تهنئة
ثقافة حرة يف ظل عراق دميقراطي حر
(جمعـية الثقافـة الكلدانيـة) تقدم احر الـتهاني والتبـريكات الى كل من السـيد نـوري بطـرس عطـو مبنـاسبـة فوزه بعـضويـة اجلمعـية الـوطنـية العـراقيـة ،والسيـد جمـال شمعـون ايليـا مبنـاسبـة فوزه بعـضويـة اجمللس الوطني الكـوردستانـي متمنني لهم املـوفقية والنجـاح من اجل رفع صوت الكلـدان وحتـقيق طمـوحـاتهـم املشـروعـة يف بنـاء مسـتقبل زاهـر لـشعب العراق عموماً.
جريدة شهرية ثقافية عامة تصدرها جمعية الثقافة الكلدانية /عنكاوا
Feb.- No. (6) 2005
السنة الثانية العدد ()6
WWW.bethankawa.com
لقـــــد اوفـــــى الــــشعــب وعلــيـكــم الـــــوفـــــاء
ص2
مسلسل االنتخابات هـذا هـو املقــال الثــالث الــذي تنـاولـته ( بيـث عنكـاوا) يف افتـتاحيـاتها ،والَهمـيته نرى انه لـزام علينـا أن نقيَم أول جتـربة دميقراطـية ميـارسها الـشعب العـراقي بهـذا احلمـاس رغم شـراسة الهجمـات االرهابيـة والتهديـدات املستمـرة يف ترويع املـصوتني واملـرشحني واملشـرفني علـى العمليـة االنتخـابيـة بغيـة أفشـالها وطمرهـا حتت انقاض مخـططاتهم الـدنيئة ،لـكن الذي حدث يف يـوم االنتخـابـات كـان أبهـى واعـظم عـرس عـراقي بـتقيـيم من اجلهـات الدوليـة واالقليميـة ومن االعداء واالصـدقاء علـى حد سواء ..اال ان املهمة االساسية من مجمل هذه العملية العظيمة الزالت تبـاشيـرها محـصورة يف عقـول وتوجهـات الفائـزين يف جميع القـوائم وعلـى جميع االصعـدة –اجمللس الـوطني وبـرملان كوردستان ومجـالس احملافظـات ...ترى هل بأمكـان البرملانيني اشباع طموح مصوتيهم بتلبيـة وتنفيذ ما وعدوهم به..؟ هذا ما نتأمل حتقيقه... نحن الـكلدان سـوف لن تتجـاوز طمـوحاتـنا حـدود طمـوحات غـيرنـا من مكـونات الـشعب الـعراقـي ،لو طـالبـنا الـبرملـانيني وخاصـة احملسـوبني علـى مالكنـا بتـرويج دور الكلـدان يف رسم خارطة البلد املستقبلية انطالقاً من مبدأ صيانة حقوق القوميات املتـآخية ضـمن سياج الـوطن ...الدستـوراملرتقب للـدولة الـفتية سيكـون البـارومتـر الذي يـدلنـا على مـؤشرات الـوعي مبـصالح الشعب لدى السادة الفائزين. جـمعية الثقـافة الكلـدانية حـصلت على نصـيب ال بأس به من املقـاعـد -مقعـد واحـد يف اجمللـس الـوطنـي ومثله يف بـرملـان كوردستـان ،اال ان مقعداً يف مجـلس محافـظة اربيل الـذي كان مخصصـاً لها ومحدداً بأسمها –كون قـائمة (صوت الدميقراطي الكـوردستاني) مـؤتلفة من ( )4قـوائم بضمنهـا اسم واحد ميثل اجلمعية ،لكن ادراج ذات االسم حتت تسلسل ( )28من القائمة املذكـورة قد حـرم جمعـيتنـا من الـتمتع بهـذا املقـعد ..كـان من املفروض ان يأخـذ االسم تسلسالً اخر يـضمن الفوز بنسـبة عالية كي تعـم الشـمولـية يف االسـماء الـفائـزة للمجلـس وتتـمتع كل مجمـوعة مـن هذا االئتالف بحـقها ،علمـاً ان ممثل اجلمعـية ميثل الكلدان واملـسيحيني يف عمـوم احملافظـة حسب اتفـاق االحزاب املسيحيـة يف االجتماع الـرباعي الـذي عقد يف مقـر حزب بيث النهـريـن بحضـور حـزب االحتـاد الـدميقــراطي الكلـداني وحـزب الوطن االثـوري وجمعيـة الثقـافة الكلـدانية اضـافة الـى احلزب املضيف... نحن يف جمعية الثقافة الكلدانية اذ نزف التهاني القلبية الى كل الفائـزين والفائـزات متمنني لهم املـوفقية والنجـاح يف خدمة البـلد ،وكذلك نعبر يف الـوقت ذاته عن اسفنا واحسـاسنا بالغنب جراء هذا العمل الغير املدروس بدقة وامانة.
كـيف نحـافـظ علـى تــراثنــا الكلــداني
ص2
الذكرى السنوية لرحيل البارزاني اخلالد ان احلـركة التحـررية الكـوردية لم تكن لـتكتـسب زخمهـا وشعـبيتـها ودميــومـتهــا لــوال النـضــال املــريــر واالصــيل الـــــذي قـــــاده الــبـــطل الـكــــوردي الــــراحل مــصـــطفــــى البــارزاني ،ورفــاقه االفــذاذ منــذ الـثالثـيـنـيـــات علـــى الــســـاحـــة الكوردستـانية اذ كان يـتقدم افواج البـيشمركـة االبطال يف القـتال ضد اعــداء احلــريــة واعــداء الــشعـب الكـوردي .فتـرك بصمـاته املشـرقة يف كـل جــبـل و وادٍ مــن ربـــــــوع كوردسـتان احلبـيبة ،مـسيرة طـويلة مـن الـنــضــــال ونـكــــران الــــذات والـتضحيـة ،ان دوره كان مـشهوداً يف جمهـوريـة مهـابــاد التي كـانت بــاكــورة احللـم الكـــوردي يف زمن الصعـاب والتحــدي وانطالق ثـورة (ايلول) اجمليدة عام ،1961كانت سـفراً مـشرقـاً سطـره بكفـاحه عـلى ارض كوردستـان العراق ،وهو الذي صنع سالم االقوياء يف اتفاقية 11
اذار عام ،1970حيث نال الشعب الكوردي حكمـاً ذاتياً االّ أن احلكم الشـوفينـي الدكتـاتوري تـراجع عن هـذه االتفاقية ،واراد ان ميلي ارادته علـى الشعب الكـوردي ولكن وكما عـهدنـا كان الـبارزانـي اخلالـد ومن خلفه الـشعب الكوردي له بـاملرصاد وقـاد ثـورة مـسلحـة هـزت اركـان النظـام الـدكتـاتـوري وكـادت تهـزم ترسـانتـه العسـكريـة اجلبـارة ،لوال الـتآمر الـدولي الغادر واجلـاحد ضد احلـركة الكـوردية املتـمثل باتفـاقية اجلـزائـر املـشـؤومــة .انه يعــد بحق فـارسـاً شـديـد املــراس يف القتـال وصــــــانع وداعــيـــــة سـالم يف كل االوقــات ،والـيـــوم ونحـن نحـتفل بـذكرى رحيل القـائد الـرمز ،اخلـالد مصطفـى البـارزاني ،الـذي لم يهـنأ رفـاته الكـرمي مـالم يـتعطـر بثـرى كـوردستـان العطـرة .نسـتذكـر هذه السـيرة املـضيئـة لقـائد احـب شعبه والشعب قد هام به.
هــــــذا هـــــــو احلل
اليكـمن حل مـشكلـة الـشعـوب ،ال يف القــوة وال يف الـثيــروقـــراطيــة او الــدكـتــاتــويــةوامنــا احلـل يكـمـن يف الدميـقراطية حيـث ميارس الشعب ،بكل اطيــافه والــوانه وقــوميــاته ،حقه يف احلرية من اجل تقرير مستقبله ومصيره بنفسه. اجل من حق الشعوب ان تشارك يف
العملية الـسياسية ،عبر إنتخابات حرة ونــزيهــة ،لكـي تختـار هـي بنفـسهـا ممـثلـيهــا الــذيـن يعـملــون علــى وضع دستـور دائـم للبلــد وبنـاء مـؤسـسـاته الدميقراطية وكذلك يعملون على حتقيق مطاليبه وآماله وتطلعاته وانتظاراته. ولعل ما مييـز النظام الـدميقراطي عن االنظمة االخـرى السابقة هـو الدستور.
فلقـد كان شخـص احلاكم ،يف االنـظمة الـسابقة ،هو االهـم .بيده االمر والنهي وبيـده اقدار ومصـائر النـاس ومقدرات البلد. وقـد يختلف هـذا احلاكـم من شخص الـى اخـر تبعــاً لبيـئته وخلفـيته .فـإذا كان شخص احلاكم متـسامحاً ومنفتحاً وعــادالً ،نـعمـت كل شــرائح الـشـعب باالمن واالمان والسالم والوئام. أمـا إذا كـان شخص احلـاكـم منغلقـاً ومتعصباً ،عانت منه فئات معينة كأن يـشـن علـيهـا االضـطهـاد الـديـني او العــرقـي .وإذ ذاك تكــون الــشعــوب ضحيـة هـؤالء احلكـام .فمـا من شعب اكثر انسانية واخر اقل انسانية وال من شعـب احــسـن وافـضل مـن االخــر اال باجلهد والعمل والعطاء. امـا يف النظـام الـدميقـراطي ،فلـيس الشخص هو االهم وامنا الدستور ،الذي يحـدد ويكفل احلقـوق والواجـبات لكل مـن املــســـؤولـني والـــشعـب مبخــتلف مكوناته. وفيمـا الزالت بعـض الشعـوب ترزح
حتت نيـر الدكتـاتوريـة البغيضـة ،فإن شعـوبـاً اخـرى اخـذت طــريقهـا الـى الدميقراطية كالشعب العراقي. فألول مــرة اتـيحـت لهــذا الـشـعب املضـطهـد ،اجلـريح واملـظلـوم فـرصـة ممارسـة العمـل الدميـقراطـي واملشـاركة يف هـذا العـرس االنتخـابـي مشـاركـةً واسعة اذهلت الصديق والعدو ،فبفعل وطـنيـته العــاليـة وشجـاعـته اجلبـارة وجــراتـه الكـبـيــرة يف مـــواجهـــة كل االخطار والصعـاب والتحديـات اجتاز اصعب مـرحلـة من تـاريـخه الطـويل، للدخـول يف مرحلـة اخرى جـديدة ويف عهد جديد ينتظر منه كل العراقيني ان يكون زاهراً. ان هـــذا العـمل يــشـكل ،بـالشك، اخلطـوة االولى علـى الطـريق الصحيح على ان تلـيها خطـوات اخرى من اجل تدعيـم وترسيخ الـدميقراطيـة يف عراق ينعم فيه كل العراقيني بالرفاه والرخاء واالنـتعــــاش يف مخـتلـف مجـــاالت احلياة. االب :يوحنا عيسى