى كر ه ئ ى إذا مل تىػ ٍعص ربان ؛ كمل تظلم أحدان ،فنم قرير الع ً ٌن ،كىنيئان لك فىػ ىق ىد عبل حظك كطاب ٍ عدك . سعييك فليس لك ه ،كبي ٍشىرل ٞنىن أحبتو الناس يدعوف عليو ككيل ٞنن ى ناـ ك ي ىنيئان ٞنن بات ك ي الناس يدعوف لو ،ه األلسن . القلوب ،كخسارنة ٞنن لعنٍتو ي ي ً فارفع َّ ﵀كمة اآلخرة فإف الشهود مبلئكةه ،كالدعول ملفك إذا مل ْن ٍد عدالن يف ١نكمة الدنيا ٍ أحكم اٜناكمٌن. ١نفوظةي ،كالقاضي ي و ِ نفع إال يكن لو ه ﴿ فَاذْ ُك ُروني أَذْ ُك ْرُك ْم ﴾ لومل يكن للذكر من فائدة إال ىذه لكفى ،كلو ملٍ ٍ و و و ً كشرؼ . كزلٍفى أف يذكرؾ ربُّك لكفى بو ن ٍفعان ،فيا لو من ىٍ٠ند كسؤدد ي ً السيئات غسبلن ،كيطهرؾ كيغسل يذىب اٝنطايا شطر اإل٬ناف فهو بشرل لك. . ي ي فالطهور ي ي ً ملك ً ٞنقابلة ً اٞنلوؾ تعاىل . بعدىا ،كتفك طيٍوىَّب لك فالصبلةي كفارةه تذىب ما قبلها ،كٕنحو ما أمامها ،كتصلح ما ى ي األسر عن صاحبًها ،فهي قرةي العيوف . الرجل الذم يسعى دائمان للظفر باحرتاـ الناس كال يعيش شقيان ي يتعرض لنقدىم ،كثًنان ما ي السعي كراء الظهوًر كالشهرةً ىع يد هك للسعادةً . بائسان ،ك ي و البد من حر و كة و فن السعادةً ال تكفى ،بل َّ كتصرؼ كاٞنشي كل كعمل يات ك الدركس يف ّْ النظر ي ي ً ً اٞننتزىات . الذىاب إىل يوـ ساعة أك السف ًر أك ً مشغوؿ يلتفت إليها ،ألنو ه لؤلسد كثًنان ي تتعرض البعوضةي كٓناكؿ إيذاءه فبل يعًنيىا اىتمامان كال ي ي ً ّنقاصده عنها .
ال حتزن
378
كتعرض عليو اٞناءى فيخر يج لك منو القذل ، احذر اٞنتشائم ،فإنك تر ًيو الزىرة فًنيك شوىكها ، ي ٕندح لو الشمس فيشكو حرارىهتا . ك ي اٞنبدع ،يف خيالك يد السعادة حقان ؟! ال تبحث عنها بعيدان ،إهنا فيك ؛ يف تفك ًًنؾ ً أتر ي ي ً اٞنتفائلة ،يف قلبك ً ً اٞنشرؽ باٝن ًًن . اٛنميل ،يف إرادتًك السعادةي ً ات منو. ال ر ط ع ٍ يستطيع أف ترشَّوي على من حولىك دك ىف أف تعلق بو قطر ه ي ه ٦ناؼ من غ ًًن ا﵁ً يف ً اليوـ أكثر من ً ٦ناؼ أف مائة مر ةو ٦ :ناؼ أف نتأخر ،ي مصيبيتنا أننا ي يشك فبل هف . ٦ناؼ أف ٦ناؼ أف ٦ناؼ أف َّ يغضب فبل هف ،ي نستعجل ،ي ٦نطئ ،ي ى ى أف َّ و كثًنكف من الناس يعتقدكف أف َّ و ائل كلكنٌهم يعتقدكف َّ ،فهم دائم كل حزف ه كل سركر ز ه ّنوت السركًر ،كيكفركف ً يؤمنوف ً ّنوت اٜنيٍزًف . ً ً تظن كىي يف البح ًر أهنا يف و كأس صغ وًن ،فنحن خلقنا يف عامل السمكة بعضنا ًمثٍ ًل العمياء ُّ ي َنباؿ الكرًق ك ً اٝنوؼ كالعداكةً ك ً ً اإل٬ناف فأحطنا أنفسنا ً اٜنزف . ُّ تضحك ٟنم اٜنياة كىم يبكوف يستحقها ،كإف الذين ٓنتاج ٞنن ي إف اٜنياة كر٬نةه ،كلكن اٟندية ي كتبتسم ٟنم كىم يكشركف ال يستحقوف البقاءى . ، ي صياد ٘نامة يف و كقت الغناء ؟! فقالت :من قفص فأخذت تغين فقاؿ كضع ه ي الصياد :أىذا ي ساعة إىل و و ساعة فىػىر هج. ً ً الذىب ؟ قاؿ :أخشى منو إذا أكياس السلطاف فإنو يعطي تذىب إىل قيل ٜنكي وم ٞ :ناذا ال ي ى ً األكياس كيقدمو ىديةن لزكجيت !!. غضب أف يقطع رأسي كيضعو يف أحد تلك الكبلب كال تنصت ً لغناء ً ً اٜنماـ ؟! ٞناذا ترل من الليل سواده ،كال تشاى ٍد ٞ ناذا تسمع نيباح ي حسن ال ىقم ًر ك ً النجوـ ؟! ٞناذا تشكو لى ٍس ىع ً الع ىس ًل ؟!. النحل كتنسى حبلكة ى ى ى ً ً تاب أبوؾ ي آدـ من الذنب فاجتباه ربك كاصطفاه كىداه ،كأخر ىج من صلبو أنبياءى كشهداءى ً يذنب . كعلماءى كأكلياءى ،فصار أعلى بعد الذنب منو قبل أف ى ٞنح البص ًر فانتصر ناح نوح كالطوفاف كالربكاف فهتف :يا ر٘نا يف يا منا يف ،فجاءه الغوث يف ً ي اندحر . خسر ك ى كفر فقد ى كظفر ،أما من ى ى
ال حتزن
379
اؼ باالقرت ً و اؼ ثبلث ظلمات أصبح يونس يف قاع البح ًر يف فأرسل رسالة عاجلةي فبها اعرت ي ى كاعتذر عن التقصًن ،فجاء الغوث ً كالربؽ ألف الربقية صادقةه . ه غسل داكد بدموعو ذنوبو فصار ثوب توبًتو أبيض ؛ ألف القماش ني ًسج يف ا﵀ر ً أمٌن اب كاٝنيا يط ه ي ى ى ً الس ىح ًر . الثوب يف َّ ،كغيس ىل ي اليأس ؛ فانتظ ًر ال ىفىر ىج . األمر ى كضاؽ بك ال ىكٍر ي ب كجاءؾ ي إذا اشتد عليك ي و صغر أـ كرب ،كال تعلٌ ٍق على إذا أردت ا﵁ يفر ىج عنك ما أ٨نك ٍ فاقطع ى طمعك يف أم ٢نلوؽ ى و أحد أمبلن ىغيػر ا﵁ً اليأس يف ً الناس كافةن . أٗنع ك ، ٍ ى ى نفسك راضيةن سعيدة رأيت السعادة نفسك كالسائل الذم ٌ يلوف اإلناء بلونو ،فإف كانت ي الشر كال يقٍب ىح . اٝنًن ك ى أيت الشقاءى ك َّ اٛنماؿ ،كإف كانت ضيقةى متشائمة ر ى ك ى ً ً كل نلت باٞنوجود ، كرضيت اٞنعبود ، إذا أطعمت كت َّ ى ى ى اٞنقصود كأدر ى كسلوت عن اٞنفقود ،فقد ى ى مطلب و و ١نمود . ً اإل٬ناف كالذك ًر ،كلديو حديقةه يف ذىنًو من العل ًم كالتجار ً ب فبل من عنده بستاف يف صدره من يأسف على ما فاتو من الدنيا . ٍ ك٩ند كظيفة تناسبو ،إ٧نا ىو ٢ندكع إ ٌف من مؤخر السعادة حّت يعود ابنو الغائب ،كيبين بيتو ي ي ً ً ً اليقظة . بأحبلـ مغركر بالسراب ،ه ً ً ً التخويفات . اح المعادةُ :ىي ي كىجر التوقعات كاطّْر ي عدـ االىتماـ ،ي ً ً ٓنمل السحر البممة :ىي ي ي اٜنبلؿ ،كىي عيربو يف اٞنودة كإعبل يف اإلخاء ،كىي رسالةه عاجلة ي ص ىدقىةه متقلبةه ُّ تدؿ على أف صاحبىها ر و ثابت . اض ّّ السبلـ ك َّ مطمئن ه اٜنب ،كىي ى ى ً اب كاالر ً ترؾ ً أهناؾ عن االضطر ً كإ٨ناؿ الرت ً تيب ،كاٜنُّل أف تباؾ ك النظاـ ي الفوضوية ،كسببها ي ً جدكؿ متز هف فيو كاقعيٌةه كمرا هف . يكوف لئلنساف ه إذا كقعت عليك مصيبةه أك شدةه فافرح بكل و كينقص من عم ًرىا، ٫نفف منها يوـ ُّ ٬نر ؛ ألنو ي ٍ ي ً اإلنساف ال تتعداه . ألف للشدة عمران كعم ًر ،
ال حتزن
380
ً ينبغي أف يكوف لك ّّ تطلب بيتان تسكنو كعمبلن حد من اٞنطالب الدنيوية تنتهي إليو ،فمثبلن ي يناسبك ،كسيارنة ٓنمليك ،أما فتح ً شهية الطم ًع على مصراعيها فهذا شقاءه . ي األنْما َن فِي َكب ٍد﴾ سنٌةه ال تتغًن ٟنذا اإلنساف فهو يف ٠ناىدةو و ِ كمشقة كمعاناةو ، َ ي ﴿ لََق ْد َ لَ ْقمَا ْ َ ي فبلبد أف يعرتؼ بواقعً كيتعامل مع حياتًو . و ى ً يومو كلو يف ً يسعد نفسو ،كما علم أنو اللعب أك ُّ الصيد أك اللهو أنو سوؼ ي يقطع ى يظن من ي ً سوؼ يدفع ىذا الثمن ٨نان متصبلن كىك ىدران دائمان ؛ ألنو أ٨نل اٞنوازنة بٌن الو ً اٞنسليات . اجبات ك ى ً اؽ الزائدةي يف جيبًك أك على مكتبك ،ألف ما زاد ٔنلص من الفضوؿ يف حياتًك ،حّت األكر ي ٍ ً اٜناجة -يف كل شيء -ما كاف ضاران . عن الناس ألهنم مل يكونوا يتعمقوف يف خطر ً ً ً ً أسعد ً السلوؾ ، كدقائق القلوب ، ات كاف الصحابة ى ً ً ككساكس ً ً باٞنقاصد . باألصوؿ ،كاشتغلوا النفس ،بل اىتموا هتتم بالرتكي ًز ،كحضوًر القلب عند أداء العبادات ،فبل ىخٍيػىر يف علم ببل فً ٍق وو ،كال ينبغي أف َّ خشوع ،كال قراءةو ببل تى ىدبًُّر . صبلةو ببل و ً ً ً ﴿ والطَّيّْبَ ُ ِ ِ األعماؿ ك ً الزكجات األخبلؽ ك اآلداب ك يبات من األقو ًاؿ ك ين ﴾ فالطٌ ي َ ات للطَّيّْب َ لؤلخيا ًر األبرا ًر ،لتتم السعادةي ّٔذا ً الفبلح . ن أل ا ك٪نصل ، اللقاء ي ٍ سك ي ى ى ي ِِ ً السب كالشت ًم كاألذل آثاره من ّْ َ ﴿ والْ َكا م َ تظهر ي ين الْغَْي َ ﴾ يكظمونو يف صدكرىم فبل ي االنتقاـ . كالعداكةً ،بل قهركا أنفسهم كتركوا ى ِ ين َ ِن الم ِ السماح كأعتقوا من آذاىم الع ٍف ىو كاٞنغفرىة كأعلنوا َّاس ﴾ كىم الذين أظهركا ى َ ﴿ وال َْعاف َ ى ً ً الصفح عليهم . اٜنلم ك ي من طلب الثأر ،فلم ي يكظموا فى ىح ٍس ي ب بل ظى ىهىر ي ِِ ين ﴾ كىم الذين عفوا عمن ظلمهم بل أحسنوا إليو كأعانوه ّناٟنم َ ﴿ واللَّهُ يُ ِح ُّ ب ال ُْم ْحمم َ ً ً كجاىهم ك ً كرمهم ،فهو يسيء كىم ٪نسنوف إليو ،كٟنذا أعلى اٞنر ً اٞنقامات . أجل اتب ك ُّ ى ً بأسعد حاالتك :ىل ٓندث بعد ً ً مقابلة سجل قائمة . ؾ يسعد الذم األمر بالضبط حدد ي ٍ و تتبع ركتينان شخص معٌن ؟ أك ذىابك إىل مكاف ١ندد ؟ أك بعد أدائك عمبلن بذاتو ؟ إذا كنت ي
ال حتزن
381
جيدان ،ضعو يف قائمتكْ .ن ٍد بعد أسبوع أنك ملكت قائمةن كاضحة باألفكا ًر اليت ْنعليك سعيدان . ً األشياء السارةً :بعد ً تعوٍد على ً تسعدؾ أبع ٍد كل األموًر األخرل عن عمل َّ ٓنديد األموًر اليت ي ً ً بلوغ تسعدؾ .كليكن قرارؾ ّنحاك ًلة ً األمور اليت ال ي ذىنك .أكد األمور السعيد ىة ،كانس ى حد ً ذاهتا . السعادةً ْنربةن سارةن يف ّْ نفسك ،ك ً نفسك كتقبَّػ ٍلها :من اٞنهم جدان أف تنتهي إىل قرا ور بالرضا عن ً ارض عن ً الثقة يف االىتماـ ّنا يوجو إليك من و نقد ،طاٞنا أنت ملتزـ بالصر ً ً تصرفاتًكً ، اط اٞنستقي ًم ، كعدـ ٌ ً بالذنب . الشعور الشك أك حيث يدخل ُّ هترب من ي فالسعادةي ي ي ي اصن ًع اٞنعركؼ ك ً ً اخدـ اآلخرين :ال تبق كحيدان معزكالن ،فالعزلةي مصدر و الكآبة كل تعاسة ُّ ، ٍ ي ك ً تلتحم بأسرتًك ك ً كتقدـ شيئان من اٝندمات .كقد كصف التعاسة كالتوت ًر ٔنتفي حينما الناس ،ي ي العمل أسبوعٌن يف خدمة اآلخرين عبلجان ٜناالت االكتئاب. أشغل نفسك دائمان ٩ :نب أف ٓناكؿ – بوعي كإرادة – استخدـ اٞنز ً . يد من إمكاناتًك بعمل أشياء و تسعد أكثر إف شغلت نفسك ً فالكسل ينمي االكتئاب . ، بديعة سوؼ ي ي ً قم بعمل جسماٍل ٓنبُّو ْن ٍد أف حالتك النفسية أمر ٍ ، حارب النكد كالكآبة :إذا أزعجك ه ٕنارس مسلكان كانت تسعدؾ ٣نارستو يف اٞناضي ،كأف تزاكؿ كالذىنية قد ٓنسنت .ك٬نكنك أف ى رياضة معينة أك رحلةن مع أصدقاء . ال تبتئس على عمل ال تكم ٍلو ٩ :نب أف تعرؼ أف عمل الكبا ًر ال ينتهي .من ً الناس من ٍ ً الشخص أ٤نزكا كل أعم ا ٟنم .ك يشعركف أهنم لن يكونوا سعداء راضٌن عن أنفسهم إال إذا ي ي القدر اٞنمكن من عملو ببل هتاكف ،كيستمتع بالبهجة يف الوقت ي اٞنسؤكؿ يستطيع أف يؤدم ى ً يقصر . نفسو ،ماداـ مل ٍ ال تبال ٍغ يف اٞننافسة كالتحدم :تعلَّم أال تقسو على نفسك ،خاصة حينما تبارم أحدان يف تفوز . عمل ما بدكف أف تشرتط لشعورؾ بالسعادة أف ى
ال حتزن
382
ك٪نوؿ دكف الشعوًر بالسعادةً كبت اٞنشاع ًر يسبب التوتر ،ي ٓنبس مشاعرؾ :ي ي ال ٍ ضغوطها يف ً ً و و نفسك. ينفث عن بأسلوب عرب عنها مناسب ي مشاعرؾٍ . ،كاٞنسؤك ً لية ،ك ً ً الذنب ،بسبب باالبتئاس الناس ال يشعر ي تتحمل كزر غًنؾ :كثًنان ما ي ٍ ً و مسؤكؿ عن نفسو، كل إنساف اكتئاب ه تذكر أف َّ آخر ،رغم أهنم بر ءاء ٣نا ىو فيوٍ ، شخص ى كأف للتعاطف كالتعاكف حدكدان كأك و لويات .كأف اإلنساف على ً نفسو بصًنة ﴿ َوال تَ ِزُر َوا ِزَرةٌ
.ال تكتم
ِوْزَر أُ ْ َرى ﴾ . ،فإنو يسلب من ً كقت أنذ قراراتًك فوران :إف الشخص الذم يؤجل قراراتًو كقتان طويبلن ي و ساعات ،كأيامان ،بل كشهوران .تذكر إف إصدار القرا ًر اآلف ال يعين بالضركرةً عدـ سعادتو الرتاج ًع عنو أك تعديلو فيما بىػ ٍع يد. اعرؼ قدر ً تفكر يف اإلقدا ًـ على و عمل تذك ًر اٜنكمة القائلة (( :رحم ا﵁ حينما : ك نفس ٍ ي ؼ قدر ً نفسو )) إذا بلغت اٝنمسٌن من عمرؾ ،كأردت أف ٕنارس رياضة ،فكر يف امرءان ىعىر ى ى اٞنشي أك السباحة أك التنس – مثبلن – كال تفكر يف كرةً القدـ .كحاكؿ تنمية مهاراتك باستمرار. تعلم كيف تعرؼ نفسك :أما االندفاع يف ً خض ّْم اٜنياةً دكف إتاحة الفرصة لنفسك كي تقيّْم ي أكضاعك كمسؤكلياتك يف اٜنياة ،فحماقة كربل .فهؤالء الذين ال يفهموف أنفسهم لن يعرفوا إمكاناهتم. اعتدؿ يف حياتًك العملية :اعمل إف استطعت جزءان من الوقت ،فقد كاف اإلغريق يؤمنوف بأف الرجاؿ ال ٬نكن أف ٪نتفظ بإنسانيتو إذا يح ًرىـ من الوقت الفراغ كاالسرتخاء اقتحاـ أخطا ًرىا ا﵀سوبة ،لن كن مستعدان ٝنوض مغامرات :الطريقة الوحيدة ٜنياة ٣نتعة ىي ي قم تتعلم ما مل تكن عازمان على مواجهة اٞنخاط ًر ، ٍ مثبلن نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ ً السباحة نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ نَ بتعلم ّنو ً اجهة خط ًر الغىىرًؽ .
ال حتزن
383
يقرب ،كال غائب إال ال قفل إال سوؼ يػي ٍفتى يح ،كال قيد إال سوؼ يػي ىف ّّ ك ،كال بعيد إال سوؼ ي مسمى . صل ..كلكن بأجل ٌ سوؼ م ي الصب ِر و َّ ِ ِ ِ ْ ﴿ قود اٜنياةً ،كز ياد الس ًًن ،كباب ً كمفتاح ال ىفىرًج األمل ، الصالة ﴾ فهما ىك ي استَعيمُوا ب َّ ْ َ ي ،كمن لزـ الصرب ،كحافظ على الصبلةً ؛ فبشّْره بفج ور و كفتح مب و ٌن ،كنص ور قر و يب . صادؽ ،و ٍ ى ببلؿ كضرب ع ٌذب ً ىح هد ،ألنٌو حفظ ﴿ قُ ْ ُه َو اللَّهُ كسحب كطيًرىد فأخذ ي أح هد أ ى يردد :ى يجلد ه ي ي ى ي السلعة أغلى من الثمن أضعافان َح ٌد ﴾ ،فلما دخل اٛننة احتقر ما بذؿ ،ك َّ أَ استقل ما قدـ ألف ٌ مضاعفة . الثوب إف غاليت فيو خدمتو كما خدمك ،أك زكجةه إف كانت ٗنيلة ما ىي الدنيا ؟ ىل ىي ي أصبحت لو خازنان ..ىذا سركرىا فكيف خزيهنا ؟ كثر ى ي تعذب قلبها ُنبها ،أك ماؿ ى ٛنلب السعادةً بالعل ًم أك باٞناؿ أك باٛناهً ً كل العقبلء يسعوف ً اإل٬ناف صاحب ّٔا ىم أسعد ك ، ي ي ألف سعادتو دائمةه على كل و حاؿ حتى يلقى ربَّوي. يبة كالشبقةً اض كالر ً كالشك ك ً من السعادة سبلمةي ً السخط كاالعرت ً القلب من األمر ً اض العقدية ّْ كالشهوةً . ً أعذرىم ً أعقل ً تصرفاهتم كأقواٟنىم على أحس ًن ً ا﵀امل ،فهو الذم للناس ،فهو ٪نمل الناس ي ي اح . أراح كاسرت ى الشاكِ ِرين ﴾ اقنع ّنا عنك ،ارض ً استثمر ما عند ؾ بقسمك ، ﴿ فَ ُل ْذ َما تَـ ْيتُ َ ٍ ك َوُكن ّْم َن َّ َ ٍ موىبة ،كظّْف طاقتك فيما ينفع ك ً من و ا٘ند ا﵁ على ما أكالؾ . ٍ ي عمل و يومك كلُّو قراء نة أك تفكران أك تأليفان أك ًح ٍفظان بل خ ٍذ من كل و كنو ٍع فيو بطرؼ ّْ ال يكن ي ط ً للنفس . ى األعماؿ فهذا أنش ي ً ً ً النافعة . األعماؿ فجعل كل صبلة عمبلن من األكقات تب الصلو ي ات تر ي ٍ ً أرحم بو من أمو اليت كلدتو ،فما للعبد إال أعلم بو ك ٍ إف اٝنًن للعبد فيما اختار لو ربُّو ،فإنو ي أف يرضى ُنكم ربو ،كيفوض األمر إليو كيكتفي بكفاية ربو ً كخالقو كمواله.
ال حتزن
384
حجب ً ً الغيب ،فهو ال يرل إال ظواىر األموًر أما لعبد لضعفو كلعج ًزه ال يدرم ما كراء ك ي و و اٝنوايف ي فعلمها عند رِّب ،فكم من ١ننة .صارت منحةن ككم من بلية أصبحت عطيةن ،فاٝنًني كامن يف اٞنكركهً . ه ً ألرض ،فظاى ًر اٞنسألة أف آدـ ترؾ صى ربَّو فأىبطىو إىل ا أكل من الشجرةً ى كع ى أبونا آدـ ى كفضل جسيم ،فإف ا﵁ عظيم األحسن ك ى األصوب ككقع عليو اٞنكركه ،كلكن عاقبة أمره خًنه ه ى ه تاب عليو كىداه كاجتباه كجعلو نبيان كأخرج من صلبًو ير يسبلن كأنبياءى كعلماءى كشهداءى كأكلياء ى
ْجمَّةَ ﴾ ، ت َوَزْو ُج َ اس ُك ْن أَنْ َ ك٠ناىدين كعابدين كمنفقٌن ،فسبحاف ا﵁ كم بٌن قولو ﴿ ْ ك ال َ كبٌن قولو ﴿ ثُ َّم اجتَباهُ ربُّهُ فَـتَاب َلَي ِ كشرب كىذا أكل ك سكن األكؿ حالة فإف ى﴾ د ه و ه َ َ َ ْ ه َ َْ َ ه ه ً االجتباء كاالصطفاء كالنبوةً ىم ٟنم كال طموحات ،كأما حالو بعد حاؿ عامة الناس الذين ال ٌ ك ً باذخ . فحاؿ عظيمة كمنزلةه كر٬نة اٟنداية ه ه كشرؼ ه أجل النعم، داكد عليو السبلـ ارتكب اٝنطيئةى فندـ كبكى ،فكانت يف حقّْو نعمةه من ّْ كىذا ي فإنو عرؼ ربو معرفة ً مقصود العبودية فإف من العبد الطائ ًع الذليل اٝناش ًع اٞننكس ًر ،كىذا ي ً ً ً ٕناـ ّْ ابن تيمية عن قولو : الذؿ ﵁ً َّ عز َّ أركاف العبودية ي كجل .ك ؽد سئل شيخ اإلسبلـ ي ً اٞنعصية على (( جباً للم م ِن ال يقضي اهللُ له شيئاً إال كان يراً له)) ىل يشمل ىذا قضاء ً الندـ ك ً العبد ؟ ،قاؿ نعم ؛ ً بشرطها من ً التوبة كاالستغفا ًر كاالنكسا ًر. اٞنعصية مكركه على ً العبد ،كباطنيو ١نبوب إذا اقرتف ً ً بشرطو . تقدم فظاىر األم ًر يف ًر ه ه ي للرسوؿ و و كخًنة ا﵁ً ك ً صار ١نبوبان مرغوبان ،فإف ١نمد ظاىرةه باىرةه ،فإف َّ كل مكركه ى كقع لو ى ً ً قومو لو ؛ ك١ناربتًهم إياه كاف سببان يف ً تكذيب ً التضحية يف اٛنهاد ،كمناصرةً ا﵁ً ك إقامة سوؽ ً ات اليت نصر ا﵁ي فيها رسولو ،فتح ان عليو ،كأنذ فيها من اٞنؤمنٌن سبيلو ،فكانت تلك الغزك ي شهداء جعلهم من كر ً ٪نصل ىذا اٝنًني الكبًن مل الكفار من آّأّة تلك لوال ك ، النعيم جنة ثة ٍ ً ً الفبلح الفوز ك ي ظاىر األم ًر مكركىان كلكن يف باطنو اٝنًني ك ي العظيم ،كٞنا طيرد من مكة كاف ي ي ً ً أىل اإل٬ناف من ً أىل كاٞننٌةي ،فإنو ّٔذه اٟنجرة أقاـ دكلة اإلسبلـ ،ككجد أنصاران ،كٕنيز ي ً ً الكاذب .كٞنا غيلب عليو الصبلة كجهاده من ؼ الصادؽ يف إ٬نانًو كىجرتو الكف ًر ،كعي ًر ى
ال حتزن
385
كالسبلـ كأصحابو يف و ً النفوس ،لكن ظهر لو األمر مكركىان يف ظاى ًره ،شديدان على كاف أحد ي ي ً يفوؽ الوصف ،فقد ذىب من ً العجب بانتصا ًر النفوس بعض من اٝن ًًن كحس ًن االختيا ًر ما ي ي ً االعتماد عليها ،كأنذ ا﵁ي من اٞنسلمٌن شهداء أكرمهم ً بالقتل بالنفس ،ك يوـ بد ور ،كالثقةي ي كعبدا﵁ ابن عمر وك ك ً كمصعب سف ًًن اإلسبلـ ً ، كحمزة ً ً الد جابر الذم كلمو سيد الشهداء ، ً كشف ا﵁ي أسرارىم كىتك ا﵁ي كغًنىم ،كامتاز اٞننافقوف بغزكة أحد ،كفضح أمرىم ،ك ي ظاىرىا اٞنكركهي ،كباطنيها اٝنًني لوي ى كقس على ذلك أحوالو ، كمقاماتو اليت ي أستاريى ٍمٍ . . كللمسلمٌن . ً ً كتوقع كسهلت عليو اٞنصائب ، ىانت عليو كمن ىعىر ى ٍ ؼ يح ٍس ىن اختيا ًر ا﵁ لعبده ٍ اٞنصاعب ،ى ي ي بلطف ا﵁ً ك ً اللطف من ا﵁ً ،كاستبشر ّنا حصل ،ثقةن ً كرمو ،كحس ًن اختيا ً يذىب ا حينو ، ه ر ى ي يعرتض ،كال ط كال حزنيو جل يف عبله ،فبل يتسخ ي كضيق صد ًره ،كيسلم األمر لربو َّ ي كضجره ي ي ً اٞنصائب . سحب كتنقشع عنو اقب ، ٌ ي ي يشكر كيصربي ،حّت تلوح لو العو ي يتذمير ،بل ي نوح عليو السبلـ يؤذل ألف عاـ إال ٙنسٌن عامان يف ً ًً كيستمر ك٪نتسب ُّ ى ه يي ي سبيل دعوتو ،فيصربي ً ً بالطوفاف . التوحيد ليبلن كهناران ،سران كجهران ،حّت ينجيو ربُّو كيهلك عدكه يف نش ًر دعوتًو إىل ً النمركد ، السبلـ ييلقى يف النا ًر فيجعليو ا ا﵁ عليو ٍبردان كسبلمان ،ك٪نميو من اىيم عليو ي إبر ي كينجيو من ً ً ً األرض . ك٩نعل دينو خالدان يف ، عليهم ه كينصر قومو كيد ي ي كيطارده ، كيتفنن يف إيذائو ك٪نيك لو اٞنكائد ، بص بو فرعو يف الدكائر ، ي ي موسى عليو السبلـ يرت ي ي كيهلك البحر ك٫نر يج منو ّنعجزةو ، ي فينصره ا﵁ي عليو كيعطيو العصا ي تلقف ما يأفكوف ،ي كيشق لو ى ي عدكه ك٫نزيو . ا﵁ي َّ السبلـ ٪ناربيو بنو إسرائيل ،كيؤذكنو يف ٚنعتو ك ّْأمو كرسالتًو ،كيريدكف قتلو فًنفعيو عيسى عليو ي كينصره نصران مؤزران ،كيبوءي أعداؤه باٝنسر ًاف . ا﵁ي إليو ي صنوؼ ً ً اليهود كالنصارل َّ الببلء ،من كيذكؽ اإليذاء ، أشد ي ى رسولينا ١نمد يؤذيو اٞنشركوف ك ي ك٠نأّة و ً و ً كسب كشت وم ك ً و الكهانة كالشع ًر كالسح ًر باٛننوف ك اهتاـ تكذيب كرد كاستهز واء كسخر وية ٍّن كاالفرت ً نكل ً ب كييقتل أصحابيو كيي َّ كيذكؽ أصناؼ تهم يف زكجتًو ، كي ، و بأتباع ار ك٪ن طرد كي ، اء ي ي ي ي ي ي ى ي ي
ال حتزن
386
و النكبات ،كيهدد بالغار ً ً كيفتقر ،ك٩نر يح ،كتكسر ثنيتيوي ،كيشج ك٩نوع ، بأزمات ٬نر ك ، ات ي صير يف أسو ي كيفقد عمو أبا طالب الذم ناصره ،كتذىب زكجتيو خد٩نة اليت كاستو ،يٍ ك٪ن ى ري الشعب حّت يأكل ىو كأصحابو أكراؽ الشج ًر ،كٕنوت بناتيو يف حياتً ركح ابنًو كتسيل و ي ي ي ً غلب يف أحد ،كي٬نَّز يؽ عمو ٘نزةي ،كيتعرض لعدة ١ناكالت اغتياؿ ، إبراىيم بٌن يديو ،كيي ي كيذكؽ ، خبز الشع ًًن كال ردمءى التمر ط اٜنى ىجىر على بطنًو من ً كيرب ي ي اٛنوع كال ي ٩ند أحيانان ى كتبلغ قلؤّيم اٜنناجر ، الغصص كيتجرع كأس اٞنعاناة ،كييز ي لزؿ مع أصحابًو زلزاالن شديدان ي ف اٞنتكربين ً مقاصده أحيانان ،كيبتلى بتيو اٛنبابرةً كصلى ً أدب األعر ً كسوء ً ً كعجب اب كتعكس ي ى األغنياء ً ، كحقد ً ً استجابة ً الناس ،مث تكوف العاقبةي لو ، اليهود ،كمك ًر اٞننافقٌن ،كبي ٍط ًء كينصر عبده ،كيهزـ األحزاب كحده ، فيظهر ا﵁ي دينو ، النصر حليفو ،ك ي ي الفوز رفيقو ،ي ك ي غالب على أم ًره كلكن أكثر ً الناس ال يعلموف . ك٫نذؿ أعداءه كيكبتهم ك٫نزيهم ،كا﵁ي ه ً كيبذؿ جاىو ، كيستسهل يتحمل الشدائد ، كىذا أبو بكر كينفق مالو ي الصعاب يف سبيل دينو ي ى ي ي سبيل ا﵁ً ،حّت يفوز ً ً الرخيص يف ً الصديق . بلقب كيقدـ الغايل ك ى اٝنطاب يضرج بدمائًو يف ا﵀ر ً ً الزىد اب ،بعد حياةو ملؤىا بن اٛنهاد ك ي البذؿ كالتضحيةي ك ي ي ي كعمر ي ي التقشف كإقامةي ً العدؿ بٌن ً الناس . ك ي ركحو ٖننان ٞنبادئًو كرسالتًو. كعثما يف بن عفا ىف ذيبً ىح كىو يتلو القرآف ، ٍ كذىبت ي ً و ً اٞنسجد ،بػع ىد مواقف و كعلي بن أِّب و التضحية كمقامات عظيمة من جليلة غتاؿ يف طالب يي ي ىٍ كالنص ًر ك ً الفداء ك ً الصدؽ . اٜنسٌن بن علي يرزقيو ا﵁ه الشهادة كيػ ٍقتىل ً بسيف الظل ًم كالعدك ًاف . ك ي ي ي اٜنجاج فيبوءي بإٖنًًو . اىد يقتلو بن حب وًن العاملي الز ي ي ي كسعيد ي كابن الزب ًًن يكرمو ا﵁ الشهادةً يف اٜن ًرـ على ً اٜنجاج ب ًن يوسف الظا ًمل . يد ً ي ي ي ً أىل ً إماـ ً اٛنماعة . السنة ك حنبل يف اٜنق ،ي ي اإلماـ ي ك٩نلد فيصًني ى ك٪نبس ي أ٘ند ي بن ى أ٘ند بن نص ور اٝنزاعي الداعيةى إىل ً اٜنق . السنة بقولًو كلمة ّْ اإلماـ ى كيقتل الو ي اثق ى ً ً ً فًنفع ا﵁ي ذكرهي يف العاٞنٌن . ي نع من أىلو كأصحابو ككتبًو ،ي ابن تيميةى يسجن كي٬ن ي كشيخ اإلسبلـ ي
ال حتزن
ً اإلماـ أبو حنيفة من قًبىل أبو جعفر اٞننصور . كقد يجل ىد ي
387
سعيد بن اٞنسيب العامل الرباٍل ،جلده أمًن ً اٞندينة . كجلد ي ي ي و ا﵀دث ،ضربو ببل ؿ بن أِّب برده. ي كضرب اإلماـ بن ي عبدا﵁ بن عوف العاملي كلو ذىبت أعدد من ابتليى بعزؿ أك سج ون أك و جلد أك و الكبلـ ، لكثر قتل أك أذل ى ى لطاؿ ى اٞنقاـ ك ى ى كفيما ذكرت كفايةه . وفي اللتام ،تقب تحياتي ،وهاك سالمي مقروناً بد ائي لك بالمعادة ... سبحانك اللهم وبحمدك ،أشهد أن ال إله أنت أستغفرك زأتوب إليك . ***************************************
/http://www.saaid.net
388
ال حتزن
اللاتـمـة اٜني القيوـ ،ذا ً اٛنبلؿ كاإلكرًاـ ، الغين الواحد اٞناجد ،األحد ى أنا كأنت ،ىيَّا نقصد َّ الصمد َّ ى َّطرح على ً لنن ً عتبة ربوبيتًو ،كنلتجئ إىل ً كننتظر لح يف السؤ ًاؿ ،كنطلبيو باب كحدانيتًو ،نسألو كني ُّ ي اٞنميت . اؽ ا﵀يي النَّو ىاؿ ،فهو اٞنعايف الشايف الكايف كىو اٝنالق الرز ي ي
.
الدنْـيا حممَةً وفِي اآل ِ رةِ ِ ِ ِ اب ح ممَةً َوقمَا َ َذ َ َ ﴿ َربَّـمَا تمَا في ُّ َ َ َ َ َ َ (( اللهم إنا نم لُك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدنيا واآل رة )). المَّا ِر ﴾
شر ما استعاذك (( اللهم إنا نم لك من ير ما س لك ممه نبيُّك محم ٌد ، ونعوذُ بك من ّْ
ممه نبيُّك محم ٌد . ))
م ِ ،ونعوذُ بك من (( اللهم إنا نعوذُ بك من ّْ الهم والح ِز ،ونعوذُ بك من َ الع ْج ِز وال َك َ ِ الرجال )) . وقه ِر والج ْب ِن ،ونعوذُ بك من غلَبَ ِة الدي ِن ْ البل ِ ُ رب العاٞنٌن . رب العزةً عما يصفوف ، اٜنمد ﵁ً ّْ سبحاف ربك ّْ كسبلـ على اٞنرسلٌن ،ك ي ه **********************************************
/http://www.saaid.net