نحو مجتمع مناهض للتعذيب والعنف تشرين ثاني 2009 /العدد الثالث والثالثون
صحيفة شهرية تعنى مبناهضة التعذيب والعنف املنظم ،تصدر عن مركز عالج وتأهيل ضحايا التعذيب
العنف في املجتمع الفلسطيتي وتاثيره على تشكيل ذات الطفل الفلسطيني
November 2009 / NO 33
االفتتاحية كلمة املركز الدكتور محمود سحويل
بقلم :فراس ابو شمعة عندماعزمت على الكتابة عن موضوع العنف واألطفال الفلسطينيني ،إنتابتني الكثير من مشاعر توتر ،القلق ،احليرة والغموض .لرمبا يعود ذلك الى عوامل شخصية داخلية والتي يتوجب علي التعامل معها ومحاولة فهمها بطريقة تقلل من نزعتي وميلي الى القلق الوجودي . م��ا م��ن ش��ك ،أن والدت��ي ف��ي فلسطني ،ل��م توفر ل��ي البيئة امليسرة إلع�ط��اء ه��ذا القلق الصالحية وإحتوائه بطريقة تساعدني على تقبله مبا يحد من سطوة سيفه على هدوئي، واستقراري ،وسيري في درب الكائن القادر على األخذ والعطاء. فاالنسان وليد البيئة احمليطة ،واملقصود بهذه الوالدة ليس الوالدة البيولوجية ونقل املورثات البيولوجية فحسب ,وامنا الوالدة اإلنسانية ،ونقل النتاج احلضاري واملورثات البشرية .والتي بدونها يصبح من الصعب البدأ في الدوران في منظومة الكوكب احلضاري
اإلعالن عن تشكيل اإلئتالف الفلسطيني ملناهضة التعذيب
مركز عالج وتأهيل ضحايا التعذيب ...يعنى مبناهضة التعذيب والعنف املنظم مؤسسة أهلية مستقلة غير ربحية ،تقدم خدماتها لضحايا التعذيب والعنف املنظم وأسرهم ،ومن لهم عالقة بهم ،ويشاركونهم املعاناة املترتبة على األحداث املؤملة التي مروا بها.
واإلنضمام الى باقي األفالك البشرية. هذا يعني أن النتائج واإلستحقاقات مربوطة بالبدايات .أي كيف يبدأ األنسان حياته? وه��ل تتوفر له ال�ظ��روف ال�لازم��ة والتي متكنه من تذويت بنية حتتية متماسكة حتدد مسار خطواته الال حقة وترسم خارطة طريق حياته؟ أي محاولة لإل لتفاف على اهمية البداية والتقليل من حيويتها فيما يتعلق مبصير الفرد واملجتمع هي مبثابة قفز عن الواقع وتواطؤ واعي والواع��ي مع حالة الفوضى الوجودية والتفكك اإلجتماعي التي نعيشها ونكتوي باالمها ،وتنقلنا من حالة فشل الى أخ��رى بطريقة وسواسية قهرية ،يصبح عزاؤنا الوحيد منها هو التمني والنسيان ( مصطفى حجازي. )1987، احلياة تبدأ بالطفولة بحيث أن هذه املرحلة تلقي بظاللها وتترك بصماتها على باقي مراحل النمو والتطوراإلنسانية الالحقة. التتمة صفحـــ9ـــــة
ضحايا التعذيب وحريات يوقعان مذكرة تفاهم وتعاون مع وزارة الداخلية
من املالحظ أنه في اآلون��ة األخيرة هنالك انتشار لظاهرة العنف املجتمعي األس��ري وامل��درس��ي الناجم بشكل رئيسي عن عنف االحتالل وممارسته القمعية، ح�ي��ث ب ��دأت ظ��اه��رة ال�ع�ن��ف ب��ال�ت��زاي��د لتصبح ثقافة مجتمعية عامة ميارسها االح�ت�لال علينا ومنارسها على أنفسنا وبالتالي أصبح العنف هو اللغة السائدة بدل من لغة احلوار والتسامح. هذه الظاهرة باتت تأخذ منحن جديدا بانعكاسها على أطفالنا حيث أصبح سلوك العنف راسخا لديهم ف��ي حياتهم ال�ي��وم�ي��ة ب�ع��د نقله م��ن أب��ائ�ه��م وأسرهم واملجتمع واع �ت �ب��اره من��وذج��ا يحتذي ب��ة ،فاألطفال يقومون بنسخ السلوك ال��ذي مي��ارس��وه م��ن قدوتهم في املجتمع فالعنف أصبح مقبول وكذلك هو الطريقة األوح��د حلل املشاكل وحت��ول ليكون الثقافة اجلديدة التي يتربون عليها في ظل املمارسات التي حتيط بهم. أننا نهدف ف��ي مخيماتنا أن نخلق ل��دى األطفال احلافز والدافع للتغير والتطوير فنحن ال نهدف فقط لتقدمي العالج أو الترفيه لهم ولكننا كذلك نعمل على تغيير العقلية والسلوك لدى األطفال وإخراجهم من بوتقة العنف والصراع وتدريبهم على آليات التعامل وح ��ل امل �ش �ك�لات ال �ت��ي ت��واج �ه �ه��م ب��ال �ط��رق السلمية بعيد عن العنف ،على اعتبار أن األطفال هم الالعبني األس��اس �ي�ين ف��ي أي عملية سلمية و ت�ط��وي��ر النهج الدميقراطي في املجتمع الفلسطيني ،وخلق ثقافة تقوم على احلوار بعيده عن العنف. لذلك يجب علينا االهتمام باجليل القادم أكثر وان ال نسمح لالحتالل أن يقتلنا بأيدينا ،فإذا كان يعمل على تفريغنا نفسية ومحاربتنا سياسية واقتصاديا فعلينا أن ال نسمح له أن ينجح بتدميرنا نفسيا ،فاألخالق والقيم هي التي حتكمنا وال ميكن أن نكون مجتمعا ناجحا متفوقا على االحتالل وعلى ذات��ه أص�لا بدون األخالق والقيم االجتماعية الصاحلة وبدون التخلي عن ظاهرة العنف ونبذها ،واللجوء إلى القانون .إننا في هذه املخيمات الصيفية نحاول ولو قليل على قدر استطاعتنا أن نخرج ه��ؤالء األط�ف��ال م��ن اجل��و العام الذي يعيشوه وان نركز اهتمامهم على األمور النافعة وتسخير إمكانياتهم وطاقاتهم في عمل الصواب ،فهذه مسؤولية تقع على عاتق كل املؤسسات الفلسطيني الرسمية والشعبية فاألطفال هم اجليل القادم الذي تعلق عليه كل اآلمال.
اآلراء الواردة في " سنابل " ال تعبر بالضرورة عن وجهة نظرها