أوكسجين العدد 139 - 16-02-2015

Page 1

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪syriaoxygen.com‬‬ ‫‪oxygen-sy.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫مخيم اليرموك في مهب الموت‬ ‫محرقة الغوطة الشرقية‬ ‫سوريات يستبدلن‬ ‫ّ‬ ‫«ذل السؤال» بعرق الجبين‬

‫دوما‬

‫تباد‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد (‪2015-02-16 - )139‬‬ ‫‪info@syriaoxygen.com‬‬


‫‪2‬‬

‫هولوكوست الغوطة‬ ‫هيئة التحرير | أوكسجين‬

‫األفتتاحية‬

‫ٌ‬ ‫نزيــف يزيــد الجــرح الســوري ألمــا وعمقــا واتســاعًا‪ ،‬محرقــة‬ ‫جديــدة لألس ـد‪ ،‬هولوكوســت القــرن الحــادي والعشــرين‪...‬‬ ‫دوما عاصمة الغوطة الشرقية‬ ‫ُ‬ ‫عشرة أيام في مرمى نيران األسد‪ ،‬عشرة أيام ودوما تباد‬ ‫صواريخ فراغية – براميل متفجرة – قذائف صاروخية‬ ‫ّ‬ ‫وتبقــى الصــور عاجــزة عــن نقــل أنــات المصابيــن‪ ،‬وصرخــات‬ ‫الجرحــى‪ ،‬وعذابــات المقتوليــن حرقــا أو خنقــا تحــت األنقــاض‪.‬‬ ‫جثــث متفحمــة وأخــرى مقطعــة‪ .‬ومئــات الجرحــى مــن المدنييــن‬ ‫أمطرتهــم طائــرات األســد بنيرانهــا علــى الهــواء مباشــرة‪ ،‬وعلــى‬ ‫مــرأى الجميــع دون أي حــراك دولــي أو أممــي‬ ‫جثــث متفحمــة أحرقتهــا صواريــخ األس ـد‪ ،‬ودمــاء فاضــت بهــا‬ ‫الطرقــات وال ردة فعــل إال الصمــت‪.‬‬ ‫ويســتمر ارتقــاء الشــهداء فــي ظــل حصــار خانــق تشــح معــه‬ ‫المــواد الطبيــة واإلغاثيــة وحتــى الغذائيــة‪...‬‬ ‫ويــذود الثــوار عــن دوم ـا‪ ،‬يرابطــون فــي ثغوره ـا‪ ،‬يقاومــون‬ ‫رصــاص الباطــل علــى أرضهـا‪ ،‬بــكل مــا أوتــوا مــن قــوة‪ .‬ســائرين‬ ‫علــى خطــا مــن ســبقهم مــن شــهدائها‪ ،‬مصمميــن علــى الفــوز‬ ‫بشــهاد ٍة يرتقــون به ـا‪ ،‬أو نصـ ٍـر يحــررون بــه األرض ويرفعــون‬ ‫ً‬ ‫بــه هامــة الوطــن‪ ،‬ويأتــي الــرد بعيـدًا عــن حــدود دومــا متمثــا‬ ‫فــي قصــف صاروخــي قــام بــه ثــوار الجبهــة اإلســامية حركــة‬ ‫«أحــرار الشــام» أول أمــس الســبت علــى كل مــن مدينة القرداحة‪،‬‬ ‫وقريتــي عرامــو‪ ،‬والدعتــور بريــف القرداحــة‪ ،‬والمربــع األمنــي‬ ‫فــي مدينــة الالذقيــة‪ ،‬وليســقط فيهــا ‪ 12‬مــن عناصــر جيــش‬ ‫األســد وشــبيحته‪ ،‬بينهــم ضبــاط برتــب عاليــة فــي منطقــة‬ ‫الالذقيــة‪،‬‬ ‫ويطالــب رئيــس االئتــاف الســوري المعــارض خالــد الخوجة دول‬ ‫العالــم إنقــاذ مدينــة دومــا بريــف دمشــق كمــا حــدث مــع مدينــة‬ ‫عيــن العــرب (كوبانــي)‪ ،‬مؤكــدا أن «الجرائــم» التــي يرتكبهــا‬ ‫نظــام بشــار األســد ال تقــل بشــاعة عمــا يقــوم بــه تنظيــم الدولــة‬ ‫اإلســامية (داعــش)‪.‬‬ ‫وبيــن صمــت العالــم ورد الثــوار ومطالبــات االئتــاف يكتــب‬ ‫أهــل دومــا فــي ِســفر التاريــخ أعظــم قصــص الصمــود‪ ،‬وأروع‬ ‫حكايــات الثبــات فيعلنونهــا بمواقفهــم قبــل حناجرهــم‪:‬‬ ‫سوف نبقى هنا‪ ...‬كي يزول األلم‬ ‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد (‪2015-02-16 - )139‬‬

‫تقرؤون في هذا العدد‬ ‫ّ‬ ‫‪ -3‬سوريات يستبدلن «ذل السؤال» بعرق الجبين‬ ‫‪ -4‬مخيم اليرموك في مهب الموت‬ ‫‪ -5‬هجرة العقول‬ ‫‪ -6‬محرقة الغوطة الشرقية «دوما»‬ ‫‪ -8‬قصف (علوش) لدمشق‪ ..‬بين األلم واألمل؟‬ ‫‪ -9‬من هنا وهناك‬ ‫‪ -10‬حديث الزنزانة‪ ..‬الموت العزيز‬ ‫‪ -11‬أهمية اللعب في حياة األطفال‬ ‫‪ -12‬عاصمة الخوف‬ ‫‪ -13‬سوق الحميدية‬ ‫‪ -14‬أوكسجينيات‬ ‫‪ -15‬القتل دون سالح «مجزرة قرية المزرعة»‬ ‫‪syriaoxygen.com‬‬


‫سوريات يستبدلن ّ‬ ‫«ذل السؤال» بعرق الجبين‬

‫رواد علوش | لبنان‬

‫لينا علي العلي (‪ ٢٥‬عاما)‪،‬‬ ‫تمتهن الحياكة وتملك‬ ‫خبرة كافية لكن ال‬ ‫تملك ثمن األدوات‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد (‪2015-02-16 - )139‬‬

‫دالل المر (‪ 33‬عاما)‪ ،‬تعمل بالخياطة داخل المخيم لتأمين مصدر دخل‬

‫العينيــة إمنــا نحتــاج ملــن ميــد لنــا يــد العــون‬ ‫لــي نكســب رزقنــا بجهدنــا وعرقنــا كالخياطــة‬ ‫والتطريــز والحياكــة حتــى لــو كان الدخــل‬ ‫بســيط لكنــه أرحــم مــن الشــتائم وذل الطلــب‬ ‫بعمــي أحافــظ عــى كرامتــي»‪.‬‬ ‫بعــض النســاء اللــوايت قابلتهــن «األناضــول»‬ ‫توفــرت لديهــن آالت العمــل مثــل حــال دالل‬ ‫التــي متلــك ماكينــة خياطــة‪ ،‬لكــن كثــرات‬ ‫أخريــات مل يســتطعن تأمــن املــواد األوليــة أو‬ ‫ماكينــة الخياطــة لعــدم وجــود رأس املــال‪ ،‬مثــل‬ ‫لينــا علــي العلــي (‪ ٢٥‬عامــا) التــي قالــت‪« :‬عملــت‬ ‫ألكــر مــن خمــس ســنوات يف مهنــة حياكــة‬ ‫الصــوف ولــدي خــرة جيــدة ميكــن أن أعلــم‬ ‫غــري كــا اجيــد حياكــة القبعــات وثيــاب‬ ‫األطفــال لكــن ضيــق الحــال منعنــي مــن إنشــاء‬ ‫عمــل خــاص»‪.‬‬ ‫وأشــارت خيريــة أحمــد األحمــد (‪ ٣٥‬عامــا) إىل‬ ‫أنهــا تتقــن مهنــة شــك الخــرز والتطريــز وصنــع‬ ‫العلــب والهدايــا املزخرفــة وتزيينهــا وصنــع‬ ‫مالقــط الشــعر لكــن ضيــق الحــال مينعهــا مــن‬ ‫جلــب املــواد األوليــة للعمــل بهــذه املهنــة التــي‬

‫كانــت تعتــاش منهــا يف ســوريا قبــل انــدالع‬ ‫الحــرب عــام ‪ 2011‬واضطرارهــم للجــوء‪.‬‬ ‫ويف هــذا الســياق‪ ،‬قــال علــي الفــرا (‪ 30‬عامــا)‪،‬‬ ‫وهــو أحــد املتطوعــن مــع «جمعيــة عيــون‬ ‫ســوريا» (غــر حكوميــة)‪ ،‬ولديــه اطــاع كاف‬ ‫عــى احتياجــات النــاس والخــرات واملؤهــات‬ ‫لديهــم يف املخيــم‪« ،‬أشــجع املشــاريع الصغــرة‬ ‫مثــل الخياطــة وحياكــة الصــوف فكثــرات‬ ‫النســاء اللــوايت لديهــن خ ـرات جيــدة تؤهلهــن‬ ‫للعمــل يف مشــغل وإنتــاج ألبســة جاهــزة وذلــك‬ ‫يعــود عليهــن مبــردود مــايل يســد جــزءا مــن‬ ‫احتياجاتهــن وتشــغيلهن ســيخفف مــن البطالــة‬ ‫الحاصلــة يف املخيــم وشــدد عــى أنــه «نشــجع‬ ‫عــى هــذه املشــاريع التشــغيلية الصغــرة‬ ‫فهنــا يف املخيــم تجــد نســاء ماه ـرات يصنعــن‬ ‫الحلويــات وأخريــات تحكــن الصــوف والتطريــز‬ ‫والخياطــة ‪ ..‬هــذه املهــارات إن مل تعــزز‬ ‫بالعمــل ســوف تندثــر»‪ ،‬مردفــا «تبقــى الحاجــة‬ ‫هــي الدافــع األكــر للعمــل»‪ .‬وذكــر عــي أن‬ ‫«العمــل سيســاعد العائــات الفقيــرة وتســد بعــض‬ ‫احتياجاتهــا فبــدل الوقــوف علــى أبــواب الجمعيــات‬ ‫الخيريــة واســتجداء العطــف واإلهانــات التــي‬ ‫يتعرضــون لهــا ؛ميكــن إنشــاء مرشوعــات صغــرة‬ ‫كالخياطــة والحياكــة أو الحلويــات تســاعد‬ ‫األهــايل»‪ .‬وأضــاف‪« :‬بعــض الشــباب لديهــم‬ ‫خــرة مبيكانيــك الســيارات واصــاح الهواتــف‬ ‫والحالقــة النســائية وهــم بحاجــة ملــد يــد العون‬ ‫لهــم إلقامــة مشــاريع صغــرة عــى مســتوى‬ ‫املخيــم يســتطيعون العمــل مبهــن قضــوا‬ ‫ســنوات لتعلمهــا»‪ .‬واســتقبل لبنــان أكــر مــن‬ ‫‪ 1.1‬مليــون ســوري هربــوا مــن الن ـزاع الدامــي‬ ‫الــذي تشــهده ســوريا املجــاورة منــذ منتصــف‬ ‫مــارس‪ /‬آذار ‪ ،2011‬بحســب إحصائيــات لألمــم‬ ‫املتحــدة‪.‬‬

‫‪oxygen-sy.com‬‬

‫تقرير‬

‫الحياكــة والتطريــز وشــك الخــرز مهــن تحتــاج إلــى‬ ‫جهــة تمــول المشــاريع الصغيــرة داخــل المخيمــات‪.‬‬ ‫ال متــر األيــام ســهلة عــى الالجئــات الســوريات‬ ‫يف لبنــان‪ ،‬فالظــروف املعيشــية الصعبــة وفقــدان‬ ‫املعيــل واملعــن زاد مــن مـرارة الحيــاة واللجــوء‪،‬‬ ‫فاضطــررن للعمــل ســاعات طــوال مبهــن‬ ‫أجدنهــا‪ ،‬عــر االعتــاد عــى أنفســهن يف تأمــن‬ ‫ماكينــات الخياطــة مثــا‪ ،‬أو انتظــار جهــات متول‬ ‫مشــاريع صغــرة كلفتهــا قليلــة لكنهــا تعفــي‬ ‫النازحــن الســوريني مــن ذل الســؤال والحاجــة‪.‬‬ ‫وال تشــذ النســاء الســوريات النازحــات يف مخيــم‬ ‫«الجراحيــة» مبنطقــة املــرج يف البقــاع اللبنــاين‬ ‫رشقــي البــاد‪ ،‬عــن القاعــدة فتعملــن مبهــن‬ ‫شــتى لتحقيــق نــوع مــن االكتفــاء وإعالــة‬ ‫أرسهــن‪.‬‬ ‫امتهنــت دالل المــر (‪ 33‬عامــا)‪ ،‬وهــي أم ألربعــة‬ ‫أطفــال‪ ،‬الخياطــة منــذ كانــت يف الـــ ‪ 17‬مــن‬ ‫عمرهــا‪ ،‬فجلبــت معهــا مــن ســوريا ماكينــة‬ ‫الخياطــة الخاصــة بهــا لتكــون معيلــة ألرستهــا‪،‬‬ ‫وذلــك بالتعــاون مــع زوجهــا واســتطاعت مــن‬ ‫عملهــا الخــاص تطويــر العمــل لتخيــط الثيــاب‬ ‫للنســاء يف املخيــم ‪ .‬بســبب ضيــق الحــال‬ ‫فهــي تضطــر للعمــل عــى ماكينــة الخياطــة‬ ‫رغــم آالم ظهرهــا وتعبهــا مــن خدمــة بيتهــا‬ ‫وأطفالهــا‪ .‬وأشــارت إىل أنــه إىل جانــب كل‬ ‫ذلــك‪ ،‬فإنهــا تضطــر للوقــوف ســاعات طــوال‬ ‫أمــام بــاب البلديــة يف املنطقــة املجــاورة‬ ‫والجمعيــات الخرييــة لتحصــل عــى مســاعدة‬ ‫غذائيــة أو بطانيــات‪ ،‬وتقــول «أقــف لســاعات‬ ‫طويلــة وأســمع الشــتائم واإلهانــات بحقنــا ‪ ..‬ال‬ ‫أســتطيع تحمــل هــذا الــكالم فأعــود أدراجــي‬ ‫إىل املنــزل ‪ ..‬أنــا وأرسيت ال نحتــاج للمســاعدات‬

‫‪3‬‬


‫‪4‬‬

‫مخيم اليرموك في مهب الموت‬

‫نور أحمد | أوكسجين‬

‫تقرير‬

‫يقــع مخيــم الريمــوك عــى بعــد ‪٨‬كــم فقــط‬ ‫مــن العاصمــة دمشــق وتــم إنشــاؤه عــام ‪١٩٥٧‬‬ ‫عــى مســاحة ‪ 2.5‬كــم مربــع لتوفــر اإلقامــة‬ ‫واملســكن لالجئــن الفلســطينيني يف ســوريا‬ ‫وصنــف مــن قبــل األونــروا بأنــه أكــر املخيامت‬ ‫الفلســطينية ويضــم أيضـاً ســوريني مــن الطبقــة‬ ‫الفقــرة ومبــرور األعــوام قــام الالجئون بتحســن‬ ‫مســاكنهم وإضافــة الغــرف إليهــا‪ .‬ويزدحــم‬ ‫املخيــم اليــوم باملســاكن االســمنتية والشــوارع‬ ‫الضيقــة ويكتــظ بالســكان بلــغ عددهــم يف‬ ‫آخــر احصائيــة يف ‪ ٢٠١١‬مليــون ومئتــي ألــف‬ ‫فلســطيني بينهــم ‪ ٢٠٠‬ألــف ســوري‪.‬‬ ‫بداية االنتفاضة والحصار‪:‬‬ ‫يف منتصــف شــهر كانــون األول مــن العــام ‪2012‬‬ ‫بــدأت حملــة عســكرية عــى املخيــم بعــد‬ ‫تقــدم ق ـ ّوات املعارضــة مــن األحيــاء الجنوب ّيــة‬ ‫يف دمشــق‪ ،‬فقصــف جامــع عبــد القــادر‬ ‫الحســيني يف املخيــم والــذي كان يــؤوي الكثــر‬ ‫مــن النازحــن مــن األحيــاء املجــاورة وســقط‬ ‫العديــد مــن األشــخاص بــن قتيــل وجريــح‪،‬‬ ‫ثــم اندلعــت اشــتباكات بــن طــريف النــزاع‪،‬‬ ‫الجيــش النظامــي الســوري والجيــش الحــر مــع‬ ‫بعــض العنــارص الفلســطينية التــي انشـقّت عــن‬ ‫اللجــان الشــعبية التابعــة ألحمــد جربيــل‪ ،‬تــا‬ ‫ذلــك متركــز للدبابــات عنــد ســاحة البطيخــة‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد (‪2015-02-16 - )139‬‬

‫يف أول املخيــم‪ ،‬عندهــا بــدأت موجــة نــزوح‬ ‫لألهــايل بأعــداد هائلــة‪.‬‬ ‫بــدأ الحصــار عــى مخيــم الريمــوك بتاريــخ‬ ‫‪ 2012-12-26‬أو بعدمــا بــات يعــرف «بضربــة‬ ‫الميــغ» حيــث اســتهدفت طائـرات امليــغ التابعــة‬ ‫للنظــام الســوري العديــد مــن األماكــن التــي‬ ‫كانــت تــأوي العــرات مــن النازحــن‪ .‬ومنــذ‬ ‫ذلــك الوقــت يعيــش املخيــم ظروفــاً يصعــب‬ ‫تصديقهــا وســط حصــار شــامل أدى إىل فقــدان‬ ‫معظــم املــواد الغذائيــة والطبيــة مــن املنطقــة‬ ‫مــع اســتمرار القصــف اليومــي املتواصــل‬ ‫حســب ناشــطون‪.‬‬ ‫وذكــر مركــز توثيــق االنتهــاكات يف تقريــر صــدر‬

‫يف نهايــة ‪« ٢٠١٣‬وميكننــا اعتبــار املنطقــة‬ ‫الجنوبيــة حاليــاً منطقــة خاليــة مــن الطعــام‪،‬‬ ‫حيــث أنهــا أصــاً ال تنتــج املــواد الغذائيــة‬ ‫وال تشــتهر بالزراعــة غــر زراعــة «الكوســا‬ ‫وامللوخيــة» واللتــان نفذتــا بشــكل كامــل حيــث‬ ‫زاد الطلــب عليهــا يف ظــل انعــدام املــواد‬ ‫الغذائيــة األخــرى»‬ ‫مبادرات فاشلة ‪:‬‬ ‫كانــت هنــاك مبــادرات إلنقــاذ الوضــع اإلنســاين‪،‬‬ ‫ومنهــا محاولــة لتوصيــل ‪ 5000‬حصــة غذائيــة‬ ‫تــم توفريهــا مــن حــي الزاهــرة للمخيــم‪،‬‬ ‫لكــن قــوات النظــام الســوري و»الشــبيحة»‬ ‫ِ‬ ‫املحــاصون للمخيــم منعــوا دخولهــا وقامــوا‬ ‫بنهبهــا ليــاً‪.‬‬ ‫و مبــادرة ثانيــة كانــت تقــي بإخ ـراج ثالمثائــة‬ ‫مريــض وجريــح مــن ســكان املخيــم‪ ،‬وكان‬ ‫أغلبهــم نســاء وأطفــال‪ ،‬غــر أن قــوات النظــام‬ ‫املحــارصة قامــت بإطــاق النــار لــدى خروجهــم‬ ‫مــا دفعهــم إىل العــودة أدراجهــم‪.‬‬ ‫شهادات موثقة‪:‬‬ ‫يذكــر أحــد األطبــاء يف املشــفى امليــداين أن‬ ‫الوضــع بــدأ بالتفاقــم مــع اشــتداد قصــف‬ ‫الطــران عــى املخيــم « وصلنــا ملرحلــة قمنــا‬ ‫فيهــا بنقــل الــدم بشــكل مبــارش مــن مريــض إىل‬ ‫مريــض حتــى بــدون فحــص لــدم املريــض الــذي‬ ‫تــم أخــذ الــدم منــه‪ ،‬تجنبــاً للتخــر‪ ،‬وذلــك‬ ‫عــن طريــق إبــر كبــرة «رسنغــات» قيــاس ‪،60‬‬ ‫و ظهــرت مؤخ ـرا ً جراثيــم تدعــى «بالعصيبــات‬ ‫الزرقــاء» وذلــك نتيجــة لعــدم توفــر مــادة‬

‫‪syriaoxygen.com‬‬


‫ظهرت مؤخراً جراثيم تدعى‬ ‫"بالعصيبات الزرقاء" وذلك نتيجة‬ ‫لعدم توفر مادة "الفورمول" المعقمة‪،‬‬ ‫«الفورمــول» املعقمــة‪ ،‬وقــد أدى ذلــك إىل وفــاة أكــر مــن أربعــة‬ ‫مصابــن نتيجــة تأثرهــم بهــذا الجرثــوم‪.‬‬ ‫أم هــاين مــن ســكان املخيــم تقطنــه مــع زوجهــا وأبــوه املقعــد وليــس‬ ‫لديهــا أطفــال‪ ،‬اشــتد الحصــار عــى املخيــم ويف منتصــف ‪ ٢٠١٤‬كــا‬ ‫ذكــرت « فتــك املــرض بجســد عمــي الشــيخ املعــاق‪ ،‬وال دواء ونقــص‬ ‫الغــذاء فحملنــاه عــى الكــريس املتحــرك واتجهنــا نحــو الحاجــز ومل‬ ‫نســلم مــن نــران القناصــة حتــى وصلنــا فســمحو لزوجــي وأبيــه‬ ‫رص عــى اخراجــي فــا معيــل يل وال‬ ‫بالعبــور ومنعــوين ‪ ..‬لكــن زوجــي أ ّ‬ ‫قريــب غــره فســمحو لنــا بالخــروج بعــد أربــع ســاعات مــن الوقــوف‬ ‫عنــد الحاجــز وخرجنــا نحــو العاصمــة»‪.‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد (‪2015-02-16 - )139‬‬

‫شام الحمصي | أوكسجين‬

‫‪5‬‬

‫هجــرة العقــول ظاهــرة تاريخيــة مل ترتبــط مبــكان‬ ‫أو زمــان‪ ،‬إمنــا هــي ردة فعــل الفتقــاد أصحابهــا‬ ‫للحريــة وبيئــة اإلبــداع‪ ،‬واختناقهــم بدخــان بيئــة‬ ‫ملوثــة سياســياً واجتامعيــاً واقتصاديــاً‪ .‬ال جــدال يف أن‬ ‫ســورية تعــرض منــذ زمــن بعيــد الســتنزاف يف طاقاتــه املاديــة واالقتصاديــة‬ ‫واالجتامعيــة‪ ،‬وهــو اســتنزاف أضعــف حركــة املجتمــع وديناميكيتــه‪،‬‬ ‫ومــزق كياناتــه االجتامعيــة والثقافيــة‪ ،‬وعطــل تطويــر العقــل وتنميــة‬ ‫العلــم واإلنســان‪ .‬فهــذا االســتنزاف مل يكــن معــزوالً عــن التفكــر الغيبــي‬ ‫أو الســلطوي االســتبدادي الــذي تحكــم يف ثقافــة املــكان والزمــان‪ ،‬وأدى إىل‬ ‫شــيوع ثقافــة الالمبــاالة تجــاه ظواهــر الحيــاة‪ .‬مبعنــى أن خســارة املجتمــع‬ ‫مــن ج ـراء االســتنزاف املجتمعــي‪ ،‬مــا كان يحــدث لــوال تخلــف مؤسســات‬ ‫املجتمــع وركودهــا‪ ،‬وعــدم فعاليتهــا يف إدارة األزمــات‪ ،‬وابتكارهــا أســاليب‬ ‫علميــة ملواجهتهــا‪ ،‬واســترشافها للمســتقبل‪.‬باختصار هنــاك اســتنزاف ظاهــر‪،‬‬ ‫وهنــاك اســتنزاف باطــن‪ ،‬واألخطــر هــو أن يُســتنزف املجتمــع اقتصاديــا‬ ‫وعلميــا مــن دون رؤيــة ظاهــرة‪ ،‬ومعرفــة دالالتهــا ظاهريـاً بســبب طبيعتهــا‬ ‫غــر املنظــورة وصعوبــة تقديــر حســاباتها االقتصاديــة املبــارشة‪ ،‬فهــي تنخــر‬ ‫يف الباطــن‪ ،‬وال تشــعر املجتمعــات مبخاطرهــا االقتصاديــة‪ ،‬إال عندمــا تصطدم‬ ‫اإلرادات املتباينــة‪ ،‬أو تبــدأ الرغبــات بإيقــاظ الحاجــات‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تاريخيــة لــم ترتبــط بمــكان أو زمــان‪ ،‬إنمــا‬ ‫إن هجــرة العقــول أو الكفــاءات ظاهــرة‬ ‫هــي ردة فعــل الفتقــاد أصحابهــا للحريــة وبيئــة اإلبــداع‪ ،‬واختناقهــم بدخــان بيئــة‬ ‫ملوثــة سياسـ ّيا واجتامعيــا واقتصاديــا‪ ،‬وهــي بيئــة تنبــذ العلــم يف مامرســاتها‪،‬‬ ‫وتكــرس ملفهــوم الجمــود الفكــري والعقــي‪ .‬مل تكــن هجــرة العقــول مرتبطــة‬ ‫بســورية فقــط‪ ،‬فهــي بــدأت عامليــاً‪ ،‬ولكــن آثارهــا االقتصاديــة والعلميــة‬ ‫أعمــق بكثــر مــا يف مجتمعاتنــا التــي تعــاين مــن أم ّيــة أبجديّــة وأم ّيــة‬ ‫حضاريّــة وفقــر يف املعايــر العلم ّيــة‪ ،‬وتلــوث بيئــي يف اإلبــداع والعلــم‪ ،‬وهــو‬ ‫مــا يجعــل هجــرة العقــل مــن املوطــن إىل الوطــن اآلخــر خســارة ال تعـ ّوض‪.‬‬ ‫وتعنــي انتقــال أهــم رأســال اقتصــادي للبلــد أال وهــو الرأســال البــري‬ ‫املثقــف‪ ،‬املؤثــر يف تطــور االقتصــاد القومــي وعــى الرتكيــب الهيكيل للســكان‬ ‫والقــوى البرشيــة‪ ،‬وحرمــان الــدول العربيــة مــن االســتفادة مــن مؤهــات‬ ‫هــذه الكفــاءات‪.‬إن نزيــف الهجــرة يحتــاج إىل خطــة تنظيميــة وإداريــة‬ ‫لوقــف الهجــرة أو تنظيمهــا باالتجــاه الــذي يــؤدي إىل أن تكــون فعالــة‬ ‫يف تطويــر املجتمعــات العربيــة‪ ،‬ال لتصبــح عبئ ـاً مضاعف ـاً عــى املشــكالت‬ ‫الكثــرة التــي يتعــرض لهــا الوطــن العــريب‪ .‬مبعنــى آخــر‪ ،‬إننــا بحاجــة إلــى عمليــة‬ ‫تنظيــم لهجــرة العقــول مرتبطــة بحاجــات المجتمــع ومؤسســاته‪ ،‬وإلــى إدارة فعالــة‬ ‫تســتجيب لعمليــة التنظيــم والتخطيط‪.‬ومــن الضــروري أن يســهم اإلعــام العربــي‬ ‫فــي تعزيــز التوعيــة العربيــة بهــذه الظاهــرة‪ ،‬وبأهميــة البحــث العلمــي يف‬ ‫الحيــاة العربيــة‪ ،‬ورفــع الثقــة العربيــة بقــدرات العلــاء العــرب ودورهــم‬ ‫بالنهــوض يف املســرة العلميــة العربيــة مــن خــال تعريــف املجتمــع العــريب‬ ‫بإنجــازات هــؤالء العلــاء العــرب وعطاءاتهــم‪ ،‬وتكرميهــم يف وســائل اإلعــام‬ ‫وجعلهــم قــدوة لألجيــال املقبلــة‪.‬‬

‫المرجع ‪ :‬هجرة العقول رياض عواد‪ .‬بتصرف‬

‫‪oxygen-sy.com‬‬

‫تقرير‬

‫اليرقان‪ ..‬القاتل الجديد ‪:‬‬ ‫ووثــق الــكادر الطبــي يف مستشــفى فلســطني يف املخيــم‪ ،‬نحــو ‪30‬‬ ‫حالــة وفــاة و‪ 250‬حالــة إصابــة مبــرض الريقــان‪ ،‬حســب مــا أكــد‬ ‫مصــدر طبــي مــن املستشــفى لوكالــة “ســارت”‪ ،‬وقــال الدكتــور “أبــو‬ ‫أحمــد الحمــي”‪ ،‬العامــل يف مستشــفى فلســطني‪ ،‬إن عــدد حــاالت‬ ‫اإلصابــة مبــرض الريقــان وصــل إىل ‪ 250‬حالــة‪ ،‬تــويف منهــا ‪ 30‬بينهــم‬ ‫أطفــال ونســاء‪ .‬وأضــاف “الحمــي” أن الحصــار الخانــق الــذي يعــاين‬ ‫منــه املخيــم‪ ،‬هــو أبــرز العوامــل املســببة للمــرض لعــدم وجــود ميــاه‬ ‫صالحــة للــرب‪ ،‬وســوء خدمــات الــرف الصحــي‪ ،‬حيــث ينتقــل‬ ‫املــرض عــن طريــق الجهــاز الهضمــي‪ ،‬مــا يحمل خطــورة كبــرة خاصة‬ ‫عــى األطفــال‪ ،‬إضافــة إىل نقــص الســكريات والفيتامينــات وضعــف‬ ‫املناعــة وعــدم توفــر الغــذاء الصحــي‪ ،‬مشـرا ً إىل نقــص حــاد يف املــواد‬ ‫الطبيــة بســبب الحصــار‪ ،‬وقلــة الدعــم مــن املنظــات األهليــة ونقص‬ ‫بالــكادر الطبــي‪ ،‬إىل جانــب متطلبــات اإلســعافات األوليــة واألدويــة‪،‬‬ ‫مــا يجــر األطبــاء عــى اســتخدام األعشــاب الطبيعيــة‪.‬‬ ‫ومــازال املخيــم واقع ـاً تحــت نــر االحتــال األســدي فالفلســطينيون‬ ‫اليــوم يعيــدون نكبــة فلســطني مــرة أخــرى بــكل آالمهــا ومآســيها‬ ‫ويشــاقون الويــات للحصــول عــى صحــن شــوربة «العــدس املســلوق‬ ‫فقــط» الــذي ال يســمن وال يغنــي مــن جــوع الــذي يــوزع ‪-‬مــن‬ ‫قبــل ناشــطني إغاثيــن‪ -‬عــى أهــايل املخيــم الذيــن بقــوا فيــه تحــت‬ ‫الحصــار وال تجــاوز عددهــم ‪ ١٨‬ألــف نســمة دون مــاء وال دواء وال‬ ‫غــذاء وال كهربــاء ‪ ..‬وليــس معهــم إال اللــه‪.‬‬

‫هجرة العقول‬


‫‪6‬‬

‫محرقة الغوطة الشرقية «دوما»‬ ‫عمر محمد | أوكسجين‬

‫ملف العدد‬

‫مــرت أيــام عصيبــة عــى الغوطــة الرشقيــة بعــد‬ ‫توعــد زهــران علــوش القائــد العــام لجيــش‬ ‫اإلســام يف الغوطــة‪ ،‬إبــان مجــزرة حموريــة‬ ‫التــي راح ضحيتهــا أكــر مــن ‪ 56‬شــخص‬ ‫جلّهــم أطفــال؛ فــدك علــوش العاصمــة دمشــق‬ ‫بعـرات الصواريــخ مــن نــوع غـراد اســتهدفت‬ ‫املــزة ‪ 86‬واملراكــز األمنيــة واملخابـرات العامــة ‪..‬‬ ‫وغريهــا مــن أحيــاء دمشــق‪.‬‬ ‫باملقابــل ر ّدت قــوات األســد بقصــف بالط ـران‬ ‫املروحــي عــى الغوطــة الرشقيــة وكانــت الحصة‬ ‫األكــر لدومــا تلــك املدينــة الصامــدة التــي نالت‬ ‫مــن جرائــم األســد قســمتها‪ .‬ففــي العــرة أيــام‬ ‫األوىل مــن شــهر شــباط بلــغ عــدد الشــهداء فــي‬ ‫الغوطــة الشــرقية ‪ 242‬شــخص منهــم ‪ 150‬علــى‬ ‫األقــل قضــوا فــي دومــا بالرباميــل املتفجــرة التــي ال‬ ‫تــكاد تهــدأ حســب املركــز الســوري لإلحصــاء‪.‬ت‬ ‫فتصــدرت دومــا الصحــف العامليــة بصــور‬ ‫بشــعة للمجــازر التــي ترتكبهــا قــوات النظــام‬ ‫بحــق املدنيــن الرافضــن الخــروج منــذ بدايــة‬ ‫االنتفاضــة الســورية ‪،‬وقــاد الناشــطون حملــة‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد (‪2015-02-16 - )139‬‬

‫عــى االنرتنــت ووضعــوا هاشــتاغ ‪#‬‏دوما_تبــاد القــدرة عــى إنقــاذ الغوطــة عــن طريــق‬ ‫عرضــوا مــن خاللهــا مجــازر النظــام والضحايــا الضغــط عــى الحكومــات واملجتمــع الــدويل‬ ‫الذيــن ســقطوا مــن أطفــال ونســاء حصــدت إليقــاف نزيــف الــدم‪ ،‬نريــد للعــامل أن يســمع‬ ‫أعــى نســبة مشــاهدة ومشــاركة عــر االنرتنــت ويــرى مــا يحــدث لنــا مــن قتــل وإبــادة وســط‬ ‫وغصــت صفحــات الفيســبوك بأشــاء األطفــال صمــت الجميــع»‪.‬‬ ‫واملجــازر والضحايــا ولكــن ذلــك مل‬ ‫«كل النــاس بتبكــي دمــوع إال بدومــا‬ ‫يوقــف الطــران والرباميــل األســدية بدأت حملة النــاس بتبكــي دم» هــذا مــا كتبــه أحــد‬ ‫ومل يوقــف شــاالت الــدم النابعــة ‪#‬دوما_تباد الناشــطني عــى صــورة لعجــوز تــذرف‬ ‫مــن دومــا والغوطــة الرشقيــة‪ .‬وقــال بـ ‪ 103‬شهداء عينــاه الــدم بــدل الدمــوع وآخــر‬ ‫الناشــط اإلعالمــي ف ـراس العبــد اللــه لتلفت أنظار كتــب عــى صــورة طفــل متفحــم‬ ‫أحــد القامئــن عــى حملــة «دومــا المجتمع الدولي تحــت األنقــاض» دومــا ال تحــرق‬ ‫تبــاد»‪ ،‬إن األوضــاع املأســاوية يف‬ ‫وحدهــا‪ ،‬قلوبنــا تحــرق معهــا» يف‬ ‫املدينــة دفعــت عــددا مــن الناشــطني لما يرتكبه‬ ‫إشــارة إىل املأســاة التــي غطــت حيــاة‬ ‫اإلعالميــن داخــل الغوطــة وخارجهــا نظام األسد‬ ‫النــاس بالداخــل والخــارج‪ .‬الصــور‬ ‫إلطــاق حملــة إعالميــة تســتهدف لفــت بحق المدنيين الخارجــة مــن دومــا تبــي املدينــة‬ ‫نظــر الــرأي العــام العالمــي لمــا يرتكبــه من مجازر‬ ‫وأطاللهــا وأناســها الذيــن آثــروا البقــاء‬ ‫النظــام الســوري بحــق المدنييــن بعــد‬ ‫رغــم الحصــار الــذي فرضــه النظــام‬ ‫توثيــق مقتــل ‪ 103‬شــهداء منــذ مطلــع‬ ‫عليهــم منــذ العامــن وأكــر‪.‬‬ ‫الشــهر الحالي‪.‬ضــاف العبــد اللــه للجزيــرة نــت ومن الجدير بالذكر أن الطريان الحريب استهدف‬ ‫«نأمــل أن تصــل رســالتنا إىل كل مــن ميلــك‬ ‫بالرباميل املتفجرة مركزين طبيني يف الغوطة‬

‫‪syriaoxygen.com‬‬


‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد (‪2015-02-16 - )139‬‬

‫‪7‬‬

‫ملف العدد‬

‫أحدهام يف دوما مام زاد‬ ‫معاناة الجرحى يف املدينة‬ ‫الصامدة وتجاوز عددهم‬ ‫‪ 400‬جريح يف كامل‬ ‫الغوطة الرشقية‪.‬‬ ‫أما عن املنازل فهدمت‬ ‫البراميل ‪ 500‬منزل عىل‬ ‫األقل بشكل كامل أو‬ ‫جزيئ حسب ناشطني من‬ ‫الداخل باإلضافة للشوارع‬ ‫والبنى التحتية ويذكر أن‬ ‫املدينة مل ت َر الكهرباء منذ‬ ‫بدء الحصار عليها منذ‬ ‫العامني‪.‬‬ ‫وحمــل نشــطاء معارضــون العــامل عــبء‬ ‫ماتتعــرض لــه الغوطــة واعتــروا صمتهــم‬ ‫مشــاركة بالجرميــة تســاءل املعــارض عمــر إدلبــي‬ ‫قائــا «حــرب القتلــة علــى الغوطــة الشــرقية ودومــا‬ ‫تحديـدًا تجــري فــي ظــل صمــت العالــم‪ ،‬أليــس الصمت‬ ‫شــراكة فــي الجريمــة؟»‪ .‬أمــا محمــد علــوش فكتــب‬ ‫«إن لــم تضــع اإلنســانية ح ـدًا للحــرب فــإن الحــرب‬ ‫ســتضع حــدا لإلنســانية»‪ ،‬وكذلــك باســل محمــد كتــب‬ ‫«كل القذائــف والمــوت واإلبــادة تــؤدي إلــى دومــا» ندد‬ ‫الناشــط اإلعالمــي هــادي العبــد اللــه بصمــت‬ ‫املجتمــع الــدويل قائــا «لــو أن جرائــم الحــرب‬ ‫التــي تحــدث يف الغوطــة حصلــت بــأي مــكان‬ ‫آخــر يف العــامل أو أن مجرمهــا مل يكــن األســد‬ ‫النتفــض العــامل كلــه إليقافهــا»‪.‬‬ ‫يف حــن خــرج بشــار األســد يف مقابلــة عــى‬ ‫قنــاة ‪ BBC‬األمريكيــة نفــى بــكل وقاحــة قصفــه‬ ‫للمــدن الســورية بالرباميــل املتفجــرة وقــال»‬ ‫نحــن ليــس لدينــا براميــل متفجــرة ‪،‬ونحــن كأي‬ ‫جيــش لــه أســلحة خفيفــة يســتخدمها‪ ،‬هــي‬ ‫القنابــل اليدويــة والقنابــل املســيلة للدمــوع‬ ‫« متناســياً الرباميــل التــي تــدك بهــا الغوطــة‬ ‫وريــف دمشــق واملحافظــات الســورية مبدنهــا‬ ‫را ً عــى‬ ‫الثائــرة بأمــر مــن ســيادته ‪ ..‬ومــازال مـ ّ‬ ‫الكــذب والعــامل يصــدق فهــل ســيبقى الحــال‬ ‫هكــذا؟ وإىل متــى؟؟‪.‬‬

‫عمر إدلبي قائال «حرب‬ ‫القتلة على الغوطة‬ ‫الشرقية ودوما تحديدًا‬ ‫تجري في ظل صمت‬ ‫العالم‪ ،‬أليس الصمت‬ ‫شراكة في الجريمة؟»‪.‬‬ ‫أما محمد علوش فكتب‬ ‫«إن لم تضع اإلنسانية‬ ‫حدًا للحرب فإن الحرب‬ ‫ستضع حدا لإلنسانية»‪،‬‬ ‫وكذلك باسل محمد كتب‬ ‫«كل القذائف والموت‬ ‫واإلبادة تؤدي إلى دوما»‬

‫‪oxygen-sy.com‬‬


‫‪8‬‬

‫قصف (علوش) لدمشق‪ ..‬بين األلم واألمل؟‬ ‫سهير أومري | أوكسجين‬

‫تقرير‬

‫(ساعة الصفر – معركة دمشق)‬ ‫حدثــان طاملــا انتظرهــا الســوريون أيامــاً‬ ‫وســنوات عــى طــول الخارطــة الســورية‬ ‫وعرضهــا‪ ،‬حتــى نالهــم اليــأس مــن حدوثهــا أو‬ ‫أوشــك‪ ،‬وصــارت عبــارة (ســاعة الصفــر) مدعــاة‬ ‫للســخرية يف مواقــع التواصــل االجتامعــي فبــن‬ ‫منشــور يصــف ســاعة الصفــر أنهــا ضاعــت‬ ‫وعــى مــن يجدهــا فلريدهــا للجيــش الحــر‪،‬‬ ‫وبــن مــن يعلــن عــن هــروب الرقــم صفــر مــن‬ ‫ســاعة الصفــر‪ ،‬أو أن الســاعة نســيت املــرور‬ ‫بالرقــم صفــر وتجاوزتــه إىل مــا دونهــا‪ ،‬وغريهــا‬ ‫مــن املنشــورات الســاخرة حــول هــذا املوضــوع‬ ‫‪ ،‬ذلــك ألن دمشــق بقيــت عــى مــدى ســنوات‬ ‫الثــورة كلهــا معقــل النظــام وخــارج احتــاالت‬ ‫الســقوط ألســباب عديــدة منهــا مــا ج ّنــد فيهــا‬ ‫النظــام و َمــن وراءه مــن قــوى عســكرية ودوليــة‬ ‫مــن تجهيـزات واســتعدادات لحاميتهــا واإلبقــاء‬ ‫عليهــا واقفــة عــى قدميهــا‪ ،‬بينــا يســيطر‬ ‫الثــوار عــى ريفهــا املالصــق لهــا والــذي ال يــكاد‬ ‫يفصلــه عنهــا فاصــل‪.‬‬ ‫وهكــذا إىل أن جــاءت ترصيحــات قائــد جيــش‬ ‫اإلســام (زهـران علــوش) منــذ أيــام التــي توعــد‬ ‫فيهــا بقصــف املواقــع األمنيــة والعســكرية‬ ‫للنظــام يف دمشــق محــذرا ً أهلهــا مــن مغــادرة‬ ‫بيوتهــم معلنــا ذلــك يف ترصيــح رســمي نــره‬ ‫عــى صفحتــه يف مواقــع التواصــل االجتامعــي‪،‬‬ ‫مل يكــن األمــر مح ـ َّط تصديــق يف البدايــة‪ ،‬بــل‬ ‫شــكك النــاس يف مصداقيتــه‪ ،‬ولكــن صواريــخ‬ ‫(علــوش) جــاءت لتدحــض كل احتــاالت‬ ‫التشــكيك‪ ،‬ولتعـ ِّـر عــن مرحلــة جديــدة يقــول‬ ‫فيهــا جيــش اإلســام‪ :‬إنــه غــدا قــوة عســكرية‬ ‫ذات شــأن ومكانــة وعــى خصمــه (النظــام) أن‬ ‫يحســب لــه ألــف حســاب‪ ..‬ويتكــرر تهديــد‬ ‫(علــوش) وقصفــه ملواقــع يف دمشــق ملــرة ثانيــة‬ ‫ويســقط عــدد قليــل مــن جنــود النظــام‪ ،‬كــا‬ ‫يســقط بعــض املدنيــن وتصيــب صواريــخ‬ ‫(علــوش) مواقــع عســكرية‪ ،‬كــا تنــزل بعــض‬ ‫القذائــف يف مواقــع مدنيــة فتحــرق‪ ،‬األمــر‬ ‫الــذي جعــل الســوريني ينقســمون إىل فريقــن‪:‬‬ ‫منهــم مــن يــرى أن هــذا القصــف هــو ردة فعــل‬ ‫غــر مدروســة بــل هيــي ســر عــى خطــا النظــام‬ ‫املجــرم يقــول مهنــد مــن الشــام‪ :‬إن (علــوش)‬ ‫وجيشــه اليــوم مل يعــودوا يختلفــون عــن نظــام‬ ‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد (‪2015-02-16 - )139‬‬

‫األســد املجــرم بــيء كالهــا يقضفــان املدنيــن‪،‬‬ ‫ويقتــان اآلمنــن يف حالــة جعلــت (علــوش)‬ ‫وجيشــه يفقــدون كل حاضنــة شــعبية لهــم يف‬ ‫الشــام‬ ‫ومنهــم مــن يــرى غــر ذلــك وخصوصــاً أهــل‬ ‫الغوطــة نفســها تقــول (ملــك) بنــت دومــا‬ ‫األبيــة‪:‬‬ ‫حان الوقت ألن نقلع شوكنا بأيدينا ‪..‬‬ ‫كان ال ب ـ ّد لنــا مــن أن نجعــل النظــام يحســب‬ ‫حســاباً ولــو بســيطاً ‪..‬عندمــا يريــد قتلنــا!‬ ‫كل مجــزرة‬ ‫لربــا يرتــدع عندمــا يشــعر بــأن ّ‬ ‫ّ‬ ‫ســيقرتفها ســرت ّد عليــه بإقــاق أمنــه يف العاصمة‬ ‫التــي جعلهــا معقـاً لــه متذرعـاً بأنهــا مــا زالــت‬ ‫ـج بالحيــاة‪...‬‬ ‫تعـ ّ‬ ‫فلربــا شــعور الخــوف الــذي قــد يــري بقلــوب‬ ‫ّ‬ ‫زوجــات الشــبيحة عــى أوالدهــم ســيدفعهم‬ ‫نظــام يذيــق‬ ‫للضغــط عــى أزواجهــم لــرك‬ ‫ٍ‬ ‫غريهــم أضعــاف مــا يشــعرون!‬ ‫ولربــا يــوم مــن االســتنفار يف العاصمــة ســيح ّرك‬ ‫ّ‬ ‫مـ ّدا ً شــعب ّياً ألــف النــاس فيــه حياتهــم العاديّــة‬ ‫يف الوقــت الــذي ألــف فيــه إخوانهــم _عــى‬ ‫بُعــد بضــع أمتــار منهــم _ املــوت وألفهــم ‪..‬‬ ‫لربــا يــوم مــن االســتنفار ســيح ّركهم بطريقـ ٍة أو‬ ‫ّ‬ ‫كل مــن ميلــك‬ ‫ـي ين ّفــذه ّ‬ ‫بأخــرى بــإرضاب جامعـ ّ‬ ‫ضمــر !‬ ‫أو للقيــام بعمــلٍ مــا يضغــط عــى رأس األفعــى‬ ‫التــي يعيشــون تحــت لوائهــا وســيطرتها لنجــدة‬ ‫إخوانهــم ‪..‬‬ ‫لســنا متأكديــن مــن جــدوى خيارنــا ‪»..‬املتمثــل‬ ‫يف نقــل جــ ّو الحــرب إىل العاصمــة «‪ ..‬ولســنا‬ ‫الجــذري أو حتــى‬ ‫الحــل‬ ‫ّ‬ ‫متيقّنــن مــن أنــه‬ ‫ّ‬ ‫املؤقّــت‪.‬‬

‫ولكنــه خيــار آخــر بعدمــا نفــدت بــن أيدينــا‬ ‫الخيــارات‪...‬‬ ‫ويــرى الشــيخ الدكتــور أحمــد فــؤاد شــميس أن‬ ‫هــذا القصــف خطــوة مهمــة لعلــه يضطــر أهــل‬ ‫دمشــق للقيــام مبــا تأخــروا عنهــا حتــى اليــوم‬ ‫فيقــول‪:‬‬ ‫كيــف تريــدون االنتصــار يــا أهــل الشــام بــأن‬ ‫تبقــى دمشــق خــارج املعركــة وتبقــون أنتــم‬ ‫يف متاجركــم أو مطاعمكــم أو شــوارعكم أو‬ ‫ســياراتكم ؟‬ ‫لقــد كان هــذا القصــف رضوريــاً يك تغلقــوا‬ ‫متاجركــم‪ ،‬وال تخرجــوا إىل وظائفكــم‪ ،‬وال متشــوا‬ ‫يف شــوارعكم‪ ،‬و ال تعمــروا مطاعكــم ومقاهيكــم‬ ‫‪ ،‬ولتقبعــوا يف منازلكــم‪ ،‬وتبــدوا ســخطكم‪ ،‬و‬ ‫تعلنــوا غضبكــم بصمــت‪ ،‬عندهــا سيســقط‬ ‫النظــام ويهــرب املجــرم و اللــه ســيهرب ‪..‬‬ ‫ويــرى البعــض أن هــذا القصــف لــن يــردع‬ ‫النظــام بحــال مــن األحــوال بــل ســيزيد بطشــه‬ ‫وجربوتــه عــى منطقــة الغوطــة‪ ،‬وســيكون‬ ‫رده أقــى وأرشس وهــذا مــا كان إذ انهالــت‬ ‫الصواريــخ الفراغيــة عــى دومــا مدمــرة مابقــي‬ ‫منهــا يقــول عــاد‪ :‬مــاذا اســتفاد (علــوش) مــن‬ ‫قصــف مقـرات النظــام يف دمشــق؟ هــذه دومــا‬ ‫اليــوم تدفــع الثمــن املزيــد مــن دمــاء أبنائهــا؟‪..‬‬ ‫بينام ترى (ملك) غري ذلك تقول‪:‬‬ ‫نحــن نعلــم أن هــذا القصــف ســيجعلنا ندفــع‬ ‫مثنـاً أكــر‪ ،‬وســيكون ذلــك ســبباً ملوتنــا وقصفنــا‬ ‫أضعاف ـاً مضاعف ـةً‪ ..‬لكننــا مضطــرون لذلــك‬ ‫ٍ‬ ‫ســنوات ومل يبــق نــوع مــن أنــواع‬ ‫فأربــع‬ ‫املــوت مل نذقــه ‪...‬متنــا ذبحاً‪..‬وقصف ـاً‪ ...‬وخنق ـاً‬ ‫بالكيــاوي ‪..‬متنــا جوعــاً ‪..‬وبــردا ً ‪ ..‬وقهــرا ً‬ ‫‪..‬ومرضــاً ‪..‬وحرمانــاً مــن أدويــة وعالجــات ‪..‬مل‬

‫‪syriaoxygen.com‬‬


‫يعــد لدينــا يشء لنخــره‪ ،‬فلنجــرب ح ـاً آخــر‪،‬‬ ‫خيارنــا هــذا إمنــا هــو رقصــة الطائــر املذبــوح‪...‬‬ ‫املــوت مــوت فلنمــت ولــو ملــ ّرة بضجيــج‬ ‫مســموع ‪! ..‬‬ ‫ثــم تنتــر يف صفحــات مواقــع التواصــل صــورة‬ ‫إلحــدى ن ـرات األخبــار مــن قنــاة (أورينــت)‬ ‫كتــب يف رشيطهــا اإلخبــاري خــرا ً مفــاده أن‬ ‫شــهود عيــان يف دمشــق شــاهدوا قذائــف هــاون‬ ‫تنطلــق مــن فــرع األمــن يف كفرسوســة باتجــاه‬ ‫أحيــاء دمشــق يف الوقــت نفســه الــذي كان فيــه‬ ‫(علــوش) يطلــق صواريخــه عــى املواقــع األمنية‪،‬‬ ‫وليكــون ذلــك مربئــاً لجيــش اإلســام يف نظــر‬ ‫الكثرييــن مــن قصــف األحيــاء املدنيــة‪ ،‬ومؤكــدا ً‬ ‫لهــم أن النظــام وحــده الــذي ركــب موجــة‬ ‫مــا حــدث ل ُيفقــد جيــش اإلســام مصداقيتــه‬ ‫وحاضنتــه الشــعبية يف دمشــق‪..‬‬ ‫وتــأيت تعليقــات ومنشــورات أخــرى تحمــل‬ ‫نزعــة املناطقيــة‪ ،‬وتصــف أهــل الشــام باألنانيــة‬

‫وبأنهــم يريــدون الســامة ألنفســهم بغــض‬ ‫النظــر عــا يحــدث لريفهــم ناهيــك عــن ســوريا‬ ‫كلهــا‪ ،‬ومنشــورات أخــرى تعاتــب أهــل الشــام‬ ‫أن تذمــروا مــن تهديــد (علــوش) وتحذيــره‬ ‫ألهــل الشــام بــأن يلزمــوا بيوتهــم يــوم القصــف‬ ‫فتعطلــت الحيــاة يف دمشــق يومهــا وتوقفــت‬ ‫متامــاً تقــول (م‪.‬خ) ‪:‬‬ ‫انزعجتــم يــا أهــل دمشــق مــن تعطــل حياتكــم‬ ‫ليــوم واحــد ؟‬ ‫هــل فكرتــم بنــا عندمــا كنــا نبحــث عــن رداء‬ ‫يقينــا املــوت بردا ً‪،‬وعــن كــرة خبــز تبعــد عنــا‬ ‫شــبح املــوت جوع ـاً وننظــر إىل دمشــق فتؤملنــا‬ ‫أســواقها املكتظّــة ‪ ،‬ومطاعمهــا املكتظــة‬ ‫بضــع كيلومـرات فقــط بيننــا وبينكــم ولكنهــا يف‬ ‫الحقيقــة تفصــل بــن النعيــم والجحيم‪...‬‬ ‫أفضننتــم بأنفســكم عــن (دخــول دمشــق)‬ ‫نســتحق أن تتحملــوا وجعنــا‬ ‫يف املعركــة أال‬ ‫ّ‬ ‫‪...‬وتضعــوا أيديكــم بأيدينــا ‪..‬لندفــع الثمــن‬

‫أظهــرت دراســة نــرت يــوم االثنــن ان أكــر مــن ‪ 1500‬طفــل يعيشــون أو‬ ‫يعملــون يف شــوارع لبنــان ثالثــة أرباعهــم تقريبــا مــن الســوريني ويتعيــش‬ ‫أغلبهــم مــن التســول أو البيــع عــى أرصفــة الطــرق‪.‬‬ ‫وعــدد األطفــال املتســولني يف املــدن اللبنانيــة هــو أحــد أكــر االثــار املاثلــة‬ ‫للعيــان ألزمــة الالجئــن يف البــاد‪ .‬ويســتضيف لبنــان أكــر مــن ‪ 1.5‬مليــون‬ ‫ســوري هربــوا مــن الحــرب األهليــة يف بالدهــم ليســجل أعــى نســبة يف‬

‫الليرة تعوض جزئ من‬ ‫خسارتها أمام الدوالر‬ ‫عوضــت اللــرة الســورية أكــر مــن ‪10‬‬ ‫باملئــة مــن خســارتها يف الســوق الســوداء‬ ‫غــر النظاميــة خــال األيــام األربعــة املاضية‬ ‫بعــد هبــوط ســعر رصف الــدوالر األمــريك‬ ‫دون مســتوى ‪ 230‬لــرة ســورية يــوم األحــد‪.‬‬ ‫وخــر الــدوالر يف الســوق الســوداء أكــر‬ ‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد (‪2015-02-16 - )139‬‬

‫العــامل لالجئــن مقابــل الســكان‪.‬‬ ‫وخلصــت الدراســة التــي أجرتهــا منظمــة العمــل الدوليــة ومنظمــة األمــم‬ ‫املتحــدة للطفولــة (يونيســيف) ومؤسســة (انقــذوا األطفــال) الدوليــة‬ ‫الخرييــة ان ‪ 1510‬أطفــال يعيشــون أو يعملــون يف الشــوارع‪.‬‬ ‫وقالــت الدراســة إن هــؤالء األطفــال يكســبون يف املتوســط مــا ال يقــل عــن‬ ‫‪ 12‬دوالرا يوميــا وإن أكــر مــن نصفهــم ت ـراوح أعامرهــم بــن ‪ 10‬أعــوام‬ ‫و‪ 14‬عامــا‪.‬‬ ‫وقالــت الدراســة «التدفــق األخــر لالجئــن مــن ســوريا وكثــر منهــم‬ ‫مــن األطفــال فاقــم هــذه املشــكلة بالتأكيــد لكنــه ليــس بــأي حــال مــن‬ ‫األحــوال الســبب الرئيــي أو نتيجــة لعيــش األطفــال بالشــوارع أو عملهــم‬ ‫فيهــا‪».‬‬ ‫وقالــت إن االقصــاء االجتامعــي والفقــر والجرميــة املنظمــة واســتغالل‬ ‫األطفــال بشــكل عــام مــن أســباب املشــكلة‪.‬‬ ‫وقالــت الدراســة ‪ -‬التــي شــاركت فيهــا أيضــا وزارة العمــل اللبنانيــة ‪ -‬إن‬ ‫‪ 43‬باملئــة مــن األطفــال الذيــن يعملــون يتســولون بينــا ميثــل البائعــون‬ ‫منهــم يف الشــوارع ‪ 37‬باملئــة‪.‬‬ ‫وقالــت إن معظــم األطفــال الذيــن دخلــوا ســوق العمــل تـراوح أعامرهــم‬ ‫بــن ســبعة أعــوام و‪ 14‬عامــا وإن ‪ 42‬باملئــة غــر‬

‫مــن ‪ 22‬لــرة ســورية منــذ األربعــاء املــايض‬ ‫عندمــا أغلــق عــى ســعر ‪ 252‬لــرة وحتــى‬ ‫األحــد‪ ،‬مخرتق ـاً ‪ 230‬لــرة هبوط ـاً‪ ،‬يف حــن‬ ‫ارتفعــت اللــرة أمــام الــدوالر مــن مســتوى‬ ‫‪ 0.397‬ســنتاً إىل ‪ 0.436‬ســنتاً وبنســبة تزيــد‬ ‫عــى ‪ 10‬باملئــة‪.‬‬

‫‪oxygen-sy.com‬‬

‫من هنا وهناك‬

‫أطفال سوريا يعملون في‬ ‫شوارع بيروت‬

‫‪9‬‬

‫ســويّة؟؟!!‬ ‫ويتســاءل البعــض إن كان (علــوش) ميتلــك‬ ‫أســلحة فلــاذا ينتظــر وال يحــارص القــر‬ ‫ويقصــف النظــام يف عقــر داره؟ بينــا يــرى‬ ‫آخــرون أن ذلــك ســيجعل األســد يـ ُّ‬ ‫ـدك دمشــق‬ ‫ويقلــب عاليهــا ســافلها ودمشــق اليــوم تحــوي‬ ‫مايقــارب ‪ 5‬ماليــن إنســان بــن أهلهــا وســكان‬ ‫الريــف الذيــن نزحــوا إليهــا‪ ،‬فالبــد ملثــل هــذه‬ ‫الخطــوة أن تكــون مجهــزة ومدروســة‪...‬‬ ‫وبــن األمــل بــأن يكــون حلــم النــر قــد اقــرب‬ ‫بتهديــد أمــن النظــام وقصــف معاقلــه عــى‬ ‫يــد جيــش اإلســام‪ ،‬وبــن األمل لدخــول دمشــق‬ ‫يف املعركــة وال أحــد يــدري كــم مــن الخســائر‬ ‫البرشيــة ســيكون‪ ،‬بــن األمل واألمــل يبقــى‬ ‫التهديــد املفتــوح الــذي أطلقــه (علــوش) منــذ‬ ‫أيــام بــأن دمشــق ســتبقى يف مرمــى صواريخــه‬ ‫وأن عــى أهلهــا الحــذر الدائــم يبقــى أمــرا ً‬ ‫مفتوحــاً عــى كل االحتــاالت‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫حديث الزنزانة‪ ..‬الموت العزيز‬

‫سالم عبد الرحيم | أوكسجين‬

‫ارتبطــت الزنزانــة عــر العصــور مبامرســات‬ ‫الســلطة املســتبدة حيــث أدواتهــا مــن القمــع‬ ‫والدمــاء واملــوت‪ ،‬لكــن عندمــا تكــون ســجيناً‬ ‫يف معتقــل املــوت االســدي فذلــك امــر اخــر‪ ..‬ال‬ ‫يشــبه غــره يف الوحشــية‪ ،‬إ ْذ ال رحمــة هنــاك‬ ‫إال باملــوت الــذي يطلــب وال يلبــى‪ ..‬واألمنيــات‬ ‫تدغــدغ مخيــات الســجناء التــي كانــت غضــة‬ ‫واضحــت اليــوم كالســاحة الخاليــة إال مــن‬ ‫الذكريــات ملــن اســتطاع أن يحافــظ عــى قلــم‬ ‫املســتحيل ليخــط عنوانــا واحــدا ً عــن االحبــاب‬ ‫الذيــن فقدهــم دون ذنــب‪ ،‬او بذنــب كلمــة‬ ‫الحريــة التــي تفـ ّوه بهــا مــرة يف ســاحة الكرامــة‪.‬‬ ‫ما قبل االعتقال‬ ‫أم عامــر ســيدة زبدانيــة‪ ،‬اعتقــل زوجهــا (ح ‪ .‬غ)‬ ‫مــن بلــودان يف شــهر حزي ـران ‪ 2013‬عــى إثــر‬ ‫تقريــر مــن مخــر لنظــام االســد‪ ..‬تــم االعتقــال‬ ‫بعــد مداهمــة منزلــه يف (املعــارص) وهــو النزوح‬ ‫الثــاين لهــذه االرسة بعــد (الشــاح) وهــي منطقة‬ ‫تبعــد عــن الزبــداين البلــد قرابــة ‪ 1‬كيلومــر‬ ‫باتجــاه طريــق رسغايــا‪ .‬تــروي الســيدة حيثيــات‬

‫تقانة‬ ‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد (‪2015-02-16 - )139‬‬

‫االعتقــال فتقــول‪ :‬جــاءت مجموعــة مــن عنــارص‬ ‫جيــش االســد برفقــة مخــر قــد اخفــى وجهــه‬ ‫ومل يبــق ســوى عينيــه‪ ..‬واشــار لهــم إىل املنــزل‪،‬‬ ‫الســباب والشــتم اخــذوا زوجــي‬ ‫فدخلــوا وســط ُ‬ ‫بعــد أن كبلــوا يديــه برشيــط بالســتييك أبيــض‪..‬‬ ‫ورفعــوا قميصــه مــن الخلــف ليغطــي كامــل‬ ‫وجهــه‪ ..‬عــا نحيبنــا ورصاخنــا داخــل املنــزل‪،‬‬ ‫فجــاء احــد عنــارص الجيــش وادخلنــي وابنتــي‬ ‫إىل غرفــة واقفلــوا علينــا البــاب‪ .‬وبعــد ذلــك‬ ‫بــارشوا رسقــة اثــاث املنــزل واغراضــه مــن (‬ ‫الــراد والتلفزيــون والغســالة وكل مــا وقعــت‬ ‫عليــه ايديهــم القــذرة) ثــم غــادروا بعــد ان‬ ‫اخــذوا ســيارتنا وتركونــا ‪ ..‬حتــى جــاء الج ـران‬ ‫وفتحــوا لنــا بــاب الغرفــة‪.‬‬ ‫معاناة الغياب‬ ‫تتابــع الســيدة بانهــا مل تعــرف خــرا ً عــن‬ ‫زوجهــا حتــى بعــد مــي خمســة أشــهر‪ ،‬وهنــا‬ ‫اســتمرت رحلــة طويلــة للذهــاب اىل ســجن‬ ‫عــدرا‪ ،‬واملشــكلة يف أجــرة الذهــاب وتكلفــة‬ ‫االغــراض التــي يجــب ان آخذهــا معــي يف‬

‫كل زيــارة حيــث بلغــت تكلفــة الزيــارة األوىل‬ ‫‪ 25000‬لــرة ســورية‪ ،‬وتتابــع ام عامــر‪ :‬لقــد‬ ‫اســتدنت املبلــغ اذ ال املــك منــه ســوى ‪2000‬‬ ‫لــرة ســورية فقــط‪ ..‬وتقــول‪« :‬كنــت مســتعدة‬ ‫الســتدين مــن العــامل كلــو لحتــى شــوفو»‪.‬‬ ‫من انت‬ ‫وتــردف أم عامــر‪ :‬يف الزيــارة االوىل يف ســجن‬ ‫عــدرا بقيــت لحظــات مشــدوهة بينــا ابنتــي‬ ‫تــزرف الدمــوع بغ ـزارة‪ ،‬ال أدري كيــف جفــت‬ ‫دمعتــي للحظــات‪ ..‬كنــت أرى خيــاالً أو ظــاً‬ ‫لرجــل طويــل وعريــض‪ ..‬نظــرت يف عينيــه‬ ‫اللتــان تشــعان ببقايــا حيــاة وقلت « كيفــك‪ ..‬امل‬ ‫تعرفنــي؟» مل يجاوبنــي بــل بقــي صامتــا‪ ،‬كلمته»‬ ‫ابنتــي كيفــك يــا بابــا»‪ ...‬ومل يــرد بــل نظــر الينــا‬ ‫ومل يعرفنــا‪ ..‬فخاطبتــه « مــا عرفتنــي يــا رجــال‬ ‫هــاي بنتــك‪ ..‬وانــا مرتــك»؟ ســامة عقلــك‪ ..‬ومــا‬ ‫ان هــم بالــكالم حتــى بانــت اســنانه املكــرة يف‬ ‫فمــه‪ ..‬تابعــت» شــو صايــر فيــك»؟ وهنــا وضــع‬ ‫اصبعــه عــى فمــه وقــال (هــص) فســكتت‬ ‫وتركــت للدمــوع أن تقــول مــا اردت قولــه‪..‬‬ ‫ثــم رفــع عــن قميصــه الشــاهد بطنــه محروقــة‬ ‫ســوداء‪ ..‬وقــال بصــوت خافــت» ‪ 3‬اشــهر مل أنــم‬ ‫لحظــة واحــدة مــن االمل « وهنــا مل امتالــك نفــي‬ ‫أحسســت بدوخــة وكــدت أهــوي لــو مل اســتند‬ ‫عــى ابنتــي‪.‬‬ ‫اختفاء دون سبب‬ ‫تتابــع أم عامــر‪« ..‬زرتــه مرتــن ويف املــرة الثالثــة‬ ‫قالــوا يل‪ :‬ال يوجــد لدينــا ســجني بهــذا االســم‪..‬‬ ‫اخرجــت بطاقــة الزيــارة وعليهــا صورتــه بوضعه‬ ‫الحــايل‪ ..‬ومل يــردوا‪ ..‬ورصخ يف وجهــي احدهــم‬ ‫‪ :‬ليــس هنــا غــادري‪ .‬بقيــت عــى هــذا الوضــع‬ ‫‪ 4‬اشــهر ال أعــرف مــن بعدهــا انــه يف ســجن‬ ‫صيدنايــا‪ ..‬لكــن دون دليــل وقيــل عــن فــان‬ ‫وعــان‪ ..‬وحتــى اليــوم مل اســتطع ان اعــرف اىل‬ ‫ايــن انتقــل‪ ،‬حتــى اســتطيع زيارتــه‪ .‬بعد اســبوع‬ ‫غــادرت ســوريا إىل لبنــان حيــث ارسة ابنــي‪ ،‬ومل‬ ‫اســتطيع العــودة اىل بلــودان خوفــا مــن عــدم‬ ‫ادخــايل حســب قـرار الحكومــة اللبنانيــة االخــر‬ ‫بتحجيــم الدخــول للســوريني‪ .‬وتختــم ام عامــر‪..‬‬ ‫وتقــول‪« :‬الــو اللــه مــا بينســاه»‬ ‫مل تكــن أمــا عامــر وحدهــا مــن تغيــب عنهــا‬ ‫معيــل أرستهــا فالقصــص كثــرة واملعانــاة كبــرة‬ ‫لــن تنتــه إال بــإرشاق فجــر الحريــة وســطوع‬ ‫نــور الحــق يف ســورية الحريــة‪.‬‬

‫‪syriaoxygen.com‬‬


‫أهمية اللعب في حياة األطفال‬ ‫أ‪ .‬أحمد شيخاني | أوكسجين‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد (‪2015-02-16 - )139‬‬

‫الصغــار الذيــن عانــوا مــن االضط ـراب‬ ‫األطفــال واآلخريــن (األهــل أو مقدمــي األطفــال ّ‬ ‫الرعاية)‪ .‬إ َّن العامــل املشــرك بــن الســوا ِد يف حياتهــم املبكــرة الذيــن ال يســتطيعون‬ ‫األعظــم مــن أطفــال املياتــم (واألطفــال الالجئني‬ ‫اللّعــب‪ ،‬وإن مل ت ُســنح لهــم فرصــة اللعــب‪،‬‬ ‫وأطفــال الحــرب أو الذيــن مـ ّروا بتجــارب ت ّولــد‬ ‫ٍ‬ ‫صعوبــات يف التك ّيــف مــع‬ ‫صدمــات)‪ ،‬هــو أ ّن الحــوار أو التفاعــل يكــون فإنهــم ســيواجهون‬ ‫قــد تحطّــم‪ .‬ونتيجــ ًة لذلــك يواجــه الطفــل املدرســة‪ .‬وتتضاعـ ُـف هــذه الصعوبــات عندمــا‬ ‫يصعــب الوصــول‬ ‫صعوبــات يف اللعــب‪ .‬وقــد‬ ‫ُ‬ ‫ـي مــع املفاهيــم املجـ ّردة‪،‬‬ ‫يتعامــل املنهــج العلمـ ُّ‬ ‫إىل هــذا الحــوار أو التّفاعــل يف ظـ ِ‬ ‫ـروف الحيــاة‬ ‫وعندمــا يتطلــب تقــ ّدم الطفــل التّعليمــي‬ ‫الصعبــة (كاملــرض‪ ،‬والجــوع‪ ،‬والفقــر املدقــع‪،‬‬ ‫عمليــات عقل ّيــة ُعليــا‪ .‬فهــم يعانــون صعوبــات‬ ‫وظــروف الحــرب)‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫إن أســوأ مــا يمكــن أن يحصــل لهــؤالء األطفــال هــو يف التّعامــل مــع املفاهيــم املجــ ّردة‪ ،‬إلنهــم‬ ‫ّ‬ ‫غيــاب أو فقــدان «األم» أي الشــخص الموجــود دائمــا يفكــرون بامللمــوس‪ .‬وكثــرا ً مــا تكــون لغتهــم‬ ‫كمصــدر أساسـ ٍّـي لألمــان‪ .‬الشّ ــخص الــذي ال يختفي‬ ‫أو يتبــ ٍدل‪ ،‬الشّ ــخص الــذي يكــن للطفــل أن ضعيفــة وال يســتطيعون أن يســتوعبوا إال مــا‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫يطـ ّور معــه روابــط عاطف ّيــة عميقــة‪ .‬األم التــي يرونــه بعيونهم‪.‬وهــذا يلقــي عــى ال ّراشــدين‬ ‫ٍ‬ ‫ـؤوليات كبــرة يف ظروف‬ ‫تحمــل مشــاعر خاصــة جــدا ً تجــاه طفلهــا‪ ،‬مــن حــول األطفــال مسـ‬ ‫واســتتباب هــذا الشــعور ُيكّــن الطفــل مــن الطــوارئ‪ .‬فعــى الرغــم مــن صعوبــة الظــروف‬ ‫ٍ‬ ‫شــخص آخــر إىل حياتــه‪ ،‬ثــم شــخص‬ ‫إدخــال‬ ‫ـروف إال أنــه ال ب ـ َّد مــن إيجــاد وخلــق فـ ٍ‬ ‫ـرص للعــب‬ ‫آخــر وهكذا‪.‬أمــا بالنســبة لألطفــال يف الظّـ ِ‬ ‫الصعبــة فــإ َّن مــا نســتطيع أن نفعلــه هــو إعادة مــع األطفــال‪ .‬ملــا لذلــك مــن فوائــد مهمــة يف‬ ‫ّ‬ ‫خلــق التّفاعــل وعالمــات االتصــال‪ ،‬ويجــب‬ ‫منــو وتطــ ّور الطّفــل عــى كافــة‬ ‫مــؤازرة الكبــار الذيــن يتعاطــون معهــم عــن‬ ‫األصعــدة‪ ،‬ومهــا كانــت الفــرص‬ ‫قــرب ليتمكنــوا مــن اســتعادة التفاعــل معهــم‬ ‫ضعيفــة‪ ،‬إال أنّــه ال بــ َّد مــن‬ ‫ثانية‪.‬فاألطفــال ميكــن أن يتطــوروا جســديّاً‬ ‫اســتثامر أبســط الفــرص‬ ‫بشــكلٍ جيــد مبســاعدة الطعــام املغــذي‬ ‫ومســاحات اللعــب الواســعة‪.‬‬ ‫للعــب مــع الطفــل‪.‬‬ ‫و لكــ َّن‬

‫‪oxygen-sy.com‬‬

‫مجتمع‬

‫للعــب أهمي ـ ٌة كبــرة يف تط ـ ّور ومنــو األطفــال‪،‬‬ ‫فاللعــب يســاعد األطفــال عــى التطــ ّور‪ .‬ويف‬ ‫ظــروف الحــرب والنزاعــات واللجــوء تتضــاءل‬ ‫فــرص اللعــب اآلمــن لألطفــال‪ ،‬مـ ّـا يزيــد مــن‬ ‫صعوبــة املعانــاة عليهــم‪ ،‬ذلــك أ َّن األطفــال‬ ‫مــن خــال االكتشــاف والقيــام بالتجــارب واللعــب‬ ‫ّ‬ ‫يتعلمــون ويحققــون النقــاط التاليــة‪* :‬يتعلّمــون‬ ‫قُدرات أجسامهم وطاقاتهم وحدودها‪ .‬‬ ‫يتع َّرفــون عــى طبيعــ ِة العــامل‪ ،‬وخصائــص‬ ‫األشياء‪ .‬يتعلّمــون طــرق حــل املشــاكل‬ ‫العمل ّيــة‪* .‬يختــرون ويتعلّمــون التّعاطــي مــع‬ ‫اآلخرين‪ .‬يكتســبون القواعــد والقوانــن‬ ‫يتعرفــون كيفيّــة مواجهــة‬ ‫االجتامعيّة‪ .‬‬ ‫األوضــاع الصعبــة‪ * .‬واأللعــاب التــي تقــوم‬ ‫عىل”اإلدعــاء“ و”التظاهــر“ أو”التمثيــل“‪*،‬‬ ‫تُســاعد األطفــال عــى إدراك واستكشــاف‬ ‫حياتهــم اليوميــة‪ ،‬وهــم ُيحاولون_فــي خيالهــم_‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫االجتماعيــة المعقــدة بأنفســهم‪ ،‬أو مع‬ ‫حــل األوضــاع‬ ‫األطفــال اآلخريــن‪ .‬مثــا ً‪ ،‬يحــب األطفــال أخــذ‬ ‫دو ِر الكبــار مــن خــال متثيــل دور األم أو األب‬ ‫أو األخ أو املحــارب أو الطّبيــب أو املعلــم‪....‬‬ ‫الخفاملهــم هنــا أن ُيعطــى الطّفــل فرصــة اللعب‬ ‫بش ـكٍّل حــر حتــى ُيبــدع ويبتكــر ويج ّرب‪.‬ولــي‬ ‫نضمــن للطفــل لعبـاً يُســاعد عــى تحقيــق منـ ٍو‬ ‫شــاملومتنوع‪ ،‬يجــب أن ينشــأ نــوع مــن‬ ‫التّفاعــل أو الحــوار واالتصــال بــن هــؤال ِء‬

‫‪11‬‬


‫‪12‬‬

‫عاصمة الخوف‬ ‫جالل العمري | أوكسجين‬

‫قصة خبرية‬

‫إن حجــم املعانــاة اإلنســانية التــي شــهدتها‬ ‫ســوريا منــذ األعــوام الثالثــة املاضيــة وإىل‬ ‫اآلن‪ ،‬مل يعــد خافيــاً عــى أحــد مــن مقــدار‬ ‫التوحــش اإلنســاين الــذي ظهــر يف طيــات تلــك‬ ‫األنظمــة وتلــك املجاهيــل والجهــات املســلحة‪،‬‬ ‫وأيضـاً املامرســات الســادية يف القتــل واالعتقــال‬ ‫واالغتصــاب الجســدي واملعنــوي والفكــري‬ ‫وحجــم التخويــف والخــوف املعاشــن‪.‬‬ ‫ليعتــي الخــوف ليتصــدر الهاجــس اليومــي‬ ‫للمواطــن الســوري ويصبــح حالــة معيشــية‬ ‫يوميــة يجثــم عــى صــدور الســوريني صارعـاً أي‬ ‫مواطــن بــدون عنــاء يذكــر‪ ,‬وليصبح بذلــك وباءا ً‬ ‫يأخــذ حي ـزا ً كب ـرا ً جــدا ً مــن ســويعات تفكــر‬ ‫املواطــن الســوري بامتيــاز‪ .‬ليعتــر الســمة األبــرز‬ ‫يف جميــع املناطــق الســورية وشــأناً وروتينــاً‬ ‫يومــي مقيــت‪ ،‬يتعاظــم بهــا املأســاة اإلنســانية‬ ‫هنــا وهنــاك والتــي تخطــت كل تعبــر إنســاين‬ ‫كُتــب ع مــدار التاريــخ‪ ،‬ليعــزز القتــل والتدمــر‬ ‫مــن حجــم كتلــة حالــة الخــوف يف العاصمــة‬ ‫الســورية دمشــق‪ ،‬والتــي تعيــش اليــوم ســنوات‬ ‫مل تشــهدها منــذ نشــأتها‪ ،‬ولتقفــز اإلنســانية‬ ‫أيضـاً عنهــا دون أن تنتبــه إليهــا أو لرتمقهــا ولــو‬ ‫بنظــرة أو شــفة كلمــة هــي األخــرى‪ .‬ومــن عــى‬ ‫رشفــات العاصمــة الســورية دمشــق وعــى بعــد‬ ‫أمتــار قليلــة مــن هنالــك تُرســم صــورة أخــرى‬ ‫للعيــش وللرعــب وللخــوف‪ ،‬وأيضــا لالســتمرار‬ ‫واألمــل‪ .‬مواطنــون يقطنــون مناطــق تشــهد‬ ‫اقتتــال ورصاع عســكري عنيــف وهــي إحــدى‬ ‫‪ 99‬باملائــة مــن املناطــق الســورية فــا تســتغرب‬ ‫أن يقــول أحدهــم‪( :‬محظوظــون قاطنــي دمشــق)‪.‬‬ ‫جملــة تصــوغ حجــم الفكــرة والصورة املرســومة‬ ‫عنــد أطفالهــا وشــبابها وعجائزهــا بعــن غــر‬ ‫دمشــقية تجعــل مــن قاطنــي دمشــق بنظرهــم‬ ‫منســلخني عــن واقعهــم الســوري متجرديــن‬ ‫مــن أحاسيســهم ومشــاعرهم ومــا تدعــوا لــه‬ ‫أديانهــم وأعرافهــم وتقاليدهــم‪ .‬هــذا التبلــد‬ ‫بنظرهــم مل يكــن ليــأيت بكــون الدمشــقي ينظــر‬ ‫مبنظــور الــروج العاجيــة أو الطائفيــة معينــة أو‬ ‫‪ ..‬أو ‪..‬أو‪ ،‬لرتاهــا دمشــق تعيــش فــي حالــة مــن ُســكر‬ ‫داخلــي دائــم غزاهــا الخــوف وأججــه لتشــل حركتــه‬ ‫وفاعليتــه ولتقــوده إلــى مجاهيــل دون وعــي مــدرك‪.‬‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد (‪2015-02-16 - )139‬‬

‫الســكر هــذا عــن عبــث فقــد كان القتل‬ ‫ومل يــأيت ُ‬ ‫والتدمــر والتهديــد املســتمر مــن تلــك األفــرع‬ ‫املخابراتيــة األمنيــة مــن زرع للخــوف والرعب يف‬ ‫تفاصيــل حيــاة املواطــن الســوري لتأخــذ حيزا ً يف‬ ‫عملــه وتفكــره وعقلــه باملجمــل‪ .‬وليــأيت اإلعــام‬ ‫لقولَبــت هــذا بشــكل مبــارش أو غــر مبــارش‬ ‫ضمــن مفاهيــم وأطــر معينــة‪ .‬علــى مــدار اكثــر‬ ‫مــن ‪ 40‬عامــا أقيــم أكثــر مــن ‪ 15‬فرعــا امنيــا معلنــا‬ ‫هــم مــن رســموا وصاغــوا مملكــة الصمــت والظلمــة‬ ‫والخــوف والرعــب بــكل تفاصيلهــا وإىل اآلن و بعــد‬ ‫مــرور أكــر مــن ثــاث ســنوات مــن إطــاق‬ ‫العنــان لوحشــية تلــك األفــرع وألفرادهــا أصبــح‬ ‫كل فــرد مــن تلــك العنــارص وعائلتــه والدائــرة‬ ‫التــي تحيــط بــه كلــن منهــم فرعــاً مســتقالً‬ ‫يبــث الخــوف يف كل تفاصيــل الحيــاة الدمشــقية‬ ‫اليوميــة املعاشــة‪ ,‬لتكــون بابــاً للســيطرة‬ ‫والتملــك والتعجــرف وبابــاً للحاميــة والنفــوذ‬ ‫واملصالــح الشــخصية وخاصــة عــى الفئــات التي‬ ‫كانــت تعتــر نفســها عــى الحيــاد وال تتدخــل يف‬ ‫تلــك التعقيــدات السياســية ‪ .‬فالمداهمــة والمســح‬ ‫والتفتيــش والتعفيــش والتدقيــق واالســتغالل‬ ‫والتحــرش شــأن يومــي ألفــراد العائلــة الدمشــقية‪,‬‬ ‫فمشــهد اســتغالل أي فــرد ِمــن َمــن يرتــدي البــزة‬ ‫العســكرية ألحــد الماريــن دون رادع أخالقــي أو‬ ‫اجتماعــي شــأن يومــي فــي هــذه العاصمــة ومداهمــة‬ ‫منــزل معــن بعــرات العنــارص املدججــة‬ ‫باألســلحة الخفيفــة واملتوســطة واعتقــال كل‬ ‫مــن يف هــذا املنــزل أو مــكان العمــل مــن عــال‬ ‫وموظفــن وأيضــاً مــن كان مــارا ً بجانبــه شــأن‬ ‫عــادي ينتهــي فــور مغــادرة العنــارص‪ .‬لرتفــد‬

‫الحواجــز مزيــدا ً مــن الخــوف والرعــب عــى‬ ‫القاطــن الدمشــقي ولتضاعــف مــن معاناتــه‬ ‫لتكــون فصــل يومــي يضــاف إىل فصــول حيــاة‬ ‫املواطــن الســوري‪ ،‬ولتســتمر الظاهــرة دون‬ ‫قيــد ولتصبــح الحواجــز ســلطة مســتقلة بحــد ذاتهــا‬ ‫بقوانينهــا وأخالقياتهــا منفلتــة مــن أي ســيطرة‬ ‫ســوى نفســها‪ ،‬فلهــا قوانينهــا وأســلوب عملهــا‬ ‫يف االحتيــال والتهكــم والتغطــرس واالعتقــال‬ ‫التعســفي واالعتباطــي واملناطقــي وإىل مــا‬ ‫هنالــك لتكــون هــي الســمة املشــركة واألبــرز‬ ‫بينهــم ولتختلــط املصالــح الشــخصية يف كل‬ ‫هــذه التفاصيل‪.‬بهــذا يصعــب جــدا ً تفســر‬ ‫هــذه التعايــش مابــن النظــام والقاطــن‬ ‫الدمشــقي تــرى فيهــا حالــة فَ ِهـ َم فيهــا القاطــن‬ ‫الدمشــقي حــدود ردود فعلــه وتناظمهــا مــع‬ ‫مــن يســرها بقــوة الســاح لتــرز دمشــق كونهــا‬ ‫ثكنــة عســكرية تنظمهــا قوانــن عســكرية‬ ‫وأمنيــة بامتيــاز لتكــون البيــوت الدمشــقية‬ ‫وشــوارعها وأهلهــا تحــت أمــرة جالدهــا دون‬ ‫أي رادع‪.‬ليبحــث الدمشــقي لنفســه عــن‬ ‫بديــل‪ ،‬ذاك األخــر الــذي ال يســتطيع أن يهــب‬ ‫الدمشــقي األمــان أو الثقــة واالســتقرار أو أي‬ ‫مطلــب اقتصــادي أو ســيايس أو اجتامعــي‬ ‫ومنفلــت أحيانـاً مــن نفســه تعبــث فيــه فئــات‬ ‫غــر منضبطــة متــارس أســلوب ( حــارة كل مــن‬ ‫إيــدو إلــو )‪ ،‬ل ـرا ُه الدمشــقي أنــه مــازال فاقــد‬ ‫لهويتــه والــذي تــاه يف رســم سياســاته ونظامــه‬ ‫واقتصــاده‪ ،‬وليفتقــر الكثــر مــن مقومــات‬ ‫النجــاح ليضــع الدمشــقي نفســه أمــام ثالــوث‬ ‫«النظــام أو المعارضــة أو اللجــوء»‪.‬‬

‫‪syriaoxygen.com‬‬


‫سوق الحميدية‬ ‫عناة آرام | أوكسجين‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد (‪2015-02-16 - )139‬‬

‫العثــاين‪ .‬ويشــتهر الحميديــة‬ ‫بتاريخــه العريــق فزيــارة الــرق‬ ‫التكتمــل إال بزيــارة أشــهر األســواق‬ ‫الرتاثيــة يف الــرق ســوق الحميدية‬ ‫معالم سوق الحميدية‪:‬‬ ‫ميتــد ســوق الحميديــة وصــوال‬ ‫إىل أحــد فروعــه املســمى ســوق‬ ‫(املســكية) وهــو ســوق للكتــب‬ ‫والقرطاســية‪ ،‬حتــى يصــل‬ ‫إىل وأعمــدة (معبــد جوبيــر‬ ‫الدمشــقي) وهــي بقايــا ملعبــد‬ ‫وثنــي بنــي أيــام اإلغريــق بقــي‬ ‫منــه أعمدتــه الضخمــة الرخاميــة‬ ‫املرمريــة الجميلــة‪ ..‬واملزينــة‬ ‫بكــؤوس مزخرفــة مــن الرخــام‬ ‫وبوابــة أثريــة ‪ ،‬والــذي يتصــل‬ ‫بســاحة يعتقــد أنهــا كانــت‬ ‫فنــاء للمعبــد املذكــور ‪ ،‬ليجــد‬ ‫الزائــر نفســه أمــام البوابــة‬ ‫الرئيســيةللجامع األمــوي الكبــر‪.‬‬ ‫يحيــط بالســوق عــدد مــن األوابــد‬ ‫األثريــة والتاريخيــة فعــى ميينهــا‬ ‫تقــع قلعــة دمشــق الشــهرية التــي‬ ‫يتقدمهــا متثــال البطــل التاريخــي‬ ‫صــاح الديــن األيــويب ورضيحــه‬ ‫الــذي يقــع بــن ســوق الحميديــة‬

‫وبــن حــي العــارة التاريخــي‬ ‫املغــروف يف دمشــق القدميــة‬ ‫‪ ،‬وقبــل أن يصــل زائــر ســوق‬ ‫الحميديــة إىل أعمــدة جوبيتــر‬ ‫الضخمــة الباســقة ينحــرف‪ ،‬إذا‬ ‫شــاهد يســارا ليجــد رصحــا ثقافيــا‬ ‫كبــرا اليــزال شــاهدا عــى كــون‬ ‫دمشقالشــام أهــم حــارضة مــن‬ ‫حــوارض الثقافــة والعلــم واملعرفــة‬ ‫والصناعــة والتجــارة يف الــرق‬ ‫عــى مــر العصــور ‪ ،‬فتجــد املكتبــة‬ ‫الظاهريــة التــي بناهــا الظاهــر‬ ‫بيــرس أبــان فــرة حكمــه لدمشــق‬ ‫‪ ،‬وتجــد جوامــع ومســاجد أثريــة‬ ‫ومبــاين تاريخيــة هامــة ‪ ،‬الشــك أن‬ ‫التاريــخ كان هنــا فأنــت تشــاهد‬ ‫التاريــخ وعبــق الزمــان يف كل‬ ‫مــكان مــن هــذا الســوق العريــق ‪.‬‬ ‫تتفــرع عــن ســوق الحميديــة‬ ‫وتحاذيهــا أســواق كثــرة يصــل‬ ‫إىل أكــر مــن عرشيــن ســوقا‬ ‫تاريخيــا متخصصــة غــر الســوق‬ ‫الرئيــي‪ ..‬تتجــاوز ال‪ 21‬ســوقاً‪،‬‬ ‫وهــي أســواق مهنيــة تخصصيــة‬ ‫عــرف كل ســوق منهــا باســم‬ ‫حســب مهنــة الســوق وتخصصــه‪،‬‬

‫نذكــر منهــا أساســا‪ :‬ســوق مدحــت‬ ‫باشــا وهــي ســوق طويلــة‬ ‫مســقوفة مثــل ســوق الحميديــة‬ ‫بناهــا الــوايل العثــاين مدحــت‬ ‫باشــا‪ ،‬وســوق البزوريــة وفيهــا‬ ‫يبــاع كل يشء يتعلــق باألغذيــة‬ ‫والحبــوب والبــذورات املجففــة‬ ‫إضافــة إىل الســمنة العربيــة‬ ‫والزيــوت والبهــارات‪ ،‬ســوق‬ ‫الحريقــة املتخصصــة باألقمشــة‬ ‫وســوق الخياطــن وســوق الصاغــة‬ ‫للذهــب وســوق املناخليــة وســوق‬ ‫العرصونيــة وســوق القباقبيــة‬ ‫وســوق الرسوجيــة (صنــاع رسوج‬ ‫الخيــل) وســوق الخريــر وســوق‬ ‫العرائــس املتخصصــة بلــوازم‬ ‫األع ـراس ويســميها الســكان ســوق‬ ‫تفضــي وســوق الطويــل وســوق‬ ‫املســكية وســوق القيشــاين الــذي‬ ‫تبــاع فيــه الكلــف واألزرار وســواها‬ ‫وســوق الصــوف لبيــع األصــواف‬ ‫ومشــتقاتها وســوق القطــن وســوق‬ ‫العبــي للعبــاءات العربيــة التــي‬ ‫تشــتهر بهــا مدينــة دمشــق والكثري‬ ‫مــن الروائــع والفنــون التــي تشــتهر‬ ‫بهــا ســوريا‪.‬‬

‫‪oxygen-sy.com‬‬

‫سوريانا‬

‫من أشــهر أســواق دمشــق يف سوريا‬ ‫وأهــم وأشــهر أســواق الــرق عــى‬ ‫اإلطــاق وأكرثهــا جــاالً ورونقــاً‬ ‫وقــد وصفــة املؤرخــون بأنــه‬ ‫فســيح رائــع البنــاء ووصفــوه بأنــه‬ ‫مدينــة تجاريــة صناعيــة يف قلــب‬ ‫دمشــق القدميــة ووصفــه الباحثــون‬ ‫بأنــه درة األســواق وأجملهــا ‪ ،‬وهــو‬ ‫مغطــى بالكامــل بســقف حديــدي‬ ‫مــيء بالثقــوب الصغــرة التــي‬ ‫تنفــذ منهــا الشــمس أثنــاء النهــار‬ ‫ومبلــط بالحجــر ‪ -‬البازلــت األســود‬ ‫ ويعــد ملتقــى الزائريــن والســياح‬‫مــن كافــة بقــاع الدنيــا ويف نهايتــه‬ ‫يقبــع الجامــع األمــوي‪.‬‬ ‫وصف الموقع والسوق‪:‬‬ ‫يبــدأ ســوق الحميديــة عنــد نهايــة‬ ‫شــارع النــر مــع شــارع الثــورة‬ ‫عنــد منطقــة الدرويشــية وميتــد‬ ‫الســوق ملســافة تقــارب امليلــن‪،‬‬ ‫الجــزء األول منــه يقــع بجــوار‬ ‫قلعــة دمشــق وبــه العديــد مــن‬ ‫املســاجد واملبــاين التاريخيــة‬ ‫العريقــة وتصطــف عــى جانبيــة‬ ‫املحــات التجاريــة مــن كل نــوع‬ ‫وصنــف عــى طابقــن‪ ،‬وتتفــرع‬ ‫منــه أســواق كثــرة مثــل ‪ -‬ســوق‬ ‫الرسوجيــة ‪ -‬ســوق البزوريــة ‪-‬‬ ‫ســوق الصاغــة ‪ -‬ســوق املناخليــة ‪-‬‬ ‫ســوق العرصونيــة ‪ -‬ســوق الحريــر‬ ‫ ســوق العرائــس ‪ -‬ســوق القباقبية‬‫ ســوق الخياطــن وغريهــا‪ .‬وينتهي‬‫ســوق الحميديــة عنــد بوابــة معبــد‬ ‫جوبيــر الدمشــقي وأعمدتــه‬ ‫الباســقة ومنــه إىل الســاحة أمــام‬ ‫الجامــع األمــوي يف قلــب املدينــة‬ ‫القدميــة‬ ‫بنــي الســوق بشــكله الحــايل يف‬ ‫عهــد الســلطان عبــد الحميــد‬ ‫األول عــام ‪ 1780‬م وأخــذ اســمه‬ ‫الحميديــة مــن أيــام ذلك الســلطان‬

‫‪13‬‬


‫‪14‬‬

‫اليرقان أعراضه وأسبابه‬ ‫إعداد مجلة أوكسجين‬

‫مــرض يُســ ِّبب ُصفــر ًة يف الجلــد ويف‬ ‫ٌ‬ ‫اليَقــانُ‬ ‫َ‬ ‫اليقــانُ عــن زيــادة‬ ‫بيــاض العــن‪ .‬وينجــم َ َ‬

‫كبــرة يف البيلروبــن‪ ،‬وهــو مــا َّد ٌة صفـراء اللــون‬ ‫توجــد يف ال ِخضــاب (الهيموغلوبــن) الــذي‬ ‫يحمــل األكســجني يف الكُر َّيــات ال ُحمــر‪ .‬عندمــا‬ ‫تتفــكَّك أو تتخــ َّرب الكريَّــة الحمــراء‪ ،‬يقــوم‬ ‫ـم بإنتــاج كُريَّــة جديــدة محلَّهــا‪ .‬وتجــري‬ ‫الجسـ ُ‬ ‫معالجــ ُة الكريَّــات ال َهرمــة يف الكبــد؛ فــإذا‬ ‫كان الكبــدُ غ ـرَ قــادر عــى معالجــة الكريَّــات‬

‫أوكسجينيات‬

‫الحمــر امليتــة‪ ،‬فــإنَّ البيلريوبــن يرتاكــم يف األسباب األكثر شيوعاً للمرض‪:‬‬ ‫عــرض ملــرض أكــر مــن كونــه مرضــاً‬ ‫اليقــا ُن‬ ‫ٌ‬ ‫َ​َ‬ ‫الجســم ويصبــح الجلــدُ أصفــ َر اللــون‬ ‫اليقان‪.‬‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫ـ‬ ‫تس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫مختلف‬ ‫اض‬ ‫ر‬ ‫ـ‬ ‫أم‬ ‫ـاك‬ ‫ـ‬ ‫وهن‬ ‫ـه‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫بذات‬ ‫ٌ‬ ‫ِّ َ َ‬ ‫ـاب الكبــد‬ ‫مــن األســباب الشــائعة للريقــان‪ :‬التهـ ُ‬ ‫األعراض‪:‬‬ ‫بيــاض العــن أصفــ َر اللــون الفــرويس‪ ،‬عــدوى الكبــد بالطفيليــات‪َ ،‬حصيــات‬ ‫اصفــرا ُر الجلــد و ُ‬ ‫امل َ ـرارة‪ ،‬ورسطــان البنكريــاس‪ .‬ميكــن أن ينج ـ َم‬ ‫أيضــاً وباطــن الفــم‪.‬‬ ‫اليقــا ُن أيضــاً عــن أمــراض تؤث ِّــر يف قــدرة‬ ‫َ​َ‬ ‫تح ُّول لون البول إىل األصفر الداكن أو ال ُب ِّني‬ ‫الجســم عــى تفكيــك البيلريوبــن‪ُ .‬يكــن أن‬ ‫الحكَّة الجلدية‬ ‫ر بالكبــد‪،‬‬ ‫اليقــا ُن عــن ِّ‬ ‫يصبح لو ُن الرباز شاحباً‬ ‫ينجــ َم َ َ‬ ‫أي مــرض يُــ ُّ‬ ‫فقــدان الشــهية والشــعور بالــدوار أحيانــاً وذلــك مــن قبيــل التهــاب الكبــد املناعــي الــذايت‬ ‫مثــاً‪ ،‬حيــث يقــوم الجســ ُم مبهاجمــة الكبــد‬ ‫وصــداع‪.‬‬ ‫مرض‬ ‫عــى أنَّــه جسـ ٌم غريــب‪ُ .‬يكــن أن يسـ ِّب َب ُ‬

‫اليقــان أيضــاً‪ .‬ويف هــذا‬ ‫فَقــر الــ َّدم االنحــايل َ َ‬ ‫املــرض يتخلَّــص الجسـ ُم مــن ك ِّميـ ٍ‬ ‫ـات كبــرة مــن‬ ‫الكريَّــات الحمــر‪ ،‬فيعجــز الكب ـ ُد عــن التعامــل‬ ‫اليقــان‪ .‬كــا‬ ‫معهــا كلهــا َّ‬ ‫مــا يســ ِّبب ظهــو َر َ َ‬ ‫اليقــا ُن بســبب أمـراض‬ ‫ميكــن أيضـاً أن يحــدثَ َ َ‬ ‫امل َـرارة والقنــوات الصفراويــة‪ .‬ميكــن أن ت ُغلَــق‬ ‫القنــا ُة الصفراويــة أو تتــأذَّى بفعــل حصيــات أو‬ ‫عــدوى أو ورم أو ت َضَ ُّيــق‪ .‬يجعــل انســدا ُد القنــاة‬ ‫الصفراويــة البيلريوبــن يرتاكــم يف الــدم‪ .‬مــن‬ ‫اليقــا ُن عــن الحمــل؛‬ ‫املمكــن أحيان ـاً أن ينج ـ َم َ َ‬ ‫الحمــل يزيــد مــن الضغــط داخــل‬ ‫َ‬ ‫وهــذا أل َّن‬ ‫البطــن‪ ،‬مـ َّـا ميكــن أن يس ـبِّ َب تراك ـ َم الصف ـراء‬ ‫يف املــرارة‪.‬‬

‫قاموس أوكسجين‬

‫األمم المتحدة إلغاثة وتشغيل الالجئين الفلسطينيين (‪)UNRWA‬‬

‫(وكالــة الغــوث)‪ .‬تعمــل عــى تقديــم الدعــم‬ ‫والحاميــة وكســب التأييــد لحــوايل ‪ 4.7‬مليــون‬ ‫الجــئ فلســطيني مســجلني لديهــا يف األردن‬ ‫ولبنــان وســوريا واألرايض الفلســطينية املحتلــة‪،‬‬ ‫إىل أن يتــم إيجــاد حــل ملعاناتهــم‪.‬‬ ‫ويتــم متويــل األونــروا بالكامــل تقريبــاً مــن‬ ‫خــال التربعــات الطوعيــة التــي تقدمهــا الــدول‬ ‫األعضــاء يف منظمــة األمــم املتحــدة‪.‬‬ ‫سســت األمــم املتحــدة منظمــة تســمى «هيئــة‬ ‫األمــم املتحــدة إلغاثــة الالجئــن الفلســطينيني»‬ ‫يف ترشيــن الثــاين ‪ 1948‬لتقديــم املعونــة‬ ‫لالجئــن الفلســطينيني وتنســيق الخدمــات‬ ‫التــي تقــدم لهــم مــن طــرف املنظــات غــر‬ ‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد (‪2015-02-16 - )139‬‬

‫الحكوميــة وبعــض منظــات األمــم املتحــدة تنفيــذ مشــاريع اإلغاثــة والتشــغيل والتخطيــط‬ ‫األخــرى‬ ‫اســتعدادا للوقــت الــذي يســتغنى فيــه عــن‬ ‫ويف كانــون أول ‪ 1949‬ومبوجــب قـرار الجمعيــة هــذه الخدمــات‪.‬‬ ‫العامــة رقــم ‪ ،302‬تأسســت وكالــة األمــم‬ ‫املتحــدة لغوث وتشــغيل الالجئني الفلســطينيني‬ ‫(األونــروا) لتعمــل كوكالــة مخصصــة ومؤقتــة‪،‬‬ ‫عــى أن تجــدد واليتهــا كل ثــاث ســنوات‬ ‫لغايــة إيجــاد حــل عــادل للقضيــة الفلســطينية‪.‬‬ ‫وعــان‪.‬‬ ‫ومقرهــا الرئيــي يف فيينــا ّ‬ ‫مهام األنوروا‪:‬‬ ‫تنفيــذ برامــج إغاثــة وتشــغيل مبــارشة بالتعاون‬ ‫مــع الحكومــات املحلية‪.‬‬ ‫التشــاور مــع الحكومــات املعنيــة بخصــوص‬

‫‪syriaoxygen.com‬‬


‫القتل دون سالح‬

‫د‪ .‬خولة حسن حديد | أوكسجين‬

‫مجزرة قرية المزرعة‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬العدد (‪2015-02-16 - )139‬‬

‫حتــى العــارشة صباحـاً‪ ،‬و يقــول أحــد الشــهود ‪:‬‬ ‫” لــم أكــن موجــودا فــي القريــة ولــو كنــت فيهــا لكنــت‬ ‫فــي عــداد األمــوات اآلن‪ ،‬ولكــن النســاء اللواتــي شــاهدن‬ ‫مــا حصــل رويــن القصــة لــي‪ ،‬حيــث جــاء الشــبيحة‬ ‫مــن بلــدة خنــارص إىل قريتنــا يف بتاريــخ ‪-21‬‬ ‫‪ 2013-6‬وأخــروا األهــايل أن الوضــع هــادئ‬ ‫وأنهــم يريــدون إجــراء بعــض التحقيقــات‬ ‫العاديــة‪ ،‬فكانــوا يطلبــون مــن كل رجــل فــي القريــة‬ ‫أن يذهــب معهــم إلــى الضابــط للتحقيــق‪ ,‬فيأخــذون‬ ‫الرجــال بــكل هــدوء إلــى بئريــن موجديــن فــي القريــة‪،‬‬ ‫كان المعتقلــون معصوبــي األعيــن ويظنــون أنهــم‬ ‫ذاهبــون إلــى التحقيــق فــإذا بالشــبيحة يلقونهــم فــي‬ ‫البئــر‪ ,‬ثــم يأتــي دور الثانــي والثالــث وهكــذا‪ ,‬حتــى‬ ‫ألقــوا بثمانيــة وخمســين شــخصًا فــي بئريــن مــن آبــار‬ ‫القريــة”‪ .‬تقــول إحــدى النســاء الذيــن ألقــوا‬ ‫يف البــر أوالدهــا األربعــة و زوجهــا “جــاؤوا‬ ‫ألخــذ الشــباب ‪ ،‬خفــت عــى الصغــر عمــر مــن‬

‫التحقيــق و مــن تعرضــه للــرب ألنــه صغــر ال‬ ‫يحتمــل‪ ،‬و طلبــت منهــم تركــه‪ ،‬أحــد املوجودين‬ ‫كان “ابــن حــال” وافــق عــى تركــه معــي لكــن‬ ‫عســكري آخــر أســمر و شــكله بشــع غريــب‬ ‫قــال ال أحــره أيضــا‪ ،‬و هكــذا أخــذوا أوالدي‬ ‫األربعــة و أبوهــم بحجــة التحقيــق معهــم‪ ،‬و‬ ‫أنــا بانتظــار عودتهــم حتــى املســاء عندمــا‬ ‫طالــت القصــة‪ ،‬و خرجــت للســؤال عنهــم‬ ‫فأخــروين النــاس أنهــم ذهبــوا بهــم باتجــاه البــر‬ ‫و أنــه رمــي الجميــع هنــاك ” ‪ .‬امــرأة تــم قتــل‬ ‫ابنهــا الوحيــد قالــت ‪ ” :‬كان يريــد االلتحــاق بالجيــش‬ ‫الحر‪،‬وكنــت أمنعــه خوفــا عليــه‪ ,‬أتمنــى اآلن لــو أنــه‬ ‫مــات وهــو يقاتــل أولئــك المجرميــن بــدل أن يلقــى‬ ‫فــي البئــر ويبقــى حيــا يصــرخ أليــام دون أن أســتطع‬ ‫فعــل شــيء لمســاعدته حتــى مــات أخيــرا‪ ،‬أخــذوه‬ ‫عــى أســاس ســيحققون معــه وعندمــا قــال لهــم‬ ‫ســأحرض هويتــي – البطاقــة الشــخصية‪ -‬قــال‬ ‫أحدهــم ال ال داعــي للهويــة‪ ،‬و أخــروين أنــه‬ ‫ســاعة زمــن و ســيعود وانتظــرت حتــى املســاء‬ ‫و مل يعــود‪ ،‬و عندمــا خرجــت للســؤال عنــه‬ ‫أخربتنــي إحــدى النســاء التــي كانــت تشــاهد‬ ‫مــن بعيــد مــا كان يحصــل‪ ،‬بــأن جميــع الرجــال‬ ‫كان يلقــى بهــم يف البــر واحــدا تلــو اآلخــر‪ ،‬و‬ ‫حينهــا هربــت معظــم النســاء مــن القريــة‬ ‫خوفــا مــا قــد يحصــل لهــن”‪.‬‬ ‫شــهادات حقيقيــة حــول مجــزرة حقيقيــة كان القاتــل‬ ‫اليحمــل ســاحًا ســوى الحقــد والكراهيــة ليقتلهــم‬ ‫بطرقــه المبتكــرة ترتقــي بمســتوى علمــه وعقلــه‬ ‫الشــاذ وعنصريتــه ودمــه البــارد‪.‬‬ ‫بقلم الكاتبة د‪ .‬خولة حسن حديد (بترصف)‬

‫‪oxygen-sy.com‬‬

‫تقرير‬

‫مجزرة قرية املزرعة‬ ‫كانــت قريــة املزرعــة التــي تقــع تحــت ســيطرة‬ ‫قــوات األســد بعــد أن اســتعادت تلــك القــوات‬ ‫الســيطرة عــى طريــق اإلمــداد خنــارص‪ -‬معامــل‬ ‫الدفــاع‪ ،‬عندمــا تناقلــت وســائل إعــام النظــام‬ ‫الســوري أخبــار ارتــكاب مجــزرة مر ّوعــة يف‬ ‫القريــة و خطــف أكــر مــن ‪ 200‬مــدين مــن‬ ‫قريــة أخــرى مجــاورة ( رســم النفــل ) عــى‬ ‫يــدي مجهولــن‪ ،‬و حينهــا أصــدرت تنســيقية‬ ‫الســفرية بيانــاً بتاريــخ ‪ 2013 – 6-22‬أكــدت‬ ‫فيــه بــأن “القريتــن القريبتــن مــن بلــدة‬ ‫خنــارص هــا تحــت ســيطرة النظــام منــذ تاريــخ‬ ‫دخــول الرتــل العســكري األول يف شــهر شــباط‬ ‫مــن هــذا العــام‪ ،‬وأكــدت عــى أن مــن قــام‬ ‫باملجزرتــن هــم قــوات األســد وميليشــيا حــزب‬ ‫اللــه وقــوات إيرانيــة” وناشــدت التنســيقية‬ ‫الهــال والصليــب األحمــر والهيئــات االنســانية‬ ‫أن يتدخلــوا فــورا ً إلنقــاذ مــا تبقــى مــن أرواح‬ ‫عالقــة بقبضــة ميليشــيات جيــش الدفــاع‬ ‫الوطنــي والقــوات الخارجيــة املشــاركة معــه”‪.‬‬ ‫بعــد مــرور أســبوع كامــل عــى ارتــكاب املجــزرة‬ ‫و يف اليــوم التــايل لتحريــر الثــوار لبلــدة خنــارص‬ ‫وبتاريــخ ‪ ،2013-8-27‬ت ـ ّم اكتشــاف التفاصيــل‬ ‫املر ّوعــة ملــا تعــرض لــه األهــايل و الذيــن عــاد‬ ‫عــدد منهــم لتفقــد بيوتهــم بعــد أن هربــوا‬ ‫منهــا و بقــوا يف املــزارع القريبــة يراقبــون مــا‬ ‫يحــدث عــن بعــد‪ ،‬حيــث تــم اقتحــام القريــة‬ ‫حــوايل الخامســة صباحـاً ‪ ،‬و بــدأو بجمــع النــاس‬

‫‪15‬‬


info@syriaoxygen.com

www.fb.com/oxygen.zabadani.syria www.syriaoxygen.com www.oxygen-sy.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.