مجلة شوارعنا العدد الثاني

Page 1



‫الشارع السياسي‬ ‫الشعب السوري واحد ‪2-1 -----------‬‬ ‫تطبيق الشريعة ‪4-3 ---------------‬‬ ‫دمشق رئة املشرق العربي ‪10-5 -------‬‬ ‫الشارع الشبابي ‬ ‫يوميات طالب سوري ‪12-11 ----------‬‬ ‫معكم ‪14-13 ----------------------‬‬ ‫محلة هلون وبس ‪15 ---------------‬‬ ‫فوتوغرايف ‪16 ---------------------‬‬ ‫فيس بوك ‪18-17 ------------------‬‬ ‫رمضان داخل خيام الالجئني ‪19 ------‬‬ ‫واتس أب ‪20 ----------------------‬‬ ‫جاي النصر وجاي احلرية ‪21 --------‬‬ ‫الشارع الثقايف‬ ‫كتاب العدد ‪22 -------------------‬‬ ‫القصري أرض البطولة ‪23-----------‬‬ ‫تويف أمحد ‪24 ---------------------‬‬ ‫الشارع االجتماعي‬ ‫الوطنية مصدر رزق ‪26-25 ---------‬‬

‫إياد مرهف ‬ ‫زياد امحد ‬ ‫جود‬ ‫حممد صالح ‬ ‫يامسني الشام ‬ ‫بنان اليامسني ‬ ‫ ‬ ‫صفاء‬ ‫ ‬ ‫شفيق‬ ‫عدنان حممد ‬ ‫ريشال فرح‬

‫مشاركاتكم ‪28-27 ---------------‬‬ ‫فنون الثورة ‪30-29 ----------------‬‬

‫العدد الثاني ‬ ‫(‪ )1‬متوز (‪)2013‬‬


‫األس��د االب��ن و م��ن قبل��ه األب أن ينس��فوا مفه��وم الوط��ن و‬ ‫االنتم��اء اىل الوط��ن ل��دى عامة الناس ‪ ,‬ففرقهم أينما طالت‬ ‫ي��د الفرق��ة أذرعه��ا‪ ,‬فاب��ن الري��ف هو غري املدين��ة ‪ ,‬ابن الريف‬ ‫ه��و املقه��ور املظل��وم و املُتع��اىل علي��ه م��ن اب��ن املدين��ة دائم �اً‬ ‫ونظ��ام األس��د ب��رأي نفس��ه هونقط��ة الت��وازن ال�تي أع��ادت‬ ‫الت��وازن االجتماع��ي اىل اجملتم��ع الس��وري‪ .‬أس��وأ أس��اليب‬ ‫التفرق��ة كان��ت عل��ى الوت��ر الطائف��ي فكانت األكثر نش��ازاً‪,‬‬ ‫فنظ��ام البع��ث ال��ذي مح��ل رايه العروب��ة دائم�اً و االنتماء إىل‬ ‫األم��ة العربي��ة الكامل��ة م��ن اخللي��ج إىل احملي��ط ‪ ,‬ه��و نظ��ام‬ ‫عروب��ي ‪ ,‬العروب��ة عن��ده أو ً‬ ‫ال ف��وق ال��والءات الوطني��ة و طبعاً‬ ‫االثني��ة والعرقي��ة و الطائفي��ة ‪ ,‬ث��م كان��ت الطائفي��ة أكثر‬ ‫م��ا مارس��ه طيل��ة عق��ود حكم��ه ‪ ,‬مل يك��ن يف وج��ه اجملتم��ع‬ ‫الس��وري هن��اك ف��رق ب�ين طائف��ة و اخ��رى فالس�ني و العلوي‬ ‫و الش��يعي و الدرزي و املس��لم واملس��يحي‪...‬اخل إال باألس��دية ‪,‬‬ ‫لك��ن يف كوالي��س احلياة الس��ورية و أزقته��ا كانت الوالءات‬ ‫الطائفية قد سادت األعراف احلياتية يف اجملتمع و طبعاً يف‬ ‫أروقة احلكم و أجهزته‪ ,‬فقد عمد النظام على ضرب جذوره‬ ‫يف اجملتمع السوري و مؤسساته بوجه وطين جامع و خبفايا‬ ‫طائفية حبتة حتى ك ّون جمتمعاً أساساته أمنية بامتياز و‬ ‫واجهت��ه ش��عبية وطني��ة ‪ ,‬و بالتال��ي ‪ ,‬عم��ل طبع�اً على تعميق‬ ‫الفج��وة ب�ين أس��اس اجملتم��ع و س��طحه حت��ى يبقى‬

‫ممس��كاً باالثن�ين معتم��داً عل��ى ع��دم التناغ��م فيم��ا بينهما إن‬ ‫مل نقل العداء ‪ ,‬و ما كانت من سهولة الطائفية إال أن تكون‬ ‫الرتب��ة األكث��ر خصوب��ة للعم��ل عليها يف ف��رز اجملتمع بهذه‬ ‫الطريقة‪ .‬مل يوفر النظام طريقة إال و زرعها يف قلوب الناس‬ ‫من احلقد والغرية و احلسد و الكراهية ‪ ,‬حتى على مستوى‬ ‫اجلامع��ات زرع التفضي��ل يف املفه��وم اجملتمع��ي بالنس��بة‬ ‫للتعلي��م‪ .‬به��ذا ماش��اهدته أن نظ��ام البع��ث و م��ن وراءه األس��د‬ ‫‪ ,‬عم��ل طيل��ة عق��ود عل��ى نس��ف أي انتم��اء اىل س��وريا الوط��ن‬ ‫و زرع مكانه��ا االنتم��اء اىل س��وريا حت��ت اس��م س��وريا األس��د‬ ‫‪ ,‬فل��م تك��ن «س��وريا األس��د» ن��وع أو ض��رب م��ن ض��روب تكري��م‬ ‫رئي��س الب�لاد‪ ,‬ب��ل كان��ت يف ثناياها ربطها أبدياً بامسه و انه‬ ‫ال سوريا من دون األسد‪ .‬رمبا أسوأ و أحقر ما ارتكبته أيادي‬ ‫األس��د من جرائم هي اغتيال عقول االنس��ان ليتح ّول إىل ال‬ ‫ش��يء و بأحس��ن األحوال حيواناً يس��تلذ أن يأكل حلم أخيه‬ ‫و حل��م أبيه‪.‬‬ ‫إن نظرن��ا إىل الث��ورة ‪ ,‬أدرك م��ن جدي��د ك��م ه��ي عظيم��ة‪.‬‬ ‫على الرغم من كل الس��موم اس��تطعنا أن نقوم و نثور ثورة‬ ‫رج� ٍ�ل واح��د و وط� ٍ�ن واح��د‪ .‬ي��ا درع��ا حنن��ا معاك��ي للم��وت و‬ ‫م��ن درع��ا تق��ول ي��ا مح��اه ّحن��ا معاك��ي للموت و كل ش��وارع‬ ‫الثورة يا سوريا حننا معاكي للموت ‪ ,‬فقلنا و فعلنا ‪ ,‬عانقنا‬ ‫املوت فداءاً لبعضنا و فدا ًء حلريتنا و عشقاً لسوريتنا‪ .‬ترفعت‬ ‫الث��ورة ع��ن مب��دأ أن��ا غ�ير ه��و و ذل��ك ه��و حس��ن مجاهل��ا و ه��و‬ ‫فس��تان عرس��ها و والدة حريتها‪.‬‬ ‫س��تبقى ي��ا وط�ني ح��راً ش� ً‬ ‫�امة عل��ى جب�ين اجمل��د يف التاري��خ‪...‬‬ ‫س��تبقي س��وريا‪ ,‬دون إضاف��ات‬ ‫بقلم ‪ :‬اياد السمان‬

‫‪2‬‬


‫واحد واحد واحد‪...‬الشعب السوري واحد‬ ‫بعد عامني ‪ ,‬أسأل نفسي هل حنن كشعب سوري واحد ؟؟‬ ‫�ؤال كه��ذا ‪ ,‬و ال أعتق��د ان أح��داُ‬ ‫رمب��ا ال أمل��ك إجاب��ة ع��ن س� ٍ‬ ‫عن��ده اجل��واب‪ .‬فجميعن��ا امسن��ا س��وريون و نتح��دث اللهج��ة‬ ‫نفس��ها و ن��درس العل��م نفس��ه و نعي��ش احلي��اة نفس��ها ‪ ,‬حت��ى‬ ‫إنن��ا نتنف��س اهل��واء نفس��ه‪ .‬حلظ��ة!! كي��ف ال نك��ون ش��عب‬ ‫واحد‪,‬جتمعن��ا بقع��ة ٌ‬ ‫أرض واح��دة و تس��قينا م��ا ٌء واحدة و إن‬ ‫ج��اء العي��د ع ّيدن��ا مجيع�اً‪ .‬فكيف ال نكون ش��عباً واحداً و حنن‬ ‫نشرب القهوة يف الصباح بنفس الطريقة و ُنصّلي يف اجلوامع‬ ‫و الكنائس بنفس الطريقة‪ .‬عش��نا الظلم نفس��ه و القهر ذاته‬ ‫‪ ,‬كن��ا نق��ف مجيع �اً عل��ى طاب��ور اهل��واء يع �دّون أنفاس��نا ‪ ,‬و‬ ‫كي��ف كن��ا أيض�اً نك��ذب مجيع�اً حني نق��ول إىل األبد‪ .‬و من‬ ‫أجل هذا كانت كل كلمة من واحد واحد واحد فالش��عب‬ ‫الس��وري واح��د حتم��ل تارخي�اً م��ن س��ور ّية العقي��دة و حر ّي��ة‬ ‫االنتم��اء ‪ ,‬فاحلري��ة املنش��ودة ه��ي ل��كل س��وري و التح��رر ه��و‬ ‫لس��وريا الوط��ن كله��ا و كل م��ن ولدت��ه م��ن أبناءها‪ .‬مل يكن‬ ‫اعتباط�اً أو ريائ�اً أن نادين��ا بوح��دة الث��ورة و بوح��دة احلري��ة‬ ‫ألن ظاملن��ا واح��د و قا ِت ُلن��ا واح��د فكي��ف ال نصرخ انن��ا واحد‪ .‬و‬ ‫مع ذلك‪ ,‬مازلت أفكر كيف ميكن هناك أن يكون أخوة على‬ ‫تربة واحدة مستعدون أن حيرقوا تلك األرض اجلميلة من‬ ‫ٍ‬ ‫أج��ل رج� ٍ�ل واح��د أق��ل ما ميكن أن ُيقال أن صدأ الكرس��ي من‬ ‫حتته ‪ ,‬بل لو كان للكرس��ي لس��ان لنطق باحلرية و ألحرق‬

‫‪1‬‬

‫نفس��ه فتي� ً‬ ‫�عب لن��ا فخ � ُر الس��ورية‬ ‫لا للث��ورة‪ .‬نع��م حن��ن ش� ٌ‬ ‫س� ً‬ ‫�وية و رأس��نا العالي هو عالمتنا ‪ ,‬لكن و حنن يف حبر الدم‬ ‫ال��ذي ط��اف يف بل��دي ‪ ,‬مازلت أش��اهد هناك م��ن ميأل املقاهي‬ ‫و هن��اك م��ن مي� ُ‬ ‫لا احلان��ات ‪ ,‬ب��ل وهن��اك مازال يس��تمتع بيوم‬ ‫عطل� ً�ة عل��ى ضف��اف م��ا تبق��ى م��ن ب��ردى !!!‪ .‬كي��ف آلخ��رون‬ ‫أن يرقص��ون و يصل��ون اللي��ل بالنه��ار احتف��اءاً ب��أن احل��ارة أو‬ ‫الش��ارع االخ��ر م��ن املدين��ة ق��د اح�ترق أو هن��اك م��ن قت��ل في��ه‬ ‫حت��ت اس��م جم��زرة !!!‪ .‬و دم��اء األطف��ال تغس��ل أزق��ة امل��دن و‬ ‫ت��رى م��ن خي��رج و يضحك و يتقهق��ه و يصرخ و بكل وقاحة‬ ‫فليس��قط الش��عب و لتس��قط االنس��انية و أيض �اً فلتس��قط‬ ‫شعب واحد ال أستطيع إال‬ ‫البلد مازال معبودي امسه األسد‪ٌ .‬‬ ‫أن نك��ون ش��عباً واح��داً ‪ ,‬لك��ن م��ا أس��تطيع ان أب��وح ب��ه ‪ ,‬أن��ه و‬ ‫يف مخس�ين عام�اً م��ن حك��م البع��ث ّ‬ ‫املغط��ي حلك��م آل األس��د ‪,‬‬ ‫م��ا كان��ت اهلوي��ة الس��ورية إال أن تفق��د معناه��ا و يضمح��ل‬ ‫مفه��وم الوط��ن و األرض يف العق��ل الس��وري حت��ى يص��ل يف‬ ‫نهاي��ة بع��ض األحي��ان إىل انع��دام الوج��ود الذات��ي للبع��ض و‬ ‫يتحول إىل جمرد شيء يتبع لدولة الرجل الواحد‪ .‬استطاع‬


‫األمر األخري واملهم برأيي أن القرآن يقدم خطوطاً عامة ومنارات يهتدي بها الناس‬ ‫يف كل زمان لكن التفاصيل ختتلف وتتطور مع الزمن‬ ‫فق��د غ�ير الش��افعي فقه��ه عندم��ا انتق��ل إىل مص��ر وأوق��ف عم��ر ب��ن اخلط��اب ح��د‬ ‫الس��رقة يف ع��ام الرم��ادة وس��هم املؤلف��ة قلوبه��م ‪....‬‬ ‫ال ميك��ن أن نفس��ر الي��وم رب��اط اخلي��ل يف س��ورة االنف��ال حبرفيتها ونق��وم بركوبها‬ ‫حل��رب الطواغي��ت ألن الزم��ن تغ�ير والوس��ائل تطورت ‪ ,‬وعلى نفس الس��ياق ال ميكن‬ ‫أن يكون تطبيق احلدود حرفياً وجامداً بل ال بد له أن يدور يف فلك مقاصد الش��رع‬ ‫و يهتدي بسراج القرآن ويستعمل أمثلة كمعني لفهم الفكرة من خالل املثال لكي‬ ‫ال تتحول الفكرة إىل طوباوية ‪.‬لكن ال نس��جن أنفس��نا يف املثال لنقتل املبدأ ومن ثم‬ ‫نأتي باجلس��د امليت ونرميه على الناس ليقبلوه ونلعن ونكفر كل رافض له ‪.....‬‬ ‫اص َط َفى َُّ‬ ‫« ُق ِل ْ َ‬ ‫ي أَ َّما ُي ْش ِر ُ‬ ‫ين ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ل َو َسال ٌم َع َلى ِع َبا ِد ِه َّال ِذ َ‬ ‫ون»‬ ‫آلل َخ ْ ٌ‬ ‫ال ْم ُد َِّ ِ‬ ‫صدق اهلل العظيم‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫بقلم ‪ :‬خورشيد حممد‬

‫‪4‬‬


‫أفهم رغبة كل مس��لم يف حتقيق حلمه بالعيش حتت مظلة دولة‬ ‫اس�لامية حيكمها ش��رع اهلل ‪...‬كما أتفهم غريته وإحساسه بالواجب‬ ‫املقدس لتطبيق حدود اهلل ‪....‬‬ ‫لكين عندما أتتبع س�يرة رس��ول اهلل عليه الصالة والس�لام مستعم ً‬ ‫ال‬ ‫سراج القرآن أجد أمراً بعيداً جداً عما حياول ثوار اليوم فعله ‪...‬‬ ‫اذا نظرن��ا يف مس��ألة تطبي��ق احل��دود يف زم��ن الرس��ول جن��د أن ع��دد‬ ‫احل��دود ال�تي روي أنه��ا طبق��ت يف س��نني أقل مما نفذه ث��وار اليوم يف‬ ‫ش��هور ! وإنه��ا ج��اءت بع��د مرحلة طويلة من إقام��ة القواعد واهليكل‬ ‫حتى اذا استوت دول القانون والعدل جاءت القوانني الناظمة كأي‬ ‫دول��ة يف الع��امل يتفهمه��ا الناس وحيرتمونها ‪...‬‬ ‫أم��ا يف البداي��ات ( كم��ا حن��ن الي��وم يف الث��ورة ) كان األص��ل نش��ر‬ ‫الفك��رة والص�بر عل��ى األذى حت��ى تتس��رب إىل القل��وب القاس��ية‬ ‫( َو َم��ا َل َن��ا أَ َّ‬ ‫ال َن َت� َو َّ‬ ‫بر َّن َع َل��ى َم��ا‬ ‫الل َو َق� ْ�د َه َدا َن��ا ُس� ُب َل َنا َو َل َن ْص� ِ َ‬ ‫ك َل َع َل��ى ّ ِ‬ ‫ك ِل ْالَُت َو ِّ‬ ‫الل َف ْل َي َت � َو َّ‬ ‫ك ُل� َ‬ ‫�ون (‪12‬إبراهي��م )‬ ‫آ َذ ْي ُت ُمو َن��ا َو َع َل��ى ّ ِ‬ ‫فق��د كان الرس��ول الكري��م يط��وف بالكعب��ة دون أن يزع��ج أصن��ام‬ ‫الكف��ار وينه��ر أصحاب��ه عندم��ا طالبوه مبجرد الدعاء هل��م بالنصر و‬ ‫اعت�بر ذلك اس��تعجا ً‬ ‫ال‪.....‬‬ ‫حت��ى بع��د إقام��ة الدول��ة وش��رعنة احل��دود تعام��ل معه��ا كأبغ��ض‬ ‫احل�لال أو كم��ن ي��أكل حل��م امليت��ة مضطراً فيأخذ ما يس��د الرمق‬ ‫حتى جيد احلالل الطيب وما قصة رجم الزانية (إن صحت الرواية)‬ ‫إال مثاال لذلك وهو يردها مرة بعد أخرى ومن ثم تعنيفه للشامتني‬ ‫ووصف��ه لعظ��م الرمحة اليت نزلت عليها ‪.....‬‬

‫‪3‬‬


‫للوقوع يف األفخاخ والكمائن اليت كان ينصبها هلم يف كل‬ ‫م��رة ‪ ،‬والس��يما يف لبن��ان ‪ ،‬ولك��ن بع��د ف��وات األوان ‪ .‬وأدركوا‬ ‫متأخري��ن الطبيع��ة امليكافيللي��ة لش��خصية حاف��ظ األس��د‬ ‫الطموحة ‪ ،‬واليت كش��فت عن نفس��ها باتباع سياس��ة احملاور‬ ‫‪ ،‬والبح��ث ع��ن املزي��د من األوراق القوية للعب بها واملس��اومة‬ ‫من خالهلا لتحقيق املكاس��ب على الس��احة الش��رق أوس��طية‬ ‫‪ ،‬واش��تم اخلليجيون رائحة الطائفية السياس��ية القوية من‬ ‫التحالف الشيعي اإليراني السوري املتنامي القوة ‪ ،‬واملكشوف‬ ‫األه��داف ‪ ،‬وص��ار احمل��ور الق��وي املهدد لبل��دان اخلليج قاطبة‬ ‫‪ ،‬وال��ذي يس��بب هل��ا اإلحراج��ات السياس��ية املتتالي��ة ‪ ،‬ويعم��ل‬ ‫دوم�اً عل��ى س��حب البس��اط م��ن حتته��ا ‪ ،‬وتقلي��م أظافره��ا يف‬ ‫ش��رقي املتوس��ط ‪ ،‬وخصوص �اً يف لبن��ان والع��راق وفلس��طني‬ ‫‪ ،‬وأصبح��ت اخلصوم��ة السياس��ية ه��ي املب��دأ والقاع��دة يف‬ ‫العالقات بني احملور الشيعي وبلدان اخلليج ‪ ،‬وهذا التحالف‬ ‫املذكور وقف بقوة يف مواجهة علنية وصرحية ومكش��وفة‬ ‫م��ع الع��رب ‪ ،‬وخصوصاً بل��دان اخلليج العربي ‪ ،‬اليت تصطف‬ ‫يف اخلن��دق اآلخ��ر ‪ ،‬املتمث��ل بالع��امل احل��ر عموم �اً ‪ .‬وش��كل‬ ‫التحال��ف املذك��ور خط��راً متزاي��داً عل��ى املنطق��ة والع��امل‬ ‫‪ ،‬خاص��ة وأن��ه خط��ر ينطل��ق م��ن نواي��ا وخط��ط عدواني��ة‬ ‫توس��عية وتدخلي��ة جتاه البيئ��ة اإلقليمي��ة والدولية املعادية‬ ‫ل��ه ‪ ،‬والكاحب��ة ألطماع��ه ‪ .‬كان��ت تكلف��ة السياس��ة الس��ورية‬ ‫باهظة ‪ ،‬مادياً ومعنوياً ‪ ،‬وكان الشعب السوري أول وأكرب‬ ‫املتضرري��ن منه��ا اقتصادي��اً وسياس��ياً ‪ .‬والس��يما يف العق��د‬ ‫التاس��ع من القرن املاضي ‪ .‬وعاش��ت س��ورية حالة عدم توازن‬ ‫ب�ين السياس��تني الداخلي��ة واخلارجي��ة ‪ ،‬حي��ث تضخم��ت‬ ‫السياس��ة اخلارجي��ة عل��ى حس��اب السياس��ة الداخلي��ة ‪ ،‬ال�تي‬ ‫حول��ت الوط��ن واجملتم��ع الس��وري إىل رهين��ة بي��د القي��ادة‬

‫السياس��ية الس��تالينية الطاب��ع ‪ .‬وعان��ى الش��عب الس��وري يف‬ ‫تلك الفرتة التالية لس��قوط رفعت األس��د حالة من التدهور‬ ‫االقتص��ادي املدم��ر ‪ ،‬يف ح�ين كان��ت القي��ادة ت��زداد ث��راء م��ن‬ ‫خالل النهب والفس��اد وإدارة س��وق س��وداء راحبة وحمتكرة ‪،‬‬ ‫مكنها من صناعة آلية للفساد واإلفساد الشامل ‪ .‬واستمرت‬ ‫احل��ال كذل��ك حت��ى حص��ل تغ�ير إب��ان احل��رب عل��ى الع��راق‬ ‫لتحري��ر الكوي��ت ‪ :‬البل��د اخلليج��ي امله��م ‪ .‬ومل يك��ن املوق��ف‬ ‫الس��وري آن��ذاك س��وى فرص��ة للث��أر واالنتق��ام م��ن ع��دو‬ ‫وخص��م عني��د وش��رس وخط�ير ‪ ،‬ه��و صن��و النظ��ام البعث��ي‬ ‫الس��وري ‪ ،‬واملتمثل بالبعث العراقي ومالكه احلصري صدام‬ ‫حس�ين ‪ .‬ومل يتع��ارض أو يتناق��ض ه��ذا املوق��ف م��ع املوق��ف‬ ‫االس�تراتيجي الس��وري اإليران��ي املع��ادي للع��راق الصدامية ‪،‬‬ ‫أكث��ر م��ن عدائ��ه للبلدان اخلليجية ‪ .‬كان املوقف الس��وري‬ ‫منس��جماً م��ع ذات��ه وخط��ه السياس��ي االس�تراتيجي الع��ام ‪،‬‬ ‫واملع��ادي للخ��ط اخلليج��ي اس�تراتيجياً ‪ ،‬واملتحال��ف مع��ه‬ ‫تكتيكياً للقضاء على اخلطر العراقي احملدق بس��وريا ‪ ،‬وهذا‬ ‫اخلطر كان جدياً بنظر القيادة السورية ‪ ،‬وحتسب له ألف‬ ‫حس��اب ‪،‬‬

‫‪6‬‬


‫أوال‪ :‬مدخل تارخيي‬ ‫تارخيي��ا ظل��ت س��وريا وب�لاد الش��ام الرئ��ة ال�تي تتنف��س به��ا‬ ‫البلدان اخلليجية ‪ ،‬والقبلة االقتصادية والسياحية هلا ‪ ،‬عدا‬ ‫ع��ن الرواب��ط االس�تراتيجية احليوي��ة القومي��ة واحلضاري��ة‬ ‫والثقافي��ة التارخيي��ة ال�تي متت��د جذوره��ا عميق �اً لعش��رات‬ ‫الق��رون ‪.‬‬ ‫لق��د ش��كلت تل��ك العالق��ة احلميم��ة اجله��از املناع��ي الق��وي ‪،‬‬ ‫ال��ذي حيميه��ا دائم�اً م��ن أي م��رض أو خل��ل ط��ارئ يعرتيه��ا‬ ‫ج��راء التغ�يرات السياس��ية املتبدل��ة ال�تي اجتاح��ت وجتت��اح‬ ‫ب�لاد الش��ام وس��وريا خ�لال ق��رن مض��ى ‪ ،‬وباألخ��ص يف‬ ‫الف�ترة التالي��ة النته��اء احل��رب العاملي��ة الثانية ‪ -‬ه��ذه الفرتة‬ ‫ال�تي ش��هدت تغ�يرات دراماتيكي��ة عاصف��ة يف نظ��م احلك��م‬ ‫والعالق��ات العربي��ة ‪ -‬العربي��ة ‪ ،‬ونت��ج عنه��ا ح��روب ثالث��ة‬ ‫رئيس��ية ‪ ،‬وحروب جزئية مع اس��رائيل ‪ ،‬وصراعات سياسية‬ ‫ح��ادة فيم��ا ب�ين بل��دان املنطق��ة ‪ ،‬وداخ��ل كل بل��د ‪.‬‬ ‫ومن��ذ إمس��اك البع��ث بالس��لطة يف س��وريا ‪ ،‬ب��دأت العالق��ات‬ ‫م��ع اخللي��ج تس��وء ‪ ،‬وتتخذ صف��ة احلرب الباردة ‪ ،‬اليت كان‬ ‫ميزان احلرارة فيها يرتفع وينخفض طوال العقود املاضية‬ ‫‪ ،‬تبع �اً ملس��اعي الطرف�ين املس��تمرة جلس��ر اهل��وة بينهم��ا ب�لا‬ ‫ج��دوى ‪ ،‬وكان��ت أق��رب إىل اجملامل��ة السياس��ية ‪ ،‬واملن��اورة ‪،‬‬ ‫اليت تعرب عن وجود أزمة عميقة من عدم الثقة املتبادلة بني‬ ‫الطرفني ‪ .‬ولطاملا لعب البعث احلاكم يف سوريا بإتقان دور‬ ‫البطول��ة يف التص��دي للقضي��ة الفلس��طينية إلح��راج ح��كام‬ ‫اخللي��ج وابتزازه��م مادي�اً ومعنوي�اً ‪ ،‬حمققاً أرباح�اً حمدود ًة‬ ‫ومرحلي��ة ‪ ،‬وحتس��ن العالق��ة مل يك��ن س��وى س��حابة صي��ف‬ ‫عاب��رة ‪ ،‬لتع��ود س��ريعاً إىل نوع م��ن املناكفة ونصب األفخاخ‬ ‫والكمائ��ن وتصي��د الف��رص النتزاع مكاس��ب تكتيكية‬

‫نظرة تارخيية‬ ‫بقلم رياض خليل‬

‫‪5‬‬

‫�ارات نوعي� ٍ�ة مش��هود ٍة‬ ‫‪ ،‬تفض��ي تراكمي �اً إىل حتقي��ق انتص� ٍ‬ ‫يف ساحات بعينها ‪ ،‬كالساحة اللبنانية ‪ ,‬اليت استطاع األسد‬ ‫األب بدهائ��ه حتقيقه��ا ‪ ،‬وتس��جيل جن��اح فيه��ا عل��ى حس��اب‬ ‫اخللي��ج ‪ ،‬اخلاس��ر األك�بر يف امللع��ب اللبنان��ي ‪.‬‬ ‫ثانياً ‪ :‬انشقاق سورية األسد عن الصف العربي‬ ‫ش��كلت الث��ورة اخلميني��ة اإليراني��ة ع��ام ‪ 1979‬تارخي�اً فاص� ً‬ ‫لا‬ ‫ملرحل� ٍ�ة جدي��د ٍة م��ن العالق��ات الس��يئة ب�ين س��وريا وبل��دان‬ ‫اخللي��ج العرب��ي ‪ .‬وازدادت س��وءاً بعد نش��وب احل��رب العراقية‬ ‫اإليرانية ‪ .‬حيث انشقت القيادة األسدية عن الصف العربي‬ ‫‪ ،‬وانف��ردت باالحني��از إلي��ران يف حربه��ا م��ع الع��راق ‪ ،‬م��ا أث��ار‬ ‫حفيظ��ة الع��رب وبل��دان اخلليج العربي ‪ ،‬ال�تي وضعت ثقلها‬ ‫مل��ؤازرة الع��راق يف حرب��ه م��ع إي��ران ‪ .‬كان املوق��ف الس��وري‬ ‫فاص� ً‬ ‫لا ‪ ،‬وش��كل حال��ة ط�لاق م��ع الع��رب عموم �اً ‪ ،‬وبل��دان‬ ‫اخللي��ج خصوص �اً ‪ .‬واخت��ارت س��وريا األس��دية الغن��اء خ��ارج‬ ‫الس��رب العرب��ي من��ذ ذل��ك احل�ين ‪ .‬ومل تق��ف عن��د ه��ذا احل��د‬ ‫‪ ،‬ب��ل عمل��ت عل��ى ختط��ي حدودها اجلغرافي��ة اإلقليمية ‪ ،‬يف‬ ‫مس��عى لعب��ور احل��دود سياس��ياً واقتصادي�اً وعس��كرياً ‪ ،‬خللق‬ ‫امرباطوري��ة أس��دية إقليمي��ة صغ��رى يف لبن��ان وفلس��طني‬ ‫والع��راق ‪ ،‬بدع��م إيران��ي ال حم��دود ‪ ،‬وبدع��م روس��ي ‪ -‬صيين‬ ‫‪ ،‬إضاف��ة إىل دع��م دول��ي م��ن قب��ل البل��دان املعادي��ة للغ��رب‬ ‫ح��ول الع��امل ‪ .‬بكلم��ة أخ��رى ‪ ،‬اس��تطاع احلك��م األس��دي خل��ق‬ ‫امرباطوريته الصغرى الوهمية أكثر منها الواقعية ‪ ،‬حيث‬ ‫متك��ن م��ن ش��رعنة احتالل��ه للبن��ان عربي�اً ودولي�اً ‪ ،‬وحتويله‬ ‫إىل حممي��ة س��ورية ‪ -‬إيراني��ة ( ع�بر ح��زب اهلل ) ‪.‬‬ ‫اكتش��ف اخللي��ج متأخ��راً فش��لهم يف التعاط��ي م��ع األس��د‬ ‫األب ‪ ،‬ال��ذي جن��ح يف خداعه��م واس��تدراجهم أكث��ر م��ن مرة‬


‫ثالثاً ‪ :‬املوقف اخلليجي يف ظل الثورة السورية‬ ‫يف مرحل��ة حك��م األس��د االبن س��اءت وتده��ورت العالقات مع‬ ‫اخللي��ج ‪ ،‬وتاب��ع األس��د االب��ن الس�ير عك��س التي��ار يف كل م��ا‬ ‫يتعلق بالسياسات الداخلية واخلارجية ‪ .‬والسيما يف العراق‬ ‫ولبنان ‪ .‬وعادت املواقف الكيدية إىل الواجهة إىل أن انتشرت‬ ‫عاصفة الربيع العربي يف املنطقة ‪ ،‬ومل تسلم منها سورية ‪.‬‬ ‫إن مي��زان ح��رارة الص��راع ارتف��ع بش��كل ملف��ت ب�ين س��وريا‬ ‫وبل��دان اخللي��ج ‪ ،‬بع��د ان��دالع الث��ورة الس��ورية ال�تي خت��وض‬ ‫معرك��ة شرس��ة م��ع نظ��ام ديكتات��وري ‪ ،‬منفل��ت م��ن أي��ة‬ ‫معاي�ير قانوني��ة وأخالقي��ة وعقالني��ة ‪ ،‬والمثي��ل ل��ه يف‬ ‫التاري��خ البش��ري ‪ .‬نظ��ام ميس��ك بالس��لطة ‪ ،‬ويزجه��ا يف أت��ون‬ ‫حرب عبثية جمنونة على الشعب ‪ .‬رافضاً أي حل يؤثر على‬ ‫احت��كاره للس��لطة ‪ ،‬والتن��ازل عنه��ا كلي �اً أو جزئي �اً لص��احل‬ ‫الش��عب ‪ .‬إضاف��ة إىل أن احلك��م الس��وري ‪ ،‬ومن��ذ البداي��ة وجه‬ ‫االتهام لبلدان اخلليج ‪ ،‬بأنها وراء كل ما حيصل يف س��وريا‬ ‫‪ .‬وبأنه��ا وراء مؤام��رة خارجي��ة إقليمي��ة ‪/‬عربي��ة ‪/‬دولي��ة ـ‬ ‫تس��تهدف وج��وده وسياس��اته الوطني��ة والعربي��ة املزعوم��ة ‪.‬‬ ‫ومل يرتدد األس��د االبن من إعالنها حرباً ش��عواء ضد البلدان‬ ‫اخلليجية عرب إعالمه الرمسي وغري الرمسي ‪ ،‬واملبين على‬ ‫بث اإلش��اعات واألوهام واألكاذيب ‪ ،‬لتش��ويه مسعة اخلليج‬ ‫‪ ،‬والتأكي��د عل��ى تورط��ه يف التآم��ر عل��ى س��وريا كم��ا حيل��و‬ ‫لإلع�لام الس��وري وصف��ه ‪ .‬وس��وريا ه��ي ال�تي ب��دأت احل��رب‬ ‫السياس��ية واإلعالمي��ة ض��د البلدان اخلليجي��ة ‪ ،‬اليت وجدت‬ ‫نفس��ها يف قل��ب املعرك��ة رغم��ا عنه��ا ‪.‬‬

‫ويف الواق��ع ه��ي ش��يء من هذا القبي��ل ‪ ،‬مادام احلراك الثوري‬ ‫يف س��وريا ق��د اخت��ار جبهت��ه السياس��ية املتوافق��ة م��ع اخل��ط‬ ‫العرب��ي الع��ام ال��ذي تق��وده دول اخللي��ج ‪ ،‬وع�برت الث��ورة من‬ ‫البداي��ة ع��ن وقوفه��ا الواض��ح ض��د احمل��ور الش��يعي اإليران��ي‬ ‫الس��وري وصنيعتهم��ا يف لبن��ان ‪ ( :‬ح��زب اهلل ) ‪ .‬إضاف��ة إىل‬ ‫واض��ح‬ ‫احني��از الث��ورة للص��ف العرب��ي واخلليج��ي بش��كل‬ ‫ٍ‬ ‫وكامل ‪ ،‬طالبة الدعم واملساندة والتأييد منذ األيام األوىل‬ ‫‪ ،‬وبالغري��زة اجملتمعي��ة والسياس��ية اجتهت الث��ورة بأنظارها‬ ‫إىل القوى اخلليجية األقرب إليها واليت تربطها بها وشائج‬ ‫الدم والعصب والعقيدة واهلوية الثقافية والسياسية ‪ ،‬وهي‬ ‫األق��وى واألق��در مالي��اً ولوجيس��تياً وسياس��ياً يف املنطق��ة ‪.‬‬ ‫وال�تي عليه��ا أن تتحم��ل مس��ؤولياتها التارخيي��ة السياس��ية‬ ‫جتاه ما جيري يف الداخل السوري ‪ ،‬والذي سينعكس تأثريه‬ ‫اهلائ��ل عل��ى املعادل��ة السياس��ية العربي��ة واإلقليمية ‪ ،‬لصاحل‬ ‫البل��دان اخلليجي��ة ‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫لدرجة أن السياسيني يف سوريا كانوا يتحدثون أن الكويت‬ ‫كان��ت كب��ش الف��داء ال��ذي أنق��ذ س��ورية األس��د م��ن براث��ن‬ ‫الذئ��ب البعث��ي الصدام��ي العراق��ي ‪ .‬وكان إضع��اف الع��راق‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ح��رب هجومي��ة كان‬ ‫سياس��ية س��ورية ‪ ،‬لتف��ادي‬ ‫أولوي��ة‬ ‫ٍ‬ ‫خمطط�اً هل��ا ض��د س��وريا ‪ .‬ول��و حصل��ت قب��ل اجتي��اح الكوي��ت‬ ‫لتغ�يرت كل املعطي��ات العراقي��ة واإلقليمي��ة التالي��ة بش��كل‬ ‫مغاي��ر مل��ا حص��ل ‪ .‬واألرج��ح أن الع��راق الصدام��ي م��ا كان‬ ‫س��يواجه م��ا واجه��ه بس��بب حربه غري احملس��وبة عل��ى الكويت‬ ‫اليت تعترب مصلحة اسرتاتيجية للخليج والغرب معاً ‪ .‬على‬ ‫العكس من س��وريا اليت تعترب دولة معادية للخليج والغرب‬ ‫على طول اخلط ‪ .‬ولكن حلسن حظ النظام السوري األسدي‬ ‫أن ما حصل صب يف خدمة بقائه وتقويته‪ ،‬وأدى إىل حتسن‬ ‫ملم��وس يف العالق��ة اخلليجية الس��ورية ‪ ،‬وأيضاً يف العالقة‬ ‫الغربية السورية ‪ ،‬وقد انعكس هذا انفراجاً وازدهاراً اقتصادياً‬ ‫وسياس��ياً س��وريا ‪ ،‬وانفتاحاً نس��بياً على العرب والعامل ‪ ،‬كما‬ ‫ال ننس��ى أن األس��د األب اغتنم الفرصة ليحصل على أكرب‬ ‫هدية على غفلة من الغرب واخلليج ‪ ،‬إال وهي اقتحام بريوت‬ ‫الش��رقية ‪ ،‬واس��تكمال س��يطرته على لبنان ككل ‪ ،‬وحتويله‬ ‫إىل ما يشبه املنطقة احلرة التابعة للنظام السوري اقتصادياً‬ ‫وسياس��ياً وعس��كرياً وأمنياً ‪ ،‬وحتويله إىل قاعدة متقدمة له‬ ‫‪ ،‬وجبه��ة مواجه��ة براغماتي��ة م��ع اس��رائيل خ��ارج األراض��ي‬ ‫الس��ورية ‪ ،‬جبه��ة ه��ي أش��به بطاول��ة القم��ار السياس��ي ‪ ،‬حتت‬ ‫أقنع��ة املقاوم��ة الصوتي��ة واإلمسي��ة الرخيص��ة ‪ .‬لقد كانت‬ ‫حبجر‬ ‫فرص��ة ذهبي��ة حلاف��ظ األس��د أن يض��رب عصفورين‬ ‫ٍ‬ ‫واح� ٍد ‪ :‬الث��أر واالنتق��ام من عدوه الرئيس صدام حس�ين‬

‫‪7‬‬

‫دمشق رئة املشرق العربي‬

‫�ف عل��ى دول اخللي��ج‬ ‫�ف زائ� ٍ‬ ‫وإضعاف��ه متام�اً ‪ ،‬وتس��جيل موق� ٍ‬ ‫والغ��رب ‪ ،‬بأن��ه وق��ف معه��م وإىل جانبه��م يف حتري��ر الكوي��ت‬ ‫‪ ،‬مع أنه مل خيس��ر فلس�اً واحداً وال جندياً واحداً ‪ ،‬بل كانت‬ ‫العملي��ة بالنس��بة ل��ه رحب �اً برب��ح م��ن ألفه��ا إىل يائه��ا وب�لا‬ ‫أي مقاب� ٍ�ل أو جه� ٍد ‪ ،‬أخ��ذ كل ش��يء م��ن غ�ير أن يق��دم ش��يئاً‬ ‫‪ ،‬ومل تك��ن الكوي��ت تع�ني ل��ه ش��يئاً ال قب��ل وال بع��د االحت�لال‬ ‫العراق��ي هل��ا ‪ .‬لق��د ضح��ك حاف��ظ األس��د عل��ى حلي��ة البلدان‬ ‫اخلليجي��ة والغربي��ة ‪ ،‬وكان انتهازي �اً م��ن الط��راز الن��ادر ‪.‬‬ ‫وحقق انتصارات جمانية وس��هلة ‪ ،‬وكان كالس��احر الذي‬ ‫جيي��د لعب��ة اإليه��ام واخل��داع البص��ري واإلدراك��ي ‪ ،‬وميت��از‬ ‫باس��تخدام السياس��ة املزدوج��ة ذات الوجه�ين ‪ ( :‬الباطني��ة‬ ‫والظاهري��ة ) وجيي��د املس��اومة ‪ ،‬لدرج��ة أن��ه كان يس��تطيع‬ ‫أن يس��رق الكح��ل م��ن الع�ين قب��ل أن ي��درك املس��روق واق��ع‬ ‫األمر ‪ ،‬وهو ما كان حيصل كثرياً مع خصوم داخل وخارج‬ ‫س��ورية ‪.‬‬ ‫وم��ع ذل��ك ‪ ،‬ف��إن الوض��ع املعق��د للمش��هد الدرام��ي يف الس��ياق‬ ‫املذك��ور‪ ،‬مل يتمك��ن م��ن إلغ��اء احملت��وى التارخي��ي احلي��وي‬ ‫واألخ��وي ب�ين الش��عب الس��وري وش��عوب دول اخللي��ج ‪ ،‬ال�تي‬ ‫ظل��ت م�لاذاً آمن�اً للس��وريني ألس��باب ال جم��ال حلصره��ا هنا‬ ‫‪ .‬وظ��ل اخللي��ج ميي��ز م��ا ب�ين النظ��ام الس��وري ‪ ،‬واملواطن�ين‬ ‫السوريني املرتبطني مبواطين اخلليج بأواصر قوية وعديدة‬ ‫‪ .‬وظ��ل التناق��ض حمص��وراً يف نط��اق العالقة بني احلكومات‬ ‫والسياس��ات ‪.‬‬


‫قانوني��ة وأخالقي��ة وقضائي��ة ‪ .‬والتخلص من املناخ الس��وري‬ ‫الراهن ‪ ،‬سيفسح يف اجملال لظهور املناخ املطلوب لالستقرار‬ ‫جذب‬ ‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي الذي سيكون عامل ٍ‬ ‫قوي لألعمال واالس��تثمارات اخلليجية يف س��وريا ‪ .‬وس��تعود‬ ‫ٍ‬ ‫س��ورية كم��ا كانت تارخيياً الرئ��ة اليت يتنفس من خالهلا‬ ‫اخللي��ج ه��واء البح��ر األبي��ض املتوس��ط املعت��دل ‪ ،‬وس��تكون‬ ‫س��وريا املزرع��ة واجلن��ة واملصي��ف املفض��ل واألق��ل تكلف��ة‬ ‫واألمت��ع واألكث��ر محيمي� ً�ة بالنس��بة ل��دول اخلليجالعرب��ي‬ ‫‪ .‬وس��تصبح س��وريا صم��ام أم��ان للخلي��ج اقتصادي�اً وسياس��ياً‬ ‫وأمني�اً ‪ ،‬وحميط�اً حيوي�اً ل��ه يزي��ده قوة ويس��تمد من��ه القوة ‪.‬‬ ‫وخيلق مشرقاً عربياً جديداً أكثر انسجاماً وتوافقاً وترابطاً‬ ‫وتنس��يقاً وتضامن�اً وتوح��داً عل��ى الصع��د كاف��ة ‪ ،‬م��ا جيعل��ه‬ ‫أق��رب م��ا يك��ون إىل حل��م الث��ورة العربي��ة الك�برى يف خل��ق‬ ‫�رق عرب� ٍ�ي موح��د يف دول��ة فيدرالي��ة أو كونفيدرالي��ة‬ ‫مش� ٍ‬ ‫عظم��ى ‪.‬‬ ‫والبد إذن من دعم الثورة السورية ‪ ،‬وانتصارها هو مصلحة‬ ‫للخلي��ج قب��ل غريه ‪ ،‬ألنه س��يكون هزمية للمش��روع اإليراني‬ ‫املتط��رف يف املنطق��ة العربي��ة والش��رق أوس��طية ‪ ،‬ولن تبقى‬ ‫س��وريا رأس حرب��ة إيراني��ة يف اجلس��م العرب��ي واإلقليم��ي ‪،‬‬ ‫وال جبهت��ه املتقدم��ة املطل��ة عل��ى مياه املتوس��ط ‪ ،‬وال اجلس��ر‬ ‫ال��ذي يربطه��ا بالقاع��دة اإليراني��ة يف لبن��ان وفلس��طني ‪ ،‬وال‬ ‫بل��داً مارق �اً منحرف �اً يس�ير عك��س التي��ار ‪ ،‬ويس��وق اإلره��اب‬ ‫والعنصري��ة والتط��رف ‪ ،‬ويه��دد األم��ن الوط�ني والعربي‬

‫واإلقليم��ي والدول��ي ‪ ،‬وال يؤم��ن ل��ه جان��ب ‪ ،‬وال يفه��م منطق‬ ‫ش��عرة معاوية السياسي ‪.‬‬ ‫إنه��ا الفرص��ة التارخيي��ة تأت��ي عل��ى طب� ٍ�ق م��ن ذه��ب ‪ ،‬ليب��ادر‬ ‫اخلليج إىل القيام بواجبه ومحاية مصاحله ‪ ،‬وحتقيق حلمه‬ ‫يف استعادة سورية إىل خندقها الطبيعي مع العرب واخلليج‬ ‫والع��امل احل��ر ‪ .‬ولتتح��ول س��وريا إىل منطق��ة ح��رة عربي��ة‬ ‫ودولي��ة ‪ ،‬تتقاط��ع فيه��ا األعم��ال والثقاف��ات واالس��تثمارات‬ ‫حض��اري‬ ‫وخمت�بر‬ ‫‪ ،‬وتتح��ول إىل مرك��ز جت��اري عامل��ي ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫عمل دائم ‪ ،‬للجميع من الس��وريني والعرب‬ ‫متقدم ‪ ،‬وورش��ة ٍ‬ ‫واألجان��ب ‪ .‬إضاف��ة إىل إمكاني��ة مس��اهمتها حبص��ة كب�يرة‬ ‫يف خل��ق ق��وة عس��كرية مش�تركة مش��رقية حلف��ظ األم��ن‬ ‫املش��رقي والبل��دان املكون��ة له ‪.‬‬ ‫وم��ن البديه��ي إن االس��تقرار السياس��ي هو ش��رط االس��تقرار‬ ‫والتنمي��ة االقتصادي��ة والبش��رية وحتقي��ق االزدهار الش��امل‬ ‫‪ ،‬ويف احلال��ة الس��ورية ال ميك��ن حتقي��ق ذل��ك ب��دون نظ��ام‬ ‫سياسي جديد وخمتلف ‪ ،‬يقوم على الدميقراطية السياسية‬ ‫واالقتصادي��ة املنفتح��ة عل��ى الداخ��ل واخل��ارج ‪ .‬خاص� ً�ة وأن‬ ‫الطبيع��ة اخلاص��ة لس��وريا تتطل��ب ذل��ك ‪ ،‬فه��ي ختتل��ف ع��ن‬ ‫بلدان اخلليج يف هذه الناحية ‪ ،‬حيث خربت سوريا منذ عهد‬ ‫األم�ير فيص��ل احلك��م املدن��ي احلديث ‪ ،‬ومن��ت جتربة احلكم‬ ‫الربملاني فيها خالل االنتداب الفرنسي ‪ ،‬واستمر إىل ما بعد‬ ‫االس��تقالل ‪ ،‬وحت��ى الع��ام ‪ ، 1958‬وال ميك��ن أن حتك��م س��وريا‬ ‫إال عل��ى الطريق��ة الدميقراطي��ة املدني��ة احلديث��ة ‪ .‬حبك��م‬ ‫واقعها اجليوسياسي اخلاص ‪ ،‬وبنيتها الدميغرافية املميزة ‪،‬‬ ‫وجتربتها التارخيية يف ممارسة احلياة السياسية الربملانية‬ ‫التداولي��ة والتعددي��ة ‪ .‬وال�تي جتم��ع ومت��زج بش��كل ناج��ح م��ا‬ ‫ب�ين األصال��ة واحلداث��ة ‪ ،‬وم��ا ب�ين الرتاث واجلدي��د ‪ ،‬وما بني‬ ‫املاض��ي واحلاضر واملس��تقبل ‪.‬‬ ‫إن االس��تثمار يف الث��ورة ‪ ،‬ه��و اس��تثمار يف مس��تقبل س��وريا ‪،‬‬ ‫الذي هو مستقبل اخلليج أكثر من سواه ‪ .‬وعلى اخلليج أن‬ ‫يدرك تلك احلقيقة ‪ ،‬ويبادر إىل دعم الثورة ‪ ،‬ألنه بذلك إمنا‬ ‫يدعم نفسه سياسياً واقتصادياً وأمنياً ‪ ،‬وعلى مجيع الصعد‬ ‫‪ .‬وانتصار الثورة هو مكسب اسرتاتيجي شامل للخليج كما‬ ‫لس��وريا ‪ .‬وال خي��ار آخ��ر س��وى خ��وض املعركة حت��ى نهايتها‬ ‫‪ .‬وال خي��ار للخلي��ج س��وى دع��م الث��ورة مادي�اً ومعنوي�اً ‪ ،‬وب��كل‬ ‫الوس��ائل املتاحة واملمكنة ‪.‬‬ ‫إن الش��عب الس��وري يطل��ب املزي��د م��ن أش��قائه اخلليجي�ين ‪،‬‬ ‫واس��تخدام كل م��ا م��ن ش��أنه إس��قاط العصاب��ة احلاكم��ة‬ ‫‪ ،‬وحتري��ر الس��لطة م��ن قبض��ة القي��ادة الغاصب��ة هل��ا ‪ ،‬وبن��اء‬ ‫وطنه��م اجلدي��د احل��ر الدميقراط��ي ‪ .‬وتوجي��ه املرك��ب‬ ‫الس��وري باالجت��اه العرب��ي والدول��ي الصحي��ح ‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫وكعادته��ا كان��ت ردود الفع��ل السياس��ية اخلليجية بطيئة‬ ‫ومرتددة جتاه األحداث الفاصلة يف سوريا ‪ ،‬ما ألقى بتأثريه‬ ‫الس��ليب على احلراك الثوري الس��اعي لتغيري الواقع األسدي‬ ‫املريض مرض الشيخوخة الذي ال شفاء يرجى منه ‪.‬‬ ‫وكان عل��ى بل��دان اخللي��ج أن ت��درك س��ريعاً مصاحله��ا‬ ‫االس�تراتيجية احليوي��ة يف اس�ترداد س��ورية املختطف��ة ‪،‬‬ ‫والس��ائرة عك��س عق��ارب الس��اعة التارخيي��ة واحلضاري��ة ‪،‬‬ ‫وج��اءت الفرص��ة لتصحي��ح املس��ار الس��وري ‪ ،‬وإعادت��ه إىل‬ ‫الس��كة ‪ ،‬وتطبي��ع عالقاته��ا العربي��ة والدولي��ة ‪ .‬والقط��ع م��ع‬ ‫البل��دان املارق��ة ح��ول الع��امل ‪ .‬وعل��ى دول اخللي��ج أن تلتق��ط‬ ‫اإلش��ارة ‪ ،‬وتس��تدرك م��ا فاته��ا ‪ ،‬وأن تق��ف إجيابي �اً وبش��كل‬ ‫فع��ال م��ع الث��ورة ‪ ،‬ونتائجه��ا ال�تي ل��ن تك��ون ول��ن تص��ب يف‬ ‫غ�ير مصلح��ة البل��دان اخلليجي��ة ‪ ،‬مهم��ا كان ن��وع النظ��ام‬ ‫السياس��ي الذي س��وف ختتاره بعد زوال حكم األس��د الفاش��ل‬ ‫فعلي�اً بالنس��بة للش��عب ‪ ،‬والناج��ح فعلي�اً بالنس��بة له ولش��لته‬ ‫وحاش��يته وعصابت��ه احلاكم��ة ‪.‬‬ ‫وأم��ام م��ا جي��ري يف س��وريا ‪ ،‬مل يع��د باإلم��كان الس��كوت ‪،‬‬ ‫واختاذ مواقف س��لبية ‪ ،‬ألن ما جيري يهدد األمن اخلليجي‬ ‫‪ ،‬وال��ذي يعت�بر أم��ن س��ورية م��ن أمن��ه ‪.‬‬ ‫لق��د اس��تنفذت س��ورية األس��د عوام��ل بقائه��ا يف الس��لطة ‪،‬‬ ‫وحان��ت س��اعة احلس��م وس��قوط احلك��م األس��دي إىل غ�ير‬ ‫رجع��ة ‪ .‬ومهم��ا يك��ن البدي��ل فه��و أفض��ل من النظام الس��وري‬ ‫احلال��ي بالنس��بة ل��دول اخللي��ج ألس��باب وفوائ��د مج��ة ‪،‬‬

‫‪9‬‬

‫دمشق رئة املشرق العربي‬

‫نذك��ر منه��ا ‪ :‬تعزيز اجلبهة اخلليجية ضد إيران املتطرفة‬ ‫‪ ،‬وتأم�ين الناف��ذة االس�تراتيجية املطل��ة عل��ى البح��ر األبيض‬ ‫املتوس��ط ‪ ،‬وتغي�ير اخلريط��ة اجلي��و سياس��ية يف لبن��ان‬ ‫وفلس��طني والع��راق ‪ ،‬وه��ي املالع��ب ال�تي كان��ت تلع��ب به��ا‬ ‫الس��لطة األس��دية بالتنس��يق م��ع احللي��ف اإليران��ي املرتبص‬ ‫‪ ،‬وفت��ح ب�لاد الش��ام كله��ا م��ن جدي��د للري��اح اخلليجي��ة‬ ‫املتعطش��ة لتوس��يع ح��دود مصاحله��ا يف تل��ك املنطق��ة ال�تي‬ ‫جتتم��ع ومتت��زج فيه��ا مزايا الش��رق والغرب معا ‪ .‬إن س��ورية‬ ‫جدي��دة ال ميتلكه��ا ش��خص أو عائل��ة أو فئ��ة ‪ ،‬ه��ي مصلح��ة‬ ‫للش��عب الس��وري ولعم��وم بل��دان اخللي��ج والع��امل احل��ر ‪.‬‬ ‫وستكون سورية دميقراطية وبالتالي أكثر أمناً واستقراراً‬ ‫للناس واألعمال واالس��تثمار وستش��كل بيئة مناس��بة وآمنة‬ ‫لرؤوس األموال اخلليجية والعاملية ‪ ،‬وهو مامل يكن متوفراً‬ ‫�ب وال ميك��ن أن يك��ون‬ ‫يف ظ��ل حك��م ش��خصي مزاج� ٍ�ي متقل� ٍ‬ ‫حم��ل ثقة‪.‬‬ ‫إن األعم��ال واالس��تثمارات حتت��اج إىل بيئ��ة اقتصادي� ٍ�ة ح��ر ٍة‬ ‫�بة‬ ‫�ية مناس� ٍ‬ ‫وحممي��ة ‪ ،‬وه��ذا ب��دوره حيت��اج إىل بيئ� ٍ�ة سياس� ٍ‬ ‫وحمصن��ة قانوني��اً ودس��تورياً ومؤسس��اتياً ض��د البلطج��ة‬ ‫ٍ‬ ‫والتش��بيح االقتص��ادي ال��ذي تنتهج��ه الس��لطة احلاكمة يف‬ ‫سوريا ‪ ،‬ويلقي بتأثريه على العالقات اخلارجية ومنها بلدان‬ ‫اخللي��ج ‪ ،‬ال�تي كان��ت حت��ذر الدخ��ول إىل الس��وق الس��ورية ‪،‬‬ ‫وهذا طبع املال واألعمال واالستثمار ورأس املال ‪ ،‬احلريص‬ ‫واحلذر والباحث عن األمن واحلماية والضمانات القانونية‬ ‫والقضائية ‪ .‬ويف بلد كس��وريا ال يوجد فيه فصل س��لطات ‪،‬‬ ‫وال استقالل قضائي ‪ ،‬وال حريات اقتصادية ال ميكن العمل‬ ‫فيه ‪ ،‬فهو منطقة خطرة يسودها املنطق املافيوي االقتصادي‬ ‫غ�ير املنضب��ط ‪ ،‬وغري اخلاض��ع ألي ضوابط‬


‫ادرس و ري��ح أهل��ي م��ن روح��ة ع الف��رع و جي��ة م��ن الف��رع‪ ,‬رفقات��ي س��اعدوني كت�يرو قدرت‬ ‫رفع مواد منيح بعون اهلل‪ .‬و مرة تانية ازداد احلصار ع أهلنا بالغوطة و صار الزم نساعدهم‬ ‫و م��ن جدي��د رجع��ت ان��ا و جمموع��ة م��ن رفقات��ي نس��اعد بامل��واد الغذائي��ة وامل��واد الطبي��ة‪ .‬و‬ ‫اعتقلون��ي باجلوي��ة و طلع��ت و ردي��ت اع ُتقل��ت باألخ�ير ص��اروا عل��ى م��ا اذك��ر ش��ي ‪ 7‬م��رات ‪,‬‬ ‫صراح��ة اتنهنه��ت و جس��مي تع��ب باألخ�ير م��ن كرت االعتقال و الض��رب و ملا طلعت قلت من‬ ‫شان أهلي و دراسيت رح وقف و انتبه ع أهلي شوي و نساعد من بعيد لبعيد ‪ ,‬مع أنو ما كنت‬ ‫خاي��ف م��ن امل��وت الن��و يل��ي مب��وت فدا الوطن يا نيالو‪ .‬قررت أن��و اطلع من البلد و ناوي كنت‬ ‫ارج��ع ع االمتحان��ات ‪ ,‬اطل��ع م��ن ش��ان أهل��ي ألن��و ص��اروا بدون يان��ي اطلع اكرت م��ن أي وقت‬ ‫‪ ,‬ب��س األم��ن م��ا خلون��ي خط��ي ب��راة البل��د ول��و خط��وة‪ ,‬أخدون��ي ع االعتق��ال ‪ ,‬و ه��ي أخ��ر م��رة‬ ‫بشوف فيها أهلي ألنوهاملرة كانت غري مرة ‪ ,‬هاملرة رحت لشوف عامل تاني ‪ ,‬طلعت لشوف‬ ‫عامل حلو كلو خري و كلو فرح ‪ ,‬ودعت الدنيا و أمي و أهلي و كل حباييب ‪ ,‬صارت أمنييت‬ ‫و لو أنو لس��اتين صغري و كنت حابب ضل مع ناس��ي أكرت ‪ ,‬بس هيك اهلل قدره أنو يضمين‬ ‫و ال اع�تراض ‪ ,‬ش��فت باق��ي الش��هداء و صرن��ا حنك��ي و نتذك��ر الث��ورة بأوهل��ا‪ .‬فرح��ت أخ��دت‬ ‫الش��هادة اللي كانت أمي عم تس��تناها الي ‪ ,‬بس مانها ش��هادة ورق‪ ,‬كانت ش��هادة حياة‪ .‬و أنا‬ ‫م��ن ه��ون ب��دي ق��ول ألم��ي و أهل��ي وأخوات��ي وأب��ي و كل حباي�بي ‪ ,‬الحدا يبكي ألن��و أنا معكم‬ ‫عاي��ش معك��م حلظ��ة بلحظ��ة و متأك��د أن��و رح نرج��ع نتجمع بع��د ما تكونوا عش��توا احلرية‬ ‫مزب��وط و تقولول��ي كي��ف صارت س��وريا و هي حرة ان ش��اهلل‪.‬‬ ‫حببكم و حبب سوريا‬ ‫ام قص��ي ان�تي م��ا خس��رتي ابن��ك‪ .‬ابن��ك ه�لا ع��م يدعيل��ك وع��م يقل��ك ي��ا ميم�تي ال تبك��ي وال‬ ‫تنزل��ي دم��وع زغ��ردي للش��هيد زغ��ردي وافتخ��ري ابن��ك ش��هيد ‪...‬‬ ‫شهيد الوطن ‪ ...‬شهيد احلرية‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫الشهيد عدي بريقدار‬ ‫كتبها أحد أصدقاء الشهيد‬

‫‪12‬‬


‫ان��ا ش��ب مت��ل كل هالش��باب حب��ب الروح��ات واجلي��ات ‪ ,‬حب��ب امل��رح والفرفش��ة ‪ ,‬كن��ت حب��ب‬ ‫حياتي و حبب التفاؤل ‪ ,‬عندي صحاب كتري‪ ,‬حببهم و حببوني ‪ ,‬و أحلى شي كان جو املرح‬ ‫و الضح��ك بوج��ودن ‪ .‬وق��ت الل��ي بلش��ت االح��داث بدرعا حننا الش��باب معروفة عنا احلمية و‬ ‫الغ�يرة عل��ى البل��د و اع��راض البل��د ‪ ,‬م��ا قبلت ابدا يلي عم يصري واس��تنكرت هالش��ي ‪ ,‬وطلعت‬ ‫و صرخ��ت ب�ين الل��ي بعرفه��م ان��و م��ا بيص�ير هالقت��ل ب��س لألس��ف ال حي��اة مل��ن تن��ادي ‪ ,‬صرت‬ ‫روح عاملي��دان ودور عاملظاه��رات لن��ادي وص��رخ انو فيقوا يا هالش��عب هب��و لنصرة اخواننا يلي‬ ‫ع��م تتع��ذب وتندب��ح وحنن��ا عايش�ين ‪ ,‬طلع��ت ولفي��ت الش��ام حباراته��ا وزواياها بس الش��بيحة‬ ‫م��ا ترتك�ني امتت��ع حبري�تي وبل��ش مسلس��ل االعتق��ال و دخل��ت الف��رع أول م��رة كان الف��رع‬ ‫العس��كري ‪ .‬كنت أول مرة بش��وف وحوش بوجوه بش��ر ‪ ,‬ضرب و إهانه و ش��تايم و مس��بات و‬ ‫حكي استفزازي ألبعد احلدود ‪ .‬صرت فكر و أنا جوا الفرع طيب رح ارجع لدراسيت باجلامعة‬ ‫و نطلع و نفوت و ال خلص صرت من هدول اللي بيحكوا عنهم كانوا من زمان اللي قضوا‬ ‫عش��رة وال عش��رين س��نة‪ .‬مضي��ت األي��ام صعب��ة كت�ير وبعدين اجت حري�تي وفرحت كتري‬ ‫حس��يت نفس��ي ولدت من جديد ‪.‬ما بنس��ى عيون امي و هي عم تس��تقبلين و مليانني دموع و‬ ‫ع��م بقول��وا رجع��ت ي��ا أم��ي ‪ .‬منظ��ر كان عم يدحبين ‪ .‬ملا اطلعت كان��ت الثورة اخدت منحى‬ ‫خمتل��ف ش��وي ‪ ,‬ص��ار يف هني��ك م��دن منكوب��ة و بدها مس��اعدة باخلبز او بال��دواء او باملصاري‬ ‫فص��رت س��اعد اهلن��ا بالري��ف احملاصري��ن وصله��ن االكل واخلب��ز و م��ا بنس��ى عي��ون ال��والد‬ ‫الصغار وهنن عم ياخدوا األكل مننا كيف الشكر بعيونون و احلسرة بقليب أنا أنو صار يف‬ ‫سوريني مو مالقيني لقمة اخلبز ‪ .‬كنت حس بشعور الراحة وانبسط أنو عم قدم شي لوالد‬ ‫هالبل��د الل��ي عان��وا كت�ير بالث��ورة و قبله��ا‪ .‬رجع��ت لدراس�تي و اجلامع��ة وص��رت ق��ول حلالي‬ ‫خلي�ني كم��ل دراس�تي م��ن ش��ان نتخ��رج و نتش��غل بهالبل��د وتك��ون ح��رة بع��د م��ا خنل��ص م��ن‬ ‫هاهل��م ه��اد‪ .‬حاول��ت أك�تر م��ن مرة احكي مع رفقاتي أنو يش��تغلوا معي و خنطط حلركات‬ ‫بالكلية و برا وما رضيت اسكت عن احلق وحاولنا نورجي أنو الطالب و العامل كلها مو مع‬ ‫النظ��ام مت��ل م��ا كان ع��م حي��اول ي��روج ‪ ,‬و احلم��د هلل جنحن��ا بكم حركة أك�تر من مرة أنا‬ ‫و رفقات��ي ب��س م��رة تاني��ة م��دري م�ين كان مبل��غ عن��ا و اعتقلوني مرة تاني��ة ‪ ,‬قعدت حوالي‬ ‫الش��هر ون��ص ‪ ,‬و طلع��ت و م��ن ش��ان م��ا ط��ول عليك��م ‪ ,‬اعتقلوني بعد ش��هر نف��س الفرع كأنو‬ ‫اس��تكرت علي��ي ش��هر م��ن دون اعتق��ال‪ .‬بعدي��ن ملا طلعت كان الفحوص��ات قربت و صار الزم‬

‫‪11‬‬


‫بع��د اس��تالم حاف��ظ االس��د للس��لطة ‪ ,‬أُعي��دت مالحق��ة‬ ‫أب��و مصطف��ى م��ن قب��ل األم��ن حتت م��ا يس��مى مالحقة‬ ‫معارض��ي البع��ث ‪ ,‬و هن��ا يرى أب��و مصطفى بداية ظهور‬ ‫وج��ه البع��ث احلقيق��ي الفاس��د ‪ ,‬فقض��ى أيام��ه يف ظ��ل‬ ‫البعث زائراً ملراكز األمن ‪ .‬وجيب أن نذكر أن أخو ابو‬ ‫مصطفى «محود» استشهد بكمني يف بساتني دوما على‬ ‫ي��د قوات األم��ن البعثية‪.‬‬ ‫يف بداية الثورة ‪ ,‬تنفس أبو مصطفى الصعداء و شارك‬ ‫بالرغم من كرب سنه يف املظاهرات و اعتقل أحد أبناءه‬ ‫(مصطف��ى اب��و ف��ارس) م��ن قب��ل ق��وات األم��ن ‪ ,‬ليع��ود و‬ ‫يطلب��ه األم��ن م��رة أخ��رى مم��ا ّ‬ ‫دل عل��ى مالحق��ة األم��ن‬ ‫م��رة أخ��رى له و ألبن��اءه هذه املرة ‪.‬‬ ‫م��ع عس��كرة الث��ورة مل ي��رض أن يك��ون أب��و مصطف��ى‬ ‫بعي��داً و ه��و م��ن كان ل��ه تاري��خ مبقاوم��ة النظ��ام ‪ ,‬فقام‬ ‫أبو فارس و أخيه أبو حممود بتشكيل جمموعة حلماية‬ ‫املدني�ين يف تل��ك الف�ترة بالتعاون م��ع احلاج أبو معروف‬ ‫احلجة و فيما بعد حتولت لكتيبة عرفت بكتيبة (أمحد‬ ‫ب��ن حنب��ل) تبعت بعد فرتة للواء ش��هداء دوما‪.‬‬ ‫ش��اركت الكتيب��ة بعملي��ات ع��دة ض��د النظ��ام ‪ ,‬أش��هرها‬ ‫اقتحام حاجز الشهداء صاحب اجملزرة الشنيعة املعروفة‬ ‫يف دوم��ا ‪ ,‬و يف ه��ذه األي��ام تش��ارك فيما عرف مبعركة‬ ‫الفرقان (التحرير) ‪.‬‬ ‫ي��رى أب��و مصطف��ى أن الث��ورة س��لمية و تبق��ى س��لمية و‬ ‫أن م��ا اضطره��م حلم��ل الس�لاح كان للدف��اع و مل يك��ن‬ ‫أح��د يتمن��ى أو يري��د أن ي��رى دوما و س��وريا حيدث فيها‬ ‫م��ا حي��دث ‪ ,‬لك��ن «حس��ب أبو مصطف��ى» النظام مل يرتك‬ ‫خياراً هلم س��وى أن يدافعوا عن أنفس��هم بالس�لاح‬

‫و أن الع��امل خذهل��م القريب�ين والبعيدي��ن ‪ ,‬األخ��وة‬ ‫واألصدق��اء ‪.‬‬ ‫يق��ول احل��اج الش��عرواي ‪ ,‬أن حلم��ه أن ي��رى س��وريا حرة‬ ‫م��ن دون نظ��ام األس��د ‪ ,‬و م��ن ث��م حتقي��ق حلم��ه العربي‬ ‫‪ ,‬ب��أن ي��رى أم��ة عربي��ة موح�دّة ‪ ,‬ذل��ك احلل��م القدي��م و‬ ‫ل��و أن��ه حل��م صع��ب التحقيق لكن��ه متأكد أنه س��يصبح‬ ‫حقيق��اً يوم��اً م��ن األي��ام و أن��ه سيعيش��ه م��ن ق�بره ‪ .‬‬ ‫احل��اج أب��و مصطف��ى كأح��د أبن��اء س��وريا يريده��ا كما‬ ‫نريده��ا ح��رة تعي��ش الكرام��ة ‪ ,‬ل��ه منظ��وره ع��ن الوط��ن‬ ‫وع��ن العروب��ة ‪ ,‬و ل��ه رؤيت��ه يف حتقي��ق احلري��ة لس��وريا‬ ‫و أبناءه��ا يف ظ��ل اآلراء الكث�يرة و الكث�يرة ج��داُ ع��ن ن��زع‬ ‫احلري��ة م��ن ب�ين أي��دي م��ن اغتصبه��ا س��نيناً ‪ ,‬و حن��ن‬ ‫كأبناء و اخوة مجيعاً يف الوطن نؤمن بأن كل إنس��ان‬ ‫ح��ر س��يكون ل��ه دوره يف س��وريا احل��رة اآلن و غ��داً حت��ى‬ ‫نص��ل مجيع�اً بوطنن��ا إىل م��ا نري��ده م��ن وطن‬ ‫موحد وحــ ّر‪.‬‬ ‫كريم ‪ٌ ,‬‬ ‫جامع لكل أبناءه ‪ّ ,‬‬ ‫باعتب��ار أن انتماءن��ا لس��وريا لي��س جم��رد كلم��ة تق��ال‬ ‫وإمن��ا مش��اعر عش��ناها وذكري��ات عشش��ت يف ثناي��ا‬ ‫ومعان حلوة سكنت عقولنا وقلوبنا وباعتبار أن‬ ‫جسدنا‬ ‫ٍ‬ ‫س��وريا جتمعن��ا مع�اً كأخ��وة نش��د أزر بعضن��ا اآلخ��ر ‪...‬‬ ‫نقول‬ ‫حنـــن معكم‬

‫‪14‬‬


‫احل��اج أب��و مصطف��ى الش��عراوي ‪ ,‬حاج س� ٌ‬ ‫�وري عاش أيام‬ ‫الوحدة بني سوريا و مصر فيما عرف آنذاك باجلمهورية‬ ‫العربية املتحدة ؛ كان له رأي مؤيد للوحدة و متنى لو‬ ‫أنها استمرت و تكللت بالنجاح و امتدت لتشمل البلدان‬ ‫العربي��ة ‪ ,‬فه��و ينتم��ي إىل مدرس��ة العروب��ة احلقيقية ‪.‬‬ ‫عرفه أغلب أهل دوما و من ثم السوريون مجيعا نتيجة‬ ‫ملوقفه من الوحدة بني سوريا ومصر ‪ ,‬على الرغم من أنه‬ ‫مل يكن بسياس��ي بارز أو رئيس حزب أو حتى بعس��كري‬ ‫ب��ل كان عام�لا عادي�اً ل��ه أحالم��ه و رؤيت��ه اخلاص��ة يف‬ ‫وطنه‪.‬‬ ‫ب��دأت قص��ة كف��اح ه��ذا الرج��ل العج��وز عندم��ا أُعل��ن‬ ‫ع��ن نب��أ االنفص��ال و انته��اء الوح��دة ب�ين س��وريا ومص��ر‬ ‫‪ ,‬فرف��ض ه��ذا االنفص��ال ألن��ه يؤم��ن حبس��ب منظ��روه‬ ‫أن العروب��ة ه��ي احل��ل لش��عوب تل��ك البل��دان ‪ ,‬فخ��رج يف‬ ‫مظاه��رات مطالب� ً�ة بإع��ادة الوح��دة و رف��ض كل م��ن‬ ‫س��اهم بإنهائه��ا و أوهل��م ‪ -‬بوجه��ة نظ��ره ‪ -‬ح��زب البع��ث‬ ‫العرب��ي االش�تراكي ‪ .‬لك��ن م��ا ع��رف باالنفصالي�ين يف‬ ‫ذاك الوق��ت مل يتقبل��وا رف��ض بع��ض اجلماه�ير لق��رار‬ ‫االنفص��ال و فضل��وا التعام��ل بالقم��ع و احلدي��د و مل‬ ‫ينفتحوا على أي نوع بني احلوار ما بني القوى السياسية‬ ‫و الق��وى الش��عبية ‪ ,‬و كان��ت تل��ك نقط��ة خط�يرة حي��ث‬ ‫وضحت جلياً ا ّ‬ ‫هلوة ما بني األحزاب احلاكمة والقاعدة‬ ‫الش��عبية ‪.‬‬ ‫يذك��ر احل��اج أب��و مصطف��ى يف ي��وم مظاه��رات حاش��د‬ ‫يف ذل��ك الوق��ت أن��ه ق��ام يف أثن��اء املظاه��رة بالصعود على‬ ‫س��طح املخف��ر يف مدين��ة دوم��ا ( و ال�تي كان��ت قري��ة‬ ‫صغ�يرة آن��ذاك ) و رف��ع عل��م الوح��دة جم��دداُ و أس��قط «‬ ‫علم االنفصال « ‪ ,‬فهو ‪ ,‬ابو مصطفى ــ عاشق للعروبة و‬ ‫الوح��دة العربي��ة ‪ ,‬و مل يك��ن وحده حينها فأخوه « محود‬ ‫« رفع أيضاً العلم على سطح البلدية ‪ ,‬و أيضاً «حسب ما‬ ‫ق��ال أب��و مصطف��ى» أن ش��خصاً آخ��ر من ق��ام برفع العلم‬

‫‪13‬‬

‫عل��ى س��طح املش��فى الوط�ني ‪ .‬كان��ت ردة فعل احلكومة‬ ‫قاس��ية و مت تفري��ق املظاه��رة بق��وة الس�لاح ‪ ,‬و يقول أبو‬ ‫مصطف��ى هن��ا ‪ ,‬أنه��م اضطروا للرد و حصلت مناوش��ات‬ ‫بينه��م و ب�ين م��ن ف��ض املظاه��رة متمثل�ين برج��االت‬ ‫األح��زاب االنفصالي��ة وقته��ا ‪ ,‬و أس��فرت تل��ك املواجه��ات‬ ‫ع��ن مص��رع اح��د قي��ادات احل��ركات االنفصالي��ة ‪ ,‬مم��ا‬ ‫اضط��ر أب��و مصطف��ى اىل االختب��اء و التخف��ي‬ ‫فمن اآلن أصبح مطلوباً لقوات األمن اجلديد ‪.‬‬ ‫يف العام ‪ ,1963‬و يف انقالب البعث على احلكم ‪ ,‬سلم أبو‬ ‫مصطفى نفسه لقوات األمن السورية ‪ ,‬لكن املفاجأة أن‬ ‫مت اعتقال��ه ‪ ,‬بق��ي معتق� ً‬ ‫لا حوالي العش��رة أش��هر‪ .‬و حني‬ ‫حان وقت حماكمته صرخ حمامي الدفاع عنه ( حسن‬ ‫عب��د العظي��م) ‪ ,‬و هن��ا يث�ني أب��و مصطف��ى عل��ى األس��تاذ‬ ‫حسن عبد العظيم ملواقفه الداعمة للمظاهرات الشعبية‬ ‫‪ ,‬و طال��ب باإلف��راج ع��ن أب��و مصطف��ى و أن��ه لي��س هناك‬ ‫داع م��ن اعتقال��ه و ه��م من تعرضوا للضرب و الرصاص‬ ‫ٍ‬ ‫‪ .‬و بالفع��ل مت اإلف��راج عنه ‪.‬‬


16


‫أما عن أهداف احلملة فهي تتجلى يف الوقوف على األخطاء‬ ‫ال�تي تص��در ع��ن الفصائ��ل املس��لحة أو اجله��ات املدني��ة يف‬ ‫املناط��ق احمل��ررة و التنويه على ضرورة جتاوز هذه األخطاء‬ ‫و خماطره��ا‪ .‬و التع��اون م��ع اجلمي��ع لتك��ون ثورتن��ا نقية ‪.‬‬ ‫كم��ا تس��عى احلمل��ة لنش��ر التوعي��ة الوطني��ة ومس��اعدة‬ ‫األهالي يف مدينة حلب على الوقوف يف وجه اخلطأ والعمل‬ ‫عل��ى جعله��م فاعل�ين يف حميطه��م ‪.‬‬

‫هلون وبس محلة جتمع عددا كبريا من النشطاء يف مدينة‬ ‫حل��ب ‪ ..‬و كان��ت بدايته��ا عندم��ا توال��ت األخط��اء م��ن بع��ض‬ ‫اجله��ات يف مدين��ة حل��ب و كان��ت الش��رارة عندم��ا تك��ررت‬ ‫حادث��ة اهان��ة عل��م االس��تقالل م��ن قب��ل بع��ض الفصائ��ل‬ ‫املس��لحة و يذكر منها حادثة حي مس��اكن هنانو حيث مت‬ ‫اهان��ة العل��م و اإلعت��داء على ثالثة ناش��طني ‪ ،‬و حادثة اهانة‬ ‫العل��م عن��د دوار احللواني��ة يف ح��ي طري��ق الب��اب ‪ ،‬فق��ام ع��دد‬ ‫م��ن النش��طاء بالتجهي��ز حلمل��ة حت��ت اس��م « علمن��ا « إلع��ادة‬ ‫رف��ع عل��م االس��تقالل و التأكيد عل��ى أهميته و كونه علما‬ ‫ميث��ل الث��ورة الس��ورية ‪ ،‬و قب��ل البدء بنش��اط محل��ة « علمنا «‬ ‫‪ ،‬استش��هد الطف��ل حمم��د قط��اع يف ح��ي الش��عار عل��ى أي��دي‬ ‫جمموعة ال زالت للحظة جمهولة اهلوية وكان أن اتهمت‬ ‫اجملموع��ة الطف��ل بش��تم الن�بي صل��ى اهلل علي��ه وس��لم ‪ ،‬وبن��اء‬ ‫عل��ى تس��ارع األح��داث و األخط��اء ق��رر النش��طاء عل��ى اط�لاق‬ ‫محلة « هلون وبس « لتكون بوجه مجيع األخطاء اليت تأكل‬ ‫جسد الثورة ‪ ،‬فاحلملة ضد اخلطأ و ليست ضد جهة معينة‬ ‫‪ ،‬وبن��اء عل��ى ه��ذا قام��ت احلمل��ة مبظاه��رة غض��ب بامل��كان‬ ‫ال��ذي قت��ل في��ه الطف��ل حمم��د قط��اع و قام��ت بقط��ع الطرق‬ ‫وإش��عال دواليب يف الش��ارع و من ثم حييت الش��هيد ووالديه‬ ‫و توع��دت بالبح��ث ع��ن اجمل��رم لتقدمي��ه للمحاكم��ة و م��ن‬ ‫ث��م توجه��ت ملق��ر كل م��ن ( ل��واء التوحي��د ‪ -‬جبه��ة النص��رة‬ ‫ اهليئ��ة الش��رعية ) و طالبته��م بإجي��اد القات��ل و حماس��بته‬‫‪ ،‬كم��ا طالبته��م بالوق��وف عل��ى مس��ؤولياتهم باحلفاظ على‬ ‫األم��ن يف املناط��ق احمل��ررة ‪ ،‬و أك��دت على إنه اإلنذار األخري‬ ‫هل��م ليقف��وا عل��ى مس��ؤولياتهم كامل��ة ‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫أم��ا ع��ن العامل�ين يف احلمل��ة فجميعه��م م��ن الناش��طني‬ ‫القدام��ى من��ذ بداي��ة الث��ورة ‪ .‬و الي��وم يكمل��ون ثورته��م و‬ ‫يعتربون احلملة أمر البد منه حتى ال تأكل األخطاء جسد‬ ‫الث��ورة ‪.‬‬ ‫أم��ا ع��ن الصعوب��ات فأهمه��ا ه��ي اته��ام البع��ض للحمل��ة بأنها‬ ‫ذات ايديولوجي��ة معين��ة وأنه��ا مسييس��ة ‪ ،‬وتس��عى لش��ق‬ ‫الص��ف ب�ين صف��وف املعارض��ة يف مدين��ة حل��ب ‪ ،‬بالرغ��م من‬ ‫أن احلمل��ة حت��وي العدي��د م��ن الناش��طني ذوي التوجه��ات‬ ‫املختلف��ة وم��ا جيمعه��م ه��و الث��ورة و ح��ب الوط��ن ‪.‬‬ ‫وأما عن رؤية أعضاء احلملة لسوريا املستقبل فقد ختتلف‬ ‫الرؤي��ة خبص��وص ش��كل الدولة من ش��خص ألخر ‪ ،‬ولكنهم‬ ‫متفقني مجيعا على أن س��وريا بلد الس�لام وأنها قوية بتنوع‬ ‫أطيافها ‪ ،‬وأن املساواة والعدل واحلرية والكرامة هم أهم ما‬ ‫جيب أن تكون عليه سوريا املستقبل ‪.‬‬ ‫حنن يف شوارعنا ‪ ,‬كما دائماً حناول أن نكون مرآة حقيقية‬ ‫للش��ارع الس��وري و ش��بابه ‪ ,‬نري��د أن يك��ون الش��ارع ب�ين ي��دي‬ ‫كل س��وري ح��ر خي��اف عل��ى وطن��ه و يراه وطن�اً حراً يصون‬ ‫كرام��ة كل أبن��اءه ‪ ,‬و م��ن هن��ا س��نكون دائم�اً مع أي حترك‬ ‫م��ن ش��أنه احلف��اظ عل��ى مس�يرة الوط��ن احل��ر ال��ذي نش��ده‬ ‫الس��وريون ط��وال عم��ر الثورة ‪ ,‬ألننا نؤم��ن أن هذا الوطن لن‬ ‫يبني��ه إال أبن��اءه و ه��م أح��راراً و حن��ن يف ش��وارعنا ج��ز ٌء م��ن‬ ‫أبناءه‬

‫زورو موقع احلملة على الفيس بوك‬ ‫‪https://www.facebook.com/lahoon.wa.bas‬‬


‫ما هي نشاطاتكم على األرض ولو بشكل خمتصر ؟‬ ‫حن��ن نع��د تقاري��ر تلفزيونية مصورة من داخل س��وريا عرب‬ ‫ش��بكة مراس��لني م��ن الناش��طني املتعاون�ين م��ع اجملموع��ة‪.‬‬ ‫إضاف��ة لبع��ض األفالم الوثائقي��ة والقصرية‪ .‬ونقدم الدعم‬ ‫جملموع��ة م��ن اإلذاع��ات احلديث��ة ال�تي تعم��ل يف املناط��ق‬ ‫احمل��ررة كم��ا نق��دم الدع��م لع��دد لي��س قلي��ل م��ن اجمل�لات‬ ‫ال�تي تص��در داخ��ل س��وريا‪ .‬إضاف��ة للقي��ام بأعم��ال التدري��ب‬ ‫للناش��طني اإلعالمي�ين‪.‬‬ ‫هل تتلقون مس��اعدات مالية أو أي ش��كل من أش��كال الدعم‬ ‫م��ن جه��ات معين��ة ؟ أم أن أعمالك��م ه��ي فق��ط جمه��ود‬ ‫ش��خصي؟‬ ‫لدين��ا جه��ات ومنظم��ات غ�ير حكومي��ة تق��دم لن��ا الدع��م مع‬ ‫احلف��اظ عل��ى ميث��اق اجملموع��ة وه��ي أن تك��ون سياس��تها‬ ‫مس��تقلة دون أي تأث�ير للجه��ات املاحن��ة‪.‬‬ ‫ما هي الصعوبات اليت واجهتكم؟‬ ‫ككل الناش��طني الس��وريني لدين��ا طموح��ات ق��د ال تلبيه��ا‬ ‫الظ��روف الراهن��ة‪ .‬وم��ع ذلك نعمل ولدين��ا كل األمل بأننا‬ ‫س��نكون يف يوم ما صوتا مهما يف إعالم س��وريا املس��تقبل‪.‬أما‬ ‫الي��وم ويف ظ��ل احلالة الس��ورية فنح��ن نواجهصعوبة بالغة‬

‫لنش��اطنا يف املناط��ق ال�تي مازال��ت حت��ت س��يطرة النظام مبا‬ ‫ينط��وي علي��ه ه��ذا النش��اط م��ن خماط��ر‪ .‬قبل ف�ترة قصرية‬ ‫أصيب مراسل بصمة يف مدينة محص إصابة بالغة ولكن‬ ‫واحلم��د هلل ه��و اآلن يف طور الش��فاء‪ ...‬وبكل األحوال نعيش‬ ‫الي��وم يف «بصم��ة» م��ا ميك��ن وصف��ه باملعان��اة املمتع��ة وحن��ن‬ ‫نشهد جمموعتنا وهي تتحول من جمموعة تضمناشطني‬ ‫ه��واة إىل طور اإلنت��اج واالحرتاف ‪.‬‬ ‫م��ا رأيك��م ببع��ض األعم��ال ال�تي تصدر عن جه��ات وكتائب‬ ‫عس��كرية كجبهة النصرة وكتائب أخرى؟‬ ‫لي��س م��ن سياس��ة اجملموعة الدخ��ول يف التفاصيل اليومية‬ ‫لألعم��ال العس��كرية‪ .‬فنح��ن نعل��م أن الكث�ير م��ن الس��لبيات‬ ‫ال�تي حتص��ل‪ ،‬فيه��ا جتهي��ل للفاعل�ين وتت��م بامس��اء وهمي��ة‬ ‫أحيان��ا‪ .‬ولك��ن م��ن حي��ث املب��دأ كل فع��ل غ�ير إنس��اني وغ�ير‬ ‫حض��اري ه��و م��دان بالنس��بة لن��ا بغض النظر ع��ن الفاعلني‪.‬‬ ‫وعموم��ا م��ن سياس��تنا أننا نق��وم الرتكيز على الس��وكيات‬ ‫املتحض��رة لإلع�لاء م��ن ش��أنها بصفته��ا قيم واجب��ة التبين‪.‬‬ ‫جبملة واحدة ‪ ...‬ما هو شعاركم ‪ ..‬؟‬ ‫واح��د قناعاتن��ا العميق��ة ب��أن س��وريا كان��ت وس��وف تبق��ى‬ ‫ل��كل الس��وريني ول��ذا ش��عارنا ال��ذي نتوج��ه ب��ه ل��كل س��وري‪:‬‬ ‫س��وريا تنتظ��ر بصمت��ك‪.‬‬

‫‪18‬‬


‫من أنتم‪...‬؟‬ ‫حن��ن جمموع��ة م��ن الناش��طني الس��وريني الذي��ن اضطرتهم‬ ‫ظروفه��م األمنية ملغادرة س��وريا أثناء الثورة‪.‬‬ ‫كيف نشأت الفكرة؟‬ ‫بع��د أن ق��ام اإلعالمي��ون الش��باب ب��دور بطول��ي ومده��ش‬ ‫إليص��ال ص��ورة م��ا حي��دث للع��امل‪ .‬كان ال ب��د م��ن تطوي��ر‬ ‫هذا العمل اإلعالمي ليكون أكثر احرتافية وحيمل رس��الة‬ ‫الثورة السورية ومضامينها بطريقة ممنهجة وفعالة هلذه‬ ‫األس��باب ارتأين��ا تش��كيل جمموع��ة بصم��ة ال�تي ب��دأت ب��كادر‬ ‫بس��يط م��ا لب��ث أن تط��ور‪.‬‬ ‫ه��ل فريقك��م متع��دد الطوائ��ف واجلنس��يات وه��ل لديك��م‬ ‫ش��روط للعم��ل معك��م؟‬ ‫نع��م فريقن��ا متع��دد الطوائ��ف ونس��تعني خب�برات تدريبي��ة‬ ‫م��ن جنس��يات أخ��رى‪ .‬ولي��س هن��اك من ش��روط للعم��ل معنا‬ ‫س��وى الكف��اءة والت��زام القي��م ال�تي خ��رج م��ن أجله��ا الس��ورين‬ ‫وهي حتقيق احلرية والوصول إىل س��وريا دميقراطية لكل‬ ‫السوريني‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫ما هي أهدافكم وما هي مشاريعكم املستقبلية ؟‬ ‫اهل��دف األساس��ي جملموع��ة بصم��ة ه��و املس��اعدة م��ع كل‬ ‫الس��وريني للوص��ول إىل س��وريا ح��رة والرتكي��ز عل��ى القي��م‬ ‫ال�تي مته��د لبن��اء دول��ة عصري��ة بع��د انتص��ار الث��ورة‪ .‬حن��ن‬ ‫نعم��ل عل��ى ه��ذا األم��ر بش��كل دائ��م إضاف��ة إىل إي�لاء عملي��ة‬ ‫تطوي��ر األدء االعالم��ي للناش��طني واملكات��ب وباق��ي اجله��ات‬ ‫ال�تي تتع��اون معنا‪..‬ودائم��ا يف ذهنن��ا ض��رورة التدخ��ل‬ ‫باخلطاب اإلعالمي وخاصة ذاك الذي حياول حرف الثورة‬ ‫ع��ن ِس� ّكتها وأهدافه��ا‪ ،‬ه��ذا التدخ��ل يش��مل كاف��ة الوس��ائل‬ ‫ولك��ن غالب�اً يرتك��ز عل��ى التقاري��ر التلفزيوني��ة ال�تي نعدها‬ ‫ويتم بثها على العديد من الفضائيات اليت حتظى مبشاهدة‬ ‫جي��دة ‪...‬طبع��ا إضافة إىل احلمالت اإلعالمية اخلاصة اليت‬ ‫ترك��ز عل��ى أه��داف حم��ددة لكل محل��ة‪ ،‬مثال احلف��اظ على‬ ‫اآلث��ار الس��ورية م��ن النه��ب والتخريب كانت م��ن احلمالت‬ ‫األخ�يرة لن��ا وس��لطت الض��وء بش��كل جي��د عل��ى ه��ذا املل��ف‪.‬‬ ‫يف املس��تقبل وبع��د س��قوط النظ��ام ‪ ..‬ه��ل م��ن املمك��ن أن يت��م‬ ‫تش��كيل كي��ان لك��م أقص��د كمنش��أة أو ح��زب سياس��ي؟‬ ‫بالطب��ع ال‪ .‬حن��ن حنل��م أن نك��ون مؤسس��ة إعالمي��ة س��ورية‬ ‫مس��تقلة وحمرتف��ة متث��ل كل الس��وريني وتتناغ��م م��ع‬ ‫أحالمه��م ع��ن س��وريا املس��تقبل‪ .‬ولي��س لدين��ا أي��ة طموح��ات‬ ‫سياس��ية خاص��ة‪.‬‬


‫أخي كيفك‬

‫أهلني و سهلني كيفك‬ ‫ماشي احلال ‪ ,‬حكوا معي شباب وضعهم صعب كتري و جوا و حماصرين الزمهم مساعدات‬ ‫بعرف ‪ ,‬عم حناول نعمل شي‬ ‫حناول !!! مني انتوا ؟!! و شو صار بعد احملاولة طيب ؟؟‬ ‫ما وصلنا شي ‪ ,‬مايف جتاوب‬ ‫ما يف جتاوب من مني ؟ العامل حماصرة عم قلك‬ ‫ما يف مصاري بشكل عام‬ ‫طيب وينون وحدات االغاثة و الدعم و مكاتب املساعدات اللي صرعونا فيها ‪ ,‬يف فوق ‪ 1000‬العيلة حمتاجة‬ ‫أكل و شرب و مصاري هاد غري أهالي املنطقة‪..‬البلد هي اذا راحت خسرنا كتري‬ ‫رح شوف «فالن»‪...‬‬ ‫شوف أخي شوف‬ ‫حكيت معو‪...‬قال بدو يشوف شو بطلع معو ؟؟‬ ‫هاد مو نفسو اللي حكينا معو هديك املرة ‪ ,‬ما وصل شي يا رجل‬ ‫بهداك الوقت كان فايت باحليط و بدو يرتك‬ ‫ي��ا رج��ل ع��م قل��ك الن��اس ع��م مت��وت و حمتاج��ة لرية وح��دة ‪ ...‬يعين هالتنظيم ع أس��اس و مكات��ب االغاثة و‬ ‫املس��اعدات و الدعم ‪..‬اخل من ش��ان ش��و ؟؟ من ش��ان ينفضوا جبيبهم و يتربوظوا !!!‬ ‫شو بدنا حنكي لنحكي‬ ‫شو بدنا حنكي‪...‬بس شاطرين ملا املنطقة تروح نبكي عليها ‪ ,‬و هنن ع هلط بهاملصاري و انتوا ع اجتماعات‬ ‫و مؤمترات فاضية‬ ‫ال حول وال قوة اال باهلل‬ ‫بس��يطة حننا منش��وف حالنا حبالنا ما بدنا حدا‪ ...‬و ملا منوت ال تقولنا س��احمونا كل ش��ي قدام عيونهم و‬ ‫ش��ايفني‪ ...‬النا اهلل سيدي‬ ‫رح حناول جهدنا‬ ‫بدها و اهلل هاجلهد!!‪.‬يعطيكم العافية اخي السالم عليكم‬

‫‪20‬‬


‫شارعنا العام‬ ‫أول م��رة س��تأتي وحن��ن نق��ول ليت��ه يتأخ��ر ‪ ,‬لي��س ألنن��ا ال حنب��ك وليس ألننا ال نتله��ف للقائك وليس ألننا مل يربحنا الش��وق‬ ‫لرؤي��اك ‪ ,‬جت��ول يف بيوتن��ا وتس��كن حوارينا وتكرب يف معارج مسائنا ‪.‬‬ ‫ال ‪ ,‬إمن��ا ألنن��ا ي��ا حبي�بي ب�لا بي��ت فأي��ن سنجلس��ك ‪ ,‬ألنن��ا ي��ا حبي�بي ب�لا طع��ام فم��اذا س��نطعمك ‪ ,‬ألنن��ا ي��ا حبييب بال م��اء فكيف‬ ‫سنسقيك بعد طول السفر ‪ .‬أواني التمر قد كسرت ‪ ,‬عصائر الليمون والدراق والربتقال قد تلفت ‪ ,‬اللحم واجلنب والزيتون‬ ‫واخلب��ز ‪ ...‬حت��ى لقم��ة اخلبز قد فقدت ‪.‬‬ ‫باألم��س كن��ا من� ِّني أطفالن��ا إن ص�بروا عل��ى نه��ارك ف��إن هل��م يف اللي��ل أطعم��ة وأش��ربة ‪ ,‬وهل��م م��ن اهلل بيوت�اً م��ن األلع��اب يف‬ ‫اجلن��ة ‪ .‬الي��وم نام��وا ولي��س ب�ين عيونه��م إال دم��وع اجل��وع والقل��ة ‪ ,‬وال أمان��ي حت��ى بقطع��ة س��كر ‪.‬‬ ‫أي��ن س��نفرد ل��ك س��ريراً وبيوتن��ا ليس��ت بيوتن��ا ‪ .‬أعش��اش العناكب كثرت فوق رؤوس��نا وحنن نطاهلا وال نق��وى على تفتيتها‬ ‫خش��ية أن البيوت ليس��ت بيوتنا فرمبا عاتبتنا حتى العناكب ‪.‬‬ ‫أين سنفطر وأين سنتسحر ؟! على الطريق أم يف اجلنائن أو يف زواريب بالد مل تعد بالدنا ‪.‬‬ ‫انتبه حبييب رمبا وأنت جتلس بيتنا يباغتك صاروخ أو ضربة بندقية ! حبييب تأخر قلي ً‬ ‫ال‬ ‫ً‬ ‫قبضة من تراب بالدنا نبين عليها بيتاً ‪ ...‬نصوم فيه معك‬ ‫أو امحل إلينا يف فيض كرمك‬ ‫ونفطر معك وال نودعك هذه املرة أبداً ‪.‬‬ ‫بقلم ‪ :‬رجاء حممد‬

‫‪19‬‬


‫أصدقائ��ي ‪ ,‬س��نحاول يف ه��ذا الع��دد أن نبتع��د ع��ن اجل��و‬ ‫التقلي��دي ال��ذي اعتمدن��اه عل��ى م��دى عددي��ن هل��ذه الزاوي��ة‬ ‫وننتق��ل م��ن األس��لوب اإلرش��ادي لتطوير ال��ذات والعقل إىل‬ ‫األس��لوب الرومانس��ي لتغذي��ة القل��ب وال��روح والوج��دان ‪.‬‬ ‫رواية « غادة الكاميليا « للكاتب الفرنس��ي الكس��ندر دوماس‬ ‫واح��دة م��ن أمج��ل الرواي��ات الرومانس��ية العاملي��ة حي��ث ال‬ ‫ميك��ن لكات��ب إذا م��ا أراد التح��دث عن هذا النوع من الروايات‬ ‫أن يتجاه��ل وج��ود هك��ذا رواي��ة يف األدب الفرنس��ي ولي��س‬ ‫هذا بغريب ألني أعتقد « كرأي شخصي» أن دوماس االبن‬ ‫واح��د م��ن أعظ��م كت��اب األدب العامل��ي ونق��ول عامل��ي ألن��ه‬ ‫ذائع الصيت مشهور االسم معروف لدى الكبار والصغار يف‬ ‫مجيع أحناء العامل ومؤلفاته مرتمجة لعشرات اللغات ‪ ,‬وإن‬ ‫مل نعرفه كاس��م فالبد أن نكون قد قرأنا إحدى رواياته أو‬ ‫شاهدناها على شكل فيلم هوليودي ‪ ,‬فمن منا مث ً‬ ‫ال ال يعرف‬ ‫قص��ة الفرس��ان الثالث��ة وش��عار « اجلمي��ع للواح��د والواح��د‬ ‫للجمي��ع « أو َم��ن ِم��ن آباءن��ا مل يق��رأ أو يتاب��ع قصة « الكونت‬ ‫مون��ت كريس��تو « ‪.‬‬ ‫أذهل��ت ه��ذه الرواية أجيا ً‬ ‫ال من القراء وهذه الصورة للمرأة‬ ‫العاش��قة اس��تمدها الكات��ب م��ن خربت��ه الش��خصية ح�ين‬ ‫كان متيم�اً إلح��دى مجي�لات باري��س ‪ .‬تب��دأ باحلدي��ث ع��ن‬ ‫فت��اة فرنس��ية فائق��ة اجلم��ال وافته��ا املني��ة بع��د أن أصيب��ت‬ ‫مبرض السل فلم جتد حوهلا أحداً من عشاقها وأصدقاءها‬ ‫الكثريي��ن بع��د أن كان��ت واح��دة م��ن أكث��ر النس��اء املرغوب‬ ‫بهم يف باريس إال « آرماند دوفال « وهو فتى اعتاد أن يرسل‬ ‫أزهار الكاميليا إىل قربها ختليداً لذكراها وختليداً ملواجعه‬ ‫وجرح��ه ال��ذي ل��ن يندم��ل ‪ ,‬وترج��ع الرواي��ة ألح��داث قص��ة‬ ‫احل��ب ال�تي كان��ت ب�ين مارغري��ت و آرمان��د عندم��ا وضع��وا‬ ‫كل ش��يء يف حياته��م عل��ى احمل��ك يف س��بيل بقائهم��ا مع �اً‬ ‫إىل األب��د إال أن الق��در كان ل��ه خمطط��ه اخل��اص و وق��ف‬ ‫حائ� ً‬ ‫لا بينهم��ا بعد أن نس��جا قصة حزين��ة مليئة بالعواطف‬ ‫الصادقة واملشاعر اليت تتغلغل إىل جدران القلب وحتطمها‬ ‫ولترتجم من ثم على شكل دموع يذرفها كل من يقرأ هذه‬ ‫الرواية ‪.‬‬

‫يتمي��ز أس��لوب الرواي��ة باإلمت��اع والتش��ويق ‪ ,‬أس��لوب مرب��ك‬ ‫أحيان�اً إال أن��ه س��هل الق��راءة والفه��م حي��ث اعتم��د الكات��ب يف‬ ‫نقل األحداث على ما يسمى بـ « اخلطف خلفاً « مثرياً بذلك‬ ‫الفض��ول بش��كل مذه��ل وش��اداً عواط��ف الق��ارئ وجوارح��ه‬ ‫ملعرف��ة املزي��د ع��ن القصة ‪.‬‬ ‫أم��ا الش��خصيات فق��د أب��دع فيه��ا الكات��ب كم��ا أب��دع يف‬ ‫باق��ي اخلصائ��ص األدبي��ة للرواي��ة ف��كان عظيم�اً باحلوارات‬ ‫الداخلية لدرجة أنك قد تش��عر أن هذه الش��خصيات ما هي‬ ‫إال بش��ر من حلم ودم ‪ ,‬وكان عظيماً بتصوير مش��اعرهم ‪,‬‬ ‫أفكارهم ‪ ,‬تضحياتهم ‪ ,‬عواطفهم وكل جوانبهم اإلنسانية‬ ‫ه��ذه الرواي��ة واح��دة م��ن الكالس��يكيات ال�تي م��ن الواج��ب‬ ‫غنى وأن تقرأها‬ ‫عليك اقتناؤها وإضافتها ملكتبتك لتزيدها ً‬ ‫حتم�اً «لك��ن ال تنس��ى أن تتجهز بعلب��ة من املناديل الورقية « ‬ ‫إعداد ‪ :‬جود‬

‫‪22‬‬


‫م��ا منس��مع غ�ير ورش��ات و مؤمت��رات و لق��اءات و تي��ارات و دع��وات و‬ ‫و و ‪...‬اخل ‪ ,‬و مناقش��ات عن ممثلي الثورة الس��ورية و « نش��طاء « قال‬ ‫سيدي « نشطاء «‪ ...‬و ما بتالقي غري عم يتصورا و يوزعوا ابتسامات‬ ‫بك��م كب�ير م��ن الصور لتحقي��ق نتائج هائلة بـ الالي��كات !!! و كأن‬ ‫الثورة جنازة حاملينها و ماشيني فيها من حمل حملل بيبكوا عليها‬ ‫وعلى بوزات بقاا و الش��عب قاعد ما عم يلحق دفن ش��هداء و مداواة‬ ‫جرح��ى و تأم�ين م��أوى ال��و مل��ا بينتق��ل م��ن حم��ل للتان��ي هرب��ان من‬ ‫القص��ف و امل��وت ‪ ,‬م��ن النظ��ام و ميليش��ياتو‪ ...‬و مل��ا مننتظ��ر نتيج��ة‬ ‫هاإلجتماع��ات التارخيي��ة منالق��ي كل واح��د م��ن َ‬ ‫املؤتري��ن وال‬ ‫ح��رف و م��ا ح��دا عندو ش��ي حيكيه ‪.‬‬ ‫ليش يا ترى ؟؟ ألنو و ببس��اطة فاقد الش��يء ال يعطيه ‪ ,‬هؤالء اللي‬ ‫عب��وا الدني��ا مبؤمتراته��م ه��ون و ه��ون ل��و بيعرفوا الث��ورة أو احلرية‬ ‫ش��و بدها كانوا عملوا ش��ي من زمان أكرت من جمرد التنظري من‬ ‫ما وراء البحار على شعب صار عم حيسب لقمة عيشو باليوم عسى‬ ‫أن يصحى تاني يوم يالقي ش��ي يعيش فيه ‪.‬‬ ‫بصراح��ة ‪...‬ألن��و الل��ي بيحاول يتس��لق ع الثورة ما بيعرف ش��و يعين‬ ‫ثورة ما رح يعرف أنو الثورة تس��قط مجيع الكذابني و املتس��لقني و‬ ‫املتملقني ‪ ...‬فيا أيها املتس��لقني أنتم س��اقطني باملعية مع كل ظامل‬ ‫و قاتل و الثورة هلا ممثلني وحيدين هـــ��م ‪...‬‬ ‫الشهداء ‪ ..‬و فقط الشهداء‬ ‫ ‬ ‫و جاي النصر و جاي احلرية‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫‪21‬‬


‫أمحد الشقريي‬ ‫قال ‪ :‬هل حزنت ملوت أمحد زكي ؟!‬ ‫قلت ‪ :‬نعم ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬وكيف حتزن على رجل جاهر باملعصية يف أفالمه؟‬ ‫قل��ت ‪ :‬م��رت جن��ازة عل��ى رس��ول اهلل «صل��ى اهلل علي��ه وس��لم»‬ ‫فوق��ف هل��ا ‪ ..‬فق��ال الصحاب��ة ‪ :‬إنه��ا جن��ازة يه��ودي ‪ .‬فق��ال‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم ‪ :‬أليست نفساً ؟ ‪ ..‬و أنا أقول لك تأسياً‬ ‫حببي�بي رس��ول اهلل ‪ :‬أليس��ت نفس�اً ؟؟‬ ‫قال ‪ :‬هؤالء الفنانون والفنانات إىل جهنم وبئس املصري ‪.‬‬ ‫قلت ‪ :‬أعوذ باهلل ‪ ..‬هل تتأىل على اهلل ؟ أمل تعلم أن الرس��ول‬ ‫حدث أن رج ً‬ ‫ال قال ‪ :‬واهلل ال يغفر اهلل لفالن فرد اهلل سبحانه‬ ‫وتع��اىل فق��ال ‪ :‬م��ن ذا ال��ذي يتأىل علي أال أغفر لفالن فإني‬ ‫ق��د غف��رت لف�لان وأحبط��ت عملك ‪ .‬فاح��ذر أن تتفوه بكالم‬ ‫حيبط عملك !‬ ‫قال ‪ :‬كيف يغفر اهلل ألمثال هؤالء الذين ضلوا فأضلوا ‪.‬‬ ‫قلت ‪ :‬يغفر إن شاء ‪ ..‬وهو قادر ‪ ...‬فهو الغفور الرحيم الودود‬ ‫‪ ..‬فع��ال مل��ا يري��د ث��م ما يدري��ك ‪ ...‬أكنت معه و هو يف فراش‬ ‫امل��رض ! ألي��س م��ن املمك��ن أن يك��ون ق��د تاب توب��ة بينه وبني‬ ‫اهلل غف��رت ل��ه كل ذنوب��ه م��ن أوهل��ا إىل آخره��ا ؟ ألي��س م��ن‬ ‫املمك��ن أن يك��ون ل��ه عم��ل ص��احل ال يعلم��ه كثري م��ن الناس‬ ‫يش��فع ل��ه يف ق�بره ؟ أال تعل��م قص��ة البغ��ي ال�تي غف��ر اهلل هل��ا‬ ‫ألنها س��قت كلباً ؟‪.‬‬ ‫ق��ال ‪ :‬عل��ى كالم��ك هذا خالص ؛ الن��اس يرتكبون املعاصي‬ ‫ثم يقولون ‪ :‬إن اهلل غفور رحيم ‪.‬‬ ‫قل��ت ‪ :‬مل نق��ل ذل��ك ف��رق ب�ين تعام��ل العاص��ي م��ع رب��ه‬ ‫وتعامل الناس مع العاصي ‪ ..‬العاصي ينبغي أن يقس��و على‬ ‫نفس��ه ويؤنبه��ا وحياس��بها ط��وال الوق��ت ‪ ..‬أم��ا تعام��ل الن��اس‬ ‫مع العاصي فينبغي أن يكون تعامل رمحة وعطف وشفقة‬

‫‪ ..‬كم��ا كان احلبي��ب صل��ى اهلل علي��ه وس��لم يتعام��ل م��ع‬ ‫املخطئ�ين و العص��اة ‪ ...‬أمل يأت��ه ش��ارب مخ��ر فق��ال رج��ل‬ ‫‪ :‬الله��م إلعن��ه م��ا أكث��ر م��ا يؤت��ى ب��ه ‪ ...‬فق��ال الرس��ول ‪ « :‬ال‬ ‫تلعن��وه فإن��ه حي��ب اهلل ورس��وله « ‪ -‬س��بحان اهلل تأمل يا أخي‬ ‫كيف أن الرس��ول أثبت لش��ارب مخر حمبة اهلل و رس��وله !‬ ‫‪ ...‬فأي��ن أن��ت م��ن هذه احلكم والعرب وملاذا تكتفي أن تتأس��ى‬ ‫برس��ول اهلل يف اللحي��ة وامللب��س فق��ط ث��م ال تتأس��ى ب��ه يف‬ ‫الرمح��ة و يف األخ�لاق ويف كيفي��ة التعام��ل مع خلق اهلل !‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬أتهزأ من حلييت ؟‬ ‫قل��ت ‪ :‬حاش��ا هلل أن نه��زأ م��ن س��نة ع��ن رس��ول اهلل «صل��ى اهلل‬ ‫عليه وسلم» ولكين أقول لك أن تقتدي برسول اهلل يف كليته‬ ‫وال تأخ��ذك أم��ور املظه��ر فتف��رح بها وتش��غلك وتنس��يك عن‬ ‫أمور الباطن ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬أص ً‬ ‫ال اللحية واجب وليست سنة !!‬ ‫قل��ت ‪ :‬ي��ا أخ��ي حت��ى ل��و ه��ي واجب��ة فلي��س موضوعن��ا هن��ا‬ ‫اللحي��ة ‪ ,‬ب��ل أم��ر أك�بر م��ن ذل��ك و أعم��ق ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬أتدعي أن يف الدين أموراَ ثانوية وليست عميقة ؟‬ ‫قل��ت ‪ :‬ال ح��ول وال ق��وة إال ب��اهلل ‪ ..‬ش��كلك ال تري��د احل��وار‬ ‫وإمنا الشجار ‪ ..‬فامسح لي أن أستأذن فمن الواضح اختالف‬ ‫األولوي��ات ل��دى كل من��ا ‪ ..‬ولن��ا جلس��ة يف وقت آخر إن ش��اء‬ ‫اهلل ‪.‬‬ ‫ق��ال ‪ :‬ب��ل أن��ا ال��ذي أس��تأذن ف�لا ينبغ��ي ل��ي أن أجال��س حليق‬ ‫اللحي��ة مثلك !‬ ‫قلت جزاك اهلل خرياً‬ ‫ومضى كل منا يف سبيله‪....‬‬ ‫( حوار وهمي ) ‪ ...‬اللهم اغفر للمس��لمني واملس��لمات األحياء‬ ‫منهم واألموات ‪ ...‬ألنك عفو غفور رحيم ‪...‬سبحانك‬

‫‪24‬‬


‫للموت ذاكر ٌة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫فمن يسهو‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫(القصري)‪.‬‬ ‫ومن يرثي الكال َم إىل‬ ‫ري ً‬ ‫ُ‬ ‫بارقة‪،‬‬ ‫وطن اجلراح يث ُ‬ ‫ْ‬ ‫الضمري‪.‬‬ ‫ات كي يصحو‬ ‫من األ ّن ِ‬ ‫ُ‬ ‫واحلرائق والضحايا‪،‬‬ ‫وجع تف ّت ُت ُه املناظ ُر‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫القتيل حم ّر ٌر‪،‬‬ ‫والثبات هنا‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫يستجري‪.‬‬ ‫أصبح‬ ‫والقاتل املأجو ُر واملوتو ُر‬ ‫َ‬ ‫للحلم معجز ٌة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫هنا ُ‬ ‫ارض(القصري)‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫للحقيقة يا لقيطاً ‪،‬‬ ‫انتهاك‬ ‫أي‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫أنت يف التكوين مسعو ٌر ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫خديعة ‪،‬‬ ‫كفاك‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫الصغري‪.‬‬ ‫أي ادّعا ٍء أ ّيها القز ُم‬ ‫ُ‬ ‫والشجاعة واملروء ِة يف القصري‪،‬‬ ‫صوت الرباء ِة‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫اإلنسان ‪،‬‬ ‫يناش ُد‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫حقري ‪.‬‬ ‫ذل‬ ‫واإلنسان يف ٍّ‬ ‫ضحكة األوال ِد ‪،‬‬ ‫يا خائفاً من‬ ‫ِ‬ ‫قوس الضفري ِة ‪،‬‬ ‫من ِ‬ ‫ليل الدما ِء ‪،‬‬ ‫من غنا ِء‬ ‫احللم يف ِ‬ ‫ِ‬ ‫هات إىل السما ِء ‪،‬‬ ‫ومن دعا ِء ّ‬ ‫األم ِ‬

‫‪23‬‬

‫ُ‬ ‫اإلصرار يا صخر الصمو ِد ‪،‬‬ ‫مدينة‬ ‫ِ‬ ‫ال ختايف من ْ‬ ‫أجري‪.‬‬ ‫للحلم معجز ٌة ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫(القصري) ‪.‬‬ ‫هنا شعب‬ ‫رب يا َ‬ ‫ملك الوجو ِد ‪،‬‬ ‫يا ُّ‬ ‫السكوت ‪،‬‬ ‫صدر‬ ‫ِ‬ ‫نداؤنا املقمو ُع يف ِ‬ ‫َ‬ ‫سواك ليس لنا ‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫أجب ‪،‬‬ ‫صرب أسري ‪.‬‬ ‫لتض ّر ِع‬ ‫ِ‬ ‫األطفال يف ٍ‬ ‫َ‬ ‫سقط القنا ُع ‪،‬‬ ‫ممانع‬ ‫مقاو ٌم ‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫املسحوق‬ ‫املقهور‬ ‫األعزل‬ ‫ضد الربي ِء‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫النمري ‪.‬‬ ‫مت يا أ ّيها اخلنزي ُر يف أرض‬ ‫من َ‬ ‫إن َ‬ ‫قال َّ‬ ‫املوت ينهكنا ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫موت ْ‬ ‫ينري ‪.‬‬ ‫فبعث ِّ‬ ‫احلر من ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫يصري ‪.‬‬ ‫بإميان‬ ‫احلقوق‬ ‫نيل‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫للحلم معجز ٌة ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫(القصري)‬ ‫حلم‬ ‫هنا ُ‬ ‫شعر‪:‬أمحد جنيدو‬


‫الفنان أيهم مجعة‬

‫إ ‪ .‬ب حاهل��ا كح��ال نس��اء الجئ��ات كث��ر‪ ...‬وثق��ت بهذا‬ ‫الش��خص ألنه س��وري ‪ ,‬ألنها حباجته ‪ ...‬وحبالة يرثى‬ ‫هل��ا ‪ ,‬وكان��ت فرح��ة ج��داً بأن��ه سيس��اعدها ‪ ,‬لذل��ك مل‬ ‫تس��أل ع��ن التفاصي��ل أب��داً ‪ ,‬ومل تس��أل ع��ن املقاب��ل و(‬ ‫الغري��ئ بيتعأل بئش��ة )‬ ‫واملدعو أ ‪ .‬ق مثله مثل سوريني كثر هنا يف مصر ويف‬ ‫غريه��ا مم��ن يقومون بأعمال فردية أو بعمل مجعيات‬ ‫خريي��ة حت��ت اس��م اإلغاث��ة ‪ ...‬وتق��وم بس��رقة كل‬ ‫التموي��ل ال��ذي يأتيه��ا من منظمات عاملية وإنس��انية ‪...‬‬ ‫املدع��و أ ‪ .‬ق س��تجدونه يف كل م��كان في��ه الجئ��ون‬ ‫س��وريون ‪ ...‬لي��س بالض��رورة هذا االس��م ‪ ...‬وإمنا هناك‬ ‫عدد كبري من السوريني الذين يعملون نفس العمل ‪...‬‬ ‫وبطريقة ذكية تس��تدرج عقول وعواطف الس��وريني‬ ‫احململ�ين جبراحه��م واملث ّقل�ين بهمومه��م ‪...‬‬ ‫الالجئ�ين ّ‬ ‫وحبج��ة أن��ه س��وري يش��فق على حال الس��وريني ‪...‬‬

‫أش��عر بأس��ف ش��ديد عل��ى احل��ال ال�تي وصلن��ا إليه��ا ‪...‬‬ ‫وعل��ى الث��ورة ال�تي بدأناه��ا بكلم��ة واح��دة ‪ ...‬و به��دف‬ ‫واح��د ‪ ,‬وصلن��ا لزم��ن نطع��ن بعضن��ا البع��ض ونس��تغل‬ ‫بعضن��ا البع��ض ونقت��ل بعضن��ا البع��ض ‪...‬‬ ‫هن��اك أش��خاص مصري��ون متكفل��ون مبس��اعدة األس��ر‬ ‫الس��ورية ‪ ,‬وهن��اك س��وريون متكفل��ون بس��رقة ه��ذه‬ ‫األس��ر ‪.‬‬ ‫ضاع��ت مبادئن��ا وضاع��ت أهدافن��ا ‪ ...‬اعذرون��ي ‪ ...‬حت��ى‬ ‫الث��ورة ضاع��ت ‪ ...‬ولك��ن ب��دل أن نرف��ع راي��ة النص��ر ‪...‬‬ ‫حن��ن اآلن نرف��ع راي��ة الفش��ل ‪....‬‬ ‫واح��د بس��وريا عم يس��رق ن��ص لقميت ببل��دي ‪ ,‬والتاني‬ ‫عم يس��رقلي ياها بغربيت ‪...‬‬ ‫يا حيف ‪ ...‬ضاعت سوريا‬

‫بقلم ‪ :‬حممد الشام‬

‫‪26‬‬


‫عندما تصبح الوطنية مصدر دخل « يكثر الوطنيون «‬ ‫كان ع��اراً علين��ا وخمزي�اً لن��ا أن جنلس مبجلس عزا ِء‬ ‫إلح��دى الالجئ��ات الس��وريات يف مصر ‪ ....‬وذلك بس��بب‬ ‫موت هذه الالجئة ال لقّلة إمياننا بقضاء اهلل وقدره ‪....‬‬ ‫�أم أعيننا هلذه األس��باب ال�تي أدت إىل‬ ‫وإمن��ا لرؤيتن��ا وب� ِ‬ ‫وفاته��ا وعجزن��ا الكام��ل ع��ن حّلها ‪ ,‬و وق��وف مجيع من‬ ‫عما يقال ‪,‬‬ ‫يرى الباطل مكتويف األيدي مغلقي اآلذان ّ‬ ‫وعط��ول ع��م نقول (اللي فينا بك ّفينا)‬ ‫« األم الش��هيدة « ‪ :‬دعون��ا نطل��ق عليه��ا اس��م الش��هيدة‬ ‫بيننا وبني أنفس��نا ‪ ,‬وعلمها يبقى عند اهلل ‪ ,‬استش��هدت‬ ‫بعد خطأ طيب يف إحدى مشايف القاهرة وهي يف حالة‬ ‫والدة ‪ ...‬وبسبب تقصري كبري من األطباء ‪ ...‬وطلبهم‬ ‫للنق��ود وبطاق��ة اللج��وء التابعة لألم��م املتحدة قبل أن‬ ‫يتو ّل��وا أم��ر هذه املرأة الس��ورية احلام��ل طبعاً ذلك بعد‬ ‫مشاف حتى وافقوا على استقباهلا‬ ‫أن مت نقلها إىل عدة‬ ‫ٍ‬ ‫يف إحداه��ا بع��د أن أصابه��ا نزي� ٌ‬ ‫�ف ح��اد ‪...‬وافته��ا املني��ة‬ ‫بعدم��ا وضع��ت وليدته��ا مباش��ر ًة ‪ ...‬وه��ا هي ابنتها ش��ام‬ ‫تنع��م باحلي��اة اآلن ‪ ...‬ولك��ن بع��د ماذا ؟!!!‬ ‫« أم البن��ت الش��هيدة « ‪ :‬ه��ي احلال��ة الثاني��ة اليت رأيناها‬ ‫أمامنا يف مدينة القاهرة ‪ ...‬كانت حالتها املادية صعبة‬ ‫ج��داً ‪ ...‬وزوجه��ا م��ع املرابط�ين يف س��وريا ‪ ...‬زرناه��ا يف‬ ‫إح��دى امل��رات من��ذ ثالث��ة أش��هر بني��ة مس��اعدتها م��ن‬ ‫قب��ل أح��د األطب��اء املصري�ين ‪ ...‬اصطحبن��ا إليه��ا أح��د‬ ‫املتربع�ين الس��وريني املدع��و ‪ :‬أ ‪ .‬ق ‪ ...‬فه��و مع��روف يف‬ ‫مص��ر بأن��ه يت�برع م��ن تلق��اء نفس��ه وب��دون أي مقاب��ل‬ ‫ملس��اعدة الس��وريني ‪ ...‬وخاص��ة يف مدين��ة الس��ادس من‬ ‫أكتوبر القريبة من القاهرة ‪ ...‬الس��يد أ‪ .‬ق اصطحبنا‬

‫‪25‬‬

‫إىل ع��دة من��ازل للس��وريني ‪ ...‬وكان وضعه��م مزري �اً‬ ‫جداً ‪ ...‬إحدى العائالت من مدينة نوى يف درعا ‪ ...‬كلهم‬ ‫نس��اء ‪ ...‬تقريب��ا حوال��ي ال‪ 15‬ام��رأة ‪ ...‬والباق��ي أطفال ‪...‬‬ ‫ومعه��م ش��اب معاق جس��دياً وعقلياً عاف��اه اهلل ‪ ...‬عندما‬ ‫رأون��ا فرح��وا كث�يراً بقدومنا وخاص��ة عندما أخربهم‬ ‫أ‪ .‬ق بأننا س��نقوم مبس��اعدتهم ‪ ...‬س��جلنا طلباتهم على‬ ‫ورق��ة وخرجن��ا ‪ ...‬وكذل��ك األم��ر عند ع��دة عائالت ‪...‬‬ ‫ومنهم أم البنت الشهيدة املدع ّوة إ‪ .‬ب ‪ ,‬غبنا ملدة شهرين‬ ‫ومل نس��تطع تقدي��م إال الع��دد القلي��ل م��ن املس��اعدات‬ ‫هل��ذه العائ�لات ‪ ,‬بع��د ه��ذه الفرتة اصطحب��ت املدعوة إ ‪.‬‬ ‫ب إىل مقر األمم املتحدة يف القاهرة لتسجيلها هناك‬ ‫ه��ي وبناته��ا ‪ ...‬عّله��ا تس��تفيد م��ن املس��اعدات ال�تي تأت��ي‬ ‫منه��ا ‪ ...‬وخاص��ة م��ع وج��ود ابن��ة معاق��ة عمره��ا حوالي‬ ‫اثن��ا عش��ر عام �اً ‪ ...‬بع��د خروجن��ا وقع��ت ه��ذه الطفل��ة‬ ‫عل��ى األرض ‪ ...‬وأخذناه��ا إىل إح��دى املش��ايف ‪ ..‬وبقي��ت‬ ‫يف غيبوب��ة مل��دة ‪ 12‬يوم�اً ‪ ...‬وبعده��ا س�ّلمت أمره��ا لربها‬ ‫ً‬ ‫باكية وبدأت بالدعاء على‬ ‫رمحها اهلل ‪ ...‬انفجرت األم‬ ‫كل م��ن يتاج��ر بدم��اء الس��وريني ‪ ...‬قالت لي باحلرف‬ ‫الواح��د ‪ « :‬ل��ك حنن��ا منس��تاهل بش��ار وأك�تر م��ن بش��ار‬ ‫‪ ....‬ومنس��تاهل كل ش��ي ع��م يص�ير فين��ا ‪ ...‬إلن��و فين��ا‬ ‫ناس أوس��خ من بش��ار نفس��و ‪ ...‬املدعو أ ‪ .‬ق وقت جابكن‬ ‫لعن��دي حاكان��ي قب��ل بوق��ت وقل��ي كل ش��ي بيجيكن‬ ‫مس��اعدات منه��ن ن��ص بن��ص وإال م��ا جببلك��ن ياهن ‪....‬‬ ‫وهي��ك ع��م يعم��ل مع كل العائالت ‪ ....‬اهلل ال يوفقو ‪....‬‬ ‫اهلل ال يرزق��و ‪ ....‬اهلل ينتق��م من��و ويورجين��ا فيه يوم قبل‬ ‫بشار األسد «‬ ‫قمنا مبواساتها وإرجاعها إىل منزهلا وقمنا بالواجب ‪.‬‬


‫قائد بمعنى القيادة‬

‫قائد مبعنى القيادة ‪ .....‬ال مبعنى القوادة قائد ينظر للمسؤولية ال إىل التباهي‬ ‫أعرق الش��عوب يف أعتق األوطان ‪ .‬هنا ‪ ,‬يف ش��عاب قاس��يون حيث اس��تقر الفلك‬ ‫بعد الطوفان‬ ‫ال يس��تطيع القل��ب أن حيي��ا منف��رداً بذات��ه ‪,‬كم��ا ال تس��تطيع بقي��ة أعض��اء‬ ‫اجلس��د االس��تمرار باحلي��اة م��ن دون��ه ‪ ,‬ه��ذا ه��و س��ر حي��اة س��وريا‪.‬‬ ‫س َياح جاؤوا من بلدان حبثاً عن لذة بثمن خبس ال يقدمها سوى جس ٍد أنهكه‬ ‫اجلوع ‪ ,‬هناك من ميارس الرذيلة إلشباع غريزته وهناك مع الفقري‬ ‫خاتشيك ليونيان‬

‫‪28‬‬


‫األسد يحاصر في القن‬

‫املع��روف عن��د الفالح�ين أن الثعل��ب « اب��ن ح��رام « إذا س��طا عل��ى خ��م دج��اج ‪،‬ال‬ ‫يكتف��ي بقت��ل دجاج��ة وأكله��ا ب��ل يعمد إىل قتل ما يس��تطيع من الدجاج ‪ ،‬وال‬ ‫ي�ترك اخل��م إال والدج��اج ب�ين مقت��ول وجم��روح‪ ،‬لك��ن لي��س « كل م��رة تس��لم‬ ‫اجلرة « فعادة ما يقع الثعلب بشر أفعاله‪ ،‬بتنجري مقلب‪ ،‬حيضره له أصحاب‬ ‫الدجاج‪ ،‬وحيش��روه بالقن وعندها « خود مخس��ك بامخاس «‬ ‫بش��ار األس��د‪ ،‬ص��ار في��ه مث��ل الثعل��ب‪ ،‬يقت��ل يف الش��عب الس��وري جمل��رد القت��ل‪،‬‬ ‫فعن��ده كل الس��وريني جم��رد دج��اج‪ ،‬وهذا الس��لوك احليواني ناب��ع من قناعته‬ ‫إن��ه حمص��ور يف الزاوي��ة ‪ ،‬يف ألق��ن ‪ ،‬و أن امل��ارد الس��وري ال��ذي حترر من قمقم‬ ‫بي��ت األس��د ‪ ،‬ل��ن يس��تطيع األس��د وال الضب��ع وال روس��يا وال إي��ران إدخال��ه إىل‬ ‫القمق��م م��رة ثاني��ة « و يا رايح كثر القبايح «‬ ‫ ‬

‫‪27‬‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫أمحد احلاج علي‬


9 30


29



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.