January Ya 7elween

Page 1

‫يا حلوين‬

‫‪JAN 2017‬‬

‫املرأة‬ ‫عاطال عن العمل؟ ‪ ...‬ملاذا؟‬ ‫إعادة تشكيل الكون‬ ‫نانيس عجرم تعايد الجمهور بأغنية جديدة‬


‫يا حلوين‬ ‫”‪“We are the beautiful people‬‬

‫" شئنا او أبينا نرحل من عامل اختربناه واختربنا إىل عا ٍمل سيختربنا ونختربه حتى نحكم عليه ويحكم علينا "‬

‫‪Dr. H. Farhat‬‬



4


‫يا حلوين‬ Magazine

Ya 7 e l w e e n

A Li fes t y l e M a g a z i n e

Editor-in-chief: Content Curator: Chief Designer:

Dr. Hassan Farhat April Khan Saood Mukhtar Ali

Canada/Europa: USA:

Media Contact: HSF Media Inc. 300 Cadman Plaza West Floor 12 Brooklyn, New York 11201

All editors and subeditors can be contacted via editorial office.

Managing editor: Advertising Sales manager:

Dr. Laurence Ajaka HSF Media Inc.

Copyright © 2017 by HSF Media Inc. All rights reserved. No part of this publication may be reproduced, distributed, or transmitted in any form or by any means, including photocopying, recording, or other electronic or mechanical methods, without the prior written permission of the publisher, except in the case of brief quotations embodied in critical reviews and certain other noncommercial uses permitted by copyright law. For permission requests, write to the publisher.

MAGAZ INE TEMPL ATE / O C TO B ER 2013 / w w w.your magaz i ne.co m

5


‫عم شوف مخادعني ليلة رأس السنة‬ ‫مريم حرب‬

‫كذب املنجمون ولو صدقوا"‪ ،‬وقد يصدق معهم شيئاً يف نهاية املطاف‪ ،‬بداعي الخربة‪ .‬منجمون تتسابق شاشات التلفزة عىل التعاقد معهم ليلة رأس"‬ ‫السنة فيتس ّمر املشاهد برتقب وتعجب وينصت إىل ما تحمله السنة الجديدة من توقعات‬ ‫وإ ّن عجت شاشات التلفزة بالربامج الرتفي ّهة فإنها تويل املحطة األوىل من برامجها مع عاملي الغيب أهمية قسوة‪ .‬من املنجمني من بات أشهر عن‬ ‫التعريف أل ّن بحوزته خربة سنوات طويلة‪ ،‬فارتفع أجره واكتسب نسبة مشاهدة األمر الذي يعود بالربح عىل املحطةاإلعالم ّية عرب اإلعالنات التجاريّة‬ ‫أرضبوا بالرمل أم متتعوا بالحاسة السادسة أم تكلموا مع الج ّن من العامل اآلخر‪ ،‬أم كانوا عىل صلة وثيقة بأجهزة استخباراتية أو بسياسيني يسعون‬ ‫لتمرير رسائل مبطنة من خالل املنجمني الشاعة أجواء معينة يف البالد‪ ،‬أم أ ّن توقعاتهم تأيت كخالصة متابعتهم الدقيقة للتحاليل الصحافية يف مجاالت‬ ‫السياسة واألمن واإلقتصاد والفن وغريها إال ا ّن النتيجة واحدة‪ :‬انغامس املحطات اإلعالمية بوحول التجار واإلتجار بعقل املشاهد وبإضاعة وقته‬ ‫توقعات سياس ّية‪ ،‬اجتامع ّية‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬رياض ّية وفن ّية‪...‬محل ّية‪ ،‬إقليم ّية ودول ّية‪ ،‬منها ما يضفي طابعاً من األمل ومنها ما يحبط النفوس خصوصاً‬ ‫دوري مبفهوم استباق األحداث ما يخفف من وطأتها‪.‬‬ ‫وأ ّن علامء النفس يربطون فكرة متابعة املنجمني ليس فقط ليلة رأس السنة إنّ ا أيضاً بشكل‬ ‫ّ‬ ‫إ ّن الظروف الصعبة التي تعصف ببعض البلدان تجعل من سكانه أرضاً خصبة ملادة دسمة من التوقعات؛ فمواطني البلدان التي تعاين من ظروف‬ ‫صعبة وغري مستقرة ووضع سايس وأمني مرتجرج هم الذين يتابعون عادة توقعات املنجمني لالطمئنان عىل مستقبلهم‪ ،‬وتخفيف قلقهم مام هو‬ ‫مقبل‪ .‬لك ّن التوقعات غالباَ ما تبقى مجرد أقاويل تدغدغ مشاعر الناس وتثري حريتهم ألنّها كلّام كانت أوضح كلّام كانت مشوبة بالغموض‬ ‫وتنقسم اآلراء حول جدوى ظهور هؤالء املتنبئني وفائدتهم‪ ،‬سواء إن صحت توقعاتهم أم ال تصح‪ .‬وميي ّيز البعض بني التنجيم والفلك إلعتبار األخري‬ ‫علم فضايئ يستند عىل مسار الكواكب واقرتابها أو بعدها الواحدة عن األخرى وعىل قرآة حثيثة باألرقام للسنوات الضوئ ّية‪ ...‬ويف هذا اإلطار رأي‬ ‫يل برفض املدجلني أل ّن ال عاملاً يف الغيب إالّ الله العيل كاتب قدر اإلنسان‬ ‫األديان ج ّ‬ ‫الهوليوودي املضبب الهائم والعائم يف التحاليل واستنباط األفكار‪ .‬مشهد أبطاله ارتدوا غالباً ثياباً‬ ‫واقع أنس له لبنان والعامل‪ .‬فاعتاد نظرنا ذلك املشهد‬ ‫ّ‬ ‫داكنة اللون يجتهدون ويجهدون أنفسهم يف الخداع يسطنعون وجهاً عابساً دؤوباً عىل التفكري خائفاً من املستقبل متهمهامً عىل املصري ينفرج لوهلة‬ ‫رؤية املنجم سحابة بيضاء تخرتق سوداوية رؤويته وذلك كله من رضورات املشهد التنجيمي املخادع الذي يتقنونه‪ ،‬فيقنعون‬ ‫‪6‬‬


‫كان يا ما كان‬

‫بقلم ماري‪-‬ميشال اسحق‬

‫يف غرفة صغرية تقع يف منزل جبيل و خلف جدران اصابها التعب راح ينظر من نافذته ويتأمل‪.‬ايامنا الجميلة بقيت ذكرى محفورة مل‬ ‫يعد للحارض طعم فايامنا متتاز بالطيبة و الربكة‪ ,‬ولكن ماذا عن اليوم؟‬ ‫بقعة صغرية من االرض مليئة بعطايا الله يعيش فيها البرش‪ .‬قدميا كان لعاملنا وحياتنا طعم مختلف‬ ‫نتحدث اليوم عن زمن امليالد و املحبة و التسامح واين نحن من كل هذة ال ِن َعم؟ نعيش حياتنا و لكل منا قصة‪ ..‬الحقد ينبت يف‬ ‫قلوب الكثريين‪ ..‬املحبة اصبحت شبه مستحيلة ‪ ،‬املبادئ تبدلت رمبا العامل بارسه‬ ‫اختلفت يف ايامنا اهتاممات البرش فمع تطور التقنيات ووسائل التواصل ومحاولة جعل العامل قرية كونية صغرية فشل الكثريون يف‬ ‫انجاح هذه املعادلة اذ‪ ,‬ابعدوا الناس عن بعضهم البعض‪ .‬االغلبية اصبحت اهتامماتها مادية و ليست معنوية‪ ..‬فقد اصابهم مرض‬ ‫الفجاعة يف زمن نرى فيه اطفاال جياع ميوتون من كرثة الربد و يعيشون مأسات طفولية مل نشهدها قط‪ ..‬اطفال يعانون ‪ ,‬ينزفون ‪,‬‬ ‫ميوتون و اطفال يُحتقرون‪ .‬الطفل مل يعد طفال بل اصبح عبارة عن رجل اهلكته الحياة بقساوتها‪ ..‬الطفل تحول اىل رجل تراوده‬ ‫مشاهد الحرب و الدمار واجسام تسيل منها الدماء‪ ..‬هو مل يعد يذكر يف حياته كلمة سالم فالحياة بالنسبة اليه تحولت رماد‬ ‫العامل بارسه تبدل فاالخ خاصم اخاه‪ .‬اخاه من امه و ابيه‪.‬الدماء نفسها و العروق كذلك لكنهم اختلفوا‪ ..‬و السبب؟ السبب ثروة!! نعم‬ ‫عاملنا تحول ايل عامل جياع مرىض ُعقَد مالية مل يعد االخ يكرتث اخاه بل يبحث عن راحته اعتقادا منه ان الراحة هي راحة الجيب‬ ‫االن ويف مجتمعاتنا يدرسون يتعلمون و ينفقون املال عىل املدارس و الجامعات ولكن الجهل يلبسهم اكرث من الجاهل نفسه‪ .‬مجتمع ال‬ ‫يعطي لالنسان حقه‪ ,‬فالغني مهام كان غبيا مييزونه و يفخرون به ويطلقون عليه لقب الزعيم واما الفقري الذي ميلك ابداعا يف عقله‬ ‫و قلبا نقيا يخاف الله ال احد يستعربه‪ .‬نعطي الفقري بقايا طعامنا ومالبسنا بينام الغني فنهديه ما ليس بحاجة اليه فقط للقيمة املادية‬ ‫و الشأن االجتامعي‪ ..‬ففي مجتمعنا يعتربون الغنى هو غنى املال ال العقل‪ ..‬وكيف ال نثبت اننا يف زمن فاشل؟ ترى االشخاص يغضبون‬ ‫من غري سبب و كالمهم يف غري نفع والعطية يف غري موضعها‪ .‬فاملظاهر ام املواقف‪ .‬مجتمع قائم عىل االنانية و حب الذات او املصلحة‬ ‫فالقلب النقي تبخر‪ ,‬صديقك اليوم عدوك غدا ً‬ ‫اي ميالد والحروب قامئة ؟ نصطنع السالح ونرفعه بوحه اخينا ‪,‬نحارب من ليس لهم‬ ‫اذا اهال باملحبة و اهال بالسالم اهال بزمن امليالد‪ُ .‬‬ ‫عالقة ‪ ..‬نرفع سالحنا بوجه اطفال ليس لديهم القدرة عىل حامية انفسهم‪ ..‬فلامذا ال يستعمل السالح عينه يف صنع املحبة و السالم ؟‬ ‫عىل امل ان تكون هذه السنة خامتة اخزان الكثري و تنتهي حروب املنطقة اجمع يبقى املنا باننا ابناء الله‪ .‬االمل عنواننا و نقاء‬ ‫القلوب ومساعدة االخر نعمة فالحياة ليست باملظاهر امنا هي العطاء‬

‫‪7‬‬


Magazine

‫املرأة‬

‫حسن فرحات‬.‫د‬

8

MAGAZ I N E T E M PLATE / OC TOBE R 2013 / w w w.yo ur m agaz i ne.com


‫املرأة كائ ٌن نجهل الكثري عنه ألنه يختلف ع ّنا من الناحي ِة الجسدية واملعنوية والنفسية وحتى الناحية اإلميانية ‪ ،‬إنها تختلف ع ّنا ألنها تحتوي عىل‬ ‫مخزونٍ من األشياء الثمينة والق ّيمة التي ال نستطيع االطالع عليها دفعة واحدة لصعوبة تلقّي تبعات الصدمة من هذا الكنز الذي أودعه الله‬ ‫يف داخل هذا الكائن اللطيف والحساس واملمتلئ باملشاعر الجياشة التي تبقى مكبوتة يف داخلها حتى تطمنئ إىل الشخص الذي تصادفه وترتاح‬ ‫ِ‬ ‫مرهف‬ ‫ملعارشته إذا ارتبطت به‪ ،‬أو مجرد البوح بهذه املشاعر إىل أقرب األشخاص لها من األصدقاء املخلصني لهذه املشاعر التي يُق ِّدسها كل كائنٍ‬ ‫الحب هو الذي يرسم لنا‬ ‫اإلحساس ومت ّيمٍ بكل جامل يصدر عنها ألنها هي الجامل والحب والقدر ‪ ،‬إِ ْذ ليس القدر هو من يرسم الحب لنا‪ ،‬بل ُّ‬ ‫كل جميلٍ يصدر منها ألنها أعلم من الجنس اآلخر الذي ال زال يتعلّم يف مدرستها التي تزداد تألقأ وإبداعاً يف عامل‬ ‫القدر الذي ال ينفصل عنها وعن ّ‬ ‫املعرفة اللطيفة والحساسة‪ ،‬يقول الشاعر املرصي حافظ إبراهيم‬ ‫األ ُّم مدرس ٌة إذا أعددتَها أعددْتَ شعباً ط ِّي َب األعراقِ‬ ‫أهل لهذه املرتبة التي‬ ‫مختص باملرأة التي ك ّرمها ربها وجعل الجنة تحت أقدامها ألنها ٌ‬ ‫املرأ ُة عا ٌمل ال يتوقف عند ح ٍّد وال أحد يستطيع أن يوقفه ألنه‬ ‫ٌ‬ ‫غض الطرف عن هذه املنزلة الربانية ألنه ال يفقه إال بفقه يالئم شخصه الكريم دون عنا ٍء يف البحث العميق‬ ‫ال تليق إال بها وإن أنكر اآلخر أو َّ‬ ‫بالفقه الجامع للنفس البرشية دون تفضيلِ ٍ‬ ‫أحد عىل اآلخر إال ما أتت به الكتب الساموية دون اجتها ٍد من عامل الفقه الرجويل ‪ ..‬علينا التحيل‬ ‫رب‬ ‫بها‬ ‫ها‬ ‫خص‬ ‫التي‬ ‫اإللهية‬ ‫املنزلة‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ‫برشية‬ ‫والغري‬ ‫البرشية‬ ‫املخلوقات‬ ‫عن‬ ‫تختلف‬ ‫كائن‬ ‫ألنها‬ ‫برحابة صد ٍر واسع عندما يتعلق األمر باملرأة‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫العرش ‪ .‬قال تعاىل يف محكم كتابه يف سورة النساء‬ ‫اس اتَّقُوا َربَّ ُك ُم ال َِّذي َخلَ َقكُم ِّمن نَّف ٍْس َو ِ‬ ‫اح َد ٍة َو َخل َ​َق ِم ْن َها"‬ ‫يَا أَيُّ َها ال َّن ُ‬ ‫َز ْو َج َها َوبَثَّ ِم ْن ُه َم ِر َجالً كَ ِث ًريا َونِ َسا ًء ۚ َواتَّقُوا اللَّ َه ال َِّذي ت َ​َسا َءلُو َن ِب ِه َو ْالَ ْر َحا َم ۚ إِ َّن اللَّ َه كَا َن َعلَ ْي ُك ْم َر ِقي ًبا‬ ‫أهل لقيادة املجتمع الذكوري إذا أردنا أن ننصفه ّن مبا يليق به ّن ‪ ،‬منذ القدم وإىل يومنا ال زال العامل‬ ‫علينا أن ال ننىس أن التاريخ يشهد له ّن أنهن ٌ‬ ‫يفيض بالنساء الفضليات عىل م ّر العصور حيث أن العقل البرشي ال مي ّيز بني الرجل واملرأة ‪ ،‬ألن العقل يعتمد مقياسا علميا ويقدر اإلبداع العلمي‬ ‫سواء أكان من هذا الجنس أم من ذاك ‪ ،‬فال فرق ‪ ،‬أما العنرص البرشي فهو يصنف اآلخر دون اعتامد أي منهجية علمية دقيقة بل يعتمد عىل‬ ‫اجتهاده الخاطئ يف أغلب األحيان‬ ‫نغي شيئاً يف عامل الوجود وال نستطيع أن نتنبأ مبا قد يحصل الحقاً يف عامل‬ ‫لقد حان الوقت ليك ندرك أن الكون قائم بقدر قادر وال نستطيع أن ّ‬ ‫اإلدراك العقالين أو يف عامل الالوعي الذي قد يأخذ املرء بعيدا ً عن هذا الواقع األليم الذي مت ّر به اإلنسانية والبرشية جمعاء من تسلط ِمن قبل‬ ‫الذين تتملكهم العنجهية والتكرب والتسلط وعدم مباالة باآلخر سوا ًء أكان من جنسه أم ال ‪ ،‬أو كان من غري عرقه وثقافته ‪ ،‬عندها تتضح األمور لنا‬ ‫جميعاً أن العقل ُهو األساس يف تحديد مفهوم الحياة ‪ ،‬عند إدراك هذا املفهوم عندها نستطيع أن نحكم عىل املرء بالنسبة إىل نظرته للمرأة ألنها‬ ‫جز ٌء ال يتجزأ من أنفسنا ‪ ،‬فكيف إذا كانت هي النفس كلها وهي كانت وما زالت تبعث األمل والحب يف هذه الحياة ألنها هي عاشقة الوجود يف‬ ‫دنيا وجودنا‬ ‫لقد انتهت لعبة اآلخر بالنسبة إىل نظرته للمرأة يف عاملنا الرشقي ‪ ،‬وعلينا إعادة صياغة خطابنا وإعادة بلورة خطاب ين ُّم عن معرف ٍة عميقة‬ ‫وصادقة ومنفتحة وعقالنية عندما نتحدث عن هذا الرشيك املالزم لنا يف حياتنا اليومي ِة الذي ميتلك تطلعاته وطموحاته التي قد تختلف عن‬ ‫اآلخر يف دنيا املنافسة الرشيفة والصادقة واملنفتحة والتي قد ت ُظهر لنا ما نجهله عن هذا الكائن املوجود واملق َّدس واملك ّرم من خالق البرش والحجر‬ ‫وخالق كل يشء من ال يشء‬ ‫نحن عىل ٍ‬ ‫موعد مع إرشاق ٍة جديدة ومشاركة ٍ فاعلة من هذا العنرص النسايئ ليك يظهر ما عنده من إبداعات قد تنقذنا من حالة الضياع التي‬ ‫تسود العنرص الذكوري يف عاملنا العريب الذي سيبقى عىل هذه الحال إىل أن يعي أن املجتمع يتّسع للكل دون نظرة فوقية غري واقعية عن اآلخر‬ ‫الكل يف املجتمع من أجل املجتمع ‪..‬‬ ‫الذي هو أنا ‪ ،‬وأنت ‪ ،‬وهو وهي‪،‬و إىل آخره ‪ ...‬انتهت لعبة العنرص الواحد وبدأت مرحلة انصهار واندماج ّ‬ ‫ورحم الله أحمد شوقي حني قال‬ ‫وإذا النساء نشأ َن يف أم َّي ٍة‬

‫‪9‬‬

‫رضع الرجال جهال ًة وخموال‬


Magazine

10

MAGAZ I N E T E M PLATE / OC TOBE R 2013 / w w w.yo ur m agaz i ne.com


‫لشبونة تتحدث بكل الحضارات ‪..‬؟‬ ‫من أدب الرحاالت‬ ‫عن رحلتي اىل الربتغال‬ ‫اللغة العربية حارضة يف الرتاث الشعبي ؟‬ ‫أسطورة الديك عىل كل االلسنة ؟‬ ‫بقلم سليمة مليزي‬ ‫حني يكتشف االنسان أن هناك مدن تعبق برائحة التاريخ وحضارة امتزجت بسحر الرشق ‪ ..‬وهندسة األندلس ‪ ..‬لشبونة التي أخدت من كل‬ ‫حضارة عبق التاريخ مفتوحة عىل فضاء ال نهايئ ‪ ..‬وترتبع عىل عرش جامل ليس له نظري ‪...‬هكذا اكتشفت هذه املدينة الحاملة الهادئة املرتامية‬ ‫عىل بحر تاجة واملطلة عىل املحيط االطليس ‪..‬تسحر السائح بجاملها رغم ان شعبها قليل املرح ويشعرك بانه ليس له الوقت ال للضحك وال‬ ‫شعب اثبت بجدارة قوته وجامله يف نسج مدينته بحبكة امتزج فيها جامل املايض العريق ورونقه‬ ‫للهو وال حتى بسمة تفرحك رغم ذلك‬ ‫ٌ‬ ‫الحارض ‪...‬أ فاق جاملها التصور نحت الله ارض الربتغال من جبال وخلجان وبحريات وبعض الخرافات واملناظر الشاعرية‪ ،‬ثم اكمل الربتغايل‬ ‫انجازه ببناء قرى شبيهة بالحلم‪ ،‬ومدن مشبعة بالخيال‪ ،‬ومعامل تعكس عظمة برش مغامرون فتحوا نصف العامل وبنوا نصفه االخر بجامل‬ ‫العمران الحديث‬ ‫حني يكتشف االنسان أن هناك مدن تعبق برائحة التاريخ وحضارة امتزجت بسحر الرشق وهندسة األندلس ‪ ..‬لشبونة التي أخدت من كل‬ ‫حضارة عبق التاريخ مفتوحة عىل فضاء ال نهايئ ‪ ..‬وترتبع عىل عرش جامل ليس له نظري ‪...‬هكذا اكتشفت هذه املدينة الحاملة الهادئة املرتامية‬ ‫عىل بحر تاجة واملطلة عىل املحيط االطليس ‪..‬تسحر السائح بجاملها رغم ان شعبها قليل املرح ويشعرك بانه ليس له الوقت ال للضحك وال‬ ‫شعب اثبت بجدارة قوته وجامله يف نسج مدينته بحبكة امتزج فيها جامل املايض العريق ورونقه‬ ‫للهو وال حتى بسمة تفرحك رغم ذلك‬ ‫ٌ‬ ‫الحارض ‪...‬أ فاق جاملها التصور نحت الله ارض الربتغال من جبال وخلجان وبحريات وبعض الخرافات واملناظر الشاعرية‪ ،‬ثم اكمل الربتغايل‬ ‫انجازه ببناء قرى شبيهة بالحلم‪ ،‬ومدن مشبعة بالخيال‪ ،‬ومعامل تعكس عظمة برش مغامرون فتحوا نصف العامل وبنوا نصفه االخر بجامل‬ ‫العمران الحديث‬ ‫تشرتك الربتغال يف تاريخها املبكر مع بقية شبه الجزيرة األيبريية يشتق االسم الربتغال من االسم الروماين بورتوس كال‪ .‬أما يف الروايات العربية‬ ‫فيقال أن هذه التسمية تعود إىل وفرة أشجار الربتقال وسامها العرب بالد الربتقال‪ .‬استوطن املنطقة السلتيون والشعوب التي سبقتهم‪ ،‬مام‬ ‫أدى إىل ظهور الغاليسيني واللوسيتانيني والسلتيسيني والسينيتيني‪ ،‬باإلضافة إىل شعوب أخرى واردة مثل الفينيقيني والقرطاجيني‪ .‬خضعت‬ ‫املنطقة للحكم الروماين تحت اسم لوسيتانيا من ‪ 45‬ق‪.‬م حتى ‪ 298‬م‪ ،‬حيث استوطنها السويبيون والبوريون والقوط الغربيون وفتحها الحقاً‬ ‫املسلمون‪ .‬من التأثريات األخرى األقل أهمية هي بعض بقايا القرن الخامس من مستوطنات أالن والتي تم العثور عليها يف ألنكري وكوميربا‬ ‫وحتى يف لشبون‬

‫‪11‬‬


‫لشبونة تتحدث الحضارات‬ ‫لشبونة القدمية ‪..‬الربتغال‬ ‫أخدتنا إيل جامل أربعينيات القرن املايض ‪..‬؟‬ ‫كل األمكنة تعرب عن جاملها الساحر وتأخذنا شوارعها إىل حقبة جميلة من تاريخها ‪..‬تنطق بحب كبري ملا تحمله من حضارة عريقة نطقت بالتطور ومل تتخىل‬ ‫عن ماضيها الجميل امتزجت بسحر الرشق وطفت عىل بناياتها سحر االندلس هذا ما ملسته ورايته يف املدينة القدمية للشبونة التي تقع تحت قلعة أو قرص‬ ‫جورج الخامس بني يف القرن الحادي عرش ‪ ..‬الذي يرتبع فوق جبل يطل عىل املدينة من كل جانب ويعترب من اجمل املناظر‬ ‫وأنت تتجول يف شوارعها وكأنك يف بداية القرن املايض بكل دقة وما يحمله املكان من همسة وشعور ونفس املايض‪ ...‬الشوارع الضيقة ال تزال بحجارتها املربعة‬ ‫والبيوت التي أخذت من هندسة األندلس سحرها العريب وأسطحها املرصعة بالقرميد األحمر تشعرك بالفت املكان ‪..‬وسكة الحديد التي يرس عليها الرتومياي‬ ‫القديم املصنوع من الخشف من الداخل والحديد من الخارج وألوانه الزاهية ‪ ..‬وأزيز عجالته التي أخدتنا فعال اىل فرتة أربعينيات القرن املايض ‪ {..‬وما شهدناه‬ ‫من أفالم تاريخية} ‪ ..‬وتعيد اذهاننا اىل روائع االدب االملي ما قرانه عن مدن حاملة اوروبية مثل لشبونة ‪ ،‬وكأننا سافرنا عرب الزمن سحر وجامل والفة املكان ‪..‬‬ ‫وتقاليدهم التي تشبه كثريا تقاليد بالد األمازيغ يف املغرب العريب وخاصة الجزائر منطقة القبائل الكربى هناك تشابه كبري يف الصناعات التقليدية وخاصة األلوان‬ ‫وما الحظته هناك متاثيل عديدة ومختلفة األشكال واأللوان ملجسم الديك وعندما سالت السيدة التي تبيع هذه الهدايا قالت لنا أقرأوا هذه القصة املعلقة عىل‬ ‫شكل كتاب صغري عىل مجسم الديك ‪ ..‬األسطورة تقول انه حدث يف قديم الزمان أن رجالً زار املدينة فعزمه غني القرية ‪ ..‬واكرمه بعشاء فاخر ولسوء حظه يف‬ ‫تلك الليلة هجمت اللصوص عىل الرجل الغني فأخذت ماله وذهبه ‪ ..‬ويف الصباح نهض صاحب البيت فلم يجد شيئا من رزقه فاتهم الرجل الضيف املسكني‬ ‫بانه هو من رسقه ‪ ..‬وعند محاكمته عند القايض ‪..‬مل يفلح يف تصديق القايض انه مل يرسق الرجل الذي اكرمه ‪ ..‬ثم انتبها اىل الديك الذي كان يصاحب الرجل‬ ‫الغني قائالً ‪ :‬انظروا اىل ذلك الديك إنه شاهد عيل أنني مل أرسق ‪ ...‬انه سيثب براءيت وملا انتهى السيد من إدالء برأي ُه نطق الديك وشهد عن الرجل انه مل يرسق‬ ‫ومنذ ذلك الوقت وهم يهتمون مبجسم الديك كرمز للصدق واملحبة‬ ‫‪ 22‬أوت ‪2015‬‬

‫‪lISBON CAP OF PORTUGAL PICS INCLUDED‬‬

‫‪12‬‬


‫مزيج من العربية ولغتهم األم‬ ‫الربتغالية‬ ‫ٌ‬

‫اللغة الربتغالية هي لغة رومانسية نشأت يف مايعرف اآلن بغاليسيا (أسبانيا) وشامل دولة الربتغال الحالية مشتقة من اللغة الالتينية انترشت يف جميع أنحاء‬ ‫العامل إبان ظهور الربتغال كقوة استعامرية يف القرون ‪15‬م و‪16‬م امتدت من الربازيل إىل ماكاو يف الصني وغوا يف الهند وخالل ذلك الوقت نشأت لغات كريولية‬ ‫عديدة تستند إىل اللغة الربتغالية يف جميع أنحاء العامل خصوصا إفريقيا ومنطقة الكاريبي‬ ‫الفتحات االسالمية‬ ‫فتحوا املسلمون الربتغال عام‪ 714‬م وظلت سيطرتهم عليها حتى عام ‪ 1139‬م ‪ ،‬وأسفر ذلك عن دخول ثالثة االف كلمة عربية إىل اللغة الربتغالية ‪ .‬وقد صنفها‬ ‫االب جان دي صوصه املولود يف دمشق من ابوين عربيني معجام يف ‪ 160‬صفحة جمع فيه األلفاظ التي اقتبسها الربتغال من العربية ‪ ،‬هذه األلفاظ التي‬ ‫تغلغلت يف اللغة الربتغالية اىل حد كبري وأنا أتجول يف مدينة لشبونة السياحية الساحرة التي جمعت يف هندستها بني الحضارة األوروبية وسحر الرشق ‪ ..‬وجامل‬ ‫العمران األندليس اإلسالمي والتي ترتبع املدينة القدمية القصبة العريقة التي بناها املسلمون او الربابرة الذين أتوا من املغرب العريب الن هناك تشابه كبري بني‬ ‫قصبة الجزائر وقصبة لشبونة اىل حد كبري لكن الفرق انهم مهتمون بها كثريا والذي أضاف جاملها ملسة الهندسة األوروبية وخاصة الرتومايا القديم والكنائس‬ ‫الشامخة الذي أضاف جامال رائعا عىل تالحم الحضارات ‪..‬اثناء تجوايل يف شوارعها كل يوم استمع او اكتشف كلمة جديدة يف اللغة الربتغالية من أصول عربية‬ ‫وحسب بحثي ان هناك ما يقارب ‪ 2000‬كلمة من أصول عربية ‪ ..‬فالكلامت التي سمعتها ينطقونها باللغة العربية وبالشكل‪..‬الصحيح حدثت يل قصة انني‬ ‫السكر فقلت له نعم هو اسمه‬ ‫ذات صباح طلبت من النادل باإلنجليزية ان يعطيني فحمله يف يديه وقال يل هذا السكر فقلت له اه سكر ثم قال يل بأرسار ال ُ‬ ‫من اصل عريب فقال يل نعم هذا جميل ‪ ..‬وهناك عىل محالت املجوهرات كلمة الجواهر ي وهي من اصل عريب أيضا‪ ،‬وأيضا هناك كلمة ( اصرب) وأيضا هناك‬ ‫كلمة ( هذه كلمة يتداولنها كثريا بينهام ‪..‬ال أريد ان أتعمق يف هذه البحوث النها من أهل االختصاص‬ ‫حديقة تتحدث بكل اللغات ؟‬ ‫سحر املدينة يف حدائقها ‪ ..‬يف جامل الطبيعة التي تتوسط املدينة ‪ ...‬حديقة الحيوانات بوسط لشبونة عاصمة الربتغال رغم أنها صغرية اال انها تشعرك وكانك‬ ‫سافرت عرب القارات الخمس مام تحمله من جامل نبايت متنوع يشعرك انك تحت أشجار يف أمريكا الجنوبية وحيوانات من أفريقيا وطيور جميلة من آسيا‬ ‫وخاصة تلك الطيور املتنوعة بتغاريدها التي أخدتنا إيل غابات أالمازون وأدغال أفريقيا‬ ‫والشئ الذي يذكرنا بالحضارة اإلسالمية يف األندلس هي أسامء بعض الطيور التي تعود اىل اللغة العربية وحضارة االندلس العريقة ومن بينها طائر الببغاء الذي‬ ‫نسميه نحن بالعامية(الببغايو‬

‫‪13‬‬


‫قراءة أدبية يف كتاب ( منت وحاشية ) لألديب‬ ‫والناقد الجزائري عبد الله اليل صدر عن دار عيل‬ ‫بن زيد للطباعة والنرش _ بسكرة‬

‫‪14‬‬


‫بقلم ‪ :‬االديبة والصحفية سليمة مليزي‬ ‫الحديث عن أعامل االديب والناقد االستاذ عبد آليل يأخذنا بعيدا اىل جامليات االبداع وخاصة النقد االديب الذي يسافر بنا اىل ملكوت الذات‪ .‬تحمل‬ ‫هذه الذات من ضيق العامل إىل االتساع والرحابة ‪ ،‬فتحلق روح هذا الفنان املبدع يف فضاء يوصف بدقة وحركية االبداع الخيايل اىل عامل القراءة‬ ‫املمتعة التي تعكس الوجه االخر للمبدع الكتاب الذي ينقل لنا انتاجه بكل دقة ‪ ،‬األديب والناقد عبد االيل يوصف األعامل االدبية بدقة فائقة‬ ‫الجامل ‪ ،‬لرتتبط هذه الذات بالحياة بالوجود‪ ..‬وأكرث ارتباطها بالفكرة النمطية او الواقعية والخيالية أحياناً التي يحتضنها القارئ بكل شغف وحب‬ ‫كربين لعمق القراءة النقدية التي تخدم الكاتب بشتى انواعها‬ ‫كتاب ( منت وحاشية عبارة عن مجموعة من القراءات النقدية لكتاب مختلفني حسب اختالفهم الفكري واأليديولوجي وأيضا فارق الزمن الذي ‪-‬‬ ‫يُعترب بالنسبة للكاتب عبد الله اليل يلخص باختصار الفكر وأهمية الكاتب وعمقه وما يقدمه للقارئ ‪ ،‬بغض النظر عن انتامئهم ألي فكر ما أو‬ ‫عقيدة ما أو حتى جيل‪ ،‬ويرتبع عىل عرش اإلبداع األديب ‪،‬الكتاب يحتوي عىل مجموعة من القراءات ملختلف األدباء واملفكرين الجزائريني‬ ‫لو نعود قليال ملا حققه األديب والناقد عبد الله اليل قبل التطرق ملحتوى الكتاب ‪ ،‬نجده من بني األدباء والناقد القالئل الذين جمعوا بني النقد‬ ‫األديب البناء وكتابة القصة القصرية والرواية وحتى اهتاممه الكبري بأدب الطفل ‪ ،‬كونه أستاذ اللغة العربية مام أهله أن يتقن ف ّن الكتابة لألطفال‪،‬‬ ‫وصدر له إىل غاية اآلن ما يقارب ‪6‬أعامل أدبية بني القصة القصرية وقصص األطفال وكتب يف القراءات النقدية ‪ .‬وله أكرث من ‪ 7‬كتب مخطوطة هي‬ ‫قيد النرش ‪ ،‬مام يؤهله أن يكون ضمن قامئة األدباء الكبار املتميزين يف الجزائر وخاصة بالنسبة للنقد األديب ‪ ،‬هذا الجنس األديب الذي كان تقريبا‬ ‫غائباً يف الجزائر وإن وجد يكون نقدا ً هداماً أكرث منه أن يخدم األدب يف الجزائر بصفة عامة‪ ،‬حيث يعترب النقد األديب اللبنة األساسية يف نجاح‬ ‫األديب ومييز كل عمل عن اآلخر و القراءات النقدية تلعب دورا ً مهام جدا ً يف التعريف الجانب الفني والفكري لألديب ‪ ،‬وأيضا يخدم الكاتب يف‬ ‫إيصال الفكرة التي بُنيت بها الرواية أو املجموعة القصصية أو حتى الشعر ‪ ،‬مام يسهل عىل القارئ ويحفزه عىل مطالعة األعامل التي كتبت فيها‬ ‫قراءات نقدية أدبية حتى يلتحم األدب بجاملية اإلبداع‬ ‫نعود إىل الكتاب القيم الذي بني أيدينا وعنوانه يرمز لقيمة العمل األديب ( منت وحاشية )؛ عنوا ّن عميق يوحي لنا وكأننا أمام حرضة التاريخ حني‬ ‫كان بالط األمراء يتميز بأهمية وجود شاعر البالط أو مفكر وفيلسوف حني كان مجد العرب نجاحهم مرتبط بالعلوم والطب والفلسفة واالدب ‪...‬‬ ‫هكذا أحسست وأنا أترجم العنوان الذي يحمل أكرث من داللة وجامليات الفكر لدى الكاتب والناقد ‪ ،‬املنت يف املصطلح ال ّنقدي هو ال ّنص األصيل‬ ‫الذي يدرس نقديّا سواء كان شعرا ً أو نرثا ً‪ ،‬والحاشية هي القراءة ال ّنقدية التي تكون عىل هامش ال ّنص وتسعى لفهم معانيه العميقة وترشحها‬ ‫وتق ّربها للقارئ‪ ...‬هذا التصور العميق يف النقد األديب يرتك القارئ يقف طويال ويتمعن يف جامل النقد الذي رمبا كان للبعض هاجسا يخيف املبدع‬ ‫بدال ما يفرحه ‪ ،‬وهذا ما أستطاع الناقد عبد الله اليل تغيري منهجه و إيصاله للقارئ بشكل اطبي ممتع ‪ ،‬حيث يقول يف املقدمة ( بني يدي الكتاب‬ ‫ما أشد أن متتشق القلم وتحرر هوامش عىل متون من االبداع ‪ ،‬هي عصارة فكر أصحابها وجزء من أرواحهم ‪ ،‬وتقول يف بعضها أصابوا ويف األخرى "‬ ‫أخطأوا ‪....‬لكن القلم أحيانا ال ميكن كبح جامحه ‪ ،‬فينطلق يف عنفوانه غري آبه بطول مدى الحلبة أو قرصها ‪ ،‬وبخطر ما هو مقدم عليه وصعوبته‬ ‫وصف جميل طرحه الناقد حيث يدرك ما قيمة اإلبداع لدى الكاتب حتى ولو أخطأ أحيانا لكنه يكتب من أجل أن تصل أفكاره للقارئ ‪ ،‬هذا ما‬ ‫فرسه الناقد عن أهمية اإلبداع عند الكاتب حتى ولو أنه أحيانا يجد صعوبة يف إيصال الفكرة للقارئ ‪ ..‬حسب تفسري الناقد عبد الله اليل إال أنه‬ ‫يسافر يف عمق األعامل األدبية التي يختارها كسفينة يبحر بها يف عمق الحرف ويستمتع برحلة اإلبداع العميق ومتعة التصور الخيايل أو الواقعي‬ ‫للحكاية‬ ‫الناقد واالديب عبد الله اليل وحسب ما قرأت له من قراءات نقدية يف أعامل كثرية ؛ فإنّه يتقن فن التدقيق يف وصف العمل بكل تفاصيله وأحداثه‬ ‫حتى تشعر أنه يناديك بكل سحر جاميل للبحث عن العمل وقراءته ‪ ،‬يف اعتقادي أ ّن هذا هو الناقد الذي يجمع بني النقد األديب البناء ونقل صورة‬ ‫املشهد األديب بشكل واضح وجاميل للقارئ ‪..‬والن الناقد واالديب عبد األيل دامئاً يُع ّر ُف الكتاب واملبدعني من خالل أعاملهم عرب رحالته النقدية‬ ‫املمتعة‬ ‫يف رحلة مع كتاب (هؤالء اصدقايئ ) للدكتور عبد امللك مرتاض ‪ ..‬يقول الناقد هو يحيك يومياته يف العاصمة أنها تشبه قصص الرحالة القدامى _‬ ‫مع العجائب واآلثار حيث يبحر يف كتابه هؤالء اصدقايئ والذي يعترب من أحدث كتب الكاتب عبد امللك مرتاض ‪ ،‬رغم الحجم الكبري للكتاب إال أنه‬ ‫متنى لو يعيد قراءته ويسافر يف خباياه القيمة‬ ‫أردت فقط أن أع ّرف أهمية هذا الكتاب النقدي للقراء ‪ ،‬والذي شمل العديد من القراءات منها‬ ‫‪ _1‬رحلة مع كتاب ( هؤالء اصدقايئ ) للدكتور عبد امللك مرتاض‬ ‫‪ _2‬قراءة يف كتاب ( نظريات القراءة يف النقد املعارص ) د‪ .‬حبيب مونيس‬ ‫‪_3‬قراءة يف رواية ( همس الهمس ) محمد الكامل بن زايد‬ ‫‪ _4‬ملحمة الزعاطشة للشاعر أحمد جالل‬ ‫‪15‬‬


‫عاملي‬ ‫"إم يب ثري" ‪ ...‬جنون ّ‬

‫كارال الح ّد اد‬

‫من م ّنا مل يقم بتنزيل أغنية من عىل اإلنرتنت؟!‬ ‫عىل ال ّرغم من أ ّن بعض الرشكات تحاول تحريم أو منع األفراد من التّحميل‪ ،‬األمر الذي مل يوقف األفراد من تحميل ملفات ال"إم يب ثري" بطرق عديدة وأحيانا غري رشع ّية‪ :‬فملفات‬ ‫رصف أي أحد مجانا‪ .‬فكل ما يحتاجه األشخاص هو جهاز حاسب آيل وطريقة إتّصال باإلنرتنت‬ ‫الـ"إم يب ثري" موجودة تحت ت ّ‬ ‫فاإلهتامم بهذا ال ّنوع من التحميل سببه‪ ،‬بالطبع‪ ،‬هو ما ال يكسبه صناع املوسيقى من جراء هذا‪ .‬باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬هناك مخاطرة القرصنة‪ .‬فتشري ال ّد راسات إىل أ ّن قرصنة الكمبيوتر‬ ‫السابقة‪ .‬فرشكات املوسيقى و الفناّنني يلومون إمكانية تحميل أغانيهم أو الفيديو‬ ‫أمثال أقراص ممغنطة سواء أكانت ‪ cd‬أو ‪ dvd‬بدون إذن املالك‪ ،‬قد زادت بكرثة يف األعوام القليلة ّ‬ ‫كليب الخاص بهم من عىل اإلنرتنت‬ ‫كل األحوال‪ .‬فعىل ال ّرغم من أ ّن بعض الرشكات قد حاربت تحميل ملفات "إم ىب ثري" مجاناً من‬ ‫إن إمكانية تنزيل جميع أنواع املوسيقى من مختلف أنحاء العامل ليس أمر يسء عىل ّ‬ ‫عىل االنرتنت‪ ،‬بادعاء أن هذا األمر يؤدي إىل تخفيض أرباحهم‪ ،‬فهناك جانب آخر لهذه العملية‪ .‬فإذا كانت التّحميالت املجاّنية تقلّل من أرباح ص ّناع املوسيقى‪ ،‬فهي تساهم يف شهرة‬ ‫أغانيهم‪ .‬وهم ال يستطيعون أن يشتكوا من هذا‬ ‫هناك بالفعل بعض القوانني التي تحمي حقوق ال ّنرش للمل ّحنني والفرق املوسيقية‪ .‬وهذه القوانني تلفت إنتباههم عىل املواقع و الربامج التي تتيح تحميل مجا ّين لألغاين‪ ،‬ألن هذه‬ ‫املواقع أو الربامج هي يف األغلب التي تخالف القانون‬ ‫عىل الرغم من ذلك‪ ،‬فاملواقع التي تكسب املال مقابل تحميل األغاين تخاف أيضا القوانني ولكن هذا غري وارد كثريا‬ ‫الشكة مقابل وضع األغاين متاحة للتّنزيل‬ ‫رشكات األعامل املوسيقية والقوانني تفرض عىل املواقع وبرامج التّحميل الحصول عىل ترصيح مسبق من ّ‬ ‫فهل ستفكر مرتني قبل تنزيل أغنية من عىل اإلنرتنت أم أنّك ستست ّمر يف مخالفة القوانني؟!‬

‫‪16‬‬


‫‪ _5‬األستاذ عبد القادر صيد مبنظار مق ّرب‬ ‫‪ _ 6‬قراءة أدبية يف ( معجم أعالم بسكرة ) لألستاذ عبد الحليم صيد‬ ‫‪ _7‬قراءة يف املجموعة القصصية ( كمثل ظلّه لسعيد موفقي‬ ‫القاسم املشرتك بني هذه القراءات النقدية هو املتعة والعمق يف اإلبداع ‪،‬‬ ‫الذي خص به الكاتب عىل حدة ‪ ،‬وجامليات التصوير الفني لألديب ينقله لنا‬ ‫األستاذ األديب والناقد عبد الله اليل بأسمى وأرق جامليات النقد العريب ‪،‬‬ ‫مام ميكننا أن نصنفه أنه من بني النقاد البارزين واملميزين يف العامل العريب ‪،‬‬ ‫يرشفني أن أنقل لكم الحس اإلبداعي للناقد عرب هذا الكتاب ( منت وحاشية )‬ ‫وعرب العديد من قراءاته النقدية التي تنرش عىل صفحات الجرائد الجزائرية‬ ‫والعربية‬ ‫أردت من خالل هذه القراءة أن أعرف القرائ واملبدع العريب بقامة أدبية‬ ‫نادرة الوجود يف عامل النقد االديب‪ .‬يف العامل العريب يف هذه السطور‬ ‫من مواليد ‪ 28‬نوفمرب‪ 1967‬م ببلدية شتمة والية بسكرة ( عاصمة الزيبان )‬ ‫الجزائر‬ ‫متحصل عىل شهادة البكالوريا يف اآلداب و العلوم اإلسالمية‪ -‬متخرج من ‪-‬‬ ‫املعهد التكنولوجي للرتبية عام ‪ 1987‬م‪ -.‬أستاذ اللغة العرب ّية بالتعليم‬ ‫االبتدايئ‬ ‫مؤلفاته املطبوعة‬ ‫له مجموعة قصصية ( مشرتكة ) " ذاكرة عرائس الرمل " وثالث مجموعات ‪-‬‬ ‫قصص ّية أخرى هي ( فواتح ) ‪ ( ،‬أحالم العصافري) ‪ ( ،‬بقايا )‪ .‬طبع له كتاب‬ ‫قصة لألطفال بعنوان ( ال ّنملة ذات‬ ‫السرية )‪.‬كام طبع له ّ‬ ‫بعنوان ( يف ظالل ّ‬ ‫األجنحة) وكتاب منت وحاشية طبع يف ‪ 2016‬م‬ ‫‪:‬مؤلفاته املخطوطة‬ ‫قراءات نقدية‪ -.‬له مجموعة قصص ّية مخطوطة بعنوان ( هو والفراشة ‪ -‬له ‪-‬‬ ‫كتاب مخطوط بعنوان ( من أحىل األ يّام ) سرية ذاتيّة ثقاف ّية‪ .‬له أيضا كتاب‬ ‫يف السرية النبوية لألطفال بعنوان "هذا نبيك يا بني‬ ‫شارك يف عديد من األمسيات الثقافية والقصصية‬ ‫نرش قصصه و دراساته النقدية يف عديد من الصحف والجرائد الوطنية‬ ‫قدم عدة برامج إذاعية بإذاعة الزيبان الجهوية ‪ -‬عضو الجمعية الخلدونية ‪-‬‬ ‫لألبحاث والدراسات التاريخية وعضو هيئة تحرير مجلتها " الخلدونية "‪-.‬‬ ‫عضو اتحاد الكتاب الجزائريني‬ ‫الجزائر ‪ 18‬ديسمرب ‪2016‬‬

‫‪17‬‬


‫َم ْن تُراها َ‬ ‫راحت تُال ِحقُها ال ُعيو ُن ب َرغْب ٍة ولَ ْهف ٍة ؟‬ ‫تلك التي ‪ ،‬ما إ ْن َو َصل َْت إىل حديق ِة الجامع ِة حتّى‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الجميالت لقد غ َم َرتْها الظاللُ‬ ‫بالفتيات‬ ‫تليق‬ ‫ها هي ِبأُبَّ َه ٍة وتَأَنُّقٍ أ َخ َذ تْ مطر َحها عىل َم ْق َع ٍد‬ ‫خشبي يف زاوي ِة الحديق ِة ‪ ،‬وتَ َرك َْت لألغصانِ ا ملُتَه ِّدل ِة أ ْن تُال ِم َس أطرا فَها بِرقَّ ٍة ُ‬ ‫ٍّ‬ ‫َّقيل‬ ‫فكانت ك َم ْن تَتّقي دف َء بريوتَ الث َ‬ ‫ْ‬ ‫وشباب َيرحو َن و يُ َص ِّوتو َن ‪ ،‬ز ٍ‬ ‫ُرافات َو َو ْحدانا ! والحديق ُة تَغ َُّص بِهم وتُشاركُ ُهم شبا بَهم ‪ ،‬وقد ز َرعوها‬ ‫فيم اآلخرو َن ِمن َصبايا‬ ‫ٍ‬ ‫الص ُ‬ ‫وح َد ها ! آخ ُذ ها َ‬ ‫كم بَدا ‪َ ،‬‬ ‫مت وال ُّذ هولُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الكل مشغولً بِها‬ ‫جِيئَ ًة وذَها بًا ‪ ،‬واألحاديثُ تدو ُر حولَ األسئلة واالمتحانات ‪ ،‬ففي هذ ه األثنا ء ‪ ،‬كا َن ُّ‬ ‫الس ِ‬ ‫ياسيَّ ِة ‪ ،‬إلّ عن َد ما‬ ‫السن ِة الثّاني ِة يف العلومِ ّ‬ ‫أهي أيضً ا ؟ ويف االمتحانِ يُك َر ُم املر ُء أو يُها ُن ؟ مل يك ْن يَدري أنّها ِم ْن قري ٍة ِمن قُرى منطق ِت ِه البقاعيّ ِة ‪ ،‬وأنّها تَتَق ّد ُم المتحانِ ّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫لالمتحانِ‬ ‫َّريق َس ْهلَ ًة ليقرت َِب ِم ْنها أكرثَ ! فهي ش َّد ِت انتبا َه ُه ‪ُ ،‬م ْذ رآها لل َو ْهل ِة األوىل‪،‬‬ ‫وهي ا مل ُرا قَ َب ُة ‪ ،‬وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫ب‬ ‫ق‬ ‫ُرا‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫إ‬ ‫!‬ ‫ة‬ ‫القاع‬ ‫داخل‬ ‫َ‬ ‫ها‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫ز‬ ‫وجوا‬ ‫ها‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫صارت الط ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫قرأَ ْ‬ ‫َ‬ ‫وعلي ِه أ ْن يَتَع َّرفَ‬ ‫الشباب يَثو ُر ؟ أه َو َ‬ ‫شيق الضَّ ام ُر ‪ ،‬وق ْد تَ َبا َهى مبِشْ َي ِة األ نْثَى َوف ْيها ما ف ْيها ِم َن‬ ‫يجعل‬ ‫اكب ِم َن الجاذبي ِة ما ُ‬ ‫ذلك الجس ُد ال َّر ُ‬ ‫يش ٌء ما ف ْيها‪ ،‬ق ْد ن َّبه ف ْيه شيئًا ما ! أه َو ا مل ُح ّيا َّ‬ ‫َ‬ ‫الس ُ‬ ‫ال ُغ ْن ِج ِ وال َّدال ِل ؟ َ‬ ‫وهي ُمستحبَّ ٌة ‪ ،‬وكأ َّن فيها شيئًا ما ِم ْن أصو ٍل أعجمي ٍة‬ ‫ولك أ ْن تُح ِّد ثَ ع ْن غدائ َر و َعي َن ْ ِي وش َفتَ ْ ِي أ ْو ع ْن ُسحن ٍة غريِ عربي ٍة ‪ ،‬أو غريِ بقاعي ٍة ‪َ ،‬‬ ‫يش ٌء ِم َن االطمئْنانِ ؛ وما كا َن ذلك لِيت َّم لوال اه ِتام ُم ُه بها ‪،‬‬ ‫و يَ ْسأ لُها عن قري ِتها ‪ ،‬وأهلِها ‪َ ،‬‬ ‫وس َك ِنها ‪ ،‬وتسأ لُه ع ْن إس ِم ِه ‪،‬وبَ ْع ِض ِ أحوا لِ ِه ‪ ،‬وتَنشأُ ُ بي َنهام عالق ُة تَعا ُر ٍف ‪ ،‬رافقَها ْ‬ ‫وهي تَتَق َّد م للْ م ِتحانِ‬ ‫ورعايتُه لراح ٍة‬ ‫ْ‬ ‫كانت تَتَم َّناها ‪َ ،‬‬ ‫آنسها ‪ ،‬فارتا َح ْت له ‪ .‬كا َن يَنظ ُر إل ْيها َفياها تنظ ُر إل ْيه ‪ ..‬يُح ِّد ث ُها دو َن أ ْن تُ َح ِّد ث ُ ُه ‪ ،‬وتُخاط ُب ُه دو َن أ ْن يُ ِ‬ ‫راح يَ ْرس ُمه الق َد ر‪،‬‬ ‫مل يك ْن يدري أ َّن اهتام َمه َ‬ ‫خاط َبها ‪ .‬ما الذي تُ َرى َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫طيل ال َحديثَ م َعها ‪ ،‬وصا َرعليْها أ ْن ت َْصطا َد األ ْعذا َر ‪ ،‬ليُس َم َح لها‬ ‫اللقاءات سال ٌم كا َن وكال ٌم ؟ ‪ .‬صا َر عليْ ِه أ ْن يَتَأ َّخ َر يف َع ْود ته ِ إىل بيْ ِته ليُ َ‬ ‫رس َم املكا ُن أكرثَ ِم ْن لقاء ٍ‪ ،‬ويف‬ ‫بَ ْع َد أ ْن َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لش ٍء ما‬ ‫د‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫ة‬ ‫ح‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫لل‬ ‫ل‬ ‫ز‬ ‫ن‬ ‫امل‬ ‫يف‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫جدي‬ ‫ن‬ ‫كا‬ ‫ما‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫الل‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ض‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫وق‬ ‫د‬ ‫عو‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ما‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫بأ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫راسة ِ ‪ .‬غ َري أنَّها يف هذ ِه اللَحظَ ِة ‪ ،‬طل َب ْت م ْن ُه أ ْن يَ ْستَ ِم َع م ْنها َْ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫بأ ْن تَ ْنش ِغ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َّحت إىل َ‬ ‫وقالت لقد تأ َّخ َر َيب ال َوق ُْت ‪ ،‬غ ًد ا ‪ ،‬نَلتَقي ‪ ..‬كا َن يأ َم ُل أ ْن ت ْبقى م َع ُه ‪ ،‬وأ ْن يُظل َِّل‬ ‫شت با تِّجا ِه ب َّوا بَة ِالجامعة ِ‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫ذلك ‪ ،‬و َم ْ‬ ‫وكأنَّها تُري ُد أ ْن َي َّد ل َها ف ْي ِه يَ َد ا مل ُسا َع َد ِة ‪ .‬مل ْ‬ ‫راح يَه ُِّل لَطيفًا خَفيفًا ِم ْن ورا ِء األفُقِ ‪َ ،‬وما أ ْحال ما يكو ُن ! و ِه َي واق َف ٌة ‪ ،‬تُل ْملِ ُم خُصالت ٍ من شَ عرِها ‪ ،‬وق ْد عبَث َْت بِها‪ ،‬ك َعا َد تِها ‪ ،‬نَسا ئِ ُم ليليَّ ٌة رقي َقةٌ‬ ‫َ‬ ‫رأسيْهِام نو ُر ال َق َمر ِ‪ ،‬وق ْد َ‬ ‫ولك ْن ‪..‬لق ْد تَ َرك َْت ل ُه يف َ‬ ‫ِالساعاتُ إال فَضفاضَ ًة ثقيلَ ًة‬ ‫تلك الليلَة ِ ما يَ َّ‬ ‫تسل بالتَّفكريِ ب ِه ؛ هي َ‬ ‫َجي ء ؛ وما م َّرتْ عليه َّ‬ ‫أخم ٌس يَرض بُها ْ‬ ‫بأسداس ٍ‪ ،‬وت َ​َص ُّوراتٌ وخيَاالتٌ ‪ ،‬ت ُ‬ ‫َروح به ِ وت ْ‬ ‫هت إىل حيثُ كا نَا دا مئًا يَقفانِ‬ ‫هت ب ِه يف حدي َق ِة الجام َعة ِ‪َ ،‬لياها يف ال َيومِ التَّا ْيل ‪ ،‬وقد ا تَّ َج ْ‬ ‫انتَ ْ‬ ‫وهل ِم ْن عالقَ ٍة تَربط َُك با مل ُخابرات ِ؟‬ ‫ْ‬ ‫تهديد َو َو ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِستأتي يل بِيش ٍء آخ َر ! تص َّو ْر ‪ .‬إنّ ُه يُالحقُني ‪ ،‬و يَطلُبُني لل َّزواج ِ‪ ،‬وأحيا نًا يُ ِ‬ ‫غريب ‪ِ .‬‬ ‫رس ُل إشَ ِ‬ ‫أنَا ؟ ُسؤالٌ‬ ‫حسبْتك‬ ‫عيد ‪َ .‬وتَص َو ْر ‪ .‬إنَّه ُمتَز ّو ٌج‬ ‫ارات‬ ‫َْ‬ ‫ٌ‬ ‫و َم ْن ُه َو ؟ َوما عالقَ َة هذا األم ِر با مل ُخابرات ِ؟‬ ‫وكيف ْيل أ ْن َأساع َد ِك يف‬ ‫لت بِشتَّى ال َوسا ئِل ِ التَّخل َُّص منه ‪ ،‬ولك ْن دو َن َج ْد َوى ‪َ .‬‬ ‫طلب م ّني ا مل ُواف َق َة َ عىل ال َّز َوا ِج م ْن ُه ‪ .‬وق ْد حا َو ُ‬ ‫إنَّ ُه ضابط ٌ‪ ،‬و ِب ُرتبَ ِة ُمق َّد م ٍ‪ .‬يَ ْهواين ‪ ،‬وبإلحاح ٍ يَ ُ‬ ‫ِ‬ ‫وهل ِم ْن ٍ‬ ‫بيش ء ٍ ِم َن اإلضْ ِطراب ِ‪ ،‬راف َق ُه ظَ ٌّن أ َّن ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫قالَ‬ ‫ُ‬ ‫العاش َق الطا رِئ‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫وشَ‬ ‫‪،‬‬ ‫ذلك‬ ‫؟‬ ‫ء‬ ‫هؤال‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ًا‬ ‫ذ‬ ‫ُفو‬ ‫ن‬ ‫يل‬ ‫ن‬ ‫بأ‬ ‫‪،‬‬ ‫لك‬ ‫أس‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫م‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ف‬ ‫أعر‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫هذا الشَّ أن ِ؟‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫أحد م َّم ْن ال أع ِرفُ ُهم أ ْو م َّ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بخسارة ٍ ال يَف َق ُهها إلّ العاشقو َن‬ ‫غي ًة را َح ْت تَشْ تَ ُ‬ ‫عل ‪ ،‬لتَ ْجعلَ ُه يَش ُع ُر َ‬ ‫َ​َسيَفو ُز بِها ‪ ،‬وأنّها َستَكو ُن خاض َع ًة ل ُه ‪ ،‬وبا َن وكأ َّن ْ َ‬ ‫س َح ْت أفكا ُر َك ؟‬ ‫ما ب َِك ُر ْح َت يف ذُهول ٍ؟ وأيْ َن َ َ‬ ‫أي َن أهل ُِك ؟ وماذا ُه َو فا ِع ٌل ِ‬ ‫ُ‬ ‫طلب م ّني أ ْن أقابلَ ُه يف َمقهى‬ ‫وكيف لهذ ِه الف ْوىض أ ْن تَعو َم ‪ ،‬وخاص ًة يف عالقة ٍعىل هذا ا مل ُستَوى ؟‬ ‫أبوك ؟ أ ُّم ِك ‪ ،‬إخوتُك ِ‪ ،‬أقاربُك ِ؟ َ‬ ‫أتعرف ؟ لق ْد َ‬ ‫يجب أ ْن أكو َن َ‬ ‫هناك‬ ‫"الو يْنبي " يف شارع ِالح ْمراء ِ‪ ،‬أتعرفُ ُه ؟ وب ْع َد قلي ٍل ِم َن الوقْت ِ ُ‬ ‫و َم ْن م ّنا ال يَ ُ‬ ‫مثل هذا ا مل َكان ِ‪ ،‬ويف هذا الشَّ ار ِع ِبال َّذ ات ِ؟ ولك ْن ‪ ..‬ماذا لَ ْو ملْ تُل ِّبي طَل َب ُه ؟‬ ‫عرف َ‬ ‫ألتقيك َ‬ ‫َ‬ ‫جالس َمعي ‪ ،‬تَتق َد ُم م ّني‪،‬‬ ‫هناك ‪ ،‬و ُه َو‬ ‫حاضا يف الطَّبَقَة ِالثَّانيَة ِ ِم َن ا مل َقهى ‪ ،‬وع ْندما‬ ‫ٌ‬ ‫َستَثو ُر ثائ َرتُ ُه ع َّيل ‪ ،‬وأنَا خا ئِفَة ٌ؟ وأري ُد َك أ ْن تُسا ِع َد ين بأ ْمر ٍ ما ‪َ .‬و ُه َو ؟ ك ْن ِ ً‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مم يُث ُري التَّ َسا ُؤلَ ح ْولَ ُوجودي َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫مم يُث ُري حفيظتَ َك‬ ‫ٍ‪،‬‬ ‫ٍغريب‬ ‫جل‬ ‫ر‬ ‫مع‬ ‫د‬ ‫ه‬ ‫شو‬ ‫َّني‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ذ‬ ‫ِ‪،‬إ‬ ‫املكان‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ُروج‬ ‫خ‬ ‫بال‬ ‫ع‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫س‬ ‫أ‬ ‫تُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫وتُلقي ع َّيل تح َّي َة ا مل َ ْع ِرفَة ِوالقَرا بَة ِ‪ّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫هناك ‪ ،‬و يَ ْجعلُني َ‬ ‫واألقارب متَى َع َرفوا ب َ‬ ‫ِذلك‬ ‫وحفيظَ َة األه ِل‬ ‫ِ‬ ‫وملْ ي َر صاحبُنا نف َْس ُه إلّ ُه َ‬ ‫اب اللّيمون ِالبار ِد ‪ ،‬و َراح َ ‪ ،‬م ّر ًة يُق ِّر بُ ُه ِم ْن ش َفتَيْ ِه ‪،‬‬ ‫ناك ‪ ،‬يف ا مل َقهى ‪ ،‬يَتَأ َّم ُل ال ُوجو َه‬ ‫كأسا ِم ْن َش ِ‬ ‫طلب ل َنف ِْس ِه ً‬ ‫الحاض َة و يَتَخيَّ ُل ال ُوجو َه اآلتيَ َة ‪ ،‬وق ْد َ‬ ‫َِ‬ ‫بي يَد يْه ِ‪ ،‬وه ُّم ُه أ ْن يَرى َ‬ ‫لست ‪ ،‬وما ساع َد ها نَظ ُرها ال َّد ا ئِ ُم‬ ‫هناك قُ َبالتَ ُه ‪ ،‬حيثُ أشا َرتْ إليه ِ‪َ ،‬م ْن َس ْو َف يَراها بال ُج ْرم ِا مل َشهو ِد قاب َع ًة م َع ر ُج ٍل غريبٍ ‪َ ..‬وح َد ها َج ْ‬ ‫وم َّر ًة يُدي ُر ُه ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هي م ْن ُمراقبِها لتَقولَ ل ُه ‪ :‬يَبْدو أنَّ ُه ل ْن يَأيتَ ‪َ ،‬وع َّيل أ ْن أشْ ك َر َك وأغا د َر ا مل َكا َن‬ ‫لِ َعقا رِب َّ‬ ‫ِالساعة ِ ب ْ‬ ‫ِغيِ أن ِاقرتبَ ْت َ‬ ‫الفرص َة ‪ ،‬وتحم َد الل َه أنَّها أزا ل َْت ع ْن صد رِها ما كا َن يَثق ُ​ُل عليْها و يُغيظُها‬ ‫وهل كا َن عليْها أ ْن تَغت ِن َم‬ ‫ولك ْن ‪ .‬ما الذي م َن َع ُه ِم ْن أ ْن يَدع َوها لِتَبقى م َع ُه يَتحا دَثان ِ و يَتنادمان ِ؟ ْ‬ ‫َ‬ ‫كم غاد َرتْ ‪ .‬وكا َن علي ِه ‪ ،‬بع َد أ ْن ش َع َر بِغيا بِها ‪ ،‬يف ما تَال ِم ْن أيَّام ٍوشهورٍ‪ ،‬أ ْن يَسألَ بعضً ا ِم ْن معا ِر ِفها ‪ ،‬ل َيعر َِف أنَّها وقَ َع ْت يف الف ِّخ ‪ ،‬وصا َرتْ زو َج َة‬ ‫كا َن علي ِه أ ْن يُغاد َر َ‬ ‫ِ َا مل ُق َّد م‬

‫اختالء مع النفس ‪Photograph by Hassana Rizk titled‬‬

‫‪18‬‬


‫‪َ ..‬ز ْي َن ُة‬

‫‪..‬‬

‫بقلم عبد الله سكرية‬

‫‪19‬‬


‫‪Magazine‬‬

‫سبل العدوى تتكاثر‪ ....‬خطورة اإلصابة تتصاعد‬ ‫مرض اإليدز وحش يستهدفنا‪ ،‬احذروا‬

‫‪MAGAZ I N E T E M PLATE / OC TOBE R 2013 / w w w.yo ur m agaz i ne.com‬‬

‫‪20‬‬


‫كارال الحداد‬ ‫من أكرث املواضيع التي تجذب الناّس يف أيامنا هي مرض متالزمة العوز املناعي املكتسب املعروف باإليدز الذي نرش خيوطه بني مجتمعاتنا وبيوتنا و ها هو يقتل أبناؤنا‪ .‬يك نع ّرف‬ ‫هذا املرض يكفي القول أنّه وحش يخرتق جسد اإلنسان‪ ،‬و هو أكرث خطورة من اإلدمان‪ ...‬لقد حصد هذا املرض الخبيث الكثري من أرواح الناس يف أنحاء العامل و جعلهم عىل‬ ‫صفحات الوفيات ‪ ،‬فاملصاب بهذا املرض ال مف ّر له من املوت إالّ إذا اتّبع وسائل الشّ فّاء الالزمة ‪...‬يعمل املرض عىل تحطيم جهاز املناعة و يعطله عن أداء وظيفته الحيويّة مام‬ ‫يجعل جسم اإلنسان عرضة ألمراض أخرى كالرسطان‪ ....‬ظهر مرض السيّدا يف حزيران ‪ 1981‬يف الواليات املتحدة األمريكية و أول من أصيب بهذا املرض هو ‪" :‬مايكل فوتليت"‬ ‫وحسب املختصني يف الفريوسات‪ ،‬اإليدز ظهر قبل ‪ 1981‬ولكن خطورته مل تظهر بشكل كبري يف املجتمعات ‪ .‬حاول األط ّباء أن يجدوا له دواء ولكن بدون جدوى ولكن ذلك مل مينع‬ ‫أقل خطورة‪ .‬فام هو اإليدز‪ ،‬كم بلغت خطورته‬ ‫يخف من ح ّدة املرض وجعل املصاب يف حالة ّ‬ ‫توصلوا إىل ما ّ‬ ‫هؤالء من مواصلة التّجارب واملحاوالت‪ ،‬فبعد سنني ع ّدة من البحث ّ‬ ‫وما هي الحلول للتخلّص من هذا الشّ بح الذي اجتاح املجتمع؟‬ ‫ما هو اإليدز؟‬ ‫اإليدز مرض خطري يسببه فريوس نقص املناعة البرشي ( ‪ )HIV‬الذي يعمل عىل تدمري جهاز املناعة يف جسم االنسان ‪ ،‬الذي يصبح ُعرضة لإلصابة بااللتهابات االنتهازية ‪ ،‬وبعض‬ ‫األورام الخبيثة التي تودي بحياة االنسان وهو باختصار نقص املناعة املكتسبة‬ ‫عندما يدخل الفريوس الجسم تأيت املصاب أعراض تشبه أعراض اإلنفلونزا وترتفع درجة الحرارة ويعتقد أنها خفيفة وتزول وال يالحظ أنه مصاب بااليدز ألنها تزول خالل أسبوعني‬ ‫وخاصة مستخدمي املخ ّدرات والحقن‪ ،‬عالج املصابني بنزف الد ّم‪ ،‬نقل املستفيدين والعاملني يف مجال الص ّحة‪ .‬هذا‬ ‫هناك ع ّدة أمناط إلنتقال العدوى‪ :‬بواسطة الجنس‪ ،‬ال ّدم ّ‬ ‫باإلضافة إىل إنتقال العدوى من األ ّم إىل الطّفل داخل الرحم يف األسابيع األخرية من الحمل ‪ ،‬يف وقت الوالدة وال ّرضاعة الطبيعيّة‬ ‫من األعراض التي تظهر عىل املصاب مبرض السيدا‪ ،‬نقص يف بنية جسم اإلنسان ووزنه وتدهور طاقته الحركيّة من خمسني إىل ستّني يو ًما‪ ،‬فقدان الشهية يف األكل‪ ،‬اإلحساس‬ ‫باإلرهاق الشّ ديد والتّعب مع عدم القدرة عىل بذل جهد كبري ‪ .‬باإلضافة إىل ضيق يف التنفّس و ارتفاع درجة حرارة الجسم والتعرق‪ .‬و مريض السيدا يعاين دو ًما من اإلسهال و‬ ‫السميكة يف الفم من الداخل وظهور أورام حمراء داكنة يف أماكن مختلفة من جسم املصاب‬ ‫الضّ عف العضيل‪ ،‬ظهور بعض البقع البيضاء ّ‬ ‫السلبي حيث يكون املريض حامل الفريوس (‪ ،) HIV‬وبعد ثالثة أو أربعة أسابيع يتع ّرض بعض األشخاص الذين‬ ‫تس ّمى املرحلة األوىل من املرض باملرحلة الشباكية أو الفحص ّ‬ ‫رصف الخطر أو‬ ‫الت‬ ‫عىل‬ ‫أشهر‬ ‫ثالثة‬ ‫إىل‬ ‫أسابيع‬ ‫أربعة‬ ‫مرور‬ ‫بعد‬ ‫ولكن‬ ‫املرض‪.‬‬ ‫نقل‬ ‫عىل‬ ‫قادر‬ ‫أنه‬ ‫غري‬ ‫سليمة‬ ‫الفحص‬ ‫يحملون الفريوس إىل عوارض زكام وحرارة ولكن تبقى نتيجة‬ ‫ّ‬ ‫املامرسة غري املحمية‪ ،‬تأيت نتيجة الفحص املخربي للمصاب إيجابية‬ ‫يف املرحلة الثّانية ال يزال املصاب يتمتع بصحة جيّدة إالّ أنه يحمل الفريوس ويستطيع نقل العدوى‪ .‬تبدأ العوارض واألمراض املزمنة يف هذه املرحلة‪ :‬إسهاالت حادة‪ ،‬حرارة‬ ‫السطان‬ ‫نفيس و فقدان الذّاكرة‪ .‬ويف املرحلة املتق ّدمة من عدوى اإليدز يصاب املريض باإللتهابات اإلنتهازية مثل ّ‬ ‫مرتفعة‪ ،‬تعب‪ ،‬إنخفاض يف الوزن‪ ،‬إكتئاب ّ‬ ‫اإليدز ‪..‬ماذا بعد املرض‪..‬؟؟‬ ‫عديدة هيا املحارضات وال ّندوات والحمالت التحسيسية من طرف العديد من الهيئات واملنظّامت‪ ،‬بداية من منظمة الصحة العاملية ومنظامت حقوق اإلنسان والجمعيات الطبية‬ ‫والنفسية واإلجتامعية وال ّدينية باإلضافة إىل وسائل اإلعالم بجميع أنواعها التي تتكلّم عىل اإليدز‬ ‫يدور محور هذه ال ّندوات والحمالت التّحسيسية حول ‪ :‬تبيني خطورة املرض‪ ،‬العوامل املسبّبة واألعراض املصاحبة له وكذالك طرق الوقاية منه‪ ..‬يف البداية تجدر اإلشارة إىل أ ّن‬ ‫الفرد وبعد إجرائه لتحاليل الدم واكتشافه بأنه مصاب باإليدز فإن هذا الخرب يعترب حادثا صادما له ألنه حادث‬ ‫مفاجئ‪ ،‬فوق خربات الفرد واستعداداته‪ ،‬قد يأخذ طابع الّلقاء مع املوت‪ .‬ولكن يف تجربة اإلصابة باإليدز فإن الفرد يخترب صدمة نفسية حادة قد ال يختربها مع حادث صادم‬ ‫آخر بهذه الحدة‬ ‫وهنا نعود لنطرح السؤال التّايل‪ :‬هل الخرب بصفته املجردة هو الذي يحدث صدمة نفسية بهذه الحدة للمريض أم أن هناك عوامل ومتغريات أخرى تتدخل لتؤثر عىل حدة‬ ‫الصدمة؟‬ ‫هناك عوامل متداخلة ومتشابكة فيام بينها‪ ،‬أهمها ‪ ،‬ما تحدث عنه جوفامن وهوارد بيكر يف نظرية العالمة ‪ ،labeling theory‬وهو مفهوم الوصم " ‪" STIGMA‬‬ ‫ومعناها وصم املريض ونعته بعالمات وصفات الدونية والتّحقري وإطالق مسميات غري مرغوب فيها تحرمه من تأييد املجتمع له‪ ،‬فالعديد من الناس عندما يسمع عن املصاب‬ ‫رسب إىل ذهنه أن هذا الفرد منحرف وضال فينسبون إليه األخطاء واآلثام الدالة عىل اإلنحالل الخلقي وقد ينعتونه بصفات قبيحة تجلب له العار وتجعله‬ ‫باإليدز فإن أول ما يت ّ‬ ‫عرضة للشّ ائعات‬ ‫ال عالج ح ّتى اآلن‬ ‫السبب يعود اىل التّغيري املستمر يف مركبات الربوتينات الخاصة بالغالف الخارجي للفريوس‬ ‫و‬ ‫منه‬ ‫يحمي‬ ‫لقاح‬ ‫وال‬ ‫اإليدز‬ ‫ملرض‬ ‫شاف‬ ‫عالج‬ ‫إيجاد‬ ‫اآلن‬ ‫حتى‬ ‫الباحثون‬ ‫مل يستطع‬ ‫ّ‬ ‫غي الفريوس تركيبة الغالف وهكذا دواليك‪ ،‬من هنا تكمن الصعوبة يف تطوير لقاح واحد دائم أو دواء‬ ‫الذي هو يف حالة تغيري مستمر وكلام عرفت املكونات يف الغالف الخارجي‪ّ ،‬‬ ‫شاف يتالءم مع هذه التغريات املستمرة‬ ‫من ناحية أخرى إن العالجات املتوفرة حاليا ضد فريوس السيدا تبطىء عملية تكاثر الفريوس يف جسم املصاب‪ ،‬وبالتايل تأخري ظهور العوارض املرضية وتقليل إحتامل إلتقاط‬ ‫األمراض اإلنتهازية‪ .‬الحد من إستعامل هذه األدوية هو من أجل تحسني نوعية الحياة لدى املصاب وليس القضاء عليه نهائيا‬ ‫أخريا‪ ،‬ال تقترص املشاكل التي يواجهها مريض اإليدز عىل اآلالم الجسدية ومصاعبها وفكرة املوت املبكر والصعوبات املالية بل عليه أيضا أن يواجه مواقف الناس الخاطئة ونظرة‬ ‫املجتمع السلبية تجاهه ناهيك عن عذابه النفيس وشعوره باليأس واالنهيار فكم يصعب عىل املريض أن يجد أذنا تسمعه أو يداً تصافحه؟ هذه املواقف السلبية تزيد من عذاب املريض وآالمه إذ يجب‬ ‫علينا اإلبتعاد عن املرض وليس املريض‬

‫‪21‬‬


‫اللغة هي وعاء الشعوب ‪ ..‬تاريخ الحضارات ‪ ..‬تحاور بني حضاري بني اإلنسانية‬ ‫وتطوير العلوم‬ ‫موضوع خاص باليوم العاملي للغة العربية الذي يصادف ‪ 18‬ديسمرب‬

‫‪22‬‬


‫بقلم ‪ :‬سليمة مليزي‬ ‫يُحتفل باليوم العاملي للغة العربية يف ‪ 18‬كانون األول ‪ /‬ديسمرب من كل سنة‪ ::.‬تَقرر االحتفال باللغة العربية يف هذا التاريخ لكونه اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية‬ ‫العامة لألمم املتحدة قرارها رقم ‪ ،3190‬والذي يقر مبوجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل يف األمم املتحدة‪ .‬بعد اقرتاح قدمته اململكة‬ ‫املغربية واململكة العربية السعودية خالل انعقاد الدورة ‪ 190‬للمجلس التنفيذي ملنظمة اليونسكو بعد جهود بذلت منذ خمسينات القرن أملايض أسفرت عن صدور‬ ‫قرار الجمعية العامة لألمم املتحدة رقم ‪ 878‬الدورة التاسعة املؤرخ يف ‪ 4‬ديسمرب ‪ ،1954‬يجيز الرتجمة التحريرية فقط إىل اللغة العربية‪ ،‬ويقيد عدد صفحات ذلك‬ ‫بأربعة آالف صفحة يف السنة‪ ،‬ورشط أن تدفع الدولة التي تطلبها تكاليف الرتجمة‪ ،‬وعىل أن تكون هذه الوثائق ذات طبيعة سياسية أو قانونية تهم املنطقة العربية‬ ‫أهمية اللغة العربية‪ :‬تعد العربية من أقدم اللغات السامية‪ ،‬وأكرث لغات املجموعة السامية متحدث َني‪ ،‬وإحدى أكرث اللغات انتشا ًرا يف العامل‪ ،‬يتحدثها أكرث من ‪ 422‬مليون‬ ‫نسمة ويتوزع متحدثوها يف املنطقة املعروفة باسم الوطن العريب‪ ،‬باإلضافة إىل العديد من املناطق األخرى املجاورة‪ ،‬وهي من بني اللغات السبع األكرث استخدا ًما يف‬ ‫اإلنرتنت‪ ،‬وكذلك األكرث انتشا ًرا ومن ًوا متفوق ًة عىل الفرنسية والروسية‪ .‬اللغة العربية ذات أهمية كبرية لدى املسلمني‪ ،‬فهي لغة القرآن‪ ،‬وال تتم الصالة يف اإلسالم إال بإتقان‬ ‫بعض من كلامتها‬ ‫والعربية هي أيضا لغة شعائرية رئيسية لدى عدد من الكنائس املسيحية يف الوطن العريب‪ ،‬كام كتبت بها الكثري من أهم األعامل الدينية والفكرية اليهودية يف العصور‬ ‫الوسطى‪ ،‬كمؤلفات دوناش بن لربط وابن ح ّيوج يف النحو وسعيد الفيومي وموىس بن ميمون يف الفلسفة ويهوذا الالوي يف الشعر وإسحاق الفايس يف تفسري التوراة‪،‬‬ ‫فكان لها بالغ األثر يف اللغة والدين واألدب اليهودي‪ .‬تتميز العربية بقدرتها عىل التعريب واحتواء األلفاظ من اللغات األخرى برشوط دقيقة معينة‪ .‬فيها خاصية‬ ‫الرتادف‪ ،‬واألضداد‪ ،‬واملشرتكات اللفظية‪ .‬وتتميز كذلك بظاهرة املجاز‪ ،‬والطباق‪ ،‬والجناس‪ ،‬واملقابلة والسجع‪ ،‬والتشبيه‪ .‬وبفنون اللفظ كالبالغة الفصاحة وما تحويه من‬ ‫محسنات‬ ‫مصريها؟‬ ‫اللغة العربية ألتي انزل الله سبحانه وتعاىل بها القرآن الكريم عىل اعظم رسول وخاتم األنبياء سيدنا محمد عليه الصالة والسالم ‪ .‬حيث جاء يف سورة الزمر اآلية ‪ 28‬ـ‬ ‫بسم الله الرحامن الرحيم ـ (قرأنا عرب ًيا غري ذي عوج لعلهم يتقون) صدق الله العظيم ـ اعتقد ان الله سبحانه وتعاىل اختار اللغة العربية وفضلها عىل باقي اللغات‬ ‫األخرى ملا تحمله من معاين وجامل وعمق لكونها اجمل اللغات عرب التاريخ‪ ،‬ونظرا ألهميتها كونها لغة القرآن الكريم ‪ ..‬فهناك‪ .‬ما يقارب ‪ 422‬مليون عريب يستعملونها‬ ‫كلغة رسمية‪ ،‬وما يقارب مليار ونصف مسلم يف العامل يستعملونها يف قراءة القرآن الكريم‬ ‫فاللغة تعترب وعاء لثقافات الشعوب وهوية وانتامء حضاريا ؟؟ كلنا ندرك أهمية اللغة العربية يف االرتقاء بالحضارة اإلسالمية التي تعترب من اهم الحضارات التي عرفها‬ ‫التاريخ يف القرون الوسطى ‪ ..‬والغنى الفكري والثقايف الذي أبدع به العلامء العرب عرب العصور وكانوا يوظفون اللغة العربية يف العلوم والكيمياء والطب والفلسفة‬ ‫واألدب ‪ ....‬وال ننىس الشعراء الذين تغنوا بأجمل القصائد يف الشعر العريب‬ ‫فامذا الذي يحدث للغتنا اليوم يا ترى؟ ملاذا أصبحت مهانة إىل هذا الحد من طرف أهلها ؟ بينام الشعوب أآلخري تحاول أن تدخلها يف التعليم العايل يف جامعاتهم كلغة‬ ‫حية ‪..‬ونحن نحرفها من خالل اتخاذ اللغة ألالتينية كمغزى لكل ما نتداوله يف العلوم والتكنولوجيا‪, ،‬ليس هذا فقط ؟ نالحظ ان اللهجات املحلية هي التي تطغى عىل‬ ‫كل الربامج التلفزيونية وكل دولة عربية تريد أن توظف لهجتها وتفرضها عىل الدول اآلخري من خالل الدبلجة للمسلسالت واألرشطة الرتبوية والعلمية ؟؟‬ ‫ملاذا هذا التعسف يف حق لغة اآلم التي جمعتنا منذ آالف السنني؟ وأين هي املنظامت العربية التي تحمي اللغة العربية من االندثار والتخلف‪ .‬ملاذا مثال ال تعود‬ ‫الربامج التي كنا نشاهدها يف السبعينيات التي كانت تدعم اللغة العربية وتوظفها يف برامج تعليمية ؟؟ واملسلسالت التي كانت تبث باللغة العربية وكم تعلمنا منها‬ ‫الكثري؟؟؟‬ ‫حتى االستعامل اليومي يف االنرتنت‪ ،‬كام يقال املصطلح ـ‪ ،‬العربيزي ـ أوالعربفرنيس_ كل اصبح يوظف الحروف الآلتينة بلغة عربية تصوروا لو بقينا عىل هذا الحال ؟‬ ‫حتم أننا سنفقد لغتنا‪ ،‬فإذا مل نتفطن ونرسع إلنقاذها ستكون العواقب وخيمة يف حق لغة القرآن الكريم‪ ...‬الحمد لله أن القرآن الكريم سيحفظها اىل يوم الدين‬ ‫ً‬ ‫‪ 17‬ديسمرب ‪2014‬‬

‫‪23‬‬


Magazine

24

MAGAZ I N E T E M PLATE / OC TOBE R 2013 / w w w.yo ur m agaz i ne.com


‫إعادة تشكيل الكون‬

‫بقلم عمر شبيل‬

‫هل مهمة الشعرإعادة تشكيل الكون كام نريد‪ ،‬تلك مهمة مستحيلة‪ .‬نعم نستطيع إعادة تشكيل الكون‪ ،‬ولكن قد تكون إعادة‬ ‫التشكيل بداية مأساتنا األدبية‪ .‬إن ألوهتنا تبدأ من الطني لتعود إليه‪ ،‬نعيد انتظار املوت يف كل تشكيل جديد‪ .‬ولكن ما الفرق‬ ‫بني املوت والعدم‪ .‬املوت سفر دائم باتجاه العودة‪ ،‬والعدم له قساوة تلغي كل لذة يف مامرسة الكينونة‪ .‬العدم إلغاء الكينونة‪،‬‬ ‫وسقوط يف الاليشء‪ .‬الب ّد من قبول املوت إذن‪ ،‬ألنه يعني إعادة تشكيل الكون‪ ،‬والخالق الجديد يجب أن يكون شاعرا ً‬ ‫لك ْن ما أش َّد عناد القصيدة‪ ،‬وما أقوى حضورها املتجرئ عىل محاولة موت املوت‪ .‬إنها تقتلنا إلعادة تشكيلنا‪ ،‬ومن هنا تبدو‬ ‫صلتها باأللوهة‪ ،‬إنها ترفض املوت‪ ،‬وتحاول دامئاً الرقص عىل أجداثه الدارسة‪ .‬نار القصيدة تصبح نورا ً‪ ،‬ولكن ما أعرس والدتها‪.‬‬ ‫كل من فيه‪ /‬بعض من نور‪ /‬أخلق من أضلعي‪ /‬حياة‬ ‫وأحب َّ‬ ‫تتزاحم تكاثرات الروح فتصبح صورا ً‪/ :‬تتزاحم الصور مثل فسيفساء‪/‬‬ ‫ُّ‬ ‫لكل مرآتَ ُه‬ ‫‪/‬واحدة لهم‪ /‬وأجعل ٍّ‬ ‫الخلق هنا إعادة إضاءة قنديل الحياة‪ ،‬وهذا يشرتط امتالك الحب جواز سفر للخالص من املوت وإعادة تشكيل الكون‪ ،‬وللحب‬ ‫أقاليمه املمتدة إىل األعىل‪ ،‬والرفرفة محاولة االعتالء رغم أحادي الجناح‪ ،‬ألن الطني سجن‪ ،‬والرفرفة خروج منه‪/:‬أحادية الجناح‪/‬‬ ‫اص ًة‪ /‬ويف رسي طع ٌم للحرية‪ /‬أذاقني فرح الكون ‪ .‬الوصول إىل النور فرح‪ .‬والفرح‬ ‫ويف رفرفتي توق إىل‪ /‬حب كامل‪ /‬وأسقط مرت ّ‬ ‫الخارج من الغسق لذيذ‪ ،‬موىس آنس نارا ً يف الوادي املقدس‪ ،‬فذهب ليأيت منها بقبس فأىت بنور وعاد نبياً‪ .‬أحب ربه وطلب‬ ‫منه أن يريه وجهه فخ َّر صعقاً‪ ،‬أل ّن الحب ٍ‬ ‫قاس بلذته التي تخرب القلب لتعمره‪ ،‬وقبل حكمت قال جميل بن معمر العذري‪:‬‬ ‫يل فيام عشتام هل رأيتام قتيالً بىك من حب قاتله قبيل‬ ‫خلي َّ‬ ‫فرح الكون ممزوجاً بخراب قلبها‪ .‬والفرح هنا هو يقظة القصيدة وبزوغ النور يف آن‪.‬والحب ظاملٌ‪،‬‬ ‫وحب حكمت حسن أذاقها َ‬ ‫الحب ظلامً محبَّباً‪ ،‬وظلم الحب أل ُّذ حضورا ً من العدالة نفسها‪ .‬وحكمت‬ ‫ومنوت من أجله‪ ،‬وهل يستطيع اإلنسان أن يرى غري ّ‬ ‫الحب سلطة‪ ،‬ولكنها سلطة أكرث من زمنية ألنها وحدها تجعل املتنافر جميالً بإعادة تركيبه بالحب‪/ .‬تسلَّ َط حبك‬ ‫حسن تعترب ّ‬ ‫رس‬ ‫رس قيس أكرث حضورا ً من جيوش ذي القرنني‪ ،‬و ّ‬ ‫يل ‪ /‬والسلطة هنا ال ميكن االنقالب عليها‪ ،‬حتى ولو بجيوش اإلسكندر‪ .‬كان ّ‬ ‫ع ّ‬ ‫قيس عىل وجده املستحيل‪ /‬يلو ُم الظبا َء‪ /‬ويعني النساء‬ ‫قيس كان يخرتق التاريخ بشدة حضوره‪/ :‬كان ٌ‬ ‫والحب وحده هو سبب عمران الكون‪ ،‬وهو رس العلن و "لسان الغيب وترجامن األرسار"‪ ،‬وهو وحده يسكن يف تفاصيلنا‬ ‫الس َحر‬ ‫رس الخميلة إالّ طيو ُر َ‬ ‫ويتكلم صامتاً‪ ،‬وال يعرف َّ‬ ‫إن امتالك القلب وحضوره والتمركز فيه يعطي املالّح املجذاف واملرساة‪ ،‬وهذا ما تقوله حكمت‪ / :‬أتنقل من الوسط‪ /‬إىل حيث‬ ‫قلبي‪ /‬وأضصنع دئرة ذاتَ زوايا‪ /‬مرئية‪ /‬فأنا من يدير الحياة منذ اآلن ‪ ./‬يف الحديث الرشيف‪" :‬ال صالة إال بحضور القلب"‪،‬‬ ‫وحكمت مل تستطع الحضور وإدارة الدفة باتجاه املرساة إال عندما انتقلت إىل حيث قلبها‪ .‬قلبها وحده كان املجذاف واملرساة‪،‬‬ ‫ولكنها لن يقرتب من الساحل أبدا ً‪ .‬وحني تحدد لحظة السفر"اآلن" تكون قد دخلت يف الحياة‪ ،‬دخلت لتعيد تشكيل كونها‪ ،‬كونها‬ ‫وبالحب كله‬ ‫املغمور بالحب‪،‬‬ ‫ِّ‬

‫‪25‬‬


‫عاطال عن العمل؟ ‪ ...‬ملاذا؟‬

‫كارال الح ّداد‬

‫خاصة يف فصل الشّ تاء‪ ،‬تعود‬ ‫غالبا ما يتم ّنى املرء أن يكون‬ ‫‪ ADVERTORIAL‬عاطال عن العمل‪ ،‬غري مضط ّر أن يستيقظ باكرا كلّ يوم للذّهاب إىل العمل وإرهاق نفسه‪ .‬هذه ال ّرغبة يف البقاء يف املنزل‪ّ ،‬‬ ‫‪.‬أسبابها‪ ،‬ليس فقط لطبيعة اإلنسان الكسولة ولكن لعوامل ع ّدة تحيط باملوظّف يف العمل‬ ‫أثبتت الدراسات‪ ،‬يف اآلونة األخرية‪ ،‬أ ّن العديد من األمور التي يقوم بها اإلنسان يف العمل تضع صحته الجسديّة يف خطر ما يدفعه إىل التم ّني لو أنّه عاطال عن العمل‪ .‬ما هي هذه‬ ‫العوامل؟‬ ‫لوحة مفاتيح الحاسوب‬ ‫لوحة مفاتيح الحاسوب تحتوي عىل أنواع عديدة من البكترييا املؤذية وإذا مل تنظّف بإنتظام ميكن أن تؤثّر سلبا عىل اإلنسان‪ .‬وقد وجد العلامء أنها تحتوي عىل ما يقارب خمسة أضعاف‬ ‫البكترييا املوجودة يف الحاممات بخاصة تلك املسامة بالـ‬ ‫‪Escherichia Coli‬‬ ‫الجلوس لفرتة طويلة‬ ‫يسء ج ّدا لجسم اإلنسان‪ .‬مشاكل يف الظهر والعمود الفقري هي أوىل أعراضه‪ .‬هذا األمر يؤ ّدي إىل زيادة خطر اإلصابة باإلضطرابات‬ ‫أن تجلس لفرتة تتع ّدى الثّالث ساعات متتالية أمر ّ‬ ‫السطانات إضافة إىل أمراض القلب‬ ‫الهيكلية العضلية‪ ،‬السكري‪ ،‬السمنة وبعض أنواع ّ‬ ‫كريس املكتب‬ ‫إذا كان عملك يتطلب منك الجلوس لفرتة طويلة‪ ،‬من األفضل أن تأيت بجهاز يحدد لك طريقة الجلوس الج ّيدة أو رشاء كريس مريح‪ .‬فإنحناء الظهر أثناء العمل عىل الحاسوب لساعات‬ ‫طويلة يع ّرض جسدك لعدد كبري من األمراض املزمنة مثل إلتهاب املفاصل‪ .‬األمر الذي يؤ ّدي إىل إرهاق الجس ّد وتعزيز ال ّرغبة يف البقاء يف املنزل وال ّراحة‬ ‫املقابالت التّحفيزية‬ ‫الشكات ندوات ولقاءات تحفيزيّة لتنشيط موظفيها‪ .‬تسود يف هذه الندوات املواقف اإليجابية‪ .‬ولكن أظهرت الدراسات أ ّن إجبار املوظّف عىل الشّ عور باإليجابية تجاه أمور معينة‬ ‫تنظّم ّ‬ ‫دامئا‪ ،‬تجعله يصل إىل حد اإلحباط واإلكتئاب وعدم العمل ألنه مجرب‬ ‫رب العمل تشجيع املوظّف دامئا ومكافأته عىل الجهود التي يبذلها يف العمل‪ ،‬األمر الذي يجعل هذا ا؟ألخري راغبا يف العمل أكرث وأكرث إنتاج ّية‬ ‫لذلك‪ ،‬عىل ّ‬ ‫رداءة الهواء‬ ‫خاصة تلك التي تنبعث من املك ّيفات‪ .‬هذا الهواء املل ّوث يؤثّر‬ ‫السامة واملواد الكيميائ ّية‪ّ ،‬‬ ‫املؤسسة قد يكون مل ّوثاً من الهواء الخارجي‪ .‬إنّك تتعرض لعدد كبري من الغازات ّ‬ ‫الهواء داخل ّ‬ ‫عىل عملك أل ّن الجسد يتع ّرض إىل جراثيم تضعفه‪ .‬لذلك‪ ،‬من املستحسن إطفاء املك ّيف من حني إىل آخر وفتح ال ّنوافذ‪ ،‬األمر الذي يسمح بدخول الهواء الطّبيعي إىل املكتب‬ ‫آالت الطّباعة وال ّنسخ‬ ‫الصدر‪ .‬أ ّما طابعات الليزر‪ ،‬تؤ ّدي إىل خلل يف ال ّدورة الدمويّة‬ ‫تغي الفالتر بشكل منتظم‪ .‬التع ّرض لنسبة قليلة منها تس ّبب آالماً يف ّ‬ ‫قد تكون آالت الطّباعة مصدرا ً لغاز األوزون ّ‬ ‫السام إذا مل ّ‬ ‫وأمراض يف ال ّرئة‬ ‫أكرث من عرش ساعات عمل يف اليوم‬ ‫كشفت ال ّدراسات أ ّن العمل ألكرث من ‪ 10‬ساعات يف اليوم يزيد من خطر اإلصابة بأمراض القلب واألوعية الدمويّة بنسبة ‪ ..%60‬لذلك يجب العمل لحدود الثّامين ساعات كح ّد أقىص يف‬ ‫اليوم‪ ،‬رشط أن ال تكون متتالية‪ .‬يجب أخذ إسرتاحة كل بضع ساعات لتجديد ال ّنشاط وتجديد الحيويّة‬ ‫التع ّرض للضوء اإلصطناعي‬ ‫الساعة الداخلية للجسم ال سيام أنهم معرضون ملشاكل اليقظة‪ .‬هذا األمر يرهق بدوره‬ ‫التع ّرض املفرط لألضواء اإلصطناعية يسبب ّ‬ ‫الصداع‪ .‬إذ يعاين الذين يعملون يف الليل من إختالل ّ‬ ‫إنتاج ّية ال ّد ماغ ويح ّد من فعال ّيته‬ ‫امللل‬ ‫السكتة الدماغية ألنّهم يكبتون ما يف داخلهم‬ ‫يعبون عن مللهم يف أوقات العمل هم أكرث عرضة للموت املبكر جراء أمراض القلب أو ّ‬ ‫أظهرت ال ّدراسات يف جامعة لندن ‪ ،‬أن الذين ال ّ‬ ‫ويعملون بهدوء بشكل مستمر‪ .‬يف الحقيقة إ ّن هؤالء يعانون كثريا ألنّهم ال يفعلون شيئا آخر سوى العمل املستم ّر‬ ‫لذالك من املستحسن مشاركة مشاعر امللل مع ال ّزمالء وأخذ إسرتاحة قصرية‪ ،‬ال تتع ّدى ال ّنصف ساعة‪ ،‬مك ّرسة ملشاركة األحاديث يف مواضيع تخرج عن إطار العمل‬ ‫إذا هذه هي العوامل التي تدفعك إىل ال ّرغبة يف أن تكون عاطال عن العمل‪ .‬لذلك يجب أن تجد دامئا حلوال تح ّد من تأثريها عليك وعىل عملك‪ ،‬اأمر الذي يع ّزز إندفاعك للعمل وتحفيزه‬

‫‪26‬‬


‫ما حقيقة مرض امليزوثيليوما ال ّرئوي؟‬ ‫كارال الحدّ اد‬

‫مرض امليزوثيليوما ( ‪ ) Mesothelioma‬هو مرض خطري‪ ،‬بدأ يف مد جذوره يف كل أنحاء العامل‪ ،‬وخاصة يف الواليات املتحدة األمريك ّية‪ .‬إنّه‬ ‫كل أقطار الكرة األرضية‪ .‬هناك أدوية لل ّتعامل مع أعراض هذا املرض‪ ،‬لكن ال يوجد عالج له حتى اآلن‬ ‫رسطان مميت إنترش برسعة يف ّ‬ ‫الصخري‬ ‫فالسبب األسايس للميزوثيليوما هو التعرض ملادة األسبستوس ( ‪( )asbestos‬الحرير ّ‬ ‫ّ‬ ‫األسبستوس هو معدن طبيعي‪ُ ،‬يستخدم يف العزل‪ ،‬واملالبس‪ ،‬واملواد املقاومة للحريق‪ .‬ولكن إستخداماته قليلة مقارنتا بالنتائج السلب ّية التي يس ّببها‪.‬‬ ‫مم يؤدي إىل تطور امليزوثيليوما لديهم‪،‬‬ ‫فبالنسبة ملن يعملون يف مجال األسبستوس‪ ،‬هم يتنفّسون ويستنشقون الجسيامت ّ‬ ‫الصغرية الخاصة به‪ّ ،‬‬ ‫وبعض األمراض التي لها عالقة مبادة األسبستوس‬ ‫يف البداية مل يكن ال ّناس عىل علم بالطّبيعة املد ّمرة لهذه الجسيامت‪ .‬إكتشف بعد ذلك‪ ،‬من خالل تحاليل عدة مثل اآلشعة السينية‪ ،‬وفحوصات‬ ‫ال ّتصوير؛ أي التي تتم من خالل صور ال ّرنني املغناطييس واألش ّعة املقطعية أو املسح املحوري املحسوب مدى خطورتها عىل جسم اإلنسان‬ ‫العمل واملستهلكني الّذين أصيبوا بهذا املرض‬ ‫الطب‪ .‬يعود ذلك إىل العدد الهائل من ّ‬ ‫لقد أصبح سبب مرض ميزوثيليوما وحده قضية جدلية يف عامل ّ‬ ‫الفتاّك الذين‪ ،‬بحسب قولهم‪ ،‬مل يتم تحذيرهم بأخطار هذه املادة‬ ‫بناء عىل ذلك‪ ،‬رفعت قضايا عديدة ضد الرشكات التي تص ّنع األسبستوس ولكن ذلك مل يدفع هذه األخرية إىل اإلفالس‪ ،‬كام هو متداول‪ .‬تشري الحقائق‬ ‫إىل بقاء مثل هذه الرشكات قيد ال ّتصنيع‪ ،‬وذلك تحت حامية فصل رقم ‪( 11‬من القانون األمرييك)‪ ،‬والتي بدورها إستخدمت خرب إفالسها املز ّيف‬ ‫مم ساعدهم عىل إعادة تنظيم أنفسهم مرة أخرى‬ ‫السابق ًة‪ّ ،‬‬ ‫لدفع ديونها ّ‬ ‫هذه ليست الخرافة الوحيدة الخاصة بامليزوثيليوما‪ ،‬فهناك عدد ال متناهي‪ ،‬نذكر منها‬ ‫من الخرافات املشهورة عىل مستوى العامل‪ ،‬أنه ال ميكن فعل أي يشء للشخص الذي يقع يف براثن امليزوثيليوما‪ .‬وإن مل يكن هناك عالج‬ ‫السطان‪ ،‬فهناك بعض األدوية التي تساعد لل ّتعايش معه‬ ‫لهذا النوع القايس من مرض ّ‬

‫ ‬

‫السبب الوحيد لتفيش هذا املرض‪ ،‬هو العمل يف املناجم‪ ،‬والّلعب يف األكوام املحاطة باألبستوس‪ ،‬والبقاء بجانب شخص‬ ‫يش ّيع بني الناس أن ّ‬ ‫يعاين من امليسوثيليوما‪ .‬ولكن يف الواقع‪ ،‬مرض امليزوثليوما وأي مرض ناتج عن مادة اإلسبستوس غري معدي‬

‫ ‬

‫ربط البعض ال ّتدخني بهذا املرض‪ .‬ولكن يف الواقع املدخّنني الذين يتع ّرضون ملادة األبستوس هم أكرث الناس عرضة لإلصابة مبرض‬ ‫السبب املبارش‪ :‬هناك عدد ال يحىص من مرىض مادة األسبستوس املرسطنة ليسوا من املدخّنني‬ ‫امليزوثيليوما ولكن ال ّتدخني ليس ّ‬

‫ ‬

‫كذلك يخطأ هؤالء الذين يظنون أنّ ال ّتعرض ملادة األبستوس سوف يؤدي إىل ظهور أعراض املرض عليهم عىل الفور‪ .‬وطبقا للعلوم الطب ّية‪،‬‬ ‫قد تبقى اآلثار كامنة وغري معروفة ملدة ترتاوح ما بني ‪ 40-10‬عاماً‬

‫ ‬

‫فمن املعروف أيضا‪ ،‬أنّ أي تع ّرض لجزيئات األبستوس ولو كان بسيطاً يؤدي إىل رسطان امليزوثيليوما‪ .‬لذا فإذا إكتشفت هذه األلياف يف‬ ‫منزلك أو مكتبك‪ ،‬يجب أن تزال عىل الفور‪ ،‬ويجب تنظيف كل املواد التي كانت عىل إتصال بها ج ّيا‪ .‬ولكن ليس هذا بالضبط هو املطلوب‪ .‬فأي‬ ‫السهل أن متتزج مع الهواء املحيط وتسبب‬ ‫محاولة مستعجلة وغري سليمة إلزالتها‪ ،‬ميكن أن يكون لها عواقب وخيمة‪ ،‬إذ إنّ هذه الجزيئات من ّ‬ ‫للمختصني واملحرتفني‬ ‫أرضاراً‪ .‬إنّ أفضل أساليب معالجة جزيئات األبستوس هو ال ّتغطية الج ّيدة للمنطقة املصابة‪ .‬وهذه املهمة ينبغي أن توكَل فقط‬ ‫ّ‬ ‫يف ذلك‬

‫ ‬

‫مرضة من مواد األبستوس‪ .‬ولكن أثبتت األبحاث أنّ كل أشكال ‬ ‫يظن البعض أنّ مادة الكريسوتايل ( ‪ ) Chyrsotile‬هي مادّة غري ّ‬ ‫األبستوس‪ ،‬منها مادة كريسوتايل املستخدمة بكرثة‪ ،‬لها تأثريعىل اإلصابة مبرض امليزوثيليوما وبعض األمراض األخرى املتعلّقة مبادة األبستوس مثل‬ ‫رسطان ال ّرئة ومرض األبستيوسيس‪ ..‬إلخ‬ ‫يومي وال تتق ّيد مبا يقوله ال ّناس‪ ،‬إستشري الطّبيب وإخضع لل ّتحاليل الالّزمة‬ ‫لذلك‪ ،‬ال تهمل نفسك وإحذر ج ّيدا ّ‬ ‫مم تتع ّرض له ّ‬

‫‪27‬‬


‫تخونه‪ ...‬مع أهلها‬ ‫بقلم زينه زغيب‬

‫وليد‪ ،‬شاب يف العقد الخامس من عمره‪ ،‬متز ّوج منذ عرش سنوات من مرينا‪ .‬ولديهام طفالن‪ ،‬هام‬ ‫جنى وآدم‪ .‬طيلة فرتة زواجه‪ ،‬لطاملا كان يشعر أن العائلة ليست متامسكة كام يجب‪ ،‬لكنه مل يكن‬ ‫يعلم السبب‪ .‬ومع مرور الوقت‪ ،‬أصبح يالحظ أمرا مزعجا‪ ،‬هو تفضيل مرينا أهلها أكرث من العائلة‬ ‫التي بنتها مع رشيك حياتها التي اختارته‪ .‬وصارت أتفه األمور تضايقه فيتسائل يف نفسه‪" :‬إن كانت‬ ‫تضع أهلها يف املقام األول‪ ،‬وتعتربهم أولوية دامئة‪ ،‬لن يكون من املستغرب أن يشعر األوالد بعدم‬ ‫ويفضلوا الخروج مع أصدقائهم يف العطلة‪ ،‬بدل متضية الوقت مع العائلة"‪ .‬وعندما ق ّرر‬ ‫االهتامم‪ّ ،‬‬ ‫يتلق أي جواب إيجايب‪ .‬بل‬ ‫يلق تجاوبًا‪ ،‬أو باألحرى‪ ،‬مل َّ‬ ‫أن يلفت نظرها إىل خطورة هذه املسألة‪ ،‬مل َ‬ ‫وتجن‪ .‬وأضافت‬ ‫عىل العكس متاما‪ ،‬ما إن بدأ بعرض املسألة‪ ،‬حتى قاطعته معتربة أن كالمه افرتاء‬ ‫ٍ‬ ‫أنهم أهلها وقد تعبوا يف تربيتها قبل أن يعرف بوجودها أصال‪ ،‬وأنه ال ميكنها إنكار جميلهم‪ .‬لكن‬ ‫ِ‬ ‫اخرتت بإرادتك بناءها !" وتابع‬ ‫وليد مل يتاملك أعصابه وص ّدها‪ ... " :‬لك ّنك أهملتي العائلة التي‬ ‫مه ّدئا من روعه قليال‪ ":‬يف اآلونة األخرية‪ ،‬أحاول س ّد الفجوة التي أحدثها غيابك اإلرادي! فأنت‬ ‫تبخلني عىل زوجك وأطفالك بالوقت والعاطفة ! وهذا الوضع أصبح ال يطاق‬ ‫ال تقترص هذه املشكلة عىل مرينا ووليد فحسب‪ .‬فهناك عدد ال يُحىص وال يُع ّد من العائالت التي‬ ‫اختربتها أو تختربها حال ًيا‪ .‬لكن‪ ،‬فلننظر إىل األمور من منظار أوسع وأشمل‪ .‬إذا أردنا توصيفها‪ ،‬أال‬ ‫تجدون أن اإلشكالية تكمن يف عدم التوازن؟ أو باألحرى عدم إعطاء الطرفني حقّهام؟‬ ‫الزواج يا أصدقايئ ليس أمرا يُستهان به‪ .‬إنه باختصار مؤسسة تجمع أشخاصا مرتابطني عاطفيا‬ ‫وعمليا‪ .‬إذًا‪ ،‬هناك مسؤولية كبرية ملقاة عىل عاتق أفراد األرسة‪ ،‬وعىل كل واحد إجراء تقييم دوري‬ ‫رصفاته يك ال تقع الكارثة‬ ‫ومتواصل لت ّ‬

‫‪28‬‬


29


Magazine

30

MAGAZ I N E T E M PLATE / OC TOBE R 2013 / w w w.yo ur m agaz i ne.com


‫دار االكرام ببني حواء‬ ‫إنجاز سياحي يستحق الزيارة‬ ‫سليمة مليزي‬

‫تعرف السياحة يف بالدنا تطورا ملحوظا وإن كان بطيئا ويحتاج اىل املزيد من املجهودات لالرتقاء به اىل املستوى املطلوب‪ .‬وقد بدأت تظهر هذه املجهودات يف‬ ‫االستثامرات التي تبناها القطاع الخاص خاصة يف شامل الجزائر حيث اهتم بتطوير السياحة االجتامعية او ما يسمى السياحة العائلية‪ ،‬ويف هذا االطار قمنا بزيارة‬ ‫منوذجية الحدى هذه املواقع املتميزة يف والية الشلف‬ ‫دار االكرام‪ .‬متنفس سياحي من نوع راقي بجامل موقعه األخاذ‪ ،‬بني الغابة والبحر‪ ،‬وهندسته املدروسة لراحة املصطافني والسواح الذين يبحثون عن املتعة والراحة‬ ‫يف آن‬ ‫تقع دار االكرام يف مخرج منطقة بني حواء بوالية الشلف بني رشسال وتنس‪ ،‬الجنة املنسية التي مل تطأها يد الفساد بعد‪ ،‬لكنها تنفست مؤخرا بهذا االنجاز السياحي‬ ‫الكبري الذي يعترب عالمة مميزة يف محيط يفتقد ملثل هذه االنجازات‪" .‬دار االكرام" الساحرة التي تحتضن الجبل بأشجاره الباسقة‪ ،‬ومناظره الخالبة‪ .‬ترتبع عىل مساحة‬ ‫تقدر بحوايل ‪ 3‬هكتارات عىل جبل ( تيزي يوالس ) ( وتامدة ) املطالن عىل خليج بني حواء املحاط بأساطري قدمية يرويها التاريخ فتزيد من عمق وغرابة هذا املكان‬ ‫االستثنايئ‬ ‫فهذا املركب السياحي عبارة عىل شقق ثنائية‪ .‬تتكون من ‪ 50‬فيال من طابقني تتوفر فيها كل عوامل الراحة‪ ،‬محاطة بحدائق ومساحات خرضاء‪ ،‬يتوسطها مسبح يزيد‬ ‫من بهجة املكان‪ .‬وطبعا له لواحق عديدة مثل مسبح مغطى للنساء يستعمل صيفا وشتاء‪ ،‬وقاعة رياضة‪ ،‬وسينام‪ ،‬ومطعم نظيف واسع‪ ،‬إىل جانب وسائل االلعاب‬ ‫البحرية ومساحات للعب االطفال‪ ..‬وقاعة للمحضارات من اجل منافسات فكرية وادبية تقام بني العائالت‬ ‫وحسب ترصيح السيد محمد قادة مدير املركب فإن فرصة حصوله عىل هذه القطعة من االرض كان مبثابة فرصة لتحقيق حلمه يف االستثامر السياحي العائيل الذي‬ ‫طاملا حلم به من أجل راحة العائالت الجزائرية واالجنبية التي تزور الجزائر‪ ،‬ورغم املصاعب التي وقفت يف طريقه‪ ،‬وهي ليست سهلة‪ ،‬فقد وضع حلمه عىل أرض‬ ‫الواقع يف خدمة السياحة والراحة والرتفيه من أجل العائالت الحزائرية الراغبة يف قضاء أيام ال تنىس‬ ‫وأضاف السيد محمد قادة انه يطمح يف االستثامر السياحي يف الجزائر يف العديد من املدن الساحلية ان توفرت له تسهيالت ادارية وتشجيع معنوي‪ .‬وهو حاليا يقوم‬ ‫بدراسة مرشوع ضخم عىل ساحل والية تنس ( دار االكرام ‪ 2‬واد امللح بلدية سيدي عبد الرحامن دائرة تنس ) تتميز مبوقع جبيل يطل عىل البحر ‪ ..‬يف مكان مرتبط‬ ‫باسطورة بربرية االصول‪ ،‬تعود اىل عرص قديم حني تحطمت سفينة هولندية عىل تلك الشواطئ وبقي مسافريها عالقني عىل هذه االرض منذ ذلك الوقت‪ ،‬وتربط‬ ‫االسطورة جامل بنات بني حواء الشقراوات بعيونهن الزرق بذلك املرياث الجيني التاريخي‪ .‬وتعود هذه الحكاية اىل القرن السادس عرش‪ ،‬زمن الحروب التي ال تنتهي‪،‬‬ ‫من اجل امتالك اجمل االماكن والرثوات الطبيعية للشعوب االخرى من طرف الدول الصناعية الناهضة يف ذلك الوقت‪ ،‬وتلك السفينة تعود لبحارة هولنديني كانت‬ ‫مارة امام شاطيء بني‪ .‬حواء يف اتجاهها الكتشاف العامل وفيها عائالت أغلبهم من اصول هولندية حني ادركتهم عاصفة قوية فتحطمت باخرتهم عىل هذه الشواطيء‬ ‫الخرافية ومل تكن لديهم اي وسيلة للرجوع اىل بلدهم فبقوا يف انتظار منقذ اصبحوا يف عداد املفقودين ‪ ،‬فبقوا هنا‪ .‬وتأقلموا مع امازيغ الذين انقذوهم واحتضنوهم‬ ‫حتى استوطنوا املنطقة ‪ .‬والتحموا مع أهلها وتزوجوا فيام بينهم‪ ،‬واصبحوا جزء من املكان والناس‪ ،‬وهي حادثة تاريخية تعرب عن كرم وضيافة شعب االمازيع االصليني‬ ‫للجزائر عرب العصور‬ ‫يعود بنا الجامل‪ .‬اليوم اىل دار االكرام‪ .‬التي انشأت سنة ‪ . 2013.‬من طرف شاب عاد اىل ارض اجداده‪ .‬فاراد ان يستثمر فيها يف مركب سياحي غاية يف الجامل‪ .‬يحتوي‪.‬‬ ‫عىل شليهات ومسبح كبري يتوسطهم ومطعم ومقهى وقاعة للمحارضات واالمسيات الفنية والثقافية‪ ،‬وفيها حديقة كبرية للراحة وقاعة للصالت‪ .‬وقاعة للرياضة وكل‬ ‫مرافق الراحة ‪ ،‬وتحميها غابة من اشجار االرز التي تضفي جامال وراحة عليها وتجعلها من االماكن املفضلة للرتفيه والراحة التي تحتاجها العائالت الجزائرية بعد عناء‬ ‫سنة كاملة من العمل ودراسة االبناء ومشاق الحياة‬ ‫إن هذا الرصح السياحي يدل داللة واضحة عىل ان العمل واالجتهاد ومغالبة الصعوبات االدارية والتقنية ينجز للعائالت الجزائرية اماكن راحة ومتعة طاملا حلمت‬ ‫بها‪ ،‬ورأتها تتحقق أمامها‬ ‫بني حواء ‪23-‬أوت ‪2016‬‬

‫‪31‬‬


Magazine

32


33


‫مدينة الفراغ‬ ‫مرينا بريطع‬

‫وظل عىل مسافة منها‪ ،‬قبل أن يتق ّدم قلبه ليصافح قلبها كعادته‬ ‫قلّب صفحات وجهها بحذ ٍر ّ‬ ‫السنوات تعادل يف العمر لحظ ًة‪،‬‬ ‫كم طال عمر فراقهام؟؟! ذلك ليس مهامً فعالً‪ ،‬فالعمر ال معيار له‪..‬بعض ّ‬ ‫كل ما يه ّم اآلن أنّه يقف عينيها‬ ‫ً‪...‬ربا مل يرها منذ ده ٍر أو بعض دهر‪.‬ال فرق‪ّ ،‬‬ ‫وبعض الّلحظات تنقيض دهرا ّ‬ ‫املهجورتني كمدينة خاوية فارغ ٍة حتّى من األصداء‬ ‫لوهل ٍة‪ ،‬انتابته رهبة من تطأ قدماه أرضاً غريب ًة أل ّول م ّرة‪ ،‬لك ّن شيئاً ما بداخله دفعه للتّق ّدم دومنا وجل‬ ‫كل ٍ‬ ‫‪...‬كل تنهيدة‬ ‫حرف ّ‬ ‫كل كلم ٍة فيها وأشعل ّ‬ ‫وكل أمني ٍة‪..‬لقد أضاء ّ‬ ‫كل حلم ّ‬ ‫هذه املدينة ‪..‬يألفها‪،‬يعرف فيها ّ‬ ‫وتحسس نبضها أل ّول م ّرة‬ ‫‪،‬كل لهف ٍة ولفتة فيها‪..‬هو من اكتشف معاملها‪،‬‬ ‫وكل ابتسامة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لطاملا جلس عند أقدام أهوائها‪ ،‬يستمع لرقرقة األمل تنساب بخ ّف ٍة دون أن يص ّدها قد ٌر‪ .‬لطاملا خ َّط شيئاً‬ ‫من نفسه عىل جذوع قصائدها‪ .‬لطاملا جلس عىل مقاعد أحاديثها املكتظّة بالخياالت‪ ،‬وارتشف معها قليالً من‬ ‫السحر‬ ‫ال ّروايات املمزوجة بحالمة ّ‬ ‫هذه املدينة ليست غريب ًة‪...‬لقد متاهى مع صباحاتها حتّى بات يرشق ويغيب فيها‪ ،‬لكنه يعود ‪..‬كالفجر دوماً‬ ‫يعود‬ ‫كل يشء فيها‪..‬اعتاد أن يجلس بعيدا ً‪،‬‬ ‫هذه املدينه‪ ،‬فيها بعض من أنفاسه وإحساسه وخوفه وجرأته‪..‬اعتاد ّ‬ ‫عند منعطف ال ّزمن ‪..‬يتأمل قطارات الحياة املزدحمة باالوقات الفارغة و األوقات املسافرة وتلك العائدة‪،‬‬ ‫واألخرى التّائهة‬ ‫فكيف غدت تلك املدينة د ّوامة فراغٍ؟؟الصور تزيّن جدران ذاكرتها‪..‬ال أخيلة ‪ ،‬ال أحالم الأماين ال قصائد‪ ،‬ال‬ ‫قطارات زمنٍ ‪...‬ال اآلن‪ ،‬ال غدا ً‪..‬ال البارحة‪..‬ال هي ‪ ..‬ال هو‬ ‫السكون أحكم قبضته عىل املكان‬ ‫حاول أن ميسك بزمام صوته‪ ،‬أن يناديها‪ ،‬لك ّن ّ‬ ‫الخواء‪،‬يتحسس معامله للم ّرة األخرية‬ ‫حاول أن يالمسها‪ ،‬لك ّنه كان يقرتب من‬ ‫ّ‬

‫‪34‬‬


35


‫رامي عياش يغني الطفولة‬ ‫بقلم روال نرص‬ ‫اقام الفنان رامي عياش الحفل السنوي الخاص بالجمعية الخريية التي أسسها بعنوان "عياش الطفولة"‪ .‬وقد أحيا عياش حفل عيد امليالد املجيد يف ملعب ميشال‬ ‫سليامن الريايض يف مدينة جبيل‪ ،‬بحضور زوجته داليدا‪ ،‬ورئيس البلدية زياد حواط وعدد من االعالميني والشخصيات االجتامعية‪ .‬تتضمن الحفل لوحات راقصة من‬ ‫االطفال وريسيتاال ميالديا بأصوات كورال مدرسة الوردية‪ ،‬وعرض مرسحي غنايئ اضافة اىل توزيع الهدايا يف نهاية الحفل‬

‫‪36‬‬


‫نانيس عجرم تعايد الجمهور بأغنية جديدة‬ ‫بقلم روال نرص‬ ‫عم بتعلق فيك" هو عنوان األغنية الجديدة التي اختارت الفنانة نانيس عجرم إصدارها ملناسبة األعياد املجيدة‪ ،‬وهي من كلامت وألحان زياد برجي‪ ،‬وتوزيع"‬ ‫هادي رشارة‪ .‬األعنية رومانسية وهي من مجموعة األلبوم املقبل لنانيس‪ ،‬الذي سيصدر خالل أسابيع قليلة متضمناً تسع اغنيات جديدة‪ .‬هذا وتتابع نانيس‬ ‫مشاركتها يف برنامج املواهب "اراب آيدول" عى شاشة "ام يب يس" كعضو لجنة التحكيم التي تضم الفنانني وائل كفوري واحالم وحسن الشافعي‬

‫‪37‬‬


38


‫هل هذه نهاية السبام‬ ‫كارال الح ّداد‬ ‫نشبت الحرب عىل السبام (الربيد اإللكرتوين املتطفّل أو الربيد العشوايئ) عىل جبهتني‪ :‬األوىل عىل التّرشيعات‬ ‫)لتجريم السبام‪ ،‬والثانية مرشّ حات أو فالتر ( ‪ ) FILTERS‬متنع السبام من أن يصل إىل هدفه (يف بريدك اإلليكرتوين‬ ‫ولكن مل تفلح هاتان الطريقتان‬ ‫حتى لو نجح القانون األمرييك ضد السبام‪ ،‬إيقاف هذا األخري خارج الواليات املتحدة األمريك ّية مل ينجح‬ ‫أما بالنسبة لفالتر السبام‪ ،‬فإن مرسيل هذا الربيد أو السبامر ( ‪( ) SPAMMER‬الشخص أو الرشكة التي تضطلع مبهمة‬ ‫إرسال رسائل إعالنية مزعجة كثرية) دامئا ما يخرتعون طرق للتغلب عىل تلك الفالتر‬ ‫حال ّيا‪ ،‬باحثان يف رشكة "آي يب إم"‪ ،‬وهام سكوت فاملان ( ‪ ) SCOTT FAHLMAN‬ومارك ويجامن ( ‪) MARK WEGAMN‬‬ ‫تقدموا مبدخل مختلف متاماً‬ ‫الفكرة بسيطة جد ا ً‪ .‬الربامج املوجودة بني موقع (عميل) الربيد اإلليكرتوين اآليل وخادم الجهاز ستعرتض سبيل كل‬ ‫الرسائل اإللكرتونية‪ .‬وسوف يحتوي الربنامج عىل " قامئة بيضاء" بعناوين إلكرتونية تود أن تتلقى الرسائل منها فقط‬ ‫أي رسالة إلكرتونية ال تتعرف عليها " القامئة البيضاء" ستعود للمرسل‪ ،‬معها رسالة تو ّجه املرسل لرشاء "طابع‬ ‫)خريي" ذو سعر بسيط ‪ -‬مابني ‪ 5‬و‪ 25‬سنتاً (‪ 150 - 30‬قرشاً‬ ‫أ ّما الناتج سيح ّول للجمع ّيات الخري يّة والطابع الخريي هو عبارة عن رمز أو كود ( ‪ ) CODE‬من عرشة أرقام‪ ،‬يسمح‬ ‫‪.‬للرسالة اإللكرتونية املرسلة أن تصل إىل الربيد اإللكرتوين الخاص بك‪ ،‬األمر الذي سيقتل السبام فورا‬ ‫ملاذا؟‬ ‫ألن لدى السبامرز معدل بسيط جد ا ً للتحويل ‪ -‬ما يقارب عملية بيع واحدة لكل عرشة آالف رسالة بريد إلكرتوين‬ ‫مرسلة‪ .‬ولكن هذا ال يقلقهم‪ ،‬ألنهم يرسلوا ماليني ال ّرسائل كل مرة دون تكلفة‪ .‬فعندما ترضب ‪ 2‬مليون رسالة يف‬ ‫خمسة سنتات للرسالة‪ ،‬تجد هذا السبامر خارج عن العمل‬ ‫فشكرا لهذه الفكرة املضادة للسبام‬ ‫أخريا‪ ،‬السبام الذي يخنق اإلنرتنت يثبت فقط ما كان يقوله اإلقتصاديون منذ زمن ‪ -‬أن أي مصدر مجاين وغري منظم‬ ‫يتم إستغالله‪ ،‬سيحارب حتى ال ميكن إستحدامه بعد ذلك‬ ‫‪39‬‬


40


‫مقتطفات من الديوان املرتجم من اللغة الفارسية اىل العربية بعنوان‬ ‫أَ ِ‬ ‫عل ُح ٍ‬ ‫مش َ‬ ‫روف َميت ٍة‬ ‫بقلم‪ :‬الشاعرة ساناز داودزاده فر‬ ‫ِح َني نلتقي‬ ‫تكو ُن بي َننا مساف ُة دخانِ ع َّد ِة سجائر‬ ‫و ِح َني ال نلتقي‬ ‫الساخنِ إِىل جانب ِه س َّك ٌر‬ ‫كوب م َن الشَّ ِ‬ ‫اي َّ‬ ‫ٌ‬ ‫هذ ِه التَّجربة دامئًا‬ ‫الحب؛‬ ‫ح َني بدأْتُ‬ ‫َّ‬ ‫كا َن انْتهاؤ ُه بال ِّنسب ِة إِ َ‬ ‫ليك‬ ‫والسن ُني‬ ‫ِّ‬ ‫كانت ُمستم َّر ًة بال ِّنسب ِة إِ َّيل‬ ‫ْ‬ ‫ُمت ب ِإزال ِة ال ُحدو ِد‬ ‫إِذا ق َ‬ ‫تُه ِّمني الهجر ُة فيك‬ ‫بدونِ تأْشري ٍة‬ ‫ست سياس َّي ًة‬ ‫قض َّيتي ل َي ْ‬ ‫هربت عاشقة‬ ‫إِذا أَعو ُد‬ ‫وشفتي‬ ‫سيخيطون لِ َساين‬ ‫َّ‬ ‫الحب‬ ‫ُّ‬ ‫دون حدیث‬ ‫مع الحدود‬ ‫‪.‬بِال وطن‬ ‫ِ‬ ‫الساع ُة الَّتي ملْ تأْ ِت ِفيها‬ ‫ِح َني‬ ‫ذابت َّ‬ ‫الوقت ِعندي مفقو ًدا‬ ‫كا َن‬ ‫ُ‬ ‫عقارب عدمِ رؤي ِت َك مج َّد ًدا‬ ‫وض َّج ٌة تب ِّخ ُر‬ ‫َ‬ ‫كابوس معتا ٌد ه َذا‬ ‫ٌ‬ ‫َموقوت ُة الخ َيا ِل مجيؤك‬ ‫نت مج َّر ُد ُحلمٍ‬ ‫أَ َ‬ ‫العقارب‬ ‫ومؤقَّت ٌة لغياب ِ​ِك‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الوقوف‬ ‫الَّتي الَ تَفه ُم‬ ‫‪،‬بخا ُر حدي ِث ِك‬ ‫أحاط كل مخيلتي بالضباب‬ ‫اقرتاب أَحال ِمنا امل ُشرتك ِة بي َننا‬ ‫أال ترى‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫دن لل َمسافةِ‬ ‫ِ‪.‬ف الح ِّد األ َ‬ ‫َ‬ ‫يداك‬ ‫من ُذ سنواتٍ‬ ‫بَعيدتانِ ع ِّني‬ ‫َ‬ ‫وكنت أ ِبك‬ ‫ولِدتُ‬ ‫ُ‬ ‫شت وأَنا أَرص ُخ كث ًريا؛‬ ‫و ِع ُ‬ ‫رحل م َع ابْتسام ٍة‬ ‫أُري ُد أَن أَ َ‬ ‫تُش ِب ُه الـ" ُموناليزا‬

‫‪41‬‬


‫بيميش العمر خجالن وبنميش معو‬ ‫بقلم صباح شاهني‬ ‫بيميش العمر خجالن وبنميش معو‬ ‫يقطف سنني حبابنا بنسمة هوااا‬ ‫بس الحلم أشواق ‪..‬مش حا تر ِّجعوو‬ ‫بندعي أللله نعود نتالقااا سوااا‬ ‫إن م ِّرت قوافل راااسمة عطر وندااا‬ ‫ودمعااات طفل بنظرتو ناطر حداااا‬ ‫"ال توعدو وتقول انو رح يجي‬ ‫يالقي حبايب غادرو و ِه ِّني الدواا"‬ ‫هيدا بريء وكل كلمة بيسمعاا‬ ‫بترتك اثر مطرح ما ميرق مدمعاا‬ ‫قَلُّووو ْٰل ت َ َر ْك من غري ما يرتك خرب‬ ‫بهييك ظروف‪..‬غصب عنو ونجرب‬ ‫وقلوو سالم من الحبايب باعتني‬ ‫بيشمل عمر‪ ..‬لحظات‪ ..‬ساعات ِ‬ ‫‪..‬وسنني‬ ‫وعالوعد بعدن لألحبااا ل غادرو‬ ‫ل ُمي ْر طَيف ُْن ‪ " ....‬ويغمرو بلمسة حنني"‬

‫‪42‬‬


MAGAZ INE TEMPL ATE / O C TO B ER 2013 / w w w.your magaz i ne.co m

43


44


‫يف حرضة اليأس‬ ‫زهراء املوسوي‬

‫بع َد الريا ِع التاميس كان مشكلتي‬ ‫دم ِ‬ ‫الكاس‬ ‫أسلَمتُك القلب أنقى من ِ‬ ‫شعرتُ لِل َوهل ِة األُوىل كَأ َّن دمي‬ ‫يرضب أخاميس و أَسدايس‬ ‫قد صار‬ ‫ُ‬ ‫قد كان حبي بعيدا ً مثل مشكلتي‬ ‫وكم تعذبت من غارات إحسايس‬ ‫يوصد يف‬ ‫طَوعاً ول ُ‬ ‫َجت وكان الباب َ‬ ‫وجهي‪ ،‬وكانت جيوش اله ِّم ُح ّرايس‬ ‫ليت قَلبي الذي بالحب رسبلني‬ ‫و َ‬ ‫ما َّ‬ ‫دق يف العيد للتذكار أجرايس‬ ‫بت وحدي وضا َعت كل مملَكَتي‬ ‫قد ّ‬ ‫الكل جرياين و ُح َّرايس‬ ‫و خانَ ِني ُّ‬ ‫و خانَني ِم َنك وجدا ٌن زهَوتُ بِه‬ ‫فها َجرت رِيشَ تي يف بوح ِقرطايس‬ ‫قد صادر الدهر مني تاج مملكتي‬ ‫ويف ِ‬ ‫أعلنت إفاليس‬ ‫بنوك الهوى‬ ‫ُ‬ ‫ف ُك ْن حبيبي‪ ،‬فقد أطلقت أجنحتي‬ ‫طيب أنفايس‬ ‫ألجتني يف فضايئ َ‬ ‫حب ومل أجنِ منه غ َري مشكلتي‬ ‫ٌّ‬ ‫يصب الهم يف الر ِاس‬ ‫وحزن ٍ‬ ‫قلب ّ‬ ‫جسدي‬ ‫وكان حبك كالزلزال يف ِ َ‬ ‫الحسا ِد من نايس‬ ‫به أعو ُذ م َن َّ‬ ‫متنيت لو دار الزمان بنا‬ ‫وكم ُ‬ ‫يف صف ِو َع ٍ‬ ‫يش و يف حزنٍ و أعر ِاس‬

‫‪45‬‬


46


‫عدت للاميض‬ ‫لو‬ ‫بقلم زينه زغيب‬

‫من م ّنا مل يشعر يو ًما برغبة يف الرجوع اىل املايض وتغيري أمور‬ ‫مع ّينة؟ لقاءات اعترب انها غري مجدية‪ ،‬أو أحداث طبعت‬ ‫حياته بشكل سلبي؟‬ ‫من م ّنا مل يندم عىل إعطاء شخص ما أكرث مام يستحق؟ من‬ ‫م ّنا مل يندم عىل عالقة عاطفية مع أحدهم؟ أو عدم انتهاز‬ ‫فرصة ما عىل الصعيد املهني؟‬ ‫أمور اعتقد أنها مل تضف شيئا عىل حياته‪ ،‬لكنها يف الحقيقة‬ ‫زادته خربة‪ .‬وأحيانا كثرية‪ ،‬منحته حتى أكرث من مجرد خربة‪.‬‬ ‫لقد أعطته القدرة عىل تقدير أمور مع ّينة وأشخاص مح ّد دين‪،‬‬ ‫كان التقاهم أو سيلتقيهم‬ ‫معي ؟ لكنه اصطدم‬ ‫من م ّنا مل يتم ّنى بش ّد ة تحقيق أمر ّ‬ ‫بالواقع امل ّر ‪ " :‬ما كل ما يتم ّنى املرء يدركه تجري الرياح مبا‬ ‫ال تشتهي السفن‬ ‫كثريون يندمون عىل حصول أمور وعدم املحاولة إلنجاح‬ ‫أخرى‪ ...‬لكن األكيد واحد‪ .‬هناك أحداث مضت‪ ،‬وعلّمتنا‪...‬‬ ‫وجعلتنا نختار بعد أن اختربنا األسوء‪ .‬عىل األقل‪ ،‬بعد تجارب‬ ‫س ّيئة‪ ،‬يختار الفرد عن قناعة تامة‪ .‬واألكيد أن الندم والشعور‬ ‫بالذنب ال يفيدان‪ .‬فهام عىل العكس ي ّدمران اإلنسان‬ ‫ويجعالنه عرضة للموت البطيء‬ ‫يحسنه‪ ،‬هو‬ ‫يغيه‪ ،‬أو باألحرى ّ‬ ‫الندم لن ي ّغري املستقبل! ما ّ‬ ‫معرفة أخطائنا وعدم الوقوع فيها من جديد‬

‫‪47‬‬


‫"بكائيات عىل ثرى "الطف‬ ‫عمر شبيل‬

‫نسيت ُسك ُ‬ ‫َينة قل َبها‬ ‫ْ‬ ‫عند الحسني بكربالء‬ ‫بالطف منذ سقوط‬ ‫حت‬ ‫وتوشَّ ْ‬ ‫ِّ‬ ‫أول قطرة من روح ِه‬ ‫تذرف قلبها‬ ‫"سكَ ْي َنة "‪ ،‬وهي‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫وغدت ُ‬ ‫فيام تغني من مواويل "العزاء‬ ‫صارت ُسك ْينة أول الباكني‬ ‫يف دمنا‬ ‫وأول مأتم يف كربالء‬ ‫ُ‬ ‫مدرسة الذين قلو بُهم‬ ‫الحزنُ‬ ‫فيها سامء‬ ‫يتألق املوىت‬ ‫رسها‬ ‫ُ‬ ‫يف ِّ‬ ‫وال يبكون لكنْ وحدها تبيك‬ ‫ومن ٍ‬ ‫رص عىل البكاء‬ ‫ألف ت ُّ‬ ‫وأرى احتامل قيامة املوىت‬ ‫"الطف‬ ‫بعينيها‪ ،‬ويهزمني طريق‬ ‫ِّ‬ ‫رص مبجمع البحرين‬ ‫هل أسطيع صرباً إ ْذ ت ّ‬ ‫أنـّا واصالن‬ ‫رأس‬ ‫إىل املدينة ثم نجثو قرب ٍ‬ ‫كان منذوراً ومقطوعاً‬ ‫عىل شط الفرات‬

‫حي يف الحناج ِر واملآذن‬ ‫فأنت ٌّ‬ ‫والقلوب‬ ‫مقاوم‬ ‫ويف سالح‬ ‫ٍ‬ ‫حمل الجنوب‬ ‫وال يزال مص ِّمامً أال يسري إىل الوراء‬ ‫ألن جر َحك ال ُ‬ ‫ُ‬ ‫يعيش فيه‬ ‫يزال‬ ‫العلوي فيه‬ ‫وال يزال نداؤك‬ ‫ُّ‬ ‫"املنية ال الدن ّية "‬ ‫قم يا حسني فأنت رم ُز سالل ٍة‬ ‫رشبت مع الل ِنب الفداء‬ ‫وأنت ركن للحطيم ‪ ،‬وأنت من‬ ‫يرثب والفرات‬ ‫قاس املسافة بني َ‬ ‫َ‬ ‫مبوكب الشهداء إ ْذ‬ ‫يتسابقون عىل اجتياز املوت‬ ‫ُّهم‬ ‫هاهم كل ْ‬ ‫يتوضأون عىل الفرات‬ ‫بكربالء‬

‫وال يزال‬ ‫هاشمي متى تقوم؟‬ ‫يا‬ ‫‪،‬‬ ‫سيدي‬ ‫يا‬ ‫ّ‬ ‫ونسري يك نستخرج الكنز‬ ‫ثقب السفينة قبل يافا‬ ‫الذي َ‬ ‫قم يا حسني فإن جرحكَ سيد الشهداء‬ ‫ْ‬ ‫يا ابن األكرمني‬ ‫لن ينقذ األقىص سواك‬ ‫زرعت من اإلباء‬ ‫َ‬ ‫مبا‬ ‫لو كنت تبرص مايدور برأسنا‬ ‫وبهذه األرض اليتيمة‬ ‫كنت تُق َت ُل مرتني‬ ‫َ‬ ‫!!!!فآ ِه من سفنٍ تسري إىل الوراء‬ ‫ُ‬ ‫الرجولة ال تسا ِو ْم‬ ‫علمتنا كيف‬ ‫قم وقاو ْم‬ ‫ْ‬ ‫يا كنز أرسار الذين تساقطوا‬ ‫تحت السامء‬ ‫وال تزال جراحهم تعطيك عنوانَ‬ ‫املحطات الجميلة للسامء‬ ‫علمتنا كيف الرجال يقاومون‬ ‫وهم ظامء‬ ‫ْ‬ ‫علّ ْمتنا أن ال طريق لكربال َء‬ ‫سوى الطريق إىل الشهادة والفداء‬ ‫يا سيدَ الشهدا ِء يا ابنَ األكرمني‬ ‫أبكيك لكن بالدموع املستعدة للوفاء‬ ‫ومضيت أنت إىل السامء‬ ‫روح القدس‬ ‫يلقاك ُ‬ ‫َ‬ ‫ْوي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ك‬ ‫ح‬ ‫جر‬ ‫ميسح‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫التحية‬ ‫يُق ِرئُكَ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫بالعط ِر الرسو ِّيل الذي‬ ‫وضع ْته أ ُمكَ‬ ‫يف ردائك يو َم أعطاكَ الرسول ردا َء ُه‬ ‫لت‬ ‫لتعيش فيه‪ ،‬ولو ُق ِت َ‬ ‫‪ARTIST PAINTING: HASSANA RIZK‬‬

‫‪48‬‬


49


Happy New Year's from Ya 7elween Magazine Keep it 7elwee! www.ya7elweenmagazine.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.