١
ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﺴﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺧﻠﻘﻪ ..ﻣﻌﺠﺰﺓ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﻛﺘﺐ :ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﻋﻨﺎﻧﻲ -ﺍﻟﺜﻼﺛﺎﺀ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻖ - ٩ﺃﻏﺴﻄﺲ ٢٠١١
ﺍﻟﻤﺘﺄﻣﻞ »ﻟﻌﻈﺎﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ« ﻳﺘﺄﻛﺪ ﺃﻧﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﺇﻟﻬﻴﺔ ﻻ ﻧﻈﻴﺮ ﻟﻬﺎ، ﻓﺎﻟﻌﻈﺎﻡ ﻭﺍﻟﻌﻀﻼﺕ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻜﻤﻴﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﻭﺍﻟﺘﺤﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ »70 ﻋﺎﻣﺎً« ﻫﻲ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻋﻤﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻧﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ،ﻓﺎﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﻳﻤﺸﻲ ﻧﺤﻮ »١٩٠٠٠ﺧﻄﻮﺓ ﻳﻮﻣﻴﺎً« ﺃﻱ » ١٢ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮﺍً ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً« ،ﻭﺍﻟﻌﻀﻼﺕ ﺗﺮﻓﻊ ﻳﻮﻣﻴﺎً ﻋﺸﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺃﻃﻨﺎﻥ ﺍﻟﻘﻤﺢ ﻣﺜﻼً ،ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻵﻻﺕ ﺗﺼﺒﺢ ﻏﻴﺮ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻟﻼﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺑﻌﺪ ﺑﻀﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﻣﻬﺎ ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ،ﻟﺬﻟﻚ ﺗﻜﺮﺭ ﺫﻛﺮ »ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ« ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ. ﺗﺄﻣﻠﻮﺍ ﻣﻌﻲ ﻗﻮﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ »ﻭﺍﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﻛﻴﻒ ﻧﻨﺸﺰﻫﺎ ﺛﻢ ﻧﻜﺴﻮﻫﺎ ﻟﺤﻤﺎً .ﻓﻠﻤﺎ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻪ ﻗﺎﻝ ﺃﻋﻠﻢُ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻗﺪﻳﺮ« ﺗﺄﻣﻠﻮﺍ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻲ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ »ﻧﻨﺸﺰﻫﺎ« ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻷﻱ ﻛﻠﻤﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻥ ﺗﺆﺩﻱ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺫﺍﺗﻪ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﺪﻗﺔ ،ﻭﻫﻲ ﻟﻬﺎ ﻣﻌﻨﻴﺎﻥ ﺍﻷﻭﻝ »ﻧﺸﺰ ﺍﻟﺸﻲﺀ« ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺭﻛﺐ ﺑﻌﻀﻪ ﻓﻮﻕ ﺑﻌﺾ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﻧﺴﺞ ﻣﺜﻞ »ﻧﺴﺞ ﺍﻟﺜﻮﺏ«. ﻫﻜﺬﺍ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﺍﻟﻤﺒﺪﻉ ﺍﻟﻤﺼﻮﺭ ﻟﻨﻜﺘﺸﻒ ﺃﻥ »ﺍﻟﻬﻴﻜﻞ ﺍﻟﻌﻈﻤﻲ« ﺁﻳﺔ ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻢ ﺍﻟﻬﻨﺪﺳﻲ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺍﻟﺮﺍﺋﻊ ،ﻓﺎﻟﻌﻈﺎﻡ ﻫﻲ ﺍﻟﻬﻴﻜﻞ ﺍﻟﻔﻮﻻﺫﻱ ﻭﺍﻟﺨﺮﺳﺎﻧﻲ ﻟﺠﺴﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻭﺗﺤﻤﻲ ﺃﻋﻀﺎﺀﻩ ﺍﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﺧﻠﻘﻬﺎ ﺍﷲ ﻗﻮﻳﺔ ﻣﺘﻴﻨﺔ ،ﻭﻟﻜﻲ ﻳﺤﻘﻖ ﺍﻟﻤﻬﻨﺪﺱ ﺍﻟﻤﻌﻤﺎﺭﻱ ﺃﻫﺪﺍﻓﻪ ﻭﻳﺘﻢ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻓﺄﻧﻪ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻣﻮﺍﺩ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﺜﻞ »ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ -ﺍﻟﺼﻠﺐ -ﺍﻷﻟﻤﻮﻧﻴﻮﻡ -ﺍﻟﺨﺮﺳﺎﻧﺔ«، ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻴﻜﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﺃﺑﺪﻋﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﺳﻮﻯ »ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ www.facebook.com/asrar.alquran
٢ ﻓﻘﻂ« ﻓﻲ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﻭﺃﺣﺠﺎﻡ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻓﺎﻟﺼﻼﺑﺔ ﻫﻲ ﺃﻫﻢ ﺧﻮﺍﺹ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺗﺤﻤﻲ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻟﺠﺴﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﻓﺎﻟﺠﻤﺠﻤﺔ ﺗﺤﻤﻲ ﺍﻟﻤﺦ ﻭﺍﻟﺪﻣﺎﻍ ،ﻭﺍﻟﻘﻔﺺ ﺍﻟﺼﺪﺭﻱ ﺻﻤﻢ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻘﻮﺱ ﺍﻟﻀﻠﻮﻉ ﻟﺘﺤﻤﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ، ﻭﺍﻟﺮﺋﺘﻴﻦ ،ﻭﺍﻟﻜﺒﺪ ،ﻭﺍﻟﻄﺤﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ،ﻭﺍﻟﻌﻤﻮﺩ ﺍﻟﻔﻘﺮﻱ ﻳﺤﻤﻲ »ﺍﻟﻨﺨﺎﻉ ﺍﻟﺸﻮﻛﻲ« ﺍﻟﻤﻤﺘﺪ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﻭﻟﻮﻻﻩ ﻟﺘﻌﺮﺽ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺨﺎﻉ ﻟﻠﺘﻠﻒ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺍﻟﺴﻘﻮﻁ ﻣﻦ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻗﻠﻴﻞ ،ﻓﺎﻟﻌﻈﺎﻡ ﻫﻲ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ »ﺩﺭﻉ« ﻳﺤﻤﻲ ﺍﻷﻧﺴﺠﺔ ﺍﻟﺮﻗﻴﻘﺔ، ﻋﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﻮﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻨﺪﺳﺔ ﻭﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﻳﻜﻔﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﻓﻲ ﺷﻬﻮﺭ ﺍﻟﺤﻤﻞ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺗﺮﺗﺨﻲ ﻭﺗﻨﻔﺼﻞ ﻗﻠﻴﻼً ﻟﻜﻲ ﺗﺴﻬﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ» ..ﺻﻨﻊ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺗﻘﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ«. ﺇﻋﺠﺎﺯ ﺇﻟﻬﻲ ﻋﺠﻴﺐ: ﺍﻟﻬﻴﻜﻞ ﺍﻟﻌﻈﻤﻲ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻫﻮ ﺁﻳﺔ ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻬﻨﺪﺳﺔ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﺔ ،ﻫﻮ »ﺑﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺓ« ﻭﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ » «206ﻋﻈﺎﻡ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻷﺣﺠﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ، ﻭﻳﺨﻄﺊ ﻣﻦ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻋﻈﺎﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﺠﺮﺩ ﻫﻴﻜﻞ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻷﺧﺮﻯ ،ﺑﻞ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻧﺸﺎﻃﺎً ﻭﺣﻴﻮﻳﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ »ﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺪﻡ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ« ﻃﻮﺍﻝ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﻭﻳﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﻧﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻳﻤﻮﺕ ﻣﺎ ﻳﻘﺮﺏ ﻣﻦ » ١٨٠ﻣﻠﻴﻮﻧﺎً« ﻣﻦ ﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺪﻡ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﺫﻟﻚ ﻓﻮﺭﺍً ،ﻓﺈﺫﺍ ﻋﺠﺰﺕ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻷﻱ ﺳﺒﺐ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺗﻌﺮﺽ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻺﺻﺎﺑﺔ ﺑﻔﻘﺮ ﺍﻟﺪﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻳﻔﻀﻲ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ .ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﺑﺈﻧﺘﺎﺝ »ﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺪﻡ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ« ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺨﻂ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻭﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻌﺪﻭﻯ ﻭﻣﻬﺎﺟﻤﺔ ﺍﻟﻤﻴﻜﺮﻭﺑﺎﺕ ،ﻭﺗﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻮﺳﻔﻮﺭ ﻭﺍﻟﻜﺎﻟﺴﻴﻮﻡ ﻭﺗﻮﺯﻳﻌﻪ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﻡ ﺑﺤﻴﺚ www.facebook.com/asrar.alquran
٣ ﻳﺤﻔﻆ ﺿﺮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻌﻀﻼﺕ ،ﻛﻤﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﻣﺨﺰﻧﺎ ﻟﻠﻐﺬﺍﺀ ﻳﺤﻔﻆ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﻬﻼﻛﻪ ﺇﻟﻰ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﺪﻫﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺰﻻﻟﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ،ﻓﺎﻟﻌﻈﺎﻡ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﻣﻦ ﺩﺑﺮ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺑﺤﻜﻤﺘﻪ . ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻓﻘﻂ ..ﺑﻞ ﺇﻥ ﻣﺘﺎﻧﺔ ﻭﺻﻼﺑﺔ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﺗﺸﺒﻪ »ﺍﻟﺠﺮﺍﻧﻴﺖ« ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻔﻆ ﻭﺗﻘﺪﻡ ﺃﻫﻢ ﺃﺩﻟﺘﻨﺎ ﻟﻺﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻤﻜﻦ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻧﻮﻉ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ،ﻭﺍﻟﺴﻦ ﺑﺎﻟﺘﻘﺮﻳﺐ ،ﻭﺍﻟﺴﻼﻟﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻄﺒﻲ ﻹﻧﺴﺎﻥ ﺗﻮﻓﻲ ﻣﻨﺬ ﺃﻣﺪ ﻃﻮﻳﻞ ،ﻭﺗﺴﺎﻋﺪ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﻋﻠﻰ »ﻛﺸﻒ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ« ﻭﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺇﺻﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻘﺘﻞ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻨﻪ »ﺩ .ﻭﻳﻠﺘﻮﻥ ﻛﺮﻭﺟﻤﺎﻥ« ﺃﺳﺘﺎﺫ ﻋﻠﻢ ﻭﺻﻒ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺑﻨﺴﻠﻔﺎﻧﻴﺎ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺍﺷﺘﻬﺮ ﺑﻤﻬﺎﺭﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻘﺼﺎﺀ ﻭﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﻓﺄﻃﻠﻘﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ »ﻣﺨﺒﺮ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ« ﺣﻴﺚ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻠﻘﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﻘﺘﻞ ،ﻭﺃﻱ ﺳﻼﺡ ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ،ﻭﻋﻤﺮ ﺍﻟﻘﺘﻴﻞ ،ﻭﺃﻱ ﺯﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﻓﻴﻪ ..ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﺎﻟﻌﻈﺎﻡ ﻫﻲ ﺃﻛﺜﺮ »ﺁﺛﺎﺭ« ﺍﻟﺠﺴﻢ ﺑﻘﺎﺀً، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ »ﺷﻜﺴﺒﻴﺮ« ﻣﺤﻘﺎً ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻝ »ﺇﻥ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺒﺮ ﻭﺗﺪﻓﻦ ﻓﻲ ﻋﻈﺎﻣﻬﻢ ﻭﺗﻈﻞ ﺑﺎﻗﻴﺔ« ،ﻓﺎﻟﻌﻈﺎﻡ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺎﻋﺪﺕ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ ﻭﻧﺸﺄﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ. ﻋﻈﺎﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ..ﺑﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺓ: ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺤﻖ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ »ﻭﺿﺮﺏ ﻟﻨﺎ ﻣﺜﻼً ﻭﻧﺴﻲ ﺧﻠﻘﻪ ﻗﺎﻝ ﻣﻦ ﻳﺤﻴﻲ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﻭﻫﻲ ﺭﻣﻴﻢ .ﻗﻞ ﻳﺤﻴﻴﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺸﺄﻫﺎ ﺃﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻭﻫﻮ ﺑﻜﻞ ﺧﻠﻖ ﻋﻠﻴﻢ«، »ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺃﺀﺫﺍ ﻛﻨﺎ ﻋﻈﺎﻣﺎً ﻧﺨﺮﺓ« ..ﻭﺁﻳﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺗﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺎﺩﺭٌ www.facebook.com/asrar.alquran
٤ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ،ﻓﺎﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻄﻰ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻟﻠﻌﻈﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻟﺘﺌﺎﻡ ﻭﺍﻣﺘﺼﺎﺹ ﻭﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﺼﺪﻣﺎﺕ ،ﻓﺎﻟﻌﻈﺎﻡ ﺫﺍﺕ ﻗﻮﺓ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺄﻋﻤﺎﻝ ﻏﻴﺮ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻘﻔﺰ ﺑﺎﻟﺰﺍﻧﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺘﻬﺸﻢ ﺇﻟﻰ ﺷﻈﺎﻳﺎ ،ﺑﻞ ﺇﻥ ﻋﻈﺎﻡ »ﻓﺨﺬ« ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﺿﻐﻂ » ١٥٠٠ﻛﻴﻠﻮ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺣﺔ ٥,٢ﺳﻢ «٢ﻭﻗﺖ ﻭﺻﻮﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻦ ﻗﻔﺰﺗﻪ. ﻭﺗﺘﺠﻠﻰ ﻋﻈﻤﺔ ﺍﷲ ﻓﻲ ﺧﻠﻖ »ﻋﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﻗﻴﻦ ﻣﺠﻮﻓﺔ ﻭﻣﻔﺮﻏﺔ« ﻟﺘﻘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﻞ ﺛﻘﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺳﻴﺮﻩ ﺃﻭ ﻗﻔﺰﻩ ﻭﻫﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﻭﺯﻧﺎً ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻭﺯﻥ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺃﺿﻌﺎﻓﺎً ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻧﺸﺎﻫﺪﻩ ﻓﻲ ﺭﺍﻓﻌﻲ ﺍﻷﺛﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﻴﻦ، ﻭﻣﻤﺎ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻠﺨﺸﻮﻉ ﺃﻣﺎﻡ ﺣﻜﻤﺔ ﺍﷲ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺰﻥ » ٦٩ﻛﺠﻢ« ﻳﺒﻠﻎ ﻭﺯﻥ ﻋﻈﺎﻣﻪ » ١٣ﻛﺠﻢ ﻓﻘﻂ« ،ﻭﺇﺫﺍ ﻗﻮﺭﻥ ﻭﺯﻥ ﺃﺳﻴﺎﺥ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﻓﻨﺠﺪ ﺃﻧﻪ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻤﻘﺪﺍﺭ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻭ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻭﺯﻧﻬﺎ! ﻣﻦ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﷲ ﻭﻟﻄﻔﻪ ﺑﻌﺒﺎﺩﻩ ﺃﻧﻪ ﺳﻬﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ »ﺍﻟﺘﺌﺎﻡ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ« ﻋﻨﺪ ﻛﺴﺮﻫﺎ ،ﻓﻠﻮ ﻗﺮﺑﻨﺎ ﻃﺮﻓﻲ ﺍﻟﻌﻈﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺴﻮﺭﺓ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺃﺧﺼﺎﺋﻲ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﻓﺄﻧﻬﻤﺎ ﻳﻠﺘﺤﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﻀﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ،ﺛﻢ ﻳﻤﺘﺺ ﺧﻼﻳﺎ ﺍﻟﻌﻈﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﺤﺎﻡ ﻭﺗﺒﻨﻲ ﻋﻈﻤﺎً ﺟﺪﻳﺪﺍً ﻻ ﻳﻘﻞ ﻣﺘﺎﻧﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻈﻢ ﺍﻷﺻﻠﻲ ﻭﻫﺬﻩ ﻫﻲ »ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ« ﻻﻟﺘﺌﺎﻡ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﻛﻤﺎ ﻳﺮﺩﺩ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﻲ »ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ« ﻻﻟﺘﺌﺎﻡ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ،ﻭﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﷲ ﻓﺈﻥ ﺍﻻﻟﺘﺌﺎﻡ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻟﻠﻌﻈﺎﻡ ﻳﺒﺪﺃ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻟﻜﺴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻭﺑﺘﺨﻄﻴﻂ ﺇﻟﻬﻲ ﺑﺪﻳﻊ. ﻭﻳﻨﺘﺸﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻵﻥ »ﺑﻨﻮﻙ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺠﻤﺪﺓ« ﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻔﺔ ﻟﻴﻈﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﻤﻞ ﻭﺟﻪ ،ﻭﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﺨﻼﻕ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺗﻌﻮﺩ www.facebook.com/asrar.alquran
٥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﻴﺘﺔ ﻭﺗﺠﺮﻱ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﻭﺗﻨﻤﻮ ﻭﺗﻜﺒﺮ ﻭﺗﺆﺩﻱ ﻭﻇﻴﻔﺘﻬﺎ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻛﺎﻣﻠﺔ ،ﻭﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﻴﺘﺔ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻱ ﺗﺪﺧﻞ ﺧﺎﺭﺟﻲ ،ﺑﻞ ﻫﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﺗﺠﺮﻱ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ،ﻭﺗﻈﻞ ﺗﻌﻴﺶ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻃﻮﺍﻝ ﺣﻴﺎﺗﻪ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻪ »ﺑﻨﻮﻙ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ« ﻟﺤﻔﻈﻬﺎ ﻭﻧﻘﻠﻬﺎ ﻟﻠﻤﺤﺘﺎﺟﻴﻦ. ﺃﻻ ﻳﺨﺠﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻮﻫﻢ ﻭﻳﻈﻦ ﺧﻄﺄً ﻭﻳﺘﺴﺎﺀﻝ ﻓﻲ ﺳﺬﺍﺟﺔ ﻭﺳﻄﺤﻴﺔ ﻭﻳﺴﺘﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ »ﻳﺠﻤﻊ ﻋﻈﺎﻣﻪ« ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ!! »ﺃﻳﺤﺴﺐ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻟﻦ ﻧﺠﻤﻊ ﻋﻈﺎﻣﻪ .ﺑﻠﻰ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻧﺴﻮﻯ ﺑﻨﺎﻧﻪ« ﺻﺪﻕ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ.
www.facebook.com/asrar.alquran