المحجة البيضاء 7

Page 1

‫العدد الثامن ‪ -‬رمضان ‪ 1433‬هـ‬

‫كما تقرأ فى هذا العدد‬ ‫• رمضانيات المحجة‬

‫يوم من حياة صائم‬ ‫تدبر اآليات البينات في شهر‬ ‫الرحمات ‪...................‬صفحة ‪10‬‬ ‫ثمرات‬ ‫الصيام ‪...................‬صفحة ‪13‬‬ ‫أيام املسلمني في‬ ‫رمضان ‪...................‬صفحة ‪14‬‬ ‫طا‬ ‫لب العلم في رمضان والغنيمة‬ ‫الباردة ‪...................‬صفحة ‪20‬‬ ‫من أخطاء ال‬ ‫صائمني‪...................‬صفحة ‪22‬‬ ‫‪...................‬صفحة ‪6‬‬

‫• وغيرها‪...‬‬


‫فهرس العدد‬ ‫• إفتتاحية العدد‬ ‫• قراءة في األحداث‪:‬‬ ‫ذكرى ومشهد‬ ‫• رمضانيات احملجة‪:‬‬ ‫يوم من حياة صائم‬ ‫• رمضانيات احملجة‪:‬‬ ‫تدبر اآليات البينات في شهر الرحمات‬ ‫• رمضانيات احملجة‪:‬‬ ‫ثمرات الصيام‬ ‫• رمضانيات احملجة‪:‬‬ ‫أيام املسلمني في رمضان‬ ‫• رمضانيات احملجة‪:‬‬ ‫طالب العلم في رمضان والغنيمة الباردة‬ ‫• رمضانيات احملجة‪:‬‬ ‫من أخطاء الصائمني‬ ‫• البدائل الصحيحة‪:‬‬ ‫من األحاديث النبوية التي تغني عن األحاديث‬ ‫املوضوعة والضعيفة املشتهرة (باب الصيام)‬ ‫• األسرة ودورها في تربية املراهقني‬ ‫مجالس رمضان ودورها في تربية املراهقني‬ ‫• منهجية طلب العلم‪:‬‬ ‫ضرورة اهتمام طالب العلم املتقدم باخملطوطات‬ ‫• قصة سريبرينيتسا واحللم املفقود‬ ‫(احللقة الرابعة ‪ -‬األخيرة)‬

‫صفحة‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪10‬‬

‫العدد الثامن ‪ -‬رمضان ‪ 1433‬هـ‬

‫‪13‬‬

‫تصدر عن الهيئة العلمية للدراسات‬ ‫الشرعية و اإلستراتيجية‬

‫‪14‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪32‬‬

‫• من ذخائر اخملطوطات‪ :‬نفائس دار طابه‬

‫‪34‬‬

‫• صحتك‪ :‬الطعام الصحي في رمضان‬

‫‪36‬‬

‫• واحـــة الـمـحـجـة‬

‫‪40‬‬

‫• بـاب الــفـتـاوى‬

‫‪44‬‬

‫املشرف العام على اجمللة‬ ‫فضيلة الدكتور‬

‫أحـمـد الـنـقـيـب‬ ‫رئـيـس الـتـحـريـر‬ ‫مـحـمـود الـصـاوي‬ ‫املـديـر الـفـنـي‬ ‫تـامـر األنـصـاري‬

‫للتواصل معنا‬ ‫بريد القراء‪malmhgh@yahoo.com :‬‬ ‫بريد األسئلة والفتاوى‪falmhgh@yahoo.com :‬‬ ‫• نهيب بالقراء الكرام إلى أهمية التواصل معنا عبر‬ ‫بريد القراء للنصح و النقد البناء و اإلقتراحات النافعة‪،‬‬ ‫وكذلك أيضا ً نحيطهم علما ً أن مجلتنا الغراء تفتح‬ ‫ذراعيها للبحوث العلمية املعتبرة فى كافة امليادين‬ ‫الشرعية لنشرها عبر صفحاتها املباركة ‪-‬بإذن اهلل‪-‬‬ ‫على أننا سنقوم بتحكيم هذه البحوث وإعتمادها ثم‬ ‫نشرها عبر فريق من أهل العلم والباحثني النابهني ثم‬ ‫التواصل مع أصحابها لإلفادة و اإلستفاده‪.‬‬ ‫• كما نرحب مبن أراد شيئا ً من اخملطوطات املنشوره عبر‬ ‫مجلتنا‪ ،‬فليتواصل معنا عبر بريد القراء إلمداده بها‪.‬‬ ‫• من أراد نشر اجملله أو طبعها ‪-‬كما هـي بـدون حـذف‬ ‫أو إضافة أو تعديل‪ -‬أو توزيعها بأي صوره فالباب مفتوح‬ ‫لنشر اخلير‪ ،‬وليتواصل معنا عبر بريد القراء أيضا ً‬ ‫لإلستفسار أو الدعم الفنى‪.‬‬


‫إفتتاحية العدد‬ ‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬ ‫إن احلمد هلل نحمده ونستعينه ونستغفره‪ ،‬ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا‪،‬‬ ‫من يهده اهلل فال ُم ّ‬ ‫ضل له‪ ،‬ومن يُضلل فال هادي له‪،‬‬

‫وأشه ُد ألاّ إله إلاّ اهلل وحده ال شريك له‪ ،‬وأشه ُد أن محمدا ً عبده ورسوله‪،‬‬ ‫أما بعد‪..‬‬

‫فلق��د أظ ّلنا ش��هر كرمي‪ ،‬فيه تُفتّح أبواب الس��ماء‪ ،‬وتُغ ّلق فيه أب��واب النار‪ ،‬وت ّ‬ ‫ُصف ُد فيه الش��ياطني‪ ،‬تفت ُّح فيه‬ ‫أيضا أبواب التوبة واخلير والب ّر والرحمة والرفق واإلحس��ان وغس��ل القلب من ران الهوى‪ ،‬وزيغ النفس‪ ،‬فيه بداية‬ ‫ملن طال س��فره في الباطل؛ فتنكب طريق احلق‪ ،‬وأبى إال أن يخالل الش��يطان وإخوانه وأعوانه من أبالسة اإلنس‪،‬‬ ‫وما أخطرهم‪ ،‬هذا شه ٌر فيه ليلة هي خير من ألف شهر‪ ،‬إنه شهر القرآن والصيام والقيام واالعتكاف‪ ،‬إنه ر َ َ‬ ‫ش ٌد ملن‬ ‫تفس��خهم‪ ،‬دون رجوع أو أوبة‪ ،‬وال زالوا على‬ ‫املتفس��خون‬ ‫أراده‪ ،‬وخير لمِ َ ِن ابتغاه‪ ،‬لكن لألس��ف‪ :‬ما زال‬ ‫املهجنون على ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫ندم أو توبة‪ ،‬بل ز ّين لهم الش��يطان أعمالهم‪ ،‬فما أقرب حالهم مل��ن أخبر عنهم ربنا فقال‪:‬‬ ‫هجنته��م النك��راء‪ ،‬دون‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫حۡ‬ ‫ذَّ‬ ‫اً‬ ‫َ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ ۡ َ ۡ ُ َ ّ ُ ُ أۡ َ ۡ رَ َ ۡ‬ ‫َ َّ حُ ۡ‬ ‫َ َ ٰ ِ ُّ ۡ ُ حَ ۡ‬ ‫ٱدلن َيا َوه ۡم ي َس ُبون أن ُه ۡم يس ُِنون ُص ۡن ًعا ‪)١٠٤‬الكهف‪.‬‬ ‫س‬ ‫ِين ضل َس ۡع ُي ُه ۡم يِف ٱليوة‬ ‫ين أع َمٰل ‪ ١٠٣‬ٱل‬ ‫(قل هل ننبِئكم بِٱلخ ِ‬ ‫أخ��ي القاريء احلبي��ب‪ :‬دونك هذا اإلصدار اجلدي��د من مج ّلة أبناء الدعوة الس��لفية املُبارك��ة‪ ،‬فيها من املقاالت‬ ‫واملواضي��ع العلم ّية والعقائد ّي��ة والفكرية والتربوية واألدب ّي��ة‪ ،‬ما تكون به حديقة غ�� ّراء‪ ،‬وجنة فيحاء‪ ،‬تعانقت‬

‫أغصانها املنيفة لتحمل كل ثمر ُمس��تطاب‪ ،‬وتأتي بنصوص السنة و ُمحكم الكتاب‪ ،‬تلقى احلقّ دون ارتياب‪ ،‬فيا‬ ‫َ‬ ‫فاهلل أس��أ ُل أن يُبارك فيمن‬ ‫حزبي ُمرتاب‪،‬‬ ‫لها من صحيفة يرتادُ مس��الكها كل مهت ٍد أ ّواب‪ ،‬ويُص ُّد عنها كل ظا ٍّن‬ ‫ّ‬ ‫أعدها وأعان على نشرها وتوزيعها‪ ،‬وجزى ُ‬ ‫اهلل كل من أسدى إلينا نصيحة أو معروفا أو تعاونا بنا ًء‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وفي النهاية‪ :‬أدعو اهلل –س��بحانه– أن يتق ّبل منّا الصيام والقيام‪ ،‬وصالح األعمال‪ ،‬وأن يُب ّلغنا رمضان ونحن على‬ ‫الهدى‪ ،‬ويُب ّلغنا نهايته بذنب مغفور‪ ،‬وجتارة عند ر ّبنا لن تبور‪ ،‬فإنّه –س��بحانه– غني ش��كور‪ ،‬وص ّلى اهلل وس�� ّلم‬ ‫وبارك على النبي محمد وعلى آله وصحبه وأزواجه وس ّلم تسليما كثيرا‪.‬‬


‫ي األحداث‪ :‬ذكرى ومشهد‬

‫قراءة ف‬

‫بقلم د‪ .‬أحمد النقيب‬

‫جرت عادتي منذ ثالثني س��نة أن أقضي رمضان في مسجد‬ ‫«عب��اد الرحم��ن» هذا املس��جد العام��ر مبدين��ة املنصورة‪،‬‬ ‫وق��د خ��رَّج ه��ذا املس��جد أجي��اال م��ن طلب��ة العل��م‪،‬‬ ‫و ه��ا نحن ذا نس��تقبل رمضان‪ ،‬تلح الذكري��ات وجتتمع في‬ ‫الالوع��ي ومن هذه الذكريات‪ :‬أنه في مس��جد عباد الرحمن‬ ‫باملنصورة‪ ،‬كان الش��باب يتابع املوقف‪ ،‬عشرات بل مئات من‬ ‫شباب الدعوة السلفية باملنصورة وأجوارها ميألون املسجد‪،‬‬ ‫حيث يتم توزيع املهام خ�لال اليوم‪ ،‬فهناك من يقوم بتوزيع‬ ‫املؤن والغذاء وهناك من يقف في اللجان الش��عبية‪ ،‬وهناك‬ ‫غرف��ة عملي��ات مركزية لتوزي��ع اللجان وجم��ع املعلومات‬ ‫ومس��اعدة احملتاج�ين‪ ،‬حت��ى جمع��ة ‪2011/1/28‬م صاله��ا‬ ‫الش��باب باملس��جد‪ ،‬وه��ذه جمع��ة كان لها م��ذاق خاص‪،‬‬ ‫ق��ال أحد إخواني طالبا مني أن أخطب اجلمعة «آما آن لهذا‬ ‫البلب��ل أن يغ��رد» أو قريبا من ذلك‪ ،‬فقدم��ت غيري‪ ،‬وألقيت‬ ‫كلمة بعد الصالة‪...‬‬ ‫كان أبن��اء الدعوة يؤمنون أن م��ن أهم واجباتنا «نفع األمة»‪،‬‬ ‫وه��ذا الواجب ليس تفضال من��ا على أحد‪ ،‬بل هو من حميم‬ ‫دعوتنا‪ ،‬نحن ال نريد جزا ًء وال شكورا من أحد‪ ،‬إننا نعمل لنفع‬ ‫األم��ة هلل دون مقابل أو عوض؛ ولهذا وفقنا اهلل س��بحانه‪،‬‬ ‫حتى في ه��ذه األحداث املضطربة!! ملا كان بعض الش��باب‬ ‫ش��ديد الع��زم لضرورة املش��اركة ف��ي املظاه��رات‪ :‬قلنا إن‬ ‫األصل هو املن��ع من هذه املظاهرات وأنه��ا صورة غير جائزة‬ ‫صل��ت مقصوده��ا– بل هي طريقة م��ن طرق االفرجن‪،‬‬ ‫–وإن َح َّ‬ ‫وال ميكن أبدا أن تأتي بخير‪ ،‬الس��يما إذا كان القائمون عليها‬ ‫من أبناء الصف اإلس�لامي خالصا‪ ،‬ومع إص��رار هذا الفريق‬ ‫من الشباب‪ ،‬وبدافع «نفع األمة» شاركوا فى هذه املظاهرات‬ ‫شريطة «أن ترشد هذه املظاهرات»‪.‬‬ ‫وكان مقص��ود «الترش��يد» إع�لان الصبغ��ة اإلس�لامية‪،‬‬ ‫ودف��ع الصائل�ين املفس��دين الذي��ن يحاولون حرق وإفس��اد‬

‫‪4‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد الثامن ‪ -‬رمضان ‪ 1433‬هـ‬


‫تابع‪ :‬قراءة في األحداث‪ :‬ذكرى ومشهد‬

‫املمتلكات اخلاصة والعامة‪ .‬العجيب أن هذا الفريق اشترك‬

‫وق��ال املتظاهرين أنه بعد أس��ابيع تنتهي م��دة واليته ويترك‬

‫في أيام اجلمعة والس��بت ‪ 1/28‬و ‪ ،1/29‬وكان االجتماع قبل‬

‫األمر لالنتخابات الرئاسية املقبلة‪ ،‬لكن كانت كلمة (امليدان)‪:‬‬

‫بيان «املغرب»* باملس��جد‪ ،‬وأبدى هؤالء الشباب فشلهم في‬

‫ارحل‪ ...‬ارحل‪...‬‬

‫مهمة «ترش��يد املظاه��رات»‪ ،‬وعندها قلنا‪ :‬ه��ذا قدر اهلل‪،‬‬ ‫والعمل باألصل هو األصل‪ ،‬وهدأ هؤالء الشباب‪ ،‬وبدأ العمل‬

‫إذن موق��ف الدعوة الس��لفية في املنصورة واإلس��كندرية‬

‫اليوم��ي املعتاد‪ ،‬فريق يحرس الش��وارع واملنش��آت ومداخل‬

‫وكثي��ر من الب�لاد عدا بعض املش��ايخ الذين له��م اجتهاد‬

‫املدين��ة‪ ،‬وفريق يوزع اإلعانات واإلغاث��ات‪ ،‬وفريق طبي‪ ،‬وفريق‬

‫خاص في هذه القضايا في القاهرة وغيرها‪ ،‬كان االتفاق بني‬

‫اتص��ال بأرقام س��اخنة (‪ 24‬س��اعة) وفريق علم��ي ليتعلم‬

‫مش��ايخ الدعوة السلفية (اتفاق غير مدروس ولم تقم دورة‬

‫اإلخوة ووع��ظ الوافدين وتثقيفهم‪ ،‬وفري��ق متابعة األخبار‬

‫علمية إلقراره‪ ...‬أو كان اجتماع للمش��ايخ لدراسة‪ ،‬بل كان‬

‫ورصد املستجدات‪ ...‬وكان املسجد كله (غرفة عمليات)!!‬

‫اجتاه��ا يدل على أن هذه مس��ألة منهجية متعلقة بصلب‬ ‫الطريق السلفية على جتنب املظاهرات‪...‬‬

‫ومم��ا أذكره أنه قبل ظهر يوم الس��بت املواف��ق ‪2011/1/29‬م‬ ‫ٌ‬ ‫تواص��ل م��ع الدكت��ور (ى) ال��ذي كان ال يصدق‬ ‫كان هن��اك‬ ‫م��ا نقوم به م��ن اجله��د والعمل‪ ،‬ومم��ا يذكر هن��ا أن بعض‬ ‫م��ن يتابعون الش��يخ آثروا أالّ يش��اركونا‪ ،‬وانف��ردوا بأعمال‬

‫العجي��ب أن الش��يخ (ى) نفس��ه بع��د (‪ )6‬أش��هر بالتمام‬ ‫كان أحد أش��هر من أمر مريديه وأتباعه و امل ُ َغرَّرين والطغام‬ ‫لـمليوني��ة (‪ )7/29‬وأس��ماها (مليونية الش��ريعة) للمناداة‬

‫بالش��ريعة!! وكان��ت ه��ذه املظاه��رات وقبله��ا مس��ألة‬

‫بس��يطة؛ ألنه��م ال يري��دون إال أن يك��ون برنام��ج العم��ل‬ ‫برنامج��ا ً حزبيا ً وهو م��ا كنت أرفضه دوم��ا!! املهم كلمني‬

‫«االس��تفتاء» عل��ى «التعدي��ل الدس��توري» كان��ت ه��ذه‬

‫الش��يخ (ى) وق��ال إن��ه ال يؤيد املظاه��رات‪ ،‬ويرى –حس��نا–‬

‫التصرفات غير املدروسة علميا وال منهجيا‪ ،‬بل كانت أعماال‬

‫ما يقوم به اإلخوة من االنش��غال بالطاعة باملساجد‪ ،‬وقال‪:‬‬

‫حركته��ا دواف��ع «رد الفع��ل» و «انتهاز الف��رص» و «اخلوف‬

‫إنن��ا ف��ي بلدنا نفع��ل ذلك‪ ،‬وذكر ش��يئا م��ن إجنازاتهم من‬

‫املظنون على الش��ريعة وضياعها» كانت ه��ذه التصرفات‬

‫س ِعدت‬ ‫حفظ األموال واملنش��آت –جزاهم اهلل خيرا آنذاك– َ‬

‫ه��ي البداية األولى لالنح��راف املنهجي الس��لفي الذي لم‬

‫بهذا االتصال‪ ،‬وكانت س��عادتي أكثر‪ :‬أننا نس��ير في طريق‬

‫يحدث قط منذ عهد رس��ول اهلل (صلى اهلل عليه وس��لم)‪،‬‬

‫واح��د‪ ...‬اجتاه واحد‪ ...‬وأننا ال نتأثر بزغل األحداث‪ ،‬وأننا لس��نا‬

‫وكانت هذه الفتنة (الس��لفية السياس��ية وتأسيس حزب‬

‫بغاة أو قض��اة ولكننا دعاة‪ ،‬وهذا فضل اهلل أننا نحب األمة‬

‫حدس وخوض االنتخابات) هي أول فتنة للمنهج الس��لفي‬

‫ونخدمها دون التفات أو مقصد دنيوي حابط‪.‬‬

‫منذ عصر اإلمام أحمد –رحمه اهلل– حتى اآلن‪،‬‬ ‫وال ن��دري ما تبعات ه��ذا االنحراف وآثاره عل��ى مصر وخارج‬

‫كان ه��ذا وال زال –البغي��ض مبارك– في احلك��م‪ ،‬حيث أقال‬

‫مصر‪ ،‬بل ما هي آثاره على األجيال في املس��تقبل‪ ،‬هذا كله‬

‫احلكوم��ة‪ ،‬وعَ�َّي�نَّ حكوم��ة جديدة‪ ،‬وألق��ى خطاب��ا أنه لن‬ ‫يترك املس��ئولية من واقع إحساس��ه باخلطر وحبه للوطن‪،‬‬ ‫ث��م ألقى خطاب��ا آخر أنه لن يت��رك احلكم وأنه َق�� َّدم كثيرا‬

‫ما سوف يتضح مع األيام‪ ،‬واهلل املوفق‪.‬‬ ‫ُمحبكم في اهلل‪ /‬د‪ .‬أحمد النقيب‬

‫مدرس الدراسات اإلسالمية – بكلية التربية‬ ‫جامعة املنصورة‬

‫للوطن‪ ،‬وأنه يجب أن ميوت في الوطن‪،‬‬ ‫* هذا بيان يومي لعرض مجريات األمور وموقف الدعوة السلفية باملنصورة ومراكز احملافظة‪ ،‬وكان كل إخواني مبراكز احملافظة‪ ،‬بل فى كثير من مراكز مصر على تواصل تام بغرفة املتابعة املركزية باملنصورة‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫محجة ‪ -‬يوم من حياة صائم‬

‫رمضانيات ال‬

‫اعداد أسرة التحرير‬

‫احلمد هلل وحده والصالة والسالم علي من ال نبي بعده‪...‬‬ ‫أيها املس��لم الغالى‪ ...‬أيها احلبيب احملب للخير‪ ،‬أهدى إليك‬ ‫ه��ذا البرنامج اليوم��ى احلياتى‪ ،‬آمال أن يك��ون لك عونا فى‬ ‫س��يرك إلى اهلل‪ ،‬وسفرك إليه‪ ،‬أقدمه لك محبا‪ ...‬حريصا‪...‬‬ ‫مش��فقا‪ ...‬فاقبله مع خالص دعائى ل��ك‪ ،‬ودعائك لى‪ ،‬آخذا‬ ‫خيره‪ ،‬طاويا عيبه مع النصيحة فيه‪ ،‬وجزاك اهلل خيرا‪...‬‬ ‫‪ -1‬االستيقاظ قبل الفجر‪.‬‬ ‫‪ -2‬الوض��وء‪ ،‬قال رس��ول اهلل ‪« :j‬أال أدلك��م على ما ميحو‬ ‫اهلل به اخلطايا‪ ،‬ويرفع به الدرجات؟ قالوا‪ :‬بلى يا رس��ول اهلل‪،‬‬ ‫قال‪ :‬إسباغ الوضوء على املكاره وكثرة اخلطى إلى املساجد‪،‬‬ ‫وانتظار الصالة بعد الصالة‪ ،‬فذلكم الرباط»(‪.)1‬‬ ‫‪ -3‬ص�لاة ركعت�ين بع��د الوض��وء‪ ،‬ع��ن أب��ى هري��رة ‪d‬‬ ‫أن‪ ‬رسول‪ ‬اهلل ‪ j‬قال لبالل‪« :‬يا بالل حدثنى بأرجى عمل عملته‬ ‫فى اإلسالم‪ ،‬فإنى سمعت دَ َّف نعليك بني يدى فى اجلنة قال‪:‬‬ ‫ما عملت عمال أرجى عندى من أنى لم أتطهر ُط ُهورا فى ساعة‬ ‫الطهور ما كُتِ َب لى أن أصلى»(‪.)2‬‬ ‫من ليل أو نهار إال صليت بذلك ُّ‬ ‫‪6‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد الثامن ‪ -‬رمضان ‪ 1433‬هـ‬

‫‪ -4‬ص�لاة اللي��ل‪ ،‬إذا كن��ت ف��ى غي��ر رمضان فص��ل الليل‬ ‫(‪12‬ركعة) وأوتر بواحدة‪ ،‬فإن لم تقدر فصل ركعتني‪ ،‬ثم أوتر‪،‬‬ ‫فعن أبى هريرة ‪ d‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪« :j‬أفضل الصيام‬ ‫بعد رمضان شهر اهلل احلرام‪ ،‬وأفضل الصالة بعد الفريضة‬ ‫ص�لاة الليل»(‪ .)3‬ولو أيقظت زوجتك ل��كان خيرا؛ لقوله ‪:j‬‬ ‫«إذا أيق��ظ الرجل أهله من اللي��ل فصليا ‪ -‬أو صلى ركعتني‬ ‫جميعا‪ :‬كُتبا فى الذاكرين والذاكرات»(‪.)4‬‬ ‫اَ ُ ْ َ اٗ‬ ‫َ َۡ َ َ‬ ‫ٗل� ّم َ‬ ‫ِ��ن يَّ ۡ‬ ‫ج ُعون ‪١٧‬‬ ‫��ل م��ا يه‬ ‫ٱل‬ ‫‪ -5‬االس��تغفار‪( ،‬كن��وا قل ِي�‬ ‫ِ‬ ‫َ أۡ َ ۡ َ ُ ۡ َ ۡ َ ۡ ُ َ‬ ‫وبِٱلسحارِ هم يستغفِرون ‪)١٨‬اذلاريات‪.‬‬ ‫‪ -6‬الس��حور‪ ،‬إذا كن��ت ف��ى رمض��ان ‪ ،‬ع��ن أن��س ‪ d‬قال‪:‬‬ ‫قال رسول اهلل ‪« :j‬تسحروا فإن فى السحور بركة»(‪.)5‬‬ ‫وع��ن عم��رو ب��ن الع��اص ‪ d‬أن رس��ول اهلل ‪ j‬ق��ال‪:‬‬ ‫«فصل ما بني صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة الس��حر»(‪.)6‬‬ ‫والـتـس��ـحـر حتـى بقليـل املـ��اء أو الـتـمـر صـحـيــح‪،‬‬ ‫حلديث أب��ى هريرة‪ d ‬عن النبى ‪« :j‬نعم س��حور املؤمن‬ ‫الــــتــــمــــر»(‪.)7‬‬


‫تابع‪ :‬رمضانيات المحجة ‪ -‬يوم من حياة صائم‬

‫ويستحب تأخير الس��حور(*) لقولـه ‪« :j‬إنا معشر األنبياء‬ ‫أمرنا بتعجيل فِطرنا‪ ،‬وتأخير س��حورنا‪ ،‬وأن نضع أمياننا على‬ ‫شمائلنا فى الصالة»(‪.)8‬‬ ‫‪ -7‬صالة سنة الفجر فى البيت‪.‬‬ ‫وفى الصالة احرص أيها احلبيب على‪:‬‬ ‫(‪ )1‬اجلماع��ة‪ :‬ق��ال رس��ول اهلل ‪« :j‬ص�لاة اجلماعة أفضل‬ ‫من صالة الفذ بس��بع وعش��رين درج��ة»(‪ .)9‬وإذا توضأت تريد‬ ‫اجلماع��ة فى املس��جد ول��م تدركه��ا كتبت ل��ك جماعة؛‬ ‫لقوله ‪« :j‬من توضأ فأحسن الوضوء‪ ،‬ثم راح فوجد الناس‬ ‫ق��د صلوا‪ ،‬أعط��اه اهلل أجر من صاله��ا وحضرها‪ ،‬ال ينقص‬ ‫ذلك من أجرهم شيئا»(‪.)10‬‬ ‫(‪ )2‬املشى إلى املسجد وانتظار الصالة‪ :‬قال رسول اهلل ‪:j‬‬ ‫«أال أدلك��م على ما ميحو اهلل به اخلطايا ويرفع به الدرجات؟‬ ‫قالوا‪ :‬بلى يا رس��ول اهلل‪ ،‬قال‪ :‬إس��باغ الوضوء على املكاره‪،‬‬ ‫وكث��رة اخلطى إلى املس��اجد‪ ،‬وانتظار الص�لاة بعد الصالة‪،‬‬ ‫فذلكم الرباط»(‪.)11‬‬ ‫(‪ )3‬حتي��ة املس��جد‪ ،‬ق��ال رس��ول اهلل ‪« :j‬إذا دخل أحدكم‬ ‫املسجد‪ ،‬فال يجلس حتى يصلى ركعتني»(‪.)12‬‬ ‫(‪ )4‬الص��ف األول‪ ،‬ق��ال ‪« :j‬ل��و يعلم الناس م��ا فى النداء‬ ‫والص��ف األول‪ ،‬ثم لم يجدوا إال أن يس��تهموا [أى يقترعوا]‬ ‫عليه الستهموا»(‪.)13‬‬ ‫(‪ )5‬ص�لاة النوافل الراتبة مع الفرائض‪ ،‬قال رس��ول اهلل ‪:j‬‬ ‫«ما من عبد مس��لم يصلى هلل تعالى كل يوم ثنتى عشرة‬ ‫ركع��ة تطوعا غير الفريضة‪ ،‬إال بن��ى اهلل له بيتا فى اجلنة‪،‬‬ ‫أو‪ :‬إال ب ُ ِن��ى ل��ه بيت فى اجلن��ة»(‪ ،)14‬وعن اب��ن عمر رضى اهلل‬ ‫عنهما‪ ،‬قال‪ :‬صليت مع رسول اهلل ‪« :j‬ركعتني قبل الظهر‬ ‫[وف��ى رواية أربع قبل الظهر]‪ ،‬وركعتني بعدها‪ ،‬وركعتني بعد‬ ‫اجلمعة‪ ،‬وركعتني بعد املغرب‪ ،‬وركعتني بعد العشاء»(‪.)15‬‬ ‫(‪ )6‬جعل صالة النافلة فى البيت‪ ،‬قال النبى‪« :j‬صلوا أيها الناس‬ ‫فى بيوتكم‪ ،‬فإن أفضل الصالة صالة املرء فى بيته إال املكتوبة»(‪.)16‬‬ ‫(‪ )7‬الس��واك‪ ،‬قال رس��ول اهلل ‪« :j‬لوال أن أشق على أمتى‬ ‫[أو‪ ‬على الناس] ألمرتهم بالسواك مع كل صالة»(‪.)17‬‬ ‫(‪ )8‬صالة الفجر ثم أذكار الصالة‪.‬‬

‫‪ -9‬املكث فى املس��جد إلى طلوع الشمس‪ ،‬وفى هذا املكث‬ ‫وظائ��ف من اخلير يقوم بها املس��لم مث��ل (أذكار الصباح ‪-‬‬ ‫قراءة القرآن ‪ -‬طلب العلم أو تعليمه‪ ،)...‬قال رسول اهلل ‪:j‬‬ ‫«م��ن صل��ى الصبح فى جماع��ة‪ ،‬ثم قعد يذك��ر اهلل حتى‬ ‫جة‬ ‫تطلع الش��مس ث��م صلى ركعت�ين كانت له كأج��ر َح َّ‬ ‫وعمرة‪ ،‬تامة تامة»(‪.)18‬‬ ‫ويجوز للمصل��ى أن ينصرف إلى بيته إن كان مجهدا ليأخذ‬ ‫حظه من الراحة ليواصل عمل اليوم‪ ،‬ملا أورده ابن حزم عن املسيب‬ ‫بننجَ َبةالفزارىعنعمته‪،‬وكانتحتتحذيفةبناليمان‪،‬قالت‪ :‬كان‬ ‫حذيفة إذا صلى الفجر فى رمضان جاء فدخل معى فى حلافى‪.)19(...‬‬ ‫أما فى فترة العمل وهى غالبا من (الس��اعة ‪ .)4-8‬واحرص‬ ‫أيها املسلم احلبيب فى عملك على‪:‬‬ ‫(‪ )1‬النية الصاحلة‪.‬‬ ‫(‪ )2‬ع��دم اإلهم��ال أو التفري��ط‪ ،‬س��واء أكان العم��ل حرفة‬ ‫أو‪ ‬وظيفة أو مذاكرة‪...‬‬ ‫(‪ )3‬مداومة الذكر فى كل وقت يتخلل هذا العمل‪.‬‬ ‫(‪ )4‬إظهار السمت اإلسالمى والسلوك الشرعى الطيب‪.‬‬ ‫(‪ )5‬عدم اخلوض فيما ال يعنى‪.‬‬ ‫(‪ )6‬احترام الزمالء واملرءوسني واملدرسني‪.‬‬ ‫(‪ )7‬طاعة الرؤساء فيما ال يكون مخالفة شرعية‪.‬‬ ‫(‪ )8‬احملافظة على مكان العمل وأدواته‪.‬‬ ‫خاصة بالطالـب‪:‬‬ ‫(‪ )1‬االستعانة باهلل عند املذاكرة‪.‬‬ ‫(‪ )2‬اجعل بني مذاكرة كل مادتني فترة راحة جتعلها للقراءة فى‬ ‫القرآن أو الكتب الشرعية أو التاريخية أو الثقافية املفيدة‪.‬‬ ‫(‪ )3‬اجتهد فى تركيز املعلومة وذلك باختصار املادة وتركيزها‬ ‫فى نقاط يسهل حتصيلها فى أقل مدة وأقل مجهود‪.‬‬ ‫(‪ )4‬رتب مكان مذاكرتك‪.‬‬ ‫(‪ )5‬رتب أدواتك‪.‬‬ ‫(‪ )6‬ابدأ عند املذاكرة مبا ينفتح لك فيه فهمك‪.‬‬ ‫(‪ )7‬تخي��ر للم��واد املس��تغلقة األوق��ات األول��ى ف��ى اليوم‬ ‫أو‪ ‬املتأخرة إن كنت ممن يسهر‪.‬‬ ‫‪7‬‬


‫تابع‪ :‬رمضانيات المحجة ‪ -‬يوم من حياة صائم‬

‫(‪ )8‬ال تنشغل باللهو مع زمالئك‪.‬‬ ‫(‪ )9‬اجتهدفىجذبهمإلىدعوتكاملباركة‪،‬فاجعلهذامشروعك‪.‬‬ ‫(‪ )10‬الطع��ام (اإلفطار‪/‬الغداء) (العش��اء) ويكون قبل النوم‬ ‫بفت��رة كافية‪ ،‬ولو نظم��ت وجبات الطع��ام لتكون وجبتني‬ ‫فقط‪ ،‬يتخللها مش��روبات ومأكوالت خفيفة كاملش��روبات‬ ‫الساخنة أو الباردة أو الفاكهة‪ ،‬لكان خيرا‪ ،‬ويراعى فى األكل‬ ‫والشرب ما يلى‪:‬‬ ‫(‪ )1‬أن يكون حالال ليس فيه شبهة شرعية‪.‬‬ ‫(‪ )2‬أن يكون مصدر املال حالال ال شبهة فيه‪.‬‬ ‫(‪ )3‬أن جتتن��ب الثوم والبصل والكرات الس��يما عند الذهاب‬ ‫إلى املسجد إال أن تقتل الرائحة‪.‬‬ ‫(‪ )4‬غسل اليدين قبل وبعد الطعام‪.‬‬ ‫(‪ )5‬التسمية فى بداية الطعام‪.‬‬ ‫(‪ )6‬عدم الهجم على الطعام ‪ ،‬واألكل مما يليك‪.‬‬ ‫(‪ )7‬مضغ الطعام جيدا‪.‬‬ ‫(‪ )8‬االهتمام بنوعية الطعام‪.‬‬ ‫(‪ )9‬ال تزحم معدتك بالطعام‪.‬‬ ‫وإذا كان رمضان‪ ،‬فعليك عند الفطر أن‪:‬‬ ‫(‪ )1‬تعجل بالفطر عند س��ماع األذان بش��رب امل��اء أو تناول‬ ‫التم��ر أو نحوهم��ا‪ ،)**( ‬لقول��ه ‪« :j‬ال يزال الن��اس بخير ما‬ ‫عجل��وا الفط��ر»(‪ ،)20‬وقول��ه ‪« :j‬ال ي��زال الدي��ن ظاهرا ما‬ ‫ج��ل الن��اس ال ِفطْ ��ر؛ ألن اليه��ود والنصارى يؤخ��رون»(‪.)21‬‬ ‫عَ َّ‬ ‫قال عمرو بن ميمون وكان أصحاب محمد ‪ j‬أعجل الناس‬ ‫إفطارا وأبطأهم سحورا(‪.)22‬‬ ‫(‪ )2‬ذك��ر اهلل تعالى عند الفطر‪ ،‬لقول��ه ‪« :j‬ذهب الظمأ‪،‬‬ ‫وابتلت العروق‪ ،‬وثبت األجر إن شاء اهلل»(‪.)23‬‬ ‫(‪ )3‬الفط��ر يك��ون على مت��ر أو م��اء‪ ،‬لقول��ه ‪« :j‬إذا أفطر‬ ‫أحدكم فليفطر على متر فإنه بركة‪ ،‬فإن لم يجد مترا‪ ،‬فاملاء؛‬ ‫فإنه َطهور»(‪.)24‬‬ ‫(‪ )4‬االجته��اد ف��ى الدع��اء‪ ،‬فم��ن الدع��وات املس��تجابات‪:‬‬ ‫دعوة الصائم كما صح عن رسول اهلل ‪.)25(j‬‬ ‫(‪ )5‬يستحب دعوة الصائم لإلفطار‪ ،‬لقوله ‪« :j‬من فَطَّ ر صائما‬ ‫كان له مثل أجره غير أنه ال يَنْقُ ص من أجر الصائم شيئا»(‪.)26‬‬ ‫‪8‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد الثامن ‪ -‬رمضان ‪ 1433‬هـ‬

‫(‪ )6‬يحــذر مـن أن يـأكـل شيئـا فيـه نهــــى أو شبهـــة‪،‬‬ ‫واألولى فى مس��ألة اخلليط أن ينقع كل صنف مبفرده [ينقع‬ ‫التمر‪/‬الزبيب مثال] وال بأس باخللط عند األكل‪.‬‬ ‫(‪ )7‬ص��لِّ املغرب ث��م أكمل إفطارك ل��و أردت‪ ،‬فصالة املغرب‬ ‫عق��ب تن��اول القليل من الطع��ام فى صورة رط��ب أو مترات‬ ‫أو‪ ‬عصي��ر فاكهة‪ ...‬تعد فترة زمني��ة معقولة (‪ )10-5‬دقائق‬ ‫مثال ميكن للمعدة واألمعاء خاللها امتصاص املادة السكرية‪،‬‬ ‫وبخاص��ة أن املعدة واألمع��اء خاليت��ان‪ ،‬واالمتصاص يكون‬ ‫أس��رع‪ ،‬وبذلك يحدث ارتفاع سريع ملعدل سكر الدم‪ ،‬فيؤدى‬ ‫إلى عودة س��ريعة إلى النش��اط وحيوية اجلسم‪ ،‬مما يساعد‬ ‫على زوال ش��عور اجلوع‪ ،‬وه��ذه الكمية الصغي��رة الداخلة‬ ‫للمع��دة تنبه ج��دار املعدة للتقبض وتنب��ه الغدد اللعابية‬ ‫وغدد ج��دار املعدة لبدء إفرازاتها بص��ورة أكبر؛ مما يؤدى إلى‬ ‫كفاءتها عند هضم الطعام بعد الصالة‪ .‬أما األكل بكميات‬ ‫كبي��رة مرة واحدة يؤدى إلى انتفاخ املعدة واألمعاء والتقليل‬ ‫من القدرة على االنقباض والتقلص لعضالت املعدة‪ ،‬وأيضا‬ ‫تقلي��ل مع��دل إفراز عصارتها مم��ا يؤدى إلى ح��دوث أمراض‬ ‫اجله��از الهضم��ى والتى من أيس��رها الغازات‪ ،‬ب��ل قد ميتد‬ ‫األثر إلى اضطراب ضرب��ات القلب وضيق التنفس‪ ،‬واإلصابة‬ ‫بالكسل والفتور‪.)27( ...‬‬ ‫يراعى فى يومك عموما‪:‬‬ ‫‪ -1‬ورد القراءة‪ ،‬وورد التدبر‪.‬‬ ‫‪ -2‬احملافظة على الصلوات فى جماعة وفى أول أوقاتها‪.‬‬ ‫‪ -3‬احملافظة على الوضوء‪.‬‬ ‫‪ -4‬االجتهاد فى إظهار الدين لتكون قدوة صاحلة لغيرك‪.‬‬ ‫‪ -5‬اجتناب مسائل اخلالف السائغ بني املسلمني‪.‬‬ ‫‪ -6‬مواصلة الذكر‪ ،‬فى طريقك إلى املس��جد‪ ...‬إلى العمل‪...‬‬ ‫إلى قضاء مصلحة‪ ...‬شراء طلب‪...‬‬ ‫‪ -7‬االجته��اد ف��ى قنص احلس��نات‪ ،‬ولو بإماط��ة األذى‪ ...‬ولو‬ ‫بتبسمك فى وجه أخيك املسلم‪.‬‬ ‫‪ -8‬ص�لاة القي��ام ف��ى رمض��ان‪ ،‬واللي��ل ف��ى غي��ر رمضان‪،‬‬ ‫وإن فات��ك فلتصل��ه وردك باللي��ل فى النه��ار‪ ،‬كما ثبت عن‬ ‫رسول اهلل ‪.j‬‬


‫تابع‪ :‬رمضانيات المحجة ‪ -‬يوم من حياة صائم‬

‫كُــن‪:‬‬ ‫(‪ )1‬فاعال فيمن حولك‪.‬‬ ‫(‪ )2‬مجتنبا مجالس اللهو واللعب‪.‬‬ ‫(‪ )3‬ناويا للخير‪.‬‬ ‫(‪ )4‬متسامحـا‪.‬‬ ‫(‪َ )5‬ح َسن اخللق‪.‬‬ ‫(‪ )6‬منظما وقتك وشغلك‪.‬‬ ‫(‪ )7‬مجتهدا فى الدعاء‪ ...‬فى الدعوة‪ ...‬فى اخلير‪.‬‬ ‫(‪ )8‬ذاكرا لربك‪ ...‬لدينك‪ ...‬لدعوتك‪.‬‬ ‫أيها احلبيب!! احذر من‪:‬‬ ‫‪ -1‬أن تعمل طاعة ثم تتركها ‪ ،‬فتكون من املتأخرين‪.‬‬ ‫‪ -2‬أن حتقر من املعروف شيئا‪.‬‬ ‫‪ -3‬أن تتشدد فى غير موضع التشدد فتكون أحمق‪.‬‬ ‫‪ -4‬أن تصاحب خالن السوء وأصدقاء الشيطان‪.‬‬ ‫‪ -5‬التسويف وركوب مركب التمنى‪.‬‬ ‫‪ -6‬عدم الوضوح‪.‬‬ ‫‪ -7‬النفاق والشهوة ومحبة ذكر الناس لك‪.‬‬

‫أخ��ى احلبيب ‪ ،‬ح��اول أن جتي��ب عن هذه األس��ئلة‪:‬‬ ‫• بأى معنى خرجت من الصيام‪.‬‬ ‫• بأى قلب قرأت وسمعت وفهمت القرآن‪.‬‬ ‫• ماذا تغير من سلوكك بعد هذا الفيض‪.‬‬ ‫• ما قصدك‪ ،‬وكيف همتك وأنت تقود غيرك إلى اهلل‪.‬‬ ‫• ما شعورك وأحاس��يس قلبك وأنت تتصدق أو‪ ‬تأمر‬ ‫مبعروف أو تنهى عن منكر أو تصبر على أذى‪...‬‬ ‫• هل حقيقة حدث تغيير فى سلوكك‪ ...‬فى تصورك‪...‬‬ ‫فى مفاهيمك‪ ...‬فى نظرتك إلى احلياة‪ ...‬وما سبب هذا‬ ‫ح َدث‪...‬‬ ‫التغيير وملن َ‬

‫اخلامتة‬ ‫لق��د طوف��ت ب��ك ‪-‬أيها احلبي��ب‪ -‬ب�ين ه��ذه املس��ائل واملوضوع��ات‪ ،‬واهلل أس��أل أن يتقبل من��ا ومنك��م الصي��ام والقيام‬ ‫ومرَدا غي��ر مخ ٍز وال فاضح‪ ،‬وأن يحس��ن‬ ‫والدع��اء وت�لاوة الق��رآن والب��كاء واإلخب��ات‪ ،‬وأن يرزقنا توبة صادقة وعيش��ة هني��ة َ‬ ‫راض‪ ،‬وأن يبلغن��ا من األعم��ال آمالنا وما ب��ه يرضى عن��ا‪ ،‬وأن ميتعنا بقرة ع�ين ال تنقطع ونعي��م ال ينفد‪،‬‬ ‫خامتتن��ا وه��و عن��ا ٍ‬ ‫وأن ينص��ر دين��ه وأن يع��ز أولياءه‪ ،‬وأن يذهب غيظ قلوبنا بإهالك ع��دوه وعدونا‪ ،‬وأن يربى أوالدنا ويصلحه��م‪ ،‬وأن يهدى إخواننا‬ ‫وأخواتنا ونس��اءنا وأهلينا‪ ،‬وأن يجزى باخلير عنا آباءنا وأصحابنا ومش��ايخنا وأصحاب الفضل علينا‪ .‬ونس��أل إخواننا وتالميذنا‬ ‫الطيبني أال ّ يحرمونا مع حسن نصيحتنا وخالص دعائهم‪.‬‬ ‫واحلمد هلل رب العاملني‪ .‬وصلى اهلل وسلم وبارك على النبى محمد‪ ،‬وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا‪.‬‬ ‫وفقـنى اهلل وإيـاك ‪...‬‬ ‫(‪ )6‬مسلم‪.‬‬ ‫(‪ )5‬متفق عليه‪.‬‬ ‫(‪ )4‬إسناده صحيح‪ .‬أخرج أبو داود‪.‬‬ ‫(‪ )3‬مسلم‪.‬‬ ‫(‪ )2‬متفق عليه‪.‬‬ ‫(‪ )1‬مسلم‪.‬‬ ‫(‪ )7‬صحيح‪ .‬أخرجه البيهقى وابن حبان‪ .‬وصدق رسول اهلل ‪ j‬فاألمعاء ـ كما يقول د‪ .‬أنور املفتى ـ رحمه اهلل ـ متتص املواد السكرية الذائبة فى أقل من خمس دقائق ‪ ،‬فيرتوى اجلسد ‪ ،‬وتزول أعراض نقص السكر واملاء‬ ‫فيه‪ .‬وأثبتت الدراسات الغذائية أن البلح يحتوى على ‪ %70‬مواد سكرية من األنواع سهلة الهضم واالحتراق ‪ ،‬ومن ث َ َّم تتولد عنه طاقة عالية دون أن تكلف اجلسم عناء فى حتويلها أو هضمها أو امتصاصها‪ .‬أيضا يحتوى‬ ‫التمر على معادن كثيرة أهمها‪ :‬البوتاسيوم والصوديوم والكالسيوم واملاغنسيوم ‪ ،‬وهى معادن مهمة جدا فى تركيب أنسجة اجلسم ‪ ،‬كما أن بعضها له قدرات حيوية ـ املاغنسيوم ـ على مقاومة الشيخوخة‪ .‬كما‬ ‫يحتوى البلح السيما الرطب على نسبة عالية من األلياف التى تعد عامال مهما فى تنشيط حركة األمعاء ومرونتها [ملني ربانى] فيحمى من اإلمساك وعسر= =الهضم‪ .‬أيضا الرطب من البلح به هرمون «البتوسني»‬ ‫الذى من خواصه انقباض األوعية الدموية بالرحم ‪ ،‬فيساعد على منع حدوث النزيف الرحمى‪ .‬جزاك اهلل عنا خيرا يا رسول اهلل ‪ .j‬راجع صوموا تصحوا لألحمرى ص‪[ 51-49/‬بتصرف] وراجع رمضان والطب للدكتور‪/‬‬ ‫أحمد عبد الرؤوف ص‪.36-31/‬‬ ‫(*) يعد السحور مبثابة متوين للجسم بالغذاء والطاقة احلرارية ‪ ،‬وذلك للقيام بالوظائف احليوية مما يساعد على تنظيم عمل اجلهاز الهضمى ويقدر على مواصلة اليوم وحتمل مشاقه‪ ،‬انظر فى تفصيل رائع ما سطره‬ ‫الدكتور‪ /‬أحمد عبد الرؤوف فى كتابه القيم رمضان والطب ص‪.53-48/‬‬ ‫(‪ )12‬متفق عليه‪.‬‬ ‫(‪ )11‬أخرجه مسلم‪.‬‬ ‫(‪ )10‬صحيح‪ .‬أخرجه أحمد وأبو داود والنسائى واحلاكم‪.‬‬ ‫(‪ )9‬متفق عليه‪.‬‬ ‫(‪ )8‬صحيح‪ .‬أخرجه ابن حبان‪.‬‬ ‫(‪ )18‬إسناده حسن‪ .‬أخرجه الترمذى‪.‬‬ ‫(‪ )17‬متفق عليه‪.‬‬ ‫(‪ )16‬متفق عليه‪.‬‬ ‫(‪ )15‬متفق عليه‪.‬‬ ‫(‪ )14‬رواه مسلم‪.‬‬ ‫(‪ )13‬متفق عليه‪.‬‬ ‫(‪ )19‬ابن حزم‪ :‬احمللى (‪.)212/6‬‬ ‫(**) فالصوم ال يكون ليال‪ ،‬بل يكون نهارا‪ ،‬وهى فترة السعى والضرب فى األرض واالجتهاد فى العمل ‪ ،‬ومن ثم يكون اجلسد فى حاجة بعد الصوم إلى طاقة حرارية ليستطيع مواصلة طاعة اهلل تعالى ‪ ،‬انظر حول هذا‬ ‫د‪ .‬أحمد عبد الرؤوف‪ :‬رمضان والطب ص‪.28 ،27/‬‬ ‫(‪ )22‬إسناده صحيح‪ .‬أخرجه الفريابى والطبرانى فى "الكبير" وابن أبى شيبة فى "املصنف"‪.‬‬ ‫(‪ )21‬إسناده حسن‪ .‬أخرجه أبو داود وابن ماجه‪.‬‬ ‫(‪ )20‬متفق عليه‪.‬‬ ‫(‪ )26‬صحيح‪ .‬أخرجه الترمذى وابن ماجه وأحمد‪.‬‬ ‫(‪ )25‬أخرجه أبو داود‪.‬‬ ‫(‪ )24‬صحيح‪ .‬أخرجه الترمذى‪.‬‬ ‫(‪ )23‬صحيح‪ .‬أخرجه أبو داود‪.‬‬ ‫(‪ )27‬انظر فى هذا د‪ .‬أحمد عبد الرؤوف‪ :‬رمضان والطب ص‪ 37/‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫ضانيات المحجة ‪ -‬تدبر اآليات‬

‫رم‬

‫البينات في شهر الرحمات‬

‫تدبر اآليات البينات‬

‫ ‬

‫في شهر الرحمات‬

‫بقلم د‪ .‬شكرى محسن‬

‫احلم��د هلل الذى أن��زل الكتاب منه آي��ات محكمات‪ ،‬وجعله‬ ‫في ص��دور أهل العلم آيات بين��ات‪ ،‬وبتالوته تتنزل الرحمات‬ ‫وتكش��ف البليات‪ ،‬وصالة وس�لاما على أش��رف الكائنات‪،‬‬ ‫وعلى آله وصحبه ملىء األرض والسموات‪ .‬أما بعد‪...‬‬ ‫فإن من أعظم القربات في شهر الرحمات‪ :‬تدبر اآليات البينات‬ ‫َ ۡ ُ َ َ َ َ لذَّ ٓ ُ َ‬ ‫ُۡ ۡ ُ ُٗ‬ ‫��ر َءان هدى‬ ‫نزل فِيهِ ٱلق‬ ‫ق��ال تعالى‪( :‬ش��هر رمض‬ ‫��ان ٱ ِي أ ِ‬ ‫َ َّ َٰ ّ َ ُۡ َ ٰ َ ُۡ ۡ َ‬ ‫ّل َّ‬ ‫ِلن ِ‬ ‫ان‪)185 ...‬ابلقرة‪،‬‬ ‫ت مِن ٱلهدى وٱلفرق ِ ۚ‬ ‫اس وبيِن ٖ‬ ‫وكان النب��ي صلى اهلل عليه وس��لم ين��زل عليه جبريل في‬ ‫رمضان كل ليلة يدارسه القرآن‪.‬‬ ‫فما التدبر؟‬ ‫أص��ل التدبر النظر ف��ي عواقب األمور والتفك��ر في أدبارها‬ ‫ثم استعمل في كل تفكر وتأمل‪.‬‬ ‫ويقال تدبرت الش��يء أي نظرت في عاقبته ومعنى تدبر القرآن‬ ‫تأمل معانيه وتفكر في حكمه وتبصر ما فيه من اآليات‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد الثامن ‪ -‬رمضان ‪ 1433‬هـ‬

‫التدبر من أعظم األدلة على أن القرآن كالم اهلل‪،‬‬ ‫وعلى صدق رسول اهلل‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫رَۡ‬ ‫اَ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قال تعال��ى‪( :‬أَفَلاَ َي َت َدبَّ‬ ‫��و كن م ۡ‬ ‫ان َول ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫غ‬ ‫د‬ ‫ِن‬ ‫ع‬ ‫ِن‬ ‫ء‬ ‫ر‬ ‫ق‬ ‫ٱل‬ ‫ون‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫ۚ‬ ‫ِ‬ ‫هَّ َ َ َ ُ ْ‬ ‫ۡ َٗ َ‬ ‫ٱللِ لوج‬ ‫��دوا فِيهِ ٱختِلٰفا كثِريٗ ا ‪)٨٢‬النس��اء‪ ،‬أى تفاوتا وتناقضا‬ ‫فى املبنى أو املعنى‪.‬‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٓ‬ ‫ٓ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ۡ َ ُ َّ‬ ‫َ َ َ َّ َّ‬ ‫ت َءابَا َءه ُم‬ ‫وقال تعالى‪( :‬أفل ۡم يَدب ُروا ٱلق ۡول أم جا َءهم ما ل ۡم يَأ ِ‬ ‫أۡٱلَ َّول َ‬ ‫ِني ‪)٦٨‬المؤمنون‪ ،‬فال يتصور أبدا أن يتدبروه ويكفروه‪.‬‬ ‫التدبر مفتاح القلب‬ ‫َ َلاَ َ َ َ َّ ُ َ ۡ ُ ۡ َ َ َ ۡ لَىَ ٰ ُ ُ َ ۡ َ ُ َ ٓ‬ ‫وب أقفالها ‪)٢٤‬حممد‪،‬‬ ‫قال تعالى‪( :‬أف يتدبرون ٱلقرءان أم ع قل ٍ‬ ‫فالتدبر مزيل إلقفال القلب‪.‬‬ ‫عن هش��ام بن عروة‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬تال رس��ول اهلل‪ j ‬يوما‪:‬‬ ‫َ َ اَ َ َ َ َّ ُ َ ۡ ُ ۡ َ َ َ ۡ لَىَ ٰ ُ ُ َ ۡ َ ُ ٓ‬ ‫وب أقفال َها)‪ ،‬فقال ش��اب‬ ‫(أف�َل� يتدبرون ٱلقرءان أم ع قل ٍ‬ ‫م��ن أهل اليمن‪ :‬بل عليها أقفالها حتى يكون اهلل عز وجل‬ ‫يفتحها أو يفرجها‪.‬‬


‫تابع‪ :‬رمضانيات المحجة ‪ -‬تدبر اآليات البينات في شهر الرحمات‬

‫فم��ا زال الش��اب في نفس عمر‪ ،‬رض��ي اهلل عنه‪ ،‬حتى ولي‪،‬‬ ‫فاستعان به‪ .‬تفسير الطبري (‪.)37/26‬‬ ‫التدبر صفة العاملني‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ۡ ُ َ ٓ اَّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ۡ َ‬ ‫ك أۡٱل ۡم َثٰ��ل ن رۡ ُ َ َّ‬ ‫ق��ال تعالى‪(:‬وت ِل‬ ‫اس وم��ا يع ِقلها إِل‬ ‫ضبها ل ِلن ِ ۖ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َۡ‬ ‫ٱلعٰل ُِمون ‪)٤٣‬العنكبوت‪،‬‬ ‫قال عمرو بن مرة قال‪ :‬ما مررت بآية من كتاب اهلل ال أعرفها‬ ‫َ ۡ َ أۡ َ َ ُ‬ ‫(وت ِلك ٱل ۡمثٰل‬ ‫إال أحزنني‪ ،‬ألني س��معت اهلل تعالى يق��ول‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ُ ٓ اَّ ۡ َ‬ ‫نَ رۡ ُ َ َّ‬ ‫اس َو َما َي ۡع ِقل َها إِل ٱلعٰل ُِمون)‪.‬‬ ‫ضبها ل ِلن ِ ۖ‬ ‫ِ‬ ‫التدبر معني على فهم الناس‬ ‫قال السري‪ :‬فهم الناس من فهم أسرار القرآن‬ ‫من أعظم مقاصد إنزال القرآن التدبر‬ ‫‪ّ ٞ‬‬ ‫َ َ َ َ َ​َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ ٰ ٌ َ َ ۡ َ ٰ ُ يَ ۡ َ‬ ‫َ‬ ‫قال‬ ‫لك ُم َبٰ َرك يِلَ َّدبَّ ُر ٓوا َءايٰتِهِۦ و يِلتذكر‬ ‫تعالى‪( :‬كِتب أنزلنه إ ِ‬ ‫ُ ْ ُ ْ أۡ َ َۡ‬ ‫ب ‪)٢٩‬سورة ص‪ .‬فلكى تنال بركته وخيره تدبره‪.‬‬ ‫أولوا ٱللبٰ ِ‬ ‫التدبر عصمة من الهجر‬ ‫خَّ‬ ‫ْ‬ ‫ۡ‬ ‫َ َ َ َّ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ول َي ٰ َر ّب إ َّن قَ ۡو يِم ٱتذوا َهٰذا ٱلق ۡر َءان َم ۡه ُ‬ ‫ج ٗ‬ ‫(وقال ٱلرس‬ ‫ورا‪)٣٠‬الفرقان‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫قال احلافظ ابن كثير‪ :‬وترك تدبره وتفهمه من هجرانه‪.‬‬ ‫م��ن أراد الس��كينة والرحمة ‪-‬التى فقده��ا غالب اخللق‪-‬‬ ‫فـــعـــلـــيـــه بـــالـــتـــدبـــر‬ ‫عن أبي هريرة ‪ d‬أن رس��ول اهلل‪ j ‬ق��ال‪« :‬ما اجتمع قوم‬ ‫في بيت من بيوت اهلل يتلون كتاب اهلل ويتدارس��ونه بينهم‬ ‫إال نزلـ��ت عـلـيـهــ��م الس��كينة‪ ،‬وغش��يتهم الرحمة‪،‬‬ ‫وحفتهم املالئكة‪ ،‬وذكرهم اهلل فيمن عنده»‪ .‬فالس��كينة‬ ‫والرحمة والذكر مقابل التالوة املقرونة بالدراسة والتدبر‪.‬‬ ‫التدبر حال رسول اهلل‪ j ‬في قراءته وسماعه وصالته‬ ‫روى حذيف��ة‪« :d‬أنه صلى مع النب��ي‪ j ‬ذات ليلة فكان‬ ‫يقرأ مترس�لا ً إذا مـ��ر بـآيـة فيها تس��بيح س��بح‪ ،‬وإذا مر‬ ‫بسؤال سأل‪ ،‬وإذا مر بتعوذ تعوذ»‪.‬‬ ‫وعن أبي ذر‪d‬ق��ال‪« :‬صلى رس��ول اهلل‪ j ‬ليلة فقرأ بآية‬

‫ُ َ ّ ۡ ُ ۡ َ َّ‬ ‫��م فإِن ُه ۡم‬ ‫حت��ى أصب��ح يركع بها ويس��جد به��ا‪( :‬إِن تعذِبه‬ ‫َ ۡ ۡ َ ُ ۡ َ َّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ك أَ َ‬ ‫ٱلك ُ‬ ‫نت ۡٱل َعز ُ‬ ‫يز حۡ َ‬ ‫ع َِباد َك ۖ ِإَون تغفِر لهم فإِن‬ ‫ِيم ‪)١١٨‬المائدة»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫عن عبد اهلل بن مس��عود‪d‬قال‪ :‬قال لي رس��ول اهلل‪:j ‬‬ ‫اقرأ علي القرآن‪ ،‬قال‪ :‬فقلت يا رسول اهلل أقرأ عليك وعليك‬ ‫أن��زل‪ ،‬قال‪ :j ‬إني أش��تهي أن أس��معه من غي��ري‪ ،‬فقرأت‬ ‫النس��اء حتى إذا بلغت فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد‬ ‫وجئنا بك على هؤالء ش��هيدا رفعت رأس��ي أو غمزني رجل‬ ‫إلى جنبي فرفعت رأسي فرأيت دموعه تسيل‪.‬‬ ‫فالتدبر أس��ال دمع رس��ول اهلل‪ ،j ‬وإن ش��يئا أس��ال دمع‬ ‫رسول اهلل‪ j ‬حلرى بالتدبر‪.‬‬ ‫من ترك التدبر في معانيه فقد حرم نفسه ثمار حالوته‬ ‫ق��ال صاحب البحر املدي��د‪ :‬فمن آتاه اهلل الق��رآن‪ ،‬وتاله حق‬ ‫تالوت��ه‪ ،‬بحيث َجوَّدَ حروف��ه وتَدبَّر معاني��ه‪ ،‬وعمل مبا فيه‪،‬‬ ‫فأولئ��ك هم املؤمنون به حقّ اً‪ ،‬والفائزن بثمار معانيه حالوة‬ ‫وذوق��اً‪ ،‬ومن ت��رك التدبر في معانيه فقد حرم نفس��ه ثمار‬ ‫حالوته‪ ،‬وذلك عني اخلسران عند أهل اإليقان‪.‬‬ ‫كيف التدبر؟‬ ‫• معرفة املتكلم وعظمته‬ ‫َ َ َ َ ُ ْ هَّ َ َ َّ َ ۡ ٓ ۡ َ ُ ْ َ ٓ َ َ َ ُهَّ‬ ‫ق��ال تعالى‪( :‬وما قدروا ٱلل حق ق��درِه ِۦ إِذ قالوا ما أنزل ٱلل‬ ‫لَىَ ٰ َ رَ ّ يَ‬ ‫نز َل ۡٱلك َِتٰ َ‬ ‫شءٖ قُ ۡل َم ۡن أَ َ‬ ‫ب ٱلذَّ ِي َجا ٓ َء بِهِۦ ُم ىَ ٰ‬ ‫وس‬ ‫ش مِن ۡ ۗ‬ ‫عب ٖ‬ ‫جَ‬ ‫خُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٗ‬ ‫ۡ‬ ‫ُ ٗ ُ‬ ‫َّ‬ ‫اس ت َعلون ُهۥ ق َراط َ ۡ‬ ‫ورا َوهدى ل ِلن ِ‬ ‫ن‬ ‫ِيس تب ُدون َها َوتفون كثِريٗ اۖ‬ ‫ۖ‬ ‫َ ُ ّ ۡ ُ َّ َ ۡ َ ۡ َ ُ ٓ ْ َ ُ ۡ َ اَ ٓ َ َ ٓ ُ ُ ۡ ُ هَّ ُ ُ َّ َ ۡ ُۡ‬ ‫وعل ِمتم ما ل��م تعلموا أنتم ول ءاباؤكمۖ ق ِل ٱللۖ ثم ذرهم يِف‬ ‫ُ لذَّ‬ ‫َ ۡ ۡ ََُۡ َ‬ ‫ار ‪ٞ‬‬ ‫ون ‪َ ٩١‬و َهٰ َذا ك َِتٰ ٌ‬ ‫نز ۡل َنٰ ُه ُم َب َ‬ ‫ب أَ َ‬ ‫ض ِهم يلعب‬ ‫ك ُّم َص ّدِق ٱ ِي‬ ‫خو ِ‬ ‫ينۡ‬ ‫ۡ‬ ‫َب َ يَ َديهِ‪)92 ...‬األنعام‪.‬‬ ‫• إصغاء السمع وشهود القلب‬ ‫َّ‬ ‫َ ٰ َ لذَ ۡ َ ٰ َ اَ َ هَ ُ َ ۡ ٌ َ ۡ َ ۡ ىَ َّ ۡ َ َ َُ‬ ‫(إِن يِف ذل ِ��ك ِك��رى ل ِمن كن لۥ قلب أو ألق ٱلس��مع وهو‬ ‫َ ‪ٞ‬‬ ‫ش ِهيد ‪)٣٧‬سورة ق‪.‬‬ ‫ميت‪،‬‬ ‫قال ابن القي��م –رحمه اهلل‪:-‬‬ ‫ُ‬ ‫«الناس ثالثةٌ‪ :‬رجلٌ قل ُبه ٌ‬ ‫قلب له‪ ،‬فهذا ليست اآلية ذكرى في حقه‪.‬‬ ‫فذلك الذي ال َ‬ ‫مستمع لآليات‬ ‫حي مستع ٌّد‪ ،‬لكنه غير‬ ‫الثاني‪ :‬رجلٌ له قلب ٌّ‬ ‫ٍ‬ ‫املتلُ��و ِة‪ ،‬التي يخبر بها اهلل عن اآليات املش��هودة‪ ،‬إما لعدم‬ ‫وُرُودها‪ ،‬أو لوصولها إليه وقلبه مش��غول عنها بغيرها‪ ،‬فهو‬ ‫‪11‬‬


‫تابع‪ :‬رمضانيات المحجة ‪ -‬تدبر اآليات البينات في شهر الرحمات‬

‫حتصلُ له الذكرى‪،‬‬ ‫غائب القلب ليس حاض��رًا‪ ،‬فهذا ً‬ ‫أيضا ال ُ‬ ‫مع استعداده ووجود قلبه‪.‬‬ ‫حي القل��ب مس��تع ٌّد‪ ،‬تُليت علي��ه اآليات‪،‬‬ ‫والثال��ث‪ :‬رج��لٌ ُّ‬ ‫فأصغى بسمعه‪ ،‬وألقى السمع‪ ،‬وأحضر قلبه‪ ،‬ولم يشغلْه‬ ‫السمع‪،‬‬ ‫بغير فهم ما‬ ‫ُ‬ ‫يس��مع ُه‪ ،‬فهو ش��اه ُد القلب‪ُ ،‬ملقي َّ‬ ‫سم هو الذي ينتفع باآليات املتلوَّة واملشهودة‪.‬‬ ‫فهذا ِ‬ ‫الق ُ‬ ‫فاألول‪ :‬مبنزلة األعمى الذي ال يُبصر‪.‬‬ ‫والثاني‪ :‬مبنزلة البصير الطَّ امح ببصره إلى غير جهة املنظور‬ ‫إليه‪ ،‬فكالهما ال يراه‪.‬‬ ‫والثالث‪ :‬مبنزلة البصير الذي قد حدَّق إلى جهة املنظور‪ ،‬وأتبعه‬ ‫والقرب‪ ،‬فهذا هو الذي يراه‪.‬‬ ‫توس ٍط من ال ُبعد‬ ‫بصره‪ ،‬وقابله على ُّ‬ ‫ِ‬ ‫فسبحان من جعل كالمه شفا ًء ملا في الصدور‪.‬‬ ‫وم��ن بديع ما ف��ي هذه اآلية أن اهلل أخب��ر أن صاحب القلب‬ ‫منتف��ع بالذك��رى‪ ،‬فالكاف��ر إذا كان صاح��ب قل��ب عاق��ل‬ ‫آمن‪ ،‬وتأم��ل قول جبير بن مطعم‪ :‬س��معت النبي‪ j ‬يقرأ‬ ‫ف��ي املغرب بالط��ور فلما بلغ هذه اآلي��ة‪( :‬أَ ۡم ُخل ُِقوا ْ م ِۡن َغيرۡ‬ ‫اَّ ِ‬ ‫يَ ۡ َ ۡ ُ ُ ۡ َ ٰ ُ َ َ ۡ َ َ ُ ْ َّ َ ٰ َ ٰ َ أۡ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ۡرض بل ل‬ ‫ش ٍء أم ه��م ٱلخل ِقون ‪ ٣٥‬أم خلقوا ٱلس��مو ِ‬ ‫ت وٱل ۚ‬ ‫ُ ُ َ َۡ َ ُ ۡ َ َٓ ُ َّ َ َۡ ُ ُ ُۡ ۡ ُ َ‬ ‫يوق ِنون ‪ ٣٦‬أم عِندهم خزائِن ربِك أم هم ٱلمصَۜي ِطرون ‪)٣٧‬الطور‪.‬‬ ‫كاد قلبي أن يطير‪.‬‬ ‫• الـــتــــالوة الـــمـــتــــأنـــيــــة‬ ‫والتمه��ل فى احلف��ظ‪ ،‬ليوافق العل��م العمل‪ ،‬ق��ال تعالى‪:‬‬ ‫َ ّ ۡ ُ َ َ اً‬ ‫(‪ ...‬و َرت ِ​ِل ٱلق ۡر َءان ت ۡرتِيل ‪)٤‬المزمل‪.‬‬ ‫عَ ��نْ أَبِي عَ بْ ِد الر َّ ْح َم ِن الس��لمى‪َ ،‬حدَّث َ َنا َم��نْ كَا َن يُقْ ِر ُئ َنا ِمنْ‬ ‫��ول اهلل‪j ‬‬ ‫أَ ْ‬ ‫ص َ‬ ‫اب الن َّ ِب��يِّ‪ j ‬أَن َّ ُه ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫م كَانُوا يَقْ ر َ ُؤو َن ِمنْ ر َ ُس ِ‬ ‫ت َفال َ يَأ ْ ُخذ ُو َن فِي ال َْع ْ‬ ‫عَ ْ‬ ‫ش ِر األ ُ ْخرَى َحتَّى ي َ ْعل َُموا َما فِي‬ ‫شر َ آيَا ٍ‬ ‫َهذ َا ِم َن ال َْع َم ِل وَال ِْعل ِْم‪ ،‬قَالَ ‪ :‬ف َ​َعل َ​َّم َنا ال َْع َملَ وَال ِْعل َْم‪.‬‬ ‫• النظ��رة الكلي��ة للقرآن ومقاصده‪ ،‬وللس��ورة وس��ياقها‬ ‫والبعد الزماني واملكاني‪.‬‬ ‫• كثرة التساؤالت‪ ،‬مثل‪ :‬ملاذا ذكر اهلل كذا هنا؟‬ ‫وما وجه الربط بني كذا وكذا؟‬ ‫• معرف��ة أس��باب الن��زول‪ ،‬واالهتم��ام بكت��ب التفس��ير‬ ‫وعلوم القرآن ‪.‬‬ ‫نســـأل اهلل أن يجعلنـــا مـــن أهــل التدبــر والفكــرة‪،‬‬ ‫وأن يزيل عنا الغفلة‪.‬‬ ‫‪12‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد الثامن ‪ -‬رمضان ‪ 1433‬هـ‬

‫ثــمــــــــرات‬ ‫الــصــيــــــــام‬

‫>‬


‫رمضانيات المحجة‬ ‫ ثــمــــــــرات الــصــيـــــــام‬‫بقلم أ‪ .‬صالح الشرقاوى‬

‫بس��م اهلل واحلمد هلل والصالة والس�لام على عبده ورسوله‬ ‫محمد واله وصحبه ومن واالاه‪...‬‬ ‫ال يخفى على من يس��عى الى نيل مرضاة اهلل ان طريق اجلنة‬ ‫محف��وف باملكاره مليء بالعقبات وذل��ك النه ال يدخل اجلنة‬ ‫دار الطيب�ين اال طيب قد هذبت نفس��ه ونقيت والنه لو كان‬ ‫طريق اجلنة ميس��ورا سهال لسلكه من ال خالق له ومن اجل‬ ‫يهذب بها نفوس عباده‬ ‫ذلك شرع اهلل تعالى عبادات متنوعة‬ ‫ۡ ُ ُ ْ جۡ َ َّ َ َ ُ ُ ۡ َ ۡ َ ُ َ‬ ‫ويهيأهم بها الى دار الس�لام (‪ ...‬ٱدخلوا ٱلنة بِما كنتم تعملون)‬ ‫وم��ن اعظ��م ه��ذه العب��ادات عبادة الص��وم والت��ي تنطوي‬ ‫على حك��م بديعة جليل��ة وجتنى منها ثم��رات طيبة زكية‬ ‫نتع��رض في ه��ذه اللمحة ال��ى بعضها الن معرفة اس��رار‬ ‫العب��ادات من اعظم البواعث على النش��اط في القيام بها‪،‬‬ ‫ومن هذه الثمرات‪:‬‬ ‫َ َ‬ ‫ِي��ن َء َام ُنوا ْ ُكتِبَ‬ ‫(يأ ُّي َها ٱلذَّ َ‬ ‫‪ -1‬حتصي��ل التقوى قال اهلل تعال��ى ٰٓ‬ ‫لَىَ لذَّ‬ ‫َ ۡ ُ ۡ َ َّ ُ َ ُ َ‬ ‫َ َۡ ُ‬ ‫ك ُ ّ‬ ‫ٱلص َي ُ‬ ‫ام َك َم��ا ُكت ِ َ‬ ‫بعٱ َ‬ ‫��م ل َعلك ۡم ت َّتقون)‬ ‫ِين مِن قبل ِك‬ ‫علي‬ ‫��م ِ‬

‫لعلكم تتقون (يعني بالص��وم ألن الصوم وصلة إلى التقوى‬ ‫ملا فيه من قهر النفس وكسر الشهوات وقيل لعلكم حتذرون‬ ‫عن الشهوات من األكل والشرب‪ ،‬واجلماع) البغوي‬ ‫(والتقوى الشرعية هي اتقاء املعاصي‪ ،‬وإمنا كان الصيام موجبا‬ ‫التقاء املعاصي؛ ألن املعاصي قس��مان؛ قسم ينجع في تركه‬ ‫التفكر كاخلمر وامليسر والس��رقة والغصب‪ ،‬فتركه يحصل‬ ‫بالوعد على تركه والوعيد على فعله واملوعظة بأحوال الغير‪،‬‬ ‫وقسم ينشأ من دواع طبيعية كاألمور الناشئة عن الغضب‬ ‫وع��ن الش��هوة الطبيعي��ة التي ق��د يصعب تركه��ا مبجرد‬ ‫التفكر‪ ،‬فجعل الصيام وس��يلة التقائه��ا؛ ألنه يعدل القوى‬ ‫الطبيعية التي هي داعية تلك املعاصي‪ ،‬ليرتقي املس��لم به‬ ‫عن حضي��ض االنغماس في املادة إل��ى أوج العالم الروحاني‪،‬‬ ‫فهو وس��يلة لالرتياض بالصفات امللكية واالنتفاض من غبار‬ ‫الك��درات احليوانية وف��ي احلديث الصحيح الص��وم جنة أي‪:‬‬ ‫وقاي��ة‪ ،‬وملا ترك ذكر متعلق (جنة) تعني حمله على ما يصلح‬ ‫له من أصناف الوقاية املرغوبة‪ ،‬ففي الصوم وقاية من الوقوع‬ ‫في املآثم‪ ،‬ووقاية من الوقوع في عذاب اآلخرة‪ ،‬ووقاية من العلل‬ ‫واألدواء الناشئة عن اإلفراط في تناول اللذات) التحرير والتنوير‪.‬‬ ‫‪ -2‬يورث االخالص (يق��ول اهلل تبارك وتعالى كل عمل ابن آدم‬ ‫له إال الصوم فإنه لي وأنا أجزي به)‬ ‫قال القرطبي (أن الصوم سر بني العبد وبني ربه ال يظهر إال له;‬ ‫فلذلك صار مختصا به‪ ،‬وما سواه من العبادات ظاهر‪ ،‬رمبا فعله‬ ‫تصنعا ورياء; فلهذا صار أخص بالصوم من غيره‪.‬‬ ‫‪ -3‬الص��وم فيه تزكية للبدن وتضييق ملس��الك الش��يطان‬ ‫ولهذا ثبت في الصحيحني‪« :‬يا معشر الشباب‪ ،‬من استطاع‬ ‫منكم الباءة فليتزوج‪ ،‬ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه‬ ‫له وجاء»‪ .‬ابن كثير‪.‬‬

‫‪ -4‬حتصيل املراقبة ويلمح ذلك من احلديث االلهي (يدع طعامه‬ ‫وشرابه وشهوته من اجلي)‬ ‫(وإع��داد الصيام نفوس الصائمني لتق��وى اهلل تعالى يظهر‬ ‫من وجوه كثيرة أعظمها ش��أنا‪ ،‬وأنصعه��ا برهانا وأظهرها‬ ‫أثرا‪ ،‬وأعالها خطرا ‪-‬ش��رفا‪ -‬أنه أمر موكول إلى نفس الصائم‬ ‫ال رقي��ب علي��ه في��ه إال اهلل تعال��ى‪ ،‬وس��ر بني العب��د وربه‬ ‫ال يشرف عليه أحد غيره سبحانه‪ ،‬فإذا ترك اإلنسان شهواته‬ ‫ولذاته التي تعرض له في عامة األوقات جملرد االمتثال ألمر ربه‬ ‫واخلضوع إلرش��اد دينه مدة شهر كامل في السنة‪ ،‬مالحظا‬ ‫عن��د عروض كل رغيبة له ‪ -‬من أكل نفيس ‪ ،‬وش��راب عذب ‪،‬‬ ‫وفاكهة يانعة ‪ ،‬وغير ذلك كزينة زوجة أو جمالها الداعي إلى‬ ‫مالبس��تها ‪ -‬أنه لوال اط�لاع اهلل تعالى عليه ومراقبته له ملا‬ ‫صبر عن تناولها وهو في أش��د التوق لها‪ ،‬ال جرم أنه يحصل‬ ‫له من تك��رار هذه املالحظة املصاحبة للعمل ملكة املراقبة‬ ‫هلل تعالى واحلياء منه س��بحانه أن يراه حيث نهاه‪ ،‬وفي هذه‬ ‫املراقبة من كمال اإلميان باهلل تعالى واالستغراق في تعظيمه‬ ‫وتقديس��ه أكبر معد للنفوس ومؤهل له��ا لضبط النفس‬ ‫ونزاهتها في الدنيا‪ ،‬ولسعادتها في اآلخرة‪.‬‬ ‫وكما تؤهل هذه املراقبة النفوس املتحلية بها لسعادة اآلخرة‬ ‫تؤهلها لس��عادة الدنيا أيضا‪ ،‬انظر هل يقدم من تالبس هذه‬ ‫املراقبة قلبه على غش الناس ومخادعتهم؟ هل يسهل عليه‬ ‫أن ي��راه اهلل آكال ألمواله��م بالباطل؟ هل يحت��ال على اهلل‬ ‫تعالى في منع الزكاة وهدم هذا الركن الركني من أركان دينه؟‬ ‫هل يحت��ال على أكل الربا؟ هل يقت��رف املنكرات جهارا؟ هل‬ ‫يجترح السيئات ويسدل بينه وبني اهلل ستارا؟ كال‪ .‬إن صاحب‬ ‫هذه املراقبة ال يسترسل [في املعاصي; إذ ال يطول أمد غفلته‬ ‫ع��ن اهلل تعالى‪ ،‬وإذا نس��ي وألم بش��يء منها يكون س��ريع‬ ‫َّ لذَّ َ َّ َ ۡ ْ‬ ‫التذكر قريب الفيء والرجوع بالتوبة الصحيحة (إِن ٱ ِين ٱتقوا‬ ‫َ َ َّ ُ ۡ َ ٰٓ ‪َ ُ ۡ ُّ ُ َ َ ْ ُ َّ َ َ ٰ َ ۡ َّ َ ّ ٞ‬‬ ‫ص‬ ‫ون) فالصيام‬ ‫إِذا مس��هم طئِف مِن ٱلش��يط ِن تذكروا فإِذا هم مب رِ‬ ‫أعظ��م مرب لإلرادة‪ ،‬وكابح جلماح األه��واء‪ ،‬فأجدر بالصائم أن‬ ‫يكون حرا يعمل ما يعتقد أنه خير‪ ،‬ال عبدا للش��هوات إمنا روح‬ ‫الصوم وسره في هذا القصد واملالحظة التي حتدث هذه املراقبة‬ ‫‪ -5‬قهرالنف��س وحتقي��ق حس��ن اخللق‪ ،‬قال رس��ول اهلل‪:j ‬‬ ‫(إذا كان ي��وم صوم أحدكم‪ ،‬فال يرفث وال يصخب فإن س��ابه‬ ‫أحد أو قاتله فليقل‪ :‬إني صائم)‪.‬‬ ‫هذا ما تيس��ر واس��ال اهلل تعالى ان مين علين��ا بصيام وقيام‬ ‫رمضان اميانا واحتسابا وان يفرج الكرب عن اخواننا في سوريا‬ ‫وبورما وفي كل مكان وان يجعل مصر امنا وامانا وس��ائر بالد‬ ‫اهل السنة انه بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫رمضانيات المحجة ‪-‬‬

‫أيام المسلمين في رمضان‬

‫بقلم أ‪ .‬محمود الصاوى‬

‫احلم��د هلل وح��ده والصالة والس�لام علي م��ن ال نبي بعده‪.‬‬ ‫وبعد‪ ...‬نقدم إلخواننا في هذا العدد اخلاص مبناس��بة ش��هر‬ ‫رمضان بعض األحداث التاريخية من أيام املسلمني في شهر‬ ‫رمضان التي نصر اهلل فيها اإلسالم وأهله وأعز فيها جنده‪،‬‬ ‫فتعال��ي بنا أيها القارئ الكرمي نط��وف بهذه الرياض الزكية‬ ‫نستلهم عبق أريجها علها تكون لنا سلوانا في هذه األيام‬ ‫املباركات‪ ،‬اهلل تعالى أسأل أن ينفع بها القراء الكرام‪.‬‬ ‫غزوة بدر الكبرى في السنة الثانية من الهجرة‬ ‫ف��ي اليوم الس��ابع عش��ر من ش��هر رمضان املب��ارك‪ ،‬وفي‬ ‫الس��نة الثاني��ة من الهج��رة النبوية الش��ريفة‪ ،‬دارت ر َ َحى‬ ‫معركة فاصلة بني اإلس�لام والكفر‪ ،‬ب�ين اإلميان والطغيان‪،‬‬ ‫بني حزب اهلل وحزب الش��يطان‪ ،‬تلكم هي غزوة بدر الكبرى‪.‬‬ ‫إنه��ا موقع ٌة فاصل ٌة في تاريخ اإلس�لام واملس��لمني‪ ،‬بل في‬ ‫تاريخ البش��رية كلِّها إلى يوم الدي��ن‪ ،‬إنها معركة الفرقان؛‬ ‫هَّ َ َ ٓ َ َ نۡ َ لَىَ ٰ َ ۡ َ َ ۡ َ ۡ ُ ۡ َ‬ ‫ُ ُۡ َ َ ُ‬ ‫ان‬ ‫(‪ ...‬إِن كنتم ءامنتم بِ��ٱللِ وما أنزلا ع عبدِنا يوم ٱلفرق ِ‬ ‫َ ۡ َ تۡ َ ىَ جۡ َ ۡ َ َ هَّ ُ لَىَ ٰ لُ ّ‬ ‫ش ٖء قَد ٌ‬ ‫ك يَ ۡ‬ ‫انۗ وٱلل‬ ‫ِير ‪)٤١‬األنفال‪.‬‬ ‫يوم ٱلق ٱلمع ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫‪14‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد الثامن ‪ -‬رمضان ‪ 1433‬هـ‬

‫والغزوة ليست لالعتداء والظلم‪ ،‬كما هو دي ْ َد ُن الدول الباغية‬ ‫الظاملة املس��تكبرة في األرض‪ ،‬بل وس��يل ٌة لدف��ع العدوان؛‬ ‫وإلى هذا يش��ير القرآن الكرمي في قوله ‪-‬سبحانه وتعالى‪:-‬‬ ‫ُ َ ذَّ َ ُ َ ٰ َ ُ َ َ َّ ُ ۡ ُ ُ ْ َّ‬ ‫ِإَون هَّ َ‬ ‫ع نَ رۡصه ۡ‬ ‫ٱلل لَىَ ٰ‬ ‫(أذِن ل ِلِي��ن يقتل��ون بِأنه��م ظل ِم ۚ‬ ‫ِ��م‬ ‫��وا‬ ‫َ ۡي�رۡ َ ّ اَّ ٓ َ َ ِ ُ ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ​َ‬ ‫ٌ لذَّ َ ُ ۡ‬ ‫َ‬ ‫ِين أخ ِر ُجوا مِن دِي ٰ ِرهِم بِغ� ِ ح ٍق إِل أن يقولوا‬ ‫لقدِي��ر ‪ ٣٩‬ٱ‬ ‫هَّ ُ َ َ ۡ اَ َ ۡ ُ هَّ‬ ‫ٱللِ ٱنلَّ َ‬ ‫��اس َب ۡع َض ُهم ب َب ۡع��ض ل َّ ُه ّد َِم ۡ‬ ‫ت‬ ‫َر ُّب َن��ا ٱللۗ ول��ول دف��ع‬ ‫ٖ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ ُ َ َ ‪ ُ ۡ َ ُ َ ۡ ُ ُ ٰ َ َ َ ٞ َ َ َ َ ٞ‬هَّ َ‬ ‫جد يذكر فِيها ٱس‬ ‫��م ٱللِ كثِريٗ اۗ‬ ‫صوٰمِ��ع وبِيع وصلوٰت ومس ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ٱلل َم��ن يَن�ُص�رُ ُ هُ ۚ ٓۥ إن هَّ َ‬ ‫َو يَلَن�ُص�رُ َ َّن هَّ ُ‬ ‫ٱلل لق��و ٌّي َع ٌ‬ ‫زي��ز ‪)٤٠‬احلج‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫أض��ف إلى ذلك ما ُمني به املس��لمون من الظلم واالعتداء‪،‬‬ ‫وم��ا أُكرِهوا عليه من اإلخراج م��ن الديار واألوطان بغير حق؛‬ ‫َ َ َ ُ ۡ اَ ُ َ ُ َ‬ ‫��م ل تقٰتِلون يِف‬ ‫ويقول اهلل ‪-‬س��بحانه وتعال��ى‪( :-‬وما لك‬ ‫لذَّ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ٓ‬ ‫هَّ َ ۡ ُ ۡ َ ۡ َ َ َ ّ َ َ ّ‬ ‫َ‬ ‫ٱلن ِ َساءِ َوٱلول َدٰن ٱ َ‬ ‫ِين‬ ‫ٱلرجا ِل و‬ ‫يل ٱللِ وٱلمستضع ِفني مِن‬ ‫َ ِ ِ‬ ‫سب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َۡ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ٓ ۡ‬ ‫ٱلظالِم أ ۡهلُ َها َو ۡ‬ ‫ٱج َعل‬ ‫َيقولون َر َّب َن��ا أخ ِر ۡج َنا م ِۡن هٰ ِذه ِ ٱلق ۡر َي��ةِ‬ ‫ِ‬ ‫نَّ‬ ‫دَّ ُ َ َ ّٗ َ ۡ نَّ‬ ‫دَّ َ َ‬ ‫لَا مِ��ن لنك و يِل��ا و‬ ‫ٱج َعل لَا مِ��ن ُلنك ن ِصريً ا ‪)٧٥‬النس��اء‪،‬‬ ‫وتلبي ًة للنداء الرباني‪ ،‬وس��ع ًيا للقضاء على الظلم بأنواعه؛‬ ‫احلبيب املصطف��ى‪ j ‬ومعه ثالثمائة وأربعة عش��ر‬ ‫خ��رج‬ ‫ُ‬


‫تابع‪ :‬رمضانيات المحجة ‪ -‬أيام المسلمين في رمضان‬

‫رج�لاً؛ العتراض قافلة جتارية قادمة من الش��ام‪ ،‬فيها أموال‬ ‫عظيم��ة لقريش‪ ،‬يقودها أبو س��فيان بن ح��رب‪ ،‬فلما َعلِم‬ ‫أبو سفيان بخُ َّ‬ ‫طة املس��لمني انحاز بالقافلة‪ ،‬ولحَ ِق بساحل‬ ‫ً‬ ‫قريش��ا للدف��اع عن جتارته��م وأموالهم‪،‬‬ ‫البحر‪ ،‬واس��تنفر‬ ‫فخرج��وا ف��ي ألف ش��خص مزه ّوي��ن بقوته��م وعتادهم‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫َ اَ َ ُ ُ ْ َ لذَّ َ َ‬ ‫ِين خ َر ُجوا مِن‬ ‫يعلنون التحدي والطغيان؛ (ول تكونوا كٱ‬ ‫َٓ‬ ‫َ َ ُ ُّ َ‬ ‫هَّ‬ ‫هَّ‬ ‫َ‬ ‫ون َعن َسبيل ٱللِ َو ُ‬ ‫دِي ٰ ِرهِم َب َط ٗرا َورِئا َء ٱنلَّ ِ‬ ‫ٱلل ب ِ َما‬ ‫اس ويصد‬ ‫ِ ِ ۚ‬ ‫ََُۡ َ‬ ‫ون محُ ‪ٞ‬‬ ‫يعمل‬ ‫ِيط ‪)٤٧‬األنفال‪،‬‬ ‫فالتقى اجليش��ان صبيح َة يوم الس��بت الس��ابع عشر من‬ ‫ش��هر رمضان‪ ،‬في منطقة «بدر» بني مكة واملدينة؛ (إ ۡذ أَ ُ‬ ‫نتم‬ ‫ِ‬ ‫ۡ ُ ۡ َ ُّ ۡ َ َ ُ ۡ ُ ۡ َ ۡ ُ ۡ َ ٰ َ َّ ۡ ُ َ ۡ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِنكمۡ‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫بِٱلعدوة ِ ٱدلنيا وهم بِٱلعدوة ِ ٱلقصوى وٱلركب أس��ف‬ ‫َ ۚ‬ ‫َ‬ ‫هَّ‬ ‫ۡ َ‬ ‫َول َ ۡ َ َ ُّ ٱَ ۡ َ َ ۡ ُ‬ ‫ض ُ‬ ‫كن ّ يِلَ ۡق يِ َ‬ ‫ٱلل أ ۡم ٗرا‬ ‫��و ت َواعدت ۡم لختلفت ۡم يِف ٱل ِميعٰ�� ِد َول ٰ ِ‬ ‫اَ َ َ ۡ ُ اٗ ّ َ ۡ َ َ ۡ َ َ َ َ ۢ َ ّ َ َ َ ۡ ىَ ٰ َ ۡ يَ​َّ َ‬ ‫ح ع ۢن‬ ‫كن مفع��ول يِلهل ِك من هلك ع��ن بيِنةٖ ويحي من‬ ‫َّ‬ ‫ِإَون هَّ َ‬ ‫ٱلل ل َ َس ِ ٌ َ ٌ‬ ‫ميع عل ِيم ‪)٤٢‬األنفال‬ ‫بَ ّي ِ َنةٖۗ‬ ‫وكان املس��لمون ‪ -‬لضعفهم وقل��ة عتادهم ‪ -‬يودُّون الظفر‬ ‫ۡ َ ُ ُ‬ ‫ك ُم هَّ ُ‬ ‫ٱلل‬ ‫بالقافلة‪ ،‬وال يتمنون لقاء اجلي��ش املكي؛ (ِإَوذ يعِد‬ ‫َّ ۡ َ‬ ‫َّ ٓ َ َينۡ َ َّ َ َ ُ ۡ َ َ َ ُّ َ َ َّ َ رۡ َ َ‬ ‫إ ۡح َ‬ ‫��دى ٱلطائِفت ِ أنها لكم وتودون أن غ‬ ‫ات ٱلش��وكةِ‬ ‫يذ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫حۡ‬ ‫حُ‬ ‫َ ُ ُ َ ُ ۡ َ ُ ُ هَّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫كل َِمٰتِهِۦ َو َي ۡق َطعَ‬ ‫َ‬ ‫تكون لك��م وي ِريد ٱلل أن يِق ٱل��ق ب ِ‬ ‫َ َ ۡ َ‬ ‫َ‬ ‫وح ِم َي‬ ‫��ر ٱلكٰفِ ِري��ن ‪)٧‬األنف��ال‪ ،‬وعندما بدأت املعرك��ة‪َ ،‬‬ ‫داب ِ‬ ‫وطيس��ها‪ ،‬واشتعلت نارها‪ ،‬أيَّد اهلل ‪-‬سبحانه وتعالى‪َ -‬‬ ‫أهل‬ ‫ُ‬ ‫ۡ َ ۡ َ ُ َ َ َّ ُ ۡ َ ۡ َ َ َ َ ُ‬ ‫كمۡ‬ ‫احلق مبالئكة السماء؛ (إِذ تستغِيثون ربكم فٱستجاب ل‬ ‫َ ّ ُ ُّ ُ َ ۡ ّ َ ۡ َ َ ٰٓ َ‬ ‫كةِ ُم ۡردِف َ‬ ‫ِني ‪)٩‬األنفال‪،‬‬ ‫أ يِن م ِمدكم بِأل ٖف مِن ٱلملئ ِ‬ ‫َ ُّ َ ىَ ۡ َ َ ٰٓ َ‬ ‫ُۡ‬ ‫وقاتلت املالئكة مع املؤمنني؛ (إِذ ي يِ‬ ‫ب��ل‬ ‫وح ربك إِل ٱلملئِكةِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ُ لذَّ َ َ َ ُ ْ‬ ‫َ ّ َ َ ُ ۡ َ َ ّ ُ ْ لذَّ َ َ َ ُ ْ َ ُ ۡ‬ ‫وب ٱ ِين كفروا‬ ‫أ يِن معكم فثبِتوا ٱ‬ ‫ِين ءامن ۚوا سأل يِق يِف قل ِ‬ ‫َ‬ ‫أۡ‬ ‫ْ‬ ‫لَُّ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫رۡ‬ ‫ُّ ۡ َ َ رۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ُ ۡ َ​َ‬ ‫ٱض ُبوا ْ فَ ۡوق ٱلع َناق َو ُ‬ ‫ان ‪)١٢‬األنفال‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ٱضبوا مِنهم ك بن ٖ‬ ‫ِ‬ ‫ٱلرعب ف ِ‬ ‫بطوالت أرضي ًة محضة‪ ،‬بل هي مؤيَّد ٌة من ِق َبل‬ ‫إنها ليس��ت‬ ‫ٍ‬ ‫اهلل َّ‬ ‫جل وعال‪ -‬تس��تمد ق َّوت َها من خالل دعائه‪ ،‬واالستغاثة‬‫فيم�� ُّد أصحابَها بتأييده‬ ‫ب��ه‪ ،‬واللجوء إلي��ه‪ ،‬والتوكل عليه‪ُ ،‬‬ ‫َ ٰٓ َ ُّ َ لذَّ َ َ َ ُ ٓ ْ َ رُ ُ ْ َهَّ‬ ‫ونصره؛ قال ‪ -‬تعال��ى ‪( :-‬يأيها ٱ ِين ءامنوا إِن تنصوا ٱلل‬ ‫َ رُ ۡ ُ ۡ َ ُ َ ّ ۡ َ ۡ‬ ‫ُ‬ ‫ت أق َد َامك ۡم ‪)٧‬حممد‪.‬‬ ‫ينصكم ويثب ِ‬

‫املشهد املؤثر بعد معركة الفتح‪:‬‬ ‫بينم��ا‪ j ‬يخف��ق قلبه ب��أروع املش��اعر؛ ألنه ف��ي طريقه‬ ‫إلى املس��جد احل��رام والكعبة‪ ،‬وق��د فعل ما أراد‪ ،‬واس��تلم‬ ‫محر ًم��ا‪ ،‬وهو يتلو‬ ‫احلجر األس��ود‪ ،‬ط��اف بالبيت‪ ،‬ول��م يكن ْ‬ ‫َ ُ ۡ َ ٓ َ حۡ َ ُّ َ َ َ َ ۡ َ ٰ ُ َّ ۡ َ ٰ َ‬ ‫ق��ول اهلل تعالى‪( :‬وقل جاء ٱلق وزه��ق ٱلب ِطل ۚ إِن ٱلب ِطل‬ ‫اَ َ ُ ٗ‬ ‫كن َزهوق��ا ‪)٨١‬حممد‪ ،‬ث��م دخل إلى جوف الكعب��ة‪ ،‬فأزال آثار‬ ‫الوثنية من داخلها‪ ،‬كما أزالها من خارجها‪ ،‬ثم دار في البيت‬ ‫ي ُ ِّ‬ ‫وحد اهلل ويُك ِّبره‪ ،‬وكل ذلك وهم ينظرون إليه‪ ،‬إنهم في وادٍ‬ ‫بعي��د عنه‪ ،‬إنه في اآلخرة‪ ،‬في املأل األعلى‪ ،‬أما هم فيفكرون‬ ‫َهلِعني فيما ينتظرهم‪ ،‬متذكرين ماضيهم األسود معه‪.‬‬

‫وقعت على الظلم والشرك‬ ‫فكانت النتيجة هزمي ًة ساحقة‬ ‫ْ‬ ‫ضت عن هالك عدد كبير من‬ ‫وأهله‪ ،‬وأعوان��ه ومؤيديه‪ ،‬ومتخِّ ْ‬ ‫فراعنة قريش وصناديدها‪.‬‬

‫ونظ��ر‪ j ‬إل��ى آالف الوج��وه الت��ي فعل��ت ب��ه األفاعي��ل‬ ‫ِطيلَ��ة عقدين م��ن الزمان‪ ،‬بع��د أن دخل مكة م��ن أعالها‪،‬‬ ‫م��ن ك��داء‪ ،‬وهو يض��ع رأس��ه ‪-‬وه��و راك��ب‪ -‬عل��ى دابَّته‪،‬‬

‫«فتح مكة» في السنة الثامنة من الهجرة‬ ‫إن فتح مكة في الثالث والعش��رين من رمضان من الس��نة‬ ‫َّ‬ ‫ش��كل اآلية العظمى على مدى األخالقية‬ ‫الثامنة للهجرة‬ ‫النبوية اإلنس��انية التي التزم بها الرس��ول‪ j ‬مقد ًما أرفع‬ ‫منوذج للتس��امح والتواضع والس��م ِّو الذي عرفته البشرية‬ ‫عبر تاريخها‪.‬‬ ‫صدت األموال الطائلة ملن يغتاله‪ ،‬بعد‬ ‫ْ‬ ‫وعندما هاجر لُوحق ورُ‬ ‫أن فشلت مؤامرة قتله‪ j ‬في داخل مكة‪ ،‬ثم ‪-‬أخيرًا‪ -‬األعوام‬ ‫الثمانية التي قضاها الرس��ول‪ j ‬في مكة‪ ،‬وهم يالحقونه‬ ‫ويتربص��ون بكل أصحاب��ه‪ ،‬وال مت ُّر األيام أو األس��ابيع إال َّ وهم‬ ‫متآم��رون عليه مع اليه��ود أو املنافق�ين‪ ،‬أو ُمو ِعزون لبعض‬ ‫القبائل بترويعه في املدينة والسطو على مسارح املسلمني‬ ‫التي تسرح فيها دوابهم‪ ،‬أو مقاتلون له مباشرة طورًا ثال ًثا‪.‬‬ ‫وها هي الس��نوات الط��وال قد مضت‪ ،‬وها ه��و أنبل الناس‬ ‫ُ‬ ‫واضط ِه��د يعود فاحتً��ا لبلده‪،‬‬ ‫وأزك��ى الن��اس‪ ،‬الذي ح��ورب‬ ‫أ َ َج��ل‪ ،‬بلده مكة التي أُخرج منها وهو ي��ذرف الدمع ويقول‪:‬‬ ‫إل��ي‪ ،‬ولوال أ َّن أهلَ ِ��ك أخرجونـي‬ ‫«واهلل إن��ك ألحب بالد اهلل َّ‬ ‫ـت»‪.‬‬ ‫مـنـك مـا‬ ‫خـرج ُ‬ ‫ْ‬

‫‪15‬‬


‫تابع‪ :‬رمضانيات المحجة ‪ -‬أيام المسلمين في رمضان‬

‫ُّ‬ ‫تخش�� ًعا وخضو ًعا هلل‪،‬‬ ‫ت��كاد تالمس رأس��ه ظهر الداب��ة؛‬ ‫وهم ينتظرون القضاء العادل‪ ،‬لكنهم مع ذلك كانوا يعرفون‬ ‫أن محم ًدا‪ j ‬هو رسول الرحمة؛ ألنه الرسول األخالقي الذي‬ ‫َّ َ‬ ‫ك لَ َع ىَ ٰ ُ ُ َ‬ ‫وصفه ربُّه باخللق العظيم؛ (ِإَون‬ ‫يم ‪)٤‬القلم‪،‬‬ ‫ل خل ٍق ع ِظ ٖ‬ ‫إنه لن يعاملهم بالعدل‪ ،‬فل��و عاملهم بالعدل النتهى كل‬ ‫النبي األعظم بالسؤال‪« :‬يا معشرَ قريش‪،‬‬ ‫شيء‪ ،‬ثم فاجأهم‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫فاعل بكم؟»‪ ،‬وكأمنا كان الس��ؤال نفس��ه‬ ‫م��ا تظنون أن ِّ��ي‬ ‫ط��وق جناة لهم‪ ،‬فس��رعان ما أجابوه قائلني‪ :‬خي��رًا‪ٌ ،‬‬ ‫أخ كرمي‪،‬‬ ‫أخ كرمي‪ ،‬قال‪« :‬فإني أقول لكم كما قال يوسف ألخوته‪:‬‬ ‫واب ُن ٍ‬ ‫يب َعلَ ْي ُك ُم الْ َي ْو َم}‪ ،‬اذهبوا‪ ،‬فأنتم الطلقاء»‪.‬‬ ‫{لاَ ت َ ْثرِ َ‬ ‫ثم تتوالى آيـات عظمته‪ ،‬وعندما كانت اجليوش اإلس�لامية‬ ‫تزحف على مكة في ظل أوام��ر صـارمة بعدم إراقة الدماء‬ ‫إال َّ ف��ي الدفاع عن النفس ‪ -‬أخطأ أح��د القادة ‪ -‬وهو الرجل‬ ‫العظي��م س��عد بن عب��ادة ‪ -‬فق��ال‪ :‬الي��وم ي��وم امللحمة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫عت منه الراية ‪-‬بأمر الرسول‪-j ‬‬ ‫اليوم يذ ُّل اهلل‬ ‫قريشا‪ ،‬فانتُزِ ْ‬ ‫وص َّح��ح الرس��ول‪ j ‬العبارة حتى‬ ‫وأعطي��ت البن��ه قيس‪َ ،‬‬ ‫ال‪ ‬تذهب إل��ى الناس وتُروِّعه��م قائالً‪« :‬اليوم ي��وم املرحمة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫قريش��ا»‪ ،‬وقد صدق؛ فلواله ولوال دخول مكة‬ ‫اليوم يُع ُّز اهلل‬ ‫في اإلسالم ملا كانت ملكة قيمة‪ ،‬ولمَ َا كان لقريش قيمة أب ًدا‪.‬‬ ‫معركة «حطني» واسترداد بيت املقدس‬ ‫بقيادة صالح الدين‪،‬‬ ‫قام اجملاهد «عماد الدين زنكي» ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬بعد قتال عنيف‬ ‫مع احلامي��ات الصليبية باس��تعادة بعض امل��دن واإلمارات؛‬ ‫م��ن أبرزه��ا‪ :‬إم��ارة «الره��ا» ع��ام ‪1144‬م‪ ،‬وواص��ل خَ لَ ُف��ه‬ ‫«ن��ور الدين محم��ود» ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬التص��دي للفرجنة؛ ف َم َّد‬ ‫نفوذَه إلى دمش��ق ع��ام ‪1154‬م‪ ،‬واس��تكمل القائد اجملاهد‬ ‫«صالح الدين األيوبي» ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬تلك االنتصارات فكانت‬ ‫معركة حطني الش��هيرة التي اس��تُرِدَّ بعدها بيت املقدس‬ ‫ع��ام (‪583‬هـ ‪1187 -‬م) وكان صالح الدين األيوبي يعلم علم‬ ‫اليق�ين أن النصارى الصليبيني ليس��وا من الس��هولة أب ًدا؛‬ ‫ولذلك س��ارع إلى إدخال إصالحات جذري��ة في اجلهاد‪ ،‬وكان‬ ‫ُ‬ ‫ٱس َ‬ ‫(وأَع ُِّدوا ْ ل َ ُهم َّما ۡ‬ ‫يطب��ق ق��ول اهلل‪َ :‬‬ ‫��ت َط ۡع ُتم ّمِ��ن ق َّوة ٖ َومِن‬ ‫خۡ َ ۡ ُ ۡ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ون بهِۦ َع ُ هَّ َ‬ ‫ّرِ َب ِ‬ ‫��د َّو ٱللِ َوع ُد َّوك ۡم‪)٦٠ ...‬األنفال؛‬ ‫��اط ٱلي ِل ترهِب ِ‬ ‫‪16‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد الثامن ‪ -‬رمضان ‪ 1433‬هـ‬

‫ولذل��ك ه َّي��أه اهلل ‪-‬س��بحانه وتعال��ى‪ -‬لترتي��ب صف��وف‬ ‫املسلمني‪ ،‬وفي تخطيطه ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬إلعداد األمة للجهاد‪،‬‬ ‫َ‬ ‫وأه��ل بيته فقط‪ ،‬وال املدن التي‬ ‫نفس��ه‬ ‫لم يكن الرجل ي ُ ِع ُّد َ‬ ‫كان��ت حوله فقط‪ ،‬كان يُع ُّد األمة اإلس�لامية قاطب ًة حلرب‬ ‫الصليبيني‪ .‬وابتدأت املس��ألة من جوان��ب االقتصاد‪ ،‬وإعداد‬ ‫الس�لاح‪ ،‬واجلن��د واجلي��وش‪ ،‬والدواوي��ن واألس��لحة‪ ،‬واملؤن‬ ‫والذخائر والعتاد‪ ،‬واخلطط احلربية‪ ،‬وس��نأتي على كل شيء‬ ‫بلمحات تُبينِّ ِع َ‬ ‫ظ َم تل��ك العقلية التي ق َّيضها [أي‪ :‬ه َّيأها‬ ‫وس َّببها] اهلل ‪ -‬سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫فع�لاً‪ ،‬كان��ت معركة حط�ين متهي ًدا لدخول ص�لاح الدين‬ ‫رحم��ه‪ ‬اهلل‪ -‬إلى بيت املق��دس‪ ،‬ومت بفض��ل اهلل نصر اهلل‬‫التقت جيوش املسلمني بجيوش الصليبيني في‬ ‫املبني حيث‬ ‫ْ‬ ‫«حطني»‪ ،‬وكان ذلك في عام ‪583‬هـ ‪1187 -‬م‪.‬‬ ‫لقد جمع الصليبيون عش��رين أل��ف مقاتل‪ ،‬جمعوهم من‬ ‫كل دويالت الصليبيني واش��تبك اجليش��ان‪ ،‬واجنلت املعركة‬ ‫عن نصر س��احق لصالح الدين م��ع تدمير تام جليش أعدائه‪،‬‬ ‫ل��م يك��ن أمام جي��ش ص�لاح الدي��ن بعد معرك��ة حطني‬ ‫إال َّ أن يتقدم نحو القدس‪ ،‬وقبل أن يتق َّدم نحوها استس��لم‬ ‫له حصن «طبرية»‪ ،‬وفتح َّ‬ ‫«عكا»‪ ،‬واستولى على «الناصرية»‪،‬‬ ‫و«قيس��ارية»‪ ،‬و«حيف��ا»‪ ،‬و«صيدا»‪ ،‬و«بي��روت»‪ ،‬وبعدها اتجَّ ه‬ ‫صالح الدين إلى القدس‪.‬‬ ‫استرداد القدس‪:‬‬ ‫حتصنوا بداخلها‪ ،‬فات َّخذ صالح الدين «جبل‬ ‫ولكن الصليبيني َّ‬ ‫الزيتون» مركزًا جليوش��ه‪ ،‬ورمى أس��وار املدينة باحلجارة عن‬ ‫طريق اجملانيق التي أمامها‪ ،‬ففرَّ املدافعون‪ ،‬وتق َّدم املسلمون‬ ‫ينقب��ون األس��وار‪ ،‬فاستس��لم الفرجن��ة‪ ،‬وطلب��وا الصلح‪،‬‬ ‫فقبل ص�لاح الدين‪ ،‬واتفق الطرفان عل��ى أن يخرج الفرجنة‬ ‫س��املني من املدينة على أن يدفع الرجل عشرة دنانير‪ ،‬واملرأة‬ ‫خمسة‪ ،‬والصبي دينارين‪ ،‬ووفى املسلمون لهم بهذا الوعد‪،‬‬ ‫وكان ضم��ن من خرج��وا «البطريرك األكب��ر» يحمل أموال‬ ‫الب َيع (الكنائس)‪ ،‬وذخائر املس��اجد التي كان الصليبيون قد‬ ‫ِ‬ ‫غنموها في فتوحات‪.‬‬ ‫رحمك اهلل يا صالح الدين‪ ،‬فقد كنت مثاال ً للرحمة والعفو‬


‫تابع‪ :‬رمضانيات المحجة ‪ -‬أيام المسلمين في رمضان‬

‫وحس��ن اخللق‪ ،‬وكنت مثاال ً حسنًا ملبادئ احلضارة اإلسالمية‬ ‫وعظمة اإلس�لام‪ ،‬وانظ��روا إلى احلضارة الغربي��ة التي تأتي‬ ‫عل��ى األخضر واليابس ف��ي العراق وأفغانس��تان‪ ،‬بل انظروا‬ ‫إلى ما تصنعه اآللة العس��كرية الصهيونية في فلسطني‪،‬‬ ‫الرضع‪،‬‬ ‫ال تفرق بني املدنيني والعسكريني؛ بل تستهدف حتى َّ‬ ‫إنها ثقافة اجلبناء!‬ ‫معركة «عني جالوت»‬ ‫حي��ث انتصر املس��لمني عل��ى التتار‪ ،‬بني املس��لمني بقيادة‬ ‫«س��يف الدين قطز» وامل ُ ُغ��ول في عهد الدول��ة اململوكية‬ ‫استطاع «س��يف الدين قطز» و«الظاهر بيبرس» ص َّد الغزو‬ ‫ُ‬ ‫املغولي ال��ذي اجتاح أجزا ًء واس��ع ًة من العالم اإلس�لامي‬ ‫في معرك��ة «عني جالوت» ق��رب الناصرة في ع��ام ‪1259‬م‪،‬‬ ‫فكانت واحد ًة من أهم وأشهر املعارك اإلسالمية‪.‬‬ ‫اخلروج إلى القتال‪:‬‬ ‫في (ش��هر رمضان ‪658‬هـ = أغسطس ‪1260‬م) خرج «قطز»‬ ‫انضم إليه من‬ ‫م��ن مصر عل��ى رأس اجليوش املصرية‪ ،‬و َم��ن‬ ‫َّ‬ ‫اجلن��ود الش��اميني وغيرهم‪ ،‬وت��رك نائ ًبا عنه ف��ي مصر هو‬ ‫األتاب��ك فارس الدين أقطاي املس��تعرب‪ ،‬وأمر األمير «بيبرس‬ ‫البندق��داري» أن يتق َّدم بطليعة من اجلنود؛ ليكش��ف أخبار‬ ‫املغول‪ ،‬فس��ار حت��ى ل ِق َي طالئع لهم في «غزة»‪ ،‬فاش��تبك‬ ‫معه��م‪ ،‬وأحل��ق بهم هزمي�� ًة كان لها أث ٌر في نف��وس جنوده‪،‬‬ ‫نفوسهم‪،‬‬ ‫وأزالت الهيب َة من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ثم تق َّدم الس��لطان «قطز» بجيوشه إلى «غزَّة»‪ ،‬فأقام بها‬ ‫يو ًما واح ًدا‪ ،‬ثم رحل عن طريق الس��احل إلى َّ‬ ‫«عكا»‪ ،‬وكانت‬ ‫ال تزال حتت سيطرة الصليبيني‪ ،‬فعرضوا عليه مساعدتهم‪،‬‬ ‫لكنه رفض‪ ،‬واكتفى منهم بالوقوف على احلياد‪ ،‬وإال َّ قاتلهم‬ ‫قب��ل أن يقابل املغول‪ ،‬ثم واف��ى «قطز» األمير «بيبرس» عند‬ ‫«عني جالوت» بني «بيسان»‪ ،‬و«نابلس»‪.‬‬ ‫وكان اجليش املغولي يقوده «كيتوبوقا» (كتبغا) بعد أن غادر‬ ‫«هوالكو» الشام إلى بالده لالشتراك في اختيار خاقان جديد‬ ‫للم ُغ��ول‪ ،‬وجمع القائد اجلدي��د قواته التي كانت قد تفرَّقت‬ ‫ُ‬ ‫ببالد الشام في جيش موحد‪ ،‬وعسكر بهم في عني جالوت‪.‬‬

‫اللقاء احلاسم‪:‬‬ ‫وما كاد يش��رق صباح ي��وم اجلمعة (‪ 25‬من رمضان ‪658‬هـ =‬ ‫وانقض ْت‬ ‫‪ 3‬من س��بتمبر ‪1260‬م) حتى اش��تبك الفريق��ان‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ق��وات املغول كامل��وج الهائل على طالئع اجلي��وش املصرية؛‬ ‫خاط��ف‪َّ ،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ومتكن��ت بالفعل من تش��تيت‬ ‫حت��ى حتق��ق نص ٌر‬ ‫ميسرة اجليش‪ ،‬غيرَ أن السلطان «قطز» ثبت كاجلبال‪ ،‬وصرخ‬ ‫بأعل��ى صوته‪« :‬واإس�لاماه!»‪ ،‬فع َّمت صرخته أرج��ا َء املكان‪،‬‬ ‫وتواف��دت حوله قواتُ��ه‪ ،‬وانقضوا على اجلي��ش املغولي الذي‬ ‫ْ‬ ‫فوجئ بهذا الثبات والصبر ف��ي القتال‪ ،‬وهو الذي اعتاد على‬ ‫النصر اخلاطف‪ ،‬فانهارت عزائمه‪ ،‬وارتد مذعورًا ال يكاد يصدق‬ ‫ما يجري في ميدان القتال‪ ،‬وف ُّروا هاربني إلى التالل اجملاورة بعد‬ ‫أن رأوا قائدهم «كيتوبوقا» يسقط صري ًعا في أرض املعركة‪.‬‬ ‫يكتف املس��لمون بهذا النصر‪ ،‬بل تت َّبع��وا الفلول الهاربة‬ ‫ولم‬ ‫ِ‬ ‫من جيش املغول التي جتمعت في «بيس��ان» القريبة من «عني‬ ‫جالوت»‪ ،‬واشتبكوا معها في لقاء حاسم‪ ،‬واشتدت وطأة القتال‪،‬‬ ‫وتأرجح النصر‪ ،‬وعاد السلطان «قطز» يصيح صيحة عظيمة‬ ‫سمعها معظم جيش��ه وهو يقول‪« :‬واإس�لاماه!» ثالث مرات‬ ‫ويتض��رع إلى اهلل قائالً‪« :‬يا اهلل!! انصر عبدك قطز»‪ ،‬وما هي إال‬ ‫ساعة حتى مالت كفة النصر إلى املسلمني‪ ،‬وانتهى األمر بهزمية‬ ‫مدوية للمغول ألول مرة منذ «جنكيز خان»‪ ،‬ثم نزل السلطان عن‬ ‫جواده وسجد هلل تعالي شكرا علي هذا النصر املظفر‪.‬‬ ‫فتح القسطنطينية على يد «محمد الفاحت»‬ ‫إن القسطنطينية التي َّ‬ ‫بش��ر الرسول الكرمي‪ j ‬بفتحها‪:‬‬ ‫«لتفتح َّن القس��طنطينية‪ ،‬فل ِن ْع َم األمي�� ُر أمي ُرها‪ ،‬ول ِن ْع َم‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫اجلي��ش ذل��ك اجلي��ش»؛ روه اإلم��ام أحم��د ف��ي مس��نده‪،‬‬

‫م��ن ذا ال��ذي فتحه��ا غي��ر الس��لطان «محم��د الف��احت»‬ ‫رحمه‪ ‬اهلل‪ -‬ال��ذي وضع خُ َّ‬‫طة غاية في دهاء التدبير‪ ،‬وروعة‬ ‫في اإلعداد العس��كري ودقة التنفيذ؟! يوم حمل السفن برًّا‬ ‫على جذوع الش��جر‪ ،‬ث��م دحرجها وأنزلها إل��ى البحر خلف‬ ‫البيزنطيني من حيث ال يتوقعون‪ ،‬مما أدى إلى دحر أسطولهم‬ ‫وهزميتهم‪ ،‬وفتح القس��طنطينية التي أصبحت فيما بعد‬ ‫عاصمة اخلالفة‪ ،‬وحملت اسم «إسالمبول» أو «إستانبول»؛‬ ‫أي‪ :‬مدينة السالم‬ ‫‪17‬‬


‫تابع‪ :‬رمضانيات المحجة ‪ -‬أيام المسلمين في رمضان‬

‫كيف مت فتح القسطنطينية؟‬ ‫أراد محم��د الف��احت من��ذ تولِّي��ه احلكم حس��م مش��كلة‬ ‫القس��طنطينية‪ ،‬فقد كانت وكرًا للمؤام��رات على الدولة‬ ‫العثمانية‪ ،‬واس��تعد السلطان سياس��يًّا وعسكريًّا لذلك‪،‬‬ ‫ث��م حش��د «الف��احت» أكثر م��ن ربع ملي��ون جن��دي أحدقوا‬ ‫بالقس��طنطينية م��ن ال َبرِّ‪ ،‬واس��تمر حص��ار املدينة ثالثة‬ ‫وخمس�ين يو ًما‪ ،‬مت خاللها بناء منش��آت عسكرية ضخمة‪،‬‬ ‫واس��تقدام خيرة اخلبراء العس��كريني‪ ،‬و ِمن بينهم الصانع‬ ‫اجمل��ري الش��هير «أورب��ان»‪ ،‬وال��ذي اس��تطاع صن��ع مدافع‬ ‫عظيمة تقذف ك��رات هائلة من احلجارة والنار على أس��وار‬ ‫القسطنطينية‪ ،‬وقد بذل البيزنطيون قصارى جهدهم في‬ ‫ُش��هد عد ٌد كبير م��ن العثمانيني‬ ‫الدف��اع عن املدينة‪ ،‬واست‬ ‫ِ‬ ‫ف��ي عملي��ات التمهي��د للفت��ح‪ ،‬وكان م��ن ب�ين العقبات‬ ‫الرئيس��ة أمام اجليش العثماني تلك السلس��لة الضخمة‬ ‫التي وضعه��ا البيزنطيون؛ ليتحكموا بها في مدخل القرن‬ ‫ّ‬ ‫بتخطيها‪،‬‬ ‫الذهب��ي‪ ،‬والت��ي ال ميكن بحال فت��ح املدين��ة إال‬ ‫وقد ح��اول العثمانيون تخطي هذه السلس��لة دون جدوى‪،‬‬ ‫ووف��ق اهلل «الفاحتَ» لفكرة رائعة‪ ،‬ت��دل على عبقرية حربية‬ ‫ف َّذة؛ حيث اس��تطاع نقل س��بعني س��فينة بعد أن ُم ِّهدت‬ ‫األرض وس�� ُويت في ساعات قليلة‪ ،‬ومت دهن األلواح اخلشبية‬ ‫ووضعها على الطريق؛ متهي ًدا جلرِّ الس��فن عليها مس��افة‬ ‫ثالث��ة أميال‪ ،‬وق��د مت َّ كل هذا ف��ي ليلة واح��دة‪ ،‬وبعي ًدا عن‬ ‫أنظار العدو‪ ،‬وكانت فك��ر ًة مبتكر ًة وناجح ًة بكل املقاييس‪،‬‬ ‫ثم بعد الهجوم الكاس��ح على املدينة واستس�لامها بعد‬ ‫مقتل اإلمبراطور‪ ،‬كان التسامح التام مع أهل املدينة؛ حيث‬ ‫كان��ت لهم احلرية التامة في ممارس��ة ش��عائرهم الدينية‪،‬‬ ‫واختيار رؤس��ائهم الدينيني‪ ،‬ومما يدل على ذلك أن السلطان‬ ‫محمد الف��احت اس��تقبل «بطري��رك املدينة»‪ ،‬وتن��اول معه‬ ‫الطعام‪ ،‬وحت َّدثا في أمور شتى‪ :‬دينية وسياسية واجتماعية‪،‬‬ ‫مما أعطى ه��ذا البطريرك انطبا ًعا مختل ًف��ا ع َّما كان عليه‬ ‫قبل لقائه السلطان الفاحت‪.‬‬ ‫لق��د كانت القس��طنطينية قبل فتحها عقب�� ًة كبير ًة في‬ ‫وجه انتش��ار اإلس�لام في أوروبا؛ ولذلك فإن سقوطها يعني‬ ‫فت��ح أوروبا لدخول اإلس�لام بقوة وس�لام أكثر م��ن ذي قبل‪،‬‬ ‫‪18‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد الثامن ‪ -‬رمضان ‪ 1433‬هـ‬

‫ويعتب��ر فت��ح القس��طنطينية من أه��م أح��داث التاريخ‬ ‫وخصوصا تاريخ أوروبا وعالقتها باإلسالم‪ ،‬حتى ع َّد ُه‬ ‫العاملية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫املؤرخ��ون األوروبيون و َمن تابعهم نهاي َة العصور الوس��طى‬ ‫وبداي َة العصور احلديثة‬ ‫فــتــح «قــبــرص»‬ ‫في س��نة س��بع وعش��رين أو ثم��ان وعش��رين هجرية غزا‬ ‫معاوي��ة رضي اهلل عن��ه ُق ْب ُرس‏‏أو قبرص (بالس�ين أو الصاد)‬ ‫(‏سنة ‪28‬هـ= ‪649‬م‏)‏‏‬ ‫وه��ي من أكب��ر جزائر البح��ر األبيض املتوس��ط في أقصى‬ ‫ش��رقيه‪ ،‬وه��ي جزيرة جبلي��ة بها سلس��لتان م��ن اجلبا ‏ل‪.‬‏‬ ‫يش��تغل أهلها بالزراعة وأرضها خصبة ج ًدا‪ ،‬وكانت تابعة‬ ‫لإلمبراطوري��ة الرومانية‏‏‪ .‬وكان فت��ح قبرص على يد معاوية‬ ‫سنة ‪ 28‬هـ وغزاها معه جماعة من الصحابة‪ ،‬فيهم أبو ذر‬ ‫وعبادة بن الصامت ومعه زوجته أم حرام‏وأبو الدرداء‏ وشداد‬ ‫بن أوس ‪-‬رضي اهلل عنهم أجمعني‪-‬‬ ‫كتب معاوية بن أبي سفيان رضي اهلل عنه والي الشام إلى‬ ‫اخلليف��ة الراش��دي الثالث عثمان بن عف��ان رضي اهلل عنه‬ ‫يس��تأذنه في غ��زو البحر أكثر من م��رة ‪ ،‬فأجابه عثمان إلى‬ ‫ذلك‪ ،‬وكتب إلي��ه‪ :‬ال تنتخب الناس والتقرع بينهم‪ ،‬خيرهم‪،‬‬ ‫فم��ن اختار الغ��زو طائعا ً فاحمل��ه وأعنه‪ ،‬ففع��ل معاوية‪،‬‬ ‫واستعمل على البحر عبد اهلل بن قيس الفزاري ‪.‬‬ ‫واجته األسطول اإلسالمي عام ‪ 28‬للهجرة نحو قبرص وهي‬ ‫اجلزي��رة الهام��ة ملوقعها في البحر املتوس��ط‪ ،‬فهي احملطة‬ ‫البحرية االس��تراتيجية للتجارة واملالح��ة‪ ،‬كما أن موقعها‬ ‫مهم حلماية فتوح املسلمني في بالد الشام وإفريقية‪.‬‬ ‫اجته األس��طول اإلس�لامي من سواحل بالد الش��ام بقيادة‬ ‫عب��داهلل بن قي��س إلى قبرص وس��ار إليها أيضا ً أس��طول‬ ‫إس�لامي آخر من مصر بقيادة عبداهلل بن س��عد فانتزعها‬ ‫املس��لمون عام ‪28‬هـ من البيزنطي�ين وامبراطورهم آنذاك‬ ‫قنسطانس الثاني‪.‬‬


‫تابع‪ :‬رمضانيات المحجة ‪ -‬أيام المسلمين في رمضان‬

‫وقد صالح أهل قبرص املسلمني على‪:‬‬ ‫‪ -1‬أال يقوموا بغزو املسلمني‪.‬‬ ‫‪ -2‬وعليهم أن يؤذنوا املسلمني مبسير عدوهم من الروم‪.‬‬ ‫‪ -3‬مع جزية قدرها سبعة آالف دينار كل سنة‪.‬‬ ‫‪ -4‬وأن يختار املسلمون بطريق قبرص‪.‬‬ ‫قال جبير بن نفير‪ :‬وملا فتحت قبرص وأخذ منها السبي نظرت‬ ‫إلى أبي الدرداء يبكي‪ ،‬فقلت‪ :‬ما يبكيك في يوم أعز اهلل فيه‬ ‫اإلس�لام وأهله‪ ،‬وأذل الكفر وأهله‪ ،‬قال‪ :‬فضرب منكبي بيده‪،‬‬ ‫وقال‪ :‬ثكلت��ك أمك ياجبير‪ ،‬ما أهون اخللق على اهلل إذا تركوا‬ ‫أمره‪ ،‬بينما هي أمة ظاهرة قاهرة للناس لهم امللك‪ ،‬إذ تركوا‬ ‫أمر اهلل فصاروا إلى ماترى‪ ،‬فس��لط اهلل عليهم السباء‪ ،‬وإذا‬ ‫سلط اهلل السباء على قوم فليس له فيهم حاجة‪.‬‬

‫وفي ه��ذه الغ��زوة توفيت أم ح��رام بنت ملح��ان األنصارية‬ ‫حتقيقا ً لنبوة رس��ول اهلل‪ ،j ‬وهي أنه نام رس��ول اهلل‪j ‬‬ ‫علي ناس‬ ‫في بيتها‪ ،‬فاس��تيقظ وهو يضحك‪ ،‬وق��ال‪ :‬عرض ّ‬ ‫من أمتي يركبون ظهر البحر األخضر كامللوك على األس��رة‪،‬‬ ‫قال��ت أم حرام‪ :‬ي��ا رس��ول اهلل ادع اهلل أن يجعلني منهم‪،‬‬ ‫قال‪ :j ‬إنك منهم‪ ،‬ثم نام فاستيقظ وهو يضحك‪ ،‬فقالت‬ ‫علي ناس‬ ‫أم حرام‪ :‬يارس��ول اهلل ما يضحكك؟ فقال‪ :‬عرض ّ‬ ‫من أمتي يركبون ظهر البحر األخضر كامللوك على األس��رة‪،‬‬ ‫قال��ت‪ :‬يا رس��ول اهلل ادع اهلل أن يجعلن��ي منهم‪ ،‬قال‪:j ‬‬ ‫أن��ت من األولني‪ .‬وقد صحبها زوجها عبادة بن الصامت رضي‬ ‫اهلل عن��ه في غ��زو قبرص‪ ،‬فلما ج��از البحر به��ا ركبت دابة‬ ‫فصرعتها فقتلتها‪ ،‬ودفنت هناك‪ ،‬وقبرها يزار حتى يومنا هذا‪.‬‬

‫وختاما نقول‬ ‫ً‬ ‫إن اجملاهديــ��ن اخمللصيــ��ن فـ��ي كــل زمــ��ان و مـكــان قـ��ادرون ‪-‬بتوفي��ق من اهلل‪ -‬على صن��ع النصر من رم��اد الهزمية‪،‬‬ ‫وبناء املصر واحلضارة الراقية في خرائب العدوان‪ ،‬وزرع حدائق العلم والنور في ظلمات اجلهل‪ ،‬إذا وجدوا َمن يُحس��ن قيادتهم‪،‬‬ ‫هم إع�لاء كلمة هذا الدين على‬ ‫ويض��رب لهم املثل والقدوة‪ ،‬ويتميز بالتضحية والش��جاعة واإلخ�لاص هلل ‪-‬تعالى‪ -‬ويُغ ّلب َّ‬ ‫َ‬ ‫واهلل نسأل‬ ‫مصاحله الشخصية البالية الفانية‪ ،‬لكن إذا هانوا واستكانوا كانوا قصعة مستباحة لكل األدعياء قبل األعداء‪،‬‬ ‫ولي ذلك والقادرُ عليه‪.‬‬ ‫أن يردَّ هذه األمة إلى دينها ردًّا جميالً‪ ،‬إنه ُّ‬ ‫وصلَّى اهلل وسلَّم وبارك على نب ِّينا مح َّم ٍد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫ي رمضان والغنيمة الباردة‬ ‫مف‬

‫ضانيات المحجة ‪ -‬طالب العل‬

‫رم‬

‫بقلم أ‪ .‬سعيد صبحى‬

‫إن احلمد هلل‪ ،‬نحمده ونستعينه ونستغفره‪ ،‬ونعوذ باهلل من‬ ‫شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا‪ ،‬من يهده اهلل فال مضل‬ ‫له‪ ،‬ومن يضلل فال هادي له‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال‬ ‫شريك له وأشهد أن محمدا ً عبده ورسوله‪.‬‬ ‫َ َ‬ ‫َ اَ َ ُ ُ َّ اَّ‬ ‫َُ‬ ‫ِين َء َام ُن��وا ْ َّٱت ُقوا ْ هَّ َ‬ ‫(يأ ُّي َه��ا ٱلذَّ َ‬ ‫ٰٓ‬ ‫ٱلل َح َّق تقات ِ��هِۦ ول تموتن إِل‬ ‫ٓ‬ ‫َ‬ ‫َوأَ ُ‬ ‫نتم ُّم ۡسل ُِمون ‪ )١٠٢‬ا ِل ع ِۡم َران‬ ‫ُ َّ ُ ْ َّ ُ لذَّ‬ ‫َ َ َ ُ ّ َّ ۡ‬ ‫َ‬ ‫َ ٰٓ َ ُّ‬ ‫(يأي َه��ا ٱنلَّاس ٱتقوا َربك ُم ٱ ِي خلقك��م مِن نف ٖس َوٰحِدة ٖ‬ ‫َ َ َ َ ۡ َ َ ۡ َ َ َ َ َّ ۡ ُ َ َ اٗ َ ريٗ َ َ ٓ ٗ َ َّ ُ ْ هَّ َ لذَّ‬ ‫ٱلل ٱ ِي‬ ‫وخلق مِنها زوجها وبث مِنهما رِجال كث ِ ا ون ِساء ۚوٱتقوا‬ ‫َّ‬ ‫َ ٓ ُ َ‬ ‫َ أۡ َ ۡ َ َ َّ هَّ َ اَ َ َ َ ۡ ُ‬ ‫ك ۡم َرق ٗ‬ ‫ِيبا ‪ )١‬النِساء‬ ‫ت َسا َءلون بِهِۦ وٱلرحام ۚإِن ٱلل كن علي‬ ‫َ َ ُّ َ لذَّ َ َ َ ُ ْ َّ ُ ْ هَّ َ ُ ُ ْ َ اٗ‬ ‫ٗ‬ ‫ٰٓ‬ ‫ٱلل َوقولوا ق ۡول َس��دِيدا ‪ ٧٠‬يُ ۡصل ِۡح‬ ‫(يأيها ٱ ِين ءامنوا ٱتقوا‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ۡ ۡ ََٰ ُ ۡ َ َ ۡ ۡ َ ُ ۡ ُ​ُ َ ُ‬ ‫ك ۡم َو َم��ن يُ ِطعِ هَّ َ‬ ‫ٱلل‬ ‫لك��م أعملك��م ويغفِ��ر لك‬ ‫��م َذنوب ۗ‬ ‫ۡ‬ ‫ولۥ َف َق ۡد فَ َ‬ ‫از فَ ۡو ًزا َع ِظ ً‬ ‫َو َر ُس هَ ُ‬ ‫يما ‪ )٧١‬األح َزاب‬ ‫أما بعد‪ ...‬فإن أصدق احلديث كتاب اهلل‪ ،‬وأحسن الهدي هدي‬ ‫محمد ‪ -‬صلى اهلل عليه وس��لم ‪ ،-‬وش��ر األمور محدثاتها‪،‬‬ ‫وكل محدث ٍة بدع ٍة‪ ،‬وكل بدع ٍة ضالل ٍة‪ ،‬وكل ضالل ٍة في النار‪،‬‬ ‫وبعد‪.‬‬ ‫‪20‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد الثامن ‪ -‬رمضان ‪ 1433‬هـ‬

‫ففي هذا الشهر املبارك ‪-‬شهر رمضان‪ -‬تختلف أنظار اخللق‬ ‫اهتماماتهم‪ ،‬فمنهم املوفق‪ ،‬ومنهم احملروم‪ ،‬وتتنوع املشارب‪،‬‬ ‫املنكب عل��ى الله��و‪ ،‬ومنه��م العاك��ف الذاكر‪...‬‬ ‫فمنه��م‬ ‫ُّ‬ ‫وليس استقبال أهل اإلميان للشهر كاستقبال أهل الفسوق‪،‬‬ ‫وليس استقبال طالب العلم كاستقبال العامي‪.‬‬ ‫ضارب في كل خير بس��هم‪ ،‬ول��ه في كل‬ ‫فناش��د العالمِ ي��ة‬ ‫ٌ‬ ‫مغنم‪ ...‬وال ش��ك بأن غنيمته في شهر رمضان خير‬ ‫موسم‬ ‫ٌ‬ ‫الغنائم‪ ،‬وقس��مه خير قسم‪ .‬فله مع الشهر أسرار‪ ،‬وله فيه‬ ‫إجنازات‪ ،‬كما في سائر الشهور‪.‬‬ ‫يس��ر اهلل ‪-‬عزَّ َّ‬ ‫وجل‪ -‬جمع بع��ض األفكار العملية التي‬ ‫وقد َّ‬ ‫يستغل بها ناشد العالمِ ية هذا الشهر املبارك‪.‬‬ ‫ومن هذه األفكار‪:‬‬ ‫‪ -1‬عرض القرآن على حاذق فيه‪ ،‬ماهر بقراءته‪:‬‬ ‫وقد كان رس��ول اهلل‪ j ‬يت��دارس القرآن م��ع جبريل ‪-‬عليه‬ ‫الس�لام‪ ،-‬كم��ا في حديث اب��ن عباس ‪-‬رض��ي اهلل عنهما‪،-‬‬


‫تابع‪ :‬رمضانيات المحجة ‪ -‬طالب العلم في رمضان والغنيمة الباردة‬

‫للهَّ‬ ‫صلَّى اللهَّ ُ َعلَ ْي ِه وَ َ َ‬ ‫َّاس‪،‬‬ ‫س��و ُل ا ِ َ‬ ‫حيث َقا َل‪َ :‬كا َن ر َ ُ‬ ‫سلَّ َم أ ْج َودَ الن ِ‬ ‫يل‪ ،‬وَ َكا َن ِج ْبرِ ُ‬ ‫ني يَلْ َقا ُه ِج ْبرِ ُ‬ ‫يل‬ ‫وَ َكا َن أ َ ْج�� َودُ َما ي َ ُكو ُن ِفي ر َ َم َ‬ ‫ضا َن ِح َ‬ ‫للهَّ‬ ‫صلَّى‬ ‫يَلْ َقا ُه ِفي ُك ِّللَ ْيلَ ٍة ِم ْنر َ َم َ‬ ‫سو ُلا ِ َ‬ ‫س ُهالْ ُقرْآ َن‪َ ،‬فلَرَ ُ‬ ‫ضا َن َف ُي َدار ِ ُ‬ ‫للهَّ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫لخْ َ‬ ‫سلَّ َم ِح َ ْ‬ ‫سلَ ِة‪.‬‬ ‫يح المْ ُرْ َ‬ ‫ا َعلَ ْي ِه وَ َ‬ ‫ني يَل َقا ُه ِج ْبرِيل أ ْج َودُ بِا ْيرِ ِم َن الرِّ ِ‬ ‫ُ‬ ‫آن‬ ‫قال النووي ر َ ِح َم ُه اهلل‪َ :‬قا َل أ َ ْ‬ ‫ص َحابُنَا‪ُّ :‬‬ ‫الس َّن ُة َك ْثرَ ُة تِلاَ وَ ِة الْ ُقرْ ِ‬ ‫س�� ِت ِه‪ ،‬وَ ُه�� َو أ َ ْن ي َ ْقرَأ َ َعلَ ٰى َغ ْي��رِ ِه وَي َ ْقرَأ َ َغ ْي ُر ُه‬ ‫ِفي ر َ َم َ‬ ‫ضا َن وَ ُم َدار َ َ‬ ‫(‪)1‬‬ ‫اس" اﻫ‪.‬‬ ‫يث َّ‬ ‫َعلَ ْي ِه‪ ،‬لِلْ َح ِد ِ‬ ‫الساب ِ ِق َع ْن اب ْ ِن َع َّب ٍ‬ ‫وقال احلافظ ابن رجب رحمه ُ‬ ‫اهلل عن احلديث‪ :‬وفيه ٌ‬ ‫دليل على‬ ‫َِ َ ُ‬ ‫(‪)2‬‬ ‫استحباب اإلكثار ِ ِمن تالو ِة‬ ‫القرآن في شهرِ رمضا َن" اﻫ ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -2‬أن يجع��ل مذاك��رة ش��هر رمضان في مس��ائل تتعلق‬ ‫بالقرآن فهماً‪ ،‬وتأمالً‪ ،‬وتفسيراً‪:‬‬ ‫فيرب��ط بني املتش��ابهات ف��ي املعنى‪ ،‬ويس��تعرض القواعد‬ ‫الكلية في القرآن‪ ،‬وينظر إلى أمثال القرآن‪ ،‬ويجول بفكره في‬ ‫النداءات القرآنية‪ ،‬ويستخرج ال ِع َبر والفوائد‪ ،‬وحبذا لو كانت‬ ‫مكتوبة في كراس‪.‬‬ ‫‪ -3‬أن يجعل شطرا ً من قراءته في تعلم كيفية االستنباط‪،‬‬ ‫واستمطار األحكام من النص الواحد‪:‬‬ ‫ف��إن الفرصة قائمة واخللوة مع القرآن مس��تمرة‪ ،‬فكان على‬ ‫النابه أن يغتنمها بتعويد نفس��ه على اس��تخراج األحكام‬ ‫السلف عنا ببعيد‪.‬‬ ‫والقواعد‪ ،‬وما صنيع َّ‬ ‫• فقد استنبط اإلمام الشافعي الدليل على حجية اإلجماع من‬ ‫القرآن عندما أمعن النظر فيه ثالثة أيام‪ ،‬فلما ال نغتنم ذلك؟!‬ ‫• ذكر احلافظ ابن حجر في «الفتح» ش��رح حديث ‪-‬اجملامع في‬ ‫نهار رمضان‪ :-‬وقد اعتنى به بعض املتأخرين ممن أدركه شيوخنا‪،‬‬ ‫فتكلم عليه في مجلدين‪ ،‬جمع فيهما ألف فائدة وفائدة(‪.)3‬‬ ‫• قال الفخر الرازي في «تفس��يره»‪ :‬اعلم أنه مرَّ على لساني‬ ‫ف��ي بعض األوقات أن هذه الس��ورة الكرمية ‪-‬يقصد الفاحتة‪-‬‬ ‫ميك��ن أن يس��تنبط م��ن فوائده��ا ونفائس��ها عش��رة آالف‬ ‫مس��ألة‪ ،‬فاستبعد هذا بعض احلس��اد‪ ،‬وقوم من أهل اجلهل‬ ‫والغي والعناد‪ ،‬وحملوا ذلك على ما ألفوه من أنفس��هم من‬ ‫التعلقات الفارغة ع��ن املعاني‪ ،‬والكلمات اخلالية عن حتقيق‬ ‫املعاقد واملبان��ي‪ ...‬إلى أن قال‪ ...‬فثبت به��ذا الطريق أن قولنا‬ ‫{أعوذ باهلل} مشتمل على عشرة آالف مسألة‪ ،‬أو أزيد‪ ،‬أو أقل‬

‫من املسائل املهمة املعتبرة(‪.)4‬‬ ‫‪ -4‬جرد كتب الرقاق مع القراءة في كتب‬ ‫تـراجــم الـعـلـمـاء وسـيـرهــــــم‪:‬‬ ‫كمدارج السالكني‪ ،‬والداء والدواء‪ ،‬كالهما لالمام ابن القيم‪،‬‬ ‫وحلية األولياء ألبي نعيم‪ ،‬وسير أعالم النبالء لإلمام الذهبي‪،‬‬ ‫ومحاول��ة تطبيق ذلك على النفس؛ إث��ارة للعمل‪ ،‬وحثا ً على‬ ‫التطبي��ق؛ ف��إن القارئ س��يجد م��ن عبير أنفاس الس��لف‪،‬‬ ‫واجتهاده��م‪ ،‬وصيامهم‪ ،‬وقيامهم حاديا ً لس��لوك جادتهم‪،‬‬ ‫وتلم��س خطاهم‪ .‬فالفرصة مواتية واحلال قريبة‪ ،‬فإنه صائم‬ ‫قائم‪ُّ ،‬‬ ‫عف اللس��ان‪ ،‬ذاكراً‪ ،‬فأش��به الس��لف في هذا‪ ،‬فلعله‬ ‫َ‬ ‫مسلكهم دهراً‪ ،‬ويخ ُب ُت قلبه أبداً؛ فإن تعويد النفس‬ ‫يسلك‬ ‫عل��ى اخلير وتكرار ذلك عليها يجعلها تألف ذلك اخلير وتتقن‬ ‫الصنيعة هلل‪.‬‬ ‫‪ -5‬استنبات قلب جديد‪:‬‬ ‫فقد ثب��ت أن القلوب تصدأ‪ ،‬وأن للذنوب عليها تأثيراً‪ ،‬وأن لها‬ ‫وكت��اً‪ ،‬وراناً‪ ،‬ويعتريها املرض بل الوف��اة‪ ،‬وثبت أيضا ً أن القلب‬ ‫يُط َّي��ب للعلم كما تطيب األرض للزرع‪ ،‬أليس ش��هر رمضان‬ ‫فرصة جيدة الستنبات قلب جديد‪ ،‬وغرسه مباء اإلميان والعلم‪.‬‬ ‫وعن أبي موسى عن النبي‪ j ‬قال‪« :‬مثل ما بعثني اهلل به من‬ ‫اله��دى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً‪ ،‬فكان منها‬ ‫نقية قبلت املاء فأنبتت الكأل والعشب الكثير‪ ،‬وكانت منها‬ ‫أجادب أمس��كت املاء فنفع اهلل بها الناس‪ ،‬فشربوا‪ ،‬وسقوا‪،‬‬ ‫وزرع��وا‪ ،‬وأصابت منها طائفة أخرى إمنا هي قيعان ال متس��ك‬ ‫ما ًء‪ ،‬وال تنبت كألً‪ ،‬فذلك مثل من فقه في دين اهلل ونفعه ما‬ ‫بعثن��ي اهلل به‪ ،‬فعلم وعلَّم‪ ،‬ومثل من لم يرفع بذلك رأس��اً‪،‬‬ ‫ولم يقبل هدى اهلل الذي أرسلت به»(‪.)5‬‬ ‫وأخيرا ً أس��أل اهلل تعال��ى أن يوفقنا للعل��م النافع والعمل‬ ‫الصالح‪ ،‬وأن يصلح حال إخواننا املسلمني‪،‬‬ ‫ولي ذلك والقادر عليه‪..‬‬ ‫إنه ُّ‬ ‫وصلى اهلل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه‪.‬‬

‫(‪ )3‬فتح الباري (‪ ,)217/4‬باب اجملامع في رمضان هل يطعم أهله من الكفارة إذا كانوا محاويج؟ رقم (‪ ,)1937‬وانظر‪ /‬سبل السالم (‪.)655/2‬‬ ‫(‪ )2‬لطائف املعارف ص‪.169‬‬ ‫(‪ )1‬اجملموع شرح املهذب (‪.)274 /6‬‬ ‫(‪ )4‬التفسير الكبير (‪ ,)16-15/1‬وينبغي التنبه هنا إلى ما ذكر قبل هنا في عددين سابقني بعنوان "داللة اإلشارة وأثرها في الفقه اإلسالمي" لكاتبه‪ ,‬من كون ذلك يجب أن يكون فيما تقتضيه قواعد العربية ويكون جريا ً‬ ‫(‪ )5‬رواه البخاري رقم (‪.)79‬‬ ‫على قواعد السلف في االستنباط؛ احترازا ً عن التأويالت الكالمية واإلشارات الصوفية‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫محجة ‪ -‬من أخطاء الصائمين‬

‫رمضانيات ال‬

‫من أخطاء‬ ‫الصائمين‬

‫بقلم أ‪ .‬محمد حامد‬

‫احلمد هلل والصالة والسالم على رسول اهلل أما بعد ‪:‬‬ ‫فإن ش��هر رمضان ش��هر الصيام والقيام‪ ،‬وش��هر مغفرة‬ ‫الذنوب وتطهير القلوب‪ ،‬جتتمع فيه الفضائل‪ ،‬الواجب على‬ ‫كل مؤم��ن أن يح��رص عليها‪ ،‬ومما هو معل��وم أنه ليس كل‬ ‫الناس يخرج من هذا الش��هر مغفورا له وال من العتقاء من‬ ‫الن��ار‪ ،‬وليس كل الن��اس يتقبل منه صيام��ه وقيامه‪ ،‬فقد‬ ‫ق��ال رس��ول اهلل‪« :j ‬رب صائ��م لي��س له م��ن صيامه إال‬ ‫اجل��وع ورب قائم ليس له من قيامه إال الس��هر» (ابن ماجه)‬ ‫وما س��بب ذل��ك إال الوقوع فى بعض اخملالف��ات التى تذهب‬ ‫األج��ر أو تنقصه‪ ،‬لذا يتعني على املس��لم أن يتعلم أحكام‬ ‫الصيام‪« :‬على من يجب‪ ،‬وش��روط وجوبه‪ ،‬وش��روط صحته‪،‬‬ ‫ومن يباح له الفطر في رمضان ومن ال يباح له‪ ،‬وما هي آداب‬ ‫الصائم وما الذي يس��تحب له‪ ،‬وما هي األشياء التي تفسد‬ ‫الصيام ويفطر بها الصائم»‪.‬‬ ‫وكثي��ر م��ن الن��اس مقص��ر ف��ي معرف��ة ه��ذه األح��كام‬ ‫لـــذا تــراهــم يــقــعــون في أخــطــاء كثيــرة منها‪:‬‬ ‫‪ -1‬ع��دم معرف��ة أحكام الصيام وعدم الس��ؤال عنها‪ ،‬وقد‬ ‫‪22‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد الثامن ‪ -‬رمضان ‪ 1433‬هـ‬

‫َ ۡ َُ ََْۡ ّ ۡ‬ ‫ُ ُ اَ َ َ َ‬ ‫نت ۡم ل ت ۡعل ُمون)‬ ‫سل ٓوا أهل ٱذلِك ِر إِن ك‬ ‫قال اهلل تعالى‪ ...( :‬ف ‍ٔ‬ ‫وقال‪( :j ‬م��ن يرد اهلل به خيرا يفقهه ف��ى الدين)‪ ،‬فجهل‬ ‫كثير من الناس بأحكام الصيام خطأ عظيم‪ ،‬فينبغى على‬ ‫الصائم أن يعرف قبيل رمضان مبطالت ومفسدات الصيام‪،‬‬ ‫حتى يتحرز من الوقوع فيها‪.‬‬ ‫‪ -2‬اس��تقبال بعض املس��لمني لهذا الش��هر الكرمي باللهو‬ ‫واللعب واملبالغة في ش��راء األطعمة واملش��روبات بكميات‬ ‫هائل��ة ب��دال ً من االس��تعداد للطاعة وذكر اهلل وش��كره أن‬ ‫بلغهم هذا الش��هر العظيم؛ و التوبة الصادقة واإلنابة إلى‬ ‫اهلل ومحاسبة النفس فى كل صغيرة وكبيرة قبل احلساب‬ ‫َ لُ ُ ْ َ رۡ َ ُ ْ َ اَ ُ رۡ ُ ٓ ْ‬ ‫سف ۚوا‬ ‫ي��وم العرض‬ ‫األكبر‪ ،‬قال تعالى‪ ...( :‬وكوا وٱشبوا ول ت ِ‬ ‫َّ ُ اَ حُ ُّ ۡ‬ ‫َ‬ ‫رۡ‬ ‫ُ‬ ‫سفِني) وقال‪ ( :j ‬ال ت��زول قدما عبد يوم‬ ‫إِن��هۥ ل يِ��ب ٱلم ِ‬ ‫القيامة حتى يس��أل ع��ن ماله فيما أنفق��ه) (رواه الترمذى‬ ‫والطبرانى عن أبى برزة األسلمى رضى اهلل عنه)‪.‬‬ ‫‪ -3‬وم��ن األخط��اء ‪ :‬االهتمام بص��وم الظاه��ر دون الباطن‪،‬‬ ‫وأن يظ��ن العب��د أن املقصود بالصوم يق��ف عند املفطرات‬ ‫احلس��ية؛ وأن يجه��ل أن املقص��ود منه هو حص��ول التقوى‬ ‫واإلنابة بفعل الطاعة واجتناب املعصية‪ ،‬قال رسول‪ ‬اهلل‪:j ‬‬


‫تابع‪ :‬رمضانيات المحجة ‪ -‬من أخطاء الصائمين‬

‫(م��ن لم يدع قول الزور والعمل ب��ه فليس هلل حاجة أن يدع‬ ‫طعامه وش��رابه) (رواه البخارى ومسلم عن أبى هريرة‪)d‬‬ ‫والزور أى الباطل فيدخل فيه املعاصى القولية والعملية‪.‬‬ ‫‪ -4‬أن بعض الناس يس��هرون في ليالي رمض��ان غالبا ً فيما‬ ‫ال حتمد عقباه م��ن املالهي واملالعب والتجول في الش��وارع‬ ‫واجلل��وس عل��ى األرصفة ثم يتس��حرون بعد نص��ف الليل‬ ‫وينام��ون ع��ن أداء ص�لاة الفج��ر ف��ى جماع��ة‪ ،‬وه��ذا فيه‬ ‫مخالف��ات‪ :‬منها الس��هر فيم��ا ال يج��دى‪ ،‬والنبى‪ j ‬كان‬ ‫يكره النوم قبل العشاء واحلديث بعها إال بخير) (رواه أحمد)؛‬ ‫ومنه��ا ضياع الوقت فيم��ا ال ينفع‪ ،‬ومنها تقدمي الس��حور‬ ‫وهذا مخالف لهدى النبى‪ j ‬الذى كان يؤخر الس��حور إلى‬ ‫قبي��ل الفجر‪ ،‬وأعظم من ذلك الن��وم عن صالة الفجر وهى‬ ‫أثقل صالة على املنافقني مع العشاء (رواه البخارى ومسلم)‬ ‫‪ -5‬أن بع��ض الصائم�ين ال يبي��ت النية للصي��ام‪ ،‬فإذا علم‬ ‫الصائ��م بدخول ش��هر رمض��ان وج��ب عليه تبيي��ت نيته‬ ‫بالصيام‪ .‬فقد ورد عن النبي‪ j ‬قوله‪:‬‬ ‫(من لم يبيت الصيام من الليل فال صيام له) (رواه النسائي)‬ ‫وقوله‪( :‬من لم يبيت الصيام قبل طلوع الفجر‪ ،‬فال صيام له)‬ ‫(رواه الدارقطني والبيهقي وصححه األلباني)‪.‬‬ ‫وعل��ى العكس من ذلك‪ :‬البع��ض يتلفظ بالنية وهذا خطأ‪،‬‬ ‫بل يكفي أن يبيت النية في نفسه‪.‬‬ ‫قال ش��يخ اإلس�لام ابن تيمية رحمه اهلل‪( :‬والتكلم بالنية‬ ‫ليس واجبا ً بإجماع املسلمني‪ ،‬فعامة املسلمني إمنا يصومون‬ ‫بالنية وصومهم صحيح) (الفتاوى‪:‬ج‪275)/25‬‬ ‫‪ -6‬تعم��د الش��رب أثناء أذان الفجر‪ ،‬وهذا بفعله قد أفس��د‬ ‫صومه خاصة إذا كان املؤذن دقيقا ً في توقيته لألذان‪.‬‬ ‫قال الشيخ ابن عثيمني رحمه اهلل‪ :‬األذان لصالة الفجر إما أن‬ ‫يكون بعد طلوع الفجر أو قبله‪ ،‬فإن كان بعد طلوع الفجر فإنه‬ ‫يجب على اإلنسان أن ميسك مبجرد سماع األذان ألن النبي‪j ‬‬ ‫يقول‪( :‬إن بالالً‪ ،‬يؤذن بليل فكلوا واش��ربوا حتى تسمعوا أذان‬ ‫ابن أم مكتوم فإنه ال يؤذن حتى يطلع الفجر) فإن كنت تعلم‬ ‫أن هذا املؤذن ال يؤذن إال إذا طلع الفجر فأمسك مبجرد أذانه‪.‬‬ ‫‪ -7‬ت��رك صالة التراويح التي ُو ِع َد من قامها إميانا ً واحتس��ابا ً‬ ‫مبغف��رة م��ا مضى م��ن ذنوبه‪ ،‬وف��ي تركها اس��تهانة بهذا‬ ‫الث��واب العظي��م واألجر اجلس��يم‪ .‬فالكثير من املس��لمني‬ ‫ال‪ ‬يؤديها ورمبا ال يصلىها إال قليال مدعيا أنها س��نة؛ فنقول‬ ‫نع��م هي س��نة مؤك��دة صاله��ا رس��ول اهلل‪ j ‬وخلفاؤه‬

‫الراشدون والتابعون لهم بإحسان‪ ،‬وهي تق ّرب العبد إلى ربه‪،‬‬ ‫ومن أس��باب مغفرة اهلل لعب��ده ومحبته له‪ ،‬وتركها يعتبر‬ ‫من احلرمان العظيم نعوذ باهلل من ذلك‪.‬‬ ‫وال ينبغ��ي للرجل أن يتخلف عن صالة التراويح لينال ثوابها‬ ‫وأجره��ا وال ينصرف منها حتى ينتهي اإلمام منها ومن الوتر‬ ‫ليحص��ل له أجر قي��ام الليل كله‪ ،‬لقول��ه‪( :j ‬من قام مع‬ ‫اإلمام حتى ينصرف كتب له قيام ليله) (رواه أصحاب السنن)‪.‬‬ ‫‪ -8‬ع��دم إمس��اك م��ن لم يعل��م بدخ��ول ش��هر رمضان‪،‬‬ ‫كأن يكون مسافرا ً أو نائما ً أو غير ذلك من األسباب التي حتول‬ ‫بينه وبني معرفة دخول الش��هر‪ ،‬وهذا خط��أ منه‪ .‬فينبغي‬ ‫على املسلم متى علم بدخول الشهر أن ميسك بقية يومه‪،‬‬ ‫ملا ورد عن سلمة بن األكوع رضي اهلل عنه قال‪ :‬إن النبي‪j ‬‬ ‫بعث رجالً ينادي في الناس يوم عاش��وراء‪( :‬إن من أكل فليتم‬ ‫أو فليصم ومن لم يأكل فال يأكل) (رواه البخاري‪ ،‬ومسلم)‪.‬‬ ‫‪ -9‬جهل البعض بفضل شهر رمضان‪ ،‬فيستقبلونه كغيره‬ ‫من أش��هر الس��نة‪ ،‬وهذا خطأ مل��ا صح عن��ه‪ j ‬أنه قال‪:‬‬ ‫(إذا ج��اء رمض��ان فتحت أب��واب اجلنة‪ ،‬وغلقت أب��واب النار‪،‬‬ ‫وصفدت الش��ياطني) (رواه البخارى ومسلم) وهناك أحاديث‬ ‫كثيرة جدا ً في فضل هذا الشهر العظيم‪.‬‬ ‫‪ -10‬م��ا يفعله بع��ض الناس من ترك الش��ارب أو األكل في‬ ‫نهار رمضان ناسيا ً يأكل ويشرب حتى يفرغ من حاجته‪ ،‬قال‬ ‫الش��يخ ابن باز رحمه اهلل‪ :‬من رأى مس��لما ً يشرب في نهار‬ ‫رمض��ان‪ ،‬أو يأكل‪ ،‬أو يتعاطى ش��يئا ً من املفط��رات األخرى‪،‬‬ ‫وجب اإلنكار عليه؛ ألن إظهار ذلك في نهار الصوم منكر ولو‬ ‫كان صاحب��ه معذورا ً في نفس األم��ر‪ ،‬حتى ال يجترئ الناس‬ ‫عل��ى إظه��ار مح��ارم اهلل من املفط��رات في نه��ار الصيام‬ ‫بدعوى النسيان)‪ .‬مجلة الدعوة‪.1186 :‬‬ ‫‪ -11‬إن��كار البعض على بناتهم إذا أردن الصيام بحجة أنهن‬ ‫صغي��رات وق��د تكون الفتاة مم��ن بلغت س��ن احمليض فتريد‬ ‫الصيام ألنه��ا مكلفة فيمنعها أهلها من ذلك بحجة أنها‬ ‫صغيرة دون سؤال عن مجيء احليض‪ ،‬قال الشيخ ابن جبرين‬ ‫رحمه اهلل‪( :‬ف��إن الكثير من اإلناث قد حتيض في العاش��رة‬ ‫أو‪ ‬احلادية عش��ر م��ن عمرها فيتس��اهل أهله��ا ويظنونها‬ ‫صغي��رة ف�لا يلزمونها بالصيام وه��ذا خطأ ف��إن الفتاة إذا‬ ‫حاض��ت فقد بلغت مبلغ النس��اء وجرى عليه��ا التكليف)‬ ‫فتاوى الصيام للشيخ ابن جبرين‪.‬‬ ‫‪ -12‬يالحظ أن بعض الناس يس��تاء من دخول شهر رمضان‬ ‫‪23‬‬


‫تابع‪ :‬رمضانيات المحجة ‪ -‬من أخطاء الصائمين‬

‫ويف��رح بخروجه ألنهم ي��رون فيه حرمانا ً لهم من ممارس��ة‬ ‫ش��هواتهم فيصوم��ون مج��اراة للن��اس وتقلي��دا ً وتبعية‬ ‫ويفضلون عليه غيره من الش��هور مع أنه شهر بركة‬ ‫لهم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ومغفرة ورحمة وعتق من النار للمسلم الذي يؤدي الواجبات‬ ‫ويترك احملرمات وميتثل األوامر ويترك النواهي‪ ،‬وكذلك اعتقاد‬ ‫البعض من الناس أن ش��هر رمضان فرصة للنوم والكس��ل‬ ‫في النهار والس��هر في الليل وفي الغالب يكون هذا السهر‬ ‫عل��ى ما يغضب اهلل ع��ز وجل من الله��و واللعب والغفلة‬ ‫والقي��ل والقال والغيبة والنميمة‪ ،‬وه��ذا فيه خطر عظيم‬ ‫وخس��ارة جس��يمة عليهم‪ .‬وهذه األيام املعدودات شاهدة‬ ‫للطائع�ين بطاعاتهم وش��اهدة على العاص�ين والغافلني‬ ‫مبعاصيهم وغفالتهم‪.‬‬ ‫‪ -13‬وم��ن األخطاءالفادحة فى الش��هر العظي��م مواقعة‬ ‫املعاصى والسيئات‪ ،‬من فحش وبذائة لسان‪ ،‬وظلم وعدوان‬ ‫وغير ذل��ك من أنواع املعاص��ى‪ ،‬ومنهم من يتع��ذر بالصوم‬ ‫وان��ه ال يس��تطيع التحمل‪ ،‬ومنهم من يزين له الش��يطان‬ ‫أن صوم��ه فحس��ب يدف��ع عن��ه اإلث��م‪ ،‬وهو واه��م بذلك؛‬ ‫فقد قال النبى‪( :j ‬من لم يدع قول الزور والعمل به فليس‬ ‫هلل حاجة أن يدع طعامه وشرابه)(رواه البخارى ومسلم عن‬ ‫أبى هريرة‪ .)d‬وقال‪( :j ‬إذا أصبح أحدكم يوما صائما فال‬ ‫يرف��ث وال يجهل فإن امرؤ ش��امته أو قاتله فليقل إنى صائم‬ ‫إنى صائم) (رواه مسلم عن أبى هريرة‪.)d‬‬ ‫‪ -14‬حترج البعض من اس��تعمال الس��واك في نهار رمضان‪،‬‬ ‫ورمب��ا ظ��ن أن اس��تعمال الس��واك يفط��ر‪ ،‬أو‪ ‬وض��ع احلناء‪،‬‬ ‫أو‪ ‬الكح��ل وقط��رة األذن والع�ين‪ ،‬أو ت��ذوق امل��رأة للطعام‪،‬‬ ‫أو‪ ‬املضمض��ة ف��ى الوض��وء دون مبالغ��ة‪ ،‬أو‪ ‬التعط��ر‪،‬‬ ‫وكله ال يفطر وال حرج فيه إن شاء اهلل‪ ،‬وكذلك من أكل أو‪ ‬شرب‬ ‫ناسيا ليس عليه شىء وليتم صومه كما صح عن النبى‪.j ‬‬ ‫‪ -15‬وم��ن أعظم ما يكون فى رمضان ترك الصالة واالكتفاء‬ ‫بالص��وم أو تأخير بع��ض الصلوات عن أوقاته��ا‪ ،‬ومعلوم أن‬ ‫ت��ارك الصالة جاحدا لها كافر بإجم��اع العلماء‪ ،‬ومن تركها‬ ‫تكاس�لا ففيه اخلالف بني كفر أكب��ر مخرج من امللة وفاعل‬ ‫كبيرة يخش��ى عليه‪ ،‬ف�لا يجدر بالصائ��م أن يترك الصالة‪،‬‬ ‫فصيام بدون صالة كأن ال ش��ىء‪ ،‬واألدلة كثيرة فى التحذير‬ ‫من ترك الصالة‪.‬‬ ‫‪ -16‬أن بع��ض املؤذن�ين ال ي��ؤذن إال بع��د انتش��ار الظ�لام‬ ‫وال‪ ‬يكتفي بغياب الش��مس ويزعم أن ذل��ك أحوط للعبادة‪،‬‬ ‫وهذا مخالف للسنة ألن السنة أن يؤذن حني تغرب الشمس‬ ‫‪ 24‬مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد الثامن ‪ -‬رمضان ‪ 1433‬هـ‬

‫متاماً‪ ،‬وال عبرة بغيرها‪ ،‬وكذلك من يؤذن على توقيت بلد غير‬ ‫بلده واهلل أعلم‪.‬‬ ‫‪ -17‬غفل��ة بعض الصائمني عن الدع��اء ملن قام‪ ،‬بإفطارهم‪،‬‬ ‫فم��ن الس��نة إذا أفط��ر الصائم عند ق��وم أن يدعو لهم مبا‬ ‫دعا به الرس��ول‪ j ‬حني يفطر عند قوم‪ .‬كأن يقول‪( :‬اللهم‬ ‫أطعم من أطعمنى واسق من سقانى) (رواه مسلم)‪.‬‬ ‫‪ -18‬ما يس��مع من بعض الناس من الب��كاء بصوت مرتفع‪،‬‬ ‫ولك��ن البكاء عند ق��راءة القرآن يدل إن ش��اء اهلل على تأثر‬ ‫املصلي مبا يس��مع من كالم اهلل العظيم فهذا أمر محمود‬ ‫وال شك فيه وال ريب‪.‬‬ ‫لكن املش��اهد واملس��موع من بعض املصلني البكاء بصوت‬ ‫مرتفع بحيث يتسبب بإشغال جملة من املصلني الذين حوله‪.‬‬ ‫أض��ف إلى ذلك احلركات املصاحبة للب��كاء‪ ،‬والعجب كله أن‬ ‫بعضهم يكون بكائه في أثناءالقنوت دون القراءة للقران‪.‬‬ ‫فمثل ه��ذا يقال ل��ه‪ :‬األولى‪ :‬أن يك��ون الب��كاء والتأثر عند‬ ‫سماع القرآن‪.‬‬ ‫‪ -19‬الفط��ر عل��ى بع��ض احملرم��ات لوصفها كاملس��كرات‬ ‫واخملدرات ومنها شرب الدخان والشيشة أو لكسبها كاملال‬ ‫املكتس��ب من حرام كالرشوة وشهادة الزور والكذب واألميان‬ ‫الكاذب��ة واملعام�لات الربوية وال��ذي يأكل احلرام أو‪ ‬يش��ربه‬ ‫ال‪ ‬يقب��ل منه عمل وال يس��تجاب له دعاء‪ .‬إن تصدق منه لم‬ ‫تقبل صدقته وإن حج منه لم يقبل حجه‪.‬‬ ‫‪ -20‬يالح��ظ على بع��ض األئمة ف��ي ص�لاة التراويح أنهم‬ ‫يسرعون فيها س��رعة ّ‬ ‫تخل باملقصود من الصالة يسرعون‬ ‫في التالوة للقرآن الكرمي واملطلوب فيها الترتيل وال يطمئنون‬ ‫ف��ي ركوعه��ا وال س��جودها‪ ،‬وال يطمئنون ف��ي القيام بعد‬ ‫الرك��وع واجللوس بني الس��جدتني وهذا أم��ر ال يجوز وال تتم‬ ‫به الصالة‪ .‬والواجب الطمأنينة في القيام والقعود والركوع‬ ‫والس��جود وفي القيام بعد الركوع واجللوس بني السجدتني‪،‬‬ ‫وأس��وأ الناس سرقة من يس��رق فى صالته‪ ،‬وكذلك تطويل‬ ‫دع��اء القنوت واإلتي��ان فيه بأدعي��ة غير مأثورة مما يس��بب‬ ‫الس��آمة وامللل لدى املأمومني وترك الوارد عن النبي‪ j ‬في‬ ‫دعاء قنوت الوتر وهى كلمات نبوية مصطفوية يسيرة ليس‬ ‫فيها تطويل وال سجع مفتعل أو تقعر فى األلفاظ‪.‬‬ ‫‪ -21‬م��ن الن��اس م��ن ينام النه��ار كله ورمبا ين��ام عن بعض‬ ‫الصلوات‪ ،‬وه��ذا داخل فى معنى تضيي��ع العمر وقد يكون‬ ‫سببه كثرة الس��هر‪ ،‬ومنهم من ينام بعد السحور فيضيع‬ ‫فرصة الدعاء واالس��تغفار فى الثل��ث األخير من الليل‪ ،‬ورمبا‬


‫تابع‪ :‬رمضانيات المحجة ‪ -‬من أخطاء الصائمين‬

‫ينام عن صالة الفجر‪ ،‬وكذلك تضييع األوقات باللغو والقيل‬ ‫والقال‪ ،‬ب��دال من اغتنامها فى الذكر والدع��اء وتالوة القرآن‬ ‫وغيرها من أعمال البر‪.‬‬ ‫‪ -22‬تأخير االفطار‪ ،‬فمن الس��نة أن يعج��ل الصائم إفطاره‬ ‫مت��ى تأكد م��ن دخ��ول الوقت ملا ورد عن س��هل بن س��عد‬ ‫الساعدي‪ d‬أن رسول اهلل‪ j ‬قال‪( :‬ال يزال الناس بخير ما‬ ‫عجلوا الفطر) (رواه البخارى ومس��لم)‪ ،‬وكذلك من ال يفطر‬ ‫إال بع��د انتهاء املؤذن م��ن أذانه احتياط ّا وه��ذا خطأ‪ ،‬فمتى‬ ‫تأكد من س��ماع امل��ؤذن فعلى الصائم أن يفط��ر ومن تأخر‬ ‫حتى نهاية األذان فقد تنطع وتكلف مبا ليس مطالبا ً به‪ .‬بل‬ ‫من السنة تعجيل الفطر وتأخير السحور‪.‬‬ ‫‪ -23‬غفل��ة بع��ض الصائمني عن الدعاء عن��د اإلفطار فمن‬ ‫الس��نة الدعاء عند اإلفطار ملا في ذلك من الفضل العظيم‬ ‫والصائم من الذين ال ترد دعوتهم‪.‬‬ ‫فع��ن انس بن مال��ك‪ d‬قال‪ :‬ق��ال رس��ول اهلل‪( :j ‬ثالث‬ ‫ال‪ ‬ترد دعوتهم‪ :‬دعوة الوالد‪ ،‬ودعوة الصائم‪ ،‬ودعوة املس��افر)‬ ‫(رواه أحمد وصححه الش��يخ ناصر)‪ ،‬وكذلك انشغال بعض‬ ‫الصائم�ين باإلفطار عن متابعة أذان املغرب‪ ،‬وهذا خطأ فإنه‬ ‫يسن للصائم وغيره أن يتابع املؤذن ويقول مثل قوله‪.‬‬ ‫‪ -24‬انشغال بعض املسلمني في العشر األواخر من رمضان‬ ‫فاضلة فيها ليلة‬ ‫في ش��راء املالبس واحللوى وتضييع أوقات‬ ‫يَ ۡ َ ُ ۡ َ ۡ َ رۡ ‪ۡ َ ۡ ّ ٞ‬‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫القدر التي قال اهلل فيها‪( :‬للة ٱلقدرِ خي مِن أل ِف ش��ه ٖر)‬ ‫ومم��ا يتبع انش��غالهم عن القيام والتهجد من الس��هر في‬ ‫األس��واق الس��اعات الطويلة في التجول والشراء‪ ،‬وهذا أمر‬ ‫مؤس��ف يقع في��ه الكثير من املس��لمني‪ ،‬والواجب عليهم‬ ‫اتباع س��نة نبينا‪ j ‬أنه إذا دخل العش��ر األواخر ش��د املأذر‬ ‫وأيقظ أهله وأحيا ليله‪ ،‬هكذا كان دأب النبي‪ j ‬وصحابته‬ ‫رضي اهلل عنهم أجمعني‪.‬‬ ‫‪ -25‬ع��دم تعوي��د الصبي��ان والفتيات عل��ى الصيام لصغر‬ ‫الس��ن‪ ،‬واملس��تحب تعويده��م عل��ى الصيام قب��ل البلوغ‬ ‫فيؤم��رون ب��ه للتمرين عليه‪ ،‬خاص��ة إذا أطاقوه مل��ا ورد عن‬ ‫الربيع بنت مع��وذ قالت‪( :‬كنا نص��وم صبياننا و جنعل لهم‬ ‫اللعبة من العهن‪ ،‬فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه‪،‬‬ ‫ذلك حتى يكون عند اإلفطار) (رواه البخارى ومسلم)‪.‬‬ ‫‪ -26‬هناك من يعيب على املس��افر الفط��ر‪ ،‬وهذا خطأ‪ ،‬فإن‬ ‫للمس��افر في رمضان الفطر أو الصوم‪ ،‬وهذا على حس��ب‬ ‫حالته‪ ،‬وحالة املس��افر ال تخرج عن ثالثة‪ :‬أوال‪ :‬من لم يش��ق‬ ‫عليه الصوم فالصيام له أفضل‪ ،‬ثانيا‪ :‬إن شق عليه وأعرض‬

‫ع��ن قبول الرخص��ة‪ ،‬فالفطر فى حقه أفض��ل‪ ،‬ثالثا‪ :‬إن لم‬ ‫تتحقق املش��قة فإنه يخير ب�ين الفطر والصوم؛ والنصوص‬ ‫فى هذا كثيرة‪.‬‬ ‫‪ -27‬املسارعة في قراءة القرآن بال تدبر أو ترتيل بهدف االنتهاء‬ ‫من اس��تكمال قراءته‪ ،‬دون التروى وتصحيح القراءة‪ ،‬وإخراج‬ ‫احلروف من مخارجه��ا؛ معتقدا ً أن ما يفعله هو الـصحيح‪،‬‬ ‫ولكنه هو على خطر عـظيم ألن القرآن نزل في هذا الشهر‬ ‫َ ّ ُۡ َ َ‬ ‫(و َرت ِ​ِل ٱلق ۡر َءان ت ۡرتِيل)‬ ‫على رس��ول اهلل‪ j ‬وقال اهلل في��ه‬ ‫فاملتعني هو‪ :‬الترتيل فى القراءة‪ ،‬والتأنى وتدبر املعانى‪.‬‬ ‫‪ -28‬إضاع��ة س��نة االعت��كاف مع الق��درة عليه��ا بالرغم‬ ‫م��ن حصول الكثيري��ن على إجازة في ذل��ك الوقت إال أنهم‬ ‫ال‪ ‬يطبقون س��نة االعتكاف في املس��جد‪ ،‬وهذا من الغفلة‬ ‫عن حترى األوقات الفاضلة‪.‬‬ ‫‪ -29‬حترج بعص الصائمني من بلع الريق في نهار رمضان وما‬ ‫يصاح��ب ذلك من كثرة البصق بحجة عدم إفس��اد صومه‪،‬‬ ‫وتأذي املسلمني بهذا‪ ،‬والصحيح‪ :‬أنه ال بأس من ابتالع الريق‬ ‫ولو كثر ذلك‪ ،‬وتتابع في املسجد وغيره‪ ،‬ولكن إذا كان بلغما ً‬ ‫غليظ��ا ً كالنخام��ة فال يبلعا بل يبصق ف��ي منديل ونحوه‪.‬‬ ‫وال يكون ذلك بصوت يؤذي من حوله‪ ،‬وكذلك حترج بعض مرضى‬ ‫الربو من اس��تعمال البخاخ خوفا ً من فساد صومه‪ ،‬وهو جائز‬ ‫استعماله إن شاء اهلل كما قال الشيخ ابن عثيمني رحمه اهلل‪،‬‬ ‫وكذلك حترج بعض الصائمني من وضع قطرة العني‪ ،‬أو قطرة‬ ‫األذن‪ ،‬أو وضع احلناء على الرأس‪ ،‬أو االكتحال ‪ ،‬والصحيح فى‬ ‫أحد قولى أهل العلم جواز ذلك‪.‬‬ ‫وأخيرا‪ :‬فق��د اجتهدت في توضيح جملة من األخطاء التي‬ ‫يقع فيها بعض الصائمني والصائمات‪ ،‬وال أدعى فيها احلصر‬ ‫وال الكم��ال‪ ،‬وإمنا ه��و جهد املقل‪ ،‬أس��أل اهلل أن يتقبل منا‬ ‫ومنك��م صالح األعم��ال‪ ،‬وأن يتقبل منا الصي��ام والقيام‪،‬‬ ‫وأن يب��ارك في أعمالنا‪،‬وصلى اهلل على نبينا احلبيب محمد‬ ‫وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬ ‫املراجع‪:‬‬ ‫‪ -1‬مجموع فتاوى شيخ االسالم ابن تيمية‪ ،‬طبعة الوفاء‪،‬‬ ‫‪ -2‬الفتاوى الكبرى لشيخ االسالم‪ ،‬طبعة دار احلديث‪،‬‬ ‫‪ -3‬نيل األوطار للشوكانى‪ ،‬طبعة دار احلديث‪،‬‬ ‫‪ -4‬املوسوعة الفقهية الكويتية لوزارة األوقاف الكويتية‪،‬‬ ‫‪ -5‬الشرع املمتع على زاد املستنقع للشيخ ابن عثيمني‪ ،‬طبعة املكتبة االسالمية ودار الفجر‪،‬‬ ‫‪ -6‬فقه السنة لسيد سابق‪ ،‬طبعة دار التراث‪،‬‬ ‫‪ -7‬السلسبيل فى معرفة الدليل للشيخ صالح البليهى‪ ،‬طبعة مكتبة مصطفى نزار‪.‬‬ ‫‪ -8‬فتاوى اللجنة الدائمة طبعة رئاسة إدارة البحوث العلمية و االفتاء‪ ،‬وفتاوى الشيخ ابن باز‪،‬‬ ‫وفتاوى دروس احلرم‪ ،‬وفتاوى الشيخ ابن جبرين‪ ،‬نفس الطبعة‪،‬‬ ‫‪ -9‬فتاوى رمضان للشيخ مصطفى العدوى‪ ،‬طبعة مكتبة النور‪.‬‬

‫‪25‬‬


‫وعة والضعيفة المشتهرة‬

‫تي تغني عن األحاديث الموض‬

‫ة‪ :‬من األحاديث النبوية ال‬

‫البدائل الصحيح‬

‫البدائل الصحيحة‬

‫من األحاديث النبوية‬

‫التي تغني عن‬

‫وعة والضعيفة المشتهرة‬

‫األحاديث الموض‬

‫بقلم أ‪ .‬تامر األنصاري‬

‫األحاديث الضعيفة املشتهرة‬

‫و أب��و نعيم في (الط��ب) (ق ‪ 1 / 24‬و ‪ )2‬من طريق محمد بن‬

‫وبدائلها الصحيحة في باب الصيام‬

‫س��ليمان ابن أبي داود‪ ،‬أخبرنا زهير بن محمد عن سهيل بن‬

‫احلم��د هلل رب العاملني والصالة والس�لام على س��يد األولني‬

‫أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة به‪ ،‬و قال الطبراني‪ :‬لم يروه‬

‫واآلخري��ن محم��د بن عب��داهلل وعلى آله وصحب��ه ومن اتبع‬

‫بهذا اللفظ إال زهير‪.‬‬

‫سنته إلى يوم الدين‪ ...‬أما بعد‪ ...‬نستكمل ما بدأناه في العدد‬

‫قلت (األلباني)‪ :‬وهو ضعيف في رواية الشاميني عنه و هذه منها‪.‬‬

‫السابق مبناسبة شهر رمضان املبارك نتناول بعض األحاديث‬

‫قال احلافظ العراقي في (تخريج اإلحياء) (‪ )75/3‬رواه الطبراني‬

‫الضعيفة املش��تهرة عن الصيام للحذر من نشرها أوالعمل‬

‫ف��ي (األوس��ط) و أبونعيم ف��ي (الطب النب��وي) من حديث‬

‫بها واالستعاضة ببدائلها الصحيحة الثابتة عن النبي‪.j ‬‬

‫أبي هريرة بسند ضعيف‪.‬‬ ‫قل��ت (األلباني)‪ :‬وال ينافيه قول املنذري في (الترغيب) (‪)60/2‬‬

‫احلديث ‪:5‬‬

‫و‪ ‬الهيثم��ي في (اجملم��ع) (‪ )179/3‬بعد أن نس��باه للطبراني‪:‬‬

‫«صوموا تصحوا»‪.‬‬

‫و‪ ‬رجال��ه ثق��ات‪ ،‬ألنه ال ينف��ي أن يكون في الس��ند مع ثقة‬

‫ق��ال األلبان��ي في سلس��لة األحاديث الضعيف��ة (‪)420 / 1‬‬

‫رجال��ه عل��ة تقتضي ضعف��ه‪ ،‬كما ال يخفى عل��ى العارف‬

‫برقم‪ :253 :‬ضعيف‪.‬‬

‫بقواعد هذا العلم‪ ،‬و قد كشفنا عن علته‪ ،‬و لعل الصغاني‬

‫أخرج��ه الطبران��ي ف��ي (األوس��ط) (‪)8477 / 1 / 225 / 2‬‬

‫ق��د بالغ حني ق��ال (ص ‪ :)7‬وهذا احلديث موضوع‪ ،‬ثم إن لفظ‬

‫‪26‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد الثامن ‪ -‬رمضان ‪ 1433‬هـ‬


‫تابع‪ :‬البدائل الصحيحة‪ :‬من األحاديث النبوية التي تغني عن األحاديث الموضوعة والضعيفة المشتهرة‬

‫احلديث عندهما‪( :‬اغزوا تغنموا‪ ،‬و صوموا تصحوا‪ ،‬و س��افروا‬

‫واملنذري والبغوي والقرطب��ي والذهبي والدميري فيما نقله‬

‫تس��تغنوا)‪ ،‬و رواه ابن عدي (‪ )2521/7‬بهذا اللفظ من طريق‬

‫املن��اوى واحلاف��ظ ابن حجر وذك��ر له ثالث عل��ل‪ :‬االضطراب‬

‫نهش��ل ع��ن الضحاك ع��ن ابن عب��اس‪ ،‬و نهش��ل متروك‪،‬‬

‫واجلهالة واالنقطاع راجع لها «فتح الباري» (‪ )161 / 4‬ولكنه‬

‫والضحاك لم يسمع من ابن عباس‪.‬‬

‫اخطأ في قول��ه‪« :‬وصححه ابن خزمية» والص��واب أن يقال‪:‬‬

‫البدائل الصحيحة‪:‬‬

‫رواه ف��ي صحيحه وضعف��ه في الترجمة بقول��ه‪« :‬إن صح‬

‫• ج��اء في صحي��ح البخ��اري ‪( -‬ج ‪ / 6‬ص ‪ )457‬برقم ‪:1761‬‬ ‫ع��ن أَب��ي ُهري��ر َة رض��ي اللهَّ ُ‬ ‫س��و َل اللهَّ‪َ j ‬قا َل‪:‬‬ ‫َعنْ�� ُه أ َ َّن ر َ ُ‬ ‫َْ َ َ ِ َ‬ ‫َ ْ ِ‬ ‫«الص َيا ُم ُج َّن ٌة»‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫«ج َّن ٌة« أي وقاية وحصن ودرع‬ ‫وقال ش��راح احلديث في معنى ُ‬

‫اخلبر فإني ال أعرف ابن املطوس وال أباه»‪.‬‬

‫«أتاني رجالن فأخذا بضبعي فأتي��ا بي جبال وعرا فقاال‪ :‬اصعد‬

‫من النار والذنوب‪ ،‬وأيضا وقاية من األمراض احلسية واملعنوية‪.‬‬

‫فقلت‪ :‬إني ال أطيقه فقاال‪ :‬إنا سنسهله لك‪ .‬فصعدت حتى إذا‬

‫• وقد أرش��دنا النبي محمد‪ j ‬للفوائ��د الصحية للصيام‬

‫كنت في سواء اجلبل إذا بأصوات شديدة قلت‪ :‬ما هذه األصوات؟‬

‫الت��ي التخلو من أح��د املعاني املتضمنة ف��ي احلديث الذي‬

‫قالوا‪ :‬هذا ع��واء أهل النار‪ .‬ثم انطلق بي فإذا أنا بقوم معلقني‬

‫رواه النس��ائي في س��ننه برق��م ‪ 2220‬عن أب��ي أمامة قال‪:‬‬

‫بعراقيبهم مش��ققة أشداقهم تسيل أش��داقهم دما قال‪:‬‬

‫أتي��ت رس��ول اهلل‪ j ‬فقل��ت مرن��ي بأمر آخذه عن��ك قال‪:‬‬

‫قلت‪ :‬من هؤالء؟ قال‪ :‬هؤالء الذين يفطرون قبل حتلة صومهم»‪.‬‬

‫«عليك بالصوم فإنه ال مثل له»‪.‬‬

‫اإلبط إلى نصف العضد‬ ‫(الض ْب ُع) في املعجم الوجيز‪ :‬ما بني‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬

‫وقال األلباني –رحمه اهلل‪ :-‬صحيح‪.‬‬

‫ان‪.‬‬ ‫من أعالها‪ .‬وهما َ‬ ‫ض ْب َع ِ‬

‫احلديث ‪:6‬‬

‫(ج‪/10‬ص‪ )1669‬برقم (‪ )3951‬وقال‪ :‬أخرجه النسائي في «السنن‬

‫«من أفطر يوم��ا من رمضان في غير رخصة رخصها اهلل له‬

‫الكبرى» (‪ - )3286/246/2/4‬مختصراً‪ ،-‬وابن خزمية في «صحيحه»‬

‫لم يقض عنه صيام الدهر كله وإن صامه»‪.‬‬

‫(‪ ،)1986/237/3‬وعن��ه ابن حبان في «املوارد» (‪ ،)1800/445‬واحلاكم‬

‫رواه أب��و داود وابن ماجه والترمذي وق��ال البخاري‪ :‬ويُذكر عن‬

‫(‪430/1‬و‪ ،)209/2‬وعنه البيهقي (‪ ،)266/4‬والطبراني في «املعجم‬

‫س عن أبيه‪-‬‬ ‫أبي هريرة رفعه‪ .‬وس��ند أبي داود‪ :‬ع��ن ابن مط ِّو ٍ‬

‫الكبير»(‪،)7667‬واألصبهانيفي«الترغيب»(‪)609-608/2‬منطريق‬

‫البدائل الصحيحة‪:‬‬ ‫عن أبو أمامة الباهلي قال‪ :‬س��معت رس��ول اهلل‪ j ‬يقول‪:‬‬

‫وصحح��ه األلباني –رحم��ه اهلل‪ -‬في السلس��لة الصحيحة‬

‫ق��ال ابن كثير‪ :‬عن أبي امل ُ‬ ‫طوس عن أبيه ‪ -‬عن أبي هريرة قال‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫قال رسول اهلل صلَّى اللهَّ ُ‬ ‫سلَّ َم‪ ،‬وذكره‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َعلَ ْي ِه وَ َ‬

‫أبو أمامة الباهلي قال‪ :‬س��معت رس��ول اهلل‪ j ‬يقول‪ :‬فذكره‪.‬‬

‫ق��ال األلباني ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬في ضعيف أبي داود ‪ -‬الكتاب األم‬

‫والس��ياق الب��ن خزمية وغي��ره؛ وقال احلاك��م‪« :‬صحيح على‬

‫‪( -‬ج‪/2‬ص‪ :)273‬إس��ناده ضعيف؛ ابن املُط ِّوس أو‪ :‬أبو‪ ‬املُط ِّوس‬

‫ش��رط مس��لم»‪ .‬ووافقه الذهبي‪ .‬ومن ه��ذه الطريق ذكره‬

‫ال‪ ‬يع��رف؛ ال ه��و وال أب��وه‪ .‬وقد أش��ار اإلم��ام البخ��اري إلى‬

‫احلافظ ابن كثير في «تاريخه» من طريق أبي زرعة؛ وهو ‪-‬كما‬

‫تضعيفه‪ ،‬وصرح بذلك القرطبي وغيره‪.‬‬

‫قال ابن كثي��ر‪« :-‬اإلمام العالم احلافظ أب��و زرعة عبيد‪ ‬اهلل‬

‫وق��ال األلبان��ي أيض��ا –رحم��ه اهلل‪ -‬في مت��ام املن��ة ‪( -‬ج‪/1‬‬

‫بن‪ ‬عبد‪ ‬الك��رمي ال��رازي نض��ر اهلل وجهه؛ ف��ي كتابه «دالئل‬

‫ص‪ :)396‬ضعف��ه اب��ن خزمي��ة ف��ي «صحيح��ه» ( ‪) 238 / 3‬‬

‫النبوة»‪ ،‬وهو كتاب جليل‪.‬‬

‫عبدالرحمنبن‪ ‬يزيدابنجابرعنسليمبنعامرأبييحيى‪:‬حدثني‬

‫‪27‬‬


‫تابع‪ :‬البدائل الصحيحة‪ :‬من األحاديث النبوية التي تغني عن األحاديث الموضوعة والضعيفة المشتهرة‬

‫هذه عقوبة من صام ثم أفطر عمدا ً قبل حلول وقت اإلفطار‪،‬‬

‫(‪ )382/1‬و ابن ماجه (‪ )528/1‬و الطحاوي في «مشكل اآلثار»‬

‫فكي��ف يكون حال من ال يصوم أص�لاً ولم يتب قبل موته؟!‬

‫(‪ )112/4‬و العقيلي في «الضعفاء» (‪ )106‬واحلربي في «غريب‬

‫نسأل اهلل السالمة والعافية في الدنيا واآلخرة‪.‬‬

‫احلدي��ث» (‪ )2/38/5‬واحلاك��م (‪ )434/1‬و البيهقي (‪ )284/4‬من‬ ‫طريق حوش��ب بن عقي��ل عن مهدي الهج��ري عن عكرمة‬

‫قل��ت (تام��ر)‪ :‬ولكن ه��ذا احلدي��ث الضعيف يحم��ل معنى‬

‫ع��ن أبي هريرة مرفوع��ا‪ ،‬و قال احلاكم‪ :‬صحيح على ش��رط‬

‫القنوط واليأس م��ن التوبة فإنه من فرط وأفطر في رمضان‬

‫البخاري و وافقه الذهبي‪.‬‬

‫بالعذر ثم تاب عن ذلك فإنا جند له مخرجا في قول اهلل تعالى‪:‬‬ ‫ُ ۡ َ ٰ َ َ لذَّ َ َ رۡ َ ُ ْ َ ٰٓۡ َ ُ‬ ‫نفسِ��ه ۡم اَل َت ۡق َن ُطوا ْ مِن َّر مۡ َ‬ ‫(ق��ل ي ِعبادِي ٱ ِين أسفوا عىه أ‬ ‫حةِ‬ ‫ِ‬ ‫هَّ َّ هَّ َ َ ۡ‬ ‫ُّ ُ َ مَ ً‬ ‫ِيعا ۚ إنَّ ُهۥ ُه َو ۡٱل َغ ُف ُ‬ ‫ٱلرح ُ‬ ‫ور َّ‬ ‫ِيم ‪)٥٣‬الزمر‪.‬‬ ‫ٱللِۚ إِن ٱلل يغفِ ُر ٱذلنوب ج ِ‬ ‫َ لذَّ َ َ َ َ ُ ْ َ ٰ َ ً َ ۡ َ َ ُ ٓ ْ َ ُ‬ ‫نف َس ُ‬ ‫��ه ۡم‬ ‫حش��ة أو ظلموا أ‬ ‫وقول��ه تعالى‪( :‬وٱ ِين إِذا فعلوا ف ِ‬ ‫َ َ ُ ْ هَّ َ َ ۡ َ ۡ َ ُ ْ ُ ُ ۡ َ َ َ ۡ ُ ُّ ُ َ اَّ هَّ ُ َ َۡ‬ ‫ذكروا ٱلل فٱستغفروا لذِ نوب ِ ِهم ومن يغفِر ٱذلنوب إِل ٱلل ولم‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ْ َ ٰٓ َ َ َ ٓ ُ ُ َّ ۡ َ ‪ٞ‬‬ ‫َ ُ ْ ُ‬ ‫يُ رِ ُّ‬ ‫صوا ْ لَىَ ٰ‬ ‫ع َم��ا ف َعلوا َوه ۡم َي ۡعل ُمون ‪ ١٣٥‬أولئِك جزاؤهم مغ ِفرة‬ ‫حَ ۡ‬ ‫ّ َّ ّ ۡ َ َ َّ ٰ ‪ ٞ‬جَ ۡ‬ ‫ِين ف َ‬ ‫تت ِ َها أۡٱلَنۡ َه ٰ ُر َخ ٰ دِل َ‬ ‫ِيها ۚ َون ِۡع َم‬ ‫ت ت ِري مِن‬ ‫مِن رب ِ ِه��م وجن‬ ‫أَ ۡج ُر ۡٱل َعٰمل َ‬ ‫ِني ‪)١٣٦‬آل‪ ‬عمران‪.‬‬ ‫ِ‬

‫قلت (األلباني)‪ :‬و هذا من أوهامهما الفاحش��ة فإن حوشب‬

‫وفي احلديث احلسن‪ :‬عن عبد اهلل بن مسعود رضي اهلل عنه‬

‫بن عقيل و شيخه مهدي الهجري لم يخرج لهما البخاري‪،‬‬ ‫ب��ل إن الهج��ري مجهول كم��ا قال اب��ن حزم ف��ي «احمللى»‬ ‫(‪ )18/7‬وأقره الذهبي ف��ي «امليزان» و ذكر عن أبي حامت نحوه‪،‬‬ ‫و في «التهذيب» عن ابن معني مثله‪ ،‬فأنى للحديث الصحة و‬ ‫فيههذاالرجلاجملهول؟ولذلكضعفهذااحلديثابنحزمفقال‪:‬‬ ‫ال يحت��ج مبثل��ه و كذل��ك ضعف��ه اب��ن القيم ف��ي «الزاد»‬ ‫(‪16/1‬و‪.)237‬‬ ‫البدائل الصحيحة‪:‬‬

‫عن النبي‪ j ‬قال‪« :‬التائب من الذنب كمن ال ذنب له»‪ .‬وقال‬

‫• ع��ن عقبة بن عامر مرفوعا بلف��ظ‪« :‬يوم عرفة ويوم النحر‬

‫األلبان��ي –رحمه اهلل‪ -‬في صحي��ح الترغيب والترهيب (ج‪/3‬‬

‫وأيام التشريق عيدنا أهل االسالم وهى أيام أكل وشرب»‪.‬‬

‫ص‪ )122‬برقم ‪ ( - 3145‬حسن لغيره ) رواه ابن ماجه والطبراني‬

‫أخرج��ه أب��و داود (‪ )2419‬والترمذي (‪ )148/1‬وابن أبى ش��يبة‬

‫كالهما من رواية أبي عبيدة بن عبد اهلل بن مسعود عن أبيه‬

‫(‪ )1/183/2‬والدارم��ي (‪ )23/2‬والطح��اوي (‪ )335/1‬وابن حبان‬

‫ولم يسمع منه ورواة الطبراني رواة الصحيح‪.‬‬

‫(‪ )958‬وكذا اب��ن خزمية (‪ )2100‬واحلاك��م (‪ )434/1‬والبيهقي‬

‫وبناء على ماس��بق فإن��ه من فرط وأفطر ف��ي نهار رمضان‬

‫(‪ )298/4‬وأحمد (‪ )152/4‬وقال الترمذي‪( :‬حديث حسن صحيح)‪.‬‬

‫بالع��ذر فإنه يلزمه التوبة واالس��تغفار والن��دم واإلكثار من‬

‫وق��ال األلباني ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬ف��ي إرواء الغليل ‪( -‬ج‪/4‬ص‪:)130‬‬

‫صيام التطوع والصدقة‪.‬‬

‫قال احلاكم‪( :‬صحيح على ش��رط مس��لم)‪ .‬ووافقه الذهبي‬ ‫وهو كما قاال‪.‬‬

‫احلديث ‪:7‬‬ ‫«نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة»‪.‬‬ ‫ق��ال األلباني في سلس��لة األحادي��ث الضعيف��ة (‪)581/1‬‬ ‫برقم‪ :404‬ضعيف‪.‬‬ ‫أخرج��ه البخاري ف��ي «التاري��خ الكبي��ر» (‪ )425/7‬و أبو داود‬ ‫‪28‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد الثامن ‪ -‬رمضان ‪ 1433‬هـ‬

‫• وق��د ثبت من فعله‪ j ‬في صحي��ح البخاري برقم‪1551 :‬‬ ‫للهَّ‬ ‫ض ِل بِن ِْت‬ ‫اس َع�� ْن أ ُ ِّم الْ َف ْ‬ ‫َع�� ْن ُع َم ْي ٍر َم ْولَى َع ْب�� ِد ا ِ ب ْ ِن الْ َع َّب ِ‬ ‫صلَّى‬ ‫ص ْو ِم الن َِّب ِّي َ‬ ‫َاسا اخْ َتلَ ُفوا ِع ْن َد َها ي َ ْو َم َعرَ َف َة ِفي َ‬ ‫الحْ َار ِ ِث‪« :‬أ َ َّن ن ً‬ ‫للهَّ ُ‬ ‫س‬ ‫صائ ِ ٌم وَ َقا َل ب َ ْع ُ‬ ‫سلَّ َم َف َقا َل ب َ ْع ُ‬ ‫ض ُه ْم ُه َو َ‬ ‫ض ُه ْم لَ ْي َ‬ ‫ا َعلَ ْي ِه وَ َ‬ ‫ف َعلَى ب َ ِعيرِ ِه َف َ‬ ‫ب وَ ُه َو وَا ِق ٌ‬ ‫شرِب َ ُه»‪.‬‬ ‫بِ َ‬ ‫صائ ِ ٍم َفأَر ْ َ‬ ‫سلْ ُت إِلَ ْي ِه ب ِ َق َد ِح لَ نَ ٍ‬


‫تابع‪ :‬البدائل الصحيحة‪ :‬من األحاديث النبوية التي تغني عن األحاديث الموضوعة والضعيفة المشتهرة‬

‫احلديث ‪:8‬‬

‫و أورده احلاف��ظ في «املطال��ب العالي��ة» (‪ )1036/303/1‬من‬

‫«الصيام نصف الصبر»‪.‬‬

‫رواية الطيالسي و سكت عليه‪ ،‬و قال الهيثمي في «اجملمع»‬

‫رواه اب��ن ماجه (‪ ،)531/1‬والبيهقي في «الش��عب» (‪/292 /3‬‬

‫(‪ :)197/3‬رواه الطبران��ي ف��ي «الكبير»‪ ،‬و في��ه حماد بن يزيد‬

‫‪3577‬و‪ ،)3578‬والقضاع��ي في «مس��ند الش��هاب» (‪)1/13‬‬

‫املنقري‪( ،‬قلت‪ :‬و في «اجلرح» املقرىء) و لم أجد من ذكره‪.‬‬

‫عن موسى بن عبيدة‪ ،‬عن جمهان‪ ،‬عن أبي هريرة مرفوعاً‪.‬‬

‫قل��ت (األلبان��ي)‪ :‬و قد فات��ه أن البخاري ذكره ف��ي «التاريخ»‬

‫وقالاأللباني‪-‬رحمهاهلل‪-‬فيالسلسلةالضعيفة‪( -‬ج‪/8‬ص‪)313‬‬

‫(‪ )20/1/2‬و كن��اه بأب��ي يزي��د البصري‪ ،‬و قال‪« :‬س��مع معاوية‬

‫برقم ‪ :3811‬وهذا إسناد ضعيف؛ من أجل موسى بن عبيدة؛ وهو‬

‫ابن‪ ‬قرة‪ ،‬سمع منه موسى‪ ،‬و سمع أباه و محمد بن سيرين»‪.‬‬

‫متفقعلىتضعيفه‪.‬‬

‫و كذا ذك��ره أيضا ابن أبي حامت (‪ )151/2/1‬وزاد في ش��يوخه‪:‬‬

‫وهذه اجلملة رويت من طريق أخرى‪ ،‬عن رجل من بني سليم‪،‬‬

‫بكر بن عبد اهلل املزني ومخلد بن عقبة بن شرحبيل اجلعفي‪.‬‬

‫عند الترمذي (‪.)3514‬‬

‫و ف��ي ال��رواة عنه‪ :‬يونس بن محمد‪ ،‬ومس��لم ب��ن إبراهيم‪،‬‬

‫البديل الصحيح‪:‬‬

‫و محم��د ب��ن ع��ون الزي��ادي‪ ،‬و طالوت ب��ن عب��اد اجلحدري‪.‬‬

‫ل��م أجد فيم��ا صح ع��ن النبي م��ا يغني عن ه��ذا احلديث‬

‫وينبغي أن يزاد فيهم‪ :‬أبو داود الطيالس��ي‪ ،‬فإنه قد روى عنه‬

‫الضعيف غير قول النبي‪ j ‬أن ش��هر رمضان شهر الصبر‬

‫هذا احلدي��ث‪ ،‬و ذكره ابن حب��ان أيضا في «الثق��ات» (‪-62/2‬‬

‫ومن املعلوم أنه شهر الصيام‪.‬‬

‫مخطوطة الظاهرية) وعلى هامش��ه بخط بعض احملدثني‪:‬‬

‫«و من أمرك أن تعذب نفس��ك؟! صم ش��هر الصبر‪ ،‬و من كل‬

‫«و ذك��ره البزار‪ ،‬و قال‪ :‬ليس به بأس»‪ .‬و للحديث ش��اهد من‬

‫ش��هر يوما‪ .‬قلت‪ :‬زدني‪ .‬قال‪ :‬صم شهر الصبر‪ ،‬و من كل شهر‬

‫حديث مجيب��ة الباهلية عن أبيها أو عمه��ا بهذه القصة‪،‬‬

‫يومني‪ .‬قل��ت‪ :‬زدني أجد قوة‪ .‬قال‪ :‬صم ش��هر الصبر و من كل‬

‫و في آخره زيادة أوردته من أجلها في «ضعيف أبي داود» برقم‬

‫شهر ثالثة أيام»‪.‬‬

‫(‪ .)419‬وعند الطيالس��ي في هذا احلديث قصة‪ ،‬و في آخرها‬

‫ق��ال األلبان��ي ف��ي «السلس��لة الصحيح��ة» (‪)244/6‬‬

‫حديث آخ��ر أخرجه الضياء في « اخملت��ارة» برقم (‪258‬و‪)259‬‬

‫برقم‪:2623 :‬‬

‫من طريق الطيالسي و غيره‪.‬‬

‫أخرج��ه البخ��اري ف��ي « التاري��خ الكبي��ر» (‪)239-238/1/4‬‬ ‫و الطيالس��ي في «مس��نده» (‪ )31‬و الطبراني في « املعجم‬ ‫الكبي��ر» (‪/194/19‬رق��م‪ )435‬عن حماد ابن يزيد بن مس��لم‪:‬‬ ‫حدثن��ا معاوية ب��ن قرة عن كهمس الهاللي قال‪ :‬أس��لمت‪،‬‬ ‫فأتي��ت النب��ي‪ j ‬فأخبرته بإس�لامي‪ ،‬فمكث��ت حوال و قد‬ ‫ضمرت و نحل جس��مي [ثم أتيت��ه]‪ ،‬فخفض في البصر ثم‬ ‫رفعه‪ ،‬قلت‪ :‬أم��ا تعرفني ؟ قال‪ :‬و من أنت؟ قلت‪ :‬أنا كهمس‬ ‫الهالل��ي‪ .‬قال‪ :‬فم��ا بلغ بك ما أرى؟ قلت‪ :‬م��ا أفطرت بعدك‬ ‫نهارا‪ ،‬و ال منت ليال‪ ،‬فقال‪ ...:‬فذكره‪.‬‬ ‫‪29‬‬


‫األسرة‬

‫ودورها في تربية المراهقين‬

‫بقلم د‪ .‬أحمد النقيب‬

‫مجالس رمضان ودورها‬ ‫في تربية المراهقين‬

‫م��ن أروع أش��هر العام‪ :‬ش��هر رمض��ان‪ ،‬فهو ش��هر القرآن‪،‬‬ ‫وش��هر الصالة والقيام‪ ،‬وش��هر البر والصدقة‪ ،‬وشهر اخلير‬ ‫واإلحسان‪ ،‬وإذا كانت املرئيات العربية قد استعدت لرمضان‬ ‫ب��ـ (‪ )197‬عم�لا دراميا جدي�� ًدا ‪-‬حظ الدرام��ا املصرية فقط‬ ‫جنيه��ا مصريًا‪،-‬‬ ‫بتكلف��ة مليار و ثمامنائة و س��تني مليون‬ ‫ً‬ ‫وكلهم أمل أن يش��غلوا املس��لم في رمضان ويعينوه على‬ ‫حتم��ل الصوم‪ ،‬ثم يش��غلوه ع��ن القيام والذك��ر مبثل هذه‬ ‫األعمال من‪ :‬املسلس�لات والتمثيليات وغيرها‪ ،‬فهذا أعظم‬ ‫دليل على أن احل��رب عوان لم تقطع بعد‪ ،‬وأن املطلوب ال زال‬ ‫قائما في إصالح الفرد واألسرة‪.‬‬ ‫وم��ن أعمال اخلير والبرك��ة والبر في هذا الش��هر‪ :‬مجالس‬ ‫األس��رة ف��ي رمضان‪ ،‬ف��إذا كانت األس��رة ق��د ُحرِمت بركة‬ ‫مجالس اخلير على مدار العام‪ ،‬فال بأس أن تس��تعيد األسرة‬ ‫حياته��ا اإلميانية مبثل هذه اجملالس؛ فبها يزداد اإلميان‪ ،‬ويتدرب‬ ‫أبناء األسرة على معاني اخلير‪ ،‬وميتلئ البيت باملالئكة‪ ،‬وينظم‬ ‫الوق��ت‪ ،‬ويُتعلم االنضب��اط والنظام‪ ،‬وتهذب الس��لوكيات‬ ‫املعوجة‪ ،‬ويعرف كل واح ٍد من األس��رة قدره ومكانه‪ ،‬وينمي‬ ‫اخلي��ر في القلوب‪ ،‬وتزدان النف��وس بالتزكية‪ ،‬وترطب األفواه‬ ‫بالذكر والقرآن‪ ،‬إنها مجالس اخلير في رمضان‪...‬‬ ‫والب��د للمجل��س م��ن آداب‪ )1( :‬ض��رورة اس��تحضار معاني‬ ‫اإلخ�لاص والتق��رب إل��ى اهلل واحل��رص عل��ى التعل��م‪.‬‬ ‫(‪ )2‬غ��ض الص��وت‪ )3( .‬توقير الكبي��ر‪ )4( .‬الرف��ق بالصغير‪.‬‬ ‫(‪ )5‬البداية بالقرآن والتثنية بالسنة‪.‬‬ ‫‪30‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد الثامن ‪ -‬رمضان ‪ 1433‬هـ‬

‫(‪َ )6‬‬ ‫ش�� ْغل اجمللس بالذكر واالس��تغفار‪ )7( .‬حتديد ترجمة من‬ ‫تراجم نبالء اإلسالم من الصحابة وقادة الفتوح وأرباب السبق‬ ‫إل��ى اخلير ف��ي هذه األم��ة‪ )8( .‬حتديد موعد مح��دد يحترمه‬ ‫اجلمي��ع‪ ،‬وليك��ن بعد العصر بنصف س��اعة‪ ،‬وملدة س��اعة‪.‬‬ ‫(‪ )9‬التواصي بعمل عملي أس��بوعي تقوم به األس��رة مثل‪:‬‬ ‫توزيع الصدقات واملساعدات – صلة األرحام – ساعة الوقف‬ ‫الدع��وي؛ حيث توزع في هذه الس��اعة مطويات عن فضيلة‬ ‫الذك��ر والصيام والقيام واالعت��كاف‪ ،‬وأيضا عن موضوعات‪:‬‬ ‫حرم��ة الغناء واالختالط‪ ،‬وضوابط عمل املرأة‪ ،‬وأهمية طلب‬ ‫العلم‪ ،‬وضرورة االنش��غال مبا ينفع‪ )10( ...‬لو جلست األسرة‬ ‫على األرض؛ لكان هذا أفضل وأقرب إلى البساطة والزهادة‪.‬‬ ‫وميك��ن أن يتعدد اجملل��س‪ ،‬فباإلضافة إلى ه��ذا اجمللس‪ ،‬ميكن‬ ‫أن ينعق��د مجلس خفي��ف لدقائ��ق للمتابع��ة والتوجيه‪،‬‬ ‫وليك��ن هذا اجمللس انتقاليا؛ أي ميكن أن يكون في الس��يارة‪،‬‬ ‫أو في املس��جد بعد ص�لا ٍة ب�ين األب وأوالده‪ ،‬أو أن يكون في‬ ‫الش��ارع حني يصحب الوال��د أوالده لقضاء غرض أو ش��راء‬ ‫ش��يء‪ .‬إن مثل هذه اجملالس اخلفيفة متث��ل دفئ احلياة ودفق‬ ‫العالق��ة ودفئها‪ ،‬إنه التالحم املباش��ر املس��تمر بني الوالد‬ ‫وأوالده‪ ،‬أو بني األم وأبنائها‪ ،‬أو بني األخ الكبير وإخوته الصغار‪،‬‬ ‫إن ه��ذه اجملالس اخلفيفة تعكس البع��د العملي للمجالس‬ ‫املنزلي��ة الرمضاني��ة‪ ،‬نقرأ الق��رآن ونطبق��ه‪ ،‬ونحفظ اآلي‬ ‫واحلديث ونستلهم املعاني في حياتنا العملية‪...‬‬ ‫إن ه��ذه اجملالس بهذه الص��ورة أو بأي ص��ورة فاعلة لها دور‬ ‫أكيد في إنعاش العالقات األس��رية التي رمبا أصابها ش��يء‬ ‫كبير من الفتور أو القس��وة أو اجلفاف أثناء ش��هور الس��نة‬ ‫اخلالي��ة؛ وبذلك ميكن االس��تفادة بهذا الش��هر ألبعد مدى‪.‬‬ ‫حت��ى لو اعتكف األوالد مع أبيهم أو بدون أبيهم‪ ،‬ميكن لهم‬ ‫أن يُتَاب َ ُع��وا بصورة بس��يطة ع��ن طريق الزيارات الس��ريعة‬ ‫التفقدية‪ ،‬عن طريق قضاء بعض الوقت للسؤال واملتابعة‪.‬‬ ‫وبه��ذا ميك��ن لهذه اجملالس أن تق��وم بالدور الترب��وي الدافع‬ ‫لألس��رة نحو م��ا هو أزك��ى وأطه��ر امتثاال لقول��ه تعالى‪:‬‬ ‫َ َ‬ ‫ْ ُ َْ ُ‬ ‫ُ َۡ‬ ‫ُ ۡ َ ٗ ُ ُ َ‬ ‫(يأ ُّي َها ٱلذَّ َ‬ ‫ٰٓ‬ ‫ارا َوقودها‬ ‫ِي��ن َء َام ُنوا ق ٓوا أنف َس��ك ۡم َوأهل ِيكم ن‬ ‫حۡ‬ ‫ٱنلَّ ُ‬ ‫��اس َوٱل َِج َ‬ ‫ارةُ‪)6 ...‬اتلحري��م‪ .‬اهلل أس��أل أن يجع��ل هذا‬ ‫الش��هر مب��اركا ميمون��ا‪ ،‬وأن يعي��ده علين��ا وعل��ى األمة‬ ‫اإلس�لامية باليمن واخلير والبركات‪ ،‬وصل اهلل وسلم وبارك‬ ‫على النبي محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬


‫منهجية طلب العلم‬

‫ضرورة اهتمام طالب العلم المتقدم بالمخطوطات‪،‬‬ ‫األرشيف العثماني (نموذجا) ودوره في الجهاد الحضاري لليهود‪.‬‬

‫اخملط��وط‪ :‬وثيق��ة كتابي��ة ذات دالل��ة علمي��ة خاص��ة‪،‬‬ ‫وله��ا احترامه��ا مب��ا يترتب عليها م��ن آثار (نف��وذ أو إلغاء)‪.‬‬ ‫وي ُ َع ّد اخملطوط العثماني –في عصرنا هذا– من أهم وأخطر هذه‬ ‫اخملطوط��ات؛ ملا يحويه من قيمة حضارية متتد ألكثر من أربعة‬ ‫قرون (منذ ‪1517‬م)‪ ،‬فهو يش��مل النواحي املتنوعة التي كانت‬ ‫تعيشها البالد قبل الفتح العثماني وبعده حتى ما بعد احلرب‬ ‫العاملية الثانية؛ ل ُي ْعنى مبجاالت احلضارة‪ :‬الصحية واالجتماعية‬ ‫واإلدارية والعس��كرية والسياس��ية وش��ئون األقليات واحلالة‬ ‫الديني��ة وغيرها‪ ...‬حت��ى حتقيقات جه��ات اإلدارة مع اخلارجني‬ ‫واليه��ود (وهي الطائفة التي كان له��ا أطماع حقيقية على‬ ‫مدى قرنني قبل س��قوط اخلالفة‪ ،‬السيما في منطقة الشام‬ ‫وفلسطني‪ ،‬ثم كان التركيز على فلسطني)‪.‬‬ ‫ولق��د قام��ت احلكوم��ات التركي��ة املتعاقب��ة عل��ى جمع‬ ‫اخملط��وط العثمان��ي؛ باعتب��اره ميثل ج��ز ًء من تاري��خ األمة‬ ‫التركي��ة‪ ،‬وبل��غ مخطوط «األرش��يف العثمان��ي» أكثر من‬ ‫(‪ 250‬مليون وثيقة) مت جمعها ثم رفعها في أقراص مدمجة‪،‬‬ ‫وه��ذه الوثائ��ق م��ن أه��م الوثائق الت��ي تثب��ت أحقية أهل‬ ‫فلس��طني ألرض فلس��طني عن طريق وثائق (الطابو) وهي‪:‬‬ ‫أوراق متل��ك األراض��ي أو حجي��ات وقفه��ا‪ .‬وألهمي��ة ه��ذه‬ ‫الوثائ��ق‪ :‬اجتهد العدو اليهودي في العثور على هذه الوثائق‬

‫لتزويرها والعبث بها؛ ليغير حجيات األرض (ملكية أو وقفا)‬ ‫لصالح اليه��ود‪ ،‬وعليه تصدر الق��رارات اإلدارية والقضائية‬ ‫معتم��دة على هذه الوثائق امل��زورة‪ -‬مبصادرة أمالك وأراضي‬‫الفلسطينني وجعلها خالصة لليهود!!‬ ‫واإلش��كال‪ :‬أن��ه في الوقت ال��ذي تقوم فيه الدول��ة اليهودية‬ ‫(اللعين��ة) بإقام��ة معهد للدراس��ات التركي��ة (والعثمانية)‬ ‫وتخصص العديد من اخلبراء لدراس��ة اللغة العثمانية (وهي‬ ‫اللغ��ة التركية القدمية [تش��ب ُه اللغة الفارس��ية مخلوطة‬ ‫باللغة العربي��ة]) وتعطي لهم املرتبات الضخمة ومتنح لهم‬ ‫البعثات‪ ،‬وتوظف العالقات الدبلوماس��ية بني أنقرة وتل أبيب‬ ‫في إكس��اب هذا املعهد دعما سياسيا وعلميا وأكادمييا!! مع‬ ‫هذا االهتمام اإلسرائيلي باخملطوط العثماني‪ ،‬ال جند في أي دولة‬ ‫عربية أو إسالمية معشار معشار ذرة من هذا االهتمام!! األمر‬ ‫الذي ترتب عليه ضياع كثير من حقوق املسلمني في فلسطني؛‬ ‫لذا كان من الضروري تدريب طالب العلم ‪-‬السيما املتقدمني‪-‬‬ ‫ودرس��ا‪ ،‬و نشرًا؛ ملا في‬ ‫على اخملطوطات القدمية‪ :‬اقتنا ًء‪ ،‬و قراء ًة‪ً ،‬‬ ‫ذلك من بعث التراث و‪ ‬التعرف على أحوال السابقني‪ ،‬ومن جملة‬ ‫هذه اخملطوطات؛ مخطوطات التراث العثماني التركي؛ لذا كان‬ ‫االهتمام (باألرش��يف العثماني) باعتباره من ضروب اجلهاد في‬ ‫سبيل اهلل‪ ،‬واهلل املوفق‪.‬‬ ‫‪31‬‬


‫قصة‬

‫ود (الحلقة الرابعة واألخيرة)‬

‫سريبرينيتسا والحلم المفق‬

‫كتبها‪/‬‬

‫املعتصم باهلل الشبلي السلفي‬

‫كان��ت إس��تراتيجية (الصرب) في (سريبرينيتس��ا) َح��رْق األرض‬ ‫و ‪ ‬إهالك البش��ر‪ ،‬ليضطر املس��لمون إلي الهجرة‪ ،‬وهذا ما حدث‬ ‫السيما بعد عدة مجازر وحشية‪ ،‬لقد َفرَّ املسلمون من املدينة في‬ ‫طوابير‪ ،‬مدى كل طابور نحوا ًمن ثمانني كيلو متر!! أما جعل املدينة‬ ‫حتت احلماية الدولية‪ ،‬فإن قوات هذه احلماية كانوا مؤيدين معاونني‬ ‫للصرب ضد املس��لمني‪ ،‬وهكذا في كل نظي��ر‪ ،‬إن كل املفاوضات‬ ‫الدولية في أي ش��أن إس�لامي البد أن تص��اب بالغيبوبة لصالح‬ ‫أعداء اإلس�لام‪ ،‬و عندها تتوفى الدول و الش��عوب و اإلمكانيات‪...‬‬ ‫و ه��ذا ما حدث في (سريبرينيتس��ا)!! دخل��ت املفاوضات مرحلة‬ ‫الغيبوبة‪ ،‬فتمكن (الصرب اجملرمون) أن يستغلوا الوضع لصاحلهم!!‬ ‫ال ميكن للكفار احملاربني أن يحسنوا للمسلمني‪ ،‬وإن إحسان الظن‬ ‫بهم كاإلميان بأن (احلية تلد دجاجا ً يبيض!!)‪.‬‬ ‫ع��اش ه��ذه املعاني و األف��كار (عثمان)‪ ،‬يتأمله��ا و يفكر فيها‪،‬‬ ‫وي��رى أنه البد من اخلالص من هذا الوضع القامت‪ ،‬إذا لم تكن حركة‬ ‫قوية سريعة متالحقة في اجتاه واحد صحيح‪ ،‬فإن املسلمني في‬ ‫املدينة س��يكون حالهم كجازر الدجاج‪ ،‬يحبس��هم في أقفاص‬ ‫دجاج ُه فوجا ً بعد فوج وواح ًدا تلو آخر‪ ،‬يخرجهم‬ ‫كبيرة‪ ،‬ثم يخرج‬ ‫َ‬ ‫ليذبحهم‪( ...‬نعم البد من عمل سريع شجاع)‪...‬‬ ‫كان��ت هذه آخر جملة قالها عثمان في مخبأه فوق الس��طح‪،‬‬ ‫بعدها أمس��ك بفرع شجر ٍة ليتسلق أخرى‪ ،‬ليقفز علي سطح‬ ‫بناية‪ ،‬و هو في كل حركة يرصد ما حوله بدقة‪ ،‬وال يفوتة التقاط‬ ‫الصور امليدانية عبر آلة الفيديو‪ ،‬يعمل هذا بخفة ورشاقة في‬ ‫ٌ‬ ‫و‪( ‬أمل ينشر) ال سبيل للحفاظ علي األمة‬ ‫وجدانه (أم ٌة تضيع)‬ ‫بعد طول ضياع ثقافي و‪ ‬اجتماعي إال بالعودة إلي ما كان عليه‬ ‫املس��لمون األوائل‪ ،‬و هذا هو الدين النق��ي الصافي!! نعم هذا‬ ‫الدي��ن البد من طلبه و تعليمه األجيال الصاعدة ‪ ،‬البد أن جنمع‬ ‫الناس حتت راية اإلس�لام؛ لنسترد مجدنا و عزنا و شرفنا و هذا‬ ‫هو األمل املنش��ود‪ ،‬و الفارق بني (املفقود ) و‪( ‬املنشود) هو الثقة‬ ‫عجز‪...‬‬ ‫ملل أو‬ ‫و‪ ‬االستعانة باهلل ثم االجتهاد دون ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫��ب (عثمان)‬ ‫كانت ه��ذه هي األفكار الت��ي يزدحم بها عقل و لُ ُّ‬ ‫و‪ ‬ه��و ينزل من س��طح منزل إلي مكان أش��به باملغارة وس��ط‬ ‫غاب��ة كثيفة من أش��جار الزان و اجل��وز‪ ،‬قريبا ً من ه��ذه املغارة‬ ‫كان نف��ق قدمي ٌ منذ احل��رب العاملية األولى‪ ،‬يهاب��ه الصغار وال‬ ‫يج��رؤ أح ٌد من االقت��راب منه‪ ،‬يزعمون أن األمل��ان كانوا يعدمون‬ ‫أس��راهم في هذا املكان!! إنه مهج��ور تعلوه العناكب‪ُ ،‬م َب َّ‬ ‫ط ٌن‬ ‫بالس��ناج القذر اخملتلط بالطحالب التي تكاثرت و تنامت عليه‬ ‫ِّ‬ ‫من عش��رات السنني!! إن هذا املكان القفر يزعمون أن األشباح‬ ‫و‪ ‬العوالم الس��فلية تسكنه؛ و لذا كان الصرب قبل املسلمني‬ ‫يهابونه و يخشونه!! فهم يعيشون علي األساطير و‪ ‬يعتقدون‬

‫‪32‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد الثامن ‪ -‬رمضان ‪ 1433‬هـ‬


‫تابع‪ :‬قصة سريبرينيتسا والحلم المفقود (الحلقة الرابعة واألخيرة)‬

‫بالق��وي اخلفي��ة و‪ ‬تأثيره��ا‪ ،‬أم��ا املس��لمون‪ :‬ف�لا يبال��ون!‬ ‫فاألم��ر كله هلل‪ ،‬والقوة في ه��ذا الكون ال يقدر على جلبها‬ ‫أو‪ ‬صرفها إال من أَذِن فيها‪ ،‬سبحانه و تعالى‪.‬‬ ‫ببطء ش��ديد نحو هذا النف��ق؛ لينزع ما عليه‬ ‫تقدم عثمان‬ ‫ٍ‬ ‫برفق و حذر‪ ،‬لكن لم يستطع أن يكمل طريقه‪ ،‬رائحة الننت‬ ‫ممزوجة برائحة عفن النبت و العش��ب مع ش��دة الرطوبة!!‬ ‫وج َد ما أفزعه‪،‬رأي ش��بح رجل‬ ‫تراج��ع عثمان‪ ،‬وف��ي تراجعه َ‬ ‫ملث��م يأت��ي نحوه ي َ ُ‬ ‫ش�� ُّد خط��اه‪ ،‬م��اذا يفع��ل؟ لعله أحد‬ ‫الص��رب‪ ،‬جاء مس��لحا يقب��ض علي��ه‪ ،‬و ازداد هلعه عندما‬ ‫وج��د فوهة بندقية الق��ادم بادية خلف ظه��ره‪ ،‬هل يهرب؟‬ ‫هل يبادر بالهجوم؟ تس��مر في مكانه دون حركة‪ ،‬لقد ُ‬ ‫ش َّل‬ ‫تفكي��ره! يقت��رب القادم أكثر و أكثر و الهل��ع يزداد في قلب‬ ‫و‪ ‬عني و‪ ‬جس��د(عثمان)‪ ،‬ما أخرجه من هذا املوقف العصيب‬ ‫إال عن��اق الق��ادم ل��ه‪ ،‬و قوله له‪ :‬الس�لام عليك��م عثمان!‬ ‫إنه صديق��ه (أيوب)‪ ،‬ب��ادره (عثمان) قائالً‪ :‬كي��ف عرفت أني‬ ‫هن��ا؟ أجابه (أيوب)‪ :‬إن هذا املكان خاضع جملموعة قتالية من‬ ‫مس��لمي البوسنة‪ ،‬فنحن نرصد هذا املكان جيداً‪ ،‬و ال ميكن‬ ‫ألي مخل��وق مهما صغ��ر أو َق َّل أن يدخل نط��اق هذا املكان‬ ‫إال‪ ‬كشف عبر املناظير امليدانية!!‬ ‫أخ��ذ (أيوب) صديق��ه (عثمان) و‪ ‬س��لكا طريق��ا ً ملتويا ً بني‬ ‫األشجار املشدودة الشاهقة املتعانقة ‪ ،‬و هناك وَ َج َد(عثمان)‬ ‫مئ��ات م��ن زه��رة ش��باب مس��لمي البوس��نة‪ ،‬منهم من‬ ‫أه��ل املدين��ة‪ ،‬و كثير منهم م��ن مدينة (ين��ش) في جنوب‬ ‫(صربي��ا) بالقرب م��ن احلدود البلغارية‪ ،‬خرج هؤالء الش��باب‬ ‫عابرين الغابات و املس��تنقعات لنص��رة إخوانهم املنكوبني‬ ‫في(سريبرينيتسا) بني األش��جار حفروا خنادقهم‪ ،‬و هم في‬ ‫الوقت نفس��ه يتوقعون هجوما ً كاس��حا ً عليهم‪ ،‬لكنهم‬ ‫ال‪ ‬يبالون! فاخلنادق و‪ ‬القبور في هذه املدينة شئ واحد‪...‬‬ ‫و‪ ‬فيهذااملكانتعرف(عثمان)أيضا ًعليبعضاملتطوعنيالفارين‬ ‫من (زفورني��ك) و‪( ‬كونيفيتش بوليه) و‪ ‬غيرها من امل��دن و‪ ‬القري‪،‬‬ ‫و‪ ‬كان من قادة هؤالء الشباب (يوسف آغ)‪ ،‬وجدهم مجمعني‬ ‫عل��ي جه��اد (الص��رب) املعتدي��ن‪ ،‬و طرده��م م��ن ديارهم‪،‬‬ ‫مع هذه املهمة العالية كانت أسلحتهم خفيفة مع قليل‬ ‫من مضاد لل��دروع (الدباب��ات و‪ ‬اجملنزرات و‪ ‬حام�لات اجلنود)‪،‬‬ ‫س��رَّ (عثم��ان) به��ذه اجملموع��ة لتناغ��م أفراده��ا و‪ ‬ج��ودة‬ ‫ُ‬ ‫تسليحها‪ ،‬س��ألهم‪ :‬من أين حصلتم علي هذه األسلحة؟‬ ‫قال��وا‪ :‬املص��در األساس��ي هم (الص��رب) أنفس��هم‪ ،‬نقوم‬ ‫بعملي��ات قتالي��ة خاص��ة مفاج��أة نقتل منه��م و نغنم‪،‬‬ ‫و‪ ‬هذا فضل اهلل سبحانه!‬

‫��ص عليهم عثمان ما حدث‬ ‫اجتم��ع قادة هذه اجملموعة‪ ،‬و َق َّ‬ ‫مم��ا رأي و رص��د‪ ،‬كانت دهش��تهم عظيمة‪ ،‬لق��د وصلتهم‬ ‫أنب��اء اجملزرة‪ ،‬لكن ل��م يكونوا يتصورونها بهذه الوحش��ية‪،‬‬ ‫و‪ ‬اتفق اجلميع أنه قبل اجلهاد بالس��نان البد من جمع الناس‬ ‫عل��ي التوحي��د و الس��نة و العمل الصالح‪ ،‬س��أل أحدهم‪:‬‬ ‫ه��ل ممكــن أن يتـم ذلك و نحــ��ن محاصــرون خائفــون؟‬ ‫ق��ال عثم��ان‪ :‬نعم‪ ،‬ممك��ن أن يت��م ذلك في س��اعات قليلة‪،‬‬ ‫فإن الناس كانوا يأتون رس��ول اهلل ‪ j‬يس��ألونه عن الدين‪،‬‬ ‫فيعلمه��م الدي��ن في مجل��س واح��د! تهللت أس��ارير قادة‬ ‫سموا أنفسهم‪ ،‬مجموعة للحراسة‬ ‫اجملموعة لهذا الكالم‪ ،‬و َق َّ‬ ‫و‪ ‬مجموع��ة للقت��ال و‪ ‬ثالثة لطلب العل��م و‪ ‬رابعة للخدمة‪،‬‬ ‫وهك��ذا خالل ثماني��ة أيام أمك��ن لهؤالء الش��باب أن‪ ‬يكونوا‬ ‫نسيجا ً متميزا ً في علمه و فهمه وعمله‪ ،‬و‪ ‬كانت عملياتهم‬ ‫موجعة‪ ،‬لقد اشتبكوا مرات عدة مع أرتال من‪ ‬مجنزات الصرب‬ ‫اجملرمني و‪ ‬كانوا في طريقهم لبعض أطراف املدينة حيث أعدوا‬ ‫مقبرة ضخمة لقتلى املس��لمني‪ ،‬لكن استطاعت مجموعة‬ ‫(اجملاهدين) أن يهزموهم و‪ ‬يقتلوهم!!‬ ‫ركز اجملاهدون علي نش��ر الدعوة السلفية النبوية ال احلزبية‬ ‫السياس��ية بني املتطوع�ين اجلدد‪ ،‬و‪ ‬ب َ ُّثوا الدع��اة فى أماكن‬ ‫متفرق��ة من املدين��ة لتوعية الناس و‪ ‬مس��اعدة املنكوبني‪،‬‬ ‫و‪ ‬هك��ذا و مب��رور أقل من ثالثة أش��هر كانت ه��ذه اجملموعة‬ ‫ه��ي اللبنة األول��ي لتكوي��ن جيش ش��رق البوس��نة الذي‬ ‫اس��تطاع أن يحطم مواقع (التش��يتنيك) األمامية و‪ ‬نقاط‬ ‫مراكزهم العس��كرية ال س��يما قرب املنطقة التي حرروها‬ ‫أيضا ً من الصرب الكف��ار‪ ،‬و هي منطقة (زفورنيك)‪ ،‬و هكذا‬ ‫س��قطت أحي��اء و مناطق مدينة (سريبرينيتس��ا) في أيدي‬ ‫املسلمني واحدة تلو األخري‪ ،‬و‪ ‬أخزى اهلل الصرب و أعوانهم‪،‬‬ ‫وع��اد الفارُّون إلي قراهم و مس��اكنهم‪ ،‬و عمرت املس��اجد‬ ‫بأهلها‪ ،‬و‪ ‬بحث كل واحد عن أس��رته أو أمه أو أخيه أو أبيه‪،‬‬ ‫و في الغالب كان هناك عدة عش��رات من ألوف املس��لمني لم‬ ‫يظهروا إلي اآلن؛ ألنهم ‪-‬بالتعبير الش��ائع‪ -‬مفقودون‪ ،‬هكذا!!‬ ‫لكنهم عند اهلل (شهداء) نحسبهم كذلك و‪ ‬اهلل حسيبهم‪،‬‬ ‫و أصب��ح أهل املدينة يفك��رون في غدهم‪ ،‬لكن��ه غد يأملون‬ ‫أن‪ ‬يك��ون عاليا ً باإلس�لام‪ ،‬و ه��ذا هو (حلمه��م)‪ ،‬بل حلم كل‬ ‫مسلم أن يكون غده باإلسالم اخلالص عالياً‪...‬‬ ‫كتبها‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫املعتصم باهلل الشبلي السلفي‬ ‫ ‬

‫‪33‬‬


‫ذخائر المخطوطات‬

‫ننتق��ي لكم فى هذا الباب من كل عدد من اجمللة‬ ‫بيانات عن النفائس املوجودة فى‪:‬‬

‫وحدة اخملطوطات‬ ‫فى دار طابه للدراسات والنشر‪.‬‬

‫للتواصل معنا ملن أراد نسخة من أحد اخملطوطات املعروضه‪،‬‬ ‫عبر بريد القراء‪malmhgh@yahoo.com :‬‬ ‫تقدمي‪ /‬م‪ .‬محمد عبد العظيم‬ ‫رقم اخملطوطة‬ ‫إســم املؤلف‬ ‫إسـم اخملطوط‬ ‫تاريـخ النسخ‬ ‫عـــدد األوراق‬ ‫نـــوع اخلــط‬

‫مكتبة جامعة الرياض‬

‫رقـم النسـخ بالـدار‬

‫‪ 30‬نــوع الـفــن العقيدة مصدر اخملطوط‬ ‫عبد اهلل بن عبد الرحمن أبا بطني‬ ‫ملجُ‬ ‫االنتصار حلزب اهلل املوحدين والرد على ا ادل عن املشركني‪ ،‬ثم جواب على سؤال في الصفحات األربع األخيرة‬ ‫اخلميس – ‪ – 7‬شعبان – ‪ 1276‬هـ‬ ‫إسـم الناسخ حمد بن فارس احلنبلي‬ ‫عــدد األسطر ‪29 - 21‬‬ ‫‪15‬‬ ‫حـال اخملطوط عشوائي الكتابة‪ ،‬فوضوي وغير منظم‪ ،‬ميكن قراءته‬ ‫نسخ رديء‬

‫بداية اخملطوط‬ ‫بس��م اهلل الرحمن الرحيم‪ ،‬وبه نس��تعني‪،‬احلمد هلل نحمده ونستعينه ونس��تغفره ونتوب إليه‪ ،‬ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا وسيئات‬ ‫أعمالنا‪ ،‬من يهده اهلل فال مضل له ومن يضلل فال هادي له‪ ،‬وأشهد أال إله إال اهلل وحده ال شريك له‪ ،‬وأشهد أن محمدا عبده ورسوله‪،‬‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم وعلى آله وسلم تسليما كثيرا‪ ،‬أما بعد‪ :‬فقد قال اهلل ‪-‬تعالى‪( :-‬وما خلقت اجلن واإلنس إال ليعبدون)‪ ،‬فلما أعلمنا‬ ‫اهلل –سبحانه– أمنا خلقنا لعبادته وجب علينا االعتناء مبا خلقنا له علما وعمال‪...‬‬ ‫نهاية اخملطوط‬ ‫‪ ...‬وينبغي أن يُكثر الدعاء مبا رواه مس��لم وغيره عن عائش��ة –رضي اهلل عنها– أن النبي –صلى اهلل عليه وس��لم– كان إذا قام يصلي من‬ ‫الليل يقول‪( :‬اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإس��رافيل‪ ،‬فاطر الس��ماوات واألرض عالم الغيب والشهادة أنت حتكم بني عبادك فيما كانوا‬ ‫فيه يختلفون اهدني ملا اختلف فيه من احلق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم‪.‬‬ ‫رقم اخملطوطة‬ ‫إســم املؤلف‬ ‫إسـم اخملطوط‬ ‫تاريـخ النسخ‬ ‫عـــدد األوراق‬ ‫نـــوع اخلــط‬

‫مكتبة جامعة الرياض‬

‫‪ 26‬نــوع الـفــن العقيدة مصدر اخملطوط‬ ‫حمد بن ناصر بن عثمان بن معمر‬ ‫الرسالة املدنية في بيان العقيدة السن ّية‬ ‫‪ ..... – ..... – ... – .....‬هـ (أواخرالقرن الثالث عشر الهجري تقديرا) إسـم الناسخ‬ ‫عــدد األسطر‬ ‫‪28‬‬ ‫حـال اخملطوط‬ ‫نسخ‬

‫رقـم النسـخ بالـدار‬

‫لم يُذكر‬ ‫‪25 - 23‬‬ ‫مقروء ‪ ،‬مع متزق بعض األوراق بوسطها ‪ ،‬وتآكل األطراف‬

‫بداية اخملطوط‬ ‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ،‬وبه نستعني‪ ،‬وال حول وال قوة إال باهلل‬ ‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعني‪ ،‬ما قولكم ‪-‬أدام اهلل النفع بعلومكم– في آيات‬ ‫الصفات واألحاديث الواردة في ذلك‪ ،‬مثل قوله ‪-‬تعالى‪( :-‬الرحمن على العرش استوى)‪ ،‬وقوله ‪-‬تعالى‪( :-‬يد اهلل فوق أيديهم)‪...‬‬ ‫نهاية اخملطوط‬ ‫‪ ...‬ناقص اآلخر‬

‫‪34‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد الثامن ‪ -‬رمضان ‪ 1433‬هـ‬


‫تابع‪ :‬ذخائر المخطوطات‬

‫رقم اخملطوطة‬ ‫إســم املؤلف‬ ‫إسـم اخملطوط‬ ‫تاريـخ النسخ‬ ‫عـــدد األوراق‬ ‫نـــوع اخلــط‬

‫مكتبة جامعة امللك سعود‬

‫‪ 25‬نــوع الـفــن العقيدة مصدر اخملطوط‬ ‫تقي الدين أحمد بن عبد احلليم بن تيمية‬ ‫البعلبكية‬ ‫‪ ...... – ...... – ... – ......‬هـ ( القرن الثالث عشر الهجري تقديرا ) إسـم الناسخ‬ ‫عــدد األسطر‬ ‫‪20‬‬ ‫حـال اخملطوط‬ ‫نسخ حسن‬

‫رقـم النسـخ بالـدار‬

‫لم يُذكر‬ ‫‪21‬‬ ‫ممتازة‬

‫بداية اخملطوط‬ ‫بس��م اهلل الرحمن الرحيم‪ ،‬وبه نس��تعني‪ ،‬قال الشيخ اإلمام العالم حجة اإلسالم بركة األنام ناصر السنة قامع البدعة تقي الدين أبو‬ ‫العباس أحمد بن عبد احلليم بن عبد السالم بن تيمية احلراني ‪-‬رضي اهلل عنه‪ :-‬فصل في بيان أن القرآن كالم اهلل ليس شيء منه كالما‬ ‫لغيره ال جبريل وال محمد وال غيرهما‪ :‬قال اهلل تعالى‪( :-‬فإذا قرأت القرآن فاستعذ باهلل من الشيطان الرجيم‪ ،‬إنه ليس له سلطان على‬ ‫الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون‪ ،‬إمنا سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون‪...‬‬ ‫نهاية اخملطوط‬ ‫‪ ...‬فإن هذه املواضع مش��كلة‪ ،‬ومن مجازات العقول‪ ،‬ولهذا اضطرب فيها طوائف من أذكياء الناس ّ‬ ‫ونظارهم‪ ،‬واهلل يهدي من يش��اء إلى‬ ‫صراط مستقيم‪ ،‬وهو حسبنا ونعم الوكيل‪ ،‬واحلمد هلل رب العاملني‪ ،‬وصلواته على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪ .‬مت الكتاب‬ ‫رقم اخملطوطة‬ ‫إســم املؤلف‬ ‫إسـم اخملطوط‬ ‫تاريـخ النسخ‬ ‫عـــدد األوراق‬ ‫نـــوع اخلــط‬

‫رقـم النسـخ بالـدار‬ ‫مكتبة جامعة الرياض‬ ‫‪ 24‬نــوع الـفــن العقيدة مصدر اخملطوط‬ ‫أبو القاسم عبد امللك بن عيسى بن درباس ‪ ،‬يليه ‪ :‬أبو احلسن علي بن إسماعيل األشعري الشافعي‬ ‫رسالة ألبي القاسم عبد امللك بن عيسى بن درباس في الذب عن األشعري (في الصفحات الست األولى) ثم كتاب‪ :‬اإلبانة عن أصول الديانة‬ ‫‪ – 22 – ......‬ربيع اآلخر – ‪ 1311‬هـ ( تاريخ مقابلة النسخة ) إسـم الناسخ عبد الرحمن بن محمد سعيد الفارسي‬ ‫عــدد األسطر ‪25 -22‬‬ ‫‪87‬‬ ‫حـال اخملطوط ممتازة‬ ‫رقعة‬

‫بداية اخملطوط‬ ‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ،‬قال السيد أبو احلسن علي بن إسماعيل بن أبي بشر األشعري البصري ‪-‬رحمه اهلل‪ :-‬احلمد هلل الواحد األحد‬ ‫العزيز املاجد‪ ،‬املتفرد بالتوحيد واملتمجد بالتمجيد‪ ،‬الذي ال تبلغه صفات العبيد‪ ،‬وليس له مثيل وال نديد‪ ،‬وهو املبديء واملعيد الفعال ملا‬ ‫يريد‪َّ ،‬‬ ‫جل عن اتخاذ الصاحبة واألبناء واألوالد‪...،‬‬ ‫نهاية اخملطوط‬ ‫‪ ...‬وكل الصحابة أئمة مأمونون غير متهمني في الدين‪ ،‬وقد أثنى اهلل ورسوله على جميعهم وتعبدنا بتوقيرهم وتعظيمهم ومواالتهم‪،‬‬ ‫والتبري ممن انتقص أحدا منهم ‪-‬رضي اهلل عنهم أجمعني‪ ،-‬وقد قلنا في اإلقرار قوال وجيزا‪ ،‬واحلمد هلل أوال وآخرا‪.‬‬ ‫رقم اخملطوطة‬ ‫إســم املؤلف‬ ‫إسـم اخملطوط‬ ‫تاريـخ النسخ‬ ‫عـــدد األوراق‬ ‫نـــوع اخلــط‬

‫العقيدة مصدر اخملطوط‬

‫‪ 23‬نــوع الـفــن‬ ‫حمد بن عتيق‬ ‫إبطال التنديد باختصار شرح التوحيد‬

‫‪ ...... – ...... – ... – ......‬هـ ( القرن الثالث عشر الهجري تقديرا )‬

‫‪14‬‬ ‫نسخ ُمعتاد‬

‫مكتبة جامعة الرياض‬

‫إسـم الناسخ‬ ‫عــدد األسطر‬ ‫حـال اخملطوط‬

‫رقـم النسـخ بالـدار‬

‫لم يُذكر‬ ‫‪24‬‬ ‫جيد‬

‫بداية اخملطوط‬ ‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ،‬رب يسر وأعن يا كرمي‪،‬‬ ‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬وصلى اهلل على محمد وعلى آله وصحبه‪ ،‬هذا تعليق على كتاب التوحيد‪ ،‬تصنيف الشيخ اإلمام محمد بن عبد الوهاب‪،‬‬ ‫أجزل اهلل له الثواب‪ ،‬وأدخله اجلنة بغير حساب‪ ،‬وأكثر مافيه من املنقوالت‪ ،‬وغالب األحاديث املنسوبات‪...،‬‬ ‫نهاية اخملطوط‬ ‫‪ ...‬ناقص اآلخر‬

‫‪35‬‬


‫صحتك‪:‬‬

‫الطعام الصحي في رمضان‬

‫بقلم‪ /‬د‪ .‬شكري محسن‬

‫الطعام الصحي في رمضان‬ ‫عاد رمضان ش��هر اخلي��ر والبرك��ة ومضاعفة االجر‪،‬‬ ‫ومع حلول الش��هر الفضيل تتنوع العادات والتقاليد‬ ‫وبخاصة عادات الطعام وأصنافه‪ ،‬وسنحاول في هذه‬ ‫النشرة تقدمي االرش��ادات والنصائح الغذائية بهدف‬ ‫الوص��ول الي ت��وازن في الطع��ام ولتحافظ��وا على‬ ‫صحتكم خالل الشهر املبارك‪.‬‬ ‫كيف أبدأ افطاري‪ ...‬نصائح طبية جلميع أفراد العائلة‬ ‫• ابدأ افطارك بكوب من املاء لترطيب املعدةثم تناول ‪ 3‬حبات‬ ‫من التمر‪ ،‬حيث يوجد في التمر سكريات سريعة االمتصاص‬ ‫تعوض جسمك عن نقص السكر‪.‬‬ ‫• ثم خذ قس��طا من الراحة (قم ال��ي صالة املغرب) فاملعدة‬ ‫التى لم يدخلها الطعام مدة تزيد عن ‪ 10‬ساعات حتتاج الي‬ ‫هذه الراحة لتستعيد نشاطها‪.‬‬ ‫• بعد ذلك تناول صحن الش��وربة الدافيء قبل البدء بتناول‬ ‫الطعام‪ ،‬فذلك يعوضك عن الس��وائل املفقودة خالل النهار‬ ‫وميدك بالفيتامينات واملعادن‪.‬‬ ‫• وأخيرا تناول الصحن الرئيسي وبكمية معتدلة مثل (االرز)‬ ‫ون��وع من اللحوم (حل��م أحمر‪ ،‬دجاج‪ ،‬س��مك) باالضافة إلى‬ ‫اخلضار املطبوخة‪.‬‬ ‫• صحن الس��لطة يشكل جزء مهم من مائدة اإلفطار ألنه‬ ‫غني باملعادن والفيتامينات واأللياف‪.‬‬ ‫احرص على‬ ‫• تناول املأكوالت التى حتتوي الكثير من األلياف كاخلضار ذات‬ ‫األوراق اخلضراء والفواكه دون تقشيرها‪ ،‬التني واللوز‪.‬‬ ‫• تناول السمك مرة باألسبوع على األقل‪.‬‬ ‫• املوز من الفاكة الغنية بالبوتاسيوم واملغنيزيوم الضروريان‬ ‫لعمل العضالت‪.‬‬ ‫• تن��اول كمية من الس��وائل (‪) 8-6‬أكواب م��ن املاء من فترة‬ ‫اإلفطار حتى السحور‪.‬‬ ‫• عدم املبالغة في تناول العديد من أصناف الطعام وخاصة‬ ‫‪36‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد الثامن ‪ -‬رمضان ‪ 1433‬هـ‬

‫الدسمة أو اإلسراع في تناولها‪.‬‬ ‫• يكفيك نوع واحد من احللويات‪.‬‬ ‫• ال تكثر من تناول املقبالت (كما في املطاعم) أو املقالي‪.‬‬ ‫• ال تكثر من البهارات واس��تخدم القليل من الثوم والبصل‬ ‫والليمون بدال منها‪.‬‬ ‫• ال تش��رب الكوال أو أي س��وائل حتتوي عل��ى الصودا فذلك‬ ‫يعيق الهضم واالمتصاص‪.‬‬ ‫• ال تكثر من تناول الش��اى (ويستحس��ن عدم ش��ربه أثناء‬ ‫األكل) فالشاى والقهوة تزيدان من ادرار البول وضياع احلديد‬ ‫واملعادن‪.‬‬ ‫• ال تضع الكثير من األصناف على مائدة واحدة‪.‬‬ ‫• ال تنسى وجبة السحور‪.‬‬ ‫توازن وجبتى اإلفطار والسحور للصائم‬ ‫• اإلفطـــــــــار‬ ‫طبق السلطة‪:‬‬ ‫ماتيسر أو ماتوفر من املكونات التالية كل على حسب طاقته‪.‬‬ ‫(طماط��م – خي��ار – جزر أصفر – بقدون��س – خس – بصل –‬ ‫فلف��ل أخضر – كرف��س) متد اجلس��م بالفيتامينات وخاصة‬ ‫فيتامني (أ) واألمالح املعدنية‪.‬‬ ‫اخلضــــروات‪:‬‬ ‫االحتياج‪ :‬يحتاج الفرد إلى حوالى ‪200‬جم خضروات‪.‬‬ ‫اخلضروات حتتوى على فيتامينات وأمالح معدنية تتمثل في‪:‬‬ ‫• القرع (البوتاسيوم – الكالسيوم – الفيتامني أ‪،‬ج‪،‬ب املركب)‬ ‫• الكرنب (كالسيوم – فيتامني ج)‬ ‫• قرنبيط (بوتاسيوم – فيتامني ج ‪ ،‬ب املركب)‬ ‫• سبانخ (بوتاسيوم – حديد – كالسيوم – فيتامني أ‪،‬ب‪،‬ج)‬ ‫• البامية (بوتاسيوم – كالسيوم – فيتامني ج ‪ ،‬ب مركب ‪ ،‬أ)‬ ‫اخلالصة‪:‬‬ ‫• تنويع اخلضروات مبدار األيام‪.‬‬ ‫• اخلض��روات غني��ة بالفيتامينات (أ‪،‬ج‪،‬ب املرك��ب) واألمالح‬ ‫(البوتاسيوم‪ ،‬احلديد‪ ،‬الكالسيوم) باإلضافة إلى األلياف‪.‬‬ ‫• تن��اول اخلض��روات يق��ى اجلس��م م��ن اإلصابة بس��رطان‬


‫تابع‪ :‬صحتك‪ :‬الطعام الصحي في رمضان‬

‫القولون واإلمساك‪.‬‬ ‫املــــلـــــح‪:‬‬ ‫احتياج الف��رد منه ‪3‬جم (ث�لاث جرامات) ولكن الدراس��ات‬ ‫أكدت أن اإلنسان العربى يستهلك حوالى ‪ 15‬جم مما يجعلة‬ ‫اكث��ر عرضة لإلصابة بالضغط وأم��راض الكلى والقلب لذا‬ ‫يحتاج االعتدال في تناول امللح‪.‬‬ ‫البروتني‪:‬‬ ‫ميثل البروتني ‪ %10‬من الوجبة األساسية‪.‬‬ ‫القيمة الغذائية للبروتني‪:‬‬ ‫البروتني مهم لبناء أو إنتاج اخلاليا املناعية واألجسام املضادة‪.‬‬ ‫البروتني يرفع ويحسن من كفاءة اجلهاز املناعى حيث أنه يحمل‬ ‫االشارات للخاليا املناعية ويعمل كمهدئ اثناء التوتر العصبى‪.‬‬ ‫مصادر البروتني‪:‬‬ ‫• البروتني احليوانى‪ :‬يتمثل في (اللحوم – الدواجن – األسماك)‪.‬‬ ‫• البروت�ين النباتى‪ :‬ف��ي حالة خلو الوجبة م��ن أحد مصادر‬ ‫البروت�ين احليوان��ى ف��ان البروت�ين النبات��ى ال��ذى يتمثل في‬ ‫البقوليات (‪ )%35- 30‬يسد احتياج الصائم من البروتني الذى‬ ‫ميثل ‪ %10‬من أساس الوجبة‪.‬‬ ‫تتمثل البقوليات في‪:‬‬ ‫‪ .1‬الفاصولي��ا اجلافة‪ :‬الفاصوليا غنية باألمالح املعدنية مثل‬ ‫(البوتاسيوم والكالسيوم) والفيتامينات مثل (أ‪،‬ب مركب ‪ ،‬جـ)‪.‬‬ ‫‪ .2‬البازالء (البس��لة)‪ :‬غنية بالبوتاسيوم واحلديد والفسفور‬ ‫وفيتامني ب مركب‪.‬‬ ‫‪ .3‬اللوبيا‪.‬‬ ‫‪ .4‬العدس‪.‬‬ ‫• البقوليات مصدر أساس��ى للبروتني الالزم لبناء األنسجة‬ ‫ومص��در للطاق��ة غني��ة باألم�لاح (البوتاس��يوم واحلدي��د‬ ‫والفسفور)‪.‬‬ ‫• والفيتامينات ( ب مركب ‪ ،‬جـ ‪ ،‬أ )‪.‬‬ ‫• احتياج الفرد حوالي ‪ 150‬جم بقوليات‪.‬‬ ‫• يجب تنويع البقوليات على مدار االيام‪.‬‬ ‫الكربوهيدرات‪:‬‬ ‫• السكريات والنشويات متثل ‪ %60‬من الوجبة األساسية‪.‬‬

‫• ( اجم = ‪ 4‬سعرات حرارية )‬ ‫تتمثل في‪:‬‬ ‫اخلبز يفضل اخلبز البلدي أو األس��مر ألنه غنى بفيتامني ب‪،1‬‬ ‫ب‪ 2‬واأللياف‪.‬‬ ‫• مصدر غنى بالنشويات (‪)%50‬‬ ‫• مصدر للطاقة واألمالح املعدنية‪.‬‬ ‫االحتياج‪:‬‬ ‫يتوق��ف على عم��ر واحلالة الصحية والبدني��ة – رغيف خبز‬ ‫(‪ 140 – 100‬جم ) عدد ( ‪.)2-1‬‬ ‫األرز واملكرونة‪:‬‬ ‫• حتتوى على ‪ %80‬كربوهيدرات‪.‬‬ ‫• احتياج الفرد التقريبى ‪ 200‬جم والتى حتتوى على ‪ 160‬جم نشا‪.‬‬ ‫البطاطس‪:‬‬ ‫حتل مح��ل االرز واملكرون��ة فهى مصدر للنش��ويات وحتتوى‬ ‫عل��ى أمالح معدنية مثل الكالس��يوم والفس��فور واحلديد‬ ‫والفيتامينات أ ‪ ،‬ب ‪ ،‬جـ‪.‬‬ ‫الدهون‪:‬‬ ‫• وهى متثل ‪ %30‬من الوجبة األسالسية‪.‬‬ ‫• اضافة الزيوت والدهون أثناء الطهى واعداد املائدة وان كان‬ ‫هناك دافع الضافة سلطة مايونيز في حدود ‪ 15‬جم‪.‬‬ ‫• الزي��وت حتتوى على أحماض دهنية غير مش��بعة ونس��بة‬ ‫ضئيلة من الكوليسترول‪.‬‬ ‫الفواكة‪:‬‬ ‫• تناول الفواكه أما على هيئة ثمرات أو عصائر‪.‬‬ ‫تتمثل في‪( :‬اجلوافة – البرتقال – اليوسفى – التفاح)‬ ‫• حتت��وى الفواك��ة على س��كريات س��ريعة الهضم وغنية‬ ‫بالفيتامينات ( أ‪،‬ب‪،‬جـ) واألمالح املعدنية‬ ‫(الكالسيوم – البوتاسيوم – الفسفور – احلديد)‪.‬‬ ‫احللويات‪:‬‬ ‫• يجب عدم اإلفراط في تناولها ومراعاة كمية الكربوهيدرات‬ ‫التى يتناولها الصائم‪.‬‬ ‫• ينص��ح بتناولها بع��د صالة العش��اء أو التراويح لتنظيم‬ ‫عمليتي الهضم – االمتصاص‪.‬‬ ‫‪37‬‬


‫تابع‪ :‬صحتك‪ :‬الطعام الصحي في رمضان‬

‫• وجبة السحور‬ ‫(تسحروا فإن في السحور بركة) صدق رسول اهلل‪.j ‬‬ ‫• ينبغي على الصائم االعتدال في تناول وجبة السحور‪.‬‬ ‫• تناول وجبة الس��حورمن مأكوالت كل على حسب طاقتة‬ ‫فمن بني هذه املأكوالت‪:‬‬ ‫اخلبز األسمر‪:‬‬ ‫ذك��ر من قبل أن اخلبز األس��مر أفضل من اخلب��ز األبيض من‬ ‫حيث القيمة الغذائية وسهولة الهضم‪.‬‬ ‫اجلنب‪:‬‬ ‫طب��ق اجل�بن باخليار ه��ذه الوجبة متت��از بس��هولة الهضم‬ ‫واالمتص��اص‪ ،‬الحتواء اخليار على أنزمي��ات حتقق هذا الهدف‬ ‫باإلضاف��ة إلى أن هذه الوجبة تعمل على تفادى الصائم من‬ ‫تكوين احلصوات بالكلى واملثانة نظرا الحتوائها على نسبة‬ ‫عالية من الكالسيوم‪.‬‬ ‫البيض‪:‬‬ ‫القيمة الغذائية للبيض‪:‬‬ ‫• يحت��وى البيضة على املاء (‪ – )%74‬البروتني (‪ – )%13‬الدهون‬ ‫(‪ – )%12‬الكربوهيدرات واألمالح املعدنية والفيتامينات (‪.)%1‬‬ ‫• يحت��وى البي��ض على ارجينني يعمل كمه��دىء ويرفع من‬ ‫الكف��اءة والكولني الذى يقوى ذاك��رة الطفل وعنصر الزنك‬ ‫املهم ملنع املشيب عند األطفال‪.‬‬ ‫• ونك��رر انة س��لق البيض م��ن ( ‪ 15-10‬دقيقة ) ويحس��ب‬ ‫الزمن من بداية غليان املاء‪.‬‬ ‫الفول املدمس بالليمون‪:‬‬ ‫• يحت��وى الفول املدمس على نس��بة عالية من البروتني وأن‬ ‫إضافة الطحينة إلية تعظم من قيمته الغذائية‪.‬‬ ‫• أكدت الدراسات العلمية أن عصير الليمون يعد خط الدفاع‬ ‫ضد اإلصابة بسرطان الكبد حيث أنة يثبط السموم الفطرية‬ ‫وميد اجلسم بفيتامني ج املهم لتقوية اجلهاز املناعى‪.‬‬ ‫اخلضروات‪ :‬مت ذكرها‬ ‫الزبادى‪:‬‬ ‫املداومة على تناول الزبادى فى السحور ‪ ---‬ملاذا؟‬ ‫‪38‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد الثامن ‪ -‬رمضان ‪ 1433‬هـ‬

‫القيمة الغذائية والبيولوجيية للزبادى‪:‬‬ ‫• سهل الهضم واالمتصاص‬ ‫• س��هولة هضمة وامتصاصة وخاص��ة للذين يعانون من‬ ‫اضطرابات هضمية نتيجة شربهم اللنب احلليب‪.‬‬ ‫• احتواء الزبادى على فيتامني (د) وسكر الالكتوز يحسن من‬ ‫امتصاص الكالسيوم‬ ‫• مع��دل هض��م وامتصاص بروتني الزب��ادى يتفوق عنة في‬ ‫اللنب احلليب‪.‬‬ ‫مثبط للبكتريا الضارة باجلسم ‪ ---‬ملاذا؟‬ ‫• يحول الوس��ط املعوى إلى وس��ط حامض��ى الغير مالئم‬ ‫للبكتريا الضارة‬ ‫ذو خاصية بيولوجية ضد البكتريا الضارة ‪ ---‬ملاذا؟‬ ‫ينت��ج ب��ادىء الزبادي ‪ 5‬مض��ادات حيوية تكس��بة اخلاصية‬ ‫البيولوجية ضد البكتريا الضارة منها التيسني (‪.)NICIN‬‬ ‫• خافض للكولسترول‬ ‫• يحت��وى الزب��ادي عل��ى ب��ادىء يس��مى الكتوباس��يلس‬ ‫اسيدوفلس (‪)acidophilus Lactobacillus‬‬ ‫• أثبت��ت التج��ارب الت��ي أجريت عل��ى األرانب املغ��ذاة على‬ ‫الزبادى بانخفاض مس��توى الكوليس��ترون في الدم مقارنة‬ ‫باألرانب التى ال تتغذى عليها‪.‬‬ ‫• مقاوم للكساح وهشاشة العظام وسقوط األسنان‪.‬‬ ‫• خافض لتكوين حصوات الكلى واملسالك‪.‬‬ ‫التثقيف الصحى‬ ‫‪ .1‬العناية بنظافة االيدى قبل وبعد االفطار‪.‬‬ ‫‪ .2‬عدم اإلفراط في تناول امللح‪.‬‬ ‫‪ .3‬تنويع الغذاء لالس��تفادة من جمي��ع العناصر الغذائية‪،‬‬ ‫والتوس��ط ف��ي تناوله وعل��ى فت��رات‪ ،‬لتنظي��م عمليتى‬ ‫الهضم واالمتصاص‪.‬‬ ‫‪ .4‬العناي��ة ينق��ع أو على البقوليات في امل��اء ثم تصفيتها‬ ‫إلزال��ة املواد املس��ببة للغازات ف��ي األمعاء وامل��واد املثبطة‬ ‫المتصاص األمالح املعدنية داخل اجلسم‪.‬‬


‫تابع‪ :‬صحتك‪ :‬الطعام الصحي في رمضان‬

‫‪ .5‬العناية بغس��ل الفواكه واخلضروات باملاء النظيف وإزالة‬ ‫قشورها ثم اعادة غسلها حيث أشارت ان ‪ %90‬من املبيدات‬ ‫احلش��رية واملعادن الثقيلة والس��موم الفطرية تتركز على‬ ‫قشر او قشور التفاح والبطاطس‪.‬‬ ‫‪ .6‬عدم تناول البطاطس اخلضراء ألنها حتتوى على مواد سامة‪.‬‬ ‫‪ .7‬جتنب تناول اخلبز العفن‪.‬‬ ‫‪ .8‬عند فتح املعلب��ات وخاصة معلبات الفواكه واخلضروات‬ ‫يجب مراعاة س��رعة استهالكها فور الفتح ألن تركها يزيد‬ ‫من انتقال املعادن الثقيلة للغذاء‪.‬‬ ‫‪ .9‬عدم اإلفراط في تناول األغذية املقلية حيث اسفرت نتائج‬ ‫احدى الدراسات ان كل ‪ 100‬جم بطاطس مقلية حتتوى على‬ ‫‪ 40‬جم دهون متثل ‪. %40‬‬ ‫‪ .10‬نق��ع اخلض��راوات في املاء امل��زود باخلل مل��دة ‪ 10-5‬دقائق‬ ‫ثم غسلها باملاء اجلاري ‪ -----‬ملاذا؟‬ ‫• تواجد وس��ط حمضي يساعد على إزالة الطبقة الصمغية‬ ‫الالصقةللطفيلياتأواستخداممحلولبرمنجناتالبوتاسيوم‬ ‫حت��ى تصـ��ل إلى اللــ��ون البنفس��جي مل��دة ‪ 15-10‬دقيقة‪،‬‬ ‫أو نق��ع اخلض��روات م��ع م��اء م��زود بكوبون��ات الصودي��وم‬ ‫(الكربوناتو) بهدف خفض معدل امللوثات (متبقيات املبيدات‬ ‫احلشرية) الضارة بصحة اإلنسان‪.‬‬

‫* أعاني من عسر الهضم والغازات بعد اإلفطار‪ ،‬فماذا أفعل؟‬ ‫إشرب كثير من املاء وجتنب املأكوالت املقلية واإلسراف في األكل‪.‬‬ ‫* أعاني من احلرقة بعد اإلفطار‪ ،‬فماذا أفعل؟‬ ‫ال تس��رف في األكل أو متزج كميات كبيرة من الطعام‪ .‬جتنب‬ ‫املأكوالت املقلية واألطعمة األخرى التي تس��بب لك احلرقة‬ ‫املأك��والت احلارة والقه��وة والصلصة البن��درة‪ .‬هناك أدوية‬ ‫لعالج احلرقة‪.‬‬ ‫* أعاني من اإلمساك خالل شهر رمضان‪ .‬فماذا أفعل؟‬ ‫عليك ش��رب املزيد من املاء وتناول النخالة والقمح األسمر‬ ‫واملزيد من اخلضار والفاكهة‪.‬‬ ‫* أعاني من تشنجات عضلية مفاجئة‪ ،‬فماذا أفعل؟‬ ‫قد تعاني من فقدان املعادن‪ .‬تناول املأكوالت الغنية باملعادن‬ ‫كاخلض��ار والفاكهة ومش��تقات احللي��ب واللح��وم‪ .‬تناول‬ ‫فيتامينات متعددة إذا أمكن‪.‬‬ ‫املراجع‪-:‬‬ ‫• البيئــة واألمـــان الصحــى لألســرة خالل شهر رمضان‬ ‫إعداد‪ :‬أ‪.‬د‪ /.‬محمد الشربينى أستاذ الرقابة الصحية على األغذية وكيل كلية الطب البيطرى‬ ‫لشئون خدمة اجملتمع وتنمية البيئة‪.‬‬ ‫• احلفاظ على جسمك في رمضان كيفية‬ ‫• الطعام الصحي في رمضان‬

‫أسئلة شائعة‬ ‫سوف جتد أدناه بعض األسئلة الشائعة التي يسألها األشخاص‬ ‫املصابون مبشاكل متعلقة باألكل خالل شهر رمضان‪.‬‬ ‫* أشعر بالدوار والتعب بعد الظهر فماذا أفعل؟‬ ‫إش��رب املزيد من املاء في فترة السحور وإبق في أماكن باردة‬ ‫وتناول املزيد من األمالح املعدنية‪.‬‬ ‫* أعاني من الصداع أثناء الصوم‪ ،‬فماذا أفعل؟‬ ‫الصداع س��ببه تخفيف الكافي�ين أو التوقف عن التدخني‬ ‫عل��ى األرج��ح‪ .‬كما قد يكون س��ببه قلة الن��وم‪ .‬خفف من‬ ‫إس��تهالك الكافيني والتدخني ومن س��بع إلى ثمان س��اعات‬ ‫على األقل في اليوم‪.‬‬ ‫‪39‬‬


‫واحــة الــمــحــجــة‬

‫إعداد‪ /‬أ‪ .‬محمود الصاوي‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‪...‬‬ ‫احلم��د هلل وحده والصالة والس�لام علي من ال نبي‬ ‫بعده وبع��د‪ ...‬فهذه فوائد لطيف��ة وجمل خفيفة‬ ‫نقدمها إلخوانن��ا القراء في هذا الع��دد اجلديد من‬ ‫مجلتنا الغ��راء من خالل باب (واح��ة األدب) نأتي به‬ ‫وص�لا لقصدنا من هذه اجملل��ة ثم هو إجمام لنفس‬ ‫الق��ارئ وترويح ل��ه من كد ما يجد ف��ي حياته ومن‬ ‫ج��د ما يقرأ في هذه اجمللة ب��ل وفي أحداثه اليومية‬ ‫وذلك من خالل جملة من املواقف واألخبار والطرائف‬ ‫واآلثار التي نوردها في هذا الباب اللطيف أسأل اهلل‬ ‫عز وجل أن ينفع به الكاتب والقارئ‪.‬‬

‫ثم مل��ا كان هذاالع��دد قد‬ ‫خ‬ ‫ص‬ ‫ص‬ ‫ناه‬ ‫ل‬ ‫رم‬ ‫ض��‬ ‫ان‬ ‫أح‬ ‫بب‬ ‫ت‬ ‫أن‬ ‫أورد به��ذا الصدد جملة م‬ ‫��ن األخبار واملواقف التي تخص‬ ‫هذه املناس��بة الكرمية فت‬ ‫عا‬ ‫لوا‬ ‫بنا‬ ‫ن‬ ‫ط‬ ‫وف‬ ‫في‬ ‫ه‬ ‫ذه‬ ‫ا‬ ‫لوا‬ ‫حة‬ ‫الغناء لنقطف بع‬ ‫ض ثمارها ونأنس بعبق رحيقها‪.‬‬ ‫اخليط األبيض واخليط األسود‬ ‫ع��ن ع��دي بن حامت رض��ي اهلل عنه ق��ال ملا نزلت ه��ذه االية‬ ‫اخليط األَس��ود) أخذت‬ ‫ض ِم َن‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫بي ُ‬ ‫(حتَّى ي َ َت َب�َّي�نَّ َ َلك ُ​ُم اخليط األ َ َ‬ ‫عقاال ً (حبال) أبيض وعقاال ً اس��ود فوضعتهما حتت وس��ادتي‬ ‫فنظرت فلم أتبني فذكرت ذلك للرس��ول ‪ j ‬فضحك فقال‬ ‫(إن وسادك لعريض طويل وإمنا هو سواد الليل وبياض النهار)‬ ‫صوموا لرؤيته‬ ‫جاء رجل إلى القاضي حسني وهو من فقهاء الشافعية فقال‬ ‫له‪ :‬لقد رأيت النبي‪ j ‬في املنام فقال لي إن الليلة أول يوم من‬ ‫رمضان فقال له إن الذي تزعم أنك رأيته في املنام رآه الصحابة‬ ‫في اليقظة وقال لهم (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته)‪.‬‬ ‫‪40‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد الثامن ‪ -‬رمضان ‪ 1433‬هـ‬

‫رمضان و أشعب‬ ‫كان أش��عب أش��د الناس طمعاً‪ ،‬وكان شرها ً مبطنا ً فدخل‬ ‫على أحد الوالة في أول يوم من رمضان يطلب اإلفطار وجاءت‬ ‫املائدة وعليها جدي‪ ،‬فأمعن فيه أشعب حتى ضاق الوالي وأراد‬ ‫االنتقام من ذلك الطامع الشره فقال له‪ :‬اسمع يا أشعب إن‬ ‫أهل الس��جن سألوني أن أرس��ل إليهم من يصلي بهم في‬ ‫ش��هر رمضان‪ ،‬فأمضي إليهم وصل به��م‪ ،‬أغنم الثواب في‬ ‫هذا الشهر‪ .‬فقال أش��عب وقد فطن إلى غرض الوالي منه‪:‬‬ ‫أيهاالواليلوأعفيتنيمنهذانظيرأنأحلفلكبالطالقوالعتاق‬ ‫إني ال أكل حلم اجلدي ما عشت أبدا ًفضحك الوالي وأعفاه‪.‬‬ ‫احلجاج وأعرابي صائم‬ ‫خرج احلجاج ذات ي��وم قائظ فأحضر له الغذاء فقال‪ :‬اطلبوا‬ ‫أعرابيا‪ ،‬فأتوا به فدار‬ ‫من يتغذى معنا‪ ،‬فطلبوا‪ ،‬فلم يجدوا إال‬ ‫ًّ‬ ‫بني احلجاج واألعرابي هذا احلوار‪:‬‬ ‫احلجاج‪ :‬هلم أيها األعرابي لنتناول طعام الغذاء‪.‬‬ ‫األعرابي‪ :‬قد دعاني من هو أكرم منك فأجبته‪.‬‬ ‫احلجاج‪ :‬من هو؟‬ ‫األعرابي‪ :‬اهلل تبارك وتعالى دعاني إلى الصيام فأنا صائم‪.‬‬ ‫تصوم في مثل هذا اليوم على حره‪.‬‬ ‫احلجاج‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫األعرابي‪ :‬صمت ليوم أشد منه حرًا‪.‬‬ ‫احلجاج‪ :‬أفطر اليوم وصم غ ًدا‪.‬‬ ‫األعرابي‪ :‬أو َ يضمن األمير أن أعيش إلى الغد‪.‬‬ ‫احلجاج‪ :‬ليس ذلك إليَّ‪ ،‬فعلم ذلك عند اهلل‪.‬‬ ‫األعرابي‪ :‬فكيف تسألني عاجال ً بآجل ليس إليه من سبيل‪.‬‬ ‫احلجاج‪ :‬إنه طعام طيب‪.‬‬ ‫األعرابي‪ :‬واهلل ما طيبه خبازك وطباخك ولكن طيبته العافية‪.‬‬ ‫احلجاج‪ :‬باهلل ما رأيت مثل هذا‪ ..‬جزاك اهلل خيرًا أيها األعرابي‪،‬‬ ‫وأمر له بجائزة‪.‬‬ ‫البخالء والصوم‬ ‫دخل ش��اعر على رجل بخي��ل فامتقع وج��ه البخيل وظهر‬ ‫عليه القلق واالضطراب‪ ،‬ووضع في نفس��ه إن أكل الش��اعر‬ ‫م��ن طعامه فإنه س��يهجوه‪ ..‬غير أن الش��اعر انتبه إلى ما‬ ‫أص��اب الرجل فترفق بحاله ولم يطعم من طعامه‪ ..‬ومضى‬ ‫عنه وهو يقول‪:‬‬ ‫تـغيـر إذ دخـلـت عليــه حتى‬ ‫ ‬ ‫فطنت‪ ..‬فقلت في عرض املقال‬ ‫ ‬ ‫علـيَّ اليــوم نــذر مـن صيـام‬ ‫ ‬ ‫فأشــرق وجهــه مثـل الهالل‬ ‫ ‬


‫تابع‪ :‬واحــة الــمــحــجــة‬

‫أحوال السلف في رمضان‬ ‫عرف الس��لف الصالح قيمة هذا املوس��م املبارك فشمروا‬ ‫فيه عن ساعد اجلد واجتهدوا في العمل الصالح طمعا ً في‬ ‫مرض��اة اهلل ورجاء في حتصيل ثوابه‪ ،‬فق��د ثبت أنهم كانوا‬ ‫يدعون اهلل ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ثم يدعونه ستة‬ ‫أشهر أن يتقبل منهم‪.‬‬ ‫وقال عبدالعزيز بن أب��ي داود‪ :‬أدركتهم يجتهدون في العمل‬ ‫الصالح فإذا فعلوه وقع عليهم الهم‪ :‬أيقبل منهم أم ال؟‬ ‫فتع��ال أخي الكرمي نس��تعرض بع��ض أحوال الس��لف في‬ ‫همته��م وعزميته��م وج ّدهم في‬ ‫رمضــ��ان وكيف كان��ت ّ‬ ‫العبــادة لنلح��ق بذلك الركــب ونكون م��ن عرف حق ّ هذا‬ ‫وشمــر‪.‬‬ ‫الشهــر فعمل له‬ ‫ّ‬ ‫أوال ً‪ :‬حالهم مع قراءة القرآن‬ ‫ق��ال ابن رجب‪ :‬وفي حديث فاطمة رضي اهلل عنها عن أبيها‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم أنه أخبرها‪ « :‬أ ّن جبريل عليه السالم‬ ‫كان يعارضه القرآن كل ع��ام مرةً وأنّه عارضه في عام وفاته‬ ‫مرتني» متفق عليه‪ ،‬وفي حديث ابن عباس «أ ّن املدارسة بينه‬ ‫وبني جبريل كانت ليال ً» متفق عليه‪.‬‬ ‫فدل على اس��تحباب اإلكثار م��ن التالوة في رمضان ليال ً فإ ّن‬ ‫الليل تنقطع فيه الش��واغل‪ ،‬وجتتمع في��ه الهمم‪ ،‬ويتواطأ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫التدبر كما قال تعالى‪(:‬إِن ناش َِئة‬ ‫فيه القلب واللس��ان‬ ‫على اً‬ ‫يَّ ۡ َ َ َ ُّ َ ۡ ٗ َ َ ۡ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫رمضان َله‬ ‫طا وأقوم قِيل ‪)6‬المزمل‪،‬‬ ‫ٱل ِل يِه أش��د و ‍ٔ‬ ‫وش��هر َ لذَّ ٓ ُ‬ ‫َ ُۡ َ​َ َ‬ ‫نزل‬ ‫خصوصية بالقرآن كما قال تعالى‪( :‬ش��هر رم‬ ‫ضان ٱ ِي أ ِ‬ ‫ۡ ُ ۡ َ ُ ُ ٗ ّ َّ َ َ ّ َ ٰ ّ َ ۡ ُ َ ٰ َ ۡ ُ ۡ َ‬ ‫فِيهِ ٱلقرءان هدى ل ِلن ِ‬ ‫ان‪)185 ...‬ابلقرة‬ ‫ت مِن ٱلهدى وٱلفرق ِ ۚ‬ ‫اس وبيِن ٖ‬ ‫لطائف املعارف ص‪.315‬‬ ‫ولهذا حرص السلف رحمهم اهلل على اإلكثار من تالوة القرآن‬ ‫في شهر رمضان بني ذلك في سير أعالم النبالء فمن ذلك‪:‬‬ ‫* كان األسود بن يزيد يختم القرآن في رمضان في كل ليلتني‪،‬‬ ‫وكان ين��ام بني املغرب والعش��اء‪ ،‬وكان يختم القرآن في غير‬ ‫ليال‪.‬‬ ‫رمضان في كل ست ٍ‬ ‫* كان مالك بن أنس إذا دخل رمضان يفر من احلديث ومجالسة‬ ‫أهل العلم ويقبل على تالوة القرآن من املصحف‪.‬‬ ‫* كان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العباد وأقبل‬ ‫على قراءة القرآن‪.‬‬ ‫* كان سعيد بن جبير يختم القرآن في كل ليلتني‪.‬‬ ‫* كان زبي��د اليامي‪ :‬إذا حضر رمضان أحضر املصحف وجمع‬ ‫إليه أصحابه‪.‬‬ ‫ث�لاث‪ ،‬وختم في‬ ‫* كان الولي��د بن عب��د امللك يختم في كل‬ ‫ٍ‬ ‫رمضان سبع عشرة ختمه‪.‬‬

‫* قال أبي عوانة‪ :‬شهدت قتادة يدرس القرآن في رمضان‪.‬‬ ‫* كان قتادة يختم القرآن في سبع‪ ،‬وإذا جاء رمضان ختم في‬ ‫ثالث‪ ،‬فإذا جاء العشر ختم كل ليل ٍة‪.‬‬ ‫كل ٍ‬ ‫* وقال الربيع بن س��ليمان‪ :‬كان الش��افعي يختم القرآن في‬ ‫شهر رمضان ستني ختمة وفي كل شهر ثالثني ختمة‪.‬‬ ‫* كان وكي��ع بن اجلراح يقرأ في رمض��ان في الليل ختم ًة وثلثاً‪،‬‬ ‫ويصلي ثنتي عشرة من الضحى‪ ،‬ويصلي من الظهر إلى العصر‪.‬‬ ‫* كان محمد بن إسماعيل البخاري يختم في رمضان في النهار‬ ‫ليال بختمة‪.‬‬ ‫كل يوم ختمة‪ ،‬ويقوم بعد التراويح كل ثالث ٍ‬ ‫* وقال القاسم بن علي يصف أباه ابن عساكر صاحب (تاريخ‬ ‫دمش��ق)‪ :‬وكان مواظب��ا ً على ص�لاة اجلماعة وت�لاوة القرآن‪،‬‬ ‫يختم كل جمعة أو يختم في رمضان كل يوم‪ ،‬ويعتكف في‬ ‫املنارة الشرقية‪.‬‬ ‫فــائـــــدة‪:‬‬ ‫قال ابن رجب احلنبلي‪ :‬وإمنا ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل‬ ‫م��ن ثالث على املداومة على ذلك فأم��ا في األوقات املفضلة‬ ‫كش��هر رمضان خصوص��ا الليالي التي يطل��ب فيها ليلة‬ ‫الق��در أو ف��ي األماك��ن املفضلة كمكة مل��ن دخلها من غير‬ ‫أهلها فيستحب اإلكثار فيها من تالوة القرآن اغتنام للزمان‬ ‫واملكان وهذا قول أحمد وإس��حاق وغيرهما من األمة وعليه‬ ‫يدل عمل غيرهم‪( .‬لطائف املعارف)‬ ‫ثانيا ً‪ :‬حالهم في قيام الليل‬ ‫ف��إن قي��ام الليل ه��و دأب الصاحل�ين وجتارة املؤمن�ين وعمل‬ ‫الفائزين‪ ،‬فف��ي الليل يخلو املؤمنون بربه��م ويتوجهون إلى‬ ‫خالقه��م وبارئهم فيش��كون إليه أحوالهم ويس��ألونه من‬ ‫فضل��ه فنفوس��هم قائمة بني ي��دي خالقه��ا عاكفة على‬ ‫مناجاة بارئها‪ ،‬تتنس��م من تلك النفحات وتقتبس من أنوار‬ ‫تلك القربات وترغب وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبات‪.‬‬ ‫* قال احلس��ن البصري‪ :‬لم أجد ش��يئا ً من العبادة أش��د من‬ ‫الصالة في جوف الليل‪.‬‬ ‫تضيفت أبا هريرة س��بعا ً فكان هو‬ ‫* وقال أبو عثمان النهدي‪ّ :‬‬ ‫وامرأته وخادمه يقسمون الليل ثالثا ً يصلي هذا ثم يوقظ هذا‪.‬‬ ‫* وكان شداد بن أوس إذا أوى إلى فراشه كأنه حبة على مقلى‬ ‫ثم يقول‪ :‬اللهم إن جهنم ال تدعني أنام فيقوم إلى مصاله‪.‬‬ ‫* وكان ط��اوس يثب من على فراش��ه ثم يتطهر ويس��تقبل‬ ‫القبلة حتى الصباح ويقول‪ :‬طيَّر ذكر جهنم نوم العابدين‪.‬‬ ‫‪41‬‬


‫تابع‪ :‬واحــة الــمــحــجــة‬

‫* عن السائب بن يزيد قال‪ :‬أمر عمر بن اخلطاب رضي اهلل عنه أبَي بن‬

‫ثالثا ً‪ :‬حالهم في اجلود والكرم إذا أقبل شهر رمضان‬

‫كعب ومتيما الداري رضي اهلل عنهما أن يقوما للناس في رمضان‪،‬‬

‫* عن ابن عباس رضي اهلل عنهما قال‪« :‬كان رسول اهلل صلى‬

‫فكان القاريء يقرأ باملئني‪ ،‬حتى كنا نعتمد على العصي من طول‬

‫اهلل عليه وس��لم أج��ود الناس باخلير‪ ،‬وكان أج��ود ما يكون‬

‫القيام‪ ،‬وما كنا ننصرف إال َّفي فروع الفجر‪ .‬أخرجه البيهقي‪.‬‬

‫في شهر رمضان‪ ،‬إ ّن جبريل عليه السالم كان يلقاه في كل‬

‫* وع��ن مال��ك عن عب��د اهلل بن أب��ي بكر قال‪ :‬س��معت أبي‬

‫س��نة في رمضان حتى ينس��لخ فيعرض عليه رس��ول اهلل‬

‫يقول‪ :‬كنا ننصرف في رمضان من القيام فيس��تعجل اخلدم‬

‫صلى اهلل عليه وس��لم القرآن‪ ،‬فإذا لقيه جبريل كان رسول‬

‫بالطعام مخافة الفجر‪ .‬أخرجه مالك في املوطأ‪.‬‬

‫اهلل صلى اهلل عليه وس��لم أجود باخلير من الريح املرسلة»‬

‫* وعن أبي عثمان النهدي قال‪ :‬أمر عمر بثالثة قراء يقرؤون في‬

‫متفق عليه‪.‬‬

‫رمضان‪ ،‬فأمر أسرعهم أن يقرأ بثالثني آية‪ ،‬وأمر أوسطهم أن‬

‫* ق��ال املهلب‪ :‬وفيه برك��ة أعمال اخلي��ر‪ ،‬وأن بعضها يفتح‬

‫يقرأ بخمس وعش��رين‪ ،‬وأمر أدناهم أن يقرأ بعشرين‪ .‬أخرجه‬

‫بعضا ً ويعني على بعض أال ترى أن بركة الصيام ولقاء جبريل‬

‫عبد الرزاق في املصنف‪.‬‬

‫وعرض��ه الق��رآن عليه زاد في ج��ود النبي صل��ى اهلل عليه‬

‫* وع��ن داود بن احلص�ين عن عبد الرحمن ب��ن ُهرْمز قال‪ :‬كان‬

‫وسلم وصدقته حتى كان أجود من الريح املرسلة‪.‬‬

‫القراء يقومون بس��ورة البقرة ف��ي ثمان ركعات‪ ،‬فإذا قام بها‬

‫* وق��ال الزين ب��ن املنير‪ :‬أي فيع��م خيــره وبــ��ره من هــو‬

‫القراء في اثنتي عشرة ركعة رأى الناس أنه قد خفف عنهم‪.‬‬

‫بصف��ة الفق��ر واحلاجة‪ ،‬ومن ه��و بصفة الغن��ى والكفاية‬

‫أخرجه البيهقي‪.‬‬

‫أكثر مما يع��م الغيث الناش��ــئة عـن الريــح املرس��لـــة‬

‫* وقال نافع‪ :‬كان ابن عمر رضي اهلل عنهما يقوم في بيته في‬

‫صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬

‫ش��هر رمضان‪ ،‬فإذا انصرف الناس من املسجد أخذ إداوةً من‬

‫* وق��ال اب��ن رج��ب‪ :‬قال الش��افعي رض��ي اهلل عن��ه‪ :‬أحب‬

‫ما ٍء ثم يخرج إلى مسجد رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬

‫للرج��ل الزيادة باجلود في ش��هر رمضان اقتدا ًء برس��ول اهلل‬

‫* وعن نافع بن عمر بن عبد اهلل قال‪ :‬سمعت ابن أبي ملكية‬

‫بالصوم والصالة عن مكاسبهم‪.‬‬ ‫ولتشاغل كثي ٍر منهم‬ ‫َّ‬

‫ثم ال يخرج منه حتى يصلي فيه الصبح‪ .‬أخرجه البيهقي‪.‬‬ ‫يقول‪ :‬كنت أقوم بالناس في ش��هر رمضان فأقرأ في الركعة‬ ‫احلمد هلل فاطر ونحوها‪ ،‬وما يبلغني أ ّن أحدا ً يس��ثقل ذلك‪.‬‬ ‫أخرجه ابن أبي شيبة‪.‬‬

‫* وع��ن عمران بن ُحدير ق��ال‪ :‬كان أبو مجل��ز يقوم باحلي في‬

‫رمضان يختم في كل سبع‪ .‬أخرجه ابن أبي شيبة‪.‬‬

‫صلى اهلل عليه وس��لم‪ ،‬وحلاجة الناس فيه إلى مصاحلهم‪،‬‬ ‫* كان اب��ن عم��ر رض��ي هلل عنهم��ا يص��وم وال يفط��ر إال َّ‬

‫َّ‬ ‫يتع��ش تلك‬ ‫م��ع املس��اكني‪ ،‬ف��إذا منعه��م أهله عن��ه لم‬ ‫الليل��ة‪ ،‬وكان إذا ج��اءه س��ائل وه��و عل��ى طعام��ه أخ��ذ‬ ‫نصيب��ه م��ن الطعام وق��ام فأعط��اه الس��ائل فيرجع وقد‬ ‫أكــل أهلــه مـــا بقــي فــي اجل ِ ْف َنــــ ِة‪ ،‬فيصبــح صائمـا ً‬

‫* وعن عبد الصمد قال حدثنا أبو األشهب قال‪ :‬كان أبو رجاء‬

‫ولم يأكل شيئاً‪.‬‬

‫يختم بنا في قيام رمضان لكل عشرة أيام‪.‬‬

‫* يقول يونس بن يزيد‪ :‬كان ابن ش��هاب إذا دخل رمضان فإمنا‬

‫* وعن يزيد بن خصفة عن السائب بن يزيد قال‪ :‬كانوا يقومون‬

‫هو تالوة القرآن وإطعام الطعام‪.‬‬

‫على عهد عمر بن اخلطاب في شهر رمضان بعشرين ركعة‪،‬‬

‫يفط��ر في ش��هر رمضان‬ ‫* كان حم��اد ب��ن أب��ي س��ليمان ِّ‬

‫ق��ال‪ :‬وكانوا يقرؤون باملائتني وكان��وا يتوكؤون على عصيهم‬

‫خم��س مائة إنس��ان‪ ،‬وإن��ه كان يعطيهم بع��د العيد لكل‬

‫في عهد عثمان بن عفان من شدة القيام‪ .‬أخرجه البيهقي‪.‬‬

‫واحد مائة درهم‪.‬‬

‫‪42‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد الثامن ‪ -‬رمضان ‪ 1433‬هـ‬


‫تابع‪ :‬واحــة الــمــحــجــة‬

‫رابعا ً‪ :‬التقليل من الطعام‬ ‫* ق��ال إبراهيم بن أبي أيوب‪ :‬كان محمد بن عمرو الغزي يأكل‬

‫* وع��ن جابر بن عب��د اهلل رضي اهلل عنهما ق��ال‪ :‬إذا صمت‬

‫في شهر رمضان أكلتني‪.‬‬

‫فليصم س��معك وبصرك ولس��انك عن الكذب واملآثم ودع‬

‫* وقال أبو العباس هاش��م بن القاس��م‪ :‬كنت عند املهتدي‬

‫أذى اخلادم وليكن عليك وقار وس��كينة يوم صيامك وال جتعل‬

‫عشيَّ ًة في رمضان فقمت ألنصرف فقال‪ :‬اجلس‪ ،‬فجلست‪،‬‬

‫ي��وم فطرك ويوم صيامك س��واء‪ .‬أخرجه ابن أبي ش��يبة في‬

‫الف عليه أرغف ٌة‬ ‫فصل��ى بنا‪ ،‬ودعا بالطعام فأحضر طب��ق َ ِخ ٍ‬

‫وزيت وخلٌّ فدعان��ي إلى األكل فأكلت أكل‬ ‫وآني��ة فيها ٌ‬ ‫ملح ٌ‬

‫كتاب الصيام‪ ،‬باب ما يؤمر به الصائم من قلة الكالم وتوقي‬ ‫الكذب ‪.422/2‬‬

‫م��ن ينتظر الطبيخ فقال‪ :‬ألم تك��ن صائماً؟ قلت‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪:‬‬

‫واستوف فليس هنا غير ما ترى!‪.‬‬ ‫فكل‬ ‫ِ‬

‫أحوال السلف مع الوقت‬

‫خامسا ً‪ :‬حفظ اللسان وقلة الكالم وتوقي الكذب‬

‫* قال احلسن البصري‪:‬‬

‫* عن أبي هريرة رضي اهلل عنه قال‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل‬

‫يا ابن آدم! إمنا أنت أيام إذا ذهب يوم ذهب بعضك‪.‬‬

‫عليه وس��لم‪« :‬من لم يدع قول ال��زور والعمل به فليس هلل‬

‫فأحس��ن إليه‪ ،‬فإنك‬ ‫وق��ال‪ :‬يا ابن آدم! نهارك ضيفك‬ ‫ِ‬

‫حاج ٌة في أن يدع طعامه وشرابه» أخرجه البخاري‪.‬‬

‫إن أحس��نت إليه ارحتل بحمدك‪ ،‬وإن أسأت إليه ارحتل‬

‫قال املهلب‪ :‬وفيه دليل أن ُحكم الصيام اإلمس��اك عن الرفث‬

‫بذ ِّمك‪ ،‬وكذلك ليلتك‪.‬‬

‫وقول الزور كما ميسك عن الطعام والشراب وإن لم ميسك عن‬

‫ذلك فقد تنقَّص صيامه وتعرض لسخط ربه وترك قبوله منه‪.‬‬

‫وق��ال‪ :‬الدنيا ثالثة أيام‪ :‬أم��ا األمس فقد ذهب مبا فيه‬ ‫وأما غدا ً فلعلّك ال تدركه وأما اليوم فلك فاعمل فيه‪.‬‬

‫قال رس��ول اهلل صلى اهلل عليه وس��لم‪« :‬إذا أصبح أحدكم‬ ‫يوم��ا ً صائم��ا ً فال يرفث وال يجه��ل فإن امر ٌؤ ش��امته أو قاتله‬

‫* وقال ابن مسعود‪:‬‬

‫صائم» أخرجه مسلم‪.‬‬ ‫صائم إني‬ ‫فليقل‪ :‬إني‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬

‫ما ندمت على ش��يء ندمي على يوم غربت شمسه‬

‫صائم» يحتمل أن يكون املراد بذلك‬ ‫قال املازري في قوله‪« :‬إني‬ ‫ٌ‬

‫نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي‪.‬‬

‫أن يخاطب نفسه على جهة الزجر لها عن السباب واملشامتة‪.‬‬ ‫* ق��ال عمر ب��ن اخلطاب رض��ي اهلل عنه‪ :‬لي��س الصيام من‬

‫* وقال ابن القيم‪:‬‬

‫الطعام والش��راب وحده ولكنه م��ن الكذب والباطل واللغو‬

‫إضاع��ة الوقت أش��د من امل��وت ألن إضاع��ة الوقت‬

‫واحللف‪ .‬أخرجه ابن أبي شيبة‪.‬‬

‫تقطعك ع��ن اهلل والدار اآلخ��رة واملوت يقطعك عن‬

‫* وع��ن علي ب��ن أبي طالب رض��ي اهلل عنه ق��ال‪ :‬إ ّن الصيام‬

‫الدنيا وأهلها‪.‬‬

‫ليس من الطعام والشراب ولكن من الكذب والباطل واللغو‪.‬‬ ‫أخرجه ابن أبي شيبة‪.‬‬

‫* وقال السري بن املفلس‪:‬‬

‫* وعن طلق بن قيس قال‪ :‬قال أبو ذر رضي اهلل عنه‪ :‬إذا صمت‬

‫فابك على ما ينقص‬ ‫إن اغتممت مبا ينقص من مالك‬ ‫ِ‬

‫فتحفظ ما استطعت‪ * .‬وكان طلق إذا كان يوم صومه دخل‬

‫من عمرك‪.‬‬

‫فلم يخرج إال ّ لصالة‪ .‬أخرجه ابن أبي شيبة‪.‬‬ ‫‪43‬‬


‫باب الفتاوى‬

‫فى هذا الباب جتيب جلنة الفتوى بالهيئة العلمية‬ ‫للبحوث الش��رعية و اإلستراتيجية عن أسئلة‬ ‫قرائنا الكرام الواردة إلينا عبر البريد اإللكتروني‪.‬‬

‫للتواص��ل معنا و إرس��ال س��ؤالك‪ ،‬عب��ر بريد األس��ئلة‬ ‫والفتاوى‪falmhgh@yahoo.com :‬‬

‫عنوان الرسالة‪ :‬مسائل في الصيام (احللقة الثانية)‬ ‫السؤال‪ :‬بلدة ليلها كنهارها‪ ،‬كالبالد اجلليدية؟ كيف يكون صيامهم وصالتهم؟‬ ‫اإلجابة‪ :‬يعتبرون ليل ونهار ومواقيت أقرب بلدة إليهم فيها ليل ونهار منتظم‪ ،‬فإن تعذر ذلك‪ ،‬فاالعتبار بأم القرى مكة‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬ ‫السؤال‪ :‬بلدة نهارها طويل جدا وليلها قصير جدا‪ ،‬ماذا يفعل أهلها؟‬ ‫اإلجابة‪ :‬يصومون حتى غروب الشمس ولو طال اليوم‪.‬‬ ‫السؤال‪ :‬النفساء ينقطع دمها فى رمضان يوما أو يومني ثم يعود مرة ثانية‪ ،‬فماذا تفعل؟‬ ‫اإلجابة‪ :‬إن استطاعت أن متيز هذا الدم الذى نزل بعد يوم أو يومني بأنه‪:‬‬ ‫‪ -1‬من جنس دم النفاس‪.‬‬ ‫‪ -2‬أو هو دم احليض؛ لكون عادتها قبل النفاس كانت هذه األيام‪.‬‬ ‫وصلَّته فى ي��وم أو يومى االنقطاع‬ ‫ف�لا يج��وز لها آنذاك أن تصوم أو تصلى‪ ،‬وت��دع صالتها وصيامها‪ .‬وما صامته َ‬ ‫صحيح‪ .‬أما إذا لم تستطع التمييز‪ ،‬ولم يكن هذا وقت عادتها قبل النفاس‪ ،‬فعليها أن متكث أربعني يوما ألن نهاية‬ ‫األربع�ين ه��ى نهاية النفاس فى أصح قولى أهل العلم‪ ،‬وما زاد عن األربعني م��ن دم ‪ -‬إن لم يكن دم حيض؛ لكون‬ ‫عادتها آنذاك ‪ -‬فيكون استحاضة‪ ،‬تتوضأ لكل صالة وتصلى وتصوم‪ ،‬ويجوز لزوجها أن يجامعها – واهلل أعلم‪.‬‬ ‫السؤال‪ :‬احلائض جتد بعد انقطاع الدم القطرات منه‪ ،‬ماذا تفعل؟‬ ‫اإلجابة‪ :‬إن كان ه��ذا ال��دم من جنس دم احليض‪ ،‬فهذا حيض يج��ب أن تدع الصالة والصيام حتى يزول‪ .‬وإن كان ليس من‬ ‫جنس��ه فهو دم فاسد «اس��تحاضة» فعليها أن تتوضأ لكل صالة‪ ،‬وتصوم‪ .‬أما إذا لم تستطع أن متيزه‪ ،‬فتنظر‬ ‫ما أيام عادتها‪ ،‬فتدع فيها الصالة والصيام‪ ،‬وما زاد عن ذلك فهو استحاضة‪ ،‬حكمه ما سبق‪.‬‬ ‫السؤال‪ :‬ما أحكام صيام احلائض إذا طهرت بعد الفجر؟‬ ‫اإلجابة‪ :‬احلي��ض‪ :‬اس��م يطلق على الدم اخلارج من احلائض ومن النفس��اء‪ ،‬ف��إذا طهرت املرأة من ه��ذا الدم بعد الفجر‬ ‫مباش��رة قبل أن يعم الضياء‪ ،‬فلتتم صومها وصومها صحيح حتى ولو لم تغتسل‪ ،‬أما إذا طهرت بعد الفجر‬ ‫عند انفالق الصبح «انتشار الضياء» أو بعده‪ ،‬فلتصم بقية هذا اليوم‪ ،‬ثم تقضيه يوما آخر بعد رمضان‪.‬‬ ‫‪44‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد الثامن ‪ -‬رمضان ‪ 1433‬هـ‬


‫تابع‪ :‬باب الفتوى‬

‫السؤال‪ :‬حكم من أفطر فى رمضان بجماع زوجته؟‬ ‫اإلجابة‪ :‬فسد صوم هذا اليوم لكن ميسك بقيته‪ ،‬وتلزمه الكفارة؛ وهى صوم شهرين متتابعني فإن لم يستطع فليطعم‬ ‫ستني مسكينا؛ لكل مسكني وجبة مشبعة‪ ،‬فإن لم يقدر تعلقت الكفارة فى ذمته حلني أن يقدر عليها؛ ألنها‬ ‫حق هلل تعالى‪ ،‬فإن دام عجزه سقطت عنه‪ ،‬ويجوز مساعدته مبال الصدقة فى هذه الكفارة‪.‬‬ ‫السؤال‪ :‬ماذا لو أجبر الرجل زوجته على اجلماع فى رمضان؟‬ ‫اإلجابة‪ :‬ص��وم امل��رأة صحيح وليس عليها كفارة‪ ،‬أما الرجل فعليه قضاء هذا الي��وم وكفارة‪ ،‬والكفارة عتق رقبة‪ ،‬وهذا‬ ‫متعسر هذه األيام‪ ،‬فعليه صيام ستني يوما‪ ،‬فإن لم يستطع فإطعام ستني مسكينا؛ حلديث أبى هريرة‪d‬فى‬ ‫الصحيحني «أن رجال أفطر فى رمضان‪ ،‬فأمره رس��ول اهلل‪ j ‬أن يكفر بعتق رقبة‪ ،‬أو صيام ش��هرين متتابعني‪،‬‬ ‫أو‪ ‬إطعام ستني مسكينا‪ ،‬فقال‪ :‬ال أجد‪ ،‬فأتى رسول اهلل‪ j ‬ب ِ َعرَق متر‪ ،‬فقال‪ :‬خذ هذا فتصدق به‪ ،‬فقال يا رسول‬ ‫اهلل‪ :‬ما أجد أحوج منى‪ ،‬فضحك رسول اهلل‪ j ‬حتى بدت أنيابه‪ ،‬ثم قال‪« :‬كله»‪ ...‬احلديث»‪.‬‬ ‫السؤال‪ :‬لو جامع رجل امرأته أكثر من مرة‪ ،‬هل الكفارة تكون مرة واحدة عنها جميعا؟‬ ‫اإلجابة‪ :‬يلزمه الكفارة عن كل مرة جامع فيها زوجته‪ ،‬ولو جامعها الشهر كله‪ ،‬للزمه كفارة عدد أيام الشهر كله ‪ -‬واهلل أعلم‪.‬‬ ‫السؤال‪ :‬الرجل يقبل زوجته ورمبا فعل ما هو أعظم دون اجلماع‪ ،‬هل يجوز هذا فى نهار رمضان؟‬ ‫اإلجابة‪ :‬ال يحرم عليه ذلك‪ ،‬ولو تركه لكان أولى؛ ألنه ال ميلك إربه‪ .‬ومن اضطر إلى شىء من ذلك‪ ،‬ثم أنزل‪ ،‬فسد صيامه‬ ‫هذا اليوم‪ ،‬ولزمه أن يتم صيام اليوم‪ ،‬ثم يصوم يوما آخر بعد رمضان قضا ًء‪.‬‬ ‫السؤال‪ :‬إذا جامع الرجل امرأته فى رمضان وهى صائمة؟‬ ‫اإلجابة‪ :‬يلزم كل منهما الكفارة على قول‪ ،‬وعلى قول هى كفارة واحدة على الرجل‪ ،‬وهو قول الشافعى وداود وغيرهما‬ ‫وهناك أقوال أخر‪ .‬ولعل األحوط القول األول ‪-‬واهلل أعلم‪.-‬‬ ‫السؤال‪ :‬ما حكم من غلبت شهوته فأمذى أو أنزل مبالطفة زوجته؟‬ ‫اإلجابة‪ :‬من أمذى‪ ،‬فصومه صحيح‪ ،‬ويغس��ل موضع املذى ويتوضأ وال ش��ىء عليه‪ .‬أما من أمنى «أنزل» مبالعبة زوجته‬ ‫فسد صوم هذا اليوم‪ ،‬لكن يتم صومه‪ ،‬ويلزمه يوما آخر بعد رمضان‪ .‬وهذا أيضا حكم من استمنى بأى طريقة‬ ‫فأنزل‪ ،‬فسد صومه ويتم صوم هذا اليوم‪ ،‬ويلزمه القضاء بصوم يوم آخر‪.‬‬ ‫السؤال‪ :‬ما حكم صوم احلامل واملرضع؟‬ ‫اإلجابة‪ :‬يصح صومهما‪ ،‬إال إذا خافتا على أنفس��هما أو على وليدهما‪ ،‬وهناك أقوال فى هذه املس��ألة‪ ،‬أيس��رها أنهما‬ ‫تلحقان بالشيخ الكبير واملريض الذى ال يقدر على الصوم‪ ،‬فلكل منهما أن تفطر‪ ،‬وتطعم عن كل يوم مسكينا‬ ‫بقدر وجبة غذائية أو بقدر ‪ 4/3‬ك أرز أو قمح لكل مسكني أو ما يناسب هذا زبيبا أو مترا‪ ،‬وهذا مروى عن ابن عمر‬ ‫وابن عباس وسعيد بن جبير ـ رضى اهلل تعالى عنهم ـ ‪.‬‬ ‫السؤال‪ :‬ما حكم املزاح واللغو والغيبة فى نهار رمضان؟‬ ‫اإلجابة‪ :‬هذا كله من أسباب نقصان األجر‪ ،‬وذهب بعض أهل العلم إلى أن الغيبة تفسد الصيام‪ ،‬فعلى املسلم أن يتقى‬ ‫اهلل تعالى ويتجنب هذه احملاذير‪.‬‬ ‫‪45‬‬


‫تابع‪ :‬باب الفتوى‬

‫السؤال‪ :‬بحكم االختالط هذه األيام فى اجلامعة واألسواق ونحوهما‪ ،‬قد يتكلم الرجل مع املرأة أو ميس يدها وقد يحدث‬ ‫العكس‪ ،‬فما احلكم فى ذلك فى رمضان؟ هل تتوقف اجلامعات وتتعطل التجارات؟‬ ‫اإلجابة‪ :‬هذا من الفس��اد احلاصل بحكم املدنية احلديثة وهى فى احلقيقة مدنية ش��يطانية خبيثة –واهلل املس��تعان–‬ ‫واحلكم أنه إذا كان الكالم من غير ريبة وال قصد للتمتع باحلديث؛ كحال السؤال الضرورى كالسؤال عن الطريق أو‬ ‫املفاوضة التجارية‪ ،‬فال بأس‪ ،‬أما إن كان للتلذذ والتمتع فهذا ال يجوز ال فى رمضان وال فى غيره‪ ،‬وكونه فى رمضان‬ ‫أشد‪ ،‬وكذلك ملس اليد إن كان من غير قصد فال يضر‪ ،‬وإن كان بقصد فال يجوز مطلقا‪ ،‬وكونه فى رمضان أشد‪.‬‬ ‫السؤال‪ :‬حكم مشاهدة التلفاز والفيديو فى رمضان؟‬ ‫اإلجابة‪ :‬مشاهدة املناظر اخلليعة وما فيه فسق أو خروج عن الشرع منقص ألجر الصائم‪ ،‬فرب صائم ليس له من صيامه‬ ‫إال اجلوع والعطش!! وليتق اهلل الصائم أن يضيع وقته فى مثل هذه األمور‪ ،‬فاهلل اهلل يا عباد اهلل!!!‬ ‫السؤال‪ :‬ما حكم قضاء بعض نهار رمضان فى لعب الكرة أو التفرج عليها؟‬ ‫اإلجابة‪ :‬ال جنزم بحرمة ذلك‪ ،‬لكن فيه من تضييع األوقات ما فيه‪ ،‬واملسلم ال ينبغى أن يفوت رمضان دون أن يزداد قربا من اهلل‪،‬‬ ‫وعليه فاالحتراز عن هذه األمور هو األصح‪ .‬واهلل أعلم‪.‬‬ ‫السؤال‪ :‬ما حكم من أخر قضاء رمضان؟‬ ‫اإلجابة‪ :‬م��ن أخ��ر قضاء رمضان إلى رمضان التال��ى لعذر مثل املرض الذى ال يرجى برؤه‪ ،‬فإن��ه يُ َك ِّفر عن كل يوم إطعام‬ ‫مسكني‪ ،‬أما إذا كان إهماال وتفريطا‪ ،‬فإنه –مع اإلثم– يجمع مع القضاء الكفارة‪.‬‬ ‫السؤال‪ :‬ما حكم تأخير قضاء الفائت من رمضان بعد األيام الست من شوال؟‬ ‫اإلجابة‪ :‬صي��ام س��تة أي��ام م��ن ش��وال ال يحص��ل ثوابه��ا إال إذا كان املس��لم قد اس��تكمل صي��ام ش��هر رمضان‪...‬‬ ‫فم��ن كان علي��ه قض��اء م��ن رمض��ان‪ ،‬فإن��ه ال يص��وم س��تة أي��ام م��ن ش��وال إال بع��د قض��اء رمض��ان؛‬ ‫ألن النبى‪ j ‬يقول‪« :‬من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال‪ »...‬احلديث‪.‬‬ ‫السؤال‪ :‬ما قولكم فى الدم الذى يخرج من األس��نان أثناء نهار رمضان هل يجوز بلعه أم يبطل الصيام؟ وإذا كان يبطل‬ ‫الصيام هل يجب التحرى فيما يبلعه الصائم مبعنى هل يجب على الصائم أن يستمر فى البزق حتى ال يدخل‬ ‫ال��دم إلى جوفه علما ب��أن املضمضه التذهبه بل أحيانا تزيده وكذلك كثرة (الب��زق) أفيدونى فقد أصابنى هذا‬ ‫األمر باإلعياء والوسوس��ه (واحلمد هلل على كل حال الى حد أننى اس��تخدم ورقة بيضاء ألتفل فيها ألتاكد من‬ ‫خلو اللعاب من الدم وجزاكم اهلل خيرا وصرف عنى وعنكم كل سوء وأعاننى وإياكم على ذكره وشكره وحسن‬ ‫عبادته امني‪.‬‬ ‫اإلجابة‪ :‬صيامك صحيح ألنك من أصحاب العذر ويحسن بك أال تلتفت ملثل هذا‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫‪46‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد الثامن ‪ -‬رمضان ‪ 1433‬هـ‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.