العدد 100 من جريدة شرارة آذار

Page 1

‫العدد ‪100‬‬

‫‪2014-1-12‬‬

‫للمرا�سلة‪infoshrara@gmail.co :‬‬

‫العدد ‪2014/1/18 -1/12 100‬‬

‫يف متايزات املع�سكر الذي يحارب داع�ش‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــ �سالم ال�سعدي‬

‫يف �أ�شد مراحل الثورة ال�سورية �صعوبة‪ ،‬حيث املعار�ضة امل�سلحة تعاين من‬ ‫االنق�سامات وت�ضارب م�صالح الداعمني‪ ،‬وتخو�ض حربا طاحنة مع نظام‬ ‫�أعاد جتميع قواه‪ ،‬م�ستعينا بامللي�شيات الطائفية اخلارجية‪ .‬وحيث تنامى‬ ‫نفوذ تنظيم القاعدة‪ ،‬ود ّمر �سلوكه وخطابه ال�صورة الوطنية للثورة‪ .‬يف‬ ‫هذه املرحلة املعقدة بد�أت املعار�ضة امل�سلحة حربا �شبه مفتوحة على تنظيم‬ ‫الدولة الإ�سالمية يف العراق وال�شام “داع�ش”‪.‬‬ ‫ون��ق��ول �شبه م��ف��ت��وح��ة‪ ،‬ب�سبب تباين‬ ‫احلما�س واالندفاع جتاه احل��رب‪ ،‬يف �صفوف‬ ‫الكتائب املقاتلة‪ ،‬وذلك تبعا لداعميها وهويتها‬ ‫وخطابها‪ ،‬بعد �أن ب��ات الق�سم الأك�بر منها‬ ‫ينتمي �إىل الدائرة الأو�سع من الأيديولوجيا‬ ‫ال�سلفية‪.‬‬ ‫وتخو�ض املعركة �ضد “داع�ش” جمموعة‬ ‫من الكتائب الع�سكرية �ضعيفة التنوع على‬ ‫م�ستوى اخلطاب‪� ،‬إذ ت�شرتك جميعا يف اخلطاب‬ ‫الديني الذي ينحى نحو الأ�صولية‪ .‬ينطبق‬ ‫ذلك ب�صورة وا�ضحة جدا على جبهة الن�صرة‪،‬‬ ‫الفرع الثاين لتنظيم القاعدة يف �سوريا‪ ،‬والتي‬ ‫ت�شرتك مع “داع�ش” يف كل تفا�صيل اخلطاب‬ ‫وال تختلف عنها �إال بتكتيكات املمار�سة‪.‬‬ ‫كما ينطبق ذلك على كل ت�شكيالت اجلبهة‬

‫جمال خا�شقجي‬

‫الإ�سالمية‪ ،‬رمبا با�ستثناء لواء التوحيد الذي‬ ‫يتبنى خطابا �إ�سالميا تقليديا معتدال‪ .‬لكن‬ ‫اجلبهة الإ�سالمية مكونة �أي�ضا من حركة‬ ‫�أح���رار ال�شام و�صقور ال�شام و�أن�صار ال�شام‬ ‫وجي�ش الإ���س�لام وه��ي الأع��م��دة ال��ك�برى يف‬ ‫اجلبهة‪ .‬يقل يف هذه الت�شكيالت ح�ضور علم‬ ‫الثورة ال�سورية‪ ،‬وحت�ضر الرايات ال�سوداء‬ ‫والبي�ضاء‪ ،‬وي�����ش�ترك منتموها يف تعريف‬ ‫�أنف�سهم دون مواربة ب�أنهم جماعات “جهادية‬ ‫مقاتلة”‪ ،‬كما ي��ج��اه��رون باتباعهم املنهج‬ ‫ال�سلفي من ال�شريعة‪ ،‬ويفي�ض خطابهم اليومي‬ ‫وبياناتهم بايدولوجيا �أ�صولية ت�صور ال�صراع تزال معظم كتائب اجلي�ش احلر تتبناه تنظيم ال��ق��اع��دة (داع�����ش والن�صرة)‬ ‫من جهة‪ ،‬واجلبهة الإ�سالمية وكتائب‬ ‫على �أن��ه بني ال�سنة وال�شيعة‪ .‬ذلك يختلف �إىل اليوم‪.‬‬ ‫غري �أن الفروقات تبقى موجودة‪ ،‬اجلي�ش احلر من جهة �أخرى‪.‬‬ ‫ب�شدة عن اخلطاب الديني الإ�سالمي الوا�سع‬ ‫يتبع يف ال�صفحة‪2 ..‬‬ ‫والعام الذي انت�شر يف بداية العمل امل�سلح وال وم��ن اخلط�أ جتاهلها متاما‪ ،‬بني فرعي‬

‫«داع�ش» التي جتاوزت «القاعدة» يف قبحها‪..‬‬

‫ما بني «الن�صرة» و «داع�����ش»‪ ،‬والأن��ب��ار‬ ‫وحلب و«القاعدة» والع�شائر‪ ،‬اختلط احلابل‬ ‫بالنابل‪ ،‬يف م�شهد �سوريايل ال تكاد تبني فيه‬ ‫احلقائق‪ ،‬وم��ن هو الثائر وم��ن هو املتطرف‬ ‫والإره��اب��ي‪� .‬أن�صار «ال��ق��اع��دة» يقولون �إن‬ ‫«داع�����ش» خ��رج��ت ع��ن اجل���ادة‪ ،‬فت�س�ألهم‪:‬‬

‫وه��ل «ال��ق��اع��دة» على اجل���ادة؟ املت�شككون‬ ‫يقولون «داع�ش �صنيعة النظام»‪ ،‬واملق�صود بـ‬ ‫«النظام» هنا ال�سوري والعراقي والإيراين!‬ ‫ابتداء‪ ،‬على‬ ‫كيف ذلك وهم يكفّرون ال�شيعة‬ ‫ً‬ ‫غري �أهل ال�سنّة الذي يعطونهم فر�صة لقبول‬ ‫منهجهم‪ ،‬ف�إن امتنعوا كانوا مرتدين؟‬

‫وزير العدل العراقي ح�سني ال�شمري اتهم‬ ‫«ر�ؤو�س ًا كبرية يف الدولة» بتهريب املعتقلني من‬ ‫«داع�ش» يف متوز (يوليو) املا�ضي من �سج َني‬ ‫�أبوغريب والتاجي لتقوية تنظيم «الدولة‬ ‫الإ�سالمية يف العراق وال�شام» الذي يحارب‬ ‫ب�شرا�سة يف �سورية‪ ،‬وذلك خدمة لنظام ب�شار‬ ‫الأ�سد الذي يحتاج وجو َد «القاعدة» لتحويل‬ ‫ال��ث��ورة ال�شعبية �إىل �إره���اب‪ ،‬فيتحول هو‬ ‫بالتايل من ديكتاتور يحارب �شعبه املُطالب‬ ‫باحلرية �إىل بطل يحارب الإره��اب‪ ،‬غري �أن‬ ‫ال�سيد ال�شمري �سحب ت�صريحاته اخلطرية‬ ‫ه��ذه الثلثاء املا�ضي وق��ال �إنها كانت جمرد‬ ‫حتليل ولي�ست معلومات‪.‬‬ ‫قادة يف «اجلي�ش احلر» ي�ؤكدون ما ذهب‬ ‫�إليه ال�شمري‪ ،‬بل ا�ستعر�ض �أحدهم �صور ًا‬ ‫ل�ضباط يف اال�ستخبارات ال�سورية يقفون‬ ‫بفخر مع رجاالت «داع�ش» وقد �أطلقوا حلاهم‬ ‫وارتدوا الأ�سود من الثياب التي �أ�ضحت �شعار‬ ‫مقاتليها‪ ،‬ولكن لـ «داع�ش» بالءها احل�سن يف‬ ‫احلرب على النظام‪ ،‬فلقد اقتحمت مطار منغ‬ ‫ومراكز عدة للنظام‪ ،‬ولكنها �أي�ض ًا اعتقلت‬

‫من يفرت�ض �أنهم �إخوتها يف اجلهاد‪ ،‬و�أعدمت‬ ‫كثري ًا منهم‪ ،‬ومنهم �أم�ير جبهة الن�صرة يف‬ ‫الرقة‪ ،‬جناح «القاعدة» الآخ��ر يف �سورية‪،‬‬ ‫وهو ما �أكده قائد اجلبهة �أبوحممد اجلوالين‬ ‫يف ر�سالة م�سجلة وزعها قبل �أيام يف معر�ض‬ ‫�شرحه لأ�سباب ا�ضطراره للم�شاركة مع بقية‬ ‫املجاهدين يف احلرب على «داع�ش»‪.‬‬ ‫مرا�سل «العربية» يف البحرين الزميل‬ ‫حممد العرب املتابع اجليد لن�شاط «القاعدة»‬ ‫يف العراق‪� ،‬أر�سل �إىل �أ�صدقائه ر�سالة عنونها‬ ‫«خ��راف��ة داع�����ش ر�أي خ��ا���ص» ي��ق��ول فيها‪:‬‬ ‫«بعد ‪� 30‬سنة من الآن �سوف تخوف الأمهات‬ ‫�أبناءهن ا�سكت ا�سكت‪ ،‬ال جتيك داع�ش» �أو‬ ‫«�إذا ما ت�أكل �أ�صحيلك داع�����ش»‪ ،‬و�إذا �س�أل‬ ‫الطفل �أمه «ميه‪� ..‬شنو داع�ش؟ �شلون �شكلها؟»‬ ‫فتجيبه الأم «ابني ما �أحد �شافها ب�س يقولون‬ ‫هاي �سعلوة تلب�س �أ�سود ب�أ�سود وتغطي وجهها‬ ‫بلثام �أ���س��ود‪ ،‬وت��رف��ع راي���ات ���س��ودة‪ ،‬وتركب‬ ‫ح�صان �أ�سود وت�أكل كل مني ما ي�سمع كالم‬ ‫�أمه»‪.‬‬

‫يتبع يف ال�صفحة‪..2 ..‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.