المحجة البيضاء 6

Page 1

‫العدد السادس ‪ -‬رجــب ‪ 1433‬هـ‬

‫كما تقرأ فى هذا العدد‬

‫• قراءة في األ‬ ‫حداث‪ :‬فخ أمريكا‪ ...‬والواقع املر‬ ‫• قرأت لك‪:‬‬ ‫موسوعة اليهود واليهودية وال‬ ‫صهيونية ‪...................‬صفحة‪14‬‬ ‫• البدائل ال‬ ‫صحيحة‪( :‬باب الطهارة ‪ -‬احللقة‬ ‫الثانية) ‪...................‬صفحة‪18‬‬ ‫• منهجية‬ ‫طلب العلم‪ :‬عدم االنشغال بالت‬ ‫صني‬ ‫ف‬ ‫أول‬ ‫ا‬ ‫لط‬ ‫لب‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.......‬‬ ‫‪.......‬‬ ‫‪...‬ص‬ ‫فح‬ ‫ة‪33‬‬ ‫• سير و تراجم نب‬ ‫الء العصر‪ :‬الشيخ‪ /‬محمد حامد‬ ‫الفقي ‪...................‬صفحة‪34‬‬ ‫‪...................‬صفحة‪6‬‬


‫فهرس العدد‬ ‫• إفتتاحية العدد‬ ‫• مع السلف‪:‬‬ ‫ملاذا الدعوة السلفية‬ ‫• قراءة في األحداث‪:‬‬ ‫فخ أمريكا‪ ...‬والواقع املر‬ ‫• هؤالء أعداؤك فاعرفهم‪:‬‬ ‫الــيـــهـــود (احللقة الثانية)‬ ‫• قرأت لك‪:‬‬ ‫موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية‬ ‫(احللقة الثانية)‬ ‫• البدائل الصحيحة‪:‬‬ ‫من األحاديث النبوية التي تغني عن األحاديث‬ ‫املوضوعة والضعيفة املشتهرة‬ ‫(باب الطهارة ‪ -‬احللقة الثانية)‬ ‫• البحث العلمي‪:‬‬ ‫حكم تشريح جثة املسلم‬ ‫• األسرة ودورها في تربية املراهقني‬ ‫تفعيل املواقف ودوره في التربية‬ ‫• قصة سريبرينيتسا واحللم املفقود‬ ‫(احللقة الثانية)‬ ‫• منهجية طلب العلم‪:‬‬ ‫عدم االنشغال بالتصنيف أول الطلب‬ ‫• سير و تراجم نبالء العصر‪:‬‬ ‫الشيخ‪ /‬محمد حامد الفقي (رحمه اهلل تعالى)‬

‫صفحة‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪8‬‬

‫العدد السادس ‪ -‬رجــب ‪ 1433‬هـ‬

‫‪14‬‬

‫تصدر عن الهيئة العلمية للدراسات‬ ‫الشرعية و اإلستراتيجية‬

‫‪18‬‬

‫املشرف العام على اجمللة‬ ‫فضيلة الدكتور‬

‫‪22‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪34‬‬

‫• من ذخائر اخملطوطات‪ :‬نفائس دار طابه‬

‫‪38‬‬

‫• صحتك‪ :‬احلقن‬

‫‪40‬‬

‫• واحـــة الـمـحـجـة‬

‫‪42‬‬

‫• بـاب الــفـتـاوى‬

‫‪44‬‬

‫أحـمـد الـنـقـيـب‬ ‫رئـيـس الـتـحـريـر‬ ‫مـحـمـود الـصـاوي‬ ‫املـديـر الـفـنـي‬ ‫تـامـر األنـصـاري‬

‫للتواصل معنا‬ ‫بريد القراء‪malmhgh@yahoo.com :‬‬ ‫بريد األسئلة والفتاوى‪falmhgh@yahoo.com :‬‬ ‫• نهيب بالقراء الكرام إلى أهمية التواصل معنا عبر‬ ‫بريد القراء للنصح و النقد البناء و اإلقتراحات النافعة‪،‬‬ ‫وكذلك أيضا ً نحيطهم علما ً أن مجلتنا الغراء تفتح‬ ‫ذراعيها للبحوث العلمية املعتبرة فى كافة امليادين‬ ‫الشرعية لنشرها عبر صفحاتها املباركة ‪-‬بإذن اهلل‪-‬‬ ‫على أننا سنقوم بتحكيم هذه البحوث وإعتمادها ثم‬ ‫نشرها عبر فريق من أهل العلم والباحثني النابهني ثم‬ ‫التواصل مع أصحابها لإلفادة و اإلستفاده‪.‬‬ ‫• كما نرحب مبن أراد شيئا ً من اخملطوطات املنشوره عبر‬ ‫مجلتنا‪ ،‬فليتواصل معنا عبر بريد القراء إلمداده بها‪.‬‬ ‫• من أراد نشر اجملله أو طبعها ‪-‬كما هـي بـدون حـذف‬ ‫أو إضافة أو تعديل‪ -‬أو توزيعها بأي صوره فالباب مفتوح‬ ‫لنشر اخلير‪ ،‬وليتواصل معنا عبر بريد القراء أيضا ً‬ ‫لإلستفسار أو الدعم الفنى‪.‬‬


‫إفتتاحية العدد‬ ‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬ ‫احلمد هلل رب العاملني والصالة والسالم على أشرف األنبياء‬

‫ويستمر هذا التصور فى تأصيل ماهية الدعوة السلفية‬

‫واملرسلني نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعني وبعد‪...‬‬

‫فى مقال‪« :‬ملاذا الدعوة السلفية؟»‪،‬‬ ‫وينم��ى جان��ب األخالق باإلعتق��اد‪ ،‬ويبرز ه��ذا فى حقلني‬

‫فهذا إصدار جديد من مجلة محبي الدعوة السلفية مبصر‬

‫مهمني خطيرين أحدهما‪ :‬حقل العلم وطلبته في مقال‪:‬‬

‫والعال��م‪ ،‬نقدمها إلى إخوانن��ا وأحبتنا فى اهلل داعني اهلل‬

‫«منهجية طالب العلم»‪ ،‬واجلانب الثانى‪ :‬اجلانب األس��رى‬

‫سبحانه القبول‪ ،‬راجني من إخواننا التفاعل البناء الهادف‪.‬‬

‫االجتماعى و‪ ‬أهمية األخ�لاق فى تنمية القدرات التربوية‬

‫ويأتى هذا العدد وقد ارتفعت درجة احلرارة مبصر‪ ،‬فناس��ب‬

‫املكونة للمدخالت الصحيحة لألس��رة املس��لمة‪ ،‬فكان‬

‫ذلك أن يكون عددنا هذا مرتفعا فى حرارة مادته العلمية‪،‬‬

‫هذا املق��ال اخلطي��ر «تفعيل املواق��ف ودورها ف��ى تربية‬ ‫املراهقني»‪ ...‬ويستمر عطاء وحرارة ودفق معني هذا العدد؛‬

‫ولم ال؟ وأجواء الدعوة مبصر صار ال‪ ‬يحمد فى‪ ‬صدر أو‪ ‬ورد‪،‬‬

‫لنقرأ فيه مقاالت وبحوث فقهية وحديثية وطبية وتراثية‬

‫وانقلب طلبة العلم إلى منظرين و‪ ‬محللني سياسني!! أما‬

‫(مخطوطات)‪ ...‬هذا كله بأسلوب علمى رصني‪ ،‬وبإجراءات‬

‫األتباع والتالميذ فكأنهم تائهون فى فالة مهلكة مدوية‪،‬‬

‫علمية مستقيمة بعيدة عن التهويش والتشويش؛ وهذا‬

‫والعجب أن هؤالء جميعا يشعرون بأنهم ‪-‬مع‪ ‬هزميتهم‪-‬‬

‫كل��ه طلبا ملا يكون نافع��ا قارئنا احلبي��ب؛ ولهذا الغرض‬

‫منتص��رون‪ ،‬ومع ضعفهم أنهم أقوي��اء!! ومن هنا كانت‬

‫أيضا ل��م تخلو مجلتنا من بعض املل��ح والطرائف‪ ،‬كما‬

‫أهمية هذا املقال‪« :‬فخ امريكا والواقع املر‪،»!..‬‬

‫لم يفتنا ان جنيب عن أسئلة القراء‪.‬‬

‫إن البع��د العقائ��دى ه��و البعد املس��يطر عل��ى جنبات‬ ‫وتصورات املنهج الس��لفى‪ ،‬وترى ه��ذا جليال فى مقاالت‬

‫وفى اخلتام‪ ،‬هذه مجلتكم كتبت بأيدى إخوانكم هلل وفى‬

‫هذا العدد‪ :‬قرأت لك (قراءة فى موسوعة اليهود واليهودية‬

‫اهلل‪ ،‬س��ائلني املولى الرضا والقبول‪ ،‬وم��ن إخواننا الدعم‬

‫والصهيونية للدكتور‪ /‬املسيرى)‪ ،‬وتتمة الكالم عن اليهود‬

‫والعون العلمى والفنى‪ ،‬واهلل نس��أل أن يوفقنا لكل خير‪،‬‬

‫وخطورتهم فى مقال «هؤالء‪ ‬أعداؤك»‪ ،‬وترجمة الش��يخ‬

‫وأن يص��رف عنا كل ش��ر‪ ،‬وصلى اهلل وس��لم وبارك على‬

‫حامد‪ ‬الفقى؛ مؤسس انصار الس��نة احملمدية فى مصر‪،‬‬

‫النبى احلبيب محمد وعلى اله وصحبه وسلم‪.‬‬


‫ف‪ :‬لماذا الدعوة السلفية‬

‫مع السل‬

‫بقلم د‪ .‬أحمد النقيب‬

‫ماكان يعرف بذلك إمنا ش��هر وعرف بذل��ك بعد هذه احملنة!‬ ‫فيا ترى من كان معه يصبره ويقويه وميد له في حبل عزمه؟‬ ‫إنه رجل من العامة شاركه محبسه‪ ،‬ورمبا رافقه قيده!!‬ ‫أذكر ذل��ك ألن بعض النوكى في عصرنا وأيامنا هذه يرون أن‬ ‫أرباب السلفية سيماهم أنهم حملة الدكتوراة أومتخرجوا‬ ‫اجلامع��ات!! بل ق��د رأيت من يلقب أحد ه��ؤالء األرباب وكان‬ ‫من حملة الدبلوم ويقدمه إلى مستمعيه بالدكتور الشيخ‬ ‫فالن‪ ...‬فلم يحرك هذا الدعي ساكنا وما صحح هذه الغفلة‬ ‫أو هذا التضبيب بل ساق وانساق!! مهال أيها املنتسبون إلى‬ ‫هذه الدعوة املباركة فإن ش��رف الس��لفي أن يكون صاحب‬ ‫منه��ج ميأل قلبه وعقل��ه ويفيض على عمل��ه وخلقه ال أن‬ ‫يكون حامل حقيبة مكتوب عليها الدعوة السلفية ومعه‬ ‫ختم لها فمن رضى عنه مهره بخامته ومن غض عنه رماه!!‬ ‫ليس هذا بالعقل أو احلكمة‪...‬‬ ‫وألج��ل بيان املوقف أكثر أبني أن الدعوة الس��لفية ليس��ت‬ ‫طبقية والفئوية‪ ،‬بل هي نبوية شريفة‪ ،‬يدخل فيها وينتسب‬ ‫إليه��ا كل أطباق الناس بل رمبا ينفع اهلل بها العامي فينفع‬ ‫الدعوة مبا اليستطيعه العلماء اجملتهدون وهذا فضل اهلل!!‬ ‫لذلك أس��وق إليك أخي القارئ قصة حتول الش��يخ محمد‬ ‫حام��د الفق��ي ‪-‬رحم��ه اهلل‪ -‬إل��ى املنهج الس��لفي فهما‬ ‫وتصورا ودعوة‪ ،‬فمن كان السبب؟ وكيف كان هذا؟‪...‬‬ ‫لق��د كان ه��ذا على يد فالح بس��يط!!؟ نعم مزارع بس��يط‬ ‫يضرب بفأس��ه األرض‪ ...‬يس��ير خلف بقرته‪ ...‬ومن الذي علم‬ ‫الفالح؟ علمه رجل بسيط يبحث مفتشا عما خفي من كتب‬ ‫الس��لف‪ ،‬وكان يلقب بالرمال‪ ،‬حيث يجمع العمال وبسطاء‬ ‫الناس ليتلو عليهم كتب السلف وكان الفالح من تالميذه‪.‬‬

‫ملاذا الدعوة السلفية؟‬ ‫إنه��ا كدعوة األنبي��اء‪ ،‬هي دعوة املس��لمني كافة‪ ،‬ليس��ت‬ ‫دعوة فئوية أو طبقية ليس��ت دع��وة في قوم دون قوم‪ ،‬لكن‬ ‫يشرف بها الرئيس واملرؤوس والوضيع والشريف والكل فيها‬ ‫سواس��ية‪ ،‬ال��كل فيها ظاهر مبا احتوته م��ن معاني منهج‬ ‫النب��وة‪ ،‬يس��ير الفهم‪ ،‬بس��يط املأخذ‪ ،‬طيع العب��ارة قريب‬ ‫املنزع فتري العالم يزدان بهذه الدعوة كماتري األمي تنساق‬ ‫معانيها إلى قلبه مع ريح الصبا ونفسات شهيقه!! فانظر‬ ‫أرش��دك اهلل إلى حال اإلمام أحمد بن حنبل في محبس��ه‬ ‫في فتنة خلق القرآن‪ ،‬انس��اق جماهي��ر علماء عصره خلف‬ ‫املقولة الكاسدة مكرهني أو متأولني وضاع العامة في هذه‬ ‫الفتن��ة ل��وال ماقيض اهلل له��ا إمام أهل الس��نة!! وقبلها‬ ‫‪4‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد السادس ‪ -‬رجــب ‪ 1433‬هـ‬

‫ودون��ك القص��ة بتمامه��ا كم��ا حكاه��ا الش��يخ حماد‬ ‫األنص��اري في كتابه اجملموع (‪ )297-294/1‬يقول الش��يخ‬ ‫حماد األنصاري رحمه اهلل‪ :‬أنه اجتمع مع الش��يخ حامد‬ ‫الفق��ي رحم��ه اهلل عام‪1367‬ه��ـ حيث ج��اءه وهويدرس‬ ‫تفس��ير ابن كثير يقول الش��يخ‪:‬‬ ‫اجتمعت‬ ‫«أما عن حيـــاة الشيخ حـامد الفقي‪ :‬فعندمــا‬ ‫ُ‬ ‫معه عام ‪1367‬هـ جئ ُت ُه وهو يُدر ِّ ُس (تفس��ير ابن كثير) عند‬ ‫(باب علي بن أبي طالب باملسجد احلرام)‪ ،‬وعندمــا َس ِم ْع ُت ُه‪،‬‬ ‫قلت‪ :‬هذا هو ضالّتي‪ ،‬فكان يأخذ آيــات التوحيد ويس��لّط‬ ‫عليها األضواء‪ ،‬وس��مع ُت ُه من بعيد‪ ،‬فجلس��ت في حلقَ تِهِ‪،‬‬ ‫أجلس فيها باحلرم وأنا ش��اب صغير‪ ،‬وكان‬ ‫وكانت أولُ حلقة‬ ‫ُ‬ ‫عُ مري ال يتع ّدى إنه اجتمع مع الش��يخ الثانية والعش��رين‪،‬‬ ‫الدرس في تفسير آيــات التوحيد‪،‬‬ ‫وس��معت الدرس‪ ،‬وكان‬ ‫ُ‬


‫تابع‪ :‬مع السلف‪ :‬لماذا الدعوة السلفية‬

‫ش��خص‬ ‫وبعدمـ��ا انته��ى الدرس وصلينا العش��ـاء جاءنا‬ ‫ٌ‬ ‫اس��م ُه اآلن وقال للشيخ‪ :‬أنا أرى أن تشربوا‬ ‫س��وري ال أتذكّر‬ ‫َ‬ ‫القهوة عندي‪ .‬فقال ل ُه الش��يخ‪ :‬ومن معي‪ .‬قال ل ُه الرجل‪:‬‬ ‫احضر من شئت‪.‬‬ ‫وكان هذه أول مرة أرى فيها الشيخ‪ ،‬على الرغم أنني سمعت‬ ‫عنه كثيراً‪ ،‬ألن ش��يخي (وهو الشيخ محمد عبداهلل املدني‬ ‫التنبكتي) كان تلميذ الشيخ حامد الفقي‪.‬‬ ‫وذهبنا إلى بيت األخ الس��وري‪ ،‬وعندمــ��ا وصلنا إلى البيت‬ ‫وجلس��نا قال لنا‪ :‬أنا أريد أن أسلم لكم سيوفا ً من اخلشب‪،‬‬ ‫وسلم األخ الس��وري كل واح ٍد سيفا ً من اخلشب‪ ،‬وقال لنا‪:‬‬ ‫تعالوا نتس��ايف أوالً‪ ،‬وبعد ذلك نش��رب القه��وة وأخذ كلُّ‬ ‫واح ٍد منَّـا س��يفَ ُه‪ ،‬وأ َ َخذ َ مع صاحبه يتجاوالن‪ ،‬حتى انتهينا‬ ‫من اجملاولة جلسنا وشربنا القهوة‪.‬‬ ‫وقلت للشيخ حامد الفقي –رحمه اهلل‪ :-‬يا شيخ أنا عندي‬ ‫ُ‬ ‫سؤال‪ ،‬فقال‪ :‬ما هو سؤالك يا ولدي؟‬ ‫صرت موحدا ً وأنت درس��ت في األزهر؟ (وأنا‬ ‫كيف‬ ‫فقلت ل ُه‪َ :‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫أري ُد أن استفيد والناس يسمعون)‬ ‫فقال الشيخ‪ :‬واهلل إن سؤالك وجيه‪.‬‬ ‫قال‪ :‬أنا درست في جـامعة األزهر‪ ،‬ودرست عقيدة املتكلمني‬ ‫التي يدرِّس��ونَها‪ ،‬وأخذت شهادة الليس��انس‪ ...‬وذهبت إلى‬ ‫مررت على فال ّح‬ ‫بلدي لكي يفرحون بنجاحي‪ ...‬وفي الطريق‬ ‫ُ‬ ‫ي��زرع األرض‪ ،‬وملا وصلت عن�� َده‪ ...‬قال‪ :‬يا ول��دي اجلس على‬ ‫الدكّة‪ ...‬وكان عند ُه دكة إذا انتهى من العمل يجلس عليها‪،‬‬ ‫وجلس��ت على الدكة وهو يش��تغل‪ ،‬ووج��دت بجانبي على‬ ‫ُ‬ ‫ط��رف الدكة كتــاب‪ ،‬فأخذت الكتـاب ونظ��رت إليه‪ ...‬فإذا‬ ‫ِ‬ ‫هو كتـاب (اجتماع اجليوش اإلس�لامية عل��ى غزو املعطلة‬ ‫واجلهمية) البن القيم؛ فأخذت الكتــاب أتسلى به‪ ،‬وملا رآني‬ ‫أخ��ذت الكتــاب وبدأت أقرأ فيه‪ ...‬تأخر عني‪ ...‬حتى ق ّدر من‬ ‫الوقت الذي آخذ فيه فكرة عن الكتــاب‪.‬‬ ‫وبع��د فترة م��ن الوقت وهو يعم��ل في حق ِل ِه وأن��ا أقرأ في‬ ‫الكت��اب جاء الفال ّح وقال‪ :‬الس�لام عليكم ي��ا ولدي‪ ،‬كيف‬ ‫حال��ك؟ ومن أين جئ��ت؟ فأجبت ُه ع��ن س��ؤالهِ‪ .‬فقال لي‪:‬‬ ‫واهلل أنت شاطر‪ ،‬ألنك تدرجت في طلبِ العلم حتى توصلت‬ ‫فقلت‪:‬‬ ‫إلى ه��ذه املرحلة؛ ولكن ي��ا ولدي أنا عن��دي وصية‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ما‪ ‬هي؟ قال الفالح‪ :‬أنت عندك ش��هادة تعيش��ك في كل‬ ‫الدني��ا في أوربا في أمريكا‪ ،‬في أيِّ مكان‪ .‬ولكنها ما علمتك‬ ‫قلت‪ :‬م��ا هو؟! قال‪:‬‬ ‫الش��يء الذي يج��ب أن تتعلمه أوال ً‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫لت ل ُه‪ :‬التوحيــد!!‬ ‫قـ ُ‬ ‫ما علمتك التوحيد! ُ‬ ‫قال الفال ّح‪ :‬توحيـــد السلــــف‪.‬‬ ‫قل��ت ل ُه ‪ :‬وما هو توحيد الس��لــف؟!! قال ل ُه‪ :‬انظر كيف‬ ‫ُ‬

‫أمامك توحيـد السلـف‪ .‬هذه هي الكتب‪:‬‬ ‫عرف الفال ّح الذي َ‬ ‫كتــاب (السنـــة الكبير) لإلمام أحمد‪.‬‬ ‫وكتـاب (السنــة الصغير) لإلمام أحمد‪.‬‬ ‫وكتـاب (التوحيد) البن خزمية‪.‬‬ ‫وكتـاب (خلق أفعال العباد) للبخاري‪.‬‬ ‫وكتـاب (اعتقاد أهل السنة) للحافظ الاللكائي‪.‬‬ ‫وعد َّ ل ُه كثيرا ً من كتب التوحيد‪.‬‬ ‫وذكر الفال ّح كتب التوحيد للمتأخرين‪.‬‬ ‫وبعد ذلك كتب شيخ اإلســالم ابن تيمية وابن القِّ يم‪.‬‬ ‫وق��ال ل ُه‪ :‬أنــا أدلك على ه��ذه الكتب إذا وصلت إلى قريتك‬ ‫ورأوك وفرحوا بنجاحك‪ ...‬ال تتأخر ارجع رأس��ا ً إلى القاهرة‪...‬‬ ‫ف��إذا وصلت القاه��رة‪ ...‬ادخل (دار الكتب املصرية) س��تجد‬ ‫كل ه��ذه الكتب التي ذكرتُها كلها فيها‪ ...‬ولكنها مك ّد ٌس‬ ‫عليه��ا الغب��ار‪ ...‬وأن��ا أريدك تنفض م��ا عليها م��ن الغبار‬ ‫وتنشرها‪.‬‬ ‫وكـــانت تلك الكلمــــات من الفــال ّح البسيط الفقيه‪...‬‬ ‫قد أخذت طريقَ ها إلى قلبِ الش��يخ حام��د الفقي‪ ...‬ألنها‬ ‫خ ِلص‪ .‬كيف عرف الف�لا ّح طريق التوحيد إنني‬ ‫ج��اءت من ُم ْ‬ ‫استوقفت الشيخ وسأل ُت ُه‪ :‬كيــف عرف الفال ّح كل ذلك؟!‬ ‫ق��ال الش��يخ حامد‪ :‬لق��د عر َف ُه م��ن أُس��تاذِ ِه (الرمال)‪...‬‬ ‫قلت ل�� ُه‪ :‬أنا ال أع��رف (الر َّمال)‬ ‫هل تس��معون ب��ـ (الرمال)؟ ُ‬ ‫هذا‪ ...‬مـــا هـــي قــصـــ ُتـــ ُه؟‬ ‫قال‪( :‬الر َّمال) كان يفتش عن كتب سلفه‪ ...‬وملا وجد ما وجد‬ ‫منها‪ ...‬بدأ بجمع العمال والكنّاس�ين‪ ...‬وقام يُدرّس لهم‪...‬‬ ‫درس عالنيــة‪ ...‬وكان من ُجم َلتِهم‬ ‫وكان ال يُس��مح ل ُه أن ي ُ َ‬ ‫هذا الفال ّح‪ ...‬وهذا الفال ّح يصلح أن يكون إماما ً من األئمة‪...‬‬ ‫ولكن ُه هناك في الفالحة‪ ...‬فمن الذي يصلح أن يتعلم؟!‬ ‫ولكن ما زال اخلير ُ موجودا ً في كُلّ بل ٍد حتى تقوم الساعـة‪.‬‬ ‫وذهبت إلى القاهرة‪ ...‬ووقفت‬ ‫رجعت إلى قريتي في مصر‬ ‫وملا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫على الكتب التي ذكرهــا لي الفال ّح كلها ما عـدا كتـــاب‬ ‫واحد ما وقفت عليه إال ّ بعد فترة كبيرة‪.‬‬ ‫وبعدذلكانتهينـامناجللســ ِةوذهــبالشيخحـامدالفقي‪...‬‬ ‫وكان يأتي إلى السعودية ونستقبل ُه ضمن البعثة املصرية أيّام‬ ‫امللك فاروق كل عام‪ ...‬وكــانت هذه القصة هي إجــابة للسؤال‬ ‫الذي سأل ُت ُه للشيخ حـامد في مجلس الرجل السوري»‪.‬‬ ‫وف��ي النهاية التعلي��ق لنا على ه��ذه احلكاي��ة وإن كان من‬ ‫مالحظة فإني تارك ذلك إلخواننا املكرمني وجزاكم اهلل خيرا‬ ‫وصلي اهلل وسلم وبارك على النبي محمد وصحبه وسلم‪.‬‬ ‫‪5‬‬


‫ث‪ :‬فخ أمريكا‪ ...‬والواقع المر‬

‫قراءة في األحدا‬

‫بقلم د‪ .‬أحمد النقيب‬

‫فــــخ‬ ‫أمريكا‪...‬‬

‫والواقع المر‬

‫‪6‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد السادس ‪ -‬رجــب ‪ 1433‬هـ‬

‫كان الثان��ي من أغس��طس عام ‪ 1990‬م نقط��ة فاصلة في‬ ‫تاري��خ املنطقه حيث جتاوز جيش صدام حدود العراق ليحتل‬ ‫الكوي��ت‪ ،‬وه��دد صدام ‪-‬مدعوم��ا من أمري��كا– دول اخلليج‪،‬‬ ‫وأنب��رت حكومات كثي��ر من ال��دول اخلليجية لالس��تعانة‬ ‫بالق��وات األمريكي��ة وغيرها من الدول الت��ي وصفت الحقا‬ ‫بقوات الدول الصديقة!!‪.‬‬ ‫وهن��ا وق��ع الن��زاع الفقهي في ش��أن «ج��واز أوع��دم جواز‬ ‫االس��تعانة بالكف��ار» وقد ذهب أه��ل العلم ف��ي اململكة‬ ‫الس��عودية‪ ،‬أمث��ال العالمة اب��ن باز وابن عثيم�ين وغيرهم‬ ‫إل��ي جواز االس��تعانة؛ مس��تدلني ببع��ض األدل��ة النقلية‬ ‫والقياس��ية وغيرها‪ ...‬بينما ذهب قطاع من ش��باب الدعاة‬ ‫باململكة وش��باب طلب��ة العلم مبصر –ومنه��م كاتب هذه‬ ‫السطور– إلى عدم جواز ذلك‪ ،‬ورأينا أن املسألة مسألة نزاع‪.‬‬ ‫لق��د خالفن��ا كب��ار أه��ل العل��م‪ ،‬ونازعناه��م اجتهادهم‬ ‫باجتهادنا‪ ،‬نعم!! ورأينا آنذاك أنه ال حرج في ذلك!!‬ ‫واحلقيق��ة‪ ،‬إن ب��اب االجته��اد لم يغلق‪ ،‬ونح��ن في منهجنا‬ ‫الس��لفي ‪-‬م��ع احترامنا أله��ل العلم– إال أنن��ا ال نقلدهم‬ ‫ول��ذا كان أجتهادن��ا ه��ذا متوج��ه م��ع أص��ول منهجنا!!‬ ‫لك��ن م��اذا حدث بع��د ذلك؟ لق��د أصابن��ا نوع م��ن الغرور‬ ‫العلمي‪ ،‬وبدأت املدرس��ة الس��لفية مبصر جتتهد بعيدا عن‬ ‫اجتهادات املش��ايخ من أه��ل احلجاز وجند واليمن والش��ام‪،‬‬ ‫وتربى أجيال من تالميذنا علي كتب مشايخ مصر من طلبة‬ ‫العلم‪ ،‬وانقطع الطلبة عن األكابر‪ ،‬وصار طلبة العلم مبصر‬ ‫هم مش��ايخ هذه األجيال الصاع��دة‪ ،‬ثم صار الصف الثاني‬ ‫ش��يخا للصف الثالث‪ ،‬والثالث شيخا للرابع‪ ،‬والرابع شيخا‬ ‫للخامس وهكذا‪...‬‬ ‫كان الس��فول العلم��ي ال��ذي واكب الدع��وة خ�لال (‪-1995‬‬ ‫‪ )2011‬كن��ا نش��اهد هذا األنحط��اط العلمي وم��ا صاحبه‬ ‫م��ن انحطاط س��لوكي وعملي‪ ،‬كن��ا نقول‪ :‬ه��ذه فقاعات‬ ‫توش��ك أن تزول!! لكن بع��ض من وجه ه��ذا التوجه حرص‬ ‫أن يح��وط ه��ذه الصف��وف بعنايت��ه ويرتبه��ا ألم��ر أع��ده‬ ‫س��لفا‪ ،‬وكان يجال��س األكاب��ر م��ن أتراب��ه فيحدثه��م عن‬ ‫ض��رورة جم��ع «الهم الس��لفي» وضرورة «البيت الس��لفي‬ ‫الواحد»‪ ،‬وه��ذا كله جميل!! لكن الواق��ع أن مخططا كان‬ ‫يعد وميه��د له‪ ،‬حيث كانت ال��دورات الفكري��ة ((هكذا !!))‪.‬‬


‫تابع‪ :‬قراءة في األحداث‪ :‬فخ أمريكا‪ ...‬والواقع المر‬

‫ت��درب‪( :‬العمل اجلماع��ي – فقه اخلالف – مناه��ج التغيير –‬ ‫مس��ائل األمر باملع��رف والنهي عن املنكر – مس��ائل االميان‬ ‫والكف��ر‪ )...‬وهذا كله بإصباغ قطاعات وصفوف الش��باب –‬ ‫آنف االشارة إليهم– بصبغة واحده‪ ...‬مبفهوم واحد‪ ...‬بتصور‬ ‫واح��د‪ ...‬مبص��ادر تلق��ي إعالنية وضبطي��ة واح��دة‪ ...‬وبهذا‬ ‫ثم تقزمي بع��ض القامات العلميه في الب�لاد‪ ...‬وصارت هذه‬ ‫«املفاهي��م الواحدة» ه��ي معيار القبول والرف��ض‪ ...‬فالثناء‬ ‫واحلمد ملن وافقها والويل والثبور ملن خالفها!!‪.‬‬ ‫إن��ي أتكل��م –بص��در مفت��وح وقلب ناب��ض أح��ب إخواني‬ ‫وعش��يرتي من املش��ايخ وطلبة العلم– إن ه��ذه الوضعية‬ ‫أمكن أن نتجاوزها في هذه الفترة (‪ )2011-1995‬حتت تأويالت‬ ‫ع��دة‪ ،‬منها‪ :‬أن املش��ايخ مش��غولون وأن ه��ذا اجلهد يصب‬ ‫ف��ي االجتاه الصحيح‪ ،‬وه��ذه املآخذ ميكن أن ت��زال باخملالطة‬ ‫والتوجي��ه‪ ،‬وأن النواي��ا ال ميكن أبدا أن نتهمها‪ ،‬بل نحس��ن‬ ‫الظن ونقارب ونسدد‪ ،‬واهلل املوفق‪.‬‬ ‫ومن هذه التأويالت‪ :‬لي��س هناك في اإلمكان أفضل مما كان‪،‬‬ ‫فهذا هو األفضل السيما في ظل الضغوط األمنية واملادية‬ ‫الت��ي تعاني منه��ا الدعوة‪ ،‬فال بأس أن تق��وم هذه الطائفة‬ ‫مب��ا تقوم به؛ حيث إنه��ا متثل األمتداد الدع��وي في الواقع –‬ ‫عل��ي اس��تحياء وه��دوء– واحلقيق��ة أن كل التأويالت وجوه‬ ‫ملعنى واحد أال وهو‪ :‬إحس��ان الظ��ن في اجلهد املبذول وعدم‬ ‫محاول��ة االقتراب من��ه اال بالقدر املس��موح به فقط‪ ،‬فمن‬ ‫ح��اول اجمل��اوزة كان مصيره صعبا من خ�لال حزمة التحذير‬ ‫أو‪ ‬التشويه أو‪ ‬الهمز أو‪ ‬الطعن‪ ،‬كانت هذه الصفوف تتحرك‬ ‫في احملافظات هنا وهناك‪ ،‬كنا نشاهدها‪ :‬كانت حتدث اجللبة‬ ‫واخلالف��ات‪ ...‬وال ميكن أبدا أن نعرف ما هي مصادرها العلمية‬ ‫ل��ت الوص��ول كانت العوائ��ق أمامك‬ ‫والثقافي��ة‪ ...‬وإن َحاوَ َ‬ ‫كس��د ذي القرنني أو‪ ‬أش��د‪ ،‬وتنامي احلس الفئوي لدى هذه‬ ‫الطائف��ة؛ حيث ظن��ت –بضغط األمن وعقيدة االس��تعالء‬ ‫الفكري واملنهجي والعقدي؛ ال س��يما أن��ه وقع في ظنهم‬ ‫أنهم تالم��ذة أعلم رجل في مصر بالعقي��دة!! وأنهم أتباع‬ ‫أعظم رجل في مصر فهما وتص��ورا‪ ،‬وأن اهلل أجتباهم دون‬ ‫غيرهم حلمل منهج الشيخ الذي يعد (ابن تيمية عصره !!)‬ ‫وظنت هذه الطائفة من الش��باب املتحمس ومعهم بعض‬ ‫إخوة األمس أحس��نوا الظن‪ ،‬أو‪ ‬التوافقيون‪ ،‬أو‪ ‬الالهثون وراء‬

‫األدوار‪ ،‬أو‪ ‬مورس معهم هذا الغس��يل الفكري كغيرهم من‬ ‫الش��باب الصاعد ال الواع��د‪ ،‬أو املرهب��ون باالقصاء من لدن‬ ‫سيد الطائفة!! أوغير ذلك مما يناسب هذا املقام‪...‬‬ ‫ثم ماذا؟‬ ‫كان��ت هذه القطاعات من االتباع وأس��يادهم يعلنون أنهم‬ ‫س��لفيون‪ ،‬ث��م نكثت بهم الدع��وة عندما انتس��بوا إليها‪،‬‬ ‫ونفروا الناس من هذا االسم املبارك‪ ،‬ثم كانت عداوتهم في‬ ‫طول البالد وعرضها‪ ،‬ثم بعد إزاحة النظام من قبل قطاعات‬ ‫(لم يكونوا قط منهم) رأوا مع أس��يادهم أنهم قد أخطأوا‬ ‫أو تأخروا في املش��اركة في ش��رف إزاح��ة النظام!! فال بأس‬ ‫أن نصحح خطأنا باملش��اركة في ش��رف رس��م مس��تقبل‬ ‫مص��ر اجلديدة عن طريق املش��اركة احلزبي��ة و الدميقراطية‬ ‫والتحاكم الي الصندوق (بدال من التحاكم إلى ش��رع اهلل)‪،‬‬ ‫وقبول نتيجته (بدال من القبول والتس��ليم باملنهج النبوي)‬ ‫ومن هنا كانت املقدمات العملية والنفس��ية لظهور حزب‬ ‫(حدس) الس��لفي‪ ،‬وهرع الناس ‪-‬بعقيدة ك��ره اإلخوان‪ -‬إلى‬ ‫مس��اعدة هذا احلزب‪ ،‬ظنا حس��نا بحزب (ح��دس) أنه حزب‬ ‫الشريعة‪ ،‬وأنه احملافظ على تراث اإلسالم‪ ،‬وأنه‪ ...‬وأنه‪...‬‬ ‫وهنا وقع الس��لفيون في الفخ األمريكي الذي طاملا أش��اروا‬ ‫إليه (تأنيس االجتاهات الدينية املتشددة مبصر)‪...‬‬ ‫ثم انظر الي الواقع س��تجد أن الس��لفيني لم يكس��بوا أي‬ ‫مكسب‪ ،‬وما تقدموا خطوة في اجتاه بل رجعوا عدة خطوات‬ ‫في هذا االجتاه وغيره!! إنها اخلس��ارة األكيدة‪ ،‬وس��ترون ‪-‬إن‬ ‫شاء اهلل– أحبابي القراء‪ ،‬الواقع الذي يخبركم بخطورة هذا‬ ‫االجت��اه الذي صار ال ميثل الدعوة الس��لفية النبوية املباركة‪،‬‬ ‫وإمن��ا هو‪ :‬ال��ذراع الس��لفية لإلخ��وان –مع حتفظ ش��ديد–‬ ‫وللحدي��ث بقي��ه ولكن‪ ...‬بع��د ما أتصوره م��ن حل مجلس‬ ‫الش��عب قريبا وتفكيك اللجنة التأسيسية الهالمية!! ثم‬ ‫زلزال ما بعد انتخابات الرئاس��ة‪ ،‬ولكن زلزال من نوع جديد‪،‬‬ ‫ستش��اهدون ذلك بأعينكم قريبا‪ ،‬ورمبا س��نتكلم عن هذا‬ ‫كله في العدد القادم‪ ،‬إلى اللقاء أيها األحباب‪.‬‬ ‫ُمحبكم في اهلل‪ /‬د‪ .‬أحمد النقيب‬

‫مدرس الدراسات اإلسالمية – بكلية التربية‬ ‫جامعة املنصورة‬ ‫حتريرا في ‪1433/7/20‬هـ ‪2012/6/10 -‬م‬

‫‪7‬‬


‫م‪ :‬اليهود ‪ -‬الحلقة الثانية‬

‫هؤالء أعداؤك فاعرفه‬

‫الحلقة الثانية‬ ‫بقلم أ‪ .‬محمود الصاوي‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‪...‬‬ ‫إن احلمد هلل تعالى نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره‬ ‫ونعوذ باهلل تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من‬ ‫يهده اهلل فالمضل له ومن يضلل فال هادي له وأشهد أن الإله‬ ‫إال اهلل وحده الش��ريك له وأش��هد أن محمدا عبده ورسوله‬ ‫أمــا بــعــد‪...‬‬ ‫فهذه هى احللقة الثانية عن اليهود نواصل فيه بيان مخاطر‬ ‫هذا العدو الغشوم واستجالء مالمحه ذلك العدو الذى يكيل‬ ‫الع��داوة لألمة منذ جذور التاري��خ وما زال يواصل عداوته عبر‬ ‫قنواته السياس��ية واالس��تراتيجية والعسكرية واالعالمية‬ ‫بكل ما أوتى من قوة يستندون فى ذلك الى عقائدهم الفاسدة‬ ‫وطبائعه��م وأخالقهم الكاس��دة حت��ى كان لزاما علينا بل‬ ‫كان دينا واجبا علينا جتلية مكامن هذا العدو ما اس��تطعنا‬ ‫وه��ا نحن نواصل احللقة الثانية فى بي��ان عداوته وانحرافاته‬ ‫نسأله تعالى السداد والرشاد والتوفيق الى ما يحب ويرضى‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد السادس ‪ -‬رجــب ‪ 1433‬هـ‬

‫انحراف اليهود‬ ‫كانت عقيدة اليهود قب��ل أن يحرفوها هى عقيدة التوحيد‬ ‫واإلميان لكنهم حرفوها حتى صارو فيما بعد على الش��رك‬ ‫والع��داء هلل ورس��وله وقد ب��دأ ه��ذا االنح��راف العقائدى‬ ‫فى عهد موس��ى عليه الس�لام حيث طلبوا ان يريهم اهلل‬ ‫َّ َ ُ‬ ‫َ َ ُ ٓ ْ َ َ هَّ َ َ ۡ َ ٗ َ َ َ َ ۡ‬ ‫��رة فأخذت ُه ُم ٱلصٰعِقة‬ ‫ع��ز وجل جهرة (‪...‬فقالوا أرِنا ٱلل جه‬ ‫ُ ۡ‬ ‫بِظل ِم ِه ۡم‪ )153 ...‬النساء‪.‬‬ ‫َ ۡ‬ ‫ٱذ َه ۡ‬ ‫ب أَنتَ‬ ‫واتخذوا متثاال للعجل وعبدوه وقالوا ملوسى (‪...‬ف‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ اَ ٓ َّ َ‬ ‫َو َر ُّبك فقٰتِل إِنا هٰ ُه َنا قٰعِ ُدون‪ )٢٤ ‬المائدة‪.‬‬ ‫ثم ملا مات موس��ي عليه الس�لام أخذوا يحرف��ون دين اهلل‬ ‫هَّ‬ ‫ُ‬ ‫(‪...‬ع َز ۡي ٌر ۡٱب ُن ٱللِ‪ )30 ...‬اتلوبة‪.‬‬ ‫ويبدلون فى التوراه فقال��وا‬ ‫َ‬ ‫حَ ۡ ُ َ ۡ َ ٰٓ ُ ْ هَّ َ َّ ٰٓ ُ‬ ‫ُ‬ ‫وقالو (‪ ...‬نن أبنؤا ٱللِ وأحِبؤهۥ‪ )18 ...‬المائدة‪.‬‬ ‫إضافة ال��ى انهم بدلوا أحكام الش��ريعة املنزلة وقدس��وا‬ ‫آراء األحب��ار فيما أس��موه بعد ذل��ك بالتلمود ال��ذي احلوا‬


‫تابع‪ :‬هؤالء أعداؤك فاعرفهم‪ :‬اليهود ‪ -‬الحلقة الثانية‬

‫ب��ه احل��رام وحرم��وا ب��ه احل�لال وباجلمل��ة فإن��ا نس��تطيع‬ ‫ان جنم��ل أه��م مح��اور االنح��راف ل��دى اليهود ف��ى االتى‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬االنحراف فى العقيدة فى اهلل تعالى‬ ‫حيث اش��ركوا م��ع اهلل فى العب��ادة فاتخ��ذوا العجل اله‬ ‫ووضعوا له متثاال بالرغم من وجود موسي بني أظهرهم كما‬ ‫َ َ ۡ َ َ َ ُ ۡ ۡ اٗ‬ ‫ٗ هَّ‬ ‫ِجل َج َسدا ُلۥ‬ ‫قال تعالى فى قصة السامرى (فأخرج لهم ع‬ ‫ُ َ ‪َ ۡ ُ ُ َٰ ٓ َ ٰ َ ْ ُ َ َ ٞ‬‬ ‫ِإَول ٰ ُه ُم ىَ ٰ‬ ‫وس فَنَ يِ َ‬ ‫س ‪ )٨٨‬طه‪.‬‬ ‫خوار فقالوا هذا إِلهكم‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اَّ‬ ‫اٗ‬ ‫اَ‬ ‫يَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ثم رد اهلل عليهم (أفَ اَل يَ َر ۡون أل يَ ۡرج ُع إ ِ ۡ‬ ‫ل ِه ۡم ق ۡول َول َي ۡمل ِك‬ ‫ِ‬ ‫َ ُ ۡ رَ ّٗ اَ َ ۡ‬ ‫ضا َول نف ٗعا ‪ )٨٩‬طه‪.‬‬ ‫لهم‬ ‫ومن إش��راكهم فى العبادة اتخاذهم األحب��ار أربابا من دون‬ ‫اهلل فقدس��وا العلم��اء واحلاخامات حت��ى عظموا قبورهم‬ ‫واتخذوها مساجد‬ ‫ومن إشراكهم أنهم نسبوا االبن الى اهلل فقال اهلل عنهم‬ ‫هَّ‬ ‫َ َ َ يۡ ُ‬ ‫ت ٱلَ ُهود ُع َز ۡي ٌر ۡٱب ُن ٱللِ‪ )30 ...‬اتلوبة‪.‬‬ ‫(وقال ِ‬

‫وعبدوه من دون اهلل تعالى ب��ل من ضاللهم وإفكهم أنهم‬ ‫َ​َ َ‬ ‫ت‬ ‫زعم��وا أنهم أبن��اء اهلل وأحباؤه ف��رد اهلل عليه��م‬ ‫(وقال ِ‬ ‫ّ‬ ‫يۡ َ ُ ُ َ َّ َ ٰ َ ٰ حَ ۡ ُ َ ۡ َ ٰٓ ُ ْ هَّ َ َ َّ ٰٓ ُ ُ ُ ۡ َ َ ُ َ ُ ُ‬ ‫ٱلهود وٱنلصرى نن أبنؤا ٱللِ وأحِبؤه ۚۥ قل فل ِم يعذِبكم‬ ‫ُ​ُ ُ‬ ‫ك��م بَ ۡل أَ ُ‬ ‫ش ّم َِّم ۡن َخلَ َق َي ۡغفِ ُر ل َِمن ي َ َش��ا ٓ ُء َو ُي َع ّذ ُ‬ ‫نتم ب َ رَ ‪ٞ‬‬ ‫ِب‬ ‫ۚ‬ ‫ۖ‬ ‫بِذنوب ِ‬ ‫َ‬ ‫أۡ‬ ‫ۡيَ‬ ‫ۡ‬ ‫ٓ‬ ‫َ‬ ‫للِهَّ‬ ‫ُ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ت َوٱل ِ‬ ‫ۡرض َوم��ا بين ُه َماۖ ِإَولهِ‬ ‫من يش��ا ُء ۚ َو ِ مل��ك ٱلس��مٰو ٰ ِ‬ ‫ٱل ۡ َم ِص ُ‬ ‫ري‪ )١٨ ‬المائدة‪.‬‬

‫ب��ل انهم م��ن اإلفك والض�لال أنهم س��مو اإلل��ه «يهوه»‬ ‫وأنه عندهم لي��س إله معصوم بل هو يخطئ ويثور ويتعب‬ ‫ويندم ويأمر بالسرقة وأنه قاس متعصب مدمر لشعبه وهو‬ ‫إله بنى اسرائل فقط‪.‬‬ ‫ومن ش��نع املقاالت الت��ى افتروها وال يج��رؤ عليها إال كافر‬ ‫َّ َ ۡ َ َ هَّ ُ َ ۡ َ ذَّ َ َ ُ ْ َّ‬ ‫ِين قال ٓوا إِن‬ ‫ض��ال ما ذكر اهلل عنهم (لقد س�� ِمع ٱلل قول ٱل‬ ‫هَّ َ َ ‪ َ ٞ‬حَ ۡ ُ َ ۡ َ ٓ ُ َ َ ۡ‬ ‫ب َما قَالُوا ْ َو َق ۡتلَ ُه ُم أۡٱلَۢنب َيا ٓ َء ب َغيرۡ‬ ‫ك ُت ُ‬ ‫ٱلل فقِري ونن أغن ِياء ۘ سن‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫َ ّ َ َ ُ ُ ُ ُ ْ َ َ َ َحۡ‬ ‫يق ‪ )١٨١‬آل‪ ‬عمران‪.‬‬ ‫ح ٖق ونقول ذوقوا عذاب ٱل ِر ِ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫ت‬ ‫وم��ن قبل��ه قولتهم النك��راء أن ي��د اهلل مغلول��ة (وقال ِ‬ ‫يۡ َ ُ ُ َ ُ هَّ َ ۡ ُ َ ٌ‬ ‫��ة ۚ ُغ َّل ۡ‬ ‫ت َأيۡدِيه ۡم َولُعِ ُنوا ْ ب َما قَال ُ ۘوا ْ بَ ۡل يَ َداهُ‬ ‫ٱلهود يد ٱللِ مغلول‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ۡ ُ َ َ ُ ُ َ ۡ َ َ َ ٓ ُ َ َ زَ َ َّ َ ٗ ّ ۡ ُ َّ ٓ ُ َ‬ ‫نزل‬ ‫مبس��وطت ِ‬ ‫ان ينفِق كيف يش��اء ۚ ول ِ‬ ‫ييدن كثِريا مِنهم ما أ ِ‬

‫بۡ ۡ َ ٓ‬ ‫َ ۡ‬ ‫ُ ۡ ََۡ‬ ‫ۡ َ‬ ‫يَ ۡ َ‬ ‫ل��ك مِن َّر ّبِك ُطغ َيٰ ٗنا َوكف ٗر ۚا َوألق ۡي َنا بَ ۡي َن ُه ُم ٱل َعد ٰ َوةَ َوٱلَغضا َء‬ ‫إِ‬ ‫ىَ ٰ َ ۡ ِ ۡ َ ٰ َ لُ َّ َ ٓ َ ۡ َ ُ ْ َ ٗ ّ ۡ َ ۡ َ ۡ َ َ َ هَّ ُ َ َ ۡ َ ۡ َ‬ ‫ب أطفأها ٱللۚ ويسعون‬ ‫إِل يوَم ٱلقِيمةِۚ كما أوقدوا نارا ل ِلحر ِ‬ ‫أۡ‬ ‫َ َ ٗ َ هَّ ُ اَ حُ ُّ ۡ ۡ‬ ‫سد َ‬ ‫يِف ٱل ِ‬ ‫ِين‪ )٦٤ ‬المائدة‪.‬‬ ‫ۡرض فساداۚ وٱلل ل ي‬ ‫ِب ٱل ُمف ِ‬ ‫َ​َ​َ‬ ‫(ولق ۡد‬ ‫وزعمه��م ان اهلل تع��ب من خل��ق الس��موات األرض‬ ‫َ َ ۡ َ َّ َ ٰ َ ٰ َ أۡ َ َ‬ ‫ۡرض َو َما بَ ۡي َن ُه َما ف س َّ‬ ‫ِ��تةِ َأيَّام َو َما َم َّسناَ‬ ‫ت وٱل‬ ‫خلقنا ٱلس��مو ِ‬ ‫يِ‬ ‫ٖ‬ ‫ٓ‬ ‫ُّ ُ‬ ‫وب‪ )٣٨ ‬ق‪.‬‬ ‫مِن لغ ٖ‬ ‫وغيرها من الش��نع والضالالت واالفت��راءات التى أوغلوا من‬ ‫خاللها إلى مهاوى اإلنحراف السيما فى توحيد االلوهية‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬انحرافهم فى وحى اهلل تعالى‬ ‫اعتقد اليهود ان اهلل لم ينزل وحى وال كتاب على بش��ر وقد‬ ‫َ َ َ َ ُ ْ هَّ َ َ َّ َ ۡ ٓ ۡ َ ُ ْ َ ٓ‬ ‫ذك��ر اهلل تعالى ذلك (وما قدروا ٱلل حق ق��درِه ِۦ إِذ قالوا ما‬ ‫َ َ َ هَّ ُ لَىَ ٰ َ رَ ّ يَ ۡ ُ ۡ َ ۡ َ َ َ ۡ َ َ ذَّ‬ ‫ٓ‬ ‫ش مِن شءٖۗ قل من أنزل ٱلكِتٰ‬ ‫ب ٱلِي َجا َء‬ ‫أن��زل ٱلل ع ب ٖ‬ ‫ّ‬ ‫جَ ۡ َ ُ َ ُ َ َ َ ُ ۡ ُ َ​َ‬ ‫ٗ‬ ‫��ورا َو ُهدى ل َّ‬ ‫وس نُ ٗ‬ ‫بِهِۦ ُم ىَ ٰ‬ ‫ِلن ِ‬ ‫اس تعلون��هۥ قراطِيس تبدونها‬ ‫ۖ‬ ‫َ‬ ‫َ خُ ۡ ُ َ َ ٗ َ ُ ّ ۡ ُ َّ َ ۡ َ ۡ َ ُ ٓ ْ ُ ۡ اَ ٓ ٓ ُ ُ ُ‬ ‫وتف��ون كثِرياۖ وعل ِمتم ما لم تعلموا أنت‬ ‫��م َول َءابَاؤك ۡمۖ ق ِل‬ ‫ۡ َ‬ ‫َ‬ ‫هَّ ُ ُ َ ُ‬ ‫ض ِه ۡم يَل َع ُبون ‪ )٩١‬األنعام‪.‬‬ ‫ٱللۖ ث َّم ذ ۡره ۡم يِف خ ۡو ِ‬ ‫ولتلك العقيدة النكراء عمدوا إلى حتريف التوراة كما أخبرنا‬ ‫اهلل تعالى فى عدد من آيات القرآن الكرمي حيث يقول اهلل عز‬ ‫َ َ ۡ ُ َ حۡ َ َّ ۡ‬ ‫َ​َ ُۡ​ُ َ‬ ‫َ ٰٓ َ ۡ َ ۡ َ‬ ‫َ‬ ‫ٰ‬ ‫ٰ‬ ‫ب ل ِم تلبِس��ون ٱلق بِٱلب ِط ِل وتكتمون‬ ‫وجل‬ ‫(يأهل ٱلكِت ِ‬ ‫حۡ َ َّ َ َ ُ ۡ َ ۡ َ ُ َ‬ ‫ٱلق وأنتم تعلمون ‪ )٧١‬آل عمران‪.‬‬ ‫وال��ذي يتأمل ف��ى حتريفات ه��ؤالء يجد أنه��م يتفننون فى‬ ‫التحري��ف والتغيير فتارة يزيدون وت��ارة ينقصون وتارة يأتون‬ ‫باملتناقض��ات فأما التحريف بالنقص فقد قال اهلل عز وجل‬ ‫َ َ َ َ ُ ْ هَّ َ َ َّ َ ۡ ٓ ۡ َ ُ ْ َ ٓ َ َ َ هَّ ُ لَىَ ٰ َ رَ‬ ‫ش ّمِن‬ ‫(وم��ا قدروا‬ ‫ٱلل َح ۡق قدرِه ِۦ إ ِ ذَّذ قالوا ما أنزل ٱلل ع ب ٖ‬ ‫َ‬ ‫َ َٓ‬ ‫يَ ۡ ُ ۡ‬ ‫ُ ىَ ٰ ُ ٗ َ ُ ٗ‬ ‫َ‬ ‫نزل ٱلكِتٰ َ‬ ‫��ل َم ۡن أ َ‬ ‫شءٖۗ ق‬ ‫ب ٱلِي جاء بِهِۦ موس نورا وهدى‬ ‫جَ‬ ‫خُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ۡ‬ ‫ّل َّ‬ ‫ِيس ت ۡب ُدون َه��ا َوتفون كث ِ ٗ‬ ‫ت َعلون ُهۥ ق َراط َ‬ ‫ِلن ِ‬ ‫رياۖ َو ُعل ِۡم ُتم‬ ‫��اس‬ ‫ۖ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ ۡ َ ۡ َ ُ ٓ ْ َ ُ ۡ َ اَ ٓ َ َ ٓ ُ ُ ۡ ُ هَّ ُ ُ َّ َ ۡ ُ‬ ‫ضهمۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫م��ا لم تعلموا أنتم ول ءاباؤكمۖ ق ِل ٱللۖ ثم ذرهم يِف خو ِ ِ‬ ‫ۡ َ‬ ‫يَل َع ُبون ‪ )٩١‬األنعام‪.‬‬ ‫َّ ذَّ َ َ ۡ ُ ُ َ َ ٓ َ َ َ هَّ ُ َ ۡ َ‬ ‫ٰ‬ ‫وقال تعال��ى (إِن ٱلِين ي‬ ‫ب‬ ‫ِت‬ ‫كتمون ما أ ۡن��زل ٱلل مِن ٱلك ِ‬ ‫ُ‬ ‫ۡ اَّ‬ ‫َ َ اً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ۡ رَ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َت�ون بِهِۦ ث َم ٗنا قل ِيل أ ْو ٰٓلئِك َما يَأكلون يِف ُب ُطون ِ ِهم إِل‬ ‫ويش�‬ ‫اَ‬ ‫اَ‬ ‫ّ‬ ‫ۡ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ ُ َ‬ ‫كل ُِم ُه ُم هَّ ُ‬ ‫ٱلل يَ ۡو َم ٱلقِ َيٰ َمةِ َول يُ َزك ِيه ۡم َول ُه ۡم َعذ ٌ‬ ‫ٱنل��ار ول ي‬ ‫اب‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫أ يِل ٌم ‪ )١٧٤‬ابلقرة‪.‬‬ ‫‪9‬‬


‫تابع‪ :‬هؤالء أعداؤك فاعرفهم‪ :‬اليهود ‪ -‬الحلقة الثانية‬

‫َ ‪ٞ‬‬ ‫ومن��ه التحري��ف بالزيادة والك��ذب على اهلل تعال��ى (ف َو ۡيل‬ ‫ّ ذَّ َ َ ۡ ُ ُ َ ۡ َ ٰ َ َ ۡ ۡ ُ َّ ُ ُ َ َ َ‬ ‫ل ِلِي��ن يكتبون ٱلكِتب بِأيدِي ِهم ث‬ ‫��م َيقولون هٰذا م ِۡن عِن ِد‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫هَّ َ ۡ رَ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ٗل�اٗ َ ‪ٞ‬‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َت�وا بِهِۦ ث َم ٗنا قل ِي� ۖ ف َو ۡيل لهم م َِّم��ا كتبت أيدِي ِه ۡم‬ ‫ٱللِ ل ِيش�‬ ‫َ َ ۡ ‪َ ُ ۡ َ َّ ّ ُ َّ ٞ‬‬ ‫وويل لهم مِما يكسِبون‪ )٧٩ ‬ابلقرة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫َّ ۡ ُ ۡ َ َ ٗ َ ۡ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ​َُ‬ ‫ب‬ ‫وق��ال تعال��ى (ِإَون مِنهم لفرِيق��ا يلوۥن ألسِ��نتهم بِٱلكِتٰ ِ‬ ‫َ ۡ َ ُ ُ َ ۡ َٰ َ َ ُ َ َ ۡ َ‬ ‫ُ ُ َ ُ‬ ‫ب َو َيقولون ه َو م ِۡن‬ ‫ب وما هو مِ��ن ٱلكِتٰ ِ‬ ‫لتِ حس��بوه مِن ٱلكِت ِ‬ ‫هَّ‬ ‫هَّ َ َ ُ ُ َ لَىَ هَّ ۡ َ َ َ ُۡ‬ ‫ُ‬ ‫عِن ِد ٱللِ َو َما ه َو م ِۡن عِن ِد ٱللِ ويقولون ع ٱللِ ٱلكذِب وهم‬ ‫َ َ‬ ‫َي ۡعل ُمون‪ )٧٨ ‬آل عمران‪.‬‬ ‫هذا ما أحدثه علماء وأحبار اليهود جيل بعد جيل حتى ال تكاد‬ ‫جتد شيئا من أصل التوراه ناهيك عما احدثه املترجمون بها‬ ‫وق��د اعترفت بهذه التحريفات جملة من املراجع النصرانية‬ ‫حيث تق��ول جلنة الكت��اب املق��دس البابوية ف��ى مدخلها‬ ‫عام‪1948 ‬م«يوجد ازدياد تدريجى فى الشرائع املوسوية سببته‬ ‫مناسبات العصور التالية االجتماعية والدينية»‬ ‫ويقول كيرت الكتاب املق��دس املتداول حاليا ال يحتوى على‬ ‫الت��وراة واإلجنيل املنزلني من اهلل ولقد اعترف علماء باحثون‬ ‫باللمس��ات البش��رية فى إعداد الكت��اب املقدس ولطبيعة‬ ‫ه��ذه التدخ�لات البش��رية والتحريفات كث��ر التناقض فى‬ ‫َ َ اَ َ َ َ َّ ُ َ ۡ ُ ۡ َ َ َ اَ َ‬ ‫ان َول ۡو كن‬ ‫الت��وراة واإلجنيل قال تعالى(أفل يتدب��رون ٱلقرء ۚ‬ ‫ْ‬ ‫هَّ َ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫ٱخت ِ َل ٰ ٗفا َكث ِ ٗ‬ ‫ريا ‪ )٨٢‬النساء‪.‬‬ ‫م ِۡن عِن ِد غيرۡ ِ ٱللِ ل َو َج ُدوا فِيهِ‬ ‫ثالثا‪ :‬انحرافهم اإلعتقادي فى النبوة واالنبياء‬ ‫إنهم ي��رون أن النبوة قاصرة عليهم فكلما جاءهم رس��ول‬ ‫مبا ال تهوى انفس��هم كذبوه وطردوه وآذوه بل رمبا قتلوه قال‬ ‫َ َ لُ َّ َ َ ٓ َ ُ ۡ َ ُ ُ ۢ َ اَ َ ۡ َ ٰٓ َ ُ ُ ُ‬ ‫��كمُ‬ ‫تعال��ى (‪ ...‬أفكما جاءكم رس��ول بِما ل تهوى أنفس‬ ‫ۡ َ ۡ رَ ۡ ُ َ َ ٗ َ َّ‬ ‫َ ٗ َۡ ُ َ‬ ‫بت ۡم فف ِريقا كذ ۡب ُت ۡم َوف ِريقا تق ُتلون‪ )٨٧ ‬ابلقرة‪.‬‬ ‫ٱستك‬ ‫هَّ َ َ ۡ ُ ُ َ‬ ‫َّ ذَّ َ َ ۡ ُ ُ َ َ ٔ َ َٰ‬ ‫ت ٱللِ و يقتلون‬ ‫وق��ال تعالى ( إ ِ ن ٱلِين يكفر ون ب ِا ي ِ‬ ‫َّ ّ َ َ يرۡ َ ّ َ َ ۡ ُ ُ َ ذَّ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫ٱل َ َ ۡ ُ‬ ‫��ط‬ ‫��ق و يقتلون‬ ‫ِين يأ م ُر ون بِٱلقِس ِ‬ ‫ٱنلب ِ ِي‍ۧ��ن بِغ ِ ح ٖ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ​َ ّ ۡ ُ‬ ‫م َِن ٱنلَّ ِ‬ ‫اب أ يِل ٍم ‪ )٢١ ‬آل‪ ‬عم��ران‪.‬‬ ‫��اس فب رِشه��م بِع��ذ ٍ‬ ‫ب��ل إنهم أنكروا نب��وة محمد صلى اهلل عليه وس��لم على‬ ‫الرغ��م من أنه��م يعرفون��ه ويعرف��ون نبوته كم��ا يعرفون‬ ‫ذَّ‬ ‫ُ َ‬ ‫��م ۡٱلك َِتٰ َ‬ ‫(ٱل َ‬ ‫ِي��ن َء َات ۡي َنٰ ُه ُ‬ ‫��ب َي ۡع ِرفون ُهۥ‬ ‫أبناءهم ق��ال تعالى‬ ‫‪10‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد السادس ‪ -‬رجــب ‪ 1433‬هـ‬

‫َ َ َ ۡ ُ َ َ ۡ َ ٓ َ ُ ۡ َّ َ ٗ ّ ۡ ُ ۡ يَ َ ۡ ُ ُ َ حۡ َ ُ‬ ‫ٱل َّق َوه ۡم‬ ‫كم��ا يع ِرفون أبناءهمۖ ِإَون ف ِريقا مِنه��م لكتمون‬ ‫َ َ‬ ‫َي ۡعل ُمون ‪ )١٤٦‬ابلقرة‪.‬‬ ‫كذل��ك تنوع��ت انحرافاتهم فى باقى أب��واب االعتقاد ففى‬ ‫املالئكة كثر احلقد عليهم حت��ى اتخذوا جبرائل وميكائيل‬ ‫َ اَ َ َ ُ ّٗ ّ لِهَّ َ َ َ ٰٓ َ‬ ‫لئِكتِهِۦ َو ُر ُسلِهِۦ‬ ‫عدوا لهم فقال تعالى (من كن عدوا لِ وم‬ ‫َ رۡ َ َ َ ٰ َ َ َّ هَّ َ َ ُ ّ ‪َ ۡ ّ ٞ‬‬ ‫كٰفِر َ‬ ‫ين ‪ )٩٨‬ابلقرة‪.‬‬ ‫جبِيل ومِيكىل فإِن ٱلل عدو ل ِل‬ ‫و ِ‬ ‫ِ‬ ‫وكذلك ف��ى اليوم اآلخر فق��د زعموا أنه ال يدخ��ل اجلنة إال‬ ‫اليه��ود ب��ل إن العاصى منهم مهما أجرم فل��ن يدخل النار‬ ‫َ َ ُ ْ َ َ ۡ ُ َ جۡ َ َ اَّ‬ ‫ٱل َّنة إِل َمن‬ ‫إالأيام��ا معدودة قال تعالى (وقالوا ل��ن يدخل‬ ‫اَ َ ُ ً َ ۡ َ َ ٰ َ ٰ ۡ َ َ َ ُّ ُ ۡ ُ ۡ َ ُ ْ ُ ۡ َ ٰ َ ُ‬ ‫ۡ‬ ‫كن ه��ودا أو نصرىۗ ت ِل��ك أمانِيهمۗ قل هات��وا برهنكم إِن‬ ‫ُك ُ‬ ‫نت ۡم َص ٰ ِدق َ‬ ‫ِني‪ )١١١ ‬ابلقرة‪ .‬أما فى كتبهم فلم يرد ش��يئ ذو‬

‫بال عن البعث واخللود والثواب والعقاب إال إشارات بسيطة مما‬ ‫يدل على أن هذا االمر بعيد عن تركيبة الفكر اليهودى املادى‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬انحراف اليهود فى باب االخالق والصفات‬ ‫من خ�لال ما قدمن��ا من مالم��ح االنحراف العق��دى يتبني‬ ‫لن��ا أن ه��ذا الش��عب ش��عب خبي��ث ماك��ر من خ�لال ما‬ ‫تنط��وى علي��ه نفوس��هم م��ن صف��ات وأخ�لاق خبيث��ة‬ ‫ولق��د ظه��رت كثير م��ن هذه االخ�لاق واستش��رت ومنها‪:‬‬ ‫كتمان احلق والعلم ولو كان وحيا منزال كما قا تعالى عنهم‬ ‫ۡ‬ ‫َ​َ ُۡ​ُ َ‬ ‫َ َۡ ُ َ‬ ‫َ ٰٓ َ ۡ َ ۡ َ‬ ‫ون حۡ َ‬ ‫ون حۡ َ‬ ‫ٰ‬ ‫ٱل َّق‬ ‫ٱل َّق بِٱل َبٰ ِط ِل وتكتم‬ ‫ب ل ِم تلبِس‬ ‫ِت‬ ‫(يأهل ٱلك ِ‬ ‫َ​َ ُ ۡ َۡ َُ َ‬ ‫وأنتم تعلمون‪ )٧١ ‬آل عمران‪.‬‬

‫وكذل��ك اخليانة والغدر صفة اصيلة فيهم حتى أنهم ظنوا‬ ‫أنهم يخادعون اهلل وما يخدعون إال أنفس��هم وما يشعرون‬ ‫وخانوا موس��ي مرارا بل خانوا النبى صلى اهلل عليه وسلم‬

‫فنقضوا العهود وحالفوا املشركني وهموا بقتل النبى صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم حتى أجالهم عن املدينة‪.‬‬ ‫كذلك م��ن صفاتهم الذميمة احلس��د لغيره��م على كل‬ ‫َ َّ َ‬ ‫(ود كثِري‪ّ ٞ‬م ِۡن‬ ‫شيئ حتى على الهدى والوحى كم قال تعالى‬ ‫ُ‬ ‫َۡ‬ ‫ۡ َ ٰ َ ۡ َ ُ ُّ َ ُ ّ ۢ َ ۡ َ ٰ ُ ۡ َّ ً َ َ ٗ‬ ‫أه��ل ٱل‬ ‫ب لو يردونكم ِمن بع ِد إِيمن ِكم كفارا حس��دا‬ ‫كِت ِ‬ ‫ّ ۡ ِ َ‬ ‫ّ َ ۡ َ َ َينَّ َ َ ُ ُ حۡ َ ُّ َ ۡ ُ ْ َ ۡ َ ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫س ِهم ِم ۢن بع ِد ما تب لهم ٱلق ۖفٱعفوا وٱصفحوا‬ ‫مِن عِن ِد أنف ِ‬ ‫َ ىَّ َ ۡ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫يَ‬ ‫لُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫هَّ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ت هَّ ُ‬ ‫شءٖ قد ‪ٞ‬‬ ‫ٱلل بأمرهِۗۦٓ إِن ٱلل عل ٰى ك ۡ‬ ‫َ‬ ‫ح ٰ‬ ‫ت يأ‬ ‫ِير ‪ )١٠٩‬ابلقرة‪.‬‬ ‫يِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬


‫تابع‪ :‬هؤالء أعداؤك فاعرفهم‪ :‬اليهود ‪ -‬الحلقة الثانية‬

‫ومن الصفات الذميمة التى ورثوها كابرا عن كابر اإلفس��اد‬ ‫لُ‬ ‫(‪ ...‬كَّ َم��ا ٓ أَ ۡوقَ ُدوا ْ نَ ٗ‬ ‫ارا‬ ‫وإث��ارة الفنت واحلروب كما ق��ال تعالى‬ ‫أۡ َ‬ ‫ّ ۡ َ ۡ َ ۡ َ َ َ هَّ ُ َ َ ۡ َ َ‬ ‫َ َ ٗ‬ ‫ٱلل اَل حُيِبُّ‬ ‫اداۚ َو هَّ ُ‬ ‫��ع ۡون يِف ٱل ِ‬ ‫ۡرض فس‬ ‫ب أطفأها ٱللۚ ويس‬ ‫ل ِلحر ِ‬ ‫ۡ ۡ‬ ‫سد َ‬ ‫ِين‪ )٦٤ ‬المائدة‪.‬‬ ‫ٱل ُمف ِ‬

‫وكذلك البذاءة وسوء األدب الناشئ عن غرورهم واحتقارهم‬ ‫لغيرهم من األمم حتى أنهم يس��مون غيرهم من املسلمني‬ ‫والنص��ارى ب��ـ (األمميني‪ ‬أو‪ ‬األمي�ين) لذل��ك يس��تبيحون‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أۡ ُ ّ‬ ‫دماءهم وأعراضه��م ويقولون (‪ ...‬ل ۡي َس َعل ۡي َن��ا يِف ٱل ّم ِ​ِي‍ َۧن‬ ‫‪ٞ‬‬ ‫َسبِيل‪ )75 ...‬آل‪ ‬عمران‪.‬‬ ‫وفى البرتوكوالت «إن األمميني كقطيع من الغنم وإننا الذئاب‬ ‫فهل تعلمون ما تفعل الغنم حني تنفذ الذئاب إلى احلظيرة»‬ ‫وكذلك يتصفون باجلش��ع والطمع واحلرص على احلياة كما‬ ‫َ لتَ َ َّ َ‬ ‫اس َعلَ ٰى َح َي ٰوة ٖ َوم َِن ذَّٱلِينَ‬ ‫ج َدن ُه ۡم أ ۡح َر َص ٱنلَّ ِ‬ ‫َق��ال تعالى(و ِ‬ ‫ش ُك ۚوا ْ يَ َو ُّد أَ َح ُد ُه ۡم ل َ ۡو ُي َع َّم ُر َأ ۡل َف َس َنة َو َما ُه َو ب ُم َزحزۡ‬ ‫حهِۦ مِنَ‬ ‫أ رۡ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٖ‬ ‫ِ‬ ‫ُ َ‬ ‫ٱلل بَ ِص ُ‬ ‫ۡٱل َع َذاب أَن ُي َع َّم َر ۗ َو هَّ ُ‬ ‫ري ۢ ب ِ َما َي ۡع َملون ‪ )٩٦‬ابلقرة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َ َ َۡ‬ ‫ّ َ‬ ‫ِيثٰ َق ُهمۡ‬ ‫ض ِه��م م‬ ‫وقس��وة القلوب كما ق��ال تعالى (فبِم��ا نق ِ‬ ‫َ َ َّ ٰ ُ ۡ َ َ َ ۡ َ ُ ُ َ َ ٗ‬ ‫وب ُه ۡم قٰس َِية‪ )١٣ ...‬المائدة‪.‬‬ ‫لعنهم وجعلنا قل‬ ‫عداوة اليهود ألهل االسالم‬ ‫إن أش��د الناس عداوة ألهل االسالم وحقدا عليهم على مر‬ ‫األزم��ان هم اليه��ود لذلك وجهوا عداوتهم صوب االس�لام‬ ‫وأهل��ه من��ذ ج��ذور التاري��خ األولى وه��ذه حقيق��ة خالدة‬ ‫ف��ى نفس كل مس��لم ملا يدي��ن به من كت��اب اهلل عز وجل‬ ‫ومل��ا تؤكدة االحداث عب��ر التاريخ والواقع ق��ال اهلل عز وجل‬ ‫لتَ َ َ َّ َ َ‬ ‫َ َ ٰ َ ٗ ّ ذَّ َ َ َ ُ ْ يۡ َ ُ َ‬ ‫َّ‬ ‫��ود َو ذَّٱلِينَ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ج��دن أش��د ٱنلاس ع��دوة ل ِلِي��ن ءامنوا ٱله‬ ‫( ِ‬ ‫َ رۡ َ ُ ْ‬ ‫أشكوا‪ )82 ...‬المائدة‪.‬‬ ‫ولق��د تأصلت جذور هذه العداوة عبر األزمان قدميا وحديثا‪ ،‬هذه‬ ‫العداوة التى متليها عليهم عقيدتهم ومصادرهم وطبائعهم‬ ‫وأخالقهم التى أرس��اها لهم زعماؤهم وحاخاماتهم هذا وقد‬ ‫جاء وصف العداوة فى كثير من آيات القرآن ملصقا باليهود فهم‬ ‫َ اَ َ َ ُ ّٗ ّ لِهَّ َ َ َ ٰٓ َ‬ ‫لئِكتِهِۦ‬ ‫أعداء املالئكةكما قال تعالى (من كن ع��دوا لِ وم‬ ‫َ رۡ َ َ َ ٰ َ َ َّ هَّ َ َ ُ ّ ‪َ ۡ ّ ٞ‬‬ ‫َ ُ​ُ‬ ‫كٰفِر َ‬ ‫ين ‪ )٩٨‬ابلقرة‪.‬‬ ‫بيل ومِيكىل فإِن ٱلل عدو ل ِل‬ ‫ورسلِهِۦ و ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫ِ‬

‫وهم أعداء البش��رية واملؤمنني جميعا بل أعداء أنفس��هم‬ ‫ۡ َ َ ۡ َ َ َ ُ اَ َ ُ َ ٓ ُ‬ ‫كما قال تعالى (ِإَوذ أخذنا مِيثٰقك ۡم ل ت ۡسفِكون د َِما َءك ۡم‬ ‫َ اَ خُ ۡ ُ َ َ ُ َ ُ‬ ‫��م َوأَ ُ‬ ‫نت ۡ‬ ‫��م أَ ۡق َر ۡر ُت ۡ‬ ‫��كم ّمِ��ن د َِيٰر ُك ۡ‬ ‫��م ُث َّ‬ ‫��م‬ ‫ول ت ِرج��ون أنفس‬ ‫ِ‬ ‫َۡ‬ ‫َ‬ ‫تش َه ُدون‪ )٨٤ ‬ابلقرة‪.‬‬ ‫َ َ ذَّ َ َ ُ ٓ ْ َّ َ َ ٰ َ ٰٓ َ َ ۡ َ َ َ ُ ۡ َ َ ُ ْ‬ ‫وقال تعالى (ومِن ٱلِين قالوا إِنا نصرى أخذنا مِيثٰقهم فنسوا‬ ‫بۡ ۡ َ ٓ ىَ‬ ‫ۡ‬ ‫ُ ّ ْ‬ ‫َ​َ ۡ‬ ‫ّٗ‬ ‫َحظ��ا ّم َِّما ذك ُِروا بِهِۦ فأغ َر ۡي َنا بَ ۡي َن ُه ُم ٱل َع َد َاوةَ َوٱلَغضا َء إ ِ ٰل يَ ۡو ِم‬ ‫اَ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ۡٱلقِ َيٰ َمةِۚ َو َس ۡو َف يُنَ ّب ُئ ُه ُم هَّ ُ‬ ‫ٱلل ب ِ َما كنوا يَ ۡص َن ُعون‪ )١٤ ‬المائدة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫إن هذه العداوة التى تسرى فى دمائهم لكل ما ليس يهودى‬ ‫جتعلهم أجدر أن يكونوا أعدى أعداء اإلسالم على مر األزمان‬ ‫ولذلك كان من الواجب دينا أن نتعرف على هذا العدو وندرس‬ ‫أحوالهم املاضية واحلاضرة‪.‬‬ ‫مظاهر العداوه قدميا وحديثا‬ ‫إذا ذه��ب الباحث يع��دد حوادث التاريخ التى تش��هد بعمق‬ ‫العداء اليهودى إلى كل ما هو إسالمى ال يستطيع إحصاءها‬ ‫بل رمبا يصدق القائل أن ما من فتنة أو مصيبة فى صفحات‬ ‫التاريخ اإلسالمى إال وكان لليهود دور رئيس فيها‪.‬‬ ‫فه��م الذين ألب��وا األحق��اد واألحزان على الدولة املس��لمة‬ ‫الناش��ئة بداية من محاوالت ال��دس والوقيعة وإثارة الفتنة‬ ‫بن املؤمنني إلى محاوالت رد املس��لمني عن دينهم حتى قال‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫َ َ َ َّ ٓ َ ‪ۡ َ ۡ ّ ٞ‬‬ ‫ۡ َ‬ ‫ٰ‬ ‫ب ءامِنوا‬ ‫اهلل تعالى‬ ‫��ل ٱلكِت ِ‬ ‫عنه��م (وقالت طائِفة مِن أه ِ‬ ‫ذَّ ٓ ُ َ لَىَ ذَّ َ َ َ ُ ْ‬ ‫َ ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٱك ُف ُر ٓوا ْ َءاخ َِرهۥُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫نزل ع ٱلِين ءامنوا وجه ٱنله��ارِ و‬ ‫بِ��ٱلِي أ ِ‬ ‫َ َ َّ ُ ۡ َ ۡ ُ َ‬ ‫جعون‪ )٧٢ ‬آل‪ ‬عمران‪.‬‬ ‫لعلهم ير ِ‬ ‫وهم الذين آذوا النبى صلى اهلل عليه وسلم بالقول القبيح‬ ‫واخلطاب الس��يئ حتى قال اهلل تعال��ى محذرا املؤمنني من‬ ‫َ َ‬ ‫ْ اَ َ ُ ُ ْ‬ ‫ُ ُ ْ ُ َ‬ ‫(يأ ُّي َها ذَّٱل َ‬ ‫طريقتهم ٰٓ‬ ‫ِين َء َام ُنوا ل تقولوا َرٰع َِنا َوقولوا ٱنظ ۡرنا‬ ‫َ‬ ‫َ ۡ َُ ْ َ ۡ َ‬ ‫ين َع َذ ٌ‬ ‫كٰفِر َ‬ ‫اب أ يِل ‪ٞ‬م‪ )١٠٤ ‬ابلقرة‪.‬‬ ‫وٱسمع ۗوا ول ِل‬ ‫ِ‬ ‫فنهى عن التش��به بهؤالء اليهود ف��ى قولهم للنبى صلى‬ ‫اهلل عليه وس��لم «راعنا» ويقصدون بها الرعونة التى تعنى‬ ‫اخلفة واحلمق بل تعدى األمر منهم وجاوزت عداوتهم احلدود‬ ‫حتى حاولو قتل النبي صلى اهلل عليه وس��لم حني أتى بنى‬ ‫النضير فألب عليه حيي بن أخطب وأرادوا خيانته والغدر به‬ ‫‪11‬‬


‫تابع‪ :‬هؤالء أعداؤك فاعرفهم‪ :‬اليهود ‪ -‬الحلقة الثانية‬

‫فأخبرة اهلل تعالى بصنيعهم وفى صحيح البخارى أن يهود‬ ‫خيبر هم الذين دس��وا السم فى الشاة ليقتلوا النبى صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم وكان هذا منتهى احلقد منهم على رسول‬ ‫االس�لام إذ حاولوا قتله مرارا لكن اهلل عصمه ويأب اهلل إال‬ ‫أن يتم نوره ولو كره املشركون‪.‬‬ ‫نقض املعاهدات وتدبير املؤمرات‬ ‫إن اليه��ود ضرب��و ا أخب��ث املثل ف��ى نقض العه��ود والغدر‬ ‫واخلديعة واملكر الس��يما مع النبى صلى اهلل عليه وس��لم‬ ‫فقدمي��ا هم الذي��ن اش��علوا نار احل��رب ب�ين األوس واخلزرج‬ ‫وعاهده��م النب��ى صل��ى اهلل علي��ه وس��لم وأمنهم على‬ ‫دينه��م وأموالهم مبجرد قدومه املدين��ة لكنهم ما لبثوا أن‬ ‫نقض��وا العهد وبدأو بالعدوان بش��تى األس��اليب فهذا ابو‬ ‫عفك اليهودى وكعب بن األشرف يتطاوالن على النبي صلى‬ ‫اهلل عليه وس��لم بأش��عارهم وهجائهم حت��ى أهدر النبى‬ ‫صلى اهلل عليه وس��لم دمه��م وهكذا أمع��ن بنو قينقاع‬ ‫ف��ى الغدر والبغى والعناد حت��ى حاصرهم النبى صلى اهلل‬ ‫عليه وس��لم وأجالهم عن املدين��ة وهكذا فعل النبى صلى‬ ‫اهلل عليه وس��لم م��ع بنى النضي��ر ثم كان��ت الكرة على‬ ‫بن��ى قريظة الذين حزبوا االح��زاب ونقضوا العهد مع النبى‬ ‫صلى اهلل عليه وس��لم حتى نصره اهلل علي سائر االحزاب‬ ‫نص��را م��ؤزرا ومع ذلك ل��م يتخ��ل اليهود ع��ن طبيعتهم‬ ‫الدنس��ة وواصلو غدرهم وخياناتهم حتى اس��تأصل النبى‬ ‫صل��ى اهلل عليه وس��لم ش��أفتهم م��ن املدينة ف��ي غزوة‬ ‫خيب��ر ولم تنته دس��ائس اليهود ومؤمراتهم ضد اإلس�لام‬ ‫وأهل��ه بل اس��تمكنت منه��م الع��داوه وأمعنوا ف��ى إثارة‬ ‫الف�تن والقالقل بني أهل اإلس�لام فقد تآمروا على قتل عمر‬ ‫بن اخلطاب رضى اهلل عنه وكانوا رأس��ا فى إش��عال الفتنة‬ ‫الكب��رى بني الصحابة عل��ى يد عبداهلل بن س��بأ اليهودى‪.‬‬ ‫هذا ولم يس��أم القوم عل��ى مر التاريخ م��ن إعمال عنصر‬ ‫اخليان��ة والغ��در الس��يما م��ن خ�لال احمل��اوالت الدؤوبة فى‬ ‫إفس��اد عقائد املس��لمني فاحملققون يجزمون أن اليهود هم‬ ‫‪12‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد السادس ‪ -‬رجــب ‪ 1433‬هـ‬

‫الذين أنش��أوا التش��يع والرفض على يد بن سبأ كما سبق‬ ‫بيانه وهم الذين أس��هموا فى بذور الفرق اإلس�لامية التى‬ ‫حادت عن الكتاب والس��نة كاملعتزل��ة واجلهمية والباطنية‬ ‫واإلس��ماعيلية والقرامطة الدروز وهم الذين مهدوا للدولة‬ ‫الفاطمية وهم الذين احتضنوا البهائية والقاديانة كل هذا‬ ‫بغرض إفساد دين املسلمني‪.‬‬ ‫ولن ينسي املس��لمون ما فعله يهود الدومنة فى تركيا حني‬ ‫أظهرو اإلسالم وأبطنوا كفرهم –كديدنهم في ذلك‪ -‬ودخلوا‬ ‫فى عمق اخلالفة وكادوا لإلسالم فأسسوا اجلمعيات السرية‬ ‫لإلطاحة باخلالفة ثم إعالن العلمانية التى نشأت فى األصل‬ ‫من رحم اليهودية‪.‬‬ ‫لق��د انتهز اليهود اخل��واء الروحى واالقتصادى والسياس��ي‬ ‫الذي منى به الغرب والش��رق فتحكموا ف��ى مقاليد األمور‬ ‫الس��يما فى الواليات املتحدة األمريكية أما فى روسيا فقد‬ ‫كان��وا وراء ابتداع وترويج النظرية املاركس��ية الش��يوعية‬ ‫وتطبيقها فى دول االحتاد السوفيتى بقوة احلديد والنار التى‬ ‫راح ضحيتها املاليني السيما من املسلمني‪.‬‬ ‫ه��ذا ومن جملة الع��داوة ما أثاروه فى أوس��اط املس��لمني‬ ‫م��ن أفكار هدام��ة ونعرات طائفي��ة كانوا وراءه��ا قاصدين‬ ‫تدمير العقيدة والهوية فى نفوس املس��لمني فهم أصحاب‬ ‫النع��رات القومي��ة ف��ى اخلالف��ة العثماني��ة الت��ى توالها‬ ‫أتات��ورك وأعوانه وانتهت بس��قوط اخلالفة وهم مؤسس��وا‬ ‫النعرة اإلحلادية املاركس��ية الت��ى أصبحت قوة تعيش على‬ ‫أبناء املس��لمني وهم أصحاب النزع��ة احليوانية التى لعبت‬ ‫بعق��ول الن��شء وه��م وراء هدم األس��رة وتف��كك الروابط‬ ‫واجملتمع��ات وهم أصحاب نزع��ة االنحالل والتفس��خ وهم‬ ‫ق��ادة طالئع االستش��راق وأبرز قادة التبش��ير وهم أصحاب‬ ‫أزمة الش��رق األوسط‪ ،‬إن هذه األفكار نبتت من بنات العقل‬ ‫اليهودي اخلبيث خلفا عن سلف توالها رؤوس ضالل فى كل‬ ‫عص��ر من أمثال كعب بن األش��رف وابن احلقيق وابن س��بأ‪.‬‬


‫تابع‪ :‬هؤالء أعداؤك فاعرفهم‪ :‬اليهود ‪ -‬الحلقة الثانية‬

‫وانتهاءا بـ مدحت باش��ا وأتاتورك ومارك��س وهرتزل وفرويد‬ ‫ودور كامي وجان بول سارتر وجولد تسيهر وصمويل زومير هؤالء‬ ‫وتالميذه��م فى كل عصرا صنعوا على أعينهم فتنا عمياء‬ ‫ونكبات ظلماء استمكنوا بها من كثير من البالد والعباد‪.‬‬ ‫هذا واليزال مسلسل العداوة تتكامل حلقاته تترجمها تلك‬ ‫املمارس��ات الدموية في فلسطني بصورة مباشرة أو بصورة‬ ‫غير مباش��رة عن طريق جنود اليهود وعمالئها في كثير من‬ ‫بالد العالم السيما دول العالم اإلسالمي‪.‬‬ ‫أهداف اليهود ومخططاتهم فى العصر احلاضر‬ ‫إن طموح��ات اليه��ود وأهدافه��م ال تقف عند ح��د التأثير‬ ‫املباش��ر أو غير املباش��ر بل هم يخططون لإلس��تيالء علي‬ ‫العالم حتت سيطرة إسرائيل هذا الكيان الذى مت إنشاؤه في‬ ‫فلسطني والذين يزعمون أن حدوده ستكون من العراق شرقا‬ ‫إلي مصر غربا (من النيل إلى الفرات) ومن شمال الشام إلي‬ ‫يث��رب جنوبا ومن أجل ه��ذه الغاية الكبري كان لهم جملة‬ ‫من األهداف واخملططات واألس��اليب التي س��لكوها ابتغاء‬ ‫الوصول إلي ذلك احللم املنشود‪:‬‬ ‫‪ -1‬تأسيس وتثبيت مملكة إسرائيل و يكون مركزها أورشليم‬ ‫«الق��دس» وتكون هي منطلق نش��اطهم ومركز حتكمهم‬ ‫فــي الــعــالــم‪.‬‬ ‫‪ -2‬إثارة النزعات واحلروب احمللية والعاملية بني األمم والش��عوب‬ ‫حتي تقع تلك االمم في قبضتهم فهم يس��تفيدون من إثارة‬ ‫الفنت في في إضعاف الشعوب ليخلو لهم اجلو ويصلوا إلي‬ ‫أغراضهم اخلبيثة‪.‬‬ ‫‪ -3‬إش��اعة الفوض��ي واخليان��ات والفس��اد اخللق��ي ليتردى‬ ‫العالم وينحط ويسهل التحكم به‪.‬‬ ‫‪ -4‬اس��تعمال أجه��زة األعالم اخلبيث��ة والس��يطرة عليها‬ ‫وتوجيهه��ا ووض��ع سياس��ة إعالمي��ة عاملي��ة تص��ب في‬ ‫مصلحة اليهود‪.‬‬ ‫‪ -5‬التحك��م قي االقتص��اد العاملي عن طري��ق امتالك أكبر‬ ‫عدد من الشركات والبنوك واملشروعات االقتصادية العاملية‬

‫باإلضاف��ة إلي احت��كار الذهب ومضاعفة األعم��ال الربوية‬ ‫والتحكم في أس��واق البورصة وتش��جيع األنظمة الربوية‬ ‫والضرائبية واالشتراكية التأميمية املدمرة‪.‬‬ ‫‪ -6‬نش��ر النظريات الهدام��ة واجلمعيات الس��رية واألحزاب‬ ‫الفوضوية واحلركات الثورية وجتنيد وتشجيع عصابات النهب‬ ‫واخلطف واالغتياالت ونحو ذلك مما يشغل العالم ويرهقه‬ ‫‪-7‬الس��يطرة علي الدول النصرانية والشيوعية لتكون أداة‬ ‫في أي��دى اليهود لتحقيق األه��داف اليهودية وهذا ماحدث‬ ‫فعال في أمريكا وبريطانيا واإلحتاد السوفييتى‪.‬‬ ‫إن حلقات املؤامرة اليهودية تتشابك يوما بعد يوم لتتضح‬ ‫جلي��ا تفاصي��ل املؤام��رة العاملية الت��ي يراد منه��ا إحكام‬ ‫السيطرة على أهل اإلس�لام إلقصاء هذا الدين احلنيف من‬ ‫الوجود ألنه احلاجز الكبير الذي يحول بني اليهود وبني إحكام‬ ‫مؤامراته��م ومخططاته��م إذ أن القرآن قد كش��ف بجالء‬ ‫مكامن هذا العدوكما أسلفنا‪.‬‬ ‫كانت هذه بع��ض كلمات أردت بيانه��ا إلخواننا القراء علي‬ ‫مدار حلقتني الستجالء بعض مالمح هذا العدو ليقف كل‬ ‫مس��لم علي حقيقة ه��ذا اخلطر الذي يأت��ي علي األخضر‬ ‫واليابس أال فليفق شباب الدعوة من رقدتهم ولينهضوا من‬ ‫كبوتهم وليرابطوا علي ثغور اإلس�لام واليبرحوا أماكنهم‬ ‫لهثا وراء الدعاوي احلزبية أو األمانى السياسية حتي اليقعوا‬ ‫في شراك هذا الفخ اليهودي واخملطط الصهيونى‪.‬‬ ‫أهم املراجع‬ ‫‪1 .1‬إظهار احلق علي اخللق‪ :‬رحمة اهلل الهندي‪.‬‬ ‫‪2 .2‬موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية‪ :‬لألستاذ عبد الوهاب املسيري‪.‬‬ ‫‪3 .3‬أحجار علي رقعة الشطرجن‪ :‬وليم جاي كار‪.‬‬ ‫‪4 .4‬التعصب اليهودي‪ :‬عمر بن عبد العزيز قريشي‪.‬‬ ‫‪5 .5‬موسوعة األديان واملذاهب املعاصرة‪ :‬إشراف د‪ .‬مانع اجلهني‪.‬‬ ‫‪6 .6‬دفائن النفسية اليهودية‪ :‬محمود الزغبي‪.‬‬ ‫‪7 .7‬قبل الكارثة نذير ونفير‪ :‬عبد العزيز مصطفي كامل‪.‬‬ ‫‪8 .8‬املوجز في املذاهب واألديان‪ :‬د‪ .‬ناصر القفاري‪ ،‬د‪ .‬ناصر العقل‪.‬‬ ‫‪9 .9‬اإلسالم واألديان‪ :‬دمصطفي حلمي‪.‬‬ ‫‪1010‬األديان والفرق واملذاهب املعاصرة‪ :‬عبد القادر شيبة احلمد‪.‬‬ ‫‪1111‬الفصل‪ :‬ابن حزم‪.‬‬ ‫‪1212‬امللل والنحل‪ :‬الشهرستاني‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫صهيونية ‪ -‬الحلقة الثانية‬

‫سوعة اليهود واليهودية وال‬ ‫قرأت لك‪ :‬مو‬

‫موسوعة‬ ‫ اليهود واليهودية ‬

‫ والصهيونية‬ ‫ستاذ عبد الوهاب المسيري‬

‫لأل‬

‫الحلقة الثانية‬ ‫بقلم أ‪ .‬محمود الصاوي‬

‫احلمد هلل وحده والصالة والسالم على من ال نبي بعده‪...‬‬ ‫فه��ذه هي احللقة الثانية في عرض كتاب «اليهود واليهودية‬ ‫والصهيونية» لألستاذ عبدالوهاب املسيري‪ ،‬نقدم من خالله‬ ‫قراءةً ف��ي كتابنا هذا من خالل عرض أه��م املوضوعات التي‬ ‫احتوتها أجزاء الكتاب وأبوابه‪ .‬ومن خالل إطاللة خفيفة على‬ ‫أهم هذه املوضوعات‪ .‬وذلك نظرا ً لطول املوس��وعة وضخامة‬ ‫مادتها التي اس��توعبتها سبعة مجلدات هي عدد مجلدات‬ ‫الكتاب‪ .‬نسأل اهلل عز وجل التوفيق والسداد في بيان املراد من‬ ‫خالل هذه اإلطاللة اليسيرة واخملتصرة على مجلدات الكتاب‪.‬‬ ‫املـجـلـد األول‬ ‫يع��د اجمللد األول في هذه املوس��وعة املبارك��ة مبثابة املدخل‬ ‫للموس��وعة متش��يا ً على ما درج عليه كثير من األكادمييني‬ ‫في إع��داد مدخل مفاهيمي ومصطلح��ي للموضوع محل‬ ‫الدراسة ولذا فقد متثل هذا املدخل في إعداد اإلطار النظري‬ ‫‪14‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد السادس ‪ -‬رجــب ‪ 1433‬هـ‬

‫ويعني ب��ه مجموعة النظري��ات واملفاهي��م واملصطلحات‬ ‫واملفردات التي يعتمد عليها املوضوع محل الدراسة وعليه‬ ‫فإن اجمللد األول قسمه املصنف إلى أربعة أجزاء‪.‬‬ ‫ح��وى اجل��زء األول مقدمة تام��ة ببيان منهجي��ة الباحث‬ ‫وعرض فهرست إجمالي للموضوعات ثم استعراض جملة‬ ‫من املفردات واملسلمات الهامة التي أطلق عليها ما يسمى‬ ‫باملق��والت التحليلية وأن��واع اخلطاب العرب��ي في مواجهة‬ ‫وحتلي��ل الظاه��رة اليهودي��ة الصهيوني��ة س��واء كان هذا‬ ‫اخلطاب عملي أو أخالقي‪.‬‬ ‫وكان م��ن أهم املوضوعات ه��ذا اجلزء أيضا ً م��ا أطلق عليه‬ ‫«فشل النموذج املادي في تفسير ظاهرة اإلنسان» حيث أورد‬ ‫م��ن خاللها بعض اإلش��كاليات النظري��ة التي توضح عدم‬ ‫التوافق بني بعض النظريات اإلنس��انية واملادية في تفس��ير‬ ‫وحتليل بعض ظواهر طبيعة اإلنسانية‪.‬‬


‫تابع‪ :‬موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية ‪ -‬الحلقة الثانية‬

‫وفي اجل��زء الثاني ع��رض املؤلف لبع��ض أدوات التحليل ال‬ ‫سيما «النماذج» في وجهة نظر نقدية حيث يرى أن‪ ‬النماذج‬ ‫العربيـ��ة التـي يعتمـد عليهــا السـاس��ـة واملـفـكـرون‬ ‫ف��ي نقـد الش��خصيـة اليهوديـ��ة يعتبـر من��وذج ذو أبعاد‬ ‫سياسية واقتصادية مباش��رة كما أنهــا حتكــم بعيــدا‬ ‫عــن إطـارهـا الفكري‪.‬‬ ‫وأم��ا اجل��زء الثال��ث والرابع مهد في��ه للحل��ول املقترحة‬ ‫لتأطي��ر الش��خصية اليهودية وتعرض ملفه��وم العلمانية‬ ‫ذل��ك ألن الصل��ة وثيقة والعالقة وطيدة كم��ا عبر عن ذلك‬ ‫بع��ض الكُتاب بقوله «إن العلمانية مس��خ نتج جراء حمل‬ ‫اليهودية من الش��يطان س��فاحاً» ثم تع��رض املؤلف لبيان‬ ‫جملة من االصطالحات التي كثر اس��تخدامها في املصادر‬ ‫اليهودية (إس��رائيل ‪ -‬الدولة الصهيوني�� ُة ‪ -‬الصهيونييتان‬ ‫التي ترمز إلى الصهيونية االستيطانية ‪ -‬العلمانيتان التي‬ ‫ترمز إلى املسيح اخمللص اليهودي‪)...‬‬ ‫والذي يتتبع بيان املؤلف لهذه املصطلحات يعلم أنه فسرها‬ ‫من خالل احلق��ل الدالل��ي للمصطلح واتكأ عل��ى احليادية‬ ‫وعدم التحيز كذلك استخدم نفس املنطق في املصطلحات‬ ‫املترجمة س��وا ًء من اللغات األوروبية احلديثة على اعتبار أن‬ ‫َ‬ ‫معظم اجلماعات اليهودية وافدة من مناطق شتى تختلف‬ ‫ثقافاتها ولغاتها وس��وا ًء كانت هذه مصطلحات وافدة من‬ ‫اللغ��ات العبرانية القدمي��ة‪ .‬أيضا ً من خ�لال اإلطار الداللي‬ ‫للكلمة في اللغة التي نشأ منها املصطلح‪.‬‬ ‫املـجـلـد الـثـانـي‬ ‫قسمه املصنف إلى أربعة أجزاء‪.‬‬ ‫اجلزء األول تناول فيه طبائع اليهود في كل زمان ومكان ونقل‬ ‫أراء جمل��ة من املفكرين الغربيني ف��ي اليهود وجماعاتهم‪.‬‬ ‫ثم انتقل من خالل عرض موس��ع إلى بيان اإلشكاليات التي‬ ‫تالزم الوجود اليهودي والتي تُعد عقدا ً أو إن شئت فقل دفائن‬ ‫النفسية اليهودية مثل إشكالية الوحدة والنفوذ اليهودي‬ ‫أو إشكالية العبقرية واجلرمية اليهودية‪.‬‬ ‫ث��م عرض املصنف لنقطة في منتهى اخلطورة وهي قضية‬

‫اس��تقطاب اجلماعات اليهودية من شتى بقاع العالم حتت‬ ‫عنوان (هجرات وانتشار أعضاء اجلماعات اليهودية)‪.‬‬ ‫وأما اجلزء الثاني والثالث ع��رض املصنف لتاريخ اجلماعات‬ ‫اليهودي��ة س��وا ًء أكانت منقرضة أم هامش��ية أم س��ائدة‬ ‫وما يتصل بذلك من توزي��ع طبوغرافي لليهود وبيان أماكن‬ ‫تواجد وتكاثرهم الس��يما الواليات املتحدة وفرنس��ا و أملانيا‬ ‫وروسيا وإسرائيل‪.‬‬ ‫وأما اجل��زء الرابع يبرز فيه املصنف مكام��ن العداء اليهودي‬ ‫واخللفيات الرئيس��ية لهذا العداء وبعض التجليات املتعينة‬ ‫ملعاداة اليهود كذلك عرض حلادثة تاريخية تعرض لها اليهود‬ ‫وأحسنوا اس��تغاللها في ترسيخ عقدة املظلومية والترويج‬ ‫ألحقيتهم في الوجود السيما في فلسطني وهي اإلبادة النازية‬ ‫واإلشكاليات الناجمة عنها بالنسبة ليهود أوربا ثم توضيح‬ ‫هام ملالمح التعاون بني بعض اجلماعات اليهودية والنازية‪.‬‬ ‫املـجـلـد الثالث‬ ‫وق��د حمل عنوان (اجلماعات اليهودي��ة‪ :‬التحديث والثقافة)‬ ‫وكما يب��دو من العن��وان فموضوعات هذا اجملل��د تدور حول‬ ‫محورين رئيسني أحدهما احلداثة‪ ،‬والثاني الثقافة والفنون‪.‬‬ ‫أما احملور األول فقد تناول في��ه بعض النظريات و‪ ‬االجتاهات‬ ‫العاملية الت��ي متثل تطورا ً أوحتديث��ا ً لليهودية أوالصهيونية‬ ‫العاملي��ة ابتدا ًء م��ن العلمانية والذي يتأم��ل جذورها يعلم‬ ‫عمـق الـصـلـة والـتـالزم ب�ين أصـالـة الـفـكـر اليهودي‬ ‫وبني تطبيقــ��ات العلمانية في العال��م‪ .‬لذلك من األفكار‬ ‫الت��ي تتصـل بالفكــ��ر اليهــودي «الـرأس��ـمـالـيــــة»‬ ‫والـتـي ســادت الـعـالـم حلـقـبـة طـويـلــة اسـتـطـاع‬ ‫الـيـهـود مـن خـالل تعميم الفكرة السيما الدول املتقدمة‬ ‫من الس��يطرة على رأس الـمـــال وبس��ط النفوذ اليهودي‬ ‫عل��ى مكام��ن االقتص��اد العاملـي‪ .‬كذلك يتط��رق املصنف‬ ‫إلى الصالت الوثيقة بني الفكر االش��تراكي كامتداد للفكر‬ ‫الـيـهـودي الـتـحـكـمـي‪.‬‬ ‫‪15‬‬


‫تابع‪ :‬موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية ‪ -‬الحلقة الثانية‬

‫أما اجلزء الثاني من هذا اجمللد فيعرض فنون وأنواع الثقافات‬ ‫التي س��ادت في األوس��اط اليهودية أوأراد أعضاء اجلماعات‬ ‫اليهودي��ة بثه��ا ف��ي األجناس األخ��رى وصوال إل��ى أغراض‬ ‫وأهداف معينة وقد تش��كل هذا اإلطار الثقافي في الفنون‬ ‫التشكيلية واملتاحف وأنواع املوسيقى والرقص والسينما‪،‬‬ ‫ث��م ظه��ور م��ا يس��مى ب��األدب اليه��ودي أو الصهيون��ي‪.‬‬ ‫ال س��يما املكت��وب باللغة العبري��ة‪ .‬في محاول��ة إلحيائها‬ ‫السيما وأن األدب هو وعاء اللغة التي به تطفو على السطح‪.‬‬ ‫وعليه فقد قام لهذه الثقافة جملة من املفكرين والفالسفة‬ ‫وعلم��اء االجتم��اع وعلم��اء النفس م��ن أعض��اء اجلماعات‬ ‫اليهودية إلرس��اء دعائمها وحتقيق املرجو من تلك اخملططات‬ ‫هذا كله كشف عنه املؤلف في ثنايا هذه الصفحات‪.‬‬ ‫املـجـلـد الرابع‬ ‫وينقسم إلى ثالثة أجزاء رئيسية جميعها يؤرخ للجماعات‬ ‫اليهودية على مر التاريخ‪.‬‬ ‫أم��ا اجل��زء األول فيتضمن تواري��خ اجلماع��ات اليهودية في‬ ‫العالم الق��دمي (مثل تاريخ اليهود في مص��ر واإلمبراطورية‬ ‫احليثية ‪ -‬عند اآلشوريني والبابليني ‪ -‬احلوريون والفلستيون ‪-‬‬ ‫عند الكنعانيني) وليس هذا مجرد عرض ألحداث لكنه أيضا‬ ‫تعرض لبعض األفكار واملعتقدات التي زامنت تلك األحقاب‬ ‫مثل «فكرة الهيكل ‪ -‬عبادة إسرائيل‪»...‬‬ ‫وفي اجل��زء الثاني ي��ؤرخ للجماعات اليهودية ف��ي العالم‬ ‫اإلس�لامي امت��دادا من الش��رق األدن��ى قبل وبعد انتش��ار‬ ‫اإلس�لام وإلى األندل��س‪ ،‬وكذلك توضي��ح لبعض اجلماعات‬ ‫التي عاش��ت في ظ��ل الدولة العثمانية‪ ،‬ثم س��لط الضوء‬ ‫على اجلماعات املتأخرة في أثناء القرن التاسع عشر‪.‬‬ ‫أم��ا اجلزء الثال��ث فيؤرخ للجماع��ات اليهودية ف��ي بلدان‬ ‫العال��م الغربي قدميا ً وحديثا ً وانتش��ارها في عدد من الدول‬ ‫‪16‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد السادس ‪ -‬رجــب ‪ 1433‬هـ‬

‫واألوروبية السيما في ربوع اإلمبراطورية البيزنطية وأسبانيا‬ ‫املس��يحية وانتش��ارهم كذلك بفرنس��ا وإجنلترا والنمسا‬ ‫وهولندا و ايطاليا وروس��يـا القيصريــ��ة حتى عام ‪1885‬م‬ ‫ثم عرض ملا أسماهم باليهود اجلدد مستعرضا ً أهم املالمح‬ ‫واخملططات واخللفيات الثقافية واالعتقادية‪.‬‬ ‫املـجـلـد اخلامس‬ ‫قسمه كذلك إلى عدة أجزاء تناول من خاللها عدة مفاهيم‬ ‫ف��ي غاية اخلطورة تبدو خطورتها أنها تش��كل اإلطار العام‬ ‫للخلفيات الثقافي��ة واالعتقادية واالجتماعية للصهيونية‬ ‫املعاصرة وكذلك توضح العالقة بني اليهودية وأفرادها وبني‬ ‫األفكار النابعة من جوهر اليهودية واجملاورة لها‪.‬‬ ‫فصدر اجلزء األول مبجموعة من اإلش��كاليات كإش��كالية‬ ‫اليهودي��ة واحللولي��ة وإش��كالية العالق��ة ب�ين اليهودي��ة‬ ‫والصهيونية‪ ،‬ثم انتق��ل إلى اجلزء الثاني وتناول فيه جملة‬ ‫من املفاهيم والعقائد األساس��ية والتي أشرنا إلى بعضها‬ ‫في مقالنا الس��ابق عن اليهود ومن هذه املصطلحات التي‬ ‫اس��توعبها وفص��ل فيها (اإلله ‪ -‬الش��عب اخملت��ار ‪ -‬األرض‬ ‫ األنبي��اء ‪ -‬احلاخامي��ة ‪ -‬األعي��اد اليهودي��ة ‪ -‬املاش��يح‪)...‬‬‫أما اجلزء الثالث من هذا اجمللد فعرض فيه إلى الفرق الدينية‬ ‫اليهودي��ة وه��ذا بخ�لاف عرضه الس��ابق ع��ن التجمعات‬ ‫اليهودية وانتشارها ومن هنا وجه دراسته إلى إبراز العالقات‬ ‫بغ��ض النظ��ر عن تكيي��ف وحتكيم هذه العالق��ات فعرض‬ ‫للعالقة ب�ين اليهودي��ة واملس��يحية واليهودية واإلس�لام‬ ‫وعرض لبعض االجتاه��ات اليهودي��ة كاليهودية احملافظــة‬ ‫والـيـهـوديـة الـعـلـمـانـيـة‪.‬‬ ‫أما املـجـلـد السادس‬ ‫فأف��رده املصنف في احلدي��ث عن الصهيوني��ة العاملية وما‬ ‫حتمل��ه في رحمه��ا من خباي��ا وأفكار ومخطط��ات فتناول‬ ‫ف��ي اجلزء األول العالقة بني الصهيوني��ة والعلمانية وعمق‬


‫تابع‪ :‬موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية ‪ -‬الحلقة الثانية‬

‫العالقات بينهما مهما تقمص��ت هذه الصهيونية العديد‬ ‫من الصور التي في أصلها مبنية على املراوغة واخملادعة‬

‫أخيرا ً بني املراجع واملرجعية‬ ‫هي نقطة هام��ة تطرق إليها املؤلف ما ل��م جتده في غيره‬ ‫م��ن املؤلف��ات أنه ق��ام بتحرير ثب��ت للمرجعي��ات واملراجع‬ ‫فكالهما من أهم احملاور واألسس التي قام عليها هذا العمل‬ ‫فاملراجع تتناول االقتباسات املباشرة أما املرجعيات فتتناول‬ ‫جذور الفكر نفس��ه وكان من أهم املرجعيات التي اس��تفاد‬ ‫منها املصنف ما ذكره في مقدمة هذه املوس��وعة كان من‬ ‫أه��م الش��خصيات التي ذكرها األس��تاذ سعيد‪ ‬بس��يونى‬ ‫والدكتور‪ ‬محمد‪ ‬مصطفي‪ ‬بدوي‪ ‬واألس��تـاذ‪ ‬كافـني‪ ‬رايلي‬ ‫وكذلك اس��تفاد من كتابات كارل مارك��س وروجيه جارودي‬ ‫وكتاب��ات إبراه��ام ماي��ر وكذلك األس��تاذ إس��ماعيل راجي‬ ‫الفاروق��ي فيم��ا يتص��ل مبج��ال اليهودي��ة وغيره��م م��ن‬ ‫رج��االت السياس��ة والثقاف��ة واألدب واملتخصص�ين ف��ي‬ ‫مج��ال مقارن��ة األدي��ان الس��يما فيم��ا يتص��ل باليهودية‬ ‫كذل��ك اعتم��د عل��ى جملة كبيرة م��ن املراجع ف��ي مجال‬ ‫الـيـهـوديـة و‪ ‬الـدارسـات االسـتـراتـيـجـية و‪ ‬السياسية‬ ‫و‪ ‬الطبوغرافية التي تتصل بالباب مما كان له إس��هام واضح‬ ‫في إخراج العمل على صورته احلالية‪.‬‬

‫أما املـجـلـد السابع‬ ‫فهو عبارة عن دراس��ة واعي��ة للواق��ع الصهيونى املعاصر‬ ‫ف��ي ظ��ل أب��واق الدول��ة اللقيط��ة وعالقاتها ب��دول اجلوار‬ ‫فتطرق ملس��ألة التطبيع وخطورته وعالقت��ه بالصهيونية‬ ‫ثم تناول مشكلة االس��تيطان والتهجير واحملاوالت الدؤوبة‬ ‫إلح�لال اليهود الس��وفيت وغيره��م م��ن املهاجرين محل‬ ‫س��كان األرض ث��م عرض بع��د ذل��ك للعنصري��ة واإلرهاب‬ ‫اليهودي الذي متارس��ه اخلاليا اليهودية ف��ي العالم وكذلك‬ ‫تش��رف عليه دولة إسرائيل الس��يما قبل وبعد عام ‪1948‬م‬ ‫ثم تط��رق في آخر أجزاء هذه املوس��وعة عما أس��ماه أزمة‬ ‫الصهيوني��ة واحلل��ول املتاح��ة الت��ي متك��ن له��ذه الدولة‬ ‫اللقيط��ة م��ن آداء املهام املنوطة بها معتمدة على فس��اد‬ ‫املعتقد وطبيعة النفسية اليهودية اخلبيثة‪.‬‬

‫وف��ي النهاية نقـول أن ما ذكرناه ال ميثل إال عرضا يس��يرا ملا‬ ‫احتوته عناوين هذه املوس��وعة الكبي��رة وإلاَّ فاملقال يحتاج‬ ‫إلى بس��ط واس��ع ليس هذا محله نرجوا أن نكون قد وفقنا‬ ‫في بيان قصدنا من هذا الكتاب في توضيح صورة مبسطة‬ ‫عن هذا الكتاب نسأل اهلل عز وجل التوفيق والسداد والرشاد‬ ‫وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫وتناول ف��ي اجلزء الثان��ى العـــ��رض التاريخـى لنش��ــأة‬ ‫وتطـــور الصهيونيــة‪ .‬وعــ��رض لهــا على أنهــا تيـــار‬ ‫ش��امــل ال يقتصــر عـلـى اجملتمــع اليهـودي فـحـسـب‬ ‫بل اس��تطاع اليهود تصديره مس��تخدمني ف��ي ذلك الفكر‬ ‫والديـــن لترسيـــخ مـبــدأ الـيـهـوديـــة الـعـالـمـيـة‬ ‫وعليـه فقد تكلم عن الصهيونية املس��يحية والصهيونية‬ ‫العلمانيــةوالــصـهـيـونـيـةالسياسيـــةوالصهيونيـة‬ ‫التوطينيـة واالستيطانيــة والــصـهيونية العماليـــة‪.‬‬ ‫ثم في اجلزء الثالث تناول عدد من احملاور اخلطيرة التي تتصل‬ ‫بالصهيونية على أس��اس أنها تنظيم عاملي حتركه احلركة‬ ‫الصهيونية في أمريكا حتت رعاية الدولة اللقيطة‪.‬‬ ‫أم��ا اجلزء الرابع تناول فيه موقف الصهيونية من اجلماعات‬ ‫اليهودية وموقف اجلماعات اليهودية من الصهيونية‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫وعة والضعيفة المشتهرة‬

‫تي تغني عن األحاديث الموض‬

‫ة‪ :‬من األحاديث النبوية ال‬

‫البدائل الصحيح‬

‫البدائل الصحيحة‬

‫من األحاديث النبوية‬

‫التي تغني عن‬

‫وعة والضعيفة المشتهرة‬

‫األحاديث الموض‬

‫بقلم أ‪ .‬تامر األنصاري‬

‫احلمد هلل رب العاملني والصالة والس�لام على س��يد األولني‬ ‫واآلخري��ن محمد بن عب��داهلل وعلى آله وصحب��ه ومن اتبع‬ ‫سنته إلى يوم الدين‪ ...‬أما بعد‪...‬‬ ‫اس��تكماال لألحادي��ث الضعيفة واملوضوعة املش��تهرة‬ ‫وبدائلها الصحيحة في باب الطهارة‪.‬‬ ‫احلديث ‪:4‬‬ ‫«من أكل حلم جزور فليتوضأ»‪.‬‬ ‫ه��ذا احلديث به��ذا اللفظ ال س��ند ل��ه في كتب الس��نة‪،‬‬ ‫كما أش��ار إل��ى ذلك فضيلة الش��يخ ناصر الدي��ن األلباني‬ ‫رحم��ه‪ ‬اهلل‪ -‬ف��ي سلس��لته الضعيف��ة بقول��ه‪( :‬م��ا‬‫يتداول��ه كثير م��ن العامة‪ ،‬و بعض أش��باههم من اخلاصة‪،‬‬ ‫زعم��وا أن ‪ j‬كان يخطب ذات يوم‪ ،‬فخرج من أحدهم ريح‪،‬‬ ‫فاستحيا أن يقوم من بني الناس‪ ،‬و كان قد أكل حلم جزور‪ ،‬فقال‬ ‫رس��ول اهلل ‪ j‬س��ترا عليه‪« :‬من أكل حلم جزور فليتوضأ»‪.‬‬ ‫فقام جماعة كانوا أكلوا من حلمه فتوضأوا‪ )! ‬أ‪ .‬هـ‬ ‫وأصل هذا القول يرجع إلى حديثني ضعيفني‪:‬‬ ‫‪18‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد السادس ‪ -‬رجــب ‪ 1433‬هـ‬

‫األول‪ :‬رواه ابن عساكر عن يحيى بن عبد اهلل البابلتي‪ :‬حدثنا‬ ‫األوزاع��ي حدثني واصل بن أبي جمي��ل أبو بكر عن مجاهد‬ ‫قال‪« :‬وجد النبي صلى اهلل عليه وس��لم ريحا‪ ،‬فقال‪ :‬ليقم‬ ‫صاحب الريح فليتوضأ‪ ،‬فإن اهلل ال يستحيي من احلق‪ ،‬فقال‬ ‫العباس‪ :‬يارسول اهلل أفال نقوم كلنا فنتوضأ؟ فقال‪« :‬قوموا‬ ‫كلك��م فتوضأوا»‪ .‬ق��ال األلباني في السلس��لة الضعيفة‪:‬‬ ‫برقم‪ :)267/3( 1132 ‬باطل‪.‬‬ ‫ثمقال(رحمهاهلل)‪:‬وهذاسندضعيف‪،‬مسلسلبالعلل‪:‬اإلرسال‬ ‫من مجاهد و هو ابن جبر و ضعف واصل بن أبي جميل و البابلتي‪.‬‬ ‫و أص��ل احلديث موقوف‪ ،‬فقد روى مجال��د‪ :‬نا عامر عن جرير‬ ‫يعن��ي ابن عبد اهلل البجلي‪« :‬أن عم��ر رضي اهلل عنه صلى‬ ‫بالناس‪ ،‬فخرج من إنس��ان شيء‪ ،‬فقال‪ :‬عزمت على صاحب‬ ‫هذه إال توضأ‪ ،‬و أعاد صالته‪ .‬فقال جرير‪ :‬أو تعزم على كل من‬ ‫سمعها أن يتوضأ‪ ،‬و أن يعيد الصالة‪ ،‬قال‪ :‬نعما قلت‪ ،‬جزاك‬ ‫اهلل خيرا‪ ،‬فأمرهم بذلك»‪.‬‬ ‫أخرج��ه الطبراني ف��ي املعج��م الكبي��ر (‪ :)1/107/1‬حدثنا‬ ‫معاذ‪ ‬بن املثنى‪ :‬نا مسدد‪ :‬نا يحيى عن مجالد‪.‬‬


‫تابع‪ :‬البدائل الصحيحة‪ :‬من األحاديث النبوية التي تغني عن األحاديث الموضوعة والضعيفة المشتهرة‬

‫قلت (الكالم لأللباني)‪ :‬و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات‪ ،‬رجال‬ ‫مس��لم غير مع��اذ بن املثن��ى و هو ثقة مترجم ف��ي «تاريخ‬ ‫بغداد»‪ ،‬غير أن مجالدا و هو ابن سعيد الهمداني قال احلافظ‬ ‫في «التقريب»‪" :‬ليس بالقوي‪ ،‬و قد تغير في آخر عمره‪.‬‬ ‫والثان��ي‪ :‬ما جاء في (س�نن اب��ن ماجة)‪ :‬حدثنا أبو إس��حق‬ ‫اله��روي إبراهيم بن عبد اهلل بن ح��امت حدثنا عباد بن العوام‬ ‫عن حجاج عن عبد اهلل بن عبد اهلل مولى بني هاشم وكان‬ ‫ثقة وكان احلكم يأخذ عنه حدثنا عبد الرحمن بن أبي ليلى‬ ‫عن أسيد بن حضير قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪« :j‬ال تتوضئوا من‬ ‫ألب��ان الغنم وتوضئوا من ألب��ان اإلبل»‪ .‬حكم عليه األلباني‬ ‫–رحمه اهلل‪ -‬في ضعيف سنن ابن ماجة بالضعيف‪.‬‬ ‫البديل الصحيح‪:‬‬ ‫جاء في صحيح مسلم ‪( -‬ج ‪ / 2‬ص ‪)273‬‬ ‫سينْ ٍ الجْ َ ْح َدر ِ ُّي َح َّدثَنَا أَبُو َع َوان َ َة‬ ‫َح َّدثَنَا أَبُو َكا ِم ٍل ُف َ‬ ‫ض ْي ُل ب ْ ُن ُح َ‬ ‫��ن َع ْب ِد اللهَّ ِ ب ْ ِن َم ْو َه ٍب َع ْن َج ْع َفرِ ب ْ ِن أَبِي ث َ ْورٍ َع ْن‬ ‫َع ْن ُع ْث َما َن ب ْ ِ‬ ‫للهَّ‬ ‫صلَّى اللهَّ ُ َعلَ ْي ِه‬ ‫س��و َل ا ِ َ‬ ‫��مرَ َة «أ َ َّن ر َ ُجلاً َ‬ ‫َجابِرِ ب ْ ِن َ‬ ‫سأ َ َل ر َ ُ‬ ‫س ُ‬ ‫سلَّ َم أَأَت َ َو َّ ُ لحُ ُ‬ ‫شئ َْت‬ ‫شئ َْت َف َت َو َّ‬ ‫وَ َ‬ ‫ضأ ْ وَإ ِ ْن ِ‬ ‫وم الْ َغن َِم َقا َل إ ِ ْن ِ‬ ‫ضأ ِم ْن ِ‬ ‫ضأُ ِم ْن لحُ ُوم الإْ ب ِ ِل َقا َل ن َ َع ْم َف َت َو َّ ْ لحُ ُ‬ ‫وم‬ ‫ضأ ْ َقا َل أَت َ َو َّ‬ ‫فَلاَ ت َ َو َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ضأ ِم ْن ِ‬ ‫صلِّي ِفي‬ ‫��ض الْ َغن َِم َقا َل ن َ َع ْم َقا َل أ ُ َ‬ ‫��ل َقا َل أ ُ َ‬ ‫صلِّي ِفي َمرَاب ِ ِ‬ ‫الإْ ِب ِ ِ‬ ‫َم َبار ِ ِك الإْ ِب ِ ِل َقا َل لاَ »‪.‬‬ ‫(فائدة)‪ :‬األمر في احلديث لالس��تحباب إال في حلم اإلبل فهو‬ ‫للوجوب؛ لثب��وت التفريق بينه وبني غيره من اللحوم فإنهم‬ ‫س��ألوه ‪ j‬عن الوضوء من حل��وم اإلبل؟ فقال‪ :‬توضؤوا وعن‬ ‫حلوم الغنم؟ فقال‪ :‬إن شئتم‪.‬‬ ‫واجلدي��ر بالذكر أيضا أن القصة املذكورة في احلديث الضعيف‬ ‫التي جاء فيه��ا أنه خرج من أحدهم ريح‪ ،‬فاس��تحيا أن يقوم‬ ‫من بني الناس‪ ،‬و كان قد أكل حلم جزور‪ ،‬فقال رس��ول اهلل‪:j ‬‬ ‫«من أكل حلم جزور فليتوضأ»‪ ،‬فإن أثرها س��يىء جدا في الذين‬ ‫يروونها‪ ،‬فإنها تصرفهم عن العمل بأمر النبي ‪ j‬لكل من أكل‬ ‫من حلم اإلبل أن يتوضأ‪ ،‬كما ثبت في صحيح مس��لم و غيره‪.‬‬ ‫فهو يدفعون هذا األمر الصحيح الصريح بأنه إمنا كان س��ترا‬ ‫على ذلك الرجل‪ ،‬ال تشريعا! و لكن قبح اهلل الوضاعني في كل‬ ‫عصر وكل مصر‪ ،‬فإنهم من أعظم األسباب التي أبعدت كثيرا‬ ‫من املس��لمني عن العمل بس��نة نبيهم ‪ ،j‬و رضي اهلل عن‬ ‫اجلماهير العاملني بهذا األمر الكرمي‪ ،‬ووفق اآلخرين لالقتداء بهم‬ ‫في ذلك و في اتباع كل سنة صحيحة‪ .‬واهلل ولي التوفيق‪.‬‬

‫كم��ا وجب التنبيه أيضا عل��ى أن األمر بالوضوء خاص بأكل‬ ‫حلوم اإلبل فقط وال يشمل شرب ألبانها كما جاء في احلديث‬ ‫الضعيف الثاني السابق الذكر واهلل أعلم‪.‬‬ ‫احلديث ‪:5‬‬ ‫«إن للوضوء شيطانا يقال له الولهان فاتقوا وسواس املاء»‪.‬‬ ‫(سنن الترمذي ‪ 57‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو داود‬ ‫الطيالسي حدثنا خارجة بن مصعب عن يونس بن عبيد عن‬ ‫احلس��ن عن عتي بن ضمرة الس��عدي ع��ن أبي بن كعب عن‬ ‫النبي صلى اهلل عليه وسلم قال‪ :‬وذكر احلديث)‪.‬‬ ‫ق��ال أبو عيس��ى حديث أب��ي بن كعب حدي��ث غريب وليس‬ ‫إس��ناده بالقوي عند أهل احلديث ألنا ال نعلم أحدا أس��نده‬ ‫غي��ر خارجة وق��د روي هذا احلديث من غير وجه عن احلس��ن‬ ‫قول��ه وال يصح في هذا الباب عن النبي ‪ j‬ش��يء وخارجة‬ ‫ليس بالقوي عند أصحابنا وضعفه ابن املبارك‪.‬‬ ‫قال األلباني في صحيح وضعيف سنن الترمذي (ج ‪/1‬ص‪:)57‬‬ ‫ضعيف جدا‪.‬‬ ‫البدائل الصحيحة‪:‬‬ ‫‪ .1‬حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي اهلل عنهم‬ ‫قال‪( :‬جاء أعرابي إلى النبي ‪ j‬يسأله عن الوضوء فأراه ثالثا‬ ‫ثالث��ا‪ ،‬قال‪( :‬هذا الوضوء‪ ،‬من زاد على هذا فقد أس��اء وتعدى‬ ‫وظلم) رواه أحمد والنس��ائي وابن ماجة وابن خزمية بأسانيد‬ ‫صحيحة وصححه األلباني في الصحيحة برقم ‪.2980‬‬ ‫‪ .2‬وع��ن عب��د اهلل بن مغف��ل رضي اهلل عنه قال‪ :‬س��معت‬ ‫النب��ي ‪ j‬يقول‪( :‬إنه س��يكون في هذه األم��ة قوم يعتدون‬ ‫ف��ي الطه��ور والدع��اء) رواه أحم��د وأب��و داود واب��ن ماجة‪.‬‬ ‫وقال األلباني صحيح‪.‬‬ ‫احلديث ‪:6‬‬ ‫كل شعر ٍة جناب ًة؛ فاغسلوا ّ‬ ‫«إن حتت ِّ‬ ‫الشعر‪ ،‬وان ْ ُقوا البشر»‪.‬‬ ‫وجي ٍه‪ :‬نا مالك بن‬ ‫روي في س�نن أبي داود قال‪ :‬عن احل��ارث بن ِ‬ ‫دين��ار عن محمد بن س��يرين عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رس��ول‬ ‫اهلل صلَّى اللهَّ ُ‬ ‫سلَّ َم‪:‬وذكره‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َعلَ ْي ِه وَ َ‬ ‫قال أبو داود‪« :‬احلارث بن وجيه حديثه منكر‪ ،‬وهو ضعيف»‪.‬‬ ‫ق��ال األلبان��ي ف��ي (ضعيف أب��ي داود – الكت��اب األم ‪( -‬ج‪/1‬‬ ‫ص‪100‬رق��م‪ :)37‬وهو كما قال املصنف رحمه اهلل‪ .‬وضعفه‬ ‫‪19‬‬


‫تابع‪ :‬البدائل الصحيحة‪ :‬من األحاديث النبوية التي تغني عن األحاديث الموضوعة والضعيفة المشتهرة‬

‫الترمذي فقال‪« :‬حديث غريب‪ ،‬ال نعرفه إال من حديث احلارث‬ ‫ب��ن وجيه‪ ،‬وهو ش��يخ ليس بذاك‪ ،‬وقد تف��رد بهذا احلديث»‪.‬‬ ‫وقال الش��افعي‪« :‬هذا احلديث ليس بثابت»‪ .‬وقال البيهقي‪:‬‬ ‫«أنك��ره أهل العل��م باحلديث‪ :‬البخاري وأب��و داود وغيرهما»‪.‬‬ ‫وقال اخلطابي‪« :‬هو ضعيف»‪ .‬وقال أبو حامت‪« :‬حديث منكر»‪.‬‬ ‫إسناده‪ :‬حدثنا نصر بن علي‪ :‬نا احلارث بن وجيه‪.‬‬ ‫احلديث ‪:7‬‬ ‫س��لها؛ فعل بها‬ ‫«م�� ْن ترك م ْوضع ش��عرة من جنابة لم ي ْغ ِ‬ ‫كذا وكذا من النار»‪.‬‬ ‫روي في سنن أبي داود وفي نفس معنى احلديث السابق رقم(‪)6‬‬ ‫ق��ال‪ :‬عن حماد أنا عطاء بن الس��ائب عن زاذان عن علي قال‪:‬‬ ‫ثم‬ ‫إن رس��ول اهلل ‪ j‬قال‪ :‬ثم ذك��ر احلديث‪ .‬وقال علي‪ :‬فمن ّ‬ ‫ثم عاديت رأسي‪ ،‬فمن ثم عاديت رأسي‪،‬‬ ‫عاديت رأس��ي‪ ،‬فمن ّ‬ ‫وكان يجز شعره رضي اهلل تعالى عنه‪.‬‬ ‫قال األلباني في ضعيف أبي داود – الكتاب األم ‪( -‬ج‪/1‬ص‪،103‬‬ ‫رقم ‪ :)38‬إس��ناده ضعيف؛ ألن حمادا ً ‪-‬وهو ابن س��لمة‪ -‬قد‬ ‫روى عن عطاء بن الس��ائب في حال��ة اختالطه؛ ولذلك قال‬ ‫النووي‪ :‬إنه «حديث ضعيف»‪.‬‬ ‫إسناده‪ :‬حدثنا موسى بن إسماعيل‪ :‬نا حماد‪.‬‬ ‫قلت (األلباني)‪ :‬وهذا إسناد ضعيف‪ ،‬رجاله ثقات؛ لكن عطاء‬ ‫بن السائب كان قد اختلط‪ ،‬وحماد ‪-‬وهو ابن سلمة‪ -‬قد سمع‬ ‫منه في االختالط‪ ،‬كما سمع منه قبل ذلك‪ ،‬وليس لدينا من‬ ‫األدل��ة ما يرجح أنه س��مع هذا احلديث من��ه قبل اختالطه‪،‬‬ ‫واحتمال س��ماعه له منه في االختالط قائم؛ فلذلك أوردناه‬ ‫في هذا الكتاب‪ ،‬حتى نقف على الدليل املش��ار إليه‪ ،‬أو جتد‬ ‫ل��ه متابعا ً أو ش��اهدا‪ .‬قال اب��ن معني‪« :‬عطاء بن الس��ائب‬ ‫اختلط‪ ،‬وما سمع منه جرير وذووه ليس من صحيح حديثه‪،‬‬ ‫وقد س��مع منه أبو عوانة ف��ي الصحيح واالختالط جميعاً‪،‬‬ ‫وال يحتج بحديثه»‪ .‬وقال في رواية أخرى‪« :‬وجميع من سمع‬ ‫من عطاء سمع منه في االختالط؛ إال شعبة والثوري»‪.‬‬ ‫قل��ت (األلبان��ي)‪ :‬وقوله‪« :‬وجميع» يش��مل أب��ا عوانة‪ ،‬كما‬ ‫يشمل حماد بن سلمة ‪-‬وهو بصري‪ .-‬وقد قال أبو حامت‪« :‬كان‬ ‫محل��ه الصدق قب��ل أن يختلط‪ ،‬صالح مس��تقيم احلديث‪،‬‬ ‫ثم بأخرة تغي��ر حفظه‪ ،‬في حفظه تخالي��ط كثيرة‪ ،‬وقدمي‬ ‫السماع من عطاء‪ :‬سفيان وش��عبة‪ ،‬وفي حديث البصريني‬ ‫‪20‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد السادس ‪ -‬رجــب ‪ 1433‬هـ‬

‫عن��ه تخاليط كثي��رة؛ ألنه قدم عليهم في آخ��ر عمره‪ ،‬وما‬ ‫روى عنه ابن فضيل ففيه غلط واضطراب‪ ،‬رفع أش��ياء كان‬ ‫يرويها عن التابعني ورفعها إلى الصحابة»‪.‬‬ ‫البديل الصحيح ‪:‬‬ ‫جاء في صحيح مسلم ‪( -‬ج‪/2‬ص‪218‬برقم‪ )497‬قال‪:‬‬ ‫َح َّدثَنَا أَبُو ب َ ْكرِ ب ْ ُن أَبِي َ‬ ‫يم‬ ‫ش ْي َب َة وَ َع ْم ٌرو ال َّنا ِق ُد وَإ ِ ْ‬ ‫س َحقُ ب ْ ُن إِبْرَا ِه َ‬ ‫س ْف َيا ُن‬ ‫وَاب ْ ُن أَبِي ُع َمرَ ُكلُّ ُه ْم َع ْن اب ْ ِن ُع َي ْي َن َة َقا َل إ ِ ْ‬ ‫س َحقُ أَخْ َبرَن َا ُ‬ ‫س ِعي ٍد المْ َ ْق ُبرِ ِّي َع ْن َع ْب ِد‬ ‫س ِعي ِد ب ْ ِن أَبِي َ‬ ‫وسى َع ْن َ‬ ‫وب ب ْ ِن ُم َ‬ ‫َع ْن أَي ُّ َ‬ ‫للهَّ‬ ‫سلَ َم َة َقالَ ْت‪:‬‬ ‫سلَ َم َة َع ْن أ ُ ِّم َ‬ ‫ا ِ ب ْ ِن رَا ِف ٍع َم ْولَى أ ُ ِّم َ‬ ‫س��و َل اللهَّ ِ إن ِّي ا ْمرَأ َ ٌة أ َ ُ‬ ‫ض ُه‬ ‫ش�� ُّد َ‬ ‫س��ي َفأَن ْ ُق ُ‬ ‫ُقلْ ُ‬ ‫��ت يَا ر َ ُ‬ ‫ض ْفرَ رَأ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِ��ك ثَلاَ ثَ‬ ‫لِ ُغ ْ‬ ‫يك أ َ ْن تحَ ْ ِث َي َعلَى رَأ ْ ِ‬ ‫��ل الجْ َنَاب َ ِة َقا َل لاَ إِنمَّ َا ي َ ْك ِف ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ني َعلَ ْي ِك المْ َا َء َفت ْ‬ ‫َط ُهرِي َن‪.‬‬ ‫يض َ‬ ‫َح َث َي ٍ‬ ‫ات ثُ َّم تُ ِف ِ‬ ‫البديل الصحيح الثاني‪:‬‬ ‫وأيضا في صحيح مسلم ‪( -‬ج ‪ / 2‬ص ‪ 222‬برقم ‪ )500‬قال ‪:‬‬ ‫َح َّدثَنَ��ا ُم َح َّم ُد ب ْ ُن المْ ُ َثنَّى وَاب ْ ُن بَشَّ��ارٍ َقا َل ابْ�� ُن المْ ُ َثنَّى َح َّدثَنَا‬ ‫ُم َح َّم ُد ب ْ ُن َج ْع َف ٍر َح َّدثَنَا ُ‬ ‫اجرِ َقا َل‬ ‫ش ْ��ع َب ُة َع ْن إِبْرَا ِه َ‬ ‫يم ب ْ ِن المْ ُ َه ِ‬ ‫ص ِف َّي َة تحُ َ ِّدثُ َع ْن َعائ ِ َ‬ ‫سأَلَ ْت ال َّن ِب َّي‬ ‫��م ْع ُت َ‬ ‫س َ��ما َء َ‬ ‫ش َة أ َ َّن أ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫س ِ‬ ‫للهَّ‬ ‫ُ‬ ‫سلَّ َم َع ْن ُغ ْ لمْحَ‬ ‫صلَّى ا‬ ‫يض َف َقا َل ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َعلَ ْي ِه وَ َ‬ ‫س ِل ا ِ ِ‬ ‫ْ‬ ‫س�� ُن ُّ‬ ‫س�� ْدرَت َ​َها َفت َ‬ ‫«ت َأخُ ُذ إ ْح َد ُ‬ ‫َط َّه ُر َفت ُْح ِ‬ ‫اك َّن َما َء َها وَ ِ‬ ‫الط ُهور َ‬ ‫ِ‬ ‫��ها َف َت ْدلُ ُك ُه دَلْ ًكا َ‬ ‫ش�� ِدي ًدا َحتَّ��ى ت َ ْبلُ َغ‬ ‫س َ‬ ‫��م ت ُ‬ ‫َص ُّ‬ ‫ثُ َّ‬ ‫��ب َعلَى رَأ ْ ِ‬ ‫ُ‬ ‫س َك ًة‬ ‫س َ‬ ‫َص ُّب َعلَ ْي َها المْ َا َء ثُ َّم ت َأْخُ ُذ ِفرْ َ‬ ‫��ها ثُ َّم ت ُ‬ ‫ص ًة ممُ َ َّ‬ ‫ش ُؤو َن رَأ ْ ِ‬ ‫َفت َ‬ ‫س�� َما ُء وَ َك ْي َ‬ ‫س ْب َحا َن‬ ‫َط َّه ُر ب ِ َها َف َقالَ ْت أ َ ْ‬ ‫ف ت َ​َط َّه ُر ب ِ َها َف َقا َل ُ‬ ‫اللهَّ ِ ت َ​َط َّهرِي َن ب ِ َها َف َقالَ ْت َعائ ِ َ‬ ‫ني‬ ‫ش ُ��ة َكأَن َ​َّها تُخْ ِفي ذَلِ َك ت َ َت َّب ِع َ‬ ‫��ل الجْ َنَاب َ ِة َف َقا َل ت َأْخُ ُذ َما ًء َفت َ‬ ‫َط َّه ُر‬ ‫س��أَلَ ْت ُه َع ْن ُغ ْ‬ ‫أَثَرَ ال َّد ِم وَ َ‬ ‫س ِ‬ ‫الط ُه��ور َ أَوْتُ ْبلِ ُغ ُّ‬ ‫س�� ُن ُّ‬ ‫��ها‬ ‫س َ‬ ‫الط ُه��ور َ ثُ َّم ت ُ‬ ‫َص ُّب َعلَى رَأ ْ ِ‬ ‫َفت ُْح ِ‬ ‫َف َت ْدلُ ُك�� ُه َحتَّى ت َ ْبلُ َغ ُ‬ ‫ي��ض َعلَ ْي َها المْ َا َء‬ ‫��ها ثُ َّم تُ ِف ُ‬ ‫س َ‬ ‫ش�� ُؤو َن رَأ ْ ِ‬ ‫َف َقالَ ْت َعائ ِ َ‬ ‫ْصار ِ لَ ْم ي َ ُك ْن يمَ ْن َُع ُه َّن‬ ‫سا ُء الأْ َن َ‬ ‫ِّسا ُء ن ِ َ‬ ‫ش�� ُة ن ِ ْع َم الن َ‬ ‫َ‬ ‫ين»‬ ‫الحْ َ َيا ُء أ ْن ي َ َت َف َّق ْه َن ِفي ال ِّد ِ‬ ‫ط َعة ِم ْن ُق ْ‬ ‫ص ًة ممُ َس َ​َّ��ك ًة ‪ :‬أ َ ْي ِق ْ‬ ‫صوف أ َ ْو‬ ‫معنى ت َأْخُ ُذ ِفرْ َ‬ ‫طن أ َ ْو ُ‬ ‫ِخرْ َقة ُم َ‬ ‫س ِك‪.‬‬ ‫ط َّي َبة بِالمْ ِ ْ‬ ‫البديل الصحيح الثالث‪:‬‬ ‫«انقضي شعرك و اغتسلي‪ .‬أي في احليض»‪.‬‬ ‫أخرج��ه اب��ن ماج��ه (‪ )641‬م��ن طري��ق اب��ن أب��ي ش��يبة‬ ‫و‪ ‬علي‪ ‬بن‪ ‬محم��د قاال‪ :‬حدثنا وكيع عن هش��ام عن أبيه عن‬ ‫عائشة أن النبي ‪ j‬قال لها –وكانت حائضا‪ :-‬فذكره‪.‬‬ ‫قال األلباني في «السلسلة الصحيحة» (ج‪/1‬ص‪366‬رقم‪:)188:‬‬


‫تابع‪ :‬البدائل الصحيحة‪ :‬من األحاديث النبوية التي تغني عن األحاديث الموضوعة والضعيفة المشتهرة‬

‫و هذا س��ند صحيح على شرط الشيخني‪ .‬وهو عندهما في‬ ‫أثناء حديث عائش��ة في قصة حيضها في حجة الوداع و أن‬ ‫النبي ‪ j‬قال لها‪« :‬انقضي رأس��ك و امتشطي و أمسكي‬ ‫عن عمرت��ك‪ »..‬احلديث و ليس فيه «واغتس��لي» و هي زيادة‬ ‫صحيح��ة به��ذا الس��ند الصحي��ح‪ ،‬و س��ياق الش��يخني‪،‬‬ ‫يقتضيه��ا ضمنا‪ ،‬و إن لم يصرح به��ا لفظا‪ .‬و لعل هذا هو‬ ‫وجه اس��تدراك السندي على البوصيري قوله في «الزوائد»‪:‬‬ ‫«و ه��ذا إس��ناد رجاله ثقات» فق��ال الس��ندي «قلت‪ :‬ليس‬ ‫احلديث من الزوائد‪ ،‬بل هو في الصحيحني و غيرهما»‪.‬‬ ‫و أقول (األلباني)‪ :‬و لكل وجهة‪ ،‬فالسندي راعى املعنى الذي‬ ‫يقتضيه السياق كما أشرت إليه‪ .‬والبوصيري راعى اللفظ‪،‬‬ ‫و ال ش��ك أنه بهذه الزيادة «و اغتس��لي» إمن��ا هو من الزوائد‬ ‫على الشيخني‪ ،‬و لذلك أورده البوصيري‪ ،‬و تكلم في إسناده‬ ‫و وثق��ه‪ .‬و كان علي��ه أن يصرح بصحته كم��ا فعل اجملد ابن‬ ‫تيمية في «املنتقى» و اهلل املوفق‪.‬‬ ‫فائدة فقهية‪:‬‬ ‫و ال تع��ارض بني األحادي��ث الصحيحة الس��ابقة من حيث‬ ‫األم��ر بنقض الضفائر أو عدم نقضها و ق��د جاء ما رواه أبو‬ ‫الزبي��ر عن عبيد بن عمير قال‪« :‬بلغ عائش��ة أن عبد اهلل بن‬ ‫عمرو يأمر النساء إذا اغتسلن أن ينقضن رؤوسهن‪ ،‬فقالت‪:‬‬ ‫يا‪ ‬عجبا البن عمرو هذا‪ ،‬يأمر النساء إذا اغتسلن أن ينقضن‬ ‫رؤوس��هن! أف�لا يأمرهن أن يحلق��ن رؤوس��هن؟! لقد كنت‬ ‫أغتس��ل أنا و رس��ول اهلل ‪ j‬من إناء واحد‪ ،‬وال أزيد على أن‬ ‫أف��رغ على رأس��ي ثالث إفراغ��ات»‪ .‬أخرجه مس��لم (‪)179/1‬‬ ‫وابن‪ ‬أبي‪ ‬شيبة (‪ )2-1/24/1‬و البيهقي (‪ )181/1‬و أحمد (‪.)43/6‬‬ ‫أقول (األلباني)‪ :‬ال تعارض بينه و بني هذا ألمرين‪:‬‬ ‫األول‪ :‬أنه أصح من هذا‪ .‬فإن هذا و إن أخرجه مس��لم فإن أبا‬ ‫الزبير مدلس و قد عنعنه‪.‬‬ ‫الثان��ي‪ :‬أنه وارد في احليض‪ ،‬و هذا في اجلنابة‪ ،‬كما هو ظاهر‪،‬‬ ‫فيجمع بينهم��ا بذلك‪ ،‬فيقال يجب النقض في احليض دون‬ ‫اجلنابة‪ .‬و بهذا قال اإلمام أحمد و غيره من السلف‪.‬‬ ‫و ه��ذا اجلمع أولى‪ ،‬فقد جاء ما يش��هد لهذا احلديث‪ ،‬عن أم‬ ‫سلمة قالت‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول اهلل إني امرأة أشد ضفر رأسي‪،‬‬ ‫فأنقضه لغس��ل اجلنابة؟ قال‪« :‬ال إمنا يكفيك إن حتثي على‬ ‫رأسك ثالث حثيات ثم تفيضني عليك فتطهرين»‪.‬‬

‫وأقول (تامر)‪ :‬ويش��ترك الرجال مع النساء في غسل اجلنابة‬ ‫ْ‬ ‫يك دَلْ ًكا َ‬ ‫ش�� ِدي ًدا َحتَّى ي ْبلُ َغ ُ‬ ‫فقط ويس��ن الَ َت ْدلُ ُ‬ ‫س‬ ‫ش ُؤو َن الرَأ ِ‬ ‫كما جاء في حديث مسلم السابق (البديل الصحيح الثاني)‪.‬‬ ‫احلديث ‪:8‬‬ ‫«احلمد هلل الذي أذهب عني األذى وعافانى»‪.‬‬ ‫رواه ابن ماجة في س��ننه قال عن إس��ماعيل بن مسلم عن‬ ‫احلس��ن وقتادة عن أنس كان صلى اهلل عليه وسلم إذا خرج‬ ‫من اخلالء يقول‪ :‬ثم ذكره‪.‬‬ ‫ق��ال األلبان��ي ف��ي إرواء الغلي��ل (ج‪/1‬ص‪ :)91‬ضعيف‪ ،‬وهذا‬ ‫س��ند ضعي��ف م��ن أجل إس��ماعيل ه��ذا وهو املك��ي قال‬ ‫احلافظ ف��ي «التقربب»‪« :‬ضعيف احلدي��ث»‪ .‬وفي «الزوائد»‪:‬‬ ‫ه��و متفق عل��ى تضعيفه واحلديث بهذا اللف��ظ غير ثابت‪.‬‬ ‫قال أبو احلس��ن السندي في حاشيته عل ابن ماجه‪« :‬ومثله‬ ‫نق��ل عن املصنف في بعض األصول»‪ .‬قل��ت (األلباني)‪ :‬وروي‬ ‫م��ن حديث أب��ى ذر أخرجه ابن الس��نى (رق��م‪ )21‬من طريق‬ ‫النسائي بسنده‪ .‬عن منصور عن الفيض عنه‪.‬‬ ‫والفي��ض هذا لم أعرفه (الكالم لأللبان��ي) ونقل املناوي في‬ ‫«الفيض» عن ابن محمود ش��ارح أبي داود أنه قال‪« :‬إس��ناده‬ ‫مضطرب غير قوي» وقال الدارقطني‪« :‬حديث غير محفوظ»‪.‬‬ ‫البديل الصحيح‪:‬‬ ‫كان إذا خرج من الغائط قال غفرانك‪.‬‬ ‫أخرجه أبو داود في سننه قال‪ :‬حدثنا عمرو بن محمد الناقد‬ ‫حدثنا هاش��م بن القاسم حدثنا إس��رائيل عن يوسف ابن‬ ‫أبي بردة عن أبيه حدثتني عائش��ة رضي اهلل عنها أن النبي‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم كان إذا خرج من الغائط قال غفرانك‪.‬‬ ‫حتقيق األلباني في صحيح وضعيف س�نن أب��ي داود ‪( -‬ج‪/1‬‬ ‫ص‪ :)108‬صحي��ح‪ ،‬أخرج��ه البخ��اري ف��ي «األدب املف��رد»‬ ‫(رق��م‪ )693‬وأبو داود (‪ )6/1‬والترمذي (‪ )12/1‬والدارمي (‪)174/1‬‬ ‫وابن الس��ني (رق��م‪ )22‬واحلاك��م (‪ )158/1‬والبيهقي (‪)97/1‬‬ ‫وأحمد (‪ )155/6‬بس��ند صحيح عنه��ا رضي اهلل عنها وقال‬ ‫الترمذي‪« :‬حديث حس��ن غريب»‪ .‬وصححه احلكم وكذا أبو‬ ‫حامت الرازي وابن خزمية وابن حبان وابن اجلارود والنووي والذهبي‬ ‫كم��ا بينته في صحيح أب��ي داود (رقم‪ .)22‬وزاد البيهقي في‬ ‫رواية «ربنا وإليك املصير» ولكنه بني أنها باطلة أ‪.‬هـ‪.‬‬ ‫‪21‬‬


‫ي‪ :‬حكم تشريح جثة المسلم‬

‫البحث العلم‬

‫حكم تشريح‬

‫جثة المسلم‬

‫إعداد أسرة التحرير‬

‫إن احلم��د هلل تعال��ى نحم��ده ونس��تعينه ونس��تهديه‬

‫أما بعد‪ ...‬فقد ثبتت عصمة دم املس��لم بالكتاب والس��نة‬

‫ونستغفره ونعوذ باهلل تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات‬

‫واإلجم��اع ف�لا يج��وز س��فك دم املس��لم أو اجلناي��ة عليه‬

‫أعمالنا من يه��ده اهلل فالمضل له ومن يضلل فال هادي له‬

‫نواصل مع الس��ادة الق��راء عرض حلقات البح��ث العلمي‬

‫إال اذا ارتكب من اجلرائم ما يبيح ذلك أو يوجبه شرعا قصاصا‬ ‫اَّ‬ ‫اَ َ ۡ َ ۡ َ ۡ‬ ‫أو ح��دا كما قال تعالي‪َ :‬‬ ‫(و َم��ا كن ل ُِمؤم ٍِن أن َيق ُتل ُمؤم ًِنا إِل‬ ‫َّ‬ ‫َ اَ َ ۡ ُ ْ ۡ‬ ‫َ ٗ‬ ‫(ول تق ُتلوا ٱنلَّف َس ٱل يِت‬ ‫طا‪ )92 ...‬النس��اء‪ .‬وقال تعال��ي‪:‬‬ ‫خ َ ‍ٔ‬ ‫َح َّر َم هَّ ُ‬ ‫ٱلل إ ِ اَّل ب حۡ َ‬ ‫ٱل ّ ِق‪ )33 ...‬اإلرساء‪ .‬وفي البخاري من حديث‬ ‫ِ‬

‫أب��ي بك��رة أن النبي ‪ j‬ق��ال‪ ...« :‬ف��إن دماءك��م وأموالكم‬

‫وفي ه��ذا العدد اجلديد نقدم إلخواننا القراء بحث جديد هو‬

‫عليك��م حرام كحرم��ة يومكم هذا في ش��هركم هذا في‬

‫«بحث حكم تش��ريح جثة املس��لم» وهي مسألة خطيرة‬

‫بلدكم هذا إلي يوم تلقونه‪ ،‬هل بلغت؟»‪ .‬وعن ابن مس��عود‬

‫في الواقع املعاصر عمت بها البلوي واختلف إزاءها الفقهاء‬

‫قال‪ :‬قال رس��ول اهلل ‪« :j‬ال يحل دم امرئ مس��لم يش��هد‬

‫املعاصرون لذلك رأينا من االهمية تقدمي هذا االختصار املفيد‬

‫أن ال إل��ه إال اهلل وأن��ي رس��ول اهلل إال باحدي ث�لاث‪ :‬النفس‬

‫من أبحاث هيئة كبار العلماء باململكة العربية السعودية‬

‫بالنفس‪ ،‬والثيب الزاني‪ ،‬واملارق من الدين التارك للجماعة»‬

‫حرس��ها اهلل تعالي في أسلوب س��هل يسير أسأل اهلل أن‬

‫وقد وردت نصوص كثيرة في تكرمي ورعاية حرمته بعد موته منها‬

‫ينفع بها القارئ والكاتب‬

‫ما ورد في س�نن أبي داود أن النبي ‪ j‬قال‪« :‬كس��ر عظم امليت‬

‫وأشهد أن الإله إال اهلل وحده الشريك له وأشهد أن محمدا‬ ‫عبده ورسوله‪...‬‬

‫‪22‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد السادس ‪ -‬رجــب ‪ 1433‬هـ‬


‫تابع‪ :‬البحث العلمي‪ :‬حكم تشريح جثة المسلم‬

‫ككسره حيا» ويلتحق باملس��لم في عصمته دم وحرمة ‪-‬في‬

‫لهذا بكلمة في أنواع املصلحة ومراتبها ولذلك فان العلماء‬

‫اجلملة‪ -‬من كان معاهدا (بصلح أو أمان أو اتفاق علي جزيه) فال‬

‫قس��موا املصلحة من حيث شهادة نص معني لها باالعتبار‬

‫يح��ل دمه وال إيذاؤه وال إهانته بع��د وفاته لعموم قوله تعالي‪:‬‬ ‫َ َ ۡ ُ ْ َ ۡ هَّ َ َ ٰ َ ُّ ۡ َ اَ َ ُ‬ ‫نق ُضوا ْ أۡٱلَيۡ َم ٰ َن َب ۡع َد تَ ۡوكِيد َِها َوقَدۡ‬ ‫(وأوفوا بِعه ِد ٱللِ إِذا عهدتم ول ت‬ ‫َ َ ۡ ُ ُ هَّ َ َ َ ۡ ُ ۡ َ اً َّ هَّ َ َ ۡ َ ُ َ َ ۡ َ ُ َ‬ ‫جعلتم ٱلل عليكم كفِيل ۚ إِن ٱلل يعلم ما تفعلون‪ )٩١ ‬انلحل‪.‬‬ ‫َّ ۡ‬ ‫َ​َ ُ ْ ۡ‬ ‫(‪ ...‬وأ ۡوف��وا بِٱل َع ۡه ِدۖ إِن ٱل َع ۡه َد‬ ‫وقــ��ال تـــعـــالـــــــــي‪:‬‬ ‫اَ َ ۡ‬ ‫سولاٗ‪ )٣٤ ‬اإلرساء‪.‬‬ ‫كن َم ُ‍ٔ‬

‫أو اإللغاء أو عدم شهادته لها إلي ثالثة أقسام‪:‬‬

‫عتق الرقبة غير رادع ملثله لسهولته بالنسبة إليه‪.‬‬

‫وفي سنن أبي داود (‪ )2760‬أن النبي ‪ j‬قال‪« :‬من قتل معاهدا‬

‫‪ )3‬مصلحة لم يشهد نص بعينه بالغائها أو أعتبارها‪ :‬مثل دفع‬

‫في غي��ر كنهه حرم اهلل عليه اجلن��ه» وقال ‪« :j‬من قتل‬

‫الضرائب لشدة احلاجة اليهما تسمي (باملصلحه املرسلة)‪.‬‬

‫‪ )1‬مصلحة شهد لها نص معني باالعتبار كاحلدود‪.‬‬ ‫‪ )2‬مصلح��ة ش��هد النص املع�ين بإلغائه��ا كايجاب صوم‬ ‫شهرين متتابعني علي امللك الذي جامع في نهار رمضان ألن‬

‫نفس��ا معاهدا لم ي��رح رائحة اجلن��ة وإن ريحها ليوجد من‬ ‫مسيرة أربعني عاما»‪.‬‬

‫ولنفهم أوال‪ :‬معني املصلحه ثم أمثله ملراتبها‬ ‫أما املصلحة‪ :‬فهي عبارة في األصل عن جلب نفع أو‪ ‬دفع‪ ‬ضر‪،‬‬

‫أوال‪ :‬بي��ان أقس��ام التش��ريح والضرورة الداعي��ة إلي كل‬

‫ونعن��ي هن��ا باملصلح��ه التي ه��ي احملافظه عل��ي مقصود‬

‫منها وما يترتب علي ذلك من املصالح‬

‫الشرع من اخللق وهي خمسة‪ ،‬هي أن يحفظ عليهم دينهم‬

‫ينقسم التشريح من حيث الغرض منه الي ثالثة أقسام‪:‬‬

‫وأنفس��هم وعقوله��م ونس��لهم ومالهم وه��ذه األصول‬

‫‪ )1‬التش��ريح ملعرفة س��بب الوفاة علي االشتباه في جرمية‬

‫اخلمس��ة حفظها واق��ع في رتبة الض��رورات التي هي أقوي‬

‫(الطب الشرعي) مما يترتب عليه إثبات احلق واحلد من االعتداء‬

‫املرات��ب ف��ي املصالح لذلك ل��م تختلف الش��رائع في حترمي‬

‫وبهذا حتقن الدماء وحتفظ النفوس ويعم األمن‪.‬‬

‫الكفر والقتل والزنا وشرب املسكر‪.‬‬

‫‪ )2‬التشريح املرضي ملعرفة س��بب الوفاة عموما من خالله‬

‫• وأم��ا ما يقع في رتب��ة احلاجيات من املصالح واملناس��بات‬

‫يتع��رف الطبيب علي املرض الذي س��بب الوف��اة فقد تكثر‬

‫كتس��ليط الولي علي تزوي��ج الصغي��رة والصغير فهذا ال‬

‫الوفاة بهذا املرض وينتشر في االمة ويقوم والة األمور باتخاذ‬

‫ضرورة إليه لكنه يحتاج إليه في حتصيل املصالح‪.‬‬

‫الالزم للحد من اتشار من هذه االمراض‪.‬‬

‫• وأم��ا املصال��ح التي ال ترجع إل��ي ض��رورة وال حاجة فهي‬

‫‪ )3‬التشريـــح ملـعـرفـة تـركـيـب الـجـسـم وأعـضـائـه‬

‫التي تقع موقع التحس�ين والتيسير للمزايا والزوائد ورعاية‬

‫لـتـعـلـم مـهـنـة الـطـب‪.‬‬

‫أحس��ن املناهج في العادات واملعامالت ومثاله سلب العبد‬ ‫أهلية الشهاده مع قبول فتواه وروايته‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬ذكر نقول عن علماء اإلس�لام فيها استثناء حاالت‬

‫• فأما ما وقع في رتبة احلاجة أو التحس�ين فال يجوز احلكم‬

‫دعت الضرورة فيها إلي إباحة دم املس��لم واقتضت ش��ق‬

‫مبجرده إن لم يعتضد بش��اهدة أصل (يعني من الشرع) كأن‬

‫جسمه حيا أو جثته أو قطع عضو منه حيا أو ميتا‬

‫يجري مجري الضرورات وإن لم يشهد له الشرع بالرأي فهو‬

‫أوال متهي��د‪ :‬نظ��را ألن علم��اء التش��ريح جلأوا ال��ي ذلك ملا‬

‫كاإلستحسان‪.‬‬

‫أعتق��دوه من املصال��ح اخلاصة واملبكرة في ذل��ك فإنا منهد‬

‫• وأم��ا الذي يقع في رتب��ة الضرورات فيمك��ن أن يؤدي إليه‬ ‫‪23‬‬


‫تابع‪ :‬البحث العلمي‪ :‬حكم تشريح جثة المسلم‬

‫اجته��اد مجته��د وان لم يش��هد ل��ه أصل مع�ين ومثاله‬

‫جوفها جنني حي شق جوفها ألنه استبقاء حى بإتالف جزء‬

‫أن‪ ‬الكف��ار إذا تترس��وا بجماعة من أس��ري املس��لمني فلو‬

‫من امليت فأش��به اذا اضطر الي أكل ج��زء من امليت» يقول‬

‫كففن��ا عنه��م لصدمونا وغلب��وا علي دار االس�لام وقتلوا‬

‫النووي في ش��رحه‪ :‬أنه ليس للش��افعي في املس��ألة نص‬

‫عامة املس��لمني ولو رمينا الترس لقتلنا مسلما معصوما‬

‫ولكن نص الشيخ أبو حامد والقاضي واملاوردي وابن الصباغ‬

‫وهذا ال عهد به بالشرع أي أنه ال أصل له في الشرع و ميكن‬

‫وخالئق أنه اذا ماتت امرأه وفي جوفها جنني حي شق جوفها‬

‫أن يقول قائل هذا األسير مقتول بكل حال وحفظ املسلمني‬

‫وأخ��رج ولكن قيدوا ذل��ك بها اذا كان يرج��ى حياته وهو أن‬

‫أقرب الي مقصود الشرع الذي هو تقليل القتل‪ ،‬كما يقصد‬

‫يكون له ستة أشهر فصاعدا وإال فال يشق بطنها‪.‬‬

‫حسم سبيل هذا األسير حسب االمكان‪.‬‬

‫وأما مذهب احلنابلة أنه ال يشق بطنها قال ابن قدامه رحمه‬

‫• وفيم��ا يلي بيان أقول فقهاء االس�لام في بعض مس��ائل‬

‫اهلل‪« :‬وامل��رأة إذا مات��ت وف��ي بطنها ولد يتحرك فال يش��ق‬

‫بنوها علي الدليل واملصلحة‪.‬‬

‫بطنها عليه ويسطوا عليه القوابل فيخرجنه»‬ ‫ومعن��ي يس��طو القواب��ل أي‪ :‬يدخل��ن أيديهن ف��ي فرجها‬

‫املسألة األولي‬

‫فيخرجن الولد من مخرجه ويس��تدلون عل��ي ذلك بان هذا‬

‫«شق بطن أمرأة ماتت وفي بطنها ولد علم أنه حي»‪.‬‬

‫الول��د ال يعيش عادة واليتحقق أن��ه يحيا ولذا ال يجوز هتك‬

‫ش��ق بطن امليته إلخ��راج ولدها احلي في��ه أنتهاك حلرمتها‬

‫حرمة متيقنه ألمر موهوم وقد قال النبي ‪« :j‬كسر عظم‬

‫ومخالف��ة لألدله التي ت��دل علي وج��وب تكرميها لكن فيه‬

‫امليت ككس��ر عظم احلي» رواه أب��ي داود‪ ،‬كما أن فيه مثلة‬

‫إبقاء حياة املعصوم الذي هو ولدها احلي وترك ش��ق بطنها‬

‫وقد نهي النبي ‪ j‬ع��ن املثلة لكن إذا خرج بعض الولد من‬

‫فيه تكرميها لكن يلزمه القضاء علي حياته ومخالفة االدلة‬

‫محله ولم ميكن أس��تكمال إخراجه إال بش��ق فيشق احملل‪.‬‬

‫فكان هذا التعارض منشأ اخلالف لكن ميكن أن يقال أن رعاية‬

‫وذهب ابن حزم في احمللى أنه لو ماتت امرأة حامل والولد حي‬

‫عصم��ة الدم آكد من رعاية حرمة املي��ت فإن اإلعتداء على‬

‫يتحرك والولد قد جاوز س��تة أشهر فإنه يشق بطنها طوال‬ ‫َ ۡ َ ۡ َ َ َ​َ‬ ‫كأ َّن َما ٓ أَ ۡحياَ‬ ‫َ‬ ‫(‪ ...‬ومن أح َياه��ا ف‬ ‫ويخرج الولد لقول��ه تعالي‪:‬‬

‫املي��ت بقطع عضو منه اليوجب قصاصا والدية بخالف قتل‬ ‫احلي ففيه القصاص أو الدية‪.‬‬

‫ٱنلَّ َ‬ ‫اس مَج ٗ‬ ‫ِيعا‪ )32 ...‬المائدة‪ .‬ومن تركه عمدا حتي ميوت فهو‬

‫وفيما يلي اقوال بعض الفقهاء في ذلك‪:‬‬

‫قاتل نفس وال معني لقول أحمد رحمه اهلل «تدخل القابلة‬

‫ق��ال ابن املواق عن مالك‪ :‬اليبقر بط��ن امليتة إذاكان جنينها‬

‫يدها فتخرجه» لوجهني‪ :‬أحدهما‪:‬‬

‫يضطرب في بطنها‪ ،‬وقال س��حنون‪ :‬إن كملت حياته ورجي‬

‫أوال‪ :‬أنه محال ولو فعل ملات اجلنني في احلال‪.‬‬

‫خالصه بقر وقال ابن يونس‪ :‬الصواب عندي البقر‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أن مس فرجها بغير ضرورة حرام‪.‬‬

‫وثمة قول ثالث عند املالكية ينسب إلى اإلمام مالك‪ :‬وهو إن‬ ‫قدر على أن يستخرج الولد من حيث يخرج في احلياة فعل‪.‬‬

‫وعليه فإن الش��يخ أحمد ش��اكر رحم��ه اهلل يقول معلقا‬

‫مواهب اجلليل(‪)77 ،76/3‬‬

‫عل��ى ذلك‪ :‬أما إخ��راج الولد من بطن احلام��ل إذا ماتت فإنه‬

‫وأما عند الش��افعية‪ :‬يق��ول النووي رحم��ه اهلل تعالى في‬

‫واج��ب وأما كيف يخرج فهذا من ش��أن أه��ل الصناعة من‬

‫اجملمع على قول الش��يرازي في املذهب‪« :‬وإن ماتت امرأةوفي‬

‫األطباء والقوابل‪.‬‬

‫‪24‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد السادس ‪ -‬رجــب ‪ 1433‬هـ‬


‫تابع‪ :‬البحث العلمي‪ :‬حكم تشريح جثة المسلم‬

‫املسأله الثانيه‬

‫حرمة امليت أعظم‪ ،‬وأما مااستدل به احلنابلة من قوله ‪:j‬‬

‫«أكل املضطر حلم آدمي ميت اذا لم يجد شيئا غيره»‪.‬‬

‫«كس��ر عظم امليت ككس��ر عظم احلي» فال حجة فيه ألن‬

‫ثب��ت باألدله الصريحة أن للمس��لم ومن في حكمه حرمة‬

‫األكل من اللحم ال من العظم‪.‬‬

‫وأن��ه يج��ب تكرميه حي��ا وميت��ا ومقتضي ذلك أن��ه ال يباح‬

‫وأما ابن حزم فذهب في احمللي‪« :‬ان كل ما حرم اهلل من املآكل‬

‫للمضطر أن يأكل من جسمه حيا وال من جثته ميتا ولو لم‬

‫واملش��ارب فهو كله عند الضرورة حالل حاشا حلوم بني آدم‬

‫يجد غيره ولو أدي ذلك إلي هالكه‪.‬‬

‫ومن يقتل من تناوله (بحد أو قصاص) فال يحل شئ من ذلك‬

‫وثب��ت باألدل��ة الصريحة أيضا أن��ه يجب علي اإلنس��ان أن‬

‫أصال ال بضرورة وال غيرها»‬

‫يحاف��ظ علي حياته حتي أنه يجوز له أن يأكل حال الضرورة‬ ‫م��ا هو محرم عليه ح��ال عدمها من ميت��ة األنعام وغيرها‬

‫املسألة الثالثة‬

‫ومقتض��ى ذلك‪ :‬أنه يجوز أن يأكل ميت��ة اآلدمي إبقاءا علي‬

‫«تبييت املشركني أو رميهم باملنجنيق ونحوه مما يعم الهالك‬

‫حيات��ه وإيث��ارا حلق احلي علي حق امليت وق��د تقدم ما يعتبر‬

‫به وفيهم النساء واألطفال»‪.‬‬

‫مرجحا لهذا‪.‬‬

‫الكفار بالنسبة للمسلمني‪ :‬إما أهل حرب أو أهل ذمة‪ ،‬فأهل‬

‫وفيما يلي ذكر لبعض أقوال الفقهاء في املسألة‪:‬‬

‫الذم��ة يعاملون في اجلملة معاملة املس��لمني في عصمة‬

‫فاملالكي��ة رحمه��م اهلل تعالي ذهبوا الي ع��دم جواز أكله‪.‬‬

‫الدم ورعاية حرمته أحياء وأمواتا‪.‬‬

‫يق��ول ابن القصار‪ :‬املضطر إلي أكل حلم اآلدمي ال يأكله وإن‬

‫أم��ا الكفار احملاربون فدمهم ه��در غير أن النبي ‪ j‬نهي عن‬

‫خاف التلف‪.‬‬

‫قتل من ال شأن له في احلرب منهم كالنساء والصبيان وقد‬

‫وقال أحمد الدردير في (الش��رح الكبير علي مختصر خليل)‬

‫سبق الكالم في هذا املعني بصدد «حكم قتل من تترس من‬

‫النص املعول عليه (عدم جواز أكله) أي أكل األدمي امليت ولو‬

‫الكفار باملسلمني األسري»‬

‫كافرا (ملضطر) ولو مسلما لم يجد غيره‪.‬‬

‫• فتوي الش��يخ رش��يد رضا في الباب عن س��ؤال عن حكم‬

‫وقال الن��ووي في (الروضة) ما مختصره‪ :‬أنه يجوز للمضطر‬

‫الط��ب املرضي‪ :‬وق��د كان جوابه رحم��ه اهلل‪ :‬ليس في هذه‬

‫قتل احلربي واملرت��د وأكله قطعا وكذا الزاني احملصن واحملارب‬

‫املسألة نص عن الشارع وهي من املسائل الدنيوية التي تتبع‬

‫وت��ارك الصالة عل��ي األصح ولو كان له قص��اص علي غيره‬

‫فيها قاعدة‪ :‬درء املفاس��د وجلب املصال��ح وحينئذ يختلف‬

‫ووجده��م ف��ي حال��ة اضط��رار فله قتل��ه قصاص��ا وأكله‬

‫احلكم باختالف األموات‪ ،‬فاذا وقع الش��ك في موت من ظهر‬

‫وأما‪ ‬الذم��ي واملعاهد واملس��تأمن معصومون يحرم أكلهم‬

‫عليه عالمات املوتى وعلم أن الطبيب ميكنه أن‪ ‬يعرف احلقيقة‬

‫ولولم يجد إال آدميا معصوما ميتا فالصحيح حل أكله‪.‬‬

‫بالكش��ف عليه فان الكش��ف عليه يك��ون متعينا ويحرم‬

‫وق��ال ابن قدامة رحم��ه اهلل تعالي عن القاض��ي‪ :‬أن مباح‬

‫دفنه مع بقاء هذا الش��ك‪ ...‬فإذا علم أن في الكش��ف علي‬

‫ال��دم كاحلربي واملرتد للمضطر أن يقتله ويأكله فهو مبنزلة‬

‫امليت ملعرفة سبب مرضه مصلحة عامة لم يكن ما يعبرون‬

‫السباع ال حرمة له‪.‬‬

‫عنه بتك��رمي امليت مانعا لذلك‪ ،‬ذلك أن درء املفاس��د وحفظ‬

‫وأما معصوم الدم إن وج��د ميتا لم يبح أكله عند أصحاب‬

‫املصالح العامة من األصول التي ال تهدم بهذه اجلزئيات فاذا‬

‫أحم��د‪ ،‬لكن رج��ح ابن قدامة ق��ول الش��افعي بإباحته ألن‬

‫علم أولوا األمر ذلك عملوا به والشرع عون لهم‪.‬‬ ‫‪25‬‬


‫تابع‪ :‬البحث العلمي‪ :‬حكم تشريح جثة المسلم‬

‫• فتوي الش��يخ حس��نني محمد مخلوف ع��ن حكم إحراق‬

‫املوضوع الرابع‬

‫جثة املوتي وتشريحهم‪:‬‬

‫«املقارنة بني املصالح التي بني عليها تش��ريح جثث اآلدمي‬

‫واجلواب يق��ول‪« :‬اعلم أن تطبيب األجس��ام وعالج األمراض‬

‫واملصالح التي بنى عليها فقهاء األسالم االستثناء من قاعدة‬

‫أمر مشروع حفظا للنوع االنساني وقد تداوى النبي ‪ j‬وأمر‬

‫عصمة دماء بني آدم ووجوب تكرميهم ورعاية حرمتهم»‪.‬‬

‫به فق��ال‪« :‬تداووا عباد اهلل فإن اهلل لم يضع داء اال وضع له‬

‫إن كثيرا من اجلزئيات والوقائع التي حدثت ال جندها منصوصا‬

‫شفاء»‪ .‬فكان الطب تعلما وتعليما مشروعا بقول النبي‪j ‬‬

‫عليه��ا نفس��ها ف��ي الكتاب أوالس��نة لكن يتب�ين ببحث‬

‫ب��ل بداللة اآلي��ات الواردة م��ن الترخيص للمري��ض بالفطر‬

‫علماء االس�لام عنها أنها مندرجة في قاعدة شرعية عامة‬

‫والترخيص ملن به أذي في رأسه في اإلحرام‪ ...‬وهكذا‪...‬‬

‫ومن ثم يعرف حكمها ومس��ألة تش��ريح جث��ث املوتي من‬ ‫بن��ي آدم ال تعدو أن تكون جزئية من هذه اجلزئيات فش��أنها‬

‫ولذلك كـ��ان فـن الـطـ��ب عـلـمـ��ا وعـال من فروض‬

‫ش��أن تل��ك الوقائ��ع التي ج��رت ال ب��د أن تكون مش��مولة‬

‫الكفاي��ة الت��ي يج��ب علي األمة قي��ام طائف��ة منها‬

‫بقاعده كلية من قواعد الش��ريعه وراجعة ملقصد عام من‬

‫بها‪ ،‬ومن مقدمات فن الطب بل من مقوماته تش��ريح‬

‫مقاصدها العالية وهي «ضرورة كمال الش��ريعة وشمولها‬

‫األجس��ام ف�لا ميك��ن للطبي��ب عالج األم��راض اال اذا‬

‫يتضم��ن ذل��ك ايج��اب ما يتوق��ف عليه ذلك الش��ئ»‬

‫وصالحيتها جلميع اخللق وختمها مبن أرسل رحمة للعاملني»‬ ‫َ َ اَ َ َ َ َ ٗ‬ ‫‪ ‬ر ُّبك‪ ‬نس ِّيا‪ )٦٤ ‬مريم‪.‬‬ ‫قـــــال تــــعـــالـــى‪ ...( :‬وما‪ ‬كن‬ ‫َ‬ ‫يۡ َ ۡ َ َ ۡ َ ۡ ُ َ ُ ۡ َ ُ‬ ‫��م َوأ ۡت َم ۡم ُ‬ ‫ك ۡ‬ ‫ت‬ ‫وقال تعال��ى‪ ...( :‬ٱل��وم أكملت لكم دِين‬ ‫ُ َ ُ لإۡ َ‬ ‫َ​َ ُ ۡ‬ ‫يت لك ُم ٱ ِ ۡسل ٰ َم د ِٗينا‪ )٣ ...‬المائدة‪.‬‬ ‫ض‬ ‫عل ۡيك ۡم ن ِع َم يِت َو َر ِ‬ ‫وبالبحث عن مس��ألة التش��ريح يتبني أنه��ا مندرجة حتت‬

‫ف��إن كان الطب واجبا ‪ -‬ملا أس��لفنا من حي��ث تعليمه‬

‫قواعد الشريعة العامة وراجعة الي املصالح املعتبرة شرعا‬

‫وتعلم��ه ومباش��رته فيصب��ح كذلك تعلم التش��ريح‬

‫وأن لها نظائر من املسائل التي حكم فيها الفقهاء‪.‬‬

‫وتعليم��ه ومزاولت��ه واجب��ا ه��ذا إذا كان التش��ريح‬

‫وأن من قواعد الشريعة ومقاصدها العامة‪ :‬أنه إذا تعارضت‬

‫م��ن أج��ل تعل��م الطب وع�لاج األمراض أم��ا اذا كان‬

‫مصلحت��ان قدم أقواهم��ا وإذا تعارضت مفس��دتان ارتكب‬

‫التش��ريح ملعرفة س��بب الوف��اة ومعرفة مالبس��اتها‬

‫أخفهما تفاديا ألشدهما ومسألة التشريح داخلة في هذه‬

‫فال ش��بهة في ج��وازه أيضا إذا توق��ف عليه الوصول‬

‫القاع��ده علي كل حال‪ ،‬فان مصلحة حرمة امليت مس��لما‬

‫إل��ي احلق ف��ي أمر اجلناي��ة لكن ق��د يث��ار احلديث عن‬

‫كان أو ذمي��ا إذا تعارض��ت مع مصلحة أولي��اء امليت واألمة‬

‫كرامة االنس��ان وما في تش��ريحه من هوان فيظن أن‬

‫واملتهم عند االشتباه فقد ينتهي األمر بالتشريح والتحقيق‬

‫التش��ريح ال يج��وز مهم��ا كان��ت بواعثه لك��ن بقليل‬

‫مع املتهم إلى إثبات اجلناية عليه وفي ذلك حفظ حلق أولياء‬

‫م��ن التأم��ل ف��ي قواع��د الش��ريعة يعل��م أن م��دار‬

‫املي��ت وإعانة لولي األمر علي ضب��ط األمر‪ ،‬وقد ينتهي األمر‬

‫األح��كام الش��رعية عل��ي رعاي��ة املصالح واملفاس��د‬

‫بثبوت موته موتا عاديا وفي ذلك براءة املتهم‪.‬‬

‫وأن م��ا في التش��ريح من مصالح ترج��ح علي ما يراد‬

‫كذل��ك في تش��ريح املرضي معرف��ة م��ا إذا كان هناك وباء‪،‬‬

‫فيه من مفاس��د‪.‬‬

‫ومعرفة نوعه فيتقى ش��ره بالوس��ائل الوقائية املناس��بة‬

‫أحاط خبرا بفنه واذا كان ش��أن التش��ريح كذلك كان‬ ‫واجبا باألدل��ة التي أوجبته تعلم الط��ب وتعليمه فإن‬ ‫م��ن القواع��د األصولية «أن الش��ارع اذا أوجب ش��يئا‬

‫‪26‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد السادس ‪ -‬رجــب ‪ 1433‬هـ‬


‫تابع‪ :‬البحث العلمي‪ :‬حكم تشريح جثة المسلم‬

‫وف��ي ذلك محافظة علي نفوس األحي��اء واحلد من األمراض‬

‫الي االنسان ما يعرف باحليوانات الثديية والشبه بينها وبني‬

‫وفي هذا مصلحة لألمة ومحافظة علي سالمتها‪.‬‬

‫االنسان عام وهناك بينها اختالفات كثيرة وبالتالي اإلعتماد‬

‫وف��ي تعريف الط�لاب تركيب اجلس��م وأعضائ��ه الظاهرة‬

‫علي تش��ريح مثل ه��ذه احليوانات ال يعطي فك��رة صادقة‬

‫والباطن��ة وتدريبهم علي ذلك عملي��ا مصالح كثيرة تعود‬

‫عن تفاصيل اجلس��م البشري كذلك أيضا يختلف الهيكل‬

‫علي األمه باخلير العميم‪ .‬ف��إن تعارضت مصلحة احملافظة‬

‫العظمي لإلنس��ان ع��ن هي��كل الثدييات ورأس��ه وكذلك‬

‫عل��ي حرمة املي��ت مع هذه املصال��ح الس��ابقة فقد يقال‬

‫تختلف األحش��اء الداخليه وبالتالي ال يكون في تشريحها‬

‫أن‪ ‬مصالح األمة أرجح لكونها مصالح عامة وقطعية كما‬

‫غنية عن تشريح جثث اآلدمني‪.‬‬

‫دل عل��ي ذلك الواق��ع والتجربة كما أنه��ا عائدة إلي حفظ‬ ‫النف��وس وحفظه��ا من الضروري��ات التي ج��اءت مبراعاتها‬

‫قرار هيئة كبار العلماء‬

‫جميع الشرائع‪.‬‬

‫بعد اس��تعراض البحث املقدم يظهر أن املوضوع ينقس��م‬ ‫إلي ثالثة أقسام‪:‬‬

‫ه��ذا وقد وجدت لذلك نظائر كثي��رة في كالم الفقهاء مثل‬

‫‪ )1‬التشريح لغرض التحقق من دعوه جنائية‪.‬‬

‫تترس الكفار باألسري املس��لمني في احلرب فقد رجح كثير‬

‫‪ )2‬التش��ريح لغرض التحقق من أمراض وبائية لتتخذ علي‬

‫من الفقه��اء رمي الترس إيثارا للمصلح��ة العامة وكذلك‬

‫ضوئه األحتياطات الوقائية‪.‬‬

‫رجحوا ش��ق بطن من مات��ت وفي بطنها جن�ين حي وأكل‬

‫‪)3‬التشريح للغرض العلمي تعلما وتعليما‪.‬‬

‫املضط��ر حلم اآلدمي املي��ت إبقاءا علي حيات��ه وإيثارا جلانب‬

‫أما بالنس��به للقس��مني األول والثاني ف��ان اجمللس يرى في‬

‫احلي عن امليت‪.‬‬

‫إجازتهما حتقيقا ملصالح كثي��رة في مجاالت األمن والعدل‬

‫وإن اس��تطعنا أن نكتفي بتشريح جثث احليوانات كان ذلك‬

‫ووقاي��ة اجملتمع م��ن األمراض الوبائية‪ ،‬وأن مفس��دة انتهاك‬

‫أولى تقليال للمفس��دة ومحافظة عل��ي حرمة املوتي بقدر‬

‫كرامة اجلثة مغمورة في جنب املصالح املتحققة لذلك‪.‬‬

‫اإلمكان لكن ثمة أوجه خ�لاف بني جثث احليوانات وبني آدم‬

‫لذل��ك ق��رر مجل��س هيئة كب��ار العلم��اء وبإجم��اع إجازة‬

‫مما قد يعوق املصلحة من ذلك‪.‬‬

‫التشريح لهذين الغرضني‪.‬‬

‫وللدكتور محمد عبد الفت��اح هداره كلمة يبني فيها أوجه‬

‫وأما بالنسبة للغرض الثالث وهو التشريح للغرض التعليمي‬

‫الشبه واخلالف بني جسم االنسان وجسم احليوانات األخري‬

‫فنظرا ألن الش��ريعة جاءت بتحصيل املصالح وتكثيرها ودرء‬

‫القريبة الش��به ق��د تعتبر جوابا عن ذل��ك من مختص في‬

‫املفاسد وتقليلها وحيث أن تشريح غير االنسان من احليوانات‬

‫علم التشريح املقارن يقول‪ :‬يجب عند تدريب الطبيب على‬

‫ال يغني عن تش��ريح االنس��ان فإن مجلس كبار العلماء يري‬

‫املمارس��ة الطبية العملية أن يعرف حجم وش��كل ومكان‬

‫جواز تشريح جثة اآلدمي في اجلملة‪ ،‬ويرى أن األكتفاء بجثت‬

‫وتركيب كل عضو في اجلسم السليم حتي يتعرف بعد ذلك‬

‫غي��ر املعصومني أولى حيث أنه ال ض��رورة في ذلك تلجئ الي‬

‫علي ما قد يطرأ من تغيرات علي األعضاء‪ ،‬وحتي تتوصل إلى‬

‫تشريح جثة املعصومني‪.‬‬

‫هذه املعرفة ال بد من التش��ريح لألجسام البشرية وال‪ ‬يكن‬

‫واهلل املـوفـق وصـل اهلل عـلـى نـبـيـنـا مـحـمـد وعـلـى‬

‫أن نس��تعيض عنها بجس��م حيوان آخر‪ ،‬فأق��رب احليوانات‬

‫آلـه وصـحـبـه وسـلـم‪.‬‬ ‫‪27‬‬


‫األسرة‬

‫ودورها في تربية المراهقين‬

‫ت‬

‫ف‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫وا‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫و‬ ‫د‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ه‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫لتربية‬

‫بقلم د‪ .‬أحمد النقيب‬

‫تفعيل املواقف ودوره في التربية‬ ‫أعظ��م ما تصاب به األس��رة أن تفق��د التوجي��ه واملتابعة‬ ‫وأال‪ ‬يقوم الوالدان أو‪ ‬أحدهما بدوره في هذه املسألة اخلطيرة‬ ‫إن أحداث األس��رة في اليوم الواحد متالحقة ومتنوعة لكن‬ ‫هناك أحداث هامش��ية (بس��يطة) مثل ملء زجاجات املياه‬ ‫أو‪ ‬غلق نوافذ البيت أو‪ ‬ش��راء بعض احلاجيات وهناك أحداث‬ ‫مركزية (في ثورة الش��عور ال تنسى) مثل شراء الوالد لولده‬ ‫دراجة مبناس��بة جناحه أو أخذه في رحلة سعيدة أو تعنيفه‬ ‫أمام أصحابه أو إحراجه‪.‬‬ ‫إن كل ح��دث م��ن هذه األح��داث البس��يطة واملركزية متثل‬ ‫(موقفا) س��واء كان إيجابيا أوس��لبيا والبد هناك من ضبط‬ ‫هذه املواقف مبعيار واحد وهذا أول إجراء في تفعيل املواقف‬ ‫حت��ي ال يت��رك توصيفها وتكييفه��ا لله��وى أو‪ ‬االعتبارات‬ ‫الفاس��دة‪ ،‬الب��د للوالدي��ن أو‪ ‬أحدهم��ا أن يب�ين أن موقفه‬ ‫(الس��لبي أو‪ ‬اإليجابي) مرده ومس��ببه ش��يء واحد أال وهو‬ ‫(الدين) أي مرضاة اهلل س��بحانه فأنت (بني‪/‬ابنتي) اجتهدت‬ ‫ف��ي الدراس��ة وعل��م اهلل إخالص��ك فأعانك ويس��ر أمرك‬ ‫فوفقك وجعلك متقدما ولذا كانت جائزتنا املادية هي هذه‬ ‫‪28‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد السادس ‪ -‬رجــب ‪ 1433‬هـ‬

‫(الهدي��ة املتواضعة‪ / ‬الغالي��ة)‪ :‬الدراج��ة‪ ...‬وهكذا في كل‬ ‫نظير إيجابي‪،‬‬ ‫أما في النظائر الس��لبية‪ :‬فمع حتفظي على ما ذكرت من‬ ‫تعني��ف الولد وإحراج��ه أمام زمالئه فإنه ميك��ن أن ميرر هذا‬ ‫املوقف ويفعل بطريقة تربوية صاحلة‪:‬‬ ‫‪1 .1‬االعت��راف باخلطأ‪ :‬يا بني لق��د أخطأت في حقك عندما‬ ‫أحرجتك أمام زمالئك‪.‬‬ ‫‪2 .2‬املقابل االيجابي‪ :‬قبلــة عـلى جبني ولدك مع احتضانه‬ ‫بـعـد االعـتــراف‪.‬‬ ‫‪3 .3‬التعاه��د‪ :‬عاهدني ولدي وعاهد رب��ك أوال أال تفعل هذا‬ ‫الشئ الذي سبب هذه املشكلة‪.‬‬ ‫‪4 .4‬إبداء السبب‪ :‬لقد كنت يا بني متسببا في هذا املـوقـف‬ ‫الصع��ب لطاملا نصحتك س��را لطامل��ا راعيت خاطرك‬ ‫طالـمـا تـرفـقـت مـعـك حـتـى جـاهـرت بـالـسـوء‬ ‫ورءاك الـنـ��اس وأصـحابـك وأنـت (تدخن) ‪-‬مثال‪ -‬فكان‬ ‫لزاما أن أقابل ظاهرك الس��يئ الذي لطاملا اجتهدت في‬ ‫إخفائه بظاهري أيضا وم��ن هذا فهيا بنا نبني ما انهد‬ ‫ونصلح ما انكسر ونَرْتُق ما انفتق هيا إلى‪...‬‬


‫تابع‪ :‬األسرة ودورها في تربية المراهقين‬

‫ضرورة استثمار املواقف الهامشية‪ :‬أكثر مواقف اإلنسان‬ ‫ف��ي حيات��ه (‪ %90‬أو أكثر) هامش��ية لذلك فه��و ال يذكرها‬ ‫غالبا بعد س��اعات ولهذا قل من يستفيد من جتارب حياته‬ ‫إال بع��د تقدم العمر عندم��ا ميعن النظر ف��ي كل موقف!!‬ ‫لكن ميكن تدريب أوالدنا على اس��تثمار املواقف الهامش��ية‬ ‫بطريق��ة تربوية إميانية تعكس فيه��م معاني اخلير وتنميه‬ ‫مــثــال ذلـــك‪:‬‬ ‫نحن على الطعام وأتى االبن الصغير ليأخذ شيئا من نصيب‬ ‫أحد إخوته استجاب األخ األكبر لرغبة أخيه األصغر فأعطاه‬ ‫(فصا) من س��مكته (مثال)!! ال ينبغ��ي للوالدين أو‪ ‬احدهما‬ ‫أن‪ ‬ميررا هذا املوقف دون تفعيل (استثمار) عليهما بـ‪:‬‬ ‫‪1 .1‬لفت النظر إلى حس��ن صنيع األخ األكبر‪ :‬هذا التصرف‬ ‫حسن جيد جزاك اهلل خيرا‪.‬‬ ‫‪2 .2‬الرب��ط بني املوق��ف واإلس�لام‪ :‬هذا املوقف حس��ن لك‬ ‫عن��د‪ ‬اهلل‪ ،‬ألن��ك رحم��ت أخ��اك الصغي��ر ب��ارك اهلل‬ ‫إس�لاميا خالص��ا أال وهو‬ ‫في��ك‪ ،‬ألن��ك حققت معن��ا‬ ‫َ ُ ۡ ُ َ لَىَ ٰٓ َ ُ‬ ‫نفسِ��ه ۡم َول َ ۡو اَك َن بهمۡ‬ ‫«اإليثار»‪ ،‬ق��ال تعالى‪...( :‬ويؤث ِرون ع أ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ َ ‪ٞ‬‬ ‫خص‬ ‫اصة‪ )9 ...‬احلش��ر‪ ،‬واخلصاص��ة ه��ي احلاج��ة وهك��ذا‬ ‫ينبغي أن يكون املسلم‪.‬‬ ‫‪3 .3‬مكافأته‪ :‬وربط ذلك أيضا باإلس�لام (هل جزاء اإلحسان‬ ‫إال اإلحس��ان) ولذلك س��أعطيك بدال من ه��ذا الفص‬ ‫الصغير فصا أكبر منه بارك اهلل فيك‪.‬‬ ‫‪4 .4‬تعديل الس��ياق املقامي‪ :‬إذا كان هذا الس��ابق في إطار‬ ‫السياق املقالى فإن السياق املقامي مثل إشارات اليدين‬ ‫وعالمات الوجه وغير ذلك البد أن يكون هذا كله متوجها‬ ‫خلدمة الس��ياق املقال��ى فالوجه ضاحك ب��اش واليدان‬ ‫مرفوع��ة بالدعاء لالبن وهكذا يؤدي الوالدان أو‪ ‬أحدهما‬ ‫توظيف املوقف (تفعيل) نحو بناء الفرد واألسرة!!‬ ‫تركيز املواقف الس��لبية على أصحابها فقط‪ :‬وذلك عند‬ ‫التوجي��ه واملناقش��ة واملصارحة النقوم بذلك أمام األس��رة‬ ‫حت��ي النحرك س��واكن الغضب وم��ارد التم��رد االجتماعي‬ ‫(نفس االبن) ب��ل يكون هذا التوجيه وه��ذه املصارحة (على‬ ‫انفراد) وبصورة الئقة‪:‬‬ ‫• أراك متغي��ر الوجه ماس��بب ذلك؟ لقد س��معت أنك رمبا‬ ‫تقوم بأفعال غير مهذبة‪.‬‬ ‫• أظن أنك ال تهتم كثيرا مبا ينفعك؟‬ ‫• لعلك الحتسن التصرف؟ ألن اهلل رمبا سخط عليك؟‬ ‫• هل حتب أن تكون كإبليس؟‬ ‫• أظن أنك على خير فلم ال تكن أحسن مما عملت؟‬ ‫(إلى اآلن لم يبد الوالد أو الوالدان أصل املش��كلة وتركا ذلك‬ ‫لالبن ليبدأ في سرد املشكلة)‬

‫ال يتكلم االبن ويصر على االلتفات واالستخباء وهنا يقول رب‬ ‫املن��زل (األب ‪ /‬األم)‪ :‬هل فعلت كذا؟ رمبا قال االبن فعلت أو‪ ‬قال‬ ‫ل��م أفعل وهذا أيضا ال ينبغي أن يكون دور (األب ‪ /‬األم) أنه هو‬ ‫احملقق واالبن هو املتهم لكن تعرض املشكلة على الوجهني‪:‬‬ ‫• إن كن��ت لم تفعل فه��ذا ما أمتناه‪ ،‬ألنك ول��د ذكي تربيت‬ ‫عل��ى احلالل وتغذي��ت على حب الدين ومثل��ك ال يفعل هذا‬ ‫أبدا فهذا األليق لك واملظنون بك وإن كنت قد فعلت فال جند‬ ‫س��ببا لذلك لكن استغفر ربك وعاهد ربك أال تعود وينصح‬ ‫الولد نصيحة ربانية‪.‬‬ ‫• إن اس��تمر الول��د في خط��أه‪ ،‬هنا ميكن التعنيف بحس��اب‬ ‫وبضوابط وترتيب لكن ال يتصورأن ميرر اخلطأ أبدا في إطار األسرة‪.‬‬ ‫ع��رض املواق��ف الس��لبية في ص��ورة قص��ة أو حكاية‪:‬‬ ‫في الوقت التي حترص فيه األسرة على حبال املودة واالحترام‬ ‫ب�ين أفراده��ا أال تنقط��ع ومن ص��ور ذلك أال يعن��ف اخملطئ‬ ‫أمام إخوته وأس��رته بل ينصح س��را وانفرادا في هذا الوقت‬ ‫ال ينبغ��ي أن‪ ‬تضيع هذه الفرصة لتس��تفيد منها األس��رة‬ ‫(موقف��ا) تربوي��ا رمبا مي��ر أحد الصغ��ار بنظير ه��ذا املوقف‪،‬‬ ‫فيستفيد منه‪...‬‬ ‫يف��رض الوال��د (تف��رض األم) قصة غ��رق أحد أبن��اء اجليران‬ ‫وأن‪ ‬س��بب ذل��ك الصحبة الس��يئة حيث ترك أس��رته ولم‬ ‫يقب��ل بتوجيه األبوين وش��غل نفس��ه بصحبة ش��ياطني‬ ‫اإلنس فشرب السجائر وصحب فتيات السوء وفي يوم (شم‬ ‫النس��يم) ذهب مع أصدقاء الس��وء (للفس��ق) حيث قضوا‬ ‫ليلهم في الس��ينما ول��م يرجع إلى بيته ث��م في الصباح‬ ‫ذهبوا إلى شاطئ البحر ليمرحوا ويلهوا ليرجعوا بدونه لقد‬ ‫ذهبت به أمواج البحر فل��م يخرجوه إال جثة هامدة وكانت‬ ‫ه��ذه النهاية‪ ،‬نهاية عل��ى معصية (دخان) ورمبا ش��يء آخر‬ ‫(فتيات فاس��قات فاجرات أفالم إباحية ترك للصالة س��ماع‬ ‫الغن��اء إنف��اق املال تبذيرا طاعة للش��يطان مت��رد على اهلل‬ ‫وش��رعه مترد على األسرة وآدابها‪ )...‬فمن يحب أن تكون هذه‬ ‫نهايته؟ وهكذا مع كل نظير‪...‬‬ ‫ع��دم التتابع في عرض املواقف الس��لبية‪ :‬عرض املواقف‬ ‫بأخذ ص��ورة النصح من القصص والوع��ظ وهذا منط رفيع‬ ‫من‪ ‬أمن��اط تعيني الس��لوك املنح��رف لكن ينبغ��ي أن يكون‬ ‫ه��ذا ف��ي ص��ورة تباعدي��ة ال تالحقية حت��ي ال مي��ل األوالد‬ ‫وحتي‪ ‬ال‪ ‬تضي��ع روعة القصد من وراء العرض وحتي يحصل‬ ‫املطلوب من إيصال النصح‪.‬‬ ‫واهللأســألأنيـربــيأبـنـاءنــاوأوالدالـمــســلــمــيــن‬ ‫وأن يـأخــذ بـأيـديـهــم إلـى الـطـريـق الـقـــومي‪.‬‬ ‫‪29‬‬


‫قصة سريبرينيتسا والحلم‬ ‫كتبها‪/‬‬

‫‪30‬‬

‫المفقود (الحلقة الثانية)‬

‫املعتصم باهلل الشبلي السلفي‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد السادس ‪ -‬رجــب ‪ 1433‬هـ‬

‫فور إعالن استقالل البوسنة والهرسك ‪ 1992‬عن يوجوسالفيا‬ ‫اعت��رض الصرب والك��روات وهما عرق��ان نصراني��ان على هذا‬ ‫االس��تقالل وعندها قام��ت عصابات «التش��يتنيك» الصربية‬ ‫بالهج��وم عل��ى م��دن وقرى البوس��نة والهرس��ك املس��لمة‬ ‫حيث حتركت آلي��ات وأفراد ومدرعات ه��ذه العصابة بدعم من‬ ‫اجليش اليوجوس�لافي وبتأيي��د من بعض دول اجل��وار كاليونان‬ ‫واجلبل‪ ‬األس��ود وبتغاف��ل من املنظم��ات الدولي��ة تركت هذه‬ ‫اجلحاف��ل لتهاجم وتداه��م مدن وق��ري (بيلينا) و‪( ‬زف��ور نيك)‬ ‫و‪( ‬كامينيتا) و(تس��ير ش��كا) و‪( ‬كونيفيتش بوليه) وغيرها فما‬ ‫وج��دت القوات الصربية ش��يئا إال هدمت��ه أو‪ ‬نهبته أو‪ ‬ذبحته‬ ‫بأبش��ع صوره لقد قتل ف��ي هذه املناطق وغيره��ا اآلالف ذبحا‬ ‫بـ‪« ‬سونكي البنادق» ‪-‬آله تركب في أعلى البندقية كالسكني‬ ‫احل��اد ل��ه نصالن‪ -‬بع��د هتك أعراض النس��اء أم��ام ذويهم ثم‬ ‫تش��ويههم ثم ذبحهم أما الذين فلتوا من هذا اآلتون الرهيب‬ ‫الوحشي فهم عشرات اآلالف تركوا كل شيء وفروا بأنفسهم‬ ‫فقط بعد رؤيتهم الذبح والتخريب وهتك األعراض وهدم املنازل‬ ‫واملس��اجد ف��روا يركضون مبا خ��ف حمله طلب��ا للنجاة حيث‬ ‫توجهوا جميعهم مش��يا على األقدام لعشرات األميال صوب‬ ‫(سريبرينيتس��ا) وكان من جملة هؤالء الفارين الذين ش��اهدوا‬ ‫الهول الشاب التاجر (يوسف آغ)!!‬ ‫كـانت (سريبرينيتسـا) تنعـــم بالهــدوء ويعيـش الصـــرب‬ ‫واملس��لمون فيها كعائل��ة واحدة كانوا يعرفون م��رارة التاريخ‬ ‫لك��ن يحاولون تناس��يه لذل��ك كان االختالط ش��ديدا بينهم‬ ‫ومحاول��ة اإليغال في الثقاف��ة األوروبية واجتماعياتها ش��يئا‬ ‫فج��ا رمبا كان��وا يحاولون اثبات إذاب��ة التاريخ به��ذه الثقافة!!‬ ‫ف��ي الوقت ال��ذي كان النازح��ون الفارون من وحش��ية الصرب‬ ‫يقتربون من (سريبرينيتس��ا) كان املسلمون والصرب يواصلون‬ ‫مجالس الش��راب والرقص ال س��يما (رقصة ألكولو) وإن كانت‬ ‫ف��ي األصل رقص��ة الفتيات لك��ن كان الفتي��ان والفتيات من‬ ‫املس��لمني والص��رب يتحلقون ف��ي دوائر متداخل��ة وبحركات‬ ‫معينة رمب��ا يحتضن هذا ه��ذه أوهذه هذا (هك��ذا!!) دون فارق‬ ‫أو متي��ز م��ن دين أوجنس!! كان املس��لمون فرح�ين جذلني بهذا‬ ‫االنس��جام وهك��ذا كان يبدو األمر عن��د الص��رب!! إن (فريدة)‬ ‫املس��لمة تراقص (مويو) الصربي وإن (حس��انوفيتش) املسلم‬ ‫يراقص (أتالنتا) الصربية وهذه الفتاة املس��لمة (حاسو) جاءت‬ ‫من أقصي املدينة لتراق��ص زميلها (لينوفيتش) والكل مبالبس‬ ‫(الس��هرة !!) ومع دخول النازحني (سريبرينيتس��ا) وفي بدايات‬


‫تابع‪ :‬قصة سريبرينيتسا والحلم المفقود (الحلقة الثانية)‬

‫الربيع من ش��هر ماي��و ‪1993‬م وصلت أيض��ا طالئع القوات‬ ‫الصربية لتقصف (سريبرينيتس��ا) لقد س��قطت عشرات‬ ‫اآلالف م��ن دان��ات املداف��ع والدباب��ات م��ع تركي��ز القصف‬ ‫اجل��وي الصربي ث��م بعدها بقلي��ل مت إح��كام احلصار على‬ ‫املدين��ة وكان��ت عصابات (التش��يتنيك) الصربي��ة بقيادة‬ ‫(راجوميالديتش) قد توغلت قليال صوب (املدينة) حيث قامت‬ ‫مبا الميكن وصفه ومبا يعجز القلم عن وصفه لكن نستميح‬ ‫القل��م ع��ذرا لترى ما كان في هذه املدين��ة وكيف كان حال‬ ‫أس��رة املهندس‪( ‬رحمن‪ ‬بيك‪ ‬لوزو) وم��اذا كان صنيع جارهم‬ ‫وش��ريكهم املهن��دس الصرب��ي (ج��ورج)؟!! ويا ت��ري كيف‬ ‫كان عوائله��م في ه��ذه احملنة هل أوس��عوا لهم رحموهم‬ ‫وأمنوهم؟ أم كيف كان احلال؟‬ ‫اصــبـــر مــعــي عــزيــ��زي الــقـــارئ وال تتعجــل‪...‬‬ ‫فـمــا سـتـقــرأه هــو الـهــول بـعـيـنــه‪...‬‬ ‫عندم��ا اقترب��ت عصاب��ات وجي��وش الص��رب من مس��كن‬ ‫املهن��دس (رحم��ن بي��ك) خرج��وا جميعه��م إل��ى جارهم‬ ‫الصرب��ي املهندس (جورج) لم يتخل��ف إال عثمان الذي أصر‬ ‫أن يصعد س��طح املنزل ومعه مكب��ر صورة ميداني يلتقط‬ ‫بعدها ما يش��اهده بكاميراته لقد كان مولعا بالتصوير (!!)‬ ‫أما بقية أس��رته فقد دخل��ت عبر األش��جار املتزاحمة إلى‬ ‫منزل املهندس جورج الحظ عثمان أن الصرب ال يقتربون من‬ ‫منزل��ه يا للعجب إنهم يدمرون كل ش��ئ إال محيط منزله‬ ‫إنهم يخربون ويفتش��ون ويذبح��ون إال إنهم لم يأتوا ناحية‬ ‫منزله لقد رأي مبنظاره املآذن وهي تتهاوي والرجال واألطفال‬ ‫وهم يذبحون في الشوارع كالنعاج لقد رأي النساء يجردون‬ ‫من ثيابهن متاما ويس��رن في صفوف طويلة في الش��ارع ثم‬ ‫يرك�بن حافالت ويذه�بن!! لقد هم أكثر من م��رة أن يصيح‬ ‫إن دموعه تنهمر وهو يري أمته وش��عبه خالل س��اعات وقد‬ ‫تقلبت أحواله من األمن إلى اخلوف‪ ،‬من االستقرار إلى االرحتال‬ ‫والفزع‪ ،‬من التآلف والتعايش الس��لمي إل��ى احلرب والتنمر‬ ‫والهمجية أين إخوتنا من صرب املدينة؟ أليس منهم رشيد‬ ‫يوقف إخوانه من املتوحش�ين؟!! وبينم��ا هو يراقب ودموعه‬ ‫تنهمر من عينه ويكاد أن ينفجر من شدة الغيظ وفي الوقت‬ ‫نفس��ه كان فكره شاردا في هذه املعاني السالفة؟ إذ سمع‬ ‫صرخة مدوية‪ ...‬مكلومة‪ ...‬بعيدة‪ ...‬ياللهول‪ ...‬إنه يعرف هذا‬ ‫الص��وت إنه ص��وت أخته (خاتون) إن األس��رة قد ذهبت منذ‬

‫س��اعتني إلى منزل جارنا الصربي (ج��ورج) وهو صديق قدمي‬ ‫يح��ب أبي كثيرا وبني مصنع ش��راكة م��ع والدي ولم يدفع‬ ‫والدي له دوالرا واحدا كما أننا نعيش أسرة واحدة لم نشعر‬ ‫أبدا أننا مس��لمون وهم نصاري!!! رمبا كان هذا تش��ابها في‬ ‫الص��وت حتما إنهم اآلن في أمن م��ع جيراننا الصرب حتما‬ ‫إنه��م يأكلون ورمبا يرقصون (ألكول��و) الريب أن عائلة جورج‬ ‫اتصلت بأقربائهم الصربيني ونبهوا عليهم أال يأت أحد إلى‬ ‫مس��كننا حرمة للج��وار ولصداقة العمر نع��م لقد عاش‬ ‫(جورج) رجال وس��يما لطيفا مؤدبا يالعبنا منذ الصغر حتي‬ ‫كبرن��ا وهذا حقن��ا عليه أن يقوم بالواجب ف��ي هذا الظرف‬ ‫الطارئ اخلطير‪...‬‬ ‫وبينما هو يسترس��ل في أفكاره‪ ...‬ازداد الص��راخ‪ ...‬واجتمع‬ ‫له صرخة رهيبة لم يس��مع مثلها ق��ط إنها صرخة أخيه‬ ‫(حس��ان) رباه!! هل أحلم؟ فرك عين��ه بقوة وبدا يتحرك من‬ ‫س��قف املن��زل إلى أق��رب ش��جرة زان ثم قف��ز منها بخفة‬ ‫إلى ش��جرة مجاوره حتي صار على س��طح مسكن جارهم‬ ‫املهن��دس (جورج) وهناك اس��تبانت األص��وات أكثر‪ ...‬زحف‬ ‫على بطنه ينزل درج الس��طح إلى ال��دور األول العلوي ومن‬ ‫هناك وجد أس��رته كلها في بهو املنزل عراة متاما قد قيدت‬ ‫أيديهم (بكلبش��ات حديدية) خلف رؤوس��هم كاألسري ثم‬ ‫وجد أخاه (حسان) مذبوحا وقد فصلت رأسه متاما ووضعت‬ ‫على ص��دره!! يقوم (موي��و) باالعتداء بالض��رب على أختيه‬ ‫(فري��دة وخات��ون) وهما جثت��ان هامدتان ل��م يرحمهما هو‬ ‫ووالده (جورج) أما األم (جاس��ون) فهي مذبوحة أيضا عارية‬ ‫متاما أما الوالد فقد ذبح أيضا وعلقوه بخطاف من حنجرته‬ ‫بسقف احلجرة وحول اجلميع بعض الصرب العسكريني لم‬ ‫يتلوث��وا ب��دم لقد كان��وا متفرجني يش��ربون العصير البارد‬ ‫في هذا املش��هد عس��اه أن يبدد حر أجوافهم املتعطش��ة‬ ‫للدماء لقد رأي عثمان ذبح أسرته وتعذيبها أبشع تعذيب‪...‬‬ ‫ياتري ماذا هو فاعل أيهجم عليهم وينتقم لقد كاد أن يصرخ‬ ‫فيهم!! لكن هيهات‪ ..‬ماذا عساه فاعل في هذا املوقف؟‬ ‫لقد ش��اهد مصرع أس��رته على أيدي جيران��ه!! إنه اإلجرام‬ ‫واخليان��ة إنه‪ ...‬إن��ه‪ ...‬إن الكلمات لتبدوا مرجتفة مرتعش��ة‬ ‫في هذا املش��هد املهيب جثث عارية وممزقة وهم يضحكون‬ ‫ويش��ربون العصي��ر الب��ارد إنهم يش��دون على ي��د جارهم‬ ‫(ج��ورج) وابنه (مويو) أن قام��وا باملهمة خير قيام ولم يراعوا‬ ‫‪31‬‬


‫تابع‪ :‬قصة سريبرينيتسا والحلم المفقود (الحلقة الثانية)‬

‫ذم��ة وال‪ ‬جوارا وال صداقة وال ش��راكة وال تعايش��ا س��لميا‬ ‫وال‪ ‬احتراما إنس��انيا إن صاحبنا (عثم��ان) يكاد قلبه يتوقف‬ ‫من الهول أما جس��ده النحيف‪ ...‬فكان ينضح بالعرق الذي‬ ‫يجري بغزارة من وجهه ليسيل على عنقه وصدره‪...‬‬ ‫ل��م يفق (عثم��ان) من حالته تلك إال عل��ى حركتهم صوب‬ ‫ال��دور األعلى إنهم على بعد أمت��ار إال أنه ثابت متجمد في‬ ‫مكانه إنهم يقتربون أكثر فأكثر وفجأة انتفض بخفة زاحفا‬ ‫عل��ى بطنه لينخفض وراء ماس��ورة فتحة (الباوزا) وجدهم‬ ‫يتجهون إلى س��ور الس��طح ثم ينظرون مبنظار امليدان هنا‬ ‫وهناك ثم نزلوا س��ريعا وجدهم يخرجون من الباب اخللفي‬ ‫للمن��زل وينصرف��ون في س��يارة جيب صغيرة مكش��وفة‬ ‫مركب عليها مدفع سريع الطلقات‪.‬‬ ‫ه��م عثمان أن ينزل إلى جيرانه اخلونة ولكنه أخذ يفكر ماذا‬ ‫هو صانع؟ ومرة أخرى قطع عليه تفكيره هدير سيارة تخرج‬ ‫من الباب اخللفي ملنزل اجمل��رم (جورج) رصدها مبنظار فإذا هو‬ ‫جلورج وابنه وزوجته وابنتيه رباه هل حدث كل هذا واألس��رة‬ ‫موجودة؟ ملاذا لم تتحرك زوجته أوابنته لنصرة أمي أو أختي؟‬ ‫لق��د خرج��وا في س��يارة (الندك��روزر) بها مقط��ورة مليئة‬ ‫باحلقائ��ب واألغراض!! ما هذا؟ ه��ذا يعني أنه كان على علم‬ ‫مسبق بهجوم (العصابات الصربية) وكانوا ينوون املغادرة!‪،‬‬ ‫وعندم��ا نزل��ت عائل��ة عنده��م استش��اروا اخوانه��م من‬ ‫الصرب فكانت هذه املذبحة!! ثم انصرفوا بعدها مباشرة!!‬ ‫ماه��ذا؟ أين التعايش؟ أين الوطني��ة؟ أين الدميوقراطية؟ أين‬ ‫الثقافة والتعليم املدني األوروب��ي؟ أين اجلوار؟ أين الصداقة‬ ‫والشراكة؟ أين األخالق؟‪...‬‬ ‫انفج��ر (عثم��ان) باكي��ا مجهش��ا وه��و يح��اول ف��ك وثاق‬ ‫عائلت��ه العاري��ة املش��وهة املذبوح��ة لق��د كان محطم��ا‬ ‫وين��زل أباه م��ن خطاف عل��ق بحنجرت��ه من جه��ة الرقبة‬ ‫بإحكام! تفقد (عثمان) املنزل س��ريعا لم يجد حس��ا ألحد‪،‬‬ ‫وجد‪ ‬ب��اب اجل��راج مفتوحا‪ ،‬دخ��ل‪ ،‬وج��د مم��را باب��ه احلديدي‬ ‫مفتوح��ا‪ ...‬يا‪ ‬للهول!!‪ ‬ما‪ ‬ه��ذا‪ ...‬خريط��ة كبي��رة تش��مل‬ ‫البوسنة‪ ‬والهرس��ك واجلب��ل األس��ود وصربي��ا وكوس��وفو‬ ‫مكتوبا عليها (صربيا الكبري ثم عالمات حمراء في مناطق‬ ‫البوس��نة والهرسك وكوسوفو تش��ير إلى أماكن جتمعات‬ ‫املس��لمني‪ ،‬ث��م هن��اك خريطة لتعداد س��كان املس��لمني‬ ‫‪32‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد السادس ‪ -‬رجــب ‪ 1433‬هـ‬

‫ث��م وج��د متحفا ناقص��ا عن تاري��خ دخول اإلس�لام وقتال‬ ‫املس��لمني للصرب عب��ر التاريخ ثم وجد بخ��ط كبير لوحة‬ ‫ضخمة مكتوب عليها (س��أقتل كل مسلم برأس صليبي)‬ ‫ي��اااااااااا‪ ‬اهلل في الوقت الذي كن��ا نلهوا ونرقص ونلعب مع‬ ‫جيرانن��ا الصرب في الوقت ال��ذي كنا جنتمع فيه على مآدب‬ ‫الطعام واملناس��بات االجتماعية والديني��ة في الوقت الذي‬ ‫كنا نظن أننا صنعنا مجتمعا جديدا في وسط أوروبا قائما‬ ‫عل��ى الوطني��ة والدميوقراطي��ة وجعلنا ذل��ك مقدما على‬ ‫اإلسالم وش��رائعه حتى –بالتدرج‪ -‬هجرنا شريعتنا في هذا‬ ‫الوقت كان الصرب النصارى يدرسون ألبنائهم هذه اخلرائط‬ ‫ويزرعون فيهم معاني الكره والبغض للمس��لمني والتقرب‬ ‫إلى «الرب اخمللص يس��وع املسيح» بذبح املسلمني وتطهير‬ ‫األرض منهم ما أعظم هذه الغفلة التي عشنا فيها باسم‬ ‫«الدميوقراطية» التي تشمل‪ :‬احترام الغير في فكره وعقيدته‬ ‫حت��ي ولو كان كافرا أو ملحدا باس��م «ال إكراه‪ ‬في‪ ‬الدين!!»‬ ‫إنن��ي أعل��ن من��ذ اآلن أن��ي كاف��ر به��ذه الدميوقراطي��ة‪،‬‬ ‫وس��أخـط طريقـا لالنتقــام وتطهيـ��ر أرض بــالدي مــن‬ ‫دنـس هــؤالء اجملرمـني‪ ،‬لقـد كنـا نعيش في حلــم وقد ظهر‬ ‫أنه بالفعل حلم مفقود ال موجود!!‬ ‫ق��رر (عثمان) أن ينقل أس��رته إل��ى حفرة قريب��ة من البيت‬ ‫ثم‪ ‬يدفنهم البد أن يهدأ‪ ،‬لن يأتي الصرب إلى هنا ألن املقصود‬ ‫قد مت‪ ،‬لكن وجود هذه املنطقة دون قصف لعله ترتيب جلعل‬ ‫هذا امل��كان املمتاز رمزا لقيادتهم ال بد من العمل بس��رعة‬ ‫بخف��ة جذبهم واح��دا واحدا وف��ي حفرة حفرها بس��رعة‬ ‫وضعهم جميعا ولم يغسلهم فهم شهداء كما أن الوقت‬ ‫ال يحتم��ل صل عليه��م في ه��ذا القبر اجلماع��ي ودموعه‬ ‫تس��ابق أنفاسه وما كاد ينتهي حتي س��مع هدير اجملنزرات‬ ‫واملدرعات تأتي من بعيد ثم ش��اهد مبنظاره س��يارات فارهة‬ ‫وأخري عس��كرية لنقل اجلنود اجلميع متجه إلى هذا املكان‬ ‫ماذا يفعل؟ وما الذي مت‪...‬‬ ‫هذا ما سنعرفه في احللقة القادمة –إن شاء اهلل تعالى‪.-‬‬ ‫كتبها‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫املعتصم باهلل الشبلي السلفي‬ ‫ ‬


‫منهجية طلب العلم‬

‫عدم االنشغال‬ ‫بالتصنيف أول الطلب‬

‫ال أنس��ى قط ه��ذه احلادثة‪ ،‬فمنذ أكثر من عش��رين س��نة‬ ‫تقريب��اً‪1990 ‬م كنت فـى مكتبـة التـربـيـة اإلس�لامـيـة‪،‬‬ ‫بالطالبية‪ ،‬الهرم‪ ،‬اجليزة‪ .‬فس��معت م��ن يناديني من خلف‪،‬‬ ‫ف��إذا هو أح��د الش��باب الصغير آن��ذاك ال��ذي كان يحضر‬ ‫دروسي مبسجد «الس��راج املنير» بني السرايات‪،‬اجليزة‪ ،‬وكان‬ ‫بس��يطا ً خفيف��اً‪ ،‬رمبا ال يق��در على تصحي��ح الفاحتة كما‬ ‫يقول��ون فإذا أوراق كثي��رة قد كتبها (باآلل��ة الكاتبة) وكان‬ ‫الكمبيوتر جديدا ً على مصر آنذاك‪ ،‬ثم قال لي‪« :‬هذا كتابي‬ ‫اجلديد في (اجلن��ة ونعيمها)» تصفحت أوراقه (عذراً‪ :‬كتابه)‬ ‫فإذا مجرد جتميع��ات تفتقد إلى‪ :‬املنهجية وتركيز املعلومة‬ ‫وحسن العرض‪ ،‬وجودة اجلمع‪ ،‬وسيالن الذهن‪ ،‬وقوة القريحة‪،‬‬ ‫إنه��ا تفتقد إلى البركة والربانية!! ما هذا؟ ثم رأيت بعد من‬ ‫س��ال مداد قلمه ليس��ود كتبا ً كثيرة فى ش��هور يسيرة!!‬ ‫ما‪ ‬ه��ذا؟ ال ي��كاد ينتهى ش��هر أوش��هران إال ول��ه مصنف‬ ‫جديد‪ ،‬مع س��ياحته ف��ى الب�لاد وإجتماعيات��ه وأمراضه!!‬ ‫م��ن أي��ن ه��ذا؟ وكي��ف ه��ذا؟ نع��م‪ :‬بعضهم يعم��د إلي‬ ‫ناش��ئة طلبة العلم‪ ،‬ليس��تخدمهم في مكاتب س��موها‬ ‫(دوراً‪ ‬علمي��ة) ينعم عليه��م بالدريهم��ات ليحصد منهم‬ ‫هذا الناجت‪ ،‬ثم ينقح منه ش��يئا ً يس��يرا ً ‪-‬إن تيس��ر له ذلك–‬ ‫ثم ينش��ره ‪ -‬باسمه دون أية إشارة ملن س��اعده أو سبقه!!‬ ‫وهكذا كانت فوضى التصنيف فى عصرنا‪ ،‬ثم جند ش��بيبة‬ ‫صغ��اراً‪ ،‬أم زغ�لا مبتدئ�ين‪ُ ،‬قدموا على أنهم مش��ايخ كبار‬ ‫بس��بب هذا الس��يل الكتابي‪ ،‬وال أحد يعم��د إليهم لتعذر‬ ‫ذل��ك؛ نظرا ً لضي��ق أوقات الفضالء وألن املرء ي��رد على ماذا؟‬ ‫ويتعقب ماذا؟ إنها فوضى مس��درة ولبوس لبس��ه ما ليس‬ ‫أهالً له‪ ،‬وال حول وال قوة إال باهلل‪...‬‬ ‫وأن��ا في نفثتى تلك هرعت إلى تذكرة احلفاظ؛ أتس��لى به‪،‬‬ ‫فرأي��ت ما من ترجمة إلمام فحل –وكلهم كذلك– إال‪ ‬ويقدم‬ ‫ف��ى ترجمته لهذا اإلمام أنه س��مع فالنا ً وفالن��اً‪ ،‬ورحل فى‬ ‫الطل��ب إلى كذا وكذا‪ ،‬وأنه لزم فالنا ً وفالناً‪ ،‬ويذكرون عبادته‬ ‫وربانيت��ه وق��رب آخ��ر الترجمة أو آخره��ا‪ ،‬يذك��ر أن صنف‪،‬‬

‫انظر مث�لاً تراجم‪ :‬ابن فطي��س األندلس��ي (توفي‪319‬هـ )‪،‬‬ ‫والطحاوي‪ ،‬أبو جعفر أحمد بن محمد احلنفي (توفي‪320‬هـ)‬ ‫ع��ن بض��ع وثمان�ين س��نة‪ ،‬والكبري��ت األحمر ابن س��ريج‬ ‫الش��افعي (توفي‪ 306‬هـ) وله سبع وخمسون سنة ونصف‪،‬‬ ‫واحلافظ‪ ‬العقيلى‪ ،‬محمد بن عمرو (توفي‪322‬هـ) واحلافظ ابن‬ ‫احلداد (توفي‪344‬هـ) وله ثمانون س��نة‪ ،‬واحلافظ أبو‪ ‬القاسم‬ ‫الطبران��ي (توفي‪360‬هـ) عن أكثر من مائة س��نة‪ ،‬واحلافظ‬ ‫أب��و محم��د األصيل��ي األندلس��ي (توفي‪392‬ه��ـ)‪ ،‬واحلافظ‬ ‫املالين��ي األنصاري الهروي (توفى‪ 412‬ه��ـ)‪ ،‬واحلافظ أبو‪ ‬عمر‬ ‫الطلمنكي األندلس��ي (توفي‪429‬ه��ـ) واحلافظ أبو‪ ‬يعقوب‬ ‫القراب السرخسي الهروي (توفي‪429‬هـ) وغيرهم كثير‪...‬‬ ‫وف��ارق بني قيد العلم وبني التصني��ف؛ فقيد العلم بكتابة‪،‬‬ ‫هذا معروف مش��هور عن الس��لف‪ ،‬وإن ش��اء اهلل سيكون‬ ‫لن��ا فيه وقفة‪ ،‬ليس فى ذلك ب��أس‪ ،‬بل ال يثبت العلم إال به‪،‬‬ ‫قال‪ ‬بعض الس��لف «قي��دوا العلم بالكتاب��ة» ولذلك صح‬ ‫كتابة احلديث بني رسول اهلل ‪ j‬وقبلهم كتب القرآن‪ ‬الكرمي‪،‬‬ ‫ثم جمع القرآن ونس��خ نسخا ً ووزعت فى األمصار‪ ،‬ثم جمع‬ ‫احلدي��ث زمن عم��ر بن عبد العزيز على ي��د اإلمامني (ابن أبى‬ ‫حزم و ابن ش��هاب الزهري) ويذكر أن أول صحيفة مجموعة‬ ‫ف��ى احلديث هى صحيفة همام بن منبه‪ ،‬حيث جمع حديث‬ ‫أب��ى هريرة –رض��ى اهلل عنه‪ -‬وقد رواها اإلم��ام أحمد رحمه‬ ‫اهلل في مسنده‪ ،‬هذا كله كتابة للعلم ومن صنف كان من‬ ‫النبالء اجلهابذة‪...‬‬ ‫ولع��ل هذا من بالي��ا العصر‪ ،‬أن من يتقن يه��اب التصنيف‪،‬‬ ‫وإن‪ ‬صن��ف نظ��ر ثم فك��ر‪ ،‬ثم متل��ى وانتظ��ر‪ ،‬ورمب��ا ال يتم‬ ‫مصنف��ه؛ ولذلك نقرأ أن بعض الفضالء رمبا صنف مصنفه‬ ‫فى س��نني‪ ،‬لن أذكر أحدا ً من املتقدمني‪ ،‬ولكن أحيلك فضالً‬ ‫إلى مقدمة الش��يخ األلبان��ى رحمه اهلل لكتابه «حترمي آالت‬ ‫الطرب» مكتبة الدلي��ل (ط‪1416–1‬هـ‪1996/‬م)؛ لترى كيف‬ ‫أنضج األلبانى مؤلفه عبر الس��نني‪ ،‬وكيف كان املصنف له‬ ‫فكرة وغاية ومنهج وخارطة طريق ‪-‬كما يقولون‪ ،-‬وكيف أن‬ ‫الش��يخ نظر إلي مؤلفات من كتبوا فى هذا املضمار سلبا ً‬ ‫وإيجاب��اً‪ ،‬نفيا ً وإثباتا‪ ،‬ثم انظر إلي اطالعه وس��عة أفقه فى‬ ‫النقد واملطارحة فى اجملاوبة هذا كله بإسلوب طيب راق‪.‬‬ ‫إن علماء زماننا من زغبة املصنفني!! قد طاروا وملا يريش��وا‪،‬‬ ‫ب��ل طاروا ولم يريش��وا‪ ،‬ب��ل طارو ول��ن يريش��وا؛ ألنهم لم‬ ‫يتمنهج��وا فى الطلب ولم يدرجوا س��لمه‪ ،‬ولم يس��لموا‬ ‫أنفس��هم ملن يأخذون بأيديهم تأديب��ا ً وتعليماً‪ ،‬وبذلك بات‬ ‫أن تعجب الذهب��ي في أعصارنا ليس فى محله‪ ،‬عندما قال‬ ‫«وكيف يطير ومل��ا يريش؟!» وللحديث ف��ي املوضوع بقية‪...‬‬ ‫وإنى أستغفر اهلل لي ولكم‪.‬‬ ‫‪33‬‬


‫مد الفقي (رحمه اهلل تعالى)‬

‫صر‪ :‬ترجمة الشيخ‪ /‬محمد حا‬

‫سير و تراجم نبالء الع‬ ‫بقلم د‪ .‬أحمد النقيب‬

‫من أعالم الدعوة‬ ‫سماحة الشيـخ‬

‫مـحـمـد حـامـد الـفـقـي‬ ‫(رحمه اهلل تعالى)‬

‫ه��و من أئمة الدعوة‬ ‫الس��لفية ف��ي مصر بل في‬ ‫العالم اإلسالمي جمع‬ ‫بين العلم والعمل والدعوة‬ ‫والجهاد بكل أنواعه‬ ‫بالنفس والمال واللسان مع‬ ‫طريقة سوية في الخل‬ ‫ق ومنهج ثابت في التصور‬ ‫والعمل في الواقع لح‬ ‫مل رسالة اإلسالم وسنعرض‬ ‫ترجمته عليه رحمه ا‬ ‫هلل في ه��ذه النقاط المركزه‬

‫وجعل الرابع وهو الشيخ محمد حامد الفقي حنبل ًيا‪.‬‬

‫ودرس كل م��ن األبناء الثالثة ما قد ُحدد من قبل الوالد ما عدا‬

‫االبن الرابع فلم يوفق لدراسة ما حدده أبوه ف ُقبل باألزهر حنف ًيا‪.‬‬

‫بـــدأ مـحـمـد حـامـد الـفـقـي دراس��ـتـه بـاألزهـر في‬ ‫عام‪1322 ‬هـ‪1904 - ‬م وكان الطلبة الصغار وقتذاك يبدأون‬ ‫دراستهم في األزهر بعلمني هما‪ :‬علم الفقه‪ ،‬وعلم النحو‪.‬‬ ‫وكانت الدراسة املقررة كتبا ال سنوات‪ ،‬فيبدأ الطالب احلنفي‬ ‫في الفقه بدراس��ة مراقي الفالح‪ .‬ويبدأ ف��ي النحو بكتاب‬ ‫الكفراوي وهذان الكتابان هما الس��نة األولى الدراسية‪ ،‬وال‬ ‫ينتقل منها الطالب حتى يتقن فهم الكتابني‪.‬‬ ‫وملا كانت س��نة ‪1910‬م بدأ دراس��ة احلديث والتفسير وكانت‬ ‫سنه وقت ذاك ثمانية عشر عاما فتفتح بصره وبصيرته بهدي‬ ‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ومتسك بسنته ً‬ ‫وروحا‪.‬‬ ‫لفظا ً‬ ‫وكان��ت هناك حادثة عجيبة س��ببت حتول��ه من التصوف‬

‫أوالً‪ :‬مولده ونشأته‬

‫والتمش��عر والتماش��ي مع ح��ال أهل البدع إلي الس��نة‬

‫ولد الش��يخ محمد حام��د الفقي بقرية ن��كال العنب في‬

‫ومحاربة البدع إنها قصة ذكرها الش��يخ حماد األنصاري‬

‫س��نة ‪1310‬ه��ـ املواف��ق ‪1892‬م مبرك��ز ش��براخيت مديرية‬

‫في كتابه اجملموع (‪ )297-294/1‬وملخصها أن س��بب هذا‬

‫البحيرة‪ .‬نشأ في كنف والدين كرميني فوالده الشيخ أحمد‬

‫التح��ول‪ :‬اطالع��ه علي بعض كت��ب الس��لف عند فالح‬

‫عبده الفقي تلقى تعليمه باألزهر ولكنه لم يكمله لظروف‬

‫يح��رث ف��ي أرضه وه��ذه القص��ة بتمامها مذك��ورة في‬

‫اضطرت��ه لذلك‪ .‬أما والدته فقد كان��ت حتفظ القرآن وجتيد‬

‫مقال العدد «ملاذا الدعوة الس��لفية؟»‪.‬‬

‫الق��راءة والكتاب��ة‪ ،‬وبني هذي��ن الوالدين من��ا وترعرع وحفظ‬ ‫القرآن وس��نّه وقتذاك اثني عشر عا ًما‪ ،‬ولقد كان والده أثناء‬ ‫حتفيظه القرآن يوضح له معاني الكلمات الغريبة ويعلمه‬ ‫مب��ادئ الفق��ه حت��ى إذا أتمَّ حفظ الق��رآن كان مل ًم��ا إملا ًما‬

‫ثالثا‪ :‬دعــوة الـشـيـخ لـنـشـر الـسـنـة الـصـحـيـحـة‬ ‫وآراؤه فـي الـمـجـريــات الـمـعـاصـرة لــه‬ ‫ملا أمعن الش��يخ في دراس��ة احلديث على الوجه الصحيح‬

‫خفي ًفا بعلومه ومهيأ في الوقت ذاته لتلقي العلوم باألزهر‬

‫ومطالعة كتب الس��لف الصحي��ح واألئمة الكب��ار أمثال‬

‫على الطريقة التي كانت متبعة وقتذاك‪.‬‬

‫اب��ن تيمية وابن القي��م‪ .‬وابن حجر واإلم��ام أحمد بن حنبل‬ ‫والشاطبي وغيرهم‪ .‬فدعا إلى التمسك بسنة الرسول ‪j‬‬

‫ثانياً‪ :‬طلبه العلم‬

‫الصحيحة والبعد عن الب��دع ومحدثات األمور وأن ما حدث‬

‫كان وال��ده قد قس��م أوالده الكب��ار على املذاه��ب األربعة‬

‫ألمة اإلس�لام بسبب بعدها عن السنة الصحيحة وانتشار‬

‫املش��هورة لي��درس كل واحد منه��م مذه ًب��ا‪ ،‬فجعل االبن‬

‫البدع واخلرافات واخملالفات‪.‬‬

‫األكبر مالك ًيا‪ ،‬وجعل الثاني حنف ًيا ‪ ،‬وجعل الثالث شافع ًيا‪،‬‬ ‫‪34‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد السادس ‪ -‬رجــب ‪ 1433‬هـ‬

‫فالتف حوله نفر من إخوانه وزمالئه وأحبابه واتخذوه شيخً ا‬


‫تابع‪ :‬سير و تراجم نبالء العصر‪ :‬ترجمة الشيخ‪ /‬محمد حامد الفقي (رحمه اهلل تعالى)‬

‫لهم وكان س��نه عندها ثمانية عش��رة عا ًما‪ ،‬سنة‪1910 ‬م‬

‫لتكون منبرا للدعة السلفية احملمدية القائمة على التوحيد‬

‫بعد أن أمضى س��ت سنوات من دراسته باألزهر‪ .‬وهذا داللة‬

‫والسنة ومحاربة الشرك والبدع حتى تهيأت الظروف ومت إشهار‬

‫على نبوغ الشيخ املبكر‪.‬‬

‫ثمرة هذا اجملهود وهو إنشاء جماعة أنصار السنة احملمدية التي‬

‫وظل يدعو بحماسة من عام ‪1910‬م حتى أنه قبل أن يتخرج في‬

‫هي ثمرة سنوات الدعوة من ‪1910‬م إلى ‪1926‬م عام إشهارها‪.‬‬

‫األزهر الشريف عام ‪1917‬م دعا زمالئه أن يشاركوه ويساعدوه‬

‫واتخ��ذ له��ا دارا بعابدين ولقد ح��اول كب��ار موظفي قصر‬

‫في نشر الدعوة للسنة الصحيحة والتحذير من البدع ‪.‬‬ ‫ولكنهم أجابوه‪ :‬بأن األمر صعب وأن الناس س��وف يرفضون‬ ‫ذل��ك‪ ،‬فأجابه��م‪ :‬أنها دع��وة الس��نة واحل��ق واهلل ناصرها‬

‫عابدين بكل السبل صد الناس عن مقابلته واالستماع إليه‬ ‫حتى سخَّ ُروا له من َ‬ ‫شرَ َع في قتله‪ ،‬ولكن صرخة احلق أص َّمت‬ ‫آذانهم وكلمة اهلل فلَّت جموعهم وانتصر اإلميان احلق على‬

‫ال‪ ‬محالة‪ ،‬فلم يجيبوه بشيء‪.‬‬

‫البدع واألباطيل‪( .‬مجلة الشبان املسلمني رجب‪1371 ‬هـ)‪.‬‬

‫فأخ��ذ على عاتقه نش��ر الدعوة وح��ده‪ .‬واهلل معه فتخرج‬ ‫ع��ام‪ .1917 ‬بع��د أن ن��ال الش��هادة العاملي��ة م��ن األزه��ر‬

‫رابعا‪ :‬تأسيس مجلة الهدي النبوي‬

‫وهو‪ ‬مس��تمر في الدعوة وكان عمره عندها ‪ 25‬سنة‪ .‬وتولي‬

‫بعد أن أس��س الش��يخ ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬جماعة أنصار السنة‬

‫إمامة مس��جد ش��ركس بك بالقاهرة‪ ،‬ثم مس��جد حداره‬

‫احملمدية وبعد أن يسر اهلل له قراءة كتب اإلمامني ابن تيمية‬

‫ومن خالل هذه املس��جدين اجتهد في الدعوة إلي التوحيد‬

‫وابن القيم واس��توعب ما فيها ووجد فيها ضالته أصدرفي‬

‫والس��نة بال ملل أو كلل في وقت انتش��رت فيه كل مظاهر‬

‫عام ‪1356‬هـ في مارس ‪1936‬م العدد األول من مجلة الهدي‬

‫الشرك واخلرافة والبدع وال حول وال قوة إال باهلل!!‬

‫لتكون لسان حال جماعته واملعبرة عن عقيدتها والناطقة‬

‫ثم انقطع منذ تخرجه إلى خدمة كتاب اهلل وسنة رسوله‪.j ‬‬

‫مببادئها‪ .‬وقد تولى رياسة حتريرها فكان من كتاب اجمللة على‬

‫وحدثت ثورة ‪1919‬م وكان له موقف فيها بأن خروج االحتالل‬

‫س��بيل املثال ال احلصر‪ :‬الشيخ أحمد محمد شاكر‪ ،‬األستاذ‬

‫ال يك��ون باملظاه��رات التي تخ��رج فيها النس��اء متبرجات‬

‫محب الدين اخلطيب‪ ،‬والش��يخ محيي الدي��ن عبد احلميد‪،‬‬

‫والرج��ال وال حترر فيه��ا عقيدة الوالء والبراء هلل ولرس��وله‪.‬‬

‫والشيخ عبد الظاهر أبو السمح‪ ،‬والشيخ أبو الوفاء محمد‬

‫ولكنه بالرجوع لس��نة الرسول ‪ j‬وترك ونبذ البدع وانكاره‬

‫دروي��ش‪ ،‬والش��يخ ص��ادق عرنوس‪ ،‬والش��يخ عب��د الرحمن‬

‫ملبادء الثورة (الدين هلل والوطن للجميع)‪.‬‬

‫الوكيل‪ ،‬والشيخ خليل هراس‪ ،‬كما كان من كتابها الشيخ‬

‫(وأن خل��ع حجاب املرأة من االتحرر) واس��تمر الش��يخ على‬

‫محمود شلتوت‪.‬‬

‫موقف��ه م��ن ه��ذه األح��داث‪ ،‬ألن��ه كان ي��ري مخالفة هذه‬ ‫األحداث ملنهج النبي وهكذا انتهت األحداث والشيخ ما زال‬

‫أغــراض الـمـجـلــــة‬

‫عـلـى مـوقــفــه‪.‬‬

‫وقد حدد الشيخ أغراض اجمللة فقال في أول عدد صدر فيها‪:‬‬

‫وظــ��ل بـعـ��د ذلـك يـدعــوا عـ��دة أعــ��وام حـتـي كــان‬

‫«وإن م��ن أول أغ��راض ه��ذه اجملل��ة أن تق��دم ما تس��تطيعه‬

‫عام‪1245( ‬ه��ـ‪1926 = ‬م) حيث اس��تطاع الش��يخ مبش��اركة‬

‫من خدمة ونصح وإرش��اد في الش��ئون الديني��ة واألخالقية‪،‬‬

‫مجموعة من إخوانه مثل الش��يخ محم��د عبدالوهاب البنا‬

‫ولقدأخذت على نفسها موث ًقا من اهلل أن تنصح فيما تقول‬

‫ومحمد صالح الشريف وعثمان صباح اخلير وحجازي فضل عبد‬

‫وأن تتحرى احلق وأن ال تأخذ إال ما ثبت بالدليل واحلجة والبرهان‬

‫احلميد‪،‬استطاعوا أن يؤسسوا جماعة أنصار السنة احملمدية‬

‫الصحيح من كتاب اهلل تعالى وحديث رسوله ‪.» j‬‬ ‫‪35‬‬


‫تابع‪ :‬سير و تراجم نبالء العصر‪ :‬ترجمة الشيخ‪ /‬محمد حامد الفقي (رحمه اهلل تعالى)‬

‫خامسا‪ :‬جهاد الشيخ حامد الفقي ‪-‬رحمه اهلل‪-‬‬

‫اإلمامني ابن‪ ‬تيمية وابن القيم وغيرهما‪.‬‬

‫‪ -1‬جهاده باللس��ان واضح كما س��لف إال أنه ليتم اهلل له‬

‫ومن جه��وده كذل��ك قيامه بتحقي��ق العديد م��ن الكتب‬

‫اخلي��ر‪ ،‬وليكون إماما لهذه الدعوة الس��لفية املباركة أعانه‬

‫القيمة نذكر منها ما يأتي‪:‬‬

‫اهلل سبحانه كي يجاهد أيضا بـ‪:‬‬

‫• اقتضاء الصراط املستقيم‪.‬‬

‫‪ -2‬اجله��اد بالقل��م‪ :‬م��ن خ�لال مقاالته من مجل��ة الهدي‬

‫• مجموعة رسائل‪.‬‬

‫النب��وي وحتقيقاته ونش��ره لكت��ب أئمة التوحيد والس��نة‬

‫• القواعد النورانية الفقهية‪.‬‬

‫كش��يخي اإلس�لام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وغيرهما‬

‫• املسائل املاردينية‪.‬‬

‫كثير مما سنش��ير إليه قريبا‪ ،‬كما ش��ارك الشيخ في كتابة‬

‫• املنتقى من أخبار املصطفى‪.‬‬

‫املـنـشـورات الـمـنـاهـضـة لـالحـتـالل الـبـريـطـانـــي‬

‫• موافقة صحيح املنقول لصريح املعقول حققه باالشتراك‬

‫في مـصـر والـدعـوة إلـي جـهـادهـم‪.‬‬

‫مع محمد محي الدين عبد احلميد‪.‬‬

‫‪ -3‬اجلهاد بنش��ر العل��م‪ :‬من خالل إنش��ائه مطبعة أنصار‬

‫• نفائس تشمل أربع رسائل منها الرسالة التدمرية‪.‬‬

‫السنه لنشر كتب السلف‪.‬‬

‫• واحلموية الكبرى‪.‬‬

‫‪ -4‬اجله��اد بالس�لاح‪ :‬عندم��ا ش��ارك ف��ي جه��اد االحتالل‬

‫وهذه الكتب جميعها لشيخ اإلسالم ابن تيمية‪.‬‬

‫البريطاني في مصر أثناء وبعد احلرب العاملية الثانية‪.‬‬

‫ومن كتب الشيخ ابن القيم التي قام بتحقيقها نذكر‪:‬‬

‫‪ -5‬جهاد املنافقني‪ :‬من العلمانيني والتغريبني الباغضني حكم‬

‫• إغاثة اللفهان‪.‬‬

‫اهلل ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬حيث قرر أنه من اتخذ من كالم الفرجنة‬

‫• املنار املنيف‪.‬‬

‫قوانني يتحاكم إليها في الدم��اء والفروج واألموال ويقدمها‬

‫• مدارج السالكني‪.‬‬

‫علي ما علم وتبني له من كتاب اهلل وس��نة رسوله‪ j ‬فهو‬

‫• رسالة في أحكام الغناء‪.‬‬

‫بال شك كافر مرتد إذا أصر عليها ولم يرجع إلي احلكم مبا أنزل‬

‫• التفسير القيم‪.‬‬

‫اهلل وال ينفعه أي اسم تسمى وال أي عمل من ظواهر أعمال‬

‫• الطرق احلكمية في السياسة الشرعية‪.‬‬

‫الصالة والصيام واحلج ونحوها لقد استمر الشيخ في جهاده‬ ‫وجه��ده أكثر من أربعني س��نة متواصل��ة وكان عنوانا على‬

‫كما حقق كتب أخرى ملؤلفني آخرين من هذه الكتب‪:‬‬

‫الصدق واجللد والعلم واخللق‪ ،‬مما حدا ببعض أفاضل عصره أن‬

‫• فتح اجمليد لعبد الرحمن بن حسن آل شيخ‪.‬‬

‫يتواصلوا معه محبة ومودة واجتماعا على الفكر الس��لفي‬

‫• بلوغ املرام البن حجر العسقالني‪.‬‬

‫الصحيح من هؤالء شيخا األزهر آن ذاك‪ :‬محمود شلتوت ثم‬

‫• جامع األصول من أحاديث الرسول‪ .‬البن األثير‬

‫عبداجمليد سليم وطائفة من أفاضل املشايخ الذين عاونوه في‬

‫• االخــتـيــارات الـفـقـهـيـة مـن فـتـاوى ابـن تـيـمـيـة‬

‫مشاريعه العلمية والدعوية‪.‬‬

‫لعلي‪ ‬بن‪ ‬محمد‪ ‬بن‪ ‬عباس الدمشقي‪.‬‬ ‫• األموال البن سالم الهروي‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬إنتاجه العلمي‬

‫• اإلنص��اف في معرفة الراجح من اخلالف على مذهب اإلمام‬

‫إن املكتب��ة العربي��ة لتعتز مبا زودها به م��ن كتب قيمة مما‬

‫املبجل أحمد بن حنبل لعالء الدين بن احلسن املرادي‪.‬‬

‫ألف ومما نش��ر ومما صحح ومما راجع ومما علق وشرح من كتب‬

‫• جواهر العقود ومعني القضاة‪.‬‬

‫‪36‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد السادس ‪ -‬رجــب ‪ 1433‬هـ‬


‫تابع‪ :‬سير و تراجم نبالء العصر‪ :‬ترجمة الشيخ‪ /‬محمد حامد الفقي (رحمه اهلل تعالى)‬

‫• واملوقعني والشهود للسيوطي‬

‫بس��ورة الرعد كله��ا‪ .‬وبعد ذلك طلب م��ن إخوانه أن ينقل‬

‫• رد اإلمام عثمان بن سعيد على بشر املريسي العنيد‪.‬‬

‫إل��ى دار اجلماعة حيث توف��ي بها‪ ،‬وقد نعاه رؤس��اء وعلماء‬

‫• شرح الكوكب املنير‪.‬‬

‫من ال��دول اإلس�لامية والعربي��ة‪ ،‬وحضر جنازته واش��ترك‬

‫• الشريعة لآلجري‪.‬‬

‫في تش��يعها من أصحاب الفضيلة وزير األوقاف والش��يخ‬

‫• العقود الدرية من مناقب ش��يخ اإلس�لام أحمد بن تيمية‬

‫عبد الرحمن تاج‪ ،‬والش��يخ محمد احلس��ن والشيخ محمد‬

‫حملمد ابن أحمد بن عبد الهادي‪.‬‬

‫حس��نني مخلوف‪ ،‬والشيخ محمد محي الدين عبد احلميد‪،‬‬

‫• القواع��د والفوائ��د األصولية وما يتعل��ق بها من األحكام‬

‫والش��يخ أحم��د حس�ين‪ ،‬وجميع مش��ايخ كلي��ات األزهر‬

‫الفرعية البن اللحام‪.‬‬

‫وأساتذتها وعلمائها‪ ،‬وقضاة احملاكم‪.‬‬

‫• مختص��ر س�نن أب��ي داود للمنذري حققه باالش��تراك مع‬ ‫أحمد شاكر‪.‬‬

‫أبناؤه‪ :‬الطاهر محمد الفقي‪ ،‬وسيد أحمد الفقي‪ ،‬ومحمد‬

‫• معارج األلباب في مناهج احلق والصواب حلسن بن مهدي‪.‬‬

‫الطيب الفقي وهو الوحيد الذي عاش بعد وفاة والده‪.‬‬

‫• تيسير الوصول إلى جامع األصول البن الربيع الشيباني‪.‬‬

‫فقد توفي ابنه األول (الطاهر) ووالده الشيخ في رحلة احلج‪،‬‬ ‫وأما الثاني فقد م��ات فجر اجلمعة ذي القعدة عام ‪1377‬هـ‬

‫مصير هذا التراث‪:‬‬

‫فخطب الش��يخ اجلمع��ة بالناس ووعظه��م وطلب منهم‬

‫ه��ذا قليل من كثير مما قام به الش��يخ محمد حامد الفقي‬

‫البقاء على أماكنهم حتى يصلوا على أخيهم‪.‬‬

‫ف��ي مجال التحقيق وخدمة التراث اإلس�لامي وهذا التراث‬ ‫ال��ذي ترك��ه الش��يخ ق��د جمعته جمعي��ة إحي��اء التراث‬

‫فجزاه اهلل خير اجلزاء ورحمه رحمة واس��عة وأحلقنا به علي‬

‫اإلس�لامي بالكوي��ت‪ ،‬وقد جاء في نش��رتها (أخب��ار التراث‬

‫خي��ر وختم لنا باخلير كما ختم له وصلى اهلل وس��لم علي‬

‫اإلس�لامي) العدد الرابع عش��ر ‪1408‬هـ ‪1988‬م أنها اشترت‬

‫نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫خزانة الش��يخ محم��د حامد الفقي كامل�� ًة مخطوطتها‬ ‫ومصورته��ا وكتبه��ا وكتيباته��ا وق��د أحصيت ه��ذه تلك‬ ‫احملتويات على النحو التإلي‪:‬‬ ‫‪ 2000 -1‬كتاب‪.‬‬ ‫‪ 70 -2‬مخطوطة أصلية‪.‬‬ ‫‪ -3‬مائة مخطوطة مصورة على ورق‪.‬‬ ‫سابعاً‪ :‬وفـاتـــه‬ ‫توف��ي ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬فج��ر اجلمعة ‪ 7‬رج��ب ‪1378‬هـ املوافق‬ ‫‪ 16‬يناير ‪1959‬م على إثر عملية جراحية أجراها مبستش��فى‬ ‫العجوزة‪ ،‬وبعد أن جنحت العملية أصيب بنزيف حاد وعندما‬ ‫اقت��رب أجله طل��ب ماء للوض��وء ثم صلى ركعت��ي الفجر‬ ‫‪37‬‬


‫ذخائر المخطوطات‬

‫ننتق��ي لكم فى هذا الباب من كل عدد من اجمللة‬ ‫بيانات عن النفائس املوجودة فى‪:‬‬

‫وحدة اخملطوطات‬ ‫فى دار طابه للدراسات والنشر‪.‬‬

‫للتواصل معنا ملن أراد نسخة من أحد اخملطوطات املعروضه‪،‬‬ ‫عبر بريد القراء‪malmhgh@yahoo.com :‬‬ ‫تقدمي‪ /‬م‪ .‬محمد عبد العظيم‬ ‫رقم اخملطوطة‬ ‫إســم املؤلف‬ ‫إسـم اخملطوط‬ ‫تاريـخ النسخ‬ ‫عـــدد األوراق‬ ‫نـــوع اخلــط‬

‫نــوع الـفــن‬ ‫‪4‬‬ ‫صدر الدين الياسوني‬ ‫ُمعتقد الشافعي‬ ‫الثالثاء – ‪ – 9‬صفر – ‪ 1308‬هـ‬ ‫‪10‬‬ ‫نسخ رديء‬

‫العقيدة‬

‫مصدر اخملطوط مكتبة جامعة الرياض رقـم النسـخ بالـدار‬ ‫إسـم الناسخ‬

‫عبد الرحيم بن محمد صالح بن سليمان‬ ‫بن‪ ‬عبد‪ ‬الستار بن عبد القادر امليمني‬

‫عــدد األسطر‬ ‫حـال اخملطوط‬

‫‪17 - 16‬‬ ‫جيد‬

‫بداية اخملطوط‬ ‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ...‬احلمد هلل‪ ،‬وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم‪.‬‬ ‫قدس اهلل روحه ورضي عنه ‪ ،-‬قال الشيخ اإلمام احلافظ صدر الدين الياسوني‬ ‫ُمعتقد اإلمام أبي عبد اهلل محمد بن إدريس الشافعي – ّ‬ ‫– رحمه اهلل تعالى – قال‪ :‬حدثنا لسان األدب وحجة العرب‪...‬‬ ‫نهاية اخملطوط‬ ‫‪ ...‬ف��إذا كان األم��ر كذل��ك والتطوي��ل فم��ا ال يُحتم��ل‪ ،‬واهلل أعل��م‪ ،‬نفعن��ا اهلل مب��ا قلن��ا ونف��ع الناظ��ر في��ه والعام��ل آم�ين آمني‪،‬‬ ‫وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما‪.‬‬ ‫رقم اخملطوطة‬ ‫إســم املؤلف‬ ‫إسـم اخملطوط‬ ‫تاريـخ النسخ‬ ‫عـــدد األوراق‬ ‫نـــوع اخلــط‬

‫العقيدة مصدر اخملطوط‬

‫نــوع الـفــن‬ ‫‪5‬‬ ‫جالل الدين السيوطي‬ ‫مفتاح اجلنة في االعتصام بالسنة‬ ‫‪ ...... – ...... – ... – ......‬هـ‬

‫‪36‬‬ ‫نسخ‬

‫إسـم الناسخ‬ ‫عــدد األسطر‬ ‫حـال اخملطوط‬

‫املكتبةاألزهرية‬

‫رقـم النسـخ بالـدار‬

‫لم يُذكر‬ ‫‪17‬‬ ‫جيد‬

‫بداية اخملطوط‬ ‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ،‬وبه ثقتي‪ .‬احلمد هلل وسالم على عباده الذين اصطفى‪ ،‬اعلموا رحمكم اهلل أن من العلم كهيئة الدواء‪ ،‬ومن‬ ‫األذى كهيئة اخلالء‪ ،‬ال تذكى إال عند داعته الضرورة‪ ،‬وإن مما فاح ريحه في هذا الزمان‪ ،‬وكان درسا – بحمد اهلل – منذ أزمان‪ ،‬وهو أن رافضيا‬ ‫زنديقا كـَ ُثر في كالمه أن السنة النبوية واألحاديث املروية – زادها اهلل علوا وشرفا – ال يُحتج بها‪...‬‬ ‫نهاية اخملطوط‬ ‫‪ ...‬وأخرج عن الزعفراني قال‪ :‬قال الش��افعي‪ :‬إذا وجدمت لرس��ول اهلل – صلى اهلل عليه وس��لم – س��نة فاتبعوها‪ ،‬وال تلتفتوا لقول أحد‪،‬‬ ‫انتهى واهلل أعلم‪.‬‬

‫‪38‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد السادس ‪ -‬رجــب ‪ 1433‬هـ‬


‫تابع‪ :‬ذخائر المخطوطات‬

‫رقم اخملطوطة‬ ‫إســم املؤلف‬ ‫إسـم اخملطوط‬ ‫تاريـخ النسخ‬ ‫عـــدد األوراق‬ ‫نـــوع اخلــط‬

‫العقيدة‬ ‫نــوع الـفــن‬ ‫‪6‬‬ ‫عبد العزيز بن أحمد بن ناصر بن معمر‬ ‫منحة القريب اجمليب في الرد على ع ّباد الصليب إسـم الناسخ‬ ‫اجلمعة – ‪ – 16‬جمادى األولى – ‪ 1301‬هـ‬ ‫عــدد األسطر‬ ‫‪123‬‬ ‫حـال اخملطوط‬ ‫قريب من الثلث‬

‫مصدر اخملطوط‬

‫غير معلوم‬

‫رقـم النسـخ بالـدار‬

‫لم يُذكر (يوجد في أول اخملطوط‪ :‬في نوبة أقل العباد‬ ‫وأحوجهم إلى رحمة ربه إبراهيم بن محمد بن مير‬ ‫مهنا الزعابي‪ ،‬لكن لم يَذكر أنه الناسخ)‬ ‫‪25 - 24‬‬ ‫جيد‬

‫بداية اخملطوط‬ ‫بس��م اهلل الرحمن الرحيم ‪ ،‬احلمد هلل الذي أرس��ل رس��وله محمدا بالهدى ودين احلق ل ُيظهره على الدين كله وكفى باهلل ش��هيدا‪،‬‬ ‫فصدق وعده ونصر عبده وهزم األحزاب وحده‪ ،‬وبددهم تبديدا‪...‬‬ ‫نهاية اخملطوط‬ ‫يدعون اتباع رسول اهلل‬ ‫‪ ...‬فلو لم يكن في بعثة الرس��ول من احلكمة س��وى النهي عن هذا الكفر الش��نيع والش��رك الفظيع ‪ -‬من أمة ّ‬ ‫واإلميان بكتابه‪ ،‬وهم إذ ذاك أقرب الناس عهدا بالكتب والرس��ل ‪ -‬لكان ذلك كافيا في احلكمة‪ ،‬والئقا باملعنى الذي مضت به س��نة اهلل‬ ‫في خلقه من بعثة الرسول عند احلاجة إليه‪« ،‬قل أحتاجوننا في اهلل وهو ربنا وربكم ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم ونحن له مسلمون»‪.‬‬ ‫رقم اخملطوطة‬ ‫إســم املؤلف‬ ‫إسـم اخملطوط‬ ‫تاريـخ النسخ‬ ‫عـــدد األوراق‬ ‫نـــوع اخلــط‬

‫العقيدة‬ ‫نــوع الـفــن‬ ‫‪7‬‬ ‫مصدر اخملطوط‬ ‫عثمان بن أحمد بن سعيد بن قائد النجدي احلنبلي‬ ‫جناة اخللف في اعتقاد السلف‬ ‫إسـم الناسخ‬ ‫ليلة األربعاء – ‪ – 12‬جماد األول – ‪ 1308‬هـ‬ ‫عــدد األسطر‬ ‫‪7‬‬ ‫حـال اخملطوط‬ ‫نسخ‬

‫مكتبة جامعة الرياض‬ ‫عبد الرحيم بن محمد صالح بن سليمان‬ ‫بن‪ ‬عبد‪ ‬القادر امليمني‬ ‫‪23‬‬ ‫جيد‬

‫بداية اخملطوط‬ ‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ...‬احلمد هلل العلي العظيم‪ ،‬احلي القيوم الدائم الباقي امللك املعبود‪ ،‬والصالة والسالم على أشرف املرسلني‪،‬‬ ‫سيدنا محمد الرسول املطاع األمني‪ ،‬املبلغ عن اهلل دينه القومي بقواطع اآليات والبراهني‪...‬‬ ‫نهاية اخملطوط‬ ‫يعم نفعه‪ ،‬وأن يجعله خالصا لوجهه الكرمي‪ُ ،‬مقربا لديه‬ ‫‪ ...‬قال جامعه أدام اهلل نفعه‪ :‬وهذا آخر ما تيسر جمعه‪ ،‬أسأل اهلل العظيم أن ّ‬ ‫في جنات النعيم‪ ،‬واحلمد هلل الذي بنعمته تتم الصاحلات والصالة والسالم على سيدنا محمد سيد السادات وعلى آله وأصحابه أولي‬ ‫الفضل والكرامات‪ ،‬صالة وسالما دائمني ما دامت األرض والسماوات‪ .‬متت‪.‬‬ ‫رقم اخملطوطة‬ ‫إســم املؤلف‬ ‫إسـم اخملطوط‬ ‫تاريـخ النسخ‬ ‫عـــدد األوراق‬ ‫نـــوع اخلــط‬

‫نــوع الـفــن العقيدة‬ ‫‪8‬‬ ‫مرعي بن يوسف احلنبلي املقدسي‬ ‫نزهة نفوس األخيار ومطلع شوارق األنوار‬ ‫‪ ...... – ...... – ... – ......‬هـ‬ ‫‪24‬‬ ‫نسخ جميل‬

‫مصدر اخملطوط‬

‫إسـم الناسخ‬ ‫عــدد األسطر‬ ‫حـال اخملطوط‬

‫املكتبةاألزهرية‬

‫لم يُذكر‬ ‫‪21‬‬ ‫جيد‬

‫بداية اخملطوط‬ ‫بس��م اهلل الرحمن الرحيم‪ ...‬وصلى اهلل على س��يدنا محمد وعلى آله وس��لم‪ ،‬قال العبد الفقير إلى اهلل – تعالى – مرعي بن يوس��ف‬ ‫وتقدس باأللوهية‪ ،‬وتنزه عن الكيفية‪ ،‬فال حتيط به العقول وال تدركه الظنون‪...‬‬ ‫احلنبلي‪ :‬احلمد هلل الذي تف ّرد بالوحدانية‬ ‫ّ‬ ‫نهاية اخملطوط‬ ‫‪ ...‬قال مؤلفه الفقير احلقير مرعي بن يوس��ف املقدس��ي اجملاور باألزهر‪ :‬قد فرغت من جمع هذه الرس��الة اللطيفة باجلامع األزهر‪ ،‬نهار‬ ‫اخلميس بعد العصر‪ ،‬أواخر ربيع األول سنة ثالثة وعشرين بعد األلف‪ ،‬وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله وسلم‪.‬‬

‫‪39‬‬


‫صحتك‪ :‬الـحـقـن‬

‫بقلم‪ /‬د‪ .‬شكري محسن‬

‫بس��م اهلل ‪,‬واحلمد هلل ‪,‬والصالة والس�لام على رسول‬ ‫اهلل ‪ ,‬فبني يديك أيها القارئ العزيز هذه السطور التي‬ ‫تبني كيفية إعطاء احلق��ن بأنواعها اخملتلفة مع بعض‬ ‫املالحظات املهمة في هذا املوضوع ‪-:‬‬

‫الفقاع��ات لألعلى ث��م بعد ذل��ك قم بالضغ��ط باملكبس‬ ‫لألعلى حتى يبدأ الدواء باخلروج مستقيما من فتحة اإلبرة‪.‬‬ ‫‪ .10‬ال تلمس أبدا سن احلقنة بيدك‪.‬‬ ‫‪ .11‬ال تطهر أبدا اإلبرة بأي مطهر فهي معقمة‪.‬‬ ‫‪ .12‬ال تترك الس��رجنة بعد تعبئتها بالدواء مكش��وفة على‬ ‫أي س��طح (مكتب مثال) و لكن إذا كان البد من تركها فقم‬ ‫بتغطيتها بغطائها ملدة قصيرة‪.‬‬ ‫‪ .13‬بع��د إعطاء الدواء ق��م بتغطية اإلب��رة بغطائها و قم‬ ‫بفصلها عن السرجنة و ضعهما معا في الكيس البالستيك‬ ‫أو ضع اإلبرة في علبة اإلبر اخملصصة جلمع اإلبر املس��تعملة‬ ‫وتخلص منها بطريقة آمنة‪.‬‬ ‫‪ .14‬ال ترم��ي أبدا اإلبرة في كي��س القمامة دون غطائها ألن‬ ‫من املمكن أن تصيب شخص آخر بالعدوى‪.‬‬

‫االحتياطات الواجب مراعاتها عند إعطاء احلقن‪:‬‬ ‫‪ .1‬يجب أن تعلم أنك تريد أن تس��اعد املريض على الش��فاء‬ ‫بإذن اهلل‪ -‬و ليس لكي تنقل عدوى منه إلى نفسك‪.‬‬‫‪ .2‬غس��ل اليدين باملاء و الصابون قبل و بعد إعطاءك احلقن‬ ‫للمريض شيء ضروري‪.‬‬ ‫‪ .3‬اختي��ار م��كان مناس��ب ذو إضاءة مناس��بة م��ع مراعاة‬

‫احلقن العضلي‪:‬‬

‫خصوصية املريض‪.‬‬

‫مالحظات على احلقن العضلي في املقعدة‪:‬‬

‫‪ .4‬قب��ل فت��ح الكيس احملتوي على الس��رجنة تأكد من تاريخ‬

‫تعتبر عضلة املقعدة أكبر وأأمن عضلة ميكن احلقن بها في‬

‫صالحيته��ا ف��إن وجدت��ه منته��ي فاعلم إنها غي��ر صاحلة‬

‫اجلسم وهي األكثر استخداما‪.‬‬

‫لالستخدام ألن تعقيمها قد انتهى‪.‬‬

‫• قم بإفراغ محتويات السرجنة داخل العضلة مبعدل معتدل‪.‬‬

‫‪ .5‬ال تس��تخدم سرجنة مس��تعملة من قبل حتى لو كانت‬

‫• ال يتم احلقن أبدا إال في الربع العلوي اخلارجي‪.‬‬

‫لنفس املريض‪.‬‬

‫• ال يج��ب حق��ن أكثر م��ن ‪ 5‬ملي في مكان واح��د ألن ذلك‬

‫‪ .6‬قبل تعبئة السرجنة تأكد من صالحية الدواء وعدم تعكره‬

‫سيسبب حدوث خُ راج مكان احلقن‪.‬‬

‫أو تغير لونه‪.‬‬

‫• ممن��وع نهائيا حقن س��رجنة به��ا دم «بعد فش��ل محاولة‬

‫‪ .7‬قم بتعبئة احلقنة‪.‬‬

‫حقنها في الوريد» داخل العضلة ألن ذلك س��وف يتس��بب‬

‫‪ .8‬ال تقم بخلط نوعني من الدواء معا في س��رجنة واحدة إذا‬

‫في حدوث خراج و صديد‪.‬‬

‫لم يكن ذلك موصوفا من جانب الطبيب‪.‬‬

‫احلقن في عضلة الفخذ‪:‬‬

‫‪ .9‬إذا وج��ت فقاع��ات من اله��واء في الس��رجنة قم بالطرق‬

‫يك��ون عادة في األطفال حتى س��ن ‪ 10‬س��نوات و يكون في‬

‫اخلفي��ف بظهر إصبع��ك على جانب الس��رجنة حتى ترتفع‬

‫عضلة الفخذ اخلارجي‪.‬‬

‫‪40‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد السادس ‪ -‬رجــب ‪ 1433‬هـ‬


‫تابع‪ :‬صحتك‪ :‬الـحـقـن‬

‫احلقن الوريدي‪:‬‬

‫اليسرى و قم باحلقن التدريجي ومبعدل مناسب بيدك اليمنى‪.‬‬

‫يعد احلقن الوريدي من أفضل‬

‫‪ .11‬بع��د االنته��اء من احلق��ن ضع القطن��ة بالكحول على‬

‫طرق إعطاء الدواء خاصة فـي‬

‫مكان اإلبرة ثم قم بسحب احلقنة تدريجيا إلى أن تسحبها‬

‫حاالت الطوارئ و ذلك لسرعة‬

‫كلها‪ .‬و ال تقم بتدليك مكان احلقن أبدا‪.‬‬

‫الوصول للنتيجة املطلوبة ألنالدواء يدخل الدم مباشرة‪.‬‬

‫‪ .12‬أطلب من املري��ض أن يضغط على القطنة بضع دقائق‬

‫من املمكن احلقن في أوردة مختلفة من اجلسم‪:‬‬

‫ويرفع يده إلى أعلى ومن املمكن أن يثني ذراعه على القطنة‬

‫• احلقن الوريدي في الذراع‪ :‬إن األوردة متتاز بكونها س��طحية‬

‫وهذه خطوة مهمة جدا ألن لو لم يفعل ذلك سوف ينزف‪.‬‬

‫وميكن رؤيتها بس��هولة ولكن لدراس��تنا التشريحية فإنه‬

‫• قد ال تس��تطيع الوصول للوريد مبجرد الدخول قم بإدخال‬

‫م��ن املمكن أن نعطي احلقنة في الوريد بعد أن نحس��ه في‬

‫اإلبرة قليال أوإخراجها قليال حتى تش��عر ب��زوال املقاومة التي‬

‫مكانه حتى و لو لم نراه «حتتاج تدريب وخبرة»‪.‬‬

‫ذكرناها و بذلك فأنت في الوريد‪ .‬و لكن ال تقوم أبدا بتحريك اإلبرة‬ ‫من جنب لآلخر داخل اجللد ألن هذا خطأ قد يس��بب مشكلة‬

‫خطوات احلقن الوريدي‪:‬‬

‫للمريض‪ .‬وإذا لم تستطع الدخول في الوريد قم بسحب اإلبرة‬

‫‪ .1‬بعد مراعاة االحتياطات املذكورة سابقا قم بالتالي‪:‬‬

‫واحملاولة مره أخرى في نفس الوريد أوفي مكان آخر‪.‬‬

‫‪ .2‬اطلب من املريض كشف ذراعه‪.‬‬

‫• ليس من الضروري إدخال كل اإلبرة في الوريد ولكن يكفي أن‬

‫‪ .3‬ق��م بربط رب��اط على الذراع أعلى من م��كان الوريد الذي‬

‫تدخل نصفها أوأزيد قليال حتى تضمن عدم خروجها من الوريد‪.‬‬

‫سوف تقوم باحلقن فيه‪.‬‬

‫• ال تقوم بتدليك مكان احلقن بعد حقن الدواء ألن ذلك يزيد‬

‫‪ .4‬ق��م بتنزيل ي��د املريض لتكون باجت��اه األرض وانتظر بضع‬

‫من النزيف‪ ،‬فقط قم بالضغط‪.‬‬

‫ثواني حتى يتضح الوريد‪.‬‬

‫• بعض األدوية مثل حقن الكالس��يوم حتتاج استغراق وقت‬

‫‪ .5‬قم بلمس الوريد والتأكد منه‪.‬‬

‫طويل أثناء حقنها قد يصل إلى ‪ 20‬دقيقة ألن احلقن السريع‬

‫‪ .6‬ق��م بتطهير مكان احلقن مس��تخدما قطنة وكحول وال‬

‫قد يؤدي إلى توقف القلب‪.‬‬

‫تلمس الوريد بيدك ثانية بعد تطهيره‪.‬‬

‫• ق��د يتم احلقن خارج الوريد مما ي��ؤدي إلى ظهور (كلكوعة)‬

‫‪ .7‬قم بس��حب اجللد ف��ي املنطقة حتت الوريد إلى أس��فل‬

‫وح��دوث حرقان قم بإيقاف عملية احلقن مبجرد رؤيتك لذلك‬

‫لتثبيت الوريد‪.‬‬

‫ألن احلقنة ليست في الوريد و لكنها خرجت منه‪.‬‬

‫‪ .8‬ق��م بإدخ��ال س��ن اإلبرة ف��ي اجت��اه الوريد وس��ن اإلبرة‬

‫و انص��ح املريض بوضع كم��ادات دافئة مبع��دل (من ‪)15-10‬‬

‫يرتف��ع‪ )45-30( ‬درجة من على س��طح اجلل��د‪ .‬و يكون اجلزء‬

‫دقيقة ‪ 3‬مرات في اليوم حتى يصرف الورم‪.‬‬

‫األطول من اإلبرة مماسا للجلد أي إن فتحة اإلبرة لألعلى‪.‬‬ ‫‪ .9‬في أثناء الدخول سوف حتس مبقاومة وعندما تدخل اإلبرة‬

‫هن��اك ط��رق ومالحظات أخ��رى‪ ...‬موعدنا معه��ا في العدد‬

‫ف��ي الوريد س��تحس بأن املقاوم��ة قد زالت »ه��ذه تأتي مع‬

‫القادم بإذن اهلل‪.‬‬

‫التمرس والتدريب»‪.‬‬ ‫‪ .10‬للتأكد إن اإلبرة في الوريد قم بالس��حب بالس��رجنة فإذا‬ ‫رأيت الدم يدخل للس��رجنة فأنت في الوريد فقم بفك الرباط‬ ‫أواطلب من مس��اعدك فك��ه و قم بتثبيت الس��رجنة بيدك‬ ‫‪41‬‬


‫واحــة الــمــحــجــة‬

‫إعداد‪ /‬أ‪ .‬محمود الصاوي‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‪...‬‬ ‫احلم��د هلل وحده والصالة والس�لام علي من ال نبي‬ ‫بعده وبع��د‪ ...‬فهذه فوائد لطيف��ة وجمل خفيفة‬ ‫نقدمها إلخوانن��ا القراء في هذا الع��دد اجلديد من‬ ‫مجلتنا الغ��راء من خالل باب (واح��ة األدب) نأتي به‬ ‫وص�لا لقصدنا من هذه اجملل��ة ثم هو إجمام لنفس‬ ‫الق��ارئ وترويح ل��ه من كد ما يجد ف��ي حياته ومن‬ ‫ج��د ما يقرأ في هذه اجمللة ب��ل وفي أحداثه اليومية‬ ‫وذلك من خالل جملة من املواقف واألخبار والطرائف‬ ‫واآلثار التي نوردها في هذا الباب اللطيف أسأل اهلل‬ ‫عز وجل أن ينفع به الكاتب والقارئ‪.‬‬

‫احلم��د هلل وح��ده والص�لاة والس�لام علي م��ن النبي‬ ‫بعده‪ ...‬هذه مجلتكم الغ��راء "احملجة البيضاء" تقدم‬ ‫دعوة ألهل اإلحسان واخلير للصدقة والتبرع حرصا من‬ ‫اجمللة علي نفع املسلمني وبذل اخلير انطالقا من منهج‬ ‫السلف الصالح في بذل املعروف واإلحسان وإعانة ذوي‬ ‫احلاجة من املسلمني‪.‬‬ ‫حــالــةالــعــدد‬ ‫الس��يدة {س ‪ -‬م ‪ -‬ص} تعان��ي م��ن م��رض التهاب الكبد‬ ‫الوبائي والفقر املرتع وال جتد لها عائال إذ هي مطلقة وكبيرة‬ ‫في السن وحتتاج إلي النفقة والعالج فمن يرغب في التبرع‬ ‫الرج��اء االتصال ب��ـ (‪ )01147243452‬ه��ذا ونحن إذ نهيب‬ ‫بإخواننا القراء بالتبرع ندعوا اهلل عز و جل أن يبارك فيهم‬ ‫وأن يخلفهم بخير في أموالهم وأهليهم إنه بكل جميل‬ ‫كفيل وهو نعم املوالى ونعم النصير وجزاكم اهلل خيرا‪.‬‬ ‫‪42‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد السادس ‪ -‬رجــب ‪ 1433‬هـ‬

‫حسن املناظرة‬ ‫روى أبو نعيم في كتابه احللية بسنده عن الربيع بن سليمان قال‬ ‫س��أل رجل من أهل بلخ الش��افعي عن اإلميان؟ فقال للرجل‪ :‬فما‬ ‫تق��ول أنت فيه قال أقول‪ :‬إن اإلميان قول ق��ال ومن أين قلت؟‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ت) {البقرة آية‬ ‫الصالحِ َا ِ‬ ‫من قول اهلل تعالى ِ(إنَّ ال َّ ِذي َن آ َ َم ُنوا وَعَ ِملُوا َّ‬ ‫‪ .}277‬فص��ار الواو فصال بني اإلميان والعمل فاإلميان قول واألعمال‬ ‫شرائعه‪.‬‬ ‫فقال الش��افعي‪ :‬وعندك الواو فصل قال نعم قال فإذا ً أنت تعبد‬ ‫إلهني إلها في املشرق و إلها في املغرب ألن اهلل تعالى يقول‪( :‬ر َ ُّب‬ ‫المْ َ ْ‬ ‫ش�� ِرقَينْ ِ وَر َ ُّب المْ َ ْغ ِربَينْ ِ ) {الرحمن آي��ة ‪ }17‬فغضب الرجل وقال‪:‬‬ ‫س��بحان اهلل أجعلتني وثنينا ً فقال الش��افعي ب��ل أنت جعلت‬ ‫نفسك كذلك قال كيف قال بزعمك أن الواو فصل‪ :‬فقال الرجل‬ ‫فإني أس��تغفر اهلل مما قلت بل ال أعب��د إال ربا ً واحدا ً وال أقول بعد‬ ‫اليوم إن الواو فصل بل أقول إن اإلميان قول وعمل ويزيد وينقص‪.‬‬ ‫ق��ال الربيع فأنفق على باب الش��افعي ماال ً عظيما ً وجمع كتب‬ ‫الشافعي وخرج من مصر س ُن ِياً‪.‬‬ ‫عطف األعمال على اإلميان من أعظم حجج من أخرج األعمال عن‬ ‫مس��مى اإلميان وهي حجة واهية فإن العطف ال يكون للمغايرة‬ ‫دائم��ا ً فقد يكون من باب عطف البعض على الكل لبيان أهمية‬ ‫ه��ذا البعض كما في قوله تعالى (م��ن كان عدوا ً هلل ومالئكته‬ ‫ورس��له وجبريل وميكال) وجبريل وميكال من املالئكة خصهما‬ ‫اهلل لعظم مكانتهما عليهما الس�لام كذلك األعمال عطفت‬ ‫على اإلميان وهي جزء منه لبيان أهميتها بالسبة لإلميان‪.‬‬ ‫وانظر‪ :‬للزيادة اإلميان لش��يخ اإلسالم ‪ ،163‬وتدبر عبارة الربيع في‬ ‫آخ��ر النص وهي قوله (وصار س��نيا) تدلك على حرص الس��لف‬ ‫رحمهم اهلل على سالمة العقيدة والبعد عما يخدشها ولو كان‬ ‫صغيرا ً في نظر اخملالف فمفهوم كالمه أن من أخرج األعمال عن‬ ‫مسمى اإلميان ليس سنيا ً فتدبر االستدالل والنتيجة‪.‬‬ ‫من كتاب (منهج اإلمام الش��افعي رحمه اهلل في إثبات العقيدة)‬ ‫للشيخالدكتورمحمدبنعبدالوهابالعقيل–حفظهاهللتعالى‪.-‬‬ ‫من ضحكات النبي صلي اهلل عليه وسلم‬ ‫أصحاب الزرع‬ ‫عن أبي هريرة رضي اهلل عنه‪ :‬أن النبي صلى اهلل عليه وس��لم‬ ‫كان يُح ّدث –وعنده رجل من أهل البادية– فقال صلى اهلل عليه‬ ‫وس��لم‪" :‬إن رجال ً من أهل اجلنة اس��تأذن ربه في الزرع فقال له‪:‬‬ ‫شئت؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬ولكن أحب أن أزرع‪،‬‬ ‫ألست فيما‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قال‪ :‬فبذر‪ ،‬فبادر الطرف نباته واستواؤه واستحصاده فكان أمثال‬ ‫اجلبال‪ ،‬فيقول اهلل‪ :‬دونك يا ابن آدم‪ ،‬فإنه ال يُشبعك شيء"‪.‬‬ ‫فق��ال األعراب��ي‪ :‬واهلل ال جت��ده إال قرش��يا ً أو أنصاري��اً‪ ،‬فإنهم‬ ‫أصح��اب زرع‪ ،‬وأما نحن فلس��نا بأصح��اب زرع‪ ،‬فضحك النبي‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬ ‫��ب لم يكن بني اس��تواء ال��زرع وإجناز أمره‬ ‫أي أن��ه ملا بذر احل َ َّ‬ ‫كله م��ن القلع واحلصاد والتذرية واجلمع والتكرمي إال قدر حملة‬ ‫البصر‪ .‬رواه البخاري‪.‬‬


‫تابع‪ :‬واحــة الــمــحــجــة‬

‫لطيفة عن أبي عبيد القاسم بن سالم‬ ‫ق��ال‪ :‬كنت أفتي من نام جالس��ا ً ال وضوء علي��ه حتى قعد إلى‬ ‫جنب��ي رجل ي��وم اجلمعة فن��ام فخرجت منه ري��ح‪ ،‬فقلت‪ :‬قم‬ ‫فتوض��أ‪ ،‬فقال‪ :‬لم أمن‪ ،‬فقلت‪ :‬بلى‪ ،‬وقد خرجت منك ريح تنقض‬ ‫الوضوء! فجعل يحلف باهلل ما كان ذلك منه‪ ،‬وقال لي‪ :‬بل منك‬ ‫خرجت! فزايلت ما كنت أعتقد في نوم اجلالس‪ ،‬رحمه اهلل‪.‬‬ ‫من لطائف األلباني رحمه اهلل‬ ‫رجلٌ صوفي يقول – والعالمة األلباني رحمه اهلل – موجود‪ :‬أنتم‬ ‫تسبون الصوفية‪ ،‬أنا من أهل اهلل وأعطيكم البرهان‪ ،‬وإذا كنتم‬ ‫م��ن أهل احلق فافعلوا مثلي‪ ،‬أنا س��أدخل الس��كني من اجلانب‬ ‫األمين وأخرجه من اجلانب األيسر وال ينزل مني قطرة دم واحدة‪.‬‬ ‫فق��ال األلباني‪ :‬ما نريد س��كني‪ ،‬نريد دبوس‪ ،‬أعطنا الدبوس وأنا‬ ‫سأدخله بيدي في وجنتك‪ ،‬فقال الصوفي‪ :‬ال‪ ،‬بل بيدي أنا‪ ،‬فقال‬ ‫الشيخ األلباني‪ :‬أنت من أهل اهلل! ال تفرق بيد من! أنت من أهل‬ ‫اهلل‪ ...‬فرفض الصوفي وانهزم وأُخزّي وانصرف‪.‬‬ ‫من لطائف الشوكاني رحمه اهلل‬ ‫كان اإلمام القاضي محمد بن علي الشوكاني رحمه اهلل يُقرئ‬ ‫طلبته "صحيح البخاري"‪ ،‬وكانت متر به أحاديث الشفاعة التي‬ ‫فيه��ا خروج أناس من النار من بعد ما حش��روا فيها‪ ،‬وكان أحد‬ ‫الط�لاب ممن يحضرون مجلس��ه معتزلي العقي��دة – واملعتزلة‬ ‫تنك��ر الش��فاعة الثابتة من خروج بعض املس��لمني من النار –‬ ‫فكان هذا الطالب كلما مرت أحاديث الشفاعة حاول أن يشوَّش‬ ‫ويعترض ويناقش ويجادل‪ ،‬فما كان من الشوكاني إال أن قال له‪:‬‬ ‫عندما يأتون إلخراجك م��ن النار امتنع عن اخلروج‪ ،‬وقل لهم‪ :‬أنا‬ ‫معتزلي لن أخرج‪.‬‬ ‫اللغة‬ ‫قال اإلم��ام صالح بن محمد‪ :‬دخلت مص��ر فإذا حلقة ضخمة‪،‬‬ ‫فقلت‪ :‬م��ن هذا؟ قال��وا‪ :‬صاحب نحو‪ ،‬فقربت منه‪ ،‬فس��معته‬ ‫يقول‪ :‬ما كان بصاد جاز بالسني‪ ،‬فدخلت بني الناس وقلت‪ :‬صالم‬ ‫عليكم يا أبا سالح! سليتم بعد؟‬ ‫فق��ال لي‪ :‬يا رقي��ع‪ ،‬أي كالم هذا؟ قلت‪ :‬هذا من قولك اآلن‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫عياري بغداد‪ ،‬قلت‪ :‬هو ما ترى‪.‬‬ ‫أظنك من ّ‬ ‫من تقعر النحاة‬ ‫كان لبع��ض النحوي�ين ابن يتقعر في كالم��ه‪ ،‬فاعتل ابوه علة‬ ‫ش��ديدة أشرف منها على املوت‪ ،‬فاجتمع عليه أوالده‪ ،‬وقالوا له‪:‬‬ ‫ندعو لك فالنا أخانا قال‪ :‬ال‪ ،‬إن جاء قتلني!‬ ‫فقالوا‪ :‬نحن نوصيه أال يتكلم‪ .‬فدعوه‪ ،‬فلما دخل عليه‪ ،‬قال له‪:‬‬ ‫ياأبت قل "ال إله إال اهلل" تدخل بها اجلنة‪ ،‬وتفوز من النار ‪ ،‬يأبت‪،‬‬ ‫واهلل ماأش��غلني عنك إال ف�لان‪ ،‬فإنه دعان��ي باألمس‪ ،‬فأهرس‬ ‫واع��دس واس��تبذج واس��كبج وطهب��ج وأفرج ودج��ج وأبصل‬ ‫وأمضر ولزج وافلوزج‪...‬‬ ‫فصاح أبوه‪ :‬غمضوني‪ ،‬فقد سبق ملك املوت إلى قبض روحي‪.‬‬

‫حلم األمير‬ ‫اش��تهر األمير بحلمه وحكمت��ه‪ ،‬وملا تولّى اإلم��ارة دخل عليه‬ ‫أعرابي بال استئذان من بني الذين قدموا لتهنئته وقال بني يديه‪:‬‬ ‫أتذكر إذ حلافك جلد شا ٍة *** وإذ نعالك من جلد البعير ِ‬ ‫فأجابة‪ :‬نعم أذكر ذلك وال أنساه‪...‬‬ ‫فقال األعرابي‪:‬‬ ‫فسبحان الذي أعطاك ُملكا ً *** وعلّمك اجللوس على السرير ِ‬ ‫قال‪ :‬سبحانه على كل حال وذاك بحمد اهلل ال بحمدك‪...‬‬ ‫فقال األعرابي‪:‬‬ ‫ً‬ ‫شت دهرا ً *** على معن ٍ بتسليم األمير ِ‬ ‫ع‬ ‫إن‬ ‫ا‬ ‫ّم‬ ‫فلست ُم َسل‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫قال‪ :‬السالم سنة تأتي بها كيف شئت‪...‬‬ ‫فقال‪:‬‬ ‫سـرّا ً *** ويُطعم ضيفه خبز الشعير ِ‬ ‫أمير ٌ يأكلُ الفوالذ ِ‬ ‫ونـطعم من نشاء‪...‬‬ ‫قال‪ :‬الزاد زادنا نأكل ما نشاء ُ‬ ‫فقال األعرابي‪:‬‬ ‫أنت فيها *** ولو جار َ الزما ُن على الفقير ِ‬ ‫سأرحلُ عن بالدٍ َ‬ ‫ً‬ ‫قال‪ :‬إن جاورتنا فمرحبا بك وإن رحلت عنّا فمصحوب بالسالمة‪...‬‬ ‫قال‪:‬‬ ‫عزمت على املسير ِ‬ ‫فجد لي يا ابن ناقصة بشي ٍء *** فإني قد‬ ‫ُ‬ ‫ألف درهم‪...‬‬ ‫قال‪ :‬أعطوه َ‬ ‫فقال‪:‬‬ ‫قليل ما أتيت به وإني *** ألطمع منك باملال الكثير ِ‬ ‫قال‪ :‬أعطوه ألفا ً آخر‪.‬‬ ‫فأخذ األعرابي ميدحه بأربعة أبيات بعد ذلك‬ ‫ً‬ ‫وف��ي كل بيت مدح يقول��ه يعطيه من حوالي األمي��ر ألفا من‬ ‫عندهم‪،‬‬ ‫فلما انتهى تقدم األعرابي يقبل رأسة وقال‪:‬‬ ‫ما جئتك واهلل إال مختبرا ً حلمك ملا اشتهر عنك‪ ،‬فألفيت فيك‬ ‫قسم على أهل األرض لكفاهم جميعا ً فقال‪:‬‬ ‫من احللم ما لو ّ‬ ‫ً‬ ‫سألت اهلل أن يبقيك ذخرا *** فما لك في البرية من نظير ِ‬ ‫قال‪( :‬أعطيناه على هجونا ألفني فأعطوه على مديحنا أربعة)‬ ‫كلمات من ذهب‬ ‫كتب احلس��ن إل��ى عمر بن عبد العزيز‪" :‬إعل��م أ ّن التفكر يدعو‬ ‫إل��ى اخلير والعمل به‪ ،‬والندم على الش��ر يدعو إلى تركه‪ ،‬وليس‬ ‫م��ا يفن��ى وإن كان كثيرا يع��دل ما يبق��ى وإن كان طلبه عزيزا‪،‬‬ ‫فاح��ذر هذه ال��دار الصارع��ة اخلادع��ة اخلاتلة التي ق��د تزينت‬ ‫بخدعها وغرت بغرورها وقتلت أهلها بأملها وتشوفت خلطابها‬ ‫فأصبحت كالعروس اجملل��وة‪ ،‬العيون إليها ناظرة‪ ،‬والنفوس لها‬ ‫عاش��قة‪ ،‬والقلوب إليها والهة وأللبابه��ا دامغة وهي ألزواجها‬ ‫كله��م قاتلة‪ ،‬فال الباق��ي باملاضي ُمعتبر‪ ،‬وال اآلخ��ر مبا رأى من‬ ‫األول ُمزدجر‪ ،‬وال اللبيب بكثرة التجارب منتفع‪.‬‬

‫‪43‬‬


‫باب الفتاوى‬

‫فى هذا الباب جتيب جلنة الفتوى بالهيئة العلمية‬ ‫للبحوث الش��رعية و اإلستراتيجية عن أسئلة‬ ‫قرائنا الكرام الواردة إلينا عبر البريد اإللكتروني‪.‬‬

‫للتواص��ل معنا و إرس��ال س��ؤالك‪ ،‬عب��ر بريد األس��ئلة‬ ‫والفتاوى‪falmhgh@yahoo.com :‬‬ ‫عنوان الرسالة‪ :‬الطالق‬ ‫الرسالة‪ :‬السالم عليكم‪ ...‬هل يقع طالق الهازل في طهر جامع فيه دون قصد منه حل عقد النكاح اجلماع كان قبل العصر‬ ‫واحلدث حصل قبل املغرب (مع جهل كال زوجني مبسألة الطالق املازح)‬ ‫وهل يحتس��ب على األزواج مناقش��تهما لهذا املوضوع في الغد وقول الزوج أنا عندما قلت لك أنت طالق لم أكن‬ ‫أقصد أو عندما سألت الزوجة هل عندما قلت لي أنت طالق هل كنت تقصد حينها نفى الزوج ذلك هل يأخذ بهذا‬ ‫الكالم ويعتبر طلقة‪.‬‬ ‫اإلجابة‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ...‬احلمد اهلل والصالة والسالم على الرسول ‪ ...j‬وبعد‪...‬‬ ‫فمذه��ب اجلمه��ور عل��ى وقوع طالق الهازل‪ ،‬لك��ن متيل النفس إلى أن ط�لاق الهازل ال يقع‪ ،‬ألن��ه ال قصد فيه‪،‬‬ ‫واهلل سبحانه أعلى وأعلم‪.‬‬ ‫عنوان الرسالة‪ :‬حلمت ان والدي يتوفى‬ ‫الرسالة‪ :‬حلمت ان ابوي يتوفى كنا في بيتنا القدمي شفت ابوي مرقدينا في مجلس كلنا كنا موجودين انا صحت واقول يبه‬ ‫ليش خليتني مالي غيرك في هالدنيا انا شنو بسوي من بعدك فجأه شفت روح ابوي كلمني قالي الحتزنني انا بخير‬ ‫وصار ميس��ح براس��ي وضميته‪ .‬بس هاي هو احللم وللعم اني حلمت مرتني اسمع خبر وفاته‪ ...‬انا ابي اعرف تفسير‬ ‫هاحللم لني وايد خايفه‪.‬‬ ‫اإلجابة‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ...‬احلمد اهلل والصالة والسالم على الرسول ‪ ...j‬وبعد‪...‬‬ ‫ويرعاك‪.‬‬ ‫فهذه رؤيا وعظية‪ ،‬يقصد من ورائها تعظيم برِّك بوالدك‪ ،‬واهلل يوفقك‬ ‫ِ‬ ‫عنوان الرسالة‪ :‬قراءة القرآن في املنام دون توقف‬ ‫الرسالة‪ :‬الس�لام عليكم ورحمة اهلل تعالى وبركاته‪ ...‬إحدى األخوات الالتي نحسبها من الصاحلات رأتني في املنام أني‬ ‫أمس��ك املصحف وأقرأ القرآن وأس��تمر وتقول لي توقفي لكني ال أستمع لها وأكمل القراءة‪ ...‬فما هو تفسير‬ ‫هذه الرؤيا بارك اهلل فيكم؟‬ ‫اإلجابة‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ...‬احلمد اهلل والصالة والسالم على الر سول ‪ ...j‬وبعد‪...‬‬ ‫هذا من جملة اخلير‪ ،‬وإن وفقك اهلل إلى خير‪ ،‬فال تنصرف عنه‪ ،‬واهلل يوفقك و يرعاك‪.‬‬ ‫‪44‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد السادس ‪ -‬رجــب ‪ 1433‬هـ‬


‫تابع‪ :‬باب الفتوى‬

‫عنوان الرسالة‪ :‬طلب حل اشكال عندى فى فهم كالم الشيخ وهو أفهم وأعلم‬ ‫علي فضيلة الشيخ ما سمعته من فضيلتكم من الثناء على االخوان مبوقفهم فى الثورة وكذالك قولك‬ ‫الرسالة‪ :‬أشكل ّ‬ ‫ودعوتك ملساندة االخوان اذا ما احتاجوا الينا للوصول الى السلطة وقولك بأنهم أحب الينا من العلمانيني وغيرهم‬ ‫من املارقني الخ أشكل على ذلك مع موقفك من املشاركة فى البرملان وحتى االنتخابات الرئاسية هذا مع ماتقرر من‬ ‫ان مااليتم الواجب به فهو واجب ونحن نكون بذلك مشاركني فيما تراه غير جائز بل قصما لظهر املنهج السلفى‬ ‫فأرشدنى حفظك اهلل ووفقك ملا فيه رضاه‪.‬‬ ‫اإلجابة‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ...‬احلمد اهلل والصالة والسالم على الرسول ‪ ...j‬وبعد‪...‬‬ ‫فال إش��كال ف��ى موقفى –الذى ي ُ َع ّد امت��دادا ملا كنا عليه قبل ه��ذه الفتنة‪ -‬فاألصل أال نش��ارك في هذه العملية‬ ‫الدميوقراطية اخملالفة لشرع اهلل؛ ألننا ال نؤمن بالديوقراطية حتي لو أتت بالشريعة!!‬ ‫نعم ال نريدها ولو أتت برئيس يحكم بش��رع اهلل وبرملان تعينه وفق ش��ريعة اهلل!!! ألن هذه الدميوقراطية كما أتت‬ ‫بالشرع‪ ،‬فهى أيضا ميكن أن تنقلب على الشرع‪ ،‬وأيضا كل آلياتها فاسدة مخالفة لشرع اهلل وهذا واقع‪...‬‬ ‫وم��ن ب��اب التن��زل واإللزام إلخوان��ي الس��لفيني الدميوقراطي�ين‪ ،‬إن كنتم الب��د فاعل�ين‪ ،‬وأن تكون��وا دميوقراطيني‪،‬‬ ‫فال تؤسسوا حزبا جديدا باسم «السلفية» ويكون «جناح السلفية السياسى» حتى ال ميتزج الوحى باإلجتهاد واليقني‬ ‫بالظن الفاس��د‪ ،‬حتى ال تضيع الدعوة‪ ،‬من باب التنزل إن كانت املعركة ‪-‬كما زعمتم‪ -‬بني اإلس�لام والعلمانيني فال‬ ‫تؤسسوا حزبا جديدا‪ ،‬بل ساعدوا اإلخوان‪ ،‬وهذا ما لم يتم إال مؤخرا فى ظل دور سلفى يلعب خارج امللعب‪ ،‬واهلل املوفق‪.‬‬ ‫عنوان الرسالة‪ :‬ترك الواجب الشرعي يلزمه توبه أو كفاره؟‬ ‫الرسالة‪ :‬السالم عليكم ورحمه اهلل‪ ،‬اسال اهلل العظيم ان يزيدك علما وينفع بكم املسلمني ارجوا من فضيلتكم االفاده‬ ‫أجمعت املشايخ علي أن التصويت في االنتخابات واجب شرعي بل منهم من قال انه فرض وتاركه اثم‪ ...‬فهل معني‬ ‫هذا ان علي تاركه توبه او كفاره؟ وهل يحق للمسلم ان يقاطع العمليه لبطالنها من االساس ؟ وجزاكم اهلل خيرا‬ ‫اإلجابة‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ...‬احلمد اهلل والصالة والسالم على الر سول ‪ ...j‬وبعد‪...‬‬ ‫ليس األوالد فى اإلنتخابات من جنس الشهادة –اإلخبارية الشرعية؛ إذ الشهادة فى حد اللغة وعرف الشرع‪ :‬خبر‬ ‫بعل��م ويق�ين يلزمه عمل واعتقاد‪ ،‬وهذا ال يوجد في عملية االنتخابات‪ ،‬اذ تقوم علي تفعيل آليات الديوقراطية‪،‬‬ ‫وهي تك مخالفة لشرع اهلل من‪:‬‬ ‫• الفاجر بالصالح‬ ‫• الكافر باملسلم‬ ‫• مساواة األنثي للرجل‬ ‫وأيضا من هذه اآلليات‪ :‬احلكم باألغلبية‪ ،‬وهذا ليس بالش��رع؛ الس��يما فى وسط أجدار احلرية واملساواة األوروبية‬ ‫املش��ار إليها أنها‪ ...‬وعليه‪ ،‬فإن تأثيم من يش��ارك قول يحتاج إلى تأمل‪ ،‬وأيضا القول بتوبة أوكفارة علي من لم‬ ‫يشارك‪ ،‬هذه األقوال ونحوها أيضا حتتاج إلى تأمل‪ ،‬واهلل املوفق‪.‬‬ ‫عنوان الرسالة‪ :‬الشيخ احلويني‬ ‫الرسالة‪ :‬هل قمتم بزيارة الشيخ احلويني فى مرضه و هل تغيرت تزكيتكم له؟؟‬ ‫اإلجابة‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ...‬احلمد اهلل والصالة والسالم على الرسول ‪ ...j‬وبعد‪...‬‬ ‫فإن زيارة املريض‪ ،‬من جملة ش��رائع دين اهلل؛ الس��يما إن كان من أهل العلم والدعوة‪ ،‬والشيخ احلويني ‪-‬أمد اهلل‬ ‫فى خيره‪ -‬من جملة نبالء أهل مصر فى هذا العصر‪ ،‬ولقد قمت مبا نُـشـِرْ‪ ،‬واهلل أسأل القبول‪.‬‬ ‫‪45‬‬


‫تابع‪ :‬باب الفتوى‬

‫عنوان الرسالة‪ :‬التلقيح اجملهري للمرة الثانية‬ ‫الرسالة‪ :‬ما حكم اللجوء للحقن املهجري كوسيلة لالجناب للمرة الثانية وقد رزقت بفضل اهلل بولد عن طريق احلقن قبل ذلك‪.‬‬ ‫اإلجابة‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ...‬احلمد اهلل والصالة والسالم على الرسول ‪ ...j‬وبعد‪...‬‬ ‫فإن الوس��ائل لها أحكام املقاصد‪ ،‬وملا كان طلب الولد مذهب ش��رعى‪ ،‬وكان كل س��بب ليس فيه حرمة يكون‬ ‫مش��روعاً‪ ،‬وعلي��ه‪ :‬فال بأس بهذا احلقن بضوابطه الش��رعية‪ ،‬مثل التأكد أن الت��زاوج كان صحيحا ثابتا بني ماء‬ ‫الرجل وماء زوجه‪ ،‬و أن يباشر ذلك مأمونون فى دينهم‪ ،‬أكفاء فى عملهم‪ ،‬واهلل املوفق‪ ،‬وهو سبحانه أعلى وأعلم‪.‬‬ ‫عنوان الرسالة‪ :‬كيف أربي أوالدى على طلب العلم‬ ‫الرسالة‪ :‬السالم عليكم ورحمة اهلل‪ ...‬جزاكم اهلل عني خيرا فقد تعلمت منكم الكثير من أمور دينى التى كانت تنقصنى‬ ‫فال يجازيكم اال اهلل‪ ...‬أنا أم لغالمني ‪ 10‬و ‪ 15‬عاما ودائما أدعو اهلل أن يكون أوالدى من رجال هذا الدين العظيم ولكن‬ ‫ال أعلم كيف السبيل وعندما سمعت الشيخ أبو أسالم االزهرى في محاضرتة ان هذا الدين يحتاج الى رجال اصبح‬ ‫عندى رغبة ملحة ان يكون أوالدى من هؤالء الرجال‪ .‬ولكن ال أعرف كيف الس��بيل لهذا‪ .‬ولكنى بدات بتحفيظهم‬ ‫القران‪ .‬فالثانى ختم كتاب اهلل واالخر في الطريق باذن اهلل‪ .‬أريد من فضيلتكم نصيحتكم وتوجيهى من اين ابدأ‬ ‫وكيف أبدأ وكيف أحببهم‪ .‬بارك اهلل في فضيلتكم وجعلكم مباركني أينما كنتم‪.‬‬ ‫اإلجابة‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ...‬احلمد اهلل والصالة والسالم على الرسول ‪ ...j‬وبعد‪...‬‬ ‫أختى الكرمية لو تفضلت بإرس��ال موجز عن حياة ولديك لبريد اجمللة (اخلاص) وس��يقوم التحرير مبتابعة األمر‪،‬‬ ‫وفقك اهلل وبارك لك فى أوالدك‪.‬‬ ‫عنوان الرسالة‪ :‬مشروبات الطاقة‬ ‫الرسالة‪ :‬السالم عليكم ارجو االفادة ياشيخ عن حكم تناول مشروبات الطاقة مثل الريدبل والباور هورس وغيرها حيث ان هناك‬ ‫من يتناولها حتى في رمضان بحجة انها تقلل النوم وذلك ليتمكن من العبادة في اطول وقت وجزاكم اهلل خيرا‬ ‫اإلجابة‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ...‬احلمد اهلل والصالة والسالم على الر سول ‪ ...j‬وبعد‪...‬‬ ‫(‪ ...‬و َما ٓ َأنَا ۠ م َِن ٱل ۡ ُم َت لَكِّف َ‬ ‫َ‬ ‫فقد قال اهلل سبحانه‪:‬‬ ‫ني‪ )٨٦ ‬ص‪ .‬فأخذ األدوية التى تعني على الطاعة بغية زيادة العبادة في‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ۡ ۡ‬ ‫َ‬ ‫ِين م ِۡن‬ ‫رمضان فيها من التكلف ما ال يخفى‪ ،‬و األصل (عبادة اهلل مبا نقدر)‪،‬‬ ‫قال سبحانه‪ ...( :‬وما جعل عليكم يِف َٱدل ِ‬ ‫ُ ُ هَّ ُ ُ ُ ۡ ُ رۡ َ َ اَ ُ ُ ُ ُ ۡ‬ ‫خُ َ ّ َ‬ ‫ُ ُ هَّ‬ ‫رۡ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َح َرج‪ )78 ...‬احلج‪ .‬وقال سبحانه‪ ...( :‬ي ِريد ٱلل بِكم ٱليس ول ي ِريد بِكم ٱلعس‪ )185 ...‬ابلقرة‪ .‬و قوله‪( :‬ي ِريد ٱلل أن ي ِفف‬ ‫لإۡ‬ ‫ٗ‬ ‫َ ُ ۡ‬ ‫��م َو ُخل َِق ٱ ِ َ ٰ‬ ‫نس ُن َضعِيفا ‪ )٢٨‬النس��اء‪ .‬وفى الس��نة‪ ،‬فى الصحيح أن النب��ى ‪ j‬أمر بحل حبل زينب التى كانت‬ ‫عنك ۚ‬ ‫تتعلق به للصالة وقال‪« :‬ليصل أحدكم نشاطه فإن فتر فليرقد»‪ ،‬وبذا فإن هذه األدوية ومثلها من جملة التكلف‬ ‫غير اجلائز‪ ،‬إال إذا كانت هناك ضرورة ألخذها‪ ،‬وهذه الضرورة تُ َق َّدر بقدرها‪ ،‬يُ َق ِّدرها أهل اإلختصاص والعلم؛ كجواز‬ ‫أخذ أدوية تأخير الدورة إلجناز العمرة مثال‪ ،‬فمثل هذا و نحو من جملة اجلائز‪ ،‬و اهلل أعلم‪.‬‬ ‫عنوان الرسالة‪ :‬قراءة القرآن‬ ‫الرسالة‪ :‬هل يجوز للمراة قراءة القرآن فى األوقات العادية بلبس القفاز «من غير وضوء»‬ ‫اإلجابة‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ...‬احلمد اهلل والصالة والسالم على الر سول ‪ ...j‬وبعد‪...‬‬ ‫فال بأس بذلك‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬ ‫‪46‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد السادس ‪ -‬رجــب ‪ 1433‬هـ‬


‫تابع‪ :‬باب الفتوى‬

‫عنوان الرسالة‪ :‬حيرة في اختيار التخصص‬ ‫الرسالة‪ :‬الس�لام عليكم‪ ...‬عندما أردت أن أختار تخصصي اجلامعي وجدت أنني أحب العلم الش��رعي وخاصة أنني أجهله‬ ‫وأسرتي واجملتمع إال من رحم اهلل‪ ،‬ووجدت أنني أيضا أحب اللغات وخاصة أنه لدينا مشكل فيها في بلدنا في صفوف‬ ‫التالميذ والطلبة وعامة الناس وأنا أريد املشاركة في حل هذا املشكل‪ ،‬فنصحني أحدهم بأن أتخصص في اللغات‬ ‫وأتكسب منها ثم أطلب العلم‪ ،‬وأنا أسأل هل ميكن اجلمع بني اإلثنني وميكن أن أصبح فقيها أستطيع اإلفتاء؟‬ ‫اإلجابة‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ...‬احلمد اهلل والصالة والسالم على الر سول ‪ ...j‬وبعد‪...‬‬ ‫فال بأس بتعلم اللغات‪ ،‬واجلمع بني طلب العلم الش��رعى وتعلم اللغات‪ ،‬يس��ير ممكن‪ ،‬وهذا مش��اهد –بحكم‬ ‫عملى كأستاذ جامعى– موجود فى دنيا الطلبة‪ ،‬فاستعن باهلل وال تعجز‪ ،‬واهلل يوفقك ويرعاك‪.‬‬ ‫عنوان الرسالة‪ :‬الزواج من زانيه بقي يومني علي اخذ القرار‬ ‫الرسالة‪:‬‬

‫الس�لام عليكم انا ش��اب ادمنت العاده الس��ريه منذ ‪ 15‬عام حينما كنت طالب بالصف االعدادي و تتطورات املمارس��ه الي مشاهده االفالم‬ ‫االباحيه ثم تتطورت الي االحتكاك ببنات جيراني الصغار و لكن دون خلع املالبس و لكن اثناء هذه الفتره كنت احاول ان اترك تلك العاده بالكل‬ ‫الطرق فلم اكن اترك صاله في املس��جد كنت احافظ علي الصاله و قراءه القراءن بل و حفظه فال تس��تغرب حني اقول لك قد حفظته كله‬ ‫علي يد ‪ 3‬مشايخ و لكن لم يبقي معي االن منه إال ‪ 12‬جزء و انا مازالت استرجع ما نسيت و لكن رغم هذا لم يصدني عن ممارسة العاده او‬ ‫مشاهده االفالم االباحيه و لكني كنت بعد كل ما اعصي اصلي ركتني توبه و استغفر اهلل و اتوب و احاول ان اعمل عمال صلحا و لكن كانت‬ ‫االستطيع التوقف عن هذه العاده حتي اني كنت اقوم بتوعية الشباب من مخاطر هذه العاده لعلي امتنع و لكني كنت اوجههم و انصحهم‬ ‫و انا ال اس��تطيع التوقف عن العاده او مش��اهد االفالم او االحتكاك ببنات جيراني و لكني كنت في بديه ش��هر رمضان اقدم الي كل جار من‬ ‫جيراني هديه مبناسبه الشهر و اطلب منه العفو العام و هو ال يدري عن اي شيئ اطلب منه العفو وكانوا يقولون لي انت حسن الوجه و طيب‬ ‫و حسن اخللق فلما تتطلب منا ذلك كنت اقول لهم مجرد استعداد لرمضان‪ ...‬و اذا مدحني احد كنت اردد قول االمام علي رضي اهلل عنه ربي‬ ‫اغف��ر ل��ي ما ال يعلمون و اجعلني افضل مما يظنون وال‪ ‬تاخذني مبا يقولون ثم اقول مخدعون‪ ...‬و اعتمرت مرتني عس��ى ان اتوقف عن هذا االمر‬ ‫لكني لم استطع‪ ...‬وفي نهايه االمر قمت بخطبه فتاه عن طريق اهلي و قمت بعمل استخاره فيها كثيرا جدا و كان االمر بعد ذلك يتيسر و‬ ‫بسرعه جدا حتي اني تعرفت عليها في يوم و خطبتها في اليوم الثاني بعد موافقه ابيها و كانت االحداث تتوالي بسرعه و من اول يوم خطبت‬ ‫فيه الفتاه توقف عن هذه العاده و االفالم و االحتكاك و انتظمت صالتي اكثر و اكثر و للعلم و هلل احلمد عمري ما قطعت الصاله‪ ...‬اس��تمر‬ ‫هذا الوضع ‪ 4‬ش��هور‪ ...‬و كنت الفتاه يبدوا عليها البرائه و حس��ن اخللق و الطيبه و هذا االمر حقيقي هي كذلك فعال‪ ...‬و حني كنت اقول لها‬ ‫ان وجهك بري كانت تقول لي متقوليش كده ان مش بريئه الناس مخدوعه في شكلي‪ ...‬املهم بعد اخلطوبه بـ ‪ 4‬شهور اكتشفت بالصدفه‬ ‫انها تتكلم مع شاب كالم ال يقال إال بني املتزوجني و باحلليه اخلدع جعلتها تعترف بكل شيئ بحجه اني استطعت ان اسمع املكامله‪ ...‬اعترفت‬ ‫وقال��ت ل��ي انه��ا كانت فتاه طبيعيه فعال و بريئه الي ان تخرجت من الكليه و كانت ترغب في الزواج و طلبت من والدها هذا االمر لكنه كان‬ ‫ال ياخذ األمر علي محمل اجلد و كان يرفض من يتقدم لزواجها بحجه انه ال يصلح لها و هي تستحق احسن من ذلك (و كان فعال من يتقدم‬ ‫لها حس��ب وصفها ليس اهال ان يتزوجها) املهم انها فكرت ان تضر نفس��ها حتي يزوجها والدها اي احد‪ ...‬فدخلت علي النت منذ ‪ 3‬س��نوات‬ ‫و بداءت تتعرف علي املوقع االباحيه و تش��اهد االفالم االباحيه ومتارس العاده‪ .‬وحاولت مرار ان تبتعد عن هذا و لكنها لم تس��تطع و حكت الي‬ ‫اختها حتي تس��اعدها و ذهبت الي طبيب نفس��اني حتي يساعدها و لكن كانت تعود مره اخري لهذا االمر‪ ...‬ثم تتطور االمر الي التعرف علي‬ ‫ش��اب علي النت قبل اخلطوبه بـ ‪ 3‬ش��هور و مت بينهم لقاء ‪ 4‬مرات مت فيه اااليالج الغير كامل (يعني زنا) حتي يحافظ علي بكارتها حيث انه‬ ‫كان متزوج‪ ...‬و ملا متت اخلطوبه لم تقابل هذا الشاب و لكن كانت تتكلم معه من فتره الي اخري لتقضي رغبتها عبر الهاتف‪ ...‬في نفس اليوم‬ ‫الذي اكتش��فت فيه االمر و قبل ان اكتش��ف حقيقه االمر قالت لي انها حتتاج الذهاب الي طبيب نفسي وكانت تقول (عاوزه ابقي كويسه و‬ ‫مش عرفه عاوزه حد يسعدني من اللي انا فيه) و لم اكن اعرف عن اي شيئ تتكلم الي ان اكتشفت االمر‪ ...‬في بدايه املوضوع قلت لها خالص‬ ‫كل شيئ قسمه و نصيب و لكن ياسيدي استطيع ان اقول لك و انا واثق مما اقول ان هذه الفتاه سوف تنحرف انحراف عظيم النها ال جتد من‬ ‫يساعدها فواهلل لقد تعملت من مشاكل االسر و احلياه ما استطيع ان اخمن ما هي نهايتها‪ .‬فتصلت بها و قلت لها اني ساسعدك و اقف‬ ‫بجوراك و كان هذا‪ ...‬فعرفتها جرميه ما فعلت و انها البد ان تتوب و اركان التوبه ثم الزمتها بالصيام وقراءه القراءن و السنن والفرائض وسماع‬ ‫ش��ريط يومي عن الدار االخره وهي االن تتقدم و تتوب و تقول انا وجد قلبي‪ . ...‬ثم بعدها فجئتني برتداء النقاب االن ياس��يدي انا اعلم اني لو‬ ‫تركتها سوف تقع و خاصه النها ال جتد املعني فاصبحت و خاصه بعد ان قالت لي ان اخاها يرودها عن نفسها من اجل تقبيل و احضان بصوره‬ ‫غير اخويه‪ ...‬فكان يحدث بينهم في املاضي تقبيل و احضان و ذلك ملا رائها مره و هي متارس العاده دفعه هذا الي هذا االمر‪ ...‬ال اداري هل اتزوجها‬ ‫و اخلصها مما هي في و تكون كفاره لي عما فعلت و ثوب علي توبتها و حفظها من طريق الضالل‪ ...‬ام اتركها و ال ابلي بها حيث ان شعوري االن‬ ‫نحوها متناقض‪ ...‬حيث اني اخشي علي عرضي بعد الزواج و شك من االن يدور في راسي‪ ...‬و لكنها حقا ليست من اهل هذا الطريق‪ ...‬فانها‬ ‫ملا ذهبت الي الدكتور النفساني و حكت له االمر ظهر علي وجه عالمات االستفهام و التعجب كيف ملثل هذا الوجه البري ان يفعل هذا االمر‬ ‫و ابدي التعاطف الغير عادي و االهتمام باالمر‪...‬‬

‫اإلجابة‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ...‬احلمد اهلل والصالة والسالم على الر سول ‪ ...j‬وبعد‪...‬‬ ‫فهذه قصة يعيشها ‪-‬لألسف‪ -‬كثير من شباب اليوم؛ بسسب ضعف الهمة وشدة الداعى إلى مخالفة الشرع‪،‬‬ ‫وظنى أن كل خطأ يهرب اإلنسان من حله‪ :‬ليس ذلك حسنا؟؟‬ ‫ولذا فإنى أقول لك‪ ،‬عليك بالتوبة أوال مما بدر منك‪ ،‬ثم أنهى أمرك مع هذه الفتاه بزواجها‪ ،‬فإن صلحت فاحلمد‪ ‬هلل‪،‬‬ ‫وإن كانت الثانية فسرحها بإحسان‪ ،‬واشرط عليها ذلك قبل البناء‪ ،‬واهلل يوفقك وإياها ويرعانا جميعا‪ .‬واهلل أعلم‪.‬‬ ‫‪47‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.