Shia Muslims

Page 1

‫تعرف على‬

‫املسلمني الشيعة‬ ‫ههك أ ههد‬ ‫« وجدتههك ابا هها أبعهها خ ههرل ح ه‬ ‫ألج هريههي ههشي أ اال ه و وأر ه وأ ههر هها‬ ‫أص ك ودعائمك وعظمي ح ادئك وق مك وخجلهى‬ ‫ه ههك‬ ‫ه ههك أ مل ه ه أهال ه ههرقي با ي ه ههك و ه ه‬ ‫أ ههد و حه أ و ههر وأ لافههر أ ه شث حه أ هثأ‬ ‫أملحمههدا أ عيه ا أ وههاحسن ألححههنن ألححه نن‬ ‫ح ه ه ه و أ به ه ههاق ها ه ه ههي ح ه ه ه أ ل ه ه ه أ ر ه ه ه‬ ‫وأنبظم ع دأ جم ح أ دا أ ل ا »‬

‫السيد‪ /‬منير الخباز‬

‫ح‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫عباس آل د‬


‫س‬ ‫وأ ههد حه قيههي حه أهههاهيشي عاه هها شهها حاههار أر االهها أ أ دأ يههي حه‬ ‫ق هه" ملأملجيههد أ ههدوعا لجمع هها أر االهها أ أ دأ يههيمل ‪ ،)ICMCI‬ألخافههو‬ ‫ألحهم أهبدهد ‪ ،‬وأها حهي أه ل هي أ ههد شها أ عها م أملخ هي بلظه م ح لههي‬ ‫أر االه هها أ أ دأ يه ههي‪ ،‬وت ه ه ير حعا شثهه هها‪ ،‬وقه ههد ته ههم حلده ههك ه ه ‪،Fellow‬‬ ‫أهمل ح ألق" ح خ ف شخص على ححب ى أ عا م تى لي ‪.2009‬‬ ‫ته ههم ت ييه ههك ش ه هها ‪ 2010‬ح ه ه ق ه هه" ملجمع ه ههي أ دأ أ ان ن ه ههيمل ‪)CMI‬‬ ‫اهمي ههي أهبد ههد أ ههد ح ه ههشي أ ل ههشي ه ح ه ألخ هثأ ‪ ،‬هها أهمي ههي‬ ‫أهبدد بع شي‪ ،‬وت م أهد أ ‪ ،‬أهاهيشي لحمل ر على ه مللحا هي أ دأ‬ ‫أ ان ن ه ههيمل أ عه هها سن مد دداز م د د ) أ ه ه ا عه ههد خقي ه ه ى و ه هها دوعه هها م ه ه‬ ‫يمد أ أملح ث شي ألحمل ر عي ك‪.‬‬ ‫م ه هه" أ عد ه ههد حه ه ه وأه ه ههاه أأل اد م ه ههي وأه ل ه ههي أ عاه ه ههي‪ ،‬ح ه هه"‬ ‫س‬ ‫ملحدا ه ه حعبم ههد قان ن ههامل ‪ )CPA‬حه ه خحري" هها‪ ،‬وملححاال هها دأ ا حعبم ههد‬ ‫س‬ ‫قان ن ه ههامل ‪ )CMC‬ح ه ه ري ان ه هها‪ ،‬وملح ه ههد ر حا ه ههالمل ‪ )CMgr‬ح ه ه ري ان ه هها‪،‬‬ ‫وملحد ه ههال أ ب ه هها حعبمه ههدمل ‪ )CFE‬ح ه ه خحري"ه هها‪ .‬وه ه ه لح ه هه" شه هها ملجمع ه ههي‬ ‫أر اال ه ه هها أ مل )‪ (FIC‬أ ث ه ه هها ‪ ،‬ولح ه ه هه" ش ه ه هها ملجمع ه ه ههي أ دأ أ ان ن ه ه ههيمل‬ ‫‪ ،)FCMI‬اهمي ي أهبدد ‪ ،‬وشا أ عد د ح أها حا أه ل ي أ دو ي‪.‬‬ ‫ميك ح ألخ ث حا زيد ع ‪ 23‬عاحا شا أر االا أ أ دأ يي وأها ي‬ ‫وأ رقا ههي‪ ،‬وق ههاد أها حهها ‪ ،‬وأر ه ثأت ا ا ‪ ،‬وحعالجههي أملخههاحر أها ههي‬ ‫وأ االههل ي ي وأر ه ثأت ا ي‪ ،‬وتملههم م وتلو ه أ ا هه" وأألنظمههي وأ عمي هها‬ ‫أ دأ يه ه ههي وأ رقا ه ه ههي وتلو ه ه ه ها‪ ،‬وأ به ه ههدق ال وأملحا ه ه ه ي‪ ،‬وق ه ه ههاد عمي ه ه هها‬ ‫أ ب ه ير أ بل شههث) أ ال ههاحيي‪ ،‬وأ بههد ي وت ه ير أه ه أ د أ فالههريي‪ ،‬و ههك ش هها‬ ‫خ قى أها حا وأه"ات أه ل ي أ عاه ي‪.‬‬ ‫د س أ عي ه أ د ة ههي شهها ألح ه ل أ عيم ههي ههم أه د ههي شهها أ و ههث ح ه‬ ‫‪ 1986‬و تى ‪.1992‬‬


‫تع ف على املسلمين الشيعة‬ ‫حقوق الطبع وامللكية الفك ية محفوظة للمؤلف – عب س علي محمود‬ ‫نسخة رقمية أولى – م رس ‪2015‬‬

‫صارللمؤلف‪:‬‬ ‫‪ .1‬االستراتي ية اإلسالمية – كيف تس هم في النهوض ب ألمة اإلسالمية‬ ‫‪ .2‬ط يقك املنهي – ماخل لتطوي محفظة أعم لك‬ ‫‪ .3‬رحلة ك دح ‪ -‬روازة‬


‫لش اء نسخة مطبوعة‪ ،‬أو‬ ‫للتفضل بتعليقك ومالحظ تك على الكت ب‪،‬‬ ‫ز جى التواصل مع املؤلف‬ ‫‪( 00968 9538 5151‬واتس أب)‬


‫ا حل‬ ‫م‬ ‫جدول تويات‬ ‫جاول املحتوي ت ‪5.........................................................................‬‬ ‫م ق له علم ء شيعة في الكت ب ‪7......................................................‬‬ ‫توطئة بقلم سم حة الشيخ‪ /‬حيارحب هللا ‪8.....................................‬‬ ‫املقامة ‪9......................................................................................‬‬ ‫من هم املسلمون الشيعة؟‪11..........................................................‬‬ ‫خالصة املنظومة الفك ية الشيعية‪14..............................................‬‬ ‫ال ؤية اإلسالمية للحي ة‪16..............................................................‬‬ ‫ؤيالا و ا بلا شا ألح ا ‪17 ............................ ................................‬‬ ‫ح ادئلا وق ملا ‪18 .............. ................................ ................................‬‬ ‫عقياتن ‪20....................................................................................‬‬ ‫ح دحي أ ومل" أ ا ‪21 .................................. ................................‬‬ ‫ا ف نهبدا لح‬

‫ي؟ ‪22 ................................ ................................‬‬

‫هللا ج" ج ك ‪24 .............. ................................ ................................‬‬ ‫أ حاي – ي وي هللا شا أر ض ‪27 ................. ................................‬‬ ‫أ دف أ حاح لح ا أ حاي ‪30 .................... ................................‬‬ ‫أ أنشي وأ حني أ " ن ي ‪33 ............................. ................................‬‬ ‫ححشث ألح ا ‪37 ............... ................................ ................................‬‬ ‫أ حشث ند هللا ‪41 ............................................. ................................‬‬ ‫ألجزأ أأل روا ‪47 ............................................ ................................‬‬ ‫أ ي ف أ هن ‪51 .............. ................................ ................................‬‬ ‫|‪5‬‬


‫أ الريعي أ‬

‫ح ي ‪53 ...................................... ................................‬‬

‫أ ر ي أ ريم ‪55 .............. ................................ ................................‬‬ ‫أل‬

‫‪57 ........................... ................................ ................................‬‬

‫أ لبن حدمد ص) ‪58 ........................................ ................................‬‬ ‫أ حاحي ‪59 ......................... ................................ ................................‬‬ ‫أ حا علا ع) ‪63 .............. ................................ ................................‬‬ ‫ها أ أر ب ؟ ‪64 ............... ................................ ................................‬‬ ‫ها أ أ ال اي؟ ‪66 ............................................ ................................‬‬ ‫مم رس تن ‪68.................................................................................‬‬ ‫ح دحي أ ومل" أ ا ث ‪69 ................................ ................................‬‬ ‫أ ع ادأ ‪70 ...................... ................................ ................................‬‬ ‫أأل ق ‪73 ......................... ................................ ................................‬‬ ‫ا ي أنبظا أه دا عج) ‪75 .......................... ................................‬‬ ‫عاش أ ‪ ،‬أهلحمي أ حان ي ألخا د ‪79 ........................................‬‬ ‫أ ب عا وأ ب ثا ‪86 .............. ................................ ................................‬‬ ‫أألحر اهعروف وأ لهن ع أهل ر ‪88 ................ ................................‬‬ ‫عيما أ د ‪ ،‬وأهرجع ي أ د ة ي ‪91 ................. ................................‬‬ ‫أهملاد أها ي وألخمد) ‪94 .......................... ................................‬‬

‫|‪6‬‬


‫ما قاله علماء شتعة في آلكبات‬ ‫"ق د أت كت د ب االي العسيددساالسددت ف البح شددة الف ددل الشدديخ عب د س‬ ‫دام توفيقه الذي كتبه عن التشيع في اصوله وعق ئاه ومب دئده وت ريهده‬ ‫ومف هيم د دده وفلس د ددفته فوجات د دده كت ب د د را ع د د أب د د م د ددن خالل د دده الوح د دداة‬ ‫الجوه يددة بددين التشدديع واالسددالم واظه د شب د ت اصددوله ودع ئمدده وعظمددة‬ ‫مب دئدده وقيمدده وأجلددى بدده اللددورة املش د قة لت ريهدده وسددكب فيدده البددا ع‬ ‫من الفك والن الوفيرمن التراث املحماي العلوي الفد طمي الحسديي‬ ‫الحسددييي فسددطع الكت د ب ه لددة مددن النددور الق ين د وا ددتظم عقدداا جمدديال‬ ‫م د ددن اله د دداي النب د ددوي ول د ددمس فل د ددك جيب د د من د دده فه د ددو فو القل د ددم الخ د ددالب‬ ‫والعط ء الجسيل والفك النضيروهلل دره وعلى هللا اج ه"‬ ‫السيد‪ /‬منير الخباز‬ ‫"ه ددذا الس ددف املوس ددوم بد د (تعد د ف عل ددى املس ددلمين الش دديعة) إ م د ه ددو‬ ‫خطوة في تسليح شب ب األمة في املج ل الفكد ي ليتع فدوا علدى ف يدم هد م‬ ‫من ابن ء اإلسالم"‬ ‫السيد‪ /‬صالح الحكيم‬ ‫"أخ ددي املوف ددم‪ ،‬األس ددت ف الف ددل‪ ،‬الش دديخ عبد د س‪ :‬إن كتد د بكم حقد د‬ ‫جي ددا وج د ء بيس ددلوب جمي ددل وسيد د ن لطي ددف‪ ،‬وق ددا اس ددتطع أن تس ددتفيا‬ ‫جيدداا مددن األسد ليب الحازطددة والطد ق املبتكد ة فددي كيفيددة إزلد ل الفكد ة‬ ‫وإرس ل املعلومة وع ض عقياة أهل البم (ع) وال س لة الس مية التدي‬ ‫ز ي دداون إزل د له إل ددى الن د س واأله ددااف العلي د الت ددي أرادوا تحقيقه د م ددن‬ ‫خالف دهللهم هلل ف ددي أر دده‪ ،‬ف دديرجو م ددن هللا أن زتقب ددل م ددنكم ه ددذا الجه ددا وأن‬ ‫ز عله مب رك فع "‬ ‫الشيخ ‪ /‬علي الدهنين‬ ‫|‪7‬‬


‫ل‬ ‫آ‬ ‫ق‬ ‫ش‬ ‫ي‬ ‫ج‬ ‫ج‬ ‫توطية ت لم سماجة خ‪ /‬يدر ب الله‬ ‫كم نحتاج في هذا العصر إلى التعااف‪ ،‬ككام نحان غرباا عان‬ ‫بعضنا بعضاً مع اشتراكنا في اإلسالم كالقيم اإلسالميّة الرفيعة ككم‬ ‫بتنا بحاجة في عصر المعلوماتية الرهيب إلى أن نقتار مان بعضانا‬ ‫فقد تقاف البعدا كتباعد األقربا حتى ال تجد أحدنا يعر‪ ،‬عن أقر‬ ‫الناس إليه ما يعرفه عن أبعدهم عنه‪.‬‬ ‫من هنا تنمو الحاجة لعمل بل كأعمال تعرض من خاللهاا ااتا‬ ‫كتتعرّ‪ ،‬بها على غيرك تقول لآلخرين ها أناا بكالّ شايافية لتسامع‬ ‫منهم شيئاً مماثالً ليكون ال بدايةً طيّبة لتواصال بنّاا بادل فةرقاة‬ ‫كتباعد كلحةسن الظنّ بدل سو الظنّ كللصدق بدل الكذ كلإلخالص‬ ‫بدل النياق كالريا ‪.‬‬ ‫لقد جا كتا أخينا الباحث األستاا العزيز عباس آل حميد ليكون‬ ‫خطوةً من خطوات التياهم كبذفةً تنمو ببركة اإلخالص شجرةً طيّباة‬ ‫إن شا اهلل لقد حاكل الكاتب الكريم أن يبيّن باختصاف ككضوح معاالم‬ ‫مذهب إسالمي عريق عرفته الحياة اإلسالميّة منذ بداياتها ككانت لاه‬ ‫كجهات نظره في الوجود كالحياة كالتافيخ كاإلنسان‪ .‬لقد حاكل الكتا‬ ‫أن يالمس العناصر الرئيسة فاي هاذا الماذهب كيبايّن معاالم ينب اي‬ ‫التعرّ‪ ،‬عليها إنّنا نأمل أن يأخذ هذا الكتا كأمثاله طريقه إلى تحقيق‬ ‫األهدا‪ ،‬المرجوّة منه لنبني جسوفاً طالماً هدمناها من حيث ال نشاعر‬ ‫كنرفع مجد أمّة ساهم بعض أبنائها ا كأعدائها ا ماع األساا الشاديد‬ ‫في تراجع حالها‪.‬‬ ‫آمل لكاتبنا العزيز كلكتابه الطيّب هذا كلّ خير كأفجاو أن يلقاى‬ ‫الكتا أصدا حميدة في سابيل بناا مرحلاة متقدّماة جديادة ألمّتناا‬ ‫اإلسالميّة الرشيدة بإان اهلل‪.‬‬ ‫حيدر حممّد كامل حب اهلل‬ ‫|‪8‬‬


‫المقدمة‬ ‫إننا في هذا العصر أحوج ما نكون إلى حواف الحضافات كتالقاي بعضاها‬ ‫ببعض كال بسبب دخولناا عصار القرياة الواحادة‪ ..‬العصار النماواجي‬ ‫للتالقي بين البشر لما فيه خيرهم كتطوفهم كسعادتهم‪.‬‬ ‫هذا التالقي الذي دعا إليه اإلساالم بال كجعلاه اهلل سابب خلقناا شاعوباً‬ ‫كرٍ وَأُنثَى وَ​َ​َ َع ْلنَىاكُمْ عُىعُا وا وَ​َ​َئَاَِىلَ‬ ‫خلَ ْقنَاكُمْ مِنْ ذَ َ‬ ‫مختلية ﴿يَا أَ ُّيهَا النَّاسُ إِنَّا َ‬ ‫علِيمٌ خَئِريٌ﴾‪.‬‬ ‫ن ال َّلهَ َ‬ ‫عنْدَ ال َّلهِ أَتْقَاكُمْ إِ َّ‬ ‫كرَ َمكُمْ ِ‬ ‫لِتَعَا َرفُاا إِنَّ أَ ْ‬ ‫في عصرنا هذا "عصر المعرفاة كالعولماة" أصابحنا جميعااً بمختلاا‬ ‫أطيافنا كألواننا كمذاهبنا نتشافك نيس الموافد الطبيعية كالمعرفية كنواجه‬ ‫في األغلب نيس التحديات كالصعوبات العالمية كنحمال الكثيار مان القايم‬ ‫كالمشتركات اليكرية األساسية المتشابهة‪.‬‬ ‫كلذا فإن التعاكن بيننا ‪ -‬من أجل جعل العالم بيئة آمنة كصحية كبنّاا ة‬ ‫حيث يمكان للجمياع فياه االنطاالق كفاق فااه كمبادئاه مان دكن إكاراه‬ ‫اآلخرين أك إضرافهم ‪ -‬أصبح ضركفة حتمية‪.‬‬ ‫لتحقيق هذا التعاكن نحتاج إلى بنا الثقة بيننا كأن ننزع فتيل الجهال‬ ‫ببعضنا‪ ..‬الجهل الذي يتم است الله إلفعا بعضنا بالبعض اآلخار كلتمزياق‬ ‫كحدتنا اإلنسانية‪.‬‬ ‫كمن أجل تكوين الثقة بيننا علينا القيام بتعرياا أنيسانا بكال شايافية‬ ‫ككضوح كطرح فسالتنا كنظرتنا الواقعياة كالحقيقياة للحيااة كالمجتماع‬ ‫اإلنساني كأنا أامن أننا جميعاً نمل فاى فائعة للحياة نتشار‪ ،‬كيساعدنا‬ ‫جداً أن نتشافك فيها مع العالم من حولنا‪.‬‬ ‫من هنا فما هذا سوى كتا تعرييي عن المسلمين الشيعة حسب فهماي‬ ‫لرايتهم اإلسالمية إلى الحياة كالمجتمع اإلنساني من خالل ماا نا علياه‬

‫المقدمة | ‪9‬‬


‫أئمااتهم كسااطره أساااطين علمااائهم فااي الوقاات المعاصاار كجاارت عليااه‬ ‫ممافساتهم كعاداتهم (‪.)1‬‬ ‫لقد دأ علما الشيعة في العادة عرض المياهيم التي تناكلها هذا الكتا‬ ‫بمنهجية كعناكين كتقسيم مختلا حيث يتم تناكل العقائد تحت عنوان عاام‬ ‫يسمى "أصول الدين" كيتم تناكل الممافسات كالعبادات تحت عنون عام آخر‬ ‫يسمى "فركع الدين"‪.‬‬ ‫لقد حرصت على اتباع منهج كأسلو مختلا في عرض هذا الكتا لينسجم‬ ‫مع ما هو شائع في الوسط الثقافي العالمي الحالي كال كما يظهار فاي‬ ‫الشكل فقم ‪" 1‬المنظومة اليكرية الشيعية"‪.‬‬ ‫ي؟‬

‫• ا ف نهبدا عى ألح‬ ‫• هللا‪َّ ،‬‬ ‫ج" ج ك‬ ‫• أ حاي‪ ،‬ي وي هللا شا أأل ض‬ ‫• أ دف أ حاح لح ا أ حاي‬ ‫• أ أنشي وأ حني أ " ن ي‬ ‫• ححشث ألح ا‬ ‫• أ حشث ند هللا‬ ‫• ألجزأ أأل روا‬ ‫• أ ي ف أ هن‬ ‫•‪ -‬أ الريعي أ ح ي‬ ‫•‪ -‬أ ر ي أ ريم‬ ‫•‪ -‬أ ل‬ ‫•‪ -‬أ حاحي‬ ‫•‪ -‬ها أ أ ب ؟‬ ‫• ‪ -‬ها أ أ ال اي؟‬

‫تنيتق ميها‬

‫ت‬ ‫تعكس في‬ ‫ال ؤية اإلسالمية‬ ‫للحي ة‬ ‫• ؤيالا لح ا‬ ‫• ا بلا شا ألح ا‬ ‫• ح ادؤنا وق ملا‬

‫عقياتن‬

‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫أ ع ادأ‬ ‫ا ي أنبظا أه دا‬ ‫عاش أ ‪ ،‬أهلحمي‬ ‫أ حان ي ألخا د‬ ‫أ ب عا وأ ب ثا‬ ‫أألحر اهعروف وأ لهن‬ ‫ع أهل ر‬ ‫أهرجع ي أ د ة ي‪،‬‬ ‫وعيما أ د‬ ‫ألخمد‪ ،‬وأهملاد‬ ‫أها ي‬

‫مم رس تن‬

‫الشكل فقم ‪ / 1‬المنظومة اليكرية الشيعية‬ ‫‪ 1‬للتعمق في المواضيع المطركحة يمكن الرجوع إلى فكاية "فحلة كادح" لمؤلا هذا الكتا ‪.‬‬

‫المقدمة | ‪10‬‬


‫ال‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫ل‬ ‫آ‬ ‫ل‬ ‫من هم مون شتعة؟‬ ‫المسلمون الشيعة هم جاز ال‬ ‫يتجزأ من نسيج األمة اإلساالمية‬ ‫فهم يؤمنون باهلل كمالئكته ككتبه‬ ‫كفسله كاليوم اآلخر كماا أنهام‬ ‫يشهدكن بشاهادة أن ال إلاه إال اهلل‬ ‫كأن محماااداً عباااده كفساااوله‬ ‫كيقيمون الصالة كيؤتون الزكااة‬ ‫كيصااااومون شااااهر فمضااااان‬ ‫كيحجاااون البيااات غيااار أنهااام‬ ‫يختليااون عاان بقيااة المساالمين‬ ‫بإيماااانهم باإلماماااة كبااابعض‬ ‫التياصيل ضمن الدائرة اإلسالمية‪.‬‬

‫االختالف ت ال ئمسية بين السنة والشيعة – الاكتور‪ /‬علي جمعة‬ ‫‪http://bit.ly/Shia_Sunna‬‬

‫أما مصادف الشريعة التي يستمدكن منها تعاليم دينهم كعقيدتهم فتتمثل‬ ‫في القرآن (كهو الذي يطبع في مطابع السعودية كمختلا باالد المسالمين)‬ ‫كالسنة كتشمل سنة الرسول األعظم (ص) كأئمة أهل البيت (ع)‪.‬‬

‫املسلمون الشيعة – دزموغ افي‬ ‫لندن ( فكيترز )(‪ - )2‬قام منتدى "ليوفوفم" للدين كالحياة العامة كهو‬ ‫مركز دفاسات كأبحاث إحصائية استراتيجية إنكليازي متخصا باألدياان‬ ‫كالمذاهب كالمعتقدات في العالم‪ ,‬مقره في لندن‪ ,‬كله فركع كمكاتب في ‪222‬‬ ‫دكلة في العالم بأحدث إحصائية سكانية حول نسبة البشر في العاالم حساب‬ ‫األديان كالمذاه ب كالمعتقادات‪ ,‬كأصادف نتائجاه الياوم الحاادي عشار مان‬ ‫حزيران لعام ‪.2013‬‬ ‫‪ 2‬نقالً عن ككالة أنبا براثا (بتصر‪ 3 , )،‬فبراير ‪2015‬‬

‫‪http://burathanews.com/news/198617.html‬‬

‫من هم المسلمون الشيعة | ‪11‬‬


‫كجا في التقرير أن المسلمين الشيعة أفتيع عددهم إلى أكثر مان ‪400‬‬ ‫مليون نسمة‪ ,‬كهو ما يشكل فبع عدد المسالمين فاي العاالم الباالد عاددهم‬ ‫ملياف ك ‪ 600‬مليون نسمة‪.‬‬ ‫كأكد التقرير الدكلي الذي يقام كل عشر سنوات‪ ,‬إن عادد المسالمين‬ ‫الشيعة في إيران أفتيع الى أكثر من ‪ 80‬مليون نسمة كفي الهند كصل الاى‬ ‫ما يقاف ‪ 74‬مليون نسمة أما في باكستان فتجاكز العدد ال ‪ 46‬مليون نسمة‬ ‫كفي تركيا تخطاى العادد ‪ 33‬ملياون نسامة كفاي العاراق بلاد المقدساات‬ ‫اإلسالمية الشيعية أفتيع العدد الى أكثر من ‪ 26‬مليون نسمة كمن ثم اليمن‬ ‫كفيها ‪ 12‬مليون مسلم شيعي كأف انستان ‪ 10‬مليون نسمة ككذل أافبيجان‬ ‫‪ 10‬مليون مسلم شيعي كفي السعودية ‪ 5‬مليون شيعي كمصر ‪ 3‬مليون شايعي‬ ‫كشمال أفريقيا ما يقاف ‪ 2‬مليون شيعي كغر أفريقيا فاق العدد ‪ 2‬ملياون‬ ‫نسمة كهكذا يسرد التياصيل حيث انتشر المسلمين الشيعة في ‪ 198‬دكلة فاي‬ ‫العالم‪.‬‬

‫الشكل فقم ‪ / 2‬حركة المنظومة اليكرية الشيعية‬ ‫من هم المسلمون الشيعة | ‪12‬‬



‫ل‬ ‫ل‬ ‫آ‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫آ‬ ‫ش‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫خلاصة ا ظومة ك ترة ع ةي‬ ‫تنبثق الراية اإلسالمية للحياة من قوله عز كجل‪" :‬إِنَّىا ِللهىهِ وَإِنَّىىا‬ ‫إِ َل ْيهِ رَاَِعانَ "‪.‬‬ ‫فألن اهلل سبحانه كتعالى محاض اليايض كالكارم كألن كجاود‬ ‫الكائنات يقتضي سعادتها فقاد مان اهلل عليهاا باأن أكجادها حساب‬ ‫إمكانياتها كقابلياتها كفق قانون العلية‪.‬‬ ‫لكنه سبحانه بلطياه كفحمتاه جعال هاذا الكاون فاي حركاة‬ ‫مستمرة نحو مزيد كمزيد من تطوف الوجود النوعي أفكع بمليافات‬ ‫المرات عما نشاهده من تحول دكدة القز الى فراشاة غيار أن هاذه‬ ‫الحركة إنما هي عبر مراحل الحياة المختلياة ابتادا مان الادنيا‬ ‫كانتها بعالم اآلخرة كفق قوانين كسنن كونية ال تتخلا أبداً‪.‬‬ ‫كأعظم هذه الكائنات كالمخلوقات على االطالق هو اإلنسان فهاو‬ ‫محوف الكون كقد جعله اهلل خلييته لما يتميز به مان إفادة كإدفاك‬ ‫كصيات جعلته أكحدا في هذا المقام الذي لم تعطه حتى المالئكة بل‬ ‫جعلها اهلل كجعل جميع الكائنات خاضعة لإلنساان لمسااعدته للساير‬ ‫نحو اهلل كالقر إليه‪.‬‬ ‫القر إليه سبحانه كتعالى يعنى تكاملنا كتطوفنا فاي كجودناا‬ ‫كاكتمال إدفاكنا التام لعبوديتنا هلل سبحانه كحباه ألن اهلل كماال‬ ‫مطلق ال متناه فهو اات الوجود جل جالله‪.‬‬ ‫كااا كان الكون كله خلق إلعانة اإلنسان للقر إلياه سابحانه‬ ‫فإن اإلنسان بإفادته كباالستيادة من حكمتاه كصاياته االخارى مان‬ ‫خالل الكدح كالعمل في هذه الدنيا كفق الشريعة اإلسالمية هو الاذي‬ ‫يحدد مسيرته نحاو اهلل كماا ااا كاان سايقتر إلياه سابحانه أم‬ ‫سيبتعد عنه عز كجل‪.‬‬ ‫خالصة المنظومة اليكرية الشيعية | ‪14‬‬


‫كما إحساسنا بالسعادة كالشقا كالجزا األخركي ساوى نتيجاة‬ ‫كانعكاس طبيعي للقر إليه سبحانه أك البعد كفق القوانين كالسانن‬ ‫الكونية التي خلقها اهلل‪.‬‬ ‫كلخطوفة كشدة هذا الشقا الذي قد يصيب اإلنسان جرا ابتعاده‬ ‫عن اهلل بمخاليته فطرته كعقله فقاد لطاا اهلل باه فبعاث كعاين‬ ‫الرسل كاألئمة كالهداة (كأعظمهم نبينا محماد "ص" كأهال بيتاه‬ ‫األطهاف "ع") كأفسل معهام الكتاب الساماكية (كأعظمهاا كآخرهاا‬ ‫القرآن الكريم) كأنزل الشرائع السماكية كحببها للبشر (كأعظمهاا‬ ‫كآخرها اإلسالم المحمدي)‪.‬‬ ‫كألن اإلنسان ال يعيش بمعزل عن الكون كالبشر كإنما هو كائن‬ ‫اجتماعي يعيش في معمعة الحياة فيؤثر فيها كيتأثر بها كال يمكناه‬ ‫التطوف إال من خالل الكدح فيها كشحذ طاقاته من خالل معتركها‪.‬‬ ‫كحيث أن كاحدة من أنبل الصيات التاي تقربناا إلاى اهلل هاي حاب‬ ‫جميع الكائنات كالمخلوقات كباألخ اإلنسان كائنا ما كان ديناه‬ ‫كتوجهه كالتياني في العطا كالباذل فقاد عاد اإلساالم مساؤكلية‬ ‫مساعدة اإلنسان علاى التحارف مان جمياع أناواع الظلام كاليسااد‬ ‫كتحييزه لالنطالق نحو التطوف كالتكامل مسؤكلية مباشارة لألماة‬ ‫اإلسالمية جمعا بكل فرد مسلم فيها‪.‬‬ ‫غير أن انش ال اإلنساان فاي حياتاه اليومياة كالتحاديات التاي‬ ‫يواجهها كالشهوات التي تأسره تش له في العادة عن هذه المسؤكلية‪.‬‬ ‫كلذا شرع اهلل سبحانه كتعالى منظومة محكمة مان الممافساات‬ ‫التي ت رس في اإلنسان تلقائياً هذه المسؤكلية تجااه نيساه كتجااه‬ ‫الكون كترسخها في أعماقه لتجعل نظرتاه للكاون كحركتاه فياه‬ ‫بنّا ةً كإيجابياةً‪ .‬مان هاذه الممافساات منظوماة العباادات كاألمار‬ ‫بالمعرك‪ ،‬كالنهي عن المنكر كمودة الرسول (ص) كأهل بيته (ع)‬ ‫كمنها الشعائر الحسينية كثقافة االنتظاف كغيرها‪.‬‬

‫خالصة المنظومة اليكرية الشيعية | ‪15‬‬


‫الفصل األول‬

‫ل‬ ‫ل‬ ‫آلروتة الإسلامية حباة‬

‫ال ؤية اإلسالمية للحي ة من املنظور الشيعي‪ ،‬هي خالصة املنظومة‬ ‫الفك ية الشيعية‪ ،‬فهي تنبطم من العمم العق ئاي للمسلمين الشيعة‪،‬‬ ‫وتنعكس بشكل مب ش في مهتلف املم رس ت التي زقومون به ‪.‬‬

‫مم رس تن‬

‫رؤيتن‬ ‫عقياتن‬

‫رس لتن‬

‫مب دئن‬

‫الشكل فقم ‪ / 3‬عناصر الراية اإلسالمية للحياة‬


‫الكان كل ما حيتايه‬ ‫من ماَادات‪ ،‬يف حركة‬ ‫مستمرة وأ دية حنا التطار‬ ‫والتكامل والقرب إىل اهلل‬ ‫تعاىل‪.‬‬

‫روتنبا ورساليبا في الحباة‬

‫(‪)3‬‬

‫تتمثاال الرايااة اإلسااالمية للحياااة فااي أن الكااون كجميااع‬ ‫الموجودات كالكائنات في حركة مستمرة كأبدياة نحاو التكامال‬ ‫كالقر إلى اهلل عزّ كجل‪.‬‬ ‫"اإلنسان" هو محوف هذا الكون كهو أيضاً في حركة مستمرة‬ ‫نحو التكامل كالقر إليه سبحانه كبالتالي تحقيق أقصى قدف من‬ ‫السعادة ما لم يختر بإفادته أن يتصر‪ ،‬خال‪ ،‬العقل كاإلنسانية‪.‬‬ ‫يقول سبحانه كتعالى‪﴿ :‬إِنَّا ِل هلهِ وَإِنَّىا إِ َل ْي ِه رَاَِعىانَ ﴾ كيقول أيضاً‪:‬‬ ‫كمْ عَ َئثوا وَأَ َّنكُمْ إِ َل ْينَا ال ُترَْ​َعُانَ﴾‪.‬‬ ‫خلَ ْقنَا ُ‬ ‫﴿أ َفحَسِئْتُمْ أَنَّمَا َ‬ ‫كأما فسالتنا فهي عبادة اهلل تعالى مان خاالل عماافة الكاون‬ ‫كالكدح فيه سعياً للرزق كاألمان كالسعادة كفق المنهج اإلساالمي‬ ‫كجعل العالم بيئاة آمناة كصاحية كبنّاا ة حياث يمكان لجمياع‬ ‫الكائنات فيه أن ترتقي كتتكامل كتقتر إليه سبحانه كتعالى‪.‬‬ ‫إن فسالتنا تتمحوف حول مساعدة اإلنسان بما هو إنسان (حتاى‬ ‫كإن كااان غياار موحااد باااهلل) علااى التطااوف‬ ‫كالتكامال كتحرياره مان كال أناواع الظلاام‬ ‫كاليساد جهالً كان أم فقراً أم مرضاً نيسياً أم ك ن ااء اإلم م الحسين (ع)‬ ‫جسدياً أم عبودية للبشر أك الكائنات األخرى‪.‬‬ ‫زوم ع شوراء‪:‬‬ ‫حيَىاةَ ِليَ ْئلُىاَكُمْ‬ ‫َ الْمَى ْاتَ وَا ْل َ‬ ‫خلَى َ‬ ‫قال تعالى‪﴿ :‬الَّذِي َ‬ ‫أَ ّيُكُمْ أَحْسَنُ عَمَالً﴾‪.‬‬

‫ك ْم دِي ٌ‬ ‫ن‬ ‫ن َلمْ َيكُنْ لَ ُ‬ ‫"إِ ْ‬ ‫ن ا ْلمَعَا َد‬ ‫َوكُنْ ُتمْ ال تَخَافُا َ‬ ‫حرَاراً فِي‬ ‫َفكُانُاا َأ ْ‬ ‫كمْ"‬ ‫دُنْيَا ُ‬

‫‪ 3‬للتعمق فيه اقترح كتا "االستراتيجية اإلسالمية" لمؤلا هذا الكتا ‪.‬‬

‫| ‪17‬‬


‫مبادتبا وقيمبا‬ ‫‪" ‬العبودزة‪ :‬كهذا هاو األسااس كالمنطلاق لكال أبنياة اليكار‬ ‫كالحضافة كالسلوك البشري في الحياة‪ .‬يقول تعالى‪﴿ :‬إِيَّىاَ​َ‬ ‫نَعْئُدُ وَإِيَّاَ​َ نَسْتَعِنيُ﴾‪.‬‬ ‫‪ ‬اإلنسد ية‪ :‬فاإلسالم فساالة عالمياة تتصاا بالرحماة كالاود‬ ‫كالسالم كالخير للبشرية جمعا كال تحرم أحداً من خيرها‬ ‫َ إِلَّا رَحْمَةً ِللْعَالَمِنيَ﴾‪.‬‬ ‫س ْلنَا َ‬ ‫كال تحيا على أحد ﴿وَمَا أَ ْر َ‬ ‫كما إننا نعتقد أن الناس متساككن كلهم كال فضل لعرباي‬ ‫على أعجمي إال بالتقوى كقد كفد فاي حاديث لرساول اهلل‬ ‫(ص)‪" :‬اخللَ كلهم عيال اهلل وأحب خلقه إليه أنفعهم لعياله"‪.‬‬ ‫‪ ‬األخدالق وادداب االجتم عيدة‪ :‬فرسالة اإلساالم فساالة أخالقياة‬ ‫كاهتمامه ببنا الجانب األخالقي مارتبط بمنهجاه الترباوي‬ ‫العام في إعداد الشخصية المستقيمة كبنا المجتمع الياضل‪.‬‬ ‫عن الرساول العظام (ص)‪" :‬الىدين املعاملىة" كقولاه (ص)‪:‬‬ ‫"إمنا عثت ألمتم مكارم األخالق"‪.‬‬ ‫‪ ‬الواقعيدة‪ :‬فقد فاعى التشريع اإلسالمي الجانب التكاويني فاي‬ ‫اإلنسان كجعل القوانين كالتكاليا كلهاا قائماة علاى هاذا‬ ‫كلفى ُ‬ ‫األساس فمثالً تسقط األحكام بالعسر كالحارج ﴿لَىا ُي َ‬ ‫ال َّلهُ َنفْسوا إِلَّا ُوسْ َعهَا﴾‪.‬‬ ‫‪ ‬احتدرام العقدل‪ :‬فسالة تقوم على أساس العقل كإقناعه بالحجة‬ ‫كالدليل لذا كان حواف القرآن مستمراً كميتوحاً مع العقال‬ ‫كدعوته متواصلة لحث اإلنسان علاى التيكيار كالتأمال فاي‬ ‫نيسه كعالمه كفي الرسالة التي خوطب بها‪.‬‬

‫مبادانا كقيمنا | ‪18‬‬


‫‪ ‬االهتمد م ب لقلدا "النيدة"‪ :‬عن الرسول األعظم (ص) أناه قاال‪:‬‬ ‫"إمنا األعمال النيات‪ ،‬وإمنىا لكىل امىرا مىا نىا "‪ .‬لقاد أكلاى‬ ‫اإلسالم القصد أهمية كبارى كجعلاه فكح اليعال كأسااس‬ ‫تقويمه لذا فهو يرسّخ كل اهتمامه لتربية مقاصاد الخيار‬ ‫كتوجيه اإلنسان نحوها‪)4( ".‬‬ ‫‪ ‬ح ية العقياة‪ :‬فال يجوز إكراه أحد أك إجباافه علاى اعتنااق‬ ‫ن َ​َىدْ تَئَىيَّنَ‬ ‫كرَاهَ فِي الدِّي ِ‬ ‫عقيدة ما‪ .‬يقول سبحانه كتعالى‪﴿ :‬ال إِ ْ‬ ‫الرُّعْدُ مِنَ الْغَىيِّ﴾‪" .‬ان عقولنا هي التي فرضت علينا النظر في‬ ‫الخلق كمعرفة خالق الكون كما فرضات عليناا النظار فاي‬ ‫دعوى من يدعي النبوة كفي معجزته‪ .‬كال يصح عندها تقليد‬ ‫ال ير في ال مهما كان ال ال ير منزلةً كخطاراً‪ .‬كماا‬ ‫جا في القرآن الكريم من الحث على التيكير كاتبااع العلام‬ ‫كالمعرفة فإنما جا مقرفا لهذه الحرية اليطرية في العقول‬ ‫التي تطابقت عليها آفا العقال "(‪)5‬‬ ‫‪ ‬االعتددراف ب ميددع األدزد ن السددم وية‪" :‬نااؤمن علااى اإلجمااال بااأن‬ ‫جميع األنبيا كالمرسلين على حق كماا ناؤمن بعصامتهم‬ ‫كطهافتهم كأما إنكاف نبوتهم أك سبهم أك االستهزا بهم فهو‬ ‫من الكير كالزندقة‪ ...‬أما المعركفاة أسامااهم كشارائعهم‬ ‫كاامدم كنااوح كإبااراهيم كداكد كسااليمان كموسااى كعيسااى‬ ‫كسائر من اكرهم القرآن الكريم بأعيانهم فيجاب اإليماان‬ ‫بهم على الخصاوص كمان أنكار كاحادا مانهم فقاد أنكار‬ ‫الجميع كأنكر نبوة نبينا بالخصوص‪ .‬ككذل يجب اإليمان‬ ‫بكتبهم كما نزل عليهم‪)5( ".‬‬

‫‪ 4‬المعالم األساسية للرسالة اإلسالمية داف التوحيد بتصر‪. ،‬‬ ‫‪ 5‬عقائد اإلمامية لمحمد فضا المظير (قد) الطبعة العاشرة سنة ‪ 2003‬داف الصيوة‬

‫مبادانا كقيمنا | ‪19‬‬


‫الفصل الثاني‬

‫عقيدتبا‬ ‫العمم العق ئاي األزازولوجي‪ ،‬التي تنبطم منه‬ ‫ال ؤية اإلسالمية للحي ة‪ ،‬من املنظور الشيعي‬

‫كيف نهتاي‬ ‫للحقيقة‬

‫اللطف‬ ‫اإللهي‬ ‫الجساء‬ ‫األخ وي‬

‫خالفة‬ ‫هللا‬

‫هللا‬

‫هاف‬ ‫اإلنس ن‬

‫ج" ج ك‬ ‫القوا ين‬ ‫الكو ية‬

‫مسيرة‬ ‫الحي ة‬

‫الشكل فقم ‪ / 4‬عناصر عقيدتنا‬

‫السير‬ ‫حو هللا‬


‫مقدمة آلفصل آلباني‬ ‫يستطيع صاحب أي مدفسة أك توجه فكري أن يحادد لاه‬ ‫فسالة إيجابية كبنا ة في الحياة كهذا أمر جميال جاداً فاي‬ ‫حد ااته كلكن الساؤال هاو‪ :‬هال فساالته هاذه نابعاة مان‬ ‫معتقداته كإيمانه أم أن فسالته مجرد كلمات من دكن عمق‬ ‫عقائاادي يسااندها باال فبمااا هااي علااى خااال‪ ،‬المعتقاادات‬ ‫كالمياهيم التي يؤمن بهاا كيتبناهاا! كهناا يعايش اإلنساان‬ ‫االضطرا كاالفتباك في حياته كمشاعره كسلوكياته‪.‬‬ ‫فيما يتعلق بالراية اإلسالمية كفسالتنا في الحياة التاي‬ ‫اكرناها في الصيحات السابقة إنما هي خالصاة المنظوماة‬ ‫اليكرية الشايعية فهاي منبثقاة مان العماق األياديولوجي‬ ‫للمسلمين الشيعة كتنعكس بشكل مباشر ككاضح في مختلا‬ ‫الممافسات التي يقومون بها كما يتضح ال في اليصالين‬ ‫اآلتيين من الكتا ‪.‬‬ ‫سنتناكل في هاذا اليصال مصادف الوجاود كالحيااة فاي‬ ‫الكون كعالقة اإلنسان به كبالتالي هد‪ ،‬اإلنسان في الحياة‬ ‫كالقوانين التي تحكم حركته كتحكم مسايرة الحيااة مان‬ ‫حوله ككيا يمكن له تحقيق هدفه كفق هذه القوانين؟ كما‬ ‫هو الدعم الذي نحصله من اهلل لمساعدتنا على تحقياق هاذا‬ ‫الهد‪،‬؟ كما هو الثوا التكويني الاذي نحصال علياه جارا‬ ‫تحقيقنا إياه؟ كما هو العقا التكويني الذي ينتج من تخلينا‬ ‫عن تحقيقه؟ ككيا أن كال الا يقودناا نحاو "فايتناا‬ ‫كفسالتنا في الحياة" حسبما عرضناها في اليصل األكل؟‪.‬‬

‫| ‪21‬‬


‫ن ل‬ ‫ل‬ ‫ح‬ ‫كتف هيدي قتقة؟‬ ‫زفد د د د د ق اإلس د د د ددالم ب د د د ددين دائد د د د د تين‬ ‫للحق د د د ئم‪ ،‬مد د ددن حي د د د قد د ددارة العقد د ددل‬ ‫اإلنس ن لالهتااء إليه ‪:‬‬ ‫الد دداائ ة األولد ددى‪ /‬مع فد ددة العقيد دداة‬ ‫بنحو إجم لي‪ :‬وهي تقدع فدي متند ول قدارة‬ ‫العقل البش ي‪.‬‬ ‫ول د ددذا فق د ددا جع د ددل هللا مس د ددؤولية‬ ‫إدراك هذه الحق ئم على العقل‪ ،‬ومنح‬ ‫العقددل مد زلسمدده مددن صددالحي ت لددذلك‪،‬‬ ‫وقب ددل م د زتوص ددل إلي دده م ددن ت د ئ ‪ ،‬وم د‬ ‫إرس ل ال سل وإظه رادز ت إال محفسة‬ ‫للعقد د ددل علد د ددى التفكيد د ددر‪ ،‬ولد د ددذا الحد د د‬ ‫الحد الشددازا فددي اإلسددالم علددى التفكد‬ ‫والتيمد د ددل‪ ،‬والد د ددذي زظه د د د بو د د ددوح فد د ددي‬ ‫عشد د ات ادزد د ت الق ي ي ددة الاالد دة علد ددى‬ ‫مكُى ْم ِاَاحِ ىدَة أَنْ‬ ‫ل إِنَّمَىىا َأعِ ُ‬ ‫فلدك‪َُ﴿ .‬ى ْ‬ ‫تَقُامُاا ِل َّلهِ َم ْث َن َو ُفرَادَ ثُىمَّ تَ َت َفكَّىرُوا‬ ‫َنَّة﴾‪.‬‬ ‫ن ِ‬ ‫مَا ِصَاحِ ِئكُمْ مِ ْ‬

‫الدداائ ة الط يددة ‪ /‬مس د ئل ال يددب‪،‬‬ ‫وتف ص دديل املع د د‪ ،‬واألحك د م الش د عية‪:‬‬ ‫وهد ددي ال تقد ددع ف د ددي متن د د ول قد ددارة العق د ددل‬

‫علمن هللا في كت به‬ ‫الحكيم أن مهمة األ بي ء هي‬ ‫تعليم الن س وتسكيهللهم ‪:‬‬ ‫كمْ َرسُالًا‬ ‫كمَا َأ ْرسَلْنَا فِي ُ‬ ‫﴿ َ‬ ‫ك ْم آيَاتِنَا‬ ‫ك ْم يَتْلُا عَلَيْ ُ‬ ‫مِنْ ُ‬ ‫كمُ‬ ‫ك ْم وَيُعَ فلمُ ُ‬ ‫وَيُ َزكفي ُ‬ ‫ك ْم‬ ‫كمَ َة وَيُعَ فلمُ ُ‬ ‫الْكِتَابَ وَالْحِ ْ‬ ‫مَا َلمْ تَكُانُاا تَعْ َلمُانَ﴾‬

‫البشد ي‪ ،‬ألنهد م تبطددة بمع فددة ال يددب‬ ‫والع ددوالم األخد د ا‪ ،‬وه ددو مد د زق ددع خد د ر‬ ‫قد د ددارة اإلنس د د د ن علد د ددى مع فتد د دده‪ ،‬ب يد د ددر‬ ‫اإلخب د راإلله ددي (الددوبي)‪ ،‬أل دده ببس د طة‬ ‫خ ر عن إدراكن اإلنس ن وحاوده‪.‬‬ ‫فم ددطال‪ ،‬ه دداف األحكد د م الشد د عية‬ ‫إلى تطوي اإلنس ن وسيئته بيفضل وجده‬ ‫ممكد د ددن ليحي د د د أفض د د ددل حي د د د ة ف دز د د ددة‬ ‫واجتم عية في كل من الا ي ‪ ،‬وادخ ة‪.‬‬ ‫وعلي دده فل ددو أرد د د مع ف ددة األحكد د م‬ ‫الش د د عية املن س د ددبة بعقولن د د ‪ ،‬أو حت د د‬ ‫االهتد ددااء للحكمد ددة منه د د ‪ ،‬ف د د ن فلد ددك ال‬ ‫زتطل د ددب عق د ددال جب د د را فحس د ددب‪ ،‬وإ مد د د‬ ‫أزض د مع فددة وا ددحة بتف صدديل ع د لم‬ ‫كيا نهتدي للحقيقة | ‪22‬‬


‫ادخ د د ة‪ ،‬والقد ددوا ين الت د ددي زهضد ددع له د د ‪،‬‬ ‫وكيفيددة تيشيره د علددى وجود د وسددع دتن‬ ‫أو شق ئن هن ك‪ ،‬وهو مح ل‪.‬‬

‫السد د د د ددعي "ملع فد د د د ددة الحقيقد د د د ددة"‪،‬‬ ‫والتعبد د د ددا ب ه د د د د هد د د ددي ال د د د د كن األس د د د د س‬ ‫"للمنظومة الفك ية الشيعية"‪.‬‬

‫مددن هن د فقددا جعددل هللا مسددؤولية‬ ‫مع ف د د ددة الحق د د د ئم ف د د ددي ه د د ددذه ال د د دداائ ة‬ ‫الط ي د د د د ددة عل د د د د ددى ال د د د د ددوبي (ال س د د د د د الت‬ ‫ني حَتَّى‬ ‫كنَّىىا مُعَ ىذح ِ َ‬ ‫السدم وية) ﴿وَمَىىا ُ‬

‫زقد د ددول الشد د ددهيا اللد د ددار‪ " :‬يد د ددا‬ ‫ب د د د لقطع ا كش د د د ف قضد د ددية بارجد د ددة ال‬ ‫شوبه شك‪ .‬ووا ح أن حجية القطع‬ ‫بهد د ددذا املعي د د د ال تسد د ددت يي عند د دده جميد د ددع‬ ‫عمليد ت االسددت‪.‬ب ‪ ...‬للقطددع ك شددفية‬ ‫بذات دده ع ددن الخد د ر ‪ ،‬ول دده أزضد د تي ددة‬ ‫ه ددذه الك ش ددفية مح كي ددة‪ ...‬ول دده أزضد د‬ ‫خلوصية ش لطة وهي الحجية" (‪.)6‬‬

‫نَئْ َعثَ َرسُالًا﴾‪.‬‬

‫ولك د د ددن حتد د د د ف د د ددي ه د د ددذه الد د د دداائ ة‬ ‫الط ي ددة‪ ،‬ف ند د ال ب ددا أن ج ددع للعق ددل‪،‬‬ ‫ل د د د د د ددنعلم ب د د د د د ددحة ص د د د د د دداور ال د د د د د ددوبي‬ ‫وسمق صدداه‪ ،‬فالبددا أن نهتدداي بعقولند ‪،‬‬ ‫لارجددة مطمئنددة‪ ،‬أن محمدداا ( ) ددي‬ ‫هللا‪ ،‬وأن القد ين هددو كتد ب هللا‪ ،‬وأن م د‬ ‫صار منه من أح دز ش يفة‪ ،‬صدارت‬ ‫منه‪ ،‬أو أ ه أج لند التعبدا بهد ‪ ،‬وأن مد‬ ‫فهم دده م ددن ه ددذه النل ددو الشد د عية‬ ‫املعب ددرة ع ددن ال ددوبي (القد د ين‪ ،‬والس ددنة)‬ ‫هددو م د تعنيدده فعددال هددذه النلددو إم د‬ ‫عقد ددال‪ ،‬أو بقواع د ددا‪ ،‬نعلد ددم أن ال س د ددول‬ ‫( ) أجد د د لند د د فه د ددم النل د ددو عل د ددى‬ ‫أس سه ‪.‬‬

‫مد د ددن هن د د د تد د دديت أهميد د ددة العقد د ددل‪،‬‬ ‫وطل ددب الحكم ددة واملع ف ددة ف ددي اإلس ددالم‪،‬‬ ‫لارج ددة أن اول كلم ددة سلد د ف ددي القد د ين‬ ‫هي كلمة ﴿اَرأ﴾ (العلم‪.)1 ،‬‬

‫‪ 6‬دفكس في علم األصول – الحلقة الثانية‬ ‫السيد الشهيد محمد باقر الصدف ‪.‬‬

‫كيا نهتدي للحقيقة | ‪23‬‬


‫هللا‬

‫هو فات الوجود ب طالقه‬

‫الالمتن هي‪ ،‬والوجود إ م هو‬ ‫بع من فاته‪ ،‬فهو ملار‬ ‫الوجود لكل الك ئن ت‪ ،‬وتستماه‬ ‫من هللا حاوش وسق ء‬

‫هللا هلالج لج‬

‫إن األديان عمومااً تاؤمن باأن اهلل هاو‬ ‫مصدف الوجود كتؤمن أناه قاوي كقاادف‬ ‫لكن منها بل كمن المذاهب اإلساالمية ماا‬ ‫يجسمه سبحانه كتعالى عن الا ‪ .‬فماا هاو اهلل فاي عقيادة المسالمين‬ ‫الشيعة؟ (‪)7‬‬ ‫حسب فايتنا للحياة فإن المبدأ كالمعاد هلل ﴿إِنَّا ِل هلهِ وَإِنَّىا إِ َليْى ِه رَاَِعىانَ﴾‬ ‫فهو مصدف الوجود كالحياة كحيث أنه كذل فهو اات الوجود بإطالقه‬ ‫الالمتناهي‪.‬‬

‫م فا عيي فلك؟‬ ‫إن أي موجود إاا اتصا بصية ما فإننا نتسا ل عن مصدف هذه الصية‬ ‫ككيا اكتسبها إال إاا كانت الصية ااتية فيه أك كان هو اات الصية‪.‬‬ ‫فإاا كجدت كتاب مبتالً فإن ستتسا ل عن مصدف البلال؟ لكنا‬ ‫لن تتسا ل أبداً عن مصدف بلل الما ألن البلل صية ااتية في الما ‪.‬‬ ‫كحيث أن صية الوجود بالنسبة لجمياع الموجاودات كالكائناات هاي‬ ‫ليست صية ااتية فيها فالكائنات لم تكن قبل كجودها كعليه نتسا ل عن‬ ‫مصدف كجودها؟ كهذا السؤال يقودنا إلى مصدف صية الوجود كهاو اات‬ ‫الوجود نيسه سبحانه كتعالى‪.‬‬ ‫كحيث أنه ليس هناك غير الوجود إال العدم ‪ -‬كالعادم غيار موجاود‪-‬‬ ‫فبالتالي كل ما سواه عدم ما لم يكتسب الوجود مناه كبماا أناه نياس‬ ‫الوجود كليس شيئاً اكتسب الوجود فهو كجود كاحد كبسيط (بمعنى أنه‬

‫‪ 7‬للتعمق فيه اقترح كتا "معرفة اهلل" للسيد كمال الحيدفي‪ /‬ك كتا "التوحيد" للشهيد‬ ‫مرتضى المطهري‪.‬‬

‫اهلل جل جالله | ‪24‬‬


‫غير مركب من أجزا ) كمطلق (بمعناى اناه ال يخالطاه شاي آخار)‬ ‫"صر‪ ،‬الوجود"‪.‬‬

‫س كَمِثْلِهِ‬ ‫﴿ َليْ َ‬ ‫عيْءٌ وَهُ َا‬ ‫َ‬ ‫سمِيعُ الْئَصِريُ﴾‬ ‫ال َّ‬

‫كلذا فهو غير قابل للتصاوف فضاالً عان‬ ‫الراية إا أنه لايس لاه حادكد أك قياود أك‬ ‫نواق في كجوده ليتم تصاوفه مان خاالل‬ ‫هذه الحدكد كالقيود كإال لو أمكن – محااالً‬ ‫– تصااوفه ألصاابح موجااوداً مثلنااا كأصاابح‬ ‫بحاجة أن يياض عليه الوجود ممن هاو اات‬ ‫الوجود‪.‬‬

‫كهذا يوضح لنا كيا أن اهلل متصا بجميع صيات الكمال كمنزه عن‬ ‫جميع النواق كالعيو ككيا أن صياته عين ااته كااته عين صاياته‬ ‫فقدفته هي حكمته كهي سمعه كبصره ككل صياته كهي اات كجاوده‬ ‫البسيط الواحد‪.‬‬ ‫كلهذا أيضاً يستحيل أن يكون هناك إله آخر فوجود إله آخر يقتضي‬ ‫أن يكون – اإلله اآلخر– غير اهلل كما من شي غير اهلل (الاذي هاو اات‬ ‫الوجود) سوى العدم‪.‬‬ ‫كما أنه لو كان هناك إله آخر لكان كل إله محدكدًا باإلله اآلخار‬ ‫فيمكن تصوفه من خالل حدكده مما يعني أنه موجود مثل بقية الكائنات‬ ‫كليس اات الوجود (اهلل جل جالله)‪.‬‬ ‫يقول الشيخ محمد حسين آل كاشاا ال طاا فاي "التوحياد" فاي‬ ‫كتابه "أصل الشيعة كأصولها"‪" :‬يجب علاى العاقال بحكام عقلاه عناد‬ ‫اإلمامية تحصيل العلام كالمعرفاة بصاانعه كاالعتقااد بوحدانيتاه فاي‬ ‫األلوهية كعدم اتخاا شري له في الربوبية كاليقين بانه هو المستقل‬ ‫بالخلق كالرزق كالموت كالحياة كاإليجااد كاإلعادام‪ .‬بال ال ماؤثر فاي‬ ‫الوجود عندهم إال اهلل فمن اعتقد أن شيئاً من الرزق أك الخلق أك الموت‬ ‫أك الحياة ل ير اهلل فهو كافر مشرك خافج عن فبقة اإلسالم"‪.‬‬

‫اهلل جل جالله | ‪25‬‬


‫"فاهلل تعالى (في عقيدة المسلمين الشيعة) كاحد أحد ليس كمثله شي‬ ‫قديم لم يزل كال يزال كهو األكل كاآلخر عليم حكيم عادل حي قادف‬ ‫غني سميع بصير كال يوصا بما توصاا باه المخلوقاات فلايس هاو‬ ‫بجسم كال صوفة كليس جوهراً كال عرضاً كليس له ثقال أك خياة كال‬ ‫حركة أك سكون كال مكان كال زمان كال يشاف إليه كما ال ند لاه كال‬ ‫كلم يكان لاه كياوا‬ ‫شبه كال ضد كال صاحبة له كال كلد كال شري‬ ‫أحد‪ .‬ال تدفكه األبصاف كهو يدفك األبصاف" (‪)8‬‬

‫‪.‬‬

‫عن اإلمام علي (ع)‪" :‬احلمد هلل ‪ ...‬الذي ال يدركىه ُعىد اممىم‪ ،‬وال ينالىه‬ ‫غاص الفطن‪ ،‬الذي ليس لصفته حد حمدود‪ ،‬وال نعت ماَاد ‪...‬‬ ‫وكمال اإلخالص له نفي الصفات عنه‪ ،‬لشهادة كل صفة أنهىا غىري املاصىا ‪،‬‬ ‫وعهادة كل ماصا أنه غري الصفة ‪ :‬فمن وص اهلل سئحانه فقد َرنىه ‪ ...‬ومىن‬ ‫أعار إليه فقد حده‪ ،‬ومن حده فقد عده ‪" ....‬‬ ‫كفي خطبة أخرى‪" :‬مل تره العيىان ششىاهدة األ صىار ‪ ،‬ولكىن رأتىه القلىاب‬ ‫حبقىىاَ​َ اإلنىىان‪ .‬إن ر ىىي ال ياص ى الئعىىد وال احلركىىة وال السىىكان‪ ،‬وال‬ ‫القيام ‪ ...‬ها يف األعياء عل غري ممازَىة‪ ،‬خىارم منهىا على غىري مئاينىة‪ ،‬فىاق‬ ‫كل عيء وال يقال عيء فاَه‪ ،‬أمام كل عيء وال يقال له أمام‪ ،‬داخل يف األعياء‬ ‫ال كشيء يف عيء داخل‪ ،‬وخارم منها ال كشيء من عيء خارم"‪)9(.‬‬

‫‪ 8‬عقائد اإلمامية لمحمد فضا المظير‬ ‫‪ 9‬نهج البالغة‬

‫اهلل جل جالله | ‪26‬‬


‫خ‬ ‫ل‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ق‬ ‫الإنسان – ة الله ي لإرض‬ ‫تشااكل خالفااة اهلل‬ ‫لإلنسااااان فااااي‬ ‫األفض القضاااية‬ ‫كالمحوف األساس‬ ‫للراية اإلسالمية‬ ‫للحيااة كالكاون‬ ‫(‪.)10‬‬ ‫إن اساااااااتخال‪،‬‬ ‫اإلنسااان فااي األفض‬ ‫تعني عبادة اإلنسان هلل‬ ‫عز كجال مان خاالل‬ ‫عمااافة األفض حيااث‬ ‫تعنااي العبااادة إتيااان‬ ‫اإلنسان بكل تصاوفاته‬ ‫كحركاتااه كسااكناته‬ ‫كفااق مااا يرتضاايه اهلل‬ ‫تعالى كفق المنهج اإلسالمي‪.‬‬

‫علٌ فِي األَرْ ِ‬ ‫ض‬ ‫كةِ ِإنحي َ​َا ِ‬ ‫ك لِلْمَال َِ َ‬ ‫﴿وَإِ ْذ َ​َا َل َر ُّ َ‬ ‫سفِكُ‬ ‫خَلِي َفةً َ​َالُاا أَتَجْ َعلُ فِيهَا مَنْ ُي ْفسِدُ فِيهَا وَ َي ْ‬ ‫س لَكَ َ​َا َل ِإنحي‬ ‫َ َونُقَدح ُ‬ ‫س حئحُ ِحَمْدِ َ‬ ‫ن ُن َ‬ ‫الدحمَا َء َونَحْ ُ‬ ‫سمَاءَ‬ ‫أل ْ‬ ‫أَعْ َل ُم مَا ال تَعْ َلمُانَ ( ‪ ) 30‬وَعَ َّل َم آدَمَ ا َ‬ ‫ض ُهمْ عَلَ الْمَالَِكَ ِة فَقَالَ‬ ‫كُلَّهَا ُثمَّ عَرَ َ‬ ‫سمَا ِء َهؤُال ِء إِنْ كُنْ ُت ْم صَادَِِنيَ ( ‪) 31‬‬ ‫َأنْ ِئئُانِي ِ َأ ْ‬ ‫ك َأ ْنتَ‬ ‫َ​َالُاا سُئْحَانَكَ ال عِ ْلمَ لَنَا إِال مَا عَ َّلمْتَنَا ِإنَّ َ‬ ‫الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ( ‪َ​َ ) 32‬ا َل يَا آ َد ُم أَنْ ِئ ْئ ُهمْ‬ ‫ل‬ ‫سمَا َِ ِه ْم َ​َا َل أَ َل ْم أَ​َُ ْ‬ ‫سمَا َِ ِه ْم فَلَمَّا َأنْئَأَ ُه ْم ِ َأ ْ‬ ‫ِ َأ ْ‬ ‫ض وَأَعْلَمُ‬ ‫ت وَاألَرْ ِ‬ ‫غيْبَ السَّمَاوَا ِ‬ ‫َلكُ ْم ِإنحي َأعْلَ ُم َ‬ ‫مَا تُئْدُونَ وَمَا كُنْ ُتمْ تَكْ ُتمُانَ ( ‪ ) 33‬وَإِ ْذ َُلْنَا‬ ‫س أَ َ‬ ‫لِ ْلمَالَِكَ ِة اسْجُدُوا آلدَ َم فَسَجَدُوا إِال إِ ْلِي َ‬ ‫ن مِنَ الْكَافِرِينَ ( ‪﴾) 34‬‬ ‫وَاسْتَكْئَرَ َوكَا َ‬

‫فاألفض هو الميدان الذي من خالل عمافة اإلنسان لاه كالكادح فياه ساعياً‬ ‫للرزق كاألمان كالسعادة عبر األطر كالمياهيم كالتعليماات اإلساالمية يجساد‬ ‫فيها اإلنسان العبودية هلل بجميع مظاهرها كيحقاق بهاا الخالفاة اإللهياة فاي‬ ‫األفض فالعبودية هلل كعمافة األفض إنما هماا كجهاان لعملاة كاحادة كهماا‬ ‫يؤديان تكويناً إلى تطوف اإلنسان كفقيِّ​ّه كسموِّّه‪.‬‬ ‫‪ 10‬للتعمق فيه اقترح كتا "خليية اهلل اإلنسان الكامل" الشهيد المطهري‪.‬‬

‫اإلنسان خليية اهلل في األفض | ‪27‬‬


‫زد ددذك السد دديا الشد ددهيا محمد ددا ب د د ق اللد ددار فد ددي كت بد دده "خالفد ددة‬ ‫اإلنس ن وشه دة األ بي ء“‪:‬‬ ‫"إن هللا سددبح ه وتع د لى ش د ف اإلنس د ن ب لخالفددة علددى األرض‪،‬‬ ‫فكد ن اإلنس د ن متميد ا عددن كددل عن صد الكددون بي دده خليفددة هللا علددى‬ ‫األرض‪ .‬وبه ددذه الخالف ددة اس ددتحم أن تس ددجا ل دده املالئك ددة‪ ،‬وت ددازن ل دده‬ ‫ب لط عة كل قوا الكون املنظور وغيراملنظور‪...‬‬ ‫إن هللا س د ددبح ه وتع د د لى أ د د ب الجم ع د ددة البش د د ية ف د ددي الحك د ددم‬ ‫وقيد دة الكددون وإعمد ره اجتم عيد وطبيعيد ‪ ...‬بوصددفه خليفددة عددن‬ ‫هللا‪ .‬النمو الحقيق في مفهوم اإلسالم أن زحقم اإلنسد ن الخليفدة‬ ‫علدى األرض فددي فاتدده تلدك القدديم التددي زدؤمن بتوحيدداه جميعد فددي هللا‬ ‫عس وجدل الدذي اسدتهلفه واسدترع ه يمد الكدون‪ ،‬فلدف ت هللا تعد لى‬ ‫وأخالق د دده م د ددن الع د ددال والعل د ددم والق د ددارة وال حم د ددة ب ملستض د ددعفين‬ ‫واال تقد م مدن الجبد رين هدي مؤشد ات للسدلوك فدي م تمدع الخالفددة‪،‬‬ ‫وأهااف لإلنس ن الخليفة‪ ،‬فقا جد ء فدي الحداز "تهلقدوا بديخالق‬ ‫هللا" ومل ك هذه القيم علدى املسدتوا اإللهدي مطلقدة وال حدا لهد ‪،‬‬ ‫وك د ن اإلنس د ن الخليفددة ك ئن د محدداودا‪ ،‬فمددن الطبيعددي أن تت سددا‬ ‫عمليددة تحقيددم تلددك القدديم إنسد ي فددي ح كددة مسددتم ة حددو املطلددم‪،‬‬ ‫وسدديرحطمد إلددى هللا‪ .‬وكلمد اسددتط ع اإلنسد ن مددن خددالل ح كتدده أن‬ ‫زتل عا في تحقيم تلك املطل‪ ،‬وي سا في حي ته بلدورة أكبدرفديكبر‬ ‫عاال د د ددة هللا وعلم د د دده وقارت د د دده ورحمت د د دده وج د د ددوده ورفض د د دده للظل د د ددم‬ ‫والجب ددروت‪ ،‬ب ددجل ب ددذلك ا تلد د را ف ددي مقد د زمس الخالف ددة ال س ي ددة‬ ‫واقترب حو هللا في مسيرته الطويلة‪"...‬‬

‫اإلنسان خليية اهلل في األفض | ‪28‬‬


‫خالفة اإلنس ن‬

‫الوسيلة‬

‫دة هللا‬ ‫عب‬ ‫‪text‬‬

‫أ ب"اح"‬ ‫وأ رق عى‬ ‫هللا‬ ‫‪text‬األرض‬ ‫عم رة‬

‫هاف اإلنس ن‬ ‫والحي ة‬

‫الشكل فقم ‪ / 5‬استخال‪ ،‬اإلنسان في األفض‬

‫اإلنسان خليية اهلل في األفض | ‪29‬‬


‫آلهدف آلسامي لحباة الإنسان‬ ‫مما تقدم نعلم أن هد‪ ،‬اإلنسان فاي‬ ‫هااذه الحياااة ه او القاار إلااى اهلل(‪)11‬‬ ‫كالوسيلة هي خالفة اإلنسان بماا تعنياه‬ ‫من عبادة اهلل كالكدح في الدنيا ﴿يا أَ ُّيهَىا‬ ‫ك كَىىدْحاً‬ ‫َ إِلَىى رَ حىى َ‬ ‫ك كَىىا ِد ٌ‬ ‫ن إِنَّىى َ‬ ‫اإلنسَىىا ُ‬ ‫فَمُالَِيهِ﴾‪.‬‬

‫لماذا خلقنا اهلل؟‬ ‫خلقن هللا لسع دتن أل ه‬ ‫محض الفيض والك م‪.‬‬ ‫فسع دتن تتحاد بماا ق سن‬ ‫إلى هللا‪ ،‬الذي زتحاد بقوة‬ ‫وجود ‪ ،‬وماا إدراكن‬ ‫لعبودزتن هلل (إز بيتن )‬

‫مل فا الق ب إلى هللا؟‬ ‫إن السبب الذي من أجله خلقنا اهلل هو ألنه محض الجاود كالكارم‬ ‫فهو تعالى بإفادته يييض الوجود على كال ماا يمكان أن يكاون ألن‬ ‫كجود أي مخلوق يعني سعادة ال المخلوق في األصل أالّ أن مقاداف‬ ‫كنوعية سعادتنا مرتبطة بمدى قربنا إلى اهلل تعالى الذي هاو بادكفه‬ ‫فهين تماماً بإفادتنا كاختيافاتنا نحن‪.‬‬

‫م فا عيي ق سن إلى هللا؟‬ ‫إن قربنا إلى اهلل هو محصلة عنصرين أكلهما مقداف عبوديتنا هلل‬ ‫كثانيهما مدى إدفاكنا التاام شاعوفياً كالشاعوفياً معرفيّااً كعاطييّااً‬ ‫كسلوكيّاً لهذه العبودية‪.‬‬ ‫بالنسبة للعنصر األكل فإن مقداف عبوديتنا هلل مطلق كمساك لتمام‬ ‫كجودنا بأكمله بكل افة فيه كمن كل حيثياة مان حيثياتاه بال إن‬ ‫عبوديتنا هلل ما هي إال نيس كجودنا المياض من اهلل تعالى علينا‪.‬‬ ‫كعليه فكلما ازداد كجودنا قوة ككماالً كاكتسبنا الصيات الخيّرة‬ ‫‪ 11‬للتعمق فيه اقترح كتا "الهد‪ ،‬السامي للحياة اإلنسانية" الشهيد المطهري‪.‬‬

‫الهد‪ ،‬السامي لحياة اإلنسان | ‪30‬‬


‫مثل المعرفة كالحكمة كاإلفادة كأبرزنا الكامن من طاقاتنا كقادفاتنا‬ ‫التي كهبنا اهلل إياها كان ال مظهراً للعبودية الذاتية هلل حتى كإن‬ ‫لم نلتيت لذل ‪.‬‬ ‫من هنا فإن عبوديتنا هلل نحن البشر أشد كأعظم من عبودية قنديل‬ ‫البحر (مثالً) كبقية الكائنات األخرى‪.‬‬ ‫من هنا فإاا عمل اإلنسان على تطوير قدفاته كاكتسا المزيد من‬ ‫الصيات الجميلاة مثال الكارم كالشاجاعة كالحكماة كصايا الانيس‬ ‫كالعزيمة كغيرها فإن عبوديته هلل كبالتالي قربه إلى اهلل سو‪ ،‬يزداد‬ ‫بنيس المقداف أما إاا خسر قدفاته كملكاته فإنه يزداد بعداً عن اهلل‪.‬‬ ‫كأما للعنصر الثاني فاإن مادى إدفاكناا لعبوديتناا هلل إنماا هاو‬ ‫مرهون بمدى ممافستنا لها في حياة الدنيا من خالل خضوعنا لتعاليم‬ ‫اهلل عز كجل كمدى تياعلنا اإليجابي معها (إيجابيتنا في الحياة)‪.‬‬

‫م عالقة ق سن إلى هللا تع لى‪ ،‬ب حس سن ب لسع دة في العوالم الق دمة؟‬ ‫إن العنصر األكل "قوة كجودنا" هو ما يحدد مقداف إحساسنا سوا ً‬ ‫كان بالسعادة أم بالشقا ‪.‬‬ ‫أما ما يحدد إاا ما كنا سنساعد أم سنشاقى كنوعياة الساعادة أك‬ ‫الشقا الذي سنشعر بهما فهو العنصر الثاني كهاو "مقاداف إدفاكناا‬ ‫لعبوديتنا هلل" كترسخه في كجداننا كانصياعنا للحق‪.‬‬ ‫فكلما ازداد إدفاكنا لعبوديتنا هلل افتقات نوعياة ساعادتنا إلاى أن‬ ‫نصل إلى دفجة نصبح فيها نحن بذكاتنا "سعادة" ككلما كان سالبياً‬ ‫بأن كنا مستكبرين على اهلل كعلى الحق ازدادت نوعية شاقائنا ساو اً‬ ‫إلى أن نصل إلى دفجة نصبح فيها نحن بذكاتنا "شقا ً"‪.‬‬ ‫إن هذا يجعلنا ندفك كم هي عظيمة فحمة اهلل بنا كحباه لناا إا‬ ‫جعل هدفنا في الحياة عبوديته كحبه كالقار إلياه تعاالى ال طلبااً‬ ‫خلَقْتُ الْجِنَّ وَاإلِنسَ ِإالَّ ِليَعْئُىدُونِ﴾‬ ‫للسعادة كإنما عبوديةً له سبحانه ﴿وَمَا َ‬ ‫ككلما تدفجنا في سير العبودياة نحاو اهلل افتقات ساعادتنا نوعياة‬ ‫كازدادت شدة‪.‬‬ ‫الهد‪ ،‬السامي لحياة اإلنسان | ‪31‬‬


‫الشكل التالي يلخ‬

‫المياهيم السابقة كما يلي ‪:‬‬

‫مقاارعبودزتن هلل‬

‫مقاارو وعية إحس سن‬ ‫ب لسع دة أو الشق ء‬

‫َاة وَادنا‪،‬‬ ‫وعدته (صفاتنا‬ ‫وَدراتنا)‬

‫مد إحساسنا‬ ‫وإدراكنا‬ ‫لعئاديتنا هلل‬

‫مد َر نا من‬ ‫اهلل (وها حيدد‬ ‫مستا سعادتنا‬ ‫أو عقاَنا)‬

‫قوة إحس سن‬ ‫ب لسع دة أو الشق ء‬

‫يم ه هها ألدأد وج دن ه هها قه ه ه ‪ ،‬معن ه ههى خي ق ه ههد أتلا‬ ‫وحي"اتلا ألدأد وق يت وترسخت‪ ،‬يما ألدأد‬ ‫س‬ ‫ح دأ ع د الا هلل تعاعى‪ ،‬وألدأد خ ضا ح دأ‬ ‫حا لا ا حعاد وأ ال ا‬

‫ي ح هها د ههدد ح هها أ ال هها ةح ههعد خ ةاله ه ‪،‬‬ ‫ون ع هي أ حهعاد خو أ اله ا أ ه ا ةالهعر همهها‬ ‫ه ه ملح ههدأ حا ههلا و دأ الهها ع د الهها هللمل‪،‬‬ ‫وحدى ترسخك شا وجدأنلا‪ ،‬وأنمل اعلا لحال‪.‬‬

‫الشكل فقم ‪ / 6‬معادلة القر من اهلل‬ ‫الهد‪ ،‬السامي لحياة اإلنسان | ‪32‬‬


‫آلفواتين وآلشين آلكوتية‬

‫(‪)12‬‬

‫ن َتجِى َد ِلسُى َّن ِة اللَّى ِه‬ ‫ني َفلَى ْ‬ ‫أل َّولِى َ‬ ‫ن إِال سُى َّن َة ا َ‬ ‫ل َي ْنمُىرُو َ‬ ‫قال تعالى‪َ ﴿ :‬فهَى ْ‬ ‫سنَّةِ ال َّلهِ َتحْاِيال﴾‪.‬‬ ‫تَئْدِيال وَلَنْ تَجِدَ لِ ُ‬ ‫إااً فوسيلتنا للسير نحو اهلل كالقار إلياه سابحانه هاي‬ ‫خالفتنا في األفض كعبوديتنا هلل من خالل كدحنا في عالم‬ ‫الدنيا‪ .‬كلكن ما هي القوانين التي تحكم هذه المسيرة؟ كهال‬ ‫هناك قوانين أصاالً؟ كمان أيان أتات؟ كمان الاذي كضاعها‬ ‫كحددها؟ هذا ما سنتناكله في هذا القسم كاألقسام التالية‪.‬‬ ‫إن الكون ‪ -‬بجمياع مخلوقاتاه ‪ -‬يتحارك كفاق قاوانين‬ ‫كونية محددة غير قابلة للتخلا مثال الجاابياة كقاانون‬ ‫العلة كالمعلول‪ .‬كقد دعانا اهلل تعالى الكتشا‪ ،‬هذه القوانين‬ ‫لتسخيرها في خدمة اإلنسان كتطوفه‪.‬‬ ‫لكن هذه القوانين كالسنن غيار موجاودة‬ ‫فااي الواقااع بشااكل مسااتقل (علااى نحااو‬ ‫االستقالل) كانما هي منتزعة كما كجودهاا‬ ‫سااوى انعكاااس لتياعاال صاايات كقابليااات‬ ‫الموجودات المختلية في الكون‪.‬‬

‫زتح ك الكون وفم قوا ين‬ ‫محادة‪ ،‬ت من تف عل‬ ‫صف ت وق بلي ت املوجودات‬ ‫املختلفة في الكون‬

‫إن جمياااع الموجاااودات كالكواكاااب‬ ‫كالحيوانات كالبحاف كالكائنات الحية كنحن البشر بل كحتى‬ ‫المالئكة كالشياطين إنما تتياعل مع بعضها كفق ماا تملكاه‬ ‫من صيات كقابليات كهاذا التياعال هاو الاذي يناتج هاذه‬ ‫القوانين التي تحكم الكون‪.‬‬

‫‪ 12‬للتعمق فيه اقترح كتا "العدل اإللهي" الشهيد مرتضى المطهري‪.‬‬

‫القوانين كالسنن الكونية | ‪33‬‬


‫غياار أن مااا نملكااه ماان‬ ‫صف ت وق بلي ت‬ ‫صيات كقابلياات إنماا هاي‬ ‫املوجودات إ م هي فس‬ ‫نيس كجودنا فوجودنا ليس‬ ‫سوى ما نملكه من قابلياات‬ ‫وجوده ‪ ،‬ووجوده م هو‬ ‫كصيات‪ .‬فمالمح كجها ‪-‬‬ ‫سوا ق بلي ه وصف ه‬ ‫مثالً ‪ -‬كييماا كانات هاي‬ ‫ال‬ ‫كجه نيسه فهي ليست سوى حادكد كصايات كجها‬ ‫شيئاً مختلياً عنه‪ .‬كما أن الجسم هو نيس امتداده كحجماه‬ ‫ككتلته كليسا شيئين مختليين في الواقع‪.‬‬ ‫لقد خلاق اهلل الكاون كلاه بكال مكوناتاه كموجوداتاه‬ ‫كتياصيله ضمن هذه القوانين كالسنن الكونية كلكن ال ال‬ ‫يعني عزلته عن عالم تاأثير القاوانين فهاي مظهار قدفتاه‬ ‫كقيمومته‪.‬‬ ‫كعليه فوجود أي إنسان بما يملكه مان صايات كقابلياات‬ ‫محددة هو نتيجة طبيعية كحتمياة النادماج حياوان مناوي‬ ‫معااين ماان بااين مليااافات الحيوانااات المنويااة ماان كالااده‬ ‫بالبويضة التي أفرزها فحم كالدته بما يحمالن من جيناات‬ ‫كصيات كفاثية محددة‪.‬‬ ‫كلو كان حيوان منوي آخر هو الذي اندمج بالبويضة أك‬ ‫أن المبيض أفرز بويضة أخرى لما كاان الاذي كجاد هاو‬ ‫نيس اإلنسان بل إنسان آخر بصيات كقابليات أخرى‪.‬‬ ‫كاألمر كذل بالنسبة لجميع المخلوقات فكل مخلاوق‬ ‫له علة أكجدته كهي التي حددت صاياته كقابلياتاه بانيس‬ ‫عملية إيجاده‪.‬‬

‫القوانين كالسنن الكونية | ‪34‬‬


‫هل عيي فلك أن الكون زتل ف ب ستقاللية وفم قوا منه ؟‬ ‫كال حيث يقول جل جالله‪﴿ :‬يَا أَ ُّيهَا النَّاسُ أَنْتُمُ ا ْلفُ َقرَاءُ إِلَى‬ ‫ي ا ْلحَمِيىدُ﴾ فالكون بكال ماا يحتوياه فقيار‬ ‫ال َّلهِ وَال َّلهُ هُ َا الْ َغنِ ُّ‬ ‫بذاته ‪ -‬دائماً كأبداً ‪ -‬في كجوده هلل عز كجل‪.‬‬ ‫إن العلل المباشرة الموجدة لألشيا كالمسببة لآلثااف ال‬ ‫تمل الوجود لتييضه على غيرها كإنما اهلل هو من يييضه‬ ‫كأما العلل فإنها بحركتها كبما تملكه مان قادفة ككجاود‬ ‫أفاضه اهلل عليها إنما تجعل معلوالتها قابلاة لالساتيادة مان‬ ‫الييض اإللهي حسب قابلياتها كصياتها التي اكتسابتها مان‬ ‫عللها‪.‬‬ ‫بهذا اليهم يصبح كاضحاً لمااا خةلق إنسان أساود كآخار‬ ‫أبيض؟ لمااا كان إنسان جميالً كاكيا كآخر قبيحاً كغبيااً؟‬ ‫كلمااا لم يكن العكس؟ كلمااا خلق اهلل تعالى‬ ‫الجراثيم كالوحوش؟ كلماااا خلقناا اهلل فاي‬ ‫داف الدنيا عبر عاالم الارحم كلام يخلقناا‬ ‫العلل ت عل معلوال ه‬ ‫مباشرة في الجنة؟‬

‫ق بلة لالستف دة من‬

‫فاهلل تعالى أفاض الوجود علاى كال ماا‬ ‫الفيض اإللهي ب لوجود‬ ‫يمكاان أن يوجااد ألن اهلل كااريم كجااواد‬ ‫حسب ق بلي ه وصف ه‬ ‫كالوجود في ااته خير كالكل يأخذ مان هاذا‬ ‫التي اكتسبهلله من علله‬ ‫الخياار حسااب اسااتعداداته كقابلياتااه التااي‬ ‫كسبها كفق تياعل الموجاودات ماع بعضاها‬ ‫البعض كفق نظام العلل كالمعلوالت‪.‬‬ ‫َ كُى ح‬ ‫ل‬ ‫ل ال َّلهُ خَىا ِل ُ‬ ‫يشبّه سبحانه هذا األمر بقوله تعالى‪ِ َُ﴿ :‬‬ ‫عَيْء وَهُىاَ الْاَاحِىدُ الْ َقهَّىارُ (‪ )16‬أَنى َزلَ مِىنَ السَّىمَاءِ مَىاءو فَسَىالَتْ َأوْدِيَىة‬ ‫ِقَىدَرِهَا﴾‪ .‬فكما أن ما المطر يكون متسعاً لكن األكدية تأخذ‬ ‫من ما المطر بقادف ماا تساتوعبه هاي ال بساعة المطار‬ ‫فكذل إفاضة اهلل للوجود كالخلق كاساعة كال حادكد لهاا‬

‫القوانين كالسنن الكونية | ‪35‬‬


‫كلكن المخلوقات تأخذ من هذه اإلفاضة بحسب ما تسمح لها‬ ‫عللها التي كانت السبب المباشر في إيجادها‪.‬‬

‫إفا ك‬

‫هذه القوا ين ال تتهلف أباا‪ ،‬فلم فا اعو هللا إفن؟‬

‫القااوانين ماااهي سااوى نتاااج تياعاال صاايات كقابليااات‬ ‫فكل موجاود يتياعال معهاا‬ ‫الموجودات مع بعضها كبذل‬ ‫فيؤثر فيها كيتأثر بهاا حساب صاياته كقابلياتاه فربماا ال‬ ‫يستطيع طيل ص ير أن يرفاع عان األفض جساماً كزناه ‪10‬‬ ‫كيلو جرام بينما يستطيع الرجل الكبير أن ييعل ال بكل‬ ‫سهولة كبينما ال نستطيع نحن البشار الطياران فاي الجاو‬ ‫تستطيع الطيوف ال ‪.‬‬ ‫إااً فقدفة كل موجود في التأثير في هذا الكون إنما هاي‬ ‫فهن بقدفاته كصياته كحيث ان قدفة اهلل كصاياته مطلقاة‬ ‫كغير محدكدة فقدفته على التأثير في الكون مطلقة ﴿إِنَّمَىا‬ ‫عيْئوا أَنْ يَقُالَ َل ُه كُنْ َف َيكُانُ﴾ كهذا ما يجعل مان‬ ‫أَ ْمرُهُ إِذَا أَرَادَ َ‬ ‫دعائنا هلل عز كجل في قضا حوائجنا أمراَ كاقعياَ كمبرفاَ‪.‬‬ ‫هذا بالطبع ناهي عن أن الدعا هلل هو أمر محباب لاه‬ ‫سبحانه كتعالى فهو يدعونا له بإلحاح ﴿وَ​َ​َالَ رَ ُّكُىمُ ا ْدعُىانِي‬ ‫َأسْتَجِبْ َلكُىمْ﴾ ليس لحاجة منه لدعائنا فهو ال ني المطلاق‬ ‫كما مر كلكن ألن دعا نا هلل يرسخ لدينا حالة العبودية هلل‬

‫كهو العنصر الثاني في معادلة القر إلى اهلل جل جالله‪.‬‬

‫القوانين كالسنن الكونية | ‪36‬‬


‫مشيرة الحباة‬ ‫ن مِىن سُىلَالَة محىن ِىنيٍ )‪ (12‬ثُىمَّ‬ ‫خلَ ْقنَىا الِْ​ِنسَىا َ‬ ‫قال تعالى‪﴿ :‬وَلَقَدْ َ‬ ‫خلَ ْقنَا‬ ‫علَقَةً َف َ‬ ‫طفَةَ َ‬ ‫خلَ ْقنَا النُّ ْ‬ ‫طفَةً فِي َ​َرَا ٍر َّمكِنيٍ )‪ (13‬ثُمَّ َ‬ ‫َ​َ َع ْلنَاهُ نُ ْ‬ ‫مضْغَةَ عِمَاماً َفكَسَىاْنَا الْعِمَىامَ َلحْمى ًا ثُىمَّ‬ ‫خلَقْنَا الْ ُ‬ ‫الْ َعلَقَةَ ُمضْغَةً َف َ‬ ‫ن ا ْلخَالِقِنيَ )‪ (14‬ثُ َّم إِ َّنكُى ْم َعْىدَ‬ ‫َ ال َّلهُ أَحْسَ ُ‬ ‫خرَ فَتَئَارَ َ‬ ‫خلْق ًا آ َ‬ ‫أَنشَأْنَاهُ َ‬ ‫ميحتُانَ )‪ (15‬ثُ َّم إِ َّنكُمْ يَاْ َم الْ ِقيَامَةِ تُئْ َعثُانَ﴾‬ ‫ذَلِكَ لَ َ‬ ‫اكرنا أن مسيرتنا نحو اهلل تبدأ بخلقناا (حساب قاانون‬ ‫العلية) كتستمر حتى لقائه سبحانه كتعالى ﴿يا أَ ُّيهَىا اإلنسَىانُ‬ ‫ك كَ ىدْحاً فَمُالَِي ىهِ﴾‪ .‬كاكرنااا أن هااذه‬ ‫َ إِلَ ى رَ ح ى َ‬ ‫ك كَىىا ِد ٌ‬ ‫إِنَّ ى َ‬ ‫المسيرة ليست فوضوية كإنما تجري كفق قاوانين كونياة‬ ‫صافمة ال تت ير كإنما نستطيع التحكم بها كالسيطرة عليها‬ ‫بقدف ما نكتسبه من معرفة كقدفة كباللجو إلياه سابحانه‬ ‫كتعالى‪ .‬في هذا القسم نتناكل اإلطاف العام لمسيرة اإلنساان‬ ‫نحو اهلل سبحانه‪.‬‬ ‫ال ينتقل اإلنسان من عالم إلى العالم الذي يلياه إال بعاد‬ ‫ان يكتمل فيه تطوفه كيصبح قادفاً لالنتقال إلى العالم الذي‬ ‫يليه‪.‬‬ ‫فقط عندما لقح الحيوان المنوي البويضة كأصبح نطية‬ ‫قدف أن ينتقل إلى عالم الرحم من‬ ‫خالل عملية "الحمل" كفقط عندما‬ ‫تطوفت النطياة كاكتمال نموهاا‬ ‫ال ‪.‬تقل من ع لم إلى الع لم‬ ‫كأصاابحت إنساااناً انتقلاات لعااالم‬ ‫الذي زليه‪ ،‬إال بعا ان كمل‬ ‫الدنيا عبر عملية "الوالدة"‪.‬‬

‫رس لتن وهافن فيه‪ ،‬ويكتمل‬ ‫فيه تطور‬

‫مسيرة الحياة | ‪37‬‬


‫كعندما يكتمل نمو هذا اإلنسان في عاالم الادنيا كتصال‬ ‫فكحه إلى مرحلة من النمو كالتجارد ساينطلق إلاى عاالم‬ ‫البرزخ عبر عملية "الموت" حيث يظل يتكامال هنااك ماع‬ ‫بقية األفكاح األخرى إلى أن يأتي اليوم الذي تصبح فيه هذه‬ ‫األفكاح جاهزة لالنتقال إلى عاالم اآلخارة (المقار الادائم)‬ ‫فتنتقل إليه عبر عملية "البعث" حيث نظل نتكامل كنسامو‬ ‫كنقتر إليه سبحانه كتعالى‪.‬‬ ‫فياضااياً ماادة العااوالم الثالثااة‬ ‫األكلاى (الاارحم كالاادنيا كالباارزخ)‬ ‫تساكي صايراً بالمقافناة ماع عاالم‬ ‫اآلخرة الذي ال نهاية لاه‪﴿ .‬وَمَىا هَىذِهِ‬ ‫خرَةَ‬ ‫ن الدَّارَ اآل ِ‬ ‫حيَاةُ الدُّ ْنيَا إِال َلهْاٌ وَلَعِبٌ وَإِ َّ‬ ‫ا ْل َ‬ ‫حيَاَانُ لَ ْا كَانُاا يَ ْعلَمُانَ﴾‪.‬‬ ‫َلهِيَ ا ْل َ‬

‫ولكن كيف هم الع مل ن ادتي‬

‫ماة العوالم الطالشة األولى‬ ‫(ال حم‪ ،‬والا ي ‪ ،‬والبر ي)‬ ‫تس وي صف ا ب ملق ر ة مع‬ ‫ع لم ادخ ة‬

‫ن؟ (‪)13‬‬

‫نستطيع كصا عالمي البرزخ كاآلخرة كلكننا ال نستطيع‬ ‫إدفاك شي عن حقيقتهما‪﴿ .‬وَ ُن ْنشِ َئكُمْ فِي مَا لَا تَ ْعلَمُانَ﴾‪.‬‬ ‫لكي نستطيع أن نتخيل اليرق بينهما كبين عاالم الادنيا‬ ‫يكيي أن تقاافن باين كجاودك كنطياة كباين كجاودك‬ ‫كإنسان مكتمل ثم تصوف أن ستتطوف في عاالم البارزخ‬ ‫بنيس النسبة!‬ ‫قافن بين عالم السائل المنوي أك حتى عالم الرحم كبين‬ ‫عالم الدنيا بهذا الكون الواسع الممتد كالمكون مان مالياين‬ ‫المجرات كالتي يعد من أص رها مجارة دف التباناة التاي‬ ‫تقع المجموعة الشمسية بكل كواكبها كأقمافها في طار‪،‬‬ ‫جانبي من ايلها‪.‬‬ ‫‪ 13‬للتعمق فيه اقترح كتا "المعاد" للشهيد مرتضى المطهري‪.‬‬

‫مسيرة الحياة | ‪38‬‬


‫ثم تصوف أن عالم البرزخ هو عالم أطوف من عالم الدنيا‬ ‫بنيس النسبة التي بها عالم الدنيا أطوف مان عاالم الارحم‪.‬‬ ‫كأن عالم اآلخرة أطوف عن عالم البرزخ بنيس النسبة أيضاً!‬

‫رحلة في ع لم الا ي‬ ‫‪http://bit.ly/trip_in_universe‬‬

‫هذا مجرد لتقريب المعنى كإال فإن الحقيقة أعظام مان‬ ‫ال بكثيار‪ .‬ألن عاالم الادنيا باالرغم مان كال تطاوفه‬ ‫بالمقافنة مع السائل المنوي كنحن بالرغم من كل تطوفنا‬ ‫بالمقافنة مع الحيوان المنوي إال أننا ال نازال نتكاون مان‬ ‫نيس المادة الجسمانية كالتي هي أسيرة الزماان كالمكاان‪..‬‬ ‫بينما نحن كعوالمنا في تطوفنا اآلتاي ال نتكاون مان هاذه‬ ‫المادة الجسمانية كلسنا فيه أسرى الزمان كالمكان!‬

‫تطور إحس سن ب لسع دة والشق ء‬ ‫بنيس النسبة التي نتطوف بها كيتطوف بها عاالم البارزخ‬ ‫بالمقافنة مع عاالم الادنيا يتطاوف أيضااً إحساسانا باللاذة‬ ‫كالسعادة كيتطوف أيضاً إحساسنا باأللم كالعذا كالشقا ! بل‬ ‫يصبح جز ا من حقيقة كجودنا فنتحول نحن إلاى الساعادة‬ ‫مسيرة الحياة | ‪39‬‬


‫كالجنة كالرضوان أك بالعكس من ال نتحول إلى الشاقا‬ ‫كالجحيم تماماً مثلما يتحول اليحم إلى جمر!‬ ‫كمرة أخرى بنيس النسبة التي نتطاوف بهاا فاي عاالم‬ ‫اآلخرة كيتطوف بها عالم اآلخرة بالمقافنة مع عالم البرزخ‬ ‫يتطااوف أيض ااً إحساساانا باللااذة كالسااعادة كيتطااوف أيض ااً‬ ‫إحساسنا باأللم كالعذا كالشقا هناك‪.‬‬ ‫ترتبط السعادة لدى معظم الناس في عالم الدنيا بامتالك‬ ‫أشيا خافج عن اكاتهم كاألموال كاألكالد كالجااه كلكنهاا‬ ‫في العالمين التاليين مرتبطة تمامًا بمادى تكامال كجودناا‬ ‫كصياتنا النيسية!‬

‫ع لم الا ي هي املحطة التي و عه هللا‬ ‫لن لنقوم فيه حن بتطوي وتشكيل‬ ‫وجود ‪ ،‬وس لت لي تحازا مستوا‬ ‫سع دتن ‪ ،‬وفلك من خالل ح كتن‬ ‫وق اراتن التي تهذه في ع لم الا ي‬

‫لم يكن لناا أي تاأثير‬ ‫في تشكيل كجودناا الاذي‬ ‫أتينا به إلى عاالم الادنيا‬ ‫لكن في المقابل فإن عاالم‬ ‫الدنيا هاو المحطاة التاي‬ ‫كضعها اهلل لنا لنقوم فيها‬ ‫بإفاداتنا كقرافاتنا بتطوير‬ ‫كتشااكيل كجودنااا الااذي‬ ‫سننتقل به إلاى العاالمين‬ ‫اآلتيين‪.‬‬

‫كبالتالي نحن من نحادد ماا سانحظى باه مان الساعادة‬ ‫كالهنا أك بالعكس ما سانعانيه مان العاذا كالشاقا فاي‬ ‫العالمين اآلتيين‪.‬‬

‫مسيرة الحياة | ‪40‬‬


‫آلشير نحو الله‬ ‫﴿وَإِذْ َالَ رَ ُّكَ لِ ْلمَالَِكَةِ ِإنحي خالٌَِ َشَروا مِىنْ صَلْصىا ٍل‬ ‫ختُ فِيهِ مِنْ رُوحِىي‬ ‫حمٍَِ مَسْنُانٍ (‪ )28‬فَِ​ِذا سَاَّيْتُهُ َو َنفَ ْ‬ ‫مِنْ َ‬ ‫ك ىةُ كُ ْل ُه ى ْم‬ ‫س ىجَ َد ا ْلمَالَِ َ‬ ‫ن (‪ )29‬فَ َ‬ ‫فَقَ ُعىىاا َل ىهُ سىىاَِدِي َ‬ ‫ن َمعَ السَّاَِدِينَ﴾‬ ‫س أَ أَنْ يَكُا َ‬ ‫ال إِ ْلِي َ‬ ‫ن (‪ )30‬إِ َّ‬ ‫َمَعُا َ‬ ‫أَ ْ‬

‫(‪ )14‬نأتي إلى الدنيا كنحن نمل بعدين أحدهما حياواني‬ ‫كاآلخر فكحاي نيساي‪ ..‬فالبشارة كالطاول كدفجاة الاذكا‬ ‫كمسااتوى الماارح كصااياتنا الجساامية كالنيسااية كقابلياتنااا‬ ‫األخرى موفكثة كمحددة بطقم الجيناات الوفاثياة للحياوان‬ ‫المنوي كالبويضة الذين تشكّل منهما كل كاحد منا‪.‬‬ ‫كلكن ليست صياتنا كقابلياتنا فقط هي التي نأتي بهاا إلاى‬ ‫هذه الادنيا كإنماا ناأتي أيضااً بطقام مان القايم الموحادة‬ ‫الم ركسة فينا جميعاً كالتي تشامل معرفاة اهلل كالتعلاق باه‬ ‫ع َل ْيهَىا ال‬ ‫طرَةَ ال َّلهِ الَّتِىي فَطَىرَ النَّىاسَ َ‬ ‫كحبه كعبوديته "اليطرة"‪﴿ .‬فِ ْ‬ ‫خ ْلَِ ال َّلهِ﴾‪.‬‬ ‫تَئْدِيلَ ِل َ‬ ‫صياتنا كقابلياتنا كفطرتنا ليست ثابتة فهي تت ير كتنماو‬ ‫أك تضمحل حسب حركتنا كقرافاتنا اليومية في عالم الدنيا‪.‬‬ ‫فحركتنا في هذه الدنيا هي األحر‪ ،‬التاي ترسام صاياتنا‬ ‫النيسية من علم كإفادة كعزيمة كحكمة كحب كتقوى كجماال‬ ‫كخير كشجاعة كيقين إلاى آخار القائماة التاي نعجاز عان‬ ‫تحديدها ألن عالم الدنيا بطبيعته المادية أقال مان أن تظهار‬ ‫فيه جميع صياتنا النيسية‪.‬‬ ‫‪ 14‬للتعمق فيه اقترح كتا "خليية اهلل اإلنسان الكامل" الشهيد المطهري‪.‬‬

‫السير نحو اهلل | ‪41‬‬


‫نأتي إلى الدنيا بحاجاتنا الناشئة من كاال البعادين فيناا‬ ‫الجسد كالركح فنحتاج أن نأكل كان نشار كأن نلابس كأن‬ ‫نمرح كأن نحب كأن نيكر كأن نتعلم كأن نتياخر كهلم جراً‪.‬‬ ‫فنتياعل مع الدنيا سعيًا كفا سد هاذه الحاجاات فنادفس‬ ‫كنبحث كنصنع كنكدح فيها فنسد حاجاتنا فتنشأ لدينا حاجات‬ ‫أخرى كنظل هكذا في ساعي دائام مناذ طيولتناا لساد هاذه‬ ‫الحاجات التي ال تنتهي‪.‬‬ ‫كفي جميع هذه المراحل أنت تواجه الكثيار مان المواقاا‬ ‫اليومية كيكون علي اتخاا العديد من القرافات كهاذه هاي‬ ‫كمان ثام تشاكل كجاودك‬ ‫التي تحادد صايات كقادفات‬ ‫كاات ‪.‬‬ ‫عندما تأتي للدنيا تملا فصايدًا مان مساتوى الشاجاعة‬ ‫كاآلن في هذه الدنيا أنت تبني علياه فاإاا‬ ‫كفثته من كالدي‬ ‫تعودت أن تأخذ مواقا خائية فأنت تكوّن في ااتا الخاو‪،‬‬ ‫إلى أن يصبح الخو‪ ،‬جز اً مان كيانا النيساي بينماا لاو‬ ‫اتخذت مواقا شجاعة فانت تكوّن في اات الشجاعة إلاى أن‬ ‫تصبح الشاجاعة جاز اً مان كيانا النيساي كإن تضاافبت‬ ‫فتافة خائية كأخرى شجاعة فأنات تزياد كتانق‬ ‫مواقي‬ ‫من فصيد الشجاعة لدي كفق قرافات كمواقي ‪.‬‬ ‫كاألمر نيسه يتكرف مع جميع الصايات النيساية األخارى‬ ‫كالعلم كاإلفادة كالتقوى كاليقين كالحكمة كالحلم كغيرها‪.‬‬

‫بن ؤ النفس ي‬ ‫إن التكامل الذي نسعى له هاو تطاوير اكاتناا بجمياع قيمناا‬ ‫كملكاتنا اإلنسانية معاً بانسجام كتناسب ال تتخلا كاحدة عان‬ ‫أخرى حتى تبلد أعلى مستوياتها كبحيث تتأصال كتستشاري‬ ‫في عقلنا الواعي كالالكاعي كفي كل حركاتنا كسكناتنا إلاى‬

‫السير نحو اهلل | ‪42‬‬


‫أن تصير جز اً منصهراً في بنائنا النيسي كيستحيل انيكاكهاا‬ ‫عنه‪.‬‬ ‫بناانا النيسي هذا ‪ -‬بما يمتلكاه‬ ‫من ملكاات كخارائط اهنياة ‪ -‬هاو‬ ‫التك مل الذي نسعى له هو تطوي‬ ‫العدسااة التااي ننظاار ماان خاللهااا‬ ‫فواتن ‪ ،‬ب ميع قيمن اإلنس ية‬ ‫للعالم كنتياعل معه علاى مساتوى ب نسج م‪ ،‬حت تبلغ أعلى مستوي ه ‪،‬‬ ‫الحياة اليومياة فهاو الاذي يحادد‬ ‫بحي تليرجسءا منله ا في بن ء‬ ‫اسااتجاباتنا بتلقائيااة فااي مختلااا‬ ‫النفس ي‪ ،‬ويستحيل ا فك كه‬ ‫القضايا التاي نواجههاا فغام أنناا‬ ‫نستطيع بإفادتنا القياام بممافساات‬ ‫م ايرة لما تمليه علينا نيوسنا سلباً أك إيجاباً‪.‬‬ ‫كلهذا اهتم اإلسالم أكثر شي ببنا النيس لدفجاة أن اهلل‬ ‫فبط مساعدته لإلنسان بقيامه بت يير نيسه ﴿إِنَّ اللَّىهَ ال يُ َغيحى ُر مَىا‬ ‫سهِمْ﴾‪ .‬كما نجاد أن الرساول األكارم‬ ‫ِقَاْمٍ حَ َّت يُ َغ حيرُوا مَا ِأَنفُ ِ‬ ‫(ص) قد أمر المسلمين بجهاد الانيس كأطلاق علياه "اجلهىاد‬ ‫األكرب" حرصاً لتحقياق الانيس المطمئناة ﴿يَىا أَيَّ ُتهَىا الى ّنَفْسُ‬ ‫خلِي فِىىي‬ ‫ك رَاضِىيَ ًة َمرْضِىيَّ ًة (‪َ )28‬فىىادْ ُ‬ ‫الْمُطْمَ ِئنَّى ُة (‪ )27‬ارَِْعِىىي إِلَى رَ ِّى ِ‬ ‫َنَّتِي﴾‪.‬‬ ‫خلِي َ‬ ‫عِئَادِي (‪ )29‬وَادْ ُ‬ ‫من هنا أتى اهتمام اإلسالم على ت ييار خرائطناا الذهنياة‬ ‫كعقائدنا كجعلها إيجابية صحية تتسم بوحدانية العبودياة هلل‬ ‫عز كجل كنبذ جميع أنواع المشاعر السلبية كمصادف الخاو‪،‬‬ ‫ملُمَىاتِ إِلَى‬ ‫َهُم محىنَ ال ْ‬ ‫خرِ ُ‬ ‫كالضعا كالقلق! ﴿ال هلهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آ َمنُااْ ُي ْ‬ ‫ن النُّىىا ِر إِلَى‬ ‫خرَُِىىا َنهُم محى َ‬ ‫كفَىرُواْ َأوْ ِليَىىالُهُ ُم الطَّىىاغُاتُ ُي ْ‬ ‫ن َ‬ ‫النُّىاُرِ وَالَّىذِي َ‬ ‫ملُمَاتِ﴾‪.‬‬ ‫ال ْ‬

‫منهجية السير حو هللا‬ ‫قال اهلل في محكم كتاباه‪﴿ :‬هىاَ الَّىذِي َ​َعَىلَ َلكُىمُ الْىأَ ْرضَ ذَلُالًىا‬ ‫كلُاا مِنْ ِرزْ َِهِ وَإِ َل ْيهِ ال ُّنشُارُ﴾ كقاال أيضااً ‪:‬‬ ‫فَا ْمشُاا فِي َمنَاكِ ِئهَا وَ ُ‬ ‫خرَةَ ۖ وَلَا َتنْسَ نَصِيئَكَ مِنَ الدُّ ْنيَا﴾‪.‬‬ ‫َ ال َّلهُ الدَّا َر الْا ِ‬ ‫﴿وَا ْ َتغِ فِيمَا آتَا َ‬ ‫السير نحو اهلل | ‪43‬‬


‫املنهجية هي مم رسة الحي ة‬

‫إن الاانهج الااذي كضااعه اهلل لبنااا‬ ‫اليومية ب ز بية من خالل الكاح‬ ‫النيس المطمئنة يكمن في ممافسات‬ ‫فيه والسعي لنعمه ‪ ،‬بم ز‪.‬سجم‬ ‫اإليجابية لحيات اليومية فاي الادنيا‬ ‫مع التع ليم اإلسالمية والفط ة‪،‬‬ ‫من خالل الكدح فيها كالساعي لزينتهاا‬ ‫مسهللهاف رض هللا وحبه‬ ‫ماان أمااوال كبنااين كفاحااة ماديااة‬ ‫كمعنوية بما ينسجم مع اليطرة كفاق‬ ‫إفشادات الشريعة اإلسالمية كاضاعاً اهلل كفضااه كحباه نصاب‬ ‫عيني في كل حركة من كسكون‪.‬‬ ‫هذا من حيث المنهج العام كأما تطبيقاته (الطرق الموصلة‬ ‫هلل) فهي بعدد أنياس الخالئق فكل إنسان له تركيبته الخاصة‬ ‫من االستعدادات كالصيات التي كفثها كتختلا بيئته المحيطة‬ ‫به كالتحديات كاألحداث التي يواجهها عن أي إنسان آخر‪.‬‬ ‫إننا بممافساة الحيااة بإيجابياة ننضاج كنكتساب الحكماة‬ ‫فنسمو كتسمو أخالقنا كأفكاحناا فنحاب اهلل كنحاب صاياته‬ ‫كجاللاه كجمالاه كنشاعر بعبوديتنااا تجاهاه بسابب اليطاارة‬ ‫الم ركسة فينا فن دك أكثر إيجابياة فاي الحيااة كممافساةً‬ ‫لعبوديتنااا هلل علااى مسااتوى التياصاايل اليوميااة فنقاباال‬ ‫مسااؤكلياتنا تجاااه أساارنا ككظائينااا كمجتمعاتنااا كأنيساانا‬ ‫كاإلنسانية كلها بإيجابياة كيازداد حبناا لكال البشار كلكال‬ ‫المخلوقات كبالتالي نزداد سامواً كاساتعدادًا لقباول األخاالق‬ ‫الياضلة كتزكل األدفان من نيوسانا فتازداد معرفتناا بااهلل‬ ‫كيزداد عشقنا له كلحبه لنا فنخشع كنينى فيه فال نرى فاي‬ ‫خرُ وَالمَّا ِهرُ وَالْئَىا ِنُ﴾ كنرى كل شاي‬ ‫الكون غيره ﴿هُاَ الْ َأ َّولُ وَالْا ِ‬ ‫من خالله سبحانه ال سيّما عندما ندفك أننا تجلياتاه كخلقاه‬ ‫كأنه يحبنا كيعتني بنا فرداً فرداً‪.‬‬ ‫كما أننا بممافستنا إلفاداتنا كعزائمنا في حياتناا اليومياة‬ ‫تشتد قدفتنا على مجاهدة أنيسنا كتشكيلها كما يحب اهلل‪.‬‬

‫السير نحو اهلل | ‪44‬‬


‫السها‬ ‫إااً فعزكفنا عان الادنيا كتيرغناا للصاالة كالصاوم إنماا‬ ‫يحرمنا من فرصة السمو بأنيسنا كتزكيتها كبالتالي القار‬ ‫إلى اهلل سبحانه فالهاد‪ ،‬لايس هاو أن تعايش حالاة كماال‬ ‫االنقطاع إليه سبحانه كتعالى كأنات فاي خلاوة كتتعباد فاي‬ ‫محراب !‬ ‫كإنما الهد‪ ،‬أن تعيش حالة كمال االنقطاع إلياه سابحانه‬ ‫كأنت تعيش معمعة الحياة بكل تناقضاتها كتحدياتها فتتياعال‬ ‫لكن بالرغم من كل ال ال تارى‬ ‫معها فتدفعها كتدفع‬ ‫كغير عبوديت له! في الوقات الاذي ال تشا ل‬ ‫غير فب‬ ‫حالة االنقطاع هذه عن الحياة كإنما تدفع إليهاا بإيجابياة‬ ‫كبطاقة إلهية تيوق كل تصوف!‬ ‫الهد‪ ،‬أن تعيش حالة االنقطاع كأنت تأكل كتشر كتناام‬ ‫كتماازح مااع‬ ‫كأناات تاادفس كتعماال كتلعااب مااع أطيال ا‬ ‫كأنت تمافس حيات اليومية بكل تياصايلها فاال‬ ‫أصدقائ‬ ‫يش ل االنقطاع عن الحياة كال تش ل الحياة عن االنقطاع‬ ‫ألنه ليس هناك من تعافض بينهما فهما ليسا في عرض كاحد‬ ‫كإنما في طول كاحد! كممافست للحياة كفق ما أمر اهلل هي‬ ‫عبوديت هلل‪.‬‬ ‫المطلو هاو أن تكاون لادي طموحاات كأهادا‪ ،‬ترياد‬ ‫تحقيقها في عاالم الادنيا ثام تكادح فيهاا بماا أكتيات مان‬ ‫قاادفات لتحقيقهااا كإنجازهااا‪ .‬فلاايكن هاادف (إن شاائت) أن‬ ‫تكسااب المااال ماان أجاال أن تسااتمتع بااه‬ ‫كتسااجل أكالدك فااي‬ ‫كتوسااع علااى أهلا‬ ‫الهاف أن تعمش ح لة كم ل‬ ‫أحسان المادافس كتساكن فاي بيات كاساع‬ ‫كماريح كتقاود سايافة مان الطاراز األكل‪.‬‬ ‫اال قط ع إليه سبح ه وأ‬ ‫ال بأس باذل ماا دامات حركتا ضامن‬ ‫تعمش الحي ة بكل تن قض ه‬ ‫اإلطاااف الشاارعي كلكاان علياا أال تقااع‬ ‫وتحاز ه ‪ ،‬فتتف عل معه ‪،‬‬

‫فتافعه وتافعك‬ ‫السير نحو اهلل | ‪45‬‬


‫أسيراً لهذه المتع كاللذائاذ بال عليا أن تزهاد فيهاا فاال‬ ‫يااؤثر علياا نيسااياً إاا فقاادتها كاضااطرفت أن تعاايش‬ ‫اليقر كلكان بحياث ال ياؤدي عادم تاأثرك إلاى النيال مان‬ ‫سعي اإليجابي لتحسين ظركف المالية‪.‬‬ ‫لكن ليست الدنيا كحسب هي التي يريدنا اهلل أن نستمتع بها‬ ‫من دكن أن تأسرنا كتتحكم بنا كإنما حتى أنيسنا فاهلل يريدنا‬ ‫أن نطوف أنيسنا كأن نحبها كنرعاها لكن بحيث ال تتحكم بناا‬ ‫مطلقاً (إنكاف اكاتنا ألجل اهلل)!‬ ‫كبتعبير آخر فاهلل يريدنا أن نينى فيه سبحانه كتعالى فال‬ ‫تكون لنا كينونة غير إدفاكنا التام لعبوديتنا له عز كجل‪.‬‬

‫مح ور ح كتن حو هللا‬ ‫لقد حدد اإلسالم لحركتنا التكاملية نحو اهلل أفبعة محاكف‬ ‫متداخلة بسلوكنا إياها بجدية كاتزان كفق اليطارة كتعااليم‬ ‫اإلسالم كإفشادات العقل نظل نقتر إلى اهلل إلى أن نصل إلاى‬ ‫مرحلة العبودية المطلقة له سبحانه‪.‬‬ ‫هذه المحاكف هي (‪ )1‬الساعي إلشاباع حاجاتناا الجسامانية‬ ‫كالنيسية بتاوازن كاعتادال ك(‪ )2‬تطاوير الاذات ك(‪ )3‬إنكااف‬ ‫الذات ألجل اهلل من خالل غرس ثقافة العطاا كحمال فساالة‬ ‫الخياار كالصااالح للبشاارية جمعااا ك (‪ )4‬اكاار اهلل تعااالى‬ ‫كعبادته‪.‬‬ ‫لكن اهلل سبحانه لم يكتا بدفعنا نحو هذه المحاكف األفبعة‬ ‫نظرياً من خالل التشريعات كإنما أساس العدياد مان اآللياات‬ ‫كالممافسات التي تقودنا نحو هذه المحاكف كما سيتضح فاي‬ ‫اليصل الثالث بل كقبل ال كله خلقنا كخلق الكون بالشكل‬ ‫الذي يقودنا تلقائياً نحو سبحانه كتعالى ‪ -‬ما لم يختر اإلنسان‬ ‫بإفادته أن ينحر‪ ،‬عن دف اهلل‪ -‬كهذا ماا يسامى فاي اليكار‬ ‫اإلسالمي الشيعي باللطا اإللهي (القسم التالي)‪.‬‬

‫السير نحو اهلل | ‪46‬‬


‫الجراء الإخروي‬

‫(‪)15‬‬

‫إننا ننتقل إلى العالمين اآلتيين بالكييية التي شكلنا بها أنيسنا في‬ ‫عالم الادنيا كبالصايات كالملكاات التاي اكتسابناها كتلا التاي‬ ‫خسرناها كعليه فإن سعادتنا كشقا نا هناك مرهونان بنتيجة تياعال‬ ‫كجودنا الذي شكلناه نحن مع قوانين عالم البرزخ كعالم اآلخرة‪.‬‬ ‫األمر شبيه جداً بحالة أمّ حامل تصاا بمارض األيادز (فقادان‬ ‫المناعة) فتعدي طيلها الجنين بهذا المرض لكنه ماا دام فاي عاالم‬ ‫الرحم فإنه ال يتأاى ألنه ال يحتاج لصية المناعة في عاالم الارحم‬ ‫لكنه سيبدأ المعاناة عندما يأتي إلى عالم الدنيا كيتياعل معهاا كفاق‬ ‫قوانينها كموجوداتها كالتي منها الجراثيم كالييركسات ﴿لَقَى ْد كُنىتَ‬ ‫صرَُ​َ ا ْليَاْ َم حَدِيدٌ﴾‪.‬‬ ‫ش ْفنَا عَنكَ غِطَاءَ​َ فَئَ َ‬ ‫ك َ‬ ‫غ ْفلَة محنْ هَذَا َف َ‬ ‫فِي َ‬ ‫يسمى هذا بتجسيم األعمال (‪ )16‬يوم القيامة‪ .‬لقد "بين اهلل تعالى‬ ‫أن الذى سيواجه اإلنسان من الجزا علاى االعماال إنماا هاو نياس‬ ‫االعمال بحسب الحقيقة ال كما يضع االنسان في مجتمعه عمالً ثام‬ ‫يردفه بجزا بل العمل محيوظ عند اهلل سابحانه بانحيااظ الانيس‬ ‫العاملة ثم يظهره اهلل عليها يوم تبلى السرائر قال تعالى‪﴿ :‬يام جتىد‬ ‫كل نفس ما عملت من خري حمضرا وما عملىت مىن‬ ‫ساء تاد لا أن ينها و ينه أمدا عيداً﴾ كقال تعالى‪:‬‬ ‫سع دتن وشق ء م هو ة‬ ‫﴿ال تعتذروا اليام إمنا جتزون مىا كنىتم تعملىان﴾‬ ‫بنتي ة تف عل وجود‬ ‫كداللة اآليات ظاهرة كتلحاق بهاا فاي الا‬ ‫آيات أخر كثيرة" ‪.‬‬ ‫الذي شكلن ه حن مع‬

‫قوا ين ع لم البر ي وع لم‬ ‫ادخ ة (ت سيم األعم ل)‬ ‫‪ 15‬للتعمق فيه اقترح كتا "المعاد" لمرتضى المطهري‪.‬‬ ‫‪ 16‬كهي نظرية فالسية كحكما الشيعة‪.‬‬

‫الجزا األخركي |‪47‬‬


‫ال حمة واللطف اإللهي ن‬

‫إن هللا بلطفه خلم الكون ب لهيية‬ ‫التي تق ب اإلنس ن من هللا‪ ،‬كم‬ ‫جعل ظ م الطواب والعق ب‬ ‫منح ا في ص لح اإلنس ن‬

‫لقد خلق اهلل بلطيه الكون بالكييياة‬ ‫التي تقر اإلنساان إلياه تعاالى كلاذا‬ ‫فإننا نالحظ إن حيااة اإلنساان العاادي‬ ‫مليئة باألعمال الصالحة فهو يدفس كيكدح كيتزكج كيرعى أسارته‬ ‫كيتعامل عموماً بشكل إيجابي مع مختلا ميردات الحياة بينما نجاد‬ ‫أن المحرماات كالموبقاات – التاي ياؤمن أنهاا كاذل – محطاات‬ ‫استثنائية في حياته يشعر بعدها بتأنيب الضمير‪.‬‬ ‫كمع ال فقد جعل اهلل برحمته نظام الثوا كالعقا منحازاً في‬ ‫صالح اإلنسان كلذا نجد أن اإلمام علي (ع) يقول في دعاا كميال‪:‬‬ ‫ت ِى ِه مِىنْ‬ ‫ت ِ ِه مِىنْ تَعْىذيبِ َاحِىديكَ‪ ،‬وَ َ​َضَىيْ َ‬ ‫حكَمْ َ‬ ‫"فَئِا ْليَقنيِ اَ​َْطَعُ لَاْال ما َ‬ ‫كلَّها َرْداً َوسَالماً وَما كانَ الَِحَد فيها مَقَىرّاً وَال‬ ‫اِخْالدِ مُعانِدِيكَ لَجَ َعلْتَ النّا َر ُ‬ ‫ن الْكافِرينَ"‪.‬‬ ‫ت اَنْ تَمْألها مِ َ‬ ‫َ اَ​َْسَمْ َ‬ ‫كنَّكَ تَقَ َّدسَتْ َاسْمالُ َ‬ ‫مُقاماً ل ِ‬ ‫فمعظم ما يقوم به اإلنساان مان ممافساات عادياة أثناا حياتاه‬ ‫اليومية الطبيعية يثا عليها بدفجة عظيمة جداً كتازداد عظماة إاا‬ ‫فعلها بنية القر إلى اهلل تعالى‪.‬‬ ‫كالنية السيئة ال حسا عليها ما لم تتحاول إلاى سالوك عملاي‬ ‫بينما النية الحسنة يثا عليها كإن لم تتحول إلى سلوك عملي‪.‬‬ ‫كما أن السيئة تحسب كاحادة بينماا تحساب الحسانة بعشارة‬ ‫ن َ​َىا َء ِالسَّىيحئَةِ فَىال يُجْىزَ إِال‬ ‫شرُ أَ ْمثَا ِلهَا وَمَى ْ‬ ‫ع ْ‬ ‫سنَةِ َف َلهُ َ‬ ‫أمثالها ﴿مَنْ َ​َا َء ِا ْلحَ َ‬ ‫ملَمُان﴾‪.‬‬ ‫ِم ْث َلهَا وَهُمْ ال يُ ْ‬ ‫كهناك العديد من األعمال الصالحة في حياة اإلنساان – كبعضاها‬ ‫يقوم بها بشكل اعتيادي يومي ‪ -‬تسقط سيئاته مثل الصادقة كصالة‬ ‫الرحم كصالة الجماعة كالحج‪.‬‬ ‫بل كهناك بعض األعمال مثل التوباة ال تساقط السايئات كإنماا‬ ‫تقلبها حسنات‪ .‬يقول اهلل تعالى‪﴿ :‬إِال مَن تَابَ وَآمَىنَ َوعَمِىلَ عَمَىالً صَىالِحاً‬ ‫غفُار ًا رَّحِيماً﴾‪.‬‬ ‫ن ال َّلهُ َ‬ ‫سنَات وَكَا َ‬ ‫سيحئَا ِتهِمْ حَ َ‬ ‫فَ ُأوْلَئِكَ يُئَ حد ُل ال َّلهُ َ‬

‫الجزا األخركي |‪48‬‬


‫بينما في المقابل نادفة جداً كشديدة الخطوفة تل‬ ‫تحبط األعمال الحسنة مثل القتل كاالفتداد عن اإلسالم‪.‬‬

‫األعمال التي‬

‫"كهناك الشياعة كهي تجسيد لرابطة الوالية التي تربط اإلنسان‬ ‫مع الخير كفموزه مثل القرآن كالعلم كالقرابة كبااألخ كالياة‬ ‫أهل البيت (ع) كقد جعلها اهلل تشجيعاً للناس علاى الوالياة كفبطااً‬ ‫لهم مع فموز الصالح‪ .‬عن النبي (ص)‪" :‬إن القىرآن عىافع مشىفع‪ ،‬ومىا‬ ‫حل مصدق" كعنه (ص)‪" :‬ادخرت عفاعيت ألهىل الكئىاَر مىن أمىيت‪ ،‬أمىا‬ ‫احملسنان فما عليهم من سئيل" " (‪)17‬‬ ‫كقبل كل هذا كااك هناك الم يرة كالعيو من اهلل عز كجل‪ْ َُ﴿ :‬‬ ‫ل‬ ‫سهِمْ ال تَ ْقنَطُاا مِن رَّحْمَىةِ اللَّىهِ إِنَّ اللَّىهَ يَ ْغفِىرُ‬ ‫ع َل أَنفُ ِ‬ ‫س َرفُاا َ‬ ‫يَا عِئَادِيَ الَّذِينَ َأ ْ‬ ‫ب َ​َمِيعوا إِ َّنهُ هُ َا الْ َغفُا ُر الرَّحِيمُ﴾‪.‬‬ ‫الذُّنُا َ‬

‫وم فا عن شاة املوت؟‬ ‫الموت صعب على اإلنسان عمومااً ألناه ينتقال إلاى عاالم آخار‬ ‫مجهول بالنسبة له كهو لم يستعد له نيسياً لكنه سرعان ما يتاأقلم‬ ‫في حياته البرزخية الجديدة الرائعة كلكن هذا ال يعني أن الموت في‬ ‫ااته عذا كشقا كإنما هو فهن بأعمال اإلنسان في عالم الدنيا‪.‬‬ ‫إن القرآن عندما يصاا قابض أفكاح الماؤمنين يقاول‪﴿ :‬الَّىذِي َ‬ ‫ن‬ ‫كنْىتُمْ‬ ‫جنَّةَ ِمَا ُ‬ ‫خلُاا الْ َ‬ ‫ع َل ْيكُمُ ادْ ُ‬ ‫تَتَ َافَّاهُمُ الْمَال َِكَةُ َيحئِنيَ يَقُالُانَ سَالمٌ َ‬ ‫ملُانَ﴾ بينما يقول عن قبض أفكاح الكافرين‪﴿ :‬وَلَى ْا تَىرَ إِذْ يَتَى َا َّف‬ ‫تَعْ َ‬ ‫كفَىىرُوا الْمَال َِكَىىةُ َيضْىىرِ ُانَ وَُُىىا َههُمْ وَأَدْ َىىارَهُمْ وَذُوَُىىاا عَىىذَابَ‬ ‫الَّىىذِينَ َ‬ ‫حرِيَِ﴾‪.‬‬ ‫ا ْل َ‬

‫فهل سياخل الك ف ين إلى الن ر؟‬ ‫إن الدين الذي افتضاه اهلل للبشر ليكون طريقاً كمسلكاً لهم نحوه‬ ‫سبحانه كتعاالى هاو ديان اإلساالم فهاو خااتم األدياان كالشارائع‬

‫‪ 17‬للتعمق اقترح كتا "العدل اإللهي" اليصل السابع "الشياعة" الشهيد المطهري‪.‬‬

‫الجزا األخركي |‪49‬‬


‫غ ْيرَ اإلسالم دِيناً َفلَنْ يُقْئَلَ‬ ‫السماكية‪ .‬يقول سبحانه كتعالى‪﴿ :‬وَمَنْ يَئْ َتغِ َ‬ ‫سرِينَ﴾‪.‬‬ ‫ن ا ْلخَا ِ‬ ‫خرَ ِة مِ َ‬ ‫ِم ْنهُ وَهُاَ فِي اآل ِ‬ ‫لكن "ال ش في أن الكير على نوعين‪ :‬كير على سابيل العنااد‬ ‫كالجدال كيسمى بكير الجحود ككير عان جهالاة كعادم معرفاة‬ ‫بالحقيقة‪ .‬أما بالنسبة إلى الكير من الناوع األكل فاألدلاة القطعياة‬ ‫من عقلية كنقلية تثبت أن الشخ العالم كالمطلاع علاى الحقيقاة‬ ‫كمع ال يعاندها كينكرها فهو مستحق للعقوبة‪.‬‬ ‫أما بالنسبة إلى الكير من النوع الثاني فال بد أن نقول إن الجهل‬ ‫كعدم المعرفة من غير تقصير من قبل المكلا يجعلاه يقاع موقاع‬ ‫عيو كفحمة اهلل سبحانه‪...‬‬ ‫فلو أن إنساناً يتمتع بصية التسليم للحقيقة كلكنه لعلل أخرى لم‬ ‫يهتد إلى أحقيّة اإلسالم فهو ال يكون حينئذ مقصراً كاهلل سابحانه ال‬ ‫كنَّا مُعَىذح ِنيَ‬ ‫يعذبه كإنما هو من الناجين حيث يقول سبحانه ‪﴿ :‬وَمَا ُ‬ ‫عثَ َرسُاال﴾(‪)18‬‬ ‫حَ َّت نَئْ َ‬ ‫يقول السيد الطباطبائي في تيسير اآليات مان ‪ 97‬كحتاى ‪ 99‬مان‬ ‫سوفة النسا ‪" :‬إن اهلل سبحانه يعد الجهل بالدين ككل ممنوعية عن‬ ‫إقامة شعائر الدين ظلماً ال يناله العيو اإللهي ثم يستثني من الا‬ ‫المستضعيين كيقبل منهم معذفتهم باالستضعا‪ ...،‬كيتحقق (أيضااً)‬ ‫فيمن لم ينتقل اهنه إلى حق ثابت في المعاف‪ ،‬الدينياة كلام يهتاد‬ ‫فكره إليه مع كونه ممن ال يعاند الحق كال يستكبر عنه أصال بل لو‬ ‫ظهر عنده حق اتبعاه لكان خياي عناه الحاق لشاي مان العوامال‬ ‫المختلية الموجبة لذل ‪.‬‬ ‫فهذا مستضعا ال يستطيع حيلة كال يهتدي سابيال‬ ‫ال ألنه أعيت به المذاهب بكونه أحايط باه مان جهاة‬ ‫أعاادا الحااق كالاادين بالساايا كالسااو باال إنمااا‬ ‫استضعيته عوامل أخر سلطت عليه ال يلة كال قادفة‬ ‫مع ال يلة كال سبيل مع هذا الجهل"‪.‬‬

‫الكف بسبب الجه لة‬ ‫وال فلة‪ ،‬عن غير‬ ‫تقليرتقع موقع عفو‬ ‫هللا ورحمته‬

‫‪" 18‬العدل اإللهي" اليصل الثامن "عمل الخير من غير المسلم" الشهيد المطهري‪.‬‬

‫الجزا األخركي |‪50‬‬


‫كل م هو مطلوب منك هو أن تم رس‬ ‫حي تك اليومية بشكل إز ب ‪،‬‬ ‫ومتوا ن وفم تع ليم اإلسالم‪ ،‬مح وال‬ ‫تطوي فاتك‪ ،‬مهلل متك هلل‪ ،‬م‬ ‫استطع ‪ ،‬وتوكل على هللا‪ ،‬فهو‬ ‫سمتوالك بيم ه‬

‫ال‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ظ‬ ‫ا‬ ‫ف لإ ي‬

‫إن اهلل لطيا بعبااده فااهلل ييعال‬ ‫كل ما من شأنه أن يقر الناس إليه‬ ‫كإلى طاعته كيبعادهم عان معصايته‬ ‫كلكن بحيث ال يصل إلى حاد اإللجاا‬ ‫ب اإلِنْسَانُ أَنْ يُ ْترَ​َ​َ سُدو ﴾‬ ‫كاإلجباف ﴿أحيسَ ُ‬ ‫فمن لطيه أن خلق عالم الدنيا بالهيئاة التاي تسااعد اإلنساان‬ ‫للسلوك نحو اهلل بشكل طبيعي كسلس من خالل كدحه فيهاا ماا‬ ‫َ إِ َل رَ ِّكَ‬ ‫ك كَا ِد ٌ‬ ‫ن إِنَّ َ‬ ‫دام يتبع ضميره كفطرته كعقله ﴿يَا أَ ّيُهَا الِْ​ِنسَا ُ‬ ‫ملَاَِيهِ﴾‪ .‬كخلاق فاي اإلنساان العقال كاإلفادة كاليطارة‬ ‫كَدْحاً فَ ُ‬ ‫لتهديه نحوه سبحانه‪.‬‬ ‫كسخر لنا ما في السموات كاألفض جميعاً لخدمتنا كإلعادادنا‬ ‫للمقام السامي الذي خلقنا من أجلاه‪ ..‬هاذا المقاام الاذي تمنّتاه‬ ‫المالئكة كلكنها لم تنله‪ ..‬هذا المقام الذي يمكّن اإلنسان كهاو ال‬ ‫يزال في عالم الدنيا المحدكد من أن يصل إلى العارش كيقتار‬ ‫منه سبحانه إلى دفجة لم يصل إليها حتى جبرئيال نيساه كهاو‬ ‫ض َ​َمِيعوىا‬ ‫خرَ َلكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِىي األَ ْر ِ‬ ‫س َّ‬ ‫أعظم مالئكة اهلل ﴿ َو َ‬ ‫كرُونَ﴾‪.‬‬ ‫حم ْنهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ آليَات لفقَاْمٍ يَ َت َف َّ‬ ‫بل كحتى المالئكة ‪ -‬برغم كل عظماتهم كمقاامهم الرفياع ‪-‬‬ ‫جعلهم اهلل في خدماة البشار إليصاالهم للمقاام الساامي "مقاام‬ ‫العبوديااة هلل" كمااا سااجود المالئكااة آلدم (ع) إال كنايااة علااى‬ ‫َ َشَىراً‬ ‫كونهم مسخرين لخدمتنا! ﴿إِذْ َ​َالَ رَ ُّكَ ِللْمَال َِكَةِ إِنحىي خَىا ِل ٌ‬ ‫مِن ِنيٍ (‪ )71‬فَِ​ِذَا سَاَّيْ ُتهُ وَ َن َفخْتُ فِيهِ مِىن رُّوحِىي فَقَعُىاا لَىهُ سَىاَِدِينَ (‪)72‬‬ ‫ك ْلهُمْ أَ​َْمَعُانَ (‪ )73‬إِال إِ ْلِيسَ اسْى َتكْ َئرَ وَكَىانَ مِىنْ‬ ‫فَسَجَدَ الْمَال َِكَةُ ُ‬ ‫ا ْلكَا ِفرِينَ﴾‪.‬‬

‫اللطا اإللهي |‪51‬‬


‫كشرع لهم الدين اإلسالمي كحبباه إلايهم ليهاديهم إلاى اهلل‬ ‫كليقوم ب رس القيم كالصيات اإللهية في بنائنا النيسي‪﴿ .‬وَ َلكِىنَّ‬ ‫كفْىرَ‬ ‫ال ّلَهَ حَئَّبَ إِ َل ْيكُمُ الِْ​ِنَانَ َوزَ ّيَنَىهُ فِىي َُلُىا ِكُمْ وَكَىرَّهَ إِلَى ْيكُمُ ا ْل ُ‬ ‫صيَانَ ُأوْلَئِكَ هُمُ الرَّاعِدُون﴾‪.‬‬ ‫وَا ْلفُسُاقَ وَالْعِ ْ‬ ‫كإاا سعيت مخلصاً نحو اهلل فإنه يتوالك بأمره كيشدك إلياه‬ ‫كخصائصا بال إناه‬ ‫كقادفات‬ ‫كيهدي سبله كفق طاقت‬ ‫سبحانه كتعالى ييعل ال مع كل إنسان ما دام يساتجيب كلاو‬ ‫بنحو ما‪ .‬تأمل قوله سبحانه كتعالى‪﴿ :‬وَالَّذِينَ َ​َاهَدُوا فِينَا َل َنهْىدِ َي َّنهُمْ‬ ‫َ اللَّى ُه الى حر ْزقَ لِعِئَىادِهِ لَئَغَىاْا فِىي األَ ْرضِ‬ ‫سُ ُئ َلنَا﴾ كقوله تعالى‪﴿ :‬وَلَاْ َسَى َ‬ ‫وَ َلكِنْ ُي َن حزلُ ِقَدَ ٍر مَا َيشَاءُ إِ َّنهُ ِعِئَادِهِ خَئِريٌ َصِريٌ﴾‪.‬‬ ‫في الصيحات التالية سنتناكل بتيصيل بسايط بعاض مكوناات‬ ‫اللطا اإللهي كال قبل أن ننتقل لليصال الثالاث مان الكتاا‬ ‫"ممافساتنا"‪.‬‬

‫أ ري‬ ‫أ ريم‬

‫أ الريعي‬ ‫أ حي‬

‫اللطف‬ ‫اإللهي‬

‫أل‬

‫ها أ أ ب ؟‬

‫أ حاحي‬

‫ها أ أ ال اي؟‬

‫الشكل فقم ‪ / 7‬بعض مكونات اللطا اإللهي‬ ‫اللطا اإللهي |‪52‬‬


‫آلش ترعة الإسلامية‬ ‫إلسْالمُ﴾‪.‬‬ ‫عنْ َد ال ّلَ ِه ا ِ‬ ‫نَ الدِّينَ ِ‬ ‫قال اهلل عز كجل‪﴿ :‬إِ ّ‬ ‫قلنا في قسم "السير نحو اهلل" أن المنهجية التي كضاعها‬ ‫اهلل لإلنسان للسير نحو اهلل هي الشريعة اإلسالمية فما هي؟‬ ‫الشريعة اإلسالمية برنامج تدفيبي افتضاه اهلل كاعتماده‬ ‫لتطوير كل من اليرد كالمجتمع كالرقي بهما نحو اهلل فاي‬ ‫حركة طبيعية كسلسة توائم اليطرة اإلنسانية كتنسجم مع‬ ‫الطبيعة البشرية كتلتقي مع المعطيات كالقوانين الكونية‪.‬‬ ‫كما ان منظومة األحكام اإلسالمية بما تشمله من عبادات‬ ‫تشكل بمجموعها مزيجاً متكامالً من إجرا ات فكتينية كغير‬ ‫فكتينية لتعزز عناد اإلنساان قاوة اإلفادة كالسايطرة علاى‬ ‫النيس كاالنضبا الشخصي بما يحقق لإلنسان قوة داخلياة‬ ‫هائلة تمكنه من مواجهة التحديات كالسعي نحاو اهلل كبناا‬ ‫حياة أكثر سعادة كتنوفاً‪.‬‬ ‫"إن الشااريعة اإلسااالمية هااي خاتمااة الشاارائع اإللهيااة‬ ‫كأكملها كأكفقها في سعادة البشر كأجمعها لمصالحهم في‬ ‫دنياهم كآخرتهم كصالحة للبقا مدى الدهوف كالعصاوف ال‬ ‫تت ير كال تتبدل كجامعة لجمياع ماا يحتاجاه البشار مان‬ ‫النظم اليردية كاالجتماعية كالسياساية"(‪ )19‬كأن اهلل جعال‬ ‫فيها مان األنظماة كاآللياات ماا يضامن مركنتهاا كبقا هاا‬ ‫كأصلح نظام إلى نهاية البشرية‪.‬‬ ‫"كقد جعل اهلل تعالى أحكامه من الواجباات كالمحرماات‬ ‫كغيرهما طبقا لمصالح العباد في نياس أفعاالهم‪ .‬فماا فياه‬ ‫‪ 19‬عقائد اإلمامية لمحمد فضا المظير ‪.‬‬

‫الشريعة اإلسالمية | ‪53‬‬


‫المصلحة الملزمة جعله كاجباً كما فيه الميسدة البال ة نهى‬ ‫عنه كما فيه مصلحة فاجحة ندبنا إليه‪...‬‬ ‫لكن اهلل ال يكلا عباده إال بعد إقامة الحجة علايهم علاى‬ ‫المستوى اليردي لكل إنسان كال يكليهم إال ما يساعهم كماا‬ ‫يقدفكن عليه كما يطيقونه كما يعلمون" (‪)20‬‬ ‫أمااا مصااادف الشااريعة اإلسااالمية التااي يسااتمد منهااا‬ ‫المسلمون الشيعة تعااليم ديانهم كعقيادتهم فهاي القارآن‬ ‫الكريم كالسنة (كتشمل سنة الرسول األعظام (ص) كأئماة‬ ‫أهل البيت (ع))‪.‬‬ ‫كفد في صحيح مسلم كصحيح الترمذي كمسند األماام‬ ‫أحمد كسنن أبي داكد كالمستدفك على الصحيحين كغيرها‬ ‫من الصحاح (كفد بألياظ مختلياة كاللياظ للترماذي) أن‬ ‫فسول اهلل (ص) قال‪:‬‬ ‫"إني تارَ فيكم‪ ،‬ما إن متسكتم ه‪ ،‬لن تضىلاا عىدي‪ ،‬أحىدهما‬ ‫أعمم من اآلخر‪ ،‬كتىاب اهلل‪ ،‬حئىل ممىدود مىن السىماء إىل األرض‪،‬‬ ‫وعرتتي أهل ييت‪ ،‬ولن يتفرَا‪ ،‬حتى يىردا علىي احلىاض‪ ،‬فىانمروا‬ ‫كي‬

‫ختلفاني فيهما"‪.‬‬

‫حاز وعترت أهل بيتي – الاكتور ‪ /‬عا ن إب اهيم‬ ‫‪http://bit.ly/AhluAlbayt_N_Quran‬‬ ‫‪ 20‬عقائد اإلمامية لمحمد فضا المظير ‪.‬‬

‫الشريعة اإلسالمية | ‪54‬‬


‫"لقا قم باراسة الق ين بمو وعية‬ ‫ت مة وس وح متح رة من كل حكم مسبم‪ ،‬وقا‬ ‫أفهليي ماا تط بم النلو الق ي ية ‪ -‬والتي‬ ‫تع ض مو وع ت شازاة التنوع ‪ -‬ملعطي ت‬ ‫دقيقة في العلم الحاز ‪ .‬وإفا ظ إلى‬ ‫مستوا املع فة في عل محما ف ه ال زمكن‬ ‫اعتب رالحق ئم العلمية التي وردت في الق ين‬ ‫على أنه من تيليف بش ‪ .‬كيف زمكن إلنس ن‬ ‫أم أن زل ح بحق ئم فات ط بع علمي بح‬ ‫دون أن زكشف تل يحه عن أقل خطي؟"‬ ‫موريس بوك ي (طبمب وج اح ف نس ي مشهور‪،‬‬ ‫ومؤلف كت ب "اإل يل والق ين والعلم" ‪ .‬أش ف على‬ ‫تحليل مومي ء الف عون‪ ،‬بعا قله من مل إلى‬ ‫ف نس ‪] )"1998 – 1920" .‬كتمب محما امللور‪،‬‬ ‫الطبعة األولى[‬

‫آلقران آلك يرم‬ ‫قال تعاالى‪﴿ :‬إِ َّ‬ ‫ن‬ ‫هَذَا الْ ُقرْآنَ َيهْدِي ِللَّتِىي‬ ‫هِىى ىيَ أَ​َْىى ىاَمُ وَيُ َئشحىى ىرُ‬ ‫ني الَّىىىىىذِينَ‬ ‫الْمُىىىىىؤْ ِمنِ َ‬ ‫ملُانَ الصَّىا ِلحَاتِ أَنَّ‬ ‫يَعْ َ‬ ‫َروا كَئِريوا﴾‪.‬‬ ‫َلهُمْ أَ ْ‬ ‫مما هاو مجماع‬ ‫عليه بين المسالمين‬ ‫هو أن اهلل عز كجال‬ ‫أمرنا بمحبة القرآن‬ ‫كعظم ثوا قرا ته‬ ‫كالمداكمة عليه‪.‬‬

‫إن مداكمة اإلنساان‬ ‫على قرا ة القرآن تقاوم بتشاريب اإلنساان بميااهيم كثقافاة‬ ‫القرآن كتكوين بنائه النيسي كفقها (العنصر األكل في معادلة‬ ‫القر إلى اهلل)‪ .‬كماا أن التزامناا بقارا ة القارآن خضاوعاً‬ ‫لألكامر اإللهية كفغباة فاي فضاا اهلل يرساخ كيعماق لادينا‬ ‫إدفاكنا لعبوديتنا هلل (العنصر الثاني في معادلاة القار إلاى‬ ‫اهلل)‪.‬‬ ‫من جهة أخارى فاإن القارآن الكاريم هاو أكل مصادفي‬ ‫الشريعة االثنين اللذين يستمد منهما المسلمون الشيعة دينهم‪.‬‬

‫إ ن نعتقا أن هذا الق ين الذي بين‬ ‫أزازن تلوه (والذي زطبع في‬ ‫السعودزة‪ ،‬وس ئ بالد املسلمين) هو‬ ‫فس الق ين املن ل على الن ي ( )‬

‫"إن القرآن هو الوحي اإللهاي‬ ‫المنزل من اهلل تعالى علاى لساان‬ ‫الرسول األعظم (ص) فيه تبياان‬ ‫كل شي كهو معجزته الخالادة‬ ‫القرآن الكريم | ‪55‬‬


‫التي أعجزت البشر عن مجافاتها في البالغة كاليصاحة كفيماا‬ ‫احتوى من حقائق كمعاف‪ ،‬عالية ال يعتريه التبديل كالت ييار‬ ‫كالتحريا كهذا الذي بين أيادينا نتلاوه (كالاذي يطباع فاي‬ ‫السعودية كمختلا بالد المسلمين) هو نيس القارآن المنازل‬ ‫على النبي (ص) كمن ادعى فيه غيار الا فهاو مختارق أك‬ ‫م الط أك مشتبه ككلهم على غير هدى فإنه كالم اهلل الاذي‬ ‫فهِ﴾‪)21( .‬‬ ‫خ ْل ِ‬ ‫ن َيْنِ يَدَ ْيهِ وَلَا مِنْ َ‬ ‫ل مِ ْ‬ ‫﴿لَا يَأْتِيهِ الْئَا ِ ُ‬ ‫يقول السيد الخوئي في كتابه (البيان في تيسير القرآن)‪:‬‬ ‫"كمما اكرناه‪ :‬قد تبين للقااف أن حاديث تحرياا القارآن‬ ‫حديث خرافة كخيال ال يقول به إال من ضعا عقله‪"...‬‬ ‫"كنعتقد أيضا بوجو احتارام القارآن الكاريم كتعظيماه‬ ‫بالقول كالعمل فال يجوز تنجيس كلماته حتى الكلمة الواحدة‬ ‫المعتبرة جزأ منه على كجه يقصاد أنهاا جاز مناه كماا ال‬ ‫يجوز لمن كان على غير طهافة أن يمس كلماته أك حركفاه‬ ‫ط َّهرُونَ﴾ ساوا ً كاان محادثاً بالحادث األكبار‬ ‫س ُه إِلَّا الْمُ َ‬ ‫﴿لَّا يَمَ ُّ‬ ‫كالجنابااة كالحاايض كالنياااس كشاابهها أك محاادثاً بالحاادث‬ ‫األص ر حتى النوم إال إاا اغتسل أك توضأ على التياصيل التاي‬ ‫تااااذكر فااااي الكتااااب‬ ‫اليقهية"(‪.)21‬‬

‫دف ع الاكتور‪ /‬محما سليم العوا عن املسلمين الشيعة‬ ‫‪http://bit.ly/Shia_R_Muslims‬‬

‫‪.‬‬

‫يقول السيد الخميناي‪:‬‬ ‫"كاعلاام أننااا لااو أنيقنااا‬ ‫أعمافنا بتمامها في ساجدة‬ ‫شااكر كاحاادة ألن القاارآن‬ ‫كتابنااا لمااا كفينااا هااذه‬ ‫النعمااااة حقهااااا ماااان‬ ‫الشكر"(‪.)22‬‬

‫‪ 21‬عقائد اإلمامية لمحمد فضا المظير ‪.‬‬ ‫‪ 22‬كصايا عرفانية اإلمام الخميني‪.‬‬

‫القرآن الكريم | ‪56‬‬


‫آليتوة‬ ‫قههار تعههاعى ﴿كَمَىىىا أَ ْرسَى ى ْلنَا فِىىىيكُ ْم َرسُىىىالًا‬ ‫علَى ْيكُ ْم آيَا ِتنَىىا وَيُىزَكفيكُمْ‬ ‫محىىنكُمْ يَ ْتلُىىا َ‬ ‫مكُىم‬ ‫حكْمَةَ وَيُ َعلف ُ‬ ‫مكُمُ ا ْلكِتَابَ وَا ْل ِ‬ ‫وَيُ َعلف ُ‬ ‫مَّا لَمْ َتكُانُاا تَ ْعلَمُانَ﴾‬

‫(‪ )23‬ي أ ل ه خ ض هها وأ ههد ح ه خه ههم حظ ههاهر‬ ‫أ ي ههف أ ه ههن ل هها مل هها ل و و ههي ههي و ههوا‬ ‫بان ههي‪ ،‬اعي هها هللا تع ههاعى هه ه ةبا ههك وي ب هها حه ه‬ ‫ع ههاد أ مل ههالحشي وخو ائه ههك أ "ه ههاحيشي شه هها حه ههان هم‬ ‫شث ي م عى ائر أ لاس لا ي شادهم عى حها هك‬ ‫حله هها ع م وحمله ههالح م شه هها أ ه ههدن ا وأ ههر ‪ ،‬و له ههرض‬ ‫تنههههه م وتههزا هم حه د ي ححههاوو أأل ه ق وحوا ههد‬ ‫أ ع ههادأ وتعيه ه م م ألح م ههي وأهعر ههي وب ههاي ح ههرق‬ ‫أ حعاد وألخشث‪ ،‬ب يغ أر حان ي اما ا أ ئهال هها‪،‬‬ ‫ثتو ههو ع ههى د جايه هها أ ر ع ههي ش هها أ ههدأ ي دأ أ ههدن ا‬ ‫ودأ أ ر ‪...‬‬ ‫و عب ه ه ه ه ههد خي أألنف ه ه ه ه هها حعمله ه ه ه ه ه ح ي قاح ه ه ه ه ههي‪،‬‬ ‫وأ عمله ه ه ههمي ه ه ه هها أ بنه ه ه ههه ع ه ه ه ه أ ه ه ه ه ن ق وأهعا ه ه ه ه ن‬ ‫صههلائرها وا ائرههها‪ ،‬وعه ألخ هها وأ ةحه اي‪ ،‬و ي ههم‬ ‫مبلهو ع ه علههى أ لبههن خي ملههد حلههك ههك هه" اه‬ ‫س‬ ‫خي " ه ي حنهههها تههى عمهها لههاشا أهههرو ‪ ،‬ا ب ه ر ههشي‬ ‫أ له ههاس ح ه ه خ ه هه" شه هها أ ريه ههال خو ههحك عه ههار‪ ،‬و ه هه"‬ ‫عم" حبهج عيك علد أ عرف أ عا ‪...‬‬

‫‪ 23‬للتعمق اقترح كتا "النبوة" المطهري‪.‬‬

‫س‬ ‫و عب ههد خي أ لبههن اه خي " ه ي حبملههوا اامهه"‬ ‫أ مل ه ههوا ألخي ه ههي وأ ع ي ه ههي وخ ض ه ههي ا‪ ،‬ح ه ه ند ه ه‬ ‫أ ش ه ههجاعي وأ ح ا ه ههي وأ ب ه ههد شث وأ مل ه ه ث وأ و ل ه ههي‬ ‫وأ ه ا ‪ ،‬تههى ر دأن ههك الههر ه أ نههها‪ ،‬ألنههك ه ر‬ ‫ك ها صح خي ت" ي ك أ رئا هي أ عاحهي علهى جم هو‬ ‫ألخيال ور قه دأ أ عها م يهك‪ .‬امها اه خي "ه ي‬ ‫حههاهر أه ههد ‪ ،‬خح لهها صههادقا حنهههها عه أ ر أئهه" ق هه"‬ ‫ع ب ههك خ ض هها "ه ه ت م ههاي ههك أ يه ه ق وت ههرا ههك‬ ‫أ لو ه ه ه س‪ ،‬ه ه هه" " ه ه ه حه ه ههبدال ه ه ه ه أ أه ه ه هها أ هه ه ههن‬ ‫أ عظ م‪.‬مل (‪)24‬‬ ‫نلهها عب ههد عملههمي أألنف هها الهه"" ح يههال‪ ،‬مهها‬ ‫ه ههص أ ال ه هرأبو أ ته ههن نز ه ه أ هه هها‪ ،‬خو شه هها ه ههي خح ه ه‬ ‫ألح هها وأهع ههال‪ ،‬ق هه" أ ي ه و‪ ،‬و ع ههد أ ي ه و‪ ،‬وق هه"‬ ‫أ ل و عد أ ل ‪.‬‬ ‫س‬ ‫وأن قها حه هه أ ع ههد ههلد عههالج أ هها‬ ‫س‬ ‫وأ روأ ا أ تهن قهد "ه ي اهرهها أ هدوا حلا ها حهو‬ ‫عملمي أألنف ها وامها م امهو أ هرأئ أ تهن تحهاهم‬ ‫شهها أ ههبظ ا أهعن ههى أه أ ههال يح ه اق و ههر أ ع هه"‬ ‫وأهةسهجم حههو عملهمي أألنف هها وامها م(‪ ،)25‬وح ههار‬ ‫ههك توح ههشثنا ههك تع ههاعى ير ه ه ر أألعظ ههم ص)‬ ‫خرَ﴾‬ ‫﴿ ِليَ ْغ ِفرَ لَكَ ال َّلهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنئِىكَ وَمَىا تَى َأ َّ‬

‫ام هها ن ههر م جم ههو أ روأ هها وأأل اد ههث أ ه أ د ش هها‬ ‫اب ه ه ع ه ههم أه ه ههدأ س أ ه ه ح ي وأ ت ه ههن تال ه ههشث ع ه ههى‬ ‫حل مل ه ههي ش ه هها أ ر ه ه ه ر أألعظ ه ههم ص) خو تده ه ه حه ه ه‬ ‫قد ‪ ،‬خو قد خا ح خنف ا هللا اا ص انت‪.‬‬ ‫‪ 24‬عقائد اإلمامية لمحمد فضا المظير ‪.‬‬ ‫‪ 25‬للتعمق اقترح كتا "تنزيه األنبيا " السيد‬ ‫مرتضى علم الهدى‪.‬‬

‫النبوة | ‪57‬‬


‫آليي م‬ ‫ح‬ ‫ي مد (ض)‬ ‫"كأما صاحب الرسالة اإلسالمية فهو محمد بن عبد اهلل كهاو خااتم النبياين‬ ‫كسيد المرسلين كأفضلهم على اإلطالق كما أنه سيد البشر جميعاً ال يوازيه‬ ‫فاضل في فضل كال يدانيه أحد في مكرمة كال يقافبه عاقال فاي عقال كال‬ ‫يشبهه شخ في خلق كأنه لعلى خلق عظيم‪ .‬ال من أكل نشأة البشر إلى‬ ‫يوم القيامة" (‪)26‬‬

‫م ق له ادخ ون في الن ي محما ( )‬

‫(‪)27‬‬

‫ملخ د خي خعه ههرف خ ضه هه" ه ه ن عه ه جه هه" حه ههب عا أ ه ه ودوي حله ههالع عله ههى قيه ه ق أه ه ههشي ح ه ه‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫أ لاس‪ ،‬اص دت خاثث أقبلاعا ح خا حض ى انك يد أ ح ف أ ه ا هال ح قعها م ه‬ ‫شهها هها أ لههاس شهها تيههك أأل هها ‪ ،‬هه" ا فحههاحي ألح ههي شههخص حدمههد ص) وت ي ههك أ بهها ع ه‬ ‫حملالحك أ شخمل ي وأ ثأحك أ دق ال يع د و صك أ با ألصهحا ك وخت اعهك واه ك جرختهك‬ ‫وشجاعبك و بك أه ي ي اهلل وبر ا بكمل‬ ‫ماهامتا غاندي (من أعهر القادة الروحيني والسياسيني يف تاريخ امند)‬

‫س‬ ‫س‬ ‫مل ههم ه حدمههد شههاعرأ هه" ههاي نف هها‪ ،‬ه ك تههى ن"ه ي ح فه ع شي ر ههد خي نبعاحهه" حههو أ ههر ي‬ ‫على خنك اباق ماوا و يد اباق شعر ياحي يمل‬ ‫ياهان فالفجانج َاته (من أعهر األد اء والشعراء والكتاب يف أملانيا)‬

‫ملأ ههمك عن ههن ا ش ههث أ ل هها عي ههك‪ ،‬وق ههد ج هها ه ه أ أهعن ههى ش هها نمل ه ص نا ي ههي تفال ههر دوح ههك‪ .‬ههم‬ ‫س‬ ‫شيئا د ‪ .‬ر خي خح بهك أ أ هحي هم تده" دوي ن يهك ي هر ي‬ ‫عرف ع حدمد خنك اب خو‬ ‫س‬ ‫أ ه ا هه خشه ر أ به ملها ي شهها أ يحهاي أ عر ه ‪ ،‬و هم تدهه" خح بهك خ ضهها دوي أااحها ك أ ههد‬ ‫على دأ أ رجار ‪ ..‬تيك أألح أ تن قيما تبد ال حابمعي) ألاثث أألشخاص عيمامل‬ ‫وليام ديارانت (مؤرخ وفيلسا وكاتب‪ .‬مؤل‬

‫كتاب "َصة احلضارات)‬

‫‪ 26‬عقائد اإلمامية لمحمد فضا المظير‬ ‫‪ 27‬كتيب محمد المصوف الطبعة األكلى‪.‬‬

‫النبي محمد (ص) | ‪58‬‬


‫هي امتداد للنئاة يف‬ ‫هداية الئشر‪ ،‬فهي أيضاً تعد من‬ ‫مماهر اللط اإلمي نا‬

‫الإمامة‬

‫(‪ )28‬حيث أن اإلمامة امتداد للنبوة في هداية البشر فهي أيضاً تعد‬ ‫من مظاهر اللطا اإللهي بنا‪.‬‬ ‫لقد جعل اهلل بعد كفاة الرسول األعظم (ص) اثني عشر إماماً مان‬ ‫أهل البيت (ع) أكلهم اإلمام علي بن أبي طالب كهو ابن عم الرساول‬ ‫(ص) كزكج ابنته فاطمة الزهرا يليه أحد عشر إماماً من افيتهماا‬ ‫كهم الحسن بن علي كالحسين بان علاي كعلاي بان الحساين زيان‬ ‫العابدين كمحمد بن علي الباقر كجعير بن محمد الصاادق كموساى‬ ‫بن جعير الكاظم كعلي بن موسى الرضا كمحماد بان علاي الجاواد‬ ‫كعلي بن محمد الهادي كالحسن بن علي العسكري كمحمد بن الحسن‬ ‫المهدي المنتظر (عجَّل اهلل فرَجَه)‪)29( .‬‬ ‫كقد كفد في صحيح مسلم كالبخافي كغيره من الصحاح عن جابر‬ ‫بن سمرة قال ‪ :‬دخلت مع أبي على النبي (ص) فسمعته يقاول ‪" :‬إنّ‬ ‫هذا األمر ال ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة قال ‪ :‬ثم تكلّم‬ ‫بكالم خيي علي قال ‪ :‬فقلت ألبي ما قال؟ قال‪ :‬كلهم من َريش"‪.‬‬ ‫"إن اإلمام كالنبي معصوم من جميع الراائل ما ظهار منهاا كماا‬ ‫بطن من سن الطيولة إلى الموت عمدا كسهواً كمعصاوم مان الساهو‬ ‫ل الْ َئيْىتِ‬ ‫كالخطأ كالنسيان‪﴿ .‬إِنَّمَىا ُيرِيى ُد اللَّىهُ ِليُىذْهِبَ عَىنكُ ُم الىرحَْسَ أَهْى َ‬ ‫طهِريوا﴾‪.‬‬ ‫ط حهرَكُمْ تَ ْ‬ ‫وَيُ َ‬ ‫كما أنه يجب أن يكون أفضل الناس في صيات الكمال من شاجاعة‬ ‫ككرم كعية كصدق كعدل كمن تدبير كعقل كحكماة كخلاق‪ .‬كأماا‬ ‫علمه فهو يتلقى المعاف‪ ،‬كاألحكام اإللهياة كجمياع المعلوماات مان‬ ‫طريق النبي أك اإلمام من قبله‪ .‬كإاا استجد شي ال بد أن يعلماه مان‬ ‫‪ 28‬للتعمق فيه اقترح كتا "اإلمامة" الشهيد المطهري‪.‬‬ ‫‪ 29‬لإلطالع على ما كفد في فضائل هؤال األئمة في الصحاح الستة‪.‬‬

‫اإلمامة | ‪59‬‬


‫طريق االلهام بالقوة القدسية التي أكدعها اهلل تعالى فياه فاإن توجاه‬ ‫إلى شي كشا أن يعلمه على كجهه الحقيقي ال يخطأ فيه" (‪)30‬‬ ‫إن تافيخ األئمة من اهل بيت النبوة (ع) يشهد بأنهم ملكوا الكيا ة‬ ‫كاألهلية العلمية كالسلوكية التي تجعلهم أجدف بمنصب اإلمامة حيث‬ ‫اتيق المؤفخون المسلمون على علمهم كنزاهتهم مع اخاتال‪ ،‬هاؤال‬ ‫المؤفخين في غيرهم‪)31( .‬‬ ‫منه ما قاله ابن خلدكن في مقدمته‪" :‬ككقع لجعيار (‪ )32‬كامثالاه‬ ‫مستندهم فيه كاهلل اعلم الكشاا بماا‬ ‫من أهل البيت كثير من ال‬ ‫كانوا عليه من الوالياة كإاا كاان مثلاه ال ينكار مان غيارهم مان‬ ‫االكليا في اكيهم كاعقابهم كقد قال (ص)‪ :‬ان فيكم محادثين فهام‬ ‫اكلى الناس بهذه الرتب الشريية كالكرامات الموهوبة‪( ....‬ثام قاال)‪:‬‬ ‫كإاا كانت الكرامة تقع ل يرهم فما ظن بهم علما كدينا كاثافا مان‬ ‫النبوة كعناية من اهلل باالصل الكريم تشهد ليركعه الطيبة‪"...‬‬

‫مودة أهل البم (ع)‪ ،‬وتف علن معهم‪ ،‬الشيخ حسن امل لك‬ ‫‪http://bit.ly/Love_AhluAlbayt‬‬

‫‪ 30‬عقائد اإلمامية لمحمد فضا المظير‬ ‫‪ 31‬للتعمق فيه اقترح كتا "األصول العامة لليقه المقافن" السيد محمد تقي الحكيم‪.‬‬ ‫‪ 32‬كهو االمام السادس من أئمة أهل البيت (ع)‪.‬‬

‫اإلمامة | ‪60‬‬


‫هااؤال األئمااة هاام الهااداة لألمااة‬ ‫اإلسالمية إلى نهاياة البشارية يهادكنها‬ ‫للحق ﴿إِنَّمَىا أَنْىتَ ُمنْىذِرٌ وَ ِلكُىلح َ​َىاْمٍ هَىاد﴾‬ ‫كيقومون بدكف الرساول األعظام (ص)‬ ‫في بيان التشاريع كقياادة األماة مادياًا‬ ‫كمعنويًا‪.‬‬

‫بقارحبن ألهل البم (ع)‪ ،‬وتف علن‬ ‫معهم‪ ،‬وسم واجهوه في حي هم من‬ ‫تحاز ت في سبيل الذود عن القيم‬ ‫اإللهية‪ ،‬تق حو هللا‪ ،‬ألن فلك‬ ‫س فين هذه القيم اإللهية‪،‬‬ ‫وي بخه في أعم قن‬

‫هذا باإلضافة إلى أن حب أهل البيات‬ ‫(ع) هو في نيسه كاحد من أهام القايم‬ ‫اإلسالمية (مثله مثل المعرفاة كقاوة اإلفادة) التاي تقربناا إلاى اهلل‬ ‫سبحانه كتعالى كتحقق لنا السعادة كالرضوان‪.‬‬

‫كما أن حبنا إياهم (ع) يجعلنا نرغب تلقائياً كبشدة فاي الصايات‬ ‫كالقيم التي يجسدكنها كيدافعون عنها فاإلنساان بطبيعتاه كفطرتاه‬ ‫ميّال لمحاكاة من يحبهم كيعتقد بهم مثالً أعلى له‪.‬‬ ‫إن تياعلنا كتعاطينا معهم في مواقيهم كدفااعهم المساتميت عان‬ ‫القيم اإللهية كالذكد عنها كتجسيدها في حيااتهم فغام كال اآلالم‬ ‫كالعذابات كالقتل كالسبي كالتشريد الذي يواجهونه في سابيل الا‬ ‫ي رس هذه القيم ال شعوفياً في كجداننا كأعماقناا مباشارةً كيجعال‬ ‫نظرتنا للحياة تصطبد بها كتنطلق منها‪.‬‬ ‫كلذا فبقدف حبنا ألهل البيت (ع) كتياعلنا معهم نرتقي نحو اهلل‬ ‫كنسمو بأنيسنا‪.‬‬ ‫كلهذا اتيق المسلمون كافة علاى أن اهلل أكجاب ماودة أهال بيات‬ ‫النبوة (ع) فقد تواترت النصوص الشرعية على ال (‪ )33‬كمنه قوله‬ ‫َروا إِال الْمَاَدَّةَ فِىي الْ ُقرْ َى ﴾ مبينااً أن الا‬ ‫ع َل ْيهِ أَ ْ‬ ‫تعالى‪َُ﴿ :‬لْ ال َأسْأَ ُلكُمْ َ‬ ‫َرِيَ‬ ‫َرٍ َفهُاَ َلكُمْ إِنْ أَ ْ‬ ‫إنما هو لمنيعة الناس أنيسهم ﴿َُلْ مَا سَأَلْ ُتكُم محنْ أَ ْ‬ ‫علَى اهللِ﴾ حيث أن حبهم يقر اإلنسان نحاو اهلل ﴿َُىلْ مَىا َأسْىأَ ُلكُمْ‬ ‫ِإالَّ َ‬ ‫َرٍ ِإالَّ مَن عَاء أَن يَ َّتخِذَ إِ َل رَ حهِ سَئِيال﴾‪.‬‬ ‫ع َل ْيهِ مِنْ أَ ْ‬ ‫َ‬

‫‪ 33‬للتعمق فيه اقترح كتا "المراجعات" السيد عبد الحسين شر‪ ،‬الدين‪.‬‬

‫اإلمامة | ‪61‬‬


‫إاا فمعرفة الناس إلمام زمانهم كحبهم له كالتسليم كاالنقياد هاو‬ ‫ضركفة حتمية لليرد كللمجتماع اإلنسااني للرقاي‬ ‫نحو مدافج الكمال كالسير نحو اهلل كالقر إليه‪.‬‬

‫عن رسول هللا ( )‪:‬‬ ‫س فِي‬ ‫ن مَاتَ وَلَيْ َ‬ ‫"مَ ْ‬ ‫عُنُقِهِ‬ ‫َيْعَة لِ​ِ​ِمَامٍ مَاتَ مِيتَ ًة‬ ‫َ​َاهِلِيَّةً"‬

‫كلهذا كفد في مساند اإلماام أحماد كمساتدفك‬ ‫الصحيحين كصحيح مسلم ك ينابيع المودة كغيرها‬ ‫ن مَاتَ وَ َليْسَ فِىي‬ ‫بألياظ مختلية عن الرسول (ص)‪" :‬مَ ْ‬ ‫عنُ ِقهِ َيْعَة لِ​ِ​ِمَامٍ مَاتَ مِيتَ ًة َ​َا ِه ِليَّةً"‪.‬‬ ‫ُ‬

‫من هنا فإن المسلمين الشيعة يعتقادكن أن إماام‬ ‫هذا الزمان هو اإلمام الثاني عشار "اإلماام المهادي‬ ‫المنتظر (عج)" المولود سانة ‪ 255‬ه (‪ 867‬م) كهاو‬ ‫حي في هذه الدنيا كلكنه مختا (غائب) عان أعاين‬ ‫الناس بعد أن عاش معهم زمناً إلى أن يأان اهلل له بالظهوف فاي آخار‬ ‫الزمان ليمأل األفض عدالً كخيراً كما ملئت ظلما كجوفاً‪.‬‬

‫حب أهل البم (ع) – الاكتور ‪ /‬عا ن إب اهيم‬ ‫‪http://bit.ly/AhluAlbayt‬‬

‫اإلمامة | ‪62‬‬


‫الإمام علي (ع)‬ ‫(‬

‫الىب‬ ‫قد ل رسدول ا ( ) ‪ :‬ململئارزة عل ن أ‬ ‫عليه السالم لعمرو ن عئد ود يىام اخلنىدق أفضىل‬ ‫مىىىن أعمىىىال امتىىى اىل يىىىام القيامىىىةمل‪ -‬مسددتارك‬

‫ال ددحيحين‪ ،‬الخطي ددب الب دداادي‪ ،‬والفهد د الد د ا ي ف ددي‬ ‫تفسيره الكبير‪.‬‬ ‫إن أول أئم د د د د ددة أه د د د د ددل البم د د د د د االشي د د د د ددي عش د د د د د (ع)‪،‬‬ ‫وأعظمهم شي ‪ ،‬بل وأعظم البرزة بعدا ال سدول األعظدم‬ ‫( ) هددو اإلم د م علددي (ع)‪ ،‬فهددو فددس رسددول هللا ( )‪،‬‬ ‫ن حَاَ​َّىكَ فِيى ِه مِىىن َعْى ِد مَىىا‬ ‫بلد يح يزدة املب هلددة‪﴿ :‬فَمَى ْ‬

‫َ​َاءَ​َ مِنَ الْ ِعلْمِ فَقُلْ تَعَالَاْاْ نَىدُْ​ُ أَ ْنَاءنَىا وَأَ ْنَىاءكُ ْم‬ ‫سكُمْ ثُىمَّ نَئْ َتهِىلْ‬ ‫سنَا وأَنفُ َ‬ ‫وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُ َ‬ ‫ع َل ا ْلكَاذِ ِنيَ﴾‪.‬‬ ‫َفنَجْعَل لَّ ْعنَةَ ال هلهِ َ‬

‫وه ددو م ددن ل ددبه هللا ورس ددوله ولي د للم ددة االس ددالمية‬ ‫بع ددا الن ددي محم ددا ( ) كم د ورد ف ددي ح دداز "م ددن كند د‬ ‫مدواله"‪ ،‬و ددع عليدده قولده تعد لى‪﴿ :‬إِنَّمَىىا وَلِ ى ُّيكُ ُم اللَّ ىهُ‬ ‫ن الصَّ ىلَاةَ‬ ‫وَ َرسُىىا ُلهُ وَالَّ ىذِينَ آ َمنُىىاا الَّ ىذِينَ يُقِيمُىىا َ‬ ‫وَيُؤْتُانَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُانَ﴾ (‪)34‬‬

‫وكمد عدس هللا بيده ( ) بد ملجعجسات‪ ،‬فقدا عدس اميدر‬ ‫امل ددؤمنين واالئم ددة (ع)م ددن بع دداه ب لك ام د ت‪ ،‬وق ددا ش ددها‬ ‫املسددلمون عليه د ‪ ،‬فمددن بعددض ك ام تدده رفعدده لب د ب خيبددر‬ ‫بي ددا واح دداة وتترس دده ب دده‪ ،‬وه ددو البد د ب ال ددذي ل ددم س ددتطع‬ ‫أربعون ف رس حسحته عن مك ه‪.‬‬ ‫‪ 34‬اآليات الوافدة في اإلمام علي (ع) من غير كتب الشيعة‪.‬‬

‫م ق له ادخ ون في اإلم‬

‫م علي (ع) (‪)35‬‬

‫ملشا ع دت خي أ خ حا اي خور عر رل‬ ‫أ ههروح أ "ي ههي وجاو ههها و ههاحرها‪ .‬وهه أور عر ه‬ ‫تلاو ت شوبا صدى خغاننهها علهى ححهمو قه هم‬ ‫حه ههمع أ هه هها ح ه ه ا ق ه هه"‪ ،‬به ههاه أ ه ههشي حله هها ج‬ ‫غب ههك و يم هها حاف ههنهم‪ .‬م ه خعج ه ه هها ههاي‬ ‫عجا ههك ح قهها هها و ر ‪ ،‬وحه اصههمك ههاي حه‬ ‫خ لا ألجاهي ي‪.‬‬ ‫ح هها عل هها أ ه ه خ ه ه حا ه ه شه ه د عظمب ههك ح هها‬ ‫وأ مل ه ههشي شههوب ك‪ ،‬حهها وشهها قي ههك أ ال ه ق أعههى‬ ‫ههي ح اح ههك وح ههدأ‬ ‫بههك و ههم ع ههرف أ ع ههرق‬ ‫ته ههى قه هها ح ه ه جش ه هثأنهم أ وه ههرس خنه ههاس ه ههد ي‬ ‫أ وها ق هشي ألجه أهر وألحيه ى‪ .‬حها شهاي جم ههو‬ ‫ه ههات ي عه ههى يه ههد ه ههيد‬ ‫أألنف ه هها أ اصه ههري أ ه ه‬ ‫ي ههدهم‪ ،‬و ع ههى ق ه ههيد ه ح م ش هها لح ه ههيد‬ ‫زحنهم‪ ،‬و ربك شانا شا ك‪ ،‬وه خعيممل‪.‬‬ ‫َربان خليل َربان‬ ‫ملوعلها هه ههك أ ه" أه جههو أهبهها م‪ ،‬وأ وهها س‬ ‫أ مله ه شا‪ ،‬وأ حه هها أ ال ه ه د‪ ،‬و أ ه ههروح أ عم ه ههي‬ ‫أ ه ه هرأ أ ت ه ههن مه ه ه ش ه هها ح اوهه ه هها ه ههر أ عه ه ه أق‬ ‫أ هنمل‬ ‫الئاحث الفرنسي‪ ،‬الئارون "كاراديفا"‬ ‫يف كتا ه "مفكروا اإلسالم"‬ ‫مل نك – ح عد أ لبن – د أ عرق على أ ح ق‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫غههي‪ ،‬و مههي‪ ،‬وتو مهها يههد ‪ ،‬وتدمحهها لحههال‪،‬‬ ‫س‬ ‫وتحاح ا ع أ دنا امل‪.‬‬ ‫ميخاَيل نعيمة‬ ‫‪ 35‬علي صوت العدالة اإلنسانية حوفج جرداق‪.‬‬

‫| ‪63‬‬


‫لمادا الإتبلاء؟‬ ‫ن األمْاَا ِل‬ ‫ص مِ َ‬ ‫ن الْخَاْ ِ وَالْجُاُِ وَنَقْ ٍ‬ ‫شيْء مِ َ‬ ‫ك ْم ِ َ‬ ‫﴿وَلَنَئْلُ َانَّ ُ‬ ‫ن إِذَا‬ ‫ن (‪ )155‬ا َّلذِي َ‬ ‫مرَاتِ وَ َشحرِ الصَّا ِرِي َ‬ ‫وَاألَنْفُسِ وَال َّث َ‬ ‫ك‬ ‫أَصَا َ ْت ُه ْم ُمصِيئَة َ​َالُاا ِإنَّا لِلَّهِ وَ ِإنَّا إِلَيْهِ رَاَِعُانَ (‪ )156‬أُولَئِ َ‬ ‫مهْتَدُونَ﴾‬ ‫ك ُه ُم ا ْل ُ‬ ‫حمَة وَأُو َلئِ َ‬ ‫ت مِنْ رَ ح ِهمْ َورَ ْ‬ ‫عَلَ ْي ِهمْ صَلَاَا ٌ‬ ‫كمن بين أبرز مصاديق اللطا اإللهاي االباتال فلقاد "أعادّ اهلل‬ ‫برنامجين لتعليم كتربية اإلنسان‪ :‬برنامج تشريعي كآخار تكاويني‬ ‫كتحتل الشدائد كالصعوبات مكاناً في كال البرنامجين فيي المنهااج‬ ‫التشريعي فرض العبادات كفي المنهاج التكويني جعل المصائب علاى‬ ‫فأس كل طريق يسلكه اإلنسان"‪)36( .‬‬ ‫﴿أم حسئتم أن تدخلاا اجلنة وملا يأتكم مثل الذين خلاا من َىئلكم مسىتهم‬ ‫الئأساء والضراء وزلزلاا حت يقال الرسال والذين آمناا معه مت نصىر اهلل أال‬ ‫إن نصر اهلل َريب﴾‬ ‫إن مستوى اآلالم كاللذائذ التي نشعر بها كتياعلنا اإليجابي معهاا‬ ‫في معترك الحياة اليومية من خالل محاكلتناا الاتخل مان اآلالم‬ ‫كالحصول على اللذائذ كفق المنهج اإلسالمي هو ما يرساخ كيعماق‬ ‫المشاعر كالمعاني اإلنسانية الجميلة في نيوسنا كيكسابنا المعرفاة‬ ‫كيدفعنا نحو العمل كاإلصالح كاإلباداع فيشاحذ هممناا كعزائمناا‬ ‫كيرفع من قدفاتنا (كهو العنصر األكل في معادلة القر إلى اهلل)‪.‬‬ ‫كمااا أن هااذه اآلالم كاللذائااذ هااي مااا تاادفعنا للجااو إلااى اهلل‬ ‫لمساعدتنا في قضا حوائجنا أك شكراً له على مننه كإحسانه عليناا‬ ‫فيرسخ إدفاكنا لعبوديتنا هلل (العنصر الثاني من معادلة القر )‪.‬‬

‫‪" 36‬العدل اإللهي" الشهيد مرتضى المطهري‪.‬‬

‫اإلبتال | ‪64‬‬


‫إااً ليس المطلو هاو أن ال نتاألم عناد مواجهاة الابال كأن ال‬ ‫نستمتع بلذائذ الحياة كمتعها كإنما أن ال ندع اآلالم كالمتع تسايطر‬ ‫علينا كعلى أفكاحنا كعقولنا كعلى المعاني كالملكات الجميلة التاي‬ ‫نملكها كلو بمقداف افة كاحدة‪.‬‬ ‫المطلو هو أن يستييد اإلنسان من هذه اآلالم كالمتع في تطهير‬ ‫كتطوير نيسه كلما امكن‪.‬‬ ‫فالرضا بالقدف كالتسليم له ال يتعافض مع إحساسنا باآلالم بسبب‬ ‫االبتال ات ألن العالقة بينهما هي على نحو طولي كليس عرضي‪.‬‬ ‫إن األمر ليس كشعوفك بحموضة كحالكة عصير الليمون في آن‬ ‫كاحد عند شرب له كإنما مثل إحساس باإلجهاد كالتعب كاأللام‬ ‫أك تمافس السباحة كما شابه‬ ‫كأنت تلعب كرة القدم مع أصدقائ‬ ‫من األموف التي تستمتع بها كلكنها تسبب ل اإلجهاد كاأللم‪.‬‬ ‫فنحن نرضى بالبال بل كنسعد به جداً لمعرفتنا أنه يقربنا إلاى‬ ‫اهلل تعالى كيطوفنا ما دمنا سنسعى بشاكل إيجاابي للاتخل مناه‬ ‫كلمعالجته كبذل فهو يزيد من حجم اساتمتاعانا بلذائاذ الجناة‬ ‫لكن هذا ال ي ير من حقيقة كون البال مؤلماً كأن هذا األلم نيساه‬ ‫(مثلها مثل اللذة) هي الحارافة التاي تمكنا مان صاقل نيسا‬ ‫كفكح ‪.‬‬ ‫اليكرة هي أن كل ما تواجهه من ابتال ات أك تحصله مان نعام‬ ‫كما قيمتها إال بكييية تياعل معهاا!‬ ‫إنما تنتهي عندما تصل إلي‬ ‫قد ترى البحر فتشعر بالسعادة كقد تراه فتشعر بالخو‪ ،‬كالذعر‪.‬‬ ‫على أنه مهما طال أمد هذه االباتال ات كالانعم فإنهاا ال تطاول‬ ‫أكثر من لحظة في عمر كجودك الخالاد لكان كييياة تياعلا‬ ‫معها هو ما يبقى كيشكّل مقداف سعادت أك عذاب إلى األبد‪.‬‬ ‫كعليه فالنعمة كالمصيبة الحقيقية هي ما يصدف منا‬ ‫ما يقع علي ‪.‬‬

‫كلايس‬

‫﴿كل نفس ذاَقة املات ونئلاكم الشر واخلري فتنة وإلينا ترَعان﴾‪.‬‬ ‫اإلبتال | ‪65‬‬


‫لمادا آلشنطان؟‬ ‫إن الشيطان – من دكن أن يقصد ‪ -‬إنما يلعاب دكفاً مسااعداً فاي‬ ‫إيصال البشر إلى الهد‪ ،‬الذي خلقهم اهلل من أجله!‬ ‫فمحاكالت الشيطان الشريرة إلغوا البشر كالتزيين لهم تجعال‬ ‫أعداداً أكبر من البشر أفضل مما كان يمكن أن يكونوا علياه ألنهاا‬ ‫تحيِّّزهم كتحرك فيهم العقل كاإلفادة كقوى النيس الكامناة فايهم‬ ‫للدفاع عن أنيسهم كحياتهم في هذه الدنيا قبل اآلخرة‪.‬‬ ‫كالنتيجة هي أن أعداداً أكبر من البشر تساتحق دخاول الجناة‬ ‫كأعداداً أكبر تستحق مقامات لم تكن لتصال إليهاا لاوال التحاديات‬ ‫كاالستيزازات التي يمافسها الشيطان إلغوا البشر‪.‬‬ ‫األمر أشبه بالتطعيم الذي نلقح به أطيالنا لتيرز أجسامهم أنواع‬ ‫المقاكمة المختلية تجاه المرض الملقح منه ما ياؤدي إلاى تقوياة‬ ‫أجهاازتهم المناعيااة كيحصاانهم ضااد األمااراض التااي نتوقااع أن‬ ‫يواجهوها‪.‬‬ ‫كحتى المعاصي التي يرتكبها اإلنسان بين اليينة كاألخرى أشابه‬ ‫باألعراض المختلية التي يصا بها من نحقنهم باللقاح مثل افتياع‬ ‫الحرافة كغيرها فهي بالرغم من أنها غير مرغو بها لكنهاا إنماا‬ ‫تحدث ألن أجسامهم تقاكم اللقاح كهكذا هو األمر معنا عندما تيرز‬ ‫نيوسنا أنواع المقاكمة تجاه إغوا ات الشيطان‪.‬‬ ‫إن الشيطان لما قال هلل عز كجل‪َ﴿ :‬ال رب شا أغىايت ألزيىنن مىم‬ ‫يف األرض‪ ،‬وألغىىاينهم أنيعىىني (‪ )39‬إال عئىىادَ مىىنهم املخلصىىني﴾‪ ،‬فد اهلل‬ ‫عليه‪َ﴿ :‬ال هذا صراط علي مستقيم (‪ )41‬إن عئادي ليس لك عليهم سىلطن‪،‬‬ ‫إال من اتئعك من الغاوين﴾‪ .‬فاهلل سابحانه كتعاالى يقاول للشايطان إن‬ ‫عبادي أي البشر ال سلطان ل عليهم كهذه هي القاعدة كهذا هاو‬ ‫األصل‪ ..‬كأمّا سلطان إنماا يتحقاق بشاكل اساتثنائي فقاط علاى‬ ‫الشيطان | ‪66‬‬


‫أكلئ الذين يتبعون من ال اكين كهم أكلئ الذين تتمكن منهم‬ ‫ممافساتهم السلبية في حياتهم إلى دفجة أنهم يصح أن يطلق عليهم‬ ‫"غاكين"! كألنهم غاككن فإنهم يتبعون ‪)37( .‬‬ ‫من الخطأ أن نحكم على الناس من منظاوف محادكد فاإاا كاان‬ ‫أحدهم يمافس محرماً أك أكثار ‪ -‬كالعيااا بااهلل ‪ -‬كاأن يكاذ أك‬ ‫يسمع األغاني أك ما شابه فإننا نعاده قاد اساتولى الشايطان علياه‬ ‫كتحكم به! كلكننا ال ننظر إلى األعمال الصالحة التي يمافسها كلام‬ ‫يستطع الشيطان أن يصرفه عنها كهاي أكثار بكثيار مان سايئاته‬ ‫فنحن ال ننظر مثالً إلى الجهد الذي يبذله في الدفاسة أك فاي الكاد‬ ‫على عياله أك في خدمة أهله كمجتمعه أك إلى لطياه كبشاشاته أك‬ ‫إلى الكثير جداً من السلوكيات اإليجابية كالمرضية إلى اهلل‪.‬‬ ‫ال يصح عندما نجد عمالً فنياً فائعاً جداً لكن به بعاض األخطاا‬ ‫أن نحكم عليه أنه قبيح كشنيع‪.‬‬ ‫ورد يف احلديث الشري أن أصىحاب الرسىال (ص) َىالاا‪" :‬يىا رسىال اهلل‪،‬‬ ‫خنا علينا النفاق"‪ ،‬فقال (ص) ‪ :‬ومل ختافان ذلك؟ َىالاا‪ :‬إذا كنىا عنىدَ‬ ‫فذكهرتنا ورغهئتنا‪ ،‬وَِلنا ونسِينا الدنيا‪ ،‬وزهدنا حت كأنّىا نعىاين اآلخىرة‬ ‫واجلنة والنار وحنن عندَ‪ .‬فىِذا خرَنىا مىن عنىدَ‪ ،‬ودخلنىا هىذه الئيىات‬ ‫ومشمنا األوالد‪ ،‬ورأينا العيال واألهل‪ ،‬يكاد أن حناّل عل احلال اليت كنىا‬ ‫عليها عندَ‪ ،‬وحت كأنّا مل نكن عل عيء‪ .‬أفتخىا علينىا أن يكىان‬ ‫ذلىىك نفاَ ىاً؟ فقىىال مىىم الرسىىال (ص) ‪ :‬كىىال إن هىىذه خطىىاات الشىىيطان‪.‬‬ ‫فريغئكم يف الدنيا‪ .‬واهلل لا تدمان عل احلالة اليت وصفتم أنفسكم ها‪،‬‬ ‫لصىافحتكم املالَكىة‪ ،‬ومشىيتم على املىاء‪ .‬ولىاال أنكىم تىذنئان‪،‬‬ ‫فتستغفرون اهلل خللَ اهلل خلقا حت يذنئاا ثم يستغفروا اهلل‪ ،‬فيغفر مم‪.‬‬ ‫إن املؤمن مفتنت تااب‪ .‬أما مسعت َال اهلل عز وَل‪" :‬إن اهلل حيب التاا ني‬ ‫وحيب املتطهرين"‪ ،‬وَال ‪" :‬استغفروا ر كم ثم تا اا‬

‫إليه‪)38( ".‬‬

‫‪ 37‬تيسير الميزان السيد الطباطبائي بتصر‪.،‬‬ ‫‪ 38‬الكافي‪ :‬كتا اإليمان كالكير – با "في تنقل أحوال القلب" الركاية األكلى‬

‫الشيطان | ‪67‬‬


‫الفصل الثالث‬

‫ممارساتبا‬ ‫لقا ش ع هللا منظومة محكمة من املم رس ت والسلوكي ت التي‬ ‫ت س في اإلنس ن تلق ئي مف هيم ومب دئ وقيم العقياة‬ ‫اإلسالمية الطيبة‪ ،‬وت بخه في أعم قه‪ ،‬لت عل عملي ظ ته‬ ‫للكون وح كته فيه منطلقة منه ‪.‬‬

‫العب دات‬ ‫الخمس‬

‫شق فة‬ ‫اال تظ ر‬

‫مم رس تن‬ ‫ع شوراء‬ ‫التولي والتبري‬

‫امل جعية‬ ‫الاز‪.‬ية‬

‫األم‬ ‫ب ملع وف والنهي‬ ‫عن املنك‬

‫الشكل فقم ‪ / 8‬ممافساتنا‬


‫مقدمة آلفصل آلبالب‬ ‫كما اكرنا فإن فسالة اإلنسان فاي هاذه الحيااة كفاق‬ ‫الراية اإلسالمية تتمحوف حوف تطوير نيسه كاآلخرين فاي‬ ‫العالم كتحريرهم من كل أنواع الظلم كاليساد‪.‬‬ ‫غير أن حياة اإلنسان اليومية كالتحديات التاي يواجههاا‬ ‫كالشهوات التي تأسره تش له في العاادة عان هاذه العقيادة‬ ‫كهذا اإليمان‪.‬‬ ‫من هنا لم تكتا المنظومة اإلسالمية من اإلنسان باإليمان‬ ‫بهذه الكلمات الطيبة من العقيدة كلم تكتا أيضاً بما كضعه‬ ‫اهلل تكويناً مان لطاا إلهاي لهداياة البشار نحوهاا كنحاو‬ ‫المياهيم اإلنسانية الرائعة كإنما شرع منظومة محكمة مان‬ ‫الممافسات كالسلوكيات التي ت رس في اإلنسان تلقائياً هذه‬ ‫الكلمات الطيبة كترسخها في أعماقه لتجعل عمليااً نظرتاه‬ ‫للكون كحركته فيه منطلقة منها‪ .‬قال تعالى‪﴿ :‬إِ َليْىهِ يَصْىعَدُ‬ ‫ل الصَّا ِلحُ َي ْرفَ ُعهُ﴾‪.‬‬ ‫طيِّبُ وَالْعَمَ ُ‬ ‫كلِمُ ال َّ‬ ‫ا ْل َ‬ ‫هذه المنظومة هي ما تعر‪ ،‬في اليكر الشيعي التقليادي‬ ‫بيركع الدين (مع بعض العناكين المختلية في هذا الكتاا )‬ ‫كتشتمل على مجموعة من الممافسات كالتعليمات بخصاوص‬ ‫سلوك اإلنسان في الحياة بما فيها الحيااة اليومياة كأهمهاا‬ ‫منظومة العبادات‪ .‬هذه الممافسات هي ما سنتناكلها في هاذا‬ ‫اليصل كلكن بنحو إجمالي‪.‬‬

‫| ‪69‬‬


‫آلعبادات‬ ‫ت الْجِنَّ وَاإلِنسَ إِالَّ لِيَعْئُدُونِ﴾‬ ‫﴿وَمَا خَلَ ْق ُ‬ ‫تياصاايل هااذه العبااادات مااذكوفة فااي كتااب فقهااا‬ ‫المسلمين الشيعة اليقهياة المنتشارة فاي المكتباات حاول‬ ‫العالم كهي نيسها كما هي موجودة عند بقياة المسالمين‬ ‫حيث أنها محل إجماع بينهم كاالختال‪ ،‬فيها إنما هاو فاي‬ ‫بعض تياصيل أدائها كهو البا الميتوح لالجتهاد في اليكر‬ ‫اإلسالمي‪.‬‬ ‫فتتيق االمامية مع سائر المذاهب االساالمية فاي أعاداد‬ ‫اليرائض اليومية في الحضر كالسير كأاكافها ككذا فاي‬ ‫صوم فمضاان كميطراتاه كالزكااة كموفادهاا كمصااففها‬ ‫كالحااج كالعماارة كاقسااامه ككاجباتااه كاالماار بااالمعرك‪،‬‬ ‫كالنهي عن المنكر كالجهاد في سبيل اهلل كانما تختلا فاي‬ ‫بعض التياصيل كهذا االختال‪ ،‬موجاود فيماا باين جمياع‬ ‫المذاهب االسالمية االخرى كاالختال‪ ،‬في إضافة "الصاالة‬ ‫خير من النوم" لألاان أك إسبال اليدين كعدمه‪)39( .‬‬ ‫(‪ )40‬إن العبادات بما تشمله من صاالة كقارآن كدعاا‬ ‫كحج كصوم كزكاة كغيرها مان الشاعائر العبادياة هاي‬ ‫كاحدة من أهم مياصل الشاريعة اإلساالمية كلقاد كارّس‬ ‫اإلسالم بشدة أهميتها بين المسلمين كشدد عليها كفغّب بها‬ ‫أيما ترغيب!‬ ‫تقوم العبادات بشكل فعّال بالسمو باإلنسان كدفعاه نحاو‬ ‫‪ 39‬للتعمق اقترح "االمام الصادق كالمذاهب االفبعة" للعالمة أسد حيدف‬ ‫‪ 40‬للتعمق اقترح كتا "نظرة عامة في العبادات" للشهيد محمد باقر الصدف‪.‬‬

‫العبادات | ‪70‬‬


‫المحاااكف األفبعااة السااابقة الااذكر كالاا‬ ‫حديثتين‪:‬‬

‫ماان خااالل‬

‫األكلى أنها تعمق في نيوسنا حالة اإلحسااس بالعبودياة‬ ‫هلل كبذل تصبح نيوسنا أكثر صيا كقوة كجماالً كأقال‬ ‫تأثراً بالشهوات كالقوى ال ضابية كأشاد فغباة فاي القايم‬ ‫كالصيات اإللهية (العنصر الثاني من معادلة القر إلاى اهلل‬ ‫جل جالله)‪.‬‬ ‫هذا ما تعبر عنه اآلية الكريمة‪﴿ :‬وَأَ​َِىمِ الصَّىالةَ إِنَّ الصَّىالةَ‬ ‫كرِ﴾‪.‬‬ ‫م ْن َ‬ ‫حشَاءِ وَالْ ُ‬ ‫َت ْن َه عَنِ ا ْل َف ْ‬ ‫أما الثانية فهي أن العبادات من صالة كصوم كحج‬ ‫كقرا ة قرآن كدعا كغيرها ت طي معظم أكقاتنا خالل‬ ‫السنة كخالل اليوم كتمر بنا بأنواع متعددة من األنشطة‬ ‫البصرية كالسمعية كالجسدية كالركحية كالعقلية من خالل‬ ‫مختلا المشاعر كالحب كالخو‪ ،‬كالرجا كالعبودية هلل‬ ‫كالرحمة كالتضامن مع المؤمنين كإنكاف الذات كالرغبة في‬ ‫العطا كغيرها‪..‬‬ ‫هذه العبادات تشتمل على جميع القيم كالصيات اإللهياة‬ ‫كالمياهيم اإلسالمية كبالتالي عند تياعلنا مع هذه العبادات‬ ‫كممافساتنا لها تتسار هاذا القايم كهاذه الميااهيم إلاى‬ ‫كجداننا ككل جنبة فينا كتصبح جز اً من بنا ناا النيساي‬ ‫(العنصر األكل من معادلة القر إلى اهلل جل جالله)‪.‬‬ ‫هذا يعتمد على مدى تياعلنا مع هذه العبادات كخشاوعنا‬ ‫فيها كلذا فإن القرآن أكد علاى هاذا المعناى ماثالً لادى‬ ‫تناكله منس األضحية في فريضاة الحاج فقاال سابحانه‬ ‫كتعالى‪ ﴿:‬لَن َينَىا َل اللَّى َه ُلحُا ُمهَىا َولَىا ِدمَا ُلهَىا َو َلكِىن َينَالُى ُه ال َّتقْى َا‬ ‫مِنكُمْ﴾‪.‬‬

‫العبادات | ‪71‬‬


‫زذك السيا الخ من‬

‫في كت به "من أعم ق اللالة" ‪:‬‬

‫مل ي اهر هللا اعه" أ هدف‪ ،‬وهه أرتملهار‬ ‫ههك تعههاعى‪ ،‬خا حلبهههى أ مههار وألححه ‪،‬‬ ‫نمله أ عهشي س‬ ‫دوحها‪ ،‬ويده ر دوي أ ضه اع‪،‬‬ ‫وياعهه" أ حههائر ند ه هللا) ا س هها و ه س أ‬ ‫ا ةحه ي عهى أ ري هي وأ ه يي‪ ،‬ويملدهك‬ ‫ق أ ي وأرحمئلاي وأ ةالاط‪ ،‬ويدوظك‬ ‫حه أرنهزرق وأرن هدأع اهظهاهر ألخ هي‪،‬‬ ‫خو ألخ ف ح أهللملا ‪...‬‬ ‫ا مل ه ه ج ههرس حل ه ههك‪ ،‬وحل ه ه ش هها ح بيه ههف‬ ‫و‬ ‫ههاعا أ ي هه" وأ نه هها ‪ ،‬نه هها ت ههزود أ ح ههاي‬ ‫ثن ه ههاحم وتريه ه ههد حله ه ههك ع ه ه ه سهدأ‪ ،‬وتع ه ه ه ي يه ه ههك‬ ‫و‬ ‫ونه ه هها حعن ه ههى وتال ه ههعر م ه ههي أ ه ههزح ‪ .‬نه ه هها‬ ‫ت ه ه ههدع ه ه ه ر أ زح ه ه ههاي أ ه ه ه ا " ه ه ه ي ه ه ههك‬ ‫س‬ ‫حةاله ه ههل ‪ ،‬غشه ه ههث حيبوه ه ههت عه ه ههى حض ه ه ه ن أ ه ه ههزح‬ ‫وأن ض هها أ عم ههر‪ ،‬وترش ههد ع ههى أن ض هها ه‬ ‫وشه ههروع ه ههر‪ ،‬وخي عي ه ههك خي اه ههد ويبدمه هه"‬

‫ححههاو ي خا ههث وخي وعهه" حهها ه ه خهههم‬ ‫أن ض ى جز حه أ عمهر ه أ ها ما اه‬ ‫خي "ه ي خاثههث ههع س ا وع هها س ‪ ،‬أ خي أ ههدف‬ ‫عظ م‪ ،‬يةحو ل يك ق " أ أألوأي‪.‬‬ ‫ما نها ح تي شي وت رأ‬ ‫يص أ‬ ‫ار هللا‪ ،‬ترب أ حاي أ ضع ف‬ ‫أملحدود اهلل أه يال أهح ر‪ ،‬وتاعيك‬ ‫ححبع سلا ك وع حريال ب أ حاي‬ ‫حد ر أ عا م‪ ،‬مللو حلك قد غشث حددود‬ ‫ور لأئيي‪ .‬ويا عدها خ ض" ع ضعف‬ ‫أ حاي‪ ،‬وخنوو دوأ يعز وأ أد ‪.‬مل‬ ‫ههد‬

‫كل عب دة وش يعة إسالمية تلعب‬ ‫دورا وري وتك ملي مع بقية‬ ‫العب دات لتق يب اإلنس ن إلى هللا‪،‬‬ ‫لكن تبقى اللالة اليومية أعظم‬ ‫هذه العب دات وأرفعه شي‬

‫العبادات | ‪72‬‬


‫الإخلاق‬ ‫اكرنا أننا لنقتر من اهلل سبحانه كتعالى كنحقق بذل‬ ‫سعادة الدنيا كاآلخرة علينا أن نسعى لتطوير اكاتنا من خالل‬ ‫التخلق بأخالق اهلل كلذا قال فسول اهلل (ص)‪" :‬إمنا عث ألمتم‬ ‫مكارم األخالق" كقال أيضاً‪" :‬ما ياضع يف ميزان امرا يام‬ ‫القيامة أفضل من حسن اخللَ"(‪ )41‬كقال أيضا‪" :‬أكثر ما تلج ه‬ ‫أميت اجلنة‪ :‬تقا اهلل وحسن اخللَُ"(‪)42‬‬ ‫"إن في االنسان انبعاثا داخليا فطريا إلى األخالق يساير‬ ‫جميع مراحله يمكن التعبير عنه بالحاسة األخالقية التي‬ ‫يميز بها بين الخير كالشر كما يميز بالحاسة الجمالية‬ ‫المودعة فيه بين الجميل كالقبيح قال تعالى‪﴿ :‬وَ َنفْسٍ وَمَا‬ ‫مهَا فُجُارَهَا وَتَقْاَاهَا﴾‪ .‬كمن هذه الحاسة الخلقية‬ ‫سَاَّاهَا (‪ )7‬فَأَ ْلهَ َ‬ ‫نستطيع أن نؤسس القواعد الخلقية كالقانون األخالقي العام‪.‬‬ ‫كلكن قد يلقى هذا النوف الباطني اليطري موانع توجب‬ ‫طمسه كهي كثيرة مثل العادات كالوفاثة كالبيئة كشواغل‬ ‫الحياة المادية‪ ....‬كلهذا كان ال بد من بعث األنبيا اكي‬ ‫النيوس المصطياة الملهمة بالوحي ليثيركا للناس دفائن‬ ‫العقول كيزيلوا ال شاكة عن النوف اليطري‪ ....‬فكان نوف‬ ‫الوحي اإللهي مكمال لنوف اليطرة التي أكدعها اهلل في اإلنسان‪.‬‬ ‫لقد اعتبر القرآن الكريم التقوى محوف الكماالت اإلنسانية‬ ‫كمعياف اليضائل"‪.)42(.‬‬ ‫كرَ َمكُمْ عِن َد ال َّلهِ أَتْقَاكُمْ﴾‪.‬‬ ‫قال تعالى‪﴿ :‬إِنَّ أَ ْ‬

‫‪ 41‬الكافي ج‪2‬‬ ‫‪ 42‬األخالق في القرآن ‪ -‬السيد عبد األعلى السبزكافي الموسوي‬

‫ثقافة انتظاف اإلمام المهدي (عج) | ‪73‬‬


‫يعرّ‪ ،‬السيد محمد الشيرازي (في كتابه األخالق‬ ‫المثالية) التقوى بأنها كقاية النيس كصيانتها من الراائل‬ ‫كالمعاصي كهي من أهم مقومات األخالق المثالية كمن‬ ‫اليضائل النيسية التي تسمو باإلنسان إلى مراتب العلو‬ ‫كالكمال كإلى مراتب القر من اهلل تعالى‪.‬‬ ‫"إن التقوى هو الجهد المتواصل من اليرد فال تتحقق إال‬ ‫بالتواصل كالعمل الداك كتكراف األعمال الصالحة لتتمكن‬ ‫األخالق الياضلة في النيس كيتعذف إزالتها‪.‬‬ ‫كفي التقوى يرتبط العمل بالنية فكل ما كانت النية‬ ‫خالصة هلل تعالى عن األغراض الدنيوية ازدادت فيمة العمل‬ ‫كقر إلى القبول كصلح للجزا األكفى بل يعتبر القرآن أن‬ ‫ال ايات المرجوة من األعمال سوا كانت لجلب النيع أك‬ ‫لدفع الضرف هي منقصة في مقابل الكمال المطلق‪.‬‬ ‫إن لهذا األمر أثر كبير في النيس االنسانية فهو غير أنه‬ ‫يعد اإلنسان إعدادًا علمياً كعملياً لقبول األخالق الياضة‬ ‫كالمعاف‪ ،‬اإللهية يجعل العمل خالصاً لوجه اهلل كمنزهاً عن‬ ‫كل غاية من غير اهلل تعالى فيكون اليعل الصالح صادفاً عن‬ ‫العبودية المحضة كالحب العبودي كمبنياً على التوحيد‬ ‫الخال ‪)43( ".‬‬ ‫كثيرة هي األخالق الياضلة كالصيات الخيرة التي دعانا‬ ‫إليها اإلسالم(‪ )44‬كقد اكر الحديث المركي عن اإلمام‬ ‫الصادق عشرة فعنه (ع)‪" :‬إن اهلل خصّ رساله صل اهلل عليه‬ ‫وآله شكارم األخالق‪ ،‬فامتحناا أنفسكم‪ ،‬فِن كانت فيكم‬ ‫فامحدوا اهلل وارغئاا إليه يف الزيادة منها‪ .‬فذكرها عشرةً‪ :‬اليقني‬ ‫والقناعة والصرب والشكر واحللم وحسن اخللَ والسخاء والغرية‬ ‫والشجاعة واملروة"‪)45(.‬‬ ‫‪ 43‬األخالق في القرآن ‪ -‬السيد عبد األعلى السبزكافي الموسوي (بتصر‪)،‬‬ ‫‪ 44‬للتعمق فيها اقترح كتا "جامع السعادات" للشيخ محمد مهدي النراقي‪.‬‬ ‫‪ 45‬من ال يحضره اليقيه المجلد الثالث‬

‫ثقافة انتظاف اإلمام المهدي (عج) | ‪74‬‬


‫هي مسؤولية األمة‬ ‫اإلسالمية املئاعرة‪ ،‬وهي تع‬ ‫العمل عل إيصال اإلنسانية إىل‬ ‫مستا من الرَي والكمال‬ ‫تكان َادرة معه عل احتضان‬ ‫نهضة اإلمام املهدي الشاملة‬

‫ت ال‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫تقاقة ا نطار هدي ( ج)‬

‫إن تياعل اإلنسان مع "ثقافة االنتظاف" ياؤثر بشادة علاى‬ ‫فكعة كجمال حياته‪ .‬فعنادما يلهما هاد‪ ،‬عظايم تسامو‬ ‫كتجد نيس في عالم فائع كتنبعث القوى‬ ‫فكح كعقل‬ ‫الكامنة في أعماق لتتحول إلى طاقة إيجابية لتحقياق هاذا‬ ‫الهد‪.،‬‬ ‫فبسمو كنبل هدف تكون أنت كما من هد‪ ،‬كفاية أعظم‬ ‫من أن تجد نيس جز اً من البشارية كلهاا كبال كمان‬ ‫منظومة الخلق كلها كأنا تساعى نحاو فقيهاا ككمالهاا‬ ‫كجمالها كقربها إلى اهلل بااالً حتى اات في سبيل ال ‪.‬‬ ‫في هذا القسم سنتناكل "ثقافة االنتظاف" لادى المسالمين‬ ‫الشيعة كانعكاساتها على ممافساتهم كحياتهم العملية‪.‬‬

‫اإلزم ن ب إلم م املهاي ( ج)‬ ‫يكاد يجمع المسلمون على اإليمان بماا بشار باه الرساول‬ ‫(ص) من ظهوف فجل من أهل بيته فاي آخار الزماان يلقاب‬ ‫بالمهدي يثوف على الباطل كينشر العدل كالرخا كالمساكاة‬ ‫كيقضي على الظلم كاالضطهاد في أفجا العالم كله‪.‬‬ ‫فكى الشيخ سليمان القندكزي الحنيي في (ينابيع المودة)‬ ‫نقالً عن كتا (فرائاد السامطين) عان جاابر بان عباد اهلل‬ ‫االنصاف ي عن النبي (ص) انه قال‪" :‬من انكر خركج المهدي‬ ‫(ع) فقد كير بما انزل على محمد (ص)"‬

‫ثقافة انتظاف اإلمام المهدي (عج) | ‪75‬‬


‫شّوْكَانِّيّة فِّي ا ْليَتْحِّ الرَّبَّاانِّيِّّ ‪ :‬الَّاذِّي أَمْكَانَ‬ ‫كَقَالَ ا ْلقَاضِّي ال َ‬ ‫ا ْلوةقةو‪،‬ة عَ َل ْيهِّ مِّانَ األَحَادِّياثِّ الْاوَافِّدَةِّ فِّاي الْ َمهْادِّيِّّ الْمةنْ َتظَارِّ‬ ‫َانيَةٌ كَعِّشْرةكنَ أَثَرًا ثةمَّ سَارَدَهَا مَاعَ الْكَاالمِّ‬ ‫خَمْسةونَ حَدِّيثًا كَثَم ِّ‬ ‫خيَى‬ ‫سقْنَاهة بَالِّدٌ حَدَّ ال َتّوَاتةرِّ كَمَا ال يَ ْ‬ ‫عَ َل ْيهَا ثةمَّ قَالَ كَجَمِّيعة مَا ة‬ ‫ضلة اطِّّالع‪.‬‬ ‫عَلَى مَنْ َلهة َف ْ‬ ‫غير أننا نعتقد أن هذا المهدي المنتظر هو اإلماام الثااني‬ ‫عشر من أئماة أهال البيات (ع) المولاود سانة ‪ 255‬هجرياة‬ ‫(‪867‬م) كانه هو إمام هذا الزمان فهو حي كيعيش بين النااس‬ ‫بشكل طبيعي (بحيظ من اهلل كلطيه) لكنه غائب عن األبصاف‬ ‫بمعنى أن الناس ال تعر‪ ،‬الهوية الشخصية له منذ باد عهاد‬ ‫ال يبة الكبرى سنة ‪ 329‬للهجرة‪.‬‬ ‫إن ثوفة اإلمام المهدي ال تستهد‪ ،‬أنظمة الحكام كحساب‬ ‫كإنما تستهد‪ ،‬الت يير في الثقافة اإلنسانية لتحقيق الرساالة‬ ‫اإلسالمية كلجعل العالم بيئة آمناة كإيجابياة كبنّاا ة حياث‬ ‫يمكن لجميع الكائناات فياه أن تتكامال لساعادتها المنشاودة‬ ‫متمثلة في القر إلى اهلل‪.‬‬ ‫نجاح هكذا ثوفة ليس منوطاً بعظمة القائد فحسب كإنماا‬ ‫منو أيضاً بوصول اإلنسانية إلاى حالاة عالياة مان الرقاي‬ ‫كالكمال تكون فيها جاهزة الحتضان هكذا ثوفة شاملة‪.‬‬

‫شق فة اال تظ ر‬ ‫إن العمل على تحقيق هذا الهد‪ ،‬كإيصال اإلنسانية إلى هذا‬ ‫المستوى من الرقي كالكمال هي مساؤكلية األماة اإلساالمية‬ ‫خيْىىرِ وَيَىىأْ ُمرُونَ‬ ‫ن إِلَىى ا ْل َ‬ ‫ن مِىى ْنكُمْ أُمَّىىة يَىى ْدعُا َ‬ ‫المباشاارة ﴿وَلْىى َتكُ ْ‬ ‫م ْف ِلحُانَ﴾‬ ‫كرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْ ُ‬ ‫م ْن َ‬ ‫ِالْمَ ْعرُو ِ وَ َي ْنهَاْنَ عَنِ الْ ُ‬ ‫كهذا ما يعار‪ ،‬لادى المسالمين الشايعة بثقافاة‬ ‫تسهللهاف نهضة اإلم م‬ ‫االنتظاف‪.‬‬

‫املهاي ( ج) الت يير‬ ‫في الطق فة اإلنس ية‪،‬‬ ‫لجعل الع لم بمئة يمنة‬ ‫(‬ ‫إز بية‪ ،‬وسن ءة‬

‫يذكر مركز الدفاسات التخصصية في اإلماام‬

‫ثقافة انتظاف اإلمام المهدي (عج) | ‪76‬‬


‫المهدي (عج) التابع للسايد السيساتاني‪" :‬ثقافاة االنتظااف‪..‬‬ ‫ميردةٌ من ميردات ثقافة أهل البيت عليهم السالم كمنهجٌ مان‬ ‫مناهج أدبيات خطابهم‪ ..‬انهاا ثقافاة اإلنساانية متجهاةً نحاو‬ ‫كماالتها في اإلصالح كاالفتقا إلى معافج الوعي في عالقتها‬ ‫بهذا الكون كمكنوناته‪ ..‬هكذا يمكننا أن نقرأ االنتظاف بثقافتاه‬ ‫اإلنسانية كبمنابعه اإلسالميّة الصحيحة‪ ..‬إناه العمال كالبناا‬ ‫نحو إنسانية يسودها السالم كيعمها الود كالتياهم"‪.‬‬ ‫كيقول السيد الخامنئي ‪" :‬كاجبكم الياوم هاو أن تمهادكا‬ ‫األموف لكي يأتي اإلمام المهدي كينطلاق مان تلا القاعادة‬ ‫المهيئة‪ .‬ال يمكن االنطالق من نقطة الصير‪ .‬المجتماع الاذي‬ ‫يمكنه أن يتقبل حكومة المهدي الموعاود أفكاحناا فاداه هاو‬ ‫كإال فسينتهي‬ ‫المجتمع المستعد المتوفر على القابلية لذل‬ ‫إلى نياس المصاير الاذي انتهاى إلياه األنبياا علاى امتاداد‬ ‫التافيخ ‪ ...‬إان من الممكن تمهيد األجوا كإاا اتسع باإان اهلل‬ ‫كجود مثل هذه األجوا تكون األفضية قد كطئت أيضاً لظهوف‬ ‫بقية اهلل أفكاحنا فداه كتتحقق عند ااك هذه األمنية العريقة‬ ‫التي طالما فاكدت أاهان البشرية كأاهان المسلمين" (‪.)46‬‬ ‫من هنا فقد فسخ اهلل ثقافة االنتظاف فاي جمياع الشارائع‬ ‫السماكية فضالً عن اإلسالم‪ .‬قاال تعاالى‪﴿ :‬وَلَقَىدْ كَتَ ْئنَىا فِىي‬ ‫كرِ أَنَّ األ ْرضَ َيرِ ُثهَا عِئَادِيَ الصَّا ِلحُانَ﴾‪.‬‬ ‫ن َعْ ِد الذح ْ‬ ‫الزَّ ُا ِر مِ ْ‬ ‫كعن اإلمام زين العابادين (ع) (‪" :)47‬إن أهىل زمىان غيئتىه‪،‬‬ ‫القاَلني ِمامته‪ ،‬واملنتمرين لمهاره‪ ،‬أفضل من أهل كل زمان‪ .‬فىِن‬ ‫اهلل تئارَ وتعاىل أعطىاهم مىن العقىال واألفهىام واملعرفىة مىا صىارت‬ ‫الغيئىىة عنىىدهم شنزلىىة املشىىاهدة‪ ،‬وَعلىىهم يف ذلىىك الزمىىان شنزلىىة‬ ‫اجملاهدين ني يدي رسال اهلل (ص) السي ‪ .‬أولئك املخلصىان حقىاً‪،‬‬ ‫وعيعتنا صدَاًو‪ ،‬والدعاة إىل دين اهلل سراً وَهراً"(‪.)48‬‬ ‫‪ 46‬خطا سماحة السيد ‪ 15‬شعبان ‪ 1418‬طهران نقالً من كتا "مسؤكليات‬ ‫المؤمن تجاه إمام الزمان ع" مركز بقية اهلل األعظم‪.‬‬ ‫‪ 47‬اإلمام الرابع من أئمة الشيعة اإلثنا عشر‪.‬‬ ‫‪ 48‬بحاف األنواف ج ‪ 52‬ص ‪ 122‬فكاية ‪ 4‬با ‪..22‬‬

‫ثقافة انتظاف اإلمام المهدي (عج) | ‪77‬‬


‫عوامل الن ح الض ورية‬ ‫ال ش أن طموحاً بسعة طماوح ثقافاة االنتظااف كعلاوه‬ ‫يتطلب تحققه أكثر من مجرد النية الطيبة الصادقة! من هنا‬ ‫فقد عمل أهال البيات (ع) علاى تأسايس مجموعاة "عوامال‬ ‫النجاح الضركفية" لتحقيق ثقافة االنتظاف‪ .‬كهي‪:‬‬ ‫‪ ‬منهجية الرقي باإلنسان فارداً كمجتمعااً‪ :‬كجاود منهجياة‬ ‫كثقافة كاضحة كمحددة كعملية لتطوير اإلنسان كالرقي به‬ ‫فرداً كمجتمعاً كتتمثل في "الشريعة اإلسالمية"‪.‬‬ ‫‪ ‬الكادف البشري المتيرغ لتحري عجلة الت يير‪ :‬حيث يعتبر‬ ‫علما الدين كالمرجعية الدينية مسؤكلون مسؤكلية مباشرة‬ ‫عاان حمايااة الرسااالة اإلسااالمية كنشاارها كقيااادة األمااة‬ ‫اإلسالمية نحو تحقيق ثقافة االنتظاف‪.‬‬ ‫‪ ‬قنوات تواصل فعالة كمؤثرة كمنتظمة على مداف السنة بين‬ ‫علما الدين كعماوم النااس كتتمثال فاي خطاب الجمعاة‬ ‫كالممتم الحسينية كالمناسبات الدينية األخرى‪.‬‬ ‫‪ ‬ملحمة كجدانية تحيز اإلنسان عاطييااً كعقلياًا باساتمراف‬ ‫كتدفعه نحو طلب اإلصالح في العالم "عاشوفا "‪.‬‬ ‫‪ ‬الموافد المالياة لتمويال هاذا الحاراك الحضاافي للرقاي‬ ‫باإلنسانية بياعلية كاستقاللية متمثلة في الحقوق المالية‪.‬‬ ‫‪ ‬تحويل ثقافة االنتظاف إلى كاقع حي كممافس كال عبر‬ ‫مجموعة من الممافسات اليومية كالتي تتجلى بوضوح فاي‬ ‫المجتمعات المسلمة الشيعية‪ .‬مان هاذه الممافساات ماثالً‬ ‫التأكيد الشديد على الدعا له كاكر فضاائله كالتعار‪،‬‬ ‫على أمافات ظهوفه كاالستعداد للجهاد بين يديه كمبايعتاه‬ ‫صبيحة كل يوم كالدعا للتشر‪ ،‬برايته كالتوسل به إلى‬ ‫اهلل تعالى كالتمهياد لظهاوفه كالقياام عناد اكار لقباه‬ ‫كإهدا ثوا الصالة كالحج نيابة عنه كما إلى ال ‪.‬‬ ‫ثقافة انتظاف اإلمام المهدي (عج) | ‪78‬‬


‫هي ملحمة إنسانية خالدة جتسد‬ ‫أروُ َيم العممة والنئل والتضحية يف‬ ‫التاريخ‪ ،‬وتتمحار حال لب اإلصالَ يف‬ ‫العامل‪ ،‬لتحفز اإلنسان عا فياً وعقلياً‬ ‫لتحرير نفسه والعامل من حاله‪ ،‬وتفعّل‬ ‫ثقافة االنتمار‬

‫ع ش الم حل‬ ‫ا وراء‪ ،‬مة‬ ‫الإنساتية الخالدة‬

‫م قبل زوم ع شوراء‬ ‫في سنة ‪ 61‬للهجرة (‪ 680‬م) عندما توفي معاكية كلي ابنه‬ ‫يزيد حكم العالم اإلسالمي عادكاناً فارفض اإلماام الحساين‬ ‫(ع)(‪ )49‬مبايعته قائالً‪" :‬يزيىد رَىل فاسىَ‪ ،‬عىارب اخلمىر‪َ ،‬اتىل‬ ‫النفس احملرّمة‪ ،‬معلن الفسَ‪ ،‬ومثلي ال يئايع ملثله" فاأمر يزياد‬ ‫ال أن يباايع لكان فده (ع) كاان قاطعااً‬ ‫بقتل اإلماام (ع) إ ّ‬ ‫ليتخذه األحراف في العالم شاعافاً لإلباا ‪" :‬أال وإنّ الىدعيّ ا ىن‬ ‫ي َد ركز ني اثنتني ني السلهة والذلهة‪ ،‬وهيهات منّا الذلهة!"‪.‬‬ ‫الدع ّ‬ ‫إن تردي أكضاع األمة اإلسالمية كحكم الطاغوت كدخول‬ ‫الناس في سبات عميق دفع باإلمام (ع) لقيادة عملية اإلصالح‬ ‫معلناً‪" :‬امنا خرَت لطلىب االصىالَ يف أمىة َىدّي رسىال اهلل (ص)‬ ‫أريىىد أن آمىىر ىىاملعرو وأنه ى عىىن املنكىىر" مستنهضاااً ضاامير‬ ‫اإلنسااانية‪" :‬إِنْ‬ ‫لَىىىىمْ َيكُىىىىنْ‬ ‫ورد في املستارك على ال حيحين‪ ،‬عن أم الفضل‪ ،‬ق ل ‪:‬‬ ‫َلكُى ىمْ دِيى ىنٌ‬ ‫كنْىىىىىتُمْ ال‬ ‫َو ُ‬ ‫«و ع الحسين في حج الن ي ( ) شم ح ميي‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ُا‬ ‫ف‬ ‫َىىىىىىىىىا‬ ‫َتخ‬ ‫التف تة ف فا عين رسول هللا ه يق ن من الاموع ‪ ،‬فقل ‪:‬‬ ‫الْمَعَىىىىىىىىىىادَ‬ ‫ز ي هللا ‪ -‬ب ب وا وأم ‪ -‬م لك ؟ ق ل ‪ :‬ات ن جبرزل‬ ‫َفكُانُىىىىىىىاا‬ ‫ف خبرن ان أمتي ستقتل ابيي هذا ‪ ،‬فقل هذا؟ فق ل ‪:‬‬ ‫أَحْىىىرَاراً فِىىىىي‬ ‫نعم ‪ ،‬وأت ن بتربته حم اء»‬ ‫دُ ْنيَاكُمْ"‪.‬‬ ‫‪ 49‬اإلمام الثالث للشيعة كهو ابن اإلمام علي (ع) كسبط الرسول األعظم (ص)‬

‫ثقافة انتظاف اإلمام المهدي (عج) | ‪79‬‬


‫غير أنه (ع) كان يدفك أن استنهاض األماة‬ ‫ك ص خة اإلم م‬ ‫يحتاج لملحمة عظيمة تتجسد فيها كال معااني‬ ‫الحسين زو ع شوراء‪:‬‬ ‫البطولة كالتضحية أمام كال مظااهر الخناوع‬ ‫"كاناا أحرار ًا يف‬ ‫كاإلجرام فقرف أن يقضي شهيداً هو كمان معاه‬ ‫دنياكم"‬ ‫كأن تسبى أسرته قرابين هلل كلإلنسانية فاأعلن‬ ‫عن عزمه هذا لكي ال يتبعه إال من كطّان نيساه‬ ‫للشهادة فقال‪" :‬من كان اذالً فِينَا مهجتَه‪ ،‬وما فناً‬ ‫عل لِقَاء اهلل نفسه‪ ،‬ف ْل َيرْحَل مَعَنا" كقال‪" :‬من حلَ نا استشىهد‪،‬‬ ‫ومن خت هل عنّا مل يئلغ الفتح"‬

‫زوم ع شوراء‬ ‫العاشر من شاهر محارم الاذي‬ ‫اةبِّااح فيااه االمااام الحسااين ساابط‬ ‫الرسول (ص) ك ‪ 72‬فرداً مان أهال‬ ‫بيتااه كأطيالااه كأصااحابه ظلماااً‬ ‫بأبشع الصوف كأكثرها إفهاباً بعد‬ ‫ع شوراء – السيا ‪ /‬حسن ل هللا‬ ‫‪http://bit.ly/Ashora_Epic‬‬ ‫حصاف دام ثالثة أيام منع فيهاا مان‬ ‫الما من قبل جيش يزيد بن معاكية الذي بلد عدده أكثار‬ ‫من ‪ 30‬ألا مقاتل سنة ‪ 61‬للهجرة‪.‬‬ ‫كانت ملحمة عظيمة خالادة بكال ماا جارى فيهاا مان‬ ‫مواقا تيوقت في كل معاني اإلنسانية كالبطولة كالكراماة‬ ‫كجسدتها كما لم تةجسّدة من قبل‪.‬‬

‫م بعا زوم ع شوراء‬ ‫لم تنته الملحمة في يوم عاشوفا كإنماا اساتمرت بقاود‬ ‫نسا كأطيال أهل بيت فسول اهلل (ص) حيث ساقوهم سابايا‬ ‫مقيدين على الجمال ب يار فحال كال كطاا كبكال مظااهر‬ ‫اإلاالل كالهااوان كتعلااو بجااانبهم فاكس اإلمااام كأصااحابه‬ ‫مرفوعة على فماح طويلة‪ ..‬طافوا بهم من الكوفاة كالعاراق‬ ‫عاشوفا | ‪80‬‬


‫إلى دمشق مركفًا على كبريات المدن الواقعاة باين الكوفاة‬ ‫كالشام على طريق الساحل معلنين للناس أنهام خاوافج عان‬ ‫الدين!!!‬ ‫كان األمر لينتهي هنا لوال حييدة الرسول (ص) "زيناب‬ ‫بنت اإلمام علي (ع)" التي كانات مان المسابيات ككانات‬ ‫كمتقمصااة لكاال القاايم كالمعاااني اإلنسااانية العظيمااة التااي‬ ‫اختزلتها ثوفة الحسين (ع) كالتي أفاد اإلمام بثها في كجدان‬ ‫األمة اإلسالمية كاإلنسانية جمعا ‪.‬‬ ‫فكانت (ع) تبثها بقوة كتلقائية كحرافة في كل حركاة‬ ‫من حركاتها كمواقيها كزفراتها لتدخل إلاى قلاو النااس‬ ‫ككجدانهم فاي العاالم كلاه فتهازهم كتاوقظ ضامائرهم‬ ‫فيثوفكا على اكاتهم لينعكس ال في ثوفات كثاوفات ضاد‬ ‫الظلم كاليساد عبر مر التافيخ‪.‬‬ ‫في يوم عاشوفا ففعت جسد أخيها الحسين كهو مقطوع‬ ‫الرأس كممزق إفباً إفباً كهاي تلقاي بطرفهاا الاى الساما‬ ‫مخاطبة اهلل تعالى‪" :‬اللهم تقئل منا هذا القر ان"‪.‬‬ ‫ككقيت أمام الطاغوت األعظم "يزيد" في مجلساه كهاي‬ ‫أسيرة لديه مزلزلة كيانه بخطبتها المدكيّاة‪ ..." :‬فىااهلل مىا‬ ‫فريت اال َلدَ‪ ،‬وال حززت اال حلمك‪ ،‬ولىرتدن على رسىال اهلل (ص)‬ ‫شا حتملت من سفك دماء ذريتىه وانتهكىت مىن حرمتىه يف عرتتىه‬ ‫وحلمته‪...‬‬ ‫ولئن َرت علي الدواهي خما ئتك‪ ،‬اني ألستصغر َدرَ وأسىتعمم‬ ‫تقريعك‪ ،‬وأستكثر تا يخك‪ ...‬فكىد‬ ‫كيدَ‪ ،‬واسع سعيك‪ ،‬وناصب َهدَ‪،‬‬ ‫فااهلل ال متحا ذكرنا‪ ،‬وال متيت وحينا‪،‬‬ ‫ورد في مسنا أحما‪ ،‬ومستارك‬ ‫وال تدرَ أمدنا‪ ،‬وال يرحض عنك عارها‪،‬‬ ‫ال حيحين وغيرهم ‪:‬‬ ‫وهىىل رأيىىك اال فنىىد وأيامىىك إال عىىدد‪،‬‬ ‫« ظ الن ي ( ) إلى علي‬ ‫ونيعك إال دد‪ ،‬يىام ينىادي املنىادي أال‬ ‫والحسن والحسين وف طمة‬ ‫لعنة اهلل عل الماملني‪" ...‬‬

‫فق ل‪" :‬أ ح ب ملن‬ ‫ح رسكم وسلم ملن س ملكم»‬

‫عاشوفا | ‪81‬‬


‫وم فا ادن؟‬ ‫كاآلن – كمنذ ال الحين ‪ -‬يقاوم مئاات المالياين مان‬ ‫المسلمين كغيرهم منتشرين في مختلا دكل العالم في كل‬ ‫سنة بإقامة مراسم العازا بمناسابة عاشاوفا ليتارة تمتاد‬ ‫لشهري محرم كصير فيقيمون الممتم ليليااً كيستحضاركن‬ ‫اكرى يوم عاشوفا بكل ما تحتويه من مصاائب كبطاوالت‬ ‫كدفكس كيبكون على ما أصا اإلمام الحسين (ع) كأهل بيته‬ ‫كأصحابه كانتهاك الحق في أجلى صاوفه كيعاهدكناه علاى‬ ‫المضي قدما في طريقة كالتضحية فاي سابيله كالثاأف مان‬ ‫كالظلم الذي تيشى‪.‬‬ ‫الباطل للحق الذي انته‬ ‫تشاامل هااذه المراساام قائمااة طويلااة ماان الممافسااات‬ ‫الشعائرية بعضها مما كفد الحث عليها مان قبال أئماة أهال‬ ‫البيت (ع) كالزياافة كالجلاوس كالتاذاكر فاي أماوفهم‬ ‫كعلومهم كالبكا كقرا ة المراثي كبعضها لم يرد عليها حث‬ ‫كإنما انبثقت على مر الزمن نتيجة تياعال الثقافاة الخاصاة‬ ‫ببعض المجتمعات الشيعية مع ميهوم إحيا عاشاوفا كهاي‬ ‫تختلا من مجتمع إلى آخر مثل التطبير كضار السالسال‬ ‫كإقامااة المسااافح كالتباارع بالاادم كغيرهااا‪ .‬بعااض هااذه‬ ‫الممافسات أثافت جدالً كاعتراضاً مان كاساعاً فاي المجتماع‬ ‫الشيعي بل كتم تحريم بعضها من قبل بعض العلما ‪.‬‬ ‫كال تقتصر فترة اساتذكاف عاشاوفا علاى شاهرين فاي‬ ‫السنة كانما تمتد طوال السانة مان‬ ‫خالل زياافة الحساين (ع) كإقاماة‬ ‫الماامتم الحسااينية فااي مختلااا‬ ‫المناساابات الدينيااة كاالجتماعيااة‬ ‫باإلضافة إلى اساتحبا الساجود هلل‬ ‫في الصالة على تربة الحسين (ع)‪.‬‬ ‫ع شوراء زوم الحم الع لمي – الاكتور ‪ /‬عم و خ لا‬ ‫‪http://bit.ly/Ashura_Truth‬‬

‫عاشوفا | ‪82‬‬


‫كلكن "لمااا أفاد أئمة أهل البيات (ع) أن نقايم عاشاوفا‬ ‫في كل بلد كفي كل جيل حتى أصبحت قاعدة أساسية مان‬ ‫قواعد حركتنا اإلسالمية في خط أهل البيت (ع) بحياث‬ ‫لو اهبت إلى شرق األفض كغربها لرأيات‬ ‫اكرى عاشوفا تقام كإن بشكل متنوع؟‬

‫"ك ّل ارض‬ ‫كريلاء وك ّل توم‬ ‫عاشوراء"‬

‫لقد أفادكا لنا ال ألنَّ هذا الخط هاو‬ ‫خط الرفض‪ ..‬الرفض للوثنية كلالنحرا‪،‬‬ ‫كللجاهلية كللظلم كلكل الذين يساتعبدكن‬ ‫كينهبون النّاس‪ ...‬كألن هذا الخط هو خاط‬ ‫المواالة لكل أكليا الّله كلكل المناهج التاي‬ ‫تنطلق من اهلل كتتحرّك فاي خاط اهلل الاذي‬ ‫انطلق فيه اإلسالم من خالل فسول اهلل (ص) كانطلاق فياه‬ ‫عليّ بن أبي طالب (ع) كاألئمة (ع)من خالله‪)50( ".‬‬

‫نردد عند زيافتنا للحسين (ع) في كل مناسبة ‪" :‬السىالم‬ ‫عليك يا وارث آدم صفاة اهلل‪ ،‬والسالم عليك يا وارث نىاَ نى اهلل‪،‬‬ ‫السالم عليىك يىا وارث إ ىراهيم خليىل اهلل‪ ،‬السىالم عليىك يىا وارث‬ ‫ماس كليم اهلل‪ ،‬السالم عليك يىا وارث عيسى روَ اهلل‪ ،‬السىالم‬ ‫عليكم يا وارث حممد حئيب اهلل" في رس ال فاي كجاداننا‬ ‫كفي أعماقنا أن خط اهلل كالهد‪ ،‬الرسالي هو نيسه عبر مار‬ ‫التافيخ كهو إيصال اإلنسان هلل تعالى‪.‬‬ ‫إن ثوفة األنبيا كانت ثوفة على االنحرا‪ ،‬عن خاط اهلل‬ ‫كالخضوع للطاغوت كالظلماات بأشاكالها المتنوعاة كهكاذا‬ ‫كانت ثوفة اإلمام الحسين لتوقظ العالم عبار مار التاافيخ‬ ‫إلى يوم الدين كلتخلق في قلو البشر حارافة كدفقااً يهاز‬ ‫كجاادانهم كياادفعهم لألمااام نحااو اإلصااالح مهمااا بل اات‬ ‫التضحيات كإنكاف الذات‪ .‬كلتجعل من هذه المشاعر المتدفقة‬ ‫عهداً نعاهد به اإلمام الحسين (ع) كنحن نزكفه ‪" :‬أنا سلم ملن‬ ‫ساملكم‪ ،‬وحرب ملن حار كم"‪.‬‬

‫‪ 50‬من كحي عاشوفا السيد محمد حسين فضل اهلل‪.‬‬

‫عاشوفا | ‪83‬‬


‫"تحولت ملحمة كربال في كجدان الشيعة الاى مسايرة‬ ‫ثوفية ممتدة مع الزمن بال تحولات إلاى مدفساة الوفاا‬ ‫مدفسة التبتل كالضراع مدفسة الحاب كالتضاحية مدفساة‬ ‫العلم كالتقوى مدفسة الجهاد كاالستشهاد مدفساة البطولاة‬ ‫كالقيم حينما يخرج االنسان من ااته كمن شح نيساه كمان‬ ‫حدكده الضيقة ليمأل الدنيا شجاعة كبطولة‪. .‬‬ ‫كما أن المنبر الحسيني كجلسات الذكر كمواكب العزا‬ ‫كمسيرات التعزية هي أقاوى كأنجاع األسااليب فعالياة فاي‬ ‫تثقيا الجماهير بثقافة فسالية حية صافية نقية بعيادة عان‬ ‫الركاسب الجاهلية كالثقافة ال ربية‪.‬‬ ‫فكيا يمكن لإلنسان الاذي يعايش كاربال كياذك فاي‬ ‫ملحمة الحسين (ع) كتبقى مأساة أطيال االمام الحساين (ع)‬ ‫في قلبه أن ينسى فسالة االسالم؟‪.)51("..‬‬

‫ع شوراء‪ ..‬امللحمة اإلنس ية املقاسة – هبة من شخلي ت ع ملية‬ ‫‪http://bit.ly/Hussain_N_World‬‬

‫‪ 51‬عاشوفا امتداد لحركة األنبيا السيد محمد تقي المدفسي بتصر‪.،‬‬

‫عاشوفا | ‪84‬‬


‫قيل في اإلم‬

‫م الحسين (ع) (‪)52‬‬

‫"ق ههد ألحح ههشي يع هها م د هها ش هها أ بض ههح ي وأ و ههدأ ‪ ،‬حه ه ه ه ر أ بض ههح ي‬ ‫ههاعز أ لههاس د ههك‪ ،‬وح ه ه ر هها حظي ح بههك وخ بههك‪ ،‬وخد هه" أ ه‬ ‫وأهحيمشي عى سج" أ بها ي و هو صه هما‪ ،‬و هد خ فهت هه أ ألجلهدا أ ا ه"‬ ‫شا أ عا م أر ح لجم و أ فالهر خي أ ظيهم وألجه ر دوأ مها ‪ ،‬وخي صهرح‬ ‫أ ظي ههم ح م هها ههدأ أس ههخا وه ههائ ش هها أ ظ ههاهر ر خن ههك ر ع ههدو خي "ه ه ي خح هها‬ ‫ألحال وألح ي ر اريالي شا ح أ ريحمل‬ ‫املستشرق األملاني مار ني‬

‫ملتعيمت ح ألححشي ا ف خ ي حظي حا انبملرمل‬ ‫مهامتا غاندي‬

‫مله ه أ بضههح ا أ ههثى ح ه ق هه" ش ه اد أ حهها ألححههشي عههت ححههب ى‬ ‫أ و ر أ فالرا‪ ،‬و ي ال ه أ ارى خي ت عى أأل د وت ار على أ دوأ مل‬ ‫الرَيس السا َ للمؤمتر الا‬

‫امندي تامالس تاندون‬

‫" ي حا هها ألححههشي ه علهها تل ه ا علههى خ ههسى حعهها أر االه اد شهها ههف "‬ ‫أ عدر أرجبماعامل‬ ‫الئاحث اإلجنليزي َان آعر‬

‫" وه" مي قي ر لالا ألحزي وأل م هشي حهمو هد ا عه اهرب ؟ و تهى‬ ‫غش ههث أهح ههيمشي ر ح ههع م ن" هها ح هها أ ههروح أ ت ههن وقع ههت هه ه أهعرا ههي ش هها‬ ‫ي امل‬ ‫املستشرق اإلجنليزي ادوار د راون‬

‫" د قهد ألححهشي ه علها خ يهغ شه اد شها تها ي أ حهان ي‪ ،‬وأ توهو ما هاتك‬ ‫ي أ و مل‬ ‫عى ححب ى أ‬ ‫عامل اآلثار اإلجنليزي وليم لافتس‬

‫‪ 52‬الحسين سبط من االسبا‬ ‫‪.2012‬‬

‫علي يوسا المتركك هيئة النشر العلمي كاألدبي‬

‫عاشوفا | ‪85‬‬


‫آلتولي وآلييري‬ ‫إن عملية اإلصالح كالت يير ال يتوقع لها أن تانجح أك أن‬ ‫تؤتي أكلها ال على مستوى اليرد المصلح كال على مستوى‬ ‫المجتمع ما لم تكن نابعة بصدق كإخالص من قلب اإلنساان‬ ‫المصلح‪.‬‬ ‫كمااا أن اإلسااالم ال يهااد‪ ،‬إلااى إيجاااد مجموعااة ماان‬ ‫المصلحين هنا كهناك كإنما يهاد‪ ،‬لتكاوين اماة مصالحة‬ ‫خيْىرِ‬ ‫دأبها اإلصالح كالت يير‪﴿ .‬وَلْ َتكُنْ ِم ْنكُمْ أُمَّة يَ ْدعُانَ إِ َل ا ْل َ‬ ‫م ْف ِلحُانَ﴾‪.‬‬ ‫كرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْ ُ‬ ‫م ْن َ‬ ‫وَيَأْ ُمرُونَ ِالْمَ ْعرُو ِ وَ َي ْنهَاْنَ عَنِ الْ ُ‬ ‫لذا يسعى اإلسالم أن تكون حركتنا اإلصالحية ااتية فينا‬ ‫نابعة من أعماقنا كمن هنا عمل على ترسيخ الوال النيساي‬ ‫كالعملي في اإلنساان تجااه كال قايم اإلنساانية كفموزهاا‬ ‫(التولي) كعلى ترسيخ البرا ة كالارفض النيساي كالعملاي‬ ‫تجاه كل قيم اليساد كأناواع الظلام كفموزهاا حتاى كلاو‬ ‫كانوا أقر الناس إلينا (التبري)‪.‬‬ ‫إن المقصود بالتبري هاو عادم ماواالة كنصارة كماودة‬ ‫خرِ‬ ‫كمحبة أعدا اهلل تعالى ﴿لَا تَجِدُ َ​َاْموا يُؤْ ِمنُانَ ِاللَّىهِ وَا ْليَىاْمِ الْىا ِ‬ ‫يُاَادُّونَ مَنْ حَادَّ ال َّلهَ وَ َرسُا َلهُ وَلَاْ كَانُاا آ َاءَهُمْ َأوْ أَ ْنَىاءَهُمْ َأوْ إِخْىاَا َنهُمْ‬ ‫عشِريَ َتهُمْ﴾‬ ‫َأوْ َ‬ ‫أما اإلحسان إلى اآلخرين من غير أعدا اهلل كالمحاافبين‬ ‫لإلسالم كلرموزه فهو أمر محبب حتى كإن كانوا ملحدين‬ ‫ن َولَى ْم‬ ‫ك ْم فِىي الىدحي ِ‬ ‫ن لَى ْم ُيقَىا ِتلُا ُ‬ ‫ن الَّىذِي َ‬ ‫ك ُم ال َّل ُه عَى ِ‬ ‫باهلل‪ ﴿ .‬ال َي ْنهَا ُ‬ ‫خرَُِاكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَ َئرُّوهُمْ وَتُقْسِىطُاا إِلَى ْيهِمْ إِنَّ اللَّىهَ ُيحِىبُّ‬ ‫ُي ْ‬ ‫الْمُقْسِطِنيَ (‪ )8‬إِنَّمَا َي ْنهَاكُمُ ال َّلهُ عَىنِ الَّىذِينَ َ​َىا َتلُاكُمْ فِىي الىدحينِ‬

‫التولي كالتبري | ‪86‬‬


‫اإلحس ن إلى ادخ ين من غير‬ ‫أعااء هللا واملح رسين لإلسالم‬ ‫ول مو ه‪ ،‬فهو أم محبب‪ ،‬حت‬ ‫وإن ك وا ملحازن ب هلل‬

‫خرَ​َُىىاكُ ْم مِىىنْ دِيَىىارِكُمْ وََُىىا َهرُوا‬ ‫وَأَ ْ‬ ‫َكُمْ أَنْ تَاَلَّاْهُمْ وَمَنْ يَتَىاَ َّلهُمْ‬ ‫خرَا ِ‬ ‫ع َل إِ ْ‬ ‫َ‬ ‫فَأُولَئِكَ هُمُ المَّالِمُانَ﴾‪.‬‬

‫كفي هاذا الساياق ماا كفد فاي‬ ‫مسند أحمد كمستدفك الصحيحين‬ ‫أنه‪ " :‬نمر الن (ص) إىل علي واحلسن واحلسني وفا مىة فقىال‪:‬‬ ‫"أنا حرب ملن حار كم وسلم ملن ساملكم"‪.‬‬

‫هذا الحديث كالعشرات من أمثاله هي ترسيخ من الرسول‬ ‫األعظم (ص) لمبادأ كالياة أهال البيات (ع) كالبارا ة مان‬ ‫أعدائهم الذي يةعدّة من أهم فركع الدين لدى الشايعة كمان‬ ‫العناصر الرئيسية لترسايخ ثقافاة فاي كجادان المسالمين‬ ‫الشيعة‪.‬‬ ‫على صعيد الممافسة فاإن الثقافاة الشايعية مليئاة جاداً‬ ‫بالعبافات كالميردات كالمعاني كالممافسات الرمزياة التاي‬ ‫تقوم بترسيخ مبادأ كالياة أهال البيات (ع) كالبارا ة مان‬ ‫أعدائهم (ممن يناصبونهم العادا أك يعاادكن اإلساالم) فاي‬ ‫كجدان اإلنساان‪ .‬مان الا علاى سابيل المثاال ماا ياردد‬ ‫المسلمون الشيعة دائماً في زيافتهم لألئمة (ع) في مختلاا‬ ‫المناسبات الدينية كاالجتماعياة‪َ​َ " :‬لْى لِ َقلْى ِئكُمْ سِىلْمٌ وَأَمْىري‬ ‫ألمْ ىرِكُ ْم مُتَّئِ ى ٌع ‪ ،‬وَنُصْ ىرَتي َلكُ ى ْم مُعَ ىدَّة حَتّ ى يَىىأذَنَ اهللُ َلكُ ى ْم ‪،‬‬ ‫فَمَ َعكُمْ مَ َعكُمْ ال مَعَ عَ ُدوحكُمْ"‪.‬‬

‫التولي كالتبري | ‪87‬‬


‫ها اإلنسان الرسالي الذي‬ ‫حيمل رسالة الصالَ واخلري‬ ‫لكل من حاله من الئشر‬ ‫والكاَنات‪ ،‬وال يتقاَع عل ذاته‬

‫ل‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫الإمر يا روف‬ ‫آليه ع ال‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫و ي ن ر‬

‫خرَِ​َىتْ لِلنّىاسِ تَىأْ ُمرُونَ ِىالْمَ ْعرُو ِ‬ ‫خ ْيرَ أُمّىة أُ ْ‬ ‫قال تعالى‪﴿ :‬كُنتُمْ َ‬ ‫ن ِال هلهِ﴾‪.‬‬ ‫كرِ وَتُؤْ ِمنُا َ‬ ‫وَ َت ْنهَاْنَ عَنِ الْمُن َ‬ ‫إن ممافسة األمر بالمعرك‪ ،‬كالنهي عان المنكار تجعال‬ ‫اإلنسان يعيش خاافج محاوف ااتاه كيحمال هماوم غياره‬ ‫فتحميه من التقوقع على ااته (المحوف الثالث مان محااكف‬ ‫حركتنا نحو اهلل) كتؤدي تلقائياً إلى تقمصه قايم الخيار‬ ‫التي يدعوا إليها (المحوف الثاني)‪.‬‬ ‫أما على صعيد المجتمع فإنه يعد نظاماً فقابياً كتقويميّاً‬ ‫في غاية الضركفة لما يتسم به من فعالية كمركناة عالياة‬ ‫تجعله قابالً للممافسة فاي مختلاا الظارك‪ ،‬االجتماعياة‬ ‫لوقاية المجتماع مان االنحارا‪ ،‬عان خاط اهلل كالحرياة‬ ‫كاالن ماس في الظلمات كاليساد كال بسبب افتكازه علاى‬ ‫تقويم االنحرافات اليردية أكالً بأكل‪.‬‬ ‫يقول السيد الخوئي (في كتا منهاج الصالحين) ‪" :‬من‬ ‫أعظاام الواجبااات الدينيااة االماار بااالمعرك‪ ،‬كالنهااي عاان‬ ‫المنكر‪ ...‬كقد كفد عنهم ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬أن االمر ىاملعرو‬ ‫تقام الفراَض وتىأمن املىذاهب‪ ،‬وحتىل املكاسىب‪ ،‬ومتنىع املمىامل ‪،‬‬ ‫وتعمر االرض وينتص للمملام من المامل ‪ ،‬وال يزال النىاس ريىري‬ ‫ما أمروا املعرو ‪ ،‬ونهاا عن املنكر ‪ ،‬وتعىاوناا على الىرب ‪ ،‬فىِذا مل‬ ‫يفعلاا ذلك نزعت منهم الربكات وسلَ عضهم عل عىض ‪ ،‬ومل‬ ‫يكن مم ناصر يف االرض وال يف السماء"‬ ‫كلذا فإن اإلنسان الناجح في الميهوم القرآني هو اإلنسان‬ ‫الرسالي الذي يحمل فسالة الخير لكل من حوله من البشار‬ ‫األمر بالمعرك‪ ،‬كالنهي عن المنكر | ‪88‬‬


‫صرِ (‪ )1‬إِنَّ اإلِنْسَىانَ َلفِىي‬ ‫كالكائنات كال يتقوقع على ااته ﴿وَالْعَ ْ‬ ‫حَح وَتَاَاصَىاْا‬ ‫ملُاا الصَّا ِلحَاتِ وَتَاَاصَاْا ِا ْل َ‬ ‫سرٍ (‪ )2‬إِال الَّذِينَ آَ َمنُاا َوعَ ِ‬ ‫خُ ْ‬ ‫ِالصَّ ْئرِ﴾‪.‬‬ ‫ن إِلَى‬ ‫هذا ما يدعونا اهلل إليه ﴿وَلْى َتكُنْ مِى ْنكُمْ أُمَّىة يَى ْدعُا َ‬ ‫م ْنكَىىرِ وَأُولَئِىىكَ هُىىمُ‬ ‫ن الْ ُ‬ ‫ن ِىىالْمَ ْعرُو ِ وَ َي ْنهَىىاْنَ عَىى ِ‬ ‫خيْىىرِ وَيَىىأْ ُمرُو َ‬ ‫ا ْل َ‬ ‫م ْف ِلحُانَ﴾‪.‬‬ ‫الْ ُ‬ ‫بل كهو محوف ملحمة عاشوفا الخالدة كفكحهاا كماا‬ ‫قال بطلها اإلمام الحسين (ع)‪" :‬امنا خرَت لطلب االصىالَ يف‬ ‫أمة َدّي رسال اهلل (ص) أريد أن آمر املعرو وانه عن املنكر"‪.‬‬ ‫كهو نيسه محوف ثقافة انتظاف المهدي (عج) كفكحها‪.‬‬ ‫ليس األمر بالمعرك‪ ،‬كالنهي عن المنكر ممافسة سالبية‬ ‫عنيية كما تعودنا أن نراها في بعض البلادان التاي تادعي‬ ‫أنها تتبنى هذه الثقافة لكنها بسلوكها أبعد ماا تكاون عان‬ ‫ال !‬ ‫إن ثقافة األمر بالمعرك‪ ،‬كالنهي عن المنكر هي ثقافاة‬ ‫إيجابية كبنّا ة ملؤها الرحمة كالرغبة في الخير لآلخرين‬ ‫غلِيظَ الْ َقلْبِ لَا ْن َفضُّىاا‬ ‫كنْتَ فَمًّا َ‬ ‫﴿فَئِمَا رَحْمَة مِنَ ال َّلهِ ِلنْتَ َلهُمْ وَلَاْ ُ‬ ‫حكْمَةِ‬ ‫ك ِا ْل ِ‬ ‫ل رَ ح َ‬ ‫ُ إِ َل سَئِي ِ‬ ‫مِنْ حَاْلِكَ﴾ كيقول تعالى أيضاً‪﴿ :‬ادْ ُ‬ ‫سنَةِ وَ​َ​َادِ ْلهُمْ ِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾‪.‬‬ ‫وَالْمَ ْاعِمَ ِة ا ْلحَ َ‬ ‫يقااول الساايد الخمينااي (‪" :)53‬ينب ااي أن يكااون اآلماار‬ ‫بالمعرك‪ ،‬كالناهي عن المنكار فاي أماره كنهياه كمراتاب‬ ‫إنكافه كالطبيب المعالج المشايق كاأل الشاييق المراعاي‬ ‫مصلحة المرتكب كأن يكاون إنكاافه لطياا كفحماةً علياه‬ ‫خاصّة كعلى االةمّاة عامّاة كأن يجارّد قصاده للّاه تعاالى‬ ‫كلمرضاته كيخل عمله ال عن شوائب أهوية نيساانيّة‬ ‫كإظهاف العلوّ كأن ال يرى نيسه منزّهاة كال لهاا علاوّا أك‬ ‫ففعةً على المرتكب فربماا كاان للمرتكاب كلاو للكباائر‬ ‫‪ 53‬تحرير الوسيلة با األمر بالمعرك‪ ،‬كالنهي عن المنكر اإلمام الخميني‪.‬‬

‫األمر بالمعرك‪ ،‬كالنهي عن المنكر | ‪89‬‬


‫صيات نيسانيّة مرضيّة هلل تعالى أحبّه تعالى لها كإن أب ض‬ ‫عمله كفبما كان اآلمر كالناهي بعكس ال كإن خيي على‬ ‫نيسه‪.".‬‬ ‫يقول السيد الخوئي (في كتا منهاج الصالحين) ‪" :‬إن‬ ‫من أعظم أفراد االمر بالمعرك‪ ،‬كالنهي عن المنكر كأعالها‬ ‫كأتقنها كأشدها خصوصاا بالنسابة إلاى فاساا الادين أن‬ ‫يلبس فدا المعرك‪ ،‬كاجبة كمندكبه كينازع فدا المنكار‬ ‫محرمااه كمكركهااه كيسااتكمل نيسااه باااالخالق الكريمااة‬ ‫كينزهها عن االخالق الذميمة فإن ال منه سبب تام ليعل‬ ‫الناس المعرك‪ ،‬كنزعهم المنكر خصوصا إاا أكمال الا‬ ‫بالمواعظ الحسنة المرغبة كالمرهبة فإن لكل مقاام مقااال‬ ‫كلكل دا دكا ا كطب النيوس كالعقول أشد من طب االبدان‬ ‫بمراتب كثيرة كحينئذ يكون قد جا باأعلى أفاراد االمار‬ ‫بالمعرك‪ ،‬كالنهي عن المنكر"‪.‬‬ ‫عن الرسول األكرم (ص)‪" :‬لتأمرن املعرو وتنهىان عىن‬ ‫املنكر‪ ،‬أو ليسلطن اهلل عليكم عراركم فليسامنكم سىاء‬ ‫العذاب‪ ،‬ثم ليدعا خياركم فال يستجاب مم‪ ،‬لتىأمرن ىاملعرو‬ ‫ولتنهىان عىن املنكىر‪ ،‬أو ليئعىثن اهلل علىيكم مىن ال يىرحم‬ ‫صغريكم‪ ،‬وال ياَر كئريكم"‪.‬‬

‫األمر بالمعرك‪ ،‬كالنهي عن المنكر | ‪90‬‬


‫علماء آلدين‪ ،‬والمرجعية آلدتنية‬ ‫يعد علما الدين مسؤكلين مسؤكلية مباشرة عان حماياة‬ ‫الرسالة اإلسالمية كقيادة األمة اإلسالمية إليصال اإلنساانية‬ ‫إلى حالة عالية من الوعي كالرقي كالكمال تكون بها جااهزة‬ ‫الحتضان ثوفة اإلمام المهدي (عج) "ثقافة االنتظاف"‪.‬‬ ‫أما المرجعية فهي منصب ديني يقع في قمة هرم الحوزة‬ ‫العلمية كيقصد به األعلم من اليقها كعلما الدين األحيا‬ ‫ممن يملكون القدفة كالمعرفة باساتنبا كتحدياد األحكاام‬ ‫اليقهية من مصادفها الشرعية من القرآن كالسنة (كيعار‪،‬‬ ‫هؤال اليقها بالمجتهدين) فاالمرجع هاو المجتهاد الاذي‬ ‫يرجع إليه المسلمون الشيعة ألخاذ فتااكيهم اليقهياة مناه‬ ‫كإدافة قضاياهم الشرعية كهو عادة يكون أكثر من شاخ‬ ‫كاحد في أي زمان‪.‬‬ ‫عن الصادق (ع) (‪" : )54‬انمروا إىل من كان منكم َىد رو‬ ‫حديثنا‪ ،‬ونمر يف حاللنىا وحرامنىا‪ ،‬وعىر أحكامنىا‪ ،‬فارضىاا ىه‬ ‫حكما‪ ،‬فِني َد َعلته عليكم حاكماً"‪.‬‬ ‫كعن اإلمام المهدي (عج)‪" :‬وأمىا احلىاادث الااَعىة فىارَعاا‬ ‫فيها إىل رواة حديثنا‪ ،‬فِنهم حجيت عليكم‪ ،‬وأنا حجة اهلل عليهم"‪.‬‬ ‫ليصل المر إلى منصب المرجعية يجب أن تتاوافر فياه‬ ‫العديااد ماان الشاارك الصااعبة فمااثالً ياارى الساايد‬ ‫الخميني‪":‬يجب أن يكون المرجاع للتقلياد عالمااً مجتهاداً‬ ‫عدالً كفعاً في دين اهلل بل غير مكب على الدنيا كال حريصاً‬ ‫عليها كعلى تحصيلها جاها كماالً على األحو كفي الحديث‬

‫‪ 54‬اإلمام السادس من أئمة الشيعة اإلثنا عشر‪.‬‬

‫علما الدين كالمرجعية الدينية | ‪91‬‬


‫الحو ة هي واجهة اإلسالم في ظ‬ ‫األمة‪ ،‬وهي (‬ ‫املعبرالش عي عن هذا‬ ‫ِّ‬ ‫اإلسالم وأحك مه ومف هيمه‬ ‫وحلوله ملش كل الحي ة‪ .‬وهذه‬ ‫النظ ة إ م هي جسء من التهطيط‬ ‫الواعي الذي و عه سيا‬ ‫ص حب العل ( ج)‬ ‫السيا الشهيا محما ب ق اللار‬

‫(من كان من الفقهاء صاَناً لنفسىه‪ ،‬حافمى ًا‬ ‫لدينىىه‪ ،‬خمالفىىاً مىىااه‪ ،‬مطيعىى ًا ألمىىر مىىااله‪،‬‬ ‫فللعاام أن يقلدوه)" (‪.)55‬‬ ‫إن تعيااين المرجااع يااتم كفااق آليااة‬ ‫انتخابية غير فسمية حيث يقوم النااس‬ ‫بانتخااا مرجااع أك أكثاار ماان بااين‬ ‫مرشحين يتم تحديدهم من قبال علماا‬ ‫المذهب الشيعي المشهود لهم بالمعرفاة‬ ‫كالوثاقة كالتدين‪.‬‬

‫دور ومك ة الحو ة(‪ )56‬وامل جعية‬ ‫"الحوزة هي كاجهة اإلسالم في نظر األمة كهي المعبِّّار‬ ‫الشاارعي عاان هااذا اإلسااالم كأحكامااه كمياهيمااه كحلولااه‬ ‫لمشاكل الحياة‪ .‬كهذه النظرة من األمة إلى الحوزة ليسات‬ ‫أمراً تلقائياً أك مدسوساً أك مصطنعاً كإنماا هاي جاز مان‬ ‫التخطيط الواعي الذي كضعه سيدنا صااحب العصار (عاج)‬ ‫حينما أنهى عهد النياباة الخاصّاة كاساتبدل الا بالنياباة‬ ‫العامة‪ .‬ككان معنى االستبدال بالنيابة العامة جعل الطليعاة‬ ‫الواعية المتياعلة مع اإلسالم فكريّاً كفكحيّاً كعاطييّاً جعال‬ ‫هذه الطليعة الواعية العاملة العادلة هي المسؤكلة عن حماية‬ ‫الرسالة كهي المؤتمنة على هذه األمانة ال الية‪)57("...‬‬ ‫"إن المرجعية مافست أدكفاً خطيرة فاي حركاة األماة‬ ‫كصناعة األحداث كالمواقا حيث شاهدت الحيااة السياساية‬ ‫‪ 55‬تحرير الوسيلة با التقليد اإلمام الخميني ‪.‬‬ ‫‪ 56‬يستعمل المسلمون الشيعة ليظة "الحوزة العلمية" للداللة على مجموع‬ ‫المدافس الدينية المتواجدة في نيس المدينة كتعني كذل نظام التعليم‬ ‫الديني بما يشمله من المراجع كالمجتهدين كعلما الدين كطلبة علوم الدين‬ ‫بكل م ا فوضه اإلمام المهدي (عج) من صالحيات للمجتهدين كأنا بهم من‬ ‫مسؤليات‪.‬‬ ‫‪" 57‬خالفة اإلنسان كشهادة األنبيا " الشهيد محمد باقر الصدف ‪.‬‬

‫علما الدين كالمرجعية الدينية | ‪92‬‬


‫تحااوالت كبياارة علااى مسااتوى األمااة كالدكلااة صاانعتها‬ ‫المرجعية الدينية عبر توجيهاتها كفتاكاها التي أصدفتها في‬ ‫أكقات حساسة فكانت القاول اليصال كالحكام القااطع فاي‬ ‫مجريات األحداث‪ .‬إن المكانة اإلسالمية الكبيارة للمرجعياة‬ ‫الدينية كموقعها الشرعي جعلهاا تتجااكز األطار الرسامية‬ ‫للحكومات كتتخطى الحواجز اإلقليمية للدكل"(‪)58‬‬ ‫إن السر في هذه القدفة اليائقة للمرجعية كلعلما الدين‬ ‫التي مكنتهم من هذا األدا المتميز عبر التافيخ يكمان فاي‬ ‫عوامل النجاح الضركفية التي عمال أهال البيات (ع) علاى‬ ‫تحقيقها باإلضافة إلى مجموعة من الخصائ التي يتمياز‬ ‫بها المجتمع الشيعي كأهمها ما يلي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫المستوى المعرفاي كاإليمااني العاالي الاذي تتمياز باه‬ ‫الحوزة كالمرجعية عموماً‪.‬‬

‫‪‬‬

‫منح المرجعية مجموعة من الصاالحيات كالمساؤكليات‬ ‫كتتمثل في إدافة الحقوق الشرعية (المالياة) كالقضاا‬ ‫كاليتوى في نظرية كالية اليقيه الخاصة كتتمثال فاي‬ ‫كافة الصالحيات التي تلزم إلدافة الدكلة كحيظ النظام‬ ‫العام في نظرية كالية اليقيه العامة‪.‬‬

‫‪‬‬

‫االفتبااا العاااطيي كالوجااداني كالمعرفااي كالااديني‬ ‫كالتنظيمي كالمالي كاالجتماعي الوثياق باين المسالمين‬ ‫الشيعة كبين علما الدين بسبب التياعل المستمر بينهم‬ ‫في مختلا أماكن تواجادهم عبار المسااجد كالمامتم‬ ‫الحسااينية كالزيااافات كمختلااا المناساابات الدينيااة‬ ‫كاالجتماعية‪.‬‬

‫‪ 58‬المعالم الجديدة للمرجعية الشيعية سليم الحسني ‪.‬‬

‫علما الدين كالمرجعية الدينية | ‪93‬‬


‫ال‬ ‫ح‬ ‫المصادر المالية (و مس)‬ ‫غنِمْتُمْ مِنْ عَيْء فَأَنَّ ِللَّىهِ خُمُسَىهُ وَلِل ّرَسُىالِ وَلِىذِي الْ ُقرْ َى‬ ‫علَمُاا أَنَّمَا َ‬ ‫قال تعالى‪﴿ :‬وَا ْ‬ ‫وَا ْليَتَا َم وَالْمَسَاكِنيِ وَا ْنِ السَّئِيلِ﴾‪.‬‬ ‫إن اإلسالم دين كاقعي يدفك جيداَ أنه ال يمكن قيادة اإلصاالح كالت ييار‬ ‫في األمة كالعالم من دكن كجود موافد مالية كافية لتمويل عملية اإلصالح‪.‬‬ ‫من جهة أخرى فمما ال ش فيه أن تعويد اإلنسان علاى العطاا الماالي‬ ‫يعد كاحداً من أشد األساليب التربوية فعالية في تهذيب الذات كتخليصها من‬ ‫حب الدنيا كحب األنا‪.‬‬ ‫من هنا أتى تشريع اإلسالم لمجموعة من المصادف المالية مثال األكقاا‪،‬‬ ‫كفد المظالم كالزكاة كالصدقة المستحبة كالخمس (كهو المصدف األكثر‬ ‫إدفافاً من الناحية المالية كاألكثر افتباطا بحياة المسلم الشيعي اليومية)‪.‬‬ ‫يعني الخمس أن يخارج المسالم خماس (‪ )%20‬مجموعاة أصانا‪ ،‬مان‬ ‫إيراداته المالية كأهمها صافي إيراداته السنوية بعد اقتطاع المصاركفات اات‬ ‫العالقة في تحصيل هذه اإليرادات كمصركفاته السنوية الشخصية‪.‬‬ ‫يقول السيد السيستاني‪" :‬الخماس‬ ‫فااي أصااله ماان الياارائض المؤكاادة‬ ‫المنصوص عليها في القارآن الكاريم‬ ‫كقد كفد االهتمام بشأنه في كثير من‬ ‫الركايااات المااأثوفة عاان أهاال بياات‬ ‫العصمة سالم اهلل عليهم كفي بعضاها‬ ‫اللعن على من يمتنع عن ادائاه كعلاى‬ ‫من يأكله ب ير استحقاق"(‪.)59‬‬ ‫كقد كفد الخمس فاي غيار غناائم‬

‫الخمس عنا الشيعة – الاكتور ‪ /‬محما سليم العوا‬ ‫‪http://bit.ly/Khomos‬‬

‫‪ 59‬المسائل المنتخبة السيد السيستاني ‪.‬‬

‫المصادف المالية (كالخمس) | ‪94‬‬


‫الحر في الصحاح الستة لدى إخواننا السنة (‪ )60‬فمثالً كفد فاي صاحيحي‬ ‫مسلم كالبخافي كسنن أبي داكد كالترماذي كابان ماجاة كموطاأ مالا‬ ‫كمسند أحمد كالليظ للبخافي ‪ :‬عن أبي هريرة قال‪ :‬قال فسول اهلل (ص) ‪:‬‬ ‫"‪ ...‬ويف الركاز اخلمس"‬

‫‪ 60‬للتعمق فيه اقترح كتا "معالم المدفستين – الجز الثاني" السيد مرتضى العسكري‪.‬‬

‫المصادف المالية (كالخمس) | ‪95‬‬


‫هذا الكت‬

‫ب ‪ ...‬بذة تع يفية عن املسلمين الشيعة‪ ،‬ول ؤيهللهم اإلسالمية‬

‫للحي ة واملجتمع اإلنس ن ‪ ،‬من خالل م ع عليه أئمهللهم‪ ،‬وسط ه أس طين‬ ‫علم ئهم في الوق املع ص ‪ ،‬وج ت عليه مم رس هم وع دا هم‪.‬‬ ‫مهتلف عن النمط التقلياي في ع ض‬ ‫وأسلوب‬ ‫منهج‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫لقا تم اتب ع ٍ‬ ‫املنظومة الفك ية الشيعية‪ ،‬لي‪.‬سجم مع م هو ش ع في الوسط الطق في‬ ‫الع لمي الح لي‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.