نحو مجتمع مناهض للتعذيب والعنف آذار 2010 /العدد اخلامس والثالثون
صحيفة شهرية تعنى مبناهضة التعذيب والعنف املنظم ،تصدر عن مركز عالج وتأهيل ضحايا التعذيب
السجون اإلسرائيلية مقصلة دون إعدام
جرائم اإلهمال الطبي بحق األسرى في السجون اإلسرائيلية ألف جتربة طبية لشركات أدوية إسرائيلية أجريت على املعتقلني بشكل سري
حتقيق إبراهيم أبو كامش
ح ّمل مسؤولون فلسطينيون ،م��ن القطاعني احلكومي واأله��ل��ي ،حكوم َة إسرائي َل املسؤولية الكاملة عن حياة األس��رى واملعتقلني الفلسطينيني في السجون اإلسرائيلية، وخاصة في ظل سياسة اإلهمال الطبي املتعمد التي تنتهجها مديرية مصلحة السجون اإلسرائيلية بحق األسرى واملعتقلني.
زرع األمراض في أجساد األسرى الفلسطينيني
وات��ه��م وزي��ر األس���رى واحمل��رري��ن عيسى ق��راق��ع ،حكومة إس��رائ��ي��ل باستقصاد زرع األم��راض في أجساد األسرى الفلسطينيني داخل سجون االحتالل ،واالستهتار بحياتهم
وأرواح��ه��م واستخدامهم حقل جت��ارب للعقاقير والكيماويات الطبية لشركات األدوية اإلسرائيلية وألبحاثهم العلمية. وقال :هناك جرمية ومذبحة وحرب صامتة جتري عن سبق إصرار في السجون بحق أسرانا عن طريق اإلهمال الطبي والقتل املباشر لهم داخل السجون ،مؤكدا ً وجود سياسة ممنهجة ومقصودة ورسمية لقتل األسرى من خالل عدم العناية الصحية بهم أو من خالل إجراء جتارب عليهم وبالتالي زرع األمراض في أجسادهم. التتمة صفحـ ـ 9ـ ــة
بالتنسيق مع إدارتي اجلامعتني
املركز يتحصل على مقعدين في جامعتي اخلليل والقدس املفتوحة ضمن فعاليات ونشاطات مركز ع�لاج وتأهيل ضحايا التعذيب املختلفة لدعم ومساندة ضحايا التعذيب ،وم��ن خ�لال اجلهود الكبيرة املبذولة في سبيل تسليط الضوء على قضايا األس��رى وضحايا التعذيب ،قام املركز باالتصال بجامعتي القدس املفتوحة واخلليل؛ من أجل احلصول على مقعد ثابت في اجلامعتني لصالح الفئة املستهدفة التي يعمل معها املركز (ضحايا التعذيب والعنف املنظم) .وقام املركز بالتنسيق واالتصال ـ وبجهود مشكورة من الدكتور أسعد أبو غليون في فرع اخلليل ـ املباشر مع إدارتي اجلامعتني ومن خالل مجموعة من االجتماعات واالت��ص��االت املباشرة ونتيجة تعاون وتفاعل إدارت��ي اجلامعتني في خدمة ضحايا التعذيب
مركز عالج وتأهيل ضحايا التعذيب ...يعنى مبناهضة التعذيب والعنف املنظم مؤسسة أهلية مستقلة غير ربحية ،تقدم خدماتها لضحايا التعذيب والعنف املنظم وأسرهم ،ومن لهم عالقة بهم ممن يشاركونهم املعاناة املترتبة على األحداث املؤملة التي مروا بها.
والعنف املنظم في األراض��ي الفلسطينية فقد قررتا منح مقعدين دراسيني لهذة الفئة من خالل املركز؛ مما سيكون له بالغ األثر والتقدير لدى املستفيدين من البرنامج واملجتمع ككل .وإننا في مركز عالج وتأهيل ضحايا التعذيب نتقدم بالشكر اجلزيل من اجلامعتني وإدارتيهما على التفاعل اإليجابي مع املركز واالهتمام البالغ الذي أبدتاه في مساندة ودعم ضحايا التعذيب والعنف املنظم في فلسطني .كما ويتقدم املركز بالشكر اجلزيل من الدكتور نعمان عمرو رئيس جامعة القدس املفتوحة فرع اخلليل ،والدكتور عوني اخلطيب رئيس جامعة اخلليل ،على التعاون الكامل الذي أبدياه في إجناح هذا التعاون والتنسيق ،في سبيل خدمة فئة من أهم فئات املجتمع الفلسطيني.
March 2010 / NO 35
االفتتاحية ماذا بعد...؟! د .محمود سحويل عانى الشعب الفلسطيني على مدار العقود السابقة، وال ي��زال يعاني ،من اإلحباط والتهميش ،وليس خافيا ً على أح��د أن اإلح��ب��اط في ه��ذه األوق���ات وص��ل إل��ى درجة ال ميكن التغاضي عنها ،فاالحتالل وانتهاكاته املتواصلة بحق أب��ن��اء شعبنا م��ن ج��ان��ب ،واالن��ق��س��ام ال��داخ��ل��ي بني األش��ق��اء م��ن جانب آخ��ر ،ك��ان لهما بالغ األث��ر ف��ي زيادة اإلحباط والتوتر. وبالتالي ،فق َد املواطن األم َ��ل في اخل��روج من دوام ِة املعانا ِة املستمر ِةَ ، ويلمس أن الك َّل يعم ُل ذلك أنه يشع ُر ُ ��ق أج��ن ٍ وف َ ��دات خارجي ٍة غير مرتبط ٍة مبا يعانيه ،كما لم ي��ع��د ل��دي��ه أدن���ى أم��� ٍل ف��ي اخل����روج م��ن ه���ذه احل��ال��ة التي يعيشها من اختالفات وانقسامات على املستوى احمللي. وكذلك األم��ر على املستوى اإلقليمي والدولي ال��ذي يرى أن له مصلح ًة كبير ًة ،لألسف ،في بقاء االنقسام والتوتر اللذين تعيشهما األراض��ي الفلسطينية خاص ًة والعربية بشكل عام. ك��ذل��ك األم���ر بالنسبة ل�لأمم امل��ت��ح��دة ،ومجلس األمن حتديداً ،الذي من املفترض فيه أن يلعب الدور األكبر في الدفاع عن حقوق الشعوب وحمايتها ،فحدث وال حرج... فقد حت��� ّول مجلس األم���ن م��ن ح���ا ٍم للشعوب املضطهدة إلى أدا ٍة في أي��دي موازين القوى؛ ما أدى إلى إفراغه من محتواه ومضمونه ،فأصبح رهينة املعادالت السياسية التي حتكمه ،فكم من القرارات التي صدرت تدين االحتالل اإلسرائيلي وانتهاكاته املتواصلة لم ين ّفذ منها شي ٌء. كما أن التقهقر الذي حلق بالقضية الفلسطينية عربيا ً ودوليا ً على مدار حقبة من الزمن والضربات املؤملة التي تلقاها ه��ذا الشعب أفقدت املواطن األم��ل على املستويني احمللي واخل��ارج��ي .االحتالل يستغ ُّل حالة التر ّنح التي منر بها في هذا الوقت ،ويحاول أن يسلب منا كل ما يثبت هويتنا الفلسطينية ،فما يحدث في اخلليل ليس بالغريب ع��ل��ى ه����ذا ال���ع���دو ال��ص��ه��ي��ون��ي وك���ذل���ك ح��ال��ة السرطنة واالستيطان التي متر بها كل الضفة الغربية وحتديدا ً القدس؛ في محاولة منه لتهويد املدينة املقدسة وأراضي الضفة الغربية بشكل عام ،كذلك احلصار املفروض على قطاع غزة وترهيب وجتويع أهله ،فاالحتالل يهدف من خالل هذه السياسية احلصول على تنازالت متتالية من جانب ال��ق��ي��ادات الفلسطينية وال��ت��ي مت��رر بغطاء دولي وإقليمي ،فالفكر والسياسة االحتالليه م��دروس��ة ومع مرور الوقت لن يتبقى لنا ما نفاوض علية. م��ن ه��ن��ا ،ي��ج��ب علينا ك��ش��ع��ب فلسطيني وق��ي��ادات نوحد صفوفنا وأن نستفيق من مخلصة لهذا الشعب أن ّ الغيبوبة التي أدخلنا فيها االحتالل ،وان نعود للشعب الذي هو صمام األمان ،وان يكون شريك في صنع القرار، فعلينا أن نتسامى على اخلالفات واجلراح ،فهذا الشعب يستحق أفضل من هذا ،وحجم التضحيات التي قدمها ،وال يزال يقدمها ،يجب أن حتترم وأن يحترم تاريخه.
تعبر بالضرورة املواد املنشورة في (سنابل) ال ّ عن وجهة نظرها