العدد الثامن والسبعون بعد المــائة من مجلة فيلي

Page 1


‫كلمة العدد‬ ‫أقل الناس تحمال يف هذا البلد‬ ‫مجلة شهرية تصدر عن مؤسسة شفق‬

‫‪SHAFAQ FOUNDATION OF CULTURE ,MEDIA‬‬ ‫‪FOR FAILY KURD‬‬

‫علي حسين فيلي‬ ‫‪alifaily@shafaaq.com‬‬ ‫صاحب االمتياز‬

‫‪The concessionaire‬‬ ‫مؤسسة الثقافة واالعالم للكورد الفيليني‬

‫دةزطاى رؤشنبريى و راطةياندنى كوردى فةيلى‬

‫مدير التحرير‬

‫علي حسين علي‬ ‫هيئة التحرير‬

‫‪178‬‬ ‫‪FAILY‬‬

‫السنة الرابعة عشر‬ ‫أيـلـــــول ‪2018‬‬

‫محمد جمال‬ ‫ياسر عماد‬ ‫ماجد محمد صالحان‬ ‫سندس ميرزا‬

‫الغالف االول‬

‫رئيس التحرير‬

‫رقم االعتماد في‬ ‫نقابة الصحفيين العراقيين ‪1016‬‬ ‫رقم االيداع في دار الكتب‬ ‫والوثائق ‪ 796‬في ‪2004‬‬

‫التصميم الفني‬

‫ايمان حبيب علي‬

‫إقرأ في هذا العدد ‪....‬‬ ‫هارد الك المريكا‪ ..‬ومبروك اليران‬

‫‪14‬‬

‫الكورد‪ ..‬وقهوة بغداد‬

‫‪20‬‬

‫استطالع دولي العراقيون وااليرانيون من اكثر شعوب العالم سلبية‬

‫‪42‬‬

‫راقصات عراقيات شابات يتحدين التهديد والوعيد‬

‫‪52‬‬

‫مضى قرن كامل منذ استقالل هذا البلد الى اليوم‪ ،‬بيد ان طريقة تفكيرنا وافعالنا‬ ‫لم تتغير‪ .‬ويُقتل االنسان لحد االن‪ .‬ويمارس التطهير العرقي بال سبب‪ .‬ولم تبق‬ ‫اية اقلية دينية وعرقية على مستواها ونسبتها‪ .‬على سبيل المثال هل تناقص‬ ‫عدد الكورد الفيليين ام تزايد خالل تلك المدة؟!‬ ‫واالنكار هي هوية هذا البلد واال‪ ،‬ما المشكلة التي عالجها طمس الخصوصيات‬ ‫والهوية السياسية واالجتماعية للعديد من الجهات العرقية‪ .‬فال يستتب االمن‬ ‫وال ندخل عالما جديدا ويُرى هذا الشعب موحدا وغير مجزأ اال عندما ال نطمس‬ ‫الهوية السياسية والقومية والدينية لبعضنا وجميع االطراف يكون لها هويتها‬ ‫القومية وهويتها السياسية‪ ،‬لنتمكن جميعا من السعي لقطع دابر المشكالت‬ ‫بتناغمنا وتوافقنا‪.‬‬ ‫والكذبة الكبرى في هذا القرن على تأسيس العراق هي االعتقاد بان جميع‬ ‫المشكالت تحصل بسبب العدو الخارجي! اال انه توضح اليوم ان جميع المشكالت‬ ‫في هذا البلد لها جذور داخلية وليس بمستطاع المجتمع الدولي العمل اكثر مما‬ ‫عمله‪ .‬فهو قد قام كمسعى اخير بإسقاط البعث وتشكيل حكومة جديدة ومنح‬ ‫الناس في ظل الديمقراطية حق القيام بالنشاط السياسي واالنتخاب‪ .‬ولكن عندما‬ ‫ال نستطيع االستفادة من هذا الحق تصبح هذه النعمة نقمة علينا‪.‬‬ ‫باالعتماد على المفاخر القديمة بإمكان العراقيين الزعم بانهم هزموا االعداء‬ ‫الخارجيين‪ ،‬ولكن طوال التاريخ الذي يتفاخرون به كانوا هم انفسهم الذين‬ ‫يهزمون بعضهم‪ .‬وفي هذا البلد طالما ال يتم فهم معنى المواطن لن تتم حماية‬ ‫اي منجز ابدا‪.‬‬ ‫في عهد البعث كانت جميع االطراف المعارضة في خندق واحد‪ ،‬ولكن حالما وصلوا‬ ‫الى بغداد جعلت هذه االطراف االنسجام والتناغم ضحية لمصالحها الخاصة وقضت‬ ‫على المصالح العامة‪ .‬هذا هو الوضع العراقي في هذه الفترة التي يعاني الشعب‬ ‫من الخطاب السياسي المجرد البعيد عن االفعال من قبل االحزاب السياسية وال‬ ‫يلوح في االفق ما يطمئن من العمل وما يمكن تحقيقه من المنجزات وما يمكن‬ ‫ان ينتج عنها‪ ،‬ألنه ثبت منذ امد بعيد ان السياسي والشعب على طرفي جبهتين‬ ‫نقيضتين‪ ،‬فالشعب يمتلك صبر ايوب والسياسي اقل المكونات تحمال للوصول‬ ‫الى المسؤولية في هذا البلد‪.‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫‪info@shafaaq.com‬‬

‫‪www.shafaaq.com‬‬


‫كورديات‬

‫‪4‬‬

‫مسعود بارزاني‬ ‫سيناتوراً كوردستانياً‬ ‫إدريس سالم‬

‫يف جامعة بريكلي األمريكية‬ ‫يف والية كاليفورنيا‪ ،‬وقبل‬ ‫بضعة أعوام‪ ،‬توصّل‬ ‫مختصّون يف الجامعة إىل‬ ‫وثائق سرية وخطرية عن‬ ‫دراسات طبية وتجارب علمية‪،‬‬ ‫ترمي لصناعة قنبلة ال تخطر‬ ‫على بال الجن حتى‪ ،‬وتختلف‬ ‫مخططاً‬ ‫عن تلك التي كان ّ‬ ‫الستخدمها ضدّ اليابان يف‬ ‫الحرب العاملية الثانية‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫العدد ‪ 178‬السنة الرابعة عشر ( أيــلــول ) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪6‬‬ ‫بناء عىل تلك املعلومات‬ ‫الرسية‪ ،‬فإن الخرباء األمريكيني‬ ‫كانوا يجرون دراسات عام ‪ 1944‬من‬ ‫أجل صنع قنبلة تجعل من جنود أعداء‬ ‫أمريكا مثليي الجنس‪ ،‬بحيث عندما‬ ‫تلقي الطائرة القنبلة من الج ّو‪ ،‬يشعر‬ ‫الجنود األعداء بامليل الجنيس إىل‬ ‫بعضهم البعض‪ ،‬وبالتايل يرتكون القتال‬ ‫يف مواجهة الواليات املتحدة‪ ،‬وينشغلون‬ ‫بأنفسهم‪.‬‬ ‫إن هذه القنبلة ال تقوم بتحويل امليول‬ ‫الجنسية للناس من غريية إىل مثلية‪،‬‬ ‫تقوم فكرة هذه القنبلة عىل إثارة‬ ‫الشهوة الجنسية لدى أفراد الجيش‬ ‫العدو‪ ،‬مام يجعلهم غري قادرين عىل‬ ‫الرتكيز أثناء القتال يف املعركة‪ ،‬وبالتايل‬ ‫ترك مواقعهم‪ ،‬ألنه مستثار جنسياً‪،‬‬ ‫خاصة أن الرشق األوسط مكبوت‬ ‫جنسياً‪ ،‬أو أنه محروم من هذه النعمة‪،‬‬ ‫التي الغالبية الكربى يعيش معها‬ ‫بشذوذ فكرية وفعلية‪ ،‬أو ينظرون إليها‬ ‫نظرات خاطئة‪.‬‬ ‫أجزم وبقناعة تامة‪ ،‬لو نجحت أمريكا‬ ‫يف صنع هذه القنبلة الخطرية‪ ،‬وأعطت‬ ‫أربع منها إىل الرئيس والبيشمركة‬ ‫مسعود بارزاين‪ ،‬ليسقطها عىل أعداء‬ ‫الكورد يف سوريا والعراق وإيران وتركيا‪،‬‬ ‫فلن يسقطها أبداً‪ ،‬فهو رجل السالم‬ ‫األول يف الرشق األوسط‪ ،‬والدليل أنه‬ ‫مل يعادي الشعوب العربية واإلسالمية‬

‫يف الدول املحتلة لكوردستان‪ ،‬بقدر‬ ‫محاربته الدامئة – التي لن تتوقف –‬ ‫لحكومات تلك الدول‪ ،‬التي مل تكن‬ ‫عادلة يوماً مع قضايا شعوبها املصريية‬ ‫وآالمها مع عدوتها اللدودة واألزلية‬ ‫«إرسائيل»‪.‬‬ ‫مل سريفض السيناتور الكوردستاين‬ ‫«مسعود بارزاين» يف إسقاط قنابل‬ ‫املثلية الجنسية أو الشهوة الجنسية‬ ‫عىل أعداء الكورد؟ مل رفض أن يكون‬ ‫ديكتاتوراً كهتلر أو موسليني أو ستالني‬ ‫أو جنكيز خان أو صدام حسني؟ َمن‬ ‫يريد جواباً مقنعاً ومنصفاً وواقعياً‬ ‫وبسيطاً‪ ،‬عليه بإعادة رشيط ذاكرته إىل‬ ‫معركة ‪ 16‬أكتوبر يف كركوك عام ‪،2017‬‬ ‫والخيانة الكربى التي تع ّرض لها ق ّوات‬ ‫البيشمركة ومواطني كركوك والشعب‬ ‫الكوردي‪ ،‬عىل أيدي مجموعة من‬ ‫الخونة والقتلة‪ ،‬وكيف أن بارزاين تعامل‬ ‫معهم بروح األخوة‪ ،‬ورفض أسلوب‬ ‫االنتقام والتصفية الجسدية الرسية أو‬ ‫تقليب الشعب عليهم «أهناك تشابه بني‬ ‫مسعود بارزاين والنبي يوسف الصديق‪،‬‬ ‫من حيث التسامح ورفض االنتقام؟»‪،‬‬ ‫ليس ألنه جبان أو أن االنتكاسة أنهكت‬ ‫قواه أو أنه خائف‪ ،‬بل ألنه رجل املرحلة‬ ‫واملستقبل‪ ،‬ويعلم ما يخبئه الزمن‬ ‫للكورد‪ ،‬فهو أيقونة للحكمة يف عيون‬ ‫شعب يسعى إىل دولة‪.‬‬ ‫لو أن رؤساء وملوك وقادة العرب‬ ‫امتلكوا تلك القنبلة‪ ،‬لسقطوها عىل‬ ‫ّ‬ ‫كل املعارضات العسكرية والسياسية‬

‫هو رجل السالم األول‬ ‫يف الشرق األوسط‪،‬‬ ‫والدليل أنه لم يعادي‬ ‫الشعوب العربية‬ ‫واإلسالمية يف الدول‬ ‫املحتلة لكوردستان‪،‬‬ ‫بقدر محاربته الدائمة‬ ‫لحكومات تلك الدول‪،‬‬

‫والثقافة‪ ،‬التي تقف ضدّ عرش حكمهم‬ ‫وسلطانهم ونفوذهم‪ ،‬لسقطوها عىل‬ ‫كل َمن يقف بوجههم‪ ،‬بل الشرتوا‬ ‫عرشات القنابل‪ ،‬ليسقطوها عىل الشعب‬ ‫الكوردي‪ ،‬مدنيني وعسكريني صغاراً‬ ‫وكباراً‪ ،‬بحيث ينهوا الوجود الكوردي‬ ‫إىل األبد «هل سيسقطونها عىل الجيش‬ ‫والشعب اإلرسائييل؟»‪.‬‬ ‫مسعود بارزاين‪ ،‬من السياسيني‬ ‫املخرضمني القالئل‪ ،‬الذي يكنّ بحق‬ ‫مشاعر غري ودية تجاه الغرب‪ ،‬وخاصة‬ ‫أمريكا وبريطانيا‪ ،‬فلم يكن إرصاره عىل‬ ‫امليض قدماً يف إجراء االستفتاء انتصاراً‬ ‫ّ‬ ‫التلذذ بالعناد الذي يكمن‬ ‫للذات‪ ،‬أو‬ ‫فيه‪ ،‬أو لرفع مكانة العشائر البارزانية‪،‬‬ ‫التي يتوهّ م البعض بأن كوردستان‬ ‫يتم إدارتها وحكمها من خاللهم‪ ،‬جعل‬ ‫ّ‬ ‫الشعب العريب العراقي يو ّقع عىل أهم‬

‫ّ‬ ‫صك الستقالل كوردستان‪ ،‬وبإرادته‪،‬‬ ‫ودون أن يعلم كيف و ّقع‪ ،‬الشعب‬ ‫العراقي الذي بات صديقاً للصحراء‪.‬‬ ‫لقد ح ّقق‪ ،‬مسعود بارزاين‪ ،‬نجاحاً باهراً‬ ‫يف هذا االستفتاء‪ ،‬بغض النظر عن نتائجه‬ ‫وتبعاته‪ ،‬هو شغل العامل قاطبة برفضه‬ ‫املطلق لكل الوعود املعسولة بتأجيل أو‬ ‫إلغاء مرشوع االستفتاء‪ ،‬من قبل القوى‬ ‫العظمى واألمم املتحدة ومجلس األمن‬ ‫الدويل وجامعة الدول العربية‪ ،‬وأوصل‬ ‫اسم كوردستان ووجود الشعب الكوردي‬ ‫لكل زوايا وثنايا األرض‪ ،‬وكان االستفتاء‬ ‫بالون اختبار‪ ،‬فعرف الكورد أعداءهم‬ ‫وأصدقائهم أفراداً أم منظامت أم دو ًال‪،‬‬ ‫وهذا مكسب عظيم لرسم خارطة حياة‬ ‫الكورد وعالقاتهم وتعاونهم مستقب ًال‪،‬‬ ‫سواء مع الرشكاء أو الحلفاء أو األصدقاء‬ ‫أو األعداء‪.‬‬ ‫يعترب االستفتاء ورقة إسرتاتيجية‪،‬‬ ‫ستستخدم عاج ًال أم آج ًال‪ ،‬وبها‬ ‫سيتح ّقق االستقالل ق ِبل َمن ق ِبل ورفض‬ ‫وحد األعداء‪ ،‬رغم‬ ‫َمن رفض‪ ،‬فهو ّ‬ ‫اختالفهم الفكري والديني والعقائدي‬ ‫والسيايس والجغرايف والبيئي‪ ،‬فأمريكا‬ ‫الدميقراطية‪ ،‬وبريطانيا امللعونة‪ ،‬وإيران‬ ‫الشيعية الطائفية‪ ،‬وتركيا العثامنية‬ ‫التسلطية‪ ،‬والعراق الضعيف املتق ّلب‪،‬‬ ‫وسوريا النازفة‪ ،‬أصبحوا يف خانة واحدة‪،‬‬ ‫وهذا هو الدليل القاطع بأن الكورد‬ ‫ام صعباً‬ ‫والسيناتور الكوردستاين‪ ،‬باتوا رق ً‬ ‫جداً يف معادالت العامل واملنطقة ومراكز‬ ‫رسم السياسات‪ ،‬ومل ولن يستطيعوا‬

‫رؤساء وزعماء وملوك‬ ‫العرب لن يتوقفوا عن‬ ‫استخدام كل صنوف‬ ‫األسلحة‪ ،‬السياسية‬ ‫والعسكرية والطبية‬ ‫والبيولوجية والنووية‬ ‫ضد شعوبهم املضطهدة‬ ‫واملغلوبة على أمرها‪..‬‬

‫حل أزمات الرشق األوسط بدون املارد‬ ‫الكوردي‪.‬‬ ‫إن العربة‪ ،‬هو أن رؤساء وزعامء وملوك‬ ‫العرب لن يتوقفوا ولو للحظة واحدة يف‬ ‫استخدام كل صنوف األسلحة‪ ،‬السياسية‬ ‫والعسكرية والطبية والبيولوجية‬ ‫والنووية ضد شعوبهم املضطهدة‬ ‫واملغلوبة عىل أمرها‪ ،‬يف سبيل أن يبقوا‬ ‫عىل كريس الحكم‪ ،‬ألطول مدة زمنية‬ ‫ممكنة‪ ،‬عىل خالف الرئيس والبيشمركة‬ ‫مسعود بارزاين‪ ،‬الذي من غري اإلنصاف‬ ‫مقارنته بهم‪ ،‬ألنه مل ولن يرفع سالحه‬ ‫عىل شعبه الكوردي‪ ،‬منذ أن تصالح مع‬ ‫ثعلب السياسة الكوردية الراحل جالل‬ ‫طالباين‪ ،‬إثر االقتتال الكوردي – الكوردي‬ ‫الذي وصفه بارزاين بالخطأ املعيب‪.‬‬ ‫يف املقابل‪ ،‬ماذا فعلت املرجعيات‬ ‫الدينية وقادة األحزاب والتكتالت‬

‫العراقية ّ‬ ‫وكل املسؤولني العراقيني ألهايل‬ ‫البرصة؟ ففي الوقت الذي كان من‬ ‫املفرتض أن تكون املرجعيات العراقية‬ ‫واملسؤولني‪ ،‬بشيعتهم وسنّتهم‪ ،‬وسط‬ ‫الجامهري الغاضبة يف البرصة‪ ,‬ليشعر‬ ‫املواطن العراقي بأنهم يشعرون بآالمه‪,‬‬ ‫ويعيشون معاناته اليومية‪ ,‬ويستمعون‬ ‫إىل مطالبهم وحقوقهم العادلة‪ ،‬وتهدئة‬ ‫أهايل الشهداء والجرحى‪ ،‬إال أنهم ال زالوا‬ ‫غري قادرين عىل التح ّرك بالطرق السليمة‬ ‫«املرجع الشيعي األعىل يف العراق‪ ،‬عيل‬ ‫السيستاين أفتى قائ ًال‪ :‬ال يجوز ملس‬ ‫ورقة األلف دينار‪ ،‬دون وضوء!!»‪ ،‬ال بل‬ ‫العكس‪ ،‬فكل ترصيحاتهم وتح ّركاتهم‬ ‫تذ ّكرنا بالطريقة التي تعامل بها النظام‬ ‫السوري مع مظاهرات الثورة السورية‬ ‫السلمية‪.‬‬ ‫تطلق كلمة «السيناتور» عىل أعضاء‬ ‫مجلس الشيوخ األمرييك‪ ،‬الذي ميثل‬ ‫الجهة األعىل يف الكونغرس بجانب‬ ‫مجلس الن ّواب‪ ،‬فالسلطة الترشيعية‬ ‫يف أمريكا‪ ،‬تتمثل يف الكونغرس‪ ،‬الذي‬ ‫يتك ّون من أعضاء مجلس الن ّواب‬ ‫وأعضاء مجلس الشيوخ‪ ،‬ومقارنة‬ ‫الرئيس ‪،‬مسعود بارزاين‪ ،‬بهذه الكلمة‪،‬‬ ‫هو ألنه الجهة األعىل واألعقل‪ ،‬لدى‬ ‫غالبية الشعب الكوردي‪ ،‬خاصة أن كلمة‬ ‫«السيناتور» تعني الشخص ذو املنصب‬ ‫الرفيع يف الدولة‪ ،‬ولها داللة عىل املقام‬ ‫العايل الرفيع أو كرب السن واملقام‪،‬‬ ‫وبارزاين سيبقى الشجاع والحكيم‪ ،‬سواء‬ ‫ق ِبل أعداءه وخصومه‪ ،‬أم مل يقبلوا‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫العدد ‪ 178‬السنة الرابعة عشر ( أيــلــول ) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪8‬‬

‫حقائق‪..‬‬ ‫انتخابات كوردستان‬ ‫يف ارقام‬ ‫يستعد الكورد يف إقليم كوردستان العراق‬ ‫لالنتخابات الربملانية يف دورتها اخلامسة التي‬ ‫ستجري يف ‪ 30‬سبتمرب‪/‬أيلول اجلاري‪ ،‬والتي كان‬ ‫من املفرتض إجراؤها يف العام املاضي‪ ،‬إال أنها‬ ‫أجلت بسبب اخلالفات السياسية واحلرب ضد‬ ‫تنظيم «الدولة اإلسالمية››‪.‬‬ ‫فيلي ‪ /‬محمد جمال‬

‫‪9‬‬

‫العدد ‪ 178‬السنة الرابعة عشر ( أيــلــول ) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪10‬‬

‫وانطلقت صباح يوم‬ ‫الجمعة ‪، 2018/9/29‬‬ ‫عملية التصويت الخاص لعنارص‬ ‫االمن والبيشمركة‪.‬‬ ‫ويقول شريوان زرار‪ ،‬املتحدث‬ ‫باسم املفوضية العليا املستقلة‬ ‫لالنتخابات واالستفتاء يف إقليم‬ ‫كوردستان إن أكرث من ‪170‬‬ ‫ألف ناخب يحق لهم اإلدالء‬ ‫بأصواتهم يف جولة االقرتاع األوىل‪،‬‬ ‫وهي الجولة التي سيشارك فيها‬ ‫منتسبو وزاريت الداخلية وشؤون‬ ‫البيشمركة‪ ،‬ومؤسسة آسايش‬ ‫إقليم كوردستان‪.‬‬ ‫وأضاف أنه هناك « ‪ 93‬مركزاً‬ ‫انتخابياً موزعاً عىل جميع أنحاء‬ ‫اإلقليم»‪.‬‬ ‫وبحسب زرار‪ ،‬ستكون انتخابات‬ ‫العام الحايل مختلفة عن‬ ‫سابقاتها‪ ،‬ألنهم سيبدأون بعدّ‬ ‫وفرز األصوات حاملا تنتهي عملية‬ ‫التصويت‪ ،‬وليس من الرضوري‬ ‫إعالن النتائج فوراً‪.‬‬ ‫وبحسب املفوضية‪ ،‬فإن عدد‬ ‫منتسبي القوات املسلحة‬

‫واألمن الداخيل الذين يحق لهم‬ ‫التصويت‪ ،‬يبلغ ‪ 174‬ألف عنرص‪،‬‬ ‫منهم ‪ 62‬ألفاً و‪ 465‬عنرصاً يف‬ ‫محافظة السليامنية‪ ،‬والبقية‬ ‫موزعة عىل كل من محافظة أربيل‬ ‫ودهوك باإلضافة إىل حلبجة التي‬ ‫أصبحت محافظة مؤخراً‪.‬‬ ‫*االنتخابات يف أرقام‪:‬‬ ‫ يوجد يف إقليم كوردستان‪3 ،‬‬‫ماليني و‪ 300‬ألف ناخب يحق‬ ‫لهم التصويت‪.‬‬ ‫ هناك ‪ 1200‬مركز انتخايب يف‬‫محافظات اإلقليم‪.‬‬ ‫ بلغ عدد املحطات املؤهلة‬‫الستقبال الناخبني ‪ 5933‬محطة‬ ‫تصويت‪.‬‬ ‫ يتنافس يف هذه االنتخابات‬‫‪ 709‬مرشح من جميع املحافظات‬ ‫الكوردية‪.‬‬ ‫*هناك ثالث تحالفات يتقدم من‬ ‫خاللها املرشحون‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫تحالف «رسدم ‪ -‬املعارص» الذي‬ ‫يضم الحزب االشرتايك الدميقراطي‬ ‫الكوردستاين وحزب العامل‬ ‫والكادحني الكردستاين واالتحاد‬ ‫القومي الدميقراطي يف كوردستان‬ ‫تحالف «الوحدة القومية» ويضم‬ ‫حزب «بني النهرين» املسيحي‬

‫وحزب االتحاد الدميقراطي‬ ‫الكلداين وتيار شالما واملجلس‬ ‫القومي الكلداين‪.‬‬ ‫جبهة «اإلصالح» وتضم حزب‬ ‫االتحاد اإلسالمي والحركة‬ ‫اإلسالمية يف كوردستان العراق‪.‬‬

‫الوطني الكوردستاين سيتقدم عىل‬ ‫حركة التغيري ويبقى الدميقراطي‬ ‫الكوردستاين محتفظاً بالعدد‬ ‫األكرب من املقاعد يف الربملان‪،‬‬ ‫والجامعات اإلسالمية تأيت يف‬ ‫األخري‪.‬‬

‫*عدد املقاعد‬

‫* برملان كوردستان‬

‫يتنافس املرشحون يف اإلقليم عىل‬ ‫‪ 111‬مقعدا يف الربملان‪.‬‬ ‫يخصص ‪ 11‬منها لألقليات القومية‬ ‫والدينية التي يطلق عليها اسم‬ ‫الكوتا وهي موزعة كالتايل‪5 :‬‬ ‫مقاعد للرتكامن و‪ 5‬للمسيحيني‬ ‫ومقعد واحد لألرمن‪.‬‬ ‫واستطاع الحزب الدميقراطي‬ ‫الكوردستاين الحفاظ عىل أكرب‬ ‫عدد من املقاعد يف الربملان منذ‬ ‫تأسيسه يف عام ‪ .1992‬يليه حزب‬ ‫االتحاد الوطني الكوردستاين‬ ‫ثم حركة التغيري فالجامعات‬ ‫اإلسالمية‪.‬‬ ‫ولكن تقدمت حركة التغيري عىل‬ ‫االتحاد الوطني الكوردستاين يف‬ ‫الدورة السابقة بسبب انشقاق‬ ‫الكثريين من الحزب األخري‬ ‫وانضاممهم إىل حركة التغيري‪.‬‬ ‫وتشري استطالعات رأي أجرتها‬ ‫منظامت مدنية إىل أن االتحاد‬

‫هو السلطة الترشيعية املنتخبة‬ ‫دميقراطياً يف اإلقليم‪ .‬ويتكون من‬ ‫مجلس له ثالث وظائف رئيسية‬ ‫وهي‪:‬‬ ‫بحث ودراسة مشاريع‬ ‫ ‬‫القوانني الجديدة‬ ‫متابعة سياسة إدارة‬ ‫ ‬‫الحكومة‬ ‫مناقشة القضايا واملشاكل‬ ‫ ‬‫املهمة الراهنة‬ ‫وبحسب موقع حكومة إقليم‬ ‫كوردستان العراق‪ ،‬للربملان مبادئ‬ ‫وأسس أساسية منها «التعايش‬ ‫بني جميع القوميات ومختلف‬ ‫األديان‪ ،‬واملساءلة‪ ،‬والتعددية‪،‬‬ ‫ومتثيل جميع الشعوب املوجودة‬ ‫يف اإلقليم»‪.‬‬ ‫وأقر الربملان العديد من‬ ‫الترشيعات التاريخية كقانون‬ ‫االستثامر وقانون النفط والغاز‬ ‫وتعديالت قانون األحوال‬

‫واسع النطاق‬

‫«‬ ‫للبرلمان مبادئ‬ ‫وأسس أساسية منها‬ ‫«التعايش بين جميع‬ ‫القوميات ومختلف‬ ‫األديان‪ ،‬والمساءلة‪،‬‬ ‫والتعددية‪ ،‬وتمثيل‬ ‫جميع الشعوب‬ ‫الموجودة في‬ ‫اإلقليم»‬

‫«‬ ‫الشخصية العراقي يف إقليم‬ ‫كوردستان‪ ،‬وتعديل قانون التقاعد‬ ‫والضامن اإلجتامعي للعامل يف‬ ‫إقليم كوردستان باإلضافة إىل‬ ‫قانون رئاسة اإلقليم وقانون‬ ‫مكافحة اإلرهاب وقانون حقوق‬ ‫وامتيازات ذوي الشهداء واملؤنفلني‬ ‫(عوائل الشهداء) وقانون‬ ‫مناهضة العنف األرسي وغريها‪.‬‬

‫مبوجب القانون ‪ 1‬الصادر عام‬ ‫‪ ،1992‬يتكون الربملان من ‪111‬‬ ‫مقعدا‪ ،‬ويرأس الربملان رئيس‬ ‫املجلس‪ ،‬ويساعده يف مهامه نائب‬ ‫رئيس الربملان‪.‬‬ ‫ويف عام ‪ ، 2009‬تم تعديل‬ ‫قانون اإلنتخابات ليضم جميع‬ ‫الفئات‪ ،‬وتخفيض الحد األدىن‬ ‫لسن املرشحني لعضوية الربملان‬ ‫من سن الـ ‪ 30‬إىل سن الـ ‪.25‬‬ ‫و زيادة الحصة القانونية للنساء‬ ‫يف الربملان من ‪ 25‬يف املئة إىل ‪30‬‬ ‫يف املئة من املجلس الترشيعي‪،‬‬ ‫يف حني تم زيادة الحصة املقررة‬ ‫يف اإلنتخابات السابقة لألقليات‬ ‫إىل ‪ 5‬مقاعد لكل من املسيحيني‬ ‫والرتكامن‪.‬‬ ‫وكان قد تأسس الربملان عام‬ ‫‪ ،1992‬بعد حرب الخليج‪ .‬وتم‬ ‫إنشاء منطقة أمنية من قبل‬ ‫القوات العسكرية لدول التحالف‬ ‫اإلحدى عرشة‪ .‬وكان تحديد‬ ‫منطقة حظر الطريان اآلمنة حافزاً‬ ‫لعودة الالجئني ومن ضمنهم‬ ‫أولئك الالجئني الذين تركوا إقليم‬ ‫كوردستان خالل السبعينيات‪.‬‬

‫* هيكل الربملان‪ :‬ضامن متثيل‬ ‫‪11‬‬

‫العدد ‪ 178‬السنة الرابعة عشر ( أيــلــول ) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪12‬‬

‫اإلستفتاء أوقد شموع املستقبل‬ ‫حسن شنكالي‬

‫يعرف الكورد بتأريخ حافل‬ ‫باألحداث البطولية والتي طرزت‬ ‫بأحرف من ذهب لألجيال املتعاقبة‬ ‫وسجل زاخر بالتضحيات عىل مدى‬ ‫سنوات من النضال ضد الدكتاتورية‬ ‫واألنظمة الشمولية وما جنوه تحت نري‬ ‫حكوماتها شتى أنواع الظلم وإنتهاجهم‬ ‫سياسة التهميش واإلقصاء حتى وصل‬ ‫األمر ببعضهم إعتبار الكورد مواطنني‬ ‫من الدرجة الثانية وتحملوا ما مل‬ ‫يتحمله شعب من شعوب العامل الثالث‬ ‫التواقة لألمان والدميقراطية والتعايش‬ ‫السلمي ‪ ,‬ونتيجة للخروقات الدستورية‬

‫مع سبق اإلرصار والرتصد ‪ ,‬وإنهاء مبدأ‬ ‫الرشاكة السياسية والتوازن والتوافق‬ ‫عن عمد ‪ ,‬وقطع رواتب املوظفني‬ ‫وقوات البيشمركة األشاوس وعدم دفع‬ ‫املستحقات املالية من املوازنة السنوية‬ ‫من قبل حكومة بغداد قررت القيادة‬ ‫الكوردستانية إجراء اإلستفتاء عىل‬ ‫اإلستقالل يف الخامس والعرشين من‬ ‫أيلول املايض كمامرسة رشعية ودستورية‬ ‫ضمن دولة إتحادية فيدرالية ‪ ,‬حيث‬ ‫صوت الشعب الكوردستاين بنسبة‬ ‫‪ 93%‬من أصوات الناخبني داخل إقليم‬ ‫كوردستان واملناطق املتنازع عليها بعد‬

‫أن خرجت مدن وقرى كوردستان عن‬ ‫بكرة أبيها ليجعلوا من يوم اإلستفتاء‬ ‫كرنفا ًال وعيداً يضاهي األعياد القومية‬ ‫للكورد لتصدح القلوب قبل الحناجر‬ ‫وتنادي نعم نعم لإلستقالل ‪.‬‬ ‫ال يخفى لكل خطوة يخطوها املخلصني‬ ‫من أبناء كوردستان باإلتجاه الصحيح‬ ‫نحوبناء مستقبل األمة الكوردية لتقرير‬ ‫مصريها حتى تواجه بجهات سياسية‬ ‫تعمل بأجندات خارجية ضد التطلعات‬ ‫املرشوعة وإمكانية إجهاض الوليد‬ ‫قبل أن يرى النور لشق وحدة الصف‬ ‫الكوردي والبقاء تحت مطرقة الظلم‬

‫من خالل دعوة الناخبني بالتصويت ضد‬ ‫األستفتاء وحدث الذي حدث بعد مآيس‬ ‫السادس عرش من أكتوبر ‪ 2017‬وخاب‬ ‫ظن املتآمرين والخونة من بائعي األرض‬ ‫مقابل حفنة من الدوالرات ومن الوعود‬ ‫الكاذبة كصفقة سياسية وراء الكواليس‬ ‫‪.‬‬ ‫ويف ترصيح للسيد مسعود البارزاين‬ ‫رئيس الحزب الدميقراطي الكوردستاين‬ ‫مع قناة الجزيرة ذكر سيادته ( إستقبلت‬ ‫قائد فيلق القدس قاسم سليامين يف‬ ‫أربيل وطالبني بتأجيل اإلستفتاء لكن‬ ‫ردي كان واضحاً للجميع لن نؤجل‬

‫اإلستفتاء وسنجريه وليكن ما يكن !‬ ‫) وما يدعيه الغرب عن حقوق اإلنسان‬ ‫ال أساس له إمنا حرب عىل ورق ال قيمة‬ ‫له ‪ ,‬هكذا هي شجاعة القادة املخلصني‬ ‫واملتفانني من أجل مصلحة شعوبهم‬ ‫مهام كلفهم األمر ‪.‬‬ ‫لكن يوم اإلستفتاء أوقد شموع‬ ‫املستقبل يف دهاليز الظلم وفتح الباب‬ ‫عىل مرصاعيه لنيل الكورد حقوقهم ألن‬ ‫الحقوق تؤخذ وال تعطى بعد سنوات‬ ‫من الضياع السيايس عىل يد أعتى‬ ‫نظام دكتاتوري وشوفيني عرفه التأريخ‬ ‫املعارص وأيقض الشعور القومي لدى‬

‫الكورد يف جميع الدول التي يقطنونها‬ ‫وألهب يف قلوبهم الحامس وهيأ فسحة‬ ‫من األمل لقيام دولة كوردستان الكربى‬ ‫وإحتفظت القيادة بنتائج اإلستفتاء‬ ‫كورقة ضغط سيايس ميكن إستخدامها‬ ‫يف الوقت املناسب بعد أن أدخلت‬ ‫الرعب يف نفوس الشوفينيني لتحويل‬ ‫العراق من النظام الفيدرايل اىل النظام‬ ‫الكونفيدرايل وإقامة األقاليم املقرتحة‬ ‫للحد من سطوة الحكومة املركزية‬ ‫لينعم العراقيون بأمن وأمان كباقي‬ ‫شعوب املنطقة ألن إستقرارها من‬ ‫إستقرار العراق ‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫العدد ‪ 178‬السنة الرابعة عشر ( أيــلــول ) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪14‬‬

‫هارد الك المريكا‪ ..‬ومبروك اليران‬ ‫انس محمود الشيخ مظهر‬

‫لطاملا انتقد الرئيس االمرييك الحايل‬ ‫ترامب سياسات سلفه (اوباما)‬ ‫الخاطئة متهام اياه بتسليم العراق اىل‬ ‫ايران عىل اثر قراره ( الخاطيء) انذاك‬ ‫بسحب القوات االمريكية من العراق‬ ‫عام ‪ . 2011‬لكن ما يشهده العراق‬ ‫حاليا يف عهد ترامب يعترب نكسة جديدة‬ ‫للسياسة االمريكية تفوق نكستها اثناء‬ ‫ادارة اوباما ‪ ,‬نتيجة السياسات الخاطئة‬ ‫لهذه االدارة واعتامدها عىل ساسة‬ ‫ومبعوثني ليسوا مبستوى الحدث تسببوا‬ ‫بتسليم العراق مبا فيه اىل الجارة ايران ‪.‬‬ ‫ال تخفي ايران اهمية الساحة العراقية‬

‫بالنسبة لها ‪ ,‬وتعتربه عمقها السرتاتيجي‬ ‫يف املنطقة سياسيا واقتصاديا ‪ ,‬حيث‬ ‫عملت من خالل هذه الرؤية عىل مد‬ ‫شبكة تحالفات وعالقات معقدة مع‬ ‫جميع املكونات والرشائح العراقية‬ ‫حتى مع تلك التي كانت تعاديها سابقا‬ ‫‪ ,‬يف ظل سياسة هادئة وواعية ترجمها‬ ‫عىل ارض الواقع قادة وساسة ميدانيني‬ ‫ايرانيني تفانوا يف الدفاع عن مصالح‬ ‫بالدهم سواء اتفقنا معهم ام اختلفنا‬ ‫‪ ,‬مقابل ساسة امريكان ومبعوثني‬ ‫فاشلني ‪ ,‬مهوسيني بالزيارات (الطائرة)‬ ‫واجتامعات املكاتب ‪.‬‬

‫ويف خضم التوتر املتصاعد بني الدولتني (‬ ‫امريكا وايران) اتت االنتخابات العراقية‬ ‫لتضيف اىل عوامل الرصاع بينهام عامال‬ ‫اخر ‪ ,‬فحاول كل طرف كسب املزيد‬ ‫من النقاط عىل حساب االخر يف كيفية‬ ‫تشكيل الحكومة والشخوص اللذين‬ ‫سيتولون املناصب السيادية املؤثرة يف‬ ‫الدولة ‪ .‬وبعد انقضاء اشهر عىل تلك‬ ‫االنتخابات ها هي مالمح الحكومة‬ ‫العراقية الجديدة تتوضح لتفصح عن‬ ‫انتصار ايراين جديد عىل حساب الدور‬ ‫االمرييك املنحرس ‪.‬‬ ‫وبعد ان كانت ايران تعتمد عىل املرشح‬

‫ملنصب رئاسة الوزراء ( الذي هو حصة‬ ‫املكون الشيعي املقرب اليران) ‪ ,‬ها هي‬ ‫تسيطر عىل جميع املناصب السيادية‬ ‫بدعمها الشخاص مقربني منها يف املكونني‬ ‫االخرين السني والكوردي ‪ .‬فالول مرة‬ ‫يفوز مبنصب رئاسة الربملان ( الذي هو‬ ‫من حصة املكون السني) سيايس سني‬ ‫عريب مبباركة من اطراف سياسية شيعية‬ ‫حليفة اليران ‪ ,‬ترجمها يف اول ترصيح‬ ‫له باعالنه وقوف العراق ضد العقوبات‬ ‫االمريكية عىل ايران ‪ ,‬بينام يف الدورات‬ ‫السابقة كان رئيس الربملان يرشح بدعم‬ ‫من القوى السنية وتوافق مع قوى شيعية‬

‫وكوردية ثم تحاول ايران كسبه لصفها ‪...‬‬ ‫نجحت مع بعضهم وفشلت مع اخرين‬ ‫‪ .‬اما بالنسبة لرئاسة الجمهورية فال تزال‬ ‫ايران تضغط عىل االطراف الكوردستانية‬ ‫اليصال شخصية مقربة لها اىل سدة‬ ‫رئاسة الجمهورية ( الذي هو من حصة‬ ‫املكون الكوردي) ‪ ,‬ليس فقط من خالل‬ ‫الضغط عىل االحزاب الكوردستانية وامنا‬ ‫الضغط هذه املرة من داخل الحزب‬ ‫الواحد لضم شخصية هي االقرب لها‬ ‫وارجاعه اىل صفوف هذا الحزب ومن‬ ‫ثم ترشيحه ملنصب الرئاسة ‪.‬‬ ‫ان خطا السياسة االمريكية يف ظل‬ ‫ادارة ترامب هي انها تعاملت مع‬ ‫الوضع العراقي بعكس ما هو معروف‬ ‫عن سياساتها يف مناطق رصاع اخرى‬ ‫‪ ,‬فاملعروف عن السياسة االمريكية‬ ‫بشكل عام انها تبني تحالفات متعددة‬ ‫مع فرقاء سياسيني ‪ ,‬ومتسك كل حبال‬ ‫التناقضات بيد واحدة الستخدامها‬ ‫حسب الحاجة ‪ ,‬بينام اخطات يف العراق‬ ‫باهاملها لجميع حلفائها املحتملني‬ ‫ورهانها عىل شخصية ضعيفة مثل حيدر‬ ‫العبادي الذي يفتقر الي عمق سيايس او‬ ‫شعبي ‪ ,‬فكان ان نجحت ايران وحلفائها‬ ‫يف العراق بتحييده وابعاده عن املنافسة‬ ‫عىل منصب رئاسة الوزراء بعد احداث‬ ‫البرصة ‪ ,‬لتفقد امريكا ورقتها الوحيدة‬ ‫التي كانت تراهن عليها ‪ .‬وهكذا فنحن‬ ‫االن يف العراق اماما املشهد السيايس‬ ‫التايل ‪- :‬‬ ‫رئاسة وزراء ترتاسها احزاب عراقية‬

‫متحالفة مع ايران ‪.‬‬ ‫رئاسة برملان انبثقت ميباركة احزاب‬ ‫عراقية متحالفة مع ايران ‪.‬‬ ‫برملان تسيطر عليه اغلبية متحالفة مع‬ ‫ايران ‪.‬‬ ‫مؤسسة عسكرية وامنية تسيطر عليها‬ ‫مليشيات تعترب اذرع اليران يف املنطقة ‪.‬‬ ‫رئاسة جمهورية تؤكد املؤرشات عىل انها‬ ‫ستكون مقربة من ايران ‪.‬‬ ‫واعتامدا عىل هذه الخريطة فان مجال‬ ‫املناورة االمريكية يبدو معدوما اال يف‬ ‫مرشح منصب رئاسة الوزراء والذي ميكن‬ ‫لها ان تحاول بان يكون من الساسة‬ ‫(االقل) معارضة للسياسة االمريكية‬ ‫وليس كام يف السابق عندما كان يرتشح‬ ‫وفق رشوط امريكية ‪.‬‬ ‫عىل امريكا مواجهة واقع سيايس جديد‬ ‫يف العراق مل تشهدها منذ عام ‪, 2003‬‬ ‫ال ميكن لها ان تغيريه مبامرسة سياسة‬ ‫العصا او سياسة الكاوبوي الرجاعه اىل‬ ‫بيت الطاعة االمرييك ‪ .‬واذا ما ارادت‬ ‫ادارة ترامب اعادة التوازن ملصالحها‬ ‫مقابل املصالح االيرانية فان عليها اعادة‬ ‫نظر شاملة لسياساتها الخاطئة يف العراق‬ ‫‪ ,‬وتغيري معظم الساسة واملبعوثني‬ ‫االمريكان يف العراق ‪ ,‬ثم ترميم جسور‬ ‫العالقة التي تهدمت بينها وبني حلفاءها‬ ‫السابقني خاصة اقليم كوردستان التي‬ ‫كادت ان تضحي به من اجل حليفها‬ ‫املهزوم حيدر العبادي بعد عملية‬ ‫االستفتاء التي اجراها اقليم كوردستان ‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫العدد ‪ 178‬السنة الرابعة عشر ( أيــلــول ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪16‬‬

‫التجربة السياسية واإلدارية‬ ‫والخدماتية واإلستثامرية يف‬ ‫إقليم كوردستان خالل السنوات التي‬ ‫تويل فيها السيدين مسعود بارزاين‬ ‫رئاسة اإلقليم ونيجريفان بارزاين‬ ‫رئاسة الحكومة‪ ،‬تجربة‪ ،‬بشهادة‬ ‫الجميع ووفق غالبية املقاييس‪،‬‬ ‫بناءة وناجحة‪ ،‬ومن يريد أن يتحدث‬ ‫عن مشاريع البنى التحتية والتطور‬

‫تجربة تريد اإلستمرار‬

‫الحاصل يف اإلقليم‪ ،‬الذي كان يعاين‬ ‫من الحرمان يف كافة املجاالت إبان‬ ‫حكم حزب البعث لدواعي عنرصية‪،‬‬ ‫والذي تأذى كثرياً جراء الخيبة‬ ‫والفوىض واملصاعب واملرارات التي‬ ‫شابت الحياة الخاصة والعامة‪،‬‬ ‫والحصارات املفروضة عليه من األمم‬ ‫املتحدة وحكومة بغداد وأجهزتها‬ ‫األمنية‪ .‬ومن يريد التحدث عن‬

‫اإلقليم بكامله الذي أصبح أمنوذجاً‬ ‫رائعاً يخطو نحو التألق‪ ،‬البد أن‬ ‫يذكر الذين تعهدوا بالعمل الدؤوب‬ ‫من أجل تحقيق األهداف املنشودة‪،‬‬ ‫والسعي إىل تطوير البالد نحو‬ ‫مستويات أفضل‪ ،‬ووضعوا األسس‬ ‫الصحيحة للتطور‪ ،‬الذين تحلوا‬ ‫بالثقة والصرب من أجل بناء الوطن‬ ‫واملواطن‪ ،‬ومن أجل أن يكون اليوم‬

‫صبحي ساله يي‬

‫أفضل من األمس‪ ،‬وغداً أفضل من‬ ‫اليوم‪.‬‬ ‫الساكن يف اإلقليم‪ ،‬أو الزائر له يعلم‬ ‫أنه‪ ،‬رغم كل العراقيل واملعوقات‬ ‫والتحديات‪ ،‬منى وتطور وتألق‬ ‫ضمن سياق علمي وبشكل رائع‬ ‫خالل السنوات املاضية‪ ،‬سوا ًء عىل‬ ‫صعيد‪ ،‬طرق‪ ،‬جسور‪ ،‬مطار‪ ،‬موالت‬ ‫وأسواق عرصية‪ ،‬بساتني وحدائق‬

‫ومتنزهات‪ .‬أم من حيث مستوى‬ ‫الخدمات التي تقدم للمواطنني‪،‬‬ ‫مدن سكنية‪ ،‬مستشفيات‪ ،‬مدارس‪،‬‬ ‫جامعات‪ ،‬أم يف مجال الخدمات‬ ‫العامة األخرى كالصحة واملاء الصايف‬ ‫والكهرباء واإلتصاالت‪ .‬ويعلم أن‬ ‫التفان واإلخالص والحركة الدؤوبة‬ ‫واملتواصلة ألبنائه‪ ،‬والحنكة والرؤية‬ ‫الحكيمة للقيادة السياسية املصطفة‬ ‫مع املنطق والتي تريد تطبيق‬ ‫الدميقراطية مبفهومها البسيط‬ ‫واملتوائم مع مجتمعنا الكوردستاين‪،‬‬ ‫القيادة التي مل تبتعد عن أرض‬ ‫الواقع‪ ،‬والتي حاولت خلق قواعد‬ ‫وأصول مواكبة العرص والفهم‬ ‫الواعي ملستجداته‪ ،‬وأدركت أن‬ ‫مستقبل البالد يعتمد بشكل أساس‬ ‫عىل اإلستفادة من طاقات أبناء‬ ‫الوطن‪ .‬والتي بذلت جهوداً كبري ًة‬ ‫لحفظ األمن واإلستقرار‪ ،‬وللنهوض‬ ‫بقطاع التعليم وتعزيز دور املرأة‬ ‫وتطوير االقتصاد‪ ،‬ومتكني املجتمع‬ ‫من التأقلم مع التغريات املستقبلية‪،‬‬ ‫واإلستمرار يف مسرية النهوض بإرصار‬ ‫ومواصلة تنفيذ املشاريع بهمة تجعل‬ ‫املستحيل ممكناً‪ ،‬قدمت اقىص ما‬ ‫لديها‪ ،‬يف مجاالت البناء والتغيري‬ ‫والتعمري وخلق الفرص للوصول اىل‬ ‫قمة التطور‪.‬‬ ‫وعندما نقارن ماجرى يف اإلقليم‬ ‫مع بقية مناطق العراق‪ ،‬نجد أن‬ ‫حكومة اإلقليم ومؤسساتها قد‬ ‫أنجزت الكثري من الربامج يف وقتها‪،‬‬ ‫ونجد أن النجاحات التي تحققت‬

‫مل تأت من فراغ أو نتيجة دعاية‬ ‫سياسية أو مجامالت‪ ،‬ولذا ال يكون‬ ‫مستغرباً أن نجد شعوراً عاماً بالفرح‬ ‫واإلبتهاج والفخر بعد كل نجاح يأيت‬ ‫كثمرة مهمة ملشوار ومسرية طويلة‬ ‫من العمل الدؤوب‪ ،‬خاصة وأننا يف‬ ‫منطقة مليئة بإضطرابات وتقلبات‬ ‫وأحداث سياسية‪ ،‬وتحديات وأوضاع‬ ‫مضطربة‪ ،‬ورصاعات تسمم األفكار‬ ‫وتشيع روح اليأس والشعور بالعجز‪.‬‬ ‫الدرس األكرب الذي يستحق أن‬ ‫يحظى بالعناية‪ ،‬والجدير باإلقتداء‪،‬‬ ‫هو أن العمل الدؤوب املنظم‪،‬‬ ‫واألفكار الخالقة والطموح والوضوح‬ ‫والرصاحة واملصداقية يف معالجة‬ ‫املعوقات واملعضالت واملشكالت‬ ‫التي تعرتض طريق البناء‪ ،‬ومعالجة‬ ‫املشكالت املحتملة واملتوقعة‬ ‫بقدر كبري ورائع من الواقعية‪ ،‬البد‬ ‫وأن تؤيت مثارها يف النهاية‪ ،‬وطاملا‬ ‫توفرت اإلرادة واإلدارة الجيدة‬ ‫والخربات الالزمة‪ ،‬فال أحد يستطيع‬ ‫أن يقف أمام تجربة تريد أن تنجح‪،‬‬ ‫وهذا اليعني أن نطيل الوقوف‬ ‫أمام املكاسب واإلنجازات الكثرية‬ ‫التي تحققت‪ ،‬بل علينا أن نواصل‬ ‫التخطيط والعمل لنكون جاهزين‬ ‫للمستقبل‪ ،‬وأن نتجه نحو الهدف‬ ‫األكرب واألسمى الذي يسهم يف تعزيز‬ ‫مكانة الكورد جميعاً‪ ،‬وصيانة أمننا‬ ‫وإستقرارنا وإزدهار بالدنا‪ ،‬وأن نرفع‬ ‫مبؤهالتنا وطاقاتنا اإليجابية سقف‬ ‫طموحاتنا لتحقيق أكرب األهداف‬ ‫القومية والوطنية‪.‬‬ ‫‪17‬‬

‫العدد ‪ 178‬السنة الرابعة عشر ( أيــلــول ) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪18‬‬ ‫يعود املشهد العراقي املكهرب‬ ‫ليحتل الصدارة يف حالة‬ ‫الالاستقرار التي تشهدها منطقة الرشق‬ ‫االوسط باكمله‪ ..‬حيث مل تزل سوريا‬ ‫تحرتق بنريان االخوة االعداء النريان‬ ‫التي تصب كل من روسيا وامريكا‬ ‫وتركيا وايران الزيت عليها كل ملصلحته‬ ‫ودون اية اعتبارات انسانية للسوررين‬ ‫انفسهم بكل اطيافهم وقومياتهم من‬ ‫عرب وكورد ودروز وغريهم‪...‬ناهيك‬ ‫عن فلسطني التي هي االخرى تحرتق‬ ‫بنريان الالعقالنيني الذين يرصون عىل‬ ‫اراقة املزيد من الدماء وعدم الخضوم‬ ‫ملنطق انساين يجعل الجميع يعيش‬ ‫بسالم‪ ،‬فضال عن املشهد اليمني‬ ‫املميت بكل متفصالته حيث االخوة‬ ‫االعداء هناك ايضا وبدعم طائفي‬ ‫مذهبي للعرب السنة وايران الشيعية‬ ‫يذبحون يف بني جلدتهم بشكل يثري‬ ‫دهشة املتابعني لقضيتهم‪ ...‬ويضاف‬ ‫اىل كل ذلك التظاهرات يف ايران‬ ‫وازدياد االصوات املناهضة لحكومة‬ ‫العاممات واملاليل العاهات الدامئة يف‬ ‫ايران والتي دمرتها سياسياً واقتصادياً‪،‬‬ ‫ويف مرص وليبيا والسودان وكذلك يف‬ ‫تركيا التي تنهار اقتصاديا وسياسياً‪ ..‬كل‬ ‫هذه التحوالت عىل الرغم من كونها‬ ‫ضمن دائرة الرصد االعالمي والحديث‬ ‫اال انها االن تتوارى قلي ًال ليحتل املشهد‬ ‫العراقي بصخبه الدائم املرتبة االوىل‪.‬‬ ‫ففي العراق الطائفي يريد الحكام‬

‫يف بغداد ان يعقدوا رشاكات متوازية‬ ‫لتحقيق اجنداتهم السياسية املدعومة‬ ‫سواء من امريكا او ايران لتشكيل‬ ‫الحكومة العراقية الجديدة بعد دهر‬ ‫من انتهاء االنتخابات ‪،‬وهذا الرصاع‬ ‫االمرييك االيراين يف العراق جعلته‬ ‫يعيش حالة من االنفصام تعد االبرز‬ ‫خالل العقد االخري‪ ،‬هذا االنفصام الذي‬ ‫القى بسمومه عىل الشعب العراقي‬ ‫بكل طوائفه ومذاهبة كام القى بظالله‬ ‫السوداء عىل اقليم كوردستان الذي‬ ‫وبحسب اكرث الساسة والخرباء وصل‬ ‫اىل مرحلة لن يكون حسم الكتلة االكرب‬ ‫لتشكيل الحكومة الجديدة اال بدخولها‬ ‫اىل احدى الجبهات املتنافسة‪ ..‬وهنا‬ ‫تثار االشكالية االبرز حيث يجمع‬ ‫املحللون والساسة عىل اهمية دخول‬ ‫الكورد اىل جبهة ضمن مفهوم الرشاكة‬ ‫السياسية يف حكم العراق واقليم‬ ‫كوردستان‪ ،‬ويف املقابل االدبيات التي‬ ‫نراها داخل الدائرة الالكوردية مازالت‬ ‫تعيش وه ً‬ ‫ام ازلياً الميكن التعايش‬ ‫معه السيام ضمن االوساط السياسية‬ ‫والفكرية وحتى االجتامعية الكوردية‪.‬‬ ‫فالعراقي يريد رشاكة ومازال يرص‬ ‫عىل استخدام مصطلحات التؤثر فقط‬ ‫بالشارع الكوردي امنا يف كيفية تعامل‬ ‫الساسة الكورد ايضا مع املركز‪ ،‬فحني‬ ‫يرص بعض اشباه املفكرين والكتاب‬ ‫والساسة عىل قول شامل العراق مثال‬ ‫ذلك املصطلح الشوفيني‪ ،‬او يقول بأن‬

‫يريدونها شراكة ولكن حسب قواعدهم‬

‫الكورد يتعمدون اثارة بعض املشاكل‬ ‫لتحقيق اغراضهم واهدافهم يف‬ ‫العراق‪ ..‬ويتناىس عمداً بان املشاكل يف‬ ‫العراق مل تنتهي يوماً منذ تأسيسه اىل‬ ‫يومنا هذا‪ ،‬فانه البد ومن وقفة عىل‬ ‫مفهوم الرشاكة التي يريدونها‪ ،‬هل هي‬ ‫رشاكة اسمية تحقق اغراضهم واهداف‬ ‫اجنداتهم‪..‬؟ ‪ ،‬ام هي رشاكة وهمية‬ ‫التحقق للكورد حتى حق االعرتاف‬ ‫بكيانهم الرسمي الدستوري كأقليم له‬ ‫سيادته وحكومته‪.‬‬ ‫ان االنفصام العراقي السيام الشباه‬ ‫الساسة واشباه الكتاب واملفكرين‬ ‫مازال يشكل عائقا كبرياً يف اي تقارب‬ ‫ميكن ان يحدث بني الفئيات غري‬

‫السياسية داخل االقليم والعراق‪،‬‬ ‫الن هوالء هم مع الساسة الطائفني‬ ‫املذهبيني القوميني يشكلون العبء‬ ‫االزيل الي عراق يعيش يف سالم‬ ‫وتعايش مع االقليم او مع اي مكونات‬ ‫اخرى داخل الحدود الجغرافية‬ ‫املفروضة وبحسب اتفاقيات دولية‬ ‫منذ تأسيس دولة العراق من اشوريني‬ ‫وكلدانيني وصابئة وتركامن وغريهم‪،‬‬ ‫فعدم اعطاء اية اعتبارات لهم والبقاء‬ ‫عىل العقلية االنفصامية الشوفينية‬ ‫التخدم اية قضية والتزيد الطني اال‬ ‫بلة‪ ،‬لكون عقلية اقصاء االخرين باسم‬ ‫الشعاراتية الوطنية تناقض وجودهم‬ ‫انفسهم لكونهم ليسوا اال طائفيني‬

‫مذهبيني قوميني‪ ،‬اليؤمنون برشاكة‬ ‫االخرين اال وفق رؤيتهم ونسقهم‬ ‫ومسارهم الذي يرسمونه واية فئة او‬ ‫طائفة او قومية او مذهب خارج عن‬ ‫ذلك يعد انفصالياً او متامراً وعمي ًال‪ ،‬مع‬ ‫ان املتتبع لصريورة وجود هوالء سيجد‬ ‫بوضوح مدى عمالتهم الفكارهم التي‬ ‫التنتمي اال النفسم وتلك االجندات‬ ‫التي ميثلونها حتى وان اظهروا بانهم‬ ‫الميثلون اية اجندة خارجية‪.‬‬ ‫مل يزل مفهوم الرشاكة يف العراق‬ ‫مهمشاً‪ ،‬وغري منطقي‪ ،‬وغري مدروس‬ ‫بشكل يتناسب مع الواقع العياين‬ ‫والحي بعيداً عن الشعارات التي يريد‬ ‫بها الساسة تحقيق اهداف بعيدة عن‬

‫جوتيار تمر‬

‫خدمة املواطن‪ ..‬فالرشاكة لها اسس‬ ‫يجب ان تكون هي املقياس واملعيار‬ ‫الذي تبنى عليها املجتمعات‪ ،‬فاقليم‬ ‫كوردستان مث ًال لن يخضع ملفهوم‬ ‫الرشاكة طاملا يرى هوالء االنفصاميني‬ ‫بان الكورد يلعبون عىل الوتر الحساس‬ ‫لكسب بعض املصالح‪ ،‬متناسني ان‬ ‫تلك املصالح هي جزء من حقهم‬ ‫منعت عنهم السباب اليجهلها اال‬ ‫اعمى قومي متعصب‪ ،‬فحني يريد‬ ‫الكورد استعادتها فالنها حق دستوري‬ ‫لهم وليس استغالال للوقت وللظرف‪،‬‬ ‫مع ان هذا االمر يف السياسة مباح‬ ‫ومتاح لكل االطراف السياسية‪ ،‬لذا عىل‬ ‫االخرين تدوير بعض االمور يف عقولهم‬ ‫وادراك ان الرشاكة تعني ان تعرتف‬ ‫باالخر كام هو االن وليس كام كان‬ ‫يف عهد الدكتاتوريات السابقة وحتى‬ ‫بعض الحالية‪ ،‬فالكورد لن يتنازلوا‬ ‫عن حقوقهم ومطالبهم الجل بعض‬ ‫افواه حاقدة تريد ان تربهن للحاقدين‬ ‫امثالهم بانهم يحملون عبء الوطن‬ ‫لوحدهم‪ ،‬هذه االمور مل تعد تشكل‬ ‫فارقاً يف الواقع الكوردي وضمن دائرة‬ ‫الوعي القومي الكوردي‪ ،‬فصوت الواقع‬ ‫اليتمثل عند الكورد اال من خالل تطبيق‬ ‫دقيق ملفهوم الرشاكة واحرتام الكيان‬ ‫الكوردي بكل متفصالته ومكوناته‬ ‫فاالقليم ميثل قيمة رشاكة حية بني‬ ‫مكوناته‪ ،‬لذا لن يقبل اال برشاكة كالتي‬ ‫يعيشها الجميع يف االقليم‪.‬‬ ‫‪19‬‬

‫العدد ‪ 178‬السنة الرابعة عشر ( أيــلــول ) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪20‬‬

‫حسن شنكالي‬

‫الكورد‪..‬‬ ‫وقهوة بغداد‬

‫من أصول الضيافة عند العرب تقديم القهوة‬ ‫للضيوف كتقليد إجتامعي يتميزون به عىل‬ ‫غريهم ‪ ,‬ولها آدابها وقوانينها يف املضايف عند‬ ‫إحتسائها أو هز الفنجان ليعلم الساقي بكفاية‬ ‫الضيف منه أو وضع الفنجان عىل األرض من قبل‬ ‫الضيف دون رشبه دليل عىل رغبته بطرح مشكلة‬ ‫يراد لها حل من كبري القوم أو شيخ القبيلة ‪ ,‬كل‬ ‫هذه املامرسات والتقاليد اإلجتامعية بعيدة عن‬ ‫األجواء السياسة ‪ ,‬لكن الميكن التنصل عن الواقع‬ ‫املفروض عىل العراقيني كونه مسيس بإمتياز وله‬ ‫تأثري مبارشعىل الحياة اليومية للمواطنني ‪ ,‬حتى‬ ‫أصبحت السياسة يف يومنا هذا ترسي يف عروق‬ ‫عامة الناس دون السياسيني ‪.‬‬ ‫زار الوفد الكوردي بغداد مؤخراً للتفاوض حول‬ ‫آلية تشكيل الكتلة األكرب وإمكانية التحالف مع‬ ‫الكتل السياسية الفائزة إنطالقاً من التقارب يف‬ ‫الرؤى السياسية والتوافق عىل الربنامج الحكومي‬ ‫للكابينة الوزارية القادمة وضمن اإلطار املرشوط‬ ‫الذي دعا اليه السيد الرئيس مسعود البارزاين من‬ ‫خالل اإللتزام مببدأ الرشاكة السياسية دون املشاركة‬ ‫والتوافق يف إتخاذ القرارات املفصلية والتوازن يف‬ ‫املناصب السيادية داخل املؤسسات الحكومية‬ ‫من أجل بناء دولة قوية إتحادية فيدرالية تضمن‬ ‫حقوق جميع األقليات واملذاهب والطوائف‬ ‫وبكافة ألوان طيفهم السيايس لضامن إستقرار‬ ‫العراق أمنياً وإقتصادياً ليكون قبلة للدميقراطية‬ ‫ومثا ًال يحتذى به بني دول املنطقة ‪.‬‬ ‫لقد عاد الكورد اىل بغداد مبحض إرادتهم ليساهموا‬ ‫يف تشكيل الحكومة العراقية بعد تحريره من بقايا‬ ‫أزالم النظام البائد عام ‪2003‬عندما تنازلوا عن‬ ‫فرصتهم الذهبية التي هيأت لهم األجواء السياسية‬ ‫املالمئة واألرضية الخصبة املمهدة لإلستقالل بعد‬ ‫إنتخابات ترشيعية وتشكيل أول حكومة وبرملان‬ ‫عام ‪ ,1992‬وال يغيب عن البال مشاركة قوات‬

‫البيشمركة األشاوس يف الدفاع عن مدينة بغداد‬ ‫منذ أول يوم من سقوط الصنم عام ‪ 2003‬باإلضافة‬ ‫اىل مقارعتهم لإلرهاب األعمى يف عقر دارهم ‪ ,‬وال‬ ‫ينكر الدور املتميز للقادة الكورد يف مجلس الحكم‬ ‫‪ ,‬لكن جرت الرياح مبا التشتهيه السفن ‪ ,‬وتعمدت‬ ‫الحكومات املتعاقبة عىل عدم تنفيذ وعودهم التي‬ ‫قطعوها وتنصلوا منها ضامرين يف صدورهم حقداً‬ ‫دفيناً بعدم التعامل مع الكورد بالرغم من رشعية‬ ‫حقوقهم الدستورية والعمل خلف الكواليس عىل‬ ‫إمكانية هيكلة إقليم كوردستان وإعادته اىل ما قبل‬ ‫عام ‪ 1991‬والتعامل معهم عىل أساس املحافظات‬ ‫بعد قطع املوازنة السنوية وقطع رواتب املوظفني‬ ‫ومستحقات البيشمركة منذ عام ‪ 2014‬بحجج ما‬ ‫أنزل الله بها من سلطان متناسني بأن الكورد أحد‬ ‫أضالع املثلث العراقي ‪.‬‬ ‫السؤال الذي يتبادر اىل األذهان ويطرح نفسه‬ ‫‪ ,‬هل إحتىس الكورد القهوة يف مضايف بغداد ؟‬ ‫أم وضعوا فناجني القهوة عىل األرض وإمتنعوا‬ ‫عن رشبها ؟ داعني مركز القرار السيايس اىل حل‬ ‫املشاكل العالقة بني بغداد وهولري تحت سقف‬ ‫الدستور الذي صوت عليه غالبية الشعب العراقي‬ ‫وما حدث بعد السادس عرش من أكتوبر املنرصم‬ ‫زاد يف الطني بلة ‪.‬‬ ‫فهل إستلم الكورد إشارة كبري القوم بإحتسائهم‬ ‫لقهوتهم وإعتبار املوضوع منتهياً من جانبهم ويف‬ ‫طريقه اىل الحل ؟‬ ‫وهل سيكون ترصيح الناطق الرسمي لتيار سائرون‬ ‫مجرد زوبعة يف فنجان عندما قال ‪ :‬ستكون مطالب‬ ‫الكورد من أولويات الحكومة القادمة ‪.‬‬ ‫وما مدى ثقة الكورد بحكام بغداد يف تطبيق بنود‬ ‫الدستور الذي تم خرقه يف أكرث من خمسني مادة‬ ‫دستورية مع سبق اإلرصار الرتصد ؟‬ ‫ختاماً هل يصح القول مع حكام بغداد كام يقول‬ ‫املثل الشعبي ( اليل تواعد يب خري من تاكله ) ‪.‬‬ ‫‪21‬‬

‫العدد ‪ 178‬السنة الرابعة عشر ( أيــلــول ) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪22‬‬

‫ترى ملاذا لم تصبح للكرد دولة‬

‫صالح مندالوي‬

‫دأبنا عىل مساءلة انفسنا‬ ‫شعبآ اليقل تعداده عن‬ ‫ثالثني مليون يعيش عىل ارض‬ ‫جغرافية التقل عن ‪ 300‬الف‬ ‫كم بشهادات الخرباء منذ ‪200‬‬ ‫عام كان اوىل االرايض املتوقعة‬ ‫وجود النفط فيها وقبلها ارضآ‬ ‫زراعية خصبة وقد عاش‬ ‫االنسان فيها حتى حني كانت‬ ‫البرشية تسكن الكهوف ‪.‬‬ ‫لقد جاهدت االمم الثالث‬ ‫املحارصين للكرد للحيلولة‬ ‫دون منو هدا الشعور حتى‬ ‫حني ضعفت املشاعر الصادقة‬ ‫للديانة ودفعوا بشعبنا‬ ‫للعيش يف الجبال والتخوم‬ ‫ومل يتوانوا عن استعاملهم‬ ‫يف حروبهم سواء بالفتوحات‬ ‫الفارسية او العربية او الرتكية‬ ‫كنا فيام مىض وال زلنا ننظر‬ ‫اىل الشقيقات الثالث عىل انها‬ ‫التريد بنا الخري مطلقآ النها‬ ‫حقيقة بحاجة اىل املزيد من‬ ‫الثقافة والتحرض فكيف وقوى‬ ‫الكولينالية ثم االمربيالية‬

‫و مئات الجامعات املمتدة‬ ‫لقرون من الزمان وديانة‬ ‫تؤمن بحق االخرين يف الحياة‬ ‫لنتصور حتى فرعون الذي كان‬ ‫رمز الظلم للديانات الثالث مل‬ ‫يكن يقبل بأحتالل ارض الغري‬ ‫ولذلك مل تتوسع اكرث من‬ ‫مرص يف حني ان شعار االشقاء‬ ‫الثالث هي ( ال غزون واغزون‬ ‫واغزون ) هذا الرسد التاريخي‬ ‫كان البد منه قبل ان احاول‬ ‫يف تربير هذا االرصار الشخيص‬ ‫من املرشحني للمناصب للقمة‬ ‫الحكومية كل منهم يرص عىل‬ ‫ترشيحه ويرفض الرتاجع ونحن‬ ‫يف حرية فالذي حصل ان اول‬ ‫من توىل منصب الرئاسة‬ ‫توفرت فيه امكانيات منوذجية‬ ‫من الخربة واللغة االجنبية و‬ ‫دماثة الخلق واالدراك الواسع‬ ‫والعالقات الشخصية مع زعامء‬ ‫العامل والذي حاول الدستور‬ ‫ان يحدد صالحياته يف حني‬ ‫ان يف الرجل كانت مهارة فذة‬ ‫للخروج واثبات الوجود اننا ال‬

‫ننتقص من احد ولكنا نتمنى‬ ‫ان تحرص املنافسة الاكرث من‬ ‫ثالثة ذلك ان واضع الدستور‬ ‫وضع نصب عينيه الدستور‬ ‫االمرييك الذي يفرتض الثقافة‬ ‫العميقة والقدرة الفلسفية‬ ‫ملبادئ العلوم السياسية التي‬ ‫وصلت يف انتشارها ان هندسة‬ ‫اجنحة الطائرات تدرس مادة‬ ‫تسمى العلوم السياسية ‪.‬‬ ‫فكيف ونحن قضينا كل‬ ‫تاريخنا مبنع القراءة والثقافة‬ ‫وحتى ان الشهيد شهاب شيخ‬ ‫نوري قد فتح مكتبة سامها‬ ‫الفكر الجديد ظل متابعآ‬ ‫اىل ان تعاونت الحكومتان‬ ‫االيرانية و العراقية عىل‬ ‫اعدامهم للحيلولة دون انتشار‬ ‫الوعي السيايس يف املجتمع‬ ‫الكردي ‪.‬‬ ‫يف تصورنا ان ( الفيرت ) يسمى‬ ‫( فورمان ) يقول لنفسه البد‬ ‫وان اصبح رئيس الدولة فكيف‬ ‫والصني او الهند تربو نفوسها‬ ‫عىل االلف مليون نسمة نحن‬

‫خمسة ماليني و مرشحينا‬ ‫‪ 25‬لرئاسة فخرية يقال انها‬ ‫حصة الكرد تنافسهم حتى‬ ‫االقليات القليلة شئ مؤمل‬ ‫هو ان املرشحني واعني لدرجة‬ ‫كبرية ولكن الشعب ينتقص‬ ‫علمهم بكونهم غري قادرين‬ ‫عىل االتفاق بينهم الحتى مبن‬ ‫اقرتع من الصحابة النتخابات‬

‫(ص)‬ ‫خليفه للرسول‬ ‫ستة من الذين دخل االسالم‬ ‫يف نخاعهم مع الوصية قدروا‬ ‫ان يختاروا ورغم ذلك قتلوا‬ ‫جميعآ بعد انتخابهم عدا‬ ‫االول الذي توفاه القدر‬ ‫برسعة قبل وصول السيف اىل‬ ‫رأسه الذين دخلوا مع الرسول‬ ‫يف فتح مكة عرشة االف ونحن‬

‫ال نعرف اكرث من مائة منهم‬ ‫فال يعقل ان يكون اكرثهم‬ ‫للحق كارهون وال يعقل ان‬ ‫يقطعوا نسل النبي البل حتى‬ ‫سبيت حفيداته مؤكد اذن ان‬ ‫الدين ليس له دور يف الحياة‬ ‫السياسية فال يزيك االنفس اال‬ ‫الله ‪.‬‬

‫‪23‬‬

‫العدد ‪ 178‬السنة الرابعة عشر ( أيــلــول ) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪24‬‬

‫يف مجتمع معقد ومشتت جدا‬ ‫كاملجتمع العراقي ويف خضم‬ ‫الساحة السياسية متعددة االبعاد‬ ‫تبقى املطالب مجمدة‪ ،‬وهناك الكثري‬ ‫من االشياء تشكل سببا يف بقاء هذا‬ ‫الوضع هكذا بال حل‪ ،‬كون الحياء‬ ‫والخجل السيايس يف هذا البلد له‬ ‫معنى اخر مختلف عن احرتام‬ ‫االفكار ووجهات النظر االجتامعية‬ ‫املختلفة‪ .‬ومن هذه الزاوية علينا‬ ‫نحن الفيليني‪ -‬ان نغسل اعيننا ليك‬‫نشاهد الدنيا بنظرة عرصية ونبتعد‬ ‫عن االفكار والتوجهات القدمية‬ ‫البالية غري النافعة‪.‬‬ ‫ان الصمود والنضال السيايس‬ ‫واالجتامعي يف هذا العرص له‬ ‫مثنه الخاص ومن اجل الحصول‬ ‫عىل الحقوق علينا ان ندفع هذا‬ ‫الثمن‪ ،‬ولكن؛ من الصعب ان نسري‬ ‫بامكانياتنا وعىل ارجلنا يف هذا‬ ‫الطريق السيايس الصعب والذي‬ ‫يؤت اؤكله للفيليني مبا يتناسب‬ ‫مل ِ‬

‫والتضحيات التي قدمناها لحد االن!!‬ ‫ان تشتتنا بعد انهيار البعث‪ ،‬كان‬ ‫سببا يف ان يحدد كل شخص وجهة‬ ‫رايته الخاصة! وتبني يف االخري ان‬ ‫انعدام الربامج واالمكانيات وعدم‬ ‫وجود االرادة الجمعية للعمل مل مينع‬ ‫الناس من الرتاجع عن الربود واليأس‪.‬‬ ‫ان جيلنا الحايل تعب من ذلك التاريخ‬ ‫ويبحث عن يشء آخر ويرغب اخذ‬ ‫الدروس من اخطاء املايض وال يشغل‬ ‫مستقبله بتلك الذكريات املريرة‪.‬‬ ‫والسؤال املهم يكمن يف انه مقابل‬ ‫كل تلك التضحيات بالدم والفداء‬ ‫والتهجري واملعاناة ملاذا املكاسب‬ ‫قليلة هكذا؛ يف وقت السعي للبقاء‬ ‫والتقدم ليست قصة االمس واليوم؟‬ ‫ان مشكلة الفيليني انهم بحاجة اىل‬ ‫جيل منتقد وباحث محب للمستقبل‬ ‫وبراغاميت يثبت ذاته باالستفادة‬ ‫من الفرص املتاحة‪ .‬وهذا يعني انه‬ ‫يتوجب ان يطالب ويرص النه ليس‬ ‫هناك من ولد سياسيا وال ناجحا!‬

‫حتية لمن يرشح نفسه‬ ‫علي حسني فيلي‬

‫يف هذا البلد‪ ،‬الحركة التحررية مل تكن‬ ‫متوازنة وتريد حل مشكلة املايض‬ ‫االسود للحكم بالعنف والعنرصية‬ ‫والطائفية‪ ،‬ذلك العنف االيديولوجي‬ ‫الذي هيأ لفرتة دموية والذي لن‬ ‫يتوقف عىل املدى املنظور‪ .‬الفيليون‬ ‫املشرتكون يف العملية السياسية من‬ ‫الذين تهيأت لهم الفرص يجب‬

‫ان يتعلموا املطالبة بالحقوق ّ‬ ‫وأل‬ ‫يكونوا مرتددين ومقرصين وخجلني‬ ‫يف طريق النضال‪ .‬يجب ان يدعوا‬ ‫جانبا سياسة التشاؤم وال يكرروا‬ ‫اخطاء املايض‪.‬‬ ‫واال كيف ستتم معالجة قضية‬ ‫االنسان الفييل؟! بعد كل هذه‬ ‫السنوات ثبت للجميع ان التوسل‬

‫واستجداء املناصب والدرجات‬ ‫والحقوق ظاهرة معيبة ونهج فاشل‪.‬‬ ‫ان الثقة بالنفس واملشاركة يف العملية‬ ‫السياسية بكل االمكانات يف كل وقت‬ ‫وعىل جميع املستويات هي الضامن‬ ‫للنجاح‪ ،‬ان الذي له امكانيات اليوم‪،‬‬ ‫يجب ان يسعى لرتشيح نفسه الي‬ ‫منصب ودرجة تتاح له فرصة فيها‪.‬‬ ‫فعندما نسمع بان كورديا فيليا يرشح‬ ‫نفسه ملنصب رئيس الجمهورية واية‬ ‫مسؤولية اخرى‪ ،‬بعيدا عن الهدف‬ ‫والنتيجة لهو دليل عىل الحياة وكرس‬ ‫موانع اليأس وهدم لجدران الخوف‬ ‫امام الذين مل يكونوا هم ايضا فيام‬ ‫مىض حكاما والذين ال يرون الحكم‬ ‫اليوم حقا مرشوعا لغريهم‪.‬‬

‫‪25‬‬

‫العدد ‪ 178‬السنة الرابعة عشر ( أيــلــول ) ‪2018‬‬


‫فيليات‬

‫‪26‬‬

‫الفيليون وثقة القيادة والبناء‬ ‫عبدالخالق الفالح‬ ‫ليس هناك من شك بأن العملية‬ ‫السياسية يف العراق‪ ،‬شابتها‬ ‫الكثري من اإلشكاليات بسبب االنفراد‬ ‫يف الحكم والقراروسيادة املظلومية‬ ‫لرشائح مهمة الزالت تعيش االهامل‬ ‫وإال مبالة من االطراف السياسية ويف‬ ‫مد يد العون لها والكورد الفيليون‬ ‫هذا املكون الكردي االصيل عانا ما‬ ‫عانا والزال من النظرة الشوفينية‬ ‫الضيقة من البعض وتعرض ملثل هذه‬ ‫االشكاليات واملعاناة يف وطنه وارضه و‬ ‫أزمات كثرية‪ ،‬وانتهاكات ممنهجة‪،‬‬

‫بالوان يف القمع والتهجري والتسفري‬ ‫من االنظمة املختلفة التي مرت يف‬ ‫البلد خالل القرن املايض وبداية القرن‬ ‫الحايل شأنه شأن الكثري من القوميات‬ ‫واالقليات الدينية واملذهبية وشملوا‬ ‫بالفقرة الثانية من قرار مجلس قيادة‬ ‫الثورة السيئ الصيت (املنحل)‬ ‫رقم ‪ 666‬الصادر يف ‪1980/5/7‬‬ ‫واملنشور يف صحيفة الوقائع العراقية‬ ‫الرسمية‪ ،‬بغداد‪ ،‬العدد ‪ 2776‬بتاريخ‬ ‫‪.1980/5/26‬‬ ‫و ابعد النظام السابق ‪ 600,000‬منهم‬

‫سنوات ‪ 1990-1980‬وحجز وقتل‬ ‫“اكرث من ‪ ”20,000‬من شبانهم وشمل‬ ‫الكرثين من ابناء الشعب ‪ ،‬حتى بعد‬ ‫عام ‪ 2003‬وان كان قد مثل فلم يكن‬ ‫متثيل الكرد الفيليني حقيقي بشكل‬ ‫عام وواسع يلبي طموحاته رغم جهود‬ ‫البعض يف العمل خارج ارادة االحزاب‬ ‫التي ضمتهم اىل قوامئهم ‪ ،‬إذ اقترص‬ ‫وجودهم داخل الكتل او القوائم‬ ‫التابعة لالحزاب املختلفة وبقى‬ ‫نشاطهم محدود ضمن سياسات تلك‬ ‫القوائم بعد ان نجح منهم القليل‬

‫بالصعود اىل الربملان العراقي عرب‬ ‫القوائم تلك يف اوىل الدورات ‪.‬‬ ‫وسط متثيل وحيد يف برملان كوردستان‬ ‫يف احدى دوراته خالل الفرتة هذه ‪.‬‬ ‫وكان ال بد من اعطاء زخم لجميع‬ ‫املكونات العراقية األصيلة للمشاركة‬ ‫يف القرارودعمهم ولو رمزاً ففي‬ ‫االنتخابات االخرية حصل الكورد‬ ‫الفيليني عىل مقعد واحد عن طريق‬ ‫حصة الكوتا رصيح باسمهم بعد‬ ‫املشاركة عن طريق االستحقاق االنتخايب‬ ‫وجرى حراك كوردي فييل عام ملحوظ‬ ‫يف محافظة واسط واجمعت الفصائل‬ ‫الكوردية الفيلية خارج املحافظة عىل‬ ‫طلب متثيل عادل للكورد الفيلية يف‬ ‫مجلس النواب العراقي ‪ .‬وكان قد تم‬ ‫تقديم مقرتح يف ‪ 2013/8/20‬بإدخال‬ ‫فقرة يف مسودة قانون االنتخابات‬ ‫بتخصيص مقاعد كوتا للكورد الفيلية‬ ‫يف مجلس النواب العراقي ومل يلقى‬ ‫ذلك االهتامم يف تلك الفرتة إال انه‬ ‫تحقق بعد ضغوط مستمرة وقوية من‬ ‫جانب بعض القوى يف ‪2018/01/22‬‬ ‫ووافق عليه املجلس بتعديل قانون‬ ‫االنتخابات ومنها ما يخص كوتا الكورد‬ ‫الفيليني وصوت مجلس النواب خالل‬ ‫تلك الجلسة مبقعد واحد « رغم ان‬ ‫املقعد الواحد اليتناسب والحجم‬ ‫السكاين لهم وحجم تضحيات املكون‬

‫إال انها خطوة جيدة لو تم استغاللها‬ ‫من قبل من نال املقعد باخالص‬ ‫والوفاء البناء املكون ”‪.‬وللعلم فان‬ ‫“عدد املكون يزيد عن أعداد املكون‬ ‫املسيحي والشبك ومكونات اخرى لهم‬ ‫متثل يف املجلس ال بل اكرث من باقي‬ ‫األقليات يف الوقت الحارض حسب‬ ‫املشاهدة “مع احرتامنا لحقوق باقي‬ ‫املكونات العزيزة “ويجسدون الهوية‬ ‫العراقية ودفعوا رضيبة ذلك عىل يد‬ ‫النظام البائد» وساهمت فيه طرح‬ ‫املادة العديد منهم تأييدا ملكون‬ ‫عراقي ساهم يف بناء وتطوير العراق‬ ‫يف مختلف املجاالت االقتصادية‬ ‫والتجارية والسياسية والثقافية‬ ‫والرياضية وغريها وضحى كثريا من‬ ‫أجل العراق وشعبه للحصول عىل حقه‬ ‫املرشوع يف ان يكون له متثيل عادل يف‬ ‫مجلس النواب العراقي والحصول عىل‬ ‫مقاعد كوتا جزء من اهدافه والفهام‬ ‫النواب واملجتمع بقضايا الكورد‬ ‫الفيلية وتفهيمهم اثناء تقديم املشاكل‬ ‫واملطالب الجمعية ملا عانا من ظلم‬ ‫واضطهاد وابادة جامعية وليك يدافع‬ ‫عنه يف مجلس النواب وحصل والحمد‬ ‫لله ذلك وهو السيد مازن عبد املنعم‬ ‫اذ تم انتخابه ضمن قامئة حزب‬ ‫الفضيلة عن تلك املحافظة العزيزة‬ ‫عىل امل ان يكون ممثال حقيقياً لهم و‬ ‫اعلن ترشحه وقدم طلباً رسمياً ملنصب‬ ‫مقرر الربملان للدورة النيابية الحالية‬ ‫لتمثيل املكون الفييل املظلوم‪ ،‬يف‬ ‫السلطة الترشيعية يف الجلسة االخرية‬

‫‪ ،‬وللحقيقة ان املهمة ليست بالسهلة‬ ‫واليد الواحدة ال تصفق ويحتاج‬ ‫لجهود ابناء املكون او ًال وجهود ودعم‬ ‫ومساندة كل الكتل الربملانية والقوى‬ ‫واملنظامت والشخصيات السياسية‬ ‫العراقية للمطالب املرشوعة للكورد‬ ‫الفيلية بان يكون لهم متثيل عادل‬ ‫يف السلطة الترشيعية ثانيا يتناسب‬ ‫مع اعدادهم يف املجتمع العراقي‬ ‫واملهجركام نؤيد بهذه املناسبة قيام‬ ‫االخ الربوفسور كامل عزيزمحمد‬ ‫رحيم القيتويل برتشيح نفسة لرئاسة‬ ‫جمهورية العراق الثبات عراقية‬ ‫هذه املكون رغم الصعوبات التي‬ ‫تقف امامه وخاصة وهو مستقل‬ ‫بني املتقدمني لهذا املنصب فيام يعد‬ ‫منصب رئيس الجمهورية اكرث حساسية‬ ‫يف ما يتعلق بجمع األصوات الالزمة‬ ‫النتخابه‪ ،‬إذ يتطلب أصوات ثلثي‬ ‫أعضاء الربملان‪ ،‬يف مقابل النصف زائد‬ ‫واحد ملنصبي الحكومة والربملان‪ ،‬ما‬ ‫يعني ان الصفقات السياسية ستشمل‬ ‫اختيار رئيس الجمهورية وفق ما تم‬ ‫من اختيار محمد الحلبويس رئيساً‬ ‫ملجلس النواب‪ .‬والكورد الفيليون‬ ‫واثقون يف انفسهم وقادرون عىل متثل‬ ‫شعب العراق بكافة اطيافه وقومياته‬ ‫واديانه ومذاهبه وهم ايقونة يف‬ ‫سامء العالقات الخارجية والداخلية‬ ‫والنهوض باالقتصاد والترشيع وان‬ ‫يكونوا نقطة التحول يف كافة املجاالت‬ ‫للبناء والقيادة‬

‫‪27‬‬

‫العدد ‪ 178‬السنة الرابعة عشر ( أيــلــول ) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫بغداد تستذكر الفنان الراحل فرهاد حسن‬

‫‪28‬‬

‫أقامت دار الثقافة والنرش الكوردية حف ًال استذكارياً‬ ‫للفنان الكوردي الفييل الراحل فرهاد حسن عىل قاعة‬ ‫(شريكو بيكه س) مببنى الدار‪.‬‬ ‫وقال مدير عام الدار أوات حسن أمني الراحل يف كلمته‬ ‫«كان إنسانا ودوداً هادئاً جداً محب للفن محرتماً متواضعاً‬ ‫وكل من يعرفه كان ال يتحدث به أال بالخري وكان إنسانا‬

‫خانقني تتخذ اجراء ضد مستويف‬ ‫أموال داخل األسواق‬

‫ملتزماً بقضايا الفن وبأخالقية الفنان‪ ،‬كم جمي ًال نستذكره‬ ‫اليوم لقد فأرقناه جسداً ومل نفارقه روحاً فهو موجود‬ ‫بيننا بأدبه موجود برقيه وبفنه»‪.‬‬ ‫وتخلل الحفل حضور جمع من املثقفني والفنانني وعائلة‬ ‫الراحل بعض أغاين الفنان فرهاد حسن قدمها الفنان‬ ‫احمد الكوردي والفنان آراس‪.‬‬

‫تعاون اآلسايش والتحالف الدولي يسفر عن قتل‬ ‫ارهابيني يف خانقني‬

‫اعلنت قامئمقامية قضاء‬ ‫خانقني‪ ،‬اليوم السبت‪،‬‬ ‫اتخاذها اجراء ضد أشخاص‬ ‫يستوفون األموال من‬ ‫أصحاب املحال يف االسواق‬ ‫داخل املدينة‪.‬‬ ‫وقالت القامئمقامية يف‬ ‫بيان ورد لشفق نيوز انه‬ ‫«استجابة للشكاوى املقدمة‬ ‫اىل ديوان القامئمقامية من‬ ‫قبل العرشات من اصحاب‬ ‫املحالت داخل األسواق‪،‬‬ ‫بخصوص قيام بعض االشخاص‬ ‫الغرباء مبطالبتهم دفع مبالغ‬

‫مالية بدون سند قانوين‪ ،‬وجه‬ ‫القامئقام محمد مال حسن‬ ‫باتخاذ االجراءات القانونية‬ ‫بحق الجمعيات او النقابات‬ ‫او املنظامت او االشخاص او‬ ‫اية جهة (غري حكومية) تقوم‬ ‫باستيفاء مبالغ مالية بصورة‬ ‫غري قانونية وليس لديها‬ ‫تخويل رسمي من ديوان‬ ‫القامئمقامية»‪.‬‬ ‫القامئمقامية‬ ‫وطالبت‬ ‫«جميع اصحاب املحالت‬ ‫عدم التعامل مع هؤالء‪،‬‬ ‫والتبليغ عنهم فوراً»‪.‬‬

‫كوردي فيلي يرشح نفسه مقررا للربملان العراقي‬ ‫أعلن النائب عن كوتا الكورد الفيليني‬ ‫مازن عبد املنعم‪ ،‬ترشيح نفسه ملنصب‬ ‫مقرر الربملان‪.‬‬ ‫وقال عبد املنعم‪ ،‬يف بيان «إمياناً منا‬ ‫برضورة مشاركة جميع ألوان‬ ‫الطيف العراقي يف إدارة أركان‬ ‫البلد ومتثيل جميع مكوناته‬ ‫بصورة عادلة‪ ،‬اعلن ترشحنا‬ ‫رسمياً ملنصب مقرر الربملان‬ ‫للدورة النيابية الحالية لتمثيل‬ ‫املكون الفييل املظلوم‪ ،‬يف السلطة‬ ‫الترشيعية”‪.‬‬

‫وأكد النائب عن املكون الفييل مبحافظة‬ ‫واسط‪ ،‬انه “سنبذل قصارى جهدنا‬ ‫لخدمة البلد عموماً واملكون الفييل‬ ‫االصيل خصوصاً”‪.‬‬

‫افاد مصدر مسؤول‪ ،‬اليوم االثنني‪ ،‬مبقتل عدد من‬ ‫عنارص تنظيم داعش اثر قصف للتحالف الدويل يف‬ ‫مدينة خانقني‪.‬‬ ‫ونقل موقع االتحاد الوطني عن القيادي يف الحزب‬ ‫شريكو مريويس قوله انه بناء عىل معلومات اسايش‬ ‫السليامنية وكرميان‪ ،‬قام طريان التحالف الدويل‬ ‫بقصف معاقل تنظيم داعش االرهايب‪.‬‬ ‫واشار مريويس اىل انه وفق املعلومات‪ ،‬تم قتل ستة‬ ‫ارهابيني بارزين خالل القصف وهم كل من حيدر‬ ‫عيل نعامن امللقب بحيدر الربيعي مقرر داعش يف‬

‫دياىل‪ ،‬وعابد عيل احمد من اهايل ناحية السعدية‪،‬‬ ‫وعبيد احمد امللقب بابو هامم املسلح يف قسم خالد‬ ‫بن الوليد يف دياىل‪ ،‬ويوسف محمد عبد الله امللقب‬ ‫بابو عيل الكوردي يف ادارة قسم خالد بن الوليد‬ ‫بدياىل‪ ،‬وابو هريرة‪ ،‬وهو امر رسية جلوالء‪ ،‬ونارص‬ ‫عبد الله‪.‬‬ ‫يشار اىل ان ارهابيني قاموا مؤخراً بقتل اربعة شبان‬ ‫من اهايل قرية يوسف بك بخانقني‪ ،‬بينهم اثنان من‬ ‫البيشمركة‪.‬‬

‫‪29‬‬

‫العدد ‪ 178‬السنة الرابعة عشر ( أيــلــول ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪30‬‬

‫علي حسني فيلي‬

‫ثورة الماء‬

‫البرصيون انتقدوا فتظاهروا ثم‬ ‫اعتصموا‪ ،‬رفعوا مطالبهم وصربوا ثم‬ ‫داسوا عىل املسؤولني باقدامهم لعلهم يجربونهم‬ ‫ليستجيبوا لهم ويجدوا حال ملشكالتهم! ومع‬ ‫كل هذه املعاناة التي يعيشون فيها اال انهم‬ ‫مل يدخلوا يف اية جبهة معادية لهذا البلد وال‬ ‫دخلوا الجبهة املعادية للحقيقة‪.‬‬ ‫انهم يعلمون جيدا ان وحدة العراق ال تعمر‬ ‫طويال من دون االمن وتوفري حقوق وحياة‬ ‫املواطنني وان مساعي الخالص حتى وان كان‬ ‫مثنها تقسيم البالد يجب أن تبدأ من الجنوب‪.‬‬ ‫احد الفالسفة يقول إن اصابت مجاعة شعبا ما‬ ‫فسيكون اسم اآلله االعظم «الخبز»‪ ،‬وبالنسبة‬ ‫الهل البرصة فاالسم االعظم بطبيعة الحال هو‬ ‫«املاء» فعندما ال يتوفر املاء الصالح للرشب‬ ‫فأن اغنى مدن العامل ستكون مكانا غري صالح‬ ‫للعيش‪.‬‬ ‫لقد اجتاز التقصري واالهامل منذ القدم يف هذا‬ ‫البلد الخطوط الحمر وليست لدى الحكومة‬ ‫يشء لتقوله‪ ،‬ال هي تستطيع حل املشكالت وال‬ ‫اقناع الناس يف ذروة انعدام الخدمات والفقر‬ ‫وتلوث البيئة والعطش ان يتلحفوا السامء‬ ‫الصافية لوعود بغداد!‬ ‫ليست هناك مؤامرة اخرى‪ ،‬فقد ظهر وضع يسء‬ ‫يف توقيت اسوأ يف زاوية من هذا البلد‪ ،‬وقد‬ ‫تكرر الخطأ القاتل للحكومة وذلك بالقضاء عىل‬ ‫مطالب الناس باملؤامرات واالخطاء (واستخدام‬ ‫القوة املفرطة)‪.‬‬ ‫ان حل املشكالت تكون بالعمل واالفعال وليس‬ ‫بالكالم خلف االبواب املغلقة‪ .‬لقد تحدثت‬

‫حكومات بغداد املتعاقبة كثريا عن املكتسبات‬ ‫واالنتصارات‪ ،‬ولكن متلصت عن ذكر اسباب‬ ‫الفشل يف بناء بلد امن لشعب سعيد وهي‬ ‫تواسيه من خالل االعالم فقط‪.‬‬ ‫الخيانة ليست مقبولة وال مستساغة يف اي بلد‬ ‫رسا كانت ام عالنية‪ .‬ان الذي يحدث يف هذه‬ ‫املدينة واملدن االخرى ال يعد تقصريا بل خيانة‬ ‫حكومية‪ ،‬النه حتى يف بداية تشكيل الحكومة‬ ‫الجديدة‪ ،‬ال يتم تلمس العودة اىل منطق‬ ‫الخدمة واملواساة‪.‬‬ ‫صحيح ان «داعش» فضال عن الفساد كان سببا‬ ‫يف دمار القسم االكرب من املدن والقصبات‪،‬‬ ‫اال انه مل يتمكن من الوصول اىل البرصة!! ان‬ ‫سياسة بغداد دفعت بكوردستان اىل التفكري‬ ‫باالستقالل ولكن ليس االستفتاء هو من دمر‬ ‫البرصة!!‬ ‫ان سبب الفشل املطلق للحكومة يف البرصة‬ ‫واالماكن االخرى‪ ،‬هو انتشار الفساد وانعدام‬ ‫الثقة والربامج لتنفيذ خطة االنتصار‪ ،‬لذلك ال‬ ‫االنكار وال االهامل مينحان رشعية اكرب للحكومة‬ ‫وال اصبحا مانعني من استمرار جرمية مسرية‬ ‫العمل الخاطئ والتقصري‪.‬‬ ‫ان النجاح يعني القضاء عىل اسباب الفشل‬ ‫ال حرف الحدود الحقيقية للمشكالت عن‬ ‫مساراتها وسلب ونهب وهدر قوى وامكانيات‬ ‫شعب ما‪.‬‬ ‫يف بطون التاريخ لكل ثورة ينتخب لها تسمية‬ ‫والذي يحصل يف البرصة «ثورة ماء» غري انها‬ ‫اذا اختلطت بالنار فان العراق املوحد سيصبح‬ ‫جزءا من املايض‪.‬‬

‫‪31‬‬

‫العدد ‪ 178‬السنة الرابعة عشر ( أيــلــول ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪32‬‬

‫بعد ان اختارته بني املؤثرين عامليا‪..‬‬

‫التامي نهاية قريبة للعبادي فمن سيكون صديق امريكا؟‬ ‫عندما وصل رئيس‬ ‫الوزراء العراقي حيدر‬ ‫العبادي أخريا إىل البصرة‬ ‫يوم االثنني‪ ،‬كان من‬ ‫الواضح أنه غري مرحب‬ ‫به‪ .‬الفتات معلقة من‬ ‫أسوار ومباني يف املدينة‬ ‫«إنك ال تهتم إال بالنفط‬ ‫واملعابر الحدودية‬ ‫وليس كيف يعيش أهل‬ ‫البصرة»‪ .‬أهل البصرة‬ ‫يبدو انهم يشجبون‬ ‫وجود العبادي املنتهية‬ ‫واليته‪.‬‬

‫فيلي ‪ /‬ياسر عماد‬

‫‪33‬‬

‫العدد ‪ 178‬السنة الرابعة عشر ( أيــلــول ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪34‬‬ ‫هكذا بدأت مجلة التايم‬ ‫االمريكية تقريرها عن حيدر‬ ‫العبادي بعد ان وضعته مسبقا ضمن‬ ‫الشخصيات املائة االكرث تأثريا يف‬ ‫العامل‪.‬‬ ‫وتقول‪« ،‬أيام من املظاهرات‬ ‫املناهضة للحكومة يف أكرث املدن‬ ‫العراقية اكتظاظا بالسكان يف‬ ‫العراق أسفرت عن مقتل أكرث من‬ ‫‪ 12‬متظاه ًرا‪ ،‬ويبدو أنها اختتمت‬ ‫مصري العبادي‪ ،‬رئيس الوزراء الذي‬ ‫كان يتمتع بدعم الواليات املتحدة‬ ‫منذ عام ‪ .2014‬ويتم اليوم تحميله‬ ‫مسؤولية اضطرابات البرصة‪ ،‬فيام‬ ‫يدعوه قادة آخرون إىل االستقالة‪.‬‬ ‫كان عبادي يأمل يف فرتة رئاسة أخرى‬ ‫بعد االنتخابات الربملانية التي جرت‬ ‫يف ايار مايو‪ ،‬والتي فشلت يف تحقيق‬ ‫أغلبية ألي من األحزاب السياسية يف‬ ‫البالد‪ .‬وقد أعقب التصويت شهور‬ ‫من املفاوضات السياسية بني الكتل‬ ‫السياسية يف العراق‪.‬‬ ‫وبينام وقف العبادي يف البرصة‬ ‫يلوم الكتل السياسية األخرى عىل‬ ‫االضطرابات‪ ،‬سار املتظاهرون يف‬ ‫الشوارع بشجاعة حاملني أعالماً‬ ‫عراقية وزهورا وصورا لشبان قتلوا يف‬ ‫اشتباكات مع قوات األمن‪.‬‬ ‫بعد توليه السلطة قبل أكرث من‬

‫أربع سنوات بقليل‪ ،‬قاد العبادي‬ ‫العراق من خالل املعركة ضد داعش‬ ‫وأعلن شخصياً هزمية املسلحني‪ .‬لكن‬ ‫اآلن‪ ،‬ومع ذهاب تنظيم داعش يف‬ ‫الغالب‪ ،‬يبحث العراقيون عن القائد‬ ‫ليفي بوعوده األخرى مبحاربة الفساد‬ ‫وجلب امليليشيات املتعددة للبالد‬ ‫تحت سيطرة الحكومة‪.‬‬ ‫يف مقابلة مع التايم يف كانون الثاين‬ ‫(يناير)‪ ،‬قال العبادي إن هدفه‬ ‫النهايئ يف مرحلة ما بعد داعش هو‬ ‫«التسليم للشعب»‪.‬‬ ‫ولكن عىل نحو متزايد‪ ،‬فقد نفد صرب‬ ‫الناس‪ .‬يقول أمري الحسني‪ ،‬موظف‬ ‫االستقبال باملستشفى يف البرصة‪،‬‬ ‫«مل تحصل املدينة من العبادي غري‬ ‫الوعود‪ ،‬لهذا فقدنا الثقة به‪».‬‬ ‫وخالل عطلة نهاية األسبوع‪ ،‬خرج‬ ‫املتظاهرون إىل الشوارع وهم‬ ‫يحرقون مبنى الحكومة ويهتفون‬ ‫ضد السياسيني العراقيني‪ .‬وبنقص‬ ‫الخدمات األساسية يف املدينة الغنية‬ ‫بالنفط‪ ،‬والتي تعاين من شح يف املياه‬ ‫والكهرباء‪.‬‬ ‫قال حسني «هذا هو سبب تظاهر‬ ‫الناس‪ ،‬ليس ألنهم يريدون مساعدة‬ ‫السياسيني يف إلقاء اللوم عىل بعضهم‬ ‫البعض أو مساعدتهم عىل إنشاء كتل‬ ‫قوية يف الربملان»‪.‬‬

‫لطاملا كانت إيران والواليات املتحدة‬ ‫يف حالة تنافس عىل النفوذ عىل‬ ‫بغداد‪ ،‬رغم مشاركتهام عد ًوا وهو‬ ‫داعش‪ .‬واآلن‪ ،‬أصبحت مصالح‬ ‫البلدان يف العراق أكرث تباعدً ا‪ ،‬مع‬ ‫قمع داعش وتزايد التوترات بني‬ ‫واشنطن وطهران منذ انهيار االتفاق‬ ‫النووي اإليراين‪.‬‬ ‫حذر البيت األبيض إيران يوم الثالثاء‬ ‫من أنها ستحمل طهران املسؤولية عن‬ ‫أي هجامت ضد املنشآت األمريكية‬ ‫يف العراق‪ .‬وقال بيان‪« :‬إيران مل‬ ‫تعمل عىل وقف هذه الهجامت من‬ ‫قبل وكالئها يف العراق»‪ ،‬عىل الرغم‬ ‫من حقيقة أن القنصلية اإليرانية‬ ‫هي التي أحرقها املتظاهرون يف‬ ‫املدينة ذات األغلبية الشيعية‪ ،‬وليس‬ ‫األمريكيني‪ .‬تقول املجلة‪.‬‬ ‫عىل مدى سنوات‪ ،‬نجح القادة‬ ‫العراقيون يف استخدام األيديولوجية‬ ‫الطائفية لحشد الدعم ألحزابهم‬ ‫وأجنداتهم ورعاتهم األجانب‪ .‬يقول‬ ‫رناد منصور‪ ،‬وهو زميل يف تشاتام‬ ‫هاوس‪ ،‬إن العديد من العراقيني‬ ‫لديهم ما يكفي من سياسات الهوية‬ ‫وقادتهم يروجون للداعمني األجانب‪،‬‬ ‫مثل الواليات املتحدة وإيران‪.‬‬ ‫لكن هذه االحتجاجات مل تكن حول‬ ‫االنقسامات الطائفية التي عصفت‬

‫بالبالد لعقود‪ ،‬وساعدت عىل خلق‬ ‫أرض خصبة للجامعات السنية‬ ‫الجهادية مثل داعش ومجموعة‬ ‫كبرية من امليليشيات الشيعية‪ .‬بدال‬ ‫من ذلك‪ ،‬فهي تتعلق بالظروف‬ ‫املعيشية والفساد الحكومي الذي‬ ‫يقول املتظاهرون إنه يحرمهم من‬ ‫الحصول عىل الخدمات األساسية‪.‬‬ ‫خط الصدع اآلن بني الناس وقادتهم‪،‬‬ ‫يقول منصور‪« .‬لديك عراقيون شيعة‬ ‫يحتجون عىل القيادة الشيعية وإيران‬ ‫الشيعية‪ .‬كون الشيعة ال يكفي إذا مل‬ ‫يكن لديك ماء أو كهرباء»‪.‬‬ ‫حزب الدعوة‪ ،‬الذي ينتمي إليه‬ ‫العبادي‪ ،‬قاد العراق منذ ‪،2003‬‬ ‫لكن حتى يف قاعدة الدعم الشيعية‬ ‫للدعوة‪ ،‬محبطون من عجز الحكومة‬ ‫عن تقديم الخدمات األساسية‪ .‬وقد‬ ‫شبهت بعض وسائل اإلعالم املحلية‬ ‫والناشطني بحكم حزب الدعوة الذي‬ ‫كان مهيمنًا لفرتة طويلة عىل حكم‬ ‫حزب البعث الذي كان يتزعمه‬ ‫صدام حسني‪.‬‬ ‫كان اإلحباط واضحا بالفعل يف‬ ‫االنتخابات الربملانية يف مايو‪ .‬كانت‬ ‫نسبة اإلقبال عىل التصويت عند‬ ‫أدىن مستوى لها منذ اإلطاحة بصدام‬ ‫ومنصور يقول الكثري من العراقيني‬ ‫أن أصواتهم ال تستحق إال القليل‬

‫إيران لم تعمل‬ ‫على وقف هذه‬ ‫الهجمات من‬ ‫قبل وكالئها في‬ ‫العراق»‪ ،‬على‬ ‫الرغم من حقيقة‬ ‫أن القنصلية‬ ‫اإليرانية هي‬ ‫التي أحرقها‬ ‫المتظاهرون‬ ‫في المدينة ذات‬ ‫األغلبية الشيعية‬

‫يف البيئة السياسية الحالية للبالد‪.‬‬ ‫عىل الرغم من تراجع شعبيته‪ ،‬بدا‬ ‫أن عبادي سيحصل عىل فرتة رئاسة‬ ‫أخرى ‪ -‬بفضل النظام السيايس‬ ‫العراقي املتشقق‪.‬‬ ‫كل من الكتلة التي يرأسها هادي‬ ‫العامري‪ ،‬املقرب من إيران‪ ،‬وكتلة‬ ‫رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر‪،‬‬ ‫الذي كان يعارض النفوذ األمرييك‬ ‫واإليراين‪ ،‬فاز مبقاعد أكرث من العبادي‪.‬‬ ‫لكن تشكيل حكومة دميقراطية هشة‬ ‫يف العراق يتطلب تحقيق توازن‬

‫دقيق يف املصالح الحزبية والطائفية‬ ‫واألجنبية‪ .‬رمبا مل يكن العبادي هو‬ ‫الزعيم األكرث شعبية‪ ،‬لكنه رمبا كان‬ ‫األكرث مرونة يف الداخل والخارج‪.‬‬ ‫كان العبادي يكرث من الحديث عن‬ ‫مكافحة اإلرهاب ورحب بالقوات‬ ‫األمريكية بالعودة إىل العراق‬ ‫للمساعدة يف القضاء عىل الدولة‬ ‫اإلسالمية‪ .‬كام كان ينظر إليه عىل أنه‬ ‫زعيم أكرث تصالحية من سلفه‪ ،‬نوري‬ ‫املاليك‪ ،‬الذي كان يف السلطة منذ‬ ‫عام ‪ 2006‬مبباركة كل من الواليات‬ ‫املتحدة وإيران‪.‬‬ ‫وألقي باللوم عىل املاليك‪ ،‬وهو أيضا‬ ‫شيعي‪ ،‬يف تنفري الكورد والعرب‬ ‫السنة‪ ،‬األمر الذي ساهم يف اكتساح‬ ‫داعش يف أنحاء البالد يف عام ‪.2014‬‬ ‫وإذا ما غادر العبادي‪ ،‬لن يتبقى‬ ‫للواليات املتحدة أي حلفاء أقوياء‬ ‫آخرين يف بغداد ‪ -‬وحتى أقل التأثري‬ ‫يف العراق‪.‬‬ ‫يبدو أن العديد من العراقيني قد‬ ‫حصلوا عىل ما يكفي من النفوذ‬ ‫اإليراين يف بلدهم أيضاً‪ .‬يقول منصور‪:‬‬ ‫«من املؤكد أن العراقيني قد سئموا‬ ‫من أن قادتهم أكرث اهتامما يف إرضاء‬ ‫الحلفاء الخارجيني من التأكد من أن‬ ‫املياه يف البرصة ليست ملوثة»‪.‬‬

‫‪35‬‬

‫العدد ‪ 178‬السنة الرابعة عشر ( أيــلــول ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪36‬‬

‫حرق مقار‬ ‫األحزاب تترجم‬ ‫غضبا متصاعدا‬ ‫من ساسة‬ ‫العراق‬ ‫فيلي ‪ /‬ماجد محمد صالحان‬

‫خرج آالف إىل شوارع مدينة‬ ‫البرصة العراقية الخميس يف‬ ‫احتجاجات عنيفة لليوم الرابع عىل‬ ‫التوايل وأشعل املتظاهرون الغاضبون‬ ‫من إهامل البنية التحتية املتداعية‬ ‫مبدينتهم النريان يف مقار أحزاب‬ ‫سياسية‪.‬‬ ‫وقال مسؤولون بقطاعي الصحة واألمن‬ ‫إن عرشة متظاهرين لقوا مرصعهم‬ ‫يف اشتباكات مع قوات األمن وأصيب‬ ‫عرشات منذ تفجرت موجة االحتجاجات‬ ‫االثنني‪ .‬وأصيب أيضا عرشات من قوات‬ ‫األمن بعضهم نتيجة انفجار قنبلة‬ ‫يدوية‪.‬‬

‫واستهدف املحتجون عددا من مباين‬ ‫اإلدارة املحلية وأشعلوا النريان يف مبنى‬ ‫املحافظة وأغلقوا طرقا رئيسية بوسط‬ ‫املدينة‪ .‬وذكرت مصادر صحية وأمنية‬ ‫أن محتجا لقي مرصعه مساء الخميس‬ ‫متأثرا بحروق أصيب بها خالل احرتاق‬ ‫مبنى املحافظة‪.‬‬ ‫وقالت مصادر أمنية وصحية محلية‬ ‫إن املحتجني هاجموا مقر تلفزيون‬ ‫العراقية الذي تديره الدولة وأرضموا‬ ‫النار يف مقار حزب الدعوة الحاكم‬ ‫واملجلس األعىل اإلسالمي ومنظمة‬ ‫بدر التي يتنافس زعامؤها عىل تشكيل‬ ‫ائتالف حاكم‪.‬‬

‫كام أشعل املحتجون النار يف مقر‬ ‫عصائب أهل الحق الشيعية ومقر تيار‬ ‫الحكمة عىل بعد حوايل ‪ 100‬كيلومرتا‬ ‫إىل الشامل من البرصة كام اقتحموا‬ ‫منزل القائم بأعامل رئيس املجلس‬ ‫املحيل‪.‬‬ ‫وقالت مصادر بالرشطة والجيش‬ ‫باملنطقة إن النريان نشبت يف مقر‬ ‫املحافظة‪ ،‬وأشارت إىل أنه مل يكن هناك‬ ‫محتجون قرب املبنى حينام اشتعل بعد‬ ‫ظهر أمس‪.‬‬ ‫وكان من املتوقع أن تجوب قوات األمن‬ ‫مبن فيهم أفراد من فرقة الرد الرسيع‬ ‫شوارع املدينة بأعداد كبرية الخميس‪.‬‬

‫لكن بحلول الليل كانت هناك أعداد‬ ‫ضئيلة بوسط املدينة ومل تكن تتدخل‬ ‫بوضوح ملنع ما يفعله املحتجون‪.‬‬ ‫وأعلن مسؤولو أمن البرصة حظر تجول‬ ‫اعتبارا من الساعة العارشة والنصف‬ ‫مساء (‪ 19:30‬بتوقيت غرينتش) أمال يف‬ ‫عودة الهدوء‪ .‬وكان من املقرر أصال بدء‬ ‫حظر التجوال الساعة الثالثة بعد الظهر‬ ‫لكن ذلك الحظر ألغي قبل دقائق من‬ ‫املوعد املقرر لرسيانه‪.‬‬ ‫وقال مسؤول أمني بالبرصة إن قوات‬ ‫األمن تسعى جاهدة للتعامل مع‬ ‫املظاهرات‪ .‬وقال «ما زلنا ننتظر أوامر‬ ‫من السلطات العليا بالدولة»‪.‬‬ ‫ال ثقة بالسياسيني‬ ‫ُ‬ ‫وأغلق ميناء أم قرص البحري الرئييس‬ ‫الذي يعد رشيانا مهام للواردات من‬ ‫الحبوب وغريها‪ .‬وقال موظفون بامليناء‬ ‫إن كل العمليات توقفت بعدما بدأ‬ ‫املحتجون مساء األربعاء يسدون‬ ‫املدخل الذي يبعد حوايل ‪ 60‬كيلومرتا‬ ‫عن البرصة‪ .‬ومل تتمكن الشاحنات وال‬ ‫العاملون من دخول املجمع أو الخروج‬ ‫منه‪.‬‬ ‫ومل تتأثر صادرات النفط التي يجري‬ ‫التعامل معها يف مرافئ بحرية‬ ‫باالضطرابات‪ .‬وتدر الصادرات من‬ ‫البرصة أكرث من ‪ 95‬يف املئة من دخل‬ ‫الدولة‪.‬‬ ‫تفجرت االضطرابات يف جنوب العراق‪،‬‬ ‫معقل األغلبية الشيعية‪ ،‬أول مرة يف‬ ‫يوليو‪/‬متوز مع تعبري املحتجني عن‬ ‫غضبهم من تداعي البنية التحتية‬

‫وانقطاع الكهرباء وتفيش الفساد‪.‬‬ ‫ويقول سكان يف البرصة‪ ،‬التي يعيش‬ ‫فيها أكرث من مليوين نسمة‪ ،‬إن إمدادات‬ ‫املياه أصبحت مالحة‪.‬‬ ‫وقال متحدث باسم وزارة الصحة يف‬ ‫مؤمتر صحفي يف بغداد إن ‪ 6280‬شخصا‬ ‫دخلوا املستشفيات يف اآلونة األخرية‬ ‫وهم يعانون من اإلسهال بسبب ملوحة‬ ‫املياه‪.‬‬ ‫وزاد الغضب يف وقت يواجه فيه الساسة‬ ‫صعوبة يف تشكيل حكومة جديدة بعد‬ ‫انتخابات برملانية غري حاسمة يف مايو‪/‬‬ ‫أيار‪ .‬ويشكو سكان الجنوب من عقود‬ ‫من اإلهامل يف املنطقة التي تنتج‬ ‫معظم ثروة العراق النفطية‪.‬‬ ‫وتحاول شخصيات سياسية بارزة‪،‬‬ ‫تشارك يف مفاوضات تشكيل الحكومة‬ ‫يف بغداد‪ ،‬التصدي لألزمة املتفاقمة‬ ‫وأدانت منافسني لها عىل تراخيهم‪.‬‬ ‫ودعا رجل الدين الشيعي مقتدى‬ ‫الصدر إىل جلسة استثنائية للربملان يبثها‬ ‫التلفزيون لبحث األزمة يف البرصة التي‬ ‫وصفها بأنها مدينة بال «ماء وال كهرباء‬ ‫وال كرامة»‪ .‬وجاءت كتلة الصدر يف‬ ‫املركز األول يف االنتخابات الربملانية التي‬ ‫أجريت يف مايو‪/‬أيار‪.‬‬ ‫والبرصة ثاين كربى مدن العراق ومعقل‬ ‫الصدر الذي يقدم نفسه عىل أنه‬ ‫مناهض للفساد وتحالف مع رئيس‬ ‫الوزراء حيدر العبادي‪ .‬وكان رد رئيس‬ ‫الوزراء أنه مستعد لحضور اجتامع‬ ‫للربملان مع الوزراء واملسؤولني املعنيني‬ ‫ملحاولة التوصل إىل حل‪.‬‬ ‫‪37‬‬

‫العدد ‪ 178‬السنة الرابعة عشر ( أيــلــول ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪38‬‬ ‫اعتدنا على أدوات أو‬ ‫نباتات أو حيوانات للزينة‪،‬‬ ‫والحمد هلل إننا أدركنا‬ ‫كائنات أخرى للزينة‬ ‫واإلكسسوارات التي‬ ‫ابتدعتها دول املنظومة‬ ‫األوربية الشرقية إبان‬ ‫الحكم االشرتاكي‪ ،‬وال‬ ‫أقول الشيوعي ألنهم‬ ‫جميعا لم يرتقو إىل‬ ‫تلك املرحلة حسبما جاء‬ ‫يف النظرية املاركسية‬ ‫اللينينية‪ ،‬بل وسقطوا‬ ‫قبل الوصول إليها بمئات‬ ‫السنني‪،‬‬ ‫كفاح محمود‬

‫فقد كانت ُتحكم من خالل‬ ‫قيادة حزب واحد للدولة تحت‬ ‫شعار دكتاتورية ذلك الحزب‪ ،‬الذي‬ ‫قرر انه لوحده ميثل الطبقات الكادحة‬ ‫وتحديدا العامل والفالحني وأحيانا‬ ‫بعض الربجوازيني‪ ،‬كام تفعل األحزاب‬ ‫الدينية اليوم يف احتكارها متثيل الرب‬ ‫والدين والحكم باسمه‪ ،‬وخالل سنوات‬ ‫من حكمهم بعد الحرب العاملية‬ ‫الثانية ابتدعوا أنواعا جديدة للزينة‬ ‫السياسية‪ ،‬بعد أن أصبحت الوسائل‬ ‫األخرى مكروهة كونها برجوازية‬ ‫استهالكية‪ ،‬وغري منتجة يف بالد هوسها‬ ‫اإلنتاج‪ ،‬وكانت هذه الكائنات الجديدة‬ ‫أحزابا تم تصنيعها وتجميلها ليك تكون‬ ‫حليفة للحزب القائد‪ ،‬وميارس من‬ ‫خاللها مرسحياته الدميقراطية الشعبية‬ ‫يف االنتخابات واملجالس الربملانية‬ ‫الكوميدية‪ ،‬وهذه األحزاب كانت للزينة‬ ‫فقط ليس إال‪ ،‬وقد استخدمت الحقا‬ ‫عىل طريقة املجلس الوطني أيام حزب‬ ‫القائد الرضورة يف العراق‪ ،‬واللجان‬ ‫الشعبية أيام ملك ملوك افريقيا يف ليبيا‬ ‫العظمى‪.‬‬ ‫تجارب بعيدة‬ ‫أحزاب الزينة هذه انترشت انتشار‬ ‫النار يف الهشيم بني دول الجمهوريات‬ ‫الثورية والوراثية‪ ،‬وخاصة يف رشقنا‬ ‫األوسط الجاذب للتجارب بعيدة املدى‪،‬‬ ‫لتطبيقها عىل شعوب غالبيتها من األميني‬ ‫املشبعني بثقافة القطيع‪ ،‬وما تزال نسبة‬ ‫الفقر والبطالة تهشم طموحات أكرث‬ ‫من ثلثهم لحد اآلن‪ ،‬والثلثني اآلخرين‬ ‫منغمسني يف الوالءات الدينية واملذهبية‬

‫أحزاب الزينة‪ ..‬العراق أنموذجا!‬ ‫‪39‬‬

‫العدد ‪ 178‬السنة الرابعة عشر ( أيــلــول ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪40‬‬ ‫والقبلية واملناطقية‪ ،‬وال يهمهم سوى‬ ‫توظيف كل أتباعهم وتحويلهم إىل كتل‬ ‫من التنابلة واالتكاليني‪ ،‬وخري منوذج‬ ‫للدول التي متيزت بصناعة أحزاب الزينة‬ ‫بعد الدول األوربية الرشقية هو العراق‬ ‫الذي ما يزال يقف عىل رجل واحدة منذ‬ ‫مائة عام حتى اتكأ عىل ركبتيه ال قدميه!‬ ‫يف العراق نجح حزب البعث وفريق‬ ‫صدام حسني من تصنيع مجموعة أحزاب‪،‬‬ ‫تم استنساخها عىل طريقة النعجة دويل‬ ‫من عنارص اكتشف علامء البعث فيها‬ ‫استعدادات نفسية وجينية لالنحراف‪،‬‬ ‫ووجدت فيها من يدلها ويوفر لها تلك‬ ‫البيئة‪ ،‬وفعال تم تطويرها واستنساخ‬ ‫أعداد كبرية منها لتكون أحزابا للزينة‬ ‫واإلكسسوارات‪ ،‬وشهدنا بعد فشل‬ ‫تحالف البعث والدميقراطي الكوردستاين‬ ‫يف آذار ‪ 1970‬وإصدار قانون للحكم‬ ‫الذايت بشكل انفرادي ومحاولة فرضه عىل‬ ‫الدميقراطي‪ ،‬حيث أدت تلك الوصاية أو‬ ‫االحتواء‪ ،‬إىل عودة العمليات العسكرية‬ ‫إىل كوردستان وبتعاون وثيق بني ايران‬ ‫والعراق وتغطية مهمة من بعض الدول‬ ‫الكربى‪ ،‬ودفعت إىل تصنيع تلك األحزاب‬ ‫التي ستوافق عىل قانون البعث للحكم‬ ‫الذايت‪ ،‬وإيهام الرأي العام الداخيل‬ ‫والعاملي بأنهم دميقراطيون يعملون عىل‬ ‫تنفيذ اتفاقية آذار‪ ،‬لكن (الجيب العميل‬ ‫وهو زمرة صغرية متمردة عىل القانون‬ ‫رفضت إرادة شعبنا الكوردي يف شاملنا‬ ‫الحبيب)‪ ،‬كانت هذه أهم العبارات التي‬ ‫استخدمتها أجهزة دعاية وإعالم نظام‬ ‫الرئيس صدام حسني لتربير إعالن تصنيع‬ ‫الحزب الدميقراطي الكوردستاين والحزب‬

‫الثوري الكوردستاين وجبهة تحرير‬ ‫كوردستان‪ ،‬مبوديالت جديدة واستنساخ‬ ‫لبعض العنارص من تلك األحزاب وإعادة‬ ‫تدويرها لتكون بديال عن النسخة األصلية‬ ‫التي تحولت إىل متمردين وانفصاليني‬ ‫عىل توصيف أجهزة دعاية البعث ومن‬ ‫ورثها منهم من أحزاب السلطة اليوم‪،‬‬ ‫فبعد سنوات ليست طويلة من ذلك‬ ‫رأى منظروا تلك الحقبة بأنهم يحتاجون‬ ‫إىل توسيع الجبهة الوطنية والقومية‬ ‫فألحقت بهم مجاميع بذات املواصفات‬ ‫من عنارص شيوعية وتقدمية‪ ،‬بعد فك‬ ‫أو متزيق التحالف بني الشيوعي العراقي‬ ‫والبعث العراقي‪.‬‬ ‫مقاليد السلطة‬ ‫مع أواخر عقد السبعينيات وبتويل‬ ‫صدام حسني مقاليد السلطة برمتها‪،‬‬ ‫اتجهت عقارب ساعة النظام إىل‬ ‫مرحلة جديدة دشنها الرئيس صدام‬ ‫حسني بالحرب مع ايران‪ ،‬التي ابتلع‬ ‫فيها حزب البعث أو علس كام تقول‬ ‫الدارجة العراقية‪ ،‬تلك الكائنات‬ ‫السياسية املسخ تدريجيا‪ ،‬وانتفت‬ ‫الحاجة ألحزاب الزينة امللساء التي بدت‬ ‫أكرث رخاوة‪ ،‬ورمبا تبخرت تدريجيا أو‬ ‫اندمجت اندماجا قذافيا‪ ،‬بعد أن منح‬ ‫أعضائها نفس درجات الرفاق يف حزب‬ ‫األمة العربية املجيدة‪ ،‬حيث برزت مع‬ ‫املرحلة الجديدة أمور أكرث زينة وبهرجة‬ ‫للمشهد السيايس واالجتامعي العراقي‬ ‫من األحزاب‪ ،‬يف دولة االنتصار عىل‬ ‫(العدو الفاريس املجويس اإلمربيايل) إىل‬ ‫آخر قامئة التسميات التي أنتجتها دوائر‬ ‫الدعاية واإلعالم البعثي ضد معارضيه‪،‬‬

‫حتى وان كانوا مالئكة أو ممن يتغدون‬ ‫ويتعشون مع األنبياء والرسل‪ ،‬والتي‬ ‫ما زالت تستخدم بجدارة من تالميذ‬ ‫ومريدي القائد الرضورة حتى يومنا هذا‪.‬‬ ‫وليك تكتمل مشاهد الزينة خاصة‬ ‫بعد تبخر األحزاب املستنسخة‪ ،‬ابتكر‬ ‫الرفاق شعبة لشيوخ العشائر يف ديوان‬ ‫الرئاسة وتم تصنيف هؤالء الشيوخ إىل‬ ‫ثالث موديالت وهي شيوخ ألف وبعدها‬ ‫باء وآخرها جيم‪ ،‬وعرفوا حينها بشيوخ‬ ‫التسعني‪ ،‬ومل ينسو تزيني السنة العراقية‬ ‫فجعلوا معظم أيامها أعيادا ومناسبات‬ ‫مقاربة لعدد أيام السنة الكبيسة أو‬ ‫الحبيسة‪ ،‬لدرجة إن العراقي ال يستطيع‬ ‫حك رأسه من كرثة األعياد واملناسبات‪،‬‬ ‫فذاك يوم البيعة واآلخر للنخوة‪ ،‬وهناك‬ ‫للميالد والربيع والشجرة‪ ،‬وبقربه للبيعة‬ ‫والرشطة وبجانبه يوم األيام‪ ،‬وهكذا كان‬ ‫العراقيون يرقصون عىل أنغام وطن شد‬ ‫عىل األفق جناحا منذ مطلع الفجر وحتى‬ ‫الليل األخري من اليوم ذاته‪ ،‬لتستمر تلك‬ ‫األيام واألعياد بالتكاثر والتوالد حتى‬ ‫جاءت الحواسم يف نيسان ‪ 2003‬وانتهت‬ ‫حقبة مزينة بالدماء وأشالء الضحايا‪،‬‬ ‫وأنغام األكاذيب والشعارات الفارغة‬ ‫وعساكر البهرجة واالنكشاريات الشعبية‬ ‫واالدعاءات املزرية‪ ،‬التي ابتكرها نظام‬ ‫من أكرث نظم العامل دكتاتورية طيلة أكرث‬ ‫من ثالثني عاما عجاف‪.‬‬ ‫لألسف الشديد فان إسقاط الهيكل‬ ‫اإلداري لذلك النظام مل يسقط تلك‬ ‫الثقافة البائسة والرتبية املنحرفة ومل‬ ‫تسقط مع سقوط التجربة املريرة يف‬ ‫العالقات مع معطيات الحياة يف حقولها‬

‫املختلفة‪ ،‬يف عراق يتدحرج إىل األعىل‬ ‫تارة ويتسلق إىل الحضيض تارة أخرى‪،‬‬ ‫فعادت فريوساتها تنشط من جديد منذ‬ ‫األشهر األوىل لسقوط النظام‪ ،‬ليك تنمو‬ ‫يف ذات البيئة التي أنتجتها األحزاب‬ ‫التي ورثت الحكم بشكل مضطرد‬ ‫خارج أجواء املختربات هذه املرة‪،‬‬ ‫لتتميز بتفوقها أكرث من الجيل األوىل‬ ‫كونها تخرجت من أقبية مخابرات دول‬ ‫الجوار‪ ،‬وأضافت أليام العراقيني عطالت‬ ‫ومناسبات أفضلها حزين وأتعسها حائر‬ ‫باليوم الوطني للدولة العراقية‪ ،‬فقد‬ ‫عادت ماكينة تصنيع أحزاب الزينة ثانية‬ ‫إلنتاج موديالت أكرث حداثة وشيطنة‪،‬‬ ‫حيث تم تدجني أفرادها يف عواصم‬ ‫الدق والرقص عىل أنغام ذبح شعوب‬ ‫العراق وليبيا واليمن وسوريا ورسقة‬ ‫خزائنهم‪ ،‬سواء يف دول الجوار أو ما‬ ‫بعد الجوار‪ ،‬فامتألت مسارح ومعارض‬ ‫السياسة الجديدة يف العراق وتلك‬ ‫البلدان بأحزاب ال للزينة فحسب‪ ،‬وإمنا‬ ‫للتوحش والتقهقر والقباحة والرسقة‬ ‫واإلفساد‪ ،‬وغصت مدنها مبقرات أحزاب‬ ‫وأسامء أمناء عامني ومكاتب سياسية‬ ‫رنانة‪ ،‬تم تصنيعها وفربكتها إما يف ما‬ ‫تبقى من تنظيامت أحزاب السلطة‬ ‫السابقة‪ ،‬كالبعث ورجال مخابراته‬ ‫واستخباراته‪ ،‬ممن انقطعت بهم السبل‬ ‫بني الشعارات التي كانوا يتداولونها‬ ‫صباحا ومساءا‪ ،‬والنتيجة ما حصل لهم‬ ‫ولنظامهم خالل اقل من عرشة أيام‬ ‫لدولة تم بناؤها يف أكرث من ثالثني عاما‪،‬‬ ‫إضافة إىل ما أنتجته دهاليز مخابرات‬ ‫الدول الجارة والعزيزة‪ ،‬من موديالت‬

‫قد يكون من الصعب‬ ‫تنفيذ االمتثال لبعض‬ ‫العقوبات وربما يظل‬ ‫التجار المحليون سعداء‬ ‫بالتعامل مع نظرائهم‬ ‫اإليرانيين بسبب رخص‬ ‫أسعار السلع هناك‪.‬‬ ‫جديدة ومحدثة حيث أضافت لها قوات‬ ‫مسلحة عىل شكل ميليشيات تحكم‬ ‫باسم الرب ووكالئه عىل الكوكب‪ ،‬وبدال‬ ‫من حزب واحد لله أصبح لدينا عرشات‬ ‫األحزاب الربانية كلها تنطق باسمه‬ ‫وتنفذ رشيعته‪ ،‬وأصبح مبقدور أي إمام‬ ‫جامع يف قرية أن يفتي أو يرشعن قانونا‬ ‫واجتهادا يف الجهاد والنكاح‪ ،‬حتى غرقت‬ ‫البالد ببحر من الدماء والدموع‪.‬‬ ‫ومبالحظة رسيعة ملا يحدث اليوم يف‬ ‫العراق وبقية ما يسمى بالربيع العريب‪،‬‬ ‫وطيلة السنوات املاضية‪ ،‬ندرك انه نتاج‬ ‫تلك الفرتة املظلمة من تاريخ هذه‬ ‫البلدان وتربية أنظمتها لعدة أجيال‬ ‫من األهايل الذين ينفذون اليوم ما‬ ‫تعلموه خالل عرشات السنني‪ ،‬وشاهدوه‬ ‫وهم أطفال وفتية وشباب‪ ،‬ابتدءاَ من‬ ‫كرنفاالت اإلعدام التي كانت تنفذها‬ ‫األنظمة يف الشوارع والساحات العامة‪،‬‬ ‫وكيل االتهامات الكاذبة جزافا لكل من‬ ‫يعارضها‪ ،‬وانتهاء بتلك املشاهد البائسة‬ ‫والقاتلة من برنامج صور من املعركة‬ ‫الذي كان يبث يوميا ولثامين سنوات‬

‫متصلة يف العراق وليبيا يف حربها مع‬ ‫تشاد وسوريا يف احتاللها للبنان‪ ،‬وتظهر‬ ‫آالف الجثث املمزقة األشالء أو عمليات‬ ‫دفنها بالبلدوزرات عىل أنغام األناشيد‬ ‫الوطنية‪ ،‬إىل تسطيح عقول ووعي الناس‬ ‫بتصنيع أحزاب وجمعيات مام كانت‬ ‫تسميه باالتحادات والنقابات املهنية‬ ‫والفرق الفنية‪ ،‬التي ال هم لها وال غم‬ ‫إال التغني بالقائد الذي ال مثيل له يف‬ ‫الدنيا ورمبا لو بقوا عدة سنوات أخرى‬ ‫لقالوا انه متعهد اآلخرة أيضا‪.‬‬ ‫تنوع عرقي‬ ‫إن فشل تبلور مفهوم املواطنة خاصة‬ ‫يف الدول ذات التنوع العرقي والقومي‬ ‫والديني‪ ،‬يعود باألساس إىل الطبيعة‬ ‫القبلية لهذه املجتمعات‪ ،‬وفشل أنظمتها‬ ‫السياسية بفصل الدين عن السياسة بل‬ ‫عن الحكم برمته‪ ،‬وإبعاد فلسفته عن‬ ‫التعليم بكل مراحله‪ ،‬إال ما يؤكد وجوده‬ ‫كمعتقد لإلفراد وجب احرتام خصوصيته‬ ‫يف حدود الخاصية الشخصية ليس إال‪ ،‬وما‬ ‫مل تنجح النخب السياسية والتكنوقراط‬ ‫من وضع دستور عرصي‪ ،‬يؤكد عىل‬ ‫تعريف مدين للمواطنة‪ ،‬تسود فيه لغة‬ ‫القانون واالنتامء الوطني فوق النظام‬ ‫القبيل والديني‪ ،‬ويرتقي عىل كل هذه‬ ‫االنتامءات‪ ،‬ويحظر أي تنظيم سيايس‬ ‫عىل أساس ديني أو مذهبي أو عنرصي‪،‬‬ ‫مبا يكفل حقوقا متساوية لكل اإلفراد‬ ‫مبختلف أعراقهم وقومياتهم وأديانهم‪،‬‬ ‫لن ينجح أي حزب أو مجموعة أحزاب‬ ‫يف إقامة نظام دميقراطي تسوده العدالة‬ ‫يف كل مناحي الحياة‪.‬‬

‫‪41‬‬

‫العدد ‪ 178‬السنة الرابعة عشر ( أيــلــول ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪42‬‬

‫العراقيون وااليرانيون‬

‫استطالع دولي‬

‫من اكثر شعوب العالم سلبية‬

‫فيلي ‪ /‬علي حسني علي‬

‫أصدرت مؤسسة “غالوب” تقري ًرا‬ ‫حول التجارب اليومية اإليجابية‬ ‫والسلبية لسكان العامل يف أكرث من ‪145‬‬ ‫دولة‪.‬‬ ‫ووف ًقا الستطالع للرأي‪ ،‬فإن الشعب‬ ‫اإليراين يعيش أسوأ التجارب اليومية‪،‬‬ ‫متساو ًيا مع النيجر واألرايض الفلسطينية‪،‬‬ ‫حيث تستند نتائج االستطالع إىل أكرث‬ ‫من ‪ 154‬مقابلة مع أشخاص إيرانيني‪.‬‬ ‫واستندت نتائج الدراسة االستقصائية‬ ‫ملؤرش الخربة اإليجابية يف العام ‪ 2017‬إىل‬ ‫املقابالت الهاتفية أو املقابالت املبارشة‬ ‫مع عينة كبرية من البالغني من العمر ‪15‬‬ ‫سنة وأكرث‪ ،‬وأجريت عىل مدار العام يف‬ ‫‪ 147‬دولة ومنطقة‪.‬‬ ‫وبالنسبة ملؤرش التجربة اإليجابية‪ ،‬كانت‬ ‫األسئلة املطروحة كام ييل‪“ :‬هل قضيت‬ ‫يومك باألمس دون الشعور بالتعب؟‪،‬‬ ‫هل تم التعامل معك بــاحــرام؟ هل‬ ‫ابتسمت كث ًريا أمس أو ضحكت كث ًريا؟‬ ‫هل تعلمت شي ًئا باألمس أو فعلت شي ًئا‬ ‫مث ًريا لالهتامم؟ هل استمتعت باألمس؟‬ ‫ولتحديد الوضع السلبي‪ ،‬سئل املشاركون‬ ‫ً‬ ‫أيضا عام إذا كانوا قد تعرضوا ألمل جسدي‬ ‫أو قلق أو حزن أو إجهاد أو غضب يف‬ ‫اليوم السابق‪.‬‬ ‫مؤرش التجربة السلبية‬ ‫وحــصــل شعب جمهورية أفريقيا‬

‫الوسطى‪ ،‬الذي يواجه حر ًبا أهلية‪ ،‬عىل‬ ‫‪ 61‬درجة من بني ‪ 146‬بلدًا‪ ،‬يليه العراق‬ ‫‪ 59‬درجة‪ ،‬وجنوب السودان ‪ 55‬درجة‪،‬‬ ‫وتشاد ‪ 54‬درجة‪ ،‬والدول الثالث هي‬ ‫إيران والنيجر واألرايض الفلسطينية ‪45‬‬ ‫درجة‪ ،‬أي أقل من النصف‪.‬‬ ‫من بني البلدان التي سجلت نتائج جيدة‬ ‫يف املؤرش السلبي‪ ،‬عىل التوايل‪ ،‬بيالروسيا‬ ‫وبلغاريا وجزيرة موريشيوس وهولندا‬ ‫ونيوزيلندا والسويد بأقل قدر من األمل‬ ‫واملعاناة والتجارب السلبية يف حياتهم‬ ‫اليومية‪.‬‬ ‫ويؤكد معهد غالوب عىل أن ترتيب‬ ‫املؤرش السلبي يف هذه البلدان ليس هو‬ ‫نفسه مع تصنيف املؤرش اإليجايب‪ ،‬وقد‬ ‫تم النظر يف استبيان هذين املؤرشين‬ ‫بشكل منفصل‪.‬‬ ‫مؤرش التجارب اإليجابية‬ ‫وأظهر استطالع الــرأي مؤرش التجربة‬ ‫اإليجابية‪ ،‬ففي باراغواي حصلوا عىل‬ ‫‪ 85‬درجة عن تجارب الحياة اليومية‬ ‫األكرث إيجابية يف العامل‪ ،‬تلتها كولومبيا‬ ‫والسلفادور وغواتيامال مع ‪ 82‬درجة‬ ‫وكندا ‪.81‬‬ ‫وكانت بــاراغــواي‪ ،‬وهــي دولــة يبلغ‬ ‫عدد سكانها ‪ 7‬ماليني نسمة يف أمريكا‬ ‫الجنوبية‪ ،‬يف قمة الجدول قبل عامني‪.‬‬ ‫التقرير الجديد‬

‫وكان أدىن مستوى من الخربة اإليجابية‬ ‫يف السنة املاضية يف تقرير غالوب من‬ ‫نصيب أفغانستان‪ ،‬والتي احتلت املرتبة‬ ‫رقم ‪ 48‬يف أسفل الجدول‪ ،‬فيام احتلت‬ ‫اليمن املرتبة ‪ ،49‬وتونس املرتبة ‪50‬‬ ‫وتركيا ‪.53‬‬ ‫ويشري االستطالع إىل أن وجود أفغانستان‬ ‫يف أسفل الجدول يشري إىل تدهور الوضع‬ ‫يف العام ‪ ،2017‬حيث شهدت البالد أكرث‬

‫التفجريات دموية يف السنوات األخرية‪.‬‬ ‫ويف املجموع‪ ،‬سأل غالوب من البالغني‬ ‫يف ‪ 147‬دولة يف عام ‪ 2017‬ما إذا كانت‬ ‫لديهم ‪ 5‬تجارب إيجابية خالل اليوم‬ ‫السابق لالنتخابات‪.‬‬ ‫وقــال ‪ 70٪‬عىل األقــل من املشاركني‬ ‫يف جميع أنحاء العامل إنهم استمتعوا‬ ‫بالكثري من املرح أو االبتسامة أو الضحك‬ ‫واالرتياح والتعامل باحرتام قبل يوم من‬

‫االنتخابات‪.‬‬ ‫لكن يف االستطالع ‪ ،‬قال ‪ 46٪‬فقط من‬ ‫الناس إنهم تعلموا شي ًئا مث ًريا لالهتامم‬ ‫خــال الــيــوم السابق لالنتخابات‪،‬‬ ‫ومعظمهم من إيران‪.‬‬ ‫ويف تقرير غالوب‪ ،‬كان اإليرانيون هم‬ ‫الشعب الذي ميارس تجارب سلبية أكرث‬ ‫من أي شعب آخرن‪ ،‬فيام أشار تقرير‬ ‫األمم املتحدة العام املايض إىل أن فنلندا‬

‫هي أسعد بلد يف العامل‪ ،‬وأن الشعب‬ ‫راض أكــر من فلسطني‬ ‫اإليـــراين غري ٍ‬ ‫ولبنان‪.‬‬ ‫وأرجع االستطالع حال الشعب اإليراين‬ ‫إىل “البطالة”‪ ،‬و”املشاكل االقتصادية”‪،‬‬ ‫حيث رصح عباس أخوندي وزير السكك‬ ‫الحديدية اإلي ـراين يف وقت سابق بأن‬ ‫البالد ترتاجع اجتامع ًيا ومل يعد املجتمع‬ ‫قاد ًرا عىل األمل واإلميان بالتحسن‪.‬‬ ‫‪43‬‬

‫العدد ‪ 178‬السنة الرابعة عشر ( أيــلــول ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪44‬‬

‫بعد خراب البصرة‬

‫«بعد خراب البرصة»‪..‬‬ ‫الشهداء والجرحى‪ ..‬الحكومة‬ ‫وتشكيلها‪ ..‬واملاء والكهرباء‬ ‫والبطالة‪« .‬بعد خراب البرصة»‪،‬‬ ‫اي فات االوان‪ ..‬فال يشء سيتسنى‬ ‫اصالحه‪ ..‬واذا مل تصلح البرصة فلن‬ ‫تصلح بقية االوضاع‪ .‬فها نحن نؤجل‬ ‫جلسة مجلس النواب التي مل يحرضها‬ ‫سوى ‪ 84‬نائباً اىل ‪ ..9/17‬فلسنا‬ ‫يف عجلة من تشكيل حكومة‪ ،‬اية‬ ‫حكومة‪ ..‬فكيف إن اردنا الكالم عن‬ ‫حكومة ناجحة ومجلس نواب فاعل‬ ‫ودولة راشدة ومجتمع منتج؟؟‪ .‬مع‬ ‫استمرار التظاهرات‪ ،‬واملزيد من‬ ‫الشهداء والجرحى بدون وجه حق‪..‬‬ ‫ويزداد الفساد والبطالة والحرائق‬ ‫والبطالة واالعتداءات‪ ،‬وتردي املياه‬ ‫والكهرباء‪ ،‬ومتلصنا جميعاً من هذه‬ ‫النتائج‪ ،‬لرنمي مسؤولياتها عىل‬ ‫االخرين‪ .‬وهي حالة يستغلها اعداء‬ ‫البالد الداخليني والخارجيني ليصبوا‬ ‫املزيد من الزيت عىل النار‪.‬‬ ‫قرأت الحد االخوة الثاقبي النظر‪،‬‬ ‫الصادقي التعبري‪ ،‬ممن ميارس عمله‬ ‫يف اخطر الواجبات واملناطق‪ ،‬وهو‬ ‫من سكنة البرصة الفيحاء كالماً معرباً‬

‫عن حالة محافظته وبلده‪ ،‬والكتل‪،‬‬ ‫والدولة‪ ،‬واملجتمع‪ ..‬وساخترصه –‬ ‫معتذراً‪ -‬بترصف بسيط‪.‬‬ ‫[«قصة من تراث «الحيانية»‪،‬‬ ‫الحي البرصي الفقري املعروف‪ .‬كان‬ ‫النشال‪ ،‬او «اللويت»‪ ،‬قبل التسعينات‬ ‫يخرج عىل باب الشيطان لطلب‬ ‫رزقه‪ .‬فيزج بنفسه بازدحام السوق‪،‬‬ ‫والباص ليمد يده باسلوب فني‬ ‫ناعم ورائع بنفس الوقت‪ ،‬يف جيوب‬ ‫من يسمونه «النشالة» بـ»الزوج»‬ ‫او «املغفل»‪ .‬فاذا احس االخري‬ ‫بالعملية‪ ،‬ميسك بالنشال‪ ،‬ويصيح‬ ‫حرامي‪ ،‬فتنهال اللكامت عىل‬ ‫النشال ويستسلم‪ ،‬ويتمنى تركه‪،‬‬ ‫حتى ال يسلم لالجهزة االمنية والتي‬ ‫كان فيها بعض الرشفاء آنذاك‪..‬‬ ‫فيرتك الرضب عالمات فارقة عىل‬ ‫وجوه «النشالة»‪ ،‬بعضها دائم‪،‬‬ ‫تجعل وجوههم مشبوهة‪ ،‬فتؤثر‬ ‫عىل عملهم مستقب ًال‪ ،‬وبعضها‬ ‫وقتي‪ ،‬فيسرتاح «النشال» ليعود‬ ‫لعمله الحقاً‪.‬‬ ‫التسعينات‪،‬‬ ‫منتصف‬ ‫بعد‬ ‫ومعاناتهم الطويلة مع الرضب‬ ‫وشحة االموال ابتدعوا فكرة‬

‫عادل عبداملهدي‬

‫جديدة‪ ،‬وال اعرف صاحب براءة‬ ‫االخرتاع هذه‪ .‬ولعله اصبح يحىض‬ ‫باحرتام بني «النشالني»‪ ،‬او احتسبوا‬ ‫له «نسبة» من عملياتهم‪ ،‬عىل‬ ‫اساس ما يحسب عىل مستخدمي‬ ‫«املسنجر»‪ .‬ملخص الفكرة نزول‬ ‫مجموعة من النشالني بدل الواحد‪،‬‬

‫فيختلقون اجواء مزدحمة او‬ ‫يضيفون ازدحاماً لالزدحام اص ًال‪.‬‬ ‫فيسهل انتشال «الزوج» املستهدف‪.‬‬ ‫فان اكتشف املستهدف األمر‪ ،‬وقام‬ ‫بامساك صاحبهم‪ ،‬فإنهم يخلقون‬ ‫جواً من الفوىض ليهرب صاحبهم‪..‬‬ ‫وتطور امرهم‪ ،‬وبدأوا –إن اكتُشف‬ ‫امر صاحبهم‪ -‬باالدعاء عىل «الزوج»‬ ‫مبحاولة الرسقة‪ ،‬فيجتمعون عىل‬ ‫املسكني بالرضب‪ .‬ومبا ان الغلبة‬ ‫للجامعة‪ ،‬فالناس تصدق النها ترى‬ ‫مجموعة من الناس ترضب «نشال»‪،‬‬

‫وعىل اثر هذا االبداع املبتكر‪ ،‬بدأنا‬ ‫نرى وجوه النشالني تحسنت‪،‬‬ ‫ومالمحهم غري التي كانت قبل‬ ‫منتصف التسعينات‪.‬‬ ‫شاهد قصتنا‪ ،‬ان هؤالء السياسيني‬ ‫عملهم تطور جداً‪ .‬ومتكنوا من خلق‬ ‫اجواء اجتامعية تنحاز لصالحهم‪،‬‬ ‫واشرتوا إعالماً يصد الشبهات‬ ‫ضدهم‪ ،‬وتسقط خصومهم‪ ،‬فافسدوا‬ ‫كل يشء‪ .‬فلم يفسدوا السياسة او‬ ‫االدارة فحسب‪ ،‬بل افسدوا عقل‬ ‫املجتمع‪ ،‬ورضبوا وعيه‪ ،‬ووجهوه‬

‫لحيث يريدون‪ ،‬فاصبح مجتمعنا‬ ‫ال مييز الناقة عن الجمل‪ ،‬او يصيل‬ ‫صالة الجمعة يف االربعاء»]‪ .‬انتهى‬ ‫وقصة الناقة يرويها «املسعودي» يف‬ ‫«مروج الذهب»‪( ..‬أن رج ًال من اهل‬ ‫الكوفة دخل عىل بعري له اىل دمشق‬ ‫يف حال منرصفهم عن «صفني»‪،‬‬ ‫فتعلق به رجل من دمشق فقال‪:‬‬ ‫هذه ناقتي أخذت مني بـ»صفني»‪،‬‬ ‫فارتفع امرهام اىل معاوية‪ ،‬واقام‬ ‫الدمشقي خمسني رج ًال بينة‬ ‫يشهدون أنها ناقته‪ ،‬فقىض معاوية‬ ‫عىل الكويف وأمره بتسليم البعري‬ ‫إليه‪ ،‬فقال الكويف‪ :‬اصلحك الله انه‬ ‫جمل وليس بناقة‪ ،‬فقال معاوية‪،‬‬ ‫هذا حكم قد مىض‪ ،‬ودس اىل الكويف‬ ‫بعد تفرقهم فأحرضه وسأله عن‬ ‫مثن بعريه‪ ،‬فدفع اليه ضعفه‪ ،‬وبره‬ ‫واحسن اليه‪ ،‬وقال له‪ :‬أبلغ علياً أين‬ ‫أقابله مبائة الف ما فيهم من يفرق‬ ‫بني الناقة والجمل‪ .‬ويضيف‪ :‬ولقد‬ ‫بلغ امرهم يف طاعتهم له ان صىل‬ ‫بهم عند مسريهم اىل «صفني» صالة‬ ‫الجمعة يف يوم االربعاء‪ ،‬وأعاروه‬ ‫رؤوسهم عند القتال وحملوه بها‪،‬‬ ‫وركنوا اىل قول عمرو بن العاص‪:‬‬ ‫إن علياً هو الذي قتل عامر بن‬ ‫يارس حني اخرجه لنرصته‪ ،‬ثم ارتقى‬ ‫بهم األمر يف طاعته‪ ،‬اىل أن جعلوا‬ ‫لعن عيل سنة‪ ،‬ينشأ عليها الصغري‪..‬‬ ‫ويهلك عليها الكبري)‪.‬‬ ‫‪45‬‬

‫العدد ‪ 178‬السنة الرابعة عشر ( أيــلــول ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪46‬‬

‫شيء إسمه التيار الثالث‬ ‫هادي جلو مرعي‬

‫حكم التيار اإلسالمي وماتفرع عنه‬ ‫من قوى وتنظيامت البالد‪ ،‬وكأن طرفا‬ ‫الحكم واملعارضة سواء أكان اإلسالميون‪،‬‬ ‫أو القوى غري الدينية التي مانعتهم‪،‬‬ ‫وإحتجت عليهم نزال من رحم املنظومة‬ ‫التي نتجت وكربت بعد العام ‪ 2003‬وإن‬ ‫كان لبعضها وجود قبل ذلك التاريخ‪،‬‬ ‫لكن هذه القوى هي التي حكمت‪ ،‬ومل‬ ‫تسمح لغريها بتصدر املشهد‪ ،‬وصار من‬ ‫النادر ان ينربي تيار جديد قوامه فكر‬ ‫محيل ووجوده شبايب خالص توهج بعد‬ ‫‪ 2003‬الصلة له بالقوى الدينية والاملدنية‬ ‫واليرتضيها ليكون ضمن معادلة التغيري‪.‬‬ ‫يبدو إن البعض من املثقفني صارت لديه‬ ‫رغبة مختلفة‪ ،‬ونضج اىل درجة التمرد‪،‬‬ ‫وإعالن الذات مهاجام اإلسالميني واملدنيني‬ ‫عىل السواء‪ ،‬وطارحا رؤية جديدة لكنه‬ ‫من املؤكد انه سيكون ضمن دائرة‬ ‫التهديد والقمع‪ .‬فالظروف الراهنة خاصة‪،‬‬ ‫والضامنات فيها لبناء منظومة سياسية‬ ‫جديدة يف ظل رصاع دويل وإقليمي يحتم‬ ‫بقاء القوى التقليدية املوزعة بوالءاتها‪ .‬إذ‬ ‫ليس ممكنا أن يكون هوالء الشبان ( تربية‬ ‫الداخل) ضمن دائرة التأثري الخارجي‪ ،‬بل‬

‫هم متهمون مع كل نازلة بالوقوف وراء‬ ‫عمليات تخريب البالد‪ ،‬وإنهم ممولون من‬ ‫الخارج‪.‬‬ ‫يف أدبيات التيار الثالث ( الالإسالمي‬ ‫الالمدين) فإن اإلتهامات التي وجهت‬ ‫ألعضائه إنهم إرهابيون ومندسون هي‬ ‫إتهامات باطلة‪ ،‬فهو تيار وطني مستقل‬ ‫خرج من رحم معاناة الشعب‪ ،‬وجاءت‬ ‫تسميته (بالثالث) لوجود (التيار اإلسالمي)‬ ‫الذي حكم العراق منذ ‪ 2003‬واآلخر‬ ‫(املدين) املتخبط يف ذاته‪ ،‬وليس لديه‬ ‫قيادة فعلية‪.‬‬ ‫وهم ويؤكدون أنهم ال ينتمون ألي تنظيم‬ ‫إسالمي‪ ،‬أو مدين‪ ،‬أو لجهة ما داخلية‬ ‫كانت‪ ،‬أم خارجية ‪ .‬وليس لديهم دعم‬ ‫مادي كام يدعي البعض‪ ،‬ودعمهم متمثل‬ ‫بإشرتاكات شهرية من قبل األعضاء‪ ،‬وإنبثق‬ ‫هذا التجمع من الشباب الواعي يف الشارع‬ ‫العراقي‪.‬‬ ‫يدعو التيار الثالث اىل الوحدة ورفض‬ ‫تقسيم البالد‪ ،‬ونبذ التفرقة العنرصية‪،‬‬ ‫وإزدراء اآلخر‪ ،‬والتمييز‪ ،‬والتدخل‬ ‫األجنبي بالشأن العراقي وتوفري الخدمات‬ ‫للمواطنني وفرص العمل املتكافئة‪.‬‬

‫‪47‬‬

‫العدد ‪ 178‬السنة الرابعة عشر ( أيــلــول ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪48‬‬

‫اكاديمي عراقي يتحول لداعية‬ ‫محرض بماذا كلفه البغدادي؟‬

‫قد يكون أكرب مسؤولي‬ ‫تنظيم داعش اإلرهابي‬ ‫ممّن ألقت القبض عليهم‬ ‫القوات األمنية العراقية‪،‬‬ ‫وهو حتما من أهم قيادات‬ ‫التنظيم اإلرهابي‪ ،‬فرغم أن‬ ‫الرجل ينتمي للهيئة األعلى‬ ‫يف جسم التنظيم والتي‬ ‫تسمى «مجلس املفوضة»‬ ‫لكن أهميته تكمن أنه أحد‬ ‫الذين يشكلون فكر التنظيم‬ ‫والقائمني على إيديولوجيته‬ ‫ليس تنظريا فحسب بل‬ ‫عمليا عن طريق املهام‬ ‫واألعمال التي قام بها داخل‬ ‫التنظيم اإلرهابي‪.‬‬

‫فيلي ‪ /‬سندس مريزا‬

‫يكنى داخل التنظيم «أبو زيد‬ ‫العراقي» هو إسامعيل علوان‬ ‫سلامن العيثاوي أو دكتور إسامعيل‪،‬‬ ‫يف السابعة واألربعني من العمر؛ يحمل‬ ‫شهادة الدكتوراه يف العلوم اإلسالمية من‬ ‫الجامعة التي كانت تسمى قبل العام‬ ‫‪ 2003‬بجامعة صدام للعلوم اإلسالمية‪،‬‬ ‫والتي عمل فيها لسنوات طوال كتدرييس؛‬ ‫استطعنا أن نحصل عىل موافقة قايض‬ ‫التحقيق املختص بقضايا اإلرهاب يف‬ ‫استئناف بغداد الكرخ لحضور التحقيق‬ ‫معه واإلطالع عىل إفادته واإلنفراد بحوار‬ ‫معه‪.‬‬ ‫حرضنا عند قايض التحقيق قبل وصول‬ ‫«العيثاوي» لإلطالع عىل إفادته قبل‬ ‫إجراء الحوار معه وبعدها أدخله أفراد‬ ‫من القوات األمنية عىل غرفة القايض بعد‬ ‫أن استأذنوه‪ ،‬كان قصري القامة نحيف‬ ‫الجسد؛ وعندما أكمل قايض التحقيق‬ ‫أعامله وأتاح لنا محاورته اكتشفنا أنه ال‬ ‫يتحدث إال باللغة الفصيحة عىل طريقة‬ ‫البيانات التي يذيعها التنظيم‪.‬‬ ‫قال إسامعيل العيثاوي «بدأت عالقتي‬ ‫بالجامعات املسلحة عقب سقوط النظام‬ ‫السابق يف العام ‪ 2003‬عندما تشكلت‬ ‫هذه الجامعات مبنطقتي البو عيثة‬ ‫وعرب جبور والتي جمعها «الدكتور‬ ‫فتحي الجبوري» وكانت تسمى «كتيبة‬ ‫فتحي الجبوري» وتضم عدة مجاميع‬

‫صغرية بعد أن كان كل منها يعمل‬ ‫لوحده»‪.‬‬ ‫وعن دوره يف كتيبة الجبوري‪ ،‬أوضح‬ ‫العيثاوي «كان عميل يف هذه املجاميع‬ ‫هو التوجيه الرشعي والفتاوى التي‬ ‫تساعد وتحرض عىل مقاتلة القوات‬ ‫األمنية العراقية والقوات األمريكية‪،‬‬ ‫وكنت يف الوقت ذاته إمام جامع الغفران‬ ‫الذي شيده أحد أقربايئ وكنت ألقي‬ ‫خطبة الجمعة والجامعة فيه والتي‬ ‫كانت ترتكز عىل األغلب يف دعوة األهايل‬ ‫إىل االنضامم إىل املجاميع املسلحة»‪.‬‬ ‫وأضاف «مل تبق كتيبة الجبوري لوحدها‬ ‫يف منطقتي عرب جبور والبو عيثة بل‬ ‫ظهرت مجاميع أخرى واتسعت هذه‬ ‫املجاميع مبناطق جنوب العاصمة ورغم‬ ‫محاوالت فتحي الجبوري ضمها لكتيبته‬ ‫إال أن عددا كبريا منها رفض ذلك وتسببت‬ ‫الخالفات بينهم إىل الصدامات املسلحة‬ ‫وصار أمر الجامعات مكشوفا بشكل غري‬ ‫مسبوق مام تسبب باستهدافها وبرضبة‬ ‫جوية قتل فيها عدد كبري من أفراد‬ ‫الكتيبة مبن فيهم زعيمها الجبوري»‪.‬‬ ‫و أكمل العيثاوي «عقب مقتل الجبوري‬ ‫توىل أبو جراح العراقي زعامة الكتيبة‬ ‫ونصبني (رشعي الكتيبة) وأستطاع أبو‬ ‫جراح تشكيل عدة مفارز تقوم بعمليات‬ ‫مسلحة ضد القوات االمنية العراقية‬ ‫يف اغلب مناطق جنوب العاصمة وكان‬

‫‪49‬‬

‫العدد ‪ 178‬السنة الرابعة عشر ( أيــلــول ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪50‬‬ ‫املسؤول عن هذه املفارز ابو محمد‬ ‫الجنويب»‪.‬‬ ‫وأوضح «مطلع العام ‪ 2006‬وبدخول‬ ‫أفراد من جنسيات مختلفة للمناطق‬ ‫التي كنا نعمل فيها وبعد عدة اجتامعات‬ ‫اتفقت املجاميع مبختلف أسامئها تحت‬ ‫عنوان واحد وهو «تنظيم القاعدة»‬ ‫وبعدها تنظيم دولة العراق اإلسالمية‬ ‫الذي ارتبط بتنظيم واسع وصار العمل‬ ‫اكرث تنظيام عرب تشكيل مفارز ال ترتبط‬ ‫كل منها باألخرى إال أنها تتلقى أوامرها‬ ‫من جهات واحدة رغم عدم معرفة‬ ‫كل مفرزة مبن هو أعىل ممن تتصل به‬ ‫مبارشة فقط»‪.‬‬ ‫وبعد ذلك –يوضح العيثاوي‪ -‬تم تشكيل‬ ‫الواليات والكتائب والقواطع ؛ حيث تم‬ ‫تقسيم كل مدينة اىل واليات عدة تتحرك‬ ‫فيها كتيبة تتكون من قواطع محددة‬ ‫ويتكون كل قاطع من عدة مفارز‪ ،‬وال‬ ‫تقترص املفارز عىل االعامل املسلحة فقط‬ ‫بل هنالك مفارز تختص بالدعم واالعامل‬ ‫املساندة بأشكالها املختلفة‪.‬‬ ‫يكمل العيثاوي «مل أكن أشرتك شخصيا‬ ‫بالعمليات العسكرية بل كان دوري‬ ‫يقترص عىل حث الشباب لالنضامم‬ ‫للتنظيم وتقديم الرؤى الرشعية مبا‬ ‫يتعلق بأعامل والية جنوب بغداد وكل‬ ‫ما يرتبط بتهجري العائالت من هذه‬ ‫االحياء والسيطرة عىل مباين تابعة للدولة‬ ‫وتحويلها إىل مضافات ومعسكرات‬ ‫والتنسيق مع الواليات االخرى للحصول‬ ‫عىل االسلحة واستقبال املقاتلني من‬

‫تم تقسيم كل مدينة‬ ‫الى واليات عدة تتحرك‬ ‫فيها كتيبة تتكون‬ ‫من قواطع محددة‬ ‫ويتكون كل قاطع من‬ ‫عدة مفارز‪ ،‬وال تقتصر‬ ‫المفارز على االعمال‬ ‫المسلحة فقط بل‬ ‫المساندة بأشكالها‬ ‫المختلفة‪.‬‬ ‫املحافظات األخرى»‪.‬‬ ‫ويسرتسل العيثاوي «يف العام ‪2008‬‬ ‫صدر أمر بنقيل إىل والية صالح الدين‪،‬‬ ‫وعندما انتقلت إىل داخل العاصمة‬ ‫بغداد وتحديدا مبنطقة املنصور من أجل‬ ‫الذهاب لصالح الدين داهمت قوات‬ ‫أمريكية البيت الذي كان أحد املضافات‬ ‫التابعة للتنظيم واعتقلتني وأتضح بعد‬ ‫ذلك أن القوات األمريكية كانت تتبع‬ ‫تحركايت»‪.‬‬ ‫وأكمل «قضيت خمس سنوات يف‬ ‫السجن‪ ،‬ومبنتصف العام ‪ 2013‬أفرج‬ ‫عني‪ ،‬وفور خروجي من السجن انتقلت‬ ‫إىل محافظة نينوى وهناك اتصلت بـ»أيب‬ ‫تراب» وهو أحد القيادات املتقدمة يف‬ ‫التنظيم وانتقلت اىل محافظة االنبار‬ ‫ومنها إىل سوريا التي كان التنظيم‬ ‫يسيطر يف ذاك الوقت عىل أجزاء كبرية‬ ‫منها إىل أن وصلت إىل مدينة الرقة»‪.‬‬ ‫يف الرقة‪ ،‬يقول العيثاوي «التقيت‬ ‫باملسؤول االداري لوالياتها (أبو حمزة‬

‫رياضيات) وكان ال يعرفني ومل أجد‬ ‫من يعرفني فاضطررت لتعريفه بنفيس‬ ‫وبدوري السابق يف التنظيم إال أنه مل‬ ‫يقدر ذلك وطالبني بإعالن البيعة لزعيم‬ ‫التنظيم ابو بكر البغدادي‪ ،‬وهذا ما‬ ‫فعلته»‪.‬‬ ‫كلفت يف الرقة بالعمل يف احد املضافات‬ ‫بإلقاء التعاليم الدينية إىل أن جاء يف‬ ‫أحد االيام عدد كبري من مقاتيل وقيادات‬ ‫التنظيم اىل الرقة وكانت أعدادهم‬ ‫تتجاوز الخمسامئة ومل اكن أعرف سبب‬ ‫التجمع حتى رأيت موكبا كبريا من‬ ‫السيارات دخل املدينة وكان يقل ابو‬ ‫بكر البغدادي الذي اعتىل الجمع وصار‬ ‫يخاطبهم وتركزت كلمته عىل رضورة‬ ‫الصمود وعدم التفريط باملدن التي‬ ‫سيطر عليها التنظيم بأي مثن»‪.‬‬ ‫يف الوقت هذا ‪-‬يكشف العيثاوي ـــ‬ ‫بحثت عمن يوصلني للبغدادي ومل‬ ‫أحظ إال بلقاء «ابو خالد السوري» وهو‬ ‫مسؤول العالقات العشائرية يف التنظيم‬ ‫وبعد التواصل معه عينت مسؤول مكتب‬ ‫العالقات العشائرية مبنطقة « الشدادي‬ ‫السورية « وهو عمل يتعلق بتنسيق‬ ‫العالقة بني التنظيم وبني العشائر التي‬ ‫كان التنظيم يوليها أهمية كبرية»‪.‬‬ ‫استطعت عن طريق تواصيل مع بعض‬ ‫قيادات التنظيم أن أحظى باهتاممهم‬ ‫بعد أن عرفوا قدريت العلمية فنقلت‬ ‫للتدريس مبعهد « مالك بن أنس «‬ ‫وهو مركز درايس أسسه التنظيم إللقاء‬ ‫املحارضات للنخبة من قياداته وعن‬ ‫طريقه ذاع صيتي داخل التنظيم فنقلت‬ ‫إىل أن أكون أحد أعضاء اللجنة التي‬

‫أسسها ابو بكر البغدادي لكتابة املناهج‬ ‫الدراسية يف املدن التي يسيطر عليها‬ ‫التنظيم»‪.‬‬ ‫ويوضح العيثاوي أن «عميل يف هذه‬ ‫اللجنة أتاح يل لقاء البغدادي الكرث من‬ ‫مرة حيث كان يجتمع بنا لالطالع عىل‬ ‫كتابة املناهج وعىل أثر هذا عينت احد‬ ‫أعضاء اللجنة «املفوضة» وهي أعىل‬ ‫تشكيل يف التنظيم وتتكون من أفراد‬ ‫عدة يرتبطون بزعيم التنظيم مبارشة»‪.‬‬ ‫مل يكن عميل يف «اللجنة املفوضة» يقترص‬ ‫عىل كتابة املناهج الدراسية فحسب بل‬ ‫كنت أمد التنظيم ببحوث تتعلق بالفكر‬ ‫العقائدي له‪ ،‬وهذا العمل تسبب يل‬ ‫مبشكالت مختلفة مع أكرث من جامعة‬ ‫داخل التنظيم كانت ال تتفق مع االفكار‬ ‫التي أطرحها ومنهم من كان يعدين ضاال‬ ‫ولست عىل فكر التنظيم األصيل»‪.‬‬ ‫وعن سبب الخالف الحاصل بينه وبني‬ ‫االخرين أجاب العيثاوي «اكتشفت‬ ‫عندما أصبحت ضمن اللجنة املفوضة‬ ‫أن التنظيم يفتقر إىل فكر منظم وواضح‬ ‫وكان كل من قياداته يتبنى توجها مغايرا‬ ‫عن اآلخر فعملت عىل طرح تصورات‬ ‫محددة من أجل االتفاق عليها بعد‬ ‫عرضها عىل زعيم التنظيم»‪.‬‬ ‫وأضاف أن «زعيم التنظيم ذاته مل يكن‬ ‫ميلك من القدرة العلمية التي تتيح له‬ ‫تصنيف االفكار والحكم عىل أيها أصوب‬ ‫وهذا ما شكل تحديا يل شخصيا تسبب‬ ‫يل بالكثري من املشاكل بعد أن وىش يب‬ ‫مجموعة من املقربني بالبغدادي ومنها‬ ‫أن املناهج الدراسية التي شاركت بكتابتها‬ ‫مل تكن عىل منهج التنظيم وكانت ذات‬

‫هرب مسؤول ديوان‬ ‫الزكاة بعد سرقته‬ ‫كل ما لديه من أموال‬ ‫والبالغة «‪»350000‬‬ ‫االف دوالر اميركي‪،‬‬ ‫وكان في هذه الجلسة‬ ‫قد طلب من المقربين‬ ‫منه أن يتولوا إدارة‬ ‫التنظيم بسبب تردي‬ ‫حالته الصحية‬ ‫مسحة أكادميية بسبب دراسايت الخاصة‬ ‫والبعيدة عن الفكر الديني للتنظيم مام‬ ‫تسبب برفض البغدادي لكل املناهج‬ ‫التي قمنا بكتابتها رغم أننا استغرقنا‬ ‫أشهراً يف إعدادها»‪.‬‬ ‫أكرب الخالفات التي أطاحت يب ـــ‬ ‫يكشف العيثاوي ـــ تتلخص بنقاش‬ ‫دار بحضور البغدادي عن مقرتح طرح‬ ‫وكنت من املوافقني عليه ويتضمن‬ ‫أخراج العائالت من املناطق التي تدور‬ ‫فيها املعارك يك ال يتعرضون للخطر مام‬ ‫يساهم بغضب الناس عىل التنظيم لعدم‬ ‫االعتناء بأمنهم‪ ،‬ورغم قناعة البغدادي‬ ‫بهذا املقرتح يف البدء إال أن مقربني منه‬ ‫ويف الجلسة ذاتها أخربوه أن هذا مقرتح‬ ‫«خونة» فعندما تخرج العائالت سيبقى‬ ‫مقاتلو التنظيم صيدا يسريا للقوات مام‬ ‫قلب رأيه وأمر بسجن كل من وافق عىل‬ ‫هذا املقرتح وكنت أنا منهم»‪.‬‬ ‫عرفت بعد ذلك أن البغدادي يشعر‬ ‫بخيبة أمل ممن حوله خاصة بعد‬

‫أن هرب مسؤول ديوان الزكاة بعد‬ ‫رسقته كل ما لديه من أموال والبالغة‬ ‫«‪ »350000‬االف دوالر امرييك‪ ،‬وكان يف‬ ‫هذه الجلسة قد طلب من املقربني منه‬ ‫أن يتولوا إدارة التنظيم بسبب تردي‬ ‫حالته الصحية ‪.‬‬ ‫و يف جوابه عن رأيه بأيب بكر البغدادي‬ ‫ذكر ــ العيثاوي ــ «مل يكن البغدادي‬ ‫مؤهال لزعامة التنظيم أو للقيام بدور‬ ‫« الخليفة» وأما وصوله لهذا املوقع‬ ‫جاء بالصدفة التي استثمرها فبعد‬ ‫مقتل زعيم التنظيم السابق « أبو عمر‬ ‫البغدادي « الذي كان ابو بكر البغدادي‬ ‫قريبا منه أتاح له اقتناص املوقع االول يف‬ ‫التنظيم بهذا الطريقة وليس عرب كفاءته‬ ‫ومؤهالته‪.‬‬ ‫ويكمل «قضيت عدة أشهر يف السجن‬ ‫التابع للتنظيم وبسبب اضطراب أوضاع‬ ‫التنظيم بسبب خسارته ألغلب املدن‬ ‫التي يسيطر عليها يف سوريا والعراق‬ ‫فتح السجن وأفرج عن جميع من فيه‬ ‫ولشعوري بعدم جدوى العودة له‬ ‫نجحت للخروج من سوريا باتجاه تركيا‬ ‫وهناك تم إلقاء القبض عيل بسبب عدم‬ ‫امتاليك أوراقا رسمية وتم تسفريي إىل‬ ‫العراق ومبجرد وصويل ملطار بغداد ألقت‬ ‫القوات االمنية العراقية القبض عيل‪.‬‬ ‫من جانبه أكد قايض التحقيق املختص‬ ‫بقضايا االرهاب باستئناف بغداد الكرخ‬ ‫أن إسامعيل العيثاوي ما زال يخضع‬ ‫للتحقيقات وسينقل بعد ذلك اىل‬ ‫املحكمة املختصة لينال جزاءه العادل‬ ‫وفق القوانني العراقية‪.‬‬

‫‪51‬‬

‫العدد ‪ 178‬السنة الرابعة عشر ( أيــلــول ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪52‬‬

‫راقصات عراقيات شابات يتحدين التهديد والوعيد‬ ‫فيلي ‪ /‬مروان جمال‬

‫راقصات عراقيات شابات‬ ‫يتحدين التهديد والوعيد‬ ‫مدرسة املوسيقى والباليه‬ ‫العراقية تتحدى ظروف العراق‬ ‫الصعبة وتياراته املتشددة وتواصل‬ ‫رسالتها الفنية عىل مدى عقود‪ ،‬ما‬ ‫طبيعة الصعوبات‪ ،‬السيام التي تواجه‬ ‫الطالبات وكيف تتم مواجهتها من‬ ‫خالل دعم العائلة وإدارة املدرسة؟‬ ‫أجيال وأجيال تخرجوا من مدرسة‬ ‫املوسيقى والباليه يف بغداد التابعة‬ ‫لوزارة الثقافة العراقية‪ -‬دائرة الفنون‬ ‫املوسيقية التي تأسست منذ عام ‪،1969‬‬ ‫البعض من خريجيها أصبح مدربا بذات‬ ‫املدرسة‪ ،‬كام عارصت وواجهت عدة‬ ‫أزمات وظروف صعبة كادت تؤدي إىل‬ ‫إغالقها لكنها مستمرة بالعطاء إىل يومنا‬ ‫هذا بفضل إرادة إدارتها ودعم الكثريين‬ ‫لها وأن كانت اإلمكانيات محدودة‪.‬‬ ‫إىل جانب قسم املوسيقى يحظى رقص‬ ‫الباليه بأهمية كبرية يف املدرسة التي‬ ‫تحاول دعم وتوفري كل ما ميكن للراقصني‬ ‫رغم الصعوبات التي تواجههم يف مجتمع‬ ‫تسوده العادات والتقاليد املحافظة‪.‬‬ ‫قلة الدعم والتخوف من املجتمع‬ ‫راقصة الباليه‪ ،‬بلسم أحمد‪ ،‬ذات ‪16‬‬ ‫عاما‪ ،‬تقول «تحقق حلمي عندما‬ ‫دخلت مدرسة املوسيقى والباليه فهي‬ ‫أعطتني كل يشء‪ ،‬لكن املدرسة بحاجة‬ ‫إىل دعم كبري لتستطيع مواكبة الحداثة‬ ‫والتطور»‪ .‬وعن ظروف الرقص تقول‬ ‫بلسم‪« :‬الفساتني واألحذية جميعها‬

‫من املدرسة لكن أغلبها ليست جديدة‬ ‫بل هي نفسها قبل نحو أربع سنوات‬ ‫و نحن الطالب مبساعدة مدربينا نقوم‬ ‫بتجديدها بإضافة اللمسات املميزة‬ ‫إما عن طريق الرشاء عىل حسابنا أو‬ ‫بالخياطة‪ ،‬كام إننا بحاجة إىل ساعات‬ ‫تدريب طويلة وهذا غري متوفر لقلة‬ ‫الصفوف مع زيادة أعداد الطلبة»‪.‬‬ ‫منذ صغرها‪ ،‬تشاهد بلسم مقاطع‬ ‫فيديوهات رقصات الباليه وتحاول‬ ‫تقليدها‪ ،‬وعىل ضوء ذلك شجعها والدها‬ ‫عىل دخول مدرسة املوسيقى والباليه إىل‬ ‫جانب أختها عازفة آلة «الجوزة» وأخيها‬ ‫راقص الباليه‪ .‬وعن الصعوبات التي‬ ‫واجهتها يف البداية تقول بلسم‪« :‬النظرة‬ ‫إىل األنثى ليست كالذكر يف املجتمعات‬ ‫املحافظة فام بالك بشابة قررت أن‬ ‫ترقص الباليه مع الذكور مبالبس شبه‬ ‫مكشوفة‪ ،‬بالتأكيد ستواجه انتقادات‬ ‫وصعوبات»‪ ،‬مضيفة‪« :‬لذلك قرر والدي‬ ‫يف البداية أن أدخل الباليه من دون‬ ‫معرفة أحد إىل أن يأيت الوقت املناسب»‪.‬‬ ‫عندما عرف أقارب بلسم مبوضوع‬ ‫رقصها للباليه وشاهدوا صورها القت‬ ‫انتقادات ومعارضة‪ ،‬لكن «والداي‬ ‫مثقفان ويفرضان شخصيتهام‪ ،‬لذلك أنا‬ ‫محتمية بهام»‪ .‬وعن املشاكل يف هذا‬ ‫السياق تقول‪« :‬مرت فرتة وأشخاص كرث‬ ‫يسألون والدي باستغراب ونربة فيها‬ ‫تهديد عن سبب قيامي بالرقص علنا‬ ‫بجسد شبه مكشوف‪ .‬عىل ضوء ذلك‬ ‫خاف الوالد عيل وطلب توقفي عن‬

‫الرقص لفرتة‪ ،‬لكن بإرصاري وتشجيع‬ ‫والديت وتفهمه والدي أكملت الطريق»‪.‬‬ ‫واإليجابية‬ ‫السلبية‬ ‫لنظرة‬ ‫تعيش‪ ،‬زينة عالء‪ 16 ،‬عاما‪ ،‬مبنطقة‬ ‫شعبية تدعى «الحرية» شامل بغداد‪،‬‬ ‫ومن املعروف أنه من الصعب عىل‬ ‫امرأة من األحياء الشعبية يف العراق‬ ‫عامة دخول مجاالت كهذه‪ ،‬لكن‬ ‫انتامئها إىل عائلة فنية بحتة ساعدها‬ ‫عىل دخول مدرسة املوسيقى والباليه‪.‬‬ ‫وعن دور عائلتها تقول زينة «أختي‬ ‫عازفة سنطور وأخي عازف آلة الجوزة‬ ‫وهام معي باملدرسة ووالدي مطرب‬ ‫وعازف كامن‪ ،‬لذلك ثقافة وحس العائلة‬ ‫الفني ساعدين كثريا عىل تجاوز القيود‬

‫املفروضة عىل املرأة خصوصا يف املناطق‬ ‫الشعبية واملحافظة»‪ .‬وفيام يتعلق‬ ‫بتعامل املحيط معها تضيف‪« :‬هنالك‬ ‫من ينظر يل بنظرة سلبية من املجتمع‬ ‫وهنالك النظرة اإليجابية بحكم ظروف‬ ‫البلد والتغريات التي مرت عىل العراق‬ ‫ومنها نفوذ بعض التيارات املتشددة‪،‬‬ ‫لذلك نواجه قلة الدعم الحكومي‬ ‫واملجتمعي لرقص الباليه يف العراق»‪.‬‬ ‫والعلم‬ ‫الثقافة‬ ‫بلد‬ ‫العراق‬ ‫كلمة التحدي واالستمرار وعدم‬ ‫االكرتاث لالنتقادات السلبية مل تفارق‬ ‫لسان راقص الباليه‪ ،‬مؤيد نوار‪17 ،‬‬ ‫عاما‪ ،‬يف أثناء حديثه قال‪« :‬حلمي‬ ‫الدخول إىل مدارس رقص الباليه‬

‫العاملية ألطور من إمكانيايت يف الرقص‬ ‫أكرث ألنه ال يوجد الدعم الحكومي‬ ‫الكايف لفن الباليه يف العراق»‪ .‬وحول‬ ‫كالم الناس عنه يقول‪« :‬عندما دخلت‬ ‫مدرسة املوسيقى والباليه أصبحت‬ ‫مولعا أكرث بهذا الرقص وال اهتم أبدا‬ ‫ملا يقال عني كراقص باليه ألنه يبقى‬ ‫العراق بلد الثقافة والعلم وهنالك‬ ‫العديد من املثقفني واملتابعني ألنواع‬ ‫الفنون من ضمنها الباليه»‪ .‬ويحظى‬ ‫مؤيد بدوره بدعم عائلته ومعظم‬ ‫األصدقاء ويضيف‪« :‬أي مكان أذهب‬ ‫إليه أعرف عن نفيس بشكل طبيعي بأين‬ ‫راقص باليه وال أكرتث للنظرات املسيئة‬ ‫واالنتقادات الجارحة واملحبطة»‪.‬‬

‫للعراق‬ ‫ثقافية‬ ‫واجهة‬ ‫من جهته يقول مدير مدرسة املوسيقى‬ ‫والباليه أحمد سليم‪ ،‬الذي قال إن‬ ‫«املدرسة لها نظام خاص ويتم قبول‬ ‫الطلبة عن طريق اختبارات لجان‬ ‫متخصصة من املرحلة االبتدائية‬ ‫إىل اإلعدادية»‪ .‬ويشري املدير إىل‬ ‫أن املدرسة تعاين من قلة املالكات‬ ‫التدريسية والصفوف‪ .‬باملقابل هنالك‬ ‫أعداد متزايدة من الطلبة تقدم طلبات‬ ‫لاللتحاق بها‪ .‬كل ذلك ألن ميزانية وزارة‬ ‫الثقافة قليلة وال تفي حاجة املدرسة»‪.‬‬ ‫وعن ظروف العمل يقول سليم‪:‬‬ ‫«بسبب الظروف التي مير بها البلد‬ ‫تعرضنا لعدة أزمات بينها أزمة واجهتنا‬ ‫بعد الحفل السنوي نهاية شهر أبريل‪/‬‬ ‫نيسان املايض‪ .‬يف هذا الحفل قدمنا‬ ‫عدة عروض من املوسيقى ورقصات‬ ‫البالية ومن ضمنها رقصة تانغو بني‬ ‫شاب وشابة كمفاجأة للجمهور»‪.‬‬ ‫بعد الحفل يتابع الحديث‪« :‬تفاجئنا‬ ‫بنرش صور الراقصني بطريقة غري الئقة‬ ‫عىل عدة مواقع للتواصل االجتامعي‬ ‫مع التهديد والوعيد‪ ،‬ما أثار الرعب‬ ‫بنفوس الطلبة فاتصلنا بالداخلية‬ ‫لحامية املدرسة تحسبا ألي طارئ»‪.‬‬ ‫ويضيف املدير يف هذا السياق‪:‬‬ ‫«تتعرض املدرسة أيضا إىل تهديد من‬ ‫بعض عائالت الطلبة كونهم من مناطق‬ ‫محافظة‪ ،‬لكنها تبقى متحدية ومستمرة‬ ‫ونفتخر بأننا نعد واجهة ثقافية للعراق»‪.‬‬ ‫املصدر‪DW :‬‬

‫‪53‬‬

‫العدد ‪ 178‬السنة الرابعة عشر ( أيــلــول ) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪54‬‬

‫بدء مرحلة تخلص اطفال‬ ‫العراق من اسوأ مخاوفهم‪..‬‬ ‫لكن كيف؟‬

‫كانت اللحظة التي قررت خاللها‬ ‫إميان‪ ،‬البالغة من العمر ‪13‬سنة‪،‬‬ ‫من املوصل يف العراق‪ ،‬أن تصبح‬ ‫محامية‪ ،‬هي نفسها عندما شاهدت‬ ‫غارة جوية تقيض عىل جارتها الصغرية‪،‬‬ ‫فبدأت تتحدث إميان بينام كانت تجلس‬ ‫يف ساحة مغربة ملركز نشاط لألطفال‬ ‫يف مخيم غاماوا للمرشدين بالقرب من‬ ‫دهوك‪ ،‬حيث تعيش هناك يف خيمة مع‬ ‫عائلتها منذ فرارهم من هجوم املوصل‬ ‫يف العام ‪ 2016‬بعد أن عاشوا يف ظل‬ ‫النظام الوحيش لداعش لسنوات عدة‪.‬‬ ‫وهامت الفتاة الصغرية بعيدً ا عن ألعاب‬ ‫ّ‬ ‫املفضلة لديها إىل ذكريات‬ ‫امللعب‬ ‫مر ّوعة وهي تشاهد الرجال وهم يُلقون‬ ‫من أعىل املباين من قبل هؤالء الجالدين‪,‬‬ ‫وسجنت‬ ‫وتقول إنها عوقبت بوحشية ُ‬ ‫وغسلت جامعة «داعش» دماغها لبيعها‬ ‫للسجائر‪ :‬وهو فعل محظور عىل يد‬ ‫جامعة التطرف‪.‬‬ ‫وترشح أنه إذا كان لديها محام لحاميتها‬ ‫والدافع عن قضيتها‪ ،‬فرمبا مل يتم اعتقالها‬ ‫وتجنيدها من قبل تنظيم «داعش»‪,‬‬ ‫وتحيك قصة صبي يبلغ من العمر ‪15‬‬ ‫عا ًما‪ ,‬يعيش يف الشارع املجاور لها‪:‬‬ ‫أعتقد أنه كان ضحية للظلم‪ ,‬كان من‬ ‫املمكن منع موته»‪ ،‬كام تقول‪ ،‬وهي‬ ‫تتحدث بنضج مدهش‪« ,‬هذه اللحظة‬ ‫عرفت أنني أريد أن أكون محامية وأن‬

‫أحقق العدالة لبلدي ألن هناك الكثري‬ ‫من الناس مثله»‪.‬‬ ‫واعتقدت إميان حتى وقت أن الهدف‬ ‫كان مجرد حلم غري متوقع‪ ,‬وعندما‬ ‫وصلت إىل ‪ Gamawa‬للمرة األوىل‬ ‫شعرت أنه ال مستقبل لها؛ فلم تستطع‬ ‫التوقف عن البكاء أو الترصف بعدوانية‪,‬‬ ‫وتردد صدى كلامتها الثني عرش ً‬ ‫طفل‬ ‫آخرين عىل األقل يف نفس املخيم الذي‬ ‫يعيش فيه نحو ‪ 100‬أرسة نزحت من‬ ‫هجوم املوصل‪ ,‬وهم يتحدثون عن‬ ‫االستيقاظ من النوم وهم يرصخون‪,‬‬ ‫والخوف من اللعب‪ ,‬والخوف من‬ ‫الظالم‪ ,‬ويقول عامل املخيم إن التبول‬ ‫الالإرادي والغضب العنيف شائعني‬ ‫أيضا‪ ,‬لكن اآلباء واألطفال يقولون إن‬ ‫الشباب يف املخيم قد حققوا تقد ًما‬ ‫كب ًريا منذ إكامل عامني من برامج الدعم‬ ‫النفيس االجتامعي الخاصة التي تديرها‬ ‫منظمة ‪ War Child‬الخريية‪.‬‬ ‫ويخىش موظفو ‪ War Child‬أن الدعم‬ ‫العاطفي لألطفال املرشدين وأولياء‬ ‫أمورهم ال يعترب جز ًء من االستجابة‬ ‫الطارئة للرصاعات‪ ،‬والتي متتد عادة إىل‬ ‫املأوى والطعام واملاء‪ ,‬ولكن بدونها‪،‬‬ ‫هناك عواقب متزايدة‪ ،‬مبا يف ذلك ترضر‬ ‫الروابط العائلية والتأثري عىل األداء‬ ‫املدريس‪ ,‬وهذا بدوره يؤدي إىل البطالة‬ ‫والعنف املنزيل‪.‬‬

‫ترشح كريس فيلبس‪ ،‬مديرة ‪War‬‬ ‫‪ Child‬يف دهوك قائلة «عندما خرج‬ ‫األطفال من املوصل يف البداية كانوا‬ ‫قد نسوا حتى كيفية اللعب»‪ ،‬املوصل‬ ‫كانت بيئة تقييدية بشكل ال يصدق‪،‬‬ ‫كان الناس عالقني داخل منازلهم‪ ,‬مل‬ ‫يرغب األوالد يف لعب كرة القدم ألنهم‬ ‫قيل لهم إنه ممنوع‪ ,‬فأصبحوا خائفني‪,‬‬ ‫األطفال غري قادرين عىل التطور‪ ،‬مل‬ ‫يستمتعوا مبرحلة الطفولة «‪.‬‬ ‫ويُقر معظم األطفال بتقدّ مهم بفضل‬ ‫برنامج ‪ iDEAL‬من جمعية ‪War‬‬ ‫‪ Child‬الخريية‪ ,‬وهو مصمم ملنح‬ ‫األطفال الذين تع ّرضوا للحرب مهارات‬ ‫التكيف الالزمة إلعادة بناء حياتهم من‬ ‫خالل اللعب‪ ,‬وتر ّكز الوحدات عىل كل‬ ‫يشء بداية من الهوية وحتى تكوين‬ ‫روابط اجتامعية‪ ,‬يقول أسامة‪ ،‬البالغ‬ ‫من العمر ‪ 13‬عا ًما‪ ،‬والذي فرت عائلته‬ ‫من املوصل‪ ،‬إنه بفضل برنامج ‪،iDEAL‬‬ ‫تغ ّلب عىل خوفه من امليش مبفرده‪,‬‬ ‫ويريد اآلن أن يكون رجل إطفاء‪ ,‬يقول‬ ‫«إن أكرب إنجاز يل هو أن أدرس بجد‬ ‫وأنجح‪ ,‬لقد جعلت يل هد ًفا رغم كل‬ ‫يشء»‪ ,‬تتفق معه إميان‪« ,‬مع أستاذيت‬ ‫سهى‪ ،‬تعلمت كيفية التغلب عىل املايض‬ ‫والتطلع إىل املستقبل ً‬ ‫بدل من النظر‬ ‫دا ًمئا إىل الخلف‪.‬‬

‫نهال قباني‬

‫‪55‬‬

‫العدد ‪ 178‬السنة الرابعة عشر ( أيــلــول ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪56‬‬

‫عدنان ابو زيد‬

‫ما معنى أنك عراقي؟‬

‫يبتعد السؤال كثريا عن كونه‬ ‫منطيا يف حقبة كونية انقالبية‬ ‫بسبب عوملة الثقافات واملجتمعات‪،‬‬ ‫حتى تداخلت الهويات الخاصة‪،‬‬ ‫واضمح ّلت الكثري من مالمحها‬ ‫املميزة‪ ،‬وصبغت حالة من الهجانة‬ ‫تلك األصالة العراقية التقليدية‬ ‫بسبب إفراغها من محتواها لصالح‬ ‫عدم االنتامء بسبب فقدان الثقة‬ ‫بالنفس والوطن‪.‬‬ ‫العراقي اليوم‪ ،‬وهو يعيش حالة من‬ ‫عدم الثقة بالذات‪ ،‬أفرزتها تغيريات‬ ‫جوهرية سياسية واجتامعية يف بالده‬ ‫السيام التغيري غري النمطي يف العام‬ ‫‪ ،2003‬بواسطة اكرب آلة عسكرية‬ ‫شهدها تاريخ اإلنسان‪ ،‬تنتابه حالة‬ ‫القلق من مستقبله‪ ،‬بعد ان فشل‬ ‫التغيري يف خلق حالة مستقرة‪ ،‬وهو‬ ‫يف امس الحاجة اليوم اىل ابتكار‬ ‫ألساليب واألدوات التي يسرتجع‬ ‫فيها عزمه‪ ،‬ويستجمع إرادته‪،‬‬ ‫لبناء املجتمع‪ ،‬والتأسيس ملعادالت‬ ‫اجتامعية جديدة‪ ،‬تنتج جيال قادرا‬ ‫عىل اإلبداع والخلق‪.‬‬ ‫يحتاج العراقي اىل نبذ التعصب‬ ‫«القط ْري»‪ ،‬واالعتقادي‪ ،‬منفتحا‬ ‫عىل العام‪ ،‬عرب نوافذ غنية بفالتر‬ ‫تستقطب إيجابيات التجارب العاملية‬ ‫وتنبذ الطالح منها‪ ،‬لبناء دولة جديدة‬

‫بزمن أقرص‪ ،‬وتكاليف اقل‪ ،‬اذا ما‬ ‫استفاد العراقي من تجارب الدول‬ ‫املتقدمة‪.‬‬ ‫يحتاج العراقي اىل مفهوم جديد‬ ‫للنخبة‪ ،‬ففي خضم العوملة التي ال‬ ‫ميكن ملجتمع ان يصد رياحها العاتية‪،‬‬ ‫فان املجتمع العراقي‪ ،‬يحتاج اىل‬ ‫تجديد هويته االجتامعية‪ ،‬بامتالك‬ ‫النخب أدوات واعية يف التوجيه‬ ‫والقيادة تواكب عرص العوملة‪،‬‬ ‫وتتحاىش الخطاب النمطي التقليدي‪،‬‬ ‫اىل أساليب عرصية يف االستقطاب‬ ‫واملواجهة‪ ،‬وان تندفع اىل تغيري‬ ‫املجتمع مبحركات وجدانية وأخالقية‬ ‫تنسجم مع روح الحضارة العرصية‬ ‫الجديدة‪..‬‬ ‫لن يشعر العراقي بعراقيته حتى‬ ‫يجفف مناسيب الشعور باليأس‪،‬‬ ‫وان ال يتقاعس عن إزالة األدغال‬ ‫والنفايات التي حولت حياته اىل‬ ‫كهوف مظلة بسبب الفساد وسوء‬ ‫اإلدارة‪ ،‬وحقبة الدكتاتورية البغيضة‪،‬‬ ‫ذلك ان اإلعطاب التي تجذر يف‬ ‫الحياة العراقية‪ ،‬سيظل لفرتة طويلة‬ ‫جدا‪ ،‬يف خضم الرتدد والخوف من‬ ‫االقرتاب منه‪ ،‬من قبل الفرد العادي‬ ‫والنخب‪.‬‬ ‫الشعور باألنا العراقية‪ ،‬سيكون أمرا‬ ‫غائبا عن الوعي طاملا صار االنتامء‬

‫عبئا عىل الفرد‪ ،‬وانتفى الشعور‬ ‫بأهمية الوجود العراقي‪ ،‬ومحاولة‬ ‫الفرد الفرار إىل الوجود اآلخر‪ ،‬كسبا‬ ‫لهوية أخرى توفر له حياة كرمية‪،‬‬ ‫وميكن تلمس ذلك بوضوح يف أبناء‬ ‫املهاجرين الذي يرفضون العودة اىل‬ ‫بلدهم‪ ،‬فيام أفراد الدول املتقدمة‬ ‫يفخرون ببلدانهم األصلية رغم‬ ‫تجنسهم الجنسيات األخرى‪.‬‬ ‫ال شك يف أن الفخر بـ»العراقية»‪،‬‬ ‫يحتاج اىل إعادة تفعيل الشعور‬ ‫بالوطن‪ ،‬وهي عملية ليست‬ ‫مصطنعة وال ميكن استريادها‪ ،‬بل‬ ‫هي شعور فطري ينمو مبرور الزمن‬ ‫مع انحسار الفساد‪ ،‬وتصاعد قيم‬ ‫األخالق وهدم قيم الفساد‪ ،‬وتح ّول‬ ‫األحزاب إىل منظامت جامهرية‬ ‫تدافع عن املواطن ال عن املصالح‬ ‫الخاصة‪.‬‬ ‫إن أي تغيري سيايس‪ ،‬عىل مستوى‬ ‫الحكومات واألحزاب‪ ،‬سوف لن‬ ‫يساهم يف اسرتداد الشعور املفقود‬ ‫بالهوية ما مل يصحبه‪ ،‬انقالب‬ ‫عىل الذات املؤسساتية والحزبية‪،‬‬ ‫ومساهمة املتنفذين يف املستويات‬ ‫العليا االجتامعية والوظيفية‪،‬‬ ‫والثقافية‪ ،‬وأصحاب رؤوس األموال‪،‬‬ ‫يف تسخري كل اإلمكانيات لصالح الفرد‪،‬‬ ‫وجعله يف ثقة مطلقة باملستقبل‪.‬‬

‫‪57‬‬

‫العدد ‪ 178‬السنة الرابعة عشر ( أيــلــول ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪58‬‬

‫إطالق سيارة هافال ‪ H6‬الجديدة في عاصمة إقليم كوردستان‬ ‫فيلي ‪ /‬ايمان حبيب‬

‫بحضور القنصل العام‬ ‫لجمهورية الصني الشعبية يف‬ ‫إقليم كوردستان العراق‪ ،‬وممثل‬ ‫محافظ اربيل والجهات والرشكات‬ ‫واملدير التنفيذي لرشكة نهج العراق‪،‬‬ ‫وجمع من املهتمني بعامل السيارات‪،‬‬ ‫ومبشاركة فرقة دهوك الفولكلورية‪,‬‬ ‫اطلقت مؤخراً رشكة نهج العراق‬ ‫سيارة «هافال ‪ »H6‬الجديدة كليا يف‬ ‫أربيل‪ ،‬من عالمة «هافال» التجارية‪.‬‬ ‫وتتمتع السيارة مبيزات جديدة‬ ‫تضاهي املاركات العاملية من حيث‬ ‫املتانة والتكنولوجيا املستخدمة يف‬ ‫صناعة السيارات الحديثة‪ ،‬فبعد‬ ‫اطالق طراز «هافال ‪ »H6‬يف بغداد‬ ‫والبرصة‪ ،‬تم اطالقها يف اربيل‬ ‫عاصمة اقليم كوردستان‪ ،‬وذلك‬ ‫نظراً ألهمية املدينة واالنتعاش‬ ‫االقتصادي والتجاري‪ ،‬واستقرار‬ ‫االوضاع االمنية‪.‬‬ ‫واكد ممثل محافظ اربيل يف كلمة‬ ‫له خالل املناسبة عن استعداد‬ ‫املحافظة‪ ،‬لتقديم التسهيالت‬ ‫للرشكات االجنبية كافة لالستثامر‬ ‫يف اربيل ويف جميع املجاالت‪ .‬كام‬

‫اكد القنصل العام لجمهورية الصني‬ ‫الشعبية يف اقليم كوردستان العراق‪،‬‬ ‫بان يكون اطالق السيارة الصينية‬ ‫الجديدة انعطافة نحو االفضل‬ ‫وشجع الرشكات الصينية لالستثامر‬ ‫يف كوردستان العراق‪.‬‬ ‫وتقوم رشكة (‪)Great Wall Motors‬‬ ‫الصينية بإنتاج السيارة‪ ،‬فيام تتضمن‬ ‫الطراز الجديد مجموعة واسعة من‬ ‫اإلضافات الفاخرة‪ ،‬ويعكس حرفية‬ ‫فائقة‪ ،‬وأن طراز «إتش‪ »6‬تتميز‬ ‫بقوة أكرب وأكرث فخامة ومستوى‬ ‫عالٍ من السالمة وتعد من السيارات‬ ‫املتعددة االستخدامات والجديدة‬ ‫بالكامل‪ ،‬كام أن «هافال» تعد من‬ ‫أكرث السيارات الصينية مبيعاً ألسباب‬ ‫عديدة‪ ،‬اهمها القوة واملتانة‪.‬‬ ‫وتعتمد هافال ‪ H6‬عىل نظام الـ‬ ‫‪ CTA‬او ما يعرف بنظام التحذير‬ ‫الجانبي عند الرجوع‪ ،‬فباالعتامد‬ ‫عىل الحساسات الرادارية‪ ,‬يقوم‬ ‫النظام بالتقاط السيارات املتحركة‬ ‫عىل جانبي السيارة من الجهة‬ ‫الخلفية عندما تكون السيارة يف‬ ‫حالة الرجوع اىل الخلف‪ ,‬عند وجود‬

‫اي خط يقوم النظام باصدار تنبيه‬ ‫ضويئ وصويت للسائق ليحذره من‬ ‫وجود سيارات يف الجانب االمين‬ ‫او االيرس الخلفي مام يوفر نسبة‬

‫امان وسالمة عالية جداً للسيارة‬ ‫الجديدة‪ ،‬كام يوفر نظام الـ ‪LDW‬‬ ‫او ما يعرف بنظام تحذير مغادرة‬ ‫خط الطريق يف سيارات هافال‬

‫‪ H6‬الجديدة كليا حيث يقوم هذا‬ ‫النظام باصدار تنبيه تحذيري عند‬ ‫اكتشافه اي انحراف عن املسار‬ ‫يف الطريق‪ ,‬حيث عند تجاوز خط‬

‫الطريق (السايد) الخاص‪ ،‬يصدر‬ ‫تنبيه صويت ليك يرجع السائق اىل‬ ‫الطريق الصحيح ويعزز السالمة‪.‬‬ ‫من الصحفي‪ :‬دلري إبراهيم ‪ -‬اربيل‬ ‫‪59‬‬

‫العدد ‪ 178‬السنة الرابعة عشر ( أيــلــول ) ‪2018‬‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.