المحجة البيضاء 5

Page 1

‫العدد اخلامس ‪ -‬جمادى اآلخرة ‪ 1433‬هـ‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫كما تقرأ فى هذا العدد‬ ‫• مع‬ ‫السلف‪ :‬ملاذا الدعوة السلفية‬

‫‪...................‬صفحة‪4‬‬

‫• هؤالء‬ ‫أعداؤك فاعرفهم‪ :‬الـــيهــــود‬ ‫• البحث العلمي‪:‬‬ ‫الرهن ‪...................‬صفحة‪19‬‬

‫‪...................‬صفحة‪8‬‬

‫مسابقة‬ ‫الـــعـــدد‬ ‫صفحة ‪42‬‬

‫• قصة سريبرينيتسا واحللم‬ ‫املفقود ‪...................‬صفحة‪28‬‬ ‫• صحتك‪ :‬حموضة‬ ‫املعدة ‪...................‬صفحة‪34‬‬


‫فهرس العدد‬ ‫• إفتتاحية العدد‬ ‫• مع السلف‪:‬‬ ‫ملاذا الدعوة السلفية‬ ‫• قراءة في األحداث‪:‬‬ ‫اجلمعية التأسيسية والشرعية االسالمية‬ ‫• هؤالء أعداؤك فاعرفهم‪:‬‬ ‫الــيـــهـــود‬ ‫• قرأت لك‪:‬‬ ‫موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية‬ ‫• منهجية طلب العلم‪:‬‬ ‫االجـــتـــبـــاء‬ ‫• البدائل الصحيحة‪:‬‬ ‫من األحاديث النبوية التي تغني عن األحاديث‬ ‫املوضوعة والضعيفة املشتهرة (باب الطهارة)‬ ‫• البحث العلمي‪:‬‬ ‫الــــرهـــــن‬ ‫• األسرة ودورها في تربية املراهقني‬ ‫احلوار وأثره في االستقرار األسري‬

‫صفحة‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪8‬‬

‫العدد اخلامس ‪ -‬جمادى اآلخرة ‪ 1433‬هـ‬

‫‪12‬‬

‫تصدر عن الهيئة العلمية للدراسات‬ ‫الشرعية و اإلستراتيجية‬

‫‪15‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪26‬‬

‫• قصة سريبرينيتسا واحللم املفقود‬

‫‪28‬‬

‫• سير و تراجم نبالء العصر‪:‬‬ ‫الشيخ‪ /‬عبد الرزاق عفيفي‬

‫‪30‬‬

‫• من ذخائر اخملطوطات‪ :‬نفائس دار طابه‬

‫‪32‬‬

‫• صحتك‪ :‬حموضة املعدة‬

‫‪34‬‬

‫• بـاب الــفـتـاوى‬

‫‪38‬‬

‫• مسابقة العدد‬

‫‪42‬‬

‫املشرف العام على اجمللة‬ ‫فضيلة الدكتور‬

‫أحـمـد الـنـقـيـب‬ ‫رئـيـس الـتـحـريـر‬ ‫مـحـمـود الـصـاوي‬ ‫املـديـر الـفـنـي‬ ‫تـامـر األنـصـاري‬

‫للتواصل معنا‬ ‫بريد القراء‪malmhgh@yahoo.com :‬‬ ‫بريد األسئلة والفتاوى‪falmhgh@yahoo.com :‬‬ ‫• نهيب بالقراء الكرام إلى أهمية التواصل معنا عبر‬ ‫بريد القراء للنصح و النقد البناء و اإلقتراحات النافعة‪،‬‬ ‫وكذلك أيضا ً نحيطهم علما ً أن مجلتنا الغراء تفتح‬ ‫ذراعيها للبحوث العلمية املعتبرة فى كافة امليادين‬ ‫الشرعية لنشرها عبر صفحاتها املباركة ‪-‬بإذن اهلل‪-‬‬ ‫على أننا سنقوم بتحكيم هذه البحوث وإعتمادها ثم‬ ‫نشرها عبر فريق من أهل العلم والباحثني النابهني ثم‬ ‫التواصل مع أصحابها لإلفادة و اإلستفاده‪.‬‬ ‫• كما نرحب مبن أراد شيئا ً من اخملطوطات املنشوره عبر‬ ‫مجلتنا‪ ،‬فليتواصل معنا عبر بريد القراء إلمداده بها‪.‬‬ ‫• من أراد نشر اجملله أو طبعها ‪-‬كما هـي بـدون حـذف‬ ‫أو إضافة أو تعديل‪ -‬أو توزيعها بأي صوره فالباب مفتوح‬ ‫لنشر اخلير‪ ،‬وليتواصل معنا عبر بريد القراء أيضا ً‬ ‫لإلستفسار أو الدعم الفنى‪.‬‬


‫إفتتاحية العدد‬ ‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬ ‫إن احلمد هلل‪ ،‬نحمده ونستعينه ونستغفره‪ ،‬ونعوذ باهلل‬ ‫من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا‪ ،‬من يهده اهلل فال‬ ‫مض��ل له‪ ،‬ومن يضل��ل فال هادي له‪ ،‬وأش��هد أن ال إله إال‬ ‫اهلل وحده ال شريك له وأشهد أن محمدا ً عبده ورسوله‪.‬‬ ‫َ َ‬ ‫اَ َ ُ اَّ‬ ‫َُ‬ ‫ِين َء َام ُنوا ْ َّٱت ُقوا ْ هَّ َ‬ ‫(يأ ُّي َه��ا ذَّٱل َ‬ ‫ٰٓ‬ ‫ٱلل َح َّق تقاتِهِۦ َول ت ُموت َّن إِل‬ ‫َ َ ُ ُّ ۡ ُ َ‬ ‫ٓ‬ ‫وأنتم مسل ِمون ‪ )١٠٢‬ا ِل ع ِۡم َران‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ذَّ‬ ‫َّ ُ َّ ُ ْ‬ ‫َّ ۡ‬ ‫َ َ​َ ُ‬ ‫ٰٓ‬ ‫اس ٱتق��وا َر َّبك ُم ٱلِي خلقك��م ّمِن نف ٖس‬ ‫(يأ ُّي َه��ا ٱنل‬ ‫َ َ َ َ َ َ ۡ َ َ ۡ َ َ َ َ َّ ۡ ُ َ َ اٗ َ ٗ َ َ ٓ ٗ‬ ‫وٰحِدة ٖ وخلق مِنها زوجها وبث مِنهما رِجال كثِريا ون ِس��اء ۚ‬ ‫َ َّ ُ ْ هَّ َ ذَّ‬ ‫َ أۡ َ ۡ َ َ َّ هَّ َ اَ َ‬ ‫َ ٓ ُ َ‬ ‫ٱلل كن‬ ‫ٱلل ٱلِي ت َس��ا َءلون بِ��هِۦ وٱلرح��ام ۚ إِن‬ ‫وٱتق��وا‬ ‫َ َۡ ُ ۡ َ ٗ‬ ‫ّ‬ ‫عليكم رقِيبا ‪ )١‬الن َِساء‬ ‫َ َ ُّ َ ذَّ َ َ َ ُ ْ َّ ُ ْ هَّ َ ُ ُ ْ َ اٗ‬ ‫ٗ‬ ‫ٰٓ‬ ‫ٱلل َوقولوا ق ۡول َس��دِيدا ‪٧٠‬‬ ‫(يأيه��ا ٱلِي��ن ءامنوا ٱتق��وا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ۡ ۡ َٰ ُ ۡ َ َ ۡ ۡ ُ ۡ ُ​ُ َ ُ‬ ‫يُ ۡصل ِۡح لكم أعملك��م ويغفِر لكم ذن‬ ‫وبك ۡمۗ َو َمن يُطِعِ‬ ‫َ‬ ‫ولۥ َف َق ۡد فَ َ‬ ‫هَّ َ‬ ‫از فَ ۡو ًزا َع ِ ً‬ ‫ٱلل َو َر ُس هَ ُ‬ ‫ظيما ‪ )٧١‬األ ۡح َزاب‬ ‫أم��ا بعد‪ ...‬فإن أصدق احلديث كتاب اهلل‪ ،‬وأحس��ن الهدي‬ ‫ه��دي محم��د ‪ -‬صل��ى اهلل عليه وس��لم ‪ ،-‬وش��ر األمور‬ ‫محدثاته��ا‪ ،‬وكل محدث ٍة بدع�� ٍة‪ ،‬وكل بدع ٍة ضالل ٍة‪ ،‬وكل‬ ‫ضالل ٍة في النار‪ ،‬وبعد‪.‬‬ ‫فف��ي هذا الوقت املضطرب باألحداث‪ ،‬إس��قاط الش��يخ‬ ‫حازم من س��باق الرئاس��ة‪ ،‬ثم إنش��اء فرق��ة «الزم حازم»‬ ‫ثم توجه بعض الش��باب الس��لفي ومعه بعض الشباب‬ ‫الليبرالي إلى محيط وزارة الدفاع‪ ،‬ثم حادثة العباس��ية‪،‬‬ ‫وأثن��اء ذل��ك إعالن احل��زب الدميقراطي الس��لفي (حدس)‬ ‫دعم��ه للدكتور‪ /‬أبو الفتوح طاعنا ً في الدكتور‪ /‬مرس��ي‪،‬‬ ‫زعم��ا أن هذا رأي األغلبيه (!!) وم��ع نفض أيدينا من أدران‬ ‫ه��ذه العمليـ��ة؛ إال أنن��ا نقول إن مرس��ي أفضل من أبي‬ ‫الفتوح‪ ،‬أبوالفتوح ثلثه إخواني وثلثاه علماني‪ ،‬ومرس��ي‬ ‫كل��ه إخواني‪ ،‬فمن هو األفض��ل مبنطق أهل الرأي والفقه‬ ‫السياسي ومدرسي السياسة الشرعية (!!)‬ ‫إن أبن��اء «الدعوة الس��لفية النبوية» الب��د أن تكون لهم‬ ‫رؤى يَص��درون فيها عن منهجهم الرباني املنير‪ ، ‬ومن هنا‬ ‫كان هذا املثال الذي ناقش هذة اجلزئية‪ ،‬ثم كانت املعاجلة‬

‫التاريخية ملصطلح «الدعوة‪ ‬السلفية»؛ حيث ظن بعض‬ ‫من اليحس��ن قراءة الت��راث أن هذه «الدعوة‪ ‬الس��لفية»‬ ‫خصيصة بطائفة في بلد ما‪ ،‬ورأس��ها ش��يوخ معينون‪،‬‬ ‫ف��كان هذا املقال ال��ذي يعالج هذة الدع��وى !! وملا كانت‬ ‫«الدعوة‪ ‬الس��لفية» تقوم علي أص��ول منها‪ :‬العلم كان‬ ‫البد م��ن نصائح منهجية نوراني��ة ضابطة طريق العلم‬ ‫ومن العلم‪ :‬البحث العلمي الرصني‪ ،‬ال س��يما الدراسات‬ ‫اجلادة الهادفة إلي تعريف املسلمني مبا يع ُّن لهم في هذة‬ ‫األوقات ال سيما املعامالت وسائر البيوع‪ ،‬فكان هذا املقال‬ ‫املهم في «الرهن»‪ ،‬ولعل من أهم منطلقات طلب العلم‬ ‫االجتب��اء وأثره ف��ي الطلب‪ ،‬وال ميكن للداع��ي وال لطالب‬ ‫العل��م أن يب��ذل جهده ويس��تفرغ وس��عه ف��ي الدعوة‬ ‫والعل��م ومن ثم العمل و االنفعال إال إذا س��لمت اجلبهة‬ ‫الداخلي��ة من آفات النزاع والفوضى‪ ،‬ومن هنا كان ضرورة‬ ‫إلقاء الضوء علي أهمية احلوار وأثره في االستقراراألسري‬ ‫وعالج املراهقني‪.‬‬ ‫وملا كانت «الدعوة الس��لفية النبوية» تقوم علي األصول‬ ‫العقائدي��ة ذات الصلة باألنس��ان واجملتم��ع والكون‪ ،‬كان‬ ‫من األهمية مبكان دراس��ة أعداء اإلسالم ال سيما اليهود‪،‬‬ ‫وكـان��ت أيـضـ��ا اخملـتـ��ارات اخملـطـوطـ��ة هـ��ي مــ��ا‬ ‫انتقيناه لك –أيها‪ ‬القارئ‪ ‬احلبيب– من كنوز أئمة اإلسالم‬ ‫كالدارقطني واملقريزي والس��يوطي وصديق حس��ن خان‬ ‫وغيره��م‪ ،‬ومن جملة املالمح العقائدية‪ :‬االحتجاج باخلبر‬ ‫الصحي��ح بدي�لاً ع��ن اخلبر الضعي��ف‪ ،‬وأيض��ا ً االهتمام‬ ‫باملس��لمني واحوالهم فكانت هناك الدع��وة إلي معونة‬ ‫املسلمني وكفايتهم‪ ،‬بل إن االهتمام بصحة املسلمني من‬ ‫جملة املالمح العقائدية‪ ،‬فكان هذا املقال الطبي املتعلق‬ ‫باحلموضة‪ ،‬وهي من األمراض الش��ائعة في هذا العصر‪، ‬‬ ‫ه��ذه بع��ض موضوعات ومق��االت هذا الع��دد بااإلضافة‬ ‫الي بعض األبواب الت��ي متثل امللح وطريف القول وجميل‬ ‫البيان ‪ ,‬هذه الباقة املنوعة نهديها في هذا العدد إلخواننا‬ ‫و أحبتنا في اهلل‪ ،‬راجني داعني اهلل س��بحانه القبول‪ ،‬ومن‬ ‫إخواننا التفاعل اإليجابي‪ ،‬واهلل من وراء القصد‪،‬‬ ‫وص��ل اللهم وس��لم وب��ارك علي النب��ي احلميد محمد‬ ‫وعلي آله وصحبه وسلم‪.‬‬


‫ف‪ :‬لماذا الدعوة السلفية‬

‫مع السل‬

‫بقلم د‪ .‬أحمد النقيب‬

‫نحو توثيق من قراءة كتاب «علماء جند خالل ثمانية قرون»‬ ‫لسماحة‪ ‬الشيخ‪ / ‬عبد‪ ‬اهلل‪ ‬بن‪ ‬عبد‪ ‬الرحمن‪ ‬بن‪ ‬صالح‪ ‬آل‪ ‬بسام‬ ‫ط ‪ /‬دار العاصمة‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط ‪1398 – 1‬هـ‪.‬‬ ‫بس��م اهلل الرحم��ن الرحي��م‪ ...‬احلم��د هلل وح��ده والصالة‬ ‫والسالم على من النبي بعده‪ ...‬وبعد‪...‬‬ ‫فإن الدعوة الس��لفية ‪-‬كما س��بق– قدمية ال فضل ألحد في‬ ‫إقامتها وتأسيسها بل هي دعوة النبي صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫ومن بعده من الصحابة والتابعني واألئمة األعالم ومن تالهم‬ ‫م��ن مصلحي الق��رون وأرباب الدين واخلي��ر والصالح والفنون‬ ‫وب��ذا هي ال تعرف مكان��ا هو مركزها وال جماع��ة من الناس‬ ‫محصورين يجعلونها ثوبا وال شخصا يعتبرونه مؤسسا وإمنا‬ ‫فضل األشخاص واجلماعات في ظل منهج الدعوة السلفية‬ ‫أنهم دعاة مهديون ببركة ه��ذه الدعوة فإن األقوال واملناهج‬ ‫إمنا تنسب إلى من ابتدأها ال إلى من بلغها وأداها‪.‬‬ ‫فنحن –أه��ل العلم– مؤدون مبلغون له��ذه الدعوة املباركة‬ ‫لك��ن العجب ف��ي زمننا ه��ذا أن خرجت طائف��ة من الناس‬ ‫جعلوا من هذا االسم املبارك شعارا وثوبا لهم فما كان على‬ ‫شاكلتهم في الفهم واجلهد والفعل واالنفعال كان منهم‬ ‫‪4‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد اخلامس ‪ -‬جمادى اآلخرة ‪ 1433‬هـ‬

‫وكان سلفيا ومن لم يكن على طريقتهم نبذوه وطرحوه ولم‬ ‫يعتدوا به ألنه ليس في الدعوة السلفية حتى يقال‪ :‬فالن في‬ ‫الدعوة السلفية وهذا نحسبه في الدعوة السلفية اجتمع‬ ‫مشايخ الدعوة السلفية رشحت الدعوة السلفية املرشح‬ ‫البرملاني فالنا واملرش��ح الليبرالي الدميقراطي الرئاسي فالنا‬ ‫وانخ��دع كثير من الن��اس بهذا كأن هؤالء الق��وم هم الذين‬ ‫أسس��وا الدعوة الس��لفية ثم تراهم يجعلون تأريخا لهذه‬ ‫الدعوة لقد كانت مدرسة ثم صارت دعوة‪.‬‬ ‫لهـ��ؤالء األخــوة‪ ،‬لهـؤالء املش��ـايـخ‪ ،‬لهــ��ؤالء األحـبـة‪،‬‬ ‫لكـ��ل املس��لمني ‪-‬الذين رمبا ل��م يفهموا األص��ول والبعاد‬ ‫التاريخيـ��ة واملنهجيــة للدعــوة الس��لفيــة– لهــؤالء‬ ‫ول��كل منص��ف أق��دم ه��ذه الق��راءة ف��ي ه��ذا الس��فر‪،‬‬ ‫واملؤل��ف‪ :‬أحد كبار أهل العلم في اململكة الس��عودية كان‬ ‫شيخا من أكابر املش��ايخ باململكة ومشايخ مصر احلاليني‬ ‫الزال��وا أجن��ة في أرح��ام أمهاتهم س��نرى ه��ذا املصطلح‬ ‫«الدعوة‪ ‬الس��لفية» هل له وجود أم ال؟ أم إن هذا املصطلح‬ ‫«الدعوة‪ ‬الس��لفية» حك��ر على أهل ثغر م��ا أو بلد ما في‬ ‫مص��ر وم��ن خالفهم ح��رم من ش��رف االنتس��اب إلى هذه‬ ‫الدعوة السلفية؟‬ ‫‪ )425/1( -1‬يق��ول الش��يخ البس��ام عن��د ترجمة الش��يخ‬ ‫إبراهيم بن ناص��ر (ت ‪1232‬هـ)‪« :‬وفـ��ي وقتـه بدأت جيوش‬ ‫آل‪ ‬سعود متتد لنشر الدعوة السلفية إلى أطراف العراق‪»...‬‬ ‫[ثم أش��ار أنـه في س��نة ‪1218‬هـ مت غـ��زو البصرة وهدمت‬ ‫الضرحة والقباب‪.]...‬‬ ‫‪ )29/2( -2‬في ترجمة الش��يخ حس��ن بن حسني آل الشيخ‬ ‫(ت‪1338 ‬ه��ـ) يق��ول اب��ن بس��ام‪« :‬وقد س��معت الش��يخ‬ ‫محمد‪ ‬بن‪ ‬إبراهيم يقول‪ :‬إنه (يقصد الش��يخ حسن) فقيه‬ ‫علماء الدعوة»‪.‬‬ ‫‪ )51/2( -3‬في ترجمة الش��يخ حس��ن بن عبد اهلل بن عيدان‬ ‫(ت‪1202 ‬ه��ـ) يذكــ��ر أن��ه قدم الدرعي��ة وقرأ عل��ى اإلمام‬ ‫محمد‪ ‬بن‪ ‬عبدالوهاب‪ ...‬ثم يقول (ص‪« :)52/‬وكان للمترجم‬ ‫(يقص��د الش��يخ حس��ن) دور كبير ف��ي مس��اعدة الدعوة‬ ‫وحمايتها ف��إن األمير مبارك بن عدوان ق��دم حرميالء معاديا‬ ‫للدعوة متنكرا لها‪.»...‬‬ ‫‪ )59/2( -4‬في‪ ‬ترجمة‪ ‬الشيخ‪ ‬حسني‪ ‬بن‪ ‬حسن‪ ‬بن‪ ‬حسني‪ ‬آل‪ ‬الشيخ‬


‫تابع‪ :‬مع السلف‪ :‬لماذا الدعوة السلفية‬

‫(ت‪1329 ‬هـ) يقول البسام‪« :‬نزح إلى عُ مان –بساحل اخلليج‬ ‫العرب��ي– وأق��ام هناك لنش��ر الدعوة الس��لفية فنفع اهلل‬ ‫به‪.»...‬‬ ‫‪ )122-121/2( -5‬في ترجمة حمد بن ناصر بن عثمان بن‪ ‬معمر‬ ‫(ت ‪1225‬هـ) يقـول ابن بس��ـام‪« :‬أما أب��وه فمنذ أن كان في‬ ‫العيينة كانت الدعوة السلفية داخلة في قلبه فلما انتقل‬ ‫إلى الدرعية صار م��ن أعوانها فصار مع جيش الدعوة الذي‬ ‫يق��وده اإلمام عبد العزيز ب��ن محمد وابنه اإلمام س��عود‪...‬‬ ‫وصار من رجال الدعوة الكبار ومن علمائها األجالء»‪.‬‬ ‫‪ )19-18/3( -6‬في ترجمة الش��يخ عب��د الرحمن بن إبراهيم‬ ‫(ت ‪1206‬هـ) يذكـر ابن بس��ـام أنـه كـ��ان فقيها ثم يقول‪:‬‬ ‫«وإقامت��ه ووفاته ف��ي مدينة الدرعية حينم��ا كانت عامرة‬ ‫بعلماء الدعوة السلفية –رحمهم اهلل–»‪.‬‬ ‫‪ )47/3( -7‬فـي ترجمـة الش��يــخ‪ ‬عبد‪ ‬الرحمـن‪ ‬بن‪ ‬ذهـالن‬ ‫(ت ‪1202‬هـ) يقول ابن بس��ام‪« :‬واملترجم من علماء العارض‬ ‫وقضاته وكان وجوده في زمن شدة حركة الدعوة السلفية‬ ‫وبروز معارضيها»‪.‬‬ ‫‪ )85/3( -8‬في ترجمة الشيخ عبد‪ ‬الرحمن‪ ‬بن‪ ‬عبد‪ ‬اللطيف‬ ‫آل‪ ‬الش��يخ (ت ‪1406‬ه��ـ) يذكـ��ر اب��ن بس��ام أن الش��يخ‬ ‫عبد‪ ‬الرحم��ن «خص علماء الدعوة الس��لفية بكتاب ترجم‬ ‫فيه ألعيانهم»‪.‬‬ ‫‪ )310/3( -9‬في ترجمة الش��يخ عبد العزيز بن أحمد البداح‬ ‫(ت ‪1357‬ه��ـ) يقـول ابن بس��ـام‪« :‬أقام في بالد جاوة س��نني‬ ‫عديدة لبث الدعوة السلفية حتى وافته املنية»‪.‬‬ ‫‪ )339/3( -10‬ف��ي ترجم��ة الش��يخ عب��د العزي��ز ب��ن أحمد‬ ‫آل‪ ‬معم��ر (ت ‪1244‬ه��ـ) يقول اب��ن بس��ـام‪« :‬وكان املترجم‬ ‫من أش��د الناس أس��ى وحزنا على النكبة التي حلت بنجد‬ ‫وبالدعوة السلفية حيث وقف مدها على يد إبراهيم باشا»‪.‬‬ ‫‪ )343/3( -11‬في الترجمة الس��ابقة يذكر ابن بس��ام جهود‬ ‫أسرة آل معمر في دعم الدعوة السلفية‪.‬‬ ‫‪ )456،459/3( -12‬ترجم��ة الش��يخ عب��د العزيز بن عبد اهلل‬ ‫احلص�ين (ت ‪1237‬ه��ـ) يقـول ابن بس��ـام‪« :‬فلما اس��تقرت‬ ‫الدعوة السلفية في مدينة الدرعية‪ ...‬رحل إليها املترجم‪...‬‬ ‫وكان موضع الثقة عند ملوك آل سعود وعند أئمة الدعوة»‪.‬‬ ‫‪ )35/4( -13‬ترجم��ة الش��يخ عب��د اهلل بن أحم��د الوهيبي‬

‫(‪1263‬ه��ـ) يق��ول اب��ن بس��ام‪« :‬فلم��ا اس��تولى اإلم��ام‬ ‫تركي‪ ‬بن‪ ‬عب��د‪ ‬اهلل عل��ى جن��د وأع��اد للدع��وة الس��لفية‬ ‫جدته��ا ونش��اطها‪ ...‬وح�ين بعث اإلم��ام فيصل الش��يخ‬ ‫عبد‪ ‬اللطيف‪ ‬بن عبد‪ ‬الرحمن‪ ‬بن‪ ‬حس��ن إلى األحساء لبث‬ ‫الدعوة السلفية‪ ...‬كان قد استقر هناك»‪.‬‬ ‫‪ )114/4( -14‬ترجمة الش��يخ عبد اهلل ب��ن داود (ت ‪1225‬هـ)‬ ‫يقول ابن بس��ام‪« :‬واملترجم املذكور قد ش��رب من مشايخه‬ ‫ع��داوة الدع��وة الس��لفية ف��ي جن��د وزعيمه��ا الش��يخ‬ ‫محمد‪ ‬بن‪ ‬عبد الوهاب»‪.‬‬ ‫‪ )333/4( -15‬ترجمة الش��يخ عبد اهلل بن علي (ت ‪1326‬هـ)‬ ‫يق��ول اب��ن بس��ام‪« :‬وال��ذي ينق��م عل��ى املترج��م ويؤخذ‬ ‫عليه‪ ‬فيه‪ ...:‬تلك الش��ائعات الكاذبة الت��ي بثها ضد دعوة‬ ‫سلفية مصلحة‪.»...‬‬ ‫‪ )373/4( -16‬ترجمة الش��يخ عب��د اهلل بن فائز (ت ‪1251‬هـ)‬ ‫يذكر ابن بسام أن املترجم وشي به عند تركي في مراسالت‬ ‫بعض أعداء الدعوة السلفية فعزله عن عمله‪.‬‬ ‫‪ )401/4( -17‬ترجمة الش��يخ عب��د اهلل بن محمد القرعاوي‬ ‫(ت ‪1389‬هـ) يذكر ابن بس��ام ما وص��ل إليه جنوب اململكة‬ ‫الس��عودية م��ن اجله��ل املطب��ق وأن املترجم «ق��ام بدعوة‬ ‫إسالمية سلفية صحيحة في تلك األمة اجلاهلية»‪.‬‬ ‫هذه هي بعض املواضع وهناك العش��رات غيرها في اجمللدين‬ ‫األخيرين لكن املقصود من ذلك‪ :‬بيان أن هذا االس��م املبارك‬ ‫«الدعوة‪ ‬الس��لفية» ليس ألحد أن يح��وز عليه وينفيه عما‬ ‫س��واه اليجوز ألحد أن يجعل منه علما على طائفة لها رؤى‬ ‫واجتهادات معينة بل هذا االس��م (املركب) الشريف يشرف‬ ‫به كل من تس�نن وس��ار وفق هذا املنهج السلفي في جهة‬ ‫االعتقاد وحس��ن الفه��م وجمال اخللق ف��ي العلم والعمل‬ ‫والدعوة والصبر ونفع املس��لمني إن هذا املنهج رحمة ليس‬ ‫نقمة وبركة ليس ش��ؤما وعم��ل في الواق��ع لتغييره وفق‬ ‫منه��ج النبوة ال عمل خارج الواقع أو عمل في الواقع خالف‬ ‫منه��ج النبوة وفي النهاي��ة أدعو اهلل س��بحانه أن يوفقنا‬ ‫وإخواننا وجميع املسلمني إلى كل خير ويصرف عنا وعنهم‬ ‫كل شر وأن يجعلنا هداة مهديني ال ضالني وال مضلني وصلى‬ ‫اهلل وسلم وبارك على النبي محمد وعلى آله وصحبه‪.‬‬ ‫‪5‬‬


‫سية والشرعية االسالمية‬

‫ي األحداث‪ :‬الجمعية التأسي‬

‫قراءة ف‬

‫بقلم د‪ .‬أحمد النقيب‬

‫الجمعية‬ ‫التأسيسية‬ ‫والشرعية‬ ‫اإلسالمية‬

‫احلــمـد هلل وحـده والصـالة والسـالم على من ال نبي بعده‬ ‫ثــم أمـا بـعــد‪...‬‬ ‫فق��د مت اختيار جمعية تأسيس��ية مكونة م��ن مائة عضو‬ ‫لوضع دس��تور جديد للب�لاد!! وكانت أغلبي��ة األعضاء من‬ ‫ذوى االنتم��اء اإلس�لامي (إخوان وس��لفيني) وظ��ن الدهماء‬ ‫م��ن العام��ة والدميقراطيني احلزبيني أن املس��تقبل املش��رق‬ ‫إلعادة مجد اإلس�لام وإع��ادة اخلالفة اإلس�لامية عن طريق‬ ‫الدميقراطي��ة ص��ار قاب قوس�ين أو أدن��ى!! وعل��ت أصوات‬ ‫م��ن االجت��اه الدميقراط��ي اإلس�لامي ليعلن‪ :‬لق��د أتى زمن‬ ‫االس��تحقاق احلقيق��ي وال��ذي مبقتض��اه س��نحافظ على‬ ‫الش��ريعة بل س��نقيم الش��ريعـة (أي كالم في أي كالم!!)‬ ‫واندفع بعض الشباب املتحمس للمشروع اإلسالمي (هكذا‬ ‫يس��مونه!!) ليب��ارك ه��ذه اجلمعي��ة وص��درت التصريحات‬ ‫والتقارير فى أهمية هذه اجلمعية وأنها متثل األمل بعد طول‬ ‫اخليبة! والنور بعد امتداد الظلمة! وتعجل القوم فى إصدار‬ ‫وثائ��ق ضابط��ة لهذا الدس��تور بعد إلغاء وثيقة الس��لمي‬ ‫املش��بوهة! وتوافق��ت األح��زاب الدميقراطي��ة اإلخواني��ة‬ ‫والس��لفية والعلمانية وأيضا الكنيسة واألزهر على وثيقة‬ ‫س��ميت الحقا بوثيق��ة األزهر وهي غاية ف��ى كل مخالفة‬ ‫ش��رعية‪ ،‬ظن البلهاء أن الوقت صار أقرب إذ ملا رأوا سوادهم‬ ‫فى اجلمعية التأسيس��ية ظنوا ما أش��رت إلي��ه وما هي إال‬ ‫جول��ة قليلة انتفض��ت فيها األح��زاب العلماني��ة وغيرها‬ ‫ليت��م إحالة تش��كيل هذه العملي��ة التي ال‪ ‬متث��ل أطياف‬ ‫اجملتم��ع (هكذا!!) إلى مجلس الدول��ة للبت وكانت املفاجأة‬ ‫أن محكم��ة مجلس الدولة أص��درت حكما ً بإلغاء اجلمعية‬ ‫وصار أمام الدميقراطيني الس��يما السلفيني (إذ هم املقصد‬ ‫دون غيرهم باللعبة) خياران‪ :‬إما التسليم باحلكم أو الطعن‬ ‫عليه‪ ،‬فلو سلموا به لكانت مشكلة عويصة؛ إذ يظهر أمام‬ ‫األتباع أنهم فرطوا في الش��ريعة وأحكامها وهذا س��يؤدى‬ ‫إلى تص��دع الصف الدميقراطي الس��لفي ول��و طعن عليه‬ ‫لضاع الوقت فى النظر وتقدمي األوراق واإلشكاالت والطعون‬ ‫وغيرها هذا ما حدا بح��زب «حدس»(‪ )1‬وهو املقصود باللعبة‬ ‫أن يختار اخليار املر األول ثم ماذا؟‬ ‫انتقلت تأسيسية الدس��تور مرة ثانية إلي البرملان بأطيافه‬ ‫‪ -1‬كلمة «حدس» ‪:‬هي اختصار للحزب الدميقراطي السلفي‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد اخلامس ‪ -‬جمادى اآلخرة ‪ 1433‬هـ‬


‫تابع‪ :‬قراءة في األحداث‪ :‬الجمعية التأسيسية والشرعية االسالمية‬

‫احلزبي��ة املتأخ��رة ومن هنا ص��ارت هذه التأسيس��ية حائرة‬ ‫تائهة بني البرملانيني وأحزابهم وأيضا قوى شد احلبل األخري!‬ ‫مما دعا املستش��ار محمد حامد اجلمل رئيس مجلس الدولة‬ ‫األس��بق أن يدعو اجمللس العسكرى باعتباره احلاكم الفعلى‬ ‫للب�لاد في هذه املرحلة االنتقالية إلى وضع إعالن دس��تورى‬ ‫مكمل يحدد في��ه آلية اختيار أعضاء جلنة الدس��تور املائة‬ ‫وطريقة عملها وهذا م��ن منطلق الواجب الوطنى للخروج‬ ‫من هذا املأزق (انظر جريدة الش��روق ص‪ 5/‬األحد ‪)2012/5/13‬‬ ‫وملا فهم املأل من حزب «حدس» أنهم املقصودون باإللغاء (مع‬ ‫كل م��ا قدموه من أجل عيون الدميقراطية والتوافق الوطنى‬ ‫والتطمين��ات املتع��ددة فى مج��ال حقوق النص��ارى واملرأة‬ ‫والس��ياحة واحلريات ‪ )...‬خ��رج علينا رئيس احلزب س��امحه‬ ‫اهلل (د‪.‬ع) ليق��ول‪ :‬إن أزمة اجلمعية التأسيس��ية للدس��تور‬ ‫انتهت‪ ،‬وإن جميع القوى السياس��ية اتفق��ت على معايير‬ ‫تش��كيلها موضحا أن��ه مت االتف��اق على جمي��ع أعضائها‬ ‫م��ن خ��ارج البرمل��ان‪ ،‬بواقع (‪ )27‬م��ن األحزاب حس��ب متثيل‬ ‫كال منه��ا ف��ى البرمل��ان!!‪ )15( ،‬لرجال القضـــ��اء وفقهـاء‬ ‫الدس��تـور‪ )9( ، ‬للهيئات‪ ‬الديني��ة‪ ،‬والباق��ى للمؤسس��ات‬ ‫والهيئات العامة‪ .‬وأضاف (د‪ .‬ع) أن حزبه يقصد (الدميقراطى‬ ‫الس��لفى) تنازل عن جزء كبير مما س��ماه حقه فى عضوية‬ ‫اجلمعية بهدف إنهاء األزمة واتفاق جميع القوى السياسية‬ ‫عل��ى مبدأ واحد؛ لتالفى إدخ��ال البالد في صراعات جديدة!!‬ ‫(املصرى‪ ‬اليوم‪ ‬ص‪.)2012/5/12 / 3‬‬ ‫ما هذا؟!! أمن أجل هذا أنشأمت حزبكم وحشدمت تالميذكم؟‬ ‫وجعلت��م ال��والء والبراء من أج��ل احملافظة على الش��ريعة‬ ‫وتطبيقها؟!! ويبقى السؤال الكبير هل تنجح هذه األحزاب‬ ‫الدميقراطي��ة واإلخوانية في احملافظة عل��ى إرث األنبياء من‬ ‫خالل مش��روع إس�لامي واضح املعالم!! ميهد له بدس��تور‬ ‫يتبن��ى الط��رح اإلس�لامي كبديل ع��ن األفكار املس��توردة‬ ‫العفنة الفاسدة؟ هذا ما ستبدى األيام حقيقته‪.‬‬ ‫اللهم قيد لنا أمر رشد واهدنا واهد بنا وصلى اللهم وبارك‬ ‫على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬ ‫ُمحبكم في اهلل‪ /‬د‪ .‬أحمد النقيب‬

‫مدرس الدراسات اإلسالمية – بكلية التربية‬ ‫جامعة املنصورة‬

‫‪7‬‬


‫هؤالء‬

‫أعداؤك فاعرفهم‪ :‬اليهود‬

‫بقلم أ‪ .‬محمود الصاوي‬

‫بس��م اهلل الرحم��ن الرحي��م‪ ...‬إن احلم��د هلل تعالى نحمده‬ ‫ونس��تعينه ونس��تهديه ونس��تغفره ونعوذ باهلل تعالى من‬ ‫شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده اهلل فالمضل له‬ ‫ومن يضلل فال هادي له وأشهد أن الإله إال اهلل وحده الشريك‬ ‫له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله‪...‬‬ ‫وبع��د‪ ...‬فه��ذا بابن��ا هؤالء أع��داؤك نق��دم من خالل��ه بيانا‬ ‫ملالم��ح عدو جدي��د حرصا منا عل��ى تبصير األم��ة بأعدائها‬ ‫وأه��م مالمحهم وأماراتهم حتي يتس��ني لكل مس��لم أن‬ ‫يأخذ حذره فيحمي اعتقاده ويحرس��ه م��ن هجمات األعداء‬ ‫ويصون الديانة من ش��بهاتهم ثم يجاهدهم مبااستطاع من‬ ‫قوة يدق حصونهم ويهتك أس��تارهم صيانة لهذا اإلس�لام‬ ‫العظيم وحراسة حلدوده وحفاظا على مراسمه من االندراس‪،‬‬ ‫من هنا كان الواجب على مجلتنا والقائمني عليها جتلية هؤالء‬ ‫األعداء وبي��ان خطرهم على األمة ثم إس��هام منا في نصح‬ ‫املسلمني ونفعهم وصيانة عقائدهم من هذه األخطار‪ ،‬وفي‬ ‫هذا العدد نعرض لهذا العدو الذي اتضح خطره وعظم فساده‬ ‫ومع ذلك يسعي البعض من رجاالت السياسة والثقافة واألدب‬ ‫والدين للتطبي��ع معهم على الرغـــم مـــن اس��تمـــراء‬ ‫‪8‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد اخلامس ‪ -‬جمادى اآلخرة ‪ 1433‬هـ‬

‫هــذا العدو لتدمير أمتنا والتربـص بهـا والنكايــة بإخواننــا‬ ‫فـي فلسـطني و‪ ‬التعدي على مقدساتنا نسأل اهلل التو فيق‬ ‫والسداد في بـيــان مـا أردنـا وفـي تـوضـيـح مـا قـصـدنــا‪.‬‬ ‫أوال‪ :‬مــن هــم الــيــهــود؟‬ ‫الــيــهـ��ود مـن «هــود» والـهــود‪ :‬هـ��و الـتـوبـة‪ ،‬هـــاد‬ ‫يــهــود هــودا وتــهــودا تـاب ورجــع‪.‬‬ ‫َّ ُ ۡ َ ٓ يَ ۡ َ‬ ‫فهو هائد وفي التنزيل العزيز (‪ ...‬إِنا هدنا إِلك ۚ‪ )156 ...‬األعراف‪،‬‬ ‫وهــو قـــ��ول مجـــاهد وس��عيــد بن جبي��ر وابراهيــم‪.‬‬ ‫وميكن أن تكون من التهويد وهو الترجيع بالصوت في لني كما‬ ‫العامة وضعه قول اهلل‬ ‫إذا ق��رأ وعلي‬ ‫كان يض��ع أحبار اليهود‬ ‫َّ ۡ ُ ۡ َ َ ٗ َ ۡ ُ َ‬ ‫ۥن َألۡسِنَ َت ُهم ب ۡٱلك َِتٰب لتِ َ ۡح َس ُبوهُ مِنَ‬ ‫ۡتعالي‪ِ( :‬إَون مِنهم لف ِر ۡيقا يلو ُ ُ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫هَّ‬ ‫ُ‬ ‫ۡ‬ ‫ٱللِ َو َما ُهوَ‬ ‫َ‬ ‫ب َو َما ُه َو م َِن ٱلك َِتٰ‬ ‫ٱلك َِتٰ‬ ‫ب َو ۡ َيقولون هو مِن عِن ِد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لَىَ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ ۡ َۡ ُ َ‬ ‫هَّ َ َ ُ َ‬ ‫هَّ‬ ‫د ٱلل ِ ويقولون ع ٱلل ِ ٱلكذِب وهم يعلمون ‪)٧٨‬آل عمران‪،‬‬ ‫م ِۡن عِن ِ‬ ‫وميك��ن أن يك��ون لف��ظ اليه��ود منس��وبا إل��ى يه��وذا أخ��ي‬ ‫يوس��ف علي��ه الس�لام أح��د أبن��اء بن��ي إس��رائيل ويك��ون‬ ‫أخالق��ه عل��ى جمي��ع بني إس��رائيل عل��ى س��بيل التغليب‬ ‫واليهود جمع يهودي كما يقال في اجملوس جمع مجوسي وهم‬


‫تابع‪ :‬هؤالء أعداؤك فاعرفهم‪ :‬اليهود‬

‫الزاعمون بأنهم أتباع موسى عليه السالم ولم يرد في كتاب اهلل‬ ‫تعالى وال في سنة رسوله صلى اهلل عليه وسلم إطالق اليهود‬ ‫على سبيل املدح‪ ،‬واجلزم أن إطالق هذه الكلمة لم يعرف في عهد‬ ‫موسى عليه السالم وإمنا كانوا يعرفون في عهده عليه السالم‬ ‫ببني إس��رائيل كما يطلق عليهم أهل الكتاب‪ ،‬ويعرفون أيضا‬ ‫بـ‪« ‬العبريني» أو «العبرانيني» نسبة إلى عابر بن سام أو إلى جنس‬ ‫بشري يسمى عابر وقيل إلى حادثة العبور من مصر إلى الشام‪.‬‬ ‫ومن األسماء التي عرف بها القوم حديثا الصهيونيون وليس‬ ‫لهذه التسمية أصل قدمي وإمنا أخذت لتدل على مفهوم معني‬ ‫ألنها لغويا تفيـد الصيانـة واحملضـن وقـد سمـي أحد التالل‬ ‫القدمية احمليطة بالقـدس باسـم «صهيون» وبـذلك يتضـح‬ ‫أصـل هـذه التسميـة‪.‬‬ ‫مصادر العقائد واألفكار واخلطط اليهودية‬ ‫أوال‪ :‬العهد القدمي‬ ‫ينقسم العهد في االصطالح الديني إلى حديث وقدمي باعتبار‬ ‫بعثة املسيح عليه السالم فما كان قبله يعرف بالعهد القدمي‬ ‫ويسمى «التوراة» وماكان بعده يعرف بالعهد اجلديد ويسمى‬ ‫«اإلجنيل» والعهد القدمي هو كتاب اليهودية الرئيسي ويحتوي‬ ‫كذلك على ألوان من اآلداب واألش��عار واإلرشادات وأيضا فيه‬ ‫تصوير للعقيدة وسيرة ألنبياء بني إسرائيل‪.‬‬ ‫ه��ذا ويزعم اليهود أنهم يعتمدون في عبادتهم وآرائهم على‬ ‫ما جاء في التوراة‪ ،‬وتقسم إلى عدة أقسام‪:‬‬ ‫القسم األول األسفار اخلمسة (كتب موسى) وهي‪:‬‬ ‫‪ -1‬س��فر التكوين‪ :‬واملراد تكوين العالم (الس��مـاوات واألرض‬ ‫وقص��ص بع��ض األنبي��اء) انته��اءا إل��ى اس��ـتقـرار أبـنـاء‬ ‫يــعـقـوب فـي مـصــر‪.‬‬ ‫‪-2‬س��فر اخلروج‪ :‬ويعرض تاريخ بني إسرائيل في مصر وقصة‬ ‫موسى وخروجه مع بني إسرائيل وتاريخهم في مرحلة التيه‬ ‫وجملة من األحكام والشرائع‪.‬‬ ‫‪ -3‬سفر التثنية‪ :‬ويشمل مجموعة من التشريعات اليهودية‬ ‫اخلاصة باحلروب السياسية والعقوبات والعبادات‪.‬‬ ‫‪ -4‬سفر الالوين‪ :‬شغل معظمه بصنوف العبادات وما يتعلق‬ ‫منها باحملرمات والقرابني ونحو ذلك‪.‬‬ ‫‪ -5‬س��فر العدد‪ :‬يتضمن إحصائية عن قبائل بني إس��رائيل‬ ‫وجيوشهم وأموالهم‪.‬‬ ‫القس��م الثاني ويسمى باألسفار التاريخية وهي اثني عشر‬ ‫سفرا تعرض فيها لتاريخ بني إسرائيل بعد استيالئهم على‬ ‫بالد الكنعانيني في فلسطني‪.‬‬

‫القسم الثالث يسمى أسفار األناشيد أو األسفار الشعرية‬ ‫وهــ��ي أنـاش��ـيـد ومـواعـظ مـعظمهـا دينـ��ي وعـددها‬ ‫خـمـسـةأسـفـار‪.‬‬ ‫القس��م الرابع يسمى أس��فار األنبياء وعددها سبعة عشر‬ ‫س��فرا يعرض كال منه��ا بتاريخ نبي من أنبياء بني إس��رائيل‬ ‫الذين أرسلوا إليهم بعد موسى وهارون‪.‬‬ ‫لكن الناظر في هذه األس��فار حتما يجد فيها االنحراف البني‬ ‫على احلق والتناقض الواضح واالفتراءات الكثيرة فضال عن ركة‬ ‫األسلوب وسوء التعبير مما يؤكد أنها ليست تلك التوراة التي‬ ‫أنزلها اهلل على نبيه موسى عليه السالم فقد أخبرنا القرآن‬ ‫ف��ي كثير من املواضع أن اليهود جت��رؤوا على حتريف كالم اهلل‬ ‫وأخفوا منها ما ال َيتفق مع ْ أهوائهم وشهواتهم كما‬ ‫تعالى‬ ‫َ​َ​َۡ َ ُ َ ُۡ ُ َ ُ‬ ‫ك ۡم َوقَ ۡد اَك َن فَر ‪ٞ‬‬ ‫يق ّم ِۡن ُهمۡ‬ ‫قال تعالى‪( :‬أفتطمع��ون أن يؤمِنوا ل‬ ‫َ ۡ َ ُ َ َ َ ٰ َ هَّ ُ َّ حُ َ ّ ُ َ ُ ۢ َ ۡ َ َ َ ُ ُ َ ُ ۡ ِ َ ۡ َ ُ َ‬ ‫يسمعون كلم ٱللِ ثم ي ِرفونهۥ ِمن بع ذَّ ِد ما عقلوه وهم ي ۡعلمون‬ ‫َ​َۡ ‪ّ ٞ‬‬ ‫َ َ ۡ ُ​ُ َ‬ ‫ون ٱلك َِتٰ َ‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫ِي��ن‬ ‫ِل‬ ‫ل‬ ‫‪)٧٥‬البق��رة‪ ،‬إلي قول��ه تعالي‪( :‬فويل‬ ‫َ‬ ‫هَّ َ ۡ رَ ُ ْ َ َ ٗ َ اٗ َ َ ۡ ‪ٞ‬‬ ‫ُ ُ ُ َ َ َ‬ ‫َّبِأيۡدِي ِه ۡم ث َّم َيقول َون هٰذا م ِۡن عِن َّ ِد ٱللِ ل ِيشتوا بِهِۦ ثمنا قل ِيل ۖفويل‬ ‫‪ٞ‬‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫ل ُهم ّم َِّما َك َت َب ۡ‬ ‫ت أيۡ ۡدِي ِه ۡم َو َو ۡيل ل ُهم ّم َِّما يَك لنُس ُِبون ‪)٧٩‬البقرة‪ ،‬وقال‬ ‫َ ٰٓ َ ۡ َ‬ ‫َٰ َ ۡ َ َٓ ُ ۡ َ ُ َ َُّ ُ َ ُ‬ ‫ك ۡم َكثِرياٗ‬ ‫ب قد جاءكم رسو ا يب نِي ل‬ ‫تعالى‪( :‬يأهل ٱلكِت ِ‬ ‫ّ َّ ُ ُ ۡ خُ ۡ ُ َ َ ۡ َ ٰ َ َ ۡ ُ ْ َ َ َ ۡ َ ٓ َ ُ‬ ‫كم ّمِنَ‬ ‫ري ۚ قد جاء‬ ‫ب ويعفوا عن كث ِ‬ ‫مِما ُكنتم تفون مِن ٱلكِت ِ‬ ‫َ َ َٖۡ‬ ‫ّ َ‬ ‫هَّ‬ ‫‪ٞ ُّ ٞ َ َ ٞ‬‬ ‫ِيثٰ َق ُهمۡ‬ ‫ٱلل ِ ن��ور وك ِتٰب مبِني ‪)١٥‬املائدة‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ض‬ ‫ق‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫(ف‬ ‫وقوله‪:‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ​َُ ْ‬ ‫لَ َع َّنٰ ُه ۡم َو َج َع ۡل َنا قُلُ َ َ ٗ حُ َ ُ َ ۡ لَ َ َّ‬ ‫اضعِ اَّهِۦ ونس اٗوا‬ ‫وب ُه ۡم اَقٰس َِية ُۖي ّ ِرفون ٱللَىَك َِم ٓعن م َو ِ‬ ‫ُ ّ ْ‬ ‫َ‬ ‫ّٗ‬ ‫َ َ َ َ َّ ُ ٰ َ‬ ‫ع خ ۡائ ِ َنةٖ ّم ِۡن ُه ۡم إِل قل ِيل‬ ‫َحظ��ا ّم َِّما ذك ُِروا ب ِ ۚهِۦ ول تزال تطل ِع‬ ‫ُّۡ ۡ َ ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ٱع ُف َع ۡن ُه ۡم َو ۡ‬ ‫سن َ‬ ‫ٱلل حُي ُّ‬ ‫ٱص َف ۡح إ َّن هَّ َ‬ ‫ني ‪)١٣‬املائدة‪،‬‬ ‫مِنهمۖ ف‬ ‫ِب ٱل ُمح ِ ِ‬ ‫ۚ ِ‬ ‫بل إن كثيرا من نصوص التوراة نفسها تعترف بهذا التحريف‬ ‫ومنها ما ورد في س��فر املزامير إصحاح ‪ 56‬عن التوراة نفسها‬ ‫«ماذا يصنع بي البشر اليوم كلهم يحرفون كالمي» ومنها ما‬ ‫ورد في س��فر إرميا إصحاح ‪« )26( 23‬أما وحي الرب فال تذكروه‬ ‫ألن كلمة كل إنسان تكون وحيه إذ قد حرفتم كالم اإلله احلي»‪.‬‬ ‫كذل��ك كان النقط��اع س��ند الت��وراة املوج��ودة حالي��ا داللة‬ ‫واضح��ة عل��ى هذا التحريف ب��ل في ذلك ما ي��دل على وجه‬ ‫اليق�ين أنه��ا كتبت بعد زمن موس��ى بزمن طوي��ل هذا وقد‬ ‫أق��ام العالمة‪« ‬ر َ ْح َمةُ‪ ‬اهلل‪ ‬الهن��دي» ‪-‬رحم��ه اهلل تعال��ى‪-‬‬ ‫العدي��د م��ن األدل��ة والش��واهد عل��ى انقط��اع الس��ند في‬ ‫كتابه‪« ‬إظهار‪ ‬احلق»‪ )109/1( ‬بل بني رحمه اهلل باألدلة الدامغة‬ ‫على عدم وجود سند متصل ألي كتاب من كتب العهدين القدمي‬ ‫واجلديد بل أعد بابا خاصا رحمه اهلل إلثبات التحريف في كتب‬ ‫العهدين القدمي واجلديد سواء كان هذا التحريف عن عمد كما‬ ‫أثبته رحمه اهلل (زيادة أو نقصانا أو‪ ‬تبديال) وقد س��اق على ذلك‬ ‫‪9‬‬


‫تابع‪ :‬هؤالء أعداؤك فاعرفهم‪ :‬اليهود‬

‫الكثير من الشواهد واألمارات من واقع تلك التوراة احملرفة‪.‬‬ ‫ولي��س هذه الظاه��رة أعني التناقض م��ع النصوص بعضها‬ ‫البعض فحسب بل أيضا ظهر تناقضها واضحا بينا مع مظاهر‬ ‫العلم احلديث ونظرياته وحقائقه كما يؤكد هذا املعنى «مورس‬ ‫بكاي» في كتابه املاتع «التوراة واإلجنيل والقرآن والعلم احلديث»‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬التلمــود‬ ‫معن��اه في العربي��ة النظام وهو كتاب فقه اليه��ود وتكون من‬ ‫مجموعة من التعاليم واإلرشادات والتشريعات التي قررها أحبار‬ ‫اليهودوحاخاماتهمشرحاللتوراةواستنباطامنأصولهم‪،‬وأصل‬ ‫الكلمة قيل مأخوذ من كلمة «المود» العبرية ومعناها تعاليم‬ ‫وقيل هي مجموعة من األحاديث الش��فوية التي سجلت بعد‬ ‫التوراةوالتيكانتثمرةالنظرودراسةاألسفارالتيجاءتعنيهوه‪.‬‬ ‫ويسمى منت التلمود‪( :‬املشنا) وله شرحان أو جمارتان هما‪:‬‬ ‫• تلمود (أو جمارة أورشليم)‪.‬‬ ‫• تلمود أو (جمارة بابل)‪.‬‬ ‫واحلقيق��ة أن ه��ذا الكت��اب التلمود هو اخللفي��ة احلقيقية‬ ‫واملس��وغ الرئي��س ل��كل م��ا يرتكب��ه اليه��ود م��ن جرائم‬ ‫وانته��اكات واعت��داءات على كاف��ة األصعدة السياس��ية‬ ‫واالجتماعي��ة واألخالقية والثقافية وغيرها في فلس��طني‬ ‫وغيره��ا من بالد أوروبا وبالد الش��رق الس��يما ف��ي العصور‬ ‫املتأخرة بل تستطيع أن تقول على حد تعبير الدكتور «عمر‬ ‫قريشي» إن اليهود هم لتلمود حتي تساءل بعضهم أيهم‬ ‫صنع صاحبه وأيهما األث��ر وأيهما املؤثر؟ وفصل اخلطاب أن‬ ‫كال منهما جتسيد لصاحبه في واقع األمر فالتلمود جتسيد‬ ‫مكت��وب ألخبث م��ا في النفس��ية اليهودية من س��خائم‬ ‫الضالل واليهودي التلمودي هو جتسيد حي لهذه الشناعات‬ ‫املكتوبة واملنسوبة إلى الوحي زورا وبهتانا‪.‬‬ ‫التلمود عند اليهود‪ :‬تزعم اليهود أن التلمود كتاب منزل من‬ ‫عن��د اهلل مثل التوراة ومنهم من يفضله عليها فقد ورد في‬ ‫بعض صحائ��ف التلمود «أن م��ن درس التوراة ففعل فضيلة‬ ‫ال يس��تحق عليها مكاف��أة ومن درس التلم��ود فعل فضيلة‬ ‫يستحق عليها حسن اجلزاء ومن احتقر أقوال التوراة فال جناح‬ ‫عليه ومن احتقر التلمود استحق املوت»‬ ‫ومن أقوال هذا الكتاب البائس‪:‬‬ ‫• اعلم أن اقوال احلاخامات أفضل من أقوال األنبياء‪.‬‬ ‫• أن تعاليم احلاخامات ال ميكن نقضها وال تغييرها ولو بأمر اهلل‪.‬‬ ‫• أن مخافة احلاخام هي مخافة اهلل‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد اخلامس ‪ -‬جمادى اآلخرة ‪ 1433‬هـ‬

‫وم��ن املبادئ الت��ي أقرها هذا التلمود والت��ي متثل في مجلها‬ ‫عقائد جازمة لليهود‪:‬‬ ‫أن اليه��ود ش��عب اهلل اخملت��ار وأنهم أبن��اء اهلل وأحب��اؤه وأن‬ ‫نفوسهم مخلوقة من نفس اهلل وعنصرهم من عنصره وأن‬ ‫اهلل منحهم الصورة البش��رية تكرميا لهم على حني أن اهلل‬ ‫خلق غيرهم «األمميني» من طينة شيطانية أو حيوانية جنسة‬ ‫ولم مينحهم الصورة البش��رية محاكاة لليهود إال ليس��هل‬ ‫تعامل اليهود معهم فاإلنسانية والطهارة قاصرة على اليهود‬ ‫أما غيرهم فحيوانات أوساخ‪.‬‬ ‫ه��ذا الكتاب بهذا املعتق��د الزائف اخلبيث يوض��ح ما حازته‬ ‫النفس��ية اليهودي��ة عن جدارة م��ن حقد وغل جت��اه كل ما‬ ‫لي��س يهوديا يدل داللة بينة عل��ى ما يقوم به اليهود على مر‬ ‫العص��ور من ع��داوة مترجمة في القت��ل والتخريب والتعدي‬ ‫والفساد اجلائر أينما حلوا ال يتورعون وال يفرقون في فسادهم‬ ‫وخياناتهم بني ولي أو نبي إذ املصلحة اليهودية هي التي حتكم‬ ‫تص��رف اليهودي أينما حل‪ ،‬تلك املصلحة التي نبعت من هذا‬ ‫املعتقد األثيم الذي أودعه أحبارهم في صحائفهم املقدسة‬ ‫على مر التاريخ حتت بن��د التحريف والتزوير التي هي من أبرع‬ ‫مهن اليهود على مر التاريخ‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬بروتوكوالت حكماء صهيون‬ ‫تعن��ي الترجم��ة احلرفي��ة لكلم��ة «بروتوك��والت» محتضر‬ ‫أوجلس��ات أو مضاب��ط االجتماع��ات لك��ن ه��ذه الترجم��ة‬ ‫ال‪ ‬تنطبق على محتويات بروتوكوالت حكماء صهيون لكنها‬ ‫عبارة عن تقرير وضعه شخص ذو نفوذ من اليهود يحتوي على‬ ‫مجموعة من الوثائق استغرقت ثالث محاضرات يستأنس بها‬ ‫اليهود في إقامة مملكة إسرائيل‪.‬‬ ‫تهدف ه��ذه البروتوك��والت إل��ى محاصرة حي��اة األمميني في‬ ‫املعتقدات واألخالق والس��لوك وكافة األنش��طة السياسية‬ ‫واالجتماعية وهي تتكأ بصورة كبيرة على تلمود وسمومه التي‬ ‫ينفثها جتاه كل من ليس يهوديا والعجيب أن هذه البروتوكوالت‬ ‫ظلت لفترة طويلة محاطة بهالة من الس��رية إلى أن طبعت‬ ‫في عام ‪1905‬م‪ ،‬وحينئذ شعر زعماء اليهود أمثال «هرتزل» أنه‬ ‫قد تفتضح مخططاتهم في إقامة دولة اليهود فاضطر إلى‬ ‫إنكارها وزعم أنها مزيفة ال تعبر عن اليهود‪.‬‬ ‫وم��ع ذل��ك أخذ اليه��ود عل��ى كواهلهم ف��ي الضغط على‬ ‫احلكوم��ات وال��دول الت��ي خرجت منه��ا ه��ذه الطبعات في‬ ‫مصادرتها بل تطور األمر إلى التهديدات‪ ،‬فمن يطبعها تصبح‬ ‫حياته مهددة باخلطر‪.‬‬


‫تابع‪ :‬هؤالء أعداؤك فاعرفهم‪ :‬اليهود‬

‫أثر البروتوكوالت في تشكيل الشخصية اليهودية‬ ‫أوال‪ :‬في العقائد واألفكار‬ ‫ورد بالبروتوك��ول أن جنـ��اح «دارون» و «ماركس» و «نيتش��ه»‬ ‫كان بترتيبه��م‪ ،‬أي بترتي��ب اليه��ود مع ترقبه��م لألثر غير‬ ‫األخالق��ي ف��ي الفكر األمم��ي لذلك ق��رروا ف��ي البروتوكول‬ ‫التاس��ع «أنن��ا جنحن��ا في إنش��اء جيل فاس��د متعفن في‬ ‫األمميني» كذلك حرصوا على الترويج ملا أس��موه بالنظريات‬ ‫املبهرج��ة التي تبدوا في ظاهرها تقدمي��ة أوحتررية‪ ،‬كذلك‬ ‫يسجل البروتوكول األول أنهم أول من صنع في الناس قدميا‬ ‫نظرية كنظرية احلرية واملس��اواة واإلخاء‪ ،‬هذه النظرية التي‬ ‫يطنطن لها أرباب الثقافة والفكر في اجملتمعات الش��رقية‬ ‫اآلن‪ ،‬أك��دوا أن أمثال هذه النظري��ات والصيحات جلبت إلى‬ ‫صفوفهم فرقا كاملة من أبناء األمميني‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬القيادات‬ ‫م��ن املقرر ل��دي العق�لاء أنه إذا ص��ح للن��اس قادتهم فإن‬ ‫النتيج��ة احلتميية ه��ي صالح أحوالهم ومعاش��هم وكان‬ ‫ذل��ك من أهم مصادر عزهم ومجدهم وقوتهم ولذلك عمد‬ ‫اليه��ود عبر هذه اخملططات الصهيونية احلط من قوة هؤالء‬ ‫القادة من خالل اآلتي‪:‬‬ ‫أ‌‪ -‬إزاح��ة الفئة املمتازة التي تس��تحق تولي زم��ام األمور عن‬ ‫جدارة واستحقاق واستبدالها بوكالئهم التابعني لهم‪ ،‬وبدى‬ ‫هذا واضحا في كثير من قيادات الدول العربية التي أس��فرت‬ ‫عنه بوضوح األحداث في عقاب الثورات العربية األخيرة‪،‬‬ ‫ب‌‪ -‬احل��ط م��ن كرام��ة رج��ال الدين م��ن األمميني ف��ي أعني‬ ‫الناس إذ‪ ‬لعب كثير من ش��يوخ اإلسالم خاصة دورا جوهريا‬ ‫كعقبة كؤد في صد هجمات اليهود الفكرية والسياس��ية‬ ‫والعس��كرية فركز اليهود منذ أمد في جتنيد كثير من رجال‬ ‫الدين كبعض شيوخ األزهر خلدمة سياسات الدولة وبالتالى‬ ‫تأنيس��هم وترويضهم ورمبا كان الكب��ت واالعتقاالت لكثير‬ ‫من أرباب الفكر األصولي هو الوس��يلة ل��درء خطرهم جتاه‬ ‫اليه��ود من عمالئه��م من زعماء الدول وأحيانا باس��تعمال‬ ‫آلة اإلع�لام في التش��ويه لصورة علماء الدي��ن لدى عموم‬ ‫املسلمني‪.‬‬ ‫ت‌‪ -‬الس��يطرة االقتصادي��ة باحلصول عل��ى االحتكار املطلق‬ ‫للكثير من الصناعات والتجارات م��ع جتريد أصحاب األراضي‬ ‫من األمميني من أراضيهم كذلك العمل على استنزاف الفقراء‬ ‫فيعم الفقر ويخر األمميون أذلة للجنس اليهودي‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬جماهير الشعب‬ ‫أمعنت البروتوكوالت في تقرير وسائل إفساد احلياة األسرية‬ ‫والتربوية عن طريق وسائل اإلعالم ونشر التعصبات الدينية‬ ‫والقبلية واالجتماعية ونش��ر الفوضي في اجملتمعات وإليك‬ ‫أخ��ي القارئ جملة م��ن نصوص ه��ذه البروتوكوالت لتقف‬ ‫على حقيقة ما ذهبنا إليه‪:‬‬ ‫‪ -1‬ض��رورة اس��تعمــال القــ��وة فـ��ي تس��خيــر الغربـاء‬ ‫واستعـمــالاخلديعــةإلقناعـهــم‪.‬‬ ‫‪ -2‬ضـرورة نشـر الكراهيــة في األمـم األخــرى بالوقيعــة‬ ‫بــني احلـاكــم واحملــكـــوم‪.‬‬ ‫‪ -3‬تشــجيـــع عـوامــل الـفـقـر وتـدعيــم الطــائفية‬ ‫واالنــقــالبــاتالــعـشـوائـيــة‪.‬‬ ‫‪ -4‬استغالل الفضائح ونش��ر جراثيم األمراض وغير ذلك من‬ ‫القبائح مع االحتفاظ باملظهر اخلارجي للمس��رح السياسي‬ ‫بعبقرية «أوالد احلرام» واالعتداد بالنفس‪.‬‬ ‫‪ -5‬إفساد التعليم عند األمم األخري وخاصة تعليم اجلامعيني‬ ‫منه وحتويل اجلامعة إلى منتديات عامة‪.‬‬ ‫‪ -6‬وج��وب تدابي��ر الدف��اع الس��ري ومراقب��ة املؤام��رات م��ن‬ ‫الداخل وزوال الصبغة الدينية عن الس��لطنة وإلقاء القبض‬ ‫واالعـتـقـاالت عـلـى أقـل شبـهـة‪.‬‬ ‫هذه جملة من البروتوكوالت والتي تنم عن واقع الشخصية‬ ‫اليهودي��ة يترجمها الواقع املش��اهد عل��ى األرض يطبقها‬ ‫اليهود بكل ج��دارة فهي مبثابة ميثاق ع��ام تتوارثه األجيال‬ ‫تطبيقا لسياسة التعالي على سائر األجناس‪.‬‬ ‫ما قدمناه في هذه احللقة من تعريف باليهود واليهودية ثم‬ ‫س��رد نظري ألهم املصادر الثقافي��ة واالعتقادية كان مبثابة‬ ‫اخللفيات املس��وغة ملا يرتكب��ه اليهود م��ن فظائع وجرائم‬ ‫وخيانات على مر العصور وس��نواصل ‪-‬إن ش��اء اهلل تعالى‪-‬‬ ‫في احللقة القادمة احلديث عن اليهود لتكتمل الصورة لدى‬ ‫القارئ من خالل عرض ملمارس��ات اليهود في القدمي واحلديث‬ ‫ومن خالل نظرة واقعية لألحداث اجلارية ثم إش��ارات لبعض‬ ‫االجتاه��ات يهودي��ة األص��ل الت��ي اخترعها اليه��ود خلدمة‬ ‫مخططاتهم‪ ،‬هذا كله لتجلية احلقائق ولتبصير املسلمني‬ ‫بخطر هذا العدو املترصد‪.‬‬ ‫هذا وصلى اهلل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫ود واليهودية والصهيونية‬

‫قرأت لك‪ :‬موسوعة اليه‬

‫موسوعة‬ ‫ اليهود واليهودية ‬

‫ والصهيونية‬ ‫ستاذ عبد الوهاب المسيري‬

‫لأل‬

‫بقلم أ‪ .‬محمود الصاوي‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫له جهد متميز مش��كور في هذا الباب بل له حظ وافر في‬

‫إن احلم��د هلل تعال��ى نحم��ده ونس��تعينه ونس��تهديه‬

‫البحث والتأليف في كثير من مجاالت السياس��ة والثقافة‬

‫ونستغفره ونعوذ باهلل تعالي من شرور أنفسنا ومن سيئات‬

‫والتاري��خ وكذل��ك األدي��ان واالجتاه��ات الفكري��ة اخملتلف��ة‬

‫أعمالنا من يه��ده اهلل فالمضل له ومن يضلل فال هادي له‬

‫وباجلمل��ة فاملؤلف حفظ��ه اهلل تعالي أصاب س��هما وافرا‬

‫وأشهد أن الإله إال اهلل وحده الشريك له وأشهد أن محمدا‬

‫في خدمة التراث اإلسالمي والكتب اإلسالمية ال سيما في‬

‫عبده ورسوله‪...‬‬

‫هذا املوضوع اخملصوص بالدراسة أعني اليهودية وما يتصل‬ ‫بها من اجتاهات فكرية كاملاسونية واملركسية والصهيونية‬

‫نقدم لإلخواننا القراء في هذا العدد اجلديد كتابا جديدا وصال‬

‫وكذل��ك ما يختص��ه القضي��ة الفلس��طينية وطرق احلل‬

‫للباب الس��ابق (ه��ؤالء أعداؤك) لتجلية مالم��ح هذا العدو‬

‫للخروج من هذا املأزق التاريخي‪.‬‬

‫املترصد ألهل اإلسالم أعني اليهود وقد اخترت للسادة القراء‬ ‫كتابا في غاية األهمية جدير بالعرض والتحليل يس��تطيع‬

‫نبذة عن مؤلف املوس��وعة األس��تاذ املس��يري وجهوده في‬

‫القارئ من خالل مطالعته أن يجمع مادة خصبة بهذا الصدد‪،‬‬

‫مناهضة الفكر اليهودي والتيارات الفكرية املتطرفة األخري‬

‫هذا الكتاب هو «موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية»‬

‫الدكتور‪ /‬عبد الوهاب املسيرى‬

‫لفضيلة األستاذ عبد‪ ‬الوهاب‪ ‬املسيري‪- ‬حفظه‪ ‬اهلل‪ -‬والذي‬

‫• حاصل علي دكتوراه في األدب اإلجنليزي واألمريكي واملقارن‬

‫‪12‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد اخلامس ‪ -‬جمادى اآلخرة ‪ 1433‬هـ‬


‫تابع‪ :‬موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية‬

‫من جامعة رجترز الواليات املتحدة األمريكية (‪.)1969‬‬

‫واملؤمت��رات العربية والغربية‪ ،‬كما نش��ر العديد من املقاالت‬

‫• وه��و خبي��ر الصهيوني��ة مبرك��ز الدراس��ات السياس��ية‬

‫في اجلرائد واجمل�لات واحلوليات العربي��ة واألجنبية‪ ،‬وله عدة‬

‫واالستراتيجية باألهرام (حتى عام ‪.)1975‬‬

‫كتب في الشعر ‪.‬‬

‫• ص��در له العديد م��ن الكتب م��ن أهمها‪ :‬نهاي��ة التاريخ‬ ‫مقدم��ة لدراس��ة بني��ة الفك��ر الصهيون��ي (‪ )1972‬كتبه‬

‫أهــمــيــة الــكــتــاب‬

‫حينما كان يعمل رئيس��ا ً لوح��دة الفكر الصهيوني وعضو‬

‫ونحن إذ نقدم هذه املوس��وعة الفري��دة «اليهود واليهودية‬

‫مجلس اخلبراء مبركز الدراس��ات السياسية واالستراتيجية‬

‫والصهيونية» كان ذلك لعدة أمور منها‪:‬‬

‫باألهرام‪ ،‬كما صدر له كتاب من جزأين بعنوان‪ :‬األيديولوجية‬

‫• استيعاب املوسوعة لكثير من اجلوانب التاريخية والسياسية‬

‫الصهيونية‪ ،‬دراس��ة حالة في علم اجتماع املعرفة (صدرت‬

‫واالعتقادية لهذه الشرذمة املنحرفة من بني اإلنسان‪.‬‬

‫من��ه طبع��ة ثانية من ج��زء واح��د ع��ام (‪ ،)1988‬وقد وضع‬

‫• متيز املوسوعة بعمق البحث ورصانة األسلوب والشمولية‬

‫املؤلف عدة مؤلفات باإلجنليزية حينما كان يش��غل منصب‬

‫في العرض واالستقصاء التاريخي للصهيونية كظاهرة‪.‬‬

‫املستشار الثقافي للوفد الدائم للجامعة العربية لدى هيئة‬

‫• االس��تفادة م��ن الكثير من املراج��ع واملؤلف��ات والدوريات‬

‫األمم املتحدة (‪ ،)1979-1975‬من أهمها كتاب عن الصهيونية‬

‫حول هذا الباب مما يعطي انطباعا ألول وهلة عن مدي جهد‬

‫بعنوان أرض الوعد‪ :‬نقد الصهيونية السياسية‪.‬‬

‫الباحث وطول نفسه وعمق فكره جتاه هذا املوضوع‪.‬‬ ‫• كذلك تعتبر املس��وعة من أش��هر املوس��وعات في بابها‬

‫وفي السنوات األخيرة صدرت للدكتور املسيرى عدة كتب من‬

‫الت��ي تناولت جانب الديانة اليهودي��ة –إن صح التعبير– من‬

‫أهمها‪ :‬االنتفاضة الفلسطينية واألزمة الصهيونية وهجرة‬

‫الناحي��ة التاريخية حيث تناولت تاري��خ اجلماعات اليهودية‬

‫اليهود الس��وفييت‪ ،‬وقد نش��رت له دار الش��روق عام ‪1997‬‬

‫بامتداد بلدان العالم‪.‬‬

‫الصهيوني��ة والنازية ونهاية التاريخ‪ ،‬ومن هو اليهودي؟ كما‬

‫• العناية بالتوزي��ع الطبوغرافي لهذه الفئات واجلماعات رغم‬

‫نش��رت له عام ‪ 1998‬اليد اخلفية‪ ،‬ونشر له مركز الدراسات‬

‫الشتات الذي أحاط بهم في فترة كثيرة من العصور املاضية‪.‬‬

‫املعرفي��ة واملعه��د العامل��ي للفكر اإلس�لامي بواش��نطن‬

‫• تناولت املوس��وعة مبزيد من الوضوح ترجمة وحتليل لبعض‬

‫والقاه��رة كت��اب إش��كالية التحيز (س��بعة مجلدات) من‬

‫الشخصياتاليهوديةالبارزةمثلشخصيةموسي‪ ‬بن‪ ‬ميمون‬

‫تأليف��ه وحتريره‪ ،‬وللدكتور املس��يرى العديد من املقاالت في‬

‫أو تلك الشخصيات التي لها ارتباط بالتاريخ اليهودي ال سيما‬

‫اجلرائد واجملالت واحلوليات‪ ،‬العربية واألجنبية‪ ،‬وقد قام الدكتور‬

‫في العصور املتأخرة مثل نابليون وهتلر‪.‬‬

‫املس��يرى بكتابة املداخل اخلاص��ة بالصهيونية واالنتفاضة‬

‫• امتدت حتليالتها القوية لتشمل كثيرا من عقائد اليهودية‬

‫في عدد من املوس��وعات والكتب واملراجع املتخصصة‪ ،‬وقد‬

‫وطقوسها وشعائرها‪.‬‬

‫ترجمت بعض أعماله إلى الفارس��ية والتركية والبرتغالية‬

‫• ع��رض املؤلف لكثي��ر من النق��اط اجلوهرية ال س��يما ما‬

‫والفرنس��ية‪ ،‬وللدكتور املسيرى اهتمام خاص بالنقد األدبى‬

‫يختص باألزمة اليهودية في اللعصور املتأخرة وعالقة الدولة‬

‫وتاريخ الفكر واحلضارة (بحكم تخصصه األكادميي)‪ ،‬فألقى‬

‫اللقيطة «إسرائيل» بالصهيونية العاملية عمد املؤلف إلي‬

‫العدي��د م��ن احملاضرات عن ه��ذه املوضوعات ف��ي اجلامعات‬

‫تغطية هذه الظاهرة من حيث تقدمي دراسة واعية لرجالها‬ ‫‪13‬‬


‫تابع‪ :‬موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية‬

‫ومدارسها ثم إبراز جملة من احلقائق التاريخية عن الظواهر‬

‫اليهـ��ودي العامل��ي وعالقت��ه باليهودي��ة ونش��أته وتطوره‬

‫اليهودية والصهيونية‪.‬‬

‫ومخططاتــه وأصحابــه‪.‬‬

‫• اهتمت املوسوعة بتكييف جيد للمفاهيم واملصطلحات‬

‫ثم اجمللد الس��ابع يتن��اول «دولة إس��رائيل» وكيف نش��أت‬

‫العصري��ة والتاريخي��ة عل��ى س��بيل املث��ال حينم��ا نقول‬

‫تلك الدولة اللقيطة ومنش��أ العداوة والتأس��يس والتطور‬

‫مصطلح «يهود االحتاد الس��وفييتي» فهو يس��تخدم عدة‬

‫وعالقته بحلفائها في جميع دول العالم‪.‬‬

‫مداخ��ل لتوضيح املصطلح حيث يقس��مهم إلي (قرائيني‪،‬‬

‫ه��ذا ويضم كل مجلد عدة أجزاء ويضم كل جزء عدة أبواب‬

‫الكرمشاك‪ ،‬جورجيني‪ ،‬يهود الباييشييه‪ ،‬يهود اجلبال‪)...‬‬

‫وكل ب��اب ع��دة مداخل حتى بلغ مداخل املوس��وعة حوالي‬

‫• اتسمت املوس��وعة أيضا بتوضيح العالقات بني اليهودية‬

‫‪ 2300‬مدخ��ل‪ ،‬واملوس��وعة مرتبة موضوعيا‪ ،‬فعلي س��بيل‬

‫ال سيما يهودية أوروبا وارتباطها بالتيارات الفكرية الكائنة‬

‫املث��ال يتناول اجملل��د الرابع تواري��خ اجلماع��ات اليهودية في‬

‫في هذا الوقت وفي هذا احمليط مثل االشتراكية واملاركسية‬

‫بل��دان العالم الغرب��ي ويضم ‪ 18‬بابا كل ب��اب منها يتناول‬

‫والرأس مالية الغربية‪.‬‬

‫تاريخ جماع��ة يهودية في إحدي بالد العالم الغربي (اجنلترا‪،‬‬

‫• كذلك ترجع أهمية املوسوعة إلى أنها أشمل املوسوعات‬

‫فرنسا‪ ،‬أملانيا‪ ،‬روسيا‪ ،‬النرويج‪ )...‬ويضم مثال باب اجنلترا ثالث‬

‫العربي��ة التي تناولت اليهودية كظاه��رة تنجلي خطورتها‬

‫مداخل (اجنلترا من العصور الوس��طي حتي عصر النهضة‬

‫مع تبني الدولة اللقيطة لها كدين رس��مي وعلى املستوى‬

‫– اجنلت��را أثناء عص��ر النهضة – اجنلترا ف��ي الوقت احلاضر)‬

‫القومي فإن هذه املوس��وعة س��تزود صانع��ي القرار مهما‬

‫وهكذا تغطي اجلماعات اليهودية في اجنلترا إال أن املوسوعة‬

‫كان��ت اجتاهاتهم السياس��ية بك��م كبير م��ن املعلومات‬

‫ال تقتصر على التصنيف املوضوعي بل تضم أيضا تصنيف‬

‫الالزمة التخاذ القرار فيما يتصل بالعالقات مع اليهود‪.‬‬

‫ألف بائي حيث يوجد في اجمللد األخير فهرس ألف بائي لكل‬

‫• له��ذه األهمية التي ذكرنا حصلت املوس��وعة علي جائزة‬

‫مداخل املوسوعة‪.‬‬

‫أحسن كتاب في معرض القاهرة الدولي للكتاب‪.‬‬

‫هذا ولس��عة الكتاب وطوله يبقي لدينا عدة محاور (عرض‬ ‫أله��م مداخل الكتاب وموضوعات��ه كذلك تقدمي جملة من‬

‫وصف املوسوعة‬

‫التوصيات واملقترحات في ضوء تطور هذا الفكر الصهيوني‬

‫تقع املوسوعة في ثمانية مجلدات متوسط عدد الصفحات‬

‫وم��ا يتصل به من تي��ارات فكري��ة وسياس��ية كان لها أثر‬

‫ف��ي كل مجلد منها حوالي ‪ 450‬صفحة تقريبا ويتناول كل‬

‫بارز في حي��اة املس��لمني املعاصرة) نقدمه للق��ارئ احللقة‬

‫مجل��د منه��ا موضوعا مح��ددا فاجمللد األول يتن��اول اإلطار‬

‫القادم��ة من العدد القادم إن ش��اء اهلل‪ ،‬نس��تودعكم اهلل‬

‫النظري للموس��وعة وقضايا املنهج أما اجملل��دات (الثاني و‬

‫والسالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬

‫الثال��ث والراب��ع) فتتناول موض��وع اجلماع��ات اليهودية في‬ ‫إش��ارة إلي تنوعها وتعددها واخت�لاف معتقداتها ثم يتناول‬ ‫اجمللد اخلامس «اليهودية» وما يشمله هذا املصطلح من تاريخ‬ ‫واعتقاد وأهداف ومقاصد ونشأة وطريقة االنتشار والتوسع‪.‬‬ ‫ثــم اجمللــد الس��ادس يتناول «الصهيوني��ة» هذا االجتــاه‬ ‫‪14‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد اخلامس ‪ -‬جمادى اآلخرة ‪ 1433‬هـ‬

‫كتبه‪ /‬محمود الصاوي عفا اهلل عنه‬


‫منهجية طلب العلم‬

‫االجتباء‬ ‫احلم��د هلل وحده والصالة والس�لام عل من ال نب��ي بعده‪...‬‬ ‫َ َ َ َ جَ ۡ َ‬ ‫االجتباء‪ :‬االختي��ار واالصطفاء‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬ ‫(وكذٰل ِك ي َتبِيك‬ ‫َ‬ ‫َر ُّبك‪)6 ...‬يوس��ف‪ ،‬واجتب��اء اهلل العب��د‪ :‬تخصيص��ه اي��اه‬ ‫بالنعم بال س��عى منه وهذا لألنبياء ومن دونهم وعند تأمل‬ ‫آي��ات االجتباء فى القرآن جند أن االجتباء س��ابقة النعمة إذ‬ ‫هو مبعثها وس��ببها بإذن اهلل تعالي وهذا في كل سياقات‬ ‫القرآن إال سياق واحد في سورة مرمي اآلية(‪،)58‬‬ ‫وإليك بعض هذه السياقات‪:‬‬ ‫ىَ‬ ‫ـديۡ َ‬ ‫ـي َ‬ ‫‪َ ...(-1‬و ۡ‬ ‫ٱج َ‬ ‫ـــ��م َو َه َ‬ ‫ص َ‬ ‫ـب ۡ‬ ‫ـت َ‬ ‫ـنٰ ُ‬ ‫ـنٰ ُ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ـــر ٰ ٖط‬ ‫ـه‬ ‫ـه‬ ‫ـــ��م إ ِ ٰل ِ‬ ‫ُّ ۡ َ‬ ‫يــم‪)٨٧ ‬األنعام‪( ،‬اإلجتباء‪ :‬الهداية)‪.‬‬ ‫مست ِق ٖ‬ ‫َۡ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ جَ ۡ َ‬ ‫َ َ ُّ َ َ ُ َ ّ ُ‬ ‫يــل‬ ‫‪(-2‬وكـذٰل ِ��ك يتبِيـ��ك ربــك ويعل ِمـــ��ك مِــن تأوِ ِ‬ ‫أۡٱلَ َ‬ ‫ِيث‪6 ...‬يوسف‪( ،‬االجتباء‪ :‬العلم)‪.‬‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫ح‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪(-3‬ثُ َّ‬ ‫ــم ٱجـتـبٰــه ربــهۥ فــتــاب عـليهِ وهد ٰ‬ ‫ى ‪)١٢٢‬طـه‪،‬‬ ‫(االجتباء‪ :‬التوبة والهداية)‪.‬‬ ‫َ َ َ ُٓ‬ ‫‪َ ...(-4‬و َل ٰ َّ هَّ َ جَ ۡ َ‬ ‫ُّ ُ‬ ‫كن ٱلل يت يِب مِن رسلِهِۦ من يشاء ۖ‪)179 ...‬آل‪ ‬عمران‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫(االجتباء‪ :‬الرسالة)‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٓ‬ ‫ٓ ۡ َ َ َ‬ ‫هَّ ُ جَ ۡ‬ ‫ي َ‬ ‫ِي إل ۡ‬ ‫ُ َ​َ ۡ ٓ‬ ‫ـتـب ِـ‬ ‫‪ ...(-5‬ٱلل‬ ‫ـيــهِ‬ ‫��ي إِلـيـهِ مـن يـش��ـاء ويـهـد ِ‬ ‫َمــن يُن ِ ُ‬ ‫يب‪)١٣ ‬الشوري‪( ،‬االجتباء‪ :‬الهداية)‪.‬‬ ‫َ ۡ َ َ ٰ ُ َ ُّ ُ َ َ َ َ ُ َ َّ‬ ‫ٱلصٰل ِ َ‬ ‫حني‪)٥٠ ‬القلم‪،‬‬ ‫‪(-6‬فـٱجـتـبـه ربـهۥ فـجـعـلـهۥ مِن‬ ‫ِ‬ ‫(االجتباء‪ :‬الصالح)‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َۡ​َٰ ُ ۡ َ​َ َ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ ۡ ُ ۡ‬ ‫ِين م ِۡن‬ ‫‪ ...(-7‬ه��و ٱجتبىك��م وم��ا جع��ل عليك��م يِف ٱدل ِ‬ ‫َ‬ ‫ج‪)78 ...‬احلج‪( ،‬االجتباء‪ :‬رفع احلرج‪/‬التيسير)‪.‬‬ ‫ح َر ٖ ۚ‬ ‫أم��ا املوضع الذي تأخر فيه االجتب��اء لكن قد أحدث أثره في‬ ‫َ‬ ‫(‪ ...‬ومِن‬ ‫العمل الصالح ظاهرا وباطنا وهذا قوله س��بحانه‬

‫ٓ‬ ‫ُ ّ َّ ۡ َ ٰ َ ۡ َ ٰٓ َ‬ ‫ِيل َوم َِّم ۡن َه َد ۡي َنا َو ۡ‬ ‫ذرِيةِ إِبرهِيم ِإَوسرء‬ ‫ٱج َتبَ ۡي َنا ۚ‪)58 ...‬مرمي‪ ،‬وهذا‬ ‫سياق خاص متعلق مبقامي االسالم و اإلميان‪.‬‬ ‫فالهداي��ة متعلقة باإلس�لام وش��رائعه والعم��ل الصالح‬ ‫واالجتب��اء إش��ارة إلي اإلمي��ان ومقامات��ه ودرجات��ه ومراتبه‬ ‫وإذا تأملن��ا االي��ة بتمامه��ا جن��د أنه��ا تناول��ت صنف�ين‪:‬‬ ‫األنبياء‪ ،‬وذرياته��م من الصاحلني‪ ،‬فال��كل أنعم اهلل عليهم‬ ‫ُ ْ َ َ ذَّ َ َ ۡ َ َ هَّ ُ َ‬ ‫ّ‬ ‫ي َۧن مِن‬ ‫ٱلل َعل ۡي ِهم ّم َِن ٱنلَّب ِ ِ ‍‬ ‫ق��ال تعالي‪( :‬أو ٰٓلئِك ٱلِين أنعم‬ ‫ُ ّ َّ َ َ َ َ َّ ۡ مَ َ ۡ‬ ‫ُ ّ َّ ۡ َ ٰ َ ۡ َ ٰٓ َ‬ ‫ُ‬ ‫حل َنا َم َع ن ٖ‬ ‫وح َومِن ذرِيةِ إِبرهِيم ِإَوس��رءِيل‬ ‫ذرِيةِ ءادم ومِمن‬ ‫َ ُّ ْ‬ ‫َ‬ ‫ٓ‬ ‫َ‬ ‫ىَ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َوم َِّم ۡن َه َد ۡي َن��ا َو ۡ‬ ‫��م َءاي ٰ ُ‬ ‫ل َعل ۡيه ۡ‬ ‫ت َّ‬ ‫ٱج َتبَ ۡي َنا ۚ إِذا ت ۡت ٰ‬ ‫ٱلرِنَٰمۡح خروا‬ ‫ِ‬ ‫ُ َّ ٗ َ ُ ٗ‬ ‫ك ّي��ا۩ ‪)٥٨‬م��رمي‪ ،‬فاألنبياء اجتباه��م اهلل ومن ثم‬ ‫س��جدا وب ِ‬ ‫أحدث له��م‪ ،‬أما غيرهم فإن اهلل هداه��م أوال ثم اجتباهم‬ ‫فلما اجتباهم أحدث لهم‪.‬‬ ‫ومناس��بة ذل��ك في مس��ألة «منهجية طال��ب العلم» أن‬ ‫طالب العلم محتاج إلي ربه س��بحانه وتعالي في الهداية‬ ‫واالجتب��اء ثم العمل الصالـح الـذي مـن مفرداتـه العلـم‪،‬‬ ‫إن كثيرا من (الطلبة) يهجم علي العلم هجما دون أن يجعل‬ ‫بينه وبني ربه س��ببا وصلة‪ ،‬وه��ذا يفضي إلي ضمور العمل‬ ‫الباط��ن وقس��وة القلب ومن ثم إلي ش��وب العم��ل مبا قد‬ ‫يفسده فينقلب حاله إلي ما هو أسوأ ويكون ضرره بالعلم‬ ‫أعظم م��ن نفعه به حتي يعيد حاله كحال من فس��د من‬ ‫بني إسرائيل قال سفيان رحمه اهلل «من فسد من علمائنا‬ ‫ففيه ش��به من بني إسرائيل» وعليه فإن طالب العلم قبل‬ ‫أن يس��لك سبيله ال بد أن يجتهد في مقامات الهداية وهي‬ ‫(مجـاه��دة الهوي – عدم االلتفات – االنش��غال مبا ينفع)‬ ‫فإذا استعان باهلل علي ذلك وتدرب عليه كان موفقا اجتباه‬ ‫رب��ه وم��ن ثم أعان��ه علي كل فضيل��ة ومنح��ه كل رغيبة‬ ‫وسدده إلي كل عمل صالح‪...‬‬ ‫وأهمية املذكور لطالب العل��م أن طالب العلم –دون غيره–‬ ‫س��الك طريق األنبياء وعندما يبز في عمله ويرفع قدره‪ :‬يرث‬ ‫مم��ا ت��رك األنبياء من العل��م واحلكمة‪ ،‬قال رس��ول اهلل ‪:j‬‬ ‫«العلماء ورثة األنبي��اء وإن األنبياء لم يورثوا دينارا وال درهما‬ ‫وإمنا ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر»‪.‬‬ ‫واحلديث موصول‪ ،‬وآخر دعوانا أن احلمد هلل رب العاملني‪.‬‬ ‫‪15‬‬


‫البدائل الصحيحة‪:‬‬

‫من األحاديث النبوية التي تغ‬

‫ني عن األحاديث الموض‬ ‫وعة والضعيفة المشتهرة‬

‫ا‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫ئ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫ح‬ ‫ي‬ ‫حةمن األحاديث النبوية‬

‫التي تغني عن‬

‫األحاديث الموض‬ ‫وعة والضعيفة المشتهرة‬

‫بقلم أ‪ .‬تامر األنصاري‬

‫احلمد هلل رب العاملني والصالة والس�لام على س��يد األولني‬ ‫واآلخري��ن محمد بن عب��داهلل وعلى آله وصحب��ه ومن اتبع‬ ‫سنته إلى يوم الدين‪ ...‬أما بعد‪...‬‬ ‫ألن النبي ‪ j‬أمرنا باالتقان واالحس��ان في األعمال كما جاء‬ ‫في احلديث الذي روته أمنا عائشة رضي اهلل عنها قال ‪:j‬‬ ‫«إن اهلل يح��ب إذا عمل أحدكم عمال أن يتقنه» وهو حديث‬ ‫حسن كما قال األلباني في السلسلة الصحيحة‪.‬‬ ‫وبع��د املقال الس��ابق الذي افتتحنا به هذه السلس��لة من‬ ‫املقاالت عن البدائل الصحيحة م��ن األحاديث النبوية التي‬ ‫تغني عن األحاديث املوضوعة والضعيفة املش��تهرة أش��ار‬ ‫عل��ي أخي احلبيب محم��ود الصاوي رئيس حتري��ر هذه اجمللة‬ ‫‪ ‬املبارك��ة ب��إذن اهلل‪ -‬أن تكون األحاديث في ب��اب واحد من‬‫أب��وب الفق��ه أو العقي��دة أو اي باب من أب��واب العلم‪ ،‬حتى‬ ‫تكون أعظم وقعا وأثرا في النفوس و أيسر فهما‪ ،‬فإني رأيت‬ ‫هذا مناس��با وأم��را لطيفا‪ ،‬على الرغم أن ذلك يس��بب لي‬ ‫‪16‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد اخلامس ‪ -‬جمادى اآلخرة ‪ 1433‬هـ‬

‫مش��قة وصعوبة في جمع األحادي��ث بهذه الصورة‪ ،‬خاصة‬ ‫م��ع ضعفي وقلة علم��ي التي هي من صفات��ي‪ ،‬فضال عن‬ ‫كثرة ذنوبي التي أس��أل اهلل أن يغفرها ل��ي‪ ،‬لكن أملي في‬ ‫اهلل الينقطع أبدا وإني أدعوه وأسأله أن يوفقنا إلى مرضاته‪.‬‬ ‫وس��ـوف تـكـ��ون أحـاديـ��ث هـ��ذا الـعـ��دد مـ��ن بـ��اب‬ ‫الـطـهـارة عـلـى أبـواب الـفـقـه‪.‬‬ ‫احلديث ‪:1‬‬ ‫ع��ن أبي أمامة الباهلي قال‪ :‬قال رس��ول اهلل ‪« :j‬إن املاء ال‬ ‫ينجسه شيء إال ما غلب على ريحه وطعمه ولونه»‪.‬‬ ‫أخرج��ه ابن ماج��ه (‪ ،)521‬والدارقطني في س��ننه (ص‪،)11‬‬ ‫والبيهقي (‪ )295/1‬من طريق رشدين بن سعد‪ :‬أنبأنا معاوية‪ ‬بن‬ ‫صالح عن راشد بن سعد عن أبي أمامة الباهلي (وفي رواية‬ ‫للدارقطن��ي‪ :‬عن ثوبان) ق��ال‪ :‬قال‪ ‬رس��ول‪ ‬اهلل‪ :j ‬فذكره‪.‬‬ ‫وليس في حديث ثوبان ذكر اللون‪.‬‬


‫تابع‪ :‬البدائل الصحيحة‪ :‬من األحاديث النبوية التي تغني عن األحاديث الموضوعة والضعيفة المشتهرة‬

‫قال الشيخ األلباني‪ :‬وهذا إسناد ضعيف‪ ،‬رجاله كلهم ثقات‬ ‫غير رشدين بن س��عد‪ ،‬قال احلافظ‪« :‬ضعيف‪ ،‬رجح‪ ‬أبو‪ ‬حامت‬ ‫علي��ه اب��ن لهيعة‪ ،‬وق��ال ابن يون��س‪ :‬كان صاحلا ف��ي دينه‬ ‫فأدركته غفلة الصاحلني‪ ،‬فخلط في احلديث»‪.‬‬ ‫ث��م ق��ال األلباني ف��ي السلس��لة الضعيفة حت��ت حديث‬ ‫رقم‪ :)2644( ‬وباجلملة؛ فاحلديث ضعيف لعدم وجود ش��اهد‬ ‫معتبر له تطمئن النفس إليه‪ ،‬فإن مدار احلديث على راشد‪ ‬بن‬ ‫س��عد كما رأيت‪ ،‬وقد اختلف عليه‪ ،‬فمنهم من رفعه عنه‪،‬‬ ‫ومنهم من أوقفه‪ ،‬ومن رفعه؛ منهم من أسنده‪ ،‬ومنهم من‬ ‫أرس��له‪ ،‬وكل من املسند واملرسل ضعيف ال يحتج بحديثه‪،‬‬ ‫على أنه لو كان املرس��ل ثقة‪ ،‬ولكان علة قادحة في احلديث‪،‬‬ ‫فكيف ومرسله ضعيف؟!‬ ‫البديل الصحيح‪:‬‬ ‫حديث أبـى سعـيـد اخلــدري –رضـي اهلل عنـه‪ -‬قـال‪ :‬قيل‪:‬‬ ‫يا رس��ول اهلل ‪ -j-‬أنتوضأ من بئر بضاعة؟ ‪-‬وهي بئر يلقى‬ ‫فيها احلي��ض وحلوم الكالب والننت‪ -‬فقال ‪« :j‬املاء طهور ال‬ ‫ينجس��ه ش��ئ»‪ .‬رواه أحمد وأبو داود والترمذي‪ .‬قال األلباني‬ ‫في إرواء الغليل‪( :‬صحيح)‪.‬‬ ‫ومن البدائل الصحيحة أيضاً‪:‬‬ ‫حدي��ث ابن عمر قال‪ :‬س��معت رس��ول اهلل ‪ j‬وهو يس��أل‬ ‫ع��ن املاء يكون ف��ي الفالة من األرض وما ينوبه من الس��باع‬ ‫والدواب؟ فق��ال‪« :‬إذا كان املاء قلتني ل��م يحمل اخلبث» رواه‬ ‫اخلمسة وفي لفظ ابن ماجه وأحمد‪« :‬لم ينجسه شيء»‪،‬‬ ‫ق��ال األلبان��ي ف��ي إرواء الغلي��ل‪ :‬ص‪ 12‬صحي��ح ورواه مع‬ ‫اخلمسة الدارمي والطحاوي والدارقطني واحلاكم والبيهقي‬ ‫والطيالس��ي بإس��ناد صحيح عنه وقد صححه الطحاوي‬ ‫وابن خزمية وابن حبان واحلاكم والذهبي والنووي والعسقالني‬ ‫وإع�لال بعضه��م إي��اه باالضطراب م��ردود كم��ا بينته في‬ ‫صحيح أبي داود (‪ )58-56‬أ‪.‬هـ‪.‬‬ ‫ثم ق��ال األلباني ف��ي إرواء الغليل‪ :‬وأم��ا تخصيص القلتني‬ ‫بقالل هجر كما فعل املصنف ‪-‬صاحب منار السبيل‪ -‬لوروده‬ ‫في بعض ألفاظ احلديث فليس بجيد ألنه لم يرد مرفوعا إال‬ ‫من طريق املغيرة بن س��قالب بس��نده عن ابن عمر‪« :‬إذا بلغ‬ ‫امل��اء قلتني من قالل هجر لم ينجس��ه ش��ئ »‪ .‬أخرجه ابن‬

‫عدي في ترجمة املغيرة هذا وقال‪ :‬ال يتابع على عامة حديثه‪.‬‬ ‫وق��ال احلافظ في التلخيص‪« :‬وهو منكر احلديث» ثم ذكر أن‬ ‫احلديث غير صحيح‪ .‬يعني بهذه الزيادة‪.‬‬ ‫لكن شكل وحجم القلتني كان معروفا عند العرب‪ ،‬تستخدم‬ ‫حلف��ظ مياههم‪ ،‬ويحملونه��ا معهم‪ ،‬وه��ي كبيرة وحكى‬ ‫صاح��ب اللس��ان (‪ )3728/5‬أن أكثر ما قي��ل في حد القلتني‬ ‫نح��وا من أربعني دل��وا أ‪.‬هـ‪ .‬وذكر اخلطاب��ي (‪ – 31/1‬معالم)‬ ‫أن هناك من قدرها بخمس��ائة رط��ل يعني ‪ 165‬كيلو‪ ،‬مائة‬ ‫وخمسة وستني كيلو جرام‪.‬‬ ‫احلديث ‪:2‬‬ ‫معنا في ه��ذا احلديث على خالف قاعدتنا حديث مش��تهر‬ ‫عند العوام من الناس ويتردد على ألس��نتهم ولكن يشتهر‬ ‫عند طالب العلم أنه ضعيف ولكن الصواب أنه حسن كما‬ ‫جاء في كالم الش��يخ األلباني في تراجعه عن تضعيفه ثم‬ ‫عمد إلى حتسينه‪.‬‬ ‫ع��ن عبداهلل بن عم��رو‪ :‬أن النبي ‪ j‬مر بس��عد وهو يتوضأ‬ ‫فقال‪ :‬ما هذا الس��رف‪ ،‬فقال‪ :‬أفي الوضوء إسراف‪ ،‬قال‪ :‬نعم‬ ‫وإن كنت على نهر جار‪.‬‬ ‫رواه اب��ن ماجه‪ ،‬وأحمد أيض��ا ً من طريق ابن لهيعة عن حيي‬ ‫بن عبداهلل املعافري عن أبي عبدالرحمن احلبلي عن عبداهلل‬ ‫ابن عمرو‪.‬‬ ‫قال األلباني ‪-‬رحمه اهلل‪ :-‬وهذا إسناد ضعيف؛ لسوء حفظ‬ ‫ابن لهيع��ة‪ :‬ونحوه حيي بن عب��داهلل املعافري؛ قال احلافظ‬ ‫في «التقري��ب»‪« :‬صدوق يهم»‪ .‬وبهما أعل��ه البوصيري في‬ ‫«الزوائد» أيضاً‪ .‬ثم تبني ل��ي ضعف هذا اإلعالل‪ ،‬وأن احلديث‬ ‫حسن اإلسناد أ‪.‬هـ‪.‬‬ ‫ثم نظرت إلى السلس��لة الصحيحة وجدته –رحمه‪ ‬اهلل‪-‬‬ ‫وضع��ه ف��ي حتقيق بدي��ع أودع��ه في اجملل��د الس��ابع منه‬ ‫برقم‪ .)3292( ‬فقال‪ :‬وأخرجه ابن ماجه (‪ :)425‬حدثنا محمد‬ ‫بن يحيى‪ :‬ثنا قتيبة به‪.‬‬ ‫قلت (األلباني)‪ :‬وهذا إسناد حسن؛ حيي بن عبد اهلل مختلف‬ ‫حس��ن له‬ ‫في��ه‪ ،‬وهو عندي أنه وس��ط حس��ن احلديث‪ ،‬وقد ّ‬ ‫الترم��ذي‪ ،‬وصحح له ابن حبان واحلاك��م والذهبي وغيرهم‪،‬‬ ‫‪17‬‬


‫تابع‪ :‬البدائل الصحيحة‪ :‬من األحاديث النبوية التي تغني عن األحاديث الموضوعة والضعيفة المشتهرة‬

‫وحس��نت أنا ‪-‬بدوري‪ -‬فيما مضى ع��دة أحاديث‪ ،‬فانظر مثالً‬

‫(املشكاة) (‪ ،)1 593‬و (الصحيحة) (‪ 1003‬و ‪ )1 30 4‬وغيرهما‪،‬‬ ‫وق��ال فيه ابن ع��دي (‪« :)251 /2‬وأرجو أنه ال ب��أس به إذا روى‬ ‫عنه ثقة»‪.‬‬ ‫قل��ت‪ :‬وهذا الش��رط بدهي‪ ،‬ويبدو ‪-‬ألول وهل��ة‪ -‬أنه هنا غير‬ ‫متوفر‪ ،‬لسوء حفظ ابن لهيعة الذي عرف به‪ ،‬وإن كان صدوقا ً‬ ‫في نفس��ه‪ ،‬وهذا هو الذي كان حملن��ي ‪-‬تبعا ً لغيري‪ -‬على‬ ‫تضعي��ف احلديث من أجله ف��ي (إرواء الغليل) (‪)140/171/1‬‬ ‫قدمياً‪ ،‬وفي غيره إحالة عليه‪.‬‬ ‫ث��م بدا لي م��ا غير وجهة نظري في رواية قتيبة بن س��عيد‬ ‫ع��ن ابن لهيعة‪ ،‬وأن روايته عن��ه ملحقة في الصحة برواية‬ ‫العبادل��ة عنه‪ ،‬اس��تفدت ذلك من ترجم��ة احلافظ الذهبي‬ ‫لقتيبة في (سير أعالم النبالء)‪.‬‬ ‫وبن��ا ًء على أن ه��ذا احلديث من رواية قتيب��ة عن ابن لهيعة‪،‬‬ ‫فقد رجعت عن تضعيف احلديث به إلى حتس��ينه‪ ،‬راجيا ً من‬ ‫اهلل أن يغفر لي خطئي وعمدي‪ ،‬وكل ذلك عندي‪ ،‬وأن يزيدني‬ ‫علما ً وهدى‪.‬‬ ‫وهن��اك أثر ذكره البيهقي (‪ )197/1‬عن هالل بن يس��اف قال‪:‬‬ ‫«كان يقال‪ :‬في كل ش��يء إس��راف‪ ،‬حتى الطه��ور؛ وإن كان‬ ‫على شاطىء النهر»‪.‬‬ ‫وهالل هذا ثقة تابعي‪ ،‬فكأنه يش��ير إل��ى هذا احلديث‪ ،‬وإلى‬ ‫أنه كان مشهورا ً بني السلف‪ ،‬واهلل أعلم‪ .‬أ‪.‬هـ ‪.‬‬ ‫عل��ى أي حال فق��د اليروق هذا الكالم لبع��ض طالب العلم‬ ‫وإن كن��ت الأتفق معهم وليس هذا من باب تنزيه الش��يـخ‬ ‫األلبان��ي ع��ن اخلط��أ ب��ل اجلمي��ع معـ��رض للخط��أ وهـو‬ ‫نفسـه‪ – ‬رحمه‪ ‬اهلل‪ - ‬لـم يدعـي العصمة لنفسه‪ ،‬ولكن‬ ‫على اخملالف واملعترض أن يأتي باحلجة والدليل‪.‬‬ ‫وعلى العموم هناك بدائل صحيحة منها‪:‬‬ ‫‪ .1‬حدي��ث عم��رو ب��ن ش��عيب عن أبي��ه عن ج��ده رضي‬ ‫اهلل عنه��م قال‪( :‬ج��اء أعرابي إلى النبي ‪ j‬يس��أله عن‬ ‫الوضوء ف��أراه ثالثا ثالثا‪ ،‬قال‪( :‬ه��ذا الوضوء‪ ،‬من زاد على‬ ‫هذا فقد أس��اء وتعدى وظلم) رواه أحمد والنس��ائي وابن‬ ‫ماج��ة وابن خزمية بأس��انيد صحيحة وصحح��ه األلباني‬ ‫ف��يالصحيح��ةبرق��م‪.2980‬‬ ‫‪18‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد اخلامس ‪ -‬جمادى اآلخرة ‪ 1433‬هـ‬

‫‪ .2‬وع��ن عب��د اهلل بن مغف��ل رضي اهلل عنه قال‪ :‬س��معت‬ ‫النب��ي ‪ j‬يقول‪( :‬إنه س��يكون في هذه األم��ة قوم يعتدون‬ ‫ف��ي الطه��ور والدع��اء) رواه أحم��د وأب��و داود واب��ن ماجة‪.‬‬ ‫وقال األلباني صحيح‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َس ُ‬ ‫س ُ‬ ‫��ل‬ ‫��ل أ َ ْو َكا َن ي َ ْغت ِ‬ ‫َس ي َ ُقو ُل‪َ :‬كا َن الن َِّب ُّي ‪ j‬ي َ ْغ ِ‬ ‫‪ .3‬ع��ن أن ٍ‬ ‫ضأُ بِالمْ ُ ِّد‪ .‬متفق عليه‪.‬‬ ‫س ِة أ َ ْم َدادٍ وَي َ َت َو َّ‬ ‫ب ِ َّ‬ ‫اع إِلَى خَ ْم َ‬ ‫الص ِ‬ ‫ومن البدائل الصحيحة أيضا ً ‪:‬‬ ‫ّبي ‪ j‬كان يغتسل بالصاع‪ ،‬ويتوضأ باملُد‪.‬‬ ‫‪ .4‬عن عائشة ‪ :‬أن الن ّ‬ ‫(ق��ال األلباني في صحيح أب��ي داود –الكتاب األم‪( -‬ج ‪ / 1‬ص‬ ‫‪ : )155‬إسناده صحيح على شرطهما) ‪.‬‬ ‫بل هناك حديث آخر فيه أن النبي ‪ j‬توضأ بأقل من املد وهو‪:‬‬ ‫ّبي‪ j‬توضأ؛ فأُتي بإناء فيه ماء َق ْدر َثلثي امل ُ ِّد‪.‬‬ ‫‪ .5‬عن أم عمارة ‪ :‬أ ّن الن ّ‬ ‫(ق��ال األلباني ف��ي صحيح أبي داود –الكتاب األم‪ : -‬إس��ناده‬ ‫صحيح‪ ،‬وصححه أبوزرعة‪ ،‬وحسنه النووي والعراقي)‪.‬‬ ‫قال صاحب فقه الس��نة الشيخ سيد سابق ‪-‬رحمه اهلل‪: -‬‬ ‫(الص��اع)‪ :‬أربع��ة أم��داد و (امل��د) ‪ 128‬درهما وأربعة أس��باع‬ ‫الدرهم ‪ 404‬سم‪.3‬‬ ‫قال البخاري‪ :‬كره أهل العلم في ماء الوضوء أن يتجاوز فعل‬ ‫النبي صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬ ‫احلديث ‪:3‬‬ ‫عن النبي ‪ j‬أنه قال‪« :‬الوضوء على الوضوء نور على نور»‪.‬‬ ‫قال األلبان��ي –رحمه اهلل‪ -‬في ضعي��ف الترغيب والترهيب‬ ‫برق��م (‪( : )140‬فال يحضرني له أصل م��ن حديث النبي ‪،j‬‬ ‫ولعل��ه م��ن كالم بع��ض الس��لف واهلل أعلم‪ ،‬ث��م قال في‬ ‫الهامش‪ :‬لقد تتابع العلماء على اجلزم بأنه حديث ال‪ ‬أصل‪ ‬له‪،‬‬ ‫منه��م العراق��ي في تخري��ج (اإلحياء) وكل من ج��اء بعده؛‬ ‫إال احلاف��ظ فق��ال ف��ي (الفت��ح)‪ :‬وه��و حدي��ث ضعي��ف‪،‬‬ ‫زاد السخاوي عنه‪( :‬رواه رزين في مسنده)!‬ ‫البديل الصحيح‪:‬‬ ‫عن أبي هريرة رضي اهلل عنه قال ‪ :‬قال رسول اهلل ‪:j‬‬ ‫«لوال أن أش��ق عل��ى أمتي ألمرتهم عن��د كل صالة بوضوء‬ ‫ومع كل وضوء بس��واك»‪ .‬رواه أحمد بإسناد حسن كما قال‬ ‫األلباني في صحيح الترغيب والترهيب (رقم ‪.)200‬‬


‫البحث العلمي‪ :‬الرهن‬

‫الرهن‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬ ‫إن احلمد هلل‪ ،‬نحمده ونس��تعينه ونس��تغفره‪ ،‬ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا‪ ،‬من يهده اهلل فال‬ ‫مضل له‪ ،‬ومن يضلل فال هادي له‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال شريك له وأشهد أن محمدا ً عبده ورسوله‪.‬‬ ‫ٓ‬ ‫َ ٰٓ َ ُّ َ ذَّ َ َ َ ُ ْ َّ ُ ْ هَّ َ َ َّ ُ َ‬ ‫َ اَ َ ُ ُ َّ اَّ َ َ ُ ُّ ۡ ُ َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫(يأيها ٱلِين ءامنوا ٱتقوا ٱلل حق تقاتِهِۦ ول تموتن إِل وأنتم مسل ِمون ‪ )١٠٢‬ا ِل عِمران‬ ‫ُ ذَّ‬ ‫َ َ َ َ َ َ ۡ َ َ ۡ َ َ َ َ َّ ۡ ُ َ َ اٗ َ ٗ َ َ ٓ ٗ َ َّ ُ ْ‬ ‫َ َ ُّ َ َّ ُ َّ ُ ْ‬ ‫َّ ۡ‬ ‫َ َ​َ ُ‬ ‫ٰٓ‬ ‫اس ٱتقوا َر َّبك ُم ٱلِي خلقكم ّمِن نف ٖس وٰحِدة ٖ وخلق مِنها زوجها وبث مِنهما رِجال كثِريا ون ِساء ۚ وٱتقوا‬ ‫(يأيها ٱنل‬ ‫َ‬ ‫أۡ‬ ‫ذَّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٓ‬ ‫اَ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ۡ ُ‬ ‫َ ۡ َ َ‬ ‫ام إن هَّ َ‬ ‫هَّ َ‬ ‫ك ۡم َرق ٗ‬ ‫َ َ‬ ‫ِيبا ‪ )١‬النِساء‬ ‫ٱلل كن علي‬ ‫ٱلل ٱلِي تساءلون بِهِۦ وٱلرح ۚ ِ‬ ‫َ َ ُّ َ ذَّ َ َ َ ُ ْ َّ ُ ْ هَّ َ ُ ُ ْ َ اٗ‬ ‫ٗ‬ ‫ُ ۡ ۡ َ ُ ۡ َ ۡ ََٰ ُ ۡ َ ۡ َ ُ ُ​ُ َ ُ‬ ‫ك ۡم َو َمن يُ ِطعِ هَّ َ‬ ‫ٰٓ‬ ‫ٱلل‬ ‫ٱلل َوقولوا ق ۡول َس��دِيدا ‪ ٧٠‬يصل ِح لكم أعملك‬ ‫(يأيه��ا ٱلِين ءامنوا ٱتقوا‬ ‫��م َويغفِ ۡر لك ۡم ذنوب ۗ‬ ‫َ‬ ‫ولۥ َف َق ۡد فَ َ‬ ‫از فَ ۡو ًزا َع ِظ ً‬ ‫َو َر ُس هَ ُ‬ ‫يما ‪ )٧١‬األ ۡح َزاب‪ ،‬أما بعد‪...‬‬ ‫فه��ذا مختص��ر لبحث الرهن وفقهه واملس��ائل التي تتصل ب��ه اختصرناها من أبحاث هيئة كب��ار العلماء نقدمه‬ ‫للقارئ الكرمي في أس��لوب يس��ير ما تيسر السبيل إلي ذلك نسأل اهلل عز وجل أن ينفع به كاتبه وقارئه وإليك أخي‬ ‫القارئ هذا اخملتصر اللطيف نسال اهلل عز وجل التوفيق والسداد‪.‬‬ ‫إعداد أسرة التحرير‬

‫أقسام البحث‬ ‫‪ -1‬تعريف الرهن لغة واصطالحا واملناسبة بني املعنيني‪.‬‬ ‫‪ -2‬حكم الرهن مع األدلة واملناقشة‪.‬‬ ‫‪ -3‬حكمته‪.‬‬ ‫‪ -4‬اخل�لاف في اش��تراط اس��تدامة قبض الره��ن في لزومه‬ ‫وعدم اشتراطه مع األدلة واملناقشة‪.‬‬ ‫‪ -5‬اخلالف في اشتراط اس��تدامة القبض وعدم اشتراطها‬ ‫مع األدلة واملناقشة‪.‬‬ ‫‪ -6‬ما يعتبر قبضا مع األدلة واملناقشة‪.‬‬ ‫أوال ‪ :‬تعريف الرهن لغة واصطالحا واملناسبة بني املعنيني‬ ‫تعريف��ه لغ��ة‪ :‬قال ابن ف��ارس في م��ادة الره��ن ( ر هـ ن )‪:‬‬ ‫هي أصل يدل على ثبات شيء ميسك بحق أو غيره‪.‬‬ ‫تــقــــ��ول رهــنــ��ت الـش��ـيء وال يـقـــ��ال أرهـنـ��ت‬ ‫والشيء الراهن الثابت الدائم‪.‬‬ ‫وقال الفيروزآبادي‪ :‬الرهن‪ :‬ما وضع عندك لينوب مناب ما أخذ‬ ‫من��ك واجلمع ره��ان ورهون ورهن ورهني‪ ،‬رهنه الش��يء ورهن‬

‫عن��ده وأرهنه جعله رهنا وارتهن منه أخذه ورهنته لس��اني‬ ‫وال تقل أرهنته‪.‬‬ ‫والرهان واملراهنة‪ :‬اخملاطرة واملسابقة على اخليل‪.‬‬ ‫وقال ابن منظور بعد كالم يتفق مبا س��بق‪ :‬وفي احلديث «كل‬ ‫غ�لام مرهون بعقيقته» قال‪ :‬الرهينة (ال��راء والهاء والنون)‪:‬‬ ‫مبالغ��ة كالش��تيمة والش��تم ثم اس��تعمل ف��ي معنى‬ ‫املرهون‪ ،‬ومعنى «رهينته بعقيقته» أي أن العقيقة الزمة له‬ ‫البد منها فشبهها في لزومها وعدم انفكاكه منها بالرهن‬ ‫في يد املرتهن‪.‬‬ ‫تعريفه شرعا‪:‬‬ ‫‪ -1‬عن��د احلنفي��ة‪ :‬هو جعل الش��يء محبوس��ا بحق ميكن‬ ‫استيفاؤه من الرهن كالديون‪.‬‬ ‫واعترض عليه‪:‬‬ ‫‪ -1‬أن ذلك تعريف للرهن التام والالزم وإال فعلى انعقاد الرهن‬ ‫ال يلزم احلبس بل ذلك بالقبض‪.‬‬ ‫‪ -2‬أن قوله (كالدين) يفه��م من الكاف أنه اليجوز الرهن إال‬ ‫‪19‬‬


‫تابع‪ :‬البحث العلمي‪ :‬الرهن‬

‫بالدين ألنه هو احلق املمكن استيفاؤه من الرهن لعدم تعينه‬ ‫والرد‪:‬‬ ‫أم��ا األول‪ :‬بأنه يتحق��ق بانعقاد الرهن معنى جعل الش��يء‬ ‫محبوسا بحق إال أن للعاقد الرجوع عنه مالم يقبض املرتهن‪.‬‬ ‫وأما الثاني ‪ :‬فيرد بأن الكاف ليس��ت لالس��تقصاء وبالتالي‬ ‫فإنه يجوز الرهن بغير الدين أيضا‪.‬‬ ‫‪ -2‬عند املالكية‪ :‬الرهن‪ :‬إعطاء امريء وثيقة بحق‪.‬‬ ‫ويعت��رض عليه بأنه غير مانع لدخ��ول اليمني ليقضيه إلى‬ ‫أجل كذا ودفع الوثيقة املشهودة بالدين ونحو ذلك‪.‬‬ ‫ويــجــ��اب عــن ذلــك‪ :‬بــأن لــفـظ��ة (إعطاء) تقتضي‬ ‫حـقـيـقـ��ة دفـع ش��ـيء ولفظة (وثيق��ة) تقتضي صحة‬ ‫رجوع ذلك الش��يء لدافـعـه إذا اس��ـتـوفـي ذلك‪ ،‬وذلك ال‬ ‫يـصــح فـي الـيـمـيـن‪.‬‬ ‫‪ -3‬عن��د الش��افعية‪ :‬جعل ع�ين مال متمول��ة وثيقة بدين‬ ‫ليستوفي منها عند تعذر وفائه‪.‬‬ ‫‪ -4‬عند احلنابلة‪ :‬املال الذي يجعل وثيقة بالدين ليس��توفي‬ ‫ثمنه إن تعذر استيفاؤه ممن هو عليه‪.‬‬ ‫املناسبة بني املعنى اللغوي واالصطالحي‬ ‫أن املعن��ى اللغ��وي الذي هو إثب��ات الدوام والل��زوم واحلبس‬ ‫موجود ف��ي املعن��ى االصطالحي ذلك أن املره��ون محبوس‬ ‫ع��ن التصرف فيه حتى يس��توفي املرتهن حقه لكن املعنى‬ ‫الشرعي قيده بقيود جتعله أخص من املعنى اللغوي‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬حكم الرهن مع األدلة واملناقشة‬ ‫اتفق أهل العلم على مش��روعيته في السفر واختلفوا في‬ ‫مشروعيته في احلضر إلى عدة أقوال‪:‬‬ ‫القول األول‪ :‬أنه مش��روع في احلضر كالس��فر وهو مذهب‬ ‫احلنفية واملالكية والش��افعية واحلنابلة‪ .‬واستدلوا بالكتاب‬ ‫والسنة واملعنى‪.‬‬ ‫ُ ُ ۡ لَىَ ٰ َ َ َ َ ۡ جَ ُ ْ‬ ‫تدوا‬ ‫أم��ا الكتاب‪ :‬فقوله تعالى‪ِ( :‬إَون كنتم ع س��ف ٖر ولم ِ‬ ‫ۡ َ ‪ٞ‬‬ ‫اَ َ َ‬ ‫كت ِٗبا ف ِرهٰ ‪ٞ‬ن َّمق ُبوضة ۖ‪)283 ...‬البقرة‪.‬‬ ‫وأما السنة‪ :‬فما ثبت في الصحيحني وغيرهما عن عائشة‬ ‫رضي اهلل عنها أن النبي صلى اهلل عليه وس��لم اشترى من‬ ‫يهودي طعاما إلى أجل ورهنه درع له من حديد‪.‬‬ ‫وع��ن أنس رضي اهلل عنه قال «ره��ن النبي صلى اهلل عليه‬ ‫وس��لم درعا عند يهودي باملدينة وأخذ منه ش��عيرا ألهله»‬ ‫رواه أحمد والبخاري وغيرهما‪.‬‬ ‫‪20‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد اخلامس ‪ -‬جمادى اآلخرة ‪ 1433‬هـ‬

‫وجه الداللة‪ :‬أن النبي رهن في احلضر ولم يكتب‪.‬‬ ‫وأم��ا املعنى‪ :‬فإن��ه عقد وثيق��ة جلانب االس��تيفاء فيعتبر‬ ‫بالوثيقة في طرف الوجوب وهي الكفالة‪.‬‬ ‫الق��ول الثاني‪ :‬أنه ال يص��ح في احلضر ق��ال القرطبي ولم‬ ‫يرد عن أحد منعه في احلضر س��وى مجاهد والضحاك وداود‬ ‫ونصره ابن حزم‪.‬‬ ‫بقوله‬ ‫بالكتاب والسنة واالستصحاب‪:‬‬ ‫واستدلوا‬ ‫فاستدلوا ىَ َ‬ ‫َ َ ُّ َ ذَّ َ َ َ ُ ٓ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫(يأيه��ا ٱلِي��ن ءامن��وا إذا تداينتم بدي��ن إ ٰٓ‬ ‫تعال��ى‪ٰٓ :‬‬ ‫ل أجل‬ ‫ِ ُ ُ ۡ لَىَ ٰ ِ َ َ ٍ َ َ ِ ۡ جَ ُ ٖ ْ‬ ‫ُّ َ‬ ‫تدوا‬ ‫مسم‪)282 ...‬البقرة‪ .‬إل��ى قوله (ِإَون كنتم ع سف ٖر ولم ِ‬ ‫ۡ َ ‪ٞ‬‬ ‫اَ َ َ‬ ‫كت ِٗبا فرِهٰ ‪ٞ‬ن َّمق ُبوضة ۖ‪)283 ...‬البقرة‪.‬‬ ‫وجه الداللة‪ :‬أنه ذكر اش��تراط الس��فر ف��ي الرهن في حال‬ ‫عدم وجود كاتب فدل ذلك مبفهومه أنه اليشرع في احلضر‪.‬‬ ‫ويج��اب‪ :‬بأنه ال مفهوم مخالفة للش��رط ألن��ه منزل على‬ ‫غال��ب األح��وال والدليل علي��ه أن النبي اش��ترى في احلضر‬ ‫ورهن ول��م يكتب وذلك ألن الكاتب يعدم في الس��فر غالبا‬ ‫ومن القواعد املقررة لألخذ بدليل اخلطاب أن من شروطه أال‬ ‫يجري على الغالب‪.‬‬ ‫وأم��ا دليل االس��تصحاب‪ :‬فهو أن األصل عدم مش��روعيته‬ ‫في احلضر ول��م يرد ما يخرجه عن ه��ذا األصل فيبقى عدم‬ ‫املشروعية على ما هو عليه‪.‬‬ ‫ويجاب عن هذا االستصحاب‪ :‬أن االستصحاب إمنا يعمل به‬ ‫م��ع عدم الدليل املعارض له وقد ورد الدليل املعارض وهو ما‬ ‫س��بق أن النب��ي رهن درعه في احلضر م��ن يهودي في طعام‬ ‫أخ��ذه ألهله وم��ا روى البخ��اري أن النبي ‪ j‬ق��ال‪« :‬الظهر‬ ‫يرك��ب بنفقته إذا كان مرهونا ولنب الدر يش��رب بنفقته إذا‬ ‫كان مرهونا وعلى الذي يركب ويشرب النفقة»‪.‬‬ ‫إذا تقرر مش��روعية الرهن فهل ذلك على سبيل الوجوب أو‬ ‫على غير س��بيل الوجوب أم أنه واجب في السفر دون احلضر‬ ‫أم ماذا؟‬ ‫واجلواب أن في ذلك أقوال ألهل العلم‪:‬‬ ‫القوال األول‪:‬‬ ‫أن��ه ليس بواجب في الس��فر وال في احلض��ر وممن قال بذلك‬ ‫احلنفية واملالكية والش��افعية واحلنابلة واستدلوا بالكتاب‬ ‫والسنة واملعنى‪:‬‬ ‫َ َ‬ ‫ِي��ن َء َام ُن ٓوا ْ إ َذا تَ َدايَنتمُ‬ ‫(يأ ُّي َها ذَّٱل َ‬ ‫أم��ا الكتاب فقوله تعالى‪ٰٓ :‬‬ ‫َ ۡ ىَ َ‬ ‫ِ ُ ُ ۡ ٰلَىَ‬ ‫بِدين إ ِ ٰٓ‬ ‫ل أ َج ٖل ُّم َس�ّٗمّٗ‪)282 ...‬البقرة‪ .‬إلى قوله (ِإَون كنتم ع‬ ‫ٍ‬


‫تابع‪ :‬البحث العلمي‪ :‬الرهن‬

‫ۡ َ ‪ٞ‬‬ ‫َ َ َ َ ۡ جَ ْ اَ َ َ‬ ‫ت ُدوا كت ِٗبا ف ِرهٰ ‪ٞ‬ن َّمق ُبوضة ۖ‪)283 ...‬البقرة‪.‬‬ ‫سف ٖر ولم ِ‬ ‫ووجه الداللة ‪ :‬ما قاله الش��افعي (بتصرف)‪ :‬أن الواضح في‬ ‫اآلية أمر بالكتابة في الس��فر واحلضر فإن كانوا مس��افرين‬ ‫ولم يجدوا الكاتب فكان الرهن احتياطا ملالك احلق بالوثيقة‬ ‫عليهم‬ ‫واململ��وك عليه بأن ال ينس��ى ويذك��ر ألن اهلل فرض‬ ‫الكتاب��ة وال أن يأخ��ذوا رهن��ا لقول��ه تعالى ‪ ...( :‬فَ��إ ۡن أَمِنَ‬ ‫ِ‬ ‫ٗ َ ۡ َ ّ ذَّ‬ ‫ۡ ُ َ​َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َب ۡعضكم َب ۡعضا فل ُيؤ ِد ٱلِي ٱؤت ِم َن أم ٰ َن َت ُهۥ‪)283 ...‬البقرة‪.‬‬ ‫فإن قيل أن قوله تعالى‪( :‬فرهان مقبوضة) جملة خبرية جتري‬ ‫مجرى األم��ر كقوله تعالى‪( :‬فتحرير رقب��ة) وقوله‪( :‬فضرب‬ ‫الرق��اب)‪ ،‬فيقال‪ :‬أن األمر في اآلية يراد َبه اإلرش��اد ال اإليجاب‬ ‫ٗ‬ ‫ُ ُ‬ ‫كما ي��دل عليه قوله تعالى‪ ...( :‬فَإ ۡن أم َ‬ ‫ِ��ن َب ۡعضكم َب ۡعضا‬ ‫ِ‬ ‫َ ۡ َ ّ ذَّ‬ ‫ۡ ُ َ​َ‬ ‫فل ُيؤ ِد ٱلِي ٱؤت ِم َن أم ٰ َن َت ُهۥ‪)283 ...‬البقرة‪.‬‬ ‫وأمـا الـس��ـنـة فـمـا س��ـبـق مـن األدلـة لـيـس فـيـها‬ ‫األمـر فـدل علـى أنـه ليـس بواجب‪.‬‬ ‫وأم��ا املعن��ى‪ :‬ف��إن الره��ن وثيق��ة بالدي��ن فل��م يجـ��ب‬ ‫كـالـضـمـان والـكتـابة وألنه أمر به عند إعواز الـكتـابـة‬ ‫والـكـتـابـة غـيـر واجـبـة فـكـذلـك بـدلـهـا‪.‬‬ ‫القول الثاني‪:‬‬ ‫وجوب الرهن في السفر وبه قال ابن حزم ومن وافقه واستل‬ ‫بالكتاب والسنة‬ ‫َ َ‬ ‫ِي��ن َء َام ُن ٓوا ْ إ َذا تَ َدايَنتمُ‬ ‫(يأ ُّي َها ذَّٱل َ‬ ‫أم��ا الكتاب فقوله تعالى‪ٰٓ :‬‬ ‫َ ۡ ىَ َ‬ ‫ِ ُ ُ ۡ ٰلَىَ‬ ‫بِدين إ ِ ٰٓ‬ ‫ل أ َج ٖل ُّم َس�ّٗمّٗ‪)282 ...‬البقرة‪ .‬إلى قوله (ِإَون كنتم ع‬ ‫َ َ ٍ َ َ ۡ جَ ُ ْ اَ ٗ َ َ ٰ ‪ٞ َ ُ ۡ َّ ٞ‬‬ ‫تدوا كت ِبا ف ِرهن مقبوضة ۖ‪)283 ...‬البقرة‪.‬‬ ‫سف ٖر ولم ِ‬ ‫ووجه االس��تدالل‪ :‬جملة (فرهان مقبوضة) خبر معناه األمر‬ ‫فيرد على ذلك مبا سبق‪.‬‬ ‫وأما السنة‪ :‬فقوله صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬كل شرط ليس‬ ‫في كتاب اهلل فهو باطل وإن كان مائة شرط»‪.‬‬ ‫وجه الداللة‪ :‬أن اشتراط الرهن في السفر ورد في كتاب اهلل‬ ‫مأمورا به ولم يرد اشتراطه في احلضر فكان مأمورا‪.‬‬ ‫فيجاب‪ :‬بأن األمر لإلرشاد كما سبق وأن األصل في املعامالت‬ ‫اإلباحة حتى يرد املنع ولم يرد‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬حكمته‬ ‫ال ش��ك أن الرهن يوافق ما تضمنته الشريعة من السهولة‬ ‫واليسر ورفع املش��قة ملا فيه من حتقيق جملة من املصالح‬ ‫لكل من الراهن واملرتهن واجملتمع‪.‬‬ ‫أم��ا الراهن‪ :‬فيقضي حاجته وتنفس كربته ويزول عنه الغم‬ ‫وأم��ا املرتهن‪ :‬فيطمئن على حقه ويحصل له ربح مش��روع‬

‫وإذا حسنت نيته حصل له األجر من اهلل تعالى‪.‬‬ ‫وأما اجملتم��ع‪ :‬فيؤدي إلى توس��يع التعامل التج��اري وتبادل‬ ‫احملبة واملودة فهو تعاون على البر والتقوى‪.‬‬ ‫رابعا ‪ :‬اخلالف في أن قبض الرهن ش��رط في لزومه أو ليس‬ ‫بشرط بل يلزم مبجرد العقد مع األدلة واملناقشة‬ ‫الق��ول األول‪ :‬أن قب��ض الره��ن ش��رط في لزوم��ه وممن قال‬ ‫بهذا أبو حنيفة وأصحابه والش��افعي وأصحابه وهو املقدم‬ ‫عند احلنابلة ومذهب الظـاهرية واس��تدلـوا لهـذا القـول‬ ‫بالكتاب واملعنـى‪.‬‬ ‫ُ ُ ۡ لَىَ ٰ َ َ َ َ ۡ جَ ُ ْ‬ ‫تدوا‬ ‫أما الكت��اب‪ :‬فقوله تعالى‪ِ( :‬إَون كنتم ع س��ف ٖر ولم ِ‬ ‫ۡ َ ‪ٞ‬‬ ‫اَ َ َ‬ ‫كت ِٗبا ف ِرهٰ ‪ٞ‬ن َّمق ُبوضة ۖ‪)283 ...‬البقرة‪.‬‬ ‫وجه الداللة‪:‬‬ ‫‪ -1‬ملا كان الرهن غير مملوك الرقبة للمرتهن مثل ملك البيع‬ ‫وال مملوك املنفعة كاإلجارة لم يجز أن يكون رهنا إال أن يكون‬ ‫مقبوضا كذلك للراه��ن أن مينعه قبل القبض وللمرتهن أن‬ ‫ميتنع وكذلك احلال في الهبة ال جتوز إال مقبوضة‪.‬‬ ‫‪ -2‬م��ا ذكـره اجلصـ��اص أن قوله تعال��ى‪( :‬فرهان مقبوضة)‬ ‫عط��ف على قوله‪( :‬واستش��هدوا ش��هيدين م��ن رجالكم‬ ‫ف��إن لـم يـكـونـ��ا رجـلني فرجـل وامرأت��ان ممن ترضون من‬ ‫الش��هداء) فكما أنه ال تصح ش��هادة الشهود إال بالصفة‬ ‫املذكورة وهي قوله تعالى‪( :‬ممن ترضون من الشهداء) فكذلك‬ ‫أيضا حـكـ��م الرهـن ال يصـ��ح إال بالصفـ��ة املذكـــورة‬ ‫وهــي الـقـبـض‪.‬‬ ‫لكن ميكن أن يجاب‪ :‬بأنا وإن سلمنا أنه ال يكون رهنا بالفعل‬ ‫إال مب��ا ذكر اهلل م��ن القبض لكن ليس ه��ذا موضوع النزاع‬ ‫بيننا وبني املستدل‪.‬‬ ‫وأم��ا القياس عل��ى الهبة فغير صحي��ح ألن الهبة محض‬ ‫تبرع والرهن حق الزم ال تبرع فكان القياس حينئذ مع الفارق‬ ‫وأما ما أورده اجلصاص فيجاب بأنا نس��لم بعطف اآلية على‬ ‫األمر باستشهاد شاهدين ووجوب تنفيذ الرهن على الصفة‬ ‫املذكورة لكن هذا يقتضي إلزام املدين بإقباضه للدائن وفاء‬ ‫النزاع إذ ال يلزم الدائ��ن فبضه بدليل‬ ‫بالش��رط وهذا مح��ل‬ ‫َ ۡ َ َ َ ۡ ُ ُ َ ۡ ٗ َ ۡ ُ َ ّ ذَّ‬ ‫قول��ه َتعال��ى ‪ ...( :‬فإِن أمِ��ن بعضكم بعضا فلي��ؤ ِد ٱلِي‬ ‫ُۡ‬ ‫َ‬ ‫ٱؤت ِم َن أم ٰ َن َت ُهۥ‪)283 ...‬البقرة‪ .‬وألنه حق له ش��رع لإلرفق به فله‬ ‫أن يتنازل عنه‪.‬‬ ‫وأما املعنى‪ :‬من وجهني‪:‬‬ ‫‪ -1‬أن الرهن عقد تبرع كالهبة والقبض فيها شرط اللزوم‪.‬‬ ‫‪21‬‬


‫تابع‪ :‬البحث العلمي‪ :‬الرهن‬

‫‪ -2‬أن الرهن إذا لم يقبض ال يلزم إقباضه كما لو مات الراهن‪.‬‬ ‫ويج��اب عن األول‪ :‬مبن��ع كون الرهن تبرعا فال يصح قياس��ه‬ ‫على التبرع‪.‬‬ ‫وع��ن الثاني‪ :‬إن كان عدم القبض لتفريط من الدائن أو تنازل‬ ‫عن الرهن لم يلزم الراهن بإقباضه س��واء كان الدائن حيا أو‬ ‫ميتا وإن كان للماطلة من املدين ألزمه بإقباضه إن كان حيا‬ ‫وألزم ورثته إن كان ميتا ثم إن الدليل فيه مصادرة ملا فيه من‬ ‫االستدالل بالدعوى على نفسها‪.‬‬ ‫الق��ول الثان��ي‪ :‬أن الرهن يلزم مبجرد العق��د ولو لم يقبض‬ ‫املره��ون وهو مذهب مال��ك ورواية عن أحم��د إذ كان الرهن‬ ‫متعينا‪.‬‬ ‫واستدلوا بالكتاب والسنة واملعنى‪.‬‬ ‫أما الكتاب فقوله تعالى ‪( :‬فرهان مقبوضة)‬ ‫وجه الداللة ما ذكره الباجي من وجهني‪:‬‬ ‫‪ -1‬أن قوله تعالى (فرهان مقبوضة) أثبتها رهنا قبل القبض‪.‬‬ ‫‪ -2‬أن قول��ه (فرهان مقبوضة) أمر ألنه لو كان خبر لم يصح‬ ‫أن يوجد رهن غير مقبوض‪.‬‬ ‫ويج��اب عنه‪ :‬عن األول أن إثباتها رهنا قبل القبض يلزم منه‬ ‫أن يكون الرهن الزما قبل العقد إذ ميكن أن يضاف إليها هذا‬ ‫الوصف على القول بالصحة‪.‬‬ ‫وعن الثان��ي‪ :‬أن اخلبر مبعنى األمر لكن لم يعمل مبوجب هذا‬ ‫األمر الذي هو الوجوب واللزوم في حق نفس الرهن حيث لم‬ ‫يـجـ��ب الـرهـن عـلـى الـمـديـ��ون باإلجمـاع فـوجـب أن‬ ‫يـعـمـل بـه فـي شـرطـه‪.‬‬ ‫أم��ا الدليل الثاني‪ :‬فقوله تعالى‪( :‬ي��ا أيها الذين آمنوا أوفوا‬ ‫بالعق��ود) وجه الداللة‪ :‬أن ه��ذا عقد مأمور بالوفاء به واألمر‬ ‫يقتضي الوجوب‪.‬‬ ‫والدليل الثالث‪ :‬قول��ه تعالى‪( :‬وأوفوا بالعهد إن العهد كان‬ ‫مس��ؤال) وجه الدالل��ة‪ :‬أن هذا عه��د أمر بالوف��اء به واألمر‬ ‫يقتضي الوجوب‪.‬‬ ‫وميكن اإلجابة عن االستالل باآليتني‪ :‬أنهما من األدلة العامة‬ ‫وأدلة اش��تراط القبض خاصة واألصل يقتضي حمل العام‬ ‫على اخلاص واستثنائه منه لكن قد يجاب على ذلك بأن أدلة‬ ‫اشتراط القبض في اللزوم ال تصلح للتخصيص كما تقدم‬ ‫في املناقشة‪.‬‬ ‫وأم��ا الس��نة‪ :‬فقول��ه ‪« :j‬املؤمن��ون عن��د ش��روطهم»‬ ‫ووجه الداللة‪ :‬أن هذا ش��رط فيجب الوفاء به ويجاب عنه مبا‬ ‫‪22‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد اخلامس ‪ -‬جمادى اآلخرة ‪ 1433‬هـ‬

‫تقدم من اإلجابة عن االستدالل السابق‪.‬‬ ‫وأم��ا املعن��ى‪ :‬فإن��ه عق��د يل��زم فل��زم قبض��ه كالبي��ع‪.‬‬ ‫ويناق��ش‪ :‬بأنه قياس مع الفارق ذل��ك أن عقد البيع للتجارة‬ ‫وعقد الرهن لإلرفاق‪.‬‬ ‫خامسا‪ :‬اخلالف في اشتراط استدامة القبض‬ ‫اختل��ف أهل العل��م في ذلك فمنهم من قال أن اس��تدامة‬ ‫القبض شرط ومنهم من قال أنها ليست شرطا‬ ‫الق��ول األول‪ :‬أن اس��تدامة القب��ض ش��رط ومم��ن ق��ال بهذا‬ ‫أبو‪ ‬حنيفة ومالك وأحمد وابن حزم ومن وافقهم من أهل العلم‪،‬‬ ‫أدلة هذا القول‪:‬‬ ‫من القرآن قوله تعالى‪( :‬فرهان مقبوضة) وتقرير االس��تدالل‬ ‫بهذه اآلية من وجهني‪:‬‬ ‫‪ -1‬أنه إذا خرج ع��ن يد القابض لم يصدق عليه ذلك اللفظ‬ ‫لغة فال يصدق عليه حكما‪.‬‬ ‫‪ -2‬أنه��ا إح��دى حالت��ي الرهن ف��كان القبض فيها ش��رط‬ ‫كاالبتداء‪.‬‬ ‫وأم��ا املعن��ى‪ :‬فإن مقص��ود الرهن هو االس��تحقاق وذلك ال‬ ‫يحصل إال بهذا‪.‬‬ ‫القول الثاني‪ :‬أن اس��تدامة القبض ليس بش��رط وممن قال‬ ‫بهذا الشافعي ومن وافقه من أصحابه وهو رواية عن أحمد‬ ‫في املتعني‪ ،‬واستدلوا بالكتاب والسنة واملعنى‪.‬‬ ‫أما الكتاب ‪ :‬فقوله تعالى ‪( :‬فرهان مقبوضة) ووجه الداللة‬ ‫أن القبض إذا وجد مرة فقد صح ولزم‪.‬‬ ‫وأما السنة‪ :‬فقوله صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬لنب الدر يشرب‬ ‫بنفقت��ه إذا كان مرهونا والظهر وعلى الذي يركب ويش��رب‬ ‫النفقة» أخرجه البخاري وأبو داود والترمذي وغيرهم‪.‬‬ ‫وج��ه الدالل��ة‪ :‬أن الراهـن ال يـركـبـهـ��ا إال وهـي خـارجـة‬ ‫عــن قـبــض املـرتـهـن‪.‬‬ ‫ويناق��ش‪ :‬بأن هنا إيهام في احلديث فيحتمل أن املراد كال من‬ ‫الراهن أو املرتهن‪.‬‬ ‫ويجاب عنه‪ :‬مبا رواه الش��افعي ف��ي األم قوله ‪« :j‬ال يغلق‬ ‫الرهن من صاحبه الذي رهنه له غنمه وعليه غرمه»‪.‬‬ ‫وأما املعنى‪ :‬فقياس��ه على البيع والهبة فكما يكون البيع‬ ‫مضمون��ا من البائع فإذا قبضه املش��تري ص��ار في ضمانه‬ ‫ف��إن رده إل��ى البائع بإجارة أو وديعة فهو ف��ي مال املبتاع وال‬ ‫ينفس��خ بذلك ضمانه وكذلك احلال ف��ي الهبة إذا قبضها‬ ‫املوهوب مرة ثم أعارها أو كراها لم يخرجها ذلك عن الهبة‬


‫تابع‪ :‬البحث العلمي‪ :‬الرهن‬

‫ويج��اب عن هذا‪ :‬بأن القياس هنا م��ع الفارق فإن عقد البيع‬ ‫تنتقل امللكية فيه إلى املش��تري نقال مطلقا فإذا أعاده إلى‬ ‫البائ��ع بعارية أو إجارة فه��ذا عقد جديد وهذا بخالف الرهن‬ ‫فإن ملكية الرهن ل��م تزل عنه وإمنا تنتقل إلى املرتهن على‬ ‫س��بيل الرقابة فإن رجع إلى الراهن اختيارا من املرتهن فقد‬ ‫رجع إلى من ميلكه‪.‬‬ ‫وأم��ا قياس��ه عل��ى الهبة فه��و مع الف��ارق أيض��ا وبيانه‪:‬‬ ‫أن القبض في ابتدائها يكون لتثبيت امللك فإذا ثبت استغنى‬ ‫عن القبض ثانيا وأما الرهن فيراد للوثيقة ليتمكن من بيعه‬ ‫واس��تيفاء دينه من ثمنه فإن لم ميكن من ثمنه لم يتمكن‬ ‫من بيعه ولم حتصل وثيقة‪.‬‬ ‫سادسا‪ :‬ما يعتبر قبضا للرهن مع األدلة واملناقشة‬ ‫املرهون إم��ا أن يكون مما الميكن نقله كالدور والعقارات‬ ‫فق��د اتف��ق الفقه��اء علي أن قبض��ه يك��ون بالتخلية‬ ‫بين��ه وبني املرتهن وأم��ا ما ميكن نقله ف��إن كان مكيال‬ ‫فالقب��ض يك��ون بكيل��ه إذا رهن كي�لا وإن كان موزونا‬ ‫فبوزن��ه إذا ره��ن وزن��ا‪ ...‬وهك��ذا‪.‬‬ ‫أما إن كان املرهون مما يباع جزافا كصبرة طعام فقد اختلف‬ ‫العلماء في ذلك علي قولني‪:‬‬ ‫األول‪ :‬أنــه اليـتـ��م الـقـبـض إال بـالـفـعـل (أي بـنـقله)‬ ‫وبـه قـال أبـو‪ ‬يـوسـف وهـو املـذهـب عـنـد الـحـنـابـلـة‬ ‫وقـال بـ��ه ابـن حـ��زم رحـمـه‪ ‬الـلـه واس��ـتـدلـوا بقوله‬ ‫تـعـالـ��ي‪( :‬فـرهـ��ان مـقـبـوضـ��ه) ووجـ��ه الـداللـ��ة أن‬ ‫املـصـ��در يـراد بـ��ه االمـر واألصـ��ل أن املـنص��وص يراعي‬ ‫وجــوده عـلي أكـمـل الـجـهـات‪.‬‬ ‫ونوق��ش ذلك بأن األصل في النص مراعاة وجوده علي أكمل‬ ‫اجلهات إذا نص عليه باالستقالل وأما ماذكر تبعا للمنصوص‬ ‫فال يراعي وجوده كما ذكر‪.‬‬ ‫وأما من السنة‪ :‬ما ورد عن عبد اهلل بن عمر في الصحيحني‬ ‫«كنا نشتري الطعام من الركبان جزافا فنهانا النبي ‪ j‬أن‬ ‫نبيعه حتي ننقله من مكانه»‬ ‫وأم��ا املعن��ي‪ :‬ماذك��ره أبو يوس��ف أن قب��ض الرهن موجب‬ ‫للضم��ان واليثب��ت ه��ذا الضم��ان إالبالقب��ض عل��ي وجه‬ ‫احلقيقةكالغصب‪.‬‬ ‫ويرد عليه أن القياس باطل ألن قبض الرهن مش��روع فأشبه‬ ‫البيع والغصب غير مش��روع فال حاج��ة لثبوته بدون قبض‬ ‫حقيقى وهو النقل‪.‬‬

‫القول الثانى‪ :‬أن القبض يكون بالتخلية بني الرهن واملرتهن‬ ‫برف��ع املوانع والتمكني من القبض فهو قبض حكمى وبهذا‬ ‫قال جمهور احلنفية‪.‬‬ ‫واستدلوا لذلك باملعني من وجهني‪:‬‬ ‫• أن القب��ض هو رف��ع املوانع من املره��ون ويكتفى في ذلك‬ ‫بالتخلية ويكون ذلك من قبل املسلم «الراهن» وهو في ذات‬ ‫الوقت اليكلف بالقبض‪.‬‬ ‫• أن التخلية في البيع قبض فكذلك األمر في الرهن‪.‬‬ ‫سابعا‪ :‬حكم الرهن بعد القبض‬ ‫لـلـمرهـ��ون أحـ��كام بـعـ��د قـبـضـ��ه تـتـعل��ق مبؤنته‬ ‫واالنتف��اع ب��ه ومنائ��ه والتصرف في��ه واس��تيفاء احلق منه‬ ‫وضـمـانـه إذا هـلـك بـنـفـسـه‪.‬‬ ‫أوال‪ :‬مؤنة املرهون‬ ‫اختلف��وا في من تك��ون عليه مؤنة املره��ون هل تكون على‬ ‫الراهن أو علي املرتهن‬ ‫املذه��ب األول‪ :‬أن مؤن��ة الره��ن من طعام وكس��وة ومخزن‬ ‫ونح��وه تكون عل��ي الراهن وبذل��ك قال مالك والش��افعي‬ ‫وأحمد وغيرهم‪ ،‬واستدلوا بالسنة واملعني‬ ‫أما الس��نة‪ :‬قول��ه ‪« :j‬الرهن من راهنه ل��ه غنمه وعليه‬ ‫غرم��ه» قال‪ :‬عبد الرحمن املقدس��ي رحمه اهلل‪ :‬اإلنفاق من‬ ‫غرمه ألنه ملكه كالذي في يده‪.‬‬ ‫وأما املعني‪ :‬ماذكره الشيرازي رحمه اهلل‪ :‬أن الرقبه واملنفعة‬ ‫علي ملكه فكانت النفقة عليه‪.‬‬ ‫املذهب الثاني‪ :‬أن أجرة بي��ت حفظه وحافظه علي املرتهن‬ ‫وأج��رة راعي��ه ونفقة الرهن واخل��راج علي الراه��ن وهذا هو‬ ‫املقدم عند احلنفية‪.‬‬ ‫ق��ال الزيلعي رحم��ه اهلل«مايحت��اج إليه ملصلح��ة الرهن‬ ‫بنفسه وبقائه على الراهن ألن العني باقية علي ملكه وكذا‬ ‫منافعه فيك��ون إصالحه ومؤنته عليه‪ ،‬وكل ماكان حلفظه‬ ‫أو لرده إلي يد املرتهن فهو على املرتهن الن اإلمساك حق له‬ ‫واحلفظ واجب عليه‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬االنتفاع باملرهون‬ ‫هل ينتفع الراهن باملرهون أو ال وكذلك املرتهن؟‬ ‫أوال‪ :‬هل ينتفع الراهن باملرهون؟‪:‬‬ ‫اختلفوا في ذلك علي قولني‪:‬‬ ‫القول األول‪ :‬أنه ينتفع به قال بذلك الشافعي وابن حزم ومن‬ ‫وافقهما من اهل العلم‪ ،‬واستدل بالسنة واملعني‪:‬‬ ‫‪23‬‬


‫تابع‪ :‬البحث العلمي‪ :‬الرهن‬

‫أم��ا الس��نة ‪ :‬فقول��ه ‪« :j‬الرهن مرك��وب ومحلوب» قال‬ ‫الش��افعي‪ :‬ومعنى هذا أن من رهن ذات در وظهر لم مينع من‬ ‫دره��ا وظهرها وأما املرتهن فحق��ه في رقبة الرهن دون غيره‬ ‫وقيد الغزالي والشيرازي والنووي كالم الشافعي بأن انتفاع‬ ‫الراهن بالرهن مشروط بأن ال يضر على املرتهن في رهنه‪.‬‬ ‫وأما املعنى‪ :‬قال الش��يرازي‪ :‬إنه لم يدخل في العقد وال يضر‬ ‫باملعقود له فبقي على ملكه وتصرفه‪.‬‬ ‫القول الثاني‪ :‬أن الراهن ال ينتفع باملرهون وبه قال أبو حنيفة‬ ‫والثوري ومن وافقهما من أهل العلم‪،‬‬ ‫قال ابن رش��د‪ :‬وعم��دة هذا املذه��ب‪ :‬أنه إذا انتف��ع بالرهن‬ ‫كما إذا أجره ب��إذن املرتهن كان إخراجا من املرتهن ألن الرهن‬ ‫يقتضي حبسه عن املرتهن على الدوام فمتى وجد يستحق‬ ‫به زوال احلبس زال الرهن‪.‬‬ ‫ويجاب عن هذا‪ :‬بأنا ال نس��لم أن مقتضى الرهن احلبس وإمنا‬ ‫مقتض��اه تعل��ق احلق به عل��ى وجه حتصل ب��ه الوثيقة وإن‬ ‫سلمنا أن مقتضاه احلبس فال مينع هذا من أن يكون املستأجر‬ ‫نائبا عنه في إمساكه وحبسه ومستوفيا ملنفعته بنفسه‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬انتفاع املرتهن بالرهن‪:‬‬ ‫يقول ابن قدامة‪( :‬وال ينتفع املرتهن من الرهن بش��يء إال ما‬ ‫كان مركوبا أو محلوبا فيركب ويحلب بقدر العلف)‪.‬‬ ‫وهذا الكالم يحتاج إلى تفصيل‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬م��ا ال يحتاج إلى مؤنة كالدار واملتاع فال يجوز للمرتهن‬ ‫االنتفاع به بغير إذن الراهن بحال فإن أذن الراهن في االنتفاع‬ ‫بغي��ر عوض وكان الرهن بس��بب قرض فال يج��وز ألنه قرض‬ ‫ج��ر نفعا فهو ربا وأما إذا كان الرهن لغير قرض كثمن مبيع‬ ‫أو‪ ‬أجر دار فيجوز ذلك بإذن الراهن‪.‬‬ ‫وأم��ا إذا كان االنتفاع بع��وض ومن غير محاب��اة فيجوز في‬ ‫القرض وغيره‪.‬‬ ‫وإن اش��ترط في الرهن أن ينتفع به املرتهن فالش��رط فاسد‬ ‫ألنه ينافي مقتضى الرهن‪.‬‬ ‫ثاني��ا‪ :‬ما يحتاج في��ه إلى مؤنة فحينئذ يج��وز للمرتهن أن‬ ‫ينتف��ع بها بع��وض أو غير عوض ب��إذن الراهن ف��إن لم يأذن‬ ‫الراهن فحينئذ ينقسم الرهن إلى‪:‬‬ ‫أ‌) محل��وب مركوب فللمرتهن أن ينفق عليه ويركب ويحلب‬ ‫بق��در النفقة وفي ذلك روى البخاري والترمذي عن أبي هريرة‬ ‫أن النب��ي ق��ال‪« :‬الظهر يركب بنفقت��ه إذا كان مرهونا ولنب‬ ‫‪24‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد اخلامس ‪ -‬جمادى اآلخرة ‪ 1433‬هـ‬

‫الدر يركب بنفقته إذا كان مرهونا وعلى الذي يركب ويشرب‬ ‫النفقة»‪.‬‬ ‫ب‌) وأما غير املركوب واحمللوب فهو على نوعني ‪:‬‬ ‫‪ -1‬حي��وان كالعب��د واألمة‪ :‬فالصحيح م��ن مذهب احلنابلة‬ ‫ع��دم اجلواز والصحيح أنه ال ينتفع منه بش��يء إال املركوب‬ ‫واحمللوب كما سبق‪.‬‬ ‫‪ -2‬وأما غير احليوان ك��دار هدمت فعمرها املرتهن فليس له‬ ‫االنتفاع بها بقدر نفقته ألن عمارتها غير واجبة‪.‬‬ ‫وكذل��ك لو أنفق عل��ى احليوان تبرعا لم يرجع بش��يء ألنها‬ ‫كالصدق��ة كما لو تصدق على مس��كني ه��ذا إذا كان على‬ ‫وج��ه التب��رع وإن نوى الرج��وع على مالك��ه وكان ذلك بإذن‬ ‫املال��ك فله الرج��وع عليه ألنه ناب عنه ف��ي اإلنفاق كما لو‬ ‫وكله بذلك‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬مناء الرهن‬ ‫من��اء الرهن إما أن يكون متص�لا أو منفصال فإن كان متصال‬ ‫فيدخ��ل في الرهن ب�لا خ�لاف‪ ،‬وأم��ا إن كان منفصال فقد‬ ‫اختلف العلماء فيها على مذاهب‪:‬‬ ‫املذه��ب األول‪ :‬أنه تاب��ع للرهن وبه قال أب��و حنيفة وأحمد‬ ‫وغيره��م وعمدتهم أم الف��روع تابعة لألص��ول فوجب لها‬ ‫حكم األصل‪.‬‬ ‫املذه��ب الثاني‪ :‬أنه ليس بتابع للرهن بل هو للراهن وبه قال‬ ‫الشافعي وابن حزم وغيرهم واستدلوا باآلتي‪:‬‬ ‫أوال قوله تعال��ى‪( :‬وال تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) وفي‬ ‫معناه��ا قول��ه ‪« :j‬إن دمائكم وأموالك��م عليكم حرام»‬ ‫وقول��ه ‪« :j‬اليحل مال امرئ مس��لم إال بطيب نفس��ه»‪.‬‬ ‫وجه الداللة‪ :‬أن ملك املرهون باق لراهنه بيقني وما حدث فيه‬ ‫م��ن مناء لم ينق��ل هذه امللكية عن الراه��ن وبالتالي له هذا‬ ‫الـحـادث واالنـتـفـاع بـه‪.‬‬ ‫وأم��ا الس��نة‪ -1 :‬قوله‪« :‬الره��ن مركوب ومحل��وب» ووجه‬ ‫الدالل��ة فيي��ه ما ذك��ره الش��يرازي بتوجيهه أن��ه مركوب‬ ‫ومحلوب للراهن‪.‬‬ ‫ويناقش هذا الدليل باآلتي‪ :‬أوال من جهة سنده‪ :‬أنه موقوف‬ ‫واملوقوف ال تقوم به احلجة‪.‬‬ ‫ثاني��ا من جه��ة الداللة فليس في احلدي��ث ما يدل على أنه‬ ‫مركوب ومحلوب للراهن بل هذا حتكم‪.‬‬ ‫‪ -3‬قوله‪« :‬ال يغلق الره��ن من راهنه له عنمه وعليه غرمه»‬


‫تابع‪ :‬البحث العلمي‪ :‬الرهن‬

‫وأجيب عن��ه بأن قوله «له عنمه وعلي��ه غرمه» مدرجا من‬ ‫كالم سعيد بن املسيب وأجيب عنه بروايةابن حزم من طريق‬ ‫قاسم بن أصبغ إلى أبي هريره بإثبات الزيادة له عنمه وعليه‬ ‫غرمه وحس��ن ابن حزم اسناده واعترض عليه الدارقطني أن‬ ‫في اس��ناد ابن ح��زم تصحيف في نصر ب��ن عاصم وامنا هو‬ ‫عبد‪ ‬اهلل بن نصر األصم‪.‬‬ ‫وأما املعنى‪ :‬قالوا أن النماء زائد على ما رضيه رهنا فوجب أال‬ ‫يكون للمرتهن إال بشرط زائد‪.‬‬ ‫املذهب الثالث‪ :‬ما كان من مناء الرهن املنفصل علي خلقته‬ ‫وصورته فإنه داخل في الرهن كولد اجلارية مع اجلارية وما لم‬ ‫يكن علي خلقته وصورته فال يدخل في الرهن كثمر النخل‬ ‫وبه قال مالك وعمدتهم في ذلك أن الولد حكمه حكم امه‬ ‫أي تابع لها أما الثمر فال يتبع األصل إال بشرط‪.‬‬ ‫التصرف في الرهن قبل حلول أجل الدين‬ ‫إذا تص��رف كل منهم بإذن االخر صح التصرف ألنه أس��قط‬ ‫حق��ه وهذا ال خالف فيه قال الش��يرازي النووي‪ :‬وأما تصرف‬ ‫املرتهن بالرهن بغي��ر إذن الراهني فهو غير صحيح وال خالف‬ ‫فيه ألنه تصرف في ملك غيره‪.‬‬ ‫استيفاء املرتهن حق من الرهن‬ ‫قال ابن رشد‪ :‬أما حق املرتهن في الرهن فهو أن ميسكه حتي‬ ‫ي��ؤدي الراهن ما عليه فإن لم يأت��ي به عند األجل كان له أن‬ ‫يرفعه إلي السلطان فيبيع عليه الرهن وينصفه منه إن لم‬ ‫يجبه الراهن إلي البيع وكذلك إن كان غائبا‪.‬‬ ‫ويدل لذلك الكتاب والسنة واملعني‪:‬‬ ‫أم��ا الكتاب فقوله تعالي (فرهان مقبوضة) واس��تدل بهذا‬ ‫احلنفية واملالكية واحلنابلة وتقرير االستدالل من وجوه‪:‬‬ ‫‪ -1‬أن اهلل أخب��ر أن يك��ون الرهن مقبوض��ا ال يحتمل اخللل‬ ‫فاقتضي أن يكون املرهون مقبوضا ما دام مرهونا‪.‬‬ ‫‪ -2‬أن الره��ن في اللغة مبعني احلبس ولو لم يكن محبوس��ا‬ ‫علي الدوام لم يكن مرهونا‪.‬‬ ‫‪ -3‬أن اهلل ملا س��مي العني املرهون��ة رهنا وقد ورد النهي عن‬ ‫مقتض��ي املعني اللغ��وي فدل ذل��ك علي أن امل��راد حكمه‬ ‫كلفظ العتاق والطالق واحلوالة والكفالة‪.‬‬ ‫وأم��ا الس��نة‪ :‬فلقول��ه ‪« :j‬ال يغلق الرهن م��ن صاحبه»‬ ‫ووج��ه الداللة أن قول��ه (اليغلق) معناه ال ميل��ك بالدين وقد‬

‫كان حكما جاهليا فرده رسول اهلل ‪.j‬‬ ‫وأما املعني فإن الرهن ش��رعا وثيقة بالدين وال يكون ذلك إال‬ ‫إذا كان ميلك حبسه علي الدوام مما يحمل املدين علي قضاء‬ ‫الدين في أسرع األوقات‪.‬‬ ‫ضمان الرهن إذا هلك بنفسه‬ ‫إذا هلك الرهن بنفس��ه فعلي من يك��ون الضمان واختلف‬ ‫العلماء في ذلك علي قولني‪:‬‬ ‫األول‪ :‬أن الرهن إذا هلك بنفسه فال يضمنه املرتهن وبه قال‬ ‫الش��افعي وأحمد ومن وافقهما من اهل العلم واس��تدلوا‬ ‫علي ذلك بالسنة واملعني‪.‬‬ ‫أما الس��نة‪ :‬فلقول��ه ‪« :j‬ال يغلق الرهن م��ن صاحبه له‬ ‫غنمه وعلي غرمه» يعني هالكه ومصيبته‪.‬‬ ‫واملعن��ي‪ :‬أن الرهني ش��رع وثيق��ة بالدين ولو س��قط الدين‬ ‫بهالك املرهون لكان توهينا ال توثيقا‪.‬‬ ‫والق��ول الثاني‪ :‬أن الرهن إذا هلك بنفس��ه فهو في ضمان‬ ‫املرتهن والذين قالوا بذلك انقسموا إلي قسمني‪:‬‬ ‫األول‪ :‬قال��وا أنه مضم��ون باألقل من قيمته��ا وقيمة الدين‬ ‫واستدلوا بالسنة من قوله ‪ j‬للمرتهن بعدما نفق الفرس‬ ‫«ذهب حقك» لكنه حديث مرسل‪.‬‬ ‫وقوله ‪« :j‬إذا عمي الرهن فهو مبا فيه» وقد رواه الدارقطني‬ ‫عن أنس وضعفه‪.‬‬ ‫واستدلوا باالجماع لكن نفاه بن حجر رحمه اهلل تعالي‪.‬‬ ‫والقسم الثاني‪ :‬أنه مضمون بقيمته قلت أو كثرت وممن قال‬ ‫بذل��ك علي بن اب��ي طالب وعطاء واس��حاق أي أن الرهن إذا‬ ‫كان��ت قيمته أقل من الدين يرجع املرتهن إلي الراهن فيأخذ‬ ‫منه ما بقي من دينه وإن كانت قيمة الرهن تساوي الدين لم‬ ‫يرجع املرتهن علي الراهن بشئ ‪.‬‬ ‫واس��تدلوا ‪« :j‬ال يغلق الرهن من صاحبه له غنمه وعليه‬ ‫غرمه»‪ ،‬فقالوا له غنم أي مازاد من قيمة الرهن علي قسمة‬ ‫الدين وعليه غرمه يعني ما نقص من قيمة الدين‪.‬‬ ‫وهناك مذهب ثالث‪ :‬وهو التفرقة بني ما يغاب عليه وبني ما‬ ‫ال يغ��اب فإن كان مما يغاب عليه من العروض فهو ضامن وإن‬ ‫كان مم��ا ال يغ��اب كاحليوان والعقار فلي��س بضامن ومن قال‬ ‫بهذا مالك واألوزاعي ومستند هذا املذهب االستحسان وهو‬ ‫جمع بني األقوال واهلل أعلم‪.‬‬ ‫‪25‬‬


‫األسرة‬

‫ودورها في تربية المراهقين‬

‫الحوار‬ ‫وأثره في االستقرار األسري‬ ‫بقلم د‪ .‬أحمد النقيب‬

‫احلوار وأثره في االستقرار األسري‬ ‫احل��وار مصدر م��ن الفعل حاور مبعن��ى جاوب��ه وراجعه في‬

‫األوالد وبعضه��م لبع��ض وه��ذا احلوار األس��ري ل��ه أهداف‬

‫الكالم(‪ ،)1‬هذا يتكلم‪ ،‬وهذا يرد ويجيب‪ ،‬ومنه قوله سبحانه‪:‬‬ ‫َ َ هَ‬ ‫ُ حُ‬ ‫(قال ُلۥ َصاح ُِب ُهۥ َوه َو يَاوِ ُرهُ ٓۥ‪)37 ...‬الكهف‪ ،‬وقوله سبحانه‪:‬‬ ‫ىَ‬ ‫َ ۡ َ َ هَّ ُ َ ۡ َ َّ ُ َ ٰ ُ َ‬ ‫��ك ف َز ۡوج َها َوت َ ۡش َ‬ ‫��ت يِكٓ إِل‬ ‫(قد س�� ِمع ٱلل ق��ول ٱل يِت تجدِل‬ ‫يِ‬ ‫ِ‬ ‫هَّ‬ ‫او َر ُك َم��ا ٓۚ إ َّن هَّ َ‬ ‫ٱللِ َو هَّ ُ‬ ‫يع ۢ بَ ِص ٌ‬ ‫ٱلل َس�� ِم ُ‬ ‫ٱلل ي َ ۡس َ‬ ‫��م ُع حَتَ ُ‬ ‫ري ‪)١‬اجملادلة‪،‬‬ ‫ِ‬

‫وغايات ومن أج��ل الوصول إليها فإن أخالقا محددة تؤثر في‬

‫وه��ذا احل��وار إمنا يكون ب�ين طرفني رمب��ا تكافآ أي س��ار كل‬

‫ه��ذا احلوار وتنميه وتفعله وحتقق دوافع��ه وغاياته ولذا فإن‬ ‫الكالم سيكون في محورين ‪-‬علي‪ ‬عجالة‪-‬‬ ‫احملور األول‪ :‬أهداف وغايات احلوار األسري‬

‫واح��د منهما في منزل��ة اآلخر وقوته العلمي��ة أو‪ ‬الذهنية‬

‫نالحظ أن من أعظم أهداف وغايات احلوار‪:‬‬

‫أو‪ ‬االجتماعي��ة وعندئ��ذ يس��مي بع��ض أوجه��ه باملناظرة‬

‫‪ -1‬حتقيق التواصل األسري‪ ،‬أن يكون أفراد األسرة متواصلني في‬

‫أو‪ ‬اجل��دال وهذا ق��د ميدح أو‪ ‬يذم بحس��ب احلاجة والس��بب‬

‫الفهم والهم والتصور وأسلوب اخلطاب واملواقف واملناسبات‬

‫والباع��ث إلي��ه وم��ن أج��ل ضب��ط يعل��ق ه��ذه الوج��وه‬

‫االجتماعية املتنوعة من‪ :‬أفراح – أحزان – أحداث جارية‪...‬‬

‫أل��ف أه��ل العل��م م��ن األصولي�ين واملناطقة ما يس��مي‬

‫وه��ذا التواصل من مظاهره‪ :‬املصارح��ة وعدم االلتواء وحب‬

‫«آداب‪ ‬البحث‪ ‬واملناظرة» وما يعنينا في هذا املقال ما يتعلق‬

‫اللقاء واالجتم��اع واحلديث واملس��امرة واملفاكهة والترويح‬

‫باحلوار األس��ري‪ ،‬إنه احلوار بني الزوج�ين أو بني أحدهما أو‪ ‬بني‬

‫واملش��اركة الوجدانية في كل األوضاع واألحوال والتعاطف‬

‫(‪ )1‬انظر جملمع اللغة العربية املعجم الوسيط (‪.)212/1‬‬

‫‪26‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد اخلامس ‪ -‬جمادى اآلخرة ‪ 1433‬هـ‬


‫تابع‪ :‬األسرة ودورها في تربية المراهقين‬

‫الص��ادق مع أفراد األس��رة والرغبة في حتقي��ق كل خير من‬

‫‪-2‬الــصــــــ��دق‪ :‬والصـدق محـور وقطـب ورحــى البيت‪،‬‬

‫األسرة والرغبة نفسها أو أشد في دفع كل مكروه عنها‪.‬‬

‫بيت ال صدق فيه بيت ال نفع فيه‪ ،‬وحس��بنا قوله سبحانه‪:‬‬

‫‪ –2‬حتقيق الترابط األسري‪ ،‬حتي تبدو االسرة كالبنيان القوي أو‬

‫َ ٰٓ َ ُّ َ ذَّ َ َ َ ُ ْ َّ ُ ْ هَّ َ َ ُ ُ ْ َ َ َّ‬ ‫ٱلص ٰ ِدق َ‬ ‫(يأيه��ا ٱلِي��ن ءامنوا ٱتق��وا ٱلل وكون��وا مع‬ ‫ِ�ين ‪)١١٩‬التوبة‪،‬‬

‫اجلسم الواحد يشتكي أعاله ألدناه ويأن أدناه لشكوى أعاله ومن‬

‫وقوله صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬عليكم بالصدق فإن الصدق‬

‫صور هذا التراب��ط‪ :‬وحدة القرار بني األبوين وبينهما وبني األوالد‪،‬‬

‫يه��دي إلي البر وإن البر يهدي إلى اجلن��ة وإن الرجل ليصدق‬

‫واش��تراك الكل في حمل األعباء األس��رية اليومية احلياتية أو‬

‫ويتح��رى الص��دق حتى يكت��ب عن��د اهلل صديقا‪» ...‬احلديث‪،‬‬

‫املستقبلية فاألوالد يأتون بحاجيات املطبخ ألمهم يساعدونها‬

‫والـصـ��دق ال يـكـ��ون فـقــط فـي الـكــ�لام بـل يـكـون‬

‫في األعم��ال املنزلية ومن قدر منهم علي مس��اعدة األب في‬

‫أيــضــا فــي األفــعـــال‪:‬‬

‫األعباء املنزلية فعل محبة وكرامة‪ ،‬و يجتهد األوالد في البحث‬

‫الص��دق في ال��كالم‪ :‬أن تخبر مبا حدث فعال ال ملا س��معت‬

‫على الزوج املناسب ألختهم يكثرون من زيارة الرحم ويعاونونهم‬

‫أو‪ ‬مبا فهمت إال أن يخبرك الصادق ال َّد ّين الفاضل فيجوز لك‬

‫علي فعل اخلير ويدفعون عنهم –قدر استطاعتهم–‪.‬‬

‫أن تنقل كالمه وهذا مفيد في العالقات األس��رية وكم من‬

‫إن الترابط األس��ري‪ :‬م��ن أعظم نعم اهلل عل��ي العبد بعد‬

‫أس��رة حتطمت على صخرة الكذب أو عدم التثبت في اخلبر‬

‫اإلمي��ان واالس��تغناء عن اخلل��ق إن ه��ذا التراب��ط هوالبيئة‬

‫حيث يقبل اخلبر من غير الصادق الدين الفاضل‪.‬‬

‫اخلصبة إلنبات جيل املس��تقبل واحملضن الدافئ حلياطتهم‬

‫الصدق في األفعال‪ :‬مبا يحمله من معاني اجلد والعزم واحلزم‬

‫والدفع عنهم ليكونوا دعامة الدين وعز املس��لمني ومن هنا‬

‫وترك التواني والكسل‬

‫كانت أهمية احملور الثاني‪.‬‬

‫‪ -3‬تقديـ��ر اآلخــر‪ :‬مهما كان صغيرا فمتحدث يُس��مع له‬ ‫بإنصات ويناقش بأدب دون ضوضاء أو جلبة اليقاطع أحدا في‬

‫احملور الثاني‪ :‬أخالقيات احلوار األسري‬

‫اجمللس خلطئه أو س��نه أو أي اعتبار آخ��ر‪ ، ‬اآلراء حتترم وينظر‬

‫إن اجتماع األس��رة أو لقاءها ملناقش��ة مسألة ما أو إيضاح‬

‫فيها وتناقش‪ ،‬محاولة إشراك أفراد األسرة في الرأي والقرار‪، ‬‬

‫قضية أو االستش��ـارة في مشكلة طارئة‪ ،‬أو توجيه خاطئ‬

‫أال يح��رج أحد أمام أح��د إال إذا كان في ذلك مصلحة أعلى‪،‬‬

‫من األوالد من جتاوز حده‪ ،‬أو متابعة دورية لبعض األخالقيات‪،‬‬

‫العدل ف��ي التزكية‪ ،‬تعويد الصغير احت��رام الكبير وتعويد‬

‫أو بيان من تصـرف معني‪ ،‬أو التأكـد من تصـرف مشـني يراد‬

‫الكبير العطف والش��فقة علي الصغير‪ ، ‬الثناء عي احملسن‬

‫نصيحـة من قــام ب��ه‪ ...‬إلخ‪ ،‬يحتـاج إلى مجموعـــة من‬

‫أمام األسرة‪...‬‬

‫األخـالقيـات أهمهـا‪:‬‬

‫ه��ذه بع��ض الص��ور واألخـ�لاق الفـاعلـ��ة ف��ي الترابـط‬

‫‪ -1‬الـرفــق‪ :‬وهو الرحمة والرأفة واللطف في الفعل واللني في‬

‫وللحديث بقيـة‪ ،‬والسالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬

‫القول قال رسول اهلل صلي اهلل عليه وسلم‪« :‬إذا أراد اهلل بأهل‬ ‫بيت خيرا دلهم علي الرفق»‪ ،‬وقوله صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬إن‬ ‫الرفق ما كان في ش��يء إال زانه وما نزع عن ش��يء إال ش��انه»‪،‬‬ ‫وقوله صلى اهلل عليه وس��لم‪« :‬إن اهلل رفيق يحب الرفق في‬ ‫األمر كله ويعطي على الرفق ما ال يعطي على العنف»‪.‬‬ ‫‪27‬‬


‫قصة سريبرينيتسا والحلم‬

‫المفقود (الحلقة األولى)‬

‫ف��ي قل��ب أوروبا إل��ي الش��رق تقع ه��ذه املنطقة اإلس�لامية‬ ‫البوسنة‪ ‬والهرسك‪ ،‬دخلها العثمانيون األتراك منذ قرون وانتشر‬ ‫اإلس�لام بها سريعا وس��رعان ما س��ارت هذه املنطقة قاعدة‬ ‫انط�لاق العثمانيني لفتح بقية أوروبا حتي وصلت جيوش��هم‬ ‫الظافرة حدود النمسا وكادت تسقط ثم كان الفتح اإلسالمي‬ ‫الثاني جل��زر جنوب أوروبا صقلية ورودس وغيرها ليفتح الطريق‬ ‫إل��ي روما وس��قوط االمبرطورية الرومانية املقدس��ة ثم يكون‬ ‫الطريق األخير جنوب فرنس��ا ثم بالد األندلس حلم كان يداعب‬ ‫مخيلة السلطان سليم األول وبعده من السالطني األقوياء!!‬ ‫وله��ذا لم تنس الش��عوب الصليبية في ش��رق ووس��ط أوروبا‬ ‫هذا التاريخ ألهل البوس��نة والهرس��ك لم يذكروا للمسلمني‬ ‫أنهم مهدوا لهم طريق احلضارة وأنهم علموهم احلياة ليحيوا‪،‬‬ ‫وأدبوهم بالدين واألخالق ليعرفوا قيمة اإلنس��ان ومن ثم يتوج‬ ‫هذا اإلنسان بأكاليل الدين واألخالق ليعرف قيمته ومنزلته في‬ ‫احلياة وفي اجملتمع وفي األسرة وفي الكون‪...‬‬ ‫نس��ى الصليبي��ون أخ�لاق املس��لمني وعلمه��م ونظامه��م‬ ‫وثقافته��م وحتضرهم ول��م يذكروا إال أنهم غ��زاة اعتدوا علي‬ ‫أرضهم وأن األوروبيني الذين دخلو اإلسالم هم مردة مرقة كفرة‬ ‫قتلهم أقدس عند «الرب يسوع» من قتال إبليس اللعني‪ ،‬عاش‬ ‫البوس��نيون في بالدهم ما بني شد وارتخاء‪ ،‬طورا تهيج عليهم‬ ‫األقليات الصليبية من الصرب الك��روات مدعومة بدول‪ ‬اجلوار‬ ‫(روسيا ‪ -‬اليونان ‪ -‬يوجوسالفيا ‪ -‬اجلبل األسود ‪ -‬اجملر ‪ -‬فرنسا ‪ -‬أملانيا)‬ ‫وتارة تهدأ العاصفة‪ ،‬وفي كل مرة يذوق املسلمون فيها الويالت‬ ‫لك��ن أهم م��ا كان مييز املس��لمني في البوس��نه أنه��م كانوا‬ ‫يصنفون أنفس��هم كأوروبيني فهم أوروبيون في امللبس والذوق‬ ‫والعادات وطرائق املأكل واملش��رب فال ضير أن تس��افر املسلمة‬ ‫م��ع صديقه��ا الكرواتي أو الصربي وال بأس أن يش��رب ش��باب‬ ‫البوس��نة اخلمر ويبيت��وا في أحضان صديقاته��م من الكروات‬ ‫أو‪ ‬الصربيات ال بأس أن يقيم الش��اب الصرب��ي أو الكرواتي في‬ ‫بيت جاره املس��لم كأن��ه فرد من العائلة‪ ،‬ه��ذه أوروبا ومن هذا‬ ‫الواقع كانت عائلة رحمن بيك لوزو‪.‬‬ ‫ولد رحمن بيك في س��راييفو وأكمل دراسته ثم التحق بكلية‬ ‫الهندس��ة ليس��افر بع��د تخرج��ه إلي سريبرينيتس��ا ش��رق‬ ‫‪28‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد اخلامس ‪ -‬جمادى اآلخرة ‪ 1433‬هـ‬


‫تابع‪ :‬قصة سريبرينيتسا والحلم المفقود (الحلقة األولى)‬

‫سراييفو حيث يعمل مبصنع «األلومنيوم» تعرف علي زوجته‬ ‫املهندس��ة جاس��ون وكانت تعمل باملصنع نفسه واستقر‬ ‫به��م املقام في هذه البلدة فعاش��وا في منزل متواضع في‬ ‫قل��ب املدينة يصعد إليه بدرجات خش��بية مجلدة باحلديد‬ ‫اجمللفن أما أعمدته فعالية وسقفه هرمي به فتحة صغيرة‬ ‫بالسقف يسميها أهل البوسنه الباوزان تبدوا منه مدخنة‬ ‫فعندما يغطي اجللي��د األرض وهذا يحدث كثيرا حيث يبلغ‬ ‫س��مك اجللي��د أحيانا إلي أكثر من ‪ 20‬س��م عندها تتجمع‬ ‫األسرة حول املدفئة طلبا للدفء‪.‬‬ ‫وعلي مقربة منه كانت عائلة رجل األعمال الصربي «جورج»‬ ‫حي��ث يقي��م مبن��زل كبير ال يفص��ل عن جارهم البوس��ني‬ ‫إال ع��دة أمتار ب��دت هذه األمت��ار كغابة اس��توائية الزدحام‬ ‫أش��جارها وكثرة نبتها وزهرها هذا املنزل كان كل شئ فيه‬ ‫فخما ضخما فالدرج واألعمدة والسقف حتي املدخنة التي‬ ‫تخرج ش��امخة م��ن فتحة الباوزان وف��ي اجلانب الغربي من‬ ‫املنزل يقع جراج املنزل ضخم مس��فلت تهوي إليه سيارات‬ ‫ج��ورج بخفة كلم��ا وصل وتخرج من��ه كالفهد كلما خرج‬ ‫أم��ا هذا اجلراج فهو متصل باملنزل م��ن الداخل وبه ممر بباب‬ ‫حديدي مغلق اليفتح أبدا!!‬ ‫توط��دت العالقة بني أس��رة رحمن بيك لوزو وب�ين الصربي‬ ‫«جورج» وازدادت العالقة أن من عادة الصرب في هذه املدينة‬ ‫أن من يعيش��ون في منطقة متقارب��ة لكن بني كل منزلني‬ ‫مس��افة بعيدة جدا إنهم يكره��ون بعضهم بعضا وال يثق‬ ‫الصرب��ي في الصرب��ي أو الكرواتي وال يأمن على نفس��ه أو‬ ‫ماله وهذا ما حدا بجورج أن يعيش قريبا من املسلم ليكون‬ ‫أكث��ر أمنا علي نفس��ه وماله وأس��رته و‪ ،...‬وازدادت العالقة‬ ‫بهذه الشراكة بني املهندس رحمن وجاره جورج حيث اتفقا‬ ‫عل��ي إقامة مصنع صغير لأللومني��وم لتصدير منتجه إلى‬ ‫اليونان وروسيا وسائر دول أوروبا وبالفعل أسس هذا املصنع‬ ‫الصغير وخالل س��نني منا املصنع ومنت أيضا األس��رتان ومنت‬ ‫معهما العالق��ات االجتماعية واملالية صارت أس��رة رحمن‬ ‫بي��ك كبيرة فق��د رزقه اهلل س��بحانه من زوجته جاس��ون‬

‫ولدين وابنتني الولدان حسانوفيتش وعثمان والفتاتان فريدة‬ ‫وخات��ون وأما جورج فقد رزق م��ن زوجته دوما فيان ولدا وبنتا‬ ‫الولد مويو والفتاة أتالنت��ا‪ ،‬كان التزاور بني العائلتني وقضاء‬ ‫الوق��ت كله في من��زل هذا أو من��زل هذا اختالطا ش��ديدا‬ ‫كانوا كأنهم أس��رة واح��دة ليس عند عائلة ج��ورج مايدل‬ ‫علي أن��ه نصراني إال صليب كبير في البهو الرئيس��ي بعد‬ ‫ب��اب الدخ��ول ثم صلبان أصغ��ر فوق راس كل س��رير وليس‬ ‫عن��د عائلة رحمن‪ ‬بك ما يدل علي أنه مس��لم إال مصحف‬ ‫كبير في قطيفة خضراء وضع علي مكتب املهندس رحمن‬ ‫وهكذا عاش��تا العائلتان في تناغم وحت��اب كنت جتد أتالنتا‬ ‫مبالبس النوم وقد نهدت علي السادس��ة عش��ر من عمرها‬ ‫جتلس في الس��رير م��ع عثمان كما كنت جت��د فريدة مبلبس‬ ‫أزلق تنام بجوار الشاب (مويو) ورمبا تخلل هذا مجلس شراب‬ ‫للويس��كي أو رمبا خرجوا لنزهة يس��يرة ف��ي النهر القريب‬ ‫م��ن مصنع األلومني��وم وهو نهر (يادار) ث��م يخرجون يتأبط‬ ‫بعضه��م بعضا ورمبا كانوا في حالة من العري والتكش��ف‬ ‫يخرجون ليقضوا بقية الليلة في مقهي (أيوجوم) الشهير‬ ‫باملدينة فإذا زعق بهم السهر رجعوا إلي بيوتهم قرب بزغة‬ ‫الصب��ح ليناموا ثم يس��تيقظون علي الذهاب ملدارس��هم‬ ‫ليعودوا لقضاء ش��يئ من واجباتهم ثم النوم فإذا كان يوم‬ ‫(البريك) الراحة كان يوم العبث والتفسخ‪.‬‬ ‫وقب��ل ربي��ع ‪ 1992‬أعلنت البوس��نة والهرس��ك االنفصال‬ ‫عن يوجوس�لافيا وتكوين جمهورية إسالمية (دميقراطية)!!‬ ‫تراع��ي أح��وال غي��ر املس��لمني ويش��عر فيها املس��لمون‬ ‫بكينونتهم وثقافتهم ومتيزهم‪.‬‬ ‫فعل املس��لمون ذلك وصوت برملان البوس��نة علي املوافقة‬ ‫أس��وة بصربيا وكرواتيا لكن حدث ما لم يكن في حس��بان‬ ‫املسلمني لقد حدث الهول والفجيعة املؤملة ما الذي حدث؟‬ ‫وكيف صارت األحداث؟ وماذا فعلت العائلتان؟‪.‬‬ ‫هذا ما سنعرفه في احللقة القادمة أستودعكم اهلل‪.‬‬ ‫كتبها‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫املعتصم باهلل الشبلي السلفي‬ ‫ ‬

‫‪29‬‬


‫سير و‬

‫شيخ‪ /‬عبد الـرزاق عـفـيـفـي‬

‫تراجم نبالء العصر‪ :‬ترجمة ال‬

‫الشيخ‪ /‬عبد الرزاق عفيفي‬ ‫الفقيه السلفي‬ ‫كما نعته الش‬ ‫يخ األلباني رحمه اهلل تعالي‬

‫مولد الشيخ ونسبه‬ ‫هو عبدالرزاق بن عفيفي بن عطيه بن عبد البر النوبي‬ ‫ولــ��د ف��ي ‪ 27‬رجــب ‪1323‬ه��ـ ‪ 16 ،‬ديـس��ـمـبـر ‪1905‬م‪.‬‬ ‫في قرية شنشور مركز أشمون التابع حملافظة املنوفية وهي‬ ‫إحدى محافظات مصر‪.‬‬ ‫املؤهالت العلمية‬ ‫حص��ل عل��ي االبتدائي��ة والثانوي��ة األزهري��ة ثم ش��هادة‬ ‫العاملية في ‪ 24‬ربيع الثاني ‪1351‬هـ ‪ 16 ،‬أغس��طس ‪1923‬م‪.‬‬ ‫ثم ش��هادة التخص��ص في الفق��ه وأصول��ه وحصل علي‬ ‫شهادة‪ ‬الدكتوراه في ‪ 14‬رمضان ‪1355‬هـ ‪ 28 ،‬نوفمبر ‪1936‬م‪.‬‬ ‫شيوخه‬ ‫هم كثر منهم الش��يخ أحمد نصر شيخ املالكية والشيخ‬ ‫عبداملعطي الش��ربيني والشيخ يوس��ف الدجوي والشيخ‬ ‫مصطفي املراغي‪.‬‬ ‫وم��ن أقرانه‪ :‬الش��يخ محمد رش��يد رضا والش��يخ محمود‬ ‫ش��لتوت والشيخ أحمد شاكر والشيخ محمد حامد الفقي‬ ‫والشيخ جاد احلق علي جاد احلق والشيخ محمد خليل هراس‬ ‫والش��يخ محمد بن إبراهيم والش��يخ محب الدين اخلطيب‬ ‫والشيخ محمد ناصر الدين األلباني والشيخ عبدالعزيز بن باز‪.‬‬ ‫ومـ��ن تـالمـيـــ��ذه‪ :‬الـش��ـيـخ عبـداهلل بـ��ن اجلـبـريـن‬ ‫والش��يخ عبد‪ ‬اهلل‪ ‬بن‪ ‬قع��ود والش��يخ صال��ح اللحيـدان‬ ‫والشيـخ عبـد‪ ‬اهلل‪ ‬بـن عبـد‪ ‬احملسـن الـتـركـي والـشـيخ‬ ‫محمد صالح العثيمني‪.‬‬ ‫قدومه السعودية‬ ‫في عام ‪1368‬هـ س��افر الش��يخ محمد‪ ‬بن‪ ‬مانع إلي مصر‬ ‫الختيار مدرس�ين لتدريس العلوم الشرعية و العربية أكفاء‬ ‫في(دار التوحيد بالطائف) ووقع اختياره علي الشيخ عفيفي‬ ‫وقدم الشيخ عفيفي الطائف ‪ 1368‬بلباسه األزهري ومعه‬ ‫والده الذي كان يعني به ويقوم علي خدمته حتي مات‪.‬‬ ‫نشاطه العلمي والتعليمي‬ ‫كان ي��درس بالطائف بالدار ثم بعد الدوام (اليوم الدراس��ي)‬ ‫ي��درس في بيته في املنطق واألص��ول ثم ملا نقل إلي الرياض‬ ‫‪1370‬ه��ـ درس ف��ي املعهد العلمي ثم انتق��ل إلي التدريس‬ ‫مبعه��د عني��زة العلمي وهنا تتلم��ذ عليه تالميذ الش��يخ‬ ‫‪30‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد اخلامس ‪ -‬جمادى اآلخرة ‪ 1433‬هـ‬

‫عبدالرحمن بن ناصر السعدي كالشيخ بن عثيمني والشيخ‬ ‫علي احملمد الزامل والشيخ محمد البسام وغيرهم ثم انتقل‬ ‫إل��ي الرياض ليدرس في كلية الش��ريعة واللغة العربية ثم‬ ‫انتدب إلي إدارة املعهد العلم��ي للقضاء بالرياض للتدريس‬ ‫فيه ووضع مناهجه‪ ،‬واستقربه التطواف في الرياض وحصل‬ ‫علي اجلنسية السعودية‪.‬‬ ‫وفي ‪1391‬هـ نقل إلي اإلدارة العامة إلدارات البحوث العلمية‬ ‫واإلفتاء والدعوة وعني بها نائبا للرئيس وكان الرئيس ءانذاك‬ ‫الشيخ عبدالعزيز بن باز ثم صار عضوا مبجلس كبار العلماء‬ ‫ثم رئيسا له بالتناوب‪.‬‬ ‫إن ه��ذه اجملهودات الدعوية العلمية لم تصرفه عن ممارس��ة‬ ‫مهنته في التدريس فلقد عمل مدرس��ا كما سلف في غير‬ ‫مكان منها مدرس��ا مبعهد األس��كندرية األزهرية وفي عام‬ ‫‪1368‬هـ أتى إلى الديار املصرية الشيخ محمد بن مانع وكان‬ ‫مديرا للمعارف العامة باململكة السعودية الختيار مدرسني‬ ‫أكفاء للعمل في مدرس��ة دار التوحيد بالطائف فلما قابل‬ ‫الش��يخ عبدالرزاق عفيفي مبصر كأمنا وق��ع علي كنز ثمني‬ ‫من العلوم الشرعية والعربية مع اعتقاد سلفي صاف وقدم‬ ‫الشيخ عفيفي الطائف عام ‪1368‬هـ بلباسه األزهري يضم‬ ‫وال��ده حيث كان عفيفي عظي��م البر بوالده حتي وفاته وملا‬ ‫فتح املعهد العلمي عام ‪1370‬هـ نقل الش��يخ إليه ثم نقل‬ ‫إلي التدريس في معهد عنيزة العلمي‪.‬‬ ‫وهذا ما ينبغي أن تنصرف إليه أهل العلم وطلبته أن يكونوا‬ ‫مؤثرين ف��ي مجتمعاتهم مصلحني للخلق مخالطني لهم‬ ‫ببيان الش��رع املنزل ليكونوا قدوة صاحلة ويسهل للناس أن‬ ‫يتعرفوا على دين اهلل سبحانه من خاللهم ولهذا لم يشغل‬ ‫الش��يخ نفس��ه باألعمال احلزبية واملش��اركات السياسية‬ ‫وتقري��ر مصير األمة (زعم��وا!!) فإن هذا هو الش��رع املؤوول‬ ‫الذي رمبا أضاء زغلة األفاق ريثما يقترب من احلقيقة فإذا هو‬ ‫برق خاطف ال يفيد شيئا‪.‬‬ ‫أوصــافــــه‬ ‫كان ق��وي البنية جس��يما طوي��ل القامة عظي��م الهامة‬ ‫مس��تدير الوجه قمحي اللون له عينان س��وداوان يعلوهما‬ ‫حاجبان غزيرا الشعر وله فم واسع وحلية كثة غلب البياض‬ ‫فيها عل��ي الس��واد وكان عريض الص��در‪ ،‬وكان رحمه اهلل‬ ‫خش��ن الهيئة جميل املنطق من غير تكلف ثوبه فضفاض‬ ‫عل��ي طريق��ة أهل بلدن��ا (مصر) لك��ن علي الس��نة وكان‬ ‫مترجمنا سلفيا وقد اختير رئيسا ألنصار السنه ‪1379‬هـ‪.‬‬ ‫أخالقه وآادابه‬ ‫• فيه عزة العلماء ال يتزلف ألصحاب السلطان زائرا أو مزورا‪.‬‬ ‫• وكان م��ع مهابت��ه متواضعا حس��ن العش��رة بعيدا عن‬


‫تابع‪ :‬سير و تراجم نبالء العصر‪ :‬ترجمة الشيخ‪ /‬عبد الـرزاق عـفـيـفـي‬

‫التكل��ف والغرور عال��ي الهمة فصيحا ف��ي لغته صاحب‬ ‫فراس��ة وحضور بديهة م��ع إحاطة بالواق��ع وأخباره حيث‬ ‫يذكرها وكأنها ماثلة أمامه‪.‬‬ ‫• وكان رحم��ه اهلل صموتا هادئ��ا حليما متأنيا غير متعجل‬ ‫وإمن��ا ينظر ف��ي األمور وعواقبه��ا فلله دره م��ن عالم فحل‬ ‫وعاقل ومت��أدب وداعية محنك كم��ا كان رحمه اهلل تعالي‬ ‫زاهدا متواضعا في ملبس��ه ومأكله ومسكنه أمينا عابدا‬ ‫كرميا س��خي اليد يحب التستر بعيدا عن املظاهر واألضواء‬ ‫يكره املدح وتقبيل اليد ونحو ذلك‪.‬‬ ‫صـــبــــره‬ ‫صبر علي العلم وطلبه وعلي مخالفته للناس ومخالطتهم‬ ‫لكن هناك صبر علي املصائب فحكمة اهلل في البالء إيقاظ‬ ‫النفس وتهذيب القلب فيهب املصاب إلي ربه نش��يطا قويا‬ ‫ذكيا‪ ،‬لقد أصيب الش��يخ بالش��لل النصفي س��نوات طوال‬ ‫وصبر عليه ثم ابتلي بأمراض عدة وقتل ولده األكبر أحمد في‬ ‫حرب العاشر من رمضان ‪1973‬م فصبر ثم توفي أصغر أبنائه‬ ‫عبدالرحمن وكان من أحب أوالده إليه فصبر وما جزع ثم مات‬ ‫ابنه عبداهلل في حادثة فكان أيضا مثاال للصبر واالحتساب‪.‬‬ ‫قلة مصنفات الشيخ‬ ‫نظرا لكثرة أعبائه التدريس��ية والدعوي��ه والعلميه‪ ،‬لكن له‬ ‫تعليقاتنافعةعليكتاباإلحكامفيأصولاألحكاموتعليقاته‬ ‫النافعه علي شرح العقيده البن ابي العز احلنفي وغيرها‪.‬‬ ‫وفاته رحمه اهلل ‪:‬‬ ‫توفـ��ي بالريـاض صبيحـة اخلميــس ‪ 25‬ربيع اول ‪1415‬هـ‪، ‬‬ ‫‪ 1‬س��بتمبر ‪1994‬م‪ ،‬ودفن بعد صالة اجلمعه بالرياض وصلي‬ ‫عليه في جامع االمام تركي وأم الناس في الصالة عليه بعد‬ ‫صالة اجلمعه الش��يخ عبدالعزيز بن باز بوصية من الش��يخ‬ ‫رحم��ه اهلل ودف��ن رحم��ه اهلل في مقب��رة الع��ود بالرياض‬ ‫رحمه‪ ‬اهلل رحمة واسعه‪.‬‬ ‫ثناء العلماء عليه (ادب الفقيه والعالم)‬ ‫يق��ول الش��يخ االلباني رحم��ه اهلل تعالي‪ :‬عن��ه أنه من‬ ‫أفاض��ل العلماء ومن القالئل الذين نري منهم س��مت أهل‬ ‫العلم وأدبه��م ولطفهم وأناتهم وفقهه��م‪ .‬ويقول أيضا‪:‬‬ ‫التقيته غير مرة في مواسم احلج وكنت استمع أحيانا إلي‬ ‫إجابته العلميه علي اس��تفتاء احلج��اب املتنوعه محكمة‬ ‫علي فقه دقيق واتباع ظاهر للمنهج السلفي‪.‬‬ ‫يقول ابن باز‪ :‬أعرف عن فضيلة الشيخ عبدالرزاق عفيفي رحمه‬ ‫اهلل التواضع والعلم اجلم والسيرة احلميدة والعقيدة الطيبه‬ ‫وأنه من خيرة العلماء عقيدة وعلما ودعوة وتعليما مضي عليه‬ ‫في ذلك ما يقارب خمسني عاما ضاعف اهلل مثوبته ورفع درجته‪.‬‬

‫يقول الش��يخ عبدالعزيز آل الش��يخ‪ :‬الش��يخ أحد أعالم‬ ‫الفضالء الذي��ن هيأ اهلل لهم فرصة تربي��ة األجيال وهو ذو‬ ‫علم واسع وقد تخرج علي يديه أفواج كثيرة وهو رحمه اهلل‬ ‫مثال للعالم العامل‪.‬‬ ‫يقول تلميذه الشيخ صالح السدالن‪ :‬وال تكاد جتلس معه‬ ‫قلي�لا إال وتخرج بفائ��دة علمية أو أدبي��ة أو خلقية وأعرفه‬ ‫ال‪ ‬يحب الكالم في أحد‪.‬‬ ‫يقول ابن بسام‪ :‬هو أس��تاذ جيل صاروا النواة في النهضة‬ ‫العلمية في اململكة‪.‬‬ ‫قال الش��يخ محم��د بن ناصر العبودي‪ :‬م��ا رأيت رجال من‬ ‫املصري�ين أعقل من الش��يخ عبدالرزاق ‪-‬رحم��ه اهلل‪ -‬جمع‬ ‫بني العلم والعقل فيا س��عادة من جمع بني العلم والعقل‬ ‫إذ‪ ‬ال‪ ‬يستغني أحدهما عن اآلخر‪.‬‬ ‫يق��ول الدكت��ور عبد اهلل بن حافظ حكمي‪ :‬كان الش��يخ‬ ‫عبدالرزاق عفيفي ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬محل القدوة واألسوة شديد‬ ‫التواضع تغلب عليه البس��اطة في مجلسه إذا ارتاح حملدثه‬ ‫استرس��ل في ذك��ر األحداث واملواقف ون��زل معه على قدره‬ ‫صغيرا كان أو كبيرا‪.‬‬ ‫يق��ول الدكتور محمد لطفي الصب��اغ‪ :‬من الصفات التي‬ ‫متيز بها الش��يخ عبد الرزاق س��عة صدره وبعد نظره وزهده‬ ‫في الدنيا ومتاعها‪.‬‬ ‫يقول الش��يخ يوس��ف املطل��ق‪ :‬كان الش��يخ عبدالرزاق‬ ‫يش��جع علي العلم والدعوة وكان يخصص وقته بني إجابة‬ ‫السائل ش��خصيا أو حتريريا وما كان يس��أم من السائل بل‬ ‫كان يبذل جهده حتي ينهي مسائله‪.‬‬ ‫وهذا من بركات السير علي منهج النبوة في العلم والعمل‬ ‫والدع��وة أن صاحب العلم يزن أمة ويكون كقطر الس��ماء‬ ‫حيثما نزل نفع وم��ا أحرى أن يفهم هذه املعاني إخواننا من‬ ‫املشايخ وتالمذتهم من طلبة العلم وإخواننا الذين يسيرون‬ ‫عل��ي درب الدعوة حيث انقس��موا فس��طاطني فس��طاط‬ ‫التدح��رج والتهرؤ املنهجي والفك��ري والتربوي حتــت دعوى‬ ‫مظلة سلفيـة واحـدة والبيت السلفي الواحد نعـم ميارس‬ ‫ف��ي كل هذا البي��ت من طقـوس ال��والء والب��راء من أجـل‬ ‫الشخـــص واملـواالة واملعـــاداة مــن أجـــل الـفـكــرة‬ ‫مـا اهلل به عليم ثم هنـاك فسطـاط الغلو وفتاوي التبديع‬ ‫والتفس��يق ثم اش��تد هـذا االجتاه ليضـم معه في آخيته‬ ‫اجتاه فتاوى التكـفـيــر وعـدم العـذر والـقـتـال حتت دعوي‬ ‫اجلهاد ونصــرة الش��ريعة والسنة واحلق أن املنهـج النبـوي‬ ‫ال هـ��ذا وال هــ��اك وال ذاك فانظـر رحـمـك اهلل وأرش��دك‬ ‫جـهـد هـ��ذا الـش��ـيـخ الـعـالمـة كـيـ��ف أحـيـا اهلل‬ ‫بــه جـيـ�لا وأنـار بـه ديـ��ارا هـذا مـن حـيـ��ث مـاهـيـة‬ ‫الـشـيـخ والـشـخـصـيـة وتـالمـيـذه‪.‬‬ ‫انظر ترجمته مس��توفاه عند ابن بس��ام عب��داهلل بن عبد الرحمن بن صالح في كت��اب علماء جند خالل‬ ‫ثمانية قرون (‪ )279 -275/3‬دار العاصمة الرياض ط ‪ 1398 1‬هـ‬

‫‪31‬‬


‫ذخائر المخطوطات‬

‫ننتق��ي لكم فى هذا الباب من كل عدد من اجمللة‬ ‫بيانات عن النفائس املوجودة فى‪:‬‬

‫وحدة اخملطوطات‬ ‫فى دار طابه للدراسات والنشر‪.‬‬

‫للتواصل معنا ملن أراد نسخة من أحد اخملطوطات املعروضه‪،‬‬ ‫عبر بريد القراء‪malmhgh@yahoo.com :‬‬ ‫تقدمي‪ /‬م‪ .‬محمد عبد العظيم‬ ‫رقم اخملطوطة‬ ‫إســم املؤلف‬ ‫إسـم اخملطوط‬ ‫تاريـخ النسخ‬ ‫عـــدد األوراق‬ ‫نـــوع اخلــط‬

‫العقيدة‬ ‫‪ 2-73‬نــوع الـفــن‬ ‫تقي الدين أحمد بن علي املقريزي الشافعي‬ ‫جتريد التوحيد املفيد‬ ‫‪ – ... – ......‬ربيع األول – ‪ 1206‬هـ‬ ‫‪29‬‬ ‫نسخ ُمعتاد‬

‫مصدر اخملطوط‬ ‫إسـم الناسخ‬ ‫عــدد األسطر‬ ‫حـال اخملطوط‬

‫املكتبة األزهرية‬

‫رقـم النسـخ بالـدار‬

‫محمد بن أحمد عبد الرحيم‬ ‫ُمختلف األسطر ‪ 19 ~ 18‬سطرا‬

‫جيد‪ ،‬لكن أصاب البلل بعض املواضع فت َد َ‬ ‫اخل حبر‬ ‫خاصة في الصفحة األخيرة‬ ‫الوجهني مما يُصعب القراءة‪ّ ،‬‬

‫بداية اخملطوط‬ ‫بس��م اهلل الرحمن الرحيم ‪ ،‬وبه ثقتي‪ ...‬احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬والعاقبة للمتقني‪ ،‬وصلى اهلل على نبينا محمد خامت النبيني‪ ،‬وعلى آله‬ ‫وصحبه أجمعني‪ ،‬وبعد‪ :‬فهذا كتاب جم الفوايد بديع الفرايد‪ ،‬ينتفع به من أراد اهلل والدار اآلخرة‪( ،‬و)سميته كتاب‪ :‬جتريد التوحيد املفيد‬ ‫واهلل أسأ ُل العون على العمل به (مبنِّه)‪...‬‬ ‫نهاية اخملطوط‬ ‫‪ ...‬فقول العبد في صالته‪« :‬إياك نعبد» التزام أحكام هذه األربعة وإقرار بها‪ ،‬وقوله‪« :‬وإياك نس��تعني» طلب اإلعانة عليها والتوفيق لها‪،‬‬ ‫وقوله‪« :‬اهدنا الصراط املستقيم» ُمتضمن لألمرين على التفصيل‪ ،‬وإلهام القيام بهما وسلوك طريق السالكني إلى اهلل‪ ،‬واهلل املوفق‪...‬‬ ‫رقم اخملطوطة‬ ‫إســم املؤلف‬ ‫إسـم اخملطوط‬ ‫تاريـخ النسخ‬ ‫عـــدد األوراق‬ ‫نـــوع اخلــط‬

‫‪ 3-74‬نــوع الـفــن العقيدة مصدر اخملطوط مكتبة جامعة الرياض (برقم‪ )2307 :‬رقـم النسـخ بالـدار‬ ‫عثمان بن سند النجدى الوائلى البصرى ( ت ‪1242‬هـ )‬ ‫سب أكارم الصحاب‬ ‫الصارم القرضاب في نحر من َّ‬ ‫‪ – ... – ......‬شوال – ‪ ......‬هـ القرن الثالث عشر الهجري تقديرا إسـم الناسخ لم يُذكر‬ ‫عــدد األسطر ‪15‬‬ ‫ورقة ( ‪) 20.5 × 15.5‬‬ ‫حـال اخملطوط جيد‬ ‫نسخ ُمعتاد‬

‫بداية اخملطوط‬ ‫شـ ُب َه من عد َل عن واضح السنن‪ ،‬ومالت به سبل األهواء والفنت‪...‬‬ ‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ،‬وبه نستعني‪ ...‬يا من جزم بصوارم اللسن‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫وقفت على ديوان طرِّزت حواشيه‬ ‫أما بعد‪ :‬فإن احلقير ذا اخلطأ اجلم والتقصير ‪ ،‬عثمان بن سند كان اهلل له في كل شيء سندا يقول‪ :‬إني‬ ‫ُ‬ ‫بالبهتان‪ ،‬وامتألت زواياه بكل زور‪...‬‬ ‫نهاية اخملطوط‬ ‫‪ ...‬فأهدي الصالة العبهرية مطوفا‬ ‫تــدوم مع التسليم ثم عليكـم‬

‫‪32‬‬

‫إلى خير قطــ ب للنبيني خامت‬ ‫كآل أضاؤا في سمــاء املكارم‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد اخلامس ‪ -‬جمادى اآلخرة ‪ 1433‬هـ‬


‫تابع‪ :‬ذخائر المخطوطات‬

‫رقم اخملطوطة‬ ‫إســم املؤلف‬ ‫إسـم اخملطوط‬ ‫تاريـخ النسخ‬ ‫عـــدد األوراق‬ ‫نـــوع اخلــط‬

‫العقيدة‬ ‫‪ 75‬نــوع الـفــن‬ ‫مصدر اخملطوط‬ ‫أبو الفضل جالل الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي الشافعي‬ ‫العجالة احلسنى في شرح أسماء اهلل احلسنى‬ ‫إسـم الناسخ لم يُذكر‬ ‫‪ ...... – ...... – ... – ......‬هـ‬ ‫عــدد األسطر ‪23‬‬ ‫‪8‬‬ ‫حـال اخملطوط جيد‬ ‫نسخ ُمعتاد‬

‫املكتبة األزهرية‬

‫رقـم النسـخ بالـدار‬

‫بداية اخملطوط‬ ‫بس��م اهلل الرحمن الرحيم‪ ...‬وصلى اهلل على نبينا محمد خامت النبيني واملرس��لني‪ ،‬احلمد هلل الواحد الصمد‪ ...‬وبعد‪ :‬فهذا شرح لطيف‬ ‫على أس��ماء اهلل احلس��نى‪ ،‬واضح اللفظ ظاهر املعنى‪ ،‬انتخبت أكثره من املقصد األسنى‪ ،‬وسميته العجالة احلسنى في شرح أسماء‬ ‫اهلل احلسنى ‪...‬‬ ‫نهاية اخملطوط‬ ‫‪ ...‬فاتصافه بالصبر عن امليل إلى دواعي الهوى ليس من صفة املاليكة؛ ألن امللك خلقه اهلل – تعالى – مب ّرأ عن الهوى والش��هوة فثبت‬ ‫على الطاعة‪ ،‬واإلنسا ُن مسلط عليه دواعي الهوى‪...‬‬ ‫رقم اخملطوطة‬ ‫إســم املؤلف‬ ‫إسـم اخملطوط‬ ‫تاريـخ النسخ‬ ‫عـــدد األوراق‬ ‫نـــوع اخلــط‬

‫العقيدة‬ ‫‪ 76‬نــوع الـفــن‬ ‫مجهول‪ ،‬وعليه خامت أشكلـَت قراءتُه‬ ‫مصدر اخملطوط‬ ‫أبو اخلير الطيب نور احلسن خان ن أبي الطيب صديق بن حسن بن علي القنوجي‬ ‫الطريق املثلى في اإلرشاد إلى ترك التقليد واتباع ما هو أولى‬ ‫إسـم الناسخ ‪ :‬لم يُذكر‬ ‫‪ 1295 – ...... – ... – ......‬هـ‬ ‫عــدد األسطر مختلفة األسطر ‪ 22 ~ 16‬سطرا‬ ‫‪18‬‬ ‫حـال اخملطوط جيد‪ ،‬وطبع في القسطنطينية سنة ‪ 1296‬هـ‬ ‫نسخ ُمعتاد‬

‫بداية اخملطوط‬ ‫بس��م اهلل الرحم��ن الرحيم‪ ...‬احلمد لوليه‪ ،‬والصالة والس�لام على نب ّيه‪ ،‬وآل��ه وصحبه ومن على منوالهم من أمت��ه وحزبه‪ ،‬وبعد‪ :‬فإن‬ ‫جماع��ة من املش��تغلني بالفروع في عصرنا هذا صاروا يش��تغلون بأمر يزجرهم عنه نفس ما هم مش��تغلون ب��ه من هذا العلم فأردت‬ ‫تنبيههم على ذلك من باب املعاونة على البر والتقوى‪...‬‬ ‫نهاية اخملطوط‬ ‫‪ ...‬وباجلملة فكثير ما كان النبي – صلى اهلل عليه وآله وس��لم – ينس��ب الفعل أو الترك إليه وإلى أصحابه في حياته‪ ،‬مع أنه ال فائدة‬ ‫بنسبته إلى غيره مع نسبته إليه ألنه محل القدوة ومكان األسوة‪ ،‬فهذا ما ظهر لي في تفسير هذا احلديث‪ ،‬ولم أقف عند حتريره على‬ ‫ما يوافقه من كالم أهل العلم‪ ،‬فإن كان صوابا فمن اهلل احلليم‪ ،‬وإن كان خطأ فمني ومن الشيطان وأستغفر اهلل العظيم ‪...‬‬ ‫رقم اخملطوطة‬ ‫إســم املؤلف‬ ‫إسـم اخملطوط‬ ‫تاريـخ النسخ‬ ‫عـــدد األوراق‬ ‫نـــوع اخلــط‬

‫مكتبة أبي عبد العزيز خليفة بن آرحمة بن جهام آل مشرف الكواري‬

‫‪ 77‬نــوع الـفــن العقيدة مصدر اخملطوط‬ ‫أبو احلسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الدارقطني‬ ‫الصفات‬ ‫إسـم الناسخ‬ ‫السبت – ‪ – 10‬صفر – ‪ 1084‬هـ‬ ‫عــدد األسطر‬ ‫‪6‬‬ ‫حـال اخملطوط‬ ‫نسخ ُمعتاد‬

‫لم يُذكر‬ ‫مختلف األسطر ‪ 33 ~ 32‬سطرا‬ ‫جيد‬

‫بداية اخملطوط‬ ‫قلت له‪ :‬أخبركم الش��يخ أبو محمد‪ ...‬قرآءة عليه وأنت تس��مع‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫بس��م اهلل الرحمن الرحيم‪ ...‬قرأت على الش��يخ اإلمام احلافظ‪ُ ...‬‬ ‫أخبرنا أبو احلس��ن‪ ...‬قال‪ :‬أخبرنا أبو طالب‪ ...‬قال‪ :‬أخبرنا الش��يخ أبو احلسن‪ ...‬الدارقطني قال‪ ...:‬عن أنس – رضي اهلل عنه – أن رسول اهلل‬ ‫– صلى اهلل عليه وسلم – قال‪« :‬تلقي في النار وتقول هل من مزيد حتى يضع رجله فيها»‪...‬‬ ‫نهاية اخملطوط‬ ‫للسنّة‪ ،‬والحقا رضوا بها‪...‬‬ ‫س ّلموا ُّ‬ ‫‪ ...‬حدثنا ابن مخلد ثنا إبراهيم الزبير ثنا يحيى بن أيوب ثنا عبد اهلل بن وهب عن مالك عن الزهري قال‪َ :‬‬

‫‪33‬‬


‫صحتك‪ :‬حموضة المعدة‬ ‫بقلم‪ /‬د‪ .‬شكري محسن‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ...‬احلمد هلل الذي أنزل القران‬ ‫ألهل اإلميان ش��فاء‪ ،‬س��بحانه أنزل لكل داء دواء وصلي‬ ‫اهلل علي نبينا محمد تركنا علي احملجة البيضاء ليلها‬ ‫كنهارها سواء وبعد‪ ...‬فهذا مقال جديد لباب (صحتك)‬ ‫نقدمه للس��ادة القراء على صفحات هذه اجمللة الغراء‬ ‫أس��أل اهلل أن ينفع بها القراء ال سيما ممن ابتالهم اهلل‬ ‫عز وجل ببعض األسقام واألدواء وهذا املقال يحتوي علي‬ ‫فوائد لطيفة في مرض شائع عند كثير من املسلمني‬ ‫وه��و (حموض��ة املعدة) أس��أل اهلل أن يش��في مرضى‬ ‫املسلمني ويعافيهم من كل سوء ‪ ...‬أما بعد‪...‬‬ ‫تفرز املع��دة طبيعيا كمية محددة من س��ائل يتكون‬ ‫م��ن مزيج م��ن امل��واد الكاوية أهمها حمض يس��مى‬ ‫الهيدروكلوريك ومجموعة من اإلنزميات ومواد كيميائية‬ ‫أخرى تس��اعد في عملية هضم الطع��ام ويبقى هذا‬ ‫السائل احلمضي في املعدة حيث مينعه غالف مخاطي‬ ‫واق من إتالف بطانتها ولكن في بعض األحيان يتسلل‬ ‫ه��ذا احلمض إل��ى املريء وهو األنب��وب الذى يصل الفم‬ ‫باملعدة وإذا بقي احلمض طويال في املريء ‪-‬حيث ال ينبغى‬ ‫أن يتواجد‪ -‬فإنه يحدث حرقا في بطانته يؤدى إلى شعور‬ ‫بحرقة اجلوف وعدم االرتياح لذلك تعرف زيادة حموضة‬ ‫املعدة بحرقة فم املعدة أو حرقة الفؤاد ويقول البعض‬ ‫بالتعبير الدارج حرقان الصدر‪.‬‬ ‫أهـــم‪ ‬األعــراض‬ ‫ً‬ ‫أكثر األعراض ش��يوعا هو حرقة وشعور باحلرارة في الصدر‪،‬‬ ‫والت��ي قد متت��د إل��ى احلنجرة‪ ،‬مع طعم س��يء ف��ي الفم‪،‬‬ ‫باإلضافة ألحد األعراض التالية‪:‬‬ ‫• ألم في الصدر‪ ،‬خصوصا في الليل أثناء النوم‪.‬‬ ‫• صعوبة في البلع‪.‬‬ ‫• سعال‪ ،‬أزما‪ ،‬صفير‪ ،‬التجشؤ أو تقرح احلنجرة‪.‬‬ ‫• التقيؤ‪ ،‬أوخروج سائل حمضي عن طريق املريء إلى الفم‪.‬‬ ‫األســبــــاب‬ ‫‪ -1‬تعتبراإلصابةمبيكروباحلالئزالبوابيةحالياالسببالرئيسى‬ ‫في ح��دوث معظم ح��االت قرحة املع��دة واالثناعش��ر فهذه‬ ‫امليكروبات لها القدرة على حتمل الوسط احلمضى للمعدة‪.‬‬ ‫‪ -2‬قرح��ة املعدة الناجتة عن التوت��ر العصبي‪ :‬ميكن حدوثها‬ ‫كمضاعفات للحروق الشديدة‪ ،‬احلوادث اجلراحات‪ ،‬الصدمات‪،‬‬ ‫فشل كلوى‪ ،‬أوالعالج باإلشعاع‪.‬‬ ‫‪ -3‬االس��تخــدام الـمـزمــن لـألس��ـبـريـن أومـضــادات‬ ‫االلـتـهـابـات الـغـيـرسـتـروديـة‪.‬‬ ‫‪ -4‬تعاطي الكحوليات بكثرة‪.‬‬ ‫‪ -5‬ابـتـالع مـواد كـاويــة‪.‬‬ ‫‪ -6‬الـتـدخـيــن‪.‬‬ ‫‪ -7‬جرعات زائدة من عقاقير الكورتيكوستيرويد‪.‬‬ ‫‪34‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد اخلامس ‪ -‬جمادى اآلخرة ‪ 1433‬هـ‬

‫‪ -8‬أخيرا تدهور الصحة العامة قد يس��بب أويزيد من شدة‬ ‫املرض في ظل وجود أي من العوامل السابقة‪.‬‬ ‫خصـائـص كل من قـرحـة املـعـدة و قـرحـة االثـنـاعـشـر‬ ‫و الـفــروق بـيـنـهـمـــا‪:‬‬ ‫قرحة املعدة‪:‬‬ ‫ميك��ن حدوثها ف��ي أي مكان باملع��دة ولكن غالب��ا ما حتدث‬ ‫على املنحن��ى الصغير للمعدة و تكون مصحوبة بالتهابات‬ ‫واسعة االنتشار في الغشاء املبطن للمعدة متضمنة اخلاليا‬ ‫الت��ي تفرز احلمض و قد ت��ؤدي إلى ضمور اخلالي��ا التي تنتج‬ ‫احلمض والعصارات خاصة في احلاالت املتقدمة في السن‪.‬‬ ‫يحدث ب��طء في حركة املعدة و ركود ف��ي العصارة املعدية‬ ‫مصحوبة بزيادة في ارجتاع العصارة املعوية ولهذه األسباب‬ ‫تكون نس��بة حدوث النزيف والنس��بة العامة للوفيات في‬ ‫قرحة املعدة أكثر منها في قرحة االثنا عشر‪.‬‬ ‫قرحة االثناعشر‪:‬‬ ‫معظ��م احل��االت حتدث في خ�لال الس��نتيمترات األولى من‬ ‫حوصل��ة االثناعش��ر في املس��احة الت��ي تقع حت��ت املعدة‬ ‫مباشرة‪ .‬يتميز بزيادة إفراز السائل احلمضي في الليل ونقص‬ ‫إفراز السائل القلوى‪ .‬يحدث انسداد في فتحة اخلروج للمعدة‬ ‫بنسبة أكبر في قرحة االثناعشر عنها في قرحة املعدة‪.‬‬ ‫أهم أسباب االرجتاع الهضمي‬ ‫• ارتخ��اء البواب��ة وع��دم إح��كام إغالقها نتيجة ألس��باب‬ ‫عضوية أونفس��ية (مثل اإلفراط ف��ي تناول بعض املأكوالت‬ ‫كالدهنيات‪ ،‬الدخان‪ ،‬القهوة‪ ،‬الش��اي‪ ،‬الشوكوالته) أوبعض‬ ‫األدوية كموسعات الشرايني‪.‬‬ ‫• زيادة الضغط داخل البطن (امتالء البطن) بسبب الشحم‬ ‫(الس��منة) أوتخمة األكل أواحلمل أوأس��باب مرضية أخرى‬ ‫(كاألورام أوتضخم الكبد أوالطحال)‪.‬‬ ‫• هرمونات احلمل تضعف عمل العضلة القبضة أسفل املريء‪.‬‬ ‫• وجود فتق في احلجاب احلاجز‪.‬‬ ‫• زيادة إفراز حمض املعدة‪.‬‬ ‫• وجود خلل في تفريغ املعدة للطعام‪.‬‬ ‫وباإلضاف��ة إلى العالج الطب��ي بالعقاقير يج��ب االلتزام‬ ‫مب��ا يعرف بإرش��ادات «تغيير منط أو أس��لوب احلي��اة» ومنها‬ ‫النصائح التالية ملرضى االرجتاع احلمضي‪:‬‬ ‫• ال تذه��ب للنوم ومعدتك مليئ��ة بالطعام‪ ،‬بل عليك تناول‬ ‫طعامك قبل ساعتني أوثالث ساعات من النوم‪.‬‬ ‫• تن��اول وجبات صغيرة ومتع��ددة‪ .‬إن تناول ‪ 5‬وجبات صغيرة‬ ‫يوميا أفضل من ثالث وجبات كبيرة‪.‬‬ ‫• ال تتعجـــل عنــ��د تـنــاول ومـضــغ وبلــع الطعــام‪،‬‬ ‫بـل متـتـع بطعـامك ببـطء‪.‬‬ ‫• حترر أوخفف من املالبس الضيقة حول البطن حتى ال تضغط‬ ‫على املعدة فتصعد سوائل املعدة احلامضة إلى املريء‪.‬‬ ‫• راق��ب األطعمة التي تزيد من أعراض حرقة الصدر وجتنبها‬ ‫بـقـ��در اإلمكـان مثـ��ل البصـ��ل واملش��ـروبـات الغازيـة‬


‫تابع‪ :‬صحتك‪ :‬حموضة المعدة‬

‫ألنها تفسد الهضم وتبطل فاعلية إنزميات املعدة الهاضمة‪-‬‬‫أوالشوكوالتة أوالوجبات الدسمة أواملقليات عموما‪ ،‬الحتوائها‬ ‫عل��ى كمية عالية م��ن الزيوت يصعب عل��ى املعدة التعامل‬ ‫معها‪ ،‬ألن هضم الدهون يتم في األمعاء وليس في املعدة‪.‬‬ ‫• ح��اول أن تخفف من وزنك فالس��منة تزي��د الضغط داخل‬ ‫جتويف البطن مما يساعد على ارجتاع حامض املعدة إلى املريء‪.‬‬ ‫• ابتع��د ع��ن التدخ�ين والكح��ول فهم��ا ع��دوان للمعدة‪،‬‬ ‫فالنيكوت�ين قد يضعف صم��ام املعدة العلوي مما يس��مح‬ ‫لسوائل املعدة احلامضة بالصعود للمرىء‪.‬‬ ‫• تناول املشروبات الدافئة مثل شاي النباتات العطرية مثل‬ ‫البابوجن فقد تخفف من األعراض‪.‬‬ ‫• حاول أن جتعل السرير مائال إلى أسفل ‪ 20-15‬درجة‪ ،‬أو ضع‬ ‫ما يجعل جس��مك مائال إلى اس��فل أي ما يجعل مستوى‬ ‫صدرك أعلى من مستوى بطنك‪.‬‬ ‫• ال تقم بأنشطة بدنية بعد تناول الطعام مباشرة ألن ذلك‬ ‫قد يدفع بالطعام إلى املريء‪ ،‬وأخّ ر القيام بالتمارين الرياضية‬ ‫مدة ساعتني أو أكثر بعد تناول الطعام‪.‬‬ ‫• ال تكث��ر من الس��وائل مثل املاء أواملش��روبات الغازية أثناء‬ ‫تن��اول الطع��ام ألن ذلك يخف��ف من تركيز عص��ارة املعدة‪،‬‬ ‫فيفسد الهضم ويؤخر تفريغ املعدة ويزيد إفراز احلامض‪.‬‬ ‫• جتن��ب العقاقي��ر التي تضعف وتؤثر على الغش��اء املبطن‬ ‫جلدار املرئ كاألس��برين‪ ،‬مض��ادات الرومات��زم‪ ،‬والكورتيزون‪،‬‬ ‫إال‪ ‬للضرورة القصوي وحتت إشراف طبي‪.‬‬ ‫• مضغ العلكة (اللب��ان)‪ ،‬فمضغ العلكة من أفضل الطرق‬ ‫لتف��ادى احلموضة‪ ،‬حيث يعمل عل��ى تغليف املريء باللعاب‬ ‫وحمايت��ه من احلمض املعدى‪ ،‬ولكن ينصح بعدم اإلكثار من‬ ‫مضغ العلكة؛ ألنها قد تسبب الغازات واإلسهال‪ ،‬وبخاصة‬ ‫العلكة بنكهة النعناع‪.‬‬ ‫• التخلص من الضغوط العصبية‪ ،‬وجتنب التوتر ما استطعت‪.‬‬ ‫عالجات طبيعية‬ ‫• استخدام زيت الزيتون في حتضير األطباق‪ ،‬فهو غذاء سهل‬ ‫الهضم‪ ،‬وال يغير حموضة املعدة‪.‬‬ ‫• ميكن تناول ملعقة صغيرة من زيت الزيتون قبل األكل‪.‬‬ ‫• خل��ط ملعقتني من زيت الزيتون النق��ى ومزجه مع بياض‬ ‫بيضة‪ ،‬وش��رب املزيج بس��رعة دون تذوق للطع��م؛ ألنه غير‬ ‫مستساغ غال ًبا‪.‬‬ ‫• يحضر َّ‬ ‫مركب من نقيع التمر هندى في احلليب بنسبة‪4-1‬‬ ‫يس��مى «مصل التمر هندى»‪ ،‬وهو يفيد في إزالة احلموضة‬ ‫الزائدة في اجلسم‪.‬‬ ‫• ينصح بأكل من ‪ 5‬إلى‪ 10‬حبات من اللوز في اليوم‪ ،‬للتخلص‬ ‫من احلرقة أوحموضة املعدة‪ ،‬حيث يش��كل زيت اللوز غشاء‬ ‫رقي ًق��ا يحمى ج��دار املعدة‪ ،‬كم��ا تش��كل البروتينات التي‬ ‫يحتوى عليها اللوز غش��اء طبيع ًيا يغط��ى املعدة من إفراز‬ ‫احلمض بكمية كبيرة ويس��رِّع عملي��ة الهضم‪ ،‬كما متكن‬ ‫العلم��اء م��ن إثبات أهمية الل��وز في معاجل��ة أوجاع املعدة‬ ‫مدعمني ذلك بدراسات معمقة‪.‬‬

‫• تناول كوبني من عصير الكرنب أوعصير البطاطا النيئة يوم ًيا‪.‬‬ ‫• تقشير ثمرة بطاطس‪ ،‬ثم خرطها ألجزاء صغيرة وعصرها‬ ‫بقطعة ش��اش‪ ،‬ثم إضافة مقدار مس��او م��ن املاء لعصير‬ ‫البطاطس الناجت‪ ،‬وشربه على مهل‪.‬‬ ‫• غلى‪ 50‬جم من «عرق السوس في لتر من املاء‪ ،‬ملدة ‪10‬دقائق‪،‬‬ ‫ث��م تركها منقوعة مدة ‪ 5‬أو ‪ 6‬س��اعات‪ .‬تناول ‪ 3‬أكواب من‬ ‫ه��ذا املغل��ى في كل يوم عل��ى مدى ‪ 3‬أس��ابيع‪ ،‬ويجدد هذا‬ ‫العالج بعد مرور ‪ 10‬أيام‪ ،‬ولكن احذر أن تتناول عرق الس��وس‬ ‫إن كنت تعانى من ارتفاع في ضغط الدم‪.‬‬ ‫• طح��ن ‪ 3‬مالعق صغيرة من بذور الش��بت ونقعها في املاء‬ ‫املغلى ملدة نصف س��اعة‪ ،‬ثم يصفي ه��ذا املنقوع‪ ،‬ويضاف‬ ‫إليه العسل للتحلية‪ ،‬ويتم تناوله لوقف االرجتاع والتخلص‬ ‫م��ن احلموض��ة‪ ،‬فالش��بت يتميز بتأثي��ر ملط��ف للمعدة‬ ‫املضطربة‪ ،‬والتي متيل إلرجاع بع��ض الطعام‪ ،‬لذا فإن تناول‬ ‫الش��بت يس��اعد على اس��تقرار وتهدئة املع��دة‪ ،‬وبالتالي‬ ‫مقاومة االرجتاع واحلموضة‪.‬‬ ‫• إضاف��ة كمية من الكرك��م للطعام‪ ،‬فالكرك��م يزيد من‬ ‫إفراز العصارات الهاضمة‪ ،‬وينش��ط تفريغ املعدة حملتوياتها‪،‬‬ ‫مم��ا يقلل من فرص االرجت��اع واحلموضة‪ .‬وإذا ل��م يحدث تأثر‬ ‫ملحوظ‪ ،‬فيتم تناول كوب م��ن اللنب املمزوج مبقدار ملعقة‬ ‫من الكركم مع كل وجبة طعام‪.‬‬ ‫تلخيص األطعمة املمنوعة و املسموحة كاآلتي‬ ‫األطعمة املسموحة‬

‫األطعمة املمنوعة‬

‫• اخلبز أو التوست األبيض الطرى‬ ‫• البسكويت العادي‬ ‫• احلبوب املطهية‬ ‫• األرز و املكرونة‬ ‫• البيض‬ ‫• الزبدة والقشطة والزيوت النباتية‬ ‫• اللحوم‬ ‫• الطيور (اللينة صغيرة السن)‬ ‫• البطاطس املهروسة واملسلوقة‬ ‫• اخلضروات مثل البازالء و اجلزر‬ ‫•‪ ‬والسبانخ والكوسة بشرط أن تكون‬ ‫مسلوقة ومهروسة‬ ‫•‪ ‬الفواكه مثل اخلوخ والتفاح‬ ‫والكمثرى واملشمش بشرط أن تكون‬ ‫مطهية وبدون قشور أوبذور‬ ‫•‪ ‬املوز ميكن إعطاؤه نيئا‬ ‫•‪ ‬البودجن واملهلبية والكسترد واجليلى‬

‫•‪ ‬اللنب الكامل الدسم‪ ،‬ومنتجاته‬ ‫•‪ ‬الكحوليات‬ ‫•‪ ‬الشاى و القهوة‬ ‫•‪ ‬املشروبات الغازية‬ ‫•‪ ‬احلبوب الكاملة و الردة‬ ‫واخلبز األسمر والناشف‬ ‫•‪ ‬اجلنب احلاذق واملعتق‬ ‫•‪ ‬اللحوم احملمرة واملدخنة واململحة‬ ‫•‪ ‬أنواع احلساء والصلصات املركزة‬ ‫•‪ ‬كل اخلضروات في الصورة النيئة‬ ‫والبصل والثوم والكرنب والقرنبيط‬ ‫واخليار والطماطم والفلفل األخضر‬ ‫والفجل واللفت واخلس والبقول‬ ‫•‪ ‬أى فاكهة في احلالة النيئة‬ ‫ما عدا املوز‬ ‫•‪ ‬الفطائر و البيتزا‬ ‫وكل العجائن الغير بسيطة‬ ‫•‪ ‬اإلضافات احلارة ومركز الطماطم‬ ‫والزيتون والتوابـل واخمللــالت‬ ‫واخلـــردل واخلــــــل‬ ‫•‪ ‬احللوى والسكر‬ ‫•‪ ‬الفواكهه اجملففة وبالذات التني‬ ‫وجوز الهند والزبيب‬

‫‪35‬‬


‫واحــة الــمــحــجــة‬ ‫حسن املناظرة‬ ‫عن أبي يوسف قال‪ :‬دعا املنصور أبا حنيفة‪ ،‬فقال الربيع‪- :‬حاجب‬ ‫املنص��ور وكان يعادي أبا حنيفة‪ -‬يا أمير املؤمنني‪ ،‬هذا أبو حنيفة‬ ‫يخالف جدك‪ ،‬كان عبد اهلل‪ ‬بن عباس يقول‪ :‬إذا حلف على اليمني‬ ‫ثم استثنى بعد ذلك بيوم أو يومني جاز االستثناء‪ ،‬وقال أبو حنيفة‪:‬‬ ‫ال يجوز االس��تثناء إال متصال ً باليمني‪ ،‬فق��ال أبو حنيفة‪ :‬يا أمير‬ ‫املؤمن�ين‪ ،‬إن الربيع يزعم أن ليس لك في رقاب جندك بيعة‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫وكيف؟ قال‪ :‬يحلفون لك‪ ،‬ثم يرجعون إلى منازلهم فيس��تثنون‬ ‫فتبط��ل أميانهم‪ ،‬فضح��ك املنصور وقال‪ :‬يا ربي��ع ال تعرض ألبي‬ ‫حنيفة‪ ،‬فلما خرج أبو حنيفة قال له الربيع‪ :‬أردت أن تشيط بدمي‬ ‫قال‪ :‬ال‪ ،‬ولكنك أردت أن تشيط بدمي فخلصتك وخلصت نفسي‪.‬‬

‫إعداد‪ /‬أ‪ .‬محمود الصاوي‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‪...‬‬ ‫احلم��د هلل وحده والصالة والس�لام علي من ال نبي‬ ‫بعده وبع��د‪ ...‬فهذه فوائد لطيف��ة وجمل خفيفة‬ ‫نقدمها إلخوانن��ا القراء في هذا الع��دد اجلديد من‬ ‫مجلتنا الغ��راء من خالل باب (واح��ة األدب) نأتي به‬ ‫وص�لا لقصدنا من هذه اجملل��ة ثم هو إجمام لنفس‬ ‫الق��ارئ وترويح ل��ه من كد ما يجد ف��ي حياته ومن‬ ‫ج��د ما يقرأ في هذه اجمللة ب��ل وفي أحداثه اليومية‬ ‫وذلك من خالل جملة من املواقف واألخبار والطرائف‬ ‫واآلثار التي نوردها في هذا الباب اللطيف أسأل اهلل‬ ‫عز وجل أن ينفع به الكاتب والقارئ‪.‬‬

‫احلم��د هلل وح��ده والص�لاة والس�لام علي م��ن النبي‬ ‫بعده‪ ...‬هذه مجلتكم الغ��راء "احملجة البيضاء" تقدم‬ ‫دعوة ألهل اإلحسان واخلير للصدقة والتبرع حرصا من‬ ‫اجمللة علي نفع املسلمني وبذل اخلير انطالقا من منهج‬ ‫السلف الصالح في بذل املعروف واإلحسان وإعانة ذوي‬ ‫احلاجة من املسلمني‪.‬‬ ‫حــالــةالــعــدد‬ ‫الس��يدة {س ‪ -‬م ‪ -‬ص} تعان��ي م��ن م��رض التهاب الكبد‬ ‫الوبائي والفقر املرتع وال جتد لها عائال إذ هي مطلقة وكبيرة‬ ‫في السن وحتتاج إلي النفقة والعالج فمن يرغب في التبرع‬ ‫الرج��اء االتصال ب��ـ (‪ )01147243452‬ه��ذا ونحن إذ نهيب‬ ‫بإخواننا القراء بالتبرع ندعوا اهلل عز و جل أن يبارك فيهم‬ ‫وأن يخلفهم بخير في أموالهم وأهليهم إنه بكل جميل‬ ‫كفيل وهو نعم املوالى ونعم النصير وجزاكم اهلل خيرا‪.‬‬ ‫‪36‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد اخلامس ‪ -‬جمادى اآلخرة ‪ 1433‬هـ‬

‫فطنة معبر‬ ‫يروى أن احد امللوك رأي في املنام (أن كل أس��نانه قد تكس��رت)‬ ‫فاس��تدعى معبرا وقص عليه الرؤيا‪ .‬فقال املعبر‪ :‬أمتأكد أنت؟‬ ‫فقال امللك‪ :‬نعم‪ .‬فقال له‪ :‬الحول وال قوة اال باهلل‪ ،‬هذا معناه أن‬ ‫فتمعر وجه امللك وغضب وأمر على‬ ‫كل أهلك سيموتون قبلك!!‬ ‫ّ‬ ‫الفور بسجن الرجل‪ .‬واستدعى معبرا آخر فقال له فكان تعبيره‬ ‫على مثل تعبير صاحبه فأحلقه به في السجن‪.‬‬ ‫ثم اس��تدعى ثالثا وقص عليه ما رأى فقال املعبر ‪-‬وقد علم ما‬ ‫كان أم��ر س��ابقَ يه‪ :-‬أمتأكد أنك رأيت ه��ذه الرؤيا يا أيها امللك؟‬ ‫قال‪ :‬نعم‪ ...‬فما تعبيرك لها؟ فقال املعبر مس��رورا‪ :‬أبش��ر أيها‬ ‫امللك فإنك ستكون أطول أهلك عمرا ً !!!‬ ‫فتهلل امللك وانفرجت أساريره‪.‬‬ ‫من ملح الشعر والشعراء‬ ‫أوق��ف احل��رس ثالثة ش�� ّبان يتمايلون وعليهم عالمات الس��كر‪،‬‬ ‫فسألهم صاحب احلرس من أنتم حتى تخالفون أمر أمير املؤمنني‬ ‫وخرجتم في مثل هذا الوقت؟؟ فأجابه أحدهم‪:‬‬ ‫أنا ابن من دانت الرقاب ل ُه ما بني مخزومها وهاشمها‬ ‫تأتيه بالرغم وهي صاغرةُ يأخذ من مالها ومن دمـها‬ ‫فأمس��ك صاحب احلرس عنه وقال‪ :‬لعله من أقارب أمير املؤمنني‬ ‫ثم قال لآلخر وأنت من تكون؟ فقال‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أنا ابن ملن ال تنزلُ الدهـــر ق ِدر ُه وإن نزلت يوما فسوف تعودُ‬ ‫قيام ومنهم قعودُ‬ ‫ترى الناس أفواجا ً إلى ضو ِء نار ُه فمنهم ٌ‬ ‫فأمس��ك عنه وقال لعله من أش��راف العرب ثم قال لآلخر وأنت‬ ‫من تكون؟ فقال‪:‬‬ ‫أنا اب ُن من خاض الصفوف بعزمه‬ ‫ت‬ ‫وقومها السيف حتى استقام ِ‬ ‫وركبــا ُه ال ينٌفك رجــال ُه منهمـا‬ ‫ت‬ ‫إذا اخليلُ في يوم الكريهــة ول ِ‬ ‫فأمس��ك عنه وقال لعله ابن أشجع العرب واحتفظ بهم فلما‬ ‫كان الصب��اح رف��ع أمرهم للحج��اج وأخبره مبا حدث فكش��ف‬ ‫فسألهم احلجاج عن أسمائهم‬ ‫حجام والثاني ابن فوال (بياع فول) والثالث ابن حائك‬ ‫فإذا األول ابن ٌ‬ ‫(صانع فرش��ات)‪ .‬فتعجب احلجاج من فصاحت ألس��نتهم وقال‬ ‫جللسائه‪ ...‬علمو أبنائكم األدب‪ ...‬فواهلل لوال فصاحت ألسنتهم‬ ‫لضربت أعناقهم‪...‬‬


‫تابع‪ :‬واحــة الــمــحــجــة‬

‫طرائف أدبية‬ ‫طلق امرأته لوجه اهلل‏‪ :‬عن األصمعي قال‏‪:‬‏ خرج قوم من قريش‬ ‫إل��ى أرضهم وخرج معهم رج��ل من بني غف��ار فأصابهم ريح‬ ‫عاص��ف يئس��وا معها من احلياة ثم س��لموا فأعت��ق كل رجل‬ ‫ي‪:‬‏ اللهم ال ممل��وك لي أعتقه‬ ‫منه��م مملوكا ً فقال ذل��ك األعراب ‏‬ ‫ولكن امرأتي طالق لوجهك ثالثاً‏‪.‬‬ ‫أعرابي يرى س��ورة الفيل من الطوال‏‪:‬‏ صلى أعرابي خلف إمام‬ ‫صالة الغداة فقرأ اإلمام سورة البقرة وكان األعرابي مستعجال ً‬ ‫ففات��ه مقصوده فلما كان م��ن الغد بكر إلى املس��جد فابتدأ‬ ‫اإلمام بس��ورة الفيل فقطع األعرابي الص�لاة وولى وهو يقو ‏ل‪:‬‏‬ ‫أمس قرأت البقرة فلم تفرغ إلى نصف النهار واليوم تقرأ الفيل‬ ‫ما أظنك تفرغ منها إلى نصف الليل‏‪.‬‏‬ ‫ال أبيت في هذه البلد ‏ة ‏‪ :‬عن معمر أنه قا ‏ل‏‪ :‬دخلت مسجد حمص‬ ‫فإذا أن��ا بقوم له��م رواد فظننت فيهم اخلير فجلس��ت إليهم‬ ‫فإذا ه��م ينتقصوا علي بن أبي طالب ويقع��ون فيه فقمت من‬ ‫عندهم فإذا ش��يخ يصلي ظننت فيه اخلير فجلست إليه فلما‬ ‫ت‏‪ :‬يا عبد اهلل ما ترى هؤالء القوم ينتقصون‬ ‫أحس بي وس��لم قل ‏‬ ‫عليا ً ويشتمونه وجعلت أحدثه مبناقبه وأنه زوج بنت رسول اهلل‬ ‫صلى اهلل عليه وس��لم وأبو احلسنني وابن عم الرسول فقا ‏ل‏‪ :‬يا‬ ‫عبد اهلل ما لقي الناس من الناس ولو أن أحدا ً جنا من الناس لنجا‬ ‫ت‏‪ :‬ومن أبو‬ ‫منه��م أبو محمد رحمه اهلل هو ذا يش��تم وحد ‏ه‏‪ .‬قل ‏‬ ‫ت‏‪:‬‬ ‫ف‏‪ .‬وجعل يبكي فقمت عنه وقل ‏‬ ‫محمد قا ‏ل‏‪ :‬احلجاج بن يوس ‏‬ ‫ي‏‪.‬‬ ‫ال يحل لي أن أبيت في هذه البلدة فخرجت من يوم ‏‬ ‫إذا جاء رمضان اس��تويا في العمر‏‪:‬‏ قال‏‪:‬‏ وس��أل أبو نواس أحد‬ ‫الوراقني الذين كانوا يكتبون في حانوت أبي داود‏‪:‬‏ أي أسن أنت أم‬ ‫أخوك؟ قال‏‏‪ :‬إذا جاء رمضان استوينا‏‪.‬‏‬ ‫‏ وع��ن طاهر الزه��ري قال‏‪:‬‏ كان رج��ل يجلس إلى أبي يوس��ف‬ ‫ف‪:‬‏ أال تتكلم قال‏‪:‬‏ بلى متى‬ ‫فيطي��ل الصمت فقال له أبو يوس�� ‏‬ ‫يفط��ر الصائم قا ‏ل‪:‬‏ إذا غابت الش��مس قال‏‪:‬‏ ف��إن لم تغب إلى‬ ‫نص��ف اللي��ل فضحك أبو يوس��ف وق��ال‏‏‪ :‬أصبت ف��ي صمتك‬ ‫وأخطأت في استدعائي لنطقك ثم قال‏‪ :‬الطويل‏‪:‬‬ ‫عـجـبـت إلزراء العيـي بنفسه‬ ‫وصمت الذي كان بالصمت أعلما‬ ‫ ‬ ‫وفي الصمت سـتـر للعيي وإمنا‬ ‫صحيفــة لب الـمــرء أن يتكلما‬ ‫ ‬ ‫أيهم��ا أفض��ل معاويه أم عيس��ي؟ قال‏ بعض األدباء ‪:‬‏ س��ئل‬ ‫خطيب أيهما أفضل معاوية أم عيس��ى بن مرمي فقال‏‪:‬‏ ال إله إال‬ ‫اهلل أتقيس كاتب الوحي بنبي النصار ‏ى‪.‬‏‬ ‫خروج الريح في الصالة‏‪:‬‏ تق��دم رجل إلى بعض الفقهاء فقال‬ ‫ل��ه‏‪:‬‏ الرج��ل إذا خرجت منه الري��ح جتوز صالته ق��ا ‏ل‪:‬‏ ال قال‏‪:‬‏ قد‬ ‫فعلت أنا وجا ‏ز‪.‬‏‬ ‫من فقه اللغة‬ ‫من أس��ماء الدهر‪ :‬السمر‪ ،‬السمير‪ ،‬الس��باق‪ ،‬السبت‪ ،‬الزمن‪،‬‬ ‫املسند‪ ،‬العصر‪ ،‬األبد‪ ،‬املنون‪ ،‬القرن‪ ،‬الهرملة‪.‬‬ ‫من أس��ماء الس��نة‪ :‬احلقبة‪ ،‬احلقب‪ ،‬اخلريف‪ ،‬اجله��ر‪ ،‬العجوز‪،‬‬ ‫العام‪ ،‬احلجة‪ ،‬احلول‪.‬‬ ‫أسماء الشمس‪:‬اجلونة‪ ،‬العني‪ ،‬حناذ‪ ،‬الصقعاء‪ ،‬البيضاء‪ ،‬السراج‪،‬‬ ‫الشرق‪ ،‬الشارق‪ ،‬الضحى‪ ،‬الغورة‪ ،‬الغزالة‪ ،‬الطفل‪ ،‬اجلارية‪ ،‬البسرة‪.‬‬

‫أس��ماء القمر‪ :‬الس��اهور‪ ،‬الس��نمار‪ ،‬الزبرقان‪ ،‬األبرص‪ ،‬األزهر‪،‬‬ ‫الباحور‪ ،‬الطوس‪ ،‬اجلبهة‪ ،‬الزمهرير‪ ،‬الغاس‪ ،‬اجللم‪.‬‬ ‫أسماء النهر‪ :‬الكوثر‪ ،‬الروط‪ ،‬املدمد‪ ،‬السعيد‪ ،‬املعوج‪ ،‬اليعبوب‪،‬‬ ‫الكاف��ر‪ ،‬العقيق��ة‪ ،‬الغدير‪ ،‬الس��اقية‪ ،‬اخلريف‪ ،‬اجل��دول‪ ،‬الربيع‪،‬‬ ‫القلج‪ ،‬السري‪.‬‬ ‫أس��ماء البحر‪ :‬القميس‪ ،‬الطيل‪ ،‬احلنبل‪ ،‬الط��م‪ ،‬احلداد‪ ،‬العجوز‪،‬‬ ‫الكافر‪ ،‬النوفل‪ ،‬اليم‪ ،‬اخلفم‪ ،‬الفطم‪ ،‬النياح‪ ،‬األفيح‪ ،‬الزمر‪ ،‬املسجور‪.‬‬ ‫أس��ماء املاء‪ :‬األباب‪ ،‬الب�لال‪ ،‬احلصير‪ ،‬الكوك��ب‪ ،‬الردعة‪ ،‬الرداع‪،‬‬ ‫العتيق‪ ،‬الريق‪.‬‬ ‫أسماء اللنب‪ :‬الدر‪ ،‬البياض‪ ،‬احلليب‪ ،‬اخلاثر‪ ،‬الرؤبة‪ ،‬الصامت‪ ،‬الروب‪،‬‬ ‫الباسل‪ ،‬اإلبل‪ ،‬الشيراز‪ ،‬اخلصب‪ ،‬الهز‪ ,‬الهادر‪ ،‬احلاذر‪ ،‬السميط‪.‬‬ ‫أسماء الطويل‪ :‬الصلهب‪ ،‬الصيهد‪ ،‬السبط‪ ،‬الرطم‪ ،‬السلهب‪،‬‬ ‫الطوط‪ ،‬الطي��ط‪ ،‬العطاس‪ ،‬الشعش��اع‪ ،‬الش��نغاب‪ ،‬العندل‪،‬‬ ‫اخلناب‪ ،‬الشرواط‪ ،‬القلهبان‪.‬‬ ‫أس��ماء القصير‪ :‬األزب‪ ،‬الدعب��وب‪ ،‬احلدرجان‪ ،‬ال��دودح‪ ،‬احليدر‪،‬‬ ‫البلن��دح‪ ،‬احلت��رب‪ ،‬الكروم‪ ،‬الش��برم‪ ،‬الكلدم‪ ،‬اجلع��در‪ ،‬النجوم‪،‬‬ ‫العوكل‪ ،‬اجلعبر‪ ،‬الزون‪ ،‬القزمل‪.‬‬ ‫أس��ماء الكرمي‪ :‬اجلواد‪ ،‬الغيداق‪ ،‬اجمليد‪ ،‬اخلض��م‪ ،‬العاتك‪ ،‬املرثد‪،‬‬ ‫اخملراق‪ ،‬اخلضرم‪ ،‬الكوثر‪ ،‬النجيب‪ ،‬الغطريف‪ ،‬الهمام‪ ،‬الكلج‪.‬‬ ‫أس��ماء البخيل‪ :‬األصلد‪ ،‬األحرد‪ ،‬العرضوم‪ ،‬الش��ديد‪ ،‬احلصور‪،‬‬ ‫الضرز‪ ،‬الكنود‪ ،‬الشكع‪ ،‬القعبري‪ ،‬اجملمد‪ ،‬احلز‪ ،‬اجللحز‪.‬‬ ‫عظة وعبرة‬ ‫قال الشافعي رحمه اهلل‪:‬‬ ‫إذا املـــــــــرء ال يرعاك إال تكلفا‬ ‫ ‬ ‫فدعــــــه وال تكثر عليه التأســـفا‬ ‫ ‬ ‫ففي النفس أبدال وفي الترك راحة‬ ‫ ‬ ‫وفي القلب صبــر للحبيب ولـو جفـا‬ ‫ ‬ ‫من حسن املناظرة‬ ‫إليكم هذه القصة التي حصلت في عصر الشاه في ايران‪ :‬استدعى الشاه‬ ‫علماء من السنة وعلماء من الشيعة‪ ،‬حتى يقرب بينهم وينظر إلى وجه‬ ‫االختالف بينهم‪ .‬جاء علماء الش��يعة كلهم‪ ،‬أما علماء السنه فلم يأت‬ ‫منهم إال واحد بعد أن تأخر عليهم‪ .‬دخل عليهم وقد كان حامال حذائه حتت‬ ‫إبطه‪ ،‬نظر إليه علماء الشيعة وقالوا‪ :‬ملاذا تدخل على الشاه وأنت حامال‬ ‫حذائك؟‪ .‬قال‪ :‬لقد س��معت أن الشيعة كانوا يسرقون األحذية في عصر‬ ‫الرسول صلى اهلل عليه وسلم!‪ .‬فقالوا وهم ينظرون لبعضهم البعض‪:‬‬ ‫لم يكن هناك في عصر الرسول شيعة!‪ .‬فقال‪ :‬إذن انتهت املناظرة‪.‬‬ ‫من فضائل النحو العربي‬ ‫ـس‬ ‫الن َّ ْ‬ ‫ـو أَف َ‬ ‫ْـضـلُ َمـا يُـقْ ـرَا و َ يُـقْ ـ َتـ َب ُ‬ ‫ـح ُ‬ ‫َ‬ ‫ــس‬ ‫ـــم‬ ‫ت‬ ‫ْـــ‬ ‫ل‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫اهلل‬ ‫ـاب‬ ‫ت‬ ‫ـــ‬ ‫ك‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ـــ‬ ‫ن‬ ‫ ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫لأِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫اب كَا َن لَـــــ ُه‬ ‫ِإذَا الفَ ـ َتـى عَ ــر َ َف اإلِعْــر َ َ‬ ‫ ‬ ‫َـســــوا‬ ‫َم َ‬ ‫ـهـابَــ ٌة لأِ ُن َ ٍ‬ ‫اس َحــوْلَــ ُه َجـل ُ‬ ‫َ‬ ‫ــم‬ ‫ـه‬ ‫ن‬ ‫ـ‬ ‫َـح‬ ‫ل‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫َار‬ ‫ذ‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫ن‬ ‫ــو‬ ‫ط‬ ‫لاَ يَـنْـ‬ ‫ـقُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ــم ِمــنْ أ َ ْجـــ ِلـهِ َخـــر َ ُس‬ ‫ـه‬ ‫ب‬ ‫ـا‬ ‫ـم‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ك‬ ‫ ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ِ ِ ُ‬ ‫ـسـ َت ِوي ُمـ ْع ِر ٌب فِـي َنـا و َ ُمـلْـ َت ِ‬ ‫لاَ ي َ ْ‬ ‫ـحــنٌ‬ ‫لْ‬ ‫ْ‬ ‫اء وَالفَ ــر َ ُس؟!‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫الع‬ ‫ة‬ ‫ل‬ ‫غ‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫ت‬ ‫ه‬ ‫ ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫قال��ه أبو العب��اس املبرد ف��ي كامل��ه (ص‪ 5‬وزاد أبو إس��حاق الكتبي‬ ‫املعروف بالوطواط في كتابه (غرر اخلصائص الواضحة)‪:‬‬ ‫يلحـــن‬ ‫لـم‬ ‫النحو يصلح من لسان األلكــن واملــرء تكـرمـه إذا‬ ‫ِ‬ ‫والنّحــو مثـل امللـح إن ألقيـته في كلّ ض ٍّد من طعامك يحسن‬ ‫األلســن‬ ‫فـإذا أردت مـن الـعـلـوم أجـلها فأجـلها منهـا مقيـم‬ ‫ِ‬ ‫األعني‬ ‫حلاظ‬ ‫حلن الشريف يـحـطـه عـن قدره وتـراه يـسـقـط مـن‬ ‫ِ‬ ‫الـمـعلن‬ ‫باللســان‬ ‫وتـرى الـدنـيء إذا تـكـلـم معربا ً نال النباهـة‬ ‫ِ‬ ‫فأتقــن‬ ‫العلوم‬ ‫مـثــل‬ ‫مـا ورَّث اآلبـاء فـيـمـــا ورّثــــوا أبنـاءهـم‬ ‫ِ‬

‫‪37‬‬


‫باب الفتاوى‬

‫فى هذا الباب جتيب جلنة الفتوى بالهيئة العلمية‬ ‫للبحوث الش��رعية و اإلستراتيجية عن أسئلة‬ ‫قرائنا الكرام الواردة إلينا عبر البريد اإللكتروني‪.‬‬

‫للتواص��ل معنا و إرس��ال س��ؤالك‪ ،‬عب��ر بريد األس��ئلة‬ ‫والفتاوى‪falmhgh@yahoo.com :‬‬ ‫عنوان الرسالة‪ :‬أكل طعام املشتغل في البنك‬ ‫الرسالة‪ :‬السالم عليكم‪ ...‬دعينا إلى عقيقة عند أحد الناس وهو مدير بنك فهل جنيب الدعوة ونأكل طعامه أفتونا مأجورين؟‬ ‫اإلجابة‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ...‬احلمد اهلل والصالة والسالم على الرسول ‪ ...j‬وبعد‪...‬‬ ‫فلو اعتذرنا بلطف لكان أولي واهلل أعلم‪.‬‬ ‫عنوان الرسالة‪ :‬سؤال عن فتوى في الطالق وماهي أمارات املسحور‬ ‫الرسالة‪ :‬السالم عليكم شيخنا الفاضل نشهد اهلل اننا نحبك فيه اما بعد ابي مهندس ذهب في عمل خارج البالد لدولة‬ ‫عربية جارة لنا ملدة تزيد عن ست أشهر بعد رجوعه في املرة األخيرةلم يزد مبيته عن الليلة وقال لنا انه سيعود‬ ‫في الغد ويستقل الطائرة للعودة لعمله وبعد حوالي شهرين عاد ونفس الشيء بات ليلة استغربنا من معاملته‬ ‫لنا ونفوره من والدتنا زوجته ونحن ابناؤه وفي الغد أخد امي واخي الى والدة امي وطوال الطريق بالس��يارة انهال‬ ‫عليهم سبا دون اي سبب بابح الشتائم وبات ليلة واحدة في بيت جدتي وفي الصباح اخد يسب امي مت سافر ولم‬ ‫نعرف اخباره حتى جاءنا بامرأة ال دين لها على الظاهر لم تسجد هلل قط وال لنا انها زوجة صديق له خارج البالد‬ ‫وعاتبته امي ةواختي الكبرى لكنه قال انها زوجة الصحفي ثم سافر بها مع امي واختي الى اختي الكبرى وبعد‬ ‫ىذلك عاد الى البيت معها حتت غطاء انها زوجة الصحفي ونهته امي انه ال يحل له ذلك ش��رعا علما ان ابي ال‬ ‫يصلي كسال منه وتقاعسا مت اخدها خارج البيت مدعيا ذهابه للمطار لكن في احلقيقة انه اوصلها لبيتها وبعد‬ ‫ايام اتصل بنا وقال المي انت طالق هاتفيا وبعدها بايام قال انتي طالق وبعدها بايام قال انا لم اطلقك وقالها لي‬ ‫قال انا لم اطلقها وقال انا يا بني مريض وفعال حالته حال مس��حور لم نرى أبانا بذلك احلال علما ان تلك املرأة ال‬ ‫تصلي وال تذكر اهلل فنظنه مس��حورا علما ان الراتب الذي أرس��ل اق بكثير وال يتماشى مع املصاريف وانا مريض‬ ‫بالتصلب اللويحي الذي يتطلب عالجا مستمرا وبتكلفة كبيرة يستطيع سدادها كما انه اضاع اكتر من عشر‬ ‫ماليني على تلك املرأة في املستشفيات وهي مصابة مبرض الوباء الكبدي ‪ B‬كما انه هدد اختي بالطالق من زوجها‬ ‫النها قالت له اتترك اوالدك هكذا وزوجتك التي واستك في كل املناسبات كما انه هددنا بانه سيبيع املنزل او قد‬ ‫يعطيه الي كان دون مقابل افيدونا نحن في حيرة ملدة شهرين وهو ادم خالل ايام كان شيئا لم يحدث‪.‬‬ ‫اإلجابة‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ...‬احلمد اهلل والصالة والسالم على الرسول ‪ ...j‬وبعد‪...‬‬ ‫فاحلال هذه بالفعل حال املسحور مضطرب القلب مشتت العقل فاملرجو أن تواصلوا عالجه بالرقية الشرعية‬ ‫وأن تقرأوا القران في املاء ويشرب حتي ولو لم يعلم وانتهزوا فرصة وعيه وعقله لتكلموه عن التوحيد واتباع‬ ‫السنة وأكثروا له في الدعاء ولو استطعتم أن تكتبوا هذا البيت باسمكم حلني صحوه وإفاقته لكان خيرا أما‬ ‫طالقه فغير نافذ وال معتبر واهلل أعلم وصلي اهلل وسلم وبارك علي النبي محمد وعلي ءاله وصحبه‪.‬‬ ‫‪38‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد اخلامس ‪ -‬جمادى اآلخرة ‪ 1433‬هـ‬


‫تابع‪ :‬باب الفتوى‬

‫عنوان الرسالة‪ :‬ماتت منذ مدة و هي لم تصلي‬ ‫الرسالة‪ :‬السالم عليكم‪ ،‬يا شيخ جدتي ماتت منذ مدة و هي لم تصلي أبدا حني سألت أمي أخبرتني أنها أمية و ال تدرك‬ ‫فعال عقوبة تارك الصالة باإلضافة جدي و أبنائها لم ينصحوها بالصالة و ال حتى كيف تصلي و اهلل أعلم‪ .‬هل‬ ‫تعد كافرة؟ ماذا أستطيع أن أفعل ألجلها؟ شيخنا رجاء إدعيلي أن ييسر لي ربي النقاب فأنا أحبه بشدة‪.‬‬ ‫اإلجابة‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ...‬احلمد اهلل والصالة والسالم على الرسول ‪ ...j‬وبعد‪...‬‬ ‫فإن جدتك ليست كافرة وأمرها إلي اهلل سبحانه وأكثري من الدعاء وأكثري من العمل الصالح الذي ينفعها‬ ‫واهلل أسأل ان يوفقك ويعينك واهلل املوفق‪.‬‬ ‫عنوان الرسالة‪ :‬استفسار عن النية في صالة الفجر‬ ‫الرسالة‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ...‬الى فضيلة شيخنا املكرم‪( :‬حفظه اهلل تعالى ورعاه)‪ ...‬السالم عليكم ورحمة اهلل‬ ‫تعالى وبركاته‪ ...‬أحمد اليكم اهلل تعالى‪ ،‬وأصلي وأسلم على رسول اهلل وعلى آله وصحبه أجمعني‪ ،‬أما بعد‪...‬‬ ‫أوال‪ :‬أس��أل اهلل تعال��ى أن يرضى عنا وعنك��م وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقي��ام وصالح األعمال‪ ،‬إنه بكل‬ ‫جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أحببت أن أستفسر من فضيلتكم عن أمر النية في صالة الوتر – والتي هي ركن من أركان الصالة كما هو‬ ‫معلوم – حيث أن بعض أئمة املساجد ينوعون في صالة الوتر كما كان يفعل النبي – صلى اهلل عليه وآله وسلم‬ ‫– فيصلونها أحيانا ركعة‪ ،‬وأحيانا أخرى ثالثا‪ ،‬وفي حالة صالتها ثالثا يقومون إلى الصالة مباشرة دون أن ينبهوا‬ ‫على املصلني الستحضار نياتهم في أداء الوتر ثالثا‪ ،‬حيث أن أغلب املصلني تكون نياتهم صالة ركعتي الشفع‪.‬‬ ‫والس��ؤال‪ :‬ه��ل فعل هؤالء األئمة صحيح أم أن األولى بهم أن ينبهوا عل��ى املصلني خلفهم قبل أداء الوتر ثالث‬ ‫ركعات حتى يس��تحضروا النية لذلك؟ جزاكم اهلل خيرا وأحس��ن الينا وإليكم‪ ،‬وصلى اهلل وس��لم وبارك على‬ ‫نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعني واحلمد هلل رب العاملني‪ .‬والسالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬ ‫اإلجابة‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ...‬احلمد اهلل والصالة والسالم على الرسول ‪ ...j‬وبعد‪...‬‬ ‫ليس من املأثور أن يقول اإلمام للمأمومني أننا سنصلي ركعتني أو ثالثا والصحيح أن نية املأموم هي نية اإلمام‬ ‫واإلمام جنة ملن خلفه واهلل أعلم‪.‬‬ ‫عنوان الرسالة‪ :‬سؤال فى تفسير حديث اخلليطني‬ ‫الرسالة‪ :‬اريد من الشيخ ان يجيبنى فى حديث اخلليطني وهما التمر والزبيب ورد فى البخارى ومسلم له اكثر من روايه‬ ‫وال ادرى ما افعل النى كل يوم افطر على طبق من لنب ومتر وزبيب وهو مايسمى باخلشاف واريد جزاكم اهلل خيرا‬ ‫ان اعرف هل هذا مكروه ام ماذا واريد االجابه فى اسرع وقت لضروره ذالك‪.‬‬ ‫اإلجابة‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ...‬احلمد اهلل والصالة والسالم على الرسول ‪ ...j‬وبعد‪...‬‬ ‫لو نقعت كل صنف مبفرده وعند الطعام خلطته ال بأس وبهذه الصورة تكون قد خرجت من النهي واهلل أعلم‪.‬‬ ‫عنوان الرسالة‪ :‬الفاظ تخالف العقيدة‬ ‫الرسالة‪ :‬قول اهلل يسمحك وهل يجوز تسمية شخص باسم من اسماء اهلل مثل السيد ويدلع باسم اخرمثل توتو وميمى‪.‬‬ ‫اإلجابة‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ...‬احلمد اهلل والصالة والسالم على الرسول ‪ ...j‬وبعد‪...‬‬ ‫التس��مية باس��م السيد ال أري فيها بأسا وأما التمليح مبثل املذكور فال مناسبة بني اللفظ وهذا الصنيع و لو‬ ‫تركت ذلك لكان أولي واهلل أعلم‪.‬‬ ‫‪39‬‬


‫تابع‪ :‬باب الفتوى‬

‫عنوان الرسالة‪ :‬سؤال للشيخ أحمد النقيب ‪-‬حفظه اهلل‪-‬‬ ‫الرسالة‪ :‬السالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪ ...‬يوجد موقع أجنبي على االنترنت يقوم بعمل دورات (في مجال االلكترونيات‬ ‫واالتص��االت) ويضعها فيديوه��ات صوت وصورة ولكن مبقابل مادي‪ ...‬وجدت بع��ض املنتديات قامت بوضع هذه‬ ‫الفيديوهات مجانا هل يجوز لي االس��تفادة منها ومش��اهدتها أم ال بد أن أدخل وأدفع للموقع االجنبي وأنزلها‬ ‫منه أرجو االفادة النتشار هذا األمر على املنتديات‪ .‬وجزاكم اهلل خيرا وبارك اهلل فيكم وزادكم علما‪.‬‬ ‫اإلجابة‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ...‬احلمد اهلل والصالة والسالم على الرسول ‪ ...j‬وبعد‪...‬‬ ‫البأس أن تستفيد باملذكور ما كان الستخدامك دون جتارة واهلل أعلم‪.‬‬ ‫عنوان الرسالة‪ :‬القفازين‬ ‫الرسالة‪ :‬أنا ألبس اآلن عباءة و قفازين عند اخلروج و من األخوات من أخبرتني أن هذا بدعة و ليس من حال س��لفنا يعني‬ ‫إم��ا أن أغط��ي الوجه و الكفني معا أو أكش��فهما ال أن ألب��س قفازين بدون النقاب فهل ه��ذا صحيح و كما‬ ‫أخبرتكم أحتدث عن لباس املرأة بصفة عامة ال في اإلحرام‪ ...‬متأسفة جـــــدا على اإلطالة ال ألبس القفازين‬ ‫مخافة البرد أنا أحب أن ألبس النقاب و لكن اآلن ال أستطيع لظروف و نيتي في لبس القفازين أن لبس القفازين‬ ‫بدون نقاب أس��تر من حجاب فقط إلى أن ييس��ر اهلل و ألبس النقاب و هو أفضل قطعا فهل أنزع اآلن القفازين‬ ‫إلى أن ألتزم بغطاء الوجه؟ جزاكم اهلل خيرا‪.‬‬ ‫اإلجابة‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ...‬احلمد اهلل والصالة والسالم على الرسول ‪ ...j‬وبعد‪...‬‬ ‫مس��ألة اللبس من املس��ائل املباحة لكن أتي الش��رع ليحدد لبس��ا معينا في احلجاب وعلي حسب النزاع إما‬ ‫النقاب وإما اظهار (الوجه والكفني) ومما الش��ك فيه أن النقاب مش��روع وأفضل بل رمبا يجب ال سيما في أزمنة‬ ‫الفنت كأيامنا هذه وعليه فاألصل حصول التس��تر التام فلو لم ميكن لس��بب لغطت األيدي بالقفاز لكان هذا‬ ‫من الستر اجلائز واهلل أعلم وصلي اهلل وسلم وبارك علي النبي محمد وعلي آله وصحبه وسلم‪.‬‬ ‫عنوان الرسالة‪ :‬أريد أن أكفل يتيما و لكن أبحث عن احلكم‬ ‫الرسالة‪ :‬بس��م اهلل الرحم��ن الرحيم‪ ...‬الس�لام عليكم و رحمة اهلل و بركاته‪ ...‬عندي س��ؤال و أرج��وا اإلجابة عليه إن‬ ‫أمك��ن‪ ...‬أن��ا و زوجي قررنا إحض��ار يتيم رضيع من دار األيت��ام و أرضعه حتى يكون إبننــا م��ن الرضاعة‪ ...‬و أنا‬ ‫لس��ت حامل اآلن و لس��ت مرضعا‪ ...‬و لكن هناك حبوب في الصيدلية إلدرار احلليب و هي معروفة و غير مضرة‬ ‫السؤال‪ ...‬إن أرضعت الطفل عن طريق إستخدام هذه احلبوب‪ ...‬هل يكون بذلك إبننا من الرضاعة؟‪ ...‬و جزاكم‬ ‫اهلل عز و جل جنات الفردوس اللهم آمني‪.‬‬ ‫اإلجابة‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ...‬احلمد اهلل والصالة والسالم على الرسول ‪ ...j‬وبعد‪...‬‬ ‫فإن اإلرضاع املعتبر شرعا هو من اللنب الناجت عن عالقة املرأة بزوجها ولذلك يسمي لنب االرضاع بـ «لنب الفحل»‬ ‫إشارة إلي الزوج وعليه فإنت هذا اللنب املشار إليه ال يعتد به شرعا وال تترتب عليه األحكام الشرعية من البنوة‬ ‫واألبوة واألمومة في الرضاع واهلل أعلم وصلي اهلل وسلم وبارك علي النبي محمد وعلي آاله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫‪40‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد اخلامس ‪ -‬جمادى اآلخرة ‪ 1433‬هـ‬


‫تابع‪ :‬باب الفتوى‬

‫عنوان الرسالة‪ :‬التخيير بني التعدد أو الطالق‬ ‫الرسالة‪ :‬الس�لام عليك��م ورحمة اهلل وبركاته‪ ...‬من فضل حضرتك اس��مح لى آخد من وقتك دقائ��ق‪ ،‬أنا فى حيرة من‬ ‫أمرى بش��أن أمر معرضة له اآلن واحلمد هلل الذى من على بهذا االبتالء واحلمد هلل‪ .‬مكتوب كتابى من فترة ألخ‬ ‫نحسبه على خير وتطرق احلديث ملوضوع التعدد أكثر من مرة‪ ،‬مرة أكون سببا فى التطرق لهذا األمر ومرات ال‪،‬‬ ‫وانتهى األمر على أننا ال نتكلم فيه مطلقا وأنه فى املس��تقبل موكول للظروف ورد فعلى وقتها أيضا موكول‬ ‫للظروف‪ .‬ولكن مت فتحه من قبله مرة أخرى من ش��هر تقريبا ويلح على فى األمر بش��كل بالغ جدا لدرجة أننى‬ ‫أصبحت أخاف من احلديث معه لئال يتطرق لهذا األمر‪ ،‬ويحاول اقناعى بش��تى الطرق مرة ألنى ممكن أتغير مع‬ ‫الزمن بس��بب احلمل وتربية األوالد واالنش��غال به��م أو أقصر فى أى أمر‪ ،‬ومرة أخرى لس��بب خاص باألمة وهو‬ ‫العنوسة ومحاولة حلها‪ ،‬ثم من أجل أنها سنة والتشبه بشيوخنا الفضالء‪ ،‬الشيخ محمد يعقوب وحضرتك‬ ‫والشيخ مصطفى العدوى والشيخ أبو اسحاق بارك اهلل فيهم جميعا‪ .‬ولكنى ال أطيق هذا األمر وال أستطيع‬ ‫حتمله وحاولت أن أضغط على نفس��ى ومش��اعرى وأقبل تعذبت جملرد التفكير فما بال حضرتك بوجوده واقعا‬ ‫ويحاول اقناعى بأنى باعتراضى لست دينه وأنى لست ذات الدين وغير مستسلمة هلل تعالى وال لقضائه‪ ،‬وأتبع‬ ‫هواى‪ ،‬وأهلى يرفضون االستمرار فى الزواج ان أصر على ذلك‪ ،‬فهل طلبى للطالق قبل الدخول بسبب هذا األمر‬ ‫يعد اثما؟ وأنى غير ممتثلة لألمر؟ مع العلم أنه قال لى ان فعلها بعد الزواج ولم أس��تمر فى الزواج س��يطلقنى‬ ‫وه��و مطمئن لألوالد مع��ى وهل فعل املباح أو املندوب أولى أم فعل أبغض احلالل؟ من فضل حضرتك أرجوا الرد‬ ‫فى أقرب وقت وجزاك اهلل خيرا‪.‬‬ ‫اإلجابة‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ...‬احلمد اهلل والصالة والسالم على الرسول ‪ ...j‬وبعد‪...‬‬ ‫التعدد من جملة ش��رع اهلل وال ميكن رده ولكن وليس كل جائز ش��رعا يقدر الناس عليه فإن الوضوء باملاء البارد‬ ‫ف��ي اليوم ش��ديد البرودة جائز ومش��روع لك��ن ميكن أن جند من ال يقدر علي ذلك فيس��خن امل��اء ليتوضأ وهذا‬ ‫املوض��وع س��ابق ألوانه فلو ارتضيتم مب��ا اتفقتم عليه س��لفا أن تتركوا هذا املوضوع للظ��روف واألحوال علي‬ ‫إمكاني��ة حصول��ه عند القدرة فال بأس ومن يدري قد يصرفه اهلل وقد ال يحدث إجناب وتصرين أنت علي تزويجه‬ ‫وفي كل األحوال ما أنتم عليه اآلن ليس من باب الش��رع بل هو من باب الس��فه والطيش ونصيحتي أال تطلبي‬ ‫الطالق وهو ليس أبغض احلالل كما ذكرت ألن احلديث لم يصح بذلك عن رس��ول اهلل صلي اهلل عليه وس��لم‬ ‫لكن اصبري واجتمعوا وال تختلفوا ونصيحة لألخ أن يقابلني باملنصورة واهلل يوفقكم ويسددكم‪.‬‬ ‫عنوان الرسالة‪ :‬الصدقة‬ ‫الرسالة‪ :‬اريد اخراج صدقة وانا في بالد اجنبية ملن اعطي هذه الصدقة وهل جتوز علي الفقراء في تلك البالد؟‬ ‫اإلجابة‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ...‬احلمد اهلل والصالة والسالم على الرسول ‪ ...j‬وبعد‪...‬‬ ‫فيج��وز نق��ل الزكاة من بلد ألخري إن كانت حاجة البلد األخري أش��د وعليه أخرج زكاتك في بلدك ال في البلد‬ ‫التي أنت فيها واهلل أعلم‪.‬‬

‫‪41‬‬


‫مسابقة العدد‬

‫مسابقة‬ ‫الـــعـــدد‬

‫احلمد هلل وحده والصالة والسالم علي من النبي بعده أما بعد‪:‬‬ ‫نق��دم إلخواننا الق��راء في هذا العدد اجلديد مس��ابقة العدد حرصا من مجلتنا علي إرس��اء املنه��ج العلمي وتأصيل‬ ‫م��ا نقدم��ه عبر صفحات اجمللة من موضوعات متنوعة في ش��تي املس��ائل العلمية والسياس��ية والواقعية وفي ذات‬ ‫الوقت حرصنا علي س��هولة األس��ئلة حتي يتس��ني إلخواننا القراء االجابة عليها وكذلك أيضا حرصنا علي التحفيز‬ ‫والتشجيع من خالل تقدمي ثالث جوائز للمراكز الثالثة األولي ‪:‬‬ ‫• يحصل املركز األول علي ‪ 100‬جنيه‬ ‫• ويحصل املركز الثاني علي ‪ 75‬جنيه‬ ‫• ويحصل املركز الثالث علي ‪ 50‬جنيه‬ ‫مقدمة من أسرة التحرير نسأل اهلل عز وجل لنا ولكم التوفيق والسداد ‪.‬‬ ‫أسئلة املسابقة‪:‬‬ ‫أجب عن األسئلة االتية من خالل قراءتك لهذا العدد واألعداد السابقة ومن خالل القراءات اخلارجية‬ ‫السؤال األول‪:‬‬ ‫وضح أثر احلوار في االستقرار األسري وتربية املراهقني فيما اليزيد عن خمسة أسطر‪.‬‬ ‫ ‬ ‫السؤال الثاني‪:‬‬ ‫اذكر أهم املصادر اليهودية التي تثبت احلقد والعداوة في اليهود علي اإلسالم واملسلمني‪.‬‬ ‫ ‬ ‫السؤال الثالث‪:‬‬ ‫هناك الكثير من األحاديث املشتهرة واملكذوبة والضعيفة في مسائل الطهارة وما يتعلق بها‬ ‫ ‬ ‫اذكر مثالني مع البديل الصحيح وما يستفاد منه من وجهة نظرك‪.‬‬ ‫ ‬ ‫شروط املسابقة‪:‬‬ ‫‪ -1‬ترسل االجابات علي بريد اجمللة‪.‬‬ ‫‪ -2‬يكتب عليها اإلسم والعنوان ورقم الهاتف‪.‬‬ ‫‪ -3‬يتم اإلعالن عن أسماء الفائزين في العدد التالي وموعد تسليم اجلوائز إن شاء اهلل‪.‬‬ ‫‪42‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد اخلامس ‪ -‬جمادى اآلخرة ‪ 1433‬هـ‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.