أوكسجين العدد 133 السنة الثالثة - 17-11-2014

Page 1

‫‪FB.com/ oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫البحث عن الملجأ‬ ‫تجمع غصن الزيتون‪ ..‬هدفنا اإلنسان‬ ‫السوريون في أوروبا رسائل وطن‬ ‫السنة الثالثة العدد (‪2014\11\17 )133‬‬

‫‪info@syriaoxygen.com‬‬


‫‪2‬‬

‫لم يشبع من‬ ‫دماء أطفالنا‬

‫أوكسجين | هيئة التحرير‬

‫لقد أثبت نظام بشار األسد املستبد الدموي عىل‬ ‫أنه ال يضاهي أي نظام يف اإلجرام وسفك الدماء‬ ‫يف العرص الحديث‪ .‬يرتكب املجزرة تل َو األخرى‪،‬‬ ‫ومل يعرف حتى اللحظة أن وراء تضحيات الشعب‬ ‫السوري الجسام ثورة عظيمة‪ ،‬لن تتوقف ّإل بإسقاط‬ ‫نظامه الباغي‪ ،‬الذي عنونه منذ اللحظة األوىل لثورة‬ ‫الحق‪ ،‬والخط العريض األحمر (القتل) واملزيد من سفك‬ ‫الدماء إلرهاب الشعب وإجباره عىل التوقف والخنوع‪.‬‬ ‫آخر املجازر كانت يف رأس العني بريف الحسكة‪ ،‬إذ قصف‬ ‫طريانه املجرم بالرباميل املتفجرة – حيث ال يقوى ّإل عىل‬ ‫تعج باألطفال‪،‬‬ ‫األطفال والشعب األعزل ‪ -‬مدرسة ليالن التي ّ‬ ‫طفل عىل الفور‪ ،‬هذا غري اإلصابات العديدة يف‬ ‫فاستشهد ‪ً 20‬‬ ‫صفوفهم والتي تؤدي حتامً إىل اإلعاقات‪.‬‬ ‫ما زال ميارس تلميذ إيران تعليامت أساتذته يف طهران‪ ،‬وهم‬ ‫من أشاروا له يف بداية الثورة (لن تنترص إلّ باإلجرام)‪ ،‬وكيف‬ ‫ال وهو سليل إيران الطائفية التي ال ينفك عن مامرساته‪.‬‬ ‫رمبا مل يقرأ التاريخ جيدا ً‪ ،‬ومل يعِ من هم السوريون الذين‬ ‫حكمهم ووالده البائد بالدم والنار‪ ،‬مل يقرأ أن الشعب البطل‬ ‫كغريه من شعوب العامل يريد دولة متحرضة تقوم عىل العدل‬ ‫وليس أساسها الطائفية واالستبداد‪ .‬املجزرة الجديدة تظهر‬ ‫بوضوح وجهه القبيح البشع‪ ،‬رمبا وحتى اليوم هناك من‬ ‫يصم آذانه عن رصاخ األطفال‪ ،‬وينأى بنظره إن كان لديه‬ ‫نظر عن رؤية أشالءهم املبعرثة‪ ،‬لكن الشعب الذي قام‬ ‫بأشجع ثورة مل يعد يخاف‪ٍ ،‬‬ ‫وماض إىل حريته مهام عظمت‬ ‫التضحيات‪.‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪17-11-2014 )133‬‬

‫محتويات العدد‬ ‫‪ 3‬غالء المدافئ والوقود يجعل شتاء السوريين أكثر‬ ‫قسوة‬ ‫ً‬ ‫‪ 4‬العمل في لبنان لمن استطاع اليه سبيال‬ ‫‪ 5‬تجمع غصن الزيتون‪ ..‬هدفنا اإلنسان‬ ‫‪ 6‬البحث عن الملجأ‬ ‫‪ 8‬مضايقات للسوريين في لبنان‬ ‫ خدمة االحتياط‪ ...‬دعوة جديدة إلى الموت‬‫‪ 9‬ال عاصم من أمر الله‬ ‫ الزبداني‪ ..‬كانت مدينة التفاح‬‫‪ 10‬رحلة في سراديب الذاكرة "فسحة أمل"‬ ‫‪ 11‬حكاية الغزل‬ ‫‪ 12‬السوريون في أوروبا رسائل وطن‬ ‫‪ 14‬من هنا وهناك‬ ‫‪ 15‬سماسرة النظام شبيحة في الظل‬

‫‪SYRIAOXYGEN.COM‬‬


‫عمر محمد | أوكسجين‬

‫حال يتكرر كل شتاء منذ اندالع الثورة يف سوريا‪،‬‬ ‫نقص مبواد التدفئة الرئيسية وارتفاع سعرها يف‬ ‫ظل ندرتها وسيطرة تنظيم الدولة عىل مصايف‬ ‫النفط السورية يف الشامل ورضبات التحالف‬ ‫هذا العام كل ذلك كان له األثر السلبي يف غالء‬ ‫املحروقات‪.‬‬ ‫غالء المدافئ‪:‬‬ ‫مل يتوقف الغالء عىل املحروقات وإمنا طال‬ ‫املدافئ التي وصل سعرها حتى ‪30‬ألف لرية‬ ‫سورية ذات النوعية الجيدة أما املتوسطة ‪20‬‬ ‫ألف لرية فمن ال ميلك مدفأة فهنا األمر يزداد‬ ‫سوءا ً‪ .‬ومل يقترص الغالء عىل املدفأة فشمل أيضاً‬ ‫البواري كان تكلفة الواحد ‪ 150‬لرية إىل ‪ 300‬ذو‬ ‫النوع املمتاز واليوم وصل سعر البوري الرديء‬ ‫‪ 300‬لرية والجيد ‪ 500-700‬لرية وطاسة املازوت‬ ‫‪1000‬لرية‪ ،‬فدفع بالبعض المتالك مدفأة‬ ‫الحطب كونها أرخص برشائها والحطب تأمينه‬ ‫أسهل من املازوت رغم أن سعر الطون الواحد‬ ‫‪35‬ألف لرية‪.‬‬ ‫مهنة برزق حالل‪:‬‬ ‫ومع الحصار كانت الحاجة أم االخرتاع فعمد‬ ‫بعض الزبدانيني لصنع هذه املدفأة يدوياًمن‬ ‫مخلفات القصف كاألبواب واأللواح املعدنية‬ ‫فيتم صقلها وتفصيلها وتلحيمها ثم تحف‬ ‫وتنظف من األتربة والدهانات وتكون بعدها‬ ‫جاهزة لالستخدام‪ .‬أبو خلدون (اسم مستعار)‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪17-11-2014 )133‬‬

‫رجل زبداين يف الخمسني من العمر افتتح محالً‬ ‫صغريا ً لتصنيع مدافئ الحطب يبدأ عمله منذ‬ ‫الصيف لتكون املدفأة جاهزة بأول الشتاء‬ ‫ويصنع مايقارب خمسة مدافئ‪ ،‬فهي رزقة‬ ‫جيدة عىل حد قوله ويصنعها من مخلفات‬ ‫القصف املعدنية ويتفنن بطرقه الخاصة‬ ‫وابداعه أشكال جميلة ترشح النفس وتعطيك‬ ‫الدفء بأبخس األمثان‪ .‬يعمل الرجل لساعات‬ ‫متواصلة يجني قوت يومه‪ ،‬وعمل امتهنه يف‬ ‫الثورة يف ظل الحاجة له وتوفر موادها نوعاً ما‪.‬‬ ‫أيام عصيبة وبرد قارس‪:‬‬ ‫اشتكت سعاد امرأة زبدانية نازحة يف بلودان‬ ‫من الربد الشديد وعدم قدرتها عىل رشاء‬ ‫املازوت أو الحطب فاكتفت برتكيب املدفأة‬ ‫ورشعت تشعلها ببعض الكرتون الذي تجمعه‬ ‫من دكان زوجها الصغرية‪.‬‬ ‫(أم عيل‪.‬خ) زوجة معتقل اتخذت قرارها بعدم‬

‫التفكري باملدفأة البتة‪ ،‬فبيتها له فسحة صغرية‬ ‫تطل عليها الشمس يلعب فيها صغارها األربعة‬ ‫ّ‬ ‫وعند غياب الشمس الحرامات واألغطية تفي‬ ‫بالغرض عىل حد قولها‪.‬‬ ‫وتكبر المعاناة‪:‬‬ ‫تحتار العائلة السورية مع قدوم الشتاء فمن‬ ‫شح مواد التدفئة وانقطاع الكهرباء لساعات‬ ‫طويلة تتجاوز ‪ 12‬ساعة يف مناطق النظام بينام‬ ‫تنعدم يف مناطق سيطرة املعارضة كمدن الريف‬ ‫الدمشقي وحلب‪ ،‬وانقطاع مادة الغاز حيث‬ ‫تسخدم رغم خطورتها للتدفئة‪ .‬شح هذه املواد‬ ‫وندرتها أحياناً ترك فراغاً كبريا ً يف مجال التدفئة‪،‬‬ ‫مامزاد من قسوة شتائهم فيعتمد الكثري‬ ‫من النازحني عىل الكهرباء كونهم ال يدفعون‬ ‫تعريفتها بسبب الفوىض القامئة وهجرة‬ ‫أصحاب املنازل األصليني بيوتهم لتوتر األوضاع؛‬ ‫ليقطنها النازحون هرباً من القصف وبذلك لن‬ ‫يدفعوا فواتري الكهرباء‪ .‬من استخدام الحصرية‬ ‫الكهربائية إىل مدافئ الكهرباء وسخانات املياه‬ ‫كل ذلك أدى لضغوط كبرية عىل الكهرباء‬ ‫فزادت من ساعات التقنني‪ .‬ويف غياب املعيل‬ ‫للعائلة السورية باالعتقال أو املوت؛ تنتظر من‬ ‫يعينها ويدفأ صغارها ويحمي جلودهم من‬ ‫برد الشتاء‪ ،‬فنشطت بعض الحمالت اإلغاثية‬ ‫من مؤسسات ثورية يف تقديم معونة مادية‬ ‫أو عينية تساعد يف درأ املرض والصقيع عنهم‬ ‫إال أنها مل ِ‬ ‫تف بالغرض ومل تس ّد رمق االحتياج‬ ‫وشبح الربد‪.‬‬ ‫‪SYRIAOXYGEN.COM‬‬

‫تقرير‬

‫غالء المدافئ والوقود‬ ‫يجعل شتاء السوريني أكرث قسوة‬

‫‪3‬‬


‫‪4‬‬

‫ً‬ ‫العمل في لبنان لمن استطاع اليه سبيال‬ ‫ُع ّ‬ ‫دي معروف | أوكسجين‬

‫تقرير‬

‫لكل سوري تقريباً يف وطنه عمله‬ ‫الخاص به و حلمه الذي طاملا‬ ‫حاول العيش لتحقيقه ويصل ملهنة‬ ‫يبتغيها‪ ،‬و لكن كفة الزمان تتأرجح‬ ‫و تقسو عليهم‪ ،‬فأينام ميم النازح‬ ‫السوري وجهه وجد أبواب موصدة‪،‬‬ ‫فهذا هو حال أغلب الالجئني‬ ‫السوريني يف لبنان‪.‬فال يخفى عىل‬ ‫أحد عجز الدولة اللبنانية يف تأمني‬ ‫فرص العمل للبنانيني أنفسهم‬ ‫حتى قبل قيام الثورة السورية و‬ ‫نزوح حوايل أكرث من مليون و مئتي‬ ‫ألف مواطن سوري اىل لبنان‪ ،‬و‬ ‫مع ارتفاع األسعار و غالء املعيشة‬ ‫الغري متوقع يف لبنان‪ ،‬اضطر الكثري‬ ‫من الشباب إىل العمل و لو بأجرة‬ ‫أقل فقط ليستطيعوا تأمني أقل‬ ‫مقومات الحياة و قوت يومهم‪.‬‬ ‫فمنهم شباب متعلمون و لديهم‬ ‫شهادات جامعية مجاز للعمل بها؛‬ ‫يضطرون للعمل كعامل مع حرفيني‬ ‫و بأجر اليذكر فقط ليستطيع أن‬ ‫يدفع أجرة املنزل الذي يسكن فيه‪.‬‬ ‫محمود خريج جامعي من جامعة‬ ‫دمشق قسم اإلعالم يعمل بالفاعل‬ ‫بأجر ال يتعدا الخمسة عرش ألف‬

‫لرية لبنانية ألنه و عىل حد قوله مل‬ ‫أي عمل يف مجال دراسته‪ ،‬و‬ ‫يجد ّ‬ ‫يجب أن يعمل ألنه يسكن يف منزل‬ ‫أجرته‪ 300‬دوالر و صاحب املنزل‬ ‫ال ينتظر عليه لتسديد األجار وال‬ ‫حتى يوم واحد‪ .‬ف ّر مؤيد البالغ من‬ ‫العمر ‪ 24‬عاماً من دمشق بسبب‬ ‫الثورة وتداعيات الحرب بالرغم‬ ‫من أنه قال أنه مل يسجل نفسه‬ ‫كالجئ ألنه يخىش من أن يعرضه‬ ‫ذلك للخطر بعدما فر من الخدمة‬ ‫العسكرية يف سوريا‪ .‬ويعمل مؤيد‬ ‫حالياً يف إصالح السيارات يف كراج‬ ‫يف منطقة كامد اللوز‪ ،‬وهي مدينة‬ ‫تقع يف سهل البقاع‪ ،‬لكن عمله‬ ‫متقطع وال يحصل منه عىل أكرث‬ ‫من ‪ 100‬دوالر شهريا‪.‬‬ ‫تروي لنا فاطمة أنها دخلت‬ ‫إىل مشفى يف لبنان برفقة أمها‬ ‫فوجدت أن أكرث عامالت النظافة‬ ‫و املمرضات هن من الجنسية‬ ‫السورية‪ ،‬فسألت إحداهن عن‬ ‫طبيعة العمل فقالت لها‪ :‬مع غالء‬ ‫املعيشة و ضيق الحال نضطر‬ ‫للعمل هنا فنحن مخلصون بالعمل‬ ‫و نقوم بتأديته بشكل ممتاز ألن‬ ‫هذا ما ربينا عليه و نقبل باألجر‬ ‫الزهيد يف نفس الوقت‪ ،‬فأجر‬

‫عاملة النظافة أو من بقومون‬ ‫برعاية كبار السن من املرىض ال‬ ‫يتجاوز العرشين ألف لرية لبنانية‬ ‫يف اليوم تقريبا حوايل ‪ 250‬دالر‬ ‫شهريا‪ ،‬و أجر املمرضات املدربات‬ ‫ال يتجاوز الخمسة و ثالثني الف‬ ‫لرية لبنانية‪ ،‬مايقارب ‪ 350‬دوالر‬ ‫شهريا‪ ،‬و هذه املبالغ املدفوعة‬ ‫تعترب جدا ً قليلة مقارنة بالعمل‬ ‫الذي يقمن به "بحصة بتسند جرة‬ ‫"عىل حد تعبري إحداهن‪.‬‬ ‫وقال اسامعيل البالغ من العمر‬ ‫‪ 31‬عاماً من طرطوس وهو اآلن‬ ‫الجئ يف العاصمة اللبنانية بريوت‪:‬‬ ‫"أعمل كهربائياً مقابل ‪ 200‬دوالر‬ ‫شهرياً عىل الرغم من حصويل‬ ‫عىل درجة جامعية يف العلوم‬ ‫البيطرية"‪ .‬وكان اسامعيل ميارس‬ ‫الطب البيطري يف عيادة خاصة‬ ‫يف سوريا وهو محظوظ بحصوله‬

‫عىل عمل يف لبنان يف الوقت الذي‬ ‫ما يزال فيه العديد من أصدقائه‬ ‫الالجئني عاطلني عن العمل‪.‬‬ ‫البحث عن عمل يف لبنان بات شبه‬ ‫مستحيل وتقدر بطالة الشباب‬ ‫اللبناين عموماً بنحو ‪ 19%‬يف حني‬ ‫أن أكرث من ثلثي الحاصلني عىل‬ ‫وظائف يعملون يف القطاع غري‬ ‫الرسمي‪.‬‬ ‫ويضع تدفق الالجئني ضغوطاً‬ ‫عىل لبنان الذي يكافح بالفعل‬ ‫لتوفري فرص التوظيف واإلسكان‬ ‫للمواطنني اللبنانيني‪.‬‬ ‫ويقول برنامج األمم املتحدة‬ ‫اإلمنايئ أنه عىل دراية بالتوترات‬ ‫الناشئة يف املجتمع حيث يدعم‬ ‫الربنامج مشاريع ملنع نشوب‬ ‫الرصاعات والتدريب عىل التعامل‬ ‫مع النزاعات‪.‬‬

‫الفتة من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪17-11-2014 )133‬‬

‫‪SYRIAOXYGEN.COM‬‬


‫نور أحمد | أوكسجين‬ ‫بعيدا ً عن سوداوية الحرب وتداعياته السلبية‪،‬‬ ‫يظهر جانب مرشق بنشاطات شبابية سعت‬ ‫لرتميم ماخلفته الحرب‪ ،‬وأنشأت مؤسسات‬ ‫تعليمية وإغاثية منها منظمة "تجمع غصن‬ ‫الزيتون" التي نشطت بالعمل التعليمي واإلغايث‬ ‫والحمالت التي تحمل يف طياتها إرشاقات أمل‬ ‫وفرح‪ .‬تجمع غصن الزيتون "شباب وشابات من‬ ‫أجل اإلنسان" هذا املبدأ العام الذي عمل عليه‬ ‫شباب وشابات من محافظة درعا إمياناً منهم‬ ‫بحاجة املجتمع للمساعدة فعملوا مجموعة‬ ‫من النشاطات بدأت من درعا وصلت حتى‬ ‫ريف دمشق والقنيطرة حاملني بعمل يغطي‬ ‫كل املحافظات السورية‪ .‬تواصلت أوكسجني مع‬ ‫التجمع عرب صفحتهم الرسمية وكان لنا معم‬

‫اآليت‪:‬‬ ‫* ماهو تجمع غصن الزيتون؟‬ ‫هو منظمة مجتمع مدين تؤمن بالعمل املدين‬ ‫وتسعى لتخفيف املعاناة عن السوريني‬ ‫وتسعى جاهدة للرقي باملجتمع وتطويره‪.‬‬ ‫ونحن مجموعة من الشباب والشابات املؤمنني‬ ‫بالتغيري نحاول تقديم املساعدة لكل من‬ ‫يحتاجها يف اإلغاثة والتعليم‪.‬‬ ‫* لماذا غصن الزيتون؟‬ ‫ألنه يرمز للسالم والسلمية‪ ،‬وهي أنقى مراحل‬ ‫الثورة السورية‪.‬‬ ‫* متى انطلقتم ومن أين؟ ولماذا نشأ التجمع؟‬ ‫كانت انطالقتنا من ترشين األول ‪2012‬م من‬ ‫محافظة درعا عملنا لعدة أشهر واضطررنا‬ ‫للتوقف بسبب الوضع األمني وخطورة العمل‬ ‫وعاودنا العمل من جديد‪.‬أنشأنا التجمع بسبب‬ ‫حاجة املنطقة ملثل هذه األنشطة التعليمية‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪17-11-2014 )133‬‬

‫واإلغاثية‪.‬‬ ‫* ماهي الفئة المستهدفة من المجتمع السوري؟‬ ‫نحن نستهدف كل فئات املجتمع ولكن تركيزنا‬ ‫األكرب عىل األطفال ألنهم الفئة األضعف واألكرث‬ ‫ترضرا ً وهي الفئة املع ّول عليها لبناء مستقبل‬ ‫سوي"‪.‬‬ ‫سوريا ٌ‬ ‫سوي يعني مجتمع ّ‬ ‫"طفل ّ‬ ‫* هل تتبعون لجهة سياسية معينة؟ وكيف‬ ‫تحصلون على تمويل التجمع؟‬ ‫ال نحن بعيدين كل ّياً عن السياسة و نعمل بشكل‬ ‫مدين وإنساين فقط‪ ،‬نحن منظمة مجتمع مدين‬ ‫ولخدمة اإلنسان السوري‪ .‬أما التمويل فبدأنا‬ ‫مبساعدات فردية من األصدقاء امليسورين ثم‬ ‫تطور العمل وأصبحنا نقدم مشاريع ملنظامت‬ ‫املجتمع املدين العاملية‪.‬‬ ‫* ماهي المشاريع المقدمة من قبلكم لألطفال وما‬ ‫عدد األطفال المستفيدين ؟‬ ‫التجمع اليوم يرشف عىل ‪ 9‬مراكز تعليمية‬ ‫تحت اسم "دار الزيتون للتعليم والرتفيه"كل‬ ‫منها عبارة عن مدرسة ابتدائية وروضة أطفال‬ ‫باالضافة ملركز دعم نفيس متخصص واستهدفنا‬ ‫‪ 3000‬طفل وطفلة يف مدارسنا‪.‬‬ ‫* هل من أنشطة أخرى تستهدف المجتمع؟‬ ‫نعم أنشأنا عدة جمل‪ ،‬وهي عبارة عن حمالت‬ ‫كل منها تحمل جملة نهدف للعمل عليها‬ ‫مثل بكتابي بعمر بلدي ‪،‬بإيدي برسم وطني‪،‬‬ ‫التنسونا الشتوية بلشت ومونديال الزيتون وغراس‬ ‫المستقبل وضحكة عيد بأمل جديد‪ ...‬وغريها‪.‬‬ ‫تقوم الحملة باألنشطة والرتفيه والتوعية ‪.‬وقمنا‬ ‫مبشاريع إغاثية استهدفت أربعة آالف عائلة‬

‫ونشاطات خاصة باملرأة مثل حملة "خيط صوف‬ ‫لخيط مطر"‪ ،‬و "األم السورية كلنا والدك"‪.‬‬ ‫* ماهو الدعم النفسي المقدم؟‬ ‫نعتمد عىل برامج عاملية للدعم النفيس‬ ‫االجتامعي مثل( ‪ )I deal‬بإرشاف مختصني‬ ‫ونقوم بحمالت ترفيهية استطعنا من خاللها‬ ‫مساعدة الكثري من األطفال‪.‬‬ ‫إىل ماذا يطمح تجمع غصن الزيتون؟نطمح‬ ‫بتوسيع عملنا ليشمل كامل الرتاب السوري‬ ‫حالياً‪ ،‬ويف املستقبل نأمل أن نؤسس منظمة‬ ‫تعمل يف كافة أنحاء الوطن العريب وتشمل‬ ‫مساعداتنا الصومال والسودان ونقدم العون‬ ‫لكل إنسان‪.‬‬ ‫كلمة أخرية ‪..‬هذه األنشطة الشبابية هي نواة‬ ‫املجتمع يف سوريا املستقبل وسوريا الحرة‪ ،‬هذه‬ ‫الطاقاة الشبابية التي تفجرت مع الثورة عملت‬ ‫بشكل دؤوب لتبني اإلنسان بعيدا ً عن السياسة‬ ‫وعن القتال لرتقى باملرأة والطفل وتنقذ األرس‬ ‫املحتاجة وترمم الجرح السوري‪.‬‬

‫‪SYRIAOXYGEN.COM‬‬

‫مقابلة‬

‫تجمع غصن الزيتون‪ ..‬هدفنا اإلنسان‬

‫‪5‬‬


‫‪6‬‬ ‫البحث عن الملجأ‬

‫تحقيق‬

‫سالم عبد الرحيم | أوكسجين‬ ‫عندما يكون النزوح و اللجوء هرباً من املوت‪،‬‬ ‫إىل آخر ما هنالك من تسميات تطلق عىل‬ ‫النفي القرسي من الوطن‪ ،‬بفعل الحرب الدائرة‬ ‫التي تحصد كل يشء‪ ،‬أو هرباً من االعتقال‪ ،‬أو‬ ‫نأياً باألرسة واألطفال من املوت‪ ،‬عندها يكون‬ ‫النجاة باألرواح الحل األمثل لتفادي املأساة‪،‬‬ ‫فتفرض ظروف الحياة الصعبة وشظف العيش‬ ‫واملعاناة املريرة نفسها حيث تكون من أصعب‬ ‫ما مير به إنسان عىل اإلطالق‪.‬‬ ‫منذ بدء الثورة ضد نظام بشار األسد يف منتصف‬ ‫آذار من عام ‪ ،2011‬نزح املاليني يف الداخل‬ ‫السوري إىل أماكن أكرث أمناً‪ ،‬لتتحول تلك‬ ‫املناطق فيام بعد إىل مناطق ساخنة‪ ،‬وهناك‬ ‫الكثري من العائالت السورية‪ ،‬والتي نزحت من‬ ‫بيوتها إىل عدة مناطق يف سوريا‪ ،‬فطالها القصف‬ ‫والقتل بالرباميل املتفجرة التي يلقيها نظام‬ ‫األسد‪ ،‬لتعاود الكرة بالهرب إىل خارج سوريا‪.‬‬ ‫تقول سهام من ريف دمشق‪ ،‬وهي سيدة من‬ ‫منطقة الزبداين‪" :‬أنا أم لثالثة أوالد نزحنا وزوجي‬ ‫ّ‬ ‫من الزبداني إلى منطقة الشلح‪ ،‬وما لبث المنزل‬ ‫أن قصف بقذيفة دبابة‪ ،‬والحمد لله أننا كنا خارج‬ ‫المنزل‪ ،‬لكنا قتلنا جميعًا‪ ..‬بعدها نزحنا إلى وادي‬ ‫إلياس في بلودان‪ ،‬وبقينا عدة أشهر في شتاء‬ ‫قارس ال يتوفر فيه وقود للتدفئة‪ ،‬وهناك اعتقل‬ ‫جيش نظام األسد زوجي‪ ،‬بعدها أرسلت أوالدي‬ ‫إلى لبنان وبقيت في الداخل حتى تمكنت من اللحاق‬ ‫بهم بعد قرابة العام‪ ،‬وحتى اللحظة ال أعرف شيئًا‬ ‫عن زوجي‪ ،‬وأقطن عند أحد األقرباء لي في بيروت"‪.‬‬ ‫من قصص الهروب هذه حالة واحدة من ماليني‬ ‫الحاالت التي م ّر بها السوريون يف طريق النزوح‬ ‫الكبري‪ ،‬حيث الهرب من الداخل نأياً باألرواح‪،‬‬ ‫وخوفاً من االعتقال الذي يحصل يف أية لحظة‪،‬‬ ‫من قبل جيش نظام األسد‪ ،‬و ميليشياته من‬ ‫اللجان الشعبية و الدفاع املدين‪ .‬الحل بالهرب‬ ‫إىل الدول املجاورة كاألردن أو لبنان بحثاً عن‬ ‫ملجأ آمن كيفام كان‪ ،‬فأعداد الالجئني إىل لبنان‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪17-11-2014 )133‬‬

‫وصلت إىل املليون ونصف املليون‪ ،‬منترشين يف‬ ‫كافة مناطق لبنان يف الشامل والجنوب والبقاع‪،‬‬ ‫وعىل الرغم من أن منطقة البقاع اللبنانية فيها‬ ‫أكرب عدد من الالجئني السوريني‪ ،‬ويرجع ألسباب‬ ‫منها القرب من الحدود اللبنانية السورية‪،‬‬ ‫وتواجد القرى والبلدات السنيّة التي استقبلت‬ ‫الالجئني‪ ،‬ولوجود املخيامت العشوائية املقامة‬ ‫هناك‪.‬‬ ‫ويجب أن نذكر أن القليل من العوائل السورية‪،‬‬ ‫استطاعت استئجار منزل يف املدن اللبنانية‪،‬‬ ‫حيث الوافدين السوريني أكرثهم من الفقراء‬ ‫واملعدمني‪ ،‬أو من الطبقات املتوسطة من‬ ‫املجتمع السوري‪ ،‬والتي تركت وراءها كل يشء‪،‬‬ ‫وهربت بأروحها وأرواح أطفالها‪ ،‬بينام األغنياء‬ ‫مثل طبقة التجار السوريني‪ ،‬فقد تواجدوا يف‬ ‫منطقة الحمرا يف بريوت‪ ،‬وهي منطقة راقية‬ ‫وتعرف بارتفاع إيجار البيوت فيها‪.‬‬ ‫ال سكن دون عمل‪:‬‬ ‫وعىل الرغم من األعداد الكبرية لالجئني السوريني‬ ‫املتواجدين يف لبنان‪ ،‬فإن الحكومة اللبنانية‪ ،‬مل‬ ‫تسمح مطلقاً للمفوضية السامية لألمم املتحدة‬ ‫بإقامة مخيامت رسمية يف منطقة واحدة‪ ،‬إليواء‬

‫الالجئني تحت إرشافها‪ ،‬األمر الذي فاقم من‬ ‫الوضع وزاده مأساوية حيث الخيم التي بناها‬ ‫الالجئون أنفسهم يف مخيامت البقاع‪ ،‬وهي غري‬ ‫صالحة للسكن عىل اإلطالق‪ ،‬يف ظروف صعبة‬ ‫جدا ً‪ ،‬وبيئة موبوءة تنترش فيها األمراض من‬ ‫انعدام الرصف الصحي‪.‬‬ ‫لقد واجه فقدان العمل واستجالب الرزق‬ ‫املعضلة األوىل يف اللجوء‪ ،‬فتأمني إيجار البيت‬ ‫هو الحل يف االنتقال من الخيمة إىل ظروف‬ ‫أفضل نسب ّياً‪ ..‬لكن أغلب الرجال السوريني ليس‬ ‫لديهم أوراق ثبوتية وال يستطيعوا التجوال‬ ‫والبحث عن عمل‪ ،‬حفصة وهي الزوجة الثانية‬ ‫لرجل ال يستطيع الخروج والتجوال فتقول‪ :‬نحن‬ ‫من ريف حامة‪ ،‬هربنا بأرواحنا فقط‪ ،‬وزوجي‬ ‫بدون أوراق شخصية‪ ،‬وال يستطيع مغادرة‬ ‫الخيمة‪ ،‬أعمل يف األرض يومياً مببلغ ‪ 6000‬لرية‬ ‫لبنانية أي ما يعادل ‪ ،4$‬يك ال نُطرد من الخيمة‬ ‫التي ندفع إيجارها للشاويش ‪ $ 100‬يف الشهر‪.‬‬ ‫وهناك عائلة الجئة من القصري تسكن يف خيمة‬ ‫أخرى فيقول أحمد وهو فتى من ثالثة للعائلة‪:‬‬ ‫ال أجد عمالً ومل أستطع متابعة دراستي يف‬ ‫سوريا‪ ،‬ونداهم يومياً من قبل الجيش اللبناين‪،‬‬ ‫‪SYRIAOXYGEN.COM‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪17-11-2014 )133‬‬

‫الكرفانات يعني شغلهم بأيديهم"‪.‬‬ ‫بينام يقول سوري آخر يدعى مصطفى‪ " :‬لو‬ ‫أن االمم املتحدة تقوم باستئجار أرض وتهيء‬ ‫كرفانات جاهزة لكل عائلة كرفانة صغرية‬ ‫فإن التكلفة عىل األمم أقل وبالتايل فإن هذه‬ ‫الكرفانات سهولة النقل من مكان إىل آخر‪..‬‬ ‫فلامذا تعمد األمم إىل إكساء البيوت التي هي‬ ‫يف النهاية أوالً وأخريا ً ألصحابها"‪.‬‬ ‫ويقول الجئ سوري يف خضم هذا الحديث‬ ‫وهذه املعاناة يدعى أبو فالح وهو من قرى‬ ‫حمص‪ ":‬األمم تدفع كل سنة ‪ $ 6500‬إيجار‬ ‫املنزل ملدة ‪ 5‬سنوات وهذا مبلغ كبري‪ ..‬فأنا‬ ‫أسكن يف بناء استأجرته األمم مببلغ ‪86000$‬‬ ‫سنوياً والبناء يتكون من ‪ 17‬شقة تأوي ‪51‬‬ ‫عائلة الجئة‪ ،‬لكل عائلة غرفة واحدة‪ ،‬فاملطبخ‬ ‫والحامم مشرتك وهذا مبلغ كبري جدا ً"‪.‬‬ ‫ويضيف " أصبحت األمور تجارية فاللبناين الذي‬ ‫يستطيع أن يصب سقفاً فوق بيته‪ ،‬استدان‬ ‫مبلغاً من املال لقاء ذلك وسلم الشقة لألمم ‪..‬‬ ‫فالسوري متاجر به أينام ذهب‪!،..‬؟‪.‬‬ ‫وسط هذه املعاناة وهذه املأساة التي تراوح‬ ‫مكانها وسط هذه الضبابية‪ ،‬يبقى السامرسة‬ ‫واملنتفعني من اللبنانيني وغريهم من تجار‪..‬‬ ‫ولصوص‪ ،‬من جهة‪ ،‬والشتاء عىل األبواب حيث‬ ‫الربد واملطر من جهة أخرى‪ ،‬فال بارقة أمل يف‬ ‫االفق توحي بالحل‪ ،..‬حيث السوري الالجئ بال‬ ‫معني وليس له أينام كان سوى رب العاملني‪.‬‬

‫‪SYRIAOXYGEN.COM‬‬

‫تحقيق‬

‫الذي يقوم باالعتقال اليومي للرجال والشباب‪،‬‬ ‫بتهمة (جبهة ال ُنرصة) أو (داعش)‪ ،‬وأمي ال‬ ‫تستطيع العمل‪ ،‬فأختي تنوب عنها يف العمل‬ ‫باألرض والزراعة‪ ،‬يك ال نُطرد من الخيمة فال‬ ‫سكن دون عمل‪.‬‬ ‫سرقة المساعدات‪:‬‬ ‫إن رسقة مساعدات الالجئني تتكرر يف شتى‬ ‫النواحي‪ ..‬لكنها تقل وتخف حسب الجهة‪..‬‬ ‫مهند شاب لبناين يعمل مساعدا ً ألحد اللبنانيني‬ ‫التابعني (لتيار املستقبل) فيتحدث عن إفراغ‬ ‫الشاحنات التي تحتوي عىل املساعدات‬ ‫يف املستودعات‪ ،‬حيث انعدام الرقابة‪،‬‬ ‫فيقول‪":‬عندما نقوم باإلفراغ يخبأ املسؤول‬ ‫عددا ً ال بأس به من (كراتني) املساعدات تحت‬ ‫الشاحنة‪ ،‬ويتابع مشريا ً إىل سرتة يلبسها "‬ ‫هاي من املساعدات وعندي ‪ 2‬منها بالبيت"‪.‬‬ ‫هذا عىل مستوى الثياب وكذلك األمر بالنسبة‬ ‫للمواد الغذائية‪ ،‬حيث قسمت الحصة الواحدة‬ ‫إىل حصتني وهكذا دواليك‪ ،‬الرسقة يف كل مكان‪.‬‬ ‫عمر وهو شاب سوري يسكن يف مدينة‬ ‫يتابع ّ‬ ‫بعلبك‪ " :‬تربع محسن خليجي يف عيد األضحى‬ ‫بـ ‪ 25‬جاموس برازييل وتم الذبح عند شخص‬ ‫يدعى (املنيني) وبالفعل أرسلوا رسائل عرب‬ ‫املوبايل للذهاب إىل دار الفتوى واستالم‬ ‫البونات‪ ،‬واستلمت الناس بطاقات اللحمة لكنها‬ ‫مل تحصل عليها حتى الساعة‪ ،‬فلم يستلم أحد‬ ‫حصته من اللحم "‪ ..‬ويقول أحمد وهو قريب‬ ‫لعمر‪ " :‬نحن ممن استلم البون‪ ،‬ومل نحصل‬ ‫ّ‬ ‫عىل يشء‪ ،‬فقد بيع اللحم كله لصاحب مطعم‬ ‫طلبات خارجية وأعراس ومآتم يدعى (صالح ‪.‬‬ ‫و ) من مدينة بعلبك "‪.‬‬ ‫ويف هذا املضامر املؤمل أيضاً تقول هيفا وهي‬ ‫الجئة من ريف دمشق‪ " :‬ما بيعطوا مساعدات‬ ‫إلّ للحلوين‪ ..‬الحلوة دغري بتاخد وكل شهر‬ ‫واليل ما بتعجبهن بقلعوها "‪ .‬هذا ما يحدث يف‬ ‫( تيار املستقبل) يف بعلبك‪ ،‬فام الحل إذن وسط‬ ‫هذا الجو املوبوء بالرسقة والخبث وانعدام‬ ‫الضامئر‪،.‬؟‪.‬‬ ‫األمم وتقديم البيوت الجاهزة‬ ‫عمدت األمم املتحدة بعد أن رفضت الحكومة‬ ‫اللبنانية عمل مخيم رسمي عىل أراضيها‪ ،‬عىل‬ ‫غرار الزعرتي يف األردن‪ ،‬إىل ما يسمى تسليم‬ ‫البيوت الجاهزة‪ ..‬وهي عبارة عن شقق‬

‫ملواطنني لبنانيني تكون بدون كسوة فيقدم‬ ‫صاحب الشقة ويعرض عىل األمم بأن لديه شقة‬ ‫يضعها يف ترصفهم‪ ،‬وهنا ترصف األمم املتحدة‬ ‫لصاحب الشقة مبلغ ‪ $ 6500‬يف السنة‪ ..‬فيتم‬ ‫كسوتها باألبواب والشبابيك والطينة وتسلّم إذا‬ ‫كانت كبرية لعدة عائالت‪.‬‬ ‫لكن أمورا ً تحدث بعد أن يقبض صاحب الشقة‬ ‫املال‪ ،‬ومنها املامطلة يف بدء االكساء‪ ،‬أو طرد‬ ‫العائالت بشكل غري مبارش عن طريق قطع املاء‬ ‫والكهرباء عنها‪ ،‬فترتك العائلة املنزل‪ ،‬ويأجره‬ ‫صاحبه لعائالت أخرى‪ ،‬وهنا يكون قد كسب‬ ‫كسوة شقته‪ ،‬وأجرها شهرياً أيضاً‪ ..‬يقول أحد‬ ‫املترضرين من املوضوع وهو ممن عاىن منه‪" :‬‬ ‫مل نن ِه مدة الشهرين يف املنزل لعدم وجود املاء‬ ‫والكهرباء‪ ..‬فيجب عىل األمم أن تضع هذا البند‬ ‫الرضوري يف تعاقدها مع صاحب املنزل حيث ال‬ ‫يتضمن ذلك يف العقد"‪.‬‬ ‫الحل في الكرفانات‪:‬‬ ‫يرى الكثري من الالجئني السوريني ممن عاىن‬ ‫ويعاين من موضوع السكن وخاصة أن الشتاء‬ ‫عىل األبواب‪ ،‬بأن الحل يكمن يف الكرفانات‬ ‫والتي هي عبارة عن غرفة من الخشب املقوى‬ ‫بطول ‪14‬م وعرض ‪4‬م‪ ،‬حيث ترد املطر والثلج‬ ‫وتنقل بسهولة‪ ..‬فالسكن فيها دائم وال مشاكل‬ ‫مع أصحاب البيوت‪ .‬يقول عامد وهو الجئ‬ ‫وعامل بناء" لو توفرت الكرفانات أفضل يش‬ ‫وكل السوريني عامل بيخدمو املنطقة وبخدموا‬

‫‪7‬‬


‫‪8‬‬

‫عناة آرام | أوكسجين‬

‫مضايقات للسوريين في لبنان‬

‫تقارير‬

‫روى الشاب السوري لـ أوكسجين ما حدث معه‬ ‫يف بريوت األسبوع الفائت‪ ،‬فقال كنا ثالثة من‬ ‫الشبان السوريني ركبنا يف سيارة لألجرة من‬ ‫طريق املطار يف بريوت‪ ،‬قال أحدنا للسائق كم‬ ‫تريد؟ فأجابه‪ (:‬ما منختلف طلعو عيني طلعو)‬ ‫كرر أحدنا نفس السؤال كم تريد؟ فقال‪ " :‬بس‬ ‫‪ 15000‬لرية ‪ ..‬تكيس" وهنا ركبنا وقلنا له‪":‬ع‬ ‫البور " أي (ع املرفأ)‪ ،‬حيث يوجد هناك سيارات‬ ‫نقل عام إىل دمشق‪ ،‬فأحد منا مغادر إىل سوريا‪.‬‬ ‫يقول املتحدث وهو م‪ .‬ج‪ ..‬وما أن قطعنا نصف‬ ‫الطريق حتى بدأ بالحديث عن جبهة ال ُنرصة‬ ‫ومن ثم داعش‪ .‬فلم نعقب عىل ما يقول بل‬ ‫بقينا صامتني‪ ،‬إىل أن يقول‪ " :‬السوريني كلهم‬ ‫داعش وال ُنرصة " وهنا أجابه م‪ .‬ج ‪ ...‬نحن ال‬ ‫دخل لنا بكل هذا‪ .‬لكنه أرص عىل نعتنا بهذه‬ ‫الصفات‪ ..‬بعد ذلك بدأ بالسباب الحاد عىل‬ ‫التواجد السوري يف لبنان‪ ،‬وأن لبنان يعاين من‬ ‫أزمة خانقة‪ ،‬وأن السوريني مل يرتكوا عمالً شاغرا ً‬ ‫ألحد‪ ،‬وعىل هذا املنوال‪ ..‬وهنا كادنا أن نصل‬

‫إىل املرفأ‪ ،‬وما أن وصلنا وترجلنا من السيارة‪،‬‬ ‫حتى نزل معنا السائق وبدأ برفع صوته عالياً‬ ‫ويقول‪ :‬أنتم من ال ُنرصة وداعش‪ ،‬وهنا تجمهر‬ ‫حولنا أكرث من عرشة شبان لبنانيني يراقبون‬ ‫املشهد وإىل ما سينتهي‪ ..‬لكن امللفت للنظر‬ ‫ليس السائق يتحدث م‪.‬ج ألننا اعتدنا عىل هذه‬ ‫األمور‪ ،‬واعتدنا أن منر مبثل هذه املواقف‪ ،‬مع‬ ‫االعتذار لجميع اللبنانيني الرشفاء مع األسف‬ ‫فهم أقلة‪ .‬تعاىل الصوت مجددا ً حتى استقطب‬ ‫العديد من الشبان الذين تحلقوا حولنا‪ ،‬يشري‬ ‫إلينا عىل أننا من داعش والنرصة وكان املشهد‬ ‫عىل مرأى من رشطي يقف هناك ومل يتدخل‪،‬‬ ‫فلم يعنيه األمر‪ .‬لكن أحدنا قال له‪ :‬إن كنت‬ ‫تريد أن تفتعل مشكلة‪ ،‬فنحن لها‪ ..‬اآلن نتصل‬ ‫بالعديد من السوريني الذين سيأتون يف الحال‪،‬‬ ‫فامذا تريد؟ وهنا أخرج أحدنا من جيبه مبلغ‬ ‫‪ 15000‬ل‪.‬ل وأعطاه إياه‪ ..‬وهو يعربد ويزمجر‪،‬‬ ‫لكنه ما أن رأى املبلغ حتى رصخ عالياً‪ :‬لقد‬ ‫اشرتطت عليكم بـ ‪ 30000‬لرية وأنتم تعطوين‬ ‫علناً ‪ ،15000‬هذا بعد الرشط فكيف إن مل‬

‫أشارطكم من قبل؟ وهنا ازداد رصاخه عالياً‬ ‫وسبابه لنا ولل ُنرصة وداعش‪ ..‬لكن صديقي أشار‬ ‫عليي بأن أعطيه ما يريد‪ ،‬وإمنا افتعل هذه‬ ‫التمثيلية ليأخذ زيادة‪ ..‬وبعد أن قبض ما يريد‬ ‫ركب بسيارته وهو يحلف بأنه لن يقل سورياً‬ ‫مرة ثانية‪ .‬قلت لصديقي وهو يهم بالركوب يف‬ ‫السيارة التي تأخذه إىل دمشق‪ " :‬أدعيلنا الله‬ ‫يفرجها علينا ونرجع ع بالدنا " فقال والدمعة يف‬ ‫عينيه‪ " :‬هكذا عاملناهم عندما جاؤوا يف حرب‬ ‫متوز‪ ،‬أمل نفتح لهم قلوبنا قبل بيوتنا‪ ،‬وكم غادر‬ ‫منا منزله ليرتكه لشقيقه اللبناين‪ ...‬نعم‪ ،‬هذا ما‬ ‫حصل فعالً يف بريوت‪ .‬فلله درك أيها السوري ما‬ ‫أكرمك‪ ،..‬وما أنبلك‪.‬‬

‫خدمة االحتياط‪ ...‬دعوة جديدة إلى الموت‬ ‫نيفين عبد الرؤوف | أوكسجين‬ ‫سنوات الحرب األربع يف سوريا؛ ألقت بظاللها الكارثية عىل كافة رشائح‬ ‫املجتمع السوري‪ ،‬وكانت فئة الشباب الضحية األكرب فيها‪ ،‬وسط هاجس‬ ‫االعتقال الذي يطاردهم كل يوم ‪ ،‬بعد إصدار النظام تعميامً بالتعبئة‬ ‫العامة إىل صفوف االحتياط‪ .‬قضية الخدمة اإللزامية باتت نقطة محورية‬ ‫يف حياة كل شاب‪ ،‬وهو يدرك متاماً أنه ما من عودة قريبة بعد سحبه إىل‬ ‫جبهات القتال الساخنة يف املدن املختلفة‪ .‬النظام الذي استنفزت املعارك‬ ‫والعمليات العسكرية جنوده وميليشياته؛ بدأ يبحث عن حلول بديلة من‬ ‫أجل س ّد النقص‪ ،‬وذلك عن طريق سحب آالف الشبان من مواليد ‪1984‬‬ ‫وما فوق إىل صفوف االحتياط من املدن والبلدات الخاضعة لسيطرته‪.‬‬ ‫مناطق عديدة تشهد عمليات مداهامت واعتقاالت عشوائية كل يوم‪،‬‬ ‫ففي مدينة حامة قام النظام بتعميم قوائم أسامء عىل جميع حواجز‬ ‫املدينة‪ ،‬شملت اآلالف من مختلف األعامر ومن ذوي االختصاصات‬ ‫الجامعية‪ ،‬إضافة إلنشاء حواجز طيارة من أجل تفتيش وسائل النقل‬ ‫واملشاة‪ ،‬فيام يحرص النظام عىل عدم تبليغ الشباب باالحتياط يك يضمن‬ ‫عدم فرارهم خارج البالد‪ .‬اعتقاالت مامثلة وث ّقها ناشطون من ساحة‬ ‫العباسيني والسبع بحرات واملرجة وع ّدة شوارع وسط العاصمة دمشق‪،‬‬ ‫يف حني كثّفت الرشطة العسكرية حمالتها يف مدينتي حلب ودرعا بحثاً‬ ‫عن متخلّفني عن الخدمة‪ ،‬يف وقت مل تستنث فيه تلك االعتقاالت طلبة‬ ‫رسحني من الخدمة منذ نحو عرش سنوات‪.‬‬ ‫الجامعات واملوظفني‪ ،‬وال امل ّ‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪17-11-2014 )133‬‬

‫بلدات الكسوة وقطنا وجديدة عرطوز يف الريف الغريب؛ مل تسلم أيضاَ‬ ‫من هذه الخطوة التي تكررت يف عدد من املناطق‪ .‬سياسة النظام األخرية‬ ‫وضعت الشباب أمام خيارين أحالهام مر‪ ،‬إما التطوع من تلقاء أنفسهم يف‬ ‫صفوف شبيحة اللجان الشعبية و الدفاع الوطني‪ ،‬أو السحب إىل صفوف‬ ‫االحتياط‪ ،‬فيام يختار آخرون الهجرة خارج البالد رغم مخاطرها وتكاليفها‬ ‫الباهظة‪ ،‬تاركني خلفهم دراستهم ومشاريع عملهم‪ .‬مبلغ مايل محرتم قد‬ ‫يفي بالغرض‪ ،‬بعد أن امتهن عنارص النظام الرشوة كتجارة‪ ،‬والزبون هنا‬ ‫من يرغب بالتخلف عن الخدمة‪ .‬أزمة كبرية تواجه الكثري من الشباب‬ ‫ممن متنعهم مسؤولياتهم نحو عائالتهم وأبنائهم من االلتحاق بالخدمة‬ ‫االحتياطية‪ ،‬يف وقت مل يعد ينفع حتى دفع بدل تأجيل العسكرية‪ .‬هنا‪،‬‬ ‫زج الشباب يف صفوف االحتياط؛ يقف الشعب‬ ‫وبينام النظام يواصل ّ‬ ‫األعزل حائرا ً أمام مؤسسة الجيش التي تفننت يف إذالله وإهانته‪ ،‬بدل‬ ‫الدفاع عنه وحاميته‪.‬‬ ‫‪SYRIAOXYGEN.COM‬‬


‫وقفوا عىل أحد األرصفة؛ وقد شخصوا بأبصارهم‬ ‫إىل أعىل‪ .‬يرقبون طائرة مروحية تحوم يف سامء‬ ‫املنطقة‪ ،‬عىل عل ٍو شاهق تبدو وكأنها ذبابة‪،‬‬ ‫كانت العيون تدقق النظر إليها بقلق وتتبعها‬ ‫أينام اتجهت‪" .‬وين صارت وين صارت "قال‬ ‫أحدهم وهو ينظر اىل األعىل بعد أن غابت‬ ‫عن ناظريه‪ ،‬أجابه آخر وكان أكرث انتباهاً‬ ‫من صاحبه من دون أن يحرك برصه "راحت‬ ‫بهاالتجاه"‪ .‬واألنظار تالحقها بحذر وأمل بأن‬ ‫تبتعد عن سامئهم‪" .‬لفت ورجعت يا شباب"‬ ‫قال أحدهم محذرا ً الواقفني يك ينتبهوا‪ .‬وعاد‬ ‫القلق لريتسم عىل الوجوه‪ُ .‬خيّل إليهم أنها‬ ‫صارت فوقهم لشدة ارتفاعها‪ .‬وفجأة ويف تلك‬ ‫األثناء رصخ أحدهم بصوت مضطرب "شلف يا‬ ‫شباب شلف" وتبعه صوت آخر مرتفع " إيه‬

‫والله شلف " وبدأ أفراد ذلك الجمع يركضون‬ ‫كبارا ً وصغارا ً باتجاه أحد املباين يسابقون الزمن‬ ‫علّه يعصمهم من الخطر الداهم وهدير الربميل‬ ‫يزداد قوة كلام اقرتب أكرث‪ .‬إال أنه ال عاصم من‬ ‫أمر الله‪ ،‬فقد وصلوا والربميل إىل ذلك املكان يف‬

‫نفس اللحظة؛ وسقطوا جميعا بعددهم البالغ‬ ‫ثالثني شخصاً بني ٍ‬ ‫شهيد وجري ٍح‪ .‬ومل يعد يسمع‬ ‫إال صوت أنني املحترضين والجرحى يف مشهد‬ ‫أقل ما يقال عنه أنه يبيك الحجر‪.‬‬ ‫حدث ذلك فعال يف حلب ‪-‬ساحة قايض عسكر‪.‬‬

‫الزبداني‪ ..‬كانت مدينة التفاح‬ ‫محمد حربلية | خاطرة‬ ‫مازال الحصارمطبقاً عىل املدينة؛‬ ‫دخل عامه الثالث بالقصف‬ ‫املدفعي وغارات الطريات التي ال‬ ‫تكلوال متل وهي تحوم فوق سامء‬ ‫املدينة املندثرة تحت الركام‪.‬‬ ‫يرتكز القصف علىمناطق املدنيني‬ ‫وعىل أماكن تجمعهم؛ مع بداية‬ ‫ترشين األول يبدأ موسم قطاف‬ ‫التفاح فيالزبداين التي تشتهر‬ ‫بزراعته بأنواعه؛ لكن فالحي‬ ‫الزبداين اليوم محرومون من‬ ‫رعايةأشجارهم وقطاف مثارها‬ ‫بسبب الحصار من جهة الذي مينع‬ ‫النازحني منها بالسعي وراءرزقهم‬ ‫يف السهل‪ ،‬والقصف الذي ال يكاد‬ ‫يهدأ ويستهدف الحقول املزروعة‬ ‫من دبابة قلعةالتل مام أحرق‬ ‫الشجر وغاب ككل عام موسم‬ ‫القطاف ‪.‬‬ ‫يتطلع الفالحينبني الحني واآلخر‬

‫لهدنة لجني بعض الثامر ليس‬ ‫للتجارة فيها ولكن لتذوق بعض‬ ‫الفواكهالتي حرموا منها بسبب‬ ‫النزوح وضيق الحال؛ إال أنها تفشل‬ ‫يف كل مرة بعد املفاوضاتوتقديم‬ ‫رشوط مجحفة من الطرفني‬ ‫الكتائب املقاتلة من جهة والنظام‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪17-11-2014 )133‬‬

‫بحواجزه املحيطةباملدينة من جهة‬ ‫أخرى‪ .‬ومن الجدير بالذكر أنه‬ ‫تم اعتامد أربع هدن وخرقها من‬ ‫قباللنظام آخرها استمرت ‪ 28‬يوم‬ ‫وانتهت بست براميل متفجرة‪.‬‬ ‫فيام ينتقد املقاتلون الهدنة‬ ‫ويعتربونها حلقة قوة للنظام‬

‫لتعزيز الحواجز وتبديل اآلليات‪،‬‬ ‫بينام يراوغ املقاتلون بعمليات ك ّر‬ ‫وف ّر عىل الحواجز تجعلهم مرتبكني‬ ‫وبكامل الجاهزيةبشكل مستمر‬ ‫وهذا من وجهة نظر البعض‬ ‫يضعف من قوة النظام‬

‫‪SYRIAOXYGEN.COM‬‬

‫تقارير‬

‫محمد حربلية | أوكسجين‬

‫ال عاصم من أمر الله‬

‫‪9‬‬


‫‪10‬‬

‫رحلة في سراديب الذاكرة "فسحة أمل"‬

‫بتول العبدالله | أوكسجين‬

‫قصة خربية‬

‫رغم ماتعيشه الزبداين من أمل وقذائف وبراميل؛‬ ‫يجد البعض فسحة بني كل الهموم من حوله‪..‬‬ ‫فسحة أمل ليكون املبدع واملعطي ‪ ..‬واملعني‬ ‫يف الشدة‪ ،‬صديقتي أم محمد كانت املثل‬ ‫األعىل للكثريين يف التضحية واإلخالص؛ تبدأ‬ ‫قصتها بإرصارها عىل البقاء مع زوجها الثائر يف‬ ‫الزبداين رغم كل يشء‪ ،‬هي أم ألربعة أطفال‬ ‫يكابدون كثريا ً ليعربوا كل صباح حواجز النظام‬ ‫للوصول ملدرستهم القابعة عىل بعد حاجزين‬ ‫زعطوط والشالح‪ ،‬ويتغيبون قرسا ً عن مدرستهم‬ ‫املقصوفة بسبب الحواجز وكذلك أطفال‬ ‫الجريان‪ .‬مل تقف أم محمد مكتوفة األيدي‬ ‫حاولت جاهدة تعليم أطفالها وأطفال الجريان‬ ‫ومساعدتهم برتميم التقصري الحاصل وتهيئتهم‬ ‫لالمتحان؛ وهي تحمل شهادة البكالوريا األديب‬ ‫فقط‪ .‬لكنها نجحت بإرصارها عىل النجاح وحبها‬ ‫للعطاء وإحساسها باملسؤولية تجاه أطفال‬ ‫بلدها‪.‬‬ ‫يف العطلة الصيفية قررت أن تجمع األطفال‬ ‫حولها بأنشطة ترفيهية وتحفيظ القرآن الكريم‬ ‫وبعض األحاديث النبوية الرشيفة باإلضافة‬ ‫لتعليمهم الصرب واألخالق الحميدة‪ ،‬تجابه‬ ‫مشقة العمل يف منزلها وتحضري الطعام ألرستها‬ ‫وهروبها من القصف والطريان كل هذا ال يثنيها‬ ‫عن هدف وضعته نصب أعينها وهو إعانة‬

‫أبنائها وأبناء بلدتها عىل التعلم بكل السبل‬ ‫املتاحة‪ .‬يجتمع األطفال يف منزلها يف كل أسبوع‬ ‫مرتان مقسمني ملجموعات وصل عددهم‬ ‫‪30‬طفل‪ ،‬كانت تقدم الهدايا الرمزية البسيطة‬ ‫والسكاكر تجلبهم من بلودان إحدى صديقاتها‬ ‫ألنها ال تستطيع عبور الحواجز ألنها تعترب‬ ‫ببساطة "إرهابية" كام يراها النظام؛ أو تجلب‬ ‫بعض الحاجات من دكان زوجها أبو محمد‬ ‫الذي يقف مع زوجته لتحقيق هدفها فكان لها‬ ‫الناصح واملعني‪..‬‬ ‫وابتكرت بذكائها طريقة تشجع األطفال فيها عىل‬ ‫االلتزام معها وحفظ سور من القرآن ومتابعة‬ ‫دروسهم من خالل توزيع بطاقات ملونة صغرية‬ ‫لكل فئة لونها؛ ويف كل مرة يج ّمع الطالب هذه‬ ‫البطاقات وعندما تصل للعدد خمسة ميكنه‬ ‫رشاء ما يحتاج من دكان أبو محمد الذي خصص‬ ‫قسم صغري من دكانه لهؤالء األطفال وكلام‬ ‫زادت مشاركة الطفل بالدروس وتابع واجباته‬ ‫يحصل من معلمته أم محمد عىل بطاقات أكرث‬ ‫ورشاء ما يحلو له من الدكان‪ .‬وأحىل مايف األمر‬ ‫أن صديقاتها وجاراتها أخذوا يرتادون منزلها‬ ‫ليحفظن القرآن ويجتمعن عىل ذكر الله وتبادل‬ ‫املساعدات فيام بينهم ويشجعن بعضهن عىل‬ ‫العمل الصالح‪.‬‬ ‫ثابرت صديقتي عىل عملها لفرتة العام ‪-‬وحتى‬ ‫اليوم‪ -‬بكل جد ونشاط وتبذل كل مابوسعها‬

‫فسحة‬ ‫أم ـ ـ ـ ـ ــل‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪17-11-2014 )133‬‬

‫لتجذب األطفال وتساعدهم رغم ماعانته من‬ ‫آالم الحمل يف الفرتة األخرية إال أنها كانت مثاال‬ ‫للمرأة الزبدانية الصابرة املرابطة بحبها وحنانها‬ ‫وقلبها األبيض‪ ،‬بعطائها ووفائها هي حارضة يف‬ ‫كل مكان‪ ،‬ويف وقت الحاجة إليها تلبي املحتاج‬ ‫وتغيث امللهوف‪.‬‬ ‫اليوم اضطرت أم محمد لتغيري منزلها ملا تلقاه‬ ‫من قذائف د ّمرعىل أثرها نصفه ومل يعد صالحاً‬ ‫للسكن؛ عادت من جديد لتلم شمل ماتبقى من‬ ‫األطفال حولها رغم إمكاناتها املحدودة‪ .‬وكلام‬ ‫مررت بجانب منزلها سمعت ترتيل األطفال‬ ‫آليات القرآن وتلعثم البعض‪ ..‬وضحكاتهم‬ ‫أثناء خروجهم من املنزل وتسابقهم‪ ..‬حاملني‬ ‫يف قلوبهم كل الشكر والحب واالمتنان ألمهم‬ ‫الثانية ومعلمتهم الغالية "أم محمد" وزوجها‬ ‫الكريم‪.‬‬ ‫أم محمد وكثريات غريها آثرن عىل أنفسهن‬ ‫وقدمن العون ملن يحتاج وزرعن االبتسامة‬ ‫والصرب والخري أينام حلو ‪..‬فكانت مثاالً راقياً لألم‬ ‫واألخت والزوجة الصالحة‪" .‬التضحية هي يشء‬ ‫أعمق يف جوهرها من العطاء ‪ ،‬وأكرث منها يف‬ ‫املظهر ‪ ..‬التضحية عطاء متدفق مع صرب عىل‬ ‫األمل "هذه هي املرأة الزبدانية‪.‬‬ ‫وهي التي قال عنها الشاعر املتنبي‪:‬‬ ‫كأنها الشمس يعيي كف قابضه ‪ ...‬شعاعها‬ ‫ويراها الطرف مقرتباً ‪.‬‬

‫‪SYRIAOXYGEN.COM‬‬


‫سالم عبد الرحيم | أوكسجين‬ ‫لصناعة الغزل والحياكة والنسيج‬ ‫يف الوطن السوري تاريخ عريق ال‬ ‫يضاهيهام يشء‪ ،‬ميتد لزمن عريق‬ ‫من الفينيقيني الذين اكتشفوا‬ ‫الص َدف(‪ )1‬إىل‬ ‫الصباغ األحمر من َ‬ ‫حضارة مملكة ماري وإِبال وتدمر‬ ‫عىل طريق الحرير‪ ..‬إىل وقتنا‬ ‫الحايل فصناعة الغزل والنسيج‬ ‫املزدهرة يف املدن السورية من‬ ‫حلب ودمشق وحمص وحامة‪.‬‬ ‫تعتمد صناعة النسيج (األقمشة)‬ ‫مبختلف أنواعها عىل ما يسمى‬ ‫بتحضري الخيوط حيث يقوم‬ ‫املعلم بتحضري الخيوط الحريرية‬ ‫من الرشانق(‪ )2‬ثم يسلمه إىل‬ ‫الص ّناع‪ ،‬ألن عملية النسج متر‬ ‫مبراحل عديدة قبل البدء بها‪..‬‬ ‫مثل الكبابة(‪ )3‬والفتّال واملس ّدي‬ ‫والصبّاغ واملزاييك وامللقي ليأيت‬ ‫أخريا ً دور الحائك‪ ..‬ثم إىل الدقّاق‬ ‫ثم يح ّول النسيج إىل املكبس‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الفتال وهو الذي يقوم بفتل خيوط‬ ‫الحرير بعد أن تبل بالماء وتوضع‬ ‫على كوفية ويلف طاقة على ماسورة‬ ‫ويراعي ضبط اللف عليها وبعد أن‬ ‫متتلئ املاسورة يقطع الخيط ويلف‬ ‫عىل ماسورة أخرى‪ ،‬وعندما متتلئ‬ ‫املواسري توضع عىل كشك الدوالب‬

‫ويعلق كل طاق عىل جلخ مركب‬ ‫من ستة أصابع خشب فترتكب‬ ‫كل الجلوخ مؤلفة الصندوق(‪)4‬‬ ‫وعليه يرتكب ما يسمى بالدست‬ ‫وحينئذ يدار الدوالب الكبري‬ ‫يشغل كشك الدوالب املركبة به‬ ‫املواسري والصندوق املركب عليها‬ ‫الدست ويتعهده الصانع أيضا حني‬ ‫برم الدوالب من القطع مع غاية‬ ‫الضبط حتى إذا ما نفد ما عىل‬ ‫املاسورة من الحرير يعقد آخر‬ ‫الطاق بطاق ماسورة غريها ويركبها‬ ‫محل األوىل وهكذا حتى يأخذ‬ ‫الدست حده فريفعه من الصندوق‬ ‫ويسلمه إىل املس ّدي‪.‬‬ ‫املس ّدي يقوم بعمله ويرتب‬ ‫ويصف الدست عىل األرض بجانب‬ ‫بعضه‪ ،‬حيث يكون فوقه تخت‬ ‫من خشب يعلو عليه ذراعان‬ ‫بأربعة قوائم‪ .‬ويركب يف ذلك‬ ‫التخت قطعة من النحاس مثقوبة‬ ‫أثقابا صغرية تعرف بـ (العرش)‪.‬‬ ‫فيأخذ املسدي من كل جلخ‬ ‫طاقا من الحرير يدخله يف ثقب‪،‬‬ ‫ويجمع تلك الطيقان حيث يكون‬ ‫منصوباً بجانب التخت دوارة من‬ ‫خشب مؤلفة من أربع أساطني‬ ‫(ج أسطوانة) طول كل أسطوانة‬ ‫حوايل ‪ 150‬سم‪ ،‬ويجمع بني كل‬ ‫اسطوانتني عارضان خشبيان بنفس‬ ‫الطول ويربط تلك األساطني(‪)5‬‬ ‫عمود من الخشب يشد إىل‬ ‫وسطهن‪.‬‬ ‫الص ّباغ ويقوم الص ّباغ يصبغ شقق‬ ‫الحرير بعد أن يفرغ منها املسدي‬ ‫ويكون ذلك عىل ألوان فمنها‬ ‫األحمر واألصفر واألبيض والذهبي‬ ‫والربتقايل والكحيل حسب الطلب‪.‬‬ ‫املزاييك ينصب املزاييك عمله‬ ‫يف البساتني بعد تجهيز املكان‪.‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪17-11-2014 )133‬‬

‫فيدخل أوتادا ً من حديد أو خشب‬ ‫يف دكوك البساتني ويعلق عليها‬ ‫تلك الشقق‪ .‬ويحرص عىل أن‬ ‫التصل األرض ألن طولها يرتاوح بني‬ ‫الـ ‪ 15‬مرت فام فوق‪ ،‬وبالتايل يالحظ‬ ‫الطيقان التي انقطعت أثناء الصبغ‬ ‫فريبطها‪ .‬امللقي يهيئ للحائك‬ ‫فريكب السدى عىل البز‪ ،‬وهو من‬ ‫قضبان القصب تتخللها الخيطان‬ ‫وله مشط‪ ،‬فيدخل طيقان السدي‬ ‫كل طاق وحده‪ ،‬يف سن املشط‪.‬‬ ‫الحايك وهو من يحول الخيطان‬ ‫إىل نسيج سدى يف الطول‪ ،‬ولحمة‬ ‫يف العرض عىل هيئة مخصوصة‬ ‫معلومة وذلك عىل النول‪.‬الدقّاق‬ ‫وهو من يدق أثواب الحرير‬ ‫املسامة بصايا األالجا وأثواب‬ ‫القطن املسامة الدميا‪ ،‬يف اصطالح‬ ‫أهايل دمشق‪ ،‬وطريقة دق ثوب‬ ‫الحرير هي أن تغسل الصاية من‬ ‫أثر النشاء بعد نسجها ويأخذها‬ ‫الدقاق فيبخها باملاء‪ ،‬فينزل املاء‪،‬‬ ‫ثم يثنيها ويدقها قليالً بآلة من‬ ‫خشب ثقيلة مخصوصة تسمى‬

‫املدقة‪ .‬ثم تطوى طياً مخصوصاً‬ ‫فيحسن لونها ويظهر متوجها مع‬ ‫الربيق واللمعان‪ .‬وصناع الحياكة‬ ‫مختلفون فمنهم من يحيك‬ ‫الدامسكو ومنهم من يحيك‬ ‫الربوكار أو األغباين ومن يحيك‬ ‫األالجا والدميا والربنكجية والكفايف‬ ‫والرشاشف واألثواب الصالحانية‬ ‫وال ُعبي‪.‬‬ ‫هوامش‪:‬‬ ‫‪1‬ـ وهو صدف املو ِركْس ويقال بأن‬ ‫حسناء فينيقيّة كانت تتمىش عىل‬ ‫الشاطئ برفقة كلبها فأكل الكلب‬ ‫صدفة وتل ّون فمه باللون األحمر‬ ‫‪2‬ـ جمع رشنقة وهي دودة الحرير‬ ‫قبل أن تتح ّول إىل فراشة‬ ‫‪3‬ـ وهي مهنة النساء التي تسلق‬ ‫الرشانق باملاء املغيل فتستخرج‬ ‫الخيوط وتحلها ولها عدة أنواع‬ ‫فالرفايع والزغبة والبذة واملشاقة‬ ‫حيث تعمل عىل كل صنف لوحده‬ ‫‪4‬ـ يتسع الصندوق لـ ‪ 26‬جلخ‬ ‫‪5‬ـ جمع أسطوانة‬ ‫‪SYRIAOXYGEN.COM‬‬

‫سوريانا‬

‫حكاية الغزل ‪11‬‬


‫‪12‬‬

‫السوريون في أوروبا رسائل وطن‬

‫لقاء صحفي مع أحد الالجئين السوريين في ألمانيا حاورته‪ :‬سهير أومري‬ ‫سهير أومري | أوكسجين‬ ‫يف قوارب املوت ركبوا‪ ،‬يحملون أرواحهم بيد‪،‬‬ ‫وبيد أخرى جوازات سفر حلموا ذات يوم أن‬ ‫متنحهم العزة واألمن‪ ،‬وأن تتحرك ملن يحملها‬ ‫الجيوش لتدافع عنهم وتحميهم تحت سامء‬ ‫الوطن التي تأكدوا يف السنوات األخرية أنها ال‬ ‫تتعدى أسفل بسطار الطاغية وشبيحته‪ ...‬لذا‬ ‫مل تعد خيارات الحياة أمامهم كثرية ألسباب‬ ‫تنوعت بني االعتقال وبني فَق ِْد كل أسباب الحياة‬ ‫يف دول األشقاء من أمة العرب وناطقي الضاد‪.‬‬

‫مقابلة‬

‫(ماهر أبو سلمى ‪ 36‬عام ‪ -‬درعا) وصل إىل‬ ‫أملانية بعد مشاق كبرية جعلته يدرك متاماً‬ ‫معنى أن يكون إىل جواره سوري مثله يف دولة‬ ‫أوربية‪ ،‬ألنه سيكون قد عاىن ما عاناه وقاىس‬ ‫ما قاساه‪ ،‬وبالتأكيد لن يؤذيه ولن يرضه بل‬ ‫سيكون كل منهام لآلخر كاليدين تغسل‬ ‫إحداهام األخرى‪ ،‬فهل كان ما توقع؟ كيف‬ ‫تعاملت السلطات األملانية مع (ماهر) و َمن‬ ‫معه؟ هل قدَّ مت لهم ما كانوا يحلمون به؟‬ ‫وهل كانت معاملة السوريني بعضهم مع بعض‬ ‫ومع املجتمع الجديد بكل مكوناته بطريقة‬ ‫حضارية؟‬ ‫ملعرفة كل هذا كان لنا هذا اللقاء مع (أبو‬ ‫سلمى)‪:‬‬

‫بكم كشعب سوري وكدولة لها حضارة قديمة عبر‬ ‫التاريخ؟‬ ‫بحسب بعض سكان القرية فنحن أول الجئني‬ ‫نسكن يف قريتهم منذ نهاية حرب البلقان‬ ‫وعودة الجنود األمريكان وتركهم املجمع الذي‬ ‫نسكن فيه‪ ..‬وكنا بالنسبة لهم اكتشافاً جديدا ً‪،‬‬ ‫فأغلبهم مل يسمع بسوريا إال منذ فرتة قصرية‬ ‫يف نرشات األخبار‪ ،‬كام ال علم لهم بيشء عن‬ ‫حضارتنا وديننا أيضاً‪.‬‬

‫ هل شعر السوريون الذين معك بمسؤولية حيال‬‫هذا؟‬ ‫برصاحة مل أشعر أنهم حملوا مسؤولية تجاه ذلك‬ ‫لذا قمت بتنبيه اإلخوة السوريني بأن يحسنوا‬ ‫املعاملة واألخالق‪ ،‬فنحن صورة لسوريا‪ ،‬ولكل‬ ‫ سيد ماهر متى وصلت إلى ألمانية وكيف ما منثله من حضارة ودين وأخالق‪ ،‬ووعدوين‬‫خريا ولكن‪...‬‬ ‫استقبلتكم السلطات األلمانية؟‬ ‫وصلت إىل أملانيا ضمن ال‪ 5000‬سوري الذين‬ ‫ساعدتهم أملانيا يف بداية هذه السنة‪ ،‬وبعد ‪ -‬هل نفذوا ما وعدوا به؟‬ ‫وصولنا أسكنونا مببنى مكون من ‪ 3‬طبقات‪ ،‬وكنا لألسف سأخربكم مبا آل إليه حالنا اليوم بعد‬ ‫حوايل ‪ 33‬شخص‪ ،‬أو ‪ 9‬عائالت‪ ،‬وكان ذلك يف حوايل ‪ 9‬شهور من وصولنا إىل أملانيا‪ ...‬لقد صار‬ ‫قرية صغرية تقع وسط جنوب املانيا يف مقاطعة وضعنا كام ييل‬ ‫‪ :1‬اذا دخل أحد الســـوريني إىل السوبرماركت‬ ‫"بايرن"‪ ،‬يسكنها حوايل ‪ 2000‬نسمة فقط‪...‬‬ ‫الوحيـــدة التـــي يف القرية تتـــم مراقبته‪ ،‬ويف‬ ‫ هل كان سكان هذه القرية قد اعتادوا فكرة بعـــض األحيـــان تفتيشـــه‪ ..‬بســـبب تكرار‬‫استقبال الجئين من قبل؟ وهل كانوا على معرفة حـــاالت الرسقـــة من قبل الســـوريني‪.‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪17-11-2014 )133‬‬

‫‪ :2‬ال أحد يؤجر بيته للسوريني‪.‬‬ ‫‪ :3‬ال أحـــد يزورنا بعـــد أن كان مجمع اإليواء‬ ‫يعج بالزوار واملســـاعدات‬ ‫‪ :4‬توقفـــوا عن الســـؤال عن اإلســـام‪ ،‬وعن‬ ‫الوضع الســـوري‬ ‫‪ :5‬اذا شـــاهد أحدهـــم ســـورياً يف الشـــارع‬ ‫يراقبـــه‪ ،‬ويتصل بجريانه ليتوخـــوا الحذر منه‪.‬‬ ‫‪ :6‬توقفـــوا عن مســـاعدة الســـوريني بعد أن‬ ‫كانـــوا ميضـــون يومهـــم برفقتنا بســـياراتهم‬ ‫لنشـــري أغراضنـــا ويســـاعدوننا يف قضـــاء‬ ‫حوائجنـــا‪ ،‬يقـــول يل أحد األملان لقـــد قلبتم‬ ‫حياتنـــا وخربتـــم القرية خالل شـــهور"‪.‬‬ ‫هل هذه األخطاء التي كانت تصدر عن‬ ‫السوريني كانت عامة وشائعة أم أخطاء فردية؟ال‬ ‫أنكر أن األخطاء كانت من بعض السوريني أي‬ ‫كانت فردية‪ ،‬ولكن املشكلة أن هذه األخطاء‬ ‫دفعنا جميعنا مثنها‪.‬‬ ‫ هل من مثال تحكيه لنا؟‬‫هناك أمثلة كثرية سأحيك لكم اثنني منها كان‬ ‫لهام أثر عىل طريقة معاملة الدولة لنا ‪ ،‬لنا‬ ‫جميعاعىل سبيل املثال كانت أملانيا تستقبل‬ ‫السوريني‪ ،‬وتوزعهم عىل مخيامت أو مراكز‬ ‫االستقبال ويبقون فيها مدة ال تزيد عن ‪12‬‬ ‫يوما‪ ،‬ثم يتم مبارشة فرزهم عىل املدن األملانية‪،‬‬ ‫ويقدمون لهم البيوت‪ ،‬وكل يشء‪ ،‬لكن لألسف‬ ‫‪SYRIAOXYGEN.COM‬‬


‫تفقد الرغبة يف استقبال السوريني‪ ،‬واستدعى‬ ‫األمر أيضاً إىل فرض غرامة وقدرها ‪ 50‬يورو‬ ‫عىل أي شخص يأخذ موعدا ً وال يحرض‪ ،‬أو يلغي‬ ‫املوعد قبل وقت قصري‪.‬‬ ‫ كيف يمكن لالجئ السوري برأيك أن يتحلى‬‫باألخالق الحميدة والتصرفات الواعية في ظل‬ ‫الظروف النفسية التي يعيشها؟‬ ‫هناك عبارة سمعتها من أحد الثوار أول سنة‬ ‫بالثورة عندما بدأ السوريون ينزحون قال‪ :‬كل‬ ‫فمن بني كل ‪ 3‬عائالت كان هناك عائلتان واملراجعة والدور‪ ،‬وهذا االلتزام ليس قانونياً يش له آداب حتى اللجوء‪ ،‬لذا فربأيي عندما‬ ‫تعرتضان عىل البيوت ألسباب تافهه للغاية‪ ،‬حتى يستوجب العقوبة‪ ،‬وإمنا هو التزام أخالقي‪ ،‬يصل السوري إىل دولة اللجوء يجب أن يرتك‬ ‫إن أحد السوريني األملان رافق أحد الالجئني إىل إذ يبقى املجال مفتوحاً ملراجعة الطبيب دون مشاكله وعقده النفسية ويتطلع لبداية‬ ‫البيت الذي أُعطي له‪ ،‬فكان هذا البيت أفضل موعد يف حالة اآلالم املربحة‪ .‬ولكن كيف تعامل جديدة‪ ،‬ويحاول االندماج باملجتمع والتقيد‬ ‫من سكنه‪ ،‬وهو املواطن األملاين الذي يدفع كثري من الالجئني السوريني مع هذا املوضوع؟ بقوانينه‪ ،‬ويقدر كل مساعدة يلقاها ويحافظ‬

‫رضائب للدولة‪ ،‬ويعمل يف أملانية منذ أكرث من لألسف بعض السوريني طلبوا تغيري الطبيب عليها‪ ،‬باإلضافة ألهمية تعاون السوريني ولو‬ ‫‪ 10‬سنني‪ ،‬ومع ذلك اعرتض عىل السكن ورفض ألسباب تافهة جدا ً كشكل املمرضة‪ ،‬أو ألن عىل شكل مجموعات عىل مرتجمني أكفاء لهم‬ ‫اإلقامة فيه‪ ،‬لذا فبعد وصولنا توقفت الحكومة الطبيب بدا لهم من بعد الحبّة األوىل فقط أنه خربة بالبلد وقوانينها‪ ،‬واالنتباه إىل أن كل عمل‬ ‫عن الفرز املبارش‪ ،‬وصار من املفروض أن تبقى غري كفؤ‪ ،‬عىل اعتبار أن الشفاء يجب أن يكون إيجايب يقوم به السوري يعود نفعه عىل الكل‪،‬‬ ‫العائلة يف سكن جامعي يجمع جنسيات أخرى مبارشة!! باإلضافة ألن أغلب الالجئني ي َّدعون وكذلك كل سلوك سلبي سيؤثر عىل الجميع‪ ،‬ويف‬ ‫من الالجئني‪ ،‬ويبقى يف هذا السكن مدة طويلة اآلالم املربحة للدخول عىل الطبيب دون موعد النهاية عىل السوري أن يعلم أنه يف دول اللجوء‬ ‫حتى إذا تم تسليمه شقة يُطلب منه أن يذهب مسبق‪ ،‬أو يأخذون موعدا ً وال يحرضون‪ ،‬أو األجنبية تحديدا ً ميثل "وطن و ِديْن" واالثنان‬ ‫لرياها أوالً‪ ،‬ويتم دعوة أكرث من عائلة سورية يتأخرون‪ ،‬األمر الذي جعل الكثري من العيادات يستحقان منه أفضل ماميلك‪.‬‬ ‫لرؤيتها‪ ،‬األمر الذي يسبب مشاكل ومشاجرات‬ ‫بينهم عىل الشقق‪ ،‬وخصويص أنهم بعد طول‬ ‫مدة إقامتهم الجامعية سيجدون أي شقة ت ُق َّدم‬ ‫لهم مناسب ًة يكفي أنهم سيعيشون يف منزل‬ ‫مستقلمثال ثان هو موضوع الرعاية الصحية‪:‬‬ ‫فمن املعروف أن النظام الصحي يف أملانيا متقدم‬ ‫للغاية‪ ...‬فلكل عائلة طبيب وملف طبي و‪CD‬‬ ‫مرافق‪ ،‬ويبقى طبيب العائلة مرشفاً عليها‪،‬‬ ‫وال يسمح بتغيريه إال بتغيري عنوان السكن‪ ،‬أو‬ ‫لسبب جوهري‪ ،‬ويلتزم األملان يف مواعيد الزيارة‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪17-11-2014 )133‬‬

‫‪SYRIAOXYGEN.COM‬‬

‫مقابلة‬

‫‪13‬‬


‫‪14‬‬

‫من هنا وهناك‬

‫مناطق المعارضة بحاجة إلى ‪ ٣٢٣‬ألف طن من القمح‬

‫كشف وزير املالية يف الحكومة السورية املؤقتة‪ ،‬إبراهيم مريو‪ ،‬أن املناطق التي تسيطر عليها املعارضة‬ ‫بحاجة إىل ‪ ٣٢٣‬ألف طن من القمح‪ ،‬إلنتاج ‪ ٢٧٠‬ألف طن من الطحني‪ ،‬بسبب انخفاض املحصول املنتج يف‬ ‫هذه املناطق خالل العام الحايل‪.‬ويف مؤمتر صحفي عقده مريو يف ‪#‬‏إسطنبول‪ ،‬اليوم الخميس‪ ،‬دعا "الدول‬ ‫الصديقة للشعب السوري إىل تقديم هذه املساعدة بشكل مبارش عىل شكل قمح دون أموال"‪ ،‬مبينا أن‬ ‫"املؤسسة العامة للحبوب التابعة للحكومة املؤقتة‪ ،‬مل تتمكن من رشاء محصول القمح يف املناطق التي‬ ‫يسيطر عليها النظام وتنظيم ‪#‬‏داعش"‪.‬وشدد مريو عىل أن "هناك أزمة أمن غذايئ يف سوريا‪ ،‬حيث إن أرقام‬ ‫منظمة األمن الغذايئ العاملي (‪#‬‏فاو)‪ ،‬تشري إىل أن ‪ ٦.٣‬مليون سوري يعانون من أزمة متفاقمة‪ ،‬وخاصة يف‬ ‫الحصول عىل الدقيق والخبز‪ ،‬وكل ذلك بعد أكرث من ‪ ٣‬سنوات من هجامت النظام العسكرية‪ ،‬األمر الذي‬ ‫دفع الوزارة لدق ناقوس الخطر"‪ ،‬عىل حد تعبريه؛ حسب وكالة األناضول‪.‬‬

‫تركيا تقر قانون للعمالة السورية فيها‬

‫منوعات‬

‫أفاد وزير العمل الرتيك” فاروق تشليك” ‪ ,‬يوم أمس الخميس‪ ،‬بأ ّن وزارة العمل بصدد تحديث‬ ‫قانون يخص العاملة السورية يف تركيا خالل األيام العرشة املقبلة‪ ،‬وذلك لعرضه عىل مجلس‬ ‫الوزراء للحصول عىل مصادقته‪ ،‬وبحسب وسائل إعالم تركية‪ ،‬فإنه ومن خالل هذا التحديث‬ ‫القانوين سيتمكن الالجئون السوريون من العمل رسميا يف تركيا دون التأثري عىل العاملة املحلية‪.‬‬ ‫وسيكون الح ّد األدىن للراتب للعاملني السوريني بنفس مستوى أقرانهم من العامل األتراك مبقدار‬ ‫‪ 891‬لرية تركية أو ما يعادل ‪ 396‬دوالر أمرييك‪.‬‬

‫مداهمة المنازل بحثًا عن الذهب الغير شرعي‬ ‫تعتزم حكومة األسد اصدار قرار يقيض بتفتيش املنازل والبحث عن الذهب املهرب من الخارج عىل‬ ‫شكل سبائك وأونصات ذهبيةومن مل يرصح بها عند إدخالها لسوريا من الخارج‪ ،‬يفرض عليه رضيبة‬ ‫‪ 200‬دوالر أمرييك عن كل كيلو غرام واحد أو أجزائه‪ ،‬دون مساءلة قانونية‪ ،‬مع مهلة ‪ 6‬أشهر‪ ،‬قبل‬ ‫أن يُسلط "سيف النظام" عىل رِقاب امل ُخالفني‪.‬القانون امل ُرتقب ال يشمل الذهب املسبوك يف الداخل‬ ‫السوري‪ ،‬ويقترص فقط عىل الذهب املجلوب من الخارج‪.‬وال توجد أرقام حول كميات الذهب‬ ‫التي قد يكون بعض السوريني جلبوها معهم من الخارج‪ ،‬واحتفظوا بها يف منازلهم‪ ،‬حفظاً لقيمة‬ ‫أموالهم‪ ،‬بعد أن تراجعت قيمة العملة املحلية بنسب كبرية‪.‬وتشري ترصيحات املسؤولني يف حكومة‬ ‫األسد إىل أن القانون سينص عىل التقيص عن الذهب امل ُكتنز يف املنازل‪ ،‬للتأكد من "رشعيته"‪ ،‬وإن‬ ‫شرتى من الداخل بصورة قانونية‪.‬‬ ‫كان ُمهرباً من الخارج‪ ،‬أم كان ُم ً‬

‫عام على رحيل عبدالقادر الصالح‬ ‫عبد القادر الصالح هو أحد شباب الريف الحلبي من بلدة مارع‪ .‬عمره ‪ 33‬عام‪ ،‬له زوجة وخمسة‬ ‫أوالد‪ .‬عمله األسايس تجارة الحبوب واملواد الغذائية‪ ،‬وباإلضافة لذلك‪ ،‬كان يعمل يف الدعوة إىل‬ ‫اإلسالم يف سوريا‪ ،‬األردن‪ ،‬تركيا وبنغالدش وذلك بعد أن أمىض خدمته العسكرية يف وحدة األسلحة‬ ‫الكيميائية يف الجيش العريب السوري‪.‬‬ ‫كان من أول املنظمني للنشاط السلمي واملظاهرات يف مارع وحينها أطلق عليه اسم "حجي مارع"‪.‬‬ ‫انتقل إىل العمل املسلح بعد بداية الثورة بشهور‪ .‬اختري ليكون قائد الكتيبة املحلية يف بلدة مارع‪،‬‬ ‫ثم اختري ليقود مجموعة من الكتائب العسكرية للقتال يف الريف الشاميل لحلب تحت اسم "لواء‬ ‫التوحيد "‪ ،‬يتمثل دور الصالح يف هذا اللواء بقيادة العمليات العسكرية فقط أما قائد اللواء فهو‬ ‫عبد العزيز سالمة‪.‬‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪17-11-2014 )133‬‬

‫‪SYRIAOXYGEN.COM‬‬


‫| أوكسجين‬ ‫امتهن البعض يف الثورة عمالً مل يكن له بالحسبان‬ ‫كالً حسب احتياجات املكان من حوله؛ لكن‬ ‫التشبيح مهنة الخبثاء ولها فنونها وأذرعهافلم‬ ‫يقترص األمر عىل حمل السالح واملداهامت‬ ‫والرسقة عالني ًة ‪ ..‬إمنا ظهرت أيا ٍد بيضاء بشكلها‬ ‫سوداء مبضموتها هم "وسطاء النظام" أو كام‬ ‫يطلق عليهم البعض السامرسة‪.‬‬ ‫ينغمس هؤالء بني طبقات الشعب وأفراده‬ ‫يندمجون بينهم ويحاولون تبييض وجه النظام‬ ‫تارة ومساعدة الثائرين عليه تارة أخرى‪ ،‬ومنهم‬ ‫من انضم للجان املصالحة فكانوا املحاورين‬ ‫باسم املؤيدين يف بلدة ما أمام النظام والبعض‬ ‫كان مفتاحاً لضباط يف األفرع األمنية‪.‬‬ ‫عندما يعتقل شخص ما يلجأ األهل ملن له‬ ‫معرفة بعنارص يف النظام وميكن أن يستفرس عن‬ ‫مكان اعتقاله أو سببه؛ دون مقابل وهنا تبدأ‬ ‫عملية االبتزاز والرسقة‪.‬‬ ‫بعد أن يبلغ السمسار أو الوسيط عن مكان‬ ‫اعتقال أحدهم يقول "ممكن نشوف حدا‬ ‫يساعدكن" ويبدأ بالتلميح حول إمكانية‬ ‫الواسطة؛ وبعد موافقة املعنيني باملعتقل ‪-‬ذو‬ ‫الذنب املجهول‪ -‬يتم تحديد مبلغ لنقله من‬ ‫الفرع إىل سجن عدرا وتختلف هذه التسعرية‬ ‫حسب أشخاص التقتهم أوكسجني‪ ،‬فمن فرع‬ ‫املخابرات الجوية املبلغ اليقل عن ‪500‬ألف‬ ‫لرية سورية أي مايعادل ‪ 2500‬دوالر أمرييك‪،‬‬ ‫ويتم إيقاف التعذيب عنه واالكتفاء بالتحقيق‬ ‫ثم نقله إىل سجن عدرا املركزي ويدفع مبلغ‬ ‫آخر يقدر ب ‪ 350‬ألف لرية وحتى ‪ 700‬ألف‬ ‫لرية ليخرج نهائياً مع "براءة"‪ ،‬وتختلف التسعرية‬ ‫حسب التهمة امللصقة من تظاهر وتحريض‬ ‫عىل التظاهر وتنظيمه وتلبية رغبة العرعور‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪17-11-2014 )133‬‬

‫بالتكبري وكرس البطاقة الشخصية‪ ..‬وغريها‪.‬‬ ‫التقت أوكسجني بأحد األشخاص الذين خرجوا‬ ‫عىل يد أحد الوسطاء وروى لها قصة اعتقاله‪:‬‬ ‫(غ‪.‬ك) كان يعمل سائقاً عىل سيارة أجرة وتم‬ ‫اعتقاله عىل حاجز التكية وهو حاجز للفرقة‬ ‫الرابعة يف الزبداين؛ وبعد محاوالت جاهدة‬ ‫أخربوا أهله أنه معتقل يف فرع إدارة املخابرات‬ ‫العامة "الخطيب" وميكن مساعدته بدفع‬ ‫مبلغ نقدي لوسيط يقوم بدفعها لضابط يف‬ ‫الفرع ويخرج منها سليامً‪ ..‬وتم تسليم املبلغ‬ ‫عىل دفعتني وجمع أهله مبلغ ‪ 500‬ألف وتم‬ ‫تسليمهم للوسيط عىل دفعتني حتى نقل من‬ ‫الفرع إىل سجن عدرا ومن ثم من السجن إىل‬ ‫الحريةبعد ثالثة أيام أفرج عن املعتقل يف اليوم‬ ‫املحدد يف الصفقة‪.‬‬ ‫قصص كثرية من الزبداين استطاع أقرباء املعتقل‬ ‫تسديد املال مقابل حياة ولدهم أو ابنتهم؛‬ ‫فالسيدة ريم(وهو اسم مستعار) اعتقلت عىل‬ ‫حاجز الجرجانية بتهمة تهريب الطعام للثوار‬ ‫بعد عرشة أيام استطاع أهلها معرفة مكان‬ ‫اعتقالها وهو فرع ‪ 227‬األمن العسكري‪ ،‬وعن‬ ‫طريق الوسيط استطاعوا رفع الرضب واإلهانات‬ ‫والشتائم وتم اإلفراج عنها وإخالء سبيلها لقاء‬ ‫مبلغ ‪ 700‬ألف لرية بعد شهر من اعتقالها‪.‬‬ ‫روى ألوكسجني أحد األشخاص واملدعو أحمد‬ ‫عن محاوالته إلخراج ولده املعتقل إال أن املبلغ‬

‫الذي طلبه السمسار وهو محامي؛ إلخراج‬ ‫ولدهم بكفالة مليون لرية وحاول جاهدا ً‬ ‫تجميع املبلغ ببيع ماميلك ومساعدة أخوته إال‬ ‫أن املبلغ مل يجمع منه سوى ‪ 300‬ألف فقط‪ ،‬مل‬ ‫يرض الوسيط الشبيح ألن له نسبة من العملية‬ ‫َ‬ ‫مل يكشف عنها‪ ،‬وبعد محاوالت عدة أخذ‬ ‫املبلغ وتم نقل الشاب إىل سجن عدرا يف قسم‬ ‫االستيداع دون محاكمة حتى يستطيع أهله‬ ‫استكامل املبلغ املطلوب وإال سيلحق به أشد‬ ‫التهم‪.‬‬ ‫شبيحة بوجوه متعددة وأساليب أقرب‬ ‫للشيطان من البرش يحتالون عىل الناس‬ ‫ويوهمونهم باملساعدة ليجنوا األموال الطائلة‬ ‫فظهرت رؤوس أموال جديدة يف سوريا‪ .‬تختلف‬ ‫تسعريتهم حسب مركز الشخص اجتامعياً‬ ‫وحالة أهله املادية فمنهم من دفع ‪ 3000‬دوالر‬ ‫وآخرون اشرتوا حياة ابنتهم وكرامتها ‪12000‬‬ ‫دوالر وآخرون مل يجمعوا املبلغ فغاب ذكر‬ ‫أحبابهم يف غيابات السجون‪.‬‬

‫‪SYRIAOXYGEN.COM‬‬

‫تقرير‬

‫سماسرة النظام شبيحة في الظل‬

‫‪15‬‬


‫إلقتراحاتكم ومشاركاتكم يمكنكم مراسلتنا عبر‬ info@ syriaoxygen.com

www.fb.com/oxygen.zabadani.syria syriaoxygen.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.