العدد الثاني عشر من مجلة شوارعنا

Page 1

‫العدد (‪ 1 )12‬حزيران ‪2014‬‬

‫هدنة حمص‬

‫مقال سيايس‬

‫الثورة الرتكامنية‬ ‫فيس بوك‬

‫سوق السنة‬

‫مقال اقتصادي‬ ‫عمل للفنان أنور العيىس‬

‫تقارير ملفقة‬ ‫مقال اجتامعي‬

‫ماهو التورينت ؟‬ ‫الباحثون السوريون‬

‫إرضاب الطعام ‪..‬‬ ‫مقال اجتامعي‬

‫‪OURSTREETS MAGAZINE‬‬ ‫(‪2014/6/1- ISSUE )12‬‬


‫متخــض الجبــل فولــد فــأرا ً ‪1 ...........................................................‬‬ ‫هدنــة حمــص ‪3 ........................................................................................‬‬

‫الحرب التحمي املغفلني ‪17 ........................................................................‬‬ ‫تقاريــر ملفقــة ‪19 ...........................................................................‬‬ ‫ارضاب الطعام ‪21 .............................................................................................‬‬ ‫ســوء معاملة ‪ ,‬مطار األردن ‪23 .................................................................‬‬ ‫معنــى الحصــار ‪26 .........................................................................................‬‬ ‫تجنيــد األطفــال ‪27 .........................................................................................‬‬ ‫فنــون الثــورة ‪28 ....................................................................‬‬

‫فيــس بــوك ‪5 .............................................................................................‬‬ ‫خلــف قضبــان الظــام ‪7 ................................................................................‬‬ ‫قصــة شــهيد‪8 .............................................................................................‬‬ ‫ماء القضــة ‪9 .....................................................................................................‬‬ ‫واتــس أب ‪11 ..............................................................................................‬‬ ‫كيف تفكر إيجابياً ‪ 12 ....................................................................................‬سالم الله ياعمر ‪29 .........................................................................................‬‬ ‫مدينــة تلبيســة ‪30 ..............................................................................‬‬ ‫كتــاب العــدد ‪31 ........................................................................................‬‬ ‫ســوق الســنة ‪ 13 ....................................................................................‬هابــل يعايني حجم الكون ‪33 ......................................................................‬‬ ‫جــدول ت ّغــر ســعر الــرف ‪ 16 ...........................................................‬ماهــو التورينــت ؟ ‪35 ................................................................‬‬ ‫مشاركاتكم ‪37 .......................................................................‬‬

‫رشا علوان‬ ‫ناهد احمد‬ ‫جود‬ ‫انسام محمد‬

‫محمد ناموس ‬ ‫شفيق الون‬ ‫مها علوان‬ ‫آيات‬

‫آالء‬ ‫قتيبة‬ ‫زياد‬ ‫تسنيم‬

‫‪ourstreets.info@gmail.com‬‬ ‫‪facebook.com/ourstreets.m‬‬


OURSTREETS MAGAZINE 2014/6/1- ISSUE )12(


‫الشارع السياسي‬

‫الرســمي الببّغــاوي مقولــة «المؤامــرة» لكــن‬ ‫ي مــن القطبيــن الرئيســيين‪ ،‬لكــن يــردّد اإلعــام ّ‬ ‫األخضــر لصياغــة حـ ّل سياسـ ّ‬ ‫أحس المراقــب المحايــد يــدرك ّ‬ ‫أن المؤامــرة واقعــة فعــاً علــى‬ ‫أوجـدَ ليســتهلك وقتا ً ليــس ّإل‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫اكتشــف أنّــه ـ كبــش فــداء ـ ِ‬ ‫ّ‬ ‫ســوريّا‪ ،‬وشــعبها‪ ،‬وتاريخهــا‪ ،‬بــل ودينهــا‪ .‬إذا ً هــي شــخصيّات‬ ‫ـرر االنســحاب بأقـ ّل الخســائر‪.‬‬ ‫أن كرامتــه المهنيّــة بخطــر فقـ ّ‬ ‫ي صالحيّــات‪ ،‬غايتهــا بروتكوليّــة‬ ‫مرموقــة فرغــت مــن أ ّ‬ ‫ـاض تليــد ليــس آخــره شــكليّة ليــس ّإل‪ ،‬علــى حســاب هــذا ال ّ‬ ‫فجــأة ً تر ّ‬ ‫ي الّــذي أثبــت‬ ‫شــح اإلبراهيمــي الّــذي تســلّح بمـ ٍ‬ ‫شــعب األبـ ّ‬ ‫«اتّفــاق ّ‬ ‫الطائــف» الّــذي أنهــى الحــرب األهليّــة اللبنانيّــة‪ .‬كان أنّــه ال يمــوت‪ّ ،‬‬ ‫وأن جذوتــه ال تنطفــئ؛ بينمــا أثبــت هــذا الّــذي‬ ‫ي ـ يــوازن بيــن يس ـ ّمي نفســه «مجتمع ـا ً دوليّ ـاً» أنّــه ســاقط أخالقيّ ـا ً ومفلــس‪،‬‬ ‫مــزاج ّ‬ ‫الرجــل يتّجــه ـ التّفــاق طائــفٍ ســور ّ‬ ‫وأن عباراتــه ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الطنانــة عــن الدّيمقراطيّــة ســقطت تحــت مئــات‬ ‫الطوائــف‪ ،‬وينطلــق مــن مبــدأ القيــادة الجماعيّــة للبلــد‪ .‬رغــم‬ ‫أهميّــة ّ‬ ‫الطــرح سياسـيّا ً ّإل أنّــه شـ ّكل خطــأ ً تاريخيّـا ً وسياسـيّاً‪ .‬ال ّ‬ ‫ي شــيء‪.‬‬ ‫شــهداء والمعتقليــن؛ لذلــك علينــا عــدم انتظارهــم بــأ ّ‬ ‫ّ‬ ‫فالحــق يؤخــذ وال يعطــى‪ ،‬وتنطبــق علــى مجتمعهــم الدّولــي‬ ‫ففــي لبنــان ال تملــك أكبــر ّ‬ ‫الطوائف هناك أكثر مــن (‪ )38‬بالمئة وقراراتــه مقولــة‪:‬‬ ‫ســكان‪ ،‬فلبنــان عبــارة عــن تج ّمــع أقلّيــات فيــه‬ ‫مــن مجمــوع ال ّ‬

‫ثــاث طوائــف أكبــر مــن غيرهــا‪ .‬أ ّمــا فــي ســوريّا‪ :‬فاألكثريّــة‬ ‫عربيّــة مســلمة سـنّيّة المذهــب‪ ،‬تســتحوذ علــى مــا نســبته (‪)65‬‬

‫« تم ّخض الجبل فولد فأرا»‬

‫ســكان وفــق أقـ ّل التّقديــرات‪ .‬ومــع ذلــك‬ ‫بالمئــة مــن مجمــوع ال ّ‬ ‫قلنــا أنّــه ربّمــا سياسـيّا ً كان ســيوقف شـ ّـال الـدّم فــي ســوريّا‪.‬‬ ‫ولكن بماذا ردّ المجتمع الدّولي؟؟‬ ‫ي ٍ مــن أصدقــاء ســوريّا أو أصدقــاء‬ ‫لــم يــرق هــذا الــكالم أل ّ‬ ‫النّظــام‪ ،‬وعندمــا أدرك اإلبراهيمــي ذلــك حــاول أن يغلّــف ذلــك‬ ‫ي‪ .‬لم يرق ذلــك أيضا ً ألطــراف النّزاع‬ ‫ي مدنـ ّ‬ ‫بهيئــة حكــم انتقالـ ّ‬ ‫الــروس واألمريكييــن‪:‬‬ ‫ورعاتــه الدّولييــن‪ ،‬وكان لســان حــال ّ‬ ‫نحــن ال نريــد حـ ّـاً‪ ،‬وأنــت مســتعجل إلنضــاج الحــل ‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪ourstreets.info@gmail.com‬‬ ‫‪facebook.com/ourstreets.m‬‬


‫الشارع السياسي‬

‫ســوريّة يقــف المجتمــع‬ ‫للمــرة الثّالثــة مــن عمــر الثّــورة ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫الدّولــي فــي القــرن الواحــد والعشــرين عاجــزا ً عــن حـ ّل أعتــى‬

‫أ ّمــا اآلخــران‪ :‬فطبيعــة مهمتهمــا (هندســة حــ ٍّل يرضــي‬ ‫ســوريين‪ ،‬ويــوازن بيــن أقطاب اللّعبــة اإلقليمييــن والدّوليين)‪.‬‬ ‫ال ّ‬

‫مشــكلة واجتهــه‪ .‬حيــث قـدّم «األخضــر اإلبراهيمــي» المبعوث‬

‫كان هــذا ظاهــر مهمتهمــا‪ ،‬أ ّمــا حقيقتهــا فكانــت (تأجيــل الحـ ّل‬

‫العربــي الدّولــي المشــترك اســتقالته مــن مهمتــه كمبعوث خاص‬ ‫لألمــم المتّحــدة لســوريا‪ .‬ســبقه «كوفــي أنــان» األميــن العــام‬ ‫لألمــم المتّحــدة ســابقاً‪ ،‬الّــذي استســلم قبلهــا وعبّــر عــن عجــزه‪،‬‬

‫فــي ســوريّا) ‪.‬‬

‫وكذالــك «الدّابــي»‪.‬‬

‫يكــون تأجيــل الحــ ّل عبــر تفويــض الخالفــات إلــى شــخصيّ ٍة‬ ‫مرموقــة تجيــد تدويــر ّ‬ ‫الزوايــا‪ ،‬و تذ ّكــر بسياســة «تشرشــل»‬

‫ما المعضلة الّتي واجهها هؤالء الثّالثة في سوريا !؟‬ ‫أو بسؤا ٍل أدق‪ ،‬هل العلّة بهم أم بأطراف النّظام والمعارضة؟‬

‫ّ‬ ‫((أن‬ ‫رئيــس الــوزراء البريطانــي‪ ،‬حيــث ورد فــي مذا ّكراتــه‬

‫أم ّ‬ ‫صالحيــات الممنوحــة لهــم ال تفــي بالغــرض‪ ،‬م ّمــا جعل‬ ‫أن ال ّ‬

‫ســبيل األنجــع لقتــل‬ ‫تشــكيل لجنـ ٍة لدراســة موضــوعٍ مــا هــو ال ّ‬

‫مــن مهمتهم أشــبه بالمســتحيلة ؟‬ ‫شــك ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن أنــان و اإلبراهيمــي لهمــا خبــرة سياســيّة‬ ‫بدايــةً‪ ،‬ال‬

‫‪1‬‬

‫ســاحة الدّوليّــة‬ ‫ول ّمــا كان ذلــك يحــرج األطــراف الفاعلــة علــى ال ّ‬ ‫حتّــى إشــعار آخــر ـ أخالقيّــا ً علــى األقــل ـ فقــد ارتــأت أن‬

‫ي مشــروع قانــون أو قــرار أو علــى األقــل تأجيلــه إذا كان‬ ‫أ ّ‬

‫غيــر مرغــوب فيــه))‪.‬‬

‫وقانونيّــة متميّــزة‪ ،‬وهمــا مــن الكفــاءات المشــهود لهــا فــي‬ ‫أروقــة ّ‬ ‫منظمــة األمــم المتّحــدة‪ .‬أ ّمــا الفريــق «الدّابــي»‪ :‬فطبيعــة‬

‫سياســة األمريكييــن‪ ،‬وأذنابهــم‬ ‫هــذا مــا فعلــه بالضّبــط جهابــذة ال ّ‬ ‫الغربييــن‪ ،‬و رامبــو المتصابــي «بوتيــن» الّــذي ظـ ّ‬ ‫ـن نفســه ـ‬

‫ي ـ كانــت مه ّمتــه مراقبــة وقــف‬ ‫عملــه مختلفــة‪ ،‬فهــو ـ عســكر ّ‬ ‫صــي الحقائــق علــى األرض‪.‬‬ ‫إطــاق النّــار‪ ،‬والعمــل علــى تق ّ‬

‫وعلــى غفلــة مــن عيــن الضّميــر ـ أنّــه ســيعيد أمجــاد األســاف‬ ‫عبــر تصلّبــه بســوريّا‪ .‬كان «أنــان» مملوءا ً ثقـةً أنّه أخذ الضّوء‬

‫‪OURSTREETS MAGAZINE‬‬ ‫(‪2014/6/1- ISSUE )12‬‬


‫الشارع السياسي‬

‫ســيد «الجربــا» فقــد أطلعــه أوغلــو علــى االتفــاق بعــد‬ ‫ســوري‪ ،‬ومــدى أهميّة أ ّمــا ال ّ‬ ‫نحــو حـ ّل ســلمي فــي عاصمــة الوســط ال ّ‬ ‫ذلــك كملمــع لصــورة المر ّ‬ ‫توقيــع األطــراف‪ ،‬وكانــت مهمــة الجربــا هــي االتصــال ب‬ ‫للرئاســة‪.‬‬ ‫شــح ّ‬ ‫اتّصــل الحــاج «وفيــق صفــا» مســؤول مخابــرات حــزب هللا «أبــي رواد الحلبــي» القائــد العســكري لغــرب حلــب مــن أجــل‬ ‫باللــواء «علــي مملــوك»‪ ،‬ونقــل لــه التّقييــم العســكري للهدنــة‪ ،‬تأميــن تســليم المخطوفيــن العلوييــن إضافــة ل (‪ )32‬جنــدي‪.‬‬ ‫وزيّــن لــه ّ‬ ‫سيادة الّتي يتشدّق بها طرفي النّزاع في سوريا‪.‬‬ ‫ـدوي عســكريّا ً وسياسـيّاً‪.‬كان النّظــام تلك إذن ال ّ‬ ‫أن ذلــك نصــر مـ ّ‬

‫أن طلبـا ً إيرانيّـا ً فــي مثــل هــذه ّ‬ ‫يعــي ّ‬ ‫الظــروف لن يــردّ‪ ،‬وكانت‬ ‫الموافقــة عليــه مضمونــة مــن اإليرانييــن الّذيــن أرادوا تســجيل قد يقول قائل‪ :‬أنّها لعبة الضّعفاء أمام جحافل الذّئاب‪.‬‬ ‫نقطــة حســن ســلوك مــع األمريكييــن‪ ،‬ودافــع نحــو المفاوضــات نعــم‪ ،‬قــد يكــون ذلــك صحيح ـاً‪ّ ،‬إل ّ‬ ‫أن الضّحيّــة فــي الحالتيــن‬ ‫النّوويّــة ال ّ‬ ‫ســوريا‪.‬‬ ‫شــاقة‪.‬‬ ‫فلك هللا يا سوريتي‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أمــر رأس النّظــام ببيــان رأي وزارة الخارجيّــة ومكتــب األمــن‬ ‫ـرد موافق ـا ً باســتثناء وزيــر ‬ ‫القومــي بأصــل الهدنــة‪ ،‬وجــاء الـ ّ‬ ‫الدّفــاع «فهــد جاســم الفريخ»الّــذي رأى ّ‬ ‫أن هيبتــه ســتضيع فــي‬

‫بقلم ‪ :‬أنسام‬

‫هدنــة حمــص‪ّ ،‬‬ ‫وأن ذلــك ســيضعه محـ ّل عــدم ثقــة أمــام رئيــس‬ ‫النّظــام‪.‬‬ ‫ـف التّفاصيــل‬ ‫اتّخــذ القــرار بقبــول الهدنــة‪ ،‬وتســلّمت إيــران ملـ ّ‬ ‫ســعوديّة عــن المعارضــة‪ ،‬وذلــك‬ ‫عــن النّظــام‪ ،‬وتركيــا مــع ال ّ‬ ‫عبــر حضــور األميــر متعــب شــخصيّاً‪ .‬تبــادل األتــراك و‬ ‫ســعوديون ليــس فقــط اآلراء بــل التّباشــير‬ ‫اإليرانيّــون وال ّ‬ ‫صتــه بكعكــة العيــد‪.‬‬ ‫باعتــراف ك ّل منهــم باآلخــر‪ ،‬وبح ّ‬ ‫سبعة أيّام كانت كفيلة باالتفاق‪.‬‬ ‫ســعوديون‬ ‫تولّــى اإليرانيــون إخبــار‬ ‫الــروس‪ ،‬وتكفّــل ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫باألمريكييــن‪ .‬اســتمهل بشــار األســد يومــا ً واحــدا ً لدراســة‬ ‫الروســي بدمشــق وأخبــره بدعــم‬ ‫الهدنــة‪ ،‬واتّصــل بــه ال ّ‬ ‫ســفير ّ‬ ‫ســوري بالموافقــة‪.‬‬ ‫الــرد ال ّ‬ ‫موســكو لالتفــاق‪ ،‬فجــاء ّ‬

‫‪4‬‬ ‫‪ourstreets.info@gmail.com‬‬ ‫‪facebook.com/ourstreets.m‬‬


‫الشارع السياسي‬

‫هدنة حمص ‪...‬‬ ‫ولعبة المحاور واألمم‬

‫ـتمر‬ ‫وقّــع النّظــام والمعارضــة تحــت رعايــة دوليّــة هدنــة اسـ ّ‬ ‫التّخطيــط لهــا حوالــي ثالثــة أســابيع‪ ،‬كانــت المبــادرة فيهــا مــن‬ ‫وســوق لهــا دوليّــا ً رئيــس المخابــرات‬ ‫االئتــاف الوطنــي‪،‬‬ ‫ّ‬

‫التّركــي «هــاكان فيــدان» ووزيــر الخارجيّــة «داود أوغلــو»‪.‬‬

‫كانــت معطيــات الثّــوار علــى األرض محــدودة‪ ،‬فحصــار هــو‬ ‫األطــول علــى بقعــة صغيــرة مــن األرض أغلبهــا ســكني‪،‬‬ ‫الريــف ال ّ‬ ‫شــمالي‬ ‫وفشــلت ك ّل خطــط رئاســة األركان وثــوار ّ‬ ‫باختراقــه علــى مــدار أكثــر مــن عــام‪.‬‬ ‫تلقــف الجربــا الموقــف‪ ،‬وأبلغــه الثّــوار بصعوبــة الموقــف علــى‬ ‫الرســميّة (مجلــس‬ ‫األرض‪ .‬حــاول األتــراك طــرق البوابــات ّ‬ ‫األمــن‪ ،‬األمــم المتحــدة‪ ،‬ومجلــس حقــوق االنســان) وفشــلوا فــي‬ ‫ـروس قــرارا ً يكــون‬ ‫ـرر الـ ّ‬ ‫ذلــك ـ وكان أمــرا ً متوقعـا ً ـ فلــن يمـ ّ‬ ‫فيــه األســد خاســرا ً حتّــى أخالقيّـاً‪.‬‬

‫أن اللعــب مــن تحــت ّ‬ ‫أدرك أوغلــو ّ‬ ‫الطاولــة هــو األنجــع فــي‬ ‫هــذه ّ‬ ‫ســعوديين‪ ،‬وعــرض‬ ‫الظــروف‪ ،‬فاتّصــل باإليرانييــن وال ّ‬ ‫علــى اإليرانييــن مشــروع هدنــة يكــون العنــوان االنســاني‬ ‫ســعوديين ممارســة ضغــط علــى‬ ‫أساســا ً لهــا‪ ،‬وطلبــت مــن ال ّ‬ ‫األمريكييــن ألخــذ القضيّــة بجدّيّــة‪.‬‬ ‫ـرد ّ‬ ‫الطلــب التّركــي وعــى‬ ‫كان شــعور اإليرانييــن عظيمـاً‪ ،‬فمجـ ّ‬ ‫ساســة طهــران ّ‬ ‫أن مكانتهــم محفوظــة فــي اقتســام الكعكــة‬ ‫ســوريّة مســتقبالً‪ ،‬وأنّهــم رقــم أساســي يصعــب تجــاوزه فــي‬ ‫ال ّ‬ ‫ســط علــى األقــل‪.‬‬ ‫المــدى القريــب أو المتو ّ‬ ‫اســتمهل اإليرانيون لمعرفة رأي دمشــق‪ ،‬وأشــفعوا مع ســفيرهم‬ ‫سياس ـيّة لظهــور األســد ميّــاالً‬ ‫بدمشــق دراســة تبيــن األهميّــة ال ّ‬

‫‪3‬‬ ‫مجلة شوارعنا‬ ‫‪OURSTREETS MAGAZINE‬‬ ‫(‪2014/6/1- ISSUE )12‬‬


‫الشارع الشبابي‬

‫لكــن الحقيقــة ّ‬ ‫ـر ضمــن موجــة أصــدروا بيانــات حــول هــذا الموضــوع وهــو موجــودة علــى‬ ‫أن مــا حــدث هــو تقليــد أعمــى مـ ّ‬ ‫ســوريّة‪ ,‬صفحتنــا‪.‬‬ ‫تشــكيل المجالــس الوطنيّــة الّتــي ضربــت الثّــورة ال ّ‬

‫فــكان هــذا المجلــس هيــكل مقلّــد ال يتناســب أبــدا ً ال مــع وجودنــا‬ ‫كتركمــان‪ ,‬وال مــع مشــاركتنا بالثّــورة‪ ,‬وال مــع طموحاتنــا‪،‬‬ ‫وال احتياجــات التّركمــان الثّوريّــة‪..‬‬

‫تركمــان ســوريا أيــن هــم حاليــا ً علــى الخــ ّ‬ ‫ط الواصــل بيــن‬ ‫الثّــورة والنّظــام مــرورا ً بــك ّل الفصائــل المقاتلــة فــي ســوريا؟؟‬ ‫تركمــان ســوريا قدّمــوا تضحيــات جليلــة فــي خدمــة ثورتنــا‪,‬‬ ‫حيــث عانــوا مــا عانــاه بقيّــة إخوانهــم مــن هــذا النّظــام الغاشــم‪،‬‬

‫صفحة والثّورة ضدّ مجلس التّركمان؟؟‬ ‫من صاحب فكرة ال ّ‬ ‫صفحــة ليســت فكــرة شــخصيّة‪ ,‬والثّــورة ليســت عمــل وأســطورة بابــا عمــرو معروفــة كمــا مدينــة الــزارة وطلــف‬ ‫هــذه ال ّ‬ ‫شــخصي ينســب إلــى شــخص مــا‪ ,‬بــل هــي نتيجــة فهــم ال ّ‬ ‫شــعب والالذقيــة‪.‬‬ ‫التّركمانــي لمالبســات الحقيقــة الّتــي تتـ ّم محاولة فرضهــا عليه‪,‬‬ ‫وإدراكنــا الكامــل نحــن تركمــان ســوريا ّ‬ ‫أن هــذا المجلــس ال نحــن ســوريّون قبــل ك ّل شــيء نحــن كتركمــان وطننــا األ ّم‬ ‫ينفــع معــه ســوى الثّــورة حالــه كباقــي األنظمــة الدّيكتاتوريّــة «ســوريّا» وســتبقى ســوريا ونحــن مــع وحــدة ســوريا‪ .‬اآلن‬ ‫صفحــة معظــم األراضــي الّتــي يقطنهــا التّركمــان فــي شــمال ســوريا‬ ‫فــي وطننــا ســوريا والبــاد العربيّــة‪ ,‬فكانــت هــذه ال ّ‬ ‫هــي نتيجــة طبيعيّــة لــإرادة ال ّ‬ ‫الراعــي‪.‬‬ ‫شــعبيّة التّركمانيّــة بإســقاط هــذا هــي بيــد داعــش حاليــا ً مــن جرابلــس حتّــى ّ‬ ‫المجلــس الالتركمانــي مهمــا كلّــف الثّمــن‪.‬‬ ‫صفحة ؟؟‬ ‫من المسؤول عن ال ّ‬

‫ولكــن بعــد الممارســات المتّبعــة مــن قبــل هــذا المجلــس‬ ‫الالتركمانــي ضــد تركمــان ســوريا‪ ,‬تراجعــت اله ّمــة الثّوريّــة‪.‬‬

‫ســوريين أنّنــا ســنعود كمــا كنّــا منــذ‬ ‫صفحة‬ ‫ولكنّنــا نعــد باقــي أشــقائنا ال ّ‬ ‫حر مسؤول عن هذه ال ّ‬ ‫ك ّل إنسان تركماني سوري ّ‬ ‫ـأن صفحــة علــى الفيــس بــوك ســوف تحقّــق بدايــة الثّــورة‪ ,‬وســنواصل النّضــال وفــاء لدمــاء ال ّ‬ ‫هــل تتوقّعــون بـ ّ‬ ‫شــهداء‪ ،‬و‬ ‫الربيــع العربــي بــدأ بصفحــات فيــس بــوك‪ ,‬سنســقط هــذا النّظــام وك ّل مــا ارتبــط بــه مع ـا ً بــإذن هللا‪.‬‬ ‫مطالبكــم ؟؟؟؟‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وثورتنــا ليســت بصفحــة فيــس بــوك ‪ ,‬بــل حــراك شــعبي علــى‬ ‫األرض‪ ,‬ولكــن حشــد القــوى يحتــاج وقــت‪ ,‬خصوصــا بعــد مــا يبقــى الــكالم الدارة الصفحــة والمجلــة ال تتحمــل أي مســؤولية‬ ‫تسـبّب بــه المجلــس الالتركمانــي مــن ســوء وضــرر لتركمــان البعــاد الحــوار مــع حــق المجلــس التركمانــي بالــرد‬ ‫ســوريا ّ‬ ‫فــإن جمعهــم بــات أمــر صعــب جــداً‪ ،‬فــكل تركمــان‬ ‫ســوريا اليــوم يعيشــون ظروف ـا ً قاســية جــداً‪ ,‬وهــذه ّ‬ ‫الظــروف‬ ‫مصطنعــة وليســت طبيعيّــة‪ ,‬والهــدف مــن أن يعيــش تركمــان ‬ ‫ســوريا بهــذه ّ‬ ‫الظــروف المصطنعــة هــو زيــادة ثــروة ورخــاء‬

‫بقلم ‪ :‬رشا‬

‫أعضــاء المجلــس الالتركمانــي‪,‬‬ ‫هل المجلس التّركماني على علم أو متابعة لصفحتم ؟؟؟‬ ‫المجلــس الالتركمانــي يقــوم دائمــا بإرســال شــبيحة إلــى‬ ‫صفحــة‪ ,‬يــردّدون نفــس شــعارات وتعليقــات شــبيحة المجــرم‬ ‫ال ّ‬ ‫بشــار‪ ،‬كمــا ال يهمنــا إذا ســمعنا المجلــس أم ال ّ‬ ‫ألن هــذا المجلس‬ ‫ي تركمانــي حتّــى األلويــة‬ ‫ال يمثّــل ّإل نفســه‪ ،‬و ال يعتــرف بــه أ ّ‬ ‫التّركمانيّــة المقاتلــة علــى األرض فــي حلــب وحمــص والالذقيّة‬ ‫‪6‬‬ ‫‪ourstreets.info@gmail.com‬‬ ‫‪facebook.com/ourstreets.m‬‬


‫الشارع الشبابي‬

‫‪https://www.facebook.com/Turkmen.Revolution‬‬

‫ســوريّة علــى نــوع أو عــرق أو طائفــة أو منهــا تشــكيل مجلــس تركمانــي وانتخــاب أعضائــه‪ .‬و يــوم‬ ‫لــم تقتصــر الثّــورة ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫كالطوفــان أتــت علــى األحــد (‪ )31‬آذار‪/‬مــارس تـ ّم إقــرار النّظــام الدّاخلــي للمجلــس‬ ‫منطقــة دون أخــرى حيــث كانــت الثّــورة‬ ‫ســوريّة ومــن ك ّل األلــوان‪ .‬والتّركمــان مثلهــم التّركمانــي وإعــان تأسيســه‪ ،‬وشــهد المؤتمــر حضــور‬ ‫ك ّل األرجــاء ال ّ‬ ‫ســوريّة المكونــة لل ّ‬ ‫ســوري كان رســمي تركــي إضافــة إلــى عــدد مــن قيــادات المعارضــة مــن‬ ‫شــعب ال ّ‬ ‫مثــل باقــي الفئــات ال ّ‬ ‫ســوري و االئتــاف الوطنــي لقــوى الثّــورة‬ ‫ســوريّة‪ ،‬فــك ّل مناطــق تواجدهــم مــن المجلــس الوطنــي ال ّ‬ ‫الدّاعــم والمســاند للثّــورة ال ّ‬ ‫الريــف ال ّ‬ ‫شــمالي لحلــب إلــى دمشــق وريفهــا وصــوالً إلــى جبــل والمعارضــة ليأتــي التّشــكيل كبيــرا ً واالنجــازات خجولــة؛‬ ‫ّ‬ ‫ســوري ذو األغلبيّــة ليحت ـ ّج ال ّ‬ ‫شــعب التّركمانــي علــى هــذا التّشــكيل الّــذي يمثلهــم‪،‬‬ ‫ســاحل ال ّ‬ ‫التّركمــان ومصيــف ســلمى فــي ال ّ‬ ‫المؤيّــدة للنّظــام و لقمــع الثّــورة‪.‬‬

‫ويعلنــوا الثّــورة ال ّ‬ ‫شــعبيّة ضـدّ المجلــس التّركمانــي فــي صفحــة‬

‫رســميّة علــى الفيــس بــوك‪.‬‬

‫ومــع االســتحقاق ّ‬ ‫الطائفــي وتقســيم التّمثيــل ال ّ‬ ‫شــعبي ضمــن‬ ‫الهيئــات الثّوريّــة واالئتــاف علــى رأســها كان هنالــك تمثيــل قامــت مجلــة شــوارعنا بتع ّمــق أكثــر و التّواصــل مــع إدارة‬ ‫للتّركمــان بأعضــاء ذو تاريــخ سياســي مناضــل وطنــي‪ ،‬صفحــة الثّــورة ضــد المجلــس التّركماني‪ ،‬ومطالبتهــم باإلجابة‬ ‫ـرد‪..... :‬‬ ‫باإلضافــة إلــى تكويــن كتلــة تركمانيّــة‪ ،‬والحركــة التّركمانيّــة‪ ،‬علــى تســاؤالتنا‪ ،‬فــكان الـ ّ‬ ‫والفصائــل والكتائــب التّركمانيّــة‪ ،‬وصوالً الــى المجلس الثّوري نحــن تركمــان ســوريا يفرحنــا جــدا ً أن يكــون لنــا جهــة سياسـيّة‬ ‫ـر‬ ‫ـرة تحمــل صوتنــا وهمومنــا وقضايانــا وتمثّلنــا بشــكل حـ ّ‬ ‫التّركمانــي الّــذي تأســس فــي (‪ )29‬آذار عــام ( ‪ ،)2013‬حيــث حـ ّ‬ ‫ـتمر وحقيقــي‪ ،‬خصوصـا ً بعــد ّ‬ ‫الظلــم الكبيــر والحرمــان الّذي عاشــه‬ ‫تـ ّم عقــد المؤتمــر الثّانــي لـــ «منبــر تركمــان ســوريا» واسـ ّ‬

‫لمـدّة ثالثــة أيــام بهــدف مناقشــة قضايــا تركمانيّــة عديــدة‪ ,‬كان التّركمــان فــي ظ ـ ّل نظــام االجــرام القاتــل لل ّ‬ ‫ســوري‪,‬‬ ‫شــعب ال ّ‬ ‫‪5‬‬ ‫‪OURSTREETS MAGAZINE‬‬ ‫(‪2014/6/1- ISSUE )12‬‬


‫ان لم تستطيع قول الحق ‪ .....‬فال تصفق للباطل‬ ‫فــي كل يــوم شــهيد ولــكل شــهيد حكايــة يتشــابه المــوت وتختلــف الطــرق واالســباب فشــهيدنا اليــوم تــم‬ ‫اغتيالــه وعلــى العلــن دون اي اعتبــار لإلنســانية ليســت ســوى اربــع طلقــات لتنهــي قصــة كفــاح ونضــال‬ ‫ثــوري لرئيــس اللجنــة التنفيذيــة فــي حــزب االتحــاد االشــتراكي العربــي الديمقراطــي الســوري محمــد‬ ‫ســعيد فلطانــي الشــهيد مــن مواليــد ‪ 1954‬وخريــج كليــة التجــارة واالقتصــاد فــي جامعــة دمشــق‪ ،‬انتســب‬ ‫إلــى صفــوف الحــزب وهــو طالــب فــي الثانويــة‪ ،‬ويعتبــر أصغــر شــخص تولــى منصــب عضــو مكتــب‬ ‫سياســي فــي حــزب االتحــاد االشــتراكي العربــي الديمقراطــي‪.‬‬ ‫لــم يتــوان النظــام علــى اعتقالــه ولعــدة مــرة فــي الثمانينــات والتســعينيات مــن حكــم االســد ليكــن الداعــم‬ ‫القــوي للثــورة الســورية علــى نظــام وحــزب يحكمــه مجــرم و منــذ بداياتهــا مــن بلدتــه االكبــر فــي الريــف‬ ‫الدمشــقي دومــا وليبقــى صــوت العقــل المطالــب بســلمية الثــورة واالبتعــاد عــن العنــف ودعــم الثــوار‬ ‫وروح الثــورة بــكل ابعادهــا حتــى بعــد تســليحها ليصــب اهتمامــه علــى المجــال التعليمــي لجيــل ســورية‬ ‫المســتقبل وليغــرس البــذور االولــى للمواطــن الصالــح مــن خــال مؤسســة الكرامــة التعليميــة ودون اي‬ ‫تهديــد او انــذار ســابق قــام اتبــاع النظــام بأطــاق ‪ 12‬طلقــة مــن ســيارة كانــت تنتظــر الشــهيد علــى بــاب‬ ‫منزلــه صبــاح يــوم ‪ 1‬ايــار عــام ‪2014‬علــى بعــد خمســين متــرا منــه لتســتقر ‪ 3‬طلقــات فــي جســده تــودي‬ ‫بحياتــه ولتاتــي الرابعــة لتأكــد مــدى حقدهــم وكراهيتهــم لإلنســانية ألي صــوت هــادف لبنــاء مجتمــع ذو‬ ‫قــوام صحيــح‬ ‫الرحمة ألرواح شهدائنا االبرار‪ ......‬عشتم وعاشت سوريا حرة ابية‬

‫‪8‬‬ ‫‪ourstreets.info@gmail.com‬‬ ‫‪facebook.com/ourstreets.m‬‬


‫الشارع الشبابي‬

‫خلف قضبان ّ‬ ‫الظالم‬

‫يرتسم ّ‬ ‫النور‬ ‫خلف قضبان ال ّ‬ ‫ظالم ‪ ..‬يرتسم النّور‬ ‫نور لمدّة ساعة‪.‬‬ ‫صغيرة المطلّة على سردا ٍ‬ ‫على حافّة النّافذة ال ّ‬ ‫ب طويل‪ ،‬يقف ك ّل يوم شعاع ٍ‬

‫ـرب بلهف ـ ٍة وشــغف‪.‬عينان‬ ‫خلــف النّافــذة الملحمــة بالقضبــان ال ّ‬ ‫ســميكة‪ ،‬تقبــع هنــاك عينــان تراقبــان النّــور المتسـ ّ‬ ‫تمكثــان طــوال اليــوم مفتوحتيــن عبــر ّ‬ ‫ســاعة القصيــرة‬ ‫الظــام‪ ،‬تســتدرجان مجــيء ســاعة الفــرج‪ ،‬وعندمــا تأتــي ال ّ‬ ‫تتسـ ّمران علــى النّافــذة ال ترمشــان‪ ،‬فتأتــي وتذهــب اللّحظــة بســرعة‪ ،‬وتعــود ّ‬ ‫الظلمــة‪.‬‬

‫ـدار‬ ‫يجلــس صاحــب العينيــن ويســند ظهــره للحائــط‪ ،‬ويم ـدّ رجليــه فتالمســان الحائــط المقابــل‪ ،‬عــن يســاره جـ ٌ‬ ‫ـرة‪ ،‬وتظهــر مــن خاللهــا‬ ‫ثالــث‪ ،‬وعــن يمينــه بـ ٌ‬ ‫ـوم مـ ّ‬ ‫ـاب موصـدٌ ال ينفتــح ‪ ..‬فــي أســفله فرجــةٌ صغيــرة ٌ تنفتــح ك ّل يـ ٍ‬ ‫ق أشــبه بالفــارغ وبقطعـ ٍة جافّـ ٍة يطلــق عليهــا خبــز‪.‬‬ ‫ي ـدٌ تلقــي لــه بطبـ ٍ‬

‫بيــن النّافــذة والجــدران والبــاب الموصــد‪ ،‬وبعينيــه المفتوحتيــن‪ ،‬قضــى عمــرا ً لــم يلمــح فيــه مــن الدّنيــا ّإل ظالمـا ً‬ ‫شــمس قرصـاً‪ .‬تحــت غمامــة ّ‬ ‫وظلمـاً‪ ،‬وكان لــه دومـا ً حلـ ٌم أن يــرى ال ّ‬ ‫الظــام المطبــق ليــل نهــار ّإل ســاعة‪ ،‬كانــت‬

‫صمــت المســتمر‪:‬‬ ‫تــراوده صــورة والــده الّتــي ال تغــادر المــكان وكلماتــه الّتــي تحــارب ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫ـش البــاب المغلــق وال ّ‬ ‫والظــام‬ ‫الظــام‪ ،‬فبابــك الموصــد يفتــح أبوابـا ً مــن الحريّــة لشــعب بأكملــه‪،‬‬ ‫ يــا بنــي ال تخـ َ‬‫الّــذي يحيطــك يخلــق شــمس مجـ ٍد ال تنطفــئ‪ ،‬وإن كان ّ‬ ‫حظــك المــوت فال ّ‬ ‫ي ال يمــوت وال ينتهــي‪.‬‬ ‫شــهيد حـ ٌّ‬ ‫صرخــات كمــا فتيــل ّ‬ ‫الزيــت‬ ‫صمــت المســيطر؛ فــي صــدره تتو ّهــج ال ّ‬ ‫ال صــوت وال حــراك يغيّــر شــيئا ً مــن عــادة ال ّ‬ ‫ـم للفـ َ‬ ‫ظ ِح َممـا ً ‪.‬‬ ‫المشــتعل؛ يشــبه البــركان فــي صمتــه‪ :‬لــو تكلَّـ َ‬

‫صــوت ضعيفـاً‪ .‬يبــدو ّ‬ ‫أن الحنجــرة كمــا‬ ‫ـرك شــفتيه ليُخــرج صوتـاً‪ ،‬فيخــرج ال ّ‬ ‫ـوم أو يوميــن يحــاول أن يحـ ّ‬ ‫بعــد يـ ٍ‬ ‫ّ‬ ‫تتعطــل‪ ...‬خلــف الجــدران عبث ـا ً يحــاول أن يحصــي األيّــام‪ ،‬وغيــر الهــواء العفــن ال‬ ‫اآلالت مــع قلّــة االســتعمال‬ ‫يحطــم قضبــان ّ‬ ‫ّ‬ ‫صبــر بـ ّ‬ ‫الظــام مــن أجــل أن يحيــا شــعبه فــي‬ ‫ـأل يتخلّــى عنــه‪،‬‬ ‫يشــتم‪ ،‬هنــاك يعانــد اليــأس فيقنــع ال ّ‬ ‫النّــور ويتنفّــس ويت ّكلــم‪.‬‬

‫رغــم رتابــة العيــش المميــت واالنتظــار المقيــت‪ ،‬يجلــس صاحــب العينيــن اآلملتيــن مرتــاح الضّميــر؛ ألنــه ســبق‬ ‫شــهداء فــي أجــره‪ ،‬فال ّ‬ ‫ال ّ‬ ‫ـرا ٍ‬ ‫تو‬ ‫ـرة وســكنت جنــان عــدن‪ ،‬وهــو مــازال يمــوت ك ّل يــوم مـ ّ‬ ‫شــهيد ذهبــت روحــه مـ ّ‬ ‫ـرات مــن أجــل أن يحيــا الوطــن‪.‬‬ ‫مـ ّ‬ ‫حر بأصفاده‪ ... .‬وأنا أدرك ّ‬ ‫أسير ألهوائه‪.‬‬ ‫حريته‬ ‫ٌ‬ ‫أن غيره رغم ّ‬ ‫هو يدرك أنّه في أسره ٌ‬ ‫‪7‬‬

‫ ‬ ‫‪OURSTREETS MAGAZINE‬‬ ‫(‪2014/6/1- ISSUE )12‬‬

‫بقلم ‪ :‬قتيبة‬


‫الشارع الشبابي‬

‫ـار‬ ‫ومــن المشــاهد المؤثّــرة‪ :‬طفـ ٌل فــي ال ّ‬ ‫سادســة مــن العمــر يلتفــت واســتقبل المشــاركون فــي المهرجــان الفيلــم بالتّصفيــق الحـ ّ‬ ‫يمنــةً ويســرة ً حــذرا ً مــن رصــاص القنّاصــة قبــل أن يعبــر ولدقائــق طويلــة‪ ،‬وأبــدوا إعجابهــم بالفيلــم‪ ،‬ووصفــوه بالثّــورة‬ ‫ال ّ‬ ‫صــورة ووجــع المشــاهد الدّاميــة الّتــي‬ ‫شــارع راكض ـاً‪ ،‬ورجــال يحتمــون وراء جــدار‪ ،‬ويحاولــون الحقيقيّــة رغــم ألــم ال ّ‬ ‫ســحب جثــث رفاقهــم‪.‬‬

‫نقلهــا الفيلــم‪.‬‬

‫للــركل‪ ،‬ويُجبَــر ويشــ ّكل هــذا الفيلــم رســالةً مه ّمــة للعالــم لمعرفــة حقيقــة مــا‬ ‫ويظهــر أيضــا ً فــي الفيلــم رجــ ٌل‬ ‫ض ّ‬ ‫ّ‬ ‫يتعــر ُ‬ ‫ـار مكـ ّـو ٌم فــي يجــري فــي ســوريا‪ ،‬وتذكيــر المجتمــع الدّولــي بضــرورة اتّخاذ‬ ‫علــى تقبيــل صــورة ّ‬ ‫ـى عـ ٍ‬ ‫الرئيــس‪ .‬كمــا يظهــر فتـ ً‬ ‫زاويــة زنزانــة يركلــه الجنــود‪ ،‬ويســتخدمون قطعــة حديديّــة إجــراءات توقــف هــذه االنتهــاكات والجرائــم الّتــي تنافــي ك ّل‬ ‫معانــي اإلنســانيّة‪.‬‬ ‫لالعتــداء عليــه جنس ـيّاً‪.‬‬ ‫صــةٌ‬ ‫وحتّــى الحيوانــات التــي طالتهــا آثــار القســوة كان لهــا ح ّ‬ ‫صــور لحيوانــا ٍ‬ ‫ت محروقــة ‬ ‫ع ِرضــت‬ ‫فــي الفيلــم‪ ،‬حيــث ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ومشـ ّـوهة‪ ،‬وظهــرت فــي الفيلــم ّ‬ ‫قطــة صغيــرة بــرزت عظامها‪،‬‬

‫ ‬

‫بقلم ‪ :‬آيات‬

‫ت خاف ـ ٍ‬ ‫تمــوء بصــو ٍ‬ ‫ت وال يلحظهــا أح ـدٌ فــي حمــص المد ّمــرة‬ ‫المهجــورة‪.‬‬

‫‪10‬‬ ‫‪ourstreets.info@gmail.com‬‬ ‫‪facebook.com/ourstreets.m‬‬


‫الشارع الشبابي‬

‫ســتين‬ ‫ســابعة وال ّ‬ ‫ســينمائي فــي دورتــه ال ّ‬ ‫كان مهرجــان «كان» ال ّ‬ ‫ســورية مــن خــال فيلمهــا «مــاء‬ ‫علــى موع ـ ٍد مــع الثّــورة ال ّ‬

‫ّ‬ ‫الفضة‬ ‫ماء‬

‫حكاية ّ‬ ‫الثـورة‬ ‫السورية فـــي‬ ‫ّ‬ ‫مهرجان كـان‬

‫الفضّــة» للمخرجيــن أســامة مح ّمــد ووئــام بدرخــان‪ ،‬وهــو‬ ‫صــور والمقاطــع المنشــورة‬ ‫ــر يوثّــق بواســطة ال ّ‬ ‫عمــل مؤث ّ ٌ‬ ‫علــى االنترنــت المأســاة الدّائــرة فــي ســوريا فــي ظـ ّل ال مبــاالة‬ ‫المجتمــع الدّولــي‪.‬‬ ‫ويقـدّم الفيلــم ســيرة الثّــورة ال ّ‬ ‫يٍ‬ ‫ســوريّة مــن خــال ســر ٍد ســينمائ ّ‬ ‫ـرج مــن ّأول مظاهــرات درعــا فــي‬ ‫قـ ٍ‬ ‫ـاس ومحكــم‪ ،‬ينتقــل بالمتفـ ّ‬ ‫آذار مــارس (‪ )2011‬إلــى تجربــة الحصــار اليوميّــة‪ ،‬بــكل مــا‬ ‫فــي الحكايــة مــن ألـ ٍـم وعنــفٍ وضحــكا ٍ‬ ‫ت وأمــل‪.‬‬ ‫ســوري الثّانــي في‬ ‫حيــث يعــرض «مــاء الفضــة» وهــو الفيلــم ال ّ‬ ‫الرســميّة لمهرجــان «كان» بعــد «صنــدوق‬ ‫تاريــخ المختــارات ّ‬ ‫صــة صداقــ ٍة وشــراك ٍة نشــأت بيــن أســامة محمــد‬ ‫الدّنيــا» ق ّ‬ ‫الّــذي بــات عالق ـا ً فــي باريــس بســبب تلقّيــه تهديــدات بالقتــل‬ ‫ســوريين‬ ‫فــي وطنــه ســوريا بعــد مطالبتــه بحريّــة المعتقليــن ال ّ‬ ‫فــي نــدوة بمهرجــان «كان» عــام (‪ ،)2011‬وبيــن ال ّ‬ ‫شــابة وئام‬ ‫بدرخــان المقيمــة فــي حمــص وســط ســوريا‪.‬‬ ‫ال يســتطيع أســامة فــي باريــس مغــادرة شاشــة حاســبه محــاوالً‬ ‫الحفــاظ علــى ارتباطــه بوطنــه عبــر الشــبكات االجتماعيــة‬ ‫ال ّ‬ ‫شــبابية كاليوتيــوب والفيســبوك‪ ،‬ومــن هنــا بــدأت صداقتــه‬ ‫مــع وئــام بدرخــان الّتــي تصنــع أفالمهــا عــن شــوارع حمــص‬ ‫فــي بابــا عمــرو والخالديّــة؛ حيــث قامــت وئــام بتصويــر نســب ٍة‬ ‫كبيــرةٍ مــن مــواد الفيلــم فــي حمــص المحاصــرة‪ ،‬وحمــص قبــل‬ ‫الحصــار‪.‬‬ ‫تتكــون مــواد الفيلــم األخــرى مــن فيديوهــات لعــدّة ناشــطين‬ ‫ّ‬ ‫ســوريين قامــوا ببثّهــا علــى اليوتيــوب‪ .‬ومــن المشــاهد البــارزة‬ ‫«حريّــة»‬ ‫فــي الفيلــم تظاهــرة ٌ حاشــدة يهتــف المشــاركون بهــا‬ ‫ّ‬ ‫ي لتفريقهم‪،‬‬ ‫ـن عليهــم ّ‬ ‫قبــل أن تُط ِلــقَ قـ ّـواتُ األمـ ِ‬ ‫الرصــاص الحـ ّ‬

‫ثـ ّم يبــدو شــاب وهو يصــرخ بعبــارات معادية للنّظــام‪ ،‬ودموعه‬ ‫فــي عينيــه فــوق جثّــة والــده‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫مجلة شوارعنا‬ ‫‪OURSTREETS MAGAZINE‬‬ ‫(‪2014/6/1- ISSUE )12‬‬


‫الشارع الشبابي‬

‫يمكــن للتفكيــر االيجابــي أن ينشــا موقفــا إيجابيــا والــذي‬ ‫يقــود بالضــرورة لنتائــج إيجابيــة ويســاعد علــى جعــل‬ ‫االمــور أكثــر ســهولة و متعــة ‪ .‬ســنذكر هنــا بعــض‬ ‫النقــاط المفيــدة حــول التفكيــر االيجابــي ألنــه يســاعدك‬ ‫علــى إدراك أشــياء لــم تفكــر بهــا ســابقا ويجعلهــا ســهلة‬ ‫التحقيــق ‪.‬فهــو عــادة تقــود للنجــاح ‪.‬‬ ‫بقلم ‪ :‬جود الشامي‬

‫إن امتــاكك لهــذا النــوع مــن التفكيــر يجعلــك تواجــه العالــم وكل التحديــات بأســلوب أكثــر ســهولة وحكمــة‬ ‫فتصبــح أكثــر تحفيــزا ً و إيمانــا بنجاحــك الــذي تحــاول الوصــول إليــه ‪.‬‬ ‫الخطوات ‪:‬‬ ‫‪ .1‬‬

‫آمن بانك من تملك القدرة على خلق مصيرك الخاص ‪:‬‬

‫ال أحــد يســتطيع ان يقــرر ويرســم خطــوط مســتقبلك إال أنــت ‪ .‬أنــت المســؤول عــن حياتــك الخاصــة وال‬ ‫يوجــد نهايــة لمــا تســتطيع فعلــه خــال فتــرة بقــاءك علــى قيــد الحيــاة ‪.‬‬ ‫‪ .2‬‬

‫حافظ على شخصيتك وحسك المرح ‪:‬‬

‫اضحــك مــع نفســك لــو اســتطعت ‪ ,‬هــذا مــا قــد يســاعد فــي تســليتك وجعــل نظرتــك العقليــة اكثــر وضوحــا‬ ‫وبالتالــي أفــكارك أكثــر احتماليــة للتحقيــق ‪ .‬المــرح أســلوب جــذاب جــدا وعاطفــي جــدا ‪.‬‬ ‫‪ .3‬‬

‫اقطــع وعــدا ً علــى نفســك بــان تفكــر بطــرق إيجابيــة وليســت ســلبية وامــأ عقلــك باألشــياء الجميلــة‬

‫وال تلــوث عقلــك الثميــن بأمــور غيــر مفيــدة‬ ‫‪ .4‬‬

‫كــن ممتنــا وشــاكرا لــكل مــا قمــت بفعلــه خــال النهــار ‪ :‬تعلــم أن تســتفيد مــن كل مــا تملك واســتعمله‬

‫بأســلوب بنــاء ‪.‬‬ ‫‪ .5‬‬

‫تجنــب كل مــا مــن شــأنه أن يأثــر عليــك بشــكل ســيء ‪ :‬بيئتــك المحيطــة هــي أحــد أهــم االســباب‬

‫المؤثــرة فــي أفــكارك ‪ .‬فــإذا كانــت هــذه البيئــة التــي تحيــط بــك مــن كل جانــب ســلبة فــان أفــكارك ســتتأثر‬ ‫ال محالــة وإذا كنــت محاط ـا ً ببيئــة إيجابيــة فذلــك ســيدعمك المتــاك أفــكار إيجايبــة ‪.‬‬ ‫‪ .6‬‬

‫جــرب أن ال تقلــق ‪ :‬إذا حــدث لــك شــيء ســيء ولــم تجــري األمــور كمــا هــو متوقــع ال تقلــق الن‬

‫تبنيــك لهــذا الموقــف ( اإليجابــي ) ســيجعلك تؤمــن بــأن كل مــا هــو قــادم جميــل وحســن ‪.‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪ourstreets.info@gmail.com‬‬ ‫‪facebook.com/ourstreets.m‬‬


‫الشارع الشبابي‬

‫ محمد فاضي تحاكيني؟‬‫أي طبعاً‪ ،‬بس دقيقة‪-.‬‬ ‫ متدايقة كتير‪ ،‬دغري حاكيني هللا يخليلك‪ .‬بتتذكر ميسا رفيقتي اللي ما كنت تحبا؟‬‫إي طبعاً‪ ،‬خير شبها؟ ‪-‬‬ ‫ أنا عم أبكي كتير محمد‪ ،‬ماتت إمها من شوي‪.‬‬‫إي طولي بالك‪ ،‬هللا يرحمها شبك ما تتدايقي كتير يعني هاد قدر هللا‪ ،‬وأكيد صارت مرا كبيرة‪- .‬‬ ‫ لك محمد ! بالمشفى بال ّ‬‫البراد‪.‬‬ ‫شام سرقولها إبر الدّوا من ّ‬ ‫العما‪ ،‬إي؟؟؟ شو هالحكي؟ ‪-‬‬ ‫ إي وهللا ســرقوال إبــر األنســولين‪ ،‬وهيــي معهــا سـ ّكري‪ ،‬وماتــت‪ ،‬أنــا مأضيــة نــص عمــري لوقــت مــا‬‫صــار عمــري (‪ )18‬ســنة عندهــا بالبيــت‪ ،‬كتيــر زعلــت عليهــا‪ .‬أنــا آســفة إذا عــم وجعلــك رأســك‪ ،‬بــس‬ ‫بال ّ‬ ‫شــام مقطوعــة الكهربــا‪ ،‬ومــا حــدا عــم يــرد عليــي‪ ،‬وبـدّي فــش قلبــي لحــدا‪.‬‬ ‫وال يهمك‪ ،‬هللا يعينك‪- .‬‬ ‫ ولك حتّى بالحزن ما عم أقدر أحزن معون يا محمد‪.‬‬‫يعني سبب الموتة إلنّو مافي إبر‪ ،‬ما لحقوا يجيبوا غيرهن يعني؟ ‪-‬‬ ‫ إي‪ ،‬هللا ال يوفقهم‪.‬‬‫بأنو مشفى؟ ‪-‬‬ ‫صصي بال ّ‬ ‫شام‪.‬‬ ‫ بمشفى الكلى التّخ ّ‬‫تحولــت العالــم لوحــوش‪ ،‬يعنــي المــوت بــكل أشــكاله‪،‬‬ ‫يالطيــف يــا محمــد عبلدنــا‪ ،‬ليــش هيــك عمبيصيــر؟‬ ‫ّ‬ ‫يلــي بينفــد مــن القصــف مــا بينفــد مــن قلّــة الضّميــر‪ ،‬كل هــاألد نحنــا بشــعين مــن جـ ّـوا‪ ،‬مشــان هللا ال‬ ‫تواخذنــي‪ ،‬خلــص كيفــك أنــت؟‬ ‫ وهللا يــا محمــد مــا عــم أقــدر شــيال مــن بالــي‪ ،‬وبقلبــي خايفــة يجــي هاليــوم عليــي‪ ،‬إمــي كمــان بال ّ‬‫شــام‬ ‫وتعبانــة وخايفــة عليهــا كتيــر‪ ،‬لــك ليــش هيــك عــم يهرهــروا وهللا بكيــر عليهــم‪ ،‬مامــا حســيتا بهــال‪ 3‬ســنين‬ ‫كبرانــة شــي ميــة ســنة‪ ،‬هللا يعينهــم يــارب‪.‬‬ ‫آمين‪ ،‬هللا يصبرنا ويفرجها عالكل‪ ،‬يا ريت فيني إعملك شي‪- .‬‬ ‫ ال تشغل بالك‪ ،‬بكفي أنّك رديت عليي‪ ،‬ط ّمني عنك كيفك أنت؟‬‫‪11‬‬ ‫‪OURSTREETS MAGAZINE‬‬ ‫(‪2014/6/1- ISSUE )12‬‬


‫الشارع االقتصادي‬

‫ّ‬ ‫الطائفيّــة‪ ،‬و قلّمــا تجــد فئــات دينيّــة فــي مجتمعاتهــم شــجبت‬ ‫المتكررة و المد ّججة بأعتى األســلحة‬ ‫تبــدأ العمليّــة باالقتحامــات‬ ‫ّ‬ ‫بعــد قصــف عنيــف و محاصــرة المنطقــة إلجباراألهالــي و تلــك التّصرفــات أو عملــت علــى منعهــا‪ ،‬فكمــا هــو معــروف‬ ‫صامديــن فيهــا علــى النّــزوح و منــع الدّخــول إليهــا‪ ،‬يبــدأ فــي مجتمعــات أطــراف المــدن و هوامشــها تكــون هــذه الفئــة‬ ‫ال ّ‬ ‫عندهــا عمــل ال ّ‬ ‫شــبيحة و العناصــر بجمــع كل مــا تأتــي يدهــم علــى أقـ ّل تقديــر حــارس أخالقــي و اعتبــاري داخــل المجتمــع‪.‬‬ ‫عليــه قطــع األثــاث الضّخمــة‪ ،‬و الكهربائيّــات‪ ،‬و بضائــع‬ ‫ســيارات و القطــع المنزليّــة‬ ‫ســرقات الكبيــرة علــى مســتوى ال ّ‬ ‫المحــال التّجاريّــة‪ ،‬ومــا تركــه المه ّجــرون خلفهــم ظنّ ـا ً منهــم ال ّ‬ ‫صــة الضّبــاط لتنقــل و تباع في األســواق الكبيــرة أخــذت شــكالً جوهريّــا ً فــي إعــادة تشــكيل طبقــات‬ ‫أنّهــم عائــدون‪ ،‬هــذه ح ّ‬ ‫ســاح و المجتمــع االرتزاقــي‪ ،‬فبعــض زعمــاء الميليشــيات ّ‬ ‫الطائفيّــة‬ ‫مجاهــرة‪ .‬ليعــاد قصــف المنطقــة بــك ّل أشــكال ال ّ‬ ‫ســرقة‪ ،‬وال تتوقّــف و العناصــر األمنيّــة أصيبــت بغنــاء فاحــش بعــد تم ّكنهــا مــن‬ ‫تدميرهــا لجعــل الدّمــار غطــاء علــى ال ّ‬ ‫العمليّــة هنــا بــل تســتمر ليعــود صغــار الكســبة مــن ال ّ‬ ‫ســيارات المســروقة و تنســيق أوراقهــا بشــكل‬ ‫شــبيحة تشــريع بيــع ال ّ‬

‫ي مــن داخــل الدّوائــر الحكوميّــة فــي مدينــة الالذقيّــة‪،‬‬ ‫لنهــب أساســات المنــازل المهدومــة فأســاك الكهرباء النّحاســية قانونــ ّ‬ ‫تبــاع‪ ،‬و ال ّ‬ ‫سـيّارات علــى المأل و بأســعارها‬ ‫ـص ببيــع ال ّ‬ ‫شــبابيك‪ ،‬األبــواب ‪،‬الحديــد‪ ،‬بنــاء المنــازل‪ ،‬حتّــى فهنــاك مكاتــب تختـ ّ‬ ‫ســوق دون مراعــاة عــرف القطــع‬ ‫الحجــارة لهــا ســوقها فــي دول الجــوار‪ ،‬حــدث فعـاً أن دخلــت الحقيقيّــة و المتداولــة فــي ال ّ‬ ‫ـض ّ‬ ‫الطــرف مــن الدّولــة تتحـ ّـول‬ ‫جرافــات تابعــة لشــركة بنــاء مملوكــة لهمشــو (وهوأحــد التّجــار المســروقة‪ ،‬فمــع األوراق و غـ ّ‬ ‫ّ‬

‫ســوق بــكل سالســة و بســاطة‪.‬‬ ‫المقربيــن مــن النّظــام) لتنتــزع البيــوت مــن أساســها و تفصــل القطــع الــى ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫سـنّيّة الدّاخليّة ليســت‬ ‫مــواد البنــاء لتبــاع فــي لبنــان‪ ،‬فاألســواق ال ّ‬ ‫نشــطة كفايــة فالمواطنــون يذهبــون مســرعين إلــى مــادون خـ ّ‬ ‫ـط ليســت ممتلــكات المه ّجريــن مــن منازلهــم فقــط الّتــي برســم‬ ‫الفقــر‪ . .‬دول الجــوار هــي المنفــذ لبنــان بــراً‪ ،‬و مصــر بحــراً‪ ،‬البيــع‪ ،‬بــل ســوريّا كلّهــا مهيّئــة لتكــون صفقــة تجاريّــة بــدأت‬ ‫و غيرهــم ‪ ,‬وصــل ك ّل مــا تفكــر فيــه مــن بضائــع ســوريّة مــع بيــع حافــظ األســد للجــوالن مقابــل بقائــه فــي الحكــم‪ ،‬و‬ ‫يحــدث أن يبيــع أخيــه رفعــت مخــزون ســورية مــن الذّهــب‬ ‫مســتعملة إليهــا‪.‬‬ ‫ســوريّة و يعــدم االقتصــاد‪ ،‬و يحــدث أن‬ ‫لتنخفــض الليــرة ال ّ‬ ‫لــم يكــن ذنــب غابــات ريــف الالذقيّــة أنّهــا تحجــب و تخبّــئ يبيــع خ ـدّام تــراب ســوريا ليدفــن بــه مخلّفــات نوويّــة‪ ،‬و هــا‬ ‫الثّــوار بيــن أغصانهــا ليأتــي القصــف عليهــا و يحرقهــا‪ ،‬بــل هــو بشــار يســلّم ســاح ســوريا الكيميائــي ليبقــى فــي الحكــم‪،‬‬ ‫الريــف لــم تغنــي المرتزقــة ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫ســوري وحــده‪ ،‬ومــن‬ ‫ـص ثمنــه مــن شــقاء ال ّ‬ ‫شــبيحة‪ ،‬فمــع قــدوم ال ّ‬ ‫ســاح الّــذي اقتـ ّ‬ ‫إن بيــوت ّ‬ ‫فصــل ال ّ‬ ‫شــتاء حينهــا و غــاء أســعار المحروقــات كان الحطــب المقبــول لــدى النّظــام بيــع النّفــط و الغــاز و االقتصــاد بعقــود‬ ‫ســاح لقتــل ال ّ‬ ‫شــعب و‬ ‫هــو البديــل ودافــع ارتــزاق لضبــاط األســد لتقطــع األشــجار طويلــة األجــل لروســيا و إيــران مقابــل ال ّ‬ ‫المتف ّحمــة و تبيعهــا‪.‬‬ ‫صغيــرة داخــل منــازل ال ّ‬ ‫شــبيحة‬ ‫كان انتشــار المســروقات ال ّ‬ ‫مبــررا ً و مفهومــا ً ضمــن ســياق ثقافــة الغنيمــة‬ ‫و أقاربهــم‬ ‫ّ‬

‫نبــش بيوتهــم الســتخراج البضائــع لمنشــئته التّجاريّــة الضّخمــة‬ ‫س ـنّة»‪.‬‬ ‫«ســوق ال ّ‬

‫‪14‬‬ ‫‪ourstreets.info@gmail.com‬‬ ‫‪facebook.com/ourstreets.m‬‬


‫الشارع االقتصادي‬

‫ذكرياتــك آالمك و أفراحك الّتي‬ ‫ّ‬ ‫وزعتهــا فــي زوايــة منزلــك ال‬ ‫تقــدّر بثمــن ال يمكــن بيعهــا‪،‬‬ ‫و اآلن ال يمكــن اســترجاعها‪،‬‬ ‫فأنــت مجــرد مواطــن‪ ،‬أنــت‬ ‫برســم البيــع‪.‬‬

‫أن تكــون مه ّجــرا ً مــن منطقتــك الثّائــرة و نــازح إلــى منطقــة تخليــص حـ ّ‬ ‫ـق‪ ،‬اذ يــروي المتاجــر أنّــه انتــزع جهــاز الخليــوي‬ ‫مواليــة للنّظــام و الخاضعــة لســيطرته طالبــا ً لألمــن مــن مــن يــد المعتقــل ثمنـا ً لــدم قريبــه أو صديقــه الّــذي قتــل علــى‬ ‫ـط المواجهــة بلغــة أقــرب لثقافــة الغنيمــة الحربيّــة ّ‬ ‫تجولــت خـ ّ‬ ‫الطائفيّــة‬ ‫القذائــف و ال ّ‬ ‫صواريــخ الموجهــة إلــى صــدرك‪ ،‬و إن ّ‬ ‫فــي شــوارعها الّتــي أقيمــت بهــا أســواق حديثــة الــوالدة فــا الّتــي تعيدنــا إلــى حــروب القــرون الوســطى و بربريتهــا‪.‬‬ ‫صــك يعــرض للبيــع بســعر بخــس‬ ‫تســتغرب إن رأيــت شــيء يخ ّ‬ ‫سـنّة‪ :‬هــو ســوق يباح بــه بيع بضائع مســروقة‬ ‫مالبســك‪ ،‬أبــواب بيتــك‪ ،‬أثاثــك‪ ،‬األدوات الكهربائيّــة‪ ،‬حتّــى تعريــف ســوق ال ّ‬ ‫حنفيــات مطبــخ بيتــك‪ ،‬تلــك االشــياء ليســت مشــابهة لممتلكاتــك علــى المــأ‪ ،‬و تحــت أعيــن الدّولــة‪ ،‬وعلــى يــد عناصرهــا‬ ‫سـنّة‪ .‬األمنيّــة شــرط أن تكــون هــذه البضائــع غنائــم مــن منــازل و‬ ‫بــل هــي ذاتهــا قــد تجدهــا علــى «البســطة» فــي ســوق ال ّ‬ ‫ســوريين‬ ‫محــال الثّائريــن‪ .‬فهــو مجــاز بســيط لمــا يعيشــه ال ّ‬ ‫ي فــي حمــص‪ ،‬و تحديــدا ً عنــد منــذ منتصــف عــام ( ‪ )2012‬حيــث أصبحــت عمليــات النّهــب‬ ‫ي عكرمــة المخزومــ ّ‬ ‫حــ ّ‬ ‫ـف‬ ‫دوار النّزهــة‪ ،‬وعلــى حائــط مســبح صحــارى العائلــي نشــأة الّتــي بــدأت عشــوائيا ً و تقتصــر علــى مــا غلــى ثمنــه و خـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫منظمــة تخضــع‬ ‫تحولــت بعــد فتــرة إلــى عمليــات‬ ‫ّأول ســوق ســنّة‪ ،‬تــاه الكثيــر مــن األســواق المتراميــة فــي حملــه‪ّ ،‬‬

‫ســورية و قريبــا ً مــن المناطــق الثائــرة لتوفيــر لمعاييــر مافيويّــة شــديدة التّنظيــم و التّرتيــب‪ .‬كمــا فــي الحروب‬ ‫المحافظــات ال ّ‬ ‫ســم‬ ‫ســومريّة الّتي الغابــرة و بعــد أن تبــرد البنــادق يبــدأ اقتســام الغنائــم الّتــي تق ّ‬ ‫أجــور النّقــل علــى الدّبابــات‪ ،‬ففــي دمشــق لديــك ال ّ‬ ‫أصبحــت ســوق يعـ ّج بالبضائــع الّتــي اســتعملها أخــوك بالوطــن حســب ّ‬ ‫الظــروف و ترتيــب األولويّــات ‪ ,‬فكبــار الضّبــاط ليســوا‬ ‫ســوداء‬ ‫ســوق ال ّ‬ ‫صغــار فهــم فتحــو قنواتهــم مــع ال ّ‬ ‫ال ّ‬ ‫ســني قبــل أن يه ّجــره صــاروخ مــن منزلــه‪ ،‬و فــي المــدن كالجنــود ال ّ‬ ‫صصــة ببيــع المســروقات مــن البيــوت لتوريــد المســروقات بإطــار ّ‬ ‫صــص‪.‬‬ ‫ال ّ‬ ‫منظــم و مخ ّ‬ ‫ســاحليّة فالمحــال المتخ ّ‬ ‫المقصوفــة أصبحــت أمــر عــادي و مقبــول إذ أنّهــا غنائــم و‬ ‫‪13‬‬ ‫‪OURSTREETS MAGAZINE‬‬ ‫(‪2014/6/1- ISSUE )12‬‬


‫الشارع االقتصادي‬

‫سعر صرف الدوالر مقابل الليرة السورية‬ ‫للمغتربيــن الذيــن يرســلون امــوال الــى ذويهــم فــي ســوريا هــل تعلــم ان‬ ‫النظــام يمــول اســلحته و يبقــى قويــا الــى اليــوم بفضلــك و بفضــل اموالــك‬ ‫و شــقائك فــي الغربــة بســبب منــع صــرف الحــوالت بالــدوالر او ذات‬ ‫العملــة المرســلة بهــا فانــه يجبــر المســتلم علــى قبضهــا بالليــرة الســورية‬ ‫و باســعار اقــل بكثيــر مــن الســعر الطبيعــي و اســعار الســوق فتخســر‬ ‫مــن قيمــة حوالتــك و ياخــذ النظــام عبــر الصرافيــن الــدوالر باســعار‬ ‫زهيــدة فتبقــى الخزينــة قويــة لــدى البنــك المركــزي افضــل الطــرق هــي‬ ‫ارســالها مــع احــد المقربيــن او عــن طــرق البنــوك العالميــة و فــي كل‬ ‫االحــوال النظــام يمتــص الســوري و شــقائه بــكل الطــرق المتاحــة‬

‫‪16‬‬ ‫‪ourstreets.info@gmail.com‬‬ ‫‪facebook.com/ourstreets.m‬‬


‫الشارع االقتصادي‬

‫ـرة األولــى الّتــي يمتــاز النّظام بأســلوبه هــذا‪ ،‬فلبنان‬ ‫وليســت المـ ّ‬ ‫ال ّ‬ ‫تجرعتــه سـ ّما ً صبغ بــذات اللون‬ ‫شــقيقة شــربت مــن الــكأس و ّ‬

‫ليعيــد التّاريــخ نفســه بوقاحــة‪ ،‬و علــى نفــس اليــد‪ ،‬و بنفــس‬ ‫ّ‬ ‫الطريقــة لتختلــف األســماء و األماكــن فقــط‪.‬‬ ‫فعافــش ليســت وليــدة اللحظــة فهــي منهــج و طريقــة عيــش‬ ‫لــدى االرتزقيّــن و المقتاتيــن علــى بقيّــة األوطــان‪.‬‬ ‫ســوري يســود الفســاد الفاشــي بأشــنع‬ ‫ســاحل ال ّ‬ ‫فــي منطقــة ال ّ‬ ‫صــوره‪ ،‬و تظهــر حقيقــة النّظــام‪ ،‬و عقليّتــه ّ‬ ‫الطائفيّــة‪ ،‬و‬ ‫ســهل و الغيــر متــردّد‬ ‫ي ال ّ‬ ‫مرتزقتــه‪ ،‬ســواء باالجــرام اليومــ ّ‬ ‫أو مــن خــال عقليّــة الغنيمــة ّ‬ ‫الطائفيّــة و المحميّــة مــن قبــل‬ ‫الدّولــة‪.‬‬ ‫سـنّة هــو ســابقة نظــام األســد‪ ،‬فلــم يســبقه أحــد‬ ‫و يبقــى ســوق ال ّ‬ ‫إليــه مــا ي ـدّل علــى عقليّــة متناميّــة طائفيّــة اقصائيّــة و حاقــدة‬ ‫تقولــب الحقــد بقوالــب شــديدة الفجــور و العنــف‪.‬‬ ‫ســنّة» اســم ال يستســيغه أحــد لــم أُطلقــه أنــا وال‬ ‫«ســوق ال ّ‬ ‫أنــت‪ ،‬بــل اُطلــق لســبب أعمــق بكثيــر مــن التّش ـدّق بمحاربــة‬ ‫المؤامــرة الكونيّــة المزعومــة علــى ســوريا‪ ....‬ليســأل العاقلون‬ ‫دوامــة‬ ‫مــا الغايــة؟ و مــا الهــدف لجــر ال ّ‬ ‫ســوريين إلــى داخــل ّ‬ ‫االقتتــال علــى الهويّــة؟ ومــن المســتفيد مــن تخريــب فسيفســاء‬ ‫ســوري الجميلــة؟‪ .‬مــن الّــذي يصــدر األوامــر بــد ّج‬ ‫المجتمــع ال ّ‬

‫صواريــخ لمحــي المــدن الثّائــرة حتّــى و إن كانــت‬ ‫آالف ال ّ‬ ‫فارغــة تمام ـا ً وال فائــدة عســكريّة مــن قصفهــا؟‬ ‫ذكرياتــك آالمــك و أفراحــك الّتــي ّ‬ ‫وزعتهــا فــي زوايــة منزلــك‬ ‫ال تقـدّر بثمــن ال يمكــن بيعهــا‪ ،‬و اآلن ال يمكــن اســترجاعها‪،‬‬ ‫فأنــت مجــرد مواطــن‪ ،‬أنــت برســم البيــع‪.‬‬

‫‪15‬‬ ‫‪OURSTREETS MAGAZINE‬‬ ‫(‪2014/6/1- ISSUE )12‬‬


‫الشارع االجتماعي‬

‫أخضــع األخيــر للتدريــب لمــدّة أســبوعٍ واحــ ٍد فقــط‪ ،‬غــرق «األبطــال» النّاجيــن الســبعة‪ ،‬ومنهــم ك‪.‬ر بمبلــغ خمســة آالف‬ ‫ـهر كامــل‬ ‫فيهــا بشــعارات حـ ّ‬ ‫ـب الوطــن والقائــد وبوعــود النّصــر ومجــد ليــرة ســورية فقــط‪ ،‬فهــم فــي النهايــة لــم يخدمــوا لشـ ٍ‬

‫ـهر كامــل‪ .‬لــم تســتطع أ ّم ك‪.‬ر أن تتمالــك‬ ‫مــا وراء النّصــر‪ ،‬ولــم يكــن هــذا ليح ّمســه أو ليثيــره‪ ،‬فعامــل ليتقاضــوا مرتّــب شـ ٍ‬ ‫تأوهــات ابنهــا وصراخــه دون حيلــة‪ ،‬فاتّصلــت‬ ‫الجــذب الــذي كان ينجــح فــي تســييل لعابــه هــو المبلــغ الصغيــر نفســها أمــام ّ‬ ‫صله فــي نهايــة ال ّ‬ ‫شــهر‪ ،‬والغنائــم الموعــودة التــي شــاكيةً بكبيــر المســؤولين عــن قــوات الدفــاع الوطنــي فــي‬ ‫الــذي ســيح ّ‬ ‫ســيجمعها بعــد دخــول الجيــش «لتطهيــر» بعــض المناطــق‪ .‬منطقتهــا‪ ،‬ليخبرهــا بأنّــه ليــس هنــاك مهــام شــاغرة حاليــاً‪،‬‬ ‫بعــد أســبوع مــن التدريــب‪ ،‬تــ ّم تزويــده ببندقيّــة مــن طــراز وبأنّــه ســيعاود االتّصــال بهــم عنــد توافــر مه ّم ـ ٍة جديــدة!‬ ‫(إي‪-‬كــي ‪ )47‬وإرســاله مــع مئتيــن مــن زمالئــه إلــى جبهــة وال تتع ـدّى القصــة األخيــرة كونهــا واحــدة ً مــن مئتــي قص ـ ٍة‬ ‫ـطرت أو لــم تسـ ّ‬ ‫تحــررت مــن «المجموعــات سـ ّ‬ ‫ـطر فــي ذلــك اليوم مع تلــك الكتيبــة المنبوذة‪،‬‬ ‫المليحــة‪ ،‬بعــد إقناعهــم بأنّهــا‬ ‫ّ‬ ‫اإلرهابيــة»‪ .‬لكـ ّ‬ ‫ـن الحقيقــة لــم تكــن كذلــك‪ ،‬فالمليحــة اليــوم هــي وال تتعـدّى كونهــا واحــدة ً مــن آالف القصــص والمآســي التــي‬ ‫أحــد أســخن الجبهــات المحيطــة بدمشــق‪ ،‬وال يــز ّج النظــام فيهــا يسـ ّ‬ ‫ـوم فــي ســوريا نظــا ٌم ال يــرى أبعــد مــن عينيــه‪،‬‬ ‫ـطرها ك ّل يـ ٍ‬ ‫ّإل أرخــص جنــوده وأقلّهــم حظ ـا ً مــن أمثــال ك‪.‬ر‪.‬‬

‫واليــرى ضيــرا ً مــن عســكرة المجتمــع وتدميــر الحجر والبشــر‬ ‫فــي ســبيل بقــاء حكمــه‪ ،‬حكــم الجماجــم‪.‬‬

‫ـر فــي الداخــل‬ ‫ـر الكتيبــة بالقذائف وعندمــا طلبنــا مــن أحــد أعضــاء الجيــش الحـ ّ‬ ‫وعلــى أبــواب المليحــة‪ ،‬اســتقبل الجيــش الحـ ّ‬ ‫بالمتطوعيــن المئتين بيــن قتي ٍل وجريح‪ .‬التعليــق علــى مــا يجــري قــال‪« :‬نألــم لهــذه الحــال‪ ،‬ونتمنّــى‬ ‫المســمارية التــي أودت‬ ‫ّ‬ ‫فقضــى بعضهــم أنفاســه األخيــرة وهــم ال يزالــون يتشــاهدون لــو كان الفقــر رجـاً لنقتلــه ونوفّــر إزهــاق هــذه األرواح التــي‬ ‫بصــدق أســيادهم أعــوان آل األســد‪ ،‬ونــزف بعضهــم اآلخــر أصابهــا فقــر المــال بفقــر المبــادئ والقيــم‪ .‬نضــرب وقلوبنــا‬ ‫حتــى المــوت وهــم ينتظــرون نجــدة مــن تخلّــى عنهــم‪ ،‬ونجــا تعتصــر حزنــا ً علــى مــن عميــت بصيرتــه وثخنــت غشــاوة‬ ‫ّ‬ ‫ســير قلبــه‪ ،‬لكنّنــا نضــرب بثقــة ّ‬ ‫وألن الحــرب ال‬ ‫ألن الحــق بيّــن‪،‬‬ ‫ســبعةٌ فقــط بعــد أن ع ّ‬ ‫ضــوا علــى جراحهــم وقاســوا مغبّة ال ّ‬ ‫إلــى أقــرب نقطـ ٍة عســكري ٍة منّــت عليهــم بإنقاذهــم ونقلهــم إلــى تحمــي المغفليــن‪».‬‬ ‫المشــفى العســكري‪.‬‬ ‫شــظايا الخارجيــة ّ‬ ‫واقتصــر العــاج علــى إزالــة ال ّ‬ ‫الظاهــرة‪ ،‬‬ ‫واإلبقــاء علــى ال ّ‬ ‫شــظايا الداخليــة التــي أخبرهــم األطبّــاء بأنّهــا‬

‫بقلم ‪ :‬آالء‬

‫ســتتقيّح وتخــرج بنفســها مــع مــرور الزمــن‪ .‬وت ّمــت مكافــأة‬

‫‪18‬‬ ‫‪ourstreets.info@gmail.com‬‬ ‫‪facebook.com/ourstreets.m‬‬


‫الشارع االجتماعي‬

‫بعــد أن تـ ّم الـ ّ‬ ‫ســوري فــي الصــراع الدائــر بيــن بــه بعــض الشــباب المواليــن للنظــام لتجنّــب االلتحــاق بالخدمــة‬ ‫ـز ّج بالجيــش ال ّ‬ ‫الشــعب ونظــام األســد‪ ،‬وبعــد أن راهــن زبانيــة األســد علــى اإللزاميــة التــي باتــت تعنــي المــوت المحقّــق غالب ـاً‪ ،‬ليقضــوا‬ ‫والئــه وقدرتــه علــى الصمــود واالســتمرار‪ ،‬فصدّعوا رؤوســنا مــدّة خدمتهــم فــي مناطقهــم مســتمتعين بمميــزات االلتحــاق‬ ‫بشــعارات الجيــش حامــي الحمــى ّ‬ ‫المتطوعيــن فــي جيش‬ ‫الزائــد عــن حيــاض الوطــن بهــذا الفصيــل‪ ،‬فمــن المعــروف مثـاً أن‬ ‫ّ‬ ‫وأحاطــوه بهالـ ٍة وطنيـ ٍة وقوميّـ ٍة مقدّســة‪ ،‬يبــدو ّ‬ ‫أن حمــاة الدّيــار الدفــاع الوطنــي ال يمنعــون مــن نهــب المنــازل أثنــاء مهاجمــة‬ ‫لــم يعــودوا محـ ّ‬ ‫ـط الثّقــة مــن وجهــة نظــر الشــرذمة الحاكمــة‪ ،‬مناطــق تســيطر عليهــا المعارضــة‪ ،‬بــل يجــري تشــجيعهم علــى‬ ‫التــي ارتــأت تشــكيل مليشــيا ٍ‬ ‫ت عســكري ٍة موازيــ ٍة للجيــش ذلــك علــى عكــس الحــال بالنســبة للجنــود‪ .‬كمــا انتســب لــه‬ ‫النّظامــي‪ ،‬لتســتبدله بـ»قـ ّـوات الدّفــاع الوطنــي» األكثــر وال ًء‪ ،‬بعــض الشــباب الطامعيــن بالحصــول علــى مناصــب قياديــة‬ ‫وذلــك بمباركــة «قائــد الوطــن» نفســه‪.‬‬

‫بعــد انتهــاء الحــرب‪ ،‬وبعــض الشــباب مــن أبنــاء األقليّــات‬ ‫لحمايــة مناطقهــم بعــد أن أوهمهــم النّظــام بأنّهــم مســتهدفون‬

‫وإن لــم يكــن اســتبدال «قائــد الوطــن» لـ»جيــش الوطــن» مــن قبــل الفئــات الثوريّــة‪ ،‬كمــا انض ـ ّم إليــه بعــض األحــداث‬ ‫بميليشــيا غيــر نظاميّــة كافيـا ً إلثــارة اشــمئزازكم‪ ،‬فـ ّ‬ ‫ـرر بهــم مظهــر حمــل الســاح والشــعور‬ ‫ـإن معرفــة والمراهقيــن الذيــن غـ ّ‬ ‫الطريقــة التــي يتعامــل بهــا جيــش الدفــاع الوطني مــع‬ ‫متطوعيه بامتــاك النفــوذ؛ وأخيــراً‪ ،‬انتســبت إليــه بعــض الفئــات المعدمة‬ ‫ّ‬ ‫ســد تفرقــة طلب ـا ً للمــال وطمع ـا ً بالمكافئــات والغنائــم‪.‬‬ ‫كفيلــةٌ بذلــك‪ .‬ففــي هــذه البنيــة العســكريّة الدخيلــة تتج ّ‬ ‫النّظــام ألبنــاء جلدتــه ومواليــه أيضــا ً علــى أســاس الطائفــة‬ ‫والطبقــة واالنتمــاء والمصلحــة‪ ،‬وفيهــا تفقــد ك ّل ضمانــات ك‪.‬ر‪ ،‬فلســطيني الجنســيّة‪ ،‬يعيــش فــي أحــد أحيــاء دمشــق‬ ‫ســتة‪ .‬انض ـ ّم إلــى قـ ّـوات الدفــاع‬ ‫العيــش المشــترك والعدالــة االجتماعيــة معناهــا حيــن تصــدر المعدمــة مــع أ ّمــه وأخواتــه ال ّ‬ ‫ـرا ً فــي البدايــة لتحصيــل المــال‪ ،‬إذ دفعتــه حاجتــه‬ ‫ـام ال عهــد لــه وال أمانــة حتــى مــع مــن بــاع روحــه الوطنــي سـ ّ‬ ‫عــن نظـ ٍ‬ ‫لمناصرتــه‪.‬‬ ‫وقلّــة حيلتــه وضعــف نباهتــه إلى اللّحــاق بركب إحــدى الكتائب‬ ‫التــي تشـ ّكلت فــي حيّــه‪ ،‬سـيّما ّ‬ ‫وأن بعــض أصدقائــه فــي الحــي‬ ‫قــوات الدفــاع الوطنــي مــن‬ ‫مغر بالنســبة‬ ‫انبثقــت فكــرة ّ‬ ‫اللجــان الشــعبية التحقــوا معــه أيضـاً‪ ،‬فمرتّــب ‪ 25000‬ليــرة مبلـ ٌغ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ب يبلــغ ثمانيــة عشــر عامــا ً وال يحمــل شــهادة ً جامعيــة‬ ‫المناطقيــة التــي ســ ّهلت تشــكيلها الديموغرافيــا الســكانية لشــا ٍ‬

‫‪17‬‬

‫ت تر ّ‬ ‫الطائفيــة‪ ،‬ث ـ ّم اكتســبت الفكــرة غطــا ًء قانوني ـا ً بعــد أن أصــدر أو أيّــة مؤ ّهــا ٍ‬ ‫شــحه للحصــول علــى عمــ ٍل جيّــد‪ .‬عقــد‬ ‫بشــار األســد مرســوما ً قضــى بإحــداث قـ ّـوات الدفــاع الوطنــي‪ .‬ك‪.‬ر صفقتــه مــع ال ّ‬ ‫شــيطان مقابــل هــذا الثمــن البخــس ليُخلــف‬ ‫ت عدّة بعــد تأسيســه‪ ،‬فالتحق ال ّ‬ ‫ولقــي هــذا التشــكيل إقبــاالً مــن فئــا ٍ‬ ‫ـرأ منــه‪.‬‬ ‫شــيطان كعادتــه بعهــده‪ ،‬فيرمــي بــه إلــى التهلكــة ويتبـ ّ‬

‫‪OURSTREETS MAGAZINE‬‬ ‫(‪2014/6/1- ISSUE )12‬‬


‫ُج َّ‬ ‫ــن جنــون الزوجــة‪ ،‬وبــدأت تهديداتهــا تتعاقــب عبــر شــتّى‬ ‫الوســائل‪ .‬مــن توعّــ ٍد بتحريــض أخواتهــا فــي ســوريا علــى‬

‫الشارع االجتماعي‬

‫األولــى فرصـةً إضافيّــة ويفصــح لهــا عــن نيّتــه بالـ ّ‬ ‫ـزواج إن لــم‬ ‫ضرتهــا الجديــدة‪.‬‬ ‫تعــد‪ ،‬حتّــى ال يكــون لهــا ُح ّجــة فــي رفــض ّ‬

‫طريــق علمــه وإبداعــه‪.‬‬ ‫بيــد ّ‬ ‫أن وســيم كان علــى خــافٍ مــع طالبيــن علــى عالقـ ٍة وثيق ٍة‬ ‫بعــد ٍد مــن أصحــاب النّفــوذ فــي نظــام األســد‪ .‬ويؤ ّكــد زمــاء‬ ‫أن أحــد هذيــن ّ‬ ‫وســيم ورفاقــه ّ‬ ‫الطالبيــن أو كالهمــا بــاع ضميــره‬ ‫ولفّــق تقريــرا ً أمنيّـا ً ضـدّ وســيم سـبّب اعتقالــه فــي الرابــع مــن‬

‫ضــرب إلــى تهديـ ٍد بحرمــه مــن رؤيــة أوالده‪،‬‬ ‫ـرض لــه بال ّ‬ ‫التعـ ّ‬ ‫ـذار بتخلّيهــا عــن أطفالهــا وإعادتهــم إلــى ســوريا كانــون األول‪/‬ديســمبر ‪ .2013‬عــاش وســيم بعدهــا فــي أقبيــة‬ ‫انقلــب إلــى إنـ ٍ‬ ‫أن ّ‬ ‫ليعيشــوا معــه إن أقــدم علــى الـ ّ‬ ‫التّعذيــب والـذّل حوالــي أربعــة أشــهر‪ .‬وبمــا ّ‬ ‫الظــام يخشــى‬ ‫ـزواج‪.‬‬ ‫ي ٍ مــن هــذه التّهديــدات جدوى ولـــــم تنجح فـــي ردع أصحــاب العقــول النيّــرة‪ ،‬فقــد تم ّكــن مــن إطفــاء شــعلة وســيم‬ ‫لــم يكــن أل ّ‬ ‫حســام‪ ،‬وقــام فع ـاً بعقــد قرانــه علــى إحــدى قريباتــه‪ .‬بعــد التقاطــه لعــدوى التهــاب الكبــد مــن معتقــات المــوت‪،‬‬ ‫أن ثــأر زوجتــه األولــى لــن وبعــد أن أبــى أربــاب ّ‬ ‫لــم يخطــر لــه ّ‬ ‫الظــام تقديــم الـدّواء لــه‪ ،‬ليتـ ّم اإلعــان‬ ‫يكــون خلّبيّ ـا ً كحــال تهديداتهــا؛ حيــث عــن استشــهاده فــي التّاســع مــن نيســان‪/‬أبريل ‪.2014‬‬ ‫المــرة حقيقيّــا ً‬ ‫جــاء انتقامهــا هــذه‬ ‫ّ‬

‫يوم من مداهمة وتطــول قائمــة الجرائــم‪ ،‬ويثخــن حبــل ّ‬ ‫ـتمر قافلــة‬ ‫الظلــم‪ ،‬وتسـ ّ‬ ‫وفعّاالً‪ .‬فبعد ٍ‬ ‫منزل حسام بطريقة حيوانيّ ٍة ال ّ‬ ‫شــهداء بالمضــي‪ .‬كيــف وال وقــد شــاءت لهــم األقــدار أن‬ ‫ـس علــى الجماجــم وشــحذ ســيفه‬ ‫أثنــاء اللّيــل واعتقالــه‪ ،‬يولــدوا تحــت كنــف حكـ ٍـم أ ُ ِ ّ‬ ‫سـ َ‬ ‫ّ‬ ‫العــزة‬ ‫وصلــت رســالة علــى علــى رقــاب أبنــاء شــعبه‪ :‬ذبــح أشــرفهم فكانــت لهــم‬

‫هاتــف أخــو حســام والمجــد األبدييــن‪ ،‬وذبــح ضمائــر أكثرهــم خنوعــا ً ومهانــةً‬ ‫فيهــا رمــز النّصــر ليلعنهــم هللا ويلعنهــم الالعنــون‪.‬‬ ‫متبوع ـا ً بعبــارة «هــذا‬

‫مصيــر مــن يخالــف ‬ ‫«نظــام»‬

‫بقلم ‪ :‬آالء‬

‫زوجتــه»‪.‬‬

‫من قتل وسيم؟‬ ‫«البغض والنّفوذ» حســب تعبير‬ ‫أحــد‬

‫أصدقائــه‬

‫المقربيــن‪.‬‬ ‫ّ‬

‫وســيم أبــو زينــة‪ ،‬مهنــدس معلوماتيــة‬ ‫محتــرف بشــهادة الجميــع‪ ،‬لكــن ليــس بشــهادة‬ ‫جامعتــه «دمشــق»؛ فعندمــا قصــد وســيم كلّيتــه ليســتلم مصدّقــة‬ ‫تخرجــه‪ ،‬وجــد رجــال األمــن المســلّحين بانتظــاره ليقتــادوه إلــى‬ ‫ّ‬

‫ســجون الموت‪.‬‬ ‫ي فــي تأســيس عــد ٍد مــن المواقــع‬ ‫كان لوســيم ٌ‬ ‫دور أساســ ٌّ‬ ‫وصفحــات الفيســبوك الجماهيريــة والتســويق لهــا‪ ،‬مثــل‬ ‫ســوريّون ‪Syrian‬‬ ‫الرقميّات ‪ Alrakameiat‬والمبرمجون ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫‪ .Programmers‬لــم يكــن ناشــطا ً سياسـيّا ً ولــم يناصــر أ ّ‬ ‫ســلم ودعــاة العيــش المشــترك‪،‬‬ ‫جهــة‪ ،‬بــل كان مــن أربــاب ال ّ‬ ‫واختــار أن يــردّ جميــل البلــد الــذي احتضنــه منــذ طفولتــه عــن‬ ‫‪20‬‬ ‫‪ourstreets.info@gmail.com‬‬ ‫‪facebook.com/ourstreets.m‬‬


‫الشارع االجتماعي‬

‫ّ‬ ‫ملفقة بالجملة‬ ‫تقاري ٌر‬

‫ّ‬ ‫للدماء‬ ‫متعطش ّ‬ ‫اد‬ ‫وجـ ّل ٌ‬

‫كيــف ال تســود شــريعة الغــاب فــي بلــ ٍد يتربّــع األســد علــى غيــر مشــروع طالمــا أنّــه مســتأجر‪ .‬لكـ ّ‬ ‫ـن األخيــر تظاهــر عــدم‬ ‫عــرش حكمــه؟‬ ‫القــدرة علــى االســتماع عندمــا أدرك حاجــة المتّصــل‪ ،‬وادّعــى‬ ‫ففــي ســوريا األســد‪ ،‬ليــس عليــك ّإل أن تعقــد صفقــةً مــع ّ‬ ‫أن جــودة المكالمــة منخفضــة وأنّــه ســيعاود االتّصــال‬ ‫الشــيطان تبيــع بهــا ضميــرك وتنتــزع رداء اإلنســانيّة حتــى بعد نصف ساعة عندمـــــا يتواجد فـــي منطقة‬ ‫ـف أصحــاب النفــوذ‪ ،‬فتســتولي علــى األمــاك تتمتّع بتغطي ٍة أفضل من شركة االتّصاالت‬ ‫تنض ـ ّم إلــى صـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫واألرزاق‪ ،‬وتهيــن األعــراض ويعلــو شــأنك فــي أوســاط‬ ‫صوت‬ ‫لـــكن ع‪.‬س لـــم يسمع نفس ال ّ‬ ‫صاصــي الدمــاء‪.‬‬ ‫عندما أجاب على اتّصا ٍل مجهو ٍل‬ ‫المخبريــن وم ّ‬ ‫بعد نصف ســـاعة‪ ،‬بـــل تلقّى‬ ‫إذا رغبــت باالســتيالء علــى منــزل أو مصنــعٍ أو ســيّارة‪ ،‬أو صوتا ً متهدّدا ُ متوعّداُ‪ ،‬أخبره‬ ‫ّ‬ ‫إذا رغبــت باالنتقــام مــن أحــد األشــخاص أو حتّــى الثــأر مــن‬ ‫ــــــحضر‬ ‫بأن عـــليه أن «يُ‬ ‫ِ‬ ‫تقريــر ألحــد بطاقته ال ّ‬ ‫خيانــة زوجــك‪ ،‬فلــن يكلّفــك ذلــك ســوى كتابــة‬ ‫شخصية وينتظـره‬ ‫ٍ‬

‫ّ‬ ‫ي غـــدا ً‬ ‫المتعطشــة للدمــاء واســتئجار‬ ‫فــروع االســتخبارات‬ ‫ٍ‬ ‫شــخص في المكان الفـــالن ّ‬ ‫ساعة التّاسعة» ّ‬ ‫ب مــن النّظــام لتقديمــه‪.‬‬ ‫وأن‬ ‫عند ال ّ‬ ‫ـر ٍ‬ ‫مقـ ّ‬

‫عدم حضوره سيستــــوجب‬ ‫وعلــى خــاف ك ّل مؤسســات الدّولــة فــي ســوريا‪ ،‬لــن يُك ـدّس إرسال مـــــــن يســـتطيع أن‬ ‫ـوام أكلتهــا الغبــار‪ ،‬ولــن تحتــاج إلى عشــرات يحضره «شحطاً» من منــزله‪،‬‬ ‫هنــا طلبــك فــي أكـ ٍ‬ ‫الطوابــع وال إلــى وســيطٍ الســتعجال تنفيــذ ّ‬ ‫ّ‬ ‫الطلــب‪ .‬اكتــب فال يعلم أهله عن مكان تواجـــده‬ ‫تقريــرك وعــش متنعّــم البــال‪ ،‬فخصمــك ميّـ ٌ‬ ‫ـت ال محــال‪.‬‬

‫وتكرر هذا االتّصــــال‬ ‫بعد ذلك قط‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫التّحذيري بعد برهة‪ ،‬ليحذّره من إعـــادة‬

‫ج بدمائك‬ ‫حقّك‬ ‫ملف البيت المستأجر‪ ،‬وليعيد ذات التّهديد‪.‬‬ ‫مضر ٌ‬ ‫فتح ّ‬ ‫ّ‬ ‫الحــظ السـيّد ع‪.‬س توافــد ورشــات البنــاء على منزلــه المؤ ّجر‪ ،‬لم يجد ع‪.‬س وسيلةً للخروج من مأزقه سوى االتّصال‬ ‫ي ليســتجدي عطفــه ويطلــب منــه التّدخــل‪.‬‬ ‫والــذي لــم يســتوف أجرتــه ولــم يشــاهد مســتأجره األصلــي منــذ بالمســتأجر األصلـ ّ‬ ‫ـن ّ‬ ‫عـدّة شــهور‪ .‬فــي البدايــة‪ ،‬ظـ ّ‬ ‫أن التعديــات ســتطال النوافــذ وتبيّــن لــه مــن خــال االتّصــال ّ‬ ‫«ورث» المنــزل‬ ‫أن األخيــر‬ ‫ّ‬ ‫فقــط‪ ،‬لكنّــه تفاجــأ عندمــا علم ّ‬ ‫أن التغييرات تشــمل الهــدم الكامل ألحــد أقربائــه الذيــن يعملــون لــدى نظــام األســد ويتنعّمــون‬ ‫لبعــض الغــرف والمنتفعــات‪ .‬وعندمــا ذهــب لالستفســار عــن بســلطته االســتبدادية‪ .‬وبعــد تع ّهــد ع‪.‬س بإغفــال حقّــه وعــدم‬ ‫ـرة ً أخــرى‪ ،‬أســقط «أصحــاب‬ ‫األمــر‪ ،‬لــم يجــد ّإل عامــل بنــاءٍ أخبــره بأنّــه «عب ـدٌ مأمــور» التّدخــل فــي شــؤون «منزلــه» مـ ّ‬ ‫ال يعلــم حقيقــة مــا يجــري‪ ،‬وأعطــاه رقــم الهاتــف المحمــول المنّــة والكــرم» تهديدهــم‪ ،‬وحافــظ ع‪.‬س علــى حياتــه‪.‬‬ ‫للمســؤول عــن الورشــة‪.‬‬ ‫الحب ما ‪ ...‬اعتَقَل‬ ‫ومن‬ ‫ّ‬ ‫ـرر‬ ‫وفعــاً‪ ،‬قــام ع‪.‬س باالتّصــال بهــذا ّ‬ ‫الرقــم ليستفســر ع ّمــا بعــد أن ســافرت زوجتــه إلــى مصــر ورفضــت العــودة‪ ،‬قـ ّ‬ ‫يحــدث‪ ،‬وليخبــر صاحــب العمــل بـ ّ‬ ‫ي تعديــل فــي المنــزل «حســام» أن يتّخــذ زوجـةً ثانيــة‪ .‬لكنّــه ارتــأى أن يمنــح زوجته‬ ‫ـأن أ ّ‬

‫‪19‬‬ ‫‪OURSTREETS MAGAZINE‬‬ ‫(‪2014/6/1- ISSUE )12‬‬


‫الشارع االجتماعي‬

‫شــره المرضــي‪ :‬فهــو اضطــراب يتمثــل بنوبــات مــن تنــاول ّ‬ ‫أ ّمــا ال ّ‬ ‫الطعــام بســرعة خارجة عــن المألوف‪ ،‬و بك ّميــات كبيرة‬ ‫شــره فــي األكل‪ ،‬يتبعها مباشــرة قيء وإســهال غيــر طبيعيين‪ .‬حتّــى ال ّ‬ ‫ال ّ‬ ‫الراحــة أو شــعور بال ّجــوع‪ ،‬و الحــرص‬ ‫شــعور بعــدم ّ‬ ‫الطعــام بكثــرة علــى تنــاول ّ‬ ‫شــره إلــى تنــاول ّ‬ ‫يميــل المرضــى المصابــون بال ّ‬ ‫الطعــام لــدى عــدم وجــود أشــخاص آخريــن بســبب‬ ‫شــعور بالخجــل مــن ك ّميــات ّ‬ ‫وبنهــم‪ ،‬لكنّهــم يتع ّمــدون بعــد تنــاول الوجبــة مباشــرة تفريــغ ال ّ‬ ‫الطعــام الّتــي يتناولونهــا‪ ،‬مــع‬ ‫شــعور بالتّقــزز‪ ،‬والقــرف‪ ,‬اإلكتئــاب او ال ّ‬ ‫أمعائهــم مــن ك ّل شــيء أكلــوه‪ ،‬لذلــك فإنّهــم يقومــون بالتّقيــؤ‪ ،‬أو ال ّ‬ ‫شــعور بالذّنــب بعــد‬ ‫أنّهــم قــد يقومــون بتنــاول مــواد مســهلة‪ ،‬أو أنّهــم قــد يصومــون‪ .‬تنــاول الكثيــر مــن ّ‬ ‫الطعــام و عــدم اإلســتقرار‪ ،‬والتّغيــر الدّائــم‬ ‫شــره المرضــي وفقــدان ال ّ‬ ‫يبــدأ الدّمــج بيــن ال ّ‬ ‫الرغبــة الجنس ـيّة‪ ،‬أو انعدامهــا‬ ‫شــهيّة بال ّ‬ ‫صيــام‪ ،‬ثـ ّم فــي وزن الجســم‪ ،‬هبــوط فــي ّ‬ ‫تمام ـاً‪ ،‬أو اعتمــاد أنظمــة حميــة غذائيّــة (‪ )Diet‬فــي فتــرات‬ ‫يليــه األكل بشــراهة‪ ،‬ثـ ّم التّقيــؤ‪ ،‬أو بالعكــس‪.‬‬ ‫متقاربة‪.‬فــي حــال انعــدام تنــاول ّ‬ ‫الطعــام‪.‬‬

‫باإلضافــة لإلضطرابــات المذكــورة أعــاه‪ ،‬هنالــك اضطــراب فعمليّــة عــاج اضطــراب األكل مليئــة بالتّحديــات‪ ،‬وذلــك‬ ‫ألن معظــم المصابيــن بــه لديهــم شــعور بالخجــل ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫شــديد بســبب‬ ‫آخــر هــو اضطــراب «األكل القهــري»‪ :‬وهــو اضطــراب‬ ‫يمتــاز ويتمثّــل بعــدم القــدرة علــى التّوقــف عــن األكل‪ ،‬يــؤدي شــكل جســدهم‪ ،‬وبســبب اإلضطــراب الّــذي يعانــون منــه‪،‬‬ ‫هــذا اإلضطــراب إلــى زيــادة كبيــرة فــي الــوزن‪ .‬ويبــدو ّ‬ ‫أن ويعملــون ك ّل مــا فــي وســعهم مــن أجــل إخفــاء هــذه المشــكلة‪.‬‬ ‫األشــخاص الّذيــن يعانــون مــن اضطــراب األكل القهــري إنّمــا وهــم ينجحــون فــي ذلــك‪ ،‬فــي معظــم الحــاالت‪ ،‬إلــى درجــة ّ‬ ‫أن‬ ‫المقربيــن أو أصدقائهــم ال يعــون إطالقـا ً حقيقــة‬ ‫يلجــؤون إليــه فــي محاولــة منهــم لمواجهــة الضّغــوط النّفسـيّة‪ ،‬أفــراد عائلتهــم‬ ‫ّ‬ ‫التّوتــر‪ ،‬الفشــل‪ ،‬المخــاوف‪ ،‬وأمــور أخــرى تنــدرج تحــت أنّهــم يعانــون مــن اضطــراب األكل‪.‬‬ ‫تعريــف العواطــف والمشــاعر‪.‬‬ ‫حيــث ّ‬ ‫صحــي من فاضطرابــات األكل تحتــاج إلــى وضــع برنامــج عالجــي شــامل‬ ‫أن اإلضطــراب يعــد تهديــد حقيقــي للجانــب ال ّ‬ ‫أضــرار فــي الكبــد‪ ،‬والقلــب‪ ،‬والجانــب النّفســي مــن اكتئــاب تتــم مالءمتــه بشــكل شــخصي وفــردي‪ ،‬طبقــا ً لإلحتياجــات‬ ‫صــة لــدى ك ّل مريــض علــى حــدة‪ .‬الهــدف النّهائــي لمعالجة‬ ‫وغيــره مــن اآلثــار النّفســيّة المرافقــة فــي فشــل المريــض الخا ّ‬ ‫اإلضطــراب‪ :‬هــو مســاعدة المريــض علــى اإلمســاك بزمــام‬ ‫بالتّغلــب علــى الوســواس المســبب لإلضطــراب‪.‬‬ ‫فالعامــل الحقيقــي المســبّب إلضطــراب األكل ال يــزال غيــر أمــوره‪ ،‬والتّحكــم بعاداتــه فــي تنــاول ّ‬ ‫الطعــام‪.‬‬

‫معــروف حتّــى اآلن‪ ،‬حيــث يبــدأ مــن فكــرة وسواس ـيّة تتعلــق مــع التّركيــز علــى اســتعادة المصابيــن لوزنهــم ّ‬ ‫الطبيعــي‬ ‫صحيــح‪ ،‬ومعالجــة القضايــا النّفســيّة المرتبطــة بظهــور‬ ‫بصــورة الــذّات للجســم‪ ،‬أو طريقــة غيــر صحيحــة بتفريــغ ال ّ‬ ‫ســلوكيّات‪ ،‬واألفــكار الّتــي‬ ‫اإلنفعــال والتّوتــر النّفســي‪ ،‬أو أحــد آليــات الدّفــاع النّفســيّة اإلضطــراب مــع التّقليــل أو منــع ال ّ‬ ‫الغيــر صحيحــة مــع تهديــد الـذّات بأحــد المهـدّدات الخارجيّــة‪ .‬تــؤدّي إلــى هــذا اإلضطــراب‪.‬‬ ‫يصرحــون ّ‬ ‫بــأن شــعورا ً بالغضــب‪ ,‬بالحــزن‪ ,‬حيــث تكــون المعالجــة نفســيّة‪ ،‬دوائيّــة‪ ،‬غذائيّــة‪ ،‬جماعيّــة‪،‬‬ ‫فمعظــم النّــاس‬ ‫ّ‬ ‫بالملــل وبالقلــق‪ ،‬أو مشــاعر ســلبيّة أخــرى مختلفــة مــن الممكــن وقائيّــة‪ ،‬وهنــا تأتــي األهميــة‪ ،‬فالوقاية النّفسـيّة مــن اضطرابات‬ ‫أن تثيــر لديهــم اضطــراب األكل‪ ،‬وقــد تبيّــن ّ‬ ‫ســلوكيّات األكل جــدا ً مه ّمــة تأتــي مــع الفتــرة األولــى مــن مالحظــة ظهور‬ ‫أن ال ّ‬ ‫اإلندفاعيّــة‪ ،‬ومشــاكل نفســيّة أخــرى تشــ ّكل عامــاً مشــتركا ً العالمــات‪ ،‬واألعــراض المميّــزة لهــذا اإلضطــراب‪.‬‬ ‫لــدى غالبيــة األشــخاص المصابيــن بإضطــراب األكل‪.‬‬

‫وزيــادة علــى ذلــك‪ ،‬فـ ّ‬ ‫صحيّة‬ ‫ـإن تعلّــم‪ ،‬وتشــجيع عــادات األكل ال ّ‬ ‫مــن هنــا تأتــي أعــراض اإلضطــراب‪ :‬من حــاالت متواتــرة من مــن خــال تبنّــي نهــج واقعــي فــي كل مــا يتّصــل بالغــذاء‪،‬‬

‫تنــاول ك ّميــات كبيــرة مــن الغــذاء‪ ،‬يعتبرهــا اآلخــرون ك ّميــات وبصــورة اإلنســان عــن ذاتــه‪ ،‬مــن شــأنها أن تســاعد فــي منــع‬ ‫اســتثنائيّة زائــدة عــن المألــوف مــع إحســاس دائــم بعــدم القــدرة تطـ ّـور أو تفاقــم الوضــع فــي حــاالت اضطرابــات األكل‪.‬‬ ‫علــى التّحكــم بنوعيّــة وك ّميــة ّ‬ ‫الطعــام الّــذي يتناولونــه‪ ،‬مــع‬ ‫‪22‬‬ ‫‪ourstreets.info@gmail.com‬‬ ‫‪facebook.com/ourstreets.m‬‬


‫الشارع االجتماعي‬

‫بقلم ‪ :‬رشا علوان‬

‫م ل البالــغ مــن العمــر ‪ 16‬عــام يمتنــع عــن تنــاول ّ‬ ‫الطعــام أدّى اكتشــاف هــذه ّ‬ ‫الظواهــر إلــى رفــع مســتوى الوعــي بيــن‬ ‫فــي أغلــب األحيــان إلــى يــوم أو أكثــر محــاوالً إنقــاص وزنــه النّــاس لمكافحــة اضطرابــات األكل‪ .‬فلــم يعــد التّعامــل معهــا‬ ‫صغيــرات‬ ‫الّــذي يبلــغ (‪ )44‬كــغ‪ ،‬وذلــك تفاديــا ً لل ّ‬ ‫ســمنة‪ ،‬ويرجــح ذلــك علــى أنّهــا مــرض يصيــب النّســاء أو الفتيــات ال ّ‬ ‫بأنّــه أســهل عليــه فــي الحركــة‪ ،‬والهــروب‪ ،‬واإلختبــاء مــن فقــط‪ ،‬فيكفــي النّظــر إلــى الواليــات المتّحــدة لوحدهــا حيــث‬ ‫القصــف‪ ،‬كمــا أنّــه أســهل لــه فــي التّعايــش ضمــن جــدران تعانــي أكثــر مــن عشــرة مالييــن مــن النّســاء‪ ،‬ونحــو مليــون‬ ‫ّ‬ ‫صغيــرة هــو وباقــي المعتقليــن الّــذي قضــى معهــم رجــل مــن اضطرابــات األكل‪ ،‬يشــكل هــؤالء مــا نســبته أكثــر‬ ‫الزنزانــة ال ّ‬ ‫مــا يقــارب ‪ 27‬يــوم‪ ،‬حيــث كان هنالــك معتقــل ذو بنيــة ضخمــة مــن ثالثــة بالمئــة مــن ســكان الواليــات المتّحــدة‪ ،‬وإذا كان‬ ‫أن هــذه ّ‬ ‫ســائد فــي الماضــي ّ‬ ‫الظاهــرة موجــودة فقــط‬ ‫يعانــي كثيــرا ً فــي الجلــوس‪ ،‬والنّــوم‪ ،‬وفــي أغلــب األحيــان كان اإلعتقــاد ال ّ‬ ‫صغيــرات‪ ،‬فإنّــه بــات مــن الواضــح‬ ‫ـر عــدد مــن المعتقليــن الوقــوف فاســحين بيــن النّســاء والفتيــات ال ّ‬ ‫ينــام جالسـا ً أو يضطـ ّ‬ ‫الرجــال أيضـا ً يعانــون مــن هــذه ّ‬ ‫اليــوم ّ‬ ‫لــه المجــال للنّــوم‪.‬‬ ‫الظاهــرة‪ ،‬باإلضافــة‬ ‫أن ّ‬ ‫صنــة حيالهــا‪،‬‬ ‫إلــى مجموعــات كانــت تعتبــر فــي الماضــي مح ّ‬ ‫صغــار‬ ‫س ك البالغــة مــن العمــر (‪ )12‬عــام تقــول‪ :‬ال أســتطيع التّوقــف مثــل ال ّ‬ ‫ســكان مــن ذوي األصــول اإلفريقيّــة‪ ،‬واألوالد ال ّ‬ ‫عــن ّ‬ ‫الطعــام أحــاول دائمـا ً تجويــع نفســي إلنقــاص وزنــي البالغ تحــت سـ ّ‬ ‫ـن (‪ )10‬ســنوات‪ ،‬علــى ســبيل المثــال‪.‬‬ ‫(‪) 70‬كــغ لكــن دون جــدوى‪ ،‬فــا أســتطيع اإلســتمرار فــي‬

‫الحميــة الغذائيّــة ألكثــر مــن ســاعات‪ ،‬ألنفجــر بطريقــة جنونيّــة فإضطرابــات األكل‪ :‬هــي ســلوكيّات قهريّــة اتجــاه ّ‬ ‫الطعــام على‬ ‫بتنــاول ّ‬ ‫الطعام‪،‬تكمــل الحديــث عــن ذكرياتهــا فــي الحصــار شــكل وســواس نحــو ك ّل مــا يتعلّــق بــاألكل‪ ،‬وعلــى حســاب‬ ‫ـررة المحاصــرة‪ :‬لــم أكــن أخــاف الجســم‪ ،‬وهــو يجمــع بيــن المر ّكبــات الماديّــة‪ ،‬والمر ّكبــات‬ ‫داخــل إحــدى المناطــق المحـ ّ‬

‫أبــدا ً مــن المــوت بالقذائــف او بالقصــف‪ ،‬كنــت دائم ـا ً أرتعــب النّفس ـيّة‪ ،‬فــي الواقــع ّ‬ ‫ســلوك ال يرتبــط بعامــل واحــد‬ ‫أن هــذا ال ّ‬ ‫مــن فكــرة عــدم توافــر ّ‬ ‫الطعــام الكافــي لــي وألســرتي لنصــل فقــط‪ ،‬إنّمــا يشــمل فــي داخلــه عــدّة عوامــل مختلفــة‪ ،‬منهــا‬ ‫الــى درجــة المــوت جوعـا ً واحــدا ً تلــو اآلخــر‪.‬‬ ‫العاطفيّــة‪ ،‬النّفســيّة‪ ،‬الخارجيّــة‪ ،‬وغيرهــا‪.‬‬ ‫مــن بيــن إحــدى أكثــر اإلضطرابات النّفسـيّة خطــرا ً الّتي تواجه حيــث مــن يعانــي مــن فقــدان ال ّ‬ ‫شــهيّة‪ ،‬يواصــل اإلمتنــاع عــن‬ ‫األخصائييــن النّفســيين هــي اضطرابــات ّ‬ ‫الطعــام أو المعروفــة األكل‪ ،‬وتجويــع نفســه لكــي ينقــص وزنــه‪ ،‬ويكــون تشــخيص‬ ‫بإضطرابــات األكل‪ .‬فخــال العقــد األخيــر تـ ّم التّعــرف وبشــكل فقــدان ال ّ‬ ‫شــهيّة بادي ـا ً جــدا ً وواضح ـا ً مــن خــال العثــور علــى‬ ‫واســع علــى مجموعــة كبيــرة مــن اضطرابــات ّ‬ ‫ّ‬ ‫وســن‬ ‫الطعــام تتــراوح فــوارق كبيــرة‪ ،‬وحــادّة بيــن وزن الجســم مــن جهــة‪،‬‬

‫‪ 21‬مــا بيــن اإلمتنــاع الكامــل عــن األكل إلــى النّهــم العصابــي‪ ،‬وقــد وطــول المصــاب بفقــدان ال ّ‬ ‫شــهيّة مــن الجهــة الثّانيّــة‪.‬‬ ‫‪OURSTREETS MAGAZINE‬‬ ‫(‪2014/6/1- ISSUE )12‬‬


‫األول‪.‬‬ ‫ويدخلــون لمكاتبهــم ومعهــم عدد من جوازات الســفر ال ّ‬ ‫ســورية‪ ،‬واألكل نفــس الشــيء‪ ،‬وحجــز ّ‬ ‫حريّتــك فــي المقــام ّ‬ ‫ـاب أتــى إلــى هنا منذ يوميــن‪ ،‬وهو بانتظــار موافقتهم‬ ‫كل عشــر دقائــق تقريب ـا ً يقــوم الضّابــط بالمنــاداة علــى واح ـ ٍد محمــود شـ ٌ‬

‫الشارع االجتماعي‬

‫انتظرنــا قرابــة الســاعة‪ ،‬يذهــب الضبّــاط مــن أمامنــا ويعــودون فقــط مــن األشــخاص يختــاره الضّابــط وفقـا ً لمزاجــه الخــاص‪،‬‬

‫مــن الجالســين بجانبــي‪ ،‬يأخذهــم إلــى إحــدى الغــرف‪ ،‬ليقــوم لدخولــه إلــى األراضــي األردنيّــة‪ .‬يملــك متجــرا ً صغيــرا ً فــي‬ ‫الضّابــط المســؤول عــن الموضــوع بالتّحقيــق معهم‪.‬أ ّمــا أنــا ع ّمــان وهــو مقيــم فيهــا منــذ ســنتين‪ .‬ذهــب إلــى اســطنبول لمـدّة‬

‫فــكان موضــوع عودتــي أمــرا ً محســوما ً بالنّســبة لهــم ألنّهــم أســبوعٍ فقــط لزيــارة أقاربــه وعــاد‪ ،‬ولــم يســمحوا لــه بالدخــول‪.‬‬ ‫لــم يحقّقــوا معــي أبــداً‪ ،‬وكأنّنــي إســرائيلي مثـاً وليــس عنــدي شــرح لــي كيــف وعــدوه بعــدم اســتقباله أثنــاء خروجــه مــن‬ ‫مطــار ع ّمــان منــذ أكثــر مــن أســبوع باتّجــاه اســطنبول‪ ،‬قالــوا‬

‫الحــق بالدّخــول إلــى بــاد «النّشــامى»‪.‬‬ ‫مضــت ســاعةٌ أخــرى‪ .‬قامــوا بمناداتنــا جميعـاً‪ ،‬وج ّمعونــا فــي لــه‪« :‬بــس تطلــع مــن هــون مــا بقــى فــي رجعــة»‪ ،‬تحـدّث لــي‬ ‫ـكان واحــد وقامــوا بطلــب حجــوزات ّ‬ ‫الطيــران‪ ،‬ث ـ ّم أخذونــا عــن ســهولة وبســاطة إجــراءات دخولــه إلــى مطــار اســطنبول‪،‬‬ ‫مـ ٍ‬ ‫جميعـا ً وأدخلونــا إلــى غرفـ ٍة صغيــرة بــدت وكأنّهــا ُه ِيّــأت منــذ وأ ّكـدَ لــي ّ‬ ‫أن المعاملــة التــي تلقّاهــا مــن األتــراك هنــاك خــال‬ ‫ســيئة التــي تلقّاهــا مــن‬ ‫فتــرةٍ طويلــة الســتقبالنا واســتقبال غيرنــا مــن مئــات الســوريين أســبوع أفضــل بكثيــر مــن المعاملــة ال ّ‬ ‫الذيــن يأتــون يوميـا ً للدّخــول إلــى األردن‪ .‬تواجــد داخــل الغرفــة بعــض األردنييــن ال الــكل خــال ســنتين‪ ،‬وخصوصـا ً الموقــف‬ ‫بــاب يطــ ُّل الــذي حصــل معــه اآلن فــي المطــار‪.‬‬ ‫أكثــر مــن عشــرين شــخصا ً آخريــن‪ ،‬وكان لهــا‬ ‫ٌ‬ ‫صيص ـا ً للنّســاء‪.‬‬ ‫علــى غرف ـ ٍة أخــرى ت ـ ّم تجهيزهــا خ ّ‬

‫ســاعات القليلــة‪ ،‬كنّــا نســتقبل ضمــن نفــس الغرفــة‬ ‫خــال هــذه ال ّ‬ ‫ســوريّين الّذيــن ت ـ ّم منعهــم مــن الدّخــول‬ ‫ك ّل قليــل عــددا ً مــن ال ّ‬ ‫إلــى ع ّمــان‪ ،‬ونــودّع عــددا ً آخــر م ّمــن تـ ّم ترحيلهــم إلــى البــاد‬ ‫التــي أتــوا منهــا‪ ،‬منهــم األفــراد ومنهــم العائــات‪ .‬إحــدى هــذه‬ ‫العائــات كانــت عائلــة أبــو شــفيق‪ ،‬الــذي قــدم مــن دمشــق إلــى‬ ‫مطــار بيــروت ومنهــا إلــى ع ّمــان‪ ،‬والــذي لــم يســتطع الجلــوس‬ ‫طيلــة وقــت انتظــاره‪ ،‬وكان يجــري اتّصاالتــه محــاوالً إيجــاد‬ ‫وســيطٍ يتدبّــر أمــر دخولــه إلــى ع ّمــان‪ .‬نصح ـهُ الجميــع بعــدم‬ ‫جــدوى ذلــك بســبب التّشــديد الكبيــر ومنــع أي ســوري مــن‬ ‫الدّخــول؛ ووعــده البعــض بــأن يحاولــوا مســاعدته فتعلّــق بهــذه‬ ‫الق ّ‬ ‫ضبّــاط بعــد ســاع ٍة‬ ‫شــة‪ ،‬لكــن ســرعان مــا نــادى عليــه أحــد ال ّ‬ ‫مــن قدومــه وطلــب منــه تجهيــز أغراضــه وعائلتــه للعــودة إلــى‬

‫بيــروت‪.‬‬ ‫ســوريّين منهــم النّائمــون ومنهــم الجالســون وال يتم ّكــن ك ّل مــن يدخــل مــن العــودة فــي نفــس اليــوم أو‬ ‫شــاهدتُ عشــرات ال ّ‬ ‫علــى الكراســي وقــد بــان علــى وجوههــم التّعــب والملــل مــن خــال ســاعات‪ .‬بقيــت إحداهـ ّ‬ ‫ـن فــي هــذه الغرفــة ثالثــة أيــام‪،‬‬ ‫ـرض العــودة إلــى مطــار بيــروت رغــم صعوبــة وضعها‬ ‫االنتظــار؛ النّســاء واألطفــال ال ّ‬ ‫صغــار دخلــوا إلــى الغرفــة ولــم تـ َ‬ ‫سـ ّ‬ ‫ـار طويــل‪ .‬وانتظارهــا منــذ ثالثــة أيّــام فــي غرفــ ٍة تصعــب فيهــا كل‬ ‫صصــة لل ِنّســاء‪ ،‬وكبــار ال ّ‬ ‫المخ ّ‬ ‫ـن نامــوا بعــد انتظـ ٍ‬

‫مقومــات الحيــاة والمعيشــة‪ ،‬لكنّهــا فقــدت األمــل ذلــك اليــوم‪،‬‬ ‫صغيــرة اســم «ســجن‬ ‫أطلــقَ الســوريّون علــى هــذه الغرفــة ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫المطــار» ّ‬ ‫ســجن ال وعــادت مــع عائلــة أبــو شــفيق إلــى بيــروت‪.‬‬ ‫ســجن واحــد‪ ،‬فحــال هــذا ال ّ‬ ‫ألن شــعور ال ّ‬ ‫ســوريّون العــودة مــرارا ً وتكــرارا ً إلــى األردن كلّمــا‬ ‫ســجون فــي ســورية‪ ،‬ســوى أنّــهُ يحــاول ال ّ‬ ‫يقــ ّل بغضــا ً عــن حــال ال ّ‬ ‫ســماح ألحدهــم بالدّخــول إلــى األراضــي األردنيّــة‬ ‫أخــف زحمــةً فقــط‪ :‬ال تســتطيع الدّخــول إلــى الح ّمــام ّإل ك ّل ســمعوا بال ّ‬ ‫ّ‬ ‫سـ ّ‬ ‫ـرة‪ ،‬وحســب مــزاج الضابــط‪ ،‬ولعــد ٍد محــدو ٍد علّهــم يســتطيعون الدّخــول بعــد تخفيــف القبضــة األمنيّــة‪،‬‬ ‫ـت ســاعا ٍ‬ ‫ت مـ ّ‬ ‫‪24‬‬ ‫‪ourstreets.info@gmail.com‬‬ ‫‪facebook.com/ourstreets.m‬‬


‫الشارع االجتماعي‬

‫ســوريون صعوبـةً كبيــرةً—أو مســتحيلةً أحياناً—فــي محــل مــا إجيــت»‪ ،‬ابتســمت فــي وجهــه وســألته‪« :‬أنــت عــم‬ ‫يعانــي ال ّ‬ ‫الدّخــول إلــى األراضــي األردنيّــة حتّــى ولــو كان بحوزتهــم تمــزح معــي أكيــد» فــردّ بنبــر ٍة غاضبــة‪« :‬ليــش حتــى أمــزح‬ ‫موافقــةٌ أمنيّــة يضمنــون دخولهــم عــن طريقهــا إلــى العاصمــة معــك؟! مالنــا رفئــات حتــى امــزح معــك‪ ،‬يــا ج ّهــز غراضــك‬ ‫الزم ترجــع‪».‬‬ ‫ع ّمــان‪.‬‬ ‫مدعويــن إلــى جلســتُ بعيــدا ً علــى أحــد الكراســي منتظــراً‪ ،‬ووجــدت علــى‬ ‫بتاريــخ التاســع مــن مايو‪/‬أيّــار ‪ 2014‬كنّــا‬ ‫ّ‬ ‫ســوريّين العالقيــن مثلــي‪،‬‬ ‫سســات اإلعالميّــة‪ ،‬وعنــد يمينــي ويســاري عــددا ً كبيــرا ً مــن ال ّ‬ ‫دور ٍة تدريبيّــ ٍة مــع إحــدى المؤ ّ‬ ‫وصولنــا إلــى المطــار‪ ،‬قدّمنــا جــوازات ســفرنا للختــم عليهــا‪ ،‬أفــرادا ً وعائــات‪ .‬كانــت علــى يســاري امــرأة ٌ صغيــرة ٌ فــي‬ ‫فطلــب منّــا الضّابــط المســؤول تعبئــة اســتمار ٍة بــدت وكأنّهــا مقتبــل العمــر‪ ،‬ســألتني‪« :‬أنــت شــو جنســيتك؟» رددت عليهــا‪:‬‬ ‫ســوريّين‪ ،‬لكنّنــا لــم نكتــرث لهــذا الموضــوع ألنّنــا «ســوري‪ ،‬مــن المغضــوب عليهــم متلــك»‪ ،‬ردّت علــي‪« :‬أنــا‬ ‫صــةٌ بال ّ‬ ‫خا ّ‬ ‫تعودنــا عليــه كســوريّين فــي بلدنــا‪ .‬وبينمــا كنــت أقــوم بتعبئــة لبنانيّــة مــو ســورية‪ ،‬ومــا بعــرف ليــش كمــان قالولــي انتظــر‬ ‫ّ‬ ‫االســتمارة‪ ،‬كانــت بجانبــي فتــاة عشــرينيّة عرفــتُ مــن لهجتهــا هــون‪ ،‬بحياتهــا مــا صــارت معــي‪ ،‬مــا فــي بلــد عربــي مــا‬ ‫أنّهــا ســوريّةٌ أيضـاً‪ ،‬كانــت تتر ّجــى الضّابــط علّهــا تدخــل ّ‬ ‫ألن رحــت عليــه‪ ،‬ودائمــا ً بيختمولــي وبدخــل مباشــرةً‪ ،‬ونحنــا‬ ‫خطيبهــا بانتظارهــا فــي الدّاخــل‪ .‬لــم آبــه كثيــرا ً للموضــوع اللّبنانيــة علــى طــول بالمطــار مــا منخلّــي حــدا ينطــر‪ ،‬ليــش‬ ‫ألنّنــي كنــت واثق ـا ً مــن قدرتــي علــى الدّخــول وأحمــل بطاقــة هيــك عــم يعملــوا فينــا هــون؟!»‬ ‫ٌ‬ ‫حجــز فــي أحــد الفنــادق وموافقــةٌ أمنيّــة عــن بعــد قليــل‪ ،‬أتــت الفتــاة التــي كانــت تقــوم بتر ّجــي الضّابــط‬ ‫دعــوة ومعــي‬ ‫ســماح لهــا بالدّخــول؛ جلســت بجانبــي وبــدأت‬ ‫ـدرب معهــا لمــدة خمســة وتطلــب منــه ال ّ‬ ‫طريــق المؤ ّ‬ ‫سســة التــي ســأدخل ألتـ ّ‬ ‫أيّــام فقــط وأعــود مــن حيــث أتيــت‪ .‬قمــت بتعبئــة االســتمارة بالبــكاء‪ ،‬ســألتها «مــن أيــن أتيــت؟» فأجابت بنبــر ٍة حزينة‪« :‬أنا‬ ‫ق نظامــي‪ :‬مــن أيــن أتيــت ولمــاذا مــن مصيــاف‪ .‬نزلــت علــى بيــروت وإجيــت لهــون‪ ،‬خطيبــي‬ ‫التــي كانــت عبــارة ً عــن تحقيـ ٍ‬ ‫أتيــت ولعنــد مــن أتيــت ومــاذا ســتفعل وكــم يوم ـا ً ســتبقى؟!!! جــوا‪ ،‬وأنــا جايــي اتــزوج واســتقر معــو هــون بــاألردن‪ ،‬وافقــوا‬ ‫الرجعــة عســوريا مــو ســهلة‬ ‫فوتونــي‪ّ ،‬‬ ‫طلــب منّــي الضّابــط الجلــوس بعيــدا ً عــن مكتبــه واالنتظــار يدخلــوا رفيقتــي وأنــا مــا ّ‬ ‫علــى أحــد الكراســي؛ ســألته لمــاذا؟! قــال‪« :‬لنرجعــك مــن بنــوب‪ ،‬الطريــق بشــع وتعذّبــت كتيــر حتــى وصلــت لهــون‪».‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪OURSTREETS MAGAZINE‬‬ ‫(‪2014/6/1- ISSUE )12‬‬


‫الشارع االجتماعي‬

‫معنى الحصار‬ ‫ـاس وهــي تقطــف العشــب أو‬ ‫ليــس كك ِّل مــا يظهـ ُ‬ ‫ـر علــى الفضائيّــات العربيّــة مــن فيديوهــات تُظ ِهــر النّـ َ‬ ‫ـص‬ ‫تطهــو وتعجــن علــى حــرق الحطــب أو القمامــة‪ ،‬لكنّــه كباقــي األحــداث مــن قصــفٍ وتدميـ ٍـر وقنـ ٍ‬ ‫ودمــاءٍ وهلــع‪ ،‬يجــب أن تعيشــه كــي تشــعر بــه ال أن تشــاهده فحســب‪.‬‬ ‫صمــتُ‬ ‫ي ِ والمدين ـ ِة ألحيــاءٍ فارغ ـ ٍة يخيفــك ال ّ‬ ‫معنــى الحصــار يــا ســادة‪ :‬هــو أن تتحـ ّـول شــوارع الح ـ ّ‬ ‫الّــذي يســودها‪ ،‬ال بقّالــةٌ وال سـ ٌ‬ ‫ـوق وال غيــرهُ لتؤ ّمــن مــا تحتاجــه مــن مــواد غذائيــة لكــي تســتمر فــي‬ ‫العيــش‪.‬‬ ‫ئ‬ ‫معنــى الحصــار‪ :‬هــو أن تبــدأ بالتّفكيــر باأليّــام وال ّ‬ ‫ســاعات القادمــة‪ ،‬مــاذا ســيحدث فيهــا ومــاذا سـتُخبّ ُ‬ ‫لــك األحــداث‪.‬‬ ‫تظهر على جسمه‪.‬‬ ‫معنى الحصار‪ :‬هو أن تشاهد األ ُّم عظام طفلها وهي‬ ‫ُ‬ ‫رب األسرة ألف طعن ٍة عندما يصي ُح أحد أفراد عائلته‪ :‬بابا جوعان‪.‬‬ ‫معناه‪ :‬أن يُطعن ّ‬ ‫ـض وال تســتطيع أن تفعــل شــيئا ً ســوى مراقبتــه يمــوت أو‬ ‫معنــى الحصــار‪ :‬هــو أن يكــون عنــدك مريـ ٌ‬

‫يــزداد وضعــه ســوءا ً أكثــر فأكثــر‪.‬‬ ‫سلع إن توفّرت‪.‬‬ ‫معناه‪ :‬أن يستغ َّل التّجار إن ُو ِجدوا‪ ،‬ويقوموا برفع أسعار ال ّ‬

‫الرمــق‪ ،‬أو أن تحــاول كســر‬ ‫معنــاه‪ :‬أن تتو ّ‬ ‫ي علــى الحاجــز إلدخــال رغيــف خبـ ٍـز قــد يسـدّ ّ‬ ‫ســل للعســكر ّ‬ ‫الحصــار إن حالفــك الحـ ّ‬ ‫ـظ بالهــروب مــن الحاجــز أو القنّــاص‪.‬‬ ‫معناه‪ :‬أن تشاهد النّاس تُعا ِون بعضها البعض في سبيل العيش أكثر‪.‬‬ ‫ي» مــن مفاهيــم وقيــم و و و الــخ‪ ،‬هــي أكذوبــةٌ‬ ‫معنــى الحصــار‪َّ :‬‬ ‫أن ك ّل مــا يتشـدّق بــه «العالــم اإلســام ُّ‬ ‫انتهــت فــي الحقبــة الماضيــة ولــم يبــق ســوى الفرائــض مــن هــذا الدّيــن لتأديتهــا‪.‬‬ ‫يحركوا ساكناً‪.‬‬ ‫معنى الحصار‪ :‬هو أن يراقب العرب والمسلمون في أصقاع األرض وال ّ‬ ‫ـان مــن التّرســانة الكيماويــة فــي ظــروفٍ أمنيّـ ٍة غايــة‬ ‫معنــاه‪ :‬أن يســتطيع المجتمــع الدّولــي ســحب أطنـ ٍ‬ ‫ـر بالعجــز عنــد طلــب إدخــال المــواد الغذائيّــة للمناطــق المحاصــرة‪.‬‬ ‫فــي ال ّ‬ ‫صعوبــة‪ ،‬ويتظاهـ َ‬ ‫معنــاه‪ :‬أنّــك إن لــم تمــت جوعـا ً ســتموت قصفـاً‪ ،‬وإن لــم تمــت قصفـا ً وجوعـا ً ســتموت مرضـاً‪ ،‬وإن لــم‬ ‫الراهــن‪ ،‬وحدهــا المعجــزة ُ والقــدر قــد يطيــان مــن عمرك‪.‬‬ ‫تقتلــك كل هــذه األســباب ســيقتلك الوضــع ّ‬ ‫خير برهان‪.‬‬ ‫ليس للكلمات أن تنقل وضع الحصار‪ .‬وحدها التّجربة ُ‬

‫بقلم ‪ :‬قتيبة‬ ‫‪26‬‬ ‫‪ourstreets.info@gmail.com‬‬ ‫‪facebook.com/ourstreets.m‬‬


‫الشارع االجتماعي‬

‫أن معظمهــم يملــك أقارب ـا ً لــه فــي الدّاخــل أو عم ـاً علــى حــد زعمــه ّ‬ ‫ص ـةً ًّ‬ ‫ســلطات ألقــت القبــض علــى أكثــر مــن‬ ‫أن ال ّ‬ ‫وخا ّ‬ ‫ســوريين يعملــون بالدّعــارة فــي األســبوع‬ ‫معيّنـا ً يســترزق منــه‪ ،‬فمنهــم مــن قصــد المطــار ثــاث أو أربــع ثالث ـةَ عشــر بيت ـا ً لل ّ‬ ‫ـرات ولكــن بــدون جــدوى‪ ،‬ويصفــون ذلــك بقولهــم (خيــار الماضــي‪.‬‬ ‫مـ ّ‬ ‫وفئّــوس)‪ ،‬فأحــد الذيــن التقيــت بهــم فــي هــذه الغرفــة كان هــو‬ ‫وزوجتــه‪ ،‬وافقــوا علــى دخــول زوجتــه ولــم يوافقــوا علــى يُذكــر ّ‬ ‫أن الحكومــة األردنيّــة أعلنــت عــن منــع إصــدار شــيكات‬ ‫دخولــه‪.‬‬

‫مصدّقــة بالــدّوالر األميركــي يكــون المســتفيد منهــا ســوري‬ ‫الجنســيّة‪ ،‬وعــن منــع إصــدار حــواالت (ويســترن يونيــون)‬ ‫ي الجنس ـيّة‪ ،‬وذلــك ضمــن النّهــج‬ ‫يكــون أحــد أطرافهــا ســور ّ‬

‫ســوريّين‪.‬‬ ‫المتّبــع للتّشــديد علــى ال ّ‬

‫ي بلــد فــي العالــم‪ ،‬ومنهــا‬ ‫يســتطيع المواطــن اليهــودي زيــارة أ ّ‬ ‫ـر مــن الدول العربيّة بســبب جواز ســفره اإلســرائيلي‪،‬‬ ‫عــددٌ كبيـ ٌ‬ ‫ي) اليــوم‪َ ،‬كـ ِـرهَ جــواز ســفره‬ ‫أ ّمــا المواطــن ال ّ‬ ‫ســوري (العرب ـ ّ‬

‫ي بلــ ٍد آخــر‪،‬‬ ‫ويحــاول الحصــول علــى جنســيّ ٍة أخــرى مــن أ ّ‬ ‫حتّــى ال يعيــش الـذّ ّل الــذي يعيشــه اآلن‪.‬‬ ‫ـردين فــي كافّة أنحــاء األرض‬ ‫إلــى متــى ســيبقى ال ّ‬ ‫ســوريّون مشـ ّ‬ ‫وال أرض تحتويهــم‪ ،‬بعــد أن كانــوا يحتــوون كل مــن لجــأ إليهــم‬ ‫ع‬ ‫كان الضبّــاط يعاملوننــا كمعاملــة ضبّــاط المخابــرات‪ ،‬ممنــو ٌ‬ ‫ويعاملونــه كصاحــب ال ـدّار‪ ،‬ســوا ًء كان لبنانيّ ـا ً أو عراقيّ ـا ً أو‬ ‫ي ســؤال‪ ،‬فهــم ال يعرفــون شــيئا ً علــى حســب‬ ‫عليــك ســؤالهم أ ّ‬ ‫فلسطينيّا ً!!!!‬ ‫زعمهــم‪ ،‬ك ّل مــا يعرفــوه هــو أنّــك ال تســتطيع الدخــول ويجــب‬ ‫عليــك االنتظــار لحيــن موعــد طائرتــك‪ .‬وإذا حصـ َل وحاولــت‬ ‫ّ‬ ‫ســوريين‬ ‫أن تتف ّهــم منهــم بعــض األمــور‪ ،‬يتح ّججــون‬ ‫بــأن ال ّ‬ ‫األول‪،‬‬ ‫يأتــون لتخريــب البلــد أو للعمــل بالدّعــارة فــي المقــام ّ‬ ‫سـيّدات إلحداهــن‪« :‬إنتــوا‬ ‫حيــث قالــت المســؤولة عــن غرفــة ال ّ‬ ‫عــم تجــوا هــون أغلبكــن عــم يشــتغل بالدّعــارة‪ ،‬لهيــك مــا‬ ‫عــم يرضــوا يدخلوكــن»‪ .‬الفتــاة اللبنانيّــة أيضــا ً تــم منعهــا‬ ‫مــن الدّخــول لنفــس الح ّجــة‪ ،‬وعــادت إلــى بيــروت بعــد عشــر‬ ‫ســاعا ٍ‬ ‫ت مــن االنتظــار‪.‬‬ ‫عندمــا حــان موعــد طائرتــي بعــد انتظــار ‪ 15‬ســاعة فــي‬ ‫ضبّــاط لتســليمي حتّــى أجلــس فــي‬ ‫المطــار‪ ،‬رافقنــي أحــد ال ّ‬ ‫كرســي ّ‬ ‫صــص لــي‪ .‬بيّــن لــي قدرتــه علــى إدخالي‬ ‫الطائــرة المخ ّ‬ ‫لقــاء مبلــغٍ معيّــن إن رغبــت فــي ذلــك‪ ،‬المبلــغ يق ـدّر بقرابــة‬ ‫األلــف دوالر‪ ،‬بيّنــت لــه أنّنــي ال أرغــب بالعــودة مج ـدّدا ً إلــى‬ ‫األردن‪ ،‬وســألته عــن األســباب التــي أوصلــت القبضــة األمنيــة‬ ‫ـذرع مباشــرة ً بموضــوع الدّعــارة‪ ،‬وأ ّكد‬ ‫لمــا هــي عليــه اآلن‪ ،‬فتـ ّ‬ ‫‪25‬‬ ‫‪OURSTREETS MAGAZINE‬‬ ‫(‪2014/6/1- ISSUE )12‬‬

‫ ‬

‫بقلم ‪ :‬محمد ناموس‬


‫فنون الثورة‬

Be my leg... I will be your arm by: Diala Brisly

28 ourstreets.info@gmail.com facebook.com/ourstreets.m


‫الشارع االجتماعي‬

‫العشــرات مــن األطفــال الّذيــن يقاتلــون فــي صفــوف مــا يســمى‬ ‫«بقــوات حمايــة ال ّ‬ ‫شــعب الكرديّــة»‪ ،‬وهــم متواجــدون فــي شــمالي‬ ‫شــرقي ســوريا‪.‬‬ ‫وتتــراوح أعمــار االطفــال المقاتليــن فــي ســوريا بيــن سـ ّ‬ ‫ـن العاشــرة‬ ‫ســاحقة مــن هــذه األعمــار بيــن سـ ّ‬ ‫ـن‬ ‫والثّامنــة عشــرة‪ ،‬والنســبة ال ّ‬ ‫الخامســة عشــرة والثّامنــه عشــرة‪ .‬ويحمــل أغلــب األطفــال‬ ‫ســوريّة‪ ،‬ولكــن تــ ّم توثيــق حــاالت ألطفــال‬ ‫المقاتليــن الجنســيّة ال ّ‬

‫تجنيد األطفال‬ ‫في سوريا‬ ‫ســاح‪،‬‬ ‫انتشــرت فــي اآلونــة األخيــرة ظاهــرة حمــل األطفــال لل ّ‬ ‫وذلــك فــي ظ ـ ّل األزمــة الّتــي تتخبّــط فيهــا البــاد‪ .‬وم ّمــا الشـ ّ‬ ‫ـك‬ ‫ســاح أبــرز رمــوز العنــف‪ّ ،‬‬ ‫فيــه ّ‬ ‫وأن األطفــال أبــرز رمــوز‬ ‫أن ال ّ‬ ‫ســام؛ ومــن هنــا تنشــأ المفارقــة الكبيــرة بيــن ّ‬ ‫ســاح‬ ‫الطفــل وال ّ‬ ‫ال ّ‬

‫مقاتليــن أجانــب معظمهــم مــن ليبيــا‪ .‬أ ّمــا عــن المهــام الغيــر القتاليّــة‬ ‫المنوطــة بهــؤالء األطفــال غيــر القتــال‪ ،‬فهنالــك مــن يســتخدمهم‬ ‫ـراض معينــة‪.‬‬ ‫لجلــب األخبــار أو لنقــل المعلومــات أو لتوصيــل أغـ ٍ‬ ‫لفتيــان فــي ســوريا‬ ‫وانتشــرت فــي اآلونــة األخيــرة فيديوهــات‬ ‫ٍ‬ ‫يتدربــون تحــت مسـ ّميات مختلفـ ٍة على غــرار «أشــبال ّ‬ ‫الزرقاوي»‬ ‫ّ‬ ‫و»أشــبال الخالفــة»‪ ،‬وتت ـ ّم هــذه التّدريبــات فــي مناطــق ســوريّة‬ ‫عـدّة منهــا حلــب والرقــة وإدلــب؛ فعلــى ســبيل المثــال‪ :‬هنــاك ثالثــة‬ ‫معســكرا ٍ‬ ‫الرقــة‪.‬‬ ‫ت لتدريــب األطفــال فــي محافظــة ّ‬ ‫وتتنامــى هــذه ّ‬ ‫ص ـةً‬ ‫الظاهــرة ويــزداد عــدد األطفــال المقاتليــن خا ّ‬

‫الّــذي يحمله‪.‬ولألســف باتــت ثقافــة حمــل ال ّ‬ ‫ســاح مع ّممــة بيــن علــى يــد مــا يســمى الدّولــة اإلســاميّة فــي العــراق وال ّ‬ ‫شــام‪ ،‬وتعـدّ‬ ‫ال ّ‬ ‫شــباب واألطفــال مع ـاً‪ ،‬وباتــت العنــوان األساســي تحــت ثقافــة‬ ‫األســباب الّتــي ســاعدت علــى تجنيــد هــؤالء األطفــال كثيــرة‪ :‬أه ّمها‬ ‫الدّفــاع عــن النّفــس‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫أن هنــاك الكثيــر مــن األطفــال م ّمــن فقــدوا تعليمهــم ومســتقبلهم‪،‬‬ ‫ومنهــم مــن فقــد عائلتــه وبالتّالــي ّ‬ ‫ســبل‪ ،‬ووجــدوا‬ ‫تقطعــت بهــم ال ّ‬ ‫تقريــر لألمــم المتّحــدة‬ ‫فــي (‪ ) 5‬فبرايــر مــن هــذا العــام‪ ،‬اتّهــم‬ ‫ٌ‬ ‫ســاح واإلنتقــام الح ـ ّل األمثــل‪.‬‬ ‫فــي حمــل ال ّ‬ ‫فصائــل مــن المعارضــة المســلّحة ومجموعــات مســلّحة كرديّــة‬ ‫واســتطاع مركــز توثيــق اإلنتهــاكات إحصــاء أكثــر مــن ‪150‬‬ ‫بتجنيــد فتيــان وأطفــال فــي الحــرب الدّائــرة فــي ســوريّا‪ ،‬وجــاء‬ ‫ســاح‪ .‬وهنالــك‬ ‫طف ـاً قُتِلــوا خــال اإلشــتباكات‪ ،‬وأثنــاء حملهــم ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ذلــك التقريــر بعــد سلســلة تقاريــر أعدّتهــا منظمــات حقوقيّــة العشــرات مــن األطفــال م ّمــن أصيبــوا بعاهــا ٍ‬ ‫ت دائمـ ٍة نتيجــة هــذه‬ ‫صــراع‬ ‫دوليّــة وســوريّة توثّــق حــاالت كثيــرة لتجنيــد أطفــال فــي ال ّ‬ ‫ٌ‬ ‫حــاالت مــن األطفــال م ّمــن وقعــوا أســرى‬ ‫اإلشــتباكات‪ .‬وهنــاك‬ ‫المســتمر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫للطــرف المعــادي‪ ،‬وتــم تعذيبهــم حتّــى المــوت‪.‬‬ ‫ســام األحمــد‪ ،‬النّاطــق اإلعالمــي باســم مركــز توثيــق‬ ‫وتحــدّث ب ّ‬ ‫وإلــى اآلن‪ ،‬لــم تسـ ّجل أيّــة مبــادرةٍ حقيقـ ٍة لتجنيــب األطفــال أعبــاء‬ ‫اإلنتهــاكات فــي ســوريّا‪ ،‬عــن مــا وثّقــه مركــزه مــن حــاالت‬ ‫الحــرب‪ ،‬وتحييدهــم عــن القتــال‪ ،‬وعــدم قبولهــم فــي صفــوف‬ ‫مقاتليــن أطفــال‪ ،‬حيــث قــال‪ّ :‬‬ ‫إن هنــاك مئــات مــن األطفــال مــا‬ ‫الكتائــب المقاتلــة‪.‬‬ ‫دون سـ ّ‬ ‫ـن الثّامنــة عشــرة مشــاركون ومنخرطــون فــي العمليّــات‬ ‫ّ‬ ‫وألن تجنيــد األطفــال يشــ ّكل خرقــا ً واضحــا ً للمعاهــدات الدّوليّــة‬ ‫القتاليّــة الدّائــرة فــي ســوريا؛ منهــم مــن يقاتــل إلــى جانــب القـ ّـوات‬ ‫ّ‬ ‫المنظمــات اإلنســانيّة‪،‬‬ ‫صــة بالنّزاعــات المســلّحة‪ ،‬فعلــى جميــع‬ ‫الخا ّ‬ ‫المناهضــة للحكومــة (قــوات المعارضــة المســلّحة)‪ ،‬ومنهــم مــن‬ ‫ومنظمــات حقــوق اإلنســان‪ ،‬وحقــوق ّ‬ ‫ّ‬ ‫الطفــل أن تخــرج عــن‬ ‫يقاتــل إلــى جانــب قــوات أخــرى غيــر محســوبة علــى المعارضــة صمتهــا وتضــع حــدّا ً لهــذه ّ‬ ‫الظاهــرة الخطيــرة‪.‬‬ ‫أو علــى قــوات النّظــام بشــك ٍل مباشــر‪ .‬فعلــى ســبيل المثــال‪ ،‬هنالــك‬ ‫‪27‬‬ ‫‪OURSTREETS MAGAZINE‬‬ ‫(‪2014/6/1- ISSUE )12‬‬

‫ ‬

‫بقلم ‪ :‬أيات‬


‫الشارع االجتماعي‬

‫تقــع مدينــة تلبيســة إلــى ال ّ‬ ‫شــمال مــن مدينــة حمــص فــي ســوريا لتبــدأ حملــة المداهمــات واالعتقــاالت وتطــال أبناءهــا دون‬ ‫الرابعــة فــي قائمــة مــدن محافظــة تمييــز‪ ،‬وليبــدأ إطــاق النّــار بشــكل عشــوائي ليقتــل الحجــر قبــل‬ ‫تحت ـ ّل مدينــة تلبيســة المرتبــة ّ‬ ‫والرســتن‪ ،‬ويزيــد عــدد ســكانها عــن البشــر‪ ،‬ولتســ ّجل ّأول مجــزرة راح ضحيّتهــا أكثــر مــن (‪)100‬‬ ‫حمــص بعــد تدمــر والقصيــر ّ‬ ‫(‪ )60‬ألــف نســمة‪.‬‬ ‫وتؤ ّكــد اآلثــار الّتــي عثــر عليهــا فــي القلعــة ومــا حولهــا علــى عــدم‬

‫شــهيد فــي (‪،)8\ 28‬‬ ‫فــي (‪ )2011 /11/ 3‬باشــر أبنــاء المدينــة بتســليح أنفســهم‪،‬‬

‫انقطــاع التّسلســل التّاريخــي للمدينــة‪ ،‬فقــد ت ـ ّم العثــور علــى آثــار وتشــكيل كتائــب مقاتلــة للدفــاع عــن المدينــة وأهلهــا‪ ،‬كان مــن‬ ‫آشــوريّة وآراميّــة وكتابــات مبعثــرة هنــا وهنــاك‪ ،‬كمــا تكثــر اآلثــار أشــهرها كتيبــة الفــاروق‪ ،‬وكتيبــة خالــد بــن الوليــد‪ ،‬كمــا شــاركت‬ ‫ســد فــي شــواهد القبــور‪ ،‬وكذلــك األمــر بالنســبة المدينــة مــع باقــي المــدن الثّائــرة فــي اضرابــات الكرامــة ليأتــي‬ ‫اليونانيّــة وتتج ّ‬ ‫صــة األقنيــة الهجــوم األعنــف مــن قبــل النّظــام فــي (‪ )2012 /4 /8‬بحملــة‬ ‫الرومانيّــة الّتــي تــرى فــي ك ّل مــكان تقريبـا ً خا ّ‬ ‫لآلثــار ّ‬ ‫الّتــي كانــت تنقــل الميــاه العذبــة إلــى العديــد مــن الجهــات كقلعــة تدميــر المدينــة محــاوالً إخمــاد الثّــورة وتقويــض حــراك أبنائهــا‬ ‫الرســتن‪ ،‬م ّمــا يــد ّل علــى غنــى تلبيســة بالميــاه فــي ذلــك العصــر‪ .‬المناهــض لــه ومحاصرتهــا وتجويــع أبنائهــا إلــى هــذا اليــوم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الرســمي إلــى تلبيســة منــذ عــام (‪)1928‬م تلبيســة حالهــا مثــل باقــي المــدن الحمصيّــة الثّائــرة عانــت مــا عانته‬ ‫أُدخــل التّعليــم ّ‬ ‫ـرد ألهــل المدينــة‪ ،‬لتأتــي اتفاقيّــة تســليم المناطــق‬ ‫عندمــا تــ ّم إحــداث مدرســة ابتدائيّــة تســتوعب ثالثــة صفــوف مــن قصــف وتشـ ّ‬ ‫يتجــاوز عــدد مــن يحمــل شــهادة الدّكتــوراه فــي جميــع الفــروع المحاصــرة مــن حمــص األثقــل علــى كاهــل المدينــة‪.‬‬ ‫ســورية‪.‬‬ ‫فيهــا اآلن العشــرات‪ ،‬منهــم عــدد مــن أســاتذة ال ّجامعــات ال ّ‬ ‫ويوجــد فــي تلبيســة مــا يزيــد علــى خمســة عشــر مســجدا ً تزيّنهــا ‬

‫المصدر ‪ :‬وكبيديا الموسوعة الحرة‬

‫مــآذن رشــيقة‪،‬وقد ت ـ ّم إحــداث بلديّــة فــي تلبيســة عــام ‪1939‬م‪،‬‬ ‫وبتاريــخ (‪)2011-3-25‬م خــرج أحــرار تلبيســة فــي أغلــب‬ ‫ـروح بالـدّم‬ ‫أحيائهــا يفــدون درعــا بدمائهــم وأرواحهــم‪ ،‬وينــادون بالـ ّ‬ ‫نفديــك يــا درعــا‪ ،‬و ينــادون بالحريّــة وإســقاط المحافــظ وإســقاط‬ ‫النّظــام‪.‬‬

‫‪30‬‬ ‫‪ourstreets.info@gmail.com‬‬ ‫‪facebook.com/ourstreets.m‬‬


‫الشارع االجتماعي‬

‫سالم اهلل ياعمر‬ ‫نهمر‬ ‫ب أوطاني ‪ ..‬و دم ُع‬ ‫العين يَ ُ‬ ‫بالدُ العُر ِ‬ ‫ِ‬ ‫قلب والتها َح َج ُر‬ ‫بالدُ َ‬ ‫مات ُمعظمها ‪ ..‬و ُ‬ ‫َعب خانهُ أم ٌل ‪ ..‬و عفو ِ‬ ‫ينتظر‬ ‫هللا‬ ‫وش ٌ‬ ‫ُ‬ ‫أثر !‬ ‫و يبكي عهدَ ُم‬ ‫عتصم ‪ ..‬لهُ في ُ‬ ‫ٍ‬ ‫عمقنا ُ‬ ‫نادت بها قَ َ‬ ‫ْ‬ ‫ط ُر !‬ ‫سلّحكم ‪ ..‬و كم‬ ‫فكم قالوا نُ ِ‬ ‫بغيم ما ب ِه َم َ‬ ‫و كم ه ْ‬ ‫ط ُر !‬ ‫َتفت ِكنانتنا ‪ٍ ..‬‬

‫ْ‬ ‫الخطر‬ ‫خابت ُمناداتي ‪ ..‬دَنى يا ُمسل ُم‬ ‫و كم‬ ‫ُ‬ ‫نامت ‪َّ ..‬‬ ‫ْ‬ ‫ص َو ُر‬ ‫و كعبة أ ّمتي‬ ‫كأن دمائنا ُ‬ ‫ْ‬ ‫و ُ‬ ‫نظرت ‪ ..‬إلى َم ْن كانَ يفت َ ِخ ُر‬ ‫عين عجوزكم‬ ‫َّ‬ ‫بأن حماة مأساة ٌ ‪ ..‬و ك ّل ُخطوطها ُح ُم ُر‬ ‫ْ‬ ‫صارت ِقبلتي ٌ‬ ‫بيت ‪ ..‬بياض بياض ِه ش َ​َر ُر‬ ‫و‬ ‫فال ُ‬ ‫عرباننا نَصروا‬ ‫غربانهم فعلوا ‪ ..‬و ال ُ‬ ‫ْ‬ ‫أثر‬ ‫!و‬ ‫ضاعت ك ّل أصواتي ‪ ..‬هَبا ًء ما لها ُ‬ ‫الحت بَشائره ْم ‪ ..‬و ال ّ‬ ‫ْ‬ ‫طيرانهُ َحظروا‬ ‫فَما‬ ‫لمنطقَ ٍة ‪ ..‬يَد ُُّك ُربعها ِع َر ُر‬ ‫ع ْز ًل‬ ‫ِ‬ ‫وال َ‬ ‫َّ‬ ‫سقَ ُر‬ ‫كأن سماءها ِح َم ٌم ‪ ..‬تَعوذُ ل َح ِ ّرها َ‬ ‫مليار يُع ِيّرنا ‪َّ ..‬‬ ‫بأن ُجموعنا ُكث ُ ُر‬ ‫و‬ ‫ً‬

‫فال أعدادنا َهب ْ‬ ‫َّت ‪ ..‬و ال أعدائنا ذُعروا‬ ‫ْ‬ ‫صروا‬ ‫و ما‬ ‫أغنت طالئعنا ‪ ..‬وك ْم ِم ْن ِقلَّ ٍة نُ ِ‬ ‫ضعفنا فيكم ‪ ..‬فيا ُح َّكمنا انتحروا‬ ‫َكرهنا َ‬ ‫هللا يأ ُخذه ْم ‪َّ ..‬‬ ‫ار تَنت َ ِظ ُر‬ ‫فإن النّ َ‬ ‫لع َّل َ‬ ‫هز ُمنا ؟ ‪ ..‬خ ْ‬ ‫شروا‬ ‫َست أيمانهم ‪ ..‬فَ ُ‬ ‫أظنُّوا في ِه يَ ِ‬ ‫ت و األقصى ‪ ..‬و من في قُد ِسنا قُبروا‬ ‫رب البي ِ‬ ‫و ُّ‬ ‫عمروا‬ ‫سنهز ُمهم بأيدينا ‪ ..‬و نَه ِد ُم ك َّل ما َ‬ ‫عيون ِه ِعبَ ُر‬ ‫وليدٌ قالها و كفى ‪ ..‬و دَم ُع ُ‬ ‫ع َم ُر‬ ‫و أطلقها ُمدَ ّ ِويَةً ‪ ..‬سال ُم هللا يا ُ‬ ‫وليد عبيد ‪ -‬العجوز الثائر‬ ‫‪29‬‬ ‫‪OURSTREETS MAGAZINE‬‬ ‫(‪2014/6/1- ISSUE )12‬‬


‫الشارع االجتماعي‬

‫أجمل االقتباسات ‪:‬‬ ‫إذا كان الشــوق مرض ـا ً ‪ ...‬فأنــا فــي حالــة خطــرة ‪ ...‬و إذا اعتبرنــاه عذاب ـاً‪،‬‬ ‫ ‬‫فأنــا فــي أعمــاق جهنــم ‪ ...‬و أ ّمــا إذا كان أمــاً‪ ،‬فقــد عشــت لهــذا األمــل ‪...‬‬ ‫‪ -‬‬

‫صــر‪ ،‬وكأنــه‬ ‫صــر ويق ُ‬ ‫كان الطريــق يركــض‪ ،‬ويطــوي األشــجار وراءنــا‪ ،‬ويق ُ‬

‫حبــ ٌل ي ُ‬ ‫شــدُّنا إلــى دمشــق‪ ،‬إلــى بيتنــا‪ ،‬إلــى حياتنــا ‪...‬‬ ‫ٌ‬ ‫قصار جدا ً ‪...‬‬ ‫لحظات‬ ‫ما هي السعادة؟ هي‬ ‫ ‬‫ٌ‬ ‫متقطعــة ‪ ...‬الســعادة نيــزك ‪ ...‬بريقهــا ســه ٌم يلمــع و يختفــي فــورا ً فــي ّ‬ ‫ّ‬ ‫الظــام‪ ،‬وال‬ ‫يمكــن أن يكــون اإلنســان ســعيدا ً دائمـاً‪...‬‬

‫صراحــة! المجتمــع الــذي يؤثــر الدّعــارة‬ ‫ ‬‫مــا أقبــح المجتمــع الــذي ال يحــب ال ّ‬ ‫فــي الخفــاء علــى االبتســامة ّ‬ ‫الطاهــرة علنــا ً !‬ ‫القـ ّـوة كامنــة فــي أعماقــك أوجديهــا ال تنتظــري أن يســاعدك أحــد فــي ح ـ ّل‬ ‫ ‬‫مشــاكلك ّ‬ ‫ألن النّــاس عنــد لحاجــة إليهــم يتب ّخــرون واألصدقــاء يختفــون! ك ّل واح ـ ٍد‬ ‫والراحــة فــي نفســك‬ ‫منّــا أنانــي يركــض وراء غاياتــه ولــن يفيــدك أحــد ال ّ‬ ‫ســعادة ّ‬ ‫وعندمــا تتفقيــن ونفســك تصبحيــن قويــة جــداً‪.‬‬ ‫‪ -‬‬

‫نشــتهي ك ّل شــيء وال نحصــل علــى شــيء! ّ‬ ‫ألن الفــراغ مرض شــرقنا بكامله‪،‬‬

‫مــرض ناشــئ عــن تقاليدنــا وعاداتنــا ‪ ...‬هــو َم َرضــي‪ ،‬هــو مــرض ك ّل فتــاة‪ ،‬ك ّل‬ ‫امــرأة مرهفــة الحــس‪ ،‬يكتــب لهــا أن تحيــا فــي هــذه البقعــة مــن األرض‪...‬‬

‫‪32‬‬ ‫‪ourstreets.info@gmail.com‬‬ ‫‪facebook.com/ourstreets.m‬‬


‫الشارع االجتماعي‬

‫تُخ َ‬ ‫طــب فــي بدايــة حياتهــا ألحــد أقاربهــا بعــد أن تجــده مالذهــا‬ ‫األخيــر للتخلّــص مــن الضغــوط‪ ،‬لكـ ّ‬ ‫ـن الفــارق الفكــري بينهمــا‬ ‫ليكــون حائــاً بيــن اقتــران روحيهمــا‪--‬‬ ‫ال يلبــث أن يظهــر‬ ‫ّ‬ ‫صــة ّ‬ ‫ألن الخطيــب المســ ّمى «ألفريــدو» تربّــى فــي أحــد‬ ‫خا ّ‬ ‫ّ‬ ‫األوروبية—وليضطــر هــو بعــد هــذه الخالفــات إلــى‬ ‫الــدّول‬ ‫ســفر ليكمــل دراســته‪ ،‬وليحافظــا أمــام الجميــع علــى رابطــة‬ ‫ال ّ‬ ‫الخطوبــة ّ‬ ‫الظاهريــة ال أكثــر‪ .‬تلتقــي فــي غيابــه صدفـةً بعــازفٍ‬ ‫مشــهور اســمه زيــاد‪ ،‬وســرعان مــا تقــوى أواصــر الصداقــة‬ ‫ق‬ ‫لتتحــول الصداقــة إلــى‬ ‫بينهــا وتتجــدّد اللقــاءات‬ ‫ٍّ‬ ‫ّ‬ ‫حــب عميــ ٍ‬ ‫ق مــن طــرف البطــل‬ ‫ظاهـ ٍـر مــن طــرف البطلــة وباطـ ٍ‬ ‫ـن عمي ـ ٍ‬ ‫‪ ...‬تتميّــز البطلــة بمشــاعرها المتدفقــة التــي ال تُحـدّ وال يمكــن‬ ‫أن تحــد‪ ،‬أ ّمــا البطــل فهــو مثــال ال ّ‬ ‫شــاب الشــرقي الــذي ظـ ّ‬ ‫ـن أن‬ ‫أســفاره ومعارفــه وحياتــه ككل جعلتــه يخلــع عنــه غبــار أفــكار‬ ‫المجتمــع الشــرقي وعاداتــه‪ ،‬لكنّهــا فــي الحقيقــة تقطــن باطنــه‬

‫رواية « أيام معه»‬ ‫كوليت خوري‬

‫تتطــور األحــداث‬ ‫وتضــرب جذورهــا فــي أعمــاق ال وعيــه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وتتشــعّب ناقلــةً إيّانــا مــن حالــ ٍة إلــى أخــرى أصعــب وأشــدّ‬

‫تعقيــداً‪ ،‬ونصبــح وكأننــا أحــد شــخصيات هــذه الروايــة أو ّ‬ ‫كأن‬ ‫القــدر قــد ربــط مصيرنــا بمصيرهــا‪ ،‬فنحــزن له ّمهــا وغ ّمهــا و‬

‫سياســة المتّبعــة فــي مجلّتنــا «مجلــة شــوارعنا نفــرح لســعادتها و أملهــا وروح الحيــاة داخلهــا‪.‬‬ ‫تماشــيا ً مــع ال ّ‬ ‫االلكترونيــة»‪ ،‬كان حكم ـا ً علينــا فــي هــذه ّ‬ ‫الزاويــة أن نعتمــد‬ ‫الروايــة‪ ،‬ال أســتذكر إال روايــات الكاتبــة‬ ‫التّنــوع فــي مواضيــع الكتــب المطروحــة لتناســب كل األذواق عنــد قراءتــي لهــذه ّ‬ ‫و تالئــم كافــة العقــول وتعجــب متابعينــا مــن محبّــي األدب الجزائريــة أحــام مســتغانمي لوجــود نقــاطٍ كثيــرة تتشــابه فيهــا‬ ‫إلــى المهتميــن بالعلــوم اإلنســانية والكتــب الدّينيــة‪.‬‬

‫الكاتبتــان أو كتاباتهمــا‪ ،‬وخاصــة فكــرة النقــد االجتماعــي ومــا‬

‫فــي هــذا العــدد‪ ،‬نعــود الــى األدب حيــث تعلــو قصــور الخيــال يســود المجتمــع مــن أفــكار زائفــة وعواطــف خادعــة وعــادات‬ ‫وتمتــدّ بحــار العواطــف‪ ،‬حيــث نركــب معــا ً فكــر الكاتــب باليــة‪ ،‬حتّــى أنهمــا تتشــابهان فــي إســهابهما فــي هــذا النّقــد‬ ‫صــب أحيانـاً‪ .‬تتميّــز الكاتبــة بذخيــر ٍة‬ ‫ونتمثّــل شــخصياته وحاالتهــا‪ ،‬فتــارة ً نحــزن و نيــأس وتــارة ً إلــى درجــة االبتــذال والتع ّ‬ ‫شــوق والعاطفــة‪ .‬لغويـ ٍة هائلـ ٍة وتراكيــب جميلــة تطــول وتقصــر وفق مــا تقتضيه‬ ‫ـب وال ّ‬ ‫نفــرح ونــرى الدّنيــا ملونـةً مليئـةً بالحـ ّ‬ ‫روايتنــا لهــذا العــدد هــي (أيــام معــه) للكاتبــة الســورية القديــرة حالــة ال ّ‬ ‫شــخصية النفســية والعاطفيــة والفكريــة‪ ،‬وبانتقائهــا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كوليــت خــوري‪ ،‬والتــي تعتبــر وجهـا ً ثقافيـا ً نســائيا ً بــارزا ً فــي أللفــاظٍ تقطــر أشــواقا ً وتــذوب وجــدا ً وبأســلوبها الــذي ال يمكــن‬ ‫صحافــة والثقافــة فــي ســوريا بشــكل خــاص أن يصنّــف ّإل ضمــن أعظــم الكتابــات وأجملهــا‪.‬‬ ‫مجــال األدب وال ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ـب والعاطفــة‪ ،‬روايــة ال ّ‬ ‫شــوق العــارم و البــرود‬ ‫هــي روايــة الحـ ّ‬ ‫وفــي الوطــن العربــي كامـاً بشــك ٍل عــام‪.‬‬ ‫الكاســر‪ ،‬روايــة العــادات الباليــة والفكــر الجاثــم فــي عقــول‬ ‫وأضــر بمــن‬ ‫الرواية—ريم—لــم تتجــاوز العقــود األولــى مــن كثيريــن أبــوا أن يتخلّصــوا منــه فتح ّكــم بهــم‬ ‫ّ‬ ‫بطلــة هــذه ّ‬ ‫ّ‬ ‫محطـ ٍة إلــى أخرى‬ ‫عمرهــا‪ :‬فتــاة ٌ ممتلئــةٌ حيــاة ً و شــباباَ؛ واجهــت فــي بدايــة حياتهــا حولهــم‪ .‬هــي روايــةٌ تأبــى ّإل أن تنقلــك مــن‬ ‫تحولــك ألحــد شــخصياتها‬ ‫كثيــرا ً مــن الضّغــوط التــي حاولــت أن تكســر عزيمتهــا وتخفّف ومــن عالـ ٍـم إلــى آخــر؛ وتأبــى ّإل أن ّ‬ ‫ـرة قــادرة علــى النهــوض فتعيــش معهــا أشــواقها وجنونهــا وأحالمهــا وآالمهــا و دقائقهــا‬ ‫مــن إقدامهــا لكنّهــا كانــت فــي كل مـ ّ‬ ‫والوقــوف فــي وجــه عائلتهــا الصغيــرة ومجتمعهــا الكبيــر‪ .‬و حتــى ‪ ...‬حبّهــا‪.‬‬

‫‪31‬‬ ‫‪OURSTREETS MAGAZINE‬‬ ‫(‪2014/6/1- ISSUE )12‬‬


‫مــن أجــل دراســة كيفيــة تأثيــر التفاعــات بيــن المجــرات علــى‬

‫الشارع االجتماعي‬

‫تـ ّم اســتخدام النجــوم المتشــكلة حديثـا ً فــي المجــرة ‪4605 NGC‬‬ ‫كل مــن عمليــات التشــكل النجمــي‪ ،‬التطــور النجمــي وكذلــك‬ ‫علــى ســلوك النجــوم داخلهــا‪ ،‬ودراســة كيفيــة اجتمــاع الحاضنــات‬ ‫النجميــة الالمعــة مع ـا ً مــن أجــل تشــكيل عناقيــد نجميــة (‪stellar‬‬ ‫‪ )clusters‬وتجمعــات نجميــة (‪،)stellar associations‬‬ ‫باإلضافــة إلــى دراســة كيفيــة تطــور هــذه النجــوم مــع مــرور‬ ‫الزمــن‪.‬‬ ‫هــذا ليــس كل شــيء‪ ،‬تُقــدم ‪ 4505 NGC‬أرضيـةً جيــدة مــن أجــل‬ ‫اختبــارات المــادة المظلمــة (‪ .)dark matter‬حققّــت النظريــات‬ ‫التــي تــدرس هــذه المــادة االفتراضيــة نجاح ـا ً جيــدا ً فــي وصــف‬ ‫الشــكل الــذي كان يبــدو عليــه الكــون والســلوك الــذي يتبعــه عنــد‬ ‫ســالم القيــاس الكبيــرة‪ ،‬علــى ســبيل المثــال عنــد مســتوى العناقيــد‬ ‫المجريــة الفائقــة‪ ،‬لكــن عنــد النظــر إلــى المجــرات منفــردةً‪ ،‬تحصل‬ ‫المشــاكل‪.‬‬ ‫توضــح المراقبــات الخاصــة بـــ ‪ّ 4605 NGC‬‬ ‫أن الطريقــة التــي‬ ‫تنتشــر وفقـا ً لهــا المــادة المظلمــة خــال الهالــة ليســت علــى الهيئــة‬ ‫التــي توقعتهــا تلــك النمــاذج‪ .‬الزالــت المراقبــات الخاصــة بهــذه‬ ‫المنطقــة غيــر حاســمة‪ ،‬األمــر الــذي تــرك الفلكييــن يتأملــون فــي‬ ‫محتــوى الكــون‪.‬‬ ‫المــادة المظلمــة ‪ :Dark Matter-‬هــو االســم الــذي يُطلــق علــى‬ ‫كميــة مــن المــادة التــي ت َّم اكتشــاف وجودها جــراء تحليــل منحنيات‬ ‫دوران المجــرات‪ ،‬لكـ ّ‬ ‫ـن هــذه المــادة تســتمر حتــى اآلن بالتملــص‬ ‫مجــرة المــرأة المسلســلة (‪ )Andromeda‬وســحابتي ماجــان مــن عمليــات الكشــف‪ .‬هنــاك العديــد مــن النظريــات التــي تحــاول‬ ‫(‪.)Magellanic Clouds‬‬

‫تفســير طبيعــة هــذه المــادة وال تعتبــر أي منهــا حتــى اآلن مقنــع‬

‫تُقــدم المجموعــات المجريــة بيئــات يُمكــن للمجــرات أن تتطــور ولذلــك تُشــكل هــذه المــادة وطبيعتهــا ســؤاالً مفتوح ـا ً أمــام العلــم‬ ‫ضمنهــا عبــر تفاعــا ٍ‬ ‫ت معينــة مثــل التصادمــات وعمليــات حتــى اآلن‪.‬‬ ‫االندمــاج‪ .‬بعــد ذلــك تتكتــل هــذه المجموعــات المجريــة معا ً لتشــكل المجــرة ‪ :galaxy-‬عبــارة عــن أحــد المكونــات الرئيســية لكوننــا‬ ‫تجمعــا ً أكبــر مــن المجــرات يُعــرف بالعناقيــد (‪ )clusters‬أو وتتكــون مــن الغــاز وعــدد كبيــر (فــي العــادة أكثــر مــن مليــون) من‬ ‫العناقيــد الفائقــة (‪ ،)Superclusters‬وهــو تجمــع كبيــر وفائــق النجــوم التــي ترتبــط مــع بعضهــا البعــض بوســاطة قــوة الجاذبيــة‪.‬‬ ‫الكتلــة يتكــون مــن حوالــي ‪ 100‬مجموعــة مجريــة وعنقــود‪.‬‬

‫عندمــا نكتبهــا مــع بدايــة بحــرفٍ كبيــر فـ ّ‬ ‫ـإن هــذه الكلمــة تشــير إلــى‬

‫مــع وجــود الكثيــر مــن المجــرات التــي تُحلــق فــي المشــهد‪ ،‬تبــدو مجرتنــا درب التبانــة‪.‬‬ ‫المجــرة ‪ 4605 NGC‬مجــرة عاديــة‪ .‬علــى أيــة حــال‪ ،‬يســتخدم‬ ‫الفلكيــون هــذه المجــرة مــن أجــل اختبــار معرفتنــا المتعلقــة بالتطور‬ ‫النجمــي (‪.)stellar Evolution‬‬

‫المصدر‬ ‫‪http://www.nasa.gov/content/goddard/hubble-eyes-a-scale-of-the-universe/index.‬‬ ‫‪html#.U3i0stLEZgh‬‬ ‫فريق ناسا بالعربي – ‪NasaInArabic‬‬ ‫ترجمة‪Humam Betar :‬‬ ‫مراجعة الترجمة والتدقيق اللغوي‪Tareq Nasser :‬‬

‫‪34‬‬ ‫‪ourstreets.info@gmail.com‬‬ ‫‪facebook.com/ourstreets.m‬‬


‫الشارع االجتماعي‬

‫الرزمــة مــن النجــوم الالمعــة والغبــار الداكــن‪ :‬عبــارة عــن اســمها ميســيه ‪ 81‬والمجــرة المعروفــة جيــدا ً ميســيه ‪ .82‬تحتــوي‬ ‫هــذه ُ‬ ‫مجــرة حلزونيــة قزمــة (‪ )Dwarf Galaxy‬تُعــرف بـــ ‪ NGC‬المجموعــات المجريــة مثــل هــذه المجموعــة علــى حوالــي ‪50‬‬ ‫‪ ،460‬تقــع هــذه المجــرة علــى بعــد حوالــي ‪ 16‬مليــون ســنة مجــرة‪ ،‬كلهــا ترتبــط مــع بعضهــا البعــض بواســطة الجاذبيــة‪.‬‬ ‫ضوئيــة مــن األرض فــي كوكــب الــدب األكبــر (‪ .)Ursa Major‬تشــتهر هــذه المجموعــة بأعضائهــا االســتثنائيين والذيــن تشــكلوا‬ ‫البنيــة الحلزونيــة لهــذه المجــرة غيــر واضحــة فــي هــذه الصــورة‪ ،‬جــراء التصادمــات الحاصلــة بيــن المجــرات‪.‬‬ ‫لكــن تُصنــف ‪ 4605 NGC‬علــى أنَّهــا مجــرة مــن النــوع ‪ ،SBc‬بشــكلها غيــر االعتيــادي إلــى حـ ٍد مــا‪ ،‬تتالئــم ‪ 4605 NGC‬مــع‬ ‫األمــر الــذي يعنــي أنّهــا تمتلــك أذرع حــرة ومتراميــة األطــراف‪ ،‬وجودهــا ضمــن عائلــة المجــرات المضطربــة والموجــودة فــي‬ ‫ب المــعٍ مــن النجــوم يقــوم بقطــع المجــرة فــي المجموعــة ‪ M81‬علــى الرغــم مــن َّ‬ ‫أن أصــل مزاياهــا االســتثنائية‬ ‫باإلضافــة إلــى قضيـ ٍ‬

‫مركزهــا‪.‬‬

‫اليــزال غيــر واضــح‪.‬‬

‫المجموعــة‪ M81 :‬هــي أقــرب المجموعــات إلــى مجموعتنــا‪،‬‬ ‫عضــو فــي المجموعــة المجريــة ميســيه ‪ ،81‬المجموعــة المحليــة (‪ )Local Group‬وهــي المجموعــة التــي‬ ‫‪4605 NGC‬‬ ‫ٌ‬ ‫وهــو تجمـ ٌع مــن المجــرات الالمعــة يتضمــن المجــرة التــي يحمــل تضــم درب التبانــة وبعــض الجيــران المعروفيــن جيــداً‪ ،‬بمــا فيهــم‬ ‫‪33‬‬ ‫‪OURSTREETS MAGAZINE‬‬ ‫(‪2014/6/1- ISSUE )12‬‬


‫الشارع االجتماعي‬

‫‪ Gigabytes‬مــن عــرض الحزمــة المســتعمل‪ ،‬شــبكات ال‪ Bittorrent‬هــي النشــاط‬ ‫األكثــر شــهرة ً علــى االنترنــت فــي أيّامنــا هــذه‪.‬‬

‫‪Syrian Researchers‬‬ ‫كيــف تكــون ملفــات التورنــت مميــزة؟ كيــف يختلــف مجتمــع التورنــت عــن ‪ Kazaa‬و‬ ‫غيرهــا مــن شــبكات ال‪P2P‬؟‬ ‫مثــل شــبكات مشــاركة الملفّــات األخــرى(‪Kazaa، Limewire، Gnutella،‬‬ ‫‪ )eDonkey، and Shareaza‬ال ‪ Bittorrent‬هدفهــا الرئيســي هــو توزيــع أو نشــر‬ ‫ملفّــات كبيــرة الحجــم لفئــة خاصــة مــن المســتخدمين‪ .‬و لكــن علــى عكــس أغلــب هــذه‬ ‫الشــبكات فــإن ملفّــات التورنــت انتشــرت ل‪ 5‬اســباب رئيســية‪:‬‬ ‫‪ .1‬‬

‫إن شــبكات التورنــت ليســت عبــارة عــن موديــل النشــر و اإلشــتراك مثــل ‪Kazaa‬‬

‫علــى العكــس فــإن هــذه الشــبكة هــي حقيقــة شــبكة نــد لنــد ‪ P2P‬حيــث أن المســتخدمين‬ ‫نفســهم يقومــون بعمليــة مشــاركة الملــف الفعليــة‪( ،‬أي أن المســتخدم الــذي يقــوم بعمليّــة التحميــل فهــو بنفــس الوقــت بقــوم‬ ‫بعمليّــة الرفــع أي أنــه يأخــذ الملــف مــن ع ـدّة مصــادر و األجــزاء التــي ت ـ ّم تنزيلهــا عنــده يقــوم برفعهــا لشــخص آخــر‬ ‫فــي نفــس الوقــت)‬ ‫‪ .2‬‬

‫ملفّــات التورنــت تحتــوي ضمن ـا ً علــى ‪ %99‬مــن الجــودة المتح ّكــم بهــا عــن طريــق تصفيــة الملف ـاّت الزائفــة و‬

‫التالفــة‪ ،‬بحيــث تؤ ّكــد أن التحميــات تحتــوي فقــط علــى مــا تدعــي أنهــا تحتــوي عليــه‪ .‬مــا زال هنالــك بعــض العيــوب فــي‬ ‫هــذا النظــام ‪ ،‬لكــن إذا كنــت مــن مســتخدمين موقــع بحــث عــن التورنــت مثــال ‪ Thepiratebay.se‬فــإن المســتخدمين‬ ‫علــى األقــل ســوف يقومــون بتحذيــرك اذا كان الملــف تالفـا ً أو مزيّفـاً‪.‬‬ ‫‪ .3‬‬

‫ملفــات التورنــت بشــكل فعــال تش ـ ّجع المســتخدمين علــى مشــاركة (‪ )seed‬ملفّاتهــم المكتمــل تحميلهــا و بنفــس‬

‫الوقــت فإنهــا تعاقــب مــن يقومــون باألخــذ دون العطــاء أو مــا يدعــى بالعلقــات (‪.)leechers‬‬ ‫‪ .4‬‬

‫ملفات التورنت يمكن أن تصل سرعة تحميلها الى ‪ 1.5‬ميجا بايت بالثانية‪.‬‬

‫‪ .5‬‬

‫ســطور البرمجــة أو مــا يعــرف باكــواد التورنــت هــي مفتوحــة المصــدر‪ ،‬خاليــة مــن اإلعالنــات و مــن برامــج‬

‫ســس‪ .‬و هــذا يعنــي أنــه ال يوجــد أي مســتخدم يســتفيد مادّيّــا ً مــن نجــاح التورنــت‪.‬‬ ‫اإلعالنــات و التج ّ‬ ‫الباحثون السوريون ‪..‬‬ ‫‪1331=http://www.syr-res.com/article.php?id‬‬

‫‪36‬‬ ‫‪ourstreets.info@gmail.com‬‬ ‫‪facebook.com/ourstreets.m‬‬


‫الشارع االجتماعي‬

‫السؤال هو‪ :‬ما هي المشاركة ‪ bittorrent‬بالتحديد؟‬

‫عبــر تحميــل أجــزاء صغيــرة مــن الملفّــات مــن عــدّة مصــادر‬ ‫علــى اإلنترنــت و فــي نفــس الوقــت‪ .‬تحميــل هــذه الملفّــات ســهل‬

‫الجــواب‪ :‬شــبكات ال ‪ bittorrent‬هــي األكثــر إنتشــارا ً مــن نــوع جــدا‪ ،‬و بعيــدا ً عــن بعــض محــركات البحــث للتورنــت فـ ّ‬ ‫ـإن ملفــات‬ ‫النــد للنــد ‪ )P2P (peer-to-peer‬لمشــاركة الملفّــات‪.‬‬

‫التورنــت بحــد ذاتهــا مجانيّــة ألي مســتخدم‪.‬‬

‫منــذ عــام ‪ ،2006‬مشــاركة ال‪ bittorrent‬أصبحــت الوســيلة شــبكات التورنــت ظهــرت ألول مــرة فــي عــام ‪ .2001‬و قــد قــام‬ ‫األساســية للمســتخدمين مــن أجــل تبــادل البرامــج‪ ،‬الموســيقى‪ ،‬بابتــكار هــذه التكنولوجيــا مبــرج لغــة ‪ Python‬اســمه ‪Bram‬‬ ‫األفــام‪ ،‬و الكتــب اإللكترونيــة عبــر اإلنترنــت‪ .‬ملفّــات التورنــت ‪ Cohen‬بغــرض المشــاركة مــع الجميــع‪ .‬و بالفعــل شــهرتها‬ ‫غيــر مرغوبــة أبــدً عنــد جمعيّــة الســينما االميركيــة ‪ Motion‬بــدأت باإلنتشــار فــي عــام ‪ 2005‬و مجتمــع التورنــت قــد كبــر‬ ‫‪ Picture Association of America MPAA‬أو ليشــمل مالييــن المســتخدمين فــي العالــم فــي عــام ‪.2009‬‬ ‫جمعيّــة تســجيل الصناعــة األميركيــة ‪Recording Industry‬‬ ‫‪ Association of America RIAA‬و غيرهــا مــن ســلطات ألن ملفــات التورنــت تســعى جاهــدة ً مــن أجــل تصفيــة الملفّــات‬ ‫ســس أو‬ ‫حقــوق الملكيّــة‪ ،‬لكــن ملفّــات التورنــت شــهيرة ٌ ج ـدّا ً و مرغوبــة التالفــة‪ ،‬فهــي علــى األغلــب ال تحتــوي علــى برامــج تج ّ‬ ‫جــدّا ً لــدى ّ‬ ‫طــاب المــدارس و الجامعــات علــى كوكبنــا‪.‬‬

‫إعالنــات‪ ،‬و تحصــل علــى ســرعات تحميــل عاليــة جـدّا ً فشــهرتها‬

‫ال‪ Bittorrent‬و التــي تعــرف ملفات التورنــت ‪ Torrents‬تعمل مــا زالــت تنتشــر بســرعة‪ .‬عبــر اســتخدام عــدّة الغيغابايــت‬ ‫‪35‬‬ ‫‪OURSTREETS MAGAZINE‬‬ ‫(‪2014/6/1- ISSUE )12‬‬


‫نستقبل مشاركاتكم‬ ‫ومقاالتكم وتقاريركم‬ ‫عرب صفحتنا عىل الفيس بوك‬ www.facebook.com/ourstreets.m ‫أو عرب الربيد اإللكرتوين‬ Ourstreets.info@gmail.com

2 ourstreets.info@gmail.com facebook.com/ourstreets.m


‫مشاركاتكم‬

‫عىل مذبح الغدر‬ ‫على مذبح الغدر‬ ‫قدّم ال ّ‬ ‫شعب قرابين‪.‬‬ ‫صف ّ‬ ‫منظم‬ ‫في طابور‬ ‫ّ‬ ‫عرف والدة اليائسين‪،‬‬ ‫الّذين ولدوا في بالد‬ ‫التعرف اسم ال ّ‬ ‫شمس‬ ‫أن معنى ال ّ‬ ‫مع ّ‬ ‫شمس اسمها‪.‬‬ ‫يخافون حتّى من الهمس‬ ‫كي ال يغضب األصنام فعلها‪.‬‬ ‫الرضى‬ ‫وتبقى الكائنات على خطى ّ‬ ‫على خطى الذّل سائرين‪.‬‬ ‫اليعرف الكائن نفسه إنسان أم من الممسوخين‪.‬‬ ‫يخاف أن يسأل ‪ ....‬يموت إن أبدل‬ ‫تفكير عقله الّذي ص ّمم ‪ ....‬على شكل ّ‬ ‫الزنازين‪.‬‬ ‫سجان في عقل ك ّل فرد موجود‬ ‫فال ّ‬ ‫يذ ّكره إن أخطأ بمصيره الموعود‬ ‫بعذاب نار الجالدين‬ ‫وتمضي األيام كأنّها يوم واحد‬ ‫فكلّها مدح‪ ،‬وتمجيد‪ ،‬وهتاف‪،‬‬ ‫وفروض طاعة للقائد في صبيحة الفجر‬ ‫قبل ّ‬ ‫الظهر‬ ‫عند العصر‬ ‫قبل النّوم‬ ‫على الوسائد‪.‬‬ ‫الفرق بين أهل مدينة وقرويين‬ ‫فكلّهم بمعاناتهم يسعدون‪.‬‬ ‫ك ّل فرد يسأل من أكون؟!‬ ‫حتّى إن ف ّكر في سهاده بما من حوله يحدث يعود‪،‬‬ ‫ويستغفر القانون‪.‬‬ ‫ليحس ّ‬ ‫صواب في الحلم‬ ‫أن ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫سفاحين‬ ‫هو لمعان فأس ال ّ‬ ‫أنّه نظام عنبر المجانين‪.‬‬

‫‪37‬‬ ‫‪OURSTREETS MAGAZINE‬‬ ‫(‪2014/6/1- ISSUE )12‬‬

‫يؤرخ عاقل واحد‬ ‫الّذي ّ‬ ‫أعطى لك ّل عضو رقما ً وسعرا‪،‬‬ ‫وجعل ك ّل مواطن على فمه شاهد‪.‬‬ ‫وتقدّم عيناه تقارير الحبر‬ ‫إن لم يجد أحد‬ ‫يكتب بظلّه‪،‬‬ ‫إن نجا من عينا غيره‬ ‫سوق سعره‪.‬‬ ‫حتّى يزيد في ال ّ‬ ‫في سوق نخاسة العبيد‬ ‫يقدم عنصرا ً بعدما جعل لحم أموات بني جنسه‬ ‫لسيده موائد‪.‬‬ ‫هذا هو نظام البؤس‬ ‫هو أمل النّفاق بعد اليأس‪.‬‬ ‫هذا ماعبد ال ّ‬ ‫شعب‬ ‫هذا ما كان سائد‪،‬‬ ‫في بالد إن زرعت بها بذرة األمل تموت‪،‬‬ ‫فال مكافأة من بعد جنازيره ّإل تابوت‪.‬‬ ‫أو االنتحار‬ ‫الروح عن الجسد‬ ‫في مكان انفصلت به ّ‬ ‫منذ قدومه لهذه األرض‬ ‫منذ أن انوجد‬ ‫ألنّه لن يكون ّإل عضوا ً جديد‬ ‫في طابور الوالء والتّمجيد‪،‬‬ ‫وسيشهد أنّه القائد ّإل هو إلى آخر األبد‪.‬‬ ‫فمن العذاب وإلى العذاب ترجعون‪،‬‬ ‫فنهاية البداية صفر‬ ‫فالك ّل غير اسمه اليفقهون‪.‬‬ ‫ترتيل طقوس الموت ك ّل ّأول شهر‬ ‫يقتل بيده‬ ‫في سماءه‬ ‫ك ّل طير حر‪،‬‬ ‫ويتجرع ك ّل لحظه‬ ‫ّ‬

‫من شراب ذ ّل المر‪.‬‬ ‫حتّى إن سمع صيحة غريبه‬ ‫كانت في ظاهرها للحاكم مريبه‬ ‫كان ال ّ‬ ‫شعب لها أول المهاجمين‪،‬‬ ‫وأعلوا أصواتهم بفداء القائد‪،‬‬ ‫سب‪،‬‬ ‫وأكثروا على من أراد ف ّكهم ال ّ‬ ‫وكانوا في ساحات االعدام شاتمين‬ ‫لكلمة يتيمه‪،‬‬ ‫لنسمة نسيمه‪،‬‬ ‫للحن خالص من الليالي اللئيمه‪،‬‬ ‫وأفتدوا بأرواحهم ظلم ّ‬ ‫الظالمين‪.‬‬ ‫ليعود األمن واالمان‪،‬‬ ‫وتبقى العبوديّه‪.‬‬ ‫ال قيمة لروح لالنسان‬ ‫وال حقوق إنسانيّه‪.‬‬ ‫وترجع األمور كما أراد وأحب‬ ‫صنم الّذي أنشأ‬ ‫ذاك ال ّ‬ ‫دوامة الموت‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ويبقى ال ّ‬ ‫شعب في الطابور‬ ‫في الجسد نور مأسور‪.‬‬ ‫الروتين‬ ‫ليبقى ظالم ّ‬ ‫كما كان ويراد أن يكون‬ ‫إلى ما ال نهاية‪،‬‬ ‫إلى أبد اآلبدين‪.‬‬ ‫ليبقى ال ّ‬ ‫شعب ك ّل يوم‬ ‫على مذبح الغدر قرابين‪.‬‬

‫بقلم ‪ :‬اصالن أصالن‬


‫فــي الضيــق تتبــدى الســعة ‪,‬وفــي األلــم يتجلــى األمــل ‪,‬وفــي الكــرب‬ ‫يجــد المــرء مخرجــا ً و إن كان بعيــدا ً فــي الرؤيــة األولــى و فــي‬ ‫الحــزن يبعــث هللا للمحزونــون مــن يســري عنــه ولــو كان خيــاالً‬ ‫مــن مــاض ‪ ,‬أو طيف ـا ً مــن ذكريــات ‪ ,‬ولــو خلــق هللا الضيــق دون‬ ‫ســعة و األلــم دون أمــل و الكــرب دون فــرج ‪,‬و الحزن دون ســرور‬ ‫‪,‬مــا طــاب العيــش لمخلــوق ومــا وجــد المــرء قيمــة لحيــاة يمكــن‬ ‫أن ينتظــر قســاوتهاعلى أمــل العبــور إلــى لينهــا ولــو بعــد حيــن ‪!.‬‬ ‫ ‬

‫«أيمن العتوم»‬

‫العدد الثاني عشر (‪ )1‬حزيران (‪)2014‬‬ ‫‪www.facebook.com/ourstreets.m‬‬ ‫‪ourstreets.info@gmail.com‬‬ ‫‪ourstreets.info@gmail.com‬‬ ‫‪facebook.com/ourstreets.m‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.