العدد الثمانون بعد المــائة من مجلة فيلي

Page 1


‫كلمة العدد‬ ‫مجلة شهرية تصدر عن مؤسسة شفق‬

‫‪SHAFAQ FOUNDATION OF CULTURE ,MEDIA‬‬ ‫‪FOR FAILY KURD‬‬

‫علي حسين فيلي‬ ‫‪alifaily@shafaaq.com‬‬ ‫صاحب االمتياز‬

‫‪The concessionaire‬‬ ‫مؤسسة الثقافة واالعالم للكورد الفيليني‬

‫دةزطاى رؤشنبريى و راطةياندنى كوردى فةيلى‬

‫مدير التحرير‬

‫علي حسين علي‬ ‫هيئة التحرير‬

‫‪180‬‬ ‫‪FAILY‬‬

‫السنة الخامسة عشر‬ ‫تشرين الثاني ‪2018‬‬

‫الغالف االول‬

‫رئيس التحرير‬

‫سرُّ بقاء مجلة فيلي‬

‫محمد جمال‬ ‫ياسر عماد‬ ‫ماجد محمد صالحان‬ ‫سندس ميرزا‬

‫رقم االعتماد يف‬ ‫نقابة الصحفيني العراقيني ‪1016‬‬ ‫رقم االيداع يف دار الكتب‬ ‫والوثائق ‪ 796‬يف ‪2004‬‬

‫التصميم الفني‬

‫ايمان حبيب علي‬

‫إقرأ في هذا العدد ‪....‬‬ ‫نيجيرفان بارزاني‪ .‬الباحث عن الحوار‬

‫‪6‬‬

‫الكورد في سوريا‪ ..‬أمريكي ًا وروسي ًا‬

‫‪16‬‬

‫الفيليون في عهد عبد المهدي‬

‫‪30‬‬

‫متى تُعاد للجواز العراقي هيبته المفقودة؟‬

‫‪56‬‬

‫الذكرى السنوية تعني والدة جديدة كما يروي انجيل يوحنا‪ .‬ونحن اليوم على اعتاب‬ ‫الذكرى السنوية الخامسة عشر لصدور العدد االول لمجلة فيلي‪ .‬ذكرى جميلة وعدد‬ ‫هو امتداد لعمر المجلة يهدف إلعادة الثقة للذات قبل اعادة الحقوق المستلبة‪.‬‬ ‫من الواضح ان كل انسان واع يدرك خطورة حدود العمل داخل هذا المجتمع‪،‬‬ ‫واالصعب من هذا كله هو الخسارة الكبرى في استخدام كل هذه االمكانيات واالبداع‬ ‫الموجود لترسيخ الفرقة والتباعد واذكاء نار الخالفات الداخلية فيما بيننا‪ ،‬وفي‬ ‫الوقت الذي يكون المستقبل لإلنسانية من المنظور المنطقي والتاريخي‪ ،‬نحن لم‬ ‫نعاقب بسبب شرب الخمر او مجالسة المتدينين! ولم يتم تشريدنا وتهجيرنا بسبب‬ ‫الصداقة مع العرب او التعامل مع اليهود! فالذين ال يفهمون معنى مشكلتنا ‪ ،‬ليس‬ ‫بإمكانهم الولوج بسهولة داخل بيت كوردي تغلفه الهموم‪ ،‬وال يستطيعون تناول‬ ‫الطعام على مائدة انسان كاكائي او شبك او ايزيدي موّحِد‪ ،‬او المشاركة في افراح‬ ‫واتراح كلداني او سرياني او اشوري او صابئي وتركماني‪ ،‬ويفهمون معاناة الناس التي‬ ‫تعد هموما انسانية‪.‬‬ ‫وبمناسبة الذكرى السنوية لصدور مجلة فيلي التي لم تعد تفوح منها رائحة الورق‪،‬‬ ‫توفرت لنا فرصة االشارة الى عدد من النقاط‪:‬‬ ‫ جعلنا من مساعي وجهود االجيال السابقة اساسا واثبتنا باننا اصحاب تجربتنا‬‫الماضية وليس نتاجها‪ ،‬ونحن اقرب للذين يعملون وليس الذين يتكلمون فقط‪.‬‬ ‫ عملنا فكري وليس جسديا والذي قدمناه هو للجميع وليس لجهة خاصة‪ .‬ألننا‬‫تخطينا مرحلة الكوردية بالكد والكدح وخوض الصعاب ونحن دائبون على السير في‬ ‫ميدان االلتزام القومي والمواطنة وحب االنسانية بكل ما اوتينا من قوة‪.‬‬ ‫ وعلى العكس من دافع الموت الذي استحل ماضينا‪ ،‬اهتممنا بباعث الحياة‬‫واعادة احياء قضيتنا‪ ،‬وهدفنا التقارب الى حد التعاون وسعينا الى التقارب الى حد‬ ‫التعاطف مع مكونات هذا البلد‪.‬‬ ‫ ان ذكرى هذه المناسبة تثبت ان مجلتنا لها بداية اال ان نهايتها تتجه انظارها‬‫صوب المستقبل‪.‬‬ ‫ على الرغم من ان المجالت والجرائد ومؤسسات االعالم ليست قليلة في هذا البلد‬‫اال انه ما من اعالمي او صحفي او رجل سياسة او رجل سلطة طرق باب مؤسسة شفق‬ ‫من حين آلخر وزار مجلة فيلي‪ .‬لذا فان الشعور يدون االفتخار بشأن فريق عملها‪.‬‬ ‫ اخيرا شكرا ألولئك الذين يمنحون معنى الحياة للمجلة ولو بقراءة موضوع ما‬‫فيها‪.‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫‪info@shafaaq.com‬‬

‫‪www.shafaaq.com‬‬


‫كورديات‬

‫‪4‬‬

‫الرئیس مسعود بارزاني بین خلق الوسط الجامع و صناعة الحیاة المشتركة‬ ‫د‪.‬سامان سوراني‬

‫إن أزمة تشکیل الحکومة‬ ‫الراهنة يف العراق باتت الشغل‬ ‫الشاغل للناس يف املرکز واإلقلیم من‬ ‫غیر إستثناء‪ ،‬إذ هي تخلط األوراق و‬ ‫تخربط الحسابات‪ ،‬بقدر ما متس املصالح‬ ‫واملصائر يف املنطقة‪.‬‬ ‫ال مراء بأن الزیارة األخیرة للرئیس‬ ‫مسعود بارزاين ‪ ،‬زعيم الحزب‬ ‫الدميقراطي الكردستاين‪ ،‬علی ما شاع‬ ‫يف األعالم املريئ واملسموع واملقروء‪،‬‬

‫بعد أن أستقبل بحفاوة من قبل رئيس‬ ‫مجلس النواب العراقي محمد الحلبويس‬ ‫و رئیس تحالف الفتح هادي العامري‬ ‫و لقاءه برئيس الوزراء العراقي الجدید‬ ‫عادل عبد املهدي‪ ،‬وعدداً من القادة‬ ‫السياسيني يف بغداد والنجف‪ ،‬ينفتح علی‬ ‫خيارين كبريين لكل منهام مثنه و مثراته‪:‬‬ ‫الخیار األول هو بناء قاعدة متینة للحوار‬ ‫کحل للمستقبل بدل الحروب و الخیار‬ ‫الثاين هو تشکیل مرجعیة دیمقراطیة‬

‫بعیدة عن التفرد بفتح آفاق أمام العمل‬ ‫الحضاري والتنمية البرشية يف العراق‬ ‫الفدرايل‪ ،‬تكون أقل كلف ًة و وطأ ًة أو أقل‬ ‫تسلطاً و عنفاً‪ ،‬بل أقل عبثاً و جنوناً‪.‬‬ ‫فالسالم هو األمل و مستقبل اإلقلیم‬ ‫واملرکز یکمن يف الحوار ال الحروب‪.‬‬ ‫الرئیس مسعود بارزاين‪ ،‬الذي وصف‬ ‫مبهندس كبیر بالسياسة عىل مستوى‬ ‫املنطقة والعامل‪ ،‬قائد من هذا الزمن یؤمن‬ ‫بالحوار والسالم و یعرف جیداً بأن هذا‬

‫الزمن هو زمن الحوار والتالقي و الدعوة‬ ‫للقاء عوضاً عن اإلفرتاق‪ ،‬لذا نراه یؤكد‬ ‫يف جمیع لقاءاته السیاسیة مع القیادات‬ ‫العراقیة املختلفة علی أهمیة العمل‬ ‫املشرتك بین جمیع األطراف من أجل بناء‬ ‫الرشاكة و معالجة وإنهاء کافة مشكالت‬ ‫العراق املرتاکمة السیاسیة منها واألمنیة‬ ‫واإلقتصادیة و الدستوریة و قضایا عالقة‬ ‫بین اإلقلیم و بغداد خصوصاً مسألة‬ ‫إدارة املناطق املتنازع عليها‪ ،‬وتحديداً‬ ‫یرص عىل رضورة تواجد النوايا‬ ‫كركوك و ّ‬ ‫الحسنة لبداية جديدة لعملية سياسية‬ ‫تخدم الجمیع‪.‬‬ ‫الحوار هو مثرة إعرتاف متبادل خارج‬ ‫أي نوع من أنواع النفي و العمل علی‬ ‫الوحدة یحتاج بال شك الی اإلقرار‬ ‫بالواقع‪ ،‬ملعرفة إدارة اإلختالف و معالجة‬ ‫املشاکل و تدبیر الشؤون‪.‬‬ ‫فالوحدة دوماً بحاجة ماسة الی وسط‬ ‫معطی فطریاً أو‬ ‫جامع‪ ،‬فهي لیست‬ ‫ً‬ ‫واقعاً طبیعیاً‪ ،‬بل هي عمل ثقايف مؤسيس‬ ‫یقتيض بذل الجهد بالعمل علی الذات‬ ‫وتحویلها ليك تخرج من الدائرة الضیقة‬ ‫أو القوقعة الخانقة‪ .‬وذلك بإجرتاح‬ ‫مایحتاج الیه العمل املشرتك‪ .‬فاإلتحاد‬ ‫مع اآلخر هو من أجل خلق ما هو‬ ‫جامع أو مشرتك أو عام یتیح أو یوسع‬ ‫من إمکانات الحوار واملفاوضة والرشاكة‬ ‫واملبادلة والتداول والتفاعل علی نحو‬ ‫مثم ٍر وبنّاء يف عرص تزداد معها إمکانات‬ ‫التواصل بین الناس‪.‬‬ ‫إن اإلعرتاف بحق اآلخر و بالفيدرالية‬

‫و الدميقراطية هي لغة العرص و كذلك‬ ‫الحلول ال تقوم علی نفي الواقع‪.‬‬ ‫والوسطیة هي لیست غیاباً للموقف‬ ‫والرأي وال هي جمع علی سبیل التلفیق‪،‬‬ ‫بهل هي أداة لصناعة حیاة مشرتكة و‬ ‫فضاء واسع ملامرسة حریات التفکیر‪،‬‬ ‫بقدر ماهي بیئة حضاریة خصبة للتبادل‪،‬‬ ‫أو وسط للمحاورة واملداولة و السجاالت‬ ‫واملناقشات واملفاوضات الدامئة‪.‬‬ ‫علیه أن ّ‬ ‫نذکر رئیس الحکومة الجدیدة‪،‬‬ ‫الدکتور عادل عبداملهدي‪ ،‬أنه من یرید‬ ‫أن یقود مرشوع وطني يف العراق واجب‬ ‫علیه أتباع سياسة املساواة وخدمة‬ ‫الكل‪ ،‬ال استخدام سیاسة التهمیش‬ ‫و إثارة األحداث و علیه أیضاً مراعاة‬ ‫أسس الرشاكة الحقیقیة يف صناعة القرار‬ ‫والتوافق والتوازن بني املكونات يف‬ ‫العملية السياسية العراقية‪.‬‬ ‫بالتأكید نحن اليوم أمام واقع تتحرك‬ ‫معطياته بوتائر متسارعة‪ ،‬إذ ال ميكن‬ ‫التَّعامل مع الوقائع إال بوقائع مامثلة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إن الرئیس بارزاين أكد غیر مر ٍة علی مبدأ‬ ‫التّسامح اإلنساين واألخالقي لیشكل حجر‬ ‫األساس ملبادئ الدميقراطية الدستورية‬ ‫املستقبلية وح ّفز الحوار الثقايف املتحرض‬ ‫بني الطوائف والقوميات واالديان‬ ‫املختلفة وعزّز بسیاسته الحکیمة فلسفة‬ ‫التعایش السلمي کصناعة مفهومية‬ ‫يف كوردستان‪ ،‬فهو یرید أن ینقل هذه‬ ‫التجربة الكوردستانیة الناجحة الی‬ ‫کافة أرجاء العراق‪ ،‬ألنه یدرك جیداً‬ ‫بأننا اآلن يف زمن الكرتوين ال ميهل كثرياً‬

‫بل هو يهمل اذا مل نحسن التعاطي مع‬ ‫ادواته‪ ،‬لذا نراه یستجیب بتعقل ورؤیة‬ ‫وهدوء للمثیرات املختلفة‪ ،‬ونتیجة‬ ‫لذلك یقرر مبوضوعیة تضمن رؤیة‬ ‫ومصلحة الشعب العراقي بشکل عام‬ ‫والشعب الكوردستاين بشكل خاص‪،‬‬ ‫مدركاً العالقات واإلرتباطات بین األشیاء‬ ‫والوقائع‪ ،‬مستخلصاً العوامل البارزة من‬ ‫خربات عقود من الکفاح املسلح والنضال‬ ‫الوطني لإلنتفاع بها يف إلقاء الضوء علی‬ ‫املشکالت الحارضة‪.‬‬ ‫أما املايض فدروسه علمنا بأن من ینشدّ‬ ‫الی الوراء‪ ،‬بد ًال من أن یتوجه نحو‬ ‫الحارض والراهن واملستقبل ویسعی‬ ‫للخروج من املنطق اإلختزايل و السجن‬ ‫العقيل و الحتمیة األيديولوجية و‬ ‫املكابرة و التهرب من املسؤولية و إنكار‬ ‫الحقائق الصارخة والرتويج لجحيم اآللة‬ ‫العسكرية‪ ،‬ال یورث سوی النزاعات‬ ‫الداخلیة والهزائم واملهالك للعراق‪.‬‬ ‫علیه یجب أن تنتهي أزمنة القفز فوق‬ ‫املتغيات‪.‬‬ ‫االحداث و نفي‬ ‫ّ‬ ‫وختاماً نقول للحکومة العراقیة الجدیدة‬ ‫و ألحزاب السلطة جمیعاً‪ ،‬جاهدوا‬ ‫يف سبیل جعل الحیاة يف العراق وبین‬ ‫املکونات املختلفة أقل بؤساً وفقراً وأقل‬ ‫توتراً وعنفاً‪ ،‬لیکون هذا البلد أكرث أمناً‬ ‫ویرساً وأكرث تواص ًال وتضامناً‪ ،‬سواء علی‬ ‫مستوی القومیات أو علی مستوی الدولة‬ ‫و ساهموا بشكل بنا ٍء و مثمر يف تطویر‬ ‫مفهوم الدیمقراطیة و فتح ممكنات‬ ‫جدیدة أمام العمل الدیمقراطي‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫العدد ‪ 180‬السنة الخامسة عشر (تشرين الثاني) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪6‬‬ ‫مع إقرتاب العد التنازيل لبدء‬ ‫جوالت الحوار بني األطراف‬ ‫الكوردستانية بهدف تشكيل الحكومة‬ ‫الكوردستانية الجديدة‪ ،‬والتي كام‬ ‫هو واضح‪ ،‬يراد لها أن تكون األقوى‬ ‫واألكرث تأثرياً يف الداخل والخارج‪ ،‬والتي‬ ‫ستتشكل من قبل الحزب الدميقراطي‬ ‫الكوردستاين‪ ،‬ألنه الفائز األول يف‬ ‫اإلنتخابات الربملانية السابقة‪ ،‬تشري‬ ‫األنباء والترصيحات التي تتوارد من‬ ‫أروقة القرار اىل أنه سيتم تكليف‬ ‫السيد نيجريفان بارزاين لرئاسة وفد‬ ‫الحزب الدميقراطي الكوردستاين‬ ‫للتفاوض مع األطراف الكوردستانية‬ ‫األخرى ولتشكيل الحكومة‪.‬‬ ‫بد ًال عن الخوض يف التفاصيل‪ ،‬وفيام‬ ‫يجوز وما ال يجوز واإلستحقاقات‬ ‫اإلنتخابية‪ ،‬ورضورات طأمنة اآلخرين‬ ‫عموماً والتوجه اليهم بخطاب منطقي‬ ‫شفاف وعقالين‪ ،‬واإلستجابة لكل‬ ‫املطالب املعقولة‪ ،‬ومغادرة املايض‬ ‫األليم‪ ،‬ومواكبة متطلبات وإستحقاقات‬ ‫الدميقراطية الحقيقية التي ينشدها‬ ‫املواطن الكوردستاين‪ .‬البد من التحدث‬ ‫أو ًال عن الحكومة الحالية التي تعيش‬ ‫أيامها أو أسابيعها األخرية‪ ،‬والتي‬ ‫تشكلت برئاسة السيد نيجريفان بارزاين‪،‬‬ ‫وسلكت طريقها بإتفاق تام بني الكتل‬ ‫السياسية املختلفة‪ ،‬وبدأت يف أداء‬ ‫مهامها مبواجهة الكثري من األزمات‬

‫السياسية واالقتصادية والتحديات‬ ‫األمنية‪ .‬والبد أن نتحدث‪ ،‬ولو قلي ًال‪،‬‬ ‫عن املشكالت التي حدثت وأصطنعت‬ ‫بني الكتل واألحزاب السياسية تحت‬ ‫قبة الربملان‪ ،‬وكيف تم إرشاك الشارع‬ ‫الكوردي يف املواجهات العبثية التي‬ ‫تقشعر لها األبدان‪ ،‬وكيف حاول‬ ‫الفاقدون للرشد زعزعة االستقرار برمي‬ ‫الرشر فيه‪ ،‬وإيقاد الفتنة السياسية‬ ‫بهدف إستثامر الظروف اإلستثنائية‬ ‫الحاصلة جراء قطع موازنة اإلقليم‬ ‫من قبل بغداد وإستقبال ما يقارب‬ ‫املليوين نازح والجىء واإلنخفاظ الحاد‬ ‫ألسعار النفط والحرب ضد داعش‪،‬‬ ‫وخلط األوراق يف سلة رصاع أكرث‬ ‫تعقيداً‪ ،‬والتفرغ لخيانات وخيبات‬ ‫أكرب‪ ،‬من خالل رفض كل املشاريع‬ ‫واألوراق التي قدمت لتجاوز األزمة‬ ‫السياسية التي إصطنعوها يف االقليم‪،‬‬ ‫وأرصارهم عىل رشوطهم ومطالبهم‪،‬‬ ‫محاولني وضع الشعب عىل حافة‬ ‫كارثة غري محسوبة العواقب‪ .‬وكيف‬ ‫إستبقوا يف قراءة النتائج وتسويقها كام‬ ‫يحلو لهم‪ ،‬وكيف إختلطت عندهم‬ ‫املعلومة بالرأي‪ ،‬فاندفعوا ليبرشوا يف‬ ‫تحليالتهم بأن حسم األوضاع سيكون‬ ‫لصالحهم ألن الحزب الدميقراطي‬ ‫الكوردستاين ومن خالل حرصه الشديد‬ ‫عىل مصالح الكوردستانيني سيقدم لهم‬ ‫املزيد من التنازالت ويرضخ ملطالبهم‬

‫نيجريفان بارزاني‪ .‬الباحث عن الحوار‬ ‫صبحي ساله يي‬

‫خو ًفا من الثمن الذي سيرتتب عىل‬ ‫الدخول يف متاهات أزمات جديدة‬ ‫تضاف اىل األزمات املتعددة التي‬ ‫كانت تعصف باإلقليم‪ ،‬أو تحت ضغط‬ ‫الظروف والجهات الخارجية‪ .‬ومل يعد‬ ‫رسا ان محاولة إنقالب وقف وراءها‬ ‫ّ‬ ‫بعض املزاجيني جرت يف العام ‪2015‬‬ ‫تحت قبة الربملان الكوردستاين‪ّ ،‬‬ ‫تبي‬ ‫خاللها ان رموز تلك الحركة االنقالبية‬ ‫كانوا يريدون التخ ّلص من الحزب‬

‫الدميقراطي الكوردستاين ورئيسه السيد‬ ‫مسعود بارزاين والسيطرة عىل برملان‬ ‫ّ‬ ‫وتول السلطة بأي‬ ‫وحكومة اإلقليم‬ ‫مثن‪.‬وكيف خططوا لذلك عرب تظاهرات‬ ‫عمت الشوارع وأحرقت خاللها‬ ‫وفوىض ّ‬ ‫عدد من املقرات والدوائر الحكومية‪.‬‬ ‫وكيف تهربت بعض األطراف من تحمل‬ ‫دورها ومسؤولياتها األخالقية عندما‬ ‫تعرض اإلقليم للعقوبات العدوانية‬ ‫الجائرة‪ ،‬وعملت عرب ترصيحات‬

‫معبئة للشارع ومهيئة للفوىض‪،‬‬ ‫من أجل اإلنقضاض عىل حكومة‬ ‫اإلقليم أو إصابتها بحالة من الكساح‬ ‫والشلل‪ ،‬وكيف ركب بعضهم موجات‬ ‫إحتجاجات املوظفني واملعلمني بهدف‬ ‫تفجري االوضاع الداخلية والوصول اىل‬ ‫حالة ال ميكن السيطرة عليها‪ .‬ولكن‬ ‫خابت ظنونهم‪ ،‬كام خابت ظنون أعداء‬ ‫الكورد وكوردستان‪ ،‬ووضعوا أنفسهم‬ ‫وأحزابهم وحلفائهم يف زاويا ضيقة ويف‬

‫مواقف حرجة الميكن تربيرها بسهولة‬ ‫أو تجاهلها خالل مباحثات تشكيل‬ ‫الحكومة الجديدة‪.‬‬ ‫يف املقابل نجحت حكومة اإلقليم يف‬ ‫تجاوز االوضاع الصعبة يف كوردستان‪،‬‬ ‫ولعبت دوراً بارزاً يف وقف الهجامت‬ ‫التي استهدفت اإلقليم برمته ودفن‬ ‫طموحات األعداء‪ .‬وأصبح ميزان القوة‬ ‫لصالحها ولصالح الحزب الدميقراطي‬ ‫الكوردستاين الذي مل يصب بالغرور‬ ‫والوهم‪ ،‬ومل يتنب خطاباً مضاداً‬ ‫ملواجهة الرشكاء يف الوطن‪ ،‬ومل يخطأ‬ ‫يف تقدير املواقع امليدانية التي فيها‬ ‫اآلخرين حسب‪ ،‬بل أنه يستطيع‬ ‫قراءة املواقع السياسية لآلخرين‪.‬‬ ‫وألنه اليريد ان يدخل البالد يف دوامة‬ ‫رصاع جديد وإرباك للوضع وإرتباك‬ ‫يف املواقف‪،‬يبحث عن فرصة للحوار‬ ‫معهم‪ ،‬هذا إذا تفضلوا وفتحوا أمامه‬ ‫أبواب الحوار‪ .‬وإن مل يعتمدوا مع سبق‬ ‫اإلرصار والرتصد‪ ،‬رغم املآزق االستثنائية‬ ‫التي هم فيها جراء عنادهم‪ ،‬عىل‬ ‫سياسات البحث عن الثغرات‪ ،‬وامليش‬ ‫عىل خطى إضاعة الفرص‪ .‬واأليام‬ ‫القادمة ‪ ،‬خالل مباحثات تشكيل‬ ‫الحكومة الجديدة بني وفد الحزب‬ ‫الدميقراطي الكوردستاين واألحزاب‬ ‫الكوردستانية األخرى‪ ،‬ستثبت الكثري‬ ‫ملن يريدون أن يعرفوا الحقائق ومآالت‬ ‫األوضاع‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫العدد ‪ 180‬السنة الخامسة عشر (تشرين الثاني) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪8‬‬

‫بعد نوبل االيزيدية‪ ..‬لكي ال تتكرر مأساة شنكال!‬

‫ناكازايك‬ ‫ُق ِصفت‬ ‫حينام‬ ‫وهريوشيام بالقنابل الذرية‪ ،‬مل‬ ‫ُ‬ ‫تك القضية مجرد معركة أو رصاع بني‬ ‫أمريكا واليابان بقدر ما هي اعتداء‬ ‫عىل الجنس البرشي عموما‪ ،‬ألنها مل‬ ‫تستهدف مؤسسات عسكرية معادية‬ ‫بل مجموعات برشية مدنية ال حول‬ ‫لها وال قوة‪ ،‬وكذا الحال حينام استهدف‬ ‫أدولف هتلر اليهود كمجموعة برشية‬ ‫بحجة إن ديانتهم وسلوكهم مغاير‬ ‫لعقيدته فأبادهم يف محارقه‪ ،‬وفعلها‬ ‫نظام بغداد يف ‪ 1988 - 1987‬فيام‬ ‫عُ رف مبعارك األنفال الذي استهدف‬ ‫مئات اآلالف من ُ‬ ‫الكرد يف حلبجة‬

‫وبقية مدن وبلدات وقرى ُكردستان‬ ‫العراق‪ ،‬وكذا فعل اإليرانيون حينام‬ ‫اصدر اإلمام فتواه الشهرية بإبادة‬ ‫ُ‬ ‫الكرد يف إيران بذريعة انتامئهم لحزب‬ ‫ينادي بالحرية واالستقالل‪ ،‬ويف تركيا‬ ‫التي نهضت أبان حكم أتاتورك وكانت‬ ‫باكورة أعاملها حمالت اإلبادة ضد‬ ‫األرمن ُ‬ ‫والكرد بدايات القرن املايض‪،‬‬ ‫ويف كل هذه الحمالت التي أحصاها‬ ‫املراقبون االيزيديون بأكرث من سبعني‬ ‫حملة أو (فرمان) كام يطلق عليها‬ ‫العثامنيون وااليزيديون أيضا‪ ،‬مل تكن‬ ‫هذه األنظمة والدول تستهدف عرقا‬ ‫أو دينا بقدر ما كانت تستهدف القيم‬

‫اإلنسانية واألخالقية العليا التي ناضلت‬ ‫البرشية آالف السنني من اجل تكوينها‬ ‫وبلورتها كسقف عايل ونبيل للمكونات‬ ‫واملجتمعات اإلنسانية وخط احمر يف‬ ‫التعامل الراقي بني البرش‪ ،‬ولذلك فإنها‬ ‫استدعت اهتامم العامل بأرسه واعتبارها‬ ‫جرمية بحق البرشية جمعاء وليس بحق‬ ‫ُ‬ ‫الكرد أو األرمن أو اليابانيني لوحدهم‪.‬‬ ‫ما حصل يف شنكال أو سنجار‬ ‫وبعشيقة وبحزاين والقرى االيزيدية‬ ‫واملسيحية والكاكائية‪ ،‬مل يك معركة‬ ‫أو غزوة محلية أو إبادة برشية فقط‪،‬‬ ‫بل كانت جرمية بحق اآلدمية ومبادئ‬ ‫وقيم األخالق والحضارة‪ ،‬ومحاولة‬

‫كفاح محمود‬

‫بل كانت عملية منظمة ومخطط لها‬ ‫لنسف كل انجازات البرشية ملئات‬ ‫عرب سنوات من اجل إبادة مكون ديني‬ ‫السنني من التحرض‪ ،‬فقد استهدفت‬ ‫بذاته‪ ،‬حيث استخدمت أكرث العنارص‬ ‫جحافل ظالمية من املتوحشني الفاشيني‬ ‫شوفينية وفاشية وبدائية يف إشاعة‬ ‫العنرصيني القوميني والدينيني قرى‬ ‫الكراهية واستخدام النصوص الدينية‬ ‫شنكال وبلداتها ومركز مدينتها فجر‬ ‫حسنال شنكاليبتفسريات مزاجية متطرفة وخارجة عن‬ ‫الثالث من آب ‪2014‬م بهمجية‬ ‫املألوف عرب مئات السنني‪ ،‬من خالل‬ ‫نظري لها يف التاريخ املعارص‪ ،‬إال اللهم‬ ‫االعتامد عىل عنارص بدائية مغلقة‬ ‫إذا ما قورنت مع ما نقلته لنا صفحات‬ ‫من أشباه األميني الذين متت عملية‬ ‫تاريخ املدن التي استباحها املغول‬ ‫غسل أدمغتهم وبرمجتها القرتاف تلك‬ ‫والتتار أيام هوالكو وتيمورلنك‪ ،‬فقد‬ ‫الجرائم‪ ،‬وهذا ما حصل فعال يف سنجار‬ ‫اندفعت مئات من الوحوش البرشية‬ ‫التي تضم األغلبية االيزيدية يف العراق‪،‬‬ ‫املسلحة بالحقد والكراهية وحب القتل‬ ‫والتي تعرضت معظم قرى هذا املكون‬ ‫والتلذذ به‪ ،‬مع احدث األسلحة التي‬ ‫إىل اإلبادة الجامعية الوحشية سواء‬ ‫غنمتها من دولتني ضعيفتني هام سوريا‬ ‫بالقتل أو القلع‪ ،‬حيث أرغمت وحشية‬ ‫والعراق‪ ،‬ليك تستبيح بلدات آمنة‬ ‫املهاجمني وهمجيتهم السكان عىل‬ ‫وسكان توقعوا أي يشء إال ما شهدوه‬ ‫اقتالعهم من أراضيهم وتركهم لكل‬ ‫من كائنات منحرفة فقدت كل ما له‬ ‫يشء حفاظا عىل النساء واألطفال‪ ،‬بعد‬ ‫عالقة باآلدمية‪ ،‬واندفعت أفواجا جائعة‬ ‫مقاومة رشسة من األهايل واملدافعني‬ ‫للدماء واملال والجنس‪ ،‬والتلذذ بالقتل‬ ‫عن املدينة وقراها بأسلحة وذخرية‬ ‫والذبح والنهب والسلب واالغتصاب‬ ‫متواضعة أمام عنارص سيطرت عىل‬ ‫واالستعباد باسم الدين تارة وباسم‬ ‫مخازن األسلحة يف املوصل والتي‬ ‫العرق تارة أخرى‪ ،‬وخالل اقل من شهر‬ ‫كانت تضم مئات الدبابات والدروع‬ ‫تم لإلرهابيني احتالل قضاء سنجار‬ ‫واملدفعية األمريكية الحديثة وآالف‬ ‫البالغ أكرث من ‪ 350‬ألف نسمة‪ ،‬حيث‬ ‫القطع من األسلحة املتوسطة والخفيفة‬ ‫استباحوا مركز القضاء وكافة نواحيه‬ ‫بكامل ذخريتها التي استخدمت يف غزوة‬ ‫وبلداته وقراه‪ ،‬وقتل خالل األيام األوىل‬ ‫سنجار وتسببت يف مقتل وإبادة آالف‬ ‫‪ 1293‬شخص خلفوا وراءه ‪ 1759‬يتيام‪،‬‬ ‫األرس بأيدي هؤالء الهمجيني الذين‬ ‫واختطفوا ‪ 6417‬شخص منهم ‪3548‬‬ ‫اعتربوهم غنائم حرب وسبايا وفرضوا‬ ‫من اإلناث و‪ 2869‬من الذكور غالبيتهم‬ ‫عليهم عقيدتهم‪ ،‬بل ووزعوا الفتيات‬ ‫العظمى من األطفال‪2-1.‬‬ ‫عىل أفرادهم وعرضوا اآلالف منهم للبيع‬ ‫ويف حقيقة األمر مل تكن العملية‬ ‫يف أسواق النخاسة التي استحدثوها يف‬ ‫مجرد عملية عسكرية الحتالل مدينة‬ ‫املدن والبلدات التي استباحوها‪.‬‬ ‫أو منطقة‪ ،‬أو إسقاط حزب أو قوة‬ ‫إنها عملية يندى لها جبني البرشية‬ ‫عسكرية مهيمنة كام يقزمها البعض‪،‬‬

‫والحضارة اإلنسانية وتستدعي حقا‬ ‫أن تكون قضية عاملية يتداعى لها‬ ‫املجتمع الدويل لوضع آليات وضامنات‬ ‫ليس لهذا املكون فحسب بل لكل‬ ‫املكونات الدينية والعرقية الصغرية يف‬ ‫العامل وخاصة يف املجتمعات العربية‬ ‫واإلسالمية والرشقية عموما‪ ،‬ألنها‬ ‫تتعرض لعمليات إبادة عىل خلفيات‬ ‫عقائدية أو عرقية شوفينية منذ مئات‬ ‫السنني دون أي رادع يردعها عن‬ ‫ارتكاب هذه الجرائم‪ ،‬وقد آن األوان‬ ‫للعامل املتحرض بعد أن منح نادية مراد‬ ‫جائزة نوبل‪ ،‬وهي ابنة قرية كوجو التي‬ ‫أبيدت بقتل كل رجالها وسبي نسائها‬ ‫وأطفالها‪ ،‬نادية مراد كانت واحدة من‬ ‫تلك النساء الاليت وقعن بأيدي أولئك‬ ‫املتوحشني الذين اغتصبوها وأبادوا‬ ‫أرستها وعشريتها‪ ،‬آن األوان أن يتخذ‬ ‫العامل وبرمته والدول العظمى خاصة‬ ‫قرارات واليات لحامية هؤالء السكان‬ ‫يف كل أنحاء العامل‪ ،‬ليك ال تتكرر ثانية‬ ‫سنجار أخرى!‬ ‫مصادر وتوضيحات‪:‬‬ ‫‪ 1‬شنكال هو االسم ُ‬ ‫الكردي الذي‬ ‫يتداوله السكان ويتكون من مقطعني‬ ‫شنك ومعناه الذهبي أو الجميل جدا‪،‬‬ ‫وآل مبعنى الجانب أو الطرف‪ ،‬و سنجار‬ ‫هو االسم الرسمي للمدينة وهو اسم‬ ‫آشوري أصله سنجاره أو شنخار‪.‬‬ ‫‪ 2‬هذه األرقام رسمية صادرة من‬ ‫املديرية العامة لشؤون االيزيدية يف‬ ‫وزارة األوقاف بإقليم ُكردستان العراق‪،‬‬ ‫وهي معتمدة لدى األمم املتحدة‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫العدد ‪ 180‬السنة الخامسة عشر (تشرين الثاني) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪ 250‬ألف سوري في‬ ‫اقليمـ كردستان و‪ 70‬ألفاً يعيشون في مخيمات‬

‫‪10‬‬ ‫تحت خيمة تحمل شعار‬ ‫املفوضية السامية لشؤون‬ ‫الالجئني مغطاة بألواح‬ ‫معدنية‪ ،‬يجلس نجم الدين‬ ‫الرجل الستيني مع جاره‬ ‫سليمان (‪ 47‬سنة) يف‬ ‫مخيم دار شكران لالجئني‬ ‫السوريني بإقليم كوردستان‬ ‫العراق‪ ،‬يتبادالن الحديث‬ ‫حول الحرب الدائرة يف‬ ‫بلدهم التي دخلت عامها‬ ‫الثامن‪ ،‬وفشل الدول‬ ‫الكربى واألمم املتحدة يف‬ ‫إيجاد تسوية شاملة وحل‬ ‫سياسي‪.‬‬ ‫فييل ‪ /‬محمد جامل‬

‫‪11‬‬

‫العدد ‪ 180‬السنة الخامسة عشر (تشرين الثاني) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪12‬‬ ‫نجم الدين املتحدر من مدينة‬ ‫ديريك الواقعة أقىص شامل رشقي‬ ‫سوريا‪ ،‬لجأ إىل إقليم كوردستان‬ ‫منتصف أغسطس (آب) ‪.2013‬‬ ‫عب آالف الكورد السوريني‬ ‫آنذاك َ‬ ‫الجرس الواصل بني املعرب الحدودي‬ ‫من الجهة السورية (سياملكا)‪،‬‬ ‫ونقطة عبور فيش خابور التابعة‬ ‫إلقليم كوردستان‪ ،‬عىل إثر احتدام‬ ‫املعارك بني الجهات املتحاربة يف‬ ‫سوريا‪.‬‬ ‫يتذكر قائال‪« :‬يومها ّكنا نتوقع‬ ‫البقاء هنا عدة أسابيع أو أشهر‪،‬‬ ‫لكنه مىض خمس سنوات ونيف‬ ‫وأنا أنتظر بفارغ الصرب العودة إىل‬ ‫بلدنا»‪ ،‬ويسكن مع زوجته تحت‬ ‫خيمة ال تقيه برودة الشتاء وشدة‬ ‫الرياح‪ ،‬يف حني سافر جميع أبنائه‬ ‫إىل الدول األوروبية‪ ،‬وأضاف‪:‬‬ ‫«ضاقت بنا الدنيا هنا‪ ،‬ال حول لنا‬ ‫وال قوة»‪ .‬بحسب الرشق االوسط‪.‬‬ ‫ويقع مخيم دار شكران عىل بعد‬ ‫‪ 47‬كيلومرتا غرب مدينة أربيل‪،‬‬ ‫ُأنشئ صيف ‪ 2013‬استجابة لزيادة‬ ‫تدفق أعداد الالجئني من مناطق‬ ‫شامل سوريا‪ ،‬واستأجرت املفوضية‬ ‫السامية لالجئني التابعة لألمم‬ ‫املتحدة استئجار األرض من بلدية‬ ‫دار شكران‪ ،‬وساهمت منظمة‬ ‫رياح السالم اليابانية مبساعدة‬ ‫الالجئني لبناء منازل من الباطون‬ ‫عوضاً عن الخيم‪ ،‬رشيطة أن يكون‬ ‫السقف من ألواح معدنية‪ ،‬وقامت‬

‫بتعبيد الطرق وفتح شبكة الرصف‬ ‫الصحي‪.‬‬ ‫يقول سليامن الذي غزا الشيب‬ ‫شعره وذقنه‪ّ ،‬‬ ‫إن صغرى بناته‬ ‫وتدعى سوزدار بلغت من العمر‬ ‫أربع سنوات ونصف‪ ،‬ولدت يف‬ ‫املخيم وال تعلم شيئاً عن سوريا‪،‬‬ ‫أما باقي إخوتها كانوا صغاراً عندما‬ ‫أجربت العائلة عىل ترك منزلها‪،‬‬ ‫وذكر‪« :‬يتساءلون برباءة‪ ،‬هل كان‬ ‫لدينا بيت هناك… متى سنعود‬ ‫إليه»‪ ،‬ونقل ّ‬ ‫أن نزالء املخيم الواقع‬ ‫عىل مشارف أربيل‪ ،‬يشتكون من‬ ‫إيقاف املنظامت اإلنسانية من‬ ‫توزيع املساعدات الغذائية منذ‬ ‫أشهر‪ ،‬وتابع حديثه قائ ًال‪« :‬معظم‬ ‫األرزاق الغذائية توقفت‪ ،‬وفرص‬ ‫العمل باتت شبه معدومة‪ .‬كل ما‬ ‫كنت أدخره قمنا برصفه»‪.‬‬ ‫وبحسب إدارة كامب دار شكران‪،‬‬ ‫يتألف املخيم من ‪ 12‬قاطعاً‬ ‫و‪ 2480‬خيمة يحتضن نحو ‪2500‬‬ ‫«يومها ّكنا نتوقع‬ ‫البقاء هنا عدة‬ ‫أسابيع أو أشهر‪ ،‬لكنه‬ ‫مضى خمس سنوات‬ ‫ونيف وأنا أنتظر‬ ‫بفارغ الصرب العودة‬ ‫إىل بلدنا»‬

‫أرسة‪ ،‬يقدر عدد قاطنيه ‪ 13‬ألف‬ ‫الجئ ويعد ثاين أكرب مخيم يف‬ ‫إقليم كوردستان بعد مخيم دوميز‬ ‫مبحافظة دهوك‪ ،‬لكن املخيم‬ ‫غري مغلق بالتايل يسمح لالجئني‬ ‫الدخول إليه والخروج منه ّ‬ ‫بكل‬ ‫حرية‪ ،‬كام يتسنّى لالجئني التحرك‬ ‫بحرية داخل الحدود اإلدارية‬ ‫لإلقليم ومامرسة العمل ما إن‬ ‫يحصلوا عىل بطاقة إقامة الجئ‪.‬‬ ‫يروي فرن كيف فر مع عائلته صيف‬ ‫‪ 2013‬من مدينته القامشيل شامل‬ ‫رشقي سوريا‪ ،‬وتابع أنه مع تصاعد‬ ‫وترية التهديدات الرتكية برضب‬ ‫وحدات حامية الشعب الكوردية‬ ‫ـ يف مناطق رشق الفرات‪ ،‬فضل‬ ‫البقاء يف املخيم ملساعدة أهله‬ ‫يف حال أجربوا عىل الفرار‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫«أيب وأمي وإخويت البنات يعيشون‬ ‫بالقامشيل‪ ،‬يف حال تعرضت‬ ‫املنطقة لرضبة عسكرية سيهربون‬ ‫إىل هنا‪ ،‬وقتها سأقوم باستقبالهم‬ ‫ولن يتعذبوا كثرياً يف إيجاد مكان»‪.‬‬ ‫بينام أفني (‪ 35‬سنة) افتتحت مح ًال‬ ‫للخياطة النسائية يدر عليها مبلغاً‬ ‫من املال‪ ،‬ذكرت أنهم‪« :‬نتسلم‬ ‫مساعدات ‪ 460‬ألف دينار عراقي‬ ‫(يعادل ‪ 300‬دوالر أمرييك) لرشاء‬ ‫الجاز للتدفئة‪ ،‬باإلضافة لذلك‬ ‫نتسلم ‪ 20‬دوالر شهرياً مساعدات‬ ‫عن كل فرد بالعائلة»‪.‬‬ ‫ومن إجاميل الالجئني السوريني يف‬ ‫إقليم كوردستان البالغ عددهم‬

‫‪ 250‬ألف الجئ؛ يعيش قرابة ‪70‬‬ ‫ألف الجئ يف املخ ّيامت‪ ،‬موزعني يف‬ ‫‪ 8‬مخيامت تقع ‪ 4‬منها يف عاصمة‬ ‫اإلقليم أربيل‪ ،‬و‪ 3‬يف مدينة دهوك‬ ‫ومخيم واحد يف محافظة السليامنية‪.‬‬ ‫ويوجد يف مخيم دار شكران ثالث‬ ‫مدارس‪ ،‬مدرسة ثانوية‪ ،‬وإعدادية‬ ‫بدو أمني‪ ،‬ومدرسة ابتدائية بدو أمني‬ ‫أيضاً‪ ،‬إىل جانب روضتني لألطفال‪،‬‬ ‫واملنهج يتبع مديرية الرتبية والتعليم‬ ‫بإقليم كوردستان يد ّرس باللغة‬ ‫العربية‪ ،‬إىل جانب تدريس مادة‬ ‫باللغة الكوردية باللهجة السورانية‪.‬‬ ‫وذكر دليل (‪ 28‬سنة) ّ‬ ‫أن نسبة األمية‬ ‫تزداد بني الالجئني السوريون يف‬ ‫املخيم‪ ،‬وأشار بأن‪« :‬املنهج املدريس‬ ‫يتبع حكومة اإلقليم لذا تجد قسام‬ ‫كبريا من الطالب يالقون صعوبة يف‬ ‫تع ّلمه»‪.‬‬ ‫يخف مدير مدرسة املخيم‬ ‫ومل‬ ‫ِ‬ ‫االبتدائية أحمد محمود من تدين‬ ‫مستوى التعليم‪ ،‬ويعزو السبب إىل‬ ‫غياب الكادر التدرييس املتخصص‪،‬‬ ‫ويقول‪« :‬بسبب قلة الرواتب وغياب‬ ‫منظامت دولية تدعم القطاع‬ ‫التعليمي‪ ،‬حيث ال يوجد مدرسون‬ ‫لكل املستويات التعليمية»‪ ،‬وذكر‬ ‫أن املدرسة تضم ‪ 12‬شعبة دراسية‪،‬‬ ‫تستقبل ‪ 1200‬تلميذ وتلميذة‪،‬‬ ‫منوهاً‪« :‬حتى اليوم ال يوجد مدافئ‬ ‫يف الفصول الدراسية»‪.‬‬ ‫وتسكن ّ‬ ‫كل أرسة يف قاعدة مسبقة‬ ‫الصنع تبلغ مساحتها ‪ 90‬مرتا‪ ،‬تضم‬

‫«بسبب قلة الرواتب وغياب‬ ‫منظمات دولية تدعم القطاع‬ ‫التعليمي‪ ،‬حيث ال يوجد‬ ‫مدرسون لكل املستويات‬ ‫التعليمية»‪ ،‬تستقبل املدرسة‬ ‫‪ 1200‬تلميذ وتلميذة‪،‬‬ ‫«حتى اليوم ال يوجد مدافئ يف‬ ‫الفصول الدراسية»‪.‬‬

‫ويأل ّ‬ ‫كل‬ ‫خزّان مياه سعته ألف لرت‪ُ ،‬‬ ‫أسبوع مرة‪ .‬أ ّما الكهرباء متوفرة‬ ‫ّ‬ ‫املحال‬ ‫عىل مدار الساعة‪ ،‬وأصحاب‬ ‫التجارية التي تنترش بكرثة يف املخيم‪،‬‬ ‫ميتلكون مولدات الكهرباء‪ ،‬وتنترش‬ ‫يف املخيم متاجر لبيع فساتني الزفاف‬ ‫ومستحرضات التجميل ومحال‬ ‫للخياطة‪ ،‬إىل جانب انتشار املطاعم‬ ‫ّ‬ ‫ومحال الهواتف‪.‬‬ ‫واملقاهي‬ ‫ويبدوا ّ‬ ‫أن الكثري من الالجئني‬ ‫السوريني يف مخيم دار شكران ال‬ ‫ّ‬ ‫يفضلون العودة‪ ،‬ويقول إبراهيم‬ ‫الشاب الثالثيني والذي لجأ للمخيم‬ ‫قبل ‪ 5‬سنوات ومل يزر مسقط رأسه‬ ‫بلدة القحطانية بعد خروجه‪« :‬يوم‬ ‫عن يوم يزداد شعور االغرتاب عن‬ ‫الوطن‪ ،‬والغالبية تبحث عن إعادة‬ ‫توطني يف دولة ثالثة»‪ ،‬أما والدته‬ ‫وتدعى عائشة قالت بحرسة‪:‬‬ ‫«أمنيتي الوحيدة العودة لقضاء بقية‬ ‫حيايت يف منزيل بني أقربايئ ومن تبقى‬ ‫من معاريف»‪.‬‬ ‫‪13‬‬

‫العدد ‪ 180‬السنة الخامسة عشر (تشرين الثاني) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪14‬‬

‫تطبيق كــ ْن عيني‬ ‫ريزان صالح إيبو‬

‫إن تطبيق (‪ ،)Be my Eyes‬أيّ كنْ عيني‪،‬‬ ‫يسعى أن يجعلك عيناً للمكفوفني‪ ،‬يف ّ‬ ‫ظل‬ ‫التط ّورات التقنية‪ ,‬مل تعد املساعدة مقترصة عىل‬ ‫تعب بالشخص الكفيف إىل الشارع‪ ،‬أو اإلمساك‬ ‫أن ُ‬ ‫بيده‪ ،‬أو مساعدته بالعملة وإخباره بالفئة التي‬ ‫يحملها‪ ،‬ومام ال شك فيه بأن التقنيات العرصية‬ ‫ساهمت بشكل كبري يف تسهيل حياة املكفوفني‪،‬‬ ‫سواء عرب الربامج التي تقوم برتجمة النصوص إىل‬ ‫صوت‪ ،‬أو إىل طريقة (بريل – (‪ Braille‬املعروفة‪,‬‬ ‫بل وأصبح هناك عدة تطبيقات التي ميكننا اعتبارها‬ ‫كأدوات مساعدة‪ ،‬عدا عن برامج قراءة الشاشة‪.‬‬ ‫اليوم وبفضل تطبيق (‪ ،)Be my Eyes‬أيّ كن‬ ‫عيني‪ ،‬أصبح بإمكان املتط ّوع مساعدة الكفيف‬ ‫عرب اتصال واحد‪ ،‬إذ أن هذا التطبيق غري الهادف‬ ‫للربح‪ ،‬فكرته قامئة عىل إجراء مكاملة مرئية بني‬ ‫بص‪ ,‬يف حال احتاج الكفيف إىل مساعدة‬ ‫كفيف ُ‬ ‫ٍ‬ ‫وم ِ‬ ‫ما‪ ,‬فيقوم هذا الكفيف بإجراء مكاملة‪ ،‬وبدوره‬ ‫يقوم الذكاء االصطناعي بفرز مكاملته إىل أحد‬ ‫املتط ّوعني املتاحني‪ ،‬الذين يضبطون أوقات فراغهم‬ ‫يف اإلعدادات سابقاً‪ .‬قد تكون الطلبات‪ ،‬قراءة بعض‬ ‫املستندات‪ ،‬أو البحث عن الحاجات املفقودة‪،‬‬ ‫وحتى قراءة درجة حرارة الفرن‪ ،‬عىل سبيل املثال‪.‬‬ ‫ويحاول التطبيق املحافظة عىل أمن وخصوصية‬ ‫مستخدميه‪ ،‬حيث مينعهم من إظهار أو عرض‬ ‫املستندات الخاصة بهم‪ ،‬كاألوراق الثبوتية أو‬ ‫البطاقات املرصفية‪ ،‬هذا التطبيق التقني الذي‬ ‫ابتكره الدمناريك (هانز مورغن فيربج)‪ ،‬حيث‬ ‫استعان برشكة «روبوكات»‪ ،‬بحسب البوابة العربية‬ ‫لألخبار التقنية‪.‬‬ ‫رمبا يتبدّ د إىل ذهن الق ّراء‪ ،‬أن هناك تطبيقات‬ ‫تقوم بإجراء املكاملات‪ ،‬كالواتسآب واملاسنجر‪...‬‬ ‫الخ‪ ,‬وبالتايل ميكن للمكفوفني االتصال بالعائلة أو‬ ‫األصدقاء‪ ،‬يف حال احتاجوا ليشء ما‪ ،‬ولكن املسألة‬ ‫قد تستهلك وقتاً أطول‪ ،‬حيث أن الشخص الكفيف‬

‫قد يتصل بعدّ ة أشخاص‪ ،‬حتى يجد َمن بإمكانه‬ ‫مساعدته‪.‬‬ ‫مخصص للمساعدة عرب‬ ‫أما هذا التطبيق‪ ،‬فهو‬ ‫ّ‬ ‫اتصال مريئ‪ ،‬وبالتايل يعرف كال املستخد َمني ما الذي‬ ‫يتط ّلب منهام‪ ،‬ناهيكم عن أن التطبيق يحافظ عىل‬ ‫استقاللية وخصوصية املستخدم الكفيف‪ ،‬فاملتطوع‬ ‫الغريب ال تهمه علبة الدواء التي يقرؤها عىل سبيل‬ ‫املثال‪ ،‬وبالتايل‪ ،‬ال تتحول مكاملتهم إىل مكاملة عامة‪.‬‬ ‫يقول موقع الجزيرة يف تقرير له يف عام ‪« ،2017‬إن‬ ‫عدد املستخدمني املكفوفني بلغ ‪ ٣٥‬ألف مستخدم‬ ‫حول العامل‪ ،‬وأن عدد املتط ّوعني يتجاوز النصف‬ ‫مليون متط ّوع»‪ .‬إن فكرنا قلي ًال بعدد املتط ّوعني‬ ‫وعدد املستخدمني‪ ،‬فسنجد أن مقابل كل كفيف‬ ‫يوجد حوايل ‪ 14‬متط ّوع‪ ,‬كام أننا ال ننىس أن لكل‬ ‫لغة متط ّوعوها‪.‬‬ ‫إن هذا التطبيق‪ ،‬مل َ‬ ‫يحظ مبتط ّوعني ناطقني بالعربية‬ ‫بشكل كايف‪ ،‬واملطلوب املقارنة باللغة االنجليزية‪,‬‬ ‫أو لغات أخرى مستخدمة‪ ,‬رمبا يكون السبب هو‬ ‫عدم انتشار التطبيق‪ ،‬أو ته ّرب الناس من املكاملات‬ ‫تخص‬ ‫التي قد تطول بعض األحيان‪ ،‬ورمبا ألسباب ّ‬ ‫ضغوطات العمل‪ ،‬ولكن وكام وضحت سابقاً‪،‬‬ ‫التطبيق يتيح للمتط ّوع تحديد وقت ّ‬ ‫معي من‬ ‫خالل إعداداته‪ ،‬الستقبال املكاملات‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــ‬ ‫* ريزان صالح إيبو‪:‬‬ ‫– مواليد مدينة كوباين‪1994 ،‬‬ ‫– بدأ الدراسة االبتدائية عام ‪ ،2005‬ووصل للصف‬ ‫الحادي عرش الثانوي‪ ،‬ومل يكمل الدراسة بسبب‬ ‫ظروف الحرب‪ ،‬والهجرة‪.‬‬ ‫– عضو يف منظمة (هوشني) للثقافة والفكر‪.‬‬ ‫– قام عام ‪ 2017‬بإنشاء دراسة حول األحرف‬ ‫الكوردية‪ ،‬يف طريقة (بريل – (‪ Braille‬للقراءة‪،‬‬ ‫الخاصة باملكفوفني‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪15‬‬

‫العدد ‪ 180‬السنة الخامسة عشر (تشرين الثاني) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪16‬‬

‫الكورد يف سوريا‪ ..‬أمريكياً وروسياً‬ ‫إدريس سالم‬

‫ميكن تلخيص اإلسرتاتيجية‬ ‫األمريكية والروسية يف‬ ‫سوريا‪ ،‬يف أن وجود األوىل يف رشقي‬ ‫نهر الفرات والثانية غربها‪ ،‬تهدف‬ ‫إىل مواجهة النفوذ اإليراين ومنعها‬ ‫من التغلغل وإقامة مم ّرها ال ّربي‪،‬‬ ‫الذي يربط بني إيران ولبنان أو ًال‪،‬‬ ‫وثانياً منع عودة ظهور تنظيامت‬ ‫إسالمية متط ّرفة‪ ،‬والوصول إىل‬ ‫تسوية سياسية لألزمة السورية‬ ‫تنهي برتميم النظام السوري ثالثاً‪،‬‬ ‫ورابعاً لحامية إرسائيل من أيّ‬ ‫نسمة أو غيمة ضا ّرة‪.‬‬ ‫إن أهم ما ح ّققه الكورد يف‬ ‫سوريا‪ ،‬هو التم ّيز باإليديولوجية‬ ‫العلامنية العسكرية‪ ،‬وهي ما‬ ‫كانت مت ّيزهم من بني جميع القوى‬ ‫السياسية والعسكرية املتقاتلة‬ ‫فيام بينها‪ ،‬التي كانت تتبنَّى‬ ‫إيديولوجية دينية‪ ،‬وعدم ثقة‬ ‫واشنطن بفصائل الجيش الح ّر‬ ‫توجهات‬ ‫التي متتلك يف معظمها ّ‬ ‫إسالمية‪ ،‬واستخدام الكورد كورقة‬ ‫ضغط عىل تركيا؛ المتالكهم أدايت‬ ‫«التحميس والتحشيد» يف خلق‬ ‫قاعدته الجامهريية‪ ،‬ملواجهة‬ ‫األزمات الداخلية والخارجية دون‬ ‫خاصة وأنهم‬ ‫يغيوا شيئاً منها‪ّ ،‬‬ ‫أن ّ‬ ‫خرسوا كثرياً من الق ّوة الشبابية‬ ‫والنسائية والعقلية والفكرية‪،‬‬ ‫التي كانت قادرة عىل وضع حدّ‬

‫لسياسة «التمجيد والتقديس»‪،‬‬ ‫واستفزاز الدول اإلقليمية الفاعلة‬ ‫بالشعارات والبيانات والصور‪.‬‬ ‫املثري للجدل هو أن حزب االتحاد‬ ‫الدميقراطي يرى تعاونه مع‬ ‫الروس واألمريكان تحالفاً طويل‬ ‫املدى‪ ،‬ولكن الواقع يؤ ّكد بأنه‬ ‫رشاكة مؤ ّقتة‪ ،‬مبنية عىل مترير‬ ‫الدولتني ملصالحهام من خالل‬ ‫ق ّوته العسكرية‪ ،‬املتم ّثلة بق ّوات‬ ‫سوريا الدميقراطية‪ ،‬ولفهم هذا‬ ‫التعاون يجب مراجعة سياساتهام‬ ‫معه‪ ،‬قبل وبعد األزمة السورية‪،‬‬ ‫وسيالحظ القارئ أو الباحث – بعد‬ ‫َ‬ ‫القراءة واالستقصاء – أن عالقة‬ ‫الدولتني مع االتحاد الدميقراطي‬ ‫عالقة مع ّقدة‪ ،‬وتخضع ملصالح‬ ‫الطرفني‪ ،‬كام أن حداثة التحالف‬ ‫األمرييك مع الحزب‪ ،‬وارتباطه‬ ‫بقتال تنظيم داعش‪ ،‬ومراعاة‬ ‫أمريكا ملصالح حليفتها تركيا‪،‬‬ ‫تجعل هذا التحالف مع ّقداً أكرث‪،‬‬ ‫خاصة مع تعنّت‬ ‫ومع ّرضاً لالنهيار‪ّ ،‬‬ ‫الحزب يف تغيري سياساته وتبعيته‪،‬‬ ‫أما ملَن ستكون الك ّفة الراجحة‬ ‫يف املستقبل – للتحالف الكوردي‬ ‫الرويس‪ ،‬أم الكوردي األمرييك –‬ ‫فاأليام القادمة ستثبت ذلك‪.‬‬ ‫عالقة روسيا بحزب االتحاد‬ ‫الدميقراطي قدمية‪ ،‬تعود إىل‬ ‫بدايات تشكيل الفرع األسايس‪،‬‬

‫فيام عالقة أمريكا معه حديثة‪،‬‬ ‫إذ بدأت فعلياً بعد هجوم داعش‬ ‫عىل كوباين عام ‪2014‬م‪ .‬روسيا‬ ‫ال تعترب فرعه األسايس الذي‬ ‫ّ‬ ‫تشكل بأوامره منظمة إرهابية‪،‬‬ ‫فيام أمريكا أدرجته عىل قامئة‬ ‫املنظامت اإلرهابية عام ‪1999‬م‪.‬‬ ‫روسيا تقدّ م الدعم السيايس‬ ‫لالتحاد الدميقراطي من خالل‬ ‫السامح له بفتح مق ّرات ومراكز‬ ‫يف مدنها‪ ،‬وإرشاكه يف املؤمترات‬ ‫كجنيف وآستانة وسوتيش‪ ،‬يف حني‬ ‫أمريكا ال تقدّ م له أيّ دعم سيايس‪.‬‬ ‫روسيا نقلت ق ّواتها العسكرية قبل‬ ‫أيام من االجتياح الرتيك ملدينة‬ ‫ّ‬ ‫والشك ال‬ ‫عفرين‪ ،‬فيام الغموض‬ ‫زاال يخ ّيامن عىل الوجود األمرييك‬ ‫يف رشقي الفرات‪ ،‬وما إن كانت‬ ‫ّ‬ ‫ستتخل عنها أم ال‪ ،‬إال أن األحداث‬ ‫الرسية تشري إىل تقسيم‬ ‫واالتفاقات ّ‬ ‫غريب كوردستان إىل ثالثة مناطق؛‬ ‫منطقتان محارصتان والثالثة غري‬ ‫محارصة‪.‬‬ ‫إال أن الشعب الكوردي يف غريب‬ ‫كوردستان أدرك حقيقة لعبة‬ ‫واشنطن وموسكو يف سوريا ّ‬ ‫مؤخراً‪،‬‬ ‫تحت ذريعة محاربة اإلرهاب‬ ‫والوقوف إىل جانب الشعوب‬ ‫املظلومة‪ ،‬والتي ظهرت مالمحها‬ ‫العا ّمة‪ ،‬وباتت أكرث وضوحاً‪ ،‬وهي‬ ‫أن خريات وثروات سوريا هي التي‬

‫‪17‬‬

‫العدد ‪ 180‬السنة الخامسة عشر (تشرين الثاني) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪18‬‬

‫هل كان للكورد أدباء‬ ‫وفالسفة قبل اإلسالم‪..‬‬ ‫أسباب فقدان آثارهم‬ ‫ويذكر (املسعودي ‪896‬م‪-957‬م) يف كتابه (التنبيه‬ ‫واإلشراف) الصفحة ‪ « 92‬رأيت بمدينة اصطخر يف‬ ‫سنة ‪303‬هـ عند بعض أهل البيوتات املشرفة كتابا‬ ‫عظيما يشتمل على علوم كثرية من علومهم‪ ... ،‬لم‬ ‫أجدها يف شيء من كتب الساسانيني كخداي نامه‪،‬‬ ‫وآيني نامه‪ ،‬وكهناماه وغريها»‬ ‫د‪.‬محمود عباس‬ ‫القسم االول‬

‫‪19‬‬

‫العدد ‪ 180‬السنة الخامسة عشر (تشرين الثاني) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪20‬‬ ‫وإعادة أحياء املايض بالصورة التي‬ ‫كانت عليها‪ ،‬أو عىل األقل ما ميكن‬ ‫أحيائه دون تشويه‪ ،‬والذي لرمبا ال يزال‬ ‫بعضه موجودا يف مكان ما‪ ،‬كام ويذكر يف‬ ‫الصفحة (‪ )117‬من الكتاب ذاته‪ ،‬عندما‬ ‫يتحدث عن فرتة ظهور (ماين) وكان يف‬ ‫عهد قيرص بيزنطة قلوذيوس فيقول «‬ ‫وقد ذكر ماين يف كثري من كتبه املرقيونية‬ ‫والديصانة وأفرد للمرقيونية بابا يف كتابه‬ ‫املرتجم بالكنز وللديصانية بابا يف كتابه‬ ‫سفر األسفار وغري ذلك من كتبه» إشادة‬ ‫املسعودي هذه بكتب ماين خري إثبات‬ ‫عىل أن املؤلفات الساسانية وذخريتها‬ ‫الثقافية الناجية حتى تلك الفرتة‪ ،‬كانت‬ ‫ال تزال متداولة بني الشعوب املحتلة‪،‬‬ ‫قضيت عليها مع توسع السلطات‬ ‫العربية اإلسالمية‪.‬‬ ‫كام وأن الخدمة التي قدمها (برزويه)‬ ‫الطبيب الساساين‪ ،‬وتحديداً يف فرتة‬ ‫حكم كرسى األول‪ ،‬برتجمته لكتاب‬ ‫كليلة ودمنة من اللغة السنسكريتية‬ ‫إىل الفهلوية يف القرن السادس امليالدي‪،‬‬ ‫وبعدها ترجمها ابن املقفع إىل العربية‪،‬‬ ‫تعد مأثرة تاريخية ‪-‬أدبية من عدة‬ ‫نواحي منها‪:‬‬ ‫األوىل‪ ،‬برتجمتها إىل العربية تم الحفاظ‬ ‫عىل هذا الكتاب القيم من التلف أو‬

‫اإلهامل ألنه أصبح قابال للقراءة من قبل‬ ‫السلطات العربية اإلسالمية‪.‬‬ ‫والثانية‪ ،‬تؤكد أن اآلداب الساسانية‬ ‫كانت عىل درجة عالية من التطور‬ ‫الحضاري‪ ،‬ومنها ترجمة املآثر من لغات‬ ‫الحضارات املجاورة إىل لغتهم‪.‬‬ ‫والثالثة‪ ،‬وهي أن ضياع األصل الفهلوي‬ ‫وبقاء العربية تثبت درجة اإلهامل الذي‬ ‫حل بالثورة الثقافية للحضارة املحتلة من‬ ‫قبل القبائل الجاهلة الغازية‪ ،‬أو التدمري‬ ‫املخطط من قبل السلطات وفقهائها‬ ‫للآمثر األدبية للحضارة الساسانية‪ ،‬والتي‬ ‫وضعت القرآن بديال عن كل ما عداه من‬ ‫الكتب‪ ،‬وتقريبا مل يقرأ غريه عىل مدى‬ ‫قرابة قرنني من الزمن بعد االجتياح‬ ‫العريب اإلسالمي‪ .‬فنحن نعلم أن النسخة‬ ‫املرتجمة والنسخة السنسكريتية األصلية‬ ‫ُفقدتا‪ ،‬وابن املقفع قام برتجمتها إىل‬

‫اللغة العربية بنا ًء عىل النسخة الفهلوية‬ ‫التي كانت يف حوزته قبل فقدانها‪.‬‬ ‫فكتاب كليلة ودمنه ومسرية ترجمتها‬ ‫والحفاظ عليها‪ ،‬خري برهان عىل وجود‬ ‫العديد من أمثالها وذخرية أدبية تدين‬ ‫لها الحضارة الساسانية‪ ،‬ال تزال يف طي‬ ‫االختفاء‪ ،‬ومن املستحسن للمختصني يف‬ ‫هذا املجال البحث عن املكتبات القدمية‪،‬‬ ‫والتنقيب عن الكتب األثرية يف مكاتب‬ ‫إيران والهند واليونان وروما عىل سبيل‬ ‫املثال‪ ،‬وعىل املنظامت الثقافية املعنية‬ ‫باألمر توظيف اختصاصيني باللغات‬ ‫القدمية والباحثني يف التاريخ‪ ،‬وقد‬ ‫تحدث يف هذا املؤرخ آرثر كرينستنسن‪،‬‬

‫أن املؤلفات‬ ‫الساسانية وذخريتها‬ ‫الثقافية الناجية حتى‬ ‫تلك الفرتة‪ ،‬كانت ال تزال‬ ‫متداولة بني الشعوب‬ ‫املحتلة‪ ،‬قضيت عليها‬ ‫مع توسع السلطات‬ ‫العربية اإلسالمية‪.‬‬ ‫أثناء العمل عىل كتابه (تاريخ إيران‬ ‫يف عهد الساسانيني) يف الصفحة (‪)31‬‬ ‫« أتسعت معرفتنا باللغات اإليرانية‬ ‫املتوسطة اتساعاً بيناً باالكتشافات التي‬ ‫متت يف تركستان الصينية ‪...‬والنصوص‬ ‫التي جمعتها هذه البعثات مأخوذة‬ ‫من اآلداب البوذية واملانوية واملسيحية‬ ‫باللغات السنسكريتية‪»...‬‬ ‫وإضافة عىل حقيقة تشعب الفلسفة‬ ‫واألدب الساساين الكردي‪ ،‬من خالل‬ ‫الكتب واملخطوطات الساسانية‪ ،‬إىل‬ ‫خارج إمرباطوريتهم‪ ،‬نأيت عىل املعلومات‬ ‫التي قدمها الباحث الفرنيس (فستوجني)‬ ‫قائال إن بعض املؤلفني يقدرون حجم‬ ‫األدبيات الزرادشتية يف مرص وحدها‬ ‫عام ‪ 200‬ق‪ .‬م‪ .‬بنحو مليوين سطر‪،‬‬ ‫وهي املعلومة التي يستند عليها املفكر‬ ‫والباحث العريب (محمد عابد الجابري)‬ ‫يف كتابه تكوين العقل العريب‪ ،‬يف الصفحة‬ ‫(‪ )175‬ويستشهد بهام الكاتب الكردي‬ ‫(زاغروس آمدي) يف كتابه (تأريض‬

‫اإلسالم) يف الصفحة (‪ )378‬فيقول «‬ ‫كانوا يجهلون أن مثة عرشات األلوف‬ ‫من الكتب الزرادشتية كانت منترشة‬ ‫بني الكرد والفرس وغريهم من شعوب‬ ‫املرشق واملغرب»‪.‬‬ ‫ومن األهمية يف هذا املجال التنويه إىل‬ ‫رسد الكاتب (زاغروس آمدي) ألسامء‬ ‫البعض من العلامء الكرد يف املراحل‬ ‫األوىل من اإلسالم ما بني الصفحات‬ ‫(‪ )386-383‬مع تحليل فكري ورؤية‬ ‫واستنتاجات قيمة تدعم ما نحن‬ ‫بصدده‪ ،‬ومنها اغرتاب العديد من‬ ‫املفكرين والفقهاء الكرد عن اإلسالم يف‬ ‫بداياتها‪ ،‬لكنه ال يحدد لها زمن معني‬ ‫بل يأيت بأمثلة من العرص الحارض‪ .‬وما‬ ‫نستنتج منه‪ ،‬أن هذه الكوكبة من األدباء‬ ‫والفالسفة والفقهاء من الكرد برزوا يف‬ ‫املراحل األوىل من اإلسالم بنا ًء عىل‬ ‫خلفية حضارية سابقة لإلسالم القادم‬ ‫يف البداية مع قبائل جاهلة تتعارض‬ ‫مفاهيمها والحضارة‪ ،‬وبالتايل فهؤالء‬ ‫العلامء الكرد وغريهم من الرسيان‬ ‫واليهود والكلدان والفرس‪ ،‬هم ورثة‬ ‫مجتمع ثقايف علمي أديب عميق الجذور‪،‬‬ ‫ومتني البنيان‪ ،‬مل متت رغم الدمار‬ ‫الهائل الذي خلفه الغزاة‪ ،‬قبائل العربية‬ ‫الجاهلة‪ ،‬وظهورهم املفاجئ تزامنت‬ ‫عندما كانت الحضارة الساسانية تعاين‬ ‫من اضطرابات داخلية دينية وسياسية‬ ‫وخارجية مع اإلمرباطورية البيزنطية‪.‬‬ ‫كام وأن ظهور هذه املجموعة من‬ ‫العلامء واألدباء والفالسفة الكرد‪ ،‬ومن‬

‫ما السر يف أن يظل الكرد‪،‬‬ ‫ورغم كل هذه القرون من‬ ‫التهميش وتحريف تاريخهم‬ ‫وطمس لغتهم وعاداتهم‪،‬‬ ‫من الشعوب الرئيسة يف‬ ‫املنطقة‪ ،‬حافظت على‬ ‫ماهيتها على مدى أربعة‬ ‫عشر قرنا من الزمن‬ ‫غريهم من الشعوب التي كانت تتكون‬ ‫منهم مجتمع الحضارة الساسانية‪ ،‬يف‬ ‫املراحل التي مل تكن السلطة العربية‬ ‫اإلسالمية قد بنت ركيزة ثقافية بعد‪،‬‬ ‫فكانت منابع ثقافتهم وذخريتهم املعرفية‬ ‫تستمد من كتب حضارتهم املدمرة‪،‬‬ ‫وبلغتها‪ ،‬والتي مل تكن قد ترجمت بعد‬ ‫أو أن معظم هؤالء العلامء واألدباء مل‬ ‫يكن قد أتقنوا العربية‪ ،‬والتي مل تكن‬ ‫قد حلت محل اللغات املتطورة والتي‬ ‫كانت املراكز الحضارية تستند عليها يف‬ ‫كتاباتها وتعلميها ومراسالتها وسجالتها‬ ‫وأرشيفها‪ ،‬بل وحتى يف املراحل التي‬ ‫توسعت فيها الرتجمة يف عهد الخليفة‬ ‫املأمون خاصة‪ ،‬واملرتيب عىل الثقافة‬ ‫الساسانية‪ ،‬كانت اللغة العربية ال تزال‬ ‫غري قادرة عىل حمل املفاهيم العلمية‬ ‫بقدر ما كانت تحمل املفاهيم الفقهية‪،‬‬ ‫واألدبية يف مجال الشعر حرصا‪ ،‬وظلت‬ ‫لقرون لغة شعر وعلم كالم‪.‬‬ ‫وروجت بعدها السلطات اإلسالمية‪،‬‬

‫العربية أو املستعربة‪ ،‬كل املوبقات‬ ‫عن الحضارة الساسانية وعلامءهم‬ ‫ودياناتهم‪ ،‬ومتت محاربة مخلفاتها‬ ‫بكل األساليب‪ ،‬تحت منطق الزندقة‬ ‫واملجوسية والكفر‪ ،‬إما للتغطية عىل‬ ‫همجيتهم يف تدمري الحضارة بعلومها‪،‬‬ ‫أو ألن العبثية كانت جزء من أساليب‬ ‫السلطة واإلهامل‪ ،‬ساعدت عىل‬ ‫نرش الدعاية الخاطئة عن الشعوب‬ ‫األخرى املحتلة‪ ،‬وخاصة عن الشعب‬ ‫الكردي‪ ،‬عىل أنه مل يكن لهذا الشعب‬ ‫إدارة سياسية أو ماملك حضارية‪ ،‬وتم‬ ‫ذكرهم يف الكتب التاريخية الحارضة‬ ‫كقبائل تابعة لسلطات الشعوب‬ ‫األخرى كالفارسية وفيام بعد العربية‪،‬‬ ‫وأنه مل تكن لهم لغة‪ ،‬أي مبا معناه مل‬ ‫يكن يشكلون أمة كاألمم املحاطة بهم‬ ‫األن‪ ،‬وظلت هذه املوجات العنرصية‬ ‫سائدة لقرون طويلة‪ ،‬ومل يطرح احد‬ ‫عىل ذاته السؤال التايل‪ :‬ما الرس يف أن‬ ‫يظل الكرد‪ ،‬ورغم كل هذه القرون من‬ ‫التهميش وتحريف تاريخهم وطمس‬ ‫لغتهم وعاداتهم‪ ،‬من الشعوب الرئيسة‬ ‫يف املنطقة‪ ،‬حافظت عىل ماهيتها عىل‬ ‫مدى أربعة عرش قرنا من الزمن‪ ،‬وعىل‬ ‫دميغرافية تتجاوز األربعون مليونا‪ ،‬وعىل‬ ‫لغتهم‪ ،‬ومل ينصهروا يف بوتقة القومية‬ ‫العربية اإلسالمية‪ ،‬مثل العديد من‬ ‫الشعوب األخرى يف املنطقة‪ ،‬رغم غياب‬ ‫السلطات الحامية لهم كالفرس والرتك‪،‬‬ ‫لتفانيهم يف اإلسالم‪ ،‬وتعمقهم يف لغة‬ ‫يتبع‪...‬‬ ‫القرآن‪ .‬‬

‫‪21‬‬

‫العدد ‪ 180‬السنة الخامسة عشر (تشرين الثاني) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪22‬‬ ‫بعد ‪ 15‬عاما من طرح األراء‬ ‫وابداء املقرتحات واملطالب‬ ‫املستمرة اىل الحكومات املتتالية‪،‬‬ ‫علمنا مؤخرا فقط بأنا عىل خطأ!‬ ‫الن الحكومات يف هذا البلد ليس‬ ‫باستطاعها تغيري الوضع وال حتى‬ ‫ترغب بذلك‪.‬‬ ‫فعىل سبيل املثال يف املناسبات‬ ‫والندوات واللقاءات املرتبطة‬ ‫بالتحدث عن ملف الفيليني‬ ‫وامثالهم‪ ،‬وعىل الرغم من ان قلة‬ ‫نسبة مشاركات املسؤولني فيها امر‬ ‫مخجل‪ ،‬ومع ذلك فان من يحرض‬ ‫منهم ال يستمعون اىل االحاديث‬ ‫التي تدور بشأن امللف وال يشغلون‬ ‫انفسهم بالتفكري به‪ ،‬والذين‬ ‫يستمعون صدفة وينتبهون لهذا‬ ‫امللف ليست لديهم سلطة تنفيذية‪.‬‬ ‫فاذا كان هذا قدر ملفنا وقضيتنا‪،‬‬ ‫فان أكرب أخطاء مجتمع املفكرين‬ ‫واملثقفني تنحرص يف انه منذ تأسيس‬ ‫هذا البلد يعيدون تكرار الخطأ‬ ‫نفسه بان يجعلوا فكرهم ووعيهم‬ ‫موجه اىل الحكومة فقط وهي (اي‬ ‫الحكومة) ال تنصت ابدا؛ يف وقت‬ ‫ليست هذه مشكلة البلد‪.‬‬ ‫وعىل طول ‪ 100‬عام اهدرنا‬ ‫جميع الرثوات النفطية واملعدنية‬ ‫والطبيعية واالمكانات االنسانية‬

‫من اجل ان نغري الحكومة؛ او ان‬ ‫الحكومة كانت تريد تغيرينا‪ ،‬ولكن مل‬ ‫يتغري يشء‪ .‬كانت جميع االمكانات‬ ‫مسخرة لالنقالبات وسحق البعض‬ ‫للبعض االخر‪ ،‬وليس لبناء البنى‬ ‫التحتية الرتبوية ويف داخل العائلة‬ ‫واملجتمع‪.‬‬ ‫الفيليون ليسوا بغافلني عن ان‬ ‫العراق املعارص ايضا‪ ،‬يف اوضاعه‬ ‫االجتامعية والعقلية الحاكمة فيه‬ ‫بقيت مشكالته تراوح يف مكانها منذ‬ ‫تأسيسه لحد االن‪ .‬تراوح عند النقطة‬ ‫التي تم فيها ترشيد املواطنني عن‬ ‫اماكنهم‪ ،‬والتي تعرض الكثري من‬ ‫مكوناته وقومياته للتطهري العرقي‬ ‫والتغييب‪.‬‬ ‫مائة عام وهذا السلوك والتعامل‬ ‫الثابت باق بسبب ان املفكرين وبدال‬ ‫من االلتفات للمجتمع‪ ،‬يسلطون‬ ‫ضوء مالحظاتهم باتجاه الحكومة‪.‬‬ ‫فاذا مل يكن االلتفات للحكومة موازيا‬ ‫بقيمته نسيان انفسهم ومجتمعهم‬ ‫فلامذا هم متعبون من البطالة‬ ‫واالنهيار واليأس من هذه االوضاع؟!‬ ‫دعونا نبتعد عن امراض وعلل‬ ‫املفكرين‪ ،‬ونعود اىل الفيليني مرة‬ ‫اخرى وجميع املكونات املضطهدة‬ ‫يف هذا البلد‪ ،‬فبالرغم من الحكومة‬ ‫ومن دون ان يكون لهم برنامج عمل‬

‫حل ضائع وحلقة ضعيفة‬ ‫للمستقبل‪ ،‬وفقط بالنقد الكثري «من‬ ‫دون االلتفات اىل اوضاع املجتمع يف‬ ‫ترديها الدائم‪ ،‬يظهر لهم ان جميع‬ ‫جهودهم تذهب هباء»‬ ‫والميكن نسيان ان الحكام هم من‬ ‫تربية هذا املجتمع‪ .‬فاذا مل يفهموا‬ ‫املجتمع فهذا يعني ان تربيتهم مل‬ ‫تعلمهم فن الحوار‪ .‬اذا كان الجميع‬

‫عىل خطأ مكرر وال ميكنهم عمل‬ ‫يشء‪ ،‬فهذا يعني ان كل شخص من‬ ‫نتاج تربية هذه البيئة يحل محلهم‬ ‫فسيعيد الفعل نفسه الذي سبق‪،‬‬ ‫وهذا يعني ان املشكلة الرئيسة‬ ‫تكمن يف املجتمع وليس يف الحكومة‪.‬‬ ‫داخل البيوت واملدارس وليس‬ ‫داخل مؤسسات الحكومة‪ .‬واال فان‬

‫سندس مريزا‬

‫حكومات دول املحيط ليست بأفضل‬ ‫وال بأسوأ من حكوماتنا‪.‬‬ ‫هناك مثل يقول ان قوة السلسة يف‬ ‫اضعف حلقاتها! النه يجب باستمرار‬ ‫االنتباه لتلك الحلقة الضعيفة التي‬ ‫تتجسد اليوم يف الفيليني واملكونات‬ ‫املغلوبة عىل امرها يف هذا البلد‬ ‫وليس يف الحكومة‪.‬‬

‫‪23‬‬

‫العدد ‪ 180‬السنة الخامسة عشر (تشرين الثاني) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪24‬‬

‫عندما يولد بإسم الكورد الفيليين‬

‫علي حسين فيلي‬ ‫من منظور علم السياسة؛ ال‬ ‫تنزل الحكومة من عليائها ولكن‬ ‫الخصوصيات تضع شعبا يف املقدمة واخر‬ ‫يف املؤخرة‪ ،‬يف العراق ارض السياسة وعرة‬ ‫والحياة فيها ليست مكانا لصياغة االنشاء‬ ‫ليك تتالءم مع دعاء خفيف‪ .‬وبشكل رصيح‬ ‫اما عليك ان تتامىش مع التيار الذي تسري‬ ‫عليه هذه البالد او ان تبتعد بكل شجاعة‪.‬‬ ‫يقال بان االنسان يبادر لرفع الثقل او‬ ‫الحمل الذي يقدر عىل حمله! ويبدو أن‬ ‫الحمل التاريخي الذي فرض عىل الفيليني‬ ‫خارج عن امكانياتهم‪ ،‬فمن دون ان يكون‬ ‫مشاركا يف حرب او ان يحارب او ان يطلق‬ ‫ولو رصاصة واحدة عىل احد يصاب بأكرب‬ ‫االرضار ويقدم اكرث الضحايا‪.‬‬ ‫والعراق بالد تكرار السيناريوهات‬ ‫والتحركات الهزلية التي تظهر يف وسائل‬ ‫االعالم‪ ،‬والتي تتحدث عن احياء اي مكون‬ ‫مثل الفيليني ليست لها اية نتائج الن‬ ‫مرحلتي ما قبل البعث وما بعده تثبت عىل‬ ‫سبيل املثال ان التجربة السياسية الفيلية‬ ‫جعلت عقيمة‪ ،‬فقد تم تدمريهم ليس عىل‬ ‫مستوى الفرد بل عىل مستوى الجامعة‪.‬‬ ‫وبسبب عدم منحهم الفرصة او مل يتلقوا‬ ‫دروسا يف السياسة اال ما يتعلموا به كيف‬ ‫يكرهوا بعضهم‪ .‬وعىل الرغم من حربهم‬ ‫قبل ان تكون حربا قومية ومذهبية‬ ‫وحزبية‪ ،‬هي حرب قانونية مع حكومة‬ ‫ودولة متعاطفة ولكن غري ملتزمة! عىل‬ ‫الرغم من ان الفيليني اعتادوا عىل مقاومة‬

‫الضغوطات ولكن هذا ال يغري الدستور‬ ‫العراقي وال سلوك السلطة وال سياسة‬ ‫االطراف تجاههم‪.‬‬ ‫وباملقابل فان عدم تغيري الفيليني لطريقة‬ ‫تفكريهم هي مشكلة ال حل لها ايضا‪.‬‬ ‫واضح بانه من منطلق التجدد فان التفكري‬ ‫مبنطق يخالف املايض امر صعب ورضوري‬ ‫ولكنه ال يعد امرا خاطئا‪ .‬حتى انه يف ظل‬ ‫عدم وجود وقت للحكومة ومن سوء‬ ‫حظ الفيليني‪ ،‬فان كل فرد فييل حائر من‬ ‫املنظور السيايس ومستعد ألية ارشادات‬ ‫غري مرغوب فيها بدءا من العنف لغاية‬ ‫التكفري ومن االعتدال يقع فريسة املصالح‬ ‫الذاتية ويف اغلب االوقات تهدر امكاناته‬ ‫حد االفالس من اجل ال يشء‪.‬‬ ‫والحرب التي ال خسائر فيها يف هذا البلد‬ ‫هي من حصة السلطة فقط وليس مكون‬ ‫مسامل ساذج كالكورد الفيليني الذين يعد‬ ‫اي نوع من القرارات والتفكري والسلوك مبا‬ ‫يخالف رغبات االطراف السياسية‪ ،‬متردا‬ ‫واي احتجاج منهم يتبعه العقاب الشديد‪.‬‬ ‫واليوم الذي يشهد هتك جميع االسس‬ ‫املعنوية يف هذا البلد ال يستطيع الفييل‬ ‫عن طريق النشاطات املدنية والقانونية‬ ‫حل مشكالته وقد تم تجفيف امكانياته‬ ‫العسكرية واالقتصادية واالجتامعية‬ ‫والسياسية والثقافية‪ ،‬فكيف يستطيع ان‬ ‫يولد باسم الفييل وكيف ينجو من الظرف‬ ‫الحايل الذي يستعد لتكرار كتابة تاريخه‬ ‫من جديد؟!‬

‫‪25‬‬

‫العدد ‪ 180‬السنة الخامسة عشر (تشرين الثاني) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫فرصة‬ ‫الكـورد الفيليين في كـتابة تاريخهم‬

‫‪26‬‬

‫بمناسبة صدور كتاب‬ ‫االستاذ الدكتور اسماعيل‬ ‫قمندار «اللهجات الكردية‬ ‫الجنوبية»و بذل المؤلف‬ ‫من أجله عدة عقود من‬ ‫حياته والذي يؤكد في‬ ‫مقابلة له « وأنا أشعر‬ ‫بالتزام أزاء طائفتي التي‬ ‫عانت ما عانت‪ ،‬وتحدت‬ ‫ظلم الحكومات البعثية‬ ‫والصدامية منذ ‪،1963‬‬ ‫وهي التي لم تبخل‬ ‫بإسهاماتها مع بقية‬ ‫اشقائهم العراقيين من‬ ‫كرد وعرب في السعي‬ ‫من أجل ازدهار بلدهم‪».‬‬

‫عبد الخالق الفالح‬

‫‪27‬‬

‫العدد ‪ 180‬السنة الخامسة عشر (تشرين الثاني) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪28‬‬ ‫و الذي طرح دراسة النظام‬ ‫القواعدي لفروع ولهجات‬ ‫عرشات املدن واملناطق الكردية‬ ‫الجنوبية غري املطروقة أو املدروسة‬ ‫يف معظمها‪ ،‬مثل كرمنشاه ‪،‬خانقني‪،‬‬ ‫منديل‪ ،‬إيالم‪ ، ،‬وكالم عشائر مثل‬ ‫كلهر‪ ،‬وملكشاهي‪ ،‬واركواز‪ ،‬وبريي‪،‬‬ ‫وكرديل‪ ،‬الخ دفعني ليك اشد عىل‬ ‫يده واقدم خالص شكري وتقديري‬ ‫لجهوده القيمة يف دارسة جانب مهم‬ ‫من جوانب حيات الفيلية وهي اللغة‬ ‫التي يتحدثون بها ويعد الكتاب من‬ ‫أضخم الدراسات امليدانية يف مجال‬ ‫اللغات واللهجات الكردية واإليرانية‪.‬‬ ‫وقد سبق وان كتب اخرين يف مجاالت‬ ‫اخرى من حياتهم ‪.‬لقد بذل العديد‬ ‫من الكتاب الفيليون والغري فيليون‬ ‫يف كتاب تاريخ كان غائباً عن حياتهم‬ ‫ولغتهم وثقافتهم وحضارتهم كانت‬ ‫مجهولة إال ما ندر من الكتابات‬ ‫املتفرقة والتي تطرقوا اىل جوانب‬ ‫من تاريخهم او لغتهم يف كتب مثل‬ ‫االستاذ عيل حاج كرم عيل يف كتابه‬ ‫واقع الكورد الفيليون يف العراق‬ ‫دراسة تاريخية سنة ‪ 2012‬او الكورد‬ ‫الفيليون بني املايض والحارض لالستاذ‬ ‫احمد نارص الفييل والكورد الشيعة‬ ‫يف العراق للسيد حسني الحسيني‬ ‫الزرباطي والشيعة الكورد –الكورد‬

‫الفيلية لالستاذ الدكتور محمد سعيد‬ ‫الطريحي طبع يف دمشق‪...‬الخ ويف‬ ‫هوامش املواضيع التي كانت ترسد‬ ‫عن تاريخ الكورد الفيليون اما‬ ‫ان تكون تاريخية غري متكاملة او‬ ‫سياسية لجهة معينة والبعض االخر‬ ‫استنساخ اكرث منه من جديد ومل‬ ‫تنشد االقالم إال خالل االعوام االخرية‬ ‫يف طرح البعض من الكتب حول‬ ‫جوانب من حياتهم واشهر كتاب‬ ‫مستقل ظهر هو كتاب للمرحوم نجم‬ ‫سلامن مهدي الفييل وبجهود مضنية‬ ‫ومل يرى الكتاب النور يف زمن حياته‬ ‫التي كان يتامل ان يطبع الكتاب فيها‬ ‫اي بوجوده ‪ .‬وقد قام احد االخوان‬ ‫برشاء النسخة االصلية مببلغ زهيد‬ ‫جداً النه كان يف عيشة ضنكا واملرض‬

‫وسائل االتصال‬ ‫االعالمية اعطت املجال‬ ‫االوفراليجاد واتاحة‬ ‫الفرصة لبيان ما اخفته‬ ‫القرون املاضية عن حياة‬ ‫هذه االمة والتي فرضتها‬ ‫الحكومات املتعاقبة على‬ ‫دول املنطقة من تحديد‬ ‫حرية الراَي بكل السبل‬

‫اخد منه املأخد وسمي الكتاب ب‬ ‫( الفيليون) وصدر يف السويد وكتب‬ ‫املقدمة املرحوم االستاذ جرجيس‬ ‫فتح الله وصدر يف السويد عام‬ ‫‪.2001‬وهذا اليعني ان هناك نكوص‬ ‫بل هناك محاوالت خالل ‪ 15‬عام يف‬ ‫محاوالت وكتابات ال ميكن انكارها‬ ‫ابرزت اجزاء غري متكاملة من حياة‬ ‫هذه االمة التي تحتاج الكثري من‬ ‫اجل بيان خفايا تستحق ان ُتذكر‬ ‫فيها خصوصيات حياتهم وتاريخهم‬ ‫باسلوب حضاري غري متعصب بعد‬ ‫ان توفرة الظروف‪.‬‬ ‫وكانت هناك محاوالت بسيطة‬ ‫للشهيد محمد حسن برزو ابوسالم يف‬ ‫سنة ‪ 1954‬خالل معايشته يف مدينة‬ ‫ايالم واملدن املجاورة لها بعد االبعاد‬ ‫الذي اصابه نتيجة مضايقة الدولة‬ ‫لنشاطه ضمن الحركة الكوردية يف‬ ‫ذلك الوقت يف اصدار كراس صغريال‬ ‫يتجاوز صفحاته عن ‪ 40‬صفحة‬ ‫كام كان لالستاذ املرحوم احمد‬ ‫امني زيك اشارات له يف كتابة كورد‬ ‫وكوردستان تحدث بشكل موجز عن‬ ‫الكورد الفيلية مشكوراً ‪.‬والبعض‬ ‫االخر كتب باللغة الفارسية ضمن‬ ‫الدراسات جامعية ومراكز الدراسات‬ ‫االسرتاتيجية ايضاً خالل القرن املايض‬ ‫‪.‬‬ ‫اما االن فالشك ان التنوع وتعدد‬ ‫وسائل االتصال االعالمية اعطت‬ ‫املجال االوفراليجاد واتاحة الفرصة‬

‫لبيان ما اخفته القرون املاضية‬ ‫عن حياة هذه االمة والتي فرضتها‬ ‫الحكومات املتعاقبة عىل دول‬ ‫املنطقة من تحديد حرية الراَي‬ ‫بكل السبل وعدم اتاحة الفرصة‬ ‫للطاقات السياسية واالجتامعية‬ ‫من الظهور والحركة بحرية للتعبري‪.‬‬ ‫والقيادات الحاكمة وفرض القيود‬ ‫عىل الناس وتحجيم دورها وعدم‬ ‫اعطاء الحق لالستفادة من تلك‬ ‫الوسائل باملطلق لبيان تاريخهم‬ ‫وللمطالبة بحقوقها وطرح االفكار‬ ‫من اجل عدم الضياع والتشتت‬ ‫وطرح اهدافهم بحرية عن ارائهم‬ ‫ومبادئهم ‪..‬واليوم الكورد الفيليون‬ ‫لهم الحق مثل بقية املكونات الثبات‬ ‫وجودهم بعد االنفتاح الذي حصل‬ ‫يف االعالم عن طريق تلك الوسائل‬ ‫او ًال واملختلفة شك ًال ونوعاً واس ً‬ ‫ام‬ ‫لبيان االسرتاتيجية الواقعية التي‬ ‫تلبي طموحاتهم وتسهل الوصول‬ ‫لالهداف التي يرمون تحقيقها ثانياً‪.‬‬ ‫ان االعالم احدى الطرق الواسعة‬ ‫املعامل وااليجابية واملتاحة للتالقح‬ ‫وتبادل االفكار واالراء والتشاور‬ ‫والرتويج لفعالياتهم ونشاطاتهم‬ ‫ولبيان دورهم يف املجتمع مثل‬ ‫غريهم من املكونات عىل ان التكون‬ ‫الغرض منها فرض النفوذ واالرادات‬ ‫وحتى املعتقدات والضري يف ان يدافع‬ ‫املكون عن وجوده وهويته من‬ ‫االنقراض والضياع والكورد الفيليون‬

‫اليوم وبعد تلك السنوات العجاف‬ ‫قبل سقوط النطام البائد واملعانات‬ ‫والويالت واملحن وما نجم عنها من‬ ‫اثار مقيتة وقاسية وقيود ثقيلة‬ ‫سياسية واجتامعية وقانونية وقطعاً‬ ‫ان االوضاع الحالية الني مير بها البلد‬ ‫والفوىض العارمة التي حلت بظاللها‬ ‫عىل العملية السياسية زادت الطني‬ ‫بلة من اجل نيل الحقوق املادية‬ ‫واملعنوية لهم رغم توفر (الغطاء‬ ‫القانوين )إال ان العبثية املوجودة‬ ‫تبقى عائقاً دون الحصول عىل‬ ‫حقوقهم املرشوعة بشفافية وادراك‬ ‫واقع املطالب وحامية الرصح الفييل‬ ‫من الهدم وبيان هويته الخاصة‬ ‫واملتميزة والتشتت كان الحاجز‬ ‫امام تحقيق الطموحات للوصول اىل‬ ‫االهداف‪.‬‬ ‫ان الكثري من الكتاب االعزاء من‬ ‫غري الكورد الفيلية قد سقوا عود‬ ‫شجرتهم ودميومة تاريخهم ودافعوا‬ ‫بكل شجاعة عن حقوق الفيلية‬ ‫وبينوا مظلوميتهم ومعاناتهم‬ ‫بالوسائل املوجودة من خارج االمة‬ ‫وداخل االمة وبكل اباء ولها التقدير‬ ‫واالعتزاز‪ .‬إال ان لالمة الفيلية الحق‬ ‫يف امتالك ادوات اعالن خاصة بهم‬ ‫متثل هويتهم وتاريخهم وحضارتهم‬ ‫وثقافتهم مثل بقية املكونات‬ ‫واالطياف العراقية جميعاً فقد‬ ‫توفرت لهم الفضائيات والقنوات‬ ‫الخاصة بهم ولهم اهتامم جزيئ‬

‫ان لالمة الفيلية الحق‬ ‫يف امتالك ادوات اعالن‬ ‫خاصة بهم تمثل هويتهم‬ ‫وتاريخهم وحضارتهم‬ ‫وثقافتهم مثل بقية‬ ‫املكونات واالطياف‬ ‫العراقية جميعاً فقد‬ ‫توفرت لهم الفضائيات‬ ‫والقنوات الخاصة بهم‬

‫بقضية الكورد الفيلية المتثل الطموح‬ ‫والتفي بالغرض املطلوب ابداً فعلينا‬ ‫االهتامم وتوحيد الكلمة من اجل رص‬ ‫الصفوف ووحدة القوى الجل وضع‬ ‫اللبنة االوىل ملرشوع ورصح حضاري‬ ‫متميز ميثل هذه االمة وكيانها‪ .‬رغم‬ ‫تقديرنا ملا هو موجود ويجب علينا‬ ‫مؤزارة كل خطوة طيبة وتقديم‬ ‫كل ماهو ممكن من اجل نجاحها‬ ‫وبكل االمكانات املتوفرة النها‬ ‫متثل منطلق حريص لتنوير العقول‬ ‫ومعل ً‬ ‫ام حضارياً يىبقى للتاريخ‬ ‫والعمل عىل استثامر هذه املشاريع‬ ‫بالشكل االمثل لتطوير املجتمع‬ ‫وتعرية الذين يريدون السوء باالمة‬ ‫الفيلية املظلومة والدفاع عن تاريخها‬ ‫وثقافتها وامجادها‪.‬‬ ‫‪29‬‬

‫العدد ‪ 180‬السنة الخامسة عشر (تشرين الثاني) ‪2018‬‬


‫فيليات‬

‫‪30‬‬

‫الفيليون في عهد عبد المهدي‬ ‫علي حسني فيلي‬

‫نحن نوجه انظارنا نحو املستقبل؛ ولكن‬ ‫ليس سيئا ان نلتفت قليال اىل املايض‬ ‫الذي كان فيه الناس احياء ويعيشون بشكل‬ ‫حقيقي؛ وليس كام اليوم الذين هم فيه احياء‬ ‫من دون عيش!!‬ ‫وفوق العمر الطويل لرتاجيديا االسئلة والردود‪،‬‬ ‫من الطبيعي ان يعيد اي مسؤول يف هذه البالد‬ ‫السؤال عام يريده الفيليون؟!‬ ‫قبل ان نفكر يف رغباتنا ومطالبنا كمواطنني‬ ‫وقبل ان نقوم بإظهار االنزعاج والغضب من‬ ‫هذا السؤال‪ ،‬نعيد اىل الذاكرة بان جميع‬ ‫املظلومني يف هذه البالد يتمنون ان يصبح‬ ‫احدهم لوهلة قصرية ابن مسؤول رفيع فيها‪،‬‬ ‫عىل سبيل املثال أبناً لرئيس الوزراء‪ .‬عىل‬ ‫افرتاض انه لو كان ابنا لهذا املسؤول او ذاك‬ ‫كان سيقلق قليال عىل اوضاع الحياة والعيش‬ ‫وسيقلق قليال عىل مصريهم ومستقبلهم ايضا‪.‬‬ ‫وجوابا عىل السؤال الذي يطرحه اي مسؤول‪،‬‬ ‫من الواضح ان تحقيق رغبات الفيليني ال‬ ‫يكلف كثريا اذا ما تم اختصار وتهذيب الطرق‬ ‫القانونية‪ .‬مثال ان رئيس الوزراء السيد عادل‬ ‫ُفعل القوانني التي مل‬ ‫عبد املهدي بإمكانه ان ي ّ‬ ‫تنفذ‪.‬‬ ‫تلك القوانني التي تحدد مصري ومستقبل هذه‬ ‫الرشيحة‪ ،‬واالسهل من ذاك‪ ،‬بإمكانه ان يغري‬

‫رؤى وشكل نظرة املسؤولني اىل هذه القضية‪،‬‬ ‫لكيال يستمر اي شخص بانتظار استعادة‬ ‫حقوقه بعد ان تم سلب امواله ومصادرة‬ ‫امالكه بظلم من صدام طيلة ‪ 40‬سنة وبعد ‪15‬‬ ‫عاما من القضاء عىل البعث!!‪.‬‬ ‫جواب السؤال هو؛ ان املشكالت القانونية‬ ‫واالمنية واالقتصادية والسياسية محقت متاع‬ ‫الحياة والفيليون تع ّودوا عىل الصرب والتصرب‪،‬‬ ‫ولكن كان مثن ذلك هو بعدهم عن التعويض‬ ‫عن جميع مآيس ماضيهم‪.‬‬ ‫جواب السؤال هو عدم تفكري السيد د‪ .‬عادل‬ ‫عبد املهدي مثل باقي اصحاب السلطة فقط‬ ‫يف ايجاد الذرائع التي جعلت من العراق‬ ‫بالدا لأليتام واملحرومني وماليني االرامل!! واال‬ ‫ينظر اىل حياة وحقوق هؤالء الناس املرشدين‬ ‫بعني سياسية رائجة يف العراق‪ ،‬من اجل حل‬ ‫مشكلتهم‪ ،‬ال يحاول وضع املوانع بينه وبني‬ ‫هؤالء الناس الذين مل تشكل مطالبهم اية‬ ‫مشكلة للحكومة‪.‬‬ ‫يجب أن يعي السيد عبداملهدي ان األمر‬ ‫الخطري كون الشعب العراقي حي ولكنه‬ ‫غري مرتاح ليعيش بسعادة! فعندما يجتمع‬ ‫املسؤولون والناس يف مساحة واحدة‪ ،‬سيكون‬ ‫ذلك بداية لحل وانهاء معاناة الفيليني‪ ،‬عندها‬ ‫ال يسألهم احد عام يريدون!‬ ‫‪31‬‬

‫العدد ‪ 180‬السنة الخامسة عشر (تشرين الثاني) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪32‬‬

‫دخل االستاذ وكان د ‪ .‬خطاب‬ ‫العاين له برنامج يف التلفزيون‬ ‫الوطن العريب وملا سطر مصادر درسه‬ ‫وهو الجغرافية السياسية فهلعت‬ ‫من الكم الكبري ملصادر درسه والننا‬ ‫تعودنا ان يكون لنا كتابآ مقررآ‬ ‫فقال لنا انه يفضل ان نكتب ما‬ ‫يطرحه من افكار فاذا مل نقدر عىل‬ ‫مجاراته فأنه سيطبع املحارضات‬ ‫عىل شكل مالزم ثم بدأ يسأل كل‬ ‫واحد منا عمن يكون وقد كان فينا‬ ‫‪ 17‬طالبآ من الدول العربية وواحد‬ ‫فقط من تركيا يف يوم كنت اجمع‬ ‫التربعات للطلبة الكرد جاءين عىل‬ ‫انفراد ليخربين انه كردي من ديار‬ ‫بكر واعطاين مبلغآ بحدود العرشين‬ ‫دينار فأستسمحني بأن ال اذكر اسمه‬ ‫يف القامئة وان ال ابلغ احد بكيت النه‬ ‫كبري السن حتى انه اشيب فسألته‬ ‫عن استفادته من الشهادة قال اريد‬ ‫ان اصبح عضوآ يف الربملان وفرصة‬ ‫لتعلم العربية قبلته بحرارة فلم‬ ‫اجده بعد ذلك اال قليال حرصآ عليه‬ ‫ال خوفآ عىل نفيس وصارت يل مهمة‬ ‫اخرى وهو ان اترجم لزماليئ من‬ ‫السليامنية واربيل ودهوك وكركوك‬ ‫احيانآ لدى مراجعتهم العامدة حول‬ ‫القبول يف االقسام الداخلية وكانت‬ ‫يف مدينة الرشاد قرب الشامعية‬ ‫بعد مدينة العبيدي والكاملية املهم‬

‫على عتبات الجامعة القاعة االولى‬

‫بالنسبة لالستاذ خطاب العاين كان‬ ‫قد طلب من كل منا كتابة تقرير‬ ‫عن مواضيع ادرجها عىل السبورة‬ ‫فعجبتني مسألة جنوب السودان‬ ‫والنه ال توجد مصادر سوى بعض‬ ‫الجرائد التي كنت احتفظ بها ذلك‬ ‫انني ابتاعها يوميآ او ارتاد املقاهي‬ ‫التي يستأجرون الجرائد بعرشة‬ ‫فلوس وكانت مقاهي الزهاوي و‬ ‫حسن عجمي و البلدية وخليل‬ ‫القييس والد احد زماليئ وهو حميد‬ ‫خليل القييس ‪.‬‬ ‫ذهبت اىل السفارة السودانية مبنطقة‬ ‫املسبح يف الكرادة لبغداد وشاءت‬ ‫الصدف ان عرثت عىل مندالوي‬ ‫يعمل فالحآ متنقل يف البيوت الراقية‬ ‫فأوصلني اىل السفارة ويف الطريق‬ ‫حذرين من مرافق السفارة اذ انها‬ ‫غربية بحوضني احدهام للتشطيف‬ ‫يقول لقد فررت من حركة املاء‬ ‫ظانآ ان احدآ ميازحني !!!! وملا علم‬ ‫ترشيفات السفارة بأين طالب علوم‬ ‫سياسية ادخلني مبارشة عىل بهو‬ ‫السيد السفري فكدت اذوب خجال‬ ‫فلم اكن قد تصورت بأين سأقابل‬ ‫السفري وهي كلمة كبرية جدآ فسألته‬ ‫عام اذا كان لديهم مصادر او نرشات‬ ‫عن جنوب السودان فقال انهم عمالء‬ ‫االستعامر الذي شم رائحة البرتول‬ ‫فيها فأوكلوا اناسآ ليبنوا مساجد‬ ‫الخفاء ابار النفط واال فام الداعي‬

‫لبناء مسجد عىل مساحة مائة دونم‬ ‫!!! لقد ارتبكت الين احمل قلم حرب‬ ‫يدعى ( تيكو ) جف حربه ومل يكن‬ ‫قلم الجاف قد صار متداوال كثريآ‬ ‫لكنني حفظت كل كلمة وملا غادرة‬ ‫السفارة كأين قد خرجت من السجن‬ ‫فتفاجئت باوربيات مبالبس السباحة‬ ‫يف اسطح املنازل و الحدائق فوجدت‬ ‫قادر املندالوي مرة اخرى فقلت انك‬ ‫يف مكان جميل فقال اطمنئ انهن‬ ‫يفضلن الكالب علينا فكل واحدة لها‬ ‫كلب اتت به من اوربا خطاب العاين‬ ‫اصعدين املنصة ال رتجف مرة اخرى‬ ‫فسألتني ارشاق قاسم خليل هل من‬ ‫تشابه بني مشكلة جنوب السودان‬ ‫ومشكلة شامل العراق فقفز خطاب‬ ‫العاين بعد ان سمعني اردها (‬ ‫بنعم ) الالتوجد عندنا مشكلة يف‬ ‫شامل الوطن !!! فقال جليل شيخ‬ ‫رايض دكتور املفروض االسئلة موجه‬ ‫لصاحب التقرير فقال خطاب انه‬ ‫خرج من املوضوع مثلام يسمى يف‬ ‫املرسح الخروج من النص فام كان‬ ‫مني اال وان انزل من املنصة حقيقة‬ ‫ورطة اخرى وامي كلام اذهب اليهم‬ ‫ترضب عىل صدرها قائلة ( اياك‬ ‫والسياسة ) فضحكت اختي لتقول‬ ‫ان دراسته علوم سياسية فقلت لها‬ ‫الرسول ( ص ) يقول يأيت زمان عىل‬ ‫امتي القابض عىل دينه كالقابض عىل‬ ‫الجمر !!!!!‬

‫صالح مندالوي‬

‫‪33‬‬

‫العدد ‪ 180‬السنة الخامسة عشر (تشرين الثاني) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪34‬‬

‫برميل نفط سعودي يمتلئ‬ ‫بعقوبات ايران‪..‬‬ ‫ومفاجأة عراقية تصنع الفارق‬

‫أكد محللون اقتصاديون‬ ‫أن «السعودية أكبر‬ ‫مصدر للنفط في العالم‪،‬‬ ‫تبدو جاهزة إلى جانب‬ ‫شركاء مهمين في هذا‬ ‫القطاع‪ ،‬لتغطية أي نقص‬ ‫في اإلمدادات‪ ،‬بسبب‬ ‫العقوبات األمريكية على‬ ‫إيران‪ ،‬رغم أن سوق الخام‬ ‫ال تزال غير مستقرة‬ ‫بشكل عام»‪.‬‬ ‫فيلي ‪afp /‬‬

‫‪35‬‬

‫العدد ‪ 180‬السنة الخامسة عشر (تشرين الثاني) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪36‬‬ ‫ويف الوقت نفسه فان العراق‬ ‫يستعد بالتزامن مع العقوبات‬ ‫اىل رفع سقف صادرات اىل اعىل عتبة‬ ‫سيصلها يف تاريخه النفطي‪.‬‬ ‫وبعد ستة أشهر من إعالن الرئيس‬ ‫األمرييك دونالد ترامب انسحاب بالده‬ ‫من اال ّتفاق النووي‪ ،‬تعيد الواليات‬ ‫املتحدة ابتداء من االثنني فرض‬ ‫الدفعة الثانية من العقوبات‪ ،‬التي‬ ‫التوصل إىل ا ّتفاق مع‬ ‫كانت رفعتها إثر‬ ‫ّ‬ ‫طهران عام ‪.2015‬‬ ‫والقرار األمرييك يعني منع كل الدول‬ ‫أو الكيانات أو الرشكات األجنبية من‬ ‫دخول األسواق األمريكية يف حال‬ ‫ق ّررت امليض قدما برشاء النفط اإليراين‬ ‫أو مواصلة التعامل مع املصارف‬ ‫أن واشنطن أعلنت ّ‬ ‫اإليرانية‪ ،‬إال ّ‬ ‫أن‬ ‫مثاين دول ستستفيد من استثناءات‬ ‫مؤ ّقتة تتع ّلق برشاء النفط من إيران‪.‬‬ ‫وتعيد الواليات املتحدة فرض العقوبات‬ ‫هذه عىل إيران‪ ،‬يف وقت تشهد دول‬ ‫منتجة سلسلة من االضطرابات التي‬ ‫تؤ ّثر بشكل سلبي عىل إمداداتها‪ ،‬بينام‬ ‫يسعى ترامب ملنع ارتفاع األسعار‪.‬‬ ‫تراجع الصادرات‬ ‫ويتو ّقع املح ّللون أن تنخفض صادرات‬ ‫إيران النفطية التي تقدر بنحو ‪2.5‬‬ ‫مليون برميل يوميا‪ ،‬مبقدار مليون إىل‬ ‫مليوين برميل يف اليوم‪ ،‬عندما تدخل‬ ‫العقوبات حيز التنفيذ‪ ،‬وقد يزيد هذا‬ ‫األمر من الضغوط عىل سوق النفط‬ ‫املتوترة منذ سنوات‪.‬‬

‫وأجربت االضطرابات يف ليبيا وفنزويال‬ ‫ونيجرييا واملكسيك وأنغوال ودول‬ ‫أخرى‪ ،‬منظمة الدول املصدّ رة «أوبك»‬ ‫والدول املنتجة خارجها يف حزيران‪/‬‬ ‫يونيو املايض عىل الرتاجع عن اتفاق‬ ‫لخفض اإلنتاج‪.‬‬ ‫وقالت وكالة الطاقة الدولية يف تقرير‬ ‫يف أيلول‪ /‬سبتمرب املايض إن سوق‬ ‫النفط تدخل «مرحلة حرجة»‪ ،‬مضيفة‬ ‫أن «األمور تتع ّقد»‪.‬‬ ‫وتتّجه األنظار اىل السعودية كونها‬ ‫املنتج الوحيد الذي ميلك طاقة إنتاج‬ ‫مهمة‪ ،‬تقدّ ر بنحو مليوين‬ ‫احتياطية ّ‬ ‫برميل‪ ،‬قد تلجأ إليها اململكة لتعويض‬ ‫النقص الناتج عن العقوبات األمريكية‬ ‫عىل إيران‪.‬‬ ‫وتتع ّرض اململكة لضغوط دولية منذ‬ ‫أكرث من شهر يف قضية قتل الصحفي‬ ‫السعودي جامل خاشقجي‪ ،‬الذي كان‬ ‫يكتب مقاالت يف صحيفة «واشنطن‬ ‫بوست» األمريكية ينتقد فيها بعض‬ ‫سياسات الرياض‪ ،‬داخل قنصلية بالده‬ ‫بإسطنبول يف الثاين من ترشين األول‪/‬‬ ‫أكتوبر‪.‬‬ ‫ورغم هذه الضغوط التي ترافقت‬ ‫مع تشكيك يف الرواية الرسمية ملقتله‪،‬‬ ‫أ ّكدت الرياض أ ّنها ال ّ‬ ‫تخطط الستخدام‬ ‫النفط كسالح يف الرد عىل هذه‬ ‫الحملة‪ ،‬وأعلن وزير الطاقة السعودي‬ ‫خالد الفالح أن بالده‪ ،‬التي رفعت‬ ‫معدّالت إنتاجها اليومية بـ‪ 700‬ألف‬ ‫برميل لتبلغ ‪ 10.7‬مليون برميل يف‬

‫ترشين األول‪ /‬أكتوبر‪ ،‬مستعدّ ة لزيادة‬ ‫إضافية ليصل معدّ ل إنتاجها إىل ‪12‬‬ ‫مليون برميل‪.‬‬ ‫وقال يف ترصيحات األسبوع املايض‪:‬‬ ‫«هناك عقوبات عىل إيران وال أحد‬ ‫يدرك الوضع الذي ستكون عليه‬ ‫الصادرات اإليرانية»‪ ،‬مضيفا أنه «قد‬ ‫يحدث انخفاض جديد يف صادرات‬ ‫ليبيا ونيجرييا واملكسيك وفنزويال‪ ،‬إىل‬ ‫جانب عدم استقرار إنتاج الواليات‬ ‫املتحدة للنفط الصخري»‪.‬‬ ‫وأ ّكد الفالح ّ‬ ‫أن اململكة قد تلجأ إىل‬ ‫احتياطاتها االسرتاتيجية الضخمة‬ ‫والبالغة نحو ‪ 300‬مليار برميل لتلبية‬ ‫الطلب العاملي‪.‬‬ ‫العمل يف ظل العقوبات‬ ‫ويرى الخبري النفطي أنس الحجي‬ ‫املقيم يف هيوسنت أن االنخفاض يف‬ ‫الصادرات اإليرانية يصعب تحديده‪،‬‬ ‫لكنه تو ّقع أن يكون «أقل مام يتحدّ ث‬ ‫عنه املحللون»‪ ،‬مضيفا أن «اإليرانيني‬ ‫أتقنوا لعبة العمل يف ظل العقوبات‪،‬‬ ‫وستكون هناك سوق سوداء للخام‬ ‫اإليراين»‪.‬‬ ‫وبإمكان جاريت السعودية‪ ،‬دولة‬ ‫اإلمارات والكويت‪ ،‬أن تزيدا إنتاجهام‬ ‫أيضا بنحو ‪ 300‬ألف برميل إذا لزم‬ ‫األمر‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬لفت املحلل سمري مدين‬ ‫لدى «تانكر تراكرز» املتخصص يف‬ ‫متابعة حركة ناقالت النفط عرب األقامر‬

‫الصناعية أن «الكل يتحدث عن‬ ‫السعودية‪ ،‬لكن صادرات البالد مستقرة‬ ‫حول ‪ 10‬ماليني برميل يف اليوم»‪ ،‬مضيفا‬ ‫أن «االرتفاع الحقيقي هو العراق الذي‬ ‫يصدر ‪ 4.2‬مليون برميل يف اليوم‪ ،‬وهي‬ ‫كمية مل يسبق أن شهدتها من قبل»‪.‬‬ ‫لكنّ الخبري النفطي الكويتي كامل‬ ‫الحرمي ّ‬ ‫يشكك يف قدرة الرياض عىل‬ ‫املحافظة عىل معدل ‪ 12‬مليون برميل‬ ‫يف اليوم ملدة طويلة‪.‬‬ ‫ويقول «إنه أمر مستبعد (‪ ،)..‬مل يصلوا‬ ‫حتى إىل معدّ ل ‪ 11‬مليون برميل عىل‬ ‫نحو مستمر»‪ ،‬مضيفا «إنه أمر ال ميكن‬ ‫أن يتواصل»‪.‬‬ ‫وتجد منظمة «أوبك» نفسها يف موقف‬ ‫صعب‪ ،‬بني ضعف طاقات االنتاج‬ ‫االحتياطية‪ ،‬وعدم استقرار السوق‪،‬‬ ‫واالضطرابات غري املتوقعة‪ ،‬وقلة‬ ‫االستثامرات‪ ،‬والتوترات الجيوسياسية‬ ‫التي ال ميكن التنبؤ بها‪.‬‬ ‫ويراهن املسؤولون اإليرانيون عىل عدم‬ ‫استقرار السوق للتغ ّلب عىل العقوبات‬ ‫األمريكية‪.‬‬ ‫ويف نهاية أيلول‪ /‬سبتمرب‪ ،‬قال وزير‬ ‫النفط اإليراين بيجان مندار زنقنه إن‬ ‫«ترامب يحاول أن يخ ّفض صادرات‬ ‫إيران النفطية بشكل كبري‪ ،‬لكنه يريد‬ ‫يف الوقت ذاته إال ترتفع األسعار‪،‬‬ ‫هاتان مسألتان ال ميكن أن تسريا معا»‪.‬‬ ‫واألحد املايض بدأت إيران للمرة األوىل‬ ‫ببيع نفطها إىل رشكات خاصة من خالل‬ ‫بورصة الطاقة‪ ،‬وذلك يف إطار جهودها‬

‫ملواجهة العقوبات‪.‬‬ ‫وتشري تقديرات إىل أن صادرات إيران‬ ‫من الخام انخفضت بنحو الثلث منذ‬ ‫أيار‪ /‬مايو‪ ،‬بينام تقوم رشكات يف‬ ‫دول تعترب من بني مجموعة الزبائن‬ ‫التقليديني لطهران‪ ،‬وبينها الصني‬ ‫والهند‪ ،‬بالتخيل عن عمليات الرشاء من‬ ‫إيران‪.‬‬ ‫إال أن حجي يرى أن السوق مشبعة‪،‬‬ ‫وأن السعودية ليست مضطرة لتخطي‬ ‫حاجز الـ‪ 11‬مليون برميل‪.‬‬ ‫وقال إن السعوديني «ميلكون القدرة‬ ‫عىل إنتاج ‪ 12‬مليون برميل‪ ،‬لكن ليست‬ ‫هناك حاجة للسعودية الستخدام كل‬ ‫طاقتها االحتياطية»‪.‬‬ ‫وتابع‪« :‬الناس تنىس أن الطلب ينخفض‬ ‫يف الربع األول نسبيا بعد الربع الرابع‪،‬‬ ‫وأن وكالة الطاقة الدولية تتو ّقع‬ ‫انخفاضا مبليون برميل»‪.‬‬ ‫وبلغ سعر برميل النفط ‪ 86‬دوالر يف‬ ‫بداية ترشين األول‪ /‬أكتوبر املايض‪،‬‬ ‫وهو أعىل معدل يف أربع سنوات بعدما‬ ‫سجل انخفاضا كبريا يف ‪ 2016‬حني‬ ‫ّ‬ ‫وصل إىل أقل من ‪ 30‬دوالرا‪ ،‬لكنه عاد‬ ‫وتراجع مؤخرا إىل ‪ 75‬دوالرا بسبب‬ ‫املخاوف من ضعف الطلب العاملي‪.‬‬ ‫وانخفضت األسعار بعدما قال الفالح‬ ‫إن «اإلنتاج سيبقى مرتفعا رغم‬ ‫الحديث عن اضطرابات محتملة يف‬ ‫اإلمدادات»‪.‬‬

‫‪ ,,,‬الكل يتحدث عن‬ ‫السعودية‪ ،‬لكن صادرات‬ ‫البالد مستقرة حول ‪10‬‬ ‫ماليين برميل في اليوم‬ ‫‪ ،‬لكن االرتفاع الحقيقي‬ ‫هو العراق الذي يصدر‬ ‫‪ 4.2‬مليون برميل في‬ ‫اليوم‪ ،‬وهي كمية لم‬ ‫يسبق أن شهدتها من‬ ‫قبل ‪,,,‬‬

‫‪37‬‬

‫العدد ‪ 180‬السنة الخامسة عشر (تشرين الثاني) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪38‬‬

‫ذريعة وحدة‬ ‫اراضي وحدود‬ ‫الفاسدين‬ ‫علي حسني فيلي‬

‫يف خضم تشكيل الكابينة‬ ‫الوزارية الجديدة يف بغداد‪،‬‬ ‫حان الوقت ليبدأ حوار بني الحكومة‬ ‫والشعب‪ .‬يف ظل االمل الذي يقول‪:‬‬ ‫ان هذه الحكومة قد سلمت بيد‬ ‫السيد عادل عبد املهدي من اجل‬ ‫اعالن انهاء مائة عام من املغامرات يف‬ ‫االوضاع العراقية!! تلك االوضاع التي‬

‫بسبب االخطاء القاتلة‪ ،‬تسببت مبقتل‬ ‫مئات االلوف من الناس ودمار قسم‬ ‫كبري من هذا البلد‪.‬‬ ‫من جانب اخر‪ ،‬ومن منظار املصالح‬ ‫الجيوبوليتيكية والسياسية تريد‬ ‫جميع االطراف الخارجية والداخلية‬ ‫تثبيت ممثلياتها التي ال ترغب‬ ‫بالحرب دوما‪ .‬ومن الطبيعي يف مثل‬

‫هذه الظروف ستسلم مجموعة من‬ ‫امللفات املرتاكمة املليئة باملشكالت‬ ‫والتي تحتاج ملصاريف كبرية اىل‬ ‫حكومة بغداد وبذريعة حامية وحدة‬ ‫االرايض ستتم مامرسة ظلم جامعي‬ ‫وستتم معاقبة جميع املواطنني بسبب‬ ‫االحتجاجات‪.‬‬ ‫التجربة العراقية الجديدة واوضاعها‬

‫غري املستقرة‪ ،‬تسببت مبامرسة غدر‬ ‫كبري ضد الشعوب االخرى‪ ،‬بسبب‬ ‫دفعها لليأس من السعي السقاط‬ ‫النظم الدكتاتورية!! فال الجيل الذي‬ ‫جاء بعد البعث وال الحكومات التي‬ ‫اتت بعد صدام عجوز من منظور‬ ‫العمر اىل الحد الذي تنىس الحقائق‪.‬‬ ‫فالظلم والفقر ليسا فطريان‪ .‬واقتالع‬

‫جذور الفساد مرتبط باقتالع الجهل‬ ‫االجتامعي والقضاء عىل ما يسمى‬ ‫كفر االنفصال الذي يستمد مصدره‬ ‫من الثقة ببناء العدالة‪ .‬فاليوم‬ ‫يجري الحديث عن ماليني املحتاجني‪،‬‬ ‫واملاليني من النازحني والذين يقبعون‬ ‫تحت خط الفقر يف العراق املوحد‬ ‫الذين يستقبلون وعود السيد رئيس‬

‫الحكومة الجديدة‪ .‬ويف وقت اورثت‬ ‫الحكومات السابقة لهذه الحكومة‬ ‫فقط مشاريع الجرمية وملفات‬ ‫الفساد التي كرست جميع حواجز‬ ‫الخجل‪ ،‬ويف هذا الوقت لجميع‬ ‫االطراف برامج وحدود سياسية‬ ‫لحامية ملصالحها الذاتية‪ ،‬يبدو ان‬ ‫حكومة بغداد لوحدها متيل بادىن‬ ‫نسمة هواء مناوئة!‬ ‫والذي قام به السيد عادل عبد املهدي‬ ‫مبا مييزه عن املايض يبعث عىل الرسور‬ ‫بشكل اكرب‪ ،‬ولكن رسالة االستقالة‬ ‫الجاهزة من الحكومة ال تتناسب مع‬ ‫متطلبات واحتياجات هذه املرحلة‪،‬‬ ‫ان رسائل سيادته اليائسة يُقرأ منها‬ ‫بشكل متكرر مصطلحات الفقر‬ ‫وانعدام العدالة والفساد وانعدام‬ ‫االمن تقتل آمال الشعب‪ ،‬لطاملا انها‬ ‫تنهمر بال حلول‪ ،‬النه يعرف بان عائلة‬ ‫حكومة متخاصمة وصفوف الشعب‬ ‫املختلفة مع بعضها ال ميكن معها‬ ‫انتظار الحلول!‬ ‫نحن نعلم ان مشكلة هذا البلد تكمن‬ ‫يف انعدام التوازن وتوازن املشكالت‪،‬‬ ‫وللكورد القناعة والشجاعة الشاملة‪،‬‬ ‫مل تتكون لدى معظم املكونات التي‬ ‫بذريعة وحدة االرض توسع من‬ ‫حدود عمل الفاسدين‪ ،‬ان يسعوا‬ ‫لحسم اوضاعهم الخاصة‬

‫‪39‬‬

‫العدد ‪ 180‬السنة الخامسة عشر (تشرين الثاني) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪40‬‬

‫محاكمة الوزراء‬

‫عامر حسن شنتة‬

‫يتمتع الوزراء مبناسبة أداء‬ ‫أعاملهم الوظيفية ‪،‬بسلطات‬ ‫واسعة خولهم إياها القانون ‪.‬بهدف‬ ‫انتظام سري املؤسسات التي يديرونها‬ ‫‪،‬وتحقيق سياسات الدولة وخططها يف‬ ‫التنمية ‪.‬ويحدث أن ينحرف البعض‬ ‫منهم عن تلك الغايات ‪.‬ويعمد إىل‬ ‫إساءة استعامل السلطات املخولة له‪،‬‬ ‫ويتجاوز حدود وظيفته بشتى الطرق‬ ‫‪.‬خاصة يف البلدان التي تغيب فيها‬ ‫الرقابة أو تضعف عن أداء دورها يف‬ ‫سد مسارب الفساد ومعاقبة مرتكبيه‪.‬‬ ‫فإذا ماارتكب أحد الوزراء مايخالف‬ ‫واجباته الوظيفية ‪.‬سواء أكان ذلك‬ ‫هدرا للامل العام أو رشوة أو اختالساً‬ ‫أو غري ذلك‪.‬فمن هي املحكمة املختصة‬ ‫بالتحقيق معه ومحاكمته؟ هل‬ ‫يختص القضاء العادي بذلك انسجاماً‬ ‫مع واليته العامة عىل األشخاص ‪،‬أم‬ ‫أن هنالك محاكم متخصصة مبحاكمة‬ ‫الوزراء؟‬ ‫اختلفت الدساتري والنظم القانونية‬ ‫يف ذلك ‪ .‬فقد جعلها البعض للمحاكم‬ ‫الجزائية االعتيادية‪ ،‬يف حني ذهبت‬ ‫اغلب الترشيعات اىل اناطة تلك‬ ‫املهمة باملحاكم العليا فيها‪ .‬رمبا‬ ‫لخصوصية املنصب الوزاري والذي‬ ‫يعده الكثريون منصباً سياسياً ال‬ ‫وظيفياً‪.‬‬ ‫ففي مرص نظم قانون محاكمة الوزراء‬ ‫يف االقليمني املرصي والسوري رقم ‪79‬‬ ‫لسنة ‪( 1958‬النافذ)‪،‬آلية التحقيق مع‬ ‫الوزراء ومحاكمتهم ‪.‬حني نص عىل‬

‫تشكيل محكمة عليا مؤلفة من اثني‬ ‫عرش عضواً‪ ،‬ستة منهم يتم اختيارهم‬ ‫من مجلس األمة والستة األخرون يتم‬ ‫اختيارهم من أعضاء محكمة النقض‬ ‫‪.‬أما الدستور اللبناين فقد نص يف املادة‬ ‫(‪)80‬منه‪ ،‬عىل اختصاص (املجلس‬ ‫األعىل) بتلك املهمة والذي يتألف من‬ ‫سبعة نواب ينتخبهم مجلس النواب‪،‬‬ ‫ومثانية من أعىل القضاة اللبنانيني‬ ‫رتبة ‪.‬وكذلك فعلت فرنسا حني‬ ‫نصت يف املادة (‪)2/68‬من دستورها‬ ‫الصادر يف عام ‪ 1958‬عىل اختصاص‬ ‫(محكمة الجمهورية) مبحاكمة الوزراء‬ ‫‪،‬واملؤلفة من خمسة عرش عضواً منهم‬ ‫اثنا عرش برملانياً‪ ،‬وثالثة من قضاة‬ ‫محكمة النقض ‪.‬ومن تلك الدول‬ ‫أيضاً اليمن ‪،‬والكويت التي أصدرت‬ ‫قانون محاكمة الوزراء رقم ‪ 88‬لسنة‬ ‫‪ 1995‬املعدل بالقانون رقم ‪ 29‬لسنة‬ ‫‪. 2014‬والسعودية التي أصدرت نظام‬ ‫محاكمة الوزراء الصادر عن مجلس‬ ‫الوزراء يف عام ‪1380‬هجري‪.‬وغري ذلك‬ ‫كثري ‪.‬‬ ‫أما يف العراق فقد نصت املادة (‪/93‬‬ ‫سادساً) من الدستور عىل اختصاص‬ ‫املحكمة اإلتحادية العليا بالفصل‬ ‫يف االتهامات املوجهة إىل رئيس‬ ‫الجمهورية ‪،‬ورئيس مجلس الوزراء‬ ‫والوزراء‪ .‬وعلقت األمر عىل إصدار‬ ‫قانون ينظم الكيفية التي يجري‬ ‫فيها التحقيق واملحاكمة ‪،‬ويف الوقت‬ ‫الحارض فأن املحاكم الجزائية عىل‬ ‫اختالف أنواعها ودرجاتها تختص‬

‫بالفصل يف تلك االتهامات‪.‬والبد من‬ ‫التنويه إىل أن العراق سبق الدساتري‬ ‫والترشيعات كافة يف إناطة اختصاص‬ ‫محاكمة الوزراء باملحاكم العليا ‪،‬إذ‬ ‫نصت املادة (الحادية والثامنون)‬ ‫من القانون األسايس العراقي الصادر‬ ‫عام ‪.1925‬عىل اختصاص محكمة‬ ‫عليا مؤلفة من مثانية أعضاء عدا‬ ‫الرئيس ‪.‬ينتخبهم مجلس األعيان‬ ‫من بني أعضائه ‪،‬وأربعة من كبار‬ ‫الحكام(القضاة) ‪.‬‬ ‫يتضح مام سبق أن الجهات التي تتوىل‬ ‫محاكمة الوزراء قد تكون جهات‬ ‫قضائية خالصة تار ًة ‪،‬وقد تكون جهات‬ ‫مختلطة مع املجالس الترشيعية تار ًة‬ ‫أخرى‪ ،‬ويرى البعض أن إرشاك أعضاء‬ ‫املجالس الترشيعية يف محاكم متارس‬ ‫عم ًال قضائياً رصفاً ‪،‬لن يزيد املشاكل‬ ‫إال إعضا ًال ‪.‬حيث ستفعل اإلرادة‬ ‫السياسية فعلها يف تعطيل محاسبة‬ ‫ومعاقبة الوزير‪ ،‬الذي قد يكون من‬ ‫حزبها أو طيفها السيايس‪.‬وقد حسم‬ ‫املرشع العراقي أمره حني أناط األمر‬ ‫باملحكمة االتحادية العليا (املؤلفة من‬ ‫قضاة وخرباء الفقه اإلسالمي وفقهاء‬ ‫القانون)عىل وفق مانص عليه الدستور‬ ‫‪.‬ومل َ‬ ‫يبق سوى أن يرشع قانوين‬ ‫املحكمة االتحادية ومحاكمة الوزراء‪،‬‬ ‫من قبل مجلس النواب العراقي ‪.‬وعىل‬ ‫وفق آليات واضحة ومحددة ‪.‬وان تتم‬ ‫االستفادة عند ترشيع قانون محاكمة‬ ‫الوزراء من تجارب الدول التي سبقتنا‬ ‫يف هذا امليدان‪.‬‬ ‫‪41‬‬

‫العدد ‪ 180‬السنة الخامسة عشر (تشرين الثاني) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪42‬‬

‫تقرير بريطاني‬ ‫فلنعلمكم بخلفيات قادة حكومة العراق الجديدة‬

‫نرش موقع «ميدل إيست آي»‬ ‫الربيطاين تقريرا تحدث فيه عن‬ ‫تركيبة الحكومة العراقية التي تضمنت‬ ‫أسامء تعرف بتوجهها التوافقي مثل‬ ‫رئيس الربملان محمد الحلبويس‪.‬‬ ‫ويبدو جليا أن عملية تكوين الحكومة‬ ‫الجديدة قامئة عىل مقاربة تكنوقراطية‬ ‫توافقية‪ ،‬بدال من الرتكيز عىل االنتامءات‬ ‫الطائفية والعرقية‪.‬‬ ‫وقال املوقع‪ ،‬يف هذا التقرير إنه تم‬ ‫يوم الخميس اإلعالن عن تعيني ‪14‬‬ ‫وزيرا من أصل ‪ 22‬حقيبة وزارية‪.‬‬ ‫وسينضم الوزراء ا ُملعينون حديثا‬ ‫إىل كل من رئيس الدولة برهم‬ ‫صالح‪ ،‬ورئيس مجلس النواب محمد‬ ‫الحلبويس‪ ،‬ورئيس الوزراء عادل عبد‬ ‫املهدي‪ ،‬لقيادة الدولة التي تعاين‬ ‫جملة من املشاكل الداخلية؛ انطالقا‬ ‫من احتجاجات البرصة وصوال إىل إعادة‬ ‫بناء الدولة بعد خروج تنظيم الدولة‪.‬‬ ‫وذكر أن اختيار هؤالء القادة الثالثة‬ ‫كان موجها من قبل الفاعلني األربعة‬ ‫يف العراق‪ ،‬من بينها معسكر مقتدى‬ ‫الصدر وخصومه من الربملانيني املنتمني‬ ‫للفصائل الشيعية التي يدين بعضها‬ ‫بالوالء إليران‪ ،‬والواليات املتحدة‬ ‫األمريكية‪ .‬ومن املؤكد أن الواليات‬ ‫املتحدة ووسائل اإلعالم الدولية‬ ‫ستسعى دامئا إىل معرفة ما إذا كان‬ ‫هؤالء القادة الثالثة منحازين إىل صف‬ ‫إيران أو السياسة الخارجية األمريكية‪.‬‬

‫وأشار املوقع إىل أن هذه املقاربة‬ ‫االختزالية ستكون مغرية خاصة مع‬ ‫رئيس الوزراء عادل عبد املهدي‪ ،‬الذي‬ ‫عاش ملدة يف إيران‪ ،‬ورئيس الدولة‬ ‫برهم صالح الذي ما زال يحافظ عىل‬ ‫عالقته بطهران‪ .‬وعىل غرار العديد من‬ ‫النخب السياسية يف العراق عاش كل‬ ‫من صالح وعبد املهدي يف املنفى خالل‬ ‫عهد صدام حسني‪ ،‬وطلبوا اللجوء أو‬ ‫املساعدة من قبل إيران‪.‬‬ ‫ولكن يف حالة صالح وعبد املهدي‪ ،‬فإن‬ ‫ماضيهام مع إيران ال يعني بالرضورة‬ ‫أنهام مواليان لها‪ ،‬ذلك أن أفكارهام‬ ‫السياسية قد تطورت مع الزمن‬ ‫وأصبحت قامئة عىل مبدأ االنتهازية‬ ‫بدال من االنتامء األيديولوجي لواشنطن‬ ‫أو طهران‪.‬‬ ‫وأورد املوقع أن أوىل مهام الربملان‬ ‫العراقي الجديد بعد االنتخابات كانت‬ ‫انتخاب رئيس مجلس النواب‪ ،‬الذي‬ ‫عادة ما يكون عربيا وسنيا‪ .‬وبعد‬ ‫تعيني محمد الحلبويس رئيسا للمجلس‬ ‫يف منتصف شهر أيلول‪ /‬سبتمرب‪ ،‬فقد‬ ‫اختار الربملان برهم صالح لرئاسة البالد‬ ‫يف شهر ترشين األول‪ /‬أكتوبر‪ ،‬وطلب‬ ‫من أكرب كتلة يف الربملان اختيار رئيس‬ ‫الوزراء‪ ،‬الذي غالبا ما يكون شيعيا‪.‬‬ ‫ولكن الدستور العراقي ال ينص عىل‬ ‫اعتامد مبدأ الطائفية والعرقية يف‬ ‫التعيينات‪ ،‬وإمنا عىل املعايري السياسية‬ ‫التي تعكس دميوغرافيا البالد‪.‬‬

‫وخالفا لصالح وعبد املهدي‪ ،‬فإنه مل‬ ‫يعش محمد الحلبويس يف املنفى‪،‬‬ ‫وشغل سابقا منصب محافظ األنبار‪.‬‬ ‫ويبدو أن الجدل اإلعالمي الذي قام‬ ‫حول اعتباره مواليا إليران كان بسبب‬ ‫مساندة تحالف هادي العامري‪ ،‬الذي‬ ‫يضم قادة مليشيات شيعية‪ ،‬لرتشحه‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬تظهر مسرية الحلبويس أنه‬ ‫حافظ عىل عالقة ودية مع الواليات‬

‫املتحدة‪ ،‬وتحالفه مع العامري كان يف‬ ‫إطار الحصول عىل األصوات‪.‬‬ ‫وذكر املوقع أن برهم صالح درس يف‬ ‫اململكة املتحدة وتحصل عىل درجة‬ ‫الدكتوراه يف اإلحصاء والبيانات‪ .‬وكان‬ ‫صالح ممثل االتحاد الوطني الكردستاين‬ ‫يف واشنطن عندما كان طالب دراسات‬ ‫عليا يف جامعة جورج تاون‪ ،‬ولكنه‬ ‫سنة ‪ 2018‬خاض السباق االنتخايب‬

‫كمرشح مستقل عن حزبه‪ .‬وعندما عاد‬ ‫برهم صالح إىل السليامنية كمسؤول‬ ‫حكومي‪ ،‬لعب دورا رئيسيا يف مشاريع‬ ‫مثل ربط شبكة الكهرباء بإيران وفتح‬ ‫فرع للجامعة األمريكية‪ ،‬وهو ما يحيل‬ ‫عىل سعيه إىل خلق التوازن بني التأثري‬ ‫اإليراين واألمرييك عىل مستقبل العراق‬ ‫خاصة يف الشامل‪.‬‬ ‫وبني املوقع أنه عىل الرغم من أن‬

‫فيلي ‪ /‬ياسر عماد‬

‫عادل عبد املهدي ينحدر من وسط‬ ‫شيعي متدين‪ ،‬إال أن ذلك مل مينعه‬ ‫من االنجذاب نحو الحزب الشيوعي‬ ‫العراقي‪ .‬وقد مثلت الثورة اإلسالمية‬ ‫اإليرانية مصدر إلهام بالنسبة له‪،‬‬ ‫باعتبارها مرشوعا مضادا لهيمنة‬ ‫األحزاب اليسارية التي لطاملا‬ ‫استحوذت عىل مخيلة اليساريني‬ ‫والشيوعيني يف منطقة الرشق األوسط‬ ‫والعامل ككل‪.‬‬ ‫ونوه إىل أنه بالنظر إىل مسرية القادة‬ ‫الثالثة‪ ،‬فإنه ال ميكن تصنيف أي منهم‬ ‫بشكل مبارش تحت راية املعسكر‬ ‫اإليراين أو األمرييك‪ ،‬ناهيك عن‬ ‫أنهم مستقلون عن الكتل السياسية‬ ‫الرئيسية‪ .‬وتضم القامئة الحالية من‬ ‫الوزراء عددا من التكنوقراطيني مثل‬ ‫لؤي الخطيب مدير معهد الطاقة‬ ‫العراقي‪ ،‬وثامر غضبان وزير النفط‪،‬‬ ‫وفؤاد حسني وزير املالية‪ .‬ولكن الحاجة‬ ‫إىل هذه املعارضة الثنائية‪ ،‬مثل الحاجة‬ ‫إىل اعتامد «الطائفية» لفهم املشهد‬ ‫السيايس العراقي‪ ،‬جعلت ديناميكيات‬ ‫السياسة العراقية أكرث إرباكا‪.‬‬ ‫ويف الختام‪ ،‬أكد املوقع أن القادة‬ ‫الثالثة عملوا خالل األسابيع األخرية‬ ‫عىل تشكيل حكومة تكنوقراط‬ ‫والحرص عىل مقاومة الرغبة يف إسناد‬ ‫الحقائب الوزارية بناء عىل الخلفية‬ ‫العرقية والطائفية‪ ،‬إىل جانب املوازنة‬ ‫بني األجندات األمريكية واإليرانية‪.‬‬ ‫‪43‬‬

‫العدد ‪ 180‬السنة الخامسة عشر (تشرين الثاني) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪44‬‬

‫ما حقيقة الدولـة العميقة في العـراق ؟‬

‫منذ منتصف أيار ‪ ،2018‬عقب‬ ‫إجراء االنتخابات البرلمانية في‬ ‫العراق‪ ،‬واندالع األزمة السياسية‬ ‫األصعب منذ االحتالل األميركي‬ ‫عام ‪ ،2003‬يتكرر الحديث عن‬ ‫«الدولة العميقة»‪ ،‬على لسان‬ ‫زعامات سياسية وأعضاء في‬ ‫البرلمان ومسؤولين ومراقبين‬ ‫للوضع السياسي في العراق‪،‬‬ ‫بوصفها المسؤولة عن األزمات‪.‬‬ ‫فيلي ‪ /‬ايمان حبيب‬

‫وهذه ليست املرة األوىل‪ ،‬إذ إنه‬ ‫بعد كل مشكلة سياسية تعصف‬ ‫بالعراق‪ ،‬أو خلل يصيب توازن‬ ‫مصالح األحزاب يف ما بينها‪،‬‬ ‫يظهر مصطلح «الدولة العميقة»‬ ‫ويتحول إىل «تهمة» ترتاشق بها‬ ‫القوى السياسية‪ .‬ويثري هذا األمر‬ ‫تساؤالت حول حقيقة وجود دولة‬ ‫عميقة يف العراق‪ ،‬وكيفية عملها‪.‬‬ ‫يقول الباحث يف الشأن السيايس‬ ‫العراقي لقاء ميك للعريب الجديد‬ ‫إنه «بعد عام ‪ 2003‬تم تهديم‬ ‫الدولة العراقية املعروفة‪ ،‬وبالتايل‬ ‫انتهت املرتكزات الرئيسة للدولة‬ ‫ومل تعد هناك أي مراكز قوى يف‬ ‫البالد‪ ،‬وبعد هذا التاريخ شخصياً‬ ‫ال أعتقد أن الدولة التي تم بناؤها‬ ‫تسمح ببناء دولة عميقة باملعنى‬ ‫املعروف»‪.‬‬

‫‪45‬‬

‫العدد ‪ 180‬السنة الخامسة عشر (تشرين الثاني) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪46‬‬ ‫ويتابع «نعم هناك ما ميكن‬ ‫اعتباره اصطالحاً الدولة العميقة‬ ‫لكن بشكل أكرث هشاشة عن باقي‬ ‫الدول‪ ،‬ويف كل الحاالت إذا ما أردنا‬ ‫استخدام تعريف الدولة العميقة عىل‬ ‫ما يجري يف العراق ميكن القول إنها‬ ‫تضم شبكة ألشخاص وقوى سياسية‬ ‫ومافيات فساد تلتقي مصالحهم معاً»‪.‬‬ ‫وبالنسبة إليه‪ ،‬فإن «الدولة العميقة‬ ‫يف العراق ليست بالقوة التي توجد بها‬ ‫يف دول أخرى‪ ،‬وإذا ما قار ّنا بني دور‬ ‫الدولة العميقة والتأثري الخارجي تجاه‬ ‫ما يجري يف العراق‪ ،‬سيكون التأثري‬ ‫الخارجي أقوى يف صناعة األحداث من‬ ‫الدولة العميقة‪ ،‬وبالتايل فإن اإلرادات‬ ‫األجنبية تتغلب‪ .‬كام أن اإلرادات‬ ‫األجنبية تستفيد من الدولة العميقة»‪.‬‬ ‫ويضيف «حتى اآلن العراق مل يصنع‬ ‫لنفسه نظاماً راسخاً وقوياً والدولة غري‬ ‫ثابتة‪ ،‬وغالباً ما تتغول الدولة العميقة‬ ‫يف دول راسخة‪ ،‬لذلك فإن ما يجري يف‬ ‫العراق هو أقرب ما يكون إىل (هيمنة)‬ ‫مافيات منه إىل الدولة العميقة مبعناها‬ ‫املعروف»‪.‬‬ ‫ومنذ عام ‪ ،2005‬تحديداً مع تسلم‬ ‫حزب الدعوة اإلسالمية السلطة من‬ ‫خالل إبراهيم الجعفري أو ًال ومن بعده‬ ‫نوري املاليك بواليتني متخمتَني بالفساد‬ ‫واملشاكل واالحتقان الطائفي‪ ،‬يبحث‬ ‫عراقيون عن كثري من األجوبة عىل‬ ‫أسئلة تطرح نفسها بشكل يومي تتعلق‬

‫بأزمات أمنية وسياسية واقتصادية‬ ‫وح ّلت بدون أن يعرف أحد‬ ‫اندلعت ُ‬ ‫كيف حدث ذلك‪.‬‬ ‫وبحسب مسؤول مقرب من رئيس‬ ‫الوزراء السابق حيدر العبادي‪ ،‬فإن‬ ‫حزب الدعوة بزعامة نوري املاليك هو‬ ‫املؤسس للدولة العميقة بعد االحتالل‬ ‫األمرييك للعراق‪ ،‬وأول من عمد إىل‬ ‫توزيع موظفيه املنضوين يف الحزب‪،‬‬ ‫يف وزارات ودوائر الدولة لتسهيل أمور‬ ‫أعضاء الحزب يف حال احتياجهم إىل أمر‬ ‫ما‪ .‬بعدها دخلت عىل الخط منظمة‬ ‫بدر التي يتزعمها هادي العامري حتى‬ ‫استولت املنظمة مع مرور الوقت‬ ‫عىل أغلبية الوزارات ال سيام املرتبطة‬ ‫بوزارة الداخلية‪ ،‬من دوائر الجوازات‬ ‫والجنسية واإلقامة‪ .‬وتح ّول املوظفون‬ ‫فيها إىل أصحاب أموال طائلة من جراء‬ ‫املساومات والرىش التي يفرضونها‬ ‫عىل املواطنني‪ ،‬فض ًال عن بيع ورشاء‬ ‫التعيينات يف الهيئات األمنية وأبرزها‬ ‫مديرية األمن الوطني‪.‬‬ ‫ويوضح املسؤول نفسه أن «الدولة‬ ‫العميقة أصبحت عىل قوتها الحالية بعد‬ ‫عام ‪ ،2008‬وقد بان أثرها بعد اتضاح‬ ‫سوء اإلدارة العراقية‪ ،‬ولوال هذا السوء‬ ‫ملا أصبحت هناك دولة تعمل بالخفاء»‪.‬‬ ‫ويلفت إىل أن «الهيكلية السيئة يف‬ ‫الدولة العراقية أفرزت أساليب الدولة‬ ‫العميقة‪ ،‬والقصد أن هناك إدارات‬ ‫تعمل تحت الطاولة تدير الدولة‪،‬‬ ‫وهي مراكز قوة غري ظاهرة للعيان»‪.‬‬ ‫ويقدّ ر بأن «‪ 75‬باملائة من أمور الدولة‬

‫والعراقيني تدار عرب الدولة العميقة‪،‬‬ ‫بواسطة شخصيات وعصابات وضعتها‬ ‫األحزاب داخل املؤسسات الرسمية»‪.‬‬ ‫كام يشري إىل أن هذه «القوى الخفية‬ ‫متتلك الدعم السيايس والغطاء القانوين‪،‬‬ ‫كونها تعتمد عىل موظفني حقيقيني يف‬ ‫الدولة العراقية‪ ،‬إال أن أعاملهم كلها‬ ‫ملصالحهم ومصالح أحزابهم»‪.‬‬ ‫ووفقاً للمسؤول نفسه‪ ،‬فإن «صفقات‬ ‫كثرية متعلقة باألسلحة والنفط والتي‬ ‫تتم بني العراق ودول أخرى‪ ،‬مت ّر أو ًال‬ ‫عىل األحزاب عرب بيادقها يف الوزارات‪،‬‬ ‫وبعد دراسة امللفات التي من املفرتض‬ ‫أن يناقشها الوزير املختص‪ ،‬ترسل‬ ‫األحزاب مالحظاتها إىل الوزارات لتكون‬ ‫جزءاً من املباحثات»‪.‬‬ ‫ويوضح أن «الدولة العميقة لن تنتهي‬ ‫يف العراق إال بسحب كل السالح من‬ ‫أيدي املواطنني والعصابات والفصائل‬ ‫املسلحة‪ .‬وحني يتساوى كل العراقيني يف‬ ‫مقدار القوة والضعف‪ ،‬حينئذ لن تكون‬ ‫هناك دولة عميقة»‪.‬‬ ‫وتشرتك داخل «الدولة العميقة» يف‬ ‫العراق قوى سياسية مرتبطة باألحزاب‬ ‫املوالية أص ًال ألنظمة خارجية‪ ،‬وأبرزها‬ ‫إيران‪ ،‬وقوى أمنية متمثلة يف ضباط‬ ‫موالني ألحزابهم التي أوصلتهم إىل‬ ‫مراتب رفيعة‪ ،‬باإلضافة إىل فصائل‬ ‫«الحشد الشعبي» التي تعمل عىل‬ ‫تذليل الصعوبات التي تواجه بعض‬ ‫الكيانات السياسية‪ .‬كام يسيطر‬ ‫موظفون بصيغة مديرين ووكالء وزراء‬ ‫ومستشارين‪ ،‬عىل مترير القرارات داخل‬

‫إدارات الدولة‪ .‬وقد تعلو صالحيات‬ ‫بعض املوظفني العراقيني يف املؤسسات‬ ‫الحكومية الصغرية عىل صالحية وزراء‬ ‫يف الحكومة‪ .‬ويعمل «جنود» الدولة‬ ‫العميقة يف كل مفاصل الدولة العراقية‬ ‫عىل ترتيب مصالحها أو ًال ومحاربة‬ ‫مصالح «األعداء» ثانياً‪.‬‬ ‫يقول عضو تيار الحكمة التابع لعامر‬ ‫الحكيم‪ ،‬محمد اللكاش‪ ،‬إن «تعيني‬ ‫املوظفني العراقيني بصيغة مدير عام ال‬ ‫يتم إال مبوافقة مجلس النواب ويصادق‬ ‫عىل تعيينهم بعد املناقشة‪ ،‬وذلك وفق‬ ‫القانون العراقي‪ ،‬إال أن العراق منذ‬ ‫العام ‪ 2008‬وحتى اآلن شهد تعيني‬ ‫أكرث من ‪ 4‬آالف مدير عام ووكيل وزير‬ ‫ومستشار‪ ،‬وهو ما يُعرف بالدرجات‬ ‫الخاصة‪ ،‬من دون أي تداول يف الربملان‪،‬‬ ‫فيتم متريرهم عرب األحزاب إىل هذه‬ ‫املناصب‪ ،‬ليعملوا فيام بعد مبا يريض‬ ‫األحزاب وتلبية ما تحتاج إليه»‪.‬‬ ‫وهؤالء من وجهة نظره «هم رجال‬ ‫الدولة العميقة»‪ ،‬الفتاً إىل أن «هؤالء‬ ‫املوظفني غري متمكنني من أعاملهم‬ ‫وليسوا أصحاب اختصاص‪ ،‬إال أن‬ ‫األحزاب وضعتهم من أجل مترير األمور‬ ‫الخاصة باألحزاب وأعضائها‪ .‬عل ً‬ ‫ام أن‬ ‫املديرين العامني يف العراق بغالبيتهم‬ ‫متورطون يف قضايا فساد وهدر للامل‬ ‫العام‪ ،‬ومنهم من هم كبار بالسن‬ ‫وتخطوا الحد القانوين لقانون التقاعد‬ ‫(‪ 63‬عاماً)»‪.‬‬ ‫ويشري اللكاش إىل أن «مشكلة الدولة‬ ‫العميقة ستواجه رئيس الوزراء عادل‬

‫المديرين العامين‬ ‫في العراق‬ ‫بغالبيتهم‬ ‫متورطون في‬ ‫قضايا فساد وهدر‬ ‫للمال العام‪ ،‬ومنهم‬ ‫من هم كبار بالسن‬ ‫وتخطوا الحد‬ ‫القانوني لقانون‬ ‫التقاعد (‪63‬‬ ‫عاماً)»‪.‬‬

‫عبد املهدي‪ ،‬وقد تصطدم املصالح بني‬ ‫عبد املهدي ومراكز القوة يف الدولة‬ ‫العميقة‪ ،‬األمر الذي سيؤدي إىل القضاء‬ ‫عىل عبد املهدي سياسياً‪ ،‬لذا‪ ،‬ينبغي‬ ‫عليه التعامل بحكمة مع جنود الدولة‬ ‫الخفية وإنهاؤها تدريجياً‪ ،‬لكنه رمبا لن‬ ‫يتمكن من الوقوف بوجهها»‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬يرى القيادي يف ائتالف‬ ‫الوطنية التابع إلياد عالوي‪ ،‬حامد‬ ‫املطلك أن «السياسيني يف العراق‬ ‫عجزوا عن تأسيس حكومة قوية‪،‬‬ ‫فأصبحوا يؤمنون بالتفسريات غري‬ ‫املنطقية ومن ضمنها ابتكار ما يسمى‬ ‫بالدولة العميقة»‪ .‬وبالنسبة إليهم‪ ،‬فإن‬ ‫السياسيني «فشلوا جميعاً يف الوصول إىل‬ ‫رضا الشعب العراقي وليسوا جادين يف‬

‫بناء دولة قوية‪ ،‬وحكومة حقيقية تحرتم‬ ‫القانون وتحاسب الفاسدين وتفتح‬ ‫امللفات العالقة وترجع املال العراقي‬ ‫املهدور»‪.‬‬ ‫ويوضح أن «مفهوم الدولة العميقة‬ ‫انترش بعد ترصيحات سياسيني لتغطية‬ ‫فشلهم وفسادهم‪ .‬وهناك فع ًال بعض‬ ‫الجهات غري النظامية وغري الرسمية‪،‬‬ ‫متتلك املال والسالح وترتبط بجهات‬ ‫خارجية‪ ،‬والشعب يعرف هذه الجهات‬ ‫التي تتالعب مبقدراته‪ ،‬لكن مصطلح‬ ‫الدولة العميقة اعتاد بعض السياسيني‬ ‫عىل تعميمه من أجل لوم أطراف أخرى‬ ‫يف الفشل اإلداري»‪.‬‬ ‫ويقول املحلل السيايس العراقي هشام‬ ‫الهاشمي إن «الدولة العميقة بعد‬ ‫عام ‪ ،2003‬أذرعها قوية من األحزاب‬ ‫السياسية والطوائف والقوميات‬ ‫والعشائر‪ ،‬وهي مسيطرة عىل اإلدارة‬ ‫والقيادة واالقتصاد‪ ،‬وتتالعب بعقود‬ ‫السلطتني التنفيذية والترشيعية‬ ‫(الحكومة والربملان)‪ ،‬وتعمل داخل‬ ‫ّ‬ ‫ومتكن‬ ‫هيكلية مؤسسات الدولة‪.‬‬ ‫جنودها من بناء دولة عىل أنقاض‬ ‫الدوائر املنحلة للنظام السابق (نظام‬ ‫صدام حسني)»‪.‬‬ ‫ويشري إىل أن «الدولة العميقة تعمل‬ ‫بعكس ما تقوم به الدولة النظامية‪ ،‬التي‬ ‫تسري وفق القانون وتعتمد الشفافية‬ ‫والنزاهة‪ ،‬وتراعي مبادئ املهنية‬ ‫والتدرج الوظيفي والتنافس اإلبداعي‪،‬‬ ‫وهي القوى الرافعة واملرجحة لتسلم‬ ‫املنصب»‪.‬‬

‫‪47‬‬

‫العدد ‪ 180‬السنة الخامسة عشر (تشرين الثاني) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪48‬‬ ‫يكرث الناس من تكرار هذا‬ ‫السؤال‪ ،‬حني تنفجر سيارة‬ ‫مفخخة‪.‬وحني تنقطع إمــدادات‬ ‫املياه‪.‬وحني التصل الكهرباء بشكل‬ ‫منتظم‪.‬وحني يطالبك مشغل‬ ‫مولد الكهرباء باملزيد من املال‪.‬‬ ‫وحني التجد عمال وتقتلك البطالة‬ ‫وامللل‪.‬وحني ترى البعض يستقوي‬ ‫عليك بعنوان من العناوين الكبرية‬ ‫الــتــي تسيطر وتتمكن مــن كل‬ ‫مكان وحدث وزمان ورغبة وتأخذ‬ ‫منك الطامنينة‪ .‬وحني ترى آالف‬ ‫األشخاص يستحوذون عىل املناصب‬ ‫واألمـــوال‪ ،‬ويرتكونك نهبا للحزن‬ ‫والحاجة‪.‬وحني تستقر مياه األمطار‬ ‫تحت رسيرك‪ .‬وحني تكتظ الشوارع‬ ‫باألطيان‪ ،‬وتزدحم باألزبال والعفن‪.‬‬ ‫وحــن تسري عــى طريق ممتيلء‬ ‫بالحفر واملطبات‪ ،‬ويحلم باإلسفلت‪.‬‬ ‫وحني يتكدس الصغار يف مدارسهم‪.‬‬ ‫واليجدون كتبا والمعلمني‪ .‬وحني‬ ‫تتوقف املشاريع واإلستثامرات‪،‬‬ ‫واليحدث تغيري يف حياتك‪ ،‬وحني‬ ‫تجتاح قريتك‪ ،‬أو حيك السكني‬ ‫السيول الجارفة‪ .‬وحني تفتك بك‬ ‫وأهلك األوبئة واألمراض‪ ،‬وحني تعم‬ ‫املشاكل وتستمر وتتصاعد والتنقطع‬ ‫وكأنها قدرك يف هذا الوطن املبتىل‪.‬‬ ‫هل ندم العراقيون عىل صدام‪..‬وهل‬

‫نــدم املــريــون عىل مبارك‪.‬وهل‬ ‫ندم التوانسة عىل بن عيل‪.‬وهل‬ ‫ندم الليبيون عىل القذايف‪.‬وهل ندم‬ ‫اليامنيون عىل صالح؟ هكذا أيضا‬ ‫ميكن أن يطرح السؤال‪ ،‬واليكون‬ ‫هناك إستثناء‪ ،‬فاملحن واحــدة‪،‬‬ ‫واملشاكل متشابهة‪ ،‬والفنت متالحقة‪،‬‬ ‫والـــبـــاءات مــراكــمــة‪ ،‬والسبيل‬ ‫للتخلص منها يف ظــل الفوىض‬ ‫والضياع والفساد‪ ،‬وســوء اإلدارة‬ ‫والتخطيط والـراعــات‪ ،‬وإنعدام‬ ‫األمـــن‪ ،‬والــخــوف مــن املستقبل‪،‬‬ ‫والظلم والتخبط والحرمان‪.‬‬ ‫لو عاد الناس اىل ايام حكم هوالء‬ ‫الذين ذهبوا بحرب‪ ،‬أو بثورة‪ ،‬او‬ ‫بإنقالب‪ ،‬قبل أن يروا ماحل باألمة‬ ‫بعد ذهابهم لكان هناك مؤيدون‬ ‫ومعارضون‪ ،‬ولعدنا لذات الشكوى‬ ‫والقهر والتذمر‪ ،‬والرغبة يف التغيري‬ ‫والتخلص من الدكتاتورية والسجون‬ ‫والغربة‬ ‫الفرق ياسادة‪ ..‬إن الظلم وتوابعه‪،‬‬ ‫والطغيان ولــواحــقــه‪ ،‬والعنف‬ ‫ونتائجه كانت تالال متلتلة‪ ،‬لكنها‬ ‫صارت جباال مجبجلة‪ ،‬ولهذا نشتيك‬ ‫من الجبال‪ ،‬ونتمنى النزول اىل‬ ‫التالل والوديان‪..‬فنحن العرب مباض‬ ‫وبحارض وبغد ثالثتها مجاهيل‪...‬‬ ‫ولهذا نحن اىل املايض‪.‬‬

‫هل ندم العراقيون على صدام حسني‬ ‫هادي جلو مرعي‬

‫‪49‬‬

‫العدد ‪ 180‬السنة الخامسة عشر (تشرين الثاني) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪50‬‬

‫مفاجئة‬

‫تنقذ العراق من كارثة تنهي الحياة‬

‫فيلي ‪ /‬ماجد محمد صالحان‬

‫كارثة قد تؤدي إىل قتل الحياة‬ ‫واملــامــح األثــريــة العائدة إىل‬ ‫السومريني‪ ،‬كانت تهدد العراق قبل‬ ‫وقت قصري‪ ،‬مع النزاعات والحرب عىل‬ ‫اإلرهاب‪ ،‬واألزمات السياسية والغليان‬ ‫الشعبي يف أقىص الجنوب الغني‪ ،‬األكرث‬ ‫ترضرا‪.‬‬ ‫وخالل اليومني املاضيني‪ ،‬شهد العراق‪،‬‬ ‫مفاجئة غري مسبوقة منذ سنوات‪ ،‬أنقذته‬ ‫من تغيري دميوغرايف ميحي أهم موارده‪،‬‬ ‫ومتثلت بانتعاش نهر دجلة بعد أن كان‬ ‫مهددا بالزوال من جفاف جرده يف أبرز‬ ‫تفرعاته وشواطئه‪.‬‬ ‫ومتثلت املفاجئة بهطول كميات كبرية‬ ‫من األمطار تركزت أغلبها يف املحافظات‬ ‫الشاملية التابعة إلقليم كوردستان‪،‬‬ ‫والعاصمة بغداد‪ ،‬وأخــرى يف الوسط‬ ‫والجنوب موطن األهوار الشهرية املشبهة‬ ‫بفينيسيا اإليطالية‪.‬‬ ‫تحدث الناشط البيئي يف محافظة ميسان‪،‬‬ ‫أحمد صالح نعمة‪ ،‬عن انتعاش نهر دجلة‪،‬‬ ‫واألهوار التي جفت بالكامل قبل وقت‬ ‫قصري‪ ،‬قائال‪« :‬قبل يوم‪ ،‬نزلت كميات‬ ‫كبرية جدا من األمطار‪ ،‬غري مسبوقة يف‬ ‫محافظة ميسان‪« ،‬جنويب العراق»‪ ،‬حتى‬ ‫يف السنوات السابقة‪ ،‬وكانت مفاجئة‬ ‫كبرية‪ ،‬ساهمت بارتفاع منسوب املياه‬ ‫يف نهر دجلة ودخولها يف حويض األهوار‬ ‫وعىل رأسها هوري الحويزة‪ ،‬والعظيم»‪.‬‬ ‫وأضاف نعمة‪ ،‬نتأمل خالل األيام املقبلة‬

‫بقاء استمرار نهر دجلة مبنسوبه العايل‬ ‫نتيجة األمطار القادمة من إيران‪ ،‬ونهر‬ ‫دجلة يف وسط البالد‪ ،‬والعاصمة بغداد‪،‬‬ ‫واملناطق الشاملية األمطار — أي من‬ ‫األمطار الداخلية والخارجية‪.‬‬ ‫وبشأن خطر الجفاف‪ ،‬أخربنا نعمة‪ ،‬أن‬ ‫الخطر الزال لو مل يتخذ العراق إجراءات‬ ‫بتنظيم املياه الداخلية‪ ،‬أما هو كجفاف‬ ‫ممكن أن يعود يف الصيف املقبل…‬ ‫متوقع جدا‪.‬‬ ‫وقبل نحو شهر‪ ،‬كان الجفاف قد وصل إىل‬ ‫أهوار جنوب العراق‪ ،‬يف محافظة ميسان‬ ‫تحديدا‪ ،‬وحتى «هور الحويزة» املضاف‬ ‫عىل الئحة الرتاث العاملي املحمي ضمن‬ ‫محميات اليونسكو جف هو األخر‪ ،‬بعد‬ ‫أن كانت املياه فيه مرتفعة‪ ،‬وصافية‬ ‫تصل نسبة صفائها إىل ‪ 100‬باملئة‪.‬‬ ‫وقد واجه نهر «دجلة» الذي ينبع من‬ ‫جبال طوروس‪ ،‬جنوب رشقي األناضول يف‬ ‫تركيا ومير يف األرايض السورية‪ ،‬وبعدها‬ ‫يدخل العراق عند بلدة فشخابور‪ ،‬منذ‬ ‫منتصف العام الجاري‪ ،‬خطر الجفاف إثر‬ ‫سد أليسو الرتيك‪ ،‬بعد شهور قليلة من‬ ‫تنظيفه من الدماء والجثث التي طاملا‬ ‫رماها «داعــش» اإلرهــايب (املحظور يف‬ ‫روسيا)‪ ،‬بعد قتله املدنيني‪ ،‬يف محافظات‬ ‫نينوى‪ ،‬وصالح الدين‪ ،‬واألنبار‪ ،‬شامل‬ ‫وغريب البالد‪.‬‬ ‫وجاء انتباه العراق بعد أن وصل الرضر‬ ‫وكاد دجلة أن يجف‪ ،‬ليخرج وزير املوارد‬

‫املائية‪ ،‬السابق‪ ،‬حسن الجنايب‪ ،‬مرصحا‬ ‫قائال «قد ال نستطيع إيصال مياه الرشب‬ ‫إىل املــدن الكبرية أسفل بغداد‪ ،‬وهي‬ ‫النارصية‪ ،‬الكوت‪ ،‬البرصة‪ ،‬العامرة‪،‬‬ ‫الساموة»‪.‬‬ ‫ورصح السفري الــريك يف العراق فاتح‬ ‫يلدز‪ 5 ،‬حزيران‪ /‬يونيو املايض‪ ،‬أن بالده‬ ‫«ترصفت بكرم وقامت بتأجيل خزن‬ ‫املياه يف سد «إليسو» وأن التأجيل كلف‬ ‫تركيا الكثري»‪ ،‬مشددا عىل أن ما تتناقله‬ ‫وسائل اإلعالم يف هذا الشأن غري صحيح‪.‬‬ ‫وأضاف يلدز خالل مؤمتر صحفي عقده‬

‫يف بغداد «عند زيارة حيدر العبادي»‬ ‫رئيس الوزراء العراقي السابق‪ ،‬لنا عام‬ ‫‪ 2017‬أبلغناه أننا أكملنا السد وأننا‬ ‫نستعد مللئه»‪ ،‬الفتا إىل أن «خزانات‬ ‫السد ستمتلئ يف أقل من سنة وليس كام‬ ‫يروج يف بعض وسائل اإلعالم أن امللء‬ ‫سيتجاوز الخمس سنوات»‪ ،‬مشددا عىل‬ ‫أن «ما تناقلته مواقع التواصل االجتامعي‬ ‫من جفاف نهر دجلة سببه هو جفاف‬ ‫منابع النهر وربطها مبلء السد هو غري‬ ‫صحيح عىل اعتبار أن يومني من إغالق‬ ‫املاء والبدء مبلء السد من غري املعقول‬

‫أن يجعال نهر دجلة جافا يف بغداد بهذه‬ ‫الرسعة»‪.‬‬ ‫كام أوضح السفري الرتيك‪« :‬بشأن ما تم‬ ‫تداوله عىل مواقع التواصل حول تخصيص‬ ‫نسبة ‪ 75‬باملائة من املياه لنهر دجلة و‪25‬‬ ‫باملائة للسد‪ ،‬فإن هذا األمر ال صحة له‬ ‫ومل نتفق لحد اآلن مع الجانب العراقي‬ ‫عىل إطالقات النسب بل تم االتفاق عىل‬ ‫إطالق كميات من املياه حسب الحاجة‬ ‫املطلوبة «‪ ،‬مؤكدا أن «السد هو لتوليد‬ ‫الطاقة الكهربائية وليس للسقي‪ ،‬وبعد‬ ‫خزن املياه سنبدأ بتوليد الطاقة وستطلق‬

‫املياه أوتوماتيكيا بعدها»‪.‬‬ ‫باإلضافة إىل تركيا‪ ،‬إيران لها أثر عىل املياه‬ ‫أيضا‪ ،‬ألنها قامت منذ شهور‪ ،‬بإغالق‬ ‫الزاب الصغري الذي يغذي سد «دوكان»‬ ‫يف إقليم كردستان‪ ،‬ومن جهة جنوب‬ ‫العراق‪ ،‬أغلقت نهر الكرخة الذي يغذي‬ ‫هور الحويزة يف ميسان‪ ،‬ويف البرصة‬ ‫أغلقت نهر الكارون الذي يغذي شط‬ ‫العرب يف البرصة‪ ،‬ويصد اللسان امللحي‬ ‫ويساهم يف عذوبة الشط‪.‬‬ ‫‪sputnik‬‬

‫‪51‬‬

‫العدد ‪ 180‬السنة الخامسة عشر (تشرين الثاني) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪52‬‬

‫توجه العراقيون برسعة نحو‬ ‫الدميقراطية يف العام ‪ ،2003‬بسبب‬ ‫لهفتهم لها‪ ,‬وبسبب ما رسموه من أحالم‬ ‫وردية يف خياالتهم‪ ،‬وميولهم ورغباتهم‬ ‫الطبيعية املرشوعة للمسك مبقدراتهم‬ ‫والتحكم بخياراتهم وإدارة حياتهم العامة‬ ‫بكل تفاصيلها‪ .‬ولكن فرحة بعضهم‪،‬‬ ‫وغضب البعض اآلخر بزوال البعث‪ ،‬أدى‬ ‫إىل تصدعات جيو اجتامعية وإنعكست‬ ‫إرتداداتها السلبية عىل ما كانت تعمل‬ ‫عليه األحزاب العراقية والشخصيات‬ ‫الوطنية والسياسية‪ .‬وقد كشفت تحوالتها‪،‬‬ ‫عن تكاثر مراكز صناعة القرار يف بغداد‪،‬‬ ‫وعن إضعاف الحكومات التي تشكلت‬ ‫بعد ‪ ،2003‬وعن غياب الدولة‪ ،‬واإلرتباك‬ ‫والخلل العميق يف التعامل مع املواطنني‬ ‫الرافضني للتغيري والدميقراطية‪ ،‬خاصة من‬ ‫خالل التمسك بالقراءة األمنية ملعالجة‬ ‫املشكالت املوجودة واملصطنعة والذي أدى‬ ‫اىل معضالت كثرية خرس فيها العراقيون‬ ‫الكثري من دمائهم وأموالهم‪ ،‬كام أدى اىل‬ ‫إضاعة فرص كثرية ال تعوض‪ .‬كام خرسوا‬ ‫التعاطف العريب والدويل بشكل أوسع‬ ‫حينام أساءوا الترصف فيام بينهم‪ ،‬وبحق‬ ‫دميقراطيتهم الوليدة وتعاملوا بسلبية مع‬ ‫حكومتهم ومع من أسقط البعث‪ ،‬أعني‬ ‫األمريكان‪ ،‬ودخلوا يف مواجهات بينية‬ ‫ومنحوا ثقتهم بدول وحكومات إقليمية‬ ‫إعتقدوا أنها حلفاء لهم‪.‬‬ ‫الذين كانوا عىل ثقة ودراية تامة بأن‬ ‫املصالح العامة تكمن يف اإلتكال عىل‬

‫الدستور لردم الهوة بني العراقيني ويف‬ ‫التعقل يف خلق التوازن يف العالقات بني‬ ‫العراق ودول الجوار وأمريكا‪ّ ،‬‬ ‫حذروا‬ ‫املواطنني عموماً‪ ،‬والطبقة السياسية‬ ‫والحكومة خصوصاً‪ ،‬من عواقب اإلتكال‬ ‫عىل األجندات اإلقليمية وسياسة اللعب‬ ‫بالنار‪ ،‬والتامطل يف تطبيق الدستور‬ ‫والتامهي يف إتخاذ اإلجراءات التعسفية‪،‬‬ ‫كام دعوا اىل التخيل عن الحذر املبالغ فيه‬ ‫عند العرب تجاه الكورد‪ ،‬وبالعكس‪ ،‬وعند‬ ‫الشيعة تجاه السنة‪ ،‬وبالعكس‪ ،‬وأكدوا‬ ‫عىل رضورات تعزيز البيئة اإلنسانية‬ ‫واألخالقية واالنفتاح عىل اآلخر والحوار‬ ‫والتفاهم العقالين بني املك ّونات القومية‬ ‫والدينية واملذهبية‪ ،‬وتفعيل القواسم‬ ‫املشرتكة‪ ،‬وعدم تقسيم العراقيني اىل‬ ‫منترصين ومنهزمني‪ ،‬أو أقوياء وضعفاء‪ ،‬أو‬ ‫أكرثية وأقلية‪.‬‬ ‫ولكن‪ ،‬من توىل زمام األمور خطوا الخطوة‬ ‫األكرث خسارة وسوءاً للتقدير‪ ،‬عندما دعوا‬ ‫القوات األمريكية ملغادرة البالد‪ .‬خطوة‬ ‫فرست حينها بأن الداعني لها قرروا علنياً‬ ‫ودون تردد‪ ،‬التخيل عن األمريكان وتأزيم‬ ‫العالقة مع واشنطن‪ ،‬خوفاً من الغضب‬ ‫اإليراين‪ .‬ورغبة يف العودة إىل مامرسة‬ ‫السياسات التقليدية‪ ،‬دون وجود طرف‬ ‫محايد‪ .‬تلك الخطوة أدت إىل خلط األوراق‬ ‫وإعادة التموضع وفقاً لحسابات ومناهج‬ ‫مستفزة‪ ،‬ونتجت عنها تحوالت كبرية يف‬ ‫املواقف‪ ،‬وتغيريات يف خريطة التوازنات‬ ‫العراقية الجديدة‪ ،‬وكشفت عن تناقضات‬ ‫ال ميكن التكهن بتداعياتها‪ ،‬خصوصاً بعد‬ ‫ظهور بوادر الحرب األهلية الشاملة‪،‬‬ ‫وإشتعال حرب امللفات‪ ،‬وخرق الرشاكة‬ ‫والطعن يف مفاهيم الكرامة واملواطنة‬

‫والحرية والعدالة واملساواة والتضامن‬ ‫واإلعتدال‪ ،‬وصدمة داعش الكربى وإنفجار‬ ‫األوضاع وتحول ربع العراقيني اىل مهجرين‬ ‫ونازحني ومرشدين‪.‬‬ ‫يف البداية تم مخادعة العراقيني‪ ،‬وقالوا‬ ‫أن القضية برمتها‪ ،‬مسألة أيام أو أشهر‪،‬‬ ‫وستعود الحياة اىل حالتها‪ ،‬ولكن املأساة‬ ‫والكوارث إستمرت لسنوات عجاف‪.‬‬ ‫وبخسائر كبرية وتضحيات ال تقدر بثمن‬ ‫وجهود دولية‪ ،‬تم دحر داعش ( ليس‬ ‫بشكل نهايئ ألنه مازال موجوداً وينفذ‬ ‫علميات إرهابية)‪.‬‬ ‫اآلن‪ ،‬ميكن القول أن التاريخ يعيد‬ ‫نفسه‪ ،‬بذات الشكل ورمبا أخطر‪ ،‬ويتم‬ ‫مرة أخرى تجاهل اإلشكاالت السياسية‬ ‫وتعقيداتها وتقاطعاتها‪ ،‬والخالفات‬ ‫والتوترات والتحديات واملخاطر والهموم‬ ‫الكثرية‪ ،‬والتطورات الرسيعة واملحتدمة‪،‬‬ ‫والتدخالت املؤثرة‪ ،‬حيث نسمع أصواتاً‬ ‫تدعو اىل طرد األمريكان ثانية‪ ،‬وبعضها‬ ‫تدعو اىل مواجهتهم بقوة السالح ‪.‬‬ ‫املواطن العراقي الذي عاىن ويعاين من‬ ‫الحرية واالرتباك والخيبة واليأس‪ ،‬ومن‬ ‫نتائج التدخالت الخارجية والخيانات‬ ‫الداخلية‪ ،‬فقد صربه وثقته بالدميقراطية‬ ‫كنظام‪ ،‬وباملتصدين لقيادة البلد‪ ،‬وإختلط‬ ‫عنده غالبية األمور واملفاهيم لكرثة‬ ‫التنافس واملامحكات السياسية والتسقيط‬ ‫والتجهيل والتعتيم‪ ,‬ولكنه يريد أن يعرف‬ ‫مآالت الوضع يف بلده املفتوح عىل شتى‬ ‫اإلحتامالت يف الشهور الباردة القادمة‪،‬‬ ‫خاصة مع إرتفاع سخونة األجواء بني‬ ‫طهران وواشنطن وتصاعد دخان التوترات‬ ‫يف املنطقة التي ستلقي بظاللها عىل واقعه‬ ‫وحاله‪.‬‬

‫وما زال العراقي يريد أن يعرف‬ ‫صبحيسالهيي‬

‫‪53‬‬

‫العدد ‪ 180‬السنة الخامسة عشر (تشرين الثاني) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪54‬‬

‫الفالح ابو نجم يكشف اسرار داعش‬ ‫وساحات االعتصام واوامر ‪2018‬‬

‫اختاره التنظيم آمراً إلحدى الكتائب‬ ‫المهمة في والية الفلوجة لبروزه‬ ‫في فترة قصيرة ودوره الفعال في‬ ‫منع القوات العسكرية العراقية من‬ ‫التقدم صوب المدينة‪.‬‬ ‫فيلي ‪ /‬محمد جمال‬

‫«ابو نجم» وهكذا يكنيه‬ ‫تنظيم «داعش» اإلرهايب‪،‬‬ ‫يكشف لـ»القضاء» العراقية أرساراً‬ ‫كثرية عن والية الفلوجة وعن دور‬ ‫قيادات التنظيم يف ساحات االعتصام‬ ‫وعن األسباب التي دفعت التنظيم‬ ‫للتحرك باتجاه القائم عرب رتل مكون‬ ‫مام يقارب (‪ )2000‬عجلة والذي‬ ‫تم قصفه من قبل طريان الجيش‪،‬‬ ‫مؤكدا تلقيهم اوامر بعد عمليات‬ ‫التحرير وتحديداً مطلع العام ‪2018‬‬ ‫بالرجوع من سوريا للعراق وتكوين‬ ‫مضافات خارج املدن لتشكيل‬ ‫مفارز عسكرية وتنفيذ عمليات ضد‬ ‫أهداف تم انتخابها مسبقاً‪.‬‬ ‫ميثل أمام القضاء العراقي املتهم‬ ‫كامل طالل العيساوي والبالغ من‬ ‫العمر ‪ 32‬عاماً ويديل باعرتافاته امام‬ ‫قايض التحقيق املختص بنظر قضايا‬ ‫الهيئة التحقيقية يف قيادة عمليات‬ ‫بغداد‪.‬‬ ‫يقول االرهايب «كنت اعمل فالحاً‬ ‫قبل ان التحق بصفوف التنظيم‬ ‫عن طريق شخصني كانا ينتميان‬ ‫لجيش املجاهدين قبل ان يبايعا‬ ‫تنظيم داعش تعرفت إليهام يف‬ ‫السجن عندما اعتقلت بتهمة‬ ‫االنتامء للتنظيامت االرهابية قبل‬ ‫ظهور داعش»‪ ،‬مؤكداً ان «الشخصني‬

‫‪55‬‬

‫العدد ‪ 180‬السنة الخامسة عشر (تشرين الثاني) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪56‬‬ ‫قد اخذا تعهداً مني باالنتامء لهم‬ ‫ومقاتلة القوات العراقية بعد‬ ‫خروجي من السجن»‪.‬‬ ‫ساحات االعتصام‬ ‫ويضيف العيساوي «بعد خروجي‬ ‫من السجن كانت التظاهرات‬ ‫املناهضة للحكومة ما يعرف‬ ‫بساحات االعتصام قامئة وقد بدأت‬ ‫يف الفلوجة واالنبار وكان اغلب‬ ‫قيادات التنظيم مشاركني بتلك‬ ‫االعتصامات وكان لهم دور كبري‬ ‫يف حث الشباب عىل املشاركة فيها‬ ‫لغرض إسقاط الحكومة وقد شاركت‬ ‫فيها وبشكل فاعل»‪.‬‬ ‫يتابع «أثناء ذلك أعلن الخليفة ابو‬ ‫بكر البغدادي تشكيل تنظيم داعش‬ ‫(الدولة االسالمية يف العراق والشام)‬ ‫الذي كان قد سيطر عىل عدد كبري من‬ ‫املناطق يف سوريا وليبيا والصومال‬ ‫وأفغانستان ونتيجة لذلك واختالل‬ ‫الوضع االمني بسبب االعتصامات‬ ‫متت السيطرة عىل الفلوجة وقضاء‬ ‫الكرمة من قبل التنظيم والسيطرة‬ ‫عىل اغلب املقرات الحكومية‬ ‫واالستيالء عىل االسلحة واالعتدة‬ ‫املوجودة يف الثكنات العسكرية‬ ‫التابعة للجيش العراقي»‪ ،‬بحسب‬ ‫ما يروي ابو نجم‪.‬‬ ‫انتامؤه لتنظيم داعش‬ ‫يوضح ابو نجم «زارين اىل داري‬ ‫الشخصان اللذان التقيت بهام يف‬ ‫السجن وكانا قد بايعا تنظيم داعش‬ ‫وكان احدهام يشغل منصب إداري‬

‫لكتيبة التوحيد يف والية الفلوجة‬ ‫واآلخر أمرياً لقاطع الكرمة واخذوا‬ ‫يحدثوين برضورة االنتامء للتنظيم‬ ‫وبالفعل انتميت وقد رددت البيعة‬ ‫امام رشعي والية الكرمة الذي يدعى‬ ‫ابو محمد القايض»‪.‬‬ ‫ويتحدث اإلرهايب عن والية الفلوجة‬ ‫وكيفية إدارتها حيث مشريا إىل أن‬ ‫«والية الفلوجة تتكون من قواطع‬ ‫عدة وهي قاطع الكرمة وقاطع‬ ‫الرشاد وقاطع اللهيب وقاطع‬ ‫الصبيحات وقاطع العبادي وقاطع‬ ‫السجر وقاطع الداخل‪ ،‬وكانت تدار‬ ‫من قبل وايل الوالية واملكنى ابو‬ ‫عمر الخليفاوي وعسكري الوالية‬ ‫املكنى ابو طيبة وامني الوالية ابو‬ ‫حسن والرشعي العام للوالية أبو‬ ‫خطاب واداري الوالية أبو يقني»‪.‬‬ ‫ويستطرد «تم تكليفي من قبل‬ ‫وايل الفلوجة للعمل ضمن املفارز‬ ‫العسكرية لكتيبة التوحيد التي‬ ‫وزعت بشكل نقاط عسكرية متتد‬ ‫عىل طول ساتر املواجهة مع القوات‬ ‫العسكرية العراقية وكانت مهمتها‬ ‫صد الهجوم لهذه القوات ومنع‬ ‫تقدمها»‪.‬‬ ‫ويشري العيساوي إىل أن «التنظيم‬ ‫سيطر عىل كل الدوائر واملؤسسات‬ ‫بل صادر عقارات تابعة ملنتسبني‬ ‫يف األجهزة األمنية وأعلنوا بيانات‬ ‫مفادها الطلب من املنتسبني الذين‬ ‫كانوا يف األجهزة األمنية من ابناء‬ ‫مناطق الفلوجة والقرى املحيطة بها‬

‫بالتوجه للمساجد وتقديم التوبة‬ ‫وتسليم أسلحتهم وبدأت املساجد‬ ‫بحث الناس لالنخراط يف صفوف‬ ‫التنظيم»‪.‬‬ ‫وزاد أن «التنظيم أخذ بالتوسع‬ ‫والسيطرة عىل املناطق املجاورة‬ ‫للفلوجة وصو ًال اىل مناطق محاذية‬ ‫للعاصمة وكانت القوات العراقية‬ ‫تحاول التقدم اال اننا نقوم مبواجهتها‬ ‫ومنع هذا التقدم»‪.‬‬ ‫آمر لكتيبة التوحيد‬ ‫بعد الدور الفعال الذي قدمه املتهم‬ ‫كامل طالل يف التصدي للتقدم من‬ ‫قبل القوات العسكرية العراقية‬ ‫وبروزه خالل فرتة قصرية عني مبنصب‬ ‫امر كتيبة التوحيد يف والية الفلوجة‬ ‫بعد ان ابلغه العسكري العام لقاطع‬ ‫الكرمة بتكليفه باملنصب من قبل‬ ‫وايل الوالية‪.‬‬ ‫ويوضح اإلرهايب أن «كتيبة التوحيد‬ ‫تضم نقاط عدة موزعة عىل طول‬ ‫خط الصد مع القوات العسكرية‬ ‫مهامها التصدي ألي تقدم ومنعه‬ ‫وكانت الكتيبة تضم من ‪ 70‬ـ ‪80‬‬ ‫مقات ًال يعملون تحت امريت وكانت‬ ‫لدي مفارز تعيق تقدم القوات وهي‬ ‫عبارة عن عجالت تحمل أسلحة‬ ‫أحادية ومفارز إسناد مدفعي‬ ‫ومفارز للهاون»‪.‬‬ ‫انسحاب برتل كبري‬ ‫ويذكر ابو نجم انه «بعد اشتداد‬ ‫املعارك استدعى التنظيم مقاتليه‬ ‫من والية الجنوب ووالية شامل‬

‫بغداد اال ان القوات العسكرية‬ ‫اخذت بالتقدم وقد متت محارصتنا‬ ‫داخل الفلوجة وتعرضنا للقصف من‬ ‫قبل الطائرات وأدى ذلك لخسائر‬ ‫كبرية وصدرت اوامر باالنسحاب اىل‬ ‫القائم»‪.‬‬ ‫ويستكمل «تم تجهيز رتل مكون‬ ‫من ‪ 2000‬اىل ‪ 2500‬عجلة محملة‬ ‫باألسلحة واالعتدة والطعام للتوجه‬ ‫للقائم»‪.‬‬ ‫ويكشف اإلرهايب ان «الرتل كان‬ ‫بقيادة وايل والية الفلوجة وكنت أنا‬ ‫داخل احدى العجالت يف وسط الرتل‬ ‫وبالفعل تحركنا الساعة الثامنة‬ ‫مسا ًء باتجاه القائم اال اننا توقفنا‬ ‫يف منطقة الرزازة لصعوبة اجتياز‬ ‫الطريق كونه طريقا مائيا زلقا لحني‬ ‫تجهيز طريق بديل»‪.‬‬ ‫ويستدرك «لكننا فوجئنا بتعرضنا‬ ‫للقصف من قبل الطائرات العراقية‬ ‫التابعة لطريان الجيش حيث تم‬ ‫قصف منتصف الرتل ومن ثم‬ ‫املقدمة واخذ القصف باالستمرار‬ ‫لغاية صباح اليوم الثاين قتل عىل‬ ‫إثره ما يقارب الـ‪ 800‬مقاتل وانا‬ ‫تعرضت لالصابة يف منطقة الرأس‬ ‫واليد اليرسى واستطعنا الهرب‬ ‫انا ومن نجا من هذا الرتل باتجاه‬ ‫القائم ومكثت هناك حتى تعافيت‬ ‫ومن ثم انتقلت اىل البو كامل‬ ‫السورية « بحسب اعرتاف اإلرهايب‪.‬‬ ‫أوامر بالعودة‬ ‫يقول اإلرهايب خالل إفادته التي‬

‫دونت من قبل قايض التحقيق «بعد‬ ‫انتهاء عمليات التحرير وسيطرة‬ ‫القوات العسكرية العراقية عىل كل‬ ‫املناطق واملدن التي كان يسيطر‬ ‫عليها التنظيم عني واليا جديداً‬ ‫للفلوجة خالل تواجدنا يف سوريا»‪.‬‬ ‫ويكشف أبو نجم «تلقينا أوامر‬ ‫من قبل الوايل الجديد مطلع العام‬ ‫‪ 2018‬وبعد سيطرة القوات العراقية‬ ‫عىل جميع املدن‪ ،‬وتقيض هذه‬ ‫األوامر بالعودة اىل العراق وتحديداً‬ ‫إىل الكرمة لتكوين مضافات خارج‬ ‫املدن وتشكيل مفارز عسكرية‬ ‫لتنفيذ عمليات ضد أهداف تم‬ ‫اختيارها وهي مواقع عسكرية‬ ‫ومنتسبني لألجهزة األمنية»‪.‬‬ ‫ويؤكد «استطعنا العودة وتشكيل‬ ‫مفرزة عسكرية وقد اتصلت‬ ‫بشقيقي الذي كان منتمياً للتنظيم‬ ‫لكنه مل يغادر العراق ألن أحدا ال‬ ‫يعلم مبسألة انتامئه وطلبت منه‬ ‫جلب اسلحة ومعدات لنا والتي كنا‬ ‫قد خبأناها قبل مغادرتنا العراق‬ ‫وهي عبارة أجهزة كامتة ومتفجرات‬ ‫وأسلحة متوسطة وناظور وكامريات‬ ‫للتصوير»‪.‬‬ ‫ويبني اإلرهايب ان «القوات االمنية‬ ‫استطاعت اكتشاف أمرنا وقد حاولنا‬ ‫تهريبها إىل شامل العراق من ثم اىل‬ ‫تركيا لكن املحاولة باءت بالفشل‬ ‫لعدم املقدرة عىل الدخول اىل تركيا‬ ‫ومن ثم عدت اىل االنبار وقد تم‬ ‫القبض ع ّ‬ ‫يل»‪.‬‬

‫«بعد اشتداد املعارك‬ ‫استدعى التنظيم مقاتليه‬ ‫من والية الجنوب ووالية‬ ‫شمال بغداد اال ان القوات‬ ‫العسكرية اخذت بالتقدم‬ ‫وقد تمت محاصرتنا‬ ‫داخل الفلوجة وتعرضنا‬ ‫للقصف من قبل الطائرات‬ ‫وأدى ذلك لخسائر كبرية‬ ‫وصدرت اوامر باالنسحاب‬ ‫اىل القائم»‪.‬‬

‫‪57‬‬

‫العدد ‪ 180‬السنة الخامسة عشر (تشرين الثاني) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪58‬‬

‫م‬ ‫ت‬ ‫ى‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ز‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫هيبته‬

‫ا‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ف‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫دة؟‬ ‫فيلي ‪ /‬علي حسني علي‬

‫توجد العديد من املؤسسات‬ ‫واملنظامت واملواقع يف العامل‬ ‫التي تهتم باصدار تقييامت أو‬ ‫احصائيات عاملية تخص مختلف‬ ‫الظواهر االقتصادية أو السياسية‬ ‫أو االجتامعية أو غريها وتلقى هذه‬ ‫االصدارات اهتامماً كبرياً من الحكومات‬ ‫ووسائل االعالم والجهات األخرى‪ ,‬ومن‬ ‫هذه املواقع (باسبورت إيندكس) وهو‬ ‫موقع عاملي يُصدر تصنيفاً سنوياً حول‬ ‫ترتيب جوازات السفر يف العامل من‬ ‫حيث األهمية ويعتمد يف تصنيفه‪،‬‬ ‫عىل عدد الدول التي ميكن أن يدخلها‬ ‫حامل الجواز من دون الحصول عىل‬ ‫تأشرية‪ ،‬أو الحصول عليها عند الوصول‬ ‫إىل املطار‪ ،‬أو الحصول عليها إلكرتونيا‪.‬‬ ‫يف اعتقادي ميكن أخذ نتائج هذا املوقع‬ ‫كأحد املعايري الدقيقة واملهمة لتقييم‬ ‫أداء الحكومات يف العامل ألن ترتيب‬ ‫الجواز يف قامئة باسبورت إيندكس‬ ‫يوضح لنا مدى اهتامم الحكومة‬ ‫مبواطنها وماهي قيمته عاملياً وماهي‬ ‫االمتيازات التي سيحصل عليها عند‬ ‫سفره اىل مختلف دول العامل وماهي‬ ‫منجزات الحكومة وجهودها يف جميع‬ ‫قطاعات البلد والتي انعكست عىل‬ ‫ترتيب جواز سفرها يف قامئة باسبورت‬ ‫إيندكس‪.‬‬ ‫أنا أتابع سنوياً نتائج هذا املوقع‬ ‫ويف كل مرة أصاب باالحباط والحزن‬ ‫الشديد عندما أجد العراق يف املراتب‬ ‫األخرية من هذا املعيار‪ ,‬ويف نتائج عام‬ ‫‪ 2018‬جاء يف املرتبة قبل األخرية‪ ،‬بعده‬ ‫الجواز األفغاين حيث كشف املوقع أن‬

‫الجواز العراقي ميكنه الدخول ألرايض‬ ‫‪ 5‬دول فقط دون تأشرية‪,‬بينام قفز‬ ‫الجواز االمارايت من املرتبة التاسعة‬ ‫اىل املرتبة الرابعة عاملياً‪ ,‬وهنأ املوقع‬ ‫الرسمي للحكومة االماراتية مواطنيهم‬ ‫بهذا االنجاز حيث بات اآلن مبقدور‬ ‫حاميل الجواز اإلمارايت الدخول إىل ‪162‬‬ ‫دولة يف العامل دون الحاجة إىل تأشرية‬ ‫مسبقة‪ ,‬وال تزال سنغافورة تتصدر‬ ‫قامئة الدول األقوى يف جوازات السفر‪،‬‬ ‫بحسب التصنيف الجديد‪ ،‬وتتشارك‬ ‫معها املرتبة ذاتها أملانيا‪ ،‬تليها الدمنارك‬ ‫والسويد وتسعة دول أخرى يف املرتبة‬ ‫الثانية نفسها‪.‬‬ ‫عندما نقارن بني الجواز العراقي‬ ‫واالمارايت نعرف مدى الفجوة الكبرية‬ ‫بني األداء الحكومي للبلدين ونعرف‬ ‫مدى الفرق الشاسع بني معيشة‬ ‫املواطن العراقي واالمارايت‪ ,‬وميكننا أن‬ ‫نستنبط حجم املأساة التي وصلنا اليها‬ ‫بعدما كان الجواز العراقي تفتح أمامه‬ ‫أبواب كل املطارات و ُترفع لحامله‬ ‫الق ّبعات‪.‬‬ ‫ما أريد قوله ليس تجريحاً بأحد وليس‬ ‫نقداً هدّ اماً أو تسقيطاً ألحد ولكنها‬ ‫الحقيقة املؤملة ويجب عىل حكومتنا‬ ‫أن تأخذ هذه التقييامت العاملية‬ ‫بنظر االعتبار وتبحث عن األسباب‬ ‫الحقيقة وراء هذا الرتتيب املتدين‬ ‫وتضع الخطط واالجراءات الكفيلة‬ ‫بإعادة الهيبة واالحرتام للجواز العراقي‬ ‫وتجعل حامله يرفع رأسه بهيبة ووقار‬ ‫عزيزاً شامخاً يف جميع مطارات العامل‬ ‫كام كان حال العراقي دامئاً‪.‬‬ ‫‪59‬‬

‫العدد ‪ 180‬السنة الخامسة عشر (تشرين الثاني) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪60‬‬

‫داعش ُمصر على‬ ‫العودة الى العراق‬ ‫عبر فلق الرؤوس‬ ‫فيلي ‪ /‬ياسر عماد‬

‫‪61‬‬

‫العدد ‪ 180‬السنة الخامسة عشر (تشرين الثاني) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪62‬‬ ‫يبدو أن تنظيم داعش اإلرهايب‬ ‫ُمرص عىل العودة من جديد بعدما‬ ‫طرد من العراق‪ ،‬وذلك من خالل‬ ‫تفجريات و ّثقها بإصدارات مرئ ّية‬ ‫حملت اسم «فلق الرؤوس»‪ ،‬يف‬ ‫مناطق عدة مبحافظة نينوي شاميل‬ ‫العراق وهى شاهدة عىل بداية‬ ‫نشاط تنظيم القاعدة ‪.‬‬ ‫وأثارت العمليات التفجريية‬ ‫واالغتياالت التي يقوم بها تنظيم‬ ‫داعش الفرتة األخرية يف نينوي‬ ‫تساؤالت عديدة حول احتاملية‬ ‫عودة التنظيم من جديد من‬ ‫املنطقة التي ظهر فيها تنظيم‬ ‫القاعدة عام ‪.2004‬‬ ‫وكان رئيس الوزراء العراقي السابق‬ ‫حيدر العبادي‪ ،‬أعلن تحرير‬ ‫املوصل من تنظيم «داعش» يف ‪10‬‬ ‫يوليو ‪ ، 2017‬ويف أغسطس من‬ ‫نفس العام‪ ،‬أعلن تحرير محافظة‬ ‫نينوى بالكامل من قبضة التنظيم‪.‬‬ ‫توثيق الهجامت‬ ‫وظهر يف اإلصدار املر ّ‬ ‫يئ «فلق‬ ‫الرؤوس» أن عنارص «داعش»‬ ‫يستق ّلون عجالت رباعية الدفع‬ ‫ومجهزون بأسلحة خفيفة‬ ‫ومتوسطة‪ ،‬ويرتدون الزي‬ ‫العسكري للقوات األمنية العراقية‪،‬‬

‫وتطابق هذا الوصف مع رواية‬ ‫عدد من سكان مناطق غرب‬ ‫املوصل حول تحركات املسلحني‪.‬‬ ‫وخالل األشهر املاضية بدأت‬ ‫التحذيرات تؤكد بدء التنظيم‬ ‫استعادة نشاطه يف بعض مناطق‬ ‫نينوى‪ ،‬وخصوصاً الحدودية مع‬ ‫سوريا‪ ،‬وهذا ما حذر منه عدد من‬ ‫أعضاء مجلس محافظة نينوى‪.‬‬ ‫ولدى تنظيم داعش تحركات عىل‬ ‫الحدود العراقية السورية يف مناطق‬ ‫البعاج والجزيرة‪ ،‬وهى منطقة‬ ‫تقع بني محافظتي نينوى واألنبار‪،‬‬ ‫املحاذيتني للحدود السورية‪ ،‬هي‬ ‫نفس املنطقة التي هاجم «داعش»‬ ‫منها مدينة املوصل وسيطر عليها‬ ‫عام ‪.2014‬‬

‫>>‬

‫مل يعد عناصر التنظيم‬ ‫اليوم يرتدون الزي‬ ‫الذي ُعرفوا به مثل‬ ‫(القندهاري)‪ ،‬بل حلقوا‬ ‫ذقونهم ويرتدون‬ ‫اجلينز‪ ،‬ويستقلون‬ ‫سيارات مدنية يف‬ ‫النهار‪ ،‬ويتج ّولون بشكل‬ ‫مزورة‪.‬‬ ‫طبيعي‪ ،‬بهويات ّ‬

‫>>‬

‫متويه داعش‬ ‫وتتميز هذه املنطقة الصحراوية‬ ‫ّ‬ ‫يتمكن‬ ‫مبساحتها الشاسعة‪ ،‬ومن‬ ‫من اجتيازها –وهذا األمر احرتفه‬ ‫عنارص التنظيم‪ -‬فإنه يصل‬ ‫للمناطق اآلهلة بالسكان يف نينوى‪،‬‬ ‫أو مناطق ذات طبيعة جغرافية‬ ‫مع ّقدة يف حوض نهر دجلة جنويب‬ ‫املوصل‪ ،‬حيث توجد الكهوف‬ ‫والجزر الصغرية املليئة باألشجار‪،‬‬ ‫األمر الذي سهل اختباء عنارص‬ ‫«داعش» بعد تحرير املدينة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يفضل هذه املناطق‬ ‫«داعش»‬ ‫بسبب تضاريسها الصعبة‪ ،‬فهي‬ ‫مناطق توفر له سهولة اإلمدادات‪،‬‬ ‫تجمع املياه‪،‬‬ ‫لكونها مناطق‬ ‫ّ‬ ‫ولقربها من املدن‪ ،‬حيث ينقل‬ ‫املواد الغذائية واملستلزمات الطبية‬ ‫والوقود‪.‬‬ ‫ومل يعد عنارص التنظيم اليوم‬ ‫يرتدون الزي الذي عُ رفوا به مثل‬ ‫«القندهاري»‪ ،‬بل حلقوا ذقونهم‬ ‫ويرتدون الجينز‪ ،‬ويستقلون‬ ‫سيارات مدنية يف النهار‪ ،‬ويتج ّولون‬ ‫بشكل طبيعي‪ ،‬خصوصاً أنهم‬ ‫متكنوا من الحصول عىل هويات‬ ‫مز ّورة‪.‬‬ ‫عمليات مستمرة‬ ‫وبني فرتة وأخرى يعلن قائد‬ ‫عمليات نينوى‪ ،‬اللواء نجم‬ ‫الجبوري‪ ،‬تنفيذ عملية عسكرية‬

‫الستهداف ما يسميها أوكار‬ ‫«داعش» يف هذه املناطق‪.‬‬ ‫وقال الجبوري يف ترصيحات‬ ‫صحفية‪« :‬وفقاً للمعلومات‬ ‫االستخبارية فإننا ننفذ عملية‬ ‫أمنية يف عدد من املناطق من قبل‬ ‫قطعات عمليات نينوى وبإسناد‬ ‫الطائرات الحربية واملروحيات‬ ‫القتالية‪ ،‬منها الجزرات يف نهر‬ ‫دجلة‪ ،‬أو كهوف يف مناطق جنوب‬ ‫وغرب املوصل»‪.‬‬ ‫وأضاف‪« :‬تتم تصفية عنارص‬ ‫من التنظيم‪ ،‬وكذلك العثور عىل‬ ‫أسلحة وعتاد يف هذه العمليات»‪.‬‬ ‫هشاشة أمنية‬ ‫وتشهد بعض املناطق النائية يف‬ ‫نينوى هشاشة أمنية لعدة أسباب؛‬ ‫منها ضعف تعداد القوات األمنية‪،‬‬ ‫وكذلك نشاط التنظيم عىل الحدود‬ ‫العراقية السورية يف الفرتة األخرية‪.‬‬ ‫بدوره فقال املحلل السيايس‬ ‫العراقي الدكتور عبدالكريم الوزان‪،‬‬ ‫إن الوضع األمني يف العراق مازال‬ ‫مخرتق بسبب الفساد واإلهامل‬ ‫طوال السنوات املاضية‪ ،‬مشرياً إىل‬ ‫أنه ليس وليد هذه اللحظة وإمنا‬ ‫هو إرث ثقيل‪.‬‬ ‫وأضاف لـ»مرص العربية» أن‬ ‫هناك أمراض خبيثة تنخر يف جسد‬ ‫السلطات األمنية العراقية رمبا‬ ‫تكون سبب رئييس يف عودة داعش‬

‫>>‬ ‫داعش سيعود‬ ‫كخاليا نائمة تعمل‬ ‫كذئاب منفردة‪،‬‬ ‫وتعود عمليات‬ ‫االغتياالت والعجالت‬ ‫املفخخة واإلبتزاز‬ ‫املايل خاصة مع‬ ‫وجود جمتمعات‬ ‫هشة نتيجة اجلهل‬ ‫والفقر‬

‫>>‬

‫من جديد وإن كان بشكل مختلف‬ ‫عن الشكل التقليدي الذي بدأ قبل‬ ‫‪4‬سنوات‪.‬‬ ‫وأوضح أن الحكومة العراقية‬ ‫الجديدة عليها أعباء ومهام كثرية‬ ‫البد أن يكون األمن العراقي ضمن‬ ‫أولوياتها من خالل إعادة الهيكلة‬ ‫بالشكل املناسب وعدم االعتامد‬ ‫عىل ما يسمى بالفصائل املسلحة‬ ‫والتي تعتمد عىل الطائفية‬ ‫بالدرجة األوىل وهذا من أخطر ما‬ ‫يكون يف هذه املرحلة‪.‬‬ ‫وأشار إىل أن الحكومة عليها أيضاً‬ ‫االهتامم بالجانب االقتصادي والبد‬ ‫أن تقدم خطة انقاذ اقتصادية‬ ‫وهذا سيخدم عىل العملية األمنية‬ ‫ألن الجامعات اإلرهابية دامئا‬ ‫تستخدم الفقر كبوابة للدخول‬ ‫من خاللها للمناطق التي تريد‬

‫السيطرة عليها‪.‬‬ ‫ذئاب منفردة‬ ‫فيام قال املحلل السيايس العراقي‬ ‫أحمد املالح‪ ،‬إن عودة داعش‬ ‫للعراق لن تكون بالشكل الذي‬ ‫شاهدناه يف ‪ ٢٠١٤‬لعدد من‬ ‫األسباب أبرزها نفور املجتمع‬ ‫من تجربة حكم داعش‪ ،‬وتغري‬ ‫الظرف اإلقليمي خاصة يف سوريا‬ ‫والسعودية ‪.‬‬ ‫وأضاف يف ترصيحات صحفية أن‬ ‫داعش سيعود كخاليا نامئة تعمل‬ ‫كذئاب منفردة‪ ،‬وتعود عمليات‬ ‫االغتياالت والعجالت املفخخة‬ ‫واإلبتزاز املايل خاصة مع وجود‬ ‫مجتمعات هشة نتيجة الجهل‬ ‫والفقر خاصة إذا ما استمرت حالة‬ ‫عدم معالجة مشكلة النازحني‬ ‫وإعادتهم ملدنهم وترميم منازلهم‪.‬‬ ‫وأوضح أن املشاكل االجتامعية‬ ‫والسياسية التي خلقت داعش‬ ‫يف العراق ما تزال موجودة لكن‬ ‫تجربة داعش بشكلها التقليدي لن‬ ‫تعود ولن تنطيل عىل أحد‪ ،‬وهذا‬ ‫ال مينع من ظهور أشكال وتجارب‬ ‫تطرف أخرى قد تكون أشد فتك‬ ‫وخطورة من داعش يف ظل استهتار‬ ‫الطبقة السياسية مبعاناة شعب‬ ‫مدنه مدمرة ويقطن بني خيام‬ ‫النازحني أو البيوت التي تفتقر‬ ‫ألبسط مقومات الحياة‪.‬‬

‫‪63‬‬

‫العدد ‪ 180‬السنة الخامسة عشر (تشرين الثاني) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪64‬‬

‫املسكوف يغادر املوائد العراقية‬ ‫ومنع كوردستاني خوفاً من العدوى‬ ‫فيلي ‪ /‬سعد عبد الجبار‬

‫ابتعد «املسكوف» وهو الوجبة الشعبية‬ ‫الشهية التي تطهى من السمك املشوي‪،‬‬ ‫عن موائد طعام العراقيني منذ األسبوع املايض‪،‬‬ ‫بسبب نفوق أطنان األسامك بشكل مفاجئ‪ ،‬األمر‬ ‫الذي أثار مخاوف املزارعني وأصحاب املطاعم وكل‬ ‫العراقيني الذين اعتادوا عىل تناول وجبة املسكوف‬ ‫يف نهاية األسبوع‪.‬‬ ‫وكانت كوادر وزارة الزراعة العراقية ودائرة بيئة‬ ‫محافظة بابل‪ ،‬بدأت بانتشال األسامك النافقة يف‬ ‫األنهر وبحريات املحافظة‪ ،‬منذ الجمعة املاضية‪،‬‬ ‫ملنع انتشار ما وصفته «بالتعفن البكتريي»‪.‬‬ ‫ويف هذا السياق‪ ،‬قال مدير زراعة محافظة بابل‬ ‫إن نسبة رفع األسامك النافقة من نهر الفرات املار‬ ‫باملحافظة‪ ،‬بلغت أكرث من ‪ ،95%‬مبيناً أن الكميات‬ ‫املرفوعة تم طمرها‪ ،‬ومل يتبق سوى ‪ 5%‬من كمية‬ ‫األسامك ضمن قاطع قضاء املسيب‪.‬‬ ‫وأضاف أن الكوادر املشاركة بعملية إزالة األسامك‬ ‫عملت خالل األيام السابقة مبعدل ‪ 24‬ساعة وتحت‬ ‫ظروف جوية قاسية‪ ،‬الفتاً إىل أن الكميات املرفوعة‬ ‫من تلك األسامك وصلت إىل آالف األطنان‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬عزا املتحدث باسم وزارة الزراعة‬ ‫العراقية حميد النايف‪ ،‬سبب نفوق األسامك يف‬ ‫محافظة بابل إىل مرض التعفن البكتريي‪ ،‬إضافة إىل‬ ‫قلة الواردات املائية ووجود أقفاص غري مرخصة‪.‬‬ ‫وأضاف النايف أنه ال توجد أي رقابة صحية عىل‬ ‫األقفاص املوجودة حالياً‪ ،‬مبيناً أن أغلب أحواض‬ ‫تربية األسامك هي غري مجازة‪ ،‬لذا ال يقدم أصحابها‬ ‫عىل فحص األعالف قبل وضعها يف األحواض‪ ،‬الفتاً‬ ‫إىل أن األعالف تستورد عن طريق مصادر غري‬ ‫رسمية وهذه مشكلة حقيقية نواجهها‪.‬‬ ‫كوردستان متنع دخول السمك‬ ‫وملنع عدوى أمراض السمك‪ ،‬قررت حكومة إقليم‬ ‫كوردستان منع استرياد السمك من املحافظات‬ ‫الجنوبية والوسطى من العراق يف خطوة تهدف إىل‬ ‫منع انتقال العدوى إىل اإلقليم‪ ،‬وكانت املحافظات‬

‫الوسطى والجنوبية العراقية قد منعت تجارة‬ ‫السمك فيام بينها‪.‬‬ ‫وشهدت محافظة بابل األسبوع املايض‪ ،‬نفوق آالف‬ ‫األسامك يف األحواض‪ ،‬ويف نهر الفرات بشكل واسع‬ ‫ومفاجئ‪ ،‬ما أثار ذعر أصحاب تلك األحواض التي‬ ‫تسببت بخسارة قدرت بحسب املختصني بنحو‬ ‫ملياري دينار عراقي أي مبا يعادل مليوين دوالر‪.‬‬ ‫يذكر أن العراق كان أعلن يف وقت سابق من الشهر‬ ‫الجاري عن اكتفائه الذايت من األسامك‪.‬‬ ‫فعل فاعل‬ ‫ويف تعليق حول حادثة نفوق السمك‪ ،‬قال عضو‬ ‫مجلس النواب فائق الشيخ عيل‪ ،‬يف إشارة إىل بيان‬ ‫وزارة الزراعة إن نفوق األسامك تم بفعل فاعل‬ ‫وليس مرضاً من الثامنينات‪.‬‬ ‫وأضاف الشيخ عيل أن القضاء عىل الرثوة السمكية‬ ‫العراقية النهرية‪ ،‬ابتدا ًء من سدة الهندية وكارثة‬ ‫نفوق األسامك ليس مرضاً «مثانيني» كام تربر‬ ‫وزارات حكومية‪ ،‬مشرياً إىل أن ذلك يتم بفعل‬ ‫فاعل بهدف التدمري‪.‬‬ ‫وبني أن استخدام املواد الكيمياوية هو تجويع‬ ‫تقوم به دول تريد إذاللنا‪.‬‬ ‫ويشار إىل أن سعر السمك يف األسواق العراقية‬ ‫تراجع بشكل ملحوظ‪ ،‬فبعد أن كان يبلغ‬ ‫الكيلوغرام منه حوايل ‪ 5000‬دينار أي ما يعادل ‪4‬‬ ‫دوالرات‪ ،‬أصبح ‪ 1000‬دينار أي مبا يعادل نحو ‪80‬‬ ‫سنت أمرييك‪ ،‬المتناع العوائل العراقية عن رشائه‬ ‫خوفاً من األمراض التي قد يسببها تناوله‪ ،‬األمر‬ ‫الذي أرض كثرياً بأصحاب مهنة تجارة السمك‪.‬‬ ‫ويقول هيثم املسعودي صاحب أحواض لرتبية‬ ‫األسامك يف قضاء املسيب يف محافظة بابل‪ ،‬وهو‬ ‫يجمع أسامكاً نافقة من أحد أحواضه‪ ،‬إن البعض‬ ‫يتحدث عن مرض فريويس‪ ،‬فيام يتحدث آخرون‬ ‫عن مادة سامة‪ ،‬مبيناً أن ما حصل من املستحيل‬ ‫أن يكون بسبب مرض‪ ،‬ومن املؤكد أن هناك أيادي‬ ‫مخربة وراء هذه العملية‪.‬‬

‫‪65‬‬

‫العدد ‪ 180‬السنة الخامسة عشر (تشرين الثاني) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪66‬‬ ‫ال يزال الغموض يحيط مبصري‬ ‫اإلرهابية الربيطانية سايل جونز‬ ‫املعروفة بلقب «األرملة البيضاء»‪،‬‬ ‫رغم تقارير تحدثت عن مرصعها‬ ‫خالل غارة أمريكية عىل قافلة لداعش‬ ‫يف سوريا قبل أكرث من عام‪.‬‬ ‫إال أن أحد عنارص داعش أكد بعد أن‬ ‫أرسته قوات سوريا الدميقراطية يف‬ ‫ترصيحات نرشت األسبوع املايض أن‬ ‫جونز ال تزال عىل قيد الحياة وتقاتل‬ ‫يف صفوف التنظيم اإلرهايب‪.‬‬ ‫وقال محمد عيل‪ ،‬الذي يستخدم‬ ‫االسم املستعار أبوتراب الكندي يف‬ ‫ترصيحات نقلها موقع «برمنغهام‬ ‫اليف»‪ ،‬إن جونز تختبئ يف شامل‬ ‫رشقي سوريا‪ ،‬وأبو تراب الكندي‪،‬‬ ‫محتجز لدى قوات سوريا الدميقراطية‬ ‫منذ نحو أربعة أشهر بعد أن ألقي‬ ‫القبض عليه يف مدينة رأس العني‪ ،‬عند‬ ‫الحدود بني سوريا وتركيا‪.‬‬ ‫وكانت تقارير قد تحدثت عن مرصع‬ ‫«األرملة البيضاء» يف يونيو من العام‬ ‫املايض إثر غارة أمريكية بواسطة طائرة‬ ‫مسرية خالل محاولة جونز الهروب‬ ‫من مدينة الرقة بسوريا‪ ،‬وأوضحت‬ ‫التقارير أن ابنها الذي كان برفقتها‬ ‫قد قىض أيضا يف تلك الغارة‪.‬‬ ‫من «الروك» إىل اإلرهاب‬ ‫وأصبحت سايل جونز أحد أكرث‬

‫اإلرهابيني املطلوبني يف العامل بعد أن‬ ‫اعتنقت اإلسالم وانضمت إىل تنظيم‬ ‫داعش بسوريا عام ‪ ،2013‬مصطحبة‬ ‫معها طفلها جوجو ديكسون الذي‬ ‫كان يبلغ من العمر ‪ 10‬أعوام يف ذلك‬ ‫الوقت‪ ،‬وقد غريت اسمه إىل حمزة‪.‬‬ ‫وباتت جونز تعرف بلقب «األرملة‬ ‫البيضاء» بعد أن قتل زوجها املقاتل‬ ‫الربيطاين جنيد حسني‪ ،‬يف غارة شنتها‬ ‫طائرة أمريكية بدون طيار يف أغسطس‬ ‫‪.2015‬‬ ‫ويوضح موقع «برمنغهام اليف»‬ ‫أن جونز عاشت طفولة مضطربة يف‬ ‫جنوب رشقي لندن بسبب انفصال‬ ‫والديها‪ ،‬ثم انتحار أبيها الحقا عقب‬ ‫تناوله جرعة زائدة من املخدرات‪،‬‬ ‫وحاولت يف شبابها البحث عن معنى‬ ‫لحياتها بعد أن اعتنقت الكاثولكية‪،‬‬ ‫وانضمت إىل جامعات مسيحية‬ ‫شبابية‪ ،‬لكنها رسعان ما قررت‬ ‫ترك الدراسة لتصبح مغنية روك‬ ‫وعازفة غيتار يف فرقة عرفت باسم‬ ‫«كرونيش»‪.‬‬ ‫وخالل تسعينيات القرن املايض‪،‬‬ ‫كانت سايل جونز شقراء جميلة ترتدي‬ ‫مالبس قصرية‪ ،‬وتشارك بحفالت‬ ‫فرقتها بحامس‪ ،‬وأبدت اهتامما كذلك‬ ‫بعامل «السحر األسود» باإلضافة إىل‬ ‫«نظريات املؤامرة»‪.‬‬

‫األرملة‬ ‫البيضاء‪..‬‬ ‫القصة غير المروية ألخطر إرهابية‬ ‫وعملت جونز أيضا كبائعة عطور‬ ‫يف إحدى فروع رشكة تجميل عاملية‪،‬‬ ‫قبل أن تقرر أن تعتنق اإلسالم يف عام‬ ‫‪ ،2013‬وكان عمرها آنذاك قد شارف‬ ‫عىل ‪ 46‬عاما‪ ،‬وتغادر إىل سوريا‪.‬‬ ‫وقبل أن تغادر إىل سوريا‪ ،‬تعرفت‬ ‫إىل زوجها املتطرف الربيطاين حسني‬ ‫جنيد (‪ 20‬عاما آنذاك) عرب اإلنرتنت‪،‬‬ ‫ودعاها إىل االنضامم إليه يف مدينة‬ ‫الرقة ضمن صفوف تنظيم داعش‪.‬‬ ‫واصطحبت جونز معها طفلها جوجو‪،‬‬ ‫لكنها تركت يف بريطانيا أخوه اآلخر‬ ‫جوناثان‪ ،‬وعندما وصلت إىل سوريا‬

‫بدأت العمل مع زوجها يف تجنيد‬ ‫مقاتلني أجانب عرب مواقع التواصل‬ ‫االجتامعي لتهديد املصالح الغربية يف‬ ‫أوروبا‪.‬‬ ‫إخالص للقتل والدمار‬ ‫ويف الرابع والعرشين من أغطسس‬ ‫‪ ،2015‬قتل زوجها يف غارة أمريكية‬ ‫عىل أحد مواقع داعش يف الرقة‪،‬‬ ‫ولقبت جونز بعدها بـ»األرملة‬ ‫البيضاء»‪ ،‬وعربت عن فخرها مبرصع‬ ‫حسني جنيد‪ ،‬وأنها ستبقى مخلصة‬ ‫لذكراه عىل حد تعبريها‪.‬‬ ‫ووفق وثائق مرسبة من «داعش»‪،‬‬

‫ساهمت جونز يف تدريب العديد من‬ ‫املقاتالت األوروبيات بغية إرسالهن‬ ‫إىل «القارة العجوز» لتنفيذ عمليات‬ ‫إرهابية وانتحارية‪ ،‬وقيل إنها كانت‬ ‫مسؤولة عن الجناح النسايئ لـ»كتيبة‬ ‫أنور العولقي»‪ ،‬وهي وحدة من‬ ‫املقاتلني األجانب أسسها زوجها‪.‬‬ ‫ومل تكتف جونز بذلك‪ ،‬بل جعلت‬ ‫ابنها جوجو ينضم إىل ما يسمى‬ ‫«أشبال الخالفة»‪ ،‬وليشارك بعدها‬ ‫قتل أرسى من األكراد‪ ،‬وعمره ‪ 12‬عاما‬ ‫فقط‪ ،‬وأيضا استطاعت عرب اإلنرتت‬ ‫اقناع العديد من النساء الربيطانيات‬

‫فيلي ‪ /‬سندس مريزا‬

‫باالنضامم إىل تنظيم داعش‪.‬‬ ‫وعبت املخابرات الربيطانية يف‬ ‫ّ‬ ‫عام ‪ 2015‬عن خشيتها من تقارير‬ ‫تحدثت عن عودة «األرملة البيضاء»‬ ‫إىل اململكة املتحدة للقيام بعمليات‬ ‫إرهابية رفقة اثنني من اإلرهابيني‬ ‫برمنغهام‪ ،‬كام جرت مالحقة أدلة‬ ‫أشارت إىل وجودها يف مدينة غالسكو‪،‬‬ ‫دون العثور عىل أي أثر لها‪ ،‬وأما آخر‬ ‫تغريداتها عىل موقع تويرت فكانت‬ ‫يف مايو ‪ ،2016‬حيث كتبت «لندن‪،‬‬ ‫غالسكو‪ ،‬ويلز بوووووم»‪.‬‬

‫‪67‬‬

‫العدد ‪ 180‬السنة الخامسة عشر (تشرين الثاني) ‪2018‬‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.