July Ya 7elween

Page 1

‫يا حلوين‬

‫‪7‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪y‬‬ ‫‪l‬‬

‫‪u‬‬

‫‪J‬‬ ‫|‬ ‫‪6‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪e‬‬ ‫‪u‬‬

‫‪celebrity l luxury l diversity l aristocracy‬‬

‫الرجل المتل ِّهف والمرأة المتم ِّلصة‬ ‫د‪.‬حسن فرحات‬

‫‪Iss‬‬

‫العدام ليس حال ً‬ ‫إ‬

‫مريم حرب‬

‫الفخار‪ ...‬حرفة من ال ّتاريخ‬ ‫كارال الحداد‬

‫ال�جمة وحوار الثّقافات‬ ‫تّ‬ ‫ت‬ ‫المهمش‬ ‫تفعيل‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫اتيج‬ ‫اس�‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫د‪ .‬إبراهيم أحمد ملحم‬

‫!!!! ‪Horoscopes‬‬

‫قراءة نقد يّة‬ ‫لكتاب ‪ :‬يا مجمع ال ّلغة العرب ّية أنقذنا من هذا ال ّنحو‬ ‫للد كتور إميل بديع يعقوب‬ ‫ّ‬


‫ض‬ ‫لماذا ير� الزوجان بالخيانة المتبادلة؟‬ ‫كارال الحداد‬

‫الخيانة الزوجية باتت من الظواهر أ‬ ‫ال� ي ن‬ ‫ال ثك� رواجا ف ي� المجتمع ومصارحة ش‬ ‫تعت� من أبرز الدالئل‬ ‫يك� بهذه الخيانة بات أمرا عاديا‪ .‬هذه المصارحة ب‬ ‫ئ‬ ‫الثنا� ض‬ ‫ن‬ ‫و�ورة اللجوء اىل الطالق‪ .‬ولكن إىل أي مدى تشكّل هذه المسألة واقعاً إنتقامياً من ش‬ ‫ال�يك‪ ،‬وما هي أسبابها؟‬ ‫عىل عدم صحة العالقة يب� ي‬

‫تخترص أ‬ ‫ئ‬ ‫السباب ت‬ ‫بالتال‪:‬‬ ‫ال� تجعل من الخيانة‬ ‫ّ‬ ‫الزوجية المتبادلة مقبولة من ي‬ ‫الثنا� ي‬ ‫ي‬ ‫والجتماعية ت‬ ‫ـ التقاليد ت‬ ‫وتبعيتها له وإعطائه حق التمتع بها بينما جعلتها خاضعة له ولرغباته‬ ‫يسمى بسيادة الرجل عىل المرأة‬ ‫ال�بوية إ‬ ‫ال� أفرزت ما ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫الجنسية من أهم ي ز‬ ‫وبررت للرجل أي سلوك يأتيه بما ي� ذلك الخيانة‪،‬‬ ‫واعت�ت القدرة‬ ‫مجدت الذكورة ب‬ ‫الجنسية أيضاً‪ .‬هذه الموروثات ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مم�ات الرجولة ّ‬ ‫ترصفها وخيانتها‪.‬‬ ‫لها‬ ‫ر‬ ‫ت�‬ ‫وال‬ ‫أة‬ ‫ر‬ ‫الم‬ ‫ترحم‬ ‫ال‬ ‫وقاسية‬ ‫مختلفة‬ ‫نظرة‬ ‫أة‬ ‫ر‬ ‫الم‬ ‫لخيانة‬ ‫ولكن‬ ‫ب‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫عت� الخيانة المتبادلة أسلوباً‬ ‫إنتقامياً أو طريقة عيش اعتاد الزوجان‬ ‫ـ قد يتقبل أحد‬ ‫الطرف� فكرة ف خيانة االخر ف له‪ ،‬إذا كان يخونه بدوره وعاد ًة ما تُ ب‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫الزوج� اللجوء إىل خيار االنفصال بأرسع‬ ‫ويتوجب عىل‬ ‫العائلية يغ� سليمة الب ّتة‪،‬‬ ‫اللجوء إليها وباتت أمراً عادياً ي� حياتهما‪ .‬ي� هذه الحالة‪ ،‬تكون البيئة‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وقت ممكن‪.‬‬ ‫ـ قد تقبل المرأة بخيانة الرجل لها إذا كان مثال ً ال يهتم بنظافته الشخصية ما يدفعها للنفور منه‪ ،‬وهي ض‬ ‫تر� بخيانته لها طالما يبعد منها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ين‬ ‫ـ الضياع والفراغ العاطفي ي ن‬ ‫الزوج� يدفعان بالفرد إىل البحث عن االهتمام‪.‬‬ ‫ب�‬ ‫ض‬ ‫ت� الرجل بخيانة زوجته إذا لم يعد يحبها وصار يُهملها‪.‬‬ ‫ـ قد ير ي‬

‫تقبل المرأة بخيانة زوجها لها فقط لعدم قدرتها عىل ترك أوالدها أو‬‫التسبب بفضيحة ف ي� عائلتها أو خوفها من عدم قبول أهلها بالرجوع إليها تج ّنبا‬ ‫ّ‬ ‫خاصة عندما تصبح من ال ّنساء المط ّلقات‪.‬‬ ‫لكالم الناس‪ .‬قد تخاف المرأة من نظرة المجتمع لها‪ّ ،‬‬ ‫ف‬ ‫ئ‬ ‫وخاصة خالل تف�ة‬ ‫جيدا قبل الزواج‬ ‫أخ�ا‪ ،‬الحياة‬ ‫الزوجية هي ي‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫الثنا� التعرف عىل بعضهم ّ‬ ‫ّ‬ ‫مس�ة طويلة أبديّة‪ ،‬لتج ّنب الوقوع ي� الخطأ والخيانة‪ ،‬عىل ي‬ ‫الخطوبة حرصا منهم عىل إستمرار العالقة والحب بينهما‪.‬‬


‫الرجل المتل ِّهف والمرأة المتم ِّلصة‬ ‫د‪.‬حسن فرحات‬

‫ال� بسببها ث‬ ‫ت‬ ‫دعته ي ش‬ ‫المقاهي‬ ‫زوار‬ ‫يك� ُ‬ ‫لك ي�ب قهوة الصباح معها مع أنّه ال شيحب القهوة بل ّيود مرافقتها لمعرفة رس هذه القهوة ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫وإىل الحلوى دون أن يتذوقها لنَّه‬ ‫إليها‬ ‫ينظر‬ ‫وهو‬ ‫الحلوى‬ ‫بأكل‬ ‫بدأت‬ ‫القهوة‬ ‫بها‬ ‫و�‬ ‫ال‬ ‫طوي‬ ‫مجالستها‬ ‫بعد‬ ‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫الباكر‬ ‫الصباح‬ ‫�‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫يعا� من الربو ‪ .‬فانتهى الصباح وحان‬ ‫يعا� من داء السكر ‪ ،‬والحقاً بدأت بطلب االرغيلة ‪.‬وهو ينظر إليها مندهشاً ال يستطيع ش�بها لنَّه ف ي‬ ‫ي‬ ‫أوان الظهر وحان أ وقت الغداء ‪ ،‬فانتقلت من المقهى إىل أالمطعم المجاور ذي النجوم الخمسة ي� شارع الحمراء ي� يب�وت ‪ ،‬وبدأت‬ ‫ُ‬ ‫بطلب وجبات الكل الفاخرة وتم ّنت عليه أن يطلب من الكل ما تشتهيه نفسه ‪ ،‬ففعل استمتعا طويال ً ت‬ ‫ح� حل ّ المساء وتعشيا معاً ‪،‬‬ ‫مستغرب من تكرار مشهد الصباح ‪..‬‬ ‫طبعاً ش�بت القهوة واالرغيلة وتح ّلت بالحلوى وهو‬ ‫ٌ‬ ‫محفظ� أ‬ ‫حان موعد دفع الفاتورة ‪ ،‬فوضعت يدها ف� جيبها فلم تجد المال ‪ ،‬فقالت له‪ :‬هللا يلعن الشيطان لقد نسيته ف‬ ‫ت‬ ‫الخرى ف ي�‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫البيت ‪ ،‬هل لك يا صديقي أن تدفع الفاتورة‪ ..‬فاحمر وجهه ودفعها عىل مضض قائال ً ف ي� ف نفسه أهذا ما يفعل َنه ِّكل يوم ‪ ..‬عند االنتهاء‬ ‫من الدفع ركبت التاكس وطلبت منه أن يرافقها إىل مدخل البناية النّها ش‬ ‫كث�اً لمرافقتها ع ّله‬ ‫تخ� الوحدة ي� داخل‬ ‫التاكس ‪ ،‬ففرح ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫قضاه معها و التقليل من أ‬ ‫الزمة المالية ت‬ ‫ال� قد سببتها الفاتورة الباهظة ‪ ..‬ركبا معاً وتسامرا معا وأمضيا وقتا ممتعاً‬ ‫يعوض الوقت الذي‬ ‫ف ّ‬ ‫ي‬ ‫تجاوز حدود آ‬ ‫الداب ‪.‬‬ ‫التاكس دون‬ ‫ي�‬ ‫ي‬ ‫ف� نهاية المطاف وصال معاً ت‬ ‫التاكس وانطلق السائق مرسعاً ‪ ..‬أ عندها قالت له شكراً لك عىل‬ ‫ح� باب البناية ‪ ،‬فقام بدفع أجرة‬ ‫ي‬ ‫افق� اليوم وعىل كرمك ‪ ،‬وهذا تلفون سامسونغ بإمكانك أن تطلب تاكس ت‬ ‫يمر ت‬ ‫ح� تذهب إىل البيت لن الوقت متأخر ‪ ،‬وموعدنا غداً‬ ‫ال�ء وعندما وصل البيت لم يجد المفتاحي ‪..‬فانتظر خارج البيت ت‬ ‫صباحاًي ‪ ...‬انرصف غاضباً بعض ش‬ ‫ح� الصباح ‪.‬وانطلق إىل المقهى‬ ‫الملعون فوجد المفتاح عىل الطاولة ي‪ ،‬فلمح فتاة البارحة ف� الطاولة المجاورة برفقة شخص آخر عليه هيئة ن‬ ‫الغ�‪ ،‬عندها أخذ مفتاح‬ ‫ي‬ ‫بيته‪ ،‬وخرج من شارع الحمراء عائداً إىل مطعم ف ي� الضاحية الجنوبية ‪،‬وصاحبه أبو قاسم‪ ،‬الذي كان يقدم لكل زبائنه بدون مقابل كأساً‬ ‫من الشاي بعد االنتهاء من وجبة الفول الصباحية‪.‬‬ ‫ت‬ ‫ال� كانت تقطف الفول من الحقل القريب ف ي� قريته‪ ،‬وتجففه لتأكله العائلة ف ي� الشتاء‪.‬‬ ‫كان لصحن الفول مذاق أعاد إليه ذكرى والدته ي‬ ‫ت‬ ‫يبش له وهو‬ ‫ال� قدمت له صحن الفول‪ ،‬وأن أبا قاسم صاحب المطعم كان ُّ‬ ‫نعم كان وحده عىل الطاولة‪ ،‬ولكنه كان يشعر أن أمه هي ي‬ ‫يأكل بشهية كما كان يفعل والده منذ زمن بعيد‪.‬‬


‫عالم الطبيعة هو ذلك العالم النقي الذي ال يزال محافظا عىل تركيبته أ‬ ‫الصلية ‪ ،‬و رغم أن إالنسان حاول التدخل‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ال� يأخذ منها و بشكل دائم عدة أمور يحتاجها ف ي� حياته اليومية‬ ‫فيه إال أنه مازال‬ ‫يحتفظ ب�كيباته الفعالة و أالمفيدة ت ي‬ ‫ف‬ ‫أو ف� نشاطاته أو � ت‬ ‫ال� تفيد الفرد لحل مشاكله ‪.‬‬ ‫مور‬ ‫ال‬ ‫من‬ ‫ها‬ ‫غ�‬ ‫أو‬ ‫اعاته‬ ‫إخ�‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ب� أهم أ‬ ‫ض‬ ‫المور ت‬ ‫ و من ي ن‬‫المستح�ات الخاصة بالجمال " ‪ ،‬لذاك ستجد‬ ‫ال� كان لعالم الطبيعة دور فعال بها هي "‬ ‫ي‬ ‫المستح�ات أن نسبة المكون الطبيعي غالبة عىل ق‬ ‫دائما ف‬ ‫ض‬ ‫با� مكوناتها لما يحمله هذا العنرص من فوائد ‪.‬‬ ‫هذه‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ي‬

‫ لكن هل تساءلت يوما ما عن رس المكون الطبيعي الموجود ف‬‫ض‬ ‫مستح�ات التجميل ؟ و هل بحث عن الفوائد ت‬ ‫ال�‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫يز‬ ‫يتم� بها ؟ و هل جربت هذا المكون ف ي� وصفة طبيعية‬ ‫ما ؟‬

‫ف‬ ‫ض‬ ‫المستح�ات‬ ‫مقال هذا سأساعدك عزيزي القارئ عىل معرفة أهم العنارص الطبيعية المستعملة ف ي� صناعة "‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ث‬ ‫ال� تستطيع أي‬ ‫خ� سأعطيك بعض الوصفات الخاصة‬ ‫الخاصة‬ ‫بالجمال " و أهم فوائدها و ي� ال ي‬ ‫بالنساء أك� ‪ ،‬و ي‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ال� ي ز‬ ‫يتم� بها عالم الطبيعة‬ ‫إمرأة‬ ‫ي‬ ‫تحض�ها ي� بيتها بكل سهولة و ستالحظ بعد تجربتها بعض العجائب ي‬ ‫ض‬ ‫المستح�ات الخاصة بالجمال ‪:‬‬ ‫‪ _1‬أهم العنارص الطبيعية المستعملة لصناعة‬

‫ض‬ ‫المستح�ات الخاصة بالجمال سواءا تلك الخاصة ش‬ ‫بالب�ة أو الشعر ستجد مكونات‬ ‫عندما تتفقد مكونات بعض‬ ‫طبيعية أساسية ‪،‬و باختالف المنتوجات و المصانع‬ ‫تختلف المكونات ‪ ،‬لكن هناك مكونات طبيعية هامة يستعملها أغلب مخابر التابعة لمصانع صناعة مواد التجميل و‬ ‫ال يستغنون عنها و أهمها ‪:‬‬

‫أ‬ ‫آ‬ ‫ف‬ ‫الصبار‬ ‫لوف�ا ‪ :‬و ال ي‬ ‫ال آ ي‬‫لوف�ا هو اسم يطلق عىل الهالم الموجود ي� أوراق ّ‬ ‫لوف�ا فوائد تجميلية عديدة فهي تقوي الشعر و تعالجه من مختلف مشاكله ‪ ،‬كما أنها مفيدة ش‬ ‫للب�ة و هي مادة‬ ‫و لل ي‬ ‫ف‬ ‫طبيعية مستعملة منذ القدم ي� أمور التجميل و الطب ‪.‬‬ ‫ العسل ‪ :‬هو مادة تخلق ف� الطبيعة و يستعمل هو آ‬‫الخر ف� أمور الطب و التجميل ث‬ ‫كث�ة‪.‬‬ ‫بك�ة لما يحتويه من فوائد ي‬ ‫ي‬ ‫ف ي‬ ‫ث‬ ‫ش‬ ‫ش‬ ‫ اللوز ‪ :‬يحتوي اللوز ي� تركيبته عىل مواد فعالة و مدهشة تفيد الب�ة بك�ة و تساعد عىل بقائها م�قة و صافية‪.‬‬‫ الحلبة ‪ :‬هي أ‬‫الخرى مادة طبيعية قديمة إالستعمال ‪ ،‬لها عدة فوائد ت‬ ‫ح� سماها البعض بنبات الذهب ‪ ،‬تعالج عدة‬ ‫مشاكل سواءا كانت خاصة بالجسم أو ش‬ ‫الب�ة أو الشعر ‪ ،‬هي مكون طبيعي يستعمل ف ي� صناعة أغلب مواد التجميل‬ ‫بسبب فوائدها العديدة ‪.‬‬ ‫ الصويا ‪ :‬تحتوي الصويا عىل مجموعة من الفيتامينات و الفوائد جعلتها محل بحث علمي دائم ‪ ،‬كما أنها ساعدت‬‫الب�ة و الجسد ‪ ،‬لذلك هي أ‬ ‫ض‬ ‫الخرى تستعمل ث‬ ‫إالنسان عىل إيجاد حلول لعدة مشاكل تخص ش‬ ‫مستح�ات‬ ‫بك�ة ف ي� إنتاج‬ ‫التجميل ‪.‬‬ ‫آ‬ ‫ف‬ ‫ض‬ ‫ البيض ‪ :‬مكون طبيعي هو الخر يستعمل ث‬‫بك�ة ي� صناعة مستح�ات التجميل و لقد استعمله إالنسان منذ القدم‬ ‫وت� ث‬ ‫‪ ،‬يحتوي عىل بال� ي ن‬ ‫بك�ة و ف ي� تركيبته تتواجد مكونات بناءة و مجددة للخلية ش‬ ‫الب�ية خاصة ف ي� صفاره ‪ ،‬أما بياضه‬ ‫فيحتوي عىل مكونات تساعد عىل حماية الخلية ش‬ ‫الب�ية و تقوية نشاطها ‪.‬‬


‫جمالك من الطبيعة‬ ‫مريم باجي‬


‫ض‬ ‫أح�ي حبوب الصويا ثم قومي بطحنها ‪ ،‬ثم أضيفي لها زيت الحلبة ‪ ،‬ضعي هذا المزيج ف ي� زجاجة محكمة‬ ‫ين‬ ‫تستطيع� استعمال هذا المزيج و‬ ‫إالغالق و احتفظي بها ف ي� مكان جاف لمدة ثالث أيام ‪ ،‬بعد مرور ثالث أيام‬ ‫لتكب� الصدر و المؤخرة ‪.‬‬ ‫الدهن به لتخلص من مشاكل‬ ‫النمش و اسوداد المناطق الحساسة بالجسم ‪ ،‬كما أنه مفيد ي‬ ‫ و ف� أ‬‫ف‬ ‫خ� أقول رغم ن‬ ‫مقال هذا أهمية عالم الطبيعة و فوائد بعض النباتات أو المواد الموجودة به‬ ‫�‬ ‫ذكرت‬ ‫أن�‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي ي‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫كب�ا يحتوي عىل كنوز و فوائد مازلنا ح� لم نكتشفها بعد ‪.‬‬ ‫إال أنه مازال عالما غامضا ي‬ ‫‪ -‬لذا فالنحافظ عىل الطبيعة و لنحاول إالستفادة من الطبيعة بقدر المستطاع فهي العالم الذي ينفع و ال ضي� ‪.‬‬


‫ الحليب ‪ :‬يحتوي الحليب هو آ‬‫ض‬ ‫الخر عىل مواد بناءة و منشطة للخلية ش‬ ‫مستح�ات‬ ‫الب�ية و يستعمل ف ي� صناعة‬ ‫التجميل ألنه مفيد ث‬ ‫بك�ة ش‬ ‫للب�ة ‪.‬‬ ‫بك�ة ف‬ ‫الكث�ة ت‬ ‫ جوز الهند ‪ :‬يستعمل ث‬‫ال� تفيد خاصة الشعر ‪.‬‬ ‫فوائده‬ ‫بسبب‬ ‫التجميل‬ ‫مواد‬ ‫صناعة‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ الحناء ‪ :‬نبتة تستعمل منذ القدم ف ي� عدة مجاالت خاصة بعد رحيها ‪ ،‬و هي مفيدة لشعر ‪.‬‬‫بك�ة ف� صناعة مواد التجميل ‪ ،‬و ت‬ ‫كانت هذه أهم المواد الطبيعية المستعملة ث‬ ‫كب�ة جعلتها‬ ‫ال� تحتوي عىل فوائد ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫العنرص أ‬ ‫ض‬ ‫مستح�ات التجميل‪.‬‬ ‫ساس ف ي� صناعة‬ ‫ال‬ ‫أك� المواد الطبيعية المستعملة �ف‬ ‫توجد نباتات و يمواد طبيعية أخرى تستعمل ف� هذا الميدان ‪ ،‬و أنا قمت بذكر ث‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ض‬ ‫مستح�ات التجميل ‪.‬‬ ‫مجال صناعة‬ ‫‪ _2‬وصفات جمالية طبيعية تستطيع المرأة إعدادها بسهولة ف ي� البيت ‪:‬‬ ‫ وصفات تفيد الشعر ‪:‬‬‫ض‬ ‫أح�ي صبارة و أخرجي الهالم الموجود بداخلها أضيفي له صفار بيضة أخلطيهم مع بعض ‪ ،‬ثم ضعيهم ‬ ‫ف ي� مكان فئ‬ ‫دا� لمدة ساعة ‪ ،‬ثم ضعي المزيج ف ي� شعرك و اتركيه عليه مدة ساعة و نصف ‪ ،‬كرري هذه الوصفة يوميا و‬ ‫ين‬ ‫ستالحظ� بعد شهر قوة و جمال شعرك اللذان يزدادان يوما بعد يوم ‪.‬‬ ‫ض‬ ‫أح�ي الحلبة المطحونة و أخلطيها مع الحناء المطحونة ( بالنسبة لمقدار الحناء المستعمل يكون نصف كمية‬ ‫دا� ‪ ،‬ثم ضعي المزيج فوق شعرك و أتركيه عليه ت‬ ‫الحلبة ) ‪ ،‬إمزجيهم مع بعض بماء فئ‬ ‫إغسل‬ ‫ح� يجف ‪ ،‬و بعدها‬ ‫ي‬ ‫شعرك و مع أ‬ ‫ين‬ ‫ستالحظ� شعرك يزداد جماال و قوة و طوال يوما بعد يوم ‪ ،‬كما أن هذه الوصفة تعالج مشكلة‬ ‫اليام‬ ‫تساقط الشعر ‪.‬‬ ‫ض‬ ‫أح�ي ش‬ ‫ق�ة جوز الهند الداخلية مطحونة( المقدار نصف كأس متوسط الحجم ) ثم أضيفي لها كأس (متوسط‬ ‫الحجم ) من الحليب و بياض بيضتان ‪ ،‬و اخلطيهم مع بعض ت‬ ‫تتحص عىل معجون يشبه " الكريما " (‬ ‫ح�‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫للستعمال ‪ ،‬يفيد‬ ‫تستطيع� استعمال خالط ليسهل لك العمل ) ‪ ،‬بعدها سيصبح لديك مرهم صالح لسبع أيام إ‬ ‫الب�ة أيضا ) ‪ ،‬احتفظي بهذا المرهم ف‬ ‫الشعر و يقويه ( يفيد ش‬ ‫لك ال يفسد رسيعا ‪.‬‬ ‫الثالجة‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ وصفات تفيد ش‬‫الب�ة ‪:‬‬ ‫ض‬ ‫صغ� ‪ ،‬ضعيه عىل نار هادئة ‪ ،‬عند إحساسك أن الزيت بدأ يسخن أضيفي له‬ ‫أح�ي زيت اللوز بمقدار كأس ي‬ ‫كب� ي ن‬ ‫ين‬ ‫حرك المكونات لخلطهم مع بعض مدة خمس دقائق ثم انزعي الخليط من‬ ‫ت� من العسل الحر ‪،‬‬ ‫ملعقت�‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫النار و اتركيه ي�د ‪ ،‬بعد أن ي�د ضعيه ف‬ ‫اترك المزيج مدة يوم كامل ف ي� مكان جاف دون أن‬ ‫‪،‬‬ ‫الغلق‬ ‫محكمة‬ ‫زجاجة‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫تستطيع� استعماله و دهن شب�تك به فهو يساعد ش‬ ‫تستعمليه ‪ ،‬و بعد مرور أربعة و ش‬ ‫الب�ة عىل تجديد‬ ‫ع�ين ساعة‬ ‫الخاليا و توحيد لونها ‪ ،‬كما يساعد عىل التخلص من البثور ‪ ،‬و له فائدة أخرى و هي إطالة الرموش و تقويتها ‪.‬‬ ‫آ‬ ‫ض‬ ‫لوف�ا ) و أضيفي له صفار بيضة و إمزجيهم مع بعض ‪ ،‬و استعمليهم كقناع لوجهك ‪ ،‬و‬ ‫أح�ي هالم الصبار ( ال ي‬ ‫ين‬ ‫بعد خمسة و ي ن‬ ‫ستالحظ� أن شب�تك تزداد بياضا و‬ ‫اغسل وجهك بالماء البارد ‪ ،‬كرري هذه الوصفة و‬ ‫أربع� دقيقة‬ ‫ي‬ ‫نضارة يوما بعد يوم ‪.‬‬


‫الفخار‪ ...‬حرفة من التّاريخ‬


‫كارال الحداد‬ ‫ت‬ ‫ال� مارسها إالنسان منذ اكتشاف النار‪ .‬ف ي� العصورالمبكرة من الحضارة المرصية كانت قطع الفخار تزخرف‬ ‫ب‬ ‫تعت� صناعة الفخار من أقدم الصناعات اليدوية ي‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫بأشكال حيوانات وحليات هندسية ونباتية ملونة‪ .‬وقد ت‬ ‫اخ�عت عجلة الفخر يا� ي� عرص الدولة القديمة‪ ،‬لتدار باليد اليرسى‪ ،‬بينما تشكل القطعة الفخارية باليد‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫كب�ا‪.‬‬ ‫اليم�‪ .‬وقد شهدت صناعة الفخار ي� العرص المرصي القبطي ً‬ ‫تطورا ي ً‬ ‫الكواب‪ ،‬أ‬ ‫كان لصناعة الفخار إضافات‪ ،‬أنما ًط وأشكال جديدة ع� التاريخ‪ ،‬مثل أ‬ ‫الباريق‪ ،‬القدور‪ ،‬والشمعدان‪ .‬وكان للفن إالسالمي أثر واضح ف ي� االتجاه إىل‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫ف آ‬ ‫ت‬ ‫ال ت�‪ :‬الكتابة العربية لما ي ز‬ ‫تتم� به من مرونة وقابلية للتشكيل‪ .‬الزخارف العربية والهندسية والفروع النباتية والشجار والزهور وصور‬ ‫ال� تتمثل ي� ي‬ ‫الزخرفة‪ ،‬ي‬ ‫الحيوانات‪.‬‬ ‫الب� والطيور والحيوانات والنباتات‪ ،‬إىل أ‬ ‫ن‬ ‫رسوما وزخارف رائعة بأشكال ش‬ ‫الشكال‬ ‫ف ي� العرص الفاطمي إزدهرت صناعة خزف‬ ‫القيشا� (الفيانس) الذي كان يحمل ً‬ ‫ي‬ ‫الهندسية والخطوط الكوفية الفنية المتقنة‪ ،‬ومشاهد الرقص والموسيقى والصيد‪ ،‬كما كانت تصورعليه النشاطات إالجتماعية اليومية‪ ،‬مثل التحطيب ومصارعة‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫أ ن‬ ‫تتغ� لدى سطوع الضوء عليها‪.‬‬ ‫وغ�ها من المنتجات الفخارية‪ ،‬ثم تطىل بألوان ي‬ ‫وا� الطينية والطباق ي‬ ‫الديكة‪ ،‬وكانت تصنع ي� الكؤوس والقدور وال ي‬ ‫ن أ‬ ‫لقيت هذه الحرفة إهتماما خاصا ف� عهد أ‬ ‫ين‬ ‫ال ي ن‬ ‫(البورسل�)‪.‬‬ ‫يو�‬ ‫يوبي�‪ ،‬وعرف‬ ‫القيشا� ال ب ي‬ ‫ي‬ ‫ً ً ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الط� الطبيعي المتعدد أ‬ ‫أ ن‬ ‫ن‬ ‫أساسا عىل خامة رئيسية هي ي ن‬ ‫يعت� من أفضل‬ ‫النواع‪:‬‬ ‫النيل الذي ب‬ ‫ّ‬ ‫تقوم صناعة الفخار ً‬ ‫«البتي�» الصفر اللون‪ ،‬ال ي‬ ‫سوا� والطمي السمر ي‬ ‫ي‬ ‫كب�ة ف� محافظة أسوان ف� أقص جنوب مرص‪ .‬كما أن هناك «طميا» ً ت‬ ‫يأ� من «المحروسة» وهي قرية بمحافظة قنا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫جيدا ي‬ ‫ي‬ ‫النواع‪ .‬هو موجود بكميات ي ي‬ ‫ي‬ ‫يمر ي ن‬ ‫عدة منها‪:‬‬ ‫الط� بمراحل ّ‬ ‫ت‬ ‫· حوض التصفية‪ :‬هو حوض مبطن لمنع ترسب المياه‪ ،‬ومنه تخلط المياه مع نوعية ي ن‬ ‫ويأ� ذلك وفق مقادير ونسب محددة‪.‬‬ ‫الط� المطلوبة لكل منتج‪ ،‬ي‬ ‫· حوض التنش�‪ :‬يسمح بترسيب المياه عندما ينقل الخليط من الحوض أ‬ ‫وأسبوع� شتاء‪ ،‬ت‬ ‫الول بعد تنقيته من أي شوائب ت‬ ‫ين‬ ‫ح�‬ ‫وي�ك الخليط أسبو ًعا صيفًا‪،‬‬ ‫ي‬ ‫كب�ة‪ ،‬وينقل إىل ما يسمى «بيت ي ن‬ ‫يجف بفعل العوامل الجوية‪ ،‬ثم يتم تقطيع ي ن‬ ‫الط�»‪ ،‬الذي يضم إالحتياطي من المادة الخام‪ .‬كلما إحتاج‬ ‫الط� إىل قطع ي‬ ‫الحر� إىل جزء من الحتياطي يقطع جزء من الحتياطي ثم يدهسه بإحدى قدميه بالتبادل مع القدم أ‬ ‫ف‬ ‫الخرى‪ ،‬ويتم إضافة بعض «الرماد» الذي يساعد ف ي�‬ ‫إ‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫بالضافة إىل اكتساب المصنوعات مسامية‪ .‬يقطع جزء من هذه العجينة ويدك باليد فوق منضدة مع إضافة الرماد‬ ‫زيادة تماسك ذرات الطينة ويزيد من مرونتها إ‬ ‫بإستمرار‪.‬‬ ‫الحر� بتشكيل الجزء أ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ين‬ ‫ويستع� ف ي� عمله بعدة أدوات منهاالجاروت والصديف‪.‬‬ ‫سطوا� المفرغ‬ ‫ال‬ ‫· مرحلة العمل عىل الدوالب‪ :‬يبدأ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ال� تلف برسعة كب�ة‪ .‬يستخدم ف‬ ‫أ ن‬ ‫ت‬ ‫وا� الفخارية تبدأ بعد عملية العجن ي ن‬ ‫الحر� يديه ف ي� عملية التشكيل‬ ‫ي‬ ‫صناعة ال ي‬ ‫ي‬ ‫للط� حيث توضع العجينة عىل الدائرة الخشبية ي‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫معينة من الليونة‪ .‬عندها تبدأ عملية تشكيل ي ن‬ ‫حيث يمسك ي ن‬ ‫وأوا�‬ ‫بالط� ويحاول إيصاله إىل درجة ّ‬ ‫أوا� لحفظ السوائل (القدرة‪ ،‬الزير‪ ،‬الجرة) ي‬ ‫للط� لتصنع منه ي‬ ‫وأوا� الطعام أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ين‬ ‫وأوان ش‬ ‫السالط�‪ ,‬الزبدية)‪.‬‬ ‫(الطباق‪،‬‬ ‫للطهي (البرمة‪ ،‬والطواجن)‪ ،‬وأخرى لتخزين الغالل‪ ،‬والصوامع ٍ‬ ‫لل�ب (القلل والباريق) ي‬ ‫بعد االنتهاء من هذه العملية تبدأ عملية التجفيف ف� الشمس‪ ،‬بعد تخلص ي ن‬ ‫الط� من الماء الذي يحتويه‪ .‬عندها تبدأ عملية الحرق ف ي� الفرن وهي من العمليات‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ال� تصل عادة إىل ‪ 007‬درجة مئوية ‪ ..‬بعدها يكون إالناء‬ ‫الفنية الدقيقة حيث يتم تحديد درجة حرارة الفرن وذلك إلستخراج «الرطوبة» من ال ي‬ ‫وا� الفخارية ي‬ ‫جاهزا لالستخدام والدخول إىل الخدمة‪.‬‬ ‫الفخاري ً‬


‫هيام سليمان‬ ‫ن‬ ‫ُ‬ ‫ناجا�‬ ‫حبيب‬ ‫وهتاف‬ ‫ني‬ ‫ٍ‬

‫ويهوا�‬ ‫مع من فأهوا ُه‬ ‫ي‬ ‫الثا�ن‬ ‫تعت ُع ي� الكأس‬ ‫وت ُ ِ‬ ‫ي‬ ‫فتعيد الغزل العينان‬ ‫الليل الظمآن‬ ‫من عتم‬ ‫تروي للنسمة ِ أشجا�ن‬ ‫ي‬ ‫اثنان‬ ‫يتع ّه ُد خمرتَ ُه‬ ‫ِ‬ ‫وأعطا�ن‬ ‫أعطيت‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الكأس ن ي‬ ‫لقنا�‬ ‫ٍ‬ ‫وقنان تشكو ش ي‬ ‫زيت ال� يان‬ ‫أشعله‬ ‫ُ‬ ‫ضمت أشالء الن�ان‬ ‫ف� ّ الداخل َجمر ي ُجوا�ن‬ ‫ي ن شِ أ ٌ ّ ي‬ ‫حزان‬ ‫�ال ِ‬ ‫ي‬ ‫وتقي� َّ‬ ‫عرص الرومان‬ ‫من‬ ‫قشت‬ ‫نُ‬ ‫الكون ِ وينسا�ن‬ ‫يك أنىس‬ ‫َ أ ي‬ ‫عندي من أحىل ال لحان‬ ‫ن‬ ‫ويهوا�‬ ‫مع من أهواه‬ ‫ي‬

‫الجوا�ن‬ ‫الكوخ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬

‫كأس ‪ ،‬سيجار ْة‬ ‫ موسيقى‪ٌ ،‬‬

‫ليل ‪ ،‬ما أبهى‬ ‫ ما أرو َع ش ي‬ ‫ وشفا ٌه ت� ُب من كأس‬ ‫فم ُه‬ ‫ عينا ُه تَناو بَتا َ‬ ‫َ‬ ‫سجائرنا‬ ‫بصيص‬ ‫خوف‬ ‫ يا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ يا ُع ْمراً كانت حان ُت ُه‬ ‫خمر‬ ‫ وبقر� ّ‬ ‫بي‬ ‫دن فمن ٍ‬ ‫قل�‬ ‫�‬ ‫الساكن‬ ‫ الشخص‬ ‫ُ ي بي‬ ‫سجائرنا‬ ‫جمر‬ ‫ وبقايا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫خمرة عيىس‬ ‫ ورساج من‬ ‫ِ‬ ‫ف ٌ‬ ‫ركنك كوخي موقد ٌة‬ ‫ي � ف ِ‬ ‫ورياح‬ ‫ي � الخارج بر ٌد‬ ‫ٌ‬ ‫ف‬ ‫قل�‬ ‫ موسيقى‬ ‫ُ‬ ‫تصدح ي� ب ي‬ ‫لوحات‬ ‫ قص ُتنا كانت‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫أبرح كوخي‬ ‫ كم‬ ‫أرغب ال ُ‬ ‫ُ‬ ‫ وأر ّد ُد لحناً‬ ‫لحبي�‬ ‫بي‬ ‫ليل ‪ ،‬ما أبهى‬ ‫ ما أرو َع ي‬ ‫ ‬


‫غواية حرف‬

‫شعر ‪ /‬رياض الدليمي‬

‫الفردوس المكتظة بالعصور ؟‬ ‫من يحتوي‬ ‫َ‬ ‫لخلق‬ ‫وا ِ‬ ‫خاشعة‬ ‫ومالئكة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ف‬ ‫والفرح‬ ‫الجلد‬ ‫الباكية ي�‬ ‫وعيون ب يأ�‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مناسبة‬ ‫وبال‬ ‫ٍ‬ ‫وقبالت ت‬ ‫ين‬ ‫الط�‬ ‫عم� ِبفطرتها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫للمارة‬ ‫ِ‬ ‫أ‬ ‫لل نساب من ّكل فَج‬ ‫تقطعت بهم السبل‬ ‫للغرباء الذين‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫أمي والمالئكةُ‬ ‫يشفعون‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ويقسمون ال مكنةَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الفاكهة علينا‬ ‫وسالل‬ ‫ِ‬ ‫الر ِب‬ ‫ِبرضا ّ‬ ‫ْ ت‬ ‫حنكة أمي‬ ‫ن� عىل‬ ‫ِ‬ ‫لن يع� َض ب ي ٌ‬

‫طواب� السكارى‬ ‫لن تَ ْش ِك المالئكة من‬ ‫ْ‬ ‫يِ‬ ‫التفاح‬ ‫افياء‬ ‫تحت‬ ‫ومواعيد العشاق‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا ِلجنا ت‬ ‫ُ‬ ‫الحروف‬ ‫تتملّقها‬ ‫تغويها الكلمات‬ ‫بوشاية‬ ‫لتسكن إليها‬ ‫ٍ‬ ‫الليل‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫عينيك‬ ‫وسواد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فستانك‬ ‫وزرقة‬ ‫ِ‬ ‫لزرقة الفرات‬ ‫يغار من عشقي‬ ‫الذي‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ضفاف أرواحنا مسا ًء‬ ‫المس�خي عىل‬ ‫النخيل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫العطر املجروح‬ ‫باسلة زعيت‬

‫رض‬ ‫أ ّذ ْن بنا يا ربيع العمر مرتحالً‬ ‫فعمر نورك يف األوهام يُحتً ُ‬ ‫وح والسف ُر‬ ‫ال تجرح العطر‪ ،‬إن العط َر يف سف ٍر‬ ‫يف رحلة العطر يحلو ال َب ُ‬ ‫شذى لورو ٍد َض ْو ُعها َح ِذ ُر‬ ‫أنا نَجيُّ َك يا هذا الربي ُع فال‬ ‫متنح ً‬ ‫ْ‬ ‫ِسكِّينتي لهف ٌة يف الصدر تستع ُر‬ ‫سأجرح العط َر إن مل ميتزج بدمي‬ ‫تحيك ومينعها يف داخيل ال َخف ُر‬ ‫يا عط ُر بَ ْو ُح َك يف ثغر الهوى لغ ٌة‬ ‫يا عط ُر جر ُح َك جرحي والهوى ِذ َم ٌم فال تل ْمني‪ ،‬فإين منك أعتذر‬ ‫َ‬ ‫فالناي يف لحن ِه الغاباتُ تخترص‬ ‫الحب من جسدي‬ ‫جرحتك سال‬ ‫إذا‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫رص‬ ‫الغاب ما‬ ‫أرى من‬ ‫وكان رج ُع أن ِني الناي يحعلنــــــي‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫اليلمح الب ُ‬ ‫وأستعيــــ ُد بــــــه ما بَــ َّد َد القــد ُر‬ ‫يا ور ُد عطرك يحييني ويجرحني‬ ‫وسل َ‬ ‫ض ال ُع ُم ُر‬ ‫استل من دمنا‬ ‫شذاك ملاذا َّ‬ ‫سيفاً عىل نَ ْصلِ ِه َ‬ ‫يخض ْو ِ ُ‬ ‫والفجر مللم عطرا كاد يندث ُر‬ ‫الص ّب مرهق َة‬ ‫أمست رياح‬ ‫املحب ّ‬ ‫ّ‬ ‫كيف استب َّدتْ بها األوها ُم والضج ُر‬ ‫ُبحت‬ ‫وسل أن َني ليالينا التي ذ ْ‬ ‫أخاف يف غربتي أن يشمت الس َه ُر‬ ‫مضاجع الحلم تحت اللّيل قد همدتْ‬ ‫مثل من راحوا زمن غ َدروا‬ ‫فال تك ْن َ‬ ‫أ ّواه‪ ،‬يا ور ُد كم غ ََّيتَ أقنع ًة‬ ‫ويا ربيعاً مىض‪ُ ،‬ر َّد الورو َد كام كانت‪ ،‬و ُر ّد عطورا ً نف ُحها َع ِط ُر‬ ‫رش‬ ‫يف ّ‬ ‫الصدر يا ور ُد عط ٌر ال ورو َد له ما زال ملء رحاب العم ِر ينت ُ‬ ‫فالحب لوال حكايا الور ِد ينتح ُر‬ ‫فاجمع خطاياك يا ور َد الربيعِ وبُ ْح‬ ‫ُّ‬


‫والدين يكرهها المراهقون‬ ‫الحداد‬


‫ف‬ ‫خمس صفات ي� الوا‬ ‫كارال‬



‫أ‬ ‫الخ� ف‬ ‫جدا ف� حياته منها الطفولة ت‬ ‫سن الشباب‬ ‫مهمة ّ‬ ‫يمر ي� ّ‬ ‫فإن هذا ي‬ ‫ب‬ ‫يك� المراهق وينمو يوما بعد يوم‪ّ .‬‬ ‫عدة مراحل ّ‬ ‫ح� الوصول إىل ّ‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫آ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫التفك� يب� هذا‬ ‫والمراهقة‪ .‬يعيش المراهق هذه المراحل بوجود أهله إىل جانبه‪ ،‬وبما ّأن هناك إختالف ي� الراء ووجهات ال ّنظر وطرق‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫السن فيما بينهم‪ ،‬قد يكره المراهق بعض صفات أهله ويفضل إالبتعاد عنها حرصا منه عىل إستمرار التواصل‬ ‫ال ي‬ ‫خ� وأهله بسبب فارق ّ‬ ‫وال ت‬ ‫ح�ام‪.‬‬ ‫إ‬ ‫ت‬ ‫ال� قد يكرهها المراهق‪ ،‬نذكر‪:‬‬ ‫من الصفات ي‬ ‫إالدعاء بمعرفة كل ش‬ ‫�ء‬ ‫ي‬ ‫الهل من درجات العلم والمعرفة والخ�ة ف� الحياة‪ ،‬من الصعب أن يعرفوا كل ش�ء‪ .‬يجب عىل أ‬ ‫مهما بلغ أ‬ ‫الهل إدراك الواقع وفهم ما‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫والمور تطورت‪ ،‬أصبح أ‬ ‫يمر به أوالدهم‪ ،‬فهم ليسوا أغبياء‪ ،‬لكن الزمن تغ� أ‬ ‫التمي� ي ن‬ ‫الوالد والمراهقون بشكل خاص قادرين عىل ي ز‬ ‫ب� ما‬ ‫ّ‬ ‫يّ‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ال� تسمح لهؤالء الحصول عىل كل المعلومات الالزمة‪ .‬كل ما‬ ‫يعرفوه‬ ‫مع�‪ ،‬نظرا ّ‬ ‫وما يجهلوه عند الحديث ي� موضوع ي ّ‬ ‫لتطور الوسائل ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫بخ�اتهم وإعطائهم النصائح وتوعيتهم لتجنب الوقوع ي� الخطأ‪.‬‬ ‫ستطيع الهل فعله هو إخبار أوالدهم ب‬ ‫إشعار المراهق بأنّه طفل‬ ‫عىل أ‬ ‫اهق�‪ .‬عليهم معاملتهم ت‬ ‫يتحدثون مع المر ي ن‬ ‫جيدا ي ن‬ ‫بالمسؤولية‪ ،‬إذ إنّهم باتوا ف ي�‬ ‫بإح�ام ومنحهم إالحساس‬ ‫الهل إالنتباه‬ ‫ح� ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مرحلة النضج‪ ،‬قادرين عىل تحمل المشؤوليات‪ .‬كما عىل أ‬ ‫الهل النتباه ف‬ ‫التعاب� المناسبة ت‬ ‫ال� تليق بالمر ب ن‬ ‫والبتعاد عن‬ ‫إستخدام‬ ‫�‬ ‫اهق� إ‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف أ‬ ‫العامة أو أمام أصدقائهم‪.‬‬ ‫خاصة ي� الماكن ّ‬ ‫"التغنيج"‪ّ ،‬‬ ‫محاسبة المراهق عىل كل ش‬ ‫�ء‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫جدا‪ .‬محاسبة‬ ‫سن دقيق ّ‬ ‫سن المراهقة ولن هذا السن هو ّ‬ ‫ال يجب عىل الهل مراقبة أوالدهم عىل الدوام‪ ،‬فقط لنّهم باتوا ي� ّ‬ ‫المراهقون عىل كل غلطة أو كل هفوة يقومون بها أمر غ� سليم‪ .‬عىل أ‬ ‫الهل إستيعاب فكرة وصول أوالدهم إىل هذه المرحلة الدقيقة‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ش‬ ‫�ء‪ .‬كل ما عىل الهل فعله هو إعطاء النصائح‪ ،‬محاورتهم ومناقشتهم وعدم‬ ‫التهور وزيادة‬ ‫المعروفة بمرحلة ّ‬ ‫رغبة هؤالء بتجربة ّكل ي‬ ‫التحدي معهم ألنّهم دائما يقبلون التحدي ويرغبون كل ما هو ممنوع‪.‬‬ ‫إستخدام أسلوب ّ‬ ‫مقارنة المراهق مع آ‬ ‫الخرين‬ ‫المقرب� أو من أقربائهم‪ ،‬فهذا أ‬ ‫ين‬ ‫السلوب ف ي� التعامل مع المراهق يجعله يفقد‬ ‫خاصة برفاقه‬ ‫من‬ ‫ّ‬ ‫المفضل عدم مقارنة المراهق ي‬ ‫بغ�ه‪ّ ،‬‬ ‫الم�ل‪ .‬عىل أ‬ ‫التفك� ف� إالبتعاد والهروب من نز‬ ‫الهل أن يتذكروا دائما ّأن كل فرد له قدراته وإمكاناته وهو ال‬ ‫الثقة بنفسه ويستاء إىل درجة‬ ‫ي ي‬ ‫سجيته وتشجيعه عىل الدوام‪.‬‬ ‫يتطور‬ ‫يستطيع أن يكون إال نفسه‪ .‬صحيح أّنه يمكن أن ّ‬ ‫ويحسن ولكن يجب تركه عىل ّ‬ ‫ّ‬ ‫التأخر ف� رعاية أ‬ ‫البناء‬ ‫ّ ي‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫لتأم� مستلزمات‬ ‫معلل� ذلك بصعوبة ظروف الحياة وبالعمل ي‬ ‫بعض الباء والمهات يتناسون أوالدهم وهم صغارا وينشغلون عنهم‪ ،‬ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫جدا عىل الوالد لنّهم إعتادوا‬ ‫الحياة‪ .‬يبدأون بالتعامل معهم إ‬ ‫سن المراهقة‪ .‬هذا المر صعبا ّ‬ ‫والنتباه إايهم ومشاركتهم حياتهم ي� ّ‬ ‫عىل بعد أهلهم منذ الصغر ويشعرون بالضيق وعدم تقبا هذا ال ش�اف الجديد عىل سلوكهم‪ ،‬بل يرفضوه كليا‪ .‬لذلك عىل أ‬ ‫الهل مرافبة‬ ‫إ‬ ‫أ ّ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ث‬ ‫ت‬ ‫أهمية لدى الطفل‪ ،‬إذ إنّه يكون ضعيفا وبحاجة دائما إىل‬ ‫أوالدهم‪ ،‬مساندتهم إ‬ ‫والهتمام بهم منذ السنوات الوىل لنّه الف�ة الك� ّ‬ ‫الرعاية‪.‬‬


‫أ‬ ‫الب جورج ت‬ ‫ال�س‬

‫الشيخ ي ن‬ ‫حس� فضل الله‬


‫العدام ليس حال ً‬ ‫إ‬ ‫مريم حرب‬

‫لي�� الزعران‪ ...‬أعدموا وكفروا عن تقاعسكم‬ ‫أعدموهم فهم برصاصة واحدة أنهوا حياة ي‬ ‫خ�ة من شبابنا‪ .‬أقتولهم بال رحمة فهم لم يرحموا‪ .‬أعيدوا العمل بقانون إالعدام ت ب‬ ‫بأداء واجباتكم الدولواتية‪ ،‬نحن لم نتعب ونشق ف� تربية أوالدنا ليقتلوا بدم بارد‪ .‬كالم أ‬ ‫ال ّم وأب المغدور بقدر ما هو نابع من حرقة قلب ولوعة عىل فراق ولدهم بقدر ما‬ ‫ّ‬ ‫َ ي‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫ف‬ ‫خ�ة‪ .‬المطالبة بإنزال عقوبة إالعدام بحق القتلة يقابله كالم بالعدول عن هذا المطلب‪ :‬ال تقتلوهم‬ ‫بات كالم تي�دد عند كل جريمة قتل وقد ثك�ت هذه الجرائم ي� الونة ال ي‬ ‫منهمك� أ‬ ‫بالعمال الشاقة وال تطبقوا قانون حمور با� فنحن ف� دولة مدنية تصون إالنسان وكرامته ت‬ ‫ين‬ ‫وتع�ف بالمواثيق‬ ‫الضم� وراء قضبان الحديد‬ ‫برسعة بل اتركوهم لعذاب‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الدولية‪.‬‬ ‫والمعاهدات‬ ‫ّ‬ ‫بع� التاريخ شكل إالعدام مدار أخذ ورد ي ن‬ ‫دوليا من خالل المعاهدات واالتفاقيات‬ ‫ب� مؤيد له ومعارض كما اختلفت سبل تنفيذه‪ .‬وقد أخذت معالجة عقوبة إالعدام ً‬ ‫طابعا ً‬ ‫الدولية‪ ،‬وأهمها العالن العالمي لحقوق النسان الصادر ف� ‪ 1948/12/10‬الذي أكد أن لكل "فرد الحق ف� الحياة والحرية أ‬ ‫والمان‪ ،‬وال يجوز إخضاعه للتعذيب أو العقوبات‬ ‫إ‬ ‫إ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ويكرس حقه ي� الحياة‪ ،‬كذلك‬ ‫القاسية أو الالانسانية أو الحا ّطة بالكرامة‪ ."..‬كما يؤكد العهد‬ ‫الدول الخاص للحقوق المدنية والسياسية (‪ )1966‬الحقوق الساسية إ‬ ‫للنسان‪ّ ،‬‬ ‫ي‬ ‫العر� الجديد لحقوق االنسان الصادر ف ي� أيار ‪ 2004‬عن قمة جامعة الدول العربية ‪ 61‬ف ي� تونس‪ ،‬الحق ف ي� الحياة كحق مالزم لكل شخص‪.‬‬ ‫نص الميثاق ب ي‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫الثا� ‪ 2004‬عىل عهد رئيس الجمهوريّة السابق إميل لحود ف� ي ن‬ ‫ين‬ ‫ح� ال يزال‬ ‫منذ أن صدر قانون إالعدام عام ‪ 1948‬نفّذ ف ي� لبنان ما يقارب‬ ‫الخمس� حكماً كان آخرها ي� ‪ 71‬كانون ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ث‬ ‫المتعمد وجرائم ش‬ ‫وغ�ها‪...‬‬ ‫كالرهاب والقتل‬ ‫أك� من ‪ 100‬حكم إعدام بانتظار التطبيق ي� قضايا مختلفة إ‬ ‫ال�ف ي‬ ‫ّ‬ ‫ين ت‬ ‫المتعمد‬ ‫ال� تنص عىل إالعدام ف ي� لبنان تعديالت عدة فألغي مثال ً بالقانون الرقم ‪2001/338‬القانون رقم ‪1993/302‬الذي أنزل عقوبة إالعدام ف ي� القتل‬ ‫وقد شهدت‬ ‫ّ‬ ‫القوان� ي‬ ‫والدافع السياس وبمن يقتل إنسانا قصدا ومنع منح فاعل الجريمة أ‬ ‫ين‬ ‫بالمادت� ‪ 547‬و‪ 547‬عقوبات وهما تعاقبان عىل القتل القصدي‬ ‫السباب المخففة‪ ،‬وأعيد العمل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫بالعدام‪ .‬لكن قانون العقوبات ينص ي� العديد من مواده عىل عقوبة إالعدام نذكر منها المادة ‪ 73‬والماد‪ 543‬و المادة ‪163‬‬ ‫بالشغال الشاقة المؤقتة أو المؤبدة‪ ،‬وليس إ‬ ‫والمادة ‪ 197‬والمادة ‪...549‬‬ ‫وقوان� أخرى حول عقوبة العدام‪ ،‬مثل القانون المتعلق أ‬ ‫ين‬ ‫بالعمال إالرهابية وإثارة الحرب االهلية أو االقتتال الطائفي والحض عىل التقتيل والنهب والتخريب‬ ‫وثمة مواد‬ ‫إ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫وخصوصا ي� الجرائم المخ ّلة ش‬ ‫وغ�ها‪...‬‬ ‫والعصابة المسلحة‪ ،‬وكذلك قانون العقوبات العسكري‬ ‫و� الخيانة والمؤامرة العسكرية والتجسس ي‬ ‫ً‬ ‫بال�ف والواجب ي‬ ‫ن‬ ‫اللبنا� نصت ف� الفقرة (ب) عىل ت ز‬ ‫العربية‬ ‫ال�ام لبنان بمواثيق جامعة الدول‬ ‫قانون العقوبات واضح لجهة إنزال عقوبة إالعدام كل تبعاً لفعلته عىل الرغم أن مقدمة الدستور‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫والعالن العالمي لحقوق إالنسان والفقرة (ج) نصت ّأن "لبنان جمهورية ديمقراطية برلمانية‪ ،‬تقوم عىل ت‬ ‫اح�ام الحريات العامة"‪.‬‬ ‫إ‬ ‫ف‬ ‫النيا� مشاريع ي ن‬ ‫النيابية‪.‬‬ ‫قوان� إللغاء قانون إالعدام لك ّنها مازالت قابعة ي� أدراج المجلس بانتظار طرحها عىل اللجان‬ ‫وقد ّ‬ ‫ّ‬ ‫قدم إىل المجلس ب ي‬ ‫دينية تصون حياة إالنسان وكرامته‪.‬‬ ‫رفض إعدام شخص ال يقترص عىل المعاهدات‬ ‫الدولية والمواثيق بل الرفض مستند اىل مبادئ وتعاليم ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال تقتل‬ ‫فالمسيحية وانطالقاً من وصية "ال تقتل" مهما كانت بشاعة وفظاعة الجريمة المرتكبة ترفض العنف الذي يمارس ضد إالنسان أل ّن اهتمامها ينصب ف ي� الدفاع عن الحياة‬ ‫ّ‬ ‫والدفاع عن إالنسان وعن كرامته‪.‬‬ ‫اللهوت الخلقي وأخالقيات علم الحياة أ‬ ‫اللبنا� والمتخصص ف� آ‬ ‫ن‬ ‫الب جورج ت‬ ‫ال�س‪ ،‬لفت إىل ّأن البابا فرنسيس قد دعا‬ ‫ولتوضيح موقف الكنيسة توجهنا بالسؤال إىل المرسل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫تز‬ ‫وال�يء عىل حد سواء‪ .‬وإذا كان بت�ير إنزال عقوبة إالعدام‬ ‫بال�امن مع المؤتمر‬ ‫يعت� ّأن وصية ال تقتل تنطبق عىل المذنب ب‬ ‫الدول ضد إالعدام إللغاء هذه العقوبة‪ .‬فالبابا ب‬ ‫ي‬ ‫هو للقضاء عىل الجريمة‪ ،‬فهذا المنطق يغ� صحيح نظراً لوجود وسائل عدة للحد من الجرائم المرتكبة ف ي� المجتمع بحيث ال يحرم القاتل من حياته ومن إحتمال إعادة ترميم‬ ‫المجتمعية السليمة‪.‬‬ ‫ذاته ف ي� سبيل إنخراطه مجدداً ف ي� الحياة‬ ‫ّ‬


‫ال�وفسور جاسم عجاقة‬ ‫ب‬


‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وأضاف أ‬ ‫الب ت‬ ‫لت�ير شن� السالم والعدل‪ .‬ولفت نظر القراء‬ ‫ال�س‪" :‬نعم هناك معارضة شديدة لعقوبة إالعدام لنّها وبالدرجة الوىل جريمة وال يحق لحد الحكم إ‬ ‫بالعدام ب‬ ‫إنسانياً"‪.‬‬ ‫إنسانية يغ� مقبول لعدم وجود وسيلة لقتل إنسان‬ ‫بالعدام بطريقة‬ ‫إىل ّأن ما بحثت عنه الدول‬ ‫الغربية وما أسمته إ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫"إنسانية" ال وجود لها فقط لقتل شخص آخر"‪.‬‬ ‫التذرع بأسباب وطرق وأساليب‬ ‫وللتأكيد عىل هذه الفكرة قال‪" :‬ال يجب ّ‬ ‫ّ‬ ‫وشدد عىل أنه "يوم يحكم عىل القاتل بعقوبة العدام ال يحرم فقط من حياته إنما أيضاً من أ‬ ‫ن‬ ‫المل الذي قد يبحث عنه كل ي ن‬ ‫يما�‪ ،‬إالنسان هو عىل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إ‬ ‫سج�"‪ .‬فعىل الصعيد إال ي‬ ‫أ‬ ‫صورة هللا ومثاله ويتمتع بكرامة جوهرية ال يحق ألي كان أن يسلبها أ‬ ‫ولي سبب كان‪ ،‬كما ّأن الكنيسة تتمسك بفكرة التوبة‪ ،‬توبة مرتكب الجريمة ت‬ ‫خ�ة من حياته‪.‬‬ ‫ح� اللحظة ال ي‬ ‫ّ‬ ‫الع� ي ن‬ ‫المسيحية يدعو إىل العفو والمسامحة وعدم المبادلة بالمثل عىل قاعدة ي ن‬ ‫بالع� والسن بالسن‪.‬‬ ‫والسالم كما‬ ‫جرمياً هو جريمة إ‬ ‫ّ‬ ‫إعدام شخص إلرتكابه فعال ً ّ‬ ‫الع� ي ن‬ ‫ين‬ ‫بالع� والسن بالسن ولكن‬ ‫أ‬ ‫بالسالم فقط بل كان موجوداً بع� التاريخ‪ ،‬ن‬ ‫الع� ي ن‬ ‫حس� فضل هللا أشار إىل ّأن مفهوم ي ن‬ ‫الشيخ ي ن‬ ‫وتب� الدين‬ ‫بالع� والسن بالسن هو بالساس مبدأ تور ت يا� أي أنّه ليس مرتبطاً إ‬ ‫"الع� ي ن‬ ‫إالسالمي مفهوم ي ن‬ ‫اص" لك ّنه دعا وبآيات عدة ف ي� القرآن إىل التسامح والعفو‪.‬‬ ‫بالع� والسن بالسن َوا ْل ُج ُر َ‬ ‫وح ِق َص ٌ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫امياً أن‬ ‫واستكمل قائالً‪" :‬مما ال شك فيه ّأن الحياة الواقعية تستلزم وجود قصاص لضبط ي‬ ‫س� المور والسيطرة عىل العنف ي� المجتمع وردع المخ ّل ي ن� بالقانون إنّما ليس إلز ّ‬ ‫الع� ي ن‬ ‫يطبق القصاص تبعاً لمبدأ ي ن‬ ‫بالع� والسن بالسن‪.‬‬ ‫ف‬ ‫وأعلن سماحة الشيخ ّأن إالسالم ال يرفضون تفعيل قانون إالعدام عىل اعتبار ّأن الفقه إالسالمي ي ز‬ ‫حرصا‬ ‫يج� إالعدام عىل قاعدة الحدود تدرأ بالشبوهات ي� حاالت ثالث ً‬ ‫ّ‬ ‫هي‪ :‬النفس بالنفس‪ ،‬الردة بعد إيمان‪ ،‬ن‬ ‫وز� ت ز‬ ‫الم� ّوج‪.‬‬ ‫ت‬ ‫ال� نؤيدها خصوصاً بعد ما شهده‬ ‫المجتمعية وعدم وجود ضوابط وروادع‬ ‫تسيب الحالة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وتابع‪ :‬رغم ّ‬ ‫قانونية تضبط حركة المجتمع ورغم المطالبة بتفعيل قانون إالعدام ي‬ ‫يتب� منطق السالم يشجع عىل العفو وعىل حل المشاكل الناجمة عن القتل بالدين أو تبعاً أ‬ ‫لبنان ف� ت أ‬ ‫فإن إالسالم وكل من ن‬ ‫للحكام المنصوص‬ ‫إ‬ ‫الف�ة ال ي‬ ‫خ�ة من حاالت القتل‪ّ ،‬‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫تفس� فكرة َ"و َلك ُْم ِ ي� ا ْل ِق َص ِاص‬ ‫ُون" ونفهم ي� ي‬ ‫ول ْال َ ْل َب ِاب َل َع َّلك ُْم تَ َّتق َ‬ ‫عنها قانوناً‪ ،‬شارحاً ّأن "هللا سبحانه وتعاىل ي‬ ‫و� الية‪ 179‬من سورة البقرة قال‪َ :‬و َلك ُْم ِ ي� ا ْل ِق َص ِاص َح َيا ٌة يَا أُ ِ ي‬ ‫َح َياةٌ‪ "...‬أن ال يجوز سلب القاتل حياته لمجرد إقدامه عىل قتل نفس قصداً أو عن يغ� قصد بل يحكم عىل القاتل تم� ثبت جرمه تبعاً ألحكام قانون العقوبات‪ ،‬ويقتص‬ ‫أهل المعتدى عليه من المعتدى بالقانون مع تشجيعهم عىل المسامحة والعفو"‪.‬‬ ‫والسالم الرافض إعدام شخص ت‬ ‫ح� وإن كان قاتال ً وبدم بارد‪.‬‬ ‫ال لبس ف ي� موقف‬ ‫المسيحية إ‬ ‫ّ‬ ‫إالعدام يعدم إالقتصاد‬ ‫ال� معارضة ت ف أ‬ ‫التنديد بإعادة تفعيل قانون العدام ق‬ ‫وال ت‬ ‫س�اتيجي بال�وفيسور جاسم عجاقة قائالً‪" :‬نعم‬ ‫الخب� إالقتصادي إ‬ ‫إ‬ ‫ح� ي� الوساط إالقتصاديّة وهذا الموضوع ش�حه ي‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫الدولية ش‬ ‫وب�عة حقوق‬ ‫اللبنانية بالمواثيقق‬ ‫مالياً ستحجب أموالها يوم تخل الدولة‬ ‫اللبنا� ستتأثر سلباً ل ّن عدداً من من المنظمات‬ ‫عجلة إالقتصاد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال� تغذي لبنان ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫الدولية ي‬ ‫الدولية ّتمول تبعاً شل�وط محددة من بينها عدم تنفيذ حكم إالعدام"‪.‬‬ ‫إالنسان أل ّن هذه المنظمات‬ ‫ّ‬ ‫الدول يمثالن‬ ‫الدول والبنك‬ ‫والستثمارات ستشهد تراجعاً‪ ،‬شارحاً ّأن صندوق النقد‬ ‫واستبعد عجاقة أن يحرم لبنان من تمويل البنك‬ ‫الدول لك ّنه أكّد ّأن عدداً من المشاريع إ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ش‬ ‫م�وع ش‬ ‫ال� تغذيهما وتمويل أي ش‬ ‫بالتال إن أعيد العمل بقانون إالعدام سيسحب التمويل‬ ‫م�وط بجملة من إالجراءات والقيود إ‬ ‫والعدام واحد من ال�وط‪ ،‬ي‬ ‫مصالح الدول ي‬ ‫فوراً‪.‬‬ ‫ف أ‬ ‫المالية والخاضعة لكتاب ي ن‬ ‫قوان� يحدد أسس‬ ‫سيحرم لبنان من استثمارات الصناديق‬ ‫الجماعية المتوافرة ي� السواق ّ‬ ‫ّ‬ ‫الدول‪ُ ،‬‬ ‫الدول والبنك ي‬ ‫وعىل صعيد مماثل لصندوق النقد ي‬ ‫وطريقة عمل هذه الصناديق‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫اللبنا�"‪.‬‬ ‫سلبية عىل إالقتصاد‬ ‫ب‬ ‫ثانية بل أيضاً لما له من انعكاسات ّ‬ ‫واعت� عجاقة ّأن "إعادة العمل بقانون إالعدام خطأ فادح ليس فقط ل ّن الجريمة ال بت�ر جريمة ّ‬ ‫ي‬ ‫وقبل الغوص ف� تحديد موقف المسيحية والسالم من إعادة تفعيل قانون العقوبات وتردياته عىل القتصاد رأى كل من أ‬ ‫الب ت‬ ‫وال�وفيسور عجاقة‬ ‫إ‬ ‫ّ إ‬ ‫ال�س والشيخ فضل هللا ب‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫وال� ال يتحمل‬ ‫أن ال يكفي المطالبة إ‬ ‫ال� دفعت وساعدت ي� ارتكاب جريمة القتل‪ ،‬ي‬ ‫بالعدام لتطبيق قانون أو إلنصاف مجتمع أو إحالل العدالة فهناك جملة من السباب ي‬ ‫ين‬ ‫المواطن�‪.‬‬ ‫مسؤوليتها ف ي� ظل عدم تطبيق القانون كما يجب واستنسابية تطبيقه وغياب القدرة عىل ضبط السالح المتف ّلت ف ي� أيدي‬ ‫القاتل وحده‬ ‫ّ‬ ‫المجرمون ليسوا حكراً عىل لبنان وإعادة تفعيل عقوبة إالعدام هو ت‬ ‫جتماعية‪ .‬المطلوب من الحكومة ليس قانون إالعدام إنّما ضبط السالح‬ ‫اع�اف بفشل سياسة الدولة إال‬ ‫ّ‬ ‫ال� تشكل ف� كث� من أ‬ ‫تحس� الوضع القتصادي أ‬ ‫ت‬ ‫وحامليه والتشدد ف� إعطاء ت‬ ‫والنكباب عىل ي ن‬ ‫ين‬ ‫الحيان‬ ‫والوضاع إال‬ ‫ال�اخيص وسحب السالح المتفلت من يد‬ ‫إ‬ ‫المواطن� إ‬ ‫ي ي‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫جتماعية ي‬ ‫سبباً‬ ‫أساسياً للقتل‪.‬‬ ‫ّ‬


‫د‪ .‬إبراهيم أحمد ملحم‪/‬‬

‫‪ 1‬ـ المقدمة‬

‫آ‬ ‫ما زالت خطواتنا ث ّ ف‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ال� نخرج بها‪،‬‬ ‫ال� نعقدها عىل مستوى‬ ‫الرغم من اعتقادنا‪ ،‬بعد كل قائمة ي‬ ‫عالمي‪ ،‬وعىل ّ‬ ‫كب�ة من ال ّتوصيات ي‬ ‫متع�ة ي� خطاب الخر؛ فعىل الرغم من المؤتمرات ي‬ ‫ّ‬ ‫المش�ك‪ ..‬نجد أنفسنا غالبا ما نحاور من طرف واحد‪ ،‬وأن هذا آ‬ ‫ت‬ ‫الخر بارد الحماسة‬ ‫الحضاري‬ ‫الدين‪ ،‬والعيش‬ ‫الرغم من دعواتنا المتواصلة إىل ال ّتسامح انطالقًا من تعاليم ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫وعىل ّ‬ ‫ن أ‬ ‫ف‬ ‫تغي� توجهاته‪ ،‬فهل مفاتيح ّ‬ ‫ال�جمة إىل ال ّلغة‬ ‫ال�جمة إىل‬ ‫حل المشكلة لدينا نحن العرب؟ أعتقد ذلك‪ّ .‬إن هذا البحث يسعى من خالل‬ ‫ي‬ ‫ي� ي‬ ‫العربية‪ ،‬وال ّثانية‪ :‬ت ّ‬ ‫مقولت�‪ ،‬الوىل‪ :‬ت ّ‬ ‫ّ‬ ‫نجل�ية‪ ،‬إىل ترسيخ جوانب معينة ف� حوارنا مع الثقافات‪ ،‬قبل البدء ف� تأسيس خطابنا آ‬ ‫للخر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إال ي ز ّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫العربية‬ ‫ال�جمة إىل‬ ‫‪ 2‬ـ تّ‬ ‫ّ‬ ‫ب� الشعوب‪ ،‬وإحداث "التعارف" ن أ‬ ‫ف‬ ‫أحسنا توظيفها ف ي� حياتنا‪ ،‬فإننا‬ ‫ال�جمة‪ ،‬بصورة عامة‪ ،‬تُشكِّل العصب‬ ‫الفعال ي ن ّ‬ ‫ي‬ ‫ال شكّ ي� ّأن ت ّ‬ ‫الحيوي القادر عىل إحداث ال ّتواصل ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ب� المم‪ .‬وإذا َ‬ ‫نحسن فهم آ‬ ‫الخر‪ ،‬ونُحسن تأسيس خطابنا له‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫آ‬ ‫ف‬ ‫ال�جمة ف ي� حقل الفلسفة‬ ‫العر� ف ي� بدايات العرص‬ ‫العباس يُدرك أنّنا ّ‬ ‫فتوجهنا إىل ت ّ‬ ‫كث�ا‪ّ ،‬‬ ‫وأن معارفنا حوله يغ� كافية إلقناع الخر بما نمتلك‪ّ ،‬‬ ‫تقدمنا ي� الجانب الروحي ي ً‬ ‫كان إالنسان ب ي ّ‬ ‫يّ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫الدنيا‪ ،‬وهو ما أكّده أفالطون ف ي� "المأدبة" بإحدى‬ ‫ال� تبقى بعد رحيل ّ‬ ‫وغ�هما‪ .‬ك ّنا ندرك ّأن ّ‬ ‫الشاعر عن ّ‬ ‫عند "أفالطون" و"أرسطو"‪ ،‬ي‬ ‫للشعر قيمة ما ي� الحياة‪ ،‬وهي أنّه الروح الثانية ي‬ ‫ف‬ ‫والزراعة‪ّ ..‬‬ ‫غريقية ّ‬ ‫أيضا‪ ،‬مشكالت ف ي� الحياة الماديّة‪ ،‬ولهذا‬ ‫تحل لنا‪ً ،‬‬ ‫والصيدلة ّ‬ ‫متأصلة ي� الحياة‪ ،‬وكانت كتب ال ّطب ّ‬ ‫تحل لنا مشكلة وجوديّة ّ‬ ‫محاوراته (‪ .)1‬لقد كانت الفلسفة إال ّ‬ ‫ترجمنا هذه الكتب‪ .‬ولكننا لم نكتف بامتالك ما لدى آ‬ ‫الخر‪ ،‬بل أضفنا إىل ما ترجم إلينا إضافات نوعية‪ ،‬أكدت أنّنا لسنا عب ًئا عىل الحياة بل إنّنا جز ٌء من حركتها‪ ،‬وهو ما يجعلنا‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫أك� حاجة إىل نتاجنا ومعرفتنا‪ .‬هذا ما فعله علماء كث�ون‪ ،‬منهم‪ :‬جابر بن حيان‪ ،‬وابن سينا‪ ،‬وهذا ما فعله آ‬ ‫جديرين بها‪ ،‬وما يجعل آ‬ ‫الخر ث‬ ‫الخر ي ن‬ ‫ح� ترجم بعض ما أنتجوا‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ش‬ ‫ش‬ ‫كتبا تم�جمة تخاطب إالنسان بأفكار معارصة‬ ‫ال� شن�ت ً‬ ‫القارئ ي� كل زمن‪ ،‬يدرك أن ما يُ�جم إىل لغته يَعد ي‬ ‫ب�ء يُضيف إىل السائد أو الراهن‪ ،‬وقد نجحت دور الن� العربية ي‬ ‫كب�ة‪ ،‬اكتسحت يغ�ها من‬ ‫تتغلغل ف ي� صميم حياته اليومية(‪ ،)2‬مثل‪ :‬بال�مجة‬ ‫العصبية‪ ،‬وإيقاظ الحواس الداخلية‪ ،‬وفن ال ّتعامل مع ال ّناس‪ ،‬والمذاكرة الفعالة‪ ..‬فحققت مبيعات ي‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫بتقصدها يغ� ما يخاطب إالنسان‪ ،‬أرادت أن تكون كاسدة‪.‬‬ ‫ال� بقيت كاسدة؛ لنها ُّ‬ ‫الكتب ي‬ ‫حدي�‪ ،‬سأتحدث قليال عن أ‬ ‫أك� إقنا ًعا ف� ث‬ ‫الجماه�يّة ليست ساذجة‪ ،‬كما يعتقد البعض‪ ،‬وقد يكون هؤالء من النخبة المؤثرة ف� حياتنا الثقافية‪ ،‬ولك أكون ث‬ ‫"الدب‬ ‫الثقافة‬ ‫الشع�"‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫بي‬ ‫ف‬ ‫كتا� ت‬ ‫"ال�اث والشعر"(‪ ، )3‬فسقوط بغداد سنة ‪ 252‬هـ جعل العقل‬ ‫بشكل جارف ر َّد فعل عىل تحول الثقافة‪ ،‬وهو ما أكدته ي� ب ي‬ ‫ثم أعود إىل المحور الرئيس؛ فقد كان اللجوء إليه ٍ‬ ‫ب� تلقي أ‬ ‫ف‬ ‫تحوالت ف� الثقافة تُشعر المتلقي أن هناك فجوة ي ن‬ ‫الدب بالفصحى‪ ،‬من جهة أوىل‪ ،‬والثقافة‬ ‫و� الوقت نفسه‪ ،‬كانت هناك ّ‬ ‫بي‬ ‫ي‬ ‫العر� يُصدم بأن عرص القوة يتهاوى‪ ،‬ي‬ ‫ت‬ ‫"لم ال تفهم ما يُقال"‪ ،‬من جهة ثانية‪ .‬وأن ما يُسمى "أدب‬ ‫مصورا لبطوالتها‪ ،‬وربما بدأت مظاهرها بادية ف ي� قول الشاعر ب يأ� تمام للمتلقي‬ ‫ال� كان الشعر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الجماه�ي َ‬ ‫ً‬ ‫الجماه�يّة ي‬ ‫المشجر‪ ،‬وإىل مهارات عقلية فظهر التأريخ بالشعر‪ ،‬وما ال‬ ‫مصورة‪ ،‬فظهر‬ ‫َّ‬ ‫العصور المتتابعة" أو "العصور المظلمة" كما يحلو للبعض تسميتها‪ ،‬قد أحالت إالبداع إىل أشكال َّ‬ ‫الدب بالفصحى إىل أ‬ ‫يستحيل باالنعكاس‪ ..‬وهذا ما جعل الثقافة الجماه�ية تنقل راية البطولة من أ‬ ‫الدب‬ ‫الشع�‪ ،‬وما جعل مأساة الشاعر بعدئذ تعظم؛ إذ إنه فقد الجمهور‬ ‫ي‬ ‫بي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫د�؛ أي إاليغال ي� تطوير تجربته إىل درجة الغموض‬ ‫الذي ّ‬ ‫يلتف حوله‪ ،‬ويؤكد له أنه سيحظى بحياة أخرى بع� الشعر‪ .‬ولعل هذا المر جعل الشاعر يركز عىل بطولة العمل ال ب ي‬ ‫الموصلة إىل حرص التلقي ف ي� دائرة ال ّنخبة‪.‬‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ين‬ ‫العر�‪ ،‬فنجد شكوى ش‬ ‫تد� ش�اء‬ ‫ال� ترصد انطباعات‬ ‫النا�ين من ي‬ ‫المثقف� العرب‪ ،‬بعد انعقاد كل معرض من معارض الكتب الدولية ي� الوطن ب ي‬ ‫وإذا نظرنا إىل التقارير إالعالمية ي‬ ‫الطفال المقروءة والمحوسبة‪ ،‬وكتب الطبخ‪ ،‬أ‬ ‫و� المقابل‪ ،‬نجد نسبة مبيعات مرتفعة لقصص أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫والبراج‪ ..‬ونجد إالشارة إىل أن الكتاب يعيش أزمة ّ‬ ‫تدل عىل‬ ‫الكتب الكاديمية‪ ،‬ي‬ ‫ف‬ ‫ق‬ ‫ت ن‬ ‫تحول‬ ‫و� بات‬ ‫الور�‪ .‬والحقيقية أنه‪ ،‬من زاوية أخرى‪ ،‬يدل عىل وعي القارئ؛ فال ّتحول عن ّ‬ ‫الشعر ي� القديم كان بسبب ّ‬ ‫ً‬ ‫جهل القارئ المعارص‪ ،‬وأن الكتاب إاللك� ي‬ ‫منافسا للكتاب ي‬ ‫المق�ن بالبطولة حينما انهار أمام ذلك التحول‪ ،‬نقلت الجماه� الرايةَ إليها‪ ،‬آ‬ ‫فالشعر ت‬ ‫والن‪ ،‬أصبحت معظم‬ ‫الثقافة‪،‬‬ ‫والتحول عن الكتاب الراهن هو‪ً ،‬‬ ‫أيضا‪ ،‬بسبب تحول ال ّثقافة؛ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يُ‬ ‫الكتب أ‬ ‫الجماه�يّة‪ ،‬فأصبح‬ ‫الكاديمية يغ� قادرة عىل ممارسة جاذبيتها له؛ أل ّن دخول "العولمة" إىل حياتنا واختالطها بالماء الذي شن�به‪ ،‬وبالهواء الذي نتنفسه‪ ..‬أعاد تشكيل ثقافتنا‬ ‫ي‬ ‫كب�ة‪ ،‬والقدرة‬ ‫أهمها‪ :‬القدرة عىل حل‬ ‫صغ�ة أم ي‬ ‫مشكالت إلنسان معارص تواجهه تحديات متسارعة‪ :‬سواء أكانت ي‬ ‫ٍ‬ ‫الكتاب الذي يجتذب القارئ شل�ائه ينبغي أن يحظى بمواصفات‪ّ ،‬‬ ‫ب� الذات آ‬ ‫والخر‪ :‬قضايا النسان أينما وجد‪ .‬لماذا تحقّق دواوين الشاعر نزار ن ف‬ ‫ت‬ ‫المش�ك ي ن‬ ‫كب�ة؟ ألنها كانت‪ ،‬بكل‬ ‫عىل عبور الجرس‬ ‫إ‬ ‫قبا�‪ ،‬ي� كل معرض من معارض الكتب‪ ،‬مبيعات ي‬ ‫ُ‬ ‫ي‬


‫ت‬ ‫ال�جمة وحوار ال ّثقافات‬ ‫ّ‬ ‫ت‬ ‫المهمش‬ ‫تفعيل‬ ‫ة‬ ‫اتيجي‬ ‫اس�‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬


‫الخر‪ ،‬وال تقدم آ‬ ‫ال�جمة تقدم للذات عن آ‬ ‫ال�جمة إىل العربية ليست الطريق الوحيدة إىل حوار الثقافات؛ فهذه ت‬ ‫ت‬ ‫للخر عن الذات‪ .‬من‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫وغض الطرف عن إالساءة بع� التاريخ الطويل‪ ،‬ولك ّننا بحاجة إىل‬ ‫المؤكد أنّها تقوي ف ي� داخلنا الحاجة للتكامل مع الغرب لسد احتياجاتنا‪ّ ،‬‬ ‫المر نفسه ف� داخل آ‬ ‫إحداث أ‬ ‫ب� ما يُ ت�جم إىل العربية‪ ،‬وما تي�جم إىل إال ي ز‬ ‫الخر‪ ،‬وال يكون هذا إال بتحقيق نوع من التوازن ي ن‬ ‫نجل�ية‪ .‬وهذا‬ ‫ي‬ ‫يوجب طرح فكرة الربح المادي لما ي شن� جانبا؛ ألن ما ي ت�جم إىل آ‬ ‫الخر ليست له سوق رائجة إال ما كان يحفل بالمنفعة‪ ،‬أو إحداث الدهشة‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ت‬ ‫تحركها مناسبة تجري عىل الساحة‪.‬‬ ‫ال� ّ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫إضافة إىل ت‬ ‫التعاو�‬ ‫تغي� حقيقي ف ي� أساليب تدريسنا العام والجامعي بحيث نُس ِّلط الضوء عىل التعلم‬ ‫ال�جمة‪ ،‬نحن بحاجة إىل ي‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫تب� قرارات يغ�‬ ‫‪learning‬‬ ‫‪ Cooperation‬الذي يحقّق فوائد عىل مستوى المجموعة الواحدة‪ ،‬فيستفيد الضعيف من القوي‪ ،‬ويعزز ي‬ ‫آ ف‬ ‫ت‬ ‫اثن� ش‬ ‫ع�ة سنة عىل أساليب التعليم التقليدية‪ ،‬ثم نواصل ما بدأنا به‬ ‫مترسعة‪ ،‬ويؤكد حق الخر ي� االختالف(‪ .)5‬إن تأسيس حياة الطالب ي‬ ‫ف‬ ‫وغ� قادرة عىل استيعاب أن االختالف‪ ،‬والتنوع‬ ‫كث�ا ي� الجامعة‪ ،‬ستؤدي إىل تأسيس رؤية أحادية يغ� قادرة عىل الحوار‪ ،‬ي‬ ‫بصورة ال تختلف ي ً‬ ‫يز ت‬ ‫ال� تستثمر االختالف ف ي� تشكيل رؤية قوية‬ ‫والتعدد‪ ..‬من أبسط مبادئ ثراء الحياة‪ ،‬ما دمنا نمتلك مقومات الشخصية القوية‬ ‫المتم�ة ي‬ ‫ن‬ ‫التعليمية‪ ،‬سيكون جز ًءا من حياتنا اليومية‪.‬‬ ‫ئيسا من حياتنا‬ ‫موحدة(‪ .)6‬عندما يغدو التعلم‬ ‫ّ‬ ‫التعاو� جز ًءا ر ً‬ ‫يّ‬ ‫‪ 4‬ـ الخاتمة‬ ‫إس�اتيجية الحوار مع الغرب باالعتماد عىل ت‬ ‫إن ت‬ ‫كب� من الفعالية‪ ،‬إال إذا تضافرت مع أمور أخرى‪،‬‬ ‫ال�جمة ال يمكن أن تكون عىل قدر ي‬ ‫لعل أهمها‪ :‬تطوير أساليب التدريس لدينا‪ .‬والعمل عىل وضع قواعد بيانات ببليوغرفية عما أ ّلف باللغة العربية أو ترجم إليها ت‬ ‫ح� يشعر‬ ‫الباحث أنه ف� حواره مع آ‬ ‫يكتف ض‬ ‫ض‬ ‫بالما�‪ .‬والسعي إىل تحريك كفة‬ ‫الخر ينطلق من أرض صلبة‪ ،‬ويشعر أنه قوي تب�اثه‬ ‫وبحا�ه الذي لم ِ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫يز‬ ‫ال� نعتقد أنها تضيف إىل الفكر العالمي‪ ،‬أو تصحح النظرة إىل العرب‬ ‫الم�ان لتتساوى أو تق�ب من التساوي مع ترجمة الدراسات العربية‬ ‫ي‬ ‫الخر كب� آ‬ ‫الخر‪ ،‬كما هو آ‬ ‫ح� نك� ف� عيون آ‬ ‫والسالم إىل اللغات أ‬ ‫الخرى؛ ت‬ ‫الن ف ي� عيوننا‪.‬‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫ب ي‬ ‫الهوامش متوفرة لدى أرسة التحرير لمن يرغب‬


‫أ‬ ‫عالـما ث‬ ‫ت‬ ‫ال� قسمها هللا ي ن‬ ‫ب� جميع ش‬ ‫أك� شإ�اقًا‪ ،‬يمكّن إالنسان من التغلب عىل أزماته المختلفة‪.‬‬ ‫الب� (الحب)‪ ،‬ولنها تزيِّن بالشعر ً‬ ‫بساطة‪ ،‬تخاطب العاطفة ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫العر� خاصة من العيش بحرية وكرامة‪.‬‬ ‫ولماذا تحقّق كتابات الناقد إدوارد سعيد الم�جمة المر نفسه؟ لنّها كانت‪ ،‬بكل بساطة‪ ،‬تخاطب ما يمكن إالنسان ب ي‬ ‫أ‬ ‫الجماه�يّة‪.‬‬ ‫رواجا وقدرة عىل النفاد إىل الثقافة‬ ‫إن ّكل ما يخاطب إالنسان وحاجاته‬ ‫ي‬ ‫الصغ�ة‪ :‬من الطبخ‪ ،‬والبراج‪ ..‬وحاجاته ي‬ ‫ي‬ ‫الحب‪ ،‬والحرية‪ ..‬يحقّق ً‬ ‫الكب�ة‪ّ :‬‬ ‫الم�جمة أن تكون قادرة عىل مخاطبة إالنسان ث‬ ‫ال�جمة؛ فما نريده من الكتب ت‬ ‫ح� أعود إىل ت‬ ‫كان ال بد من الحديث عن هذه النقاط ت‬ ‫أك� مما هي قادرة عىل‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫مزيدا من إالرباك وال ّتعقيد ف ي� هذا ال ّتواصل‪ .‬وهنا‪،‬‬ ‫تقديم معرفة جزئية‬ ‫و� الوقت نفسه‪ ،‬ال يريد ً‬ ‫ّ‬ ‫تخصصية؛ لن القارئ ب ي‬ ‫العر� يريد ال ّتواصل مع الخر‪ ،‬ي‬ ‫بال�جمة بضخامة أ‬ ‫العداد ت ت‬ ‫العر� لما‬ ‫قائما ليس عىل أساس تفاخر دور ال ّن ش� أو الجهات المعنية ت ّ‬ ‫يبدو قطب الرحى ً‬ ‫ال� ت�جمها‪ ،‬بل بمدى حاجة العقل ب ي‬ ‫ي‬ ‫آ‬ ‫عال ف� المؤتمرات لل ّتواصل مع الخر بع� ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ال�جمة‪..‬‬ ‫يُ�جم‪ .‬إن إغراق أسواقنا بالكتب الم�جمة‪ ،‬واكتظاظ دورياتنا بالمقاالت الم�جمة‪ ،‬ودعواتنا بصوت ٍ ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫للتغ�؛ ألن مستوى المقارنة ي ن‬ ‫ب�‬ ‫ستؤ� أكلها بصورة سلبية‪ ،‬وذلك لسباب أخرى يغ� ما شأ�ت إليها‪ ،‬الول‪ :‬أن تعزيز الحوار من طرف واحد سيبقى ُعرضة ي‬ ‫ي‬ ‫الثا�‪ :‬أن تعرف آ‬ ‫آ‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫الخر كلما ازدادت نسبته‪ ،‬كانت منبئة بظهور اتجاهات تنحاز إىل‬ ‫ال� تصل إىل الخر ما زالت هزيلة ًّ‬ ‫جدا‪ .‬ي‬ ‫ال� تصل إلينا‪ ،‬وال�جمة ي‬ ‫ال�جمة ي‬ ‫ب� ت‬ ‫صف ت‬ ‫الم� ي ن‬ ‫ال�اث وحده‪ ،‬بوصف هذا االنحياز رد فعل عىل ما يجري‪ .‬الثالث‪ :‬أن غياب التنسيق ي ن‬ ‫جم� العرب‪ ،‬بسبب غياب قاعدة ببليوغرافية تتوالها‬ ‫بمع�‪ :‬وجود كتب تم�جمة متعددة لكتاب واحد‪ ،‬ض‬ ‫جهة رسمية‪ ،‬فتكون متاحة عىل إال تن�نت‪ ،‬سيؤدي إىل جهود تكرر نفسها‪ ،‬ن‬ ‫وفو� ف ي� المصطلحات(‪ ..)4‬ما‬ ‫ّ‬ ‫يجعل المشكلة تو ّلد مشكالت يصل ح ّلها إىل درجة ال ّتعقيد‪.‬‬ ‫ليس إيراد أ‬ ‫السباب السابقة دافعه الوصول إىل حث الخطى عىل التباطؤ ف� ت‬ ‫ال�جمة‪ ،‬أو كبح جماحها‪ ،‬ولكن الوصول إىل فكرة‪ّ :‬أن وضع الثقل جميعه ف ي� كفة‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ز‬ ‫ف ش‬ ‫الثا� من البحث‪\.‬‬ ‫�ء‪ .‬وهو ما سأتحدث عنه ي� المحور ي‬ ‫يم�ان واحدة ليس من المنطق ي� ي‬ ‫‪3‬ـ ت‬ ‫ال�جمة إىل إال ي ز‬ ‫نجل�ية‬ ‫أ ت‬ ‫ت‬ ‫ش ن‬ ‫العربية إىل إال ي ز‬ ‫ال�‬ ‫ال�جمة من‬ ‫نجل�يّة بعد الثورة العربية ب‬ ‫نشطت حركة ت ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال� انحرصت بالمست� يق�‪ ،‬وكان دافعها التعرف عىل ثقافة المة ي‬ ‫الك�ى سنة ‪ 6191‬ي‬ ‫جعلت السلطة العثمانية تتهاوى بعد حقبة زمنية ال يُستهان بطولها‪ .‬وقد اتجهت مقاصدهم ف ي� اتجاهات مختلفة‪ ،‬منها‪ :‬تحقيق المخطوطات‪ ،‬وترجمة‬ ‫معظم ما تم تحقيقه‪ ،‬وهو ما حقق فائدة مزدوجة للذات آ‬ ‫والخر‪ .‬ولكن عدم الفصل ما ي ن‬ ‫ب� الواقعي والمتخيل أورثنا مشكالت ليس من السهل استئصالها‬ ‫من ثقافة آ‬ ‫سالبا لحريتها‪ ..‬ال هم له‬ ‫الخر؛ تف�جمة "ألف ليلة وليلة" عىل سبيل المثال‪ ،‬جعل المركوز ف ي�‬ ‫ّ‬ ‫العر� مهيم ًنا عىل المرأة‪ً ،‬‬ ‫الغر� للرجل ب ي‬ ‫التصور ب ي‬ ‫سوى إشباع نزواته‪ ،‬واستغالل السلطة الموكولة إليه لسفك الدماء‪ .‬أ‬ ‫والمر نفسه‪ ،‬يقال عند الحديث عن جعل دواوين شعراء ي ن ن‬ ‫الغر�‬ ‫ماجن� يب� يدي القارئ ب ي‬ ‫ف‬ ‫ن ف‬ ‫أ ن‬ ‫ش‬ ‫الكا�‬ ‫العر�‪ ،‬كما هو الحال ف ي� شعر ب يأ� نواس الذي حققه‬ ‫بوصفها‬ ‫ً‬ ‫المست�ق ال ي‬ ‫نموذجا للنتاج إالبداعي ب ي‬ ‫و� المقابل‪ ،‬عدم االهتمام ي‬ ‫لما� إيفالد فاغ�‪ ،‬ي‬ ‫بدواوين شعراء آخرين كالمتن� وأ� تمام‪ ،‬وتغييب كامل للشعراء أ‬ ‫ين‬ ‫ندلسي�‪.‬‬ ‫ال‬ ‫بي بي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫بال ي ز‬ ‫ش‬ ‫ال� كُتبت بها‪.‬‬ ‫ما يُكتب إ‬ ‫نجل�يّة عن الدب ب ي‬ ‫ال� تُناقش ي� الجامعات بال�يطانية حيث تُن� باللغة ي‬ ‫العر� روافده متعددة‪ ،‬منها‪ :‬الرسائل الجامعية ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫متعذرا‪ ،‬كما هو الحال ف ي� عدد من أعمال الطيب صالح الروائية‪ ،‬وعدد من‬ ‫ال� كتبها َم ْن تزوج هناك‪ ،‬وأسس حياة تجعل العودة إىل الوطن ال ّم‬ ‫ً‬ ‫والعمال ي‬ ‫أعمال كمال أبو ديب النقدية‪ ،‬أو من حصل عىل جائزة عالمية‪ ،‬ويريد آ‬ ‫الخر أن يعرف كتاباته بلغته‪ ،‬كما هو الحال ف ي� أعمال نجيب محفوظ الذي حصل عىل‬ ‫ّ‬ ‫َ ْ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫جائزة نوبل آ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ين‬ ‫أث� ف ي�‬ ‫للداب ف ي� ‪ .8891‬إضافة إىل دراسات‬ ‫بداعية يغ� قادرة عىل ال ّت ي‬ ‫أكاديمي� عرب يعملون ي� الجامعات هناك‪ .‬ي� الحوال كلها‪ ،‬تبدو العمال إال ّ‬ ‫الثقافة الجماه�ية؛ ألنها ترتد ف� هذه الحالة إىل الخيال‪ ،‬وليس إىل ما يمكن إدراجه ف� الواقعي‪ ،‬كما هو الحال ف� "ألف ليلة وليلة"‪ ،‬أما كتابات أ‬ ‫ين‬ ‫كاديمي�‪،‬‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ين‬ ‫للدارس� أو النخبة‪ ،‬وعادة ما تكون معنية بالموضوع‬ ‫النمطية للعرب يغ� فعالة؛ لنها صيغت‬ ‫الغربية عن الصورة‬ ‫تغي� ما ف ي� الثقافة‬ ‫تأث�ها ي� إحداث ي‬ ‫فيبقى ي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المحدد الذي تتناوله‪ ،‬وليس بتصويب أفكار متداولة خطأ‪.‬‬ ‫كغ�ه من ش‬ ‫الب�‪ ،‬فنس ّلط الضوء عىل‬ ‫الغر�‬ ‫العر� بوصفه إنسانًا‪ ،‬ينبغي أن يحظى بالحياة الكريمة ي‬ ‫ي‬ ‫الجماه� ّي قضايا ب ي‬ ‫إنها تغدو مؤثرة حينما ننقل إىل القارئ ب ي ّ‬ ‫ف‬ ‫ين‬ ‫العر� من خالل‬ ‫مأساة شعب‬ ‫فلسط� من خالل شعر محمود درويش أو سميح القاسم‪ ،‬وعىل الفقر الذي يرزح عىل صدره ي� أماكن مختلفة من الوطن ب ي‬ ‫ف‬ ‫الكا� عند الكتابة باللغة إال ي ز‬ ‫نجل�ية ف ي� كافة مواقعنا؛ فالكلمة‪ ،‬هنا‪ ،‬مسؤولية ليست شخصية بل تتخطى ذلك‪.‬‬ ‫الرواية‪ ..‬ينبغي أن نمتلك الوعي ي‬


‫توقعات أ‬ ‫البراج لشهر حزيران ‪ /‬يونيو ‪2017‬‬ ‫بقلم عالمة الفلك ريمه المحمد‬ ‫برج الحمل‬ ‫( ‪ 20‬اذار نيسان‪) 21‬‬ ‫تس� بهذا االتجاه‬ ‫ال تنظر اىل الوراء فانت ال ي‬ ‫شهر الحماسة واالندفاع والحظ‬ ‫اهم التواريخ والمحطات‬ ‫قد تجد مبتغاك ي ن‬ ‫يغ� االتجاه نحو االفضل ‪.‬حاذر من توتر ينتابك ومن عدائية او مواجهة تتعب‬ ‫ب� يومي ‪٢‬و ‪٣‬وتحقق رغبة دفينة او يحدث ما ي‬ ‫ت‬ ‫ش‬ ‫اعصابك يومي ‪ ٥ ،٤‬تدخل مرحلة عاطفية جيدة يوم ‪ ٦‬وعندما ينتقل فينوس اىل برج االسد فذلك يب� بف�ة عاطفية مليئية بالشغف والجدية‪.‬‬ ‫ض‬ ‫ح� يوم ‪٢١‬هي ث‬ ‫الف�ة الممتدة ت‬ ‫ير� غرورك وتكون ت‬ ‫قد يحمل يوم ‪ ٠١‬حدث ي ز‬ ‫اك� االوقات نجاح وتالق‪.‬قد يشهد يوم ‪ 15‬عىل‬ ‫مم� وتطور ي‬ ‫والدة ش‬ ‫ويش� يوم‪ 62‬اىل صداقة جديدة او تعاطف مع قضيتك من قبل فئات اعالمية وحكومية‪.‬‬ ‫م�وع او عالقة عاطفية ي‬ ‫ب� يومي ‪ 20‬و ‪ 12‬وتحمل هذه ت‬ ‫خ� جيد وتطور ولقاء ي ز‬ ‫ب� يومي ‪ 18‬و ‪ 19‬وتنفرج االسارير ي ن‬ ‫الفلك يحذر من تشنجات وفضائح ي ن‬ ‫مم�‪.‬يلتقي‬ ‫الف�ة ب‬ ‫ف‬ ‫ت ف‬ ‫وغ�ها خاصة ي ن‬ ‫ب� يومي‬ ‫فينوس مع‬ ‫مال قد تحققه وحظ ي� اعمال البورصة ي‬ ‫جوبي� ي� اخر الشهر مما ي‬ ‫يش� اىل ربح ي‬ ‫مم�ز‬ ‫‪ 28‬و ‪ 30‬حيث تشهد لقاء‬ ‫رومنس ي‬ ‫ي‬ ‫‪.‬‬ ‫ برج الثور‬‫(‪21‬نيسان – ‪ 20‬أيار)‬ ‫ان اسوء من الفشل هو عدم المحاولة‬ ‫تهتم بالشؤون المالية والصحية‬ ‫اهم التواريخ والمحطات‬ ‫قد تصطدم بحقيقةمزعجة يوم ‪ 1‬وتستفيد من ظروف فايجابية يومي ‪ ٥ ،٤‬تجنب المناوشات والمناقشات والمواجهات ب�ن‪.٧،٦‬‬ ‫يش� اىل خيبة او صدمة ياعتبارا من االن وح�ت‬ ‫يدخل يوم ‪ ٦‬فينوس اىل برج االسد فيولد بعض التشنج ي� حياتك الشخصية والعاطفية كمان انه ي‬ ‫ف‬ ‫ض‬ ‫اخر الشهر‪.‬قد تضطر اىل قبول شخص يدخل حياتك او اىل استقبال من يحتاج اليك وقد يعود الما� ليتدخل � حياتك‪.‬‬ ‫تستعيد اوراق ضائعة يوم ‪ ١١‬وتخف عمليات التسويف والتاجيل اعتبارا من هذا اليوم‪.‬ال تفرض رايك ييوم ‪ ٤١‬وال يتتسلط عىل احد ت‬ ‫ح� ال تدفع‬ ‫ال�ج وقد تتخىل ابتداء من هذا اليوم عن عالقة او مركز او حلم ما‪.‬‬ ‫االخ�ة من هذا ب‬ ‫نفس ضاغط عىل مواليد االيام ي‬ ‫الثمن‪.‬يوم‪ 15‬يتولد جو ي‬ ‫ان ث‬ ‫ايجا� ي ن‬ ‫ب� يومي ‪ ٢٢‬و‪.23‬‬ ‫اك� االيام قساوة ف ي� هذا الشهر هما يومي‪ 20‬و ‪ 21‬ولكن ينصحك الفلك بان تراهن عىل جديد‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ينتقل مارس اىل برج الرسطان يوم ‪ ٥٢‬ويزودك بطاقة افضل اىل العمل ويزيل بعض االوهام ولكنك تحقق حلما عاطفيا ما ي ن‬ ‫ب� يومي ‪ 27‬و‬ ‫ين‬ ‫اليوم� او تتصدى شل�يك او تنفصل عنه‬ ‫‪ 28‬وقد تصاب بخيبة يا عزيزي ف ي� هذين‬ ‫ ‬ ‫– برج الجوزاء‬ ‫(‪ 21‬أيار _حزيران ‪)21‬‬ ‫ين‬ ‫والسن� ‪.‬‬ ‫الصديق هو إنسن ف ي� حياتك رفم المسافات‬ ‫التوقعات الفلكية جيدة‬ ‫اهم التواريخ والمحطات‬ ‫ت‬ ‫ال� تجعلك‬ ‫قد تشوش االيام االوىل من الشهر أفكارك وخاصة إذا كنت من مواليد الدائرة االوىل وترتبك أمام امتحان أو بعض المقابالت ي‬ ‫مضطربا‬ ‫ن‬ ‫مناسب� للمفاوضات واللقاءات الحلوة واالخبار الطيبة‬ ‫ابتداء من يوم ‪ ٦‬تنفرج االسارير ويكون يوم‪ ٦‬و ‪ ٧‬ف ي‬ ‫‪.‬انتبه من يغ�ة يبديها الزوج أو الحبيب إزاء ف من يدخل حياتكما‬ ‫دقيق‬ ‫فالجو‬ ‫عملك‬ ‫مجال‬ ‫حاذر من يومي ‪ ٨‬و ‪ ٩‬وقف عىل الحياد ‪ ،‬وال تجادل ي�‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫هذه ت‬ ‫الف�ة ربما تجد ي ن‬ ‫ب� يومي ‪ ٠١‬و ‪ ٢١‬مجاال ً للتفاهم أوسع ‪ ،‬وتضطر العادة النظر ي� بعض االعتبارات ‪ ،‬وتس�جع ضائعاً ي� هذا الوقت ‪.‬قم‬ ‫بكل حساباتك االحد يوم ‪ ٤١‬وال تتورط بمغامرة مالية يغ� محسوبة تي�اجع ساتورن نحو العقرب ابتداء من يوم ‪ ٥١‬ما يجعل العمل دقيق جد ًا ‪،‬‬


‫أ‬ ‫توقعات البراج لشهر حزيران مع عالمة‬ ‫الفلك نجمه‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫توقعات وتنبؤات عالمة الفلك نجمه لشهر حزيران ‪ /‬يونيو ‪2017‬‬



‫أ‬ ‫كب�ة ‪.‬قد يهبك القمر الجديد ف ي� الجوزاء يوم ‪٦١‬منحة أو هدية أو انعطافاً نحو االفضل‬ ‫كن صابراً مع الزمالء زال تتورط بمشكلة قد تتحول لزمة ي‬ ‫ابق متحفظاً جداً ي ن‬ ‫ب� يومي ‪ ٢٢‬و‪ 23‬لكن راهن عىل يومي ‪ 24‬و ‪ 25‬اذا اردت االحتفال أو إقامة دعوى أو البدء بمغامرة أو السفر أيضاً اذا كنت‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ز‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫خ� جديد‬ ‫مم�ة ‪ ،‬خاصة يب� يومي ‪ ٨٢‬و ‪ ، ٠٣‬إذا قمت بتنقل أو سفر فقد يحمل معه ب‬ ‫االخ�ة من الشهر فرصا رومانسية ي‬ ‫عازبا فقد تهبك االيام ي‬ ‫ممتازة‬ ‫ونتائج‬ ‫ايجابية‬ ‫بصورة‬ ‫اليك‬ ‫ويتم موعد مهم بالنسبة‬ ‫‪5‬‬ ‫برج الرسطان‬‫(‪ ٢٢‬حزيران _تموز ‪)22‬‬ ‫عندما تشعر بالضعف تذكر أولئك الذين جعلوك قوياً وعندما تبدأ بالتشكيك بنفسك تذكر أولئك الذين يؤمنون بك‬ ‫أوضاع ملتبسة وحيوية تم�اجعة‬ ‫أهم التواريخ والمحطات‬ ‫عاطفياً راهن عىل االيام االوىل من الشهر ففينوس ف� برجك يدعوك للسالم والحب وهو يحمل لك وعداً جميال لمواليد الدائرة الثالثة أ‬ ‫بالخص‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫‪ ،‬ويكون يوم ‪ 1‬مثمراً من كل النواحي‬ ‫يدخل فينوس اىل برج االسد السبت يوم ‪ ٦‬فيولد بعض العدائية أو التملكية ف ي� ترصفاتك مع الحبيب وربما تساورك شكوك حول مدى عمق‬ ‫بطريقة‬ ‫يومي ‪ ٨‬و ‪ ٩‬اليجاد بعض الحلول وتصفية بعض‬ ‫العاطفة الت يكنها لك ‪ ،‬استفد من أجواء‬ ‫أيجابية ي ن‬ ‫الحسابات ي ن‬ ‫لك ي ن‬ ‫العامل� معك ‪ ،‬فقد ال‬ ‫المحيط� بك أو‬ ‫ب� يومي‪ ٠١‬و ‪ ١١‬وتجنب بعض المواجهات وخاصة مع‬ ‫تأخ� وتأجيل وأفخاخ تنصب‬ ‫انتبه من ي‬ ‫تخرج منترص ًا من هذه المعركة‬ ‫تخف االعباء يوم‪ 13‬ت‬ ‫كب�ة وإرادة لبلوغ االهداف وخاصة إذا كنت من مواليد‬ ‫وح� يوم ‪ ٥١‬وتبدأ االيجابيات بالظهور ويزودك بطاقة معنوية ي‬ ‫التغي� الذي طالما حلمت به ‪ ،‬وربما تتوصل اىل استقاللية وتحرر من قيد ‪.‬‬ ‫الدائرة الثالثة ‪ ،‬وقد يحدث‬ ‫ي‬ ‫آ‬ ‫القمر الجديد ف� الجوزاء يوم ‪ 16‬يجعلك ث‬ ‫س�ه‬ ‫أك� إقباال ً عىل المجتمع ويجعلك متناغماً مع الخرين ‪ ،‬وخاصة أن كوكب مركور يكون قد عاود ي‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫المبا� يوم ‪.١١‬‬ ‫ابتداء من يوم ‪ 12‬تدخل تف�ة مالية جيدة وقد يحرز بعض مواليد الرسطان أرباحاً يغ� منتظرة ويعقدون صفقة مالية ناجحة ‪ ،‬إذ يجمل اليهم‬ ‫ومدخول جيد بل ورائع‬ ‫القدر ربما مفاجآت يغ� منتظرة‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تدخل يا عزيزي دورة من االزدهار ي� هذا الوفت لكن كن يقظا جدا يب� يومي ‪ 24‬و ‪ 26‬وال تعرض مكتسباتك للخطر ابتداء من يوم ‪ ٥٢‬ينتقل‬ ‫مارس اىل برجك ويزودك بطاقة إيجابية ليكون يوم ‪ 28‬و ‪ 28‬من أفضل أيام الشهر‬ ‫‪ –.‬برج أ‬ ‫السد‬ ‫(‪23‬تموز – ‪٢٢‬آب)‬

‫تحصل عىل السعادة ي ن‬ ‫ح� ال تتوقعها اال من ذاتك‬ ‫شا�اق ومكافآت‬ ‫اهم التواريخ والمحطات‬ ‫كب�ة ف� بداية الشهر وخاصة ي ن‬ ‫ب� يومي ‪ ٢‬و ‪ ٣‬ويحمل لك القمر ف ي� برج القوس شب�ى سارة لك‪.‬‬ ‫تسكنك ديناميكية ي ف ي‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫التالي� او تميل اىل بعض العزلة‪.‬‬ ‫تبدو شديد الحساسية ي�‬ ‫اليوم� ز ي‬ ‫ي‬ ‫كث�ة وتكون عينك عىل المحيط وتهتم بالبعض وقد تقع ف ي� الغرام ابتداء‬ ‫مم�ة تشارك خاللها بمناسبات ي‬ ‫اال ان يوم ‪ ٦‬يفتتح دورة عاطفية ي‬ ‫من االن اذا كنت خاليا‪.‬‬ ‫م�وع جديد وتتخلص من مراوحة مكان ما او من عرقلة الحد المشاريع ي ن‬ ‫تقبل عىل ش‬ ‫ب� يومي ‪ ٠١‬و ‪ 12‬لكن ابقى بعيدا عن كل مواجهة يوم ‪13‬‬ ‫ت‬ ‫و ‪ 14‬وقد يتعكر مزاجك وت�اجع معنوياتك وقد تسمع الغاء لمواعيد او تاخر بالدفع المستحقات‪.‬‬ ‫تهب لمساعدة احدهم او تتضطر اىل اجراءات وتعديالت عىل اثر بعض التطورات الطارئة ي ن‬ ‫ب� يومي ‪ ٥١‬و ‪ ٠٢‬وقد تحظى بمساعدة صديق نافذ‬ ‫ين‬ ‫المقرب� يوم ‪ 61‬ف ي� قضية خاصة او تسمع راي او نصيحة من صديق‪.‬‬ ‫او احد‬ ‫ب� يومي ‪ 19‬و ‪ 21‬ولكن انتبه لصحتك ابتداء من هذه ت‬ ‫تتوضح شؤون مالية او مهنية له عالقة بانتشار او ترويج او تجارة ي ن‬ ‫الف�ة وال فتهمل اي‬ ‫عارض ت‬ ‫ح� اوائل شهر ايلول وقد تعيش حالة نفسية خاصة ي ن‬ ‫ب� يومي‬ ‫يح� ي� قلبك‬ ‫جديد‪ ٢٢ .‬و ‪ 23‬وقد تعود لذكريات الوراء وربما تلتقي بمن ي ي‬ ‫مشاعر قديمة‪ .‬استفد من يوم ‪ 24‬باطالق ش‬ ‫م�وع او باعالن عن‬ ‫تجنب العدائية والمجاهرة بارائك يوم ‪ 28‬و ‪ 28‬واذا خضت مفاوضات ما فاعلم انها تتطلب درجة عالية من الرسية‬ ‫اك� عىل االوضاع‬ ‫يومي ‪ 27‬و ‪ 30‬يحمالن انفراج او حل او سيطرة ب‬


‫‪.‬يخت� القدر قدرتك‬ ‫حاذر جدا من يومي ‪ ٦‬و ‪ ٧‬فقد يحصل الالمتوقع وقد يستغلك احدهم او قد تتهم انت بالخداع ‪.‬يحمل فيوما ‪ ٨‬و ‪ ٩‬افاق‬ ‫جديدة واحالم جديدة ب‬ ‫ف‬ ‫ب� يوما ‪ 10‬و ‪ 14‬فوجود كوكب الحب بالنسبة اليك وهو فينوس � نز‬ ‫عىل المسايرة وتصحيح بعض المسارات ي ن‬ ‫م�لك ش‬ ‫ً‬ ‫بجوبيت� فهذا هو‬ ‫العا� اي ي� برج االسد ملتقيا‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫عىل التعامل بليونة ‪ ،‬وعىل فك االلغاز واالنتصار‬ ‫بعض النافذين اال ان الضوء يتسلط عىل قدرتك‬ ‫كب� تدخله مع‬ ‫دليل عىل نجاح هائل قد تحققه او دليل عىل رصاع ي‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫عىل سوء التفاهم وقد بي�ز ذلك ي ن‬ ‫ب� يوما ‪ 19‬و ‪ 21‬وقد تشتد المنافسة ي� هذا الوقت ولكنك تنعم من المجد والتالق ي� يوما‬ ‫‪ 17‬و‪18‬‬ ‫ث‬ ‫ينتقل مارس اىل برج الرسطان يوم ‪ 25‬فيسهل امامك االعمال ويخفف من االعباء ويطردد الشكوك ويجعلك اك� قدرة عىل الدفاع من مكتسباتك ‪.‬‬ ‫االخ�ة من الشهر لقاء مهم مع جهة نافذة وتتمتع ببهاء اجتماعي‬ ‫تتألق يوم‪ 28‬عىل الرغم من بعض التوتر الذي ينتابك والخوف من الفشل وقد تحمل االيام الثالثة ي‬ ‫كب� ‪ ،‬او بفرص عاطفية يغ� اعتيادية وذلك ي ن‬ ‫ب� يومي ‪ 29‬و‪30‬‬ ‫ي‬ ‫برج القوس‬‫الثا� – ‪ ٠٢‬كانون أ‬ ‫ن‬ ‫الول)‬ ‫(‪ ٢٢‬شت�ين ي‬ ‫العال اال عندما نريد ان نخفي وجعا ما‬ ‫ال نضحك بهذه‬ ‫القوة وال هذا الضجيج وبالصوت ي‬ ‫ت‬ ‫ضاعف الحذر وكن م�ويا‬ ‫اهم التواريخ والمحطات‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫وغ� قادر عىل اتخاذ القرارات‬ ‫يكتمل القمر ي� برجك يوم ‪ ٢‬ويلقي الضوء عليك فتكون متوتر قليال خاصة وان الكواكب االخرى ي� معاكسة مع هذا القمر فتكون حائر ي‬ ‫‪.‬تبحث يوم ‪ ٥‬شؤون مالية وقد تي�تب عليك دين او مستحقات ‪.‬‬ ‫يدخل فينوس برج االسد ‪ ٦‬ويفتتح دورة عاطفية استثنائية تستمر ت‬ ‫المص� العاطفي لبعض مواليد القوس ولكن الجميع سينعمون بذبذبات‬ ‫ح� شت�ين االول وقد تقلب‬ ‫ي‬ ‫فينوس خالل هذا الصيف ‪.‬‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫الصغ�ة بدون تقاعص لحسن الحظ ‪ ,‬ان االصدقاء يقفون اىل جانبك ي� هذه الف�ة وقد‬ ‫انتبه يا عزيزي القوس من يوم وخاصة من امراض القلب وعالج العوارض‬ ‫ي‬ ‫ب� يوما ‪ ٨‬و ‪ ٩‬فكن متحفظا جدا وال ترد عىل اي ت‬ ‫ب� يوما ‪ ٥‬و‪ ٧‬من الرعونة ان تقدم عىل اي اجراء ي ن‬ ‫يقدمون لك مساعدة ثمينة ي ن‬ ‫تع� عن رايك واذا اردت ان‬ ‫اف�اء وال ب‬ ‫تفعل ذلك فقم به ي ن‬ ‫ب� يوما ‪ 10‬و ‪ ١١‬الن االفالك تكون داعمة لك‬ ‫س� عملك ‪.‬‬ ‫اذا كنت من مواليد الدائرة الثالثة فقد تتاح لك فرص استثنائية اما ان كنت من الدائرة االوىل فقد تشعر ببعض االرتياح اثناء ي‬ ‫ين‬ ‫ش‬ ‫خاصةب�‬ ‫المبا� ابتداء من يوم ‪ ١١‬فتشعر باالرتياح كلما تقدمت من اخر الشهر وتستعيد رويدا رويدا الثقة بنفسك وقد تقوم بخيارات صائبة‬ ‫س�ه‬ ‫يعادو كوكب مركور ي‬ ‫يوما ‪ 19‬و ‪ 20‬وهي ت‬ ‫الف�ة المناسبة لتحقق امالك‬ ‫ف‬ ‫ث‬ ‫الكواكب تامر ت‬ ‫ن‬ ‫بال�وي واالنتباه وعدم تصديق بعض االكاذيب يب� يوما ‪ ٥١‬و ‪ ٦١‬حيث يكون القمر جديد ي� الجوزاء وان اك� االيام تعقيدا لك هما يوما ‪ ٢٢‬و ‪ 23‬وقد‬ ‫ت‬ ‫ال� ال تستسيغها‬ ‫يحصل ما ال يعجبك وقد تتضطر اىل مواجهة بعض االعداء وقد تتضطر للرضوخ لبعض االرادات ي‬ ‫االمور تصبح ث‬ ‫مم�ة جدا ي ن‬ ‫اك� ايجابية اعتبارا من يوم‪ 25‬ويخف الضغط وتتاح لك فرص مالية ي ز‬ ‫ب� يومي ‪ 28‬و‪30‬‬ ‫– برج الجدي‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫الثا�)‬ ‫(‪ ١٢‬كانون الول – ‪٩١‬كانون ي‬ ‫ف ي� بعض االحيان يجب أن تت�ك مشاعرك لنفسك دون االفصاح عنها ‪ ،‬ألن من الصعب عىل أي كان أن يفهمها ‪.‬‬ ‫ح�ة وأعادة نظر‬ ‫ي‬ ‫اهم التواريخ والمحطات‬ ‫يكتمل القمر ف� برج القوس يوم ‪ ٢‬فتستعيد ض‬ ‫الما� أو بعض الذكريات أو تلتقي بمن كا حبيباً ف ي� السابق وربما يحدث ما يبلبل االجواء قليال ً ‪.‬تبدو متوتر يوم ‪، ٥‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫وبدخول فينوس اىل برج االسد يوم ‪ ٦‬تخف المواجهات الزوجية ربما ‪ ،‬أو المتعلقة شب�اكة ما ‪.‬‬ ‫ترتاح الجواء يوم ‪ ٨‬و‪ ٩‬ولكن الفلك يحذر من ريبة وشكوك وعدم أمان أو من شعور باالحباط يومي‬ ‫‪ 10‬و‪12‬‬ ‫تغي� ف� حياتك يومي‪ 13‬و‪ 14‬هما أفضل ي ن‬ ‫ش‬ ‫يوم� بالشهر‬ ‫المبا�‬ ‫س�ه‬ ‫لك تلتقط أنفاسك وتدرك أولوياتك ‪ ،‬وتوقع أن يكون هناك مفاجآت قد ي‬ ‫يعاود كوكب مركور ي‬ ‫يوم ‪ ١١‬ي‬ ‫قديم أو تحقق بعض االمنيات أو تستأنف ما كان عالق ‪ ،‬وقد يدور حوار حول ي ش�اكة أو ارتباط او انتماء فكري أو سياس يب�ن‬ ‫ش‬ ‫وع‬ ‫م�‬ ‫تستعيد‬ ‫‪51‬‬ ‫وبكل المجاالت يوم‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ش‬ ‫يومي ‪ 17‬و ‪ 18‬يقودك اىل منحى جديد ابتداء من يوم ‪ 19‬تفكر ي� م�وع جديد او ي� هواية او تكتشف مواهب لديك لم تكن واضحة ‪ ،‬وتفرح بعرض يب� ‪ ٢٢‬و‪32‬‬ ‫ف‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫ابتعد عن ش‬ ‫للعازب� وقد تحقق‬ ‫كث�ة‬ ‫ال� واصحاب النوايا‬ ‫السيئةب� يومي ‪ 24‬و ‪ ، 25‬وانتبه من مناورة أو محاولة الزج بك ي� ورطة ‪ ،‬اال أن الفرص الرومانسية تبدو ي‬ ‫مال مهم وقرارات مادية تخطط‬ ‫أرباحاً مالية بدون جهود تذكر وذلك ابتداء من يوم ‪ 21‬يسجل يوم ‪ 28‬محطة مهمة وتطور مهم بحياتك ‪ .‬يوم ‪ 30‬يحملك اىل نقاش ي‬ ‫للمستقبل‬


‫_ برج العذراء‬ ‫(‪23‬آب – ‪ ٢٢‬أيلول)‬

‫بقل� ارمه احرقه عذبه لكن انتبه فانت ف ي� داخله‬ ‫قالت له افعل ما تشاء ب ي‬ ‫توتر عىل كل الجبهات‬ ‫اهم التواريخ والمحطات‬ ‫يوم� من ث‬ ‫يبدأ الشهر مع ي ن‬ ‫التع� واالكتئاب وهما ‪ ٢‬و ‪ ٣‬حاذر فالقمر المكتمل ف ي� القوس ال يناسبك وقد يولد رصاعات او جواً من االرباك انتبه لصحتك‬ ‫ن‬ ‫والمه� فافعل ذلك يومي ‪ ٤‬و ‪ ٥‬يدخل كوكب الحب اىل برج االسد يوم‪.‬‬ ‫الشخص‬ ‫وسالمتك واذا اردت القيام بمبادرة عىل الصعيدين‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪٦‬‬ ‫ن‬ ‫ويش� اىل تراجع العالقات الشخصية واىل بعض الخضات خاصة يب� يومي ‪ ٨‬و ‪ ٩‬وتبدو طوال هذه‬ ‫ليولد بعض االشكاالت عىل الصعيد العاطفي ي‬ ‫المبا� ابتداء من يوم ‪ ١١‬لك يوفر لك اجواء ث‬ ‫ت‬ ‫ش‬ ‫اك�‬ ‫ه‬ ‫س�‬ ‫مركور‬ ‫كوكب‬ ‫ويعاود‬ ‫ات‬ ‫ر‬ ‫والحوا‬ ‫المفاوضات‬ ‫وغ� قادر عىل انجاح بعض‬ ‫الف�ة مرواحاً مكانك‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ب� يومي‪ 13‬و ‪ 14‬ت‬ ‫ين‬ ‫استقرار ي ن‬ ‫لكف تقدم عىل مصالحة او عىل مبادرة تراها‬ ‫فاخ� هذين‬ ‫اليوم� ي‬ ‫الكث� من الحرص واالنتباه والعناية‬ ‫ارجوك تحفّظ جدا يومي ‪ 15‬و ‪ 16‬فالقمر الجديد ي� الجوزاء يعاكسك وساتورن يعاكس‬ ‫جوبيت� مما يتطلب منك ي‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫وتقلق عىل صحته وقد يكون احد الوالدين ‪.‬‬ ‫والص� وقد تهتم باحد‬ ‫ب‬ ‫‪12‬‬ ‫المقرب� ‪13‬‬ ‫ب� يومي ‪ ٩١‬و‪ ١٢‬او تضيع ف� بعض التفاصيل او ث‬ ‫م�وع ي ن‬ ‫قد تتعرض لمناورة او عملية غش او خداع ي ن‬ ‫يتع� ش‬ ‫المال يبدو‬ ‫ي‬ ‫مع� ولحسن الحظ ان حدثك ي‬ ‫مناسباً جدا لتسوي‬ ‫‪5‬‬

‫‪4‬‬

‫بعض االوضاع ابتداء من يوم ‪ 21‬و ‪ 25‬واذا شعرت ضب�ورة التقارب او تقديم طلب فافعل ذلك يوم ‪ 27‬كن حذرا جدا يومي ‪ 29‬و ‪ 30‬من احداث‬ ‫وتطورات مفاجئة قد تربكك او من استفزاز يطالك او امن تأزم بعض االوضاع‬ ‫– برج ي ز‬ ‫الم�ان‬

‫(‪23‬أيلول – ‪ 23‬شت�ين أ‬ ‫الول)‬ ‫ت‬ ‫ح�ت لها ‪.‬‬ ‫ال� تهبها اليك الصدفة هي افضل من لحظة ض ّ‬ ‫إن اللحظة الحلوة ي‬ ‫شهر االحتفاالت السعيدة‬ ‫اهم التواريخ والمحطات‬ ‫تقود االخرين ف ي� بداية الشهر وتعقد صداقة مهمة أو تطل عىل الناس نجماً محبوباً يوم ‪. ٢‬فقط حاذر من يومي ‪ ٤‬و‪ ٥‬ومن يغ�ة يبديها أحد االصدقاء‬ ‫ومحاولة تضليل أيضاً قد تتعرض لها ‪ ،‬وتبتسم واثقاً ومزوداً بمعنويات قوية ي ن‬ ‫ب� يومي ‪ ٦‬و‪٧‬‬ ‫ت‬ ‫ش‬ ‫يدخل فينوس برج االسد يوم ‪ ٦‬ويفتتح دورة فلكية مناسبة جداً‬ ‫تستمر بصورة استثنائية ح� أوائل شهر ت�ين االول ‪ ،‬وتكون مناسبة جداً لك ‪ ،‬وتتعدد‬ ‫ف‬ ‫الخيارات العاطفية أمامك وتتعرف اىل اشخاص ي ز‬ ‫مم�ين وتبدو نجماً ي� محيطك‬ ‫ابتداء من يوم ‪ 12‬تزداد رونقاً وقدرة عىل المحادثات والمفاوضات ولقاء الجهات المهمة والقادرة عىل مساعدتك ‪ ،‬وراهن عىل يومي‪15‬و و ‪ 16‬للتقدم‬ ‫بطلباتك وتوقع مفاجأة هائلة خاللهما‪ .‬انتبه لصحتك وسالمتك ي ن‬ ‫ب� يومي ‪17‬‬ ‫و وقد يكون المزاج عكر‪.‬‬ ‫ت� ‪ ،‬وتعقد صداقة متينة ف‬ ‫ن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يحمل يوما ‪ 19‬و ‪ 20‬وعداَ‬ ‫كب�اً وتتلقى‬ ‫ا‬ ‫ز‬ ‫مرك‬ ‫تتبوأ‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫أوجها‬ ‫بالنفس‬ ‫ثقتك‬ ‫وتبلغ‬ ‫االثناء‬ ‫هذه‬ ‫�‬ ‫كب�‬ ‫وشعبية‬ ‫ونجومية‬ ‫ا‬ ‫مهم‬ ‫ي‬ ‫ي ي‬ ‫ي‬ ‫العروض‬ ‫تعرض مكتسباتك للخطر ‪ ،‬وإذا أردت أن تناقش مسألة مالية فافعل ذلك ف ي� يوم ‪ 27‬وتسجل تطوراً مهنياً وشخصياً‬ ‫ابتداء من يوم ‪ 25‬انتبه لسالمتك وال‬ ‫ب� يوما ‪ 29‬و ‪ ، 30‬وقد تحدث معجزة ف� حياة بعض مواليد ي ز‬ ‫ين‬ ‫الم�ان‬ ‫ي‬ ‫_ برج العقرب‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ش‬ ‫الثا�)‬ ‫(‪24‬ت�ين الول – ‪ 21‬شت�ين ي‬ ‫ان اسبوع العامل هو ‪ ٧‬ايام واسبوع الخامل ‪ ( ٧‬غدا)‬ ‫كث�ة واالوضاع اىل تحسن‬ ‫الحوافز ي‬ ‫اهم التواريخ والمحطات‬ ‫يحمل اليك القمر المكتمل ف� برج القوس يوم ‪ ٢‬قضايا مالية بحاجة اىل المعالجة فتشعر بالقدرة عىل ضبط االوضاع ث‬ ‫ين‬ ‫وتحس� ش‬ ‫ال�وط‬ ‫اك� من السابق‬ ‫ي‬ ‫وذلك ي ن‬ ‫ب� يوما ‪ ١‬و‪ 50‬ف ي� هذه االثناء يدعمك كوكب فينوس ويوفر لك اجواء جيدة ولقاءات حارة خاصة ابتداء من يوم ‪ ٥‬لكن الفلك يتحدث عن تف�ة‬ ‫عاصفة من حياتك تدخلها يوم ‪ ٦‬وتجعلك مرتابا وتولد لك نزاعات حيث يدخل فينوس اىل برج االسد‬


‫برج القوس‬‫الثا� – ‪ 20‬كانون أ‬ ‫ن‬ ‫الول)‬ ‫(‪ ٢٢‬شت�ين ي‬ ‫العال اال عندما نريد ان نخفي وجعا ما‬ ‫ال نضحك بهذه‬ ‫القوة وال هذا الضجيج وبالصوت ي‬ ‫ت‬ ‫ضاعف الحذر وكن م�ويا‬ ‫اهم التواريخ والمحطات‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫وغ�‬ ‫يكتمل القمر ي� برجك يوم ‪ ٢‬ويلقي الضوء عليك فتكون تمتوتر قليال خاصة وان الكواكب االخرى ي� معاكسة مع هذا القمر فتكون حائر ي‬ ‫قادر عىل اتخاذ القرارات ‪.‬تبحث يوم ‪ ٥‬شؤون مالية وقد ي�تب عليك دين او مستحقات ‪.‬‬ ‫يدخل فينوس برج االسد ‪ ٦‬ويفتتح دورة عاطفية استثنائية تستمر ت‬ ‫المص� العاطفي لبعض مواليد القوس ولكن‬ ‫ح� شت�ين االول وقد تقلب‬ ‫ي‬ ‫الجميع سينعمون بذبذبات فينوس خالل هذا الصيف ‪.‬‬ ‫الصغ�ة بدون تقاعص لحسن الحظ ‪ ,‬ان االصدقاء يقفون اىل جانبك‬ ‫فانتبه يا عزيزي القوس من يوم وخاصة من امراض القلب وعالج العوارض‬ ‫ي‬ ‫� هذه ت‬ ‫ن‬ ‫الف�ة وقد يقدمون لك مساعدة ثمينة ي ن‬ ‫ب� يوما ‪ ٥‬و‪ ٧‬من الرعونة ان تقدم عىل اي اجراء يب� يوما ‪ ٨‬و ‪ ٩‬فكن متحفظا جدا وال ترد عىل‬ ‫ياي ت‬ ‫تع� عن رايك واذا اردت ان تفعل ذلك فقم به ي ن‬ ‫ب� يوما ‪ 10‬و ‪ ١١‬الن االفالك تكون داعمة لك‬ ‫اف�اء وال ب‬ ‫س� عملك ‪.‬‬ ‫اذا كنت من مواليد الدائرة الثالثة فقد تتاح لك فرص استثنائية اما ان كنت من الدائرة االوىل فقد تشعر ببعض االرتياح اثناء ي‬ ‫ش‬ ‫المبا� ابتداء من يوم ‪ ١١‬فتشعر باالرتياح كلما تقدمت من اخر الشهر وتستعيد رويدا رويدا الثقة بنفسك وقد تقوم‬ ‫س�ه‬ ‫يعادو كوكب مركور ي‬ ‫ين‬ ‫خاصةب�‬ ‫بخيارات صائبة‬ ‫‪##########‬يوما ‪ ٩١‬و ‪ ٠٢‬وهي ت‬ ‫الف�ة المناسبة لتحقق امالك‬ ‫يوما ‪ 19‬و ‪ 20‬وهي ت‬ ‫امالك‬ ‫لتحقق‬ ‫المناسبة‬ ‫ة‬ ‫الف�‬ ‫ب� يوما ‪ 15‬و ‪ 16‬حيث يكون القمر جديد ف� الجوزاء وان ث‬ ‫الكواكب تامر ت‬ ‫بال�وي واالنتباه وعدم تصديق بعض االكاذيب ي ن‬ ‫اك� االيام تعقيدا لك‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ال� ال تستسيغها‬ ‫هما يوما ‪ ٢٢‬و ‪ 23‬وقد يحصل ما ال يعجبك وقد تتضطر اىل مواجهة بعض االعداء وقد تتضطر للرضوخ لبعض االرادات ي‬ ‫االمور تصبح ث‬ ‫مم�ة جدا ي ن‬ ‫اك� ايجابية اعتبارا من يوم ‪ 25‬ويخف الضغط وتتاح لك فرص مالية ي ز‬ ‫ب� يومي ‪ 28‬و‪30‬‬ ‫– برج الجدي‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫الثا�)‬ ‫(‪ 12‬كانون الول – ‪19‬كانون ي‬ ‫ف ي� بعض االحيان يجب أن تت�ك مشاعرك لنفسك دون االفصاح عنها ‪ ،‬ألن من الصعب عىل أي كان أن يفهمها ‪.‬‬ ‫ح�ة وأعادة نظر‬ ‫ي‬ ‫اهم التواريخ والمحطات‬ ‫يكتمل القمر ف� برج القوس يوم ‪ ٢‬فتستعيد ض‬ ‫الما� أو بعض الذكريات أو تلتقي بمن كا حبيباً ف ي� السابق وربما يحدث ما يبلبل االجواء قليال ً‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪.‬تبدو متوتر يوم ‪ ، ٥‬وبدخول فينوس اىل برج االسد يوم ‪ ٦‬تخف المواجهات الزوجية ربما ‪ ،‬أو المتعلقة شب�اكة ما ‪.‬‬ ‫ترتاح الجواء يوم ‪ ٨‬و‪ ٩‬ولكن الفلك يحذر من ريبة وشكوك وعدم أمان أو من شعور باالحباط يومي‬ ‫‪ 10‬و‪12‬‬ ‫ش‬ ‫تغي� ف ي� حياتك يومي ‪ 13‬و‬ ‫المبا� يوم ‪١١‬‬ ‫س�ه‬ ‫لك تلتقط أنفاسك وتدرك أولوياتك ‪ ،‬وتوقع أن يكون هناك مفاجآت قد ي‬ ‫يعاود كوكب مركور ي‬ ‫ي‬ ‫‪ 14‬هما أفضل ي ن‬ ‫ش‬ ‫يدور حوار‬ ‫يوم� بالشهر وبكل المجاالت يوم ‪ 15‬تستعيد م�وع قديم أو تحقق بعض االمنيات أو تستأنف فما كان عالق ‪ ،‬وقد‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ش‬ ‫سياس يب� يومي ‪ 17‬و ‪ 18‬يقودك اىل منحى جديد ابتداء من يوم ‪ 19‬تفكر ي� م�وع جديد او ي� هواية‬ ‫حول ش�اكة أو ارتباط او انتماء فكري أو‬ ‫ي‬ ‫او تكتشف مواهب لديك لم تكن واضحة ‪ ،‬وتفرح بعرض ي ن‬ ‫ب� ‪ ٢٢‬و‪23‬‬

‫ف‬ ‫ين‬ ‫ابتعد عن ش‬ ‫كث�ة‬ ‫ال� واصحاب النوايا‬ ‫السيئةب� يومي ‪ 24‬و ‪ ، 25‬وانتبه من مناورة أو محاولة الزج بك ي� ورطة ‪ ،‬اال أن الفرص الرومانسية تبدو ي‬ ‫ين‬ ‫للعازب� وقد تحقق أرباحاً مالية بدون جهود تذكر وذلك ابتداء من يوم ‪ ١٢‬يسجل يوم ‪27‬محطة مهمة وتطور مهم بحياتك ‪ .‬يوم ‪ 30‬يحملك‬ ‫مال مهم وقرارات مادية تخطط للمستقبل‬ ‫اىل نقاش ي‬

‫ب� يوما ‪ ٥١‬و ‪ ٦١‬حيث يكون القمر جديد ف� الجوزاء وان ث‬ ‫الكواكب تامر ت‬ ‫بال�وي واالنتباه وعدم تصديق بعض االكاذيب ي ن‬ ‫اك� االيام تعقيدا لك هما يوما ‪ ٢٢‬و ‪ ٣٢‬وقد يحصل‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ال� ال تستسيغها‬ ‫ما ال يعجبك وقد تتضطر اىل مواجهة بعض االعداء وقد تتضطر للرضوخ لبعض االرادات ي‬


‫بعض االوضاع ابتداء من يوم ‪ 21‬و ‪ 25‬واذا شعرت ضب�ورة التقارب او تقديم طلب فافعل ذلك يوم ‪ 27‬كن حذرا جدا يومي ‪ 29‬و ‪ 30‬من احداث‬ ‫وتطورات مفاجئة قد تربكك او من استفزاز يطالك او امن تأزم بعض االوضاع‬ ‫– برج ي ز‬ ‫الم�ان‬

‫(‪23‬أيلول – ‪ 23‬شت�ين أ‬ ‫الول)‬ ‫ت‬ ‫ح�ت لها ‪.‬‬ ‫ال� تهبها اليك الصدفة هي افضل من لحظة ض ّ‬ ‫إن اللحظة الحلوة ي‬ ‫شهر االحتفاالت السعيدة‬ ‫اهم التواريخ والمحطات‬ ‫تقود االخرين ف ي� بداية الشهر وتعقد صداقة مهمة أو تطل عىل الناس نجماً محبوباً يوم ‪. ٢‬فقط حاذر من يومي ‪ ٤‬و‪ ٥‬ومن يغ�ة يبديها أحد االصدقاء‬ ‫ومحاولة تضليل أيضاً قد تتعرض لها ‪ ،‬وتبتسم واثقاً ومزوداً بمعنويات قوية ي ن‬ ‫ب� يومي ‪ ٦‬و‪٧‬‬ ‫يدخل فينوس برج االسد يوم ‪ ٦‬ويفتتح دورة فلكية مناسبة جداً تستمر بصورة استثنائية ت‬ ‫ح� أوائل شهر شت�ين االول ‪ ،‬وتكون مناسبة جداً لك ‪ ،‬وتتعدد‬ ‫الخيارات العاطفية أمامك وتتعرف اىل اشخاص ي ز‬ ‫مم�ين وتبدو نجماً ف ي� محيطك‬ ‫ابتداء من يوم ‪ 12‬تزداد رونقاً وقدرة عىل المحادثات والمفاوضات ولقاء الجهات المهمة والقادرة عىل مساعدتك ‪ ،‬وراهن عىل يومي‪15‬و و ‪ 16‬للتقدم‬ ‫بطلباتك وتوقع مفاجأة هائلة خاللهما‪ .‬انتبه لصحتك وسالمتك ي ن‬ ‫ب� يومي ‪17‬‬ ‫و وقد يكون المزاج عكر‪.‬‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كب�ا وتتلقى‬ ‫كب� يت� ‪ ،‬وتعقد صداقة متينة ي� هذه االثناء وتبلغ ثقتك بالنفس أوجها ‪ ،‬وقد تتبوأ مركزا ي‬ ‫يحمل يوما ‪ 19‬و ‪ 20‬وعداَ مهما ونجومية وشعبية ي‬ ‫العروض‬ ‫ابتداء من يوم ‪ 25‬انتبه لسالمتك وال تعرض مكتسباتك للخطر ‪ ،‬وإذا أردت أن تناقش مسألة مالية فافعل ذلك ف ي� يوم ‪ 27‬وتسجل تطوراً مهنياً وشخصياً‬ ‫ب� يوما ‪ 29‬و ‪ ، 30‬وقد تحدث معجزة ف� حياة بعض مواليد ي ز‬ ‫ين‬ ‫الم�ان‬ ‫ي‬ ‫_ برج العقرب‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ش‬ ‫الثا�)‬ ‫(‪24‬ت�ين الول – ‪ 21‬شت�ين ي‬ ‫ان اسبوع العامل هو ‪ ٧‬ايام واسبوع الخامل ‪ ( ٧‬غدا)‬ ‫كث�ة واالوضاع اىل تحسن‬ ‫الحوافز ي‬ ‫اهم التواريخ والمحطات‬ ‫يحمل اليك القمر المكتمل ف� برج القوس يوم ‪ ٢‬قضايا مالية بحاجة اىل المعالجة فتشعر بالقدرة عىل ضبط االوضاع ث‬ ‫ين‬ ‫وتحس� ش‬ ‫ال�وط‬ ‫اك� من السابق‬ ‫ي‬ ‫وذلك ي ن‬ ‫ب� يوما ‪ ١‬و‪ . ٥‬ف ي� هذه االثناء يدعمك كوكب فينوس ويوفر لك اجواء جيدة ولقاءات حارة خاصة ابتداء من يوم ‪ ٥‬لكن الفلك يتحدث عن تف�ة‬ ‫عاصفة من حياتك تدخلها يوم ‪ ٦‬وتجعلك مرتابا وتولد لك نزاعات حيث يدخل فينوس اىل برج االسد‬ ‫حاذر جدا من يومي ‪ ٦‬و ‪ ٧‬فقد يحصل الالمتوقع وقد يستغلك احدهم او قد تتهم انت بالخداع ‪.‬يحمل يوما ‪ ٨‬و ‪ ٩‬افاق جديدة واحالم جديدة‬ ‫ب� يوما ‪ 10‬و ‪ 14‬فوجود كوكب الحب بالنسبة اليك وهو فينوس ف� نز‬ ‫‪.‬يخت� القدر قدرتك عىل المسايرة وتصحيح بعض المسارات ي ن‬ ‫م�لك ش‬ ‫العا� اي ف ي�‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫كب� تدخله مع بعض النافذين اال ان الضوء يتسلط عىل قدرتك‬ ‫اع‬ ‫رص‬ ‫عىل‬ ‫دليل‬ ‫او‬ ‫تحققه‬ ‫قد‬ ‫هائل‬ ‫نجاح‬ ‫عىل‬ ‫دليل‬ ‫هو‬ ‫فهذا‬ ‫بجوبيت�‬ ‫ا‬ ‫ملتقي‬ ‫االسد‬ ‫برج‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫عىل التعامل بليونة ‪ ،‬وعىل فك االلغاز واالنتصار عىل سوء التفاهم وقد بي�ز ذلك يب� يوما ‪ 19‬و ‪ 21‬وقد تشتد المنافسة ي� هذا الوقت ولكنك تنعم‬ ‫من المجد والتالق ف ي� يوما‬ ‫‪ 17‬و‪18‬‬ ‫ث‬ ‫ينتقل مارس اىل برج الرسطان يوم ‪ ٥٢‬فيسهل امامك االعمال ويخفف من االعباء ويطردد الشكوك ويجعلك اك� قدرة عىل الدفاع من مكتسباتك ‪.‬‬ ‫االخ�ة من الشهر لقاء مهم مع جهة نافذة وتتمتع‬ ‫تتألق يوم ‪ 28‬عىل الرغم من بعض التوتر الذي ينتابك والخوف من الفشل وقد تحمل االيام الثالثة ي‬ ‫كب� ‪ ،‬او بفرص عاطفية يغ� اعتيادية وذلك ي ن‬ ‫ب� يومي ‪ 29‬و‪30‬‬ ‫ببهاء اجتماعي ي‬ ‫‪##########‬يوما ‪ ٩١‬و ‪ ٠٢‬وهي ت‬ ‫الف�ة المناسبة لتحقق امالك‬ ‫ف‬ ‫ث‬ ‫الكواكب تامر ت‬ ‫ن‬ ‫بال�وي واالنتباه وعدم تصديق بعض االكاذيب يب� يوما ‪ ٥١‬و ‪ ٦١‬حيث يكون القمر جديد ي� الجوزاء وان اك� االيام تعقيدا لك هما يوما‬ ‫ت‬ ‫ال� ال تستسيغها‬ ‫‪ ٢٢‬و ‪ ٣٢‬وقد يحصل ما ال يعجبك وقد تتضطر اىل مواجهة بعض االعداء وقد تتضطر للرضوخ لبعض االرادات ي‬ ‫االمور تصبح ث‬ ‫مم�ة جدا ي ن‬ ‫اك� ايجابية اعتبارا من يوم ‪ ٥٢‬ويخف الضغط وتتاح لك فرص مالية ي ز‬ ‫ب� يومي ‪ ٨٢‬و‪٠٣‬‬


‫ برج الدلو‬‫ن‬ ‫الثا� – ‪18‬شباط)‬ ‫(‪ 20‬كانون ي‬

‫ال�ء أ‬ ‫كتبت تقول له ‪ :‬غيابك فراغ ف ي� ب ش‬ ‫يمله‬ ‫قل� ي‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫حليف‬ ‫اىل‬ ‫مارس‬ ‫ويتحول‬ ‫االفالك‬ ‫‪.‬تغازلك‬ ‫احببتك‬ ‫كم‬ ‫اليك‬ ‫أكتب‬ ‫لك‬ ‫تكفي‬ ‫فال‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫ح�‬ ‫المحيطات‬ ‫فرد عليها يقول ‪ :‬لو كانت‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫اهم التواريخ اوالمحطات ح� ولو بدأ الشهر مع بعض المعاكسات فإنك تفخر بنفسك ابتداء من يوم ‪ ٢‬حيث يكتمل القمر ي� برج القوس‬ ‫كث�ة وبدور تؤديه ‪ ،‬خاصة ي ن‬ ‫كب�اً‬ ‫ب� يومي ‪٢‬و ‪. ٣‬ابتداء من ‪ ٦‬ترسع بديناميكية النجاز بعض المشاريع وتبذل مجهوداً ي‬ ‫ويجعلك ملماً بأوضاع ي‬ ‫جماه�ية‬ ‫للتحض� لمناسبة عامة وربما الطاللة‬ ‫الستقطاب بعض التأييد فلقضية لك ربما ‪ ،‬أو‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫قد تدخل مباراة أو مبارزة ي� هذه االثناء خاصة يب� السبت ‪ ٦‬واالحد ‪ ، ٧‬وتقدم عىل امتحان واثقاً من نفسك‬ ‫ب� االربعاء ‪ 10‬والخميس ‪ ١١‬وقد يتم لقاء تي�ك أثر ًا ف� قلبك ولكن الفلك يحذر من بعض الصدامات ي ن‬ ‫تستعيد ضائع ي ن‬ ‫ب� يومي ف‪ 13‬و ‪ ، 14‬حاذر‬ ‫ي‬ ‫فالفلك معاكس ‪.‬إذا أردت القيام بمبادرة ما أو التوقيع عىل عقد أو السفر فافعل ذلك ي ن‬ ‫ب� يومي ‪ 15‬و ‪ ، 16‬القمر الجديد ي� الجوزاء يوم‬ ‫الثالثاء ‪ ٦١‬يفتتح دورة جيدة ويحمل معه مفاجأة قد تطل عليك ف� النصف ن‬ ‫الثا� من الشهر ‪ ،‬وعىل االرجح ي ن‬ ‫ب� يوم ‪ 18‬و‪ 28‬وال تجادل الزوج‬ ‫ي‬ ‫ب� يومي ‪ 19‬و ‪ . 20‬قد يحثك أحدهم عىل اتخاذ قرا يرا باالرتباط مثال ً أو شب�اكة ما ‪ ،‬لكن االفضل تأجيل االمر ت‬ ‫ال�يك ي ن‬ ‫أو ش‬ ‫ح� يومي ‪ ٤٢‬و ‪٥٢‬‬ ‫ن‬ ‫فلك أقوى‬ ‫ألن هذين‬ ‫ي‬ ‫اليوم� يحمالن لك دعم ي‬ ‫مم� ‪ ،‬أو تتوصل اىل عملية أقناع غ� اعتيادية ‪ ،‬وتبدو محاطاً أ‬ ‫م�وع أو تعرف لقاء ن‬ ‫بالحباء وقد تكتشف صداقة ي ز‬ ‫مه� ي ز‬ ‫قد تقدم عىل ش‬ ‫مم�ة‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫كب� ‪.‬ابتعد عن الذين يحاولون زجك � ورطة أو يحاولون تضليلك ي ن‬ ‫ب� يومي ‪27‬و‪28‬‬ ‫أو حب ي‬ ‫ي‬ ‫ برج الحوت‬‫(‪ 20‬شباط _ آذار ‪)19‬‬ ‫نك�‬ ‫الحياة قصة ساحرة تفقد تقدراتها عندما ب‬ ‫االخ�‬ ‫مطلوب مواصلة الحذر ح� االسبوع ي‬ ‫اهم التواريخ اوالمحطات‬ ‫يبدأ الشهر مع قمر مكتمل ف ي� برج القوس يوم‪ ٢‬ويحذرك من التورط بمأزق أو بمشكلة ‪ ،‬خاصة ان الطوالع الفلكية ليست متجاوبة معك ‪،‬‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫فكن حذراً ي ن‬ ‫التأ�‬ ‫ب� يومي ‪ ٢‬و‪ .٣‬قد تهدأ‬ ‫االحوال ‪ ٤‬وتعرف ما يب� يوم‪ ٤‬و‪ ٥‬أوقاتاً عاطفية جيدة ‪.‬بدخول فينوس اىل برج االسد ‪ ٦‬يجب عليك ي‬ ‫ت‬ ‫واالنتباه ت‬ ‫ح� ال تصطدم بالحبيب أو ح� ال تعيش أوهاماً ابتداء من هذا اليوم ‪ ،‬تفسد عليك عالقاتك‬ ‫تبدو قلقال ً ومحتاراً ما ي ن‬ ‫ب� ‪ ٨‬و ‪ ٩‬أما يومي ‪ 13‬و ‪14‬فيهدئان من روعك ويطمئنان خاطرك ‪ ،‬وقد يحمالن ترقية الحد مواليد الدائرة الثالثة ‪ ،‬او‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫بال�اجع نحو العقرب ‪ 15‬فيخف الضغط قليال ً وذلك ح� شهر أيلول حيث يعود‬ ‫ربما يستدعى هؤالء اىل عمل أو لمهمة ما ‪.‬يبدأ كوكب ساتورن‬ ‫برج القوس ويتسبب مرة أخرى ببعض العراقيل ‪.‬القمر الجديد ف ي� الجوزاء يوم ‪ 16‬يحرم عليك البدء بجديد إال أن يومي ‪ 17‬و ‪ 18‬يهبانك فرصة‬ ‫جديدة ومناسبة وعرضاً قد يكون جيداً ‪.‬ابتعد عن المواجهات والتحديات ي ن‬ ‫ب� يومي ‪ 19‬و ‪20‬‬ ‫االخ� ث‬ ‫ابتداء من ‪ 21‬يخف الضغط قليال ً اال أن ت‬ ‫أك� وعداً فتمتلئ‬ ‫الف�ة االفضل تبدأ يوم ‪25‬و ينتقل كوكب مارس اىل الرسطان ليكون االسبوع ي‬ ‫ب� يومي ‪ ٢‬و ‪ 28‬وقد تتبدل أمور لمصلحتك ‪.‬ابتعد عن الغضب أو لمواجهات ي ن‬ ‫ثقة بالنفس وتحرزكسباً معنوياً أو مادياً ي ن‬ ‫ب� يومي ‪30‬و ‪29‬‬

‫الشهر‪ ،‬وتفاوض بطريقة ماهرة وتحصل عىل إنتاجية كب�ة‪ ،‬مدعوماً من بعض أ‬ ‫بمعاون� ي ن‬ ‫ين‬ ‫الشخاص النافذين ومحاطاً‬ ‫كفوئ�‪ .‬قد يفاجئك بعضهم بمستحقات مالية يجب‬ ‫ي‬ ‫العص ف ي� الدواليب‪ ،‬إال أنك قادر عىل تخطي هذه المسائل بسالم‪.‬‬ ‫أن تدفعها‪ ،‬أو فيحاول أن يضع‬ ‫ي‬ ‫الكث� من النشاطات وفرص التواصل والتعارف‪.‬‬ ‫حامال‬ ‫الشهر‬ ‫ايام‬ ‫عطارد‪ :‬يتنقل � برجك طيلة‬ ‫ي‬ ‫المريخ‪ :‬ال يزال ي يتنقل ف� برج ي ز‬ ‫معززا بذلك كل الطاقات والقدرات الجسدية‪ .‬قد يحمل هواية جديدة‪.‬‬ ‫الم�ان طيلة الشهر ً‬ ‫ي‬ ‫وتطور وتعارف وتأييد‪.‬‬ ‫تحمل فرص نجاح وانجاز ّ‬ ‫الزهرة‪ :‬أ‬ ‫أ‬ ‫ال ثك� ح ًظا‪1 :‬و‪2‬و‪11‬و‪21‬و‪91‬و‪02‬و‪12‬و‪82‬و‪92‬و‪.03‬‬ ‫اليام‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫اليام القل ح ًظا‪8 :‬و‪9‬و‪01‬و‪51‬و‪61‬ومساء ‪12‬و‪22‬و‪32‬و‪62‬و‪.72‬‬ ‫عاطفياً‬ ‫ولضفاء الدفء فوالثقة عىل االجواء‪ .‬تبقى‬ ‫العالقات‪ ،‬وما عليك اال استغالل كل لحظة جميلة وب ّناءة‬ ‫معظم‬ ‫واالنسجام‬ ‫االلفة‬ ‫من‬ ‫جو‬ ‫يسود‬ ‫العادة بناء الروابط والركائز إ‬ ‫عالقاتك العاطفية صافية‪ ،‬وتك� آ‬ ‫المال ف� الحب ف‬ ‫ث‬ ‫ت‬ ‫ش‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وتغي� عاداته‪،‬‬ ‫يك‬ ‫ال�‬ ‫�‬ ‫التأث�‬ ‫خاللها‬ ‫تحاول‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫وعد‬ ‫وأقل‬ ‫ا‬ ‫تعقيد‬ ‫أك�‬ ‫ة‬ ‫ف�‬ ‫إىل‬ ‫تنتقل‬ ‫ذلك‬ ‫بعد‬ ‫لكنك‬ ‫الحميمة‪،‬‬ ‫حياتك‬ ‫و�‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ي ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫التفاهم واالنسجام واالتزان ف� العالقة‪ .‬ربما تأخذ عىل الحبيب عدم ت‬ ‫اك�اثه واستغالل طيبتك وانفتاحك‪ .‬لن تجد خياراً إال‬ ‫إال أن بعض التنازالت مطلوبة منك أيضاً إليجاد‬ ‫ي‬ ‫ض‬ ‫مواجهته وحثه عىل اعتماد أسلوب آخر‪ .‬تضطر ربما إىل الحزم والحسم‪ ،‬فتجد نفسك أمام وضع يحتاج إىل ت‬ ‫فتتغا� عن بعض المآخذ وتؤجل المواجهة‪ .‬أحذرك‬ ‫ال�وي‪،‬‬ ‫الس� قدماً بالعالقة اىل االمام‪.‬‬ ‫إنس االساة ّ‬ ‫وغض النظر عن االخطاء إذا أردت ي‬ ‫أيضاً من االنجذاب إىل شخص الفت‪ ،‬قد يتسبب ببعض المشاكل‪َ .‬‬ ‫* برج الرسطان لعام ‪ 22( 7102‬حزيران – ‪ 22‬تموز)‬



‫طبعة أ‬ ‫المؤسسة الحديثة للكتاب‪ -‬لبنان‪ ،‬ال ّ‬ ‫ال وىل‪200 7 ،‬م‬ ‫طباعة‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫ين‬ ‫العر� ‪ :‬فهماً ‪ ،‬وتع ّلماً ‪ ،‬وتعليماً ‪،‬بما ي� ذلك نظر يّة‬ ‫وثمان� صفحة‪ ،‬عرض فيه مؤ ّلفه لمشكالت ال ّنحو‬ ‫يتأ ّلف الكتاب من إحدى‬ ‫بيّ‬ ‫العامل‪ ،‬وال ّتعليالت ال ّنحو يّة‪ ،‬ث‬ ‫والمنطقيتها‪ ،‬وتضارب معانيها ف ي� أبواب ال ّنحو‪ ،‬وال ّلغة‪ ،‬والبالغة‪،‬مستعرضاً‬ ‫وك�ة المصطلحات‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫العربية بمرص بهدف تسهيل ال ّنحو‪،‬‬ ‫صالحية‪ :‬قديماً وحديثاً منتهياً إىل توصيات مرسلة إىل مجمع ال ّلغة‬ ‫ال‬ ‫الد عوات إ‬ ‫بعض ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ت‬ ‫اس�عى االنتباه؛فاستدعى ال ّتعليق‪.‬‬ ‫وتأط� قواعده‪ ،‬وحذف بعضها‪.‬وهو كتاب‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫الد كتور يعقوب ت‬ ‫العربية؛ فيقول‪ّ ":‬‬ ‫فت‪...‬أن بعض الغيارى‬ ‫الل‬ ‫اع�اضه عىل بعض الغيارى عىل ال ّلغة‬ ‫ ي� بداية الكتاب يورد ّ‬‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تغي� يصيب حرفاً واحد اً من ال ّنحو‬ ‫أي‬ ‫حبهم للغتهم‪ ،‬أو جهلهم بأمور ال ّلغة‪،‬‬ ‫عىل ال ّلغة‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫فاعت�وا ّ‬ ‫أن ّ‬ ‫العربية أعماهم ّ‬ ‫ّ‬ ‫قومية‪ ،‬وخدمة إلرسائيل"(ص‪.)7،‬‬ ‫يعد خيانة‬ ‫العر� ّ‬ ‫ّ‬ ‫بيّ‬ ‫ن‬ ‫السؤال حول‬ ‫العربية‪،‬‬ ‫المحب ي� للغة‬ ‫هنا ال ّبد من ال ّثناء عىل ّكل الغيارى‬‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والد كتور يعقوب منهم ‪ ،‬ولكن ال ّبد أيضاً من ّ‬ ‫العام ؟أو هو من باب ال ّتسهيل‬ ‫يمس بنظامها‬ ‫الخاص بال ّلغة؟أو‬ ‫يمس الجوهر‬ ‫تغي� هو؟ وهل‬ ‫المطلوب؛فأي‬ ‫غي�‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ال ّت ي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مختص بالعلماء‪ ،‬أو بالمتع ّل ي ن‬ ‫الجابة عنها قبل البحث ف ي�‬ ‫غي�‬ ‫م� ‪ ،‬أو بالوسائل؟ هذه أسئلة ينبغي إ‬ ‫يس� ؟ وهل هذا ال ّت ي‬ ‫وال ّت ي‬ ‫ّ‬ ‫غي� ‪.‬‬ ‫ا ل ّت ي‬ ‫ن‬ ‫الصهيو�‬ ‫أن الكيان‬ ‫يعد خيانة‬ ‫غي� ّ‬ ‫أن ال ّت ي‬ ‫قومية‪ ،‬وخدمة إلرسائيل؛ فإ نّه ال يخفى عىل أهل العلم ّ‬ ‫ّثم ‪ ،‬ومن باب ال ّتعليق عىل ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫أتم� تحرير ن‬ ‫مع� مصطلح " إرسائيل" ‪ .‬ومن ّ‬ ‫أن المؤ ّلف أورد‬ ‫ما قام ّإل بعد إحياء لغته ب‬ ‫الع� يّة‪ ،‬إضافة إىل أ نّ ن ي� كنت ن ّ‬ ‫الل فت ّ‬ ‫ت‬ ‫والسخر يّة ف� ي ن‬ ‫‪":‬تطرقت‬ ‫ال عراب‬ ‫ح� أ نّه يقول ف ي� مؤ ّلفه‪ :‬يا مجمع ال ّلغة‬ ‫االع�اض‬ ‫قوله عىل سبيل‬ ‫العربية أرحنا من حركات إ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫أشد‬ ‫وقوميتنا‪ ،‬و وحدتنا‪ ،‬وتراثنا‪ ،‬وخلصت إىل أ نّها‬ ‫الد عوة عىل لغتنا‪،‬‬ ‫الد عوة إىل‬ ‫ّ‬ ‫وبينت خطر هذه ّ‬ ‫فا� إىل ّ‬ ‫ّ‬ ‫العامية‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ي� مؤ ّل ي‬ ‫خطراً علينا من إرسائيل"!(ص‪.)8،‬‬ ‫ومما يحسب للمؤ ّلف إعادته أ‬ ‫صالحية قام بها أفراد‪ ،‬فلم يحقّق‬ ‫ال‬ ‫ال مر إىل مجمع ال ّلغة‬ ‫إن المحاوالت إ‬ ‫العربية بمرص؛فقال‪ّ ":‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫وأي تطوير‪ ،‬أو تعديل يجب أن يعمل به ّكل‬ ‫الصالحي‪ ،‬وال ّلغة ملك ل ّمة جمعاء‪ ،‬وكذلك نحوها وعلومها‪،‬‬ ‫أي منها هدفه إ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫ال ّن ي ن‬ ‫وإل لصبح ّ‬ ‫اطق� بها‪ّ ،‬‬ ‫ال إىل ضعف‬ ‫الخاصة بها‪ ،‬تضاف إىل لهجتها‬ ‫العربية‬ ‫لكل دولة لغتها‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العامية المح ّل ّية ‪ ،‬ويؤ ّد ي بال ّت ي‬ ‫وت�ذم ال ّن ي ن‬ ‫ويؤدي بال ّتال إىل ضعف لغتنا‪ ،‬ش‬ ‫العربية إىل تأليف‬ ‫الد كتور مجمع ال ّلغة‬ ‫ّأمتنا‬ ‫العربية ‪ّ ،‬‬ ‫اطق� بها"‪ .‬ومن هنا دعا ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫يدرس لذاته‪،‬‬ ‫العر� ‪ ،‬وإعادة تقعيده عىل أساس‬ ‫لجنة تعيد ال ّنظر ف ي� ال ّنحو‬ ‫وصفي بعيد من الفلسفة والمنطق؛ ل ّن ال ّنحو ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫بيّ‬ ‫صالحية‬ ‫ال‬ ‫بل لمساعدة أهل ال ّلغة ف ي� تع ّلمها‪ :‬نطقاً ‪ ،‬وفهماً ‪،‬وإنشا ًء (ص‪، )8،‬كما دعا‬ ‫المجمع إىل االستفادة من المحاوالت إ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ين‬ ‫غربية! ويقول المؤ ّلف ‪ّ ":‬أما العرب فلم‬ ‫العر� بتعريفات‬ ‫عرف المؤ ّلف ال ّنحو‬ ‫ال ّت‬ ‫ّ‬ ‫عريف� ‪ّ ،‬إل أ نّه من الغرابة بمكان أن يُ ّ‬ ‫بيّ‬ ‫ي ّتفق علماؤهم عىل تعريف واحد لل ّنحو‪ ،‬ويعود اختالفهم ف ي� ال ّتعريف إىل اختالفهم ف ي� تحديد دائرة القواعد ال ّنحو يّة‪...‬‬ ‫ويمكن أن ن‬ ‫بالمع� ‪ ،‬ويختلفون بال ّلفظ‪ ،‬وقد يفوت واحدهم ما يستدركه آ‬ ‫ن‬ ‫الخر‪،‬وغالباً‬ ‫يحد ون ال ّنحو ٌّكل بأسلوبه ‪ ،‬وقد ي ّتفقون‬ ‫العرب‬ ‫ّ‬ ‫شكلياً ‪،‬ال معنو يّاً (‪.)1‬‬ ‫ما يكون الخالف‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫أحسن‬ ‫ؤل مع ابنته؛إذ " قالت‪:‬ما‬ ‫وقد أورد المؤ ّلف مجموعات روايات عن نشأة ال ّن‬ ‫أ� السود ّ‬ ‫ُ‬ ‫حو‪،‬كالرواية المشهورة عن ب ي‬ ‫ّ‬ ‫الد ي ّ‬ ‫أ‬ ‫عباس‪ ،‬وأورد‬ ‫عجب‪،‬فقال‪:‬قول ‪ :‬ما‬ ‫السماء‪،‬فقال‪ :‬نجومها ‪،‬فقالت‪ ::‬أردت ال ّت‬ ‫َ‬ ‫أ� السود مع عبد هللا بن ّ‬ ‫أحسن ّ‬ ‫ّ‬ ‫السماء‪،‬ورواية ب ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ث‬ ‫‪":‬إن هذه الحمراء ال عاجم قد ك�ت‪ ،‬وأفسدت ألسنة العرب‪ ،‬فلو وضعت شيئاً‬ ‫أ� السود وز يّاد بن أبيه؛إذ قال ال ي‬ ‫خ� ّ‬ ‫رواية ب ي‬ ‫يصلح به الناس‪ ،‬ويعرب به كتاب هللا‪...‬وبعد نقد‪،‬أو نقض هذه الروايات‪،‬خلص إىل نتائج‪،‬هي‪:‬الجماع عىل ريادة أ� أ‬ ‫السود‬ ‫إ‬ ‫ّ‬ ‫بي‬ ‫ّ‬ ‫بوضع البذرة أ‬ ‫ش‬ ‫تف�‬ ‫ال وىل لل ّنحو‪،‬وأ نّه واضع الحركات للمصحف‪،‬وكانت عبارة عن نقاط‬ ‫ّ‬ ‫(ص‪،)82،‬وأن وضع ال ّنحو كان بسبب ّ ي‬ ‫ال ّلحن بسبب الخلطة أ‬ ‫بال عاجم (ص‪.)92،‬‬ ‫ش‬ ‫الد اعي‬ ‫� ء من‬ ‫وهنا‬‫أن ّ‬ ‫الغموض‪،‬ثم ال ّتأكيد عىل ّ‬ ‫تسجل أمور ‪،‬منها‪ّ :‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن غالب العلوم‪-‬إن لم نقل ك ّلها‪ -‬يشوب منشؤها ي‬ ‫لعلم النحو هو االختالط أ‬ ‫أن عملية تسهيل ال ّنحو ينبغي أن ت‬ ‫بالد اعي‬ ‫بال عاجم‪ ،‬وهي مشكلة قديمة حديثة‬ ‫تق�ن ّ‬ ‫ّ‬ ‫متجد دة‪،‬فأرى ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫–ع� روايات منشئه ك ّلها‪ -‬بالقرآن الكريم‪،‬وهذه نقطة بالغة‬ ‫أن ال ّنحو علم مرتبط ب‬ ‫مما سبق هو ّ‬ ‫هم ّ‬ ‫إىل نشوء هذا العلم‪،‬وال ّ‬


‫قراءة نقد يّة‬ ‫العربية أنقذنا من هذا ال ّنحو‬ ‫لكتاب ‪ :‬يا مجمع ال ّلغة‬ ‫ّ‬

‫لل ّد كتور إميل بديع يعقوب‬


‫ن‬ ‫ن‬ ‫ا� ‪ ،‬كقوله‪:‬‬ ‫ا�‬ ‫موافقة الفريق ال ّث ي‬ ‫‪،‬و يُفهم من ال ّث ي‬ ‫ئ‬ ‫ن‬ ‫أع� رأى خال علمت وجدا‬ ‫جز� مبتدا‬ ‫انصب بفعل القلب‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫القرط�‬ ‫مضاء‬ ‫كابن‬ ‫عراب‬ ‫ال‬ ‫هاجم‬ ‫من‬ ‫هو‬ ‫والفريق ال ّثالث‬ ‫ونقض هذه ال ّنظر يّة‬ ‫الرحمن الذي دعا إىل إلغاء نظر يّة العامل‪،‬‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫أحمد‬ ‫َ‬ ‫إ‬ ‫ب‬ ‫أ ّ‬ ‫يّ‬ ‫لفاظ يحدث بعضها بعضاً فباطل عقال ً ش‬ ‫و�عاً ‪،‬ال يقول به أحد من‬ ‫بأن ال‬ ‫مضاء‪":‬وأما القول‬ ‫ابن‬ ‫بها؛يقول‬ ‫القائلون‬ ‫انتهجه‬ ‫الذي‬ ‫بالمنطق نفسه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫معا� أ‬ ‫ن‬ ‫ين‬ ‫القائل� أم أن يفعل بإرادة كالحيوان‪،‬أو بطبع كما‬ ‫ال لفاظ هي العاملة؟ قيل‪:‬الفاعل عند‬ ‫أن‬ ‫العقالء‪...‬فإن قيل‪:‬بم ير ّد عىل من يعتقد ّ‬ ‫ي‬ ‫ار‪...‬وأما العوامل ال ّنحو يّة‪،‬فلم‬ ‫ال نسان ‪،‬وسائر الحيوان فعل هللا تعاىل‪،‬وكذلك الماء وال ّن‬ ‫تحرق ال ّن‬ ‫الحق ‪،‬وفعل إ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ار‪...‬وال فاعل ّإل هللا عند أهل أ‬ ‫عاقل‪،‬البألفاظها‪،‬والمعانيها؛ل نّها ال تفعل بإرادة‪،‬وال بطبع"(ص‪.)68،‬‬ ‫يقل بعملها‬ ‫أ‬ ‫أن ث‬ ‫عليه‪،‬وأما القائلون بأثر‬ ‫أن هذا ما اصطلحوا‬ ‫أك� هذه ال قسام الثالثة هم القائلون بالعامل؛ فهذا أقرب إىل ّ‬ ‫‪:‬إن قول المؤ ّلنف ّ‬ ‫أقول ّ‬‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫للهجرة‪،‬وأما ما قاله ابن مالك‪" :‬انصب بفعل‬ ‫يعد موجود أاً بعد المئة‬ ‫لم‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫المتك‬ ‫ليمة‪،‬وهذا‬ ‫الس‬ ‫غة‬ ‫ل‬ ‫بال‬ ‫اطق�‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫مع�‬ ‫عىل‬ ‫م؛فهذا‬ ‫المتك ّل‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫من أسلوب العرب أ‬ ‫ال قحاح ف ي� هذه ال فعال‪،‬وبال ّ‬ ‫أن المتك ّلم يتك ّلم بما‬ ‫القلب‪ ،"...‬أي تك ّلم عىل أصول ما سبق‬ ‫طبع ليس البيت شاهدا عىل ّ‬ ‫القواعد‪،‬وكذلك قوله‪:‬ترفع كان المبتدا‪،"...‬أي هذا ما كان من القاعدة بعد االستقراء‬ ‫يقعد ابن مالك‬ ‫يريد‪،‬خاصة وأ نّه ليس‬ ‫بحجة‪،‬وهنا إ نّما ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وافق الجمهور ف‬ ‫ّ‬ ‫ابن مضاء‬ ‫وهو‬ ‫عراب‪،‬‬ ‫ال‬ ‫هاجم‬ ‫الذي‬ ‫الفريق‬ ‫فهو‬ ‫الث‬ ‫ث‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫رأييه‪،‬وأم‬ ‫أحد‬ ‫�‬ ‫مالك‬ ‫ابن‬ ‫أن‬ ‫‪،‬فنجد‬ ‫ال‬ ‫جد‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫المؤ‬ ‫وافقنا‬ ‫‪،‬وإذا‬ ‫ل ّلغة‬ ‫ً‬ ‫إ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫قي ي ن‬ ‫ش‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫القرط�‬ ‫رصح إبراهيم أنيس ف ي� فصل‬ ‫وقد‬ ‫منهم‪،،‬هذا‬ ‫�‬ ‫الم�‬ ‫ة‬ ‫حاة‪،‬وخاص‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫من‬ ‫تابعه‬ ‫من‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫المؤ‬ ‫يذكر‬ ‫‪،‬ولم‬ ‫ا‬ ‫فريق‬ ‫فرد‪،‬وليس‬ ‫ال‬ ‫‪،‬أو‬ ‫‪،‬فهذا‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫"قصة ب ي ّ‬ ‫أن تزعزع‬ ‫استجابة مؤثّرة؛إذيقول‪":‬ومع هذا فلم تستطع آراء ابن مضاء‬ ‫بأن نظر يّة ابن مضاء لم تلق‬ ‫ال عراب" من كتابه‪:‬من أرسار ال ّلغة‬ ‫إ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫ح� كشف عنه حديثاً ش‬ ‫ظل مخطوطه مغموراً‬ ‫من سلطان ال ّنحاة‪،‬بل ّ‬ ‫الصالح عىل أنيس ي� تأثره‬ ‫شو� ضيف‪،‬وع ّلق عليه"‪،‬وقد ر ّد‬ ‫‪،‬ون�ه‬ ‫ّ‬ ‫صبحي ّ‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ة؛إذيقول‪":‬ولعل من الممكن االستغناء عن بعض مقاييسهم(يقصد‪ :‬ال ّنحو يّ ي ن� )‪،‬أو تعويضها بأخرى أسهل‬ ‫قص‬ ‫بأن إ‬ ‫بابن مضاء ّ‬ ‫ليس ّ‬ ‫ال أ‬ ‫عرابساس ف‬ ‫معاي�هم ت‬ ‫ّ‬ ‫ال� نادوا بها ّإل صورة‬ ‫تكن‬ ‫يجرح‪...‬ولم‬ ‫أن‬ ‫من‬ ‫هم‪،‬وأوثق‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫أن‬ ‫من‬ ‫أسمى‬ ‫يظل‬ ‫عراب‬ ‫ال‬ ‫قواعد‬ ‫�‬ ‫ال‬ ‫عملهم‬ ‫‪،‬ولكن‬ ‫وأيرس‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يّ ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫الفصحى ف� بنائها الص ت‬ ‫الموحية‪،‬و� جميع مظاهرها"(‪.)5‬‬ ‫و� ‪ ،‬وداللتها‬ ‫ة‬ ‫العربي‬ ‫طبيعة‬ ‫عن‬ ‫مع�ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫أن‬ ‫المحدث� ‪،‬كما جوبهت بثورة عنيفة من قبل‬ ‫كث� من‬ ‫بأن دعوة ابن مضاء القت قَبوال ً من ي‬ ‫المحافظ� ‪،‬ويقول‪ ":‬ويظهر يل ّ‬ ‫الصالح ّ‬ ‫ويفيد ّ‬ ‫بأن ال ّنحاة‬ ‫العلمي إىل هدف آخر‪ ،‬وهو‬ ‫الد عوة الجريئة ف كان يهدف مع البحث‬ ‫تيس� تلك القواعد إ‬ ‫ي‬ ‫صاحب ن هذه ّ‬ ‫عرابية عىل ال ّناشئة(ويقول ّ‬ ‫ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫يبلغ بآرائه الجديدة ف ي� ال ّنحو‬ ‫لم‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫مضاء؛فإ‬ ‫ابن‬ ‫بعون‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ما‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫هم‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫يحسبون‬ ‫عراب‬ ‫ال‬ ‫عىل‬ ‫اعق‬ ‫الص‬ ‫هجومهم‬ ‫)‬ ‫�‬ ‫هم‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫وا‬ ‫ن‬ ‫ظ‬ ‫المحدث� الذين‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫فهمها‪،‬ح� ليوشك‬ ‫أن فقدان هذه الحركة ال ّبد أن يؤثّر ف ي� توجيه‬ ‫حد إنكار ما للحركة إ‬ ‫ّ‬ ‫تّ‬ ‫عرابية من مدلول‪،‬بل كان عىل العكس من ذلك يرى ّ‬ ‫ال ّ‬ ‫عرابية جزء اً من بنية الكلمة"(‪.)6‬‬ ‫أن‬ ‫يعت� (ابن مضاء)الحركات إ‬ ‫ب‬ ‫ال ّ‬ ‫ف‬ ‫الد عوة إىل إلغاء الحركات‬ ‫سهيل‪،‬والتيس� للقواعد ال ّنحو يّة‪،‬‬ ‫بالسعي إىل ال ّت‬ ‫وأقول بأ نّه ال بأس‬ ‫وخاصة ي� مجال ال ّتعليم‪،‬ولكن ال أن تصل ّ‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عرابية‪،‬وليبق مدلولها مندرجا ف ي� مجال أبحاث فقه ال ّلغة(‪.)7‬‬ ‫إ‬ ‫ال ّ‬ ‫ويقول المؤ ّلف بأن ابن مضاء خصم النحاة بحجتهم بمسألة تأث� أ‬ ‫يقوله‬ ‫ال لفاظ بعضها عىل بعض؛والقائل ببطالن هذا ش�عاً وعقال ً‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪،‬والالصو�ت‬ ‫العلمي من مكان‬ ‫إن ابن مضاء أخذ الحوار‬ ‫حجة ابن مضاء‬ ‫بأن‬ ‫عاقل؛فالرد عىل هذا‬ ‫‪،‬ثم ّ‬ ‫ّ‬ ‫ليست من نوع حجج النحو يّ ي ن� ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫االنسجامعىل ّأهمييةّ‬ ‫ظاهر بالحركات إىل الحوار ّ ن‬ ‫غوي ال ّ‬ ‫‪،‬ثم إ نّه بعد التأكيد‬ ‫عي ‪،‬وهذه مشاغبة‪ ،‬وضعف شديد سبب تحوير الجدال‬ ‫ي� ش ّ‬ ‫العلمي ّ‬ ‫ال ّل ّ‬ ‫ّ‬ ‫الد ي‬ ‫ّ‬ ‫ال� ّ​ّ‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫البحثية قد يتناولها يغ� المسلم‪،‬بل ربّما يتناولها الملحد‪،‬وهذا ال‬ ‫أن اللغة بمسائلها وقضاياها‬ ‫ال ّلغة وال ّنحو ي� خدمة القرآن الكريم ن ّإل ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال نسان وسائر الحيوان‬ ‫بحج‬ ‫يخاطب بما خاطب به ابن مضاء ال ّنحو يّ ي�‬ ‫ته‪،‬ثم لو أخذنا دليل ابن مضاء أ نّه ال فاعل ّإل هللا عىل الحقيقة‪،‬وفعل إ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫هو فعل هللا تعاىل‪،‬وكذلك الماء وال ّنار؛فهنا يُسأل ابن مضاء‪:‬هل هلل أن يحاسب ال ّناس عىل ش�ورهم أو ال‪ ،‬ما دام هو الفاعل عىل الحقيقة؟‬ ‫البحثية‪.‬‬ ‫فأقول هذا الحوار ك ّله ليس مكانه هنا‪،‬فهو خارج عن نطاق المسألة‬ ‫ّ‬ ‫إشكاليات‬ ‫ّ‬

‫المصطلح‪:‬‬

‫ن‬ ‫بأن الجماعة‪،‬أو القوم‬ ‫ال� نتواطأ عليه جماعة بعينها‪،‬ككلمة الفاعل عند ال ّنحاة"‪،‬وهنا لم‬ ‫العرف‬ ‫ّ‬ ‫يحد د المؤ ّل تف ّ‬ ‫يعرفه المؤ ّلف بأ نّه‪ُ ":‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الخاص ي‬ ‫ت‬ ‫ادف‪،‬ويم ّثل عىل ّت‬ ‫ش‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بأن‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫المؤ‬ ‫مجموعة‪،‬ويذكر‬ ‫الفن ‪،‬وليست أ يّة‬ ‫هم أهل‬ ‫فظي‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫اك‬ ‫االش�‬ ‫ورود‬ ‫عدم‬ ‫المصطلح‬ ‫وط‬ ‫�‬ ‫من‬ ‫ال�ادف‬ ‫عليه‪،‬والال�‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫نز‬ ‫ّ‬ ‫مسمى ف واحد"(ص ‪)80‬‬ ‫تدل عىل‬ ‫ب‪:‬بيت ‪،‬ومسكن‪،‬ودار‪ ،‬وم�ل‪،‬ويقول‪ ":‬هذه ك ّلها ألفاظ‬ ‫ّ‬ ‫أن الكلمات ت‬ ‫إن المحق ي ن‬ ‫ال� م ّثل بها ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫مسمى واحد؛فالبيت‬ ‫تدل عىل‬ ‫غة‪،‬كما‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫�‬ ‫ترادف‬ ‫يوجد‬ ‫ال‬ ‫ّق� أكدوا عىل أ نّه‬ ‫ّ‬ ‫ والحقيقة هذا غريب؛ إذ ّ‬‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ز‬ ‫نز‬ ‫الس ففر‪.‬‬ ‫لل�ول بعد‬ ‫كن‪،‬والد ار ما له صفة ال ّتدوير‪،‬والم�ل ما يكون‬ ‫الس‬ ‫مكان المبيت‪،‬والمسكن مكان حدوث‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يتضمن هذه ث‬ ‫بأن هناك ث‬ ‫الك�ة الكاثرة‬ ‫أن نحواً ي� العالم‬ ‫أك� من ثالثة آالف مصطلح‪،‬والمستعمل منها ألف‪،‬ويقول‪ ":‬وال‬ ‫نظن ّ‬ ‫ويذكر المؤ ّلف ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫من المصطلحات"(ص ‪.)72‬‬ ‫أن هذا العدد من المصطلحات ن‬ ‫ ‪-‬‬ ‫قص ‪.‬‬ ‫أن العلم فال عالقة له‬ ‫غ� ينبغي أن نُحسد‬ ‫بالظن ‪،‬بل إ‬ ‫عليه‪،‬كما ّ‬ ‫والواقع ّ‬ ‫ّ‬ ‫بالحصاء وال ّت ّ ي‬ ‫ً‬ ‫ف‬ ‫ً‬ ‫الس‬ ‫بالفعل‬ ‫ذلك‬ ‫عىل‬ ‫ل‬ ‫ث‬ ‫الفهم‪،‬ويم‬ ‫�‬ ‫الكتابة‪،‬وال‬ ‫�‬ ‫ا‬ ‫إطالق‬ ‫له‬ ‫دور‬ ‫ال‬ ‫المصطلحات‬ ‫الكث� من هذه‬ ‫بأن‬ ‫ّ الم‪،‬والمهموز‪،‬والمضغّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫يقول المؤ ّلف أ ّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‪،‬والمثال‪،‬والجوف‪،‬وال ّلفيف بنوعيه(ص ‪.)72‬‬

‫نقول‪:‬بغض النظر عن أن هذه مصطلحات رصفية‪،‬وأن هذا ن ف‬ ‫ ‪-‬‬ ‫الصف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّت ّ‬ ‫غ� ي� ال ّتصنيف نُحسد عليه‪،‬فإ نّنا ننقل قول أحمد الحمالوي بعلم ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫والصف أ واسطته‪،‬وال ارتفع مناره ّإل وهو قاعدته؛إذ هو إحدى‬ ‫انتظم عقد آ علم ّإل‬ ‫‪،‬وال� تشكّل هذه المصطلحات جزء اً منها‪،‬يقول‪ ":‬فما‬ ‫ّ‬ ‫عموماً أ ي‬ ‫فية‬ ‫الص‬ ‫المصطلحات‬ ‫هذه‬ ‫أن‬ ‫ة"(‪،)8‬كما‬ ‫ي‬ ‫بو‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫حاديث‬ ‫ة‪،‬وال‬ ‫القرآني‬ ‫يات‬ ‫ال‬ ‫مفردات‬ ‫فرائد‬ ‫العرب‪،‬وتنجل‬ ‫كالم‬ ‫سعة‬ ‫عرف‬ ‫ت‬ ‫دب‪،‬وبه‬ ‫دعائم ال‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بالتسمية؛"فالمثال" يفيد‪-‬إضافة إىل تصنيفه‬ ‫ة‬ ‫العلمي‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫العبقر‬ ‫تظهر‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫المؤ‬ ‫بها‬ ‫ال� م ّثل‬ ‫معتل ً ‪ -‬تحديد مكان حرف الع ّلة‪،‬ويزيد عىل ذلك‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫بعد‬ ‫الس ّيد يعقوب بكر‪":‬ولع ّلهم‬ ‫أوله‪،‬وقس عىل ذلك سائر المصطلحات‪،‬مع‬ ‫الصحيح ي� عدم اعتالل ّ‬ ‫مثال ّ‬ ‫ّ‬ ‫خصوصية ٍّكل منها‪،‬ويقول ّ‬ ‫بأالنتّهأمل ف‬ ‫ين‬ ‫بالصف منه‪،‬يقود إىل البحث ف ي�‬ ‫سيما ما تع ّلق‬ ‫المشتغل� فيه‪...‬وال‬ ‫من‬ ‫ذلك‬ ‫بعد‬ ‫ون‬ ‫يص�‬ ‫اقه‪،‬وقد‬ ‫عش‬ ‫من‬ ‫)يصبحون‬ ‫حو‬ ‫ن‬ ‫محاسنه(ال‬ ‫�‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫غة؛ف�دوج الفائدة"(‪.)9‬ويقول راجي أ‬ ‫تز‬ ‫ش‬ ‫الد أكتور إميل‬ ‫وإ�اف‬ ‫الصف[وهذا الكتاب هو بمراجعة‬ ‫المفصل ف ي�‬ ‫السمر ف ي� كتابه‪:‬المعجم‬ ‫فقه ال ّل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بالعربية إليه أ يّما حاجة؛ل نّه ي ز‬ ‫ين‬ ‫العربية‪،‬وأصعبها‪،‬والذي ي ن‬ ‫م�ان‬ ‫المشتغل�‬ ‫أهمية احتياج جميع‬ ‫يب�‬ ‫أهم علوم‬ ‫يعقوب]‪،‬يقول‪":‬والصف من‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪،)01‬ثم إذا لم تكن فائدة من هذه ال ّتقسيمات‪،‬فما الفائدة‬ ‫الصف"(‬ ‫العربية؛فال ّلغة يؤخذ جزء ي‬ ‫ّ‬ ‫كب� منها بالقياس‪،‬وال يعرف القياس إال من درس ّ‬ ‫ّ‬ ‫من حذفها؟‬ ‫أ‬ ‫ّه‪،‬وبقاء‬ ‫تغي�ات‪،‬كبقاءال ّتشديد‪،‬أوف‬ ‫فيها من‬ ‫الضمائر عليها‪،‬وما يحدث‬ ‫وال أدري كيف فات المؤ ّلف‬ ‫أهمية هذه ال فعال ف ف ي� تقاليبها‪،‬وزيادة ّ‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫بال ّلكفيف �ف‬ ‫سهيل‪،‬ثم ما يتع ّلق‬ ‫نشاء‪،‬ثم هناك ما يتع ّلق بالهمزة وال لف وال ّت‬ ‫ال‬ ‫الع ّلة‪،‬أوإبداله‪،‬أوحذفه‪،‬وهذا ك ّله محتاج إليه ي�‬ ‫عملية إ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫حرف أ‬ ‫السكت‪.‬‬ ‫حالة ال مر‪،‬وما يحذف منه‪،‬وما يزاد عليه كهاء ّ‬ ‫هذا والذي يظهر من هذه القراءة أن نظر ية المؤ ّلف حول الصالح النحوي ال تزال مجروحة بكث� من نقاط الضعف‪،‬أو عىل أ‬ ‫ال ّ‬ ‫قل تحتاج إىل‬ ‫ّ‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫تتمة حول المصطلح‪،‬وال ّتعليالت ال ّنحو يّة‪.‬‬ ‫إعادة نظر‪ ،‬وللكالم ّ‬ ‫الشل ‪ -‬بعلبك‬ ‫حسن محمود ّ‬ ‫مرسد المراجع متوفرة لدى أرسة المجلة لمن يرغب‬



‫أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫عما كانت تقوم به الكنيسة‪ ،‬وكفره بما يعتقده قساوستها‪ ،‬ت ز‬ ‫كث�ة‬ ‫وال�م ال ّطريق ا ّلذي أوصله ي� أحاين ي‬ ‫أفضت البحاث العميقة ا ّل ت ي� قام بها تولستوي ي� الفلسفة المسيحية إىل انرصافه ّ‬ ‫ين‬ ‫الدارس� من ذهب إىل أبعد من ذلك عندما جزم بدخوله الدين الحنيف‪ ،‬مستندين عىل دالئل مثل بعض‬ ‫الدين إالسالمي الحنيف‪ ،‬بل هناك من‬ ‫إىل نور ّ‬ ‫الحق‪ ،‬ا ّلذي ينسجم وتعاليم ّ‬ ‫ومسبب له‪ ،‬وهو ما يدعوه ال ّناس هللا"‬ ‫أقواله من ّ‬ ‫أهمها‪“ :‬إن كنت موجودا فال ّبد من وجود سبب ما لهذا الوجود‪ّ ،‬‬ ‫للحق ليقول‪“ :‬سوف تسود ش�يعة القرآن العالم لتوافقها مع العلل‪ ،‬وانسجامها والحكمة‪ ،‬لقد فهمت وأدركت ّأن ما تحتاج إليه ش‬ ‫الب�يّة هو ش�يعة‬ ‫ثم يزيد عىل ذلك بما ينسجم ونرصته ّ‬ ‫ال�يعة إالسالمية ّكل البسيطة الئتالفها مع العقل‪ ،‬ت ز‬ ‫وام�اجها بالحكمة والعدل"‬ ‫الحق‪ ،‬وتُزهق الباطل‪،‬‬ ‫حق ّ‬ ‫سماوية تُ ّ‬ ‫ستعم ش ّ‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫وتستدل عىل ذلك‬ ‫“إن تولستوي قد أسلم ف ي� أواخر حياته بعد قيامه بدراسة إالسالم‪ ،‬وأوىص أن يدفن عىل أنه مسلم“‪،‬‬ ‫كما أكّدت الديبة “فاالريابروهوفا” هذا ال ّطرح عندما قالت‪ّ :‬‬ ‫ف‬ ‫حب إالسالم ي ن‬ ‫ب�‬ ‫الروسية جهدها ي� إخفاء هذه الحقيقة‪ ،‬خوفا من انتشار ب‬ ‫بعدم وجود إشارة ّ‬ ‫سيحدث تيارا من ّ‬ ‫خ� إسالمه‪ ،‬ا ّلذي كان ُ‬ ‫الصليب عىل شاهد بق�ه‪ .‬وقد بذلت الحكومة ّ‬ ‫ين‬ ‫المعجب� بكتاباته‬ ‫وس‬ ‫أفراد المجتمع ّ‬ ‫الر ي‬ ‫ب� المثق ي ن‬ ‫انت�ت برسعة ي ن‬ ‫الشيوعية ا ّل ت� كانت قد ش‬ ‫فضل إالسالم عليها‪ّ ،‬‬ ‫ولعل‬ ‫الروس آنذاك‪ ،‬ولم يجد فيها ما يشبع عقله وقلبه وروحه‪ ،‬بل ّ‬ ‫ومما يُذكر ّأن تولستوي لم يُعجب بالفلسفة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّف� ّ‬ ‫ي‬ ‫بالسالم‪ ،‬وربّما اعتناقه له ف ي� أغلب االحتماالت( قال ليو تولستوي‪”:‬أما إذا جئنا إىل أفضلية الدين إالسالمي عىل الدين المسيحي‪،‬‬ ‫رسائله ا ّل ت ي� كتابها إىل إحدى القارئات ّ‬ ‫توضح مدى إعجابه إ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫بأن� واثق جداً بأن إالسالم يبدو‬ ‫وإىل النية السامية لبنائكم‪ ،‬ي‬ ‫عل أن أقول ي‬ ‫فإن� أؤيد هذا من كل ب ي‬ ‫قل�‪ ،‬وقد يكون صدور هذا الكالم من شخص يقدر القيم المسيحية غريباً‪ ،‬ولكن ي ّ‬ ‫متفوقاً عىل الدين المسيحي الذي تقدمه الكنيسة بدرجة ال يمكن قياسها‪ ،‬ولو وضع أمام أي شخص حرية االختيار ي ن‬ ‫ب� الدين إالسالمي ومسيحية الكنيسة؛ لكان عىل كل شخص عاقل‬ ‫والدراك‪ ،‬وبمراسيمه ف ي� غفران الذنوب وبشعائره الدينية‪ ،‬وبتوسالته ألم‬ ‫ون� واحد‪ ،‬وليس اختيار الدين المسيحي بثالوثه الغامض عىل الفهم إ‬ ‫اختيار الدين إالسالمي الذي له إله واحد ب ي‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ين‬ ‫الدي� الذي يشكل قاعدة حياة الناس يتجه نحو التكامل ونحو النضوج‪ ،‬وكل‬ ‫المسيح‪ ،‬وبعبادة صور‬ ‫القديس� العديدين‪ .‬إن كل فرد من الفراد‪ ،‬بل إن إالنسانية جمعاء‪ ،‬وكذلك الشعور ي‬ ‫ش�ء ف� الحياة يتطور ويتكامل‪ .‬أما تطور الدين وتكامله فيتم باتجاهه نحو النقاء والبساطة‪ ،‬وكونه مفهوماً‪ ،‬وتخلصه من كل ما يجعله غامضاً‪ .‬لقد سعى جميع مبلغي أ‬ ‫الديان وواضعو‬ ‫ي ي‬ ‫تطه� الحقائق الدينية من كل ما يجعلها غامضة"‬ ‫أسسها منذ القدم إىل ي‬ ‫تس� زوجة تولستوي عىل إسالمه ا ّلذي سبق موته بقليل‪ ،‬حيث يقول‪“ :‬كنت أعلم ّأن ثمة مراسالت ي ن‬ ‫ب� تولستوي‬ ‫عل ال ّتائب بخصوص احتمال ت ّ‬ ‫ويضاف إىل ذلك ما ّبينه الدكتور محمود ي‬ ‫أ‬ ‫أديب روسيا أ‬ ‫ال بك�‪ ،‬ي ن‬ ‫ضمن روايته “حاجي مراد” ّأول نبضات قلبه بدين‬ ‫وب� إالمام محمد عبده‪ ،‬لك ّن ن ي� لم أعلم ّأن هذا الديب قد دفعه إحساسه العميق بالبطولة الشيشانية إىل أن يُ ّ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ال ف‬ ‫ف‬ ‫وأن هناك من يقطع‬ ‫وأن ابنه الصغر ميخائيل عاش سنوات عمره ي‬ ‫خ�ة ي� المغرب‪ّ ،‬‬ ‫الروحي عنده‪ّ ،‬‬ ‫إالسالم‪ ،‬وأنّه قد أسلم قبيل وفاته‪ّ ،‬‬ ‫وأن زوجته قد جهدت ي� إخفاء هذا ال ّت ّ‬ ‫حول ّ‬ ‫بإسالمه أيضا"‬

‫ف‬ ‫ف‬ ‫وس بعض الملحوظات ا ّل ت ي� ّ‬ ‫تدل عىل‬ ‫والجدير بالذّ كر أن تولستوي قرأ ترجمة القرآن الكريم بال ّلغة الفرنسية‪ ،‬وتوجد نسخة من القرآن الكريم ي� مكتبة تولستوي ي� بيته‪ّ .‬‬ ‫ودون الكاتب ّ‬ ‫الر ي‬ ‫ف‬ ‫تحولت فيما بعد إلىمتحف لمتع ّلقاته‪.‬‬ ‫قراءته للقرآن الكريم‪ ،‬وهذه ال ّنسخة محفوظة ي� مكتبته الخاصة‪ ،‬ا ّل ت ي� ّ‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫السهروردي إىل ال ّلغة إال ي ز‬ ‫نجل�ية عام ‪8091‬م‪ ،‬فأُعجب بها ّكل‬ ‫يعود اهتمام تولستوي بشخصية الرسول منذ قراءته لبعض الحاديث ال ّنبويّة ا ّل ي� ترجمها الهندي المسلم عبد هللا ّ‬ ‫والعجاب الكامل برسول اللهوبما ف ي� ش�يعته من قيم سامية وفكر راق‬ ‫بالنصاف ال ّتام إ‬ ‫مقدمة ت ّتسم إ‬ ‫وقدم لها ّ‬ ‫الروسية‪ّ ،‬‬ ‫وقرر ترجمتها إىل ال ّلغة ّ‬ ‫إالعجاب‪ّ ،‬‬ ‫ف‬ ‫الحق‪ ،‬وشعر ف ي� أعماقه‬ ‫الغ�ة عىل ّ‬ ‫هزته ي‬ ‫الروس عىل ّ‬ ‫الدين إالسالمي ورسوله الكريم‪ ،‬ونسبتهم إليه أمورا تتنا� مع الحقيقة‪ّ ،‬‬ ‫ولما رأى تولستوي ما كان من تحامل الملحدين ُ‬ ‫والم ّ‬ ‫نصين ّ‬ ‫ضب�ورة الوقوف مدافعا عنه‪ ،‬وعدم السكوت عن هذه ت‬ ‫االف�اءات‪،‬‬ ‫الكث� من الجوانب‬ ‫ّ‬ ‫محمد‪ ،‬حيث أبرز فيها ي‬ ‫الن� ّ‬ ‫ّ‬ ‫فتصدى لتأليف رسالة عنه بال ّلغة ّ‬ ‫الروسية سنة ‪1909‬م‪ ،‬سماها حكم ب ي ّ‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫وغ� ذلك‪.‬‬ ‫بالسالم‬ ‫ال�يفة‪ ،‬ناهيك عن حديثه عن قضايا ت ّتصل إ‬ ‫ا ّل ت ي� تتع ّلق بحياته‪ ،‬كما ضم ّنها البعض من الحاديث النبويّة ش ّ‬ ‫والمسلم� كالحجاب والزواج ي‬ ‫بدأ الفيلسوف تولستوي حديثه ف� هذا الكتاب بالتعريف بمحمدقائال‪“ :‬إن محمدا هو مؤسس السالمية‪ ،‬ورسول تلك الديانة ا ّل ت� يدين بها ف� جميع جهات الكرة أ‬ ‫الرضية مائتا مليون‬ ‫إ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫نفس“‪.‬‬ ‫مما جعله يصل إىل كافة مناطق العالم‪ ،‬ويدين به ث‬ ‫أك� من‬ ‫وينم هذا الكالم عن إعجاب منقطع ال ّن ي‬ ‫ؤسس لدين قوامه العدل وإعالء راية الحق‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫الرسواللذّ ي استطاع أن يُ ّ‬ ‫ظ� بشخصية ّ‬ ‫مليار نسمة من ش‬ ‫الب�‪.‬‬ ‫كث�ة‪ ،‬وبالغوا ف� التقرب إليها ت‬ ‫واس�ضائها‪ ،‬فأقاموا‬ ‫ّ‬ ‫لمحمد عبدوا أربابا ي‬ ‫ويوضح تولستوي ما كان من عقيدة العرب قبل ظهور إالسالم‪ ،‬وموقف الرسولمنها‪ ،‬فيقول‪ّ :‬‬ ‫“إن العرب المعارصين ّ‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫وأن هناك إلها واحدا حقيقيا لجميع‬ ‫وقدموا لها ّ‬ ‫الضحايا المختلفة…ومع ّ‬ ‫التعبد‪ّ ،‬‬ ‫وأن ديانة قومه ديانة كاذبة‪ّ ،‬‬ ‫السن كان اعتقاده يزداد بفساد تلك الرباب‪ّ ،‬‬ ‫تقدم ّ‬ ‫محمد ي� ّ‬ ‫لها أنواع ّ‬ ‫الشعوب“‪.‬‬ ‫ّ‬


‫الكب� تولستوي‬ ‫من االدب العالمي مقال عن االديب ي‬

‫ز‬ ‫مل�ي‬ ‫سليمة ي‬



‫ت‬ ‫الدين وكأنّه أحد معتنقيه‪ ،‬ويجتهد ف� ش�ح خصائصه لمواطنيه المشك ي ن‬ ‫ال� نادى بها محمد هي أن هللا واحد ال إله‬ ‫ّك� فيه‪ .‬يقول‪“ :‬وخالصة هذه ّ‬ ‫ثم بي�ز تولستوي حقيقة هذا ّ‬ ‫ي‬ ‫الديانة ي‬ ‫مص� إالنسان ئ‬ ‫علىالنسان نفسه‪ ،‬فإذا سار حسب ش�يعة هللا وأتم أوامره واجتنب نواهيه‪ ،‬فإنه ف ي�‬ ‫النها� متوقف إ‬ ‫كث�ة‪ ،‬وأن هللا رحيم عادل‪ ،‬وأن ي‬ ‫إال هو؛ ولذلك اليجوز عبادة أرباب ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ش‬ ‫ش‬ ‫�ء ف ي� هذه الدنيا فان زائل‪ ،‬وال يبقى إالهللا ذو الجالل‪،‬وأنه‬ ‫الحياةالخرى يؤجر أجراً حسناً‪ ،‬وإذا خالف �يعة هللا وسار عىل هواه‪ ،‬فإنه يعاقب ي� الحياةالخرى عقاباً شديد‪،‬وأن كل ي‬ ‫بدون إاليمان باهلل وإتمام وصاياه ال يمكن أن تكونهناك حياة حقيقية‪ ،‬وأن هللا تعاىل يأمر الناس بمحبته ومحبة بعضهم؛ ومحبة هللا تكونفي الصالة‪ ،‬ومحبة القريب تقوم ف ي� مشاركته‬ ‫ع�الته‪ ،‬وأن الذين يؤمنون باهلل واليوم آ‬ ‫ف� الرساء ض‬ ‫وال�اء ومساعدته والصفح نز‬ ‫وسعهملبعاد كل ما من شأنه إثارة الشهوات النفسانية‪ ،‬واالبتعاد أيضا عن‬ ‫الخر يجب عليهم أن يبذلوا‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫الملذات الرضية‪،‬وأنه يتحتم عليهم أن ال يخدموا الجسد ويعبدوه‪ ،‬بل يجب عليهم أن يخدموا الروح‪ ،‬ي ز‬ ‫وأن�هدوا ي� الطعام ش‬ ‫وال�اب‪ ،‬وأنه محرم عليهم استعمال ال ش�بة الروحية‬ ‫المهيجة‪ ،‬ويجبعليهمالعمل والجد وما شابه ذلك"‬ ‫وما كان تولستوي ليقول هذا الكالم لو لم يقف مع الحق وقفة عالم منصف‪ ،‬خ� الحياة‪ ،‬ورأى بأم عينيه ما س ّلط عىل النسان من ظلم باسم الدين والعقيدة‪ ،‬وعىل هذا أ‬ ‫الساس فقد‬ ‫إ‬ ‫ب‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫السليم ا ّلذي يخ ّلص ش‬ ‫تب� قواعدها عىل تقدير إالنسان وصيانة ش�فه‪ ،‬وترسيخ قيم‬ ‫اعت� ّ‬ ‫ب‬ ‫الب�يّة من الزمات والكوارث‪ ،‬وال ّطريق القويم ا ّلذي ّ‬ ‫الدين إالسالمي المنهج ّ‬ ‫يؤسس لحضارة ي‬ ‫أ‬ ‫ال ّتسامح والعدل‪ ،‬ت‬ ‫هذاالدين ي ن‬ ‫المت�؛‬ ‫الديانات الخرى بعدم إكراههم عىل اعتناق‬ ‫ن� هللا الوحيد‪ ،‬بل اعتقد‬ ‫فمحمد عىل ّ‬ ‫ّ‬ ‫واح�ام أصحاب ّ‬ ‫ّ‬ ‫حد قول تولستوي “لم يقل عن نفسه إنّه ب ي ّ‬ ‫ين‬ ‫بالمسلم�‬ ‫خ�ا‬ ‫الدين إالسالمي‪ :‬أنه أوىص ي‬ ‫بنبوة موىس والمسيح‪ .‬وقال ّإن اليهود وال ّنصارى ال يُكرهون عىل ترك دينهم‪ ،‬بل يجب عليهم أن يُ ّتمموا وصايا أنبيائهم“‪ ،‬كما ّأن من فضائل ّ‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫واليهود ورجال دينهم‪ ،‬فقد أمر بحسن معاملتهم‪ ،‬وقد بلغ من حسن معاملته لهم‪ :‬أنه سمح لتباعه من الرجال ت ز‬ ‫بال�وج من أهل الديانات الخرى‪ ،‬وال يخفى عىل أصحاب البصائر‬ ‫العالية‪ ،‬ما ف ي� هذا من التسامح العظيم‪.‬‬

‫أ‬ ‫كما ت‬ ‫وشدة عزمه ف� سبيل شن� رسالته‪ ،‬رغم ما القاه من قومه من عذاب واضطهاد‪ ،‬يقول‪ :‬ف ن‬ ‫كث�ا من اضطهاد أصحاب‬ ‫اع�ف تولستوي ب‬ ‫س� دعوة محمد الوىل احتمل ي‬ ‫الن� ‪ّ ،-e-‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫“و� ي‬ ‫بص� ب ي ّ‬ ‫ولكن هذه االضطهادات لم ثن‬ ‫ت� عزمه بل ثابر عىل دعوة ّأمته“‪.‬‬ ‫ن� قبله نادى ّأمته إىل ّ‬ ‫ّ‬ ‫الحق‪ّ ،‬‬ ‫الديانات القديمة‪ ،‬شأن ّكل ب ي ّ‬ ‫ف‬ ‫الدالء‪،‬‬ ‫النبيوعظمته‪ ،‬بل ّ‬ ‫كدره ّ‬ ‫الص يا� ا ّلذي ال تُ ّ‬ ‫الن� بأحسن ما تكون ت ّ‬ ‫ال�بية‪ ،‬فنهلوا من المنبع ّ‬ ‫ولم يقترص ثناء الكاتب عىل شيم ّ‬ ‫تعداه إىل الحديث عن صحابته الكرام ا ّلذين رباهم ب ي ّ‬ ‫ت‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫منافح� عنه‪ ،‬مع ّظ ي ن‬ ‫ين‬ ‫مدافع� عن إالسالم ّ‬ ‫المؤمن� زمن‬ ‫بكل ما يملكون‪ ،‬وهذا ما أبرزه تولستوي ف ي� قوله‪“ :‬ولم يمض عىل جماعة‬ ‫ال� ّبينها لهم‪،‬‬ ‫م� قدره‪،‬‬ ‫ونهضوا‬ ‫وواقف� عند الحدود ي‬ ‫يح�مونهم ت‬ ‫ح� أصبح المحيطون بهم ت‬ ‫طويل ت‬ ‫المؤمن� ت ز‬ ‫ين‬ ‫كب�اً عىل يد هؤالء لم يرق بعضاً‬ ‫اح�اماً عظيماً و يعظمون قدره و غدا عدد‬ ‫ي�ايد يوماَ فيوم… و إذا كان انتشار إالسالم انتشاراً ي‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ال�اهة‪ ،‬ت‬ ‫ين‬ ‫الس�ة‪ ،‬و االستقامة و نز‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫المحيط�‬ ‫ح� أدهشوا‬ ‫المسيحي�‪ ،‬فإن ذلك ال ينفي حقيقة أن‬ ‫البوذي� و‬ ‫من‬ ‫المسلم� اشتهروا ي� صدر إالسالم بالزهد ي� الديانة الباطلة‪ ،‬و طهارة ي‬ ‫بهم بما هم عليه من كرم أ‬ ‫الخالق و ي ن‬ ‫ل� العريكة و الوداعة“‪.‬‬ ‫ف‬ ‫الب�يّة جمعاء‪ ،‬ض‬ ‫الن� العظيم عىل ش‬ ‫وب�ورة الوقوف أمام ما قام به من تضحيات وقوفا يستدعي التج ّلة وال ّتعظيم؛ إذ‬ ‫ي‬ ‫الرسول ّ‬ ‫و� ختام تعريفه بشخصية ّ‬ ‫أقر تولستوي بفضل هذا ب ي ّ‬ ‫ين‬ ‫المصلح� الذين خدموا الهيئة االجتماعية خدمة جليلة‪ ،‬و يكفيه فخراً أنه هدى أمة برمتها إىل نور الحق‪ ،‬و جعلها تجنح للسكينة و‬ ‫الن� محمداً من عظام‬ ‫يقول‪“ :‬و مما ال ريب فيه أن ب ي‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫السالم‪ ،‬و تفضل عيشة الزهد‪ ،‬و منعها من سفك الدماء و تقديم الضحايا ش‬ ‫أو� قوة‪ ،‬و رجل مثل‬ ‫الر� و المدنية‪ ،‬و هو عمل عظيم ال يقوم به إال شخص ي‬ ‫الب�ية‪ ،‬و فتح لها طريق ي‬ ‫هذا جدير ت‬ ‫والكرام"‬ ‫باالح�ام إ‬ ‫أ‬ ‫السهروردي‪ ،‬وعربها من إال ي ز‬ ‫نجل�ية إىل الروسية‪،‬‬ ‫أما الجزء ال ّث ن يا� من هذا الكتاب ّ‬ ‫الهام فقد اختار فيه تولستوي أن يورد مجموعة لحاديث ّ‬ ‫النبيكان قد استقاها ‪-‬كما ذكرنا‪ -‬من كتاب عبد ال ّله ّ‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫الشكل‬ ‫الدافع ي� عنونة هذا الكتاب بهذا ّ‬ ‫وكانت هي ّ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫الدين إالسالمي‪ ،‬ت‬ ‫ّ‬ ‫المحمديّة أن‬ ‫وتدل تلك الحاديث ا ّل ت ي� وضعها تولستوي ي� كتابه عىل إعجاب هذا الفيلسوف بعظمة ّ‬ ‫واح�امه لرسوله الكريم وتقديره له‪ ،‬ل ّن من شأن هذه الوصايا ُ‬ ‫أ‬ ‫التطور ف� ت‬ ‫ش� المجاالت‪.‬‬ ‫قدر الفرد‪ ،‬وتسمو به إىل‬ ‫برمته من حاالت الضياع الفكري‪ ،‬والتش ّتت االجتماعي؛ وأن تعطي للمم فسحة لالنطالق نحو ال ّتأسيس لحضارة تُ ّ‬ ‫تُخرج العالم ّ‬ ‫ّ ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫خ� من الكتب ال ّنادرة ا ّلذي ُطبع قبل ي ن‬ ‫الكث� من ال ّناس‪ ،‬وهو ف ي�‬ ‫تسع� عاما‪ ،‬وهو مجهود يغ� معروف لدى ي‬ ‫المؤ َّلف‪ ،‬ال ّتأكيد عىل ّأن هذا ال ي‬ ‫ثم من الواجب القول ي� نهاية عرض هذا ُ‬ ‫الوقت نفسه ينصف السالم‪ ،‬ونبيه الكريم‪ ،‬ويدعو آ‬ ‫ين‬ ‫والمسلم�‪..‬‬ ‫الخرين إىل إنصافه‪ ،‬والكتاب ف ي� ال ّنهاية وثيقة تاريخية لصالح إالسالم‬ ‫إ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬


‫زينه زغيب‬ ‫ف‬ ‫من ي ن‬ ‫قضية تخرج لسبب‬ ‫ح� اىل آخر‪ ،‬تعود اىل الواجهة أخبار الوفاة أو‬ ‫ّ‬ ‫التشوهات ي� المستشفيات بصورة ّ‬ ‫أو آ‬ ‫تشوي ًها كان أو وفاة‪ ،‬وتخلق منه‬ ‫نا‪،‬‬ ‫معي‬ ‫حادثا‬ ‫ك‬ ‫حر‬ ‫ت‬ ‫االجتماعي‬ ‫التواصل‬ ‫صفحات‬ ‫فبعض‬ ‫العلن‪.‬‬ ‫اىل‬ ‫خر‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫لكن الالفت أن مضمون هذه الخبار ليس إخباريًا! نعم‪ ،‬لم‬ ‫حالة‪ ،‬لتتداولها فيما ئبعد المواقع إالخبارية‪ّ .‬‬ ‫أعز يا�‪.‬‬ ‫تخطئوا القراءة يا ّ‬ ‫ن‬ ‫لعملية أجراحية تجميلية‬ ‫خ� مفادهأ أن مواطنة يغ� لبنانية خضعت‬ ‫تحديدا‬ ‫اللبنا�‬ ‫حدي ًثا‪ ،‬ه ّز الرأي العام‬ ‫ب‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫وتعرضت عىل الثر لتدهور ي� حالتها‪ ،‬ما استدعى نقلها لحد مستشفيات‬ ‫التجميلية‪،‬‬ ‫المستشفيات‬ ‫أحد‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫الخ� لم يُنقل بطريقة مخترصة مفيدة‪ ،‬فقد هرعت معظم‬ ‫لكن ب‬ ‫الجوار‪ ،‬لكنها ما لبثت فأن فارقت الحياة‪ .‬ت ضّ‬ ‫كث�ة‪.‬‬ ‫وغ�‬ ‫ا�‪،‬‬ ‫فضاء العالم االف�‬ ‫الصفحات الموجودة ي�‬ ‫الخ� مع زوائد ي‬ ‫إعالمية‪ ،‬اىل تناقل ب‬ ‫إعالمية ي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫والالفت أن معظم هذه الخبار لم تتناول احتمال أن يكون الموت نتيجة خطأ ط� أو قضاء وقدر‪ ،‬ت‬ ‫ح�‬ ‫بّي‬ ‫ف‬ ‫طريقة صياغتها لم تكن حياديّة‪ ،‬يك ال نقول موضوعية‪ .‬وبالطبع‪ّ ،‬تم وضع المريضة ي� خانة المظلوم‬ ‫والطبيب ف ي� خانة ّ‬ ‫الجلد‪.‬‬ ‫من هذا المنطلق‪ ،‬تجدر االشارة إىل أمرين أساسي ن�‪ :‬أ‬ ‫ش‬ ‫المنت�ة عىل مواقع التواصل‬ ‫الصفحات‬ ‫أن‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ال‬ ‫ّي‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ش‬ ‫و� الحقيقية‪ ،‬تكون هذه‬ ‫فكث�ون يلومون إال‬ ‫االجتماعي ال تص َّنف إعالما! ي‬ ‫عالم أنه نين� التلفيقات والكاذيب‪ .‬ي‬ ‫أ‬ ‫الثا� هو أن بعض هذه المواقع إالخباريّة تتناقل هذه‬ ‫إعالمية بصلة‪ .‬والمر‬ ‫تمت اىل أي وسيلة‬ ‫الصفحات ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫تح�م ن‬ ‫الخبار‪ ،‬وتكون مص ّنفة ضمن خانة الوسائل االعالمية‪ ،‬لكنها ال ت‬ ‫الخ�‪.‬إذا‪،‬‬ ‫أد� ش�وط الحياديّة ي� نقل أب‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫يحق لهم‪ ،‬ليصدروا الحكام‬ ‫وببساطة‪ ،‬ذهب ك ّتاب هذه المواد‪ ،‬ألنهم بأغلبيتهم يغ�‬ ‫مما ّ‬ ‫صحافي ي�‪ ،‬أبعد ّ‬ ‫ّ‬ ‫ويح ّلوا مكان القضاء‪.‬‬ ‫ما هي أ‬ ‫السباب ت‬ ‫مدة تدهور حالتها؟ هل ّتم إالرساع‬ ‫ال� أ ّدت إىل الوفاة؟ ما هو تاريخ المريضة‪ ،‬أكم استغرقت ّ‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫خ�ة ليست ً‬ ‫كث�ة لم تجد إجابات‪ّ .‬‬ ‫أصل ضمن اختصاص من �عوا اىل‬ ‫ولعل هذه ال ي‬ ‫اىل إنقاذها؟ ‪ ...‬أسئلة ي‬ ‫ت‬ ‫تعد وال تحىص‪.‬‬ ‫ال� ال ّ‬ ‫كتابة التلفيقات ي‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ز‬ ‫ن‬ ‫ً‬ ‫عالمية‬ ‫ال‬ ‫الوسيلة‬ ‫ب�‬ ‫ا‬ ‫جيد‬ ‫وا‬ ‫يم�‬ ‫أن‬ ‫المواطن�‬ ‫عىل‬ ‫‪،‬‬ ‫ل‬ ‫أو‬ ‫المفيدة‪.‬‬ ‫التوصيات‬ ‫ببعض‬ ‫نخرج‬ ‫طار‪،‬‬ ‫ال‬ ‫هذا‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ثانيا‪ ،‬عىل أصحاب المهنة أن‬ ‫وال� يديرها أيًّا كان‪ً .‬‬ ‫والصفحات شالموجودة عىل فمواقع التواصل إالجتماعي‪ ،‬ي‬ ‫ف‬ ‫تز‬ ‫ينجر أوا وراء دعم طرف دون آخر أو إالسهاب ي� عواطفهم‬ ‫يل�موا أعىل �وط‬ ‫المهنية ي� نقل ب‬ ‫ّ‬ ‫الخ�‪ ،‬وال ّ‬ ‫سيعيدان ّ‬ ‫حق ح ّقه‪.‬‬ ‫الجياشة‪ .‬كما عىل الجميع انتظار نتائج التحقيقات‪ ،‬لن العدل ونزاهة‬ ‫العدالة ُ‬ ‫ّ‬ ‫لكل ذي ٍ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ز‬ ‫ش‬ ‫ففي النهاية‪ ،‬عندما يل�م كل فرد بالمهام المنوطة اليه من دون أن يح� أنفه ي� ما ال يعنيه‪ ،‬يتج ّنب الجميع‬ ‫ت‬ ‫ال� قد تطرأ‪.‬‬ ‫المشاكل وااللتباسات ي‬


‫نادر صعب‪ ..‬حكموا عليه قبل أن يُحاكَم !‬


‫الحداد‬ ‫كارال ّ‬ ‫الزوج� هو المرصوف الزائد‪ .‬لذلك تتبع غالبية العائالت سياسة الدخارحيث يسعى أ‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ين‬ ‫ال� تؤدي إىل المشاكل ي ن‬ ‫الفراد إىل‬ ‫ب�‬ ‫إّ‬ ‫ّ‬ ‫من السباب ي‬ ‫س�اتيجية ت‬ ‫إ ّدخار جزء من رواتبهم أو مرصوفهم الشخص‪ .‬البعض ال يتمكن من إالستمرار ف� هذه إال ت‬ ‫لف�ة طويلة‪ .‬إال ّأن إدخار المال يمكن‬ ‫ي‬ ‫يّ‬ ‫أن يكون َ‬ ‫معينة تساعد عىل تحقيق ذلك‪.‬‬ ‫أسهل من ذلك ي‬ ‫بكث�‪ ،‬من خالل إتباع ّطرق ّ‬ ‫التحديات البسيطة ت‬ ‫ال� تساعد الفرد عىل إالدخار دون عناء‪ ،‬هو تحدي ال ‪ 25‬أسبوعاً‪ :‬من واجبات الراغب ف ي� خوض هذا التحدي إدخار‬ ‫من ّ‬ ‫ي‬ ‫ف أ‬ ‫أ‬ ‫ف أ‬ ‫ن‬ ‫والستمرار ف� زيادة دوالرا واحدا كل أسبوع ت‬ ‫ح� الوصول إىل إدخار ‪25‬‬ ‫الثا�‪ ،‬إ‬ ‫دوالرا واحدا ي� السبوع الول‪ ،‬ثم إ ّدخار دوالران ي� السبوع ي‬ ‫ي‬ ‫ف أ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ين‬ ‫التحدي‪.‬‬ ‫الثا�‬ ‫المدخر بحجم المبلغ الذي تمكّن من جمعه ي� نهاية ّ‬ ‫والخمس�‪ .‬بعد هذا الجهد سيتفاجأ ّ‬ ‫دوالرا ي� السبوع ي‬ ‫بعض الفراد يفضلون كتابة أ‬ ‫الهداف ت‬ ‫إيجابية وفعالة‪ ،‬تحفّز الفرد عىل إدخار المزيد‬ ‫ال� يتم إدخار المال من أجلها إعتبارا منهم أنّها طريقة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ح� كرتون كب�‪ ،‬وكتابة أ‬ ‫الهداف ت‬ ‫كب� أو ت‬ ‫يتم ا ّدخار المال ألجلها مثل ش�اء سيارة‪ ،‬أو‬ ‫ي‬ ‫من المال‪ ،‬وذلك من خالل إحضار ورقة بحجم ي‬ ‫ال� ّ‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫السفر‪ ،‬وتعليقها ف� مختلف غرف نز‬ ‫نز‬ ‫التذك� بالهدف‪ .‬فقد‬ ‫الم�ل‪ .‬كما يمكن وضع صور لهذه الهداف‪ ،‬تساعد عىل‬ ‫ي‬ ‫الرغبة بالزواج أو ّ‬ ‫ي‬ ‫م�ل‪ ،‬أو ّ‬ ‫أكّدت الدراسات ّأن الذين يعملون عىل كتابة أهدافهم يحققون ال ّنجاح أفضل من أولئك الذين يفك‪1‬ذرون فقط بأهدافهم‪.‬‬ ‫ت‬ ‫التسوق الدائم‪ ،‬السهر الدائم‪ ،‬إلخ‪...‬‬ ‫ضحيتها‪ ،‬مثل‬ ‫يحتاج إدخار المال إىل التخفيف من بعض المصاريف‬ ‫ّ‬ ‫ال� قد يقع الفرد ّ‬ ‫ّ‬ ‫العشوائية ي‬ ‫ف‬ ‫هذا ال ن‬ ‫سيتسبب بشكل أو بآخر إىل الفشل ي� إالدخار‪ .‬يمكن تحقيق من خالل‬ ‫التقشف وال ّتضييق عىل النفس‪ ،‬الذي‬ ‫يع� الحرمان أو ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ت� ف� الشهر بدال من مرة ف� أ‬ ‫إستبدال بعض أ‬ ‫المور بأمور أبسط‪ ،‬عىل سبيل المثال‪ :‬زيارة مصففي الشعر ن‬ ‫السبوع‪ ،‬ش�اء الحاجات‬ ‫ّ ي‬ ‫مر ي ي‬ ‫ّ‬ ‫وال�ورية فقط‪ ،‬تع ّلم الطهي‪ ،‬واالجتماع مع أ‬ ‫أ‬ ‫الصدقاء ف� نز‬ ‫الم�ل بدال ً من الزيارات المكلفة للمطاعم والمقاهي أسبوعيا وتقليصها‬ ‫ساسية ض ّ‬ ‫ال ّ‬ ‫ي‬ ‫إىل مرة ف� أ‬ ‫السبوع بدال من يوميا‪.‬‬ ‫ّ ي‬ ‫أ‬ ‫الراغب ف ي� إالدخار مشاركة فكرته مع أحد أقاربه أو أصدقائه ومنافسته‬ ‫ب‬ ‫تعت� المنافسة الهدف الول ّ‬ ‫للسعي وراء النجاح‪ .‬لذلك بإمكان ّ‬ ‫ف‬ ‫التحدي‪.‬‬ ‫أك� مبلغ من المال‪ .‬الرابح يحصل عىل هديّة ي� نهاية ّ‬ ‫لمعرفة من سيتمكّن من إدخار ب‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المدخر‪ ،‬ف� مكان ي ّ ن‬ ‫يحب أن يفعلها‪ .‬لكن لتج ّنب‬ ‫عملية يغ� سهلة عىل إالطالق ل ّن ّ‬ ‫ي‬ ‫مع�‪ ،‬يجد نفسه محروما من المور الذي ّ‬ ‫أخ�ا‪ ،‬إالدخار ّ‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ال� يضمن الفرد مستقبال ماديا‪.‬‬ ‫خاصة يب�‬ ‫المشاكل‬ ‫ي‬ ‫العائل‪ّ ،‬‬ ‫الزوج�‪ ،‬عىل هؤالء إعتماد سياسة إالدخار لنّها الطريقة الوحيدة ي‬ ‫يّ‬


‫أفضل سبل إال ّدخار‬


‫طرية تجتاح املجتمع‬

‫مستحق له مع وجود من هو أكفأ منه‪ .‬هذه‬ ‫خص ملعاملة مخالفة للقوانني‪ ،‬أو تدبري منصيب بشخص ما غري مؤهل أو‬ ‫ّ‬

‫ملسؤول املناسب يف املكان املناسب‪.‬‬

‫ ‪.1‬‬

‫هم املادية‪.‬‬

‫ ‪.2‬‬

‫عىل راتب محدود يف الشهر‪ ،‬بالحقد والحسد من املوظّفني اللذين يدفع لهم مبالغ كبرية جدا شهريا األغنياء‪ .‬هؤالء‬

‫ ‪.3‬‬

‫ني إلستغالل هذا الجهل يف تعقيد إجراءات املعاملة‪ ،‬وإضطرار املواطن البسيط إىل دفع الرشوة لتيسري معاملته‪.‬‬

‫ ‪.4‬‬

‫واملساواة عند توزيع الفرص بني الناس‪ ،‬ووضع الشخص املناسب يف املكان املناسب‪ .‬نذكر منها‪:‬‬

‫ ‪.5‬‬ ‫ ‪.1‬‬

‫ب حتى يكون عربة لغريه من املوظفني‪ ،‬ومن يطبق القوانني بحذافريها‪ ،‬يك ّرم عىل إخالصه وإتقانه للعمل لتشجيعه‬

‫ ‪.2‬‬ ‫ ‪.3‬‬

‫نيّة لتيل مطالبه‪ ،‬املر الذي يخرس الدولة هيبتها وقيمتها وثقة املواطن بها‪ .‬لذلك عىل كل دولة الحرص عىل مكافحة هذه‬


‫كارال الحداد‬

‫الرشوة‪ :‬ظاهرة خط‬

‫معي؛ من أجل قضاء أمر معني دون وجه حق‪ ،‬كتيسري شخ‬ ‫معي لشخص ذي سلطة ونفوذ ّ‬ ‫الرشوة هي إعطاء يشء ّ‬ ‫الظاهرة التي تجتاح مجتمعاتن يف اآلونة األخرية تعترب محرمة وغري أخالق ّية ملا لها من آثار سيئة تعود عىل املجتمع‪.‬‬ ‫خاصة العرب ّية منها‪:‬‬ ‫من أسباب إنتشار الرشوة يف املجتمعات‪ّ ،‬‬

‫ضعف الرقابة يف الدولة التي تهمل‪ ،‬يف بعض األحيان‪ ،‬مؤسساتها وترتكهم دون مراقبة أومساءلة قانونية‪ .‬عدم وضع امل‬

‫غالء األسعار وما يقابلها من إنخفاض معدل األجور‪ ،‬األمر الذي يؤدي إىل قبول بعض األشخاص للرشوة‪ ،‬نتيجة لحاجته‬

‫عدم إعتامد املساواة يف توزيع الرثوة املالية بني العاملني‪ ،‬األمر الذي يؤ ّدي إىل شعور بعض املوظفني اللذين يحصلون ع‬ ‫يعبون عام يشعرون به بأخذ الرشاوي من األغنياء‪.‬‬ ‫املوظفني ّ‬

‫يفتقر عدد كبري من األشخاص إىل الثقافة العامة والقانونية واإلجراءات اإلدارية بشكل خاص‪ ،‬مام يدفع بعض املوظفني‬ ‫هذه األسباب غري مقبولة ومخلّة لألخالق اإلنسان ّية واملجتمع ّية‪ ،‬لذلك هنالك طرق ملكافحة الرشوة وتحقيق العدالة‬ ‫الصحافة من أجل الكشف عن حوادث الرشوة ليتم متابعتها بشكل رسمي‪.‬‬ ‫ضامن حرية التّعبري عن الرأي وحرية ّ‬

‫إتباع أسلوب الثواب والعقاب‪ ،‬من خالل مراقبة املوظفني خالل إجرائهم املعامالت‪ .‬من يثبت عليه أخذه للرشوة‪ ،‬يعاقب‬ ‫دوما ً عىل اختيار هذا الطريق‪.‬‬ ‫تقدم إليهم‪.‬‬ ‫تحسني دخل املوظفني‪ ،‬األمر الذي يحفّذ هؤالء عىل عدم اإلكرتاث بالرشةو حني ّ‬

‫أخريا‪ ،‬للرشوة آثار سلبية عىل املجتمع وأفراده‪ .‬فهذه األخرية تدفع األفراد إىل الغش وإعتامد كل األساليب الغرب القانون‬ ‫الظاهرة من خالل البحث عن املشاكل وإيجاد إسرتاتيجيات جديدة لحلّها‪.‬‬



‫"أمن العدل أن نفتقر إىل الوجود؟"‬ ‫حكمت حسن‬ ‫ف‬ ‫وبال مقدمات تكون التهمة جاهزة‪ ،‬والتساؤل ال ينفي الحال‪ ،‬وجع الرغبة يجأر ي� الضلوع‪ ،‬وينهش ما ّ‬ ‫سم ِيت ِه‬ ‫ظل من ٍ‬ ‫حمأ‪َّ ،‬‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫جسد لم يمت‪ ،‬وما‬ ‫جسداً‪ .‬ولكن الرغبة مصنوعة من غياب‪" :‬تغيب لتنجو‪...‬لن‬ ‫أحتمل غياباً آخر"‪ .‬كيف ي‬ ‫نس� ي� جنازة ٍ‬ ‫أصعب أن ال يكون لديك سوى انتظار الغياب‪ .‬إن االنتماء للمكان يخص ت‬ ‫المو� وحدهم‪ ،‬وسكان المقابر يتقنون وحدهم‬ ‫ن‬ ‫مع� الحلول ف ي� المكان‪ ،‬والشجرة ال تتقن االنتماء للمكان‪ ،‬ألنها تسعى للهرب منه دائماً‪ ،‬فإذا جفت انتمت للمكان‪ .‬إن‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ال� ال يعرفها‬ ‫سفر الرواح هجرة إىل أمكنة لم توجد بعد‪ ،‬وأروع ما فيها أنها لن تنوجد أبداً‪ .‬السفر فيه ي‬ ‫كث� من اللوهة ي‬ ‫ال�اب‪ .‬وال بد من إيجاد صيغة للتفاهم مع ت‬ ‫ت‬ ‫ال�اب الذي يجأر فينا‪.‬‬ ‫إن "تشابك الوجوه أ‬ ‫يع� الحضور‪ ،‬وها أنت ت‬ ‫والقنعة" ال ن‬ ‫تع� ي ن‬ ‫ف� بقدرة الغياب عىل الحضور‪ ،‬فالوجع المستبد‪ ،‬هو زاد‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫يأ�"‪ .‬مستحيل أن "نذوق فرح الكون" إذا وصلنا‪ ،‬إن الوصول هو‬ ‫"يأ� وال ي‬ ‫الرحلة إىل حيث يغدو فالغياب إقامةً ي� الذي ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫أن ال نصل أبداً‪ ،‬ت‬ ‫مكنة‪/‬لمحات خاطفة‪ /‬تثبت‬ ‫تع� يغ� الموت‪" .‬وتعود ال‬ ‫لتع� ي� أمام نزيفك أن إالقامة ي�‬ ‫ٍ‬ ‫الحضور ال ي‬ ‫أ‬ ‫تعب� عن مزاولة الرحيل‪ ،‬فليس جميال ً ُّ ش‬ ‫� ٍء يتكرر‬ ‫لها صدامية الرحيل‪/‬عبثية الرحيل‪ /‬وحتميته"‪ .‬إن عودة المكنة هو ي‬ ‫أي ي‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫تأ� من تفرده‪ ،‬فليس هناك جمال متكرر‪ ،‬فإذا تكرر فقد الدهشة ولم يعد جماالً‪ .‬يقول أوسكار‬ ‫مر يت�‪ .‬إن روعة الجمال ي‬ ‫يبكي�"‪ ،‬وهذا ن‬ ‫وايلد‪" :‬إن الجمال ن‬ ‫ين‬ ‫يع� يقظة ي ن‬ ‫والحن� وحده هو السفر الذي يتقنه أصحاب القلوب الواجدة‪.‬‬ ‫الحن�‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫مع� الكينونة يقوم عىل فرادة أ‬ ‫مع� أن نكون‪ .‬ن‬ ‫مس�‪ ،‬والتوقف عنه يلغي ن‬ ‫ين‬ ‫اللوهة‪ ،‬وهللا إذا تكرر فقد قدرته عىل‬ ‫الحن� ي‬ ‫الحلول فينا‪ ،‬وفقد قدرته عىل أن يكون‪.‬‬ ‫الغرباء دائماً يتقنون الدهشة‪ ،‬ألنهم ال يلبسون أ‬ ‫المكنة‪ ،‬وال أحذية لهم سوى الوجع المستبد‪ ،‬و"الوجود المنتظر"‬ ‫سيبقى نوراً "مغلفاً بالعتمة"‪ ،‬ومجيء الفجر يكشف أرسار العتمة‪ ،‬ولهذا هو واضح‪ ،‬ووضوحه يلغي وضوحه‪ ،‬ض‬ ‫وي�جه‬ ‫ٍ ت‬ ‫ت‬ ‫تأ�‪" :‬كلما ازددت حياة ازددت موتاً"‪ .‬إذن ال ّبد من‬ ‫يأ�‪،‬‬ ‫ولحياة ي‬ ‫بدم ينم عن أموات الرؤية‪ .‬البقاء يجعلك جائعاً لموت ي‬ ‫ال�اب‪ ،‬لنه السجن الذي يتفاهم فيه الموت والحياة معاً‪ .‬والحرية وحدها هي ت‬ ‫خلع ت‬ ‫ال� تتيح لك أن ال تتكرر‪ ،‬فالتكرار‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫عبودية‪ ،‬والعبودية مهنة ال تصلح ش‬ ‫الحالم� بكينونة ال يوجد فيها إال الحب والجمال‪ .‬الجمال الذي ال يستسلم ألبناء‬ ‫للب�‬ ‫ت‬ ‫ال� جعلت الموجة‪" :‬ال تستسلم يوماً للشاطئ"‪.‬‬ ‫العنف‪ ،‬والحرية ي‬


‫الدين*‬ ‫د‪ .‬حسن جعفر نور ّ‬ ‫الحموي‬ ‫فر التوت‬ ‫ْ‬ ‫ٍآه ‪ّ ..‬‬

‫آ‬ ‫مرة ‪...‬‬ ‫خر ّ‬ ‫ونأى ذاك الصوت ّ‬ ‫الرنّان ل ِ‬

‫أ‬ ‫شياء‬ ‫من‬ ‫صخب ال ِ‬ ‫كالهارب ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض‬ ‫وم�‬ ‫موقع ِه َ‬ ‫من ِ‬ ‫تسل َّل ْ‬

‫الغوطة‬ ‫ق� ُة‬ ‫ْ‬ ‫وكأن ْ‬ ‫ِ‬ ‫رحلت ب ّ‬

‫غ� ودا ْع‬ ‫بوداع أو ْ‬ ‫من ي ِ‬ ‫ٍ‬

‫الزمن المنكو ْد ‪.‬‬ ‫عن هذا ِ‬

‫الدنيا من يغ� يديْه‬ ‫كانت ّكل ّ‬ ‫ْ‬

‫أخ�اً‬ ‫الشعر دوا َء‬ ‫كان‬ ‫جوارحه لكن ْلم يسعفُه ي‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫أغانيه الحلوة من ي ن‬ ‫أصابعه‬ ‫ب�‬ ‫ِ‬ ‫فانفل َت ْت أشجار ِ‬ ‫ِ‬ ‫أ‬ ‫وارتسمت كالوشم أ‬ ‫ال ض ف‬ ‫حالم‬ ‫كتب ال ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫خ� ي� ِ‬ ‫ِ‬

‫شعري‬ ‫سهم‬ ‫آخر ٍ‬ ‫ٍّ‬ ‫لذلك لم يُسمعنا َ‬ ‫ف‬ ‫العربي ْه‬ ‫القدس‬ ‫ي� ِ‬ ‫ّ‬ ‫ممدوح‪ ُ ...‬ف‬ ‫عينيه‬ ‫أجمل ما ي� ِ‬

‫عد للشام ‪ .‬لحما ْه‬ ‫ممدوح ‪ْ ..‬‬ ‫ْ‬

‫قصيدته‬ ‫ُ‬

‫تطرز عرو َة أشعاركْ‬ ‫لنواع�كَ وهي ُ‬ ‫ي‬

‫غ� نوافذها السحريّ ْه‬ ‫ال يبقى من ي ِ‬

‫ْ‬ ‫أجمل ما فيكْ قرأنا ْه ‪.‬‬

‫كان ْ‬ ‫يقول‬ ‫الشعر أنا ‪َ ....‬‬ ‫ُ‬

‫الضوئي ْه‬ ‫وحفظنا شارتكَ‬ ‫ّ‬

‫ايات مطويّ ْه‬ ‫وبدون ّ‬ ‫عر كر ٍ‬ ‫الش ِ‬ ‫المسبي ْه‬ ‫الفتح ‪ ...‬لمدائننا‬ ‫غ�‬ ‫نّ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫لمحاريب ِ‬ ‫للقمح الجبل إذا ض‬ ‫اخ�‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ي ِّ‬

‫ومفاتيح ظاللكْ ‪..‬‬ ‫ُ ف‬ ‫هر‬ ‫ك ّنا‬ ‫تعب ّ‬ ‫نغسل ي� بردى َ‬ ‫الز ِ‬

‫ذهبي ْه‬ ‫ٍ‬ ‫كدالية ّ‬

‫الممشوقة‬ ‫الناضجة‬ ‫لقرانا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫القم ِة‬ ‫وتثاءب‬ ‫غ�‬ ‫نّ‬ ‫كالنرس عىل ّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫صيفي ْه‬ ‫وانساب‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫فجر ّ‬ ‫كغيمة ٍ‬ ‫َ‬ ‫كرسام‬ ‫العر� ٍ‬ ‫حمل َّ‬ ‫الهم ب ي ّ‬ ‫الحريه‪...‬‬ ‫ينقش ذاكر َة‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬

‫عربيه‬ ‫ضف�ت ِه ْ‬ ‫ممدوح ‪ُ ...‬‬ ‫سمت ي ِ‬ ‫ٌ‬ ‫شامي ْه‬ ‫قام ُت ُه قافيةٌ ّ‬ ‫فلسط� ض‬ ‫م�‬ ‫غ�‬ ‫ي نَ‬ ‫من ي ِ‬ ‫ش‬ ‫بعينيه‬ ‫الجوالن‬ ‫وم�‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ّيطا� ‪ ,‬منذ ي ن‬ ‫سن� التقيا‬ ‫و َ‬ ‫كان ُّ‬ ‫يحب الل ي‬ ‫يتسلق‬ ‫معه‬ ‫افقه ‪ُ ...‬‬ ‫كان الشعر ير ُ‬ ‫ُ‬ ‫أروقةَ‬ ‫الملكي ْه ‪...‬‬ ‫القمم‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫قصائده‬ ‫هاتفت جهاز‬ ‫منذ شهور‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫الخالب‬ ‫النغم‬ ‫فتثاقل ذاك ُ‬ ‫ْ‬ ‫وت‬ ‫الص ْ‬ ‫وتقطع فوق ِ‬ ‫خيوط ّ‬ ‫حسن‪..‬‬ ‫َ‬ ‫هيهات ْ‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫تسعف�‬ ‫لو‬ ‫ئتاي‬ ‫حنجر� ‪ ,‬ر ْ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫لقدمت إليكم رغما‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫مح�‬ ‫ُ‬ ‫فالشوق ي‬ ‫دليل ‪ ,‬وأشد ب ي ّ‬ ‫ن‬ ‫ّيطا� ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫عصاف� الل ي‬

‫امي‬ ‫ونعشب‬ ‫كالتوت ّ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫الش ّ‬ ‫ف‬ ‫رص ِته‬ ‫ويحملنا‬ ‫ُ‬ ‫قاسيون الر ُ‬ ‫اهب ي� ّ‬ ‫فيسيل الشعر جميال من فمه أ‬ ‫سطوري ‪.‬‬ ‫ال‬ ‫ً‬ ‫ُ ّ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫كث�أً ف ي� عينيها‬ ‫أذكرت ‪ ..‬جمعتنا ّ‬ ‫الش ُام ي‬ ‫ْ‬ ‫الشعريه ‪.‬‬ ‫وبيارقها و ممالكها‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ايات‬ ‫ُع ْد للشعر ‪ ..‬لل ّمة ‪ ..‬لل ّن ْ‬ ‫وزمر ْد‬ ‫ِ‬ ‫أمس زرعناكَ مرايا ّ‬ ‫دمع وشظايا‬ ‫وأهلنا فوقكَ أكباداً من ٍ‬ ‫وعدت كما‬ ‫الق�‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫فأزحت ب َ‬

‫الر ْيح‬ ‫من‬ ‫ُ‬ ‫بحار ْ‬ ‫يرجع ٌ‬ ‫ِ‬ ‫صخب ّ‬ ‫عر وقافلةً‬ ‫فرس ّ‬ ‫ممتطياً َ‬ ‫الش ِ‬ ‫قبل وهدايا‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫من ٍ‬ ‫شامي ‪ :‬قصيدة كتبت بمناسبة رحيل الصديق الشاعر ممدوح عدوان‪.‬‬ ‫* ٌ‬ ‫توت ّ‬ ‫ن‬ ‫اللبنانية‪.‬‬ ‫لبنا� ‪ ,‬أستاذ ف ي� الجامعة‬ ‫* حسن جعفر نور ّ‬ ‫ّ‬ ‫الدين ‪ :‬أديب وشاعر ي‬


‫شامي‬ ‫توت‬ ‫* ٌ‬ ‫ّ‬


‫فاطمة شحاذي‬ ‫قدمة‬ ‫الم ّ‬ ‫ُ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫العربية‪ّ ,‬‬ ‫لكن‬ ‫أحد أوجه أزمة ال ّثقافة‬ ‫يتجل‪ ,‬ي� الفهم ُ‬ ‫الصاع حول مفاهيم ُمناقضة لها‪ .‬المسألة قديمة‪ ,‬ي� بالدنا‪ّ ,‬‬ ‫الم ّ‬ ‫و� ّ‬ ‫ّ‬ ‫شوه لل ُّهويّة‪ ,‬ي‬ ‫ن‬ ‫القوي‬ ‫العربية " أزمة ُهويّة " ؟ لماذا هذا ال ّت ّشبث‬ ‫عا� الذّ ات‬ ‫تحولت‪ ,‬إىل جزء من أزمة ُ‬ ‫الجديد فيها‪ ,‬أنّها ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المجتمع‪ .‬وهنا نسأل‪ :‬هل تُ ي‬ ‫كيف مع ُمعطيات الواقع الجديد؟ أم ُمجرد ي ن‬ ‫ستمد من الخوف الفطري من‬ ‫حن� مأساوي ُم ّ‬ ‫بالعودة إىل ت ّ‬ ‫ال�اث؟ هل هو عجز عن ال ّت ّ‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫تعددة من االنتماءات‪,‬‬ ‫المجهول؟ أال يُمكن أن نحيا ّإل بتلك العودة؟ كما نسأل‪ :‬هل هناك ُهويّة واحدة للذّ ات؟ أم أنّها تدخل ي� دوائر ُم ّ‬ ‫إسالمية؟‬ ‫عربية؟ أم‬ ‫العربية موقعها‪,‬‬ ‫وال ُهويّات‪ ,‬والجماعات ؟ هل تعرف ال ُهويّة‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫قومية ّ‬ ‫محلية ؟ أم ّ‬ ‫تحديدا‪ ,‬عىل ُس ّلم االنتماء‪ ,‬هل هي ّ‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫همة تربطها بالبعد العولمي‪,‬‬ ‫أم ش"�ق‬ ‫تتفرع‪ ,‬من هذه ال ُتساؤالت‪ ,‬أسئلة ُم ّ‬ ‫ّ‬ ‫أوسطية" ؟ ولم هي ُمرتبكة ي� تعاطيها مع ال ُهويّات الخرى؟‪ّ .‬‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫المعارصة من‬ ‫السؤال الذي يحتدم الخالف حوله ّ‬ ‫العر�‪ :‬ما هو موقع ُهويّتنا ُ‬ ‫أثرا‪ ,‬هو ّ‬ ‫بشدة‪ ,‬ي� مجاالت ال ّنقاش ك ّلها‪ ,‬ي� وطننا ب ي‬ ‫أعمقها ً‬ ‫ت‬ ‫المسيطرة عىل العالم؟‬ ‫ال� تزهو بثقافتها‬ ‫ال ُهويّة‬ ‫الحداثية‪ُ ,‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الغربية‪ ,‬ي‬ ‫تعريف ال ّهويّة‬ ‫ت‬ ‫عد مصطلح ال ُهويّة‪ ,‬من ي ن‬ ‫بالدرس وال ّتمحيص‪ ,‬ف ي� ُمختلف المجاالت واالختصاصات‪.‬‬ ‫ال� تناولتها البحوث ّ‬ ‫يُ ُّ‬ ‫ب� أهم ُ‬ ‫المصطلحات ي‬ ‫ش� ال ُهويّة إىل الماهية‪ ,‬وهويّ ت� ببساطة ت‬ ‫العر�‪ ,‬منذ‬ ‫تُ ي‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫إجاب� عن ُسؤال‪ " :‬من أنا؟ "‪ .‬وهي" ُمصطلح ينتمي إىل المعجم الفلسفي ب ي ّ‬ ‫ف‬ ‫ش‬ ‫وخصوصيته‪,‬‬ ‫وتشخصه‪,‬‬ ‫وعينيته‪ُّ ,‬‬ ‫ّ‬ ‫ال�ء ّ‬ ‫العرص الوسيط‪ ,‬ويُحيل ي� المنطق إىل مبدأ الذّ اتية‪ ,) ( ".‬ويُ ّ‬ ‫عرف الفار ب يا� ال ُهويّة أنّها‪ُ " :‬هويّة ّ ي‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫المنفرد ّ‬ ‫الض يم� هو‪ ,‬ومعناها‬ ‫شتق من ّ‬ ‫عرف ال ُهويّة‪ ,‬ي� ال ّلغة‪ ,‬بأنّها ُمصطلح ُم ّ‬ ‫ووجوده ُ‬ ‫لكل واحد‪ ...‬الذي ال يقع فيه اش�اك"( )‪ .‬وتُ ّ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫الم ي ّ ز‬ ‫فرد‪,‬‬ ‫صفات إالنسان وحقيقته‪,‬‬ ‫عرف بأنّها مجموعة من ُ‬ ‫ً‬ ‫ال� يمتلكها الفراد‪ ,‬وتُسهم ي� جعلهم يُحقّقون صفة ال ّت ّ‬ ‫واصطالحا‪ ,‬ف ُت ّ‬ ‫م�ات‪ ,‬ي‬ ‫ت‬ ‫والدين‪ً ,‬‬ ‫أشكال لها( )‪ ,‬إذ تتم ّثل‬ ‫عن يغ�هم‪ .‬وال ُهويّة هي‬ ‫ال� يعرف الناس بها ذواتهم‪ ,‬أو ّأمتهم‪ .‬وهي ت ّتخذ ال ّلغة‪ ,‬وال ّثقافة‪ّ ,‬‬ ‫ّ‬ ‫الكيفية ي‬ ‫ف‬ ‫أ ف‬ ‫والساللة‪ ,‬وال ّتاريخ‪ ,‬ف� ي ن‬ ‫و� هذا إالطار‪,‬‬ ‫قومات هويّة ال ّمة ي� ّ‬ ‫" أبرز ُم ّ‬ ‫الدين‪ ,‬وال ّلغة‪ُّ ,‬‬ ‫ح� يُشكّل العلم‪ ...‬أحد أهم رموز ال ُهويّة" ( )‪ .‬ي‬ ‫ي‬ ‫العصبية لديهم‪ ,‬فيما‬ ‫"والحق ّأن الوعي بال ُهويّة‪ ,‬لدى أفراد ّأمة ما‪ ,‬ال بُ ّد أن يكون ُم تق�نًا بسواد روح‬ ‫يقول الباحث أحمد محمد وهبان‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يتصل بهويتهم‪ ,‬وذاتيتهم‪ ,‬ومقومات هذه الذّ اتية‪ ,‬وتلك الهوية؛ أ‬ ‫بالعصبية‪ّ ... ,‬‬ ‫الزوال‪ ) ( ".‬إذا أردنا أن‬ ‫فالمة ال تكون ّإل‬ ‫ّ‬ ‫ُ ّ‬ ‫ّ‬ ‫وإل كان ّ‬ ‫ُ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫نتأمل ال ّتعريفات السابقة‪ ,‬ي ّتضح لنا‪ّ ,‬أن هناك أزمة � فهم ن‬ ‫جسده‬ ‫مع� ال ُهويّة‪ ,‬إذ يحمل بعض منها تناقضات ي‬ ‫كث�ة‪ ,‬هذا ناهيك ّ‬ ‫ّ‬ ‫عما تُ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫عريضا‪,‬‬ ‫عا� منه‪ ...‬ننطلق‪ ,‬من هذا الكالم‪ ,‬لنفتح الباب ً‬ ‫من ثقافة " ّ‬ ‫تحجرية" قد تكون هي ّ‬ ‫العر�‪ ,‬الذي نُ ي‬ ‫السبب ي� إحداث الوهن ب ي‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫العربية عىل تحديد‬ ‫المجتمعات‬ ‫ئيس‪ ,‬ي� عدم قُدرة ُ‬ ‫ّ‬ ‫عىل ّ‬ ‫فرضية‪ ,‬تُفيد‪ّ :‬أن الوهم ي� فهم مع� ال ُهويّة الحقيقي‪ ,‬كان هو ّ‬ ‫السبب الر ي‬ ‫ف‬ ‫العر�‪ :‬لماذا نحن ُمتخ ّلفون عن ال ّلحاق بركاب الحضارة‬ ‫يتحرك فيه مفهوم هويّتها‪ ,‬ما أدخلها ي� ّ‬ ‫تخبط واضح؛ إذ يتساءل ب ي‬ ‫إطار ناظم‪ّ ,‬‬ ‫آ‬ ‫آ‬ ‫والمؤثّر؟ ما ت‬ ‫عالق� بالخر؟ بل من هو الخر؟ ما الذي يجب أن يحكم وجودي‪ ,‬هل‬ ‫العالمية؟ لماذا لم نتمكّن من إثبات وجودنا الفاعل ُ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ض‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫تقت� إالنفتاح؟!‪....‬‬ ‫ال�‬ ‫اتية‪ ,‬أم ُهويّ ي� إال ّ‬ ‫ُهويّ ي� الذّ ّ‬ ‫ي‬ ‫نسانية‪ ,‬ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫حددة‪ ,‬ي ز‬ ‫ال� ي ز‬ ‫وم�ة‬ ‫بعدها‬ ‫جوهرا ثاب ًتا‪ ,‬وخصائص جوهريّة ُم ّ‬ ‫البعد المطلق لها‪ّ ,‬‬ ‫المتناقضة‪ ,‬لمفهوم ال ُهويّة‪ ,‬ي� ت ّ‬ ‫تكمن البعاد ُ‬ ‫ك� عىل ُ‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫حدد العنارص‬ ‫السابقة‪ ,‬تُحيل إىل حقل " وهم ال ُهويّة "؛ فكيف يُمكن أن نُ ّ‬ ‫ال� تحملها ّ‬ ‫الدالالت ّ‬ ‫ُمتما ِثلة ُوم ِ‬ ‫تطابقة‪ّ .‬إن هذه البعاد ي‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫والكونية‪ ,‬ي ن‬ ‫والمطلق‪ ,‬ي ن‬ ‫غ�‪ ,‬هو ال ّناموس الوحيد ال ّثابت � الوجود؟!؛ ي ْ ن‬ ‫ب�‬ ‫الخصوصية‬ ‫ب�‬ ‫فب� ال ّثابت ُ‬ ‫ال ّثابتة ي� الذّ ات أم ي� ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المجتمع‪ ,‬وال ّت ي ّ‬ ‫ي‬ ‫إشكاليات مفهوم ال ُهويّة‪.‬‬ ‫والنفتاح‪ ,‬تظهر أهم‬ ‫إالنغالق إ‬ ‫ّ‬ ‫وهم ال ُهويّة‪:‬‬ ‫ف‬ ‫الم ّثقف"بقوله‪ :‬هو " اعتقاد المرء ّأن بإمكانه أن يبقى هو هو‪ ,‬بال ّتطابق‬ ‫عل حرب وهم ال ُهويّة‪ ,‬ي� كتابه " أوهام ال ّنخبة ونقد ُ‬ ‫يُ ّ‬ ‫عرف ي‬ ‫وتترصف بوصفها‬ ‫العربية تُقيم ف ي� قوقعتها‪,‬‬ ‫المحافظة عىل تراثه‪ ) (".‬وهذا الوهم‪ ,‬جعل الذّ ات‬ ‫مع أصوله أو االلتصاق بذاكرته‪ ,‬أو ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حارسا لهويتها وأفكارها‪ ,‬أ‬ ‫ف‬ ‫وب� االنخراط � صناعة هذا العالم ن‬ ‫المر الذي منعها من إالبداع‪ ,‬وحال بينها ي ن‬ ‫الكو�‪ ...‬فمهما برزت‪ ,‬لنا‪,‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫حول يُحدثه إالنسان نفسه الذي ال يبقى ثاب ًتا‪ ,‬بل يتجاوز‬ ‫سمات الهويّة‬ ‫الخاصة‪ّ ,‬إل ّأن ُ‬ ‫تحول جذري؛ هذا ال ّت ّ‬ ‫عملية ّ‬ ‫ّ‬ ‫المجتمع يخضع إىل ّ‬ ‫أ‬ ‫لتحوالت جذريّة تطال جميع خصائصها‪...‬‬ ‫تاليا‪ّ ,‬‬ ‫فإن ال ُهويّة تخضع هي الخرى ّ‬ ‫المألوف‪ ,‬ويبتكر‪ ,‬ويخلق ّكل ما هو جديد‪ًّ ،‬‬


‫"وهم ال ُهويَّة أم وهن ال ُهويَّة"!‬


‫تقت� حضور آ‬ ‫ق‬ ‫واالع�اف‪ ,‬والحريّة؛ " فالحريّة المجتمعية ‪ ...‬ض‬ ‫ت‬ ‫الخر‪ ,‬وقيام‬ ‫ال�‪,‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تاليا‪ ,‬ال بُ ّد من أن تستند‪ ,‬هذه العالقة‪ ,‬عىل خصائص‪ :‬ال ّت ي‬ ‫ي‬ ‫عالقات معه"( )‪ ,‬وأهم من ذلك ك ّله‪ ,‬توافر الحوار الذي يأخذ مكانة مهمة‪ ,‬داخل المنظومة النسانية‪ ,‬وهو" الذي تُوفّره الديمقراطية الحقّة‪� ,‬ف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إ ّ‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫العالمية"( ) ومن ُمتط ّلبات الحوار‪ ,‬إالنفتاح‬ ‫و� " مثل هذه الحالة تكون الذّ ات ُمشاركة مع الذّ وات الخرى‪ ,‬ي� بناء ال ّثقافة‬ ‫ّ‬ ‫إطار تكافؤ الفرص"( )‪ ,‬ي‬ ‫الثر والتأث�‪ ,‬ف� مجاالت آ‬ ‫فضل عن تبادل أ‬ ‫أ‬ ‫الغ� ض�وري لهذا ال ّزمن( )‪ً ,‬‬ ‫الداب‪ ,‬والفنون‪,‬‬ ‫السيما ّأن إالنفتاح عىل ي‬ ‫عىل الحضارات وال ّثقافات الخرى‪ّ ,‬‬ ‫ّ ي ي‬ ‫ن‬ ‫نسا�‪ ,‬ض‬ ‫حا�ا ُوم ً‬ ‫ستقبل‪...‬‬ ‫الم ّ‬ ‫تطورة‪" ,‬فالحوار ُ‬ ‫تقدمة ُ‬ ‫والعلوم‪ ,‬وال ّتواصل‪ ,‬واالحتكاك بال ّثقافات ُ‬ ‫والم ّ‬ ‫المثاقفي الحضاري‪ ,‬يُ ّ‬ ‫الرغبة إىل ال ّتآخي إال ي‬ ‫جسد ّ‬ ‫ً‬ ‫لكنه ت ف‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ش‬ ‫سيما ف ي� ّ‬ ‫وال� م ّثلتها عبارة‬ ‫الرؤى" ( )‪ ,‬ال ّ‬ ‫يأ� ي� زمن ب ي‬ ‫ّ ي‬ ‫ضبا� ّ‬ ‫ال� يستند إليها تضاد غرب‪� -‬ق‪ ,‬ي‬ ‫ظل الحديث عن "صدام حضاري"‪ ,‬وهي الفكرة ي‬ ‫أ‬ ‫والدائم‪,‬‬ ‫بكث� فكريًّا‬ ‫"صموئيل هنتغتون"‬ ‫نسانية الواسع ّ‬ ‫المرسحية‪ّ .‬إن هذه العبارة‪ ,‬هي أوهى ي‬ ‫وتاريخيا‪ ,‬مما تدعي؛ ل ّن ال ّتاريخ وعاء ال ّتجارب إال ّ‬ ‫ًّ‬ ‫ّ‬ ‫حبذ ال ّتضادات الحديثة ال ّثابتة ي ن‬ ‫قوضها عىل أوهامها‪ ,‬ك ّلما شمخت راسخة ُمتباهية؛ فال ّثقافات تتعارف‪ ,‬وتتقاطع‪,‬‬ ‫ب� ال ّثقافات والحضارات؛ إذ يُ ّ‬ ‫ال يُ ّ‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫أث� باستمرار‪ّ ،‬‬ ‫ال� تعارفت‪ ,‬وتصالحت‪,‬‬ ‫ولعل هذه هي حقيقة ال ّتاريخ ال ّو ّلية ّ‬ ‫وتتبادل ال ّت ي‬ ‫ال� ال تطغى عليها أيّة حقيقة أخرى‪ ،‬والحضارات ي‬ ‫والدائمة‪ ,‬ي‬ ‫ف‬ ‫هد ي ْ ن‬ ‫دت� بالذّ وبان واالختفاء‪ّ ,‬‬ ‫وإل‬ ‫الصعبة‪ ,‬عندما تكون هويّتها‪ ,‬وكينونتها‪ُ ,‬م ّ‬ ‫وتبادلت المعرفة‪ ,‬ال يُمكنها أن تُحافظ عىل وهم تضادها ّإل ي� ال ّلحظات ّ‬ ‫ال يكون ال ّتضاد ث‬ ‫أك� من وهم سطحي‪.‬‬ ‫وهن ال ُهويّة‪:‬‬ ‫الدعوات إىل إالصالح السياس‪ ّ ,‬ن‬ ‫العرب‪ ,‬منذ ث‬ ‫لقد شغلت ال ُهويّةُ‬ ‫ي�‪ ,‬واالجتماعي‪ ...‬وقد انطلقت ّكل منها‪ ,‬من‬ ‫أك� من قرن‪ُ ,‬‬ ‫تعددت ّ‬ ‫حيث ّ‬ ‫َ‬ ‫والد ي‬ ‫ّ ي‬ ‫آ‬ ‫تنوعت الراء‪ ,‬واختلفت‪ ,‬وبات الحديث عن ال ُهويّة‪ ,‬أشبه‬ ‫خاصة؛ فجاءت المشاريع‬ ‫المثقّفة مشحونة ُ‬ ‫االصالحية لل ّنخب ُ‬ ‫بالمتناقضات؛ إذ ّ‬ ‫أيديولجية ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫قومية‪ُّ ...‬‬ ‫يتخبط‪ ,‬ويختلف ي� تشخيص أزمة الواقع‪ ,‬وكانت‬ ‫عربية‪ ,‬وذاك يُريدها‬ ‫الكل ّ‬ ‫إسالمية‪ ,‬والبعض ّ‬ ‫ّ‬ ‫بدخول حقل من اللغام؛ فهذا يُريدها هويّة ّ‬ ‫النتيجة ّأن ا ُلمثق ي ن‬ ‫عش�ة‪ ,‬أم حزب‬ ‫ّف� ال ّنخبويّ ي ن� زادوا الوضع‬ ‫ع� ّكل منها‪ ,‬عن رأي فئة‪ ,‬أم ي‬ ‫ً‬ ‫تعقيدا‪ ,‬عىل ما هو عليه؛ إذ ّ‬ ‫تلونت آراؤهم‪ ,‬بمواقف‪ ,‬يُ ب ّ‬ ‫أم طائفة‪ ,‬أم‪ ...‬ما أدى إىل ترسيخ النغالق‪ ,‬والتخوف من النفتاح عىل آ‬ ‫خصوصيات ال ُهويّة‪ ,‬وثوابتها‪ .‬كما أنّهم بقدر ما أبدوا‬ ‫الخر‪ ,‬خوفًا عىل‬ ‫إ‬ ‫إ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫العربية بال ّتجزئة واالنقسام‪ .‬إزاء هذا الوضع‪,‬‬ ‫المس�ة‬ ‫العربية‪ ,‬بقدر ما اتّسمت‬ ‫الصفوف‬ ‫ي‬ ‫الحرص عىل الوحدة‪ ,‬والخوف من حصول انشقاقات ي� ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫سياسيا‪ ,‬بع�‬ ‫تكررة‪ ,‬ف ي� تشكيل ال ُهويّة نفسها‪ ,‬أق ّله‬ ‫العر� مأساويًّا‪ ,‬بعد تقاعس الفكر‬ ‫ّ‬ ‫بي‬ ‫بات الوضع ب ي‬ ‫الريادي‪ ,‬بسبب خيبات ُم ّ‬ ‫العرو� الوحدوي عن دوره ّ‬ ‫المخفقة‪.‬‬ ‫سلسلة من ُمحاوالت الوحدة ُ‬ ‫المثق ي ن‬ ‫نصبوا أنفسهم ُحماة ال ُهويّة؛‬ ‫تصد ًعا ف ي� واقع ال ّثقافة‬ ‫من ناحية ثانية‪ ,‬يُلحظ ّأن هناك ّ‬ ‫العربية‪ ,‬جزء منه ناتج عن خطاب بعض ُ‬ ‫ّف�‪ ,‬والذين ّ‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ينكبون فيه‪ ,‬عىل الخذ ّ‬ ‫بكل ما ينتجه‬ ‫يتوجسون من الخطر الذي يُحدق بهويّتهم‬ ‫فهم ّ‬ ‫جراء " الغربنة" و" المركة" أو العولمة‪ ...‬ي� وقت‪ّ ,‬‬ ‫ّ‬ ‫العربية‪ ,‬من ّ‬ ‫الخر الغر� " العدو الم تف�ض"‪ .‬ما يدفعنا إىل القول‪ :‬إن آ‬ ‫آ‬ ‫وحياتيا‪ ,‬يجيئنا من الغرب‪ ,‬إذ‬ ‫الخر يُقيم ف ي� عمق أعماقنا؛ فجميع ما نتداوله‪ ,‬اليوم‪ ,‬فكريًّا‬ ‫ّ‬ ‫ًّ‬ ‫بي‬ ‫ّ ُ َ‬ ‫ولما كانت هذه ال ّنخب‬ ‫ال نُفكّر ّإل "بلغة الغرب "‪ :‬نظريّات ومفاهيم‪ ,‬ومناهج ي‬ ‫أدبية‪ ،‬وال نستهلك ّإل ما ينتجه الغرب من سلع و‪ّ ...‬‬ ‫تفك�‪ ,‬ومذاهب ّ‬ ‫آ‬ ‫ف‬ ‫ال�وات و‪ ...‬أفليس أل ّن أرضنا صالحة لذلك؟! أليس الخوف الذي‬ ‫الصاعات فيفتعل الحروب‪ ,‬ويرسق ث ّ‬ ‫الغر� أنّه يُسهم ي� تغذية ّ‬ ‫ت ّتهم الخر‪ /‬ب ي‬ ‫ال�يك ف� الهوية" ‪ ,‬يتضاعف آالف المرات‪ ,‬مقارنة آ‬ ‫آ‬ ‫بالخر " الخارجي"؟! ‪...‬‬ ‫العر�‪ " ,‬ش ّ‬ ‫نشعر به اتجاه إرهاب الخر ّ‬ ‫ي ُ ّ‬ ‫ّ ُ‬ ‫اخل‪ /‬ب ي‬ ‫الد ي‬ ‫والنغالق‪:‬‬ ‫إالنفتاح إ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫لتب� أيّة أفكار تأتينا‪ ,‬عىل‬ ‫غ� عن البيان القول‪ :‬إنّنا نحن العرب‪ ,‬واقعون تحت وطأة ال ّتقليد‪ :‬تقليد القُدماء‪ ,‬وتقليد الغرب‪ ...‬إنّنا ُم ّ‬ ‫ستعدون ي‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ّ ت‬ ‫العالمية‪,‬‬ ‫يجا� مع ال ُهويّات‬ ‫هوانا‪ ,‬ف ي� لحظة من ال ّلحظات‪,‬‬ ‫وتب� أخرى‪ ,‬تحت هذا ّ‬ ‫ّ‬ ‫الدافع أو ذاك‪ .‬لقد كان الخيار ي� ال ّتعاطي إال ب ي‬ ‫ومستعدون ل�كها‪ ّ ,‬ي‬ ‫أ‬ ‫وفق نظرية أ‬ ‫الخذ والعطاء‪ ,‬أل ّن الحضارة الحقّة ض‬ ‫المعادلة تخلخلت‪ ,‬إذ‬ ‫ّ‬ ‫ولكن هذه ُ‬ ‫الصعيد العالمي‪ّ ،‬‬ ‫تقت� إالنفتاح‪ ,‬والخذ بما هو جديد عىل ّ‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫لتتب�ن‬ ‫ن‬ ‫الممكن أن يحصل استسالم‪ ,‬وتسليم من قبل ال ّثقافات ال ّتابعة‪ ,‬وهذا يعود إىل تخ ّليها عن قيمها‪ّ ,‬‬ ‫يع� أنّه ُ‬ ‫اقترص المر عىل الخذ فقط‪ ،‬ما ي‬ ‫ف‬ ‫العر� ف ي� أزمة هويّة حقيقية( )‪,‬وهي ليست " أزمة عابرة ‪ ...‬ذلك أنّنا ال نُنتج‪ ,‬وإنّما نستورد‬ ‫حصلة‪ ,‬دخل ُ‬ ‫و� ُ‬ ‫قيم ال ّثقافة ُ‬ ‫الم ّ‬ ‫المجتمع ب ي‬ ‫المسيطرة( )‪ ,‬ي‬ ‫ونستهلك" ( )‪.‬‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫مما تبحث عن ض‬ ‫سوغات وجودها‪ ,‬ث‬ ‫حا�ها ُومستقبلها‪ ،‬ما‬ ‫لقد فقدت ال ّثقافة‬ ‫أك� ّ‬ ‫العربية نبضها إالبداعي‪ ,‬ودخلت ي� أزمة تبحث ي� تاريخها‪ ,‬عن ُم ّ‬ ‫ّ‬ ‫ت‬ ‫العربية ُمرتبكة ف ي� تعاطيها مع‬ ‫ال� تعصف ف ي� العالم‪ .‬إذ‪ ,‬تظهر ال ُهويّة‬ ‫يتط ّلب منها العمل عىل تنمية ثقافتها‪ ,‬لتتمكّن من ُمواجهة ال ّتحديات ب‬ ‫ّ‬ ‫الك�ى‪ ,‬ي‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الغر�؛ فهي من ناحية‪ ,‬تريد إالقدام عىل الخذ من الخر‪ ,‬ومن ناحية ثانية يشملها‬ ‫ال ُهويّات الخرى‪ ,‬لنّها تعيش "عقدة نقص"‪ ,‬إزاء "عقدة ّ‬ ‫تفوق" ب ي‬


‫أ‬ ‫تعددة الجوانب؛ فكيف يُمكن‬ ‫ساسية‪ ,‬هي أنّنا‬ ‫تعاطينا مع ال ُهويّة بطريقة أحاديّة‪ُ ,‬مغلقة‪ ,‬ولم نتعا َط معها بوصفها هويّة ُم ّ‬ ‫تكمن ُ‬ ‫ْ‬ ‫المشكلة ال ّ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫غ� بها واقعنا!‪ .‬لقد‬ ‫للعرب أن ّ‬ ‫يقي�؟ أليس الجدى بنا‪ ,‬إنتاج المعارف والفكار ل ُن ي ّ‬ ‫يتقدموا وهم ّيدعون القبض عىل الحقيقة‪ ,‬ومعرفتها عىل نحو ي‬ ‫المثق ي ن‬ ‫استند ّ‬ ‫بال�اث وانطلقوا منه‪ ,‬فيما لم يلتفتوا إىل ما حمل القديم من حداثة‪ ,‬ولم‬ ‫تشبثوا ت ُّ‬ ‫جل ُ‬ ‫ّف� ال ّنخبويّ ي ن�‪ ,‬إىل هويّة مفقودة وقديمة‪ ,‬حيث ّ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ين‬ ‫صولية وال ّتخ ّلف؛‬ ‫الن�ة ي� تجارب‬ ‫الماض�‪ ,‬وكانت ال ّنتيجة أن خرسوا ماضيهم‪ ,‬وأضاعوا فرص ّ‬ ‫تقدمهم‪ ,‬وغرقوا ي� أشكال ال ّ‬ ‫يستثمروا المح ّطات ي ّ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫العربية منذ كانت ثقافة ُم ي ّ ز‬ ‫اريخية‪ ,‬من إبداعات شعوب المنطقة‪ّ ,‬ثم إنّها كانت‬ ‫فلقد " كانت ال ّثقافة‬ ‫تم�ة‪ ,‬تم َّثل ذلك ي� العطاء الحضاري ي� ّأوليتها ال ّت ّ‬ ‫ّ‬ ‫يع�‪ّ ,‬أن ال ّنظر إىل ض‬ ‫ن‬ ‫الضباب‬ ‫عالمية‬ ‫الما�‪ ,‬ال يكفي وحده‪ ,‬بل " يجب البدء بإزالة ّ‬ ‫ّ‬ ‫لسان حضارة ّ‬ ‫ي‬ ‫إنسانية‪ ,‬شكّلت تاريخ العالم‪ ,‬بصورة فريدة"‪ .‬ما ي‬ ‫تتضح‪ ,‬أمامنا‪ُ ,‬معطيات ض‬ ‫عن رؤيتنا ض‬ ‫فالسؤال الذي يجب أن ننطلق منه‪ ,‬ف ي� تحديدنا ل ُهويّتنا‪ ,‬هو‪ " :‬ماذا‬ ‫للما�‪ ,‬يك ّ‬ ‫الحا�‪ ,‬ومعالم ُ‬ ‫ُ‬ ‫المسقبل‪) ( ".‬؛ ّ‬ ‫ي‬ ‫سأكون" ؟ و ليس‪" :‬من أنا" ؟‬ ‫م�وع صناعة ال ش‬ ‫الهويّة ش‬ ‫م�وع توريث‪:‬‬ ‫المن َتج‪ ,‬ولم يتم االلتفات إىل ض‬ ‫لقد ّتم ال ّنظر إىل ال ُهويّة من جانب واحد‪ ,‬أال وهو ض‬ ‫للمستقبل‪ .‬وهكذا‪ ,‬ال يُمكن مقاربة ال ُهويّة‬ ‫الم ِنتج ُ‬ ‫الحا� ُ‬ ‫الما� ُ‬ ‫ي‬ ‫ئ‬ ‫ها�‪ ...‬ونحن إزاء هذا الكالم ال نتنكّر لماضينا المجيد؛ فصحيح ّأن ض‬ ‫الما� ُ ت‬ ‫من وجهة نظر الفكر الموروث الذي يعتمد ال ّت ي ن‬ ‫ؤسس‬ ‫ش�ك يُ ِّ‬ ‫عي� ال ّن ي‬ ‫الم َ‬ ‫ي‬ ‫حيث ّإن "‪..‬ال ّنظر إىل ض‬ ‫ش‬ ‫ً‬ ‫�ء"( )‪ ,‬لك ّننا‪ ,‬ننفي أن‬ ‫الحا�‪ ,‬وال ّتعامل معه‬ ‫للهويّة ف ي� جانب منها‪ُ ,‬‬ ‫معزول عن إطاره ال ّتاريخي وتشابك عالقاته ال يُؤ ّدي إىل ي‬ ‫ال� يُمكن أن ت‬ ‫ت‬ ‫ته�ئ‪ ,‬وتزول مع مرور ال ّزمن‪ .‬لذا‪ ,‬ال بُ ّد من خلق هويّة ُمغايرة‪ ,‬تستند عىل عنارص‬ ‫تكون الهويّة هي مجموعة من الخصائص ال ّثابتة‪ ,‬ي‬ ‫تقارب‪ ,‬وتوحد مع آ‬ ‫وم�وع صناعة‪ ,‬ال ش‬ ‫الخر‪ .‬وهكذا‪ ,‬تغدو الهويّة عملية بناء‪ ,‬أو إنتاج‪ ,‬ش‬ ‫م�وع توريث‪ .‬فالهويّة الخالصة هي وهم‪ .‬والمطلوب هو‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫دخول الهويّة بشكل دائم ي� مسارات وعالقات جديدة‪ ,‬إلعادة إنتاجها من جديد‪.‬‬ ‫جماعية‪:‬‬ ‫من ُهويّة فرديّة إىل ُهويّة‬ ‫ّ‬ ‫أيضا‪ ,‬من ّثم ال ن‬ ‫مع� لمطلب ال ُهويّة بمعزل عن ال ّت ي ّ ز‬ ‫م�‪,‬‬ ‫ومن جهة ثانية‪ ,‬نرى‪ّ ,‬أن الهويّة ال‬ ‫فارق لها ً‬ ‫ّ‬ ‫تستمد كينونتها من ذاتها فقط‪ ,‬بل من ُ‬ ‫الم ِ‬ ‫آ‬ ‫واالختالف‪ ,‬ال ّلذين يمثلهما آ‬ ‫الخر؛ فالهويّة ُ ت‬ ‫نتحدث‪,‬‬ ‫ْ ُ ّ‬ ‫تس� بشكل أفضل‪ .‬ونحن‪ ,‬عندما ّ‬ ‫المجتمع ي‬ ‫ش�كة مع الخرين‪ ,‬إذن‪ ,‬يُمكن أن تجعل حياة ُ‬ ‫الم َ‬ ‫آ‬ ‫ف‬ ‫عد االنتماء إىل "جماعة‬ ‫عن أوهام الهويّة‪ ,‬فإن ّنا‪ ,‬نقصد بها العزلة‪ّ ,‬‬ ‫والشعور بال ّتهديد‪ ,‬واالرتياب من الخر‪ ,‬والذي يخلق ي� ال ّنهاية سوء فهم‪ .‬لهذا‪ ,‬يُ ُّ‬ ‫أ‬ ‫حول ش‬ ‫تعددي البعاد‪ ,‬إىل مخلوقات ذات بُعد أحادي‪ ,‬أو من‬ ‫ال�وة‬ ‫إنسانية" أحد مصادر ث ّ‬ ‫الحقيقية‪ّ .‬إن الفهم ّ‬ ‫الب�‪ ,‬من ُم ّ‬ ‫الض ّيق‪ ,‬للهويّة‪ ,‬هو الذي يُ ِّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫صبح ً‬ ‫قابل لالستغالل لغراض‬ ‫ُم ّ‬ ‫تعددي ال ُهويّات إىل هويّة ُم ِ‬ ‫المنفردة‪ ,‬يُ ُ‬ ‫السيما ّأن وهم الهويّة ُ‬ ‫نفردة‪ُ ,‬‬ ‫ومنغلقة‪ ,‬ال تع�ف بالخر‪ ,‬ي� أغلب الحوال‪ّ ,‬‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫العنف‪ .‬ما يُؤكّد أنّنا ضحايا وهم ال ُهويّة‪ ,‬بل ضحايا أفكارنا عن النا والخر‪.‬‬ ‫المواجهة‪ُ /‬‬ ‫ُ‬ ‫ف‬ ‫لقد ّ‬ ‫لتغي�ها وتعديلها؛ فساروا‬ ‫عد ال ُهويّة ُمع ًطى‬ ‫قدسة‪ ,‬ال مجال ي‬ ‫زمنية ُم َّ‬ ‫تجل الوهم‪ ,‬عند العرب‪ ,‬عندما ساروا ي� اتّجاه ِّ‬ ‫ً‬ ‫جاهزا‪ً ,‬‬ ‫قائما داخل ّ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫بالخصوصية‬ ‫غ�‬ ‫وضوحا زائفًا عىل موضوع الهويّة‪ ,‬وهو الوضوح الذي يُرافقه‬ ‫ال� تتبادر إىل الذّ هن‪ ,‬ل ُتضفي‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إمكانية ال ّت ّ ي‬ ‫ي� اتجاه الفكرة الجاهزة‪ ,‬ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫المنغلقة‪ ,‬ف� ي ن‬ ‫تعددة‪ ,‬ال سيما ّأن الذّ ات تبحث‬ ‫الم ّ‬ ‫ح� ّأن المطلوب‪ ,‬هو دمج الهويّة الفرديّة الحاديّة‪ ,‬ي� عالم من ال ُهويّات ُ‬ ‫الخالدة‪ ,‬لتحقيق الوحدة ُ‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ث‬ ‫ش‬ ‫عصب العمى‪,‬‬ ‫نسا� ُ‬ ‫عصب حولها‪ ,‬وك ّلما زاد ال ّت ّ‬ ‫تأط�ا‪ ,‬زاد ال ّت ّ‬ ‫إنسا� لها‪ ,‬ل ُت ّ‬ ‫ؤسس ثقافة " ال ّت ّنوع إال ي‬ ‫المبدع"( )؛ إذ ُك ّلما صارت ال ُهويّات أك� ي ً‬ ‫عن �يك ي ّ‬ ‫زاد العنف واالضطهاد‪.‬‬ ‫الذّ ات آ‬ ‫والخر‪:‬‬ ‫واالع�اف آ‬ ‫إن النسان الواعي‪ ,‬هو الذي يجعل من آ‬ ‫ت‬ ‫بالخر ال يُمكن أن يكون‪ ,‬ما لم يكن هنالك‬ ‫الخرين محور عمله‪ ,‬ألّن كينونته ُمرتبطة بهم‪.‬‬ ‫ّ إ‬ ‫آ‬ ‫آ‬ ‫آ‬ ‫آخر ُم ت‬ ‫ع�فًا بك‪ّ ،‬إن " ال ّتلفّظ بكلمة " أنا" ما هو ّإل ُممارسة الستدعاء الخر"( ) أي ال وجود للذّ ات من دون الخر‪ ,‬وهذا الخر يُم ّثل الوجود والعالم‬ ‫وما يحتويه من تنوع‪ ,‬وهو ليس الوجود المادي فحسب‪ ,‬بل المعنوي والذّ تا�‪ :‬ال ّلغة‪ ,‬والعالمات‪ ,‬والرموز‪ ...‬آ‬ ‫فالخر‪ ,‬هو رمز‪ ,‬علينا قراءته‪ ,‬وتأويله‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫معرفية عديدة‪ .‬إنّه وعاء يشمل ُمتناقضات عديدة‪ .‬والحقيقة ّإن " ّكل هويّة‬ ‫جل‪ ,‬بع� تكوينات‬ ‫ي‬ ‫وتفس�ه‪ .‬هو النا ُ‬ ‫ّ‬ ‫المتماهية الباحثة عن إالنفتاح‪ ,‬وال ّت ّ ي‬ ‫آ‬ ‫ف‬ ‫الغ�‪ ,‬شخص آخر‪ ,‬يدخل � عالقة تُ ي َّ ن‬ ‫ع� بواسطتها هويّة "الذّ ات"‪ ,‬وبال ّت يال ّكل عالقة تستتبع تعريفًا للذّ ات ُيعطيه الخر‪ ,‬وتعريفًا‬ ‫تتط ّلب وجود ي‬ ‫ي‬ ‫آ‬ ‫آ‬ ‫آ‬ ‫للخر تُعطيه الذّ ات" ( )‪ ,‬وهكذا‪ ,‬ال يُمكن للذّ ات أن تُعرف من دون الرجوع إىل الخر؛ فالذّ ات بمعزل عن الخر كيان فارغ وتجريد ال ن‬ ‫مع� له‪ ،‬لذا‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫آ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ال� تُ ي ّ ز‬ ‫م�نا‪,‬‬ ‫لحة إىل عدم إقصائه‪ ,‬أو ت ّ‬ ‫خوف منه‪ ,‬أثناء بناء ُ‬ ‫يُمكن القول‪ّ :‬إن ي� حضور الخر‪ ,‬منذ تلفّظنا ُبمصطلح ُهويّة‪ ,‬دعوة ُم ّ‬ ‫ح� ال ّت ّ‬ ‫الممارسات ي‬ ‫وتُثبت وجودنا‪.‬‬


‫المستقبل؟‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ح� يكون‬ ‫السبيل إىل إثبات وجود هويّتنا‪ ,‬ي� ال ّثقافة‬ ‫العالمية‪ ,‬هو ال ّتحاور مع ال ّثقافات الخرى‪ ,‬وفهمها واستيعاب مزاياها‪ ,‬واستخراج نقائصها‪ّ ,‬‬ ‫ّ‬ ‫ّإن ّ‬ ‫آ‬ ‫انفتاحنا مدروسا‪ ,‬ال يُق ّلد الخر‪ ,‬وإنّما يُحاول‪ ,‬من خالله‪ ,‬بناء ُهويّة واعية‪ .‬تاليا‪ ,‬ال انغالق وال ت‬ ‫اغ�اب‪ .‬كما ال بُ ّد من تجديد ثقافتنا بال ّنظر إليها من‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ف‬ ‫عاصة‪ .) ("...‬إذ‪ ,‬ال يُمكن‬ ‫الداخل‪ ,‬والبداية يجب أن تكون ي� فهم هذا ّ‬ ‫ّ‬ ‫الداخل‪ ,‬وإعادة ترتيب أجزائه‪ ,‬إلعادة ربطه بنا‪ ,‬وربطنا به‪ ,‬بصورة حديثة ُم ِ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫تتقدم‪ ,‬وعيونها شاخصة إىل الوراء‪ ,‬من باب الحرص العمى‪ ,‬ال من باب ال ّتجديد وال ّتطوير‪ ,‬فال يُمكن أن نجد مكانًا لنا‪ ,‬ي� هذا‬ ‫الب ّتة‪ ,‬ل ّمتنا‬ ‫العربية أن ّ‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫المتطور‪ ,‬ونحن نقف ف� مكاننا‪ ,‬نحمي ثوابتنا وال نُطورها؛ فإذا ُك ّنا نفخر ض‬ ‫والبداع‪ ,‬ومقاومة‬ ‫بالما�‪ ,‬فلنّه صنيعة ّأمة قامت عىل الخلق الفكري‪ ,‬إ‬ ‫ّ‬ ‫العالم ُ ّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫نتطور ش‬ ‫انفتاحا ً‬ ‫أصيل‪ ...‬نحن‬ ‫حقيقية‪ ,‬وال انفتاحنا‬ ‫ونخ� ذلك‪ ,‬فال أصالتنا أصالة‬ ‫ً‬ ‫الجهل‪ ,‬واالنكباب عىل العلم‪ ...‬فأين نحن من هؤالء؟! نُريد أن ّ‬ ‫ّ‬ ‫آ‬ ‫ت‬ ‫ب� الخنوع ض‬ ‫الل ي ن‬ ‫نقف ي ن‬ ‫العربية بنوع من ّ‬ ‫للما�‪ ,‬ورضوخ ّ‬ ‫يق�‪ ,‬ف ي� ّكل‬ ‫عملية االنفتاح خائبة‪ ,‬تشعر إزاءها الذّ ات‬ ‫ّ‬ ‫يأ� من الخر؛ وهكذا‪ ,‬تغدو فيه ّ‬ ‫لكل ما ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ش‬ ‫قا� الهائل‬ ‫الشعوب‬ ‫يع�‪ّ ,‬أن ّ‬ ‫أمس الحاجة ي‬ ‫لتغي� أوضاعها ُ‬ ‫الم ت�ديّة‪ ,‬وهذا لن يحصل ّإل إذا ّتم االلتفات لل ّت ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربية‪ ,‬هي ي� ّ‬ ‫طور العلمي‪ ,‬وال ّت ي‬ ‫�ء ما ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫المنطلق‪ ,‬يُمكن رؤية دخول العرب إىل‬ ‫تغي�ا ي� ُطرق ال ّت ي‬ ‫هنية ‪ ...‬من هذا ُ‬ ‫فك� ّ‬ ‫وتحو ًل ي� بنية الذّ ّ‬ ‫الحاصل ً‬ ‫عالميا " ل ّن غلبة المنهج العلمي تتط ّلب ي ً‬ ‫طور‪) (".‬؛ فلقد استطاع الغرب‬ ‫الحضارة الجديدة‪ ,) ("...‬وهكذا‪ ,‬تنطلق " إىل رحاب أوسع‪ ,‬تأخذ بالحسبان ّكل جديد عىل مستوى المنهج‪ ,‬والفكر‪ ,‬وال ّت ّ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫الراهن‪...‬‬ ‫القوة‬ ‫ال� تُ ّ‬ ‫عد من أبرز ُم ّ‬ ‫أن يفرض هيمنته عىل العالم من خالل ّ‬ ‫ّ‬ ‫قومات ال ّنهوض‪ ,‬ي� العرص ّ‬ ‫التكنولوجية‪ ,‬ي‬ ‫ت‬ ‫وجه لدراسة ال ّطبيعة والكون‪ ,‬واالستفادة من إمكانات‬ ‫الرأي ُ‬ ‫المخا ِلف‪ ,‬وال ّت ّ‬ ‫كما ال بُ ّد من ترسيخ الحريّة الفكريّة‪ ,‬وغرس روح ال ّنقد‪ ,‬والجدل‪ ,‬واح�ام ّ‬ ‫آ‬ ‫ف‬ ‫بمنهجية‬ ‫المجتمعات‬ ‫العلمية‬ ‫الراهن‬ ‫والمنهجية‪ ,‬إ‬ ‫والنفتاح عىل الخر‪ ,‬ونقد ثقافته‪ّ ,‬‬ ‫والدخول ي� حوار مع حضارات أخرى‪ُ ,‬ومراجعة تُراث ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العرص ّ‬ ‫أ‬ ‫ض‬ ‫ت‬ ‫قيد وعينا‪ ,‬وتمنحنا القدرة عىل‬ ‫ال� تُ ّ‬ ‫تعدديّة‪ ...‬جميع هذه العنارص �وريّة لبناء ثقافة عرصيّة‪ ,‬وتكوين هويّة ّ‬ ‫ثقافية قويّة تُخ ّلصنا من الوهام ي‬ ‫ف‬ ‫م�وع هويّة‪ ,‬ي ّ ز‬ ‫المعارصة‪ ,‬وإثرائها‪ ,‬وتصحيح بعض عنارصها‪ ,‬بما يتناسب مع قيمنا وعاداتنا وقناعاتنا؛ وبذلك يتم إنتاج ش‬ ‫تتم�‬ ‫االنخراط ي� الحضارة ُ‬ ‫والقابلية لل ّتطور‪ُ ,‬ومواكبة ُمستجدات العرص‪ ,‬من دون أن نفقد ذواتنا‪...‬‬ ‫بالمرونة‪,‬‬ ‫ّ‬ ‫خاتمة‪:‬‬ ‫ف‬ ‫توصلنا‪ ,‬ي� نهاية بحثنا‪ ,‬إىل استناجات عديدة‪ ,‬نذكر منها‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫الدين‪ ,‬ال ّلغة‪ ,‬أو العرق‪ ,‬أو ال ّثقافة أو الخالق ‪ ...‬إنّما هي ُمحصلة تفاعل هذه‬ ‫ال ُهويّة ليست أحاديّة البنية‪ ,‬أي ال تتشكّل من عنرص واحد‪ ,‬سواء أكان ّ‬ ‫أ‬ ‫المنغلقة عىل نفسها‪ ,‬هي وهم ال يتحقّق عىل أرض الواقع‪ ,‬بل ّكل هويّة ال بُ ّد أن تتشكّل‬ ‫المنعزلة‪ ,‬أو ُ‬ ‫صلية‪ُ ,‬‬ ‫قية ال ّ‬ ‫العنارص ك ّلها‪ .‬كما ّأن الهويّة ال ّن ّ‬ ‫من الواقع الخارجي‪.‬‬ ‫ف‬ ‫ال يُمكن‪ ,‬للذّ ات‪ ,‬أن ت‬ ‫تفتحا‪ُ ,‬ومتداخل العنارص وال ُهويّات‪ ..‬إنّنا ُمطالبون بإعادة ترتيب‬ ‫تتم�س ف ي� ُهويّتها‬ ‫الخصوصية ال ّثابتة‪ ,‬ي� عالم أصبح ُمتقاربًا‪ُ ,‬وم ً‬ ‫ّ‬ ‫المعارص فكر الغرب‪ ,‬من جهة ثانية‪ ،‬وترتيب العالقة ي ن‬ ‫ال�اث من جهة‪ ,‬وبيننا ي ن‬ ‫العالقة بيننا‪ ,‬ي ن‬ ‫ب� الذّ ات وموضوعاتها‪ ,‬يجب أن يقوم عىل‬ ‫وب� ت ّ‬ ‫وب� الفكر ُ‬ ‫تأث� موضوعاتها وهيمنتها‪.‬‬ ‫ح� ال تقع تحت ي‬ ‫نظرة نقديّة تصدر عنها الذّ ات‪ ,‬ت ّ‬ ‫ن‬ ‫م�وع‪ ,‬يغ� ُمكتمل‪ ,‬بل قابل لل ّتحقق ف ي� الواقع‪ ،‬هو ش‬ ‫ال ُهويّة ش‬ ‫تاليا‪ ,‬هو‬ ‫م�وع نضال‪ ,‬وكفاح من أجل االستمرار ف ي� بناء جسور التواصل‬ ‫االنسا�‪ً ,‬‬ ‫ي‬ ‫مفهوم دينامي مرن‪ ,‬يعمل عىل إيجاد مساحات لالتفاق ي ن‬ ‫ب� ش‬ ‫الب�‪ ,‬بدل تضخيم وجوه الخالف‪ ,‬وجعلها معاول هدم الحياة بدل عمرانها‪.‬‬ ‫المصادر والمراجع متوفرة لدى المجلة لمن يرغب ‪...‬‬


‫ت‬ ‫غي� ‪ّ ...‬إن هذا ال ّتخبط الذي‬ ‫بعية‪ ,‬ال ّثبات وال ّت ي‬ ‫العر�‪ ,‬ومنها‪ :‬ال ّتخ ّلف وال ّت ّ‬ ‫ال� تحكم الفكر ب ي‬ ‫الخوف من تخ ّطي نفسها‪ ،‬ما يطرح جملة من ال ّثنائيات ي‬ ‫آ‬ ‫ف‬ ‫تتشوق إىل‬ ‫العر�‪ ,‬إ‬ ‫فسية إ‬ ‫نفس‪ ,‬إذ ض ّ‬ ‫للنفتاح عىل الخر‪ ,‬فتخرج إىل الوجود ي� شبه حالة من ت ّ‬ ‫ال� ّدد‪ّ .‬‬ ‫تتح� الذّ ات ال ّن ّ‬ ‫العر�‪ ,‬هو ّ‬ ‫للنسان ب ي‬ ‫يعيشه ب ي‬ ‫تخبط ي‬ ‫أ‬ ‫وتتشك من ال ّظلم ّ‬ ‫اللحق بها‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫الغ�‬ ‫الخذ من ي‬ ‫عطفًا عىل ما سبق‪ ,‬نرى‪ ,‬أن المثاقفة يجب أن تقوم عىل ثقة تامة‪ ,‬من االقتدار؛ إذ ال خ� ف� التقوقع‪ ,‬وال ف‬ ‫المثاقفة‬ ‫بعية‪ُّ .‬‬ ‫ي‬ ‫ي ي ّ‬ ‫وتعد ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ُ‬ ‫خ� ي� إاللحاق وال ّت ّ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫قا�‪ ,‬الذي يقوم عىل" الخذ والعطاء" ي ن‬ ‫تعددة‪ .‬وهو اتجاه يسعى إىل أن يكون وس ًطا‬ ‫الم ّ‬ ‫ب� الحضارات‪ ,‬وال ّثقافات‪ ,‬وال ُهويّات ُ‬ ‫وج ًها من وجوه ال ّتبادل ال ّث ي‬ ‫ب� النفتاح المطلق الذي يؤول إىل االنصهار ف� هوية آ‬ ‫تماما‪ ,‬إنّها حالة من االعتدال‪ ,‬ي ن‬ ‫الخر‪ ,‬ي ن‬ ‫ب� الذّ وبان‬ ‫ين إ‬ ‫ي ّ‬ ‫المطلق‪ ,‬الذي يؤول إىل االنعزال ً‬ ‫وب� إالنغالق ُ‬ ‫ُ‬ ‫والجمود‪ ,‬ف� التعاطي مع ثقافة آ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫الخر‪ ،‬وهو مفهوم يصلح أن يكون ً‬ ‫الرغبة ف ي� محو ال ُهويّة‪,‬‬ ‫ي ّ‬ ‫قا�"‪ ,‬الذي ّ‬ ‫يتضمن ي� ّ‬ ‫بديل عن مفهوم " الغزو ال ّث ي‬ ‫طياته ّ‬ ‫آ‬ ‫آ‬ ‫ن‬ ‫عا� من حالة‬ ‫العر� ُ‬ ‫فوقية احتقاريّة؛ ّإل أنّنا‪ ,‬نرى‪ُ " ,‬‬ ‫لحق)‪ُ ,‬‬ ‫بعية عليه ( الخر ُ‬ ‫الم َ‬ ‫ومعاملته بنظرة ّ‬ ‫وإلحاقها بالخر‪ ,‬وفرض ال ّت ّ‬ ‫المعارص‪ ...‬يُ ي‬ ‫المجتمع ب ي‬ ‫سيما بعد أن غدت الم ّثاقفة " اليوم ساحة نزال أيديولوجي‪ ,‬ف ي� ال ّنظام العالمي الجديد‪,‬‬ ‫ّ‬ ‫خاصة‪ .‬هي أزمة العبور من وضع تاريخي إىل آخر "( )‪ ,‬ال ّ‬ ‫ف‬ ‫ين‬ ‫اريخية‪ ,‬سنجده ُمختلفًا عما‬ ‫والدول ال ّتابعة"( )‪ ،‬وإذا أردنا أن نُراقب ال ّتطبيقات‬ ‫تقدم ّ‬ ‫الم ّ‬ ‫ب� دول العالم ُ‬ ‫السياقات ال ّت ّ‬ ‫ّ‬ ‫الواقعية‪ ,‬لهذا المفهوم‪ ,‬ي� ّ‬ ‫حيث إن الغرب ّ ف‬ ‫يُطرح ويتداول نظريًّا‪ ,‬إذ يغدو" عالقة ي ن‬ ‫ال�ق ُمثاقفة‬ ‫تفوقة ُ‬ ‫المثافة الحضاريّة‪ ,‬يتثاقف مع ش ّ‬ ‫وهويّة ُمتخ ّلفة"؛ ُ ّ‬ ‫ظل‪ ,‬ي� مراحل ُ‬ ‫ب� ُهويّة ُم ّ‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫للمثاقفة ّ‬ ‫ال� يوهم الغرب‪ ,‬أنّها‬ ‫ظل‬ ‫استعالئيا( )؛ فهذه ُ‬ ‫ورو� ُ‬ ‫تنوع أشكال هذه ُ‬ ‫استالبية‪ ,‬مع ّ‬ ‫ًّ‬ ‫ّ‬ ‫المثاقفة‪ ,‬مع الخذ بالحسبان ّأن المفهوم ال ب ي‬ ‫المثاقفة‪ ,‬ي‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫الغربية خارج حدودها‪ ,‬وهيمنتها‬ ‫المحلية‪ ,‬من أجل انتشار ال ّثقافة‬ ‫تع� القضاء عىل ال ّثقافات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫قا� وال ّتبادل ال ّث ي‬ ‫تع� الحوار ال ّث ي‬ ‫قا�‪ ,‬هي‪ ,‬ي� الحقيقة‪ ,‬ي‬ ‫ي‬ ‫عىل غ�ها‪ ,‬وعد الغرب النمط أ‬ ‫الوحد ّ‬ ‫ب� به هنتغتون‪,‬‬ ‫والس ي� عىل منواله‪ّ .‬إن ما يُ ش ّ‬ ‫لكل ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫تقدم حضاري‪ ,‬وال نمط سواه‪ ,‬وعىل الشعوب ك ّلها تقليده‪ّ ,‬‬ ‫من اتّجاه العالم إىل ُهويّة واحدة‪ ,‬وحضارة واحدة‪ ,‬ولغة واحدة‪ ,‬ودين واحد( ) أمر يُعمل من أجله حثي ًثا‪ ,‬حيث ي ّتجه العالم كما يقول ي ن‬ ‫ألف� وهايدي‬ ‫المثاقفة الحضاريّة‪ ,‬ي ن‬ ‫إيجابية‪ ,‬فإنّها لم تكرس المفهوم‬ ‫ال�ق والغرب‪ ,‬حملت حاالت‬ ‫ب� ش ّ‬ ‫الرغم من ّأن ُ‬ ‫ّ‬ ‫توفلر‪" :‬إىل نهاية ال ّتوازن ال ال ّتاريخ"( )‪ ،‬وعىل ّ‬ ‫أ‬ ‫العر� تجاه أوروبا‪ ,‬ولقد ُوصفت هذه العالقة‪ ,‬ي ن‬ ‫"بجدلية الجذب وال ّتنافر‪ ,‬واستهواء‬ ‫ب� العرب وأوروبا‬ ‫نمطية ال ّت ي‬ ‫ورو�‪ُ ,‬‬ ‫ّ‬ ‫غ� من ّ‬ ‫للمثاقفة‪ ,‬ولم تُ ي ّ‬ ‫فك� ب ي‬ ‫ال ب ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ال� هي‬ ‫ّ‬ ‫الضد لنقيضه‪ ,‬ورغبته ي� االستحواذ عليه"( ) ما يدفعنا للقول‪ " :‬إنّنا‪ ,‬هنا‪ ,‬بصدد سحق ال ُهويّات‪ ...‬ال ّثقافية تحت أقدام ال ّثقافة ال ّ‬ ‫مريكية‪ ,‬ي‬ ‫أ‬ ‫ح�"( )‪.‬‬ ‫قدم وال ّت ض ّ‬ ‫روجي العولمة ُم ّ‬ ‫ؤهلة ل ّن تكون ما عداها من ُهويّات‪ ,‬ذلك بأنّها تُم ّثل ذروة ال ّت ّ‬ ‫حسب ُم ّ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫تاليا‪ ,‬لقد تأثرت الهوية العربية بهذه" الفوقية" الغربية؛ إذ يلحظ أن أغلب النتاج الث ف ف‬ ‫دبية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ّ‬ ‫العر�‪ ,‬ي� معظم أشكاله وأنواعه‪ :‬ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫قا�‪ ,‬ي� محيطنا ب ي‬ ‫ّ ي‬ ‫فكث� من ُمثقفينا‪ ,‬قد وصل بهم المطاف‪ ,‬من خالل هذه المثاقفة‪ ,‬إىل حالة‬ ‫الممارسة‬ ‫للمثاقفة؛ ي‬ ‫الغربية ُ‬ ‫ياسية‪ ,...‬ال يخرج عن هذه ُ‬ ‫ّ‬ ‫والس ّ‬ ‫ّ‬ ‫والفلسفية ّ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫قول أو ً‬ ‫قادرا عىل إالبداع ً‬ ‫المهم أن يكون النموذج‬ ‫الخارجية ي� الحضارة‬ ‫فعل‪ّ ,‬إل إذا تمت إحالة إبداعه إىل ُمصادره‬ ‫لم يعد ٌ‬ ‫الغربية‪ُ ,‬‬ ‫أحد منهم ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫الغربية‬ ‫ترصفها هذا من اعتقادها ّأن ال ّثقافة‬ ‫تترصف وكأنّها "وكيلة" للحضارة‬ ‫الشخصية‬ ‫المنطلق ؛ وهكذا‪ ,‬غدت‬ ‫الغر� هو ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بي‬ ‫الغربية‪ ,‬وتنطلق ي� ّ‬ ‫العربية ّ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫المثق ي ن‬ ‫كو� عالمي‪ ,‬وأنّها المرجع المعياري ّ ش‬ ‫ّف� من العرب‪...‬‬ ‫ذهنية بعض ُ‬ ‫سيطرا عىل ّ‬ ‫نتاج ي‬ ‫�ء‪ ...‬هذا االعتقاد‪ ,‬هو أحد الوهام الذي ما زال ُم ً‬ ‫لكل ي‬ ‫ف‬ ‫الغر�‪ ,‬ال يعدو كونه مثل أي فكر شب�ي‪ُ ,‬مرتبط بسياق تاريخي‪ ,‬وثقا� ُم ي ّ ن‬ ‫ع�‪ ,‬له‬ ‫وهكذا‪ ,‬يكون وهمها ً‬ ‫سببا لوهنها الحقيقي؛ والحقيقية ّإن الفكر ب ي‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ش‬ ‫المشكلة؛ فعندما‬ ‫ي� ّأن الثقافة‬ ‫قا�‪ُ ,‬مر ِتبكًا ي‬ ‫وغ� ُمتكماسك‪ ,‬وهنا تكمن ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربية‪ ,‬كان حضورها ي� المشهد ال ّث ي‬ ‫خصوصيته‪ ,‬ي� بعض عنارصه‪ ...‬ما ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫المحاسن ك ّلها‪ ,‬ي� تاريخ يغ�ها‪ ،‬وتنتقل من‬ ‫ستعدة ُلرؤية العيوب ك ّلها‪ ,‬ي� تاريخها‪ ,‬ورؤية‬ ‫صبح ُم ّ‬ ‫ِ‬ ‫تُصاب المة " بعقدة نقص" تفقد ثقتها بنفسها‪ ,‬وتُ ِ‬ ‫أك� ث‬ ‫حددة إىل اتّهام ال ّنفس‪ ,‬أو الواقع‪ ,‬أو ال ّتاريخ أو ال ّهوية‪ ...‬وتدفعها إىل الغرق ث‬ ‫فأك� ف ي� حالة الوهم‪ ,‬الذي يعيشه االنسان‬ ‫الدراسة‬ ‫الم ّ‬ ‫ّ‬ ‫الموضوعية ُ‬ ‫ّ‬ ‫العر�‪...‬‬ ‫بي‬ ‫ما العمل؟‬ ‫آ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫و� الوقت ذاته تضمن لنا وجو ًدا ً‬ ‫فاعل ف ي�‬ ‫استنا ًدا إىل ما ّ‬ ‫تقدم‪ ,‬نسأل‪ :‬كيف نُ ي ّ‬ ‫نب� هويّة واعية وقويّة‪ ,‬تنفتح عىل الخر‪ ,‬ي‬ ‫غ� هذا الوضع؟ كيف ي‬


‫ذات موت‬

‫رنا عبدهللا‬ ‫قل�‬ ‫نعيت ب ي‬ ‫اىل مثوى"‬ ‫ال حب فيه‬ ‫ال شوق‪..‬‬ ‫اح�اق عىل مشاعل أ‬ ‫ال ت‬ ‫ال مل‬ ‫ال عقارب‬ ‫تلذع نبضات االنتظار‬ ‫عند ت‬ ‫مف�ق حلم‬ ‫أعرج الخطوات‪..‬‬ ‫ذات موت‪..‬‬ ‫عريت جسد االمنيات‬ ‫جلدتها بال رحمة‬ ‫فا ستكا نت‬ ‫واريت سوءتها‬ ‫بألواح من جليد‬ ‫ابتلعت ن‬ ‫عي� دمعها‬ ‫ي‬ ‫وقفت جوارحي دقائق صمت‬ ‫لم اكن اعلم حينها انها‬ ‫ستدوم عمرا"‪!..‬‬ ‫ومشيت ‪. .‬‬

‫ام ن يا� ال زلت واقفة‬ ‫واالرض تدوور ؟!‬ ‫لست أدري‪..‬‬ ‫ومشيت ‪. .‬‬ ‫ن‬ ‫تغشا� غربة عينيك‪..‬‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫يوصل� إليك‪..‬‬ ‫أي الدروب أسلك؟!وكلها‬ ‫ي‬ ‫يت�أ من رائحة ذكرياتك؟!‬ ‫أي مكان ب‬ ‫أىل أي االوطان ألتجأ‬ ‫بال هوية‬ ‫بحقيبة فارغة‬ ‫سوى من أ‬ ‫ال لم‪..‬‬ ‫ومشيت ‪. .‬‬ ‫ن‬ ‫نفس‬ ‫يراود� ظلك عن‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫يرمق� بسهام عتب‬ ‫ي‬ ‫تكاد تقتل جليد االمنيات‪..‬‬ ‫ومشيت ‪. .‬‬ ‫اقتفي أثر لحظات‬ ‫ال تنبض بك‬ ‫وكم من المرات‬ ‫بها ث‬ ‫تع�ت‪..‬‬ ‫ثم قمت‪..‬‬ ‫ين‬ ‫الحن�‬ ‫قل� غبار‬ ‫ونفضت عن ب ي‬ ‫وتا بعت ‪. .‬‬ ‫كم صلت ‪..‬‬ ‫كم جلت‪..‬‬ ‫الك� ياء‬ ‫كم حطمت أسوار ب‬ ‫كم ضت�عت لسماء‪..‬‬ ‫وبكيت ‪. . .‬‬ ‫ومشيت ‪. .‬‬ ‫ذات موت‪..‬‬ ‫عشت بال حياة‬ ‫ابحرت بال ش�اع‬ ‫واجهت قسوة البحر‬ ‫بال دراع‪..‬‬ ‫تهت ي ن‬ ‫ب� مد وجزر‬ ‫ض‬ ‫وم� العمر‬ ‫ف ي� رصاع‬ ‫ما ي ن‬ ‫ب� موت‬ ‫وموت‪!!..‬‬


‫زهرة الحقول‬

‫د‪ .‬مليس حيدر‬ ‫رشعت لراحلة املوت‬ ‫وأمي التي ّ‬ ‫هود َجها وابتسامتها‬ ‫خذلت قلبها‪ ،‬وما كان يخذلها‪،‬‬ ‫لقد‬ ‫ْ‬ ‫وهي تبيك‬ ‫صخب نذرتْ رو َحها‬ ‫وكانت بال‬ ‫ٍ‬ ‫سنابل‬ ‫ْ‬ ‫لسبع‬ ‫كانت‬ ‫عجافاً عىل األرض‬ ‫ْ‬ ‫فضلت‬ ‫وقد ّ‬ ‫مع املوت سبعاً ِسامناً‬ ‫بحضن السامء‬ ‫هنالك كان الوصال اشتهاء‬ ‫*****‬ ‫أيها الرايئ أل ّم ْك‬ ‫فرح األ ِّم‬ ‫ق ْم وخ ِّز ْن َ‬ ‫أليام الشقا ْء‬ ‫ولغد ٍر سوف يأيت‬ ‫ولحزنٍ سوف يأيت‬ ‫وح َد ها األ ُّم ت َُس ِّو ي‬ ‫من رساب الرملِ ماء‬ ‫*****‬ ‫بع َد ها مطفأ ٌة داري وعمري وحيايت‬ ‫بعدها أخنى عىل العقم اللقاء‬ ‫ُ‬ ‫أقول‬ ‫وحدها كانت إذا شاءت‪،‬‬ ‫الل ُه شاء‬ ‫قل ُبها املؤم ُن كان‬ ‫آي الله واألرض دعا ْء‬ ‫بني ِ‬ ‫*****‬ ‫ُ‬ ‫القلب الخطايا‬ ‫يقرتف‬ ‫كنت إ ْذ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫القلب بعف ِو الل ِه دوماً‬ ‫يثق‬ ‫ُ‬ ‫قلب الله يدري كم يعاين‬ ‫كان ُ‬ ‫قلب أمي‬ ‫ُ‬ ‫حارضي والغ ُد ما عادا معي‬ ‫ذهبا يف يوم أمي‬ ‫*****‬ ‫إبر ٌة كان تحوك العمر‪ ،‬والعمر ثياب‬ ‫مل تزل تحمل عطرا ً من شذاها‬ ‫****‬ ‫كل يش ٍء‬ ‫سوف تبقني بعمري َّ‬ ‫فرح املايض وأطالل العويلٍ‬ ‫َ‬ ‫غري أين‬ ‫سوف أسعى يك تظيل يف دجى‬ ‫العم ِر دلييل‬


‫تكرار خلق الذات خالل اشتباكات الحلم والواقع‪:‬‬


‫ــ ‪ 1‬ــ‬ ‫نفي النفي‬ ‫داين عمر سعيد‬ ‫ُ‬ ‫انطالق روايتَ ْيه من النفي‪ :‬األوىل "مل تك ْن إميوزار"‪ ،‬والثانية‪:‬‬ ‫روايتي أديبِنا الواعد عمر سعيد‬ ‫لفتني يف‬ ‫ْ‬ ‫"ما عدت أنتظر الشتاء‪ ،‬فال أنت تأتني وال املطر"‪ .‬ورحت أتساءل هل إرصار عمر عىل النفي كان‬ ‫عفوياً‪ ،‬أم كان انرساباً ملا يعتمل يف داخله‪ ،‬ويف عامله من رصاع الرؤي ٍة والرؤيا؟‪ .‬قلت‪ :‬سأرى‪ .‬وبعد‬ ‫لجي مصطخب املوج‬ ‫استقصايئ الناجم عن قراءة ما يكتب عمر سعيد وجدت أين أمام رشا ٍع يف بح ٍر ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫محتش ِد ه يحاول معاند ا ً أن يرى الساحل وري ٍح متفقة مع املوج عىل متزيق الرشاع‪ .‬ووقفت مستفرسا ً‬ ‫النفي استسالماً ملؤامرة الريح واملوج؟‪ ،‬أم تأكيد ا ً‬ ‫ومسائالً الرواي َة "ما عدتُ أنتظر الشتاء‪ :"..‬هل جاء‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫محتشد ‪ ،‬وإرصار عىل الرس ِّو هناك حيث الحبيبة‬ ‫عاصف من جنون املوج‬ ‫للعناد يف زمن مكسور يف‬ ‫ٍ‬ ‫جسد إىل وطن‪ ،‬إىل أ ٍّم ت َو ُّد حني أزمع السفر ‪ " :‬لو كان األمر لها ملا تركتْه يغاد ُرها‪ ،‬ولو‬ ‫املتحولة من‬ ‫بقيت العم َر كلّه حبىل به" ص ‪ ،52‬وإذا كان ال بد من السفر فقد كان عىل األم أن ترتب حقيبة ابنها‬ ‫املسافر "بحرقة قلبها ال بيديها" ص‪ ، 32‬أم الحبيبة املتح ِّو لة إىل تاريخ يلتمع بقدرته عىل الحضور‬ ‫واالستعادة لرفض تاريخ نعيشه عىل األرض املوات‪ ،‬تاريخ يعد باالنبعاث كتموز الفينيق الذي يحرض‬ ‫حتض‬ ‫بقوة يف الرواية؟‪ .‬وخالل استرشايف وإرصاري عىل الكشف سمعت الرذا ّذ املتناثر من عن الرشاع ا مل ُ َ‬ ‫نفي عنوانه‪:‬‬ ‫العنيد‪ ،‬وكأنه يقول يل نافياً َ‬ ‫نحن الرياح ونحن البح ُر والسف ُن‬ ‫تجري الرياح كام تهوى سفينتنا‬ ‫وقتها‪ ،‬مل أع ْد آ بَ ُه بتكرار النفي الوارد مرتني يف عنوان واحد "ما عدت أنتظر الشتاء" والنفي الالحق ‪:‬‬ ‫"فال ِ‬ ‫أنت تأتني وال املطر"‪ ،‬ورحت أستعيد درساً يف الرياضيات‪ :‬السالب يف السالب يصبح موجباً‪.‬‬ ‫ولك ْن لِ َم االبتداء بالنفي؟‪ .‬إن صعوبة التجربة تجعل النفي حارضا ً باستمرار‪ ،‬كمن كان مييش‬ ‫ذئب يح ِّد ثُ‬ ‫نفسه‬ ‫يف الصحراء جائعاً وعىل إثره ذئب جائع‪ ،‬وهام كام قال البحرتي‪" :‬كالنا بها‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫بصاحب ِه ‪ ."....‬حضور النفي يف رواية عمر هذه تعبري عن الوصول إىل حافة االنهيار ثم التامسك الذي‬ ‫يقيض عليه‪ .‬إن مشقة النفي هي شهادة لعمر‪ ،‬وليس عليه ألن اإليجاب‬ ‫يلغي االنهيار ويرجعه دون أن‬ ‫َ‬ ‫سلب يكون عقيامً ويفقد معنى أن يكون‪ .‬مرارة التجربة ووعثاء السفر وقساوة اآلخر تسلب من‬ ‫بال‬ ‫ٍ‬ ‫اإلنسان كثريا ً‪ ،‬ولكنه بإرصاره يأخذ منها الكثري أيضاً‪ .‬المعنى لدرب بال مذأبات‪ .‬نعم قد يكون درباً‬ ‫ولكنه يبقى قاحالً رسعان ما تغطيه الرواحل التي ال تحمل مهاجرا ً وهو ميتطي قصواءه التي يجب أن‬ ‫تربك يف املستقبل دامئاً‪.‬‬ ‫ــ ‪ 2‬ــ‬ ‫ــ وعثاء الطريق ــ‬ ‫ورساب وأخيل ٍة وأسئل ٍة تجعل الرحلة شوقاً‬ ‫ٍ‬ ‫صعوبة الطريق تقاس أبعا ُد ها مبا يلمع وراءها من لُ َمعٍ‬ ‫تعليل ملا يخامره من وعثاء السفر‪ ،‬وقد أدرك املتنبي هذا عىل حطام‬ ‫ٌ‬ ‫متصالً بشوق‪ ،‬ولكن الشوق‬ ‫قتام "‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫أمانيه وهو‬ ‫َتام يف ِ‬ ‫"يدخل من ق ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫تعليل‬ ‫ُ‬ ‫وكث ٌري من ر ِّد ه‬ ‫اشتياق‬ ‫وكث ٌري من السؤا ِل‬ ‫التعليل يف الرحلة يأيت من اصطدام السؤال بالزمن املكسور‪ ،‬وعمر يف رحلته أدرك هذا بأىس امللتاع‬ ‫رص عىل الوصول‪" :‬فعمق التجربة البرشية‪ ،‬شخصي ًة كانت أو عامة أوس ُع من أن يتمك َن املر ُء من‬ ‫الذي ي ّ‬ ‫يجهل كيف ميكن أن‬ ‫ُ‬ ‫عم يسكنه من مناخات خوف‪ ،‬يعرف كيف بدأت‪ ،‬ولكنه‬ ‫انتقاء عبارات يفصح بها ّ‬ ‫تتوقف أو تنتهي" ص ‪ . 11‬ولكن هل يجب أن يكون الخوف من زاد الرحلة؟‪ .‬أقول نعم فالخوف من‬ ‫أشد الحاجات ليكون خبز الرحلة‪ ،‬ولكن برشط أن ال يتح َّو َل إىل هلع‪ ،‬إنه رفيق مرش ٌد ‪ ،‬ويكشف العمى‬ ‫عن بصرية الراحلة واملهاجر‪.‬‬ ‫وإذا كان "ال ت َ َب ِّد ياً بعد هجرة" أي العودة إىل البادية رمز الجفاف‪ ،‬كام يقول عثامن بن عفان‪ ،‬فالهجرة‬ ‫هي خروج من الجاهلية‪ ،‬ولذا ال ب ّد من القصواء وال بد من غار ثور‪ ،‬وال ب ّد من مالحقة قريش‪ ،‬وال بد‬ ‫ٍ‬ ‫مربك كريم للقصواء يتناسب مع معنى الهجرة‪ .‬خوف عمر‬ ‫من الخوف يف الغار‪ ،‬ويف النهاية ال بد من‬ ‫متأتٍّ من معرفته أنه سيمر عرب ثقوب تجربة وطنه التي حورصت بالرشق املظلم الذي أكل كثريا ً من‬ ‫الكف من والده" كام نقول بالعامية‬ ‫يحس وجع املوقف الذي جعله "يأكل‬ ‫"لحم وطنه"‪ ،‬وهو ال يزال‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫رجل‬ ‫غبت غيب‪ ،‬وإن حرضت كن َ‬ ‫اللبنانية‪ ،‬ليك ال ينىس حكمته الدهرية التي كانت زاد طريقه‪" :‬إ ْن‬ ‫َ‬ ‫طيب" ص ‪ .32‬الخوف يشعرك بالخطر فيجعلك تحتاط منه‪ .‬ولوعثاء السفر ذهول ومرارة‪ ،‬وفقدان‬ ‫تتجل بقدرة الحدث الواقعي‬ ‫ّ‬ ‫التوازن يف مراحل كثرية‪ ،‬ولكن أهمية الرواية "ما عدت أنتظر الشتاء"‬


‫الكون عن طريق األسئلة" أما التسليم فهو بالدة وخمول وإلغاء للعقل‪ .‬ولعل سكونية الرشق‬ ‫وتسليمه وعدم طرح األسئلة الكونية سبب كل العلل التي حنطت حضارتنا‪ ،‬وجعلتها مومياء‪ ،‬ال حياة‬ ‫تخفق فيها‪.‬‬ ‫هـ ــ قدسية الزواج عند البابليني واحرتام الجسد‪.‬‬ ‫و ــ ارتباط السامء باألرض عرب رشيعة قوانني حمورايب‪ ،‬وهكذا اتصلت السامء باألرض قبل األديان‬ ‫الساموية‪ ،‬وصورة حمورايب وهو يستلم الرشيعة املوحاة إليه دليل ذلك‪.‬‬ ‫ز ــ اكتامل العمق الحضاري بالجامل‪ ،‬والحدائق املعلقة كانت هدية الحبيب للمحبوب يف دقة جاملية‬ ‫بلغت حد اإلعجاز‪.‬‬ ‫وإذا كان استحضار حلم املايض قامئاً فإن استمرارية الحلم مضمونة يف رواية عمر " ما عدت أنتظر‬ ‫الشتاء" فالصعوبة يف مامرسة الحدث كان مينعها من السيطرة الحلم املستبد ببطل الرواية‪ ،‬وهو‬ ‫املؤلف نفسه‪ .‬فإذا " كان اإلنسان أعجز عن احتامل ما تراكمه األحداث اليومية" ص‪ ، 8‬فالفرار منها‬ ‫مل يكن بالنوم‪ ،‬وإمنا باستمرار الحلم ألنه زيت محرك الرحلة الكونية كلها‪ ،‬ويقوى حضور الحلم‪ .‬وعرب‬ ‫الحلم كان "يسمح ملخيلته أن ترس َم دواخلها وفقاً لهواه ص‪. 21‬‬ ‫وتربط الرواية بنهم غريب بني اللذة واألمل‪ ،‬فإذا كانت اللذة رغبة وتحقيقاً‬ ‫لحلم فإنها ال ترتوي أبد ا ً‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫وعىل الحلم أن يبقى جائعاً ليستمر‪ ،‬وأن يبقى منكرسا ً ليلتحم‪ ،‬اكتامل الحلم قتل له‪ ،‬ولذا يتساءل‬ ‫رص‬ ‫عمر باستغراب عن هذا الزواج العجيب بني اللذة واألمل وبني الحلم والفجيعة‪ " :‬ولكن‪ ،‬لِ َم نحن ن ُّ‬ ‫عىل التح ُّو ل من ضف ٍة إىل أخرى كلام حل ّْت بنا هزمية‪ ،‬ننهض ونبدأ ترميامً نعلم أنه لن يصمد كثريا ً‪،‬‬ ‫رص عىل مواصلة البناء‪ ،‬والتحول من مناخ قاتم إىل آمال وعراقة يف التعاطي مع أرسارنا‬ ‫ورغم ذلك ن ّ‬ ‫التي تشك ُّل ح ّيزا ً رصيحاً يف تكويننا؟"ص‪.21‬‬ ‫هذه هي جمرة الحياة التي تلذعنا ونحبها‪ ،‬وكلام نأت األمنية ازداد حنيننا إليها‪ ،‬والتخمة تقتل‬ ‫الحلم‪ ،‬وتحيله رماد ا ً‪ ،‬وكم كان الشاعر بدوي الجبل رائعاً عندما وصف إنساناً يف الجنة ِ‬ ‫أتخ َم باللذة‬ ‫ففقدها‪ ،‬ومات حلمه‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ويرشب الخم َر لك ْن غ َري ظآمنِ‬ ‫مغتبط‬ ‫يناد ُم الحور لك ْن غري‬ ‫الحلم شوق الذات إىل اكتناه ما تتمناه‪ ،‬وأل ّن األمنية خار َجنا مكاناً‪ ،‬فهي يف داخلنا رغبة واشتياق ولذا‬ ‫متيض أعامرنا كلنا يف محاولة إدخال األمنية إىل الذات‪ .‬وهذا ما تسري إليه أحداث الرواية‪ .‬وهكذا‬ ‫يحرض املايض ألنه خارجنا لتصبح بابل امتداد ا ً لقريته التي حملها يف غربته الداكنة‪ ،‬وتغدو عشتار‬ ‫بنت قريته التي حمل حبها مهاجرا ً‪.‬‬ ‫ــ غائية الحلم ــ‬ ‫رؤيوي أيضاً‪ ،‬وليس سعي عمر إلخصاب‬ ‫ولكن الحلم ليس ماضياً فحسب‪ ،‬إنه واقع ح َد ٌّيث أيضاً‪ ،‬وتص ُّو ٌر‬ ‫ٌّ‬ ‫بص يَّ ِته الداخلية إىل فعلٍ‬ ‫خصب نسميه نحن‬ ‫ٍ‬ ‫حياته بفعل الخري إال محاولة عالية لنقل الحلم من َ ِ‬ ‫خريا‪ ،‬وهكذا يتسامى الحلم ليغدو فعالً ملموساً خارجاً من أنان ّية الذات ليصبح فعالً جمعياً متسامً‬ ‫بالنبل والتسامي والدخول يف أمل اآلخر لتحويله أمالً‪ .‬إن رحل ًة يف قطا ٍر ‪ ،‬هي يف حقيقتها نهر الحياة‪،‬‬ ‫ورحلتنا جميعاً بني املشيمة والكفن‪ .‬والساعات الست التي استغرقتها الرحلة هي كثافة أعامرنا‬ ‫ظل‬ ‫قبل بلوغ املحطة‪/‬املوت‪ /‬حيث ننزل من القطار لرنى ماذا ّ‬ ‫املتجهة إىل محطاتها الحتمية‪ ،‬ولكن َ‬ ‫يف حقائبنا من أمتعة‪ ،‬نقرأ مع عمر سعيد يف روايته الهادفة‪ ،‬يف استرشاف عا ٍل خا ٍل من جفاف سامئه‬ ‫القاحلة منتقالً إىل غائية وجودنا األعىل‪ ،‬لنكون رسالً بال وحي‪ ،‬سوى ما يوحيه اإلنسان لإلنسان يف‬ ‫شاب تونيس‪ ،‬وأخذ يقص عليه حكايته‪ ،‬وكيف تقطّعت به السبل‪،‬‬ ‫اإلنسان‪ ،‬نقرأ ما ييل‪" :‬استوقفه‬ ‫ٌّ‬ ‫فال مال لديه‪ ،‬وال معني‪ ،‬وطلب منه مبلغ عرشين دوهامً مغربياً فقط مثن وجبة طعام‪ ،‬فناوله املبلغ‪،‬‬ ‫وهو يلجم نفسه عن التدخل بني أ ٍّم راحت تصفع طفلها الذي مل يتجاوز السنتني‪ ،‬ألنه كان يبيك من‬ ‫الجوع‪ ،‬فاشرتى له من البائع املتج ّو ل قطعة شوكوال‪....‬كانت العربات تغص بالركاب الذين تبدو عليهم‬ ‫حالة البؤس والفقر املدقع‪ ...‬وبالرغم من كل ذلك مل تستطع وجوههم أن تخفي عنه ابتساماتهم‬ ‫ماض ِو يَّ ِته‪ ،‬وفرديته ليصبح خصباً مازجاً بني‬ ‫الودودة" ص ‪ . 88/78‬الحلم يف هذا املقطع يخرج من َ‬ ‫املمكن واملستحيل‪ ،‬وتحويل املستحيل ممكناً عرب حلم ال يظل يف األقبية العليا فينا‪ ،‬بل يهبط ليعلو يف‬ ‫اآلخر‪ ،‬وليتحول الرايئ إىل فاعل يُسهم يف تجفيف دمعة طفلٍ ‪ ،‬وإنقاذ إنسان من مخالب ذئب الجوع‬ ‫الذي ال يُروى له نَ َه ٌم ‪ .‬فالركاب يف هذا القطار هم أبناء هذه البرشية املعذبة‪ ،‬والقطار هو مسريتنا‬ ‫بني املشيمة والكفن‪ ،‬والساعات الست هي أعامرنا‪ ،‬وما جرى يف القطار هو اقتحام األمل باألمل‪ ،‬ولكن‬ ‫ظلت عيون كثرية تنتظر الغوث‪ ،‬ولكنها تبتسم رغم فاقتها‪ ،‬واالبتسامة وإن كانت أمالً إال أنها أمل مل‬ ‫يتحقق‪ ،‬وظل عمر يف هذا املشهد منترصا ً للبرشية املعذبة‪ ،‬ال مبا أعطى فحسب‪ ،‬بل باستمرار تدفق‬ ‫ينابيع ُحن ِّو ه ‪ ،‬وقراءات االبتسامات املعذبة لتبلغ الرواية غائيتها يف هذا املفرد املتح ِّو ِل جمعاً‪ ،‬ليكون‬


‫والرمزي يف الرسد الروايئ الكثيف واملتنقل بذكاء‪ ،‬عىل شبه لوحات متناسقة يف األفالم الحديثة‪ ،‬عىل‬ ‫استعادة التوازن املفقود‪ ،‬إن الصورة الهزلية لذلك الشيخ السبعيني يف الرواية‪ ،‬والذي كان مصاباً‬ ‫وظل‬ ‫َّ‬ ‫بالزهامير هي صورة جيل بدأ يفقد صلته باألجيال التي تلتْه‪ ،‬ومل يعد باستطاعته التواصل معها‪،‬‬ ‫السبعيني قاد َر يْن عىل التقاط الزمن وإيجاد حل ملشكلة الزمن الذي عمره أكرب مبا‬ ‫املؤلف "عمر" وابنة‬ ‫ِّ‬ ‫ال يقاس بأعامر أهل الكهف والقرون األوىل‪ .‬لقد عرفا إعادة الوعي الزمني عرب اآللة الجديدة‪ .‬ولكن‬ ‫السبعيني عىل الترصف اإلنقاذي باستعامل آلة الزمن الجديد" املوبايل"‪ ،‬إ الّ أن‬ ‫رغم قدرة املؤلف وابنة‬ ‫ّ‬ ‫الجيل البائد انقطعت صلته بالزمن الجديد‪ ،‬رغم أنه كان يحمل آلة الزمن الجديد‪ ،‬ولكنه ظل عاجزا ً‬ ‫ويعب املؤلف عن‬ ‫عن استيعابه‪ ،‬حيث أعطى املوبايل البن الزمن الجديد للتفاهم مع الحياة الجديدة‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫التاميش واالنصهار بالزمن الجديد‪ ،‬إذ يقول‬ ‫ُّمي حني يحاول السبعيني‬ ‫َ‬ ‫ذلك بإيحا ٍء رمزي كثيف وتهك ٍّ‬ ‫الرجل إىل بيته ثم أرجع‪ ،‬أقفيل الباب جيد ا ً" ص ‪.27‬‬ ‫َ‬ ‫البنته بعد أن عاد إىل بيته‪" :‬أدخيل املنزل‪ ،‬سأعي ُد‬ ‫نحس‬ ‫لقد دخلنا يف الزمن الجديد دون أن نقتل القديم‪ ،‬ألنه بكل أساطريه وخرافاته هو الذي جعلنا‬ ‫ُّ‬ ‫ونتطور ونتغلب عىل ألوهية املايض والخروج من األرض املوات‪.‬‬ ‫والفت جد ا ً إرصار عمر عىل عدم هطول املطر يف مرماه األخري من غائية روايته‪ ،‬ورحت أتساءل‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫رص "ت س إليوت" يف قصيدته "األرض ا ملَوات" عىل هطول املطر‬ ‫والرواية تنترص للجديد األوعى‪ :‬لقد أ َّ‬ ‫إلخصاب األرض الخراب بعد إصابتها مبرض الجفاف والعقم‪ ،‬وقد أ ث ّ َرتْ قصيدته يف شعرنا الحديث‬ ‫ونهضتنا الفكرية‪ ،‬ومن أهم الذين تأثروا به بدر شاكر السياب يف ديوانه الخالد "أنشودة املطر" حيث‬ ‫املزاريب إذا انهم ْر ‪ /‬وكيف يشعر الغريب‬ ‫تنشج‬ ‫أي حزنٍ يبعث املط ْر ‪ /‬وكيف‬ ‫يقول يف بعضها‪ :‬أتعلم َني َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫العراق‬ ‫كالحب كاألطفال كاملوىت هو املطر‪ .../‬سيعشب‬ ‫فيه بالضيا ْع ‪ /‬بال انتها ٍء كالدم املراقِ كالجياع‪/‬‬ ‫ِّ‬ ‫األرض من أدرانها‪:‬‬ ‫ليغسل‬ ‫َ‬ ‫وقبل ذلك هتف أبو العالء املعري للطوفان أن يأيت‬ ‫َ‬ ‫باملط ْر ‪./‬‬ ‫َ‬ ‫ُغس ُل‬ ‫األرض للطوفانِ محتاج ٌة لعلَّها من َد َر نٍ ت َ‬ ‫ِ‬ ‫الغيث داللياً غري مفهوم املطر‪ ،‬فالقرآن استخدم املطر لالنتقام من‬ ‫وفجأة دا َر يف خلَدي أن مفهوم‬ ‫ِ‬ ‫استخد َم للنامء وإخصاب الحياة‪ ،‬ومن ذلك أدركت أن‬ ‫الذين كفروا يف أكرث من موضع‪ ،‬أما الغيث فقد‬ ‫عمر سعيد كان يريد لوجوده الكوين الغيث وليس املطر الذي يجعل الناس كأعجاز نخل هاوية‪ .‬بناء‬ ‫الحياة يقوم يف النهاية عىل الغ ْو ث واإلغاثة‪ ،‬ومبعث هذا يف رأيي هو تشبث عمر بالحلم طوال رحلته‬ ‫الشاقة يف أحداث روايته هذه‪ .‬نعم تقسو الحياة وتظلم مسالكها"عندما تتهدم فينا أماكن كانت‬ ‫مدهشة بتامسكها" ص ‪ ،21 ،‬ولكن ال بد من الحلم ألنه الرمق األخري يف جسد الصعوبة‪.‬‬ ‫ــ ‪ 3‬ــ‬ ‫الحلم‬ ‫رواية عمر " ما عدت أنتظر الشتاء‪ "...‬هي حل ُم مستمر حتى يف واقعيتها الحدثية والرسدية‪ ،‬والحلم‬ ‫جعلها مستقبلية باستمرار‪ ،‬والحلم يف حقيقته هو نسج املستقبل وحياكته وفق رؤانا وصنعنا اآلخر‬ ‫للكون الذي نريده‪ .‬والالفت يف هذه الرواية أن الحلم يستند إىل املايض كثريا ً لجعله أحد أه ِّم صانعي‬ ‫املستقبل‪ ،‬فهو حني يدخل بابل حاملاً يكون مو فَّقاً يف العودة إليها‪ .‬إن بابل كانت يف الحضارة اإلنسانية‬ ‫واصلة السام ِء باألرض‪ ،‬ورشيعة حمورايب ترينا السامء عىل األرض يف قوانني تكاد لس ُم ّو ها ال تداىن عىل‬ ‫م ِّر العصور‪ .‬وقد ُو فِّق عمر كثريا ً يف استعادة الجامل البابيل يف روايته ونفض الغبار عنه‪ ،‬والجامل هو‬ ‫أكرث املداميك أهمية يف مداميك الحضارة اإلنسانية‪ ،‬فالجامل معصوم عن الخطأ والخطيئة‪ ،‬وهو يف‬ ‫بابل حدائق معلقة وعيون كعيون املهى‪ ،‬وكان أهل تلك الحضارة ينتمون إىل الجامل املبدع حيث‬ ‫الجامل يتحول قانوناً يغري دون إكراه‪" :‬كان سكان هذه الحضارة يح ّبون املشاكسة‪ ،‬وكانوا يبلغون‬ ‫التفسري ملا يغمض عليهم عن طريق األسئلة‪ ،‬ولكنهم كانوا برشا ً من ذوي األرواح الرقيقة مييلون إىل‬ ‫الرومانسية يف عباداتهم وفنونهم وعالقاتهم العاطفية‪ ،‬وأبرز ما كان يعرب عنهم قيمة الحب والزواج يف‬ ‫إللهي الخصب عشتار ومتوز‪ .‬فقد كانت إلهة الحب والشبق‬ ‫حضارتهم‪ ،‬الزواج املقدس الذي كان يقام‬ ‫ْ‬ ‫أساس الخصب‪ ،‬وال حياة بدون هذه اإللهة التي تنبت يف جوفها بذرة الحياة من ماء اإلله متوز" ص‬ ‫‪ .76‬ويف رأيي أن هذا الفهم العميق للكينونة واستمرارها هو أعمق ما يف هذه الرواية لألسباب‬ ‫التالية كام أرى‪:‬‬ ‫أ ــ ربط إخصاب الحياة بالحب والشبق معاً‪ ،‬ويف هذا تخليص للجسد من مظلوميته الرشقية‪ ،‬فالجسد‬ ‫إناء روح الكون‪ ,‬ولواله انتفت كينونة الكون‪.‬‬ ‫ب ــ عصمة الجامل الرتباطه باأللوهة‪ ،‬عشتار ومتوز منجبا الخصب‪ ،‬ومنهام انحدر الجامل إىل األرض‬ ‫بكل ما عليها‪.‬‬ ‫د ــ إنقاذ الحضارة من بالدتها السكونية باألسئلة املفتوحة عىل ماهية الوجود بكل تفاصيلها "تفسري‬


‫الجامل معصوم‪:‬‬ ‫مج ُد الجامل عن الدن ّي ِة عاص ٌم‬

‫َ‬ ‫الخيول ال ُع ْص َم ذاتُ جِام ِح‬ ‫إن‬

‫ــ ‪ 5‬ــ‬ ‫الزمن يف رواية "ما عدت أنتظر الشتاء‪"..‬‬ ‫الزمن يف هذه الرواية يطمح إىل قتل محدوديته‪ ،‬واإلمساك باألفعى قبل غوصها يف البرئ املظلمة‪،‬‬ ‫واإلمساك ثانية بنبتة الحياة التي غاص من أجلها يف مياه املوت العميقة‪ ،‬وتكرست بني يديه كل‬ ‫املجاذيف للحصول عليها‪ .‬ولكن سيدوري تقف أمام جلجامش‪ ،‬وتقول له عد إىل أوروك‪ ،‬وا بْنِ سو َرها‬ ‫العظيم وداف ْع عنها‪ .‬هنا تبدو قيمة هذه الرواية يف كونها أدباً ملتزماً يعطي الساعات الست يف رحلة‬ ‫ِ‬ ‫فلنعط الحياة معنى يجعل ما نرتكه خلفنا‬ ‫قطار العمر معنى إنسانياً عميقاً‪ ،‬فإذا مل يكن من املوت ب ٌّد‬ ‫مستمرا ً مبا يحمله من فعل إنساين جميل‪ ،‬ولنقم جرسا ً ميتد من بابل إىل فاس إىل الفيليبني‪ .‬وإذا كان‬ ‫الزمن يف هذه الرواية يبدو للوهلة األوىل محصورا ً يف الساعات الست التي سينهي بها القطار رحلته‬ ‫الكونية‪ ،‬فالحقيقة الزمنية يف هذه الرواية هي أبعد من أية محدودية‪ ،‬وقد واء َم فيها عمر سعيد‬ ‫افرتايض بدأت ساعاته‬ ‫بني اللوحات الحدثية برمزيتها‪ ،‬والقادمة من عمق التاريخ اإلنساين‪ ،‬وبني زمن‬ ‫ٍّ‬ ‫تيضء عرب ما أنجزته القرية الكونية وثورتها املعلوماتية التي جعلت "خاتم ل ّب ْيك" يف حكايا "ألف ليلة‬ ‫وليلة" الواتز أب يف قريتنا الكونية التي أزالت الفرق بني أسطورة خاتم لبيك والتويرت والواتز أب‬ ‫والفيس بوك‪ .‬وما أدراك ماذا ستلد رحلتنا الكونية بعد أن حبلت زمناً طويالً‪ .‬لقد تحول طائ ُر الرخ من‬ ‫أسطوريته ليصبح تلك الطائرات العمالقة التي تجوب الكون هازئة باملكان والزمان يف آن‪ .‬اآلن نفهم‬ ‫أن األسطورة مل تكن أسطورة بل تحولت إىل إنجاز‪ .‬ومن يدري ماذا سيقول التطور الطبي لجلجامش‬ ‫رش ؟!!!‪.‬‬ ‫ولسيدوري وأوتونباشتم واآللهة التي َ‬ ‫قسمت لنفسها الخلود واملوتَ لبني الب ْ‬ ‫ــ ‪ 6‬ــ‬ ‫الخامتة‪:‬‬ ‫بقي أن أؤكد أن هذه الرواية تنتمي إىل األدب امللتزم بأجمل مراقيه‪ ،‬فهي تلتزم قضية اإلنسان خارج‬ ‫الدين والعرق واللون واملكان‪ ،‬وهي تؤمن بإخصاب األرض حتى ولو جفت السامء‪ ،‬وهي تلغي الفوارق‬ ‫بني أساطري ألف ليلة وليلة ومنجزات القرية الكونية الجديدة‪ ،‬وهي تؤمن بقدرة اإلنسان عىل إنقاذ‬ ‫الكون من ظلموته الداكن‪ ،‬وهذه كلها أركان األدب امللتزم الذي نطمح إليه يف عاملنا اململوء بالرصاع‬ ‫الذي يحاول استالب إنسانية اإلنسان‪.‬‬ ‫تحية لك يا عمر‪ ،‬وال عليك‪ ،‬فأنا واثق أنك ستجتاز حواجز كثرية مل أرش إليها ض ّناً عىل الجامل الذي‬ ‫سكبته فينا يف هذه الرواية الرائعة‪.‬‬


‫لركوب القطار يف ساعاته الست معنى يقرب اإلنسان ليكون مساعد ا ً لخالقه يف ترتيب إنسانية اإلنسان‬ ‫واالنتصار له ليكون لأللوهة واإلنسانية غاية واحدة‪ .‬ولكن الفاقة أكرب منه‪" ،‬واملرء يعجز ال املحالة"‪.‬‬ ‫وهذا العجز هو تبيان لرغبة إنسانية جامحة عرب عنها جلجامش يف ظمئه للخلود يف حوار بينه وبني‬ ‫ُ‬ ‫تحاول املستحيل؟‪ ،‬ويجيب جلجامش‪ :‬إذا كان يجب أ الّ‬ ‫كبري اآللهة شاماش‪ " :‬ويسأل شاماش‪ :‬ملاذا‬ ‫خلقت يف قلبي هذه الرغبة القلقة؟" وهنا تبدو فجيعة اإلنسان أما ظلم الحياة‪.‬‬ ‫أفعل ذلك فلامذا‬ ‫َ‬ ‫ومع ذلك تبقى هذه اإلضاءة الكاشفة غاية قصوى من رواية "ما عدت أنتظر الشتاء‪ ."..‬وهنا ال ب ّد‬ ‫من تبيان غائية الخلود التي سعى إليها جلجامش وراح من أجلها عابرا ً مياه املوت ليحصل عىل نبتة‬ ‫الحياة من جده "أتونباشتم"‪ ،‬ولكن ما الغاية من الخلود؟ وما هي قدرة اإلنسان يف الوصول إليه؟‪ .‬لقد‬ ‫رسقت األفعى نبتة الحياة وغاصت يف ظلامت برئ الحياة مخلِّفة إها بَها وراءها عند حافة البرئ ليستيقظ‬ ‫جلجامش عىل ق َد ِر يَّ ِته الرتابية‪ ،‬ولريى أن رحلة اإلنسان يف قطار حياته ليس أعىل قيمة من إهاب األفعى‬ ‫املخلوع واملرتوك عند حافة برئ الزمان‪ .‬إذن ما الغاية من وجودنا يف هذا القطار الذي ال يتوقف إ الّ‬ ‫يف املحطة األخرية!! جلجامش وصل إىل قناعة أقنعت عمر سعيد يف روايته "ما عدت أنتظر الشتاء‪"...‬‬ ‫وهي أننا نستطيع أن نخلد بفعل الخري وإنجاز الجامل‪ .‬وهنا بيت القصيد‪ ،‬لقد رجع جلجامش إىل‬ ‫أوروك ليخلع ظلمه ويعمل الخري وليبني سور "أوروك" الخالد تعبريا ً عن أهة الجامل يف كينونة‬ ‫قلت ملخصاً هذا كله بقويل يف‬ ‫الوجود‪ ،‬وما عذا هذين الهدفني فاإلنسان تراب يعود إىل بعضه‪ ،‬لقد ُ‬ ‫نهاية قصيدة‪:‬‬ ‫وع ْد تُ وحدي لسيدوري ألسأ لَــــــــــــها‬ ‫ِ‬ ‫املوت عن جسدي‬ ‫حاول ُْت يف الحان دف َع‬ ‫فلن تكون إلهاً بني آلهــــــــــــــــــــــــ ٍة‬ ‫يا شار َع العم ِر كم أغريتَنــــــــــا مبَدى‬ ‫َ‬ ‫"أوروك " كان الط ُني من جسدي‬ ‫بن ْي ُت‬

‫س‬ ‫وليس عنـــــــــدي‬ ‫ٌ‬ ‫مجاذيف وال ُد ُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫رش‬ ‫قالت تأ ّد ْب‬ ‫ْ‬ ‫وهاك املـــــــوتَ يا ب ُ‬ ‫اسطعت إنسانـــــــاً له و طَ ُر‬ ‫فكـ ْن إن‬ ‫َ‬ ‫الدرب والع ُم ُر‬ ‫ويكذب الفانيــــــــانِ ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫صع ْد تُ للسور كان الخال َد الحجــــ ُر‬

‫برتكيز عمر سعيد يف روايته عىل إلزام اإلنسان بفعل الخري‪ ،‬واإللزام طوعي‪ ،‬كام تؤكد الرواية‪ ،‬والعناية‬ ‫الواضحة بجاملية الفكرة والصياغة سار عمر سعيد عىل خطا جده جلجامش ليجعل من إهاب األفعى‬ ‫ردا ًء ملحتاج‪ ،‬وكرس َة خب ٍز لجائع‪ ،‬ومنديالً لتجفيف دمعة‪ ،‬وحاول بالعودة إىل حدائق بابل وجنائنها‬ ‫املعلقة أن يستحرض جام الً كونياً مل تستطع رمال الزمن طمره‪ .‬فالرواية يف غايتها القصوى تقف يف‬ ‫حاولت فحا ِولوا‪.‬‬ ‫محاريب الخري والجامل لتقول لنا‪ :‬لقد‬ ‫ُ‬ ‫والجامل البابيل مل يقترص عىل حدائق بابل املعلقة ورشيعة حمورايب الرائعة‪ ،‬وإمنا كان ال بد من‬ ‫عشتار وشبقها املتنقل من بابل إىل "فاس" يف املغرب‪ ،‬لتأكيد إدمان الحياة واستمرارها بشبق يجمع‬ ‫الحب والشبق تحت لحاف الساعات الست التي سار فيها قطار العمر بني املشيمة والكفن‪ ،‬وبني بابل‬ ‫وفاس يف لحظة تكثيف الزمن وإلغاء املسافات التي نسميها‪ ،‬وهامً‪ ،‬سنواتْ ‪ .‬لقد زالت مفارقة رؤية‬ ‫الصليب عند حواء عندما تعاملت معه بكونه رؤيا إنسانية أضافت شيئاً إلنسانية اإلنسان‪ .‬واستمرت‬ ‫لعبة الوجود غري مهتمة إال باإلنسان إلخصاب الحياة بشبق متوز وعشتار عىل مدارج حدائق بابل‬ ‫الجميلة يف مدينة فاس املغربية‪ .‬وبعد أن "رجعا من جولتهام داخل مدينة بابل ‪ ....‬تناول هو األطباق‬ ‫ليدخلها إال أنها ثنته عن ذلك لرغبتها يف تناول الطعام خارج الغرفة‪ ،‬وتحت ضوء القمر الذي بدا‬ ‫له وهي تشري إليه قمرا ً بابلياً باتساع دائرته‪ ،‬ودكنة البؤر املعتمة فيه‪ .‬قضيا معاً ليل ًة ‪ ،‬أقل ما يقال‬ ‫فيها‪ :‬إنها أشبه باحتفاليات آلهة الخصب عن البابليني" ص ‪ . 69/59‬يف هذه الليلة يكون الشبق خارج‬ ‫وواضح يف هذا الحدث انتصار‬ ‫التهتك‪ ،‬ويصبح مادة الخصب األوىل‪ ،‬وعودة الحياة إىل األرض املوات‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫اسطعت إنساناً له‬ ‫"سيدوري" عىل جلجامش‪ ،‬فإذا كان الخلود املتأ لِّه محظورا ً عىل البرش " فكن إن‬ ‫َ‬ ‫وط ُر "‪ .‬ال بد من العودة ألوروك والدفاع عنها‪ ،‬وبناء السور لحاميتها من الغزو‪ ،‬وال بد من جعل الجرس‬ ‫جميالً ليصمد يف وجه الغزو األحمق‪ ،‬فالجامل هو الخالد‪ ،‬وهو معصوم من االنهيار‪ ،‬أومل تنهزم جيوش‬ ‫بوش أمام أسد بابل وسور أوروك الجميل والحدائق املعلقة‪ ،‬والتي كانت الهدف األكرب للغزو‪ ،‬لقتل‬ ‫جامل بابل‪ ،‬وإصابتها بالعقم بعد سبي عشتار الجميلة‪ .‬لقد كان يف جلجامش زند كل مقاوم عراقي‬ ‫نفس إرصار الغازي األحمق عىل رسقة آثار العراق‪.‬‬ ‫لطرد االحتالل‪ ،‬وصيانة الحدائق املعلقة‪ .‬وإال كيف ّ‬ ‫كان ذلك يعني رسقة الوعي التاريخي املقاوم املنتصب يف تلك الهياكل العظيمة الرابضة وحدها عىل‬ ‫صدر الخلود‪ ،‬بينام هوالكو ارتد وارتد بوش وظلت الجنائن املعلقة تشري إىل قرب السامء من األرض ألن‬


‫رو ة‬

‫ث‬

‫ح‬ ‫ظ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫س‬ ‫ع‬ ‫يد ا ً‬

‫يمكن أن يكون من نصيبك‬ ‫عليك ال تصال آ‬ ‫التال‬ ‫الرقم‬ ‫عىل‬ ‫نجمه‬ ‫الفلك‬ ‫بعالمة‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫‪0096171422540‬‬

‫عالمة الفلك (نجمه (‬ ‫خ�ة ث‬ ‫اك� من ‪ 9‬سنوات ف ي� مجال علم أالفلك وقراءة الكف والوجه ولغة‬ ‫لديها ب‬ ‫العيون وتوافق ال براج‬ ‫لديها ث‬ ‫اك� من ظهور أعالمي عىل العديد من القنوات التلفزيونية مثل‬ ‫وقناةالبص�ة‬ ‫قناة(لمسات العرب)‬ ‫ي‬

‫يمكنكم التواصل معها عىل صفحاتها عىل مواقع فالتواصل االجتماعي او بع�‬ ‫خ�تها الواسعة ي� جميع جوانب الحياة‬ ‫تطبيق‬ ‫(برصل ) لتستفيدوا من ب‬ ‫ي‬

‫ال تصال بنا عىل هذا الرقم‬ ‫بإمكانكم إ‬ ‫‪0096171422540‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.