العدد الثالث والسبعون بعد المــائة من مجلة فيلي

Page 1


‫كلمة العدد‬ ‫الفيليون وما ستلده رحم االنتخابات‬ ‫مجلة شهرية تصدر عن مؤسسة شفق‬

‫‪SHAFAQ FOUNDATION OF CULTURE ,MEDIA‬‬ ‫‪FOR FAILY KURD‬‬

‫علي حسين فيلي‬ ‫‪alifaily@shafaaq.com‬‬ ‫صاحب االمتياز‬

‫‪The concessionaire‬‬ ‫مؤسسة الثقافة واالعالم للكورد الفيليني‬

‫دةزطاىرؤشنبريىوراطةياندنىكوردىفةيلى‬

‫‪173‬‬ ‫‪FAILY‬‬

‫السنة الرابعة عشر‬ ‫نيسان ‪2018‬‬

‫إقرأ في هذا العدد ‪....‬‬

‫مدير التحرير‬

‫الغالف االول‬

‫رئيس التحرير‬

‫رقم االعتماد في‬

‫علي حسين علي‬

‫نقابة الصحفيين العراقيين ‪1016‬‬

‫هيئة التحرير‬

‫رقم االيداع في دار الكتب‬

‫محمد جمال‬ ‫ياسر عماد‬ ‫ماجد محمد صالحان‬ ‫عبد اهلل صبري‬ ‫سندس ميرزا‬ ‫سعد عبد الجبار‬

‫والوثائق ‪ 796‬في ‪2004‬‬

‫التصميم الفني‬

‫ايمان حبيب علي‬

‫األنفال جرح لن يندمل وجريمة لن تغتفر‬

‫‪4‬‬

‫كورد بغداد ال يخضعون لقوانين القومية ‪ ..‬والفيليون اكثر تنظيما‬

‫‪18‬‬

‫في ذكرى انفلة الكورد المنسيين‬

‫‪36‬‬

‫الحرب الخالعية الثالثة‬

‫‪47‬‬

‫يتوجب ان يتعود الناس شيئا فشيئا على عهد الال حرب واالمن بعد عهود‬ ‫من الحروب‪ ،‬الن اصوات قرع طبولها تحرم حتى الموتى من النوم وتصيب‬ ‫االحياء بأكبر االضرار‪ .‬يتوجب ان نقوم بكنس الكلمات التي تدل على‬ ‫الشر والحرب النها تمس الروح وتنيم اللسان وتسوّد الرؤية‪ .‬يتوجب وضع‬ ‫العواطف جانبا ونسأل لماذا ال نتعرف على ايام وتوقيتات وفاة رموز المحبة‬ ‫بيننا؟‪ .‬نحن غافلون في كوننا مستمرين في عبادة الخرافة منذ عشرات‬ ‫االعوام‪ ،‬الخرافة التي تقتل االخوّة وال تدع لنا امال في حصول الوئام بيننا‪،‬‬ ‫فهل يحتاج االمر الى ظلم آخر لكي نستيقظ ؟!‬ ‫موضوعي هذا ليس لتمثيل معاناتنا المليئة باالضطهاد الثقافي واالقتصادي‬ ‫والسياسي واالجتماعي‪ .‬انه فقط ألقول ان االنسان الفيلي ربط نفسه بتلك‬ ‫االفكار والمعتقدات التي ال يستطيع ال هو وال االخرون تحريكها ودفعها الى‬ ‫مبتل بالجروح غير القابلة لاللتئام التي ال تستطيع هزيمة‬ ‫االمام‪ .‬وهو‬ ‫ٍ‬ ‫اعدائها! واصبحنا نألف العداء من االخرين كرفيق لصيق منذ زمن طويل ‪.‬‬ ‫على الرغم من ان هرم السلطة السياسية والحزبية وعلى اساس ذكريات‬ ‫ماضيهم وطمعا في زيادة منافع كراسيهم جادوا علينا بـ(كوتا) يتيمة في‬ ‫مجلس النواب العراقي‪ ،‬لكن ماذا نفعل بذلك الفقر الفكري الذي يريد‪،‬‬ ‫من خالل تغيير مجرى القضية المنتهية التاريخ لحقوق الفيليين‪ ،‬ان يبني‬ ‫مقبرة إلحيائنا؟!‬ ‫منذ مدة طويلة ونحن معفوون من عدد من االسئلة!! مثل اننا نتحدث‬ ‫عن جميع امورنا بلغة الغرباء! فانعدام وجود لغتنا االم يقتل شعورنا‬ ‫القومي‪ ،‬والتاريخ يقبر ثقافتنا لكي ينسينا ولالبد مفاخر الماضي والخلق‬ ‫العالي وصالبة وصمود ابائنا واجدادنا‪ ،‬فعندما تكون لغة المحادثة اجنبية‬ ‫والحياة اليومية خالية من خصوصياتنا المحلية وتكون االفكار والمعتقدات‬ ‫والتصرفات في المحالت واالزقة غريبة وحتى الجنة يبدو عليها عدم وجود‬ ‫لغة االم‪ ،‬عندها مهما يكون اللقب الذي يطلق علينا فلن يشكل فرقا‪.‬‬ ‫في خضم هذه الثقافة ووسط الخمول وانعدام الهمة دعونا ال ننتظر ان‬ ‫يقوموا ببناء المدارس والمستشفيات والمراكز االجتماعية بأسماء الكورد‬ ‫الفيليين‪ ،‬فان التنظيمات واالنتماءات السياسية والمذهبية هي وحدها‬ ‫تسجل باسم الفيليين وال شيء غيرها‪.‬‬ ‫في هذه االنتخابات ايضا‪ ،‬نرى بان مواريث هدم االسس االخالقية‬ ‫واالجتماعية وتوسع المسافة والعداء بين االجنحة السياسية الكوردية‬ ‫الفيلية سيجر مستقبل هذه الشريحة في قطبيها المذهبي والقومي نحو‬ ‫مصير مجهول‪ ،‬لذلك دعونا ننتظر ما الذي يحمله رحم هذه االوضاع وما‬ ‫الذي سيولد بعد االنتخابات!‬

‫رئيس التحرير‬ ‫‪info@shafaaq.com‬‬

‫‪www.shafaaq.com‬‬


‫كورديات‬

‫‪4‬‬ ‫لعل من ابشع معامل َت ِر َكة ‪ ،‬صدام‬ ‫حسني ‪ ،‬ونظامه‪ ...‬حملته السيئة‬ ‫الصيت ضد الكورد التي اختار االنفال‬ ‫اسام لها‪...‬‬ ‫لهذه الحملة جذورها ففي منتصف‬ ‫السبعينات من القرن املايض اي بعد‬ ‫سنوات من تويل حزب البعث الحكم يف‬ ‫العراق عام ‪1968‬‬ ‫اتخذت بادئ ذي بدء شكل عمليات‬ ‫التعريب يف املناطق الكوردية الحساسة‬ ‫وتحديدا يف محافظات كركوك واملوصل‬ ‫واستمرت بصورة انتقائية بعد ذلك‬ ‫واستهدفت يف عام ‪ 1983‬البارزانيني‬ ‫الذين تم يف املرحلة االوىل تهجريهم‬ ‫من مناطقهم وزج بهم يف املجمعات‬ ‫القرسية تحديا يف قوشتبه وديانا‬ ‫وحرير‪ .‬ويف متوز عام ‪ 1983‬اعتقل نظام‬ ‫البعث مثانية آالف بارزاين من الذكور‬ ‫مثان أعوام فام فوق واقتيدوا‬ ‫سن ِ‬ ‫من ِ‬ ‫اىل جنوب العراق ومل يعرث لهم عىل اثر‬ ‫منذ ذلك الوقت‪...‬‬ ‫واستمرت جرائم النظام وحمالته بال‬ ‫اسم حتى بلغت ذروتها عامي ‪1987‬‬ ‫و‪ 1988‬أي يف اواخر حرب الثامين‬ ‫سنوات بني العراق وايران وبدأ نظام‬ ‫البعث بأستخدام السالح الكيمياوي‬ ‫ضد الكورد قبل البدء بتنفيذ املرحلة‬ ‫االوىل من حملته العسكرية الواسعة يف‬ ‫كوردستان‪ ...‬واختار نظام البعث ذات‬ ‫امليول االشرتاكية ( االنفال ) املقتبس‬ ‫من سورة االنفال الواردة يف القرآن‬ ‫الكريم اسام للحملة ليك يضفي عليها‬

‫ا‬ ‫أل‬ ‫ن‬ ‫فال‬ ‫الصبغة الدينية‪ ...‬وهو العذر الذي دامئا‬ ‫ما تلجأ اليه الحكومات العربية يف مترير‬ ‫جرامئها التي تضمنت عددا من الحمالت‬ ‫تم تنفيذها عىل مثاين مراحل يف ست‬ ‫مناطق جغرافية مختلفة يف كوردستان‬ ‫‪ ...‬كلف عيل حسن املجيد‪ ،‬ابن عم‬ ‫صدام‪ ،‬بقيادة الحملة وهكذا اصبح‬ ‫يعرف لدى الكورد بـ ( عيل كياموي‬ ‫) واذا كان املجيد قائدا للحملة فان‬ ‫أداة تنفيذ الجرمية كانت قوات‬ ‫الجيش العراقي من الفيلقني االول‬ ‫والخامس وقوات الحرس الجمهوري‬ ‫يف املرحلة االوىل من الحملة‬ ‫وانضمت اليها يف املراحل الالحقة‬ ‫القوات الخاصة واملغاوير الخاضعة‬ ‫لحزب البعث‪ .‬وما ان وصل املجيد‬ ‫اىل كركوك لتويل قيادة الحملة حتى‬ ‫بات واضحا ان النظام كان يريد حل‬ ‫املسألة الكوردية حال نهائيا وحاسام‬ ‫عن طريق قتل الكورد وابادته لذا‬ ‫اتبع النظام سياسة االرض املحروقة‬ ‫يف كوردستان وتفريغها من سكانها‬ ‫واعتقل الذكور منهم ونقل النساء‬ ‫اىل مجمعات‪ ...‬ومثة احصائيات تفيد‬ ‫بأن اكرث من ‪ 180‬الف كوردي قضوا‬ ‫يف الحملة وان كثريين منهم دفنوا‬ ‫احياء يف صحاري جنوب العراق‪...‬‬ ‫ومام يؤكد هذا الرقم ان املجيد قال‬ ‫خالل مفاوضات الوفد الكوردي مع‬ ‫الحكم يف ربيع ‪ 1991‬ان الكورد كانوا‬ ‫يبالغون ‪ ،‬وان الرقم (ليس اكرث من‬ ‫مائة الف)‪!!!...‬‬

‫جرح لن يندمل وجريمة لن تغتفر‬

‫بدأت طائرات النظام بأمطار مدن‬ ‫وقرى كوردستان اآلمنة بالقنابل‬ ‫الكيمياوية ما ادى اىل وقوع عدد كبري‬ ‫من الضحايا فيام ترك الباقون منازلهم‬ ‫وعندما دخلت القوات الحكومية اىل‬ ‫القرى التي هرب منها الناجون قام‬ ‫الجيش بتسوية بيوتها باالرض‪ ..‬وبلغت‬

‫حملة النظام البادة الكورد ذروتها يف‬ ‫مدينة حلبجة البالغ نفوسها ‪ 70‬الفا‬ ‫والواقعة يف محافظة السليامنية‪...‬‬ ‫قصفت حلبجة اكرث من ‪ 20‬مرة بقنابل‬ ‫كياموية تضمنت غاز الخردل وغاز‬ ‫االعصاب والسيانيد اضافة اىل القنابل‬ ‫العنقودية‪ .‬ويف عرص ذلك اليوم تجلت‬

‫جالل شيخ علي‬

‫كل ابعاد الفاجعة‪ ..‬تراكمت الجثث يف‬ ‫ازقة وشوارع املدينة‪ ...‬وتناثر وسط‬ ‫ارجاء املدينة جثث اآلالف من النساء‬ ‫والرجال الكورد‪...‬راح من سكان حلبجة‬ ‫نحو ‪ 5‬آالف شخص واصيب اكرث من ‪7‬‬ ‫آالف والناجون ال يزالون يعانون ويعاين‬ ‫اطفالهم من شتى العاهات والتشوهات‬

‫الخلقية‪...‬‬ ‫و رغم بشاعة الجرمية ورغم العدد‬ ‫الكبري من الضحايا اال ان الكورد بقية‬ ‫صامدا وأثبت للعامل ولحكام بغداد‬ ‫املتوالون بأن القتل والحصار االقتصادي‬ ‫مل ولن يحل القضية الكوردية حال‬ ‫جذريا‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫العدد ‪ 173‬السنة الرابعة عشر (نيسان) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫الكورد قبل وبعد اإلنتخابات‬

‫‪6‬‬

‫جاء إختيار عبارة (مكاسب أكرث‬ ‫لكوردستان)‪ ،‬نتيجة لحسابات‬ ‫وإقتصادية‬ ‫سياسية‬ ‫ومصالح‬ ‫وإجتامعية قدمية وجديدة من قبل‬ ‫حزب سيايس يختلف متاماً عن الكثري‬ ‫من األحزاب السياسية السائرة نحو‬ ‫اإلنتخابات الربملانية‪ ،‬تحمل دوره‬

‫ومسؤوليته يف ضامن الحريات‬ ‫العامة والخاصة وتحقيق الكثري من‬ ‫املكاسب التي تبعد الكوردستانيني‬ ‫عن حافة الخطر‪ ،‬تبنى الخطاب‬ ‫السيايس العقالين‪ ،‬منذ تأسيسه (قبل‬ ‫‪72‬عاماً)‪ ،‬وقاد مسرية النضال الكوردي‬ ‫مؤكداً عىل الدميقراطية للعراق‬

‫قبل الحقوق القومية والسياسية‬ ‫لشعب كوردستان‪ .‬إحرتم املواطنني‬ ‫وإمتثل إلرادتهم وتبنى قضاياهم‬ ‫املصريية التي تحفظ كرامتهم‪ ،‬جابه‬ ‫وقارع بشجاعة سياسات الجربوت‬ ‫والسطوة املتغ ّولة والطاغية والطامعة‬ ‫التي أرادت النيل من مقدرات‬

‫الكوردستانيني‪ .‬فجر ثورة أيلول التحررية‬ ‫التي أرغمت حكومة البعث عىل التوقيع‬ ‫عىل إتفاقية آذار التاريخية‪ ،‬ثم قاد ثورة‬ ‫كوالن بعيداً عن النعرات والرصاعات‬ ‫املرفوضة‪ ،‬وساهم بشكل فاعل يف‬ ‫إنتفاضة آذار ‪ ،1991‬بعدها أكد عىل‬ ‫إجراء اإلنتخابات الترشيعية بآليات‬ ‫دميوقراطية‪ ،‬إنبثق عنها برملان وحكومة‬ ‫اإلقليم‪ ،‬ويف تلك األيام الصعبة‪ ،‬مارس‬ ‫املرونة إلمتصاص الصدمات وتنازل عن‬ ‫بعض من مستحقاته اإلنتخابية‪ ،‬لتحييد‬ ‫النزعات الفردية وتجنب الهزات والنتائج‬ ‫الكارثية‪ .‬وكان له الدور البارز يف تبني‬ ‫الفدرالية من قبل برملان كوردستان‪،‬‬ ‫وشارك بفاعلية يف إسقاط صدام وكتابة‬ ‫الدستور الدائم الذي يضمن الكثري من‬ ‫الحقوق الكوردستانية‪ ،‬وحارب داعش‬ ‫نيابة عن اإلنسانية جمعاء وألحق‬ ‫به الهزمية‪ ،‬ويف أيلول املايض تقدم‬ ‫الذين أجروا عملية اإلستفتاء عىل حق‬ ‫تقرير املصري للكوردستانيني‪ .‬كام أظهر‬ ‫املنتمون اىل هذا الحزب‪ ،‬خالل األيام‬ ‫العصيبة واألزمات‪ ،‬وعياً عالياً وحالة‬ ‫من الثقة بالنفس والبيشمركه إنعكس‬ ‫عرب مجموعة من املامرسات‪ ،‬أهمها‪،‬‬ ‫الحفاظ عىل األمان والهدوء والتضامن‬ ‫بني الكوردستانيني‪ ،‬وتفويت الفرصة‬ ‫عىل الذين يلجأون اىل التهديد والوعيد‬ ‫والكذب املستمر واإلدعاءات املضللة يف‬ ‫محاولة منهم لتفريغ االنتصارات الكبرية‬

‫واالسرتاتيجية التي حققه الحزب‪.‬‏‬ ‫توصف اإلنتخابات الربملانية املقبلة‬ ‫(إذا جرت)‪ ،‬باألكرث تأثرياً عىل مستقبل‬ ‫العملية السياسية يف العراق‪ ،‬واألهداف‬ ‫املعلنة من قبل‪ ،‬الحزب الدميقراطي‬ ‫الكوردستاين‪ ،‬رافع شعار( مكاسب أكرث‬ ‫لكوردستان)‪ ،‬تؤكد عىل رضورة املشاركة‬ ‫فيها بكثافة‪ ،‬ألن الظروف الداخلية‬ ‫والخارجية‪ ،‬والحفاظ عىل املكاسب‬ ‫الدستورية‪ ،‬تفرض قراءة الواقع السيايس‬ ‫يف هذه املرحلة التي تشهد تجاذبات‬ ‫وتناقضات مختلفة‪ ،‬وإعادة تقييم املواقع‬ ‫يف املعادلة السياسية وعىل خريطة‬ ‫التوازنات السياسية الجديدة وفق‬ ‫ضوابط متصلة بتحوالت محلية وإقليمية‬ ‫ودولية‪ .‬كام تدعو اىل مامرسة أعىل‬ ‫درجات الصرب الذي يطلق عليه ضبط‬ ‫النفس‪ ،‬والتمسك باألفكار اإلنسانية‬ ‫التي تعظم حقوق األفراد ومنافعهم‬ ‫وإستقرارهم ورخائهم بعيداً عن العنف‬ ‫والرصاعات بأشكالها املختلفة وتطوير‬ ‫اآلليات املختلفة للحفاظ عىل الثقافة‬ ‫املتشبعة بالقيم الحضارية‪ ،‬واإلستمرار‬ ‫يف تطبيقه من اآلن اىل ما بعد إعالن‬ ‫نتائج االنتخابات‪ ،‬وتشكيل الحكومة‬ ‫الجديدة‪ ،‬ليك نبعث رسالة اىل الذين‬ ‫يشتاقون اىل إضعاف وإقصاء الكورد عن‬ ‫العملية السياسية‪ ،‬وتلمس ترهل دورهم‬ ‫يف العراق‪ ،‬والحد من مكانتهم وهيبتهم‬ ‫وقدرتهم عىل التأثري عىل القوى السياسية‬

‫صبحي ساله يي‬

‫العراقية ومراكز القرار يف املنطقة والعامل‪،‬‬ ‫مفادها‪ ،‬أن الكورد الذين عجزوا (قبل‬ ‫اإلنتخابات) عن حل خالفاتهم وفشلوا‬ ‫يف تشكيل ائتالف إنتخايب واسع يفوز‬ ‫بعدد كبري من املقاعد‪ ،‬بإمكانهم إبداء‬ ‫املرونة ريثام تهدأ عاصفة الحملة‬ ‫اإلنتخابية‪ ،‬وتشكيل كتلة برملانية كبرية‬ ‫(بعد اإلنتخابات) تؤمن لهم حضوراً قوياً‬ ‫خالل مباحثات اختيار الرئيس الجديد‬ ‫للوزراء‪ ،‬ومفاوضات توزيع الحقائب‬ ‫الوزارية‪ ،‬وبإمكانهم إغاظة األعداء‬ ‫بالصرب والتصميم الكبريين يف الحفاظ‬ ‫عىل الثوابت الوطنية والقومية والتعامل‬ ‫مع املخطئني بحالة من التعقل والشعور‬ ‫املسؤولية‪ ،‬بعيداً عن ردات األفعال غري‬ ‫املدروسة‪ .‬‏‬ ‫الكورد يذهبون اىل بغداد ويف جعبتهم‬ ‫أوراق مهمة‪ ،‬ومواد دستورية تؤمن لهم‬ ‫حضوراً فاع ًال يحظى بقبول كوردستاين‬ ‫واسع‪ ،‬ينعكس عىل املتغريات والتحوالت‬ ‫والتعامل معها‪ ،‬ورعاية دولية إستثنائية‬ ‫تفرض تأقل ً‬ ‫ام عراقياً مع الثوابت‬ ‫الكوردستانية‪ ،‬والقبول بتساوي الجميع‬ ‫أمام القانون والحفاظ عىل الكيان‬ ‫الدستوري إلقليم كوردستان‪ ،‬وإسرتجاع‬ ‫مبادىء الرشاكة والتوازن والتوافق‪،‬‬ ‫واإلرصار عىل تنفيذ الدستور الذي يعترب‬ ‫الضامن الوحيد لحقوق الجميع وعدم‬ ‫التمييز بينهم ألسباب قومية ودينية‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫العدد ‪ 173‬السنة الرابعة عشر (نيسان) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪8‬‬

‫مقرب من بوتين وعمالق النفط الروسية‬

‫يدير ظهره لبغداد ويتوجه لكوردستان‬

‫في أكتوبر تشرين األول الماضي وفي ذروة‬ ‫األزمة السياسية باقليم كوردستان وصل خطاب‬ ‫إلى وزارة النفط العراقية في بغداد من إيجور‬ ‫سيتشن رئيس شركة روسنفت‪.‬‬

‫فيلي‪/‬‬

‫كتب سيتشن يف الخطاب الذي‬ ‫اطلعت رويرتز عىل نسخة منه أن‬ ‫حكومة بغداد تبدي «قصورا يف املوقف‬ ‫البناء واالهتامم» إزاء عرض روسنفت‬ ‫تطوير حقول يف جنوب العراق‪.‬‬ ‫كانت كوردستان التي يقطنها نحو ستة‬ ‫ماليني نسمة يف شامل العراق سعت يف‬ ‫ذلك الحني لالنفصال عن بقية البالد لكن‬ ‫املحاولة فشلت‪ .‬ورفضت بغداد استفتاء‬ ‫االستقالل الذي أجري يف ‪ 25‬سبتمرب أيلول‬ ‫وأرسلت قوات للسيطرة عىل حقول نفط‬ ‫مهمة تعد مصدر الدخل الرئييس لإلقليم‪.‬‬ ‫واآلن يقول سيتشن‪ ،‬وهو من أقرب حلفاء‬ ‫الرئيس الرويس فالدميري بوتني‪ ،‬إنه يف ظل‬ ‫إحجام بغداد عن العمل مع روسنفت فان‬ ‫الرشكة ستتعاون مع حكومة كوردستان‬ ‫العراق التي أبدت «اهتامما أكرب بالتوسع‬ ‫يف التعاون االسرتاتيجي»‪.‬‬ ‫وأكدت قوى عاملية من بينها الواليات‬ ‫املتحدة واالتحاد األورويب‪ ،‬التي أبدت‬ ‫يف السابق تعاطفا مع حملة استقالل‬ ‫كوردستان‪ ،‬لحكومة بغداد اعرتافها‬ ‫بسيادتها عىل كامل أرايض العراق مبا يف‬ ‫ذلك كوردستان‪.‬‬ ‫لكن خطاب سيتشن مل يرش إىل مثل هذا‬ ‫اإلقرار‪ .‬وتعهدت روسنفت باستثامر‬ ‫مليارات الدوالرات يف كوردستان مام‬ ‫أغضب حكومة بغداد وهي اآلن‪ ،‬وبدال‬ ‫من أن ترتاجع‪ ،‬تتشبث مبوقفها‪.‬‬ ‫وقالت سبعة مصادر مطلعة لرويرتز إن‬ ‫موقف سيتشني أقوى مام ظنه املسؤولون‬

‫العراقيون‪ .‬فقبل أيام متلكت روسنفت‬ ‫خطوط أنابيب تصدير النفط إىل تركيا‬ ‫من حكومة كوردستان مقابل ‪ 1.8‬مليار‬ ‫دوالر‪ .‬مل يكن هدف الصفقة تجاريا‬ ‫فحسب بل لتعزيز نفوذ روسيا السيايس‬ ‫يف العراق والرشق األوسط بحسب مصادر‬ ‫يف روسنفت وصناعة النفط والحكومتني‬ ‫الكوردية والعراقية‪.‬‬ ‫وأوضحت املصادر أن السيطرة عىل‬ ‫خطوط األنابيب منحت روسنفت دورا‬ ‫محوريا يف املحادثات الجارية بني حكومة‬ ‫كوردستان وبغداد الرامية الستئناف‬ ‫صادرات النفط بالكامل والتي تعطلت‬ ‫بسبب االستفتاء وسيطرة العراق عىل‬ ‫حقول‪.‬‬ ‫ميلك إقليم كوردستان احتياطيات نفطية‬ ‫ضخمة‪ ،‬قد تكون ثلث إجاميل العراق‪،‬‬ ‫وصادراته حيوية لالقتصاد املحيل والعراق‬ ‫ككل‪.‬‬ ‫ويف مؤرش عىل نفوذ روسنفت قالت‬ ‫ثالثة مصادر بالقطاع يف اربيل وبغداد‬ ‫إن مسؤولني كوردا قالوا إنهم لن يرشعوا‬ ‫يف ضخ النفط وتحويل األموال التي‬ ‫يدرها للحكومة العراقية ما مل تسدد‬ ‫رسوما خاصة بخط األنابيب لرشكة النفط‬ ‫الروسية الكربى‪.‬‬ ‫وأقر وزير النفط العراقي جبار اللعيبي‬ ‫فعليا بدور الرشكة املتنامي يف كوردستان‬ ‫حني اجتمع مع ديدييه كاسيمريو اليد‬ ‫اليمنى لسيتشن يف بغداد الشهر الحايل‬ ‫وقال إنه مستعد للتعاون مع روسنفت‬

‫«يف تجديد األنابيب»‪.‬‬ ‫ومل يرد سيتشن والكرملني ومكتب رئيس‬ ‫وزراء العراق وروسنفت عىل طلبات‬ ‫للتعقيب من أجل هذا التقرير‪ .‬وقال‬ ‫الكرملني وسيتشن مرارا إن مرشوعات‬ ‫روسنفت تجارية محضة وليست سياسية‪.‬‬ ‫وامتنعت وزارة النفط العراقية عن‬ ‫التعقيب عىل أي جوانب سياسية لصفقة‬ ‫روسنفت‪.‬‬ ‫من كراكاس إىل نيودلهي‬ ‫قالت مصادر إن تحركات روسنفت يف‬ ‫كوردستان التي يربطها تحالف قديم‬ ‫بالواليات املتحدة توضح كيف يستغل‬ ‫الكرملني روسنفت‪ ،‬ورئيسها التنفيذي‬ ‫املقدام‪ ،‬كأداة يف السياسة الخارجية‬ ‫يف أنحاء العامل‪ ،‬من اربيل إىل كراكاس‬ ‫ونيودلهي‪.‬‬ ‫وتستغل العديد من الدول‪ ،‬ومن بينها‬ ‫ايطاليا وفرنسا‪ ،‬رشكات النفط الكربى فيها‬ ‫كأداة يف السياسة الخارجية لكن استغالل‬ ‫موسكو لروسنفت تزايد بشكل كبري يف‬ ‫العقدين األخريين يف ظل حكم بوتني‪.‬‬ ‫بالنسبة لكوردستان ينطوي تنامي النفوذ‬ ‫الرويس عىل تحول جيوسيايس حاد‪.‬‬ ‫وارتبط اإلقليم بتحالف وثيق مع واشنطن‬ ‫منذ اإلطاحة بصدام حسني إبان الغزو‬ ‫الذي قادته الواليات املتحدة يف ‪.2003‬‬ ‫وقال أموس هوشستاين الذي عمل‬ ‫كمبعوث خاص للطاقة يف إدارة الرئيس‬ ‫األمرييك السابق باراك أوباما إنه يف حني‬ ‫تسعى روسنفت ورشكات النفط الروسية‬

‫‪9‬‬

‫العدد ‪ 173‬السنة الرابعة عشر (نيسان) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪10‬‬ ‫األخرى التابعة للدولة لتحقيق أرباح‬ ‫فإنها تعمل أيضا ككيانات سياسية عند‬ ‫الرضورة‪.‬‬ ‫ورصح لرويرتز «إنها تتبع الرئيس بوتني‬ ‫مبارشة‪ .‬ليست جميع الصفقات سياسية‪.‬‬ ‫لكن حني يريد بوتني إبرام صفقة سياسية‪،‬‬ ‫فإنها تفعل بالطبع‪ .‬ال متلك روسيا أدوات‬ ‫كثرية ملامرسة نفوذها السيايس والطاقة‬ ‫أكرثها فعالية»‪.‬‬ ‫ووجدت بغداد التي ال تعرتف بصفقة‬ ‫خط األنابيب نفسها يف وضع صعب‪.‬‬ ‫وتواجه الحكومة مصاعب مالية بسبب‬ ‫الحرب عىل تنظيم الدولة اإلسالمية وال‬ ‫يتاح لها إال مبالغ بسيطة ملد خطوط‬ ‫أنابيب جديدة من كوردستان يف حني‬ ‫ال ترغب يف تعطيل تدفقات النفط من‬ ‫املنطقة التي تعول عليها لتحقيق إيرادات‬ ‫هي يف أمس حاجة إليها‪.‬‬ ‫«وزير خارجية ثان»‬ ‫دور روسنفت يف دعم السياسة الخارجية‬ ‫للكرملني ال يقترص عىل العراق فقد لجأت‬ ‫إليه روسيا يف أماكن أخرى من العامل‬ ‫بحسب روسنفت ومصادر يف الصناعة‪.‬‬ ‫وقال مصدر يف القطاع «سيتشن يترصف‬ ‫كوزير خارجية ثان أو بعبارة أخرى فإنه‬ ‫ميثل القوة االقتصادية وراء السياسات‬ ‫الخارجية الروسية‪ .‬يف كثري من األحيان‬ ‫تكون هذه السياسات إلثارة غضب‬ ‫األمريكيني»‪.‬‬ ‫يف فنزويال قدمت روسنفت قروضا بنحو‬ ‫ستة مليارات دوالر لدعم الحكومة‪.‬‬ ‫وقد ينتهي املطاف بتملك الرشكة ملصايف‬ ‫تكسان اململوكة حاليا لرشكة النفط‬

‫الوطنية ألنها ضامن الدين‪.‬‬ ‫ويف الهند استثمرت روسنفت ‪ 13‬مليار‬ ‫دوالر يف مصفاة‪ ،‬وهو سعر مبالغ فيه‬ ‫ملجمع نفطي‪ ،‬إذ سعت للتغلب عيل‬ ‫عرض من أرامكو السعودية وتعزيز‬ ‫عالقات روسيا بحليف تقليدي للواليات‬ ‫املتحدة‪.‬‬ ‫وقال سيتشن هذا العام يف حديث نادر‬ ‫لصحيفة فرانكفورتر ألجامينه تسايتونج‬ ‫إنه واثق من سداد فنزويال وكوردستان‬ ‫ديونهام بالكامل ونفى أن تكون الصفقات‬ ‫سياسية‪.‬‬ ‫وردا عىل سؤال عام إذا كان يعترب نفسه‬ ‫رجل سياسة أجاب سيتشن (‪ 57‬عاما)‬ ‫قائال «هذا سؤال صعب‪ .‬أشعر دامئا أنني‬ ‫عشت أكرث من حياة‪ .‬أعتقد أن الكلمة‬ ‫املناسبة هي مدير»‪.‬‬ ‫وُلد سيتشن يف سان بطرسربج وعمل يف‬ ‫الثامنينيات كمرتجم عسكري يف موزمبيق‬ ‫وأنجوال حيث خاضت موسكو وواشنطن‬ ‫حروبا بالوكالة‪.‬‬ ‫تعرف بوتني عىل سيتشن يف التسعينيات‬ ‫يف سان بطرسربج واصطحبه معه إىل‬ ‫موسكو حيث بزغ نجمه‪ .‬وساعده‬ ‫سيتشني يف تأميم قطاع كبري من صناعة‬ ‫النفط الروسية وعُ ني رئيسا تنفيذيا‬ ‫لروسنفت يف ‪.2012‬‬ ‫اجتامع موسكو‬ ‫يدافع الكورد منذ فرتة طويلة عن حق‬ ‫اإلقليم يف توقيع اتفاقات مع الرشكات‬ ‫األجنبية فيام يتعلق بضخ النفط من‬ ‫أراضيه بوصفه منطقة شبه مستقلة‪ .‬ويف‬ ‫‪ 2014‬بدأ صادرات نفط مستقلة عرب‬

‫تركيا‪.‬‬ ‫غري أن الحكومة املركزية يف العراق تقول‬ ‫إن صفقات الكورد مع الرشكات األجنبية‬ ‫أو تصدير النفط من كوردستان يعد‬ ‫مخالفا للقانون دون الحصول عىل موافقة‬ ‫بغداد‪.‬‬ ‫كانت روسيا هي القوة العاملية الكربى‬ ‫الوحيدة التي مل تعارض استفتاء استقالل‬ ‫كوردستان قائلة إنها تتفهم تطلعات‬ ‫الكورد لالستقالل‪ .‬وحث كل من الواليات‬ ‫املتحدة واالتحاد األورويب وتركيا وإيران‬ ‫حكومة اإلقليم عىل إلغاء االقرتاع أو‬ ‫تأجيله‪.‬‬ ‫ويف حني حاول وزير الخارجية األمرييك‬ ‫ريكس تيلرسون دون جدوى التفاوض‬ ‫لتأجيل االقرتاع كان سيتشن منهمكا يف‬ ‫مفاوضات صفقة خط األنابيب‪.‬‬ ‫ويف األيام التالية لالستفتاء توجه مسؤولون‬ ‫كورد من بينهم وزير املوارد الطبيعية‬ ‫اشتي هورامي إىل موسكو لالجتامع مع‬ ‫مسؤولني تنفيذيني يف روسنفت ومسؤولني‬ ‫بوزارة الخارجية الروسية بحسب‬ ‫مصدرين‪.‬‬ ‫ويف ‪ 20‬أكتوبر ترشين األول‪ ،‬يف ذروة‬ ‫الفويض التي أعقبت االستفتاء كان‬ ‫سيتشن قد أبرم االتفاق‪.‬‬ ‫وقالت املصادر إن روسنفت سددت‬ ‫الدفعة األخرية من إجاميل قيمة الصفقة‬ ‫البالغة ‪ 1.8‬مليار دوالر الربيل‪ .‬ومل‬ ‫تكشف روسنفت وال سيتشن‪ ،‬وهام‬ ‫يخضعان لعقوبات بسبب ضم روسيا‬ ‫ملنطقة القرم‪ ،‬املبلغ الذي سددته الرشكة‬ ‫لرشاء خطوط األنابيب‪.‬‬

‫لما الخوف‬ ‫من عودة‬ ‫البيشمركة؟‬

‫تناقلت وسائل اإلعالم الرسمية‬ ‫مؤخراً طلباً من التحالف الدويل‬ ‫إلعادة قوات البيشمركة اىل كركوك‬ ‫واملناطق املتنازع عليها ‪ ,‬وتشكيل غرفة‬ ‫عمليات مشرتكة وبإرشاف وزارة الدفاع‬ ‫العراقية ‪ ,‬وكام أشار اليه العبادي يف‬ ‫مؤمتره الصحفي اإلسبوعي ‪ ,‬مام أثار‬ ‫حفيظة البعض من الشخصيات والكتل‬ ‫السياسية وأبدوا تخوفهم ورفضهم‬ ‫بحجة حدوث فوىض عارمة بني مكونات‬ ‫كركوك التي كانت تسمى مبدينة‬ ‫التآخي ‪ ,‬متناسني الدور املرشف لقوات‬ ‫البيشمركة يف حفظ األمن وحاميتها من‬ ‫هجامت مجرمي داعش االرهايب بعد أن‬ ‫قدموا قوافل الشهداء من أجلها ‪ ,‬وخري‬ ‫دليل عىل تردي الوضع األمني وإنهياره‬ ‫يف املنطقة ‪ ,‬هو إستعداد رسايا السالم‬ ‫بتأمني الطريق الرابط بني بغداد وكركوك‬ ‫ومحيطها وما ُسمي بطريق املوت وعىل‬ ‫لسان زعيم التيار الصدري قبل أيام ‪,‬‬ ‫فالشمس ال تغطى بغربال ‪.‬‬ ‫البيشمركة هم أبناء كوردستان الذين آلوا‬

‫عىل أنفسهم املوت عىل الحياة فدا ًء لها‬ ‫‪ ,‬وهذا سبب تسميتهم بهذ اإلسم الذي‬ ‫يعشقه الكورد حيث يعتزون ويفتخرون‬ ‫ببطوالتهم وتضحياتهم حفاظاً عىل‬ ‫األمن القومي ‪ ,‬ومكتسبات الكورد بعد‬ ‫تشكيل أول برملان وحكومة كوردية منذ‬ ‫عام ‪ , 1992‬كونهم سوراإلقليم املنيع ‪.‬‬ ‫فلام الخوف من عودة البيشمركة ؟‬ ‫كام كانت قبل عام ‪ , 2014‬طاملا قامت‬ ‫مبهمتها يف حفظ األمن بصورة مشرتكة‬ ‫مع الجيش العراقي وقوات التحالف‬ ‫الدويل ‪ ,‬وحاميتها من جيوب اإلرهاب‬ ‫املتبقية ‪ ,‬أم يلوح يف األفق مرشوع‬ ‫سيايس خبيث تديره أجندات مشبوهة‬ ‫خلف الكواليس بدعم جهات خارجية ؟‬ ‫لتشويه سمعة الكورد وقوات البيشمركة‬ ‫التي صالت وجالت يف سوح الوغى‬ ‫ضد أعتى قوة عرفها التاريخ املعارص ‪,‬‬ ‫ودحرتها يف عقر دارها ‪ ,‬إلسقاط هويته‬ ‫القومية وطمس ومحو تراثه وكرس‬ ‫شوكته وإضعاف دوره السيايس يف‬ ‫املنطقة ‪ ,‬بعد أن حافظت عىل إقليم‬

‫حسن سنجاري‬

‫كوردستان آمناً من كل محاوالت االعداء ‪.‬‬ ‫تعترب قوات البيشمركة جز ًء من منظومة‬ ‫الدفاع االمنية يف العراق ‪ ,‬حيث عملت‬ ‫عىل مدى سنوات لتأمني مناخ أمني‬ ‫آمن يستظل به جميع املكونات القومية‬ ‫والدينية والكتل واألحزاب السياسية يف‬ ‫كركوك دون متييز ‪ ,‬عكس ما جرى بعد‬ ‫أحداث السادس عرش من أكتوبر‪2017‬‬ ‫من ترحيل وتهجري وخطف وقتل ونزوح‬ ‫املئات من الكورد وترك منازلهم خوفاً‬ ‫من ترصفات البعض من املحسوبني عىل‬ ‫القوات االمنية العراقية لعدم إحرتام‬ ‫مشاعرالكورد القومية املتمثلة يف إهانة‬ ‫علم كوردستان ورموزه الوطنية عىل‬ ‫الفضائيات املدعومة واملدفوعة الثمن‬ ‫مسبقاً ‪ ,‬وتغيري أسامء بعض الشوارع‬ ‫ومنع التعليم بلغة األم خرقاً للامدة‬ ‫الرابعة من الدستور العراقي ‪ ,‬ومنع رفع‬ ‫علم اإلقليم عىل املباين والدوائر الرسمية‬ ‫الحكومية بالرغم من عدم دستوريته‬ ‫حسب قرار املحكمة االتحادية مؤخراً ‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫العدد ‪ 173‬السنة الرابعة عشر (نيسان) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪12‬‬

‫الكورد الفيليون الشيعة والعرب الشيعة‬

‫بين قانوني جهرم ورفحاء‬ ‫زيك رضا‬

‫‪13‬‬

‫العدد ‪ 173‬السنة الرابعة عشر (نيسان) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪14‬‬ ‫جهرم ورفحاء معسكري إيواء‬ ‫يقع األ ّول منهام يف إيران فيام‬ ‫يقع الثاين بالسعود ّية‪ ،‬يف األول عاش‬ ‫كورد فيلييون وهم من الطائ ّفة‬ ‫الشيعية فيام عاش يف الثاين عرب‬ ‫من الطائفة الشيعية أيضا‪ .‬الكورد‬ ‫تم تهجريهم مبئات اآلالف‬ ‫الفيلييون ّ‬ ‫ّ‬ ‫منظم وغري إنساين إبتداءا‬ ‫بشكل‬ ‫من الرابع من نيسان ‪ /‬أبريل ‪1980‬‬ ‫حتّى العام ‪ ، 1992‬بعد أن صادر‬ ‫النظام البعثي الفايش أمالكهم‬ ‫املنقولة وغري املنقولة ووثائقهم‬ ‫الثبوتية وشهاداتهم الدراس ّية‪ ،‬وغ ّيب‬ ‫حينها ولليوم ما يقارب الستّة عرش‬ ‫وشاب منهم‪ .‬وقد أصدر‬ ‫ألف شا ّبة‬ ‫ّ‬ ‫النظام البعثي حينها سلسلة قرارات‬ ‫غري إنسان ّية ومخالفة لكل القوانني‬ ‫واألعراف الدول ّية كتطليق الزوجة‬ ‫الكورد ّية الفيل ّية من زوجها العراقي‬ ‫املهجر أو العكس‪ ،‬ما تس ّبب‬ ‫غري‬ ‫ّ‬ ‫بتدمري عوائل بأكملها عالوة عىل‬ ‫كون التطليق القرسي هذا تس ّبب مع‬ ‫الحروب الحمقاء للنظام والحصار‬ ‫القايس عىل شعبنا يف تدمري النسيج‬ ‫اإلجتامعي للمجتمع برضبه أسس‬ ‫هذا النسيج أي العائلة املتامسكة‪.‬‬

‫يف مختلف املخ ّيامت التي أقامتها‬ ‫حكومة جمهورية إيران اإلسالم ّية‬ ‫لهم يف مختلف املحافظات اإليران ّية‪،‬‬ ‫ويبقى (معسكري جهرم وجريفت)‬ ‫األشهر واألكرث عمرا من البق ّية‪ .‬يف تلك‬ ‫املهجرون الكورد‬ ‫املعسكرات عاش‬ ‫ّ‬ ‫الفيلييون عقوداً طويلة محرومني‬ ‫من حياة آدمية تليق بالبرش‪ ،‬وحتّى‬ ‫الوثيقة املمنوحة لهم من قبل‬ ‫السلطات اإليران ّية كانت للتعريف‬ ‫فقط وال سند قانوين لها‪ .‬هناك يف‬ ‫تلك املخ ّيامت ضاعت أجيال وأجيال‪،‬‬ ‫وهي تحلم يوما بالعودة لبلدها‬ ‫وتعويضها عام فقدته‪ ،‬ولتتع ّرف‬ ‫عىل املصري الذي لحق بشبابها الذين‬ ‫إنقطعت أخبارهم ولليوم‪ .‬هناك كان‬ ‫البؤس هو س ّيد املوقف‪ ،‬وهو الذي‬ ‫لف وال يزال ّ‬ ‫ّ‬ ‫يلف عرشات اآلالف‬ ‫املهجرين‪ ،‬أو من‬ ‫من الكورد الفيليني‬ ‫ّ‬ ‫أولئك الذين عادوا طوعا اىل الوطن‬ ‫بعد األحتالل األمرييك و « أنهيار «‬ ‫النظام البعثي الفايش‪.‬‬

‫لقد أستنطق الدستور العراقي يف‬ ‫ديباجته عذابات الكورد الفيليني‪،‬‬ ‫وإعترب الربملان العراقي يف قراره‬ ‫الرقم (‪ )18‬لسنة «‪ »2011‬بتأريخ‬ ‫‪ ، 2011/8/1‬وإستنادا اىل قرار‬ ‫املحكمة الجنائية العراقية العليا‪،‬‬ ‫والذي صادق عليه رئيس الجمهورية‬ ‫الكورد الفيل ّيون هؤالء وهم كام عرب مبوجب القرار رقم (‪ )6‬لسنة ‪2012‬‬ ‫الجنوب شيعة أثني عرش ّية‪ ،‬عاشوا بتأريخ ‪ ، 2012/2/8‬عىل ّ‬ ‫أن ما‬

‫لحق بالكورد الفيليني الشيعة هو‬ ‫شكل من أشكال اإلبادة الجامعية‬ ‫(الجينوسايد)‪ .‬ويبدو ومن خالل عدم‬ ‫تنفيذ القرارات الصادرة وعدم وضوح‬ ‫آليات وطرق تنفيذها‪ ،‬والتمييز بني‬ ‫الفيليني وغريهم من مك ّونات شعبنا‬ ‫وخصوصا العرب الشيعة املد ّللون يف‬ ‫معسكر رفحاء‪ ،‬من أن هذه القرارات‬ ‫ال تساوي مثن الحرب الذي ُكتبت به‬ ‫أن حربها ّ‬ ‫أو ّ‬ ‫جف حال كتابته كام‬ ‫ّ‬ ‫تبخرت عذابات الكورد الفيليني التي‬ ‫نص عليها الدستور بديباجته طائف ّية‬ ‫ّ‬ ‫املحتوى‪.‬‬ ‫الكوردي الفييل الشيعي‪ ،‬الزال‬ ‫لليوم يدفع الرىش إلعادة أمالكه‬ ‫التي صادرها نظام البعث املجرم أ ّما‬ ‫أمواله املنقولة فأنها أصبحت أثر بعد‬ ‫عني‪ .‬الكوردي الفييل الشيعي‪ ،‬الزال‬ ‫يبحث عن شبابه املغ ّيب لليوم دون‬ ‫أي بصيص أمل يف معرفته عن طريقة‬ ‫إبادتهم ودفنهم‪ .‬الكوردي الفييل‬ ‫الشيعي ينظر اىل األحزاب الشيعية‬ ‫منتظرا صدور قانون «جهرم»‬ ‫إلنصافه‪ ،‬عىل غرار قانون «رفحاء»‬ ‫الذي أنصف حتى الطفل الرضيع أو‬ ‫الذي ولد يف املخ ّيم وبأثر رجعي‪.‬‬ ‫الكوردي الفييل الشيعي يريد معرفة‬ ‫مصري شبابه وإنصافهم‪ ،‬كام أنصف‬ ‫قانون «رفحاء» شباب معسكر‬ ‫األرطاو ّية ومنهم عدد ال بأس به من‬ ‫املحكومني بتهم جنائية وأخالقية من‬

‫السجناء الذين هربوا بعد اإلنتفاضة‬ ‫اآلذارية اىل السعودية لينتقلوا بعدها‬ ‫عن طريق الصليب األحمر الدويل اىل‬ ‫اوربا واسرتاليا وأمريكا وكندا‪ ،‬والذين‬ ‫منحتهم الحكومة العراقية تعويضات‬ ‫سخ ّية ورواتب ضخمة وبأثر رجعي‬ ‫بإعتبارهم سجناء سياسيني!!‬ ‫ّ‬ ‫أن سن قانون «رفحاء» إلنصاف‬ ‫العرب الشيعة‪ ،‬وعدم سن قانون‬ ‫«جهرم» أو «جريفت» إلنصاف‬ ‫الكورد الفيليني وهم شيعة أيضا‪.‬‬ ‫داللة عىل عنرصية األحزاب الشيعية‬ ‫الحاكمة ومؤسساتها الدينية وليس‬ ‫طائفيتها فقط تجاه املكونات‬ ‫االخرى من أبناء شعبنا‪ّ .‬‬ ‫أن تعويض‬ ‫الرفحاويني مببالغ خيالية وفتح حتى‬ ‫أبواب الدراسة خارج البالد ألبنائهم‪،‬‬ ‫والكوردي الفييل الزال يبحث عن‬ ‫حقوقه التي صودرت وأبناءه الذين‬ ‫غ ّيبوا هو وصمة عار يف جبني العامئم‬ ‫واألحزاب وامليليشيات الشيعية‪ .‬كام‬ ‫ّ‬ ‫وأن سكوت الكوردي الفييل الشيعي‬ ‫أو هرولته وراء العامئم واألحزاب‬ ‫وامليليشيات الشيعية‪ ،‬وعدم سؤاله‬ ‫عن سبب عدم سن قانون «جهرم»‬ ‫عىل غرار قانون «رفحاء» ألنصاف‬ ‫ذل ما بعده ّ‬ ‫أبناء جلدته هو ّ‬ ‫ذل‬ ‫لهذه العامئم واألحزاب وامليليشيات‪.‬‬

‫إسالمي وإن كان كورديا فيليا سواء‬ ‫من خالل قامئة إسالم ّية أو من‬ ‫خالل الكوتا‪ ،‬يعترب خيانة ما بعدها‬ ‫خيانة لدماء شهدائنا‪ ،‬خيانة لدموع‬ ‫أمهاتنا‪ ،‬خيانة لحرسات أطفالنا‪،‬‬ ‫خيانة آلالم آبائنا‪ .‬ليسأل الفييل‬ ‫وهو يقاتل يف الحشد الشعبي قائده‬ ‫‪ :‬ملاذا أصدرتم قانون (رفحاء) ومل‬ ‫تصدروا قانون (جهرم) ؟ ليسأل‬ ‫عضو الحزب الشيعي أو من يؤازره‬ ‫وينتخبه مسؤوله الحزيب ‪ :‬ما هو‬ ‫تربيركم ملنح الرفحاويني تعويضات‬ ‫مبئات آالف الدوالرت وأهيل الزالوا‬ ‫يعانون األ ّمرين‪ ،‬وأين قانون (جهرم)‬ ‫الذي يجب أن يوازي قانون (رفحاء)؟‬ ‫ليسأل املؤمن الفييل الشيعي أقرب‬ ‫معمم اليه ‪ :‬ملاذا ال تطالب من عىل‬ ‫املنابر بسن قانون «جهرم» عىل غرار‬ ‫قانون «رفحاء» إلنصاف أهيل أم ألننا‬ ‫كورد؟‬

‫الكثري من‬ ‫العراقيني بكل‬ ‫الوانهم العرقية‬ ‫اليعرفون ان‬ ‫العديد من نجوم‬ ‫الفن والثقافة‬ ‫واالدب هم كورد‬ ‫فيليني‬

‫يف العراء حيث نامت من تعب املسري‬ ‫‪ ..‬لن أنتخبكم ألنني الزلت أبحث عن‬ ‫صور أهيل التي ّ‬ ‫تبخرت كام أجساد‬ ‫شا ّباتنا وشبابنا ‪ ..‬لن أنتخبكم ألنني‬ ‫كوردي فييل ذو كرامة ولينتخبكم‬ ‫من ال كرامة له ‪ ..‬لن أنتخبكم ألنكم‬ ‫أيتها األحزاب الشيعية الحاكمة ‪ ..‬عنرص ّيون‪.‬‬ ‫أيتها امليليشيات الشيعية ‪ ..‬أيتها‬ ‫العامئم الشيعية ‪ ...‬لن أنتخبكم املجد وأكاليل الغار للشهيد الكوردي‬ ‫ألنني لست بخائن لدماء شهداء الفييل يف ذكرى يوم إستشهاده‪.‬‬ ‫الكورد الفيليني من أبناء جلديت‪ .‬لن لنورث أطفالنا واألجيال القادمة‬ ‫أنتخبكم ألنني ال زلت أبحث عن ذكرى فضاعات الهولوكست الكوردي‬ ‫عصية‬ ‫رفات وقبور‪ ..‬لن أنتخبكم ألنني الفييل‪ ،‬ولنجعل هذه الذكرى ّ‬ ‫أغص بدموع األطفال الخائفني عىل النسيان اىل األبد‪.‬‬ ‫الزلت ّ‬ ‫وهم يسريون أل ّيام بني الجبال ‪ ..‬لن الخزي والعار لبعثيي األمس واليوم‬ ‫ّ‬ ‫الحكام العنرصيني والطائ ّفيني‬ ‫اإلنتخابات عىل األبواب‪ ،‬ومنح أنتخبكم ألنني الزلت أبحث عن من‬ ‫الكوردي الفييل صوته ألي مرشح «چرغد» أ ّمي الذي عبثت به الرياح املجرمني‪.‬‬ ‫‪15‬‬

‫العدد ‪ 173‬السنة الرابعة عشر (نيسان) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪16‬‬ ‫عبد الخالق الفالح‬

‫من اجل املشاركة يف االنتخابات‬ ‫القادمة ‪ ،‬االمة الفيلية‬ ‫مدعوا بشكل مكثف الخروج اىل‬ ‫مراكز االنتخاب ( يف مناطق جلوالء‬ ‫وخانقني ومنديل شام ًال إىل منطقة‬ ‫عيل الغريب جنوباً مروراً مبناطق‬ ‫بدرة وجصان والكوت والنعامنية‬ ‫والعزيزية‪،‬والنارصية والبرصة والحلة‬ ‫والنجف والكوفة كام ايضاً مبناطق‬ ‫عدة من بغداد منها منطقة (عكد‬ ‫االكراد يف منطقة الكفاح وسط بغداد‪،‬‬ ‫ومدينة الصدر وشارع فلسطني رشقي‬ ‫بغداد والكاظمية والحرية والكرادة‬ ‫واملنصور ومناطق متفرقة اخرى‬ ‫منها ويعتزون مبقدساتهم ‪,.‬والجالية‬ ‫املنترشة يف العامل ( واليقل اعدادهم‬ ‫عن املليون ونصف املليون عىل اقل‬ ‫تقدير ) ويتطلب من الجميع تحشيد‬ ‫االبناء اليصال املرشحني الذين ميثلون‬ ‫فعال الكرد الفيلية ويدافعون عن‬ ‫حقوقهم العامة ومصالحهم املشرتكة‬ ‫وليس من اجل مصالحهم الذاتية‬ ‫ومصالح عشائرهم ومناطقهم ‪،‬ان‬ ‫اسرتجاع حقوقنا املرشوعة التي مل يتم‬ ‫ارجاعها لحد االن وحامية مصالحنا‬ ‫االساسية واملهددة لآلن امر مهم تقع‬ ‫مسؤوليتها عىل من سيصل اىل مجلس‬ ‫النواب ‪ ،‬باالسلوب الدميقراطي الربملاين‬ ‫وصيانة ومامرسة وتطوير ثقافتنا‬

‫الكورد الفيليون‪..‬‬ ‫وتدوين تراثنا الغني وحاميتهام من‬ ‫النسيان واالندثار او االنصهار او‬ ‫الضياع وترسيخ هويتنا‪ .‬وبناء املدارس‬ ‫والسامح لهم بالدراسة بلغتهم االم يف‬ ‫املدارس االبتدائية والثانوية وخاصة‬ ‫مناطقهم التي فيها نسبة عالية منهم‬ ‫‪ ،‬وتشجيع بناء املراكز الثقافية يف‬ ‫مناطقهم‪.‬الحفاظ عىل مناطقنا االصلية‬ ‫يف العراق وحامية هويتها التاريخية‬ ‫واملمتدة شامال و جنوبا‪ .‬والعمل من‬

‫اجل ادارة مناطقهم من قبل سكانها‬ ‫االصليني من الكورد الفيلية وغريهم‬ ‫وبسط االمن وحامية السالم واالمان‬ ‫يف ربوعها من قبلهم‪ .‬وتأهيل واعادة‬ ‫إعامر هذه املناطق اقتصاديا مثل معرب‬ ‫زباطية الحدودي املهمول من الجانب‬ ‫العراقي بسبب الفساد رغم املوارد‬ ‫املالية الكبرية التي تجنى منها او‬ ‫معربخانقني التاريخي وتصليح وتطوير‬ ‫البنى التحتية ومصادر املياه والطاقة‬

‫حان موعد االفعال ال االقوال‬ ‫الكهربائية وقطاعات الزراعة والصناعة‬ ‫والخدمات التعليمية والصحية وغريها‪.‬‬ ‫تقديم مسودات قوانني ليقوم مجلس‬ ‫النواب العراقي بالغاء جميع القوانني‬ ‫والقرارات املعادية للكورد الفيلية‬ ‫الصادرة عن النظام الدكتاتوري السابق‬ ‫ومجلس قيادة الثورة (املنحل) بشكل‬ ‫قانوين ورصيح وواضح‪.‬بذل الجهود من‬ ‫اجل استعادة الكورد الفيلية ملواقعهم‬ ‫االقتصادية والثقافية والسياسية‬

‫وغريها التي كانت لهم يف املجتمع‬ ‫العراقي يف القرن املايض‪.‬االستمرار يف‬ ‫الحفاظ عىل العالقات االخوية الجيدة‬ ‫للكورد الفيلية مع جميع املكونات‬ ‫القومية والدينية واملذهبية والرشائح‬ ‫االجتامعية للشعب العراقي‪.‬مقاومة‬ ‫الفساد املايل واالداري الخبيث الذي‬ ‫ينخر يف جسد دولة العراق واملسترشي‬ ‫يف كل مفاصلها ويف صفوف النخبة‬ ‫السياسية وفضح بقايا الفكر واملواقف‬

‫الصدامية ضد الكورد الفيلية التي‬ ‫ال زالت تعشش يف اجهزة الدولة‪.‬‬ ‫واالبتعاد عن مخاطر التطرف العقائدي‬ ‫والتعصب العشائري واملناطقي وحامية‬ ‫انفسهم من عصابات الجرمية املنظمة‬ ‫التي تهددهم‪.‬العمل الدؤوب للتغلب‬ ‫عىل حالة التشتت يف صفوف الكرد‬ ‫الفيلية بتحقيق التنسيق ووحدة‬ ‫الصف وترتيب البيت الكوردي الفييل‬ ‫باالفعال العملية وليس باالقوال فقط‪.‬‬ ‫‪17‬‬

‫العدد ‪ 173‬السنة الرابعة عشر (نيسان) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪18‬‬

‫كورد بغداد ال يخضعون لقوانني القومية‪..‬‬

‫والفيليون اكثر تنظيما‬ ‫يجلس نياز مهدي‬ ‫(‪ 29‬سنة) مع زمالئه‬ ‫يف العمل أثناء وقت‬ ‫االسرتاحة يف غرفة‬ ‫صغرية بمقر الشركة‬ ‫التي يعملون فيها‬ ‫ويتبادلون أطراف الحديث‬ ‫فهو بالنسبة لهم الوقت‬ ‫األمثل لالبتعاد عن ضغط‬ ‫العمل قلي ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫نقاش‬

‫‪19‬‬

‫العدد ‪ 173‬السنة الرابعة عشر (نيسان) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪20‬‬ ‫تعرض شاشة التلفاز املوجودة‬ ‫يف الغرفة برنامجاً إخبارياً‬ ‫يتحدث عن آخر مستجدات املنافسة‬ ‫االنتخابية بني األطراف السياسية وما‬ ‫هو رأي املواطن يف كل ما يحدث‪.‬‬ ‫نياز الكوردي الوحيد بني زمالئه يجد‬ ‫نفسه أمام أسئلتهم حول مشاركته يف‬ ‫االنتخابات من عدمها وملن سيصوت‬ ‫يف االنتخابات النيابية املقبلة املقررة‬ ‫يف الثاين عرش من شهر أيار – مايو‬ ‫املقبل‪.‬‬ ‫«يه كيتي»‪ .‬يجيب نياز عىل أسئلة‬ ‫أصدقائه‪ ،‬وهي كلمة كوردية تعني‬ ‫االتحاد يف إشارة اىل حزب االتحاد‬ ‫الوطني الكردستاين أحد أبرز األحزاب‬ ‫الكوردية يف العراق‪.‬‬ ‫نياز الذي ينتمي اىل حزب االتحاد‬ ‫وعمل سابقاً ضمن قوات البيشمركة‬ ‫الكوردية ممث ًال عن حزبه فيها مل مينعه‬ ‫انتقاله للعيش يف بغداد من التخيل‬ ‫عن انتامئه السيايس والذي سيحدد‬ ‫خياراته يف االنتخابات املقبلة‪.‬‬ ‫«نحن هنا يف بغداد ننتظر من الحزب‬ ‫أن يرسل لنا األسامء التي سيدعمها يف‬ ‫االنتخابات ونحن نقرر مبحض إرادتنا‬ ‫من هو املرشح الذي سنصوت له»‬ ‫يضيف نياز‪.‬‬ ‫لكن نياز ال يعكس سوى رأيه ورأي‬ ‫بعض الكورد ممن قدموا خالل الفرتة‬ ‫القليلة املاضية اىل العاصمة بغداد‬

‫ممن يرغبون يف منح أصواتهم للقوائم‬ ‫الكوردية الرئيسية إذ ان معظم كورد‬ ‫بغداد ال يصوتون عىل أساس القومية‬ ‫وهو ما كشفته الدورات االنتخابية‬ ‫السابقة‪.‬‬ ‫ففي العاصمة بغداد ورغم تناقص‬ ‫أعداد الكورد املقيمني فيها سواء يف‬ ‫حقبة النظام السابق او بعد أحداث‬ ‫عام ‪ 2003‬لكنهم مازالوا يشكلون‬ ‫نسبة ال يستهان بها يف التصويت‬ ‫للمرشحني ضمن الدائرة االنتخابية‬ ‫املحددة بحدود العاصمة‪.‬‬ ‫قبائل كوردية كثرية اختارت منذ‬ ‫بدايات القرن املايض االستقرار يف‬ ‫العاصمة كقبيلة األركوازي‪ ،‬السورمريي‪،‬‬ ‫الجاف‪ ،‬باجالن‪ ،‬الزهاوي وغريها الكثري‬ ‫فضال عن الكاكائية وغريهم من عشائر‬ ‫كردية حتى ُسميت العديد من مناطق‬ ‫بغداد بأسامء ذات عالقة بالكرد أو‬ ‫بتلك القبائل كمنطقة حي األكراد‬ ‫وعكد األكراد وغريها‪.‬‬ ‫لكن أصوات الكورد يف بغداد ال تتفق‬ ‫فيام بينها عىل التصويت لتيار سيايس‬ ‫معني أو مرشح ما‪ ،‬بل إنها ال تتفق‬ ‫باألساس عىل رضورة اختيار مرشح‬ ‫ضمن قامئة كوردية‪.‬‬ ‫فالكثري من كورد بغداد كام يصطلح‬ ‫عليهم ال يتأثرون بالعامل القومي‬ ‫بسبب ابتعادهم عن إقليم كوردستان‬ ‫الشاميل ألن العديد منهم وُلد وعاش‬

‫يف بغداد وال يربطه بقوميته الكوردية‬ ‫سوى االسم‪.‬‬ ‫معظم الكورد سيصوتون لقامئة‬ ‫سياسية لحزب ال يضم حتى عضواً‬ ‫كردياً يف قامئة مرشحيه وهم يشابهون‬ ‫بأفكارهم وتطلعاتهم أهايل العاصمة‬ ‫من غري الكورد كالعرب واملسيح‬ ‫والرتكامن وبقية املكونات‪.‬‬ ‫«ال لن انتخب قامئة كوردية وال مرشحا‬ ‫كورديا‪ ،‬لدي قامئة معينة آمنت‬ ‫بتوجهاتها يف الفرتة السابقة وسأمنح‬ ‫صويت لها»‪ ..‬يقول شريوان محمد وهو‬ ‫كوردي وُلد يف بغداد ويقيم فيها‪.‬‬ ‫الكورد الفيلية لهم توجهات أكرث‬ ‫تنظي ً‬ ‫ام من بقية كورد بغداد لكن‬ ‫البعض منهم قد يشذ عن القاعدة‬ ‫أيضاً يف اختيار مرشحني ال يرتبطون‬ ‫بالقومية الكوردية للفيليني‪.‬‬ ‫الخالصة أن أصوات كورد بغداد‬ ‫سيذهب بعضها إىل قامئة أو مرشح‬ ‫من القومية الكوردية بينام سيذهب‬ ‫البعض اآلخر إن مل يكن األغلب إىل‬ ‫قوائم ومرشحني من السنة او الشيعة‬ ‫وبالتايل فإن املراهنة عىل ذهاب‬ ‫أصواتهم لجهة واحدة وإن كانت‬ ‫كوردية هي مراهنة عىل حصان خارس‪.‬‬ ‫يف األسابيع املاضية أعلن عدد من‬ ‫أعضاء مجلس النواب من النواب‬ ‫الكورد البارزين عزمهم دخول‬ ‫االنتخابات النيابية املقبلة يف قوائم‬

‫غري كوردية ما شكل مفاجأة للكثري‬ ‫من املتابعني للشأن السيايس العراقي‪.‬‬ ‫كام أن البعض من الساسة الكورد قرر‬ ‫تشكيل قامئة انتخابية مفردة لخوض‬ ‫االنتخابات يف بغداد‪ ،‬ويأمل هؤالء‬ ‫الساسة من الكورد أن يحصلوا عىل‬ ‫أصوات أبناء قوميتهم املوجودين هنا‬ ‫يف العاصمة لكن األمر ال يبدو بهذه‬ ‫السهولة‪.‬‬ ‫«مل يحصل الكورد عىل مقعد نيايب من‬ ‫العاصمة بغداد طيلة السنوات املاضية‬ ‫رغم ان بغداد هي عاصمة لكل‬ ‫العراقيني» يقول ماجد شنكايل النائب‬ ‫عن الحزب الدميقراطي الكوردستاين‪.‬‬ ‫ويعتقد شنكايل أن قرار املرشح‬ ‫الكوردي خوض االنتخابات يف بغداد‬ ‫هو أشبه مبحاولة االنتحار السيايس‪،‬‬ ‫مبينا أن «حظوظ الكورد يف بغداد‬ ‫قليلة جدا باستثناء الكورد الفيلية‬ ‫بسبب ان أعداد الكورد تراجعت كثريا‬ ‫يف السنوات املاضية ولذلك مل نحصل‬ ‫عىل مقعد نيايب من بغداد»‪.‬‬ ‫التجارب االنتخابية السابقة أثبتت أن‬ ‫الكورد يف بغداد ال يصوتون لقوميتهم‬ ‫بل ينحازون اىل طائفتهم الدينية‬ ‫متأثرين باألجواء السائدة بني سكان‬ ‫العاصمة إذ غالبا ما يصوت الكورد‬ ‫الفيلية لقوائم شيعية كام حدث يف‬ ‫االنتخابات النيابية األوىل حينام صوتوا‬ ‫لصالح قامئة (‪ )555‬التي كانت تضم‬

‫الناخب الكوردي‬ ‫البغدادي لن يصوت‬ ‫بالضرورة ملرشح‬ ‫كوردي واملرشح‬ ‫الكوردي البغدادي‬ ‫سيحصل على أصوات‬ ‫العرب يف العاصمة‬

‫التيارات الشيعية وفعلوا األمر ذاته‬ ‫يف السنوات الالحقة‪ ،‬اما السنة منهم‬ ‫فيصوتون لصالح قوائم سنية او كورد‬ ‫من بغداد‪.‬‬ ‫ومل تنفع جميع محاوالت األحزاب‬ ‫الكوردية الرئيسية يف كسب أصوات‬ ‫كورد بغداد يف الدورات االنتخابية‬ ‫السابقة رغم أنهم كانوا يعولون عليهم‬ ‫يف الحصول عىل مقاعد نيابية بأصوات‬ ‫أبناء قوميتهم يف العاصمة‪.‬‬ ‫وألن املراهنة ال تكون خارسة دامئا‬ ‫فإن البعض من املرشحني الكورد‬ ‫يبدو حظهم أوفر يف الوصول اىل‬ ‫املجلس النيايب وهؤالء هم كورد‬ ‫بغداد أنفسهم والذين مل يستخدموا‬ ‫قوميتهم يف املنافسة االنتخابية التي‬ ‫قرروا خوضها‪.‬‬

‫بل إن بعضهم ال يعرفه جمهوره‬ ‫عىل أنه كوردي من األصل بسبب أن‬ ‫مولده يف بغداد وإقامته فيها وعمله‬ ‫الوظيفي وحتى السيايس أبعده عن‬ ‫املسميات القومية بالنسبة لجمهوره‪،‬‬ ‫ومن بني هؤالء رئيس اتحاد السباحة‬ ‫العراقي رسمد عبد اإلله عىل سبيل‬ ‫املثال‪ ،‬والذي ال ميكن متييز أنه كوردي‬ ‫أو عريب بل إن لغته العربية بلهجته‬ ‫البغدادية توحي بأنه عريب بامتياز‪.‬‬ ‫يعتقد رسمد عبد اإلله أن شعبيته التي‬ ‫كسبها خالل سنوات متثيله للعراق يف‬ ‫رياضة السباحة عىل صعيد املحافل‬ ‫الدولية وقربه من جمهوره وأغلبهم‬ ‫يف العاصمة بغداد سيكسبانه فرصة‬ ‫الوصول إىل السلطة الترشيعية‪.‬‬ ‫عالقة الكورد ببغداد يف االنتخابات‬ ‫املقبلة ستكون عالقة غري متوازنة‬ ‫فالناخب الكوردي البغدادي لن‬ ‫يصوت بالرضورة ملرشح كوردي‬ ‫واملرشح الكوردي البغدادي سيحصل‬ ‫عىل أصوات العرب يف العاصمة‪.‬‬ ‫وحتى لو قرر الناخب الكوردي املقيم‬ ‫يف العاصمة ان مينح صوته ملرشح‬ ‫كوردي من اإلقليم قرر الرتشح عن‬ ‫طريق بغداد فإن هذه األصوات لن‬ ‫توصل هذا املرشح أو غريه اىل العتبة‬ ‫االنتخابية السيام يف دائرة انتخابية‬ ‫توصف بالخطرية وهي العاصمة‬ ‫بغداد‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫العدد ‪ 173‬السنة الرابعة عشر (نيسان) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫الكورد الفيليني واالنتخابات النيابية‬

‫‪22‬‬

‫ستجري يوم السبت‬ ‫املوافق ‪ 12‬مايس‪/‬ايار‬ ‫من هذا العام االنتخابات‬ ‫النيابية يف العراق‬ ‫النتخاب ‪ 328‬عضوا‬ ‫ملجلس النواب من بينهم‬ ‫عضو كوتا واحد فقط يف‬ ‫محافظة واسط لتمثيل‬ ‫الكرد الفيلية‪.‬‬

‫االتحاد الديمقراطي الكوردي الفيلي‬

‫‪23‬‬

‫العدد ‪ 173‬السنة الرابعة عشر (نيسان) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪24‬‬ ‫نحن يف االتحاد الدميقراطي‬ ‫الكوردي الفييل نشجع ونحث‬ ‫الكرد الفيلية عىل املشاركة الواسعة‬ ‫يف االنتخابات اليصال اكرب عدد‬ ‫ممكن من ممثليهم الحقيقيني اىل‬ ‫مجلس النواب اضافة اىل مقعد‬ ‫الكوتا وان يصوتوا للمرشحني من‬ ‫الكورد الفيلية ذوي التاريخ النظيف‬ ‫واالداء الجيد ومن الذين مل يشاركوا‬ ‫يف الفساد املايل والذين يقدمون‬ ‫برنامجا انتخابيا واضحا لخدمة كل‬ ‫الكرد الفيلية يدافع بصدق وامانة‬ ‫عن حقوق ومصالح الكورد الفيلية‬ ‫ويلتزمون به بعد االنتخابات‪ .‬نحذر‬ ‫الناخبني بان ال ينخدعو بالوعود‬ ‫التي ال ُتنفذ وال بالبضائع التي‬ ‫تعطى لهم لرشاء اصواتهم‪.‬‬ ‫ويتطلب هذا نرش الوعي يف‬ ‫صفوف الكورد الفيلية للتفكري اوال‬ ‫مبصالحهم الحقيقية (والتي تصب‬ ‫ايضا يف مصالح العراق شعبا ووطنا)‬ ‫وليس مبصالح الفئات والقوى‬ ‫واالحزاب االخرى‪ .‬كام يتطلب‬ ‫تحشيدهم اليصال املرشحني الذين‬ ‫ميثلون فعال الكرد الفيلية ويدافعون‬ ‫عن حقوقهم العامة ومصالحهم‬ ‫املشرتكة وليس من اجل مصالحهم‬ ‫عشائرهم‬ ‫ومصالح‬ ‫الذاتية‬ ‫ومناطقهم ومصالح االحزاب والقوى‬

‫التي ينتمون اليها او يحصلون منها‬ ‫عىل الدعم املايل‪ .‬علينا ان ال ننىس‬ ‫تجارب املايض البعيد والقريب‬ ‫التي كشفت القوى التي ارادت‬ ‫استغالل وخداع الكرد الفيلية من‬ ‫اجل الحصول عىل اصواتهم املجانية‬ ‫فقط‪ ،‬وكذلك الكرد الفيلية الذين‬ ‫استغلوا مواقعهم لخدمة مصالحهم‬ ‫الذاتية وانشلغوا يف خصومات ال‬ ‫طائل من ورائها وتكسري االخرين‬ ‫ومحاولة تخريب جهودهم واهملوا‬ ‫خدمة قضايا الكرد الفيلية‪.‬‬ ‫لقد َبدَ أَت احزاب سياسية عديدة‬ ‫مستخدمة امكانياتها املالية‬ ‫واالعالمية وغريها تتحرك من اجل‬ ‫االستحواذ عىل مقعد الكوتا الوحيد‬ ‫الذي حصل عليه الكورد الفيلية يف‬ ‫محافظة واسط‪ ،‬مع العلم بان هناك‬ ‫تفتت واضح يف صفوف «السياسيني»‬ ‫سيشوب االنتخابات‬ ‫التزوير والخروقات‬ ‫واملتاجرة ببطاقة‬ ‫التصويت وشراء‬ ‫االصوات بالصوبات‬ ‫والبطانيات (مع‬ ‫ان الجو ليس باردا‬ ‫االن!) والرز والزيوت‪.‬‬ ‫وسيكون ذلك سهال‬ ‫بسبب انتشار البطالة‬ ‫والفاقة وضعف الوعي‬ ‫السياسي يف صفوف‬ ‫الناخبني‪.‬‬

‫من الكرد الفيلية يجعل من الصعب‬ ‫عليهم الحصول عىل مقاعد اخرى‬ ‫غري مقعد الكوتا‪ .‬وكام تعلمنا من‬ ‫التجارب العديدة فبالنسبة لهذه‬ ‫االحزاب فالكرد الفيلية ليسوا سوى‬ ‫اصوات انتخابية مجانية ومقاعد‬ ‫برملانية لتمثيل مصالحها هي وليس‬ ‫املصالح الحقيقية للكورد الفيلية‪،‬‬ ‫مع ان هناك قوى سياسية ترغب يف‬ ‫العمل لصالح قضية الكورد الفيلية‬ ‫لوجود بعض املشرتكات بينها‬ ‫وبينهم‪ .‬فلامذا إذن نعطي اصواتنا‬ ‫لآلخرين وال نعطيها للمرشحني‬ ‫الذين ميثلون حقا الكرد الفيلية او‬ ‫يدافعون عن قضيتهم وحقوقهم‬ ‫ومصالحهم؟‬ ‫علينا ان ال ننىس ان االنتخابات‬ ‫تجري يف دولة مبتالة بالفساد‬ ‫الخبيث الذي ينخر جسدها‬ ‫‪,‬املسترشي يف كل مفاصلها ويف‬ ‫صفوف ُن َخ ُبها السياسية املتنفذة‪.‬‬ ‫ولذا سيشوب االنتخابات التزوير‬ ‫والخروقات واملتاجرة ببطاقة‬ ‫التصويت ورشاء االصوات بالصوبات‬ ‫والبطانيات (مع ان الجو ليس باردا‬ ‫االن!) والرز والزيوت‪ .‬وسيكون‬ ‫ذلك سهال بسبب انتشار البطالة‬ ‫والفاقة وضعف الوعي السيايس يف‬ ‫صفوف الناخبني‪.‬‬ ‫هناك قضايا واسئلة كثرية تواجه‬ ‫الكورد الفيلية ‪ ،‬قضايا مصريية‬ ‫واسئلة ملحة تحتاج اىل اجوبة‬ ‫وخطط عمل وبرامج انتخابية‬ ‫وجهود حثيثة لتحقيقها‪ ،‬من بينها‪:‬‬

‫كيفية اسرتجاع حقوقنا‬ ‫‪ .1‬‬ ‫املرشوعة التي مل يتم ارجاعها‬ ‫لحد االن وحامية مصالحنا‬ ‫االساسية واملهددة لآلن‪ ،‬باالسلوب‬ ‫الدميقراطي الربملاين‪.‬‬ ‫استخدام لغتنا االم‬ ‫‪ .2‬‬ ‫وصيانة‬ ‫الفيلية)‬ ‫(الكوردية‬ ‫ومامرسة وتطوير ثقافتنا وتدوين‬ ‫تراثنا الغني وحاميتهام من النسيان‬ ‫واالندثار او االنصهار او الضياع‬ ‫وترسيخ هويتنا‪ .‬وبناء املدارس‬ ‫والسامح لهم بالدراسة بلغتهم االم‬ ‫يف املدارس االبتدائية والثانوية‪،‬‬ ‫وبناء املراكز الثقافية يف مناطقهم‪.‬‬ ‫الحفاظ عىل مناطقنا‬ ‫‪ .3‬‬ ‫االصلية يف العراق وحامية هويتها‬ ‫التاريخية واملمتدة من خانقني‬ ‫وغريها يف محافظة دياىل شامال‬ ‫حتى محافظة ميسان جنوبا ويف‬ ‫محافظة بغداد‪ .‬والعمل من اجل‬ ‫ادارة هذه املناطق من قبل سكانها‬ ‫االصليني من الكورد الفيلية وغريهم‬ ‫وبسط االمن وحامية السالم‬ ‫واالمان يف ربوعها من قبلهم‪.‬‬ ‫وتأهيل واعادة إعامر هذه املناطق‬ ‫اقتصاديا وتصليح وتطوير البنى‬ ‫التحتية ومصادر املياه والطاقة‬ ‫الكهربائية وقطاعات الزراعة‬ ‫والصناعة والخدمات التعليمية‬ ‫والصحية وغريها‪.‬‬ ‫تقديم مسودات قوانني‬ ‫‪ .4‬‬ ‫ليقوم مجلس النواب العراقي بالغاء‬ ‫جميع القوانني والقرارات املعادية‬ ‫للكورد الفيلية الصادرة عن النظام‬

‫الهيمنة على السلطة‬ ‫واالستحواذ على‬ ‫املوارد هي املحرك‬ ‫الحقيقي للسياسة‬ ‫(يف كل البقاع‬ ‫واالزمان‪ ،‬يف كل‬ ‫انحاء العالم وبضمنه‬ ‫العراق)‪ .‬والقوة هي‬ ‫التي تحقق اهداف‬ ‫السياسة (ومصادرها‪:‬‬ ‫القوة العسكرية‬ ‫والقوة االقتصادية‬ ‫والقوة الفكرية)‪.‬‬

‫الدكتاتوري السابق ومجلس قيادة‬ ‫الثورة (املنحل) وعىل راسها القرار‬ ‫رقم ‪ 666‬لسنة ‪ 1980‬بشكل قانوين‬ ‫ورصيح وواضح‪.‬‬ ‫بذل الجهود من اجل‬ ‫‪ .5‬‬ ‫استعادة الكورد الفيلية ملواقعهم‬ ‫االقتصادية والثقافية والسياسية‬ ‫وغريها التي كانت لهم يف املجتمع‬ ‫العراقي يف خمسينيات وستينيات‬ ‫وسبعينيات القرن املايض‪.‬‬ ‫االستمرار يف الحفاظ عىل‬ ‫‪ .6‬‬ ‫العالقات االخوية الجيدة للكورد‬ ‫الفيلية مع جميع املكونات القومية‬ ‫والدينية واملذهبية والرشائح‬ ‫االجتامعية للشعب العراقي‪.‬‬ ‫مقاومة الفساد املايل‬ ‫‪ .7‬‬ ‫واالداري الخبيث الذي ينخر يف‬ ‫جسد دولة العراق واملسترشي يف‬ ‫كل مفاصلها ويف صفوف النخبة‬ ‫السياسية وفضح بقايا الفكر‬

‫واملواقف الصدامية ضد الكورد‬ ‫الفيلية التي ال زالت تعشش يف‬ ‫اجهزة الدولة‪ .‬واالبتعاد عن مخاطر‬ ‫التطرف العقائدي والتعصب‬ ‫العشائري واملناطقي وحامية‬ ‫انفسهم من عصابات الجرمية‬ ‫املنظمة التي تهددهم‪.‬‬ ‫العمل الدؤوب للتغلب‬ ‫‪ .8‬‬ ‫عىل حالة التشتت يف صفوف الكرد‬ ‫الفيلية بتحقيق التنسيق ووحدة‬ ‫الصف وترتيب البيت الكوردي‬ ‫الفييل باالفعال العملية وليس‬ ‫باالقوال فقط‪ .‬والسؤال الذي يطرح‬ ‫نفسه هو‪ :‬هل الكورد الفيلية يف‬ ‫وضع ذايت وموضوعي يتيح لهم‬ ‫تحقيق ذلك؟‬ ‫نؤكد مرة أخرى بان املصالح (أي‬ ‫الهيمنة عىل السلطة واالستحواذ‬ ‫عىل املوارد) هي املحرك الحقيقي‬ ‫للسياسة (يف كل البقاع واالزمان‪،‬‬ ‫يف كل انحاء العامل وبضمنه‬ ‫العراق)‪ .‬والقوة هي التي تحقق‬ ‫اهداف السياسة (ومصادرها‪:‬‬ ‫القوة العسكرية والقوة االقتصادية‬ ‫والقوة الفكرية)‪ .‬ولذا فان الكورد‬ ‫الفيلية مجربون عىل التحرك ضمن‬ ‫اطار هذا الواقع وعليهم ان ينطلقوا‬ ‫من دوافع املصالح االساسية العامة‬ ‫املشرتكة للمجتمع الكوردي الفييل‬ ‫بشكل عام وليس من دوافع املصالح‬ ‫الذاتية او العشائرية او املناطقية او‬ ‫مصالح االحزاب والقوى السياسية‬ ‫التي تتذكر الكرد الفيلية يف اوقات‬ ‫االنتخابات فقط‪.‬‬ ‫‪25‬‬

‫العدد ‪ 173‬السنة الرابعة عشر (نيسان) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪26‬‬ ‫ايام قليلة جداً تفصلنا عن‬ ‫صناديق االقرتاع‪ ،‬عن مفرتق‬ ‫حاسم ومصريي ليس للعراق‬ ‫وللدميقراطية فقط‪ ،‬ولكنه حاسم‬ ‫للمستقبل الكورد الفيليني عىل‬ ‫مختلف املستويات فالسنوات األربعة‬ ‫القادمة لن تكون طبيعية وعادية‪،‬‬ ‫ومصريهم سوف يكون جزء مهم من‬ ‫مصري االنتخابات‪ ،‬قد تثبت حقوقهم‬ ‫املهدورة وقد تتسبب يف برمجة‬ ‫كارثة حقيقية تضيع وتعبث بوجود‬ ‫اإلنسان الفييل وحقوقه ‪.‬واملشاهد ان‬ ‫الحمالت االنتخابية تختلف باختالف‬ ‫الهدف الذي توضع من أجله‪ ،‬فهناك‬ ‫حمالت انتخابية تصمم من أجل‬ ‫الفوز‪ ،‬وهناك حمالت انتخابية تصمم‬ ‫من أجل الشهرة وكسب الصيت‬ ‫والوجاهة ليس إال دون الشعور‬ ‫باملسؤولية وهناك حمالت انتخابية‬ ‫تصمم من أجل تشتيت األصوات عن‬ ‫مرشحني آخرين وتنتهي بالخسارة‬ ‫للكل والذي لوحظ يف االنتخابات‬ ‫السابقة من قبل كتل واحزاب مختلفة‬ ‫يستغلون االعداد لصالحهم ويهملون‬ ‫كلام انتهت االنتخابات والتي نرجو‬ ‫ان ال تكون يف هذه الدورة االنتخابية‬ ‫ايضا‪.‬املشكلة الجديدة هي ‪ .‬تزاحم‬ ‫عرشات املرشحني وعرشات اللوائح يف‬ ‫ظل غياب الربامج االنتخابية الناجح‬ ‫املأخوذ من الجهات التي متلك الرؤية‬ ‫الواضحة يف جميع القضايا والتي‬

‫رسالة الى المرشحين من الكورد الفيلية‬ ‫اثبتت عرب التجربة انها الحريصة عىل‬ ‫امال وتطلعات االمم من دون ان‬ ‫يكون لها أي مطمع او هدف شخيص‬ ‫والتي يفرتض أن يطرحها ّ‬ ‫كل مرشح‪،‬‬ ‫وترسم فيها سياسته للسنوات األربع‬ ‫املقبلة وهي الطامة الكربى ‪،‬الشك‬ ‫إن من يتمعن يف مقومات نهوض‬ ‫األمم ونشوء الحضارات لن تضيع به‬

‫السبل عن حقيقة رسها القائم عيل‬ ‫سواعد اناسها‪ ،‬ودورهم يف رفعة أركان‬ ‫األمم واألوطان‪ .‬وال تفسد األمم إال‬ ‫حني يفسد اناسها ‪ ،‬فهم وقود األمة‬ ‫وقلبها النابض وعمودها الفقري وال‬ ‫تصلح تلك البنية دون العقل الراسخ‬ ‫ويهد‬ ‫الحكيم الذي يحتوي تلك النبته ُ‬ ‫لها أرض الوطن ‪.‬ان خوض املرشحني‬

‫هذه التجربة االنتخابية الربملانية‬ ‫مبارك عليها وعهدنا بهم هو ان ال‬ ‫تذهب األصوات هدراً ‪.‬وليكون بوعي‬ ‫للظروف الصعبة التى مير بها الشعب‬ ‫الفييل ومعرباً عن أماله وطموحاته‬ ‫بفكر وإدارة وهوية غري طامعني ىف‬ ‫مناصب دافعيني وداعميني بخربة‬ ‫وكفاءة تحمل املسئولية ىف برملان‬

‫عبد الخالق الفالح‬

‫قادم تعول عليه االمة الفيلية الكثري‬ ‫فتتعلم منه هذه الوجوه املؤهالت‬ ‫القادر عىل صنع الفارق عند التمكني‬ ‫ىف املستقبل رافض ًة املتاجرة بالقضية‬ ‫االساسية وبحقوق شهداءها األبرار و‬ ‫ان حق الشهيد سيعود عندما يتحقق‬ ‫الهدف الذى إستشهد من إجله وهي‬ ‫الهوية الفيلية وتذليل الصعوبات‬

‫وإيصال صوته عند املسؤولني وصناع‬ ‫القرار وفضح محاولة النظام السابق‬ ‫يف اقتالعهم من جذورهم والغاء‬ ‫انتامئهم للعراق وطمس تراثهم‬ ‫ومحاربة لغتهم االم وثقافتهم و‬ ‫مامرسة الضغط عىل الحكومة العراقية‬ ‫لتنفيذ قرارات املحكمة الجنائية العليا‬ ‫العراقية‪ ،‬الصادرة عام ‪ ،2010‬والتي‬ ‫عدّ ت فيه قتل وتهجري الكورد الفيليني‬ ‫«ابادة جامعية وجرمية ضد االنسانية‪.‬‬ ‫ال عىل اساس املصلحة الشخصية‬ ‫وجهود مخططة وعملية مستمرة‬ ‫َ‬ ‫توظف فيها اإلمكانات واملوارد املتاحة‬ ‫لتحقيق أهداف معينة تكون للقرابات‬ ‫والعشرية واملنطقة الدور الريادي عىل‬ ‫حساب االمة املظلومة وهي من أكرث‬ ‫الفئات التي تعرضت لإلهامل يف زمن‬ ‫ما بعد تغيريالنظام البعثي بسبب‬ ‫غياب من ميثلها يف مجلس النواب‬ ‫واملنا كبري ببعض الشخصيات املرشحة‬ ‫التي نرى فيها الخري بان تكون مبستوى‬ ‫املسؤولية ‪ .‬اذا لن يكون هناك تغيري‬ ‫حقيقي‪ ،‬ما مل ندخل برؤية مبنية‬ ‫عىل العلم والفكر والتوجه الواضح‬ ‫ملستقبل قادم ان نحافظ عليها من‬ ‫اجل أجيالنا القادمة ونعيش يف بلداً‬ ‫يحفظ لنا كرامتنا ومستقبلنا ويحرتم‬ ‫وجودنا اإلنساين ليك نتعايش يف اخوة‬ ‫وسالم‪ ،‬يف محبة ووجدانية مع بقية‬ ‫مكونات العراق‪.‬‬

‫‪27‬‬

‫العدد ‪ 173‬السنة الرابعة عشر (نيسان) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪28‬‬

‫النقل العراقية‬ ‫حتتضن استذكارا‬ ‫لتهجري الكورد الفيليني‬ ‫أقامت وزارة النقل لجنة شؤون الكورد الفيليني الحفل‬ ‫التأبيني السنوي مبناسبة لذكرى تهجري الكورد الفيليني‬ ‫برعاية الوزير كاظم فنجان الحاممي‪.‬‬ ‫وشهد الحفل الذي عقد مبقر الوزارة عرض فيلم وثائقي‬ ‫بعنوان «رداء العراق الحزين»‪ ،‬وكلامت من قبل‬ ‫مسؤولني حكوميني وناشطني فيليني‪.‬‬ ‫وقال صالح شمشري البدري مدير مكتب التنسيق يف‬ ‫لجنة شؤون الكورد الفيليني بالوزارة ان املرحلة القادمة‬ ‫مع قرب العملية االنتخابية يحتم عىل جامهري الكورد‬ ‫الفيليني داخل العراق وخارجه التوجه لصناديق االقرتاع‬ ‫الختيار ممثليهم ليكون للفيليني صوتا جريئا معربا‬ ‫عن الطموحات بعد خمسة عرش عاما خلت من متثيل‬ ‫للفيليني داخل قبة الربملان‪.‬‬

‫واسط تستذكر يوم الشهيد الفيلي‬ ‫أقامت لجنة شؤون الفيليني يف محافظة واسط‬ ‫احتفالها السنوي مبناسبة يوم الشهيد الفييل‬ ‫بحضور جامهريي‪.‬‬ ‫وتضمن االستذكار كلامت ملسؤولني محليني‬ ‫ووجهاء فيليني وعروض مرسحية‪.‬‬ ‫وكانت اربيل عاصمة اقليم كوردستان احتضنت‬ ‫هي االخرى احتفاال كبريا الستذكار عمليات‬ ‫تهجري وتغييب عرشات االالف من الكورد‬ ‫الفيليني بحضور مسؤولني دوليني وحكوميني‪.‬‬

‫السويد تستذكر‬ ‫«يوم الشهيد الكوردي الفيلي» حبضور رمسي وشعيب‬ ‫اقام االتحاد الدميقراطي الكوردي الفييل بالتعاون مع شبكة املرأة الكوردية‬ ‫الفيلية مناسبة استذكار الشهيد الفييل يف قاعة «شيستا ترف» يف العاصمة‬ ‫السويدي ستوكهومل بحضور رسمي وشعبي من مختلف اجزاء كوردستان‪.‬‬ ‫وحرض املناسبة ممثلون عن ممثلية حكومة اقليم كوردستان ووفد من‬ ‫الحزب الدميقراطي الكوردستاين ووفد من االتحاد الوطني الكوردستاين‬ ‫ووفود من الحزب الشيوعي العراقي والهيئة التنسيقية للقوى السياسية‬ ‫الكوردستانية يف السويد والتيار الدميقراطي العراقي وجمعية املرأة العراقية‬ ‫ووفد كبري من حسينية االمام السجاد للكورد الفيلية يف تينستا وممثلون من‬ ‫عدد من املنظامت الكوردية الفيلية‪.‬‬ ‫وتم احياء املناسبة مبجلس تأبيني وقراءة كلامت باملناسبة‪ ،‬فضال عن القاء‬ ‫أشعار تجسد ما تعرض له الكورد الفيليون‪ ،‬منها قصيدة لشاعر العرب‬ ‫محمد مهدي الجواهري‪ ،‬اضافة اىل معرض لصور الشهداء‬

‫‪29‬‬

‫العدد ‪ 173‬السنة الرابعة عشر (نيسان) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪30‬‬ ‫متر يوم‪ 4 ،‬نيسان‪ ،‬الذكرى الـ‪38‬‬ ‫لبدء ارتكاب جرائم التهجري‬ ‫القرسي والتطهري العرقي ضد الكورد‬ ‫الفيلية‪ ،‬جرائم االبادة الجامعية‬ ‫والجرائم ضد االنسانية‪ ،‬التي ارتكبتها‬ ‫دولة العراق زمن النظام الدكتاتوري‬ ‫السابق‪ ،‬هذه الجرائم التي امتد‬ ‫ارتكابها الكرث من عرش سنني ابتداء‬ ‫من يوم ‪ 1980/4/4‬حتى عام ‪،1990‬‬ ‫والتي ادت اىل اإلبعاد القرسي عن‬ ‫العراق لــ»‪ »600,000‬كردي فييل‬ ‫عراقي من حملة الجنسية العراقية عىل‬ ‫مرأى ومسمع الحكومات واملنظامت‬ ‫العربية واالسالمية وحكومات دول‬ ‫اوربا الغربية والرشقية وامريكا‬ ‫واالتحاد السوفيتي ومنظمة االمم‬ ‫املتحدة واالتحاد االوريب واملنظامت‬ ‫الدولية االخرى دون ان تكون لهذه‬ ‫الدول واملنظامت اية ردود فعل ضد‬ ‫هذه الجرائم املنافية لالعالن الدويل‬ ‫لحقوق االنسان والعهد الدويل الخاص‬ ‫بالحقوق املدنية والسياسية والعهد‬ ‫الدويل الخاص بالحقوق االقتصادية‬ ‫واالجتامعية والثقافية واالتفاقيات‬ ‫الدولية االخرى والقوانني الوضعية‬ ‫والرشائع الساموية والقيم االنسانية‪.‬‬ ‫من بني اكرب هذه الجرائم بشاعة وأكرثها‬ ‫وحشية هو جرمية حجز عرشات االالف‬ ‫من عوائل وشبيبة ورجال ونساء الكورد‬ ‫الفيلية يف السجون واملعتقالت (مثل ابو‬ ‫غريب ونگرة السلامن وغريها) وتغييب‬

‫‪ 38‬عاما على عمليات التهجير والتطهير العرقي‬ ‫«اكرث من ‪ »20,000‬منهم قرسا من قبل‬ ‫دولة العراق وعدم تقدميها لحد اآلن‬ ‫أية معلومات عن مصريهم ومكان‬ ‫رفاتهم‪ .‬ومل تقدم السلطات العراقية‬ ‫للعدالة واملسائلة املشاركني الفعليني‬ ‫يف ارتكاب هذه الجرائم الكربى (وليس‬ ‫فقط عددا محدودا جدا من الذين‬ ‫اصدروا االوامر)‪ ،‬التي اعتربتها املحكمة‬ ‫الجنائية العراقية العليا (يف حكمها‬ ‫الصادر يف ‪« )2010/11/29‬جرمية ابادة‬ ‫جامعية» و»جرائم ضد االنسانية»‪،‬‬ ‫واعتربها مجلس النواب العراقي‬ ‫بإالجامع (يف اجتامعه املنعقد يف ‪/8/1‬‬ ‫‪« )2011‬جرمية ابادة جامعية» بكل‬ ‫معنى الكلمة‪ .‬مل يرصح حزب البعث‬ ‫لحد اآلن ملاذا قتلوا و َغدَ روا بهذا العدد‬ ‫الكبري من الكرد الفيلية وغيبوهم دون‬ ‫أثر‪ ،‬وهم عراقيون من حملة الجنسية‬ ‫العراقية‪ ،‬كام تنص الفقرة (‪ )1‬من‬ ‫قرار مجلس قيادة الثورة (املنحل)‬ ‫رقم ‪ 666‬الصادر بتاريخ ‪1980/5/7‬‬ ‫واملنشور يف صحيفة الوقائع العراقية‬ ‫رقم ‪ 2776‬بتاريخ ‪1-( 1980/5/26‬‬ ‫ُتسقط الجنسية العراقية عن كل عراقي‬ ‫‪ ،)....‬هذا القرار الذي تم عىل اساسه‬ ‫ارتكاب هذه الجرائم والذي مل يتم لحد‬ ‫االن الغاءه من قبل السلطة الترشيعية‬ ‫(مجلس النواب العراقي) بشكل قانوين‬ ‫واصويل واضح ورصيح‪.‬‬ ‫لن ننىس شهدائنا االبرار‪ ،‬فلذات اكبادنا‪،‬‬ ‫جيل من اجيالنا‪ ،‬وسنواصل جهودنا‬

‫ومطالبتنا من دولة العراق بسلطاتها‬ ‫التنفيذية والترشيعية والقضائية بأن‬ ‫تعطينا معلومات عام حصل لهم وعن‬ ‫مكان رفاتهم وان توضح لنا باي ذنب‬ ‫قتلوا وتم الغدر بهم وتغيبتهم‪.‬‬ ‫ويف نفس الوقت ندعو ونشجع جميع‬ ‫الكورد الفيلية أن يفكروا أكرث بالقادم‬ ‫وما ينتظر الكورد الفيلية وقضيتهم يف‬ ‫املستقبل القريب والبعيد وما عليهم‬ ‫عمله اآلن يك يكون املستقبل افضل من‬ ‫املايض والحارض واكرث أمننا وسالما لهم‪.‬‬ ‫نستذكر شهدائنا االبرار ونحيي‬ ‫تضحياتهم وننحني امام معاناتهم‬ ‫القاسية واستشهادهم ونقرأ الفاتحة‬ ‫عىل ارواحهم الطاهرة ونوعدهم باننا‬ ‫سنواصل السري يف طلب معلومات‬ ‫عام حل بهم ومكان رفاتهم وسنسري‬ ‫عىل مختلف دروب الدفاع عن حقوق‬ ‫الكورد الفيلية ومصالحهم‪.‬‬ ‫ويقوم االتحاد الدميقراطي الكوردي‬ ‫الفييل بالتعاون مع شبكة املراة‬ ‫الكوردية الفيلية بإحياء يوم الشهيد‬ ‫الفييل يف قاعة (شيستا ترف) يف‬ ‫العاصمة السويدية ستوكهومل يوم‬ ‫االحد ‪ 2018/4/8‬من الساعة الثانية‬ ‫حتى الساعة الرابعة بعد الظهر مبجلس‬ ‫تابيني (مراسم فاتحة مبشاركة الرجال‬ ‫والنساء)‪.‬‬ ‫املجد والجالل وإالكرام والذكر الطيب‬ ‫لجميع شهداء الكورد الفيلية االبرار‬ ‫ولكل شهداء العراق وكوردستان‪.‬‬

‫للكورد الفيليين‬

‫االتحاد الديمقراطي الكوردي الفيلي‬

‫‪31‬‬

‫العدد ‪ 173‬السنة الرابعة عشر (نيسان) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪32‬‬

‫بحضور حكومي ودولي‪..‬‬

‫استذكار حاشد البادة الكورد الفيليين‬ ‫فيلي ‪/‬‬

‫احتضنت مدينة اربيل فعاليات‬ ‫واسعة الستذكار جينوسايد الـ‪38‬‬ ‫للكورد الفيليني‪.‬‬ ‫وعقدت الفعاليات تحت شعار «المير‬ ‫لنا يوم بال ذكرى شهيد»‪ ،‬برعاية‬ ‫وزارة الشهداء واملؤنفلني يف كوردستان‬ ‫ومنظمة بيشتكو للكورد خارج االقليم‪،‬‬ ‫وبحضور عدد من املسؤولني الحكوميني‬ ‫والحزبيني وممثيل بعثات اجنبية‪،‬‬ ‫وجمع من ابناء الرشيحة‪.‬‬ ‫وشهدت الفعاليات كلامت لعدد من‬

‫املسؤولني‪ ،‬وتقديم دراسات تخص وضع‬ ‫رشيعة الكورد الفيليني‪ ،‬واقامة معرض‬ ‫للصور وتقديم فعاليات موسيقية‪.‬‬ ‫وقال وزير شؤون الشهداء واملؤنفلني يف‬ ‫حكومة االقليم محمود حاج صالح يف‬ ‫كلمة له‪ ،‬ان الكورد الفيليني جزء أصيل‬ ‫من شعب كوردستان‪ .‬لكنهم لألسف‬ ‫مل يتحصلوا اىل اآلن عىل حقوقهم رغم‬ ‫قرار املحكمة االتحادية يف ‪ ٢٠١٠‬والتي‬ ‫عدت ما تعرضموا له ابادة جامعية‪.‬‬ ‫واشار اىل ان لجنة فنية من الحكومة‬

‫العراقية ستقدم اىل اقليم كوردستان‬ ‫بشأن ملف الشهداء واملؤنفلني ضمن‬ ‫اطار املبلغ املرسل من بغداد والبالغ‬ ‫‪ 40‬مليار دينار‪.‬‬ ‫واضاف «قدرنا الخسائر لعمليات‬ ‫الجينوسايد واإلبادة الجامعية والقصف‬ ‫الكيمياوي واالنفال ‪ ٣٥٧‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫لكن الحكومة االتحادية مل متنحنا دوالرا‬ ‫واحدا منها سوى القرار الذي اتخذ‬ ‫مؤخرا»‪.‬‬ ‫من جهته ابتدأ ممثل الكورد الفيليني يف‬

‫برملان كوردستان الدورة السابقة عيل‬ ‫حسني فييل يف كلمة له‪ ،‬بالتساؤل «ان‬ ‫قرنا من الظلم واربعني عاما من االنتظار‬ ‫يك يجتمعان يف مناسبة واحدة؟ وكيف‬ ‫ان ذكرى الوف الشهداء ومئات االلوف‬ ‫من املرشدين يتم جمعه يف مناسبة‬ ‫واحدة‪ ،‬مضيفا «نحن يف السنوات‬ ‫السابقة كنا يف بلد حاضن للظلم كيف‬ ‫كنا منرر ذكرى شهداء الكورد الفيليني‬ ‫من دون عزاء وال مراسمنا الخاصة‬ ‫املسامة (چمر) لجميع اولئك الشهداء‬ ‫واملغيبني من املدنيني الشباب الذين‬ ‫دفنوا يف مكان مجهول؟»‬ ‫وتطرق فييل اىل نظرة اقليم كوردستان‬ ‫اىل واقع حياة الكورد الفيليني وما جرى‬ ‫عليهم وكيف انهم متكنوا من الصمود‬ ‫ملدة قرن كامل وسط بيئة من العنرصية‬ ‫القومية العربية من دون ان يذوب فيها‬ ‫بالقول «ان السنوات السابقة كانت‬ ‫يف افضل الحاالت تقام مراسم لقراءة‬ ‫بعض االيات والقاء بعض البيانات‬ ‫وتنتهي بعدد من املوضوعات املنتهية‬ ‫الصالحية‪ ،‬كون الحكومة االتحادية‬ ‫التعترب نفسها وريثة ومعوضة ملا‬ ‫اقرتفه النظام البعثي السابق وما زالت‬ ‫التزاماتنا القومية مل تحسم بني االقليم‬ ‫وبغداد التي تعد عمليا هي صاحبة هذ‬ ‫امللف»‪.‬‬ ‫كام تساءل عن الذي يفكر فيه الفيليون‬ ‫يف هذه املناسبة «هل يفكرون يف‬ ‫الحرية‪ :‬نحن مل نكن احرارا ابدا! هل‬

‫يفكرون يف االمان؟ نحن مل يكن لنا‬ ‫امان ابدا ونعيش يف الجانب املظلم من‬ ‫العراق!‪ ،‬واجاب بان الفيليني كانوا دوما‬ ‫جزءا من تلك القومية التي مل تكن ابدا‬ ‫سعيدة يف هذا البلد‪ ،‬ومادام ماضيهم‬ ‫كان مليئا بكل تلك املعاناة فلامذا‬ ‫يأسون عليه‪.‬‬ ‫وانتقد فييل مسألة التزكية التي اوكلت‬ ‫اىل بعض املنظامت املدنية للفرد الفييل‬ ‫للعيش والعمل والتملك يف اقليم‬ ‫كوردستان بالقول ان احدا حتى صدام‬ ‫مل يشك بكوردية الفيليني يف بغداد‪،‬‬ ‫مضيفا ان من «الكفر ان يشك احد‬ ‫بكوردية الفيليني حتى يحتاج اىل تزكية‬ ‫احد‪ ،‬كون ان احدا مل يكلف باذالل‬

‫الفيليني يف كوردستان فاين تكمن‬ ‫املشكلة؟»‬ ‫‌‌تابع ان الوقت قد جاء ان يتم منح‬ ‫الفيليون يف كوردستان الفرصة لتنمية‬ ‫ايجابيات افكارهم وعملهم الن الفيليني‬ ‫يف االقليم اليشكلون عبئا عليه‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬قال مسؤول منظمة بشتكو‬ ‫احمد عزالدين يف كلمته انه «يف هذا‬ ‫العام نرى بان وزارة شؤون الشهداء‬ ‫واملؤنفلني يف حكومة اقليم كوردستان‬ ‫وبالتعاون مع منظمة بشتكو للكورد‬ ‫الفيليني باحياء هذه الذكرى وهو‬ ‫واجب رضوري ورسالة واضحة لتوحيد‬ ‫امكانات الجانب الحكومي وغري‬ ‫الحكومي يف املسائل القومية واستذكار‬

‫‪33‬‬

‫العدد ‪ 173‬السنة الرابعة عشر (نيسان) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪34‬‬ ‫ذكرى الشهداء»‪.‬‬ ‫واضاف عز الدين ان هذا االحتفال‬ ‫يكرس جميع العراقيل والحدود‬ ‫املصطنعة ومينح معنى للهوية القومية‬ ‫للكورد الفيليني‪ ،‬الفتا اىل ان هذا هو‬ ‫الدرس االول يف االنتصار يف حياة اي‬ ‫شعب يضمن توحده وانسجامه عرب‬ ‫معرفة نفسه‪.‬‬ ‫واختتم عز الدين كلمته بالقول ان‬ ‫االحتفال بالوف الشهداء املغيبني من‬ ‫الكورد الفيليني الذين قتلوا وغيبوا‬ ‫خارج اقليم كوردستان بتهمة كونهم‬ ‫كوردا فقط يايت يف وقت مل يتم الشعور‬ ‫بعظم كارثتهم لحد االن‪.‬‬

‫اىل ذلك قدمت االكادميية الكوردية‬ ‫الفيلية شيامء نجم الفييل بحثا‬ ‫سلطت به الضوء عىل االبعاد النفسية‬ ‫التي عاشها ويعشها الكورد الفيليون‬ ‫قبل وبعد واثناء التهجري والرتحيل‪،‬‬ ‫وانعكاساتها عىل اوضاعهم ضمن مراحل‬ ‫متعددة يف العقود الثالثة االخرية من‬ ‫القرن املنرصم وحتى وقتنا الحايل‪.‬‬ ‫قدمت اللجنة املنظمة للفعاليات‬ ‫بيانا ختاميا تاله الصحفي الكوردي‬ ‫الفييل يارس عامد‪ ،‬جاء فيه «كمطالب‬ ‫مرشوعة وقانونية‪ ،‬يجب ان تعلموا‬ ‫بان الكورد الفيليني وعىل الرغم من‬ ‫كل وعود حكومة بغداد (الخاصة‬

‫بقرارات املحكمة الجنائية العليا ‪+‬‬ ‫وعود وتعهدات السلطة التنفيذية)‬ ‫مازال القسم االعظم من حقوقهم‬ ‫املادية واملعنوية مل تنفذ كون حقوقهم‬ ‫ومشكالتهم الينظر اليها بشكل منفصل‬ ‫عن مشكالت القومية الكوردية مع‬ ‫حكام بغداد»‪.‬‬ ‫وجاء ايضا يف البيان‪« ،‬لذلك وكنقطة‬ ‫اوىل نطالب حكومة اقليم كوردستان؛‬ ‫من خالل هذه املناسبة بالذكرى‬ ‫الثامنة والثالثني لشهداء الكورد‬ ‫الفيليني‪ ،‬اال تقرص يف مساندتها يف‬ ‫بذل املساعي العادة حقوقهم يف اية‬ ‫منطقة وخصوصا يف بغداد‪ ،‬الننا نرى‬

‫ان من واجب حكومة االقليم مامرسة‬ ‫الضغط عىل بغداد لتحديد مكان رفات‬ ‫الشهداء وتعويض املترضرين كام جاء‬ ‫يف قرارات املحكمة الجنائية العليا‪ ،‬وان‬ ‫تسخر جميع امكانياتها يف هذا املجال‬ ‫كام فعلت يف استصدار الحكم لهم»‪.‬‬ ‫«والنقطة الثانية نطالب حكومة‬ ‫االقليم اال تقرص يف نقل هذه املسألة‬ ‫اىل االوساط العاملية بهدف ضامن‬ ‫حقوق ذوي الشهداء االماجد وباقي‬ ‫الضحايا واملنفيني واملرشدين من الكورد‬ ‫الفيليني يف املناطق التي تخضع لسلطة‬ ‫الحكومة املركزية»‪.‬‬

‫«النقطة الثالثة‪ ،‬كل عام ويف هذه‬ ‫املناسبة كانت هناك مجموعة مطالبات‬ ‫من حكومة االقليم والتي عىل الرغم‬ ‫من الوعود والتعهدات مل يتم تنفيذ اي‬ ‫منها»‪.‬‬ ‫ودعا البيان‪« ،‬الغاء كل تلك القرارات‬ ‫والصيغ التي بدال عن ان تكون تسهيالت‬ ‫اصبحت مشكالت لعمل وحياة الكورد‬ ‫الفيليني الساكنني يف اقليم كوردستان‬ ‫ليك يحس اي فرد كوردي فييل بحق‬ ‫املواطنة الطبيعي‪ .‬وكمثال عىل ذلك‬ ‫منح التزكيات من قبل منظامت‬ ‫غري حكومية من اجل رشاء االمالك‬

‫واالموال والسيارات وحتى العمل لدى‬ ‫القطاعني الحكومي والخاص‪ ،‬ومنعهم‬ ‫من الدراسة يف جامعات كوردستان‬ ‫الذي يخلق احساسا بالتفرقة»‪.‬‬ ‫واختتم «النقطة االخرية‪ ،‬هي انه‬ ‫عىل الرغم من املساعي املستمرة‬ ‫والتعهدات املتكررة ‪ ،‬اال انه مل يتم‬ ‫وضع اي رمز للشهداء الكورد الفيليني‬ ‫يف اي مكان من مدينة اربيل كعاصمة‬ ‫القليم كوردستان‪ ،‬عليه نطالب الجهات‬ ‫املعنية كجزء من الوفاء لدماء الوف‬ ‫الشهداء املغيبة اثارهم ان يتم اخذ‬ ‫هذا املطلب بعني االعتبار»‪.‬‬ ‫‪35‬‬

‫العدد ‪ 173‬السنة الرابعة عشر (نيسان) ‪2018‬‬


‫فيليات‬

‫‪36‬‬

‫في ذكرى‬ ‫انفلة‬ ‫الكورد‬ ‫المنسيين‬ ‫جالل شيخ علي‬

‫قبل مثانية وثالثني سنة ماضية ويف‬ ‫ظلمة الليل هاجم اوباش نظام‬ ‫صدام بيوت مواطنني عراقيني أبا عن جد‬ ‫ال لذنب ارتكبوه سوى ألنهم ينتمون اىل‬ ‫قوميتهم الكردية ‪ ،‬و ليك ينتقم البعث‬ ‫املقبور من مواقفهم التاريخية املرشفة‬ ‫بدءا مبوقفهم الثوري ازاء ردة شباط‬

‫‪ 1963‬ضد حكم عبد الكريم قاسم ‪،‬‬ ‫مرورا مبواقفهم القومية والوطنية من‬ ‫ثورة ايلول الكربى منذ اندالعها يف عام‬ ‫‪1961‬‬ ‫يف هذا اليوم ارتكب النظام العراقي‬ ‫البائد سلسلة جرائم التهجري القرسي‬ ‫والتطهري العرقي ضد الكورد الفيليني‪...‬‬

‫جرائم ارتقت اىل مستوى جرائم ضد‬ ‫االنسانية‪...‬ارتكبتها دولة العراق زمن‬ ‫النظام الدكتاتوري السابق ‪ ،‬هذه الجرائم‬ ‫التي امتد ارتكابها الكرث من عرش سنني‬ ‫إذ ابتدأت يف يوم الرابع من نيسان عام‬ ‫الف وتسعمئة ومثانني واستمرت اىل عام‬ ‫‪ 1990‬من القرن املايض و أدت اىل اإلبعاد‬

‫القرسي عن العراق لـ ستمئة الف كردي‬ ‫فييل من حملة الجنسية العراقية عىل‬ ‫مرأى ومسمع الحكومات واملنظامت‬ ‫العربية واالسالمية وحكومات دول اوربا‬ ‫وامريكا واالتحاد السوفيتي قبل تفككه‬ ‫ومنظمة االمم املتحدة واالتحاد االوريب‬ ‫وكافة املنظامت الدولية االخرى‪ ....‬دون‬

‫ان تكون لهذه الدول واملنظامت اية‬ ‫ردود أفعال ضد هذه الجرائم املنافية‬ ‫لالعالن الدويل لحقوق االنسان ولكافة‬ ‫القوانني الوضعية والرشائع الساموية‪...‬‬ ‫من بني اكرب هذه الجرائم بشاعة وأكرثها‬ ‫وحشية هي جرمية حجز عرشات االالف‬ ‫من العوائل يف السجون واملعتقالت‬

‫العراقية ‪ ،‬مثل ابو غريب ونگرة‬ ‫السلامن وغريها ‪ ،‬كذلك تم تغييب اكرث‬ ‫من عرشين الف منهم قرسا من قبل‬ ‫دولة العراق دون أن تقدم السلطات‬ ‫لحد اآلن أية معلومات عن مصريهم‬ ‫أومكان رفاتهم‪ ...‬ومل تقدم السلطات‬ ‫العراقية للعدالة واملسائلة املشاركني‬ ‫الفعليني يف ارتكاب هذه الجرائم التي‬ ‫اعتربتها املحكمة الجنائية العراقية العليا‬ ‫يف قرارات سابقة جرمية ابادة جامعية‬ ‫وجرائم ضد االنسانية‪ ،‬كام اعتربها‬ ‫مجلس النواب العراقي بإالجامع جرمية‬ ‫ابادة جامعية بكل معنى الكلمة‪...‬‬ ‫استند مجلس قيادة الثورة البائد يف‬ ‫جرمية سحب الجنسية اىل الفقرة االوىل‬ ‫من قراره املرقم ‪ 666‬الصادر بتاريخ‬ ‫‪ ، 1980/5/7‬الغريب يف االمر ان هذا‬ ‫القرار الذي تم عىل اساسه ارتكاب هذه‬ ‫الجرائم ضد الكورد الفيليني مل يتم لحد‬ ‫االن الغاءه من قبل مجلس النواب‬ ‫العراقي بشكل قانوين واصويل واضح‬ ‫ورصيح‪...‬‬ ‫و رغم التغيري السيايس يف العراق ‪،‬‬ ‫اال ان ساسة العراق ولغاية يف نفس‬ ‫يعقوب ما زالوا يتغافلون عن مأساة‬ ‫الكرد الفيليني التي ال تختلف عن مأساة‬ ‫حلبجة واألنفال ومأساة انتفاضة ‪ ،‬هذا‬ ‫اىل جانب سكوت القادة الكورد عام‬ ‫حدث للكورد الفيليني االمر الذي تسبب‬ ‫يف فقدانهم الي امل يف التعويض أو يف‬ ‫ارجاع هويتهم القومية وليصبحوا الكورد‬ ‫املنسيني بدال من الفيليني ‪.‬‬ ‫‪37‬‬

‫العدد ‪ 173‬السنة الرابعة عشر (نيسان) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪38‬‬

‫شواهد الحرب العراقية اإليرانية‬ ‫ال تزال ماثلة يف مندلي‬

‫ولد قاسم أبو مالك يف بغداد‬ ‫ربيع عام ‪ ،1988‬وهو العام‬ ‫الذي وضعت فيه الحرب العراقية‬ ‫ اإليرانية أوزارها بعد أن استمرت‬‫برشاسة مثاين سنوات متواصلة‪ ،‬دفع‬ ‫البلدان نتيجتها خسائر كارثية يف‬ ‫األرواح واألموال‪.‬‬ ‫والدة أبو مالك يف بغداد مل تكن محض‬ ‫مصادفة‪ ،‬إمنا حدثت نتيجة هروب‬ ‫جده من منطقة سكنه الطويل يف‬ ‫ريف قضاء منديل‪ ،‬وتحديداً يف قرية‬ ‫«ترسان الحمد» التي تبعد نحو ‪40‬‬ ‫كيلومرتاً عن مركز القضاء‪.‬‬ ‫بدأت عملية الهروب يف أيلول ‪1980‬‬ ‫مع سقوط أول مدافع «آيات الله»‬ ‫عىل مدينة منديل (‪ 160‬كيلومرتاً رشق‬ ‫بغداد) وقراها اآلمنة‪ .‬زحمة العيش‬ ‫يف بغداد يف منازل األقارب‪ ،‬مل تكن‬ ‫مكاناً مفض ًال ألرسة ريفية اعتادت‬ ‫استنشاق الهواء العليل والسامء‬ ‫الصافية‪ ،‬لذلك عانت ويالت الحرب‬ ‫يف الحالني‪ ،‬حال الهروب من القرية‬ ‫وضنك العيش يف العاصمة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫املفضلة‬ ‫عادت األرسة إىل قريتها‬ ‫بعد انتهاء الحرب‪ ،‬كرب قاسم أبو‬ ‫مالك وصار اليوم املرشف األول عىل‬ ‫مصالح أرسته الكبرية التي تعمل يف‬ ‫مهنتي الزراعة والرعي بعد وفاة جده‬ ‫واعتالل صحة أبيه‪.‬‬ ‫غري أن منديل وقراها‪ ،‬ما زالت تحتفظ‬ ‫بشواهد وذكريات مؤملة عن حرب‬ ‫الثامين سنوات‪ ،‬حتى إن مجموعة من‬

‫الصيادين‪ ،‬يقول أبو مالك لـ«الرشق‬ ‫األوسط»‪ ،‬عرثوا قبل بضعة أيام عىل‬ ‫رفات وبطاقة تعريف لجندي عراقي‬ ‫أصيب ملجأه العسكري بقذيفة‬ ‫مدفع إيراين يف املنطقة الجبلية التي‬ ‫تبعد نحو ‪ 40‬كيلومرتاً عن مركز‬ ‫مدينة منديل‪ ،‬ويضيف‪« :‬قبل أيام‬ ‫أيضاً‪ُ ،‬قتل أحد الرعاة بلغم أريض يف‬ ‫قرية مجاورة»‪.‬‬ ‫عىل الرغم من مرور ثالثة عقود عىل‬ ‫انتهاء الحرب‪ ،‬فإن قاسم أبو مالك‬ ‫يعاين شواهدها بصورة يومية‪ .‬فها‬ ‫هو خط «الالين» أحد تلك الشواهد‪.‬‬ ‫والخط عبارة عن «ساتر ترايب» عمدت‬ ‫القوات العراقية إىل بنائه أثناء الحرب‪،‬‬ ‫ليتسنى لقوافل الجيش وآلياته‪،‬‬ ‫والسيارات املدنية املرور من أمامه‬ ‫وتفادي قذائف املدافع وراجامت‬ ‫الصواريخ اإليرانية‪ .‬والساتر يقطع‬ ‫مئات الكيلومرتات املحاذية للحدود‬ ‫مع إيران ومير مبحافظة واسط ويعرب‬ ‫محافظة دياىل عرب منديل وميتد شام ًال‬ ‫إىل قضاء خانقني القريب من محافظة‬ ‫السليامنية يف إقليم كردستان‪.‬‬ ‫يف تلك الحرب‪ ،‬خرس أبو مالك عمه‬ ‫واثنني من أبناء عمومة أبيه‪ ،‬لذلك‪،‬‬ ‫يرى أن «الحرب تستمر مبخلفاتها‬ ‫وآثارها لعقود طويلة حتى وإن حل‬ ‫السالم»‪ .‬ويضيف‪« :‬خذ مث ًال مشكلة‬ ‫تحويل قضاء (وحدة إدارية كبرية)‬ ‫منديل إىل ناحية (وحدة إدارية‬ ‫صغرية) من قبل نظام البعث‪ ،‬بعد‬

‫مغادرة أغلب سكانها إىل املناطق‬ ‫البعيدة نتيجة الحرب‪ .‬هذه املشكلة‬ ‫مل تحل حتى اآلن رغم مطالبتها‬ ‫األهايل بذلك»‪.‬‬ ‫ويش ّبه أبو مالك ما تعرضت له منديل‬ ‫أثناء الحرب مع إيران‪ ،‬مع الفارق يف‬ ‫املساحة واإلمكانات‪ ،‬مع ما تعرضت‬ ‫له محافظة البرصة الجنوبية من‬ ‫حيث هجرة سكانها وتدمري أغلب‬ ‫بساتني النخيل التي اشتهرت فيها‪.‬‬ ‫وتعد منديل منطقة أثرية‪ ،‬وهي من‬ ‫مدن أطراف العراق الرشقية‪ ،‬وتبعد‬ ‫عن محافظة إيالم اإليرانية بضعة‬ ‫كيلومرتات‪.‬‬ ‫وتتبع محافظة دياىل وتبعد عن‬ ‫مركزها بعقوبة نحو ‪ 93‬كيلومرتاً‪،‬‬ ‫وتقع فيها نهاية سلسلة جبال حمرين‪،‬‬ ‫وتشري حفريات قامت بها الحكومة‬ ‫العراقية يف ‪ 1966‬يف منديل إىل وجود‬ ‫مدينة عامرة كانت تستعمل النهر يف‬ ‫معاشها وفيها بيوت وحياة متحرضة‪،‬‬ ‫وكانت بساتينها مرتعاً للدول الفارسية‬ ‫املتعاقبة والسلجوقية حتى قدوم‬ ‫الفتح اإلسالمي‪.‬‬ ‫لكن يف تاريخها األقرب كانت منديل‬ ‫متثل خط التامس العراقي املبارش‬ ‫مع القوات اإليرانية أثناء الحرب‪.‬‬ ‫ويسكنها خليط من املواطنني العرب‬ ‫واألكراد الفيلية والرتكامن‪.‬‬ ‫العيش يف الجبل أو يف السهل البعيد‪،‬‬ ‫تدبري أو هو منط قديم من البحث‬ ‫عن املرعى والكأل يطلق عليه محلياً‬

‫فيلي ‪ /‬ياسر عماد‬

‫تعبري «العزيب»‪ ،‬ويقوم الرعاة‬ ‫مبقتضاه بالخروج بعيداً عن ديارهم‬ ‫يف القرية بحثاً عن أراض خصبة لرعي‬ ‫قطعان الغنم واملاعز ومتلك أرسة أبو‬ ‫مالك منها نحو ‪ 350‬رأساً‪.‬‬ ‫يقول قاسم أبو مالك إن «تكلفة‬ ‫العلف لقطيعي تبلغ نحو ‪ 250‬ألف‬ ‫دينار يف اليوم‪ ،‬وهو مبلغ مكلف‬ ‫جداً إذا ما استمر لشهر‪ ،‬لذلك نخرج‬ ‫للعزيب لتقليل النفقات»‪ .‬وأضاف‬ ‫أن «العزيب هذه األيام أهون وأقل‬ ‫صعوبة مام كانت عليه الحال أيام‬ ‫والدي وجدي‪ ،‬لدينا اليوم سيارات‬ ‫حديثة توصلنا إىل غاياتنا يف أوقات‬

‫قصرية‪ ،‬كام أنها تؤ ّمن لنا خزان‬ ‫املياه الصافية وسهولة نقل خيامنا‬ ‫وفراشنا»‪.‬‬ ‫وحرم انحسار األمطار هذا العام‬ ‫أبو مالك وأرسته من زراعة الحنطة‬ ‫والشعري يف أرضه‪ ،‬وهي كانت لتجنبه‬ ‫عناء الخروج لـ«العزيب»‪ .‬كام حرمه‬ ‫من الزراعة أيضاً شح املياه اآلتية من‬ ‫«وادي كنكري» الذي ينبع من مدينة‬ ‫سومار اإليرانية‪ ،‬وهو وا ٍد يجتاز‬ ‫الحدود بني العراق وإيران ويخرتق‬ ‫جبل حمرين ليصب يف السهل‬ ‫العراقي بعد أن ينقسم إىل جداول‬ ‫عدة ليسقي املزارع والبساتني يف‬

‫منديل‪.‬‬ ‫خيمة «العزيب» التي نصبها‬ ‫قاسم أبو مالك ألرسته‪ ،‬ال تبعد عن‬ ‫نقطة الحدود اإليرانية سوى بضعة‬ ‫كيلومرتات‪ .‬ورغم عدم تحامله عىل‬ ‫الرعاة اإليرانيني الذين يقابلهم يف‬ ‫املنطقة نفسها‪ ،‬لكن نقطة الحدود‬ ‫غالباً ما تذكره باملآيس والخسارات‬ ‫التي تكبدتها أرسته يف الحرب‬ ‫والسلم‪ .‬إذ الحقت أرسته آثار الحرب‬ ‫بعد نحو عقد ونصف من انتهائها‪،‬‬ ‫لذلك‪ ،‬يتمنى أبو مالك دامئا أن تطوى‬ ‫صفحة الحروب يف بالده إىل األبد‪.‬‬ ‫‪39‬‬

‫العدد ‪ 173‬السنة الرابعة عشر (نيسان) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪40‬‬ ‫ال يوجد مجتمع متكامل يف العامل‬ ‫كله‪ ،‬ومنطقتنا ليست مستثناة‪،‬‬ ‫فللكورد مشكالتهم لوحدهم وهناك‬ ‫مشكالت تخص العراقيني اجمع‪ ،‬وال يختلف‬ ‫اثنان عىل أن الدميقراطية يف العراق الضحية‬ ‫االكرب‪ ،‬وتسببت مبشكالت لجميع األطراف‪،‬‬ ‫لذا ليس من الصعب أن نزعم بان الجميع‬ ‫يرغبون دخــول الراديكاليني يف مجلس‬ ‫النواب الجديد! ووسط كل هذا الضجيج‬ ‫من ذا الذي يستمع لآلخر؟!‬ ‫وال ينكر بان أي تأقلم مع الخصوصيات‬ ‫الدينية واالجتامعية والسياسية الثقافية‬ ‫والقبلية للمجتمع العراقي أمر غري ذي بال‪،‬‬ ‫الن ظواهر اليوم بعضها مستورد وأجنبي‬ ‫عن رؤى ورغبة هذا املجتمع املتعدد األلوان‬ ‫وال عالج لها! لذلك فان التطرف الديني‬ ‫والسيايس والقومي واألفكار الراديكالية مل‬ ‫تستطع أن تخلق مانعا هادئا وهذا ما له‬ ‫ردود أفعال وعوائق سلبية بشكل مستمر‬ ‫وآخذ بالتزايد‪.‬‬

‫فييل ‪ /‬عيل حسني فييل‬

‫أيضرب العراق موعد ًا‬ ‫مع تغيري كبري؟‬ ‫سابقا كــان يقال انــه عىل العكس من‬ ‫الطائفيني فــان برامج وانضباط إتباع‬ ‫األح ـزاب السياسية عىل األقل هادئ إال‬ ‫أن الوضع الحايل للقوى امليليشياوية التي‬ ‫تشكل ظاهرة جديدة وتبرش مبستقبل‬ ‫عسكرتاري‪ ،‬وليس باإلمكان تضمينها يف‬ ‫قالب قانوين‪ .‬ويف مستقبل قريب فان‬ ‫عراقا متعدد األقطاب واألبعاد السياسية‬ ‫ال يستطيع إتباع قيادة مواحدة وبرنامج‬ ‫وأيديولوجيا واسعة يف نظام حكمه‪.‬‬ ‫فكيف باستطاعة الشيعة املتعطشون‬ ‫للسلطة والــكــورد املتمسكون بالهوية‬ ‫واألرض والسنة الحزينون عىل املايض‬ ‫الخالص من أوضاعهم املتأزمة؟!‬ ‫ان اجتياز الحدود وانكار الخصوصيات‬ ‫والحقوق املسلوبة جلب عىل العراق ما نراه‬ ‫اليوم؛ مبعنى ان الناس مل يهضموا التغيري‬ ‫العظيم وال استعداد لهم لتقبل خطوات‬ ‫ما بعد قدوم الدميقراطية‪ .‬وباتت مرحلة‬ ‫القبائل والطبقات والقوميات والطوائف‬ ‫تأخذ بالرتاكم‪.‬‬ ‫إن األفكار التي تشق طريقها يف العراق ال‬ ‫احد يستطيع التصور هل أنها تتأقلم مع‬ ‫األوضــاع والخصوصيات التي يتسم بها‬ ‫هذا املجتمع‪ ،‬كم منها مستورد وكم منها‬ ‫نتاج محيل‪ .‬وهنا فان املنطق ذهب ضحية‬ ‫التصادم بني الطرفني الرئيسني األغلبية‬ ‫السياسية والتعددية للمشاركة يف الحكم‪.‬‬ ‫إن نسبة الفقر والحرمان الفكري أصبح‬ ‫مظهرا للحقيقة التي تبني ملــاذا العراق‬ ‫مل يصبح لحد صاحب األفــكــار واآلراء‬

‫والنظريات الخاصة به والتي تتمظهر من‬ ‫خاللها الخصوصيات املحلية‪.‬‬ ‫حوزة النجف التي مل تحول سابقا إىل جهة‬ ‫سياسية أصبحت اليوم سياسية واستخدمت‬ ‫يف بعض األحيان يف خدمة امليول للمذهب‬ ‫من خالل دخولها إىل امليدان بشكل مبارش‪.‬‬ ‫عىل الرغم من أن ذلك ال يعني بان الكورد‬ ‫والسنة ليس لهم مرجعية معتمد عليها!‬ ‫ولكنهام ال يعمالن بشكل منظم ومنضبط‬ ‫كام هي يف الحالة الشيعية عىل الرغم من‬ ‫أنها مل تجلب االستقرار الشامل‪ .‬يف وقت ال‬ ‫تعيش فيه املناطق السنية أوضاعا مستقرة‪،‬‬ ‫الن شبح «داعــش» والدمار مل ينت ِه بعد‬ ‫والشخصيات السياسية هم أنفسهم ومل‬ ‫يتغريوا وبقوا كام هم واملكونات السياسية‬ ‫مل يجر عليها إال ما هو اقل من التغيريات‪.‬‬ ‫أما فيام يخص الكورد‪ ،‬فعىل الرغم من‬ ‫أن األزمات االقتصادية والسياسية مازالت‬ ‫تعصف بهم وهذا ما يزيد يف يأسهم الن‬ ‫سياسة الحكومة العراقية املقبلة لن تتغري‬ ‫بشكل كبري تجاههم‪ ،‬إال أنهم (الكورد)‬ ‫يقولون انه أثناء الكالم عن الحقوق واملصري‬ ‫فان املتدينني وغري املتدينني يخضعون كل‬ ‫ما ميلك وماال ميلك للسؤال‪ ،‬ولكن عندما‬ ‫يظلم الكوردي وتنسب إليه الجرائم ال يجد‬ ‫من يلتفت إليه‪.‬‬ ‫إن األحاديث التي تــدور حول العملية‬ ‫السياسية يف مرحلتها الحالية تشري إىل‬ ‫أن الدورة املقبلة ملجلس النواب العراقي‬ ‫سيتالىش فيه الحديث عن الكتلة االكرب‬ ‫ولكن الكالم عن املشكالت الكربى حتام‬

‫باق دامئــا‪ .‬فهل من املمكن أن يتحمل‬ ‫األشخاص املستقلون املسؤولية يف وقت‬ ‫يدور فيه الجدال حول مسألة الحياد من‬ ‫منظورها الفلسفي؟‬ ‫ومعلوم أن مفوضية ما أو شخص متدين‬ ‫أو قومي أو ليربايل ي ّقيم األشياء وفقا‬ ‫لتقديراته الخاصة‪ ،‬مبعنى أدق إن الحياد‬

‫املطلق أمــر ال وجــود له وكــل طــرف له‬ ‫موقفه وقراره املسبق بشأن األشياء‪ ،‬لذلك‬ ‫لننتظر االنتخابات وما تحمله هذه املرة‬ ‫للكورد والسنة والشيعة؟ وما فيها لألقليات‬ ‫القومية والدينية؟! ويف الوقت الذي يزعم‬ ‫الناس يف هذا البلد أن السياسة واإلعالم‬ ‫كاذبان بشكل منتظم‪ ،‬فهل من املمكن أن‬

‫تضعف االنتخابات مكانة جهة عىل حساب‬ ‫جهة أخرى أو هل بإمكانها أن متهد لتغيري‬ ‫اكرب؟‪.‬‬ ‫يتم تصوير عراق اليوم عىل أن إمكاناته‬ ‫ومصادره املحلية ليست محل ثقة لخلق‬ ‫االستقرار وتوفري األمن والعيش الرغيد‬ ‫للمواطنني‪.‬‬

‫‪41‬‬

‫العدد ‪ 173‬السنة الرابعة عشر (نيسان) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪42‬‬

‫في سطور‪..‬‬ ‫كيف‬ ‫تغريت حياة‬ ‫العراقيني‬ ‫خالل ‪15‬‬ ‫عاما؟‬ ‫فيلي ‪afp /‬‬

‫يف التاسع من أبريل العام ‪،2003‬‬ ‫أطاح تحالف تقوده الواليات‬ ‫املتحدة نظام صدام حسني‪ .‬وبعد ‪15‬‬ ‫عاما من الغزو‪ ،‬تغريت حياة العراقيني‬ ‫بشكل كبري عىل أصعدة عدة‪ ،‬اقتصادية‪،‬‬ ‫اجتامعية‪ ،‬سياسية‪ ،‬ودميوغرافية‪.‬‬ ‫االقتصاد‬ ‫أنهى سقوط النظام ‪ 12‬عاما من الحظر‬ ‫الذي فرضته األمم املتحدة عىل العراق‬

‫بعيد غزو صدام حسني للكويت يف‬ ‫العام ‪.1990‬‬ ‫وبذلك‪ ،‬عاد نحو ‪ 34‬مليون عراقي إىل‬ ‫لعبة التجارة الدولية‪ ،‬رغم أن ما يقارب‬ ‫مثانية ماليني منهم يعيشون مبدخول‬ ‫يوازي ‪ 2,2‬دوالر يوميا بحسب األمم‬ ‫املتحدة‪.‬‬ ‫ومع احتياطي يبلغ ‪ 153‬مليار برميل‪،‬‬ ‫يعد العراق ثاين أكرب مصدر للنفط يف‬

‫منظمة أوبك‪ .‬وارتفع الناتج املحيل‬ ‫اإلجاميل يف العراق من ‪ 29‬مليار دوالر‬ ‫يف ‪ 2001‬إىل ‪ 171‬مليار دوالر يف العام‬ ‫‪ ،2016‬خصوصا بعد ارتفاع سعر برميل‬ ‫النفط بثالثة أضعاف عام كان عليه يف‬ ‫العام ‪.2003‬‬ ‫لكن البالد فشلت يف تنويع مصادر‬ ‫اقتصادها وما زالت الحكومة تعتمد‬ ‫بنسبة ‪ 99‬يف املئة عىل العائدات‬

‫النفطية‪.‬‬ ‫ومنذ العام ‪ ،2003‬تلقى العراق أكرث‬ ‫من ‪ 800‬مليار دوالر‪ ،‬لكن الفساد كلف‬ ‫البالد ‪ 312‬مليارا‪ ،‬بحسب تقرير ملركز‬ ‫«إنجاح» للتنمية االقتصادية‪.‬‬ ‫السياسة‬ ‫اختفى اليوم حزب البعث‪ .‬سقوط هذا‬ ‫الحزب العلامين الذي كان يرأسه صدام‬ ‫حسني فتح الباب خالل االنتخابات التي‬ ‫أجريت بانتظام عىل مدى السنوات‬ ‫الـ‪ 15‬املاضية‪ ،‬أمام أحزاب سياسية ال‬ ‫تعد وال تحىص يهيمن عليها الكثري من‬ ‫الزعامء الدينيني أو العشائريني‪.‬‬ ‫يضمن عرف سيايس يف العراق توزيع‬ ‫السلطات الثالث األعىل يف الدولة‬ ‫عىل أبرز الطوائف‪ ،‬لكن الشيعة‬ ‫الذين ميثلون نحو ثلثي عدد السكان‪،‬‬ ‫يسيطرون حاليا عىل جميع املؤسسات‬ ‫السياسية والعسكرية التي كان تخضع‬ ‫يف عهد صدام حسني لألقلية السنية‪.‬‬ ‫الدين‬ ‫عدد املسيحيني يف العراق الذي كان يقدر‬ ‫مبليون نسمة‪ 600 ،‬ألف منهم يف بغداد‪،‬‬ ‫يضمون الكلدان واآلشوريني واألرمن‬ ‫والرسيان (الكاثوليك واألرثوذكس)‪ ،‬ال‬ ‫يتخطى اليوم ‪ 350‬ألفا‪.‬‬ ‫بالنسبة إىل الشيعة يف العراق والعامل‬ ‫الذين حرموا لفرتة طويلة من زيارة‬ ‫عتباتهم املقدسة‪ ،‬ينظمون يف كل عام‬ ‫تجمعات ضخمة إلحياء مناسباتهم‬

‫الدينية يف مقامات كربالء‪ ،‬النجف‪،‬‬ ‫سامراء‪ ،‬أو بغداد‪.‬‬ ‫وبعد السقوط أيضا‪ ،‬اكتسبت آراء آية‬ ‫الله السيد عيل السيستاين‪ ،‬أعىل مرجعية‬ ‫شيعية يف البالد‪ ،‬ثقال كبريا‪ .‬فمن خالل‬ ‫فتواه بالجهاد الكفايئ تأسست قوات‬ ‫الحشد الشعبي التي كان سندا حاسام‬ ‫للقوات األمنية العراقية بالقضاء عىل‬ ‫تنظيم الدولة اإلسالمية‪.‬‬ ‫املسألة الكوردية‬ ‫كفل الكورد الذين تعرضوا لقمع شديد‬ ‫يف عهد صدام حسني‪ ،‬أن الدستور الذي‬ ‫صيغ بعد الغزو يعزز من حكمهم‬ ‫الذايت‪.‬‬ ‫اكتسب الكورد أرايض وصالحيات‪،‬‬ ‫لكن الدستور ترك أسئلة عدة من‬ ‫دون إجابة‪ ،‬مل تنجح املفاوضات التي‬ ‫أعقبت السقوط يف حلها‪ .‬ويف سبتمرب‬ ‫‪ ،2017‬حاولت أربيل ان تسلك طريق‬ ‫االستقالل بالقوة‪ ،‬عرب تنظيم استفتاء‬ ‫حقق فيه معسكر الـ»نعم» فوزا كاسحا‪.‬‬ ‫لكن االستفتاء أفرز انقساما يف املعسكر‬ ‫الكوردي‪ ،‬وأثار غضب بغداد التي‬ ‫أرسلت قواتها واستولت عىل كل‬ ‫املناطق املتنازع عليها‪ .‬وبذلك‪ ،‬قتلت‬ ‫بغداد مرشوع الدولة الكوردية يف‬ ‫مهده‪ ،‬خصوصا باالستيالء عىل حقول‬ ‫النفط التي متثل العمود الفقري القتصاد‬ ‫الكورد‪.‬‬

‫‪43‬‬

‫العدد ‪ 173‬السنة الرابعة عشر (نيسان) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪44‬‬

‫بني أكوام الحجارة والركام التي تجعل مهمة الوصول إىل قرب صدام حسني يف بلدة العوجة‬ ‫شمال بغداد أمرا شاقا‪ ،‬تثري أطالل آخر «عروش» الرئيس الراحل أسئلة حول مكان‬ ‫جثمانه‪ ،‬بعد ‪ 12‬عاما من إعدامه‪.‬‬

‫مل تصدق غالبية العراقيني‬ ‫انتهاء عهد صدام‪ .‬يقول‬ ‫أبو أحمد (‪ 40‬عاما)‪« :‬اعتقدنا أن‬ ‫هذا الرجل ال ميوت‪ .‬كنا نقول إن‬ ‫ثالثة ال تنتهي‪ ،‬الحرب مع إيران‪،‬‬ ‫والحصار‪ ،‬وصدام حسني»‪.‬‬ ‫بعد سقوط بغداد بيد القوات‬ ‫األمريكية يف العام ‪ ،2003‬بدأت‬ ‫رحلة البحث عن صدام حسني‬ ‫الذي توارى عن األنظار لنحو‬ ‫مثانية أشهر‪.‬‬ ‫ويف ‪ 30‬كانون األول‪ /‬ديسمرب‬ ‫‪ ،2006‬أعدم الرئيس العراقي‬ ‫شنقا‪ ،‬وصادف حينها أول أيام عيد‬ ‫األضحى املبارك‪.‬‬ ‫ويف الليلة نفسها‪ ،‬أجربت الحكومة‬ ‫العراقية عائلة صدام التي تسلمت‬ ‫الجثة‪ ،‬عىل دفنها رسيعا يف قريته‬ ‫«دون تأخري ألي سبب كان»‪ ،‬وفق‬ ‫وثيقة رسمية‪.‬‬

‫وبالفعل‪ ،‬فقد دفن داخل قاعة‬ ‫استقبال كان قد بناها هو نفسه يف‬ ‫بلدة العوجة‪ ،‬من دون ضجة‪.‬‬ ‫«الديكتاتور املحبوب»‬ ‫يف شوارع بغداد‪ ،‬تنقسم اآلراء‬ ‫اليوم‪ ،‬بعد ‪ 15‬عاما من الغزو‬ ‫األمرييك‪ ،‬حيال صوابية إسقاط‬ ‫النظام السابق من عدمها‪ .‬يقر‬ ‫الجميع بأن صدام كان ديكتاتورا‬ ‫مجرما‪ ،‬لكن البعض يلقبه‬ ‫بـ»الطاغية املحبوب»‪ ،‬الذي كان‬ ‫األمن يف البالد سمة سنني حكمه‪،‬‬ ‫عىل عكس أحوال اليوم‪.‬‬ ‫سيق صدام إىل منصة اإلعدام وهو‬ ‫ما زال يعتقد بأنه الحاكم‪ .‬لكن كل‬ ‫يشء انتهى لحظة التنفيذ‪.‬‬ ‫والحقا‪ ،‬صار قربه مزارا ألهل قريته‬ ‫وأقربائه‪ ،‬حتى للرحالت املدرسية‬ ‫وبعض الشعراء الذين كانوا يأتون‬ ‫ويلقون قصائد يف رثائه‪ ،‬وفق ما‬

‫يقول لوكالة فرانس برس مسؤول‬ ‫أمن الحشد الشعبي يف تكريت‬ ‫جعفر الغراوي‪.‬‬ ‫يلفت مسؤولون يف قوات الحشد‬ ‫الشعبي‪ ،‬وهي فصائل شيعية‬ ‫تابعة ألحزاب برزت بعد سقوط‬ ‫نظام صدام‪ ،‬إىل أن القرب دمرته‬ ‫طائرات الجيش العراقي عقب‬ ‫دخول تنظيم الدولة إىل العوجة يف‬ ‫العام ‪ ،2014‬بعدما متركز مقاتلني‬ ‫داخل القاعة‪.‬‬ ‫لكن الحشد كان أعلن يف وقت‬ ‫سابق أن تنظيم الدولة هو الذي‬ ‫فخخ القرب وفجره‪.‬‬ ‫رواية التفجري يؤكدها الشيخ مناف‬ ‫عيل الندى‪ ،‬زعيم عشرية البونارص‬ ‫التي يتحدر منها صدام‪ ،‬والذي‬

‫اضطررنا ملقابلته يف يف أربيل كربى‬ ‫مدن إقليم كوردستان العراق‪،‬‬ ‫حيث يقيم حاليا‪ ،‬لعدم متكنه من‬ ‫العودة‪.‬‬ ‫يقول الندى إن القرب نبش‪ ،‬ثم‬ ‫تم تفجريه‪ ،‬من دون أن يوضح‬ ‫املسؤولني عن عملية التفجري «ألننا‬ ‫ال نعرف شيئا عن العوجة مذ‬ ‫غادرناها»‪.‬‬ ‫روايات متضاربة‬ ‫يوضح الندى أن العوجة اليوم‬ ‫فارغة متاما من سكانها‪ ،‬يحرسها‬ ‫مقاتلون من فصائل الحشد‬ ‫الشعبي‪ ،‬ومينع الدخول إليها إال‬ ‫بإذن خاص‪.‬‬ ‫وغادرت عشرية وأقرباء صدام‬ ‫القرية «قرسا» وفق الندى‪ ،‬الذي‬

‫بعد ‪ 12‬سنة على إعدامه‪ ..‬أين جثة صدام حسين؟‬ ‫فيلي ‪ /‬علي حسني‬

‫‪45‬‬

‫العدد ‪ 173‬السنة الرابعة عشر (نيسان) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪46‬‬ ‫يبدي تخوفه من العودة يف حل سمح‬ ‫لهم بذلك‪.‬‬ ‫ويقول لفرانس برس‪« :‬كنا نظلم وما‬ ‫زلنا نظلم ألننا أقارب صدام‪ ،‬هل‬ ‫يجوز أن ندفع الثمن جيال خلف‬ ‫جيل ألننا أقارب صدام»‪ ،‬الذي‬ ‫ارتكب جرائم ومجازر عدة خالل‬ ‫سنوات حكمه ال تزال تحيى ذكراها‬ ‫حتى اليوم‪.‬‬ ‫لكن ال يزال القرب محط جدال‪ .‬أين‬ ‫الجثة؟ من أخذها؟ وكيف سحبت‬ ‫من مكانها؟‬ ‫موضع الجثة الحايل ال يزال مجهوال‪.‬‬ ‫يوضح الغراوي‪ ،‬قائال‪« :‬سمعنا‬ ‫روايات أن أحد أقربائه جاء بسيارات‬ ‫رباعية الدفع ونبش القرب للثأر لعمه‬ ‫وأبيه اللذين قتلهام صدام‪ .‬أحرق‬ ‫الجثة وسحلها‪ ،‬وال نعرف إذا أعادها‬ ‫أم ال»‪.‬‬ ‫ثم ال يلبث أن يتدارك بقوله «نعم‪،‬‬ ‫نعتقد أن الجثة ال تزال هنا»‪ ،‬قرب‬ ‫شاهد حديد كتبت عليه عبارة «قرب‬ ‫هدام كان هنا»‪.‬‬ ‫يف الباحة خارج قاعة القرب‪ ،‬كان‬ ‫يفرتض أن تتواجد قبور نجيل صدام‪،‬‬ ‫عدي وقيص‪ ،‬وأحد أحفاده‪ ،‬إضافة‬ ‫إىل ابن عمه عيل حسن املجيد الذي‬ ‫كان مستشارا رئاسيا ومسؤوال يف‬ ‫حزب البعث‪ .‬لكن ال أثر لذلك‪.‬‬

‫هذا الغموض يولد شائعات كثرية‪.‬‬ ‫فخارج الرضيح‪ ،‬يهمس أحد مقاتيل‬ ‫الحشد قائال إن «هناك رواية تقول‬ ‫بأن ابنة صدام‪ ،‬حال‪ ،‬جاءت عىل منت‬ ‫طائرة خاصة إىل القرية وسحبت جثة‬ ‫والدها‪ ،‬ونقلتها إىل األردن» حيث‬ ‫تعيش حاليا‪.‬‬ ‫لكن أحد العارفني للقضية يف املنطقة‬ ‫يقول لفرانس برس طالبا عدم كشف‬ ‫هويته إن «هذه الرواية عارية من‬ ‫الصحة وال أساس لها‪ .‬أصال حال مل‬ ‫تأت إىل العراق»‪.‬‬ ‫ورغم ذلك‪ ،‬يؤكد املقرب من العشرية‬ ‫التي كانت يوما حاكمة بأمرها أن‬ ‫«جثامن الرئيس نقل إىل مكان رسي‪،‬‬ ‫وال ميكن معرفة املكان أو األشخاص‬ ‫الذي نقلوه»‪.‬‬ ‫ويلمح إىل أن القرب مل يقصف بل تم‬ ‫تفجريه‪ ،‬الفتا إىل أن «قرب والده‪ ،‬يف‬ ‫مدخل تكريت‪ ،‬تم تفجريه أيضا»‪.‬‬ ‫شبيه صدام‬ ‫جثة صدام‪ ،‬إن وجدت أم ال‪ ،‬فاألمر‬ ‫س ّيان للعراقيني‪ ،‬وهم الذين ما زالوا‬ ‫يتناقلون دعابة يؤمن بها البعض‬ ‫بأن «صدام قد يعود‪ ،‬توقعوا منه أي‬ ‫يشء»‪.‬‬ ‫وحتى فرتة قصرية‪ ،‬يبدي أبو رسمد‪،‬‬ ‫أحد سكان بغداد‪ ،‬اقتناعه بالرواية‬ ‫الشهرية التي تقول إن «صدام مل‬ ‫يعدم‪ ،‬من قتل هو شبيهه!»‪.‬‬

‫الحرب الخالعية الثالثة‬

‫هادي جلو مرعي‬

‫أصبح صيد النساء والرجال سهال بفعل التقنيات الحديثة التي غزت‬ ‫العامل ومتكنت منه‪ ،‬وصار ممكنا مشاهدة آالف املقاطع الجنسية‬ ‫لنساء ورجال‪ .‬وبعد ان كان صعبا الحصول عىل مثل هذه املشاهد‬ ‫صار األمر أكرث يرسا بعد الطفرة التقنية الهائلة التي شهدها العامل‪،‬‬ ‫وباإلمكان متابعة تلك االفالم واملقاطع عرب الفيس بوك وتويرت‬ ‫ومواقع تواصل إجتامعي أخرى عديدة وكثرية‪ ،‬والتعد والتحىص‪.‬‬ ‫فيلم ثقايف عنوان لفليم سيناميئ مرصي يحيك قصة شبان توفر‬ ‫لديهم رشيط فديو‪ ،‬ويبحثون عن مكان آمن ملشاهدته‪ ،‬ويلجأون‬ ‫اىل صديق‪ ،‬ويستغلون خروج والدته يف جنازة زوجها ليشاهدوه‬ ‫يف املنزل‪ ،‬لكنهم يفشلون يف النهاية‪ ،‬ويتحولون اىل منازل ومقاه‬ ‫وكافيهات‪ ،‬ويعانون من عدم القدرة عىل اإلستمتاع حتى إنني‬ ‫وبرغم تشوقي ملتابعة األحداث لكنني مللت يف النهاية‪ ،‬وتركت‬ ‫األمر‪.‬‬ ‫واضح إن أبطال الفلم مل يعودوا يعانون اليوم‪ .‬فاملشاهد اإلباحية‬ ‫تنترش يف كل مكان‪ ،‬وتصل اىل أي فرد‪ ،‬وهو يف فراشه‪ ،‬أو يف‬ ‫سيارته‪ ،‬أو يف مقهى‪ ،‬ويف العمل‪ ،‬ويصل املقطع الواحد اىل ماليني‬ ‫املشاهدين‪ ،‬ويتجاوز حدود البلد الواحد اىل بالد عدة مايعني إن‬ ‫الفضيحة بجالجل واليضمن احد من الفنانني والسياسيني والرياضيني‬ ‫والصحفيني وأي شخصية عامة أن اليكون ضحية لتسجيل مصور يف‬ ‫لحظة خلوة رسية بطريقة ما‪ ،‬ثم يرى نفسه يف وضع خاص‪.‬‬ ‫اإلنتخابات العراقية الحالية متثل أمنوذجا صالحا للدراسة لكرثة‬ ‫غري الصالح من األفعال املشينة املستخدمة يف التسقيط السيايس‬ ‫إلرباك الخصوم‪ ،‬والبحث عن الزالت يف سلوك مرشحني محتملني‬ ‫إلستخدام ذلك يف عمل تسقيطي صادم الهدف منه إرباك الخصم‪،‬‬ ‫وتحجيم دوره‪ ،‬ونفيه يف نفوس العامة‪ ،‬وليك يكون أقل قدرة عىل‬ ‫املنافسة‪ ،‬ولعل إستخدام مقاطع فديو جنسية لبعض املرشحات‬ ‫يعد واحدا من أساليب الحرب القذرة بني القوى السياسية العراقية‪.‬‬ ‫الحرب الخالعية الثالثة تشتعل يف العراق‪ ،‬والسبب الرغبة يف الفوز‬ ‫مبقاعدالربملان القادم‪.‬‬ ‫‪47‬‬

‫العدد ‪ 173‬السنة الرابعة عشر (نيسان) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪48‬‬ ‫إیران وتركیا‬ ‫ُ‬ ‫تنافسٌ ولكن‬

‫من املعلوم أن ایران وتركیا‬ ‫قوتان متنافستان فی املنطقه‬ ‫ویأتی هذا التنافس من عمق التاريخ‬ ‫الحضاری واملساحه الجغرافیه الواسعه‬ ‫وأالمكانیات املتعدده مام یؤهل كال‬ ‫الدولتین فی أن تدخل ضمن سباق‬ ‫مستمر‪،‬رغبه منها يف توسيع دائرة‬ ‫قوتها وهذا يأيت من عقليه صانع القرار‬ ‫وتحديده لالولويات ‪ ،‬ورغم أن الدور‬ ‫االیرانی كان قد سبق الدور الرتكی‬ ‫بأعتبار ان املوقف الرتكی وخاصه بعد‬ ‫انهیار امرباطوریتها ‪ ،‬حيث تقلصت‬ ‫تلك القوه التی كانت متتلكها فی‬ ‫السابق لكن الدور االیرانی كان بارزا‬ ‫والسیام فی فرته الحرب البارده بعد‬ ‫ان كانت الوالیات املتحده منشغله‬ ‫بحرب الفیتنام والذی عرف ب»‪pillars‬‬ ‫‪(»twin‬توأم االعمده) ایران والسعودیه‬ ‫حيث كانت أيران فاعله حينها‪،‬وبعد‬ ‫الثوره االیرانیه ‪ 1979‬وتغیر نظامها بعد‬ ‫الدعم الفرنسی لها‪ ،‬أخذت تعزز من‬ ‫الجانب االیدلوجی بأعتبار ذلك محرك‬ ‫ودافع من اجل تعزیز مكانتها أكرث‬ ‫فی حین كانت تركیا منشغله مبشاكلها‬ ‫الداخلیه واالنقالبات املتكرره والتی‬ ‫حجمت قوتها ودورها أقلیمیا ودولیا‬ ‫اال انه وبعد عام ‪ 2003‬نستطیع القول‬ ‫بأن متغیرات كثیره حصلت ومره أخری‬ ‫ایران كانت قد سبقت تركیا من ناحیه‬ ‫فرض النفوذ وال سیام أذا اخذنا العراق‬

‫امنوذجا فی حین كانت تركیا منشغله‬ ‫بالداخل اكرث‪ ،‬وتهیئه وتعزیز االستقرار‬ ‫والبناء النه وكام نعلم الدوله عندما‬ ‫تكون ضعیفه من الداخل ال تستطیع ان‬ ‫تكون مؤثره بالخارج فی حین ان ایران‬ ‫متددت اكرث فأكرث حتی وصل االمر الی‬ ‫القول بأن النظام االیرانی هیمن علی‬ ‫عراق ما بعد ‪ 2003‬من قرارات تتخذ‬ ‫وثروات تنهب ومصیر شعب مجهول‬ ‫والذي ضاق االمرين‪،‬حيث أن مصري‬ ‫الدوله حينها كان منفردا والقرارات‬ ‫التي كانت تتخذ هوجاء‪،‬أما بعد زوال‬ ‫النظام فبإختصار شديد فوىض عارمه‬ ‫وذئاب منفرده وضامئر منعدمه‪.‬‬ ‫وميكن ذكر بعض النقاط حول سلوك‬ ‫كال الدولتني‪:‬‬ ‫‪1‬تركيز إيران عىل نرش الفوىض يف‬‫دول املنطقه بينام كان سلوك وسياسه‬ ‫تركيا منشغله مببدأ صفر مشاكل مع‬ ‫دول الجوار حيث نجحت لكنها مل تدم‬ ‫طوي ًال‪.‬‬ ‫‪2‬من حيث املكانه الدوليه واالقليميه‬‫فالدور االيراين من املؤكد يكون قريبا‬ ‫من االنظمه التي تكون مشابه لها‬ ‫من حيث (مبدأ املصالح)بينام كان‬ ‫الدور الرتيك يركز عىل بناء تحالفات‬ ‫مع االنظمه ذات امليول والتوجهات‬ ‫االسالميه ألعربيه القريبه من أفكارها‬ ‫للتقارب وبناء عالقات قامئه عىل التجاره‬ ‫متهيداً ملصالح أخرى‪.‬‬

‫‪3‬من حيث األيديولوجية فكال النظامني‬‫ميتلكان فكر معني وعقيده‪،‬يكاد النظام‬ ‫يرسخ ذلك ليك يكون محفزاً للدوله يف‬ ‫ّ‬ ‫إمكانية تقدمها‪،‬والذي يجب أن يوجه‬ ‫بالشكل الصحيح وليس عىل حساب‬ ‫الدول االخرى‪.‬‬ ‫حني نقارن ترصفات كال الدولتني فال‬ ‫يخفى عىل أحد من أن هناك نوايا‬ ‫ومساعي توسعيه‪،‬وهذا يدل عىل أن‬ ‫كال الدولتني فاعلتني إقليمياً ودولياً‪،‬لكن‬ ‫كرؤيه متواضعه مستقبليه فأن الدور‬ ‫الرتيك من املحتمل أن يكون أكرث بروزاً‬ ‫النها تسيري ضمن نهج وسياسه أكرث‬ ‫عقالنيه بدليل أنها تتقدم مبراحل نحو‬ ‫اآلمام ‪،‬عىل أن ال ننىس بأن املعرقل‬ ‫األسايس لرتكيا هي عدم متاسكها الداخيل‬ ‫ومن الرضوري املحافظه عليها‪،‬والحوار‬ ‫وال سيام مشكله الكورد والتي تحتاج اىل‬ ‫حلول جذريه من أجل االستقرار بدل‬ ‫من الفعل ورد الفعل والذي مل يجلب‬ ‫لها سوى الخسائر‪،‬بينام عىل أيران أن‬ ‫تكون واضحه من الداخل (مع شعبها)‬ ‫الن الكبت يولد األنفجار والتظاهرات‬ ‫االخريه أكدت عىل أن الشعب ال‬ ‫يستطيع أن يستمر عىل هذا املنوال ‪،‬‬ ‫لو رغبت إيران بالحفاظ عىل إستقرارها‬ ‫ودورها عليها أن تعيد حساباتها من‬ ‫جديد بالشكل الذي يجعل من أدائها‬ ‫يعود باإليجاب عليها يف الداخل ويف‬ ‫الخارج‪.‬‬

‫‪49‬‬

‫العدد ‪ 173‬السنة الرابعة عشر (نيسان) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪50‬‬

‫كي ال تكون االنتخابات رافعة‬ ‫لطغمة الفساد ومنصة للفاشلين‬

‫جاسم الحلفي‬

‫يستعد رموز املحاصصة الطائفية السياسية‪ ،‬واملنتفعون منها‪،‬‬ ‫وكذلك الذين حامت حولهم شبهات الفساد‪ ،‬اىل الرتبع عىل‬ ‫مواقع السلطة يف السنوات االربعة املقبلة! ها هي صورهم تنترش عىل‬ ‫أعايل البنايات يف بغداد واملحافظات االخرى‪ ،‬استعدادا للجولة االنتخابية‬ ‫املرتقبة‪ ،‬فيام ترصيحاتهم التي مهام حاولوا تغليفها باألمل‪ ،‬ال يشم منها‬ ‫اال رائحة الشؤم‪ ،‬يلوحون يف خطاباتهم بأن االعامر والتنمية وتوفري‬ ‫فرص العمل هو ما تتضمنه برامجهم االنتخابية‪ ،‬مع أن الناس قد خربت‬ ‫خداعهم واالعيبهم وزيف ادعاءاتهم‪.‬‬ ‫يبدو وكأنه ال يكفي ملن تسلط علينا عرب التهييج الطائفي‪ ،‬وسعري‬ ‫وح َكم منذ التغيري يف مطلع ‪ 2003‬حتى اآلن‪ ،‬وفسد وافسد‪،‬‬ ‫الكراهية‪َ ،‬‬ ‫وخلف كل الخراب الذي يعم البلد‪ ،‬ال يكفي عقد ونصف من السنني‬ ‫للمجرب يك نجربه‪ ،‬ويعيد التجربة علينا مرة اخرى!‬ ‫ويبدو أنه مل يكف املتنفذون ثراؤهم الفاحش‪ ،‬الذي اكتسبوه لخيانتهم‬ ‫االمانة‪ ،‬ونهبهم املال العام وعقدهم صفقات الفساد‪ ،‬ال يكفي هؤالء‬ ‫الذين اغتنوا عىل حساب الفقر الذي خلفته إدارتهم املرتعة بالفساد‪،‬‬ ‫ال يكفيهم وجودهم يف السلطة وامتداد نفوذهم يف الدولة عميقا‪،‬‬ ‫واالمتيازات الخرافية التي متتعوا بها‪ .‬وال يكفي املتنفذون امتالك‬ ‫املصارف والفضائيات والعقارات واالرصدة املالية خارج وداخل العراق‪،‬‬ ‫ال يكفيهم كل ذلك‪ ،‬وال يكتفون مبا نهبوا‪ ،‬لذا تجدهم يحاولون ترسيخ‬ ‫وجودهم يف السلطة التي يسعون اىل توريثها اىل ابنائهم‪.‬‬ ‫ال نعتقد انهم سيقفون مكتويف االيدي‪ ،‬ويخوضون االنتخابات بشفافية‬ ‫ونزاهة‪ ،‬كام يتطلب القانون وقواعد السلوك‪ ،‬سوف ال يكفون عن‬ ‫االساليب املدانة التي دأبوا عليها يف كل انتخابات‪ ،‬من استخدام املال‬ ‫السيايس‪ ،‬واستغالل الدولة ووظائفها ومواقعها يف الرتويج لقوامئهم‪،‬‬ ‫اىل جانب حمالت التشويه والضغط واالكراه ورشاء الذمم واالصوات‪،‬‬ ‫وكذلك ما تتداوله االخبار اخريا عن حمالت رشاء بطاقات الناخب‪.‬‬ ‫ندرك ان املتنفذين سيبذلون ما بوسعهم للتمويه والتشويه والزوغان‬ ‫وااللتفاف والعناد‪ ،‬وهم كذلك يدركون ان قوى االصالح والتغيري‪ ،‬وهي‬ ‫تشارك يف االنتخابات هذه املرة بقوة‪ ،‬تسعى لحرص نفوذهم‪ ،‬مستندة‬ ‫اىل امكانيات ملموسة‪ ،‬ميكن ان تتحقق نتائج مفرحة‪ ،‬عرب توعية دؤوبة‬ ‫مثابرة مستمرة‪ ،‬مبنية عىل رؤية إصالح واضحة‪ ،‬يرتجمها برنامج شامل‪،‬‬ ‫واليات تنفيذ ومنهج عمل متكاملني‪ .‬يتضمن اصالح النظام السيايس‬ ‫وتخليصة من املحاصصة والفساد‪ ،‬واعادة بنائه وفق املواطنة والعدالة‪.‬‬ ‫بشائر الخري هي رغبة االوساط الشبابية يف املشاركة يف جهود اصالح‬ ‫االوضاع‪ ،‬سيام وان الدافع يف ذلك هو الوعي باهمية التغيري‪.‬‬

‫‪51‬‬

‫العدد ‪ 173‬السنة الرابعة عشر (نيسان) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫غضب من إنزال صور قتلى الحشد‪..‬‬

‫‪52‬‬

‫العراقي يستيقظ على شوارع مغطاة بالملصقات االنتخابية‬

‫لم ينتظر أغلب‬ ‫الشخصيات والكتل‬ ‫السياسية المرشحة‬ ‫في انتخابات ‪ 12‬من‬ ‫آيار حلول الموعد‬ ‫الرسمي النطالق‬ ‫الحمالت الدعائية الذي‬ ‫حددته مفوضية‬ ‫االنتخابات العراقية‬ ‫وصادف أمس‪ ،‬بل‬ ‫باشروا فجر أمس‬ ‫وقبل طلوع الشمس‬ ‫تعليق الصور‬ ‫والملصقات في‬ ‫الشوارع والساحات‬ ‫العامة‪.‬‬

‫فيلي ‪ /‬محمد جمال‬

‫وشاهد سكان مدينة بغداد وبقية املحافظات العراقية‪ ،‬ليل السبت‪ ،‬عرشات‬ ‫الشاحنات وسيارات الحمل وهي تنقل آالف امللصقات الدعائية للمرشحني‬ ‫ومبختلف األحجام‪ ،‬وتقوم عرب مجاميع من األشخاص بلصق وتعليق صور‬ ‫املرشحني يف الساحات والشوارع العامة‪.‬‬ ‫وينظر طيف واسع من الرشائح االجتامعية العراقية بعدم االرتياح المتالء‬ ‫مدنهم بصور وجوه سياسية مكررة ومتهمة بالوقوف وراء حالة الفشل التي‬ ‫متر بها البالد منذ سنوات‪ .‬وسجل أمس وفاة أول مرشح عن تيار «الحكمة‬

‫الوطني» يف حادث سري عىل الطريق الدولية‬ ‫الرابطة بني بغداد ومحافظات الجنوب‪.‬‬ ‫وأكد القيادي يف تيار الحكمة فادي الشمري‬ ‫للرشق األوسط وفاة املرشح هادي العقايب‬ ‫عن (تيار الحكمة) يف محافظة واسط بعد‬ ‫توجهه إىل بغداد لحضور مهرجان انتخايب‬ ‫يقيمه التيار‪ .‬واستبعد فادي إمكانية قبول‬ ‫مجلس مفوضية االنتخابات استبداله‬ ‫مبرشح آخر‪.‬‬ ‫وتعليقاً عىل انطالق الحمالت االنتخابية‪،‬‬ ‫كشف الشمري عن أن تيار الحكمة قرر‬ ‫عدم تعليق أي ملصق انتخايب يف الشوارع‬ ‫والساحات‪ ،‬وقرر االستعانة بفرق شبابية‬ ‫جوالة للرتويج للقامئة ومرشحيها‪.‬‬ ‫وقال الشمري إن «التيار ينفرد بهذا اإلجراء‬ ‫االنتخايب ألول مرة؛ ألنه يجده أكرث فائدة‬ ‫وأقل كلفة‪ ،‬لكنه (التيار) ال مينع مرشحيه‬ ‫من تعليق البوسرتات االنتخابية يف‬ ‫مناطقهم إن أرادوا ذلك»‪.‬‬ ‫ويرى مراقبون للشأن االنتخايب يف بغداد‪،‬‬ ‫أن املوجة األوىل من الحملة االنتخابية‬ ‫املكرسة للرتويج يف الطرقات والساحات‬ ‫العامة‪ ،‬تظهر حجم املوارد املالية التي‬ ‫يتمتع بها هذا االئتالف أو تلك الشخصية‬ ‫السياسية‪ ،‬لجهة سعة املناطق التي تغطيها‬ ‫الحملة االنتخابية وطبيعة املواد املستعملة‬ ‫يف «البوسرتات» الدعائية وحجمها‪ ،‬إىل‬ ‫األماكن املعلقة فيها‪ .‬ويقول املرشح زياد العرار عن القامئة «الوطنية» التي يتزعمها إياد عالوي‪ ،‬إن «الحمالت الدعائية تكلف ما‬ ‫ال يقل عن ‪ 50‬مليون دينار عراقي يف حدها األدىن بالنسبة للمرشحني العاديني‪ ،‬وتصل ماليني الدوالرات لألثرياء ورؤساء الكتل‬ ‫واملسؤولني السابقني»‪.‬‬ ‫ويشري العرار إىل أن «حمالت الوزراء واملحافظني وكبار املسؤولني يف الدولة تكلف ماليني الدوالرات‪ ،‬بعضها تأيت عن طرق رصف‬ ‫أموال املوازنات املالية املخصصة ملرشوعات الدولة»‪.‬‬ ‫ويضيف «يف أحيان كثرية يستغل املرشح منصبه الرسمي للعمل عىل مرشوعات تصب يف صالح هدفه االنتخايب»‪.‬‬ ‫‪53‬‬

‫العدد ‪ 173‬السنة الرابعة عشر (نيسان) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪54‬‬ ‫ويكشف العرار‪ ،‬عن أن «أغلب الكتل‬ ‫واالئتالفات الكبرية تستعني برشكات‬ ‫خاصة للرتويج لحمالتها االنتخابية‪،‬‬ ‫وهناك من يستعني برشكات عربية‪،‬‬ ‫وبخاصة من لبنان»‪.‬‬ ‫بدوره‪ ،‬يرى خبري الحمالت االنتخابية‬ ‫قاسم محمد جبار‪ ،‬أن «هجمة الكتل‬ ‫والشخصيات االنتخابية عىل األماكن‬ ‫العامة هدفها‪ ،‬وبخاصة األماكن الجيدة‬ ‫منها‪ ،‬الوصول إليها قبل املنافسني‬ ‫اآلخرين»‪ .‬ويقول جبار لـ«الرشق‬ ‫األوسط»‪« :‬األماكن العامة شبيهة‬ ‫باملال السائب املعرض للنهب يف أي‬ ‫لحظة؛ لذلك تتعرض لحملة (نهب) من‬ ‫االئتالفات والشخصيات املرشحة‪ ،‬ولو‬ ‫أن أمانة بغداد والبلديات يف املحافظات‬ ‫وضعت قوانني صارمة الستيفاء أجور‬ ‫البوسرتات االنتخابية ملا تجرأ أحد‬ ‫عىل وضع دعايته فيها»‪ .‬ويرى جبار‪،‬‬ ‫أن «امللصقات واإلعالنات الدعائية‬ ‫للمرشحني رمبا ال تستنزف الكثري من‬ ‫املوارد املالية للمرشحني والقوائم‪ ،‬إمنا‬ ‫يكون اإلعالن التلفزيوين أكرث كلفة مبا ال‬ ‫يقارن‪ ،‬إضافة إىل مراقبي الكيانات التي‬ ‫تقوم القوائم االنتخابية بتوظيفهم‪،‬‬ ‫فض ًال عن تكاليف النقل التي تلجأ إليها‬ ‫بعض التحالفات لنقل الناخبني يف حال‬ ‫بُعد املراكز عن منازلهم»‪.‬‬ ‫لكن الخبري االنتخايب قاسم محمد جبار‪،‬‬ ‫يلفت إىل أن «الدعاية التلفزيونية‬ ‫املكلفة رمبا لن تكون أحد هموم‬ ‫الكتل الكبرية هذه املرة؛ ألن أغلبها‬ ‫لديه فضائيات ووسائل إعالم مختلفة‬ ‫يستطيع الرتويج لحملته االنتخابية‬

‫عربها»‪.‬‬ ‫إىل ذلك‪ ،‬أثارت إزالة صور الذين قتلوا‬ ‫خالل معارك ضد املتطرفني وتعليق‬ ‫صور املرشحني بدال عنها جد ًال‪ .‬وحسب‬ ‫وكالة الصحافة الفرنسية‪ ،‬ال تزال‬ ‫شوارع بغداد واملدن العراقية وأعمدتها‬ ‫توشح بصور والفتات «شهداء» القوات‬ ‫الحكومية والحشد الشعبي‪ ،‬الذين‬ ‫قضوا يف املعارك التي انطلقت منذ عام‬ ‫‪ 2014‬ضد تنظيم داعش‪ .‬ويقول ستار‬ ‫تريك (‪ 45‬عاماً) مستهزئاً «مبجرد أن‬ ‫دقت الساعة ‪ 12‬من ليل أمس‪ ،‬سارعوا‬ ‫لرمي صور الشهداء ورفعوا مكانها‬ ‫صور اللصوص الجدد»‪ .‬وعىل الفور‬ ‫انترشت دعوات عىل شبكات التواصل‬ ‫االجتامعي للحد من هذه اإلهانة بحق‬ ‫«الشهداء»‪.‬‬ ‫وقال ليث الشمري عىل صفحته عىل‬ ‫«فيسبوك»‪« :‬سيقوم املرشحون برفع‬ ‫صور الشهداء ووضع صورهم‪ ،‬ونحن‬ ‫بدورنا يجب أن نقوم بحملة حرق كل‬ ‫ملصق دعايئ يخص أي نذل وجبان يقوم‬ ‫بهذا الفعل؛ ألننا يجب أن نحافظ عىل‬ ‫صور شهدائنا كرد جميل»‪ .‬وكرد فعل‬ ‫رسيع‪ ،‬بعد إنزال صورة «شهيد» ووضع‬ ‫صورة أحد املرشحني‪ ،‬قام مواطنون‬ ‫بإنزال صورة املرشح ورميها عىل األرض‬ ‫وإعادة صورة «الشهيد»‪.‬‬ ‫وانترشت عىل مواقع التواصل‬ ‫االجتامعي صور لـ«شهداء» رميت‬ ‫عىل األرض ورفعت يف مكانها صور‬ ‫للمرشحني‪ ،‬يف حني قام مرشحون آخرون‬ ‫بوضع صورتهم فوق صورة «الشهداء»‬ ‫املعلقة عىل أحد أعمدة الكهرباء‪.‬‬

‫من‬ ‫يوصلنا‬ ‫لباب‬ ‫المنزل؟‬ ‫محمد السيد محسن‬

‫لفت انتباهي تغريدة للرئيس االمرييك‬ ‫كان غرد بها عرب تويرت عام ‪ 2013‬ينصح‬ ‫بها الرئيس السابق اوباما بعدم التدخل‬ ‫يف سوريا ويقول له ان التدخل يف سوريا‬ ‫او توجيه رضبة للنظام السوري لن‬ ‫يفيد امريكا‪ ..‬بالعكس‪ ..‬قد يجلب لنا‬ ‫مخاطر‪ .‬يجب ان تفكر كيف تجعل من‬ ‫امريكا قوية‪.‬‬ ‫اليوم وبعد ان وصل ترامب اىل البيت‬ ‫االبيض بدا يفكر مثلام يفكر سابقه‪..‬‬ ‫هل ان الرئيس تتم قيادته من قبل‬ ‫رجال الظل يف اروقة البيت االبيض؟ ام‬ ‫ان سياسات االدارة االمريكية ال تتعلق‬ ‫بأحالم وتوجهات الرئيس؟‬ ‫كل هذه التساؤالت تتحرك يف ذهني‬ ‫يف مرحلة عصيبة منر بها خشية افتعال‬ ‫مواجهة مجنونة بني دول كربى وصلت‬ ‫حد التحدي من املمكن ازاءه ان نخرس‬ ‫ارضنا وبيئتنا اذا تم التصعيد واستخدام‬ ‫االسلحة الفتاكة‪.‬‬

‫وقدميا قال حسب الشيخ جعفر‪:‬‬ ‫«مجنونة انت‬ ‫مثل انا‬ ‫من يوصلنا لباب املنزل»‬ ‫اليوم اصبحنا امام بوتني وترامب‪.‬‬ ‫وكالهام مجنون ومثل‪ ،‬واذا ما أخذ‬ ‫التحدي بينهام سبل قطع الصالت‬ ‫واثبات الذات فإننا بال شك لن ننجو‬ ‫جميعا‪.‬‬ ‫روسيا باتت أمام اختبار وجود حقيقي‬ ‫يف سوريا‪ ..‬واالمريكان ومن ورائهم‬ ‫ارسائيل واملال الخليجي يحاولون كبح‬ ‫جامح الدب الذي استفاق يف زمن‬ ‫الضياع‪.‬‬ ‫انها فوىض عارمة من املمكن ان تعيد‬ ‫االرض اىل زمن الصناعات االولية التي‬ ‫كان يهدد فيها ديك تشيني صدام‬ ‫حسني حني قال له سنعيد العراق اىل‬ ‫زمن ما قبل الصناعة‪.‬‬ ‫وهناك تحليل امرييك خطري‪ ،‬يعتقد ان‬ ‫ترامب يحتاج اىل تصعيد عسكري يك‬

‫ميكنه التخلص من اعدائه يف الداخل‬ ‫االمرييك ممن يحاولون اكامل تحقيق‬ ‫بشان تجاوزات انتخابية ودعم رويس‬ ‫له اثناء االنتخابات‪ ،‬واذا صح هذا‬ ‫التحليل فان الكارثة بال شك ستكون‬ ‫وشيكة‪ ،‬الن الروس يف سوريا باتوا‬ ‫معنيني بكل تفاصيل هذه البالد‪ ،‬وال‬ ‫ننىس ان ذريعة الكياموي تختص بها‬ ‫روسيا اكرث من سوريا الن االوىل كانت‬ ‫هي الضامنة إلخالء البالد من االسلحة‬ ‫الكيمياوية‪ ،‬وهي التي عقدت اتفاقا مع‬ ‫جيش االسالم بإخالء مدينة دوما‪ ،‬وهي‬ ‫التي تعتقد حتام بأنها املستهدفة من‬ ‫«الكذبة» التي تم تسويقها باستخدام‬ ‫الكيمياوي يف دوما حيث ان الروس ما‬ ‫زالوا يتحدون العامل بصدقية الرضبة‬ ‫الكيمياوية يف دوما‪.‬‬ ‫اذن العامل امام بوتني العنيد الذي ال‬ ‫يحتاج الن يراهن عىل عناده اذكياء‬ ‫العامل‪ ،‬ومجنون متخبط ال يحتاج اي‬ ‫عاقل ان يعرف جنونه وعدم استقراره‬ ‫السيايس والنفيس‪ .‬وما بينهام كيانات‬ ‫متصارعة وثارات تحاول االستفادة من‬ ‫الفوىض قدر املستطاع‪ ،‬ومثال ذلك‬ ‫ارسائيل التي تبحث عن ادامة الفوىض‬ ‫وتدمري املنطقة مبال اهلها وايدي‬ ‫متشدديها‪ ،‬والسعودية التي تبحث عن‬ ‫ثار تاريخي مع ايران ومحاولة تحقيق‬ ‫انتصار معنوي يف احد رصاعاتها مع‬ ‫العدو اللدود ايران حيث انها خرست‬ ‫معركة العراق ولبنان وسوريا وما زالت‬ ‫تداري فشلها يف اليمن‪.‬‬

‫‪55‬‬

‫العدد ‪ 173‬السنة الرابعة عشر (نيسان) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪56‬‬

‫الفرز اإللكرتوني والفشل السياسي‬

‫احمد عداي‬

‫جهاز صنع لتقليل مشاكل العد والفرز‪،‬‬ ‫وترسيع إعالن النتائج‪ ،‬ملاذا أصبح‬ ‫كابوس الكتل السياسية؟‬ ‫طوال عقد ونصف‪ ،‬كانت التوجهات اإلصالحية‬ ‫والتنموية شحيحة‪ ،‬بسبب إهتامم أغلب‬ ‫السياسيني‪ ،‬بتنفيذ أجنداتهم‪ ،‬ومتويل أحزابهم‬ ‫و حمالتهم اإلنتخابية املستقبلية؛ موازنات‬ ‫ضخمة‪ ،‬كان املراد منها ‪ ،‬أن تنقل البلد إىل‬ ‫مستوى ينافس جريانه‪ ،‬مل نعرف كيف و أين‬ ‫رصفت‪ ،‬وما هو الواقع امللموس لها‪ ،‬متاماً كام‬ ‫يتبدد راتب املوظف بعد يومني من إستالمه!‬ ‫ال تكاد تخبو نار فتنة‪ ،‬حتى توقد أخرى أكرب‬ ‫خطراً‪ ،‬وال سبب معقول‪ ،‬إال مصالح الفاسدين‬ ‫من الداخل‪ ،‬و أجنداتهم الخارجية‪ ،‬التي ترفض‬ ‫إستقرار البلد‪ ،‬خوفاً من عراق الغد‪ ،‬الذي ‪-‬إن‬ ‫شاء الله‪-‬سينهض ساحقاً أنوف األعداء من‬ ‫الداخل والخارج‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أربعة عرش عاما‪ ،‬عشناها متأملني الخروج إىل‬ ‫الحياة‪ ،‬ونسيان ويالت املايض‪ ،‬لكن ال جديد!‬ ‫أهذا بسبب قلة الخربة ألغلب قادتنا؟ كنّا نظن‬ ‫ذلك‪ ،‬لكن األيام أثبتت لنا‪ ،‬تعمدهم‪ -‬بأوامر‬ ‫عليا‪ -‬بقاءنا عىل هذا الحال‪ ،‬اذاً ما الحل؟‬ ‫‪..‬التغيري‪.‬‬ ‫تواجهنا مشكلتني يف عملية التغيري‪:‬‬ ‫األوىل‪ :‬صعوبة إيجاد البديل املناسب‪ ،‬و ما هي‬ ‫مميزاته؟‬ ‫هناك ثالث مميزات رئيسة‪ ،‬تجعل ايجاد البديل‬ ‫أكرث سهولة‪ ،‬وهي ‪( :‬الكفاءة) اي معرفة املشاكل‬ ‫وحلولها‪ ،‬و ( النزاهة) اي نظافة اليد والسمعة‪،‬‬ ‫و ( الشجاعة ) اي القدرة عىل املواجهة والتصدي‬ ‫للفساد‪.‬املشكلة الثانية‪ ،‬تكمن يف الخوف‪ ،‬من‬ ‫تزوير نتائج االنتخابات؛ وهذه لها حل ناجح و‬ ‫مجرب‪ ،‬يف دول أخرى‪ ،‬وهو فرز وعد األصوات‬

‫إلكرتونياً‪.‬‬ ‫الفرز اإللكرتوين‪ ،‬يضمن نزاهة العد‪ ،‬كونه‬ ‫غري متحيز لجهة‪ ،‬و مينع إضافة أصوات فوق‬ ‫العدد‪ ،‬ألنه ال يقبل اإلدخال اليدوي‪ ،‬وال األوراق‬ ‫بدون بصمة يد املقرتع‪ ،‬بالتايل لن يستطيع أحد‬ ‫التالعب بالنتائج‪.‬‬ ‫قررت املفوضية العليا املستقلة لإلنتخابات‪ ،‬يف‬ ‫العراق‪ ،‬إستخدام العد اإللكرتوين‪ ،‬يف اإلنتخابات‬ ‫الترشيعية القادمة‪ ،‬عىل غرار الواليات املتحدة‬ ‫األمرييكية‪ ،‬وروسيا ‪ ،‬ومرص ‪ ،‬و دول أخرى‪،‬‬ ‫لضامن نزاهة النتائج‪ ،‬وهذه تعترب خطوة‬ ‫كبرية‪ ،‬يف طريق حامية الدميقراطية؛ لكن هل‬ ‫ستستطيع امليض‪ ،‬يف تنفيذ خطتها التنظيمية‬ ‫هذه؟‬ ‫تحركت جهات عدة‪ ،‬لعرقلة إنجاح العد‬ ‫االلكرتوين‪ ،‬بحجج متعددة مرة‪ ،‬وبطرق ملتوية‬ ‫مرات أخرى‪ ،‬حيث أشيع أن هناك ضغوطات‪،‬‬ ‫عىل املفوضية‪ ،‬إللغاء هذا الربنامج‪ ،‬وكذلك‬ ‫ترسبت أخبار عن رسقة (‪ )١٠٠‬جهاز فرز‬ ‫إلكرتوين‪ ،‬وهذا يؤكد أن بعض الجهات‪ ،‬تعمل‬ ‫عىل إلغاء الربنامج من جهة‪ ،‬وزعزعة الثقة‬ ‫به من جهة ثانية‪ ،‬و محاولة معرفة طرق‬ ‫التالعب‪ ،‬بنتائج الجهاز من جهة ثالثة‪ .‬كل‬ ‫هذه التحركات‪ ،‬تدل عىل رعب شديد‪ ،‬من‬ ‫هذا الجهاز‪ ،‬ألنهم يرونه‪ ،‬الصخرة التي تتحطم‬ ‫عليها‪ ،‬أحالمهم بإستغالل الشعب مرة أخرى‪،‬‬ ‫و ضياع لجهودهم و أموالهم التي رصفت يف‬ ‫رشاء بطاقات االنتخاب‪ ،‬حيث أنها غري مفيدة‬ ‫مع العد االلكرتوين‪.‬‬ ‫ملاذا هذا الفشل‪ ،‬والفساد و إنعدام الضمري؟‬ ‫لدرجة أصبحوا ال ميلكون إنجاز واحد يتكلمون‬ ‫به إلقناع ناخبيهم‪ ،‬فركزوا عىل إفشال أي خطوة‪،‬‬ ‫متنعهم من التزوير‪ ..‬آخر أمل لديهم‪.‬‬

‫‪57‬‬

‫العدد ‪ 173‬السنة الرابعة عشر (نيسان) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪58‬‬

‫أطفال الغجر في‬ ‫العراق يعودون‬ ‫إلى المدرسة‬ ‫بعد ‪ 14‬عاما من‬ ‫الحرمان‬

‫عقب اجتيازها‬ ‫امتحانات الفصل األول‪،‬‬ ‫تعلو البهجة وجه مالك‬ ‫ذات السنوات العشر‬ ‫املنتمية إىل الغجر‪،‬‬ ‫األقلية األكثر تهميشا‬ ‫يف العراق‪ ،‬وهي تحمل‬ ‫حقيبتها القرمزية يف‬ ‫طريقها إىل أول مدرسة‬ ‫تفتح أبوابها بعد‬ ‫‪ 14‬عاما يف محافظة‬ ‫الديوانية بجنوب‬ ‫البالد‪.‬‬ ‫فيلي ‪AFP /‬‬

‫مالك (‪ 10‬سنوات) تنضم اىل صف الدراسة مع االطفال العراقيني االخرين من الغجر يف مدرسة قرية الزهور يف ‪ 25‬اذار‪/‬مارس‪.‬‬

‫‪59‬‬

‫العدد ‪ 173‬السنة الرابعة عشر (نيسان) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪60‬‬ ‫أقلية مسلمة تعود‬ ‫جذورها إلى شبه الجزيرة‬ ‫الهندية‪ ،‬يشتهرون بعزف‬ ‫تقول الطفلة «كنت أشاهد عىل‬ ‫شاشة التلفاز وأرى فرحة األطفال‬ ‫وهم يحملون حقائبهم متوجهني إىل‬ ‫املدارس‪ ،‬وأنا أحسدهم يف الوقت نفسه‬ ‫كون مدرسة القرية الوحيدة قد تفجرت‬ ‫عىل يد مسلحني قبل أعوام»‪.‬‬ ‫ويف العام ‪ ،2004‬هاجمت مجموعات‬ ‫إسالمية مسلحة قرية الزهور‪ ،‬حيث‬ ‫تسكن مالك وعائلتها يف محافظة‬ ‫الديوانية التي تبعد مئتي كيلومرت‬ ‫جنوب بغداد‪ ،‬وفجرت املدرسة الوحيدة‬ ‫يف القرية‪.‬‬ ‫قبل الغزو األمرييك للعراق وسقوط‬ ‫نظام صدام حسني يف العام ‪،2003‬‬ ‫كان الغجر‪ ،‬وهم أقلية مسلمة تعود‬ ‫جذورها إىل شبه الجزيرة الهندية‪،‬‬ ‫يشتهرون بعزف املوسيقى وإحياء‬ ‫الحفالت وكانت توجه إليهم دعوات‬ ‫للمشاركة يف إحياء املناسبات الرسمية‪.‬‬ ‫لكن حياتهم بعد ذلك العام تغريت‬ ‫جذريا‪ .‬فرغم انتامئهم إىل الديانة‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬هاجمت التنظيامت‬ ‫اإلسالمية الغجر ودفعتهم إىل الفرار‬ ‫بحجة املشاركة يف حفالت ال أخالقية‪.‬‬ ‫وترشذمت حياة الكثريين من الغجر‬ ‫الذين يعدون بضعة عرشات اآلالف من‬ ‫أصل ‪ 37‬مليون عراقي‪ ،‬ولجأ بعضهم‬ ‫إىل التسول لتأمني قوته‪.‬‬

‫الموسيقى وإحياء الحفالت‬ ‫وكانت توجه إليهم دعوات‬ ‫للمشاركة في إحياء‬ ‫المناسبات الرسمية‬ ‫طردوا من مدارس أخرى‪-‬‬‫يف هجوم العام ‪ 2004‬عىل القرية التي‬ ‫يقيم فيها الغجر‪ ،‬قتل وجرح كثريون‪،‬‬ ‫ما دفع بعدد كبري من العائالت للنزوح‬ ‫إىل مناطق أخرى يف البالد‪.‬‬ ‫أما اليوم‪ ،‬استطاعت مئات العائالت‬ ‫التي بقيت يف القرية‪ ،‬وبفضل حملة‬ ‫لجمع التربعات‪ ،‬من إعادة افتتاح‬ ‫مدرسة يف وسط القرية عىل امتداد‬ ‫طريق ترابية تتكدس عىل جانبيها أكوام‬ ‫النفايات حيث تتجمع بعض طيور‬ ‫اإلوز‪.‬‬ ‫تقول مالك التي ترتدي حجابا زهري‬ ‫اللون منسقا مع سرتتها «عندما سمعنا‬ ‫بافتتاح مدرسة‪ ،‬رغم أن بدايتها كانت‬ ‫عىل شكل خيم‪ ،‬لكن الفرحة غمرتني أنا‬ ‫وأطفال القرية‪ ،‬وأرسعت بإبالغ والدي‬ ‫لتسجييل فيها وبارشت بعد فرتة بالعام‬ ‫الدرايس الجديد»‪.‬‬ ‫وتضيف الطفلة الغجرية «أنا اليوم‬ ‫أتعلم القراءة والكتابة والعلوم‬ ‫والرياضيات»‪ ،‬وهي عازمة عىل تحقيق‬

‫حلمها بأن تكون معلمة يف املستقبل‬ ‫«ألعلم أطفال قريتي» التي بنيت‬ ‫منازلها من طني وحجر وغطيت أسقفها‬ ‫بجذوع النخل‪.‬‬ ‫خالل غياب مقاعد الدراسة عن الزهور‪،‬‬ ‫حاول البعض االلتحاق مبدارس أخرى‬ ‫يف القرى املحيطة‪ ،‬لكن «تعرضوا ألقىس‬ ‫املضايقات والتنكيل والسب والشتم‬ ‫والرضب والعنف بكل اشكاله‪ ،‬وبسببه‬ ‫تركوا الدراسة وتوجهوا للتسول يف‬ ‫شوارع املدينة»‪ ،‬بحسب ما تقول منار‬ ‫الزبيدي‪ ،‬إحدى الناشطات املشاركات‬ ‫يف حملة إعادة فتح مدرسة الزهور‪.‬‬ ‫وأطلق ناشطون حملة «أنا إنسان»‬ ‫عىل مواقع التواصل اإلجتامعي لحشد‬ ‫الدعم املعنوي واملادي للمساعدة يف‬ ‫افتتاح املدرسة‪ ،‬ووسموها بهاشتاغ‬ ‫‪#‬الغجر_برش‪.‬‬ ‫تقول الزبيدي «بداية حملتنا كانت‬ ‫بأفراد معدودين عىل مواقع التواصل‬ ‫اإلجتامعي (‪ )...‬ورسعان ما تفاعل معنا‬ ‫بعض الناشطني رغم تهرب الكثري من‬ ‫مدعي الدفاع عن حقوق اإلنسان لكون‬ ‫الحملة تقدم املساعدات للغجر»‪.‬‬ ‫وتضيف «بعد إطالق الحملة تواصل‬ ‫معنا أحد أعضاء املفوضية العليا‬ ‫لحقوق اإلنسان وطلب منا معلومات‬ ‫بشأن الحملة وقرية الغجر‪ ،‬وقدم لنا‬ ‫بعض الدعم وخاطب وزارة الرتبية‬ ‫لتقوم االخرية بتوجيه مديرية تربية‬ ‫الديوانية مبتابعة األمر‪ ،‬كام تواصل معنا‬ ‫ممثل اليونيسف يف املحافظة»‪.‬‬

‫»حاجز مجتمعي»‪-‬‬‫تشري الزبيدي إىل أن «طابع مهنة الغجر‬ ‫وبعض األعامل التي كانوا ميارسونها‬ ‫يف السابق‪ ،‬أجرب الكثري من األشخاص‬ ‫والناشطني عىل تجنب مساعدتهم‪ ،‬لكننا‬ ‫استطعنا أن نكرس الحاجز املجتمعي‬ ‫وهو أكرب تحد لنا»‪.‬‬ ‫تردد الكثري من املعلمني بأن يتسلموا‬ ‫إدارة املدرسة خوفا من العادات‬ ‫والتقاليد وجعل الكثري منهم يرتدد يف‬ ‫العمل فيها وتعليم أطفال القرية التي‬ ‫تقع يف أكرث محافظات العراق فقرا‪.‬‬

‫ا ستطاع‬ ‫قاسم‬ ‫املدرس‬ ‫عباس أن يكرس حاجز الخوف ويتخطى‬ ‫عقبة التقاليد باستالمه إدارة مدرسة‬ ‫النخيل‪.‬‬ ‫يقول «ترددت يف بادئ األمر (‪ )...‬لكن‬ ‫بعدما عرفت بأنهم بال تعليم منذ ‪14‬‬ ‫عاما‪ ،‬وافقت بل أرصيت عىل ذلك‬ ‫كون مهنتي تحتم عيل تربية املجتمع‬ ‫وتعليمه بغض النظر عن جنسه أو‬ ‫انتامئه»‪.‬‬ ‫ويلفت عباس الذي يتعرض النتقادات‬ ‫عىل وسائل التواصل االجتامعي إىل أنه‬ ‫«بدأنا عامنا الدرايس باملرحلة األوىل‬ ‫للصف األول ابتدايئ فقط بـ‪ 27‬تلميذا‪،‬‬

‫أنا واثنني من‬ ‫املعلمني واثنني محارضين‬ ‫فقط‪ ،‬وتهرب معلمون من تسلم‬ ‫مهامتهم‪ .‬رغم ذلك كانت نسبة النجاح‬ ‫لدينا يف امتحانات نصف السنة أكرث من‬ ‫تسعني يف املئة وبدرجات عالية»‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬أوضح ممثل اليونيسف يف‬ ‫املحافظة حيدر ستار أن املدرسة كانت‬ ‫«يف بداية األمر تتكون من الخيام‬ ‫وبعد ذلك تم تطوير املرشوع ملدرسة‬ ‫رسمية تتألف من تسعة كرفانات‬ ‫لصفوف الدراسة‪ ،‬وثالثة مجاميع صحية‬ ‫للتالميذ»‪.‬‬ ‫ولفت ستار إىل أن املدرسة ستستكمل‬ ‫كافة إجراءاتها العام املقبل‪ ،‬لفتح‬ ‫«صف ملحو األمية للنساء وكبار السن‬ ‫يف القرية»‬

‫‪61‬‬

‫العدد ‪ 173‬السنة الرابعة عشر (نيسان) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪62‬‬

‫بعد سقوطه ‪..‬‬ ‫أسعار رأس وساق ومؤخرة صدام حسني ومن اشرتاها؟‬ ‫فييل ‪ /‬سندس مريزا‬

‫من أبرز اللقطات تأثريا يف ذاكرة‬ ‫املشاهدين‪ ،‬وستظل محفورة يف‬ ‫التاريخ‪ ،‬عند دخول القوات األمريكية‪،‬‬ ‫العاصمة العراقية بغداد يف عام ‪ ،2003‬هو‬ ‫إسقاط التمثال الربونزي الشاهق للرئيس‬ ‫العراقي صدام حسني‪ ،‬الذي كان موجودا يف‬ ‫ساحة الفردوس‪ ،‬يف ‪9‬أبريل‪ /‬نيسان‪ ،‬وسط‬ ‫فرحة وتهليل العراقيني بسقوط نظام حكم‬ ‫بأكمله‪.‬‬ ‫لكن بعد مرور ‪ 15‬عاما‪ ،‬عىل الغزو األمرييك‬ ‫للعراق‪ ،‬مازال الكثري يتسائلون حول مصري‬ ‫متثال صدام حسني‪ ،‬وأين يوجد اآلن‪ ،‬لتشري‬ ‫تقارير إىل أنه تم تفكيكه يف يوم سقوطه‪،‬‬ ‫وتوزيعه يف مناطق متفرقة‪.‬‬ ‫وبحسب تقرير مجلة «ذا نيويوركر»‬ ‫األمريكية‪ ،‬فإن الساق اليرسى للتمثال‪،‬‬ ‫كانت يف البداية من نصيب كاي كوبولد‪،‬‬ ‫وهو تاجر تحف أملاين‪ ،‬ويبلغ من العمر ‪34‬‬ ‫عاما‪ ،‬وميلك العديد من املقتنيات النادرة‬ ‫لعدد من املشاهري العاملني‪ ،‬مثل مقطوعة‬ ‫موسيقية مكتوبة بيد املوسيقار الراحل‬ ‫موتزارت‪.‬‬ ‫وكان كوبولد يضع القدم اليرسى للتمثال‪،‬‬ ‫إىل جانب بيانو أبيض اللون‪ ،‬وقــال إنه‬ ‫«يحبها جدا»‪ ،‬ولكنه قرر أن يتخىل عنها‬ ‫ببيعها عىل متجر «إي باي» اإللكرتوين‪،‬‬ ‫مببلغ ‪ 100‬ألف يورو‪.‬‬ ‫وقبل أن تصل إىل كوبولد‪ ،‬فإن الساق‬ ‫اليرسى للتمثال‪ ،‬مرت عىل العديد من‬ ‫األشخاص‪ ،‬بداية من مقاولني بريطانيني‬ ‫عادوا من العراق‪ ،‬ثم رجل أملاين من مدينة‬

‫دويسبورغ‪ ،‬الذي دفع بضعة آالف من‬ ‫اليورو من أجل الحصول عليها‪ ،‬بحسب‬ ‫ترصيحه ملجلة «سترين» األملانية‪ ،‬ورفض‬ ‫اإلفصاح عن اسمه ألن املدينة التي يعيش‬ ‫فيها بها عدد كبري من املسلمني‪.‬‬ ‫وحاول الرجل املجهول‪ ،‬أن يبيع الساق عن‬ ‫طريق موقع «أزوبو»‪ ،‬ولكن بعدما تعرض‬ ‫الخرتاق من قبل «هاكر»‪ ،‬انترش الخرب بني‬ ‫وسائل اإلعالم‪ ،‬وفتحت السلطات تحقيقا‬ ‫حول حول أحقية التمثال‪ ،‬وبعد فرتة تم‬ ‫تجاهل القضية‪ ،‬وباع الرجل الساق لرجل‬ ‫ثري يعمل يف الصناعة‪ ،‬ويدعى كاي كوبولد‪.‬‬ ‫ويف عام ‪ ،2004‬دعا كوبولد لرؤية الساق‬ ‫اليرسى لتمثال صدام حسني‪ ،‬واشرتاها منه‬ ‫بعد فرتة‪ ،‬مببلغ أقل من ‪ 10‬آالف يورو‪ ،‬بعد‬ ‫أن سئمت زوجة الرجل الرثي من وجودها‪.‬‬ ‫وبعد أن باعها كوبولد عىل موقع «إي‬ ‫باي»‪ ،‬فإن ساق متثال صدام حسني اليرسى‬ ‫أصبحت ملك تاجر تحف أملاين آخر‪ ،‬وقال‬ ‫لصحيفة «نيويوركر» إنه يعتزم االحتفاظ‬ ‫بالساق يف غرفة الطعام الخاصة به‪ ،‬عىل‬ ‫األقل يف الوقت الحايل‪ ،‬وقال‪« :‬رمبا‪ ،‬عندما‬ ‫أحصل عىل عــرض جيد لساق التمثال‪،‬‬ ‫سأبيعها مرة أخرى»‪.‬‬ ‫وتــعــرض متثال صــدام حسني الــرونــزي‬ ‫لتفكيك أجزائه‪ ،‬يف نفس يوم سقوطه‪ ،‬يف‬ ‫ساحة الفردوس‪ ،‬وتم رصد رجل وهو يقطع‬ ‫رأس التمثال‪ ،‬ويجره بعيدا عىل عربة‪ ،‬ويف‬ ‫عام ‪ 2011‬حاول جندي بريطاين بعد أن‬ ‫عاد إىل موطنه يف مقاطعة هريتفوردشاير‪،‬‬ ‫أن يبيع جزء من مؤخرة التمثال‪ ،‬مبائتان‬

‫و‪ 50‬ألف جنيه اسرتليني‪ ،‬ولكنه مل يفلح‬ ‫يف مساعيه‪.‬‬ ‫وأفاد الكاتب فلوريان غوتيك‪ ،‬أنه أثناء‬ ‫إجرائه بحثا إلصدار كتاب عن متاثيل صدام‬ ‫حسني يف عام ‪ ،2010‬تلقى رسالة بريد‬

‫إلكرتوين من أحد مشاة البحرية األمريكية‪،‬‬ ‫أخربه أنه وصديقان له كانا يقومان بشحن‬ ‫واحدة من أيدي صدام‪ ،‬ولكنهم فقدوها يف‬ ‫الربيد‪.‬‬ ‫صاحب املطرقة‬

‫وبعد مرور ‪ 10‬سنوات عىل سقوط التمثال‬ ‫الــرونــزي لصدام حسني‪ ،‬أفصح قدوم‬ ‫الجبوري‪ ،‬الذي شارك يف إسقاط التمثال‬ ‫من عىل منصته مبطرقة كبرية‪ ،‬أنه نادم عىل‬ ‫مشاركته يف هذا الفعل‪.‬‬

‫وقال الجبوري‪ ،‬وهو صاحب محل قطع‬ ‫غيار للدراجات النارية‪ ،‬يف حواره لصحيفة‬ ‫«ذا أوبزرفر»‪« :‬لقد كرهت صدام‪ ،‬وحلمت‬ ‫منذ خمس سنوات أن أسقط هذا التمثال‪،‬‬ ‫ولكن ما أعقب ذلك كان خيبة أمل مريرة»‪.‬‬

‫‪63‬‬

‫العدد ‪ 173‬السنة الرابعة عشر (نيسان) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪64‬‬ ‫كشف قضاء الغراف يف‬ ‫ناحية ذي قار يف جنوب‬ ‫العراق يف ‪ 11‬آذار‪/‬مارس‬ ‫عن إصدار مذ ّكرات‬ ‫قبض يف ّ‬ ‫حق أربعة‬ ‫عراق ّيني بتهمة اإللحاد‪،‬‬ ‫ضجة‬ ‫األمر الذي أثار ّ‬ ‫عىل مواقع التواصل‬ ‫االجتامعي واإلعالم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪monitor‬‬

‫الملحدون‬ ‫يواجهون االضطهاد والمالحقة القانونية في العراق‬ ‫‪65‬‬

‫العدد ‪ 173‬السنة الرابعة عشر (نيسان) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪66‬‬ ‫واعتربت املالحقات بهذه التهمة‬ ‫تعدّ ياً عىل حقوق العراق ّيني الذين‬ ‫كفل لهم الدستور حر ّية التعبري‬ ‫واملعتقد‪ ،‬ورأى بعض الكتّاب‬ ‫واملد ّونني ّ‬ ‫أن هذه الحملة تحمل‬ ‫طابعاً سياس ّياً‪.‬‬ ‫قال قائم مقام قضاء الغراف‪ ،‬يف‬ ‫ترصيحات إىل الصحافة املح ّل ّية‬ ‫إن الق ّوات األمن ّية ّ‬ ‫العراق ّية‪ّ ،‬‬ ‫متكنت‬ ‫من اعتقال أحد هؤالء امللحدين‪،‬‬ ‫بينام ال يزال البحث جارياً عن الثالثة‬ ‫اآلخرين‪.‬‬ ‫ووصف قائم مقام الغراف ضيدان‬ ‫العكييل املالحقني بـ»املتّهمني»‪ ،‬وقال‬ ‫إ ّنه ّمتت مالحقتهم كونهم «يعقدون‬ ‫الندوات داخل املجالس ويشيعون‬ ‫ثقافة عدم وجود الله‪ ،‬ونرش اإللحاد‬ ‫وتوسيع قاعدته الجامهري ّية»‪ّ ،‬إل أ ّنه‬ ‫مل يرش عىل وجه التحديد‪ ،‬إىل عن‬ ‫ماذا تتحدّ ث هذه الندوات بالضبط‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫فإن اإلدارة‬ ‫وبحسب العكييل‪،‬‬ ‫املح ّل ّية لقضاء الغراف ك ّلفت دائرة‬ ‫االستخبارات مبالحقة ظاهرة اإللحاد‪،‬‬ ‫مستندة قانون ّياً بهذه املالحقات عىل‬ ‫قانون العقوبات املر ّقم ‪ 372‬املق ّر يف‬ ‫عام ‪ ،1969‬والذي عدّ ل يف عام ‪1995‬‬ ‫عىل يد النظام السابق بقيادة الرئيس‬ ‫الراحل صدّ ام حسني‪.‬‬ ‫تتضمن‬ ‫ينص القانون عىل عقوبة‬ ‫وال ّ‬ ‫ّ‬ ‫اإللحاد يف شكل رصيح‪ّ ،‬‬ ‫يتم‬ ‫وإنا ّ‬

‫حبس بني عام وثالثة أعوام ّ‬ ‫«كل من‬ ‫اعتدى بإحدى طرق العالنية عىل‬ ‫معتقد إلحدى الطوائف الدين ّية أو‬ ‫ح ّقر من شعائرها»‪ ،‬وأيضاً ّ‬ ‫«كل من‬ ‫تع ّرض بإحدى طرق العالنية للفظ‬ ‫الجاللة س ّباً أو قذفاً بأيّ صيغة‬ ‫كانت»‪.‬‬ ‫أ ّكد الخبري القانو ّ‬ ‫ين عيل جابر‬ ‫التميمي أ ّنه «ال توجد مادّة يف‬ ‫اقي تعاقب يف‬ ‫قانون العقوبات العر ّ‬ ‫شكل مبارشة عىل اإللحاد‪ ،‬وكذلك ال‬ ‫خاص مبعاقبة امللحدين‪،‬‬ ‫يوجد قانون ّ‬ ‫ّ‬ ‫وإنا هناك مواد تعاقب عىل ازدراء‬ ‫األديان»‪ ،‬معطياً القانون ‪ 372‬كمثال‬ ‫عىل ذلك‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وشخص التميمي تضارباً يف القانون‬

‫ال توجد مادّة يف قانون‬ ‫العقوبات العراقيّ تعاقب‬ ‫يف شكل مباشرة على‬ ‫اإللحاد‪ ،‬وكذلك ال يوجد‬ ‫قانون خاصّ بمعاقبة‬ ‫امللحدين ‪ ،‬وإنّما هناك‬ ‫مواد تعاقب على ازدراء‬ ‫األديان‬

‫اقي الذي أق ّر يف‬ ‫‪ 372‬والدستور العر ّ‬ ‫عام ‪ ،2005‬وأشار إىل ّ‬ ‫أن «الدستور يف‬ ‫والتوجه‬ ‫املادّة ‪ 43‬أتاح ح ّر ّية املعتقد‬ ‫ّ‬ ‫الفكريّ »‪.‬‬ ‫ويف طبيعة الحال‪ّ ،‬‬ ‫فإن املد ّونني عىل‬ ‫االجتامعي وكتّاب‬ ‫مواقع التواصل‬ ‫ّ‬ ‫الصحافة املح ّل ّية‪ ،‬سارعوا إىل توجيه‬ ‫قاس إىل سلطات قضاء الغراف‬ ‫نقد ٍ‬ ‫عىل هذه املالحقات‪ّ ،‬إل ّ‬ ‫أن امللحدين‬ ‫أنفسهم مل يسلموا من سخرية النجوم‬ ‫املشهورين عىل موقع «فيسبوك»‪،‬‬ ‫مثلام فعل الستاند آب كوميديّ‬ ‫أحمد وحيد يف فيديو انتقد أولئك‬ ‫امللحدين الذين يجاهرون بإلحادهم‪،‬‬ ‫عىل الرغم من عدم فهمهم العميق‬ ‫ملا يرمي إليه اإللحاد‪.‬‬ ‫وانترش هاشتاغ «‪#4‬إلحاد» عىل‬ ‫موقع فيسبوك يف تحوير السم‬ ‫املادّة ‪ 4‬إرهاب من قانون مكافحة‬ ‫يتم مبوجبها القبض‬ ‫اإلرهاب والتي ّ‬ ‫عىل املنتمني إىل الجامعات الجهاد ّية‬ ‫ومحاكمتهم‪ ،‬والهاشتاغ يرمي إىل‬ ‫السخرية من مالحقة امللحدين‬ ‫بالطبع‪ .‬ويف الصحافة العراق ّية‪ ،‬عدّ‬ ‫ّ‬ ‫تفش اإللحاد يف املجتمع نتاجاً لفشل‬ ‫األحزاب اإلسالم ّية يف الحكم طوال‬ ‫أكرث من عقد ّ‬ ‫ول‪ ،‬إضافة إىل تو ّرط‬ ‫هذه األحزاب يف مل ّفات فساد كبرية‪.‬‬ ‫وال توجد إحصاءات أو دراسات‬ ‫يف العراق تتحدّ ث عن املعتقدات‬ ‫واالنتامءات‪ّ ،‬إل ّ‬ ‫ملؤسسة‬ ‫أن دراسة ّ‬

‫«غالوب» صدرت يف عام ‪2013‬‬ ‫تحدّ ثت عن ّ‬ ‫أن حواىل ‪ 88%‬من‬ ‫العراق ّيني هم من املتد ّينني‪ ،‬ووفقاً‬ ‫للدراسة‪ ،‬فقد ّ‬ ‫حل العراق يف املرتبة‬ ‫السابعة عامل ّياً لناحية تد ّين ّ‬ ‫سكانه‪.‬‬ ‫تبدو األمور يف العراق متشابكة يف‬ ‫تحديد اإللحاد‪ ،‬إذ يخلط عدد من‬ ‫رجال الدين املق ّربني من األحزاب‬ ‫الدين ّية يف هذا األمر‪ .‬وعىل سبيل‬ ‫املثال‪ ،‬يجري وصم العلامن ّية كمبدأ‬ ‫لفصل الدين عن الدولة باإللحاد‪،‬‬ ‫وير ّوج بعض رجال الدين إىل أن‬ ‫اإليديولوج ّيات الليربال ّية والشيوع ّية‬ ‫يف صميمها ال تؤمن باألديان وال‬ ‫بوجود الله‪ ،‬وهو ما يدعو إىل‬ ‫مواجهتها‪ ،‬كامل قال رجل الدين‬ ‫الشيعي عامر الكفييش يف آب‪/‬‬ ‫ّ‬ ‫أغسطس ‪.2017‬‬ ‫كام ّ‬ ‫أن مالحقة امللحدين تحمل يف‬ ‫شكل كبري دالالت سياس ّية كبرية‪،‬‬ ‫ويقف بعض األحزاب اإلسالم ّية‬ ‫املاسكة للسلطة منذ غزو العراق‬ ‫من قبل الواليات املتّحدة األمريك ّية‬ ‫يف آذار‪/‬مارس ‪ 2003‬وراء هذا األمر‪،‬‬ ‫كام يؤ ّكد الصحا ّ‬ ‫يف املتابع للشؤون‬ ‫االجتامع ّية والسياس ّية صفاء خلف‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وشخص خلف ّ‬ ‫أن «فكرة اإللحاد يف‬ ‫السيايس‬ ‫العراق هي وليدة الضغط‬ ‫ّ‬ ‫وتأثرياته االقتصاد ّية واالجتامع ّية»‪،‬‬ ‫الفتاً إىل ّ‬ ‫أن «صعود اإللحاد اآلن‬ ‫اجتامعي عىل‬ ‫إىل السطح كر ّد فعل‬ ‫ّ‬

‫السلطة مرتاحة لهذه‬ ‫األمـية التي تساعدها‬ ‫كثرياً يف قمع أي توجه‬ ‫معارض‪ ،‬وال سيما إن كان‬ ‫توجهاً يتحدى الدين أو‬ ‫رجال الدين أو املمارسات‬ ‫التي تنال من الحريات‬ ‫العامة‪.‬‬

‫السيايس وفشله يف‬ ‫تس ّلط اإلسالم‬ ‫ّ‬ ‫إدارة الخدمات والدولة‪ ،‬فض ًال عن‬ ‫االنفتاح بسبب وسائل التواصل‬ ‫الحديثة الذي فرض امناطاً جديدة‬ ‫من التفكري والحياة‪ ،‬وال س ّيام عند‬ ‫جيل جديد يخضع إىل ضغوط هائلة‬ ‫نتيجة اإلحباط»‪.‬‬ ‫وقال خلف الذي يرصد ظواهر اليأس‬ ‫اقي إ ّنه «غالباً ما‬ ‫يف املجتمع العر ّ‬ ‫التوجهات‬ ‫يتم الخلط بني الكثري من‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الفكر ّية أو الدين ّية الدعو ّية أو‬ ‫املدن ّية املتع ّلقة بالح ّر ّيات‪ ،‬وغالباً ما‬ ‫يتم توجيه أدوات الشيطنة الدعائ ّية‬ ‫ّ‬ ‫االجتامعي إىل‬ ‫عرب وسائل التواصل‬ ‫ّ‬ ‫توجه خارج صندوق مصالح‬ ‫أيّ‬ ‫ّ‬

‫السيايس»‪ .‬وعىل هذا‬ ‫سلطة اإلسالم‬ ‫ّ‬ ‫األساس‪ ،‬أشار إىل ّ‬ ‫أن «العلامن ّية‪،‬‬ ‫السيايس‪،‬‬ ‫بسبب خطاب اإلسالم‬ ‫ّ‬ ‫اعتربت عد ّوة لإلميان‪ ،‬بالتايل أزيحت‬ ‫السيايس‬ ‫هذه املفردة من التداول‬ ‫ّ‬ ‫يف العراق بعد عام ‪ ،2003‬وتخ ّلت‬ ‫اقي‬ ‫أحزاب عريقة‬ ‫كالشيوعي العر ّ‬ ‫ّ‬ ‫عن استخدامها وأشيعت مفردة‬ ‫املدن ّية كمرادف للعلامن ّية»‪.‬‬ ‫وخلص الصحا ّ‬ ‫اقي إىل القول ّ‬ ‫إن‬ ‫يف العر ّ‬ ‫«هناك تخ ّبطاً وسوء فهم واستخدام‬ ‫التسميات عىل السلوك ّيات الخطأ من‬ ‫قبل السلطة السياس ّية‪ ،‬بسبب األ ّم ّية‬ ‫ّ‬ ‫املتفشية يف املجتمع والدولة عىل حدّ‬ ‫سواء»‪ ،‬قبل أن يضيف ّ‬ ‫أن «السلطة‬ ‫مرتاحة لهذه األ ّم ّية التي تساعدها‬ ‫كثرياً يف قمع أيّ توجه معارض‪ ،‬وال‬ ‫توجهاً يتحدّ ى الدين أو‬ ‫س ّيام إن كان ّ‬ ‫رجال الدين أو املامرسات التي تنال‬ ‫من الح ّر ّيات العا ّمة»‪.‬‬ ‫ويف واقع الحال‪ ،‬لطاملا حظي اإللحاد‬ ‫باهتامم بعض زعامء األحزاب‬ ‫اإلسالم ّية يف العراق‪ ،‬واعترب من قبلهم‬ ‫ّ‬ ‫تستحق املالحقة والحدّ منها‪،‬‬ ‫ظاهرة‬ ‫كام اعتربه بعض منهم هجوماً عىل‬ ‫أن ّ‬ ‫األحزاب اإلسالم ّية نفسها‪ّ ،‬إل ّ‬ ‫كل‬ ‫هذه اآلراء ّ‬ ‫لخصها موقف املرجع ّية‬ ‫الدين ّية العليا للشيعة يف النجف‪،‬‬ ‫الحامية الدين ّية‪ ،‬والتي اعتربت ّ‬ ‫تفش‬ ‫السيايس يف‬ ‫اإللحاد نتاجاً للفشل‬ ‫ّ‬ ‫العراق طوال عقد ون ّيف‪.‬‬ ‫‪67‬‬

‫العدد ‪ 173‬السنة الرابعة عشر (نيسان) ‪2018‬‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.