أوكسجين العدد 104 السنة الثالثة - الأحد 06-04-2014

Page 1

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫ّ‬ ‫ة‪‭‬السجا ‪‭‬‬ ‫ن‬ ‫ي‪‭‬حضر ‬‬ ‫ف ‬‬ ‫‬‬(الشعب هو الزائر الوحيد‪)!..‬‬

‫ب‪‭‬السورية‬ ‫النخ ‬‬ ‫"‬غسلت‬‪‭‬يدها"‬م ‬ن‪‭‬الشارع‬ ‫أوكسجين ®‬

‫نحنا مو مجلة ‪ ..‬نحنا صوتكم الحر‬

‫السنة الثالثة العدد ( ‪ - ) 104‬األحد ‪2014\04\06‬‬

‫‪info@syriaoxygen.com‬‬


‫االفتتاحية‬

‫حلب وبراميل الموت‬ ‫هيئة تحرير أوكسجين‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫حلــب‪ ،..‬املدينــة الشــهباء وحــارضة الشــال الســوري‪ ،.‬تتســاقط‬ ‫براميــل املــوت عليهــا كاملطــر‪ ،‬بعــد أن اســتباحها ط ـران القتــل‬ ‫األســدي‪ .‬ســاح جديــد عــر براميــل املــوت‪ ،‬إنــه ســاح الطاغيــة‬ ‫املفّضــل بعــد ســاحه الكيــاوي‪ .‬نظــام اعتمــد أســلوب اإلبــادة‪،‬‬ ‫إبــادة الشــعب الســوري‪ .‬وحســب الهيئــة العامــة للثــورة الســورية‬ ‫فــإن نظــام القتــل األســدي قــد أعــد ‪ 600‬برمي ـاً متفج ـرا ً ي ـراوح‬ ‫زنتــه مــا بــن ‪ 250‬إىل ‪ 500‬كــغ مــن املــواد الشــديدة االنفجــار‬ ‫إللقائهــا عــى املدينــة الصامــدة‪ .‬وقــد حصــدت براميــل املــوت‬ ‫هــذه ع ـرات املنــازل املدمــرة ومــن نجــا مــن املدنيــن مــا زال‬ ‫يبحــث عــن أشــاء الشــهداء لدفنهــا‪ .‬أعــداد الضحايــا يف ازديــاد‬ ‫وســط شــح يف األدويــة واملســاعدات الطبيــة‪ ،‬بعــد أن وجهــت‬ ‫مستشــفيات حلــب نــداء اســتغاثة عاجــل‪ .‬لكــن اســتغاثة الناس ال‬ ‫تلقــى اســتجابة ســواء مــن النظــام أو مــن قوافــل اإلغاثــة املتوقفــة‬ ‫عــى أبــواب األحيــاء‪ .‬وبحســب الناشــطني فــإن أعــداد الضحايــا‬ ‫مر ّجــح للزيــادة برسعــة كبــرة نظــرا ً لوجــود مئــات الجرحــى‬ ‫الذيــن يفارقــون الحيــاة عــى مــدار الســاعة‪ .‬آبــاء يحملــون‬ ‫أطفالهــم املغتســلني بالدمــاء‪ ،‬وآخــرون يحملــون أطفــال غريهــم‪،‬‬ ‫بينــا اللوعــة والخــوف والقهــر باديــة عــى وجوههــم الباكيــة‪،..‬‬ ‫و تســترصخ كل حــر‪.‬‬ ‫ترتاكــم األجســاد املدفونــة تحــت األنقــاض والتــي ال يجــد النــاس‬ ‫قــوة وال وقتـاً ملحاولــة إخراجهــا مــن تحت تلــك الكتل اإلســمنتية‪..‬‬ ‫حيــث األشــاء يف كل مــكان‪ ،‬فــا يتــم دفــن األجســاد املمزقــة‪ ،‬بــل‬ ‫أجـزاء منهــا‪ .‬وقــد تعرضــت حلــب خــال الخمســة أشــهر املاضيــة‬ ‫ألعنــف حملــة عســكريّة رشســة مــن الطـران املروحــي وبراميلــه‬ ‫مل نشــهدها منــذ انــدالع الثــورة‪ ،‬حيــث حصــدت هــذه الرباميــل‬ ‫مئــات األرواح الربيئــة‪ ،‬فالطــران يســتهدف األحيــاء الســكنية‬ ‫بكثافــة ومل يُبــقِ حجـرا ً عــى حجــر‪ .‬ومــع انطالقــة حملــة "أنقــذوا‬ ‫حلــب" عــر الفيــس بــوك‪ ،..‬الحملــة التــي يشــارك فيهــا ناشــطون‬ ‫مــن جميــع املحافظــات الســورية‪ ..‬والهــدف لفــت األنظــار‬ ‫وخاصــة ضمــر العــامل النائــم ومحاولــة ايقاظــه‪ ،‬إىل أن حلــب‬ ‫اليــوم تبــاد بوحشــية ال مثيــل لهــا‪ .،..‬وســط صمــود مجالســها‬ ‫املحليــة واملدنيــة وكوادرهــا الطب ّيــة واالســعاف ّية تعــاين الكثــر مــن‬ ‫مجــازر النظــام املســتمرة‪.‬‬ ‫وثــق ناشــطون ســوريون أســاء ‪880‬‬ ‫ومــع انطــاق الحملــة‪ّ ،‬‬ ‫شــهيدا ً ســقطوا خــال اإلبــادة الرشســة عــى حلــب والتــي تدخــل‬ ‫شــهرها الخامــس عــى التــوايل‪.‬‬

‫تقرؤون في هذا العدد‬ ‫‪ -3‬الزبداني‬ ‪‭..‬األرض‬ ‪‭‬المحروقة‬ ‪‭‬والمخنوقة‬ ‫‪ -4‬الحرس‬ ‪‭..‬‭‬الجنود‬ ‪‭‬المجهولين‬ ‫‪‭‬يعم ‪‭‬االقتصاد‬ ‪‭‬السوري‬ ‪‭‬ويتحول‬ ‪‭‬القتصاد‬ ‪‭‬حرب‬ ‫‪ -5‬الخراب‬ ّ ‬‬ ‫‪ -6‬في‬ ‪‭‬حضرة‬ ّ‬ ‫‪‭‬السجان‬ ‪(‭‬الشعب هو الزائر الوحيد‪)!..‬‬ ‫‪ -8‬وداعـ ـًا‬ َ‪‭‬س ـ َـح ْر‬(‪‭ ‬‭‬قصة‬ ‪‭‬واقعية‬ ‪‭‬من‬ ‪‭‬أطالل‬ ‪‭‬حلب‬ )‪‭‬‬ ‫‪ -9‬السماء‬ ‪‭‬ال‬ ‪‭‬تمطر‬ ‪‭‬ذهبًا‬ ‫‪ -10‬معركة‬ ‪‭‬الساحل‬"‪‭ ‬‭‬األنفال‬"‪‭‬‬ ‫‪ -11‬النخب‬ ‪‭‬السورية‬"‪‭ ‬‭‬غسلت‬ ‪‭‬يدها‬ ‪‭"‬‭‬من‬ ‪‭‬الشارع‬ ‫‪ -12‬محركات‬ ‪‭‬البحث‬‪‭ :‬هل‬ ‪‭‬تعرف‬ ‪‭‬عنك‬ ‪‭‬أكثر‬ ‪‭‬مما‬ ‪‭‬ينبغي‬ ‪‭‬لها؟‬ ‫‪ -13‬الماشطة‬ ‪‭‬ولمسة‬ ‪‭‬السحر‬ ‫‪ -14‬فتى‬ ‪‭‬في‬ ‪‭‬المعتقل (‪‬ )4‬ترنيمة‬ ‪‭‬الجوع‬ ‫‪ -15‬أحالم‬ ‪‭‬منهارة‬ ‪‭‬لـطالب‬ ‪‭‬حلب‬

‫للمساهمة في صفحاتنا يمكنك التواصل‬ ‫عرب بريدنا األلكرتوني‬ ‫‪info@syriaoxygen.com‬‬

‫تابعونا عرب‪..‬‬

‫‪www.facebook.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.twitter.com/OxygenSy‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )104‬األحد ‪2014\04\06‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪2‬‬


‫تقرير‬

‫الزبداني‪ ..‬األرض المحروقة والمخنوقة‬ ‫باسمة علي | أوكسجين‬

‫بقايا منزل الخوري الذي تم إستهدافه ببرميل خالل الغارات اليومية على المدينة‬ ‫مصالحــات لشــباب الزبــداين‪ ،‬ومــن جهتهــا‬ ‫رصحــت الكتائــب الفاعلــة يف املدينــة عــن‬ ‫عــدم اعرتاضهــا عــى أي وقــف الطــاق النــار‬ ‫وتتعهــد بعــدم نقضــه حاميــة ألرواح املدنيــن‪.‬‬ ‫ويف طريــق جديــد تســر الهدنــة الجديــدة‬ ‫الغــر واضحــة املعــامل يســعى لهــا النظــام‬ ‫بشــكل مبّطــن وقــد ذكرهــا عــر قنــاة الراديــو‬ ‫"شــام أف إم " وقنــاة تــوب نيــوز عــى لســان‬ ‫مقــدم األخبــار قائـاً "هدنــة قريبــة يف الزبداين‬ ‫ســتجنى مثارهــا عــا قريــب" وكبــادرة حســن‬ ‫نيّــة مــن قبــل األخــر تــم اإلف ـراج عــن ثــاث‬ ‫نســاء يــوم األربعــاء املــايض ‪.2014/4/2‬‬ ‫ومــن جهــة أخــرى عــاد الحصــار ليشــتد‬ ‫عــى الزبــداين مبنــع دخــول الخبــز والغــذاء‬ ‫إليهــا وفــرض حصــار وانتشــار لجنــود النظــام‬ ‫حــول الحواجــز وتفتيــش دقيــق للســيارات‬ ‫وهــم يتمتمــون "هيــك بدهــن اإلرهابيــن‬ ‫بالزبــداين"‪!..‬‬ ‫وذكــر "عــي" أن عنــارص حاجــز الشــاح‬ ‫مينعــون املــارة بحمــل الغــذاء إىل الزبــداين‬ ‫ويكــررون "أنتــو هيــك بدكــن"‪.‬‬ ‫أمــا األدويــة فهــي شــبه معدومــة ففــي‬ ‫الزبــداين ال يوجــد ســوى صيدليــة واحــدة‬

‫تابعــة للمشــفى امليــداين وهــي خاويــة إال مــن‬ ‫بعــض املســكنات وأدويــة االلتهــاب البســيطة‬ ‫‪،‬وتحــدث ابــو نضــال مســؤول الطبيــة يف‬ ‫املدينــة ملراســل أوكســجني "صعوبــة تأمــن‬ ‫املــواد الطبيــة التــي كانــت تســتقدم مــن‬ ‫طرقــات مخفيــة عــن عيــون جيــش النظــام‬ ‫إال أن ازديــاد الحصــار بزيــادة الحواجــز وزرع‬ ‫األلغــام زاد مــن صعوبــة األمــر"‪.‬‬ ‫وتقــول "ســها" وهــي طبيبــة أســنان "عنــد‬ ‫مــروري عــى أحــد الحواجــز متجهــة إىل‬ ‫عيــاديت وجــد معــي ثالثــة إبــر (ســرنكات)‬ ‫مــع حقنهــم ‪ ،‬فأخذهــم وأنــذرين باالعتقــال‬ ‫إن تكــرر األمــر رغــم محاولتــي –الفاشــلة ‪-‬‬ ‫للتوضيــح أننــي طبيبــة"‪.‬‬ ‫أمــا ســهل الزبــداين فيحتــاج للرعايــة والعنايــة‬ ‫إلنقــاذ مــا تبقــى مــن الشــجر‪ ،‬إال أن دبابــات‬ ‫النظــام تســتهدفه بعــدة قذائــف يوميـاً مانعــة‬ ‫بذلــك الفالحــن مــن خدمــة أراضيهــم‪.‬‬ ‫ومازالــت املفاوضــات جاريــة رغــم القصــف‬ ‫يراهــا البعــض استســاماً ويراهــا كثــرون‬ ‫فســحة أمــل ووقــف للمــوت والقتــل يف‬ ‫يبــق فيهــا حجــر‬ ‫املدينــة الصغــرة التــي مل َ‬ ‫عــى حجــر‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )104‬األحد ‪2014\04\06‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪3‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫شــهيد فــي الزبدانــي وعــدد مــن الجرحــى خــال‬ ‫األســبوع الفائــت‪ّ ،‬إبــان فشــل المفاوضــات الجديــدة‬ ‫بعــد خــرق النظــام للهدنــة التــي كانــت قائمــة‬ ‫واســتمرت لمــدة شــهر مفادهــا وقــف اطــاق النــار‬ ‫فقــط‪ .‬ذكــرت لجنــة المفاوضــات أن النظــام طلــب‬ ‫استســامًا للزبدانــي وتســليم الســاح مقابــل إخــراج‬ ‫المعتقليــن والمعتقــات‪.‬‬ ‫تتعــرض الزبــداين يوميــاً لقصــف مــن عــدة‬ ‫نقــاط ومدافــع كالحــوش واملعســكر و هابيــل‬ ‫والنقطــة الثالثــة و حاجــز ســاب ّيا الجديــد الــذي‬ ‫يــؤرق املدنيــن ويســتهدف أي حركــة عــى‬ ‫مرمــاه وتكــون رضباتــه عــى أهــداف حيّــة‬ ‫ومبــارشة‪ ،‬أمــا حاجــز الحــورات يســتهدف‬ ‫املدنيــن بقذائفــه التــي ترصــد التحــركات‬ ‫بالقــرب مــن أماكــن ســكنهم يف املحطــة‬ ‫حيــث أُسـ ِتهدف رجــل يف العقــد الخامــس مــن‬ ‫العمــر يدعــى "محمــود أبــو جديــد" بقذيفــة‬ ‫الفوذديــكا أدت الستشــهاد عــى الفــور يــوم‬ ‫الخميــس ‪.2014/4/3‬‬ ‫هــذا و تتلقــى املدينــة يوميــاً أكــر مــن ‪4‬‬ ‫براميــل ومئــة قذيفــة م ّنوعــة مــن أماكــن‬ ‫مختلفــة لتغطــي الزبــداين كاملــة بــدءا ً مــن‬ ‫دوار املحطــة عنــد مركــز الربيــد وحتــى ســهل‬ ‫الزبــداين وشــارع بــردى غربا مــرورا ً بعــن جابر‬ ‫والعــارة والســلطاين الــذي يتعــرض للقنــص‬ ‫والقصــف مــن دبابــة حاجــز الجرجانيــة حيــث‬ ‫يفــرض ســلطته الناريــة عليــه‪ .‬أمــا عــن طائرات‬ ‫النظــام فرتمــى الرباميــل يف جــوف الليــل عــى‬ ‫املدنيــن دون إصابــة أهــداف عســكرية ليصــل‬ ‫عددهــا إىل ثالثــن برميــل أســبوعياً عــى األقــل‪.‬‬ ‫وال تــزال هــذه الحالــة قامئــة بعــد خــرق‬ ‫االتفــاق بــن النظــام وأهــايل الزبــداين لوقــف‬ ‫اطــاق النــار فيــا يســعى بعــض وجهــاء‬ ‫البلــد إلقامــة إتفــاق آخــر إال أن النظــام يضــع‬ ‫رشوطــاً تعجيزيــة كتســليم الســاح واجــراء‬


‫تقرير‬

‫الحرس‪ ..‬الجنود المجهولني‬ ‫بتول عبدالله | أوكسجين‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫يبــدأ النهــار الزبدانــي بأصــوات تتعالــى‬ ‫مــن أجهــزة الالســلكي "عــم يذخــروا‬ ‫المدافــع بالمعســكر ‪bmb ،‬‬ ‫الحــورات أخــدت موقــع قتالــي‪..‬‬ ‫القصــف عــم يســتهدف البلــد ‪..‬خلــي‬ ‫المدنيــة تتضبضــب " هــذه النــداءات‬ ‫التــي يطلقهــا عناصــر الحــرس فــي‬ ‫الزبدانــي ليحطــاط المدنيــون الذيــن‬ ‫لــم يبــق منهــم ســوى ‪ %20‬فقــط‬ ‫فجلهــم رحــل تــاركًا خلفــه ذكريــات‬ ‫ودمــار وخــراب‪.‬‬ ‫لهــا ومــن ثــم تراقــب بطــرق‬ ‫خاصــة عــن بعــد باســتخدام‬ ‫الحرس في الزبداني ‪:‬‬ ‫املناظــر وغريهــا‪ ،‬ويعــن عــى‬ ‫هــم شــباب أخــذوا عــى كل حاجــز عــدة حــرس‪ ،‬يتناوبــون‬ ‫عاتقهــم مراقبــة الحواجــز وإعــام فيــا بينهــم ليبقــى الحاجــز تحت‬ ‫املدنيــن بــأي حركــة غريبــة أو ســيطرتهم ويعطــون النــداءات‬ ‫شــخص دخيــل ليخففــو مــن عــى األجهــزة الالســلكية "الــورور"‬ ‫األرضار واإلصابــات يف املدينــة ‪ .‬ليبقــى املدنيــون متيقظــن مــا‬ ‫وللحــرس قســمان‪ :‬األول هــو الحــرس يقلــل مــن اإلصابــات والشــهداء ‪.‬‬ ‫المدنــي وهــم شــباب مــن املدينــة‬ ‫يحفظــون أزقتهــا وحاراتهــا النشأة والبداية ‪:‬‬ ‫ومداخلهــا ينتــرون يف شــوارع بــدأت ظاهــرة الحــرس ‪-‬بنوعيــه‪-‬‬ ‫املدينــة وأزقتهــا ويتجولــون بــن منــذ خــروج املظاهــرات األوىل‬ ‫املــارة يراقبــون أي ســيارة غريبــة يف الزبــداين ‪،‬وكانــت مهمتهــم‬ ‫خوفــاً مــن الســيارات املفخخــة مراقبــة تحــرك عنــارص األمــن‬ ‫أو أي شــخص غريــب ميكــن أن لحاميــة املتظاهريــن مــن‬ ‫يكشــف املواقــع ويثــر املشــاكل االعتقــال أو املــوت وعنــد‬ ‫‪،‬ويطلقــون النــداء عنــه ويتتبعونــه مالحظتهــم ألي تحــرك غريــب‬ ‫حتــى يتــم التأكــد مــن هويتــه‪ .‬يطلقــون إشــارات لحــرس قريبــن‬ ‫ولهــم صــات بالجنائيــة الثوريــة مــن املظاهــرة وخــال دقائــق‬ ‫ويتــم التعــاون فيــا بينهــم ‪.‬‬ ‫تكــون قــد تفككــت وكــا يقولــون‬ ‫والثــاين هــو الحــرس العســكري‪" :‬فرطــت"‪ .‬ويراقبــون الطرقــات‬ ‫ومهمتهــم أكــر وأخطــر ‪،‬حيــث وينبهــون النــاس بقــدوم الحمــات‬ ‫يقــوم شــباب الحــرس مبراقبــة العســكرية عــى الزبداين‪.‬ثــم‬ ‫الحواجــز‪ ،‬ومراقبــة أيــة حركــة تطــور األمــر ليصبحــوا مؤسســة‬ ‫للجنــود أو آليــة أو ســيارة تقــرب تضــم عــرات الشــباب بعــد أن‬ ‫أو تبتعــد عــن الحاجــز ويخــرون دخــل الجيــش الزبــداين ومتركــزت‬ ‫املدنيــن بهــا ليأخــذوا حذرهــم النقــاط العســكرية حــول املدينــة‬ ‫ويبتعــدوا عــن أماكن االســتهداف‪ .‬فتحولــت مهمتهــم ملراقبــة‬ ‫حيــث تــم متييــز الحواجــز بأســاء الحواجــز والدبابــات وإطــاق‬ ‫خاصــة أو رمــز ويتــم اســتطالعها النــداءات وتعميمهــا وفــق‬ ‫بشــكل دائــم ليحيطــوا بــأي تقــدم موجــات خاصــة يتــم توليــف‬

‫األجهــزة عليهــا‪ ،‬وأخــذ الحــذر‬ ‫والحيطــة وأنشــأوا مراصــد تراقــب‬ ‫الحواجــز وتطلــق النــداءات ومــن‬ ‫ثــم تعمــم عــى األجهــزة‪.‬‬ ‫مسؤوليات وصعوبات‪:‬‬ ‫يقــول قندهــار "وهــو اللقــب الخــاص‬ ‫ألحدهــم" كان عملنــا بســيطاً‬ ‫يقتــر عــى حاميــة املظاهــرة أمــا‬ ‫اليــوم فنحــن نحمــل عــى عاتقنــا‬ ‫حاميــة أرواح املدنيــن فهــذه‬ ‫القذيفــة التــي تهــدم املنــازل‬ ‫مــاذا ســتفعل بأجســام النــاس؟"‬ ‫وبســؤالنا لــه عــن الصعوبــات‬ ‫التــي تواجههــم ذكــر لنــا " أن‬ ‫عيــون النظــام يوشــون بأماكــن‬ ‫وجــود الحــرس أحيانــاً فتنهــال‬ ‫القذائــف علينــا‪ ،‬مــا ينشــأ الفتنة‬ ‫بــن املدنيّــن والحــرس فيطلبــون‬ ‫منهــم مغــادرة املــكان‪ ،‬ومــن جهة‬ ‫أخــرى تشــويش مــن قبــل الجيــش‬ ‫عــى أجهــزة الالســليك مــا يعيــق‬ ‫وصــول النــداءات والتحذيــرات"‪.‬‬ ‫هــذا الجهــاز البســيط أنقــذ حيــاة‬ ‫الكثرييــن تقــول أم أحمــد "يف‬ ‫منــزيل أتحــرك وفقــاً لنــداءات‬ ‫الحــرس‪ ،‬عندمــا تتحــرك دبابــة‬ ‫حــرش بلــودان أغــادر املطبــخ‬ ‫وعندمــا تســتنفر مدافــع املعســكر‬ ‫ال أخــرج للحديقــة ‪..‬وهكــذا"‪،‬‬ ‫وتعقــب قائلــة "لوالهــم مــا منبقــى‬ ‫بالزبدانــي‪ ..‬اللــه يحميهــم"‪.‬‬

‫عمــل بأجــر شــحيح وثواب‬ ‫عظيم ‪:‬‬ ‫أمــا عــن رشوط انضــام أحدهــم‬ ‫للحــرس فيقــول يوســف "ال يوجــد‬ ‫شــروط خاصــة وإنمــا يجــب االلتــزام‬ ‫بوقــت الــدوام ومدتــه‪ ،‬وأن يكــون‬ ‫صوتــك جهوريــا واضحــا وصبــورًا‬ ‫علــى عملك"‪.‬هــذه املؤسســة تعمــل‬ ‫تحــت إرشاف املجلــس املحــي‬ ‫يف الزبــداين ويتــم تقــايض راتــب‬ ‫شــهري شــحيح ضمــن اإلمكانيــات‬ ‫البســيطة للمجلــس‪.‬‬ ‫وهــم العــن الســاهرة التــي كرمهــا‬ ‫اللــه عــز وجــل يف قــول النبــي‬ ‫صــى اللــه عليــه وســلم بقولــه‬ ‫"عينــان ال تمســهما النــار‪ ،‬عيــن بكــت‬ ‫مــن خشــيت اللــه وعيــن باتــت تحــرس‬ ‫فــي ســبيل الله"‪.‬فهــذه املســؤولية‬ ‫الكبــرة التــي يحملونهــا كلفــت‬ ‫الكثرييــن منهــم حياتهــم مثــل‬ ‫الشــهيد طــارق حســين معــروف‬ ‫امللقــب بالـــ (‪ )١٩‬حيــث قــى‬ ‫بقذيفــة أمــام منزلــه‪ ،‬والشــهيد‬ ‫محمــد عــارف برهــان امللقــب‬ ‫باألشــبه الــذي تســلل عنــارص‬ ‫الجيــش إىل موقعــه يف منطقــة‬ ‫النابــوع وقتلــوه أمــام عائلتــه‬ ‫وغريهــم الكثــر‪.‬‬ ‫لهــم مــن كل حــ ٍر كل التقديــر‬ ‫واالحـرام ولهــم عنــد اللــه عظيــم‬ ‫األجــر والثــواب ‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )104‬األحد ‪2014\04\06‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪4‬‬


‫اقتصاد‬

‫الخراب يعمّ االقتصاد السوري ويتحول القتصاد حرب‬ ‫ضحى غازي | أوكسجين‬

‫دمــرت اآللــة األســدية االقتصــاد الســوري مبعاملــه ومصانعــه وحرقــت‬ ‫بســاتينه وحقولــه ورضبــت حقــول النفــط اذ انخفــض انتاجــه بنســبة‬ ‫‪، % 96‬مــن ‪ 385‬الــف برميــل يوميـاً اىل ‪ 14‬ألفـاً فقــط هــذا مــا ذكــره‬ ‫وزيــر النفــط الســوري مته ـاً قــوات املعارضــة بتخريــب آبــار النفــط‬ ‫‪،‬ومــا زاد األمــر ســوءا ً مغــادرة رؤوس األمــوال الكبــرة واملســتثمرين‬ ‫البــاد مخلفــن فراغـاً كبــر وفجــوة يف االقتصــاد املتهــاوي ‪،‬الــذي يحاول‬ ‫التامســك مــن خــال دعــم حلفائــه مــن إيـران وروســيا ولجــأ املــرف‬ ‫املركــزي يف اآلونــة األخــرة لتثبيــت ســعر الــرف الــدوالر وبإغــاق‬ ‫رشكات الرصافــة وفــرض رضائــب كبــرة عــى مــا تبقــى منهــا محاولــة‬ ‫منــه ضبــط ســعر رصف اللــرة مقابــل الــدوالر ليثبــت منــذ عــدة أشــهر‬ ‫عــى قيمــة بــن ‪ 160-150‬لــرة للــدوالر واســتطاع فعـاً ضبطــه‪ ،‬بعــد‬ ‫أن وصــل لقيمــة ‪300‬لــرة إبــان تلويــح واشــنطن برضبــة عســكرية‬ ‫لســوريا ‪،‬رغــم أن قيمتــه الحقيقيــة والفعليــة تتجــاوز ‪400‬لــرة بســبب‬ ‫غــاء األســعار التــي زادت بنســبة ‪ %500‬وتحــول االقتصــاد الســوري‬ ‫ليدعــم آلــة الحــرب مــن قبــل النظــام يف ظــل جــوع وفقــر طــال الغنــي‬ ‫والفقــر يف ســوريا‪.‬‬ ‫الغالء ينهش بجسد السوريين‪:‬‬ ‫وتركــز ذلــك الغــاء عــى أســعار املــواد الغذائيــة والســلع وأســعار‬ ‫املحروقــات ‪،‬فبلــغ ســعر كيلــو األرز ‪250‬لــرة بينــا كان قبــل الثــورة‬ ‫بــن ‪ 50-25‬لــرة ‪،‬وســعر ليــر زيــت الزيتــون ‪950‬لــرة وزيــت الــذرة‬ ‫‪400‬لــرة ‪،‬بينــا شــهدت ســوق الخضــار والفواكــه ارتفاعـاَ كبـرا ً وصــل‬ ‫ســعر كيلــو البنــدورة ‪ 225‬لــرة والباذنجــان ‪200‬لــرة يف املناطــق‬ ‫الهادئــة نســبياً ‪ِ.‬‬ ‫يقــول أبــو عــي إن طبخــة متوســطة لعائلتــه تكلفــه ‪1000‬لــرة ودخلــه‬ ‫ال يتجــاوز ‪500‬لــرة وهــو موظــف يف البلديــة يف مصلحــة امليــاه ‪،‬أمــا‬ ‫تذهــب مــن منزلهــا الكائــن يف‬ ‫هــدى فذكــرت أنهــا‬ ‫حاليــا إىل بلــودان ســرا‬ ‫عــى األقــدام لــراء‬ ‫ربطــة خبــز واحــدة‬

‫عــدم توفــر البنزيــن يف الكازيــة وأنهــم يشــرونه حــر ‪ ،‬بقيمــة ‪250‬لــرة‬ ‫لليــر الواحــد أو عــدم قــدرة الســائق املــرور عــى الحواجــز خشــية‬ ‫االعتقــال كــا ذكــر أحمــد ســائق ســيارة أجــرة يف الزبــداين "أعمــل‬ ‫عــى ســياريت منــذ رشوق الشــمس حتــى املغيــب وعنــد مــروري عــى‬ ‫حاجــز مــا يطلبــون أشــياء وطعــام وال يدفعــون مثنهــا وإن رفضــت‬ ‫‪..‬فســيأخذون الســيارة وســأكون عرضــة لالعتقــال "‪.‬‬ ‫تقارير ‪:‬‬ ‫ومــن جهــة أخــرى ذكــر تقريــر األمــم املتحــدة يف نهايــة العــام الســابق‬ ‫" خــر االقتصــاد الســوري حتــى النصــف الثــاين مــن ‪ ,2013‬مــا‬ ‫مجموعــه ‪ 103‬مليــارات دوالر‪ ,‬منهــا ‪ 49‬مليــارا يف ‪ ."2012‬واعلــن‬ ‫مســؤولون رســميون ســوريون يف أيلــول املــايض‪ ,‬أن خســائر قطــاع‬ ‫الســياحة بلغــت مليــار ونصــف مليــار دوالر‪ ,‬والصناعــة ‪ 2,2‬مليــار‬ ‫دوالر ‪.‬‬ ‫وأفــاد تقريــر آخــر لألمــم املتحــدة "أن نصــف الســكان البالــغ‬ ‫عددهــم ‪ 23‬مليــون شــخص باتــوا تحــت خــط الفقــر‪ ,‬و‪ 4,4‬ماليــن‬ ‫منهــم يعانــون فقــر مدقــع‪ .‬وبلــغ معــدل البطالــة ‪ 48,6‬باملئــة " ‪.‬مــا‬ ‫ينــذر بخــراب حقيقــي لســوريا بــكل جوانبهــا‪.‬‬ ‫اقتصاد حرب‪:‬‬ ‫فتحــول االقتصــاد الســوري إىل اقتصــاد حــرب وهــو مجموعــة مــن‬ ‫إجــراءات الطــوارئ التــي يتــم اتخاذهــا مــن ِقبــل الدولــة لتعبئــة‬ ‫اقتصادهــا لإلنتــاج خــال فــرة الحــرب وهــو نظــام إنتــاج املــوارد‬ ‫وتعبئتهــا وتخصيصهــا لدعــم املجهــود الحــريب فقــط وتتضمــن بعــض‬ ‫التدابــر التــي يتــم اتخاذهــا زيــادة معــدالت الرضائــب‪ ،‬وكذلــك طــرح‬ ‫برامــج تخصيــص املــوارد‪ .‬إال أن النظــام الســوري ال يعبــأ االنتــاج بــل‬ ‫يرضبــه ويخربــه ويحــرق كل مــا ميكنــه أن يدعــم املواطنــن ويخفــف‬ ‫أعبــاء الحيــاة اليوميــة تــاركاً خلفــه مجاعــات وتراجــع بالنمــو وخـراب‬ ‫يشــمل البنيــة االقتصاديــة بــكل قطاعاتهــا الزراعيــة والصناعيــة بســبب‬ ‫توجيــه كل نتاجهــا املتبقــي –بعــد هــدم جلّــه – لدعــم‬ ‫الحــرب ورشاء الذخــرة ‪ ،‬وعــاوة عــى‬ ‫ذلــك الديــون الضخمــة‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )104‬األحد ‪2014\04\06‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪5‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫التــي ترتتــب‬ ‫عــى الدولــة نتيجــة جلبهــا‬ ‫لألســلحة مــن حلفائهــا الذيــن يدعمــون‬ ‫الحــرب ويقفــون لجانــب طــرف ضــد طــرف آخــر‪.‬‬ ‫وأصبحــت األولويــة بالنســبة للمواطــن الســوري لقمــة العيــش وهــي‬ ‫ألن‬ ‫أجــرة تأمــن املــواد االساســية كالوقــود والغــذاء‪ ,‬وســط تراجــع يف نشــاط‬ ‫الســيارة ‪ 500‬لــرة ويتحجــج الســائق العديــد مــن القطاعــات االنتاجيــة ‪ .‬بعــد انهيــار ســلمية الثــورة وتحول‬ ‫بغالء البنزين ‪.‬‬ ‫النـزاع ملســلح أودى بحيــاة ‪ 140‬ألــف شــخص ورشد أكــر مــن عــرة‬ ‫أمــا ســائقي ســيارات األجــرة فيشــتكون مــن ماليــن شــخص بــن نــازح داخــي والجــئ خارجــي ‪.‬‬


‫ملف العدد‬

‫ّ‬ ‫في حضرة السجان‬ ‫(الشعب هو الزائر الوحيد)‪!!..‬‬ ‫عمرو عادل | أوكسجين‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫الوجهــة دمشــق وكان منبــه‬ ‫االســتيقاظ تلــك القذيفــة‬ ‫املدفعيــة املألوفــة مــن قمــة‬ ‫الجبــل عــى أحــد الجــدران التــي‬ ‫قطعــاً مــررت بإحــدى مراحــل‬ ‫تطــور حيــايت مــن الطفولــة‬ ‫للشــباب ‪ .‬بــدأ النهــار بإنتظــار‬ ‫أحــد الباصــات املســافرة إىل‬ ‫املجهــول ركبــت وسـلّمت نفــي‬ ‫للقــدر بعــد املــرور بأغلبهــم‬ ‫توقفنــا أخــذوا الهويــات للمــرة‬ ‫الســابعة أو الثامنــة ال أذكــر‪،‬‬ ‫اقــرب مرسع ـاً يضغــط عــى زر‬ ‫الجهــار الالســليك يطلــب مــن‬ ‫الســيارة‪ .‬بذهــول أربعــة عــر‬ ‫راكبـاً خائفـاً مــن أن يكون إســمه‬ ‫الــوارد يف آحــاد مــن عــرات‬ ‫التقاريــر اليوميــة املســلمة نــادى‬ ‫بإســمي مبتســا تجــول عينــاه‬ ‫بعينــي‪ ،‬الجميــع يتســائل مــن‬ ‫ّ‬ ‫فيهــم هــو نطقــت خجــاً مــن‬ ‫دمــع أمــي حــن ســيصلها الخــر‬ ‫روحي‬ ‫خائفـاً عــى أيب مــن مــوت‬ ‫ّ‬ ‫محتّــم ((أنــا)) نظــرة ال أنســاها‬ ‫وعيــون حاقــدة وصــوت متبجــح‬ ‫قــال بالحــرف الواحــد ((ميــة‬ ‫أهــا وســهال رشفــت واللــه ))‪،‬‬ ‫يف لحظــات النــزول و انتظــار كل‬ ‫راكــب ليفســح يل الطريــق ألصــل‬ ‫إليــه يخاطــرين ألف ســؤال (( كم‬ ‫مــن الوقــت ســأبقى ؟؟ كــم مــن‬ ‫الــرب ســأتحمل ؟؟ كــم شــخص‬ ‫ســيتكلم أنهــم أعتقلــوين ؟؟ كــم‬ ‫وكــم وكــم ؟؟))‪ .‬اقرتبــت منــه‬ ‫معاهــدا ً نفــي عــى الصمــود‬ ‫وعــدم الخــوف ولــو حتــى‬ ‫مبنظــري الخارجــي دون الداخــي‬

‫ألن قلبــي قــد َوقَـ ْع منــذ تق ّدمــه‬ ‫األول نحونــا‪ .‬مشــيت بجانبــه‬ ‫بــكل احــرام مبــديئ منــه كان‬ ‫ميســك يب مــن ذراعــي خوفـاً مني‬ ‫مــع أنــه هــو مــن يحمــل الســاح‬ ‫كنــا نقــرب مــن الســيارة التــي‬ ‫اســتدعاها وأحالمــي وأفــكاري‬ ‫تغــادرين مبتعــدة مــع كل‬ ‫خطــوة أخطوهــا بلمــح البــر‬ ‫أصبحــت بداخلهــا يغطــي رأيس‬ ‫ذلــك القميــص الــذي أهدتنــي‬ ‫أيــاه ((هــي)) ‪ ..‬بــدأوا بالــرب‬ ‫والشــتائم فاللمــرة األوىل أعــرف‬ ‫أن الحــواس الخمســة ممكــن أن‬ ‫تتبــدل فبعــد إطفــاء مــا تــراه‬ ‫عينــاي أصبحــت أرى مــن خــال‬ ‫مســامات الجلــد الحمـراء بفعــل‬ ‫أيديهــم وأخمــص أســلحتهم‪.‬‬ ‫مل أحســب لكــم مــن الوقــت‬ ‫اســتغرق وصولنــا وقتهــا كان يل‬ ‫رشف التجربــة ألول مــرة النــزول‬ ‫الوجهــي مــن ســيارة ومــذاق تلك‬ ‫الدرجــات التــي أمتنــى عــدم‬ ‫الصعــود عليهــا ســمعته بعــد‬ ‫ذلــك كان صوتــه قائ ـاً (مهمتنــا‬ ‫خلصــت لهــون وصلنالكــن‬ ‫يــاه خــود هــل كلــب وشــبعوه‬ ‫حريــة) أصــوات األبــواب ال تغادر‬ ‫أذنــاي وهــي تفتــح لتوصــد بعــد‬ ‫مــروري مجــرورا ً عــى أرض رواق‬ ‫طويــل عنــد الجلــوس عــى‬ ‫ركبتــي المســت حائطــه بيــداي‬ ‫مكبلتــان خلفــي أحــاول تحريــك‬ ‫رأيس ألنــزع قميصهــا عنــي ألرى‬ ‫أيــن أنــا ‪.‬كان أخــر مــا أحسســت‬ ‫بــه قبــل االســتيقاظ بــن مــن‬ ‫يشــاركونني جــرم الحريــة‬ ‫رضبــة مــن ســاق الســجان عــى‬

‫رأيس عندمــا حاولــت النظــر‬ ‫أول مــا ســمعته كان إختــاط‬ ‫صــدى األصــوات غــر املألوفــة‬ ‫يل وكانــت تقــول ((الحمــد للــه‬ ‫بلــش يفيــق ويصحــى))‪ ،‬بعــد‬ ‫عــدة ســاعات بزنزانــة مســاحتها‬ ‫ال تتجــاوز األربعــة أمتــار مربعــة‬ ‫وعــدد ســكانها ‪ 63‬شــخص مــن‬ ‫كل املناطــق التــي ســمعت بهــا‬ ‫يف حيــايت أو مــن التــي مل أعــرف‬ ‫أنهــا موجــودة يف بــادي أصــا‪.‬‬ ‫أخــروين بإســم الفــرع امل ُضيــف‬ ‫يل وطبعــاً كنــت األهتــام‬ ‫األكــر للجميــع عــى اعتبــار‬ ‫أنّنــي الجديــد بينهــم‪ ،‬ابتــدأت‬ ‫األســئلة مــن الــكل وبفوضويــة‬ ‫مزعجــة ((مــن ويــن أنــت ‪-‬ليــش‬ ‫جابــوك لهــون شــو مســوي ‪-‬شــو‬ ‫أســم هــل جمعــة ‪-‬كيــف درعــا‬ ‫وشــو صــار بريــف الشــام ‪ -‬يف‬ ‫يش أنشــقاقات جديــدة ‪ -‬يف يش‬ ‫عفــو ســمعنا يف عفــو))‪ ،‬بتلــك‬ ‫اللحظــات الرسيعــة مل أدري ملــن‬ ‫أنصــت أو ملــن ســتكون أجوبتــي‬ ‫فجــأة ســكت الجميــع منصتــاً‬ ‫لصــوت رصيــر حديــد بــاب‬ ‫الزنزانــة يف وقــت الفتــح بــدأت‬ ‫الدعــوات للــه مــن الجميــع (يــا‬ ‫رب مــا كــون أنــا يــا رب مــا يطلع‬ ‫أســمي)‪ ،‬دخــل الســجان ونظــر‬ ‫إ ّيل كــا الجميــع فعــل (فقــت‬ ‫يــا أبــن الكلــب فكرتــك متــت‬ ‫اللــه ال يــردك)‪ ،‬ثــم رحــل لتعــود‬ ‫األصــوات ســائلةً‪ ،‬بعــد مــدة‬ ‫مــن اعتقــايل أصبحــت أعــرف‬ ‫الجميــع و أعــرف تفاصيلهــم‬ ‫ومناطقهــم حتــى كثــر مــن‬ ‫خصوصياتهــم والســبب الــذي‬

‫أودى بهــم إىل هنــا‪ .‬كانــت‬ ‫السياســة املتبعــة هنــاك تــرك‬ ‫الشــخص الجديــد فــرة طويلــة‬ ‫داخــل الزنزانــة قبــل اســتدعائه‬ ‫للتحقيــق ليكــون محطـاً نفســياً‬ ‫عندمــا تحــن ســاعته بفعــل مــا‬ ‫ســرويه لــه مــن ســبقه مــن‬ ‫قصــص التعذيــب وأســاليبه‬ ‫وبفعــل مناظــر الــدم والجــروح‬ ‫والكســور التــي ســراها عنــد‬ ‫زيــارة أحــد مــن جريانــه يف ذات‬ ‫الزنزانــة لذلــك املحقــق والــذي‬ ‫يعــود يف األغلــب مح ّمــاً عــى‬ ‫بطانيــة ألنــه ببســاطة وصــل حــد‬ ‫املــوت يلفــظ أنفاســه األخــرة ‪.‬‬ ‫يف ذلــك املســاء وبعــد إطفــاء‬ ‫األنــوار إلجبارنــا عــى النــوم‬ ‫وبعــد ســاعة تقريبــاً خطــوات‬ ‫رسيعــة ممزوجــة بصــوت‬ ‫أســئلة املحققــن ورصاخ أجوبــة‬ ‫املعرتفــن فتــح البــاب ونــادى‬ ‫إســمي مل يتملكنــي الخــوف‬ ‫حينهــا ألنــه غــادرين خائفــا مــن‬ ‫بطشــهم فخــويف هــرب خائفــاً‬ ‫وقفــت وتقدمــت أســمع مــن‬ ‫أغلقــت عينــاه حــويل يتمتــم‬ ‫((اللــه يحميــك ‪-‬ريب يكــون‬ ‫معــك ‪ -‬اللــه يشــل أيديهــم‬ ‫ســلفاً)) وكان أكــر مــا أســتوطن‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )104‬األحد ‪2014\04\06‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪6‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )104‬األحد ‪2014\04\06‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪7‬‬

‫ملف العدد‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫ذهنــي حــن همــس أحدهــم‬ ‫((خليكــم صحيانــن يــا شــباب‬ ‫مشــان بــس يرجعــوه نغســلو‬ ‫ونضمدلــو جروحــو ونخفــف‬ ‫عنــو))‪ ،‬مل أكــن أدري ملــاذا‬ ‫فهــذه تجربتــي األوىل يف‬ ‫التحقيــق مضيــت برفقة الســجان‬ ‫بإتجــاه ذلــك الضــوء الــذي أراه‬ ‫مــن تحــت عصابــة عينــاي أو‬ ‫مــا يســمى أصطالحــاً بلغــة‬ ‫املعتقــات (الطميشــة)دخلت‬ ‫وبــدأ الصــوت يقــرأ مــن رأس‬ ‫الصفحــة التــي تحمــل إســمي‬ ‫مــا كان مــن تاريــخ ميــادي إىل‬ ‫يــوم مــويت اإلعتقــايل كــا بــدأ‬ ‫جســدي بســاع ترانيــم الصــوت‬ ‫املصنــوع محليــا مــن كابــات‬ ‫الكهربــاء وأحزمــة عنــارص الفــرع‬ ‫وأخشــاب أشــجار أكلــت مــن‬ ‫مثارهــا كثــرا ً كانــت األســئلة ال‬ ‫ترقــى للجــواب كجــواب ال ـراخ‬

‫منــي عــى كل رضبــة أتلّقاهــا‬ ‫حيــث كان يــرك يل ثــواين‬ ‫معــدودة أللتقــط أنفــايس‪ .‬كنــت‬ ‫قــد ســمعت مــن أحــد رفاقــي أن‬ ‫الــذي ال يــديل بإعــراف يــرب‬ ‫كث ـرا ً أمــام مــارد التعذيــب ثــم‬ ‫يــرك ومــن يتكلــم فيحكــم عــى‬ ‫نفســه بتكــرار الزيــارة لتصبــح‬ ‫يوميــة لذلــك املحقــق املتّعطــش‬ ‫مللــئ أوراقــه باإلعرتافــات ولــو‬ ‫كانــت مــن نســج الخيــال أحيانـاً‪،‬‬ ‫وملــئ بــاط غرفتــه بدمــاء‬ ‫املعــرف قــررت الصمــود تحــت‬ ‫رضبــات البســاطري العســكرية‬ ‫وقضبــان الرمــان الالســعة‬ ‫املنقوعــة جيــدا ً باملــاء وفــوق‬ ‫أرض تالمســها أصابعــي بحيــاء‬ ‫معلــق مــن يــداي بأنبــوب‬ ‫يتــدىل مــن الســقف وكل مــن‬ ‫مــر مــن جانبــي مــا نســاين مــن‬ ‫رضبــة أو شــتيمة بعــد عــودة‬

‫الصمــود مــن شــفى حفــر البــوح‬ ‫أعــادوين لرفاقــي بعــد ثالثــة‬ ‫أيــام عــى بطانيــة رأيــت الكثــر‬ ‫منهــم قبــي يعــودون عليهــا بعــد‬ ‫ســاعات مــن عنايتهــم وكــادات‬ ‫امليــاه البــاردة وإلتصــاق الكثــر‬ ‫منهــم يف زوايــا الغرفــة الصغــرة‬ ‫ليفســحوا يل املجــال لدخــول‬ ‫الهــواء ورسقــة أنفــايس مــن بــن‬ ‫رائحــة النتانــة والقمــل املنتــر‬ ‫يف املــكان‪ ،‬أســتفقت ألكــون‬ ‫البطــل مــن جديــد الــذي يــروي‬ ‫مــا حصــل معــه كأنــه حكــوايت يف‬ ‫أحــدى مقاهــي دمشــق الشــعبية‪.‬‬ ‫ـت حتــى تــم إطــاق رساحــي‬ ‫تُركـ ُ‬ ‫بــن تلــك الجــدران وشــكرت‬ ‫الصمــود عــى عــدم البــوح مـرارا ً‪،‬‬ ‫أصبحــت مــن القُدامــى يف داخلها‬ ‫فكثــرون غــادروا إىل ربهــم‬ ‫مســتلّقني عــى البطانيــة نفســها‬ ‫ومنهــم مــن خــرج حـرا ً ليولــد من‬ ‫جديــد وكثــرون تع ّرفنــا عليهــم‬ ‫ممــن أتــوا للزيــارة كحالنــا‪ ،‬بــدون‬ ‫أي جهــد أصبحــت أمــي عــى‬ ‫مســمعهم األســئلة التــي ســمعتها‬ ‫يف بــدء زيــاريت وأقــول الدعــوات‬ ‫املعهــودة يف كل بحــة تنطلــق‬ ‫مناديــ ًة مــن حنجــرة ذلــك‬ ‫الســجان‪ ،‬تعرفنــا عــى أســاليب‬ ‫التعذيــب أجمعهــا فمنهــا مــا‬ ‫ج ّربنــاه ومنهــا مــا تــم اســتحداثه‬ ‫يف الفــرة الالحقــة كالكهربــاء‬ ‫والكــريس األملــاين (كــريس يكــر‬ ‫فيــه ظهــر املعتقــل) وكان مــن‬ ‫أشــدها قرفــاً وجبنــاً وحقــدا ً و‬ ‫تحطيــاً للنفــس حــن أعــادوا‬ ‫شــاباً مل ميــي عــى وجــوده إال‬ ‫ســاعات تفــوح منــه رائحــة الــدم‬ ‫والســائل املنــوي والبــول بعــد‬ ‫أن أغتصبــوه وكان بــا وعــي‬ ‫أبــدا مخبــوال بــكل مــا تعنيــه‬

‫الكلمــة مــن معنــى فاإلغتصــاب‬ ‫ليــس كغــره مــن الجــروح التــي‬ ‫تندمــل وتذهــب مــع الزمــن‬ ‫فهــي ســتبقى جــرح عقــي نفــي‬ ‫لـــ لحظــة املــوت ال يشــفى أبــدا‪،‬‬ ‫ًبــن فتحــات البــاب املتكــررة‬ ‫صباحــا و مســا ًء عــاد إســمي‬ ‫ليظهــر مجــددا ً عــى لســان‬ ‫الســجان لكــن بوقــعٍ مختلــف‬ ‫بكلــات أعــادت الــروح مــن‬ ‫جديــد ((جيــب غراضــك وتعال))‪،‬‬ ‫بــن عبــارات التهنئــة ممــن‬ ‫قضــوا معــي تلــك الفــرة وبــن‬ ‫بــكاء اشــركت بــه مــع الكثرييــن‬ ‫بفرحــة خروجــي و بأملهــم‬ ‫بالخــروج‪ ،‬التقطــت مســبحتي‬ ‫التــي صنعتهــا مــن حبــات‬ ‫الزيتــون وخيطــان البطانيــة التــي‬ ‫منــت عليهــا وخرجــت ألســتلم‬ ‫باقــي أغــرايض وهويتــي التــي‬ ‫أصبحــت بالنســبة يل ال شــيئ‬ ‫بعــد الــذي شــاهدته وســمعته يف‬ ‫أقبيــة ســجون "بلــدي" حيــث مل‬ ‫يســتحرضين وأنــا أه ـ ُّم بالخــروج‬ ‫مــن البــاب الخارجــي للفــرع إال‬ ‫كتــاب لطاملــا‬ ‫قــول شــاعر مــن‬ ‫ٍ‬ ‫ُد ِّر َس ألجيــال‪ ،‬فيــه كل تعابــر و‬ ‫قصــص وبطــوالت واألشــعار التــي‬ ‫تتشــ ّدق بالحريــة‪:‬‬ ‫يــا ظــام الســجن خ ّيــم إننــا‬ ‫نــــهوى الظـــــام‬ ‫لـــيس بـعـــد الليـل إال فجر مجد‬ ‫يتسا مى‬ ‫الحريــة لــكل معتقــل يطبــع عــى‬ ‫جــدار الزنزانــة املقّــزز بأنفاســه‬ ‫الالهثــة املذلولــة املجروحــة‬ ‫املشــتاقة قصــة‪ ,‬ليختــر بهــا‬ ‫معانــاة شــعب طلــب الحريــة‬ ‫وســيصلهاننتظركم ‪..‬نفتخــر بكــم‬ ‫‪..‬لــن ننســاكم‪.‬‬


‫قصة‬

‫وداع ـ ًـا َس ـ َـحرْ‬ ‫جواد أسود | أوكسجين‬

‫طــارت مــن الفرحــة عندمــا أخربتها‬ ‫أن والدتهــا ســتعود يــوم األحــد وأن‬ ‫أخويهــا ســيقضون معنــا عطلــة‬ ‫الصيــف القــادم بأكملــه بعــد أن‬ ‫ينهــــوا امتحاناتهــن يف دمشــــق‪.‬‬ ‫إنهــا املــرة األوىل التــي تفــارق‬ ‫ســحر ابنتــي والدتهــا فهــي تلتصــق‬ ‫بهــا طــوال اليــوم يف الصالــون‬ ‫واملطبــخ ويف غرفــة النــوم وال‬ ‫تغــــادر رسيرنــا اال بعــد ان تنــام‬ ‫فأحملهــا إىل رسيرهــا يف الغرفــة‬ ‫املجــاورة لتســتيقظ يف الصبــاح‬ ‫تعاتبنــا غاضبــة ألننــا مل نرتكهــا تنــام‬ ‫بيننــا اىل الصبــاح‪.‬‬ ‫زوجتــي أم ســامر غادرتنــا ُمكرهــة‬ ‫فســامر كان مريضــاً وامتحاناتــه‬ ‫عــى األبــواب هــو وأخــوه وكان من‬ ‫الــروري ان تكــون اىل جانبهــم‬ ‫فبمجــرد أن ســمعت ان ســامر‬ ‫بالفــراش ويف منــزل شــقيقتها يف‬

‫(قصة واقعية من أطالل حلب)‬

‫دمشــق مل يعــد يهــدأ لهــا بــال‬ ‫حتــى ســافرت إليــه متجشــمة‬ ‫عنــاء ومخاطــر الســفر مــن حلــب‬ ‫اىل دمشــق رحلــة كنــا نقطعهــا‬ ‫بأربعــة ســاعات واليــوم تأخــذ منــا‬ ‫يومــن عــى الطريــق وكأنهــا رحلــة‬ ‫الشــتاء والصيــف!‬ ‫رجعــت ســحر إىل غرفتهــا فرحــة‬ ‫تحــايك عرائســها وألعابهــا وتخربهم‬ ‫فَرِحــةً‪" :‬مامــا جايــة االحــد مامــا‬ ‫جايــه االحــد"‬ ‫جلســت أتابــع تصحيــح بعــض‬ ‫اوراق امتحانــات الطــاب عنــدي‬ ‫عــى ضــوء الشــاحن الهزيــل فلقــد‬ ‫ـل‬ ‫بــدأ املســاء الثقيــل كمقدمــة لليـ ِ‬ ‫معتــم يفــرد عباءتــه الســوداء بــكل‬ ‫فظاظــة غــر مكــرث بنــا فلقــد‬ ‫اصبــح يعلــم ان الكهربــاء لدينــا‬ ‫اصبحــت تزورنــا ســويعات كل‬ ‫أســبوع ومل يعــد هنالــك قاهـــر‬ ‫لظالمــه ســـوى شـــواحن كهربــاء‬ ‫عـــاجزة او شـــموع تدمــع اكرث مام‬

‫تـنري‪.‬‬ ‫مل تكــن هنالــك حســنة النقطــاع‬ ‫الكهربــاء ســوى أننــا تعودنــا أن‬ ‫نخلــد اىل بيوتنــا مبكــرا ً والهــدوء‬ ‫أصبــح ســـمة الحــي‪ ،‬فاملقهــى‬ ‫أقفــل مــن أشــهر ومل نعــد نســمع‬ ‫أحــد يــرخ بالجــران أن اقـــفلوا‬ ‫الراديــو او اخفضــوا صــوت التلفــاز‬ ‫ومل يعــد ابــو بكــري يؤجــر ســطح‬ ‫عامرتــه إلقامــة األفــراح كل يــوم‬ ‫اىل الصبــاح كعادتــه قبــل انــدالع‬ ‫الثــورة‪.‬‬ ‫يف االســابيع املاضيــة كانــت هنالــك‬ ‫ســيمفونية يوميــة مــن أصــوات‬ ‫الرصــاص والقذائــف تشــغلنا طيلــة‬ ‫الليــل ومــع مــرور الوقــت تعلمنــا‬ ‫ان ننــام عــى وقــع إيقاعهــا ويف‬ ‫الصبــح نســأل عــن أماكــن ســقوط‬ ‫القذائــف وكــم عــدد القتــى‪،‬‬ ‫ســــؤال أصبــح طبيعيــا وكأننــا‬ ‫نســال عــن نتيجــة مبــاراة كــرة‬ ‫قــدم فاتنــا مشــاهدتها‪.‬‬

‫فجــأة وكأن زلــزال رضب البنايــة‬ ‫تراقصــت جــدران املنــزل وشــعرت‬ ‫وكأن هنالــك قــوة خفيــة حملتنــي‬ ‫مــن كــريس ورمتنــي اىل إحــدى‬ ‫زوايــا الغرفــة وأثــاث املنــزل تراكــم‬ ‫فوقــي‪ ،‬لحظــات جعلتنــي أشــعر‬ ‫وكأن يــوم القيامــة قــد حــــل و‬ ‫صــدى االنفجــار مــازال يف أذين‬ ‫والعتمــة والغبــار والدخــان شــكلوا‬ ‫جــدران متتاليــة أمــام ناظــري‪،‬‬ ‫بــدأت أتلمــس جســدي وببطــىء‬ ‫شــديد اســرجعت قدمــاي مــن‬ ‫ـت أن رجــي‬ ‫تحــت الحطــام و علمـ ُ‬ ‫اليــرى قــد اصيبــت فالــدم كان‬ ‫يجــري دافئــا منهــا أتحسســه‬ ‫بيــدي دون ان أراه‬ ‫رصخــت ســحر وال ادري حينهــا‬ ‫ملــاذا رصخــت هــل أســتنجد‬ ‫بطفلــة صغــرة ام لــي اطمــن‬ ‫عليهــا وعدت ارصخ ســحر ‪...‬ســحر‬ ‫ولكــن ال صــوت لســحر‪!!..‬‬ ‫قفــزت كاملجنــون عــى رجــل‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫الصــورة ليســت لنفــس الطفلــة المذكــورة فــي‬ ‫القصــة‪ ،‬إنمــا لطفلــة أخــرى لــم تــروى قصتهــا‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )104‬األحد ‪2014\04\06‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪8‬‬


‫يشــتد الخنــاق االقتصــادي‬ ‫عــى مدينــة الزبــداين و تتبــدل‬ ‫أحــوال النــاس للســوء‪ ،‬فاللحــوم‬ ‫أصبحــت مــن أحــام الزبدانيــن‬ ‫بســبب منــع دخــول املــواد‬ ‫الغذائيــة إىل املدينــة الصامــدة‬ ‫مــن جهــة وغــاء األســعار مــن‬ ‫جهــة أخــرى‪ ،‬حيــث بلــغ ســعر‬ ‫كيلــو لحــم الغنــم ‪ 2500‬لــرة‬ ‫بينــا لحــم البقــر ‪ 1800‬لــرة‪،‬‬ ‫مــا جعــل كثرييــن يســتثنوه مــن‬ ‫حياتهــم و يســتبدلوه بالزيــت‬ ‫والســمن‪ ،‬و احتــل الخبــز‬ ‫األولويــة يف حياتهــم‪.‬‬ ‫لكــن لــدى شــباب الزبــداين‬ ‫الحــل‪ ،‬فمــع اقـراب شــهر رمضان‬ ‫الكريــم قــرر الكثــر أن يقومــوا‬ ‫برتبيــة بعــض املــوايش كالغنــم‬ ‫واملاعــز وأيضــاَ الدجــاج حســب‬ ‫احتياجــات كل عائلــة‪ .‬فنحــن‬ ‫اآلن يف فصــل الربيــع وأغلــب‬ ‫الحيوانــات تضــع صغارهــا مــا‬ ‫زاد مــن أعدادهــا يف الزبــداين‬ ‫وأصبــح النــاس يطلبــون رشائهــا‬ ‫لرخــص مثنهــا‪.‬‬ ‫وبلــغ ســعر النعجــة الصغــرة‬ ‫‪7000‬لــرة‪ ،‬أمــا الدجاجــة‬ ‫البيّاضــة فيبلــغ ســعرها ‪-1000‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )104‬األحد ‪2014\04\06‬‬

‫تقرير‬

‫عمر محمد | أوكسجين‬

‫‪1200‬لــرة‪ ،‬أو ميكــن أن تشــري‬ ‫البيــض وتأخــذه لشــخص ميلــك‬ ‫فقّاســة بيــض مصنعــة يدوي ـاّ يف‬ ‫الزبــداين وتســتلمهم بعــد ‪21‬‬ ‫يــوم "صيصــان" مقابــل أن يأخــذ‬ ‫األخــر نصفهــم اذا أردت تفقيــس‬ ‫عــرة مــن البيــض تدفــع عــرة‬ ‫أخــرى لصاحــب الفقاســة‪.‬‬ ‫هــذه النعــاج ال يشــرونها‬ ‫للتجــارة وإمنــا تــرىب ليتــم ذبحهــا‬ ‫فيــا بعــد وقــت الحاجــة ويُخّزن‬ ‫لحمهــا مطبوخــاً ألن الكهربــاء‬ ‫مقطوعــة لفــرات طويلــة وال‬ ‫ميكــن حفظهــا يف الثالجــة‪ ،‬أمــا‬ ‫الدجاجــات فهــي ســتعطيك‬ ‫البيــض البلــدي الطــازج بتكلفــة‬ ‫زهيــدة بعــد أن وصــل ســعر‬ ‫صحــن البيــض لـــ ‪1500‬لــرة‬ ‫وســعر البيضــة الواحــدة‪ 50‬لــرة‪،‬‬ ‫وعنــد الحاجــة تذبــح و تحصــل‬ ‫عــى اللحــم بأقــل مــن ســعره يف‬ ‫الســوق‪.‬‬ ‫هكــذا يحــر أهــايل الزبــداين‬ ‫العــدة لأليــام القادمــة التــي‬ ‫يتوقعــون أن يشــتد الحــال‬ ‫عليهــم ويضيــق أكــر فأكــر فهــم‬ ‫يؤمنــون بالحكمــة التــي ترويهــا‬ ‫الجــ ّدات لنــا اعمــل لتــأكل‪،‬‬ ‫فالســاء ال متطــر ذهبــاً‪.‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪9‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫واحــده أحــاول ان أتلمــس الطريق‬ ‫اىل غرفتهــا مــن خــال الــركام‬ ‫ال اعلــم كــم مــرة ســقطت وأنــا‬ ‫اقطــع تلــك الخطــوات املعــدودة‬ ‫اىل غرفتهــا بــدأت اســمع اصــوات‬ ‫ســكان الحــي ورصاخهــم وبكائهــم‬ ‫أقــرب إ ّيل مــن أي وقــت آخــر‬ ‫وعندمــا وصلــت إىل غرفتهــا عرفت‬ ‫الســبب فواجهــة املبنــى انهــارت‬ ‫بالكامــل وأصبحــت الغرفــة اقــرب‬ ‫اىل رشفــة مفتوحــة عــى الشــارع‪.‬‬ ‫انــوار الســيارات بالشــارع‬ ‫جعلتنــي أم ّيــز جســد ســحر وهــي‬ ‫تحــت الــركام فلقــد انهــار الجــدار‬ ‫بالكامــل باتجــاه داخــل الغرفــة‬ ‫لكــن الحطــام اىب ان يخفــي‬ ‫قدميهــا الصغريتــن الجميلتــن‬ ‫واكتفــى بأنــه اخفــى وجههــا‬ ‫الــريء كانــت قدماهــا تتحــركان‬ ‫او هكــذا تخيلــت نعــم كانتــا‬ ‫تتحــركان مرتجفتــان كأنهــا تــرب‬ ‫االرض بقدميهــا كعادتهــا عندمــا ال‬ ‫نلبــي لهــا طلبــا‪.‬‬ ‫بــدأت بالــراخ وانــأ أحــاول‬ ‫كاملجنــون إزاحــة ركام الحجــارة‬ ‫عنهــا فــا اســتطعت‪ ،‬كنــت بــن‬ ‫الوعــي والــا الوعــي أعمــل يــداي‬ ‫برفــع حجــارة الجــدار القاتــل‬ ‫عنهــا وال اعلــم مــن أيــن وكيــف‬ ‫وصــل الج ـران إلينــا‪ ،‬والظاهــر أن‬ ‫اإلنفجــار مل يبــقِ بابــاً او نافــذة‬ ‫بالحــي بعضهــم تصــور أننــي‬ ‫مصــاب فحــاول ان يحملنــي بعيــدا‬ ‫وأنــأ اجاهــد بالوصــول مــرة اخــرى‬ ‫اىل ســحر وأرصخ فيهــم ســحر‬ ‫انقــذوا ســحر‪.‬‬ ‫دقائــق أم ســاعات ال أدري مــرت‬ ‫طويلــة أم قصــرة‪ ،‬اختلــط فيهــا‬ ‫البــكاء مــع الــراخ مــع الدعــاء‬ ‫لينتهــوا مــن إزاحــة الــركام عــن‬ ‫ســحر حملهــا احدهــم بــن‬ ‫يديــه وهــو يقــول اللهــم انتقــم‬ ‫اللهــم انتقــم ‪....‬لريحمــك اللــه يــا‬ ‫صغــريت‪.‬‬ ‫حينهــا شــعرت أن قدمــي فعــاً‬

‫مصابــه ألنهــا خانتنــي ومل تعــد‬ ‫تقــوى عــى حمــي فوقعــت مــن‬ ‫جديــد أرضــاً أجهــش بالبــكاء‬ ‫وأرصخ يف وجــه مــن يحمــل ســحر‬ ‫أن هاتهــا اعطنــي ســحر ال تقــل‬ ‫ماتــت‪.‬‬ ‫صمــت جميــع مــن حــويل وحمــل‬ ‫الرجــل ســحر إ ّيل ووضعهــا يف‬ ‫حجــري كان جســدها مــازال دافــئ‬ ‫أو هكــذا ُخ ّيــل يل يك أوهــم نفــي‬ ‫بأنهــا مازالــت حيــة مســحت‬ ‫الغبــار عــن وجههــا واقرتبــت مــن‬ ‫وجههــا أق ّبلــه ومــن أذنهــا أهمــس‬ ‫لهــا‪:‬‬ ‫ســحر حبيبتــي ال تنامي اســتيقظي‬ ‫وب ـ ّديل مالبســك فغــدا ً تــأيت مامــا‬ ‫وســتغضب منــك ألن ثيابــك‬ ‫متســخة مغــرة ممزقــة‬ ‫ســحر ال تنامــي مامــا تريــد ان‬ ‫تكــوين انــت بانتظارهــا‪.‬‬ ‫اقــرب جــاري منــي وهــو شــيخ‬ ‫جليــل ليقــول بهــدوء اتقــي اللــه‬ ‫بنفســك واحتســبها شــهيدة إنهــا‬ ‫اآلن طــر مــن طيــور الجنــة‬ ‫قلــت يــا شــيخى وملــا ال تبقــى‬ ‫ط ـرا مــن طيــور االرض أنــا وامهــا‬ ‫مل نشــبع منهــا بعــد‪.‬‬ ‫قــال يــا ابــو ســامر انــت رجــل‬ ‫مؤمــن عاقــل قــم يــا رجــل وقــل‬ ‫ريب إين أحتســبها عنــدك شــهيدة‬ ‫وشــفيعة يل إنّــا للــه وإنّــا إليــه‬ ‫لراجعــون‪.‬‬ ‫أحــر احدهــم رششــفاً اأيضــا‬ ‫ليلّفهــا فيــه فضممــت ســحر إىل‬ ‫صــدري رافضــاً ان يأخذهــا أحــد‬ ‫منــي وكأين احــاول ان أنقــل لهــا‬ ‫شــيئاً مــن روحــي لتحيــا مــن‬ ‫جديــد‪.‬‬ ‫رفعــت رايس ألرى القمــر مــن‬ ‫خــال الغرفــة العاريــة يتوســط‬ ‫الســاء رأيــت وجــه ســحر يبتســم‬ ‫يل مــن خــال اســتدارة القمــر‬ ‫ســعيدة ضاحكــة فعرفــت حينهــا‬ ‫ان ســحر قــد ماتــت‪.‬‬

‫السماء ال تمطر ذهباً‬


‫سياسة‬

‫معركة الساحل "األنفال"‬

‫جميل عمار | أوكسجين‬ ‫مــا ال شــك فيــه أن معركــة تحريــر الســاحل‬ ‫تعتــر خطــوة هامــة يف طريــق اســقاط النظــام‬ ‫الســوري وتنبــع اهميتهــا الرئيســية مــن أنهــا‬ ‫تنهــي حلــا مزعومــا بــأن النظــام اذا متــت‬ ‫محارصتــه بدمشــق قــد يعلــن دويلــة يف‬ ‫الســاحل الســوري فتكــون معركــة الســاحل‬ ‫اســقطت مــن اذهــان الجميــع هــذا التصــور‬ ‫املتخلــف ‪.‬‬ ‫حيــث أن فكــرة دويلــة علويــة محكــوم عليهــا‬ ‫بالفشــل ولــو كان هنالــك امــل لنجــاح دويلــة‬ ‫كهــذه لكانــت فرنســا وانكلــرة اعتمــدت‬ ‫التقســيم املذهبــي عندمــا رســمت خريطــة‬ ‫املنطقــة وفقــا لســايكس بيكــو‪ .‬خصوصــا وأن‬ ‫هــذا الطــرح كان مبخيلتهــم اول االمــر ووجــدوا‬ ‫أنــه غري قابــل للحيــاة‪ ,‬ناهيك عــن أن الحكومة‬ ‫الفرنســية قبيــل االســتقالل رفضــت طلبــا‬ ‫لوجهــاء العلويــن يطالــب الخارجيــة الفرنســية‬ ‫مــن خــال وثيقــة مســجلة لديهــم ممهــورة‬ ‫مــن قبــل شــخصيات علويــة كان مــن بينهــا‬ ‫جــد الرئيــس حافــظ االســد مبنحهــم االســتقالل‬ ‫وأيضــا تجاهلــت فرنســا هــذا الطلــب‪.‬‬ ‫أن اقامــة دويلــة علويــة عــى الســاحل‬ ‫الســوري يعنــي انهــاء تلــك الطائفــة والحكــم‬ ‫عليهــا بالفنــاء وفقــا لتحليــل الشــيخ صبحــي‬ ‫الطفيــي االمــن العــام الســابق لحــزب اللــه‬ ‫فمنطقــة الســاحل يســكنها نســيج اجتامعــي‬ ‫متنــوع االعــراق واملذاهــب فيهــا العــريب‬ ‫والرتكــاين والكــردي وفيهــا املســلم الســني‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫واملســيحي واالرمنــي والعلــوي واإلســاعييل‬ ‫وإقامــة دويلــة كهــذه يعنــي تهجــرا عرقيــا‬ ‫الميكــن تجاهلــه اقليميــا ودوليــا كــا أن حــر‬ ‫الحكومــة املزعومــة بــوالء الطائفــة العلويــة‬ ‫عــى رشيــط ســاحيل ضيــق يجعــل منهــا صيــدا‬ ‫ســهال مــن قبــل الثــوار‬ ‫هــذا باإلضافــة اىل أن معركــة الســاحل تعنــي‬ ‫فتــح كافــة الجبهــات بوجــه النظــام فــا تكــون‬ ‫هنالــك منطقــة مبنــأى عــن حركــة التحريــر‬ ‫وتنهــي حالــة التحصــن لشــبيحة النظــام‬ ‫يف قــرى ومــدن الســاحل وتقطــع خطــوط‬ ‫االمــداد بــن الشــال والجنــوب كــا ان عمليــة‬ ‫التحريــر للموانــئ تقطــع االمــداد البحــري‬ ‫للنظــام والــذي يعتــر حاليــا الرشيــان الرئيــي‬ ‫الســتمرار حيــاة النظــام‬ ‫كــا ان تحريــر الســاحل مــن قبــل الثــوار‬ ‫دون املســاس االهــايل واملمتلــكات لألقليــات‬ ‫التــي تســكن تلــك املناطــق يســقط ذريعــة‬ ‫النظــام بــان الثــورة تهــدف اىل ابــادة االقليــات‬ ‫وباألخــص العلويــن ولذلــك جــاء تحريــر‬ ‫مدينــة كســب ذات االغلبيــة االرمنيــة للــرد‬ ‫عــى تلــك االف ـراءات فلــم ينتهــك حرمــة دور‬ ‫العبــادة ومل يتــم التعــرض ألي مــدين‬ ‫لقــد جــاءت حركــة ثــوار تحريــر الســاحل‬ ‫لتســقط اتهامــات الثــوار بانهــم حركــة ارهابيــة‬ ‫متطرفــة تســعى اىل اقامــة حــرب اهليــه‬ ‫بالداخــل الســوري وإنهــا تنــزع اىل اقامــة‬ ‫الخالفــة ذرائــع ســوق لهــا النظــام مــن خــال‬ ‫ربيبتــه "داعــش"‪.‬‬ ‫تــأيت معركــة الســاحل يف اوانهــا لتقطــف‬ ‫اململكــة منهــا دعــا حقيقــا مــن امريــكا‬

‫للمعارضــة الســورية وتضــع الرئيــس اوبامــا‬ ‫امــام مســؤولياته االنســانية واالخالقيــة ولتقول‬ ‫لــه ال حجــة بعــد اليــوم فلقــد تبــن ان‬ ‫االرهــاب هــو صنيعــة النظــام و جوهــر الثــورة‬ ‫نقــي والشــوائب صنيعــة النظــام او نتيجــة‬ ‫تقاعــس املجتمــع الــدويل عــن دعــم الثــورة‬ ‫االمــر الــذي دفــع بعــض فصائلهــا للبحــث‬ ‫عــن طــرق للدعــم جعلتــه فريســة لالرهــاب‬ ‫والتطــرف‪.‬‬ ‫ولقــد كان واضحــا حديــث اوبامــا للصحافــة‬ ‫االمريكيــة عقــب محادثاتــه مــع العاهــل‬ ‫الســعودي مــن اســفه الشــديد لعــدم تقديــم‬ ‫الدعــم الــكايف للمعارضــة وذكــر انــه كان‬ ‫يتخــوف ومــا زال مــن نــر قــوات امريكيــة‬ ‫عــى االرض‬ ‫وال شــك ان العاهــل الســعودي اوضــح الوبامــا‬ ‫ان املعركــة ليســت بحاجــة للرجــال امنــا للعتــاد‬ ‫الدفاعي‪.‬‬ ‫أن معركــة الســاحل هــي الخطــوة قبــل االخرية‬ ‫مــن اســقاط النظــام يف دمشــق املعقــل االخــر‬ ‫للنظــام ولعــل رسعــة انهــا معركــة الســاحل‬ ‫ســتجعل معركــة الســقوط االخــر ســهلة‬ ‫ورسيعــة حيــث انــه مــن املرجــح ان تنفــض‬ ‫الكتائــب املســلحة مــن حــول النظــام لترتكــه‬ ‫يتهــاوى رسيعــا‪.‬‬ ‫تبقــى هنالــك نقطــة هامــة تعتــر مــن اهــم‬ ‫مثــار معركــة الســاحل وهــي ان تحريــر‬ ‫الســاحل لــن يــرك هنالــك اي داع لوجــود‬ ‫قــوات فصــل مــن قبــل االمــم املتحــدة فــاالرض‬ ‫موحــدة جغرافيــا وبرشيــا والثــوار هــم‬ ‫الضامنــه الحقيقــة للســلم االهــي‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )104‬األحد ‪2014\04\06‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪10‬‬


‫سياسة‬

‫النخب السورية "غسلت يدها" من الشارع‬ ‫عمار حسن | أوكسجين‬

‫خــال األشــهر األوىل مــن‬ ‫انطالقــة الثــورة الســورية‪،‬‬ ‫قامــت مجموعــة مــن النخــب‬ ‫الســورية بالتكتــل ضمــن هيئــات‬ ‫ومجالــس‪ ،‬معلن ـ ًة موقفهــا املؤيــد‬ ‫للحــراك الشــعبي‪ ،‬وتــم تشــكيل‬ ‫هيئــة التنســيق الوطنيــة التــي‬ ‫نبذهــا قســم كبــر مــن الســوريني‬ ‫خــال أســابيعٍ مــن تشــكيلها‪ ،‬كــا‬ ‫تــم تشــكيل املجلــس الوطنــي‬ ‫الســوري الــذي انشــق عنــه‬ ‫الحقــاً االئتــاف الوطنــي لقــوى‬ ‫الثــورة واملعارضــة‪ ،‬وكانــت هــذه‬ ‫الكتــل الثالثــة هــي الرئيســية عىل‬ ‫الرغــم مــن عــدم كونهــا الوحيــدة‬ ‫طبع ـاً ‪ .‬ولــن أتطــرق هنــا لهيئــة‬ ‫التنســيق ونهجهــا بالتعامــل مــع‬ ‫مــا يحــدث يف البــاد‪ ،‬واألســباب‬ ‫التــي أدت إىل رفضهــا مــن قبــل‬ ‫الســواد األعظــم مــن الشــارع‬ ‫الســوري؛ بــل ســأركز يف تنــاويل‬ ‫عــى نهــج املجلــس واالئتــاف‬ ‫الوطنيــن الســوريني عــى وجــه‬ ‫التحديــد‪ .‬وبــدءا ً مــا ســبق‬ ‫نالحــظ أن املجلــس الوطنــي قــام‬ ‫منــذ األيــام األوىل مــن تشــكيله‬ ‫بالتوجــه إىل املجتمــع الــدويل‬ ‫والقــوى العظمــى‪ ،‬خصوص ـاً تلــك‬ ‫التــي اتخــذت مواقــف إيجابيــة‬ ‫مــن الثــورات الســابقة يف الربيــع‬ ‫العــريب‪ ،‬وكان ذلــك إليجــاد‬ ‫حاضنــة دوليــة للثــورة الســورية‪.‬‬

‫وال ننكــر طبعــاً عــى املجلــس‬ ‫الوطنــي تركيــزه عــى مخاطبــة‬ ‫املجتمــع الــدويل‪ ،‬انطالقــاً مــن‬ ‫الــدور غــر املســتهان بــه الــذي‬ ‫مارســته الــدول العظمــى يف إنجاح‬ ‫الثــورات العربيــة الســابقة فيــا‬ ‫يتوافــق ومصالحهــا‪ ،‬وخصوصـاً مــا‬ ‫كان يف ليبيــا مــن تدخــل عســكري‬ ‫أنقــذ املعارضــة التــي كانــت عــى‬ ‫وشــك أن تســحق‪ .‬لكــن مــا يجــدر‬ ‫باملالحظــة أن هــذا التوجــه كان‬ ‫الوحيــد لــدى املجلــس الوطنــي‪،‬‬ ‫أي أنــه مل يتــم تدعيمــه بخطــاب‬ ‫توعــوي توجيهــي قيــادي للشــارع‬ ‫الســوري‪ ،‬الــذي كان يجــد نفســه‬ ‫مضطــرا ً التخــاذ العديــد مــن‬ ‫القــرارات املفصليــة بــن حــن‬ ‫وآخــر‪ ،‬ذلــك يف ظــل غيــاب‬ ‫مظاهــر الوعــي الســيايس أو‬ ‫التفكــر االســراتيجي‪ .‬مل يشــهد‬ ‫هــذا الجانــب أي تحســن يذكــر‬ ‫بعــد تشــكيل االئتــاف‪ ،‬اللهــم إال‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )104‬األحد ‪2014\04\06‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪11‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫عــى الصعيــد الفــردي‪ ،‬إذ عنــي‬ ‫رئيــس االئتــاف األول أحمــد‬ ‫معــاذ الخطيــب مبخاطبــة الشــارع‬ ‫بشــكل ممنهــج إىل ٍ‬ ‫حــد مــا‪ ،‬مــا‬ ‫أكســبه تأييــدا ً شــعبياً ملحوظــاً‪.‬‬ ‫كذلــك كان هنــاك توجــه لبعــض‬ ‫النخــب الســورية ‪-‬مــن خــارج‬ ‫االئتــاف و املجلــس‪ -‬ملخاطبــة‬ ‫الشــعب الســوري‪ ،‬خصوصــاً‬ ‫أولئــك الذيــن اهتمــوا بالكتابــة‬ ‫يف املجــات والجرائــد املحليــة‬ ‫التــي ظهــرت يف ظــل الثــورة‪.‬‬ ‫إال أن جهــود هــؤالء األفــراد مل‬ ‫تجتمــع‪ ،‬فتشــكل تيــارا ً أو تكتــاً‬ ‫يعنــى بتثقيــف وتوجيــه الشــارع‬ ‫الســوري‪ ،‬بــل اســتمرت بكونهــا‬ ‫حــاالت فرديــة مشــتتة وغــر‬ ‫مســتمرة أحيانــاً‪ .‬أمــا القطــاع‬ ‫األكــر مــن النخــب الــذي رصف‬ ‫اهتاممــه عــن الشــارع الســوري‬ ‫بشــكل مطلــق‪ ،‬فاعتــر أن‬ ‫املجتمــع الــدويل هــو صاحــب‬ ‫الكلمــة األخــرة‪ ،‬وأن القــوى‬ ‫الدوليــة العظمــى هــي الوحيــدة‬ ‫القــادرة عــى "الحــل والربــط"‪ ،‬بينام‬ ‫مل يتمكــن الشــارع الســوري بــكل‬ ‫مــا قدمــه مــن بطــوالت‪ ،‬مــن‬ ‫إقناعهــم بــأن الحــل ملــا تعانيــه‬ ‫البــاد مــن املمكــن أن يكــون‬ ‫مــن الداخــل‪ ،‬أو أن ينطلــق‬

‫مــن الداخــل عــى األقــل‪ .‬ومــن‬ ‫امللفــت مــا حــدث خــال األســبوع‬ ‫املــايض مــن ترصيحــات تســلط‬ ‫الضــوء عــى هــذه الظاهــرة‪ ،‬إذ‬ ‫قــال الســفري األمريــي الســابق‬ ‫إىل ســوريا روبــرت فــورد منــذ‬ ‫عــدة أيــام‪ ،‬بــأن املعارضــة‬ ‫الســورية تتحمــل جــزءا ً كبـرا ً مــن‬ ‫مســؤولية بقــاء رئيــس النظــام‬ ‫الســوري بشــار األســد يف الســلطة‪،‬‬ ‫إذ عجــزت عــن اســتقطاب فئــة‬ ‫واســعة مــن الشــعب الســوري‬ ‫والتــي يعـ ّول عليهــا النظــام اليــوم‪.‬‬ ‫ومــا كان مــن عضــو االئتــاف‬ ‫والرئيــس الســابق للمجلــس‬ ‫الوطنــي برهــان غليــون؛ إال أن رد‬ ‫عــى هــذه الترصيحــات قائـاً بــأن‬ ‫ســبب بقــاء األســد يف الســلطة هو‬ ‫تخــاذل الواليــات املتحــدة ال فشــل‬ ‫املعارضــة‪ .‬وهنــا يطــرح الســؤال‪:‬‬ ‫هــل غــدت الواليــات المتحــدة‬ ‫المســؤولة األساســية اليــوم عــن‬ ‫انتصــار الثــورة أو فشــلها؟ أم أنــه‬ ‫ال يــزال هنــاك معارضــة قــادرة‬ ‫عــى اإلطاحــة بالنظــام‪ ،‬إذ قبلــت‬ ‫التعــرف ثــم االعــراف مبشــاكلها‬ ‫ثــم حــل هــذه املشــاكل واملــي‬ ‫قدمــاً؟ إال أن النخــب الســورية‬ ‫عــى مــا يبــدو قــد "غســلت يديهــا"‬ ‫مــن املعارضــة والشــارع املنتفــض‪.‬‬


‫تقانة‬

‫محركات البحث ‪:‬‬

‫هل تعرف عنك أكثر مما ينبغي لها؟‬ ‫باسل مطر | أوكسجين‬ ‫مشروع سالمتك‬

‫يتــرك نشــاطك علــى اإلنتــرت الكثيــر مــن اآلثــار‬ ‫التــي تــدل علــى مكانــك‪ ,‬وشــخصيتك‪ ,‬وعاداتــك‬ ‫ومــا تقــوم بــه‪ .‬وفــي حالــة اســتخدام محــركات‬ ‫البحــث‪ ,‬فــإن هــذا الصنــدوق الصغيــر الــذي‬ ‫تســر لــه بمــا تريــد معرفتــه‪ ,‬ليــس بالبــراءة‬ ‫التــي يبــدو عليهــا أبــدا‪.‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫يف كل يــوم‪ ,‬يدخــل مئــات ماليــن النــاس‬ ‫إىل اإلنرتنــت ويبحثــون عــن أمــور تهمهــم‬ ‫يف حياتهــم اليوميــة مــن أخبــار سياســية‬ ‫ورياضيــة وعامــة‪ ,‬وأماكــن يــودون الذهــاب‬ ‫إليهــا ومعــارف يحتاجونهــا‪ ,‬وجامعــات يصبــون‬ ‫للدراســة فيهــا‪ ,‬ودورات تعليميــة وترفيهيــة‬ ‫ألبنائهــم‪ ,‬والكثــر الكثــر مــن املعلومــات التــي‬ ‫تــي بتفاصيــل كثــرة عــن حياتهــم‪ ,‬وأماكــن‬ ‫تواجدهــم‪ ,‬وعاداتهــم‪ ,‬وتحركاتهــم‪ ,‬واألجهــزة‬ ‫التــي يســتخدمونها للوصــول إىل اإلنرتنــت‪.‬‬ ‫مــا قــد ال يعرفــه الكثــرون هــو أن محــركات‬ ‫البحــث تســجل الكثــر مــن تلــك املعلومــات‪,‬‬ ‫وتجمعهــا وتحللهــا وتربطهــا بــك لتحســن‬ ‫مــا تقدمــه لــك يف كل مــرة تعــود إليهــا فيهــا‪,‬‬ ‫وتقــدم بعضهــا للمواقــع املتختلفــه ألغــراض‬ ‫تجاريــة وألغــراض الدعايــة واإلعــان حيــث‬ ‫يشــكل ســر عــادات املســتخدم االســتهالكية‪,‬‬ ‫وأمنــاط ســلوكه عــى اإلنرتنــت مصــدرا ثــرا‬ ‫للمعلومــات التــي توظــف يف التســويق‬ ‫واإلعــان‪.‬‬ ‫تقــوم جميــع محــركات البحــث التجاريــة مثــل‬ ‫غوغــل وياهــو ومايكروســوفت اليــف بتخزيــن‬ ‫مفــردات وجمــل البحــث التــي تســتخدمها‬ ‫يف قاعــدة بيانــات ضخمــة‪ ,‬باإلضافــة للوقــت‬ ‫والتاريــخ‪ ,‬وتســجل وتحتفــظ بعنــوان األي يب‬ ‫الخــاص بجهــازك‪ ,‬وتضــع عــى الجهــاز ملــف‬ ‫ارتبــاط (كــويك) يقــوم بإخبــار املحــرك عــن‬ ‫طلبــات االتصــال التــي تــأيت مــن هــذا الجهــاز‬ ‫مــامل يتــم حذفــه‪ .‬ويقــوم محــرك البحــث‬ ‫مايكروســوفت اليــف بتســجيل نــوع البحــث‬ ‫فيــا لــو كان ملفــا أو صــورة أو كلمــة أو بحثــا‬ ‫محليــا إلــخ) فيــا يســجل محــرك البحــث‬ ‫غوغــل اللغــة املســتخدمة واملتصفــح الــذي‬ ‫تســتخدمه يف عمليــة البحــث‪ .‬وقــد يقــوم‬

‫غوغــل بســتجيل الروابــط التــي تنقــر عليهــا‬ ‫بعــد ظهــور نتيجــة البحــث ويربطهــا بعنــوان‬ ‫اآلي يب الخــاص بــك وبجهــازك‪ .‬تحتفــظ‬ ‫الــركات بهــذه املعلومــات بشــكل متفــاوت‬ ‫فغوغــل يقــوم بتعميتهــا بعــد مثانيــة عــر‬ ‫شــهرا ً لكــن مايكروســوفت وياهــو مل تدليــان‬ ‫حتــى اليــوم مبــا تقومــان بــه حيــال هــذه‬ ‫املعلومــات‪ .‬هــذه يعنــي أن هــذه الــركات‬ ‫تســتطيع إعــداد قوائــم مبصطلحــات البحــث‬ ‫ملســتخدم معــن أو مجموعــة من املســتخدمني‬ ‫خــال فــرة معينــة وترفقهــا بالكثــر مــن‬ ‫املعلومــات التــي تــي بهويتهــم‪.‬‬ ‫مــا هــو الحــل إذن للحفــاظ علــى خصوصيتــك أثنــاء‬ ‫اســتخدام محــركات البحــث؟‬ ‫‪ .1‬اســتخدم محــركات البحــث التــي ال تقــوم‬ ‫بجمــع املعلومــات عنــك‪ ,‬وبعضهــا يف الحقيقــة‬ ‫يقــدم لــك ذات النتائــج التــي يقدمهــا غوغــل‬ ‫أو ياهــو مــن حيــث دقــة النتائــج وشــموليتها‪.‬‬ ‫‪a. DuckDuckGo: www.duckduckgo.com‬‬ ‫هــو واحــد مــن املحــركات التــي تحــرم‬ ‫خصوصيــة املســتخدم وال تقــوم بتســجيل أيــة‬ ‫معلومــات ميكــن أن يتــم مــن خاللهــا التعــرف‬ ‫عليــك‪ ,‬وهــي ال تحتفــظ بعنــوان األي يب‬ ‫الخــاص بــك‪ ,‬وال تقــوم بربــط عمليــات البحــث‬ ‫التــي تتــم مــن ذات الجهــاز‪ ,‬وهــو يســتخدم‬ ‫بوتوكــول ‪.https‬‬ ‫‪ .b‬هنــاك محــركات أخــرى مثــل‬ ‫(‪)STARTPAGE : www.startpage.com‬‬ ‫وهــو محــرك بحــث موثــوق يقــوم بالبحــث يف‬ ‫غوغــل بالنيابــة عنــك ويقــدم لــك النتائــح دون‬ ‫اإلفصــاح عــن أيــة معلومــات قــد تــؤدي إىل‬ ‫التعــرف عليــك‪.‬‬ ‫‪c. www.ixquick.‬‬ ‫‪com IXQUICK‬‬ ‫محــرك آخــر يعتمــد‬ ‫عــدة مصــادر يف‬ ‫البحــث ويقــدم لــك‬ ‫النتائــج مــع حاميــة‬ ‫خصويتــك وهــو‬ ‫يناســب مــن يرغــب‬ ‫بتنويــع مصــادر‬ ‫البحــث‪.‬‬ ‫‪ .2‬عنــد البحــث يف‬

‫محــركات البحــث التــي متتلــك حســابا عليهــا‬ ‫مثــل ‪ Google‬أو ‪ Yahoo‬مثــا‪ ,‬ابتعــد عــن‬ ‫تســجيل الدخــول قبــل القيــام بعمليــة البحث‪,‬‬ ‫لتجنــب ربــط عمليــات البحــث مــع معلومــات‬ ‫شــخصية عنــك مثــل االســم وتاريــخ امليــاد‪.‬‬ ‫‪ .3‬اســتخدم شــبكة افرتاضيــة خاصــة (‪)VPN‬‬ ‫واســتخدم اتصــاال مشــفرا من خــال (‪HTTPS‬‬ ‫‪ )Everehwre‬لرفــع ســوية األمــان والخصوصية‬ ‫لنشــاطك عــى اإلنرتنــت كامــا‪ ,‬وابتعــد عــن‬ ‫املحــركات غــر املوثوقــه التــي ال تســتخدم‬ ‫(‪.)HTTPS‬‬ ‫‪ .4‬بعــد كل عمليــة بحــث قــم بحــذف ملفــات‬ ‫اإلرتبــاط (‪ )Cookies‬أن كنت تســتخدم واحدا‬ ‫مــن املحــركات التــي تســتخدمها‪ ,‬تســتطيع‬ ‫القيــام بذلــك مــن إعــدادات املتصفــح‪.‬‬ ‫‪ .5‬عنــد البحــث مــن خــال هاتفــك النقــال‪,‬‬ ‫اســتخدم أحــد املحــركات التــي وردت يف‬ ‫الفقــرة األوىل ألن حســاباتك عــى غوغــل‬ ‫وياهــو ومايكروســوفت غالبــا مــا تكــون‬ ‫مفتوحــة بشــكل دائــم عــى جهــاز الهاتــف‬ ‫الــذيك الخــاص بذلــك‪ ,‬وتعطــي مجــاال لربــط‬ ‫عمليــة البحــث مبعلوماتــك الشــخصية‪.‬‬ ‫‪ .6‬مــن املفيــد أيضــا اســتخدام محــركات بحــث‬ ‫مختلفــة يف كل مــرة‪ ,‬بيحــث ال تصبــح كل‬ ‫عاداتــك "البحثيــة" واملعلومــات الهامــة التــي‬ ‫تنتــج عنهــا يف مــكان واحــد‪.‬‬ ‫يبقــى مســتوى الخصوصيــة الــذي تنشــده‬ ‫ق ـرارا ً شــخصيا بالنســبة لــك‪ ,‬فالبعــض ال يأبــه‬ ‫مبثــل هــذه األمــور‪ .‬لكــن هــذه األمــور قــد‬ ‫تكــون مــن األهميــة مبــكان بالنســبة آلخريــن‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )104‬األحد ‪2014\04\06‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪12‬‬


‫زبدانيات‬

‫الماشطة ولمسة السحر‬ ‫عناة آرام | أوكسجين‬

‫العــروس فــرة العــرس فتــازم املاشــطة العــروس‬ ‫ملــدة ثالثــة أيــام قبــل حفــل الــزواج وثالثــة أيــام‬ ‫بعــده إذا أرادت أم العــروس ذلــك‪ ،‬ومــن مهامهــا‪،‬‬ ‫االهتــام بنظافــة العــروس ومتشــيطها ووضــع‬ ‫الحنــاء لهــا‪ ،‬فاملاشــطة تبــدأ عملهــا قبــل حفــل‬ ‫الزفــاف بأســبوع حيــث تدهــن شــعر العــروس‬ ‫بالزيــوت لتطريتــه‪ ،‬وخاصــة إذا كان أجعــدا ً أو‬ ‫خشــناً ومــن ثــم تضــع مــاء الــورد لتعطــر الشــعر‬ ‫بعــد غســله‪ ،‬كــا تهتــم بدعــك جســد العــروس‬ ‫بعــد غســله باملــاء الدافــئ‪ ..‬بعــد أن يكــون أهــل‬ ‫العــروس قــد حجــزوا الحـ ّـام ملــدة ثالثــة أيــام‪..‬‬ ‫للعــروس وأهلهــا وأقربائهــا وصديقاتهــا‪ .،..‬ويف‬ ‫اليــوم الثالــث تبــدأ بوضــع الحنــاء عــى يــد ّي‬ ‫العــروس‪ ..‬حتــى يصبــح لونــه شــديد الحمــرة‪.‬‬ ‫وتهتــم املاشــطة بــكل مــا يخــص العــروس مــن‬ ‫لبــاس‪ ..‬وأكل‪ ..‬ونظافــة‪ ،..‬باإلضافــة لترسيحــة‬ ‫شــعرها وتعطريهــا‪ .،..‬أمــا يف ليلــة العــرس فتقــوم‬ ‫بعمــل الجدايــل للعــروس وتزينهــا بالذهــب‪..‬‬ ‫وتج ّملهــا بالكحــل‪ ..‬وتلبســها مالبــس الزفــاف‬ ‫وتغطــي وجــه العــروس‪ ..‬بالطرحــة(‪ )6‬وتســلمها‬ ‫ألمهــا لتزفهــا‪ ،..‬وال ينتهــي دور املاشــطة عنــد‬ ‫هــذا الحــد‪ ،‬بــل يطلــب منهــا أهــل العــرس‬ ‫متشــيط ضيــوف العــرس وعمــل الحنــاء للنســاء‬ ‫يف ليلــة الحنــاء(‪ )7‬باإلضافــة للعــروس‪ .‬وعــادة‬ ‫مــا يطلــب منهــا االنتظــار يومــن أو ثالثــة‬ ‫مــع العــروس لتصفيــف شــعرها‪ ..‬وتزيينهــا‪..‬‬ ‫وخدمتهــا‪ ..‬ومســاعدتها‪ ..‬يف أول أيــام حياتهــا‬ ‫الزوجيــة‪ .‬وكــا للامشــطة هــذا الــدور الهــام‪،‬‬ ‫فلهــا دور آخــر ال يقــل أهميــة‪ ،‬ويــرز يف دورهــا‬ ‫االجتامعــي يف املناســبات املختلفــة التــي متــر‬ ‫بهــا القريــة‪ ،..‬مثــل ذكــر بنــات األرس الكرميــة‬ ‫وخصالهــن الحميــدة‪ ،..‬عنــد مــن يبحــن عــن‬ ‫زوجــات ألبنائهــن‪ ،‬وقــد قلــن الجــدات عنهــا‪:‬‬

‫سهــا وفر ُحنــا فر ُحهــا‪ ،‬وإذا قرصنــا أو نســينا‬ ‫سنــا ِ ُّ‬ ‫ِ ُّ‬ ‫شــيئاً عنــد زواج الفتيــات‪ ..‬كانــت تذكرنــا بــه‪..‬‬ ‫حتــى يكــون العــرس جميـاً ومتكامـاً ال ينقصــه‬ ‫يشء‪ ،‬فتحــرص عــى العــروس‪ ،..‬وتنصحهــا كأنهــا‬ ‫ابنتهــا‪ .‬أمــا اليــوم فقــد انتــرت الصالونــات‪،..‬‬ ‫والكوافــرات(‪ )8‬والزينــة الصناعيــة للشــعر‪..‬‬ ‫بعــد أن كان شــعر الصبايــا يصــل إىل أســفل‬ ‫ظهورهــن‪ ،..‬وال ينقصنهــن يشء فيــا يتعلــق‬ ‫األمــر بالشــعر وغزارتــه وطولــه‪ ..‬فقــد كان عيب ـاً‬ ‫كبــرا ً أن تقــص الصبيــة شــعرها يف املــايض‪..‬‬ ‫وكانــت الصبايــا تختلــن بشــعورهن وهــن‬ ‫يرقصــن حــول العــروس وكل واحــدة تفتخــر‬ ‫بطــول شــعرها‪ .،..‬واليــوم اختفــت املاشــطات‬ ‫مــن الحيــاة االجتامعيــة العامــة‪ ،‬وتركــت نقص ـاً‬ ‫يف دورهــا الخــاص بالعــروس‪ ..‬وبقيــت ماشــطات‬ ‫اليــوم تك ّمــل مــا بدأتــه ماشــطات األمــس‪ ..‬مــع‬ ‫غيــاب تلــك الخصوصيــة الســابقة‪ ،‬فلــكل زمــن‬ ‫جاملــه‪ ،..‬ورونقــه‪ ،..‬وميزاتــه‪ ،..‬مهــا اختلــف‬ ‫الوقــت وتباعــدت العــادات والتقاليــد يف املجتمع‬ ‫الريفــي‪ ..‬وتبقــى هــذه املهنــة الجميلــة تســاير‬ ‫وتغــر الزمــن‪.‬‬ ‫الزمــن رغــم أســاليب الطقــوس‬ ‫ّ‬ ‫هوامش‪:‬‬ ‫‪1‬ـ وهي املزيّنة باللهجة الزبدانية‬ ‫‪2‬ـ وهي التي تعلم الفتيات القرآن الكريم‬ ‫‪3‬ـ علبــة التزيــن وكانــت تجلــب مــن مكــة‬ ‫وتســمى يف الزبــداين علبــة مــي باللهجــة‬ ‫الزبدانيــة‬ ‫‪4‬ـ منطقة يف السعودية اليوم‬ ‫‪5‬ـ مــادة مــن نبتــة الح ّنــاء تلــ ّون الشــعر بعــد‬ ‫أن ينقــع مســحوقها الناعــم بالشــاي أو الكركــدي‬ ‫‪6‬ـ الطرحــة قطعــة قــاش مــن لــزوم بدلــة‬ ‫العــروس‪ ..‬يُغطــى بهــا وجــه العــروس‬ ‫‪7‬ـ أحد طقوس العرس الزبداين‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )104‬األحد ‪2014\04\06‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪13‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫مــن املهــن القدميــة جــدا ً والجميلــة التــي رافقــت‬ ‫املــرأة عــر العصــور‪ ،..‬مهنــة التزيــن وهــي التــى‬ ‫تعنــى بزينــة املــرأة وتجميلهــا وتصفيــف شــعرها‪.‬‬ ‫وتجــيء مهنــة املاشــطة(‪ )1‬مــع العديــد مــن‬ ‫املهــن البســيطة و التــي ســمح املجتمــع بهــا‪..‬‬ ‫كالشــيخة(‪ )2‬بســبب حاجتهــا مــن جهــة وألنهــا‬ ‫تراعــي خصوصيــة املــرأة مــن جهــة ثانيــة‪ ..‬يف‬ ‫زمــن مل تُعــرف فيه املزينــات أو خبـرات التجميل‬ ‫ومســاحيقه أو العطــور الحديثــة‪ .‬وعــى الرغــم‬ ‫مــن اختــاف التســمية مــن مــكان إىل آخــر‪ ،..‬إىل‬ ‫أن طبيعــة املهنــة أال وهي متشــيط شــعور النســاء‬ ‫(العرائــس) وعــى رأســها عمــل الترسيحــات‬ ‫الجميلــة البســيطة‪ .‬وعندمــا نتحــدث عــن هــذه‬ ‫املهنــة نبــدأ بأساســياتها ومنهــا‪ ،..‬أوالً‪ ..‬اتقــان‬ ‫فــن التمشــيط‪ ..‬وأن تكــون عــى قــدر كبــر مــن‬ ‫املســؤولية لحفــظ أرسار أهــل البلــدة أو القريــة‪.‬‬ ‫فاملاشــطة تكــون اجتامعيــة ومحبوبــة مــن قبــل‬ ‫النســاء‪ .‬وعندمــا تشــتهر املاشــطة‪ ..‬باملهــارة‬ ‫وحســن الخلــق واملعــر تُطلــب عــادة وبإلحــاح‬ ‫مــن القــرى املجــاورة لالســتعانة بخدماتهــا مقابــل‬ ‫زيــادة األجــر‪ .‬كان النــاس يدعــون املاشــطة يف‬ ‫مناســبة العــرس‪ ..‬أو بعــد انتهــاء فــرة النفــاس‪..‬‬ ‫أو عنــد عــودة الرجــال مــن ســفر طويــل‪ .،..‬وقــد‬ ‫تتعــدى هــذه املهنــة إىل تحضــر العطــور وجلبهــا‬ ‫ومــن ثــم بيعهــا‪ ..‬كــا كانــت تبيــع أيض ـاً علبــة‬ ‫مكــة(‪ )3‬للقتيــات املخطوبــات أو املقبــات عــى‬ ‫الــزواج‪ ..‬ويلعــب الكحــل العــريب الــذي يجلــب‬ ‫مــن الحجــاز(‪ )4‬دورا ً كبــرا ً يف عمليــة تزيــن‬ ‫عيــون العــروس التــي تقتنــي منــه الكثــر‪ ،..‬وذلك‬ ‫للمولــود الــذي ســوف تنجبــه يف املســتقبل‪،..‬‬ ‫ألن املــرأة الزبدانيــة األم كانــت تك ّحــل وليدهــا‬ ‫بالكحــل العــريب‪ .‬وأحيانـاً كانــت تســتعمل مــادة‬ ‫الحنــاء(‪ )5‬لتخضيــب لــون الشــعر‪ ..‬ومنهــا‬ ‫الحنــاء الســوداء أو الحمـراء‪ .‬وتســتخدم املاشــطة‬ ‫باإلضافــة للزيــوت والعطــور‪ ..‬أمشــاطاً عــدة‬ ‫مصنوعــة مــن الخشــب لترسيــح الشــعر‪ ،‬أو مــن‬ ‫تلــك األمشــاط العاجيــة املصنوعــة عــادة مــن‬ ‫عظــام و قــرون الحيوانــات‪ ،..‬ويعتمــد املشــط‬ ‫املذكــور عــى نوعيــة الشــعر مثــل الشــعر‬ ‫الناعــم الســهل الترسيــح‪ ،‬أو الشــعر األجعــد‪.‬‬ ‫فالترسيحــة عــادة مناســبة لنوعيــة الشــعر‪..‬‬ ‫جديلتــن أوثالث ـاً فأكــر‪ ،‬وهنــاك متشــيطة ذيــل‬ ‫الحصــان‪ ،‬وهــي ربــط الشــعر للخلــف وتعملهــا‬ ‫غالب ـاً الفتيــات الصغ ـرات‪ .‬أمــا عــن دورهــا مــع‬


‫أدب‬

‫فتى في المعتقل (‪ )٤‬ترنيمة الجوع‬

‫ديما محمود| أوكسجين‬

‫األسري الفتى‬ ‫الفتي‬ ‫الفتى ّ‬ ‫آالم الجوع‬ ‫ْ‬ ‫قل لهم عن ِ‬ ‫عفوا ً ‪ ...‬التجويع‬ ‫والبطاطا العفن ِة‬ ‫و طعمِ الخبز اليابس‬ ‫و الحساء الذي‬ ‫خبأته يومني وثالثة‬ ‫لتس ّد به جو َعك‬ ‫ِصف لهم‬ ‫نكهتَه املميزة‬ ‫وطع َمه الذي‬ ‫مازال يف فمك!!‬ ‫و تذكّر الربغل‬ ‫حميض الطعم‬ ‫ّ‬ ‫الذي أكله رفاقُك‬ ‫و أصيبوا بالتسمم‬ ‫قل لهم كيف‬ ‫خارج املهجع‬ ‫ج ّروهم َ‬ ‫وأثخنوهم رضباً حني‬ ‫اشتكوا آالم معداتهم‬ ‫الطبيب‬ ‫وعندما أخربهم‬ ‫ُ‬ ‫بأنهم أمواتٌ ال مسمومون‬ ‫رضبوا الطبيب‪ ...‬أيضاً‬ ‫وأعادوهم‬ ‫ال أحياء‪ ...‬وال أموات‬ ‫بال عالج !!!!‬ ‫ِصف لهم‬ ‫رائح ُة ِ‬ ‫املرض‬

‫النافذة من بني الطعام‬ ‫ِ‬ ‫املوت املرتنحة‬ ‫وحرشجاتُ‬ ‫كل لقمةٍ‬ ‫يف ّ‬ ‫عفنة‬ ‫وأكل ٍة فاسدة‬ ‫رقص ُة ِ‬ ‫املوت التي تلوح‬ ‫بني كرس ِ‬ ‫ات الخب ِز املتعفّن‬ ‫ِ‬ ‫وحبات الربغل الفاسد‬ ‫ترقص تار ًة‬ ‫التي ُ‬ ‫وتهوي تارة‬ ‫يف آني ٍة قذرة‬ ‫ترص ُخ اشمئزا ِزا ً‬ ‫من ِ‬ ‫نفسها‬ ‫ِ‬ ‫الفاسد فيها‬ ‫الطعام‬ ‫ومن‬ ‫ِ‬ ‫ومن قبح املكان‬ ‫املكت ِّظ بالظلم‬ ‫والقسو ِة ‪ ...‬والوحشية‬ ‫أخربهم عن ‪:‬‬ ‫الرصاصري ‪ ،‬والديدان‬ ‫والحرش ِ‬ ‫ات التي تعرفها‬ ‫والتي ال تعرفها‬ ‫و كيف كانت‬ ‫تتسلق جس َمك الواهن‬ ‫ُ‬ ‫ظننت يوماً أنها‬ ‫حتى‬ ‫َ‬ ‫طعا ٌم من السامء‬ ‫أرسله الله لك‬ ‫َ‬ ‫لتقذف به يف جوانب ِ‬ ‫معدتِك املتهالكة‬ ‫رفيق مهج ِعك‬ ‫و تذكّر َ‬

‫الجائع‬ ‫الذي استحالت كينونتُه‬ ‫إىل املوت‬ ‫أقرب منها إىل الحياة‬ ‫َ‬ ‫حني كان ميسك‬ ‫الرصصو َر بيديه ثم ينظفُه‬ ‫ثم يأكلُه و أي اشمئزا ٍِز !!‬ ‫و تق ُّزز وغثيانٍ ورغب ًة‬ ‫باملوت متتلكك حينها‬ ‫و ِصف لهم‬ ‫بعد هذا كلَّه‬ ‫أي فر ٍح يعرتيك‬ ‫ّ‬ ‫عندما يسقط‬ ‫يف معدتِك الخاوية‬ ‫بض ُع ٍ‬ ‫فتات‬ ‫مام يشبه الطعام‬ ‫مهام كان‬ ‫لونُه و مذاقُه‬ ‫و رائحتُه !!‬ ‫أيام‬ ‫بعد ثالثة أ ٌو أربعة ٍ‬ ‫من الصوم القرسي‬ ‫و بعد‪ ...‬ال ترتدد اآلن‬ ‫وليس يف ٍ‬ ‫وقت آخر‬ ‫يف رسمِ مقطوع ٍة‬ ‫لرتنيم ِة أنني‬ ‫بط ِنك الجائع‬ ‫الذي مازال رصي ُره‬ ‫يرتدد يف أذنيك‬ ‫حتى اللحظة !‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )104‬األحد ‪2014\04\06‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪14‬‬


‫فواصل‬

‫قاموس أوكسجين‬

‫بروليتاريا‬ ‫مصطلــح ســيايس يُطلــق عــى طبقــة‬ ‫العــال األجــراء الذيــن يشــتغلون يف‬ ‫اإلنتــاج الصناعــي ومصــدر دخلهــم‬ ‫هــو بيــع مــا ميلكــون مــن قــوة العمــل‪،‬‬ ‫وبهــذا فهــم يبيعــون أنفســهم كأي‬ ‫ســلعة تجاريــة‪.‬‬ ‫وهــذه الطبقــة تعــاين مــن الفقــر‬ ‫نتيجــة االســتغالل الرأســايل لهــا‪ ،‬وألنهــا‬ ‫هــي التــي تتأثــر مــن غريهــا بحــاالت‬ ‫الكســاد واألزمــات الدوريــة‪ ،‬وتتحمــل‬ ‫هــذه الطبقــة جميــع أعبــاء املجتمــع‬ ‫دون التمتــع مبميــزات متكافئــة‬ ‫لجهودهــا‪ .‬وحســب املفهــوم املاركــي‬ ‫فــإن هــذه الطبقــة تجــد نفســها‬ ‫مضطــرة لتوحيــد مواقفهــا ليصبــح لهــا‬ ‫دور أكــر يف املجتمــع كانــت قدميــا‬ ‫تعنــي املواطــن مــن الدرجــة السادســة‬ ‫‪ ،‬الذيــن ال يدفعــون الرضائــب ‪ ،‬فقــط‬ ‫هــم إلنجــاب األوالد الذيــن ســيصبحون‬ ‫عبيــدا و جنــودا يف املجتمــع الرومــاين ‪.‬‬ ‫ويف بدايــات القــرن التاســع عــر أصبــح‬ ‫املصطلــح يــدل عــى الطبقــات التــي‬ ‫ال متلــك شــيئا وال تســتطيع االســتمرار‬ ‫بالحيــاة إال بعملهــا ‪ ،‬كطبقــة بائســة ‪.‬‬

‫أحالم منهارة لـطالب حلب‬ ‫غزوان خالد عساف | مشاركة‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )104‬األحد ‪2014\04\06‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪15‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫تتهــاوى أحــام الشــباب وطموحاتــه كأوراق‬ ‫شــجرة أدركهــا خريــف عاصــف بعــد عمــر‬ ‫قصــر‪ .‬الثانويــة والجامعــة هــي حلــم شــبابنا‬ ‫إىل تحقيــق طموحاتهــم‪ ،‬ليــس غريبــاً أن‬ ‫يتظاهــر الشــباب يف الجامعــات‪ ،‬و مــع ذلــك‬ ‫الطــاب لــن يتخلــو عــن تحقيــق الخطــة التــي‬ ‫يريــدون الســر فيهــا وتحصيلهــم للشــهادة‪،‬‬ ‫لكــن خطــوات النظــام الغــدارة كانــت أرسع‬ ‫مــن أحــام هــؤالء الشــباب لي ّزجهــم يف الســجون‬ ‫و يلبســهم قضايــا الجنايــات‪ ،‬أو يريــد األنتقــام‬ ‫مــن آبائهــم وأقربائهــم املنشــقني‪ .‬واليــوم تــكاد‬ ‫تخلــو جامعــة حلــب مــن نســبة الشــباب وتــزدا‬ ‫نســبة اإلنــاث‪ ،‬يعــود ذلــك لعــدت أســباب‪.‬‬ ‫‪-١‬بسب اعتقال نسبة كبرية من الشباب‪..‬‬ ‫‪-٢‬عــدم أكــال مرحلــة الجامعــة ملعرفــة‬ ‫الطالــب أنــه ســوف يتــم أعتقالــه ألنــه يخضــع‬ ‫ويعيــش يف منطقــة محــررة‪.‬‬ ‫‪ -٣‬شــباب التحقــت يف الثــورة ملــا شــهدوه مــن‬ ‫ظلــم وحكــم طاغــي‪ ،‬وللعلــم‪ ،‬ليس كل الشــباب‬ ‫حملــو الســاح فثورتنــا مل تبــدأ مســلحة إمنــا‬ ‫ســلمية و إنســانية وثقافيــة‪ .‬هنــاك الكثــر مــن‬ ‫الشــباب التحــق بكــوادر اإلســعفات‪ ،‬أو عملــوا‬ ‫كناشــطني إعــام أو حقــوق اإلنســان‪ -٤.‬شــباب‬ ‫مــن اغــرب إىل دول ذات طابــع حريــة أكــر‬ ‫إنســانية ودمقرطيــة‪ ،‬ليكمــل تعليمــه وتحقيــق‬ ‫أحالمهــم‪ .‬فضــاً عــن مــا يتحملــه الشــباب‬ ‫مــن مشــقة ومعانــاة يف الدراســة‪ .‬ســواء أكان‬ ‫يف املخيــات أو املناطــق املحــررة‪ .‬بينــا نظــام‬ ‫التعليــم يف مناطــق النظــام تحــول إىل أســلوب‬ ‫تعليــم مؤســف يف كافــة أنحــاء ســورية حيــث‬ ‫أصبحــت طريقــة التعليــم قدميــة ومســتهلكة ال‬ ‫متتحــن يف الطالــب إال قدرتــه عــى الحفــظ هــذا‬

‫أوالً وثانيــا‪ :‬ليســت أجــواء دراســية ملــا يســمعوه‬ ‫مــن أصــوات املدفعيــة التــي تقصــف املناطــق‬ ‫االخــرى‪ ،‬ليشــرك الطــاب يف املناطــق املحــررة‬ ‫مــع حالــة الرعــب لكــن بشــكل أكــر ألن الذيــن‬ ‫يف املدينــة يســمعون‪ ،‬أمــا يف األحيــاء األخــرى‬ ‫لحلــب يســمعون صــوت األنفجــار ويشــاهدون‬ ‫مــا الحــق مــن األذى‪ ،‬ثالثــا‪ :‬طــاب املــدارس‬ ‫الصغــار يف املناطــق املحــررة هنــك عــدد كبــر‬ ‫ممــن تــرك املدرســة والعمــل‪ ،‬فهــؤالء األطفــال‬ ‫مل يرتكــوا املدرســة طوعـاً ألن املــدارس مســتهدفة‬ ‫مــن قبــل الطـران االســدي فامتنــع األهــايل عــن‬ ‫إرســال أبنائهــم إىل املــدارس‪.‬‬ ‫‪ -٢‬أطفــال تخلــت عــن املدرســة مــن اجــل‬ ‫العمــل‪ ،‬علــاً أنــه ال يوجــد عمــل يف املناطــق‬ ‫املحــررة ســوى ســوق املــازوت‪ ،‬أطفــال يف‬ ‫عمــر الزهــور تعمــل مــن أجــل إعانــة أهلهــا يف‬ ‫املــروف‪ .‬فهــذه حكايــة الطفــل محمــد البالــغ‬ ‫مــن العمــر ‪ ١٣‬ســنة األكــر يف العائلــة‪ ،‬محمــد‬ ‫كان مــن األوائــل يف مدرســته بعــد اعتقــال‬ ‫أبيــه مــن قبــل نظــام االســد تخــى محمــد عــن‬ ‫املدرســة مســتوعباً أنــه وجــب عليــه مســاعدة و‬ ‫إعانــة أهلــه بقــدر مايســتطيع‪ ،‬ذهــب محمــد‬ ‫إىل ســوق "معــارة" للعمــل مــع رفاقــه ايضــا مــن‬ ‫املدرســة ليتحــول ســوق املــازوت يف معــارة‬ ‫وقريــة كفرحلــب ســبيالً لتحقيــق طموحاتهــم‬ ‫يف إعانــة ارسهــم‪ .‬ليحصلــو عنــد الغــروب عــى‬ ‫‪ ٥٠٠‬لــرة و‪ ٢٥‬لــر ليشــغلّوا املدفئــة ويلتمــوا‬ ‫حولهــا وغيــاب األب مــازال حرقــة يف قلوبهــم‬ ‫الصغــرة‪.‬‬ ‫حــال حلــب كحــال ســائر املحافظــات الســورية‪،‬‬ ‫ُحــ ِر َم فيهــا الشــباب أقــل حقوقهــم ســواء يف‬ ‫التعليــم أو يف مجــاالت الحيــاة األخــرى‪ ،‬نتمنــى‬ ‫مــن اللــه فرجـاً قريبـاً عــى جميــع أبناء ســورية‪.‬‬


‫إلقرتاحاتكم ومشاركاتكم ميكنكم مراسلتنا عرب‬ info@syriaoxygen.com

www.fb.com/oxygen.zabadani.syria www.syriaoxygen.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.