الأمن المائي: الإستراتيجية المائية في الجزائر

Page 1

‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫األمن المائي ‪ :‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪.‬‬

‫الكاتب ‪:‬‬ ‫عبد الرحمن ديدوح‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫رقم التسجيل ‪ :‬المركز الديمقراطي العربي‬ ‫‪VR 33530. B‬‬ ‫عبد الرحمن ديدوح‬ ‫األمن المائي ‪ :‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‬

‫الطبعة األولى ‪2017‬‬

‫جميع حقوق الطبع محفوظة‪ :‬للمركز الديمقراطي العربي‬

‫ال يسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب أو اي جزء منه أو تخزينه في نطاق إستعادة‬

‫المعلومات أو نقله بأي شكل من األشكال‪ ،‬دون إذن مسبق خطي من الناشر ‪.‬‬ ‫برلين‪ -‬ألمانيا ‪.‬‬

‫‪All rights reserved‬‬ ‫‪No part of this book may by reproducted. Stored in a retrieval‬‬ ‫‪System or tansmited in any form or by any meas without prior‬‬ ‫‪Permission in writing of the publishe‬‬

‫الناشر‪ :‬المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية والسياسية واالقتصادية‬ ‫‪Germany:‬‬ ‫‪Berlin 10315 Gensinger Str: 112‬‬ ‫‪Tel: 0049-Code Germany‬‬ ‫‪030- 54884375‬‬ ‫‪030- 91499898‬‬ ‫‪030- 86450098‬‬ ‫‪mobiltelefon : 00491742783717‬‬ ‫‪E-mail:diploma@democraticac.de‬‬ ‫‪P.hD candidate: Ammar Sharaan‬‬ ‫‪Chairman ” Democratic German Center‬‬

‫‪2‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫األمن المائي ‪ :‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪.‬‬ ‫الكاتب ‪:‬‬ ‫عبد الرحمن ديدوح‬

‫المركز الديمقراطي العربي‬ ‫للدراسات اإلستراتيجية والسياسية واالقتصادية‬

‫‪3‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫المركزالعربي الديمقراطي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫اإلهــــــــداء‬ ‫إلى روح والدي الساكنين تحت الثرى رحمهما هللا ‪.‬‬ ‫إلى من ساندتني وخطت معي خطواتي ويسرت علي الصعاب زوجي‬

‫العزيزة التي عانت معي الكثير في حضوري وغيابي‪....‬‬

‫إلى زهراتي وف لذات ق لبي أبنائي وبناتي ‪..‬حفدتي وأسباطي‪.‬‬

‫إلى أساتذتي األف اضل وأهل الفضل علي من الزير إلى الحصير إلى‬

‫مق اعد الجامعة والذين غمروني بالحب والتقدير والنصح واإلرشاد‪.‬‬ ‫إلى كل عائلتي وأقربائي وأصدق ائي ‪.‬‬

‫إلى كل الذين ينبذون التبذير واإلسراف ويحاربون استنزاف‬ ‫وهدر المياه وتلوثها و يعتبرونها مادة استراتيجية عليها تقوم الحياة‬ ‫والبق اء للبشرية جمعاء‪..‬‬

‫إلى هؤالء جميعا أهدي ثمرة جهودي و عملي المتواضع‪...‬سائال هللا‬

‫العلي القدير أن يعيننا ويمدنا بتوفيقه أجمعين‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫مقدمة‪:‬‬ ‫إن أهم ما يتميز به الوقت المعاصر تصارع األفكار و اآلراء وظهور االزمات‬

‫االقتصـادية واالجتماعية و تشابك القضايا و المسائل و اختالف المصالح و المطامع‬

‫و تزاحم األهداف و الوقائع التي لم تعهدها البشرية من ذي قبل فتشعبت المشكالت‬

‫اإلنسانية و اتسع نطاقها و ضربت جذو ار عميقة في أرض األحداث التي مست الحياة‬ ‫الصناعية و التجارية و االجتماعية و األمن من الداخلي و الخارجي‪ .‬فالعالم يعاني من‬ ‫أزمات عدة متعددة األشكال و االوجه منها األزمة في المصادر المائية الصالحة للشرب و‬

‫االستخدامات المختلفة‪.‬فهناك مناطق في العالم تعاني من نقص كمية المياه العذبة بينما‬ ‫تعاني أخرى من مشكلتي الكم و النوع‪.‬‬

‫ومن المؤكد أن المساحات الشاسعة من األراضي في العالم العربي والتي تبلغ ‪ 14‬مليون‬

‫كلم‪ 2‬تشمل على ماليين من الهكتارات الصالحة للزراعة إذا توفر لها عنصر المياه الالزم‬ ‫والضروري علما أن العالم العربي يستورد ما يقارب ‪ %600‬من حاجياته قمحا‪.‬‬

‫هذه المساحة ‪ 14‬مليون كلم‪ 2‬والتي تعادل ‪ %09‬من إجمالي مساحة العالم منها ‪198‬‬

‫مليون هكتار قابلة للزراعة يزرع منها حاليا ‪ 47‬مليون هكتار فقط وان إجمالي موارد المياه‬

‫العذبة في الوطن العربي يبلغ ‪ 363.5‬مليارم‪ 3‬مقسمة كالتالي‪:‬‬

‫‪ -1‬موارد مياه تقليدية وتقسم إلى موارد مياه متجددة تبلغ كميتها ‪ 338‬مليار م‪ 3‬منها‬ ‫‪ 296‬مليار م‪ 3‬مياه صالحة سطحية و‪ 42‬مليار م‪ 3‬من مستودعات المياه‬

‫الجوفية‪.‬‬

‫‪ -2‬موارد المياه غير التقليدية وتضم‪:‬‬

‫‪ ‬مياه الصرف المعالج وتبلغ كميتها ‪ 08‬مليارات م‪.3‬‬ ‫‪ ‬المياه المحالة وتبلغ ‪ 2.5‬مليار م‪.3‬‬

‫‪ -‬فبالنسبة لمياه األمطار فإن معظم أراضي العالم العربي تقع في المنطقة القاحلة‬

‫وشبه القاحلة يقل التساقط فيها عن ‪ 250‬ملم‪/‬سنويا وتبلغ أكبر كميات األمطار نحو ‪1500‬‬ ‫ملم‪/3‬سنويا على مرتفعات اليمن ولبنان وسوريا والجزائر والمغرب األقصى وتبلغ أقل كمية‬ ‫مياه األمطار نحو ‪05‬ملم‪/‬سنويا على مناطق شمال السودان وجنوب مصر وليبيا والصومال‬ ‫وجيبوتي‪.‬‬

‫المنظور التاريخي و السياسي ألزمة المياه و أسبابها ‪:‬‬

‫‪6‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫إذا كان النفط والغاز الطبيعي من مسببات الصراع وأسباب األزمة في العالم العربي‬

‫فال ريب أن مسألة األمن المائي في هذا الوطن يدخل ضمن هذا الحديث ولعل الموضوع‬ ‫أكثر أهمية من مسألة النفط والغاز الطبيعي الذي بدأت بوادر نضوبه تلوح في‬

‫األفق‪....‬فالماء كعنصر للوجود لكل الكائنات وعنصر البقاء واالستم اررية للبشرية جمعاء من‬ ‫أهم الدوافع التي جعلت العالم العربي بحاجة إلى االهتمام به وايالئه األهمية القصوى ضمن‬ ‫إستراتيجياته علما أن منابع المياه العربية عموما تقع خارج الخريطة العربية وأن المياه‬

‫الجوفية والداخلية ال تفي بالحاجيات الفالحية والصناعية والبشرية وان تطور التكنولوجيات‬ ‫في ميدان البحث والتنقيب واالستغالل جعل أزمة المياه في العالم العربي تزداد تفاقما مع‬

‫التزايد المضطر في السكان مما جعل العالم العربي رهين الخارج في ميدان االستغالل‬ ‫واالستعمال للمياه‪.‬‬

‫لقد كانت الموارد المائية والزالت من العوامل األساسية في قوة وغنى الدول ومادام‬

‫توزيع هذه الموارد غير متكافئ عبر العالم فإن االختالف بين الدول سيبقى قائما وأن‬ ‫األطماع ستكون كذلك قائمة‪ ،‬وعلى الدول المالكة للموارد الطبيعية أن تسلك السبل المختلفة‬

‫حتى تكون في منأى من الغزو الخارجي وحتى يتسنى لها ذلك يجب أن تسخر مواردها‬ ‫الطبيعية من أجل التطور والتقدم ولعب دور المسالم في عالم تسوده التوترات واالستف اززات‪،‬‬ ‫والخالصة أن الحتمية الجغرافية تبقى نسبية أمام التقدم العلمي ووجود الحوافز والتحديات‬

‫التي يجب مواجهتها وهذه هي نظرية المؤرخ أرنولدج تويني الذي يقول ' أن الحافز‬ ‫الحضاري يكبر بحسب عداء البيئة‪.1‬‬

‫فالمياه ووفرتها دليل على رفاهية الدولة ومصدر لثرائها وقدراتها الفالحية والصناعية‬

‫وبالتالي بإمكانها أن تكون رهانا سياسيا في يدها ولذلك نرى أن الصراع حولها قد ارتقى من‬

‫صراع حول المراعي والكأل وآبار المياه بين األفراد والجماعات والقبائل ماضيا إلى صراع‬

‫دولي أو ما اصطلح عليه حديثا بحرب المياه‪ 2‬أو حرب العطش‪ .‬إال أن تناقصها وقلتها يعود‬ ‫للعديد من األسباب على المستوى العربي‪:‬‬

‫‪ .1‬مبروك غضبان‪ ،‬المدخل للعالقات الدولية (الجزائر دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة ‪) 2007‬‬ ‫ص‪.275‬‬ ‫‪. Collins Robert.D : The water of the Nile –Hydropolitics and The Jonglei Canel.‬‬ ‫‪1900-1991 Clarendo Press-Oxford 1990.‬‬

‫‪7‬‬

‫‪2‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ -‬التزايد السكاني المرتفع في العالم بالمقارنة مع الماضي نظ ار لتطور أساليب الحياة‬

‫ووفرة العالجات والوقاية من األمراض هذه الظاهرة التي مكنت من الطلب المتزايد على‬ ‫المياه سواء على مستوى االستهالك الفردي أو االستهالك الموجه إلى الفالحة والصناعة‬

‫وغيرهما‪.‬‬

‫‪ -‬إنجاز مشاريع كبيرة 'سدود' على األنهار واألودية بغية توسيع األراضي الزراعية‬

‫والقيام بعمليات االستصالح الفالحي وهذه العملية تتطلب كميات كبيرة من المياه ومن‬

‫الطاقة (مثال في مصر‪ ،‬سوريا‪ ،‬تركيا والجزائر) كما تهدف العملية إلى خلق مناصب شغل‬

‫والقضاء على النزوح الريفي وتثبيت سكنة األرياف الذين زاحموا المدينة‪.‬‬

‫‪ -‬إن اإلفراط في االستثمار قلص من المخزون المائي 'االستثمار الصناعي' وبالتالي‬

‫كان سببا في تناقص المياه الجوفية ومياه األنهار وأدى ذلك إلى إحداث نوع من التخلخل‬

‫البيئي نتيجة التلوث الناجم عن المصانع والنفايات وتناقص حجم التصريف المائي في‬

‫األنهار بسبب إقامة السدود عليها‪.3‬‬

‫‪ -‬فالثروة المائية هي المادة الحيوية األساسية لكل كائن على وجه المعمورة وباألخص‬

‫في األراضي القاحلة والصحراوية حيث انعدامها أو قلتها‪ ،‬وبالتالي فإن السيطرة على هذه‬ ‫الثروة تبقى وتتصدر األولويات عند ساكنة هذه المناطق مما يحدث تدافعا حولها وصراعات‬

‫ونزاعات مستمرة‪.‬‬

‫لقد أصبحت ظاهرة االهتمام باألمن المائي إحدى أولويات كل الدول العربية خاصة‬

‫الجزائر التي فرض عليها الوضع الدولي ضرورة التنسيق بين استراتيجياتها المختلفة‬ ‫العسكرية واالقتصادية واالجتماعية ضمن مخططات محكمة وهادفة بغية تحقيق مصالحها‬ ‫ومن ثم فإن الثروة المائية هي إحدى هذه األساسيات والتي هي جزء هام وجوهري عليها‬

‫استغاللها بالطرق الموزونة‪ " .‬فالدولة المعاصرة ملزمة بشكل أو بآخر بتنسيق أعمالها‬

‫واستعمال ثرواتها الطبيعية وقواها السياسية‪ ،‬االقتصادية واالجتماعية والعسكرية ضمن‬

‫مخطط منظم وهادف إلى تحقيق المصلحة الوطنية "‪ ،‬تعريف اإلستراتيجية للجنرال الفرنسي‬

‫أندريه بوفر‪.‬‬

‫‪ . 3‬محمود فيصل الرفاعي‪ ،‬أهمية استثمار الماء في نهضة الوطن العربي‪ ،‬العلم والتكنولوجيا‪ ،‬مجلة معهد‬ ‫االنتماء العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬العدد ‪ 1989 18-17‬ص ‪.30-11‬‬

‫‪8‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫وخالصة لذلك فإننا ندرك أهمية واقع األمن المائي العربي والذي حددته الخلفية التاريخية‬

‫والسياســية واإلســتراتيجية والــذي يتطلــب مــن الــدول العربيــة منهــا الج ازئــر وضــع اســتراتيجيات‬ ‫لحل هذه المشكلة التي تنخر كيانها وأزمة امتدت فترة طويلة من الزمن وال ازلـت‪ ،‬وأن المنطقـة‬

‫العربيــة بحكــم امتالكهــا للثــروات الباطنيــة والمائيــة ســتكون مســتقبال حلبــة الصـراعات اإلقليميــة‬ ‫والدولية‪ ،‬فالتوترات والصراعات بالمنطقة ‪.‬‬ ‫‪ ‬أهمية الموضوع ومبررات البحث‪:‬‬ ‫يعتبر الماء العنصر الهـام بالنسـبة لكـل الكائنـات منـه خلـق البشـر وبـه تحيـا الكائنـات‬ ‫البشرية والحيوانية والنباتية وحتـى الماديـة وهـو نعمـة أنعـم‬

‫وتعالى "‬

‫بهـا علـى عبـاده فـي قولـه تبـارك‬

‫الذي خلق السماوات واألرض وأنزل من السماء ماء فأخرج بـه مـن الثمـرات رزقـا‬

‫لكم وسخر لكـم الفلـك لتجـري فـي البحـر بـأمره وسـخر لكـم األنهـار وسـخر لكـم الشـم‬ ‫دائبـين وسـخر لكـم الليـل والنهـار وآتـاكم مـن كـل مـا سـألتموه وان تعـدوا نعمـت‬ ‫إن اإلنســان لظلــوم كفــار "‪ 4.‬فالمــاء أســا‬

‫والقمـر‬

‫ال تحصـوها‬

‫بقــاء البش ـرية وقــد كــان ســببا فــي بقــاء الحضــارات‬

‫كالحضارة الفرعونية التي قامـت علـى ضـفاف وادي النيـل والحضـارة الهنديـة التـي قامـت علـى‬

‫نهر الغانج وفي نف‬

‫الوقت نقمة نظ ار للنزاعات والصراعات والخالفات حوله‪.‬‬

‫ونظ ـ ـ ار لمـ ــا يعرفـــه العـــالم مـــن نمـ ــو سـ ــكاني وتوســـع عم ارنـــي وت ازيـ ــد متطلبـ ــات اإلنسـ ــان‬

‫وحاجيات ــه واهتمام ــه بالز ارع ــة والص ــناعة وتط ــور التكنولوجي ــا خاص ــة ف ــي القـ ـرنيين األخيـ ـرين‬

‫أصبح الماء ضرورة للحياة في مختلف مجاالتها وبالتالي أصبحت الحاجة إليه ضـرورية رغـم‬ ‫ارتف ــاع تكلف ــة تحليت ــه وربط ــه بالن ــذرة والتن ــاقص والت ارج ــع ف ــي التس ــاقط مم ــا قل ــص إمكاني ــات‬ ‫التخـزين‪ ،‬مــع ذلــك كلــه فــإن وجــود مصــادر الميــاه العربيــة خــارج أ ارضــيها جعلتهــا مقيــدة وغيــر‬ ‫متحكمة فيها وخارج سيطرتها و بأيادي أجنبية على سبيل الذكر ال الحصر‪.‬‬

‫إذا كــان المــاء أساســا للحيــاة فإنــه كــذلك مصــدر للن ازعــات الدوليــة والصـراعات والخالفــات‬

‫سواء على مسـتوى األفـراد أو الجماعـات أو علـى مسـتوى الـدول المشـتركة فـي مصـادره‪ ،‬ومـن‬ ‫خــالل المالحظــات علــى الســاحة الدوليــة أو الوطنيــة فــإن هــذه النعمــة لــم تــدرج ضــمن آليــات‬

‫األمن اإلنساني مما نتج عنه الكثير من االهت اززات والصراعات‪.‬‬

‫‪ .4‬اآلية ‪ 33-31‬من سورة إبراهيم‪ :‬كتبت التاء هنا مفتوحة وهي مخالفة للقواعد النحوية في التأنيث لعلم‬ ‫وحده‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫إن ما ينجز من هياكل ومنشآت كبرى ومؤسسات وما يصرف من أموال طائلة من أجل‬

‫توفير هذه المادة الحيوية وما ينجر عن ذلك من سـوء التسـيير والتـدبير والالمبـاالة مـن طـرف‬ ‫المؤسسات أم من طرف األفراد في حد ذاتهـم‪ ....‬هـذه األمـوال ال تقـدر وال تحصـى وكثيـ ار مـا‬ ‫تهدر نتيجة أن هذه المشـاريع قصـيرة العمـر لسـوء البرمجـة وانعـدام التخطـيط المـدقق والتسـيير‬ ‫وانعدام اإلنجاز المتقن ضف إلـى ذلـك عـدم اسـتغالل الميـاه النازلـة مـن السـماء والمتسـببة فـي‬

‫كثير من األحيان في كوارث طبيعية وبشرية‪.‬‬

‫إن ظـاهرة التبـذير والالمبـاالة تسـيي ار وتنظيمـا جعلتنـا نعطـي الموضـوع أهميـة قصـوى مـن‬

‫خــالل هــذه الد ارســة كمــا أن هــذه المســؤولية ملقــاة علــى األفـراد وعلــى الدولــة التــي عليهــا تجنيــد‬ ‫الوسائل السمعية البصرية والمكتوبة وتعبئة كل الطاقات الحيوية العتبار األمن المائي إحدى‬

‫األوليات في الحياة البشرية‪.‬‬

‫إن توفير المال من خالل ميزانية الدولة وتوفير التقنيات الحديثة لالستغالل المـائي بحثـا‬

‫وتنقيبا وانجا از وضرورة االستعمال األمثل لإلمكانيات المادية والبشرية من أهـم األهـداف التـي‬ ‫تســعى هــذه الد ارســة لترســيخها وتوضــيحها وذلــك أن الصـراع المســتقبلي ســيكون حــول الميــاه ''‬ ‫وأن قطـرة مــن المــاء ستســاوي قطـرة دم '' ألن عصــر الصـراع حــول الــنفط والغــاز الطبيعــي قــد‬ ‫ولــى وأن الميــاه ســتفوق هــذه الطاقــة أهميــة وأن حــول الميــاه ستشــكل سياســات دوليــة جديــدة‬ ‫واستراتيجيات أمنية محكمة لتجنب االصطدامات والحروب والنزاعات حول المياه‪.‬‬

‫إن هذه الدراسة في حقيقة األمر تعتبر خطوة بحثية لفهم ومدارسة واقع مسألة الميـاه فـي‬

‫العــالم التــي أصــبحت مرشــحة لن ازعــات ربمــا مســلحة بســبب الصـراع الــذي تبــدو مؤشـراته كثيـرة‬ ‫والتي تنذر بالخطر والذي تقوده إسرائيل في المنطقة العربية‪.‬‬

‫وفي خالصة للمبررات التي دفعتنا للغوص في هذه الدراسة يمكن تلخيصها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬العالق ــة الوطي ــدة ب ــين األم ــن بص ــفة عام ــة واألم ــن الم ــائي ال ــذي يعتب ــر أساس ــيا في ــه‬

‫واعتبار هذا األخير من اإلستراتيجيات األساسية ألي دولة‪.‬‬

‫‪ -‬الواقــع المــائي الحــالي فــي حالــة تــردي واســتنزاف وتنــاقص نظ ـ ار لالســتهالك المفــرط‬

‫وغير المنظم مما يدعو إلى التفكير في اتخاذ اإلجـراءات اإلستشـرافية للحـد مـن هـذه الظـاهرة‬ ‫المهــددة لألمــن المــائي وبالتــالي التــأثير علــى األمــن الغــذائي والصــحي والبيئــي وغيرهــا نتيجــة‬

‫النقص في المخزون المائي‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ -‬التطـ ــور فـ ــي المكننـ ــة واالسـ ــتغالل عـ ــن طريـ ــق التكنولوجيـ ــات الحديثـ ــة فـ ــي المجـ ــال‬

‫الصناعي والزراعي من المؤثرات المباشرة على البيئة الطبيعية‪.‬‬

‫‪ -‬علــى المجتمــع الــدولي أن يتخــذ إج ـراءات فوريــة لالســتغالل األمثــل لهــذه الطاقــة مــن‬

‫خالل معاهدات واتفاقيات دولية ألن األمن المائي إحـدى األوليـات فـي مجـال التعـاون خدمـة‬ ‫لإلنسانية جمعاء‪.‬‬

‫‪ ‬إشكالية البحث‪:‬‬ ‫يعتبــر المــاء هــذه النعمــة مصــد ار للحيــاة والبقــاء واالســتم اررية لكــل الكائنــات بعــد اله ـواء‬

‫''ونزلنــا مــن الســماء مــاء مباركــا فأنبتنــا بــه جنــات وحــب الحصــيد''‪'' .5‬وأنــزل مــن الســماء مــاء‬ ‫فأخرج به من الثمرات رزقا لكم''‪.6‬‬

‫ه ــذه النعم ــة أص ــبحت مص ــد ار للعدي ــد م ــن الصـ ـراعات والن ازع ــات عل ــى الص ــعيد ال ــدولي‬

‫وبالت ــالي س ــتتأثر المجتمع ــات اإلنس ــانية نتيج ــة للح ــروب والتص ــادمات‪ ،‬فالعالق ــة ب ــين األم ــن‬ ‫المــائي واألمــن اإلنســاني متالزمــة ومترابطــة تفــرض علــى المجتمــع الــدولي اتخــاذ اإلج ـراءات‬ ‫الالزمــة للحــد مــن تفــاقم هــذه الصـراعات والن ازعــات والحفــاظ علــى الســلم واألمــن الــدوليين بعيــدا‬

‫عــن المواجهــات المســلحة والحفــاظ علــى األمــن المــائي ضــرورة لضــمان األمــن الغــذائي وتلــك‬ ‫إشكالية كبرى يواجهها العالم ألن المسألة الغذائية مرتبطة أساسا باألمن المائي‪ ،‬وبالتالي فإن‬

‫أهميــة المــاء ال تقتصــر فقــط علــى تلبيــة االســتهالكات البش ـرية المباش ـرة مــن ميــاه شــرب فقــط‪،‬‬ ‫فالماء ضروري للتصنيع أيضا‪ ،‬ولي‬

‫جديدا أن نؤكد على أن معظم الحضارات اإلنسانية قـد‬

‫نشأت حول مصادر المياه‪ ،‬والتي تتصارع الدول حاليا من أجل امتالكها‪.‬‬

‫‪ ‬هذه اإلشكالية سنحاول تحليلها والبحث فيها من خالل الفرضيات التالية‪:‬‬

‫ فكلمـ ــا نض ـ ــبت مص ـ ــادر المي ـ ــاه وقل ـ ــت كلمـ ــا تفاقم ـ ــت األزم ـ ــات وكث ـ ــرت الص ـ ـراعات‬‫والن ازعــات بــين الــدول المشــتركة فــي مصــادر الميــاه والمســتفيدة منهــا واخــتالل األمــن‬

‫المائي العربي سبب من أسباب ضعف األمن العربي‪.‬‬

‫ كلمــا تــوفرت هــذه المــادة األساســية كلمــا عرفــت المجتمعــات اإلنســانية التطــور والرفــاه‬‫والتق ــدم نح ــو األفض ــل‪ ،‬وان التهدي ــدات الخارجي ــة خاص ــة اإلسـ ـرائيلية إح ــدى عوام ــل‬

‫اإلخالل باألمن المائي العربي‪.‬‬ ‫‪ .5‬اآلية ‪ 09‬من سورة ق‪.‬‬ ‫‪ .6‬اآلية ‪ 22‬من سورة البقرة‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ ‬هناك أسئلة فرعية اعتمدناها لتحليل هذه اإلشكالية وهي‪:‬‬

‫ ما المقصود باألمن المائي وما عالقته باألمن العربي؟‪.‬‬‫‪ -‬ما هي مواطن العجز المائي وما هي طرق العالج والتغطية؟‪.‬‬

‫ إلــى أي مــدى سيســهم األمــن المــائي فــي توحيــد الصــف العربــي لمواجهــة التحــديات‬‫األمنية اإلسرائيلية وتهديداتها المستمرة الستنزاف المخزون المائي العربي؟‪.‬‬

‫ مــا هــي اإلســتراتيجيات الواجــب إتباعهــا فــي الوقــت الحاضــر مــن طــرف الــدول مالكــة‬‫المصابات والمستفيدة منها؟‪.‬‬

‫ ما هي اإلستراتيجية المائية المتبعة من طرف الجزائر لمواجهة أزمة المياه؟‪.‬‬‫‪ ‬الهدف من الدراسة‪:‬‬

‫إن الهــدف مــن هــذه الد ارســة هــو محاولــة وضــع اليــد علــى الواقــع األمنــي المــائي فــي‬ ‫الدول العربية ودراسة الجزائر كعينة من هذا الـوطن مـن خـالل تقـويم المنجـزات القطاعيـة كمـا‬ ‫تهدف الدراسة إلى توضيح الدور األساسي والهام واالستراتيجي الذي يلعبـه األمـن المـائي مـن‬

‫خــالل كشــف وتوضــيح مســببات األزمــة المائيــة إقليميــا ومــا أدت إليــه مــن اســتنزاف للمخــزون‬ ‫المــائي ومــن مشــاكل اجتماعيــة كالضــعف فــي اإلنتــاج الغــذائي والمشــاكل الصــحية التــي كثي ـ ار‬ ‫من كانت دون المستوى المطلوب حيث ظهور األوبئة والنقص في المناعة وانتشار لألمراض‬

‫المتأتية عن طريق المياه القذرة وانتشار التلوث البيئي‪.‬‬ ‫‪ ‬منهجية البحث والمصادر المعتمدة‪:‬‬

‫نظ ار أن الدراسة هذه ستمكننا من مدارسة األوضاع العربية سياسيا عبر مراحل تاريخها‬

‫وصراعها المستمر حول األمن المـائي ومـا انجـر عنـه مـن أزمـات داخليـة وصـراعات مـع دول‬ ‫الجـ ـوار خصوص ــا النـ ـزاع العرب ــي اإلسـ ـرائيلي وتهاف ــت ال ــدول العظم ــى عل ــى ام ــتالك الطاق ــات‬ ‫والثــروات العربيــة فإننــا ارتأينــا اعتمــاد عــدة منــاهج لتحليــل اإلشــكالية واإلجابــة علــى التســاؤالت‬

‫المطروحة إقليميا ودوليا نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -1‬الم ــنهج الت ــاريخي‪ :‬لص ــلته بت ــاريو األح ــداث والوق ــائع ''الصـ ـراعات ح ــول المي ــاه''‪ ،‬وألن ــه‬ ‫يبحث في المجتمع اإلنساني من بينه المجتمع العربي ومنه الجزائر ويسجل ما وقع من‬ ‫وقائع محللين ومفسرين ذلك علـى أسـ‬

‫منهجيـة وعلميـة بقصـد الوصـول إلـى تعميمـات‬

‫تساعد على فهم الماضي والحاضر والتنبؤ للمستقبل من خالل الدراسة‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ -2‬المنهج الوصفي‪ :‬وهو أسلوب يذكر الخصائص والمميـزات عـن طريـق جمـع المعلومـات‬ ‫الحقيقية وهذا الوصف أو الرصد يكون كيفيا ويعبر عنه رقميا وكميا‪.‬‬

‫‪ -3‬األســلوب اإلحصــائي‪ :‬مــن أجــل تــدعيم الحقــائق والوقــائع واألحــداث معتمــدين فــي ذلــك‬ ‫على تحليل الجداول واإلحصائيات ومقارنتها وربطها بالواقع المعاش‪.‬‬

‫‪ -4‬كما أن المنهج المقارن بإمكانه أن يساعدنا على تحليل األوضـاع السياسـية باعتبـار أن‬ ‫األمــن المــائي يعتبــر أحــد المحــاور األساســية فــي التعامــل الــدولي وكثي ـرة هــي الن ازعــات‬ ‫والخالفات في العالم حول المياه وبذلك فإن هذا المـنهج يمكننـا المقارنـة بـين الكثيـر مـن‬

‫الحاالت عالميا واقليميا‪.‬‬

‫‪ -5‬مــنهج د ارســة حالــة‪ :‬وتهــدف الد ارســة إلــى التعــرف علــى حالــة معينــة ''الج ازئــر كعينــة''‬ ‫بطريقة تفصيلية دقيقة اعتمـادا علـى مـا تـم مـن إنجـازات إنمائيـة فـي القطـاع المـائي ومـا‬ ‫تم ضخه من أموال ضخمة إلنجاز السدود والحواجز المائية ومحطات التصفية واآلبـار‬

‫وعمليات تحلية مياه البحر وكلها عمليات تدخل ضمن اإلستراتيجية المائية التـي توليهـا‬ ‫الدولة عنايـة قصـوى نظـ ار ألهميـة الميـاه فـي الحيـاة الزراعيـة واالقتصـادية والبشـرية رغـم‬ ‫ما اعترى هذا القطاع من سلبيات وذلك لتفاديها مستقبال في ظل '' عولمـة الميـاه'' عبـر‬

‫اإلحصائيات والبرامج القطاعية‪.‬‬

‫‪ ‬الدراسات السابقة‪:‬‬

‫كثيـرة هــي الد ارســات التــي تناولــت موضــوع األمــن المــائي وكــل منهــا تناولتــه مــن عــدة‬

‫جوانب‪ ،‬إال أن معظمها لم يتطرق إلى الموضوع مـن الناحيـة الجيوسياسـية حيـث أنهـا تناولـت‬ ‫الموضوع وصفا وتحليال للواقع المائي العربي ولم تول له األهميـة فـي اإلسـتراتيجيات المحليـة‬

‫اإلقليمية رغم ما تضمنته من اقتراحات مستقبلية لحل أزمة المياه في العالم العربي‪.‬‬

‫كمـا أن بعــض هـذه الد ارســات تناولـت الموضــوع مـن الناحيــة البيئيـة والصــحية ومـا تتطلبــه‬

‫هــذه المــادة األساســية مــن متابعــة ومراقبــة مكتفيــة بعــرض الواقــع العربــي ومشــاكله فــي الجانــب‬ ‫الصحي والبيئي والوقائي نتيجة االستعمال العشوائي للمادة‪ ،‬نذكر من بين هذه الدراسات‪:‬‬

‫‪ -1‬دراسة للدكتور نور الدين حاروش بعنوان ''إستراتيجية المياه بالجزائر'' والتي تضـمنت‬ ‫المحاور التالية‪:‬‬

‫‪ ‬المقدمة والتي هي عبارة عن وصف للواقع المائي بالجزائر‪.‬‬ ‫‪ ‬جغرافيا الجزائر‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ ‬طبيعة األنهار في الجزائر وجريانها‪.‬‬ ‫‪ ‬واقع إدارة وتسيير الماء في الجزائر‪.‬‬ ‫‪ ‬تحلية مياه البحر‪.‬‬

‫‪ ‬تجديد قطاع المياه ‪.2025-2006‬‬ ‫‪ ‬إستراتيجية التنمية في مجال الموارد المائية‪.‬‬

‫‪ ‬بعض المؤشرات الرئيسية لقطاع الموارد المائية‪.‬‬ ‫‪ ‬الموارد المائية والزراعة‪.‬‬

‫إال أن هذه الدراسة لم تتطرق إلى األمن المائي في الجزائر ودوره في التعاون العربي‬

‫مواجهــة للمســتقبل الــذي ســيكون ســاحة للصـراعات والن ازعــات الدوليــة مثلمــا كــان عليــه البتــرول‬ ‫والغاز الطبيعي في السنوات الماضية‪.‬‬

‫‪ -2‬د ارســة للــدكتور مصــطفى بوزيــاني بعن ـوان ''المــاء مــن الــنقص إلــى األم ـراض‪ :‬مطبعــة‬ ‫ابن خلدون الجزائر سبتمبر ‪.L’eau de la Pénurie aux maladies 2000‬‬

‫د ارســة حــول الميــاه فــي الج ازئــر فــي ‪ 247‬صــفحة باللغــة الفرنســية‪ ،‬إال أنهــا هــي كــذلك تناولــت‬ ‫الموضوع من الناحية الوقائية الصحية رغم أن صاحبها تطرق إلى الواقـع المـائي فـي الج ازئـر‬

‫واشتملت على تحليل العناصر التالية‪:‬‬

‫‪ -‬المياه مطلب عالمي من الصفحة ‪ 19‬إلى الصفحة ‪.23‬‬

‫ المياه ثروة ومصدر للحياة من الصفحة ‪ 29‬إلى الصفحة ‪.40‬‬‫‪ -‬المياه في الطبيعة من الصفحة ‪ 45‬إلى الصفحة ‪.64‬‬

‫ المياه والصحة العمومية من الصفحة ‪ 69‬إلى الصفحة ‪.84‬‬‫‪ -‬نوعية المياه وتحليلها من الصفحة ‪ 69‬إلى الصفحة ‪.‬‬

‫‪ -‬المياه في الجزائر من الصفحة ‪ 185‬إلى الصفحة ‪.238‬‬

‫هذه الدراسة لم تتناول الموضوع من الناحية الجيوسياسية العتبار أن صاحبها طبيب‬

‫مخــتص فــي األمـراض المتأتيــة مــن الميــاه واألوبئــة وقــد خصــص جــزء كبي ـ ار مــن هــذه الد ارســة‬

‫لمدارســة الواقــع المــائي فــي الج ازئــر ومــا تــم إنجــازه فــي القطــاع معتمــدا علــى بعــض المؤشـرات‬ ‫العلمية‪.‬‬

‫‪ Pénurie : carrençe/manque‬الندرة‪ :‬النقص‪.‬‬

‫‪14‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ -3‬دراسة للدكتور فيصل الرفـوع السـعودي بعنـوان ''اإلسـتراتيجية المائيـة والصـراع العربـي‬

‫اإلسرائيلي‪ ،‬المياه العربية وتحديات القرن الحادي العشـرين المـؤتمر الثالـث (‪26-24‬‬

‫ن ــوفمبر ‪ )1998‬تحريـ ــر أ‪.‬د إب ـ ـراهيم منصـــور‪ ،‬دار النشـ ــر والتوزيـ ــع بجامعـ ــة أســـيوط‬ ‫‪ ،1999‬ص ‪.382-325‬‬

‫هــذه الد ارســة اشــتملت علــى تحليــل البعــد المــائي ودوره فــي الصـراع العربــي اإلسـرائيلي‬

‫وتحليــل اإلســتراتيجية اإلسـرائيلية للميــاه واإلشــارة إلــى المخططــات الصــهيونية المبيتــة للســيطرة‬

‫على مصادر المياه العربية‪.‬‬

‫‪ ‬تؤكد الدراسة على انتهاج إسرائيل للسيطرة علـى الميـاه العربيـة واعتبارهـا أسـا‬ ‫اإلستراتيجية االستيطانية لألراضي المقدسة‪.‬‬

‫‪ ‬اعتبــار أن حــرب ‪ 1967‬بــين العــرب واس ـرائيل مكنــت هــذه األخي ـرة مــن ضــمها‬ ‫لمياه الضفة الغربية وسيناء المصرية والجوالن السوري‪.‬‬

‫‪ ‬اس ــتمرار إسـ ـرائيل ف ــي تهدي ــداتها المس ــتمرة وقيامه ــا بعالق ــات م ــع دول الجـ ـوار‬ ‫الجغ ارف ـ ــي الكتس ـ ــاب ش ـ ــرعية االم ـ ــتالك واالس ـ ــتغالل وحص ـ ــول إسـ ـ ـرائيل عل ـ ــى‬

‫امتيازات كبيرة في المعاهدة األردنية اإلسرائيلية‪.‬‬

‫‪ -4‬دراسة الدكتور سامر مخيمر‪ ،‬خالـد حجـازي بعنـوان ''أزمـة الميـاه فـي المنطقـة العربيـة‬ ‫الحق ــائق والب ــدائل الممكن ــة'' د ارس ــة م ــن طباع ــة ع ــالم المعرف ــة‪ ،‬سلس ــلة كت ــب ثقافي ــة‪،‬‬ ‫الصـ ــادرة عـ ــن المجل ـ ـ‬

‫األعلـ ــى الـ ــوطني للثقافـ ــة والفنـ ــون واآلداب بالكويـ ــت‪ ،‬ينـ ــاير‬

‫‪ ،1990‬ص‪ .292‬تناولت المحاور التالية‪:‬‬

‫‪ ‬األوضاع الحالية والمستقبلية لموارد المياه واالحتياجات المائية‪.‬‬ ‫‪ ‬العالقات الدولية من منظور مائي‪.‬‬

‫‪ ‬البدائل الفنية المطروحة لتجاوز فجوة الموارد المائية‪.‬‬

‫‪ ‬المياه ضمن سيناريوهات التسوية (الصراع‪ ،‬التعاون)‪.‬‬ ‫‪ ‬تجاوز األزمة‪ ،‬القضايا واآلفاق‪.‬‬

‫‪ -5‬دراسة أخرى للدكتور رفعت سيد أحمـد بعنـوان ''الصـراع المـائي بـين العـرب واسـرائيل''‬ ‫األبعاد الكاملة للصراع حول المياه بـين العـرب واسـرائيل‪ ،‬دار الهـدى للنشـر والتوزيـع‪.‬‬ ‫تناولت موضوع الصراع العربي اإلسرائيلي في ‪ 392‬صفحة وأزمة المياه فـي المشـرق‬

‫العربي‪ ،‬اشتملت هذه الدراسة على العناصر التالية‪:‬‬

‫‪15‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫خطة البحث‪:‬‬

‫أما عن الخطة التي اعتمدناها في تناولنا لهذه الدراسة فهي تشمل العناصر التالية‪:‬‬

‫ المقدمة‪ :‬والتي بينا فيها قيمة الماء كركيزة أساسية سابقة في بناء جل الحضارات واعتباره‬‫نعمة أنعم‬

‫بها على الكائنات وكثي ار ما تحولت إلى نقمة بقيام النزاعات والصراعات‬

‫حول المياه‪.‬‬ ‫ الفصل األول‪ :‬وتحت عنوان األمن ومفاهيمه نحاول توضيح أشكاله ومضامينه بحيث ال‬‫حياة بدون أمن خاصة في عصر اختلفت فيه المقاصد وتطورت فيه أساليب االستغالل‬ ‫واالستعمار والسيطرة على الموارد كيفما كانت ومن بينها المياه‪ .‬كما نحاول الربط بين‬ ‫هذه ا لمفاهيم واإلستراتيجيات الحديثة من خالل المبحث األول بعنوان األمن ومجاالته‪،‬‬ ‫والمبحث الثاني بعنوان إستراتيجية األمن الغذائي في البلدان العربية كنموذج لهذه‬ ‫اإلستراتيجيات‪ .‬أما المبحث الثالث في هذا الفصل فإننا سنحاول المقارنة ما بين‬ ‫اإلمكانيات المائية في العالم وما يمتلكه العالم العربي من إمكانيات مائية‪.‬‬ ‫ الفصل الثاني‪ :‬وفيه نتناول اإلستراتيجية المائية في الجزائر كعينة في عصر بدأت تلوح‬‫في األفق الكثير األزمات نتيجة نضوب أو تناقص الطاقة البترولية والغازية‪ ،‬ومن خالل‬ ‫المباحث التي تناولها هذا الفصل والمتضمنة الواقع المائي في الجزائر‪ ،‬والمنشآت المتوفرة‬ ‫والمبرمجة ضمن اإلستراتيجية المائية سنحاول إبراز الجهود التي بذلتها الجزائر في هذا‬ ‫المجال معتمدين على المصادر القطاعية لو ازرة الموارد المائية مع تقويم هذه الجهود من‬ ‫خالل تحليلنا لألرقام المقدمة‪.‬‬

‫‪16‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫الفصل األول ‪ :‬األمن و مجاالته و مفاهيمه‬

‫‪17‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫المبحث األول ‪ :‬معاني األمن ومقاصده‬

‫قبــل الحــديث عــن األمــن المــائي ال بــد لنــا مــن توضــيح المعــاني والمقاصــد لمفهــوم األمــن‬

‫حيث أنه يعتبر هاجسا وحاجة وغاية ومعضلة بالنسـبة ألي كيـان دولـي‪ ،‬وبالتـالي فإنـه غـائي‬

‫للمجتم ــع ال ــدولي وخاص ــة م ــا تعل ــق بالتعام ــل م ــع الظـ ـواهر المه ــددة‪ ،‬وبالت ــالي فه ــو ن ــوع م ــن‬ ‫الفوضى البنيوية في هذا النظام الـدولي اسـتنادا إلـى معظـم الد ارسـات حـول األمـن الـدولي منـذ‬

‫القـرن ‪ 17‬والــذي ارتـبط بمعاهــدة واسـت فاليــا وهــو الركيـزة األساســية للواقعيـة الكالســية اعتمــادا‬ ‫على تفسير نيوسيدي‬

‫للحرب بين أستراليا وآسيا في كتابه الحرب البلوبوليزيـة كمـا ذهـب إلـى‬

‫ذل ــك مكي ــافيلي ف ــي كت ــاب الرس ــائل ‪ Discours‬نج ــد ه ــذا المفه ــوم محوري ــا ف ــي د ارس ــات األم ــن‬ ‫الدولي منذ ‪ 1939‬خاصة في كتابات كارل تينسا في كتابه أزمة العشرين سنة‪.‬‬ ‫فمنطق األمن الددولي‪ :‬نلمـ‬

‫ذلـك فـي مقارنـة صـدرت فـي مجلـة الشـؤون الخارجيـة األمريكيـة‬

‫مــن طــرف وزيرهــا األمريكــي جــورج كينــين الــذي يتحــدث فيهـا عــن الواقعيــة الدوليــة ويعتبــر أن‬ ‫القـوة ليســت فقـط أداة لتحقيــق األمــن وحمايـة المصــالح وهـي باألســا‬

‫مبتغــى لكـل دولــة فــالقوة‬

‫مصــدر لالأمــن فــإن كــل الــدول القويــة تســعى للحفــاظ علــى قوتهــا والرفــع مــن مكانتهــا بهــدف‬ ‫الوصــول إلــى مبتغــى الهيمنــة‪ .‬تحــدث أنطونيــو قراتشــي علــى منطــق الهيمنــة‪ :‬الهيمنــة منطــق‬ ‫إنســاني ومنطــق للدولــة القويــة التــي ال تقــوم فقــط بــاللجوء إلــى بنــاء قواعــد تــنظم التفــاعالت مــع‬ ‫الــدول األخــرى ولكنهــا تتبــع إســتراتيجيات للهيمنــة‪ ،‬فالثقافــة قــوة‪ ،‬والحــرب قــوة‪ ،‬واالقتصــاد قــوة‪،‬‬

‫رغ ــم أن الطبيع ــة التعددي ــة للتنظ ــيم ال ــدولي تق ــوم عل ــى أس ــا‬

‫وأفك ــار التع ــايش بم ــا يض ــمن‬

‫المصالح الخاصة لكل دولة رغـم أن هـذه المصـالح كثيـ ار مـا تكـون مصـد ار لـبعض السـلوكيات‬

‫والمسارات المنتجة لالأمن‪.‬‬

‫وفي دراسة األمن خاصة الدولي هناك ‪ 3‬مفاهيم‪:‬‬

‫‪ -1‬مفهدددوم التهديدددد ‪ Menace‬ويعنــي وضــع القيمــة المركزيــة للدولــة‪ ،‬المصــلحة الوطنيــة‬ ‫محــل شــك وعــدم اليقــين والمعرفــة بمكانــة الدولــة فــي التوزيــع العــالمي للقــوة والتهديــد هنــا‬ ‫يصبح موجها للخيارات الكبـرى للـدول كاسـتخدام الوسـائل الحاسـمة العسـكرية عنـدما تمـ‬

‫مصالحها الوطنية‪.‬‬

‫‪ -2‬مفهوم الهشاشة ‪ Fragilité‬والذي يقصد به غياب االستقرار أو ضعفه في المنظومـة‬ ‫االقتصادية والسياسية والعسكرية والقيمية فـي الدولـة مـن جهـة أو علـى مسـتوى العـالم مـن‬ ‫جهة أخرى‪.‬‬

‫‪18‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ -3‬مفهددوم الخطددر‪ :‬أقــل أهميــة لفهــم األمــن الــدولي ألنــه ي ـرتبط باألســا‬

‫بمســتوى إدراك‬

‫مرحلي مجالي للتهديد فـي بدايتـه لكـن يمكـن احتـواؤه إن لـم يتفـاقم ذلـك مـا جـاء فـي كتـاب‬

‫األلماني ‪ Ulrik Beck‬مجتمـع المخـاطر والـذي يوضـح بقولـه‪ :‬األمـن ال يعنـي خلـو النظـام‬ ‫من المخاطر بقدر ما يعني قدرة هذا النظام على اكتساب وسائل احتوائها أو إدارتها لمنع‬

‫تفاقمها لتشكل تهديدا‪.‬‬

‫ولدراسة األمن المائي والذي يدخل ضمن األمن الدولي سنحاول تحليل مفاهيمه وأبعـاده‬

‫من خالل عدة مناهج ارتأينا ذكر أكثر هذه المناهج استعماال وهي ما اصطلح علـى تسـميتها‬

‫بطريقة ‪ FASP‬والمتضمنة المكونات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬المتغيرات‪ :‬سواء أكانت اقتصادية‪ ،‬ثقافية‪ ،‬سياسية‪ ،‬عسكرية ‪.Facteurs‬‬

‫ الفواعل‪ :‬وهي التي تشمل مصد ار للتهديد أو فواعل لبناء األمن وادارته ‪.Acteurs‬‬‫‪ -‬القطاعات‪ :‬ويعني بها العسكرية‪ ،‬السياسية‪ ،‬االقتصادية‪.‬‬

‫ العمليات‪ :‬وهي تعني عمليات الصراع وعمليات الحرب وعمليتي التعايش والتفاوض‬‫‪Secteurs.‬‬

‫أمـ ــا بالنسـ ــبة للمقاربـ ــات المبدعـ ــة لألمـ ــن بصـ ــفة عامـ ــة والتـ ــي هـ ــي الحـ ــد األدنـ ــى فـ ــي‬ ‫اإلستراتيجية األمنيـة للتعامـل مـع التهديـدات والمخـاطر فهـي تتمثـل فـي المقاربـات التاليـة التـي‬

‫سنحاول تحليلها في دراستنا‪:‬‬

‫ الحمايـ ــة ‪ :Protection‬وهـ ــي الحـ ــد األدنـ ــى مـ ــن اإلسـ ــتراتيجية األمنيـ ــة للتعامـ ــل مـ ــع‬‫التهديدات والمخاطر‪.‬‬

‫ االستباق ‪ :Préoccupation‬وهي تقديم قراءة استشرافية للتطورات الخاصـة بـالظواهر‬‫األمنية لمنع بروز أسباب التهديد لمحور الحركيات المنتجة ألسباب التهديد‪.‬‬

‫ الوقاية ‪ :Prévention‬وهي التعامل مع أسباب التهديـد والمخـاطر لمنـع تفاقمهـا للحـد‬‫من تأثيراتها السلبية على األمن‪.‬‬

‫ الترقية ‪ :Process‬وهي ترقية سياسة أمنية شاملة متعددة األبعاد تمنع خروج التهديـد‬‫عـ ــن الحـ ــد األدنـ ــى المحتمـ ــل مـ ــع التطـ ــور المسـ ــتمر وبعقالنيـ ــة لـ ــألدوات القانونيـ ــة‬ ‫والتنظيميــة والماديــة الضــرورية لتنفيــذ إســتراتيجية أمنيــة فعالــة يجــب أن يعــاد تقييمهــا‬

‫‪19‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫بش ــكل دوري وأن تق ــيم بش ــكل موض ــوعي وعقالن ــي لتجعله ــا ناجح ــة عل ــى المس ــتوى‬

‫األمني وفاعلة على مستوى العمليات‪.7‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفاهيم األمن‬

‫يعتبــر األمــن بصــفة عامــة مطلبــا إنســانيا فرضــته الش ـرائع الســماوية كلهــا ومــن ثمــة فــإن‬

‫مفاهيم ــه ومقاص ــده تتطل ــب اإلجاب ــة عل ــى تس ــاؤالت ع ــدة بإمكانه ــا مس ــاعدتنا عل ــى إعطائ ــه‬ ‫التفسيرات التي من خاللها تمكننا الدراسة من وضع اليد علـى الكثيـر مـن االخـالالت الناجمـة‬

‫عن انعدامه وفقدانه‪.‬‬

‫‪ -1‬هــل األمــن يقصــد بــه الالخــوف وهــل يقصــد بــه الجانــب العســكري المحــض أي يم ـ‬ ‫السلم والحرب؟‪.‬‬

‫‪ -2‬هــل األمــن غريـزة طبيعيــة فــي اإلنســان أم أنــه مفهــوم ي ـرتبط بــالالخوف فــالهروب مــن‬ ‫الكوارث الطبيعية مثال غريزة في اإلنسان وبالتالي فإن الهروب يعني الخوف؟‪.‬‬

‫فــاألمن مــن حيــث التقســيم ينقســم إلــى قســمين مــن حيــث التعريفــات لمختلــف المــدار وحســب‬

‫اختالف وجهات النظر حوله ‪:‬‬

‫ األمــن القــومي‪ :‬ويقصــد بــه حمايــة األمــة لقيمهــا الدينيــة والعقائديــة والتاريخيــة وقــدرتها‬‫على حمايتها من التهديدات الخارجية واإليديولوجية يدخل ضمن هذا المنظور‪.‬‬

‫ األمن العربي‪ :‬إن المنطقة العربية وفي ضل التكتالت اإلقليمية اتخذت مجموعـة مـن‬‫اإلج ـ ـراءات تحـ ــت إش ـ ـراف الجامعـ ــة العربيـ ــة لمواجهـ ــة التهدي ــدات اإلس ـ ـرائيلية أعطـ ــى‬ ‫مفهومــا جديــدا لألمــن العربــي وبالتــالي فــإن األمــن العربــي هــو الحفــاظ علــى األهــداف‬

‫االقتصادية واألمان‪.8‬‬

‫فالشعور العربي بضرورة قيام وحدة فعلية تجمع شمل العرب وعلى األقل في الشؤون‬

‫السياسية واالقتصادية والدفاعية يزداد قوة‪ 9‬إال أن ظروف العالم والتطورات السياسية التي‬ ‫طرأت في العالم العربي "أو ما يسمى بالربيع العربي" غير مجرى األحداث وغير مفهوم‬ ‫‪ .7‬محاضرات لألستاذ محند برقوق «االستراتيجية األمنية لطلبة الماجستير‪ ،‬العالقات الدولية و األمن‬ ‫الدولي‪ ،‬السنة الجامعية ‪،2012/2011‬غير منشورة‪».‬‬

‫‪ .8‬هيثم الكيالني‪ ،‬األمن القومي وجامعة الدول العربية‪ ،‬مجلة شؤون عربية‪ ،‬تون‬

‫‪ ،1987‬ص‪.57‬‬

‫‪ .9‬محمد عزة دروزة‪ ،‬الوحدة العربية (بيروت‪ ،‬دار الكشاف للنشر والطباعة والتوزيع‪ ،‬ط‪)1957 ،1‬‬ ‫ص‪.144‬‬

‫‪20‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫الوحدة وبالتالي تأثر األمن العربي من هذه الموجات‪ :‬موجات التغيير الديمقراطي التي قلبت‬

‫موازين القوة العربية‪-‬اإلسرائيلية‪ ،‬فاألمن العربي كان دائما من أهداف حركات الجن‬

‫العربي‬

‫ودوله وحروبه من أقدم أزمنة التاريو كنتيجة من نتائج الوحدة الجغرافية للبالد العربية وكانت‬

‫هذه الوحدة تتحقق إما كليا أو جزئيا في مختلف حقب التاريو القديم والمتوسط بل والحديث‬

‫بقطع النظر على أن هذه الوحدة تعتبر واجبا فرضته شريعة اإلسالم‪ ﴿ ،‬ولتكن منكم أمة‬ ‫يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و أؤلئك هم المفلحون ‪ ،‬و ال‬ ‫تكونوا كالذين تفرقوا و اختلفوا من بعد ما جاءهم البينات و أولئك لهم عذاب عظيم‪ ﴾.‬آل‬

‫عمران اآلية ‪.103‬‬

‫‪ ‬األمن‪ 10‬اصطالحا‪Security-Sécurité 11‬‬

‫جاء في لسان العرب أن األمن واألمانة بمعنى فقد أمنت فأنـا أمـن وآمنـت غيـري مـن‬

‫األمــن األمــان واألمــن ضــده الخــوف‪ ،‬واألمانــة ضــد الخيانــة‪ ،‬واإليمــان ضــد الكفــر‪ ،‬واإليمــان‬

‫بمعنى التصديق ضده التكذيب‪ ،‬وفي حديث نزول المسيح على نبينا وعليـه الصـالة والتسـليم‪:‬‬ ‫وتقــع األمنــة فــي األرض أي األمــن‪ :‬النجــوم أمنــت الســماء فــإذا ذهبــت النجــوم أتــى الســماء مــا‬

‫توعد‪ ،‬قال ابن األثير‪ :‬واألمنة في هذا الحديث جمع أمين وهـو الحـافظ وقولـه عـز وجـل‪" :‬واذ‬

‫جعلنا البيت مثابة للنا‬

‫وأمنا" قال ابن إسحاق‪ :‬أراد ذا أمن فهو آمن وأمن وأمين‪.‬‬

‫عن اللحياني‪ ،‬وفـي التنزيـل العزيز‪":‬وهـذا البلـد األمـين" أي اآلمـن ويعنـي مكـة وهـو مـن األمـن‬

‫وقوله‪:‬‬

‫ألم تعلمي يا أسم ويحك أنني‬

‫حلفت يمينا ال أخون يميني‬

‫ رجل أمنة‪ :‬الـذي يصـدق بكـل مـا يسـمع وال يكـذب بشـيء واذا كـان يطمـئن لكـل واحـد‬‫ويثق بكل أحد‪.‬‬

‫ جـاء فـي حـديث ابـن عمـر‪ :‬أنـه دخـل عليـه ابنـه فقـال لـه‪ :‬إنـي ال إيمـن أن يكـون بـين‬‫النــا‬

‫قتــال أي ال آمــن فجــاء بــه علــى لغــة مــن يكســر أوائــل األفعــال المســتقبلة نحــو‬

‫يعلم ونعلم فانقلبت األلف ياء للكسرة قبلها‪.‬‬

‫‪ .10‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬نسقه وعلق عليه ووضع فهارسه علي بشرى‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار إحياء التراث‬

‫العربي ط‪ 1988 1‬ص‪.223‬‬

‫‪. Dictionnaire de Poche 45000 mots expressions et locutions ed : Histoire d’Enere Brodard et‬‬ ‫‪Taupin 2005 page335‬‬

‫‪21‬‬

‫‪11‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫نؤمنــك‪ ،‬والمــأمن موضــع األمــن‪ ،‬واألمــن‬ ‫مؤمنــا أي ال ؤ‬ ‫ ق ـ أر أبــو جعفــر المــدني‪ :‬لســت ؤ‬‫المستجير‬ ‫‪ -‬ليأمن على نفسه عن ابن األعرابي وأنشد‬

‫وسح أيمان قليالت األشر‪.‬‬

‫فأحسبوا ال أمن من صدق وبر‬

‫ وف ــي الح ــديث "الم ــؤذن م ــؤتمن" ال ــذي يثق ــون إلي ــه ويتخذون ــه أمن ــا حافظ ــا‪ :‬يعن ــي أن‬‫المـؤذن أمــين النـا‬

‫علــى صـالتهم وصــيامهم وفـي الحــديث‪" :‬المجـال‬

‫ندب إلى ترك إعادة ما يجري في المجل‬

‫باألمانــة" هــذا‬

‫من قول أو فعل فكأن ذلـك أمانـة عنـد مـن‬

‫سمعه ورآه واألمانة تقع على الطاعة والعبادة والوديعة والثقة واألمان‪.‬‬

‫ٌّ‬ ‫الدين والفضل‪.‬‬ ‫ يقال التاجر‬‫األمان بالضم والتشديد وهو األمين وقيل ذو ؤ‬ ‫ حديث ابن عمر قال‪ :‬أتى رجـل رسـول صـلى عليـه وسـلم وقـال المهـاجر فقـال‬‫على أموالهم وأنفسهم‪ ،‬قال‬

‫من هجر السيئات‪ ،‬قال فمن المؤمن قال من ائتمنه النا‬

‫فمن المسلم قال من سلم المسلمون من لسانه ويده‪ ،‬قال فمن المجاهـد قـال مـن جاهـد‬ ‫نفسه‪.‬‬

‫ ناقــة أمــون‪ :‬أمينــة وثيقــة الخلــق قــد أمنــت أن تكــون ضــعيفة وه ـي التــي أمنــت العثــار‬‫أم ٌن‪.‬‬ ‫واإلعياء والجمع ْ‬

‫ ‪Sécurité : tranquillité, absence de danger, mise en œuvre des conditions‬‬‫‪pour protéger des biens ou des personnes.‬‬ ‫‪Sécuriser : rassurer, rendre peu sur. Page 124 -‬‬

‫‪ ‬األمن من المنظور الشرعي اإلسالمي‪:‬‬

‫في القرآن الكريم سورة صغيرة المبنى كبيرة المعنى يرددها المؤمن في صالته ويحفظها‬

‫المتعلمون أول ما يحفظون هي سورة قريش اآلية '‪ ﴿ 4‬فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم‬

‫من جوع وآمنهم من خوف‪﴾ .‬‬

‫وقع ــت أح ــداثها ف ــي األي ــام الت ــي س ــبقت م ــيالد الرس ــول ص ــلى‬

‫الحبشــة كعبــة تنــاف‬

‫كعبــة قـريش بنوهــا وزينوهــا ليص ـرفوا النــا‬

‫علي ــه وس ــلم‪ ،‬ك ــان ف ــي‬

‫إليهــا بعــد أن يص ـرفوهم عــن‬

‫كعبة قريش‪ ،‬وقصد أبرهة قائد الجيش الحجـاز بخيلـه ورجلـه وفيلتـه حتـى إذا كـان علـى مقربـة‬

‫مــن الكعبــة اســتاق إبــال كانــت لعبــد المطلــب (جــد الرســول) فــذهب عبــد المطلــب فــي جمــع مــن‬ ‫أعيــان ق ـريش جــرت بينــه وبــين أبرهــة المحــاورة اآلتيــة‪'' :‬الــذي أطعمهــم مــن جــوع وآمــنهم مــن‬ ‫خوف'' فالمنة هنا بالشبع بعد الجوع واإلبقاء بعد الغناء وبالطمأنينـة بـدل المخـاوف وبالسـكون‬

‫‪22‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫إلــى الحيــاة بــدل القلــق واالضــطراب فيهــا وفــي هــاتين الكلمتــين "األمــن مــن الجــوع واألمــن مــن‬ ‫الخــوف" كــل نظــام المجتمــع بــل كــل نظــام تجــري بــه الحيــاة‪ ،‬فــاألمم كلهــا تجــري وراء طمأنينــة‬

‫الع ــيش وتس ــتعين عل ــى ذل ــك بك ــل الوس ــائل االقتص ــادية وتج ــري وراء الت ــأمين م ــن المخ ــاوف‬ ‫باالستعداد بالجيوش وبالعدد الحربية حتى تؤمن الحياة أو تحتفظ بهذه للحياة‪.‬‬

‫هــذه هــي رســالة األنبيــاء والمصــلحين طمأنينــة العــيش وطمأنينــة الحيــاة ليعــيش اإلنســان‬

‫ســعيدا وليمــوت ســعيدا‪ ،‬فالحيــاة التــي تتطلبهــا األديــان هــي الحيــاة المســتديمة التــي ال تنقطــع‬

‫بــالموت بــل تســتمر بصــاحبها فيــذكر اســمه بعــد موتــه مقرونــا بــالخير والعمــل الصــالح ويــذكر‬ ‫بعمله الصالح من اآلخرة حيث الحياة الخالدة والنعيم المقيم‪.‬‬

‫إن الضــعف ال يصــيب الحكومــات والشــعوب إال مــن هــاتين الثغ ـرتين ثغ ـرة الجــوع وثغ ـرة‬

‫الخوف‪ ،‬فالثورات تدخل إلى نفو‬

‫من ذلة النفو‬

‫الشعوب من ثغرة الجوع واالستعمار واألطمـاع ومـا يتبعهـا‬

‫وذلة الحياة ال يدخالن اآلمن ثغرة الخوف‪.‬‬

‫فاألمان من الخوف يكون واالستعداد الدائم واليقظة الدائمة ال في حالة الحرب وحدها بل‬

‫في حالة السلم أيضا‪ ،‬واالستعداد للحرب أمان للحـرب واألمـان مـن الجـوع يكـون بتخفيـف آالم‬

‫الشعب واثارة المرحمة في النفو ‪.12‬‬ ‫‪ ‬الماء‪:13‬‬

‫‪14‬‬

‫‪Eau - Water‬‬

‫جاء في لسان العرب أن كلمـة المـاء والمـاهو والمـاءة علـى أن سـبويه قـد نفـى أن يكـون‬

‫اس ــم عل ــى حـ ـرفين أح ــدهما التن ــوين وهمـ ـزة م ــاء منقلب ــة ع ــن ه ــاء بدالل ــة ض ــروب تص ــاريفه‪،‬‬

‫فتصغيره مويه وجمع ماء أمواه ومياه‪ ،‬حكى ابن جني في جمع أمواء قال أنشد في أبو علي‪:‬‬ ‫وبلدة قالصة أمواؤها‬

‫تستن في رأد الضحى أفياؤها‬

‫كأنها قد رفعت سماؤها‪.‬‬

‫ وأصل الماء ماه والواحدة ماهة وماءة‪ :‬قال الجـوهري‪ :‬المـاء الـذي يشـرب والهمـزة فيـه‬‫مبدلة من الهاء‪.‬‬

‫‪ . 12‬إبراهيم سالمة‪ ،‬دراسات اجتماعية أخالقية دينية (مصر‪ ،‬شركة ومطبعة مصطفى الباي الحلبي وأوالده‬ ‫ط‪ )1954 ،1‬ص‪.137‬‬ ‫‪ .13‬اإلمام العالمة ابن منظور (‪711-630‬هـ) لسان العرب‪ ،‬نسقه وعلق عليه ووضع فهارسه علي بشرى‬

‫(بيروت‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬ط‪ )1988 ،1‬المجلد ‪ 18‬ص‪.225‬‬

‫‪Dictionnaire de Poche « 45000 mots, expressions et locutions » ed : Histoire d’encre Brodard et .14‬‬ ‫‪Taupin 2005, page 124.‬‬

‫‪23‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ -‬وأصــل الم ــاء م ــوه‪ :‬ق ــال اللي ــث الم ــاء مدت ــه فــي األص ــل زي ــادة وانم ــا خل ــف م ــن ه ــاء‬

‫محذوفة وبيان ذلك أن تصغيره مويه‪ ،‬ومن العرب من يقول ماءة كبني تمـام يعنـون الركبـة‬ ‫بمائها‪.‬‬

‫ النسب إلى المـاء مـائي ومـاوي‪ ،‬وفـي التهـذيب‪ ،‬وبالنسـبة إلـى المـاء مـاهي "بئـر ماهـة‬‫ٌ‬ ‫وميهة" أي كثيرة الماء‪ ،‬والماوية‪ :‬المرآة صفة غالبة كأنها منسوبة إلى الماء لصـفائها حتـى‬

‫كأن الماء يجري فيها منسوبة إلى ذلك والجمع ماوي‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ترى في سنا الماوي بالعصر والضحى‬

‫على غفالت الزين والمتجمل‬

‫الماوية‪ :‬البقرة لبياضها‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫ ويقال تموه ثمر النخل والعنب إذا امتأل ماء وتهيأ للنضج‪:‬‬‫ رجل ماه أي كثير ماء القلب كقولك رجل مال‪.‬‬‫‪ -‬ماه القلب‪ :‬بليد‪.‬‬

‫ أماهت األرض‪ :‬كثر ماؤها وكثر فيها النز‪.‬‬‫‪ -‬أماهت السفينة‪ :‬دخل فيها الماء‪.‬‬

‫ ماهت البئر وأماهت في كثرة مائها وهي تماه وتموه إذا كثر ماؤها‪.‬‬‫‪ -‬المها‪ :‬ماء الفحل في رحم الناقة وأماه الفحل إذا ألقى ماءه في رحم األنثى‪.‬‬

‫ موه الشيء‪ :‬طاله بذهب أو بضفة وما تحت ذلك ومنه التمويه وهو التلبي ‪.‬‬‫‪- Eau : n.f. Liquide inodore, incolore et sans saveur, le corps est fait de 80%‬‬ ‫‪d’eau.‬‬

‫‪ ‬حفظ الماء من اإلهدار‪ :‬واجب شرعي‪.‬‬ ‫تعاني بعض المناطق نقصان الماء لي‬

‫إدارة ســكانها لمصــادر المــاء لــديها‪ ،‬ويســتقر النــا‬

‫بسبب قلته ونذرة مصادره ولكن بسـبب عـدم‬ ‫حيثمــا يوجــد المــاء الــوفير‪ ،‬وذلــك بج ـوار‬

‫البحيـرات واألنهـار ثـم ال يسـتثمرون تلـك المصـادر المائيـة علـى الوجـه األمثـل بـل قـد يلوثونهــا‬ ‫بصــرف فضــالت المــدن فــي تلــك البحي ـرات واألنهــار ثــم يعــود النــا‬

‫مصادر جديدة للمياه‪.‬‬

‫بعــد ذلــك للبحــث عــن‬

‫‪ -‬بعــض األحاديــث الناهيــة عــن اإلس ـراف فــي المــاء وهــو هــدي النبــي صــلى‬

‫وسلم‪.‬‬

‫‪24‬‬

‫عليــه‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ -1‬حــديث عبــد‬

‫بــن عمــرو رضــي‬

‫عنهمــا أن رســول‬

‫صــلى‬

‫عليــه وســلم‬

‫مر بسعيد وهو يتوضأ فقـال‪ :‬مـا هـذا السـرف؟ فقـال‪ :‬أفـي الوضـوء إسـراف؟ قـال‪:‬‬

‫نعم وان كنت على نهر جار‪.15‬‬

‫‪ -2‬عــن عائشــة رضــي‬

‫عنهــا أن النبــي صــلى‬

‫عليــه وســلم كــان يتوضــأ بالمــد‬

‫ويغتسل بالصاع‪.16‬‬

‫والســرف معنــاه التبــذير ومجــاوزة المقــدار والحــد واإلس ـ ارف فــي الوضــوء مجــاوزة الحــد‬

‫الشرعي فيه من إكثار الماء أو فـوق ثالثـة أو الزيـادة فـي الحـد المغسـول‪ ،‬والسـرف الـذي نهـى‬ ‫عنه هو ما أنفق في غير طاعة‬ ‫‪ -3‬ع ــن أنـ ـ‬ ‫بخم‬

‫رض ــي‬

‫قليال كان أو كثي ار قاله ابن منظور‪.17‬‬

‫عن ــه ق ــال‪ :‬ك ــان رس ــول‬

‫ص ــلى‬

‫مكاكيك ويتوضأ بمكوك وقال ابن المثنى بخم‬

‫‪ ‬تعريف األمن‪:‬‬

‫علي ــه وس ــلم يغتس ــل‬

‫مكاكي‪.18‬‬

‫هو مجموعة اإلجراءات والتدابير التي تضع القيادات والقوات في مـأمن مـن المباغتـة‬

‫وتســمح للقائــد بالحصــول علــى الفت ـرة الزمنيــة الالزمــة والمنطقــة األرضــية الضــرورية إلجــراء‬ ‫المناورة التي يخطط لها ويصمم على تنفيذها‪.‬‬

‫ومبدأ األمن هو واحد من مبادئ الحرب المتفق عليها بين الشرق والغرب ولقد وضـع‬

‫فولتر ‪ Voltaire‬مبادئ األمن الحديث وأخذت به العقيدة العسكرية البريطانية أكثر من نصف‬ ‫قـ ــرن‪ ،‬كمـ ــا أخـــذ بـــه القـ ــادة الســـوفيات اإلسـ ــتراتيجيون ووضـ ــعوه ضـ ــمن مبـ ــادئ الحـ ــرب التـــي‬ ‫يعتمدونها بصورة أساسية في التخطيط لعملياتهم‪.‬‬

‫غير أن األمن لم يبدأ مع فـولتر بـل كـان مبـدأ حربيـا منـذ نشـوء العلـم العسـكري وكـان‬

‫يتطور بتطور األهـداف العسـكرية واإلسـتراتيجيات المسـتخدمة ويعتبـر صـور الصـين مـن أقـدم‬

‫‪ .15‬رواه ابن ماجة في سننه‪ ،‬كتاب الطهارة وسننها‪ ،‬باب ‪ 48‬القصد في الوضوء‪ ،‬رقم ‪ ،1/425‬ورواه أحمد‬ ‫في مسنده رقم ‪.7025‬‬ ‫‪ .16‬رواه أبو داود في سننه كتاب الطهارة باب ‪ :44‬ما يجزئ من الماء في الوضوء رقم ‪.)71/1( 92‬‬ ‫‪ .17‬جمهرة اللغة (‪/332/2‬رسف‪ ،‬أسا‬

‫سرف‪.‬‬

‫البالغة‪ )294/‬لسان العرب ‪ 48/11‬مشارق األنوار ‪213/2‬‬

‫‪ .18‬رواه مسلم في صحيحه كتاب الحيض‪ ،‬باب ‪ :10‬القدر المستحب من الماء في غسل الجنابة رقم‬ ‫‪.9/4/325‬‬

‫‪25‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫التــدابير المعروفــة فــي التــاريو العســكري‪ ،‬وكــذلك التحصــينات المســماة الليمــات‪ Lime 19‬التــي‬

‫أقامتها الدولة الرومانية في عصر اتساعها وسيطرتها على أوروبـا وآسـيا وافريقيـا لعـدم قـدرتها‬ ‫مجابهة كل االحتماالت‪ ،‬هذه التحصينات التي امتدت إلى أوروبا وآسيا وافريقيا‪.‬‬

‫وعندما فتح العرب المسلمون الشام والعراق وتغلبوا على دولة الفر وسيطرت قواتهم‬

‫على بالد شاسعة تمتد من حدود الصين شرقا إلى بالد األندل‬

‫غربا فقد نظمـوا الثغـور علـى‬

‫ح ــدود الدول ــة البيزنطي ــة ومزجـ ـوا ب ــين مفه ــوم الهج ــوم وال ــدفاع فيم ــا يس ــمى ب ــالهجوم الوق ــائي‬ ‫وتحولت عملياتهم إلى إستراتيجية الردع أمكن بواسطتها الحفاظ على أمن األندل ‪.‬‬

‫‪ ‬أمن القتال‪ :‬هذا النوع من األمن يشمل مجموعة من اإلجراءات الواجب اتخاذها من قبل‬ ‫جميع الوحدات والتشكيالت المقاتلة فوق مسرح العمليات ويمكن تلخيص هذه اإلجراءات‬

‫فــي (الوقايــة ضــد أســلحة التــدمير الشــامل واألســلحة الكيميائيــة‪ ،‬الــدفاع الجــوي بنوعيــه‪،‬‬ ‫الدفاع المضاد للمدرعات‪ ،‬االستطالع وعناصـر األمـن) وقـد تطـور مفهـوم األمـن القتـالي‬

‫خاصــة عنــد العــرب والمســلمين فحــددوا القواعــد واألسـ‬

‫الواجــب اتخاذهــا فــي كــل موقــف‬

‫من مواقف القتال‪.20‬‬

‫‪ ‬األمن المائي بين الحاجيات والمتطلبات‪:‬‬ ‫مــن منظــور تفكيكــي يـربط العنـوان بــين متغيــر األمــن بمتغيــر المــاء وبمعنــى آخــر أنــه‬ ‫بوجـود المـاء ووفرتـه فـإن هنــاك اسـتتبابا لألمـن واالسـتقرار وبانعدامــه وقلتـه فـإن األمـن بصــورة‬ ‫عامــة يصــبح مهــددا علــى كــل األصــعدة‪ ،‬كمــا يـربط العنـوان فــي الد ارســة بــين متغيـرين آخـرين‬

‫هم ــا الحاجي ــات والمتطلب ــات‪ ،‬فكلم ــا نقص ــت المـ ـوارد الطبيعي ــة كيفم ــا كان ــت ظه ــرت األزم ــات‬ ‫واســتفحلت ومــن ثــم فــال بــد مــن البحــث علــى الحلــول المناســبة لهــا والتفكيــر فــي مســتقبل هــذه‬

‫الموارد‪.‬‬

‫وبالتــالي فالد ارســة هــي عبــارة عــن تنبيــه ودق نــاقو‬

‫الخطــر ألزمــة الم ـوارد الطبيعيــة وتآكلهــا‬

‫خاص ــة مص ــادر المي ــاه م ــع وج ــوب استشـ ـراف مس ــتقبلها بالتقش ــف وع ــدم التب ــذير وض ــرورة‬

‫االســتغالل األمثــل لإلمكانيــات الماديــة للخــروج مــن هــذه األزمــات التــي يواجههــا العــالم بصــفة‬ ‫عام ــة‪ .‬وتنطل ــق ه ــذه الد ارس ــة م ــن التس ــليم أن هن ــاك أزم ــة أمني ــة تس ــبب فيه ــا الم ــاء نح ــاول‬

‫معالجتها كاآلتي ‪:‬‬

‫‪ .19‬الليمات ‪ :‬م الليم‪ :‬عبارة عن مركز دفاعي فيه جميع متطلبات الحياة هدفه دفع الهجمات المباغتة‪.‬‬ ‫‪ .20‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪ ،‬الموسوعة العسكرية (بيروت‪ ،‬الطبعة ‪ 1981‬منفتحة) ص‪.116‬‬

‫‪26‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ -‬مواجه ــة المش ــاكل الطبيعي ــة كالمن ــاخ والجف ــاف والتص ــحر إض ــافة إل ــى النم ــو ال ــديمغرافي‬

‫ومشاكل أخرى مرتبطة بسوء تسيير قطاع المياه‪.‬‬

‫‪ -‬فــالحلول المقترحــة حــول أزمــة الميــاه تكــون حســب د ارســتنا والتــي هــي رؤى مســتقبلية تكــون‬

‫كالتالي‪:‬‬

‫‪ -‬ضرورة ترشيد الموارد المائية‪.‬‬

‫ وجوب تنمية الموارد المتاحة عن طريق إنجاز المشاريع واالستثمار‪.‬‬‫‪ -‬ضرورة التعاون العربي المشترك حول قضية الماء‪.‬‬

‫ دعــوة المجتمــع الــدولي للتوصــل إلــى اتفاقيــات وحلــول ســليمة تخــدم الجــانبين العربــي‬‫واإلسرائيلي‪.‬‬

‫وبالتــالي يمكننــا تلخــيص تعريــف األمــن العربــي حســب األمانــة العامــة لجامعــة الــدول‬

‫العربيــة كالتــالي ‪" :‬إنــه قــدرة األمــة العربيــة علــى الــدفاع عــن أمنهــا وحقوقهــا وصــيانة اســتقاللها‬ ‫وس ــيادتها عل ــى أ ارض ــيها وتنمي ــة الق ــدرات واإلمكاني ــات العربي ــة ف ــي كاف ــة المي ــادين السياس ــية‬ ‫واالقتص ــادية واالجتماعي ــة مس ــتندة إل ــى الق ــدرة العس ــكرية والدبلوماس ــية آخ ــذة بع ــين االعتب ــار‬

‫االحتياجات األمنية الوطنية لكل دولة والتي تؤثر على األمن القومي العربي‪.21‬‬

‫فأهمية المنطقة وما تملك من ثروات طبيعية 'غاز بترول ومعادن' وثـروة مائيـة هائلـة‬

‫تعرضــت عبــر تاريخهــا الطويــل إلــى العديــد مــن الهـزات والتــدخالت األجنبيــة والصـراعات فيمــا‬ ‫بــين الــدول العربيــة نفســها حــول الحــدود أحيانــا وحــول امــتالك الثــروات حينــا آخــر فيمــا أخــذت‬ ‫تحوالت إستراتيجية ذات أهمية بالغة دفعت بالعالم العربي إلى االنقسامات الداخلية والخالفات‬

‫التــي أضــافت إلــى تبعيتــه االقتصــادية والتكنولوجيــة تخلفــا فــي الكثيــر مــن المجــاالت العســكرية‬ ‫واالقتصــادية وعــدم قدرتــه لمواجهــة تحــديات العص ـرنة فــي ظــل النظــام العــالمي الجديــد المبنــي‬

‫على القاعدة 'القوة والمصلحة'‪.‬‬

‫‪ . 21‬هيثم الكيالني‪ ،‬مفهوم األمن القومي العربي‪ ،‬دراسة جانبيه السياسي والعسكري (القاهرة‪ ،‬مركز الدراسات‬ ‫العربي‪ ،‬ص‪.)71‬‬

‫‪27‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬أنواع األمن‬ ‫يمـ‬

‫لقد تغيرت وتعددت أشكال األمـن فأصـبح الموضـوع مبحثـا فـي الد ارسـات اإلستشـرافية‬

‫قطاعــات عــدة االقتصـادية والسياســية واالجتماعيــة والعســكرية وغيرهـا فــي عــالم انتشــرت‬

‫في ــه الصـ ـراعات وكث ــرت التناقض ــات وأدى التس ــلط الس ــلطوي وغي ــاب الديمقراطي ــة ف ــي أغل ــب‬

‫األقطار العربية خصوصا‪ ،‬وبروز ظاهرة اكتساب الزعامة باإلضافة إلى ظهور أساليب القهر‬ ‫والشعور باإلحباط لدى الشعوب النامية‪ ،‬إلى تطور مفهوم األمن واتخاذه مجريـات إسـتراتيجية‬

‫عديدة مـن حيـث الشـكل والهـدف‪ ،‬وأصـبح األمـن مـن أهـم التحـديات التـي نجمـت عـن التخلـف‬

‫الثقافي والتكنولوجي وكذا عدم قدرة البنى المؤسساتية الوطنية لمواجهة المطالـب واالنشـغاالت‬ ‫االجتماعية وغيرها مما أفضى إلى التنوع في أشكال األمن نذكر البعض منها‪:‬‬

‫‪ -‬األمن العالمي‪ :‬هدف عام للدول تتعاون للمحافظة على أمنها القومي ويقصد باألمن‬

‫الق ــومي الحف ــاظ عل ــى أم ــن دول ــة م ــا م ــن خط ــر إخض ــاعها لق ــوة أجنبي ــة وينظ ــر إل ــى إقام ــة‬

‫منظمــات تحــالف عظمــى ضــد الغ ـزاة مثــل التحــالف ضــد لــوي‬

‫ال اربــع عشــر‪ ،‬وضــد نــابليون‬

‫وهتلــر وحلــف األطلســي وحلــف وارســو والــدفاع العربــي المشــترك كإحــدى الوســائل للمحافظــة‬ ‫علـى الســيادة القوميـة‪ ،‬وهنــاك وسـيلة أخــرى لهـا صــبغة جماعيـة تتمثــل فـي انــدماج الـدول فــي‬

‫منظمات مثل األمم المتحدة‪ ،‬وعصبة األمم قبلها واقامة هيئة دولية تضمن أمن وسالمة كـل‬

‫دولة من أعضائها‪.22‬‬

‫‪ -‬األمن العسكري‪ :‬تحـت عنـوان مبـادئ األمـن العسـكري جـاء تعريـف األمـن العسـكري‪:‬‬

‫على أنه مجموعة اإلجراءات المتخذة في وقت السلم وكـذا فـي وقـت الحـرب لحمايـة الجيـوش‬ ‫والمؤسســات العســكرية أو الخاصــة العاملــة لصــالحها ضــد التــدمير ‪ La subversion‬ومعنــاه‬

‫ضــد كــل المؤسســات الداخليــة أو الخارجيــة الموجهــة ضــد النقــاط الحساســة‪ ،‬الســر‪ ،‬الضــمير‪،‬‬ ‫التخصص ‪ ،Discipline‬وبالمفهوم العسكري فإن األمن العسكري يدخل ضمن األمن العـام‬ ‫الذي هو مجموعة اإلجراءات المتخذة لضمان حماية الوحدات من العمليات المفتوحة‪.23‬‬

‫‪« La sécurité militaire est l’ensemble des mesures prises en temps de paix comme‬‬ ‫‪en temps de guerre pour protéger les armées et les établissements militaires ou‬‬ ‫‪privés qui travaillent pour elles, contre la subversion c.a.d contre les entreprises‬‬ ‫‪ .22‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر (الموسوعة العسكرية‪ ،‬بيروت‪ ،‬المؤسسة العربية للدراسات‪ ،‬طبعة ‪81‬‬

‫منفتحة المجلد ‪ )1‬ص‪.118‬‬

‫)‪. Ministère des Armées, Etat Major de l’Armée (Manuel de Préparation au Certificat Interarmes‬‬ ‫‪ed : Berger Levrault 1961 page 182 .‬‬

‫‪28‬‬

‫‪23‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪émanant de l’intérieur ou de l’extérieur dirigées contre les points sensibles, le‬‬ ‫‪secret, le moral et la discipline . » page 182, Tome 1.24‬‬

‫فاألمن العسكري والذي يعتبر الوجه األكثر وضوحا لمفهوم األمن القومي‪ ،‬باعتبار أن القوات‬

‫العسكرية هي الحصن الحصين والدرع الواقي للدولة موكلـة بالتـدخل لحسـم أي صـراع أو نـزاع‬ ‫مــن خــالل إســتراتيجية محــددة تشــمل العــدة والعتــاد والمخططــات العســكرية وتعبئــة لألط ـراف‬

‫المســاهمة كالصــناعة العســكرية واســهام الــدفاع المــدني‪ ،‬كمــا أن قــوة الجيــوش تكمــن فــي مــدى‬ ‫قدرتها على مواجهة التهديدات والحسم خالل المواجهات ولن يتأتى ذلك إال من خـالل تكـوين‬ ‫علمــي للتكتيــك الحربــي‪ ،‬ومــن خــالل وف ـرة للســالح المتطــور الجــوي والبحــري واألرضــي ومــن‬ ‫خالل خطط عسكرية مدققة لمواجهة العداء بمختلف وسائله مع العلم أن للمعنويات المرفوعـة‬

‫دو ار كبي ـ ـ ار فـ ــي النجـ ــاح العسـ ــكري والحاجـ ــة إلـ ــى كفـ ــاءات عليـ ــا فـ ــي إدارة عمليـ ــات الخـ ــدمات‬

‫العسكرية‪.‬‬

‫‪ ‬األمددددددن السياسددددددي‪ :‬ويعنـ ـ ــي بـ ـ ــه االسـ ـ ــتقرار التنظيمـ ـ ــي للـ ـ ــدول ونظـ ـ ــام الحكومـ ـ ــات‬

‫واإليــديولوجيات التــي تســتمد الــدول منهــا شــرعيتها فــإذا اختــل هــذا الجانــب فســدت العالقــة بــين‬

‫الســلطة الحاكمــة والشــعب ويمكــن اعتبــاره بأنــه الجهــود المبذولــة للمحافظــة علــى أس ـرار الدولــة‬

‫وسالمتها والعمل على منح ما من شأنه إفساد تلك العالقة أو تشويه صورة الدولة‪.25‬‬

‫فالتعبئــة والتجنيــد الــذي تقــوم بــه الدولــة لمقاومــة األفكــار الهدامــة واألنشــطة الالمشــروعة‬

‫المخالفــة إليديولوجيــة الدولــة تــدخل ضــمن منظــور األمــن السياســي الــذي يشــمل كــذلك تجنيــد‬ ‫كافــة المؤسســات التابعــة للدولــة لمحاربــة الــدعايات المســموحة والوقايــة مــن األعمــال التخريبيــة‬ ‫في المجاالت االقتصادية والسياسية واالجتماعية‪.‬‬

‫فالدولة مسؤولة علـى هـذا الجانـب األمنـي باتخاذهـا جملـة مـن التـدابير الوقائيـة داخليـا أمـا‬

‫خارجيا‪ ،‬فعلى الدبلوماسية أن تلعب دورها في ممارسة حق نشر الوعي الـوطني ومحاربـة كـل‬

‫الخطط األجنبية الهادفة إلى المسا‬

‫بسمعة الدولة في كافة المجاالت االقتصـادية والسياسـية‬

‫واالجتماعيــة ولضــمان وتوطيــد االســتقرار السياســي فهنــاك معونــة تســمى 'معونــة الــدفاع' فــي‬

‫)‪. Ministère des Armées, Etat Major de l’Armée (Manuel de Préparation au Certificat Interarmes‬‬ ‫‪ed : Berger Levrault 1961 page 182 .‬‬

‫‪ . 25‬ناصيف يوسف‪ ،‬القوى الخمسة الكبرى في الوطن العربي (بيروت‪ ،‬مركز دراسات الوحدة‪ ،‬الطبعة‪،1‬‬ ‫‪ )1987‬ص‪.107‬‬

‫‪29‬‬

‫‪24‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫صــورة برنــامج مــنح يوجــه لتــدعيم منشــآت الــدفاع وموافقــة الواليــات المتحــدة علــى هــذه المعونــة‬

‫ضرورية‪.26‬‬

‫‪ ‬األمددن االقتصددادي‪ :‬إن عــدم التبعيــة واالكتفــاء الــذاتي أهــم األبعــاد التــي يهــدف إليهمــا‬

‫الجانب االقتصادي للدولة حتى أن هناك علما يختص بهذا الجانب ويحمل اسم "علم اقتصاد‬ ‫األم ــن الق ــومي" الغ ــرض من ــه بن ــاء اقتص ــاد ق ــومي يتحق ــق م ــن خالل ــه األم ــن‪ ،‬إال أن التبعي ــة‬

‫أصبحت أم ار مفروضا على الدول النامية‪ ،‬فالدول الصناعية تفرض سيادتها وسيطرتها وتعيد‬ ‫إنتــاج هــذه الســيطرة بانتظــام وبتوســع وبشــكل مخطــط وتســتخدم فــي ذلــك كــل أدوات القــوة فهــي‬ ‫اقتصــاديا تعتمــد علــى تقســيم العمــل الــدولي الــذي يزودهــا بــأداة هامــة للســيطرة وهــي تســتخدم‬

‫مؤسسات بالغة األهمية والتركيز وعالية الكفاءة تتحكم في التكنولوجيا وفي اإلنتاج الصـناعي‬ ‫بــل وفــي تجــارة الحبــوب وفــي حركــة التجــارة الدوليــة كلهــا شــاملة النقــل والمواصــالت ووســائل‬

‫التحوي ــل وتس ــند ك ــل ذل ــك أدوات الق ــوة السياس ــية واالقتص ــادية الت ــي تمتلكه ــا حكوم ــات ال ــدول‬

‫الصناعية‪.27‬‬

‫غير أن ما توصلنا إليه من خـالل اسـتقرائنا للتعامـل التجـاري مـع الخـارج أن منطقـة القـوة‬

‫ومنطـق القــوة الــذي تعتمـده الــدول العظمــى والمصـنعة فــي الميــدان االقتصـادي أفــرز نوعــا مــن‬ ‫التبـاين بــين الـدول فأصــبحت التبعيـة أخطــر اآلفـات التــي تواجـه الــدول الناميـة ألن فــتح البــاب‬

‫بــال ض ـوابط للمســتوردات واالقت ـراض أمــام المؤسســات الماليــة الدوليــة واللجــوء إلــى الشــركات‬ ‫المتعددة الجنسيات من أهم أدوات القهر السياسـي عـن طريـق فـرض اتفاقيـات ومعاهـدات بـين‬

‫ال ــدول األكث ــر غن ــى‪ ،‬ذات الف ــائض‪ ،‬وال ــدول الفقيـ ـرة الت ــي ه ــي ف ــي حاج ــة إل ــى ح ــل المش ــاكل‬ ‫االقتصادية واالجتماعية عن طريق هذه العمليات المفروضة‪ ،‬ولن تتمكن دول التبعية الخروج‬

‫م ــن ه ــذا الم ــأزق إال ب ــإجراء تع ــديالت جوهري ــة ف ــي أنظمته ــا السياس ــية وأنظمته ــا االقتص ــادية‬ ‫واالجتماعيــة والثقافيــة أو مــا يســمى باإلصــالحات الهيكليــة فــي كافــة دواليــب الدولــة واالعتمــاد‬

‫على الذات‪.‬‬

‫كما أن الجانب المالي في التنمية من أهم المشاكل التي تواجههـا الـبالد المتخلفـة بخاصـة‬

‫وان مواردها المالية محدودة‪ ،‬نظ ار النخفاض الدخل فيها وضعف مستوى الناتج وجمود جهاز‬ ‫‪ .26‬سعد ماهر حمزة‪ ،‬المقدمة في اقتصاديات التبعية والتنمية (القاهرة‪ ،‬دار المعارف بمصر) ص‪.541‬‬ ‫‪ .27‬عادل حسين‪ ،‬االقتصاد المصري من االستقالل إلى التبعية ‪(1984-1979‬بيروت‪ ،‬دار الكلمة للنشر‬ ‫الطبعة‪ )1981 ،1‬ص‪.297‬‬

‫‪30‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫اإلنتاج وعدم تنوعه وحيث أن التنمية في العالم الثالث تتطلب زيادة التكوين الرأسمالي وانشاء‬ ‫البنيــان االقتصــادي وخلــق الصــناعة خلقــا‪ ،‬فــإن التنميــة تحتــاج إل ـى م ـوارد نقديــة وفي ـرة تحــت‬ ‫تصرف الدولة وهي التي تستطيع االضطالع بدور إيجابي في الخروج من حالة التخلف‪.28‬‬

‫ونؤكد في دراستنا هذه أن التغيـرات التكنولوجيـة المحـرك األول فـي النمـو االقتصـادي وقـد‬

‫أدت االخت ارعــات واالبتكــارات إلــى ســرعة التنميــة االقتصــادية فــي الــبالد المتقدمــة واســتفادت‬ ‫الــبالد األقــل تطــو ار بخب ـرات الــبالد المتقدمــة‪ ،‬أمــا اآلن فهنــاك وعــي كامــل بأهميــة التكنولوجيــا‬

‫فضال أن الحكومات في البالد المتخلفة تقوم بمحاوالت للتغلب علـى التخلـف التكنولـوجي وان‬ ‫كــان ت ازيــد االخت ارعــات فــي الــبالد المتقدمــة قــد ال يســاعد الــدول المتخلفــة علــى اللحــاق بالــدول‬

‫المتقدمة في ميدان التكنولوجيا‪.29‬‬

‫وم ــن ه ــذه المعطي ــات الس ــابقة فلبل ــو األم ــن االقتص ــادي ال ــذي ه ــو إح ــدى رك ــائز األم ــن‬

‫الــوطني علــى الــدول االعتمــاد علــى قــدراتها العلميــة المتمثلــة فــي نخبهــا وجامعاتهــا‪ ،‬وأن تبنــي‬

‫قاعــدة صــناعية علــى أس ـ‬

‫علميــة بالتعــاون مــع الــدول المتقدمــة فــي إطــار المحافظــة علــى‬

‫الس ــيادة الوطني ــة‪ ،‬والصـ ـراع الح ــالي ف ــي ه ــذا الب ــاب يكم ــن ف ــي إع ــادة توزي ــع من ــاطق النف ــوذ‬

‫االقتصادي والسياسي والسيطرة في الحلبة الدولية‪.‬‬ ‫‪ ‬األمن االجتماعي‪:‬‬

‫وهــو يخــص قــدرة المجتمعــات علــى إعــادة إنتــاج أنمــاط خصوصــياتها فــي اللغــة والثقافــة‬

‫والهويــة الوطنيــة والدينيــة والعــادات والتقاليــد فــي إطــار شــروط مقبولــة لتطورهــا وتنطــوي عمليــة‬ ‫االنتقــال مــن نظــام اجتمــاعي إلــى آخــر علــى ظهــور عــدد مــن التناقضــات واختفائهــا بالعمليــة‬

‫التكتيكيـة ‪ Dialectical Process‬فقــد قـدر ابـن خلـدون للدولـة عمـ ار يسـاوي ثالثـة أجيـال تعــادل‬ ‫‪ 120‬سنة تموت بعدها وتنشأ على أنقاضها دولة جديدة تعيد نف‬

‫الدولة السالفة فقد ورد فـي‬

‫الفصل الرابع عشر من المقدمة وتحت عنوان أن الدولة لها أعما ار طبيعية كما لألشخاص ما‬

‫يلي‪" :‬وانما قلنا أن عمر الدولة ال يعدو في الغالب ثالثة أجيال على أسا‬

‫أن الجيل يسـاوي‬

‫‪ .28‬سعد ماهر حمزة‪ ،‬المقدمة في اقتصاديات التبعية والتنمية‪ ،‬تجارب إفريقية وعربية (القاهرة‪ ،‬دار‬

‫المعارف) ص‪.271‬‬

‫‪ . 29‬كندل برجر ترجمة دانيال رزق مراجعة د‪.‬جرج‬

‫مرزوق‪ ،‬التنمية االقتصادية (مصر‪ ،‬الدار القومية‬

‫للنشر والطباعة) ص‪.33‬‬

‫‪31‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ 40‬سنة فيكون عمر الدولة ‪ 120‬عاما ألن الجيل األول ال يزالوا على خلق البداوة وخشونتها‬ ‫وتوحشها‪....‬والجيل الثاني تحول حالهم بالملك والترف من البداوة إلى الحضارة ومن الشـظف‬

‫إلى الترف والخصب‪ ....‬ومن عز االستطالة إلـى ذل االسـتكانة‪....‬أما الجيـل الثالـث فينسـون‬ ‫عهد البداوة والخشونة كأن لم يكن ويفقدون حالوة العز والعصبية‪.30‬‬

‫ف ــاألمن االجتم ــاعي إذن يعن ــي الحال ــة الت ــي يك ــون فيه ــا المجتم ــع متماس ــكا بعي ــدا ع ــن‬

‫مظــاهر الخالفــات والص ـراعات الداخليــة ولــذا علــى الســلطات الحاكمــة مدارســة كــل المظــاهر‬

‫االجتماعيـة السـلبية وتحديـد مسـاراتها لضـبط عالجهــا والسـعي التخـاذ األنسـب مـن اإلجـراءات‬ ‫والقوانين لتقوية التماسك االجتماعي عن طريق التعاون والتآزر وغر القيم المثلـى بـين أفـراد‬

‫المجتمع والتواصل بين السلطة الحاكمة والقاعدة المحكومة بفـتح مجـاالت التشـاور قبـل اتخـاذ‬ ‫الق ـ ار ارت وفــتح قن ـوات التعبيــر عــن ال ـرأي عبــر وســائل اإلعــالم المكتوبــة والمســموعة والمرئيــة‬ ‫وارساء قواعد التمثيل في المجـال‬

‫الشـعبية المنتخبـة الحقيقيـة و المثاليـة‪ ،‬وضـرورة االسـتجابة‬

‫للمتطلبات واالحتياجات الشعبية وبذلك تكون الدولة قد ساهمت في نشر األمن االجتماعي‪.‬‬

‫أصــبحت قضــايا التطــور والتقــدم والتنميــة االجتماعيــة مــن القضــايا األساســية التــي أخــذت‬

‫طريقها إلى الفكر االجتماعي لي‬

‫فقط على الصعيد المحلي بل وعلى النطاق العالمي وذلـك‬

‫بعد أن أخذت األمم المتحدة طريقها لتوفير الرخاء االقتصادي واالجتماعي والنهـوض بعوامـل‬

‫التطور المبنية علـى أسـا‬

‫احتـرام المبـدأ الـذي يقضـي بالتسـوية فـي الحقـوق بـين الشـعوب‪،31‬‬

‫فالتنمية االجتماعية تحتاج إلى العقل البشـري الـذي يـنظم خطـط بلوغهـا وذلـك بتحديـد أهـدافها‬

‫وبالت ــالي فه ــي عملي ــة حض ــارية تتمث ــل ف ــي نظ ــم وق ــيم ومع ــايير ومش ــروعات إنمائي ــة تتحق ــق‬

‫لمختلف أبنية المجتمع لضمان ما اصطلح عليه باألمن االجتماعي‪.‬‬ ‫‪ ‬األمن اإلعالمي‪:‬‬

‫لقــد بــات واضــحا أن العــالم والعــالم العربــي بوجــه خــاص يواجــه مشــكالت كبي ـرة فــي مجــال‬

‫اإلعــالم مقابــل التكتــل اإلعالمــي فــي الــدول المتقدمــة ممــا أدى إلــى اإلخــالل بــاألمن الــداخلي‬

‫لهذه الدول والحاق أضرار كبيرة بهذه الشعوب النامية ألن اإلعـالم الغربـي كقـوة إعالميـة ركـز‬ ‫‪ . 30‬محمد أحمد الزعبي‪ ،‬التغير االجتماعي (بيروت‪ ،‬دار الطليعة للطباعة والنشر‪ ،‬الطبعة الثالثة‪)1982،‬‬

‫ص‪.121‬‬

‫‪ .31‬منصور حسين‪ ،‬دكتور كرم حبيب‪ ،‬التنمية االجتماعية بين النظرية والتطبيق (بيروت‪ ،‬مكتبة الوعي‬ ‫العربي‪ )1978 ،‬ص‪.12‬‬

‫‪32‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫وال زال يركــز علــى المظــاهر الســلبية واخفــاء الوجــه المشــرق لهــذه الشــعوب العربيــة‪ ،‬ومــن أهــم‬ ‫المشــكالت التــي تواجــه اإلعــالم العربــي تخلــف وســائل االتصــال بالقيــا‬

‫مــع مــا يســتخدم فــي‬

‫الــدول المتقدمــة‪ ،‬فتعثــر التخطــيط اإلعالمــي فــي الــدول العربيــة والــذي يعنــى بــه التخطــيط فــي‬

‫مجاالت التنمية االقتصادية والزراعية والصناعية وغالبا ما كان اإلعـالم لينـدرج ضـمن خطـط‬ ‫التنمية االجتماعية وكاد يغيب من اإلستراتيجيات الوطنية وان كان السلطة الرابعة‪.‬‬

‫وأص ــبحت ال ــدول اآلن ت ــولي اهتمامـ ــا بالغ ــا لإلع ــالم ألن ــه يش ــكل ق ــوة ال تق ــل ع ــن القـــوة‬

‫العسكرية في تثبيت الحكم والـدفاع عـن المبـادئ والخيـارات والمنـاهج االقتصـادية واالجتماعيـة‬ ‫والثقافية التي تسعى األنظمة إلى تكريسها وتنفيذها على أرضية الواقع‪.‬‬

‫واننا نرى من خالل الواقع الحالي أن إقامـة نظـام إعالمـي دولـي جديـد يسـتلزم العمـل علـى‬

‫إيجاد مرتكزات جديدة إلقامة نظام اقتصادي دولي عادل والبلدان النامية التي تستخدم وسـائل‬

‫اإلع ــالم الغربي ــة المتقدم ــة تج ــد نفس ــها بس ــبب هيمن ــة ال ــدول المتقدم ــة عل ــى وس ــائل اإليص ــال‬

‫اإلعالمية مضطرة للخضوع والتبعية‪.32‬‬

‫وعــن اآلثــار التــي لحقــت بالعــالم العربــي البــد لنــا مــن اإلشــارة أن العــالم العربــي واإلســالمي‬

‫تعرضا إلى األمن اإلعالمـي ودوره فـي العـالم العربـي فلقـد تعـرض العـرب منـذ القـرن العشـرين‬ ‫إلى‬

‫حمالت محمومة مـن التشـويه والهجـوم عـن طريـق اإلعـالم الغربـي القـوي‪ ،‬وقـد‬

‫اســتغلت الحركــة الصــهيونية بمرافقــة أجه ـزة اإلعــالم الغربــي بكــل الســبل إلــى اإلضــعاف مــن‬ ‫العرب‪ ،‬على أنهم قوم ال يستحقون العـيش علـى هـذه األرض الخيـرة وأن اليهـود هـم شـعب‬

‫المختــار‪.....‬ومن ثــم بــات علــى رجــل اإلعــالم العربــي أن يتحمــل رســالته اإلعالميــة المقدســة‬ ‫وأن يبـــين للعـ ــالم ظلـ ــم األنظمـ ــة ألنـــه يعـــيش حيـ ــاة الجمـ ــاهير ويعـ ــرف مشـ ــاكلها ويعبـ ــر عـ ــن‬

‫طموحاتها‪.‬‬

‫نشر الوعي السياسي‪ :‬إن وسائل اإلعالم المتخلفة تسفر عن عزل الشعب فال يدرك أفراده مـا‬

‫يحــدث مــن حــولهم وال يلمــون إلمــام كافيــا بمشــاكل بالدهــم وسياســتها‪ ،‬فشــعوب الــدول المتقدمــة‬ ‫أكثــر وعيــا مــن شــعوب الــدول الناميــة مثلمــا أهــل المدينــة بالنســبة لســكان الريــف وذلــك بفضــل‬ ‫تطور وسائل اإلعالم في األولى وتخلفها في الثانية‪.‬‬

‫‪ . 32‬حسين محمد طوالبة‪ ،‬نحو تخطيط استراتيجي لإلعالم العربي (بيروت‪ ،‬المؤسسة العربية للدراسات‬ ‫والنشر‪ ،‬ط‪ )1981 ،1‬ص‪.15‬‬

‫‪33‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫ومهمة اإلعالم في مثل هذه الدول هي أن يكون حلقة االتصال بـين الشـعب والحكـام‬

‫في نقل األخبار والمفاهيم الحديثة التي تمكن الشعب من أن ينتقل من المجتمـع التقليـدي إلـى‬ ‫العالم الحـديث الـذي تعـيش فيـه الطبقـة الحاكمـة وبـذلك تتوحـد صـفوف الشـعب فـي أمـة واحـدة‬

‫وتتحقــق الوحــدة الفكريــة‪ .33‬فعلــى الــدول أن تــولي اهتمامــا كبي ـ ار لإلعــالم وأن تعتب ـره جــزء مــن‬ ‫خطتها التنموية االقتصادية واالجتماعية وأن تهتم بالبحث والتكوين في هـذا المجـال وأن تعيـد‬

‫النظــر فــي الق ـوانين والتش ـريعات الخاصــة بــاإلعالم وأن تــوفر المــال ذلــك كلــه ضــمانا لألمــن‬

‫اإلعالمي الذي هو جزء من األمن العام‪.‬‬

‫لقد أصبح اإلعالم موضع اهتمـام دولـي ولعـل الد ارسـات التـي أجريـت فـي هـذا الموضـوع‬

‫أثب ــت أن األعـ ــالم النزيـــه بإمكانـ ــه أن يسـ ــهم بـــدور كبيـ ــر فـ ــي إق ـ ـرار وت ــدعيم األم ــن والسـ ــالم‬ ‫الــدوليين‪ ،‬فأوصــى المجل ـ‬

‫االقتصــادي واالجتمــاعي التــابع لألمــم المتحــدة منظمــة اليونســكو‬

‫‪ UNESCO‬بأن تبحث المشكالت التـي تعتـرض طريـق الجهـود التـي تبـذلها الـدول الناميـة مـن‬ ‫أجل تقوية وتدعيم وسائل اإلعـالم الخاصـة بهـا قـد جـاء فـي هـذه التوصـية‪ » :‬هنـاك دور هـام‬ ‫يتعين علـى وسـائل اإلعـالم الجمـاهيري أن تضـطلع بـه وهـي تسـتطيع بالفعـل االضـطالع بـه‪،‬‬

‫ه ــذا ال ــدور ه ــو التعجي ــل ب ــالتطور االجتم ــاعي واالقتص ــادي‪ ،‬ذل ــك أن مش ــروعات التنمي ــة ال‬ ‫تس ــتطيع أن تـــنجح إال بواسـ ــطة المش ــاركة مـــن جانـــب الش ــعوب‪ ،‬األم ــر ال ــذي ال يتحقـ ــق إال‬ ‫بمساعدة من جانب وسائل اإلعالم أي الصـحافة المطلعـة التـي تتـدفق حيويـة وبـرامج اإلذاعـة‬

‫والتلفزيون «‪. 34‬‬

‫والواقــع أن بنــاء الدولــة اقتصــاديا واجتماعيــا وسياســيا يتطلــب االســتعانة بشــتى وســائط‬

‫ووسائل اإلعالم‪ ،‬وان تحقيق األمل المعقود على اإلعالم إنما يتوقـف علـى قـوة عزيمـة النـا‬

‫وأمــانتهم ون ـزاهتهم وهــذه أمــور ال تتحقــق إال عــن طريــق اإلعــالم ذاتــه‪ ،‬فالفيلســوف اليونــاني‬

‫القديم أرسطو ‪ ARISTO‬كان يرى أن التصـرف بطريقـة وديـة أمـر ضـروري لتحقيـق االتصـال‬ ‫الجيــد بــين النــا‬

‫كمــا كــان يــرى أن النــا‬

‫ال يســتطيعون أن يتعايش ـوا معــا إال إذا احتــرم كــل‬

‫منهم مصالح اآلخر‪.35‬‬ ‫‪ .33‬شاكر إبراهيم‪ ،‬اإلعالم ووسائله ودوره في التنمية االقتصادية واالجتماعية (مالطا‪ ،‬مؤسسة آدم للنشر‬ ‫والتوزيع ط‪ )1975 1‬ص‪.201‬‬ ‫‪. United nations, Office of Public Information, Note 1 N°= 3281, May 25 th , 1966‬‬

‫‪34‬‬

‫‪ .35‬محمد عبد القادر حاتم‪ ،‬اإلعالم والدعاية نظريات وتجارب (القاهرة‪ ،‬مكتبة األنجلو‪ ،‬ط ‪)1986‬‬ ‫ص‪.35‬‬

‫‪34‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫وتعاني الدول النامية من استعمار إعالمي هز كيانها وأمنها خاضـعة لتعبئـة إعالميـة‬

‫ال تقل أهمية عن التبعات االقتصادية والسياسية ألن األمن اإلعالمي يعتبر جزء هاما ومهما‬ ‫مــن جوانــب األمــن القــومي ضــمن مكونــات األمــن السياســي وعليهــا أن تســعى المــتالك إعــالم‬

‫ق ــوي ق ــادر عل ــى إح ــداث التغيي ــر والتط ــوير نح ــو األفض ــل بفعالي ــة وت ــوفير الكف ــاءات البشــرية‬ ‫الملتزمــة وتخصــيص اإلمكانيــات الماديــة الالزمــة حفاظــا علــى األمــن واالســتقرار ألن اإلعــالم‬ ‫الغربي قد اخترقها وشـوه مـن قـدراتها‪ ،‬حيـث أن الـدول الصـناعية اسـتطاعت بفضـل إمكانياتهـا‬

‫اإلعالمية أن تحقق الغلبة في هذا المجال‪.36‬‬

‫الصلة بين السياسة الوطنية وسياسة االتصاالت‬

‫‪37‬‬

‫الوضع السياسي‬

‫األوضاع السياسية‬

‫العمل السياسي‬

‫الدولي‬

‫واالقتصادية والعسكرية‬

‫االقتصادي والعسكري‬

‫السياسة الوطنية‬

‫أوضاع االتصاالت‬

‫واألهداف‬

‫سياسة‬

‫سلوك‬

‫االتصاالت‬

‫االتصاالت‬

‫محتوى االتصاالت‬ ‫ومميزاتها‬

‫صفات الجمهور‬ ‫المميزة‬

‫األثر في الجمهور‬ ‫التصرفات والسلوك‬ ‫السياسي المناسب‬

‫العوامل السياسية والثقافية المحلية‬

‫‪ ‬توضيحات‪ :‬هذا النموذج وضع قبل أكثـر مـن ‪ 30‬سـنة وال يـزال اإلطـار األعـم لتوحيـد‬ ‫أسـ ــاليب د ارسـ ــة المواصـ ــالت عامـ ــة والدعايـ ــة خاصـ ــة‪ ،‬فاالتصـ ــاالت وسـ ــيلة للتفاعـ ــل‬ ‫االجتمــاعي وتعمــل نظــم اإلعــالم علــى االســتقرار ألنهــا تميــل دائمــا إلــى عــرض القــيم‬ ‫والمعتقدات في المجتمع الذي تعمل فيه‪ ،‬وتقوم وسائل اإلعالم بإحداث التغيير حيث‬

‫‪ . 36‬وليد خدوري‪ ،‬الطاقة العربية في اإلعالم الغربي‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬عدد‪ ،88‬يونيو‬

‫‪ ،1986‬ص‪.116‬‬

‫‪ -37‬وليام ل‪ ،‬ريقرزن تيودور ييترسون‪ ،‬جاي وجنسن‪ ،‬ترجمة د‪.‬إبراهيم إمام‪ ،‬وسائل اإلعالم والمجتمع‬ ‫الحديث (القاهرة‪ ،‬مؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر‪ ،‬ط‪ )1975 1‬ص‪.50‬‬

‫‪35‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫أنها إحدى الوسائل التي تتحدى النظام القائم ومن ثم فهي تميـل إلـى المحافظـة علـى‬

‫الوضع الراهن من ناحية والى تفويضه من ناحية أخرى‬

‫‪38‬‬

‫األمن الغذائي‪:‬‬

‫أهمية األمن الغذائي كباقي الجوانب األخرى من األمن إن لم نقل هي األكثر اهتماما‬

‫فــي عــالم ت ازيــدت فيــه الزيــادة الكبي ـرة فــي عــدد الســكان علــى وجــه المعمــورة‪ ،‬وقــد عــرف العــالم‬ ‫عبــر التــاريو مجاعــات عديــدة ألن المحصــول الز ارعــي لــم يكــن كافيــا لســد حاجيــات الســكان‬ ‫ضف إلى ذلك ارتفاع أسعار األطعمة والمنتجـات الفالحيـة ارتفاعـا باهضـا تخطـت قـدرة الفـرد‬

‫علــى تــوفير غذائــه وطعامــه وبمــرور الــزمن أدى ذلــك إلــى اله ـزال وضــعف الصــحة وظهــور‬ ‫األمراض‪ .‬وبالتالي فإن األمن الغذائي أصبح مرهونا بمدى اكتفاء الفرد الذاتي بالغذاء إذ أنه‪:‬‬

‫حصــة األمــن الغــذائي التــي يمكــن أن يغطيهــا اإلنتــاج الــوطني والبــاقي تشــكل مــن ال ـواردات‬ ‫الفالحيــة أو األغذيــة (المشــتريات مــن الســوق العالميــة والمســاعدة الغذائيــة) يعــود مســتواه إلــى‬

‫الموارد المتاحة بالنسبة للفالحة ولقدرات استغاللها وإلنتاجيـة أنظمـة الز ارعـة وتربيـة الحيوانـات‬ ‫وللنتائج النقدية التي يحققها الفالحون‪.‬‬

‫يتوقــف االكتفــاء الــذاتي الغــذائي أيضــا علــى مــا تتــوفر عليــه الدولــة مــن عمليــة صــعبة‬

‫لضمان استيراد وكذا السيولة النقدية عنـد الحاجـة القتنـاء المـوارد المنتجـة محليـا أو المسـتوردة‬ ‫وبـالنظر إلـى المفهـوم السـابق يصـبح األمـن الغـذائي إجـراء يسـمح لهيئـات وطنيـة أو المركزيــة‬ ‫(دولة‪ ،‬مناطق‪ ،‬عائالت) بالقدرة على تلبية تزويـد منـتظم طيلـة السـنة لالحتياجـات مـن الغـذاء‬

‫المتوازن (كمية ونوعية) وتستجيب للتطلعات الخاصة لكل عضو من أعضـائها وكـذا للعـادات‬ ‫الثقافية للسكان في مجال التغذية‪.‬‬

‫األمن الوقائي السياسي‪:‬‬ ‫مقالة مشهورة صالحة في كل المجاالت الحياتية "الوقاية خير من العالج" فلـو وفـرت‬

‫ال ــدول واس ــتجابت لمتطلب ــات ش ــعوبها االقتص ــادية واالجتماعي ــة م ــا خرج ــت ع ــن بكـ ـرة أبيه ــا‪،‬‬ ‫وانتفضــت الــدول العربيــة رافضــة الــدكتاتوريات الحاكمــة والوضــعيات االجتماعيــة المزري ـة ألن‬

‫قياداتهــا لــم تعمــل علــى تطبيــق هــذه المقولــة أو الحكمــة علــى الواقــع‪ ،‬وبالتــالي يمكــن القــول أن‬ ‫‪ -38‬ح ج د ش‪ ،‬و ازرة الفالحة والتنمية الريفية‪ ،‬عرض وآفاق ماي ‪ ،2012‬ص‪1‬‬

‫‪36‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫األمـن الوقـائي السياسـي " يمكــن اإلشـارة إليـه بأنــه مجموعـة التـدابير التــي تحقـق تـأمين بعــض‬

‫الجوانب الهامة في الدولة ويشـمل كافـة اإلجـراءات والترتيبـات التـي تتخـذها الدولـة عـن طريـق‬

‫أجهزتها المختلفة المعدة لهذا الغرض لحفظ أسرارها وحماية منشـآتها ضـد مخـابرات العـدو فـي‬

‫الداخل والخارج"‪.39‬‬

‫ومــن خــالل هــذا التعريــف يتضــح جليــا أن هــذه اإلجـراءات المتخــذة مــن طــرف الدولــة ال‬

‫محالة تهـدف إلـى الحفـاظ علـى كيـان الدولـة واسـتتباب األمـن بهـا واسـتقرارها ممـا يحقـق أمنهـا‬

‫الوطني‪ ،‬إذ يعتبر األمن الوقائي أحد مكونات أمنها السياسي وتوكل مهمة القيام بهذا الجانب‬ ‫إلــى أجه ـزة منظمــة تنظيمــا محكمــا وس ـريا داخــل الدولــة‪ ،‬تنشــط فــي مجــال محــدد علــى نطــاق‬ ‫إقليمهــا الســيادي وبإمكانهــا توســيع نشــاطها الوقــائي خــارج هــذا النطــاق فيمــا يتعلــق بمنشــآت‬

‫الدولــة خــارج حــدودها‪ ،‬وتشــمل مهــام الجهــاز الوقــائي والــذي هــو أحــد مكونــات ولبنــات النظــام‬ ‫القائم عدة مهام أساسية لضمان الدولة واستم ارريتها‪ ،‬ومن خالل األزمـة التـي عاشـتها الج ازئـر‬

‫بإمكاننا تحديد البعض منها كالتالي‪:‬‬

‫‪ -‬العمل على الوقاية داخليا وخارجيا من التخريب بمعانيه المتنوعة المادية والمعنوية‪.‬‬

‫ العمــل علــى مقاومــة كــل نشــاط مشــبوه وكــل نشــاط بغــرض التهــديم المعنــوي والمــادي‬‫لمؤسسات الدولة ومقاومة الفكر التآمري ضد أجهزة الدولة والتمرد بمختلف أوجهه‪.‬‬

‫فالعش ـرية الســوداء التــي عاشــتها الج ازئــر إثــر أحــداث ‪ 05‬أكتــوبر ‪ 1988‬كــان بإمكــان الدولــة‬ ‫تجنبهــا لــو اتخــذت إجــراءات وقائيــة قبــل حــدوث هــذه المآســي‪ ،‬وكــم كنــا لنتجنــب إ ارقــة الــدماء‬ ‫وحــاالت التمــزق وانتشــار الخــوف وعــم االســتقرار لــو اســتعمل صــاحب القـرار لغــة الحـوار بــدل‬

‫لغـة القــوة ومــع ذلــك أعتقــد أنـه مــازال الوقــت أمــام الســلطة القائمـة لتــدارك الموقــف ومنــع المزيــد‬ ‫من االنزالق نحو المجهول‪ 40‬مستقبال‬ ‫‪ ‬األزمة في الجزائر‪:‬‬

‫لسنا بصدد تحليل كل أسباب األزمة في الجزائر‪ ،‬غير أن الظروف العامة إقليما وعالميا‬

‫هيــأت التربــة إللقــاء أي بــذور فــي الســاحة الجزائريــة فقــد بلــغ الغضــب الجمــاهيري أوجهــه غــداة‬ ‫‪ . 39‬محمد المشهداني‪ ،‬األحالف الدولية وانعكاساتها على األمن القومي العربي‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة بغداد‬

‫‪ ،1989‬ص‪.98‬‬

‫‪ .40‬أحمد طالب اإلبراهيمي‪ ،‬المعضلة الجزائرية األزمة والحل (الجزائر‪ ،‬شركة دار األمة للطباعة والنشر‬ ‫والتوزيع‪ ،‬الطبعة‪ 1‬فبراير ‪.)1996‬‬

‫‪37‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫أحــادث ‪ 1986‬نتيجــة لحمــى األســعار‪ ،‬وازداد تــدمر النــا‬

‫بمــا يحــدث مــن تجــاوزات بعــض‬

‫رجال األمن في حق بعض المواطنين بحجة تعقب جماعة بويعلي وكل حملة الفكر الجهادي‬

‫بعد أن لقي بويعلي يوم ‪ 1987-01-04‬مصرعه والقاء القبض على عناصره والـزج بهـم فـي‬ ‫غياهــب الســجون لكــن اآلثــار الســيئة لــبعض التص ـرفات والســلوكات تركــت انطباعــا ســيئا فــي‬

‫نفو‬

‫كثيـر مـن النـا‬

‫الـذين فهمـوا مـن خـالل هـذه التصـرفات أن النظـام يعمـل ضـد اإلسـالم‬

‫ويحـارب الـدين بمختلـف الوســائل والطـرق‪ ،‬وأن هنـاك عناصـر نافــذة داخـل النظـام تعمـل علــى‬

‫كهربة األجـواء العامـة بـين ال ارعـي والرعيـة والـدفع بهمـا إلـى تصـادم دمـوي‪ ،‬ويكفـي دلـيال علـى‬ ‫أن فتـرة الحكــم الشــاذلية (‪ )1991-1979‬ســميت بالعشـرية الســوداء والــذين أطلقـوا هــذا االســم‬ ‫بن جديد لقب "أبو الديمقراطية"‪.41‬‬

‫على هذه المرحلة هم الذين أطلقوا على الرئي‬

‫قضية بويعلي كانت محدودة إنها صفة من التيار اإلسالمي‪ :‬كـان بـويعلي مـن قـدماء‬

‫المجاهــدين وكــان مستشــا ار فــي بلديــة‪ ،‬لمــاذا مــال إلــى التمــرد العســكري‪ ،‬أظــن أن ذلــك م ـرتبط‬ ‫بمشاكل شخصية‪ ،‬وبالمقابل كان رفقاؤه ومنهم شبوطي ومليـاني أتباعـا مقتنعـين بـالعنف‪ ،‬وقـد‬

‫حوكم االثنان وصدر في حقهما الحكم باإلعدام لتسببهما في مـوت أشـخاص آخـرين ولقيـامهم‬ ‫صـراحهما‪ ،‬لقـد كـان اإلسـالميون مهيئـين منـذ‬

‫بمحاولة حركة مسلحة‪ ،‬وفيما بعد أطلق الـرئي‬

‫زمن طويل وكنا نعلم أنهم نظموا معسكرات في زيامة وفي القل وأنهم كـانوا يمارسـون التكـوين‬

‫و الت ــدريبات العس ــكرية خ ــالل الص ــيف و ق ــد اكتش ــفنا وث ــائق تتض ــمن تعليم ــات م ــن الس ــلوك‬

‫الواجــب فــي حالــة إيقــافهم مــن طــرف أع ـوان األمــن كــل هــذا كــان موجــودا لكــن التســيب أدى‬ ‫ببساطة و لسوء الحظ إلى الحالة التي نعرفها ‪.‬‬

‫أمــا تحليــل األزمــة بمنظــور آخــر تطــرق إليــه وزيــر الــدفاع يومهــا حيــث‪ 42‬يــرى أن الصـراع قــائم‬ ‫منــذ زمــن طويــل بــين التيــار اإلســالمي والســلطة ويعتبــر أن قضــية بــويعلي كانــت محــدودة ألن‬

‫هذا األخير كان ينتمي إلـى مـن حـرروا الـبالد مـن االسـتعمار الفرنسـي وتحمـل مسـؤوليات فـي‬

‫الدولة‪.‬‬

‫‪ .41‬أبو جرة سلطاني‪ ،‬جذور الصراع في الجزائر‪/‬ص‪ 173‬بتاريو ‪ 5‬أكتوبر ‪.1995‬‬ ‫‪ .42‬خالد نزار‪ ،‬مذكرات اللواء خالد نزار (الجزائر‪ ،‬دار النشر شهاب توزيع منشورات الشهاب) ص‪.142‬‬

‫‪38‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫المبحث الثاني ‪:‬اإلستراتيجية أبعادها و مفاهيمها ‪:‬‬

‫تطور مفهـوم وتعريـف كلمـة اإلسـتراتيجية عبـر مختلـف عصـور التـاريو العسـكري وفقـا‬

‫الختالف وتطور التقنية العسكرية في كل عصـر عـن اآلخـر ووفقـا لتبـاين المـدار العسـكرية‬ ‫والسياســية لكــل قائــد أو مفكــر ممــن تعرض ـوا بالبحــث لموضــوع اإلســتراتيجية‪ .‬ومــن هنــا تنبــع‬

‫الصعوبة البالغة لتقديم تعريف جامع مانع لكلمة إستراتيجية ألنه ال يوجد تعريـف موحـد متفـق‬ ‫عليه حتى اآلن لهذه الكلمة مثلما فـي ذلـك فـي كلمـة فلسـفة‪ ....‬ولقـد اشـتقت كلمـة إسـتراتيجية‬

‫أصــال مــن الكلمــة اليونانيــة ‪ Strategos‬التــي كانــت تعنــي فــن قيــادة الق ـوات وهــو فــن ممارســة‬ ‫بعض القادة العسكريين القدماء مثل االسكندر األكبر ويوليو‬

‫قيصر دون أن يدونوا خبـرتهم‬

‫عنه ولهـذا سـاد ولفتـرة طويلـة أن اإلسـتراتيجية مجـرد فـن يمارسـه القـادة الموهوبـون عـن حـد‬

‫وعبقرية وأنه لي‬ ‫‪-‬‬

‫لها قواعد ونظريات علمية‪.‬‬

‫ومع تقدم قوى اإلنتاج الصناعي وازدهار العلـوم الطبيعيـة وسـيادة الفلسـفة العقليـة فـي‬

‫أوروبـ ــا فـ ــي الق ـ ـرن‪ 18‬بـ ــدأت د ارسـ ــة الحـ ــرب علـ ــى أس ـ ـ‬ ‫اإلستراتيجية بصورة علمية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫علميـ ــة فظهـ ــرت محـ ــاوالت د ارسـ ــة‬

‫وقــد قــدم كــالوز فيتــز تعريفــا لإلســتراتيجية بأنهــا‪ " :‬نظريــة اســتخدام المعــارك كوســيلة‬

‫للوصول إلى هدف الحرب" وقد وضع هذا التعريف لإلستراتيجية فـي ضـوء مفهومـه األساسـي‬

‫عن الحرب من حيث أنها استمرار للسياسة بوسائل أخرى‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫أم ــا الكات ــب العس ــكري البريط ــاني لي ــدل ه ــارت فق ــد ع ــاب عل ــى تعري ــف ك ــالوز فيت ــز‬

‫لإلس ــتراتيجية أن ــه ي ــدخلها ف ــي مج ــال السياس ــة وأن ــه ب ــذلك التعري ــف يخل ــط ب ــين اإلس ــتراتيجية‬ ‫العسكرية واإلستراتيجية العليا للدولة ثم قدم تعريفه الخاص لإلستراتيجية فقال‪" :‬إنها فن توزيـع‬ ‫واستخدام مختلف الوسائل العسكرية لتحقيق هدف السياسة"‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫أمـا الجنـرال أندريـه بــوفر الفرنسـي اإلســتراتيجي يقـول‪ :‬إن اإلســتراتيجية هـي فــن حـوار‬

‫اإليرادات التي تستخدم القوة لحل خالفاتها"‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫أم ــا الفك ــر العس ــكري األمريك ــي فق ــد ق ــدم بواس ــطة هيئ ــة أرك ــان القـ ـوات المس ــلحة ع ــام‬

‫‪ 1959‬تعريفــا لإلســتراتيجية بأنهــا‪" :‬فــن وعلــم اســتخدام القـوات المســلحة للدولــة بغــرض تحقيــق‬ ‫أهداف السياسة القومية عن طريق القوة أو التهديد باستخدامها"‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ويقــدم الفكــر الســوفياتي علــى لســان المارشــال سوكولوفســكي تعريفــا "أنهــا عبــارة عــن‬

‫نظــام المعلومــات العلميــة عــن القواعــد القياســية للحــرب كص ـراع مســلح يخــدم مصــالح طبقيــة‬

‫‪39‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫معينة وعلى أسا‬

‫دراسة خبرة الحـروب والموقـف العسـكري السياسـي واإلمكانـات االقتصـادية‬

‫والمعنوية للدولة والوسائل الجديدة للصراع المسـلح ونظـرات العـدو المحتملـة تقـوم اإلسـتراتيجية‬ ‫بدراسة أحوال وطبيعة الحرب المقبلة‪.‬‬

‫ومــن الواضــح أن القاســم المشــترك بــين هــذه التعريفــات المختلفــة أنهــا علــم وفــن ينصـرفان إلــى‬

‫الخطط والوسـائل التـي تعـالج الوضـع الكلـي للصـراع الـذي تسـتخدم فيـه القـوة بشـكل مباشـر أو‬ ‫غير مباشر من أجل تحقيق هدف السياسة التي يتعذر تنفيذه عن غير ذلك السبيل‪.43‬‬ ‫ترتبط اإلستراتيجية بالسياسة ألنها تستهدف أصال تحقيـق أهـداف السياسـة ولـي‬

‫العكـ‬

‫وهــي تـ ـرتبط أيضــا ب ــالظروف االقتصــادية الت ــي يج ــري فــي ظله ــا الص ـراع‪ ،‬ذل ــك ألن طاق ــات‬

‫الص ــناعة وحج ــم المـ ـوارد االقتص ــادية والبشـ ـرية المختلف ــة ومص ــادر الطاق ــة المحرك ــة وط ــرق‬ ‫المواصالت وقدرات النقل المختلفة كلها عوامل تؤثر على طبيعة اإلستراتيجية المطبقة‪.‬‬

‫ونظـ ـ ار للتعريف ــات الس ــابقة نخل ــص الق ــول أن مض ــمون اإلس ــتراتيجية ال يتح ــدد فق ــط بن ــوع‬

‫المبــادئ اإلســتراتيجية التــي تــدخل فــي عمليــة إنشــاء وتنفيــذ المخطــط اإلســتراتيجي وانمــا يتحــدد‬ ‫أيضا بتأثير العوامل السياسية والمعنوية والعوامل االقتصادية والجغرافية والتاريخية التي تحكم‬

‫الص ـراع القــائم بــين قــوتين كمــا يتحــدد أيضــا بطبيعــة الحــرب المتوقعــة أو الــدائرة فعــال ومــدى‬ ‫تطور طرق إدارتها وتكتيكاتها وبطبيعة النظريات اإلستراتيجية الخاصة بالعدو ولذلك ال يظل‬ ‫مضــمون اإلســتراتيجية الحربيــة ثابتــا دون تغييــر ولكنــه يتطــور ويتغيــر تبعــا لتغيــر الظــروف‬

‫المحيطة بالصراع وحجم اإلمكانات المادية والمعنوية الموضوعة تحت تصرف اإلستراتيجية‪.‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬التحديات اإلستراتيجية‪:‬‬

‫قــد بــات االهتمــام برصــد التحــديات اإلســتراتيجية وتشــخيص مصــادرها والتمييــز بــين‬

‫أنواعهــا وقيــا‬

‫حــدتها ومــن ثــم التفكيــر بأســاليب التعامــل معهــا أحــد المهــام األساســية للعقــل‬

‫االس ــتراتيجي‪ ،‬فالتح ــديات الت ــي تواج ــه إدارة المنظم ــات المحلي ــة واإلقليمي ــة والدولي ــة والعالمي ــة‬ ‫بصـورة عامــة والتحــديات اإلســتراتيجية بصــورة خاصــة أصــبحت لغــة تشــغل تصــور ذلــك العقــل‬ ‫ومنطــق تفكي ـره الحدســي والمبــدع ومجــاال حيويــا للتجــدد واالبتكــار‪ ،‬ولقــد انبــرى خب ـراء اإلدارة‬

‫اإلســتراتيجية علــى المســتوى االجتمــاعي والشــامل لألعمــال والعمليــات لفحــص تلــك التحــديات‬

‫‪ .43‬الموسوعة العسكرية الجزء ‪ : 1‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪/‬بيروت ط‪ 1981 1‬ص‪.62‬‬

‫‪40‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫وتحليلها مستعينين بما هيأه الفكر اإلستراتيجي في ميدان األعمال من أدوات تحليـل وأسـاليب‬

‫تنبؤ في سعي لتشخيص ما هو ظاهر وتوقع ما هو مفاجئ ومرتقب مستقبال‪.44‬‬ ‫‪‬‬

‫اإلستراتيجية والتكتيك‪:‬‬

‫يختلف مفهوم اإلستراتيجية عن التكتيك والذي يعتبـر فـي جـذوره األولـى أحـد المفـاهيم‬

‫العســكرية أيضــا ويتص ــدر بــه أيض ــا أســلوب تنفيــذ معرك ــة أو حملــة عس ــكرية وادارتهــا وعل ــى‬ ‫الصــعيد اإلداري يعــرف علــى أنــه مجموعــة الخطــط والب ـرامج المرحليــة القصــيرة المــدى التــي‬ ‫تساعد في تحقيق أهداف إستراتيجية معينة‪.‬‬

‫فكمــا يوجــد هــدف إســتراتيجي فــإن هنــاك هــدفا إســتراتيجيا أو تعبويــا يتميــز بأنــه جزئــي‬

‫ومرحلـ ــي أو تفصـ ــيلي ومـــن خـ ــالل تحقيـــق مجموعـ ــة األه ـ ـداف التكتيكيـ ــة ي ــتم تحقيـ ــق هـ ــدف‬

‫إســتراتيجي وكــذلك مــن خــالل مجموعــة خطــط أو ب ـرامج قصــيرة ومرحليــة يــتم تحقيــق أهــداف‬ ‫إستراتيجية أو خطط طويلة المدى‪.‬‬

‫ويشــكل نشــوء التكنولوجيــا المعلوماتيــة كمعطــى إســتراتيجي أحــد االعتبــارات الجوهريــة‬

‫تتطلبه ـ ـ ــا إدارة المعلوم ـ ـ ــات اإلس ـ ـ ــتراتيجية‪ ،‬واس ـ ـ ــتراتيجيات المعلوم ـ ـ ــات ونظمه ـ ـ ــا وتكنولوجي ـ ـ ــا‬ ‫المعلومات وادارة التغيير‪.45‬‬

‫أمــا التوجــه اإلســتراتيجي فهــو الحركــة اإلســتراتيجية التــي تتضــمن ج ـزئين‪ :‬التخطــيط‬

‫اإلستراتيجي كجزء أول والتطبيق والرقابة اإلستراتيجية كجزء ثان‪ ،‬فهو أمر يسـاعد فـي ترجمـة‬

‫اإلسـ ــتراتيجية ضـ ــمن إطـ ــار عمليـ ــة التخطـ ــيط التـ ــي تبتـ ــدئ باالختبـ ــار اإلسـ ــتراتيجي وتنتهـ ــي‬ ‫بالتقويم‪.46‬‬

‫أم ــا التخط ــيط االس ــتراتيجي فيع ــرف عل ــى أن ــه عملي ــة اتخ ــاذ قـ ـ اررات ووض ــع أه ــداف‬

‫واستراتيجيات وبرامج زمنية مسـتقبلية وتنفيـذها ومتابعتهـا كمـا أنـه األسـلوب العلمـي الـذي تلجـأ‬ ‫إليه اإلدارة في رصد وتوظيف الموارد المتاحة وادارتها وصوال إلى األهداف المنشودة‪.‬‬

‫‪ . 44‬أ‪.‬نعمة عبا‬

‫الخفاجي واألستاذ المساعد جمال غانم الدبا ‪/‬مراجعة أ‪.‬طاهر محسن الغالبي وأ‪.‬عبد‬

‫الرحمان الجبوري‪ ،‬الفكر اإلستراتيجي قراءات معاصرة (عمان‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪)2008 ،1‬‬

‫ص‪.22‬‬ ‫‪Galliers R.D Leidner, DE et Baker, BSH (eds) (a1999) stratégie informatique management, .45‬‬ ‫‪1challenges et strategies in managment informatique systems 2/e Oxford XV‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪. Huse E.F (1979) « The Modern Managment » San Francisco 198.‬‬

‫‪41‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫وما نستخلصه هو أن التخطيط اإلستراتيجي والذي ظهرت بوادره مع مطلع العقـد السـاد‬

‫من القرن العشرين في الواليات المتحدة األمريكية ثم بدأ ينتشر في أوربا ودول العـالم األخـرى‬ ‫يس ــتخدم ه ــذا الن ــوع م ــن التخط ــيط ف ــي المج ــال اإلداري والمؤسس ــاتي بش ــكل كبي ــر ف ــي وقتن ــا‬

‫الحاضر‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬التخطيط اإلستراتيجي شكل من التفكير اإلبداعي‪:‬‬

‫إن الشكل الذي سنعرضه يسهل فهم موضوع المـذكرة بعنـوان اإلسـتراتيجية المائيـة ويقـرب‬

‫معانيهــا ومقاصــدها وأهــدافها وهــي تتضــمن عناصــر التخطــيط اإلســتراتيجي وأبعــاده والمتمثلــة‬

‫فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬اإلطار العام لإلستراتيجية‪.‬‬

‫ دراسة العوامل البيئية المحيطة بالتنظيم وتحديد سلبياتها وايجابياتها‪.‬‬‫ تحديد األهداف ووضـع اإلسـتراتيجيات البديلـة وتقييمهـا واختيـار البـديل األنسـب الـذي‬‫يحقق األهداف المنشودة في ظل اإلمكانيات المتاحة والظروف المحيطة‪.‬‬

‫ رسم السياسات وتحديد البرامج والمشـاريع وتجزئـة األهـداف العامـة أو الطويلـة األجـل‬‫إلى أهداف متوسطة أو قصيرة األجل ووضع برامج التنفيذ الزمنية لها‪.‬‬

‫ تحدي ــد الموازن ــات بأنواعهـ ــا وتقي ــيم األداء فـ ــي ض ــوء األه ــداف والخط ــط الموضـــوعة‬‫ومراجعة وتقييم هذه األهداف والخطط في ظل الظروف المحيطة‪.‬‬

‫ توفير المتطلبات التنظيمية الالزمة وتحقيق قدرة التنظيم على التكيـف بمـا يـتالءم مـع‬‫التغيرات المصاحبة والناجمة على الق اررات اإلستراتيجية‪.‬‬

‫ويمكــن إجمــال هــذه العناصــر التــي يجــب تحديــدها بدقــة قبــل انطــالق أي مشــروع سياســي أو‬

‫اقتصادي أو اجتماعي في قاعدة إستراتيجية مختزلة في الكلمات التالية‪:‬‬

‫‪SMIM : Situation – Mission – Intentions – Modalités d’exécution.‬‬

‫والمقصود بها تحديد الوضعية‪ ،‬المهمة المراد بلوغها‪ ،‬النوايا‪ ،‬طرق واجراءات التنفيذ‪.‬‬

‫‪42‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫ماذا نريد أن نغير‬

‫كيف يتم التغيير‬

‫وماذا نحتاج في‬

‫وما هي اآللية‬

‫سبيل ذلك‬

‫المتبعة‬ ‫كم نحتاج من‬

‫لماذا نريد أن نغير‬ ‫ولماذا نركز على‬

‫نشاطات معينة في‬ ‫سبيل ذلك‬ ‫أين يجب إحداث‬

‫عملية‬

‫موازنات وموارد‬

‫التغيير‬

‫التخطيط‬

‫إلحداث التغيير‬ ‫من يقوم بعملية‬

‫متى يجب التغيير وما‬

‫التغيير وما هو البعد‬

‫هي الفترة الزمنية‬

‫القانوني إلحداث‬

‫الالزمة لذلك‬

‫التغيير‬

‫التخطيط شكل من أشكال التفكير اإلبداعي والنشاط الذهني‬

‫‪47‬‬

‫‪ ‬األمن المائي وتأثيراته على األمن العربي‪:‬‬ ‫‪ ‬المنطقة العربية منطقة إستراتيجية‪:‬‬

‫تمتد رقعة الوطن العربي بين غربي آسيا وشمالي إفريقيا مـن خلـيج البصـرة شـرقا إلـى‬

‫ساحل المحيط األطلسي غربا ومن جبال طورو‬

‫شماال إلى حدود المنطقة االسـتوائية جنوبـا‬

‫وهــي بــين درجتــي طــول ‪ 57-15‬وعــرض ‪ 37-10‬ويبلــغ طولهــا نحــو ‪ 7500‬كيلــومت ار ش ـرقا‬

‫لغ ــرب ويتـ ـراوح عرض ــها ب ــين ‪ 3000-1000‬كل ــم ش ــماال لجن ــوب وتق ــدر مس ــاحتها بنح ــو ‪10‬‬ ‫ماليين كلم‪ .2‬والقسم اآلسيوي من هذه الرقعـة والـذي يشـمل جزيـرة العـرب وبـالد الشـام والعـراق‬ ‫المسماة بالهالل الخصيب أشبه ما يكون بقارة مستقلة‪ ،‬فهـو وحـدة طبيعيـة مـن ناحيـة التكـوين‬

‫الجيولوجي الذي شمله كله بقدر متشابه في األدوار الجيولوجية المتتالية‪.‬‬ ‫هناك أربعة مناطق جغرافية‪:‬‬

‫‪ -1‬منطقة تطل على البحر األبيض المتوسط والتي تعرف بالد الشام‪.‬‬

‫‪ .47‬د‪.‬عثمان محمد غنيم‪ ،‬كتاب التخطيط‪ ،‬أس‬

‫ومبادئ عامة (عمان األردن‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪،‬‬

‫الطبعة ‪ )2008 ،4‬ص‪.37‬‬

‫‪43‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ -2‬منطقة تشمل سهول ما بين النهرين والسالسل الجبلية الشمالية والشرقية‪.‬‬ ‫‪ -3‬منطقة تعرف بشبه الجزيرة العربية‪.‬‬

‫‪ -4‬منطقة المغرب العربي أو القسم اإلفريقي‪.‬‬

‫‪ -1‬تشمل المنطقة األولى ما يسمى بجمهوريتي سوريا ولبنان والمملكة األردنيـة الهاشـمية‬ ‫وتقدر مساحتها بـ ‪ 300‬ألـف كلـم‪ 2‬أكثـر أ ارضـيها باديـة قليلـة الميـاه‪ ،‬ذات المنـاخ المعتـدل‬

‫رطبا في الغرب وقاريا جافا في الشرق‪.‬‬

‫‪ -2‬تشــمل المنطقــة الثانيــة مــا يســمى بالمملكــة العراقيــة الهاشــمية وتقــدر مســاحتها ب ـ ‪400‬‬ ‫ألــف كلــم‪ 2‬أكثــر مــن ربعهــا منــاطق صــحراوية فــي الجهــة الغربيــة منهــا و ‪ 10/1‬عشــرها‬ ‫منطقة جبليـة فـي الجهـة الشـمالية والشـمالية الشـرقية‪ ،‬منـاخ متـأثر بمـا يحيطـه مـن الجبـال‬

‫من جهة والصحاري من جهة أخرى معتدل في الشمال قاري في الجنوب الشرقي‪.‬‬

‫‪ -3‬منطقـ ــة شـ ــبه الجزي ـ ـرة العربيـ ــة "المملكـ ــة العربيـ ــة السـ ــعودية" التـ ــي يخضـ ــع معظمهـ ــا‬ ‫لسلطانها ثم المملكة المتوكلية في اليمن ثم منـاطق عـدن ولحـج وحضـرموت فـي الجنـوب‬

‫وعمان ومسقط وقطر والكويت والبحـرين فـي الشـرق‪ ،‬تقـدر مسـاحتها ب ـ ‪ 03‬ماليـين كلـم‪،2‬‬

‫نصف المساحة صحاري رملية قاحلة ممتدة إلى الشمال ومنها ثالث وهـي‪ :‬الربـع الخـالي‬ ‫أو األحقــاف فــي شــمال حضــر مــوت وهــي أكبرهــا‪ ،‬ثــم النفــود الكبــرى ثــم الــدهناء المســماة‬ ‫بالنفود الصغرى‪ ،‬وهما ممتدان بـين نجـد وبـوادي الشـام والعـراق‪ ،‬الحـ اررة والجفـاف والريـاح‬

‫ميزة هذه المنطقة الشتاء قصير والصيف طويل‪.‬‬

‫‪ -4‬القسم اإلفريقي‪ :‬ويشمل وادي النيل والجزيرة المغربية (تون ‪ ،‬الجزائر ومراكش) سابقا‬ ‫ويســمى المغــرب العربــي حاليــا وهــو متصــل بالقســم اآلســيوي مــن ناحيــة الشــرق كمــا أن‬

‫أقطاره الشرقية والمغربيـة متصـل بعضـها بـبعض‪ ،‬أطلـق عليهـا العـرب القـدماء اسـم جزيـرة‬ ‫المغرب بسبب إحاطتها من غربها وشمالها وشرقها بمـاء البحـر وجنوبهـا برمـال الصـحراء‬

‫يطلق عليها الجغرافيون األوربيون اسـم إفريقيـا الصـغرى تميـ از لهـا عـن إفريقيـا ألنهـا أقـرب‬ ‫ف ــي مناخه ــا إل ــى أورب ــا منه ــا إل ــى إفريقي ــا‪ ،‬تتش ــابه بنيته ــا وتربته ــا وتضاريس ــها‪ ،‬مس ــاحتها‬ ‫‪ 2.6500.000‬كلـم‪ 2‬تسـتغل صــحراء الج ازئـر وحـدها منهــا ‪ 1.975.000‬كلـم‪ 2‬كمـا تشــغل‬

‫صحراء مـراكش منهـا ‪ ،1.000.000‬وهنـاك جبـال وتسـمى سالسـل جبـال األطلـ‬ ‫بــين أجزائهــا الشــمالية وأجزائهــا الصــحراوية الجنوبيــة‪ ،‬تلعــب التضــاري‬

‫تحجـز‬

‫دو ار فــي مناخهــا‬

‫بالبحر من الجهات الشمالية و الغربية و الشرقية و بالصحراء من الجهات الجنوبية‪.‬‬

‫‪44‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫المبحث الثالث ‪:‬الموارد المائية في العالم و العالم العربي‬

‫المطلب األ ول ‪ :‬الموارد المائية في العالم‬

‫يسمى كوكبنـا األرضـي الكوكـب المـائي حيـث تغطـي الميـاه حـوالي ‪ %70.8‬مـن سـطحه‬

‫وتش ــغل مس ــاحة تق ــارب م ــن ‪ 361‬ملي ــون كل ــم‪ 2‬موزع ــة عل ــى المحيط ــات والبح ــار والخلج ــان‬ ‫ومسطحات المياه العذبة ويقدر حجم هـذه الميـاه بحـوالي ‪ 1386‬مليـون كـم‪ 3‬لكـن يشـكل المـاء‬

‫الصــالح وحــده ح ـوالي ‪ %97.5‬مــن هــذه الكتلــة بينمــا ال يتعــدى حجــم المــاء العــذب أكثــر مــن‬ ‫‪ %2.5‬فقط حيث يمثل الماء المتوفر منه لألنشطة االقتصادية بنحو ‪.%0.26‬‬

‫فللمحيطات دور أساسي في استمرار الحياة على األرض فهي تقوم بخلط وتخفيف كثير‬

‫من النفايات التي تترسب‪ ،‬كما أن تيارات المحيط تقوم بتوزيع الح اررة على أجزاء األرض ممـا‬ ‫يســاعد علــى تنظــيم المنــاخ‪ ،‬كمــا أنهــا مخــزن هائــل لثــاني أكســيد الكربــون ‪ CO2‬الــذائب فــي‬

‫مياهها وهو غاز له تأثير على ارتفاع درجة ح اررة الجو‪.‬‬

‫ بالمحيطات حـوالي ربـع مليـون نـوع مـن النبـات أمـا الحيوانـات البحريـة فتعتبـر مصـد ار‬‫غذائيا للكثير من الكائنات الحية من بينها اإلنسان كمـا أن المحيطـات تعتبـر مصـد ار‬

‫طبيعيـا للكثيـر مـن المعـادن مثـل الحديــد وأمـالح الفوسـفات والمنغنيـز والبتـرول والغــاز‬

‫الطبيعي‪.48‬‬

‫ وتوجــد أربعــة محيطــات علــى ســطح الك ـرة األرضــية هــي المحــيط الهــادي‪ ،‬األطلســي‪،‬‬‫الهنــدي والمحــيط المتجمــد الشــمالي وباإلضــافة إلــى هــذه المحيطــات توجــد مســطحات‬ ‫مائيــة مالحــة مثــل البحــار والخلجــان والمضــايق والمم ـرات وغيرهــا‪ ،‬وحركــة الميــاه فــي‬ ‫البحـار والمحيطــات تعـود إلــى عمليتــي المـد والجــزر وحركــة األمـواج والتيــارات المائيــة‬ ‫والسطحية والعميقة نتيجـة الختالفـات درجـات الحـ اررة والتغيـرات المناخيـة علـى سـطح‬

‫الكرة األرضية‪.‬‬

‫‪ -‬أما بيئات المياه العذبـة فتقسـم تبعـا لحركـة الميـاه وتتجـدد إمـدادات الميـاه العذبـة بفعـل‬

‫دورة الم ــاء ف ــي الطبيع ــة ويق ــدر مجم ــوع جري ــان المي ــاه ف ــي الق ــارات بنح ــو ‪360.38‬‬

‫كلــم‪/3‬ســنويا يعــود منهــا ‪ 262.25‬كلــم‪ 3‬إلــى البحــار والمحيطــات ويوجــد نحــو ‪4678‬‬

‫‪ . 48‬الموسوعة العربية للمعرفة من أجل التنمية المستدامة (بيروت‪ ،‬الدار العربية للعلوم ناشرون‪ ،‬المجلد ‪،1‬‬ ‫الطبعة األولى‪ )2006 ،‬ص‪.77‬‬

‫‪45‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫مت ـ ار مكعبــا منهــا فــي منــاطق غيــر مأهولــة ويبقــى ‪ 8420‬مت ـ ار مكعبــا تحــت تصــرف‬

‫اإلنسان وتكفي هذه الكمية نظريا لعدد من السكان يصل إلى ‪ 20‬مليار نسمة‪.49‬‬

‫أمـا اســتعمال الميـاه فــي العــالم فيقسـم إلــى ‪ 3‬فئـات هــي الــري ويسـتهلك ‪ %69‬مــن المـوارد‬ ‫المائية العذبة‪ ،‬الصناعة تستهلك ‪ %23‬منها االستعماالت المنزلية التـي تسـتهلك ‪ %08‬منهـا‬ ‫م ــع العل ــم أن ه ــذه النس ــبة تتف ــاوت م ــن دول ــة إل ــى أخ ــرى‪ ،‬فف ــي األقط ــار الص ــناعية تس ــتهلك‬ ‫الصناعة ‪ %40‬من المياه العذبة بينما تستهلك الزراعة النصيب األكبر في الدول النامية‪.50‬‬ ‫‪ ‬توزيع المياه على سطح األرض‪:‬‬

‫تغطي المياه حوالي ‪ %70.8‬من سطح الكرة األرضـية وتشـغل مسـاحة مـن ‪ 361‬مليـون‬

‫كلــم‪ 3‬وتوزي ــع المي ــاه غيــر متس ــاو ومتب ــاين م ــن منطقــة إل ــى أخ ــرى حيــث أنه ــا تغط ــي حـ ـوالي‬ ‫‪ %60.7‬مــن ســطح الك ـرة األرضــية ش ـرقها وغربهــا‪ ،‬إذ يغطــي المــاء ‪ %62.1‬ســطح نصــف‬

‫الك ـرة الش ـرقي و ‪ %81.2‬مــن ســطح الك ـرة الغربــي (الشــكل رقــم ‪ )1‬ويقــدر حجــم الميــاه بنحــو‬ ‫‪ 1386‬مليون كم‪ ،3‬إال أن الماء المالح وحده حوالي ‪ %97.5‬مـن هـذه الكتلـة بينمـا ال يتعـدى‬ ‫حجم الماء العذب أكثر من ‪ %2.5‬فقط‪ .‬الشكل رقم ‪ .2‬ويوجد الجزء األكبر من المياه العذبة‬ ‫‪ %68.7‬علــى شــكل ثلــوج دائمــة غيــر متحركــة فــي المنــاطق القطبيــة وتوجــد ح ـوالي ‪%29.9‬‬ ‫منه على هيئة مياه جوفية عميقة ال يمكن الوصول إليها إال بتكلفة باهضة‪ ،‬بينما يمثل الماء‬

‫المتــوفر لألنشــطة االقتصــادية الــذي يمكــن الوصــول إليــه بســهولة بنحــو ‪ %0.26‬متمــثال فــي‬

‫األنهار وبحيرات المياه العذبـة والتربـة والميـاه الجوفيـة القريبـة مـن سـطح األرض وبخـار المـاء‬

‫في الجو‪.‬‬

‫الشكل ‪ :‬حجم وتوزيع المياه على سطح األرض‪.UNESCO،‬‬ ‫مياه مالحة‪.% 97,5 :‬‬

‫جليد دائم سطحي‬ ‫‪% 68,7‬‬

‫مياه عذبة‪%. 2,5 :‬‬

‫حجم المياه الكلي‪ 1386 :‬كم‪.3‬‬

‫‪ .49‬حسن العبد‬

‫ص‪.90‬‬

‫مياه جوفية‬ ‫‪% 29,9‬‬ ‫‪ ،‬األمن المائي العربي (بيروت‪ ،‬مركز الدراسات اإلستراتيجية والبحوث والتوثيق‪)1992 ،‬‬

‫‪ . 50‬مصطفى كمال طلبة‪ ،‬إنقاذ كوكبنا التحديات واآلمال (حالة البيئة في العالم ‪ )1992-1972‬بيروت‬ ‫مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬ص‪.68‬‬

‫‪46‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫مياه التربة والمستنقعات والثلج المتجمد تحت سطح األرض‬ ‫‪ ‬المحيطات والبحار والمناطق الساحلية‪:‬‬ ‫في العالم محيط كبير يحيط بالقارات والجزر المختلفة وتقدر مساحته ب ـ ‪ 361‬مليـون كلـم‬

‫‪2‬‬

‫أي ‪ %70‬مــن مســاحة الك ـرة األرضــية‪ ،‬يقــدر عمــق هــذا المحــيط بنحــو ‪ 3711‬مت ـ ار وأقصــى‬ ‫عمق له يبلغ ‪ 11.022‬مت ار بالقرب من منطقة مارينا بالباسفيك ويبلغ حجم الماء في المحـيط‬

‫حوالي ‪ 1340‬مليون كلم‪ .3‬ويلعب المحيط دو ار مهما في الدورة المائية العالميـة نتيجـة تفاعلـه‬ ‫النشط مع الغالف الجوي فنظم الرياح الدائمة تنقل جزء كبي ار من الميـاه المتبخـرة مـن المحـيط‬ ‫والتي تقدر بـ ‪ 502500‬م‪/3‬‬

‫إلى اليابسة حيث يقدر متوسط سـقوط الميـاه فـي شـكل أمطـار‬

‫ما يقارب ‪ 110.000‬كلم‪/3‬سنويا كما أن الرياح تنقـل مـا يقـرب مـن ‪ 66.000‬كلـم‪/3‬سـنويا مـن‬

‫المياه المتبخرة فوق اليابسة إلى المحيط‪.‬‬

‫من الناحية الجيولوجية تتكـون أطـراف القـارات تحـت ميـاه المحيطـات مـن ‪ 03‬منـاطق هـي‬

‫الرصـيف القـاري ‪ Continental Shelf‬والمنحـدر القـاري ‪ Continental Slope‬والمرتفـع‬ ‫القــاري ‪ :Continental Rise‬يت ـراوح عــرض الرصــيف القــاري مــن بضــعة كيلــومترات إلــى‬ ‫حوالي ‪ 500‬كلم ويتـراوح عمقـه مـن ‪ 200-100‬متـر‪ ،‬أمـا المنحـدر القـاري فيمتـد تحـت الميـاه‬

‫من نهاية الرصيف القاري إلى حوض المحيط بانحـدار شـديد حتـى يصـل إلـى عمـق ‪-1500‬‬

‫‪ 3000‬متــر‪ ،‬أمــا المرتفــع القــاري الــذي يمتــد مــن نهايــة المنحــدر القــاري حتــى قــاع البحــر فإنــه‬ ‫يتكون من رسوبات تكونت وتراكمت عنـد قـاع المنحـدر القـاري بعـد أن تـم نقلهـا مـن الرصـيف‬

‫القاري والمنحدر القاري‪.‬‬

‫أما البحار فهي عبارة عن أجزاء من المحيطات مفصولة عنها بواسطة اليابسة أو الجزر‪،‬‬

‫والبحــار تتلقــى كميــات هائلــة مــن الميــاه والرســوبيات مــن المصــادر األرضــية ممــا يــؤثر فــي‬ ‫ملوحتها وفي تركيب رسوبيات قاعها‪ ،‬ومن الناحية الجيولوجية فقد تكونت البحار في العصـر‬

‫الرباعي وتكون أعمقها في منـاطق الفوالـق (كمـا هـي الحـال فـي البحـر األبـيض المتوسـط) وال‬ ‫يوجــد حاليــا تقســيم عــالمي للبحــار فهنــاك بعــض البحــار مثــل بحــر القــزوين واألرال ال تعــد مــن‬

‫الناحيـة الجيولوجيــة بحــا ار بـل بحيـرات‪ ،‬ومــن جانـب آخــر هنــاك بعـض البحــار ال يطلــق عليهــا‬ ‫اسم بحار مثل خليج المكسيك والخليج العربي‪ ،‬وتتكون مياه البحار مـن مـواد صـلبة وغـازات‪،‬‬

‫وتت ـراوح ملوحــة ميــاه البحــار عــادة بــين ‪ 37-33‬جــزء مــن األلــف (متوســط الملوحــة يقــدر بـ ـ‬

‫‪ 34.75‬جزء من األلف)‪.‬‬

‫‪47‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫أمــا البح ــر األبــيض المتوس ــط والــذي يعتب ــر مركــز الع ــالم العرب ـي ف ــإن مســاحته حـ ـوالي ‪3‬‬

‫ماليين كلم‪ 2‬ومتوسط عمقه حوالي ‪1500‬م ويقـدر أن مياهـه تتجـدد كـل ‪ 80‬سـنة‪ ،‬فباإلضـافة‬ ‫إلـى مصـادر التلــوث األرضـية فنحــو ‪ %30‬مـن جميـع الســفن و ‪ %20‬مـن نــاقالت الـنفط فــي‬ ‫العالم تعبر البحر األبيض المتوسط‪.51‬‬

‫‪ ‬الكشف العلمي للبحار والمحيطدات‪Challenger Expedition Dec1872-: 52‬‬ ‫‪Mai1876‬‬ ‫أبحــرت الســفينة المتحديــة مــن مينــاء ســوتهامبتون اإلنجليــزي فــي ‪ 1872/12/17‬لتعــود‬

‫بد ارســة عــن البحــار والمحيطــات مــا بــين ‪ ،1895-1880‬هــذه الد ارســة الحاويــة لنتــائج فحــص‬ ‫العينـ ــات التـ ــي جمعتهـ ــا هـ ــذه البعثـ ــة العلميـ ــة والتـ ــي وزعتهـ ــا علـ ــى عـ ــدد كبيـ ــر مـ ــن العلمـ ــاء‬

‫المتخصصـين وقــد أوكلـت مهمــة التنسـيق واإلشـراف علـى إصــدار هـذه المجلــدات إلـى عــالمين‬ ‫بريط ــانيين م ــن أعض ــاء البعث ــة هم ــا الس ــير ويفي ــل طومس ــن ‪Thompson‬‬

‫(‪ )1882-1880‬ث ــم الس ــير ج ــون م ــري ‪Marray‬‬

‫‪C.Wyville‬‬

‫‪ .)1895-1883( C.John‬لق ــد وق ــع‬

‫االختيــار علــى هــذه الســفينة الحربيــة ‪ H.M.S Challenger‬وحمولتهــا ‪ 2306‬طنــا تســير‬ ‫بالشـراع وعليهــا ماكينــة إضــافية تعمــل بالبخــار قوتهــا ‪ 1234‬حصــانا واختيــر لقيادتهــا القبطــان‬ ‫‪ G.Nares‬يســاعده طــاقم مــن الضــباط والمســاعدين عــددهم ‪ 22‬رجــال‪ 53‬أمــا مجموعــة‬

‫نــاري‬

‫العلماء فقد رشحتهم الجمعية الملكية وهـم‪ :‬الـدكتور وفيـل طومسـون والمسـتر وايلـد‪ ،‬وبوكانـان‪،‬‬

‫والمستر موسلي وجون مري والدكتور فون فيلمو ‪.‬‬

‫بعض نتائج هذه البعثة العلمية‪.‬‬

‫عرف العالم ألول مرة الكثير من خبايا البحر والمحيطات وأسرارها‪:‬‬

‫‪ .51‬الموسوعة العربية للمعرفة من أجل التنمية المستدامة (بيروت‪ ،‬الدار العربية للعلوم ناشرون‪ ،‬المجلد‪،1‬‬

‫الطبعة‪ )2006 ،1‬ص‪.94‬‬

‫‪ .52‬أنور عبد العليم‪ ،‬تراث اإلنسانية (القاهرة‪ ،‬مكتبة دار التأليف والترجمة‪ ،‬يونيو‪-1966‬المجلد الرابع)‬ ‫ص‪.495‬‬ ‫‪ .53‬بخالف بحارة السفينة وعددهم ‪ 240‬رجال توفي منهم ‪ 11‬بحا ار وغادر منهم السفينة في الموانئ‬

‫المختلفة ‪ 15‬نتيجة المرض‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫القامة ‪ 1.82‬مت ار أقصى عمق سجل لغاية اليوم هو ‪ 11050‬مت ار سجلته سفينة األبحاث‬ ‫السوفياتية فيتاز ‪.1959‬‬

‫األكوسندر=‪Appareil de mesure actuel‬‬

‫‪48‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫ وجــود أســماك فســفورية ترصــع جســمها بقــع تضــيء بضــوء خافــت جميــل وتترتــب هــذه‬‫البقع بنظام خاص يتميز به كل نوع منها‪.‬‬

‫درجة حـ اررة المـاء علـى أعمـاق تزيـد علـى ‪1000‬قامـة ثابتـة تقريبـا فـي جميـع المحيطـات وهـي‬ ‫درجة منخفضة تقرب من الصفر المئوي‪.‬‬

‫ أن التوزي ــع الجغ ارف ــي لحيـ ـوان الق ــاع العمي ــق متج ــان‬‫االستواء‪.‬‬

‫تقريب ــا م ــن القطب ــين إل ــى خ ــط‬

‫ ألول مرة وضحت البعثـة كنتـورات األعمـاق واليهـا يرجـع الفضـل فـي اكتشـاف سلسـلة‬‫جبليــة ممتــدة مــن شــمال المحــيط األطلنطــي إلــى جنوبــه وهــي المعروفــة باســم السلســة‬

‫الفقرية‪.‬‬

‫ جمعت البعثة نحـو‪ 12.000‬عينـة تثبـت أن هـذه العينـات هـي رواسـب وهياكـل صـلبة‬‫لحيوانات أو نباتات دقيقة عاشت في الطبقات السطحية المائية وبعد موتها تسـاقطت‬

‫فكست القاع‪.‬‬

‫ ثمة رواسب كثيرة تكسو القيعان القريبة من الشـواطئ وهـي رواسـب األنهـار والحصـى‬‫واألصداف والطمى وحبيبات الرمل والرعد مع وجود قطع من الجالميد‪.‬‬

‫ ثبت أن قاع المحيطات لي‬‫عميقة‪.‬‬

‫مسـتويا دائمـا بـل هنـاك جبـال وهضـاب وأخاديـد وأخـوار‬

‫ وجود أكثر من ‪ 4717‬نوعا من الحيوانات‪.‬‬‫ وضعت البعثـة ألول مـرة د ارسـة مفصـلة للحـاجز المرجـاني األعظـم وحيواناتـه ووضـع‬‫أس‬

‫التوزيع الجغ ارفـي لألحيـاء البحريـة ود ارسـة الكثيـر مـن التيـارات البحريـة والمنـاخ‬

‫واكتشاف جزر جديدة‪.‬‬

‫يرى الكثيـر مـن العلمـاء أن ''موسـوعة بعثـة المتحديـة العلميـة'' والتـي دونـت فيهـا نتـائج‬

‫رحلتهـا هــي بمثابــة ''الكتــاب المقــد‬

‫ألعمــاق البحــار'' وال غــور أن جعــل هـؤالء العلمــاء تــاريو‬

‫ه ــذه البعث ــة بمثاب ــة بداي ــة عل ــم جدي ــد ه ــو عل ــم البح ــار والمحيط ــات وال ــذي يطل ــق علي ــه اس ــم‬

‫"األقيانوغرافيا" أو "األقيانولوجيا"‪.‬‬

‫‪49‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الواقع المائي في العالم العربي‪:‬‬

‫من خالل الدراسة تبين لنا أن هناك توزيعـا غيـر متـوازن للميـاه العذبـة و الـذي ال يتناسـب مـع‬

‫التوزيــع الســكاني المرتفــع علــى وجــه األرض فعلــى ســبيل المثــال ‪ :‬ال للحصــر فــإن الفــرد فــي‬ ‫ايسلندا يحصل على أكبر حصة ‪ 654.000‬م‪ 3‬سنويا ‪ ،‬في حين يحصل الفرد في بقيـة دول‬

‫الخليج على حوالي ‪150‬م‪/3‬سنويا‬

‫‪2‬‬

‫أما بالنسبة للجزائر فـإن حصـة الفـرد سـنويا مـن الميـاه أقـل مـن ‪ 600‬م‪ 3‬وبـذلك تكـون‬

‫في خانة الدول الفقيرة مائيا حسـب العتبـة المحـددة مـن طـرف البنـك الـدولي والمقـدرة ب ـ ‪1000‬‬

‫م‪/3‬سنويا للفرد‪.‬‬

‫ومــن األمــور التــي أزمــت الواقــع المــائي فــي العــالم العربــي التذبــذب المنــاخي فســقوط‬

‫األمطــار فــي شــهور بــذاتها وامتناعهــا شــهو ار أخــرى ربمــا طويلــة أدت إلــى جفــاف‪ ،‬وفيضــانات‬ ‫األنهار أدت هـي بـدورها فـي عـدم التوزيـع الزمنـي للميـاه توزيعـا مسـتق ار وحتـى يـتمكن اإلنسـان‬

‫من االستفادة القصوى من المياه العذبة‪ ،‬فلقد عملت المشاريع اإلنمائية المحلية كشـق القنـوات‬

‫ومد األنابيب والمشاريع القطاعية كبناء السدود والحواجز المائية الكبرى وحفـر اآلبـار العميقـة‬ ‫على التخفيف من األزمة المائية التي تعرفها العديد من دول العالم العربي منهـا الج ازئـر التـي‬

‫خطت خطوات عمالقة في هذا المجال‪.‬‬

‫وهناك مشاريع طموحة في العالم كله للقضاء على هذه األزمة حيث يوجد حاليا أكثر‬

‫من ‪ 36.000‬سدا بارتفاع يزيد عن ‪ 15‬مت ار بإمكانها أن تخزن ما يزيد عن ‪ 5000‬مليـون م‬

‫‪3‬‬

‫مــن الميــاه‪ ،‬كمــا أن هنــاك خططــا عالميــة لزيــادة عــدد الســدود وطاقتهــا التخزينيــة حيــث بلغــت‬

‫ح ـ ـوالي ‪ 7500‬مليـــون م‪ 3‬ســـنة ‪ ،542000‬فالطلـــب علـ ــى الميـــاه فـ ــي ال ــوطن العرب ــي مشـ ــكلة‬ ‫عويصــة وتكمــن إمــا ف ــي عــدم كفايــة المـ ـوارد المائيــة المتاحــة أو ف ــي تنــاقص بعــض المـ ـوارد‬ ‫ونضوبها أو راجعة إلى عدم االستغالل األمثل لهذه اإلمكانيات المائية المتوفرة‪.‬‬

‫‪.54‬أحمد الفرعي ‪ ،‬األمن المائي‪ ...‬مصريا وعربيا ‪ ،‬مجلة السياسة الدولية ‪ ،‬العدد ‪ ، 140‬بيروت‪ ،‬أفريل‬

‫‪ 2000‬ص ‪65‬‬ ‫‪.2‬‬

‫رياض الدبا ‪ ،‬االهمية االستراتيجية للمياه في الوطن العربي ‪ ،‬مجلة المجمع العالمي ‪ ،‬مجلد ‪ ، 43‬ج‪2‬‬

‫بغداد ‪، 1996‬ص ‪.34‬‬

‫‪50‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ ‬األقاليم المناخية واألمطار السنوية في الوطن العربي‪ :‬الجدول رقم ‪01‬‬

‫الرقم‬

‫نوعيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬ ‫المناخ‬

‫المسـ ــاحة النس ـ ـ ــبة كمي ـ ــة األمط ـ ــار‬ ‫معدل التساقط‬

‫ملي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون المئوي ــة المتسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاقطة‬

‫‪ %‬كميــة األمطــار‬ ‫السنوية المتساقطة‬

‫هكتار‬

‫من‬

‫(مليار م‪)3‬‬

‫‪ 1‬جفاف شديد أقل من‪100‬‬

‫‪940‬‬

‫‪2.67‬‬

‫‪470‬‬

‫‪7.17‬‬

‫‪ 2‬جاف‬

‫‪200-100‬‬

‫‪210‬‬

‫‪0.15‬‬

‫‪420‬‬

‫‪8.15‬‬

‫‪ 3‬شبه جاف‬

‫‪600-300‬‬

‫‪120‬‬

‫‪6.8‬‬

‫‪540‬‬

‫‪4.20‬‬

‫‪ 4‬شبه رطب‬

‫‪1000-600‬‬

‫‪100‬‬

‫‪1.7‬‬

‫‪800‬‬

‫‪2.30‬‬

‫‪ 5‬رطب‬

‫‪30 1800-1000‬‬

‫‪1.2‬‬

‫‪420‬‬

‫‪8.15‬‬

‫‪100‬‬

‫‪2650‬‬

‫‪100‬‬

‫المجموع‬

‫‪400‬‬

‫جدول رقم ‪ :1‬المصدر نبيـل السـمان‪ ،‬حـرب الميـاه مـن الفـرات إلـى النيـل‪ ،‬دون بيانـات النشـر‬ ‫‪ ،1993‬ص‪.112‬‬

‫ما يمكن مالحظته من خالل قراءة هذا الجدول البياني للمناطق المناخية العربية‪:‬‬

‫‪ -1‬المناطق التي تقل فيها نسبة التساقط عن ‪ 100‬ملم‪ 3‬والتـي تشـكل ‪ %2.67‬مـن المسـاحة‬ ‫اإلجماليــة للــوطن العربــي وتبلــغ فيهــا كميــة الهطــول ‪ 470‬مليــار م‪ /7.17 ،3‬مــن إجمــالي‬ ‫كمية األمطار تضيع هذه األمطار عن طريق التبخر‪.55‬‬

‫‪ -2‬في هذه المنطقة يستفاد من إجمالي األمطار المتساقطة في االستعمال الرعوي‪.‬‬

‫‪ -3‬يستفاد من األمطار المتساقطة في تحسين المراعي الطبيعية والزراعية الديمية‪.56‬‬ ‫‪ -4‬يستفاد من هذه الكميات المتساقطة في الزراعة الديمية وتغذية المياه الجوفية والسطحية‪.‬‬ ‫‪ -5‬يستفاد من الكميات المتساقطة في تغذية وتزويد المياه الجوفية والسطحية‪.‬‬

‫‪ . 55‬المنظمة العربية للتنمية الزراعية‪ ،‬استعمال المياه لألغراض الزراعية ومؤثراتها المستقبلية وترشيد‬

‫استخدام الموارد المائية في الوطن العربي‪ ،‬ص‪.46‬‬

‫‪ . 56‬إيليشع كالي‪ ،‬المياه والسالم‪ ،‬وجهة نظر إسرائيلية (بيروت‪ ،‬مؤسسة الدراسات الفلسطينية‪ ،‬الطبعة ‪،1‬‬ ‫‪ )1991‬ص‪.164‬‬

‫‪51‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫تبلغ كمية المياه الناتجة عن الجريان السطحي من إجمـالي كميـة التسـاقط السـنوي حـوالي‬

‫‪ 150‬مليــار م‪ 3‬وتشــكل ‪ %7.5‬مــن متوســط التســاقط بينمــا تبلــغ كميــة التغذيــة المائيــة الجوفيــة‬ ‫‪ 40‬مليار م‬

‫‪3‬‬

‫تشكل ‪ %5.1‬من متوسط التساقط السنوي‪ ،‬أما الكمية الناجمة عن التبخر فتصل إلى ‪2460‬‬

‫مليار م‪ 3‬تشكل ‪ %8.92‬من متوسط كمية التساقط السنوي‪.57‬‬ ‫‪ ‬الموارد المائية في الوطن العربي‪:‬‬

‫لقد قدمنا سابقا توزيعا للمياه على وجه المعمورة‪ ،‬هذا التوزيع الذي يتمثل فـي ‪ %70‬مـن‬

‫األرض مغطـى بالمـاء وأن ‪ %97.5‬مـن مجمـوع الميـاه علـى األرض هـي ميـاه مالحـة والبــاقي‬ ‫‪ %2.5‬فهــي ميــاه عذبــة علمــا أن ‪ %70‬مــن هــذه األحجــام المائيــة العذبــة توجــد علــى صــورة‬ ‫متجمــدة ب ــالقطبين الشــمالي والجن ــوبي والبــاقي عب ــارة ع ــن رطوبــة موج ــودة فــي الترب ــة أو ف ــي‬

‫طبقــات األرض العميقــة كميــاه جوفيــة غيــر متاحــة لالســتخدام وبالتــالي نســتخلص أن أقــل مــن‬

‫‪ %1‬من الماء في العالم هو الكمية الممكن استعمالها واستغاللها بشريا و هذه إشكالية كبـرى‬ ‫تواجه العالم بصفة عامة و العالم العربي بصفة خاصة‪.‬‬

‫وفي الوطن العربي فبإمكاننا تقسيم مناطقه إلى أربع مناطق رئيسية وهي‪:‬‬

‫‪ ‬منطقة المشرق العربـي وتشـمل سـوريا ولبنـان وفلسـطين (الضـفة الغربيـةألغزة) األردن‬ ‫والعراق‪.‬‬

‫‪ ‬منطقــة شــبه الجزي ـرة العربيــة وتشــمل الســعودية والكويــت والبح ـرين وقط ـر واإلمــارات‬ ‫العربية وعمان واليمن‪.‬‬

‫‪ ‬منطقة الوسط وشرق إفريقيا وتشمل مصر‪ ،‬السودان‪ ،‬الصـومال‪ ،‬جيبـوتي‪ ،‬وجمهوريـة‬ ‫القمر‪.‬‬

‫‪ ‬منطقة المغرب العربي وتشمل ليبيا‪ ،‬تون ‪ ،‬الجزائر وموريتانيا‪.‬‬

‫ المالحظــة األولــى هــي أن أغلــب هــذه الــدول العربيــة تقــع فــي منطقــة صــحراوية قاحلــة‬‫وتشمل الصحراء الكبرى في شمال إفريقيا وصحراء شبه الجزيرة العربية‪.‬‬

‫ المالحظــة الثانيــة أن الــدول العشــر األكثــر جفافــا هــي دول عربيــة مــن بــين العش ـرين‬‫األكثر جفافا في العالم تتصدرها أربعة عشر دولة عربية‪.‬‬

‫‪ . 57‬حمدي عبد الرحمن‪ ،‬إمكانيات تدعيم األمن المائي العربي (القاهرة‪ ،‬مركز الدراسات والبحوث السياسية‪،‬‬ ‫كلية االقتصاد ‪ ،1991‬ص‪ )44‬بحث مقدم إلى المؤتمر السنوي للبحوث السياسية‪.‬‬

‫‪52‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ -‬المالحظة الثالثة إن متوسط الهطول لألمطار عالميا هـو ‪ 800‬مم‪/‬سـنويا بينمـا نجـده‬

‫‪ 168‬مم‪/‬ســنويا ويـراوح بــين ‪ 1754‬مم‪/‬ســنويا فــي جمهوريــة القمــر المتحــدة وبــين ‪51‬‬

‫مم‪/‬سنويا في مصر‪.‬‬

‫ المالحظــة الرابعــة أكثــر الــدول تســاقطا لألمطــار هــي كوســتاريكا وماليزيــا وغواتيمــاال‬‫حيث يبلغ ‪ 3000‬مم‪/‬سنويا بينما نجد أن أقل الـدول تسـاقطا هـي دول عربيـة‪ :‬مصـر‬

‫‪ 51‬مم‪/‬سنويا‪ ،‬ليبيا ‪ 56‬مم‪/‬سنويا‪ ،‬السعودية ‪ 59‬مم‪/‬سنويا‪.‬‬

‫يبلـغ المتوســط الســنوي لمـوارد الميــاه العذبـة المتاحــة والمتجــددة فــي الــوطن العربــي ‪313‬‬ ‫مليار متر مكعب ونصيب الفرد حوالي ‪ 1102‬م‪/3‬السنة أي عند خـط الفقـر المـائي المتعـارف‬ ‫عليـه دوليـا والـذي هـو‪ 1000‬م‪ /3‬ســنويا للفـرد ومتوسـط نصـيب الفــرد علـى مسـتوى العـالم يزيــد‬

‫عــن ‪ 9000‬م‪/3‬ســنويا أي مــا يعــادل ‪ 09‬أضــعاف نص ــيب متوســط نصــيب الفــرد فــي ال ــدول‬ ‫العربية علما أن الدول األكثر واألكبر نصيبا من الموارد المائيـة المتاحـة والمتجـددة فـي العـالم‬

‫ه ــي جمهوري ــة الكونغ ــو (‪175‬أل ــف م‪/3‬س ــنة) والغ ــابون (‪133‬أل ــف م‪/3‬س ــنة) وكن ــدا (‪ 95‬أل ــف‬ ‫م‪/3‬سنة)‪.‬‬

‫‪53‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ ‬الجدول رقم ‪ :2‬الموارد المائية المتاحة والمستعملة في الوطن العربي‪: 58‬‬ ‫الم ـ ـ ـوارد المائيـ ـ ــة التقليديـ ـ ــة المتاحـ ـ ــة‬ ‫(مليون م‪ 3‬في السنة)‬

‫السطحية‬

‫الجوفية‬

‫المجموع‬

‫السطحية‬

‫اإلمارات‬

‫‪-‬‬

‫الجوفية‬

‫الدولة‬

‫الموارد المائية المستعملة (مليون م‪ 3‬في السنة)‬ ‫تحليــة ميــاه‬ ‫البحر‬

‫تنقي ـ ـ ــة مي ـ ـ ــاه‬ ‫الص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرف المجموع‬ ‫الصحي‬

‫‪130‬‬

‫‪120‬‬

‫‪90‬‬

‫البحرين‬

‫‪00.0‬‬

‫‪90‬‬

‫‪19060‬‬

‫‪-‬‬

‫الجزائر‬

‫‪12400‬‬

‫‪6660‬‬

‫‪5550‬‬

‫‪600‬‬

‫‪2900‬‬

‫‪3210‬‬

‫‪2340‬‬

‫‪73000‬‬

‫‪450‬‬

‫‪3000‬‬

‫‪15‬‬

‫العراق‬

‫‪71000‬‬

‫‪200‬‬

‫‪2390‬‬

‫‪45000‬‬

‫‪1200‬‬

‫‪90‬‬

‫‪20‬‬

‫عمان‬

‫‪1430‬‬

‫‪960‬‬

‫‪60‬‬

‫‪87‬‬

‫‪400‬‬

‫‪504‬‬

‫‪80‬‬

‫‪1428‬‬

‫قطر‬

‫‪00.0‬‬

‫‪60‬‬

‫‪160‬‬

‫‪289‬‬

‫‪112‬‬

‫‪50‬‬

‫‪190‬‬

‫‪222‬‬

‫الكويت‬

‫‪00.0‬‬

‫‪160‬‬

‫‪4540‬‬

‫‪1422‬‬

‫‪217‬‬

‫‪232‬‬

‫‪51‬‬

‫‪801‬‬

‫‪220‬‬

‫‪4320‬‬

‫‪980‬‬

‫‪16200‬‬

‫‪1975‬‬

‫‪16‬‬

‫‪55‬‬

‫‪2299‬‬

‫األردن‬

‫‪700‬‬

‫‪280‬‬

‫‪4360‬‬

‫‪4734‬‬

‫‪510‬‬

‫‪903‬‬

‫‪50‬‬

‫‪850‬‬

‫تون‬

‫‪2630‬‬

‫‪1730‬‬

‫‪200‬‬

‫‪4000‬‬

‫‪1535‬‬

‫‪15‬‬

‫‪7500‬‬

‫‪3012‬‬

‫جيبوتي‬

‫‪200‬‬

‫‪00.0‬‬

‫‪12850‬‬

‫‪1100‬‬

‫‪13‬‬

‫‪90‬‬

‫‪350‬‬

‫‪13‬‬

‫السودان‬

‫‪20550‬‬

‫‪1300‬‬

‫‪21800‬‬

‫‪700‬‬

‫‪1218‬‬

‫‪504‬‬

‫‪6‬‬

‫‪17418‬‬

‫سوريا‬

‫‪16200‬‬

‫‪5600‬‬

‫‪11460‬‬

‫‪55500‬‬

‫‪1666‬‬

‫‪50‬‬

‫‪70‬‬

‫‪6450‬‬

‫الصومال‬

‫‪8160‬‬

‫‪3200‬‬

‫‪4130‬‬

‫‪8020‬‬

‫‪950‬‬

‫‪232‬‬

‫‪30‬‬

‫‪4000‬‬

‫‪4000‬‬

‫‪130‬‬

‫‪7800‬‬

‫‪880‬‬

‫‪500‬‬

‫‪16‬‬

‫‪368‬‬

‫‪2050‬‬

‫لبنان‬

‫‪4800‬‬

‫‪3000‬‬

‫‪58920‬‬

‫‪1450‬‬

‫‪1500‬‬

‫‪903‬‬

‫‪13‬‬

‫‪1200‬‬

‫مصر‬

‫‪55500‬‬

‫‪3420‬‬

‫‪30300‬‬

‫المغرب‬

‫‪-‬‬

‫‪3630‬‬

‫‪15‬‬

‫‪20‬‬

‫‪64500‬‬

‫‪20300‬‬

‫‪10000‬‬

‫‪7300‬‬

‫‪-‬‬

‫‪1000‬‬

‫‪90‬‬

‫‪80‬‬

‫‪12000‬‬

‫موريتانيا‬

‫‪5800‬‬

‫‪1500‬‬

‫‪4900‬‬

‫‪600‬‬

‫‪1200‬‬

‫‪504‬‬

‫‪190‬‬

‫‪1880‬‬

‫اليمن‬

‫‪3500‬‬

‫‪1400‬‬

‫‪90‬‬

‫‪450‬‬

‫‪900‬‬

‫‪50‬‬

‫‪51‬‬

‫‪2656‬‬

‫المجموع‬

‫‪230730‬‬

‫‪48370‬‬

‫‪279100‬‬

‫‪140432‬‬

‫‪24579‬‬

‫‪1910‬‬

‫‪8784‬‬

‫‪176702‬‬

‫السعودية‬

‫ليبيا‬

‫فلسطين‬

‫‪900‬‬

‫‪232‬‬

‫‪70‬‬

‫‪1302‬‬

‫‪153‬‬

‫‪16‬‬

‫‪30‬‬

‫‪200‬‬

‫‪903‬‬

‫‪368‬‬

‫‪3500‬‬

‫‪13‬‬

‫‪4721‬‬ ‫‪46200‬‬

‫‪ -58‬بوكراع رضا‪ ،‬المياه العربية والتحديات األمنية األمن المائي العربي‪ ،‬المؤتمر‪ ،8‬مركز الدراسات العربي‬ ‫األوربي ‪ ،1996‬ص‪119‬‬

‫‪54‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫فإذا كان سكان الوطن العربي يمثلون ‪ %5‬مـن سـكان المعمـورة فإنـه يالحـظ أنهـم يحظـون‬ ‫بح ـوالي ½‪ %‬مــن الم ـوارد المائيــة المتاحــة والمتجــددة كمــا أن نصــيب الفــرد العربــي مــن هــذه‬

‫الميــاه يتفــاوت م ــن دولــة عربيــة إل ــى أخــرى‪ ،‬فف ــي موريتانيــا مــثال يبل ــغ هــذا النص ــيب ‪4278‬‬

‫م‪/3‬ســنويا بينمــا فــي الكويــت يــنخفض ليصــل إلــى ‪ 10‬م‪/3‬ســنويا فقــط‪ ،‬كمـا أنــه يوجــد ‪ 15‬دولــة‬ ‫مــن أصــل ‪ 22‬تعــاني مــن الفقــر المــائي بتعــداد ســكان يتجــاوز ‪ 199‬مليــون نســمة أي ح ـوالي‬

‫‪ %70‬مــن ســكان ال ــوطن العربــي‪ ،‬ويص ــبح بالتــالي نص ــيب الفــرد العرب ــي مــن المي ــاه ‪1011‬‬

‫م‪/3‬سنويا نظ ار للتزايد السكاني‪.‬‬

‫‪ -‬ونظ ـ ار للطلــب المت ازيــد علــى الميــاه توجهــت السياســات المائيــة العربيــة إلــى تطــوير الم ـوارد‬

‫المائيــة غيــر التقليديــة بزيــادة معالجــة ميــاه الصــرف الصــحي واعــادة اســتخدامها مــن جديــد‬ ‫لالعتماد عليها مجددا في اإلنتاج الزراعي والصناعي‪.‬‬

‫ ففي البحـرين توجـد ‪ 12‬محطـة معالجـة لميـاه المجـاري وهـي تعـالج ‪ 31‬مليـون متـر مكعـب‬‫س ــنويا‪ ،‬كم ــا تبل ــغ المي ــاه المعالج ــة ف ــي مص ــر ‪ 7500‬ملي ــون مت ــر مكع ــب‪ ،‬أم ــا العربي ــة‬

‫الســعودية فبلغــت الميــاه المعالجــة ‪ 368‬مليــون متــر مكعــب عــام ‪ 1990‬وقــد بلغــت ‪350‬‬ ‫مليون متر مكعب في المغرب األقصى و‪ 80‬مليـون متـر مكعـب فـي الكويـت و‪ 70‬مليـون‬

‫متر مكعب في اإلمارات العربية المتحدة و ‪ 20‬مليون متر مكعب في قطر‪.59‬‬

‫ وتشمل المياه غير التقليدية تحلية مياه البحر وهذه عملية من أهم العمليـات التـي تقـوم بهـا‬‫الدول نظ ار للحاجة الماسة إلى الماء في مجال االستعمال البشري وكـذا المجـالين الفالحـي‬

‫والصناعي‪.‬‬

‫ وفــي الج ازئــر فلقــد انتهجــت الدولــة طريقــة تحليــة ميــاه البحــر لوقوعهــا علــى البحــر األبــيض‬‫المتوســط ومــن بــين الطــرق المســتعملة فــي هــذه العمليــة طريقــة التبخيــر األلوميضــي متعــدد‬ ‫الم ارحــل وطريقــة التناضــح العكســي أو األوزمــوز العكســي نظ ـ ار لــبعض الخصــائص التــي‬ ‫تتمتع بها المياه البحرية في الجزائر حيث تم تسجيل فـي نهايـة ‪ 2006‬تــشغيل ‪ 20‬محطـة‬

‫تحلية لتصفية المياه في البرنامج الخماسي‪.60‬‬

‫‪ . 59‬الجياللي عبد الجواد‪ ،‬مداواة المياه العامة ألغراض الزراعة بين الحقيقة والخيال‪ ،‬العمران العربي العدد‬ ‫‪ ،1995 ،14‬ص‪.44-43‬‬ ‫‪ .60‬مجل‬

‫األمة ج‪.‬ج‪. .‬و‪ ،‬مجلة الفكر البرلماني‪ ،‬العدد‪ ،17‬سبتمبر ‪ ،2007‬ص‪.117‬‬

‫‪55‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ ‬الجددددول رقدددم ‪ :3‬عددددد سدددكان الدددوطن العربدددي ونصددديب الفدددرد مدددن المدددوارد المائيدددة‬

‫المتجددة‪.‬‬

‫ع ـ ــدد الس ـ ــكان مع ــدل النم ــو ع ـ ــدد الس ـ ــكان ع ـ ــدد الس ـ ــكان نصـ ـ ــيب الفـ ـ ــرد مـ ـ ــن الم ـ ـ ـوارد‬ ‫الدولة‬

‫ع ـ ـ ـ ـ ـ ــام ‪ 1993‬السـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــكاني عـ ـ ـ ـ ـ ــام ‪ 2000‬ع ـ ـ ـ ـ ـ ــام ‪ 2025‬المائية المتجددة‬ ‫(ألف نسمة)‬

‫‪93-90‬‬

‫(ألف نسمة)‬

‫(ألف نسمة)‬

‫‪1993‬‬

‫‪1993‬‬

‫‪1993‬‬

‫اإلمارات‬

‫‪1710‬‬

‫‪4.2‬‬

‫‪1978‬‬

‫‪2800‬‬

‫‪146‬‬

‫‪126‬‬

‫‪89‬‬

‫البحرين‬

‫‪540‬‬

‫‪9.1‬‬

‫‪643‬‬

‫‪1000‬‬

‫‪167‬‬

‫‪140‬‬

‫‪90‬‬

‫الجزائر‬

‫‪27080‬‬

‫‪8.2‬‬

‫‪33359‬‬

‫‪51800‬‬

‫‪704‬‬

‫‪571‬‬

‫‪368‬‬

‫السعودية‬

‫‪17505‬‬

‫‪4.3‬‬

‫‪16662‬‬

‫‪40400‬‬

‫‪317‬‬

‫‪333‬‬

‫‪137‬‬

‫العراق‬

‫‪19920‬‬

‫‪3.3‬‬

‫‪26234‬‬

‫‪64300‬‬

‫‪1577 2783 3665‬‬

‫عمان‬

‫‪559‬‬

‫‪9.4‬‬

‫‪604‬‬

‫‪700‬‬

‫‪107‬‬

‫‪90‬‬

‫‪509‬‬

‫قطر‬

‫‪1433‬‬

‫‪5.2‬‬

‫‪2728‬‬

‫‪2800‬‬

‫‪112‬‬

‫‪50‬‬

‫‪86‬‬

‫الكويت‬

‫‪5040‬‬

‫‪5.3‬‬

‫‪6429‬‬

‫‪12900‬‬

‫‪901‬‬

‫‪706‬‬

‫‪57‬‬

‫ليبيا‬

‫‪4152‬‬

‫‪5.3‬‬

‫‪5963‬‬

‫‪10800‬‬

‫‪236‬‬

‫‪164‬‬

‫‪352‬‬

‫األردن‬

‫‪8570‬‬

‫‪0.2‬‬

‫‪10106‬‬

‫‪13400‬‬

‫‪509‬‬

‫‪430‬‬

‫‪91‬‬

‫تون‬

‫‪490‬‬

‫‪3.4‬‬

‫‪585‬‬

‫‪1200‬‬

‫‪408‬‬

‫‪340‬‬

‫‪325‬‬

‫جيبوتي‬

‫‪27420‬‬

‫‪9.2‬‬

‫‪32830‬‬

‫‪60600‬‬

‫‪797‬‬

‫‪666‬‬

‫‪167‬‬

‫السودان‬

‫‪13400‬‬

‫‪4.3‬‬

‫‪17857‬‬

‫‪35300‬‬

‫‪361 1223 1627‬‬

‫سوريا‬

‫‪9480‬‬

‫‪0.3‬‬

‫‪10780‬‬

‫‪23400‬‬

‫‪617 1063 1209‬‬

‫الصومال‬

‫‪1628‬‬

‫‪-‬‬

‫‪2254‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫فلسطين‬

‫‪2900‬‬

‫‪1.2‬‬

‫‪2928‬‬

‫‪4500‬‬

‫‪- 2664 2690‬‬

‫‪-‬‬

‫‪490‬‬

‫لبنان‬

‫‪56430‬‬

‫‪3.2‬‬

‫‪65664‬‬

‫‪93500‬‬

‫‪897 1044‬‬

‫‪1733‬‬

‫مصر‬

‫‪26069‬‬

‫‪0.2‬‬

‫‪31784‬‬

‫‪47500‬‬

‫‪944 1162‬‬

‫‪630‬‬

‫المغرب‬

‫‪2240‬‬

‫‪704‬‬

‫‪2630‬‬

‫‪5000‬‬

‫‪638 2776 3259‬‬

‫‪56‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫موريتانيا‬

‫‪13200‬‬

‫‪3.2‬‬

‫‪16350‬‬

‫‪43200‬‬

‫‪371‬‬

‫‪300‬‬

‫اليمن‬ ‫المجموع‬

‫‪1460‬‬ ‫‪143‬‬

‫‪241466‬‬

‫‪7.2‬‬

‫‪290742‬‬

‫‪492800‬‬

‫‪960 1156‬‬

‫‪566‬‬

‫‪ ‬ما يستخلص من الجدول رقم ‪:3‬‬ ‫التبــاين بــين معــدالت النمــو الســكاني مــن بلــد عربــي آلخــر فهــي تزيــد علــى ‪ %04‬فــي‬

‫موريتانيــا وجيبــوتي وتت ـراوح مــا بــين ‪ %3-2‬فــي اإلمــارات العربيــة المتحــدة والج ازئــر والكويــت‬ ‫وتون‬

‫والسودان ولبنان ومصر والمغرب واليمن‪ ،‬و‪ 4-3‬في العربية السعودية والعراق وعمان‬

‫وليبيا واألردن وسـوريا والصـومال والمالحظـة أن أقـل معـدل للنمـو السـكاني نجـده فـي البحـرين‬

‫إذ يصل إلى ‪.%611.9‬‬

‫هذا النمو المضطرد في النمو السكاني أفرز وضعية صعبة لالستفادة من الميـاه وصـعب‬

‫مــن وضــعية األمــن المــائي أمــام الــدول العربيــة ممــا دفــع الكثيــر منهــا إلعــداد خطــط وب ـرامج‬ ‫استثمارية في هذا المجـال‪ ،‬ونظـ ار أن حـوالي ‪ %9.44‬مـن سـكان الـوطن يعيشـون فـي بـالد ال‬ ‫يتجاوز نصـيب الفـرد فيهـا ‪ 1000‬م‪ 3‬بينمـا يعـيش ‪ %6.44‬مـنهم فـي منـاطق يتـراوح فيهـا هـذا‬

‫المعــدل المتوســط بــين ‪2000-100‬م‪/3‬ســنويا كمــا يعــيش أكثــر مــن ‪ %5.10‬مــن الســكان فــي‬ ‫بلدان عربية يزيـد فيهـا هـذا المتوسـط علـى ‪ 3000‬م‪/3‬سـنويا وسـينخفض متوسـط نصـيب الفـرد‬

‫العربي من المياه المتاحة إلى ‪ 566‬م‪ 3‬مع العلم أن الدول التي ستبقى فوق خط الفقر المـائي‬ ‫هي العراق‪ ،‬لبنان وموريتانيا ذلك لندرة المياه في الوطن العربي‪.‬‬

‫والجزائر قطر عربي يقع تحت خط الفقر المائي مما دفع بالدولة الجزائرية إلى تعبئـة مواردهـا‬

‫المائية فلقد تم استالم إلى غايـة ‪ 31 ،2006‬سـدا و‪ 699‬بئـ ار و‪ 575‬خ ازنـا مائيـا وانجـاز أزيـد‬

‫من ‪ 1100‬عملية تزويد بالمـاء الصـالح للشـرب حيـث بلغـت نسـبة الـربط ‪ %92‬وسـترتفع هـذه‬ ‫النسبة لتبلـغ ‪ 165‬لترا‪/‬يوميـا مـع نهايـة ‪ ،2009‬كمـا تـم برمجـة ‪ 13‬محطـة لتحليـة ميـاه البحـر‬ ‫بعد أن تم تشغيل ‪ 20‬محطة لصفية المياه‪ ،‬كما أنجز أكثر من ‪ 300‬كلم من الشبكة بارتفـاع‬

‫النسبة من ‪ %80‬في ‪ 2006‬إلى ‪ %90‬خالل سـنة ‪ ،622009‬فقـد حظـي القطـاع المـائي فـي‬ ‫الج ازئــر باهتمــام بــالغ لضــمان األمــن المــائي و األمــن الغــذائي معــا ضــمن انشــغاالت الدولــة‬ ‫‪ .61‬ساطع زغلول‪ ،‬إشكالية المياه العربية (عمان‪ ،‬مؤسسة البلسم للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ )1993‬ص‪.12‬‬ ‫‪ .62‬ح‪.‬خ‪.‬د‪.‬ش‪ ،‬مجل‬

‫األمة‪ ،‬مجلة الفكر البرلماني‪ ،‬العدد‪ ،17‬سبتمبر ‪ ،2007‬ص‪.117‬‬

‫‪57‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫للتمكن من الزيادة في اإلنتاج الوطني الفالحي الذي هو الضمانة الوحيدة للتقليص مـن تبعيـة‬

‫البالد تجاه استيراد المواد الغذائية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬المخاطر على الموارد المائية في العالم العربي‪:‬‬

‫‪ -1‬العجز المائي في اإلمكانيات إحدى هذه المخاطر‪:‬‬

‫يبلغ الطلب اإلجمالي علـى الميـاه فـي الـدول العربيـة حـوالي ‪ 230‬مليـار م‪ 3‬سـنويا بنسـبة‬

‫تقــدر بح ـوالي ‪ %73.5‬مــن إجمــالي الم ـوارد المائيــة المتاحــة‪ ،‬ورغــم أن إجمــالي الم ـوارد يفــوق‬ ‫االســتخدام الفعلــي بنســبة ‪ %26.5‬للــدول العربيــة إال أن ‪ 10‬دول علــى األقــل مــن المجموعــة‬

‫العربية تعاني من عجز في االستخدامات بمعنى أن ‪ 125‬مليون نسمة المكونين لساكنة هذه‬ ‫الدول يعيشون تحت هذا الضغط المائي وعلى أر‬

‫هذه الـدول الكويـت بنسـبة ‪ %21‬واألردن‬

‫بـ ‪.%14.8‬‬

‫وللتغلــب علــى هــذه المشــكلة فإنــه يلجــأ إلــى اســتنزاف اآلبــار واالســتخدام المفــرط للطبقــات‬

‫الحاملـة للميـاه الجوفيـة (اســتهالك المخـزون غيـر متجـدد) أو باســتخدام المصـادر المائيـة غيــر‬

‫التقليدية مثل إعادة استخدام المياه أو عن طريق خلط مياه الصرف الزراعي بالميـاه السـطحية‬ ‫العذبـة أو معالجـة ميـاه الصـرف الصــحي وكـذلك اللجـوء إلـى تحليــة ميـاه البحـر‪ ،‬ويـتم معالجــة‬

‫ح ـوالي ‪ 1.2‬مليــار م‪/3‬ســنويا مــن ميــاه الصــرف الصــحي أكثرهــا فــي ســوريا (‪ %0.37‬مليــار‬ ‫م‪/3‬سنويا) وتحلية ‪ 1.7‬مليار م‪/3‬سنويا فـي السـعودية كمـا توجـد مخططـات ود ارسـات السـتيراد‬

‫المياه من دول الجوار العربي‪.‬‬

‫فاالستخدامات المختلفة هي بدورها تساهم في هذه المخـاطر حيـث تسـتهلك الز ارعـة ‪201‬‬

‫مليار م‪/3‬سنويا بنسبة ‪ %87.4‬من إجمالي االستخدامات وذلك لري ‪ 15.2‬ملـون هكتـار يبلـغ‬ ‫أقص ــاها ف ــي العـ ـراق (‪ 3.5‬ملي ــون هكت ــار) وأقله ــا ف ــي ج ــزر القم ــر (‪ 130‬هكت ــار)‪ ،‬وتختل ــف‬ ‫الكمية المستعملة في الميدان الزراعي من دولة إلى أخرى باختالف المساحات الزراعية حيـث‬

‫يــتم اســتعمال ‪ 53.85‬مليــار م‪/3‬ســنويا فــي مصــر و ‪ 07‬مليــون م‪ 3‬فــي دولــة جيبــوتي‪ ،‬ويبلــغ‬ ‫نصـيب الهكتــار الواحــد فــي الـدول العربيــة مــن ميــاه الــري حـوالي ‪ 13‬ألــف م‪/3‬ســنويا حيــث يــتم‬

‫‪ %86.4‬من هذه األراضي بـالطرق التقليديـة‪ ،‬أمـا بـاقي المسـاحة والمقـدر بحـوالي ‪ 2.1‬مليـون‬ ‫هكت ــار في ــتم س ــقيها ب ــالطرق الحديث ــة ك ــالري ب ــالرش المح ــوري وال ــري ب ــالتنقيط والعملي ــة ه ــذه‬

‫بإمكانها توفير كميات كبيرة من المياه‪.63‬‬

‫‪ .63‬الموسوعة العلمية للمعرفة من أجل التنمية المستدامة‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.306‬‬

‫‪58‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫ مـن بــين االسـتخدامات بعــد الز ارعــة االسـتخدامات المنزليــة والتجاريــة والصـناعية التــي تبلــغ‬‫‪ 15‬مليــار م‪/3‬س ــنويا بنس ــبة ‪ %6.5‬م ــن إجم ــالي االس ــتخدامات‪ ،‬ث ــم االس ــتهالك ألغــراض‬

‫الصـناعة ‪ 14‬مليـار م‪/3‬ســنويا بنسـبة ‪ ،%6.1‬يبلـغ نصــيب الفـرد العربـي مــن الميـاه المنقــاة‬ ‫‪ 280‬لت ار يوميا بينما يستفيد الفرد في دول العالم من ‪ 430‬لت ار يوميا‪.‬‬

‫فالمخــاطر الداخليــة التــي تواجــه العــالم العربــي تتمثــل فــي االســتغالل المفــرط والالعقالنــي‬

‫واالســتعمال التقليــدي للميــاه ولــذا فــإن االســتعمال األمثــل لإلمكانيــات المائيــة المتاحــة ورفــع‬

‫األداء في إدارة هذه الثروة الحيوية والتخطـيط ووضـع خطـط مسـتقبلية لالسـتهالك هـي السـبيل‬ ‫األوحد للقضاء على األزمة‪.64‬‬ ‫‪ -2‬استنزاف المياه واستنزاف مخزون المياه الجوفية‪:‬‬ ‫عرفــت المخزونــات المائيــة الجوفيــة منهــا والســطحية عمليــة اســتنزاف مضــطرد واســتهالك‬ ‫العقالني فـي االسـتعماالت الزراعيـة والصـناعية واالسـتعماالت المنزليـة ممـا نجـم عنـه تـدهور‬

‫في الكمية والنوعية معا‪ ،‬حيث جفت الكثير من اآلبار وانخفضت المخزونات المائيـة الجوفيـة‬ ‫كــأحواض الســلمية والمســلمية واللمــون فــي ســوريا وأح ـواض العــين وســهل الحصــى فــي دولــة‬ ‫اإلمارات العربية المتحـدة وحـوض سـهل باطنـة فـي عمـان وأحـواض تهامـة فـي الـيمن وحـوض‬

‫الجفارة في ليبيا وأحواض المناطق الوسطى في تون‬

‫وهذه ظاهرة تنبؤ بالخطر مستقبال‪.‬‬

‫واذا كانــت الميــاه إحــدى المســائل األساســية فــي الص ـراع العربــي اإلس ـرائيلي ومــن مســبباته‬

‫سـتظل العامــل الرئيســي فـي اســتمرار هــذا الصـراع ألن االسـتيالء علــى األرض وعلــى مصــادر‬ ‫المياه العربيـة سياسـة تـدخل ضـمن عقيـدة السياسـة الصـهيونية التـي تعتبـر نفسـها دولـة مائيـة‪،‬‬ ‫زادت من تفاقم أزمـة الميـاه فـي الشـرق األوسـط‪ .‬كمـا أن هنـاك ظـواهر طبيعيـة زادت مـن حـدة‬

‫ه ــذه األزم ــة وعل ــى س ــبيل المث ــال ال الحص ــر ن ــذكر بع ــض العملي ــات الم ــؤثرة عل ــى المخ ــزون‬ ‫المائي‪:‬‬

‫طبقــات الميــاه فــي الــدمام "الجوفيــة" تتعــرض لغــزو البحــر فــي المنطقــة المحيطيــة بجزي ـرة‬

‫سـرتا ضــف إلــى ذلــك االســتعمال المفــرط للميــاه الجوفيــة فــي منطقــة اإلســكندرية والــدلتا الشــيء‬ ‫الــذي أدى إلــى زحــف خــط تمــار الميــاه المالحــة والميــاه العذبــة إلــى األمــام‪ ،‬وفــي األردن فــإن‬ ‫‪ . 64‬حسام شحاتة‪ ،‬المياه العربية في دائرة الخطر‪ ،‬معهد األرض للدراسات الفلسطينية‪ ،‬دمشق العدد‪ ،8‬أوت‬ ‫‪ ،1990‬ص‪.110‬‬

‫‪59‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫اإلف ـراط فــي االســتعمال للميــاه الجوفيــة قــد تعــدى الحــد اآلمــن لألح ـواض بنحــو ‪ 237‬ملي ــون‬

‫م‪/3‬سنويا وهذا معناه أن هناك عملية استنزاف ال معقولة للمياه الجوفية‪.‬‬

‫ومــا زاد الطــين بلــة مــثال أن الملوحــة العاليــة قــد أصــابت اآلبــار فــي دولــة جيبــوتي نتيجــة‬

‫السحب المفرط فارتفعت الملوحة من ‪ 1500‬ميكرومول إلى ‪.653500‬‬

‫وفــي المغــرب العربــي فــإن عمليــة إنجــاز النهــر العظــيم فــي ليبيــا والــذي تســحب مياهــه مــن‬

‫الحوض المشـترك بـين الـدولتين ال محالـة سـيزبد مـن األزمـة المائيـة وال جـرم أن الصـراع حـول‬

‫الموضوع سـيأخذ مجـرى آخـر مسـتقبال‪ ،‬نفـ‬

‫الظـاهرة عرفتهـا عمليـة مـد سـهول تـون‬

‫بالميـاه‬

‫من بحيرة مجردة الجزائرية عبر نهر طوله ‪365‬كلم‪ ،‬مما دفـع بـالجزائر إلـى وضـع إسـتراتيجية‬ ‫مائية للحد من هذا االستنزاف‪ ،66‬نظ ار للمخاطر التي سـتتعرض لهـا الج ازئـر مسـتقبال فـي هـذا‬

‫المجال‪.‬‬ ‫‪ ‬المخددداطر البيئيدددة‪ :‬قب ــل التعــرض لهــذا الموض ــوع الهــام والــذي يأخ ــذ حي ـ از كبي ـ ار ف ــي‬ ‫السياسات الوطنية البد لنا من توضيح مفهوم البيئة بمنظور دولي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫التعريف الدولي بالبيئة‪Environnement - Environmant :‬‬

‫لقــد أقــر المــؤتمر الــدولي لألمــم المتحــدة المنعقــد بســتوكهولم عاصــمة الســويد تعريفــا شــامال‬ ‫للبيئة جاء فيه‪" :‬أن البيئة هي مجموعة من النظم البيئية الطبيعية واالجتماعيـة والثقافيـة التـي‬

‫يعيش فيها اإلنسان والكائنات األخرى والتي يستمدون منها زادهم ويؤدون فيها نشاطهم‪.67‬‬

‫فالبيئــة هــي العلــم الــذي يــدر عالقــة الكائنــات الحيــة بعضــها الــبعض وعالقتهــا بالبيئــة‬

‫المحيطــة بهــا‪ 68‬فالبيئــة هــي إذا مجموعــة مــن الظــروف االجتماعيــة أو التقليديــة المــؤثرة علــى‬ ‫الفرد أو المجتمع‪.‬‬

‫‪ .65‬عبد األمير دكروب‪ ،‬مستقبل الصراع حول المياه في الشرق األوسط‪ ،‬مجلة الفكر اإلستراتيجي العربي‪،‬‬ ‫العدد ‪ ،1994 ،76‬ص‪.221‬‬ ‫‪. Benjamin Stora, les 100 portes du Maghreb (ed, l’atelier Paris, oct 1999) page 144‬‬ ‫‪Dépôt légale 1218/99- ISBN 9961-61-174-8.‬‬

‫‪66‬‬

‫‪ .67‬أحمد عبد الوهاب عبد الجواد‪ ،‬التربية البيئية (القاهرة‪ ،‬الدار العربية‪ ،‬الطبعة ‪ )1995 ،1‬ص ‪.86‬‬ ‫‪ .68‬روبرت هين‪ ،‬حقائق في ملف قامو‬

‫علم األحياء‪/‬ص‪The Facts on File of Biology 103‬‬

‫‪.Dicionary‬‬

‫‪60‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫وألهمية البيئة في حياة اإلنسـان كثيـرة هـي المؤسسـات الدوليـة‪ 69‬واإلقليميـة والوطنيـة التـي‬

‫تنشط في هذا المجال باعتباره مجاال حيويـا يجـب أن يكـون سـليما مـن كـل األمـراض واألوبئـة‬ ‫نذكر من بينها‪:‬‬

‫ االتح ــاد العلم ــي للوقاي ــة‪ :‬وق ــد أن ــشء ف ــي مدين ــة غالن ــد بسويســ ار س ــنة ‪ 1948‬لوقاي ــة‬‫الطبيعة والثروات الطبيعية‪.‬‬

‫ الصندوق الدولي للطبيعة ‪ WWF‬بالسويد ويركز على حفظ الطبيعة وسير البيئة‪.‬‬‫‪ -‬برنامج األغذية العالمي ‪ WEP‬ومقره بروما عاصمة إيطاليا‪.‬‬

‫ برنامج األمم المتحدة للبيئة ‪ UMEP‬أنشئ عام ‪ 1972‬في نيروبي بكينيا بناءا على‬‫توصيات األمم المتحدة للبيئة البيئة بغرض تشجيع التعاون الدولي‪.‬‬

‫ برنامج األمم المتحدة للتنمية ‪ UMDP‬أنشئ عام ‪ 1965‬لمساعدة الدول النامية‪.‬‬‫‪ -‬صندوق اإلغاثة لألطفال الدولي ‪ UNICEF‬نيويورك‪.‬‬

‫ صندوق األمم المتحدة للسكان ‪ UNFPA‬نيويورك‪ ،‬تقديم مساعدات مالية للدول‪.‬‬‫ مركز األمم المتحدة للمستوطنات البشرية‪ :‬نيروبي بكينيا‪.‬‬‫‪ -‬مركز التنسيق للبيئة والتنمية الدائمة ‪.ACER‬‬

‫ منظمــة األمــم المتحــدة لتطــوير الصــناعة ‪ UNIDO‬مقرهــا فينــا بالنمســا ويركــز علــى‬‫تنمية الصناعات وتقديم الصناعات للدول النامية‪.‬‬

‫‪ -‬منظمة األمم المتحدة لألغذية والزراعة ‪ FAO‬مقرها روما بإيطاليا‪.‬‬

‫‪ ‬المخاطر البيئية و أثرها على األمن المائي‪:‬‬

‫باإلضــافة إلــى الضــغوطات الواقعــة علــى المــاء والتربــة واالســتعمال الالعقالنــي واإلف ـراط‬

‫ف ــي ذل ــك‪ ،‬وك ــذا نظ ــم الص ــرف الم ــائي غي ــر الخاض ــعة للتقني ــات الحديث ــة ت ــأتي لتض ــاف إل ــى‬ ‫المخاطر الناجمة عـن الميـاه وبالتـالي فهـي تهـدد األمـن المـائي بصـفة عامة‪،‬هـذه العمليـة تزيـد‬

‫من تلوث البيئة والتربة معا لما تحمله من ميكروبات‪ ،‬كما أن الماء في حد ذاته يعتبر وسـطا‬ ‫بيئيــا صــالحا لتكــاثر هــذه الجـراثيم والميكروبــات وبالتــالي فــإن صــحة المســتهلكين تصــبح دومــا‬

‫مهددة جراء االستعمال في مختلف المجاالت‪ :‬المنزلية والفالحية والصناعية‪.‬‬

‫وتشمل المصادر الرئيسية لتلوث المياه‪:‬‬

‫ مياه الصرف غير المعالجة والتي تحمل الكثير من الميكروبات والجراثيم والبكتيريا‪.‬‬‫‪ .69‬إبراهيم سليمان‪ ،‬تلوث البيئة (القاهرة‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪،‬الطبعة ‪ )1999 ،1‬ص ‪.18‬‬

‫‪61‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ -‬المياه غير المعالجة المستعملة في الصناعة والمقذوفة فـي شـبكات الصـرف الصـحي‬

‫أو في القنوات المائية أو في المحيط المائي بصفة عامة‪.‬‬

‫‪ -‬التسربات الكيماوية للمواد الكيميائية كاألسمدة والمبيدات إلى المحيط المائي‪.‬‬

‫بهذه الملوثات تصبح المياه غيـر صـالحة لالسـتعمال وتعـود سـلبا مـؤثرة علـى المسـتعملين‬

‫والصـحة العامـة عمومـا‪ ،‬كمــا تـؤثر علـى إنتاجيــة المـواد ونوعيـة الحيـاة ونــاد ار مـا تتجـدد الميــاه‬ ‫بعد تلوثها عك‬

‫األنهار الجارية التي تقوم بالتصفية الذاتية للمياه ومن ثمة فلقد أصبح الماء‬

‫الملوث أحد األسباب الرئيسية لألمراض الفتاكة كالتيفوئيد والماالريـا بسـبب وجـود الميكروبـات‬ ‫والفيروسات المجهرية‪.‬‬

‫كم ــا أن اس ــتخدام األس ــمدة الكيماوي ــة تس ــارع ف ــي نم ــو الطحال ــب الت ــي يخص ــبها الفوس ــفور‬

‫والنيتروجين الموجودين في مياه الصـرف الصـحي الناجمـة عـن مـواد التنظيـف وميـاه الصـرف‬ ‫الزراعي‪ ،‬فوجود النترات في مياه الشرب يقلل من قوة الهيموغلوبين على حمـل األكسـجين فـي‬

‫الــدم ممــا يشــكل خطـ ار علــى صــحة اإلنســان ضــف إلــى ذلــك مختلــف المعــادن مثــل الرصــاص‬ ‫والزئبــق وال ــزرنيو والكــاديوم والزن ــك وغيرهــا‪ ،‬وتعتب ــر هــذه المـ ـواد أو العناصــر ش ــديدة الس ــمية‬

‫للحياة المائية‪.‬‬

‫وعن المبيدات الحشرية فإن استهالك الوطن العربي منها يقدر بـ ‪ 100‬ألف طن‪/‬سنويا وال‬

‫تمثــل كميتهــا التــي تقــع علــى اآلفــات المســتهدفة ســوى ‪ %10‬مــن الكميــات المســتخدمة ويلــوث‬

‫الباقي سطح األرض ومنها الموارد المائية‪.70‬‬

‫)‪. UNEP United Nations Environnemental Program (UNEP) the stat of environmen t (Nairobi‬‬ ‫‪ENEP/1 1996 , page 91-92.‬‬

‫‪62‬‬

‫‪70‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫البلد‬

‫الحاصلين على ماء آمن‪%‬‬

‫الحاصلين على صرف المياه‪%‬‬

‫غينيا‬

‫‪55‬‬

‫‪21‬‬

‫تشاد‬

‫‪24‬‬

‫‪21‬‬

‫اليمن‬

‫‪61‬‬

‫‪24‬‬

‫المغرب‬

‫‪55‬‬

‫‪41‬‬

‫مصر‬

‫‪79‬‬

‫‪32‬‬

‫إندونيسيا‬

‫‪62‬‬

‫‪51‬‬

‫أوزباكستان‬

‫‪62‬‬

‫‪22‬‬

‫باكستان‬

‫‪74‬‬

‫‪47‬‬

‫جدول تقديرات اليونيسيف ‪1996-1990‬‬ ‫الجدول عبارة عن عينات من بعض بالد المسلمين عن بيئاتهم الصحية فيما يخص الماء‬ ‫والصرف الصحي وهذه تقديرات متفائلة لما يجب أن تكون عليه أوضاعهم في المـاء الصـالح‬

‫للشــرب والصــرف الصــحي بــين ‪ 1996-1990‬حســب الخطــة الموضــوعة واالتفــاق بــين هــذه‬ ‫الــبالد ووكالــة اليونيســيف ‪ UNICEF‬التــي ترعــى األطفــال واألوالد وأمهــاتهم تربويــا وصــحيا‬ ‫واجتماعيا‪.‬‬

‫وفــي إفريقيــا تشــير اإلحصــائيات والد ارســات أن ‪ %40‬مــن النســاء و ‪ %63‬مــن الحوامــل‬

‫مصـابات بفقــر الــدم والمـرأة الحامــل تتــأثر مـن ذلــك بجنينهــا تـأث ار عميقــا فــي صـحتها وفــي نمــو‬

‫جنينها وفي صحته بعد والدته‪.71‬‬

‫والتقـديرات المنشـورة تـذكر أن مــا بـين ‪ 30‬إلـى ‪ %60‬مـن أهــل المـدن فـي العـالم الفقيــر ‪-‬‬

‫وأكثره مسلم‪ -‬لي‬

‫لديهم في األماكن التي يسكنوها في المدن ماء صالح للشرب ولالسـتعمال‬

‫الصحي‪ .‬والماء إما غير موجود أصال أو موجود بحالة ملوثة كيميائيا أو فيزيائيا أو جرثوميـا‬

‫أو بالثالث ــة مع ــا‪ ،‬والتل ــوث الجرث ــومي يس ــبب كثيـ ـ ار م ــن األمـ ـراض القاتل ــة‪ ،‬ف ــأكثر األمـ ـراض‬ ‫اإلسهاالت في العالم النامي –الفقير‪ -‬سببها الماء وقد قدر العلمـاء أن تقـدير الميـاه الصـالحة‬

‫‪. The State of The World’s Children 1997 page 84 -85.‬‬

‫‪63‬‬

‫‪71‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫للشرب والصرف الصحي السليم في البالد المحرومة منهما يمنـع حـدوث ‪ 200‬مليـون إصـابة‬

‫باإلسهاالت و‪ 21‬مليون حالة وفاة بهذه األمراض‪.72‬‬

‫فــاألمن المــائي أصــبح مهــددا رغــم وفرتــه فــي كوكبنــا مــن أي كوكــب آخــر مــن المجموعــة‬

‫الشمسية فاألرض هي الكوكب األزرق‪ ،‬الماء والحياة فيه ال ينفصالن إال أن الظواهر السـلبية‬ ‫التــي أش ـرنا إليه ــا ســابقا تجعــل م ــن هــذه المــادة األساس ــية مــوردا إســتراتيجيا‪ ،‬يج ــب أخــذ ك ــل‬ ‫اإلجراءات والتدابير الستغالله االستغالل األمثل‪:‬‬

‫‪ ‬يتوقع البنك الدولي للعام ‪ 2025‬شحا في مياه الشرب‪ ،‬على قاعـدة عتبـة‪ ،‬إنـذار تبلـغ‬ ‫‪ 2000‬م‪ 3‬لكــل نســمة يم ـ‬

‫‪ 52‬بلــدا و‪ 3‬مليــار نســمة‪ ،‬ففــي إفريقيــا الشــمالية والشــرق‬

‫األوســط لــن تكــون المـوارد إال بحــدود ‪700‬م‪ 3‬لكــل نســمة وهكــذا تصــبح الميــاه بســرعة‬ ‫نزع ــات‪ ،‬فالعربي ــة الس ــعودية م ــثال تزي ــل ملوح ــة ‪500‬‬ ‫م ــوردا إس ــتراتيجيا وت ــؤدي إل ــى ا‬

‫مليــون متــر مكعــب ســنويا بكلفــة ‪ $0.70‬للمتــر المكعــب الواحــد فــي حــين أن إنتــاج‬

‫كيل ــوغرام م ــن ال ــذرة يتطل ــب ‪ 1.4‬م‪ 3‬م ــن الم ــاء وكيل ــوغرام أرز ‪ 4.64‬م‪ 3‬وكيل ــوغرام‬ ‫خيطان ‪ 17‬م ‪.‬‬

‫‪73 3‬‬

‫وعلى الصعيد العالمي فإن أكبر القطاعات التي تستخدم الماء هـي الز ارعـة ‪ ،%69‬الصـناعة‬ ‫‪ ،%23‬االستخدام المنزلي ‪ ،%8‬وففي فرنسا مثال فإن االستخدام المنزلي يستهلك ‪ %20‬مـن‬

‫المياه المجهزة‬

‫وكـل مـن الصـناعة والز ارعـة ‪ %40‬بينمـا فــي الواليـات المتحـدة فـإن حصـة االســتخدام‬

‫المنزلي هي فقط ‪ %10‬واالستهالك الصـناعي ‪ %50‬والز ارعـي ‪ %40‬بالمقابـل فـي بلـد الهنـد‬

‫فــإن حصــة القطــاع الز ارعــي المــروي هــي ‪ ،%80‬وبالتــالي فــإن القطــاع الز ارعــي فــي الــدول‬ ‫الناميــة هــو األكثــر اســتهالكا للمــاء وهــو يقــل تــدريجيا عنــدما يتطــور البلــد إذ يصــبح القطاعــان‬

‫الصناعي والمنزلي أكثر أهمية‪.74‬‬

‫طهور) الفرقان ‪.148‬‬ ‫ا‬ ‫‪ ‬حفظ الماء من التلوث (وأنزلنا من السماء ماء‬

‫‪ . 72‬د‪.‬محمد نبيل الطويل‪ ،‬البيئة والتلوث محليا وعالميا (بيروت‪ ،‬دار النفائ‬

‫للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬

‫الطبعة ‪ )1999 ،1‬ص‪.98‬‬ ‫‪73‬‬

‫‪. I.Marty, M.Griffon, Prospective des déséquilibres environnementaux dans les pays tropicaux,‬‬ ‫‪Girard 1993.‬‬

‫‪ . 74‬هيرفيه درميناخ وميشال بيكويه‪ ،‬السكان والبيئة (بيروت‪ ،‬عويدات للنشر والطباعة‪ ،‬الطبعة ‪)2003 ،3‬‬ ‫ص‪.56/57‬‬

‫‪64‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫يعد تلوث المياه من أخطر المشكالت البيئية التي نواجهها اليوم سواء أكان هذا التلوث‬

‫كيميائيــا ومــا أشــبهه ممــا يــؤثر علــى حيــاة الكائنــات التــي تعــيش فــي هــذا المــاء أو الكائنــات‬ ‫المستخدمة للمـاء أو كـان مـؤث ار فـي المـاء‪ ،‬بحيـث يصـبح غيـر مرغـوب فيـه‪ ،‬فكـال األمـرين قـد‬

‫نهى عنه الرسول صلى‬

‫عليه وسلم‪.‬‬

‫‪ ‬األحاديــث الش ـريفة‪ :‬قــال صــلى‬

‫عليــه وســلم ‪ :‬مكتفــين بــبعض األحاديــث المؤكــدة علــى‬

‫وجوب الحفاظ على المياه من التلوث‬

‫ اتقوا المالعين الثالثة‪ :‬البراز في الوارد‪ ،‬وقارعة الطريق‪ ،‬والظل‪.75‬‬‫ وقال القرطبي‪ :‬يمكن حمله علـى التحـريم مطلقـا علـى قاعـدة سـد الذريعـة ألنـه يفضـي‬‫إلى تنجي‬

‫الماء‪.76‬‬

‫ومــن األض ـرار الناتجــة عــن اســتخدام المــاء الملــوث مــا توصــل إليــه العلمــاء مــؤخ ار وهــو‪ :‬أن‬

‫المياه خاصة مياه الصرف تحمل كثي ار من الميكروبات وعلى أرسـها البكتيريـا وتسـبب أم ارضـا‬

‫مختلفة ومن أهم أنواع البكتيريا واألمراض التي تسببها ما يلي‪:‬‬ ‫‪ -‬السالمونيال‪ :‬وتسبب مرض التيفوئيد‪.‬‬

‫ الشيجيال‪ :‬وتسبب مرض الدستناريا الباسيلية‪.‬‬‫‪-‬‬

‫فيروكولبرا‪ :‬وتسبب الكولي ار وتحدث العدوى عنطريق مياه الشرب‪.‬‬

‫‪ -‬الليستوسبيرا‪ :‬وتسبب مرض ويلز وينتقل عن طريق الفئران‪.‬‬

‫ شعبة العصويات القولونية‪ :‬وتسبب التهاب الكبد والجهاز البولي‪.77‬‬‫ال شك أن المحافظة علـى هـذا العنصـر هـي أسـا‬

‫المحافظـة علـى الحيـاة بأشـكالها المختلفـة‬

‫سواء أكانت حياة نباتية أو حيوانية أو إنسانية والقاعدة الفقهية تقول‪ :‬ما ال يتم الواجب إال به‬

‫فهو واجب‪ ،‬ومحاولة تعطيل العنصر من أداء وظيفته الحيوية واالجتماعية هو تعطيل للحياة‬

‫بأسرها أو إبطال لها‪.‬‬

‫‪ .75‬رواه أبو داود في سننه‪ ،‬كتاب الطهارة‪ ،‬باب ‪ ،14‬الموضع التي نهى عن البول فيها‪ ،‬رقم ‪.)1(61‬‬ ‫‪ .76‬فتح الباري البن حجر ط‪ 1‬ص ‪ 412‬رقم ‪.239‬‬ ‫‪ .77‬أحمد عبد الوهاب عبد الجواد‪ ،‬تلوث المياه (الدار العربية للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪)1995 ،1‬‬ ‫ص‪.113‬‬

‫‪65‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫بالكلية سواء ذلك بإهداره أو تلويثه بمواد تعطيل وظيفته في كونـه أساسـا للحيـاة أو كونـه بيئـة‬

‫صــالحة لــبعض الكائنــات الحيــة أو غيــر ذلك‪،‬والقاعــدة الفقهيــة تؤكــد علــى أنــه (مــا أدى إلــى‬ ‫الحرام فهو حرام)‪.‬‬

‫ونؤكــد فــي د ارســتنا هــذه أن اإلســالم ش ـريعة وحيــاة صــالح فــي كــل وقــت وزمــان خاصــة فــي‬ ‫عصرنا حيث تتصارع فيه األفكار واآلراء وظهور األزمات االقتصادية واالجتماعية وغيرهما‪،‬‬ ‫وتتشابك فيه القضايا والمشـاكل واخـتالف المصـالح والمطـامع‪ ،‬وتتـزاحم فيـه األهـداف والوقـائع‬

‫التي لم تعهدها البشرية مـن قبـل‪ ،‬ود ارسـة شـريعتنا الغـراء فيهـا الحـل لحـل المشـاكل المطروحـة‬ ‫علــى كافــة المســتويات مــن بينهــا مشــكلة البيئــة ومــا ينجــر عنهــا مــن آثــار علــى اإلنســان وكــل‬

‫الكائنات‪.‬‬

‫‪ ‬األزمة الطاقوية وأثرها على األمن‪:‬‬ ‫معظــم حــروب القــرن ‪ 20‬كانــت تقــاتال علــى مـوارد الــنفط ‪ ،‬لكــن تلــك الحــروب جــرت فــي‬

‫فترة التوسع فـي اسـتخراج المـوارد أمـا العقـود القادمـة مـن التنـاف‬

‫المحمـوم علـى مـوارد الطاقـة‬

‫المتضــائلة فلربمــا تشــهد ص ـراعات أكثــر عــددا وأشــد فتكــا وســتلعب الواليــات المتحــدة بصــفتها‬ ‫المســتهلك األكبــر للــنفط فــي العــالم ومركــز اإلمبراطوريــة الصــناعية العالميــة وصــاحبة أقــوى‬ ‫مخــزون لألســلحة فــي التــاريو دو ار محوريــا فــي تشــكيل الخارطــة الجيوسياســية للعــالم فــي هــذا‬ ‫القــرن وعلــى األف ـراد والمجتمعــات أن يفعل ـوا الكثيــر تحســبا لفت ـرة األزمنــة الطاحنــة المرتقبــة فــي‬

‫الطاقة‪.‬‬

‫فالتحول الطاقوي سيتمثل في انهيار الحضارة الصناعية وأن الخيـار للخـروج مـن هـذا‬

‫هــو اعتمــاد الفــرد علــى نفســه كالبســتنة وتــوفير الطاقــة والتبســط الطــوعي فــي العــيش وتســعى‬

‫الــدول التخــاذ التــدابير لتــوفير الطاقــة واالســتثمار فــي بحــوث الطاقــة المتجــددة ومســاندة الــنظم‬ ‫المســتدامة كاإلنتــاج المحلــي للغــذاء بــدال مــن مشــروعات الصــناعة الزراعيــة العمالقــة القائمــة‬

‫عل ــى التكنولوجي ــا الحيوي ــة وتبن ــي سياس ــات اقتص ــادية وس ــكانية ال تق ــوم عل ــى فرض ــية النم ــو‬ ‫الحتمي والسعي إلبرام اتفاقيات دولية للتعـاون فـي مجـال المـوارد نظـ ار ألن أسـعار الحبـوب قـد‬

‫تضــاعفت وهــي التــي تشــكل ‪ 80‬و‪ %90‬مــن اإلمــداد العــالمي الغــذائي وأن هبــوط المخزونــات‬ ‫االحتياطية قد تدنت‪.78‬‬

‫‪ .78‬ريتشار هاينبر ‪ ،‬غروب الطاقة‪ ،‬ترجمة مازن جندلي (لبنان‪ ،‬الدار العربية للعلوم‪ ،‬الطبعة ‪)2004 ،1‬‬ ‫ص‪.215‬‬

‫‪66‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫يشــير ريمــون ســي كيللــي عــالم االنتروبولوجيــا فــي د ارســته الموثوقــة "مجتمعــات الســلم‬

‫والحـرب" ‪ Tarless Societies and Origin Of Wou‬إلـى أن الحـروب غالبـا مـا تخـاض‬ ‫للســيطرة علــى المـوارد ويــرى البــاحثون فــي التــاريو السياســي والعســكري الحــديث للتنــاف‬

‫علــى‬

‫المـ ـوارد الطبيعي ــة دو ار فـ ــي جمي ــع الصـ ـراعات الكبـ ــرى ف ــي العص ــر الح ــديث ومنه ــا الحربـ ــان‬ ‫العالميتــان التــي لعــب فيهــا التنــاف‬

‫علــى الوصــول إلــى احتياطيــات الــنفط دو ار ال يســتهان بــه‪:‬‬

‫حـ ـوالي ‪ 50‬مليون ــا قتي ــل ف ــي الح ــرب الكوني ــة الثاني ــة أي م ــا يق ــارب ‪ %02‬م ــن إجم ــالي ع ــدد‬ ‫السكان وعلى كل بلـد خفـض وارداتـه مـن الـنفط للتوافـق مـع المعـدل الحـالي للنضـوب العـالمي‬

‫‪.World Deplition Rate‬‬

‫‪ ‬التعاون والمشاركة الدولية في المجال الطاقوي‪:‬‬ ‫مــن خــالل تصــفحنا وقراءتنــا للكثيــر مــن المواضــيع حــول هــذا العنصــر توصــلنا إلــى أنــه‬

‫على المجتمعات الصناعية االمتناع عن إحداث المزيد من النمو االقتصادي لصالح التحول‬

‫المكلــف إلــى مـوارد الطاقــة البديلــة ولتفــادي الصـراع التنافســي ســوف يتعــين علــى الــدول القويــة‬

‫تقليص فوارق الثروة فيما بين مواطنيها وفيما بينها وفيما بين الدول الفقيرة‪.‬‬

‫فموارد النفط والفحم الحجري والغاز الطبيعي ليست هي الموارد الطبيعية الوحيدة الجديرة‬

‫بــالحفظ‪ ،‬فهنــاك المــاء العــذب والتربــة وغيرهــا مــن الم ـوارد األساســية المحــدودة وبإمكــان الــدول‬ ‫الغني ــة الص ــناعية تغيي ــر نمـ ـط الع ــيش فيه ــا إل ــى التواض ــع ف ــي األه ــداف والتمه ــل ف ــي الس ــير‬ ‫لتحقيقها وال مناص من أن يرافق حفظ موارد الطاقة تثبيت عدد السكان‪.‬‬

‫‪ ‬قـدمت الد ارســة ‪ LGT the Limits to Grouth‬التــي قـام بهــا فريـق مــن العلمــاء‬ ‫بتوصية من نادي روما آماال تتمثل في إقامة توازن عالمي يكون فيها المجتمع قـابال‬

‫لالستدامة دون انهيار مفاجئ وقاد ار على تلبية االحتياجـات الماديـة األساسـية لجميـع‬ ‫األفراد‪:‬‬

‫‪ ‬تثبي ــت ع ــدد الس ــكان‪ ،‬رف ــع الكف ــاءة بحي ــث يتس ــنى خف ــض االس ــتهالك وح ــدة الخ ــرج‬ ‫الصـناعي مـن مـوارد الطاقـة‪ ،‬تحويــل أرسـمال نحـو إنتــاج الغـذاء إلطعــام جميـع ســكان‬

‫العالم‪ ،‬تحويـل النمـوذج الز ارعـي إلـى نمـوذج مسـتدام كاسـتخدام الـروث وأوراق الشـجر‬ ‫كسماد بدال من الكيميائي‪ ،‬حفظ التلوث في وحدة الخرج الصناعية والزراعية‪.‬‬

‫‪ ‬وجــاء بروتوكــول "كيوتــو" الخطــوة األولــى فــي الطريــق إلــى إطفــاء األضـواء فــي العــالم‬ ‫سنة ‪ 1977‬يطالب اتفاق الدول الصناعية بـ‪:‬‬

‫‪67‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ -‬خف ـ ــض انبع ـ ــاث ال ـ ــدول م ـ ــن الغ ـ ــازات المس ـ ــببة لظ ـ ــاهرة االحتب ـ ــا‬

‫الح ـ ـراري‪ ،‬إال أن‬

‫البروتوك ــول ل ــم ي ــنجح لتض ــارب األفك ــار ب ــين ال ــدول الص ــناعية والمس ــتهلكة فهن ــاك‬ ‫أطروحات بديلة يقترحها رو‬

‫جابساق صاحب كتاب الح اررة تواصل ارتفاعها ‪The‬‬

‫‪ Heat is on‬من منشورات ‪ 1998 Perseus‬تقوم على اإلستراتيجيات التالية‪:‬‬

‫‪ ‬تغييــر سياســات دعــم الطاقــة وانشــاء صــندوق ضــخم لتمويــل نقــل تكنولوجيــات الطاقــة‬ ‫المتجــددة إلــى البلــدان الناميــة والتأكيــد علــى مســؤولية الــدول الصــناعية عــن التغييــر‬ ‫المناخي والحث على تطوير الطاقة البديلة وذلك بخضوع الدول بإنتاج النفط أقل من‬

‫نض ــوبه ول ــي‬

‫ف ــوق مع ــدل النض ــوب‪ .‬وللخ ــروج م ــن األزم ــة الطاقوي ــة ف ــإن ريتش ــارد‬

‫هاينبر يرى خيا ار واحدا وهو إما التدافع على ما تبقى من موارد (نفطا كانت أم غا از‬

‫طبيعيا أم ماءا أو فوسـفاتا أو نمـوت)‪ .79‬والمقصـود بالتـدافع الحـروب واسـتعمال القـوة‬ ‫والغلبة وهذا ما يرفضه العقل البشري المسالم وكذا النظام الدولي الداعي إلى التعاون‬

‫والتكامل االقتصادي‪.‬‬

‫‪ ‬من مخاطر األمن الغذائي‪:‬‬ ‫يواجه العالم في الظروف الراهنة مشكلة تتعلق بعدم كفاية الغذاء بالنسـبة لعـدد كبيـر مـن‬

‫الســكان وقــد بينــت الد ارســات ومنظمــة التغذيــة والز ارعــة العالميــة أن ح ـوالي ‪ %15‬مــن ســكان‬ ‫المعمورة ال يحصـلون علـى القـدر الكـافي مـن الطعـام‪ ،‬كمـا أن حـوالي ½ مـن السـاكنة يعـانون‬ ‫من سوء التغذيـة أي ال يحصـلون علـى القـدر الكـافي مـن البروتينـات والفيتامينـات ومـن المـواد‬

‫الواجــب توفرهــا فــي الجســم الســليم‪ .‬وبالتــالي فــاألمن الغــذائي أصــبح مهــددا فــي العــالم ذلــك أن‬ ‫‪ %15‬من السكان ال يحصلون على القدر الكافي من الطعام أي حوالي ‪ 1800‬مليـون نسـمة‬ ‫ال يحصلون على الكميات المناسبة من الفيتامينات والبروتينات والمعادن‪.80‬‬

‫ويترتــب علــى ســوء التغذيــة انتشــار األم ـراض ومــن ناحيــة أخــرى فــإن هــذه المعضــلة هــي‬

‫نتيجــة للفقــر المتســلط علــى الــدول الفقي ـرة فــي العــالم أو الــدول الناميــة أو المتخلفــة هــذه الــدول‬

‫التي تمثل حوالي ‪ 3/2‬من ساكنة العالم‪.‬‬

‫‪ . 79‬ريتشار هاينبر ‪ ،‬غروب الطاقة‪ ،‬ترجمة مازن جندلي (لبنان‪ ،‬الدار العربية للعلوم‪ ،‬الطبعة ‪)2004 ،1‬‬

‫ص‪.120‬‬

‫‪ .80‬د‪.‬محمد عبد العزيز عجمية‪ ،‬الموارد االقتصادية (بيروت‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬طبعة ‪)1973‬‬ ‫ص‪.229‬‬

‫‪68‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫وبالمقابــل فهنــاك الــدول المتقدمــة التــي تحصــل علــى كــل حاجاتهــا مــن الغــذاء كمــا وكيفــا‬

‫وبعضها يعاني من وجود الفائض من الغذاء فتضطر إلى تخزينه أو تدميره بـالحرق أو إلقائـه‬ ‫في البحار والمحيطات أو تلجأ إلى إتباع سياسات تحول دون إنتاجه أو التقليل منه‪.‬‬

‫والمتوقع أن مشكلة الغذاء في العالم ستتسبب في حدوث كوارث بسبب النقص في الغذاء‬

‫وتؤتر على األمن بصفة عامة ومن أهم أسباب هذه المشكلة الغذائية ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬الزيــادة الكبيـرة فــي الطلــب علــى الغــذاء نتيجــة الزيــادة فــي عــدد الســكان وكــذا الزيــادة فــي‬

‫الــدخل خاصــة الــدول الناميــة التــي أصــبحت مهــددة باالنفجــار الســكاني عكـ‬

‫الــدول المتقدمــة‬

‫‪ %01‬أو أقل سنويا لتصل إلى ‪ %2.5‬إلى ‪%3‬في البلدان النامية‪.‬‬

‫‪ -‬الزيــادة فــي الــدخل الفــردي‪ :‬فالزيــادة فــي مــداخيل األف ـراد وان كانــت ال تحــول فقــط إلــى‬

‫الغذاء تساهم فـي الطلـب علـى الغـذاء حيـث يصـل هـذا الطلـب أحيانـا مـن ‪ 50‬إلـى ‪ %70‬فـي‬ ‫البلدان النامية‪.‬‬

‫‪ -‬تصدير اإلنتـاج المحلـي ويعنـي ذلـك ت ارخـي معـدل الزيـادة فـي العـرض بالقيـا‬

‫بالزيـادة‬

‫السـريعة فـي الطلــب ويرجـع ذلـك إلــى انخفـاض اإلنتــاج الز ارعـي وتخلـف وســائل الز ارعـة وعــدم‬

‫تطبيــق التقنيــات الحديثــة أو االفتقــار فــي الم ـوارد الكيمياويــة واألســمدة والبــذور الجيــدة وانعــدام‬ ‫الوســائل الفعالــة لمقاومــة اآلفــات واألم ـراض الزراعيــة‪،‬فالكثير مــن الــدول فــي البلــدان العربيــة‬ ‫خاصة تعاني من قلة المياه وأخـرى مـن ارتفاعهـا عـن بـاطن األرض ممـا يـؤثر علـى الز ارعـة‪،‬‬

‫كما أن ضيق المساحات الزراعية يساهم في هذه المعضلة فـي الـدول الناميـة ممـا دفـع الكثيـر‬ ‫مــن الــدول إلــى استصــالح األ ارضــي واتبــاع سياســة جديــدة فــي اســتعمال األرض واســتغاللها‬ ‫زراعيا للقضاء على التبعية في المنتوج الفالحي‪ .‬والسياسة الجزائرية فـي هـذا المجـال واضـحة‬

‫المعالم‪.‬‬

‫أسباب أخرى تهدد األمن الغذائي‪:‬‬

‫ ارتفاع أثمان الحبوب والتي تشكل أهم مادة في الغذاء لدى البلدان النامية‪.‬‬‫ ارتفاع أثمان األسمدة حيث أن البالد العربية تعتمد كثي ار على استيرادها‪.‬‬‫‪ -‬ازدياد الطلب على الحبوب وانخفاض المخزون العالمي من الغذاء‪.‬‬

‫من التحليل السابق يتضح لنا أن الطلب على الغذاء فـي الـدول الناميـة يفـوق اإلنتـاج‬

‫وبالتــالي فــالفجوة بــين العــرض والطلــب أصــبحت قائمــة وأن هــذه المعضــلة ســتظل قائمــة مــا لــم‬ ‫تتخ ــذ ال ــدول النامي ــة سياس ــات جدي ــدة ف ــي الز ارع ــة والص ــناعة التحويلي ــة (الص ــناعة الص ــغيرة‬

‫‪69‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫والمتوســطة لتحويــل الم ـواد الفالحيــة ومشــتقات الحليــب) للقضــاء علــى أزمــة الغــذاء التــي هــي‬

‫إحـ ــدى نتـ ــائج األمـ ــن المـ ــائي‪ ،‬فالطاقـ ــة اإلنتاجيـ ــة الزراعيـ ــة ال يجـ ــب أن تقتصـ ــر علـ ــى سـ ــد‬ ‫االحتياجات الغذائيـة فقـط سـواء مـن المنتجـات النباتيـة أو الحيوانيـة بـل يجـب أن يقـوم اإلنتـاج‬

‫عل ــى اس ــتخدام كمي ــات قليل ــة م ــن مس ــتلزمات اإلنت ــاج الفالح ــي الحديث ــة كاألس ــمدة الكيمياوي ــة‬ ‫والمبي ــدات والب ــذور المحس ــنة واآلالت م ــن أج ــل بل ــو الحاجي ــات وس ــد الطل ــب المت ازي ــد عل ــى‬ ‫الغذاء‪ ،‬كما أن السياسة المائية يجب أن تولى بأهمية قصوى ألن قصور اإلنتـاج الفالحـي ال‬

‫يعــود فقــط إلــى قصــور المـوارد الطبيعيــة المســتخدمة بــل يعــود الجانــب الكبيــر منــه إلــى قصــور‬ ‫التنظيم ا الجتماعي واالقتصادي والمؤسساتي لقطاع الزراعة في معظم البلدان النامية رغـم مـا‬ ‫يبذل من محاوالت الستيراد التكنولوجيا الحديثة المؤدية إلى التحسين في المردودية‪.‬‬

‫وما يزيد الوضع تفاقما ظاهرة التصحر والجفاف ونقص التساقط المطري ونذرة المياه‬

‫وتناقص اإلنتاج الفالحي ونسبة النمـو السـكاني (‪ )%1.3‬ففـي عـام ‪ 1950‬كـان عـدد السـكان‬

‫‪ 76.6‬مليــون وقــد ارتفــع إلــى ‪ 147‬مليــون فــي ‪ 1975‬والــى ‪ 164.3‬مليــون فــي ‪ 1979‬والــى‬ ‫‪ 225‬مليون سنة ‪ 1990‬والى ‪ 267‬مليون سنة ‪.812000‬‬

‫أما معدل زيادة اإلنتاج هو نحو ‪ %2.5‬مقابل ‪ %1.3‬في زيـادة عـدد السـكان و‪ %05‬فـي‬

‫معــدل االســتهالك مــا يعنــي أن الــوطن العربــي يســتورد نحــو ‪ %50‬مــن حاجياتــه الغذائيــة مــن‬

‫بينهــا مــادة القمــح التــي يســتورد منهــا ‪ %50‬مــن مجمــوع اســتهالكه فــي عــام ‪2029( 2000‬‬

‫مليــون طــن) أي مــا يعــادل ‪ %40‬مــن حجــم التجــارة الدوليــة للقمــح ويقــدر مبلــغ اإلنفــاق علــى‬ ‫استيراد الغذاء ما يقدر بـ ‪200‬مليار دوالر‪.82‬‬

‫فـ ــاألمن المـ ــائي أصـ ــيب بالضـ ــرر نتيجـ ــة الجفـ ــاف والتصـ ــحر الـ ــذي يغـ ــزو العـ ــالم العربـ ــي‬

‫باإلضافة إلى استنزاف المخزون المائي وما أصاب المياه من تلوث باإلضافة إلـى التهديـدات‬

‫التــي يتعــرض لهــا العــالم العربــي مــن طــرف إس ـرائيل واســتغاللها الالمعقــول والالشــرعي للميــاه‬

‫العربية ما أدى إلى تمديد الصراع العربي اإلسرائيلي‪.‬‬

‫‪ .81‬د‪ .‬محمد عبد العزيز عجمية‪ ،‬الموارد االقتصادية (بيروت‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬طبعة‪)1973‬‬

‫ص‪.229‬‬

‫‪ . 82‬نبيل خليفة‪ ،‬من مياه الضفة الغربية إلى سد اليرموك (مثلث الخطر) المستقبل‪ ،‬عدد‪ ،545‬اوت‪،1987‬‬ ‫ص‪.42‬‬

‫‪70‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫المبحث الرابع ‪:‬اإلستراتيجية العربية للخروج من أزمة المياه‪:‬‬

‫من خـالل مدارسـتنا للوضـعية العربيـة فـي المجـال المـائي و مـا يترتـب عليهـا مـن آثـار و‬

‫نظ ار ألن الموارد األرضية والمائية والمالية والبشرية والعلمية موزعة توزيعا متفاوتا بين البلدان‬

‫العربيــة فــإن الخــروج مــن هــذه األزمــة يتطلــب دفــع عجلــة التنميــة خاصــة الزراعيــة واالقتصــادية‬ ‫بتــوفير هــذه المـوارد وبكميــات مناســبة وفــي األوقــات المناســبة ضــمن جهــد عربــي مشــترك‪'' ،‬إذ‬

‫انه ال بديل أمام األمة العربية من تحسين أوضاعها الغذائية وهي تواجه المستقبل ألن البديل‬

‫هو المجاعة أو في أفضل الظروف الوقوع تحت السـيطرة التامـة للـبالد المصـدرة للحبـوب''‪.‬‬

‫‪83‬‬

‫والجدير بالذكر أن الدول العربية تمتلك مصادر بديلة متاحة أمامها لتطويرها و استغاللها في‬

‫مجاالت عدة كاليورانيوم والكهرباء والطاقة الشمسية والطاقة الجيوثيرمية (الح اررية األرضية)‪.‬‬

‫‪ ‬فــاليورانيوم‪ :‬المــورد الثــاني فــي األهميــة مــن م ـوارد الطاقــة الناضــبة بعــد الــنفط‪ ،‬وقــد ثبــت‬

‫وجود الرواسب األولية لليورانيوم في الجزائر والصومال بكميات مؤكدة تقـدر بحـوالي ‪34‬‬

‫ألف طن وأخرى غير مؤكدة تقدر بحـوالي ‪ 53‬ألـف طـن‪ ،‬كمـا أن هنـاك بـدائل مـا يجعـل‬ ‫من المحتمل وجودها في ليبيا وموريتانيا والسودان ومصر والـيمن والسـعودية حيـث يقـدر‬

‫االحتياطي المحتمل بـ ‪ 500-150‬ألف طن‪.‬‬

‫‪ ‬الطاق ــة المائي ــة‪ :‬وه ــي طاق ــة متج ــددة الرتباطه ــا بت ــدفق المي ــاه ف ــي البل ــدان العربي ــة ذات‬ ‫اإلمكانيات المائية كمصر والسودان وتون‬

‫والجزائر والمغـرب والعـراق‪ ،‬فإجمـالي الطاقـة‬

‫الكهربائية القابلة لالستغالل بالبلدان العربية تقدر ب ـ ‪ 41‬ألـف ميغاواط‪/‬سـاعة ثلثاهـا ‪3/2‬‬ ‫يجري استغاللها تحت التنفيذ‪ ،‬أما الثلث الباقي فال يزال تحت البحث والدراسة‪.‬‬

‫‪ ‬الطاق ــة الشمس ــية‪ :‬وه ــي طاق ــة متاح ــة لجمي ــع البل ــدان العربي ــة وب ــال ح ــدود‪ ،‬فه ــذه الطاق ــة‬ ‫ضخمة ومتجددة وهي تقدر بالماليير من براميل النفط وعلى أسا‬

‫االستفادة من ‪%05‬‬

‫مــن الطاقــة الشمســية التــي تســقط علــى الــوطن العربــي ألدركنــا ضــخامة هــذا المــورد مــن‬

‫الطاقة وأهميتها‪.‬‬

‫‪ .83‬جامعة األمم المتحدة‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬صور المستقبل العربي‪ ،‬الطبعة‪،1982 ،1‬‬ ‫ص‪.83‬‬

‫‪71‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ ‬الطاقــة الجيوثيرميــة‪ :‬مصــدر ه ــذه الطاقــة هــي الح ـ اررة الجوفي ــة التــي تنبعــث مــن ب ــاطن‬ ‫األرض في شكل مياه ساخنة أو أبخرة والجزائر تمتلك الكثير من هذه الطاقة (الحمامات‬

‫المعدنية‪.)...‬‬

‫هذه الموارد البديلة والتي تدخل ضـمن اإلسـتراتيجية العربيـة والخطـة العربيـة السـتغالل الطاقـة‬ ‫قــادرة علــى تغييــر األوضــاع العربيــة فــي المجــال الطــاقوي‪ ،‬فــي وقــت أصــبح فيــه اللجــوء إلــى‬

‫الطاقة المتجددة أم ار حتميا لتعويض الطاقة الناتجة عن البترول والغاز‪.‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬الطاقة المائية‪:‬‬

‫أم ــا اإلسـ ــتراتيجية ف ــي ميـــدان المي ــاه ونظ ـ ـ ار للمش ــكالت الفني ــة واالقتص ــادية والديمغرافيـــة‬ ‫والسياسية الناجمة عن الوضع العربـي فـي مجـال األمـن المـائي ومـن خـالل اسـتقرائنا المقارنـة‬ ‫بالجداول واإلحصائيات نـرى أنـه مـن الضـروري أن تأخـذ اإلسـتراتيجية العربيـة بعـين االعتبـار‬

‫النقاط التالية‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫القي ـ ــام بمس ـ ــح لكاف ـ ــة المـ ـ ـوارد المائي ـ ــة ف ـ ــي ال ـ ــبالد العربي ـ ــة كله ـ ــا ورص ـ ــد الحاجي ـ ــات‬

‫واالستخدامات‪.‬‬

‫إعــداد التوقعــات المســتقبلية الســتغالل الميــاه فــي المجــال الز ارعــي والصــناعي والمنزلــي علــى‬ ‫ضوء اإلمكانيات المتوفرة مع سن قوانين لمنع التبذير واإلهدار للمياه بصفة عامة‪.‬‬

‫إع ــداد خط ــة عربيـ ــة مش ــتركة الســـتغالل المي ــاه والتنسـ ــيق المش ــترك ب ــين دول الجـ ـوار خـــالل‬ ‫التفاوض مع الدول صـاحبة المصـادر المائيـة (المنـابع) مـن أجـل إقامـة عدالـة فـي توزيـع هـذه‬

‫الثروة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫إعطــاء أولويــة للبحــوث العلميــة والخب ـرات العربيــة فــي ميــدان الميــاه وضــرورة الــدعم‬

‫الم ــادي والمعن ــوي للبح ــوث ف ــي ه ــذا المج ــال واس ــتغاللها سياس ــيا واقتص ــاديا م ــع التحفي ــز‬

‫والتشجيع والمكافأة‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫العمــل علــى توثيــق المجــال المــائي العربــي بحثــا ود ارســة وكتابــة مــن طــرف مختصــين‬

‫لمواجهــة إس ـرائيل الطامعــة فــي امــتالك هــذه الثــروة واقنــاع الطــامعين بضــرورة التخلــي عــن‬ ‫سياســة التضــييق والمصــادرة واالحتكــار لهــذه الثــروة اإلنســانية أوال وعربيــة خاصــة ''النــا‬

‫شركاء في الماء والكأل والنار''‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫السعي لتطوير االتفاقيات العربية بما يخدم المصلحة العربية في هذا المجال‪.‬‬

‫‪72‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪-‬‬

‫دع ــم اإلع ــالم الس ــمعي والمرئ ــي والمكت ــوب وتكليف ــه بالتعبئ ــة والتوجي ــه ح ــول ض ــرورة‬

‫االســتغالل األمثــل لإلمكانيــات المائيــة المتــوفرة‪ ،‬باعتبــار هــذه المــادة أساســية و إســتراتيجية‬

‫ومن أولويات السياسة الوطنية‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫تحميل المجتمـع المـدني والمؤسسـات والهيئـات مسـؤولية محاربـة التبـذير واهـدار المـاء‬

‫فيمــا ال ينفــع وبطــرق قانونيــة وتوظيــف االســتثمارات فــي مشــاريع مفيــدة و الحــرص علــى‬ ‫المراقبة و المحاسبة والتقويم لكل عملية‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫التفكير في إنشاء منظومة عربية للمياه تقوم بالد ارسـات اإلسـتراتيجية والعلميـة وتنسـق‬

‫بــين كافــة المتعــاملين العــرب فــي المجــال المــائي حتــى تــتمكن الــدول العربيــة مــن اكتســاب‬

‫القـ ــدرة الذاتيـ ــة سياسـ ــيا واقتصـ ــاديا وعسـ ــكريا وغـ ــذائيا ومائيـ ــا عـ ــن طريـ ــق عمليـ ــة التكامـ ــل‬ ‫واالندماج بين األقطار العربية‪ ،‬وقد أصدرت جامعة الـدول العربيـة بتـاريو ‪1996/09/15‬‬

‫ق ـ ار ار بموجبــه ''إنشــاء مركــز للد ارســات المائيــة واألمــن المــائي العربــي بدمشــق'' مــن أهدافــه‬

‫توفير المعطيات الفنية والقانونية وجمع المعلومـات التـي تحـدد الحقـوق العربيـة فـي المـوارد‬ ‫المائي ــة المش ــتركة وتط ــوير اس ــتخدام المـ ـوارد المائي ــة والتنس ــيق والتع ــاون ب ــين المؤسس ــات‬ ‫والمنظمات العربية بينها وبين المنظمات الدولية‪.84‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬االتفاقيات الدولية الخاصة بالمياه‪:‬‬

‫بنيــت معظــم الحضــارات اإلنســانية علــى منــابع الميــاه ومصــابها كالحضــارة المص ـرية‬

‫التــي قامــت علــى ضــفاف النيــل وحضــارة بــالد ال ارفــدين التــي قامــت علــى ضــفاف نهــري دجلــة‬ ‫والفرات و الحضارة الهنديـة التـي بنيـت علـى ضـفاف نهـر الغـانج وبالتـالي كـان المـاء وال يـزال‬

‫هو سر الحياة البشرية يستعمل في الزراعة والفالحة والمالحـة وكانـت األنهـار جسـ ار للتواصـل‬ ‫ب ــين الش ــعوب وك ــان وال ي ــزل مص ــد ار للطاق ــة الكهربائي ــة والترح ــال عب ــر البح ــار والمحيط ــات‬

‫واألنهار‪.‬‬

‫وبتزايد السكان احتكت الدول فيما بينها تجاريا وثقافيا واقتصاديا ومـن ثـم ظهـرت إلـى‬

‫الوجـود الن ازعــات والخالفـات حــول اسـتعمال هــذه الوسـائل المائيــة (البحـار‪ ،‬األنهــار‪ )....‬فكــان‬ ‫علــى المجتمــع الــدولي أن يــنظم ويقــنن التعــامالت واالنتفاعــات رغــم أن أحكــام القــانون الــدولي‬

‫‪ .84‬أحمد النجار‪ ،‬روية عربية للتصورات اإلسرائيلية حول قضايا المياه بين العرب واسرائيل‪ ،‬شؤون عربية‪،‬‬ ‫عدد‪ ،73‬القاهرة‪ ،‬ص‪.132‬‬

‫‪73‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫بشأن المياه وطرق االنتفاع بها حديثة والقصد بمصادر القانون الدولي تلك التي نصت عليها‬

‫المادة ‪ 38‬من النظام الداخلي لمحكمة العدل الدولية‪.85‬‬

‫وقبل التطـرق إلـى االتفاقيـات الدوليـة التـي عقـدت بـين األطـراف المتنازعـة فـي الـوطن‬

‫العربي البد من اإلشارة إلى أن هناك حوالي ‪ 214‬نهـ ار عبـر العـالم‪ ،‬موزعـة‪ 56 :‬فـي إفريقيـا‪،‬‬ ‫‪ 48‬في أوربا‪ 30 ،‬في أمريكا الجنوبية وفي أمريكا الشمالية والكاريبي ‪ 34‬نهرا‪ ،‬كما يوجد فـي‬

‫العالم أكثر من ‪ 100‬نهـر يتجـاوز طـول المجـرى الرئيسـي لكـل منهـا ‪ 1600‬كلـم وعلـى أرسـها‬ ‫نهر النيل ونهري األمازون والمسيسيبي‪.86‬‬

‫‪ -1‬األنهار والمجاري المائية‪:‬‬

‫عرف ــت محكم ــة الع ــدل الدائم ــة ع ــام ‪ 1929‬النه ــر ال ــدولي بأن ــه ''المج ــرى الم ــائي الص ــالح‬

‫للمالحة والذي يصل بين عدة دول بالبحر‪ ،‬وهو الذي يشق مجـراه دولتـين متجـاورتين أو يمـر‬ ‫عبر أقاليم أكثر من دولة''‪.‬‬

‫أمــا جمعيــة القــانون الــدولي فعرفتــه فــي دورتهــا المنعقــدة بهلســنكي عــام ‪ 1996‬هــذه الــدورة‬

‫الت ــي أص ــدرت مجموع ــة م ــن القواع ــد الدولي ــة الخاص ــة باألنه ــار‪'' :‬الم ــادة ‪ :02‬ب ــأن ح ــوض‬ ‫الصــرف الــدولي هــو مســاحة جغرافيــة تمتــد عبــر دولتــين أو أكثــر وتحــدد بواســطة روافــد مائيــة‬ ‫تكون مستجمعا للمياه‪ ،‬شاملة المياه السطحية والجوفية وتصب في مجرى مشترك‪.‬‬

‫أمــا اتفاقيــة األمــم المتحــدة الخاصــة بالمجــاري المائيــة عــام ‪ 1997‬عرفــت المجــرى الــدولي‬

‫''بأنه المجرى المائي الذي تقع أجزاؤه في دول مختلفة والذي تشكل مياهه السـطحية والجوفيـة‬

‫بحك ــم عالقته ــا الطبيعي ــة المتداخل ــة ك ــال واح ــدا وال ــذي تت ــدفق مياه ــه ص ــوب نقط ــة وص ــول‬ ‫مشتركة''‪.87‬‬

‫‪ . 85‬فؤاد نهرا‪ ،‬مسألة المياه في الوطن العربي وآثارها االقتصادية والجيوسياسية‪ ،‬مركز المعلومات القومي‪،‬‬ ‫سوريا‪ ،1997 ،‬ص‪.41‬‬ ‫‪ .86‬بن عامر تونسي‪ ،‬عمير نعيمة‪ ،‬محاضرات في القانون الدولي العام (الجزائر‪ ،‬ديوان المطبوعات‬

‫الجامعية) ص‪.200‬‬

‫‪ . 87‬اتفاقية األمم المتحدة حول استخدام المجاري المائية الدولية ألغراض غير المالحة المعتمدة ‪-05-25‬‬ ‫‪.1997‬‬

‫‪74‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫ونظـ ار ألهميــة االســتغالل واالشــتراك فــي األنهــار فلقـد عقــدت أكثــر مــن ‪ 300‬اتفاقيــة دوليــة‬

‫بغية تنظيم االستغالل فيما بين الدول المشـتركة مركـزة علـى المبـادئ واألحكـام العامـة وأحكـام‬ ‫تفصيلية خاصة بكل نهر‪ ،88‬ومما جاء في هذه االتفاقيات‪:‬‬

‫ حرية الدول في استخدام المياه التي تمر عبر أراضيها ضمن قواعد القانون الدولي‪.‬‬‫ ضرورة التشاور قبل إقامة المشاريع التي تؤثر على مجرى النهر‪.‬‬‫‪ -‬التفاوض إذا سبب المشروع ضر ار بدولة أخرى‪.‬‬

‫ومهما يكن من شأن هذه اآلليات ضمن منظور العالم الجديد وضـرورة احتـرام القـانون الـدولي‬ ‫فلقــد أرهبــت إس ـرائيل الــدول العربيــة مــن خــالل قواتهــا العســكرية ومــن خــالل مشــاريعها علــى‬ ‫األنهــار العربيــة ومــن خــالل عــدم خضــوعها وتطبيقهــا لمعظــم االتفاقيــات والمعاهــدات الدوليــة‬

‫وتلك صورة للسيطرة والهيمنة اإلسرائيلية على المنطقة وتضليل الرأي العام الدولي رغم قناعـة‬ ‫الدول العربية بـأن التنميـة الحقـة هـي التحـرر مـن االسـتعمار االقتصـادي والحضـاري وامـتالك‬

‫المصادر المائية التي هي ملك للعرب قبل إسرائيل‪.‬‬

‫أما إسرائيل فإنها تعتبر المياه المتواجدة في المنطقة العربية ملكية لها يجـب بسـط سـيادتها‬

‫عليهــا والــتحكم فيهــا ألنهــا جــزء مــن أمنهــا‪ ،‬فــاألمن أو نظريــة األمــن اإلس ـرائيلي يرتكــز علــى‬ ‫التحــالف مــع القــوة اإلمبرياليــة األساســية إضــافة إلــى التســليح المتقــدم والهج ـرة للتعزيــز المــالي‬ ‫وتعزيز العامل البشري ومناقضة االتفاقيات والعهـود المبرمـة خاصـة فـي المجـال المـائي الـذي‬

‫هو شريان الحياة في المنطقـة بعـد الـذهب األسـود (الـنفط)‪ ،‬حتـى تـتمكن إسـرائيل مـن السـيطرة‬ ‫علـ ــى هـ ــذه المصـ ــادر المائيـ ــة و بالتـ ــالي الـ ــتحكم فـ ــي المنطقـ ــة بطريقـ ــة مباش ـ ـرة مـ ــن خـ ــالل‬

‫اقتصادياتها الزراعية و الصناعية‪.‬‬

‫‪ -1‬اتفاقية قانون استخدام المجاري المائية الدولية‪:‬‬ ‫البـد لنـا فـي هـذا العنصـر مـن الموضـوع اإلشـارة إلـى الطـرق والكيفيـات التـي بموجبهـا‬

‫استغالل المجاري المائية الدولية والتي اعتمدها القانون الدولي‪:‬‬

‫لقــد صــادقت الجمعي ــة العامــة لألمــم المتح ــدة علــى هــذه االتفاقي ــة بتــاريو ‪ 21‬م ــار‬

‫‪ ،1997‬وتعتبر هذه االتفاقية األولى من نوعها في إطار األمم المتحدة وذلك من أجـل تنظـيم‬

‫‪ .88‬زكرياء السباهي‪ ،‬المياه في القانون الدولي وأزمة المياه العربية (دمسق‪ ،‬دار طالش للدراسات والترجمة‬ ‫والنشر‪ ،‬ط‪ )1994 ،1‬ص‪.41‬‬

‫‪75‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫اســتخدام األنهــار الدوليــة فــي األغ ـراض غيــر المالحيــة وقــد كرســت هــذه االتفاقيــة معظــم هــذه‬

‫القواعد القانونية الدولية والعرفية في هذا المجال‪.‬‬ ‫مما جاء في هذه االتفاقية‪:‬‬

‫ حق كل دولة متشاطئة على نهر دولي بنصيب عادل ومعقول من مياهه‪.‬‬‫ وجـــوب اتخـ ــاذ كـــل اإلج ـ ـراءات والتـــدابير لمحاربـــة تل ــوث ميـــاه النهـ ــر م ــن طـ ــرف الـ ــدول‬‫المتشاطئة‪.‬‬

‫ اللجوء إلى الحلول السلمية في حالة النزاعات‪.89‬‬‫''وف ــي إط ــار العالق ــات الدولي ــة والق ــانون ال ــدولي الع ــام فالمفاوض ــات ‪Négociations‬‬

‫والتـ ــي هـ ــي آليـ ــة شـ ــرعية ووسـ ــيلة قانونيـ ــة ‪ Légale‬منتظمـ ــة تمـ ــار مـ ــن خاللهـ ــا الحكومـ ــات‬ ‫صــالحياتها فــي عالقاتهــا المتبادلــة ومــن خاللهــا أيضــا تتشــاور وتضــبط خالفاتهــا'' لــم تقــض‬

‫علــى الن ازع ــات المتكــررة ح ــول المشــاكل الت ــي واجه ــت طرفــي النــزاع العربــي اإلســرائيلي فيم ــا‬ ‫يخص االستعمال واالستغالل للمياه بالمنطقة‪.‬‬

‫وم ــادام الع ــرب ق ــد ألحق ــت به ــم أضـ ـرار نتيج ــة االس ــتعمال المف ــرط للمي ــاه م ــن ط ــرف‬

‫الجانــب اإلسـرائيلي إضــافة إلــى الخــرق القــانوني الــدولي مــن طرفــه‪ ،‬فــالنزاع مـرتبط بالمســؤولية‬ ‫الدولية هذا الموضوع الذي ال يزال ينال اهتمام الفقهـاء فـي القـانون مـن خـالل التناقضـات فـي‬

‫شــرح مقاصــده حتــى وان تعــددت التعــاريف للمســؤولية الدوليــة وان ك ـان الفعــل غيــر المشــروع‬ ‫واضحا في جل التصرفات اإلسرائيلية‪.‬‬

‫''أن المسؤولية الدولية هي إسناد الفعل غير المشروع دوليا إلى أحد أشخاص القانون‬

‫الدولي العام وانتهاكه لاللتزام الدولي أو ارتكابه فعل غير مشروع دوليا''‪ ،‬تعريف الفقيه ‪Paul‬‬

‫‪ ،Reuter‬أما الفقيه فاليي شارل ‪ Valier Charles‬فيعرف المسؤولية الدولية ''هي االلتـزام بجبـر‬ ‫الضــرر ودفــع التعــويض نتيجــة إســناد فعــل غيــر مشــروع دوليــا ألحــد أشــخاص القــانون الــدولي‬

‫العـام''‪ ،‬وهنـاك تعريـف آخـر للفقيـه ‪'' Charles Rousseau‬أنهـا قـانون تلتـزم بمقتضـاه الـدول‬ ‫المنسوب إليها عمل غير مشروع وفقا للقانون الدولي بتعويض الدولة التـي يقـع فـي مواجهتهـا‬

‫هذا العمل''‪.‬‬

‫‪ . 89‬علي سليم‪ ،‬الموارد المشتركة العربية والقانون الدولي‪ ،‬الموارد المشتركة والقانون الدولي‪ ،‬الندوة البرلمانية‬ ‫العربية الخامسة‪ ،‬دمشق ‪ ،1997‬ص‪.122‬‬

‫‪76‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫مــن خــالل هــذه التعــاريف يتبــين جليــا المتســبب فــي األضـرار وهــو الجانــب اإلسـرائيلي‬

‫والــذي لــم يعتــرف يومــا بالمســؤولية الدوليــة التــي علــى عاتقــه ج ـراء األعمــال المخلــة بالقــانون‬ ‫الدولي وال يزال‪.‬‬

‫‪ -2‬ق اررات مؤتمر القانون الدولي‪:‬‬ ‫لقــد أخــذ موضــوع الميــاه مي ـزة خاصــة نظ ـ ار للن ازعــات والخالفــات الناجمــة عــن االســتغالل‬

‫واالس ــتعمال غي ــر المتك ــافئ ب ــين األطـ ـراف حي ــث أن لج ــان الق ــانون ال ــدولي الحكومي ــة وغي ــر‬

‫الحكوميــة أولــت الموضــوع اهتمامــا كبي ـ ار إضــافة إلــى العديــد مــن الد ارســات التــي قــدمها فقهــاء‬ ‫القــانون الــدولي لعــل أن مــؤتمر القــانون الــدولي والــذي صــادق علــى ‪ 07‬قواعــد فــي دورة مدريــد‬

‫‪ 1918‬هذه القواعد التـي اعتمـدتها رابطـة القـانون الـدولي فـي المـؤتمر والخمسـين فـي هلسـنكي‬

‫علم ‪ 1966‬والتي أخذت اسم ''قواعد هلسنكي المتعلقة باسـتخدام ميـاه األنهـار الدوليـة''‪ ،‬نـذكر‬ ‫من بين هذه القواعد البعض منها‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫المجرى المائي الدولي هو أي مجرى مائي تقع أجزاء منه في دول مختلفة‪.‬‬

‫‪‬‬

‫لكل دولة متشاطئة الحق في حصة عادلة ومعقولة من مياه المجرى المائي الدولي‪.‬‬

‫‪‬‬

‫وجوب احترام الحقوق المكتسبة في المجال المائي‪.‬‬

‫‪‬‬

‫وجــوب إخطــار الــدول المتشــاطئة بكــل إجـراء أو إنشــاء مشــاريع علــى المجــرى المــائي‬

‫ووجوب االتفاق المسبق قبل الشروع في ذلك‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫عدم إلحاق الضرر بالدول المتشاطئة من حيث كمية الماء أو نوعيتها‪.‬‬ ‫وجوب تبادل المعلومات والبيانات والتنسيق بين الدول المتشاطئة‪.‬‬

‫واذا كان اإلنصاف مصد ار من مصادر القانون الدولي العام ورغم أن هذه المسألة ال‬

‫ازلــت محــل خــالف بــين الفقهــاء‪ ،‬إال أن الــدول العربيــة لــم تنصــف للحصــول علــى حقهــا مــن‬ ‫المي ــاه‪ ،‬رغ ــم أنه ــا المالك ــة له ــا‪ ،‬ذل ــك أن الص ــهاينة م ــن م ــنطقهم الفك ــري واإلعالم ــي الخ ارف ــي‬ ‫المضلل والذي يخالف المنهج العلمي وقوانينـه بـل العكـ‬

‫ممـا ال يـدع مجـاال للشـك تسـخيرهم‬

‫للخرافات واألساطير واألوهام في سبيل تحقيق مقاصدهم العدوانية التوسعية في إذالل شـعوب‬

‫األرض وتسخيرها لهم‪ 90‬بدء من اتفاقية سايك ‪/‬بيكو‪.‬‬

‫‪ .90‬مصطفى محمد زكي الدباع‪ ،‬الحرب النفسية اإلسرائيلية (الجزائر‪ ،‬شركة الشهاب للنشر والتوزيع‪ ،‬طبعة‬ ‫‪ )1985‬ص‪.52‬‬

‫‪77‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫جاء في اتفاقية سايك ‪-‬بيكو ‪ :1916‬المادة الرابعة‪:91‬‬

‫المادة ‪ :03‬تنشأ إدارة دولية في منطقـة الصـحراء (فلسـطين) يعـين شـكلها بعـد استشـارة روسـيا‬ ‫وباالتفاق مع بقية الحلفاء وممثلي شريف مكة‪.‬‬

‫المادة ‪ :04‬تنـال إنجلتـ ار مـا يلـي‪ :‬أ‪ -‬مينـائي حيفـا وعكـا‪ .‬ب‪ -‬يضـمن مقـدار محـدود مـن مـاء‬ ‫دجلــة والفـرات فــي المنطقــة (أ) للمنطقــة (ب) وتتعهــد حكومــة جاللــة الملــك مــن جهتهــا بــأن ال‬ ‫تتــدخل فــي مفاوضــات مــع دولــة أخــرى للتنــازل عــن قبــرص إال بعــد موافقــة الحكومــة الفرنســية‬

‫مسبقا‪.‬‬

‫يظهر في البند ‪ 02‬من المادة الرابعة أن االستيالء علـى مصـادر الميـاه مـن طـرف المسـتعمر‬ ‫األجنبي هو إحدى األولويات اإلستراتيجية‪.‬‬

‫‪ .91‬الموسوعة العسكرية (بيروت‪ ،‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪ ،‬الطبعة األولى ‪ )1980‬ص‪.746‬‬

‫‪78‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬االستراتيجية المائية في الجزائر‬

‫‪79‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫المبحث األول ‪ :‬الواقع المائي في الجزائر ‪ :‬مصادر المياه‬

‫إن العالم الذي نعيش فيه مليء بالتناقضات المرعبة و النزاعات المختلفة ونواجـه فـي‬

‫كــل يــوم حقــائق ثابتــة يتمثــل بعضــها فــي نوعيــة الحيــاة و أســبابها حيــث أن أكثــر مــن ثلثــي‬ ‫المعمورة يعيشون مسـتويات منخفضـة ناجمـة عـن سـوء التغذيـة و انخفـاض مسـتويات الصـحة‬ ‫وغيرها و العيش تحت خط الفقر المائي و بالتالي أصبحت هذه الـدول تطبـق عليهـا مؤشـرات‬

‫كانخفاض الدخل الحقيقي للفرد عن نظيره فـي الـدول المتقدمـة‪ ،‬و حتـى ال يبقـى هـذا الوضـع‬

‫سائدا ال بد من بحث و دراسة جوهر المشكلة بأبعادها االقتصادية و االجتماعية و الثقافية و‬ ‫السياسية‪.‬‬

‫ممــا ال جــدل فيــه أن القــوة االقتصــادية أصــبحت العامــل الفعــال بــل المحــرك األساســي‬

‫للسياسة الدوليـة و أصـبح مـن العسـير أن نفصـل فـي عصـرنا هـذا القـوة االقتصـادية عـن القـوة‬

‫العســكرية والسياســية إال فــي مجتمــع متخلــف جــدا‪ .‬و أصــبح موضــوع الميــاه أحــد اهتمامــات‬ ‫الدول العظمى وحددت لها استراتيجيات خاصة ألن الحرب القادمة هي حرب علـى الميـاه و‬

‫الســيطرة عليهــا مثلمــا ســاد فــي العقيــدة االس ـرائيلية أنهــا دولــة مائيــة و تمكنــت مــن الــتحكم و‬

‫السيطرة و فرض سلطانها على الدول العربية‪.‬‬

‫إن أهـم مــا ســنحاول إبـ ارزه فــي هــذا الفصـل هــو االســتراتيجية المائيــة فــي الج ازئــر نظـ ار‬

‫لل ــوعي بأهمي ــة الموض ــوع وارتباط ــه ب ــاألمن الغ ــذائي و الص ــحي و البيئ ــي و عموم ــا ب ــاألمن‬ ‫اإلنساني ككل و فيه سنحاول مدارسة الوضع الحالي للمياه بصـفة عامـة و اآلفـاق المسـتقبلية‬

‫المدرجــة ضــمن السياســة الوطنيــة للميــاه و تبعاتهــا بــالرغم مــن المعوقــات التــي تتعــرض هــذا‬ ‫القطـــاع س ـ ـواء علـ ــى المسـ ــتوى المؤسسـ ــاتي أو علـــى مسـ ــتوى االمكانيـ ــات المائيـ ــة المتاحـ ــة و‬

‫المتوفرة‪.‬‬

‫فمواجهة األمن الغذائي تتطلب تجنيد كل االمكانيات المادية و المعنوية بغية القضاء‬

‫علــى التبعيــة الغذائيــة للخــارج فــي وقــت أصــبح فيــه العــالم مهــددا بالمجاعــة و الفقــر و المــرض‬ ‫رغــم مــا عرفــه مــن تطــور تكنولــوجي و علمــي خصوصــا فــي المجتمعــات البش ـرية فــي العــالم‬

‫الثالــث أو النــامي و يت ازيــد الطلــب علــى الميــاه نتيجــة النمــو الســكاني الس ـريع حيــث يبلــغ عــدد‬ ‫سـكان العــالم حاليــا ‪ 6.6‬مليــار نســمة بزيــادة حـوالي ‪ 80‬مليــون ســنويا و بالتــالي يت ازيــد الطلــب‬ ‫على المياه الصالحة للشرب بحوالي ‪ 64‬مليار متر مكعب سنويا وفقا لمـا ذكـره تقريـر منظمـة‬

‫‪80‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫األمــم المتحــدة للتربيــة و العلــوم و الثقافــة "اليونســكو"بزيادة ‪ 03‬مالييــر نســمة بحلــول ( ســنة‬

‫‪) 2050‬‬

‫هذه االستراتيجية األساسـية للخـروج مـن خـط الفقـر المـائي و بلـو الم ارمـي مـن خـالل‬

‫تنمية مستدامة و حكم راشد تتطلب توفير الموارد الماليـة و اسـتخدامها االسـتخدام األمثـل كمـا‬ ‫تتطل ــب تخطيط ــات مدروس ــة و متقن ــة و علمي ــة و متط ــورة ‪ ،‬به ــدف القض ــاء عل ــى مس ــببات‬

‫األزمــة وبلــو مســتويات عاليــة مــن االنتــاج الز ارعــي و الحي ـواني و إدخــال محســنات زراعيــة‬

‫جديـدة و التركيــز علــى ضـوابط الكفــاءة فــي الميــدانين الز ارعــي و االقتصــادي لتحقيــق االكتفــاء‬ ‫الذاتي‪.‬‬

‫والج ازئــر كبــاقي الــدول و ضــمن أهــداف التنميــة المبرمجــة تقــوم بمجموعــة كبي ـرة مــن‬

‫المبادرات السياسية في هذا المجال و تسطر العديد من البرامج معتبرة أن الماء مورد ثمـين و‬ ‫أساسـي بـل يعتبــر مفتـاح النجـاح و التقــدم و الرقـي االقتصـادي و االجتمــاعي ‪ ،‬كمـا أن المــاء‬ ‫يعتبر عامال من عوامـل األمـن و االسـتقرار ولـذلك يوليـه المجتمـع الـدولي أهميـة قصـوى يبـدو‬

‫ذلك جليا من خالل التعاون الدولي في مجال استخدام الميـاه و اسـتهالك المـاء فـي المصـادر‬

‫التي تشارك فيها البلدان ذلك من خالل االتفاقيات الثنائية و المتعددة األطراف حول المياه‪.‬‬

‫و إذا كانــت الفالحــة تعتمــد علــى المــاء فــإن الج ازئــر تضــعها فــي أوليــات السياســات‬

‫القطاعية ولعـل سياسـة الدولـة الجزائريـة فـي هـذا الميـدان االسـتراتيجي أقـوى دليـل علـى اهتمـام‬

‫السلطة المركزية بهذين القطاعين الفالحة و المياه « على الفالحة الجزائرية أن ترفـع تحـديين‬ ‫كبيرين ‪ :‬جعل الفالحة المحرك الحقيقي للنمو و المساهمة في تحسين ملمو‬

‫لألمن الغذائي‬

‫للــبالد ‪ ،‬قضــية األمــن الغــذائي أضــحت أكثــر فــأكثر أمنــا وطنيــا ‪ ،‬و الرهــان هــو كــذلك التنميــة‬ ‫الفالحية الثابتة للبالد‪ ،‬هـي فـي نفـ‬

‫الوقـت تحسـين محسـو‬

‫لظـروف معيشـة السـاكنة ‪.....‬‬

‫وهي الحفاظ علـى حريتنـا وسـيادتنا»‪ 92‬أمـا مـدير لليونسـكو‪ 93‬فقـد حـذر مـن نـذرة الميـاه و لعـل‬ ‫أكبر حدث عرفه العالم هو انعقاد منتدى الميـاه العـالمي الخـام‬

‫بتركيـا أيـام ‪ 20-16‬مـار‬

‫‪ 2012‬تمحورت أشغاله حول تسوية الخالفات حول المياه هذا المنتدى الـذي ضـم ‪ 2.8‬ألـف‬ ‫شــخص مــن جميــع أنحــاء العــالم بغــرض التوصــل إلــى حلــول مناســبة للمشــاكل التــي تطرحهــا‬

‫المياه في العالم‪.‬‬ ‫‪ -92‬و ازرة الفالحة و التنمية الريفية‪،‬مسار التجديد الفالحي و الريفي‪،‬عرض و آفاق‪ .‬فبراير‪ .2009‬ص ‪02‬‬ ‫‪ -93‬المدير العام لليونسكو‪ :‬كويتشيرو ماتسو ار‬

‫‪81‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫المطلب األول ‪ :‬المصادر المائية في الجزائر‬ ‫‪ ‬األمطار و التساقط‬

‫بســبب التدبــدب المنــاخي حيــث أنــه معتــدل علــى الســاحل الج ازئــري إجمــاال و تت ـراوح‬

‫الح اررة في هذه المنطقـة مـا بـين ‪،°24 - °13‬أمـا فـي الصـحراء فالمنـاخ قـاري و تبلـغ الحـ اررة‬ ‫نها ار صيفا ‪ °43‬و ترتفع ارتفاعا كبي ار بهبوب الريـاح الهوجـاء و أحيانـا رمليـة ممـا يـؤثر علـى‬

‫درجة الح اررة ليال إلى بلوغها أقل من ‪.°10‬‬

‫فالتدبـدب المنــاخي و التقلبـات و الجفــاف والتصـحر الــذي اجتـاح الج ازئــر و التلــوث و‬

‫أحيانا أخرى عدم التحكم في التسيير استغالال و اسـتهالكا عقؤـد الوضـعية المائيـة فـي الج ازئـر‬ ‫هــذه المعوقــات مقرونــة بالت ازيــد الســكاني و التوســع العم ارنــي المت ازيــد و التوســع فــي عمليــات‬ ‫االصــالح الز ارعــي و تطــور الصــناعة الصــغيرة و المتوســطة أدى إلــى جعــل الج ازئــر ضــمن‬

‫الــدول الفقي ـرة مائيــا ممــا أدى بالســلطات المعنيــة لالهتمــام بهــذا القطــاع وجعلــه مــن األوليــات‬ ‫بحيث تسـعى إلـى ترشـيد االسـتهالك و البحـث عـن أنجـع الطـرق بحثـا وتنقيبـا ومـدا للقنـوات و‬

‫إدخال التقنيات الجديدة كتحلية مياه البحـار‪ ،‬نظـ ار للطلـب المت ازيـد عـن المياه‪.‬الجـدول‪ 94‬أسـفله‬

‫يوضح التفاوت في التساقط من منطقة إلى أخرى‪.‬‬

‫‪- Annuaire hydrologique de l’Algérie Année 93 -94 , ANRH Ministère de l’équipement‬‬

‫‪82‬‬

‫‪94‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫المنطقة‬

‫الغرب‬

‫الوسط‬

‫الشرق‬

‫الجنوب‬

‫المجموع‬

‫سبتمبر‬

‫‪16،0‬‬

‫‪39،6‬‬

‫‪27،9‬‬

‫‪4،2‬‬

‫‪87،7‬‬

‫أكتوبر‬

‫‪28،7‬‬

‫‪31،7‬‬

‫‪32،7‬‬

‫‪10،1‬‬

‫‪103،2‬‬

‫نوفمبر‬

‫‪58،0‬‬

‫‪65،7‬‬

‫‪28،1‬‬

‫‪52،0‬‬

‫‪203،8‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪15،5‬‬

‫‪73،8‬‬

‫‪83،5‬‬

‫‪4،5‬‬

‫‪177،3‬‬

‫جانفي‬

‫‪59،9‬‬

‫‪73،8‬‬

‫‪60،7‬‬

‫‪17،7‬‬

‫‪221،7‬‬

‫فبراير‬

‫‪56،9‬‬

‫‪5،5‬‬

‫‪74،4‬‬

‫‪8،4‬‬

‫‪145،2‬‬

‫مار‬

‫‪04،8‬‬

‫‪1،7‬‬

‫‪10،3‬‬

‫‪23،7‬‬

‫‪47،0‬‬

‫أفريل‬

‫‪26،6‬‬

‫‪46،5‬‬

‫‪51،2‬‬

‫‪0،9‬‬

‫‪125،2‬‬

‫ماي‬

‫‪11،6‬‬

‫‪6،4‬‬

‫‪1،3‬‬

‫‪0،5‬‬

‫‪19،8‬‬

‫جوان‬

‫‪0،1‬‬

‫‪0،2‬‬

‫‪1،5‬‬

‫‪3،6‬‬

‫‪5،4‬‬

‫جويلية‬

‫‪4،1‬‬

‫‪9،3‬‬

‫‪1،9‬‬

‫‪0،7‬‬

‫‪10،00‬‬

‫أوت‬

‫‪1،8‬‬

‫‪4،3‬‬

‫‪1،7‬‬

‫‪3،0‬‬

‫‪11،00‬‬

‫المجموع‬

‫‪287،7‬‬

‫‪399،1‬‬

‫‪386،8‬‬

‫‪129،8‬‬

‫‪1202،9‬‬

‫باعتب ــار المس ــاحة الشاس ــعة للج ازئ ــر و المق ــدرة ب ‪ 2.381741‬كل ــم‪ 2‬ووقوعه ــا ب ــين دائرت ــي‬

‫عرض ‪ °19‬و‪ °37‬شماال و بين خطي طول ‪ °09‬غربا و ‪ °12‬شرقا فمن حيث السطح فإن‬ ‫التضـاري‬

‫تختلـف مـا بـين سالسـل جبليـة حديثـة التكـوين و جبـال قديمـة‪ ،‬و سـهول فيضـية و‬

‫أحواض منخفضة و صحراء صخرية و كثبان رمليـة و بالتـالي فإنـه يمكـن تقسـيم الج ازئـر مـن‬ ‫حيث التضاري‬

‫إلى شمال و جنوب‪ .‬هذا التنوع يؤثر في المناخ حيث هناك تباين في توزيع‬

‫األمطار و معدالت السقوط يرجع ذلك إلى التيارات الهوائية الغربية المحملة بالرطوبة و التي‬

‫تصــطدم بسلســلة األطلـ‬ ‫تصــل إلــى األطلـ‬

‫التلــي و بالتــالي يحــدث التكــاثف و التســاقط‪ ،‬فهــذه التيــارات الهوائيــة‬

‫الصــحراوي الــذي يصــل فيــه معــدل التســاقط أقــل مــن ‪200‬ملم‪/‬ســنة تصــل‬

‫وقد جفت و أفرغت من كميات بخار الماء ‪.‬‬

‫أمــا األمطــار فــي الصــحراء الجنوبيــة فهــي مرتبطــة بأمطــار المنــاطق المداريــة و بالتــالي فهــي‬ ‫أمطــار صــيفية و قليلــة ألن الريــاح الموســمية تقــل أمطارهــا كلمــا توغلنــا فــي اليــاب‬

‫الرطوبة‪.‬‬

‫‪83‬‬

‫خاليــة مــن‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫فتنــاقص المطــر مــن الشــرق إلــى الغــرب مــن أهــم خصــائص المنــاخ الجزائري‪،‬كمــا أن‬

‫‪-‬‬

‫تــأثير البحــر األبــيض المتوســط يقــل كلمــا توغلنــا فــي الــداخل الج ازئــري و بالتــالي ترتفــع درجــة‬

‫الح اررة‪.‬‬

‫و يستخلص من ذلك أن التضاري‬

‫‪-‬‬

‫و الغطاء النباتي و قلة التساقط أثرت سلبا على‬

‫المخ ــزون المـ ــائي فـ ــي الج ازئـ ــر و الـــذي ي ــوزع كالتـ ــالي ‪ 12.4 - :‬مليـ ــار مت ــر مكع ــب ميـــاه‬

‫سطحية‪.‬‬

‫ ‪ 01.8‬مليار متر مكعب مياه جوفية‪.‬‬‫و إذا كان هذا المخزون و المقدر ب ‪ 14.2‬مليار متر مكعـب فـإن نصـيب المنـاطق‬

‫الص ــحراوية من ــه تق ــدر ب ‪ 05‬ماليي ــر مت ــر مكع ــب إال أن ه ــذه المي ــاه جوفي ــة و غي ــر قابل ــة‬ ‫للتجديد‪.‬‬

‫و يقدر المخزون المائي إجماال بحـوالي ‪ 19‬مليـار متـر مكعـب و يحصـل الفـرد علـى‬

‫حصــة ‪ 600‬متــر مكعب‪/‬ســنويا و هــي حصــة ضــئيلة جــدا بالمقارنــة مــع الحصــة التــي حــددها‬ ‫البنــك الــدولي و المقــدرة ب ‪ 1000‬متــر مكعب‪/‬ســنويا للفــرد الواحــد ممــا يضــع الج ازئــر تحــت‬ ‫خــط الفقــر المــائي‪ .‬و أمــام ضــرورة ت ــوفير هــذه المــادة األساســية فــي الز ارعــة و الص ــناعة و‬ ‫االســتهالك المنزلــي فــإن الوضــع يقتضــي وضــع اســتراتيجية محكمــة و أن تــوفير هــذه المــادة‬ ‫بكميــة كافي ــة للحاجيــات المنزلي ــة و للحف ــاظ علــى الص ــحة يعتب ــر انشــغاال و ه ــدفا اس ــتراتيجيا‬

‫للدولة كما أنه حق من حقوق المواطن‪.95‬‬ ‫‪ ‬األنهار‬

‫مكونات المياه في الجزائر هي موارد تقليدية كمياه األمطار و األحواض الجوفية و المياه‬

‫السطحية‪ .‬و معظم األنهار مغذاة بشكل عـام مـن األمطـار و السـيول الموسـمية‪ .‬و هـي تمثـل‬ ‫ن ــوعين م ــن األنهار‪:‬أنه ــار تص ــب ف ــي البح ــر األب ــيض المتوس ــط وأخ ــرى تج ــد مص ــابها ف ــي‬

‫األح ـواض و المعبــر عنهــا بالشــطوط أو الســبخات فــاألولى تتميــز بــوفرة الميــاه لوجودهــا فــي‬ ‫المنطق ــة الش ــمالية ذات التس ــاقط المط ــري‪ ،‬أم ــا الثاني ــة و ه ــي الت ــي تس ــمى بأودي ــة الص ــرف‬ ‫الداخلي باعتبار أن األقاليم التي تصرف فيها ال يتجاوز فيها التساقط ‪ 400‬مم و تتميـز عـن‬

‫األولــى بــأن مجاريهــا غيــر مضــبوطة فكثي ـ ار مــا تتغيــر مجــاري هــذه األنهــار وتأخــذ منعطفــات‬ ‫‪ -95‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪،‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 101-01‬المتعلق بتأسي‬ ‫العمومية الجزائرية للمياه المؤرخ ‪ 2001/04/21‬المادة ‪09‬‬

‫‪84‬‬

‫المؤسسة‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫جديدة تغير الوجه التضاريسي للمناطق المتواجدة فيها‪،‬كما أنها أنهار فجائية كثيـ ار مـا تسـببت‬

‫في كوارث طبيعية و حوادث و قطعها الطرقات ‪.‬‬ ‫‪96‬‬

‫‪ ‬جرد بعض األنهار في الجزائر‬

‫‪:‬‬

‫‪ -1‬واد تافنة ‪ :‬يجري في أقصى الجهات الغربية الشمالية للجزائر ينبع من جبال تلمسـان‬

‫ليصرف مياهه في حوضه األعلى الذي تبلغ مساحته ‪ 1016‬كلم‪2‬‬

‫‪ -2‬واد الحمــام ‪ :‬يجــري فــي الســهول العليــا لمدينــة معســكر ثــم يتجمــع بروافــده مــن جبــال‬

‫ســعيدة ليتصــل بـواد ســيق عنــد مــنخفض المقطــع ليصــب فــي خلــيج آرزيــو و تبلــغ مســاحة‬

‫حوضه ‪ 8477‬كلم‪.2‬‬

‫‪ -3‬وادي مينــا ‪ :‬و يعتبــر أحــد روافــده وادي ســيق فــي مج ـراه األدنــى‪ ،‬ينبــع مــن الهضــبة‬

‫الواقعة على الحافة الغربية لجبال الناظور و فرندا على ارتفاع ‪ 1150‬مترا‪.‬‬

‫‪ -4‬وادي الشــلف ‪ :‬و يعتبــر أطــول نهــر فــي الج ازئــر مــن حيــث المســاحة التــي يص ـرفها‬

‫منابعه من سلسلة االطل‬

‫الصحراوي بـالقرب مـن مدينـة آفلـو بجبـال عمـور ثـم يتجـه إلـى‬

‫الشمال تحت اسم النهر الطويـل‪ .‬ثـم يشـق شـماال سلسـلة االطلـ‬ ‫جبــال المديــة فــي الشــرق و جبــال الونش ـري‬

‫التلـي فـي منطقـة التقـاء‬

‫غربــا ثــم يتغيــر اتجاهــه و مج ـراه ليجــري فــي‬

‫حوض واسع شرقا و غربا حتـى يصـب فـي البحـر بـالقرب مـن مدينـة مسـتغانم بعـد مسـافة‬

‫عبرها تفوق ‪700‬كلم‪.‬‬

‫خرطــة ‪ :‬ويســمى كــذلك ب ـواد " اقريــون " ويصــب فــي خلــيج بجايــة‪ ،‬مــن األوديــة‬ ‫‪ -5‬واد ا‬

‫القصيرة الذي يبلغ طوله حوالي ‪ 50‬كلم‪.‬‬

‫هناك أودية أخرى تجد مصابها في الشطوط كواد الغي‬ ‫‬‫كلم‬ ‫‪-‬‬

‫جبال األو ار‬

‫يصرف جزء من السطوح الشمالية‪.‬‬

‫الفاصلة بين الصحراء و السـهول العليـا لقسـنطينة و طولـه حـوالي ‪40‬‬

‫واد القص ــب ‪ :‬م ــن أه ــم أودي ــة الحض ــنة و يتح ــرك مجـ ـراه م ــن الش ــمال إل ــى الجن ــوب‬

‫الجنوبية لجبال البيبان‪.‬‬

‫‪ -96‬نور الدين حاروش‪ ،‬استراتيجية المياه في الجزائر‪.‬‬

‫‪85‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ ‬أودية تجد مصابها في الصحراء ‪:‬‬ ‫‪ -1‬وادي امزي ‪ :‬يجري من الغرب إلى الشرق و يمثل الجزء األعلى من ذلك الوادي الطويل‬ ‫المعــروف ب ـوادي جــدي ليصــب بالصــحراء بشــط ملغيــغ الواقــع علــى انخفــاض ‪ 32‬مت ـ ار دون‬ ‫مستوى البحر و هو أقل انخفاض معروف في الجزائر‪.‬‬

‫‪ -2‬واد األبــيض ‪ :‬ينبــع مــن جبــال الشــيلية بــاألو ار‬ ‫الغربي من السفوح الجنوبية لجبال األو ار‬

‫علــى ارتفــاع ‪ 2000‬م و يصــرف الجــزء‬

‫ليصب في شط ملغيغ بالصحراء مثل وادي جـدي‬

‫و يعتبر من األودية المغذية للطبقات الجنوبية في الصحراء الشمالية الشرقية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المنشآت المائية الكبرى ‪:‬‬

‫نظ ار للنذرة فـي المـوارد المائيـة و ضـرورة توفيرهـا انطلقـت الدولـة فـي برمجـة و إنجـاز‬

‫العديد من المنشآت الكبرى بغية تخـزين الميـاه السـتغاللها فـي المجـالين الز ارعـي و الصـناعي‬

‫و كذلك االستعماالت المنزلية ‪ .‬هذه العمليـة التـي تتطلـب اسـتثمارات ماليـة ضـخمة باإلضـافة‬ ‫إلــى االمكانيــات الماديــة التــي تفرضــها هــذه العمليــة للتقليــل مــن مخــاطر النــذرة ضــمن خطــة‬

‫اســتراتيجية لقطــاع الميــاه لبلــو احتيــاطي مــائي يصــل إلــى ‪ 5.8‬مليــار متــر مكعــب قبــل نهايــة‬

‫‪. 2013‬‬

‫و عرف المخطط الخماسي الثـاني اسـتثمارات تراوحـت مـا بـين ‪ 16 – 15‬مليـار دوالر لتنميـة‬ ‫القطاع و ضمان الوفرة و الجودة معا‪.‬‬

‫‪86‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪97‬‬

‫جدول السدود المنجزة و المشتغلة‬ ‫قبل‪1950‬‬

‫ما بين‬

‫هكم‪3‬‬

‫‪-1950‬‬

‫‪- 1970‬‬

‫هكم‪3‬‬

‫‪1990‬‬

‫صارنو‬

‫‪15.9‬‬

‫بني عمران‬

‫‪14‬‬

‫بوغزول‬

‫‪16.6‬‬

‫الغرزة‬

‫‪24‬‬

‫عودة‬

‫بقادة‬

‫‪44.9‬‬

‫المفروش‬

‫سد واد الفضة ‪128‬‬ ‫حميز‬

‫إغيل اورة‬

‫‪69.7‬‬

‫بني بهدل‬

‫‪56.5‬‬

‫الرغر‬

‫‪ 192.4‬ح ارزة‬

‫قصوب‬

‫‪25‬‬

‫جرف التربة‬

‫غريب‬

‫بوحنيفية‬

‫زرد يزاص‬

‫‪15.8‬‬

‫‪1970‬‬

‫ما بين‬

‫‪ 160.5‬شافية‬ ‫‪50.6‬‬ ‫‪18.8‬‬

‫فرغوج‬

‫‪14.6‬‬

‫قنيطرة‬

‫المرجة‬

‫‪ 165.9‬دردور‬ ‫‪299‬‬

‫‪08‬‬

‫سلي‬

‫هكم‪3‬‬ ‫‪221.2‬‬

‫دحموني‬

‫‪40.6‬‬

‫‪50.8‬‬

‫قروز‬

‫‪43.8‬‬

‫‪219.1‬‬

‫ح‪ .‬دبا‬

‫‪217.8‬‬

‫‪65.6‬‬

‫عبد الي‬

‫‪108‬‬

‫‪275.7‬‬

‫صواني‬

‫‪13‬‬

‫‪100‬‬

‫لدرات‬

‫‪9.7‬‬

‫دزيوية‬

‫‪12.9‬‬

‫‪110‬‬

‫نوروسي‬

‫‪215.5‬‬

‫بوقرة‬

‫‪13‬‬

‫لكحل‬

‫عين زادة ‪122.6‬‬

‫قرقار‬

‫‪444‬‬

‫ع‪ .‬دالية ‪80.2‬‬

‫ونظ ار ألهمية السدود في تجميع المياه فلقد تطور و ارتفع عدد المنشآت الكبـرى مـن ‪ 44‬سـدا‬

‫خـ ــالل ‪ 1999‬إلـ ــى ‪ 68‬سـ ــدا خـ ــالل ‪ 2010‬مـ ــع برمجـ ــة ح ـ ـوالي ‪ 96‬سـ ــدا خـ ــالل السـ ــنوات‬ ‫‪. 2016-2014‬‬

‫‪ -97‬بن قداش ب‪ ،‬السدود في الجزائر ‪ :‬الملتقى الوطني الثاني حول المناخ و البيئة و‬

‫هران‪ :‬ديسمبر‪1995‬‬

‫‪87‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ ‬أوضاع الدول بالنسبة لحد األمان المائي و توقعات ‪ 2050‬حسب البنك العالمي‬ ‫نصيب الفرد من المياه المتجددة بالمتر المكعب‪.‬‬ ‫الدولة‬

‫نصيب الدولة‬

‫الفرد‬

‫نصيب الدولة‬

‫الفرد‬

‫جيبوتي‬

‫‪19‬‬

‫البحرين‬

‫‪ 184‬ال أر‬

‫مالطا‬

‫‪85‬‬

‫سنغافورة‬

‫‪ 222‬روندا‬

‫الكويت‬ ‫قطر‬

‫‪85‬‬

‫باربادو‬

‫‪ 103‬تون‬

‫الجزائر‬

‫نصيب الدولة‬

‫نصيب‬

‫‪ 587‬األمارات العربية‬

‫‪293‬‬

‫‪ 902‬اليمن‬

‫‪460‬‬

‫الفرد‬ ‫األخضر‬

‫‪ 195‬بورندي‬

‫الفرد‬

‫‪ 654‬األردن‬

‫‪ 440‬ماالوي‬

‫‪ 690‬المملكة العربية السعودية‬

‫‪ 961‬إسرائيل‬

‫‪461‬‬

‫‪ 284‬كينيا‬

‫‪635‬‬

‫الصومال‬

‫‪World Bank « World ressources1996‬‬‫المصددددر‬ ‫‪97,table.N°.132.302‬‬

‫‪308‬‬

‫‪980‬‬

‫‪Source:‬‬

‫توقعات األمن المائي ‪ WSI‬لعام ‪2050‬‬ ‫نصـ ـ ـ ــيب الفـ ـ ـ ــرد مـ ـ ـ ــن‬ ‫الدولة‬

‫المياه المتجددة‬

‫نصـ ـ ـ ــيب الفـ ـ ـ ــرد مـ ـ ـ ــن‬ ‫المياه المتجددة‬

‫الدولة‬

‫الدنيا‬

‫القصوى‬

‫جيبوتي‬

‫‪06‬‬

‫‪08‬‬

‫االمارات العربية ‪120‬‬ ‫باربادو‬

‫‪129‬‬

‫قطر‬

‫‪47‬‬

‫‪68‬‬

‫كينيا‬

‫‪141‬‬

‫‪190‬‬

‫السعودية ‪67‬‬

‫‪84‬‬

‫بورندي‬

‫‪160‬‬

‫‪229‬‬

‫الكويت‬

‫‪38‬‬

‫‪59‬‬ ‫‪88‬‬

‫الدنيا‬

‫مالطا‬

‫‪57‬‬

‫األردن‬

‫البحرين‬

‫‪68‬‬ ‫‪82‬‬

‫‪90‬‬

‫‪104‬‬

‫ال أر‬

‫اليمن‬

‫‪90‬‬

‫‪127‬‬

‫إسرائيل‬

‫الدنيا‬

‫القصوى‬ ‫‪171‬‬

‫ليبيا‬

‫‪313‬‬

‫‪276‬‬

‫الجزائر‬

‫‪247‬‬

‫‪398‬‬

‫ماالوي‬

‫‪236‬‬

‫‪305‬‬

‫‪197‬‬

‫سنغافو ار‬ ‫عمان‬

‫‪163‬‬

‫‪235‬‬

‫‪192‬‬

‫‪300‬‬

‫‪221‬‬

‫‪252‬‬

‫المصدر ‪World Bank « World ressources1996-97,table.N°.132.302‬‬

‫‪88‬‬

‫الدولة‬

‫المياه المتجددة‬ ‫القصوى‬

‫‪159‬‬

‫األخضر ‪176‬‬

‫نصـ ـ ــيب الفـ ـ ــرد مـ ـ ــن‬

‫تون‬

‫‪221‬‬

‫الصومال‬

‫‪223‬‬

‫رواندا‬

‫‪247‬‬

‫كومورو‬

‫‪Source:‬‬

‫‪341‬‬

‫‪363‬‬ ‫‪324‬‬ ‫‪351‬‬ ‫‪508‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‬

‫يالحظ من الجدول أن العديد من الدول العربية تقع تحت الحـد األدنـى لألمـن المـائي‬

‫يعــود ذلــك إمــا لعــدم كفايــة المـوارد المائيــة المتاحــة أو تنــاقص هــذه المـوارد بســبب قلــة التســاقط‬

‫المطري أو بسبب المبالغة في استنزاف مخزونها المائي‪.‬‬

‫وفي حالة وفرة المياه فهذا الوضـع مـرتبط بأوضـاع الهياكـل المسـيرة للمـوارد المائيـة و‬

‫عــدم مالءمتهــا باإلضــافة إلــى الت ازيــد الســكاني و انعــدام الــوعي البيئــي فيمــا يخــص االســتغالل‬

‫األمثل للمياه المتوفرة و غياب الوعي بالمحافظة عليها من الهدر و التبذير كما و نوعـا‪ .‬كمـا‬ ‫أن األســاليب العلمي ـ ـ ـة و التقنيــة لتســيير هــذه الم ـوارد غابــت فــي التســيير لهــذا القطــاع الحيــوي‬

‫لمدة طويلة مما أثر عليه‪.‬‬

‫و قد جاء في تقرير البنك العالمي المشار إليه في الجدول أن نصـيب الفـرد الج ازئـري‬

‫سنويا من المياه يقدر بحوالي ‪ 690‬م‪ 3‬وهذا أقل من الحد األدنى المحـدد مـن طـرف البنـك و‬

‫المقدر ب ‪ 1000‬م‪.3‬‬

‫وانطالقــا مــن ســنة ‪ 2000‬اتخــذت الج ازئــر الموضــوع بجديــة ومــن أولويــات سياســتها‬

‫التنموي ــة وأسس ــت لخط ــة اس ــتراتيجية لمواجه ــة النق ــائص و المش ــاكل الت ــي يطرحه ــا موض ــوع‬ ‫الطلــب علــى الميــاه فــي كــل الميــادين الزراعيــة و االقتصــادية و االســتغالل المنزلــي بإدخالهــا‬

‫اص ــالحات قطاعي ــة هام ــة م ــن أج ــل مواجه ــة الوض ــع وط ــرح حل ــول عل ــى الم ــدى القص ــير و‬ ‫المتوسط و البعيد بإنجاز السدود‪ ،‬و مد القنـوات للمـاء الصـالح للشـرب و الصـرف الصـحي و‬

‫إنجاز محطات التحلية لمياه البحر و صيان ـ ـة الشبك ـ ـ ـ ـ ـات و التجهيـزات القائمـة باإلضـافة إلـى‬

‫توفير االستثمارات المالية و تقنين القطاع ألن المياه هي صلب األمـن الغـذائي و الصـحي و‬ ‫البيئي و هذا ما سنحاول توضيحه في هذا الفصل من خـ ـ ــالل المص ــادر و الوثائق و البرامج‬ ‫المستقاة من الو ازرة المعنية اعتمادا على االستراتيجية المائية المعتمدة من طـرف و ازرة المـوارد‬

‫المائية والمعروضة بالقاهرة أيام ‪ 22-21‬نوفمبر على المدى القصير و المتوسط‪.‬‬

‫‪89‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫المطلب األول ‪ :‬تسيير الموارد المائية في الجزائر‪.‬‬ ‫‪ .1‬إدارة الموارد المائية الصالحة للشرب‪:‬‬

‫وكلت مهمة تسيير الموارد المائية الصالحة للشرب ما بـين ‪ 1980-1970‬إلـى الشـركة‬

‫الوطني ــة لتوزي ــع المي ــاه ‪ SONADE‬عب ــر كاف ــة التـ ـراب ال ــوطني غي ــر أنه ــا عج ــزت ف ــي تلبي ــة‬ ‫حاجيات الساكنة آنذاك نظ ار إلنشاء المركبـات الصـناعية الكبـرى فـي كـل مـن أرزيـو وسـكيكدة‬

‫باإلضافة إلى االستهالك الكبير من طرف المدن الكبـرى‪ .‬وبظهـور قـانون الميـاه رقـم ‪83/17‬‬

‫المؤرخ في ‪ 16‬جويلية ‪ 1983‬المادة ‪ 158‬والنصوص التطبيقيـة الصـادرة فـي ‪ 1996‬األمريـة‬ ‫‪ 96-13‬المؤرخــة فــي ‪ 1996-07-15‬أعطــت الدولــة أهميــة كبــرى لموضــوع التســيير حيــث‬ ‫أكدت هذه النصوص على وجه الخصوص‪:‬‬ ‫‬‫‬‫‪-‬‬

‫االهتمام بنوعية المياه الشروب‪.‬‬

‫تحديد األسعار المالئمة لالستعمال‪.‬‬

‫تدعيم أجهزة ووسائل الرقابة ضد أنواع التلوث‪.‬‬

‫انطلقــت هــذه المؤسســة الوطنيــة فــي تنفيــذ هــذه الق ـوانين واإلج ـراءات آخــذة فــي عــين‬

‫االعتبار توصيات البنـك العـالمي المتوافقـة مـع توصـيات المنظمـة العالميـة للصـحة خصوصـا‬ ‫فيما يتعلق بصرف المياه التي أحدثته المصانع وكانت سـببا فـي تلـوث الكثيـر مـن المسـاحات‬

‫ظهر ذلك جليا في المرسوم التنفيذي ‪ 160-93‬المؤرخ في ‪ 10‬جويلية ‪ 1993‬الـذي نظـم عمليـة‬ ‫صــرف الميــاه التابعــة للمركبــات الصــناعية إلــى أن ظهــر مشــروع الخوصصــة ابتــداء مــن ســنة‬

‫‪ 98،1996‬الذي أعطى مهمـة التسـيير والمراقبـة للمؤسسـات‪ 99‬الوطنيـة ذات الطـابع االقتصـادي‬ ‫والتي انطلقت في أداء مهمتها ابتداء مـن ‪ 1983‬علمـا أن هـذه المؤسسـات كانـت تعمـل سـابقا‬

‫تحت وصاية و ازرة الري‪.‬‬ ‫‪ .2‬الرقابة ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫علــى المســتوى الــوطني أوكلــت مهمــة رقابــة نوعيــة الميــاه إلــى مخــابر مختصــة تابعــة‬

‫للوكالة الوطنية لمصادر المياه ‪ ANRH‬التي تقوم بالرقابة لنوعية المياه الفيزيوكيمياوية شهريا‬ ‫أو فصليا لألودية‪ ،‬ومياه السدود‪ ،‬ومياه األحواض‪.‬‬

‫‪. OMS « Décennie Internationale de l’Eau Potable et de l’Assainissement » Genève, 1990,‬‬ ‫‪OCDE, Paris 1989.‬‬

‫‪98‬‬

‫‪99. EPE Oran-EPE Alger‬المؤسسات الوطنية للمياه ‪.‬‬

‫‪90‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪-‬‬

‫على المستوى الوالئي فإن الرقابة تتم من طرف المصالح العمومية التي تراقب الميـاه‬

‫فيزيوكيميائيــا وتقــوم كــذلك بتحليــل الميــاه للقضــاء علــى البكتيريــا والج ـراثيم إن وج ـدت كمــا أن‬ ‫الرقابــة أوكلــت إلــى المخــابر المختصــة التابعــة لمؤسســات التســيير المــائي‪ ،‬ومصــالح الصــحة‬ ‫ومكاتب الوقاية التابعة للمجموعات المحلية البلدية‪.‬‬

‫‪ .3‬تسعيرة المياه لالستعمال المنزلي والصناعي والزراعي‪:‬‬ ‫بناء علـى توصـيات البنـك العـالمي والمنظمـة العالميـة للصـحة تـم تحديـد تسـعيرة الميـاه‬

‫حســب الكميــات المســتعملة وبهــدف وضــع حــد للتجــاوزات الناجمــة عــن المصــانع فــي إلقائهــا‬ ‫بالصرف المائي دون تنظيم وتلويثها للمحيط جاء المرسوم ‪ 160/93‬المؤرخ فـي ‪1993/07/10‬‬

‫ليــنظم ويحــدد اإلج ـراءات الخاصــة بالنســبة للميــاه الناجمــة عــن االســتعمال الصــناعي‪ ،‬فكــان‬ ‫اهتمام المشرع الجزائري بالموضوع أكثر جدية فأصدر العديد من القوانين نذكر منها‪:‬‬

‫‪-‬‬

‫المرس ــوم ‪ 08-54‬الم ــؤرخ ‪ 2008/02/09‬ليح ــدد دفت ــر ش ــروط تس ــيير المي ــاه الص ــالحة‬

‫‪-‬‬

‫المرســوم التنفيــذي ‪ 13-05‬المــؤرخ ‪ 2005/01/09‬المحــدد طــرق تســعرة الميــاه الشــروب‬

‫‪-‬‬

‫البند ‪ 50‬و‪ 51‬من قانون ‪ 09-09‬المؤرخ ‪ 2009-12-30‬المتضمن قانون الماليـة لسـنة‬

‫للشرب من طرف مؤسسات الدولة‪.‬‬ ‫ومياه الصرف الصحي‪.‬‬

‫‪ 2010‬اللذين غي ار البندين ‪ 174-173‬المتضمنين التسعيرة االقتصادية للمياه‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫المرسوم التنفيذي ‪ 156-98‬المؤرخ ‪ 01‬مـاي ‪ 1998‬الـذي حـدد تسـعيرة الميـاه الصـالحة‬

‫رعــي وكـذلك الصــرف الصـحي والمقــدرة ب ـ ‪03‬‬ ‫لالسـتعمال المنزلــي‪ ،‬واالسـتعمال الصــناعي والز ا‬

‫دنانير‪/‬للوحدة إال أن المرسوم التنفيذي المؤرخ ‪ 2005-01-09‬وطبقا لإلجراءات التنفيذية طبقا‬

‫للتعليمة الو ازرية رقم ‪ 444‬حددت التسعيرة كالتالي وحسب المناطق‪:100‬‬ ‫المنطقة‬

‫التسعيرة القاعدة (أ=دينار)‬

‫‪1‬‬

‫الجزائر‪-‬وهران‪-‬قسنطينة‬

‫‪6.30‬‬

‫‪2‬‬

‫الشلف‬

‫‪6.10‬‬

‫‪3‬‬

‫ورقلة‬

‫‪5.80‬‬

‫‪ .100‬التعليمة ‪ 2010/01‬الخاصة بتسعرة المياه مار ‪-2010‬و ازرة الموارد‬

‫‪91‬‬

‫المائية…=‪Circulaire N°‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫المنطقة الواليات‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫الجزائر‬ ‫وهران‬ ‫قسنطينة‬

‫الج ازئــر‪-‬البليــدة‪-‬المديــة‪-‬تيبــازة‪-‬بــومردا ‪-‬تيــزي وزو‪-‬البــويرة‪-‬بــرج بــوعريرج‪-‬المســيلة‪-‬‬ ‫بجاية‪-‬سطيف‬ ‫وه ـران‪-‬عــين تموشــنت‪-‬تلمســان‪-‬مســتغانم‪-‬معســكر‪-‬ســيدي بلعبــا ‪-‬ســعيدة‪-‬النعامــة‪-‬‬ ‫البيض‬ ‫قسنطينة‪-‬جيجـل‪-‬ميلـة‪-‬باتنـة‪-‬خنشـلة‪-‬عنابـة‪-‬بسـكرة‪-‬الطـارف‪-‬سـكيكدة‪-‬سـوق أهـ ار ‪-‬‬ ‫قالمة‪-‬تبسة‪-‬أم البواقي‬

‫‪ 4‬الشلف‬

‫الشلف‪-‬عين الدفلة‪-‬غليزان‪-‬تيارت‪-‬تسمسيلت‪-‬الجلفة‬

‫‪ 5‬ورقلة‬

‫ورقلة‪-‬الوادي‪-‬إليزي‪-‬األغواط‪-‬غرداية‪-‬بشار‪-‬تندوف‪-‬أدرار‪-‬تمنراست‬

‫جدول تحديد تسعرة المياه الصالحة للشرب ومياه الصرف الصحي‪.101‬‬ ‫نوعيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫االستهالك‬

‫الجزائر‪-‬وهران‪-‬قسنطينة‬ ‫مــاء مشــروب‬ ‫دج‪/‬م‬

‫ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرف‬ ‫ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــحي‬

‫الشلف‬ ‫مــاء مشــروب‬

‫ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرف‬

‫ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــحي‬

‫مــاء مشــروب صــرف صــحي‬ ‫‪3‬‬

‫دج‪/‬م‬

‫الدفعة‪1‬‬

‫‪6.30‬‬

‫‪2.35‬‬

‫‪6.20‬‬

‫‪2.20‬‬

‫‪5.80‬‬

‫‪2.10‬‬

‫الدفعة‪2‬‬

‫‪20.48‬‬

‫‪7.64‬‬

‫‪19.83‬‬

‫‪7.15‬‬

‫‪18.85‬‬

‫‪6.8‬‬

‫الدفعة‪3‬‬

‫‪34.65‬‬

‫‪12.93‬‬

‫‪33.55‬‬

‫‪12.10‬‬

‫‪31.90‬‬

‫‪11.5‬‬

‫الدفعة‪4‬‬

‫‪40.95‬‬

‫‪15.28‬‬

‫‪39.65‬‬

‫‪14.30‬‬

‫‪37.70‬‬

‫‪13.6‬‬

‫النوعية ‪II‬‬

‫‪34.65‬‬

‫‪12.93‬‬

‫‪33.55‬‬

‫‪12.10‬‬

‫‪31.90‬‬

‫‪11.5‬‬

‫النوعية ‪III‬‬

‫‪40.95‬‬

‫‪15.28‬‬

‫‪39.65‬‬

‫‪14.30‬‬

‫‪37.70‬‬

‫‪13.6‬‬

‫‪3‬‬

‫دج‪/‬م‬

‫‪3‬‬

‫دج‪/‬م‬

‫ورقلة‬

‫‪3‬‬

‫دج‪/‬م‬

‫‪3‬‬

‫دج‪/‬م‬

‫‪3‬‬

‫‪ .101‬المرجع‪ :‬التعليمة الو ازرية رقم ‪ 2010/01‬المحددة لتسعرة استعمال المياه حسب المناطق والمستعملين‪.‬‬

‫‪92‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫م ــا يمك ــن استخالص ــه ف ــي موض ــوع تس ــيير ه ــذا القط ــاع ف ــرغم ال ــوفرة المائي ــة خ ــالل‬

‫السنوات األخيرة فالزالت هناك الكثير من المشاكل التي تطرح ميدانيا منها‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫ع ــدم الصـ ـرامة والجدي ــة خ ــالل إنج ــاز م ــد قنـ ـوات المي ــاه وع ــدم المتابع ــة م ــن ط ــرف‬

‫المؤسسات المكلفـة حيـث يالحـظ فـي الميـدان انقطـاع األنابيـب وضـياع كبيـر للميـاه نتيجـة‬ ‫العمل غير المتقن‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫األســعار مرتفعــة بالمقارنــة مــع الــدخل بالنســبة لألســر المعــوزة ممــا حــال دون أدائهــا‬

‫للتسعرة وبالتـالي قطـع المـاء عليها‪.‬ممـا أدى إلـى ظهـور بعـض الظـواهر السـلبية كـالطوابير‬ ‫للحصول على الماء‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫حفــر عشـوائي للقن ـوات ومــد أنابيــب ال ـربط مــن طــرف الم ـواطن وقيامــه باألشــغال دون‬

‫ترخيص مما شوه الطرقات والمساحات وظهور الكثيرمن التسربات‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ظه ــور الص ــهاريج عل ــى الس ــطوح وه ــي ظ ــاهرة ت ــوحي بالن ــدرة أو ع ــدم االنتظ ــام ف ــي‬

‫التوزيع المائي‪.‬‬

‫وبالت ـ ــالي فــ ــإن تطــ ــور المجتم ـ ــع واحتياجاتــ ــه الكثي ـ ـ ـرة تتط ـ ــور ب ـ ــالتوازي م ـ ــع الت ازيــ ــد‬

‫الديمغرافي‬

‫‪102‬‬

‫والتطور الثقافي وان تلبية هذه الحاجيـات ال يمكـن بلوغهـا إال بحركـة اقتصـادية‬

‫ويعتبر الماء إحـدى هـذه الحاجيـات الضـرورية وللحـد مـن اإلسـراف فـي اسـتخدامه فلـن يتحقـق‬

‫ذلك إال بتطبيق مبـدأ ''مـن يسـتهلك يـدفع'' نفـ‬

‫المبـدأ البـد وأن يطلـق علـى السـلوكيات التـي‬

‫تتســبب فــي تلوثــه واإلف ـراط فــي اســتخدامه ألن المــاء ســلعة اقتصــادية واجتماعيــة واس ــتعماله‬

‫سلوك ثقافي وحضاري‪.‬‬

‫‪102‬‬

‫‪. Hamid Tamar, Acte Economique, Choix en vue de Satisfaire des Besoins (Office de‬‬ ‫‪Publication Uni) 1976 page 55.‬‬

‫‪93‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تجنيد اإلمكانيات المائية بالجزائر‬ ‫تجنيد اإلمكانيات المائية بالجزائر بالماليير متر مكعب‪:‬‬ ‫نوع المياه التي يمكن‬ ‫تجنيدها‬

‫الطاقة المائية‬

‫النسبة(‪)%‬‬

‫اإلمكانيات المسخرة‬

‫المياه السطحية‬

‫‪5.7‬‬

‫‪1.8‬‬

‫‪31‬‬

‫المياه الجوفية‬

‫‪6.5‬‬

‫‪2.1‬‬

‫‪32‬‬

‫المجموع‬

‫‪12.2‬‬

‫‪3.9‬‬

‫‪32‬‬

‫يتبين من خـالل األرقـام أن نسـبة االسـتغالل لـم تبلـغ حـدا كبيـ ار حيـث أنهـا لـم تتجـاوز‬ ‫‪ %32‬ومن ثم سخرت الدولة إمكانيات مادية كبرى للرفع من هذه النسبة تجاوبا مع الحاجيات‬

‫المنزلية ومتطلبات الميدانيين الزراعي والصناعي إذ ارتفعت من ‪ 25.5‬مليار دينار سنة ‪1999‬‬

‫لتصـل إلـى ‪ 184‬مليــار دينـار سـنة ‪ 2009‬هــذه المـدة التـي مكنــت مـن تجنيـد حجــم مـالي ضــخم‬ ‫يقدر بـ ‪ 2300‬مليار دينار أو ما يعادل ‪ 23‬مليار أورو‪.‬‬

‫‪103‬‬

‫جدول تطور االستغالل واآلفاق ‪:2040‬‬

‫‪104‬‬

‫‪1999‬‬ ‫)‪(%‬‬

‫‪2005‬‬ ‫)‪(%‬‬

‫‪2009‬‬ ‫)‪(%‬‬

‫‪2025‬‬ ‫)‪(%‬‬

‫‪2040‬‬ ‫)‪(%‬‬

‫التزويد بالماء الشروب‬

‫‪78‬‬

‫‪90‬‬

‫‪93‬‬

‫‪98‬‬

‫‪98‬‬

‫الصرف الصحي‬

‫‪72‬‬

‫‪81‬‬

‫‪86‬‬

‫‪98‬‬

‫‪98‬‬

‫نصيب الماء في اليوم للفرد الواحد باللتر‬

‫‪123‬‬

‫‪155‬‬

‫‪170‬‬

‫‪180‬‬

‫‪180‬‬

‫‪. Mustapha Bouziani, l’Eau de la Pénurie aux Maladies, ed Ibn Khaldoun, Septembre 2000, page‬‬ ‫‪195.‬‬ ‫‪104‬‬ ‫‪. Ministère des Ressources en Eau, Stratégie et Indications de l’Eau en Algérie, Le Caire 21 -22‬‬ ‫‪Novembre 2011.‬‬

‫‪103‬‬

‫‪94‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ ‬جدول تصفية مياه الصرف الصحي‪:‬‬ ‫رمال‬

‫التعقيم‬

‫أحواض‬

‫الترسيب‬ ‫الثانوية‬

‫مياه الصرف‬ ‫المعالجة‬

‫أحواض‬

‫أحواض‬

‫البيولوجية‬

‫األولية‬

‫التفاعل‬

‫الترسيب‬

‫مصائد‬ ‫الرمال‬

‫نفايات صلبة‬

‫الحواجز‬

‫القضبانية‬

‫مياه‬

‫الصرف‬

‫حمأة عائدة‬ ‫حمأة‬ ‫زائدة‬

‫حمأة‬ ‫أولية‬ ‫تكثيف الحمأة‬

‫تجفيف الحمأة‬ ‫والتخلص النهائي منها‬

‫هضم الحمأة‬

‫و لقــد عرفــت الج ازئــر عــدة تح ـوالت و تطــورات فــي كافــة المجــاالت متمثلــة فــي إعــادة‬

‫هيكل ــة مختل ــف األنش ــطة االقتص ــادية و اإلداري ــة و الص ــحية معبـ ـرة ع ــن تطلع ــات المـ ـواطنين‬

‫للتخلص من الفقر‬

‫ر سـنة ‪2007‬‬ ‫ونظ ار لتزايد الطلب على المياه التي كانت ‪ 123‬لت ار سنة ‪ 1999‬و‪ 160‬لت ا‬

‫إلى أن بلغت حاليا ‪ 165‬لت ار لجأت الدولة إلـى تصـفية ميـاه الصـرف الصـحي كحـل ضـروري‪،‬‬

‫إذ بل ــغ ط ــول الش ــبكة الوطني ــة للتوص ــيل بش ــبكة الص ــرف الص ــحي ‪ 36000‬كل ــم بنس ــبة ‪%86‬‬

‫والجدول أعاله يبين مخطط التصفية لالستغالل الزراعي والصـناعي وتقـدر كميـة الميـاه القـذرة‬

‫بحجـم ‪ 700‬مليـون م‪/3‬سـنويا وبالتـالي تمكـن القطـاع ضـمن إسـتراتيجية محكمـة لبلـو األهـداف‬ ‫التالية‪:‬‬

‫ ‪ %70‬من التزويد بالمياه لصالح ‪ 1541‬بلدية بعد أن كانت ‪ %45‬في ‪.1999‬‬‫ يوم‪ %18 :2/‬وقد كانت ‪ %30‬سنة ‪.1999‬‬‫‪ -‬يوم‪ %12 :3/‬وقد كانت ‪ %25‬سنة ‪.1999‬‬

‫‪95‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫وقد ارتفعت قدرات التصفية ومعالجة المياه القذرة مـن ‪ 350‬مليـون م‪ 3‬سـنويا إلـى ‪600‬‬

‫مليــون م‪ 3‬ســنويا ســنة ‪ ،2010‬وتهــدف اإلســتراتيجية فــي هــذا المجــال إلــى الوصــول إلــى نســبة‬ ‫‪ %82‬من معالجة المياه وذلك بتطوير مخططات المعالجة وتصفية‬

‫‪105‬‬

‫مياه الصـرف الصـحي‬

‫وتوسيع شبكات الصرف الصحي في كل المناطق الحضرية والريفية وقد تم تأهيل ‪ 20‬محطـة‬

‫وانجاز ‪ 40‬محطة جديدة وبناء ‪ 50‬محطة الستقبال المياه القذرة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الجانب الصحي كمحصلة لإلستراتيجية المائية‪:‬‬

‫إن اســتعراض اإلحصــاءات فــي مجــال اســتعمال الميــاه الســابقة يــؤدي إلــى اســتخالص‬

‫أن هنــاك كثي ـ ار مــن األم ـراض دحرهــا العــالم والتــي يمكــن الوقايــة منهــا واستئصــالها بــإجراءات‬ ‫مالئمة ألنهـا سـبب فـي العديـد مـن الوفيـات‪ ،‬واليونسـكو يقـدر أنـه يمكـن إنقـاذ ‪ %90‬مـن هـؤالء‬

‫بــالتطعيم والتغذيــة الكافيــة والرعايــة الصــحية واإلمــداد بالميــاه الصــالحة للشــرب ونظافــة البيئــة‬ ‫والتعليم الغذائي‪.‬‬

‫فمــا بــين ‪ %43‬إلــى ‪ %47‬مــن جميــع هــذه الوفيــات تكــون قبــل الـوالدة أو بعــدها مباشـرة‬

‫وهم أطفـال يولـدون دون الـوزن الطبيعـي وقـدرت المنظمـة أن ‪ 500‬إلـى ‪ 1000‬امـرأة تمـوت كـل‬ ‫عام في إفريقيا وآسيا بأسباب متعلقة بالحمل والوالدة وأن ثلثي هـذا العـدد يـذهب ضـحية لسـوء‬

‫التغذيــة وفقــر الــدم‪ ،‬ويفتقــر أكثــر مــن ‪ 100‬مليــون نســمة إلــى الخــدمات الطبيــة ويعــاني ‪120‬‬

‫ملي ــون طف ــل ف ــي الع ــالم المتخل ــف م ــن عج ــز جس ــدي وعقل ــي وأن ش ــلل األطف ــال أكب ــر ه ــذه‬

‫األمـ ـراض ف ــي ه ــذه المجتمع ــات المتخلف ــة بي ــد أن ــه استأص ــل م ــن البل ــدان المتط ــورة والمتقدم ــة‬ ‫والســبب الرئيســي فــي هــذه الحــاالت حســب المنظمــة العالميــة للصــحة يعــود إلــى االفتقــار إلــى‬

‫فيتامين أ )‪ (A‬بينما يمكن تجنب هذا المرض بدعم الغذاء ومراعاة شروطها‪.106‬‬

‫والج ازئــر فــي ميــدان الصــحة والوقايــة قــد اعتمــدت مـوارد ماليــة ضــخمة ألجــل تطويرهـا‬

‫ويالحــظ التغيــر الملمــو‬

‫إذا أخــذنا بعــين االعتبــار أنهــا كانــت يومــا مــا محرومــة عمليــا مــن‬

‫أبســط أشــكال الخدمــة الطبيــة فقــد قضــى نهائيــا علــى أم ـراض عديــدة والتخفــيض مــن اإلصــابة‬ ‫بمرض الكولي ار والجـدري والطـاعون فاتسـعت ضـمن اإلسـتراتيجية الصـحية شـبكة المستشـفيات‬ ‫‪ .105‬مجلة المحترفين في ميدان الماء والصرف الصحي‪ ،‬عدد خاص ‪ ،Hydro-plus‬السنة ‪ ،18‬ماي‬

‫‪ ،2007‬ص‪.05‬‬

‫‪ .106‬فيديل كاسترو‪ ،‬أزمة العالم االقتصادية واالجتماعية ‪ ،‬انعكاساتها على البلدان المتخلفة وآفاقها القاتمة‬ ‫وضرورة النضال إذا أردنا الحياة (الجزائر‪ :‬المؤسسة الوطنية للكتاب‪ )1984 ،‬ص‪.217‬‬

‫‪96‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫والمؤسســات العالجيــة والم اركــز الوقائيــة المتخصصــة والطــب‬

‫‪107‬‬

‫المدرســي وتحســنت الخدمــة‬

‫الطبي ـ ـ ــة طبق ـ ـ ــا للق ـ ـ ــانون والتشـ ـ ـ ـريعات المعم ـ ـ ــول به ـ ـ ــا‪ ،‬فق ـ ـ ــانون الص ـ ـ ــحة‬

‫‪108‬‬

‫‪ 35/83‬الم ـ ـ ــؤرخ‬

‫‪ 1995/02/16‬يــنص علــى وجــوب تكفــل الدولــة ومســاهمتها فــي ترقيــة الجانــب الصــحي للفــرد‬ ‫وتوفير كل اإلمكانيات المادية والبشرية والتعبئة والتوجيه في ميـدان الوقايـة مـن كـل األمـراض‬

‫وتحســين ظــروف المعيشــة وفــق خطــط وب ـرامج مدروســة‪ ،‬إال أن التقيــيم الــذي جــاء بــه البنــك‬

‫العالمي في تقريره رقم ‪ 36270‬المؤرخ ‪ 2007/09/15‬ذكر المعوقات التالية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫إن المشاريع القطاعية التابعـة للصـحة ال تفـي بـالغرض نظـ ار لعـدم التنسـيق بـين و ازرة‬

‫الماليـــة وو ازرة الصـ ــحة وأن المشـ ــاريع المركزيـ ــة تحـ ــدد مـــن طـ ــرف الـ ــوزير حسـ ــب المعطيـ ــات‬ ‫والمعلومات المتوفرة لديه‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أما المشاريع الالمركزيـة علـى مسـتوى الواليـات والمجموعـات المحليـة فإنهـا تحـدد مـن‬

‫طــرف ال ـوالي بــاقتراح مــن مــدير الصــحة الــذي يعتبــر المستشــار التقنــي لــه فــي هــذا المجــال‪،‬‬

‫وكثيـ ار مــا تكــون هــذه المشــاريع ناتجــة عـن اســتجابة سياســية وارضــاء لهــا دون م ارعــاة الشــروط‬ ‫الالزمة لبرمجة مثل هذه المشاريع والتي تصبح فيما بعد هياكل دون تأطير صـحي وال تتـوفر‬

‫على أدنى وسائل التطبيب‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يالحظ التقرير انعدام مكتب دراسات متخصص لمد يد المساعدة التقنية خالل إنجـاز‬

‫المشــاريع واالســتثمارات االستشــفائية‪ ،‬كمــا أن سياســة الصــيانة غيــر صــالحة وغيــر مجديــة فــي‬ ‫معظــم الم اركــز الصــحية ممــا يجعــل الكثيــر مــن العتــاد متوقفــا وعــاطال عــن التشــغيل ممــا يــؤثر‬ ‫علــى األداء الص ــحي وبالت ــالي يــدفع ثمن ــه المـ ـواطن فعل ــى ســبيل المث ــال أن ‪ %24‬م ــن أجهــزة‬

‫ســكانير فــوق الصــوتية ‪ ،Scanners Ultra Son‬و‪ %34‬مــن المنــاظير و‪ %23‬مــن المحرقــات‬ ‫‪ Incinérateurs‬كانـ ــت عاطلـ ــة سـ ــنة ‪ 2003‬وأورد التقريـ ــر أن الميزانيـ ــة المخصصـ ــة للصـ ــيانة‬ ‫ضعيفة جدا حيث أنها تبلغ ‪ %2.9‬من حجم مالية التسيير للمستشفيات‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫لــي‬

‫هنــاك سياســة مضــبوطة خــالل مــنح ووضــع المشــاريع‪ ،‬واعتبــا ار لهــذه المعوقــات‬

‫وأثره ــا عل ــى السياس ــة الص ــحية ف ــي الج ازئ ــر ج ــاء الق ــانون ‪ 35/83‬ليك ــر الصـ ـرامة والرقاب ــة‬ ‫‪ .107‬البروفيسور ستاني‬

‫وخروموشين‪ ،‬دور الدولة في التحويالت االجتماعية واالقتصادية للبلدان النامية‬

‫(موسكو‪ ،‬دار التقدم‪ )1980 ،‬ص‪.122‬‬

‫‪ .108‬قانون رقم ‪ 05/85‬المؤرخ ‪ 1985/02/16‬المتعلق بحماية الصحة وترقيتها‪ :‬معدل بقانون ‪15-88‬‬ ‫بتاريو ‪ 1988/05/03‬وبقانون ‪ 17/90‬بتاريو ‪ 1990/07/31‬وبقانون ‪ 06/06‬بتاريو ‪.2006/11/14‬‬

‫‪97‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫والمتابعـ ــة‪ .‬فابتـ ــداء مـ ــن ‪ 2005/09/01‬اشـ ــترط علـ ــى المتعـ ــاملين مـ ــع القطـ ــاع (تجـ ــار العتـ ــاد‬ ‫الصحي) الصيانة وتخصيص تقنيين لها وضرورة تواجدهم في الجزائر خاصـة بالنسـبة للعتـاد‬

‫المستورد من الخارج‪.‬‬ ‫ويخلص تقرير البنك العالمي إلى انعدام التنسيق بين المتعاملين مع القطـاع الصـحي‬

‫مما يؤدي إلى الخلل في تسيير االستثمارات في المجال الصحي‬

‫‪109‬‬

‫مع الـنقص الملحـوظ فـي‬

‫اإلع ــالم والمـ ـوارد البشـ ـرية مم ــا ي ــؤثر عل ــى مهم ــة القط ــاع الص ــحي‪ ،‬ولت ــذليل ه ــذه الص ــعاب‬ ‫وض ــعت الدول ــة التح ــول التكنول ــوجي ف ــي إط ــار إس ــتراتيجية طويل ــة الم ــدى تق ــوم أساس ــا عل ــى‬

‫اختيار أنواع التكنولوجيا المستوردة وتكييفها مع الواقع الجزائري‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬اإلستراتيجية الطاقويةاالمائية في الجزائر‪:‬‬

‫يس ــتخدم الم ــاء المض ــغوط والم ــاء ف ــي حال ــة غلي ــان والم ــاء الثقي ــل المض ــغوط كان ــدو‬

‫ومــاغنو‬

‫والغــاز فــي المنشــآت الطاقويــة‪ ،‬ولتوليــد الطاقــة الكهربائيــة تســخر المنشــآت النوويــة‬

‫ذات الطــابع التجــاري فــي توليــد الطاقــة الكهرونوويــة إذ يوجــد اليــوم حــوالي ‪ 555‬منشــأة فــي ‪32‬‬

‫دولة تنتج حوالي ‪ 49‬غليغا واط (ك)‪.‬‬

‫ويطل على العالم اليوم شبح أزمة الطاقة ألن معظم الدول كانت تعتمد على البتـرول‬

‫كمصــدر للطاق ــة إال أن عملي ــات االس ــتنزاف أدت إل ــى نض ــوب ونق ــص ه ــذه الث ــروة مم ــا دف ــع‬ ‫الكثير من الدول ومن بينها الجزائر إلى تحديد إستراتيجية طاقوية تعتمد على الطاقة التقليديـة‬ ‫والطاقة المستدامة لتلبية حاجيات الساكنة خاصة الطلب على الكهرباء ولذلك فإن بلـدنا يـولي‬

‫اهتماما كبي ار لحيازة الطاقة النووية‬

‫‪110‬‬

‫والطاقة التقليدية وذلك منذ السبعينات‪.‬‬

‫وقــد تبــين أن االحتيــاطي المؤكــد مــن اليورانيــوم فــي الــوطن العربــي قــد يصــل إلــى ‪60‬‬

‫ألــف طــن بينمــا ســيتوفر حـوالي ‪ 3.2‬مليــون طــن مــن اليورانيــوم الثــانوي االحتيــاج كنــاتج ثــانوي‬

‫‪ .109‬البنك العالمي‪ ،‬التقرير رقم ‪ 36270‬المؤرخ ‪ 2007/09/15‬الصادر عن مجموعة التطور االجتماعي‬

‫واالقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وافريقيا الشمالية ص‪.15/14‬‬

‫‪ .‬غليغواط واحد=‪=Gigawatt‬ألف مليون واط ويكتب أحيانا غايغا واط (إلكترون) )‪.GW (e‬‬ ‫‪110‬‬

‫‪. Mustapha « The Status of Arabic Nuclear Potential » in :Ibid, Vol.3 Page 155-218.‬‬

‫‪98‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫يحصل عليه من إنتاج حمض الفوسفور وذلك اعتمادا علـى االحتيـاطي الكبيـر المكتشـف فـي‬

‫موريتانيا‪ ،‬المغرب‪ ،‬الجزائر‪ ،‬تون ‪ ،‬األردن وسوريا‪.111‬‬

‫والمعروف أن أزمة الطاقة ظهرت سنة ‪ 1973‬حين تم اإلعالن عن رفع أسعار الـنفط‬

‫ألول م ـرة فــي تــاريو العالقــات الدوليــة‪ ،‬وقــد قامــت الج ازئــر يومئــذ وباســم دول عــدم االنحيــاز‬ ‫بالمطالب ــة بعق ــد دورة خاص ــة لألم ــم المتح ــدة لمناقش ــة قض ــية المـ ـوارد األساس ــية والتط ــرق إل ــى‬

‫اإلعـالن بشــأن إقامــة نظـام اقتصـادي دولــي جديــد وهكــذا بــدأت األزمـة تأخــذ منحــد ار حــادا منــذ‬

‫‪ 1973‬نظـ ار للفجــوة بــين البلــدان المصــنعة والبلــدان الناميــة ممــا جعــل هــذه البلــدان تواجــه عجـ از‬ ‫مزمنا في مدفوعاتها وزيادة االنكماش االقتصادي‪.‬‬

‫فتحضــير عهــد مــا بعــد البتــرول جعــل الج ازئــر تهــتم بالقطاعــات المنتجــة للطاقــة ومــن‬

‫بينها الطاقة المائية والشمسية والنووية والرياح‪ ،‬والكهربائيـة والطاقـة مـن جـوف األرض ضـمن‬

‫سياســة بيئيــة حديثــة مــن أجــل تحقيــق نهضــة علميــة حقيقيــة تــدعم مســيرة التنميــة االقتصــادية‬

‫واالجتماعية‪.‬‬

‫وما يستخلص من هذا المطلب‪:‬‬ ‫أنه لم تعرف اإلنسانية عبر تاريخها الطويل وحضاراتها المختلفة هـاج‬ ‫نفــاذ الطاقــة إال فــي هــذه العقــود األخيـرة مــن قرننــا الحــالي بــل إن هــذا الهــاج‬

‫الخـوف مـن‬ ‫أصــبح كابوســا‬

‫خانقــا للــدول المتطــورة التــي تســارعت فيهــا معــدالت اســتهالك الطاقــة بــوتيرة جنونيــة‪ ،‬والج ازئــر‬

‫مــن البلــدان الناميــة التــي أدركــت بعمــق هــذه المعضــلة فســارعت إلــى إنشـاء المحافظــة الوطنيــة‬ ‫للطاقات الجديدة ورعايتها مباشرة‪ ،‬ومن مهام هذه المحافظة‪:‬‬ ‫‪ ‬القيام بالبحوث العلمية والتقنية والصناعية‪.‬‬

‫‪ ‬تق ـ ــوم بالبح ـ ــث والتك ـ ــوين واإلع ـ ــالم وتق ـ ــديم الخ ـ ــدمات واألدوات وتنج ـ ــز التجهيـ ـ ـزات‬

‫الصناعية وغيرها في ميدان الطاقة الجديدة (النووية والشمسية والجوفية والهوائية والكتلية)‪.‬‬

‫هــذه التقنيــات تســتفيد منهــا الصــناعة والز ارعــة والطــب واآلثــار والميــاه‪....‬و قــد تمكنــت‬

‫الج ازئــر ضــمن إســتراتيجيتها للحفــاظ علــى الثــروات الباطنيــة خاصــة المائيــة منهــا إلــى إنشــاء‬

‫‪ . 111‬مجلة المستقبل العربي‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬الطلب على الكهرباء‪ ،‬عدد‪ ،38‬السنة‪،4‬‬ ‫أفريل‪ ،1982‬ص‪.48‬‬

‫‪99‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫وتجهيــز م اركــز الد ارســات النوويــة والشمســية وتقنيــات الوقايــة مــن اإلشــعاعات وتحويــل الطاقــة‬

‫وتطوير المواد‪.‬‬

‫ فالطاقــة الشمســية نظيفــة وغيــر ملوثــة وقــد تحققــت ميــدانيا مــن االســتفادة مــن هــذه الثــروة‪:‬‬‫تسخين المياه الصحية والمسابح واالستعماالت المنزلية والفنادق والمستشفيات والورشـات‪.....‬‬

‫وبإمكان المسخن الشمسي رفع درجة ح اررة الماء إلى ‪ °45‬في الشتاء و‪ °60‬صيفا‪.‬‬

‫‪ -‬تحلية مياه البحر بهذا النوع من الطاقة وتعريف الطريقـة (بتـرول‪-‬غـاز) بحيـث تمثـل ‪%40‬‬

‫إلى ‪ %50‬من مجمل التكاليف الضرورية لتحلية متر مكعب من الماء المالح‪.‬‬

‫‪ -‬التبريد‪ :‬وتستعمل هذه الطاقة لتبريد الموارد الغذائية لحفظها خاصة في المناطق الحارة‪.‬‬

‫ تجفيف المنتوجات الفالحية‪ :‬كالتبغ وعلف الحيوانات وتجري عملية التجفيف للتخفيض من‬‫مس ــاحات التخـ ـزين وعملي ــة التجفيـــف تعتم ــد عل ــى مب ــدأ تس ــخين الهـ ـواء وتمريـ ـره وس ــط هـــذه‬ ‫المنتوجات الفالحية‪ ،‬فخدمة األرض وتثمين العمل الفالحي إستراتيجية جديـدة والمعتمـدة علـى‬

‫إشراك الفالحين لحل مشـاكلهم وذلـك بتثمـين خدمـة األرض بصـفة دائمـة وتثمـين العمـل وذلـك‬ ‫لرفع التحدي والمتمثل في الرفع من المردودية الفالحية‪ ،‬هذه المقاربـة تـم تطبيقهـا فـي مختلـف‬

‫الظ ــروف ف ــي فرنس ــا‪ ،‬بوركينافاس ــو‪ ،‬الك ــامرون‪ ،‬الـ ـ أر‬

‫األخض ــر‪ ،‬رون ــدا‪ ،‬بورن ــدي‪ ،‬ه ــايتي‪،‬‬

‫اإلكوتور‪ .112‬وحاليا تطبق في الجزائر‪.‬‬

‫ محط ــات االتص ــال الهاتفي ــة بواس ــطة خالي ــا السيلس ــيوم المنتج ــة للكهرب ــاء بواس ــطة أشـ ــعة‬‫الشم‬

‫وكذا االستعماالت المثيرة لهـذه الطاقـة واسـتغاللها فـي تمـوين عالمـات الطريـق الـرابط‬

‫بــين رقــان وبــرج بــاجي مختــار والتــي تفصــل بينهــا مســاحات تت ـراوح بــين ‪ 50‬و‪ 10‬كيلــومترات‬

‫وهكذا صارت الطريق آمنة ومضيئة ليال‪.‬‬

‫‪ -‬محطــات طاقــة بخاليــا مخروطيــة‪ :‬فــي محطــات الطاقــة العاملــة بالخاليــا المخروطيــة تقــوم‬

‫مرايا ذات شكل مسربي لجمـع أشـعة الشـم‬

‫القادمـة ونقلهـا إلـى أنبـوب يعـرف باسـم المسـتقبل‬

‫فــي خــط محــرق المجمــع‪ ،‬بهــذا يــتم تســخين الســائل الحـراري الموجــود فــي المســتقبل ويقــوم هــذا‬

‫بدوره بتوليد البخار بفضل مبدل حراري في المحطات التقليدية المعروفة يـتم توليـد البخـار فـي‬ ‫عنفة مستخدمة لتوليد الطاقة الكهربائية وفي حال إضافة مخزن حـراري يمكـن لمحطـة الطاقـة‬

‫الشمسية توليد الطاقة الكهربائية حتى بعد غياب الشم ‪.‬‬ ‫‪ .‬محطة ملوكة بوالية أدرار أفضل مثال الستغالل الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء‪.‬‬ ‫‪. Roose E. Introduction à la Gestion Conservatoire de l’Eau et de la Fertilité des Sols‬‬ ‫‪(GCES.Bull.Sals.FAO, Rome, 70, page 420. Rapport 36270 BM 15/09/2007.‬‬

‫‪112‬‬

‫‪100‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ -‬الطاقة من جـوف األرض أو الطاقـة الجيوتيرميـة‪ :‬إمكانيـات هائلـة ال نهايـة لهـا مـن الطاقـة‬

‫فـي جــوف األرض‪ ،‬حـ اررة مختزنــة بــين الصـخور فمــن أجــل توليـد هــذه الطاقــة يـتم ضــو الميــاه‬ ‫الحــارة إلــى محطــة للطاقــة وم ــن خــالل معــدل ح ـراري يمك ــن االســتفادة مــن الح ـ اررة ف ــي إدارة‬ ‫العنفات التي تقوم بتوليد الطاقة الكهربائية‪ ،‬وفي الختام تتم االستفادة مما بقي من ح اررة الماء‬ ‫في تأمين التدفئة عـن بعـد للمنـازل ثـم يعـود المـاء البـارد إلـى الطبقـات الصـخرية مـن جديـد‬

‫‪113‬‬

‫وتن ــتج محط ــات الطاق ــة العامل ــة به ــذا األس ــلوب الي ــوم ف ــي مختل ــف أنح ــاء الع ــالم م ــن الطاق ــة‬

‫الكهربائية ما يعادل إنتاج سبع محطات ذرية‪ ،‬وبهذا تحتل طاقة جـوف األرض مكانـة متـأخرة‬ ‫من غيرها من مصادر الطاقة المتجددة‪.‬‬

‫ الطاقــة المائيــة‪ :‬وهــي مــورد مــن الطاقــة المتجــددة الرتباطهــا بتــدفق الميــاه فــي البلــدان ذات‬‫اإلمكانيــات المائيــة كــالجزائر غيــر أن قــدرتها محــدودة بالنســبة لمـواد الطاقــة األخــرى فإجمــالي‬

‫الطاقــة الكهربائيــة القابلــة لالســتغالل بالبلــدان العربيــة تقــدر بح ـوالي ‪ 41‬ألــف ميغاواط‪/‬ســاعة‬ ‫ثلثاهــا يجــري اســتغالله أو تحــت التنفيــذ أمــا الثلــث البــاقي فــال ي ـزال قيــد البحــث والد ارســة‪ ،‬فقــد‬

‫ارتف ــع إنت ــاج الكهرب ــاء ف ــي الج ازئ ــر م ــن ‪ 154.599‬ملي ــار كيل ــو واط‪/‬س ــاعة س ــنة ‪ 1989‬إل ــى‬ ‫‪ 25.005‬ســنة ‪ ،1142000‬وتكــاد الكهربــاء تقتصــر علــى مصــدر واحــد فقــط إذ أن ‪ %95‬منهــا‬ ‫تعتمد على الطاقة الح اررية في حين ال تتعدى الكهرباء المائية ‪.%05‬‬

‫فاإلنجازات التي تمت والمشاريع الضخمة التي أنجزت أو هـي فـي طـور اإلنجـاز فـي‬

‫مجـال قطــاع الــري والميــاه عبــر كافــة الــوطن داللــة قاطعــة علــى األهميــة القصــوى التــي توليهــا‬ ‫الج ازئـر لتعبئـة المـوارد الطبيعيـة غيــر الزائلـة والتـي أصــبحت تشـكل القاعــدة المتينـة واألساســية‬

‫لترقية التنمية االقتصادية واالجتماعية الشاملة والمنسجمة لضمان مستقبل أفضل‪.‬‬

‫فتعبئـــة واسـ ــتعمال الم ـ ـوارد المائيـــة السـ ــطحية والباطني ــة الب ــد وأن تس ــتجيب ألهـ ــداف‬

‫ومتطلبات النمو االقتصادي الواسعة خاصة وأن تنميـة وتطـوير الز ارعـة وتـوفير الطاقـة تعتبـر‬

‫مــن أولويــات وأســبقيات التنميــة الوطنيــة لتحقيــق االكتفــاء الــذاتي الــذي هــو تعبيــر عــن الســيادة‬ ‫الوطنية وعدم التبعية للخارج‪.‬‬

‫‪ .113‬راينر شتومبف‪ ،‬طاقة من جوف األرض‪ ،‬وجلة دتشالند ‪ Deutshland‬منتدى للسياسة والثقافة‬ ‫واالقتصاد العدد‪ 2008-2‬صفحة ‪.55‬‬ ‫‪ .114‬الديوان الوطني لإلحصاء ‪ L’ONS.2001‬الجزائر‪.‬‬

‫‪101‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫ الصــحراء محط ــة للطاق ــة الشمس ــية‪ :‬تقــوم ه ــذه الفكـ ـرة عل ــى إمكانيــة االس ــتفادة م ــن الطاق ــة‬‫الح ارريــة للشــم‬

‫ومــن طاقــة الريــاح فــي تحليــة ميــاه البحــر وتوليــد الطاقــة الكهربائيــة النظيفــة‬

‫(غيــر مضـرة بالبيئــة) ونقلهــا عبــر خطــوط ‪( HVDC‬نقــل التيــار المســتمر بــالترددات العاليــة)‬ ‫عبر الوطن‪ ،‬هذه المحطات توجد فـي مصـر‪ ،‬الج ازئـر‪ ،‬المغـرب‪ ،‬ومحطـات أخـرى فـي األردن‬

‫وليبيا قيد الدراسة‪.‬‬

‫تأسس ــت ‪ TREC‬ف ــي س ــنة ‪ 2003‬بالتع ــاون ب ــين ن ــادي روم ــا وص ــندوق وحماي ــة المن ــاخ ف ــي‬ ‫ه ــانبور ومرك ــز أبح ــاث الطاق ــة الق ــومي األردن ــي ‪ NERC‬وتضـ ـم حـ ـوالي ‪ 50‬عالم ــا وسياس ــيا‬ ‫وخبي ار يهتمون بنشر هذا التوجه الستغالل الطاقة الشمسية‪.115‬‬

‫ طاقة الريـاح‪ :‬فكـرة إنتـاج الطاقـة مـن الريـاح كانـت فكـرة خياليـة إلـى غايـة ‪ 1984‬حيـث قـام‬‫المهند‬

‫فوبن بالتعاون مع بيتر بتركيب أول طاحونة هوائية في صالة مستأجرة فـي مدينـة‬

‫أوريــش‪ ،‬وتعمــل هــذه المحطــات بقــوة الريــاح المســتمرة فــي المنطقــة الســاحلية ومــن انخفــاض‬ ‫الكثاف ــة الس ــكانية‪ ،‬وه ــذه مص ــدر م ــن مص ــادر الطاق ــة المتج ــددة ف ــي إنت ــاج الكهرب ــاء وتتج ــه‬ ‫الد ارس ــات إل ــى بن ــاء ه ــذه المحط ــات ف ــوق س ــطح البح ــر نظـ ـ ار ألن المس ــاحات عل ــى اليابس ــة‬

‫محدودة خاصة في المدن الكبرى‪.‬‬

‫والج ازئــر تواجــه اليــوم تحــديين أولهمــا كيفيــة تزويــد الم ـواطن بمــا يحتاجــه مــن الطاقــة‬

‫بأســعار معقولــة وثانيهمــا أال يكــون اســتهالك هــذه الطاقــة مرتبطــا بنتــائج كارثيــة علــى المنــاخ‬

‫والبيئة والصحة وبالتالي على الحياة كلها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬االستثمارات و الميزانيات المعتمدة للقطاع ‪:‬‬

‫منـذ ســنة ‪ 2000‬تعتمــد الج ازئـر علــى وضــع خطـة تنمويــة اقتصــادية وعلـى أرســها فــي‬

‫القطــاع المــائي وتهــدف مــن وراء ذلــك إلــى تطــوير االقتصــاد الــوطني و اإلكتفــاء الــذاتي فــي‬

‫مج ــال الغ ــذاء و إل ــى تط ــوير القط ــاع الص ــناعي بغ ــرض أن ته ــدف ه ــذه االس ــتراتيجية وه ــذه‬ ‫الخطــط التنمويــة إلــى تــوفير حيــاة أفضــل للمـواطن و اللحــاق بركــب الــدول المتقدمــة والوصــول‬ ‫بالمجتمع الجزائري إلى مصاف المجتمعات الحديثة و المتطورة‬

‫و لقــد عرفــت الج ازئــر عــدة تح ـوالت و تطــورات فــي كافــة المجــاالت متمثلــة فــي إعــادة‬

‫هيكلة مختلف األنشطة االقتصادية و اإلدارية و االجتماعية معبرة عـن تطلعـات المـواطنين‬ ‫‪TREC = Trans-Mediterraneen Rewable Energy Cooporation, avec la collaboration du centre‬‬ ‫‪aérospatial Allemand (DLR) pour projet DESRTEC‬‬

‫‪‬‬

‫‪ TREC .115‬الصحراء محطة طاقة‪ ،‬روتشالند‪ :‬منتدى السياسة والثقافة واالقتصاد‪ ،‬العدد‪ ،2008 ،2‬ص‪.36‬‬

‫‪102‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫للتخلص من الفقر والتبعية‪ .‬فالتنمية بالنسبة للمواطن تعبـر عـن الجهـود الواجـب بـذلها لتـدارك‬ ‫تخلفها و تحديـد طبيعـة التغيـرات التـي ينبغـي القيـام بهـا فـي كافـة الميـادين للـتخلص مـن حالـة‬

‫التخلف‪ ،‬فهي في حد ذاتها كل متكامل أي مجموعة أنشطة تتنـاول كـل جوانـب الحيـاة البيئيـة‬

‫و االقتصــادية و االجتماعيــة والثقافيــة و تنظمهــا روابــط متالحمــة فــي حركــة موحــدة المــنهج و‬ ‫الغاية‪.‬‬

‫فــالقراءة لألرقــام فيمــا يخــص االســتثمارات العامــة فــي قطــاع الميــاه التــي انتقلــت مــن‬

‫‪ 28.5‬مليار دينار سنة ‪ 1999‬إلى ‪ 184‬مليار دج خالل ‪ 2009‬لـدليل علـى االهتمـام بهـذا‬ ‫الجانــب للخــروج بمخطــط شــامل متكامــل و طويــل المــدى وي تم ؤئكــن مــن تعبئــة و اســتغالل هــذه‬ ‫الموارد لضمان و تأمين حاجيات المواطن من المياه الصالحة للشرب بصفة منتظمة و تنمية‬ ‫قطــاع الفالح ــة به ــدف الوصــول إل ــى االكتف ــاء الــذاتي ف ــي مج ــال التغذيــة لض ــمان االس ــتقالل‬ ‫الــوطني و تلبيــة احتياجــات الصــناعة الوطنيــة مــن المياه‪.‬ويمكننــا تلخــيص الخطــوط الرئيســية‬

‫التي ترتكز عليها السياسة المائية في الجزائر كالتالي‪:‬‬

‫‪ ‬ضمان و تأمين حاجيات المواطن من المياه الصالحة للشرب‪.‬‬ ‫‪ ‬توفير احتياجات الصناعة من المياه ‪.‬‬

‫‪ ‬متابع ــة القطاع ــات و المص ــالح المعني ــة عل ــى التعجي ــل بإنج ــاز العملي ــات الجاري ــة و‬

‫المبرمجــة المتعلقــة بتلبيــة االحتياجــات مــن الميــاه الصــالحة للشــرب وري األ ارضــي الزراعيــة و‬ ‫تزويد الصناعة الوطنية بالمياه‪.‬‬

‫‪ ‬اتخاد جميع االجراءات المالئمة لحماية الموارد المائية و األراضي الفالحية من كافة‬

‫أشكال التلوث و االنجراف و سوء االستغالل‪.‬‬

‫‪ ‬وضع برامج عقالنية للتشجير مع إعطاء األولوية للمناطق المحددة لبناء السدود‪.‬‬

‫‪ ‬رصد االمكانيات الالزمة لتعبئة و توعية كل الطاقات و المؤسسات من أجل التسيير‬

‫و االستغالل العقالني للمياه في كافة المجاالت‪.‬‬

‫‪ ‬وضع خطة واسـعة السـتغالل منـابع الميـاه عبـر التـراب الـوطني حتـى الميـاه المعدنيـة‬

‫قصد استغاللها في األغراض الصحية و االستشفائية‪.‬‬

‫‪ ‬تتبع تطور التقنيـات الحديثـة المسـتخدمة فـي تحليـة ميلـه البحـر و تجديـد شـبكة توزيـع‬

‫المياه للقضاء على التبذير و كل أشكال الهدر و اإلسراف…‪.‬‬

‫‪103‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ ‬وضــع نظــام لتحديــد تســعيرة وطنيــة وانتقائيــة وفقــا لكميــات الشــرب المســتهلكة حفاظــا‬

‫على القدرة الشرائية للفرد الجزائري‪.‬‬

‫‪ ‬وضع برنامج يهدف إلى اسـتغالل و تصـفية الميـاه المسـتعملة تـوفي ار لكميـات إضـافية‬

‫من الموارد المائية‪.‬‬

‫هذه الخطـة أو اإلسـتراتيجية التـي اعتمـدتها الج ازئـر ابتـداء مـن سـنة ‪ 2000‬فـي مجـال تطـوير‬ ‫هياكل الموارد المائية تطلبت ميزانية مالية كبيرة قدرت ب ‪ 2300‬مليار دينار ج ازئـري أي مـا‬

‫يعادل ‪ 23‬مليار أورو‪.116‬‬ ‫السنة‬

‫‪1999‬‬

‫‪2000‬‬

‫‪2001‬‬

‫‪2002‬‬

‫‪2003‬‬

‫‪2004‬‬

‫‪2005‬‬

‫‪2006‬‬

‫‪2007‬‬

‫‪1009‬‬

‫‪2008‬‬

‫تنمية‬ ‫االستثمار‬

‫‪28.5‬‬

‫‪76‬‬

‫‪121.4‬‬

‫‪167.6‬‬

‫‪144.3‬‬

‫‪116.9‬‬

‫‪178‬‬

‫‪594‬‬

‫‪490.3‬‬

‫‪184‬‬

‫‪196‬‬

‫العام‬

‫ته ــدف ه ــذه اس ــتراتيجية إل ــى إش ــباع الحاجي ــات األساس ــية و ه ــي عام ــل ه ــام يــرتبط به ــدف‬

‫‪117‬‬

‫االستقالل الحضاري أي أصبح هذا االستقالل بمفهومه المركب هو الهدف الرئيسي البعيد‬ ‫ألن توفير الضروريات االساسية خاصة الماء من أهم حاجيات المواطن‪.‬‬ ‫‪ ‬تقييم االستثمارات‪:‬‬

‫أس ــا‬

‫إذا كانــت المـوارد المائيــة هــي العنصــر الحيــوي الــذي ال يمكــن االســتغناء عنــه و هــي‬

‫الحي ــاة و المص ــدر الوحي ــد للنش ــاطات االقتص ــادية و الص ــناعية و الزراعي ــة ف ــإن ه ــذا‬

‫القطاع بالترابط مع القطاعـات األخـرى كالبيئـة و الغابـات يعتبـر مـن أهـم أولويـات التنميـة فـي‬

‫الج ازئــر حيــث أن حجــم االســتثمارات الماليــة و المقــدرة ب ‪ 2297‬مليــار دينــار ج ازئــري تعبيــر‬ ‫ع ــن إرادة الدول ــة م ــن أج ـ ــل تعبئ ـ ـ ـ ـ ـ ــة و تهيئ ــة ك ــل إمكاني ــات التخـ ـزين و تجمي ــع المي ــاه لتلبي ــة‬ ‫حاجيــات الســاكنة فــي مختلــف األنشــطة البش ـرية واالجتماعيــة مــع التطــور الكمــي و النــوعي‬

‫للحيــاة اليوميــة لســكان المــدن و كــذلك المنــاطق الريفيــة‪ ،‬كمــا أن هــذه التعبئــة للم ـوارد المائيــة‬ ‫‪ -116‬و ازرة المـوارد المائيــة فــي الج ازئــر المقــدم بالقــاهرة يــومي ‪ 2011/11/22-21‬مــن طــرف نائــب المــدير‬ ‫المركزي م موستيري ‪ /‬مديرية التزويد بالماء الشروب بالو ازرة‪.‬‬ ‫‪ -117‬عادل حسين ‪،‬االقتصاد المصري من االستقالل إلى التبعية ‪ 79-74‬بيروت‪ :‬دار الوحدة للطباعة و‬ ‫النشر الطبعة ‪ 1،1981‬ص ‪. 325‬‬

‫‪104‬‬

‫المجموع‬ ‫=‬ ‫‪2297‬‬ ‫مليار دج‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫الس ــطحية و الباطني ــة م ــن المف ــروض أن تس ــتجيب أله ــداف و متطلب ــات النم ــو االقتص ــادي‬ ‫خاصة و أن الزراعة تشكل ثروة غير زائلة تمكن من تحقيق االكتفاء الـذاتي فـي مجـال تـوفير‬

‫المنتوج ــات الزراعي ــة و الغذائي ــة لتحقي ــق األم ــن الغ ــذائي بعي ــدا ع ــن التبعي ــة الخارجي ــة حي ــث‬

‫تط ـ ـ ــورت ال ـ ـ ــوفرة الغذائي ـ ـ ــة م ـ ـ ــن ‪ 16.521467‬ط ـ ـ ــن ( الح ـ ـ ــد األدن ـ ـ ــى س ـ ـ ــنة ‪ 2000‬إل ـ ـ ــى‬ ‫‪ 36.954316‬طــن الحــد األدنــى ســنة ‪ ) 2011‬أي بنســبة ‪ % 223.7‬أي بزيــادة تقــدر ب‬

‫‪ 02.24‬من حيـث الحجـم ‪ ،‬كمـا تطـور اإلنتـاج الـوطني مـن ‪ 9.133812‬طـن (الحـد األدنـى‬

‫ســنة ‪ ) 2000‬إلــى ‪ 25.394612‬طــن (الحــد األدنــى ســنة ‪ ) 2011‬أي بنســبة ‪ % 278‬أو‬ ‫بزيادة تقدر ب ‪ % 2.8‬مـن حيـث الحجـم ‪.‬أمـا الـواردات فقـد تطـورت مـن ‪ 6.869349‬طـن‬

‫(الح ــد األدن ــى س ــنة ‪) 2000‬إل ــى ‪ 11.559704‬طن(الح ــد األدن ــى س ــنة ‪ )2011‬أي بنس ــبة‬ ‫‪ %168.3‬أي بزيادة تقدر ب ‪ %01.7‬من حيث الحجم‬

‫‪118‬‬

‫ومن ثم تبدو األهمية االستراتيجية للقطاع المائي و الفالحي بالنسبة للجزائر مـن خـالل قـراءة‬

‫الميزانية الممنوحـة لـو ازرة الفالحـة و التنميـة الريفيـة‪.‬إذ انتقلـت المـوارد العموميـة مـن ‪ 52‬مليـار‬ ‫دج سنة ‪ 2000‬إلى ‪ 284‬مليار دج سنة ‪ 2011‬أما قطاع الموارد المائيـة فقـد خصصـت لـه‬ ‫ميزانية كبيرة مقدرة ‪ 2300‬مليار دينار أو ما يعادل ‪ 23‬مليار أورو و ذلـك لمواكبـة حاجيـات‬ ‫الشــرب و الفالحــة و الصــناعة‪ ،‬وهــذا دليــل علــى اإلرادة السياســية الهادفــة إلــى تحســين حيــاة‬

‫الفرد و اللحاق به بالركب المتقدم في الدول المتقدمة‪.‬‬

‫فالجزائر في مجـال تـوفير االعتمـادات الماليـة إلنجـاز المشـاريع فـي معظـم القطاعـات‬

‫اعتمدت على إمكانياتها الذاتية ألن االعتماد على النف‬

‫فـي االسـتثمار هـو الهـدف األساسـي‬

‫‪،‬فعمليــة التنميــة الشــاملة وطويلــة المــدى تقــوم علــى قاعــدة داخليــة ألن االســتثمار الخــارجي أو‬ ‫األجنبــي يهــتم بتطــوير الم ـوارد الطبيعيــة أكثــر مــن اهتمامــه بتطــوير أف ـراد المجتمــع « عمليــة‬

‫التنمي ــة االقتص ــادية ب ــالبالد المتخلف ــة يج ــب أن تق ــوم عل ــى أس ــا‬

‫وطن ــي حي ــث ال يمك ــن أن‬

‫تفــرض عليهــا مــن الخــارج فــالقوى الخارجيــة يمكــن أن تنشــط و تســهل عمــل القــوى الوطنيــة و‬ ‫‪119‬‬

‫لكنها ال يمكن أن تكون بديال لها‪».‬‬

‫‪ -118‬و ازرة الفالحــة و التنميــة الريفيــة ‪ ،‬مســار التجديــد الفالحــي و الريفــي ‪ ،‬عــرض و آفــاق ‪:‬مجلــة تصــدرها‬ ‫الو ازرة ( الجزائر‪:‬المطبعة الرسمية‪،‬ماي ‪)2012‬‬ ‫‪ -119‬سعد ماهر حمزة‪ ،‬المقدمة في اقتصاديات التبعية و التنمية‪،‬تجارب إفريقية و عربية (القاهرة‪:‬دار‬ ‫المعارف بدون صفة الطبع) صفحة ‪.272‬‬

‫‪105‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫وعلــى ســبيل المثــال ال للحصــر و فــي إطــار اإلنجــازات الميدانيــة و لتعبئــة الم ـوارد‬

‫المائية إلى غاية ‪ 2006‬فقد تم تسليم ‪ 31‬سدا و ‪ 699‬بئـ ار و ‪ 675‬خ ازنـا و إنجـاز أزيـد مـن‬ ‫‪ 1100‬عملية تزويد بالماء الشروب حيث وصلت عملية الربط بالماء الصـالح للشـرب ‪%92‬‬ ‫ليتم رفع نسبة الفرد من حصته في الماء إلى ‪ 165‬لت ار يوميا مع نهاية ‪.2009‬كما تم تشغيل‬

‫‪ 20‬محطــة تحليــة لتصــفية الميــاه و مــد أكثــر مــن ‪300‬كلــم‪ .‬و قــد ســجل ارتفــاع ملحــوظ فــي‬

‫عمليــات ربــط البيــوت بالشــبكات العموميــة للتطهيــر إذ ارتفعــت النســبة مــن ‪ %80‬فــي ‪2006‬‬ ‫‪120‬‬

‫لتبلغ ‪ %90‬أواخر سنة ‪.2009‬‬

‫وضــمن االســتراتيجية المتبعــة مــن طــرف قطــاع الميــاه و التــي شــرع فيهــا ســنة ‪2003‬‬

‫فلقد تمت المصـادقة علـى ‪ 2300‬برنـامج جـواري منهـا ‪ 1900‬لصـالح ‪ 268604‬أسـرة ريفيـة‬ ‫أي اس ــتحداث ‪ 94800‬منص ــب ش ــغل‪ .‬وض ــمن الخط ــة م ــا ب ــين ‪ 2013-2007‬فلق ــد تم ــت‬

‫الموافقة على ‪ 3858‬مشروعا جواريا للتنمية الريفية المندمجة ‪.‬‬

‫وبالمقارنــة مــع الســنوات الســابقة ســنة ‪ 1984‬مــثال حيــث شــهد القط ـ ـ ـ ـ ــاع إنجــاز ‪09‬‬

‫س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـــدود ‪ ،‬و ‪ 1328‬عملي ــة تم ــوين بالم ــاء الش ــروب و ‪ 825‬عملي ــة تطهي ــر و إنج ــاز ‪12‬‬ ‫محطــة للتطهيــر و ‪ 393‬عمليــة تنقيــب و إنجــاز ‪ 284‬خ ازنــا و محطــة واحــدة إل ازلــة المعــادن‬

‫م ــن الم ــاء و رش ‪ 138000‬هكت ــا ار و تجدي ــد ‪ 376‬س ــاقية‪ :‬ن ــدرك المجه ــودات المبذول ــة ف ــي‬ ‫القطاع لسد الحاجيات‪.‬‬

‫ولتوصيل الماء إلى الساكنة في الجنوب فلقد تم إنجـاز أنبـوب نقـل الميـاه لـربط مدينـة‬

‫تمنراست الجنوبية بعين صالح و هو األنبوب الذي يمتد عبر ‪740‬كلم بقيمة مالية تفوق ‪01‬‬

‫مليــار دوالر‪ ،‬كمــا خصــص مبلــغ ‪ 53‬مليــار دج لتصــليح أنابيــب الميــاه بــالقطر الــوطني وذلــك‬

‫بهدف التحكم في تسيير هـذه المـادة الحيويـة و النـاذرة‪ ،‬وضـمن هـذا اإلطـار فلقـد برمجـت ‪50‬‬

‫محطة لتحلية ميـاه البحـر وتوريـد الميـاه النقيـة و لعـل محطـة الحامـة بالعاصـمة و التـي تعتبـر‬

‫إحدى أكبر المحطات في إفريقيا و التي قدرت تكلفة إنجازها ب ‪ 250‬مليون دوالر‪.‬‬

‫و هنـاك بـرامج مســتقبلية للفتـرة الممتــدة مــا بــين ‪ 2013-2010‬فقــد خصصــت الدولــة‬

‫اعتمــادات ماليــة ضــخمة لضــمان األمــن المــائي خــالل الخماســي ‪ 2014-2010‬متمثلــة فــي‬

‫‪ -120‬مجلة الفكر البرلماني‪ ،‬العدد ‪ 17‬الصادرة عن مجل‬

‫‪106‬‬

‫األمة بتاريو سبتمبر ‪ 2007‬صفحة‪.117‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫إنجــاز ‪ 16‬ســدا عبــر الت ـراب الــوطني بطاقــة إضــافية تبلــغ ‪ 8.1‬مليــار متــر مكعــب و إنجــاز‬ ‫مشروع نقل المياه من الصحراء إلى المناطق الداخلية و النظام المائي مستغانم‪-‬أرزيو‪.121‬‬

‫أما موضوع تحلية مياه البحر ‪ 2014-2010‬فإنه يعني إنجاز ‪ 13‬محطة و تهيئتها‬

‫من أجل تحقيق ‪ 26.2‬مليون متر مكعب يوميا‪ ،‬ومن ضمن المشاريع العديـدة فلقـد تـم إنجـاز‬ ‫أنظم ـ ـ ـ ـ ــة التطهير و مكافحة صعود المياه فـي كـل مـن ورقلـة و الـوادي ‪ ،‬و حمايـة واد ميـزاب‬

‫من الفيضانات و إنجاز ‪ 36‬محطة تصفية و ‪ 40‬بحيرة‪ ،‬و البرنامج الخماسي يقضي بإنجاز‬

‫‪ 19‬ســدا جديــدا للرفــع مــن طاقــة االســتغالل لتصــل إلــى ‪ 1.9‬مليــار متــر مكعــب و إنجــاز ‪06‬‬ ‫مشــاريع كبــرى للتمويــل و برمجــة ‪ 14‬عمليــة لتوصــيل الميــاه الصــالحة للشــرب و إعــادة تهيئــة‬

‫شـبكة التزويـد بالمـاء الشـروب ل ‪ 22‬مدينـة فضــال عـن شـبكات التطهيـر ل ‪ 12‬مدينـة‪ ،‬وبنــاء‬ ‫‪ 44‬محطة تصفية و‪ 42‬بحيرة من أجل بلو طاقـة معالجـة للميـاه المسـتعملة المقـدرة ب ‪2.1‬‬ ‫‪122‬‬

‫مليار متر مكعب‪/‬سنويا‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الهياكل القاعدية و اآلفاق‪:‬‬

‫لقد تمكنت الجزائر بفضل استراتيجيتها القطاعية من إنجـاز العديـد مـن السـدود خـالل‬

‫الحقبــة الممتــدة إلــى غايــة ‪ 1999‬حيــث انتقــل عــدد الســدود المنج ـزة مــن ‪ 44‬ســدا خــالل ســنة‬ ‫‪ 1999‬إلى ‪ 68‬سدا أواخر سـنة ‪ .2010‬هـذه الهياكـل القاعديـة التـي مكنـت مـن تجنيـد طاقـة‬ ‫مائية معتبرة حيث أنهـا ارتفعـت مـن ‪ 03.3‬مليـار متـر مكعـب خـالل ‪ 1999‬إلـى ‪ 07‬مالييـر‬

‫متر مكعب أواخر سنة ‪ 2010‬وبذلك فقد خطت الجزائر خطوات جبارة في ميدان تـوفير هـذه‬ ‫المــادة الستغاللها في الميادين الزراعي ــة و االقتصـادية و االسـتعمال المنزلـي و مـن بـين أهـم‬

‫المشاريع الكبرى التي تم إنجازها ثم اإلنطالق في المشاريع التالية‪.‬‬

‫‪ ‬ابتداءا من سبتمبر ‪ 2007‬و لتزويد ‪ 06‬واليات بتعداد سكاني ‪ 04‬ماليين نسمة فقـد‬

‫تم إنجاز سد بني هارون و قد استغل لسقي ‪ 4000‬هكتار على شكل ‪ 04‬محيطات زراعية‪.‬‬ ‫‪ ‬مركب مستغانم – أرزيو وهران ‪ :‬الهدف تزويد الساكنة و الري الفالحي ‪.‬‬

‫‪ ‬مركــب ســد تاقصــبت لت ــأمين تاقصــبت الج ازئــر العاص ــمة و منطقــة فريحــة‪ -‬ع اززق ــة‬ ‫بالمياه الصالحة للشرب انطلق تشغيله في فبراير ‪. 2007‬‬

‫‪ -121‬و ازرة الموارد المائية‪،‬مديرية الدراسات و التهيئة ‪ ،‬مصادر المياه في الجزائر‪،‬أكتوبر‪،2001‬ص‪3‬‬ ‫‪ -122‬نور الدين حاروش‪،‬استراتيجية المياه في الجزائر‪.‬‬

‫‪107‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ ‬نقل المياه الجوفية من عين صالح إلى تمنراست على طـول ‪ 740‬كلـم ابتـدأ التشـغيل‬

‫أواخر ‪. 2007‬‬

‫‪ ‬تحويل مياه الشط الغربي بوالية النعامة لنقلها إلى واليتي تلمسان و سيدي بلعبا ‪.‬‬ ‫‪ ‬تحويل المياه من منطقة سطيف انطلقت أشغاله سنة ‪.2007‬‬

‫تطوير الهياكل المائية التمويلية الكبرى شمالاشدددددددددددددددددمال ‪ ،‬شدددددددددددددددددمالاجنوب ‪،‬‬

‫‪‬‬

‫جنوباجنوب‬

‫‪‬‬

‫كمية المياه المعالجة‬

‫عدد السكان‬

‫‪440.000‬‬

‫‪4.000.000‬‬

‫تاقصبت‬

‫الجزائر – تيزي وزو‬

‫‪600.000‬‬

‫‪5.000.000‬‬

‫مستغانم‪-‬أرزيو‪-‬وهران‬

‫مستغانم – وهران‬

‫‪560.000‬‬

‫‪1.500.000‬‬

‫‪346.000‬‬

‫‪2.000.000‬‬

‫تيشي حاف‬

‫بجاية‬

‫‪120.000‬‬

‫‪1.500.000‬‬

‫مكسة‬

‫الطارف – عنابة‬

‫‪173.000‬‬

‫‪1.500.000‬‬

‫عين صالح‪-‬تمنراست‬

‫تمنراست‬

‫‪100.000‬‬

‫‪450.000‬‬

‫تحويل المياه‬ ‫بن هارون‬

‫كدية أسردون‬

‫الواليات المستفيدة‬ ‫قسنطينة‪-‬ميلة‪-‬جيجل‪-‬‬ ‫باتنة‪-‬خنشلة‬

‫البويرة –المدية – تيزي‬ ‫وزو – المسيلة‬

‫بالمتر المكعب‬

‫المستفيدين‬

‫باإلضــافة إلــى هــذه التحــويالت المائيــة تضــاف عمليــات أخــرى للـربط بالمــاء الشــروب انطالقــا‬

‫م ــن الس ــدود و ذل ــك دعم ــا لعملي ــة تزوي ــد الس ــاكنة بالم ــاء الص ــالح للش ــرب و المق ــدرة بحـ ـوالي‬ ‫‪ 2.800.000‬نسم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة و بكمية من المياه المعالجة و المقـدرة ب ‪ 600.000‬متـر مكعـب‬

‫يوميا‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المرجع ‪ :‬و ازرة الموارد المائية‪،‬استراتيجية المياه المقدمة بالقاهرة أيام ‪ 22-21‬نوفمبر‪.2011‬‬

‫‪108‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫تحسدين نوعيدة الميداه الموزعدة‪Amélioration de la qualité des eaux .‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪saumâtres‬‬ ‫الموقع‬

‫الحجم المائي المعالج‬

‫المنطقة المستفيدة‬

‫م‪3‬ا‪1‬‬

‫بريدع‬

‫‪34.000‬‬

‫ورقلة‬

‫‪70.500‬‬

‫توقرت‬

‫‪34.500‬‬

‫الوادي‬

‫‪30.000‬‬

‫وهران‬ ‫مدينـ ـ ـ ـ ــة ورقلـ ـ ـ ـ ــة و المنـ ـ ـ ـ ــاطق‬

‫المجاورة‬

‫‪ 04‬بلديات بدائرة توقرت‬ ‫مدينـ ـ ـ ـ ـ ــة ال ـ ـ ـ ـ ـ ـوادي و القـ ـ ـ ـ ـ ــرى‬ ‫المجاورة‬

‫األشغال ا المشروع‬ ‫تشغيله منذ ‪2004‬‬ ‫في طور اإلنجاز‬ ‫في طريق األشغال‬ ‫في طريق األشغال‬

‫تندوف‬

‫‪10.500‬‬

‫مدينة تندوف‬

‫في طريق األشغال‬

‫تمنراست‬

‫‪100.000‬‬

‫مدينة تمنراست‬

‫في طريق األشغال‬

‫‪‬‬

‫تطوير أساليب الري الفالحي ‪:‬‬ ‫عــن الــري الفالحــي و ضــمن االســتراتيجية المعتمــدة مــن طــرف قطــاع الم ـوارد المائيــة‬

‫فإنها تتمحور حول اتجاهين‪:‬‬

‫‪ -1‬بالنسـبة للمســاحات و المحيطــات الكبــرى فقــد تـم انجــاز العمليــات المبرمجــة و الهادفــة‬ ‫لسقي ‪ 95000‬هكتا ار منها ‪ 26000‬في طور التهيئة و االستصالح‪.‬‬

‫‪ -2‬بالنسبة للري المتوسط فلقد تم إنجاز ‪ 103‬حاج از مائيا قـادرة علـى تجميـع ‪ 18‬مليونـا‬ ‫متر مكعب من المياه بغية سقي مساحات فالحية ‪ 3500:‬هكتارا‪.‬‬

‫‪ 74 -3‬حــاج از مائيــا بقــدرة اســتيعاب ‪ 16‬مليــون متــر مكعــب هــي فــي طــور االنجــاز و‬ ‫بإمكانها سقي مسافة فالحية مقدرة ب ‪ 3100‬هكتارا‪.‬‬

‫‪109‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪123‬‬

‫‪ ‬تطوير أساليب المياه الصالحة للشرب‪ ،‬الصرف الصحي‪ ،‬الري‬ ‫التزويد بالماء الشروب ‪AEP‬‬

‫‪:‬‬

‫‪1999‬‬

‫‪2011‬‬

‫‪2014‬‬

‫‪50.000‬‬

‫‪102.000‬‬

‫‪112.000‬‬

‫نسبة الربط ‪Raccordement‬‬

‫‪%78‬‬

‫‪%94‬‬

‫‪%98‬‬

‫النصيب باللتر يوميا للفرد الواحد‬

‫‪123‬‬

‫‪170‬‬

‫‪175‬‬

‫المد الطولي للشبكات بالكلم ‪linéaire‬‬

‫‪ ‬الصرف الصحي‬ ‫المد الطولي للشبكات بالكلم‪lineaire reseaux‬‬

‫‪21.000‬‬

‫‪42.000‬‬

‫‪45.000‬‬

‫نسبة الربط‬

‫‪%72‬‬

‫‪%87‬‬

‫‪%95‬‬

‫محطات التصفية‬

‫‪28‬‬

‫‪128‬‬

‫‪239‬‬

‫الكمية بالمليون متر مكعب سنويا‬

‫‪90‬‬

‫‪600‬‬

‫‪1200‬‬

‫الري الفالحي‬

‫‪1999‬‬

‫‪2011‬‬

‫‪2014‬‬

‫المساحات و المحيطات الفالحية بالهكتار‬

‫‪157.000‬‬

‫‪227.000‬‬

‫‪270.000‬‬

‫المساحات و المحيطات المتوسطة و الصغرى‬

‫‪350.000‬‬

‫‪940.000‬‬

‫‪1200.000‬‬

‫‪ ‬نسبة االستفادة من الماء الصالح للشرب على المستوى الوطني ‪:‬‬ ‫‪1999‬‬

‫مقدار االستفادة‬

‫‪2011‬‬

‫‪2014‬‬

‫يوميا‬

‫‪%45‬‬

‫‪%73‬‬

‫‪%80‬‬

‫يوم في يومين ‪ 1‬على ‪ 2‬يوم‬

‫‪%30‬‬

‫‪%17‬‬

‫‪%13‬‬

‫يوم في ثالثة أيام ‪ 1‬على ‪3‬أيام‬

‫‪%25‬‬

‫‪%10‬‬

‫‪%07‬‬

‫‪ ‬برامج تحلية مياه البحار ‪:‬‬ ‫إدخال هذه التقنية الحديثة و المتضمنة تحليـة ميـاه البحـار مـن أهـم العمليـات الحديثـة‬ ‫لضــمان التــزود بالمــاء الشــروب خاصــة فــي المنــاطق الشــمالية المحاديــة للبحــر مــن جهــة ومــن‬ ‫جهة أخرى فإنهـا تهـدف إلـى مـد المنـاطق الصـحراوية التـي تحتـاج إلـى كميـات إضـافية ‪ ،‬كمـا‬ ‫‪ -123‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪110‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫أن هذه العملية سند بإمكانها دعم ومساعدة السدود المتـوفرة فـي سياسـة تكامليـة للقضـاء علـى‬ ‫طل ــب المي ــاه خاص ــة ف ــي االس ــتعماالت المنزلي ــة و ك ــذا االس ــتغالل ف ــي المج ــالين الز ارع ــي و‬

‫الفالحي‪.‬‬

‫المحطات المتوسطة ‪: stations monoblocs‬‬

‫‪-1‬‬

‫فلق ــد ت ــم إنج ــاز ‪ 23‬محط ــة خ ــالل س ــنة ‪ 2000‬النت ــاج كمي ــة مائي ــة ‪ 57500:‬مت ــر‬ ‫مكعــب يوميــا ‪ ،‬و هــذا برنــامج اســتعجالي جــاء للتخفيــف مــن أزمــة الطلــب علــى الميــاه التــي‬ ‫عرفتهــا مــدن الشــمال خاصــة الج ازئــر العاصــمة و مدينــة ســكيكدة فــي ســنة ‪ ،2000‬و كــذلك‬

‫األزم ــة المائي ــة الت ــي عرفه ــا الغ ــرب الج ازئ ــري خ ــالل س ــنة ‪ 2004‬مم ــا قض ــى بتحويـ ــل ‪10‬‬ ‫محطات و المتواجدة بتن ‪ ،‬وهران ‪ ،‬و عين تموشنت‪.‬‬ ‫المحطات الكبرى ‪:‬‬

‫‪-2‬‬

‫ه ــذه المحط ــات الكب ــرى لتص ــفية مي ــاه البح ــر ج ــاءت لت ــدعم عملي ــات الت ــزود بالم ــاء‬ ‫الشــروب فــي المــدن المحاديــة للبحــار شــمال الــوطن‪ ،‬خاصــة بــالجزائر العاصــمة ‪ ،‬وه ـران ‪ ،‬و‬ ‫مدينــة ســكيكدة‪ .‬وقــد مكنــت الد ارســات التــي قامــت بهــا الجهــات المختصــة علــى مســتوى و ازرة‬

‫الري سنة ‪ 2000‬و ‪ 2003‬من تحديد أوليات المدن الكبرى التي هي بحاجـة ماسـة إلـى مثـل‬ ‫هذه المحطات الكبرى للتخفيف من حدة األزمة و القضاء عليها‪.‬‬

‫‪ ‬المحطات الكبرى اتوزيع محطات تحلية مياه البحر‪) 2011 ( :‬‬ ‫المحطات‬

‫الكبرىاالمنطقة‬

‫عدد‬

‫المحطات‬

‫الكمية متر‬

‫مكعب يوميا‬

‫المحطات في‬

‫عدد الخدمة‬

‫الكمية‬

‫الغرب‬

‫‪06‬‬

‫‪1.390.000‬‬

‫‪03‬‬

‫‪490.000‬‬

‫الوسط‬

‫‪05‬‬

‫‪720.000‬‬

‫‪01‬‬

‫‪200.000‬‬

‫المجموع(العدد‪،‬الكميـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ‪13‬‬

‫‪2260.000‬‬

‫‪05‬‬

‫‪790.000‬‬

‫المجم ــوع بـــالماليين متـ ــر‬

‫‪825‬‬

‫بالمتر مكعب يوميا)‬

‫مكعب سنويا‬

‫‪111‬‬

‫‪288‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ ‬تهيئة المحطات الكبرى لتحلية مياه البحر‬ ‫المنطقة‬ ‫آرزيو – وهران‬

‫األشغال‬ ‫في الخدمة بتاريو‬ ‫‪2005-08-31‬‬

‫الكمية م‪3‬ايوم‬

‫المسافة كلم‬

‫القطر‬

‫‪90.000‬‬

‫‪37‬‬

‫‪ø 1250‬‬

‫‪200.000‬‬

‫‪157‬‬

‫‪250-1400‬‬

‫‪160‬‬

‫‪500-1200‬‬ ‫‪200-1400‬‬

‫سوق تليالت –‬

‫في الخدمة بتاريو‬

‫جنين – تلمسان‬

‫في طور االنجاز‬

‫‪200.000‬‬

‫مستغانم‬

‫في طور اإلنجاز‬

‫‪200.000‬‬

‫‪117‬‬

‫سيدي جلول‪-‬‬

‫في الخدمة‬

‫‪200.000‬‬

‫‪160‬‬

‫‪250-1400‬‬

‫المقطع‪-‬وهران‬

‫في طور اإلنجاز‬

‫‪500.000‬‬

‫‪21‬‬

‫‪700-1800‬‬

‫‪200.000‬‬

‫‪12‬‬

‫‪700-900‬‬

‫في طور اإلنجاز‬

‫‪100.000‬‬

‫‪30‬‬

‫‪900-1000‬‬

‫فوقة‪-‬تيبازة‬

‫في طور اإلنجاز‬

‫‪120.000‬‬

‫‪15‬‬

‫‪350-900‬‬

‫واد سبت‪-‬تيبازة‬

‫في طريق االنطالقة‬

‫‪100.000‬‬

‫‪127‬‬

‫‪200-1000‬‬

‫تن ‪-‬شلف‬

‫في طور اإلنجاز‬

‫‪200.000‬‬

‫‪254‬‬

‫‪200-1400‬‬

‫الشط‪ -‬الطارف‬

‫في طريق األنطالقة‬

‫‪50.000‬‬

‫‪20‬‬

‫‪ø 800‬‬

‫‪100.000‬‬

‫‪54‬‬

‫‪400-1000‬‬

‫تلمسان‬

‫تموشنت‬

‫الحامة‪-‬الجزائر‬ ‫أر‬

‫جنينات‪-‬‬ ‫بومردا‬

‫‪2011-05-30‬‬

‫ديسمبر‪2009‬‬ ‫في الخدمة‬ ‫‪2008/02-24‬‬

‫سكيكدة‬ ‫المجموع‬

‫قيمة المشاريع‪:‬‬ ‫‪ 125‬مليار دج‬

‫‪2.260.000‬‬

‫‪112‬‬

‫‪1164‬كلم‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫إسهام عملية تحلية مياه البحر في التزويد بالماء الشروب ‪:‬‬

‫‪‬‬

‫‪124‬‬

‫الجدول‬

‫معطيات متوسطة على المحطات‬

‫بالمتر مكعب في‬

‫الجزائر‬

‫إنتاج المياه المحالة "الحامة"‬

‫‪185000‬م‪/3‬يوم‬

‫‪%19‬‬

‫‪/‬‬

‫اإلنتاج الكلي‬

‫‪ 950.000‬م‪/3‬يوم‬

‫‪/‬‬

‫وهران‪-‬عين‬

‫إنتاج المياه المحالة(كحرمة ‪ -‬سيدي‬

‫تموشنت‬

‫جلول)‬

‫‪ 290.000‬م‪1/3‬‬

‫‪%71‬‬

‫‪/‬‬

‫اإلنتاج الكلي‬

‫‪ 300.000‬م‪1/3‬‬

‫‪/‬‬

‫تلمسان‬

‫إنتاج المياه المحالة " سوق الثالثاء"‬

‫‪200.000‬م‪1/3‬‬

‫‪%71‬‬

‫‪/‬‬

‫اإلنتاج الكلي‬

‫‪/‬‬

‫‪/‬‬

‫سكيكدة‬

‫إنتاج المياه المحالة‬

‫‪ 60.000‬م‪1/3‬‬

‫‪%48‬‬

‫‪/‬‬

‫اإلنتاج الكلي‪1250.000‬‬

‫‪/‬‬

‫المشغلة‬

‫المعطيات اإلجمالية إلى غاية ‪2012‬‬ ‫مياه محالة‬

‫‪ 2.300.000‬م‪1/3‬‬

‫االحتياجات من الماء الشروب‬

‫‪ 7.000.000‬م‪1/3‬‬

‫اليوم الواحد‬

‫نسبة المساهمة‬

‫مساهمة مقدرة بـ ‪%33‬‬

‫بحثـا عــن المزيـد مــن المـوارد المائيــة انتهجـت الج ازئــر هـذه االســتراتيجية حيـث عمــدت‬ ‫إلــى تحليــة ميــاه البحــر نظ ـ ار لموقعهــا الجغ ارفــي المطــل علــى البحــر األبــيض المتوســط و هــذا‬

‫الحل تطلب اعتمادات مالية ضخمة‪.‬‬

‫عمليــة التحليــة هــذه تقــوم علــى طريقــة التبخيــر الوميضــي المتعــدد الم ارحــل و طريقــة‬

‫التناضح العكسي أو األزوموز العكسي و هذه الطريقة هي المعتمدة فـي الج ازئـر مثـل العربيـة‬

‫السعودية و الكويت و اإلمارات المتحدة وليبيا‪.125‬‬

‫‪ -124‬و ازرة الموارد المائية‪ ،‬استراتيجية المياه في الجزائر‪:‬تقرير مقدم بمنتدى القاهرة ‪ 22-21‬نوفمبر‬ ‫‪.2011‬‬

‫‪113‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬تسيير و مراقبة المياه في الجزائر‪:‬‬

‫تهــدف االســتراتيجية المائيــة فــي الج ازئــر إلــى ضــمان وف ـرة المــادة بصــورة منتظمــة و‬

‫كافية و من تم اهتمـت الدولـة بهـذا القطـاع و أولتـه العنايـة القصـوى بحثـا و تنقيبـا و إنجـا از و‬ ‫تسيي ار و متابعة‬

‫‪-‬‬

‫دوامها‪.‬‬

‫و مراقبة وتتجلى السياسة المائية في الجزائر في النقاط التالية ‪:‬‬

‫التسيير المحكم و الفعال لمصـادر الميـاه كمـا ونوعـا لضـمان وفرتهـا و اسـتم ارريتها و‬

‫‪-‬‬

‫البحــث عــن مصــادر الميــاه و االســتثمارات فــي هــذا المجــال لضــمان الحــد االدنــى فــي‬

‫‪-‬‬

‫إعـداد منظومـة قانونيـة لتسـيير القطـاع و إدخـال م ارسـيم تكميليـة و تنفيذيـة ابتـداء مــن‬

‫‪-‬‬

‫عصـرنة الجهــاز التخطيطــي لتطــوير قطــاع الميـاه بإدخــال التقنيــات الحديثــة كــاإلعالم‬

‫االستعماالت البشرية المختلفة الزراعية و الصناعية و االستعمال المنزلي ‪.‬‬

‫قانون ‪ 2005‬للتحكم في الموارد المائية بصفة محكمة و دقيقة‬ ‫اآللي‬ ‫‪-‬‬

‫و أجهزة المراقبة و الكشف و التحليل للمياه‪.‬‬

‫وضــع إطــار للتشــاور بــين كافــة المتعــاملين مــع القطــاع مــن بــين ذلــك إنشــاء مجل ـ‬

‫وطني للتشاور حول مصادر المياه و ‪ 05‬لجان جهوية تهتم باألحواض المائية‪.‬‬

‫و المخطط أسفله يبين المصالح المشرفة على القطاع على المستوى الوطني و المحلي ‪:‬‬

‫ المجموع ــات المحلي ــة للبل ــديات‪ -‬م ــديريات ال ــري للوالي ــات (‪ – )48‬وك ــاالت‬‫األحواض المائية (‪ – )ABH‬الوكالة الوطنية للمصادر المائية (‪– )ANRH‬‬

‫الوكال ــة الوطني ــة للس ــدود و التح ــويالت‪ -‬الجزائري ــة للمي ــاه(‪ – )ADE‬الوكال ــة‬ ‫الوطني ـ ــة للص ـ ــرف الص ـ ــحي(‪ – )ONA‬الوكال ـ ــة الوطني ـ ــة لل ـ ــري و الس ـ ــدود(‬

‫‪.)ONID‬‬

‫‪ 09‬مديريات مركزية موزعة على ‪ 03‬تخصصات‬

‫‪ -125‬خالد محمد الزاوي‪ ،‬الماء الذهب األزرق في الوطن العربي (القاهرة‪ :‬مجموعة النيل‬ ‫العربية‪)2004،‬ص‪.33‬‬

‫‪114‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫المفتشية العامة‬

‫الوزير‬

‫اإلدارة‪ -‬التقنين‪-‬الموارد‬

‫برامج التطوير و تنظيم‬

‫التخطيط ‪ -‬االستثمارات‬

‫المصالح العمومية‬

‫‪DPAE-DEAH‬‬

‫البشرية‬

‫‪DRHFE-DBM-DRC‬‬

‫األمانة العامة‬

‫‪DAPE-DAEP‬‬‫‪DHA-DMRE‬‬ ‫المؤسسات العمومية‬

‫‪05‬مؤسسات(وكاالت)‬

‫المديرات الوالية‬

‫‪5‬تحت الوصاية‬

‫لألحواض االمائية‬

‫‪48‬‬

‫‪ANRH-ANBT‬‬‫‪ADE-ONA-ONID‬‬‫‪INPE‬‬

‫‪126‬‬

‫*يهدف القانون رقم ‪ 17/83‬المؤرخ ‪ 16‬يونيو ‪ 1983‬إلى تنفيد سياسة وطنية ترمـي إلـى‬

‫‪:‬‬

‫‪ -‬ض ــمان اس ــتعمال عقالن ــي و مخط ــط قص ــد تلبي ــة أحس ــن لحاجي ــات الس ــكان و االقتص ــاد‬

‫الوطني‪.‬‬

‫ ضمان حماية المياه من التلوث و التبذير و االستعمال المفرط‪.‬‬‫‪ -‬انتقاء اآلثار المضرة للمياه‪.‬‬

‫كما نص هذا القانون على مكونات الملكية العامة للمياه و المتكونة من ‪:‬‬

‫‪-‬‬

‫المياه الجوفية و مياه الينابيع و المياه المعدنية و مياه الحمامات و المياه السطحية‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫مجاري المياه و البحيـرات و البـرك و السـباخ و الشـطوط و كـذا األ ارضـي و النباتـات‬

‫‪-‬‬

‫منشآت تعبئة المياه و تحويلها وتخزينها و معالجتهـا أو توزيعهـا و تطهيرهـا و بصـفة‬

‫الموجودة ضمن حدودها‪.‬‬

‫عامة كل منشأة مائية و ملحقها منجزة من طرف الدولة أو لحسابها من أجل المنفعة العامة‪.‬‬ ‫‪ -126‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬قانون المياه رقم ‪ 17-83‬المؤرخ ‪16‬يوليو‪ ،1983‬التمهيد‪.‬‬

‫‪115‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪-‬‬

‫الطمــي والرواســب فــي الحــدود المنصــوص عليهــا فــي المــادة ‪ 03‬تحــدد مجــاري الميــاه‬

‫بارتفاع المياه الجارية إلى حد الضفتين قبل نقطة االرتفاع‪.‬‬

‫وقــد تناولــت األبـواب ‪ 10‬الـواردة فــي هــذا القــانون كــل مــا يتعلــق بهــذه الثــروة و يهــذف‬

‫هــذا القــانون إلــى االســتعمال المالئــم و الحفــاظ عليهــا مــن جميــع أشــكال التبــذير و االهتمــام‬ ‫بإعادة استخدامها كل ما أمكـن ذلـك فـي إطـار النمـاذج التـي تقتضـيها نوعيـة هـذه الميـاه‪ ،‬ألن‬

‫ذلــك يحــافظ علــى المصــير االجتمــاعي و االقتصــادي لكــل األف ـراد‪،‬ومن أهــم الوســائل الوقائيــة‬ ‫ضد األمراض المتنقلة فإن التلقيح يعتبر أنجع هذه الوسائل للحماية‪.127‬‬

‫ونظ ار ألهمية المياه الصالحة للشرب و باعتبار أن الجزائر خطت خطـوات كبيـرة فـي‬

‫هــذا المجــال و ضــمن العمــل التكــاملي مــع القطاعــات األخــرى فقــد أصــدرت و ازرة الصــحة و‬ ‫اإلســكان دل ــيال‪ ‬تقني ــا حــول المي ــاه الص ــالحة للش ــرب و الصــرف الص ــحي م ــن ‪ 283‬ص ــفحة‬ ‫باللغــة الفرنســية قــدم لــه المــدير الجهــوي للمنظمــة العالميــة للصــحة المكلــف بأوروبــا‪ ‬جــاء فــي‬

‫تقديمــه « بإمكــان الج ازئــر أن تمــد يــد المســاعدة التقنيــة للــدول اإلفريقيــة فــي جنــوب الصــحراء‪،‬‬ ‫ه ــذه ال ــدول الت ــي إن اتبع ــت ه ــذا ال ــدليل س ــتخفف م ــن ح ــدة الوفي ــات الناجم ــة ع ــن األمـ ـراض‬ ‫‪128‬‬

‫المتأتية من المياه‪».‬‬ ‫‪-‬‬

‫حماية و مراقبة المياه الصالحة للشرب ‪:‬‬

‫عموما فإن نوعية الماء الشروب تخضع لمقايي‬

‫يحددها القانون الوطني وخاضعة لتوصيات‬

‫المنظمــة العالميــة للصــحة ‪. OMS‬ومــن ثــم جــاء القــانون ‪ 85/05‬المــؤرخ ‪16‬فب اريــر ‪1985‬‬ ‫والمتضمن قانون الصحة ليؤكد في الفقرة الثانية البند ‪32‬و‪ 33‬على ‪:‬‬

‫‬‫الصحية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ضـ ــرورة خضـ ــوع المـ ــاء الشـ ــروب للمقـ ــايي‬

‫المحـ ــددة قانونـ ــا وفـ ــق المعـ ــايير للحمايـ ــة‬

‫أما قانون المياه في الجزائر المؤرخ ‪16‬جويلية ‪ 1983‬فـي مادتـه ‪ 53‬يـنص علـى أن‬

‫الماء الشروب هو الـذي ال يـؤثر علـى صـحة الفـرد ويشـترط أال يحتـوي علـى أي مـادة عضـوية‬

‫أو كميائية مضرة بالصحة‪.‬‬

‫‪- Missoum Sbih, l’administration publique Algérienne, ed Hachette France, 2em trimestre1973 ,‬‬ ‫‪page 169.‬‬ ‫‪" Guide Pratique pour l’eau potable et l’Assainissement rural et suburbain "‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪LEO.A.Kaprio :directeur regional de l’OMS pour l’Europe.‬‬ ‫‪- 1-Organisation Mondiale de la santé, Bureau régional de l’Europe, Copenhague, 1984 page‬‬ ‫‪03,‬‬

‫‪116‬‬

‫‪127‬‬

‫‪128‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪129‬‬

‫و الجدول أسفله يبين المواد الكميائية المضرة حسب المنظمة العالمية للصحة ‪:‬‬ ‫الحد المقبول االتحاد األوروبي‬ ‫سنة ‪25ug/L  2003‬‬ ‫سنة ‪25ug/L  2013‬‬ ‫‪5 ug /L‬‬ ‫‪01 ug /L‬‬ ‫‪50 ug /L‬‬ ‫‪10 ug /L‬‬

‫الحد المقبول م ع للصحة‬

‫‪Paramètre‬‬

‫‪50 ug /L‬‬

‫)‪Plomb(Pb‬‬

‫‪05 ug /L‬‬ ‫‪01 ug /L‬‬ ‫‪100 ug /L‬‬ ‫‪00.05 mg /L‬‬

‫)‪Cadmium ( ed‬‬ ‫)‪Mercure (Hg‬‬ ‫)‪Cyamires (Cn‬‬ ‫)‪Arsemic (As‬‬

‫‪ ‬الجهاز الدولي لمراقبة المياه الصالحة للشرب ‪:‬‬

‫تهدف الجهود الكبيرة المبذولة في مجال تعبئة الموارد المائية إلى تحقيق أربعة أهداف ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫توفير المياه الصالحة للشرب ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫تلبية متطلبات الزراعة و خاصة المساحات الزراعية الكبيرة ‪.‬‬

‫‬‫‪-‬‬

‫تغطية الوحدات و حاجياتها الصناعية ‪.‬‬ ‫تصريف المياه المستعملة من طرف السكان و المصانع و ذلـك بفضـل شـبكة تطهيـر‬

‫المناطق اآلهلة بالسكان في إطار إنجاز محطات التطهير و معالجة المياه المستعملة لتفادي‬ ‫مخاطر التلوث‪.‬‬

‫*فــي ه ــذا المجــال ف ــإن المشــاريع الت ــي أنجــزت مكن ــت مــن ال ــتحكم بصــفة ملموس ــة فــي ه ــذه‬ ‫الوضــعية حيــث ســجلت تحســينات علــى مســتوى المــدن الكبــرى و المجتمعــات الســكانية عبــر‬

‫الوطن‪.‬‬

‫و مــن هــذا المنطلــق فــإن هنــاك اهتمامــا دوليــا بقضــية مراقبــة الميــاه حيــث يوجــد جهــاز دولــي‬

‫لمراقبــة جــودة الميــاه عبــر العــالم ابتــدأ مــن ســنة ‪ 1977‬يــدخل ضــمن النظــام الــدولي للمراقبــة‬

‫المستمرة للبيئة ‪ ، GEMS‬أما جهاز ‪ GEMS/Water‬المنشأ من طرف برنامج األمـم المتحـدة‬ ‫للبيئـة ‪ PNUE‬بمشـاركة المنظمـة العالميـة للصـحة ‪ OMS‬و المنظمـة الدوليـة للتربيـة و الثقافـة‬ ‫‪ UNESCO‬و المنظم ــة الدولي ــة لألرص ــاد الجوي ــة ‪ : OMM‬ه ــذا الجه ــاز يض ــم ‪ 344‬محط ــة‬ ‫مراقبــة عبــر العــالم مــن أجــل د ارســة مجــاري األنهــار خاصــة نهــر النيــل ‪ ،‬الغــونج ‪ ،‬ال ـراين ‪،‬‬ ‫البحيرات مثل ( بحيـرة طـاي بالصـين ‪ ،‬و البحيـرات بأمريكـا الشـمالية ) ضـف إلـى ذلـك الميـاه‬ ‫‪- OMS directives qualités de l’eau, 2e ed, Genere, 1998, page 76‬‬

‫‪117‬‬

‫‪129‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫الباطنيــة فــي إفريقيــا و الشــرق األوســط ‪ .‬بواســطة هــذا الجهــاز تعطــى جميــع المعلومــات حــول‬ ‫نوعية المياه الصالحة للشرب و كذلك المعطيات حـول الميـاه المسـتعملة لالغـراض الصـناعية‬

‫و الزراعيــة‪ ،‬هــذه المعلومــات التــي تــتم د ارســتها مــن طــرف معهــد البحــوث حــول الميــاه بكنــدا و‬

‫التــي تنشــر دوريــا حتــى تمك ـن صــناع الق ـرار مــن اتخــاذ مــا يرونــه مناســبا فــي تســيير ومتابعــة‬

‫الموارد المائية ببالدهم‪.130‬‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬آثار االستراتيجية المائية‬

‫‪ ‬آثار السياسة المائية على الفالحة و األمن الغذائي ‪:‬‬

‫إلى غاية ‪ 1966‬كان عـدد السـدود القائمـة فـي كامـل التـراب الـوطني ‪20‬سـدا موزعـة ‪12‬‬

‫سدا فـي المنطقـة الغربيـة للـوطن و ‪ 08‬فـي المنـاطق الشـرقية موزعـة توزيعـا يتوافـق مـع تواجـد‬ ‫المعمـرين الفرنســيين قبــل االســتقالل الــذين اختــاروا ســهول متيجــة و وهـران و ســهول عنابــة و‬

‫من بين السـدود ‪ 08‬هنـاك سـدان وهمـا سـد اي ارغـان قـرب جيجـل و سـد ايغـل أمـدا قـرب بجايـة‬ ‫خصصا لتوليد الطاقة الكهربائية ‪ .‬و كانت القدرة المائية آنذاك لجميع هذه السـدود المقـدرة ب ـ‬

‫‪ 500‬مليون متر مكعب بالمقارنة مع قدرتها التخزينية بحوالي ‪ 1794.6‬م‪/ 3‬سنة بمعنى أن‬ ‫متوســط تخزينهــا الســنوي الفعلــي هــو ‪ 25‬مليــون م‪ 3‬و هــي ال تــتمكن بــذلك كــل ســنة إال مــن‬

‫تخـزين أقــل مــن ‪ %08‬مــن مجمــوع كميــات األمطــار الســنوية البــالغ تقــديرها فــي المتوســط ‪65‬‬ ‫مليــار متــر مكعــب ‪ ،‬أمــا فــي بــاقي الميــاه المتجمعــة فــي األوديــة البــالغ تقــديرها ‪ 15‬مليــار م‪3‬‬ ‫يذهب إلى البحر أو يخور في الرمال الصحراوية‪ .‬هذا من غير حساب كميات المياه األخرى‬ ‫‪131‬‬

‫و مقدارها ‪ 50‬مليار م‪ 3‬التي تنفذ إلى باطن األرض أو تتبخر في الهواء‬

‫‪.‬‬

‫ففــي تلــك الفتـرة فقــد كــان انخفــاض إنتاجيــة العمــل فــي القطــاع الز ارعــي راجعــا أساســا إلــى‬

‫وسـ ــائل اإلنتـ ــاج المسـ ــتخدمة ‪ ،‬و االعتمـ ــاد علـ ــى الـ ــري بـ ــالطرق التقليديـ ــة ( االعتمـ ــاد علـ ــى‬

‫األمطــار) ممــا عمــق درجــة إفقــار الســاكنة باعتبــار الفــالح الج ازئــري فــي تلــك المرحلــة ضــعيف‬ ‫االمكاني ــات و غي ــر مالـ ـك ل ــألرض‬

‫و كثيـ ـ ار م ــا دفع ــت الناحي ــة االجتماعي ــة الكثي ــر م ــن‬

‫الفالحــين إلــى كـراء أ ارضــيهم نتيجــة التمــزق و التحطــيم اللــذين تعرضــت لهمــا األسـرة الجزائريــة‬ ‫‪ -130‬مصــطفى بوزيــاني‪ ،‬المــاء مــن النــذرة إلــى األمـراض‪ ،‬الج ازئــر‪ ،‬مطبوعــات ابــن خلــدون‪ ،‬الطبعــة األولــى‬

‫‪ ،2000‬ص‪146‬‬

‫‪ -131‬حسن بهلـول‪ ،‬القطـاع التقليـدي و التناقضـات الهيكليـة فـي الز ارعـة بـالجزائر‪ ،‬الج ازئـر‪ ،‬الشـركة الوطنيـة‬ ‫للنشر والتوزيع‪ ،‬طبعة ‪ ،1976‬ص ‪.50‬‬

‫‪118‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫نتيج ــة االس ــتعمار ال ــذي ان ــتهج سياس ــة األرض المحروق ــة المتض ــمنة االس ــتيالء و المص ــادرة‬

‫لألرض الجزائرية بأي ثمن و من أهم هذه الق اررات التي اتخذها االستعمار الفرنسي‬ ‫‪-‬‬

‫مصادرة أراضي العرش في ‪.1832‬‬

‫‪-‬‬

‫قرار ‪1846/07/31‬القاضي بمصادرة أراضي القبائل الرحالة‪.‬‬

‫‬‫‪-‬‬

‫قرار أكتوبر ‪1844‬القاضي بمصادرة أراضي األوقاف ‪.‬‬ ‫مراسيم ‪ 1844‬و ‪ 1846‬الخاصـة بمصـادرة األ ارضـي التـي تعتبرهـا السـلطة الفرنسـية‬

‫غير زراعية‪.‬‬

‫ولهذا كان من الطبيعي إعادة النظر في االستراتيجية الفالحية لضمان األمن الغذائي‬

‫مباشرة بعد االستقالل‪.‬‬

‫فالمشــاكل العدي ــدة عب ــر مختل ــف الم ارح ــل الت ــي عرفه ــا القط ــاع الفالح ــي و المرتبط ــة‬

‫باإلنتــاج أو بالتمويــل و التمــوين أو بالتســويق أو بالعالقــات الهيكليــة للقطــاع داخــل التشــكيلة‬

‫االقتصــادية للــبالد داخليــا و مــع الخــارج أدت إلــى انتهــاج الثــورة الزراعيــة لعلهــا تقضــي علــى‬ ‫التخلف الذي آل إليه القطاع‬

‫و القضاء على نظام الخماسة‪.132‬‬

‫و من أهم المواثيق التاريخية التي أكدت على تطبيق سياسة اقتصادية لتغيير مظاهر‬

‫التخلف في آجال قصيرة من أجل الحفاظ على األمن الغذائي ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫نداء أول نوفمبر الذي من بين أهدافه تجميع و تنظيم كل الطاقات المخلصة للشـعب‬

‫‪‬‬

‫ميثـ ــاق وادي الصـ ــومام ‪20‬أوت ‪ 1956‬الـ ــذي نـ ــص علـ ــى التحكـ ــيم الكامـ ــل للنظـ ــام‬

‫الجزائري من أجل تصفية النظام االستعماري‪.‬‬ ‫االستعماري‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫ميثاق مؤتمر طرابل‬

‫في جوان ‪ 1962‬الذي حدد معالم اإلصالح الزراعي‪.‬‬

‫مشروع الثورة الزراعية ‪.1966‬‬

‫ميثــاق و قــانون الثــورة الزراعيــة الــذي أعــدت مشــروعه و ازرة اإلصــالح الز ارعــي ووافــق‬

‫عليــه مجل ـ‬

‫الثــورة و الحكومــة يــوم ‪ 14‬جويليــة ‪ 1971‬و تــم التوقيــع علــى أمــر تطبيقــه ‪08‬‬

‫نوفمبر ‪ 1971‬جاء فيه ‪ « :‬أن الثورة الزراعية ضرورة اقتضتها حالة عدم المساواة فـي توزيـع‬ ‫األ ارض ــي و ال يخف ــى أن ه ــذا األس ــلوب الرئيس ــي ف ــي انخف ــاض مس ــتوى المعيش ــة للجم ــاهير‬

‫‪Tiano A, le Maghreb entre les mythes , Paris, P.U.F, 1967-11, pages 137, 138 -132‬‬

‫‪119‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫الريفيــة و عــدم قــدرتها علــى تحويــل األســاليب الزراعيــة و مشــاركتها فــي التنميــة االقتصــادية‬

‫للبالد‪.133‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬أثر السياسة المائية على األمن الغذائي‬

‫لقــد كانــت لمختلــف السياســات الفالحيــة المعتمــدة مــن االســتقالل كثابــت مــن الثوابــت‬

‫أهــداف أساســية لتحســين األمــن الغــذائي الــوطني مــن خــالل تطــوير اإلنتــاج و المســاهمة فــي‬

‫تحســين ظــروف المعيشــة‪ .‬وهكــذا جــاءت بعــد مرحلــة التســيير الــذاتي ‪ ،1963‬والثــورة الزراعيــة‬

‫‪ 1971‬الت ــي ك ــان اله ــدف منه ــا العدال ــة االجتماعي ــة و القض ــاء عل ــى الخماس ــة‪ ،‬وتلته ــا من ــذ‬ ‫‪ 1980‬مرحلــة اتســمت بــالتراجع نتيجــة األزمــة االقتصــادية العالميــة‪ ،‬و فــي المرحلــة الحاليــة و‬

‫انطالق ــا م ــن ش ــهر فب اري ــر ‪ 2009‬اعتم ــادا عل ــى خط ــاب الـ ـرئي‬

‫ببس ــكرة كخط ــة اس ــتراتيجية‬

‫للقطاع تهدف إلى مقاربة تنمية مندمجة وتشاركية و ال مركزيـة ضـمن شـكل جديـد مـن الحكـم‬ ‫ال ارشــد و الحكامــة فــي التســيير متمثلــة فــي توجيــه الدولــة إلــى القيــام بتغي ـرات عميقــة للعالقــات‬

‫القائمة بين فاعلي عالم الفالحة و إشراك كل من القطاع العام و الخاص في التنمية‪.‬‬

‫فلقد تطور االنتاج الغذائي اإلجمالي (االنتاج الوطني – الواردات إلى ‪ 08‬م ارت بـين‬

‫‪ 2012-1962‬فلقد عـرف االنتـاج الفالحـي الـذي يمثـل ‪ %70‬مـن الـوفرة الغذائيـة نسـبة نمـو‬ ‫متوسـ ــطة فـ ــي حـــدود ‪ %03‬فـ ــي الســـنة ‪ 1990-1981‬و ‪ %03.2‬بـ ــين ‪ 2000-1991‬و‬

‫‪ %7.3‬بين ‪.2011 -2001‬‬

‫أما األراضي الفالحية فإن أغلبيتها أكثر من ‪ %90‬في يد القطاع الخاص وتمثل إما‬

‫ملكيـات خاصــة أو أ ارضــي ممنوحــة مــن طــرف الدولــة فــي شــكل إمتيــاز قابــل للتجديــد كــل ‪40‬‬ ‫سنة‪،‬أما الدولة فتنحصر مهمتها في التنظيم و الرقابة و الدعم المتعدد األشكال ‪ .‬ومـن خـالل‬ ‫مدارستنا للواقع الفالحي و تطوره خالل هذه العشرية تبين لنا أن اإلستراتيجية المتبعة في هذا‬

‫القطاع ترتكز على الركائز التالية ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫التــدعيم الــدائم لألمــن الغــذائي الــوطني و تحويــل الفالحــة إلــى محــرك حقيقــي للنمــو‬

‫االقتصــادي كمــا تتمثــل هــذه اإلســتراتيجية فــي التقليــل مــن نقــاط الضــعف و تطــوير نقــاط القــوة‬ ‫بفضل إشراك مختلف الفاعلين الخواص والعموميين وشرط الحكمة في التسيير‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫إعداد أطر تشريعية و تنظيمية أكثر مالئمة لمتطلبات الحداثة و العصرنة‪.‬‬

‫‪ -133‬رئاسة مجل‬

‫الوزراء‪ ،‬الثورة الزراعية ‪ ،‬نوفمبر ‪.1971‬‬

‫‪120‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪-‬‬

‫تطوير و تحسين الزراعة الصناعية‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫تسويق يضمن تثمينا أفضل لإلنتاج‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫تقوية ضرورية لوظيفة الرقابة‪.‬‬

‫‬‫‪-‬‬

‫‪-1‬‬

‫تجنيد و تثمين مستدام للموارد المائية‪.‬‬

‫جهاز للتأطير و للبحث و التنمية‪.‬‬

‫‪ ‬الركائز الثالث في اإلستراتيجية الفالحية لضمان األمن الغذائي ‪:‬‬

‫استراتيجية لتنمية المنداطق الريفيدة ‪ :‬وتهـدف هـذه االسـتراتيجية إلـى تنميـة منسـجمة‬

‫ومســتدامة لألقــاليم الريفيــة و التأكيــد علــى الالمركزيــة و علــى التنميــة الريفيــة التســاهمية فــي‬ ‫إطــار إصــالح الدولــة ودمقرط ــة المجتمــع و الحكــم ال ارشــد لألق ــاليم و يهــدف برنــامج التجدي ــد‬ ‫الريفي الذي هو أوسع من التجديد الفالحي إلى م‬

‫كل األسر التي تعيش وتعمل في الوسط‬

‫الريفي خاصـة فـي المنـاطق الصـعبة التـي تتميـز بصـعوبة الحيـاة و االنتـاج يكـون بهـا صعب ـ ــا‬

‫(الجب ــال ‪ ،‬الس ــهوب ‪ ،‬الص ــحراء ) وذل ــك عب ــر القي ــام بعملي ــات حماي ــة األحـ ـواض المنح ــدرة ‪،‬‬ ‫تسيير و حماية الثروة الغابية ‪ ،‬مكافحـة التصـحر ‪ ،‬حمايـة الفضـاءات الطبيعيـة و المسـاحات‬

‫المحمية و استصالح األراضي‪.‬‬

‫‪-2‬‬

‫اسددتراتيجية التجديددد الفالحددي ‪ :‬ويهــدف هــذا التوجــه إلــى تكثيــف و عصـرنة االنتــاج‬

‫ف ــي المس ــتثمرات الفالحي ــة ‪ ،‬ومعن ــى ه ــذا التوج ــه ه ــو ان ــدماج الف ــاعلين ف ــي القط ــاع الع ــام و‬ ‫الخاص من أجل نمو داخلي دائـم ومـدعم لالنتـاج الفالحـي‪ .‬مـن بـين األولويـات التـي أعطيـت‬ ‫فــي اإلنتــاج ‪ :‬الحبــوب ‪ ،‬البقــول الجافــة ‪ ،‬الحليــب اللحــوم الحم ـراء ‪ ،‬البيضــاء ‪ ،‬البطــاط‬

‫‪،‬‬

‫الطمــاطم الصــناعية ‪ ،‬ز ارعــة الزيتــون و النخيــل‪ ،‬البــذور ‪ ،‬الشــتائل و المورثين‪.‬باعتبــار هــذه‬

‫األولويات أساسية في حياة الفرد وقضاء على التبعية‪.‬‬

‫‪-3‬‬

‫االستراتيجية البشرية ‪ :‬تقويـة القـدرات البشـرية و المسـاعدة التقنيـة و يشـمل المحـاور‬

‫التالية ‪ :‬عصرنة مناهج اإلدارة الفالحية ‪ ،‬استثمار في البحث و التكوين واإلرشـاد الفالحـي ‪،‬‬ ‫تعزيــز القــدرات الماديــة‬

‫و البش ـرية لكــل المؤسســات و الهيئــات المكلفــة بــدعم منتجــي و‬

‫متعــاملي القطــاع ‪ ،‬تعزيــز الرقابــة‬

‫و الحمايــة البيطريــة و الصــحة النباتيــة و مصــالح‬

‫تصديق اليذور و الشتائل و الرقابة التقنية ومكافحة حرائق الغابات‪.‬‬

‫‪121‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫فاألمن الغذائي أصـبح هـاج‬

‫كـل الـدول إذ أن مشـكلة األمـن الغـذائي العربـي أخـذت‬

‫تكتسب طابعا سياسيا متزايدا على مستوى العالقـات الدوليـة بالنسـبة للقمـح بصـفة خاصـة‪.134‬‬ ‫وســنحاول مــن خــالل الجــداول التابعــة توضــيح الجهــود المبذولــة مــن طــرف الج ازئــر لضــمان‬

‫أمنهـا الغــذائي المعتمــد أساسـا علــى أمنهــا المــائي كمـا أســلفنا ســابقا‪ ،‬وبالتـالي فــإن الغــذاء لــي‬ ‫فقط ضمان الحياة بقدر ما هو الحفاظ على الجانب الصحي في أحسن‬

‫أوجهه‪.135‬‬

‫أعطى البرنامج الفالحي المعطيات التالية بناء على اإلستراتيجية الفالحية ‪:‬‬ ‫‬‫‪-‬‬

‫‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫‪ 900.000‬ألف مستثمر فالحي ( فالحين و مربين) نهاية ‪.2011‬‬

‫‪ 150.000‬شريك لدى الصندوق الوطني للتعاضدية الفالحية و ‪ 300‬ألف مستعمل‬ ‫‪ 1091‬تعاونية فالحية معتمدة و ‪ 84.000‬منخرطا‪.‬‬ ‫هذا البرنامج الـذي يـدخل ضـمن تطـوير هياكـل الفالحـة مكـن مـن اسـتفادة ‪681200‬‬

‫أسرة أو ما يعادل ‪ 3.649.456‬سكان األرياف أو المناطق المعزولة و النائية‪.‬‬ ‫‪ ‬بلوغ النمو االقتصادي من خالل المستثمرة الفالحية ‪:‬‬

‫مــن بــين اإلصــالحات التــي أدخلــت إصــدار القــانون األساســي للفــالح الــذي يــنظم شــروط‬ ‫وكيفية االنتماء إلى هذه المهنة وذلك سنة ‪ 1996‬وقد تم االعتراف إلى غاية ‪ 31‬ديسمبر ب‬

‫‪ 900.000‬فالحــا بإمكــانهم الحصــول علــى الــدعم المــالي و التقنــي للرفــع مــن االنتاجيــة كمــا‬ ‫ساهم هذا القانون في القضاء غلى المعوقات التـي كـان يعـاني منهـا الفـالح كالتـأمين العقـاري‬

‫منذ دخول الديوان الوطني لألراضي الفالحية فـي النشـاط ابتـداءا مـن أوت ‪ 2010‬وقـد وضـع‬

‫القــانون(‪ )1‬مفهــوم المســتثمرة الفالحيــة « تعتبــر المســتثمرة الفالحيــة وحــدة إنتاجيــة تتشــكل مــن‬ ‫األمالك المنقولة وغير المنقولة ومن مجموع قطعان المواشـي و الـدواجن و الحقـول والبسـاتين‬ ‫‪136‬‬

‫و االستثمارات المنجزة وكذا القيم المادية بما فيها العادات المحلية‪».‬‬

‫‪ -134‬جامعة األمم المتحدة‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬استراتيجية األمن الغذائي في الدول العربية‪،‬‬

‫بيروت طبعة‪ ، 1‬ص‪81‬‬

‫‪- Maurice Aubin, Pratique de l’alimentation en collectivité, ed ESF,Paris XVII, 1974 3ed‬‬

‫‪ -136‬ج ج د ش‪،‬قانون التوجيه الفالحي رقم ‪ 16/08‬المؤرخ ‪ 03‬غشت ‪.2008‬‬

‫‪122‬‬

‫‪135‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫وكتقييم لهذه االصالحات الهيكلية(‪ )2010 – 2000‬فقد بذلت جهود معتبرة في الميـدان‬

‫بقصد الرفع من اإلنتاجية و التقليل من االستيراد للمواد الفالحيـة ضـمانا لألمـن الغـذائي‪ ،‬هـذه‬ ‫اإلصالحات التي مكنت من ‪:‬‬

‫‪137‬‬

‫‪-‬‬

‫انخفاض في األراضي المتواجدة في راحة إلى ‪. %11‬‬

‫‪-‬‬

‫ارتفاع في غر األشجار ‪. %82‬‬

‫‪-‬‬

‫انخفاض في األراضي الحلفاوية ‪. %14‬‬

‫‬‫‪-‬‬

‫انخفاض في المروج الطبيعية ‪. %30‬‬

‫زيادة في األراضي المسقية ‪. %99‬‬

‫كم ــا اتخ ــذت الدول ــة قـ ـ ار ار بمس ــح ال ــديون البنكي ــة للفالح ــين و المق ــدرة ب ‪ 41‬ملي ــار دج س ــنة‬

‫‪ 2009‬تشجيعا لهم على مواصلة العمل الفالحي‪.‬‬ ‫جدول‪ :‬تبيين تطور أهم المنتوجات الفالحية‪.138‬‬

‫المادة المنتجة‬

‫السنوات‬

‫‪2009‬‬

‫‪2010‬‬

‫‪2011‬‬

‫معدل‬

‫‪2008-2000‬‬

‫الحبوب (مليون قنطار)‬

‫‪61.2‬‬

‫‪45.6‬‬

‫‪42.5‬‬

‫‪29.7‬‬

‫الحليب (مليار لتر)‬

‫‪2.39‬‬

‫‪20.7‬‬

‫‪2.93‬‬

‫‪02‬‬

‫جمع الحليب (مليون لتر)‬

‫‪300.5‬‬

‫‪393.3‬‬

‫‪572‬‬

‫‪173.2‬‬

‫‪26.8‬‬

‫‪33‬‬

‫‪38.6‬‬

‫‪17‬‬

‫الحمضيات (مليون قنطار)‬

‫‪8.44‬‬

‫‪7.88‬‬

‫‪11.1‬‬

‫‪5.8‬‬

‫التمور (مليون قنطار)‬

‫‪6.01‬‬

‫‪6.45‬‬

‫‪7.24‬‬

‫‪4.72‬‬

‫الزيتون (مليون قنطار)‬

‫‪4.75‬‬

‫‪3.11‬‬

‫‪6.1‬‬

‫‪2.5‬‬

‫اللحوم الحمراء (مليون قنطار)‬

‫‪3.46‬‬

‫‪3.82‬‬

‫‪4.2‬‬

‫‪2.6‬‬

‫اللحوم البيضاء (مليون قنطار)‬

‫‪2.09‬‬

‫‪2.82‬‬

‫‪3.36‬‬

‫‪1.95‬‬

‫البطاط‬

‫(مليون قنطار)‬

‫‪ -137‬و ازرة الفالحة و التنمية الفالحية ‪،‬مسار التجديد الفالحي عرض و آفاق‪ :‬ماي ‪،2012‬ص ‪.21‬‬ ‫‪ -138‬المصدر ‪ :‬حصيلة و ازرة الفالحة و التنمية الريفية ‪.2011‬‬

‫‪123‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫تحليـل هــذه المعطيــات يبــين نمـوا ملحوظــا فــي االنتــاج الـوطني للمـواد األساســية حيــث‬

‫يفســر نســبة نمــو االنتــاج الفالحــي فــي الســنوات العشــر األخي ـرة ب ‪ %7.3‬فــي الســنة مقابــل‬ ‫‪ %3.2‬في العشرية السابقة‪ .‬ومنذ انطالق سياسة التجديـد الفالحـي و الريفـي سـنة ‪ 2009‬تـم‬

‫صياغة ‪6059‬‬

‫مشروعا(‪)1‬‬

‫من بينها ‪ 4165‬مشروعا تم االنطالق فيه في ‪ 1241‬كما تقرر‬

‫بالنســـبة للفت ـ ـرة الممتـ ــدة ‪ 2014- 2009‬برمجـــة ‪ 12.148‬مشـ ــروعا جواريـ ــا للتنميـ ــة الريفيـ ــة‬

‫المندمجة منها ‪ 6059‬للفترة ما بين ‪.2011 – 2009‬‬ ‫وق ــد مـ ـ‬

‫ه ــذا البرن ــامج اإلنم ــائي ف ــي المي ــدان الفالح ــي للس ــنوات ‪2011- 2009‬‬

‫‪ 1241‬بلديــة و ‪ 5187‬قريــة م ـ‬

‫ح ـوالي ‪ 3.649.456‬مــن ســكان الريــف معظمهــم فــي‬

‫المنــاطق المعزول ــة و النائي ــة وق ــد س ــاهمت قطاع ــات أخ ــرى ف ــي إنج ــاح ه ــذا البرن ــامج مث ــل ‪:‬‬ ‫الكهرباء‪ ،‬التطهير‪ ،‬غاز المدينة من أجل حياة أفضل للفرد الجزائري في األرياف و القرى‪.‬‬ ‫‪ ‬التطورات التي عرفها القطاع لدعم األمن الغذائي ‪:‬‬

‫‪ -‬بالنسـبة للبــذور المســلمة للمنتجــين مــن طـرف شــبكة تعاونيــة الحبــوب و البقــول الجافــة‬

‫لموســ ــم ‪ 2012-2011‬تقــ ــدر ب ‪ 1.662‬مليــ ــون قنطـ ـ ــا ار مقابـ ـ ــل ‪ 1.446‬ف ـ ــي الموسـ ـ ــم‬ ‫الماض ــي‪ :‬م ــا يع ــادل نس ــبة تغطي ــة تق ــدر ب ‪ ، %47.7‬فق ــد بل ــغ انت ــاج ب ــذور البط ــاط‬ ‫‪ 272.215‬مقابل ‪ 236.468‬طن سنة ‪ 2010‬و ‪ 217.534‬طن سنة ‪.2009‬‬

‫‪ -‬المكننة ‪ :‬تم تسليم مـا يزيـد عـن ‪ 7829‬جـ ار ار جديـدا عـن طريـق قـرض اإليجـار لبنـك‬

‫الفالحة يمثل ‪ %11‬من الحظيرة الوطنية للج اررات ‪ 1252 ،‬حاصـدة مـا يقابـل ‪ %06‬مـن‬ ‫الحظيرة الوطنية‪.‬‬

‫‪ -‬بالنس ــبة لألس ــمدة للموس ــم ‪ 2011-2010‬فق ــد بل ــغ حج ــم األس ــمدة الموزع ــة ف ــي ك ــل‬

‫األنواع ‪ 257.516‬طن في موسم ‪ 2010-2009‬و ‪ 172.824‬طن في موسم ‪-2008‬‬ ‫‪ 2009‬فـ ـ ــارتفع بـ ـ ــذلك خصـ ـ ــوبة األ ارضـ ـ ــي التـ ـ ــي انتقلـ ـ ــت مـ ـ ــن ‪ 130.000‬هكتـ ـ ــا ار فـ ـ ــي‬ ‫‪ 2009/2008‬إلى ‪ 404.000‬هكتا ار في ‪ 2010-2009‬و إلـى ‪ 543.779‬هكتـا ار فـي‬

‫‪ 2012-2011‬بالنسبة لألسمدة الجوفية و‪ 382.000‬هكتا ار في ‪ 2011-2010‬بالنسبة‬ ‫ألسمدة التغطية‪.‬‬

‫‪ -‬ث ــروة األبق ــار ‪ :‬بالنس ــبة الستيسـ ـراد األبق ــار الول ــود س ــنة ‪ 2008-2007‬ت ــم اس ــتيراد‬

‫‪ 2357‬و‪ 1214‬بقرة بينما في سنة ‪ 2009‬و هي السـنة التـي انطلـق فيهـا برنـامج الحليـب‬

‫‪124‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫تــم اســتيراد ‪ 15.000‬بقـرة ‪ ،‬وقــد بلــغ اســتيراد ‪26.600‬بقـرة ســنة ‪ 2011‬أي مجمــوع أكثــر‬

‫من ‪ 67.000‬بقرة منذ ‪ 2009‬وذلك لتلبية حاجيات المواطن من هذه المادة األساسية‬

‫‪ -‬وضمن االستراتيجية التي حددت لضمان االنتاجية وبالتالي ضمان األمـن الغـذائي و‬

‫باعتبـ ــار أن المـ ــاء هـ ــو ركي ـ ـزة هـــذه االسـ ــتراتيجية فقـــد شـ ــهد القطـ ــاع ترقيـ ــة أنظم ــة السـ ــقي‬ ‫المقتصــدة للمــاء كعامــل فــي عصـرنة الفالحــة و تحســين اسـتعمال الــري الفالحــي و بالتــالي‬

‫ارتفعــت المســاحة المســقية المجه ـزة مــن ‪ 359.163‬هفــي ‪ 2009‬إلــى ‪ 449.224‬ه فــي‬ ‫‪ 2011‬أي بزيادة ‪ 90061‬هكتارا‪ .‬وتهدف اآلفاق ‪ 2014‬إلى ‪ 1.6‬مليون هكتار بالنسـبة‬

‫لسنة ‪ 2009‬كانت تقدر المساحة المسقية ب ‪ 936.862‬هكتا ار وقد بلغت سـنة ‪: 2011‬‬ ‫‪ 1004530‬هكتا ار أي بزيادة ‪ 67.668‬ه ‪.‬‬

‫‪ -‬كم ــا ت ــم إنش ــاء أزي ــد م ــن ‪ 23.555‬مؤسس ــة ص ــغيرة و متوس ــطة ف ــي مج ــال الز ارع ــة‬

‫الغذائية هذه العمليـة التـي وفـرت أزيـد مـن ‪ 140.000‬منصـب شـغل و ‪ % 33‬مـن القيمـة‬

‫المضافة للصناعة‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬مساهمة اإلطار التشريعي في تطدوير و تجديدد العمدل الفالحدي‬ ‫‪:‬‬

‫مــن أكبــر المعوقــات التــي واجههــا الفــالح هــي قضــية تســوية العقــار إال أنــه وبظهــور‬

‫قانون التوجيه الفالحي رقم ‪ 16/08‬المؤرخ ‪03‬أوت ‪ 2008‬اعتبر االمتياز كـنمط لالسـتغالل‬

‫األ ارض ــي التابعـــة لألمـ ــالك الخاص ــة للدولـــة و حـــدد الق ــانون رق ــم ‪ 03/10‬الم ــؤرخ ‪ 15‬أوت‬

‫‪ 2010‬شروط وكيفيات استغالل األ ارضي الفالحية التابعة لألمالك الخاصة للدولة‪.‬‬

‫ووضح هـذا التشـريع التنظيمـي العديـد مـن الـرؤى الضـرورية لكـل برمجـة لالسـتثمارات‬

‫سـ ـواء أكان ــت فردي ــة أو جماعي ــة أو خاص ــة وح ــرر بص ــفة دائم ــة مب ــادرات االس ــتثمارات ف ــي‬ ‫اإلنتــاج‪ ،‬كمــا أنشــئ الــديوان الــوطني لأل ارضــي الفالحيــة باعتبــاره أداة فعالــة لمتابعــة الوضــعية‬

‫للعقار الفالحي‪ .‬وبصدور القانون ‪ 03/10‬المؤرخ ‪ 15‬أوت ‪ 2010‬تم إيداع ‪ 195.000‬ملفا‬ ‫لدى مصالح الديوان الوطني لأل ارضـي الفالحيـة مـن بـين ‪ 220.000‬مسـتثمرة معنيـة بتحويـل‬

‫حــق االنتفــاع الــدائم إلــى حــق امتيــاز علــى هــذه األ ارضــي‪ ،‬وبإمكاننــا فــي هــذا التحليــل رصــد‬

‫بع ــض القـ ـوانين الت ــي س ــاهمت ف ــي االص ــالح الفالح ــي وكله ــا بغ ــرض االنتاجي ــة الفالحي ــة و‬ ‫تطويرها و التحكم في وسائلها للقضاء على التبعية الغذائية وضمان األمن الغذائي و مكنت‬

‫‪125‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫العــدد الكبيــر مــن الفالحــين مــن الرفــع مــن مســتواهم المعيشــي و حافظــت علــى االســتقرار فــي‬

‫المناطق الريفية‪.‬‬

‫القانون ‪ 16-08‬المؤرخ ‪03‬أوت المتضمن التوجيه الفالحي ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫القـ ـ ــانون ‪ 03-10‬المـ ـ ــؤرخ ‪ 15‬أوت ‪ 2010‬المحـ ـ ــدد لشـ ـ ــروط و كيفيـ ـ ــات اسـ ـ ــتغالل‬

‫‪-‬‬

‫األراضي الفالحية التابعة لألمالك الخاصة للدولة‪.‬‬

‫المرســوم التنفيــذي رقــم ‪ 60-11‬المــؤرخ ‪ 10‬ينــاير ‪ 2011‬المحــدد لكيفيــات اســتغالل‬

‫‪-‬‬

‫األ ارضــي الفالحيــة لألمــالك الخاصــة للدولــة المخصصــة أو الملحقــة بالهيئــات و المؤسســات‬ ‫العمومية ‪.‬‬

‫المنشور الوزاري المشترك رقم ‪ 191‬المؤرخ ‪ 29‬مار ‪ 2011‬المتعلـق بنـزع أ ارضـي‬

‫‪-‬‬

‫فالحية إلنجاز تجهيزات عمومية‪.‬‬

‫القـ ـ ـرار ال ـ ــوزاري المش ـ ــترك رق ـ ــم ‪ 108‬الم ـ ــؤرخ ‪ 23‬فب اري ـ ــر ‪ 2011‬المتعل ـ ــق بإنش ـ ــاء‬

‫‪-‬‬

‫مستثمرات جديدة للفالحة و تربية الحيوانات‪.‬‬

‫وبهــذه الق ـوانين و التنظيمــات فقــد تــم تحديــد ‪ 954‬محيطــا بمســاحة تقــدر ‪453651‬‬

‫هكتا ار تكون لصالح ‪ 23390‬صاحب امتياز‪.‬‬

‫المنشور الوزاري المشترك رقم ‪ 402‬المؤرخ ‪ 06‬يونيو ‪ 2011‬المتعلق بحيازة الملكية‬

‫‪-‬‬

‫العقارية الفالحية‪.‬‬

‫‪ ‬تجنيد االمكانيات المالية‪:139‬‬

‫فــي إطــار اإلســتراتيجية الفالحيــة وبغيــة الوصــول إلــى األهــداف المبرمجــة والمتمثلــة فــي‬ ‫عص ـرنة اإلدارة والتجديــد الفالحــي والريفــي باإلضــافة إلــى حمايــة الصــحة الحيوانيــة والصــحة‬

‫النباتية وكلهـا مجـاالت أساسـية للرفـع مـن المردوديـة فـي الميـدان الفالحـي والصـناعة الفالحيـة‬ ‫ومن تم فإن هذه الجهود تقلص من االستيراد ومن التبعية الغذائية والمتوقع أن المعدل المـالي‬

‫ل‪ 2014-2010:‬للتجديــد الفالحــي يقــدر بحـوالي ‪ 230‬مليــار دج موزعــة كالتــالي‪ 42:‬مليــار‬ ‫دج للتجدي ــد الريف ــي أي ‪%18‬‬

‫‪ 160،‬ملي ــار دج أي م ــا يع ــادل ‪ %69‬خص ــص للتجدي ــد‬

‫الفالحي‪ 28،‬مليار دج أي ما يعادل ‪ %13‬لدعم برنـامج تقويـة القـدرات البشـرية والمسـاعدات‬

‫التقنية‪.‬‬

‫‪ -139‬و ازرة الفالحة والتنمية الريفية‪ ،‬أس‬

‫سياسة التجديد الفالحي‪ ،‬النتائج األولى‪ ،‬ص ‪31‬‬

‫‪126‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫ولتجنيد وتعبئة الطاقات اإلنتاجية وحسب الخطة المعدة مـن طـرف و ازرة الفالحـة والتنميـة‬

‫الريفيــة فقــد تــم إعــداد برنــامج تنفيــذ متضــمن إنشــاء عــدة صــناديق لــدعم المســتثمرين والفالحــين‬ ‫وسكان األرياف وهذه المؤسسات ابتدأت في العمل ابتداء من ‪ 2008‬نذكر منها‬

‫‪-‬‬

‫الصندوق الوطني لتنمية االستثمارات الفالحية‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫الصندوق لوطني لضبط اإلنتاج الوطني‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫صندوق الضمان ضد الكوارث الفالحية‪.‬‬

‫صندوق حماية الصحة الحيوانية وحماية الصحة النباتية‪.‬‬

‫‬‫‪-‬‬

‫صندوق التنمية الريفية واستصالح األراضي عن طريق االمتياز‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫الصندوق الخاص لدعم مربي الماشية وصغار المستغلين الفالحين‪.‬‬

‫صندوق مكافحة التصحر وتنمية االقتصاد الرعوي والسهوب‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫وعن األمن الغذائي فقد انتقلت قيمة اإلنتاج الفالحي الكلـي مـن ‪ 500‬مليـار دج سـنة ‪2001‬‬

‫إلــى ‪ 1600‬مليــار دج ســنة ‪ 2011‬وبقيــة نســبة االســتراد فــي المـواد الغذائيــة ثابتــة أي ح ـوالي‬ ‫‪ %30‬والمالح ــظ أن ال ــوفرة الغذائي ــة ب ــالكيلوغرام‪/‬الحريرات لك ــل نس ــمة وف ــي الي ــوم ف ــي ت ازي ــد‬

‫مستمر‪.‬‬

‫‪1999-1990 1989-1980 1979-1970 1969-1963‬‬ ‫‪2944‬‬ ‫‪2732‬‬ ‫‪2160‬‬ ‫‪1758‬‬

‫‪2004-2000‬‬ ‫‪3100‬‬

‫‪ ‬تقويم االستراتيجية المائية في الجزائر ‪:‬‬ ‫نظـ ار أن مصــادر الميــاه فــي الج ازئــر تعتبــر محــدودة ومتذبذبــة وموزعــة توزيعــا متفاوتــا مــن‬

‫منطقة إلى أخرى‪ ،‬والجزائر تعتبر من الدول تحـت الفقـر المـائي إذ أن حصـة الفـرد مـن الميـاه‬

‫مقدرة بـ ‪ 600‬م‪/3‬سنويا هذا النصيب من الماء الذي هو أقل من الحد المعين من طـرف البنـك‬ ‫العالمي والمقدر ب ـ ‪ 1000‬م‪ 3‬للفـرد فـي السـنة‪ ،‬واذا كانـت اإلمكانيـات المائيـة فـي الج ازئـر تقـدر‬ ‫بـ ‪ 19‬مليار م‪ 3‬البد من تسجيل المالحظات التالية‪:‬‬ ‫‬‫‪-‬‬

‫أن المياه الجوفية في شمال البالد والمقدرة بـ ‪ 02‬ماليير م‪ 3‬مستغلة بنسبة ‪.%90‬‬

‫أن الميــاه الجوفيــة فــي الصــحراء والمقــدرة بـ ـ ‪ 05‬مالييــر م‪ 3‬ســنويا ال تتجــدد إال بكميــة‬

‫مقدرة بـ ‪ 700‬مليون م‪.3‬‬

‫‪127‬‬

‫‪2011‬‬ ‫‪3500‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪-‬‬

‫المياه السطحية والتي تمثل ‪ 3/2‬من اإلمكانيات المائية متسمة بالتذبذب هذه الظـاهرة‬

‫التي تحول دون توفير ‪ 06‬ماليير م‪ 3‬كما أن عملية توزيعها تفرض تحويالت كبرى وباهضـة‬ ‫بغية توفير الماء للمناطق المحتاجة لهذه المادة الحيوية‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫إضــافة إلــى هــذه المعوقــات فــإن ظــاهرة الجفــاف التــي عرفتهــا الج ازئــر خــالل ‪ 25‬ســنة‬

‫األخيرة عقدت من مشكلة الطلب على المياه باعتبار أن العجز فـي التسـاقط المطـري والمقـدر‬

‫حسب المصالح المختصة بـ ‪ %30‬أثر سـلبا علـى تـوفر المـاء بواسـطة السـدود التـي لـم تمـلء‪،‬‬

‫وكــذا علــى تزويــد األحـواض الجوفيــة عبــر تســرب ميــاه المطــر إلــى أعمــاق األحـواض وبالتــالي‬ ‫أثر ذلك كله على الجانب االقتصادي واالجتمـاعي و أحيانـا البيئـي الرتبـاط العـدد الكبيـر مـن‬

‫الساكنة على الزراعة من جهة وارتباط المؤسسات ذات الطابع اإلنتاجي الصناعي بالمياه‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫واذا كـان الـنقص فـي اإلمكانيــات المائيـة فـي الج ازئـر أمـ ار حقيقيـا فإننـا نسـجل مشــاكل‬

‫أخـرى مرتبطــة بالموضـوع زادت مــن تعقيـد الوضــعية نـذكر الــبعض منهـا و التــي استخلصــناها‬

‫من دراستنا للموضوع‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫التوزيع المتفاوت من منطقة إلى أخرى للموارد المائية‪.‬‬

‫‪‬‬

‫التذبذب الموسمي والسنوي للسيالن على سطح األرض‪.‬‬

‫‪‬‬

‫الرسوبات الترابية والطمى في معظم السدود مما قلل من حجم التخزين بصفة عامـة‪.‬‬

‫‪‬‬

‫الفيضـانات واألعاصــير المفاجئـة ومــا ترتـب منهــا مـن خســائر و انج ارفـات وتغيــر فــي‬

‫وتلويث المناطق الزراعية الصالحة كسهول متيجة وعنابة‪.‬‬ ‫الجغرافيا‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫التسربات الكبيرة في قنوات الماء الصالح للشرب وميـاه الصـرف الصـحي نتيجـة سـوء‬

‫التس ــيير أحيان ــا وع ــدم المتابع ــة لعملي ــات إنج ــاز المش ــاريع واعتم ــاد نم ــاذج الم ــد الم ــائي غي ــر‬

‫اقتصادية سواء في القطاع الزراعي أو الحضري‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إشكالية المياه فـي الج ازئـر موسـومة بـالنقص والنـذرة وبالتسـعرة الرمزيـة رغـم أن القيمـة‬

‫الحقيقي ــة أكب ــر م ــن الق ــيم المعتم ــدة وبالت ــالي ف ــإن ض ــرورة البح ــث ع ــن ط ــرق تس ــيير محكم ــة‬ ‫ومدروسة لهذه المادة أصبح أم ار ضروريا‪ ،‬ومن هذا المنطلـق تسـعى الج ازئـر فـي هـذا الميـدان‬

‫تبنــي إســتراتيجية إلــى غايــة ‪ SNAT 2025‬والمتضــمنة خلــق ديناميكيــة ت ـوازن فــي الــتحكم‬ ‫واســتغالل اإلمكانيــات المائيــة وتطــوير الهضــاب العليــا والجنــوب الج ازئــري‪ ،‬هــذا الهــدف الــذي‬

‫يتطلب الشروط التالية‪:‬‬

‫‪128‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ ‬استعمال المياه غير المتجددة واللجوء إلى عملية تحلية مياه البحر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫االنطــالق فــي برمجــة وانجــاز المشــاريع الكبــرى خاصــة تحويــل ميــاه الصــحراء تجــاه‬

‫الهضاب والصحراء ‪.Méridional‬‬ ‫وبه ــدف بل ــو األه ــداف المس ــطرة الت ــي تقتض ــيها المرحلـ ـة‪ ،‬مرحل ــة م ــا بع ــد البت ــرول‬

‫واالعتماد علـى الطاقـة المائيـة كمصـدر هـام يـؤثر علـى كافـة المجـاالت االقتصـادية والزراعيـة‬

‫وغيرهــا ارتــأت الدولــة الجزائريــة إصــدار عــدة آليــات التــدخل والتســيير فــي هــذا القطــاع منهــا‬ ‫التشريعات والتنظيمات للحفاظ على ديمومة هذه المصادر كما برمجت مشاريع قطاعية كبرى‬ ‫عل ــى مس ــتوى األحـ ـواض المائي ــة كم ــا أس ــهمت وأش ــركت الهيئ ــات والمؤسس ــات واألفـ ـراد ف ــي‬

‫التسيير التشاركي للحياة ''النا‬

‫‪-‬‬

‫شركاء في ثالث‪ :‬الماء‪ ،‬الكأل والنار''‪.‬‬

‫مـ ــن هـ ــذه اآلليـ ــات قـ ــانون الميـ ــاه رقـ ــم ‪ 83/17‬المـ ــؤرخ ‪ 16‬جويليـ ــة ‪ 1983‬والنصـ ــوص‬

‫التشريعية األمريـة ‪ 96/13‬المؤرخـة ‪ 15‬جويليـة ‪ 1996‬والقـانون األخيـر رقـم ‪ 12-05‬المـؤرخ ‪04‬‬

‫أوت ‪.2005‬‬ ‫‪-‬‬

‫واذا كانت األمـراض المتأتيـة مـن الميـاه السـبب الرئيسـي فـي الوفيـات عبـر العـالم فـإن‬

‫مرض الكولي ار تسبب في وفـاة ‪ 475‬شخصـا بـالجزائر وكلـف الدولـة حـوالي ‪ 01‬مليـار دينـار‬

‫‪140‬‬

‫ممــا جعلهــا تــولي الجانــب الوقــائي أهميــة قصــوى ضــمن اإلســتراتيجية المائيــة بإعــادة صــيانة‬ ‫أنابيب الربط المائي والصرف الصحي وفرض ضوابط وقائية تحمـي المصـادر المائيـة والبيئـة‬

‫وضوابط للتسيير األمثل لإلمكانيات المادية والبشرية‪.‬‬ ‫إن التمعن في األرقام التي أوردتها األمم المتحدة حول التنمية واألمراض الناجمة عـن األوبئـة‬

‫والمتأتيــة مــن الميــاه يــدرك األهميــة التــي أولتهــا الج ازئــر للجانــب الوقــائي ضــمن هــذه الخطــة‬

‫االستراتيجية حيث جاء في التقرير‪:141‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 1.1‬بليون نسمة ال يستفيدون من مياه صالحة للشرب‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫حوالي ‪ 2.213.000‬وفاة كل سنة وضياع حوالي ‪ 82.196.000‬سنة من حق الحياة‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫‪ 2.4‬بليون نسمة ال يستفيدون من الوقاية الالزمة‪.‬‬

‫‪ . 140‬الهواري بن عيادة‪ ،‬أستاذ بجامعة التكنولوجيا وهران ''األمراض المتأتية من المياه‪ ،‬اإلشكالية وطرق‬

‫التسيير'' بتاريو ‪ 05‬فبراير ‪2013‬‬

‫‪ .141‬المصدر‪ :‬تقرير األمم المتحدة حول التنمية المائية في العالم‬ ‫‪page 102‬‬

‫‪129‬‬

‫» ‪« Water for people water for life‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪-‬‬

‫‪ 02‬بليـ ــون مصـ ــاب بمـ ــرض ‪ Schistosomiases‬و‪ 300‬ملي ـ ــون يعـ ــانون مـ ــن أمــ ـراض‬

‫‪-‬‬

‫أكثــر مــن مليــون مصــاب بمــرض المالريــا ســنويا جلهــم فــي الصــحراء وجنــوب إفريقيــا‬

‫خطيرة ناجمة عن المياه الملوثة والمستعملة‪.‬‬

‫‪ %05‬من هذا العدد ال يتجاوزون ‪ 05‬سنوات‪ ،‬فخالل سنة ‪ 2001‬فقد تم إحصاء ماال يقل عن‬ ‫‪ 42.3‬مليونا ‪ %10‬منهم بأمراض مزمنة‪ ،‬فالمالريا يصيب ‪ 396.8‬مليون حالة سنويا جلهم من‬

‫رجــع بنســبة ‪%1.3‬‬ ‫النســاء الحوامــل وبالتــالي أثــر ذلــك علــى النمــو فــي الــدول اإلفريقيــة حيــث يت ا‬

‫سنويا خالل الثالثين سنة األخيرة‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫وتق ـ ــدر اإلحص ـ ــائيات أن م ـ ــا يف ـ ــوق ‪ 246.7‬ملي ـ ــون مص ـ ــابون ب ـ ـ ـ ‪Schistosomiases‬‬

‫ويتواجــدون فــي جنــوب إفريقيــا والصــحراء‪ ،‬أمــا اإلســهال والنــاجم عــن الميــاه فــإن هــذا المــرض‬

‫يتسبب في وفاة ‪ %04‬وفي عجز ‪.%05‬‬ ‫وعن بعض األسباب المباشرة في هذه األمراض التي يمكن حصرها فيما يلي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫انعدام الصرف المائي وشبكة المياه الصالحة للشرب غير صالحة‪.‬‬

‫‪‬‬

‫العتاد وآالت التعقيم غير مستعملة استعماال عقالنيا وانعدام الرقابة‪.‬‬

‫‪‬‬

‫س ـ ـوائل التعقـ ــيم ‪ JAVEL‬كثي ـ ـ ار مـ ــا تكـ ــون ناقصـ ــة التركيـ ــب الكيميـ ــائي وعـ ــدم مراقبـ ــة‬

‫‪‬‬

‫التوعية واإلعالم ال يؤديان الرسالة المهمة والمتمثلة فـي الوقايـة قبـل العـالج فـالجزائر‬

‫المنتجين الصناعيين لهذه المواد الضرورية‪.‬‬

‫ر مـثال كـل الواليـات سـنة ‪1980‬‬ ‫عرفت مثل هذه األمراض المتأتية عن المياه وقد مست الكولي ا‬

‫عدا والية إليزي التي كانت آنذاك تستعمل مجاري صرف المياه التقليدية‪.142‬‬

‫وضمن العمل التكاملي الدولي ساهم االتحاد األوربي في دعـم الج ازئـر ماديـا ومعنويـا‬

‫وتقنيــا فــي إطــار التبــادل والتعــاون لتــوفير الميــاه الصــالحة للشــرب مــن خــالل االتفاقيــة الثنائيــة‬ ‫أواخر ‪ 2006‬بين الجزائر ممثلة في و ازرة المالية وو ازرة الموارد المائيـة مـع االتحـاد األوربـي‬

‫‪143‬‬

‫وذلك بتقديم مساعدة مالية تقدر بـ ‪ 03‬ماليير دينـار إلنجـاز وتكملـة المشـاريع مـا بـين ‪-2011‬‬

‫‪ 2014‬وقــد ســبق أن ســاهم االتحــاد األوربــي ب ـ ‪ 20‬مليــون أورو مــن أجــل نفـ‬

‫الغايــة والهــدف‪،‬‬

‫‪ .142‬فاروق زاهي‪ ،‬األمراض المتأتية من المياه‪ ،‬مرشد الصحة في الجزائر‪ ،‬ص‪1‬‬ ‫‪http://www.Santemaghreb.com/Algerie. 05/02/2013‬‬

‫‪ .143‬تم إمضاء االتفاقية من طرف سفيرة االتحاد األوربي لو ار بايزة ‪ LAURA BAEZA‬والكتاب العاملين‬ ‫لو ازرة المالية وو ازرة الموارد المائية‪ :‬السيدان ميلود بوطابة وزيدان مراح أواخر ‪.2006‬‬

‫‪130‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫وم ــن أج ــل التكام ــل والتع ــاون ف ــي مي ــدان التس ــيير تم ــت التوأم ــة ب ــين الجزائري ــة للمي ــاه ‪ADE‬‬

‫والشركة البلجيكية للمياه ‪ Wallone‬ونف‬

‫المهام أوكلـت للمتعـاملين مـع القطـاع مـنهم ‪SUEZ‬‬

‫‪ AGBAR ،Environnement‬ف ــي وهـ ـران‪ SEM ،‬بقس ــنطينة وذل ــك لبل ــو الحص ــة المائي ــة ‪24‬‬

‫علــى ‪ 24‬ســاعة‪ ،‬وضــمن هــذه السياســة التكامليــة فإنــه تقــرر إنشــاء مدرســة ماناجمانــت للميــاه‬ ‫بوهران مستقبال من أجل التكوين‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫ويعمل قطاع موارد المياه على تطبيق اإلجراءات والشـروط الواجـب توافرهـا فـي المـاء‬

‫وفق توجيهات المنظمة العالميـة للصـحة وتعمـل الهيئـات والمؤسسـات المركزيـة والمحليـة علـى‬

‫حمايــة الميــاه مــن التلــوث ومراقبتهــا وتحليلهــا بصــفة دوريــة مــع احت ـرام الكميــات مــن المحاليــل‬

‫المس ـ ــتعملة ف ـ ــي عملي ـ ــات التص ـ ــفية والتعق ـ ــيم والتنظي ـ ــف للمي ـ ــاه م ـ ــن العوام ـ ــل الدخيل ـ ــة م ـ ــن‬ ‫البكتيريات‪.144‬‬ ‫‪-‬‬

‫وضــمن اإلســتراتيجية المائيــة وحســب تقــديرات و ازرة الم ـوارد المائيــة ولتلبيــة حاجيــات‬

‫المـواطن مــن الميـاه الصــالحة للشـرب وتلبيــة حاجيــات الز ارعـة والصــناعة فـإن الج ازئــر ستصــل‬

‫إلــى إنجــاز ‪ 80‬ســدا و‪ 13‬محطــة تحليــة لميــاه البحــر‪ ،‬حاليــا تمتلــك الج ازئــر ‪ 65‬ســدا جديــدا وأن‬ ‫الهــدف المســطر مــن طــرف و ازرة المـوارد المائيــة ســيتحقق مــا عــدا ســدين اثنــين سيســلمان ســنة‬

‫‪ ،2015‬كمـا أن إنجـاز ‪ 13‬محطـة لتحليـة ميـاه البحـر سـتوفر كميـة معتبـرة مـن الميـاه الصــالحة‬

‫للش ــرب والمق ــدرة ب ـ ـ ‪ 2.310.000‬م‪ 3‬يوميـ ـا أواخ ــر س ــنة ‪ 2014‬يس ــتفيد منه ــا حـ ـوالي ‪8.105.894‬‬

‫ساكنا منها‪:‬‬

‫‪‬‬

‫محطـة التحليـة بـوهران‪ ،‬والحامــة بـالجزائر العاصـمة‪ ،‬ومحطــة سـكيكدة‪ ،‬وبنـي صــاف‪،‬‬ ‫جينــات ببــومردا ‪ ،‬ومحطــة‬

‫ومحطــة ســوق الثالثــاء بتلمســان‪ ،‬ومحطــة تيبــازة‪ ،‬ومحطــة أر‬

‫مس ــتغانم المنتج ــة س ــنويا ‪ 1.410.000‬م‪ 3‬يومي ــا يس ــتفيد منه ــا حـ ـوالي ‪ 6.036.043‬س ــاكنا‪ ،‬أم ــا‬ ‫المحطات األربع األخرى والتي تتواجد بتن‬

‫والية الشلف‪.‬‬

‫‪‬‬

‫محطة المقطع بوهران والتي بإمكانها إنتاج ‪ 700.000‬م‪ 3‬يوميا فتسلم سنة ‪.2013‬‬

‫‪‬‬

‫أما محطة تيبازة ومحطة الطارف بإنتاج ‪ 200.000‬م‪ 3‬فتنطلق سنة ‪.2014‬‬

‫‪-‬‬

‫واذا كــان المــاء مــادة أساســية وضــرورية لحيــاة اإلنســان والحي ـوان والنبــات فهــو كــذلك‬

‫سـ ــلعة اقتصـ ــادية واجتماعيـ ــة‪ ،‬ومـ ــن أجـ ــل تعمـ ــيم االسـ ــتفادة مـ ــن هـ ــذه المـ ــادة علـ ــى مسـ ــتوى‬ ‫االستهالك المنزلي والزراعي والصناعي فإن الجزائر تدعم ثمن االستهالك حيث أنها تحتسب‬ ‫‪144‬‬

‫‪. OMS. Guidelines for Frinking Water Quality, Derbe editie, 2003.‬‬

‫‪131‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ 06‬دن ــانير للمت ــر المكع ــب كتس ــعرة بينم ــا تق ــدر تكلف ــة مت ــر مكع ــب م ــن المي ــاه المح ــالة ب ـ ـ ‪50‬‬

‫دينار‪/‬م‪ 3‬فور اإلنتاج دون حساب قيمة شبكة الربط وغيرها من المصاريف وذلـك كلـه لتمكـين‬ ‫المواطن من الحصول على الماء لمختلف االستعماالت‪.‬‬ ‫وضمن هذا السياق فإن المؤسسات العاملة في قطاع المياه ‪ SUEZ Environnement‬و أقبار‬

‫‪ AGBAR‬بوهران‪ ،‬و‪ SEM‬بقسنطينة مكلفة بالوصـول إلـى التوزيـع المـائي ‪ 24‬سـاعة علـى ‪24‬‬

‫ساعة كهدف استراتيجي مـع ضـرورة االسـتغالل األمثـل لإلمكانيـات المائيـة والماليـة ألن أزمـة‬ ‫المياه في الجزائر تمثلت بين فقدان التوازن بين االحتياجات والموارد المائية المستغلة ومن ثـم‬

‫أعطــت الدولــة أهميــة للقطــاع ف ـي العش ـرية األخي ـرة مــن خــالل اإلج ـراءات الهادفــة إلــى إعطــاء‬ ‫الميــاه األهميــة الكبــرى فــي مجــال البحــث العلمــي وتعزيــز م اركــز الد ارســات الوطنيــة وتــدعيم‬

‫الوحــدات المكلفــة باإلنجــاز وتطــوير صــناعة تخــدم سياســة الميــاه وتــوفير التجهي ـزات واصــدار‬ ‫قانون المياه‪ ،‬وعلى الرغم من التحسن الملحوظ الـذي طـ أر فـإن مشـكلة الميـاه سـتظل مطروحـة‬ ‫وأن هناك ضرورة لمضاعفة الجهود من أجل توفيرها‪.‬‬

‫المطلددب الثالددث ‪ :‬اسددتنزاف الميدداه مؤشددر علددى نشددوب النزاعددات المسددتقبلية فددي‬ ‫المغرب العربي‪:‬‬

‫إن المنطقــة التــي تتواجــد فيهــا شــعوب المغــرب العربــي والتــي هــي امتــداد للــوطن العربــي‬

‫تحتل مكانة بارزة في القارة اإلفريقية والعـالم لموقعهـا الجيوسياسـي واإلسـتراتيجي‪ ،‬وتمتـاز هـذه‬

‫المنطقــة بوحــدة طبيعيــة وحضــارة قائمــة علــى وحــدة الــدين واللغــة والتــاريو وصــمودها فــي وجــه‬ ‫التحيــات األجنبيــة ومحــاوالت الغــزو واالســتيالء‪ ،‬األمــر الــذي جع ـل منهــا مرك ـ از حساســا فــي‬ ‫التفاعالت الدولية ومركز استقطاب والهيمنة األجنبية‪.‬‬

‫‪ -‬ومــن ثــم فــإن أهــداف التنميــة المغاربيــة المســتقبلية تفــرض علــى هــذه الــدول وضــع أس ـ‬

‫اقتص ـ ــادية موح ـ ــدة ومتكامل ـ ــة ف ـ ــي عص ـ ــر التك ـ ــتالت والتحالف ـ ــات السياس ـ ــية واالقتص ـ ــادية‬

‫والعسكرية‪ ،‬ويفرض عليها نوعا معينا من التضامن وارساء قواعد السـلم واألمـن واالسـتقرار‬

‫ضــمن منظومــة موحــدة تعمــل علــى نشــر الســلم واألمــن وهــذه السياســة البــد لهــا مــن ركــائز‬ ‫ثابتــة وقويــة لتعــاون مثمــر ونزيــه وعــدم اســتنزاف ثــروات دولــة علــى حســاب دولــة أخــرى‬

‫للخروج من المشاكل الهاشمية والتفر لحل معضالت التخلف والتبعية‪.‬‬

‫‪132‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫ وسياســة الج ازئــر منــذ االســتقالل تنبــع مــن إيمــان الثــورة الجزائريــة بــأن وحــدة الشــعوب الــذي‬‫كان باألم‬

‫حلما يراود أبناء المنطقة يفرض اليـوم نفسـه كضـرورة إسـتراتيجية ويجعـل مـن‬

‫السياسة الجزائرية تعمل باستمرار على الحفاظ على السلم واألمن وحسـن الجـوار كمـا جـاء‬

‫ف ــي قـ ـ اررات م ــؤتمر الص ــومام س ــنة ‪ 1956‬تح ــت عنـ ـوان "إتح ــاد ش ــمال إفريقي ــا"‪ :‬وس ــتعنى‬ ‫الجزائر الحرة المستقبلية بتحطيم الحواجز العنصرية التي أقيمـت علـى الحيـف االسـتعماري‬

‫وتعزيز الوحدة واإلخاء‪.145‬‬

‫ فبناء المغرب العربي هذه الديناميكية الجديدة أصـبحت أمـ ار ضـروريا‪ ،‬وشـعوب المنطقـة ال‬‫تريد أن تجوع والغذاء في باطن أراضيها وال تظمأ والماء فـي متنـاول يـديها‪ .‬ومـن هنـا فـإن‬ ‫واقع المنطقة يفرض على قادتهـا أن تكـون الحكمـة فـي الـروابط التاريخيـة والثقافيـة والكفـاح‬

‫والتبصــر هــي المنطلــق والتعــاون المثمــر هــو الوســيلة لتجســيد هــذه الفك ـرة التــي هــي تعبيــر‬

‫صادق عن عمق الروابط التاريخية والنضالية لشعوب المنطقة‪.‬‬

‫المياه السطحية‬

‫المياه الجوفية‬

‫المياه‬

‫نسبة‬

‫التساقط‬

‫القطر‬

‫المنتجة داخل‬

‫المنتجة داخل‬

‫المتجددة‬

‫التساقط‬

‫كلم‪/3‬سنويا‬

‫الجزائر‬

‫‪9.76‬‬

‫‪1.487‬‬

‫‪11.25‬‬

‫‪89‬‬

‫‪212‬‬

‫المغرب‬

‫‪22‬‬

‫‪10‬‬

‫‪29‬‬

‫‪346‬‬

‫‪154.5‬‬

‫تون‬

‫‪3.1‬‬

‫‪1.495‬‬

‫‪4.195‬‬

‫‪207‬‬

‫‪33.87‬‬

‫ليبيا‬

‫‪0.2‬‬

‫‪0.6‬‬

‫‪0.7‬‬

‫‪56‬‬

‫‪98.53‬‬

‫مريتانيا‬

‫‪01‬‬

‫‪0.3‬‬

‫‪0.4‬‬

‫‪92‬‬

‫‪94.82‬‬

‫القطر‬

‫القطر‬

‫الداخلية‬

‫مجموع المياه‬ ‫المتجددة‬

‫نسبة‬

‫التبعية‬

‫السطحية الجوفية‬

‫(‪)%‬‬

‫المياه السطحية‬

‫المياه‬

‫الجوفية‬

‫الجوفية‬

‫الجوار‬

‫الداخلة‬

‫الخارجة‬

‫الجزائر‬

‫‪0.39‬‬

‫‪0.03‬‬

‫‪0.1‬‬

‫‪10.15‬‬

‫المغرب‬

‫‪0.23‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0.03‬‬

‫‪22‬‬

‫القطر‬

‫اآلتية من دول‬

‫المياه‬

‫(مم‪/‬سنويا)‬

‫‪3.599 1.517‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪ .145‬من توصيات مؤتمر توحيد المغرب العربي المنعقد بطنجة أيام ‪ 27‬إلى ‪ 30‬أفريل ‪.1958‬‬

‫‪133‬‬

‫‪0‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫تون‬

‫‪11‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0‬‬

‫‪11.1‬‬

‫‪0.3‬‬

‫‪96.49‬‬

‫ليبيا‬

‫‪/‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0.7‬‬

‫‪0.2‬‬

‫‪06‬‬

‫‪0‬‬

‫موريتانيا‬

‫‪11‬‬

‫‪/‬‬

‫‪/‬‬

‫‪11.1‬‬

‫‪0.3‬‬

‫‪/‬‬

‫إن قراءة متأنية لألرقام تبين التفاوت بين األقطار المذكورة فيما يخص التساقط مما‬

‫يجعل بعضها يلجأ إلى استنزاف المخزون المائي المشترك مثل ليبيا وتون‬

‫على حساب‬

‫الجزائر وبالتالي فإن هذه الظاهرة تؤدي حتما ومع مرور الزمن إلى تناقص الحم الكلي للمياه‬

‫مما يؤثر على دول الجوار‪ ،‬كما أن عدم وجود معاهدات أو اتفاقيات تنظم استغالل لهذه‬ ‫المياه يؤدي حتما إلى نزاعات مستقبلية بين األطراف المشتركة في هذه األحواض المائية‬

‫المزودة والمعتمد في تخزينها على التساقط المطري بنسبة عالية‪.146‬‬

‫مؤشرات النزاع حول المياه في المغرب العربي‪:‬‬

‫ إن عملية االستنزاف الالمعقول للمياه الجوفية والمقدرة بـ ‪ 31.000‬مليار م‪ 3‬من طرفي‬‫دولتي تون‬

‫وليبيا ظاهرة بإمكانها هدر المخزون المائي المتواجد باألراضي الجزائرية حيث‬

‫أن ثلثي هذا المخزون والمقدر بـ ‪ 20.000‬مليار م‪ 3‬كله داخل التراب الجزائري‪.147‬‬

‫ تعرف المنطقة حف ار عشوائيا لآلبار حيث سجل حفر أكثر من ‪ 11.000‬بئ ار وبالتالي فإن‬‫هذه العملية تم ؤكن من استنزاف حوالي ‪ 2.5‬مليار م‪ 3‬وتضعف من المخزون المائي الباطني‬ ‫للمنطقة‪.‬‬

‫ ساهمت عملية حفر وانجاز النهر العظيم في ليبيا في استنزاف المخزون المائي وذلك‬‫ابتداء من ‪ 1984‬ألن تغذيته تتم عن طريق المياه الجوفية المشتركة بين الدولتين وحسب‬

‫األخصائيين في قطاع الهيدروغرافيا فإن هذه العملية تؤدي إلى تفاقم األزمة المائية الليبية‬

‫وبالتالي فإن احتياجات هذا القطر ستقسم على ‪ 10‬خالل ‪ 50‬سنة القادمة‪.‬‬

‫ وضمن اإلستراتيجية المائية الدولية التي خصصت "وكالة دولية لمراقبة وحماية المنطقة من‬‫التصحر" والمتواجد مقرها في تون‬

‫" ‪ "sos‬كما أوكلت لها مهمة تنمية منطقة الساحل‬

‫‪ .146‬المصدر ‪ :‬البنك العالمي التقرير رقم ‪ 36270/D7‬الصادر بتاريو ‪ 2007/09/15‬من طرف مجموعة‬

‫التطوير االقتصادي واالجتماعي المكلفة بمنطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا ‪FAO. N°= 36270/D7‬‬ ‫‪ .147‬حسب العالم في الهيدروغرافيا الجوفية جان مرغات ‪ Jean Mergat‬بحث منشور بتاريو‬ ‫‪ 2013/01/05‬الجريدة ‪ Quotidien‬ص‪ 05‬من طرف أ‪.‬بودرومة‪.‬‬

‫‪134‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫ومحاربة ظاهرة الفقر‪ ،‬فإن االستنزاف للمياه الجوفية بطرق غير منتظمة أصبح أم ار يهدد‬

‫المنطقة كلها بالنضوب والتناقص‪.‬‬

‫ إن احتياجات الجزائر من الكهرباء والمقدرة إلى غاية ‪ 2020‬بـ ‪ MW22.000‬أو ما‬‫إنتاج ‪ 22‬محطة كهربائية جعلها تدرج ضمن برامجها التنموية في المناطق‬

‫يعادل‬

‫الصحراوية من أجل الحفاظ عل الطاقة وامنها المائي‪.‬‬

‫‪ -‬برنامج ‪ DESETEC‬القاضي بتوفير الكهرباء والماء الشروب بواسطة محطات الطاقة‬

‫الشمسية‪ ،‬وقد انطلقت األشغال بمشاركة المركز الفضائي األلماني ‪ TREC/DLR‬علما أن‬ ‫احتياجات العالم من الكهرباء تقدر بـ ‪ 18‬مليون ‪/GWh‬سنة والجزائر تساهم بـ‬

‫‪/twh10‬سنة‪ .‬وهو إنتاج ضئيل مما جعلها تعد برنامجا متجددا الستغالل الطاقة الشمسية‬ ‫في الصحراء ضمن اإلستراتيجية المائية‪.‬‬

‫ فاألزمة المائية في المغرب العربي بإمكانها أن تخل بالسالم واالستقرار في هذه المنطقة‪،‬‬‫فاآلفاق التي يفتحها التعاون النزيه في مجال استخدام المياه الجوفية أصبح ضرورة والبد أن‬ ‫تدرك دول المغرب العربي بأن أمنها وتطورها مرتبط بالحفاظ على المخزون المائي ضمن‬

‫خطط إستراتيجية تحفظها من مخاطر التبعية الغذائية والصناعية المرتبطة بالمياه وتضمن‬ ‫للسالم في المنطقة االستم اررية‪.148‬‬

‫‪ -‬وتون‬

‫هي األخرى تستفيذ من المياه الجزائرية عبر واد طوله ‪ 365‬كلم ينبع من مجردة‬

‫ليغذي مساحات كبرى زراعية‪ ،‬وانطالقا من ‪ 1995‬سنة الشروع في إنجاز بعض السدود‬

‫إلنتاج الكهرباء الحت في األفق المغاربي أزمة الصراع حول المياه بين القطرين‪ ،‬ومن ثم‬ ‫يمكننا القول أن أزمة المياه في المغرب العربي ذات طابع جيوسياسي شبيهة‬

‫‪149‬‬

‫بتلك التي‬

‫يعيشها المشرق العربي الناجمة عن محاولة السيطرة على مصادر المياه من طرف‬

‫إسرائيل‪.‬‬

‫ والجزائر انطالقا من هذه المسلمة "أن الماء هو عصب الحياة" ونظ ار لمكانته اإلستراتيجية‬‫التي أصبح يحتلها سالح الغذاء في المعركة القائمة ضد التخلف والتبعية فإنها الزالت تبذل‬ ‫قصارى جهودها لزيادة اإلنتاج الفالحي والصناعي وتعبئة الطاقات المائية بوعي من خالل‬

‫‪TREC : Trans-Mediterranen Renewable Energy Cooperation.‬‬

‫‪‬‬

‫‪ . 148‬بن يمين سطورة‪ ،‬أكرم إليا ‪ ،‬األبواب المائة على المغرب‪( ،‬الجزائر مؤسسة دحلب‪ ،‬نوفمبر ‪.)1999‬‬ ‫‪. Benjamin Store, les 100 Portes du Maghreb, Ed « l’atelier Paris » éditions ouvriers, Octobre‬‬ ‫‪1999.‬‬

‫‪135‬‬

‫‪149‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫ترشيد االستغالل للمياه سواء أكانت جوفية أو سطحية ومحاربة الظواهر السلبية بمختلف‬ ‫أنواعها وبإشاعة الوعي بأهمية االستخدام الرشيد لكل اإلمكانيات الوطنية بشرية كانت أو‬

‫مادية وبالسهر على ح‬

‫الدراسات العلمية‪.‬‬

‫تطبيق القوانين وانجاز المشاريع في آجالها المحددة ووفق‬

‫المطلب الرابع‪ :‬اآلفاق المستقبلية‬ ‫لي‬

‫يسي ار على الدول النامية أن تتصدى لعملية االحتياجات في جل القطاعات‬

‫خاصة في المجاالت اإلستراتيجية كالمياه‪ ،‬كما أنه لي‬

‫يسي ار عليها مسايرة غيرها من الدول‬

‫في المجاالت العلمية والتكنولوجية الحديثة إال عن طريق الدراسات واألبحاث العلمية السلمية‬

‫إلعداد تخطيط شامل لكل جهد أو نشاط تبذله في سبيل لتحقيق أهداف مرسومة ومعينة‪.‬‬

‫فالخطة كما يعرفها شارل بتلهايم هي جملة من التدابير التي انعقد عليها العزم لتنفيذ مشروع‬

‫أو مشروعات معينة لتحقيق أهداف محددة‪ ،150‬فالنظرة المستقبلية للجزائر حول المياه مرتبطة‬ ‫بتنسيق بيئي متنوع‪ ،‬ومرتبطة بالعالقة بين التطور الزراعي والصناعي وكذا بالنمو‬

‫الديمغرافي‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫بينت الكثير من الدراسات التي قامت بها و ازرة الموارد المائية وبإشراف الوكالة‬

‫الوطنية للمصادر المائية ‪ ANRH‬أنه تم تحديد جل األحواض المائية عبر التراب الوطني‬ ‫والمقدرة بـ ‪ 211‬حوضا من بينها ‪ 170‬متواجدة بالشمال هذه األخيرة التي تعرف االستغالل‬ ‫بدرجة عالية مما يقلل من حجمها المائي كما أنها معرضة لإلصابة باألمالح لقربها من‬

‫البحر وهي ظاهرة تهدد هذه المصادر الهامة وبالتالي يتأثر النظام التوزيعي للمياه مستقبال‬

‫ويهدد الساكنة الذين يعرفون نموا ديمغرافيا متزايدا وهجرة نحو المدن‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫إن هذه األحواض المائية في شمال البالد قادرة على تخزين حجم مائي قابل‬

‫لالستغالل مقدر بـ ‪ 2724‬هكتومتر‪/‬مكعب سنويا في السنوات العادية وبـ ‪762‬‬

‫هكتومتر‪/‬مكعب في سنوات الجفاف وبالتالي بينت الدراسات أن الحجم المائي للوحدات‬

‫الهيدروجيولوجية (‪ )29‬المتواجدة في الجنوب يقدر بـ ‪ 257‬هكتومتر‪/‬مكعب سنويا مهما‬

‫‪ . 150‬محمد جمال برعي‪ ،‬فن التدريب الفني في مجاالت التنمية (القهرة‪ :‬دار الحمامي للطباعة‪ ،‬الطبعة ‪،1‬‬ ‫‪ )1970‬ص‪.129‬‬

‫‪136‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫تغيرت األحوال المناخية وبمعنى آخر فإن حجمها سيظل ثابتا عك‬

‫البالد‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫األحواض المائية شمال‬

‫وفي الصحراء جنوب البالد فإن الحجم المائي الذي تم ضخه قدر بـ ‪670‬‬

‫هكتومتر‪/‬مكعب سنويا وارتفع إلى أكثر من ‪ 1000‬هكتومتر‪/‬مكعب سنويا ويهدف المشروع‬

‫لنقل المياه (جنوب جنوب‪ ،‬وجنوب نحو الهضاب العليا) إلى بلو ضو كمية مياه تقدر بـ ‪2‬‬

‫م‪/3‬ثانية‪ ،‬و‪ 16.6‬م‪/3‬ثانية أو ما يعادل ‪ 63‬هكتومتر مكعب‪/‬سنويا ليصل إلى ‪ 1700‬م‪/3‬سنة‬ ‫مستقبال وذلك لتمكين السقي الفالحي بمساحة ‪ 300.000‬هكتار‪.‬‬

‫‪ ‬جدول التحويل المائي في الجنوب‪:151‬‬ ‫األحواض‬ ‫جنـ ـ ــوب مسـ ـ ــعد ‪P1‬‬ ‫ب‪1‬‬ ‫واد المحــاقن غردايــة‬ ‫‪P2‬‬ ‫واد س ـ ـ ـ ــيقر منطق ـ ـ ـ ــة‬ ‫غرداية ‪P3‬‬ ‫واد سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيقر واد‬ ‫النامو‬

‫آفاق‬

‫اإلنتاج‬

‫المستفيدون‬

‫م‪3‬اثانية‬

‫‪2010‬‬

‫‪3.7‬‬

‫‪2020‬‬

‫‪2.0‬‬ ‫‪2.5‬‬

‫‪2030‬‬

‫‪1.9‬‬ ‫‪2.1‬‬

‫‪2040‬‬

‫‪2.3‬‬ ‫‪2.1‬‬

‫مسـ ــعد‪-‬حاسـ ــي بحـ ــبح‪-‬عـ ــين وسـ ــارة‪-‬عـ ــين الحجـ ــل‪-‬سـ ــيدي‬ ‫عيسى‪-‬مسيلة‪-‬تيارت‬ ‫األغواط‪-‬تاجمونت‪-‬اإلدريسية‪-‬آفلو‪-‬واد جالل‪-‬سيدي خالـد‪-‬‬ ‫بسكرة‪-‬بن سرور‪-‬بوسعادة‬ ‫تاجرونة‪-‬تيارت‪-‬فرندة‪-‬سعيدة‪-‬الجلفة‪-‬آفلو‬ ‫فــيض البطمــة‪-‬عــين الملــح‪-‬مســيلة‪-‬عــين الصــفراء‪-‬النعامــة‪-‬‬ ‫مشرية‪-‬سعيدة‬

‫لعل من األهداف التي تسعى إليها الدولة هو تحقيق مستوى معيشي الئق لرعاياها ولن يتأتى‬ ‫ذلك إال عن طريق اإلنتاج في الميدانين الزراعي والفالحي المرتبطين بعنصر الماء الذي هـو‬

‫ركيزة أساسية في حياة كافة الكائنات‪.‬‬

‫وباستعراضنا للمعطيات اإلحصائية السابقة نخلص القول أن اإلستراتيجية المائية فـي الج ازئـر‬

‫تهدف إلى‪:‬‬

‫‪ .151‬برنامج ‪ MEDA‬لالتحاد األوربي‪ ،‬المخطط الوطني للمياه‪ ،‬الجزء ‪ ،1‬دراسة االتحاد األوربي حول المياه‬ ‫في الجزائر‪ ،‬بالتنسيق مع و ازرة الموارد المائية‪ ،‬أوت ‪ ،2010‬ص‪.104‬‬

‫‪137‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪-‬‬

‫تزويد السكان بالماء الشروب فبعد أن كانت نسبة التزود ‪ %78‬في ‪ 1999‬فإن البرامج‬

‫‪-‬‬

‫الربط بقنوات الصرف الصحي الذي يعتبر ضرورة ورفع النسبة من ‪ %86‬سنة ‪2009‬‬

‫‪-‬‬

‫الوصول إلى حصة الفرد من الماء الصـالح للشـرب يوميـا ورفعهـا مـن ‪ 170‬لتـ ار يوميـا‬

‫المسطرة تهدف إلى بلو نسبتي ‪ %98‬سنة ‪ 2025‬و ‪%98‬سنة ‪.2040‬‬

‫إلى ‪ %98‬سنة ‪.2025‬‬

‫سنة ‪ 2009‬إلى ‪ 180‬لت ار يوميا سنة ‪.2025‬‬

‫هــذه األهــداف لــن تتحقــق إال عــن طريــق تجنيــد اإلمكانيــات الماديــة والبش ـرية وانتهــاج سياســة‬

‫محكمة في االستعمال واالستغالل للمياه حسب المعطيات التالية‪:152‬‬ ‫‪-‬‬

‫رفع حجـم الميـاه المتجـددة ‪ eaux conventionnelles‬فبعـد أن كانـت سـنة ‪ 2009‬مقـدرة‬

‫‪-‬‬

‫تعبئـة جديـدة عــن طريـق الميــاه غيـر المتجــددة (تحليـة الميــاه) فقـد عرفــت هـذه العمليــة‬

‫بـ ‪ 8500‬مليون م‪ 3‬إلى ‪ 11.000‬مليون م‪/3‬سنة‪.‬‬

‫تطــو ار ملحوظــا حيــث كانــت‪ 50 :‬مليــون م‪/3‬ســنويا ســنة ‪ ،2005‬و‪ 690‬مليــون م‪ 3‬ســنة ‪،2009‬‬

‫لتصل العملية المبرمجة إلى بلو ‪ 800‬مليون م‪/3‬سنة ‪ 2025‬فـ ‪ 1000‬مليون م‪ 3‬سنة ‪.2040‬‬ ‫‪-‬‬

‫ر فمــن ‪ 160‬مليــون م‪/3‬ســنة فــي ‪ 1999‬و‪230‬‬ ‫تصــفية الميــاه عمليــة عرفــت تطــو ار كبي ـ ا‬

‫مليـ ــون م‪/3‬سـ ــنة خـ ــالل ‪ 2005‬و ‪ 600‬مليـ ــون م‪/3‬سـ ــنة خـ ــالل ‪ 2009‬لتصـ ــل إلـ ــى ‪ 900‬مليـ ــون‬ ‫م‪/3‬سنة خالل سنة ‪.2040‬‬

‫كما أن المخططات الموضوعة ضمن اإلستراتيجية تهدف إلى رفع النسب‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫الماء الشروب‪ :‬النسبة كانـت ‪ %78‬سـنة ‪ %90 ،1999‬سـنة ‪ %93 ،2005‬سـنة ‪،2009‬‬

‫‪-‬‬

‫ال ـربط بالصــرف الصــحي‪ :‬النســبة كانــت ‪ %72‬ســنة ‪ %81 ،1999‬ســنة ‪%86 ،2005‬‬

‫لتبلغ ‪ %98‬سنة ‪ 2025‬و‪.2040‬‬

‫سنة ‪ ،2009‬لتبلغ ‪ %98‬سنة ‪ 2025‬و‪.2040‬‬ ‫بهذه الجهود يمكن لقطاع المياه والموارد المائية بالجزائر الوصول إلى النتائج التالية‪:‬‬

‫‪ .152‬و ازرة الموارد المائية‪ ،‬إستراتيجية المياه في الجزائر‪ ،‬تقرير مقدم بمنتدى القاهرة ‪ 22-21‬نوفمبر‬ ‫‪.2011‬‬

‫‪138‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫فيما يخص تزويد الفرد بالماء لمختلف االستعماالت‪ :‬فبعد أن كانت حصته اليومية ‪ 123‬لت ار‬

‫يوميــا ســنة ‪ ،1999‬و‪ 155‬لت ـ ار ســنة ‪ ،2005‬و‪ 170‬لت ـ ار ســنة ‪ ،2009‬ســتبلغ حصــته خــالل ســنة‬ ‫‪ 2025‬و‪ 2040‬إلى ‪ 180‬لت ار يوميا‪.‬‬

‫وجملــة القــول أن هــذه اإلســتراتيجية تعتبــر الفــرد الج ازئــري أهــم الم ـوارد وأثمنهــا وهــدفا‬

‫ألي إص ــالح سـ ـواء م ــن الناحي ــة االجتماعي ــة أو االقتص ــادية ل ــذلك س ــخرت إمكاني ــات بشـ ـرية‬

‫ضخمة وكفاءات وخبرات عالية كما وفرت اإلمكانيات المالية الهائلة ‪ 2297‬مليار دينار أو ما‬

‫يعــادل ‪ 23‬مليــار أورو إلــى غايــة ‪ 2010‬وتســعى إلــى إنجــاز ‪ 96‬ســدا خــالل ســنة ‪2016-2014‬‬ ‫بعد أن كان عددها ‪ 44‬سنة ‪ ،1999‬لبلو كمية تخزين ‪ 09‬ماليير م‪ 3‬سنويا بعد أن كانـت ‪3.3‬‬

‫مليــار م‪/3‬ســنة ‪ ،1999‬وضــمن هــذا الجهــد االســتراتيجي ولتمكــين المـواطن بشــمال الــبالد حيــث‬ ‫كث ـرة الســكان الحصــول علــى المــاء يوميــا فــإن الخطــة تهــدف إلــى إنشــاء محطــات تحليــة ميــاه‬

‫البحر إضـافية‪ ،‬فقـد كـان عـددها ‪ 13‬بإمكانيـة تخـزين ‪ 2.26‬مليـون م‪ 3‬يوميـا سـنة ‪ 2002‬إضـافة‬

‫إلــى المحطــات الصــغرى بعــدد ‪ 23‬والتــي ســاهمت فــي التخفيــف مــن حــدة الطلــب علــى الميــاه‬ ‫وهناك محطات أخرى مبرمجة في اآلفاق المستقبلية‪.‬‬

‫وتشهد الجزائر نهضة اقتصادية وزراعية شاملة حاليا ولن يكتب لها الدوام ما لم تعط األولوية‬ ‫لهــذا القطــاع الحيــوي للرفــع مــن نصــيب الفــرد مــن الــدخل وبالتــالي يتحقــق لــه األمــن المــائي‬ ‫والغذائي معا ويعيش بالتالي آمنا‪.‬‬

‫‪139‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫لقــد آلــت بــي الد ارســة هــذه إلــى اســتخالص الكثيــر مــن العبــر و التصــورات وال ازلــت‬

‫همتــي مصــروفة إلــى البحــث و التمحــيص أكثــر فــي موضــوع األمــن المــائي أو االســتراتيجية‬ ‫المائية لما للموضوع من أهمية قصوى في حياة الكائنـات كلهـا‪ .‬إال أن تجـوالي بـين الد ارسـات‬

‫العــدة و المؤلفــات الكثي ـرة بــين لــي أنهــا كانــت علميــة محضــة معتمــدة علــى اإلحصــائيات و‬

‫األرقام خالية من التحليل الديني و الروحـي وبـذلك فـإنني فـي هـذه الخاتمـة أذكـر بـأن شـريعتنا‬ ‫الســمحاء جــاءت متضــمنة أسســا و قواعــد تحقــق لإلنســانية جمعــاء مصــالحها وتحفــظ حقوقهــا‬

‫وترفع الحرج عنها و تكفل لها الحياة الهنيئة للفرد و الجماعة‪،‬ويعترف بذلك أهـل النهـي الـذين‬ ‫يقدرون النعم التي أنعم‬

‫بها على عباده ومنها الماء‪.‬‬

‫فجاء القرآن الكريم محتويا على أبلغ العبر و أنفع العظـات وغنـي عـن البيـان أن نـدرك أسـرار‬ ‫هذه البالغة و محكم هذا الكالم و المعجزة الكالمية مما أفحم فصحاء تمـيم وربيعـة و القبائـل‬

‫العربيــة كلهــا حتــى عجــزت علــى ‪ ﴿:‬أن يــأتوا بمثل ـه و لــو كــان بعضــهم لــبعض ظهي ـرا‪﴿ .﴾.‬‬ ‫وجعلنا من الماء كل شيء حي ﴾ ‪.‬‬ ‫خصص ــنا الفص ــل األول م ــن ه ــذه الد ارس ــة لمفه ــوم األم ــن و أنواع ــه بع ــد أن تغي ــرت‬

‫مفاهيمــه فقــد كــان يم ـ‬

‫الجانــب العســكري فقــط ليهــتم بالجوانــب االقتصــادية و االجتماعيــة و‬

‫السياسية و اإلعالمية ومن ثم ظهرت استراتيجيات عـدة ومختلفـة لمواجهـة األزمـات مـن بينهـا‬ ‫االسـ ــتراتيجية المائيـ ــة بغيـ ــة الحـ ــد مـ ــن شـ ــدة الطلـ ــب علـ ــى الميـ ــاه فـ ــي الميـ ــادين الزراعيـ ــة و‬

‫االقتصادية و االستعماالت المنزلية ‪.‬‬ ‫و ف ــي نفـ ـ‬

‫الس ــياق تطرقن ــا إل ــى موض ــوع الطاق ــة النفطي ــة و الغازي ــة و م ــا نج ــم عنهم ــا م ــن‬

‫صراعات ونزاعات في العالم خصوصا في العالم العربي الذي يعتبـر خ ازنـا لهـا والـذي حاولـت‬

‫الدول العظمـى و المصـنعة امتالكـه بكـل الوسـائل السياسـية و االقتصـادية و أحيانـا العسـكرية‬ ‫الستغالله و استنزاف خيراته الباطنية لصالحها‪.‬‬

‫كمـا أشـرنا فــي هــذا الفصــل كـذلك للعوامــل السياســية و االقتصــادية و الجغرافيــة التــي‬

‫تحكم ــت ف ــي بع ــض الن ازع ــات القائم ــة ب ــين تل ــك الق ــوى كم ــا تح ــددها الد ارس ــات اإلس ــتراتيجية‬ ‫واالستشرافية لحرب متوقعة حول المياه أو ما يسمى بحـرب العطش‪.‬هـذه الحـرب التـي ظهـرت‬

‫بوادرها مع مطلع القرن عبر التدخالت األجنبيـة فـي السياسـات العربيـة ‪،‬فبعـد المشـرق العربـي‬

‫‪140‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫ومـا عانــاه مــن جـراء هـذا التــدخل تنتقــل العــدوى إلــى أقطـار المغــرب العربــي بمســميات مختلفــة‬ ‫تحت شعار حماية حقوق اإلنسان وحماية األقليات بينما هي في حقيقة األمر محاولة الهيمنة‬

‫و الس ــيطرة وام ــتالك للث ــروات و الت ــدرع بسياس ــة نش ــر الديمقراطي ــة ف ــي الع ــالم العرب ــي لف ــرض‬ ‫السيطرة عليه بعد أن هيمنت عليه في الميدان التكنولوجي‬

‫و العلمي‪.‬‬

‫وركزنا خالل تحليلنا في هذا الفصل على األمـن الغـذائي الرتباطـه بـاألمن المـائي إذا‬

‫أخ ــدنا ف ــي الحس ــبان أن ثلث ــي س ــاكنة الع ــالم ف ــي حال ــة ج ــوع ودون خ ــط الفق ــر الم ــائي ‪.‬ف ــرغم‬ ‫النجاحات المكتسبة فـي العلـوم و التقنيـات للرفـع مـن اإلنتـاج فـي الميـدان الز ارعـي و التصـنيع‬

‫الز ارعــي إال أن شــبح الجــوع ال زال قائمــا وأن العــالم النــامي ال زال خــالي اليــدين مــن إمكانــات‬ ‫التطــور و التقــدم الرتباطــه وتبعيتــه تكنولوجيــا بالعــالم المصــنع الغربــي مــا جعلــه يــولي اهتمامــا‬ ‫بالغــا لحيــازة هــذه العلــوم وانتهــاج سياســة االعتمــاد علــى الــذات لمواكبــة العصــر ‪ ،‬واالســتجابة‬ ‫لحاجيـات األفـراد االقتصــادية و االجتماعيــة واعتمــاد سياســة الوقايــة و الحمايــة مــن األمـراض‬

‫المتأتيــة مــن الميــاه باعتبارهــا تحتــل المرتبــة األولــى فــي ســلم الوفيــات خاصــة فــي هــذه الــدول‬ ‫النامية‪.‬‬

‫وحين تناولنـا موضـوع األمـن المـائي وآثـاره علـى الـدول العربيـة توصـلنا إلـى إدراك أن‬

‫األهداف السياسية إلسرائيل و تظاهرهـا بـالقوة أجبـر العـرب علـى الصـلح أو التصـالح معهـا و‬ ‫هذا هدف حيوي توصلت إليه السياسة اإلسرائيلية‪ ،‬لقد كانت القوة وال تـزال وسـتبقى لهـا أعظـم‬

‫األثر على المكانة السياسية ألي دولة في العالم‪ :‬فالقوي محترم دائما و الضعيف مهان دائما‬

‫وكل زعم خالف ذلك خيال وهراء‪.153‬‬ ‫‪-‬‬

‫أمــا النظ ـرة المســتقبلية لحــل األزمــة بأوجههــا المتعــددة وعلــى الصــعيد العــالمي بصــفة‬

‫عامة نراها‬

‫ممثلــة فــي ضــرورة تغطيــة العجــز فــي اإلنتــاج عــن طريــق تــوفير الميــاه ألن الغــذاء أخــذ طابعــا‬ ‫سياس ــيا عل ــى مس ــتوى العالق ــات الدولي ــة و تع ــرف ال ــدول النامي ــة فج ــوة غذائي ــة كبيـ ـرة نتيج ــة‬

‫اعتمادها على زراعة الكفاف وتخلـف اقتصـاديات اإلنتـاج الفالحـي وتخلـف أسـاليبه( األسـمدة‪،‬‬

‫البذور المحسنة‪ ،‬واآلليات‪).‬‬

‫‪ -153‬اللواء الركن محمود شيت خطاب‪ ،‬األيام الحاسمة قبل معركة المصير وبعدها‪ ،‬بيروت دار الفكر‪،‬‬ ‫الطبعة الثالثة ‪ ،1971‬ص ‪2‬‬

‫‪141‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪-‬‬

‫ونظـ ـ ار ألن المـ ـوارد األرض ــية و المائي ــة و البشـ ـرية و التقني ــة والعلمي ــة موزع ــة توزيع ــا‬

‫متفاوتــا البــد مــن دفــع عجلــة التنميــة بــالتوزيع العــادل و المعقــول عــن طريــق إنجــاز مشــاريع‬ ‫تخزين المياه و الري ونقلها ومشـاريع الصـرف الصـحي وذلـك يتطلـب ضـخامة المـوارد الماليـة‬

‫وضرورة استغاللها اإلستغالل األمثل‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫فاإلستراتيجية الحالية هي التفكير في بدائل و خيارات أخرى غير البترول حيث‬

‫بينــت معظــم الد ارســات مرحلــة احتضــاره ونض ــوبه ونذرتــه مســتقبال بــدءا مــن محاربــة ظ ــاهرة‬ ‫اإلف ـراط و االســتهالك الالمعقــول وغيــر المــنظم إلــى الطاقــة البديلــة كالطاقــة الشمســية وطاقــة‬

‫الرياح‪ ،‬والطاقة الجوفية لألرض‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫كمــا أن هــذا التصــور االســتراتيجي المســتقبلي يفــرض علــى المجتمعــات الناميــة ومنهــا‬

‫الج ازئــر المســاهمة فــي الب ـرامج اإلنمائيــة وتوســيع الز ارعــة الغذائيــة والتفكيــر لمــا بعــد البتــرول‬

‫واقامــة صــناعة دائمــة التطــور وذات فوائــد ماليــة كبي ـرة بإنجــاز مشــاريع علــى أس ـ‬

‫اقتصــادية‬

‫وتنظيم عمليات االستهالك و التوزيع المائي أوال وربط الفالح باألرض وبنمط التنمية الريفية‬ ‫بالمعنى الحقيقي ولن يتـأتى ذلـك إال عـن طريـق دور المجتمـع فـي تسـيير دواليـب الدولـة التـي‬

‫يعتبر جزء منهـا‪ .‬فأهميـة الد ارسـة المسـتقبلية و اإلسـتراتيجية تعنـي محاولـة استشـراف الصـور‬ ‫المختلفــة للمســتقبل وفقــا لف ـروض مختلفــة فيمــا يخــص معرفــة الواقــع وجــذوره والــوعي بقضــية‬ ‫المستقبل و األهداف المعلنة والعمليات الفعلية التي تغير هذا الواقع‪.‬‬

‫أمــا الفصــل الثــاني و الــذي خصصــناه لإلســتراتيجية المائيــة فــي الج ازئــر ومــن خــالل‬

‫الد ارســة واســتقراء االحصــائيات و البيانــات استخلصــنا فــي البدايــة أن عوامــل المنــاخ والتربــة و‬

‫التضاري‬

‫و الغطاء النباتي أثرت سلبا في حجم المياه الجوفية و السطحية مما جعل الدولة‬

‫الجزائرية تـولي قطـاع المـوارد المائيـة والـري اهتمامـا بالغـا‪ .‬فهـذه االعتبـارات طرحـت بكـل حـدة‬

‫مشــكلة التــزود بالميــاه ومشــكلة األمــن الغــذائي ومخــاطر التبعيــة للخــارج ومــا ترتــب عنهــا مــن‬ ‫تبعــات ماليــة وسياســية إزاء الــدول المالكــة‬

‫و المحتك ـرة للم ـواد الغذائيــة كالواليــات المتحــدة‬

‫وكنــدا وأوروبــا‪ ،‬هــذه الســمة اضــطرها إلــى اللجــوء المكثــف إلــى اســتيراد الغــذاء بالعملــة الصــعبة‬ ‫من الخارج‪ .‬ولحل هذه المعضلة لجأت الجزائر إلـى وضـع مشـاريع إنمائيـة كبـرى ومخططـات‬ ‫مســتقبلية مــن أجــل بلــو أمنهــا الغــذائي ألن التبعيــة للخــارج تضــفي علــى المســألة أبعــادا أمنيــة‬

‫وسياسية تم‬

‫بمبدأ االستقالل الوطني الذي قدمت من أجله أرواح الشهداء‪.‬‬

‫‪142‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ ‬وقراءتنـا المتمعنــة لالســتراتيجية المائيــة فــي الج ازئـر مكنتنــا مــن إدراك النظـرة الشــمولية‬

‫لموضوع التنمية التي تعتبرها الجزائر عملية بالغة الدقة تتمثل في النهاية إلى االرتفاع المنظم‬ ‫بإنتاج العمل من خالل التغييرات الهيكلية التي حددت معالم اإلنتاج فـي المجـالين الز ارعـي و‬

‫الصناعي واحالل تكتيك أرقـى واسـتخدام وسـائل إنتـاج أحـدث وأكثـر كفـاءة إلشـباع الحاجيـات‬ ‫‪154‬‬

‫المتزايدة لألفراد والجماعات‬

‫خاصة فـي مجـال التـزود بالميـاه الصـالحة للشـرب و الصـرف‬

‫الصحي ‪.‬وقد بينـت الد ارسـة مـن خـالل األرقـام المعتمـدة مـن طـرف الـو ازرة المعنيـة أن الج ازئـر‬

‫اختــارت طريــق التطــور الشــامل بعــد العش ـرية الســوداء التــي كــادت أن تــأتي علــى األخض ــر‬ ‫والياب‬

‫وتمكنت في أمد قصير التصدي لتصفية نظم التخلف والتبعية‪ ،‬بالخصوص ما تعلـق‬

‫بالتزود بالمياه الشروب وتوفير الماء لصـالح الز ارعـة والصـناعة بـالطرق الحديثـة كـاللجوء إلـى‬

‫تحلية مياه البحر ومد القنوات في الصحراء‪ ،‬وبناء السدود‪ ،‬وانجاز محطات التصفية‪.‬ذلك كله‬

‫ض ــمن االس ــتراتيجية الهادف ــة إل ــى اإلرتق ــاء ب ــالفرد وت ــوفير حاجيات ــه المائي ــة وض ــمان الوقاي ــة‬

‫الص ــحية عب ــر القـ ـوانين و التشـ ـريعات‪ ،‬وادخ ــال ث ــورة علمي ــة وتكنولوجي ــة اس ــتنادا إل ــى تس ــارع‬ ‫معـدالت التقــدم العلمــي والتطبيــق التكنولـوجي تلبيــة لحاجيــات الفــرد فيمـا يتعلــق بــالتزود بالميــاه‬

‫الشروب‪.‬‬

‫مكنتنــا هــذه الد ارس ــة فــي األخي ــر مــن إدراك أن العــالم يع ــيش فــي نظ ــام اقتصــادي وسياس ــي‬

‫واجتماعي وحضاري عالمي تتحكم في مسيرته مجموعة من العوامـل أبرزهـا القـوة االقتصـادية‬

‫و التكنولوجية بعد القوة العسكرية وأن الحرب القادمة هي حرب مياه كما كان البترول مؤججـا‬ ‫للحروب في الشرق األوسط‪ ،‬فقضية الطاقة ال بد وأن ينظر إليها بنظـرة مخالفـة للماضـي وأن‬ ‫تطــرح بعــين الجــد ألن معــدالت االســتهالك مــن المنتجــات البتروليــة قــد شــهدت ت ازيــدا ضــخما‬

‫نظـ ار للنمـو السـكاني المت ازيـد ممـا يتطلـب تــأمين االحتيـاط مـن هـذه الطاقـة ومـن الميـاه خاصــة‬

‫واللجــوء إلــى الطاقــة البديلــة‪ .‬ودون نظ ـرة شــاملة واســتراتيجية وطنيــة مضــبوطة فــإن االحتم ـال‬ ‫األكبــر أن تنــاقص الثــروات المائيــة والباطنيــة يــؤدي إلــى األزمــات و الص ـراعات وبالتــالي فــإن‬

‫إعداد خطط عاجلة لترشيد األداء االقتصادي واحداث تنمية سريعة لمواجهة تفاقم أزمة الغذاء‬

‫‪ -154‬د‪.‬فؤاد مرسـي‪ ،‬التخلـف والتنميـة‪ ،‬د ارسـة فـي التطـور االقتصـادي‪ ،‬لبنـان‪ ،‬دار الوحـدة للطباعـة‪ ،‬الطبعـة‬ ‫األولى ‪ ،1982‬ص‪5‬‬

‫‪143‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫و هنــا تبــرز قضــية الالنتــاج الز ارعــي و تنمبــة مــا يتصــل بــه مــن مشــكالت متوقعــة فــي مجــال‬

‫األرض و المياه ما لم نستعد لمواجهتها‪.155‬‬

‫فــالفرد الج ازئــري لــم يعــد مغفــال إلــى درجــة قلــب الحقــائق و المفــاهيم أمامــه فــال بــد مــن‬

‫المصارحة بالحقائق دون لف وال دوران و توكيـد الـذات ‪ self fulfilment‬تأكيـد الشـعور الـذي‬ ‫يتملكه الفرد بأنه قادر على تحقيق أهدافه دون إحباط مع إحالل التمتع بالحريات األساسية و‬

‫المحفزات المعنويـة الالزمـة بإمكانهـا غـر النظـرة المسـتقبلية ألزمـة الميـاه كحـرب قادمـة تلـوح‬ ‫فـي األفــق ومســؤولية الدولــة تكمـن فــي تســخير مواردهــا الطبيعيـة مــن أجــل التطــور و التقــدم و‬

‫لعب دور الموجه في عالم تسوده التوترات و االستف اززات و أن األطماع ستظل قائمة ما دام‬ ‫توزيــع هــذه الم ـوارد غيــر متكــافئ عبــر العــالم و علــى الج ازئــر أن تســتثمر إمكانياتهــا غايــة مــا‬ ‫يسعها لتتصدى لتحديات العصر وتتقي نذرها و تـأمين مخاطرهـا و تتجـاوز ذلـك لتمضـي مـع‬

‫بشائر التقدم و النماء‪.156‬‬

‫‪ -155‬د‪ .‬مبروك غضبان‪ ،‬المدخل للعالقات الدولية(الجزائر‪:‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬طبعة ‪)2007‬ص‬

‫‪275‬‬

‫‪ -156‬محبوب الحق‪ ،‬ستار الفقر‪:‬خيارات أمام العالم الثالث‪ ،‬تر‪ :‬أحمد بليغ‪ ،‬تقديم إسماعيل صبري‪،‬‬ ‫القاهرة‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ، 1977 ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪144‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫الكتب باللغة العربية ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫كم ــال فري ــد‪ ،‬المنظم ــة العربي ــة للتنمي ــة الزراعي ــة ‪ 1989‬محم ــد عب ــد اله ــادي ارض ــي‬

‫‪-‬‬

‫محمــد حســنين هيكــل‪ ،‬الحــل والحــرب (بيــروت‪ :‬شــركة المطبوعــات للتوزيــع والنشــر‪،‬‬

‫‪-‬‬

‫البان‪.‬ج‪.‬ويدجيري‪ ،‬المذاهب الكبرى في التاريو‪ ،‬من كونفوشيو‬

‫إلى تونبي (بيروت‪،‬‬

‫‪-‬‬

‫مب ــروك غض ــبان‪ ،‬الم ــدخل للعالق ــات الدولي ــة (الج ازئ ــر دار العل ــوم للنش ــر والتوزي ــع‪،‬‬

‫‪ ،1992‬بيركوف ‪. 1994‬‬

‫الطبعة ‪.)1977 ،1‬‬

‫دار القلم‪ ،‬الطبعة‪.)2‬‬ ‫الطبعة ‪.) 2007‬‬ ‫‪-‬‬

‫الجغرافيـ ــا السياسـ ــية‪ :‬أنظـ ــر كتابـ ــات المفكـ ــر كـ ــابلن أحـ ــد المنظ ـ ـرين األساسـ ــيين فـ ــي‬

‫الموضوع‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫محمــد ع ـزة دروزة‪ ،‬الوحــدة العربيــة (بيــروت‪ ،‬دار الكشــاف للنشــر والطباعــة والتوزيــع‪،‬‬

‫‪-‬‬

‫ابــن منظــور‪ ،‬لســان العــرب‪ ،‬نســقه وعلــق عليــه ووضــع فهارســه علــي بشــرى‪ ،‬بيــروت‪،‬‬

‫‪-‬‬

‫إب ـراهيم ســالمة‪ ،‬د ارســات اجتماعيــة أخالقيــة دينيــة (مصــر‪ ،‬شــركة ومطبعــة مصــطفى‬

‫‪-‬‬

‫فهــد بــن عبــد الرحمــان الحمــودي‪ ،‬حمايــة البيئــة والم ـوارد الطبيعيــة فــي الســنة النبويــة‬

‫ط‪. )1957 ،1‬‬

‫دار إحياء التراث العربي ط‪. 1988 1‬‬

‫الباي الحلبي وأوالده ط‪.)1954 ،1‬‬

‫(العربية السعودية دار كنوز إشبيليا للنشر والتوزيع ط‪.2004 ،1‬‬

‫‪-‬‬

‫الحديث الشريف رقم ‪ 4/325‬مسلم‪ :‬القدر المستحب من الماء في الغسل‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫الحديث الشريف البن ماجة الباب ‪ :48‬القصد في الوضوء‪.‬‬

‫‬‫‪-‬‬

‫رواه أبو داود في سننه كتاب الطهارة باب ‪ :44‬الحديث رقم ‪.71/1/92‬‬

‫جمه ـ ـرة اللغـ ــة (‪/332/2‬رسـ ــف‪ ،‬أسـ ــا‬

‫البالغـ ــة‪ )294/‬لسـ ــان العـ ــرب ‪ 48/11‬مشـ ــارق‬

‫األنوار ‪.13/2‬‬ ‫‪-‬‬

‫رس ــات والنش ــر‪ ،‬الموس ــوعة العس ــكرية (بي ــروت‪ ،‬الطبع ــة ‪1981‬‬ ‫المؤسس ــة العربي ــة للد ا‬

‫منفتحة)‪.‬‬

‫‪145‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪-‬‬

‫عبـد القـادر رزيـق المخـادمي‪ ،‬األمـن المـائي بـين الحاجيـات والمتطلبـات (دمشــق‪ :‬دار‬

‫‪-‬‬

‫هي ــثم الكيالن ــي‪ ،‬مفه ــوم األم ــن الق ــومي العرب ــي‪ ،‬د ارس ــة جانبي ــه السياس ــي والعس ــكري‬

‫‪-‬‬

‫المؤسســة العربيــة للد ارســات والنشــر‪ ،‬الموســوعة العســكرية (بيــروت‪ ،‬طبعــة ‪ 81‬منفتحــة‬

‫‪-‬‬

‫ســعد مــاهر حم ـزة‪ ،‬المقدمــة فــي اقتصــاديات التبعيــة والتنميــة (القــاهرة‪ ،‬دار المعــارف)‬

‫الفكر‪ ،‬الطبعة ‪ 02‬معدلة ومزيدة)‪.‬‬

‫(القاهرة‪ ،‬مركز الدراسات العربي)‪.‬‬

‫المجلد‪.)1‬‬ ‫ص‪.541‬‬ ‫‪-‬‬

‫ناصــيف يوســف‪ ،‬القــوى الخمســة الكبــرى فــي الــوطن العربــي (بيــروت‪ ،‬مركــز د ارســات‬

‫الوحدة‪ ،‬الطبعة‪.)1987 ،1‬‬ ‫‪-‬‬

‫عــادل حســين‪ ،‬االقتصــاد المصــري مــن االســتقالل إلــى التبعيــة ‪(1984-1979‬بيــروت‪،‬‬

‫‪-‬‬

‫ســعد مــاهر حم ـزة‪ ،‬المقدمــة فــي اقتصــاديات التبعيــة والتنميــة‪ ،‬تجــارب إفريقيــة وعربيــة‬

‫‪-‬‬

‫كنـ ــدل برجـ ــر ترجمـ ــة دانيـ ــال رزق مراجعـ ــة د‪.‬جـ ــرج‬

‫مـ ــرزوق‪ ،‬التنميـ ــة االقتصـ ــادية‬

‫‪-‬‬

‫محم ــد أحم ــد الزعب ــي‪ ،‬التغي ــر االجتم ــاعي (بي ــروت‪ ،‬دار الطليع ــة للطباع ــة والنش ــر‪،‬‬

‫دار الكلمة للنشر الطبعة‪.)1981 ،1‬‬ ‫(القاهرة‪ ،‬دار المعارف)‪.‬‬

‫(مصر‪ ،‬الدار القومية للنشر والطباعة)‪.‬‬

‫الطبعة الثالثة‪.)1982 ،‬‬ ‫‪-‬‬

‫منصـــور حسـ ــين‪ ،‬دكتـــور كـ ــرم حبيـــب‪ ،‬التنميـ ــة االجتماعيـــة بـ ــين النظري ــة والتطبيـ ــق‬

‫(بيروت‪ ،‬مكتبة الوعي العربي‪.)1978 ،‬‬

‫‪-‬‬

‫حســين محمــد طوالبــة‪ ،‬نحــو تخطــيط اســتراتيجي لإلعــالم العربــي (بيــروت‪ ،‬المؤسســة‬

‫‪-‬‬

‫شــاكر إب ـراهيم‪ ،‬اإلعــالم ووســائله ودوره فــي التنميــة االقتصــادية واالجتماعيــة (مالطــا‪،‬‬

‫‪-‬‬

‫محمد عبد القادر حاتم‪ ،‬اإلعالم والدعاية نظريـات وتجـارب (القـاهرة‪ ،‬مكتبـة األنجلـو‪،‬‬

‫العربية للدراسات والنشر‪ ،‬ط‪.)1981 ،1‬‬

‫مؤسسة آدم للنشر والتوزيع ط‪.)1975 1‬‬

‫ط ‪.)1986‬‬

‫‪146‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪-‬‬

‫ولي ــام ل‪ ،‬ريق ــرزن تي ــودور ييترس ــون‪ ،‬ج ــاي وجنس ــن‪ ،‬ترجم ــة د‪.‬إبـ ـراهيم إم ــام‪ ،‬وس ــائل‬

‫‪-‬‬

‫عب ــد ال ــرحمن ال ازم ــل‪ ،‬أزم ــة اإلع ــالم العرب ــي (بي ــروت‪ ،‬ال ــدار المتح ــدة للنش ــر‪ ،‬طبع ــة‬

‫اإلعالم والمجتمع الحديث (القاهرة‪ ،‬مؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر‪ ،‬ط‪.)1975 1‬‬

‫‪.)1984‬‬ ‫‪-‬‬

‫مـ ــوري‬

‫كـ ــروزي‪ ،‬العهـ ــد المعاصـ ــر بحث ـ ـا عـ ــن حضـ ــارة جديـ ــدة (بيـ ــروت‪ ،‬منشـ ــورات‬

‫‪-‬‬

‫عب ــد‬

‫عب ــد الق ــادر وعص ــام أب ــو الوف ــا‪ ،‬مقوم ــات األم ــن الغ ــذائي (ال ــدار البيض ــاء‪،‬‬

‫عويدات‪ ،‬الطبعة األولى) ‪.1970‬‬

‫المنشأة الشعبية للنشر واإلعالن طبعة ‪.)1995‬‬

‫‪-‬‬

‫الشــيو ال ـرئي‬

‫ابــن ســينا‪ ،‬دفــع المضــار الكليــة عــن األبــدان اإلنســانية (بيــروت‪ ،‬دار‬

‫إحياء العلوم‪ ،‬الطبعة ‪.)1982 ،1‬‬ ‫‪-‬‬

‫الســيد الجميلــي‪ ،‬الموســوعة اإلســالمية الكبــرى‪ ،‬إعجــاز الطــب النبــوي (الج ازئــر‪ ،‬دار‬

‫‪-‬‬

‫د‪.‬توفيــق الحــاج يحيــى‪ ،‬الطــب البــديل‪ ،‬الطــب الطبيعــي (دمشــق‪ ،‬دار الفكــر المعاصــر‬

‫‪-‬‬

‫محمــد المشــهداني‪ ،‬األحــالف الدوليــة وانعكاســاتها علــى األمــن القــومي العربــي‪ ،‬رســالة‬

‫‪-‬‬

‫أحمد طالب اإلبراهيمي‪ ،‬المعضلة الجزائرية األزمة والحـل (الج ازئـر‪ ،‬شـركة دار األمـة‬

‫الشهاب للطباعة والنشر ‪.)1995‬‬ ‫ط‪.)1995 1‬‬

‫دكتوراه‪ ،‬جامعة بغداد ‪.،1989‬‬

‫للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة‪ 1‬فبراير ‪.)1996‬‬

‫‪-‬‬

‫أبو جرة سلطاني‪ ،‬جذور الصراع في الجزائر‪/‬ص‪ 172‬بتاريو ‪ 5‬أكتوبر ‪.1995‬‬

‫‪-‬‬

‫خالــد ن ـزار‪ ،‬مــذكرات الل ـواء خالــد ن ـزار (الج ازئــر‪ ،‬دار النشــر شــهاب توزيــع منشــورات‬

‫‪-‬‬

‫الخفاجي واألستاذ المساعد جمال غانم الدبا ‪/‬مراجعـة أ‪.‬طـاهر محسـن‬

‫الشهاب)‪.‬‬

‫أ‪.‬نعمة عبا‬

‫الغــالبي وأ‪.‬عبــد الرحمــان الجبــوري‪ ،‬الفكــر اإلســتراتيجي ق ـراءات معاص ـرة (عمــان‪ ،‬دار الثقافــة‬

‫للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪.)2008 ،1‬‬ ‫‪-‬‬

‫د‪.‬عثم ــان محم ــد غن ــيم‪ ،‬كت ــاب التخط ــيط‪ ،‬أسـ ـ‬

‫صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة ‪.)2008 ،4‬‬

‫‪147‬‬

‫ومب ــادئ عام ــة (عم ــان األردن‪ ،‬دار‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪-‬‬

‫محم ــد عـ ـزة‪ ،‬الوح ــدة العربي ــة (بي ــروت‪ ،‬منش ــورات المكت ــب النج ــدي للطباع ــة والتوزي ــع‬

‫‪-‬‬

‫حس ـ ــن العب ـ ــد‬

‫‪ ،‬األم ـ ــن الم ـ ــائي العرب ـ ــي (بي ـ ــروت‪ ،‬مرك ـ ــز الد ارس ـ ــات اإلس ـ ــتراتيجية‬

‫‪-‬‬

‫مصطفى كمال طلبة‪ ،‬إنقاذ كوكبنا التحديات واآلمـال (حالـة البيئـة فـي العـالم ‪-1972‬‬

‫‪-‬‬

‫أنور عبد العليم‪ ،‬تراث اإلنسانية (القاهرة‪ ،‬مكتبة دار التـأليف والترجمـة‪ ،‬يونيـو‪-1966‬‬

‫والنشر‪ ،‬الطبعة ‪. )1957 ،1‬‬ ‫والبحوث والتوثيق‪.)1972 ،‬‬

‫‪ )1992‬بيروت مركز دراسات الوحدة العربية ‪.،1992‬‬ ‫المجلد الرابع)‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫حميدي عبد الرحمن‪ ،‬إمكانيات تدعيم األمن المائي العربي (القاهرة‪ ،‬مركـز الد ارسـات‬

‫والبحوث السياسية‪ ،‬كلية االقتصاد ‪ )1991‬بحث مقدم إلى المؤتمر السنوي للبحوث السياسية‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫إيليش ــع ك ــالي‪ ،‬المي ــاه والس ــالم‪ ،‬وجه ــة نظ ــر إسـ ـرائيلية (بي ــروت‪ ،‬مؤسس ــة الد ارس ــات‬

‫‪-‬‬

‫سـ ــاطع زغلـ ــول‪ ،‬إشـ ــكالية الميـ ــاه العربيـ ــة (عمـ ــان‪ ،‬مؤسسـ ــة البلسـ ــم للنشـ ــر والتوزيـ ــع‪،‬‬

‫‪-‬‬

‫إيــان س ــيمونز‪ ،‬البيئــة واإلنس ــان عب ــر العصــور‪ Environnement History ،‬ترجم ــة‬

‫‪-‬‬

‫فهـ ــد عبـ ــد الـ ــرحمن الحمـ ــودي‪ ،‬حمايـ ــة البيئـ ــة والم ـ ـوارد الطبيعيـ ــة فـ ــي السـ ــنة النبويـ ــة‬

‫الفلسطينية‪ ،‬الطبعة ‪.)1991 ،1‬‬

‫ط‪.)1993‬‬

‫السيد محمد عثمان (الكويت‪ ،‬مطابع الرسالة‪ ،‬الطبعة األولى)‪.‬‬ ‫(السعودية‪ ،‬دار كنوز للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪.)2004 ،‬‬

‫‪-‬‬

‫‪.)1995‬‬ ‫‬‫‪-‬‬

‫أحمــد عبــد الوهــاب عبــد الج ـواد‪ ،‬التربيــة البيئيــة (القــاهرة‪ ،‬الــدار العربيــة‪ ،‬الطبعــة ‪،1‬‬ ‫إبراهيم سليمان‪ ،‬تلوث البيئة (القاهرة‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬الطبعة ‪.)1999 ،1‬‬

‫هيرفيه درميناخ وميشـال بيكويـه‪ ،‬السـكان والبيئـة (بيـروت‪ ،‬عويـدات للنشـر والطباعـة‪،‬‬

‫الطبعة ‪.)2003 ،3‬‬

‫‪-‬‬

‫د‪ .‬محمد نبيل الطويل‪ ،‬البيئـة والتلـوث محليـا وعالميـا (بيـروت‪ ،‬دار النفـائ‬

‫والنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة ‪.)1999 ،1‬‬

‫‪-‬‬

‫للطباعـة‬

‫الحـ ــديث الش ـ ـريف رقـ ــم ‪ 1/62‬رواه أبـ ــو داود فـ ــي سـ ــننه‪ ،‬كتـ ــاب الطهـ ــارة‪ ،‬بـ ــاب ‪،14‬‬

‫المواضيع التي نهى عن البول فيها‪.‬‬

‫‪148‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‬‫‪-‬‬

‫فتح الباري البن حجر ج‪.1‬‬

‫أحمد عبد الوهـاب عبـد الجـواد‪ ،‬تلـوث الميـاه (الـدار العربيـة للنشـر والتوزيـع‪ ،‬القـاهرة‪،‬‬

‫ط‪.)1995 ،1‬‬ ‫‪-‬‬

‫ريتشــار هــاينبر ‪ ،‬غــروب الطاقــة‪ ،‬ترجمــة مــازن جنــدلي (لبنــان‪ ،‬الــدار العربيــة للعلــوم‪،‬‬

‫الطبعة ‪.)2004 ،1‬‬ ‫‪-‬‬

‫خلدون أبو السعود‪ ،‬أثر االحتالل اإلسـرائيلي واقامـة المسـتوطنات علـى وضـع القـد‬

‫‪-‬‬

‫ســعد عبــد الــرحمن‪ ،‬منظمــة التحريــر الفلســطينية‪ ،‬جــذورها تأسيســها ومســاراتها(قبرص‪،‬‬

‫‪-‬‬

‫دين ـ ـي‬

‫أنطوني ـ ــا‪ ،‬ريتش ـ ــارد س ـ ــون ج ـ ــون‪ ،‬السياس ـ ــة المائي ـ ــة إلســ ـرائيل‬

‫‪-‬‬

‫عبـ ــد الوهـ ــاب الكيالنـ ــي‪ ،‬موسـ ــوعة السياسـ ــة (بيـ ــروت‪ ،‬المؤسسـ ــة العربيـ ــة للد ارسـ ــات‬

‫وفقا ألحكام القانون الدولي (رام‬

‫منشورات و ازرة الثقافة‪.)2001 ،‬‬

‫مركز أبحاث م‪.‬ت‪.‬ف‪.)1987 ،‬‬ ‫أوري‪ ،‬م ـ ــاك‬

‫(بيروت‪ ،‬مؤسسة الدراسات الفلسطينية‪ ،‬طبعة ‪.)1980‬‬ ‫والنشر‪ ،‬طبعة‪.)1979 ،1‬‬

‫‪-‬‬

‫حسين علي‪ ،‬األمن المائي العربي‪ ،‬حقائق وأرقام‪ ،‬دراسة إستراتيجية‪.،‬‬

‫‪-‬‬

‫فؤاد مرسي‪ ،‬االقتصاد السياسي اإلسرائيلي (القاهرة‪ :‬دار المستقبل العربي‪.)1983 ،‬‬

‫‪-‬‬

‫حسـ ـ ــن العلكـ ـ ــيم‪ ،‬أزمـ ـ ــة الميـ ـ ــاه فـ ـ ــي الـ ـ ــوطن العربـ ـ ــي والحـ ـ ــرب المحتملـ ـ ــة‪ ،‬الطبعـ ـ ــة‬

‫‪(1‬د‪.‬ن)‪(،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫محمد سماك‪ ،‬الصهيونية المسـيحية (بيـروت‪ ،‬دار النفـائ‬

‫‪-‬‬

‫مــذكرات الشــاذلي‪ ،‬أربــع ســنوات فــي الســلك الدبلوماســي (الج ازئــر‪ ،‬المؤسســة الوطنيــة‬

‫‪-‬‬

‫ســتار‪ ،‬دانيــال ســتول‪ ،‬سياســات النــدرة‪ ،‬الميــاه فــي الشــرق األوســط (الكويــت‪،‬‬

‫الطبعة‪.)2004 ،4‬‬

‫للطباعـة والنشـر والتوزيـع‪،‬‬

‫للكتاب‪ ،‬الجزء‪ ،2‬طبعة‪.)1984‬‬ ‫جــوي‬

‫مؤسسة الشراع العربي‪ ،‬طبعة‪.)1995 ،1‬‬ ‫‪-‬‬

‫نبيــل الش ـريف‪ ،‬مداخلــة فــي ح ـوارات فــي الفكــر العربــي المعاصــر‪ ،‬العــرب وتحــديات‬

‫القـ ــرن الحـ ــادي والعش ـ ـرين‪( ،‬بيـ ــروت‪ ،‬المؤسسـ ــة العربيـ ــة للد ارسـ ــات والنشـ ــر‪ ،‬طبعـ ــة‪)2000 ،1‬‬

‫ص‪.441‬‬

‫‪149‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪-‬‬

‫أحم ــد النج ــار‪ ،‬رؤي ــة عربي ــة للتص ــورات اإلسـ ـرائيلية ح ــول قض ــايا المي ــاه ب ــين الع ــرب‬

‫‪-‬‬

‫فـؤاد نهـرا‪ ،‬مســألة الميــاه فــي الــوطن العربــي وآثارهــا االقتصــادية والجيوسياســية‪ ،‬مركــز‬

‫‪-‬‬

‫بن عـامر تونسـي‪ ،‬محاضـرات فـي القـانون الـدولي العـام (الج ازئـر‪ ،‬ديـوان المطبوعـات‬

‫‪-‬‬

‫زكرياء السباهي‪ ،‬المياه في القـانون الـدولي وأزمـة الميـاه العربيـة (دمشـق‪ ،‬دار طـال‬

‫واسرائيل‪ ،‬شؤون عربية‪ ،‬عدد‪ ،73‬القاهرة‪.،‬‬

‫المعلومات القومي‪ ،‬سوريا‪.،1997 ،‬‬ ‫الجامعية ‪.)2010‬‬

‫للدراسات والترجمة والنشر‪ ،‬ط‪.)1996 ،1‬‬ ‫‪-‬‬

‫عل ــي س ــليم‪ ،‬المـ ـوارد المش ــتركة العربي ــة والق ــانون ال ــدولي‪ ،‬المـ ـوارد المش ــتركة والق ــانون‬

‫الدولي‪ ،‬الندوة البرلمانية العربية الخامسة‪ ،‬دمشق ‪.1997‬‬

‫‪-‬‬

‫مصــطفى محمــد زكــي الــدباع‪ ،‬الحــرب النفســية اإلس ـرائيلية (الج ازئــر‪ ،‬شــركة الشــهاب‬

‫‪-‬‬

‫السباهي زكرياء‪ ،‬المياه في القـانون الـدولي وأزمـة الميـاه العربيـة (دمشـق‪ ،‬دار طـال‬

‫‪-‬‬

‫صالح نصر‪ ،‬الحرب االقتصادية فـي المجتمـع اإلنسـاني (القـاهرة‪ ،‬دار القلـم‪)1965 ،‬‬

‫‪-‬‬

‫عـ ـ ــادل حسـ ـ ــين‪ ،‬االقتصـ ـ ــاد المصـ ـ ــري مـ ـ ــن االسـ ـ ــتقالل إلـ ـ ــى التبعيـ ـ ــة ‪ 1979-74‬دار‬

‫للنشر والتوزيع‪ ،‬طبعة ‪.)1985‬‬

‫للدراسات والترجمة والنشر الطبعة‪.)1996 ،1‬‬

‫ص‪.145‬‬

‫للوحدة للطباعة والنشر الطبعة األولى‬

‫‪-‬‬

‫ســعد مــاهر حم ـزة‪ ،‬المقدمــة فــي اقتصــاديات التبعيــة والتنميــة‪ ،‬تجــارب إفريقيــة وعربيــة‬

‫(القاهرة‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬بدون سنة الطبع)‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫خالد محمد الـزاوي‪ ،‬المـاء الـذهب األزرق فـي الـوطن العربـي (القـاهرة‪ :‬مجموعـة النيـل‬

‫‪-‬‬

‫حســن بهلــول‪ ،‬القطــاع التقليــدي والتناقضــات الهيكليــة فــي الز ارعــة الجزائريــة (الج ازئــر‪:‬‬

‫‪-‬‬

‫فيـ ــديل كاسـ ــترو‪ ،‬أزمـ ــة العـ ــالم االقتصـ ــادية واالجتماعيـ ــة‪ ،‬انعكاسـ ــاتها علـ ــى البلـ ــدان‬

‫العربية‪.)2004 ،‬‬

‫الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪ ،‬طبعة ‪.)1976‬‬

‫المتخلفة وآفاقها القاتمة وضرورة النضال إذا أردنا الحياة (الجزائر‪ :‬المؤسسة الوطنية للكتـاب‪،‬‬

‫‪.)1984‬‬

‫‪150‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫وخروموشـ ـ ـ ــين‪ ،‬دور الدولـ ـ ـ ــة فـ ـ ـ ــي التحـ ـ ـ ــويالت االجتماعيـ ـ ـ ــة‬

‫‪-‬‬

‫البروفيسـ ـ ـ ــور سـ ـ ـ ــتاني‬

‫‪-‬‬

‫محمــد جمــال برعــي‪ ،‬فــن التــدريب الفنــي فــي مجــاالت التنميــة (الق ـاهرة‪ :‬دار الحمــامي‬

‫‪-‬‬

‫صالح نصر‪ ،‬الحرب االقتصادية فـي المجتمـع اإلنسـاني (القـاهرة‪ ،‬دار القلـم‪)1965 ،‬‬

‫‪-‬‬

‫اللـ ـواء ال ــركن محم ــد ش ــيت خط ــاب‪ ،‬األي ــام الحاس ــمة قب ــل معرك ــة المص ــير وبع ــدها‬

‫واالقتصادية للبلدان النامية (موسكو‪ ،‬دار التقدم‪.)1980 ،‬‬

‫للطباعة‪ ،‬الطبعة ‪.)1970 ،1‬‬ ‫ص‪.209‬‬

‫(بيروت‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬الطبعة الثانية‪)1971 ،‬‬

‫‪-‬‬

‫د‪ .‬فـؤاد مرسـي‪ ،‬التخلـف والتنميــة‪ ،‬د ارسـة فـي التطــور االقتصـادي (لبنـان‪ ،‬دار الوحــدة‬

‫للطباعة‪ ،‬الطبعة األولى‪.)1982 ،‬‬ ‫‪-‬‬

‫د‪ .‬مبـروك غضــبان‪ ،‬المــدخل للعالقــات الدوليـة (الج ازئــر‪ ،‬دار العلــوم للنشــر والتوزيــع‪،‬‬

‫‪-‬‬

‫محب ــوب الح ــق‪ ،‬س ــتار الفق ــر‪ ،‬خي ــارات أم ــام الع ــالم الثال ــث ترجم ــة أحم ــد بلب ــع تق ــديم‬

‫‪-‬‬

‫البنــك العــالمي‪ ،‬التقريــر رقــم ‪ 86270‬المــؤرخ ‪ 2007/09/15‬الصــادر عــن مجموعــة‬

‫‪-‬‬

‫الهـواري بــن عيــادة‪ ،‬األمـراض المتأتيــة مــن الميــاه‪ ،‬اإلشــكالية وطــرق التســيير‪ ،‬جامعــة‬

‫طبعة ‪.)2007‬‬

‫إسماعيل صبري (القاهرة‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪.)1977 ،‬‬

‫التطور االجتماعي واالقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وافريقيا الشمالية صفحة ‪.15-14‬‬ ‫التكنولوجيا وهران‪ ،‬بتاريو ‪ 05‬فبراير ‪.2012‬‬

‫‪-‬‬

‫وليــد خــدوري‪ ،‬الطاقــة العربيــة فــي اإلعــالم العربــي‪ ،‬مركــز د ارســات الوحــدة العربيــة‪،‬‬

‫بيروت‪ ،‬عدد‪ ،88‬يونيو ‪1986‬‬

‫‪-‬‬

‫فـ ــاروق ازهـ ــي‪ ،‬األم ـ ـراض المتأتيـ ــة مـ ــن الميـ ــاه‪ ،‬مرشـ ــد الصـ ــحة فـ ــي الج ازئـ ــر‪ ،‬ص‪1‬‬

‫‪http://www.Santemaghreb.com/Algerie. 05/02/2013‬‬

‫‪ ‬المجالت‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫محم ــود فيص ــل الرف ــاعي‪ ،‬أهمي ــة اس ــتثمار الم ــاء ف ــي نهض ــة ال ــوطن العرب ــي‪ ،‬العل ــم‬

‫والتكنولوجيا‪ ،‬مجلة معهد االنتماء العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬العدد ‪.1989 18-17‬‬

‫‬‫‪-‬‬

‫اآلية ‪ 33-31‬من سورة إبراهيم‪ :‬كتبت التاء هنا مفتوحة في ''نعمت''‪.‬‬ ‫محاضرة األستاذ أمحند برقوق‪ :‬في مقيا‬

‫‪151‬‬

‫اإلستراتيجية األمنية بتاريو ‪.2011/05/20‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪-‬‬

‫‪.،1987‬‬ ‫‬‫‪-‬‬

‫هيــثم الكيالنــي‪ ،‬األمــن القــومي وجامعــة الــدول العربيــة‪ ،‬مجلــة شــؤون عربيــة‪ ،‬تــون‬ ‫و ازرة الفالحة والتنمية الريفية‪ ،‬عرض وآفاق ماي ‪.2002‬‬

‫جامعــة الــدول العربيــة‪ ،‬المنظمــة العربيــة للتربيــة والثقافــة والعلــوم‪ ،‬إســتراتيجية تطــور‬

‫التربية العربية‪( 1977 ،‬التقرير المجمل ص‪ 18‬مقدمة الفصل)‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫مركــز د ارســات الوحــدة العربيــة‪ ،‬صــور المســتقبل العربــي‪ ،‬مشــروع المســتقبالت العربيــة‬

‫‪-‬‬

‫أحمــد القرعــي‪ ،‬األمــن المائي‪....‬مصـريا وعربيــا‪ ،‬مجلــة السياســة الدوليــة‪ ،‬العــدد ‪،140‬‬

‫‪-‬‬

‫ريـ ــاض الـ ــدبا ‪ ،‬األهميـ ــة اإلسـ ــتراتيجية للميـ ــاه فـ ــي الـ ــوطن العربـ ــي‪ ،‬مجلـ ــة المجمـ ــع‬

‫‪-‬‬

‫المنظمـ ــة العربيـ ــة للتنميـ ــة الزراعيـ ــة‪ ،‬اسـ ــتعمال الميـ ــاه لألغ ـ ـراض الزراعيـ ــة ومؤثراتهـ ــا‬

‫البديلة (منتدى العالم الثالث‪ ،‬مكتب الشرق األوسط)‪.‬‬

‫بيروت‪ ،‬أبريل ‪.2000‬‬

‫العالمي‪ ،‬مجلد ‪ ،43‬ج‪ ،2‬بغداد ‪.1996‬‬

‫المستقبلية وترشيد استخدام الموارد المائية في الوطن العربي‪.،‬‬

‫‪-‬‬

‫بوكراع رضا‪ ،‬المياه العربية والتحديات األمنية األمن المائي العربي‪ ،‬المؤتمر‪ ،8‬مركز‬

‫الدراسات العربي األوربي ‪.1996‬‬ ‫‪-‬‬

‫الجياللــي عبــد الج ـواد‪ ،‬مــدوارة الميــاه العامــة ألغ ـراض الز ارعــة بــين الحقيقــة والخيــال‪،‬‬

‫العمران العربي العدد ‪.1995 ،14‬‬ ‫‬‫‪-‬‬

‫مجل‬

‫األمة ‪ ،‬مجلة الفكر البرلماني‪ ،‬العدد‪ ،17‬سبتمبر ‪ ،2007‬ص‪.117‬‬

‫حســام شــحاتة‪ ،‬الميــاه العربيــة فــي دائـرة الخطــر‪ ،‬معهــد األرض للد ارســات الفلســطينية‪،‬‬

‫دمشق العدد‪ ،8‬أوت ‪.1990‬‬ ‫‪-‬‬

‫األمي ــر دكـ ــروب‪ ،‬مس ــتقبل الص ـ ـراع ح ــول الميـ ــاه ف ــي الشـ ــرق األوس ــط‪ ،‬مجلـ ــة الفكـ ــر‬

‫‪-‬‬

‫د‪.‬محمد عبد العزيز عجمية‪،‬من مياه الضفة الغربية إلى سد اليرموك (مثلـث الخطـر)‬

‫‪-‬‬

‫إس ــماعيل ت ــالوي‪ ،‬الثاب ــت والمتغي ــر ف ــي السياس ــة الخارجي ــة األمريكي ــة تج ــاه القض ــية‬

‫اإلستراتيجي العربي‪ ،‬العدد ‪.1994 ،76‬‬

‫مجلة المستقبل‪ ،‬عدد ‪ ،545‬أوت ‪.1987‬‬

‫الفلســطينية والمفاوضــات الفلســطينية اإلس ـرائيلية (معهــد أبــو لغــد للد ارســات الدوليــة فــي جامعــة‬

‫بيرزيت‪ ،2005 ،‬رسالة ماجستير منشورة)‪.‬‬

‫‪152‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‬‫‪-‬‬

‫رضا محرم‪ ،‬استعادة مصر العربية‪ ،‬مجلة المستقبل العربي العدد‪ ،1982 ،4‬ص‪.104‬‬ ‫جامع ــة األمـــم المتحـــدة‪ ،‬مرك ــز د ارسـ ــات الوحـــدة العربي ــة‪ ،‬ص ــور المس ــتقبل العربـــي‪،‬‬

‫الطبعة‪.1982 ،1‬‬ ‫‪-‬‬

‫اتفاقية األمـم المتحـدة حـول اسـتخدام المجـاري المائيـة الدوليـة ألغـراض غيـر المالحـة‬

‫المعتمدة ‪.1997-05-25‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪.)1980‬‬

‫الموس ــوعة العس ــكرية (بي ــروت‪ ،‬المؤسس ــة العربي ــة للد ارس ــات والنش ــر‪ ،‬الطبع ــة األول ــى‬

‫‪-‬‬

‫قاس ــم عب ــا ‪ ،‬األطم ــاع بالمي ــاه العربي ــة وأبعاده ــا الجيوبوليتيكي ــة‪ ،‬المس ــتقبل العرب ــي‪،‬‬

‫‪-‬‬

‫عـز الـدين علـي خيـرو‪ ،‬الفـرات فـي ظـل قواعـد القــانون الـدولي العـام‪ ،‬مركـز الد ارســات‬

‫‪-‬‬

‫ديباج ـ ــة جامع ـ ــة ال ـ ــدول العربيــ ــة الموقع ـ ــة بالق ـ ــاهرة ‪ 22‬آذار ‪ 1945‬ج ـ ــزء ‪ 70‬سلسـ ـ ــلة‬

‫العدد ‪ 174‬أغسط‬

‫‪.1993‬‬

‫العربية‪ ،‬سوريا‪ ،‬دمشق ‪.1991‬‬

‫معاهدات األمم المتحدة ‪.1950‬‬ ‫‪-‬‬

‫أحمــد ســعيد الموعــد‪ ،‬حــرب الميــاه اإلس ـرائيلية مــن الف ـرات إلــى النيــل‪ ،‬مجلــة الملــف‪،‬‬

‫العدد ‪ ،996‬بتاريو ‪ 25‬شباط ‪.1990‬‬ ‫‪-‬‬

‫نوفــل أحمــد‪ ،‬الص ـراع علــى الميــاه ومفاوضــات الســالم فــي الشــرق األوســط‪ ،‬د ارســات‬

‫‪-‬‬

‫مركــز الد ارســات اإلســتراتيجية والبحــوث والتوثيــق‪ ،‬مشــكلة الميــاه فــي الشــرق األوســط‪،‬‬

‫‪-‬‬

‫و ازرة الفالحة والتنمية الريفية‪ ،‬مسار التجديد الفالحي‪ ،‬عرض وآفاق‪ ،‬فبراير ‪.2012‬‬

‫عربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬عدد‪.1994 ،8‬‬

‫األبعاد التنموية اإلستراتيجية واحتماالت الصراع والتعاون‪ ،‬بيروت الجزء ‪.2‬‬

‫‪-‬‬

‫مركــز د ارســات الوحــدة العربيــة‪ ،‬المســتقبل العربــي‪ ،‬الطلــب علــى الكهربــاء‪ ،‬عــدد ‪،38‬‬

‫السنة الرابعة‪ ،‬أفريل ‪.1982‬‬ ‫‪-‬‬

‫راين ـ ــر ش ـ ــتومبف‪ ،‬طاق ـ ــة م ـ ــن ج ـ ــوف األرض‪ ،‬مجل ـ ــة دتش ـ ــالند ‪ Deutshland‬منت ـ ــدى‬

‫‪-‬‬

‫‪ TREC‬الصـ ــحراء محطـ ــة طاقـ ــة‪ ،‬دوتشـ ــالند‪ :‬منتـ ــدى السياسـ ــة والثقافـ ــة واالقتصـ ــاد‪،‬‬

‫‪-‬‬

‫التعليمة ‪ 2010/01‬الخاصة بتسعرة المياه مار ‪-2010‬و ازرة الموارد المائية‪.‬‬

‫للسياسة والثقافة واالقتصاد العدد‪.2008-2‬‬

‫العدد‪.2008 ،2‬‬

‫‪153‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪-‬‬

‫مجل ــة المحتـ ـرفين ف ــي مي ــدان الم ــاء والص ــرف الص ــحي‪ ،‬ع ــدد خ ــاص ‪،Hydro-plus‬‬

‫السنة ‪ ،18‬ماي ‪ ،2007‬ص‪.05‬‬ ‫‬‫‬‫‪.2001‬‬ ‫‪-‬‬

‫مجلة الفكر البرلماني‪ ،‬العدد ‪ ،17‬مجل‬

‫األمة‪ ،‬سبتمبر‪.،2007‬‬

‫و ازرة المـوارد المائيــة‪ ،‬مديريــة الد ارســات والتهيئــة‪ ،‬مصــادر الميــاه فــي الج ازئــر‪ ،‬أكتــوبر‬ ‫و ازرة الفالحة والتنمية الريفية‪ ،‬أس‬

‫سياسة التجديد الفالحي‪ ،‬النتائج األولى‪.‬‬

‫قوانين ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫القــانون ‪ 03-10‬المــؤرخ ‪ 15‬أوت ‪ 2010‬المحــدد لشــروط وكيفيــات اســتغالل األ ارضــي‬

‫الفالحية التابعة لألمالك الخاصة للدولة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫المنشــور الــوزاري المش ــترك رقــم ‪ 191‬المــؤرخ ‪ 29‬م ــار ‪ 2011‬المتعلــق بنــزع أ ارض ــي‬

‫فالحية إلنجاز تجهيزات عمومية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫القـرار الــوزاري المشــترك رقــم ‪ 108‬المــؤرخ ‪ 23‬فب اريــر ‪ 2011‬المتعلــق بإنشــاء مســتثمرات‬

‫‪-‬‬

‫المنشــور الــوزاري المشــترك رقــم ‪ 402‬المــؤرخ ‪ 06‬يونيــو ‪ 2011‬المتعلــق بحيــازة الملكيــة‬

‫‪-‬‬

‫المؤسســة العموميــة الجزائريــة للميــاه‬

‫جديدة للفالحة وتربية الحيوانات‪.‬‬

‫العقارية الفالحية‪.‬‬

‫المرســوم التنفيــذي رقــم ‪ 101-01‬المتعلــق بتأســي‬

‫المؤرخ ‪.2001/04/21‬‬ ‫‪-‬‬

‫قرار مجل‬

‫‪-‬‬

‫ق ــانون الميـ ــاه ‪ 83/17‬الم ــؤرخ ‪ 16‬جويليـــة ‪ ،1983‬واألم ــر ‪ 96/13‬الم ــؤرخ ‪ 15‬جويليـــة‬

‫‪.1996‬‬ ‫‪-‬‬

‫األمن ‪ ،344‬وثائق األمم المتحدة‪ ،‬ق اررات مجل‬

‫األمن ‪.1973 ،344‬‬

‫قانون التوجيه الفالحي‪ ،‬رقم ‪ 16-08‬المؤرخ ‪ 03‬أوت ‪.2008‬‬

‫القــانون ‪ 05/85‬المــؤرخ ‪ 1985/02/16‬المتعلــق بحمايــة الصــحة وترقيتهــا‪ :‬المعــدال بقــانون‬

‫‪ 15/88‬بت ـ ــاريو ‪ 1988/05/03‬وبق ـ ــانون ‪ 17/90‬بت ـ ــاريو ‪ 1990/07/31‬وبق ـ ــانون ‪16/06‬‬

‫المؤرخ ‪.2006/11/14‬‬ ‫تقارير ‪:‬‬

‫‪-‬‬

‫تقرير األمم المتحدة‪ :‬الطلب على المياه يتزايد ‪2012‬‬

‫‪154‬‬


‫ المركز العربي الديمقراطي‬.‫ اإلستراتيجية المائية في الجزائر‬، ‫ األمن المائي‬: ‫عبد الرحمن ديدوح‬

‫ تقري ــر ع ــن الخط ــة اإلس ــتراتيجية المائي ــة ف ــي الج ازئ ــر المق ــدم‬:‫و ازرة المـ ـوارد المائي ــة‬

-

‫ د ارســة االتحــاد‬،1 ‫ الجــزء‬،‫ المخطــط الــوطني للميــاه‬،‫ لالتحــاد األوربــي‬MEDA ‫برنــامج‬

-

.2011 ‫ نوفمبر‬22-21 ‫بالقاهرة‬

.2010 ‫ أوت‬،‫ بالتنسيق مع و ازرة الموارد المائية‬،‫األوربي حول المياه في الجزائر‬ :‫ القواميس‬

-

Dictionnaire de Poche 45000 mots expressions et locutions ed : Histoire d’Enere The Facts on File of 103‫ص‬/‫علـم األحيـاء‬

‫ حقـائق فـي ملـف قـامو‬،‫روبرت هـين‬

-

Biology Dicionary

:‫ الكتب باللغة األجنبية‬ OMS « Décennie Internationale de l’Eau Potable et de l’Assainissement » Genève, 1990, OCDE, Paris 1989. Hamid Tamar, Acte Economique, Choix en vue de Satisfaire des Besoins (Office de Publication Uni) 1976. OMS. Guidelines for Frinking Water Quality, Derbe editie, 2003. Collins Robert.D : The water of the Nile –Hydropolitics and The Jonglei Canel. 1900-1991 Clarendo Press-Oxford 1990. Brodard et Aaupin 2005. Ministère des Armées, Etat Major de l’Armée (Manuel de Préparation au Certificat Interarmes) ed : Berger Levrault 1961. United nations, Office of Public Information, Note 1 N°= 3281, May 25th , 1966. Maurice Crouzet, L’Epoque Contemporaine à la Recherche d’une d’un Civilisation Nouvelle, Ed Ouidat, Beyron the liban, 1er ed 1970. Jean Weiller, La Croissance de l’Industrie mondiale (1938-1961) New York, Nations Unies. Pierre Auger, Tendances Actuelles de la Recherche Scientifique, Paris, UNESCO, 1961. Galliers R.D Leidner, DE et Baker, BSH (eds) (a1999) stratégie informatique management, challenges et strategies in managment informatique systems 2/e Oxford XV 1. Benjamin Stora, les 100 portes du Maghreb (ed, l’atelier Paris, oct 1999). UNEP United Nations Environnemental Program (UNEP) the stat of environment (Nairobi) ENEP/1 1996 , I.Marty, M.Griffon, Prospective des déséquilibres environnementaux dans les pays tropicaux, Girard 1993.

155


‫ المركز العربي الديمقراطي‬.‫ اإلستراتيجية المائية في الجزائر‬، ‫ األمن المائي‬: ‫عبد الرحمن ديدوح‬

Dr. Moustafa Toulba, International Water of the Middle, National Water Research Center, 1994,. J.N.Moore, International law and the continuing middle east crisis, in the arab israeli confliet princeton univ.press, J.N.Mocre, 1974,. W.Mallison, the Zioniste-israel Juridical claims to constitute « the Jewish people » nationality entityand to confer membership in it : Appraisal in internatioal law,page 983, the Ceo.wach.l Rev 32. Uri Davis, Antonia Marks and John Richardson, Israel’s Water Policies, Journal of Palistine Studies, vol 4, N°2, Winter 1980. D.Yaron, Water Supply to Israel Agriculture, Resource Devlopment in Israel (Jerusalem : Hebrew University, 1965). Economie Planning Authority, Economie Survey of the Gaza Strip and Sinaï (Jerusalim : July 1967) and economie Survey of the west Bank (Jrusalim : July 1967). Paul Quiring, Israeli Se…… and Palestian Rights-2, Middle East International N°88, October 1978. Annuaire Hydrologique de l’Algerie Année 94-94, ANRH, Ministère de l’Equipement. Bengueddache B, Envasement des Barrages en Algérie, 2ème Colloque National Climat et Environnement. World Bank « World Resource 1996-1997 ». Missoum Sbih, l’Administration Publique Algérienne, Ed : Hachette France, 2e Trimestre 1973. Guide Pratique pour l’Eau Potable et l’Assainissement Rural et Subrural, OMS, Bureau Regional de l’Europe, Copenhague 1984. Mustapha Bouziani, l’Eau de la Pénurie aux Maladies, ed Ibn Khaldoun, Septembre 2000,. Tiano A, le Maghreb entre les Maythes, Paris, PUF 1967-11 page 137. Maurice Aubin, Pratique de l’Alimentation en Collectivité, ed ESF, Paris XVII 1974 3e edition p2. Mustapha « The Status of Arabic Nuclear Potential » in :Ibid, Vol.3. Roose E. Introduction à la Gestion Conservatoire de l’Eau et de la Fertilité des Sols (GCES.Bull.Sals.FAO, Rome, 70, page 420. Rapport 36270 BM 15/09/2007.

156


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ ‬الفددددهرس‬

‫المقدمة …‪.7.......................................................................‬‬ ‫الفصل األول ‪ :‬األمن و مجاالته ومفاهيمه‪.18.......................................‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬معاني األمن و مقاصده‪.19.........................................‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفاهيم األمن‪.21....................................‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬أنواع األمن‪.29 ....................................‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬االستراتيجية أبعادها و مفاهيمها‪.40 .........................‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬التحديات االستراتيجية‪.41 ...........................‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬التخطيط االستراتيجي ‪.43...........................‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬الموارد المائية في العالم‪.46 ................................‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬الموارد المائية في العالم العربي ‪.46 .................‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الواقع المائي في العالم العربي‪.51 ..................‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬المخاطر على الموارد المائية في العالم العرب…‪.59.‬‬ ‫المبحث الرابع ‪ :‬االستراتيجية العربية للخروج من أزمة المياه‪.72................‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬الطاقة المائية‪.73 ...................................‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬االتفاقيات الدولية الخاصة بالمياه‪.74................‬‬ ‫الفصل الثاني ‪ :‬الطاقة وأنواعها في الجزائر‪.80.......................................‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬الواقع المائي‪.81 ...........................................‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬المصادر المائية‪.83 ...............................‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬المنشآت المائية الكبرى‪.87 ........................‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬االستراتيجية المائية‪.90 ....................................‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬تسيير الموارد المائية‪.91 ...........................‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬تجنيد االمكانيات المائية‪.95........................‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬االستراتيجية الطاقوية‪.99 ..................................‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬االستثمارات و الميزانيات المعتمدة…‪.103..........‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الهياكل القاعدية و اآلفاق‪.108 ....................‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬تسيير و مراقبة المياه‪.115 ........................‬‬

‫‪157‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬آثار االستراتيجية المائية‪.119 ..........................‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬اثر السياسة المائية على األمن الغذائي‪.121 ........‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬مساهمة اإلطار القانوني‪.126.......................‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬استنزاف المياه و النزاعات المستقبلية‪.133 .........‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬اآلفاق المستقبلية‪.137...............................‬‬

‫خاتمة‪.141 ....................................................................‬‬

‫قائمة المراجع‪.146 .............................................................‬‬ ‫الفهر ‪.158 ...................................................................‬‬

‫‪158‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫السـيــرة الذاتـــية‬ ‫‪DIDOUH ABDERRAHMANE‬‬

‫االسم و اللقب ‪ :‬ديدوح عبد الرحمن ‪.‬‬ ‫تاريخ الميالد‪ 1950/10/02 :‬بالعين الصفراء‪.‬‬ ‫العنوان‪ :‬حي السعادة العين الصفراء والية النعامة‪.‬‬

‫التاريخ‬ ‫‪1969/09/15‬‬ ‫‪ 1970/04/21‬إلى ‪1972/04/25‬‬ ‫‪1977/10/02‬‬ ‫‪ 1972/10/01‬إلى ‪1973/09/18‬‬ ‫‪ 1975/02/31‬إلى ‪1975/09/08‬‬ ‫‪ 1976/01/01‬إلى ‪1980/10/31‬‬ ‫‪ 1980/11/01‬إلى ‪1984/09/01‬‬ ‫‪ 1984/09/02‬إلى ‪1989/03/15‬‬ ‫‪ 1989/03/16‬إلى ‪1991/10/14‬‬ ‫‪ 1990‬و ‪1991‬‬ ‫‪ 1991/10/15‬إلى ‪1992/12/12‬‬ ‫‪ 1992/12/13‬إلى ‪2000/10/31‬‬ ‫‪1980‬إلى ‪1982‬‬ ‫‪ 1982‬إلى ‪1984‬‬ ‫‪ 1984‬إلى ‪1989‬‬

‫‪ -1‬الشهادات ‪:‬‬ ‫الشهادة االبتدائية بالفرنسية‬ ‫الشهادة االبتدائية بالعربية‬

‫المهمة أو الوظيفة‬ ‫معلم داخلية بالمعهد التكنولوجي للمعلمين بسعيدة‪.‬‬ ‫الخدمة الوطنية ضابط بأكاديمية شرشال‪.‬‬ ‫مالزم أول معهد اإلشارة بوزريعة الجزائر‪.‬‬ ‫طالب أستاذ معهد األساتذة بوهران‪.‬‬ ‫أستاذ متربص لغة عربية‪ ،‬تاريخ و جغرافيا‪.‬‬ ‫أستاذ مرسم لغة عربية وتربية إسالمية‪.‬‬ ‫منتدب في حزب جبهة التحرير الوطني ( نائب محافظ وطني سعيدة)‪.‬‬ ‫مدير أكمالية اإلبراهيمي بالعين الصفراء( منتدب‪).‬‬ ‫رئيس مصلحة الثقافة إطار سام بوالية النعامة ‪.‬‬ ‫رئيس مصلحة اإلدارة والتكوين (الشبيبة والرياضة بوالية النعامة )‪.‬‬ ‫مدير المعهد اإلسالمي (متوسطة الخوارزمي بالعين الصفراء)‪.‬‬ ‫أستاذ التربية اإلسالمية واللغة العربية‪.‬‬ ‫مندوب دائرة مشرية ح ج ت و ‪.‬‬ ‫مندوب دائرة العين الصفراء ح ج ت و‪.‬‬ ‫نائب محافظ وطني مكلف بالشؤون االقتصادية و االجتماعية و مكلف بالثقافة واإلعالم‪.‬‬

‫‪03/06/1965‬‬ ‫‪02/07/1965‬‬ ‫‪02/05/1967‬‬ ‫‪13/07/1967‬‬ ‫‪20/09/1969‬‬ ‫‪30/06/1976‬‬ ‫‪30/06/1973‬‬

‫العين الصفراء ‪.‬‬ ‫العين الصفراء‪.‬‬ ‫أكاديمية سعيدة‪.‬‬ ‫أكاديمية سعيدة‪.‬‬

‫شهادة األهلية ‪B.EPC‬‬ ‫شهادة التعليم العام ‪B.EG‬‬ ‫وهران‪.‬ش ‪.‬رقم‪.16499.‬‬ ‫شهادة الباكالوريا ‪probatoire1‬‬ ‫وهران‪.‬ش ‪:‬رقم ‪.74‬‬ ‫شهادة الباكالوريا ‪2‬‬ ‫المعهد التكنولوجي وهران‪.‬‬ ‫شهادة االستاذية لغة عربية‬ ‫شهادة األستاذية تاريخ و جغرافيا‬ ‫دولية‬ ‫ليسانس علوم سياسية و عالقات‬ ‫جامعة سعيدة‪.‬ش‪.045.‬‬ ‫‪2007/2011‬‬ ‫طالبببب ماجسبببتير علبببوم سياسبببية و عالقبببات مسببببببابقة ‪13/10/2011‬رتبببببببة ‪ 3‬مببببببن جامعة وهران ‪.2012/2011‬‬ ‫دولية و أمن دولي‬ ‫‪ 856‬مداولة ‪10/11/2011‬‬ ‫جامعة وهران‪ .‬ش رقو‪2314/175‬‬ ‫ماجسبببتير علبببوم سياسبببيق تخصبببص عالقبببات ‪ 25/02/2014‬مناقشة المذكرة‬ ‫دولية و أمن دولي‬ ‫‪Doctorant Sc.Po.Université oran‬‬ ‫مسجل في الدكتوراه علوم سياسية نظام قديم ‪ ,‬بجامعة وهران ‪2014‬‬ ‫‪Ancien systeme.‬‬ ‫موضوع البحث ‪ :‬األمن المائي و مخاطر المستقبل على الدول المغاربية‪.‬‬ ‫أستاذ جامعي متعاقد المركز الجامعي بالنعامة‪ 2016‬إلى حد اآلن‬

‫‪159‬‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪160‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.