April Ya7elween

Page 1

‫يا حلوين‬ ‫صوت الكامن‬ ‫رياض الدليمي‬

‫التفاف‬

‫‪4‬‬ ‫‪e‬‬ ‫‪u‬‬

‫‪Iss‬‬

‫‪.2‬‬

‫‪l‬‬ ‫‪Vo‬‬

‫‪2‬‬

‫‪il‬‬ ‫‪r‬‬ ‫‪p‬‬

‫الربيع‬ ‫‪A‬‬

‫مريم باجي‬

‫عمر شبيل‬

‫نسيم ال ُّروح‬ ‫د‪.‬هويدا رشيف‬

‫مفهو ُم ال ُح ِّب‬

‫د‪.‬حسن فرحات‬

‫حكايات امللك شهريار‬

‫‪8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬

‫من كتاب ألف ليلة وليلة عن املوسوعة الحرة‬


‫يا حلوين‬ All rights reserved. Copyright held by HSF Media Inc. 2018. No reproduction, copying or pasting without expressed consent from HSF Media Inc. For permission or writing oppurtunities please contact: submissions@ ya7elweenmagazine.com Magazine Founder: Dr. Hassan A Farhat MD Co-Founder: April Khan Chief Content Manager: Dinah Rashid Senior Arts Director: Saood Mukhtar North African Corespondent: Meriem Badji Photographer: Hamouda Ben Jerad Editorial: Reyad Al Dellamy


‫ا لمحتو يا ت‬

‫‪ ١‬مفهوم الحب‬ ‫د‪.‬حسن فرحات‬

‫‪-١١‬املقاربة األدبية لتدريس‬ ‫أي تأثري؟‬ ‫املرسح‪ُّ ،‬‬ ‫د‪.‬نجاة الصليبي الطويل‬

‫‪-٢‬صوت الكامن‬ ‫رياض الدليمي‬

‫‪ -١٢‬حكايات امللك شهريار‬

‫‪-٣‬نوادر العرب‪ /‬املأمون‬ ‫عمر شبيل‬

‫‪-١٣‬يف نظرات عينيك‬ ‫كه زال ابراهيم خدر‬

‫‪- ٤‬املقامات‬ ‫بديع الزمان الهمذاين‬

‫‪ -١٤‬كتاب الخالء‬ ‫عمر شبيل‬

‫‪-٥‬ما بعد النقد‬ ‫إدريس الخرضاوي‬

‫عاتب‬ ‫‪-١٥‬شايل يُ ُ‬ ‫ميساء زيدان‬ ‫‪ -١٦‬درب بال خطأ‬

‫‪-٦‬بعرثة جنون ّية‬ ‫د‪.‬هويدا رشيف‬

‫‪ -١٧‬نسيم الروح‬ ‫د‪.‬هويدا رشيف‬

‫‪-٧‬ملحمة جلجامش‬

‫الضة‬ ‫‪ -١٨‬نوادر العرب‪َّ َ /‬‬ ‫عمر شبيل‬

‫‪-٨‬أمل‬ ‫زينب رايض‬

‫‪ -١٩‬القصة الصغرية ‪ ..‬بني عصا‬ ‫موىس‪ ..‬والحداثة‬ ‫عيل حداد‬

‫‪-٩‬العقل املنشود ومسارات‬ ‫التغييب‬ ‫جواد فهمي‬

‫‪-٢٠‬حوار قليل بيننا‬ ‫كه زال ابراهيم خدر‬

‫‪ -١٠‬التفاف‬ ‫عمر شبيل‬

‫‪- ٢١‬الربيع‬ ‫مريم باجي‬ ‫‪ -٢٢‬دم ُع أقالمي‬ ‫د‪.‬هويدا رشيف‬



‫صوت الكمان‬ ‫ثمة حزن ال ينتهي ‪ ..‬وسماء ال تبرد‬ ‫بقلم ‪ /‬رياض الدليمي‬ ‫بدأ صوته ينفذ الى كل أجزائي ‪ ،‬كمن ينفخ في الروح ‪ ...‬موجات صوتية هادئة‬ ‫تخترق أنسجتي وكياني ‪ ..‬تحتل خاطري ‪ ..‬ترسح ب ي� اىل أعماقي وكوامني ‪ ..‬حتى‬ ‫توصلني اليك ‪..‬‬ ‫أشعر اني طائر على بساط الريح ‪ ...‬يأخذني شماال الى أقصاه ‪ ..‬ويردني جنوبا ‪..‬‬ ‫أحلق فوق تمثال السيّاب على كورنيش العشار ‪ ..‬أمد يدي ‪ ..‬أمسح شعر رأسه الذي‬ ‫علق به غبار كثيف‪ ..‬ودخان أسود جراء ما تبعثه حقول البترول من مخلفات ‪...‬‬ ‫أمسح عينيه المسودتين وبدلته البيضاء التي توشحت بسقم البصريين ‪ ،‬وقصائد‬ ‫حلو رطبها ‪ ..‬وطيب ملحها‬ ‫شعرائها الب ّكائيين ‪ ..‬أتذوق شجن القصائد ‪ ..‬أنتشي من ّ ِ‬ ‫‪..‬‬ ‫فروا منها دون‬ ‫أسافر غربا حيث البيوت المشردة من أهلها ‪ ...‬ناسها الفقراء قد ّ‬ ‫رجعة ‪ ..‬ال أعشاش تؤويهم ‪ ..‬وال أنهار تروي ظمأهم ‪ ..‬هم خارج معادلة الوطن ‪..‬‬ ‫صونَ عن اللغة ‪ ..‬يتسلل القناصة والرجال الملثمون الى دهاليز أنساقها ونظمها‬ ‫م ْق َ‬ ‫وتأويالتها ‪ ..‬ال سبيل لهم سوى شرب قوارير الدراويش ‪ ..‬باتوا يتجرعون الطعنات‬ ‫بال ألم وشكوى ‪ ..‬بال مطالب ‪ ..‬خذلتهم الخيام والدواوين والسيوف المرصعة بالرياء‬ ‫‪..‬‬ ‫من قال أهل الغربية عراقيون ؟‬ ‫أشم رائحة الدخان تنبعث من أفواههم ‪ ..‬أتنفس العلقم والكمأ المتعفن في حلوقهم ‪..‬‬ ‫أجسادهم تنز باأللم والخوف ‪..‬‬ ‫يطير البساط بي حيث الفرات ‪ ..‬أسمع نحيب الثكالى وصوت الربابة المبحوح ‪..‬‬ ‫أرى رجاال طأطأ الهلع رؤوسهم ‪ ..‬ينظرون الى مواكب السياسيين من خرم الباب‬ ‫خوفا من طراطيش بنادق الحمايات وهي تصوب على االبواب ‪ ..‬على سعف النخيل‬ ‫‪ ..‬على حقائب االطفال وهم ذاهبون الى المدارس ‪ ..‬ال ينجو منها حتى السكارى‬ ‫الذين جلسوا على ضفة الفرات ليحتسوا زجاجات ( العرق ) المحلية الصنع ‪..‬‬ ‫ويزاجلون بعضهم بعضا ً بالشعر الهزيل‪ ..‬يستلون الوريقات من جيوبهم ليتباهوا‬


‫بما كتبو ه عن شعر هجاء على المواكب ‪ ..‬يهجون كل شيء في الظلمة ‪ ..‬وفي‬ ‫النهار تراهم رجاال عاهدوا أن تبقى أصابعهم مبللة بالبنفسج ‪..‬‬ ‫الى أين أمضي ببساطي وكل السماء اشتعلت بالبارود ؟‬ ‫هل أتجه الى شطر الموصل ؟ ألرى ( جاسم خلف الياس ) وهو يخطب على بقايا‬ ‫األيزيديين ‪ ..‬وحفنة من الشبك ‪ ..‬وثلة من سكان ضفتي النهر ‪ ..‬ق‬ ‫يل� عليهم نظرية‬ ‫ي‬ ‫كيف ق‬ ‫تتل� األلم وتؤول الفاجعة ‪ ..‬وكيف ترى الحطام دون أن تنبس ببنت شفة ؟ ‪...‬‬ ‫كيف يتزوج مقاتل من أهل الناصرية بنت الموصل ؟ ‪ ..‬مقاتل أصبعه على زناد‬ ‫( الكالشنكوف ) ‪ ..‬ويمد اصبعه اآلخر لتلبسه بنت الموصل خاتم العهد والصبر‬ ‫والثبات على الوجع ‪ ..‬وال ُخطا نحو الظفر ‪..‬‬ ‫ت‬ ‫وزوج� نائمة واالوالد‬ ‫يستمر عزف الكمان وأنا أستل الورق ‪ ..‬ورقة بعد أخرى ‪..‬‬ ‫ي‬ ‫‪ ..‬والمدينة قد غفت منذ غروب بساطي ‪...‬‬ ‫ش‬ ‫�ء دون أن‬ ‫يقول ابني احمد ‪ :‬البصرة غنية بالنفط والتجارة والمرافئ ‪ ..‬تعطينا كل ي‬ ‫تدر حليبا دسما وال تأكل سوى العشب الملوث !!‬ ‫تأخذ شيئا ‪ ...‬انها بقرة حلوب ّ‬ ‫لم ال يبنون في البصرة ( الموالت وحدائق ومدارس ومستشفيات‬ ‫يتساءل أحمد ‪َ :‬‬ ‫وشوارع نظيفة ) ؟‬ ‫لم يأتي البصريون ليسكنوا في مدن الحلة وكربالء والنجف ومدينتهم عائمة على‬ ‫َ‬ ‫الذهب األسود ؟‬ ‫شرب ( العرق ) ورقص ( ال َه ّوه ) والطرب والرسم ‪..‬‬ ‫لماذا ترك البصريون ّ‬ ‫وأصبح مهرجان المربد استعراضا لألزياء واألجساد وأشباه القصائد ؟ ‪..‬‬ ‫لماذا يتغيب عنه العظماء ؟‬ ‫يقولون ان ( الخشابة ) تركوا آالتهم واشتغلوا بالشحذ والتسول وأصبحوا أثرياء‬ ‫البصرة وكبار تجارها ‪ ..‬وصاروا يتحكمون في أسواق البورصة ‪ ..‬ويفوجون‬ ‫قوافل الحجاج ‪...‬‬ ‫لم يسمع أحمد مني أي جواب على أسئلته وهو يترنح على وسادته بين غفوه وصحوه‬ ‫‪ ..‬تاركا لي حرية االجابة ‪..‬‬ ‫يتركني مع صوت الكمان واألرق وركوب البساط ‪ ..‬أبحث عن ملتقى ( جاسم خلف‬ ‫الياس ) ‪ ..‬والرطب ‪ ..‬وشوارع بال دخان ‪.‬‬




‫نوادر العرب‬ ‫قصة منتقاة‬ ‫عمر شبلي‬ ‫اشــتهر الخليفــة العباســي المأمــون بحبــه للعــدل بيــن النــاس‪ ،‬وكان يحــرص علــي إكــرام‬ ‫القضــاة العادليــن ويســأل دائمـا ً عــن أحوالهــم ويحــرص أن تربطــه بهــم عالقــة طيبــة‪،‬‬ ‫وفــي يــوم مــن االيــام جــاء إليــه رجــل مــن بلــدة بعيــدة فســأله الخليفــة ‪ :‬كيــف حــال‬ ‫القاضــي فــي بلدتكــم ؟ فأجــاب الرجــل ‪ :‬معــاذ هللا يــا أميــر المؤمنيــن‪ ،‬إن لدينــا قاضيـا ً‬ ‫ال يفهــم وحاكمـا ً ال يرحــم ‪.‬‬ ‫اشــتعل المأمــون غضب ـا ً وصــاح ‪ :‬ويحــك كيــف ذلــك ؟ فقــال الرجــل ‪ :‬ســوف أحكــي‬ ‫لــك يــا أميــر المؤمنيــن‪ ،‬ذات يــوم أعطيــت رجــاً أربعــة وعشــرين درهمــا ً ســلفاً‪،‬‬ ‫واتفقــت معــه علــى موعــد الــرد‪ ،‬ولكــن الرجــل اخــذ يماطــل فــي رد المــال إلــي عندمــا‬ ‫جــاء موعــد الــرد‪ ،‬فأخذتــه إلــي القاضــي وشــكوت لــه مــا حــدث فأمــر القاضــي الرجــل‬ ‫أن يــرد إلــي مالــي‬ ‫فقــال الرجــل ‪ :‬أصل��ح الل��ه الق��ايض‪ ،‬إن ل��دي ح�مارا ً اشــتغل عليــه وأكســب منــه أربعــة دراهــم‬ ‫يومي ـاً‪ ،‬وأخــذت أوفــر كل يــوم درهميــن حتــى صــار لــدي اربعــة وعشــرون درهم ـا ً‬ ‫بعــد مــرور اثنــي عشــر يوم ـاً‪ ،‬وحينمــا ذهبــت إلــي الرجــل حتــى أرد عليــه مالــه لــم‬ ‫أجــده‪ ،‬وظــل غائبـا ً حتــي يومنــا هــذا ‪.‬‬ ‫فســأله القاضــي ‪ :‬وأيــن الدراهــم اآلن ؟ قــال الرجــل ‪ :‬لقــد صرفتهــا‪ ،‬فعــاد القاضــي‬ ‫يســأله مــن جديــد ‪ :‬ومتــى ســتعيد إلــي الرجــل دراهمــه ؟ فأجــاب ‪ :‬أرى أن تحبســه‬ ‫مــدة اثنــي عشــر يومـا ً حتــى أقــوم بجمــع اربعــة وعشــرين درهمـا ً آخــر واعطيــه لــه‪،‬‬ ‫فأنــا اخشــى أن اجمعهــا وهــو حــر وابحــث عنــه فــا اجــده مــن جديــد وأصرفهــا مــرة‬ ‫ثانيــة ‪ ..‬ضحــك المأمــون مــن تفكيــر الرجــل وســأله ‪ :‬ومــاذا كان قــول القاضــي حينهــا‬ ‫؟ قــال الرجــل ‪ :‬لقــد حبســني يــا أميــر المؤمنيــن اثنــي عشــر يوم ـا ً حتــى اســترجع‬ ‫دراهمــي ‪ ..‬فــازداد ضحــك المأمــون وأمــر بعــزل هــذا القــاض‬



‫ ‬

‫ ‬

‫المقامات‬ ‫المقامة العلمية‬

‫ن‬ ‫الهمذا�‬ ‫بديع الزمان‬ ‫ي‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ُ ْ َ ُ ْ َ ًَ َ َ َ​َ َ ُ َ ُ ُ َ‬ ‫َ َ‪ُ ْ ُ :‬‬ ‫َ َ‬ ‫يس ْب ُ‬ ‫ت ف� َب ْ‬ ‫َح َّد َثنا َع َ‬ ‫ول آلخ َر‪:‬‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫شام‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ارح الغرب ِة مجتازا‪ ،‬ف ِإذا أنا ِبرج ٍل يق‬ ‫ط‬ ‫م‬ ‫ض‬ ‫ع‬ ‫ِ ٍ‬ ‫َ ِ ي َ ِ َ ْ ُِ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َْْ َ‬ ‫َ‪ُ َ َ ُ ُ ْ َ :‬‬ ‫َْ َ ُ َ ُ ُ​ُ‬ ‫ُ ْ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫العلم؟ وهو ي ِجيبه‪ ،‬قال طلبته فوجدته ب ِعيد المر ِام‪ ،‬ال يصطاد ِبالسه ِام‪ ،‬وال‬ ‫ِبم أدركت ِ‬ ‫َ‬ ‫ُْ َ ُ َ‬ ‫الم َنام‪َ ،‬وال ُي ْض َب ُط ب ِّال َ‬ ‫ور ُث َعن األ ْع َمام‪َ ،‬وال ُي ْس َت َعارُ‬ ‫لجام‪َ ،‬وال ُي َ‬ ‫باأل ْزالم‪َ ،‬وال ُي َرى ف� َ‬ ‫يقسم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ َ ِّ َّ‬ ‫َ َ َ ْ َ‬ ‫َ َ َّ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫مَ‬ ‫الض َجر‪َ ،‬و ُ‬ ‫ت إل ْي ِه باف ِ ت َ‬ ‫الك َ‬ ‫وب الخط ِر‪،‬‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ج‬ ‫الح‬ ‫اد‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫اس‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫الم‬ ‫اش‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ام‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ َ ْ ُ ُ َ ْ ً َ ْ ُ ُ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ث‬ ‫َ َْ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫الفك ِر‪ ،‬فوجدته شيئا ال يصلح ِإال‬ ‫ال ِ‬ ‫اب السف ِر‪ ،‬وك�ِة النظ ِر‪ ،‬وِإعم ِ‬ ‫وِإدم ِان السه ِر‪ِ ،‬واص ِطح ِ‬ ‫َ ً‬ ‫َ َ ُ ْ َ ُ َّ َّ ْ‬ ‫َ َ ْ ً َ َ َ ُ َّ ف َّ ْ َ َ ْ َ ُ َّ ف َّ ْ‬ ‫ِل ْل َغ ْ‬ ‫الصد ِر‪َ ،‬وط ِائرا ال‬ ‫س‪ ،‬وصيدا ال يقع ِإال ِ ي� الند ِر‪ ،‬وال ينشب ِإال ِ ي�‬ ‫ف‬ ‫الن‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫إ‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫غ‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الروح‪ ،‬وح َب ْسته عىل َ‬ ‫َي ْخ َد ُعه إال قن ُ‬ ‫الحف ِظ‪ ،‬فح َملته عىل ُّ‬ ‫الع ي ن‬ ‫ص اللف ِظ‪ ،‬وال ي ْعلقه إال ش َ‬ ‫�‪.‬‬ ‫ك‬ ‫�‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ َْ ُ ف َْ‬ ‫َ ْ تَ َ ْ ُ ِ َ َّ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َّ ْ ُ‬ ‫َ​َْ َ ْ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫يق‪،‬‬ ‫ق‬ ‫ح‬ ‫الت‬ ‫ىل‬ ‫إ‬ ‫ر‬ ‫ظ‬ ‫الن‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫ح‬ ‫�‬ ‫اس‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫الد‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ح‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫الق‬ ‫�‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ز‬ ‫خ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ش‬ ‫ي‬ ‫الع‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫ِ‬ ‫وأنفق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ ْ ُ َ َ‬ ‫ْ َ َ ْ ُ ف َ َ َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ َّ‬ ‫الت ْ‬ ‫الت ْ‬ ‫الكالم َما َف َت َق َّ‬ ‫الت ْ‬ ‫الس ْم َع‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫يق‬ ‫ف‬ ‫و‬ ‫ب‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ذ‬ ‫�‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫اس‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫يق‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ىل‬ ‫إ‬ ‫يق‬ ‫ق‬ ‫ح‬ ‫ِو ِمن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِي‬ ‫ِ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َ َ ْ َ َ ف َّ ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ ْ ُ ‪ َ :‬تَ َ ْ ْ َ َ ْ َ ُ َ‬ ‫َو َو َص َ‬ ‫الش ْ‬ ‫س؟ ف َج َع َل‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ذ‬ ‫ه‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ط‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫الص‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫غ‬ ‫ل‬ ‫غ‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫الق‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِي‬ ‫ِ‬ ‫َي ُق ُ‬ ‫ول‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َْ ُ َ‬ ‫ِإ ْسكـنـد ِر َّية د ِاري *** ل ْو ق َّر ِف َيها ق َر ِاري‬ ‫َ ْ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫الشام َل ْ‬ ‫هاري‪.‬‬ ‫ن‬ ‫اق‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫بال‬ ‫و‬ ‫***‬ ‫ـي‬ ‫ل‬ ‫ـي‬ ‫ِلكن ِب ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬



‫ما بعد النقد‬ ‫األدب والدراسات األدبية يف العرص ال ّرقمي‬ ‫إدريس الخرضاوي‬

‫‪*1‬‬

‫ تعــ ّددت الدراســات واألعــال التــي تب ّنــت منهجيــة نقــد النقــد بهــدف تقييــم تجربــة النقــد العــريب الحديــث وذلــك بتبئــر‬ ‫تأسســت العلــوم‬ ‫التفكــر والنظــر النقديــن عــى أســئلة املثاقفــة العربيــة الغربيــة منــذ فــرة االتصــال بالغــرب خــال عــر النهضــة حيــث ّ‬ ‫واملعــارف األدبيــة باملعنــى الحديــث ضمــن «مؤسســة أدبيــة»‪ 2‬وليــدة‪ ،‬إىل املرحلــة املعــارصة التــي شــهدت فيهــا الدراســات األدبيــة تحــوالت‬ ‫متســارعة‪ ،‬تولــدت عنهــا إشــكاليات منهجيــة وثقافيــة ضاغطــة‪ .‬يف هــذا الســياق ميكــن اإلشــارة إىل مجموعــة مــن الدراســات النقديــة التــي‬ ‫تنطــوي‪ ،‬يف تصورنــا‪ ،‬عــى أهميــة منهجيــة ومعرفيــة يف تناولهــا ورصدهــا لتجربــة النقــد العــريب الحديــث واملعــارص‪ ،‬كــا أنهــا ســتفيدنا يف‬ ‫يتيــح لنــا إمكانيــة تشــخيص معــامل‬ ‫موضعــة كتــاب «الفكــر األديب العــريب‪ »3‬للباحــث املغــريب الدكتــور ســعيد يقطــن ضمــن موقــع مالئــم‪ُ ،‬‬ ‫وجينيالوجيــا الخطــاب النقــدي لديــه‪ ،‬باعتبــار ذلــك مدخــا أساســيا لفهــم األطروحــة التــي ينهــض عليهــا هــذا العمــل‪ ،‬وبيــان قيمــة وفعاليــة‬ ‫االقرتاحــات التــي يقدمهــا الباحــث لدفــع الفاعلــن يف الحقــل النقــدي إىل التفكــر الجامعــي يف الســبل القمينــة بتجــاوز العــرات التــي تحــول‬ ‫دون تأســيس العلــوم األدبيــة يف بيئاتنــا النقديــة واألدبيــة‪.‬‬ ‫مــا ال شــك فيــه أن النقــد األديب والدراســات األدبيــة حققــا مكتســبات عميقــة وشــديدة األهميــة خــال العقــود الثالثــة األخــرة‪ ،‬إذ‬ ‫بــدأ الباحثــون واملشــتغلون بحقــل األدب يتصــدون بالبحــث إىل موضوعــات وإشــكاليات جديــدة مــن قبيــل «صــورة اآلخــر» و»االســترشاق»‬ ‫الســابق طــرح‬ ‫و»املثاقفــة» و»الرتجمــة الثقافيــة» و»أســئلة مــا بعــد االســتعامر»‪ ،‬لكــن مــع ذلــك فقــد شــهد العقــد األخــر مــن القــرن ّ‬ ‫العديــد مــن األســئلة التــي نجــد صداهــا يف كثــر مــن الدراســات‪ 4‬التــي هيمــن عليهــا الشــك يف وجــود األدب واالرتيــاب يف األدوار التــي ميكــن‬ ‫يكــف عــن التعــرض لتحــوالت متســارعة بتأثــر مــن الثــورة ال ّرقميــة‪ .‬وقــد أملــع الباحــث ديفيــد هــاريف يف ســياق‬ ‫أن ينهــض بهــا يف عــامل ال ّ‬ ‫تناولــه لحالــة مــا بعــد الحداثــة وعالقتهــا بالتغيــر الثقــايف واالجتامعــي إىل أن «االنتقاليــة التــي باتــت تحكــم األشــياء جعلــت مــن الصعوبــة‬ ‫ــس التاريــخ ودميومتــه‪ .‬وإذا كان هنــاك مــن معنــى للتاريــخ‪ ،‬فيجــب العثــور عليــه وتعريفــه مــن داخــل دوامــة التغيــر‪،‬‬ ‫مبــكان االحتفــاظ بح ّ‬ ‫‪5‬‬ ‫كل نقــاش‪ ،‬كــا مــادة البحــث نفســها وكائنــا مــا كان نوعهــا »‪.‬‬ ‫وهــي د ّوامــة تصيــب بنــود ّ‬ ‫مــن هنــا‪ ،‬نحســب أن اســتحضار هــذه االهتــزازات التــي يتعــرض لهــا األدب والنقــد والنظريــة األدبيــة يف هــذا العــر الــذي تدخــل فيــه‬ ‫الثقافــة وحقــول املعرفــة العلميــة دوامــة تجديــدات ال متناهيــة‪ ،‬يظهــر بامللمــوس أن االهتــام باألفــكار التــي يطرحهــا ســعيد يقطــن يف هــذا‬ ‫الكتــاب‪ ،‬والتثمــن الــذي تحظــى بــه ضمــن مؤسســة النقــد األديب العــريب يعــ ّد مبثابــة الدليــل األوىف عــى أهميــة آرائــه النقديــة الثاقبــة التــي‬ ‫املؤسســة النقديــة العربيــة‪.‬‬ ‫تنبــه وتوجــه أنظــار املشــتغلني بــاألدب إىل كثــر مــن األعطــاب والعلــل التــي تفعــل فعلهــا يف ّ‬ ‫هنــاك‪ ،‬أوال‪ ،‬الدراســة التــي أنجزهــا الباحــث محمــد النــارص العجيمــي‪ ،‬وحملت عنــوان‪ :‬النقد العــريب ومناهــج النقد الغربيــة(‪.)1999‬‬ ‫وقــد تغ ّيــت هــذه الدراســة التــي انتظمــت ضمــن نقــد النقــد‪ ،‬تفحــص النقــد العــريب الحديــث يف عالقتــه مبناهــج النقــد الغربيــة الجديــدة‬ ‫مبختلــف مدارســها واتجاهاتهــا مــن أســلوبية إىل بنيويــة إىل ســيميولوجية وتفكيكيــة والكشــف عــن أســباب إفادتــه منهــا ومظاهرهــا‪،‬‬ ‫ومحللــة قيمــة هــذه اإلفــادة ومواطــن الضعــف والتعــر فيهــا‪.‬‬ ‫أمــا الدراســة الثانيــة التــي انشــغل مؤلفهــا بدراســة النقــد الغــريب يف عالقتــه بالنقــد العــريب‪ ،‬هــي دراســة الباحــث املوريتــاين محمــد‬ ‫ولــد بوعليبــة بعنــوان‪ :‬النقــد الغــريب والنقــد العــريب (‪ )2002‬وهــي دراســة تنــدرج يف بــاب النقــد املقــارن‪ ،‬بحســب مــا جــاء يف املقدمــة‬ ‫اللامحــة التــي كتبهــا الناقــد املــري صــري حافــظ لهــذا الكتــاب‪ ،‬كــا تتميــز بالرصامــة املنهجيــة يف تنــاول املثاقفــة العربيــة الغربيــة يف‬ ‫حقــل النقــد األديب مــن خــال جهــود ناقدتــن درســتا يف باريــس هــا‪ :‬مينــى العيــد وخالــدة ســعيد‪ .‬ويف هــذا البحــث الــذي هــو يف األصــل‬ ‫* أستاذ األدب الحديث‪ ،‬الكلية المتعددة التخصصات‪ -‬أسفي‪ -‬المغرب‪.‬‬ ‫‪ 1‬‬ ‫ إدريــس الخضــراوي‪ :‬جرجــي زيــدان وفــن الروايــة العربيــة‪ ،‬حداثــة تتشــكل وأدب يتجــدد‪ ،‬مجلــة تبيّــن‪ ،‬العــدد الســادس عشــر‪،‬‬‫‪ 2‬‬ ‫المجلــد الرابــع‪ ،‬ربيــع‪ ،2016‬ص‪.10‬‬ ‫ سعيد يقطين‪ :‬الفكر األدبي العربي البنيات واألنساق‪ ،‬سلسلة معالم نقدية‪ ،‬منشورات ضفاف‪ ،‬بيروت‪.2014‬‬‫‪ 3‬‬ ‫ تعددت الدراسات التي تناولت أزمة األدب والنقد‪ .‬وفي هذا السياق يمكن اإلشارة إلى كتابين هامين‪ :‬األدب في خطر‪ ،‬لـ تزفيتان‬‫‪ 4‬‬ ‫تودوروف(الطبعة العربية‪ ،)2003‬أي وضع اعتباري لألدب؟ لـ جون بيسيير(الطبعة الفرنسية‪.)2001 ،‬‬ ‫ ديفيــد هارفــي‪ :‬حالــة مــا بعــد الحداثــة بحــث فــي أصــول التغييــر الثقافــي‪ ،‬ترجمــة محمــد شــيا‪ ،‬المنظمــة العربيــة للترجمــة‪،‬‬‫‪ 5‬‬ ‫بيــروت‪ ،2005‬ص‪.29‬‬


‫املشــاكل التــي تحــف بالدراســات األدبيــة والنقــد األديب العربيــن كثــرة وتتعــدد تفســراتها وأشــكال اإلحاطــة مبســبباتها‪ .‬ولبلــورة‬ ‫تصــورات مالمئــة مــن شــأنها تقديــم مقرتحــات للتغلــب عــى هــذه املشــاكل يتطلــب األمــر «االنطــاق مــن قــراءة هادئــة وجذريــة لصــرورة‬ ‫العمــل النقــدي العــريب منــذ أواســط القــرن املــايض بهــدف الوقــوف عــى مكامــن القــوة والضعــف‪ ،‬ســواء عــى املســتوى النظــري أو‬ ‫التطبيقــي‪ ،‬هــذه القــراءة هــي الكفيلــة بجعلنــا نتعــرف عــى وضــع هــذا النقــد‪ ،‬وتدفعنــا إىل اســتخالص مــا ميكننــا مــن تجديــد دمائــه‬ ‫وتطويــر أســئلته وتحديــد أهــم إشــكاالته إلحاللــه مكانتــه الرضوريــة يف قــراءة األدب ونقــده‪.»7‬‬ ‫إذا َ نحــن أمــام دراســة علميــة ال يتبــأر ســؤالها عــى عالقــة النقــد العــريب باتجــاه محــدد مــن اتجاهــات النقــد الغــريب‪ ،‬بــل تغطــي‬ ‫قرنــن مــن زمــن املثاقفــة العربيــة الغربيــة يف مجــال النقــد والعلــوم املتصلــة بــاألدب‪ ،‬لبنــاء التصــورات واألفــكار التــي تتيــح لنــا الدخــول‬ ‫إىل مســاحات جديــدة لالشــتغال عــى األدب والتفكــر فيــه‪ .‬لنقــل إن وعــي ســعيد يقطــن بأننــا أمــام طقــس جديــد يتعــن أن نلبــس لبوســه‬ ‫ونــزرع مــا يالمئــه مــن بــذور‪ ،‬بلغــة الناقــد عبــد اللــه الغذامــي‪ ،‬هــو الــذي أمــى عليــه العــودة إىل األدب والنقــد منــذ عــر النهضــة‪ ،‬وذلــك‬ ‫بهــدف تركيــب خالصــات علميــة مالمئــة تُ كــ ُن الثقافــة العربيــة مــن املبــادرة إىل اآلفــاق التــي يعــ ُد بهــا العــر‪ ،‬وذلــك باالنطــاق مــن رؤيــة‬ ‫جديــدة تفــك األدب مــن أســار أســئلة األزمــة والشــك والريبــة التــي أضحــى محــارصا بهــا‪ .‬وهــذا مســتوى آخــر مــن مســتويات اختــاف هــذه‬ ‫الســابقة التــي اســتحكم بهــا هاجــس تقييــم تجربــة النقــد األديب العــريب‪ .‬لذلــك نعتــر أن هــذا الكتــاب يتنــ ّزل‬ ‫الدراســة عــن تلــك األعــال ّ‬ ‫ضمــن مــروع بحثــي متكامــل يغطــي أربعــة عقــود مــن البحــث والتقــي والدراســة العلميــة التــي تســتجيل الخــواص األدبيــة املائــزة‬ ‫لنصــوص أدبيــة عربيــة قدميــة وحديثــة بهــدف فهــم الكيفيــة التــي تشــتغل بهــا تلــك النصــوص‪ ،‬وتولــد جاملياتهــا وداللتهــا‪.‬‬ ‫إن القــراءة املتأنيــة لهــذا العمــل الــذي يتفحــص الطريقــة التــي اشــتغل بهــا النقــد األديب العــريب الحديــث عــى األدب يف الثقافــة‬ ‫العربيــة‪ ،‬تــؤدي بنــا إىل اســتنتاج مفــاده أن الباحــث يُدشّ ــ ُن حــوارا مــع الثقافــة العربيــة لتحليــل القصــورات التــي اعــرت التفكــر العــريب‬ ‫يف األدب عــى مــدى القرنــن األخرييــن‪ ،‬وبلــورة مقرتحــات عمليــة مــن شــأنها اجــراح رؤيــة للتفكــر يف األدب بشــكل آخــر مهــا تنوعــت‬ ‫املقاربــات وتعــددت وجهــات النظــر‪ .‬والباحــث يســلك يف هــذا التحليــل ســبيل املقارنــة بــن الفكــر األديب العــريب والفكــر الغريب‪ ،‬ال لــي يظهر‬ ‫أن جانبــا مــن األســئلة التــي يطرحهــا النقــاد العــرب حــول النقــد واألدب ليســت خاصــة بهــم وحدهــم‪ ،‬وإمنــا هــي أســئلة تــردد يف مواقــع‬ ‫وجغرافيــات أخــرى‪ .‬بــل إنــه يعتمــد املقارنــة لــي يبــن االختالفــات القامئــة بــن النقــاد العــرب ونظرائهــم الغربيــن يف طبيعــة املقاربــة التــي‬ ‫يستســعفونها للخــوض يف مثــل هــذه األســئلة حــول أزمــة األدب والنقــد والدراســات األدبيــة‪ .‬لذلــك ال يكتفــي هــذا الكتــاب بتتبــع املصــادر‬ ‫واملؤثــرات والتعــ ّرف عــى مــا تع ّرضــت لــه مــن رضوب التحــوالت لــدى مــن تأثــر بهــا‪ ،‬وإمنــا يلجــأ إىل املقارنــة باملعنــى الدقيــق حيــث يقــارن‬ ‫بــن مــا جــرى ألســئلة األزمــة والشــك واالرتيــاب يف األدب بعــد تحوالتهــا يف الثقافــة التــي وفــدت إليهــا‪ ،‬ومــا حــدث لنفــس تلــك األســئلة‬ ‫يف ثقافتهــا األم‪ .‬ويقــارن أيضــا مــدى اســتيعاب النقــاد العــرب للمؤثــرات التــي تع ّرضــوا لهــا ولســياقاتها الفلســفية واإليديولوجيــة الحاضنــة‪.‬‬ ‫وهــذا املنهــج املقــارن مكــن الباحــث ســعيد يقطــن مــن التمييــز بــن موقفــن‪ :‬موقــف االمتــداد والتطــور واالنفتــاح عــى آفــاق جديــدة‪،‬‬ ‫وميثــل الســمة األساســية املائــزة للتيــارات واالتجاهــات النقديــة الغربيــة‪ ،‬وموقــف القطيعــة والبــدء مــن جديــد مــع كل مدرســة أو تيــار‬ ‫نقــدي‪ ،‬وهــو مــا مييــز تعاطــي النقــد العــريب مــع االتجاهــات النقديــة الجديــدة‪.‬‬ ‫لفهــم أبعــاد ودالالت هــذا التحليــل‪ ،‬وكذلــك األطروحــة التــي ينهــض عليهــا تنــاول الباحــث ألســئلة الفكــر األديب العــريب منيــز بــن‬ ‫نوعــن مــن الحــوار‪ .‬ونحــن نقصــد هنــا الحــوار الــذي يبــارشه الباحــث واملثقــف مــع الثقافــة العربيــة املعــارصة مبوجــب إميانــه مبســؤوليته‬ ‫تجــاه هــذه الثقافــة يف دفعهــا للدخــول يف العــامل الحديــث واالســتفادة مــن مكتســباته العلميــة والتقنيــة‪ .‬فهنــاك الحــوار املبــارش مــع‬ ‫الثقافــة‪ ،‬وغالبــا مــا يــؤدي إىل إســقاطات وتعميــات ال تأخــذ بعــن االعتبــار عوامــل عديــدة‪ ،‬ســواء أكانــت هــذه العوامــل مــن داخــل‬ ‫الثقافــة أم مــن خارجهــا‪ .‬أمــا النــوع الثــاين فهــو الحــوار الــذي يتــم عــر وســاطة التحليــل‪ ،‬مبعنــى أن النتائــج والخالصــات التــي يضطلــع‬ ‫بتشــييدها تتــم مــن خــال دراســة نصــوص تحمــل رؤيــة معينــة‪ ،‬وتتيــح فهــم خطــاب محــدد وأشــكال إفصاحــه يف زمنيــة محــددة‪ .‬وهــذا‬ ‫النــوع مــن التحليــل قــد يســلك ســبيل التحليــل االجتامعــي الــذي يســتحرض الســياقات والظــروف الحافــة بالحقــل الثقــايف باعتبــار أنهــا‬ ‫ليســت مجــرد عوامــل مســاعدة‪ ،‬وإمنــا هــي بنيــات أساســية فاعلــة ومؤثــرة يف إنتــاج الخطــاب‪ ،‬أكان الخطــاب سياســيا‪ ،‬أدبيــا‪ ،‬أم فكريــا‪،‬‬ ‫وهنــا ميكــن التمثيــل بالتحليــل الــذي قدمــه بيــر بورديــو للحقــل الثقــايف الفرنــي يف كتابــه منطــق الفــن‪ .8‬وقــد يتبنــى هــذا الحــوار تحليــا‬ ‫ــى الظواهــر والخطابــات بوصفهــا تنطــوي عــى العنــارص التــي تتيــح إضاءتهــا وفهمهــا‪ .‬وهنــا يتــم التشــديد عــى مبــدأ اســتقاللية‬ ‫بنيويــا يتق ّ‬ ‫الظواهــر واكتفائهــا الــذايت‪ .‬إن الظواهــر املدروســة مــن خــال هــذا املنظــور البنيــوي تحكمهــا أنســاق وقواعــد ومواضعــات كامنــة فيهــا‪،‬‬ ‫ولهــذا فــإن الــدور الــذي يلعبــه التأويــل يتمثــل يف تحديــد هــذه األنظمــة وفحصهــا ومعايرتهــا‪ ،‬ال يف الكشــف عــن العوامــل التــي أثــرت فيهــا‪.‬‬ ‫يســتند ســعيد يقطــن إىل املنظــور البنيــوي يف تحليــل بنيــات الفكــر األديب العــريب وأنســاقه‪ .‬والكتــاب يفصــح عــن هــذا التوجــه‬ ‫ ‪7‬‬ ‫‪ 8‬‬

‫ الفكر األدبي العربي‪ ،‬ص‪.251‬‬‫‪ -‬بيير بورديو‪ :‬قواعد الفن‪ ،‬ترجمة إبراهيم فتحي‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪.2013‬‬


‫أطروحــة لنيــل الدكتــوراه قدمهــا ولــد بوعليبــة يف باريــس خلــص الباحــث إىل أن حضــور النقــد الغــريب يف النقــد العــريب ال يعنــي أنــه‬ ‫مســتوعب مــن قبــل النقــد العــريب‪ ،‬أي أنــه مل يغــد جــزءا مــن صميــم الثقافــة العربيــة‪ .‬فالقــارئ لخطــاب الناقدتــن يجــد العنــر األجنبــي‬ ‫معــن‪ ،‬كــا لــو كانــت الناقدتــان تجعــان مــن النقــاد الغربيــن غطــاء لضــان صالحيــة منهجيهــا‪ .‬وهنــا نلمــس أثــر القطيعــة يف‬ ‫وكأنــه ّ‬ ‫‪6‬‬ ‫شــكل التفكــر‪ ،‬ألن النقــد الجديــد مل يهيــأ لــه كــا وقــع يف فرنســا بواســطة تطــور العلــوم اإلنســانية ‪ .‬وهــذه الخالصــة تكتســب أهميــة كبــرة‬ ‫عندمــا ســنتعرض لهــا يف تحليــل كتــاب‪ :‬الفكــر األديب العــريب لـــ ســعيد يقطــن‪.‬‬ ‫أمــا الدراســة الثالثــة فهــي التــي أنجزهــا الناقــد الســعودي ســعد البازعــي بعنــوان‪ :‬اســتقبال اآلخــر الغــرب يف النقــد العــريب‬ ‫الحديــث(‪ )2004‬وفيهــا يعيــد الباحــث النظــر يف مــا غــدا بــن الباحثــن والنقــاد العــرب مبثابــة قناعــة بإنجــازات غريهــم مــن النقــاد العــرب‪،‬‬ ‫والرتكيــز عــى مناقشــة املشــكالت والتحديــات التــي تطــاول مجــال التفاعــل مــع الغــرب‪ ،‬وتلقــي بثقلهــا عــى الدراســات األدبيــة والنقديــة‬ ‫حيــث التهالــك عــى مفاهيــم ونظريــات ليســت مناســبة دامئــا‪ .‬ويســتدل الباحــث عــى قصــورات هــذا التفاعــل مــن خــال االنفتــاح عــى‬ ‫النقاشــات غــر العربيــة حــول هــذه املشــكلة‪ ،‬ويف املجــال األســيوي تحديــدا مــن خــال التجربتــن النقديتــن الصينيــة واليابانيــة‪.‬‬ ‫إن هــذه الدراســات الثــاث تلتقــي عــى مســتوى التفكــر العميــق يف النقــد العــريب املعــارص‪ ،‬وتل ّمــس املعــامل الدالــة عــى اســتفادته‬ ‫مــن االتجاهــات النقديــة الغربيــة‪ ،‬وتشــخيص املشــاكل البنيويــة التــي تحــول دون إســهام النقــاد العــرب املعارصيــن يف البنــاء النقــدي‬ ‫واالكتفــاء بنقــل مــا أبدعــه الغــر واصطناعــه‪ .‬كــا أنهــا تتقاطــع عــى مســتوى الرتكيــز عــى عالقــة النقــد العــريب باتجــاه بعينــه مــن‬ ‫اتجاهــات النقــد الغــريب هــو النقــد الجديــد‪ .‬أمــا الدراســة الرابعــة التــي تهمنــا هــا هنــا‪ ،‬وهــي دراســة األســتاذ ســعيد يقطــن التــي حملــت‬ ‫عنــوان‪ :‬الفكــر األديب العــريب البنيــات واألنســاق(‪ ،)2014‬فهــي تختلــف عــن الدراســات الســابقة مبجموعــة مــن الســات املنهجيــة واملعرفيــة‬ ‫يف تناولهــا ملــا اصطلــح عليــه ســعيد يقطــن بـ»الفكــر األديب العــريب»‪ ،‬وهــو مفهــوم عــام وشــامل يتســع الحتضــان قســمني كبرييــن هــا‪:‬‬ ‫العلــم األديب والنقــد األديب‪ ،‬وضمنهــا تنــدرج مختلــف الخطابــات حــول األدب‪ ،‬أي النقــد األديب والدراســات األدبيــة ونظريــة األدب واملناهــج‬ ‫النقديــة باختــاف منطلقاتهــا وتعــدد مرجعياتهــا‪ .‬ويــرى ســعيد يقطــن أن‬

‫ محمــد ولــد بوعليبــة‪ :‬النقــد العربــي والنقــد الغربــي‪ ،‬دراســة تطبيقيــة فــي النقــد المقــارن لنصــوص خالــدة ســعيد ويمنــى العيــد‪ ،‬تقديــم‬‫‪ 6‬‬ ‫صبــري حافــظ‪ ،‬المجلــس األعلــى للثقافــة‪ ،‬القاهــرة‪ ،2002‬ص‪.188‬‬


‫والعمــل عــى التجــاوز‪ ،‬وهــي دالالت ليســت مفصولــة عــن ضغــط العــر الــذي يلجــه الغــرب‪ .‬ويــرى الباحــث أن دراســة غونتشــتال التــي‬ ‫حملــت عنــوان‪ :‬األدب‪ ،‬العلــم‪ ،‬والعلــوم اإلنســانية الجديــدة تكتســب أهميــة كبــرة بالنســبة للنقــاش حــول واقــع الدراســات األدبيــة يف‬ ‫العــامل العــريب‪ ،‬ألنهــا تخلــص مــن خــال تشــخيص عميــق ألزمــة الدراســات األدبيــة وانحدارهــا يف البيئــة األمريكيــة‪ ،‬إىل الحــل الــذي يكمــن‬ ‫يف «ربــط األدب والدراســة األدبيــة بالعلــم‪ .»11‬وهــذه الرؤيــة التــي تــرى أن تجــاوز األزمــة التــي تتخبــط فيهــا الدراســات األدبيــة ممكــن إذا‬ ‫مــا جــرى إعــادة ربــط الدراســات األدبيــة بالنظريــة العلميــة‪ ،‬هــي الــذي يتبناهــا ســعيد يقطــن مــع التشــديد عــى أهميــة االنفتــاح عــى‬ ‫التكنولوجيــا الجديــدة لإلعــام والتواصــل‪ ،‬وعــى العلــوم الطبيعيــة حتــى يتســنى التفكــر يف األدب مــن منظــور جديــد مغايــر ملــا ســاد منــذ‬ ‫القــرن التاســع عــر‪.‬‬ ‫يف هــذا الســياق ميكــن أن نالحــظ أن البنيويــة ال تشــكل عائقــا‪ ،‬بقــدر مــا تتعــن يف منظــور الباحــث بوصفهــا أحــد أبــرز مظاهــر‬ ‫العــاج‪ ،‬ألن املشــتغلني بهــا راكمــوا نتائــج مهمــة يف مــا يخــص فهــم األدب بوصفــه خطابــا لغويــا مســتفيدين مــن النقلــة التــي أحدثهــا‬ ‫الشــكالنيون الــروس يف مجــال الدراســة األدبيــة حيــث أضفــوا عليهــا طابعــا علميــا‪ .‬وهــذا مــا يعــر عنــه الباحــث بوضــوح عندمــا يقــول‪:‬‬ ‫«ونحــن العــرب يف حاجــة إىل اســتيعاب روح هــذه التجربــة [تجربــة الشــكالنيني الــروس] واســتلهامها لتأســيس تصــور علمــي لدراســة اإلبــداع‬ ‫العــريب قدميــه وحديثــه‪.»12‬‬ ‫ومــن الالفــت أن ســعيد يقطــن يقــرأ هــذه األســئلة الغربيــة ومــا تنطــوي عليــه مــن رضوب الشــك واالرتيــاب يف األدب والدراســات‬ ‫األدبيــة والنقــد ليــس بوصفهــا مــؤرشا عــى مــا يتبلــور أفقــا جديــدا يقطــع مــع التقاليــد التــي تــم إرســاؤها منــذ مرحلــة البنيويــة التــي‬ ‫اســتفادت مــن االســتقصاءات العلميــة التــي أطلقهــا الشــكالنيون الــروس خــال عرشينيــات القــرن املــايض‪ ،‬بــل يؤولهــا باعتبارهــا امتــدادا‬ ‫وتراكــا يولــد يف كل مرحلــة إمكانــات لتطويــر الفكــر األديب الغــريب واالرتقــاء بــه إىل أفــق جديــد يســتفيد فيــه مــن األدوات واملفاهيــم التــي‬ ‫توفرهــا العلــوم اإلنســانية واالجتامعيــة والثــورة الرقميــة‪ ،‬بخــاف مــا عليــه واقــع الحــال يف العــامل العــريب حيــث تحــر النهايــات والبعديــات‬ ‫والقطيعـ�ة والتجــاوز‪ .‬وبهــذه الخالصــة يلتقــي تحليــل ســعيد يقطــن بالتحليــل الــذي قدمــه الناقــد املوريتــاين محمــد ولــد بوعليبــة يف‬ ‫دراســته التــي أرشنــا إليهــا يف مقدمــة هــذه القــراءة‪ ،‬حيــث أخــذ عــى الناقدتــن مينــى العيــد وخالــدة ســعيد عــدم متثلهــا للتيــارات النقديــة‬ ‫الغربيــة وملفاهيمهــا األساســية التــي بــدت يف خطابهــا النقــدي غــر مســتوعبة‪ ،‬ومل تــذب يف الثقافــة املتلقيــة‪.13‬‬ ‫يف البــاب الثــاين يتتبــع الكاتــب الرؤيــة النقديــة العربيــة مــن خــال تفحــص الكتابــات التــي عنيــت بالتاريــخ األديب كأعــال جرجــي‬ ‫زيــدان والرافعــي وروحــي الخالــدي‪ ،‬كــا يتقــى االنتقــال الــذي حــدث مــع طــه حســن مــن صــورة الجامعــي‪ -‬األكادميي(زيــدان)‬ ‫والجامعــي‪ -‬األديب(الرافعــي) إىل صــورة األكادميــي‪ -‬األديــب‪ .‬وقــد ظهــر يف الصــرورة (الشــيخ‪ -‬العــامل) (عبــد الســام هــارون)‪ ،‬ليصــل إىل‬ ‫املرحلــة املعــارصة التــي شــهد فيهــا النقــد العــريب تحــوالت عميقــة دون أن يتمكــن مــن خلخلــة رضوب االلتبــاس التــي ظلــت تعــري عالقــة‬ ‫النــص واملنهــج‪ .‬ومــن خــال هــذه اللحظــات الثــاث يتبــن ســعيد يقطــن أن النقــد العــريب مل يتمكــن مــن أن يتأســس علميــا ألن الصــورة‬ ‫وترســخت خــال حقبــة الخمســينيات مــع طــه حســن‪،‬‬ ‫التــي تشــكلت منــذ مطلــع القــرن العرشيــن مــع زيــدان والرافعــي وروحــي الخالــدي‪ّ ،‬‬ ‫هــذه الصــورة هــي التــي ظلــت مهيمنــة عــى الفهــم العــريب لــأدب والنقــد مــن خــال الرتكيــز عــى األبعــاد السياســية واالجتامعيــة لــأدب‪،‬‬ ‫وهــذا مــا يــرى الباحــث تجلياتــه يف املامرســات النقديــة التــي تتبنــى املناهــج النفســية واالجتامعيــة والتاريخيــة والدراســات الثقافيــة والنقــد‬ ‫الثقــايف‪ .‬يقــول ســعيد يقطــن‪« :‬إن نســقية التصــور الــذي مارســه النقــد العــريب وهــو يحــدد عالقتــه بــاألدب ال نســقية‪ ،‬ألنهــا كانــت تتعامــل‬ ‫مــع النــص ببســاطة بطريقــة يهيمــن فيهــا االنتقــاء والتلفيــق والرغبــة يف التامهــي مــع النــص‪ ،‬بهــدف كتابــة نــص جديــد ي ّدعــي القــرب‬ ‫منــه‪ ،‬ويســعى إىل تقريبــه مــن‬ ‫املتلقــي‪ .»14‬ومــن املالحــظ أن ســعيد يقطــن ال يعمــم أحكامــه عــى النقــد العــريب بتجاربــه املختلفــة‪ ،‬بــل إنــه يشــر إىل بعــض‬ ‫التجــارب النقديــة العربيــة التــي تتعــن بوصفهــا نوعــا مــن االســتثناء ألنهــا تنطــوي بحســبه عــى تأمــات عميقــة أو مرتكــزات ميكــن أن‬ ‫تســاعد يف إعطــاء الفكــر األديب العــريب طابعــه العلمــي‪ ،‬حيــث يحيــل عــى مقرتحــات الباحــث التونــي توفيــق الزيــدي والباحــث املــري‬ ‫صــري حافــظ‪ ،‬كــا يحــاور هــذه املقرتحــات ويطورهــا‪ .‬وتتمثــل املرتكــزات التــي يتلمســها ســعيد يقطــن عنــد هذيــن الباحثــن يف الدعــوة‬ ‫إىل تنظيــم حقــل النقــد األديب وتحديــد موضوعــه تحديــدا علميــا حتــى تســهم الدراســات األدبيــة العربيــة يف بلــورة معرفــة علميــة حــول‬ ‫األدب‪ .‬ويف هــذا الســياق يقــرح مفهــوم الفكــر األديب باعتبــاره مفهومــا مالمئــا لتجــاوز اإلشــكاالت التــي يطرحهــا النقــد واألدب يف الحقــل‬ ‫األديب العــريب‪ .‬مــع تقســيمه إىل قســمني هــا‪ :‬العلــم األديب والنقــد األديب‪.‬‬ ‫يف البــاب الثالــث يربــط ســعيد يقطــن الرؤيــة باملامرســة النقديــة ملعاينــة كيــف يشــتغل الناقــد العــريب بالنــص األديب‪ .‬ومــن بــن‬ ‫ ‬ ‫‪11‬‬ ‫‪ 12‬‬ ‫‪ 13‬‬ ‫‪ 14‬‬

‫ الفكر األدبي العربي‪ ،‬ص‪.42‬‬‫ الفكر األدبي العربي‪ ،‬ص‪.240‬‬‫ محمد ولد بوعليبة‪ :‬النقد العربي والنقد الغربي ‪ ،‬ص‪.188‬‬‫‪ -‬الفكر األدبي العربي‪ ،‬ص‪.42‬‬


‫البنيــوي ليــس فقــط مــن خــال العنــوان الفرعــي (البنيــات واألنســاق)‪ ،‬بــل وكذلــك مــن خــال إشــارات قويــة يف مقدمــة الكتــاب‪ .‬إذ يقــول‬ ‫الباحــث يف ســياق رصــده ملســارات الفكــر الغــريب وتطوراتــه وامتداداتــه‪« :‬نريــد يف هــذا البــاب تتبــع الفكــر األديب الغــريب منــذ القــرن التاســع‬ ‫عــر‪ ،‬محاولــن رســم خارطــة لتشــكله وتطــوره محاولــن اإلمســاك بالخيــط «ال ّرهيــف» الناظــم لســرورته وصريورتــه‪ ،‬ومل نتقيــد يف رســم تلــك‬ ‫الخارطــة‪ ،‬بالتطــور الســيايس واالقتصــادي للغــرب‪ ،‬رغــم أهميتــه‪ ،‬ألننــا نؤمــن بأنــه ميكننــا رصــد تطــور األفــكار يف ذاتهــا بعيــدا عــن أي تفســر‬ ‫أو تأويــل للعوامــل الخارجيــة املؤثــرة‪ .‬إن مــا يهمنــا هــو معاينــة التحــوالت الجوهريــة ألن األفــكار تتفاعــل مــع بعضهــا وتتطــور يف مســارات‬ ‫التفكــر الذاتيــة الداخليــة التــي لهــا دور حاســم يف تبــدل األفــكار وتطورهــا‪ ،‬أمــا العوامــل املوضوعيــة الخارجيــة فهــي مســاعدة وموجهــة‪.»9‬‬ ‫بنــاء عــى هــذا القــول ميكــن أن نســتنتج أن كتــاب ســعيد يقطــن يتميــز باالنضبــاط املنهجــي‪ .‬فهــو يتبنــى تصــورا واضحــا بخصــوص‬ ‫مــا يعتــره مدخــا مســاعدا عــى قــراءة الفكــر األديب العــريب والتعــ ّرف عــى إشــكالياته العميقــة‪ ،‬واإلســهام يف اقــراح حلــول لهــا‪ .‬ويف هــذا‬ ‫الســياق يبــدو املدخــل البنيــوي طريقــة مالمئــة لرصــد الخصائــص والتصــورات التــي بنــا عليهــا النقــد العــريب تفكــره يف األدب‪ .‬لذلــك‪،‬‬ ‫عندمــا نعتــر أن هــذا الكتــاب يتميــز باالنضبــاط املنهجــي‪ ،‬فإننــا نــزيك هــذا االســتنتاج باإلحالــة إىل مجمــوع األبحــاث والدراســات النقديــة‬ ‫التــي كتبهــا ســعيد يقطــن واســتند فيهــا إىل نفــس الرؤيــة املنهجيــة مــع الحــرص عــى تطويرهــا وتعميقهــا وفتحهــا عــى األســئلة الجديــدة‬ ‫التــي يطرحهــا العــر‪ .‬ويف هــذا الســياق‪ ،‬ميكــن أن نالحــظ حــرص الباحــث عــى مســألة املنهــج منــذ كتابــه‪ :‬الق ـراءة والتجربــة(‪)1985‬‬ ‫مــرورا بـــ تحليــل الخطــاب الــروايئ(‪ )1989‬ثــم الــكالم والخــر(‪ )1997‬قــال الـراوي (‪ )1997‬ومــن النــص إىل النــص املرتابــط (‪ )2005‬والــرد‬ ‫العــريب(‪ ،)2006‬والنــص املرتابــط ومســتقبل الثقافــة العربيــة(‪ .)2008‬كــا نالحظــه كذلــك يف األبحــاث التــي انشــغل فيهــا بنقــد النقــد‪ .‬مثــل‬ ‫واملؤسســة والســلطة (‪ )2002‬و الرسديــات وتحليــل الخطــاب الــردي(‪ )2012‬والفكــر األديب العــريب(‪ .)2014‬وال شــك أن هــذا التحليل‬ ‫األدب‬ ‫ّ‬ ‫الــذي يتبنــاه الباحــث يختلــف عــن التحليــات التــي تبلــورت منــذ ســبعينيات القــرن املــايض يف الغــرب‪ ،‬وانتظمــت تصوراتهــا النظريــة ضمــن‬ ‫أفــق مــا بعــد البنيويــة الــذي شــدد رواده عــى أهميــة العــودة إىل الســياقات‪ ،‬ووضــع الخطابــات والنصــوص ضمــن مجــال أوســع مــن شــأنه‬ ‫إضــاءة الجوانــب املعتمــة فيهــا‪.‬‬ ‫إذا َ مــن خــال ثالثــة أبــواب‪ :‬البــاب األول‪ :‬الفكــر األديب الغــريب‪ :‬تشــكالت وصــرورات‪ ،‬والثــاين‪ ،‬يف الرؤيــة النقديــة العربيــة‪ ،‬والثالــث‪:‬‬ ‫يف املامرســة النقديــة‪ ،‬يتقــى ســعيد يقطــن مشــكالت الفكــر األديب العــريب منــذ أن بــدأ األدب‪ ،‬باملعنــى الحديــث‪ ،‬يتشــكل يف إطــار مؤسســة‬ ‫أدبيــة جديــدة خــال عــر النهضــة مــع مجموعــة مــن األدبــاء النقــاد مثــل روحــي الخالــدي وجرجــي زيــدان ومصطفــى صــادق ال ّرافعــي‬ ‫إىل املرحلــة املعــارصة التــي دشــنتها ســنوات الثامنينيــات حينــا تعــ ّرف النقــد العــريب عــى املناهــج النقديــة الجديــدة التــي ظهــرت يف‬ ‫الغــرب منــذ النصــف الثــاين مــن القــرن املــايض مــا أعطــى للدراســة األدبيــة بعــدا منهجيــا مــن خــال االســتفادة مــن اللســانيات التــي‬ ‫ظهــرت مامرســة علميــة تنطــوي عــى كثــر مــن مظاهــر الرصامــة والدقــة يف االشــتغال عــى نظــم األلســن ووصفهــا وصفــا علميــا باالعتــاد‬ ‫عــى منهــج يضاهــي منهــج العلــوم البحتــة ضبطــا ودقــة وموضوعيــة‪ ،‬مــرورا باملوجــة النقديــة التــي اســتفاد أصحابهــا مــن النزعــة العلمويــة‬ ‫الوضعيــة‪ ،‬وتطــورت مــع إيبوبيــت تــن وســانت بيــف ومــدام ديســتال وجوســتاف النســون‪ ،‬وبــرز هــذا التوجــه يف دراســات أحمــد ضيــف‬ ‫وطــه حســن ونقــاد آخريــن‪.‬‬ ‫هكــذا يتتبــع الباحــث الفكــر األديب العــريب منــذ القــرن التاســع عــر إىل هــذه الفــرة املعــارصة ألجــل صياغــة أجوبــة مالمئــة تســمح‬ ‫بعــدم تكــرار تجربــة اإلخفــاق يف الدخــول إىل العــر‪ ،‬وذلــك بالحــث عــى «التفكــر يف العــر الجديــد عــن طريــق إعــادة التفكــر يف تاريخنــا‬ ‫الحديــث‪ ،‬مبــوازاة مــع إعــادة قــراءة تاريــخ الغــرب الحديــث أيضــا‪ ،‬لــي نتمكــن مــن دخــول هــذا العــر‪ ،‬وقــد تركنــا وراءنــا تاريخــا حديثــا‬ ‫مل يقــد إال إىل الطريــق املســدود‪ .»10‬واملالحــظ أن معرفــة ســعيد يقطــن الواســعة بخريطــة النقــد األديب العــريب هدتــه إىل اختيــار منــاذج‬ ‫بــارزة وذات متثيليــة مــن املــرق واملغــرب‪ ،‬مــا ســاعده عــى أن يســتخرج مــن هــذه التجــارب النقديــة املتعــددة وتطورهــا مــا ميكــن أن‬ ‫يعتــر مــن قبيــل الثوابــت أو البنيــات التــي تســمح مبعاينــة مشــهد األدب والنقــد والدراســة األدبيــة يف حقلنــا األكادميــي والثقــايف‪ ،‬وفهــم‬ ‫الكيفيــة التــي اشــتغل بهــا كل هــؤالء الدارســن عــى األدب‪ .‬ومــن هــذه الزاويــة‪ ،‬ميكــن القــول إننــا أمــام دراســة تتوفــر لهــا كل املحــددات‬ ‫املعياريــة واملنهجيــة للدراســة العلميــة‪ ،‬وهــي تكشــف عــن ســعة مــدارك الباحــث املعرفيــة‪ ،‬وخربتــه بالنقــد األديب والدراســات األدبيــة التــي‬ ‫يش ّــق بهــا الباحــث طريقــا جديــدا يف البحــث العلمــي‪.‬‬ ‫يبــدأ ســعيد يقطــن البــاب األول مــن هــذا الكتــاب بالفكــر األديب الحديــث حيــث يتفحــص النقــد الغــريب يف ثالثــة فضــاءات أساســية‬ ‫هــي‪ :‬الفرنــي واألنجلــو أمريــي واألملــاين‪ ،‬وهــي فضــاءات يبــدو اختيارهــا موفقــا جــدا لتأثريهــا املبــارش يف النقــد العــريب وغــر املبــارش عــر‬ ‫تأثريهــا يف العلــوم اإلنســانية واالجتامعيــة‪ .‬ومــن خــال اســتحضار مجموعــة مــن األعــال النقديــة الــذي شــغلها هاجــس التفكــر يف أزمــة‬ ‫األدب والدراســات األدبيــة والنقــد منــذ بدايــة األلفيــة الثالثــة‪ ،‬مثــل كتابــات ويليــام ماركــس وتــودوروف‪ ،‬وأنطــوان كومبانيــون وجــون‬ ‫مــاري شــايفر مــن فرنســا‪ ،‬وكرينــان وإليــس ولينطريكشــيا وديلبنكــو ومــاك ميــان مــن الفضــاء األنجلــو أمريــي‪ ،‬يتقــى الباحــث النقاشــات‬ ‫الغربيــة املختلفــة حــول األزمــة ويحللهــا ويســتخلص منهــا الــدالالت املرتبطــة بتجديــد أدوات التفكــر‪ ،‬واالســتفادة مــن التجــارب الســابقة‪،‬‬

‫ ‪9‬‬ ‫‪ 10‬‬

‫ الفكر األدبي العربي‪ ،‬ص‪.23‬‬‫‪ -‬الفكر األدبي العربي‪ ،‬ص‪.23‬‬


‫تركيبهــا يتطلــب أن نســتحرض أهميــة اإلضافــات التــي تقدمهــا أبحــاث ودراســات أخــرى تبلــورت يف إطــار النظريــة ‪ Theory‬وهــو حقــل‬ ‫يشــمل جهــود مجموعــة مــن املنظريــن والباحثــن مــن خلفيــات ثقافيــة متعــددة‪ ،‬يشــغلهم هاجــس اجــراح موقــع جديــد للتفكــر يف‬ ‫ــح عليهــا هــؤالء الباحثــون مدخــل التفاعــل والحــوار ال ّرصــن بــن املنحــى الدقيــق يف الدراســات‬ ‫األدب والنقــد‪ .‬ومــن أهــم املداخــل التــي يل ّ‬ ‫األدبيــة الــذي يســتفيد مــن اللســانيات ومــن برنامــج الشــكالنيني الــ ّروس مــن جهــة‪ ،‬وبــن املناهــج التــي تشــكلت ضمــن أفــق نظريــات‬ ‫مــا بعــد الحداثــة التــي أعــادت إىل دائــرة االهتــام بــاألدب مســائل الســياق والثقافــة واإليديولوجيــا‪ ،‬خصوصــا الدراســات الثقافيــة والنقــد‬ ‫الثقــايف ونظريــة مــا بعــد االســتعامر‪ .‬فمــن شــأن الحــوار بــن هــذه االتجاهــات والتيــارات النقديــة املختلفــة أن يســتعيد األديب مــن جديــد‬ ‫إىل دائــرة االهتــام النقــدي كــا يــرى تــري إيجلتــون يف كتابــه‪ :‬مــا الــذي تبقــى مــن النظريــة؟ وميكّــن الدراســات األدبيــة مــن تجــاوز‬ ‫املشــاكل التــي تعرتضهــا‪ ،‬خاصــة فيــا يتعلــق بإعــادة تحديــد موضوعهــا تحديــدا دقيقــا يأخــذ يف االعتبــار التحــوالت التــي يحققهــا األدب‬ ‫املعــارص عــى مســتوى جامليــات الكتابــة ومقرتحاتهــا الفنيــة يف عــامل معــومل تتزايــد فيــه التداخــات والتفاعــات بــن الثقافــات واآلداب‬ ‫املختلفــة‪ .‬فــإذا كانــت الدراســات األدبيــة يف صورتهــا البنيويــة قــد راكمــت نتائــج مهمــة عــى مســتوى تحليــل األبنيــة الداخليــة لــأدب‪ ،‬مــا‬ ‫جعلهــا لحظــة أساســية يف مســار النظريــة األدبيــة املعــارصة‪ ،‬تلقــي ضــوء كثيفــا عــى الوعــي بــاألدب قبــل هــذه اللحظــة ومــا بعدهــا كــا‬ ‫يذهـ�ب إىل ذلـ�ك لـ�واز تيسـ�ون(‪ ،17)lois Tyson‬فــإن االنطــاق مــن نتائجهــا واالنخــراط يف مســعى اســتثامر خالصاتهــا مــن شــأنه أن يســاعد‬ ‫املشــتغلني بالدراســات الثقافيــة والنقــد الثقــايف عــى تخطــي املشــاكل التــي تعرتضهــا يف مــا يخــص مســألة تحديــد مفهــوم األدب‪ ،‬وضخامــة‬ ‫التخصصــات التــي يســتخدمونها وهــو مــا يهــدد بتجاوزهــا الحــدود بحيــث ال تعــود نافعــة‪ .18‬كــا أن بعــض املنطلقــات األساســية بالنســبة‬ ‫للدراســات الثقافيــة مثــل أســلوب البحــث العابــر للتخصصــات تتعــن بوصفهــا ذات أهميــة كبــرة بالنســبة للدراســات األدبيــة التــي يشــغلها‬ ‫هاجــس التحليــل الدقيــق لــأدب‪ ،‬خاصــة يف هــذا العــر الــذي تتهــاوى فيــه الحــدود بــن التخصصــات وتلتقــي فيــه الجهــود العلميــة عــى‬ ‫قاعــدة الحــوار والتفاعــل املنتجــن‪ .‬ويضــاف إىل هــذا بعــض املفاهيــم التــي يفكــر بهــا نقــاد مــا بعــد الحداثــة مثــل مفهــوم الالمتركــز أو نــزع‬ ‫املركزيــة الــذي يشــتغل بــه هومــي بابــا‪ ،‬وهــو مفهــوم مهــم بالنســبة للدراســات الرسديــة املعــارصة ألنــه يوســع فكــرة املنظــور أو الرؤيــة‪،‬‬ ‫مــن خــال تبئــر التفكــر عــى املوقــع الــذي تتحــدث منــه الشــخصية والكاتــب والناقــد‪.‬‬ ‫إن هــذا الحــوار الــذي يشــ ّدد عليــه أكــر مــن باحــث غــريب اليــوم‪ ،‬ويف هــذا الســياق ميكــن اإلشــارة هــا هنــا إىل كتــاب مــوت الناقــد‬ ‫للباحــث الربيطــاين رونــان ماكدونالــد‪ ،‬وكتــاب جوناتــان كولــر‪ :‬مــا الــذي تبقــى مــن النظريــة؟‪ ،‬ميكــن أن يكــون مفيــدا جــدا إذا توفــرت‬ ‫للمؤسســة األدبيــة يف بلــورة مســاحات مشــركة تســمح بتحديــد‬ ‫الــروط الرضوريــة لحــوار حقيقــي تتمثــل رهاناتــه األساســية بالنســبة‬ ‫ّ‬ ‫موضــوع األدب تحديــدا جديــدا‪ ،‬خاصــة عندمــا نســتحرض أن هــذا املفهــوم ال يتســم بالثبــات‪ ،‬بــل هــو مفهــوم يتغــر بحســب ســياقات‬ ‫اإلنتــاج والتلقــي‪ .‬ومــا ال شــك فيــه أن مفهــوم الفكــر األديب الــذي يقرتحــه األســتاذ ســعيد يقطــن يف هــذا الكتــاب للتغلّــب عــى مشــاكل‬ ‫األدب والنقــد يف الثقافــة العربيــة ينطــوي عــى مضامــن جذريــة‪ ،‬وهــو يف جوهــره إعــادة ضبــط لــأدوار والوظائــف التــي ينهــض بــه كل‬ ‫يتعــن عــى العــرب االســتفادة مــن مكاســبها‬ ‫مــن عــامل األدب والناقــد األديب التــي تتناســب مــع العــر الجديــد‪ ،‬عــر الثــورة ال ّرقميــة التــي ّ‬ ‫برؤيــة جديــدة‪ ،‬غــر أن هــذا العــر الــذي يعــد بهــذه املكاســب كلّهــا‪ ،‬هــو كذلــك عــر الهجــرات الجامعيــة وتجــارب اللجــوء والشــتات‬ ‫ورؤوس األمــوال العابــرة للحــدود‪ ،‬وهــي كلّهــا ضغــوط تضــع العــامل والناقــد واملثقــف مــا بعــد الكولونيــايل يف مواجهــة لحظــة مختلفــة مــن‬ ‫يتعــن قــول الحقيقــة يف وجههــا كــا يــرى إدوارد ســعيد‪ .‬ومــن املعــروف أن هــذه املواجهــة النقديــة التــي تقــع عــى‬ ‫تصلــب الســلطة التــي ّ‬ ‫مســؤولية العــامل والناقــد واملثقــف‪ ،‬ميكــن أن تنجــز انطالقــا مــن موقــع ثالــث‪ ،‬هــو يف نفــس الوقــت‪ ،‬موقــع املســافة اآلمنــة مــن حالــة‬ ‫االقتصــار عــى دراســة األدب مــن الداخــل بوصفــه موضوعــا مســتقال ينطــوي عــى العنــارص التــي تســمح بتفســره‪ ،‬ومــن حالــة اإلســقاط‬ ‫التــي يفرضهــا اإلفــراط يف اســتدعاء الســياقات الثقافيــة واالجتامعيــة‪.‬‬

‫ ‬ ‫‪17‬‬ ‫‪ 18‬‬

‫ ‪.lois Tyson, Critical theory today, Second Edition, Routledge , New York London 2006, p137‬‬‫‪ -‬رونان ماكدونالد‪ :‬موت الناقد‪ ،‬ترجمة فخري صالح‪ ،‬دار العين والمركز القومي للترجمة‪ ،‬القاهرة‪.140 ،2014‬‬


‫التجــارب النقديــة التــي ميحصهــا الباحــث تلــك التــي تناولــت شــعر الشــاعر أيب القاســم الشــايب‪ ،‬كدراســة عمــر فروخ(الخمســينيات)‪ ،‬وعبــد‬ ‫العزيــز املقالح(الســبعينيات)‪ ،‬وعبــد الســام املســدي (الثامنينيــات) وتوفيــق بــكار (التســعينيات) ومحمــد مفتــاح (أواخــر التســعينيات)‪،‬‬ ‫ومــن خــال هــذه الدراســات يتفحــص الباحــث شــكل التعامــل النقــدي مــع نــص الشــايب‪ .‬ويســتخلص الصــور التاليــة‪ :‬الناقــد واملــؤرخ األديب‬ ‫(فــروخ)‪ ،‬الشــاعر والناقــد (املقالــح)‪ ،‬اللســاين والناقد(املســدي)‪ ،‬الشــعري والناقد(بــكار)‪ ،‬الســيميايئ والناقد(محمــد مفتــاح)‪ .‬كــا يتقــى‬ ‫الباحــث القــراءات التــي تناولــت الــراث الــردي بهــدف اإلســهام يف تقديــم مقرتحــات مــن شــأنها فتــح آفــاق مغايــرة لقــراءات مســتقبلية‬ ‫تســعى لتطويــر فهمنــا لهــذا الــراث مــن جهــة‪ ،‬ولتحقيــق تفاعــل إيجــايب معــه مــن جهــة أخــرى‪ .15‬ويف هــذا الســياق مييــز الباحــث بــن‬ ‫مراحــل ثــاث يف قــراءة الــراث العــريب بشــكل عــام‪ ،‬وبــن مرحلتــن اثنتــن يف القــراءة التــي حظــي بهــا الــراث األديب بشــكل أخــص هــا‬ ‫مرحلــة مــا قبــل البنيويــة وحقبــة البنيويــة‪ ،‬ليصــل الباحــث إىل االهتــام بالــراث الــردي الــذي بــدا اهتاممــا حديثــا بالقيــاس إىل االهتــام‬ ‫بالــراث بشــكل عــام‪ .‬ويــرى ســعيد يقطــن أن القــراءة العربيــة للــراث الــردي‪ ،‬والســيام القــراءة التــي أنجــزت خــال الحقبــة البنيويــة‪،‬‬ ‫ميكــن اعتبارهــا منطلقــا أساســيا للتعامــل مــع الــراث العــريب مــن وجهــة نظــر مختلفــة عــن القــراءات الســابقة التــي أنجــزت حولــه قبــل‬ ‫حقبــة البنيويــة ألنهــا تجــاوزت البعــد اإليديولوجــي الــذي وجــه الرؤيــة املتحكمــة يف التعامــل مــع الــراث‪ .16‬ومــن بــن الجهــود النقديــة‬ ‫األخــرى التــي يتقصاهــا الباحــث يف هــذا البــاب جهــود النقــاد‪ :‬أحمــد اليبــوري ومحمــد مفتــاح وعبــد اللــه الغذامــي‪.‬‬ ‫ميكــن تكثيــف الخالصــات األساســية التــي متكــن ســعيد يقطــن مــن بلورتهــا عــر هــذه القــراءة ال ّرصينــة للفكــر األديب العــريب يف‬ ‫اإلخفــاق يف تأســيس الدراســات األدبيــة تأسيســا علميــا‪ ،‬خاصــة خــال الحقبــة التــي عرفــت يف الدراســات الفكريــة العربيــة‪ ،‬بالنهضــة الثانيــة‬ ‫التــي بــدأت بعــد هزميــة ‪ 67‬التــي وضعــت العــرب أمــام حقائــق جديــدة عمقــت الشــعور بالعجــز‪ ،‬كــا ولــدت الحاجــة إىل القطــع مــع‬ ‫األوضــاع السياســية التــي أدت إىل هــذه الهزميــة‪.‬‬ ‫ترســخت بفضــل جهــود طــه حســن العلميــة‬ ‫ففــي ســياق الفكــر األديب العــريب يــرى ســعيد يقطــن أن صــورة األكادميــي األديــب التــي ّ‬ ‫وبالــدور الــذي قــام بــه يف تطويــر الدراســات األدبيــة وفتحهــا عــى مســتجدات املناهــج العلميــة التــي تــدرس األدب مــن الخــارج‪ ،‬والتــي‬ ‫رادهــا ســانت بيــف وإيبوليــت تــن وجوســتاف النســوف‪ ،‬وكذلــك بالدعــوة إىل إصــاح املناهــج التعليميــة يف الجامعــة املرصيــة‪ ،‬إن هــذه‬ ‫الصــورة التــي مل تتطــور يف دراســات طــه حســن الالحقــة لكتابــه‪ :‬يف الشــعر الجاهــي هــي التــي هيمنــت خــال حقبــة الســبعينات التــي‬ ‫أخــذت فيهــا املثاقفــة العربيــة الغربيــة أبعــادا جديــدة يف مجــال النقــد األديب‪ ،‬حيــث انفتــح الحقــل النقــدي العــريب عــى املناهــج الحديثــة‬ ‫كالبنيويــة والبنيويــة التكوينيــة والســيميائيات وغريهــا مــن دون أن يتأســس ذلــك االنفتــاح عــى رؤيــة علميــة ترســم لحقــل الدراســات‬ ‫األدبيــة املســاحة الخاصــة بــه التــي يتحــرك يف إطارهــا املختــص بــاألدب أو عالِــم األدب‪ .‬وهكــذا مل يكــن مجهــود األكادميــي املثقــف الــذي‬ ‫ظهــر خــال حقبــة الثامنينيــات وزاوج يف عملــه بــن البحــث يف األدب واإلســهام بكتابــة املقــاالت يف املجــال العــام‪ ،‬مل يكــن ســوى اســتمرار‬ ‫لإلشــكاليات التــي عرفهــا الــدرس األديب منــذ الخمســينيات‪ ،‬والتــي متثلــت بحســب ســعيد يقطــن يف التلفيقيــة والتكامليــة والالنســقية‪ .‬مل‬ ‫يتأســس إذن ذلــك املجــال العلمــي الخــاص بالدراســات األدبيــة وظلــت الحــدود ملتبســة وغامضــة بــن دور األكادميــي العــامل والناقــد األديب‬ ‫ّ‬ ‫مــا قلــل مــن قيمــة املعرفــة التــي تشــكلت حــول األدب طيلــة هــذه املرحلــة التــي امتــدت لقرنــن‪.‬‬ ‫لــي يجيــب ســعيد يقطــن عــى هــذه األســئلة اإلشــكالية التــي يولدهــا واقــع األدب والدراســات األدبيــة يف البيئــات العربيــة‪ ،‬عــاد‬ ‫إىل األدب منــذ عــر النهضــة‪ ،‬ليســتخلص أهميــة العلــم يف بنــاء الدراســات األدبيــة العربيــة وتطويرهــا وجعلهــا مالمئــة لــروح هــذا العــر‪.‬‬ ‫يعنــي هــذا أن االنخــراط يف مســعى حــل املشــاكل التــي تحــد مــن إســهام الدراســات األدبيــة والنقــد يف إنتــاج معرفــة علميــة بــاألدب يف‬ ‫ســياق الثقافــة العربيــة يتطلــب‪ ،‬مــن منظــور ســعيد يقطــن‪ ،‬االســتفادة مــن التجــارب التــي نجحــت يف مواقــع أخــرى‪ ،‬ومل تكــن أســئلتها‬ ‫مختلفــة عــن تلــك التــي نواجههــا يف البيئــات العربيــة‪ .‬واملقصــود هنــا التجــارب التــي عــادت إىل الــروح العلميــة للبنيويــة‪ ،‬وأبــرت فيهــا‬ ‫عالجــا حقيقيــا للمشــاكل التــي تتخبــط فيهــا الدراســات األدبيــة يف مرحلــة مــا بعــد النظريــة‪ .‬لهــذا يقــرح الباحــث مفهــوم الفكــر األديب يف‬ ‫مقابــل اإلبــداع األديب ليكــون مفهومــا جامعــا ملامرســتني مختلفتــن ومتكاملتــن‪ :‬يتعلــق األمــر‪ ،‬أوال‪ ،‬بالعلــم األديب الــذي يعنــى بــاألدب مــن‬ ‫حيــث خصائصــه ومميزاتــه التــي متيــزه عــن غــره مــن الخطابــات الفنيــة‪ .‬فهــو يعنــى بالكليــات العامــة‪ ،‬واملجــردة للخطــاب األديب‪ .‬وثانيــا‬ ‫بالنقــد األديب الــذي يهتــم بالتجليــات امللموســة أي النــص األديب‪ .‬وهــذه الحــدود التــي متيــز بــن هاتــن املامرســتني عــى صعيــد املوضــوع‬ ‫مــن شــأنها أن تهيــئ أفقــا لتفكــر جــاد يف األدب مــن حيــث تشــكل أجناســه وتطورهــا ومختلــف ارتباطاتهــا‪ .‬وبهــذا املعنــى يتســنى بنــاء‬ ‫رؤيــة جديــدة لالشــتغال عــى األدب تختلــف عــن رؤيــة القــرن التاســع عــر‪ ،‬إنهــا رؤيــة يبلورهــا العــامل األديب‪ ،‬وليــس املثقــف الــذي ظــل‬ ‫صوتــه مهيمنــا يف حقــل الدراســات األدبيــة‪.‬‬ ‫ميكــن القــول يف ختــام هــذه القــراءة إن االقرتاحــات التــي يقدمهــا ســعيد يقطــن يف هــذا الكتــاب للتغلــب عــى مشــاكل النقــد‬ ‫واألدب يف الحقــل األديب العــريب‪ ،‬تنطــوي عــى أهميــة كبــرة مــن الناحيتــن العلميــة واملنهجيــة‪ .‬ورغــم النقــد الــذي يوجهــه الباحــث للمناهج‬ ‫االجتامعيــة والنقــد الثقــايف والدراســات الثقافيــة يف حقــل االشــتغال عــى األدب‪ ،‬نعتقــد أن االســتفادة مــن الخالصــات التــي تَ كــ َن مــن‬

‫ ‬ ‫‪15‬‬ ‫‪ 16‬‬

‫ الفكر األدبي العربي‪ ،‬ص‪.277‬‬‫‪ -‬الفكر األدبي العربي‪ ،‬ص‪.286‬‬



‫مفهوم الحب‬

‫د‪.‬حسن فرحات‬

‫الحب هو كل ما يعشقه القلب ويرفضه العقل الذي يغيَّب مؤقتا ً إلعطاء الفرصة النسياب‬ ‫الشعور والعاطفة الجياشة تجاه من نحب ‪ ،‬حيث أن العقل يحل محلّه ويتح ّكم بتصرفاتنا‬ ‫وأفعالنا و يتولى مهمة إعطاء األوامر للجسد السليم واستقبال إشارات الجسد المريض لكي‬ ‫يتولى القلب من جديد إعادة النظر في طبيعة ونوعية هذا الحب الذي يُفقد العشاق صوابهم‬ ‫ألن الخوف يسيطر علينا من إمكانية تالشي الحب مع مرور الوقت والغياب الجسدي‬ ‫للحبيب وإن كان حاضرا ً روحيا ً ومعنويا ً في داخل أنفسنا‪.‬‬ ‫ب ح ّل يزداد قلبي تعلقا ٌ ِب َما‬ ‫لماذا أيها الحب أنت معذبي ‪ ،‬ولماذا عند كل حبيب عبر وك ّل حبي ٍ‬ ‫هو آ ٍ‬ ‫ت وأعظم‪ ..‬ولماذا عند كل غيب ٍة قسري ٍة عن األهل واألحبة يزداد قلبي إدراكا ً لمعنى‬ ‫المكوث طويالً بقربهم وعدم مغادرتهم إلى دار الغربة التي لم أطلبها قط‪ ،‬بل هي من كانت‬ ‫ّ‬ ‫ي من وطني الحبيب‪.‬‬ ‫توسوس في صدري وال تدعني وشأني كأنها أعلم‬ ‫وأحن عل ّ‬ ‫ّ‬ ‫تخليت عنه‬ ‫الحب الذي تخلى عني وال الحب الذي‬ ‫الحب ألنه متقّلب وال ألوم‬ ‫أنا ال ألو ُم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حب أعمى‬ ‫وال عن الحبيب الذي تخلى عن الحب وال عن الحبيب الذي تخلّى عني من أجل ّ‬ ‫وصامت وغير واقعي ‪ ،‬وغير منطقي ‪ ،‬وغير ملموس ‪ ،‬وغير قابل للتعايش مع حبي‬ ‫ي لم يحن هبوطه من السماء‬ ‫السرمدي الذي ال يشبهه أي حب ‪ ،‬ألن حبي هو ّ‬ ‫حب ملكوت ّ‬ ‫إلى كوكب األرض ألن الحب الصافي واإلخالص تجاه الحبيب من أجل الحب كحب وليس‬ ‫من أجل غاية وهدف لم أصادفه إلى اآلن ‪ .‬الحب الذي ال يتحمل العذاب ويصبر على البعد‪،‬‬ ‫وال على المرض وال على الفراق والذي ال يرافقني إلى لحدي ال يعنيني أبدا ً ألنه يؤلم روحي‬ ‫ويعذبها ‪ ..‬يقول نزار قباني‪:‬‬ ‫وكيف أهرب منه إنه قدري‬

‫هل يملك النهر تغييرا ً لمجراهُ‬

‫الحب في األرض بعض من تخيُّلنا لو لم نج ْده عليها الخترعناه‬ ‫لماذا أيها القلب أنت معذبي ‪ ،‬لماذا ال تدعني وشأني ‪ ،‬و لماذا ال ترحمني ولماذا ال تنظم‬ ‫دقاتك على وقع ألمي ‪ .‬دعني أعش على وقع دقاتك المنتظمة وال تستعجل قدري‪ .‬إن لونك‬ ‫األحمر الفاتن والفتي يشبه لون قلبي الريفي‪ ،‬والفطري الذي ل ْم يتغيّر لونه في غربتي‬ ‫بالرغم من بعد الحبيب وغيابه الطويل ‪ ،‬واألبدي عني ‪..‬‬


‫اللون ‪ ،‬ألَن لونَ قلبي األرجواني كلون‬ ‫أال تدري أيها‬ ‫أبيض‬ ‫الحب أن قلبي يهوى من قلبه‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫شرايين جسدي الطاهر ودم الشهداء في بلدي ال شبيه له‪ .‬إن حبي ال يثق وال يمكن أن يبقى‬ ‫تحت رحمة دقاتك المنتظمة ‪ ،‬ألنه سرعان ما تضطرب دقاتك و تفقدني صوابي ‪ ..‬كما يقول‬ ‫جميل بن معمر العذري‬ ‫وما هو إالّ أن أراها فجاءة ً‬

‫فأصمت حتى ال أكاد أجيب‬

‫أيها القلب أنا لست ملكا ً لك وال ملك نفسي وال ملك من أحب وأعشق وال ملك هذه الحياة‬ ‫الخالية من الحب السماوي ‪ .‬أيها القلب انا ملك األرض والسماء والقمر والشمس‪ ،‬و ملك من‬ ‫خلقني ومن ّلون قلبي باألحمر‪.‬‬ ‫مجرد‬ ‫حب سرمدي وأبدي أم‬ ‫أيها الحب أين أبحث عنك و أين أجدك ؟‪ ،‬وإن وجدتك أهو ٌ‬ ‫ّ‬ ‫حب عابر ال نكهة له إن لم يعانق حب الحبيب بشغف وحنيّة ويبادله نفس الشعور بل ق ّد‬ ‫ٍّ‬ ‫يتفوق عليه من حيث الجودة واألناقة واإلخالص والوفاء وحتى االختفاء من حياته لمجرد‬ ‫أنه اخلص للحب الذي ال يعرف الكره أبدا ً والذي بسببه قد يكرم المرء أو يهان ‪..‬‬ ‫إنني لن أجد هذا الحب أبدا ً ألن حبي يسبح في أعماق المحيطات واألنهار مسيجا ً بجدار قلبي‬ ‫قلب عرف معنى الحب وأجاد الغطس في أعماق المحيطات وكان ماهرا ً‬ ‫الذي ال يخرقه إال ٌ‬ ‫في اجتياز األنهر الطويلة ‪ ...‬لن أموت أبدا ً إال بجانب الحبيب الذي اختاره لي ربي وغيبّه‬ ‫ألج ٍل غير مسمى من أجل اختبار حبي البشري والدنيوي واألصيل ‪ ..‬إن حبي ليس خالصا ً‬ ‫تعرف علي وعاشرني وخاصمني وعاتبني ‪،‬‬ ‫إال له ‪ ،‬الذي بعث في نفسي الحب إلى كل من ّ‬ ‫المجرد من أية غايات بشرية متقلبة بتقلبات‬ ‫وأساء مفهوم حبي وطبيعته وكيف يكون الحب‬ ‫ّ‬ ‫أهواء البشر وأهواء من يسيطرون على قلوب البشر‪ ،‬ويحولون هذا الحب البريء بين ليلة‬ ‫الحب نفسه ‪ ،‬وعلى ك ّل من أحب وأخلص للحبيب إن‬ ‫وضحاها إلى حب أعمى وحاق ٍد على‬ ‫ّ‬ ‫كان موجودا جسديا معنا أو روحيا ً ‪.‬‬



‫بهذه البعثرة‬ ‫الجنّونيّة‬ ‫ما لي وأوهام الحب‬ ‫واضطراباته النفسيّة‬ ‫متعبة أنا‬ ‫تائهة أنا‬ ‫سجينة‬ ‫اتمنى لحظة حريّة‬ ‫أوعتقا ً من عبوديّة‬ ‫أيّها الكريم‬ ‫لنعقد االتفاق‬ ‫ك ٌّل في طريق‬ ‫راق‬ ‫في طريق المشاعر‬ ‫تبا لها لتذهب الى ال ّجحيم‬ ‫لالحتراق‬ ‫بيان رقم واحد‬ ‫لنعد للحياة‬ ‫للشعر‬ ‫لذات القضية‬ ‫ونكتب‬ ‫من جديد‬ ‫تشيزوفرينيا_الحروف‬


‫بعثرة جنونيّة‬ ‫د‪ .‬هويدا شريف‬ ‫‪ ‬متعبة‬ ‫أنا‬ ‫بك ودونك‬ ‫أفكر كثيرا ً‬ ‫بكل ما كان‬ ‫أبحث عنك‬ ‫بين الحروف والذّكريات‬ ‫أخاف أن‬ ‫أذكر الماضي اللئيم‬ ‫وأملي الذي كان بك‬ ‫عقيم‬ ‫أحاول العودة الى صراطي‬ ‫المستقيم‬ ‫ال أستطيع‬ ‫في بحر عينيك األزرق‬ ‫أضيع‬ ‫هناك على الساحل‬ ‫أراك‬ ‫مالك‬ ‫وحكيم‬ ‫ماذا أفعل‬



‫نقالً من الموسوعة الحرة‬ ‫تعريف مبلحمة جلجامش‬ ‫ملحمــة جلجامش‪ ‬هي‪ ‬ملحمة‪ ‬ســومرية شــعرية مكتوبة‪ ‬بخــط مســماري‪ ‬على ‪ 12‬لوحــا طينيــا اكتشــفت‬ ‫ألول مــرة عــام‪ 1853 ‬م فــي موقــع أثــري اكتشــف بالصدفة[‪ ]1‬وعــرف فيمــا بعــد أنــه كان المكتبــة‬ ‫الشــخصية للملــك اآلشوري‪ ‬آشــوربانيبال‪ ‬في‪ ‬نينوى‪ ‬في‪ ‬العراق‪ ‬ويحتفظ باأللــواح الطينيــة التــي كتبــت‬ ‫عليهــا الملحمــة في‪ ‬المتحــف البريطانــي‪ .‬األلــواح مكتوبــة باللغة‪ ‬األكادية‪ ‬ويحمــل فــي نهايتــه توقيعــا‬ ‫لشــخص اســمه شــين ئيقــي ئونينــي الــذي يتصــور البعــض أنــه كاتــب الملحمــة التــي يعتبرهــا البعــض أقــدم‬ ‫[‪]3[]2‬‬ ‫قصـ�ة كتبهـ�ا اإلنسـ�ان‪.‬‬ ‫بداية الملح عدل‬ ‫تبــدأ الملحمــة بالحديــث عن‪ ‬جلجامــش‪ ،‬ملك‪ ‬أورك‪ - ‬الوركاء‪ ‬الــذي كانــت والدتــه إلــه خالــدا ووالــده بشــرا‬ ‫فانيــا ولهــذا قيــل بــان ثلثيــه إلــه والثلــث الباقــي بشــر‪ .‬وبســبب الجــزء الفانــي منــه يبــدأ بــإدراك حقيقــة أنــه‬ ‫لــن يكــون خالــدا‪ .‬تجعــل الملحمــة جلجامــش ملــكا غيــر محبــوب مــن قبــل ســكان أورك؛ حيــث تنســب لــه‬ ‫ممارسـ�ات سـ�يئة منهـ�ا ممارسـ�ة تسـ�خير النـ�اس فـ�ي بنـ�اء سـ�ور ضخـ�م حـ�ول أورك العظيمـ�ة‪.‬‬ ‫ابتهــل ســكان أورك لآللهــة بــأن تجــد لهــم مخرجــا مــن ظلــم جلجامــش فاســتجابت اآللهــة وقامــت إحــدى‬ ‫اإللهــات‪ ،‬واســمها أرورو‪ ،‬بخلــق رجــل مــن الطيــن وحــي كان الشــعر الكثيــف يغطــي جســده ويعيــش فــي‬ ‫البريــة يــأكل األعشــاب ويشــرب المــاء مــع الحيوانــات؛ أي أنــه كان علــى النقيــض تمامــا مــن شــخصية‬ ‫جلجامــش‪ .‬ويــرى بعــض المحلليــن أن هنــاك رمــوزا إلــى الصــراع بيــن المدنيــة وحيــاة المــدن الــذي بــدأ‬ ‫الســومريون بالتعــود عليــه تدريجيــا بعــد أن غــادروا حيــاة البســاطة والزراعــة المتمثلــة فــي شــخصية‬ ‫أنكيـ�دو‪.‬‬ ‫كان أنكيــدو يخلــص الحيوانــات من‪ ‬مصيدة‪ ‬الصياديــن الذيــن كانــوا يقتاتــون علــى الصيــد‪ ،‬فقــام الصيــادون‬ ‫برفــع شــكواهم إلــى الملــك جلجامــش؛ فأمــر إحــدى خادمــات المعبــد بالذهــاب ومحاولــة إغــراء أنكيــدو‬ ‫ليمــارس الجنــس معهــا؛ وبهــذا تبتعــد الحيوانــات عــن مصاحبــة أنكيــدو ويصبــح أنكيــدو مروضــا ومدنيــا‪.‬‬ ‫حالــف النجــاح خطــة الملــك جلجامــش‪ ،‬وبــدأت خادمــة المعبــد ‪-‬وكان اســمها شــمخات‪ ،‬وتعمــل خادمــة فــي‬ ‫معبــد اآللهة‪ ‬عشــتار‪ - ‬بتعليــم أنكيــدو الحيــاة المدنيــة؛ ككيفيــة األكل واللبــس وشــرب النبيــذ‪ ،‬ثــم تبــدأ بإخبــار‬ ‫أنكيــدو عــن قــوة جلجامــش وكيــف أنــه يدخــل بالعروســات قبــل أن يدخــل بهــن أزواجهــن‪ .‬ولمــا عــرف‬ ‫أنكيــدو بهــذا قــرر أن يتحــدى جلجامــش فــي مصارعــة ليجبــره علــى تــرك تلــك العــادة‪ .‬يتصــارع االثنــان‬ ‫بشراســة؛ فهمــا متقاربــان فــي القــوة‪ ،‬ولكــن الغلبــة فــي النهايــة كانــت لجلجامــش‪ ،‬حيــث اعتــرف أنكيــدو‬ ‫بقـ�وة جلجامـ�ش‪ ،‬وبعـ�د هـ�ذه الحادثـ�ة يصبـ�ح االثنـ�ان صديقيـ�ن حميميـ�ن‪.‬‬ ‫يحــاول جلجامــش دائمــا القيــام بأعمــال عظيمــة ليبقــى اســمه خالــدا؛ فيقــرر فــي يــوم مــن األيــام الذهــاب إلــى‬ ‫غابــة مــن أشــجار‪ ‬األرز؛ فيقطــع جميــع أشــجارها‪ ،‬وليحقــق هــذا عليــه القضــاء علــى حــارس الغابــة‪ ،‬وهــو‬ ‫مخلــوق ضخــم وقبيــح اســمه خومبابــا‪ .‬ومــن الجديــر بالذكــر أن غابــة األرز كان المــكان الــذي تعيــش فيــه‬ ‫اآللهـ�ة ويعتقـ�د أن المـ�كان المقصـ�ود هـ�و غابـ�ات أرز لبنـ�ان‪.‬‬


‫الوصــول إلــى أوتنابشــتم لمعرفــة ســر الخلــود فتقــوم ســيدوري بإرســال جلجامــش إلــى ال َ‬ ‫اف‪ ‬أورشــنبي‪،‬‬ ‫ط َّو ٌ‬ ‫ليسـ�اعده فـ�ي عبـ�ور بحـ�ر األمـ�وات ليصـ�ل إلـ�ى أوتنابشـ�تم اإلنسـ�ان الوحيـ�د الـ�ذي اسـ�تطاع بلـ�وغ الخلـ�ود‪.‬‬ ‫عندمــا يجــد جلجامش‪ ‬أوتنابشــتم‪ ‬يبدأ األخيــر بســرد قصــة الطوفــان العظيــم الــذي حــدث بأمــر اآللهــة‬ ‫وقصــة الطوفــان هنــا شــبيهة جــدا بقصــة طوفــان نــوح‪ ،‬وقــد نجــى مــن الطوفــان أوتنابشــتم وزوجتــه فقــط‬ ‫وقــررت اآللهــة منحهــم الخلــود‪ .‬بعــد أن الحــظ أوتنابشــتم إصرار‪ ‬جلجامش‪ ‬فــي ســعيه نحــو الخلــود قــام‬ ‫بعــرض فرصــة علــى جلجامــش ليصبــح خالــدا‪ ،‬إذا تمكــن جلجامــش مــن البقــاء متيقظــا دون أن يغلبــه النــوم‬ ‫لمــدة ‪ 6‬أيــام و‪ 7‬ليالــي فإنــه ســيصل إلــى الحيــاة األبديــة ولكــن جلجامــش يفشــل فــي هــذا االختبــار إال أنــه‬ ‫ظــل يلــح علــى أوتنابشــتم وزوجتــه فــي إيجــاد طريقــة‬ ‫أخــرى لــه كــي يحصــل علــى الخلــود‪ .‬تشــعر زوجــة أوتنابشــتم بالشــفقة علــى جلجامــش فتدلــه علــى عشــب‬ ‫ســحري تحــت البحــر بإمكانــه إرجــاع الشــباب إلــى جلجامــش بعــد أن فشــل مســعاه فــي الخلــود‪ ،‬يغــوص‬ ‫جلجامــش فــي أعمــاق البحــر فــي أرض الخلود‪ ‬دلمون‪( ‬البحرين‪ ‬حاليــا) ويتمكــن مــن اقتــاع العشــب‬ ‫السـ�حري‪.‬‬ ‫عودة جلجامش إلى أورك عدل‬ ‫بعــد حصــول جلجامــش علــى العشــب الســحري الــذي يعيــد نضــارة الشــباب يقــرر أن يأخــذه إلــى أورك‬ ‫ليجربــه هنــاك علــى رجــل طاعــن فــي الســن قبــل أن يقــوم هــو بتناولــه ولكــن فــي طريــق عودتــه وعندمــا‬ ‫كان يغتســل فــي النهــر ســرقت العشــب إحــدى األفاعــي وتناولتــه فرجــع جلجامــش إلــى أورك خالــي اليديــن‬ ‫وفــي طريــق العــودة يشــاهد الســور العظيــم الــذي بنــاه حــول أورك فيفكــر فــي قــرارة نفســه أن عمــا‬ ‫ضخمــا كهــذا الســور هــو أفضــل طريقــة ليخلــد اســمه‪ .‬فــي النهايــة تتحــدث الملحمــة عــن مــوت جلجامــش‬ ‫وحـ�زن أورك علـ�ى وفاتـ�ه‪.‬‬


‫الصراع في غابة األرز عدل‬ ‫يبدأ‪ ‬جلجامش‪ ‬وأنكيدو‪ ‬رحلتهمــا نحــو غابــات أشــجار األرز بعــد حصولهمــا علــى مباركة‪ ‬شــمش‪ ‬إله‬ ‫الشــمس الــذي كان أيضــا إلــه الحكمــة عند‪ ‬البابليين‪ ‬والســومريين‪ ‬وهو نفــس اإللــه الــذي نشــاهده فــي‬ ‫مسلة‪ ‬حمورابي‪ ‬المشــهورة وهــو ينــاول الشــرائع إلــى الملك‪ ‬حمورابي‪ ‬وأثنــاء الرحلــة يــرى جلجامــش‬ ‫سلســلة مــن الكوابيــس واألحــام لكــن أنكيــدو الــذي كان فــي قــرارة نفســه متخوفــا مــن فكــرة قتــل حــارس‬ ‫الغابـ�ة يطمـ�أن جلجامـ�ش بصـ�ورة مسـ�تمرة علـ�ى أن أحالمـ�ه تحمـ�ل معانـ�ي النصـ�ر والغلبـ�ة‪.‬‬ ‫عنــد وصولهمــا الغابــة يبــدآن بقطــع أشــجارها فيقتــرب منهمــا حــارس الغابة‪ ‬خومبابا‪ ‬ويبــدأ قتــال عنيــف‬ ‫ولكــن الغلبــة تكــون لجلجامــش وأنكيــدو حيــث يقــع خومبابــا علــى األرض ويبــدأ بالتوســل منهمــا كــي‬ ‫ال يقتــاه ولكــن توســله لــم يكــن مجديــا حيــث أجهــز االثنــان على‪ ‬خومبابا‪ ‬وأرديــاه قتيــا‪ .‬أثــار قتــل‬ ‫حــارس الغابــة غضــب إلهــة الماء‪ ‬أنليل‪ ‬حيــث كانــت أنليــل هــي اإللهــة التــي أناطــت مســؤولية حراســة‬ ‫الغابة‪ ‬بخومبابــا‪.‬‬ ‫بعــد مصــرع حــارس الغابــة الــذي كان يعتبــر وحشــا مخيفــا يبــدأ اســم جلجامــش باالنتشــار ويطبــق شــهرته‬ ‫اآلفــاق فتحــاول اإللهة‪ ‬عشــتار‪ ‬التقرب منــه بغــرض الــزواج مــن جلجامــش ولكــن جلجامــش يرفــض‬ ‫العــرض فتشعر‪ ‬عشــتار‪ ‬باإلهانة وتغضــب غضبــا شــديدا فتطلــب مــن والدها‪ ‬آنــو‪ ،‬إلــه الســماء‪ ،‬أن ينتقــم‬ ‫لكبريائهــا فيقــوم آنــو بإرســال ثــور مقــدس مــن الســماء لكــن أنكيــدو يتمكــن مــن اإلمســاك بقــرن الثــور‬ ‫ويقـ�وم جلجامـ�ش باإلجهـ�از عليـ�ه وقتلـ�ه‪.‬‬ ‫بعــد مقتــل الثــور المقــدس يعقــد اآللهــة اجتماعــا للنظــر فــي كيفيــة معاقبــة جلجامــش وأنكيــدو لقتلهمــا مخلوقا‬ ‫مقدســا فيقــرر اآللهــة علــى قتــل أنكيــدو ألنــه كان مــن البشــر أمــا جلجامــش فــكان يســري فــي عروقــه دم‬ ‫اآللهــة مــن جانــب والدتــه التــي كانــت إلهــة فيبــدأ المــرض المنــزل مــن اآللهــة بإصابــة أنكيــدو الصديــق‬ ‫الحميـ�م لجلجامـ�ش فيمـ�وت بعـ�د فتـ�رة‪.‬‬

‫رحلة جلجامش في بحثه عن الخلود عدل‬ ‫بعــد مــوت أنكيــدو يصــاب جلجامــش بحــزن شــديد علــى صديقــه الحميــم حيــث ال يريــد أن يصــدق حقيقــة‬ ‫موتــه فيرفــض أن يقــوم أحــد بدفــن الجثــة لمــدة أســبوع إلــى أن بــدأت الديــدان تخــرج مــن جثــة أنكيــدو‬ ‫فيقــوم جلجامــش بدفــن أنكيــدو بنفســه وينطلــق شــاردا فــي البريــة خــارج أورك وقــد تخلــى عــن ثيابــه‬ ‫الفاخــرة وارتــدى جلــود الحيوانــات‪ .‬باإلضافــة إلــى حــزن جلجامــش علــى مــوت صديقــه الحميــم أنكيــدو‬ ‫ـان‬ ‫كان جلجامــش فــي قــرارة نفســه خائفــا مــن حقيقــة أنــه البــد مــن أن يمــوت يومــا ألنــه بشــر والبشــر فـ ٍ‬ ‫وال خلــود إال لآللهــة‪ .‬بــدأ جلجامــش فــي رحلتــه للبحــث عــن الخلــود والحيــاة األبديــة‪ .‬لكــي يجــد جلجامــش‬ ‫ســر الخلــود عليــه أن يجــد اإلنســان الوحيــد الــذي وصــل إلــى تحقيــق الخلــود وكان اســمه أوتنابشــتم والــذي‬ ‫يعتبــره البعــض مشــابها جــدا أن لــم يكــن مطابقــا لشــخصية‪ ‬نوح‪ ‬في األديان‪ ‬اليهودية‪ ‬والمسيحية‪ ‬واإلســا‬ ‫م‪ .‬وأثنــاء بحــث جلجامــش عــن أوتنابشــتم يلتقــي بإحــدى اإللهــات واسمها‪ ‬ســيدوري‪ ‬التي كانــت آلهــة النبيــذ‬ ‫وتقــوم ســيدوري بتقديــم مجموعــة مــن النصائــح إلــى جلجامــش والتــي تتلخــص بــأن يســتمتع جلجامــش بمــا‬ ‫تبقــى لــه مــن الحيــاة بــدل أن يقضيهــا فــي البحــث عــن الخلــود وأن عليــه أن يشــبع بطنــه بأحســن المأكــوالت‬ ‫ويلبــس أحســن الثيــاب ويحــاول أن يكــون ســعيدا بمــا يملــك لكــن جلجامــش كان مصــرا علــى ســعيه فــي‬



‫‪ ‬أمل‬ ‫زينب راضي‬ ‫في المستهل‪،‬‬ ‫اعترضني التيه‪،‬‬ ‫وأعماني العتهُ والالضياء‬ ‫واضمحلت الفكرة في أن أسود القوم‬ ‫وأضيء منطفئات المصابيح‬ ‫وأصلح منكسرات المجاذيف‬ ‫وأبدأ العوم‬ ‫وراح يقصدني البين‬ ‫وينعاني القضاء‬ ‫وانكسار‪ ،‬وانحسار‬ ‫وفي الردهة‬ ‫لفـّتـْني زرقة المساء‬ ‫وتكور الغيم‬ ‫ّ‬ ‫وتفشيه في كبد السماء‬ ‫وها قد استحال ماء‬ ‫ملء عيني صار المعنى‬ ‫أخذ وعطاء‬ ‫وفي الخالصة‪,‬‬ ‫أنا أعي والأدّعي‬ ‫انّي عدت من جبهتي‬ ‫أملك نفسا ً وبعض دعاء‬ ‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬



‫العقل املنشود ومسارات التغييب‬ ‫جواد فهمي‪ /‬القاهرة‪/‬‬

‫ليــس أمثــن مــن «العقــل» نعمــة أودعهــا البــارىء عــ ّز وجــل يف اإلنســان‪ ،‬فبــه يتاميــز عــن بقيــة املخلوقــات‪ ،‬وبــه يســمو‬ ‫ويرتقــي يف مــدارك الحيــاة والوجــود‪ ،‬وفيــه ت ُنــاط التكاليــف الرشعيــة والقانونيــة واألخالقيــة‪ ،‬ومنــه وبواســطته تنطلــق أحــكام‬ ‫التمييــز والتفريــق بــن الخــر والــر‪ ،‬بــن الحــق والباطــل‪ ،‬بــن الحســن والقبيــح‪ .‬إنــه «العقــل» تلــك ال َملَكــة الذهنيــة ذات التكويــن‬ ‫املجــرد الخالــص مــن شــوائب الجســد واضافــات التجربــة االنســانية‪ .‬والــذي ميكــن اإلقــرار بأنــه يف صورتــه الخــام ليــس ســوى‬ ‫انعــكاس مصغّــر للبُعــد الســاوي املتعــايل يف الــذات البرشيــة عــى األرض‪.‬‬ ‫وبغــض النظــر عــن ســيل املدائــح واإلشــادة التــي ميكــن أن نُغدقهــا بحــق العقــل وامتيازاتــه التــي يتمتــع بهــا‪ ،‬يــرز‬ ‫اإلشــكال األهــم؛ يف موقــع العقــل ومشــتقاته مــن حياتنــا نحــن املجتمــع عــريب‪ ،‬ويف نســبة حضــوره يف شــبكة تصوراتنــا وعالقاتنــا‪.‬‬ ‫الشــاهد مــن واقعنــا املعــارص أن العقــل ومــا يتصــل بــه مــن منظومــات وأدوات فكريــة‪ ،‬هــي يف الحضيــض إن مل نقــل أنهــا وصلــت‬ ‫إىل حــدود االضمحــال والــزوال‪ ،‬فالتقديــر الجمعــي أن العــرب اليــوم أبعــد الشــعوب عــن العقالنيــة‪ ،‬وعــن توظيــف العقــل ســلوكاً‬ ‫وخيــاالً واســتثامر طاقتــه الالهبــة يف تثويــر النفــوس القانعــة‪ ،‬فضــاً عــن اســتكانتهم إ ّمــا إىل وجدانيــات الــذات املؤثــرة‪ ،‬وإ ّمــا إىل‬ ‫انفعــاالت العاطفــة الهوجــاء‪.‬‬ ‫ففــي كِال الحالتــن يبقــى العقــل هــو الغائــب األكــر‪ ،‬إذ تحتــل مســألة غيــاب الرؤيــة العقليــة املســاحة األعظــم مــن حياتنــا‬ ‫اليوميــة؛ ابتــدا ًء مــن روابطنــا األرسيــة وســلوكياتنا االجتامعيــة حيــث تغلُــب انطباعــات الحــس والشــعور والغضــب عــى تقديــرات‬ ‫العقــل الــوازن للظــروف والســياقات التــي تنشــأ وتعمــل فيهــا تلــك الروابــط والســلوكيات‪ .‬وكذلــك األمــر يف فضــاءات العلــم واملعرفة‬ ‫والثقافــة‪ ،‬والتــي تتحكــم فيهــا وبآليــات اشــتغالها الداخليــة عوامــل نفســية أكــر منهــا عقليــة‪ ،‬هــي عوامــل انطولوجيــة جوانيــة‬ ‫تســتبعد املنهــج والربهــان وتستمســك مبوروثــات القــراءة املدرســية األورثوذكســية اســتجابة لســلطات األمــر الواقــع ولتطمــن النفــس‬ ‫التــي تهــوى الركــون والوداعــة‪.‬‬ ‫أ ّمــا التدمــر الحقيقــي للمنظومــة العقليــة عربيــاً‪ ،‬فيتجــى يف مــا يُســمى اصطالحــاً بـ»التالعــب بالعقــول» وتســخيفها‬ ‫وتســطيحها اعالميــاً وسياســياً وحتــى دينيــاً‪ ،‬فالثــورة التــي أحدثتهــا الصــورة قــد أصابــت التفكــر العقــي يف الصميــم وشــوهته‬ ‫ــج منهــا ســوى‬ ‫وأوقعتــه يف شــباك الحــرة والتشــويش‪ ،‬وجعلتــه فريســة لالرتبــاك والفــوىض يف متييــز االشــياء وتقديــر األحــكام‪ ،‬ومل ين ُ‬ ‫القليــل جــدا ً ممــن أراد االســتمرار يف تشــغيل آلتــه العقليــة‪ ،‬واحتــال قســوة الحقيقــة‪ .‬وأيضــاً بالنســبة لقطــاع السياســة فكــرا ً‬ ‫ومامرســ ًة‪ ،‬ال زال تحييــد العقــل وتجميــده هــو الطاغــي عــى املشــهد الســيايس العــريب؛ ســوا ٌء عــى مســتوى التفاعــل الحــريك بــن‬ ‫الســلطة واملعارضــة والجامهــر والرفــض املتبــادل لتحكيــم العقــل وســيطاً ومرشــدا ً‪ ،‬والتب ّنــي الرسيــع ألدوات العنــف ومحــركات‬ ‫التحريــض والفتنــة‪ ،‬وســوا ٌء عــى مســتوى النخــب والرجــال وخطاباتهــم الواهمــة لعقــول الدهــاء وتزييفهــا بادعــاءات وشــعارات‬ ‫الجنــة املوعــودة عــى أرض الوطــن‪ ،‬وخداعهــا بطروحــات نظريــة وأيديولوجيــة طنانــة وبراقــة‪ ،‬وخاصــة مــن قبــل املســتنكرين‬ ‫ألولويــة العقــل واملتزينــن بأيقونــات الوعــظ الدينــي‪.‬‬ ‫لــن يبقــى للعــرب مــن كيــان وجــودي يف العــر الحديــث طاملــا أوغلــوا يف تحجيــم العقــل وتقليــص نطاقــه العمــي‪،‬‬ ‫وطاملــا اســتمروا يف كبــت الوعــي العقــي والتكتــم عــن هواجــس وتســاؤالت الشــك النقــدي‪ ،‬خاصــ ًة فيــا يتعلــق بالتنظيــم الحيــايت‬ ‫للمصلحــة العامــة وتحديــدا ً السياســية منهــا‪ ،‬والتــي تعتــر مــن أكــر مناطــق اشــتغال العقــل خصوبــ ًة وانتاجــاً وعبقريــ ًة‪ ،‬نظــرا ً‬ ‫لبعدهــا الدنيــوي النســبي‪ ،‬اللهــم إذا مــا أُتيــح ملنظومــة العقــل العلمــي الناقــد أن تقــوم وتنشَ ــط وتســتثمر يف هــذه املنطقــة‬ ‫الحيويــة!!!‪.‬‬



‫التفات‬

‫عمر شبلي‬ ‫ْ‬ ‫جامحة‬ ‫أنا من أ َّم ٍة‬ ‫ْ‬ ‫ص َه ْ‬ ‫وامتطت رملَها‬ ‫لت‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ثم صارت غيوماً‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫بكيت‬ ‫تلمني‪ ،‬إذا ما‬ ‫ال ْ‬ ‫َّ‬ ‫إن دمعي بقيةُ تلك الغيوم‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫قرطبة‪:‬‬ ‫س ْل‬ ‫فَ َ‬ ‫كيف شبَّ ُ‬ ‫ابن زيدونَ فيها‪،‬‬ ‫وكيف ارتوى!‬ ‫الغمائم‬ ‫ب‬ ‫سقى جنبات‬ ‫القصر ْ‬ ‫صو ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫الحمائم‬ ‫ق‬ ‫وغنّى على‬ ‫األغصان ُو ْر ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫األكارم‬ ‫دار‬ ‫الغر ِ‬ ‫ِ‬ ‫بقرطبةَ ّ‬ ‫اء ِ‬ ‫الشباب تمائمي‬ ‫شق‬ ‫بال ٌد بها َّ‬ ‫ُ‬

‫وأن َجبني قو ٌم هناك كرا ُم‬ ‫ْ‬ ‫ينفجر الما ُء منه‬ ‫وسل حجرا ً كيف‬ ‫ُ‬ ‫بغرناطةَ األموي ّْة!‬ ‫ْ‬ ‫وسل بردى‪،‬‬ ‫وسل دجلةً‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫والفرات‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫أنهارنا‪:‬‬ ‫وسل ك ّل‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ظمآن فيها‪،‬‬ ‫لم الماء‬ ‫َ‬ ‫وينمو السراب؟‬ ‫ْ‬ ‫غفت‬ ‫ولماذا‬ ‫كالقبور القبابْ ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫بك ِّل عنا ْد‬ ‫دم ِه‬ ‫أقفر الجر ُح من ِ‬ ‫إذا َ‬ ‫فلن يتبقّى به شهوة ٌ للضما ْد‬



‫أي تأثري؟‬ ‫املقاربة األدبية لتدريس املرسح‪ُّ ،‬‬

‫(‪)1‬‬

‫د‪ :‬نجاة الصليبي الطويل‬

‫الجامعة اللبنانية ‪ -‬قسم اللغة الفرنسية ‪2‬‬

‫ينطلــق املرسحــي االيطــايل بريانديللــو ‪ ،Pirandello‬يف كتابــه كتابــات عــن املــرح واألدب‪ ،‬للتعبــر عــن االختــاف بــن االقتبــاس والتقليــد واالبــداع‪،‬‬ ‫وللمقارنــة بــن املــرح «القديــم» و»الجديــد»‪ ،‬مــن طرفــة مفادهــا‪ :‬ان احــد الريفيــن ســمع الكاهــن يتذ ّمــر مــن عــدم امكانيــة القــراءة‪ ،‬لعــدم حيازتــه‬ ‫نظــارات‪ .‬فذهــب يبحــث عــن نظــارات وبعــد مجهــود كبــر ســأله البائــع‪ :‬قــل يل‪ ،‬هــل تجيــد القــراءة ؟ فأجابــ ُه الريفــي‪ :‬لــو كنــت تعلمــت القــراءة‬ ‫واجدتهــا‪ ،‬ملــا كنــت اتيــت اليــك أبحــث عــن نظــارات‪.‬‬ ‫رسهــا‪ :‬تريــد ان تجعــل البعــض يــرى‬ ‫لطاملــا تس ُ‬ ‫ــاءلت َمل تعــأو ُدين هــذه الصــورة كلــا فكــرتُ بطريقــة تدريــس املــرح نظريــاً كنــص اديب‪ ،‬وتوصلــت إىل ّ‬ ‫ســوياً وبوضــوح‪ ،‬برأيــك‪ ،‬فتعطيــه نظــارات أو وســائل متدأولــة ومفيــدة للبعــض ويف بعــض املــواد ولكنهــا تبهــره وت ُعميــه ومتنعــه مــن الرؤيــة البســيطة‬ ‫الفطريــة الصحيحــة التــي لديــه‪ .‬فــا ســبب هــذه املفارقــة؟ وهــذا الشــعور؟‬ ‫نتيجــة لتخصــي يف التمثيــل إىل جانــب حيــازيت إجــازة يف األدب الفرنــي ومــن ثــم دكتــوراه يف جامعــة الســوربون يف اآلداب الحديثــة‪ ،‬وشــغفي باللغــة‬ ‫اللعربيــة‪ ،‬أوكلــت ا ّيل مهــام تدريــس بعــض املــواد يف معهــد الفنــون مــن جهــة ويف كليــة اآلداب مــن جهــة أخــرى وبصــورة خاصــة وحــدة املــرح يف‬ ‫القــرن العرشيــن‪ .‬وقــد شــغلتني مطــوالً تســاؤالت كثــرة حــول عمليــة التدريــس هــذه وخيانتهــا لجوهــر املــرح وغايتــه‪ ،‬وعــدم مســاهمتها يف تحفيــز‬ ‫الطــاب لالنفتــاح عــى عــامل املــرح ومؤالفتــه‪ ،‬أو جعلــه مــن اهتامماتهــم الثقافيــة (وال مــن اهتــام اســاتذتهم عــى حــد كبــر)‪ .‬كــا لفتنــي تقوقــع‬ ‫معاهــد الفنــون‪ ،‬عــى نشــاطاتها وهمومهــا‪ ،‬مــن جهــة‪ ،‬وتفــ ّرد كليــات اآلداب‪ ،‬خاصــة‪ ،‬وغريهــا مــن الكليــات التــي تــد ّرس املــرح كثقافــة عامــة‪،‬‬ ‫مقارباتهــا األدبيــة وبرامجهــا املغلقــة عــى ذاتهــا‪ .‬يعنينــي شــق مــن هــذا املوضــوع يف مداخلتــي وهــو املقارنــة األدبيــة لتدريــس املــرح‪ .‬يه ّمنــي أن‬ ‫ألخّــص بصــورة رسيعــة ومبســطة عمليــة تدريــس هــذه املــادة‪ :‬يُطلــب مــن الطــاب قــراءة املرسحيــة‪ .‬مــا يقومــون بــه غالبــاً بصــورة متقطعــة ورسيعــة‬ ‫بخلفيــة ذهنيــة لقــراءة أي نــص آخــر‪ .‬يعمــد االســتاذ إىل التعريــف بالكاتــب (أو يطلــب مــن الطــاب عرضــه) وبالتيــار األديب أو الفنــي الــذي ينتمــي‬ ‫اليــه‪ .‬وهــي غالبــاً مأخــوذة مــن مجموعــة كتــب ونظريــات‪ ،‬منشــورة يف معظــم األحيــان بالتزامــن مــع عــرض املرسحيــات‪.‬‬ ‫______________________________________________________‬ ‫‪ - 1‬دراسة قُ ِّد َمت يف «مؤمتر بريوت للمرسح ‪»-1-‬‬

‫فتكــون املقاربــة للنــص انطالقــاً مــن املدلــول اللغــوي الــذي يُقســم إىل قســمني رشوح االخــراج (‪ )les didascalies‬التــي تشــر إىل بعــض الــروط‬ ‫الزمكانيــة املرتبطــة بالنــص‪ ،‬وإىل دالئــل صوتيــة وضوئيــة وتحركيــة‪ ...‬إىل مــا هنالــك مــن تفاصيــل تحــ ّدد إطــار املرسحيــة وتســتحوذ انتباهــاً أقــل مــن‬ ‫الحــوار‪ .‬ويُقــارب هــذا األخــر كنــص أديب عــادي مــن حيــث األســلوب والصــور‪...‬‬ ‫ت ُــدرس الشــخصيات وارتباطهــا بالبنيــة املرسحيــة واإليقــاع مــع الرتكيــز األســايس عــى املغــزى والرســالة واملعنــى (وإن لُحظــت الجامليــة يف بعــض‬ ‫األحيــان)‪ .‬ويســاهم يف هــذا االتجــاه‪ ،‬تلقــي املــرح مبدلــول املعنــى فقــط التصنيــف للكتّــاب املرسحيــن واملرسحيــات بحســب املوضــوع فلدينــا تيــار‬ ‫املــرح الدينــي الكاثوليــي‪ ،‬والريفــي‪ ،‬والعبثــي‪( ...‬بالرغــم مــن رفــض يونســكو والكثــر مــن النقّــاد لصفــة عبثــي الــذي ثبتــه ‪ Esslin‬يف كتابــه ‪Le‬‬ ‫‪ Théâtre de l’absurde‬يف الســبعينيات والــذي تدأولــه الكثــر مــن بعــده)‪.‬‬ ‫وهكــذا تكــون املقاربــة مــن الناحيــة اللغويــة املقــروءة بالعــن‪ ،‬مــع الرتكيــز عــى املعنــى‪ ،‬ويصبــح املــرح الــذي هــو مــكان يســتوعب الــدالالت‬ ‫نصــاً جامــدا ً ذا مدلــول لغــوي محــ ّدد ويفقــد املــرح‬ ‫املختلفــة واملتنوعــة بامتيــاز (املســتقاة مــن مصــادر وينابيــع فنيــة أو حياتيــة أو ادبيــة‪ّ ،)...‬‬ ‫عنــارصه األساســية يف التواصــل والحيــاة‪.‬‬ ‫ُوجــد املــرح ليُشــا َهد ومعنــى الكلمــة األســايس مشــتق مــن فعــل ‪ voir‬املشــاهدة‪ .‬فيتحــول نصــاً عاديــاً موازيــاً ألي نــص آخــر فاقــدا ً محركــه األســايس‬ ‫الــذي يجعلــه مختلفــاً ومســتقالً بذاتــه خاضعــاً لــروط وقوانــن خاصــة بــه‪ .‬ســأرد بعضــاً منهــا‪:‬‬ ‫ ‪-‬اللغة يف املرسح تبني الشخصية وتح ّددها وليس العكس‬


‫فام تكون النتيجة‬ ‫طــاب يجهلــون حقيقــة املــرح‪ ،‬فــا يرتادونــه وال يهتمــون بــه وال يســاهمون يف تنشــيطه ال يف املســاهمة يف حضــوره كجمهــور وال مــن‬ ‫الناحيــة الكتابيــة‪ .‬هــؤالء الطــاب رشيحــة مثقفــة مه ّمــة تؤثــر مبحيطهــا وبالتــايل بالتالميــذ الذيــن ســيرشفون عــى تدريســهم الحقــاً‪.‬‬ ‫تش ّــل هــذه املامرســة الحيــاة املرسحيــة فيحصــل ركــود وافتقــار يؤثــر عــى االنفتــاح الثقــايف عامــة؛ فيعجــز الطــاب عــن تكويــن حكــم ورأي‬ ‫خــاص بهــم‪ ،‬غالبــاً مــا يعــودون إىل املراجــع لحفظهــا‪.‬‬ ‫فتكــون مــن نتيجتهــا‪ :‬مدينــة صامتــة دون صــوت جديــد بحاجــة العــادة تأهيــل‪ .‬يتقوقــع املــرح بعيــدا ً عــن حيــاة ثقافيــة محتملــة‬ ‫وممكنــة‪ .‬وتبعــد الجامعــة عــن الحيــاة الثقافيــة عامــة وهــي التــي تتقاطــع معهــا وتغذّيهــا‪ .‬تتفتــت الفئــات الثقافيــة حســب اختصاصاتهــا‪،‬‬ ‫وينقســم الطــاب نتيجــة لتفاعلهــم وتفهمهــم ملــا يــدور حولهــم بحســب انتامءاتهــم التخصصيــة‪.‬‬ ‫لذا أقرتح‬ ‫ ‪-‬التنســيق بــن معاهــد الفنــون وكليــات اآلداب أو غريهــا مــن الكليات(الحقــاً)‪ ،‬للعمــل عــى اختيــار مجموعــة مــن املرسحيــات‬ ‫ت ُشــكّل األســاس يف اكتشــاف ماهيــة املــرح وتطــوره‪.‬‬ ‫ ‪-‬إدراج تواريــخ محــددة يف معاهــد الفنــون لعــرض متاريــن ومرسحيــات يعمــل عليهــا الطــاب ويقدمونهــا لغريهــم مــن األقســام‬ ‫والكلّيــات‪.‬‬ ‫خصــص حيــزا ً لهــا‪ ،‬مــن حيــث الوقــت واحتســاب العالمــة؛ مــع‬ ‫ ‪-‬إعــادة النظــر يف املناهــج وتوصيفهــا لتدريــس مــادة املــرح فيُ ّ‬ ‫تشــجيعهم عــى متابعــة تحضــر مرسحيــة ونقــل تقاريــر عــن هــذه العمليــة‪.‬‬ ‫ ‪-‬املساهمة يف تحضري عمل مرسحي يُعرض يف الكليات‪.‬‬ ‫ ‪-‬اقتطاع نسبة من ميزانية الجامعة الستضافة فرق مرسحية (تح ّدد آليتها الحقاً)‪.‬‬ ‫ ‪-‬تنظيم نوا ٍد ثقافية يف الجامعات تُعنى باملرسح وتنظّم له‪.‬‬ ‫ ‪-‬تأسيس فرق مرسحية جامعية والعمل عىل تغطية نشاطاتها وبلورة أهدافها‪.‬‬ ‫ ‪-‬انتداب أساتذة من معاهد التمثيل (ضمن بروتوكول محدد) ملتابعة تنفيذ املرسحيات واإلرشاف عليها‪.‬‬ ‫ ‪-‬العمل عىل متويل مهرجان مرسحي جامعي من قبل مؤسسات خاصة أو عامة‪.‬‬ ‫ ‪-‬تشجيع األبحاث والنصوص املرسحية وجمعها يف مكتبة ومركز موحد (يف وزارة الثقافة مثالً)‪.‬‬ ‫ ‪-‬البحــث نهائيــاً بــرورة لحــظ أســعار للطــاب ولــو يف أوقــات وأيــام محــددة وفــرض حفــات مجانيــة للفــرق األجنبيــة التــي‬ ‫تعــرض يف لبنــان‪.‬‬ ‫يعيق النص الحركة املرسحية كثريا ً ويكبلها ويبعدها عن هموم املشاهد من هنا‪:‬‬ ‫ ‪-‬الطلــب مــن األســاتذة والطــاب يف معاهــد التمثيــل تســجيل التامريــن االرتجاليــة كتابيــاً وتطويرهــا وجمعهــا يف دفاتــر خاصــة‬ ‫تكــون مرجعــاً ملعاهــد الفنــون وكليــات اآلداب‪.‬‬ ‫ ‪-‬الرتكيز يف محرتفات الكتابة يف كليات اآلداب عىل الكتابة املرسحية وهذا ما يتحاشاه الكثريون‬ ‫ ‪-‬تشكيل نواة كتّاب يف معاهد الفنون عىل غرار ‪ Valère Novarina‬نوفارينا وغريها من الفرق املرسحية‬ ‫ ‪-‬جعل الطالب يعون صعوبة تقنية نقل نص أديب وجعله صالحاً للمرسح كام يحصل يف كتابة السيناريو يف السينام‬ ‫ ‪-‬مــن الناحيــة التنظيميــة اإلداريــة الجامعيــة إيجــاد تنســيق يجيــز االنتقــال مــن بعــض مراحــل التخصــص مــن قســم إىل آخــر‪ :‬مــن‬


‫تتجســد مــن خــال ممثــل حقيقــي يختــاره املخــرج (الــذي لديــه شــخصيته الوهميــة ايضــاً) ألســباب‬ ‫ ‪-‬هــذه الشــخصية الوهميــة ّ‬ ‫محــ ّددة ملناســبته للــدور يف نــواح معينــة‪ ،‬تطابقيــاً أو تصادميــاً‪ .‬فيكــون املــرح رمبــا املــكان الوحيــد الــذي يجتمــع فيــه الوهمــي‬ ‫(الشــخصية) مــع الحقيقــي (املمثــل) مــع التشــبيهي (الــذي يقلــد مــن الحيــاة لبنــاء الشــخصية ويحــاول إيجــاد التــوازن يف مــا‬ ‫بينهــا فــإن طغــى املمثــل الحقيقــي مثــاً بحركاتــه املعهــودة وعنــارص شــخصه ينفــي الشــخصية األساســية ويعكرهــا ويكــر‬ ‫اإليهــام املرسحــي)‪.‬‬ ‫تحيــى هــذه اللغــة مــن خــال تجســيد ممثــل بوقفــة معينــة وتحــرك مــدروس خاصــة‪ ،‬مــن خــال صــوت ولفــظ وتنفــس‪ ،‬وتقطيــع للجمــل‬ ‫وتناغــم أو تنافــر بــن الجمــل الحواريــة املرتبطــة بغريهــا مــن الشــخصيات‪ .‬مثــل بســيط‪ :‬إن زدنــا‪ ،‬مثــاً‪ ،‬كلمــة أو كلمتــن وصف ّيتــن‪ ،‬ت ُعتــر‬ ‫غنيــة مــن الناحيــة األدبيــة أو يف املقاربــة األدبيــة‪ ،‬تكــر اإليقــاع يف الحــوار املرتبــط يف املــدة الزمنيــة للتلفــظ بالكلــات ورسعتهــا وســياقها؛‬ ‫ومــن هنــا يشــبه النــص املرسحــي كتابــة الشــعر يف عمليــة ضبــط اإليقــاع‪.‬‬ ‫تتوافــر دالئــل مشــهدية أخــرى لتصــب يف االتجــاه نفســه‪ :‬األلــوان‪ ،‬اإلضــاءة واألصــوات‪ ...‬وتقنيــات متطــورة تختلــف مــن مخــرج إىل آخــر‪،‬‬ ‫وتســخّر لوظيفــة مع ّينــة كاســتعامل صــوت الســاعة كإنــذار‪ ،‬للرجــوع إىل الــوراء ‪ Flash back‬أو ‪ Projection‬عــى شاشــة للتعبــر عــن احــام‬ ‫الشخصية‪...‬‬ ‫أمــا العامــل الزمنــي ومــا يتطلبــه مــن ضبــط للوقــت االفــرايض مــع زمــن املمثــل واملشــاهد وزمــن عــرض املرسحيــة إجــاالً‪ ،‬فإنــه كان‬ ‫يســتدعي مجهــودا ً كبــرا ً لتطابقهــا مــن قبــل الكالســيكيني مثــاً وهــذا مــا خلــق لبســاً حقيقيــاً‪ ،‬حــاول أحــد األلســنيني حلّــه بتحديــد «حــارض‬ ‫الفــرد املتكلــم ‪.»le présent du sujet parlant‬‬ ‫فهذه الصعوبة ال يدركها الطالب القارئ‪.‬‬ ‫أمــا املــكان‪ ،‬الــذي يــرد بــن هاللــن يف النــص‪ ،‬فهــو مبنــى وموحــى ومــدروس عــى الخشــبة ومرتبــط باملرسحيــة والصالــة وتسلســل ظهــور‬ ‫املمثلــن وتقطيــع الرتكيبــة‪.‬‬ ‫ال تُقــرأ هــذه البنيــة مــن خــال القيــود الخاصــة باملــرح‪ ،‬وارتباطهــا باملمثلــن‪ ،‬والتنفيــذ العمــي للمرسحيــة‪ ،‬كصعوبــة تغيــر ثيــاب ممثــل‬ ‫وإدخالــه يف املشــهد التــايل؛ أو املجهــود الكبــر الــذي كان يبذلــه الكالســيكيون مثــاً‪ ،‬وباألخــص ‪ Molière‬لجعــل جميــع‬ ‫املمثلــن عــى الخشــبة يف املشــهد األخــر‪ .‬دون إغفــال أهميــة التقطيــع ووحــدة املشــاهد انســجاماً مــع جامليــة ومغــزى الشــخصية ورضورة‬ ‫بلورتها‪.‬‬ ‫نظــام دالئــي متكامــل‪ ،‬ال ميكــن تفســره نظريــاً ألنــه يفــرض التواصــل بــن نــص كاتــب منــذور ليخضــع لعمــل مخــرج‪ ،‬يفــرض أنــه يتوجــه‬ ‫ملرســل إليــه افــرايض‪ ،‬ويشــاهده ُمســتقبِل يتفاعــل معــه حســب انتامئــه الشــخيص والعائــي واالجتامعــي‪ .‬ويحصــل هــذا الرتاشــح والتفاعــل‬ ‫الــذي ال يؤمنــه التدريــس النظــري للمــرح يف الجامعــة‪.‬‬ ‫أمــا نوعيــة النصــوص املحــ ّددة وعددهــا القليــل وعمليــة اختيارهــا لتــد ّرس يف وحــدات قليلــة‪ ،‬تطرح مشــكلة ســلخها عــن األجــواء االجتامعية‬ ‫معــن وموجــات‬ ‫والثقافيــة والفنيــة التــي كانــت رائجــة بالتزامــن معهــا‪ .‬فــإن كان للمــرح يشء يقولــه‪ ،‬فغالبــاً مــا يكــون مرتبطــاً بتطــور ّ‬ ‫وظــروف مع ّينــة (تخــر مرسحيــة يونيســكو املغنيــة الصلعــاء ‪ La cantatrice chauve‬قســاً أساســياً مــن قيمتهــا إن مل يرتبــط بالطــرق‬ ‫النقديــة التــي كانــت رائجــة يف ســتّين ّيات القــرن العرشيــن‪ .‬كــا ال تقــ ّدر قيمــة مرسحيــة الســائر يف الهــواء ‪ Le Piéton de l’air‬إن مل نكــن‬ ‫شــاهدنا املرسحيــات الســابقة التــي يجعلهــا الكاتــب متداخلــة ومت ّممــة لبعضهــا يف مرسحيــة واحــدة)‪.‬‬ ‫ال تكفــي هــذه املقاربــة النظريــة يف التدريــب الجامعــي لتوفــر أســس مشــركة متعــارف عليهــا يبحــث املشــاهد عــاد ًة عنهــا‪ ،‬وعــن مــدى‬ ‫تطابقهــا مــع نظــام الكاتــب أو املخــرج املرسحــي‪ .‬فتكــون مــن نتائجهــا العمليــة اإلبداعيــة التــي تبحــث عــن أهم ّيــة هــذه املعايــر ‪codes‬‬ ‫ومحاولــة كرسهــا وفــرض نظــام جديــد‪ .‬وهــذا مــا حــاول توضيحــه بيكيــت ‪ Becket‬مــن خــال مرسحيّاتــه‪ ،‬يف إمكانيــة اســتيعاب اللغــة‬ ‫ألي معنــى‪ .‬مــن هنــا جدليــة اختيــار اللغــة املرسحيــة وصنعهــا رغــم خضوعهــا‬ ‫الواســع للمعــاين ويف الوقــت ذاتــه قدرتهــا عــى نفيهــا وحذفهــا ّ‬ ‫لــروط كثــرة‪ .‬إذ تتوافــر دالئــل وتقنيــات مشــهدية كثــرة ومــن مــواد مختلفــة تقــ ّرب النــص مــن العــامل الحقيقــي للمشــاهد عــى حســاب‬ ‫عاملــه األســايس االفــرايض‪ .‬إنهــا جدليــة املــرح األساســية التــي ال يعيشــها القــارئ وال ميكــن تدريســها بالطــرق التقليديــة ألنهــا حســ ّية‬ ‫ومعيوشــة بطريقــة خاصــة‪.‬‬


BARRET, G. et Maréchal, A. (1985), « Place et présence de formation des maîtres en expression dramatique au Quebec », in Expression n°23

BLANCHART, P. (1984), Histoire de la mise en scène, Librairie théâtrale – Paris L’arche – Paris – BORDAT, D. et BOUCROT, F. (1956), Les théâtres d’ombres, Histoires et techniques In Helbo André, Sémiologie de la représen� ,» théâtrale

DURAN, R. (1975), « Problèmes de l›analyse structurale et sémiotique de la forme - .bande dessinée, Editions Complexe ,tation. Théâtre, télévision ESSLIN, M. (1977), Le Théâtre de l’absurde, Buchet, Chastel, Paris GRAIG, E.G. (1930), De l’art du théâtre, Editions Lieutier -

HELBO, A. (1975), Sémiologie de la représentation, Ed. Emplexe, Bruxelles, Distribution PUF -

L’Harmattan /l’Ecarlate

,JOURDE, P. (dir), (2004), La voix de Valère Novarina, actes du colloque de ValenceKOWRAN, T. (1992), Sémiologie du théâtre, Paris, Nathan (Université), Paris -

Bruxelles ,RYNGAERT, J.P. (1991), Jeu dramatique en milieu scolaire, nouvelle édition de Boeck UBERSFELD, A. (1978), Lire le théâtre, Editions sociales, Paris NOVARINA, V. http://www.novarina.com/spip.php?rubrique22 -


‫التمثيــل إىل األدب الفرنــي أو العــريب‪ ...‬مــن الكتابــة املرسحيــة لدراســات عليــا يف املــرح‬ ‫أو رمبــا فتــح قســم للمــرح يف الكليــات النظريــة فتحــدد مقاربــات ووســائل ومناهــج جديــدة تــردم هــذه الهــوة وتؤســس لحيــاة مرسحيــة‬ ‫نشــيطة وثقافــة حقيقــة مبعنــى حيــاة‪.‬‬ ‫بهدم الجدران اإلدارية والنفسية والرتبوية التي تغرقنا يف التفتت ومتنعنا من االنطالق‪/////////.‬‬

‫مراجع مفيدة‬ ‫ باشا (عبيدو)‪ :‬بيت النار‪ ،‬الزمن الضائع يف املرسح اللبناين – منشورات رياض الريّس‪-‬‬‫بريوت– الطبعة األوىل ‪.1995‬‬ ‫ داغر (يوسف اسعد)‪:‬‬‫‪1-1‬مصادر الدراسة االدبية – ‪ 4‬اجزاء – منشورات الجامعة اللبنانية‬ ‫‪2-2‬معجم املرسحيات العربية واملع ّربة – وزارة الثقافة والفنون العراقية – ‪1978‬‬ ‫ زيدان (جرجي)‪ :‬تاريخ آداب اللغة العربية – مكتبة الحياة – ‪1976‬‬‫ سعاده (نقوال)‪ :‬قضاياي ادبية – دار مارون عبود – ‪1984‬‬‫ شأوول (بول)‪ :‬املرسح العريب الحديث (‪ -)1989-1976‬منشورات رياض الريّس‪ -‬بريوت–‬‫‪1989‬‬ ‫ طليامت (زيك)‪ :‬فن املمثل العريب – الهيئة العامة للكتاب – القاهرة – ‪1973‬‬‫ عرسان (عيل عقله)‪ :‬الظواهر املرسحية عند العرب – املنشأة العامة للنرش والتوزيع واالعالن –‬‫طرابلس ليبيا – الطبعة الثانية ‪1983‬‬ ‫ عساف (روجيه)‪ :‬املرسحة‪ ،‬أقنعة املدينة – دار املثلث للنرش – بريوت – ‪1984‬‬‫ فرج (الخوري انطون)‪ :‬املسارح والسينامتوغرافات – مطبعة القديس بولس – حريصا‪1914 -‬‬‫ نجم (محمد يوسف)‪ :‬املرسحية يف األدب العريب الحديث (‪ - )1914-1847‬دار الثـقافـة –‬‫بريوت‪1976 -‬‬ ‫ بيكوك (رونالد)‪ :‬الشاعر يف املرسح – وزارة الثقافة يف دمشق – ‪ – 1994‬ترجمة ممدود عدوان‬‫ موسوعة املصطلح النقدي‪ :‬املؤسسة العربية للدراسات والنرش – ثالثة اجزاء – الطبعة األوىل–‬‫‪ -1983‬ترجمة د‪ .‬عبد الواحد لؤلؤة‬ ‫ ميليت (فرد ب‪ ).‬وبنتيل (جريالدين)‪ :‬فن املرسحية – ترجمة صدقي حطاب – دار الثـقافـة –‬‫بريوت – الطبعة األوىل – ‪1935‬‬ ‫‪ -‬نيكول (االدريس)‪ :‬علم املرسحية – ترجمة دريني خشبة – مكتبة اآلداب بالقاهرة‪.‬‬



‫التعريف بكتاب ألف ليلة وليلة عن الموسوعة الحرة‬ ‫حكايات الملك شهريار‬ ‫ت‬ ‫ال� تستند عليها‬ ‫ب‬ ‫وه القصة األساسية ي‬ ‫تعت� هذه القصة االفتتاحية لكتاب ألف ليلة وليلة ي‬ ‫ق‬ ‫با� قصص الكتاب وترسد كيف اكتشف الملك شاه زمان خيانة زوجته له مع أحد العبيد‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ال� أعطاها‬ ‫أثناء زيارته ألخيه‬ ‫ب‬ ‫األك� شهريار وقبل أن يغادر المدينة؛ حيث تذكر الخرزة ي‬ ‫ألخيه ‪ ،‬ف ي� القرص فرجع فوجد زوجته ومعها العبد عىل فراشه فقتلهما معا‪.‬‬ ‫كما اكتشف خيانة زوجة أخيه أخيه مع ش‬ ‫ع�يرن عبدا عندما كان ينظر من نافذة قرص‬ ‫ال� تطل عىل بستانه‪ ،‬واذا بباب القرص ُيفتح وخرج منه ش‬ ‫ت‬ ‫ع�ون‬ ‫أخيه الملك شهريار ي‬ ‫جارية ش‬ ‫وع�ون عبدا وزوجة اخيه بينهم ت‬ ‫ح� وصلوا إىل حديقة فخلعوا ثيابهم وجلسوا مع‬ ‫ق‬ ‫با�‬ ‫بعضهم؛ وإذا بزوجة الملك تنادي أحد العبيد فجاءها فعانقها وعانقته وواقعها وكذلك ي‬ ‫فأخ� أخاه ما رأى فلما سمع الملك شهريار ذلك طار عقله من رأسه وقتل زوجته‪.‬‬ ‫العبيد ‪,‬‬ ‫ب‬ ‫وصار تز‬ ‫ي�وج الملك شهريار من العذارى‪ ،‬حيث يقتل العروس ليلة العرس قبل أن تأخذ‬ ‫الفرصة لتخونه‪ .‬بعد ت‬ ‫بتوف� عروس للملك مزيدا‬ ‫ف�ة لم يجد الوزير ‪ ،‬الذي كان مكلف‬ ‫ي‬ ‫من العذارى‪.‬‬ ‫عندها عرضت ابنته شهرزاد نفسها ‪ ،‬فوافق أبوها عىل مضض‪.‬‬ ‫ف‬ ‫تحك للملك ولكن ال تنهيها‪ ،‬حيث أثار هذا فضول الملك‬ ‫اد‬ ‫ز‬ ‫شهر‬ ‫بدأت‬ ‫زواجهما‪،‬‬ ‫ليلة‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫لسماع نهاية الحكاية‪ ،‬مما دفعه إىل تأجيل إعدامها لالستماع إىل نهاية الحكاية‪.‬‬ ‫ف‬ ‫تنته من حكاية ما تبدأ بحكاية جديدة‪ ،‬تشوق الملك لسماع‬ ‫و� الليلة التالية‪ ،‬عندما‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ه األخرى وهكذا‪ ،‬ح� أكملت لديه ألف ليلة وليل‬ ‫نهايتها ي‬



‫يف نظرات عينيك‬

‫ترجمة‪ :‬عبدالكريم شيخاين‬

‫” شعر»‬ ‫كه زال ابراهيم خدر‬ ‫‪1‬‬ ‫حني احدق يف عينيك‬ ‫اشعر كأنني أالعب ابنتي‬ ‫يف اللحظات التي تقول ‪..‬أماه‬ ‫للنظر اىل عيوننا‬ ‫ترى اي منا‬ ‫يغمض عينيه‬ ‫ويخرس اللعبة‬ ‫‪2‬‬ ‫عندما انظر ايل عينيك‬ ‫انظر ايل البحر‬ ‫تعديني اىل زمن الطفولة‬ ‫ترضبني والديت من مؤخريت‬ ‫ابنتي المتيش انها بحر تغرقك‬


‫الاعرف كنت تذوبني‬ ‫اما انا اذوب يف عينيك‬ ‫‪7‬‬ ‫القابلة وضعت الكحل يف عينيك‬ ‫عندما كنت طفال‬

‫ما من ٍ‬ ‫شخص أخطأ إالّ أنا‬ ‫اال انا‬ ‫غسلتها لك مبطر عيني‬

‫‪8‬‬

‫السامء متط ُر برغبتها‬ ‫لذا اجربت ان استنجد‬ ‫بسامء عينيك‬ ‫لتنبع االرض اليابسة‬ ‫‪9‬‬ ‫عندما تقررين‬ ‫ان تنام عيناك‬ ‫يف هذا الوقت اخرس الحلم‬ ‫‪10‬‬ ‫ألجمل التعاريف لحبك‬ ‫عندي هي عيناك‬


‫‪3‬‬ ‫يف نظرات عينيك‬ ‫خيااليت تنقلني اىل دنيا اخرى‬ ‫بعيدا عن نظرات عينيك‬ ‫لكن هناك‬ ‫انني اكون مكفوفاَ وال ارى‬ ‫عينا اخرى‬ ‫‪4‬‬ ‫عينياك معلامن‬ ‫يلقنان درس العشق‬ ‫انني تلميذ كسول‬ ‫امامك مندهشا‬ ‫ليس مرة‬ ‫بل نقولها مئات املرات‬ ‫‪5‬‬ ‫عيناك عاشقتان‬ ‫تعشقان اكرث من اعضاء الجسد كلها‬ ‫لكن الشفاه‬ ‫تبتسم‬ ‫واالصابع ترقص‬ ‫‪6‬‬ ‫عندما اشبع من النظر اليك‬ ‫افقد نفيس بني عينيك‬



‫من حكابات كتاب البخالء‬

‫عمر شبلي‬ ‫‪1‬ـ ديكة مرو البخيلة‪:‬‬ ‫قــال ثمامــة‪ :‬لــم أر الديــك فــي بلــدة قــط إال وهــو الفــظ‪ ،‬يأخــذ الحبــة بمنقــاره‪ ،‬ثــم يلفظهــا قــدام الدجاجــة‪ ،‬إال ديكــة مــرو‪ ،‬فإنــي‬ ‫رأيــت ديكــة مــرو تســلب الدجــاج مــا فــي مناقيرهــا مــن الحــب قــال‪ :‬فعلمــت أن بخلهــم شــيء فــي طبــع البــاد ‪ ,‬وفــي جواهــر‬ ‫المــاء‪ ،‬فمــن ثــم عــم جميــع حيوانهــم‪.‬‬

‫‪2‬ـ طفل مرو البخيل‪:‬‬ ‫عندمــا ســمع أحمــد بــن رشــيد حديــث ديكــة مــرو البخيلــة مــن ثمامــة قــال‪ :‬كنــت عنــد شــيخ مــن أهــل مــرو‪ .‬وصبــي لــه‬ ‫صغيــر يلعــب بيــن يديــه‪ ،‬فقلــت لــه‪ :‬إمــا عابثـا ً وإمــا ممتحنـاً‪ :‬أطعمنــي مــن خبزكــم‪ ،‬قــال‪ :‬ال تريــده هــو مــر‪ ،‬فقلــت‪ :‬فاســقني‬ ‫مــن مائكــم‪ ،‬قــال‪ :‬ال تريــده هــو مالــح‪ .‬قلــت‪ :‬هــات لــي مــن كــذا وكــذا قــال‪ :‬ال تريــده هــو كــذا وكــذا‪ .‬إلــى أن أعــددت أصنافـا ً‬ ‫ي فضحــك أبــوه وقــال‪ :‬مــا ديننــا؟ هــذا مــن علمــه مــا تســمع؟ يعنــي‪ :‬أن البخــل طبــع‬ ‫كثيــرة كل ذلــك يمنعنيــه ويبغضــه إل ـ ّ‬ ‫فيهــم وفــي أعراقهــم وطينتهــم‪.‬‬

‫‪3‬ـ معاذة العنبرية وشاتها االقتصادية‪:‬‬

‫قــال شــيخ‪ :‬لــم أر فــي وضــع األمــور مواضعهــا وفــي توفيتهــا غايــة حقوقهــا‪ ،‬كمعــاذة العنبريــة‪ .‬قالــوا‪ :‬ومــا معــاذة هــذه؟‬ ‫قــال‪:‬‬

‫ـ أهــدي إليهــا العــام‪ ،‬ابــن عــم لهــا أضحيــة‪ ،‬فرأيتهــا كئبــة حزينــة مفكــرة مطرقــة‪ ،‬فقلــت لهــا‪ :‬مالــك يــا معــاذة؟ قالــت‪ :‬أنــا‬ ‫امــرأة أرملــة‪ ،‬وليــس لــي قيــم ( أي‪ :‬مــن يقــوم بأمرهــا )‪ ،‬وال عهــد لــي بتدبيــر لحــم األضاحــي‪ ،‬وقــد ذهــب الذيــن كانــوا‬ ‫يدبرونــه ويقومــون بحقــه‪ ،‬وقــد خفــت أن يضيــع بعــض هــذه الشــاة‪ ،‬ولســت أعــرف وضــع جميــع أجزائهــا فــي أماكنهــا‪ ،‬وقــد‬ ‫علمــت أن هللا لــم يخلــق فيهــا وال فــي غيرهــا شــيئا ً ال منفعــة فيــه‪ .‬ولكــن المــرء يعجــز ال محالــة‪ .‬ولســت أخــاف مــن تضييــع‬ ‫القليــل إال أنــه يجــر إلــى تضييــع الكثيــر‪.‬‬

‫ـ أمــا القــرن فالوجــه فيــه معــروف‪ ،‬وهــو‪ :‬أن يجعــل منــه كالخطــاف ويســمر فــي جــذع مــن أجــذاع الســقف فيعلــق عليــه الزبل‬ ‫( الســلة )‪ ،‬والكيــران‪ ،‬وكل مــا خيــف عليــه مــن الفــأر والنمــل والســنانير وبنــات وردان ( الصراصيــر )‪ ،‬والحيــات وغيــر‬ ‫ذلــك وأمــا المصــران فإنــه ألوتــار المندفــة‪ ،‬وبنــا إلــى ذلــك أعظــم الحاجــة‪.‬‬


‫وأمــا قحــف ( العظــم فــوق الدمــاغ ) الــرأس والليحــان وســائر العظــام فســبيله أن يكســر بعــد أن يعــرق‪ ،‬ثــم يطبــخ فمــا‬ ‫ارتفــع مــن الدســم كان للمصبــاح ولــإدام وللعصيــدة ولغيــر ذلــك‪ ،‬ثــم تؤخــذ تلــك العظــام فيوقــد بهــا‪ ،‬فلــم يــر النــاس‬ ‫وقــودا ً قــط أصفــى وال أحســن لهبــا ً منــه وإذا كانــت كذلــك فهــي أســرع للقــدر لقلــة مــا يخالطهــا مــن الدخــان وأمــا‬ ‫اإلهــاب فالجلــد نفســه جــراب وللصــوف وجــوه ال تعــد‪ .‬وأمــا الفــرث ( أي‪ :‬الزبــل ) والبحــر فحطــب إذا جفــف عجيــب‪.‬‬ ‫ثــم قالــت‪ :‬بقــي اآلن علينــا االنتفــاع بالــدم‪ ،‬وقــد علمــت‪ :‬أن هللا عــز وجــل لــم يحــرم مــن الــدم المســفوح إال أكلــه وشــربه‪.‬‬ ‫وأن لــه مواضــع يجــوز فيهــا وال يمنــع منهــا وإن لــم أقــع علــى علــم ذلــك حتــى يوضــع موضــع االنتفــاع بــه‪ ،‬صــار كيــة فــي‬ ‫قلبــي وقــذى فــي عينــي وهمــا ال يــزاالن يعودانــي‪.‬‬

‫قــال‪ :‬فلــم ألبــث أن رأيتهــا قــد تطلقــت وتبســمت فقلــت‪ :‬ينبغــي أن يكــون قــد انفتــح لــك بــاب الــرأي فــي الــدم‪ .‬قالــت‪ :‬أجــل‬ ‫ذكــرت أن عنــدي قــدورا ً شــامية جــدداً‪ .‬وقــد زعمــوا‪ :‬أنــه ليــس شــيء أزيــغ وال أزيــد فــي قوتهــا‪ ،‬مــن التلطيــخ بالــدم الحــار‬ ‫الدميــم‪ ،‬وقــد اســترحت اآلن‪ ،‬إذ وقــع كل شــيء فــي موقعــه‪.‬‬

‫قــال‪ :‬ثــم لقيتهــا بعــد ســتة أشــهر‪ ،‬فقلــت لهــا‪ :‬كيــف كان قديــد تلــك؟ قالــت‪ :‬بأبــي أنــت! لــم يجــيء وقــت القديــد بعــد لنــا فــي‬ ‫الشــحم واإلليــة والجنــوب والعظــم المعــرق وفــي غيــر ذلــك معــاش ولــكل شــيء إبــان‪.‬‬

‫‪4‬ـ يسمعون بالشبع ويتهمون بأكل الهاضمات‪:‬‬ ‫قــال الجاحــظ‪ :‬وحثنــي أبــو األصبــغ بــن ربعــي قــال‪ :‬دخلــت عليــه بعــد أن ضــرب غلمانــه بيــوم‪ ،‬فقلــت لــه‪ :‬مــا هــذا الضــرب‬ ‫المبــرح‪ ،‬وهــذا الخلــق الســيىء؟ هــؤالء غلمــان‪ ،‬ولهــم حرمــة وكفايــة وتربيــة‪ ،‬وإنمــا هــم ولــد هــؤالء كانــوا إلــى غيــر هــذا‬ ‫أحوج‪.‬‬

‫ـ قــال‪ :‬إنــك لســت تــدري أنهــم أكلــوا كل جوارشــين‪ ( .‬بضــم الجيــم ـ أي‪ :‬األدويــة الهاضمــة ) كان عنــدي‪.‬‬ ‫ـ قــال أبــو األصبــع‪ :‬فخرجــت إلــى رئيــس غلمانــه فقلــت‪ :‬ويلــك!! مالــك وللجوارشــن ومــا رغبتــك فيــه؟ قــال‪ :‬جعلــت‬ ‫فــداك‪ :‬مــا أقــدر أن أكلمــك مــن الجــوع إال وأنــا متكــىء‪ ،‬الجوارشــن مــاذا أصنــع بــه؟ هــو نفســه ليــس يشــبع‪،‬‬ ‫وال يحتــاج إلــى الجوارشــن ونحــن الذيــن إنمــا نســمع بالشــبع ســماعا ً مــن أفــواه النــاس‪ ،‬مــا نصنــع بالجوارشــن‪.‬‬

‫‪5‬ـ ليلى الناطعية ولبس المرقع‪:‬‬ ‫ـ مــا زالــت ليلــى الناطعيــة ترفــع قميصــا ً لهــا وتلبســه‪ ،‬حتــى صــار القميــص الرقــاع‪ ،‬وذهــب القميــص األول‪ ،‬ورفــت‬ ‫( أصلحــت ) كســاءها ولبســته‪ ،‬حتــى صــارت ال تلبــس إال الرفــو‪ ،‬وذهــب جميــع الكســاء وســمعت قــول الشــاعر‪:‬‬ ‫البس قميصك ما اهتديت لجيبه فإذا أضلك جيبه فاستبدل‬

‫‪6‬ـ فقالت‪ :‬إني إذا ً لخرقاء‪ ،‬أنا وهللا أحوص ( أخيط ) الفتق وفتق الفتق وأرقع الخرق وخرق الخرق‬




‫شال ُيعاتبُ‬ ‫ي‬ ‫ميساء زيدان‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫خ� الشال أو قال الذي قاال‬ ‫من أ ب‬ ‫ْ‬ ‫َ ف‬ ‫قد َ‬ ‫صار أطالال‬ ‫هواك ي� خاطري‬ ‫ُ‬ ‫الش ْق ُر كم ّ‬ ‫يُ‬ ‫العب� بها‬ ‫شم‬ ‫ضفائري‬ ‫َ‬ ‫ن َ​َ ُ َ‬ ‫الدرب أثماال‬ ‫فوق‬ ‫ك‬ ‫أ� رميت‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫العشق ريحانا و غالية‬ ‫علمتك ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وغ َ‬ ‫اآلفاق هطاال‬ ‫عىل‬ ‫بوح‬ ‫يم‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫موسما َ‬ ‫هللا مؤتلقا‬ ‫كر‬ ‫و‬ ‫بيع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫الضوء مواال‬ ‫غصون‬ ‫تك‬ ‫فردد‬ ‫ِ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫الغدر يا رجال‬ ‫طعم‬ ‫كيف‬ ‫�‬ ‫رت‬ ‫ِ‬ ‫غد ب ي‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫و لم أذقه أنا هل كان قتاال‬ ‫ً‬ ‫تميل نَ‬ ‫ُ‬ ‫ات ِغوا‬ ‫ب�‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫النساء العابر ِ‬ ‫َ ُ‬ ‫سن مياال‬ ‫كقرص‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫شمس وراء الح ِ‬ ‫ً‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫قيت َك َ‬ ‫المزن صافية‬ ‫ماء‬ ‫لقد س‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫فكيف شأ� ُب من كفيك أوحاال‬


‫ُ ن ْ‬ ‫ُ‬ ‫بأ� قد أعود كما‬ ‫و هل تظن ي‬ ‫ُ‬ ‫يعود ي ٌ‬ ‫عش الهوى ؟ ال ال‬ ‫اىل‬ ‫ط�‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫تق�‬ ‫قالتا‬ ‫كم‬ ‫عيناي‬ ‫للريح ‪ :‬ال ي‬ ‫ِ‬ ‫ال لن اكون اىل عينيك مرساال‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫أكرم�‬ ‫العشق‬ ‫أن‬ ‫كت‬ ‫أدر‬ ‫اآلن‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الباب تمثاال‬ ‫عند‬ ‫نسيتك‬ ‫ّلما‬ ‫ِ‬


‫ً ََُْ​ًَ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫فجرت فيك ينابيعا مرقرقة‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ف‬ ‫ف ُعدت ي� غفلة الينبوع صلصاال‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫و ْ‬ ‫هوى‬ ‫مثل عبد‬ ‫ببا�‬ ‫وقفت‬ ‫كم‬ ‫بي‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫انحنيت عىل ف ّ‬ ‫ك� اجالال‬ ‫كم‬ ‫ي‬ ‫َ َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫روح و المدى عبق‬ ‫أطيار‬ ‫نت‬ ‫سج‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫أكرس أقفاال و أغالال‬ ‫و اآلن‬ ‫ً‬ ‫ْ َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫كان ب ّ‬ ‫هوى‬ ‫يفيض‬ ‫قل� شالال‬ ‫قد‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫و َ‬ ‫اليوم شالال‬ ‫صار حقدي عليك‬ ‫ْ‬ ‫َ ُْ ُ‬ ‫أن تغدو عىل ق‬ ‫عن�‬ ‫باألمس‬ ‫ت‬ ‫حلم‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فريدا و ف� َز ّ‬ ‫ندي سلساال‬ ‫قدا‬ ‫ِع‬ ‫ي‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫كنت ْ‬ ‫ئ‬ ‫خط�‬ ‫ما‬ ‫باألمس‬ ‫أكتشف‬ ‫لم‬ ‫إن‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫فاليوم و ْ‬ ‫َ‬ ‫هللا ال أرضاك خلخاال‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫فتحت َ‬ ‫ن‬ ‫حني� ْلم أجد أحدا‬ ‫باب‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الرمال ت‬ ‫ال� تنعاك و اآلال‬ ‫إال‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ن‬ ‫أ� كما قد كنت عاشقة‬ ‫تظن ي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وجهك أو ماضيك مازال‬ ‫كتاب‬ ‫ِ‬



‫درب بال خطا‬ ‫رنا عبد الله‬ ‫كفاك حماقة‬ ‫وكف عن حلم‬ ‫تسير نحوه‬ ‫معصوب العينين‬ ‫وعكاز اليقين‬ ‫متبرأ من دربك‬ ‫كفاك جمودا‬ ‫وأنت الواهم بطول المسافة‬ ‫خطاك مذروة في الالمكان‬ ‫كريح غير مقبوضة األجل‬ ‫زوبعة سفر‬ ‫بال تأشيرة‬ ‫ونبضك أبدا يأمل‬ ‫بتلك األسطورة‬ ‫ال يفتأ يشيد قصوره‬ ‫على ضفة مفقودة‬ ‫منفية الجغرافيا‬ ‫والتاريخ‬ ‫وريشة‬ ‫ملطخة بالوعد‬ ‫قد اصفر عمرها‬ ‫وانحنى عنق صبرها‬


‫وهي تحاول رسم معالم دربه‬ ‫الغائر في الوهم‬ ‫كفاك حماقة‪!.‬‬ ‫واستفق‬ ‫قبل أن تنام في حفرة الندم‬ ‫ويكفنك األلم‬ ‫أبصر‬ ‫أضئ نبض درب جديد‬ ‫قلب تربة مشاعرك‬ ‫لتصبح صالحة للزرع‬ ‫واجني ثمار الحياة‬ ‫فأيما رحلة بال قبطان‬ ‫يتيمة اإلطمئنان‬ ‫درب بال خطا‬ ‫موت بهوية انتحار‬ ‫قتل مع سبق االصرار‬




‫الروح‬ ‫نسيم ّ‬ ‫د‪.‬هويدا شريف‬ ‫كتبت كثيرا ً ‪ ،‬مألت الدّفاتر ‪ ...‬األوراق ‪ ...‬والملفّات !‬ ‫ح ّملت هذه المسافات البيضاء ‪ ...‬بما ال تطيق ! أو تتح ّمل ‪.‬‬ ‫وقليالَ ما حاولت أن أتساءل ما جدوى هذا النّزف ‪...‬‬ ‫من يقرأ هذه التّراتيل الذّاهبة بي نحو التّعب ‪ ،‬نحو اإلحتراق الفوري نحو األلم‬ ‫المضني ‪.‬‬ ‫نحو اإلنطفاء واإلختفاء ‪ ،‬دون أن يحثى على ناري التّراب ‪.‬‬ ‫الرمل المبلّل يطفئ اللّهب ‪ّ ،‬‬ ‫يقال ّ‬ ‫لكن لهب البوح ال يوجد له عالج ما عدا‬ ‫إن ّ‬ ‫اإلنغماس أكثر في الكتابة ‪ ...‬والغوص عميقا ً في أعماق النّفس والبحث عن الدّواء‬ ‫ال ّ‬ ‫شافي لقروحي ‪ ،‬ويبدو أن اإلستسالم لرعاف قلم ال ينضب ‪.‬‬ ‫أحب مخلوق في وجه األرض على قلبي ‪...‬‬ ‫وهذا التّوغل استوقف‬ ‫ّ‬ ‫سألتني أين أنا م ّما تكتبين !‬ ‫أين أنا من حروف الوجع ‪.‬‬ ‫ألون حروفك فاجعليني بينها!‬ ‫أريدك يا بنيّتي أن ّ‬ ‫مستمرة فتميته أكثر مما تحييه ‪.‬‬ ‫يا أمي ‪ ...‬وهل يحتمل قلمي اتكاءة‬ ‫ّ‬ ‫ملونا ً حروفها بشتّى ألوان‬ ‫وهل تحتمل الورقة هذا اإلنسكاب المترامي على جسدها ّ‬ ‫العاطفة !‬ ‫صور التي ال يحتملها قلبي الضّعيف‬ ‫وأحيانا ً هذا اإلنسكاب يكون مزروعا ً بماليين ال ّ‬


‫‪...‬‬ ‫يا أمي ‪ ...‬قلمي جماد ال يشعر ‪ ...‬وهل حقّا ً المتحدّث بين أصابعي جماد ‪ ...‬أصمت‬ ‫ال ينطق ‪ّ ...‬‬ ‫نحوك يدفع يدي‬ ‫أظن أنها معادلة صعبة ‪ ...‬قلم جماد ‪...‬وإحساس متدفق‬ ‫ِ‬ ‫لإلرتعاش ‪...‬‬ ‫أرجوك ‪ ...‬أمي ‪ ...‬تعاطفي مع حروفي ‪ ...‬واسكبيها في قلبك علّها ترحم قلبا ً بادلك‬ ‫الحياة ‪.‬‬ ‫ال تمحيها من قوالب الذّكرى ‪...‬احتفلي بها بعد رحيلي واذكري طفلتك‪.‬‬ ‫يا أمي سأكتب لك واعرف أن كتابتي اختراق غير مأمون المشاعر ‪...‬لتفاصيلك‬ ‫الرّائعة ‪...‬لذاتك المالئكيّة ‪...‬لروحك النقيّة ‪،‬‬ ‫حب وعطاء ‪.‬‬ ‫ولعمرك النّازف بك ّل ّ‬ ‫يا أمي ‪ ...‬ذات ليلة اشتقت لك ‪ ...‬ح ّملني الخوف ما ال تطيق روحي ‪...‬رغبة في‬ ‫البكاء اجتاحت عواطفي ‪...‬‬ ‫غربة مكان ‪ ...‬زمان ‪ ...‬روح وذات ‪ ...‬استوحشتني في غرفتي أخايل وجهك‬ ‫ّ‬ ‫كالطيف ينور ظلمة المكان ‪.‬‬ ‫الحبيب ‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫سالم ‪....‬يا سجادة‬ ‫يانبراس النّور ‪...‬‬ ‫صباح ‪...‬وأنشودة ال ّ‬ ‫ياأحن قلب ‪ ...‬يا ترتيلة ال ّ‬ ‫صالة ‪...‬‬ ‫ال ّ‬ ‫أريد أن أبادلك الموت بحياة ‪...‬المرض بعافية ‪...‬والحزن بفرح ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ألرق مخلوق ‪.‬‬ ‫في عيدك الميمون ‪ ،‬أهديك هذه الهمسة ‪،‬‬ ‫الروح ‪...‬‬ ‫أحبّك يا نسيم ّ‬



‫نوادر العرب‬ ‫قصة منتقاة‬ ‫عمر شبلي‬ ‫يُحكــى أنــه كان هنــاك رجــل متــزوج منــذ ســنوات عديــدة وكانــت زوجتــه ال تنجــب‪،‬‬ ‫فكــرت الزوجــة كثيــرا ً ثــم قــررت الذهــاب إلــي زوجهــا وعــرض عليــه فكــرة الــزواج‬ ‫مــن امــرأة أخــرى حتــى يــرزق بالطفــل الــذي يحلــم بــه‪ ،‬فقــال لهــا زوجهــا علــى الفــور‬ ‫‪ :‬ولمــاذا أفعــل ذلــك‪ ،‬فأنــت تكفينــي وأنــا أحبــك كثيــراً‪ ،‬ثــم أننــي إن تزوجــت امــرأة‬ ‫اخــرى قــد تحــدث بينكمــا الكثيــر مــن المشــاكل بســبب الغيــرة والحســد‪ ،‬فهكــذا أفضــل‬ ‫وأنــا راض بقضــاء هللا وقــدره ومــا كتبــه لنــا ‪.‬‬ ‫أصــرت الزوجــة علــي رأيهــا قائلــة ‪ :‬ال تخــف يــا زوجــي الحبيــب‪ ،‬أعــدك أننــي ســوف‬ ‫أراعيهــا واعتبرهــا مثــل اختــي ولــن تحــدث بيننــا أى مشــاكل إن شــاء هللا ‪ ..‬اقتنــع‬ ‫الــزوج بــكالم زوجتــه وقــال لهــا ‪ :‬حســنا ً يــا زوجتــي العزيــزة‪ ،‬ســوف أســافر وأتــزوج‬ ‫مــن امــرأة ال اعرفهــا أنــا وال أنــت‪ ،‬تفاديـا ً لحــدوث أى مشــاكل بعــد ذلــك ‪ ..‬وبعــد فتــرة‬ ‫رجــع الــزوج مــن ســفره وتوجــه إلــى منزلــه فــي غيــاب زوجتــه و كان معــه جــرة‬ ‫كبيــرة مــن الفخــار‪ ،‬وقــد البســها وزينهــا بأجمــل الثيــاب وغطاهــا حتــى تبــدو كأنهــا فتــاة‬ ‫حقيقيــة‪ ،‬وخصــص لهــا فــي المنــزل غرفــة خاصــة بهــا ‪.‬‬ ‫عندمــا جــاءت الزوجــة ناداهــا الرجــل وعرفهــا علــي زوجتــه االخــرى‪ ،‬ثــم خــرج ذاهبا ً‬ ‫الــي عملــه‪ ،‬وبمجــرد عودتــه إلــي المنــزل أســرعت الزوجــة إليــه وهــي تبكــي وتشــكو‬ ‫قائلــة ‪ :‬إن زوجتــك الثانيــة قــد ســبتني وضربتنــي فهــي امــرأة شــريرة وماكــرة وأنــا ال‬ ‫أتحمــل هــذه االهانــة‪ ،‬تعجــب الــزوج كثيــرا ً مــن كالم زوجتــه‪ ،‬فكــر قليـاً ثــم قــال ‪ :‬أنــا‬ ‫ال أرضــى لــك اإلهانــة‪ ،‬تعالــي معــي وســترين بعينيــك مــاذا ســأفعل بهــا اآلن‪ ،‬فرحــت‬ ‫الزوجــة كثيــرا ً وتوجهــت مــع زوجهــا إلــي غرفــة الزوجــة الثانيــة‪ ،‬امســك الرجــل‬ ‫بعصــا خشــبية وضــرب بهــا الضــرة علــي رأســها فتحطمــت‪ ،‬وإذا بهــا مجــرد جــرة‬ ‫فخاريــة ‪ ..‬اندهشــت الزوجــة المســكينة وشــعرت بالحــرج الشــديد مــن زوجهــا الــذي‬ ‫ابتســم فــي ســخرية وهــو يقــول ‪ :‬مــا رأيــك اآلن يــا زوجتــي العزيــزة ؟ هــل أدبتهــا‬ ‫وأخــذت حقــك كمــا ينبغــي ؟ فقالــت المــرأة ‪ :‬ال تعاتبنــي علــى مــا حــدث ‪ ..‬فالضــرة‬ ‫مــرة ولــو كانــت جــرة‬




‫القص�ة ‪ ..‬ي ن‬ ‫ب� عصا موىس ‪ ..‬والحداثة‪/‬‬ ‫القصة‬ ‫ي‬ ‫عل حداد‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ي ن‬ ‫ي ن‬ ‫ال� يعيشون‬ ‫غ�‬ ‫ح� تبعد ي‬ ‫المبدع� عن ساحة الوهم ي‬ ‫فيها اىل الواقع الذي يفتقر اىل وجودهم ‪ ،‬فقد اسهمت‬ ‫ف‬ ‫ي� حماية قصص االمة و تراثها‬ ‫عىل ت‬ ‫القص�ة سينقرض ‪ ،‬أقول ان إنقراض هذا اللون الجميل‬ ‫خط� ‪ ،‬ان فن القصة‬ ‫إف�ض‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫من الفنون الصعبة والمؤثرة ي� ثقافة االنسان وتكوينه الفكري ‪ ..‬سيؤدي اىل كارثة تفجع االدب‬ ‫ف‬ ‫برمته ‪ ،‬وعليه يمكن للواحد منا ان يغوص ولو لمرة واحدة ي� اعماق نفسه ويتسأ ل عن السبب‬ ‫دفع� اىل قبول هذا ت‬ ‫ن‬ ‫االف�اض المعقول ‪ ،‬اقول بأمانة انه لو استمر هذا الضخ الهائل وهذا‬ ‫الذي‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫المنت�ة مثل الذباب عىل صفحات المجاميع القصصية‬ ‫الكم المحزن لمزيد من القصص التافهة‬ ‫ين‬ ‫الطارئ� والدخالء عىل هذا الفن الرفيع‬ ‫الكث� من‬ ‫او عىل وجوه صحفنا اليومية ‪ ..‬والذي ساهم فيه‬ ‫ي‬ ‫وهم من ف‬ ‫اض� عليه حلتهم الخالية من الفكرة والموضوع والجمال الذي يشكل العمود الفقري لمقومات‬ ‫ت‬ ‫ال� من هللا سبحانه وتعاىل عىل‬ ‫القصة الناجحة ‪ ،‬وذلك لخلو روحهم وقلوبهم وفكرهم من الموهبة ي‬ ‫ف‬ ‫بعض من خلقه ‪ ..‬هؤالء الذين ابدعوا ي� مجاالت الحياة ورفدوها بكل الوان الفنون الرائعة وصنعوا‬ ‫ن‬ ‫منها ش�ء جميل وجديرة بأن تعاش ت‬ ‫االنسا� المبدع مثل بقية االداب والفنون االخرى‬ ‫ح� القاع ‪ .‬ان هذا الجهد‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫فالكث� من اللوحات ت‬ ‫والموسي� ت‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫المثقف� وانصاف‬ ‫ال� شاهدها‬ ‫واالمي�‬ ‫بالطارئ�‬ ‫ايضا‬ ‫ابتليت‬ ‫ال�‬ ‫والنحت‬ ‫كالرسم‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫‪..‬‬ ‫المثقف� جعلهم يقفون حائرين انها حقا تستند اىل نظرية االلوان وتمازجها وانسجامها لكن المشكلة ان الحياة‬ ‫ي‬ ‫ض‬ ‫ن‬ ‫‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫انجلوح� انتىه من تمثال موىس �به بقوة وهو يصيح به ‪ -‬انطق ان التكامل‬ ‫فيها وال روح وهذا يذكرنا بمايكل‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫‪..‬‬ ‫الكث� ممن‬ ‫والكمال ي� االعمال االدبية والفنيةمرهون بالموهبة فقط وح� الشعر لم يسلم من هؤالء فقد خرج‬ ‫ي‬ ‫درس واتقن الصنعة ش‬ ‫و�وطها كالتفعيلة والوزن والقافية ولكنه لم يخرج علينا بشعر بل اصبح ناظما له النه كان خاليا‬ ‫من الشاعرية والصورة والخيال ‪ ،‬مجرد نظم تز‬ ‫مل�م ش‬ ‫ين‬ ‫الكث� من االعمال‬ ‫ملزم� ان نقول ان‬ ‫ب�وط الشعر ‪ ..‬وقد نكون‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫االخ�ة تصنع من الكلمة ما يسعدنا ويفيدنا‬ ‫ال� تقوده ‪ ..‬وهذه‬ ‫ي‬ ‫الشعرية ف والقصصية والفنية تفتقر اىل الموهبة ي‬ ‫ف‬ ‫و� القصة نكتشف‬ ‫ويمتعنا ي� آن معا‪ ،‬انها تكشف ذواتنا وتيقظ الطفل الراقد فينا وترينا انفسنا وذواتنا ووجداننا ‪ ،‬ي‬ ‫ت‬ ‫ال� نعرف جزء منه وهو ذاته الذي يفضح ما فعله هؤالء‬ ‫الموجود ‪..‬انها مثل ضوء رائع يرينا الوجود عىل حقيقته ي‬ ‫ف‬ ‫الطارئون الذين كتبوا ومازالوا يكتبون قصصا خالية من الثيمة او الموضوع انك ي� كل االحوال الترى الموهبة ابدا‬ ‫كث�ة ممتعة مع انها‬ ‫فهناك كتاب كتبوا روايات ي‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫التحمل ي� طياتها موضوع مهم مثل حارس ي� حقل الشوفان لسالنجر انها تجربة لطفل فشل ي� دراسته‬ ‫ف‬ ‫ش‬ ‫ت‬ ‫ال� جعلتك تجري‬ ‫وخ� من الذهاب اىل أهله خوفا من العقاب هذا هو كل ي‬ ‫ه ي‬ ‫ما� االمر ‪ ،‬لكن الموهبة ي‬ ‫ي‬


‫االخ�ة وإذا خلت يد الفنان من هذه العصا فأن كل ألوان العالم وألواحها‬ ‫تحولت لدى المبدع اىل ض�بة الريشة‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ال� تخلو من الحياة ‪ ..‬من البهجة ‪..‬من نبض الحياة‬ ‫وريشها تعجز أن ترسم لنا ي‬ ‫غ� الخرابيش ‪ ..‬والصورة‪ ..‬والخطوط ي‬ ‫الجميل الرائع ‪ ،‬من نبض الحياة المقدس المذهل ‪ ،‬وبأعتقادي أن من اليمتلك هذه العصا فعليه أن اليورط‬ ‫نفسه ف� مجد زائف وخلود وهم اليمنحه سوى كأس من ش�اب ف� ش‬ ‫م�ب اتحاد االدباء ‪ ..‬وعليه ان يتذكر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫وه االهم‬ ‫قبل ان يخلد اىل نومه ان لعنة الفن الرديء س�افقه ح� بق�ه ‪ ..‬ذلك انه لم يضف لنا شيئا وأخرى ي‬ ‫ين‬ ‫المبدع� عن ساحة‬ ‫غ�‬ ‫‪ ..‬انه قتل الفن الصادق عن سابق عمد وترصد فعلينا إذن واجب‬ ‫ملحم بان نبعد ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ال� بعيشون فيها اىل الواقع الذي يفتقر اىل وجودهم ي ن‬ ‫وح� نفعل ذلك نكون قد أسهمنا ي� حماية‬ ‫الوهم ي‬ ‫قصص أالمة وتراثها ‪ ..‬وأخ�ا نأمل أن نكون بذلك قد أزعجنا الفرس ‪ ..‬ألننا كنا قد ت‬ ‫إق�بنا من بيته‬ ‫ي‬


‫الكث� من االعمال يكمن جمالها‬ ‫فوق الصفحات بسعادة ونشوة والتريد لهذا الجري ان يتوقف أبدا وثمة‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ي� الرسد الشاعري والحوار القوي المتماسك والمىلء بالمفارقات ‪ .‬ان الدخالء البسوا هذا الفن لباسهم‬ ‫ف‬ ‫الغارق ي� الرمزوالعتمة وألنهم يجهلون كيف يمسكون بالموضوع ويقودون بالفكرة وهم اليعرفون كيفية‬ ‫ف‬ ‫توظيفها بطريقة فنية ليوصلونا اىل شاىطء المعرفة والمتعة ‪ ..‬وبدال من ذلك اوقعونا ي� ثب� القرارة لها‬ ‫ن‬ ‫فعا� القراء من ظلمة قاعه ‪ ..‬ثم ذهبت جماعة مثلهم من النقاد تساندهم ليخرجوهم من ازمتهم فأطلقوا‬ ‫المزيد من التسميات االكاديمية العرجاء ‪ ..‬مرة بحجة الرمزية واخرى بالفنتازيا والحداثة ‪...‬الخ ‪..‬الخ وهكذا نجد ان‬ ‫المعالجة الخاطئة خلقت اشكاليةجديدة وابقت عىل المشكلة بل وحافظت عليها ت‬ ‫ك�ت وسمنت بل وترهلت‬ ‫ح� ب‬ ‫ض‬ ‫والمبدع� ‪ .‬وه مازالت ش‬ ‫ين‬ ‫واستفحلت وصارت تشكل تهديدا واضحا لالبداع‪..‬‬ ‫اليف� بنا‬ ‫تؤ� اىل طريق مبهم‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ال� تخلو من المع� والمعرفة مثل طبيب تاه‬ ‫اىل �ء النه ضاع يب� اللغة المستوردة والمصطلحات االكاديمية ي‬ ‫عنه المرض فراح يتشبث بقشة المصطلح الفاسد ليضيع علينا اميته وعدم مقدرته ‪ ،‬وبهذا ظل بيت الفرس بعيدا‬ ‫آمنا مطمئنا إذ لم ت‬ ‫ين‬ ‫ولسن� طويلة جدا ذرائعهم وحججهم ‪ ..‬كلمات منمقة‬ ‫يق�ب منه أحد ‪ .‬ولهذا ايضا رحنا نسمع‬ ‫ف‬ ‫وه كلمات تصب ي� الدفاع عن عدم قدرتهم عىل إنجاب طفل ينبض بالحياة‬ ‫ومدروسة ألغتيال االدب‬ ‫الجميل ي‬ ‫ف‬ ‫غ� مكانها ‪ ،‬وقد دوخت القراء وأصابت رؤوسهم بدوار‪ ،‬وكان استمرارهم بهذا‬ ‫والعافية‪ .‬كلماتهم فخمة تطلق ي� ي‬ ‫ن‬ ‫المسؤول� عن الصفحات الثقافية ‪ ،‬أذكر حدثا جديرا بأن‬ ‫الفعل وديمومته هو إستنادهم اىل أمية القراء وسذاجة‬ ‫ي‬ ‫يذكر فقد اراد رجل ان يهديه احدهم ويختار ي ن‬ ‫ب� السياسة واالدب فأختار مجلة الردريزدايجست وأرسل لها قصة‬ ‫ين‬ ‫االمريك هاري ترومان وهو يشكر‬ ‫غ� الكتابة مهنة له هذا ماذكره الرئيس‬ ‫وح� إطلعوا عليها نصحوه ان يمتهن ي‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ال� جعلت منه رئيسا‪ .‬وإذا اردنا جانب الصواب فأنه لم تصدمنا قصة ‪..‬ولم تهزنا من أكتافنا‬ ‫المجلة عىل نصيحتها ي‬ ‫التفك� لحظة ألنها تغيب عن بالنا لحظة االنتهاء منها ‪ ،‬وتتبع هذا أ لمشوار‬ ‫قصة ‪ ..‬ولم توقفنا للتساؤ ل أو تدعونا اىل‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫يب� بأنقراض مخيف ‪ ..‬مثلما حدث للدينصورات‪ ،‬انه إنقراض‬ ‫ش‬ ‫ح ‪..‬ولهذا مرة أخرى ننتفض جميعا ونقول كلمتنا ألنها بقت مخنوقة لزمن طويل‬ ‫ح ‪ ،‬هو قتل لكائن ي‬ ‫ل�ء ي‬ ‫ن‬ ‫تع� ض�بة الريشة‬ ‫‪ ،‬ننتفض ألن مالذ المشكلة ترك آمنا بالحل‪ ..‬وقد رصفوا النظر عن عصا موىس ألنهم اليعرفون ما ي‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫الس� بها وكيفية إستخدامها لتفعل فعلها ي�‬ ‫واليعرفون شيئا عن تلك‬ ‫العصاال� تركوها عىل الرف النهم اليعرفون ي‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫أوف�‬ ‫اد�‬ ‫ال�‬ ‫يجب ان يحملها كل عمل ب ي‬ ‫ي‬ ‫الناس وتؤثر فيهم ‪ ..‬تهزهم وتهزمهم ح� ي�اجعوا أو يتقدموا ‪..‬انها المعجزة ي‬ ‫ف‬ ‫‪ ،‬المعجزة ت‬ ‫ال� تهز الوجدان ‪..‬وتهز كيان المرءبصورها ومعانيها ولغتها ونغمتها وتؤثر ي� سلوكه العام وكل هذه الفنون‬ ‫ي‬ ‫القص�ة وهذا موضوعنا ‪ ..‬ي ن‬ ‫ح� تفتقر اىل المعجزة ‪ ..‬اىل ض�بة‬ ‫بالتال تراث عليه ان يحمل معه معجزته والقصة‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫الريشة القوية ‪ ،‬فأنها ستب� قصة لعينة تافهة التقودها موهبة أو دراية أو إبداع أو خلق‬ ‫تس� حسب النظام ‪..‬مدخل ‪+‬معظلة ‪ +‬حل ‪+‬خاتمة موفقة ‪..‬‬ ‫أنها فقط تحمل معها جواز سفر ‪،‬جواز مرور يؤكد أنها ي‬ ‫ومن حق الجميع أن يتسأل هل ان إنتشار الخطأ يفند الصحيح وهل يمكننا القول ان الكاتب الدخيل يمكنه الوصول‬ ‫ف‬ ‫يز‬ ‫ين‬ ‫ويتم� هؤالء بأنهم اليستحون أبدا من نتاجهم ‪..‬‬ ‫الوظي� ‪،‬‬ ‫بالمسؤول� او بسبب موقعه‬ ‫اىل الصدارة بسبب معرفته‬ ‫تي‬ ‫ش‬ ‫ت‬ ‫ين‬ ‫ال�‬ ‫لهذا نسىع اىل‬ ‫المسؤول� عن االقسام الثقافية ونناشدهم بأسم ال�اث الجيد ان يتوقفوا عن ن� األعمال ي‬ ‫التمتلك ف� يدها عصا موىس والتحمل ي ن‬ ‫ب� اسطرها المعجزة وأعتقد ان القراء يعرفون ذلك جيدالذلك نشأت‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫كب�ة ي ن‬ ‫الثقا�‬ ‫كب� ي� صناعة هذا الواقع‬ ‫ب� النقاد من الدخالء وبينهم ‪،‬وكان لألسماء المعروفة شأن ي‬ ‫هوة ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ف ف‬ ‫المؤلم ألنهم باركوه وزفوه اىل الناس بطبول وهالهل ‪ ..‬ق‬ ‫‪،‬والخ�اء ي�‬ ‫الثقا� ي� الصحف‬ ‫ويب� المسؤول‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫الدوائر الثقافية االخرى هم الذين يمنحون لهذه الجثة الهامدة صفة الحياة والحيوية ‪ ..‬وبعضهم كان له‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫أن� الأرى بارقة‬ ‫ان� أحس أن هذا الهم‬ ‫أتعب� ويزيده ي‬ ‫ي‬ ‫باع طويل ي� تحطيم مقولة االدب الرفيع ‪..‬الحقيقة ي‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫وخو� ان تصبح ه ت‬ ‫ش‬ ‫ال�اث حينها أشعر اننا نساهم ي� حفر‬ ‫منت�ة‬ ‫أمل ي� نهايته الن االعمال الرديئة مازالت‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫و� النهاية أجد أنه ومن باب أوىل أن نؤكد ان عصا موىس‬ ‫الق� الذي سيضم رفات فاسد ي‬ ‫ب‬ ‫وغ� معقول ‪ ..‬ي‬



‫حوار قليل بيننا‬ ‫ترجمة ‪:‬حميد عبدالله بانه يى‬

‫“شعر»‬ ‫كه زال ابراهيم خدر‬ ‫‪1‬‬ ‫تستطيع أن متسك يدي‬ ‫وتسدل شعري عىل كتفيك‬ ‫ولكنك لن تستطيع‬ ‫قط ان تكون حاجزا‬ ‫امام من يغتالني‬ ‫‪2‬‬ ‫تجعل من عينيك طريا‬ ‫وتهديه اىل عيش‬ ‫تجعل من شفتيك برعام‬ ‫وتعلقه عىل عروة صدري‬ ‫ولكن واىل اآلن التستطيع‬ ‫ان تصنع من يديك سكينا‬ ‫تقطع بها السنة‬ ‫من يتسببون يف آالمي‬ ‫‪3‬‬ ‫تساقطت أوراق الخريف الشاحبة‬


‫‪7‬‬ ‫هناك عاشق‬ ‫يشبهك وال يشبهك‬ ‫هناك وسيم‬ ‫يشبهك وال يشبهك‬ ‫كم أحاول‬ ‫ان أطرق باب قلب آخر‬ ‫اليوجد باب‪ ،‬يشبة قلبك‬ ‫‪8‬‬ ‫قلب‪،‬قلبان ‪،‬ثالثة قلوب‬ ‫اجعلها منزال‬ ‫إلسرتاحة روحك‬ ‫عني ‪،‬عينان ‪،‬ثالث أعني‬ ‫ألرى فراشة رغباتك‬ ‫شفة ‪،‬شفتان ‪،‬عرشات الشفاة‬ ‫ألنطق بها أسمك‬ ‫وان مل يبق كل هذا‬ ‫سأجعل روحي فدا ًءك‬


‫وحولت فتاة قميصها اىل أصفر‬ ‫ولكن حني اصفر محياك‬ ‫أصبحت كل أشجار هذه املدينة‬ ‫حاجزا أمام السامء‬ ‫وأسدلت الستائر أمام الشمس‬ ‫‪4‬‬ ‫انت قطعة من روحي‬ ‫وانا قطعة من فؤادك‬ ‫ولكن واىل يوم الهالك‬ ‫حتى ان وصلت اىل ظيل‬ ‫لن اصل اليك‬ ‫‪5‬‬ ‫ضم رأسك اىل صدري‬ ‫فال توجد واحدة مثيل‬ ‫تفهم آالم قلبك املضطرب‬ ‫والتوجد أخرى‬ ‫تعلمت دروس العشق معك‬ ‫ومن التى تفهم‬ ‫شهقات نفسك‬ ‫‪6‬‬ ‫يف الليل لن تصبح ضيفا عىل القلب‬ ‫والتزورين يف النهار‬ ‫كنجمة يف وضح النهار‬ ‫وشمس لن ترشق يف الليل‬



‫الربيع‬ ‫مريم باجي‬ ‫بما أن فصل الربيع أقبل علينا سنضطر فطريا لتغيير عدة أمور من حولنا في الملبس‬ ‫و في ديكور البيت و عدة أمور أخرى ‪ ،‬أغلبنا سيرجع المالبس الشتوية للخزانة و‬ ‫يخبئ المدفأة و األغطية التي كان يستعملها في الفترة الشتوية و يستبدلها بأفرشة‬ ‫بسيطة و مالبس خفيفة ال تجلب له الحرارة الزائدة و يشعر معها بجو معتدل ‪ ،‬و‬ ‫البعض اآلخر و هم أصحاب الذوق الرفيع و األحاسيس الرقيقة ال يكفيهم هذا الفعل بل‬ ‫يفكرون في إضافة جو ربيعي جميل لحياتهم في هذه الفترة ‪.‬‬ ‫هناك عدة أفكار تجعل الفرد يعيش فترة الربيع بطابع مختلف عن بقية الفصول و‬ ‫يحس فيه بتميز و الجمال من بينها ‪:‬‬ ‫يك� أن ت‬ ‫* المالبس ‪ :‬ال ف‬ ‫لك ال نشعر بالحرارة هناك أمور‬ ‫نش�ي مالبس خفيفة‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أخرى يجب أن ندقق معها ف� إختيارنا لما سنلبسه ف� هذه ت‬ ‫الف�ة ‪ ،‬فلو نالحظ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫ز‬ ‫ز‬ ‫بمم�ات عديدة من بينها‬ ‫با� الفصول ي‬ ‫الطبيعة مثال سنجد أن الربيع ي‬ ‫يتم� عن ي‬ ‫ث‬ ‫غ� ذلك من األلوان ت‬ ‫ال� ال‬ ‫و‬ ‫البنفس�‬ ‫و‬ ‫الوردي‬ ‫مثل‬ ‫اهية‬ ‫ز‬ ‫ال‬ ‫األلوان‬ ‫بروز‬ ‫و‬ ‫ة‬ ‫ك�‬ ‫ج‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف ق‬ ‫با� الفصول و ت‬ ‫ال� تكسوا الطبيعة بعدة أشكال و أهم أشكالها و ألوانها‬ ‫تظهر ي� ي‬ ‫ي‬ ‫تظهرها األزهار ‪ ،‬و عليه من األفضل أن نختار مالبسا ذات ألوان زاهية أو تظهر بها‬ ‫رسوم لألزهار ‪ ،‬لكل شخص ذوقه الخاص كما أننا مختلفون فيما يتناسب معنا لهذا‬ ‫ليس ش�طا أن نختار نفس الملبس لكن من األحسن أن تكون إختياراتنا تناسب هذا‬ ‫الفصل ‪.‬‬ ‫ف‬ ‫للم�ل ه أحسن ت‬ ‫الم�ل ‪ :‬بالنسبة ن ز‬ ‫* نز‬ ‫ف�ة لزراعة الزهور ي� الحديقة أو جلب الزهور‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫نز‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫تزي� ال�فة أو النافذة باألزهار و‬ ‫للم�ل و وضعها ي� المزهرية ‪ ،‬كما أننا نستطيع ي‬ ‫الورود ‪.‬‬ ‫نستطيع أيضا شراء تحف أو صور تجسد الطبيعة الخضراء و الربيع و نقوم بتعليقها‬ ‫في المنزل لزينة ‪ ،‬أما األفرشة فمن األحسن إختيار أفرشة بألوان ربيعية أو بها رسم‬ ‫للورد ‪ ،‬كل هذا سيجعل من المنزل شبيها لطبيعة فوق الجبال و في األماكن الخضراء‬ ‫‪.‬‬ ‫نز ف‬ ‫ف‬ ‫* ف� الحياة اليومية ‪ :‬من األحسن أن نستغل ت‬ ‫الت�ه ي�‬ ‫ف�ة الربيع ي� الرحالت و‬ ‫ي‬


‫ال�هة ف� هذه ت‬ ‫األماكن الخ�ض اء ‪ ،‬ستكون ن ز‬ ‫الف�ة مفيدة لنفسانيتنا كما أنها ستساهم‬ ‫ي‬ ‫ف ي� جمع شمل العائلة و جمع الذكريات الرائعة ‪.‬‬ ‫ف‬ ‫* المكياج ‪ :‬بالنسبة للمرأة ي� فصل الربيع من األحسن أن تختار مكياج خفيف‬ ‫البنفس� ‪ ،‬و أن تركز عىل‬ ‫تسوده األلوان الحالمة و اللطيفة مثل الوردي و‬ ‫ج‬ ‫ي‬ ‫جعل المكياج يتناسب مع مالبسها ‪ ،‬كما عليها أن تبتعد عن األلوان ت‬ ‫ال�ابية و إن‬ ‫إستعملت أحمر الشفاه باللون األحمر عليها أن تتجنب جعل ظالل العيون إال إن‬ ‫كان باللون ض‬ ‫الف� الخفيف أو األبيض اللماع ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫هناك أشخاص تجدهم حريصين في التفكير بموضوع تغيير حتى نوع طعامهم في هذا‬ ‫الفصل و هذا أمر فطري ال يحتاج دراسة ‪ ،‬فجسم اإلنسان مبرمج بعد الشتاء لبحثه‬ ‫عن األكالت الخفيفة و يستمر ذلك حتى بعد فصل الصيف و لو نالحظ الطبيعة مرة‬ ‫أخرى سنجد أن كل فصل ينتج نوعا معينا من الخضراوات أو الفواكه ‪ ،‬لهذا ال توجد‬ ‫أفكار لربيع في إختيارنا لنوع محدد من الطعام و ال يوجد إال نصيحة واحدة و هي أن‬ ‫نختار الغذاء الصحي الذي ال يضر أجسادنا ‪ ،‬أما بالنسبة لتزيين الطعام فال ضرر من‬ ‫تزيينه كما نحب و ال ضرر أن نزينه بأفكار نريد أن نحس فيها بأننا في فصل الربيع ‪.‬‬ ‫كانت هذه بعض األفكار و النصائح لإلستمتاع بفصل الربيع و اإلحساس بجماله ‪ ،‬و‬ ‫كما قلت سابقا لكل منا ذوقه الخاص و لكل فرد منا ما يناسبه ليس شرطا أن نختار‬ ‫نفس اإلختيارات لكن األحسن أن نحاول إختيار ما يتماشى مع فصل الربيع و ما‬ ‫يناسبه ‪.‬‬



‫أال تعلم كم أتألم‬ ‫غبت‬ ‫دون سؤال‬ ‫وكأني‬ ‫ال أخطر لك على بال‬ ‫أرسل لك المرسال تلو المرسال‬ ‫وأنت تسوق لي‬ ‫الدّالل‬ ‫واللؤم‬ ‫كأيامي‬ ‫واآلن‬

‫لعلّه حان األوان‬ ‫أن أكسر كفة الميزان‬ ‫وأستفيق‬ ‫من دنيا الوهم‬ ‫يا رفيق‬ ‫أضناني‬ ‫هدني الشوق العتيق‬ ‫سأبحث‬ ‫عن الطريق‬ ‫يا هيامي‬ ‫ولكنني لن أعود‬ ‫لن ألقي المزيد من العهود‬ ‫سأحطم في روحي‬ ‫الناي والعود‬ ‫ولن أغني لعينيك‬ ‫تشيزوفرينيا_الحروف‬


‫دم ُع أقالمي‬ ‫د‪ .‬هويدا شريف‬ ‫في دروب الحب‬ ‫تاهت ّ‬ ‫الطريق من‬ ‫أقدامي‬ ‫خسرت شجاعتي‬ ‫وإقدامي‬ ‫وعدت ككل العاشقات‬ ‫خائبة‬ ‫أحمل فوق أكتافي‬ ‫جراحاتي‬ ‫وأالمي‬ ‫وعكفت على ورقة‬ ‫بيضاء‬ ‫كقلبه‬ ‫أكتب مرثياتي‬ ‫بدمع أقالمي‬ ‫يا فارس أحالمي‬ ‫وأوهامي‬ ‫من أنت‬ ‫وأين أنت‬ ‫يا صاحب القلب‬ ‫األبيض‬ ‫والرداء‬ ‫ّ‬ ‫األبيض‬


‫‪Happy Mothers‬‬ ‫‪Day‬‬ ‫‪from Ya 7elween‬‬ ‫!‪Magazine‬‬

‫كل يش ٍء يف الوجود حتى موعد رحيل الوجود‬ ‫" األ ُم ُّ‬ ‫عن كائن الوجود"‬ ‫د‪.‬حسن فرحات‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.