أوكسجين العدد 139 - 16-02-2015

Page 1

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪syriaoxygen.com‬‬ ‫‪oxygen-sy.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫معمرون سوريون‪..‬‬ ‫الجؤون يحلمون بالموت في سوريا‬

‫أين إعالم الثورة من إنجازاتها؟‬ ‫اآلشوريون في مهب رياح الموت‬ ‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد (‪2015-03-02 - )140‬‬ ‫‪info@syriaoxygen.com‬‬


‫‪2‬‬

‫شعارنا‬

‫الشعب يريد إسقاط النظام‬

‫األفتتاحية‬

‫هيئة التحرير | أوكسجين‬ ‫مــاذا نفعــل لننجــي الثــورة الســورية ممــا يحــاك عليهــا مــن مؤامــرات‬ ‫تجتــاح مؤسســاتها؟!‬ ‫عندمــا اندلعــت الثــورة الســورية تغنــى بهــا العالــم بأكملــه وراهــن‬ ‫ُ‬ ‫علــى ســلميتها ونبــل أهدافه ـا‪ ،‬وبقــوة انتشــرت فــي كل الشــوارع‬ ‫ـدور عاريــة تواجــه رصــاص القاتــل‪ .‬وســرعان مــا‬ ‫والســاحات بصـ ٍ‬ ‫أنتشــر شــعار «الشــعب يريــد إســقاط النظــام» وكانــت هويــة للثائــر‬ ‫يميــزه عــن موالــي النظــام القاتــل وأزالمــه‪ .‬وصــار النــاس يرددونــه‬ ‫فــي كل شــوارع وســاحات الحريــة مؤكديــن علــى وحــدة ســوريا عبــر‬ ‫شــعارات أخــرى كانــت تــردد ايضــا‪ ،‬فحيــن تشــتد ضربــات النظــام‬ ‫ً‬ ‫علــى حمــص مثــا كان الثــوار فــي جميــع المناطــق يــرددون «يــا‬ ‫حمــص نحنــا معاكــي للمــوت» ليــس بالقــول فقــط بــل بالفعــل ايضــا‪،‬‬ ‫حيــث تشــكل الجيــش الســوري الحــر وراح ابــن حلــب يدافــع عــن‬ ‫درعــا وابــن الزبدانــي يحمــي ثغــور حمــص فاختلــط الــدم وأصبــح‬ ‫الجــرح والهــدف واح ـد‪.‬‬ ‫لــم يعــد خفيــا علــى كثيــر مــن الســوريين خطــط االنقــاب علــى‬ ‫الثــورة ومبادئه ـا‪ ،‬فــكل الجهــات الخارجيــة تســعى فــي الخفــاء‬ ‫للحفــاظ علــى األســد وتســعى عبــر أجنداتهــا لتحريــك الشــارع فــي‬ ‫ســبيل ذلــك‪ .‬فقســم الجيــش الحــر مــن جيــش موحــد إلــى كائــب‬ ‫مشــتتة فــي الظاهــر وتحــرك كدميــة خيوطهــا بالخــارج‪ ،‬فالممــول‬ ‫الــذي يدعــم كتيبــة لتقاتــل كتيبــة أخــرى ليــس مــن أهدافــه اســقاط‬ ‫النظــام بــل ضعضعــة صفــوف الثــورة وتدميــر قواهــا العســكرية‪.‬‬ ‫كما إن مبادرة دي مســتورا تســعى ايضًا لتقســيم ســوريا وتســليمها‬ ‫للنظــام القاتــل كونهــا ال تعــم كافــة المناطــق وتســعى إليقــاف تقــدم‬ ‫قــوى المعارضــة فــي الشــمال الســوري‪ ،‬وال تحاســب نظــام األســد علــى‬ ‫قتلــه للمدنييــن فــي كافــة المناطــق‪ ،‬ولــم تذكــر القــوى اإليرانيــة‬ ‫التــي تقاتــل فــي صفــوف النظــام وتســاهم بشــكل واضــح وفاضــح‬ ‫فــي قتــل الســوريين‪.‬‬ ‫ما الذي أمكن األيدي الخارجية من التحكم بثورتنا؟!‬ ‫الــذي أمكنهــا مــن ذلــك هــو افتقــار الثــورة لقيــادات واعيــة وأن‬ ‫وجــدت كان مصيرهــا التهميــش حتــى تنطفــئ شــمعتها‪ ،‬وتبقــى‬ ‫اإلمــاءات الخارجيــة هــي المحــرك الرئيســي للشــارع الســوري‬ ‫المنتفــض الثائــر‪.‬‬ ‫لكــن مــع كل مــا ســبق نجــد كثيريــن مــا زالــوا علــى ثورتهــم األولــى‬ ‫متيقنيــن ألهدافهــا ومطامحهــا بالحريــة والعدالــة والمســاوات‪.‬‬ ‫ومؤكديــن بــأن ال انتصــار للثــورة دون إســقاط النظــام الطاغــي بــكل‬ ‫أزالمــه ومؤسســاته األمنيــة والعســكرية‪.‬‬ ‫لــذا مــن واجبنــا كثائريــن علــى النظــام القاتــل التأكيــد والثبــات علــى‬ ‫مبــادئ الثــورة ووحــدة األراضــي الســورية بــكل تحركاتنــا وأن نعــي‬ ‫تمامــا بــأن ال نصــر لثورتنــا ســوى بأيدينــا نحــن الســوريين المؤمنيــن‬ ‫بشــعارات الثــورة وأهمهــا «الشــعب يريــد أســقاط النظــام»‬ ‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد (‪2015-03-02 - )140‬‬

‫تقرؤون في هذا العدد‬ ‫‪ -3‬أين إعالم الثورة من إنجازاتها؟‬ ‫‪« -4‬أطفال سوريا» صغار مع وقف التنفيذ‬ ‫‪ -5‬قــوى الثــورة فــي حلــب ترفــض خطــة دي مســتورا‪ ..‬وتؤكد‬ ‫علــى وحــدة ســوريا أرضــا وجرحًا‬ ‫‪ -6‬السرقة تجتاح دمشق حصن النظام المنيع‬ ‫‪ -8‬سالح الماء والغذاء‪ ..‬أشد األسلحة فتكًا بالسوريين‬ ‫‪ -9‬من هنا وهناك‬ ‫‪ -10‬اآلشوريون في مهب رياح الموت‬ ‫‪ -11‬احتياجات وصراعات النمو الطبيعية لدى األطفال‬ ‫‪ -12‬معمرون سوريون ‪..‬‬ ‫الجؤون يحلمون بالموت في سوريا‬ ‫‪ -14‬أوكسجينيات‬ ‫‪ -15‬مخيم سروج التركي‪ ..‬خدمات عالية وإقبال قليل‬ ‫‪syriaoxygen.com‬‬


‫أين إعالم الثورة من إنجازاتها؟‬

‫سهير أومري | تركيا‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد (‪2015-03-02 - )140‬‬

‫مــن قبــل اإلعــام وتعزيزهــا يف نفوس الســوريني‬ ‫فكثــرة أذكــر منهــا‪:‬‬ ‫‪ -1‬والدة أجيــال كنــا نظــن أننــا بحاجــة لعقــود‬ ‫ورمبــا لقــرون لوالدتهــا ‪ ...‬أجيــال تــدرك معنــى‪:‬‬ ‫(الحريــة ‪ ،‬الحــق ‪ ،‬العــدل‪ ،‬الدميوقراطيــة‪،‬‬ ‫التعدديــة‪ ،‬الكرامــة‪ ،‬التضحيــة وكذلــك كلمــة‪:‬‬ ‫(الوطــن)‬ ‫‪ -2‬عــودة معــاين التضحيــة لتحيــا يف النفــوس‪،‬‬ ‫فرصنــا نــرى مــن يقــدم روحــه ألجــل إســعاف‬ ‫مصــاب‪ ،‬أو إنقــاذ جريــح‪ ،‬أو نجــدة معتقــل‪،‬‬ ‫أو إغاثــة محــارص‪ ،‬أو إنقــاذ امــرأة‪ ،‬أو إخــراج‬ ‫طفــل مــن تحــت األنقــاض‪ ..‬بعــد أن كان أحدنــا‬ ‫يخــى إن وجــد مصاب ـاً يف الطريــق أن ينقــذه‬ ‫خوف ـاً مــن املســاءلة واالتهــام‪.‬‬ ‫‪ -3‬تغـ ُّـر الكثــر مــن طرائــق تفكرينــا‪ ،‬فلــم نعــد‬ ‫نقبــل بأمثالنــا الشــعبية املوروثــة التــي ترســخ‬ ‫فينــا روح الهزميــة والســلبية واالنكســار‪ ،‬وتدعــو‬ ‫إىل القعــود واالنســحاب مثــل‪( :‬مبــي بجنــب‬ ‫الحيــط وبقــول يــاريب الســر ‪ ،‬ايل بيتجــوز أمــي‬ ‫بقلــو عمــي ‪ ،‬الهريبــة تلتــن املرجلــة‪ ،‬ألــف‬ ‫قولــة جبــان وال قولــة اللــه يرحمــه…‪ ..‬إلــخ)‬ ‫‪ -4‬كــر جــدار الخوف مــن الطغاة واملســتبدين‬ ‫وبــث رح األمــل مبســتقبل أفضل‬ ‫‪ -5‬تحريــر اإلرادة الســورية والثقــة بقــدرة‬ ‫الســوريني عــى اختيــار واقعهــم وبنــاء‬ ‫مســتقبلهم‬ ‫‪ -6‬ســقوط األقنعــة املزيفــة عــن وجــوه‬ ‫الكثرييــن مــن األشــخاص والجهــات والهيئــات‬ ‫الســورية والعربيــة والدوليــة وخصوصــاً‬

‫املخططــات اإليرانيــة املذهبيــة لبلدنــا خاصــ ًة‬ ‫ولــدول املنطقــة عامــة‪.‬‬ ‫‪ -7‬رفــع هالــة التقديــس عــن األشــخاص مهــا‬ ‫كان مركزهــم ومكانتهــم‪.‬‬ ‫‪ -8‬تحريــر القيــم الدينيــة التــي طوعهــا علــاء‬ ‫الســاطني لخدمــة الحــكام وعــودة ارتباطهــا‬ ‫مبقاصــد الــرع الحنيــف‪.‬‬ ‫‪ -9‬إحيــاء معــاين التكافــل والتعــاون ونجــدة‬ ‫امللهــوف وقضــاء حوائــج اآلخريــن بــن‬ ‫الســوريني‪.‬‬ ‫‪ -10‬الكشــف عــن قــدرات الســوريني اإلبداعيــة‬ ‫يف كل املجــاالت التنظيميــة واإلداريــة واإلعالميــة‬ ‫وغريهــا بعــد حقبــة مــن قمــع النظــام األســدي‬ ‫لــكل إبــداع‪.‬‬ ‫‪ -11‬تن ُّبــه الســوري لحقوقــه مبوجــب إنســانيته‬ ‫أوالً ودســتور بلــده ثاني ـاً‪.‬‬ ‫‪ -12‬تحفيــز الســوريني عــى حمــل املســؤولية‬ ‫واملبــادرة للقيــام بدورهــم يف بنــاء بلدهــم‬ ‫وفــق مــا يتقنــون وخصوصــاً يف املناطــق‬ ‫املحررةوغريهــا مــن املنجــزات عــى الصعيــد‬ ‫االجتامعــي والنفــي والوطنــي مــا يجــدر بنــا‬ ‫أن نركــز عليــه ونجعلــه ماثـاً أمــام عيوننــا عــى‬ ‫الــدوام وأمــام عيــون أبنائنــا نحصنهــم بــه مــن‬ ‫أي محــاوالت للطعــن عــى جــدوى الثــورة أو‬ ‫وخصوص ـاً أننــا رصنــا نــرى الكثــر مــن أولئــك‬ ‫الذيــن ال عمــل لهــم إال التشــكيك والطعــن‬ ‫وتقويــض البنــاء تــارة باســم حريــة التعبــر‬ ‫وتــارة باســم تصحيــح الخطــأ‪.‬‬

‫‪oxygen-sy.com‬‬

‫تقرير‬

‫بعــد مســرة مــا يقــارب أربــع ســنوات عــى‬ ‫اســتيقاظ املــارد الســوري وارتفاع هديــره مطالباً‬ ‫بالحريــة‪ ،‬وبعــد مــا بذلــه الســوريون عــى‬ ‫مذبــح ثورتهــم مــن بحــار الــدم ملئــات األلــوف‬ ‫مــن الشــهداء ومــن تضحيــات ال تــكاد ت ُحــى‪،‬‬ ‫وبعــد دخــول الثــورة اليــوم نفقـاً مظلـاً بســبب‬ ‫تســلل مــا يســمى بداعــش إىل جســد الثــورة‬ ‫أو بســبب التآمرالــدويل والســكوت العــريب‬ ‫والالفعــل العاملــي‪ ،‬مــع كل هــذه الظــروف بــات‬ ‫مــن الــروري أن نقــوم بوقفــة متأنيــة نســلط‬ ‫الضــوء فيهــا عــى منجــزات ثورتنــا‪ ،‬ونربزهــا‬ ‫ونرســخها يف نفــوس الســوريني‪ ،‬وذلــك بهــدف‬ ‫تعميــق جذورهــا يف البنــاء النفــي لــدى كل‬ ‫ســوري حــ ّر‪ ،‬ومتابعــة طريــق الثــورة متكئــن‬ ‫عــى مــا تــم إنجــازه‪ ،‬دون أن نعيــد الســر يف‬ ‫طريــق رسنــا فيــه مــن قبــل‪ ،‬ودون أن نســمح‬ ‫لــيء اإلحبــاط أو اليــأس أو الــردد أن يعرقــل‬ ‫خطواتنــا أو يصدنــا عــى املــي نحــو هدفنــا‪.‬‬ ‫ومــع الــدور الكبــر الــذي بــات اإلعــام مكلف ـاً‬ ‫بــه ســواء يف تكويــن الوعــي وترســيخ القيــم‬ ‫واملفاهيــم‪ ،‬أو يف قيــادة املواقــف وتوجيــه‬ ‫الســلوك‪ ،‬فقــد بــات مــن األهميــة مبــكان أن‬ ‫يحمــل اإلعــام مســؤولية الرتكيــز عــى منجـزات‬ ‫الثــورة‪ ،‬ومنحهــا مــا تســتحقه مــن الخطــط‬ ‫والربامــج والوســائل واآلليــات‪ ،‬مســتخدماً لذلــك‬ ‫كل املنصــات اإلعالميــة املتاحــة بــكل أنواعهــا‬ ‫املرئيــة واملســموعة واملقــروءة واملطبوعــة‪،‬‬ ‫والتأكيــد عليهــا‪ ،‬وجعلهــا ماثلــة عــى الــدوام‬ ‫أمــام عيــون الســوريني ليــس تغني ـاً بانتصــارات‬ ‫موهومــة أو إنجــازات افرتاضيــة بــل اعتــدادا ً‬ ‫بدعائــم حقيقــة أرســتها الثــورة‪ ،‬دعائــم جاهــزة‬ ‫لبنــاء مســتقبل جديــر بتضحيــات الســوريني‪..‬‬ ‫وهــذا الرتكيــز اإلعالمــي يهــدف إىل تعزيــز عــدة‬ ‫أمــور منهــا‪ -:‬أن التاريــخ حفــظ للســوريني‬ ‫تضحياتهــم التــي بذلوهــا ألجــل حريتهــم‪ ،‬ومــا‬ ‫حفظــه التاريــخ ال ُيحــى وال يــزول‪ -‬أن الحريــة‬ ‫التــي مثنهــا كل هــذه التضحيات ال ميكن ملســتبد‬ ‫أن يســلبها مــن أهلهــا بعــد اليــوم ‪ -‬أن مواصلــة‬ ‫الســر لتحقيــق الهــدف مل يعــد للســوريني خيــارا ً‬ ‫بــل هــو واجــب وحــق للشــهداء أمــا إنجــازات‬ ‫الثــورة التــي مــن املهــم تســليط الضــوء عليهــا‬

‫‪3‬‬


‫‪4‬‬

‫«أطفال سوريا» صغار مع وقف التنفيذ‬

‫نيفين الداالتي | لبنان‬

‫تقرير‬

‫الحــرب يصنعهــا دومـاً الكبــار‪ ،‬ويقــع ضحيــة‬ ‫لهــا الصغــار‪ ،‬الذيــن هــم الرشيحــة األكــر‬ ‫تــررا ً مبــآيس الحــرب‪ ،‬بــدءا ً مــن حرمانهــم مــن‬ ‫مدارســهم واملشــاكل النفســية التــي تطالهــم‪،‬‬ ‫وليــس انتهــاء بز ّجهــم يف معمعــة معركــة ال‬ ‫أتــون لهــم فيهــا‪ .‬اليونســيف كانــت قــد أصدرت‬ ‫يف اليــوم العاملــي لتجنيــد األطفــال بيانـاً حـذّرت‬ ‫فيــه مــن خطــورة مشــاركة األطفــال يف ال ـراع‬ ‫الدائــر يف ســوريا‪ ،‬يف ظاهــرة تزايــدت بشــكل‬ ‫كبــر مــع طــول عمــر الحــرب ومــن قبــل عــدة‬ ‫أطـراف‪ ،‬نظــام األســد‪ ،‬بعــض فصائــل املعارضــة‪،‬‬ ‫وتنظيــم داعــش‪ ،‬الــذي حشــد إعالمــه لبــث‬ ‫صــور أطفــال دون ســن الثامنــة‪ ،‬يرتــدون فيهــا‬ ‫الــزي العســكري املمــ ّوه‪ ،‬ويعصبــون رؤوســهم‬ ‫بشــعارات التنظيــم الســوداء‪ ،‬وهــم يحملــون‬ ‫أســلحة يعانــون يف حملهــا لثقــل وزنهــا‪ ،‬فيــا‬ ‫يقــف أمامهــم املعلــم الــذي يــرخ مصــدرا ً‬ ‫األوامــر‪ ،‬ويلقنهــم مبايعــة التنظيــم‪ ،‬بــل‬ ‫ويجربهــم يف أحيــان كثــرة عــى حمــل الــرؤوس‬ ‫املقطوعــة ليخلعــوا الخــوف عــن قلوبهــم‬ ‫الصغــرة!‪.‬‬

‫آلية ومراحل التدريب‬ ‫يُخضــع التنظيــم األطفــال ممــن تــراوح‬ ‫أعامرهــم بــن الســابعة والثالثــة عــرة إىل‬ ‫دورات تدريبيــة‪ ،‬يف معســكرات يُطلــق عليهــا‬ ‫اســم «دورات أشــبال الخالفــة»‪ ،‬هنــاك‪ ،‬حيــث يتــم‬ ‫غســل أدمغتهــم وحشــوها باألفــكار املتطرفــة‪،‬‬ ‫وتلقينهــم قبــل كل يشء الــوالء املطلــق ألمــر‬ ‫داعــش أبــو بكــر البغــدادي‪ ،‬وإقناعهــم بــأن‬ ‫عملهــم هــذا هــو جهــاد‪ ،‬كــا ويتــم تدريبهــم‬

‫عــى املهــام القتاليــة واألعــال العســكرية‪ ،‬مبــا‬ ‫لدســهم بــن‬ ‫فيهــا العمليــات االنتحاريــة‪ ،‬إضافــة ّ‬ ‫األهــايل بهــدف التجســس ونقــل األخبار‪.‬عمليــة‬ ‫التدريــب تلــك تجــري عــى مرحلتــن‪ ،‬املرحلــة‬ ‫األوىل تبــدأ بإخضــاع الطفــل لــدورة رشعيــة‬ ‫مدتهــا خمســة وأربعــون يومــاً‪ ،‬ثــم يخضــع‬ ‫بعدهــا لــدورة عســكرية تســتمر مــدة ثالثــة‬ ‫أشــهر وقــد تُختــزل لشــهر واحــد تبعـاً للظروف‪،‬‬ ‫فيــا يكــون قطــع الطفــل لــرأس مــا مبثابــة‬ ‫شــهادة التخــرج!كل ذلــك وغــره‪ ،‬يتــم رغـاً عن‬ ‫األهــايل يف املناطــق الخاضعــة لســيطرة تنظيــم‬ ‫داعــش‪ ،‬والتــي باتــت رهنــاً ألهــواء وأفــكار‬ ‫التنظيــم ومامرســاته‪ ،‬خاصــة أن الكثــر من ذوي‬ ‫أولئــك األطفــال ال ميلــك الجــرأة عــى االعـراض‬ ‫أو الرفــض‪ ،‬يف املقابــل يدفــع البعــض أبنائهــم‬ ‫لالنضــام إىل صفــوف داعــش مقابــل املــال‬ ‫الــذي يبقــى أفضــل حــاالً مــن الفقــر املدقــع‪.‬‬ ‫معظــم األطفــال يف صفــوف داعــش هــم اليتامى‬ ‫الذيــن فقــدوا عائالتهــم خــال الحــرب‪ ،‬إضافــة‬ ‫للفتيــان الذيــن يغتنمهــم التنظيــم مــن املناطــق‬

‫التــي يســيطر عليهــا‪ ،‬وذلــك بعــد أن يقتــل‬ ‫الرجــال ويســبي النســاء‪ ،‬إضافــة إىل آخريــن‬ ‫يتــم التغريــر بهــم واســتاملتهم مــن خــال خيــم‬ ‫دعويــة‪ ،‬يــوزع فيهــا التنظيــم الهدايــا واملالبــس‬ ‫لألطفــال مســتغالً تــردي الحيــاة االقتصاديــة‬ ‫وانتشــار الجــوع والفقــر‪.‬‬ ‫موقف القانون الدولي‬ ‫يحظــر القانــون الــدويل تجنيــد واســتخدام‬ ‫األطفــال دون ســن الخامســة عــرة‪ ،‬ويع ّرفــه‬ ‫بأنــه جرميــة حــرب مــن جانــب املحكمــة‬ ‫الجنائيــة الدوليــة‪ ،‬فضــاً عــن ذلــك يعلــن‬ ‫قانــون حقــوق اإلنســان ســن الثامنــة عــرة‬ ‫بوصفهــا الحــد القانــوين األدىن للعمــر بالنســبة‬ ‫للتجنيــد والســتخدام األطفــال يف األعــال‬ ‫الحربيــة‪ ،‬ولكــن ورغــم كل ذلــك‪ ،‬يبقــى أولئــك‬ ‫األطفــال ضحيــة املنظــات الدوليــة والعامليــة‬ ‫املعنيــة بشــؤون الطفولــة‪ ،‬والتــي عجــزت عــن‬ ‫اتخــاذ أي إجـراء ملــزم يكــف يــد كافــة األطـراف‬ ‫عــن تجنيــد األطفــال الذيــن ضاعــت حقوقهــم‬ ‫يف مجتمــع غــرق بالحــرب‪ .‬تنظيــم داعــش الــذي‬ ‫بــات اليــوم يســيطر عــى مســاحات واســعة يف‬ ‫ســوريا؛ يعـ ّول مــن خــال تدريــب آالف األطفال‬ ‫عــى طموحــات أكــر مــن الحــارض‪ ،‬طموحــات‬ ‫تتجــاوز املســتقبل بخلــق جيــل داعــي جديــد‬ ‫يكــون أبشــع وأخطــر مــن الجيــل الحــايل‪،‬‬ ‫وذلــك عــى حســاب صغــار كبــار‪ ،‬مل تشــفع‬ ‫لهــم حداثــة ســنهم بإبقائهــم بعيــدا ً عــن قــذارة‬ ‫الحــرب‪ ،‬ليحملــوا ســاحاً وبندقيــة بــدل قرطــاس‬ ‫وقلــم و ليصبحــوا أطفــاالً مــع وقــف التنفيــذ‪.‬‬ ‫أطفال سوريا‪ ...‬صغار مع وقف التنفيذ‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد (‪2015-03-02 - )140‬‬

‫‪syriaoxygen.com‬‬


‫قوى الثورة في حلب ترفض خطة دي مستورا‪..‬‬ ‫وتؤكد على وحدة سوريا أرضاً وجرحاً‬

‫‪5‬‬

‫فادي الصالح | أوكسجين‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد (‪2015-03-02 - )140‬‬

‫تتضمــن تشــكيل هيئــة حكــم انتقالــي بصالحيــات‬ ‫كاملــة ورحيــل نظــام األســد»‪.‬‬ ‫وتابــع البيــان إن «ســوريا وشــعبها كل واحــد ال‬ ‫يتجــزأ‪ ،‬ودمــاء إخوتنــا فــي درعــا والغوطــة وحمــص‬ ‫وباقــي ســوريا ال تقــل شــأنا عــن دمائنــا فــي حلــب»‪.‬‬ ‫الجديــر بالذكــر أن مبعــوث األمــم املتحــدة‬ ‫قــدم يف نهايــة ترشيــن األول‪ /‬أكتوبــر املــايض‬ ‫إىل مجلــس األمــن الــدويل «خطــة تحــرك» تقــي‬ ‫«بتجميــد» القتــال يف بعــض املناطــق وخاصــة يف‬ ‫حلــب‪ ،‬للســاح بنقــل املســاعدات للمدنيــن‬ ‫والتمهيــد ملفاوضــات‪.‬‬ ‫ويف ســياق ذي صلــة‪ ،‬أوفــد املبعــوث األممــي‬ ‫(دي ميســتورا) يــوم األحــد الفائــت بعثــة أممية‬ ‫إىل مدينــة حلب(شــال) لتقييــم الوضــع عــى‬ ‫األرض‪ ،‬يف وقــت يواصــل فيــه مبعــوث األمــن‬ ‫العــام لألمــم املتحــدة إىل ســوريا مشــاوراته مــع‬ ‫مســؤويل نظــام األســد بشــأن اقرتاحــه املتعلــق‬ ‫بتجميــد ال ـراع يف مدينــة حلــب‪.‬‬ ‫وبحســب بيــان أصــدره مكتــب األمــن العــام‬ ‫لألمــم املتحــدة‪ ،‬فــإن «املبعــوث الخــاص‬ ‫لألمــم املتحــدة ســتيفان دي ميســتورا أوفــد‬ ‫بعثــة أمميــة إىل مدينــة حلــب لتقييــم الوضــع‬ ‫عــى األرض‪ ،‬وضــان أنــه مبجــرد اإلعــان عــن‬ ‫تجميــد (ال ـراع)‪ ،‬ميكــن أن تــزداد املســاعدات‬ ‫اإلنســانية بشــكل كبــر إىل املدنيــن هنــاك»‪،‬‬

‫وأضــاف البيــان أن «البعثــة األمميــة التــي أوفدهــا‬ ‫دي ميســتورا تعمــل أيضــا علــى إعــداد الترتيبــات‬ ‫الالزمــة لمتابعــة انتهــاكات تجميــد الصــراع»‪.‬‬ ‫جديــر بالذكــر أن املبعــوث األممــي قدم يف شــهر‬ ‫ترشيــن األول املــايض اقرتاحـاً إىل مجلــس األمــن‬ ‫الــدويل أســاه خطــة تجميــد ال ـراع يف بعــض‬ ‫املــدن الســورية‪ ،‬عــى أن يبــدأ تنفيذهــا مبدينــة‬ ‫حلــب‪.‬‬ ‫وتقــي الخطــة بالســاح بتوصيــل املســاعدات‬ ‫اإلنســانية والطبيــة للســكان يف املناطــق‬ ‫املقرتحــة‪ ،‬والتــي تــررت كثــرا ً مــن املعــارك‬ ‫وقصــف قــوات النظــام‪ ،‬والبــدء مبدينــة حلــب‬ ‫لرمزيتهــا التاريخيــة وباعتبارهــا واحــدة مــن‬ ‫أكــر املــدن الســورية بعــد دمشــق العاصمــة‪.‬‬ ‫يــأيت ذلــك عــى خلفيــة الثــورة التــي اندلعــت‬ ‫يف مــارس‪ /‬آذار ‪ ،2011‬والتــي طالبــت فيهــا‬ ‫املعارضــة الســورية بإنهــاء أكــر مــن ‪40‬‬ ‫عام ـاً مــن حكــم عائلــة األســد‪ ،‬وإقامــة دولــة‬ ‫دميقراطيــة يتــم فيهــا تــداول الســلطة‪ ،‬إال أن‬ ‫نظــام األســد اعتمــد الخيــار العســكري لقمــع‬ ‫الثــورة الســلمية‪ ،‬مــا دفــع ســوريا إىل معــارك‬ ‫دمويــة حصــدت أرواح أكــر مــن‪ 150‬ألــف‬ ‫شــخص‪ ،‬بحســب إحصائيــة خاصــة باملرصــد‬ ‫الســوري لحقــوق اإلنســان‪ ،‬الــذي يتخــذ مــن‬ ‫لنــدن مقــرا لــه‪.‬‬

‫‪oxygen-sy.com‬‬

‫تقرير‬

‫أعلنــت قــوى الثــورة يف حلــب رفضهــا خطــة‬ ‫املوفــد الدويل إىل ســوريا «ســتافان دي مســتورا»‬ ‫بشــأن الهدنــة املؤقتــة املزمــع عقدها مــع قوات‬ ‫النظــام‪ ،‬معتربيــن ذلــك جزئيــة أمــام املقــررات‬ ‫الدوليــة ومــع مطلــب الشــعب الســوري برحيــل‬ ‫بشــار األســد عــن سـ ّدة الحكــم‪.‬‬ ‫كــا أكــدت يف بيانهــا الــذي حصلــت‬ ‫«أوكســجني» عــى نســخة منــه عــن رفضهــا‬ ‫اللقــاء مــع ســتافان دي ميســتورا إال عــى‬ ‫أرضيــة حــل شــامل للأمســاة الســورية يتضمــن‬ ‫رحيــل األســد وأركانــه ومحاســبة مجرمــي‬ ‫الحــرب منهــم‪ ،‬وطالبــت املجتمــع الــدويل‬ ‫بتحمــل مســؤولياته تجــاه حاميــة املدنيــن‬ ‫وإخــراج امليليشــيات الطائفيــة واملرتزقــة مــن‬ ‫ســوريا‪ ،‬مشــرة إىل رضورة أن تشــمل الخطــة‬ ‫كافــة املناطــق الســورية‪.‬‬ ‫مــن جهتــه أعلــن «عبــد الجبــار العكيــدي»‬ ‫القيــادي يف الجيــش الســوري الحــر رفضهــم‬ ‫مقابلــة دي ميســتورا دون رفــض خطتــه كلهــا‪،‬‬ ‫مضيفــاً بأنــه لــن يتــم قبــول أي مبــادرة ال‬ ‫تشــمل كل األرايض الســورية وال يكــون أساســها‬ ‫إســقاط نظــام األســد‪ ،‬واصفــاً مبــادرة املوفــد‬ ‫األممــي بأنهــا التفــاف عــى الثــورة الســورية‪.‬‬ ‫جــاء هــذا بعــد أن عقــدت «هيئــة قــوى الثــورة‬ ‫يف حلــب» اجتامعــاً يف مدينــة كلّــس الرتكيــة‬ ‫الحدوديــة‪ ،‬تــم فيــه تكليــف لجنــة مــن ســبعة‬ ‫أعضــاء ب ـ «التواصــل مــع فريــق المبعــوث األممــي»‬ ‫حــول المبــادرة المتعلقــة بحلــب‪.‬‬ ‫وجــاء يف البيــان الصــادر بعــد انتهــاء اجتــاع‬ ‫الهيئــة‪ ،‬أن «قــوى الثــورة فــي حلــب تــرى أن أفــكار‬ ‫الســيد ســتافان دي ميســتورا ال ترقــى إلــى مســتوى‬ ‫ً‬ ‫المبــادرة التــي يمكــن أن تمثــل حال للمعاناة اإلنســانية‬ ‫لشــعبنا مــن جــراء اســتخدام األســلحة الكيميائيــة‬ ‫والبراميــل المتفجــرة المحرمــة دوليــا»‪ ،‬ورأت بــأن‬ ‫أفــكار املوفــد وترصيحاتــه «تنســف المقــررات‬ ‫الدوليــة الســابقة التــي تــم االتفــاق عليهــا والتــي‬


‫‪6‬‬

‫السرقة تجتاح دمشق حصن النظام المنيع‬ ‫عمر محمد | أوكسجين‬

‫ملف العدد‬

‫يف مشــهد بعيــد تــرى العاصمــة دمشــق صــور بــه‪ ،‬وعندمــا بــدأت بإخــراج بطاقتــي‬ ‫متأللئــة باألضــواء تحــت أعــن النظــام بعيــدة الشــخصية‪ ،‬أخــذوا محفظتــي ورسقــوا كل املــال‬ ‫عــن عــن أعــال املخربــن ‪ ،‬واذامــا اقرتبــت منهــا إضافــة للجهــاز املحمــول‪ ،‬وهــددوين‬ ‫شــاهدت الفــوىض والخلــل األمنــي ســيد املوقف باالعتقــال إن تكلمــت بحــرف»‪.‬‬ ‫فــكل حاجــز يتبــع لفــرع أمنــي وآخــر للجيــش وال ينتــه األمــر عنــد رسقــة الهواتــف املحمولــة‬ ‫وثالــث للجــان الشــعبية ورابــع للشــبيحة واألمــوال عــى الحواجــز فقــط‪ ،‬بــل يتعداهــا إىل‬ ‫وخامــس لقــوات الدفــاع الوطنــي‪ .‬هــذا التنــوع رسقــة البيــوت ذاتهــا كــا يف روايــة «أم محمــد»‬ ‫خلــق خلــل أمنــي فأصبــح لــكل فــرد ســلطة مــن أهــايل حــي امليــدان التي تقــول‪« :‬اســتيقظنا‬ ‫وســطوة بقــوة الســاح فقامــت عنــارص ترتــدي صباحـاً عــى أصــوات طــرق البــاب بقــوة‪ ،‬لنجــد‬ ‫الــزي األمنــي وتشــهر ســاحها بغطــاء مــع بعــض عــدة عنــارص باللبــاس العســكري يحملــون‬ ‫القــوى األمنيــة أنجــزت لنفســها أعــال قــذرة الســاح ويريــدون تفتيــش املنــزل بحجــة أنهــم‬ ‫تتمثــل باملداهــات الرسيــة والرسقــة لــكل ميلكــون أوامــر باملداهمــة مــن قبــل الحاجــز‪،‬‬ ‫ماخــف وزنــه وغــا مثنــه‪ .‬وكذلــك يف وضــح ومــن ثــم قامــوا برسقــة كل األمــوال والذهــب‬ ‫النهــار حيــث عمــدت الحواجــز املتمركــزة هنــا وبعــض املقتنيــات ثــم خرجــوا‪ ،‬وعندمــا حاولنــا‬ ‫وهنــاك يف أحيــاء العاصمــة عــى ابت ـزاز املــارة أن نشــتيك للحاجــز القريــب‪ ،‬أخربونــا بعــدم‬ ‫وتخويفهــم باالعتقــال وتهديدهــم لرسقــة إعطــاء أيــة أوامــر باملداهمــة‪ ،‬وأن مــا دخــل‬ ‫جواالتهــم الذكيــة وأموالهــم وخاصــة عنــد علينــا هــم عصابــة رسقــة»‪.‬‬ ‫غــروب الشــمس والفتيــات أكــر مــن الشــبان‪ .‬ال تقتــر هــذه الحــوادث عىل دمشــق فحســب‬ ‫وحســب تقريــر لـــ «مكتــب دمشــق اإلعالمــي»‪ ،‬بــل تعدتهــا إىل مناطــق الريــف الخاضعــة‬ ‫تــم تســجيل العــرات مــن حــاالت رسقــة لســيطرة النظــام مثــل بلــودان الواقعــة غــرب‬ ‫األجهــزة املحمولــة واملــال يف أحيــاء دمشــق الزبــداين حيــث عمــد عنــارص ترتــدي الــزي‬ ‫وشــوارعها الرئيســية‪ ،‬والســيام يف ســاعات مــا العســكري أو زي قــوات األمــن تســمى اللجــان‬ ‫بعــد الغــروب وتتــم هــذه الرسقــات عــى الشــعبية فتداهــم بيــوت النازحــن الغربــاء عــن‬ ‫حواجــز مليليشــيات «الدفــاع الوطنــي» أو البلــدة وتــرق مــا يحلــو لهــا مــن املنــزل‪ ،‬أم‬ ‫«اللجــان الشــعبية» أو حواجــز جنــود النظــام حســن نازحــة زبدانيــة يف بلــودان تــروي قصتهــا‬ ‫و»الفــروع األمنيــة» املنتــرة يف شــوارع ألوكســجني» طــرق بــاب منــزيل يف العــارشة‬ ‫العاصمــة‪ ،‬حيــث يتعــرض أشــخاص لالبتــزاز مســاء أثنــاء انقطــاع الكهربــاء بطرقــات خفيفــة‬ ‫والتهديــد مــا يدفعهــم للتخــي عــن‬ ‫ســألت عــن الطــارق أجابنــي نحــن‬ ‫أجهزتهــم املحمولــة غاليــة الثمــن‬ ‫أخذوا‬ ‫األمــن افتحــي ‪ ..‬هرعــت لتنبيــه‬ ‫خشــية االعتقــال‪.‬‬ ‫بنــايت لريتــدوا حجاباتهــم‪ ،‬وفتحــت‬ ‫محفظتي‬ ‫توثيق السرقات والمداهمات‪ :‬وسرقوا كل‬ ‫ويســتعرض تقريــر «مكتــب دمشــق‬ ‫اإلعالمــي» شــهادات عيــان ألشــخاص المال منها‬ ‫تعرضــوا لحــاالت رسقــة مــن هــذا إضافة للجهاز‬ ‫النــوع‪ ،‬أحدهــم «أبــو النــور الشــامي» المحمول‪،‬‬ ‫الــذي روى قصتــه‪« :‬أثنــاء مــروري يف وهددوني‬ ‫محيــط حديقــة التجــارة بدمشــق باالعتقال إن‬ ‫ظهــرا ً‪ ،‬أوقفنــي عنــران مســلحان تكلمت بحرف‬ ‫مــن عنــارص مــا يســمى «الدفــاع‬ ‫الوطنــي» بعــد مالحظتهــم المتــايك‬ ‫جهــازا ً محمــوالً مرتفــع الثمــن نســبياً‪ ،‬وطلبــوا‬ ‫منــي تفتيشــه بحجــة أين كنــت أقــوم بالتقــاط‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد (‪2015-03-02 - )140‬‬

‫البــاب فجمعنــا يف املطبــخ وأغلــق البــاب علينــا‬ ‫وتفاجأنــا بعــد ســاعة بأنهــم ذهبــوا ورسقــوا كل‬ ‫مــا بحوزتنــا مــن مــال باإلضافــة لخمــس هواتف‬ ‫والبتــوب»‪ .‬هــذه الطريقــة تكــررت منــذ عــدة‬ ‫أشــهر بشــكل كبــر وال يســتطيع اصحــاب املنــزل‬ ‫تقديــم شــكوى ألحــد كونهــم مــن الزبــداين‬ ‫وخوف ـاً مــن تهديــد اللجــان لهــم‪ .‬أمــا أبوعــي‬ ‫فقــد داهمتهــم عنــارص اللجــان واســتطاع‬ ‫التعــرف عــى بعضهــم وقامــوا برتكيعــه وتذليلــه‬ ‫ورسقــوا مالــه وهواتــف كل أفــراد املنــزل‬ ‫فاضطــر بعــد عــدة أيــام ملعــادرة البلــدة ألنــه‬ ‫تعــرف عليهــم وخوف ـاً مــن تهديدهــم لــه‪.‬‬ ‫تجربــة مشــابهة رواهــا شــاهد عيــان آخــر يف‬ ‫دمشــق ‪« :‬تعرضــت للرسقــة مــن قبــل حاجــز‬ ‫مؤقــت‪ ،‬أخــذوا كل مــا أملــك إضافــة لرسقــة‬ ‫جهــازي املحمــول والــذي كان يحــوي معلومــات‬ ‫مهمــة بالنســبة يل تخــص عمــي‪ ،‬واســتطعت أن‬ ‫أتواصــل مــع ســارق الجهــاز بعــد رؤيــة رقــم‬ ‫لوحــة ســيارته‪ ،‬والوصــول إليــه عــر أشــخاص يف‬ ‫فــرع املــرور‪ ،‬وطلبــت منــه أن يعيــده إيل مقابــل‬ ‫أن أعطيــه مــا يريــد‪ ،‬وبالفعــل قمــت بدفــع‬ ‫مبلــغ كبــر مــن املــال واســتعدت الجهــاز منــه»‪.‬‬ ‫ويف تقريــر لوســيلة إعالميــة أخــرى‪ ،‬تــم‬ ‫الحديــث عــن عصابــات رسقــة يعمــد أفرادهــا‬ ‫إىل اقتحــام املنــازل الســكنية خــال ســاعات‬ ‫الليــل عــى أنهــم «دوريــة أمــن»‪ ،‬ليرسقــوا أثنــاء‬ ‫التفتيــش املزعــوم محتويــات املنــزل الثمينــة‬ ‫كالنقــود والذهــب والهواتــف النقالــة وغريهــا‪.‬‬ ‫وحســب موقــع «الحــل الســوري»‪ ،‬عــرف‬ ‫حــي ركــن الديــن بدمشــق هــذه الظاهــرة‬

‫‪syriaoxygen.com‬‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد (‪2015-03-02 - )140‬‬

‫مفصــل هــذه الظاهــرة‬ ‫برتبــة عميــد‪ ،‬بشــكل ّ‬

‫التــي تكــرر حدوثهــا يف الحــي‪ ،‬ووفقـاً للمصــدر‬ ‫فــإن العميــد قــد أكــد لهــم أن هــؤالء «عنــارص‬ ‫منظمــة مــن ذوي النفــوس الضعيفــة يســتغلون‬ ‫صفتهــم األمنيــة لرسقــة األهــايل» مشــرا ً إىل‬ ‫أنهــم مــن أبنــاء الحــي الذيــن انضمــوا إىل‬ ‫األمــن والدفــاع الوطنــي‪ ،‬واعــدا ً إياهــم مبتابعــة‬ ‫املوضــوع‪.‬‬ ‫زيــاد شــاب عمــره ‪ 17‬عامـاً يقطن حــي الربامكة‬ ‫أثنــاء ذهابــه إىل املــزة اعرتضــه حاجــز أمنــي‬ ‫لفــت نظــره الهاتــف الــذي بحوزتــه فأوقفــوه‬ ‫ونــال نصيبــه مــن الشــتائم وأخــره أحدهــم‬ ‫جانبـاً « بــروح التلفــون لحالــه وال بــروح معنــه‬

‫‪7‬‬ ‫؟» هنــا خــاف الشــاب وســلم هاتفــه ومــى‬ ‫دون أن يلتفــت خلفــه‪.‬‬ ‫احصائية نظامية‪:‬‬ ‫وحســب تقريــر لصحيفــة «الوطــن» التابعــة‬ ‫للنظــام قــد نــرت يف أيــار املــايض تقريــرا ً‬ ‫يتحــدث عــن تســجيل ‪ 10‬آالف دعــوى أمــام‬ ‫القضــاء الســوري متعلقــة بجرميــة رسقــة‬ ‫الهواتــف املحمولــة‪ ،‬أشــارت اإلحصائيــات إىل أن‬ ‫عــدد الضبــوط املســجلة لــدى النيابــة العامــة‬ ‫بدمشــق واملتعلقــة برسقــة الهواتــف املحمولــة‬ ‫بلغــت يف دمشــق وريفهــا مــا يقــارب ‪ 500‬حالة‪،‬‬ ‫أي أن دمشــق تســتقبل مــا يقــارب ‪ 3‬حــاالت‬ ‫رسقــة يوميــاً‪ ،‬الفتــة إىل أن عــدد الضبــوط‬ ‫املســجلة يف حلــب وصلــت إىل مــا يقــارب ‪600‬‬ ‫ضبــط رسقــة للهواتــف املحمولــة ومحافظــة‬ ‫حمــص وصلــت إىل ‪ 200‬ضبــط‪ ،‬بينــا ســجلت‬ ‫محافظــة حــاة ‪ 150‬ضبطــاً‪ ،‬ويف محافظــة‬ ‫الحســكة ‪ 50‬ضبطــاً‪ ،‬بينــا يف محافظــة درعــا‬ ‫‪ 30‬ضبطـاً‪ ،‬أمــا محافظــة الســويداء فوصلــت إىل‬ ‫‪ 15‬ضبــط رسقــة للهواتــف املحمولــة‪.‬‬ ‫بعــد كل ماســبق ذكــره ‪ ..‬يخطــر فــي ذهــن القــارئ‬ ‫والباحــث المؤيــد للنظــام وليــس المعــارض لــه هــل‬ ‫هــذه اللجــان والقــوات والجيــش المدججــة بالســاح‬ ‫لحمايتــه أم لســرقته؟ أم أن المثــل ينطبــق هنــا‬ ‫«حاميهــا حراميهــا»‪.‬‬

‫‪oxygen-sy.com‬‬

‫ملف العدد‬

‫مؤخــرا ً‪ ،‬حيــث تتجــول‬ ‫مجموعــات مســلحة‬ ‫وملثمــة الوجــه بــزي‬ ‫عســكري وســاح كامــل‬ ‫لي ـاً‪ ،‬ويحملــون بطاقــات‬ ‫أمنيــة‪ ،‬ويداهمــون‬ ‫املنــازل‪ ،‬ويف حــال‬ ‫اعــرض أحــد األهــايل‬ ‫عــى دخولهــم‪ ،‬يتعــرض‬ ‫للــرب واإلهانــة‪ ،‬ورمبــا االعتقال‪.‬أحــد شــهود‬ ‫العيــان روى تجربتــه‪ ،‬حيــث دخــل ثالثــة‬ ‫ملثمــن منزلــه‪ ،‬وا ّدعــوا أنهــم مــن األمــن‪ ،‬طرقــوا‬ ‫بابــه حــوايل الســاعة الثالثــة فجــرا ً‪ ،‬موضحــاً‬ ‫أن طريقــة الطــرق عــى البــاب تختلــف عــن‬ ‫طريقــة األمــن التــي تتصــف بالعنــف والقــوة‪،‬‬ ‫وفــور دخولهــم أبلغــوا صاحــب املنــزل أن لديهم‬ ‫معلومــات عــن «إخفــاء أســلحة» يف املنــزل‪،‬‬ ‫وطلبــوا مــن جميــع أفــراد العائلــة الخــروج‬ ‫مــن غرفهــم والجلــوس عــى ركبهــم يف مواجهــة‬ ‫الحائــط‪ ،‬وخــال دقائــق قليلــة قامــوا بالعبــث‬ ‫مبعظــم األثــاث دون أن يجــدوا شــيئاً ســوى‬ ‫هاتفــن ذكيــن فأخذوهــا وخرجوا‪.‬وأضــاف‬ ‫شــاهد العيــان أنــه يف الصبــاح التــايل تو ّجــه إىل‬ ‫قســم رشطــة ركــن الديــن بصحبــة بعــض أفـراد‬ ‫الحــي بينهــم شــخصيات معروفــة «محســوبة‬ ‫عــى النظــام»‪ ،‬ورشحــوا لرئيــس القســم‪ ،‬وهــو‬

‫دخل ثالثة ملثمين‬ ‫منزله‪ّ ،‬‬ ‫وادعوا أنهم من‬ ‫األمن‪ ،‬طرقوا بابه حوالي‬ ‫الساعة الثالثة فجرًا‪،‬‬ ‫موضحًا أن طريقة الطرق‬ ‫على الباب تختلف عن‬ ‫طريقة األمن التي تتصف‬ ‫بالعنف والقوة‬


‫‪8‬‬

‫سالح الماء والغذاء‪ ..‬أشد األسلحة فتكاً بالسوريين‬ ‫أوكسجين‬

‫تقرير‬

‫يعــد ســاح الغــذاء واملــاء مــن أشــد األســلحة‬ ‫فتــكاً عــر العصــور ويعــود إىل الواجهــة يف‬ ‫ســوريا خــال الحــرب الدائــرة‪ ،‬حيــث بــدا‬ ‫جليــاً إســتخدامه مــن قبــل النظــام القائــم‬ ‫ضــد املدنيــن يف معظــم مناطــق ســوريا‪ ،‬بينــا‬ ‫كان ســاحاً للتهديــد والوعيــد لــدى املعارضــة‬ ‫الســورية‪.‬‬ ‫وقــد أكــدت األمينــة العامــة املســاعدة للشــؤون‬ ‫اإلنســانية ونائبــة منســق عمليــات اإلغاثــة‬ ‫يف حــاالت الطــوارئ «كيونــغ وا كانــغ» إنــه «‬ ‫بدخــول الــراع عامــه الخامــس يف ســوريا‪،‬‬ ‫تســتمر أعــال العنــف والوحشــية واالســتخدام‬ ‫العشــوايئ لألســلحة املتفجــرة يف املناطــق‬ ‫املأهولــة بالســكان‪ ،‬مــن جميــع األطــراف بــا‬ ‫هــوادة‪ ،‬مــع اإلفــات التــام مــن العقــاب‪».‬‬ ‫ومــازال النظــام واملعارضــة يســتهدفون البنــى‬ ‫ري‬ ‫التحتيــة املدنيــن مبــا يف ذلــك مــن شــبكات ّ‬ ‫وكهربــاء‪ ،‬متجاهلــن القـرارات األمميــة وأهمهــا‬ ‫القــرار ‪ 2139‬الخــاص بإيصــال املســاعدات‬ ‫اإلنســانية إىل ســوريا‪ ،‬والقانــون اإلنســاين الدويل‪.‬‬ ‫وأضافــت «كانــغ»‪« :‬أنــه مــا مجموعــه ‪212‬‬ ‫ألــف شــخص محــارص‪ ،‬وســط ظــروف تتدهــور‬ ‫كل يــوم‪ ،‬تــم توصيــل الغــذاء إىل ‪ 304‬فقــط يف‬ ‫يناير‪/‬كانــون الثــاين‪ ،‬يف مخيــم الريمــوك‪ ،‬حيــث‬ ‫يعيــش ‪ 18‬ألــف شــخص يف حاجــة ماســة‬ ‫للمســاعدة‪ .‬ويف املواقــع املحــارصة األخــرى‪،‬‬ ‫واصلــت األطــراف تقييــد حريــة الوصــول‬ ‫بشــدة»‪.‬‬ ‫ويف الرقــة وديــر الــزور‪ ،‬أغلــق تنظيــم داعــش‬ ‫مكاتــب عــدة منظــات‪ ،‬مبــا يف ذلــك الهــال‬ ‫األحمــر العــريب الســوري‪ ،‬وهــو رشيــك رئيــي‬ ‫لألمــم املتحــدة‪ .‬ومل يتلــق ‪ 600‬ألــف شــخص‬ ‫مســاعدات غذائيــة يف عــدة محافظــات منــذ‬ ‫ديســمرب‪/‬كانون األول‪.‬‬ ‫وأشــارت كانــغ إىل «اســتمرار التحديــات لتوفيــر‬ ‫اإلمــدادات الطبيــة‪ ،‬وبخاصــة البنــود الجراحيــة‪ .‬ومــع‬ ‫ذلــك‪ ،‬نجحــت منظمــة الصحــة العالميــة فــي إرســال‬ ‫الــدواء المنقــذ للحيــاة واإلمــدادات الطبيــة هــذا‬ ‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد (‪2015-03-02 - )140‬‬

‫ازمة المياه في حلب ‪AFP‬‬ ‫األســبوع مــن دمشــق إلــى المستشــفيات ومراكــز‬ ‫الصحــة العامــة فــي الجــزء الشــرقي مــن مدينــة حلــب‪،‬‬ ‫وريــف حلــب»‪ .‬كــا أكــدت الســيدة كانــغ إىل أنــه‬ ‫«يتــم التبليــغ عــن نفــس االنتهــاكات كل شــهر‪،‬‬ ‫مــع تغــر األرقــام فقــط‪ .،‬وتســتمر أطــراف‬ ‫الن ـزاع بارتــكاب االنتهــاكات مــع اإلفــات مــن‬ ‫العقــاب‪ ،‬مــن قتــل واختطــاف املدنيــن ومنــع‬ ‫الوصــول‪ ،‬ومصــادرة اإلمــدادات الحيويــة مــن‬ ‫القوافــل»‪.‬‬ ‫وشــددت عــى رضورة تحطيــم هــذا النمــط‪،‬‬ ‫وعــى وجــه التحديــد‪ ،‬رفــع الحصــار الــذي‬ ‫يؤثــر حاليــا عــى ‪ 212‬ألــف شــخص‪« .‬يجــب‬ ‫علينــا ضمــان حــق وصــول الجميــع‪ ،‬فــي جميــع‬ ‫أنحــاء ســوريا‪ ،‬إلــى اإلمــدادات الطبيــة‪ ،‬بمــا فــي‬ ‫ذلــك العمليــات الجراحيــة‪« ».‬اســتخدام حصــار‬ ‫المســاعدات اإلنســانية‪ ،‬والخدمــات األساســية بمــا‬ ‫فــي ذلــك الميــاه والكهربــاء‪ ،‬كســاح فــي الحــرب‬ ‫يجــب أن يتوقــف‪ .‬كمــا يجــب أن تتوقــف الهجمــات‬ ‫العشــوائية علــى المدنييــن‪ ،‬بمــا فــي ذلــك مــن خــال‬ ‫البراميــل المتفجــرة‪ ،‬التــي باتــت تميــز هــذا الصــراع‪».‬‬ ‫وقالــت «يتعيــن أن يبــذل المجلــس كل مــا فــي وســعه‬ ‫لمحاســبة األطــراف وتحقيــق هــذه التغييــرات‪».‬‬ ‫ومــن جانبــه حــذر املفــوض الســامي لشــؤون‬ ‫الالجئــن «أنطونيــو غوتــرش» مــن التخــي عــن‬

‫الالجئــن الســوريني والــدول التــي تســتضيفهم‬ ‫وقــال إن هنــاك مــا يقــارب مــن مليــوين الجــئ‬ ‫ســوري تحــت ســن الثامنــة عــرة يف خطــر أن‬ ‫يصبحــوا جيــا ضائعــا‪ ،‬كــا أن أكــر مــن مئــة‬ ‫ألــف طفــل ســوري الجــئ ولــدوا يف املنفــى‬ ‫قــد يصبحــون بــا جنســية مبوجــب القانــون‬ ‫الســوري‪.‬‬ ‫وأكــد غوتــرش‪ ،‬عــى أن الالجئــن والــدول‬ ‫املضيفــة بحاجــة إىل دعــم دويل ضخــم‪ .‬وقــال‬ ‫«مــع تضــاؤل المــوارد اإلنســانية‪ ،‬فــإن التخلــي عــن‬ ‫الالجئيــن إلــى براثــن اليــأس إنمــا يعرضهــم فقــط‬ ‫إلــى معانــاة أكبــر واســتغالل وإيــذاء الخطيــر‪ .‬كمــا أن‬ ‫التخلــي عــن الــدول التــي تســتضيفهم إلدارة الوضــع‬ ‫مــن تلقــاء نفســها‪ ،‬يــؤدي إلــى خطــورة زعزعــة‬ ‫االســتقرار اإلقليمــي والمزيــد مــن المخــاوف األمنيــة‬ ‫فــي أماكــن أخــرى مــن العالــم‪ ».‬وأوضــح غوتــرش‬ ‫أن مؤمتــر املانحــن الثالــث الــذي ســيعقد يف‬ ‫الكويــت ســيلعب دورا حاســا يف اســتقرار‬ ‫الوضــع يف الــدول التــي تســتضيف الالجئــن‪.‬‬ ‫وأشــار إىل أن دوال مثــل لبنــان واألردن تحتاج إىل‬ ‫أكــر مــن املســاعدة املاليــة‪ ،‬بــل لدعــم ميزانيــة‬ ‫الحكومــة لالســتثامرات الهيكليــة الالزمــة يف‬ ‫النظــم الصحيــة والتعليــم وإمــدادات امليــاه‬ ‫والكهربــاء وغريهــا مــن البنيــة التحتيــة العامــة‬ ‫التــي تتــآكل بســبب الضغــط الكبــر عليهــا‪.‬‬

‫‪syriaoxygen.com‬‬


‫‪9‬‬

‫براميل األسد تقتل أكثر من ‪ 12‬ألف‬ ‫سوري بعد قرار األمم المتحدة إليقافها‬

‫ألقــى الطـران الحــريب لنظــام األســد أكــر مــن ‪ 5150‬برميـاً متفجـرا ً منــذ‬ ‫ترشين األول من عام ‪ 2012‬إىل ‪ 20‬شــباط ‪ ،2015‬أدت إىل ســقوط نحو ‪12‬‬ ‫ألــف شــهيدا عــى األقــل‪ ،‬نصفهــم مــن النســاء واألطفــال‪ ،‬وذلــك بحســب‬ ‫توثيــق الشــبكة الســورية لحقــوق اإلنســان‪.‬وجاءت هــذه اإلحصائيــة منــذ‬ ‫صــدور ق ـرار مجلــس األمــن رقــم ‪ 2139‬يف عــام ‪ 2014‬والــذي دان فيــه‬ ‫مجلــس األمــن اســتخدام نظــام األســد للرباميــل املتفجــرة‪ ،‬وطالــب بوقــف‬ ‫إلقــاء تلــك الرباميــل العشــوائية التــي تحصــد العديــد مــن أرواح األبريــاء‪.‬‬ ‫وطالــب نائــب رئيــس االئتــاف الســوري املعــارض هشــام مــروة يف ترصيح‬ ‫ســابق «مجلــس األمــن بإصــدار قـرار جديــد ملــزم للنظــام اإليـراين يجــره‬ ‫عــى ســحب قواتــه العســكرية مــن ال ـراب الســوري»‪ ،‬مؤكــدا ً أنــه «ال اإليـراين فيهــا ومــع وجــود امليليشــيات الطائفيــة القاتلــة التــي يدعمهــا»‪.‬‬ ‫ميكــن آلفــاق الحــل الســيايس أن تتفتــح يف ســورية مــع وجــود املحتــل‬

‫تعتــزم الســويد توطــن ‪ 700‬ســوري وفلســطيني ســوري لديهــا خــال العام‬ ‫الجــاري عــن طريــق األمــم املتحدة‪.‬وحســب موقــع «الكومبــس»‪ ،‬قالــت‬ ‫الســويد إنهــا ســتخصص الجــزء األكــر مــن حصتهــا الســنوية لتوطــن‬ ‫الالجئــن عــن طريــق األمــم املتحــدة‪ ،‬لالجئــن الســوريني‪ ،‬والفلســطينيني‬ ‫الســوريني‪.‬وأعلنت مصلحــة الهجــرة الســويدية أنهــا تشــاورت مــع‬ ‫املفوضيــة الســامية لالجئــن يف األمــم املتحــدة والحكومــة الســويدية‬ ‫حــول كيفيــة توزيــع الحصة‪.‬وذكــرت أن الحكومــة الســويدية قــررت‬ ‫إعــادة توطــن ‪ 1900‬الجــئ (نفــس رقــم العــام املــايض) مــن أكــر مناطــق‬

‫انطالق الحملة الثامنة ضد شلل‬ ‫األطفال في المناطق المحررة‬ ‫بعــد ســبع جـ ٍ‬ ‫ـوالت ناجحــة‪ ،‬يســتعد فريــق عمــل لقــاح ســوريا للبــدء بجول ـ ٍة ثامنــة‬ ‫مــن اللقاحــات املضــادة لشــلل األطفــال‪ ،‬وذلــك يف ســبع محافظــات ســورية هــي‪:‬‬ ‫حلــب‪ ،‬ادلــب‪ ،‬الالذقيــة‪ ،‬الرقــة‪ ،‬الحســكة‪ ،‬ديــر الــزور‪ ،‬حــاه‪ .‬تنطلــق الحملــة‬ ‫صبــاح الســبت ‪ 2015/02/28‬ومتتــد عــى مــدى ســتة أيــام‪ ،‬أي إىل الخميــس املوافــق‬ ‫‪.2015/03/05‬فريــق عمــل لقــاح ســوريا‪ ،‬تــم تأسيســه يف تركيــا بعــد اجتــاع ‪21‬‬ ‫منظمــة طبيــة ســورية ودوليــة عاملــة يف الداخــل الســوري املحــرر‪ ،‬باإلضافــة إىل‬ ‫مديريــات الصحــة‪ ،‬يتعــاون الفريــق مــع املنظــات الدوليــة املختصــة‪ ،‬كــا يــرف‬ ‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد (‪2015-03-02 - )140‬‬

‫الفريــق عــى مجموعــة كبــرة مــن املتطوعــن قوامهــا‬ ‫‪ 8‬آالف متطــوع يقومــون بتنفيــذ الحمــات الجوالــة‪.‬‬ ‫أهميــة هــذه الحمــات باإلضافــة إىل أنهــا توقــف‬ ‫انتشــار املــرض‪ ،‬هــي تحصــن املواليــد الجــدد الذيــن‬ ‫مل يتلقــوا أي جرعــة مــن اللقــاح‪ ،‬فآخــر حملــة نفــذت‬ ‫يف شــهر آب‪ /‬أغســطس املــايض‪ ،‬ومــن املعــروف أن‬ ‫مــرض شــلل األطفــال يســببه فــروس يصيــب الجهــاز‬ ‫العصبــي ويــؤدي إىل شــلل دائــم‪ ،‬وليــس لــه عــاج‪،‬‬ ‫والطريقــة الوحيــدة للوقايــة مــن املــرض هــي بأخــذ‬ ‫اللقــاح‪ ،‬وهــو عبــارة عــن نقطتــن يف الفــم‪ ،‬وهــو‬ ‫ســليم متام ـاً وليــس لــه آثــار جانبيــة‪.‬‬

‫‪oxygen-sy.com‬‬

‫من هنا وهناك‬

‫السويد تعتزم توطين ‪ 700‬سوري‬ ‫وفلسطيني سوري لديها خالل ‪2015‬‬

‫العــامل تــررا ً‪ ،‬خــال العــام ‪ ،2015‬أكــر مــن ثلثهــم (‪ 700‬شــخص)‪ ،‬مــن‬ ‫الســوريني والفلســطينيني املقيمــن يف ســوريا‪ ،‬و ‪ 450‬منهــم للحــاالت‬ ‫الطارئــة واملســتعجلة التــي قــد تحــدث خــال العــام الجــاري يف أي مــكان‬ ‫مــن العام‪.‬أمــا األمكنــة األخــرى املتبقيــة مــن حصــة الســويد ســتمنح‬ ‫لالجئــن مــن الصومــال وأريترييــا والكونغــو وأفغانســتان وأثيوبيا‪.‬وقــال‬ ‫مســؤول حصــص الالجئــن يف مصلحــة الهجــرة أوســكار إيكبــاد إن قضيــة‬ ‫إعــادة التوطــن تعتــر التحــدي األكــر لحصــة الســويد مــن الالجئــن‪ ،‬يف‬ ‫ظــل وصــول العديــد إليهــا بطــرق أخــرى‪ ،‬مــا ص ّعــب مــن عمليــة العثــور‬ ‫عــى ســكن لهــم‪ ،‬مشـرا ً إىل أن موظفيهــم يجــرون محادثــات مكثفــة مــع‬ ‫البلديــات يف جميــع أنحــاء البالد‪.‬يشــار إىل أن العــدد اإلجــايل لحصــة‬ ‫الالجئــن الســنوية إىل الســويد تقــرره حكومتهــا‪ ،‬حيــث تعتــر الحصــة‬ ‫الســويدية األكــر يف االتحــاد األورويب‪ ،‬كــا أن األشــخاص يتــم انتقائهــم‬ ‫مــن قبــل مفوضيــة الالجئــن يف األمــم املتحدة‪،‬ليحصلــوا عــى إقامــة دامئــة‬ ‫بشــكل مبــارش وســكن يف إحــدى البلديات‪.‬جديــر بالذكــر أن مفوضيــة‬ ‫الالجئــن يف األمــم املتحــدة ‪ UNHCR‬منحــت عــام ‪ 2013‬مصلحــة‬ ‫الهجــرة الســويدية مهمــة قيــادة مجموعــة عمــل دوليــة إلعــادة توطــن‬ ‫‪ 130‬ألــف ســوري بــن عامــي ‪ 2014‬و ‪ 2016‬يف ‪ 30‬دولــة تتلقــى حصصـاً‬ ‫ســنوية مــن الالجئــن‪ ،‬لتكــون حصــة الســويد منهــا بشــكل إجــايل ‪3000‬‬ ‫الجئ ـاً ســورياً‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫اآلشوريون في مهب رياح الموت‬

‫ندى الربيع | أوكسجين‬

‫سوريانا‬

‫النشأة والبداية ‪:‬‬ ‫اآلشــوريون‪ ،‬الرسيان‪،‬الكلــدان هــي مجموعــة‬ ‫عرقيــة تســكن يف شــال مــا بــن النهريــن‬ ‫يف العــراق وســوريا وتركيــا وبأعــداد أقــل يف‬ ‫إيــران‪ ،‬كــا توجــد أعــداد أخــرى يف املهجــر‬ ‫يف الواليــات املتحــدة ودول أوروبــا وخاصــة‬ ‫بالســويد وأملانيــا‪ .‬ينتمــي أفـراد هــذه املجموعة‬ ‫العرقيــة إىل كنائــس مســيحية رسيانيــة متعــددة‬ ‫ككنيســة الرسيــان األرثوذكــس والكاثوليــك‬ ‫والكنيســة الكلدانيــة وكنيســة املــرق‪ .‬كــا‬ ‫يتميــزون بلغتهــم األم الرسيانيــة وهــي لغــة‬ ‫ســامية شــالية رشقيــة نشــأت كإحــدى لهجــات‬ ‫اآلراميــة يف مدينــة الرهــا‪.‬‬ ‫يعتقــد اآلشــوريون‪،‬الكلدان‪،‬الرسيان بانحدارهــم‬ ‫مــن عــدة حضــارات قدميــة يف الــرق األوســط‬ ‫أهمهــا اآلشــورية واآلراميــة‪ .‬كــا يعتــرون مــن‬ ‫أقــدم الشــعوب التــي اعتنقــت املســيحية وذلــك‬ ‫ابتــدا ًء مــن القــرن األول امليــادي‪ ،‬فســاهموا يف‬ ‫تطــور هــذه الديانــة نرشهــا يف مناطــق آســيا‬ ‫الوســطى والهنــد والصــن‪ .‬وعملــت االنقســامات‬ ‫الكنيســية التــي حلــت بهــم عــى انفصالهــم إىل‬ ‫رشقيــن (آشــوريون وكلــدان) وغربيــن (رسيــان)‬ ‫كــا حدثــت اختالفــات لغويــة بــن الرسيانيــة‬ ‫الخاصــة باملشــاركة وتلــك الغربيــة‪ .‬كــا‬ ‫ســاهموا يف ازدهــار الحضــارة العربيــة اإلســامية‬ ‫يف بــاد املــرق وخاصــة يف عهــد الدولــة األموية‬ ‫والعباســية‪.‬‬ ‫المجازر بحق اآلشوريين ‪:‬‬ ‫حلــت املجــازر بهــم ابتــداء بتيمورلنــك يف القــرن‬ ‫الرابــع عــر مــرورا ً ببــدر خــان بدايــة القــرن‬ ‫التاســع عــر أدت إىل تناقــص أعدادهــم كــا‬ ‫تقلــص عددهــم بأكــر مــن النصــف بســبب‬ ‫املذابــح اآلشــورية عشــية الحرب العامليــة األوىل‪.‬‬ ‫وشــهد النصــف الثــاين مــن القــرن العرشيــن‬ ‫هجــرة العديــد منهــم إىل دول أوروبــا وأمريــكا‪،‬‬ ‫كــا أدت حــرب الخليــج الثالثــة واالنفــات‬ ‫األمنــي الــذي تبعهــا إىل تقلــص أعدادهــم‬ ‫بشــكل كبــر يف العــراق بعــد نــزوح مئــات‬ ‫اآلالف منهــم إىل دول الجــوار وخاصــة ســوريا‪.‬‬ ‫بنهايــة الحــرب العامليــة األوىل أضحــى معظــم‬ ‫اآلشــوريني والكلــدان نازحــن بالعــراق بينــا‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد (‪2015-03-02 - )140‬‬

‫نــزح مــا تبقــى مــن الرسيــان إىل ســوريا ولبنــان‪.‬‬ ‫وبعــد اســتقالل العــراق ســنة ‪ 1933‬رست‬ ‫إشــاعات أن اآلشــوريني الذيــن اســتوطنوا يف‬ ‫الســهل الواقــع بــن دهــوك وســهل نينــوى‬ ‫يســعون لالنفصــال مــن العـراق فنفــي بطريــرك‬ ‫كنيســة املــرق اآلشــورية إىل قــرص وقــام‬ ‫الجيــش العراقــي بالتعــاون مــع عشــائر كرديــة‬ ‫بالهجــوم عــى تلــك املناطــق وتدمــر القــرى‬ ‫اآلشــورية فيهــا وكان أهمهــا يف ‪ 7‬آب ‪1933‬‬ ‫عندمــا هوجمــت بلــدة ســميل وقتــل حــوايل‬ ‫‪ 3,000‬مــن ســكانها يف الحــدث الــذي عــرف‬ ‫مبجــزرة ســميل‪.‬‬ ‫فرضــت القوميــة العربيــة عليهــم إال أنهــم‬ ‫متتعــوا بحقــوق دينيــة واســعة يف ظــل حكومتي‬ ‫صــدام حســن يف العــراق وحافــظ األســد يف‬ ‫ســوريا‪.‬‬ ‫أدت الخالفــات واالنقســامات الكنســية والتباعد‬ ‫الجغــرايف النســبي بــن أتبــاع هــذه االثنيــة‬ ‫إىل نشــوء عــدة تســميات لهــم‪ .‬ولعــل أهمهــا‬ ‫اآلشــوريون والكلــدان والرسيــان و اآلراميــون‪.‬‬ ‫\‬ ‫د‬ ‫في سوريا والعراق ‪:‬‬ ‫يشــكل الكلــدان الرسيــان اآلشــورين األغلبيــة‬ ‫الســاحقة مــن ســكان العــراق املســيحيني‬ ‫يرتكــزون يف ســهل نينــوى‪ ،‬أمــا يف ســوريا‬ ‫فيتواجــدون بشــكل ملحــوظ يف أقــى شــال‬ ‫رشق ســوريا مبدينــة القامشــي والقــرى التابعــة‬ ‫لهــا وكذلــك يف حلــب ودمشــق‪ .‬ويشــكلون‬ ‫حــوايل ثلــث مســيحيي ســوريا ويتبــع أغلبهــم‬

‫الكنيســة الرسيانيــة األرثوذكســية كــا أن هنــاك‬ ‫تواجــد للكلــدان واآلشــوريني وخاصــة مــن‬ ‫الذيــن نزحــوا مــن الع ـراق‪ .‬بالرغــم مــن عــدم‬ ‫وجــود إحصائيــات رســمية عــن أعدادهــم غــر‬ ‫أن معظــم املصــادر تقدرهــم بحــوايل ‪800,000‬‬ ‫يضــاف إليهــم أكــر مــن ‪ 200,000‬الجــيء‬ ‫عراقــي أي مايقــارب املليــون يف ســوريا والعـراق‪.‬‬ ‫اآلشوريون اليوم‪:‬‬ ‫مــع فــرض تنظيــم الدولــة اإلســامية ســيطرتها‬ ‫عــى أجـزاء واســعة مــن العـراق وخاصــة نينــوى‬ ‫معقــل اآلشــوريني أدى ذلك لتهجريهــم أو دخول‬ ‫البعــض يف اإلســام عنــوة ويف تصعيــد مــن قبــل‬ ‫التنظيــم قــام األخــر بهــدم متحــف نينــوى‬ ‫الــذي يضــم متاثيــل آشــورية القــت صــدى‬ ‫عامليـاً فالبعــض اعتربهــا أصنــام عبــادة تســتحق‬ ‫التدمــر وآخــرون اتجهــوا إىل أنهــا ت ـراث وإرث‬ ‫ثقــايف يخلــد حضــارة كانــت قامئــة‪.‬‬ ‫ويف الحســكة نــزح مئــات املســيحيني اآلشــوريني‬ ‫الســوريني إىل مدينــة القامشــي يف محافظــة‬ ‫الحســكة (شــال رشق البــاد) بعــد ســيطرة‬ ‫تنظيــم الدولــة اإلســامية عــى قراهــم يف‬ ‫منطقــة الخابــور باملحافظــة نفســها‪.‬‬ ‫وكشــفت «الشــبكة اآلشــورية لحقــوق اإلنســان»‬ ‫عــن مفاوضــات ت ُجــرى حاليــا إلطــاق رساح‬ ‫رهائــن مــن اآلشــوريني الســوريني لــدى تنظيــم‬ ‫الدولــة‪ .‬وقــدرت الشــبكة عــدد الرهائــن بنحــو‬ ‫مائتــن‪ ،‬بينهــم نســاء وأطفــال وتــم مؤخــرا‬ ‫اإلفـراج عــن ‪ 21‬آشــوري بعــد مفاوضــات دوليــة‬ ‫مــع التنظيــم‪.‬‬

‫‪syriaoxygen.com‬‬


‫احتياجات وصراعات النمو الطبيعية‬ ‫لدى األطفال‬ ‫أ‪ .‬أحمد شيخاني | أوكسجين‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد (‪2015-03-02 - )140‬‬

‫بالتطــور ومعهــا يتطــور مفهــوم «أنــا»‬ ‫واســتخدامها‪ .‬ويف هــذا العمــر أيضــاً‪ ،‬يطــور‬ ‫األطفــال أيضــا تحك ـاً متزايــدا ً عــى الوظائــف‬ ‫الجســدية‪.‬‬ ‫األثــر النفســي االجتماعــي ألوضــاع األزمــات علــى‬ ‫األطفــال فــي هــذا العمــر‪ :‬يســتمر األثــر الكبــر‬ ‫للحالــة النفســية لــأم والراشــدين اآلخريــن‬ ‫عــى األطفــال‪ ،‬ولكــن نشــوء معرفتهــم بالخطــر‬ ‫– كــا يعـ ّـر عنــه الراشــدون واألطفــال الكبــار‬ ‫– ســيمنحهم أيض ـاً إحساس ـاً بالخــوف والقلــق‪.‬‬ ‫المرحلة الثالثة‪ :‬الطفولة المبكرة (‪-3‬‬ ‫‪ 6‬سنوات)‬ ‫املبــادرة مقابــل الذنــب يف هــذه املرحلــة‪،‬‬ ‫يعتمــد األطفــال كثـرا ً عــى الراشــدين وعاملهــم‬ ‫الخارجــي لتوفــر التجــارب التــي تحفــز‬ ‫تطورهــم‪ .‬وهــم بحاجــة للثقــة الختبــار حــدود‬ ‫الحريــة الفرديــة واملســؤولية الجامعيــة‪ ،‬والخيال‬ ‫والواقــع‪ ،‬واألمــور الجيــدة واملســموحات‪ .‬ويف‬ ‫هــذه املرحلــة أيض ـاً تصبــح املهــارات الفكريــة‬ ‫واللغــة أكــر تعقيــدا ً‪ ،‬ويبــدأ األطفــال بفهــم‬ ‫الواقــع االجتامعــي لعاملهــم وقبولــه‪.‬‬ ‫األثــر النفســي االجتماعــي ألوضــاع األزمــات فــي‬ ‫الطفولــة المبكــرة‪ :‬يــدرك األطفــال أن هنــاك‬ ‫«مشــاكل» ولكنهــم ال يســتطيعون فهــم‬ ‫طبيعتهــا ومعناهــا بالكامــل‪ .‬وميكــن لألحــداث‬ ‫املثــرة للتوتــر أن تعرقــل التطــور الفكــري أو‬ ‫العاطفــي‪ ،‬وينعكــس هــذا األثــر عــى ســلوك‬ ‫األطفــال ولعبهــم‪ ،‬فقــد يصبحــون انســحابيني‬ ‫بأهلهــم أو‬ ‫أو متشــبثني‬ ‫عدوانيــن‬

‫‪oxygen-sy.com‬‬

‫مجتمع‬

‫املهمــة الرئيســ ّية يف تقديــم ال ّدعــم لألطفــال‬ ‫الذيــن شــهدوا ظروفـاً صعبــة هــو توفــر جميــع‬ ‫حاجاتهــم‪ ،‬حتــى يشــعر األطفــال بأنهــم ذوو‬ ‫قيمــة وأصحــاب قــدرات إيجاب ّيــة تســمح لهــم‬ ‫بــأن ينظــروا إىل املســتقبل بعــ ٍن متفائلــة‪ .‬إ َّن‬ ‫تنــص‬ ‫هــذه املهمــة تتطابــق متا ًمــا مــع مــا ُّ‬ ‫عليــه نظريــة «إيريــك إريكســون» النفســية‬ ‫االجتامعيــة‪ .‬وسنســتفيض يف رشح هــذه‬ ‫النظريّــة ألهميتهــا البالغــة‪ ،‬وخاصــة لألشــخاص‬ ‫الراغبــن يف تقديــم الدعــم لألطفــال‪.‬‬ ‫ـي‪:‬‬ ‫نظريــة إريكســون يف النمــو النفـ ّ‬ ‫ـي االجتامعـ ّ‬ ‫يفــرض عــامل النفــس إيريــك إيركســون مــن‬ ‫ُ‬ ‫خــال نظريتــه النفســيّة اإلجتامعيّــة‪ ،‬التــي‬ ‫ت ُعتــر مــن أهــم النظريــات يف تفســر عمل ّيــة‬ ‫ال ّنمــو عنــد اإلنســان منــذ الــوالدة وحتــى‬ ‫الشّ ــيخوخة‪ .‬والتــي تســتن ُد عــى فكــر ٍة أساسـ ّية‬ ‫وهــي أ َّن األشــخاص يتأثــرون بالعديــد مــن‬ ‫الضغوطــات النفس ـ ّية واالجتامع ّيــة والتّــي مــن‬ ‫شــأنها يف األحــوال العاديّــة تحفيــز الّنضــج‬ ‫والّتط ـ ّور لــدى اإلنســان‪ .‬ويــرى إيريكســون أ َّن‬ ‫ـي مي ـ ُّر مبراحــل ع ـ ّدة‬ ‫تط ـ ّور اإلنســان االجتامعـ ّ‬ ‫كل واحــدة منهــا حــول أزمــة نفس ـيّة‬ ‫تتمحــور ُّ‬ ‫يتوجــب إيجــاد الحــل املناســب لهــا‪ .‬فــإذا ت ـ َّم‬ ‫التّعامــل مــع هــذه األزمــة بالشــكل الســليم‬ ‫اســتطاع اإلنســان أن يبلــ َغ املرحلــة التّاليــة‬ ‫بسالس ـ ٍة وأمــان‪ .‬أمــا إذا مل تتوفــر لــه العوامــل‬ ‫املالمئــة فــإ َّن هــذا قــد يؤثــر ســلباً عــى تط ـ ّور‬ ‫شــخصيته‪ ،‬مبي ّنــاً أ َّن عمليــة التّطــ ّور وال ّنمــو‬ ‫أي‬ ‫ال تنتهــي‪ ،‬فهــي عمل ّيــة مســتمرة‪ ،‬وبــأ َّن َّ‬ ‫موضــوع أو ( إشــكال ّية النمــو) ال يت ـ ُّم التّعامــل‬ ‫أي مــن مراحــل ال ّنمــو‪ ،‬فإنّهــا قــد‬ ‫معهــا خــال ٍّ‬ ‫تطفــو عــى الســطح كمشــكلة خــال مرحلــة‬ ‫أخــرى مســببة الكثــر مــن املعانــاة‪ .‬وبينــا قــد‬ ‫تؤثــر الثقافــة عــى العديــد مــن أوجــه الحالــة‬ ‫النامئيــة‪ ،‬إالّ أن هنــاك عوامــل مشــركة متيّــز‬ ‫مراحــل التطــور لــكل األطفــال تقريبــاً‪.‬‬ ‫المرحلة األولى‪ :‬من الوالدة وحتى ‪18‬‬ ‫شهراً‬ ‫الثقــة مقابــل عــدم الثقــة يعتمــد الرضّ ــع عــى‬ ‫الراشــدين يف كل احتياجاتهــم‪ ،‬ويحتاجــون إىل‬ ‫تطويــر إحســاس باألمــان يــأيت مــن إنشــاء عالقــة‬ ‫آمنــة وحاضنــة مــع مقدمــي الرعايــة األساســيني‪،‬‬

‫وهــي عمليــة تعــرف باالرتبــاط‪ .‬ويتحقــق‬ ‫االرتبــاط مــن خــال تخفيــف مقدمــي الرعايــة‬ ‫للتوتــر الــذي يشــعر بــه الرضيــع نتيجــة للجــوع‬ ‫والعطــش والــرد واألمل‪ ،‬ومــن خــال االتصــال‬ ‫الجســدي مثــل الضــم والهدهــدة والرتبيــت‪.‬‬ ‫ولعالقــات الرضّ ــع األوىل أهميــة كبــرة يف‬ ‫تطورهــم النفــي‪.‬‬ ‫يف األشــهر الثامنيــة عــر األوىل مــن الحيــاة‬ ‫يتطــور دمــاغ الرضيــع برسعــة كبــرة‪ .‬ويتــم‬ ‫تشــجيع وتعزيــز تطــور الوظائــف الدماغيــة‬ ‫والحركيــة مــن خــال التحفيــز البــري‬ ‫والســمعي املســتمر‪ ،‬مثــل الحديــث مــع الطفــل‬ ‫والغنــاء لــه وتشــجيعه عــى التحــرك بحريــة‬ ‫مــن خــال الحبــو‪.‬‬ ‫األثــر النفســي االجتماعــي ألوضــاع األزمــات علــى‬ ‫الرضــع‪ :‬الحالــة العاطفيــة لــأم والراشــدين‬ ‫اآلخريــن املحيطــن بالطفــل‪ ،‬وليــس الحــدث‬ ‫بحــد ذاتــه‪ ،‬ســيكون لهــا أثــر مهــم عــى الرضيع‪.‬‬ ‫المرحلة الثانية‪ :‬سنة ونصف إلى‬ ‫ثالث سنوات‬ ‫االســتقاللية مقابــل الشــعور بالخجــل يســتمر‬ ‫تطــور الدمــاغ ويبــدأ نشــوء العمليــات الفكريــة‬ ‫األساســية مــن خــال حــواس اللمــس والبــر‬ ‫والشــم والســمع خــال هــذه الفــرة‪ .‬ومــن‬ ‫املهــم أن يط ـ ّور األطفــال شــعورا ً بالقــدرة عــى‬ ‫القيــام ببعــض األمــور بأنفســهم‪ .‬أمــا الخطــوة‬ ‫النفســية والجســدية األهــم يف هــذا العمــر‪،‬‬ ‫فهــي االنفصــال التدريجــي عــن األم‪ ،‬حيــث‬ ‫يبــدأ الطفــل باللعــب بشــكل مســتقل وحــده‬ ‫ومــع اآلخريــن‪ ،‬ويشــمل هــذا‬ ‫لعبــة الخيــال (وهــي مامرســة‬ ‫للمهــارات االجتامعيــة)‪ .‬كــا‬ ‫تبــدأ اللغــة‬

‫‪11‬‬


‫‪12‬‬

‫معمرون سوريون ‪..‬‬ ‫الجؤون يحلمون بالموت في سوريا‬

‫قصة خبرية‬

‫أوكسجين‬ ‫ُولــدوا منــذ أكــر مــن ‪ 100‬عــام؛ بعضهــم يتحرس‬ ‫عــى املــايض‪ .‬والبعــض اآلخــر يصـ ّـي مــن أجــل‬ ‫الســام؛ ويحلــم كثــرون بالعــودة إىل ديارهــم‬ ‫ملــرة أخــرة قصصهــم الناجــون األكــر س ـ ّناً مــن‬ ‫الحــرب الســورية‪ .‬رجــال ونســاء وأجــداد وأزواج‬ ‫كل منهــم املئــة عــام‪،‬‬ ‫وزوجــات‪ .‬يفــوق ســ ّن ٍّ‬ ‫وهــم يعيشــون بعيــدا ً عــن منازلهــم‪.‬‬ ‫كل‬ ‫امل ُع ّمــرون الذيــن نق ـ ّدم ملح ـ ًة موجــز ًة عــن ٌّ‬ ‫منهــم يف مــا يــي‪ ،‬هــم مــن بــن أكــر الالجئــن‬ ‫الســوريني ســناً‪ .‬ومبــا أنّهــم ولــدوا منــذ مــا يزيــد‬ ‫عــن املئــة عــام‪ ،‬فقــد عاشــوا الحربـ ْـن العامل َيتَـ ْـن‪.‬‬ ‫واليــوم‪ ،‬ومــع معايشــتهم رصاع ـاً وحشــياً آخــر‬ ‫بــدأ منــذ ثالثــة أعــوام ونصــف‪ ،‬فإنهم يشــعرون‬ ‫بالقلــق عــى أحفادهــم وعــى مســتقبل ســوريا‪.‬‬ ‫اعتــادت (دغــا ‪ 101‬أعــوام) أن تــريت املالبــس‬ ‫وهــي تســمع صــوت القذائــف التــي تســقط‬ ‫يف ســوريا مــن مــأوى عائلتهــا يف شــال لبنــان‪.‬‬ ‫تعــاين اليــوم مــن شــللٍ جــزيئ جالســة بهــدوء‬ ‫عــى التلــة ومحاولــ ًة معرفــة املنطقــة التــي‬ ‫تنطلــق منهــا القذائــف يف بالدهــا‪..‬‬ ‫ومبــا أنّهــا تعــاين اليــوم مــن شــللٍ جــزيئ‪ ،‬ال‬ ‫تقــوى إال عــى الضغــط عــى أيــدي أفــراد‬ ‫عائلتهــا واألصدقــاء الذيــن يأتــون ليق ّبلوهــا ‪.‬‬ ‫وتقــول دومــاً»ال تدفنونــي فــي مــكان آخــر عندمــا‬ ‫أمــوت‪ ..‬ادفنونــي فــي ســوريا أرجوكــم ِعدونــي بــأن‬ ‫تدفنونــي فــي بــادي» وتقــول فاطمــة حفيــدة‬ ‫دغــا‪« :‬خوفهــا الوحيــد هــو أن متــوت يف لبنــان‬ ‫وتدفــن فيهــا‪.‬‬ ‫تغــر الكثــر منــذ ‪ 45‬عام ـاً عندمــا زارت حامــدة‬ ‫‪ 106‬أعــوام‪ ،‬لبنــان للمــرة األخــرة‪ .‬فقــد تــويف‬ ‫زوجهــا الــذي أقامــت معــه يف بلــدة بــر اليــاس‬ ‫يف ســهل البقــاع‪ ،‬وفقــدت برصهــا‪ .‬واليــوم‪ ،‬ومــع‬ ‫اســتمرار الحــرب يف ســوريا‪ ،‬أصبحــت حامــدة‬ ‫الجئــة‪.‬‬ ‫تقــول حامــدة مــن املنــزل الصغــر املســتأجر‬ ‫الــذي تتقاســمه حاليــاً مــع ابنهــا األصغــر‬ ‫ّ‬ ‫وعائلتــه‪« :‬لعــل اللــه ســلبني بصــري قبــل أن أرى‬ ‫الدمــار فــي بــادي»‪.‬‬ ‫وتــردف «حتّــى لــو انتهــت الحــرب وأعدنــا بناء‬ ‫منازلنــا‪ ،‬مثــة أشــياء أخــرى كثــرة لــن نســتطيع‬ ‫إعــادة بنائهــا‪».‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد (‪2015-03-02 - )140‬‬

‫دغا‪ ،‬مئة ّ‬ ‫وعام‬ ‫أُجــرت حامــدة عــى العــودة إىل بــر اليــاس‬ ‫بعــد أن ُد ّمــرت قريتهــا القريبــة مــن الحــدود‬ ‫اللبنانيــة الســورية‪« .‬يف البدايــة‪ ،‬ك ّنــا نســمع‬ ‫القصــف مــن بعيــد‪ ،‬ولكنــه طــاول قريتنــا يف‬ ‫غضــون بضعــة أســابيع‪ .‬لهــذا الســبب فررنــا»‪.‬‬ ‫انقلــب عاملهــا رأســاً عــى عقــب بــن ليلــة‬ ‫وضحاهــا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وتقــول حامــدة‪« :‬حتــى لــو انتهــت الحــرب وأعدنــا‬ ‫بنــاء منازلنـا‪ ،‬فثمــة أشــياء كثيــرة أخــرى لــن نســتطيع‬ ‫بناء هـا‪ .‬لــم ينقســم الســوريون يومــا‪ ،‬ولكــن لألســف لــن‬ ‫يعــود الوضــع يومــا إلــى ســابق عهــده»‪.‬‬ ‫ُمنيــت (ســعدى ‪ 102‬عــام) بخســار ٍة كبــر ٍة يف‬ ‫ســنواتها التــي تخطــت املئــة بعامــن‪ ،‬ولك ّنهــا ال‬ ‫ت ـزال تحافــظ عــى رباطــة جأشــها بفضــل مــن‬ ‫حولهــا مــن أفــراد عائلتهــا وجريانهــا‪ ،‬يف ســهل‬ ‫البقــاع يف لبنــان‪ .‬فقــد تــو ّيف ســبعة مــن أوالدهــا‬ ‫العــرة‪ ،‬كــا فقــدت زوجهــا واآلن منزلهــا‪.‬‬ ‫ولك ّنهــا اليــوم محاطــة بعائلتهــا وجريانهــا يف‬ ‫ســهل البقــاع يف لبنــان‪ ،‬وتحافــظ عــى رباطــة‬ ‫جأشــها مــن خــال اســتعادة ذكريــات األيــام‬ ‫الجميلــة التــي قضتهــا يف ســوريا‪ .‬وتقــول‪« :‬لــم‬ ‫يكــن ألي شــخص الوقــت الفتعــال الحــروب فــي ذلــك‬ ‫ّ‬ ‫الحيــن‪ .‬كنــا نســتيقظ قبــل طلــوع الفجــر ونذهــب‬ ‫للعمــل فــي الحقــول‪ .‬وفــي نهايــة اليــوم‪ ،‬كان التعــب‬ ‫يأخــذ منــي كل مأخــذ فأغفــو علــى ظهــر الحمــار فــي‬ ‫الطريــق إلــى المنــزل»‪.‬‬ ‫يف البدايــة‪ ،‬تــرددت ســعدى يف املغــادرة‪ ،‬وحتــى‬ ‫عندمــا بــدأ القصــف‪ ،‬اســتمرت ببســاطة باتّبــاع‬ ‫روتينهــا اليومــي‪ .‬وأخــرا ً‪ ،‬نجــح حفيدهــا يف‬ ‫إقناعهــا بالفــرار‪ ،‬ولكــن بعــد أن وعدهــا بــأن‬ ‫يعيــد جثامنهــا إىل ســوريا ويدفنهــا بالقــرب‬

‫مــن أخيهــا عندمــا تحــن ســاعتها‪ .‬فقــد صعــب‬ ‫عليهــا تــرك منزلهــا تقــول ســعدى‪« :‬لــوال‬ ‫مســاعدة المفوضيــة‪ ،‬لمتنــا جميعــا مــن الجــوع هن ـا‪.‬‬ ‫ولكــن الطعــام ليــس الحاجــة الوحيــدة لإلنســان‪ ،‬فهــو‬ ‫يحتــاج إلــى التفاعــل مــع أشــخاص آخريــن ليشــعر أنــه‬ ‫مــا زال إنســانًا وأنــه ليــس مجــرد رقــم»‪.‬‬ ‫اضُ طــرت (بهيــرة ‪ 100‬عــام)‪ ،‬للفــرار إىل‬ ‫العاصمــة اللبنانيــة بــروت مــع عائلتهــا يف‬ ‫العــام املــايض‪ ،‬وقــد فقــدت األمــل بالعــودة إىل‬ ‫ســوريا‪ .‬تجلــس بهــرة عــى كرســيها البالســتييك‬ ‫املتهالــك عــى رشفــة يف الطابــق الرابــع‪ ،‬وتنظــر‬ ‫إىل مدينــة بــروت‪ ،‬لبنــان حيــث لجــأت العــام‬ ‫املــايض وتقــول بحــزن ناظــر ًة إىل الشــوارع غــر‬ ‫املألوفــة يف األســفل‪« :‬ســوريا تحفــة فنيــة خلقهــا‬ ‫اللــه‪ .‬شــعور رائــع يخالجــك لرؤيتهــا»‪ .‬تتســاءل دوماً‬ ‫‪»:‬هــل مــن نقــاط تفتيــش؟ هــل ميكننــا العــودة‪،‬‬ ‫هــل ميكننــا أن نغــادر اليــوم؟‪ .‬يحيــط ببهــرة‬ ‫أبناؤهــا وأحفادهــا وأبنــاء أحفادهــا‪ -‬وعددهــم‬ ‫كبــر‪ .‬يف سـ ّنها‪ ،‬يفــرض أن تســتمتع بحياتهــا مــع‬ ‫هــذه العائلــة الكبــرة واملح ّبــة‪ .‬ولك ّنهــا تشــعر‬ ‫بــأىس كبــر عــى وطنهــا‪ .‬وبالرغــم مــن أنّهــا‬ ‫ال تشــكو‪ ،‬يقــول ابنهــا إنّــه يســتيقظ أحيانــاً‬ ‫يف منتصــف الليــل فرياهــا تبــي وحدهــا عــى‬ ‫األريكــة‪ .‬ويقــول‪« :‬تســألنا دومـاً عــن أقاربنــا يف‬ ‫ســوريا‪ ،‬وعــا إذا فُتــح طريــق القريــة‪ .‬تريــد أن‬ ‫تعــرف مــا إذا كان مثــة نقــاط للتفتيــش وإذا كان‬ ‫بإمكاننــا العــودة واملغــادرة اليــوم؟»‬ ‫ع ّمــرت (خالديــة‪ 103 ،‬أعــوام)‪ ،‬تســكن يف منــزل‬ ‫ابنهــا املســتأجر يف شــال لبنــان‪ ،‬أكــر مــن‬ ‫أشــقائها جميعهــم‪ .‬وقــد فــرت مــن ســوريا منــذ‬ ‫عامــن‪ .‬لــدى خالديــة صــورة مفضلــة يظهــر‬

‫‪syriaoxygen.com‬‬


‫‪13‬‬

‫بهيرة‪ 100 ،‬عام‬

‫يعيــش (مفلــح ‪ 103‬أعــوام)‪ ،‬يف لبنــان مــع العائلة‬ ‫نفســها التــي أنقذهــا منــذ ســت ســنوات‪ .‬حــاول‬ ‫العــودة إىل ســوريا مرتَـ ْـن‪ ،‬واليــوم يحصــد مفلــح‬ ‫مــا زرع؛ فبعــد أن اســتضاف عائلــة مــن الالجئني‬ ‫مــن لبنــان يف حــرب العــام ‪ 2006‬مــع إرسائيــل‪،‬‬ ‫لجــأ اآلن إىل هــذه العائلــة نفســها‪ .‬ويقــوم بــال‬ ‫الــذي كان ال يـزال طفـاً عندمــا لجــأت عائلتــه‬ ‫إىل بيــت مفلــح يف ســوريا‪ ،‬باالعتنــاء مبفلح طوال‬ ‫الوقــت‪ .‬ولكــن مفلــح فقــد األمــل بالعــودة إىل‬ ‫ســوريا حيــث قُتــل طفــان مــن أبنــاء أحفــاده‬ ‫جـراء القصــف‪ .‬حــاول الهــرب مرتَـ ْـن حتــى إنــه‬ ‫يحمــل بطاقــة هويتــه الصــادرة منــذ ‪ 70‬عام ـاً‬ ‫ر قائــاً‪« :‬ســأعود إلــى‬ ‫يف جيــب قميصــه‪ .‬ويــ ّ‬ ‫ســوريا‪ ،‬لــذا يجــب أال أضيعهــا»‪.‬‬ ‫كانــت (فطومــة ‪ 102‬عــام)‪ ،‬األكــر نشــاطاً يف‬ ‫قريتهــا يف ســوريا قبــل أن ت ُضطــر إىل الفــرار‬ ‫يف العــام ‪ .2013‬واليــوم‪ ،‬تعــاين فطومــة التــي‬ ‫تعيــش كالجئــة يف لبنــان مــن حالــة صحيــة‬ ‫ســيئة‪.‬فطومة أشــبه بأســطورة يف قريتهــا وطاملــا‬ ‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد (‪2015-03-02 - )140‬‬

‫يقــول (أحمــد ‪ 102‬عــام)‪« :‬يقولــون إ ّن اللــه ميـ ّد‬ ‫كنــت أمت ّنــى‬ ‫بعمــرك إذا كان يح ّبــك‪ .‬ولك ّننــي‬ ‫ُ‬ ‫لــو أنّــه مل يح ّبنــي إىل هــذا الح ّد»‪.‬يقــول أحمــد‬ ‫مــن مــأواه البالســتييك يف ســهل البقــاع‪« :‬كنــت‬ ‫ّ‬ ‫أتمنــى لــو أننــي لــم ِأعــش ألرى بــادي مدمــرة»‪.‬‬ ‫ـباب صحيــة بعــد‬ ‫هــرب أحمــد مــن ســوريا ألسـ ٍ‬ ‫أن حالــت الحــرب دون خضوعــه لجراحــة‬ ‫الربوســتات التــي كان يحتــاج إليهــا‪ .‬وهــو حاليـاً‬

‫مفلح‪ 103 ،‬أعوام‬

‫‪oxygen-sy.com‬‬

‫قصة خبرية‬

‫فيهــا أخواهــا التوأمــان واقفــن بجانــب والدتهام‬ ‫وممســكني بي َديْهــا‪ .‬وبالرغــم مــن أن أخ َويْهــا‬ ‫توفيــا ومــن أن الصــورة فقــدت يف عجلــة فرارهــا‬ ‫كل صبــاح‪.‬‬ ‫مــن ســوريا‪ ،‬فهــي ال تـزال تتخيلهــا ّ‬ ‫وصلــت خالديــة إىل لبنــان منــذ عامــن‪ ،‬وال تـزال‬ ‫يف حالــة عقليــة جيــدة‪ ،‬حيــث أنّهــا تســتطيع‬ ‫ــي عــر وأحفادهــا‬ ‫تــاوة أســاء أبنائهــا االث َن ْ‬ ‫الثالثــن‪ ،‬فضـاً عــن عـ ّدة مــن أبنــاء أحفادهــا‪.‬‬ ‫ومبــا أنّهــا تعيــش مــع عائلــة ابنهــا‪ ،‬فقــد رجتهــم‬ ‫بيــع خاتــم زواجهــا لتغطيــة نفقاتهــم‪ ،‬ولك ّنــم‬ ‫رفضــوا‪.‬‬

‫تفوقــت عــى الرجــال يف االهتــام بالحقــول‪.‬‬ ‫وتقــول ضاحكـةً‪« :‬كان الرجــال يحصــدون رقعــة‬ ‫واحــدة بينــا أحصــد أربــع رقــع يف املقــدار‬ ‫نفســه مــن الوقــت‪».‬‬ ‫فــرت فطومــة مــن شــال ســوريا إىل لبنــان يف‬ ‫أوائــل العــام ‪ 2013‬عــى مــن حافلــة مــع ابنهــا‬ ‫محمــد‪ ،‬وعمــره ‪ 66‬عام ـاً‪ ،‬وزوجتــه وأطفالهــا‬ ‫الخمســة‪ .‬واليــوم‪ ،‬تشــعر باملــرض الشــديد‬ ‫ولك ّنهــا ال تعــرف الســبب‪ .‬تقــول‪« :‬ال ميكــن‬ ‫لألطبــاء معالجــة املــرض الــذي أعــاين منــه»‪.‬‬

‫عاجــز عــن العــودة‪« .‬ســوريا هــي وطنــي وبلــدي‬ ‫وأنــا أعبــد ترابه ـا‪ ،‬ولكــن فــي الوقــت الحالــي فـ ّـإن‬ ‫المــكان الوحيــد الــذي أســتطيع أن أدعــوه وطنــا‪ ،‬هــو‬ ‫هــذه الخيمــة الصغيــرة»‪.‬‬ ‫عــى الرغــم مــن ذلــك‪ ،‬يســتمد أحمــد القــوة‬ ‫مــن ذكرياتــه وعائلتــه‪ .‬فلديــه ‪ 11‬ولــدا ً وعــددا ً‬ ‫أكــر مــن األحفــاد وأبنــاء األحفــاد مبــا يفــوق‬ ‫قدرتــه عــى التذكّــر‪ .‬ويقــول ضاحــكاً‪« :‬بالطبــع‬ ‫ال أســتطيع تذك ـ ّر أســاءهم جميع ـاً»‪.‬‬ ‫تقــول (تمــام ‪ 104‬أعــوام)‪« :‬أنــا أشــعر باألســى علــى‬ ‫حــال أحفــادي وأبنــاء بلــدي‪ .‬لقــد ُد ّمــر مســتقبلهم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أنــا عشــت حياتــي ولكنهــم لــن يتمكنــوا مــن عيــش‬ ‫حياتهــم»‪.‬‬ ‫يف العــام املــايض‪ ،‬هربــت متــام مــع ابنهــا إىل‬ ‫ســهل البقــاع يف لبنــان‪« .‬يســتمع أحفــادي‬ ‫إىل األخبــار ويســألونني»حبيبة مــا معنــى ُّالســنة‬ ‫والشــيعة؟ فهــم ال يعرفــون‪ .‬لــم نكــن نتنــاول هــذه‬ ‫ّ‬ ‫األمــور قــط‪ .‬كنــا جميعــا ســوريين وكان هــذا كافيــا‬ ‫بالنســبة إلينــا»‪.‬‬ ‫ليــس لكبــار الســن الضعفــاء‪ ،‬متام ـاً كالالجئــن‬ ‫الســوريني األصغــر ســ ّناً‪ ،‬القــدرة عــى الهــرب‬ ‫والـراع مــن أجــل إعــادة بنــاء حياتهــم بعــد أن‬ ‫اســتُؤصلوا مــا يألفونــه‪ .‬قــام عــرات اآلالف‬ ‫بالرحلــة املحفوفــة باملخاطــر إىل بــر األمــان‬ ‫وهــم عاجــزون وضعفــاء‪ ،‬محاولــن الهــرب مــن‬ ‫يقســم‬ ‫العنــف واالضط ـراب االجتامعــي الــذي ّ‬ ‫بالدهــم‪ .‬حتــى إن بعضهــم حــاول البقــاء خوفـاً‬ ‫ن املــوت يف بــاد اللجــوء‪.‬‬


‫‪14‬‬

‫القمل أنواعه وعالجه‬

‫إعداد مجلة أوكسجين‬

‫القمــل هــو عبــارة عــن حـرات صغــرة تعيــش‬ ‫عــى جســم االنســان وتتغــذى عــى دمــه‪.‬‬ ‫عندمــا تعيــش وتتكاثــر اعــداد كبــرة مــن هــذه‬ ‫الح ـرات عــى جســم االنســان تســمى هــذه‬ ‫الظاهــرة «االحتشــار ‪ /‬العــدوى بالطفيليــات»‬ ‫(‪.)Infestation‬‬ ‫هنالــك انــواع معروفــه مــن القمــل تعيــش‬ ‫عــى جســم االنســان‪:‬‬

‫قمــل الــراس‪ :‬يتواجــد هــذا النــوع مــن القمــل‬ ‫يف شــعر الــراس‪ ،‬وخاصــة يف القفــا (مؤخــرة‬ ‫الرقبــة) وخلــف االذنــن‪ .‬ينتــر هــذا النــوع‬ ‫مــن القمــل لــدى االطفــال‪ ،‬وخاصــة اطفــال‬ ‫الحضانــات واملــدارس يف املرحلــة االبتدائيــة‪.‬‬ ‫كــا يصــاب البالغــون ايضــا بهــذا النــوع مــن‬ ‫القمــل‪ ،‬وخاصــة عندمــا يســكنون ســوية مــع‬ ‫اطفــال‪.‬‬ ‫قمــل الجســم‪ :‬يعيــش القمــل مــن هــذا النــوع‬ ‫وتضــع بيوضهــا يف ثنايــا املالبــس‪.‬‬ ‫يتواجــد هــذا النــوع مــن القمل‬ ‫عــى الجســم فقــط عنــد‬ ‫حصولــه عــى الغــذاء‪.‬‬

‫أوكسجينيات‬

‫قاموس أوكسجين‬

‫منظمة الصحة العالمية‬

‫يرمــز لهــا اختصــارا ً (‪ )WHO‬لجملــة ‪World‬‬ ‫‪ Health Organization‬هــي واحــدة مــن‬ ‫عــدة وكاالت تابعــة لألمــم املتحــدة متخصصــة‬ ‫يف مجــال الصحــة‪ .‬وقــد أنشــئت يف ‪ 7‬أبريــل‬ ‫‪ .1948‬ومقرهــا الحــايل يف جنيــف‪ ،‬ســويرسا‪،‬‬ ‫وتديــر الســيدة مارغريــت تشــان املنظمــة‪.‬‬ ‫وهــي الســلطة التوجيهيــة والتنســيقية ضمــن‬ ‫منظومــة األمــم املتحــدة فيــا يخــص املجــال‬ ‫الصحــي‪ .‬وهــي مســؤولة عــن تأديــة دور‬ ‫قيــادي يف معالجــة املســائل الصحيــة العامليــة‬ ‫وتصميــم برنامــج البحــوث الصحيــة ووضــع‬ ‫القواعــد واملعايــر وتوضيــح الخيــارات‬ ‫السياســية املســندة بالب ّينــات وتوفــر الدعــم‬ ‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد (‪2015-03-02 - )140‬‬

‫العالج‪:‬‬ ‫عــاج القمــل املتبــع واالكرث تــداوال‪ ،‬هو بواســطة‬ ‫اســتعامل املراهــم‪ ،‬الكرميــات او مســتحرضات‬ ‫غســول الشــعر التي ميكن اقتناؤهــا دون الحاجة‬ ‫اىل وصفــة طبيــة يف اغلــب االحيــان‪ .‬للتخلــص‬ ‫مــن القمــل ومــن بيــض القمــل يتوجــب دهــن‬ ‫املســتحرضات عــى الجلــد والشــعر‪.‬‬ ‫الوقاية‪:‬‬ ‫ان تفحــص شــعر ال ـراس لــدى االوالد يف احيــان‬ ‫متقاربــة وبانتظــام يســاهم يف الكشــف املبكــر‬ ‫عــن االصابــة بالقمــل‪ ،‬ويتيــح بالتــايل تلقــي‬ ‫العــاج املناســب قبــل ان تنتقــل العــدوى اىل‬ ‫باقــي افـراد العائلــة‪ .‬وعنــد االصابــة بالقمل‪ ،‬فان‬ ‫عــدم االقـراب مــن الشــخص املصــاب واالمتنــاع‬ ‫عــن التالمــس معــه لفــرة طويلــة‪ ،‬مــن شــانهام‬ ‫ان يقلــا مــن خطــر االصابــة بالعدوىوتعــد‬ ‫النظافــة الشــخصية واالســتحامم الــدوري مــن‬ ‫أهــم االجــراءات الوقائيــة مــن غســل اليديــن‬ ‫بعــد الطعــام وتنــاول الشــيبس والبســكويت‬ ‫والحلــوى لــدى األطفــال واالســتحامم الجيــد‬ ‫والعنايــة بنظافــة الشــعر وغســل املالبــس‬ ‫وتعقيمهــا تحــت أشــعة الشــمس‪ ،‬فدرهــم‬ ‫وقايــة خــر مــن قنطــار عــاج‪.‬‬

‫التقنــي إىل البلــدان ورصــد االتجاهــات‬ ‫الصحيــة وتقييمها‪.‬وقــد باتــت الصحــة‪ ،‬يف‬ ‫القــرن الحــادي والعرشيــن‪ ،‬مســؤولية مشــركة‬ ‫تنطــوي عــى ضــان املســاواة يف الحصــول‬ ‫عــى خدمــات الرعايــة األساســية وعــى‬ ‫الوقــوف بشــكل جامعــي ملواجهــة األخطــار‬ ‫عــر الوطنيــة‬ ‫يحتفــل العــامل كل عــام يف ‪ 7‬نيســان بيــوم الصحــة‬ ‫العالمــي أي يف ذكــرى تأســيس املنظمة‪.‬‬ ‫مــن أهــم شــعاراتها ‪ :‬الصحــة للجميــع ‪،‬الصحــة‬ ‫جــزء أســايس مــن التنميــة البرشيــة املتطــورة‬ ‫أنشــأت مكاتــب يف كل بقــاع العــامل تنــر‬ ‫الوعــي الصحــي وتقــوم بحمــات توعيــة‬

‫وحمــات لقاحــات لألطفــال للحــد مــن انتشــار‬ ‫األوبئــة مثــل شــلل األطفــال وللكبــار أيضـاً مثل‬ ‫حملــة ال للتدخــن وأثــر األشــعة الكهرطيســية‬ ‫عــى اإلنســان موجهــة ملســتخدمي الهواتــف‬ ‫املحمولــة‪.‬‬

‫‪syriaoxygen.com‬‬


‫مخيم سروج التركي‬

‫أوكسجين‬

‫خدمات عالية وإقبال قليل‬

‫‪15‬‬

‫مخيــم رسوج الــريك خدمــات‬ ‫عاليــة وإقبــال قليــل‬ ‫أوكسجني‪.‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد (‪2015-03-02 - )140‬‬

‫الرقــة التــي ينتمــون إليهــا يف العــام‬ ‫املــايض وانتقالهــم إىل رسوج بعــد‬ ‫فقدانهــم األمــل‪.‬‬ ‫ويعتــر هــذا املخيــم‪ ،‬وهــو أحــد‬ ‫املخميــات الـــ‪ 24‬التــي شــ ّيدتها‬ ‫الحكومــة لالجئــن (حاليــاً‬ ‫‪ 230,000‬الجــئٍ ) يف جميــع أنحــاء‬ ‫تركيــا‪ ،‬بلــد ًة صغــر ًة آمنـ ًة وخاضعة‬ ‫إلدارة جيــدة‪ .‬وهــو يحتــوي عــى‬ ‫متاجــر ومطاعــم ومدرســة قيــد‬ ‫اإلنشــاء وشــبكة لتوزيــع امليــاه‬ ‫وإمــدادات كهربائيــة ومركــز رسيــة‬ ‫إطفــاء وغريهــا‪ .‬ولكــن بالرغــم مــن‬ ‫النقــاط اإليجابيــة هــذه‪ ،‬مل يكــن‬ ‫عــدد األشــخاص الذيــن انتقلــوا‬ ‫إىل مخيــم رسوج مرتفع ـاً كــا هــو‬ ‫متوقــع‪.‬‬ ‫وقــد ع ـزا مديــر املخيــم مهمتــاي‬ ‫أوزدميــر عــدم اإلقبــال إىل عــدم‬ ‫انتشــار خــر افتتــاح مخيــم رسوج‬ ‫ومرافقــه والظــروف املعيشــة‬ ‫العاليــة نســبياً التــي يق ّدمهــا يف‬ ‫صفــوف الالجئــن‪ .‬وقــال إ ّن الكثــر‬

‫مــن الالجئــن مل يكونــوا عــى‬ ‫علــمٍ بافتتــاح هــذا املخيــم قبــل‬ ‫تصميــم أحــد الكتيبــات املصــورة‬ ‫التــي ُوزعــت يف البلــدات املجــاورة‬ ‫لتشــجيع الســوريني عــى االنتقــال‬ ‫إىل املخيــم‪.‬‬ ‫تعمــل رئاســة إدارة الكــوارث‬ ‫والطــوارئ الحكوميــة التــي تديــر‬ ‫املخيــم عــى التوعيــة املجتمعيــة‬ ‫يف بلــدة رسوج ويف مدينــة أورفــا‬ ‫القريبــة لتشــجيع القــادة املحليــن‬ ‫عــى الرتويــج للمخيــم يف البلــدات‬ ‫والقــرى‪ .‬ويتوقــع أوزدميــر أ ّن‬ ‫تنجــح هــذه الجهــود ومتتلــئ‬ ‫الخيــام البالــغ عددهــا ‪7,000‬‬ ‫خيمــة بالالجئــن بحلــول شــهر‬ ‫مــارس‪/‬آذار‪ .‬وأكّــد قائــاً‪« :‬نحــن‬ ‫نأخــذ عملنــا عــى محمــل الجــ ّد‬ ‫إىل أبعــد الحــدود»‪.‬‬ ‫وتقــول ليــى الالجئــة الفــا ّرة مــن‬ ‫عــن العــرب والتــي تبلــغ مــن‬ ‫العمــر ‪ 22‬عامـاً‪« :‬أعلــم أ ّن املخيــم‬ ‫أفضــل ولك ّننــي أُفضِّ ــل البقــاء‬

‫هنــا»‪ .‬واعرتفــت ليــى وهــي‬ ‫تقــف خــارج خيمتهــا املؤقتــة‬ ‫املش ـيّدة إىل جانــب أحــد الحقــول‬ ‫مبعاناتهــا مــن األوضــاع املعيشــية‬ ‫الصعبــة الســيام عندمــا تهطــل‬ ‫األمطــار وتصبــح األرض موحلــةً‪.‬‬ ‫ولك ّنهــا أكّــدت عــى أنّهــا تشــعر‬ ‫هنــا «بالراحــة بشــكل عــا ّم» كــا‬ ‫لــو كانــت يف منزلهــا‪ .‬وأضافــت‪:‬‬ ‫«املــكان هنــا أقـ ّـل ازدحام ـاً» مــن‬ ‫املخيــم‪.‬‬ ‫بالرغــم مــن كل الجهــود الراميــة‬ ‫إىل تحســن واقــع الالجئــن يف تركيــا‬ ‫وتامــن كافــة املســتلزمات‪ ،‬إال إ ّن‬ ‫معظــم الالجئــن مل يــرق لهــم ذلــك‬ ‫حيــث إنــه ال ميكــن لهــذا املخيــم‬ ‫يحــل مــكان املنــزل يف ســوريا‪.‬‬ ‫أن ّ‬ ‫وقالــت عائشــة‪« :‬لــو أعطــوين‬ ‫كيولوغرامــات مــن الذهــب لــن‬ ‫أشــعر بالراحــة التــي أشــعر بهــا يف‬ ‫منــزيل‪ .‬لقــد ق ّدمــوا يل كافّــة هــذه‬ ‫األشــياء‪ ،‬ولك ّننــي ال أســتطيع حتــى‬ ‫أن أشــعر بالســعادة حيــال ذلــك»‪.‬‬

‫‪oxygen-sy.com‬‬

‫تقرير‬

‫أنتقــل حــوايل ‪ 5000‬الجــئ إىل أكــر‬ ‫وأحــدث مخيــم لالجئــن الســوريني‬ ‫املســتحدث يف جنــوب تركيــا والذي‬ ‫أفتتــح أبوابــة مــع نهايــة ينايــر‪/‬‬ ‫كانــون الثــاين الســتيعاب الالجئــن‬ ‫الســوريني الفاريــن مــن مدينــة‬ ‫عــن عــرب «كوبــاين» وقــد بلغــت‬ ‫قدرتــه االســتيعابية ‪ 35000‬الجــئ‬ ‫ضمــن ‪ 7000‬خيمــة‪ ،‬مــن أصــل‬ ‫عــدد الفاريــن املقــدر عددهــم‬ ‫بـــ‪ 192000‬الجــئ بحســب‬ ‫احصائيــات األمــم املتحــدة‪ .‬وقــد‬ ‫فــ ّروا جــ ّراء الحــرب الدائــرة بــن‬ ‫تنظيــم الدولــة اإلســامية «داعــش»‬ ‫مــن جانــب والقــوات الســورية‬ ‫الكورديــة مــن جانــب آخــر‪ ،‬يف‬ ‫مدينــة عــن عــرب الكورديــة منــذ‬ ‫ســبتمرب‪/‬أيلول األخــر حتــى ينايــر‪/‬‬ ‫كانــون الثــاين‪.‬‬ ‫عائشــة وزوجهــا وأوالدهــا الســتة‬ ‫هــم مــن أوائــل املقيمــن يف مخيــم‬ ‫«رسوج» الــذي أنشــأته الحكومــة‬ ‫الرتكيــة لتشــجيع الفاريــن مــن‬ ‫الحــرب عــى االنتقــال إليــه‪.‬‬ ‫شــقّت عائشــة وزوجهــا وازام‬ ‫البالــغ مــن العمــر ‪ 51‬عامــاً‬ ‫وأطفالهــم‪ ،‬فتــاة يف س ـ ّن املراهقــة‬ ‫وخمــس فتيــان تــراوح أعامرهــم‬ ‫بــن ‪ 18‬شــهرا ً و‪ 13‬عامـاً‪ ،‬طريقهــم‬ ‫إىل املخيــم بعــد وقـ ٍ‬ ‫ـت قصــر مــن‬ ‫افتتاحــه يف ‪ 25‬يناير‪/‬كانــون الثــاين‪.‬‬ ‫وقــد صارعــوا للبقــاء عــى قيــد‬ ‫الحيــاة يف رشق ســوريا ومــن ثـ ّم يف‬ ‫تركيــا بعــد فرارهــم مــن محافظــة‬


info@syriaoxygen.com

www.fb.com/oxygen.zabadani.syria www.syriaoxygen.com www.oxygen-sy.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.