Majaz5

Page 1

‫‪zelmajaz.net‬‬ ‫العدد الخامس‬ ‫‪4112\7\11‬‬

‫قصائد نثر دراسات نقدية‬ ‫دروب اإلبداع مقاالت قصص‬ ‫روايات ترمجة لقاء العدد‬ ‫كتب الكرتونية‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬

‫فريق العمل ‪:‬‬ ‫محمد طكو‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫سوسن المغربي‬ ‫مدير التحرير‬ ‫ردينة آسيا‬ ‫تدقيق و متابعة‬ ‫عبد المالك أبا تراب‬ ‫مسؤول المغرب العربي‬ ‫ليندا نصار‬ ‫مسؤولة لبنان‬ ‫للتواصل معنا ‪:‬‬ ‫‪www.zelmajaz.net‬‬ ‫‪Info@zelmajaz.net‬‬ ‫‪www.facebook.com/zelmajaz‬‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪2‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬

‫كلمة رئيس التحرير‬ ‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬ ‫ها هو العدد الخامس بين أيديكم وفيه العديد من اإلبداعات والنتاجات‬ ‫الثقافية المميزة والتي نسأل هللا أن تصل إلى مستوى الطموح‬ ‫وقد حاولنا ومازلنا نحاول أن نضيف الكثير من التجديد واألفكار التي‬ ‫تقدم المادة الثقافية بأسلوب جميل‬ ‫تم وضع العدد الرابع بملف‬ ‫‪PDF‬‬ ‫يمكن تصفحه من خالل الموقع على شكل صحيفة‬ ‫وسنحاول أن نكمل على نفس النسق في كل األعداد‬ ‫نسأل هللا أن نستمر بكم ومعكم‬ ‫وهللا ولي التوفيق‬

‫محمد طكو‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪3‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬ ‫إلـى هللا أشـكو – للشاعر عبد الحليم عبد الحليم‬

‫الصدْ ُر‬ ‫إلـــــى هللا أشــــكو” ما‬ ‫يجيش به َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫واألمر‬ ‫الخلق‬ ‫لـ ُه الـحمـــ ُد والـ ُعتبى ‪ ،‬لـه‬ ‫ُ‬ ‫الـضـعيفِ وقُ َّـوتـي‬ ‫وأبـــــرأ ُ مــن حـولـي‬ ‫َّ‬ ‫ست ُر‬ ‫ــو ِل الذي با ُب ُه ال ِّ‬ ‫إلى حصــــن ذي ال َّط ْ‬ ‫الــجـلـيـل وحـــولِــ ِه‬ ‫بـــأنــوار‬ ‫أعـــــو ُذ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـجـلِّلُها الـ ُّطـه ُر‬ ‫الـحـسنى ُي َ‬ ‫وأسـمــــــــائـ ِه ُ‬ ‫ـجة‬ ‫لـيـا َذ الــــــــذي أوفــى عـلـى ظـهـر لُ َّ‬ ‫مــاج بـهـا الـبـح ُر‬ ‫ظــــــلـماء‬ ‫وفـــي لـيـلة‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫عـفـو َك مـركـبا‬ ‫رب مــــــالـي غــيـر‬ ‫فــيـا ُّ‬ ‫ِ‬ ‫هـو الـشــــــ ُّط والـمرسى ‪ ،‬ورحـم ُت َك الـ َبر‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪2‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬

‫خطفا ألم شوارد اللحظات – الشاعرة جود الزمان‬

‫خطفا ألم شوارد اللحظات‬ ‫وأخبيء األحالم عن مرآتي‬ ‫وأشيد قصرا من شواهق أنجمي‬ ‫وأعيد تشكيل المدى بفتاتي‬ ‫أنا أول الالتي خطون على األسى‬ ‫وجعلنه درب القصيد اآلتي‬ ‫يا موكبي في التيه كم سيزفنا‬ ‫وجع الرؤى لمعاقل الخيبات‬ ‫أمضي ويتبعني حنين جارف‬ ‫لمدى من األزهار والضحكات‬ ‫لطفولة األشواق في عمري أنا‬ ‫أعدو وتسبق ‪،،‬دهشتي لوعاتي‬ ‫أنثى من الشرق المحاصر تعتلي‬ ‫سحب القصيدة في الغياب العاتي‬ ‫وتطيح باألصنام تصنع ثورة‬ ‫تمحو اليباب بماطر الصرخات‬ ‫خبأت لأليام ألف قصيدة‬ ‫تحتج ضد الظلم واللعنات‬ ‫ستضيء رغم ظالمكم لن تنحني‬ ‫ستطل وجها خالد القسمات‬ ‫هي أوبة الروح العصية عنوة‬ ‫ستعود تكتب قصتي وحياتي‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪5‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪6‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬

‫محمد الدرة شاعرا‪ //‬جواد يونس‬ ‫**********************‬ ‫شــــعا ُر َخلَّدَها *** ال ال ِّ‬ ‫( ُم َح َّم ُد الد َُّّرةُ) األ ْ‬ ‫ش ْع ُر َخلَّ َد مَنْ بَدْ َر السَّماءِ َعال‬ ‫ياض ال ِّ‬ ‫َك ْم مِنْ َ‬ ‫طاس َوا ْك َت َحال‬ ‫ش ْع ِر َز َّي َنها *** بِ َد ِّم ِه َعبِقَ ا ْلق ِْر‬ ‫ُ‬ ‫شـــــهيد ِر ُ‬ ‫ُي َم ِّج ُد ال ِّ‬ ‫ــــــــع ُر أَ ْطفاال‪َ ،‬فمَنْ لَ ُه ُم *** ُيعي ُد ما ا ْف َت َقدوا‪ ،‬ما َي ْوما ا ْك َت َمال‬ ‫ش‬ ‫ْ‬ ‫س َي ْع ُب ُرهُ *** إِال الَّذي مِنْ دِما ُه ْم َر ُّب ُه َثمِال‬ ‫صـــــبا لَ ْي َ‬ ‫صحوا ِم ْن ُه َغ ْ‬ ‫ُح ْل ٌم َ‬ ‫جدْ َع َمال‬ ‫ال َق ْم َح َك ْي َتأْ ُكل َ األ ْطيا ُر في ُحلُمي *** بِال َّد ِّم ُي ْغ َم ُ‬ ‫س ُخ ْبزي‪ ،‬لَ ْم أَ ِ‬ ‫نازل َ ل ِْألَ ْعـــــــداءِ في َو َطني *** مَكانَ َز ْيتو َنة َك ْم زا َن ِ‬ ‫ت ا ْل َج َبال‬ ‫أَ ْبني ا ْل َم ِ‬ ‫يون َكما َغ ْي ُ‬ ‫سما َه َطال‬ ‫ث ال َّ‬ ‫َن ْز ُ‬ ‫بين ُي َرويها‪َ ،‬ومِنْ َح َزن *** َد ْم ُع ا ْل ُع ِ‬ ‫ف ا ْل َج ِ‬ ‫يا أَ ُّيها ال ُّ‬ ‫فارقَ األ َمال‬ ‫ش َعــــــــرا ُء ا ْل َي ْو َم ال أَ َلقٌ *** لِشِ ْع ِر ُك ْم‪َ ،‬بلْ لِطِ ْفل َ‬ ‫س أَنا *** َو َن ْج ُم ُه في سَماءِ ال ِّ‬ ‫ُم َح َّمــــــ ٌد قال َ ذي األ ْبيا ِ‬ ‫ش ْع ِر ما أَ َفال‬ ‫ت لَ ْي َ‬ ‫ح ال َّ‬ ‫حاج ٌة لي بِها‪َ ،‬ي ْرثو َنني َب َطال‬ ‫شهـــــي ِد ُتناديني‪َ :‬قصائِ ُد ُه ْم *** ال َ‬ ‫رو ُ‬ ‫ما ُك ْنتُ أَ ْحــــــ ِمل ُ ِم ْقالعا َوال َح َجرا *** ال نا َقة لي بِما َي ْجري َوال َج َمال‬ ‫ِ‬ ‫ض َفا ْن َف َعال‬ ‫الر ْو ِ‬ ‫ض مَنْ *** ُح ْسنا َرأى ل ُِورو ِد َّ‬ ‫ح ْق ٌد دَفينٌ َع َزه ِْر اللَّ ْو ِز َح َّر َ‬ ‫ســـــــوا ُد ا ْل ِ‬ ‫مِنْ قُ ْب ِ‬ ‫س َمال‬ ‫ص ْب ِح َقدْ َ‬ ‫ور َع ْينا ال ُّ‬ ‫ح ْق ُد َي ْس ُت ُرهُ *** لَما َرأى الن َ‬ ‫حهِ‪َ ،‬و َ‬ ‫َبرا ِع ُم ا ْل َو ْر ِد أَ ْحالمي‪َ ،‬ومَنْ َعشِ قوا *** أَ ْلقوا َعلى َق ْب ِرها األ ْ‬ ‫عار َوا ْل ُج َمال‬ ‫ش َ‬ ‫ض َقدْ َخ َذال‬ ‫الر ْو ُ‬ ‫س ا ْلم ِْغوا ُر ُم ْم َتدِحا *** ُبطولَ َة ا ْلفُلِّ‪َ ،‬وه َْو َّ‬ ‫فار ُ‬ ‫َو َي ْخ ُط ُ‬ ‫ب ا ْل ِ‬ ‫ت ِْسعونَ عاما َوهذا ال َّ‬ ‫صال‬ ‫ب يا َقلَمي *** َي ْجري َو َي ْجري َو َخ َّط ا ْلبَدْ ءِ ما َو َ‬ ‫ش ْع ُ‬ ‫ض ا ْل َبلَال‬ ‫ماء َيرى اآللَ‪ ،‬د َْوما َي ْر َتـــــوي َح َزنا *** في ا ْل َب ْح ِر َي ْغ َرقُ لكِنْ َي ْرفُ ُ‬ ‫س ال َّ‬ ‫طين ال َّندى َبدَال‬ ‫ش‬ ‫ْ‬ ‫وار ُ‬ ‫ـــــــــــو ِق َك ْم َظلَّتْ ُم َحلِّ َقة *** ال َت ْر َتضي ِبفِلَ ْس ِ‬ ‫َن ِ‬ ‫الظهران‪4112\6\42،‬‬ ‫=====================‬ ‫جزيل الشكر لألخت (ردينة آسيا) التي أوحت لوحتها لي بهذه األبيات وأشكر لها‬ ‫سماحها لي بإرفاق هذه األبيات بلوحتها المعبرة‪.‬‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪7‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬ ‫أحاول أن اقول ‪ -‬الشاعر لؤي الالمي‬ ‫فــــنــــفــــســـي مـــــابـــــهـــــا لـــوطـــاوعـــتـــنـــي‬ ‫ل‬ ‫عـــــلـــــى امــــــــــر فــــــــــذا امــــــــــر مـــــهـــــو ُ‬ ‫…‬ ‫فــــيـــا نــــفـــس الــــتـــي لــــــم تـــخـــش لـــومـــي‬ ‫أمــــــــــــا قــــــــــــد آن يــــانــــفــــس الــــمــــثــــول ُ‬ ‫…‬ ‫فـــــــبــــــدر قـــــدهــــويــــت بــــــــــــذات يــــــــــــوم‬ ‫وقــــــلــــــت بــــــأنــــــه الــــحــــلــــم الـــجـــمـــيـــل ُ‬ ‫…‬ ‫تــــــالشــــــى مــــــنـــــذ أول خــــــيـــــط فــــــجـــــر‬ ‫فــــــيــــــا نــــصــــبــــي لــــمــــاحــــل األفــــــــــــول ُ‬ ‫…‬ ‫ســــلـــي يـــانــفــس عـــــــن عـــشــقــي جــــديـــرا‬ ‫بـــفـــهــم الـــعـــشــق مــــــــن مـــعــنــى جـــمــيــل ُ‬ ‫…‬ ‫ســـيـــنــبــئــك وانــــــــــــي فـــــــــــي يـــقـــيـــنــي‬ ‫عـــــــلــــــى ثـــــــقــــــة وهــــــاانــــــاذا أقــــــــــــول ُ‬ ‫…‬ ‫أحـــــــــــــب بـــــــــــــان تــــــمــــــازج قـــافـــيـــاتـــي‬ ‫نـــــــــدى فـــــــــوق الـــشـــفــاه وقــــــــد أطــــــــول ُ‬ ‫…‬ ‫أنـــــــا فــــــي الـــحـــب قــــــدا غــمــضــت عــيــنــي‬ ‫وأبــــــصــــــرت الــــــفــــــؤاد هــــــــــــو الــــدلــــيـــل ُ‬ ‫…‬ ‫فــــكــــلــــي لـــلـــحـــســـان فـــــــــــدى اذامـــــــــــا‬ ‫حــــلــــلـــن حــــلــــلـــت قــــــدطـــــاب الـــمـــقــيــل ُ‬ ‫…‬ ‫وحــــســــبــــك بـــالـــصـــبـــا ريــــــــــــح لــــــعـــــوب‬ ‫تــــراقــــصــــهــــا الــــســــنــــابـــل والـــــحـــــقـــــول ُ‬ ‫…‬ ‫تــــــالمـــــس شــــعــــرهـــن فـــــكـــــن حــــريـــصـــا‬ ‫عـــــــــلــــــــى االتــــــطــــــاولـــــك الــــــنـــــصـــــول ُ‬ ‫…‬ ‫فـــــــهــــــا انـــــــــــــذا جــــــريــــــح مــــهــــصــــرات‬ ‫ولـــــــــــــي أمــــــــــــل يــــقــــلــــن إذا قــــتــــيــــل ُ‬ ‫…‬ ‫إذا مــــــــاكــــــــان قـــــتـــــلـــــي مـــســـتـــحـــيـــال‬ ‫لـــــــــــفـــــــــــي االغــيــاديــحــلــوالــمــســتــحــيــل ُ‬ ‫…‬ ‫دنــــــــــون وفــــــــــي مـــــــــن رمـــــــــق أخـــــيــــر‬ ‫فـــقـــلـــت عـــــســــاه مــــــــن رمــــــــق يــــطــــول ُ‬ ‫…‬ ‫دريــــــــــت الـــــحــــب حـــــربــــا كـــــــــان فـــيـــهـــا‬ ‫مــــــــــــن الـــفـــتـــيــان قــــــســـــور الخــــــجـــــول ُ‬ ‫…‬ ‫وســــــــــوح الـــــحـــــرب مـــشـــتــبــك الـــضــحــايــا‬ ‫بــــــهــــــا اليـــســـتـــلـــذ ســـــــــــوى الــــــعـــــذول ُ‬ ‫…‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪8‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬ ‫وبـــــيــــنــــهــــم وشــــــــائــــــــج راســــــــخــــــــات‬ ‫دنــــــــــــى إعــــرابــــهــــا ونـــــــــــأى الــــدخــــيـــل ُ‬ ‫…‬ ‫خـــــلــــيــــل طــــــائــــــع لــــعــــلــــى جــــــديــــــل‬ ‫وآخـــــــــــــر طــــــالــــــب دمــــــــــــه الــــطــــلــــول ُ‬ ‫…‬ ‫فــــكـــلـــهـــم ضـــــحــــايــــا صـــــــــــــد بــــــغــــــي‬ ‫ومـــــــرتــــــع بــــغـــيـــهـــن غـــــــــــــدا وبــــــيــــــل ُ‬ ‫…‬ ‫فــــــــــــــــــال أجـــــــــــــــــرا أرادوا أو جـــــــــــــــــزاء‬ ‫ســـيـــكـــفــي عـــطـــفـــهــن فـــــــــــذا جـــــزيـــــل ُ‬ ‫…‬ ‫أال يــــــألــــــيــــــن فـــــــــكــــــــرا لـــــلــــحــــيــــارى‬ ‫اذاحــــتــــمــــلــــوا وخــــطــــبــــهــــم ثــــــقـــــيـــــل ُ‬ ‫…‬ ‫أنـــــعــــيــــى ضــــآمـــئـــيـــن لــــــبــــــل غــــــــــــل‬ ‫وفـــــــــــــــوق شــــفــــاهـــكـــن الـــســـلــســبــيــل ُ‬ ‫…‬ ‫مــــقــــالــــتـــنـــا ورغـــــــــــــــــم مــــــكــــــابـــــدات‬ ‫لـــــــعــــــل الــــصــــبــــر خــــاتــــمــــه جــــمــــيــــل ُ‬ ‫…‬ ‫فــــكــــيــــف يــــــــــــدوم وصـــــــــــل وانــــقــــطـــاع‬ ‫بــــــــــدا مــــنـــكـــن قــــــــــد نـــــــــأت الـــحـــلـــول ُ‬ ‫…‬ ‫كـــــتــــاب الـــعـــشـــق مـــــــــن قــــيــــس أتــــانــــا‬ ‫ومـــــــــــــا تــــــمــــــت لـــكـــاتـــبـــه الــــفــــصــــول ُ‬ ‫…‬ ‫ســــيــــبــــقــــى دون خـــــاتـــــمـــــة فـــــقـــــيـــــرا‬ ‫إذا جــــــيــــــل مــــــضــــــى وتـــــــــــاله جــــــيـــــل ُ‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪9‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬

‫وحيد – للشاعر فراس ريا‬ ‫وحـي ٌد أداري دمـوع الـعـيون‬ ‫وعصف الشجون وبرد الليالي‬ ‫وحـــــي ٌد أغـنــــي هـموم الفؤاد‬ ‫سهادي حزينٌ خيالي‬ ‫طـويـل ٌ ُ‬ ‫وحـي ٌد أعـد الـثواني وصبري‬ ‫مريض كبالي‬ ‫يـمـوتُ وعـمري‬ ‫ٌ‬ ‫وحـي ٌد وأنـ ِ‬ ‫ت كـطــــيـف بـريء‬ ‫قريب مـضـيء بـعـيـ ِد الـمنال‬ ‫وحي ٌد وشعري غـــريقٌ بحزني‬ ‫ونيرانُ ظني تـزي ُد اشـتـعـالي‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪11‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬ ‫أما الجسد الذي يعد ( كائن‬ ‫قائم على متعالق كوني‪ ،‬له خاصية‬ ‫تجسيد جمالي ذات معان دالة )‪3.‬‬ ‫فإشاراته منظومة لغوية ( صامتة )‬ ‫‪ ،‬يقف فيها اللسان ويجمد ويبدأ‬ ‫الجسد في حركات تعبر عن معنى‬ ‫‪ ،‬ووظيفتها التواصل مع اآلخرين‬ ‫والتفاعل ‪..‬إذ إنّ ( التناقل بواسطة‬ ‫اإلشارات واألوضاع أو الحركات‬ ‫لغة قائمة بذاتها ‪ ،‬لها مواصفاتها‬ ‫ومعانيها ومدلوالتها الخاصة وقد‬ ‫تمارس هذه اللغة ـ لغة الجسد ـ إما‬ ‫بالتلزم أو بالترافق مع لغة اللسان‬ ‫أو باالستقلل عنها ‪ ،‬ولعل لغة‬ ‫الجسد اصدق وأدق تعبيرا عن‬ ‫بواطن المعاني من لغة اللسان ) ‪2‬‬

‫متتالية الجسد السردية‬ ‫دراسة في مجموعة (تراتيل الماء ) قصة ( س ص ع لعبة األقدام ) اختيارا‬

‫األستاذ الدكتور ‪ :‬ضياء غني العبودي‬ ‫م‪ .‬باحث ‪ :‬ميثم هاشم طاهر الموسوي‬ ‫تمهيد‬ ‫إن أي لغة في العالم تهدف إلى تحقيق ( التواصل والتفاعل ) إذ إن‬ ‫وظيفة اللغة األساسية هي ( التعبير عن األحاسيس وتبليغ األفكار من المتكلم إلى‬ ‫المخاطب‪ ،‬فاللغة بهذا االعتبار وسيلة للتفاهم بين البشر وأداة ال غنى عنها‬ ‫للتعامل بها في حياتهم ) ‪. 1‬‬ ‫وهناك لغات غير لفظية يستطيع أن يتواصل بها اإلنسان ويتفاعل مع‬ ‫العالم بأسره بل وتكون لغات عالمية تسمو على اللغات اللفظية التي تختلف حسب‬ ‫األقوام ‪ ...‬كلغة التشكيل والموسيقى ولغة العطر ولغة اإلشارة ولغة الجسد ‪..‬‬ ‫فلغة األلوان تحدث التواصل والتفاعل بين اللوحة والمتلقي أو لغة‬ ‫األلحان بين الموسيقي والمتلقي فاللون والنوتة لغتان يحققان التواصل والتفاعل ‪.‬‬ ‫( ويتوقف فهم عملية االتصال على فهم مادتها أي على فهم الرسالة من‬ ‫حيث محتواها وأهدافها وهي تتكون من فكرة أو أفكار‪ ،‬أو صورة‪ ..‬وهي تتأثر‬ ‫بطريقة صوغها‪ .‬وال ينتهي األمر عند هذا الحد فالمرسل هو إنسان أو آلة أو‬ ‫برنامج أو مبرمج ومن حيث هو كذلك فإن طبيعته تؤثر في الرسالة ذاتها فإن‬ ‫كان إنسانا ً محدداً أو قائما ً على برنامج ما فإن لبنيته الشخصية (العقلية والنفسية‬ ‫والجسدية‪ ،‬حالة النطق مثلً) أثرها في الرسالة وبالتالي بالعملية ذاتها‪ ..‬وكذلك‬ ‫األمر بالنسبة للمتلقي أو المرسل إليه )‪.2‬‬

‫*******‬ ‫أوال ً ‪ :‬لغة الجسد والسرد‬

‫علم اللغة ‪ ،‬حاتم صالح الضامن ‪ :‬ص ‪31‬‬ ‫‪2‬‬

‫التجربة اإلبداعية ‪ ،‬دراسة في سايكلوجية االتصال واإلبداع ‪ ،‬اسماعيل الملحم ‪ :‬ص‬ ‫‪11‬‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫‪ 3‬الجسد في السرد والدراما ‪ ،‬منير‬ ‫الحافظ ‪ ،‬مجلة الموقف األدبي ‪.‬‬ ‫لغة الجسد ‪ ،‬فؤاد إسحاق الخوري ‪:‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪11‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬ ‫إن كل بنية سردية تعتمد الحوار في تشكيلها إالّ أن ثمة سرد ال يعتمد‬ ‫االتصال اللفظي عبر الحوار ‪ ،‬ويكتفي باالعتماد على الوصف الحركي الذي‬ ‫يتنامى السرد معه ‪ ،‬وبعض المسرودات تعتمد على حركة الجسد ‪ ،‬بوصف‬ ‫الجسد ( خطاب معرفي فضل عن انه دال ثقافي ومرتسم جمالي ‪ ....‬يخضع إلى‬ ‫تحليل أو تفكيك لوحاته النسقية ) ‪5 .‬‬ ‫إذن فنحن ( نعيش عبر جسدنا ونعبر عن وجودنا من خلله ‪ .‬ونظهر‬ ‫للغير الذي نتواصل معه ‪ :‬جسدنا ‪ ،‬ونشهد على حقيقة ما ‪ ،‬وفي وضع معين‬ ‫بجسدنا فيحق لنا أن نقول هنا ‪ :‬إننا نتواصل جسديا ً ) ‪ 6.‬بل ( أن كل القيم ‪ ،‬كل‬ ‫أشكال الحب والكراهية والحقد والمحبة والنبل واالنحطاط ‪ ،‬يبرزها الجسد أو‬ ‫يبرز لها )‪. 7‬‬ ‫هذا ما وجدناه في تحليلنا لقصة ( س ص ع لعبة األقدام ) للقاصة األردنية سناء‬ ‫شعلن ‪ .‬إذ تنمو القصة بسردها متوسلة بذلك القاصة بالجسد كأداة للتواصل غير‬ ‫اللفظي ‪ ،‬حتى إن لعبة األقدام هي لعبة جسدية بامتياز ‪ ،‬تعتمد على اللعب ‪،‬‬ ‫اللعب الطفولي ‪ ،‬فالطفل ( هو العمق الحركي للمشهد ‪ :‬يكو ُنه ويكوّ نه ‪ ،‬فهو‬ ‫االستثناء حيث يتحول العالم ليس بين يديه فقط لعبة طافحة بالبراءة ‪8) .‬‬ ‫إذ تقول في هامش القصة ‪ ( :‬هي لعبة للفتيات في األردن وفلسطين ‪ ،‬تمسك‬ ‫الفتيات فيها بأكف بعضهن ‪ ،‬ويدرن في حلقات بشكل دائري ‪ ،‬ومن يداس على‬ ‫قدمها تخرج من اللعبة ‪ ،‬ويكون الفوز آلخر من تبقى اللعبة دون ان تداس قدمها‬ ‫) ‪.9‬‬ ‫ونحن لو تتبعنا األفعال الجسدية للشخصيات لرأينا إن حدث القصة‬ ‫ينمو سرداً جسديا ً ‪ ،‬إذ عدم اعتماد القاصة على الحوار ( أي االتصال اللفظي )‬ ‫جعلها بالضرورة تعتمد على االتصال غير اللفظي كآلية لنمو الحركة السردية‬ ‫وإال ّ فانعدام الحركة يعني موت القصة فالقصة تحيى بأحداثها واألحداث تنمو‬ ‫بتعاضد السرد مع الحوار وألنها لم تعتمد الحوار بالتالي فإنها اعتمدت الجسد‬ ‫بالتواصل فأصبح لدينا سرد بلغة الجسد أو قصة تنمو بتعاضد السرد والجسد ‪.‬‬ ‫كما إننا ال ننسى إن الفني ( المبدع هو الذي يوفق إلى استبطان خوافي‬ ‫النفس اإلنسانية ‪ ...‬وإبرازها والتعبير عنها بقوة وصدق )‪ 11‬وهذا ما سنراه في‬ ‫تحليلنا لهذه القصة ‪ ،‬إذ وفقت القاصة بإبراز الخوافي اإلنسانية والتعبير عنها‬ ‫بصدق وقوة لكن ليست بلغة اللسان بل بلغة الجسد ‪.‬‬

‫‪ 5‬الوعي الجسدي اإلشارات الجمالية في طقوس الخالص الجسدي ‪ ،‬منير الحافظ ‪76 :‬‬ ‫‪ 7‬وانما اجسادنا ‪ ..‬الخ ‪ ،‬إبراهيم محمود ‪107 :‬‬ ‫‪ 6‬المصدر نفسه ‪107 :‬‬ ‫وإنما أجسادنا ‪ ...‬الخ ‪ ،‬إبراهيم محمود ‪5 :‬‬ ‫تراتيل الماء ‪ ،‬مجموعة قصصية للكاتبة سناء شعالن ‪36 :‬‬ ‫‪ 0‬فن القصة ‪ ،‬الدكتور محمد يوسف نجم ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار صادر ‪ ،‬بيروت ‪،‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫******‬ ‫ثانيا ً ‪ :‬تحليل السرد بالجسد‬ ‫توطئة القصة‬ ‫ثمة صمت يبنى عليه السرد‬ ‫في قصة ( س ص ع لعبة األقدام )‬ ‫إذ إن القصة في كل مستوياتها تنمو‬ ‫أفعالها وأحداثها دون حوار ‪،‬‬ ‫ويكون االتصال بين شخصياتها‬ ‫عبر الصمت وبين الباث والمتلقي‬ ‫القارئ يتحقق اتصاالت صامتة‬ ‫عبر علمات وإشارات تحققها‬ ‫الحركات واألفعال التي تصوغها‬ ‫القاصة ‪.‬‬ ‫كذلك حركات اللعبة بحد‬ ‫ذاتها فضلً عن عدها إشارة‬ ‫للطفولة إال ّ أن القاصة تحولها إلى‬ ‫لعبة للمنكسرين لألطفال ( الكبار )‬ ‫‪.‬‬ ‫تبدأ القصة ب ( مسموح )‬ ‫اسم مفعول يدل على المجهول إذ‬ ‫يسمح بكل شيء في هذه اللعبة ‪( :‬‬ ‫مسموح بكل شيء في لعبة األقدام ‪،‬‬ ‫مسموح بتعالي الضحكات ‪،‬‬ ‫مسموح بتهادي األجساد وبتعرق‬ ‫األبدان وبشهوة الغناء والسخرية‬ ‫حتى إنه مسموح باالرتداد إلى زمن‬ ‫الطفولة أما فرحة لقاء األقدام‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪12‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬ ‫فممنوعة وملعونة وآثم من يقتنصها ‪. 11) ..‬‬ ‫فتعالي الضحكات يعني ذلك الفرح الطفولي الذي ال يبالي بأحزان الكبار‬ ‫‪..‬وتهادي األجساد يرمز لألجساد الطفولية التي تتهادى دون حياء ‪ ،‬فالطفولة‬ ‫شيء ينافي الحياء ‪..‬وتعرق األبدان يرمز للفرح الكبير الذي يصل حد العرق‬ ‫فالعرق علمة التعب واإلعياء لكنه التعب في اللعب والعرق في اللعب يعني‬ ‫االنغماس الكبير بالبهجة ‪.‬‬ ‫إذ إن ( الضحك يؤدي دوراً كمؤشر للعب وأنه أمر أساسي للنشاط‬ ‫االجتماعي الذي يضمن وجود رفيق في اللعب ) ‪12 .‬‬ ‫كما أن للطفولة شهوة لكنها غير مدنسة في الغناء والسخرية ‪ ،‬سخرية‬ ‫بحجم أجسادهم فل هي تستغرق أبعاداً أخرى وال هي ترتد إلى التجهم فهم‬ ‫ساخرون بحجم أجسادهم ‪.‬‬ ‫أما االرتداد في زمن الطفولة فهذا من حق الكبار ال الصغار وكأن‬ ‫القاصة تريد أن تقول أن للكبار علقة وطيدة مع لعب الطفولة والسيما إذا كانت‬ ‫تلك األلعاب ترتبط بحالة خاصة معهم كما سوف نرى في المستويات األخرى‬ ‫للقصة ‪..‬‬ ‫أما الشيء الممنوع فهو اللقاء ‪ ..‬لقاء األقدام ! هل نحن بصدد لعبة‬ ‫يلعبها األطفال في الشام أم شيء آخر ؟‬ ‫******‬

‫تبدأ القصة بفعل ( الل‬ ‫معرفة ) إذ ( لم تعرف يوما ً معنى‬ ‫( س ص ع ) التي كانت تلوكها‬ ‫ضحكات أترابها )‪ ، 12‬ثمة‬ ‫ضحكات تدل على فرح حرمت منه‬ ‫تلك العرجاء ‪ ،‬فرح تلوكها أترابها‬ ‫وهن يلعبن لعبة ( س ـ ص ـ ع )‬ ‫هذه األصوات التي ال تعرف لها‬ ‫معنى إالّ إنها ترتبط بحزن يقابله‬ ‫فرح أترابها ‪ ...‬أصوات ( متحررة‬ ‫من رداء الجمل والمعاني المدركة‬ ‫)‪ 15‬وكأن الساردة تريد أن تقول‬ ‫إن أصوات اللعبة ( س ص ع )‬ ‫هي لعبة الدال والمدلول تجمعها‬ ‫اعتباطية االسم فما علقة س ص‬ ‫ع بلعبة األقدام ‪.‬‬ ‫لكن صاحبة القدم العرجاء (‬ ‫تدرك ) إن هذه الحروف دون‬ ‫غيرها من حروف كلم البشر قد‬ ‫ارتبطت عندها بالحرمان والعجز‬ ‫وبقدمها العرجاء على غير استحياء‬ ‫‪..‬‬ ‫الجذب الذليل واالنحناء‬

‫المستوى األول ‪:‬‬ ‫( س ‪ /‬القدم العرجاء تهوى لعبة األقدام أيضا ً )‪13‬‬ ‫ومن العنوان تدخلنا القاصة في مفارقة فالقدم العرجاء تهوى لعبة األقدام‬ ‫تلك اللعبة التي ليس للقدم العرجاء أي حظ في ممارستها مما تشعرنا بسيطرة‬ ‫أجواء الحزن في النص القصصي ‪.‬‬ ‫الضحكات واألصوات ‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬

‫تراتيل الماء ‪36 :‬‬ ‫نقالً عن سايكلوجية اللعب ‪ ،‬سوزانا ميلر ‪:‬‬ ‫تراتيل الماء ‪36 :‬‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫إنها منكسرة ‪ ،‬ثمة عجز‬ ‫واستسلم في جسدها ‪ ،‬يتضح ذلك‬ ‫من حركات جسدها (‪...‬الجذب‬ ‫الذليل ‪ ..‬االنحناء ) ‪ ( :‬إذ كانت‬ ‫قدما عرجاء بتبجح تعجز عن ان‬ ‫تداريه ‪ ،‬فتجذبها بذل نحو األرض‬ ‫وتحني عمودها الفقري ‪. 16 ) ....‬‬ ‫لكنها تظل تحلم باللعب ‪ ،‬ال‬ ‫تحلم بأن تكون لديها قدم كقدمها‬ ‫األخرى سليمة بل تحلم باللعب ‪،‬‬ ‫وهذا الحلم في اللعب يؤثث‬ ‫انكسارات وأحزان ال فكاك منها‬ ‫‪5‬‬ ‫‪7‬‬

‫م ن ‪36 :‬‬ ‫م ن ‪36 :‬‬ ‫من‪3 :‬‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪13‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬ ‫تظل تصاحبها حتى لو تجاوزت مرحلة الطفولة ‪ ...‬إنها تحلم باللعب ال تحلم‬ ‫بشيء آخر ‪..‬‬ ‫إسناد الظهر على الحائط والتلصص‬ ‫ثم ترسم لنا الساردة فعلً جسديا ً دراميا ً حزينا ً يحقق اتصاالً غير لفظي‬ ‫بين الطفلة ذات القدم العرجاء وبين تلك اللعبة ـ الحلم وبين الساردة والقراء ‪.‬‬ ‫( لطالما أسندت ظهرها المقوس على الحائط ) ‪17‬صورة اإلسناد الذي‬ ‫أفرزه الجسد فعل يبتنى عليه المستوى األول كما إنه مدعوم بحركة جسدية‬ ‫سردية أخرى ‪ ..‬إذ وهي مسندة ظهرها على الحائط ( تتلصص طويلً على‬ ‫األيدي الصغيرة التي تمتد بعشوائية لتمتص بتعرق ثر أكفا ً أخرى وترمي‬ ‫بأجسادها الغضة الصغيرة المكسوة بأثواب الطفولة البريئة في دوائر الريح التي‬ ‫تشكلها حركاتهن البهيجة وتعلوها ضحكاتهن التي تحجب قرع وجيب قلوبهن‬ ‫المشتعلة بحرارة اللهو والتقافز والمتوقدة بضربات أقدامهن باألرض ) ‪.18‬‬ ‫إن فعل التلصص يعبر عن حالة من االنسحاق النفسي الذي لم تعبر عنه‬ ‫القاصة اال عن طريق أفعال وحركات جسدية تدلنا وتتحول إلى علمات‬ ‫وإشارات نتلقاها ‪ ،‬نتواصل معها ونتفاعل ففعل اإلسناد يعبر عن انكسار في قلب‬ ‫الفتاة العرجاء وفعل التلصص الطويل المغطي لمشهد اللعب كله يعبر عن (‬ ‫سرقة ) طفولية وكأنها تستحي النظر مباشرة ‪ ،‬تخشى أن يراها أحد وهي تنظر‬ ‫لتلك اللعبة ‪ ،‬تخشى أن يعطف عليها أحد أو تخشى أن تستدر عطف أحد لهذا‬ ‫فهي ال تنظر لمشهد اللعب لكي ال ُترى وهي تنظر بل هي تتلصص والتلصص‬ ‫في المعاجم العربية يعني السرقة يقول ابن منظور في لسان العرب (وال َّتلَصُّصُ‬ ‫ولِص َبيِّنُ اللَّصُوصِ يّة ‪ ....‬وهو َيتلَصّصُ ) ‪ 19‬إال ّ أن الساردة هنا تشير إلى إن‬ ‫التلصص سرقة أو اختلس النظر ‪....‬‬ ‫مشية العرجاء‬ ‫ثم بعد هذه الحركات يأتي فعل ( التتابع في السير ) ومن هذا التتابع الشاذ‬ ‫بوصفها عرجاء يولد أمنية فيها أن تكون قدمها العرجاء طيبة طائعة ال لشيء‬ ‫سوى لتظفر بفرصة لعب واحدة مع الصغيرات ‪...‬‬ ‫ما أشد أساها ‪ ،‬لو أن الطفلة ملكت قدما ً سليمة فقط لتلعب ‪ ..‬لتلعب ولها‬ ‫الحق في اللعب ‪ ،‬تريد اللعب وفك أبجدية ( س ص ع ) لكن بعد قدمها عن قلبها‬ ‫جعله يجهر بكل األمنيات المؤجلة إال أمنية قدمها العرجاء فقد ظلت بكماء ‪21.‬‬

‫‪ 6‬من‪3 :‬‬ ‫من‪3 :‬‬ ‫لسان العرب البن منظور ‪ :‬مادة ( لصص )‬ ‫‪ 10‬ينظر ‪ :‬تراتيل الماء ‪3 :‬‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫كانت تحكي عن كل أمنياتها‬ ‫المؤجلة وال تتكلم عن تلك األمنية‬ ‫في اللعب ‪ ،‬إنها في المكبوت وهذا‬ ‫ما يعزز ويفسر فعل ( التلصص )‬ ‫الذي مارسته وهي ترى الصغيرات‬ ‫يلعبن في الحارة ‪.‬‬ ‫وبتقنية تسريع السرد قفزت الساردة‬ ‫عشرين عاما عاشتها العرجاء‬ ‫بحزن وانكسارات ثم ينمو السرد (‬ ‫وتاريخ مدم يعلوه صوت خطواتها‬ ‫غير الرتيبة التي تملك تتابعها شاذا‬ ‫ليس كسائر تتابع الخطوات السوية‬ ‫حتى يكاد يكون بصمة مميزاً‬ ‫لشقائها ) ‪21‬‬ ‫هنا تكون المشية علمة‬ ‫للشقاء و آيقون لحياتها ألن اآليقون‬ ‫أو المثل تقوم العلقة فيه على‬ ‫التشبيه فالرسم هو شبه المرسوم‬ ‫والتمثال هو شبه للمنحوت ‪22 .‬‬ ‫فالمشية ( حركة جسدية ) غير‬ ‫الرتيبة ذات الصوت المتناشز تدخل‬ ‫في علقة تشابه مع حياتها غير‬ ‫الرتيبة الشقية ‪ .‬وصوت الخطوات‬ ‫الذي يتتابع بشذوذ يعبر عن‬ ‫اتصال غير لفظي بين البطلة‬ ‫واآلخرين وبين الساردة والقارئ ‪.‬‬ ‫الضحكات واألصوات‬ ‫بعد عشرين عاما لم تنس‬ ‫العرجاء لعبة ( س ص ع ) التي‬ ‫توارثتها طفلت الحي الشعبي ‪ ،‬لم‬ ‫تنسها ألنها حرمت منها ‪ .‬لذا فكل‬ ‫األصوات تنسى وتتلشى إالّ‬ ‫صوت ضحكات الصغيرات‬ ‫المتوجة ب ( س ص ع ) ‪ ،‬إن‬ ‫‪1‬من‪3 :‬‬ ‫‪ 11‬ينظر ‪ :‬الخطيئة والتكفير من البنيوية‬ ‫إلى التشريحية ‪ ،‬عبد هللا الغذامي ‪:‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪12‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬ ‫صوت ضحكات الصغيرات هو المعادل لحرمانها وحلمها المفقود ولو أنها كانت‬ ‫سليمة القدمين للعبت والنتهت هذه المشاعر المؤلمة ‪ ،‬لكنه حلم طفل وأحلم‬ ‫الطفل إذا لم تتحقق ستبقى في خلده حتى لو كبر ‪...‬‬ ‫فهذه األصوات لم ترحل مع ذلك الزمن الراحل دون استئذان ( سنوات‬ ‫الطفولة وبواكير الصبا ) كبرت وصار لها زوج تخشاه وصار لها أطفال ( تتفقد‬ ‫) أقدامهم وفعل التفقد فعل حركي جسدي بنت عليه إحساس داخلي فهي تتفقد‬ ‫أقدام أطفاال في لحظات والدتهم إذ ترعبها فكرة األقدام والخطوات العرجاء ‪...‬‬ ‫تقطع الحارة يوميا ً ذهابا ً وإيابا ً ( تتمنى وتسب وتنسى ما تتمنى وما تسب ‪ ...‬إال ّ‬ ‫لعبة األقدام فهي لم تنسها )‪.. 23‬‬ ‫ثم تستخدم القاصة مونولوجا ً ‪ ( :‬كم ستكون الحياة أجمل لو أنني حظيت ولو‬ ‫مرة واحدة بلعبة ( س ص ع ) ) ‪22.‬‬ ‫االبتسامة‬ ‫تشفع ذلك المونولوج بابتسامة ممطوطة في صفحة وجهها ‪ ،‬إذ ( يجد‬ ‫الناس أنفسهم في حالة اجتماعية مربكة أو غير ملئمة ‪ ....‬وال يدرون كيف‬ ‫يخلصون أنفسهم بتظاهرهم باالبتسام إنما يبتاعون الوقت )‪. 25‬‬ ‫زفير وعيون زائغة‬ ‫ثم تسحق أمنيتها القلقة بالزفير الشديد المعبر عن فقدان األمل أو خروج‬ ‫الحلم مع الزفير ‪ ..‬وآخر مشهد في المستوى هو مشهد التتابع بعينين زائغتين‬ ‫داللة على الصراع بين اختلس النظر إلى مشهد اللعب وبين غض النظر وعدم‬ ‫االكتراث لكن العيون الزائغة داللة االضطراب والحيرة كما إن التتابع الشاذ‬ ‫يوحي بالقلق ويدل على اضطراب روح العرجاء وعدم هدوئها وقلقها الدائم ‪،‬‬ ‫إنها تتابع وستبقى إلى األبد تتابع إلى أن يتحقق حلمها بفرصة لعب لمرة واحدة ‪.‬‬

‫*******‬ ‫المستوى الثاني ‪:‬‬ ‫(( ص ) الضفائر السوداء تتقن لعبة األقدام ‪26‬‬ ‫ثمة تباين بين عتبة المستوى األول ( العرجاء تهوى لعبة األقدام ) المعبر‬ ‫عن حلم عاجز وبين عتبة المستوى الثاني ( تتقن لعبة األقدام ) فاإلتقان والعجز‬ ‫فعلن جسديان ‪.‬‬ ‫‪ 13‬تراتيل الماء ‪3 :‬‬ ‫‪1‬من‪3 :‬‬ ‫‪ 15‬موسوعة الفراسة في معرفة لغة الجسد ‪ ،‬محسن عقيل ‪3 :‬‬ ‫‪ 17‬تراتيل الماء ‪3 :‬‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫يبدأ المستوى الثاني بوصف‬ ‫فوتوغرافي ( صبية ضفيرتاها‬ ‫سوداوتان تداعبان وجهها القمري‬ ‫الملبد بغيوم حمرة وجنتيها‬ ‫وتنزلقان بشبق خرافي على ردفيها‬ ‫الصغيرين ‪. 27) ..‬‬ ‫وهذه الصورة الفوتوغرافية‬ ‫يتلقاها ( رجل ـ صبي ) إذ يتوقف‬ ‫ذلك الصبي تماما ً عندما تبدأ لعبتها‬ ‫مع طفلت الحي ‪.‬‬ ‫الوقوف‬ ‫فوقوف الصبي علمة على‬ ‫رفيف قلبه وحبه الطفولي لتلك‬ ‫الطفلة التي تمارس لعبة ( س ص‬ ‫ع ) فبين الوقوف والممارسة‬ ‫يتحقق اتصال من طرف واحد ‪،‬‬ ‫يتفاعل طرف دون أن يعرف‬ ‫الطرف اآلخر باألمر ‪.‬‬ ‫اتساع حدقتي العين‬ ‫( تتسع حدقتا عينيه حتى‬ ‫تكادان تبتلعان رذاذ ضحكاتها‬ ‫)‪ 28‬واتساع الحدقتين يدل على‬ ‫الحب والعاطفة الطافحة ‪ ،‬ويبقى‬ ‫صامت والصمت يوحي بالكثير من‬ ‫الحب والحزن إذ إنه ال يعرف‬ ‫الكثير من كلمات العشق وتخونه‬ ‫الكلمات ‪ ...‬كما ( تذله ملبسه‬ ‫القديمة المنكودة بطلء السيارات‬ ‫وسخام العودام ‪ 29) ..‬فهو يحلم أن‬ ‫تكون لديه يدين نظيفتين ال تجلدهما‬ ‫قاذورات المحركات ‪ ،‬فقط ليمسك‬ ‫يد من يحب في لعبة األقدام ‪ ،‬كما‬ ‫إنه حلمه اصطدم بعائق آخر أكبر‬ ‫من اليدين أال وهي العنصرية فهذه‬ ‫‪16‬‬

‫من‪3 :‬‬ ‫‪1‬من‪0:‬‬ ‫‪ 1‬من‪0:‬‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪15‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬ ‫اللعبة حكر على النساء وال يجوز ألي ذكر أن يمارسها ‪..‬‬ ‫لكنه يحلم كما العرجاء ‪ ...‬وإن اختلفت طبيعة العوائق أن يلعب تلك‬ ‫اللعبة ‪ ( ،‬أن يغزو حلقات اللعب ويحتل كف إحدى يديها ويلحق بقدمه قدمها ‪..‬‬ ‫)‪31‬‬ ‫والملحظ أن الكاتبة تسند فعل ( الغزو واالحتلل والملحقة ) إلى الصبي‬ ‫وهذه إشارة على أن هذه األفعال ذكورية ‪ ،‬إذ يحلم أن يمارسها الصبي على لعبة‬ ‫هي خاصة باإلناث ‪.‬‬ ‫المراقبة ‪.‬‬ ‫فالصبي كالعرجاء كلهما يراقب ويتابع اللعبة متمنيا ً لو يلعبها لكنهما‬ ‫يعجزان فالعرجاء بسبب عاهة خلقية وهو بسبب جنسه ‪ ،‬إال ّ إنهما ظل يحلمان‬ ‫باللعب وكلهما يتبعانها صامتين ‪...‬‬ ‫وكما مرت السنون على العرجاء دون أن يتسنى لها اللعب وبتتابع شاذ كمشيتها‬ ‫‪ ،‬مرت السنون على الرجل ذي اليدين القذرتين وهو يراقب ‪ ...‬صامتا ً ‪.‬‬ ‫التحسر والفك واإلسدال واإلنجاب‬ ‫ال يزال الصبي ـ الرجل يراقب ‪ ،‬وهنا تستعيض الساردة السنون بحركات‬ ‫جسدية ‪ ...‬التحسر على الفك واإلسدال واإلنجاب ‪ ،‬ففعل التحسر اختصرت به‬ ‫الساردة أعواما ً من حركة الفك في ليلة الدخلة إلى اإلنجاب ‪ ،‬تقول ‪ ( :‬إذن‬ ‫فليصمت ويراقبها ليل نهار دون كلم وليتحسر ما شاء على ضفيرتيها‬ ‫المزهوتين بثوب الزفاف وبيدي رجل ببذلة أنيقة تفكهما وتسدلهما باشتهاء قرم‬ ‫على ثوبها األبيض وجسدها العاري لتنجب له بعد أشهر قليلة فتاة بوجه كوجه‬ ‫والدها ‪ ،‬حيث رحل القمر ولكن بضفيرتين سوداوتين تعشقان أيضا ً لعبة ( س‬ ‫ص ع ) )‪. 31‬‬ ‫المراقبة مرة أخرى‬ ‫إن استمرارية المراقبة تشي بثمة حلم في قلب الصبي لم يذو حتى وإن‬ ‫طالت السنون ‪ ،‬فهل يتحقق ذلك الحلم الذي ولد معه صبيا ً وكبر معه ؟‬ ‫إنه يراقب ابنة تلك المرأة التي أحبها من دون أن تعرف ‪،‬وقد صمت كل‬ ‫تلك السنين ‪ ....‬يراها تقهقه ببراءة تلعب لعبة تتقنها وال تسمح ألي صغيرة أن‬ ‫تدوس قدمها لتخرجها خارج اللعبة فهي في داخل اللعبة دائما ً كما إنه بقي خارج‬ ‫اللعبة دائما ً ‪.‬‬ ‫ثم ينتهي المستوى الثاني بفعل جسدي تقاربه الساردة ب ( التحليق ) ذلك‬ ‫فعل التسامي نحو األعلى ‪ ..‬فوق المشاكل فوق األحزان واآلالم ‪..‬بصورة شبيهة‬ ‫‪ 30‬تراتيل الماء ‪0 :‬‬ ‫‪ 3‬م ن ‪0:‬‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫بالصورة األولى إذ إن الصبية‬ ‫مشرعة ضفيرتيها دون قصد لطفل‬ ‫ال يجيد اقتناص الكلمات ‪ ،‬تصفه‬ ‫بالطفل رغم كبره وبعد أن أصبح‬ ‫أبا ً ألربع لكنها كانت واعية للصفة‬ ‫إذ إنه بقي ذلك الطفل الذي تمنى لو‬ ‫لعب مع من يحب لعبة ( س ص ع‬ ‫) ‪..‬‬ ‫فالصبي والعرجاء كلهما‬ ‫يحلمان باالرتداد إلى زمن الطفولة‬ ‫‪.‬‬

‫*******‬ ‫المستوى الثالث‬ ‫( ( ع ) عليك أن تحضر جسدك‬ ‫معك كي تلعب لعبة األقدام )‪32‬‬ ‫ثمة أمر في هذه العتبة أمر‬ ‫بحضور الجسد لكي يلعب لعبة‬ ‫تعتمد على جزء من الجسد ‪ ،‬لكن‬ ‫األمر بالحضور أال يعني أن هناك‬ ‫غياب يستدعي األمر بالحضور ‪..‬‬ ‫هناك غياب فجائعي سيكون مدار‬ ‫المستوى الثالث بل مدار القصة‬ ‫كلها أال وهو ( موت الطفلة ) ابنة‬ ‫تلك المرأة التي أحبها ذلك الصبي‬ ‫‪ ..‬التي تدهسها سيارة وهي تلعب‬ ‫تلك اللعبة ‪.‬‬ ‫فاألم تراقب أيضا ً ‪ ،‬تراقب‬ ‫ابنتها وهي تلعب من الشرفة وفعل‬ ‫المراقبة هنا يكتسب بعدا امتاعياً‪،‬‬ ‫فهي تستمع بمراقبة ابنتها وهي‬ ‫تلعب ‪ ،‬وكم حاولت األم ان تنقل‬ ‫اللعبة إلى داخل المنزل لكنها لعبة‬ ‫ال يمكن تدجينها في البيوت ‪ ..‬وهذه‬ ‫‪ 31‬تراتيل الماء ‪:‬‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪16‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬ ‫إشارة إلى ان األطفال ال يمكن ان يسجنوا في البيوت بدعوى المحافظة عليهم ‪،‬‬ ‫لكن الموت يقتات جسد طفلتها ‪...‬ويبدأ الجنون متجليا ً بمداعبة األم لطيف ابنتها‬ ‫الميتة ‪ ،‬تلعب مع ذلك الطيف ‪ ،‬تقتحم حلقات اللعب ‪ ،‬تحادث الطيف بانكسار ‪،‬‬ ‫فالمحادثة فعل لساني دون أن نعرف بماذا تحدثن فقط سرد بلغة الجسد ‪ ،‬فترهب‬ ‫الطفلت ثم يهربن ليدعنها وحدها تلعب طيف ابنتها ‪ ،‬لتغيب بعد ذلك الطفلت‬ ‫واللعبة والضحكات واألجساد ويحل بدلها أم مجنونة تلعب طيف ابنتها الميتة‪.‬‬ ‫لتتحول تلك اللعبة إلى رمز للنكسار والجنون ‪،‬رغم تصميم أجساد‬ ‫الطفلت في ممارسة اللعبة ‪.‬‬ ‫والملحظ إن هذا المستوى كان مكثفا ً ومعتمداً على الجسد في بث إشاراته ‪،‬‬ ‫فالدهس يسحق الجسد والطيف جسد متخيل واألم جسد واقعي والواقعي والخيالي‬ ‫يلعبان لعبة األقدام لكن أهل الحي أطلقوا على هذا اللقاء الجسدي بين جسد خيالي‬ ‫كما قلنا وجسد واقعي ‪ ،‬تسمية الجنون ‪.‬‬

‫*******‬ ‫المستوى الرابع ‪:‬‬ ‫( من حق األقدام أن تتمرد على األعراف والعادات واألحزان ) ‪33‬‬ ‫من حق العرجاء أن تسحق عرف اللعبة التي ال تستقبل إال سليمات األقدام‬ ‫‪ ،‬ومن حق الصبي ـ الرجل أن يسحق عادات اللعبة التي تحتكرها الفتيات ومن‬ ‫حق األم أن تسحق أحزانها وهي تلعب طيف ابنتها وإن سمي ما تفعل جنونا ً ‪.‬‬ ‫عودة العرجاء ( نتخيلها منكسرة غير رتيبة ) باالعتماد على المستوى‬ ‫األول ‪ ،‬تراقب ‪ ،‬تتلصص على األقدام الراقصة وهي تلعب ( س ص ع ) ‪،‬‬ ‫وانظر إلى متتالية الفعل الجسدي في المستوى الرابع ‪:‬‬ ‫مراقبة العرجاء إلى اللعبة ‪ ،‬تلصصها عليها ‪...‬‬ ‫ملحقة جسد األم لطيف ابنتها ‪ ...‬لتدخل حلقة األيدي الناعمة‬ ‫مراقبة الرجل الذي استمر بالمراقبة ‪ ...‬مراقبة مجنونته ـ حبيبته ‪.‬‬ ‫فعل الدلف والمداهمة واالحتضان ‪ ...‬مشهد رائع تصوغه الساردة فهما اجتمعا‬ ‫حول األيدي الصغيرة ‪ ،‬وكأنها دائرة كبرى لتلك الدائرة الصغيرة ‪..‬‬ ‫الطيف يدلف ‪ ،‬تدخل خلفه األم ‪ ،‬تحتضنه ‪.‬‬ ‫همهمة وزمجرة وتهرب الطفلت ‪.‬‬

‫‪ 33‬تراتيل الماء ‪1 :‬‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫الوقوف بانكسار ومد اليدين ‪...‬‬ ‫وحيدة كسيرة تمد يدها للعدم ‪.‬‬ ‫االقتراب ‪ ...‬يقترب منها ‪ ،‬تتصل‬ ‫معه اتصاالً غير لفظي بالعيون ‪( :‬‬ ‫أكان يحتاج إلى جنونها حتى تسمع‬ ‫حنينه وتقرأ أشواقه ‪ ( .‬يحدث‬ ‫دهشة عينيها بصمت )‬ ‫تلمح كلم عينيه ( تواصل غير‬ ‫لفظي ) حب صامت ‪...‬‬ ‫مد كفه بانكسار ‪ ...‬اللقم ‪ ...‬التعانق‬ ‫‪ ...‬يمد كفه بانكسار شحاذ ‪........‬‬ ‫تلقمه كفها برضا كليم ‪. 32) ..‬‬ ‫يحدث االتصال باأليدي بعد‬ ‫األعين لكنه اتصال المنكسرين ‪،‬‬ ‫المهزومين ‪ ،‬االتصال الذي تمناه‬ ‫عندما كان طفلً لكنه لم يدر أن‬ ‫أمنيته ستتحقق لكن بحالة انكسار ‪،‬‬ ‫مريعة ومحزنة وقاسية جداً ‪ .‬لكنه‬ ‫حتى وإن حدث االتصال كان يجب‬ ‫أن يكون هناك ثالث لتبدأ اللعبة ‪،‬‬ ‫لكن من يتورط في الدخول في‬ ‫حلقة لعب مع مجنونة ورجل‬ ‫صامت ك ( حمار بشري ) سيدخل‬ ‫من يتمنى أن يتسنى له ولو لمرة‬ ‫واحدة تلك اللعبة فكانت العرجاء ‪..‬‬ ‫فكانت اللعبة النشاز ‪ .‬وكان الرقص‬ ‫!! الرقص المتمرد على األعراف (‬ ‫العرجاء ال تلعب لعبة األقدام ) ‪،‬‬ ‫المتمرد على العادات ( في العادة ال‬ ‫تلعب اللعبة من قبل الرجال‬ ‫والصبيان فهي لعبة عنصرية‬ ‫نسوية ) على األحزان ( رقص‬ ‫يتمرد على حزن أم فقدت ابنتها‬ ‫التي ارتبطت بهذه اللعبة وعشقتها‬ ‫حد الدهس ) ‪.‬‬

‫‪3‬من‪3 :‬‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪17‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬ ‫وها هي اللعبة ـ الحلم تتحقق ‪ ...‬ويكون التأويل ‪:‬‬

‫إن لغة الجسد يمكن أن تكون بديلً‬ ‫ناجحا ً ومؤثراً للحوار الذي يعتمد‬ ‫على اللغة المنطوقة السيما أن لغة‬ ‫الجسد تنبثق دالالتها من اإليحاءات‬ ‫واإليماءات التي تضفي للنص‬ ‫جماالً ‪.‬‬

‫في لحظة تساهل نادرة تعانقت األكف الستة ‪ ،‬رقصة هي أيقون ألحلم‬ ‫المنكسرين ‪ ،‬ترمز للمرسى األخير لحلم الطفولة الذي لم يتحقق ‪ .‬تبدأ الرقصة ‪.‬‬

‫يحدث التباين بين المستوى األول‬ ‫الذي يعجز بانكسار أن يلعب لعبة‬ ‫األقدام وتبقى حلما يراود مخيلة‬ ‫العرجاء والمستوى الثاني الذي‬ ‫يتقن لعبة األقدام فبين العجز‬ ‫واإلتقان ثمة مسافة شاسعة كان هم‬ ‫الكاتبة بيانها في سردها ثم في‬ ‫المستوى الرابع تختصر المسافات‬ ‫الشاسعة تلك ويختفي التباين ‪.‬‬

‫س ‪ :‬السيدة المجنونة‬ ‫ص ‪ :‬الصبي ـ الرجل‬ ‫ع ‪ :‬العرجاء ‪.‬‬

‫وتنتهي القصة بمتتالية جسدية أيضا ً ‪:‬‬ ‫العيون كانت مشرقة كنوافذ قمرية ‪.‬‬ ‫الرقاب مشرئبة ‪.‬‬ ‫وفي لحظة انكسار تتحقق اللعبة ـ الحلم ‪ ،.‬يرددون بفرح مستحيل مداهم ‪ ..‬س‬ ‫ص ع ‪ ،‬يجتمع الطفولة باألحلم والنور والطيف مع األقدام المنكودة ‪.‬‬ ‫ثنائية الفرح والحزن ( هم فرحوا ‪ ...‬وبكى الحي ) ‪ ..‬يفرح الثلثة ويبكي كثير‬ ‫من سكان الحي من لعنة الجنون التي أصابت ثلثة أشخاص طيبين من خيار أهل‬ ‫الحي ‪.‬‬

‫*المصادر‬

‫وفي النهاية تنتهي القصة بفعل التحريم ‪ ،‬إذ حرمت األمهات هذه اللعبة اللعنة و‬ ‫بتن يتشاءمن من هذه اللعبة التي تسكن األقدام وتأكل القلوب ‪ ،‬إذ بدأت بالمسموح‬ ‫وانتهت بالمحرم ‪.‬‬

‫التجربة اإلبداعية ‪ ،‬دراسة في‬ ‫سايكلوجية االتصال واإلبداع ‪،‬‬ ‫إسماعيل الملحم ‪ ،‬من منشورات‬ ‫اتحاد الكتاب العرب ‪ ،‬دمشق‬ ‫‪. 2113‬‬

‫الخاتمة‬ ‫إن البحث محاولة لتحليل النص القصصي بلغة الجسد ‪.‬‬ ‫إن القصة بل حوار مما جعل السرد ينمو بتواصل آخر غير لفظي وهو تواصل‬ ‫الجسد ‪.‬‬ ‫إن القصة بدأت بالمسموح وانتهت بالمحرم ‪.‬‬ ‫إن كل مستوى من المستويات عبارة عن أفعال جسدية تتوالى ‪.‬‬

‫تراتيل الماء ‪ ،‬مجموعة قصصية ‪،‬‬ ‫د‪.‬سناء شعلن ‪ ،‬الوراق للنشر‬ ‫والتوزيع ‪ ،‬الطبعة األولى ‪2111 ،‬‬ ‫‪ ،‬عمان ‪.‬‬ ‫الخطيئة والتكفير ‪ ،‬من البنيوية إلى‬ ‫التشريحية ‪ ،‬عبد هللا الغذامي ‪،‬‬ ‫الهيئة المصرية العامة للكتاب ‪،‬‬ ‫الطبعة الرابعة ‪.1998‬‬ ‫سيكولوجية اللعب ‪ ،‬تأليف د ‪:‬‬ ‫سوزانا ميلر ‪ ،‬ترجمة ‪ :‬حسن‬ ‫عيسى ‪ ،‬عالم المعرفة ‪. 1987 ،‬‬

‫إن القصة تتمركز حول التمرد على الحزن والعادات واألعراف ‪.‬‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪18‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬ ‫علم اللغة ‪ ،‬األستاذ الدكتور حاتم صالح الضامن ‪ ،‬طبع بمطبعة التعليم العالي‬ ‫بالموصل ‪.‬‬ ‫فن القصة ‪ ،‬د ‪ :‬محمد يوسف نجم ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار صادر ‪ ،‬بيروت ‪،‬‬ ‫‪. 1996‬‬ ‫لسان العرب ‪ ،‬ابن منظور‪ ،‬دار صادر ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬المجلد الثاني ‪. 199 7 ،‬‬ ‫لغة الجسد ‪ ،‬فؤاد إسحق الخوري ‪ ،‬دار الساقي ‪ ،‬الطبعة األولى ‪2111‬‬ ‫موسوعة الفراسة في معرفة لغة الجسد ‪ ،‬ما ذكره العلماء القدماء إلى العصر‬ ‫الحديث ‪ ،‬محسن عقيل ‪ ،‬دار المحجة البيضاء ‪ ،‬الطبعة األولى ‪2111‬‬ ‫وإنما أجسادنا ‪ ...‬إلخ ‪ ،‬ديالكتيك الجسد والجليد ‪ ،‬دراسات مقاربة ‪ ،‬ابراهيم‬ ‫محمود ‪ ،‬منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب ‪ ،‬دمشق ‪. 2117 ،‬‬

‫الوعي الجسدي ‪ ،‬اإلشارات الجمالية في طقوس الخلص الجسدي ‪ ،‬منير الحافظ‬ ‫‪ ،‬محاكاة للدراسات والنشر ‪ ،‬الطبعة األولى ‪. 2112‬‬

‫دوريات‬ ‫الجسد في السرد والدراما ‪ ،‬منير الحافظ ‪ ،‬مجلة الموقف األدبي السنة ‪ 21‬ـ‬ ‫العدد ‪ 279‬آذار مارس ‪2111‬‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪19‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬ ‫يو َته مارغريت سين ترجمة الشاعر نزار‬ ‫سرطاوي‬ ‫لحظة الساعة الرملية‬ ‫يوته مارغريت سين‬ ‫ترجمة نزار سرطاوي‬ ‫هذه هي اللحظة المناسبة‬ ‫ل ُتقلَب الساعة الرملية‬ ‫انقضى الوقت‬ ‫قطع مساره كله تقريبا‬ ‫وها قد عثر كل منا على اآلخر‬ ‫وراء المنعطف يكمن ما هو جديد‬ ‫الحياة مصنوعة من‬ ‫حبيبات الرمل المتقاطرة نفسها‬ ‫التي حين ننظر اليها وهي مقلوبة رأسا على عقب‬ ‫تبدو أكثر روعة‬ ‫كما يطل الجمال والتناسق‬ ‫من مشكال‬ ‫يهتز مرارا وتكرارا‬ ‫مثلك يتعذر التنبؤ به‬ ‫ومع ذلك يمكن رؤيته كما النور‬ ‫في عينيك‬ ‫سوف أبتسم فقط‬ ‫وأبقى مع هذا النور‬ ‫الذي يشع بيننا‬ ‫بقوة تعادل الحب والجوع‬ ‫هذه هي اللحظة‬ ‫التي تم فيها العثور على الوقت‬ ‫وقت كان قد انقضى‬ ‫هذه هي لحظتنا‬ ‫لنقلب الساعة الرملية‬ ‫~~~‬ ‫‪Ute Margaret Saine‬‬ ‫‪The Hourglass Moment‬‬ ‫‪This is the moment to‬‬ ‫‪turn the hourglass around‬‬ ‫‪time had run through‬‬ ‫‪it had almost run its course‬‬ ‫‪now we’ve found each other‬‬ ‫‪round the bend lies the new‬‬

‫‪As from a kaleidoscope‬‬ ‫‪shaken again and again‬‬ ‫‪emerges beauty and order‬‬ ‫‪unforeseen just like you‬‬ ‫‪and yet seen as the light‬‬ ‫‪in your eyes‬‬ ‫‪I will only smile‬‬ ‫‪and abide by this light‬‬ ‫‪between us that shines‬‬ ‫‪at a might of hunger and‬‬ ‫‪love‬‬ ‫‪This is moment‬‬ ‫‪time has been found‬‬ ‫‪a time that was run through‬‬ ‫‪this is our moment‬‬ ‫‪to turn the hourglass‬‬ ‫‪around‬‬ ‫‪------------------------------‬‬‫يو َته مارغريت سين شاعرة أميركية من‬ ‫أصول ألمانية‪ .‬ولدت في مدينة‬ ‫نيورمبيرغ في إقليم بافاريا بعد الحرب‬ ‫العالمية الثانية‪ ،‬ثم هاجرت في أيام‬ ‫شبابها إلى الواليات المتحدة‪ .‬حصلت على‬ ‫شهادة الدكتوراه من جامعة ييل في‬ ‫اللغتين الفرنسية واإلسبانية‪ ،‬ثم انتقلت‬ ‫إلى والية كليفورنيا‪ .‬تكتب الشعر والنقد‬ ‫وتترجم ما بين خمس لغات ‪.‬‬ ‫شغلت سين منصب رئيس نادي القلم في‬ ‫مقاطعة أورانج‪ .‬وتعمل حاليا رئيس‬ ‫تحرير مجلة كليفورنيا الفصلية التي تعنى‬ ‫بالشعر وتصدر عن الجمعية الشعرية‬ ‫لوالية كليفورنيا‪ .‬تبدي اهتماما بأدب‬ ‫أميركا الالتينية‪ ،‬وخصوصا بشعراء‬ ‫التشيكانو – أي الذين ينحدرون من‬ ‫أصول مكسيكية‪ .‬كذلك تنشط سين في‬ ‫الدفاع عن الشعراء المعتقلين في‬ ‫السجون في كافة أنحاء العالم ‪.‬‬ ‫صدرت لها عدة مجموعات شعرية من‬ ‫بينها مشاهد الجسد (‪ ،)1991‬كلمات‬ ‫فنية (‪ )4111‬وثالثة كتيبات من قصائد‬ ‫الهايكو‬

‫‪life made from of the same‬‬ ‫‪trickling grains of sand‬‬ ‫‪that viewed from upside down‬‬ ‫‪seem more magnificent‬‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪21‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬ ‫بلّغ سالمي ‪ -‬لطيفة الشابي تونس‬ ‫بلّغ سالمي إلى قاتلي‬ ‫باس ِْم ال ُخضُوع ِال ِذي‬ ‫ْ‬ ‫لن أَرُو ْم‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫بَلِّغ َسال ِمي إلى‬ ‫قَاتِلي‬ ‫َّ‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ار‬ ‫ذ‬ ‫ال‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫َو َر ِّد ْ َ َ‬ ‫َِ ِ‬ ‫يل ال َّس َما ْءْ‬ ‫ت َ​َراتِ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫بْ‬ ‫ب الهَ َوى‬ ‫َخ‬ ‫ن‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫وآ ْش ِر‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِم ْن َد ِمي‬ ‫صفُونَا‬ ‫أَ َما أَ ْن َ‬ ‫بَالَ آثَرُونَا‬ ‫فَقَ ْد خَ يَّرُونَا‬ ‫زَوا ٌل َس ِريع‬ ‫َ‬ ‫أَوْ َموْ ٌ‬ ‫ت‬ ‫بَ ِطيئْ‬ ‫بآس ِْم الصُّ ُمو ِد‬ ‫ق ال ُوعُو ِد‬ ‫ِ‬ ‫وص ْد ِ‬ ‫قِ َوى ال َغ ْد ِر‬ ‫لَ ْن تَ ْف َر ِحي‬ ‫َم َع كل فَجْ ٍر‬ ‫أَعُو ُد‬ ‫َ‬ ‫أُلَ ْملِ ْم ُرفاتِي‬ ‫بِ ِملْ ِء يَ ِدي‬ ‫صيدًا‬ ‫وأَ ْن ِظ ْم قَ ِ‬ ‫على َدفَّتَ ْي ِه‬ ‫أَ ُم ُ‬ ‫صليبًا‬ ‫وت َ‬ ‫والَ أَن َحنِي‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪21‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬ ‫كلمات من الوان أخرى‬ ‫نور الدين برحمة المغرب‬ ‫ ‪-‬‬‫يسحبني فجر العتمة‬ ‫إلى سكوني األبدي‬ ‫أرى غيري ينبش ذاكرتي‬ ‫لعله يراني كما يرى ذاته‬ ‫التكترث يا أنا من وجع الكالم‬ ‫فلغتي من بعض الصبار‬ ‫سأمتد وان كان األلم يسوقني للصمت األزرق‬ ‫هذا صوتي رغم سفري األبدي‬ ‫يجلجل في زمن الصم البكم‬ ‫‪—1 -‬‬‫الترفع مبضعك عن جثتي‬ ‫فهذا القلب يستحق أكثر من الذبح‬ ‫نبض بالعشق ليكون رمزا في زمن الموت‬ ‫الترفع األلم عن جثتي ألشعر بروعة االنتماء‬ ‫األلم رحلتي إلى الحياة‬ ‫فدعني أعتصر حبات العنب‬ ‫ارتشف قطرة من كأسي وأترنح من الفرح‬ ‫هذا النبيذ معتق‬ ‫و الحانة تشتكي الزحام‬ ‫أغنية من صوت مذياع‬ ‫وراقصة تداعب النار بأنامل من فخار‬ ‫وحدي يشعر بك فالرقص من األلم‬ ‫فرح في عيون البلداء‬ ‫رشفة من فنجان مكسور‬ ‫تسقط راقصتي في سلة النسيان‬ ‫هذا الجدار لك وهذا الرصيف عالمي‬ ‫أهناك رقصة أخرى من رقصات األشباح‬ ‫‪--3 -‬‬‫يستمر صوتي في غناء الصمت‬ ‫لتكبر القصيد بين أناملي‬ ‫هذا كفي مساحة لمشتل ألمي‬ ‫وأنت وحدك حقيبة تحتويني‬ ‫احمليني بين أحشائك‬ ‫ألولد من صقيع أحالمك‬ ‫عشق بارد سيدتي ورحلتي إليك‬ ‫استحالة‬ ‫استحالة‬ ‫بعد هذا العمر‬ ‫*** ‪10 /6/‬‬ ‫س‪/‬ا‪/‬غ‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪22‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬ ‫هذه ديارنا الجريحة ُ‪ -‬ناديا كمال‬

‫وغضب يلعن ُ ِب ِه كل من َظلَ َم وغدر‬ ‫ٌ‬ ‫وخانْ ‪..‬‬

‫تفوح برائحة ِالشهداءِ ال ُط ْه ْر‪..‬‬ ‫وامهاتٌ َ‬ ‫تزغردن بِ ُعلو ِالصو ِ‬ ‫ت‪..‬‬ ‫تبكينَ تارة‪..‬‬

‫األرض تحته ْم بركان ْ‪..‬‬ ‫لتفور‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫وهذا األقصى الجري ُح ‪ ..‬يئنُ ‪..‬‬ ‫يصيح ُ‬

‫مر‪..‬‬ ‫وتارة أخرى ‪ ..‬تبتس ُم للشهَداءِ الس ْ‬

‫َ‬ ‫بزوغ ال َف ْج ْر‪..‬‬ ‫يعان ُد الطغيان َ ‪ ،‬ينتظ ُر‬

‫سببوا‬ ‫وتارة تلعنُ منْ ت َ‬

‫األنفاس‪..‬‬ ‫وجدا ٌر لعينٌ جاث ٌم على‬ ‫ِ‬

‫كان‬ ‫في ُجرحَ​َ‬ ‫َ‬ ‫غار في ال َم ِ‬

‫ج ٌز حقي ٌر يز ُي ُد فينا العِنا ِد ُ‪..‬‬ ‫وحا ِ‬

‫ووجع سكنَ الزمانَ ‪..‬‬

‫وما زلنا َصامدينَ ‪ ..‬نلو ُ‬ ‫ك الص ْبر‪..‬‬

‫وأدمى فينا هذا ال ُع ْمر‪..‬‬

‫َفل َي ُمتْ‬ ‫الغريب بغيظِ ِه ‪ ،‬فهذه الديا ُر‬ ‫ُ‬ ‫ديارنا ‪،‬‬

‫ار‪..‬‬ ‫عُدوانٌ على غزة من عدو غد ْ‬ ‫صر‪..‬‬ ‫ويوما ما ‪ ..‬سيتحققُ لنا الن ْ‬ ‫الحصار‬ ‫وذوو القربى ‪ ،‬احكموا عليها‬ ‫ْ‬ ‫ار‪..‬‬ ‫وشعب صام ٌد جب ْ‬ ‫ٌ‬

‫*ناديا كمال*‬ ‫*القدس ‪ /‬فلسطين*‬

‫رار‪..‬‬ ‫وحدَه ُ ُيعان ُد ال ُظل َم بعزيمة‬ ‫وإص ْ‬ ‫ْ‬ ‫وصوتُ األسرى يعلو بكبرياء حزين‪..‬‬ ‫يتحدى ليالي األسى ‪ ،‬واألنين‪..‬‬ ‫الجمر ْ‪..‬‬ ‫أبطال ٌ ‪ ..‬تمشي على َ‬ ‫ُس حرى تخترق الرو َح ‪،‬‬ ‫وآآهة ٌ من القُد ِ‬ ‫تختزل كل الخيبا ِ‬ ‫ت‪..‬‬ ‫الحسرات‬ ‫وحدها‬ ‫تشرب َ‬ ‫ُ‬ ‫ومن ذوي القربى ‪ ..‬يزداد فيها الق ْهر ْ‪..‬‬ ‫و َ‬ ‫باب ثائ ٌر يتحدى الطغ ْيان ‪..‬‬ ‫ش ٌ‬ ‫سال ُحه حج ٌر ومِقال ٌع ‪ ،‬عِزةٌ وايمان‪..‬‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪23‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬ ‫زكية المرموق المغرب‬ ‫أعلن بيعتك‬ ‫***********‬ ‫البحر‬ ‫ظل السماء‬ ‫ثمل مع الشيطان‬ ‫أغوى حلما كان مارا من هناك‬ ‫فسقط من أعلى‬ ‫كتفاحة فاسدة‬ ‫لعنته‪,‬الريح‬ ‫تدغدغ رجليه العاريتين‬ ‫كل صباح‪,‬‬ ‫صوت النوارس الجوعى يصرخ‬ ‫كي ال ينام‪,‬‬ ‫طين في القلب‬ ‫معجون بالملح والزجاج‪.,‬‬ ‫وسحاب يلحس الزرقة‬ ‫من ذاكرته‪.‬‬ ‫جناحاه مد وجزر‬ ‫وال أفق‪.‬‬ ‫أيها البحراألزرق الكبير‬ ‫علق كل انتماءاتك‬ ‫وابحث عن شفاعة األنبياء‬ ‫يأتوك بصك الغفران‬ ‫لخطيئة لن تغتفر‪.,‬‬ ‫هكذا قال الغراب‪.‬‬ ‫أعلن توبتك للطيور‬ ‫اخلع تمردك‬ ‫افتح نافذتك للشمس‬ ‫أو للعاصفة‬ ‫كي ترقص أو تمطر‪,‬‬ ‫سيان‪.‬‬ ‫أعلن بيعتك‬ ‫جدد أوراق اعتمادك‬ ‫جهز جواز سفرك‬ ‫من جديد‬ ‫وال تنس أن تأخد معك‬ ‫قارورة عطر باريسي‬ ‫وفودكا‬ ‫لتضمن تذكرة العبور‪.‬‬ ‫زكية المرموق‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪22‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬

‫عتمات التيــــــه‬ ‫محمد حمدون المغرب‬ ‫*******************************‬ ‫تنتابني فوضى تفاصيلي‬ ‫يزدهيني تناقضي األزلي‬ ‫أعتصر من تجاويفي‬ ‫سر وجودي‬ ‫و فنائي‬ ‫أتأمل الشمس القرمزية‬ ‫أتشرد في سراديبها المخملية‬ ‫أنسج من عطرها‪...‬‬ ‫فسيفساء جدلي‬ ‫و شغفي‬ ‫و اختلفي‪...‬‬ ‫أتجرع ملوحة عينيها‬ ‫ليتأجج بطشي‪...‬‬ ‫و ضعفي‪...‬‬ ‫و كبريائي‪...‬‬ ‫***‬ ‫تغويني أصوات السيرينات‬ ‫و قناديلها الفاترة‬ ‫تغمسني في يم الخطايا‬ ‫حتى آخر قطرة من رحيقي‬ ‫لتتقاذفني لعنة اآللهة‬ ‫و شظايا التفاحة المتناثرة‬ ‫في كل الزوايا‪...‬‬ ‫و الردهات‪...‬‬ ‫تتحسسني أنوثتها الداعرة‬ ‫تختلق األعذار‬ ‫لتعود خيالي‬ ‫في كل المرايا‬ ‫و اللحظات‪...‬‬

‫أتيه في جنبات أوليمبوس‬ ‫تداعبني آهات أفروديت‬ ‫تعمدني‪....‬‬ ‫تغمرني عنبا‪...‬‬ ‫و عسل‪...‬‬ ‫فأعربد‪...‬‬ ‫فوق عرق دفاتري‬ ‫و أرسم للموت‪...‬‬ ‫و للحياة‬ ‫كل طقوسي‪...‬‬ ‫أتلقف معاجم همساتي‬ ‫أحمل األرض و السماء‬ ‫بأطلسي‪...‬‬ ‫أدحرج كل بدر‬ ‫إلى هامة الجبل‬ ‫تلك الصخور‪...‬‬ ‫بحدوسي‬ ‫***‬ ‫أنا المتيم بجنوني‪،‬‬ ‫الهارب من جنتي‪،‬‬ ‫و نعيمي‪...‬‬ ‫إلى سهادي‬ ‫أنا األمس األزلي‬ ‫القديس و إبليس‬ ‫قوس قزح تضاريسي‬ ‫صهوة الغيم جوادي‬ ‫و أصقاع الكون عنواني‪.‬‬

‫***‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪25‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬ ‫قراءة في كتاب " عتبات المستقبل ‪ ..‬سيرة كفاح وسيرورة وطن " للدكتور فيصل‬ ‫غرايبة د‪ .‬عماد عبدالوهاب الضمور‪ /‬ناقد وأكاديمي أردني‬

‫‪.‬يمكن تقديم هذه القراءة للكتاب( الصادر عام ‪2112‬م عن دار يافا للنشر والتوزيع)‬ ‫ّ‬ ‫على شكل إضاءات تستحق الوقوف عليها لمفكر اصطبغت حياته بالرؤى القومية المتقدة‬ ‫التي تتدفق ح ّبا ً ووجداً للوطن واألمة العربية‪ ،‬فضلً عن كونها منبع علم خصب تفجرّات‬ ‫ينابيعه في محافل العلم فكانت مشاع َل أنارت الطريق للسالكين ‪.‬أوّ ل ما يُلفت نظر متلقي‬ ‫الكتاب هو أدبية العنوانات الفرعية وشاعريتها‪ ،‬فالعنوان المؤسِ س " عتبات المستقبل ‪..‬‬ ‫سيرة كفاح وسيرورة وطن" ذو طبيعة شعريّة انتشارية مارس الدكتور فيصل غرايبة‬ ‫معها انزياحات واضحة في التركيب اللغوي (عتبات المستقبل) إذ يجعل للمستقبل‬ ‫عتبات‪ ،‬وهذا يُخالف ما هو مألوف في التركيب اللغوي كأن نقول مثلً‪ :‬آفاق المستقبل أو‬ ‫إضافة كلمة عتبات إلى كلمة البيت‪ ،‬لكن أن يكون للمستقبل عتبات فهذا ال يتأتى إال في‬ ‫لغة شعريّة تكشف عن وجد كاتبها وانفعاالته وآماله المسبقة التي حتمّت عليه أن يجعل‬ ‫للمستقبل عتبات ‪.‬وهذا يقود أيضا ً ـ وضمنا ً ـ إلى المسافة بين الواقع والمستقبل فمن‬ ‫الناحية الزمنية ال يلتقي الزمانان بل يقود أولهما وهو الواقع إلى الثاني وهو المستقبل‪،‬‬ ‫لذلك فإنّ وجود هذه العتبات يعكس مدى صعوبة المرحلة وضرورة الصبر والتحمّل‬ ‫بغية الوصول إلى المأمول ‪.‬وينعكس هذا العنوان المركزي في عنوانات الكتاب الثانوية‬ ‫التي جعلها الغرايبة في ثلث عشرة عتبة ال تخلو من هذه اللغة التصعيدية ذات الطبيعة‬ ‫االنتشارية في مضامين الكتاب‪ ،‬فنقرأ مثلً ‪ :‬لدى عروس الشمال‪ ،‬من قاسيون أطل يا‬ ‫وطني‪ ،‬في عمّان موضع الطموح‪ ،‬في بيت العرب في تونس الخضراء ‪ ،‬ال ب ّد من‬ ‫عمّان وإن طال الغياب‪ ،‬في أعماق المجتمع‪ ،‬شموع على المسالك‪ ،‬قبل أن يُسدل الستار ‪.‬‬ ‫يُفضي عنوان الكتاب إلى ما يشي بفن السيرة الذاتية ( سيرة كفاح وسيرورة وطن) وهذا‬ ‫ما يمنح الكتاب مشروعية الفن األدبي ذي الداللة الفكرية فهو يُقدم األفكار الم ّتقدة التي‬ ‫أفضت بها حصيلة تجربة حياتيّة‪ ،‬وفكرية خصبة ‪.‬فما أجمل أن يصيغ المبدع رؤاه‬ ‫وأفكاره في قالب إبدعي يحفظ للفكرة أصالتها وجذوتها‪ ،‬ويعيد صياغة الواقع برؤى‬ ‫معاصرة قابلة للتش ّكل في وجدان المتلقي ‪.‬وعتبات المستقبل تعاين وترصد سمات زمن‬ ‫قادم انطلقا ً من تناقضات واخفاقات زمن واقع وهذا ما يضع النص المكتوب أمام سلطة‬ ‫الزمن وتحدياته ‪.‬ثاني هذه اإلضاءات فكر الكاتب الوطني المكلل بالقومية ينطلق الكاتب‬ ‫في كتابه " عتبات المستقبل ‪ ..‬سيرة كفاح وسيرورة وطن" من بُعد وطني واضح‪،‬‬ ‫فالوطنية هي حبّ الوطن ‪ ،‬والشعور بارتباط باطني نحوه‪ ،‬إذ يضيق ـ كما يرى ساطع‬ ‫الحصري ـ هذا المفهوم أو يتسع في الرقعة والمكان فيرتبط أحيانا ً بمسقط الرأس أو‬ ‫الوطن الذي ينتسب إليه اإلنسان‪ ،‬ويتف ّتح أحيانا ً على العالم كله‪ ،‬ليكتسب طابع اإلنسانية‬ ‫في معناها الواسع العريض‪ ،‬وكثيراً ما يربط بعضهم معنى الوطنية بمفهوم عرقي أو‬ ‫عقائدي كالوطن العربي أو الوطن اإلسلمي‪ ،‬ولكن كلمة الوطن تذوب معها ك ّل الفوارق‬ ‫االجتماعية جنسا ً وعقيدة ولونا ً ‪.‬لع ّل هذا االفكر القومي يضع النصوص المكتوبة ضمن‬ ‫دائرة االلتزام في األدب والفكر معاً‪ ،‬هذا االلتزام الذي يجعل الكاتب ينطلق ليرسم ملمح‬ ‫المرحلة المقبلة راصداً وموجّها ً ومتلق ّيا ً لألحداث بك ّل يقظة متفاعلً معها محاوالً إيجاد‬ ‫الحلول وانقاذ ما يمكن انقاذه‪ ،‬وهذا يضع النصوص المكتوبة في دائرة المواجهة‬ ‫والتحدي بعيداً عن الخنوع واالستسلم ‪.‬اإلضاءة األخرى التي أقف عليها في هذه القراءة‬ ‫ما يقترب فيه الكاتب في بعض أجزاء الكتاب من فن السيرة الذي يختطه في عرضه‬ ‫للموضوعات فهو يحكي سيرة ذاتية وسيرة فكرية وسيرة مكانية‪ ،‬إذ اختزل الكاتب‬ ‫األزمنة الماضي والحاضر والمستقبل في زمن واحد هو زمن اإلنجاز والتفوق بعدما‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫وجد في الماضي أصالة وفي الواقع‬ ‫انهياراً وإخفاقا ً وفي المستقبل وعداً‬ ‫وأملً جميلً بالنهوض ‪ .‬إربد عاصمة‬ ‫الشمال األردني بدأت تشيخ وتترهل‬ ‫بالتوسع واالنتشار العمراني حتى أن‬ ‫الكاتب أصبح يُسميها عجوز الشمال‪.‬‬ ‫كذلك الجهاز اإلداري للدولة أخذ‬ ‫يترهل ويشيع فيه الفساد بعدما كان‬ ‫مثاالً لإلنجاز ‪.‬الوطن العربي بدأ‬ ‫بالتراجع واالنحسار بعدما كان منارة‬ ‫حضارة وهكذا فإنّ الكاتب جريء‬ ‫بتعرية الواقع وكشف عيوبه‪ ،‬ومبدع‬ ‫في محاولة تحريره من كبوته ‪.‬يعرض‬ ‫الكاتب لسيرة والده وعشيرته من‬ ‫خلل حديثه عن سيرته الذاتية وسيرة‬ ‫مدينته إربد‪ ،‬فنرصد ملمح مهمة‬ ‫لطفولة الكاتب ويقظة المكان ‪.‬نقرأ في‬ ‫الكتاب سيرة الجامعة األردنية في‬ ‫سنوات تأسيسها األولى‪ ،‬وأفق‬ ‫التحوالت الدولية في فترة الستينيات‬ ‫من القرن المنصرم ‪.‬إنّ تصنيف كتاب‬ ‫" عتبات المستقبل ‪ ..‬سيرة كفاح‬ ‫وسيرورة وطن" ضمن حقل معرفي‬ ‫مجرد قد يقود إلى اإلخلل بحقول‬ ‫معرفيّة أخرى فل يمكن االطمئناتن‬ ‫إلى اعتباره كتابا ً في فن السيرة بالرغم‬ ‫من توافر عنصر السرد وسطوة‬ ‫ضمير المتكلم والبوح أحيانا ً أخرى إذ‬ ‫إنّ الحصيلة المعرفية تبدو أكثر خصبا ً‬ ‫وتوغلً في حقول معرفية أخرى‬ ‫كالسياسة واالقتصاد واالجتماع ‪.‬كما ال‬ ‫يمكن التسليم بأن الكتاب يمكن وضعه‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪26‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬ ‫في حقل التاريخ واالجتماع بوصفهما علمين مجردين‪ .‬لكن هذا الكتاب يأتلف فيه‬ ‫الشخصي الذاتي بالموضوعي الوطني حينا ً والقومي حينا ً آخر‪ ،‬واإلنساني بشكل عام ‪.‬‬ ‫إ ّنه مزيج من فكر ومعرفة وأدب وعلوم أراد له كاتبه الدكتور فيصل غرايبة أن يكون‬ ‫شهادة حيّة على عصر كان هو أحد الفاعلين فيه من خلل سرده لسيرة مكان حينا ً‬ ‫وسيرته الذاتية حينا ً آخر ‪.‬إن ّ"عتبات المستقبل" كتاب في الفكر واألدب والتاريخ‬ ‫والمجتمع المدني يدافع عن الموضوعية والعقلنية وسلطة العقل وقيم العدل والمساوة‬ ‫بعيداً عن االختلل المجتمعي واالقتصادي والسياسي الذي يحياه العالم ‪.‬لقد جاء كتاب"‬ ‫عتبات المستقبل" علمة مميّزة في رحلة الدكتور فيصل الغرايبة اإلبداعية في مجال‬ ‫الكتابة والتأليف وبخاصة في الخدمة االجتماعية تخصص الكاتب شؤون الشباب‬ ‫وقضاياه‪ ،‬فالكتاب يكشف عن تفاصيل حياتيّة وفكرية مهمة عاشها‪ ،‬وانبعثت في فكره‬ ‫وإبداعه فيضا ً دافئا ً ووجداً صادقا ً يلمس معاناة الواقع وهموم معاصريه‪ ،‬فضلً عن أن‬ ‫الكتاب مدونة إبداعية تضم بين صفحاتها فكراً وعلما ً ومعرفة تتطابق في مفرداتها مع‬ ‫فكر الكاتب ومنهجه الحياتي ‪.‬يتوقف القارئ للكتاب عند محطات مهمة من حياته‪ ،‬تفك‬ ‫مغاليق كثير من قضايا الحياة المعاصرة‪ :‬االقتصادية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬والسياسية‪ .‬إذ‬ ‫نهضت لغة الكتاب من وظيفتها الشكلية الظاهرة إلى وظيفة وصفية باطنية لما سيأتي من‬ ‫أحداث ‪.‬يكشف الكاتب في كتابه عن مصدر مهم إلبداعه وهو الواقع بإحداثه وتغيراته‪،‬‬ ‫كذلك المكان بوجده وروحه وألقه‪ ،‬أيضا ً الوطن بمفهومه الشمولي المنضوي تحت نشيد(‬ ‫بلد العرب أوطاني) ممّا يعكس شعوراً متأصلً في فكر الكاتب يوجّه كتابته ويطلق‬ ‫لعباراته العنان متجاوزاً اللغة التقريرية إلى لغة البوح المغلفة باأللم لما يجري واألمل‬ ‫بمستقبل يمكن لألجيال صياغته بعزيمة وهمة عالية ‪.‬يغطي الكتاب فترة مهمة من‬ ‫التاريخ الشخصي للدكتور فيصل غرايبة أو باألحرى من تاريخ الوطن العربي من خلل‬ ‫الحديث عن سوريا وعُمان‪ ،‬والبحرين والمغرب وتونس وغيرها من البلد العربية‬ ‫مرتبطة باألحداث الدولية كما رأها الكاتب إذ تمتد هذه األحداث منذ األربعينيات من‬ ‫القرن الماضي حتى وقتنا المعاصر‪ ،‬وهي فترة طويلة نسبيا ً يسترجع الكاتب أحداثها‬ ‫بعين متفرّسة ناقدة حاذقة تحاول القبض على ما يرسم رؤى المستقبل والغد الحالم ‪.‬األمة‬ ‫العربية حصن الكاتب المنيع تتبدّى في كتابه بطابع مقدس تتجاوز طبيعتها الجغرافية إلى‬ ‫كينونتها الملهمة لتتخذ جانبا ً روح ّيا ً مقدسا ً ‪.‬إ ّنه دائم البحث عن األمة العربية الستعادة‬ ‫وجودها‪ ،‬فالكاتب لم يستطع التخلص من وطأة الواقع وآالمه ممّا جعل كتابه يتوافر على‬ ‫قيمة فكرية واضحة ‪.‬وعليه فإن الكتاب يحقق جزءاً كبيراً من شروط السيرة الذاتية‬ ‫والمذكرات الشخصية‪ ،‬فهو يقدم نصا محك ّيا ً بإسلوب ذاتي ‪ ،‬يستعيد فيه جزءاً من واقعه‬ ‫المسرود‪ ،‬يتطابق فيه السارد مع الشخصية المسرودة من منظور استعادي للكلم‪،‬‬ ‫فالموضوع أساسا ً هو الحياة الفردية وتكوّ ن الشخصية المبدعة للنص من خلل عرض‬ ‫محطات لحياتها‪ ،‬فضلً عن اشتمالها لجانب مهم يتضمن عنصر التعاقب الزمني‬ ‫والتاريخ االجتماعي والسياسي‪.‬‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪27‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬

‫أحمد الشيخ فلسطين‬ ‫رسالةٌ منْ َغ ّزة‬ ‫أرْ ضُ ال ّشها َد ِة‬ ‫تُرمى بح َم ٍم ْ‬ ‫من شررْ‬ ‫تر ّد بوابِ ٌل ْ‬ ‫من ُع ْنفُوانِها‬ ‫ض َجرْ‬ ‫ُطار ُد ال ّ‬ ‫ي ِ‬ ‫تصْ َد ُح بِنَشي ٍد عال صداهُ‬ ‫بروح الثّوْ َر ِة َعبَرْ‬ ‫ِ‬ ‫أشال ٌء تَنَاثَ َر ْ‬ ‫ت‬ ‫نَ َس َج ْ‬ ‫ت ِم ْنها ال ّدما ُء‬ ‫ط ْيفَ عروبَ ٍة في سفرْ‬ ‫يَعْتلي ال َمجْ َد و يغنّي‬ ‫س‬ ‫لعو َد ِة النّ َ‬ ‫ور ِ‬ ‫ب ّ‬ ‫عز ُم ْنتَظَرْ‬ ‫على َدرْ ِ‬ ‫ب أ ّم ٍة‬ ‫ل َعوْ َد ِة َر ْك ِ‬ ‫لو قا َم ْ‬ ‫ق لنَصْ َرتِها‬ ‫ت نَطَ َ‬ ‫ال ّش َج ُر و ال َح َجرْ‬ ‫أنا غ ّزةُ ها ِش ٍم‬ ‫ضبي و لنَغَمي‬ ‫اصغوا ل َغ َ‬ ‫أنا فلسطينيّةُ القَ َدرْ‬ ‫ب‬ ‫أنا قب َ‬ ‫ْضةُ ال ّر ْع ِ‬ ‫إذا ما داهَ َم زيتوني‬ ‫حُثالَةُ البَشَرْ‬ ‫ح‬ ‫أنا عربيّةُ ال َمال ِم ِ‬ ‫ب ْ‬ ‫من إبا ٍء‬ ‫ذاتَ قِبا ٍ‬ ‫ه َز َم ْ‬ ‫من هَذرَْ‬ ‫ت قبّةً ْ‬ ‫ار‬ ‫أنا جذ َوةُ النّ ِ‬ ‫صرْ خَ ةُ الوال َد ِة‬ ‫مو ُج ح ّج ق ْد هَ َدرْ‬ ‫ق‬ ‫هل ّموا فك ّل طري ٍ‬ ‫العتيق‬ ‫ت‬ ‫إلى البَ ْي ِ‬ ‫ِ‬ ‫تمرّ ْ‬ ‫من أقصى احْ تظَرْ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫أعين‬ ‫فال نا َمت‬ ‫و ال قا َم ْ‬ ‫ٌ‬ ‫هامات‬ ‫ت‬ ‫ْ‬ ‫إن رميتُ ْم ِح ْم َل الظّهرْ‬ ‫‪/‬‬

‫‪10 1/‬‬

‫أحمد ال ّشيخ‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪28‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬

‫كتاب جديد لسامي مهدي يعيد فيه "ألف ليلة" إلى‬ ‫أصله العراقي‬ ‫عمان – هشام عودة‬ ‫صدر مؤخرا عن دار ميزو بوتاميا للنشر والتوزيع كتاب جديد للشاعر العراقي‬ ‫سامي مهدي‪ ،‬حمل عنوان "ألف ليلة وليلة ‪ ..‬كتاب عراقي أصيل"‪ ،‬وفيه يرد الشاعر‬ ‫مهدي أشهر كتاب في التاريخ العربي إلى أصله العربي العراقي‪ ،‬وهو موضوع ظل في‬ ‫دائرة المسكوت عنه في معظم الدراسات التي تناولت ألف ليلة وليلة‪ ،‬إن لم نقل‬ ‫جميعها‪ ،‬التي تحدثت عن األصل الفارسي للكتاب‪.‬‬ ‫كتاب ألف ليلة وليلة‪ ،‬كما وصفه الشاعر مهدي‪ ،‬هو أحد أهم مأثوراتنا الثقافية‪،‬‬ ‫فقد حاز على شهرة عالمية واسعة‪ ،‬وكان له تأثير كبير في األدب األوربي‪ ،‬غير أنه‬ ‫شاع في األوساط الثقافية‪ ،‬العربية منها واألجنبية‪ ،‬أن هذا الكتاب مترجم عن أصل‬ ‫فارسي يدعى "هزار أفسانة" أو "هزار أفسان"‪ ،‬ومعناها "ألف خرافة"‪ ،‬ثم ظهر من‬ ‫يدعي أن كتاب "مائة ليلة وليلة" كان أسبق‬ ‫منه في الظهور‪ ،‬وهذا وذاك ما يعارضه‬ ‫مهدي‪ ،‬كما قال‪ ،‬ففي رأيه أن الكتاب ليس‬ ‫مترجما عن أصل أجنبي‪ ،‬بل هو في أصله‬ ‫كتاب عراقي‪ ،‬مؤلف باللغة العربية‪ ،‬مشيرا‬ ‫إلى أن كتابه الجديد يمثل محاولة للكشف عن‬ ‫هذه الحقيقة‪ ،‬وتفنيد تلك اإلشاعة‪ ،‬وتثبيت‬ ‫أسبقية كتاب "ألف ليلة وليلة" على كتاب‬ ‫"مائة ليلة وليلة"‪.‬‬ ‫وأضاف الشاعر مهدي أن هناك مشروعا لترجمة كتابه الجديد (ألف ليلة وليلة كتاب‬ ‫عراقي أصيل) إلى ثالث لغات‪ ،‬هي اإلنكليزية واإلسبانية والفرنسية‪ ،‬ونشره في‬ ‫الخارج ‪ ،‬مؤكدا أن الترجمة اإلنكليزية جارية‪ ،‬واإلسبانية عند خط الشروع‪،‬‬ ‫والمحاوالت جارية لالتفاق على من يقوم بترجمته إلى الفرنسية‪.‬‬ ‫ويحاول المؤلف في بحثه هذا إعادة قراءة النصوص القديمة التي استنتج منها‬ ‫المستشرقون‪ ،‬ثم الباحثون العرب‪ ،‬أن كتاب (ألف ليلة) مترجم عن أصل فارسي‪،‬‬ ‫فالمؤلف يرى أن المستشرقين ومن تبعهم من الباحثين العرب قد أخطأوا في قراءة‬ ‫النصوص القديمة‪ ،‬وال سيما نص المسعودي في كتابه (مروج الذهب)‪ ،‬وابن النديم في‬ ‫كتابه (الفهرست)‪ ،‬ويكشف عن هذا الخطأ‪.‬‬ ‫ثم يفرق بين كتاب (ألف ليلة) وكتاب (هزار أفسان) ويستنتج‪ ،‬بعد تقديم المزيد من‬ ‫األدلة والقرائن‪ ،‬أن لكتاب ألف ليلة (أما قديمة) ألفت في العراق باللغة العربية‬ ‫الفصحى‪ ،‬ثم انتقلت إلى الشام ومصر‪ ،‬وجرى تحريفها من قبل الرواة الشعبيين‬ ‫وأدخلوا عليه زيادات ليست من أصل الكتاب‪.‬‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫وحول ما إذا كان كتابه الجديد‬ ‫يستطيع إزاحة ما شاع عن أصل ألف‬ ‫ليلة‪ ،‬قال الشاعر سامي مهدي إن‬ ‫هذا أمر صعب‪ ،‬وبه حاجة إلى المزيد‬ ‫من الوقت‪ ،‬ولكنه سيهز القناعة‬ ‫الراسخة‪ ،‬ويضع رأيا مجاورا للرأي‬ ‫اإلستشراقي قد يحفز آخرين على‬ ‫المضي فيه‪ .‬إنني لم أؤلف هذا الكتاب‬ ‫عن تعصب قومي أو وطني‪ ،‬بل عن‬ ‫قناعة تولدت لدي عندما عدت إلى‬ ‫مروج الذهب والفهرست وقرأتهما‬ ‫قراءة فاحصة‪.‬‬ ‫مثقفون عراقيون أشادوا بفكرة‬ ‫الكتاب ورسالته‪ ،‬فقد رأى عبد‬ ‫الرحمن عناد أن الحاجة قائمة لهكذا‬ ‫مراجعات نقدية تاريخية تعتمد‬ ‫الموضوعية واالبتعاد عن االنحياز‬ ‫المجرد‪ ،‬فيما رأى د‪ .‬فهمي الصالح‬ ‫أن تثبيت األصل العراقي للكتاب هو‬ ‫إنجاز مهم للغاية‪ ،‬وقال زيد الحلي بعد‬ ‫أن اختلطت الشائعة باالشاعة‪،‬‬ ‫والموروث‬ ‫بالمتخيل‬ ‫والحقيقة‬ ‫بالواقع‪ ،‬تأتي هذه الدراسة لتمثل‬ ‫مدخال لفك احجية الف لبلة وليلة‪،‬‬ ‫وقال الشاعر وليد الصراف إن‬ ‫الحكايات في أغلبها تدور في بغداد‪،‬‬ ‫وتفاصيلها بغدادية تشف عن قلم‬ ‫عراقي صاحبه من عامة الناس‪ ،‬جائع‬ ‫الى الطعام والجنس والحياة الرخية‪،‬‬ ‫فجنح إلى الخيال‪ ،‬واضافت أقالم‬ ‫أخرى عراقية إلى الكتاب وطرحت‬ ‫منه حتى استوى عمال عظيما نباهي‬ ‫به األمم‪.‬‬ ‫الشاعر سامي مهدي أكد أن كتابه‬ ‫جديد في موضوعه‪ ،‬ولم يسبقه إليه‬ ‫أي باحث من قبل‪ ،‬الفتا إلى أن‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪29‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬ ‫الباحثين العرب واألجانب قرأوا ألف ليلة وليلة قراءة خاطئة‪ ،‬وأنه قام بفراءة الكتاب‬ ‫من نصه األصلي‪ ،‬وهو ما أطلق عليه (أمه القديمة)‪ ،‬نافيا أن تكون دراسته قد جاءت‬ ‫من باب التعصب‪ ،‬بل من باب البحث عن الحقيقة الضائعة‪ ،‬مشيرا إلى أنه أول كتاب‬ ‫يتحدث عن النص العربي‪ ،‬وليس مترجما عن الفارسية وغيرها‪.‬‬ ‫الكتاب وصفه مثقفون عراقيون بأنه بحث جريء يعيد االعتبار لواحد من أهم‬ ‫المنجزات الثقافية العربية‪.‬‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪31‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬ ‫قصص قصيرة جداً عدة كتاب‬ ‫نزهة بلخير‬ ‫‪..‬أفق‬ ‫‪..‬لم تتجاوز نظراته ما فوق النخلة‪ ،‬اكتفى بظل سعفها وغفا‬ ‫رأى فيما يرى النائم‪ ،‬أنه عمر طويال‬ ‫*************************‬ ‫عبد اللطيف ديدوش‬ ‫فضلة‬ ‫آوى الطفل المقذوف إلى الرصيف للنوم المنقوع في الصقيع‪...‬يستدفئ حلما‬ ‫مستعارا يومض بيتا من ورق مقوى‬ ‫مسار‬ ‫‪----‬‬‫بائع الوهم‪ ،‬وخزته األشواك‬ ‫استدعى ضميره من سباته‬ ‫‪.‬لم يستفق‬ ‫ما كان أمامه إال أن يلتهم جمرة" موسى " في الثلث الخالي‬ ‫عبد العزيز قصاب‬ ‫"دقة"‬ ‫امتلك دوما قلبا كالحجر الصوان‪ ،‬جلمودا جامدا ال يلين‪ .‬ذات سكتة؛ حملوه‬ ‫للمشفى‪ ،‬هناك وضعت يدها فوق صدره فذاب القلب و أصبح ماء زالال‪.‬‬ ‫توركيت إيمال‬ ‫شهادة‬ ‫ولج كلية العلوم ‪..‬فشل في حل المعادلة !‬ ‫عرج على كلية اآلداب ‪..‬احتار في "األنا"‬ ‫ومحلها من اإلعراب !‪..‬‬ ‫فاعتكف بالمسجد بحثا عن الذات‪!. .‬‬ ‫محمد ختيم‬ ‫قضية‪...‬‬ ‫أن هناك‪ ...‬تَع َب ْ‬ ‫تناثر الغبار على الطريق‪ ،‬يد بلون األقحوان تشير ْ‬ ‫ت من تجرع‬ ‫المرارة دون مغيث‪ ،‬ليست الوردة األولى التي تتعرض للقطف‪ ..‬للقصف‪ ..‬إلخماد‬ ‫العيون‪ ،‬امتد التاريخ أمامها ‪،‬وراءها ‪ ...‬سجل انكساراتها ‪ ،‬بعثر نكساتها على‬ ‫الكون كله‪ ،‬أحرق طارق كل السفن‪ ،‬ووضع حواجز الالرجوع‪ ،‬حفروا أنفاقا في‬ ‫عيون العذارى ومروا على جسد الزهرة ‪ ،‬قطفوا السنابل الخضر وأجهضوا‬ ‫القضية ‪...‬‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫على صخرة الحزن وقف التاريخ‬ ‫ينتظر‪ ،‬يرسم أبعاد مسار ل ّما يكتمل‬ ‫بعد‪...‬‬ ‫بقلم ‪ :‬هداية مرزق‬ ‫أحالم غزاوية‬ ‫‪،،،،،،،،،،،،،‬‬ ‫سألتها جارتها عن أحالمها‪،‬‬ ‫ردت عليها بابتسامة تغلف شفتيها‬ ‫الذابلتين‪ :‬تمرة وقطعة خبز تشبع‬ ‫‪.‬جسدي المنهك عند مدفع اإلفطار‬ ‫ولما دوى المدفع تشبعت األرض ‪...‬‬ ‫‪.‬بالدماء‬ ‫كامل يوسف‬ ‫َمعيةٌ‬ ‫على غير عادتها معي‪ ،‬نَسيَت أن‬ ‫توقظني اليوم‪َ ،‬سبَ ْقتُها أنا‪ ،‬تَ َسلَّ ُ‬ ‫لت‬ ‫إلى ُغرْ فتها‪ ،‬طَ َر ُ‬ ‫ق‪،‬‬ ‫قت‬ ‫َ‬ ‫بر ْف ٍ‬ ‫الباب ِ‬ ‫كانت نائمة‪ ،‬يبدو أنها ُم ْت َعبَة‪ ،‬طَبَ ُ‬ ‫عت‬ ‫قُ ْبلَةً على َجبينِها الوضيء‪ ،‬قَب ُ‬ ‫َّلت‬ ‫يَدَها‪ ،‬طَ ُ‬ ‫لبت منها الدعا َء لي؛ لَ ْم‬ ‫ُ‬ ‫تُ ِجب‪ ،‬أصابني الخوفُ ‪ ،‬هَزَ زتها‪،‬‬ ‫َر َجوتُها أال تَ ْتركني‪َ ،‬رفَ ُ‬ ‫عْت نَظَري‬ ‫للحائ ِط‪ ،‬ف َو َج ْد ُ‬ ‫ت صو َرتَها ال ُم َعلَّقَةَ‬ ‫بشري ِطها األسود‪ ،‬تنظر لي وتُت َْمتِم‬ ‫بالدعاء‪.‬‬ ‫‪#‬محمدعبدالباقي‬ ‫فوتوغرافيا‪-‬‬ ‫البحر على غير العادة صامت‪،‬‬ ‫تتكسر أمواجه‪ ..‬تتهادى الزجاجة‬ ‫نحوه‪،‬مهموماَ​َ​َ يلتقطها يفض‬ ‫الرسالة‪،‬تبرز قديمة‪ ،‬ممهورة‬ ‫باستغاثة‪...‬أطفال تحترق‪ ..‬دم يلونها‬ ‫‪..‬وخريطة تبدو صماء‪.‬‬ ‫عادل بكر‬ ‫شرف‬ ‫جاءت قومها تحمله ‪...‬‬ ‫وألنها جلبت العار لهم ‪،‬توعدوها‬ ‫بإهدار دمها ‪...‬الذي أضحى غاليا‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪31‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬ ‫أمام صرة الدوالرات التي رمتها في وجههم‬

‫نجية المغربية‬ ‫كفاءة‬ ‫لمعرفة أسباب تقدم األمم ارتأوا تشريح ملكة النمل‪..‬‬ ‫أوكلوا ذلك لعالم كبير‪..‬‬ ‫اعتذر عن المهمة ألنه ال يطيق منظر الدم‪.‬‬ ‫فاتي بوداود‬ ‫ال َّر َمـادي‬ ‫انتصب َع ُمو ُد النور في شموخ فاضح‪..‬‬ ‫ال أحد يَجْ ُر ُؤ على خدش الحياء‪..‬‬ ‫في جنح اليل؛‬ ‫حين تواطأ الحجر مع حارس السيارات في تكسير زجاجة النور‪.‬‬ ‫ابتدأ بَ ْ‬ ‫ت بائع الخبز في االنتفاخ‪.‬‬ ‫طنُ بِ ْن ِ‬ ‫نبيل رداد‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪32‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪33‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬

‫قبلة االيمان – انتصار الرجوب‬ ‫ُب َح األذان بمسجدي ودعاني‬ ‫حتى أكفكف دمعه بحناني‬ ‫في القدس مئذنة تنوح أذانها‬ ‫وتقول اين جحافل العربان‬ ‫وتقول إني قد أُسرت لمن له‬ ‫اطماعه في قبلة األيمان‬ ‫من بعضنا قد صار بعض سالح‬ ‫في القدس عاث وجاء بالطغيان‬

‫اال الرجولة ال التفاوض كي نرى‬ ‫سلب التراب وضائع االوطان‬ ‫فلتفهموا ان الربيع اتى لنا‬ ‫حتى نكون بصفحة النسيان‬ ‫للقدس رب ثم بعض رجولة‬ ‫في طفل مأسور لدى السجان‬

‫واراد باألقصى الدمار وهمه‬ ‫هدمي ليصبح هيكل القطعان‬ ‫يا امة هانت بعين عدوها‬ ‫فمضى من العدوان للعدوان‬ ‫فاألرض ُتسلب والخليج مصفق‬ ‫يدعو لسلم دونما اركان‬ ‫فالضعف ال يأتي بغير خسارة‬ ‫والقدس تمضي في اتجاه ثان‬ ‫حتى المفاوض رغم كل هزاله‬ ‫قد قال ال يجدي مع الثعبان‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪32‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬ ‫قراءة أولية في قصيدة الشاعر الفلسطيني خلدون رحمة ‪/..‬د عنقاء كنعاني‬ ‫قصيدة بعنوان ‪ :‬إلى غائبة‬ ‫يأخذنا الشاعر خلدون رحمة في قصائده دائما صوب المطلق ‪ ..‬لم نعد قادرين تمام القدرة على‬ ‫نصه القوي ‪ ،‬أل َّن ُه يحتاج إلى صحوة وصفاء ذهني كي نتمكن من الحديث عن واحدة‬ ‫متابعة َّ‬ ‫من قصائده المثيرة ‪ ،‬والتي ما أن تقرأها حتى تشعر نفسك وكأنك تعيش في فسحة االستسرار‬ ‫نصه الوجداني الجواني والفلسفي العميق بجذوره‬ ‫‪ ،‬لما لها من فضاء فسيح ال متناه وعالقة َّ‬ ‫الكيانية أو الوجودية ‪ .....‬بل إنَّ المكونات التي تتناسخ في قصيدة الشاعر خلدون تسعى ابتغاء‬ ‫تأليف الماهية الشعرية ‪..‬‬ ‫لقد بدأ الشاعر خلدون بالحديث عن أنوار المدينة التي أُ ْطفأت كي يرى نور حبيبته ‪ ..‬مؤ ِّكدا أنَّ‬ ‫بصيرته أقوى من كل األنوار حيث تتمكن من غزو جهات المستحيل ‪ ..‬فهي قوية قادرة على‬ ‫حرث الفسحة واألمداء ‪ ......‬يتبعها ‪ ..‬محاوال اللحاق بها يطير محلِّقا نحوها وعلى الرغم من‬ ‫وعلوها فإنها ترسو على أهداب روحه ‪......‬يقول‪:‬‬ ‫أنها كالشهب في سرعتها‬ ‫ِّ‬ ‫أطفأتُ‬ ‫أنوار المدين ِة‬ ‫َ‬ ‫كي أراكِ‬ ‫المستحيل‬ ‫بصيرتي تغزو جهات‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫بالو َل ِه الشغوفِ‬ ‫وتحرث األمدا َﺀ َ‬ ‫أرش أذكار التذكر فوق أخيل ِة الدرو ِ‬ ‫ب‬ ‫عدوتُ نحوكِ علني أصف العلو‬ ‫ت كال ُّ‬ ‫ش ِه ِ‬ ‫وأن ِ‬ ‫ب‬ ‫التي ترسو على أهدا ِ‬ ‫ب روحي‬ ‫‪::::::::::::::::::::::::::::::::::::‬‬ ‫من فاحش السخف أن ُيقال بأنَّ الكتابة تعويض عن حرمان ‪ ،‬أو تخريج لمكبوت ‪ ،‬أو هروب‬ ‫من واقع ‪ ،‬ألنَّ ما يكتبه الشاعر خلدون رحمة هو استهالك لطاقة داخلية ف َّياضة ال يستهدف‬ ‫استهالكها إال الرفعة والسمو ‪ ..‬مؤكدا سعيه الدؤوب إلى تجذير اإلنسان في إنسانيته وماهيته‬ ‫البشرية ‪ ..‬لقد قال الشاعر خلدون‪:‬‬ ‫ضعتُ فيكِ ومنكِ‬ ‫حتى باتت األشيا ُﺀ تخل ُع ظلها‬ ‫أيمر طيف ُك خلسة في ُعريها‬ ‫تفسير الوجو ِد وأُسقِ َط الكلما ِ‬ ‫ت عن خيطِ العدم‬ ‫ألعي َد‬ ‫َ‬ ‫ت يا أن ِ‬ ‫ما أن ِ‬ ‫ت الغريبة‬ ‫ص َرتْ عيوني‬ ‫كيف أبص ُر نوركِ القدسي إنْ َب ُ‬ ‫الجفون‬ ‫كيف أدرك ما تالم َح منكِ في عطش‬ ‫ِ‬ ‫فقد تماهتْ كل عين في سما عينيكِ‬ ‫َيشربني الطريق إليكِ‬ ‫ح مثل نهر تاه في لحم البراري‬ ‫أسر ُ‬ ‫غاب في عمق الصحاري‬ ‫مثل صقر‬ ‫َ‬ ‫أين أن ِ‬ ‫ت اآلن‪..‬‬ ‫‪:::::::::::::::::::::::::::::::::::::‬‬ ‫يستخدم الشاعر فعل (أسرح)‪ (.‬سارح )‪ .‬وهو المعنى نفسه لـــ ( ساح ) و ( سال) وهما بكل‬ ‫وضوح كالهما يبدأ بحرف السالسة ‪ ..‬وكالهما يتوسطه حرف المدى واالمتداد ‪ .‬لكنهما‬ ‫يفترقان في الحرف الثالث ‪ ..‬الذي من شأنه أن يصنع الخصوصية اللفظية العربية ‪ ..‬بحيث‬ ‫يجعل منها مفردة ‪ ..‬أي فردية أو فرقية ‪ ..‬وال شك في أنَّ ( أسرح )‪( ،‬سارح ) أش ُّد قدرة على‬ ‫التعبير من غيره ‪ ...‬وما ذاك إال ألنه ينتهي بالحاء ‪ ،‬حرف الحرارة والحركة والحياة ‪.‬‬ ‫فالسياحة من الناحية الفللوجية هي الرحلة السلسة الحارة المكنوفة باالستسرار‪.‬‬ ‫يقول ‪:‬‬ ‫ح مثل نهر تا َه في لحم البراري‬ ‫سر ُ‬ ‫غاب في عمق الصحاري‬ ‫مثل صقر‬ ‫َ‬ ‫أين أن ِ‬ ‫ت اآلن‪..‬‬ ‫‪::::::::::::::::::‬‬ ‫يهدف الشاعر خلدون رحمة من التجول في ألوان التجربة الحية ‪ ..‬محاوال إشباع رغبة النفس‬ ‫في االنعتاق من إسارها المقيت ‪ ،،‬وفي تلوين ذاتها بألوان قوس قزح ‪ ،‬وجعلها تتوالد على‬ ‫الدوام ‪ .‬لقد أدرك الشاعر خلدون رحمة حين قال ‪:‬‬

‫تالمح من ِك في عطش‬ ‫كيف أدرك ما‬ ‫َ‬ ‫الجفون‬ ‫ِ‬

‫فقد تماهتْ ك ّل عي ٍن في سما عيني ِك‬

‫يَشربني الطريق إلي ِك‬

‫أسرح مثل نه ٍر تاهَ في لحم البراري‬ ‫ُ‬

‫غاب في عمق الصحاري‬ ‫مثل صق ٍر‬ ‫َ‬

‫ت اآلن‬ ‫أين أن ِ‬ ‫‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫أتشظى‬

‫سكري ث‬ ‫وأعلنُ في المدى الروح ّي ُ‬

‫أض ِرمي نيران نفسي تحت ِجلد األفق‬

‫الروح للزمن القتيل‬ ‫كوني كي تعود‬ ‫ُ‬

‫مفتاح الحقيق ِة أم أنا‬ ‫ت‬ ‫ُ‬ ‫أأن ِ‬

‫ت‬ ‫من أن ِ‬

‫ص َرتْ عيوني‬ ‫كيف أبص ُر نور ِك القدس ّي إنْ بَ ُ‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪35‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬

‫ت احتمال الوص ِل بين دمي وأصقاع األب ْد‬ ‫هل أن ِ‬

‫أالمس وجهك الوهّاج‬ ‫ُ‬

‫ال ترحلي ‪.‬‬ ‫‪..............‬‬ ‫إنَّ كلمات مثل‪:‬‬ ‫ت احتمال الوص ِل بين دمي وأصقاع األب ْد ‪)....‬‬ ‫أن‬ ‫هل‬ ‫‪.....‬‬ ‫أتشظى‬ ‫‪.......‬‬ ‫ه‬ ‫تا‬ ‫ر‬ ‫(أسرح مثل نه ٍ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫تأخذك إلى الينابيع المسبغة بالسر ‪ ..‬فالكامل من بني البشر يجوع وجدانه لألذواق والمجاهيل‬ ‫واألسرار ‪ ...‬ويقينا ً أنَّ هذه األلطاف الحسنى مبثوثة في النفس أكثر مما هي مبثوثة في األشياء‬ ‫الخارجية ‪ .‬ولهذا نجد الشاعر خلدون رحمة يتفنن ألنه مشوق إلى مالقاة نفسه واالغتباط‬ ‫بمحتوياتها األرجوانية يقول ‪:‬‬ ‫(فقد تماهتْ ك ّل عي ٍن في سما عيني ِك )‬ ‫من الواضح أنَّ الذات ‪ ،‬أو نواة النفس السادنة للنعيمات واأللطاف ‪ ،‬حصينة أو عصية على‬ ‫االقتحام ‪ ..‬وما ذاك إال ألنها نائية وجذرية وغائرة في قاع الوجود ‪ ..‬ولهذا ال يسع المرء إال أن‬ ‫يعجب باصرار الشاعر على أن يجوس خالل هذه المسافة التي ال تمس إال بأمر من الشعر وما‬ ‫شاكله ‪ ..‬يقول الشاعر خلدون رحمة ‪:‬‬ ‫يا غريبئة‬

‫القمر‬ ‫ق‬ ‫ينفل ُ‬ ‫ْ‬ ‫‪::::::::::::::::::::‬‬ ‫ينقلنا الشاعر بقدرته الفائقة من الحس‬ ‫المضمر إلى الحس الباهر المتوهج إنه‬ ‫يقتنص األلطاف الحسنى ‪ ،‬ويحتقبها في‬ ‫إنجاز يصلح للمتعة والتذ ّوق ‪ ،‬فال يالحق‬ ‫ألطافا ً تتراعش وتسيل كما لو أنها‬ ‫مويجات صغيرة ‪ ،‬رقرقات ناعمة ملساء‬ ‫تتالمح على الدوام ‪ ،‬تماما ً كنجيمات‬ ‫صغيرة نائية غائصة في آفاق السماء‬ ‫القصية أو كشهب حارقة ‪ ..‬وهي تشكل‬ ‫للنفس شعوراً بالغياب واالستسرار ‪، ..‬‬ ‫وعنوان قصيدته هو ( إلى غائبة ) ‪ ..‬لذا‬ ‫ترى الشاعر خلدون رحمة بقدرته الفائقة‬ ‫يدفعنا بحرارة إلى مصدر شوق عظيم ‪..‬‬ ‫وجد ‪ ،‬أو توقان ‪ ،‬غال‬ ‫وللحق أنه ما من ْ‬ ‫وهو اللهفة التي ينتهجها الغياب والفقد‬ ‫والتفقد‬

‫ب‬ ‫تفركينَ‬ ‫ّ‬ ‫س ال ُمكَه َر ِ‬ ‫الحس بالح ْد ِ‬

‫ب‬ ‫تركضينَ كما األغاني في انكسار القل ِ‬

‫تأتلقينَ في سفح اللغات قصيدةً أبديةً‬

‫وغزالةً زرقاﺀ‬

‫ت‬ ‫تشتعلين قنديالً من اآلها ِ‬

‫أرتعش احتضاراً‬ ‫ُ‬

‫ترقصين بق ّد ِك الخالب‬

‫يختلج المكانُ وتخج ُل الظلماتُ‬ ‫ُ‬

‫من ملكوت عتمتها‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪36‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬

‫عابرة أنت – للشاعر طارق مخيبر قطف‬ ‫أيتها العابثة بزمام الوقت‬ ‫عابرة ُ سبيل أنت ِ‬ ‫و أنا مقيم ٌ في هذا الوجع الى يوم يبعثون‬ ‫قلبي فاتحة الحزن و خاتمة المنفى‬ ‫وليس لي ذكرى بعينيك ِ سوى دمعتين‬ ‫وليس في قلبي سوى الحب و األحزان و الوطن‬ ‫وليس لي في هذا اإلتساع سوى محارتين‬ ‫عابرة ٌ أنت ِ‬ ‫و أنا مقيم في هذا الحزن المجنون‬ ‫الى يوم يبعثون‬ ‫عيناك نجمتان يا صديقتي‬ ‫وقصائدي بال وطن‬ ‫فمدي شراعك نحو ذاكرتي‬ ‫وعبدي الطرقات الى منفاي األخير‬ ‫و اجعلي من احتضاري موعدا للوالدة والسكون‬ ‫عيناك نجمتان‬ ‫ولست ُ أعلم يا صديقتي من أكون‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪37‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬

‫الشاعرة غالية أبو سيتا‬ ‫رمضان أقب َل‬ ‫************‬ ‫يا مرحبا بالشهر شهر هداي ِة‬ ‫شهر الصيام يج ُّم بالبركات‬ ‫رمضان أقبل أقبلت أنـــواره‬ ‫ُ‬ ‫اإليمان بالنَّفَحـــات‬ ‫وتضوع‬ ‫شهر الرسالة واألمانة والهدى‬ ‫بالخير نفحا ً من سنا الصّحوات‬ ‫رمضان يا قبس النفوس مؤ ّمالً‬ ‫الح َسنات‬ ‫بمكارم ‪-‬‬ ‫وتواتر َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حف محمداً‬ ‫نزل الهدى باألي َّ‬ ‫بالدين ختما ً كامل البصمات‬ ‫يا أيها القو ُم الكرا ُم تحية‬ ‫مبهج القسمات‬ ‫يا قوم أحمد‬ ‫ِ‬ ‫رمضان ليس بمطعم وتفنّن‬ ‫بالطهي واإلفراط في الوجبات‬ ‫طوبى لمن جعل الرسول دليله‬ ‫ت بال َّشهوات‬ ‫ما طاوع االنّزوا ِ‬ ‫بل بالعطا حيث األخوة أ ّملت‬ ‫ت‬ ‫كرم أبا الحسنا ِ‬ ‫أسمته من ٍ‬ ‫ما أكرم الشهر الفضيل فليتنا‬ ‫بهداهُ قرآنا ً‪ -‬نرى الغايات‬ ‫رمضان شهر المج ِد فاح أريجة‬ ‫بنصر غرّة الغزوات‬ ‫جلّى‬ ‫ٍ‬ ‫يا بدر يا ذكرى انتصار باهر‬ ‫يا نصر ‪ -‬قد زلّت رؤى الثَّ َكنات‬ ‫يا ربّ قد غ ّم القتا ُم ديارنا‬ ‫فارفق بنا من قدر ٍة باآلتي‬ ‫القلبل أفِض لنا‬ ‫يا ناصر الجمع‬ ‫ِ‬ ‫األطيار في الفَلَوات‬ ‫يا رازق‬ ‫ِ‬ ‫هج َم الرّهاب تسابقت ضرباته‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫َ‬ ‫عاث العاتي‬ ‫في موطن اإلسالم‬ ‫وغدت له األوطان قصعةَ‬ ‫جائع‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫أكل النضيج تناوبا ‪-‬بهنا ِ‬ ‫لم يزعج األكباش أن قطيعها‬ ‫أضحى شتاتا ً‬ ‫مدلج َال ُوجُهات‬ ‫َ‬ ‫سجر بالقروح جفونهم‬ ‫والدمع‬ ‫َ‬ ‫واله َم َُ وشم الحُزن في‬ ‫ت‬ ‫الوجنا ِ‬ ‫يا أيها الشهر الفضي ُل دماؤنا‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫في الشام في بغداذ‬ ‫نزف فُرا ِ‬ ‫في موطن اإلسراء سادت‬ ‫عصبة‬ ‫والعربُ أشالء مع الحسرات‬ ‫كتب اإلله ونعم أمر ولينا‬ ‫البركات‬ ‫بالمنح تربو أيكة َ‬ ‫يا ربّ عاث اآلمرون بأمرنا‬ ‫تهنا كقطعان بغير رعاة‬ ‫انعم علينا واهدنا سبل الهدى‬ ‫واكرم بنا اإلنسان ض َّل جهات‬ ‫يا رب صرنا أ ّمة نضحت عنا‬ ‫خارت بها األهداف في‬ ‫الفجوات‬ ‫في مصر في اليمن السعيد‬ ‫وقدسنا‬ ‫فالطف بنا يا رافع السموات‬ ‫هل نحن حقا ً ِعقبُ من فتحوا‬ ‫‪2112\7\11‬‬

‫‪38‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬ ‫ال ّدنى‬ ‫بالحق واإلحقاق والصلوات‬ ‫وبدا أبو سرحان يعوي بيننا‬ ‫بالحكم يفتي‪-‬يخمد الصَّحوات‬ ‫ُ‬ ‫الذنوب فأعولت‬ ‫جانبت‬ ‫يا رب‬ ‫َ‬ ‫وتو ّزعت يا ربّ في صفحاتي‬ ‫رانت و ترعى في خميل نفوسنا‬ ‫والنفس بيت الشكِّ والسّوءات‬ ‫عاطر‬ ‫فاغفر لنا في شهر صوم‬ ‫ٍ‬ ‫ضرات‬ ‫وابدل عَطين‬ ‫الجني بالنّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫واحجب بنات الدهر عنا واهدنا‬ ‫عاتي الهجمات‬ ‫وامحق بنصر‬ ‫َ‬ ‫يا بارئ األكوان وارفد عزة‬ ‫للمسلمين غدوا صدى الصرخات‬ ‫والياسمين تأوها ً وتنهداً‬ ‫واألرض صاحت من لظى األنات‬ ‫رمضان يا شهر الفضيلة إننا‬ ‫نشتاق ترتيالً يفي اآليات‬ ‫يا ليلة القدر الوضيئة كم بنا‬ ‫ق لبرء النفس في عرفات‬ ‫شو ٍ‬ ‫والذكر بسم هللا ج ّل جالله‬ ‫شافع الهفوات‬ ‫وضياء أحمد‬ ‫ِ‬ ‫واجف وسريرة‬ ‫أرجو بقلب‬ ‫ٍ‬ ‫ت‬ ‫بيضاء‪ -‬أن تتقب َ​َّل الصلوا ِ‬ ‫ويسود موطننا نقاء ضمائر‬ ‫ويقيلنا المولى من العثرات‬ ‫يارب وارتق شمل أمة أحمد‬ ‫ق ومن ن َعرات‬ ‫من جور تفري ٍ‬ ‫نغدو كما كنا شموخا ً ناصعا ً‬ ‫نور ِعظات‬ ‫باألمن والتوحيد َ‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪39‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬

‫أحمد محمود القاسم‬ ‫أجمل ما قرأت‬ ‫لصديقتي الشاعرة العراقية ميادة المبارك‬ ‫قصيدة لها بعنوان‪(:‬استفاقة حب) تقول فيها‪:‬‬ ‫يبلغ القداسة‪..‬‬ ‫الحبُّ الذي ال‬ ‫ُ‬ ‫يستحق حتى الكفر‪..‬‬ ‫ال‬ ‫ُ‬ ‫عطرا‬ ‫ن ِ‬ ‫ال تشكل ُه أغصان الزيزفو ِ‬ ‫اإليثار وطنا‪..‬‬ ‫ه‬ ‫‪..‬وال يستبقي ِ‬ ‫ُ‬ ‫ه المقفرة‪..‬‬ ‫ه‬ ‫النوارس المحلقة بمروج ِ‬ ‫تبكي ِ‬ ‫ُ‬ ‫ه العنان‬ ‫ينس ُّ‬ ‫ه مذهال وال يطلق لحرف ِ‬ ‫ل بأجنحت ِ‬ ‫الطرقات‬ ‫فتستوحشه‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫التي‬ ‫مساحات‬ ‫في‬ ‫يرت ُع‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ه رفيف الضفائر العاشقة‬ ‫ُيكس ُر بمعول ِ‬ ‫ه الغيوم المكتنزة برذاذها الماطر‬ ‫تناجي ِ‬ ‫ه كاألفئد ِة‪..‬‬ ‫ُدخان مبخرت ِ‬ ‫تتالشى عند اليقظة‬ ‫خطى وتتماها‬ ‫ُتبدد ُه ال ُ‬ ‫ه المعذبة‬ ‫حروفه‬ ‫يجتر‬ ‫الندم في أبجدية أيقونت ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ه صفوة القلوب‬ ‫عنوانه‪ :‬اغتراب‬ ‫تهيم ب ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ه مواسم الفصول األربعة‪..‬‬ ‫تأتي ِ‬ ‫لتلغي آالف العبارات‬ ‫ُ‬ ‫ه الضيقة وأسوار ِه الشاهقة‬ ‫كدروب ِ‬ ‫تحملُه أوزار التناقضات !! ورصيفه النزر‪..‬‬ ‫ه فلسفة األقدار‬ ‫تتكئ علي ِ‬ ‫حلما‬ ‫الحمام‬ ‫أجنحة‬ ‫تتقاذفه‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ليقطف من النبوءة أوردة تلهمه الضوء‬ ‫حيث بعده‪..‬ال فرح لتموز وال حبٌّ لعشتار‬ ‫ُ‬ ‫شهب طالعة‪ ،‬صوب رتاج المنتهى‬ ‫ب‬ ‫فللح‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ع االندهاش حد الذهول‬ ‫مغامر يخطف ُه‬ ‫سطر ُه‬ ‫ب‪ ،‬مرفو ٌ‬ ‫هسيس ع ِذ ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ة العاشقة ثملة‬ ‫ترسم ُه اللوحات‪ ،‬كسدوم ِ‬ ‫حيث ما ال نهاية‬ ‫يبحره‬ ‫ويم الشوق‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الكلمات هاجسا أرحب‬ ‫ه‬ ‫تستدفئ بمحراب ِ‬ ‫ُ‬ ‫موسم الحجيج خضرة‬ ‫ه‬ ‫يختزل‬ ‫ه األكيد‪.‬‬ ‫وعنوان ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ه البيضاء‪..‬‬ ‫سيحج إليها بمالءات ِ‬ ‫ه األغصان‬ ‫تفترش ُه أطواق الف‬ ‫سحرا‪ ،‬وتضيء بفجرِ قناديل ِ‬ ‫راش ِ‬ ‫ُ‬ ‫لتستلهمه األقالم والصفحات‬ ‫‪..‬‬ ‫حصرا‬ ‫وإليها‬ ‫إليها‪،‬‬ ‫تأسره الخطوات‬ ‫ُ‬ ‫ه‪...‬‬ ‫ة وحدها حق إعالن قيامت ِ‬ ‫فللساع ِ‬ ‫ه المفرطة الحب‬ ‫ه وثواني ِ‬ ‫حيث الرقاص ينتظر ُه هناك بدقائِق ِ‬ ‫ُ‬ ‫عابرا حاجز الصوت‪ ،‬بصورته الثاقبة‪ ،‬وبعينيه قداسة وحدتها فيا‪..‬‬ ‫ه المذهل‪ ،‬ويا لمذهل استثنائه‪.‬‬ ‫الستثنائ ِ‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪21‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬

‫الدكتور عزت الخطيب‬ ‫حيَا‬ ‫نشأ ُة ال َ‬ ‫م ْ‬ ‫****‬ ‫ت الذي‬ ‫أيها الم ْي ُ‬ ‫قد كان حيا‬ ‫صبح‬ ‫ذات ُ‬ ‫يمأل الدنيا‬ ‫ضجيجا‬ ‫كيف صرت اآلن كالجلمو ِد‬ ‫منزوع اإلرادة‪...‬؟!‬ ‫هل ُتراك اآلن بكَّاء‬ ‫على م ْوتِك ِم ْثلِي‪..‬؟!‬ ‫أم تُراك اآلن في أ ْوجِ السعاده‪..‬؟!‬ ‫لست أدري!!‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫جئ‬ ‫لم ي‬ ‫ْ‬ ‫جواب‬ ‫الموتى‬ ‫عالم‬ ‫من‬ ‫ٌ‬ ‫أو شهاده‬ ‫‪....‬‬ ‫سك تلهو‬ ‫كُنت في أ ْم ِ‬ ‫عابثا‬ ‫تنسج اآلمال‬ ‫ُ‬ ‫د‬ ‫لليوم الجدي ِ‬ ‫اليوم‬ ‫جاء هذا‬ ‫ُ‬ ‫لكن‬ ‫ْ‬ ‫د‬ ‫أنت في واد بعي ِ‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫ص ْرت ذكرى بعد ع ْي ِ‬ ‫‪...‬‬ ‫عصفور على نعشك يشدو‬ ‫طار‬ ‫ٌ‬ ‫ربما أدرك ُك ْنه الموتِ‬ ‫فا ْنداح ُيغنِي!!!!‪..‬‬ ‫سك تحيا زهر ٌة‬ ‫وعلى ر ْم ِ‬ ‫حيا‬ ‫نشأ ُة الم ْ‬ ‫وأطالل المماتِ‬ ‫ُ‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪21‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬ ‫عندما تغرب شمس االمة‬ ‫لؤي شديفات‬ ‫قد أمسى همنا الوحيد أن تغرب الشمس على هذه األمة ألننا على‬ ‫موعد مع رغيف خبز وحلوى‪...‬‬ ‫حيث ال يوجد رجال في المساجد بانتظار الفجر ‪،،‬‬ ‫عشقنا الجدال على فجر كاذب وصادق حتى يتبين الخيط االبيض من‬ ‫األسود‪..‬‬ ‫نسينا أن الصيام هلل وهو يجزي به‪...‬‬ ‫أئمة على عجل في سباق التراويح ومصلون هاربون من هيبة الصف‬ ‫الى احضان التكييف‬ ‫***‬ ‫نتغنى بالوحدة وسط انقسامنا الشديد بين باك للبرازيل ‪ ..‬ومتباك على‬ ‫غزة‬ ‫غزة ال تحتاج لمصورين محترفين ‪ ..‬غزة تحتاج لمؤمنين‬ ‫فعذرا لغزة الى أن يحين موعد األيمان‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪22‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬

‫انهــــــض وال تركــــن الى االســـــوا ِر‬ ‫قصيدة للشاعر علي الحمداني‬

‫انهــــــض وال تركــــن الى االســـــوا ِر‬ ‫ليس سجيّة االحرا ِر‬ ‫االمــــنُ‬ ‫َ‬ ‫ان عشتَ عش حرا كريما غانما‬ ‫فالشمس يبهرها سنا الثوا ِر‬ ‫ُ‬ ‫سر واثق الخطوات ما بينَ الورى‬ ‫عوم مع التيّا ِر‬ ‫اياكَ من ٍ‬ ‫ان شئتَ ان تبني لنفسكَ ِظلّةً‬ ‫قم وابتني بيتا ً مع االطيا ِر‬ ‫ب الجبنا َء تغدو مثلهم‬ ‫ال تصح ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ان الجبان مطيّة للعا ِر‬ ‫صاحب اجدى لمجدك مثلما‬ ‫ال‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫لصارم البتا ِر‬ ‫صاحبتَ ح َّد ا‬ ‫ِ‬ ‫كالصقر في عليائه كن يا فتى‬ ‫جاور النجمات نع َم الجا ِر‬ ‫قد‬ ‫َ‬ ‫النه ُر انتَ بجود ِه وبصبر ِه‬ ‫من ذا يداني روعةَ االنها ِر‬ ‫سابح‬ ‫سرج على كفّ الثريا‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫يسمو ورأسكَ شامخ بالغا ِر‬ ‫ب وشدوها‬ ‫واطرب على نغم الحرا ِ‬ ‫عذبا ً يب ّز حالوةَ االوتا ِر‬ ‫اياك من ذل العبيد وعيشهم‬ ‫ان الخنو َع بشارة االشرا ِر‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪23‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬ ‫لقاء العدد مع‬

‫الشاعر مختار العالم‬ ‫حاورته سوسن المغربي‬ ‫شاعر اإلنسانية والمحبة وصاحب اإلبتسامة الجميلة إنه الشاعر األردني مختار العالم‬ ‫‪ -1‬شاعرنا الكريم ‪ ،‬كيف تقدم نفسك للجمهور؟‬ ‫بكل إنسان‪ ،‬وكما أسماني جدي محمد رحمه هللا‪ ،‬مختار ‪ ،‬وفرح‬ ‫إنسانٌ يشعر ِ‬ ‫بقدومي والدي صلح رحمه هللا فأصبح إسمي مختار صلح محمد العالِم‪،‬‬ ‫والعالِم هو الشيخ أحمد سعيد؛ درس علوم الدين في األزهر وأخذ درجة عالِم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ولدت في قرية سرطة؛ وتقع في الجنوب الغربي من مدينة نابلس التي أعشقها‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ -2‬نعرفك بالهلوسات الصباحية ‪ ،‬ما هي الهلوسات الصباحية وماذا يعني لك‬ ‫الصباح؟‬ ‫ُ‬ ‫أوقظ الشمس في كل‬ ‫صباح‪ ،‬وأستمد منها الحياة‬ ‫والفرح‪ ،‬واإلبتسامة؛ التي‬ ‫ال تفارقني‪ .‬أتأمل في‬ ‫الصباح كل شيء‪ ،‬السماء‪،‬‬ ‫والهواء‪ ،‬والغيوم‪،‬‬ ‫واألشجار‪ ،‬وأهدي لها‬ ‫تحية الصباح أقول‪ :‬صباح‬ ‫الخير لك ِل شي ٍء حيًا‪ .‬أبدأ‬ ‫بعدها " هلوستي"‬ ‫الصباحية‪ ،‬ألنها تكتب ما‬ ‫بين الصحو والنوم‪ ،‬وكلّها‬ ‫إرتجالية؛ ال تأخذ م ّني وق ًتا ً‬ ‫طويلً بكتابتها ألقصاها أربعة إلى خمسة دقائق‪.‬‬ ‫‪ -3‬عُرف عنك بشاعر الحب ‪ ،‬ما رأيك بقصيدة الحب وما هي المشاعر التي‬ ‫تنتابك عند نظمها؟‬ ‫ُ‬ ‫اإلنسان من‬ ‫في‬ ‫ما‬ ‫وأبهى‬ ‫‪،‬‬ ‫وأرق‬ ‫أجمل‪،‬‬ ‫وهو‬ ‫الوجداني‪،‬‬ ‫الحبُ من الشعر‬ ‫ِ‬ ‫قرض قصيدة صادقة‪ ،‬ومفعمةً‬ ‫شعور‪ .‬من لم يعرف الحب ال يمكنه من‬ ‫ِ‬ ‫بالحب‪ .‬لتكتب القصيدة يجب أن تمزق الصدر وتخرج ؛ لتصل للمتلقي بكامل‬ ‫اإلحساس لحظة والدتها من الشاعر‪.‬‬ ‫‪ -2‬نرى ظاهرة غياب اللغة الفصحى عند أغلب الشعراء ‪ ،‬ما هو رأيك الشخصي‬ ‫في ذلك؟‬ ‫اإلهتمام باللغ ِة على وجه الخصوص يتأتى من اإلهتمام بالقراءة‪ ،‬وخصوصًا‬ ‫في كتب اللغة‪ ،‬وعلى الشاعر أن يهتم بجميع جوانب اللغة‪ ،‬فكما يقول األديب‬ ‫إبن عبد ربِّه األندلسي‪ :‬لتكون شاعرً ا ؛ يجب أن تكون لديك ال َملَ َكة ‪ ،‬وهي‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫(الموهبة‪ ،‬واللغة‪ ،‬وما‬ ‫تحوصل من مفردات)‪.‬‬ ‫فاللغة السليمة القويمة‪ ،‬هي‬ ‫ب‬ ‫من يخرج القصيدة بثو ٍ‬ ‫بهيٍ ‪.‬‬ ‫‪ -5‬حتى يسمى الشاعر شاعراً ‪،‬‬ ‫برأيك ما هي مقومات‬ ‫الشعر؟‬ ‫الحسّ واإلحساس الصادق‬ ‫أوالً ؛ من يميز شاع ٌر عن‬ ‫آخر‪ ،‬وليخرج اإلحساس‬ ‫بأبهى صوره؛ يجب أن‬ ‫يمتلك الشاعر موهبة‪ ،‬ولغة‬ ‫قويمة‪ ،‬وخيال "تصويري"‪،‬‬ ‫ليضيفَ الصور الماتعة‪،‬‬ ‫والتي تعطي لح ًنا سماويًا‪،‬‬ ‫للقصيدة‪ .‬ويملك ناصية‬ ‫اإلبهار في تركيب الجمل‬ ‫الشعرية‪.‬‬ ‫‪ -6‬يتغنى البعض بالشعر‬ ‫والشعراء قديما ً ‪ ،‬ما هو‬ ‫رأيك كشاعر بالشعر‬ ‫المعاصر والشعر القديم؟‬ ‫بأوائل خطوتنا األولى على‬ ‫سجادة الشعر‪ ،‬كنا نحبو‬ ‫ونسعد بالشعر التقليدي او "‬ ‫الكلسيكي"‪ ،‬من شعر‬ ‫شعراء المعلقات‪ ،‬والشعر‬ ‫األموي والعباسي‪ ،‬مرورً ا‬ ‫للشعر األندلسي‪ ،‬فالشعر‬ ‫الحديث "المعاصر"‪ .‬لكل‬ ‫شعر مذاقه الخاص‪ ،‬ولكل‬ ‫ٍ‬ ‫شاعر مذا ًقا وذائقة خاصة‬ ‫ٍ‬ ‫ب ِه وإن التقى مع بعض‬ ‫الشعراء في ذات الروح‪،‬‬ ‫تعجبني قصائد من الشعر‬ ‫القديم (الحطيئة‪ ،‬والمتنبي‪،‬‬ ‫وعنترة‪ ،‬ودريد) ‪ ،‬ومن‬ ‫الشعر الحديث؛ (‬ ‫الجواهري‪ ،‬أبوماضي‪،‬‬ ‫بشارة الخوري‪ ،‬درويش)‪.‬‬ ‫ومن المعاصر (تميم‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪22‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬ ‫البرغوثي‪ ،‬تركي عبد الغني ) وقائمة تطول ال يتسع الوقت لذكرهم فعذرً ا‪.‬‬ ‫‪ -7‬ما هي آخر أعمالك وأنشطتك ‪ ،‬وهل لديك دواوين تم إصدارها ؟‬ ‫منكبٌ على القراءة والكتابة ؛ أنقح في رواية قد قربت على اإلنتهاء ؛ وآمل‬ ‫أن تخرج للنور في هذا العام‪ ،‬وكتاب عن الدولة المارقة "إسرائيل" ؛ ولكن‬ ‫بمفهوم جدي ٍد لم يتطرق إليه أحد‪ .‬أصدرت مجموعة شعرية في العام‬ ‫أطرحه‬ ‫ٍ‬ ‫‪ 2112‬بعنوان "ميلء"‬ ‫ف خاصة‪.‬‬ ‫وصدر بظرو ٍ‬ ‫‪ -8‬ما رأيك بظاهرة السرقات األدبية وتفشيها في الفيس بوك؟‬ ‫ال انشر قصائدي على شبكات التواصل اإلجتماعي"الفيس بوك"؛ ألن ما ينشر‬ ‫معرض للسرقة ‪ ،‬فما أسهل على البعض أن ينقلوها ويغيروا اإلسم فقط‬ ‫لتصبح نتاجهم‪ ،‬لألسف أقول‪ :‬من ال يخرج من صدر اإلنسان ليس شعرً ا‪.‬‬ ‫ت أدبية من‬ ‫ولألسف أيضًا ؛ الكثير من الشعراء ولهم إصدارات؛ قاموا بسرقا ٍ‬ ‫ب‬ ‫شعراء معروفين ومشهورين ونسبوا ما ُكتبَ لهم ؛ وهي اآلن بمحتوى كتا ٍ‬ ‫بأسمهم‪.‬‬ ‫‪ -9‬كلمة أخيرة كشاعر توجهها لقرائك ومعجبيك؟‬ ‫إحساس‬ ‫أكتب لكل من بداخله إنسان‪ ،‬يشعر باإلنسان‪ .‬أكتب أيها الشاعر بكل‬ ‫ٍ‬ ‫منك وشعور‪ .‬إبتعد عن الغرور؛ ألنه يقتل اإلبداع‪ ،‬أدعو للجميع بالخير؛ ولكم‬ ‫مني كل حب‪.‬‬ ‫((( الشاعر الرائع مختار العالم أنت موسوعة عالم بحد ذاتك ‪ ،‬أشكرك بإسمي‬ ‫وبإسم كادر صحيفة على رحابة وسعة صدرك ‪ ....‬ودمت نبراسا ً للشعر‬ ‫‪)))...‬‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪25‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬ ‫خبز حاف‬ ‫راتب القرشي‬ ‫تصل !!!‪..‬‬ ‫" ُخبز حاف ‪" ................................‬الرسالة لم ِ‬

‫ُ‬ ‫َصرت‬ ‫وها انا‪،‬اُخبر ُكم جميعا ً‪ :‬كيفَ اخت‬ ‫‪،‬وخس ُ‬ ‫المسافةَ‬ ‫رت مزيداً من الوقت‬ ‫ِ‬

‫جس ٍد‪،‬اسعفَتهُ الحيلة‪،‬ف ُخيّل الي ِه‬

‫قضت‪،‬ما ُك ُ‬ ‫نزرع‬ ‫نت فيها غير الضمير ال ُم‬ ‫ايا ٌم َ‬ ‫ِ‬

‫"يستطيع !!!"فما ق ِدر؟!‬

‫بسبخ ٍة مالحه‬

‫حينَ انا القابضُ جمري‬

‫ير َغبُ وال يستطيع‪،‬ويُري ُد فال يفعل‬

‫اتك ُئ على جبه ِة الكون‪،‬وانثُ ُر‬ ‫بصيرتي في‬

‫فما كانت لي‪،‬غير ما ارادت الحياة‪،‬والقلق‬ ‫كالجذع‬ ‫اإلبحار‬ ‫اتراءى في مشه ِد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الشراع‪،‬والدفة‪،‬والقُبطان‬ ‫الطافي‪،‬واللُ ّجةُ‪،‬هي ِ‬

‫سماواته ‪..‬و ِمن حضر ِة‬ ‫"ذاتي "‬

‫اتبا َغضُ والريح‬ ‫ف‪،‬وأقرُبُ اكا ُد ُاال ِمسُ‬ ‫العاص ِ‬ ‫ِ‬

‫وظل‬ ‫ابدأ مستحيلي‪،‬ب ُخطو ٍة‬ ‫ِ‬ ‫ُخطوتين‬

‫موجةُ‪،‬يُسلِمني‬ ‫الشاطئ‪،‬فيسحبني َ‬ ‫َ‬

‫وقلب ‪..‬‬

‫ب المجهول ‪..‬‬ ‫لِغيه ِ‬

‫اعمى‬

‫ما كان للتأمل‪،‬والصراخ‪،‬غير ما تب ّدى في‬

‫وروح‪،‬هائمة‬

‫ضة‪،‬ووح َد ِة ال ُمستريب !!‬ ‫عتم ٍة قابِ َ‬ ‫هُنالِكَ "دعوا هللا "‬ ‫ُ‬ ‫غير اني ما فتِ ُ‬ ‫ش‪،‬استُ ُر‬ ‫ئت‬ ‫َ‬ ‫ابحث عن قطع ِة قما ٍ‬ ‫بها ُعر ّ‬ ‫ي الساريه‪،‬ومجدافين؟!‬ ‫وهم الى‬ ‫فما سوى "الالشئ" يُسلمني من ٍ‬ ‫حقيقة‪،‬ومن "صنع ِة لبوس "‬ ‫ُ‬ ‫تحصلت منهُ غير‬ ‫لِكو ٍن‪..‬لي في ِه ُكل شئ‪،‬وما‬ ‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪26‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬ ‫مشاعر رطبة فى رمضاء الصيام ‪ -‬د‪-‬على أبو عميرة‬ ‫‪,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,‬‬ ‫فؤادى لم يزل دَ نِفــا ُمصــــابا ‪..‬علَى َمن فات لى ُجرحــــــا وغـــــابا‬ ‫نصـــــلَ ُه يلهــو بقلبى…‪.‬و ُيشـــــــعل فى عالئقـــــ ِه ثقــــــابا‬ ‫وغـــادَ َر ْ‬ ‫ٌ‬ ‫مترعــــة َ‬ ‫ْ‬ ‫تَ‬ ‫شـــــرابا‬ ‫ـــــــرى‪..‬وكأس الصــبر‪..‬‬ ‫َج‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫أد‬ ‫قد‬ ‫أيامحبوب‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫وقلبى فى سجــــــون الهم ‪ُ ..‬‬ ‫ـــجتْ …مشـــاع ُره‪..‬وهذا الرأس شــابا‬ ‫ش َّ‬ ‫َ‬ ‫مالئكـــــة الهــــوى َي ْف َت ْحــــنَ بابا‬ ‫س َّجــــــــانَ قلبى………‬ ‫أال نادَ ْيتَ يا َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ــرا ويشدو… ُيغــــــر ُد عاليا… ُيشــجى الهضــابا‬ ‫ليخـــــرج خـــافقى ُح َّ‬ ‫الســــنا صــــلى وتابا‬ ‫بصـــــومعة‬ ‫‪.‬‬ ‫……‬ ‫قلبى‬ ‫فإن‬ ‫ســــلُو ُه أن يعــــــود‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ح قد َخلَ َعـــتْ نقـــــابا‬ ‫بهـــــا يدنو مع الركبـــان‬ ‫ضـــيف…له األفـــــرا ُ‬ ‫ٌ‬ ‫هالل ٌ َ‬ ‫ـــع فى األكــــــوان نورا‪..‬كأنَّ اللــيل َ قد أضــــحى شهــــــــابا‬ ‫ش َّ‬ ‫ـرتْ‬ ‫النخـــــيل ُ بها رطــــابا‬ ‫تف َّت َحتْ الزهــــــور على ضــــلوعى‪..‬وأث َمـَ‬ ‫النـــاس ترياقـــــا ُمذابا‬ ‫الر ْمضـــاء يمشى‪..‬ل َي ْســــقِى‬ ‫َ‬ ‫أمي ُر الدهـــــر فى َ‬ ‫ض ُّر َو ْجنـــــات الصحارى‪..‬وإن شــــاخ الزمــــــانُ غدا شــــــبابا‬ ‫به َت ْخ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ـــــــز نـــابا‬ ‫فـــــره‪..‬وي ِج‬ ‫صـــ َّف ُد كــــــل ُّ شــيطــــــان‪..‬ف َربى… ُيقـــل ُم ظ‬ ‫َ‬ ‫ُي َ‬ ‫يطـــــوف الخــــــي ُر يغســـــل كل قلب…فريم الحى تأتمــــن الذئـــــــابا‬ ‫س ْ‬ ‫ـــــطتُ لها من التقــــــوى سحابا‬ ‫ض يو َم صومى‪َ ..‬ب َ‬ ‫إذا ما الشــمس َت ْر َم ُ‬ ‫فيوم الصــــوم يبتلــــــــع الخطـــــايا…وليل الذكــــر يقتلـــــع العـــــذابا‬ ‫فهـــــذا الشهــــــر (أوكازيونُ ) دهـــــرى ‪..‬وديمـــــ ُته التى تهمى الثوابا‬ ‫ــر ال ُعبــابا‬ ‫ـــــعدَ تْ لربى……ومركـــب أوبتى ‪َ ..‬م َخ َ‬ ‫ص َ‬ ‫نوارس توبتى‪َ ..‬‬ ‫إليـــه َت َحـ َّمـ َمتْ ن ْفسِ ى بعطــــــر………وفيه َت َيـ َّمـ َمتْ روحـِــــى ترابا‬ ‫راودَ تْ قـــلبى الليــــــالى……‪َ ..‬ف َهــ َّم بهــــا ‪..‬و َقدَّ لهــــا الثيــــابا‬ ‫أنا من َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ض َى َوطـــــرا لديها………‪.‬وذاقا الحب ‪..‬وارتشفا الرضابا‬ ‫فلمــــا أن ق َ‬ ‫قضى فى سجنــــــها أمـــــدا طويال………‪.‬وما َو َلــــــدَ تْ له إال السرابا‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪27‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬

‫أعاتبــــني ‪ -‬الشاعر رأفت الخطيب‬

‫أعـــاتبـني ‪ ..‬إذا ضــل الضليــــل ُ‬ ‫وقــد تــا َه المســاف ُر والـــدليــــــل ُ‬ ‫أعـــاتبني ‪ ..‬إذا ألقيــــتُ‬ ‫وجــــدا‬ ‫ْ‬ ‫يسـيل على الدروب ‪ ..‬وال يـسيل‬ ‫وأشـــكوني ‪ ..‬أما أدمنت جرحي‬ ‫سـنيـنا ‪ ..‬فاشتكى الزمن الطويـل‬ ‫وأشـكوني ‪ ..‬وقد شـــظيتُ قلبي‬ ‫عليـــــال ‪ ..‬ال يداويـــه عليــــل ُ‬ ‫أخاصـــم نزعـــة الضـدين حتى‬ ‫يبـين َ‬ ‫بي المـــوكـل ُ واألصيــــل ُ‬ ‫***‬ ‫غريبـــا ‪ ..‬أقتفي صلوات جـدي‬ ‫فتـزحمني الحكــايا والصهيــــل ُ‬ ‫وأهرب من صباح الخيــل شوطا‬ ‫إلى شــــوط يطيـــب به المقيـــل ُ‬ ‫ليـــدفـعــــني األنيـــن الى حنيــن‬ ‫صها الصليـــل‬ ‫إلى ســــاح يرقــ ُ‬ ‫فـأي الفـــــارس المــــقـدام مـني‬ ‫َيغيــــ ُر ‪ ..‬وأيــني كان الذليـــــل‬ ‫وأي ظــــل يطلبـــني قتـيـــــــال‬ ‫ٌّ‬ ‫يصطرع القتيــــــل‬ ‫حين‬ ‫ويبـكي‬ ‫ْ‬ ‫أحـــار ‪ ..‬فأيـني كـــــان المغني‬ ‫وأي القلـــب أتعبـــــه الرحيــــل‬ ‫س ْ‬ ‫ــؤل‬ ‫ســـــياط النار تجـــلدني ب ُ‬ ‫كأن بوقعـــه طـــــود ُيهيــــــــل‬ ‫صرخت ‪ ..‬وصرختي كبكاء نهر‬ ‫يفيـــــض لتســـتقي منه الحقـول‬ ‫دعـوني ‪ ..‬أقتفي خلجـــات نفسي‬ ‫وألعــن كــــل قـافيــــة تـميــــــل‬ ‫فـأكتبني – كنزف الليل – شعرا‬ ‫يحــار بــه المحـد ث والخليــــل ُ‬ ‫تعـالي يا حروف الوجــــد بحرا‬ ‫يليــــق بما يجيش وما يجــــول‬ ‫تعــالي وانسـخي صفحات قلبي‬ ‫ُمذهـبــــة تخـر لهــا الفحــــول‬ ‫***‬ ‫أال يا نفس هبـي واســــعـفيـني‬ ‫فقد أدماك ذا الصمت الخجـول‬ ‫وأدمــاك التشـتت في شـــــقاق‬ ‫وأدمــاك التـــــوحد والذبــــول‬ ‫ألســت ســليـلة األمجــــاد حـقا‬ ‫تطاولك النجــوم ‪ ..‬وال تطــول‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫جفــــــــاف‬ ‫فمـا للنهــر أقعـــده‬ ‫ٌ‬ ‫وما للشــــمس يأسـرها أفـــــول‬ ‫ومـا لقوافـــــل العشــاق تمضي‬ ‫بصمت ‪ ..‬ثـم ينكرها الرعيــل‬ ‫كرها وجـــه ٌ دعـــي ٌ‬ ‫يســـمـم ذ َ‬ ‫أال بئـس الدعـي وما يقـــــــول‬ ‫ومـا للعشـــق يهــجرنا مليـــــا‬ ‫سـوى ذكرى على شــفة تسـيل‬ ‫تؤرقني‪ ..‬تقرعـني ‪ ..‬بعطــف‬ ‫وطـرق ال يحول ‪ ..‬وال يزول‬ ‫تعـاتبـــني ‪ ..‬تعـاتبــكم بـدمـــع‬ ‫عتــاب األم يســكنها الذهــــول‬ ‫فـال ثـار الشــباب لها شـــــدادا‬ ‫وال أدلـى بحكمــته الجليـــــــل‬ ‫نراشــق بعضنا بســـخيف قول‬ ‫ونحســـــب أنه الرأي العقيـــل‬ ‫نغيــــر عــلى حمــــانا باتـــقاد‬ ‫ونفـخر أننا الوحـش األكـــول‬ ‫كـأنـا نســكن الريــح انصياعا‬ ‫نميـــــل بكل عاصفـــة تميــل‬ ‫نخوض الليـل ‪ ،‬نسـتجدي بقايا‬ ‫شـعاع كاد يســتره الســــدول‬ ‫عتـــاب‬ ‫ننام ‪ ..‬ومِـل ُء أعيــننا‬ ‫ٌ‬ ‫ونصحو ‪ ..‬ملء أعيننا خمـول‬ ‫أعاتبني ‪ ..‬وأجلدني ‪ ..‬وأقســو‬ ‫لعــل بصرختي ضوء ‪ ..‬سبيل‬ ‫يحـررني ‪ ..‬ويطـلقني نشـــيدا‬ ‫فيتعـظ المســــــافر والدليــــل‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪28‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬

‫خــي ُر الخـلــــق ‪ -‬راجية الرضا ‪ /‬منال‬ ‫الخلـــق أجمعهـم‬ ‫ويمكــرونَ بخــير‬ ‫ِ‬ ‫األبـقـى‬ ‫ُبـعــدا ‪ .‬فمكـ ُر ال َهـ َنــا هو ْ‬ ‫الساحات قد هـزؤا‬ ‫تواعدَ الجم ُع في َّ‬ ‫وهــو النـَّبي العظيم فاقهـم ُخلقا‬ ‫لعم ُرنـا هــو خـــي ُر النـَّاس قاطِ بـَـة‬ ‫إنْ يفقهوا آمنوا والحـقُّ قـد ُنطِ قا‬ ‫ذا َك الـ َّنبي رفـيـ ُع القــدْ ر منــزلـــة‬ ‫ِـرقـــا‬ ‫األنبيــاء زانـ ِ‬ ‫طــفــة‬ ‫ِ‬ ‫ت الع ْ‬ ‫و ُن ْ‬ ‫سخِـروا‬ ‫لو يعلمونَ رســول َ هللا ما َ‬ ‫الج ْمـ ُع لإليمان ُم ْستبـِقــا‬ ‫وأصبـح َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫رح َمــة الرحمن قـُـدْ وتـنــا‬ ‫محمـــ ٌد ْ‬ ‫و ُمرش ُد الـنـَّاس باإليمان متـَّسِ ـقا‬ ‫ب ضيا ٌء في َم َجالس ِه‬ ‫الص َحا ِ‬ ‫شمس ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫سـا ٌم ل َمن ط َرقــا‬ ‫ومشرقُ الوج ِه َب َّ‬ ‫اس في صــبر‬ ‫في الجاهلي ِة ر َّبى النـَّ َ‬ ‫وحارب الجهل َ واألزالم قد َح َـرقــا‬ ‫َ‬ ‫بالسيفِ للكفــَّار فـي َرهَــــب‬ ‫وسل َّ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِنـقا‬ ‫يف ْ‬ ‫الس ُ‬ ‫ليكسر َّ‬ ‫َ‬ ‫أسيافــا َعلتْ ح ْ‬ ‫لــم َي ْهــدر الــدَ َم إطالقــا ل ُم ْسلِــمـِـ ِه‬ ‫الكفـر إنْ راضوا ل ُه َحقـَّـا‬ ‫بل سالـ َم‬ ‫َ‬ ‫ِقـــدا‬ ‫كــر العِــدا ح ْ‬ ‫فال َغ َرا َبة مِن َم ْ‬ ‫فاهلل ُيعــطي اليقـينَ بي َننـا ْ‬ ‫رزقـــا‬ ‫فليضحكـوا بي َن َنا وليهـزءوا فـعسى‬ ‫صدَ قــا‬ ‫أن يعل َم ال ُجهـَـال ُء َمن لـنـا َ‬ ‫ليدفـــع الـكـُـل َّ راغبـــين َم ْعـرفـــة‬ ‫َ‬ ‫ُمراجعـينَ ببحـث فيــه قــد وثـَقــا‬ ‫ويكــشـفــونَ َحقــائـقــا بهــا ألـَــقٌ‬ ‫كالح ْمـقـَـى‬ ‫ـع َ‬ ‫الج ْم َ‬ ‫فيدركونَ بأنَّ َ‬ ‫شعر ‪ //‬راجية الرضا ‪ /‬منال‬ ‫‪2 / 7 / 4112‬‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪29‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬ ‫شعوب مجروحة‬ ‫مروى حسبان‬

‫ضاعت‬ ‫فاس َتلك األُمم والشعوب ‪ ..‬ل َتخ َتنِقَ بها ‪َ ..‬‬ ‫َتصَاعدْ ت رائِحة ال ُظلم بأ َن ِ‬ ‫مس‬ ‫زوغ أول َ إشراق‬ ‫اإلنِسانيه أما َم أطفال َح َملوا َع َثرا ِ‬ ‫لنور الش ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت الحياة مع ُب ِ‬ ‫بوالدتهم ‪َ ..‬ذهب ُكل ُ شيء !! ‪ ..‬دُفنت الحياة مع دماءِ ال ُ‬ ‫شهداء في ُك ِل مكان ‪..‬‬ ‫ف قبورهم ‪َ ..‬‬ ‫ُموع أُمهاتهم المم َت ِزجه بال َي‬ ‫َفلم‬ ‫شيدَ‬ ‫اسمين َت ُح ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫يبقى سِ وى َترا ْني ُم د ِ‬ ‫صامدون ُمكافحون في َوج ِه َمن َظلموهم‬ ‫ال َقه ُر ُمستعمراته إلى قُلوب ِهم ‪َ ..‬‬ ‫حضور من فقدوها ؟؟‬ ‫باسم الحرية‪ ..‬وكيف لنا التكل ُم عن الحري ِة في‬ ‫َو َعذ ُبوهم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫الرمال‬ ‫‪ ..‬وأين الحرية ؟؟‪ ..‬فقد تطايرت بِـ سقوطِ ُجثث األبرياءِ والشهداء على‬ ‫ِ‬ ‫‪ ..‬لـ ت َتوج اس َمكِ يا فلسطينَ والعراقَ وسوريا ومصر وليبيا بينَ جموع‬ ‫سجناء المنتظرين ‪ ..‬لتستوقف ل ُعبة الحياة ‪ ..‬و َتشي َع جثمان الظلم ‪ ..‬وتستفيق‬ ‫ال ُّ‬ ‫الضمائرمن خلودها ‪ ..‬حتى يَعودَ ال ُجزء المفقود من الحياة في أفئد ِة ابنائك‪.‬‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪51‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬

‫هنا سوريا ‪4112‬‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪51‬‬


‫صحيفة ذي المجاز ‪ -‬السنة األولى ‪ -‬العدد الخامس‬

‫‪info@zelmajaz.net‬‬

‫‪2112\7\11‬‬

‫‪52‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.