أوكسجين العدد (136) -01-01-2015

Page 1

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬ ‫‪www.oxygen-sy.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫نحن "ال نخاف الله"‪..‬‬

‫نخاف لسان المجتمع‬

‫ّ‬ ‫الردة الثورية في سورية؟‬

‫أحياء رغم اإلفناء‬

‫أوكسجين ®‬

‫نحنا مو مجلة ‪ ..‬نحنا صوتكم الحر‬

‫السنة الثالثة العدد ( ‪2015\01\01 - ) 136‬‬

‫‪info@syriaoxygen.com‬‬


‫‪2‬‬

‫رؤية في رحيل‬ ‫عام دموي‬ ‫هيئة التحرير‬

‫الســوري املنكــوب عــام ‪ 2014‬إىل مثــواه‬ ‫يشــ ّيع‬ ‫ّ‬ ‫األخــر غــر آســف وال نــادم‪ .‬وهــا هــو عــام آخــر‬ ‫ميــي بعــد أن تنفــس وعــاش ورشب من دمــاء وآالم‬ ‫وأحــزان الســوريني أينــا كانــوا‪ ،..‬يف أرض الشــتات‬ ‫الواســعة‪ ،‬أم يف البحــر غرقًــا‪ ،‬أم يف دول اللجــوء حيــث‬ ‫املعاملــة القاســية والــذل والــرد والحرمــان‪ ،‬أو يف الداخــل‬ ‫الســوري ومــن بقــي هنــاك يقــاوم الجــروت بعينيــه وصــدره‬ ‫وحشــية نظــام األســد ووبراميلــه والكيــاوي واالعتقــاالت‬ ‫واملــوت قهــ ًرا وجو ًعــا‪ ،‬أو تحــت التعذيــب يف األقبيــة‪ .‬ومــع‬ ‫بدايــة العــام الجديــد ال يســع الجميــع ّإل التجمــل باألمنيــات‬ ‫التــي تحمــل النــر لثورتنــا‪ ،‬والتحــي بالصــر والثبــات‪ .‬لكــن‬ ‫املعانــاة التــي يعيشــها أهــل ســوريا مل تتغــر بدخــول ســنة‬ ‫أو غيــاب أخــرى‪ ،‬طاملــا بشــار األســد يف ســوريا‪ ،‬حيــث تــزداد‬ ‫وحشــية نظامــه وفتكــه باملدنيــن مــن نســاء واطفــال كــا يف‬ ‫جوبــر ودومــا والزبــداين‪ ،‬وازديــاد التطــرف مــن قبل داعــش التي‬ ‫زرعــت لتقــاوم الجيــش الحــر وتــوأد الثــورة الســورية‪ ،‬والطامــة‬ ‫الكــرى طفيليــة املعارضــة الخارجيــة التــي ال تبحــث إلّ عــن‬ ‫مصالحهــا متناســية الشــعب الســوري الــذي قامــت مــن أجلــه‪.‬‬ ‫ويعــد العــام ‪ 2014‬األكــر دمويــة بعــد أن قتــل نظــام األســد‬ ‫طفــا و ‪13000‬‬ ‫ً‬ ‫قرابــة ‪ 200‬ألــف مــدين‪ ،‬مــن بينهــم ‪14000‬‬ ‫امــرأة واعتقــال ‪ 300‬ألــف مواطــن يعــد ثلثهــم مختفــون قرسيًــا‪،‬‬ ‫وفيهــم ‪ 10000‬طفــل معتقــل و ‪ 5000‬امــرأة‪ ،‬هــذا غــر جرائــم‬ ‫االغتصــاب التــي طالــت أكــر مــن ‪ 8000‬ســيدة وفتــاة‪ ،‬وتدمــر‬ ‫أكــر مــن مليــو ّين منــزل مــا بــن مدرســة ومشــفى ودور للعبــادة‪.‬‬ ‫والســؤال مــاذا ينتظرنــا يف هــذا العــام الجديــد؟ أو باألحــرى مــاذا‬ ‫ينتظــر الشــعب الســوري املنكــوب واملثقــل بالج ـراح مــن أيــام‬ ‫وأعــوام قادمــة غــر وقــف نزيــف الــدم الســوري الــذي ي ـراق‬ ‫كاملــاء‪ ،‬مــع أمنيــة عزيــزة أن تتوحــد كتائــب الجيــش الحــر‬ ‫تحــت رايــة واحــدة‪ ،‬وأن يعــود مــن لجــأ وتــرد إىل منزلــه وإن‬ ‫كان مدمــ ًرا‪ ،‬وزوال الضغمــة املجرمــة املتمثلــة بنظــام األســد‪،‬‬ ‫وتحقيــق العدالــة واملســاواةعىل األرض الســورية‪.‬‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2015\01\01 - )136‬‬

‫محتويات العدد‬

‫‪ -3‬الخطف‪ ..‬هل هو آخر مظاهر التشبيح؟‬ ‫‪ -4‬الثورة تصنع رموزها‬ ‫‪ -5‬أحياء رغم اإلفناء‬ ‫‪ -6‬نحن "ال نخاف الله"‪ ..‬نخاف لسان المجتمع‬ ‫‪ -8‬تراجــع الثــروة الحيوانيــة واللحــوم البيضــاء تحتــل‬ ‫مكانها‬ ‫‪ّ -9‬الردة الثورية في سورية؟‬ ‫‪ -10‬األطفال والحرب‬ ‫‪ -11‬أسواق دمشق القديمة | سوق ساروجة‬ ‫‪ -12‬نهاية ‪ 2014‬األخطر على أطفال سوريا‬ ‫‪ -13‬من هنا وهناك‬ ‫‪ -14‬أوكسجينيات‬ ‫‪ -15‬ثــوار الزبدانــي يعيــدون أمجــاد مدينتهــم‪...‬‬ ‫ويحــررون حاجزيــن‬ ‫‪oxygen-sy.com‬‬


‫الخطف‪ ..‬هل هو آخر مظاهر التشبيح؟‬

‫‪3‬‬

‫سالم عبد الرحيم | أوكسجين‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2015\01\01 - )136‬‬

‫رباعــي وذات زجــاج عاتــم ال تحمــل لوحــات رقميــة‪،‬‬ ‫تتجـ ّـول وتخطــف الفتيــات‪ ،‬وهــؤالء مــن شــبيحة‬ ‫منطقتــي (عــش الـ َـو ْر َور) فــي بــرزة و(المــزة ‪)86‬‬ ‫و (جرمانــا) و(ضاحيــة األســد) "‪ .‬إن املناطــق‬ ‫املذكــورة جميعهــا كــا هــو معلــوم مناطــق‬ ‫مواليــة لنظــام الطاغيــة‪ ،‬وأمكنــة لســكن‬ ‫ضباطــه وأفــراد أجهزتــه األمنيــة املجرمــة‪.‬‬ ‫ويف دمشــق اليــوم ال يشء ســوى الحواجــز‬ ‫األســدية يف كل مــكان حيــث يجــري التفتيــش‬ ‫الدقيــق‪ ،‬ثــم التحـ ّرش بالفتيــات‪ ،‬ومخاطبتهــن‬ ‫بالكلــات واأللفــاظ النابيــة وســط الصمــت‬ ‫والخــوف‪ .‬لكــن أوســاطًا مدن ّيــة تــرى أن‬ ‫قــوات نظــام األســد هــي املســؤولة عــن‬ ‫عمليــات الخطــف ألجــل مســاومة النــاس‬ ‫عــى أعراضهــم مقابــل مبالــغ ماديــة كبــرة‬ ‫لقــاء اإلف ـراج عــن أيــة فتــاة مختطفــة‪ ،‬وقــد‬ ‫تخطــت المبالــغ المعروضــة ‪ 3‬مالييــن ليــرة‬ ‫ســورية‪ ،‬هــذا إن وىف الخاطفــون وأفرجــوا عــن‬ ‫الفتــاة‪ .‬ويعتــر الالجــئ الســوري (م‪ .‬ع) " أن‬ ‫عمليــات االعتقــال التــي تتــم عــى الحواجــز‬ ‫والتــي ال ترتافــق باإلخبــار عــن االعتقــال هــي‬ ‫مبثابــة اختفــاء قــري أصعــب مــن عمليــات‬ ‫االختطــاف نفســها‪ ،‬وكثــر مــن الفتيــات ذهــن‬ ‫ضحيــة تلــك املامرســات الفظيعــة بحــق‬ ‫املواطنــن الســوريني "‪.‬‬ ‫لكــن خطــف الناشــطني والناشــطات كــا‬ ‫حصــل مــع رزان زيتونــة رضبــة موجعــة‬

‫حيــث أن رزان تعتــر رم ـ ًزا مــن رمــوز الثــورة‬ ‫الســورية وزوجهــا الناشــط البــارز املختطــف‬ ‫وائــل حــادة‪ ، ،‬وصديقتهــا الناشــطة واملعتقلة‬ ‫السياســية الســابقة ســميرة الخليــل‪ ،‬والناشــط‬ ‫واملحامــي والشــاعر ناظــم حمــادي‪ ،‬وذلــك‬ ‫مــن مقــر مكتــب مركــز توثيــق االنتهــاكات‬ ‫يف ســوريا حيــث يلــف الغمــوض مصريهــم‬ ‫حتــى اليــوم‪ .‬كــا وتتكــرر منــذ عــدة أشــهر‬ ‫حــوادث الخطــف يف حمــص‪ ،‬والالذقيــة‪،‬‬ ‫وإدلــب ومعظــم املناطــق الثائــرة‪ ،‬فيتــم‬ ‫خطــف الناشــطني و أبنــاء األغنيــاء‪ ،‬ومعظــم‬ ‫املخطوفــن مــن الفتيــات‪ ،‬حيــث يؤخــذن‬ ‫إىل جهــة مجهولــة وتبــدأ االتصــاالت باألهــل‬ ‫واملســاومات للحصــول عــى الفديــة ألن عجــز‬ ‫النظــام عــن دفــع رواتــب الشــبيحة يطلــق‬ ‫أيديهــم لطلــب الفديــة لقــاء عجــز النظــام‬ ‫املجــرم عــن دفــع رواتبهــم‪.‬‬ ‫ويف ‪ 27‬آب املــايض خطفــت الفتاة راما العســس‬ ‫مــن منزلهــا يف دمشــق مــن خــال كمــن مدبر‪،‬‬ ‫ورامــا مــن أوائــل املشــاركات يف الحــراك‬ ‫الســلمي يف ســوريا‪ ،‬ومــن الناشــطني الفاعلــن‬ ‫يف املجــال اإلغــايث واإلنســاين‪ .‬وقــد حــذرت‬ ‫لجــان التنســيق املحليــة األهــايل مــن ركــوب‬ ‫بناتهــم بعــد الغــروب بســيارات التكــي‬ ‫حيــث يعمــل معظــم الســائقني مخربيــن لــدى‬ ‫األفــرع األمنيــة وتحديـ ًدا لــدي فــرع فلســطني‬ ‫الدمــوي املرعــب‪.‬‬ ‫‪syriaoxygen.com‬‬

‫تقرير‬

‫"لــم يتــرك نظــام األســد وزبانيتــه وأزالمــه‬ ‫ّ‬ ‫وعصاباتــه‪ ،‬شــائنة إل واقترفهــا بحــق المدنييــن‬ ‫َّ‬ ‫الســوريين ُالعــزل" جملــة صحيحــة ومؤملــة‬ ‫ج ـ ًدا يف آن م ًعــا‪ ،‬تنطبــق عــى كل مــا يفعلــه‬ ‫شــبيحة هــذا النظــام الغاشــم الذيــن أُطلقــت‬ ‫لهــم أيديهــم يف القتــل واالعتقــال والرسقــة‬ ‫والتشــبيح‪ ،‬وأخــ ًرا عمليــات الخطــف بحــق‬ ‫حــي‬ ‫الفتيــات‪ .‬تقــول ســيدة مــن ســكان ّ‬ ‫امليــدان أحــد أعــرق األحيــاء الدمشــقية‪،‬‬ ‫وأكرثهــا ثــورةً‪ ،‬وانتفاضً ــا عــى نظــام األســد‬ ‫داخــل مدينــة دمشــق والجئــة اليــوم يف لبنــان‪،‬‬ ‫إنهــا (أم عمــر) التــي فجعــت بخطــف ابنتهــا منــذ‬ ‫شــهر عندمــا غــادرت منــزل ذويهــا إلــى الجامعــة‬ ‫ولــم تعــد مــن ذلــك اليــوم المشــؤوم‪ .‬الدمــوع‬ ‫ـي الوالــدة الحزينــة عــى فقــد‬ ‫تغســل وجنتـ ّ‬ ‫ابنتهــا ســعاد ذات ‪ 19‬ربي ًعــا‪ .‬وأم أخــرى‬ ‫فجعــت بخطــف ابنتهــا فتقــول األم‪ :‬مل نتلـ َّـق‬ ‫حتــى اللحظــة أي اتصــال هاتفــي أو خلــوي‬ ‫مــن قبــل الخاطفــن لنعــرف مــاذا يريــدون؟‪.‬‬ ‫لكــن هــذه الحــوادث األليمــة أضحــت تتكــرر‬ ‫يوم ًّيــا داخــل دمشــق خاصــة يف املناطــق التــي‬ ‫مــا زالــت خاضعــة لعنــارص جيــش األســد‬ ‫الرببــري‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ونقــا عــن مكتــب دمشــق اإلعالمــي أن ثــاث فتيات‬ ‫مــن طالبــات إحــدى مــدارس حــي البرامكــة تعرضــن‬ ‫للخطــف أثنــاء توجههــن لمدارســهن بالقــرب‬ ‫مــن ملعــب تشــرين فــي ‪ 14‬مــن تشــرين الثانــي‪.‬‬ ‫ـي خطــف ســبقت هــذه‬ ‫كــا وحدثــت حالتـ ّ‬ ‫الحادثــة بعــدة أيــام‪ ،‬فيــا ال يــزال مصــر‬ ‫مجهــول مــع األســف‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الفتيــات املختطفــات‬ ‫كــا وجــرت حــاالت اختطــاف مشــابهة‬ ‫لفتيــات دمشــقيّات مــن محلّــة (الجزماتيّــة)‬ ‫يف منطقــة امليــدان لكــن إحــدى الفتيــات‬ ‫اســتطاعت الهــرب ونجــت بأعجوبــة‪ .‬وتقــول‬ ‫ســيدة دمشــقيّة يف العقــد الرابــع مــن عمرهــا‬ ‫كانــت تقطــن هنــاك‪" :‬أن مــن يقومــون بعمليــات‬ ‫الخطــف يســتقلون ســيارات ســوداء"‪ .‬وأيضً ــا‬ ‫وحســب شــاهد عيــان "إنهــا ســيارات ذات دفــع‬


‫‪4‬‬

‫الثورة تصنع رموزها‬ ‫سهير أومري | أوكسجين‬

‫تقرير‬

‫تناقلــت وســائل اإلعــام يف األيــام األخــرة خــر مبايعــة عبــد‬ ‫الباســط الســاروت للدولــة اإلســامية معــر ًة عــن أســفها‬ ‫الشــديد لفقــد الثــورة واحــدا ً مــن أهــم رموزهــا وأيقوناتهــا‪..‬‬ ‫مســتنكر ًة هــذا التحــول الــذي قــام بــه الســاروت عــى اعتبــاره‬ ‫ملهِــاً ورمــزا ً وقائــدا ً تعلــق بــه الســوريون الثائــرون عــى‬ ‫امتــداد الخارطــة الســورية‪ ...‬فمــن معــ ٍر عــن حالــة يــأس‬ ‫وإحبــاط نالــت منــه بســبب هــذا الخــر‪ ،‬إىل معلــن عــدم‬ ‫الجــدوى فــا مــن يشء يف هــذه الثــورة يســر عــى مــا ي ـرام‬ ‫وال يتقــدم خطــوة إىل األمــام‪ ،‬إىل معمــم هــذا الخــر عــى مــآل‬ ‫الثــورة –كلهــا– وحالهــا بــأن البــد كــا خرسنــا الســاروت أن‬ ‫نخــر الثــورة‪ ،‬إىل نــادم عــى قيامنــا بالثــورة مــن أساســها‪...‬‬ ‫وغريهــا مــن مواقــف اليــأس واإلحبــاط التــي نالــت الناشــطني والثــوار‬ ‫وخصوصـاً عــى صفحــات الفيــس بــوك‪ ،‬وســواء أكان الخــر صحيحـاً أو‬ ‫غــر صحيــح‪ ،‬فــإن هــذه الحادثــة تضعنــا أمــام إحــدى القضايــا املهمــة‬ ‫التــي تتعلــق بالحــركات االنتقاليــة لألمــم عموم ـاً وللثــورات خصوص ـاً‪،‬‬ ‫قضيــة‪ :‬الرمــوز ‪ ،‬أو األيقونــات كــا اصطُلــح عــى تســميتهم‪...‬‬ ‫فمــا هــو الرمــز ومــا هــي صفاتــه؟ وهــل وجــود الرمــوز شــرط لقيــام الثــورات‬ ‫واســتمرارها؟ ومــاذا عــن ثورتنــا الســورية؟‬ ‫مــا ال شــك فيــه أن الرمــوز كانــت ومــا زالــت يف غايــة األهميــة لقيــادة‬ ‫حــركات التغيــر يف املجتمعــات البرشيــة‪ ،‬فاألديــان الســاوية عــى‬ ‫ســبيل املثــال ارتبطــت بأنبيائهــا ورســلها‪ ،‬وكذلــك التحــوالت الجذريــة‬ ‫التــي طــرأت عــى كثــر مــن املجتمعــات يف العــامل دامئـاً كانــت مرتبطــة‬ ‫بأســاء المعــة مثــل‪:‬‬ ‫غانــدي – جــورج واشــنطن – ســيمون بوليفــار – مارتــن لوثــر كينــغ‬ ‫– تــي جيفــارا – لينــن‪ -‬ماوتــي تونــغ ‪ -‬فيــدل كاســرو – نيلســون‬ ‫مانديــا‪ ...‬وغريهــم‬ ‫والســؤال‪ :‬هــل كان هــؤالء األعــام قــادة ورمــوزًا قبــل ثوراتهــم؟ وهــل هــم‬ ‫الذيــن صنعــوا هــذه الثــورات أم أن الثــورات هــي التــي صنعتهــم؟‬ ‫يف البدايــة علينــا أن نعــرف أن الثــورة هــي خــروج عــن الوضــع الراهــن‪،‬‬ ‫وتغيـ ُر الواقــع إىل األفضــل عــن طريــق حـراك جامهــري غاضــب‪ ،‬وهذا‬ ‫الحـراك يكــون نتيجــة تراكــات طويلــة مــن االســتبداد والقمــع والظلــم‪،‬‬ ‫بحيــث تتوجــه إرادة الجامهــر إىل ق ـرار واحــد‪ ،‬وهــو الخــاص مهــا‬ ‫كانــت األمثــان‪ ،‬والثــورة عندمــا يشــتعل فتيلهــا فــإن كل غاضــب فيهــا‬ ‫يكــون مو ِقــدا ً لجمــر ٍة منهــا‪ ،‬مبعنــى آخــر فالثــورات ليســت مؤسســات‬ ‫وال رشكات تختــار موظفيهــا‪ ،‬هــل رأينــا يف حياتنــا ثــورات تعلــن عــن‬ ‫وظائــف شــاغرة تشــرط عــى شــاغليها أن يكــون لديهــم مث ـاً (خبــرة‬ ‫‪ 5‬ســنوات بقيــادة الثــورات وزعامتهــا) ‪ ،‬أو (إتقــان فنــون قيــادة الجماهيــر‬ ‫وتوجيــه الوعــي العــام) أو (إجــازة جامعيــة فــي إشــعال الثــورات علــى الطغــاة‬ ‫والديكتاتوريــات)؟!!‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2015\01\01 - )136‬‬

‫وهــل مــن جامعــة أو مدرســة أصــاً تقــدم ملنتســبيها علومــاً تتعلــق‬ ‫بهــذه األمــور؟ هــل للثــورات مــن امتحانــات قبــول ليكــون الثائــر فيهــا‬ ‫مقبــوالً؟ هــل تشــرط عليــه أن يقــدم لقبولــه ســرة ذاتيــة؟ هــل تغلــق‬ ‫الثــورات أبوابهــا عــن االنتســاب إليهــا؟ أم أن الرمــوز الذيــن يســطع‬ ‫نجمهــم بــن الجامهــر الثائــرة مل يكونــوا أكــر مــن أشــخاص لديهــم‬ ‫أفــكار ورؤى تفاعلــوا مــع حركــة مجتمعاتهــم الثائــرة‪ ،‬وأوقــدت الثورات‬ ‫جــذوة أفكارهــم ورؤاهــم‪ ،‬ومنحتهــم القــوة والشــجاعة والثبــات فكانــوا‬ ‫ثــوارا ً مميزيــن‪ ،‬فارتفــع صوتهــم بــن الجامهــر ‪ ،‬وملعــت أســاؤهم‬ ‫وصــاروا أعالم ـاً ورمــوزا ً وأيقونــات؟‬ ‫حتــى إن هــؤالء الرمــوز ليــس بالــرورة أن يبقــوا رمــوزا ً‪ ،‬وأن يحافظــوا‬ ‫عــى مكانتهــم بــن الجامهــر ذلــك ألن الثــورة مراقــب شــديد‪ ،‬تســتمد‬ ‫شــدتها مــن صحــوة الجامهــر التــي أشــعلتها‪ ،‬فــإن حــادت عــن روح‬ ‫الثــورة وأهدافهــا فــإن الثــورة رسعــان مــا تلفظهــم وتســتبدلهم‪..‬‬ ‫وخصوصـاً إذا جعلــوا مــن الثــورة مطيــة لهــم الســتبداد جديــد يعتلــون‬ ‫عرشــه‪ ،‬فهاهــو روبســبري الــذي ملــع نجمــه يف الثــورة الفرنســية بخطبــه‬ ‫الحامســية وأحاديثــه البارعــة‪ ،‬حتــى صــار بــا منــازع القائــد األبــرز‬ ‫بــن قــادة الثــورة‪ ،‬هاهــو يســقط بجــدارة عــى أيــدي الجامهــر الثائــرة‬ ‫أنفســهم‪ ،‬وذلــك عندمــا اســتأثر بقيــادة الثــورة لنفســه‪ ،‬وأخــذ يتخلــص‬ ‫مــن جميــع منافســيه بإعدامهــم بتهــم خيانــة الثــورة‪ ،‬فــإذا بــه بعــد‬ ‫أقــل مــن عــام تقتحــم الجامهــر الثائــرة عليــه دار البلديــة وتقتــاده إىل‬ ‫املقصلــة وتعدمــه بتهمــة الخيانــة العظمــى‪.‬‬ ‫فالثــورة الســورية ثــورة حريــة وكرامــة أشــعلتها الجماهيــر ومهمــا لمعــت فيهــا‬ ‫أســماء وخفتــت تبقــى منهجــا ودربــا ّ‬ ‫معب ـدًا ممت ـدًا يتجــه نحــو الواقــع األفضــل‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫الــذي ابتغينــاه مســتقبال لنـا‪ ...‬ثورتنــا ال تختــزل بأشــخاص فتعيــش إن عاشــوا‬ ‫وتمــوت إن ماتــوا‪ ،‬وال تعلــو إن علــوا وتســقط إن ســقطوا‪ ،‬بــل هــي حيــة تســتمد‬ ‫أنفاســها مــن كل قطــرة دم ُبذلــت فيه ـا‪ ،‬وحتــى األنبيــاء الذيــن أرســلهم اللــه‬ ‫ســبحانه وتعالــى للنــاس بالهدايــة أمــر النــاس أن يقتــدوا بـ ـ (هداهــم) بطريقهم‬ ‫ُ َٰ َ‬ ‫بنهجهــم بالديــن الــذي أتــوا بــه وليــس بهــم –أنفســهم!‪ -‬فقــال ســبحانه‪( :‬أول ِئــك‬ ‫َّ َ‬ ‫َّ‬ ‫َْ‬ ‫ال ِذيـ َـن َهـ َـدى اللـ ُـه ف ِب ُه َد ُاهـ ُـم اقتـ ِـد ْه ‪ ) )90( ....‬األنعــام (بهداهــم وليــس بهــم)‬ ‫‪oxygen-sy.com‬‬


‫أحياء رغم اإلفناء‬ ‫عناة آرام | أوكسجين‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2015\01\01 - )136‬‬

‫ومــن بــن املعتقــات الــايئ يعانــن العــذاب‬ ‫واملعانــاة (نورهــان حســن ّ‬ ‫عمــار) والتــي تبلــغ من‬ ‫العمــر ‪ 22‬ســنة وهــي طالبــة يف كليــة الحقــوق‬ ‫يف جامعــة دمشــق‪ ،‬وقــد اعتقلــت مــن قبــل‬ ‫عنــارص حاجــز ّ‬ ‫(التكيــة) بتاريــخ ‪2013 /1/13‬‬ ‫عندمــا كانــت ذاهبــة إىل دمشــق ملتابعــة‬ ‫دراســتها يف الجامعــة‪.‬‬ ‫يشــهد أصدقــاء نورهــان وصديقاتهــا بنبــل‬ ‫أخالقهــا وطيبــة قلبهــا يف مســاعدة الجميــع‪،‬‬ ‫الزبدانيي‬ ‫ومــع أن املفــرج عنهــم من املعتقلــن‬ ‫ّ‬ ‫قليــل جــ ًّدا ّإل فيــا نــدر‪ ،‬فقــد اســتطعنا أن‬ ‫نعــرف شــيئًا عــن ظــروف املعتقــات يف داخــل‬ ‫الســجن مــن معتقلــة ســابقة فضّ لــت عــدم‬ ‫ذكــر اســمها عــى اإلطــاق‪ .‬مــا أخــرت بــه‬ ‫تلــك الســيدة ان الصــاة ممنوعــة بتاتًــا داخــل‬ ‫املعتقــل‪ ..‬فمــن تريــد الصــاة‪ ،‬تصــي بقلبهــا‬ ‫فقــط دون ركــوع أو ســجود‪ ،‬وتذكــر أيضً ــا أن‬ ‫إحــدى املعتقــات قــد ضبطــت يف وضعيــة‬ ‫الصــاة (متلبســة بالجــرم) فــا كان مــن‬ ‫مأمــور الســجن ّإل واقتادهــا إىل مديــر الســجن‬ ‫الــذي كان ضخــم الجثــة ومثــل الوحــش‪ ،‬فبــدأ‬ ‫برضبهــا عــى وجهــا ومــن ثــم أمســكها بأذنيهــا‬ ‫ورفعهــا عــن األرض حتــى ســالت الدمــاء‬ ‫منهــا‪ ،‬وبــدأ بســبها ومــن ثــم نعتهــا بأســوأ‬ ‫األلفــاظ‪.‬‬ ‫وتتابــع املعتقلــة املفــرج عنهــا‪ " :‬أن التعذيــب‬ ‫الجديــد الــذي مــورس علــى المعتقــات كان الســير‬ ‫علــى قطــع الزجــاج المكســور"‪ .‬هــذا بعضً ــا مــا‬ ‫تعانيــه حرائــر الزبــداين وحرائــر ســوريا يف‬ ‫معتقــات اإلجــرام األســدي الــذي مل يعــرف‬ ‫مثيــا‪ .‬وأردفــت املعتقلــة الفــرج عنهــا‬ ‫ً‬ ‫لــه‬ ‫أن "المعتقــات يتمتعــن بــروح نضاليــة عاليــة‬ ‫ويهتفــن للحريــة والكرامــة داخــل الزنازيــن‪ ،‬وهــن‬ ‫ُ‬ ‫مؤمنــات بــأن أبــواب الزنزانــة ال بـ ّـد وأن تفتــح"‪.‬‬ ‫الحريــة لجميــع املعتقلــن واملعتقــات يف‬ ‫ســجون الطاغيــة واملــوت والعــار للجــاد‪..‬‬ ‫الثــورة مســتمرة والنــر آت للشــعب الســوري‬ ‫البطــل‪.‬‬ ‫‪syriaoxygen.com‬‬

‫قصة خربية‬

‫مــا زالــت مأســاة االعتقــال وتبعاتــه عــى‬ ‫الســوريني تســتنفذ أهــل املعتقــل واألســر‬ ‫نفســه يف آن‪ ،‬حيــث أعــداد املعتقلــن يف‬ ‫زيــادة مســتمرة وســط ضبابيــة يف معرفــة‬ ‫العــدد الحقيقــي لهــم‪ ،‬إلّ مــا رحــم منهــم ريب‬ ‫واســتطاعت جهــات مدنيّــة أو حقوقيّــة معرفــة‬ ‫بعضً ــا مــن أســائهم وتوثيقهــا‪ ،‬وهــذا يُعــد‬ ‫إنجــازًا كب ـ ًرا عــى كافــة األصعــدة‪ .‬وال يخفــى‬ ‫عــى الجميــع أن غالبيــة املعتقلــن يقبعــون يف‬ ‫أقبيــة الظلــم واالســتبداد األســدي دون تهمــة‬ ‫أو جنايــة مرتكبــة بــل يســتخدمهم النظــام‬ ‫درو ًعــا برشيّــة للتفــاوض واإلخضــاع أو يف‬ ‫صفقــات التبــادل واملســاومات والهــروب فيــا‬ ‫بعــد‪ ،‬فنظــام األســد املتهالــك ســاقط مــن أول‬ ‫هتــاف يف الثــورة الســورية‪.‬‬ ‫وحســب الشــبكة الســورية لحقــوق اإلنســان التــي‬ ‫أصــدرت تقري ـرا ً عــن سياســة االعتقــال التــي‬ ‫ينتهجهــا النظــام الســوري‪ ،‬وقالــت يف التقريــر‬ ‫إن األجهــزة األمنيــة التابعــة للنظــام الســوري‬ ‫وامليليشــيات املواليــة لــه مــا زالــت تقــوم‬ ‫بعمليــات الخطــف واالعتقــال املســتمر إىل‬ ‫جانــب عمليــات القتــل اليومــي‪.‬‬

‫وتقــدر الشــبكة الســورية لحقــوق اإلنســان‪،‬‬ ‫بحســب طريقــة التوثيــق التقديــري‪ ،‬إجمالــي‬ ‫أعــداد المعتقليــن منــذ بــدء الثــورة الســورية ب ــما‬ ‫ال يقــل عــن ‪ 215‬ألــف شــخص‪ ،‬فــي حيــن تمتلــك‬ ‫الشــبكة الســورية لحقــوق اإلنســان قوائــم بأكثــر‬ ‫مــن ‪ 76‬ألفــا منهــم‪ ،‬بينهــم ‪ 9‬آالف معتقــل‬ ‫دون ســن الثامنــة عشــرة‪ ،‬وذلــك بســبب الصعوبــة‬ ‫الشــديدة فــي الحصــول علــى أســماء أو تفاصيــل عــن‬ ‫ّ‬ ‫المعتقليــن‪ ،‬إضافــة إلــى ذلــك فقــد وثقــت مقتــل مــا‬ ‫ال يقــل عــن ‪ 5047‬شـ ً‬ ‫ـخصا تحــت التعذيــب داخــل‬ ‫مراكــز االحتجــاز حتــى نهايــة شــهر يوليــو ‪.2014‬‬ ‫وتــأيت حلــب عــى رأس قامئــة املحافظــات‬ ‫الســورية مــن حيــث عــدد املعتقلــن‪ ،‬حيــث‬ ‫يبلــغ عددهــم نحــو ‪ 40‬ألفــا‪ ،‬ثــم تــأيت حمــص‬ ‫برقــم يزيــد عــن ‪ 35‬ألفــا‪ ،‬تليهــا محافظــة ريف‬ ‫دمشــق بنحــو ‪ 30‬ألفــا‪ ،‬ثــم حــاة وإدلــب‬ ‫بأرقــام تزيــد عــن ‪ 20‬ألفــا‪ ،‬ودمشــق برقــم‬ ‫يناهــز ‪ 18‬ألــف معتقــل‪.‬‬ ‫ويف الزبدانــي املدينــة الثائــرة التــي مل تبخــل عــن‬ ‫تقديــم الشــهداء واملعتقلــن كــا باقــي املــدن‬ ‫الســورية املنتفضــة‪ ،‬فلهــا نصيبهــا مــن إرهــاب‬ ‫نظــام األســد‪ ،‬بعــد أن بلــغ عــدد املعتقلــن‬ ‫قرابــة ‪ 500‬معتقــل مــن بينهــم ‪ 22‬معتقلــة‬ ‫مــن النســاء‪..‬‬

‫‪5‬‬


‫‪6‬‬

‫نحن "ال نخاف هللا"‪ ..‬نخاف لسان المجتمع‬ ‫ماجدة ّ‬ ‫الصباغ | أوكسجين‬

‫ملف العدد ‪١‬‬

‫بعــد خمســن ســنة مــن الطغيان واالســتبداد‬ ‫ثــار الســوريون ليفكــوا عــن رقابهــم قيــد الظلم‬ ‫والــذل الــذي لبــث يكبلهــم ويخنــق أنفاســهم‬ ‫حتــى ضاقــت عليهــم األرض مبــا رحبــت‪.‬‬ ‫ثــاروا ألجــل الحريــة والخــاص مــن ذل‬ ‫العبوديــة‪ ،‬وعــى مــدى أربــع ســنوات مضــت‬ ‫حدثــت تغــرات جذريــة يف بنيــة املجتمــع‬ ‫الســوري‪ ،‬ويف طريقــة تفكــره‪ ،‬وعالقاتــه‬ ‫االجتامعيــة‪ ،‬وكذلــك يف ســلوكه‪ ،‬ســواء فيــا‬ ‫يتعلــق بعالقتــه مــع اآلخريــن‪ ،‬أو باختياراتــه‬ ‫ملنهجــه يف الحيــاة‪...‬‬ ‫وخصوصــاً أن كلمــة "الحريــة" التــي طفــت‬ ‫عــى ســطح حياتنــا‪ ،‬وصــارت المعــة يف قامــوس‬ ‫مفرداتنــا كلمــ ٌة مغريــة مبعناهــا تبعــث يف‬ ‫نفــس الثائريــن عــى مــدى الخارطــة الســورية الــكالم والتعبيــر أو اإلدالء بالــرأي تجــاه أيــة قضيــة‬ ‫إيحــاءات بالخــاص واالنعتــاق مــن ربقــة حتــى لــو كانــت تخصنــي‪ ،‬كمــا ّإن الجلــوس مــع إخوتــي‬ ‫القيــود‪ ،‬وخصوصـاً مــا كان منهــا يتعلــق بقيــود وأقاربــي الذكــور كان ممنــوع‪ ،‬وكلمــة "عيــب" ال‬ ‫شــخصية فه َمتْهــا بعــض الفتيــات والســيدات تفــارق أفــواه عائلتــي والمجتمــع المحيــط"‪.‬‬ ‫كااللتــزام بالحجــاب والنقــاب الــذي ُربِّــن تصمــت مجــد (‪ 26‬ســنة) متنهــدة‪ ،‬ثــم تبــدأ‬ ‫عليــه‪ ..‬والــذي التزمــن بــه عــى مــدى ســنوات حديثهــا‪" :‬تربيـ ُـت فــي عائلــة دمشــقية متحــررة‬ ‫طويلــة‪ ،‬ولكنــه مل يكــن بدافــع دينــي أو اقتنــاع نوعــا م ـا‪ ،‬ومــع ذلــك لــم أكــن أنجــو مــن ألســنة‬ ‫بــل بدافــع تربيــة نشــأن عليهــا كانــت ُملزِم ـ ًة األقربــاء‪ ،‬بعــد ذلــك تزوجـ ُـت مــن شــاب مــن ريــف‬ ‫له ـ ّن كتقليــد للبــاس أمهاتهــن وج َّداته ـ ّن دون إدلــب تحمــل عائلتــه عــادات وتقاليــد أشــد أس ـرًا‬ ‫أن يرتبــط لديهــ ّن مبنافعــه أو الحكمــة التــي وتعقيـدًا‪ ،‬رغــم إنــي رأيــت فيــه الرجــل المتحــرر‪ ،‬إال‬ ‫أن تلــك العــادات التــي تشــربها عقلــه عبــر عقــود‬ ‫ُشع مــن أجلهــا‪...‬‬ ‫وللوقــوف عنــد هــذا الموضــوع كان لم تتجرأ المرأة ظلــت تحاصرنــا أينمــا ذهبن ـا‪ ،‬كان زوجــي‬ ‫ألوكســجين لقــاء مــع بعــض الســيدات قبل الثورة كثيــر الخــوف مــن أمــه ال مــن ّربــه‪ ،‬فقــد‬ ‫على المطالبة ربتــه أمــه علــى االلتــزام بأحــكام الديــن‬ ‫والفتيــات‪...‬‬ ‫ولــو بالشــكل دون المضمــون‪ ،‬األمــر الــذي‬ ‫مل تتجــرأ املــرأة قبــل الثــورة عــى‬ ‫بحقوقها‬ ‫ّ‬ ‫املطالبــة بحقوقهــا الحقيقيــة ‪-‬ليســت الحقيقية التي جعلــه فــي كثيــر مــن األحيــان يصلــي‬ ‫ُّ‬ ‫تلــك املتعلقــة بالوظائــف وغريهــا– تتعلق بحقها دون وضــوء!!‪ .‬ومــع تدخــل أهلــه الدائــم‬ ‫بــل التــي تتعلــق بحقهــا يف أن تظهــر في أن تظهر وصلنــا إلــى الطــاق‪ ،‬ألعــود إلــى نفســي‬ ‫بالشــكل الــذي تريــد يف ظــل تس ـلّط بالشكل الذي وأنــال حريتــي وأبــدأ حياتــي مــن جدي ـد‪،‬‬ ‫ذكــوري عــى تفاصيــل حياتهــا‪ .‬وكأنها تريد في ظل بينمــا بقــي زوجــي ســجينًا لخوفــه مــن‬ ‫ّ‬ ‫ولــدت لتنفــذ أوامــر مــن حولهــا تسلط ذكوري المجتمــع وقيــود عائلتــه ال مــن اللــه"‪.‬‬ ‫فقــط‪ ..‬هــذا مــا بــدأت بــه ســمر على تفاصيل وهكــذا مل يكــن االلتــزام بأحــكام‬ ‫(‪33‬ســنة) حديثهــا مــع أوكســجني حياتها‪ .‬وكأنها الديــن بالنســبة للكثـرات مــن بنــات‬ ‫وتابعــت كالمهــا‪" :‬ولـ ُ‬ ‫ـدت وتربيـ ُـت فــي ولدت لتنفذ ســوريا مبنيـاً عــى النقــاش العائــي أو‬ ‫منــزل عائلتــي ولــم يكــن لــي أي حــق فــي أوامر من حولها األرسي أو التوعيــة بأهميــة االلتــزام‬ ‫فقط‪..‬‬ ‫بهــذه األحــكام والحكمــة مــن‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2015\01\01 - )136‬‬

‫ترشيعهــا‪ ،‬بــل كانــت ت ُفــرض عليه ـ ّن باإلجبــار‬ ‫ودون نقــاش مــا جعلهــا قيــودا ً تحــاول معــه‬ ‫الفتــاة يف أول فرصــة مناســبة أن تتخلــص‬ ‫منهــا‪ ،‬وحــول هــذا تقــول رنــا (‪ )30‬ســنة ابنــة‬ ‫واحــدة مــن بلــدات ريــف دمشــق الغــريب‬ ‫والتــي تعتــر نفســها أنهــا خضعــت طــوال‬ ‫ثالثــن ســنة لقيــود مل تخرتهــا بإرادتهــا بــل‬ ‫أُجــرت عليهــا ‪ ،‬تقــول‪" :‬فــي مدينتــي لــم أســتطع‬ ‫يومــا رفــع صوتــي داخــل المنــزل علــى أطفالــي ألن‬ ‫صوتــي عــورة كمــا هــو ســائد فــي مجتمعــي‪ ،‬كمــا‬ ‫ّإن إظهــار الوجــه محـ ّـر ٌم أيضــا‪ ،‬ليــس تطبيقــا ألمــر‬ ‫اللــه أو خوفــا منــه بــل عــادة اعتــاد عليهــا مجتمعــي‪.‬‬ ‫اســتمرت معاناتــي إلــى أن خرجــت مــن مدينتــي بعــد‬ ‫الحصــار والدمــار الــذي حــل بهــا إلــى خــارج ســوريا‪،‬‬ ‫فنلــت حريتــي وخلعــت النقــاب الــذي كان يعمــي‬ ‫بصــري وال أرى مــن خاللــه ســوى ضعفــي أمــام‬ ‫أمــراض المجتمــع"‪.‬‬ ‫وتــأيت الرتبيــة التــي تســلب الفتــاة حــق القـرار‬ ‫واالختيــار لتك ـ ِّون قيــودا ً جديــدة تكبِّــل حيــاة‬ ‫الفتــاة‪ ،‬وتــؤدي لنتائــج غــر محمــودة‪ ،‬فرمبــا‬ ‫كانــت الرتبيــة عــى االلتــزام بأحــكام الديــن‬ ‫إجبــارا ً ال إقناعـاً تقــود الفتــاة لالمتثــال‪ ،‬ولكــن‬ ‫اإلجبــار عــى الــزواج مــن رجــل ي ّدعــي االلتـزام‬ ‫بالديــن ويطالــب امرأتــه بذلــك تعصبــاً ال‬ ‫تدين ـاً‪ ،‬يف الوقــت الــذي ال يلتــزم هــو بالديــن‬ ‫بأفعالــه وال بأخالقــه كل هــذا يجعــل بعــض‬ ‫‪oxygen-sy.com‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2015\01\01 - )136‬‬

‫فاقتنعــت وحــدي بالديــن اإلســامي‪ ،‬فأعلنــت‬ ‫إســامي غيــر آبهــه بــكل مــن حولــي‪ ،‬وقــررت‬ ‫ارتــداء الحجــاب‪ ،‬ولــم أكتـ ِـف بذلــك بــل قــررت‬ ‫أيضــا ارتــداء النقــاب‪ ،‬وأعيــش حيــاة ســعيدة أشــعر‬ ‫فيهــا بالحريــة التامــة ألننــي مقتنعــة بــكل مــا أفعل"‪.‬‬ ‫كام تضيف كارال (‪ 25‬سنة)‪" :‬أنا من عائلة‬ ‫مسيحية لكنني أحب االطالع على كل األديان ألن‬ ‫شعوري أن أشياء كثيرة كانت تنقصني‪ ،‬وبعد‬ ‫الثورة وخروجي من سوريا صرت قادرة دون‬ ‫ُّ‬ ‫رقابة المجتمع على التعلم بحرية أكثر‪ ،‬فتعلمت‬ ‫الكثير عن الدين اإلسالمي‪ ،‬وحضرت عشرات‬ ‫الجلسات الدينية إلى أن أعلنت إسالمي‪ ،‬حاربني‬ ‫أهلي ومجتمعي المحيط‪ ،‬لكنني شعرت أنني‬ ‫بذلك حصلت على حريتي ومقتنعة بكل ما فعلت‪،‬‬ ‫ومقتنعة بديني الحالي‪ ،‬ولو حاربتني كل أمم‬ ‫األرض"‪.‬‬ ‫واقــع تضعــه (أوكســجين) بيــن أيــدي القــراء لعلــه‬ ‫يكــون حجــر أســاس فــي تربيــة جديــدة كلنــا‬ ‫بحاجــة لهــا يف مجتمعنا الســوري‬ ‫الجديــد‪ ...‬وســيكون لنــا‬ ‫وقفــة يف العــدد‬ ‫القــادم بــإذن اللــه‬ ‫لنتابــع بعــض‬ ‫األفــكار التــي‬ ‫تتعلــق بهــذا‬ ‫التحقيــق‪...‬‬ ‫فتابعونــا‪...‬‬

‫‪syriaoxygen.com‬‬

‫ملف العدد ‪٢‬‬

‫الفتيــات يشــعرن بــأن مــا ربــن عليــه قيــو ٌد أنــا وزوجــي وأطفالــي إلــى أحــد البلــدان المجــاورة‬ ‫ويســعني للتخلــص منهــا‪ ،‬وخصوصــاً عندمــا للحــدود الســورية فخلعــت النقــاب‪ ،‬ولكنــي مــا زلــت‬ ‫تتبــدل العــن الناقــدة‪ ،‬عــن املجتمــع‪ ،‬عندهــا حتــى اآلن عنــد زيارتــي ألهلــي المقيميــن فــي لبنــان‬ ‫تشــعر بعــض الفتيــات أن بإمكانهــن البــدء ارتــدي الحجــاب الشــرعي‪ ،‬ومــع هــذا لــم أســلم مــن‬ ‫بحيــاة جديــدة يكــون لهــ ّن فيهــا القــرار‬ ‫كالم أصدقائــي القدامــى ومجتمعنــا المريــض ألننــي‬ ‫تقــول رنيــم الشــابة الدمشــقية (‪ 28‬ســنة)‪ :‬خلعــت النقــاب"‪.‬‬ ‫"أجبرنــي أهلــي منــذ صغــري علــى ارتــداء بعد سنوات يف الجانــب اآلخــر يــأيت االلتــزام‬ ‫الحجــاب وحفــظ القــرآن الكريــم والســيرة قليلة من زواجنا بالحجــاب ليكــون هــو الحريــة التــي‬ ‫النبويــة‪ ،‬وكل هــذا كان إجبــارًا دون نقــاش تبين لي أنه تشــعر بهــا بعــض الفتيــات عندمــا‬ ‫أو إقنــاع‪ ،‬ثــم أجبرونــي علــى الــزواج مــن يخاف كلّ شيء يكــون القــرار لهــ ّن عــن اقتنــاع‬ ‫رجــل محافــظ علــى حــد زعمــه يخــاف إال الله عز وجل وعقيــدة وعلــم ‪ ،‬تقــول يــارا (‪22‬‬ ‫اللــه‪ ،‬وأيضــا كان ذلــك إجبــارًا دون اقتنــاع‪،‬‬ ‫ســنة) الفتــاة المحجبــة‪" :‬لــم أكــن مســلمة‬ ‫لكــن بعــد ســنوات قليلــة مــن زواجنــا تبيــن لــي أنــه بــل كنــت أيضــا ملحــدة ال أؤمــن بوجــود الخالــق إال‬ ‫ّ‬ ‫يخــاف كل شــيء إال اللــه عــز وجــل‪ ،‬بعــد اشــتعال أننــي كنــت أؤمــن أن هنــاك مــن يحــرك الكــون‪ ،‬فــكان‬ ‫الثــورة خرجــت مــن ســوريا‪ ،‬ورأيــت كيــف النــاس إحســاس غريــب ينتابنــي بــكل لحظــة إلــى أن خرجــت‬ ‫تعيــش وهــي قــادرة علــى اتخــاذ القــرار فــي حياتهـا‪ ،‬مــن ســورية‪ ،‬ووجــدت نفســي أريــد القــراءة والبحــث‬ ‫فخلعــت حجابــي وبــدأت أتحــرر مــن كل القيــود عــن الحقيقــة‪ ،‬فقــرأت عشــرات الكتب مــن كافــة‬ ‫المحيطــة بــي"‪.‬‬ ‫األديــان والطوائــف‬ ‫وتبقــى الحيــاة التــي تتيــح للفتــاة أن تناقــش و ا لملــل ‪،‬‬ ‫وتســأل وتقــرأ وتطلــع وتختــار متنــح الفتــاة‬ ‫الشــعور بالحريــة‪ ،‬فتكــون أثبــت عــى أحــكام‬ ‫الديــن عمومـاً والحجــاب خصوصـاً‪ ،‬تحــي لنــا‬ ‫ســماح عــن تجربتهــا يف ذلــك فتقــول‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ـوام مــن زواجــي‬ ‫"خلعــت حجابــي بعــد عشــرة أعـ ٍ‬ ‫ذلــك ألنــي كنــت قــد تحجبــت باإلجبــار‪ ،‬حــاول زوجــي‬ ‫منعــي فــي البدايــة لكــن إرادتــي كانــت أقــوى‪ ،‬وبعــد‬ ‫خروجنــا مــن ســوريا أتيحــت لــي الفرصــة فــي مجــال‬ ‫حـ ّـر أن أقــرأ وأطلــع فاقتنعــت بالحجــاب وأتمنــى اآلن‬ ‫ارتــداءه"‪.‬‬ ‫وتبقــى القيــم التــي ترتبــط ب ُعــرف املجتمــع‬ ‫ويكــون املجتمــع وحــده املقيّــم لها واملحاســب‬ ‫عليهــا قيــودا ً تخنــق‪ ،‬فالنقــاب هــو يف بعــض‬ ‫مجتمعاتنــا ُعــرف مرتبــط باملجتمــع تنشــأ‬ ‫كثــر مــن الفتيــات عــى أن مــن (العيــب) عــدم‬ ‫ارتدائــه حتــى إذا تبــدل املجتمــع زال‬ ‫الرقيــب‪ ،‬وشــعرت الفتــاة عندهــا‬ ‫أنهــا قــادرة عــى التخلــص مــن‬ ‫هــذا القيــد تقــول مــرام (‪26‬ســنة)‪:‬‬ ‫"عنــد خروجــي مــن قريتــي لجــأت‬

‫‪7‬‬


‫‪8‬‬

‫تراجع الثروة الحيوانية واللحوم‬ ‫البيضاء تحتل مكانها‬ ‫عمر محمد | أوكسجين‬

‫اقتصاد‬

‫تعــد ســوريا مــن الــدول ذات االنتــاج الزراعــي‬ ‫بشــقيه الحيــواين والنبــايت‪ ،‬ويتوفــر فيهــا‬ ‫مقومــات جيــدة إلقامــة مشــاريع زراعيــة‬ ‫ناجحــة إال أن عهــد حكــم آل األســد لســوريا‬ ‫اســتنزف فيهــا خــرات البــاد ومنهــا الــروة‬ ‫الحيوانيــة بســبب قلــة االهتــام والرعايــة‬ ‫لهــذا القطــاع‪.‬‬ ‫حيــث تحتــاج املراعــي لرعايــة مــن الدولــة‬ ‫لتأمــن األعــاف بأســعار مخفضــة وتأمــن‬ ‫الطبابــة البيطريــة للمــوايش وارشاف مؤسســات‬ ‫الدولــة املختصــة عــى صحــة املــوايش وتأمــن‬ ‫األدويــة أيضــاً ناهيــك عــن ســوق الترصيــف‬ ‫الــذي يعــد األهــم ســواءا ً للتصديــر أو الســوق‬ ‫املحليــة‪.‬‬ ‫وقــدرت األعــداد اإلجماليــة للثــروة الحيوانية حســب‬ ‫نتائــج الجولــة اإلحصائيــة الرابعــة للعــام ‪ ،2011‬ب ـ‬ ‫‪ 17.6‬مليــون رأس مــن األغنــام و‪ 2.2‬مليــون رأس‬ ‫مــن الماعــز الشــامي والجبلــي و‪ 1.1‬مليــون رأس‬ ‫أبقــار و‪ 114‬ألــف رأس حيوانــات خيليــة و‪7500‬‬ ‫رأس مــن الجامــوس و‪ 54‬ألــف رأس مــن الجمــال‬ ‫و‪ 25.2‬مليــون طيــر مــن الدواجــن و‪ 637‬ألــف‬ ‫خليــة نحــل‪.‬‬ ‫تراجع االنتاج‪:‬‬ ‫أثــرت الظــروف املناخيــة أيضــا بحــدة عــى‬ ‫مــريب الــروة الحيوانيــة ج ـراء نقــص املراعــي‬ ‫وقلــة الغطــاء النبــايت األعشــاب‪،‬ناهيك عــن‬ ‫ارتفــاع أســعار األعــاف والطبابــة واألدويــة‬ ‫والرعايــة‪ ،‬و اســتهداف مناطــق الرعــي‬ ‫والحظائــر بالقصــف وهجــرة رعــاة املــوايش‬ ‫بأعــداد كبــرة هربــاً مــن الحــرب هــذا كلــه‬ ‫أثــر بشــكل ســلبي عــى كميــة اإلنتــاج‪.‬‬ ‫وقــال مديــر تحريــر صحيفــة نضــال الفالحــن‪،‬‬ ‫إســاعيل مرعــي" إن القطيــع الســوري تعــرض‬ ‫إىل تدهــور كبــر جــدا لكــن ال توجــد أرقــام‬ ‫محــددة حتــى اآلن"‪.‬‬ ‫وأضــاف "أن هنــاك نقصــا حــادا ً يف املراعــي‬ ‫التــي كانــت تؤمــن نحــو ‪ 120‬يومــاً مــن‬ ‫الرعــي املجــاين‪ ،‬وتوقــع تقلــص عــدد األغنــام‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2015\01\01 - )136‬‬

‫إىل النصــف دفعــة واحــدة يف املوســم الجــاري‪،‬‬ ‫وأرجــع ذلــك إىل حاجــة املربــن الشــديدة‬ ‫لإلنفــاق عــى معيشــتهم وعــى تأمــن األعــاف‬ ‫للقطيــع الــذي ميلكونــه"‪.‬‬ ‫وبحســب مــا ورد عــى لســان رئيــس نقابــة‬ ‫األطبــاء البيطريــن يف محافظــة الســويداء‬ ‫جنــويب ســوريا وائــل بكــري أنــه “خــرج‬ ‫‪ %70‬مــن مــريب الــروة الحيوانيــة مــن دائــرة‬ ‫اإلنتــاج‪ ،‬منــذ بدايــة أيلــول املــايض بســبب‬ ‫غــاء األعــاف وقلــة وصولهــا وغــاء املــازوت‬ ‫وندرتــه يف أوقــات ســابقة‪ ،‬إضافــة إىل غــاء‬ ‫األدويــة البيطريــة والصــوص وجميــع‬ ‫مســتلزمات اإلنتــاج بســبب الحصــار عــى‬ ‫ســورية‪ ،‬وخاصــة أن جميــع أنــواع األعــاف‬ ‫مســتوردة وخاصــة أعــاف الدواجــن التــي ال‬ ‫تدخــل ضمــن املقننــات العلفيــة”‪.‬‬ ‫شهادات‪:‬‬ ‫شــهدت محطــة أبقــار تــل تمــر بمحافظــة‬ ‫الحســكة شــال ســوريا يف شــهر شــباط مــن‬ ‫العــام الفائــت ‪ 2013‬اشــتباكات بــن وحــدات‬ ‫الحاميــة الشــعبية “‪ ”YPG‬ومقاتلــن مســلحني‬ ‫مــن عــدة كتائــب للســيطرة عــى املحطــة‪ ،‬إال‬ ‫أن “‪ ”YPG‬اســتطاعت الســيطرة عــى املحطــة‬ ‫بشــكل كامــل وتحويلهــا إىل مقــر لهــا‪“ ،‬بعــد‬ ‫ترصفهــا مبحتواهــا مــن األبقــار واألعــاف”‪ ،‬كــا‬ ‫أفــاد نشــطاء مــن داخــل البلــدة حينهــا‪.‬‬

‫ويف الزبــداين ســقط أحــد براميــل املتفجــرة‬ ‫بالقــرب مــن قطيــع مؤلــف مــن ‪ 70‬رأس غنــم‬ ‫كان يرعــى يف ســهل الزبــداين أدى ملــرع‬ ‫جلّهــم وأصيــب ‪25‬منهــم بجــروح اســتطاعوا‬ ‫مداواتهــم وذبحهــم خــال أســبوع واضطــر‬ ‫الراعــي لبيــع كيلــو اللحمــة ب ‪ 1200‬لــرة فقط‬ ‫للتخلــص مــن الكميــة الكبــرة قبــل فســادها‬ ‫فــا ثالجــات للحفــظ وال كهربــاء مــا ســبب‬ ‫لــه خســارة تقــدر مبليــون لــرة عــى األقــل‪.‬‬ ‫أمــا يف الباديــة فقــد رحــل البــدو منهــا مــع‬ ‫مواشــيهم باتجــاه الحــدود العراقيــة أو اللبنانية‬ ‫أو بعــد يعهــا للمســالخ مــا أوقــف انتاجهــا‬ ‫وذكــرت مواقــع اخباريــة للنظــام عــن عمليــات‬ ‫تهريــب كبــرة للمــوايش مــن ســوريا إىل لبنــان‬ ‫والعــراق وحتــى األردن‪.‬‬ ‫السوري يدفع الثمن‪:‬‬ ‫انعكــس هــذا الرتاجــع ســلباً عــى حيــاة‬ ‫الســوريني املســتهلكني للحــوم األغنــام‬ ‫وانخفضــت حصــة الفــرد إىل أقــل مــن ‪%15‬‬ ‫مــن غذائــه اليومــي فوصــل ســعر كيلــو لحــم‬ ‫الغنــم ‪ 4000-3500‬ليــرة ســورية فــي مناطــق‬ ‫النظــام فاضطــر المواطــن لالســتعاضة عــن اللحــم‬ ‫الضانــي بلحــم الدواجــن‪ ،‬فاســتبدل اللحــوم الحمــراء‬ ‫باللحــوم البيضــاء كونهــا رغــم غــاء ثمنهــا اليــوم‬ ‫تبقــى أرخــص علــى جيــب الســوري بســعر ‪800‬ليرة‬ ‫لكيلــو الفــروج‪.‬‬ ‫‪oxygen-sy.com‬‬


‫الردة الثورية في سورية؟‬ ‫ّ‬

‫مانيا الخطيب | هلسنكي‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2015\01\01 - )136‬‬

‫الحــدث وال مواكبتــه لــه بــل عقبــة تثــر‬ ‫كراهيــة النــاس الثائريــن ‪ ..‬إال أنــه هــذا كلــه‪..‬‬ ‫أصــدق تعبــر عــن جذريــة الحــدث وصدقــه‪..‬‬ ‫وقطيعتــه النهائيــة مــع املــايض‪ ،‬وأنــه ســواء‬ ‫ارتــد البعــض ثوريـاً أم مل يرتــدوا‪ ..‬فــإن حتميــة‬ ‫االســتحقاق التاريخــي ال تتغــر‪ .‬وأنــه لــو‬ ‫ظهــر مــن تحريــك املســتنقع الســوري اآلســن‬ ‫تنظيــات ســورية أنيقــة تفــوح منهــا رائحــة‬ ‫العطــور واتقــان العمــل والــروح الجامعيــة‬ ‫وتغليــب املصلحــة العامــة ‪ ..‬لكنــت أول مــن‬ ‫يشــك بصدقيــة هــذا الحــدث‪ ..‬ألن "حارتنــا‬ ‫ضيقــة ونعــرف بعضنــا"‬ ‫مــا يحــدث معنــا حــدث صــادق إىل أبشــع‬ ‫درجــات تجــي الحقيقــة‪ ..‬ولحظــات الكشــف‬ ‫الصادمــة يف صدقهــا‪ ..‬لحظــات موجعــة يف‬ ‫مصارحتهــا لحقيقــة أمرنــا وعقمنــا وقلــة‬ ‫حيلتنــا وســذاجتنا وجهلنــا وعــدم قدرتنــا عــى‬ ‫مواجهــة الخديعــة الفاجــرة التــي تخدرنــا‬ ‫وعشــنا معهــا‪ ..‬لحظــات موجعــة يف اعــراف‬ ‫نهــايئ بأننــا كنــا ســبايا‪ ،‬وفــوق هــذا كلــه‬ ‫أنانيــن ومغروريــن وبراغامتيــن وفاســدين‪،‬‬ ‫وأنــه ليــس لدينــا روح جمعيــة‪ ،‬وال رؤيــا‬ ‫ســورية مشــركة‪ ،‬وال أجنــدة مشــركة‪ ،‬وأنــه ال‬ ‫نريــد أن نعــرف بأهميــة التواضــع املثابــرة يف‬ ‫العمــل‪ ،‬والتعــاون وتغليــب املصلحــة العامــة‪.‬‬ ‫رغــم أنــه عىل املــدى املنظــور ال يلــوح يف األفق‬ ‫القريــب أي أمــل مبــا هــو موجــود حالي ـاً‪ ..‬إال‬ ‫أننــي عــى يقــن أن فداحــة الرضيبــة التــي‬ ‫دفعهــا الســوريون يف هــذا التغيــر ســواء أرادوا‬ ‫أم يريــدوا‪ ..‬فإنهــم محكومــون بــأن ال يقبلــوا‬ ‫لألجيــال القادمــة مســتقبل شــبيهاً مبا عاشــوه ‪..‬‬ ‫ولــن تقبــل األجيــال القادمــة مبــا قبــل بــه مــن‬ ‫ســبقهم ‪ ..‬لــن يقبلــوا بعــد اليــوم أن يعيشــوا‬ ‫عــار توريــث الجمهوريــة الســورية ‪ ..‬الــذي‬ ‫الميكــن أن ميــر بــدون هــذا الثمــن الشــنيع‪.‬‬ ‫مــا لــم نســتيقظ نحــن أنفســنا ونواجــه بشــجاعة‬ ‫مســؤولياتنا ونكــون متواضعيــن أمــام الــدم الســوري‬ ‫الــذي ســفك مــن أجــل اســتعادة كرامتنــا المهــدورة‬ ‫ونحــب ســورية ونحــب أن نعمــل معــا ‪ ..‬ســيبقى‬ ‫مســتقبل األجيــال القادمــة ينتظــر حتميــة انبعــاث‬ ‫طائــر الفينيــق الســوري ‪..‬‬ ‫‪syriaoxygen.com‬‬

‫مجتمع‬

‫تبــدو الكتابــة ملــن ممكــن أن يقــرأ‪ ،‬نــوع‬ ‫مــن الــرف خصوصـاً ألصحــاب مقولــة "الخــارج‬ ‫والداخــل" وخصوصــاً يف هــذه األحيــان التــي‬ ‫يتلــوع فيهــا الســوريون بــكل صنــوف العذاب‪..‬‬ ‫حتــى يف أكــر املناطــق "المحيــدة" عــن "الصــراع"‬ ‫مــن انعــدام الحــد األدىن مــن متطلبــات الحياة‪،‬‬ ‫بســبب تكتيــك الرتكيــع والتخويــف الــذي‬ ‫تتقنــه عصابــة املافيــا الســورية الحاكمــة‪.‬‬ ‫وتــأيت يف هــذا الســياق جملــة "حضــن الوطــن"‬ ‫مثــرة لــكل أنــواع الجــدل خصوصـاً أنــه ظهــر‬ ‫عــى الســاحة الســورية الرســمية‪ ،‬أكــر عــدو‬ ‫مناســب خلقــه نظــام الفســاد‪ ،‬واالســتبداد‬ ‫ليكســب مزيــدا ً مــن الوقــت ويخيــف بــه‬ ‫الســوريني و"المجتمــع الدولــي" عــى حــد ســواء‬ ‫ويســتفيد مــن البيئــة املناســبة التــي خلقهــا‬ ‫هــو نفســه مــن اليــأس‪ ،‬والــذل وانعــدام‬ ‫األفــق‪ ،‬والكفــر بــكل يشء‪ ،‬ليــأيت مــا يســمى‬ ‫"داعــش" الحليــف واالبــن الرشعــي لالســتبداد‬ ‫والفســاد يف أبشــع صــوره‪ ،‬وكل ذلــك يســر‬ ‫بشــكل مريــح إلرادة مايســمى "المجتمــع‬ ‫الدولــي" حيــث كان وقفــة "أبــو بكــر البغــدادي"‬ ‫مناســبة للكثــر مــن الالعبــن اإلقليميــن مــن‬ ‫طهـران وصــوالً إىل الضاحيــة الجنوبيــة وصــوالً‬ ‫إىل "تــل أبيــب"‬ ‫ هــل نشــهد اليــوم يف ســورية يف ظــل هــذا‬‫املنــاخ الــذي أجــر أشــد املتفائلــن عــى‬ ‫االنهيــار حالــة مــن الــردة الثوريــة والكفــر‬ ‫بــكل ماحــدث؟‬ ‫‪ -‬هــل رؤيــة مــا يســمى "المعارضــة الســورية"‬

‫يف اجتامعاتهــا وســلوكها الــذي منــذ أكــر مــن‬ ‫عامــن صــار يثــر لــدى الســوريني شــعورا ً‬ ‫شــبيهاً ملــا يثــره رؤيــة أقطــاب النظــام يف‬ ‫مجلــس شــعبهم ووزاراتهــم‪ ،‬دفــع بالســوريني‬ ‫إىل التنكــر ملــا أخرجهــم مــن بيوتهــم يف طقــس‬ ‫صــويف فريــد؟‬ ‫هــل شــدة فســاد وتنــوع درجــات واتجاهــات‬ ‫الالعبــن عــى الســاحة الســورية جعــل النــاس‬ ‫تقــول اليــوم "يــا ريــت اللــي جــرى مــا كان؟"‬ ‫هــل املنــاخ العــام مــن شــعور باليــأس بتغــر‬ ‫األمــور‪ ،‬الــذي انتــر بعــد مرسحيــة "انتخابــات‬ ‫الــدم" التــي أكســبت املجــرم ابــن املجرم"بشــار‬ ‫األســد" جعلــت مقاييــس الكــون يف أعــن‬ ‫الســوريني تعــاين مــن العطــب؟‬ ‫هــل املواقــف "المفاجئــة" ملــن انتقــل مــن حالة‬ ‫"التطــرف الثــوري" وأول مــن ســاهم يف اطــاق‬ ‫الشــعارات ذات الطابــع اإلســامي‪ ،‬وأول مــن‬ ‫ســاهم يف فــوىض الســاح‪ ،‬وأول مــن زاود عــى‬ ‫وطنيــة مــن عــارض "التدخــل الخارجــي" املزعــوم‪،‬‬ ‫وأول مــن ســاهم يف دفــع الثــورة إىل حمــل‬ ‫الســاح بشــكل غــر مــدروس ملواجهــة ماكينــة‬ ‫عســكرية مدججــة بــكل أنــواع األســلحة‬ ‫وخصوصــاً النذالــة‪ ..‬جعلــت بعــض النــاس‬ ‫تتجــرع مــرارة الخديعــة‪ ..‬وتتســمم بــداء‬ ‫انعــدام الثقــة الــذي يجعــل أي عمــل جمعــي‬ ‫ســوري رضب مــن الخيــال؟‬ ‫مــا أريــد قولــه أن هــذا الحــارض املفجــع‬ ‫بــكل املقاييــس الــذي نعيشــه وندفــع فيــه‬ ‫أقــى األمثــان‪ ،‬وهــذا الســواد القاتــم‪ ،‬وهــذا‬ ‫الفــرز املكلــف‪ ،‬وهــذا الوجــع الــذي فــاض‬ ‫عــن كل املحيطــات‪ ،‬وهــذه الخيبــات بـــــ‬ ‫"النخــب الســورية"‪ ...‬وهــذه الحالــة املخيفــة مــن‬ ‫التشــظي والدمــار يف كل يشء‪ ،‬وافتضــاح كل‬ ‫التقنيــات التــي اســتعملها املأفــون للســيطرة‬ ‫عــى الشــعب الســوري منــذ أكــر مــن أربــع‬ ‫عقــود‪ ،‬وانكشــاف كل آثــار الفــرة املاضيــة عىل‬ ‫اقتصــاد وزراعــة وصناعــة وتجــارة وســياحة‬ ‫وبيئــة ســورية وكل قطاعاتهــا ‪ ..‬والتــي بالــغ‬ ‫الســوريون يف الصمــت عنهــا‪ .‬وافتضــاح كل‬ ‫العجــز والفســاد والنخــر الــذي تعــاين منــه‬ ‫الكــوادر الســورية التــي مل تكــن عــى مســتوى‬

‫‪9‬‬


‫‪10‬‬

‫أ‪ .‬أحمد شيخاني | أوكسجين‬

‫تقرير‬

‫ّإن طريقــة إدراك األطفــال الصغـ ِـار للعالـ ِـم مــن‬ ‫حولهــم تختل ُــف بشـ ٍّـكل جـ ًّ‬ ‫ـذري عــن طريقة اإلنســان‬ ‫الراشــد الكبيــر‪،‬إذًا مــا الــذي يمكــن أن نتوقعـ ُـه مــن‬ ‫ســلوكيات تصـ ُ‬ ‫ـدر عــن األطفــال فــي مثــل هــذه‬ ‫الظــروف التــي تضـ ُـع حملهــا الثقيــل علــى الطفــل؟‬ ‫والتــي قــد تكــون عاقبتهــا العنــف واالضطرابــات‬ ‫واالجتماعيــة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الحياتيــة والتــي‬ ‫والصعوبــات‬ ‫النفسـ ّـية‬ ‫ّ‬ ‫طبيعيــا لمثــل هــذه الظــروف‪.‬‬ ‫تعـ ُّـد ناتجــا‬ ‫يتأث ـ ُر األطفــال باألحــداث والظــروف الصعبــة‬ ‫مثلهــم مثــل الكبــار غــر أ َّن طريقــة تعبريهــم‬ ‫عــن ذلــك قــد تختلــف يف بعــض األحيــان عـ ّـا‬ ‫هــو لــدى الكبــار‪ ،‬األمــر الــذي جعــل الكثرييــن‬ ‫يعتقــدون أ َّن األطفــال اليتأثــرون باألحــداث‬ ‫الحرجــة‪ .‬األمــر الــذي قــا َد ويقــود إىل عــدم‬ ‫حصولهــم عــى ال ّدعــم والرعايــة املناســبة‪.‬‬ ‫ومــن هنــا تشــت ُّد الحاجــة يف هــذه األيــام ويف‬ ‫ظــل الظّــروف القاســية واألحــداث املهــ ِّددة‬ ‫ِّ‬ ‫التــي منـ ُّر بهــا‪ ،‬إىل معرفــة ال ّنتائــج الســلبيّة عىل‬ ‫األطفــال يف مختلــف األصعــدة االجتامعيّــة‪،‬‬ ‫الثقاف ّيــة‪ ،‬االقتصاديّــة‪ ،‬وبخاصــة النفســ ّية‬ ‫ُؤســس للعمــل‬ ‫منهــا‪ ،‬هــذه املعرفــة التــي ت ّ‬ ‫عــى مســاعدتهم عــى التّأقلــم‪ .‬إ َّن هــذا‬ ‫يشــمل تحديــد دور األرسة واملربــن يف كيف ّيــة‬ ‫بــثِّ الطّأمنينــة يف نفــس الطّفــل التــي تنت ِهكُهــا‬

‫األطفال والحرب‬

‫مختلــف املشــاعر الســلب ّية ال ّناجمــة عــن‬ ‫ســيطرة جــ ِّو العنــف والخــوف عليهــا‪.‬‬ ‫يتميّــز عــامل الطفولــة بالفضــول والشــغف‪،‬‬ ‫الــذي يدفعهــم الستكشــاف مــا يــدور حولهــم‪.‬‬ ‫واقعــي عــن‬ ‫حتــى يســتطيعوا تكويــن فهــمٍ‬ ‫ّ‬ ‫أنفســهم وعــن هــذا العــامل الــذي ســيتعاملون‬ ‫ـكل مــا فيـ ِه من خـرٍ ورش‪.‬‬ ‫معــه يف املســتقبل بـ ِّ‬ ‫وأكثــر مــا يقلــق األطفــال بشــكل خــاص والكبــار‬ ‫عمومــا هــو "المجهــول"‪ ،‬مبعنــى عــدم وجــود‬ ‫تصــورات وتوقعــات واضحــة ملــا ســيأيت يف‬ ‫املســتقبل القريــب والبعيــد‪ ،‬وكذلــك فــإ َّن‬ ‫عــدم فهــم مايجــري بســبب تســارع األحــداث‬ ‫وشــدتها يكــون عامــاً إضافيّــاً يزيــد مــن‬ ‫الخــوف والتوتــر والقلــق‪.‬‬ ‫لكــن الكبــار لديهــم وســائلهم ومفاهيمهــم‬ ‫التــي تســاعدهم عــى التعامــل مــع مثــل هــذه‬ ‫ً‬ ‫األوضــاع‪ ،‬كأن يعتبــروا مثــا َّأن مــا يمــرون بــه هــو‬ ‫ابتـ ٌ‬ ‫ـاء مــن اللــه‪ ،‬أو َّأن ســعيهم للوصــول إلــى قيـ ٍـم‬ ‫ســامية فــي حياتهــم "كالحريــة والعدالــة والكرامــة"‬ ‫يحتــاج إىل أن يبذلــوا يف ســبيله الغــايل‬ ‫والثمــن‪ .‬ومــن هنــا تهــون عليهــم مصائبهــم‬ ‫ويســتطيعون تحملهــا والتأقلــم معهــا إىل ح ـ ٍّد‬ ‫بعيــد‪ ،‬وهــذا مــا نــراه حقيقــة يف الواقــع‪.‬‬ ‫واألســئلة التــي تطــرح نفســها هنــا بالنســب ِة‬ ‫لألطفــال كثــرة‪ ،‬فهــل َّ‬ ‫تكونــت هــذه المفاهيـ ُـم‬ ‫لــدى األطفــال؟ وهــل اســتطاعوا علــى ِصغـ ِـر ســنهم‬ ‫أن يمتلكوهــا؟ وحتــى يســتطيعوا أن يمتلكوهــا‬

‫ِّ‬ ‫إلــى مــاذا يحتاجــون منــا نحــن الكبــار؟ وكيــف لنــا أن‬ ‫نســاعدهم فــي ذلــك؟‬ ‫ويف املقابــل فــإ َّن ال َّنظــر إىل الطّفــل عــى أنــه‬ ‫ضعيــف وعاجــز واليفهــم يشء‪ ،‬هــي نظــر ٌة‬ ‫ٌ‬ ‫التســاعده عــى أن ينمــو ويتط ـ ّور ويكتســب‬ ‫مهــارات التّأقلــم‪ .‬فالطّفــل لديــه القــدرة عــى‬ ‫تجــاوز مــا ميــر بــه مــن ظــروف صعبــة‪ ،‬عــى‬ ‫الرغــم مــن أن هــذه الظــروف الصعبــة التــي‬ ‫ميــر بهــا الطفــل قــد تكــون غــر مفهومــة‬ ‫بالنســبة لــه‪ ،‬لكنــه ويف الوقــت نفســه ميتلــك‬ ‫القــدرة عــى أن يتعــاىف مــن آثارهــا وأن يخــرج‬ ‫منهــا بأقــل األرضار النفسـ ّيةّ‪.‬ويكون ذلــك مــن‬ ‫خــال توفــر بيئــة مناســبة لــه‪ ،‬بيئــة تتســم‬ ‫بعالقــات دافئــة مســاعدة يبنيهــا الطفــل مــع‬ ‫الكبــا ِر مــن حولــه‪ ،‬تتم ّيــز بالقبــول واالح ـرام‬ ‫والتقديــر لهــذا الطفــل‪ ،‬وكذلــك اإلميــان بــه‬ ‫والثقــة بقدراتــه‪ .‬بيئــة يكــون فيهــا الكبــا ُر‬ ‫ُرســاً للواقــع يق ِّدمــون لــه املعلومــات بلغــ ٍة‬ ‫مفهومــ ٍة ومبســطة تســاعده عــى فهــم‬ ‫مايجري‪.‬هــذه العالقــات مــن شــأنها أن تســاعد‬ ‫ّ‬ ‫الطفــل علــى التعبيــر عــن نفســه وعــن مشــاعره‬ ‫ّ‬ ‫بحريــة ودون خــوف‪ ،‬وتســاعده كذلــك علــى تكويــن‬ ‫مفاهيــم ّ‬ ‫واقعيــة حــول ذاتــه وحــول هــذا العالم‪.‬مــن‬ ‫هنــا نســتطيع القــول ّأن مســاعدة األطفــال خــال‬ ‫الظــروف الصعبــة ممكنــة‪ ،‬ونحــن نمتلــك الوســائل‬ ‫المناســبة لتقديــم هــذه المســاعدة‪.‬‬

‫اطفال يشهدون على حرب في اخطر مدينة بالعالم | حلب‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2015\01\01 - )136‬‬

‫‪oxygen-sy.com‬‬


‫أسواق دمشق القديمة‬

‫سوق ساروجة‬

‫عناة آرام | أوكسجين‬

‫داخــل أســوار مدينــة دمشــق‪،‬‬ ‫ويقولــون عــن كل مــا يقــع خــارج‬ ‫أســوارها أي خــارج دمشــق آنــذاك‬ ‫(العــارة ال ّربانيّــة) وإن تواجــدت‬ ‫هــذه املناطــق القريبــة ج ـ ّدا مــن‬ ‫أســوار دمشــق واملتاخمــة لــه‪.‬‬ ‫فاملطقــة التــي نريــد أن نتح ـ ّدث‬ ‫عنهــا اليــوم وعــن أســواقها‬ ‫الشــعبيّة املتميّــزة ‪ ،..‬أال وهــي‬ ‫منطقــة ســاروجة وأهمهــا الســوق‬ ‫الســاروجي‪.‬‬ ‫ّ‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2015\01\01 - )136‬‬

‫أو الســويقة ويتفــرع عــن هــذا‬ ‫املحــور عــدد مــن الحــارات التــي‬ ‫يتشــعب عنهــا أيضــا عــدد مــن‬ ‫الــدروب واألزقــة الثانويــة‪ .‬مل‬ ‫تكــن منطقــة ســاروجة تاريخيــا‬ ‫تحتــل مركــز املدينــة أو وســطها‪،‬‬ ‫فهــي تقــع خــارج أســوار املدينــة‬ ‫طــا أســلفنا وإىل الشــال الغــريب‬ ‫مــن قلعــة دمشــق‪.‬‬ ‫يحــد ســوق ســاروجة من الشــال‬ ‫منطقــة البســاتني الزراعيــة وعــن‬ ‫الكــرش‪ ،‬أمــا مــن الــرق فيحــده‬ ‫العقيبــة والعــارة الربان ّيــة (ســوق‬ ‫الهــال القديــم)‪ ،‬ومــن الجنــوب‬ ‫البحصــة والســنجقدار‪ ،‬ومــن‬ ‫الغــرب البحصــة الربان ّيــة والــرف‬ ‫األعــى‪ .‬إن املحــور الواصــل مــن‬ ‫بــاب العــارة يف املدينــة القدميــة‬ ‫إىل العقيبــة فســويقة ســاروجة‬ ‫يفــي إىل منطقــة الصالحيــة‬ ‫يف جبــل قاســيون ويعتــر مــن‬ ‫أحــد املحــاور التاريخيــة الهامــة‬ ‫يف دمشــق‪ ،‬حيــث كانــت هــذه‬ ‫األريــاض (األحيــاء املوجــودة‬ ‫خــارج األســوار) تتصــل مــن خالله‬ ‫مــع أســواق املدينــة وجامعهــا‬ ‫الكبــر وبقيــة الفعاليــات املركزيــة‬ ‫األخــرى وقــد قطــع هــذا املحــور‬ ‫عنــد فتــح شــارع الثــورة‪.‬‬ ‫إن الدخــول إىل هــذه األحيــاء كان‬

‫محــددا ببوابــات معينــة‪ ،‬فلقــد‬ ‫كان لســاروجة بوابتــان تســمح‬ ‫بالدخــول مبــارشة إىل هــذا الحــي‬ ‫إحداهــا كانــت بوابــة الصالحيــة‬ ‫وهــي التــي كانــت تصــل بــن‬ ‫ســاروجة ومحلــة الصالحيــة‬ ‫وبســاتينها‪ ،‬أمــا البوابــة األخــرى‬ ‫فكانــت مــن الجهــة الشــالية‬ ‫الغربيــة وهــي بوابــة عــن الكــرش‬ ‫التــي كانــت تصــل إىل منطقــة‬ ‫البســاتني واألرايض الزراعيــة‪ .‬مل‬ ‫يكــن هنــاك أي منفــذ مبــارش‬ ‫لســاروجة مــن البســاتني املحيطــة‪،‬‬ ‫وكــا هــو معــروف كانــت ُتفتــح‬ ‫دومــا عــى أفنيتهــا‪ ،‬كــا وت ُفتــح‬ ‫أبوابهــا عــى أزقــة الحــي‪.‬‬ ‫يســتدل مــا ســبق عــى أن‬ ‫ـكني‬ ‫ســوق ســاروجة كان ح ًّيــا سـ ًّ‬ ‫متكامـ ًـا‪ ،‬فيــه الســويقة التــي تفي‬ ‫باالحتياجــات األساســية اليوميــة‬ ‫لســكانه‪ ،‬وقــد ضــم هــذا الحــي‬ ‫يف القــرن التاســع عــر امليــادي‬ ‫إضافــة إىل دكاكــن ســوقه وإىل‬ ‫البيــوت الســكنية التقليديــة ثــاث‬ ‫حاممــات هــي (الــورد –الجــوزة –‬ ‫الخانجــي)‪ .‬يبقــى ســوق ســاروجة‬ ‫معلــا ها ًمــا ميثــل حيــاة‬ ‫الــرا ّيث‬ ‫ً‬ ‫النــاس خــر متثيــل ويحــي عنهــم‬ ‫ـقي الغابــر‪.‬‬ ‫يف ذاك الزمــن الدمشـ ّ‬ ‫‪syriaoxygen.com‬‬

‫سوريانا‬

‫إن الحديــث الشــ ّيق عــن الزمــن‬ ‫القديــم بــكل مــا يحملــه مــن‬ ‫حضــارة ويحفــل مــن رقــي‪ ،‬إمنــا‬ ‫يرتبــط بــا شـ ّـك بالـراث الســوري‬ ‫العريــق عندمــا يتنــاول حقبــة‬ ‫أو موضو ًعــا عا ًمــا‪ ،‬و عندمــا‬ ‫يشــمل عــادات وتقاليــد النــاس‬ ‫يف زمــن مــا‪ ،‬أو تنــاول الحــارات أو‬ ‫الحديــث عــن األســواق الشــعب ّية‪،‬‬ ‫حــول دمشــق العظيمــة ومبانيهــا‬ ‫الوصف العام‪:‬‬ ‫وأســواقها‪.‬‬ ‫ومــع انتهــاء العــر اململــويك‬ ‫وبــدء الحكــم ال ُعثــاين أخــذت‬ ‫التسمية واألصالة‪:‬‬ ‫الكثــر مــن مالمــح الحي والســوق‬ ‫نبــدأ الرحلــة مــن املــايض العطــر تتبــدل‪ ،‬ونظــ ًرا لوقــوع الحــي‬ ‫والعريــق يف آن مــن ســوق خــارج ســور املدينــة القدميــة‬ ‫ســاروجة الشـ ّ‬ ‫ـعبي‪ ،‬وهــو الســوق فقــد متيــز بســوقه الكبــر ومنازلــه‬ ‫الــذي يعتقــد أن اســمه اشــتق الواســعة وحامماتــه ومســاجده‬ ‫مــن اللفظــة الرتكيــة‪ ،‬لكــن روايــة الفخمــة واملــدارس كاملدرســة‬ ‫أخــرى وهــي أقــرب إىل الحقيقــة الشــاميّة ال ّربانيــة‪ ،..‬التــي اكتســبت‬ ‫تقــول أن أصــل التســمية جــاءت شــهرة واســعة حيــث كان األم ـراء‬ ‫مــن أحــد قــادة املامليــك ويدعــى والعلــاء يقيمــون حفــات‬ ‫صــارم الديــن ســاروجة يف عهــد رســمية عنــد افتتاحهــا وإغالقهــا‬ ‫األمــر اململــويك (ســيف الديــن وكانــت هــذه املنطقــة الراقيّــة‬ ‫تنكــز) يف القــرن الرابــع عــر مركــ ًزا لرجــال الدولــة ال ُعثامنيــة‬ ‫امليــادي‪.‬‬ ‫والطبقــات األرســتقراطية فأطلقــوا‬ ‫الحــي اســم (إســطنبول‬ ‫ـي العريــق زاخـ ًرا باملبــاين عــى‬ ‫كان الحـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫الراق ّيــة واملنشــآت الكثــرة‪ ،‬الكــرى)‪.‬‬ ‫فقــد كان يطلــق أهــل دمشــق يتألــف حــي ســوق ســاروجة مــن‬ ‫لفظــة (العــارة الج ّوانيّــة) عــى املحــور الرئيــي وهــو الســوق‬

‫‪11‬‬


‫‪12‬‬

‫نهاية ‪ 2014‬األخطر على أطفال سوريا‬

‫نور أحمد | أوكسجين‬

‫تقرير‬

‫بلــغ عــدد ضحايااألطفــال فــي الحــرب‬ ‫الدائــرة فــي ســوريا منــذ أربــع ســنوات‬ ‫حســب مركــز توثيــق االنتهــاكات‬ ‫الســوري ‪ 9927 VDC‬طفــل ذكــر‬ ‫و‪ 4117‬طفلــة أنثــى أي مايقــارب‬ ‫‪ 16‬ألــف طفــل تحــت ‪ 18‬عــام‪.‬‬ ‫ومــع ازديــاد وتريةالنــزاع بــن‬ ‫القــوى املتصارعــة عــى الــراب‬ ‫الســوري‪ ،‬وازديــاد وحشــية النظــام‬ ‫وقصفــه للمدنــوارصاره عــى‬ ‫األهــداف املدنيّــة ليكــون الضحايــا‬ ‫نســاء وأطفــال‪.‬‬ ‫ففــي الغوطــة املحــارصة حاولــت‬ ‫بعــض العائــات الخــروج منهــا‬ ‫بعــد أن ســمحت لهــم قــوات‬ ‫النظــام واســتهدفوهم حــال‬ ‫خروجهــم بنــران القناصــات‬ ‫واللجــان الشــعبية يف املنطقــة‬ ‫فــكان مــن الضحايــا ‪ 7‬أطفــال‬ ‫وفيالزبــداين اســتهدف قذائــف‬ ‫املعســكر طرقــات املدينــة أثنــاء‬ ‫عــودة األطفــال مــن املدرســة‬ ‫فاستشــهد طفــل وجــرح آخــرون‬ ‫وقــى آخــر متأثــرا ً بجراحــه يف‬ ‫اليــوم التــايل‪.‬‬ ‫استهداف المدارس‪:‬‬ ‫قتــل أكــر مــن عــرة أطفــال‬ ‫يف اســتهداف قــوات الجيــش‬ ‫الســوري النظامــي مــدارس يف‬ ‫غوطــة دمشــق وريــف إدلــب‬ ‫شــال غــريب ســوريا‪ ،‬ومدينــة‬ ‫الرقــة رشقــي البــاد‪ ،‬فقتــل‬ ‫ســبعة أطفــال وجــرح آخــرون‬ ‫يف تعــرض مدرســة بريــف إدلــب‬ ‫لقصــف مــن قــوات النظــام‬ ‫الســوري بالرباميــل املتفجــرة‪،‬‬ ‫وتقــع املدرســة يف بلــدة ســفوهن‪،‬‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2015\01\01 - )136‬‬

‫إحــدى قــرى جبــل الزاويــة بريــف‬ ‫إدلب‪.‬‬ ‫ومــن جانــب آخر‪،‬أكــدت مصــادر‬ ‫طبيــة يف مدينــة الرقــة أن الغارات‬ ‫التــي تشــنها طائــرات النظــام‬ ‫عــى مــدارس ومســاجديف املدينــة‬ ‫تســببت بســقوط قتــى وجــرح‬ ‫مــن املدنيــن بينهم أطفــال‪ .‬حيث‬ ‫اســتهدفت الغــارات يف وقــت‬ ‫ســابق مدرســتي عدنــان املالــي‬ ‫واملعلوماتيــة ومســجد الهدىفــي‬ ‫حــي البورسايــا‪ ،‬إضافة إىل مدرســة‬ ‫أيب بكــر ال ـرازي ومســجد اإلميــان‬ ‫يف منطقــة مســاكن الحــوض‬ ‫مبدينــة الرقــة‪.‬‬ ‫ويف نفــس األســبوع غارتــن‬ ‫جويتــن اســتهدفتا حــي القصارنــة‬ ‫يف مدينــة دومــا بريــف دمشــق‬ ‫مــا أســفر عــن مقتــل ســتة بينهــم‬ ‫أربعــة أطفــال وأصيــب أكــر‬ ‫مــن عرشيــن طف ـاً معظمهــم يف‬ ‫حالــة خطــرة‪ ،‬وأكــدت تنســيقية‬ ‫ثــوار مدينــة دومــا أن القصــف‬ ‫اســتهدف مدرســة لألطفــال يف‬

‫املدينة‪ ،‬وأشــارت التنســيقية إىل أن‬ ‫قــوات األســد اســتهدفت بقذائــف‬ ‫الهــاون املســعفني ورجــال الدفــاع‬ ‫املــدين أثنــاء محاوالتهــم إنقــاذ‬ ‫الجرحــى وإزالــة األنقــاض بعــد‬ ‫الغــارة الجويــة مبــارشة‪ .‬وأظهــرت‬ ‫صــورا ً وزعتهــا التنســيقية لألطفــال‬ ‫الشــهداء وكتبهم مرضجــة بالدماء‪،‬‬ ‫وناشــد أهــايل دومــا وســكان‬ ‫الغوطــة الرشقيــة املجتمــع الــدويل‬ ‫للضغــط عــى النظــام لوقــف‬ ‫قصــف املــدارس‪.‬ويف الســياق‬ ‫نفســه ذكــرت وكالــة إدلــب‬ ‫اإلخباريــة أن الطــران املروحــي‬ ‫اســتهدف املدرســة اإلعداديــة‬ ‫يف قريــة «ســفوهن» مــا أوقــع‬ ‫أربعــة شــهداء بينهــم معلمــون يف‬ ‫املدرســة‪.‬‬ ‫الضحايا‪:‬‬ ‫المرصــد الســوري لحقــوق اإلنســان‬ ‫تمكــن مــن توثيــق استشــهاد ‪735‬‬ ‫ً‬ ‫مواطنــا مدنيــا‪ ،‬بيهــم ‪ 155‬طفــا‬ ‫دون ســن الثامنــة عشــر‪ ،‬و‪133‬‬

‫مواطنــة فــوق ســن ال ـ ‪ ،18‬و‪447‬‬ ‫ً‬ ‫رجــا‪ ،‬نتيجــة القصــف مــن الطائــرات‬ ‫الحربيــة والمروحيــة‪ ،‬خــال فتــرة مــن‬ ‫‪ 20‬تشــرين األول وحتــى ‪19‬كانــون‬ ‫األول فقــط والحصيلــة بازديــاد فــي‬ ‫كل ســاعة وكل دقيقــة‪.‬‬ ‫يشــن النظــام هــذه الحملــة‬ ‫الرشســة عــى أطفــال ســوريا‬ ‫ومدارســهم دون رحمــة فجــاء هــذا‬ ‫التصعيــد خــال هذا الشــهراألخير من‬ ‫عــام ‪ 2014‬الــذي ّ‬ ‫عدتــه اليونيســف‬ ‫العــام األســوء علــى األطفــال وبذلــك‬ ‫تكتمــل الصــورة ملجــرم الحــرب‬ ‫الــذي خلــف الدمــار والخ ـراب يف‬ ‫ســوريا وحتــى األطفــال مل يســلموا‬ ‫مــن أذاه حتــى ال يكملــوا طريــق‬ ‫النضــال التــي بدأهــا ذويهــم‬ ‫وليمحــو بهمجيتــه ذاكرتهــم‬ ‫فاختــار إبادتهــم‪ ،‬فاســتهدفهم‬ ‫بنومهــم ويقظتهــم واثنــاء‬ ‫تعلمهــم وارتيادهــم للمدرســة أو‬ ‫يف أحضــان أمهاتهــم هكــذا أعلنهــا‬ ‫حرب ـاً عــى كل الشــعب الســوري‬ ‫دون اســتثناء‪.‬‬ ‫‪oxygen-sy.com‬‬


‫أيمن زيدان‪:‬‬

‫كل من غادر‬ ‫سوريا هو‬ ‫خائن!!‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2015\01\01 - )136‬‬

‫األمن العام اللبناني يضبط‬ ‫دخول السوريين إلى لبنان‬ ‫أعلنــت "املديريــة العامــة لألمــن العــام‬ ‫اللبنــاين" يف بيــان لهــا‪ ،‬عــن وضــع معايــر‬ ‫جديــدة تنظّــم وتضبــط دخــول الســوريني‬ ‫إىل لبنــان واإلقامــة فيــه‪ ،‬بحيــث يحتــاج‬ ‫الســوريون إىل فيــزا تحــ ّدد فــرة إقامتهــم‬ ‫وغرضهــا يف لبنــان‪ ،‬وفــق رشوط محــددة‬ ‫ووثائــق مطلوبــة‪.‬‬ ‫وبحســب موقــع املديريــة العامــة لألمــن‬ ‫العــام اللبنــاين نصــت عــى املعايــر كــا‬ ‫أنهــا حــددت أنــواع وطــرق الفيــزا‪ ،‬ومنهــا‬ ‫الســياحية وزيــارة العمــل ومالــك العقــار‬ ‫والدراســة والســفر مــن لبنــان‪ ،‬والعــاج‬ ‫الطبــي ومراجعــة ســفارة أجنبيــة‪ ،‬والدخــول‬ ‫مبوجــب تعهــد مســبق باملســؤولية‪.‬‬ ‫علــاً أن منــح الســمة (الفيــزا) يتــم عــى‬ ‫الحــدود اللبنانيــة الســوريةو ســيتم تطبيقهــا‬ ‫وفــق مــا أعلــن وزيــر الداخليــة اللبنــاين منــذ‬ ‫عــدة أيــام إعتبــارا ً مــن ‪ ٢٠١٥\1\5‬حيــث تــرز‬ ‫الوثاســئق الرســمية كأوراق الجامعــة ان كان‬ ‫طالــب أو الوصفــات والتحاليــل الطبيــة اذا‬ ‫كان مريضــاً‪.‬‬

‫ومــن الجديــر بالذكــر وقبــل صــدور هــذه‬ ‫القـرارات ومــع نهايــة ‪ ٢٠١٤‬تــم منــع دخــول‬ ‫الســوريني إىل لبنــان وختمــت أوراق دخولهــم‬ ‫ب"منــع دخــول" ملــدة عــام أو ثالثــة أشــهر‬ ‫عــى األقــل وذكــرت امــرأة مــن الزبــداين‬ ‫ألوكسجني"ســعاد" نازحــة منــذ عامــن يف‬ ‫لبنــان أنهــا منعــت مــن العــودة إىل لبنــان‬ ‫مــن قبــل األمــن العــام وختمــت أوراقها"متنــع‬ ‫الدخــول ملــدة عــام " فعــادت أدراجهــا إىل‬ ‫ســوريا وذكــرت أن عائلتهــا مــن خمســة أفـراد‬ ‫يف لبنــان وهــي اضطــرت لزيــارة والدتهــا‬ ‫املريضــة وكذلــك منــع حســن وغــره مــن‬ ‫الدخــول لكــن واســطة ب ‪ $٤٠٠-٣٠٠‬تفــي‬ ‫بالغــرض ويســمح عــى أساســها الدخــول وكأن‬ ‫يشء مل يكــن‪.‬‬

‫رضيعة تموت من البرد في‬ ‫مخيم في تركيا‬

‫أفــاد مراســل األناضــول فــي واليــة "أضنــة" وقــد حضــرت الشــرطة التركيــة إلــى مــكان‬ ‫جنوبــي تركيــا‪ ،‬أن رضيعــة ســورية تبلــغ مــن إقامــة العائلــة الســورية‪ ،‬بعــد أن تــم إبالغهــم‬ ‫العمــر شــهرين فارقــت الحيــاة بســبب شــدة‬ ‫بوفــاة الرضيعــة مــن قبــل أقربــاء العائلــة‪ ،‬ونقلوا‬ ‫البــرد‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫جثتهــا إلــى مركــز الطــب الشــرعي فــي أضنــة‪.‬‬ ‫و أوضــح والــد الرضيعــة "غريــب خلــف"‬ ‫(‪ً 23‬‬ ‫عامــا)‪ ،‬فــي مقابلــة مــع مراســل وكالــة‬ ‫األناضــول‪ ،‬أن طفلتــه مرضــت بســبب البــرد‬ ‫وقلــة التدفئــة‪ ،‬وأنــه كان بصــدد أخــذ‬ ‫طفلتــه إلــى المستشــفى‪ ،‬إال أنــه وزوجتــه‬ ‫وجــدا طفلتهمــا قــد فارقــت الحيــاة فــي‬ ‫الخيمــة التــي يســكنون بهــا‪ .‬وذكــر أهالــي‬ ‫المخيــم أن درجــة الحــرارة أقــل مــن ‪١‬‬ ‫درجــة مئويــة داخــل الخيمــة‪.‬‬ ‫‪syriaoxygen.com‬‬

‫من هنا وهناك‬

‫انتقــد أميــن زيــدان يف مرسحيتــه األخــر "‬ ‫دوائــر الطباشــر" الســوريني الذيــن فــ ّروا‬ ‫مــن الحــرب رفــع عنهــم صفــة" الســوريني"‪،‬‬ ‫بوضعهــم يف خانــة الخونــة الذيــن ال‬ ‫يســتحقون أن يكونــوا مــن هــذه البــاد‬ ‫بحســب زعمــه‪ .‬العــرض الــذي زعمــت‬ ‫وســائل إعــام النظــام أنــه "لقي رواجــا كبريا‬ ‫يف مــرح الحمــراء بدمشــق"‪ ،‬ال يخفــي‬ ‫نيتــه توجيــه أصابــع اإلتهــام مبــارشة لالجئني‬ ‫الســوريني‪ ،‬الذيــن غــادروا ســوريا عقــب‬ ‫تطــور األحــداث فيهــا‪ ،‬إىل القصــف والقتــل‬ ‫والترشيــد‪ ،‬مــن خــال إســقاطات تظهــر‬ ‫رؤيــة زيــدان املتطرفــة نحــو املغادريــن‬ ‫قـرا‪ ،‬بأنهــم ليســوا أبنــاء الوطــن الحقيقــن‬ ‫بــل أبنــاؤه هــم الذيــن آثــروا البقــاء فيــه‪،‬‬ ‫رغــم كل مــا آل إليــه‪ ..‬حتــى لــو قضــوا‬ ‫تحــت قصــف طــران النظــام وبراميلــه‬ ‫املتفجــرة‪ ،‬وعســف ولصوصيــة شــبيحته أو‬ ‫يف معتقــات (الــرأي اآلخــر) لــدى مخابراته‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫‪14‬‬

‫صحة عامة‬ ‫أمراض الشتاء أسبابها وعالجها (‪)2‬‬

‫أوكسجينيات‬

‫ســنكمل يف هــذا العــدد معلومــات عامــة عــن‬ ‫بعــض أمـراض الشــتاء التــي بدأناهــا ســابقاً ‪:‬‬ ‫‪-3‬السعال‬ ‫يعتــر الســعال عارضــاً وليــس مرضــاً‪ ،‬قــد‬ ‫يكــون نوعــاً مــن أنــواع الحساســية كالربــو‪،‬‬ ‫أو يحــدث نتيجــة التهابــات الجهــاز التنفــي‪.‬‬ ‫قــد يكــون الســعال جاف ـاً أو مصاحب ـاً لبلغــم‬ ‫وهــو وســيلة دفاعيــة للجســم لطــرد الغبــار‬ ‫ومــا شــابه‪.‬‬ ‫العالج‪:‬‬ ‫اإلكثــار مــن رشب الســوائل الدافئــة واملــاء‬ ‫استنشــاق بخــار املــاء و الــدفء والبتعــاد‬ ‫عــن األدويــة املهدئــة للســعال دون استشــارة‬ ‫الطبيــب‪.‬‬ ‫ويجــب مراجعــة الطبيــب يف حــال حــدوث‬ ‫ضيــق يف التنفــس أو خــروج بلغــم أخــر أو‬ ‫أصفــر أو دم‪.‬‬ ‫اشــتباه يف بلــع جســم غريــب وإذا اســتمر‬ ‫الســعال أكــر مــن أســبوع‪.‬‬

‫_إذا حــدث تــورم يف الغــدد اللمفاويــة أســفل‬ ‫الذقــن أو األذن‪.‬‬ ‫_إذا ظهــرت نقــط بيضــاء صديديــة عــى اللــوز‬ ‫أو البلعــوم‪.‬‬ ‫_إذا استمرت األعراض أكرث من أسبوع‪.‬‬

‫‪ -5‬التهــاب القصبــات الهوائيــة ‪ :‬وتســببه‬ ‫فريوســات أو بكترييــا ‪،‬أعراضــه ســعال جــاف أو‬ ‫مصاحــب ببلغــم وأمل يف الصــدر عنــد الســعال‬ ‫وارتفــاع بســيط يف درجــة الحــرارة‪.‬‬ ‫‪ -4‬التهــاب البلعــوم‪ :‬تحدثــه فريوســات أو العالج‬ ‫بكترييــا وتســبب للمريــض أمل عنــد البلــع *اإلكثار من رشب السوائل الدافئة والفاترة‪.‬‬ ‫وارتفــاع بدرجــة الحــرارة‪.‬‬ ‫*استنشاق بخار املاء‪.‬‬ ‫العالج ‪:‬‬ ‫*البعــد عــن األدويــة املضــادة للســعال بــدون‬ ‫*تناول باندول لألمل وارتفاع الحرارة‪.‬‬ ‫استشــارة الطبيــب‪.‬‬ ‫*غرغرة مباء دافئ وملح‪.‬‬ ‫استشارة الطبيب‪:‬‬ ‫*اإلكثار من رشب السوائل الدافئة‪.‬‬ ‫_عند خروج بلغم أخرض أو أصفر أو دم‪.‬‬ ‫_رسعة وصعوبة بالتنفس‪.‬‬ ‫أسباب استشارة الطبيب‪:‬‬

‫قاموس أوكسجين‬

‫محور الشر | محور االممانعة‬

‫يف حــن أشــارت وزيــرة خارجيــة الواليــات‬ ‫محور الشر‬ ‫هــي عبــارة تــرددت أوالً عــى لســان الرئيــس املتحــدة “كوندوليـزا رايــس” إىل كل مــن كوبــا‪،‬‬ ‫األمريــي “جــورج بــوش” وصــف بــه حكومات وروســيا البيضــاء‪ ،‬وزمبابــوي‪ ،‬وميامنــار‪ ،‬بعبــارة‬ ‫كل مــن العــراق‪ ،‬وإيــران‪ ،‬وكوريــا الشــالية‪“ .‬ركائــز االســتبداد”‪.‬‬ ‫وقــد اســتخدم هــذه العبــارة بحســب مــا ذكــر‬ ‫محور الممانعة‬ ‫ألنــه يعتقــد بــأن تلــك الــدول تدعــم اإلرهــاب‬ ‫اســم أطلقتــه عــى نفســها الــدول التــي‬ ‫وتســعى لــراء أســلحة الدمــار الشــامل‪.‬‬ ‫تعــارض السياســة األمريكيــة يف العــامل العــريب‬ ‫ويــرى الكثــرون بــأن فكــرة بــوش هــذه هــي والتــي تؤيــد حــركات التحــرر الوطنــي‬ ‫التــي قادتــه لبــدأ مــا يســمى “الحــرب عــى العربيــة‪ .‬وهــذا املحــور مؤلــف مــن دول هــي‬ ‫اإلرهــاب”‪ .‬فيــا بعــد أشــار الســفري األمريــي ســوريا وإيـران وروســيا والصــن‪ ،‬وحــركات هي‬ ‫لــدى األمــم املتحــدة “جــون بولتــون” إىل حــزب اللــه مــن لبنــان‪ .‬يشــار إىل أن الكثــر‬ ‫بعــض البلــدان بعبــارة “مــا وراء محــور الــر” مــن السياســيني كانــوا يعتــرون حركــة حــاس‬ ‫مشــرا ً إىل كل مــن ليبيــا‪ ،‬وســوريا‪ ،‬وكوبــا‪ .‬الفلســطينية اإلســامية جــزءا ً مــن هــذا املحور‪،‬‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2015\01\01 - )136‬‬

‫إال أن موقــف حــاس األخــر مــن الثــورة‬ ‫الســورية قــى عــى هــذه الفكــرة‪ .‬كثــرون‬ ‫هــم أولئــك املعارضــون لهــذا املحــور‪ ،‬فالنســبة‬ ‫األكــر مــن املعارضــن لهــذا املحــور يــرون أن‬ ‫هــذا املحــور املمتــد مــن طهــران إىل بــروت‬ ‫لبــس قنــاع املامنعــة وأخفــى أهدافــاً أخــرى‬ ‫تحتــه‪ ،‬وأن حــزب اللــه وســورية ومــن خلفهــا‬ ‫إيــران مــا هــا إال كيانــات تعمــل ملصالــح‬ ‫خاصــة بالقيــادة اإليرانيــة‪ .‬ومــن املعارضــن من‬ ‫يرجــع أن هــذا املحــور مــا وجــد إال ملواجهــة‬ ‫الســنة مــن املســلمني ونــر التشــيع وإعــادة‬ ‫أمجــاد الدولــة الصفويــة‪ .‬الكثــر مــن منــارصي‬ ‫مــا يســمى مبحــور املامنعــة غــرو انطباعاتهــم‬ ‫عنــه بعــد االحتجاجــات الشــعبية األخــرة يف‬ ‫ســوريا واملســاة بالـــ “الثــورة الســورية”‪.‬‬ ‫‪oxygen-sy.com‬‬


‫‪15‬‬

‫ثوار الزبداني يعيدون أمجاد مدينتهم‪ ...‬ويحررون حاجزين‬ ‫محمود علي | أوكسجين‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2015\01\01 - )136‬‬

‫ســابقًا و أعــادو تحريــر النقطتــن مبســاعدة‬ ‫بعــض الثــوار مــن قريــة الكفــر التــي تطــل‬ ‫عــى الجبــل الغــريب ملدينــة الزبــداين‪ ،‬فقــام‬ ‫النظــام بعدهــا بتوجيــه فوهــات مدافعــه عــى‬ ‫املدينــة اآلمنــة و قصفهــا ملحقــا فيهــا أرضار‬ ‫ماديــة كبــرة‪.‬‬ ‫بعــد ذلــك عــاد النظام لقصــف مدينــة الزبداين‬ ‫املدنيي‬ ‫ـج بالنازحــن‬ ‫و جارتهــا مضايــا التــي تعـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫مــن الزبــداين و الريــف الدمشــقي‪ ،‬موقعــاً‬ ‫شــهيدين يف بلــدة مضايــا و شــهيد يف ســهل‬ ‫الزبــداين و العديــد مــن الجرحــى‪ ،‬مســتخدما‬ ‫قذائــف الهــاون و الرباميــل املتفجــرة مــن‬ ‫طريانــه املروحــي عــى بلــدة مضايــا‪ .‬كــا و‬ ‫أمطــر الزبــداين و ســهلها و جبليهــا الرشقــي و‬ ‫الغــريب بــآالف القذائــف مــن حواجــز الحــوش‬ ‫و املعســكر و هابيــل املتمركــزة جنــوب غــرب‬ ‫املدينــة‪ ،‬و حواجــز الحــرش و خـ ّدام و الشــاح‬ ‫و العقبــة و الحــورات و قلعــة التــل املتمركــزة‬ ‫حــول املدينــة‪ ،‬و قــام الطـران املروحــي التابــع‬ ‫برميــا متفجــ ًرا‬ ‫ً‬ ‫للنظــام برمــي أكــر مــن ‪24‬‬

‫‪syriaoxygen.com‬‬

‫قصة خربية‬

‫قــام الثــوار يف مدينــة الزبــداين منــذ‬ ‫حوايل األســبوع بشــن هجــوم مفاجئ‬ ‫عــى حاجزيــن للنظــام يف الجبــل‬ ‫الغــريب للمدينــة‪ ،‬و هــا حاجــزا‬ ‫(ضهــر القضيــب) و (املزابــل)‪ ،‬و تــم‬ ‫قتــل جميــع الجنــود املتواجديــن يف‬ ‫الحاجزيــن و غتنــام ثــاث آليــات‬ ‫(دبابتــن و عربــة يب إم يب) و‬ ‫(مدفعــن رشــاش عيــار ‪ )23‬بحســب‬ ‫الناطــق الرســمي ‪ -‬زبــداين الكرامــة‬ ‫ لكتائــب حمــزة بــن عبــد املطلــب‬‫عــى صفحتــه الشــخصية يف الفيــس‬ ‫بــوك‪.‬‬ ‫و قــد شــارك بعمليــة الهجــوم لــواء‬ ‫الفرســان و كتائــب حمــزة بــن عبــد‬ ‫املطلــب التابعتــن لحركــة أحــرار‬ ‫الشــام اإلســامية‪ ،‬و بعدهــا شــهدت‬ ‫املدينــة و جبليهــا الرشقــي و الغــريب‬ ‫باإلضافــة اىل بلــدة مضايــا املجــاورة التي شــارك‬ ‫بعــض شــبابها يف الهجــوم قصــف عنيــف مــن‬ ‫قــوات النظــام بجميــع أنــواع األســلحة الثقيلــة‬ ‫و براميــل املــوت األســدية مــا خلــف ثالثــة‬ ‫شــهداء وعــدد مــن الجرحــى‪.‬‬ ‫حــاول بعدهــا النظــام األســدي بإرســال‬ ‫تعزيـزات عســكرية إلســرجاع الحاجزيــن تحت‬ ‫غطــاء جــوي و مدفعــي متب ًعــا سياســة األرض‬ ‫املحروقــة‪ ،‬إلّ أن الثــوار متســكوا مبواقعهــم و مل‬ ‫يرتاجعــوا عــن النقــاط التــي إســتولوا عليهــا‪ .‬و‬ ‫قــد اســتطاعو بعــون اللــه صــد الهجــوم املضــاد‬ ‫مــن قــوات األســد‪ ،‬و قتلوا أكثــر من ‪ ٣٥‬عســكري‬ ‫ً‬ ‫و دمــروا دبابــة و اغتنمــوا ً‬ ‫مدفعــا رشاشــا عيار ‪، 23‬‬ ‫وذلــك حســب ‪ ،‬مــا اســتدعى النظــام إلرســال‬ ‫تعزيــزات أكــر‪ ،‬وتصعيــد القصــف املدفعــي‬ ‫و الجــوي‪ ،‬اســتطاع بعدهــا إســرجاع النقــاط‬ ‫التــي خرسهــا‪ ،‬لكــن رسعــان مــا شــن الثــوار‬ ‫هجومهــم الثــاين عــى النقــاط التــي اســرجعها‬ ‫النظــام مســتعينني بالغنائــم التــي غنموهــا‬

‫عىل املنطقتني بأقل من ‪ 24‬ساعة‪.‬‬ ‫ويعــزي البعــض هجــوم الثــوار علــى‬ ‫الحواجــز المتمركــزة فــي الجبــل الغربــي‬ ‫للمدينــة و الســيطرة عليهـا‪ ،‬بأنهــم عانوا‬ ‫مــن خنــاق رهيــب لقــوات األســد علــى‬ ‫المدينــة و ال بــد لهــم مــن فتــح ممــرات‬ ‫لخــارج المدينــة و ً‬ ‫خصوصــا فــي الجبــل‬ ‫الغربــي الــذي يطــل علــى قريــة الكفيــر‬ ‫القريبــة مــن الحــدود الســورية اللبنانيــة‪،‬‬ ‫و فيمــا لــو تــم تحريــر جميــع حواجــز‬ ‫الجبــل الغربــي يكــون شــريان الحيــاة‬ ‫عــاد مجـ ً‬ ‫ـددا للمدينــة و تســتطيع بعدهــا‬ ‫إعــادة أمجاهــا فــي مجابهــة قــوات األسـد‪.‬‬ ‫و الجديــر بالذكــر أن الزبــداين‬ ‫محــارصة منــذ أكــر مــن عامــن‬ ‫بأكــر مــن ‪ 100‬نقطــة عســكرية‬ ‫نظــ ًرا ألهميتهــا اإلســراتيجية كونهــا‬ ‫قريبــة مــن الحــدود اللبنانيــة و‬ ‫خصوصــا معــر الجديــدة‪ ،‬وهــو‬ ‫ً‬ ‫الوحيــد املتبقــي تقري ًبــا تحــت ســيطرة قــوات‬ ‫االســد‪ .‬وال زالــت الزبــداين تعتــر مــن أهــم‬ ‫الطــرق االســراتيجية للنظــام وذلــك إلرســال‬ ‫التعزيـزات و اســتجالب املقاتلــن مــن ميليشــيا‬ ‫حــزب اللــه اللبنانيــة التــي تســاعده يف قمــع‬ ‫ثــورة الحريــة يف ســوريا‪.‬‬ ‫أمــا عــن الوضــع اإلنســاني فــي المدينــة فحــدث وال‬ ‫حــرج حيــث ســاءت أوضــاع المدنييــن أكثــر وأصبحت‬ ‫بعــض المنــازل اآلمنــة كاألقبيــة تعــج بالعائــات‬ ‫الفــارة مــن البراميــل أمــا المــواد الغذائيــة فهــي‬ ‫شــبه معدومــة مــع تصعيــد الحواجــز والتدقيــق‬ ‫علــى أي نــوع مــن الطعــام ومنــع دخــول الخبــز إلــى‬ ‫المدينــة الصامــدة إال خلســة‪ ،‬ويحــاول الزبدانيــون‬ ‫الباقــون االكتفــاء ببعــض الخضــار المزروعــة‬ ‫فــي الســهل وفــي حدائــق منازلهــم الغيــر آمنــة‪،‬‬ ‫واكتظــت الطبيــة فــي الزبدانــي بالجرحــى وتراوحــت‬ ‫اإلصابــات بيــن طفيفــة ومتوســطة وتشــكو األخيــرة‬ ‫مــن نقــص األدويــة والــكادر المتخصــص إال أنهــم‬ ‫يبذلــون جهــودا جبــارة فــي انقــاذ أرواح النــاس‪.‬‬


..‫الزعرتي‬ ‫إلقرتاحاتكم ومشاركاتكم ميكنكم مراسلتنا عرب‬ info@syriaoxygen.com

www.fb.com/oxygen.zabadani.syria www.syriaoxygen.com www.oxygen-sy.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.