نحو مجتمع مناهض للتعذيب والعنف آذار 2010 /العدد اخلامس والثالثون
صحيفة شهرية تعنى مبناهضة التعذيب والعنف املنظم ،تصدر عن مركز عالج وتأهيل ضحايا التعذيب
السجون اإلسرائيلية مقصلة دون إعدام
جرائم اإلهمال الطبي بحق األسرى في السجون اإلسرائيلية ألف جتربة طبية لشركات أدوية إسرائيلية أجريت على املعتقلني بشكل سري
حتقيق إبراهيم أبو كامش
ح ّمل مسؤولون فلسطينيون ،م��ن القطاعني احلكومي واأله��ل��ي ،حكوم َة إسرائي َل املسؤولية الكاملة عن حياة األس��رى واملعتقلني الفلسطينيني في السجون اإلسرائيلية، وخاصة في ظل سياسة اإلهمال الطبي املتعمد التي تنتهجها مديرية مصلحة السجون اإلسرائيلية بحق األسرى واملعتقلني.
زرع األمراض في أجساد األسرى الفلسطينيني
وات��ه��م وزي��ر األس���رى واحمل��رري��ن عيسى ق��راق��ع ،حكومة إس��رائ��ي��ل باستقصاد زرع األم��راض في أجساد األسرى الفلسطينيني داخل سجون االحتالل ،واالستهتار بحياتهم
وأرواح��ه��م واستخدامهم حقل جت��ارب للعقاقير والكيماويات الطبية لشركات األدوية اإلسرائيلية وألبحاثهم العلمية. وقال :هناك جرمية ومذبحة وحرب صامتة جتري عن سبق إصرار في السجون بحق أسرانا عن طريق اإلهمال الطبي والقتل املباشر لهم داخل السجون ،مؤكدا ً وجود سياسة ممنهجة ومقصودة ورسمية لقتل األسرى من خالل عدم العناية الصحية بهم أو من خالل إجراء جتارب عليهم وبالتالي زرع األمراض في أجسادهم. التتمة صفحـ ـ 9ـ ــة
بالتنسيق مع إدارتي اجلامعتني
املركز يتحصل على مقعدين في جامعتي اخلليل والقدس املفتوحة ضمن فعاليات ونشاطات مركز ع�لاج وتأهيل ضحايا التعذيب املختلفة لدعم ومساندة ضحايا التعذيب ،وم��ن خ�لال اجلهود الكبيرة املبذولة في سبيل تسليط الضوء على قضايا األس��رى وضحايا التعذيب ،قام املركز باالتصال بجامعتي القدس املفتوحة واخلليل؛ من أجل احلصول على مقعد ثابت في اجلامعتني لصالح الفئة املستهدفة التي يعمل معها املركز (ضحايا التعذيب والعنف املنظم) .وقام املركز بالتنسيق واالتصال ـ وبجهود مشكورة من الدكتور أسعد أبو غليون في فرع اخلليل ـ املباشر مع إدارتي اجلامعتني ومن خالل مجموعة من االجتماعات واالت��ص��االت املباشرة ونتيجة تعاون وتفاعل إدارت��ي اجلامعتني في خدمة ضحايا التعذيب
مركز عالج وتأهيل ضحايا التعذيب ...يعنى مبناهضة التعذيب والعنف املنظم مؤسسة أهلية مستقلة غير ربحية ،تقدم خدماتها لضحايا التعذيب والعنف املنظم وأسرهم ،ومن لهم عالقة بهم ممن يشاركونهم املعاناة املترتبة على األحداث املؤملة التي مروا بها.
والعنف املنظم في األراض��ي الفلسطينية فقد قررتا منح مقعدين دراسيني لهذة الفئة من خالل املركز؛ مما سيكون له بالغ األثر والتقدير لدى املستفيدين من البرنامج واملجتمع ككل .وإننا في مركز عالج وتأهيل ضحايا التعذيب نتقدم بالشكر اجلزيل من اجلامعتني وإدارتيهما على التفاعل اإليجابي مع املركز واالهتمام البالغ الذي أبدتاه في مساندة ودعم ضحايا التعذيب والعنف املنظم في فلسطني .كما ويتقدم املركز بالشكر اجلزيل من الدكتور نعمان عمرو رئيس جامعة القدس املفتوحة فرع اخلليل ،والدكتور عوني اخلطيب رئيس جامعة اخلليل ،على التعاون الكامل الذي أبدياه في إجناح هذا التعاون والتنسيق ،في سبيل خدمة فئة من أهم فئات املجتمع الفلسطيني.
March 2010 / NO 35
االفتتاحية ماذا بعد...؟! د .محمود سحويل عانى الشعب الفلسطيني على مدار العقود السابقة، وال ي��زال يعاني ،من اإلحباط والتهميش ،وليس خافيا ً على أح��د أن اإلح��ب��اط في ه��ذه األوق���ات وص��ل إل��ى درجة ال ميكن التغاضي عنها ،فاالحتالل وانتهاكاته املتواصلة بحق أب��ن��اء شعبنا م��ن ج��ان��ب ،واالن��ق��س��ام ال��داخ��ل��ي بني األش��ق��اء م��ن جانب آخ��ر ،ك��ان لهما بالغ األث��ر ف��ي زيادة اإلحباط والتوتر. وبالتالي ،فق َد املواطن األم َ��ل في اخل��روج من دوام ِة املعانا ِة املستمر ِةَ ، ويلمس أن الك َّل يعم ُل ذلك أنه يشع ُر ُ ��ق أج��ن ٍ وف َ ��دات خارجي ٍة غير مرتبط ٍة مبا يعانيه ،كما لم ي��ع��د ل��دي��ه أدن���ى أم��� ٍل ف��ي اخل����روج م��ن ه���ذه احل��ال��ة التي يعيشها من اختالفات وانقسامات على املستوى احمللي. وكذلك األم��ر على املستوى اإلقليمي والدولي ال��ذي يرى أن له مصلح ًة كبير ًة ،لألسف ،في بقاء االنقسام والتوتر اللذين تعيشهما األراض��ي الفلسطينية خاص ًة والعربية بشكل عام. ك��ذل��ك األم���ر بالنسبة ل�لأمم امل��ت��ح��دة ،ومجلس األمن حتديداً ،الذي من املفترض فيه أن يلعب الدور األكبر في الدفاع عن حقوق الشعوب وحمايتها ،فحدث وال حرج... فقد حت��� ّول مجلس األم���ن م��ن ح���ا ٍم للشعوب املضطهدة إلى أدا ٍة في أي��دي موازين القوى؛ ما أدى إلى إفراغه من محتواه ومضمونه ،فأصبح رهينة املعادالت السياسية التي حتكمه ،فكم من القرارات التي صدرت تدين االحتالل اإلسرائيلي وانتهاكاته املتواصلة لم ين ّفذ منها شي ٌء. كما أن التقهقر الذي حلق بالقضية الفلسطينية عربيا ً ودوليا ً على مدار حقبة من الزمن والضربات املؤملة التي تلقاها ه��ذا الشعب أفقدت املواطن األم��ل على املستويني احمللي واخل��ارج��ي .االحتالل يستغ ُّل حالة التر ّنح التي منر بها في هذا الوقت ،ويحاول أن يسلب منا كل ما يثبت هويتنا الفلسطينية ،فما يحدث في اخلليل ليس بالغريب ع��ل��ى ه����ذا ال���ع���دو ال��ص��ه��ي��ون��ي وك���ذل���ك ح��ال��ة السرطنة واالستيطان التي متر بها كل الضفة الغربية وحتديدا ً القدس؛ في محاولة منه لتهويد املدينة املقدسة وأراضي الضفة الغربية بشكل عام ،كذلك احلصار املفروض على قطاع غزة وترهيب وجتويع أهله ،فاالحتالل يهدف من خالل هذه السياسية احلصول على تنازالت متتالية من جانب ال��ق��ي��ادات الفلسطينية وال��ت��ي مت��رر بغطاء دولي وإقليمي ،فالفكر والسياسة االحتالليه م��دروس��ة ومع مرور الوقت لن يتبقى لنا ما نفاوض علية. م��ن ه��ن��ا ،ي��ج��ب علينا ك��ش��ع��ب فلسطيني وق��ي��ادات نوحد صفوفنا وأن نستفيق من مخلصة لهذا الشعب أن ّ الغيبوبة التي أدخلنا فيها االحتالل ،وان نعود للشعب الذي هو صمام األمان ،وان يكون شريك في صنع القرار، فعلينا أن نتسامى على اخلالفات واجلراح ،فهذا الشعب يستحق أفضل من هذا ،وحجم التضحيات التي قدمها ،وال يزال يقدمها ،يجب أن حتترم وأن يحترم تاريخه.
تعبر بالضرورة املواد املنشورة في (سنابل) ال ّ عن وجهة نظرها
بعد توقيع أعضائه مذكرة لوضع آلية لزيارة السجون التابعة للسلطة
إجماع في أوساط «االئتالف الفلسطيني ملناهضة التعذيب» على أهمية فتح السجون لوضع حد لكافة املمارسات غير القانونية بحق احملتجزين رام الله – خاص بـ (سنابل) تتواصل جهود االئتالف الفلسطيني ملناهضة التعذيب ،للوصول إلى حالة يتم فيها تكريس احترام حقوق اإلنسان ،ووضع حد لكافة املمارسات التي يتعرض لها األسرى القابعون في سجون االحتالل اإلسرائيلي بشكل خاص ،فضالً عن تلك التي يعاني منها احملتجزون في مراكز االعتقال والتوقيف التابعة للسلطة الوطنية، ومن هنا فقد بادرت مؤسسات االئتالف ،أواخر الشهر املاضي ،إلى توقيع مذكرة تفاهم خاصة مبؤسسات حقوق اإلنسان في الضفة وقطاع غزة ،للتعاون حول آليات املتابعة واملراقبة وزي��ارة املعتقلني في السجون التابعة للسلطة ،عالوة على استكمال اآلليات املتعلقة بزيارة مراكز االحتجاز والتوقيف .وقد جاءت هذه املذكرة بعد لقاء بني ممثلني عن االئتالف ،ووزير الداخلية الدكتور سعيد أبو علي، مت في إطاره االتفاق على العمل بشكل مشترك من قبل الوزارة واالئتالف من أجل متكني مؤسسات األخيرة من زيارة السجون بشكل دوري .ومن وجهة نظر العديد من ممثلي مؤسسات االئتالف ،فإن إيجاد آلية لزيارة مراكز التوقيف واالحتجاز، والرقابة عليها ،يعتبر مسألة حيوية جلهة حتسني واق��ع احملتجزين في هذه املراكز ،وإنهاء كافة املمارسات التعسفية التي قد يتعرضون لها. وفي هذا السياق ،يؤكد الدكتور محمود سحويل ،رئيس مركز «عالج وتأهيل ضحايا التعذيب» ،أن التوقيع على املذكرة ،جاء بعد عدة اجتماعات عقدت مع وزير الداخلية ،والتوقيع مع جهات االختصاص في الوزارة على مذكرة تعاون، فيما يتعلق بزيارة مراكز التوقيف واالحتجاز التابعة للسلطة ،واالط�لاع على واقع وظروف احتجاز املعتقلني.
استمرار التعذيب
وينوه الدكتور محمود سحويل بتجاوب وزير الداخلية مع مطالب االئتالف التحسن الذي طرأ على أداء األجهزة األمنية املختلفة ،الفتا ً في الوقت نفسه ،إلى ّ في احلد من حاالت التعذيب ،بيد أنه يشير إلى أن مؤسسات حقوق اإلنسان ال تزال تستقبل شكاوى بخصوص وقوع تعذيب في السجون. وهو يشير إلى أن الهدف من وجود االئتالف ،هو العمل املشترك مع رأس الهرم في السلطة وصناع القرار فيها ،لتكون هناك سياسة للحد من عمليات التعذيب وانتهاكات حقوق اإلنسان وصوالً إلى مجتمع مدني دميقراطي. ويضيف سحويل :إن هناك جهدا ً من االئتالف في شطري الوطن ،للعمل على احل��د من ظاهرة التعذيب وانتهاكات حقوق اإلن��س��ان ،وم��ن أج��ل دوري��ة زيارة السجون ومراكز التوقيف ومراقبة األداء فيها. وال يخفي سحويل تطلعه إلى أن تكون هناك خطوط عريضة لتنظيم عمل مؤسسات االئ��ت�لاف ،م��ش��ددا ً على ض��رورة تكثيف عمل املؤسسات ،فيما يخص االنتهاكات اإلسرائيلية على املستويني اإلقليمي والدولي.
غياب آلية منتظمة
وف��ي م��ع��رض تناوله للموضوع نفسه ،ي��ق��ول ش��ع��وان ج��ب��اري��ن ،م��دي��ر عام مؤسسة «احل��ق» :باستثناء الهيئة املستقلة حلقوق اإلنسان «دي��وان املظالم»، ليست ه��ن��اك آل��ي��ة منتظمة وفاعلة ل��زي��ارة م��راك��ز االع��ت��ق��ال والتوقيف التابعة للسلطة ،وهو ما يبدو متاحا ً للسلطة ،بحكم دورها ووضعها القانوني كمؤسسة شبه رسمية .ويتابع جبارين :أحيانا ً يتاح ملؤسسات أو شخصيات معينة زيارة السجون التابعة للسلطة بشكل موسمي ،ولذا فإننا في مؤسسات االئتالف نسعى إلى إيجاد آلية إضافية ،تسمح ملؤسسات حقوق اإلنسان ،بالرقابة على مراكز االحتجاز واالعتقال ،باعتبار أن هذا أحد األهداف الرئيسة بالنسبة إلى االئتالف. ويلفت إلى أن مما يعزز جهود وتطلعات االئتالف فيما يتعلق مبراكز االحتجاز والتوقيف ،تعهد وزي��ر الداخلية أب��و علي ،بخصوص تسهيل مهمة مؤسسات االئتالف على صعيد زيارة السجون من خالل آلية متفق عليها ،لكنه يقر باحلاجة إلى وضع هذه اآللية موضع التنفيذ .وهو يرى أن أهمية متكني مؤسسات االئتالف
للمراسالت رام الله -شارع االرسال -عمارة املاسة -ط 3 البريد االلكترونيpress@trc-pal.org : صندوق بريد 468 : او عبر فاكس رقم 02-2989123 هاتف -02 2963932 - 2961710 :
املشرف العام
د .محمود سحويل
تطبع في مطابع االيام
رئيس التحرير
فارس عبد الله
من زيارة مراكز التوقيف واالحتجاز ،له بعدان: البعد األول ـ وقائي ،ويتمثل في إشعار اجلهات املشرفة على هذه املراكز بأن هناك أطرافا ً رقابي ًة معين ًة تتابع عملها ،وواق��ع السجون ،ما يشكل أم��را ً يؤخذ باحلسبان في حسابات هذه اجلهات لتحسني الوضع على شتى الصعد. أما البعد الثاني ـ تبعا ً ملدير عام مؤسسة «احلق» ،فيكمن في إتاحة الفرصة ملؤسسات االئتالف بحكم طبيعة عملها ومهامها ،للتدخل في حال اكتشاف أي فعل تعذيب ،مبا يصب في حتسني ظروف االحتجاز بشكل عام. ويردف جبارين قائالً :صحيح أن هناك آلية للهيئة املستقلة لزيارة السجون، لكن هذا ال يحول في الواقع دون وجود صيغ أخرى ،ألنه كلما كان هناك أكثر من صيغة على هذا الصعيد ميكن أن تكون الفعالية أكبر فيما يتعلق بالرقابة ،وضبط األوضاع في مراكز االحتجاز والتوقيف. ويوضح أن الصيغة التي تركز عليها مؤسسات االئتالف ،تتميز بأن زيارة السجون ستكون منتظمة ،دون أن مينع ذلك من إجراء زيارات فجائية.
صعيد معاملة احملتجزين ،لكن ال تزال هناك حاالت تعذيب وسوء معاملة ،بيد أنها أقل بكثير من السابق» .وهو يعزو قلة التعذيب ،إلى وجود قرار على أعلى املستويات في السلطة« ،إذ باتت هناك إرادة سياسية ،وبالتالي صلح احلال ،بيد أن هذا التحسن غير كاف ،وال بد أن يقترن مبأسسة عملية حظر التعذيب ،وهذه املسألة تستدعي وجود قانون يجرم ويحظر التعذيب». ويستدرك قائالً :كما ال بد من ق��رار سياسي باحترام وتطبيق هذا القانون، وبالتالي فبوجود قانون وقرار سياسي باحترامه ،نكفل أال يكون أي حتسن في واقع مراكز االحتجاز والتوقيف ،أو تدن في مستوى التعذيب فيها رهنا ً بوجود شخص في مكان ما ،إذا ذهب تعود األمور إلى سابق عهدها. وه��و يلفت إل��ى ض���رورة ات��ب��اع اإلج����راءات القانونية ف��ي م��وض��وع االعتقال واالحتجاز ،الواردة في قانون «اإلجراءات» الفلسطيني ،والذي هو مغيب بسبب اللجوء إل��ى استخدام آلية القضاء العسكري ،م��ا يعتبره غصبا ً واع��ت��دا ًء على صالحيات القضاء املدني .ويرى أن رقابة مؤسسات املجتمع املدني ،ال تلغي وال تقلل من أهمية الدور الرقابي الواقع على عاتق القضاء ،والنيابة العامة. ويختم جبارين قائالً :غياب رقابة القضاء والنيابة العامة ،وضعف رقابة مؤسسات املجتمع املدني ،واالفتقار إلى قانون ملنع التعذيب ،متثل كلها عناصر لوجود بيئة خصبة ألن يكون هناك اعتقال تعسفي ،وسوء معاملة وتعذيب في مراكز االحتجاز والتوقيف.
تعزيز مكانة االئتالف
ويضيف :دون أن تكون هناك زي��ارات فجائية ملراكز االحتجاز والتوقيف، سيظل هناك نقص ،وبالتالي فإذا حتقق ذلك ،أي الزيارات الفجائية ،فإنه سيتم بال شك ترتيب األوضاع في مراكز االحتجاز والتوقيف ،وعدم حدوث انتهاكات. ويقول :إذا غابت الزيارات الفجائية ،ستكون هناك إشكاليات ،فمثالً قد يتعرض موقوف للتعذيب ،وقبل أن يصار إلى تنفيذ زيارة ملركز االحتجاز الذي يوجد فيه، قد يتم نقله ،وبالتالي فلن يتم التمكن في ظل غياب الزيارات الفجائية من مشاهدة ومعاينة حاالت التعذيب هذه .ويسرد مثاالً آخر على ما يذهب إليه قائالً :قد تكون ظروف االحتجاز خالل فترة معينة بائسة ،من حيث النظافة أو مستوى اخلدمات، لكن في يوم الزيارة إذا كان مرتبا لها ،أي غير فجائية ،قد تتغير هذه املعطيات، ورغم أن البعض قد يعقد آماالً على أقوال احملتجزين فيما يتعلق بكشف وتوصيف واقع االعتقال ،إال أن ذلك ال مينع إمكانية أن يلجأ احملتجزون إلى إخفاء املعلومات خشية التنكيل بهم أو التعرض للعقاب ،ما يزيد من وجاهة الزيارات الفجائية، بغية االطالع على واقع مراكز االحتجاز والتوقيف بشكل دقيق. وبخصوص مدى ممارسة التعذيب في مراكز االحتجاز والتوقيف التابعة للسلطة ،يؤكد جبارين أن ممارسة التعذيب انخفضت عن ذي قبل ،وحتديدا ً مقارنة مع أوائ��ل ومنتصف العام املاضي ،مضيفاً« :هناك حتسن ملموس على
وفي تعليقه على املسألة نفسها ،يلفت حلمي األعرج ،مدير مركز «الدفاع عن احلريات» ،إلى أهمية املذكرة التي مت التوقيع عليها من قبل مؤسسات االئتالف، جلهة تعزيز مكانة ودور األخير ،واالرتقاء مبستوى التعاون بني هذه املؤسسات من أجل حترمي ومنع ممارسة التعذيب. ويرى األعرج ،أن املذكرة مبثابة نقلة أخرى على طريق تقوية دور االئتالف، والذي كان قد أعلن عن تشكيله خالل حزيران املاضي ،منوها ً بأن االئتالف ُيعنى أساسا ً مبتابعة ما يتعرض له األسرى القابعون في سجون االحتالل. ويقول :هناك اعتقال يومي من قبل ق��وات االحتالل اإلسرائيلي مبعدل 10ـ 15مواطناً ،وهؤالء يتعرضون للتعذيب منذ حلظة االعتقال؛ األمر الذي يزيد من املسؤولية امللقاة على كاهل االئتالف ،خاصة أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي ش ّرعت التعذيب ،وفي الوقت نفسه تنكر أنها متارسه ،ما يستدعي من االئتالف تعزيز روح التعاون بني أعضائه لفضح املمارسات اإلسرائيلية على شتى الصعد. وهو يستذكر اللقاء الذي مت قبل التوقيع على املذكرة ،مع وزير الداخلية ،مشيرا ً إلى أهمية ما مت االتفاق عليه بني االئتالف وال��وزارة بخصوص إيجاد آلية لفتح أبواب مراكز االحتجاز والتوقيف التابعة للسلطة أمام االئتالف ،بيد أنه يؤكد أن هذا يتطلب التوصل إلى ترتيب فني بني الطرفني. وي��ق��ول :االت��ف��اق ال��ذي مت مع وزارة الداخلية ،يعتبر خطو ًة مهم ًة بالنسبة ل�لائ��ت�لاف وامل��ؤس��س��ات امل��ش��ارك��ة ف��ي��ه ،ألن��ه يعكس ال��ت��وج��ه��ات اإلي��ج��اب��ي��ة لدى يجسد التوجهات األخيرة التي ملسها اجلميع ،واملتمثلة في منع السلطة ،كما أنه ّ التعذيب في سجون السلطة .ويرى أن زيارة مراكز االحتجاز والتوقيف من قبل أعضاء االئتالف ،من شأنها أن متكن اجلمهور من االطالع على واقع هذه املراكز، والتيقن بشكل مباشر من احملتجزين من عدم ممارسة التعذيب. كما ينوه بأهمية ال��زي��ارة في حتسني أوض��اع االعتقال في مراكز االحتجاز والتوقيف التابعة للسلطة .ويردف األعرج :أعتقد أن تنفيذ اآللية املتعلقة بزيارة مراكز االحتجاز والتوقيف ،سيشكل حافزا ً بالنسبة إلى اإلخوة في حماس الذين يسيطرون على قطاع غزة ،كي يقوموا باملثل ،أي اتخاذ موقف لتحرمي التعذيب، وفتح السجون أمام مؤسسات حقوق اإلنسان ،ما سيعود بالفائدة على الشعب واملواطن الفلسطيني.
نحو مجتمع خال من التعذيب والعنف املنظم
لطلب اخلدمة واالستفسار :
الزيارات الفجائية
ال تدعو احملنة تفقدكم األمل ...ويدا ً بي ٍد لنساعد ضحايا التعذيب.
ضحايا التعذيب والعنف ّ بتجارب قاسي ٍة؛ فهل نرضى باستمرار معاناتهم؟! املنظم م ّروا َ وهل نقبل أن مي َّر اآلخرون بالتجارب نفسها؟!. متخص ٍ ص في مجال الصحة مركز عالج وتأهيل ضحايا التعذيب ـ ومن خالل طاق ٍم ّ النفس ّية واملجتمع ّية ـ يقدّم خدماته النفسية واملجتمعية والطبية املجانية لضحايا التعذيب والعنف ّ املنظم( :أسر الشهداء ،األسرى احمل ّررين وأسرهم ،اجلرحى وأسرهم، من تعرضت منازلهم للقصف ،من وجدو في مكان اخلطر ،من مروا بأحداث صادمة؛ تسببت لهم باأللم واملعاناة). املواد املنشورة في (سنابل) ال تع ّبر بالضرورة عن وجهة نظرها. ترحب (سنابل) بإسهامات الكتـّاب والباحثني ف��ي امل��ج��االت ذات العالقة بأهدافها املناهضة للتعذيب وال��ع��ن��ف امل��ن��ظ��م ،وك��ذل��ك القضايا املتعلقة ب��اخل��دم��ات النفسية واملجتمعية ،في مختلف األب��واب والدراسات والتجارب اإلنسانية ومراجعات الكتب وملخصات الرسائل اجلامعية وتغطية الندوات ومناقشة األفكار املنشورة فيها ،على أالّ يكون قد سبق نشرها أو جزء منها ،كما ال يجوز نشرها أو االقتباس منها أو تقدميها للنشر إالّ بعد احلصول على إذن كتابي من إدارة التحرير ،وترجو (سنابل) من الكتاب والباحثني الراغبني في نشر أعمالهم أن يرسلوها في ملف ( )wordـ على أالّ يزيد عدد كلماتها على 1500كلمة ـ إلى العنوان التالي : Email: press@trc-pal.org
2
املقر الرئيسي رام الله -شارع اإلرسال – عمارة املاسة – طابق 3 هاتف 972 2 2961710 ، 972+ 2 2963932 :فاكس + 972 2 2989123 Email: press@trc-pal.org www.trc-pal.org
الفـ ــروع
اخلليل شارع امللك فيصل -مقابل التربية والتعليم -مجمع خلف التجاري ط4 هاتف -02 2298020 :فاكس -02 2298 021 جنني حي البساتني -عمارة جمعية بيت املسنني -ط 1 هاتف -04 2430363:فاكس -04 2430362 نابلس شارع العدل -عمارة عالول وأبو صاحله ط 7هاتف -09 2398143 : فاكس -09 2398133
غزة :اعتداءات إسرائيلية متواصلة وحياة داخلية قاسية ومستقبل مجهول كتب حسن جبر «حياتنا صعبة وقاسية» بهذه العبارة اختصر السائق سعيد أحمد ( 45عاماً) رأيه في األوضاع املعيشية في قطاع غزة .وقال أحمد وهو يقود سيارته العمومية في شوارع مدينة غزة باحثا ً عن الركاب :هل هذه غزة التي نعرفها ؟ انظروا إلى الناس والشوارع في غزة فهي ليست على حالها التي نعرفها. نحن «سائقي السيارات «ندور في الشوارع بال عمل مثلنا مثل باقي الناس الذين يعيشون حياة صعبة .أحمد الذي يؤكد أنه يعمل لساعات على سيارته من أجل أن يعود بنحو خمسني شيكالً ألسرته املكونة من سبعة أفراد يشعر بالقلق من املستقبل املجهول الذي ينتظر سكان قطاع غزة... مشاعر أحمد ورؤي��ت��ه لسير األوض���اع ف��ي قطاع غ��زة تتطابق م��ع آراء غالبية السكان الذين يشعرون بالضيق وامللل من حياتهم وأوضاعهم القاسية والصعبة مع استمرار احلصار اإلسرائيلي على القطاع .ويقول املراقبون ومنظمات حقوق اإلنسان العاملة :إن أوض��اع الناس ت��زداد قسوة مع ازدي��اد وتواصل احلصار املشدد الذي تفرضه إسرائيل على ما يزيد على مليون ونصف املليون فلسطيني ممن يعيشون داخل القطاع. وحت���دث امل��رك��ز الفلسطيني حل��ق��وق اإلن��س��ان ع��ن اس��ت��م��رار ت��ده��ور األوض���اع اإلنسانية ومعاناة السكان املدنيني في قطاع غزة بعد أن قاسوا ظروفا ً إنسانية خطيرة خالل فترة العدوان احلربي على القطاع .وحتدث تقرير حديث أصدره املركز عن تدهور األوض��اع املعيشية للسكان املدنيني جراء النقص اخلطير في احتياجاتهم الغذائية وارت��ف��اع ح��دة الفقر والبطالة بينهم ،خاصة مع تشديد وإح��ك��ام احلصار الشامل على القطاع .وأش��ار املركز إل��ى التوقف التام لكافة املرافق االقتصادية اإلنتاجية ،مبا فيها املرافق الصناعية والزراعية واخلدمية، والناجم عن حظر ال��واردات والصادرات الغزية ،وبسبب التدمير املنهجي لتلك املرافق خالل العدوان على القطاع. وانتقد املركز ما أسماه التقاعس الدولي املخجل ،الذي يساهم في استمرار انتهاك حقوق املدنيني الفلسطينيني االقتصادية واالجتماعية ،ويحاربهم في وسائل وفعالة تكفل احترام قواعد عيشهم ،عبر التخاذل عن القيام بأية تدابير فورية ّ القانون الدولي اإلنساني والقانون الدولي حلقوق اإلنسان. وق���ال :إن ال��ه��م األس��اس��ي لنحو 1,5مليون فلسطيني م��ن س��ك��ان القطاع بات احلصول على احلد األدنى من احتياجاتهم األساسية من الغذاء والدواء ،وتوفير االحتياجات األساسية آلالف العائالت واألس��ر التي أصبحت بال م��أوى جراء تدمير منازلها وفقدانها كافة ممتلكاتها. في ش��وارع غ��زة ميكن بوضوح مالحظة مظاهر تزايد الفقر في أوس��اط سكان القطاع ،فمن مئات العمال الذين ينتشرون في الشوارع يحملون املكانس وأدوات التنظيف إل��ى ع��رب��ات ال��ك��ارو التي حتمل احل��ج��ارة الصغيرة ف��ي طريقها إلى املطاحن اجلديدة إلعادة تدويرها واستخدامها في البناء مرة أخرى. فجر خليل أبو شمالة مدير مؤسسة الضمير حلقوق اإلنسان قنبل ًة وقبل أيام ّ جديد ًة عندما انتقد بشدة القادة السياسيني الذين حولوا القضية الفلسطينية من سياسية إلى إنسانية مؤكدا ً أن أبناء هذه القيادات ال يعرفون معنى الشقاء. وأك��د أب��و شمالة أن��ه أخبر مسؤولني وق��ادة أح��زاب عن ظاهرة العمال الفقراء املعروفة باسم «املغربلني» إالّ أن أحدا ً لم يحرك ساكنا ً جتاه ما أسماها ظاهرة االستعباد اجلديدة والتي يدفع آالف الفلسطينيني صحتهم وكرامتهم ثمنا ً لها. يشار إلى أن آالف العمال في غزة يعملون في غربلة ركام البيوت املهدمة بطريقة يدوية للحصول على مادة احلصمة والبسكورس املستخدمة في عملية البناء. ويعمل في هذه املهنة أطفال وشيوخ ونساء دفعهم الفقر والبطالة ملمارسة هذه املهنة السوداء والتي تنتج عنها آثار صحية خطيرة وخاصة لصغار السن. وح�� ّم��ل أب��و ش��م��ال��ة (ف��ت��ح) و(ح��م��اس) امل��س��ؤول��ي��ة الكاملة ع��ن إف��ق��ار الشعب الفلسطيني وب��روز مثل تلك امل��آس��ي .وم��ع استمرار احلصار اإلسرائيلي على قطاع غزة واصلت ق��وات االحتالل كذلك مالحقة صيادي األسماك داخ��ل البحر ومنعتهم من الصيد .واشتكى الصيادون الذين يوردون األسماك الطازجة إلى غزة من تعرضهم إلطالق النار رغم وجودهم في املنطقة املسموح الصيد فيها وفقا ً التفاقيات أوسلو .وبات الصيادون في القطاع الذين يعيلون نحو ثالثة آالف عائلة يشكون من تعرضهم لالعتقال وتخريب أدواتهم ومراكب صيدهم. وحتدث صيادون عن قيام قوات االحتالل باعتقال ثمانية صيادين في حادثتني منفصلتني وقعتا قبل أيام شمال قطاع غزة وشملت صيادين من عائالت السلطان وم��ع��روف .وق��ال الصياد (أب��و ع�لاء) ( 50عاماً) من مدينة غ��زة :إن ممارسات االحتالل ضد الصيادين شهدت تصعيدا ً متواصالً منذ عدة أسابيع. واكد أن الزوارق احلربية اإلسرائيلية باتت تتواجد باستمرار في عرض البحر ومتارس جملة من املضايقات ضد الصيادين. وقال نزار عياش ،نقيب الصيادين في قطاع غزة :إن إطالق النار باجتاه مراكب
ال��ص��ي��ادي��ن م��ت��واص��ل م��ن��ذ عدة أس����اب����ي����ع .وأك��������د ع����ي����اش أن اس��ت��ه��داف ال��ص��ي��ادي��ن يتزامن م�����ع م���ن���ع���ه���م م�����ن ال���ص���ي���د في مسافة تتجاوز األرب��ع��ة أميال الفتا ً إل��ى أن ال���زوارق البحرية اإلس��رائ��ي��ل��ي��ة تطلق ال��ن��ار على ك��ل ص��ي��اد ي��ح��اول جت���اوز تلك امل����س����اح����ة .وب�����ال�����ت�����وازي مع املعاناة والتضييق بات السمك الغزاوي يواجه معاناة أخرى م�����ع ت����دف����ق ال���س���م���ك امل���ص���ري املهرب إلى القطاع عبر األنفاق مما ساهم في انخفاض أسعار السمك رغم أنه دائما ً ما يكون عرضة ألن يفسد بشكل سريع. وقال (أبو عالء) :إن أنفاق غزة تشهد في الغالب تهريب كميات ك��ب��ي��رة م���ن األس����م����اك باجتاه غ���زة ف��ي ح�ين يقتصر تهريب ال��س��م��ك ال���غ���زاوي جت���اه مصر على أس��م��اك السلطعون الذي يقل اص��ط��ي��اده ف��ي بحر مصر. ومب������وازاة األوض�����اع القاسية داخ�����ل ال���ق���ط���اع وم����ا يواجهه ال��ص��ي��ادون م��ن م��ع��ان��اة ت���زداد األوضاع صعوبة على احلدود اجلنوبية مع مصر حيث توجد مئات األنفاق التي تستخدم لتهريب كل شي إلى القطاع .ورغم تواصل أعمال بناء اجلدار املصري احلديدي على احل��دود وإغ�لاق عدد من مالكي األنفاق ألنفاقهم طواعية تركزت أعني الغزيني على مواصلة سقوط الضحايا داخل األنفاق الباقية .وحتدث (أبو محمد) «اسم مستعار» أحد مالكي األنفاق عن آخر حاالت الوفاة داخل األنفاق واملتمثلة في وف��اة الشاب محمد أحمد أب��و احلصني ( 22ع��ام��اً) بعد أن أصيب بصعقة كهربائية ناجتة عن متاس كهربائي داخل نفق في حي السالم جنوب رف��ح .وأك��د أن أبو احلصني هو الضحية اخلامسة منذ بداية العام اجل��اري في حوادث متفرقة جرت داخل األنفاق وأوقعت إلى جانب القتلى اخلمسة ما يزيد على مائة إصابة في حوادث متفرقة. ووفقا ً إلحصاءات مركز امليزان في غزة فإن عدد من قتلوا داخ��ل األنفاق وصل إلى ( )141قتيالً واملصابني إلى ( )353مصابا ً منذ العام ،2006من بينهم ()4 أطفال إلى جانب عشرة من بني ضحايا األنفاق القتلى سقطوا بسبب قصف قوات االحتالل ملناطق األن��ف��اق .ودع��ا مركز امليزان إل��ى وق��ف كارثة األن��ف��اق ،واتخاذ التدابير التي من شأنها أن حتمي عامليها وحتمي املواطنني من تبعات انفالتها. وانتقدت كتلة نضال العمال في القطاع ظاهرة انتشار األنفاق على امتداد حدود محافظة رفح مع مصر مؤكدة أن تلك األنفاق جلبت الكوارث على سكان القطاع عامة وسكان اجلنوب خاصة مبا حصدته من أرواح بريئة ومبا دخل عبرها من سموم ومخدرات والتي تستر أصحابها خلف شعار كسر احلصار ليتم ممارسة ج��رائ��م التهريب بشتى أن��واع��ه��ا .وق��ال��ت الكتلة ف��ي ختام اجتماع عقدته لهذا الغرض :إنه ومع دخول بعض السلع الغذائية تدخل كميات كبيرة من املمنوعات واملخدرات التي انتشرت في صفوف الشباب والتي شكلت تهديدا ً جديدا ً يضاف إلى معاناة الشعب الفلسطيني .في غزة ال يجد أي مواطن صعوبة في تلمس معاناة شريحة واس��ع��ة م��ن السكان وامل��زارع�ين ال��ذي��ن يعيشون أو ميتلكون أراضي زراعية بالقرب من خط التحديد الفاصل بني قطاع غزة واألراضي احملتلة عام 1948والتي شهدت خالل األيام املاضية توغالت شبه يومية تفاقمت معها معاناة السكان هناك. ووفقا ً إلحصاءات غير رسمية فإن نحو % 20من األراضي الزراعية في القطاع ال يستطيع املزارعون الوصول إليها بسبب اإلجراءات اإلسرائيلية وعلى رأسها قرار إقامة منطقة عازلة مما حرم مئات األسر من الوصول إلى أراضيها بفعل إطالق النار املتواصل .وملواجهة هذه اإلجراءات تداعت الفصائل السياسية واملنظمات اجلماهيرية واملدنية وشكلت اللجنة الشعبية ملقاومة «احلزام األمني التي كانت باكورة أعمالها تنظيم مسيرة على بعد 300متر من الشريط احلدودي رفع خاللها
3
عشرات املواطنني األعالم الفلسطينية ورددوا الهتافات الوطنية ضد االستيطان اإلسرائيلي وتهويد القدس» .وقال محمود الزق ،عضو املكتب السياسي جلبهة النضال الشعبي :إن اللجنة الشعبية تستهدف إثارة الرأي العام العاملي ضد ما يجري من أعمال استهداف للمزارعني ومحاربتهم في مصدر رزقهم. وق���ال ال���زق :إن ه��ن��اك تفكيرا ً لتحويل امل��س��ي��رة إل��ى ح��دث أس��ب��وع��ي ملناهضة االستيطان والتوغالت واالعتداءات اإلسرائيلية في القطاع الهادفة إلى مصادرة املئات من الدومنات على طول خط التحديد من جنوب القطاع إلى شماله. االعتداءات االسرائيلية واألوضاع الداخلية املتفجرة ألقت بظاللها على الوضع النفسي لسكان قطاع غزة وخلقت لديهم كثيرا ً من املشكالت النفسية. وتقول عال أبو حسب الله مساعد منسق برنامج اإلرشاد في جمعية املرأة العاملة الفلسطينية للتنمية في قطاع غزة إنهم ومن خالل عملهم مع األسر الحظوا بروز العديد من املشكالت على السيدات واألطفال السيما أن هذه املرحلة جاءت بعد مرحلة الفلتان األمني واحلصار واحلرب حيث ذاق اإلنسان الغزي فيه الويالت التي انعكست بالضرورة على صحته وحالته النفسية. وأكدت أبو حسب الله أن كثيرا ً من املواطنني يعانون من أعراض ومشاكل النوم كاألرق والكوابيس الليلية ومشاكل في األكل وفقدان الشهية ،وقد ظهرت لديهم مشاعر اخلدر وفقدان األمل ومعايشة احلدث ،باإلضافة إلى التجنب ،واإلجهاد النفسي الشديد عند التعرض ملا يرمز لهذا احلدث هذه جميعها تسمى أعراض ما بعد الصدمة .PTSDكما أشارت إلى بروز أعراض الفقدان وهي« :ردة الفعل الطبيعية للحزن واالرتباك الذي يشعر به اإلنسان عند خسارة شخص عزيز أو شيء مهم .وهي ردة الفعل التقليدية للموت والطالق وخسارة الوظيفة». وقالت« :من أكثر املشاعر التي مير بها الشخص الفاقد :احلزن الشديد والعميق، والصدمة ،واإلنكار ،واالكتئاب (كشعور وليس كاضطراب) ،اإلحساس باحلذر، الشعور بالذنب ،الشعور بالوحدة الشديدة ،الغضب. وحتدثت أبو حسب الله عن العنف ضد النساء وما يترتب عليه من آثار نفسية، وأم��راض جسمانية منشؤها نفسي (مثل :الصداع ،الصداع النصفي ،الدوخة، الرجفة في اليدين ،ضغط الدم ،السكري ،زيادة دقات القلب) مؤكدة أن من أصعب احل��االت وضعية هي ح��االت الترقب واالنتظار والقلق على املصير وغموض املستقبل مم��ا ينعكس سلبا ً على نفسية اإلن��س��ان ،واألزم���ة االجتماعية التقت باألزمة االقتصادية وأزم��ة النظام السياسي واالنقسام ،مما أدى إل��ى تركيبة اجتماعية أصيبت باختالل اجتماعي كبير مهد لظهور معضالت مزمنة. احلديث مع سكان القطاع لعدة أيام لم يغير الصورة السلبية عن معاناتهم وأوضاعهم القاسية إال أن أمالً بسيطا ً كان يلوح دائما ً من ثنايا حكاياتهم ال ميكن جتاهله :أن يتحد الفلسطينيون ويواجهوا املستقبل بإرادة واحدة بعيدا ً عن كل املنغصات الداخلية...
الناجون من التعذيب اإلسرائيلي هل ينجون من آثاره ؟ ُيحاصر البيت باجلنود املدججني باألسلحة ،ويقتحم ويصاحب ذلك إطالق نار كثيف وإلقاء قنابل صوت داخل البيت وترهيب األطفال والنساء النائمني بالصراخ والكالب البوليسية ،ثم يسحب الشخص املطلوب خارجا ً بعد أن يأخذ دفعة حتت احلساب من التعذيب بضربه بأعقاب البنادق أمام أهله ،عدا تفتيش البيت وحتطيم محتوياته وف��ي أحايني كثيرة يسرق اجلنود امل��ال وامل��ص��اغ الذهبي إن وق��ع حتت أيديهم .ثم يكبل جنود االحتالل يدي األسير باألصفاد ورجليه باألغالل وال ينسون وضع كيس على رأسه وتعصيب عينيه ،لتبدأ بعد ذلك كله رحلة طويلة من التعذيب قد ال تنتهي قريباً ،هذا عدا آثارها التي تستمر بعد التحرر لألبد ،فينضم األسير بذلك إلى قافلة طويلة من مليون أسير فلسطيني اعتقلتهم إسرائيل منذ العام .1967 جتري هذه العملية يوميا ً في الضفة الغربية وبوتيرة أقل في قطاع غزة .يقول عبد الله الزغاري مدير نادي األسير« :إن غالبية عمليات االعتقال تتم بعد منتصف الليل، وبعض عمليات االعتقال تتم على احلواجز العسكرية واملعابر وخالل التظاهرات، ولكن التركيز يتم على االعتقال ليالً كون الليل يتميز بالهدوء ويريد االحتالل كسر ه��ذا ال��ه��دوء وتوسيع دائ���رة التعذيب لتصل ذوي األس��ي��ر ،وخ�لال نقله إل��ى مركز التحقيق أو مبعنى أدق أقبية التحقيق يتعرض األسير للضرب بالعصي وأعقاب البنادق في السيارة العسكرية (اجليب) من قبل جنود االحتالل ،عالوة على الكالب البوليسية كحلقة أخرى من خطة مبرمجة لتعذيب األسير وحتطيم معنوياته». وف��ي فترة التحقيق تتنوع وس��ائ��ل التعذيب اجلسدية والنفسية بعد توفير الغطاء القانوني لها ،فإسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تش ّرع القانون الذي ال يستند إلى مبادئ حقوق اإلنسان ،حتى وصل األمر باحملاكم اإلسرائيلية إلى قبول اعترافات األطفال القاصرين الذين تعرضوا للتعذيب على أيدي احملققني ممن تقل أعمارهم عن 18عاماً ،وتبرر إسرائيل تعذيبها للمعتقلني الفلسطينيني باعتباره من األسلحة الضرورية في دف��اع إسرائيل عن نفسها ضد (االع��ت��داءات العنيفة). ووضعت توصيات جلان حتقيق األساس القانوني للتعذيب مثل جلنة (الندو) التي شكلتها احلكومة اإلسرائيلية عام 1987للتحقيق في األساليب التي يستخدمها جهاز (الشاباك) وأجازت استخدام ضغوط نفسية وجسدية «معتدلة» للكشف عن قنبلة موقوتة ،وهذه األساليب املعتدلة التي حتدثت عنها جلنة (الن��دو) يعود حتديدها عمليا ً مل��زاج وق��رار احملقق وكذلك جلنة (سوفر ـ م���ازوز) ع��ام 1999والتي قدمت تقريرا ً يوصي محققي (الشاباك) باستخدام «وسائل خاصة في حاالت استثنائية»، وبالتالي الكلمات الفضفاضة تشرعن التعذيب مع كل املعتقلني الفلسطينيني على اعتبار أنهم «حاالت استثنائية» أي القنبلة املوقوتة ،وهي أن يكون احملقق على يقني (بأن األسير يخفي معلومات عن عملية وشيكة) ،وتشمل أساليب التعذيب حسب شهادات األسرى :الشبح املتواصل وتعريض األسير ملاء بارد وساخن ،والصعقات الكهربائية ووض��ع رؤوس املعتقلني في املراحيض وفتح م��اء «النياغرا» ،والهز العنيف ،وأصبح االجت��اه نحو التعذيب النفسي أكثر من اجلسدي الذي يترك آثارا ً على امل��دى البعيد ويظهر جليا ً في هذا االجت��اه أسلوب غرف العصافير (العمالء)، والتهديد بالقتل واالغتصاب وإحضار أحد األقارب وخاصة الزوجة واألم ،والقائمة تطول فإسرائيل تبتكر كل يوم أسلوبا ً جديدا ً لتعذيب األسرى.
أقبية التحقيق
يتم وضع األسير في زنزانة ضيقة ال تزيد مساحتها على مترين مربعني وتكون معتمة رطبة ذات رائحة كريهة ،ويبقى فيها ساعات أو أياما ً حسب مزاج احملققني إلى أن يتم إحضاره إلى قبو التحقيق ،وهو عبارة عن غرفة صغيرة تتسع لطاولة احملقق ،ويجلس األسير على كرسي صغير تكون رجاله األماميتان أقصر من الرجلني اخللفيتني ويسبب ملن يجلس عليه أملا ً في البطن والظهر .التهديد بإحضار الزوجة لتعريتها من مالبسها وهو أسلوب رائج في أقبية التحقيق مما يشعر األسير بحالة من اخلوف واألرق ،مع تشديد القيود على يدي ورجلي األسير والضغط عليها من قبل احملققني ،وهناك أسلوب الهز العنيف ويقوم على هز اجلزء العلوي من املعتقل إلى األمام واخللف عدة مرات وبشكل عنيف ،وفي بعض األحيان يتم اله ّز بصورة تؤدي هز العنق و الرأس بسرعة ،مما يلحق ضررا ً خطيرا ً بالدماغ والعمود الفقري وف��ق��دان الوعي والتقيؤ والتبول ال�ل�اإرادي وآالم شديدة في ال���رأس ،ويعتبر الهز العنيف من األساليب اجلديدة التي اتبعت بعد توقيع اتفاقية (أوسلو) عام ،1993 وقد تستمر عملية التحقيق 180يوما ً متواصلة 60 ،يوما ً منها دون رؤية احملامي ،في مراكز حتقيق عصيون واجللمة ،و(املسكوبية) الذي يطلق عليه األسرى (املسلخ) لفظاعة التعذيب فيه وهو عبارة عن مبنى قدمي ،وعسقالن وغيرها. ويضيف الزغاري« :غرف العار أو العصافير من أخطر أساليب التعذيب النتزاع اعترافات من األسير وحتطيمه وتترك أثرا ً كبيرا ً على نفسيته ،وهي محرمة دولياً، حيث يدلي األسير باعترافات ،وهو يعتقد أنه بني أسرى مناضلني وهو فخ يقع فيه الكثير من األس��رى ،وبعض األس��رى يكتشف أنه في غرف العصافير وال يتجاوب معهم ،ويتعرض للضرب واالعتداء بشكل عنيف من قبل العمالء ،مما يؤثر بشكل سلبي على نفسية األسير». اعتمد (الشاباك) على غرف العصافير (العمالء) بشكل مكثف النتزاع اعترافات من األسرى ،وتبني دراسة أعدها نادي األسير أن %80من األسرى قد أدلوا باعترافات في غرف العمالء دون إدراكهم أن هذه املعلومات ستذهب للمخابرات اإلسرائيلية، ويخدع األسير بإشعاره أن التحقيق قد انتهى وسينقل إل��ى معتقل م��ا ،وهنا يتم اجللوس معه من قبل اللجنة األمنية بحجة حماية أشخاص لم يعترف عليهم ،فإن حتدث انتهى أم��ره بسرعة ،وإن لم يتعاون يتهم باخليانة ومت��ارس عليه ضغوط نفسية وجسدية تصل حد االعتداء بالضرب املبرح. ويروي األسير احملرر محمد سالم من بيت حلم جتربته االعتقالية وكان يبلغ حينها من العمر 20عاماً« :في الساعة الواحدة ليالً سمعنا صوت انفجار ضخم تبعه حتطيم ب��اب املنزل ،ودخ��ل جنود إسرائيليون غرفة نومي ،ووضعوا عصبة على عيني ،وربطوا يدي وقدمي ،ثم جروني جرا ً في البيت وعلى األدراج حتى أدخلوني اجليب وقام أحد اجلنود أثناء الطريق بضربي على رأسي بكوعه ،وبعد أن وصلنا
إل��ى معتقل عصيون ،وضعوني في الساحة اخلارجية وأم��رون��ي باالستلقاء على األرض بعد أن خلعوا مالبسي وكنت أشعر ببرد شديد ،وخاصة أن اجلو كان بادرا ً جدا ً في كانون الثاني .»2003 ويتابع بعد أن تأمل برهة في صورة له داخل السجن «في غرفة التحقيق اعتدى علي ثالثة محققني وضربوني بأقدامهم وضغطوا على أصابع قدمي بشدة مدة ساعة، وبعدها مت رشي مباء ب��ارد ج��دا ً بواسطة خرطوم رش��اش وخاصة في أذن��ي وفمي وصدري « ،ويضيف « :أحضروا قطعة ثلج وأجبروني على بلعها ثم أخذوني إلى املرحاض وفتحوا النياغرا ورشقوا امل��اء على وجهي ،فأغمي علي ،ووج��دت نفسي بعدها وحيدا ً في زنزانة تركوني فيها مدة ثالثة أي��ام دون طعام أو ش��راب وكنت أتضور جوعا ً وأصرخ ولم يجبني أحد» ،ألنقل بعدها إلى معتقل املسكوبية. وي��واص��ل «ه��ن��اك أمضيت ش��ه��را ً ك��ام�لاً ل��م ت��ر عيني الشمس فيها ،ول��م يسمح علي محقق يبدي تعاطفه معي بكلمات «أنت جيد للمحامي بزيارتي ،وكان يتعاقب ّ وأريد مساعدتك ،واعترف ولو كنت مظلوماً» ،ويحاول إقناعي بشرب شاي أو قهوة، وآخ��ر يشتم ويهدد بقتلي وإحضار أف��راد عائلتي ،وك��ان التحقيق يستمر يومني أو ثالثة أيام متواصلة دون نوم وشددوا القيود علي في الشبح داخل الغرفة السوداء وأنا جالس على كرسي صغير أتلقى الشتائم واإلهانات مع الشبح. وحكم محمد خمس سنوات ،وخرج بعدها من السجن ،يقول« :شعرت بفرحة غامرة في األسابيع األول��ى فكان بجانبي الكثير من الناس ،وأقيمت حفلة ساهرة ولم يكن بوسعي أن أفكر في شيء ،تال تلك املرحلة شعور بالغربة ومتلكني شعور باإلحباط من واقعي احلالي ،وفي الليل أتصور أن أحدهم قادم العتقالي ،فلم أستطع النوم ،وفي أحد األيام ذهبت إلحدى املؤسسات فدخلت إحدى الغرف إلجراء معاملة ولسوء حظي كانت صغيرة ال تزيد على مترين مربعني وكان املوظف جالسا ً على كرسيه وأمامه كرسي صغير وعندما جلست شعرت بغضب كبير وخوف كذلك ،ولم أمتالك نفسي وشعرت كأني من جديد في غرف التحقيق فخرجت مسرعا ً منها». وقد يكون محمد محظوظا ً مقارنة بـ 70شهيدا ً قضوا في سجون االحتالل حتت التعذيب منذ العام 1967وك��ان أولهم الشهيد يوسف اجلبالي ال��ذي سقط حتت التعذيب عام 1968في سجن نابلس ،تبعه العشرات منهم :إبراهيم الراعي ،وخضر ترزي ،ومحمد حماد ،ونضال أبو سرور ،ومروان معالي ،وحسام قرعان ،وعطية الزعانني ،وعلي حسن شاهد ،وصبري عبد ربه ،والقائمة تطول. قصة أخ��رى روتها محامية سويدية تدعى بيرجيتا الفستروم خ�لال زيارتها إسرائيل توضح حجم التعذيب الوحشي الذي تعرضت له األسيرات والقاصرون، من خالل فتاة تبلغ من العمر ( 14عاماً) مت اعتقالها مدة ستة شهور دون محاكمة، ومنع محاميها وأهلها من زيارتها ،وجلدها احملققون بالسوط وع ّرضوها لصعقات كهربائية والرش باملاء البارد ،وع ّروها وقيدوها في سرير مدة يومني داخل زنزانة، وك���ان اجل��ن��ود اإلس��رائ��ي��ل��ي��ون يقفون خ���ارج ب��اب ال��زن��زان��ة وي��ه��ددون باغتصابها جماعياً. ون��ش��رت صحيفة (م��ع��اري��ف) اإلسرائيلية مقابلة م��ع أح��د احملققني بتاريخ ،2002\4\7ورم���زت ل��ه ب��احل��رف (ن) ،وي��وص��ف أس��ل��وب ضغطه على األسير (تعذيبه) «قد يكون جهز كل شيء ولم يبق إال التنفيذ ،فأنت في مشكلة ،وفي هذه احلالة تستخدم كل احليل والوسائل وحتى لو اضطررت إلى تكسيحه».
آثار التعذيب الرهيبة
توضح مديرة وحدة بناء القدرات في مركز عالج وتأهيل ضحايا التعذيب سهير اجلعبة أن غالبية األسرى هم ضحايا تعذيب ،وتضيف «وتظهر على األسير احملرر
4
مجموعة كبيرة من اآلث��ار املختلفة من أسير إل��ى آخ��ر ،كاالنفراد ،وال��وح��دة وعدم املشاركة في النشاطات االجتماعية وفقدان الثقة بالنفس ،ويصبح حذرا ً في تعامله مع الناس ،واضطرابات في النوم ويصبح التقلب الدائم في الفراش والكوابيس ال تنقطع ،وع��دم التكيف مع احمليطني كالزوجة واألوالد وبعض األس��رى يصبحون عدوانيني ضد اآلخرين مبن فيهم أقاربهم». وكانت خلفها على احلائط صورة ألحد مشاريع مساعدة ضحايا التعذيب كتب عليها ضحايا التعذيب ال ينسون معاناتهم ،وتكمل «ميكن أن يكون أث��ر التعذيب عرضيا ً مؤقتا ً يختفي مع م��رور ال��زم��ن ،وميكن أن يكون مرضيا ً مزمناً ،ويصبح بحاجة لعالج نفسي وطبي ،وتظهر أوجاع جسدية منشؤها نفسي وليس في الظهر والبطن أو اجللد». كما أوضح الباحث في شؤون األسرى عبد الناصر فراونة في إحدى دراساته أن مئات األسرى استشهدوا نتيجة التعذيب وآثار السجن واإلهمال الطبي ،وأن هناك أسرى يعانون أمراضا ً بانتظار املوت احملقق نتيجة لإلهمال الطبي. وكانت عضو الكنيست ورئيسة الكنيست السابقة داليا اتسيك كشفت النقاب قبل سنوات عن وجود 1000جتربة ألدوية جديدة مت إجراؤها على األسرى الفلسطينيني والعرب ،بترخيص من وزارة الصحة اإلسرائيلية ،وهذا يعزو كثيرا ًَ من األمراض املستعصية والتي تظهر على األسرى بعد حتررهم. وم��ن املالحظ أن محققي األجهزة األمنية الفلسطينية في الضفة وأم��ن املقالة في القطاع كانوا ضحايا للتعذيب في سجون االحتالل ،مبعنى أن ه��ؤالء احملققني (الضحايا) أع��ادوا إنتاج ما تعرضوا له في السابق ضد خصمهم السياسي بشكل أعنف فترة 1996وبعد سيطرة حماس على غزة في . 2007 سناء املصري ،اختصاصية نفسية في وزارة األسرى تقول إن الهدف من التعذيب ال يقتصر على انتزاع اعترافات بل حتطيم الذات ،وحتييد األسير من الصراع ،وإلغاء االنتماء للوطن واإلعاقات التي تبقى في جسد األسير تذكره بالتعذيب خلير دليل على نية االحتالل حتطيم اإلنسان الفلسطيني ،وينتج عن التعذيب بشكل خاص واألس��ر بشكل ع��ام عقدة اخل��وف والنقص والغربة عن املجتمع ،وتتغير مفاهيمه وتنقلب أفكاره رأسا ً على عقب ،فيصبح اتكاليا ً على اآلخرين ،وأش��ارت إلى أن فئة األطفال واملراهقني أكثر عرضة للتأثير التعذيب من ذوي التجربة األولى في األسر. ويزيد مدير نادي األسير «إن األسير الذي تعرض لفترة تعذيب طويلة بشكل خ��اص ،تلتصق بشخصيته الكثير من اآلث��ار السلبية ،فتصعب عليه ال��ق��درة على االن��دم��اج في املجتمع ،يأتي كثير من الناس لتهنئته في اليوم األول خلروجه من السجن ثم ينفكون عنه ،وبعدها يعيش حالة من الوحدة وخاصة في الشهور األولى من حترره.
ما العمل ؟
إن األس���رى يتعرضون لعملية تعذيب متكاملة يخطط لها االح��ت�لال منذ اللحظة األول��ى لالعتقال ،هدفها تدمير األسير وتركه بعد التحرر يغرق في مشاكل نفسية وجسدية جتعل منه عالة على أسرته ومجتمعه ،وهنا يأتي دور األسرة واألهل واملؤسسات لتفهم حالته ومساعدته على تخطي مرحلة الصدمة ج ّراء التعذيب ،ومساعدة األسير ال تقتصر على األمور املادية بل تقدمي العون لكي ينسى ولو جزئيا ً حلظات العذاب في أقبية التحقيق املعتمة ،وإخراجه من دائرة الوحدة والعزلة ليأخذ دوره الطبيعي في بناء مجتمعه ،السيما أن غالبية فتي ،وكما يقال الشباب األسرى من فئة الشباب ويتميز املجتمع الفلسطيني بأنه ّ عماد املجتمع.
ناقشت أبعاد االستيطان واعتداءات املستوطنني
عراق بورين..منوذج فلسطيني صارخ على اعتداءات املستوطنني كتب عاطف دغلس
انضمت قرية عراق بورين ،جنوب غربي مدينة نابلس ،شمال الضفة الغربية ،إلى القرى الفلسطينية التي تقاوم االستيطان واجل��دار العنصري اإلسرائيلي .وضربت القرية أروع األمثلة في التصدي للمستوطنني الذين قدموا من مستوطنة (براخاه) املقامة على أراضي القرية لسرقة وبسط نفوذهم على بئر املاء اخلاصة باألهالي. وتنتفض القرية كل يوم سبت حني يقتحم املستوطنون القرية للعبث فيها فسادا ً واالعتداء على أهلها ،حيث أُصيب العشرات من أبناء القرية برصاص املستوطنني وجنود االحتالل الذين يأتون حلماية املستوطنني. وشكلت اعتداءات املستوطنني على قرية عراق بورين والقرى احمليطة بها هاجسا ً دائما ً ألهاليها الذين ال يتجاوز عددهم األلف نسمة ،وبات حتدي اخلوف والقلق على سلم أولوياتهم .وساقت اعتداءات املستوطنني على القرية إلى عقد ورشة ملتابعة اآلثار االجتماعية والنفسية الصعبة على أهالي القرية كنموذج للقرى الفلسطينية التي تتعرض ملثل هذه االعتداءات ،حيث نظم الورشة مركز عالج وتأهيل ضحايا التعذيب بنابلس. أبعاد االستيطان وافتتحت خولة العفوري من مركز عالج وتأهيل ضحايا التعذيب الورشة التي عقدت مطلع الشهر اجلاري قائل ًة :إن األهالي في مناطق املواجهات مع املستوطنني ـ السيما قرية عراق بورين ـ باتوا يواجهون حتديات مختلفة تتمثل باخلوف والقلق الدائمني وخاصة لدى األطفال منهم وكبار السن والنساء .وأكدت خطورة األضرار النفسية املترتبة على اعتداءات املستوطنني املتكررة ،وقالت :إنها باتت تشكّل خطرا ً كبيرا ً على األهالي ،وأن ضغوطا ً باتت تواجه شبان املناطق احملتدمة باملواجهات ،وخاص ًة املراهقني .وأكدت أن األطفال الذين يعيشون هذه املواجهات ـ ونتيجة ألن جتربتهم قليلة في احلياة ـ تنتابهم مشاعر اخلوف والقلق ،ويصابون بالتبول ال�لاإرادي وقلة النوم ويقل حتصيلهم العلمي نتيجة لذلك .وحذرت من أن تقود تلك االعتداءات اإلسرائيلية إلى هجرة املواطنني ألرضهم وقراهم «خاصة إذا لم يتلقوا الدعم املطلوب من املؤسسات املختلفة» .أما عبد الرحيم أبو هيثم ،رئيس املجلس القروي ،فأكد أن معاناة أهالي قريته بدأت مع قيام مستوطنني من مستوطنتي (براخاه) و(يتسهار) احمليطتني بالقرية بالتهجم على مزارعني بالقرية ومنعهم من سقي محاصيلهم الزراعية ومواشيهم «من البئر اخلاصة بهم» .وأشار إلى أنه املستوطنني لم يكتفوا بآالف الدومنات التي صادروها من أراضي القرية ،بل قاموا بتنظيم اعتداءات متكررة على األهالي ومنعهم من االقتراب من أراضيهم القريبة من املستوطنة .وأضاف :إنه وعندما حاول املواطنون التصدي العتداءات املستوطنني ووجهوا بعنف كبير من قبل املستوطنني الذين يبادرون إلى إطالق الرصاص احلي على املواطنني العزل ،كما أنهم يحتمون بجيش االحتالل الذي يقدم لهم الدعم بكافة أشكاله بدالً من ردعهم ومنعهم .ولم يخف أبو هيثم أن مالحقات املستوطنني للقرية واعتداءاتهم باتت تشكل كوابيس تطارد األهالي ،مضيفا ً إنهم حرموا من اخلروج في الليل لزيارة بعضهم، أو حتى رع��ي أغنامهم ومواشيهم في أراضيهم القريبة من املستوطنة ،وبالطبع فقد حرموا من زراع��ة تلك األراضي. توسع كبير من جانبه ،أكد غسان دغلس ،مسؤول ملف االستيطان في شمال الضفة الغربية أن أطماع املستوطنني لم تقف عند حد معني ،وقال :إن التوسع االستيطاني آخذ في االزدياد ،كما أن دوافع املستوطنني لالعتداءات تصاعدت وتنوعت بل باتت تستند إلى فتاوى دينية من حاخامات اليهود .وأكد أن عدد التجمعات االستيطانية بالضفة الغربية والقدس وصل إلى 208جتمعات و 217بؤرة استيطانية متتد على مساحة 430كم مربع «معظمها أراض زراعية» ،وأن عدد املستوطنني بالضفة والقدس جتاوز النصف مليون مستوطن. وأك��د أن ط��ول الطرق االلتفافية املنتشرة بالضفة الغربية والتي أقيمت ألغ��راض خدمة االستيطان وصلت مساحتها إلى 800كم ،2كما أن عدد القواعد العسكرية املنتشرة بالضفة أيضا ً بلغ 210قواعد عسكرية على مساحة 30كم.2 وق��ال إن هذا التوسع االستيطاني هو على حساب األرض واإلنسان الفلسطيني ،خاصة أن معظم األراضي املصادرة زراعية .وش��دد دغلس على أن ارتفاع األخطار احملدقة باملواطنني ج��راء االستيطان واملستوطنني وأهمها تخوف املواطنني الدائم من ح��رق محاصيلهم الزراعية وقطع أشجار الزيتون والتي تشكل مصدر الرزق األساسي لهم ،كما حدت من التقدم العمراني في أراضي املواطنني التي تقترب من املستوطنات ـ خوفا ً من الهدم واالقتحامات ـ عالو ًة على اخلوف الشديد الذي يصيب املواطنني .وقال :إن هذه سياسة ممنهجة لتكريه الفلسطيني بأرضه وترحيل املواطن عن أرضه وتهجيره« ،وهو ما يسعى إليه االحتالل من خالل تنفيذه هذه اخلطط». خطط للمواجهة أما احملامي محمد كمنجي من الهيئة املستقلة حلقوق املواطن ،فأشار إلى أن اعتداءات املستوطنني باتت تشكل خطرا ً على حياة الفلسطينيني ،وخاص ًة الذين هم على احتكاك مباشر معهم. ودعا كمنجي املواطنني الذين يتعرضون إلى أعمال قمع من املستوطنني إلى تسجيل هذه االنتهاكات واللجوء للقانون ورف��ع شكاوى ضد سلطات االح��ت�لال واملستوطنني ،وأك��د أن أهمية ذل��ك تكمن في احتمالية كسب املواطنني هذه الدعاوى «خاصة أن جرائم االحتالل ال تسقط بالتقادم» .من جهته ،دعا الدكتور عالم جرار ،مدير برامج التأهيل املجتمعي في اإلغاثة الطبية إلى املواجهة الشعبية والسلمية العتداءات املستوطنني ،وقال إن هذه املقاومة هي الوسيلة الوحيدة لردع املستوطنني ومنع اعتداءاتهم .وأكد جرار ضرورة تقدمي الدعم الكافي من مختلف املؤسسات الرسمية والشعبية للمواطنني الذين يتصدون للمستوطنني ،وقال إنه سيرفع شكاوى ومطالب أهالي القرية للجهات املعنية كي تتم االستجابة ملطالبهم .ودعا إلى ض��رورة التعاون بني املجلس القروي واملتضررين لرصد األض��رار التي حلقت بهم وتقدمي املساعدات املختلفة لهم ،ال سيما دعمهم بزراعة األشجار واالعتناء بأرضهم لدعم صمودهم أمام غطرسة االحتالل ومستوطنيه ،وهو ما يتطلب مساند ًة شعبي ًة ورسمي ًة لهم .وأثرى حضور األهالي الورشة ،حيث طالبوا بضرورة تقدمي الدعم املادي لهم برصد موازنات كافية من السلطة لزراعة األشجار وفتح الطرق الزراعية ودعم املسيرات الشعبية التي تنظم ضد املستوطنني.
إجناز حافل باملتاعب االختصاصية :ميادة الشيخ إبراهيم في صباح أحد أيام عملي في مركز عالج وتأهيل ضحايا التعذيب، قمت بالتوجه إلى دوام��ي في املركز ،وفي أثناء سيري باجتاه املركز انتزع حذائي ال��ذي أرت��دي��ه ،أكملت سيري إل��ى املركز وك��أن شيئا ً لم يحدث ،املشكلة التي واجهتني هي أنه ال يوجد لدي متسع من الوقت للذهاب إلى السوق لشراء حذاء آخر؛ ألنني سأتوجه بعد دقائق قليلة إلى بلدة بعيدة ألنفذ فيها لقاءين توعويني ،لذلك قمت بالذهاب إلى بيت زميلتي القريب من العمل واستعارة حذائها لكي ال أضيع املزيد من الوقت .توجهت بعدها الستكمال العمل ،فانطلقت متجه ًة إلى موقف سيارات طوباس ،وكانت الطريق صعب ًة بسبب احلفريات لتعديل الطريق وتعبيدها ،وبعد اجتياز الطريق الصعبة في احلافلة وصلنا إلى محافظة طوباس ،ف��إذا بي أشعر بنوبات من ال��دوار بسبب بعد الطريق وصعوبتها ،نزلت من احلافلة ألكمل طريقي إلى قرية بردلة ألصعد من جديد في حافلة أخرى ،وتوجهنا إلى حاجز تياسير ،وعلى احلاجز يقوم اجلندي اإلسرائيلي باملناداة على الركاب بعد نزولهم من احلافلة لكي يتجه السائق إلى التفتيش هو واحلافلة ،ويتوجه الركاب إلى التفتيش وتسليم هوياتهم وفحصها من قبل جنود االحتالل ،قام اجلندي باملناداة فتوجهت إلى مكان احلاجز ووضعت حقيبة العمل على الطاولة املخصصة للتفتيش فأخذ اجلندي الهوية ومن ثم أعادها إلي بعد أن قام بفحصها ،فإذا بجندي آخر يشير إلى حقيبتي ويوجه ّ إلي األسئلة ع ّما بداخلها ،فأجبته إنه جهاز (البتوب) .فلم يصدقني ّ إل��ى أن قمت بفتحها وإخ��راج اجلهاز من داخلها ،وبعد ذل��ك توجهت إلى السيارة التي كنا بها والتي تنتظر الركاب على مسافة بعيدة من احلاجز لكي يصعدوا إليها بعد التفتيش. انتهينا من احلاجز واستمر سيرنا باجتاه بردلة ،التي وصلناها في مت��ام الساعة العاشرة صباحاً ،ح��دث كل ه��ذا في ساعة ونصف تقريباً ،وبعد أن وصلنا بدأت اللقاء التوعوي األول مع مجموعة من النساء في موضوع الصدمة النفسية ،وانتهيت من اللقاء األول الساعة ،11:45كان هذا اللقاء ناجحاً ،انتظرت قليالً حتى يأتي الطالب الذين سيتم عقد اللقاء الثاني معهم ولكن املفاجأة كانت أن النساء لم يقمن بإخبار أبنائهن ع��ن ه��ذا اللقاء وقمن بطلب تأجيل عقد ه��ذا اللقاء
5
التوعوي إلى يوم آخر ،هنا كانت الصدمة بالنسبة لي ألنني كنت قد اقترحت أن يتم تنفيذ لقاءين في هذا اليوم بسبب بعد املسافة والتعب الذي أواجهه ،مفضل ًة استغالل الوقت واجلهد ،انتظرت قليالً فلم يأت أحد ،فطلبت من إحدى النساء املشاركات في اللقاء أن تأتي بصحبتي إلى رئيس املجلس القروي ال��ذي كان يجلس في دكانه القريب من مكان عقد اللقاء وقمت بتوضيح األمر له وطلبت منه أن يرشدني إلى منزل إمام املسجد ،وفعالً توجهت إلى منزله وطلبت من أحد أبنائه أن يوجه نداء من خالل سماعة املسجد إلى طالب القرية من الصف ال��ع��اش��ر إل��ى ال��ص��ف ال��ث��ان��ي عشر بالتوجه إل��ى اجلمعية حلضور ورشة عمل ،وقدمت الشكر إلى رئيس املجلس القروي ،وتوجهت إلى اجلمعية ،وفي أقل من عشر دقائق حضر إلى اجلمعية أكثر من 25 طالبا ً ومت تنفيذ النشاط على أكمل وجه وحتقيق النتائج املرجوة من هذا النشاط .انتهيت من تنفيذ النشاط الثاني في متام الساعة الثانية ظهراً ،وقمت بعد ذلك بتجميع أوراقي ووضع (الالبتوب) في حقيبتي ألجته مرة أخرى إلى احلاجز لكي يقوم اجلندي مرة أخرى بطلب الهويات ومن ثم فحصها وإعادتها إلى الركاب ،وحمدت لله ألن اجلندي لم يقم بإنزالنا من احلافلة ألنه لم يكن باستطاعتي بعد تعب هذا اليوم أن أقف على قدمي ،وصلت إلى محافطة طوباس لكي أنطلق مر ًة أخرى إلى مدينة جنني لكي أستكمل يومي في املكتب ،انتظرت أكثر من ربع ساعة في احلافلة لكي متتلئ وننطلق إلى جنني ،وسرنا في الطريق لنمر م��ر ًة أخ��رى وننتظر احلفريات التي يتم العمل بها على طريق عقابة ،وبعد عناء وصلت إلى املركز في متام الساعة 3:25 وكان قد تبقى على انتهاء الدوام 5دقائق فقط ،كنت أمتنى وقتها لو أن الدوام يستمر إلى الساعة السادسة؛ ألنني لم أرغب بعد كل هذه املعاناة في أن أركب في سيارة مر ًة أخرى ولم يكن باستطاعتي أن أمشي لكي أصل موقف احلافالت ،واملضحك أكثر أن ح��ذاء زميلتي الذي ارتديته صباحا ً متزق هو اآلخر ،ولكنني فعالً أشعر بالسعادة ليس ألن احلذاء أبقاني ضاحكة طول اليوم بل ألنني حققت ما أردته من هذا اليوم وحتديت نفسي واآلخرين بأنني أستطيع أن أحقق ما أسعى إليه ولكن مع املزيد من الصبر والتح ّمل.
مركز عالج وتأهيل ضحايا التعذيب
وحتد للوصمة االجتماعية خدمات كثيرة ٍّ خاص بـ (سنابل) كان متفوقا ً في دراسته ،ولكن اعتقاله من قبل قوات االحتالل اإلسرائيلي أكثر من مرة ،د ّمر أحالمه في احلصول على مستوى أكادميي متم ّيز ،فقد مت اعتقاله أربع مرات خالل فترة وج��وده في املرحلة اجلامعية؛ األمر الذي أدى إلى عدم حصوله على الشهادة اجلامعية ،وفي حينها مت إعطاؤه بطاقة خضراء لكي يضربه اجلنود على احلواجز والطرقات ،وكان يضطر إلى أن يسلك طرقا ً جبلي ًة وعر ًة بسبب تلك الهوية اخلضراء ،التي كانت تـُعطى للذين تنتهي فترة اعتقالهم في سجون االحتالل اإلسرائيلي. راشد رشيد ري��ان ،يبلغ من العمر ( 45عاماً) ،ويسكن في ق��راوة بني حسان، قضاء سلفيت ،لم ين ِه حتصيله اجلامعي؛ ألن االحتالل اإلسرائيلي اعتقله وسجنه عدة مرات ،وتعرض لإلصابة بأعيرة نارية في كتفه ويده ،وكان أول اعتقال له وهو في سن الثامنة عشرة قبل االنتفاضة األولى. وألن راشد تزوج وأصبح لديه أوالد ،فإنه لم يعد ميلك املال الستكمال دراسته اجلامعية ،وعندما ك��ان يحاول احلصول على فرصة عمل في مكان م��ا ،ال يتمكن من الوصول إليه بسبب الهوية اخلضراء والتي كانت مدتها خمس سنوات ،وبعد انتهاء املدة حصل على عمل ولكن إصابته منعته من االستمرار في العمل ،إضافة إلى أن الراتب الذي كان يتقاضاه ،لم يكن يغطي احتياجات أسرته ،وألنه لم يحصل على شهادة جامعية لم يتمكن من إيجاد فرصة عمل جيدة. وبعد أن ع��اش راش��د ث�لاث عشرة عاما ً في غرفة ومطبخ وحمام مع زوجته وأطفاله ،قرر أن يبيع قطعة األرض التي ميتلكها لكي يستطيع فتح مشروع صغير يجد من خالله الرزق ألطفاله ،فقام بفتح بقالة صغيرة في قريته. كان راشد يعتقد أن مركز عالج وتأهيل ضحايا التعذيب ،يتابع قضايا الفارين من أس��ره��م ،ولكن بعد فترة حضر إل��ى املركز واطلع على خدماته ،وأصبح أحد املنتفعني من خدمات املركز ،واآلن هو بحالة جيدة ،ويعمل لدى إحدى الشركات كمسوق مبيعات ،ويطمح إلى إيجاد فرصة إلكمال حلمه اجلامعي. أما املنتفع (م.ع) الذي يبلغ من العمر ( 42عاماً) ،من إحدى قرى رام الله ،وهو متزوج ولديه ستة أوالد ،فلم يستطع إكمال حتصيله العلمي .قرأ كثيرا ً عن جتارب السجناء اآلخرين ،وبالصدفة حينما مت اعتقاله وهو في بيته ،كان يطالع كتابا ً يحكي عن وضع األسرى في سجون االحتالل اإلسرائيلي ،وبعد ساعات وضع في زنزانة األسرى ،ويؤكد أن أخطر شيء يعاني منه األسير هو وجود املتعاونني مع االحتالل اإلسرائيلي داخل غرف السجون ،ولكن القراءة جعلته يستطيع التعامل بشكل حذر داخل السجن. وبعد أن خرج من السجن تبدلت عاداته ،وأصبح ال يحب أن يرى أحدا ً ويحب الوحدة ،وال يحب العمل ،وقد مت هدم بيته املكون من طابقني من قبل جيش االحتالل في اليوم نفسه الذي مت اعتقاله فيه. وأثـَّر هدم البيت على أحد أوالده بشكل كبير حيث بدأ في االن��زواء واجللوس ملشاهدة الرسوم املتحركة طوال النهار ،وهناك من أشار على والده بأن يأخذ ابنه إلى طبيب نفسي ،ولكن مركز عالج وتأهيل ضحايا التعذيب عمل على مساعدته في
عالج ابنه عن طريق اختصاصيني نفسيني واجتماعيني ،وبشكل عائلي ،وهو اآلن في طريقة إلى الشفاء. ك��ان��ت ه��ذه من���اذج م��ن ح���االت يتابعها ويعاجلها م��رك��ز ع�لاج وتأهيل ضحايا التعذيب ،وكانت هناك لقاءات أخ��رى إلب��راز اخلدمات التي يقدمها املركز ،وطرق العالج ،واملشاكل التي يصادفونها واحللول التي وضعت من أجل ذلك. حيث أشارت مديرة العالج والتأهيل في مركز عالج وتأهيل ضحايا التعذيب، سعاد متولي بدران ،وهي مسؤولة عن جميع االختصاصيني النفسيني واالجتماعيني في جميع الفروع في الناحية العالجية والتأهيل ،إلى أن هناك ثالثني موظفا ً تقريبا ً يعملون ف��ي م��ج��ال الصحة النفسية ،وأن��ه��ا مسؤولة ع��ن سير برامجهم اليومية واألسبوعية ،واإلشراف على احلاالت ...وتقول« :إن طبيعة خدمات املركز مختلفة، ومنها ال��ذه��اب إل��ى امليادين املختلفة وزي���ارة ك��ل األش��خ��اص ال��ذي��ن يحتاجون إلى خدمات املركز ،والعمل على التواصل مع البلديات والشخص املسؤول في البلدة، ومن خالل هؤالء نتوصل إلى األس��رى احملررين أو أهالي األس��رى ،ونتوجه إليهم، إضافة إلى أن املركز يتواصل مع كل من تضرر من االحتالل اإلسرائيلي واالعتقال السياسي ،وأهالي الشهداء واجلرحى ،ومن تعرض ملضايقات من جيش االحتالل اإلسرائيلي ،وهدم البيوت ...وعندما يتوجه الطاقم إلى امليدان يقوم بشرح طبيعة اخلدمة التي يقدمها ،ويتم سؤال الضحايا عن الذي حدث لهم ،وتأثيره عليهم ،وإذا ما تغ ّيرت حياتهم وعالقاتهم». وتتابع ب��دران« :ومن هنا تبدأ حاجة الشخص للخدمة ،وهذا األمر بحاجة إلى إقناع ،ألن املجتمع يعتبر ذلك وصمة اجتماعية ،لذلك يتم إقناع الناس بخدماتنا، كما أن كل خدماتنا داخل وخارج املركز مجانية ،وهناك أناس نعفيهم من ثمن الدواء وآخرون نوفر لهم نسبة من ثمن الدواء ،وذلك حسب حالتهم املادية ،كما أننا نستقبل حاالت داخل املركز وتتم متابعتهم ،من خالل طبيب نفسي واختصاصي اجتماعي، ونشترك كلنا في وضع خطة مشتركة للتدخل معهم وكيفية التدخل ،وبالتالي يتم وضع اخلطة االجتماعية ،وبناء على احلالة وحاجتها وإذا كانت الزيارات املنزلية مهمة أم ال ،وهناك حاالت تأتي من خالل املنتفعني واملؤسسات احلكومية واألهلية وغيرها ،بحاجة إلى اخلدمة». وتضيف سعاد« :إن مناذج العالج املستخدمة متعددة ،منها العالج الروائي وآخر عن طريق حركة العني وإعادة املعاجلة ،والكل يتدرب على العالج السلوكي املعرفي، وهناك العالج العائلي حيث نتوجه إلى العائالت وليس لألفراد ،وهناك عالج عن طريق اللعب والفن خاص باألطفال ،ونتعامل مع األسرى سواء من أسرى إسرائيل أو السلطة أو دول عربية وذلك يكون ضمن عملنا ،وأكثر املنتفعني من خدمات املركز هم من الرجال الذين تعرضوا لالعتقال ،ألن نسبة الرجال الذين مت اعتقالهم أكثر من النساء اللواتي مت اعتقالهن ،وفي موضع أهالي الشهداء فإن النساء نسبتهن أعلى في االنتفاع من خدمات املركز». وتؤكد سعاد أنه في وزارة شؤون األس��رى ال يوجد دعم نفسي ،لذلك يقومون
6
بتحويل احلاالت للمركز ،وأيضا ً املركز يحول لهم حاالت خدمات التأهيل ألن املركز يستطيع استقبال عشرين شخصا ً في هذا املجال فقط ،ويوجد لدى املركز مشروع صغير للتأهيل املهني. وت��ن��وه ب���دران ب��أن أول ش��يء يجب أن تتم احملافظة عليه ه��و أن يكون هناك محافظة على املعلومات ،فمن غير املسموح به أن نعطي أية معلومة عن أي شخص ألي شخص آخ��ر ،وإذا طلب منا إعطاء أي��ة معلومة فيجب أن تكون هناك موافقة خطية و مباشرة من املنتفع ،وال نعطي أي��ة معلومات عن املنتفع حتى ،ول��و كان املستفسر هو أحد أفراد العائلة ،إال في حالة أن يكون املنتفع طفالً ،فإننا نعطي ولي أمره املعلومات الالزمة عنه. وت��ق��ول ب���دران« :م��ن املمكن أن نستقبل ح���االت استثنائية إذا أص���رت احلالة على االنتفاع من خدمات املركز ،وأك��دت أنه ال يوجد أي مكان آخر يعطي اخلدمة املتوفرة لدينا ،وهناك اتفاقات خطية وضمنية بيننا وبني عدد من ال��وزارات ،أكثر شيء نركز عليه في عملنا اآلن هو محو مفهوم الوصمة االجتماعية التي ينظر بها العديد من فئات املجتمع إلى من يتلقى العالج من قبل طبيب أو اختصاصي نفسي، وهناك مشكلة أخرى نعاني منها وهي أن عددا ً من األسرى ينكرون أنهم بحاجة إلى مساعدة. أما مستشارة الصحة النفسية في الدائرة العالجية ميسر صبح ،التي واكبت املركز منذ بداياته من العام ،1983فقالت« :كنت أعمل املقابالت لألهل ،وكنت قبل ذلك أعمل في مستشفى األم��راض العقلية ،وتطور األم��ر عندما أصبح هناك مركز عالج وتأهيل ضحايا التعذيب ،وزاد بالتالي عدد أفراد الطاقم االجتماعي والنفسي، وحاليا ً أعمل كمستشارة مهنية وإدارية وشخصية ،وتقول :لدينا برنامجان داخل املؤسسة وخارجها ،كما نحاول محو ظاهرة الوصمة االجتماعية التي توجه للذي يزور املركز لتلقي العالج». وتتابع ميسر»إن االختصاصي في املركز يرى في األسبوع الواحد تقريبا ً من 15 ـ 20حالة ،ومنها حاالت تتم زيارتها مر ًة واحد ًة وأخرى تتم زيارتها بشكل دوري، كما لدينا ستة اختصاصيني في ف��رع رام الله وهناك أكثر من مئة حالة أو أكثر، وهذا يعني مئة جلسة في األسبوع ،والعمل يستمر معهم أحيانا ً من 3ـ 4شهور، وهناك حاالت فصام عقلي وغيره من األمراض النفسية الصعبة ،والعمل ينقسم بني االختصاصيني النفسيني واالجتماعيني والناحية الطبية». وتضيف ميسر« :ون��ح��اول ف��ي اخل��ط��ة املستقبلية أن نغطي مناطق الضفة جميعها ،وأن نصل إلى كل أسرة عانت من العنف ،ونعمل على مساعدة الناس في تخطي األزم��ات التي عاشوها ،وخلق مجتمع خ��ال من التعذيب من خ�لال تدريب األجهزة األمنية على سبيل املثال ،ونعمل على محو الوصمة االجتماعية ألن هناك عائالت تخفي أوالده��ا الذين يعانون من م��رض نفسي ،وذل��ك ألسباب اجتماعية أسرية متعددة ،وهناك ال���دورات التي نقوم بعملها والتي نسعى من خاللها إلى تثقيف املجتمع بأن املريض النفسي مثل أي مريض أخر ،وكيفية التعامل مع املريض النفسي وأنه يجب أن يكون له دور في احلياة حسب قدراته.
جانب من نشاطات وفعاليات وزارة شؤون األسرى املركز يثمن دور وزارة شؤون األسرى واحملررين في تفعيل قضية األسرى واملعتقلني في سجون االحتالل اإلسرائيلية ،حيث ساهمت الفعاليات والنشاطات املتعددة التي قامت وتقوم بها الوزارة بتسليط الضوء على هذه القضية ووضعها في بؤرة اهتمام املجتمع احمللي والدولي .كذلك يثمن املركز الدور املهم الذي تلعبه الوزارة في التنسيق واجلمع بني املؤسسات املعنية في هذا املجال احلكومية منها واملدنية ،حيث خلق هذا التفاعل والتنسيق الدائم من قبل الوزارة ردة فعل مميزة وموحدة جتاه قضية األسرى واملعتقلني.
حفل تكرمي امهات األسيرات داخل السجون اإلسرائيلية مبناسبة يوم الثامن من آذار
حفل استقبال األسرى املقدسيني الذين أمضوا فترات طويلة في االعتقال واملفرج عنهم حديث ًا
ذاكرة في زيارة السجون
معاناة ترسمها آالم األمهات رام الله ـ (سنابل) ،امتياز املغربي
ل��م ت��ك��ن ه���ذه ه��ي امل���رة األول����ى ال��ت��ي أذه���ب فيها ل��زي��ارة أخ ل��ي ف��ي سجون االح��ت�لال اإلس��رائ��ي��ل��ي ،فمنذ أن ك��ن��ت ص��غ��ي��ر ًة ك��ان��ت ل���دي ث��ق��اف��ة ح���ول أسماء السجون اإلسرائيلية من كثرة زيارتي إخوتي املعتقلني في تلك السجون ،أكثر من معرفتي بأي شيء آخر ،وكبرت وال أزال أزور تلك السجون ،فغالبا ً ما كان هناك واح��د من إخوتي داخ��ل تلك السجون ،عندما كنت صغيرة كانت معرفتي صغيرة بحجم املعاناة ،ألنني كانت أشارك فيها بكل طفولتي ،واآلن عندما كبرت بدأت أرى تفاصيل أخرى غير احلافلة التي تقلنا إلى أحد السجون وغير معاناة اإلذالل والبرد واحل��ر ،بدأت أحتسس نوعا ً آخر من األل��م ،كان أملا ً مرسوما ً على وجوه النساء اللواتي كن يقمن بزيارة أوالدهن في سجون االحتالل اإلسرائيلي. اكتشفت هذه املعاناة عندما حصلت على تصريح من قبل (الصليب األحمر) لكي أمتكن من زي��ارة أخي للمرة األول��ى بعد رفض أمني لي استمر عامني ،ولكن في هذه الزيارة لم أ َر أخي محمد في السجن فقط بل رأيت تفاصيل معاناة املرأة منذ الساعة الرابعة صباحاً ،وهي موعد احلافالت التي ستنطلق إلى حيث أول معبر، وحتى الساعة التاسعة مسا ًء أحياناً ،وهي رحلة العودة .وفي أول زيارة ألخي محمد غرقت عيناي بالدموع رغما ً عني ،فهو أخي الصغير ،لم أستطع أن أخفي دموعي ،وهو في املقابل اغرورقت عيناه بالدموع ،وكانت أمي برفقتي وكانت تبكي على بكائنا. وجاء موعد الزيارة الثانية ،وهناك بدأت أنظر إلى النساء اللواتي كن يذهنب في احلافلة نفسها التي كانت تقلنا ،كانت هناك معاناة من نوع آخر ،حيث تعاني معظم النساء اللواتي يأتني إلى زيارة أبنائهن من أمراض عدة أولها الضغط وليس آخرها السكري ،وقد جتتمع أربعة أمراض في امرأة واحدة ،ولكن شوقها البنها ال مينعها من التفكير في مرضها ،فكانت تقوم بأخذ حقيبة صغيرة لكي تضع فيها أنواع األدوية التي يجب أن تتناولها طوال الطريق ،وتبقى طوال الطريق في احلافلة التي ال تتوقف أبدا ً إلى عند أبواب السجن ،وهي تشرب األدوية حسب مواعيدها.
حلظات الترقب تنزع ما في القلب من ارت��ي��اح ،فهناك أمهات كثيرات يبدأن في البكاء والصوم وعدم تناول الطعام ،ألنهن منشغالت البال على أوالدهن في السجن ،ويبدأن بقمع أنفسهن فال يأكلن وال يتحدثن ويكتفني بالصمت. وهناك نساء أخ��ري��ات ال يستطعن حمل احلقيبة التي يضعن فيها حاجات طلبها أوالده���ن في السجن ،وتبقى امل��رأة حتمل حقيبتها من مكان إل��ى آخ��ر عند تبديل احلافلة وعمليات التفتيش الطويلة ،التي قد تنتهي بالرفض أو تنتهي بذهاب احلافلة كما حصل معي في إحدى املرات .أما في موضوع الدخول إلى مكان الزيارة ،فإن وسيلة التحدث تكون عبر الهاتف ،وه��ذا الهاتف عانيت منه كثيرا ً ألنني لم أستطع سماع ما يقوله أخ��ي محمد ،فاعتمدت أن��ا وأم��ي على استخدام وسيلة مساندة وهي اإلشارات ،والتي كنا نخطئ في استخدمها أحياناً ،األمر الذي يضيع مدة الزيارة ،وكنت أتساءل إذا كنت ال أستطيع سماع صوت أخي أثناء مدة الزيارة عبر ذلك الهاتف ،فكيف تتمكن النساء اللواتي يعانني من مشاكل في السمع من سماع أبنائهن؟. وقد حصل أن أمر أحد الضباط من جيش االحتالل في سجن النقب بأن يقوم األهل بتنظيف احلمام وساحة االنتظار ،وهددهم بأنه لن يسمح لهم بالعودة إذا لم يقوموا بتنظيف مكان االنتظار ،وهو عبارة عن ساحة خارجية في العراء. كنت أحب اجللوس في آخر مقعد في احلافلة لكي أكون مع إحدى أخواتي التي حصلت على تصريح بالزيارة ونساء أخريات ،وصادف أن كانت هناك سيدة من منطقتنا تعاني من عدة أمراض لم أستطع أن أحصيها ،وكان لديها أربعة أوالد في سجون االحتالل اإلسرائيلي ،وكل واحد منهم في سجن وحده ،وكانت تزور مثالً في اليوم األول معنا ،وفي اليوم التالي تذهب لزيارة ابنها اآلخر وهكذا حتى تزور االبن الرابع .وقد الحظت أنه ال يتوفر في احلافلة طبيب أو ممرض ملعاجلة األمهات الكبيرات في السن اللواتي يعانني من أمراض عدة ،وأن األمر يبقى في رعاية الله، وإذا حصل وتعبت إحداهن في احلافلة أثناء مسيرة احلافلة التي ال تتوقف ،فإنها
7
تكتفي بالصمت أو البكاء على حالها ،أو أخذ جرعة دواء ،فهي طبيب نفسها. عندما نزلنا من احلافلة بحثت تلك األم عن مكان تستظل به من أشعة الشمس، ووضعت حقيبتها ،وهي تلهث ،وبعدها أسندت إلي مهمة حراسة حقيبتها ،وذهبت إلى إدخال مالبس ابنها عبر نافذة لتسليم تلك األمور ،وبقيت تنتظر في صف طويل حتى أتى دورها .وهناك مشهد لن أنساه ،عندما كنا في طريق العودة ،بدأت هذه األم بالنزول شيئا ً فشيئا ً عن مقعدها ،وجلست على أرض احلافلة ،وبدأت تشعر باالختناق ،لم نستطع أن نقدم لها املساعدة ،كانت تبكي على حالها ،وكنا نحاول تهدئتها واحلديث معها ،وبعد ساعة رأيناها تتمدد في وسط احلافلة ،وتضع كيس األدوي��ة حتت رأسها وتنام ،أنا ال أعرف حتى اآلن إذا كانت قد نامت أم أن تصح عندما وصلنا إلى نقطة تبديل احلافلة ،وهناك قمنا املرض قد غلبها ،ألنها لم ُ بإيقاظها .حتى والدتي التي تزور معي ،والتي التزال في عمر الثامنة واخلمسني، عاني من التعب واملرض بسبب طول مدة سير احلافلة ،وطبيعة مكان االنتظار الذي هو عبارة عن ألواح من الزينكو معمولة على شكل سقف ،ويبقى األهل حتى ساعة متأخرة وهم بني برد الشتاء وحر الصيف .وهناك مشاهد تبقى في ذاكرة كل من يزور املعتقلني الفلسطينيني في سجون النقب ومجدو وعسقالن وغيرها، مشاهد ترسم حجم معاناة األمهات والنساء اللواتي قدمن أغلى ما لديهن ،لشعب ووطن ،وهن غير نادمات ،ولكن رفقا ً بدموعهن وأملهن ومرضهن ،رفقاً...
واقع مرير ومعاناة بعد اإلفراج
األسرى الفلسطينيون احملررون بحاجة إلى من يحميهم من آثار السجون ويوفر لهم حياة كرمية تقرير :عزيزة ظاهر جيش م��ن احمل��رري��ن ي��ع��ان��ون م��ن أم���راض خطيرة ومزمنة وخبيثة ورثوها من السجون اإلسرائيلية ،أو كان للسجون وآثارها ،أو للتعذيب وتوابعه ،أو اإلهمال الطبي وم��خ��اط��ره دور رئ��ي��س ف��ي ب��روزه��ا وظهورها عليهم بعد حتررهم مباشرة أو بعد سنوات من خروجهم من السجن .وهم بحاجة إلى من يتابع شؤونهم ويوفر م��ت��ط��ل��ب��ات��ه��م وي��س��هّ��ل ت��وف��ي��ر اح��ت��ي��اج��ات��ه��م م���ن تأمني صحي ،وع�لاج ،وحت��وي�لات ،ومتابعة نفسية ...وفا ًء لتضحياتهم وتقديرا ً ملعاناتهم وحرصا ً على حياتهم وتكرميا ً لنضاالتهم. كثيرة هي املؤسسات احلكومية واملراكز األهلية التي تتبنى قضية األسرى وتتابع أمورهم وتطالب بحقوقهم سواء أكانوا داخل السجون اإلسرائيلية أو بعد اإلفراج عنهم ،ولكن هل األسرى راضون عن هذه املؤسسات وما تقدمه لهم ؟ وم��ن بني تلك امل��راك��ز مركز ع�لاج وتأهيل ضحايا التعذيب ،ووزارة ش��ؤون األس��رى واحملررين ونادي األسير ووزارة الصحة ،وغيرها. ش��ادي إبراهيم عثامنة من بلدة عصيرة الشمالية، ق��رب ن��اب��ل��س ،واح���د م��ن م��ئ��ات األس���رى ال��ذي��ن خرجوا من السجن يعانون من أم��راض مزمنة ،يبلغ من العمر عشرين عاماً ،اعتقل بتاريخ 2007/3/28وكان عمره وقتها 17عاماً ،بعد اعتقاله مباشرة تعرض للضرب امل��ب��رح ع��ل��ى رأس����ه م��ن ق��ب��ل ج��ن��ود االح���ت�ل�ال بأعقاب ب��ن��ادق��ه��م ،وم��ك��ث ف��ي زن��ازي��ن التحقيق االن��ف��رادي��ة ما يقارب 60يوماً ،عانى خاللها الكثير نتيجة رطوبتها وال��ض��وء اخل��اف��ت ال��ذي يستخدمه احملققون كأسلوب استفزاز لألسرى والذي يؤثر على النظر تأثيرا ً كبيراً، إضافة إلى الضرب املبرح أثناء التحقيق ،كل هذا أدى إل���ى إص��اب��ة ش����ادي ب��ف��ق��دان ال��ب��ص��ر ف��ي إح����دى عينيه وض��ع��ف ح��اد ف��ي ال��ع�ين ال��ث��ان��ي��ة ،إض��اف��ة إل��ى تعرضه ملوجات إغماء بني احلني واآلخ��ر حيث بدأ يشعر بهذه األع��راض بعد اعتقاله مباشرة ،ول��م يكن يحصل على العالج املناسب داخل السجن؛ األمر الذي راكم من سوء وضعه الصحي. يقول عثامنة :خرجت من السجن بتاريخ 2008/8/25ضمن قائمة اإلف��راج��ات ومباشرة بعد خروجي من السجن زارن��ي مختصون نفسيون من مركز ع�لاج وتأهيل ضحايا التعذيب ،وح��ول دوره��م يقول «الش��ك في أنه كان لهم دور في حتسني نفسيتي من خالل بعض اجللسات وقد التحقت عندهم ب��دورة كمبيوتر؛ األم��ر ال��ذي ساهم بسد فجوة الفراغ عندي ولكن لفترة قصيرة ،بالطبع كنت أتوقع مساند ًة أفضل من ذلك ،على األقل بتوفير بعض األدوي��ة لي حيث يفوق سعر القطرات التي أستخدمها 500شيكل إضافة إلى األدوي��ة املسكنة األخ��رى ،يعني لم أستفد من املركز سوى دورة الكمبيوتر ،فوضعي النفسي جيد مقارنة مع وضعي الصحي ،ويضيف أنا اآلن عمري 20سنة ،شاب في وضعي بحاجة إلى أن يبني نفسه ،ولكن كيف وأنا ال أملك شهادة توجيهي وال جامعة وال أستطيع العمل ؟ وال��دي يعمل مبحطة بنزين راتبه ال يتعدى 1500شيكل وأنا بحاجة إلى أكثر من 500 شيكل أدوية شهرياً ،فمن حقي كأسير محرر أعاني من إعاقة ببصري نتيجة الضرب في سجون االحتالل أن يوفر لي راتب شهري ،وزارة شؤون األسرى لم تقدم لي شيئا ً وكافة التقارير الطبية قمت بتقدميها لهم ،ولكن حتى اليوم لم أحصل على أي شيء منهم ،وال من نادي األسير الفلسطيني ،أتعالج في املستشفيات احلكومية على تأمني األسرى حصلت عليه من وزارة الصحة لكنهم ال يوفرون لي القطرات والدواء بدعوى أنه غالي الثمن. أما األسير احملرر فارس رمضان 26عاما ًَ من بلدة تل ،قرب نابلس ،فقد اعتقل بتاريخ 2005/10/12وكان مصابا ً برصاص قوات االحتالل وحكم عليه بالسجن أربع سنوات ،فيقول :إصابتي لم متنعهم من تعذيبي فكانوا يشبحوني لساعات طويلة ،ويقيدوني على كرسي التحقيق حتى أصبحت أعاني من شلل نصفي في اليد اليمنى والرجل اليمنى ،األمر الذي أثر على
حياتي اليومية في السجن ،حيث عانيت من مشاكل أثناء األكل أو االستحمام وكل الفعاليات اليومية ،كما قال األسير إنه في الفترة األخيرة أصبح يصاب باإلغماءات املفاجئة خاصة أثناء االستحمام. وكانت إدارة السجن ترفض توفير العالج الالزم لي وبعد اإلفراج عني بتاريخ 2009/8/9أصبحت أتعالج على نفقة أهلي ،حيث أجريت لي عملية جراحية قبل فترة قصيرة في يدي ورجلي على حساب أخي الذي يعيل أسرة ويعمل موظفا ً بسيطاً ،ولم أحصل على تغطية عالج من السلطة وأنا جريح انتفاضة وأسير محرر وتكلفة العملية كانت باهظة واألمل بالشفاء يبقى بيد الله ،حتى راتب جريح لم أحصل عليه وقد ناشدت كافة املؤسسات املعنية مثل وزارة شؤون األس��رى واحملررين ومؤسسة اجلرحى ورفعت أوراقي ملكتب الدكتور سالم فياض دون جدوى ولم أسمع سوى وعود لم تتحقق، حتى منحة اإلفراج لم أحصل عليها حتى اآلن. أما بالنسبة إلى دور مركز عالج وتأهيل ضحايا التعذيب فيقول :يقوم االختصاصي النفسي من مركز ع�لاج وتأهيل ضحايا التعذيب بزيارتي بشكل دوري لكن أن��ا ال أري��د كالما ً أري��د فعالً أري��د منهم أن يساعدوني في احلصول على حقي كجريح وأسير من حقي أن يكون لي راتب شهري أصرف منه على نفسي ،من حقي أن أحصل على تغطية عالج على األقل. أما أيوب عودة ( 24عاماً) من بلدة حوارة ،جنوب نابلس ،فيقول :اعتقلت أثناء عودتي من األردن على اجلسر حيث كنت أدرس باجلامعة األردنية واعتقلت سنة وثالثة شهور في سجن مجدو وخرجت من السجن بتاريخ 2009/10/28وأن��ا أعاني من ألم شديد في ركبتي نتيجة الضرب الذي تعرضت له على أي��دي جنود االحتالل عند اعتقالي وأثناء التحقيق معي، ما أدى إل��ى تآكل في الغضروف وق��د أجريت عملية جراحية قبل أي��ام في
8
مستشفى رفيديا احلكومي. وحول دور نادي األسير يقول عودة »:أثناء وجودي في السجن ذهبت أختي إلى نادي األسير كي تسجل اسمي كي أحصل على الـ 800شيكل ولكن املوظفة التي قابلتها رفضت تسجيل اسمي كوني ال أنتمي إلى حركة فتح أو باألحرى كوني مؤيدا ً الجتاه آخر ،وعلى حد علمي أن هذه املبالغ مقدمة من منظمة التحرير الفلسطينية ،فإلى متى هذه النظرة العنصرية والتحيز والتمييز م��ن مؤسسات السلطة ب�ين اب��ن فتح واب��ن أي اجت��اه آخ��ر ونحن في النهاية كلنا فلسطينيون ولنا القضية والهدف نفسهما ،أما حول مركز تأهيل وعالج ضحايا التعذيب فقد أشار إلى أن االختصاصي النفسي يزوره بشكل مستمر لالطمئنان على وضعه النفسي ال أكثر وال أقل ،ولكن يجب أن يكون لهم دور أبرز من ذلك وأن يكونوا أداة ضغط على املؤسسات األخرى ويوصلوا قضيتنا إلى أصحاب املناصب. وقد طالب األس��رى الثالثة وذووه��م ـ الذين يعكسون وضع املئات من األسرى الذين يعانون من واقع مرير ووضع صحي صعب ـ املجتمع الدولي بضرورة حتمل مسؤولياته األخالقية واإلنسانية جتاههم وتوفير سبل الدعم واملساندة لهم ،وإع���ادة تأهيلهم وتوفير الرعاية الصحية الكاملة والنموذجية لهم جميعا ً دون استثناء ،باعتبارهم ضحايا ملمارسات االحتالل اإلسرائيلي وجرائمه. وط��ال��ب��وا ال��س��ل��ط��ة ال��وط��ن��ي��ة الفلسطينية ـ��ـ م��ن خ�ل�ال وزارة األس���رى واحملررين ووزارة الصحة ـ بتوفير تأمني صحي ومجاني لكافة األسرى دون استثناء ،يضمن لهم رعاية صحية أساسية مجانية ،ويكفل توفير العالج الالزم والضروري لهم ،وتوفير التحويالت للعالج ،ومن من الواجب منح كل أسير محرر تعرض ملرض يحول دون قدرته على ممارسة أي عمل راتبا ً يوفر له ولعائلته لقمة العيش بحدودها األساسية.
تتمة جرائم اإلهمال الطبي بحق األسرى في السجون اإلسرائيلية ألف جتربة طبية لشركات أدوية إسرائيلية أجريت على املعتقلني بشكل سري وأك��د قراقع ،وج��ود جرمية وانتهاكات وصفها بالفظيعة بحق املعتقلني، مبينا ً أن ه��ذا امللف سيكون أح��د امللفات الرئيسة ف��ي ال��دع��وة التي سترفعها السلطة الوطنية إلى محكمة الهاي من أجل استصدار فتوى حول املركز القانوني للمعتقلني الفلسطينيني باعتبارهم أسرى حرب ،كما تبنت جامعة الدول العربية التوجه إلى األمم املتحدة إلثارة قضية املعتقلني الفلسطينيني بكل ما حتمل من انتهاكات ،وسنثير القضية خالل لقائنا مع احتاد احملامني العرب في القاهرة، في إطار محاولتنا استنهاض حترك عربي حقوقي للمندوبني العرب في األمم املتحدة ملساعدتنا من أجل أن يأخذ هذا امللف حقه على املستوى الدولي. جلنة الصليب األحمر ال تتح ّمل مسؤولياتها وانتقد قراقع دور جلنة الصليب األحمر الدولية ،ووصفه باملستوى غير املطلوب ،مطالبا ً إياها بأن تتحمل مسؤولياتها كمؤسسة دولية في فضح هذه السياسة اإلسرائيلية وعدم االجنرار وراء محاوالت تنصل احلكومة اإلسرائيلية من العناية الطبية باملعتقلني ،وأيضا ً أن تزيد من طواقمها الطبية العاملة في داخل السجون والكشف وزيارة املرضى وتقدمي العالجات والفحوص الالزمة لهم وتقدمي أيضا ً األجهزة الالزمة .ووصف قراقع الوضع الصحي داخل سجون االح��ت�لال باخلطير وامل��ت��ده��ور ج���دا ً ل�لأس��رى امل��رض��ى بسبب ت��زاي��د األم���راض وبالتحديد األم��راض اخلبيثة داخ��ل السجون في أجساد األس��رى ،مشيرا ً إلى أن اإلحصائيات تشير إلى تزايد هذه احل��االت بشكل متواصل .وذكّ��ر بأن عدد الشهداء الذين استشهدوا بسبب اإلهمال الطبي وتردي أوضاعهم الصحية منذ العام 2000وحتى اليوم بلغ 19أسيرا ًَ فلسطينياً ،وآخرهم كان الشهيد جمعة موسى من القدس وه��ذا الرقم غير ع��ادي ويعني أن هناك وضعا ً غير طبيعي يجري داخل السجون .وجدد تأكيده أن هناك سياس ًة متعمد ًة وممنهج ًة لقتل األس��رى بشكل بطيء داخ��ل السجون من خ�لال ع��دم توفير العناية الصحية لهم ،وبالتالي حت�� ّول السجن إل��ى مقصلة دون إع���دام «على ح��د وص��ف��ه» من خالل زرع األمراض وعدم توفير العناية الصحية الكافية للمئات من املعتقلني الفلسطينيني .وب�ّي�نّ أن اإلحصائيات تشير إل��ى وج��ود 1500حالة مرضية صعبة داخل السجون من بينها 18حالة مصابة بأمراض سرطانية أو أمراض خبيثة داخل السجون تهدد حياتهم باخلطر ،ونحن نعيش حالة قلق على حياة األس��رى ،متوقعا ً أن يستشهد أسرى مصابون بأمراض صعبة إذا ما استمرت هذه احلالة القاسية في سجون االحتالل. وت��اب��ع ه��ن��اك امل��ئ��ات أي��ض��ا ً م��ص��اب��ون بالشلل واإلع��اق��ة وامل���وج���ودون في مستشفى سجن الرملة على ع��ك��ازات وع��ج�لات معاقني ،ع��دد كبير منهم كان اعتقل بعد إصابته بالرصاص ،مماطلة كبيرة جدا ً في إجراء العمليات اجلراحية لهؤالء املرضى هناك تسويف وبالتالي سيتفاقم املرض أكثر فأكثر حتى يصل إلى مرحلة صعبة .وأضاف :إن املؤشر اآلخر هو وفاة حوالى 60أسيرا ً محررا ً منذ العام 1985بعد قضائهم فترات طويلة داخ��ل السجون بأمراض خبيثة وبالسرطان ،كان آخر من توفي منهم محمد العملة قبل عدة أيام بعد اإلفراج عنه من السجون وتبني أنه مصاب بفشل كلوي في مرحلة خطيرة وبالتالي استشهد في مستشفى سجن عالية في اخلليل ،وأن هناك الكثير من األسرى الذين اكتشفوا أنهم مصابون بأمراض خبيثة بعد اإلفراج عنهم. وأع��از قراقع هذه األسباب إلى ظ��روف السجن واملسؤولية التي تتحملها حكومة إسرائيل وإدارة السجون واألطباء اإلسرائيليون في السجون. األطباء في إسرائيل يتساوون مع اجلالدين وقال :إن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي يتساوى فيها األطباء مع اجلالدين فال فرق بني الطبيب واجل�لاد أو احملقق داخ��ل السجون ومراكز التحقيق واملعسكرات اإلسرائيلية ،ف��ال��ظ��روف الصحية ف��ي م��راك��ز احتجاز األس��رى أيضا ً قاسية للغاية .وأوض���ح :أن وزارة البيئة اإلسرائيلية كشفت مؤخرا ً عن وج��ود م��واد مسرطنة في محيط سجن النقب تؤثر على املعتقلني الفلسطينيني ،وفي العام 1997اعترفت وكشفت وزي��رة العلوم في احلكومة اإلسرائيلية ومسؤولة شعبة األدوية أيضا ً في وزارة الصحة اإلسرائيلية عن وج��ود 1000جتربة طبية لشركات أدوي��ة إسرائيلية أجريت على املعتقلني الفلسطينيني بشكل سري وقالت حرفيا ً هناك في كل عام على طاولتها طلبات من شركات أدوية تتزايد أكثر وأكثر من أجل إجراء هذه االختبارات على األسرى داخل السجون دون أن يعرفوا. تنصل إسرائيل من التزاماتها القانونية في عالج األسرى وأع��رب قراقع عن قلقه من السياسات اإلسرائيلية اجل��دي��دة في موضوع عالج األس��رى املرضى ،ومن ضمنها محاولة إسرائيل التنصل من التزاماتها القانونية في عالج األسرى داخل سجونها ،مؤكدا ً أن مديرية مصلحة السجون اإلسرائيلية ،بدأت باتفاقية مع جلنة الصليب األحمر الدولية ،تقضي بإلزام األسير الفلسطيني بدفع نفقات عالجه الطبي ،ومن ال يستطيع دفع ثمن عالجه أو إجراء عملية جراحية فإنه ال يعالج ،مؤكدا ً خطورة هذه اخلطوة التي حتاول إسرائيل من خاللها التحرر مما نصت عليها القوانني الدولية التي تلزم دولة االح��ت�لال بتوفير ال��ع�لاج ال��ك��اف��ي وال��ك��ام��ل والصحي لكل أس��ي��ر حتتجزه في سجونها. وتابع :هناك مؤشرات جديدة على اتباع هذه السياسة اإلسرائيلية ،وأهمها املساومة على العالج ،فكثير من املعتقلني خاصة في مستشفى سجن الرملة، قاموا عن طريق احملامني الفلسطينيني برفع شكاوى على إدارة السجون وعلى األطباء اإلسرائيليني ،بسبب عدم تقدمي العالج لهم ،أو بسبب املماطلة في إجراء عمليات جراحية ،أو في ع��دم إدخ��ال أطباء لهم ،فحصلت مساومة والضغط عليهم مقابل سحب الشكوى مقابل الوعد بنقل األسير املريض إلى املستشفى. وق��ال :إن املساومة لم جتر فقط داخ��ل السجون ،وإمن��ا جت��ري حتى أثناء العمليات اجل��راح��ي��ة ،حيث أص��ب��ح طبيب السجن شريكا ً م��ع اجل�ل�اد ،عندما
يكتشف نقاط ضعف األسير الصحية ،وبالتالي جتري املساومة واالبتزاز بهدف االعتراف مقابل وعود بتقدمي العالج ،مشيرا ً إلى وجود شهادات موثقة كثيرة ل��دى كافة مؤسسات حقوق اإلن��س��ان ع��ن أس��رى مت��ت مساومتهم على العالج سواء خالل التحقيق أو خالل وجودهم داخل السجن أو في املستشفى أو عيادة السجن .وقال قراقع :وصلتنا ،مؤخراً ،رسالة من أسرى عسقالن ،يطالبون فيها بإحضار أجهزة طبية لألسرى املرضى حتى على مستوى ن��ظ��ارات ومشدات وفرشات طبية خاصة للمصابني بأمراض العمود الفقري والظهر حيث بدأت إدارة السجون تسحب األم���وال من كانتني املعتقلني الفلسطينيني ،مبعنى أن األسير يجب أن يشتري هذه األجهزة واملواد الطبية على حسابه أو من األموال التي تصله ،وه��ذه سياسة جديدة نحن نحذر منها وهناك خطورة كبيرة على حياة املعتقلني .وتابع :هناك نوع آخر من املساومة ،وهو اإلبعاد ،كما حصل مع األسير أكرم العنتير ،الذي كان يعاني من أمراض خطيرة جداً ،وبدالً من أن تفرج عنه احلكومة اإلسرائيلية ،قامت مبساومته باإلبعاد إلى اخلارج وبالفعل مت إبعاده إل��ى اسبانيا لتقلي العالج ،واصفا ً ه��ذه األساليب بالال أخالقية وال مهنية وال إنسانية .وذك��ر قراقع بعض احل��االت التي قامت إدارة السجون عن عمد بإعطائها أدوية ادعت فيما بعد أنها باخلطأ ولكنها سببت مضاعفات خطيرة لألسرى داخل السجون منهم األسير نضال أبو زيد من رام الله ،الذي مت حقنه ضد أنفلونزا اخلنازير وأصيب بالشلل في سجن رامون وهو محكوم بالسجن 35 عاماً .واألسير محمد غوادرة من خان يونس في غزة ،الذي يعاني من مرض في األعصاب ،لكنهم بدال من معاجلة مرضه قاموا مبعاجلة أسنانه وأصيب بالتهاب ح��اد ،وعلى أثر ذلك فقد النظر ،واألسير مناضل عبد محمد شرقاوي من جنني أعطي دوا ًء ادعوا أنه باخلطأ وأصيب على إثره بالصرع داخل السجن ،واألسير أمجد أبو لطيفة قاموا بإعطائه دواء أدى إلى إصابته ب��آالم شديدة في الرأس ونقل بشكل عاجل إلى مستشفى سوروكا ،والطبيب نفسه اعترف أن سبب حالته الصحية هو إعطائه دواء باخلطأ ،وقبل فترة أيضا ً أعطي زهير اسكافي حقنة أدت إلى تساقط شعره ،وهناك حاالت كثيرة جدا ً تتعمد إدارة السجون إعطاء أدوية تؤدي إلى مضاعفات خطيرة لألسير. حاالت مرضية خطيرة مصابة بالسرطان وأش��ار قراقع ،أيضاً ،إلى وجود حاالت مصابة بالسرطان ،معربا ً عن قلقه على حياتهم داخ��ل السجن ،م��ن��اش��دا ً ك��ل اجل��ه��ات ال��دول��ي��ة وم��ؤس��س��ات حقوق اإلنسان ومنظمة الصحة العاملية التدخل لإلفراج عن هؤالء األسرى ،الفتا ً إلى أنه بعد جهد قضائي كبير جدا ً مت اإلفراج عن فايز زيادات وحمزة الطرايرة املصابني بأورام يعاجلان حاليا ً ولكن في مرحلة متأخرة جدا ً من هذا املرض ،وقبلهم مراد أبو سقوت أفرج عنه بشكل مبكر أيضا ً كان مصابا ً بالسرطان ولكن استشهد فيما بعد .وأكد قراقع وجود حاالت في وضع خطير داخل السجن مثل األسير علي الصفوري مصاب بسرطان وهو من صيدا /في طولكرم ،ورائد درابية من غزة وهو على كرسي متحرك أيضا ً مصاب بالسرطان في الظهر وأجريت له عمليات ويعالج بالكيماوي ،وأمل جمعة مصابة بالسرطان في الرحم ،وعبد الله بني عودة مصاب بالسرطان ويخضع للعالج الكيماوي ،محمد صالح عبد محسن من القدس مصاب بالسرطان في ال��رأس ومحكوم بالسجن 16عاماً ،ووسام رابي مصاب بالسرطان ويتلقى العالج الكيماوي حالياً ،وأحمد مصطفى النجار م��ن رام الله مصاب بالسرطان ف��ي احلنجرة وفقد ال��ص��وت ويخضع للعالج الكيماوي ،ون��اج��ي ع��رار أورام سرطانية ف��ي ال��رق��ب��ة ،وع��م��اد زع��رب م��ن خان يونس غدد وأورام سرطانية في الرقبة ،وأكرم منصور يعاني من أورام ووزنه يتناقص ووضعه الصحي صعب للغاية ،وقال :هذه احلاالت وغيرها حتتاج إلى تدخل ومسؤولية إلنقاذها .ودلل قراقع على خطورة الوضع الصحي لألسرى املرضى بشهادة رئيسة قسم متابعة األسرى في جمعية أطباء حقوق اإلنسان اإلسرائيلية وت��دع��ى الي��ت ف�ين التي ق��ال��ت« :إن األس���رى الفلسطينيني املرضى يواجهون عقبات كبيرة قبل وصولهم إلى الطبيب املعالج في عيادات السجون اإلسرائيلية ،كما أن جوهر مشكلة األس��رى نابع من ع��دم وج��ود جهاز رقابي على أداء إدارة مصلحة السجون اإلسرائيلية التي ال تولي أهمية كبيرة ملتابعة األوضاع الصحية لألسرى ،فضالً عن أن إدارة السجون تختلق احلجج والذرائع الكاذبة ملنع الكثير من األسرى الفلسطينيني من االلتقاء بأطباء متخصصني أو بإجراء فحوص طبية في عيادات خارج السجن». إهمال صحي وسوء الرعاية الطبية لألسرى ب���دوره ،اعتبر مدير ع��ام مركز ع�لاج وتأهيل ضحايا التعذيب د .محمود سحويل اإلهمال الصحي وسوء الرعاية في السجون اإلسرائيلية جزءا ً مهما ً من أساليب التعذيب ،فإسرائيل تنتهك كافة املواثيق واألع��راف والقوانني الدولية ومنها اتفاقية جنيف للعام 48التي توجب توفير طبيب مؤهل في كل سجن لعالج املرضى وكذلك توفير مستشفى إذا استدعى األمر معاجلة حاالت مرضية فيه .وت��اب��ع :بعد دخ��ول كل أسير السجن حسب القانون ال��دول��ي يجب إجراء فحص طبي له ،مؤكدا ً أن اإلهمال الطبي املتبع في السجون اإلسرائيلية بحق األسرى واملعتقلني الفلسطينيني ،يعتبر من أساليب التعذيب الرئيسة ،مشيرا ً إلى أن العزل االنفرادي شكل %76حسب دراسة أجراها املركز ،يليه احلرمان من زيارة األهل ،و %73من األسرى يتم حرمانهم من الرعاية الطبية. وأكد د .سحويل أن إدارة السجن ال ترسل أي مريض إلى عيادة السجن إال في ح��االت حرجة وخطرة وبعد احتجاج ،وبحسب إف���ادات األس��رى ف��إن هذه العيادات تستخدم كملتقى للمتعاونني ،وبالتالي ميتنع األسرى عن الذهاب إليها باعتبارها مشبوهة أمنيا ً وخوفا ً من االشتباه بهم بأنهم متعاونون. وبني د .سحويل ،أن هذه العيادات تفتقر إلى االختصاصيني ،كما أن طبيب السجن ال يتواجد في العيادة بشكل يومي ،وإذا ما تقيد الطبيب بوصف األدوية، فإن إدارة السجن ال تلتزم بإعطاء الدواء املناسب وتوصيات الطبيب ،مؤكدا ً أن
9
األطباء في السجن هم من غير املؤهلني ،وزي��ارة الطبيب للعيادة تكون عابرة وب��زي عسكري ،األم��ر ال��ذي يشكل ح��اج��زا ً نفسيا ً ب�ين الطبيب وب�ين املريض األسير. منع األطباء الفلسطينيني من التدخل العالجي وأض���اف د .س��ح��وي��ل :إن إدارة السجن ال تتبع ن��ظ��ام��ا ً غ��ذائ��ي��ا ً للمرضى، ومتنع األطباء من خارج السجن من الزيارة ،مبينا ً أن إدارة السجون أصدرت ق��رارا ً مبنع األطباء الفلسطينيني من زي��ارة السجون اإلسرائيلية ،ما اضطرنا بالتعاون مع رابطة األطباء حلقوق اإلنسان اإلسرائيلية إلى رفع قضية لدى احملكمة اإلسرائيلية العليا ضد هذا القرار. وأكد د .سحويل إن إدارة السجون تعطي أدوي ًة مهدئ ًة بهدف كسر معنويات األس��ي��ر وان��ت��زاع معلومات منه ،وأوض���ح :بحسب إف���ادات األس���رى ف��إن إدارة السجون تستخدم األسرى حقول جتارب لشركات األدوية اإلسرائيلية ،كما أن سوء املعاملة من قبل طبيب السجن بالرغم من إعالن طوكيو 75للجمعية الطبية العاملية ،فإنه يجب أن يعامل األسير باحترام وأن يلقى معاملة حسنة ،وأن يعامل األطباء مرضاهم دون متييز ،وأن يحافظ الطبيب على الصحة النفسية واجلسدية ملرضاه والتخفيف من آالمهم النفسية واجلسدية ،لكن وعلى العكس من ذلك فإن األطباء اإلسرائيليني يعاملون مرضاهم األسرى كأعداء. تقييد األسرى املرضى بأصفاد معدنية وتابع د .سحويل ،الحظت خالل زياراتي للمرضى األس��رى في السجون واملستشفيات اإلسرائيلية ،أنه يتم تقييد األس��رى املرضى باألسرة بواسطة أصفاد معدنية وهم في أوضاع صحية حرجة ويجري انتزاع معلومات منهم أثناء وجودهم داخ��ل املستشفى ،مبينا ً أن��ه ق��ام بحوالى 328زي��ارة ويضطر خاللها إلى االنتظار في ظروف جوية صعبة في البرد أو احلر الشديدين لفترات طويلة جداً ،وغالبا ً ما تدعي إدارة السجن أنه ليس مبقدورنا الزيارة. تورط الطواقم الطبية اإلسرائيلية في تعذيب األسرى وأك��د د .سحويل ت��ورط الطواقم الطبية اإلسرائيلية في تعذيب األسرى بشكل أس��اس��ي ،وق���ال :إنهم يشاركون ف��ي عمليات التعذيب حيث مت تطوير أساليب تعذيب من قبل أطباء وعلماء ومهنيني إسرائيليني مثل الهز العنيف، وهناك حوالى 7أسرى منهم عبد الصمد حريزات توفوا حتت هذا األسلوب من التعذيب ،الفتا ً إلى أن االستمارة الطبية التي يعبئها طبيب السجن تستعمل قبل وأثناء وبعد عملية التعذيب ملعرفة مدى قدرة األسير على حتمل التعذيب. وذكر د .سحويل أن عدد األسرى املصابني باالنفصام النفسي 200أسير، و 120أسيرا ً مريضا ً مصابون بالصرع ،و 20أسير مريضا ً يعانون من تخلف عقلي «الذكاء محدود» ،وهناك عشرات احل��االت من املرضى الفصاميني قتلوا على احلواجز العسكرية لقيامهم بتصرفات غريبة ،وحسب منظمات حقوق إنسان إسرائيلية فإن نسبة الذين يتعرضون للتعذيب من األسرى في السجون اإلسرائيلية بلغت ،%85مضيفا ً حسب إحصائياتنا فإن هذه النسبة ترتفع إلى %94وملجرد احتجاز شخص تبدأ عملية التعذيب منذ حلظة اعتقاله ،وأن %40 ممن يتعرضون للتعذيب يعانون من أعراض الصدمة النفسية. وأك��د د .سحويل أن تقارير أطباء السجون م��زورة لصالح إدارة السجن، مشيرا ً إلى حالة األسير املريض ناهض األقرع ،حيث مت التنسيق له الستكمال عالجه في الضفة الغربية بعد اجل��راح التي أصيب بها في قطاع غ��زة ،وذلك بالتنسيق مع رابطة أطباء حقوق اإلنسان اإلسرائيلية ،وهناك قرار ببتر الرجل الثانية لألسير األقرع ،وبالتالي هذه احلاالت بحاجة إلى رعاية خاصة. وأفاد بأن نسبة الذين يعانون من أمراض اجلهاز الهضمي املعدة والقولون بلغت %23من األس��رى ال��ذك��ور و %36بني اإلن��اث األس��ي��رات ،م��ؤك��دا ًَ أن هناك الكثير من احلديث عن االنتهاكات الطبية التي تتم في السجون اإلسرائيلية. وأوضح د .سحويل أنه في ضوء تدهور األوضاع الصحية لألسرى املرضى، قام مركز عالج وتأهيل ضحايا التعذيب ،مبخاطبة نقابة األطباء اإلسرائيليني التي لم جتب عن أي من اخلطابات العديدة التي وجهت لها ،مؤكدا ً دعم توجه النقابة اإلسرائيلية لتوجه هؤالء األطباء في السجون واملعتقالت اإلسرائيلية، وتدعي أن أسرانا هم عبارة عن قنابل موقوتة ،مبررة في ذلك التحقيق واستخدام وسائل التعذيب بحقهم. إرادة احلياة أقوى من إرادة املوت أم���ا األس��ي��ر احمل���رر ع��ل��ي ش�لال��دة ف��ت��ح��دث ع��ن جت��رب��ة ص��راع��ه م��ع املرض وإجراءات إدارة السجون في عالجه حيث مكث في املستشفى 14عاما ً من أصل 20عاما ً قضاها في السجون وصل في مراحل كثيرة في فترة اعتقاله إلى املوت ولكن إرادة احلياة كانت أقوى. وق���ال :نقلت إل��ى سجن عسقالن ف��ي سنة ،94أث��ن��اء تلقي ال��ع�لاج حلصر البول قمت بفتح الكبسولة الطبية فوجدتها جافة ،وتطورت احلالة إلى أزمة وبدل نقلي إلى املستشفى نقلوني إلى سجن نفحة حيث البرد القارص لم أعد قادرا ً على التنفس إال عبر اجلهاز ،وبعد 20يوما ً بدأت االحتجاجات لنقلي إلى املستشفى فأعطاني الطبيب حقنة االنفولني ،ومبجرد حقني بها انفجر دمي ووصل على بعد مترين ،وعند فحص الضغط وجده ،160 /220ومن هناك نقلوني إلى مستشفى سوروكا في بئر السبع وخالل 24ساعة حقنت بحوالى 28حقنة ،ونقلت بعدها إل��ى مستشفى سجن الرملة في ،94/12/6وه��و ال يختلف عن ظروف السجن إن لم يكن أكثر تعذيباً ،وفي حاالت االختناق التي كنت أصل إليها كانوا يعطوني عالجا ً غير مناسب حلالتي الصحية ،وبعد أن ساءت حالتي حقنت بإبرة هيدروكونتيننت 250ملغرام وبعد نصف ساعة حقنت بأربع إب��ر من النوع نفسه وإل��ى جانب 1000ملغرام ك��ورت��وزون ما أفقدني االتزان والوعي ،ونتيجة هذه األدوية ظهرت غدد كثيرة على طول العمود الفقري والكبد والرئة .وتابع يوجد هناك بني األسرى من هم مصابون بشظايا ال يقدرون على اجللوس ،وأي مريض يرغب في العالج داخل املستشفى يفرض عليه املكوث 12ساعة داخل «البوسطة» سيارة النقل بني السجون ،وهو مقيد باألصفاد املعدنية ،وبعد معاينته الطبية في املستشفى من قبل طبيب يفرض عليه العودة إلى السجن احملتجز فيه ،لينتظر 6أشهر من أجل حجز دور إلجراء عملية جراحية له ،وهكذا تتكرر العملية عدة مرات دون أن يقدم له العالج أو جترى له عملية جراحية.
انتهاكات صارخة بحق األسرى في سجون االحتالل تقرير :نادي األسير ذكر نادي األسير الفلسطيني أن سلطات االحتالل تنتهج مجموعة من املمارسات بحق األس��رى الفلسطينيني في سجونها ،منتهكة بذلك كافة املواثيق واملعاهدات الدولية .وبينّ النادي أن هذه االنتهاكات تتنوع وتتعدد ،ب��دءا ً من عملية االعتقال، إل��ى استخدام العنف ،إل��ى احلرمان من ال��زي��ارة ،وانتهاج سياسة اإلهمال الطبي، واحلرمان من التعليم. ... وبينّ النادي أن اإلجراءات التي تنظم عملية االعتقال املعتمدة في إسرائيل والتي مت تعديلها في العام 1971هي 114اجرا ًء دون ان يكون من بينها أي إجراء رئيسي أو فرعي يتعلق باحلقوق القانونية للمعتقلني. وتعتبر ه��ذه اإلج���راءات املؤشر ال��ذي ينظم ويحكم ق��رارات وزي��ر الداخلية اإلسرائيلي ،فيما يتعلق بعملية االعتقال والظروف الواجب توفيرها للمعتقلني. إال أن املفارقة هي أن وزير الداخلية نفسه هو الذي يصدر هذه اإلجراءات ويعدلها بنا ًء على مراسم وزاري���ة ،وال توجد هناك أي��ة إمكانية إلص��دار تعليمات تكون ملزمة للوزارة ومصلحة السجون .كما ال توجد إمكانية كذلك إلصدار تعليمات تكفل حقوق املعتقلني. وأضاف إنه ال يجوز حسب القوانني اإلسرائيلية احتجاز أكثر من 20معتقالً في غرفة واحدة ال يزيد طولها على خمسة أمتار ،وعرضها أربعة أمتار ،وارتفاعها ثالثة أمتار ،أو أن يكون السقف مفتوحاً ،إن احلد األدنى للمساحة املعطاة للسجني الواحد في أمريكا وأوروب��ا هي عشرة أمتار مربعة ونصف املتر ،بحيث يسمح باحتجاز املعتقلني مدة 23ساعة يوميا ً في زنازين أو غرف كهذه. يعتبر جهاز الشاباك اإلسرائيلي املسؤول عن التحقيق في حاالت التعذيب التي يتعرض لها املعتقلون داخ��ل السجون ،وم��ن الصعب حتديد ما إذا كان تدخل هذا اجلهاز والتحقيق الذي يجريه يساعد على معاجلة حاالت التعذيب أم يزيدها صعوبة. واش��ار الى وجود ما يقارب 27مركز اعتقال الحتجاز الفلسطينيني موزعة ما بني مناطق 1948داخل إسرائيل واملناطق الفلسطينية احملتلة ،وهناك أربعة مراكز حتقيق معروفة ،إضافة إلى عدد من مرافق التحقيق السرية ،حيث اعترفت إسرائيل بوجود واحد فقط منها مؤخرا ً مع أن موقعه ال يزال مجهوالً. كما يوجد ست مراكز اعتقال /توقيف ،وثالثة مراكز اعتقال عسكرية ،وثالثة عشر 13سجنا ً الحتجاز الفلسطينيني م��ن سكان املناطق احملتلة .ويعتبر نقل املعتقلني الفلسطينيني من املناطق احملتلة واحتجازهم في سجون داخ��ل أراضي الدولة احملتلة مخالفة للقانون الدولي ويشكل جرمية حرب. وف��ي ه��ذا السياق ،تنص امل��ادة 47من اتفاقية جنيف الرابعة على أن��ه “يجب احتجاز املتهمني من املناطق احملتلة داخل سجون تقع ضمن األراض��ي احملتلة وفي حالة ص��دور األحكام بحقهم ،فيجب أن يقضوا محكوميتهم داخ��ل سجون تقع في األراضي احملتلة” .وجتدر اإلشارة هنا ،إلى أنه يوجد خمسة مراكز اعتقال عسكرية إسرائيلية داخل املناطق الفلسطينية احملتلة وسجن عسكري واحد فقط. تتكون بعض مراكز االعتقال من أبنية بينما يتكون البعض اآلخ��ر من خيام داخل معسكرات اجليش كحال سجن (كتسيعوت) في النقب ،والذي أعيد افتتاحه مؤخراً ،حيث نصبت فيه خيام قدمية بالية إليواء املعتقلني ،تبقيهم عرضة لألحوال اجلوية القاسية في الصحراء ،أما معتقل عوفر الواقع إلى اجلنوب من مدينة رام الله ،فكان املعتقلون الفلسطينيون يحتجزون فيه في براكيات استخدمت سابقا كمواقف لآلليات العسكرية قبل أن ينصب اجليش خياما ً في هذا املعتقل ،إن كال من (كتسيعوت) و(عوفر) و(مجدو) ،هي سجون ال تكفل حماية للمعتقلني حيث ينتشر الذباب ،والطفيليات ،واجلرذان ،إضافة إلى عدد آخر من الزواحف التي تشكل خطرا ً على حياة املعتقلني. كما تكتظ جميع مراكز االعتقال اإلسرائيلية باملعتقلني الذين ينامون على ألواح خشبية فوقها فرشات إسفنجية رقيقة للغاية ،وينام املعتقلون في مراكز التوقيف على فرشات إسفنجية رقيقة ج��دا ً توضع على األرض .وال تفي البطانيات القليلة باحتياجات املعتقلني ،وتعمل املؤسسات احلقوقية والعائالت على إدخال بطانيات عندما تسمح إدارة السجون بذلك ،أما الكهرباء ،فهي متوفرة بشكل نادر جدا ً ومتنع اإلدارة احلركة بتاتا ً بعد الغروب .وال يتوفر “فراش النوم” إال في السجون فقط بالرغم من كونه واالحتياجات األساسية األخرى غير كافية كحال مراكز التوقيف. ويضطر العديد من املعتقلني الفتراش األرض .حيث ال يجدون مكانا ً للنوم بسبب حالة االزدحام الشديد في السجون وبخصوص الطعام ،فقد قال :تشير املادة 20من اتفاقية األمم املتحدة للمعايير الدنيا ملعاملة األسرى على ما يلي: .1تلزم اإلدارة بتقدمي وجبات طعام منتظمة للمعتقلني حتتوي على نظام غذائي متكامل يضمن الصحة والقوة الكافيتني ويجب أن يكون معدا ً جيدا ً وأن يقدم بشكل الئق. .2يجب توفير مياه الشرب الصاحلة لكل معتقل بشكل دائم، تعتبر إدارة السجون املسؤول املباشر عن تقدمي وجبات الطعام للمعتقلني، كما يحق لكل معتقل احلصول على كمية كافية من الطعام ،وقد شجعت إسرائيل املعتقلني الفلسطينيني في السنوات املاضية على احلصول على الطعام من خالل العائالت أو شراء األطعمة من كانتني السجون ،ومع ذلك تقيد إدارة السجون عملية شراء الطعام من الكانتني بالرغم من كونها عملية ال أخالقية باعتبار أن اإلدارة هي املسؤولة عن تقدمي الطعام للمعتقلني ،وفي معظم احلاالت ،يتولى املعتقلون توفير
نصف احتياجاتهم من الطعام بأنفسهم مما يشكل عبئا ً كبيرا ً على العائالت باعتبار ان��ح��دار غالبية املعتقلني من أوساط اجتماعية فقيرة. م����ن ج���ه���ة أخ�������رى ،ي���ت���ول���ى األس�������رى أنفسهم م��س��ؤول��ي��ة إع������داد وج���ب���ات ال��ط��ع��ام رغ����م امل���راف���ق البسيطة في املطابخ كما أنه يسمح فقط باستخدام املالعق البالستيكية أو اخلشبية. ويعتبر الطعام املقدم للمعتقلني الفلسطينيني غير كاف على مستوى الكمية والنوعية .ففي املاضي ،كان يقدم للمعتقلني الفلسطينيني طعام مثلج لم يكن من املمكن تناوله إال بعد تعريضه ألشعة الشمس لتذويب الثلج عنه ،أما املشروبات الساخنة فكانت نادرة للغاية ،وكانت مؤسسات حقوق اإلنسان والعائالت تتولى توفير االحتياجات الغذائية األساسية للمعتقلني كزيت الزيتون والقهوة والسكر كلما سمحت إدارة السجون بذلك ،إال أن نقل هذه املواد عبر احلواجز العسكرية اإلسرائيلية كان أمرا في غاية التعقيد وكثيرا ما كان يتم نقلها للمعتقلني عبر احملامني الذين يزورون السجون عندما يسمح لهم مبقابلة املعتقلني. إال أن إدارة مصلحة السجون في الفترة األخيرة منعت إدخال هذه االحتياجات إلجبار األسرى على الشراء من الكنتني ،والذي يدر دخالً ماديا ً على مصلحة السجون، واملشكلة هنا تكمن بارتفاع األسعار مقارنة مع السوق احمللية أو اإلسرائيلية. أما املعتقلون األطفال والنساء ،فإنهم يتلقون وجبات طعام تعد من قبل غيرهم مما دفع السجينات الفلسطينيات إلى االحتجاج ضد ذلك أكثر من مرة خاصة أنهن أحيانا ً يحتجزن مع السجينات اجلنائيات اإلسرائيليات في السجون نفسها ،كما هو حاصل في قسم 2من سجن الشارون. هذا وال يراعى الوضع الصحي اخلاص ببعض املعتقلني الذين يحتاجون ألنظمة غذائية خاصة كمرضى السكري ،وضغط الدم ،مما يضطر بعض املعتقلني اآلخرين الى التبرع بجزء من وجباتهم الغذائية لزمالئهم املرضى ليوفروا لهم نظاما ً غذائيا ً يحافظ على صحتهم. كما ال توفر إدارات السجون اإلسرائيلية املالبس للمعتقلني الفلسطينيني أبداً، حتى أن بعض األسرى أمضوا عدة اشهر مبالبسهم امللطخة بالدم نتيجة إصابتهم أثناء عملية االعتقال .كما أن املعتقلني ال��ذي اعتقلوا مبالبس النوم أو باملالبس الداخلية لم تتح لهم الفرصة لتغيير مالبسهم ،وامضوا فترة سجنهم على هذه احلال .أما الصابون وأدوات التنظيف األخرى ،فإنها كانت توزع بشكل غير منتظم من قبل إدارة السجن ،فعلى سبيل املثال ،كانت تقدم اإلدارة في سجن (كتسيعوت) “النقب” لكل قسم يضم 120معتقال ،قطعة ص��اب��ون واح���دة يوميا ،وال يقدم الصابون لألسرى يومي اجلمعة والسبت ،مما جعل املعتقلون يقدمون على شراء أدوات التنظيف من اإلدارة. أما الفرشات ،فإنها بالية وأحيانا ً تكون مستخدمة في األص��ل من قبل اجلنود اإلسرائيليني؛ ما يجعلها مليئة بامليكروبات ،أم��ا م��واد التنظيف الالزمة لتنظيف أقسام السجن ،فإنها توزع بشكل غير منتظم وأحيانا ً ال تكون كافية أبدا ً وال يسمح بإزالة النفايات بانتظام ،بينما تعاني أقسام السجون من مشاكل دائمة في شبكة املجاري .وأوض��ح النادي أن هناك ع��ددا ً ال يستهان به وصل الى ما يقارب 1700 حالية مرضية من اصل 7500يقبعون حاليا في سجون االحتالل ،وال يقدم لهم س��وى املسكنات ،مما ادى ال��ى تفاقم وضعهم الصحي ل�لأس��وأ ،كما يعاني ع��دد ال يستهان به من املعتقلني الفلسطينيني احملتجزين حاليا في السجون اإلسرائيلية من اإلصابات أو من أمراض مزمنة ،كما أن العديد من الفلسطينيني يعانون من إصابات بالرصاص اإلسرائيلي تعرضوا لها أثناء عمليات اعتقالهم ولم يتلقوا إال عناية طبية أولية هذا إن كانوا قد تلقوها أصال. وق��د ع��ادت ع��ي��ادات السجون اإلسرائيلية لتقدمي املهدئات باعتبارها العالج الشافي لكل األم���راض مع األخ��ذ بعني االعتبار أن األط��ب��اء الذين يعملون في هذه العيادات ليسوا إال جنودا .تتم عملية فحص املرضى من خلف حاجز ،ويتم تأجيل احلاالت التي حتتاج إلى جراحة أو حتويل إلى املستشفى إلى فترات طويلة جدا. وق���د رف��ض��ت إدارة ال��س��ج��ون اإلس��رائ��ي��ل��ي��ة ط��ل��ب��ات م��ن��ظ��م��ات ح��ق��وق اإلنسان اإلسرائيلية تقدمي اخلدمات الطبية للمعتقلني داخل السجون ،كما مت جتاهل الطلب املتكرر لتوفير الرعاية الصحية للمعتقلني الفلسطينيني وال��ذي تقدمت به اللجنة الدولية للصليب األحمر. واشار إلى املادتني 37و 39من اتفاقية األمم املتحدة حول زيارة االسرى ،بحيث نصت املادة 37على انه يسمح للمعتقلني باالتصال املنتظم وحتت اإلشراف الالزم مع عائالتهم وأصدقائهم واملقربني منهم سواء باملراسلة أو من خالل تلقي الزيارات. واملادة :39يسمح للمعتقلني بالبقاء على اطالع على آخر األخبار سواء من خالل السماح بتزويدهم بالصحف والنشرات أو املنشورات الصادرة عن املؤسسات أو من خالل السماح لهم باالستماع إلى األخبار اإلذاعية أو تنظيم احملاضرات لهم أو أية وسائل أخرى تختارها وتشرف عليها إدارة السجن. منعت إسرائيل منذ بداية االنتفاضة احلالية في أواخر العام ،2000العائالت الفلسطينية من زيارة املعتقلني في السجون اإلسرائيلية ،وباتت حركة الفلسطينيني من داخل املناطق الفلسطينية احملتلة تتطلب احلصول على تصريح خاص للعائالت ال��راغ��ب��ة ب��زي��ارة أبنائها ف��ي إس��رائ��ي��ل ل��ل��دخ��ول إل��ى إس��رائ��ي��ل ،رغ��م أن ال��ع��دي��د من االعتراضات قد قدمت للمحكمة العليا اإلسرائيلية ضد ذلك ،إال أنها جميعا رفضت
10
بشكل دائم ،ومع أن اللجنة الدولية للصليب األحمر جنحت في تنظيم مجموعة من الزيارات فيما مضى ،إال أن هذه الزيارات واجهت العديد من الصعوبات ،ومن اجلدير بالذكر أن املعتقلني الفلسطينيني معزولون عن العالم اخلارجي ،وتقتصر زيارتهم في الفترة األخيرة على األقارب من الدرجة األولى ،وغالبا ما يحرم األسير من لقاء أبيه او أمه بحجة املنع األمني. وبخصوص احلق في تلقي التعليم داخل سجون االحتالل فقد أش��ارت املادة 77من القواعد الدنيا ملعاملة املعتقلني الصادرة عن األمم املتحدة حتت بند احلق في التعليم والترفيه على ما يلي: .1يجب فتح املجال أمام جميع املعتقلني املؤهلني إلكمال تعليمهم مبا فيه التعليم الديني في الدول التي تتبع مثل هذا النظام التعليمي .ويجب أن يكون تعليم األميني والشباب إلزاميا بحيث تعطي إدارات السجون أولوية لتطبيق هذا النظام. .2يجب أن يكون التعليم املوفر للمعتقلني مالئما لنظام التعليم في البلد الذي ينتمون إليه بحيث يسهل عليهم االنخراط في حركة املجتمع عند اإلفراج عنهم دون أية صعوبات. اال ان حكومة االحتالل رفضت في ب��ادئ األم��ر السماح لألسرى االن��خ��راط في سلك التعليم ،وقامت بالتضييق عليهم ،ولكن بجهود احلركة األسيرة وتضحياتها، استطاع األس��رى التغلب على قهر السجان ،وحصلوا بإرادتهم على حق التعليم، إال أن إسرائيل إبان االنتفاضة احلالية عادت مبمارساتها التضييقية على األسرى، فحرمتهم من االنتساب الى التوجيهي ،أو إلى اجلامعة احلرة ،وترفض إدارة مصلحة السجون إدخال الكتب لألسرى ،وقامت بسحب الكتب املتوفرة عند األسرى وأبقت على كتاب واحد لكل أسير في غالبية السجون. وأي��ض��ا ال يتوفر ل�لأط��ف��ال الفلسطينيني املعتقلني ف��ي ال��س��ج��ون اإلسرائيلية ومعسكرات االعتقال نظام تعليمي يومي ،حيث تقيد بعض السجون اإلسرائيلية نظام التعليم املوفر للمعتقلني الفلسطينيني األط��ف��ال ،فيما يحرم األطفال (ذكورا وإناثا) احملتجزون في معسكري مجدو وكتسيعوت ،من أي شكل من أشكال التعليم، كما ال تسمح إدارات السجون بإدخال الكتب التي تساعد على التعليم الذاتي بشكل حر ،باإلضافة إلى تقييد وقت الدراسة وحتديده ،ويتم منع املعتقلني من الدراسة كأسلوب عقابي أحيانا. وم��ن اجل��دي��ر ذك��ره أن إدارة السجون تسمح ل�لأح��داث املدنيني اإلسرائيليني املعتقلني مبتابعة تعليمهم الرسمي داخ��ل السجن دون أن تؤثر ظ��روف االعتقال سلبيا على أوقات الدراسة. تسمح إدارة السجون اإلسرائيلية لبعض املعتقلني الفلسطينيني البالغني بااللتحاق في برامج دراسية محددة في إط��ار اجلامعة املفتوحة فقط ،وقد باءت العديد من االعتراضات التي قدمت من قبل املعتقلني ومؤسسات حقوق اإلنسان للسماح للمعتقلني باالنتساب للجامعات العربية بالفشل ،حتت ذرائ��ع أمنية غير مفهومة ،ووفقا لألوامر العسكرية التي يخضع لها السكان الفلسطينيون في املناطق الفلسطينية ،ميكن إلدارة السجون حتديد التخصصات التي يسمح للمعتقلني بدراستها ف��ي اجلامعة املفتوحة اإلسرائيلية .كما ال يتمكن العديد م��ن األسرى الفلسطينيني من االنتساب والتسجيل في اجلامعات اإلسرائيلية نظرا لوضعهم االقتصادي السيئ ،أو بسبب ع��دم إتقانهم اللغة العبرية ،فيما يحرم املعتقلون واألسرى احملتجزون في السجون العسكرية من االنتساب للجامعات. وف��ي سياق متعلق باالتصال ب��األه��ل ،ميكن للسجناء في غالبية السجون في العالم ممارسة حق استخدام الهاتف لالتصال بالعائلة أو احملامي ،وتسمح مصلحة السجون اإلسرائيلية للسجناء اجلنائيني اإلسرائيليني فقط باستخدام الهاتف ،فيما يحرم السجناء األمنيون العرب أو الفلسطينيون في السجون اإلسرائيلية من هذا احلق ألسباب أمنية ،حتى في أكثر احلاالت اإلنسانية حساسية كموت احد أفراد العائلة مينع املعتقلون الفلسطينيون من إجراء املكاملات الهاتفية للتعزية أو لالطمئنان على سالمة قريب لهم مريض في حاالت املرض الشديد، وعلى الرغم من مطالبة األسرى واملعتقلني الفلسطينيني املستمرة بهذا احلق في عدد ال منت ٍه من املناسبات ،إال أن طلباتهم كانت تواجه دوما ً بالرفض املطلق من قبل إدارة السجون اإلسرائيلية. لم تكن النساء الفلسطينيات مستثنيات من حمالت االعتقال اجلماعية التي شنتها القوات اإلسرائيلية بشكل عشوائي في املناطق الفلسطينية ،وذل��ك بحكم انخراطهن الواضح جدا في االنتفاضة احلالية ،وتعاني األسيرات الفلسطينيات من أعمال القمع اليومية في السجون اإلسرائيلية كما أنهن يحتجزن في اغلب األحيان جنبا إلى جنب مع السجينات اجلنائيات اإلسرائيليات في سجن (نفي ترتسا) او (الشارون) ،وتتعرض األسيرات للتفتيش اجلسدي والتنكيل على أيدي السجانات، يتبع
كما ال يسمح لهن بانتخاب ممثالتهن أمام اإلدارة ،إضافة للعزل االنفرادي والتحرش اجلنسي الذي يعتبر إجراء يوميا ،كما حترم اإلدارة األسيرات من اخلروج من الغرف، ويتم تفتيش الزنازين بشكل استفزازي ،ومصادرة األغ��راض الشخصية اخلاصة باألسيرات ،هذا عدا تعرض األسيرات للغاز املدمع والضرب بشكل منتظم ،وبلغ عدد األسيرات الفلسطينيات في السجون اإلسرائيلية 34أسيرة. فيما بلغ عدد األطفال الفلسطينيني احملتجزين في السجون اإلسرائيلية حوالى 290طفال بني جيل 18 -12ع��ام��اً .مع نهاية العام ،2009وبالرغم من احتجاز غالبية األطفال الفلسطينيني املعتقلني جنبا ً إلى جنب مع السجناء األحداث اجلنائيني اإلسرائيليني في سجن تلموند ،إال أن هناك بعض األطفال احملتجزين في سجون وم��راك��ز توقيف أخ��رى داخ��ل إسرائيل وداخ��ل املناطق الفلسطينية احملتلة .الذين يوقفون ويحقق معهم ويقضي بعضهم فترة حكمه ف��ي م��راك��ز توقيف واحتجاز البالغني نظرا ً لعدم وجود منشآت اعتقال خاصة باألطفال الفلسطينيني املعتقلني على خلفية أمنية ،وحسب اإلجراءات والقوانني العسكرية اإلسرائيلية ،يعامل األطفال في السادسة عشرة من العمر كبالغني ،وفي أحيان كثيرة يتم التعامل مع من هم في جيل الرابعة عشرة كبالغني .حيث تسمح األوامر العسكرية مبحاكمة األطفال ما بني سن 14 -12عاما أمام احملاكم العسكرية بالرغم من أنهم يتلقون أحكاما مخففة نوعا ما في بعض األحيان ،إن املعتقلني من األطفال الفلسطينيني يتلقون معاملة شبيهة بتلك التي يتلقاها املعتقلون البالغون ،وأحيانا يتم تعريضهم لنفس اإلجراءات القاسية التي يتعرض لها املعتقلون البالغون. ال يقضي ق��رار محكمة العدل العليا اإلسرائيلية ،الصادر بتاريخ 6ايلول من العام 2000بعد االعتراض الذي تقدمت به مؤسسات حقوق إنسان مبنع استخدام التعذيب أثناء التحقيق في السجون اإلسرائيلية ،بل إن األمر يتعدى ذلك لدرجة أن القرار املذكور يشرع استخدام أشكال محددة من التعذيب “بشكل معتدل” في حاالت معينة خاصة عند التحقيق مع املعتقلني الذين تصنفهم أجهزة األم��ن اإلسرائيلية كقنابل موقوتة ،ويتيح ال��ق��رار للضحية تقدمي التماس للمحكمة في حالة ثبوت استخدام العنف ضده .ومبا أن السلطات اإلسرائيلية تسمح باحتجاز املعتقل مدة شهرين يكون خاللها معزوال عن العالم ،فإن محققي جهاز األمن العام يستطيعون استخدام أشكال محددة من التعذيب النتزاع االعترافات من املعتقل .ومن بني وسائل التعذيب املسموح بها ،احلرمان من النوم ،والهز العنيف ،بني وقت وآخر إلى جانب عدد آخر من األساليب. وتسمح األوام��ر العسكرية اإلسرائيلية باحتجاز املعتقل الفلسطيني موقوفا ً مدة 180يوما ويسمح كذلك مبنعه من زيارة محاميه مدة شهرين .وبعد نهاية الـ 180يوما ،إما ان يتم تقدمي الئحة اتهام ضد املعتقل أو إط�لاق سراحه أو حتويله لالعتقال اإلداري .وخالل فترة التحقيق يتعرض املعتقلون ألساليب تعذيب قاسية س��واء جسدية أو نفسية ،وق��د فقد العديد من املعتقلني حياتهم أثناء وجودهم في أقبية التحقيق نتيجة التعذيب الذي مارسته أجهزة األمن اإلسرائيلية ضدهم كما أن االعترافات التي تنتزع حتت التعذيب ،تعتبر أدلة كافية إلدانة املعتقلني في احملاكم اإلسرائيلية. وعمليا ً تستخدم أساليب التعذيب التالية ضد املعتقلني الفلسطينيني: أعمال التعذيب الروتينية :احلرمان من النوم ،تقييد اليدين بقيود بالستيكية وشدها لدرجة متنع انتظام ال��دورة الدموية ،الضرب ،الصفع على الوجه ،الركل، العنف اجلسدي والنفسي والتهديد بالقتل. • وسائل خاصة (تستخدم مع املعتقلني املصنفني كقنابل موقوتة) :الشبح في وض��ع مؤلم حيث يتم تقييد املعتقل ال��ى كرسي صغير ،الضغط على كافة أطراف اجلسد ،الهز العنيف بشكل متواصل ،اخلنق وعدد آخر من الوسائل املشابهة وشد الشعر واالهانة للكرامة. • الزنازين الصغيرة :احلرمان من النوم ،التعريض لدرجات ح��رارة متطرفة، التعريض املتواصل للضوء ولفترات طويلة ،احلبس االن��ف��رادي ،رش الغاز داخل الزنازين ،ظروف اعتقال مهينة للكرامة. ويتمتع أف���راد أج��ه��زة األم��ن اإلسرائيلية باحلرية املطلقة فيما يخص وسائل التعذيب التي تستخدم والظروف التي تستخدم فيها ،وفي حالة وجود أية شكوى ضد أجهزة األمن فان التحقيق يكون سريا ويقوم به ضابط من أجهزة األمن بالتعاون مع مدعي عام الدولة ،وحتى اآلن لم تتم إدانة أي محقق منذ أن أحيلت املسؤولية عن التحقيق إلى وزارة العدل في العام .1994 كما أن ق��وات اجليش والشرطة وح��رس احل��دود يستعملون العديد من وسائل التعذيب أثناء قيامهم باعتقال الفلسطينيني أو أثناء وجودهم في املعتقالت. وبني النادي وجود صعوبات يواجهها احملامون ومؤسسات حقوق اإلنسان من بينها : • يواجه نشطاء منظمات حقوق اإلنسان حاليا خطر التعرض لالعتقال من قبل قوات االحتالل اإلسرائيلية. • تقييد حرية احلركة داخل الضفة الغربية وقطاع غزة والى خارج البالد. • إج����راءات العقوبات اجلماعية ال��ت��ي تفرضها سلطات االح��ت�لال العسكرية اإلسرائيلية على املناطق الفلسطينية كمنع التجول واحلصار وهي اإلجراءات التي تؤثر على كافة جوانب حياة السكان وعلى أداء األفراد ألعمالهم .ولعل جمع املعلومات عن انتهاكات حقوق اإلنسان هي واحدة من املهمات الصعبة في ظل الظروف املذكورة والتي تفرضها سلطات االحتالل على املناطق الفلسطينية بشكل عام. • عدد احملامني املتوفر ال يفي باحلاجة للدفاع عن املعتقلني في ظل الزيادة الهائلة في عدد املعتقلني • يسمح للمحامني الفلسطينيني بالترافع فقط أمام احملاكم العسكرية اإلسرائيلية الواقعة في املناطق الفلسطينية احملتلة بينما يتطلب املثول أمام محكمة العدل العليا اإلسرائيلية عضوية نقابة احملامني اإلسرائيليني. • الصعوبات التي يواجهها احملامون في عملهم ناجتة في األصل عن عشوائية القانون العسكري اإلسرائيلي وعدم وجود استقرار في اإلجراءات القانونية. • في كثير من األحيان ال يتم إبالغ احملامني مبوعد اجللسات • محدودية زي���ارات احمل��ام�ين للسجون وعند زي��ارت��ه��م ،يتعرضون للتفتيش اجلسدي االستفزازي. • االعترافات املنتزعة حتت الضغط وامللفات السرية والتي تعتمد عليها احملاكم، حتد من إمكانية احملامني للدفاع عن املعتقلني ودحض االتهامات. • رف��ض السلطات اإلسرائيلية تطبيق نصوص القانون ال��دول��ي فيما يتعلق بحماية حقوق اإلنسان وحماية املعتقلني.
العالم يحتفي بيوم املرأة في حني حتتجز إسرائيل 34أسيرة بينهن 6أمهات قدورة فارس ف��ي ال��وق��ت ال��ذي تسعى وتتسابق فيه ال���دول إل��ى نصرة امل���رأة ،م��ن أج��ل سن القوانني التي تكفل لها حريتها في استخدام كافة حقوقها املختلفة ،والتي من أبسطها احلق في حرية الرأي والتعبير والتعليم ،وحريتها في تلقي العالج ،وفي تكوين عائلتها ،وغيرها الكثير من احلقوق األخ��رى ،نرى امل��رأة الفلسطينية شأنها شأن الرجل تتعرض من قبل سلطات االحتالل لكل ما من شأنه االنتقاص من حريتها وكرامتها. ففي هذا اخلصوص ذكر ق��دورة فارس رئيس نادي األسير الفلسطيني :أن ما يزيد على عشرة آالف أسيرة اعتقلتهن إسرائيل منذ مطلع العام ،67وم��ا يقرب من 800أسيرة اعتقلن منذ مطلع القرن احلالي ،وان 34أسيرة ال ت��زال إسرائيل تختطفهن بعيدا عن عائالتهن ،وحترمهن من ابسط حقوقهن. وبني قدورة أن العدد اإلجمالي لألسيرات اللواتي ال يزلن في سجون االحتالل حتى ه��ذا الشهر هو 34أسيرة ( 17أسيرة في سجن ال��ش��ارون ،و 16أسيرة في الدامون ،وأسيرة في عزل نفي تريستيا ،أربع أسيرات منهن من األراضي احملتلة في العام ،48وأسيرتان من القدس وأسيرة واحدة من قطاع غزة ،وبقيتهن من مناطق الضفة الغربية ،منهن ست أمهات) يعشن ظروفا ً سيئة للغاية ،وسط معاملة قاسية من قبل السجانني ،يحرمن خاللها من ابسط حقوقهن التي كفلها القانون الدولي. وأوض��ح :أن من بني األسيرات ست أمهات ،أقدمهن في األسر إميان غزاوي من طولكرم ومحكومة بالسجن 13ع��ام��اً ،اعتقلت بتاريخ 2001/3/8م ،وه��ي أم لطفلني سماح 9سنوات وجهاد 10سنوات ،ووالدهم أيضا أسير محكوم بالسجن 20عاماً ،وابتسام عبد احلافظ من القدس ،ص��در بحقها حكم بالسجن 15عاما، واعتقلت بتاريخ ،2001/10/24وهي أم لستة أوالد( :ريناد 7سنوات ،رمي 12 سنة ،رأفت 13سنة ،رامي 15سنة ،ربا 21سنة ،راما 23سنة) يعيشون مع أبيهم، أما األسيرة ايرينا سراحنة ،بيت حلم ،واحملكومة بالسجن 30عاما ،وهي في السجن منذ 2002/5/23م ،فهي أم لطفلتني ،فرق األسر بينهما فإحداهما تعيش في روسيا مع جديها من أمها غزالة 7سنوات ،واألخرى ياسمني 9سنوات في كنف جديها من أبيها في بيت حلم كون زوج األسيرة معتقالً ومحكوما ً بالسجن 20عاماً ،وقاهرة السعدي من جنني ،محكومة 3مؤبدات و 30عاماً ،معتقلة منذ 2002/5/30م ،أم ألربعة أوالد مع والدهم ،وهم (ساندي 15سنة ،دينا 10سنوات ،محمد 14سنة، رأفت 12سنة) ،أما لطيفة أبو ذراع من نابلس ،محكومة 25سنة ،تاريخ االعتقال 2003/9/12م ،فهي أم لسبعة أبناء ،يعيشون مع خالتهم كون والدهم يعيش في األردن ،وهم( :ادهم 19عاماً ،ليلى 18عاماً ،أمين 17عاماً ،و سامية 16عاماً ،والء 15عاماً ،ومحمد 14عاماً ،نغم 13عاماً ،وآخر من قامت سلطات االحتالل باعتقالها األسيرة منتهى خالد رشيد الطويل بتاريخ 2010/2/8م ،وهي زوجة رئيس بلدية البيرة جمال الطويل ،لها أربعة أبناء (عبد الله 21عاماً ،بشرى 16عاماً ،يحيى 14عاماً ،نصر الله 9سنوات ،مت حتويلها لالعتقال اإلداري. وق��ال ق��دورة في الوقت ال��ذي يحتفي فيه العالم بيوم امل��رأة العاملي يتناسى كثيرون امل���رأة الفلسطينية التي خاضت النضال جنبا إل��ى جنب م��ع ال��رج��ل من اج��ل نيل حريتهن وحرية شعبهن ،وال ي��زال بعضهن في األس��ر ،دون أي اكتراث ألوضاعهن ،وما يعانني من مشاق بشكل يومي نتيجة غطرسة االحتالل ،فيحرمهن من أبنائهن ،وأزواجهن ،وآبائهن وأمهاتهن ،لفترات طويلة ناهيك عن التجاوزات التي حتدث بحقهن بشكل يومي ،مثل احلرمان من الزيارات الداخلية في األقسام، أو احلرمان من الفورة ،أو حتى من الكنتني ،واالحتياجات اخلاصة ،وحرمانهن من إدخال الكتب في زيارات األهل ،وإدخال أو إخراج األشغال اليدوية وما يتعلق فيها، وأيضا االعتداء على خصوصيتهن عن طريق التفتيشات املهينة ،والنقليات التي ال تكاد تخلوا من سخرية السجانني ،أو إرهابهم . وأكد قدورة ان غالبية األسيرات متت محاكمتهن من قبل سلطات االحتالل ،بتهم منها مقاومة االحتالل واالنتماء ال��ى تنظيمات فلسطينية ،أو التخطيط أو تنفيذ عمليات فدائية ،حيث متضي خمس أسيرات منهن أحكاما ً بالسجن املؤبد ،فأقدمهن األس��ي��رة آمنة منى م��ن ال��ق��دس اتهمت ب��اس��ت��دراج إسرائيلي إل��ى رام ال��ل��ه ،فقتلته التنظيمات الفلسطينية وحكم عليها بالسجن املؤبد ،أما األسيرة قاهره السعدي فهي أم لثالثة أبناء اعتقلت في العام ،2002واتهمت بتنفيذ عمليات استشهادية وح��ك��م عليها بالسجن امل��ؤب��د ث�لاث م���رات إض��اف��ة إل��ى 30ع��ام��ا ،واألس��ي��رة أحالم التميمي فلسطينية من مواليد األردن ،أوصلت استشهاديا ً إلى األراضي احملتلة 48 نفذ عملية أسفرت عن مقتل 13إسرائيليا وجرح آخرين ،حكم عليها بالسجن املؤبد 13مرة و 20عاما وعقدت قرانها على األسير نزار التميمي املعتقل منذ العام 1993 وميضي حكما بالسجن املؤبد ،واألسيرة دعاء زياد اجليوسي من سكان طولكرم، اعتقلت في العام 2002وتقضي حكما ً بالسجن 3مؤبدات و 30عاماً ،بعد اتهامها بتوصيل استشهاديني وتنفيذهم عمليات استشهادية ،وكذلك األسيرة سناء شحادة من بلدة شعفاط بالقدس احملتلة ،التي اعتقلت عام 2002وتقضي حكما ً بالسجن 3مؤبدات. وأوضح فارس أن التنكيل و االذالل بحق األسيرات ،واضح واتخذ عدة اشكال، منها االحتجاز لعدة ساعات في غرف العزل ،أو كيل الشتائم لهن ،ووصلت بعض احل��االت ال��ى االع��ت��داء على األسيرة بالضرب املبرح ،ناهيك عن تقييدهن ساعات طوال في احلر الشديد او البرد واملطر ،او القيام بالتصوير مع األسيرة وتشبيهها باإلرهابية ،وحرمانها أيضا من وجبات الطعام لفترات طويلة قد تصل ملا يزيد على 18ساعة ،وعدم تقدمي العالج للمريضات منهن ،مثل األسيرة وفاء البس التي هي بحاجة إلى عمليات جراحية ولم جترها لها إدارة مصلحة السجون ،وقامت بعزلها في سجن نفي تريستيا. ولم تتوقف هذه االنتهاكات ،بل امتدت لتشمل العائلة أثناء اعتقال األسيرات من بيوتهن ،حيث قامت قوات االحتالل في كافة االعتقاالت التي دهمت فيها البيوت
11
بالعبث مبحتويات واثاث البيوت وتكسيره ،واخ��راج من كان بالبيت في ساعات الليل البارد ،وعدم السماح لالطفال بالبقاء في داخل غرف املنزل ،وارهابهم ،بحجة التفتيش ،باالضافة ال��ى رم��ي القنابل الصوتية في البيت قبل االقتحام ،واطالق الرصاص على الشبابيك ،مما ترك حالة من الهلع لدى االطفال والشيوخ والنساء. وقال فارس ان إسرائيل مارست إرهاب الدولة بحق األسيرات بتطبيقها االعتقال اإلداري عليهن كما حصل مع كثير من األس��رى ،وال��ذي يعتبر عقابا دون أي مبرر قانوني لالحتجاز ،فال تزال إسرائيل الدولة الوحيدة في العالم التي تتبع سياسة االعتقال اإلداري ،مخالفة بذلك كل االتفاقيات الدولية التي وقعت عليها خالفا ً ألحكام املواد ( )72 ,73 ,43من اتفاقية جنيف الرابعة. وبني فارس أن سلطات االحتالل عمدت إلى استهداف املسيرة التعليمية ،بحيث ال ميضي أي شهر دون حملة اعتقاالت في صفوف طالب وطالبات اجلامعات وطالب الثانوية العامة (التوجيهي) واس��ت��ه��داف أس��ات��ذة اجلامعات ومعلمي امل���دارس، ولم تسلم األسيرات من هذه السياسة حيث حرمتهن اسرائيل هذا العام من تقدمي امتحانات الثانوية العامة كما حرمت العديد منهن من االلتحاق باجلامعة العبرية املفتوحة ،دون ادن��ى مبرر ل��ذل��ك ،كما سحبت الكتب وامل���واد التثقيفية م��ن غرف األسيرات وابقت لكل أسيرة فقط كتابا واحدا ،ولم تسمح لذويهن او للصليب االحمر بادخال الكتب ،ومنعتهن في كثير من احلاالت من عقد اجللسات التثقيفية ،وفرضت الكثير من الغرامات عليهن للسبب نفسه. ووصف قدورة الوضع املعيشي لألسيرات في سجون االحتالل باملزري وغير اإلنساني بحيث تفتقد سجون االحتالل ألدنى مقومات احلياة اليومية فاملياه ملوثة، والغرف ضيقة ،وقدمية والرطوبة فيها عالية ،واألسقف تدلف مياه الشتاء على األسيرات ،وغالبا ما تقوم األسيرات بشراء احتياجاتهن من مقصف السجن ،الذي تكون أسعاره خيالية ،إضافة إلى نوعية الطعام ال��رديء ،وقمع األسيرات بحجة التفتيش ،وما يرافق ذلك من كيل األسيرات بالشتم والتفتيش العاري . وأوض��ح أن إسرائيل تتصرف كدولة فوق القانون الدولي ،بتشريعها قوانني ملمارسة التعذيب بحق األسرى وبأساليب محرمة دوليا ً تتنافى مع اتفاقية مناهضة التعذيب واإلع�ل�ان العاملي حلقوق اإلن��س��ان ،بحيث مي��ارس التعذيب ف��ي مراكز التحقيق بشكل ممنهج وم��دروس من قبل ضباط ،للضغط على األسيرات من اجل كسر شوكتهن وإجبارهن على التعاون معهم في كثير من االحيان ،وإجبارهن على االعتراف بامور لم يقمن بها. وطالب فارس كافة املؤسسات احلقوقية املدافعة واملناصرة لقضايا املرأة بإيالء اكبر قدر من االهتمام بقضايا األسيرات ،والتكاتف مع اهالي األسيرات ونصرتهن والعمل على فضح ك��اف��ة االن��ت��ه��اك��ات ال��ت��ي مت���ارس بحقهن ،ع��ن ط��ري��ق املشاركة باالعتصامات واملسيرات ،وخصوصا في مثل الثامن من آذار ال��ذي تكون عيون العالم شاخصة فيه ،مطالبا إياهن باعتبار يوم الثامن آذار هو يوم نصرة األسيرات في سجون االحتالل ،كما طالب املجتمع الدولي بعدم السكوت على انتهاكات سلطات االحتالل املمارسة بحق األسيرات في سجونها ،والعمل بشكل جدي لإلفراج عنهن من اجل عودتهن إلى أبنائهن وعائالتهن من جديد.
قريب ًا سيصدر عن مركز ع�� �ل� ��اج وت� ��أه � �ي� ��ل ضحايا التعذيب
الداعم الرئيسي للمركز
)European Union (EU
Netherland Representative Office
12