Ya 7elween October

Page 1

‫يا حلوين‬

Oct 2016

‫الحالمون‬ ‫ ضحية المسلسالت‬...‫أطفالنا‬ ‫ِأح ُب ِك‬ ‫أ‬ ‫الدب الرقمي واقع معارص‬// Oct 2016 - Issue 07 www.ya7elweenmagazine.com FALL 2016

www.website.com |magazine template| 1


‫ن‬ ‫وأن‬ ‫ترتدي� ثياب صالة‬ ‫ي‬ ‫أرتديك سما َء َعدن‬ ‫وأن‬ ‫ِ‬ ‫أح ُّب ِك‬ ‫أن ت ن‬ ‫ُغرقي� نجاة‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫تمنحي�‬ ‫وأن‬ ‫ي‬ ‫امتداد الزمن‬ ‫تستجي�‬ ‫وأن‬ ‫بي‬ ‫قل�‬ ‫لدقات ب ي‬ ‫إذا بلغَ الدا ُء ب ي�‬ ‫من وهَ ن‬ ‫أنت‬ ‫فدونك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫اب‬ ‫حيا� رس ٌ‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫ماء‬ ‫وبركة ٍ‬ ‫عالها َآسن‬ ‫وموت بطي ٌء‬ ‫ٌ‬ ‫ن‬ ‫الثوا�‬ ‫يعد‬ ‫ُّ‬ ‫ي‬ ‫مهجة‬ ‫عىل‬ ‫ٍ‬ ‫يرتديها الكفن‬ ‫ِوق ُ‬ ‫صة ُح ٍب‬ ‫بدون نهاية‬ ‫ِ‬ ‫تلتها‬ ‫العاشق ي ن‬ ‫الم َحن‬ ‫َ� ِ‬ ‫عىل ِ‬ ‫أُح ُّب ِك‬ ‫ن‬ ‫أن‬ ‫تحضني� طويال ً‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫لقل� أنا‬ ‫ي‬ ‫وتب� ب ي‬ ‫الضلوع َسكن‬ ‫ي ف�‬ ‫ِ‬ ‫البكاء‬ ‫ُ‬ ‫تعبت بمنفى ِ‬ ‫ن‬ ‫ذي�‬ ‫خُ ي‬ ‫مقلتيك‬ ‫ففي‬ ‫ِ‬ ‫! ينادي الوطن‬ ‫محمد حرب الرمحي‪ /‬الأردن‬

‫‪INTEREST‬‬


‫‪OPENING‬‬

‫من يـفك طلسم‬

‫بـلقـيس‬

‫ف ف‬ ‫تكس موج روحي‬ ‫ي� مر يا�ء روحي الولهى ّ‬ ‫وبكت ي ن‬ ‫شمس‬ ‫ع� الظالم فوق‬ ‫ي‬ ‫وأقشعرت من لظى ناري مصابيح جروحي‬ ‫ن‬ ‫ش‬ ‫أم� ي ف� قفار لست فيها‬ ‫ي‬ ‫إن� تائهة ي‬ ‫هــذه روحــي اليتيمـــه‬ ‫من يفك الطلسم المشدود فيها‬ ‫من يعيـها ؟؟‬ ‫ت‬ ‫رحل� ي ن‬ ‫ب� الغيوم‬ ‫وأستمرت ي‬ ‫عن خفايا الحزن عن ن‬ ‫مع� النحيب‬ ‫أنت ي ف� بالدك‬ ‫قالـوا‪ِ :‬‬ ‫قلت ‪ :‬كـــــال‬ ‫ُ‬ ‫هذه ليست بالدي فأنا فيها الغريب‬ ‫وبحثت ي ن‬ ‫ب� أمطار ورعد‬ ‫والعواصف ال ت َـحيــد‬ ‫أيــهــا النائــي البعـــيد‬ ‫ن‬ ‫إن� تلك بلقيس ملئـانة خوفـا‬ ‫ي‬ ‫والمصـاحف بيــدي تلكـ تصيــــح‬

‫أ ُمسك الجرح بكفي خوف ن‬ ‫مع� الجرح يسقطـ‬ ‫ودمي فوق المرايـا مثل قطـر الغيث ينقطـ‬ ‫جئت أبحث عن بالدي ي ف� بالدي لم أجدها‬ ‫لــم أجـد حبـا وشوقـا وسـالما‬ ‫لــم أجـد غيـر الثكاىل واليتـامى‬ ‫ووجدت الحقـد يكسـوه الظـالما‬ ‫مـات ت‬ ‫ح� الحب ي ف� دنياي مـات‬ ‫ذبحوا ت‬ ‫ح� الطيـــــــــــــــــور‬ ‫خنقـوا صــــــوت الورود‬ ‫صلبــوا ت‬ ‫ح� الحيـا‬ ‫صلبـــوا فيك المسيح‬ ‫ياقل� الذبيح‬ ‫ااااااااااااه ب ي‬ ‫موتـوا فيك الممات‬ ‫حينما شئت تموت ّ‬ ‫موتـوا فيك الممات‬ ‫ّ‬ ‫الجنا�‬ ‫الشاعرة بلقيس‪ :‬إكرام ب ي‬

‫ِأح ُب ِك‬ ‫عشق‬ ‫شجر َة ِ‬ ‫ميالد ٍ‬ ‫بأغصانها‬ ‫أتيت‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫من ضلوعي‬ ‫بقصائد ِشعري‬ ‫وزين ُتها‬ ‫ِ‬ ‫قل�‬ ‫ودقات ب ي‬ ‫ونزف دموعي‬ ‫ِ‬ ‫وعلقت فوق يديها فؤادي‬ ‫ُ‬ ‫ف‬ ‫و� ُمقلتيها‬ ‫ي‬ ‫أضأت شموعي‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫صوفية‬ ‫أح ُّب ِك‬ ‫َ‬ ‫فوق صدري‬ ‫ً‬ ‫وراهبة‬ ‫اليسوع‬ ‫صدر‬ ‫فوق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُصل‬ ‫وكفاً ت ي‬ ‫ظهر كفي‬ ‫عىل ِ‬ ‫ُهده ُد‬ ‫ّ‬ ‫وأماً ت ِ‬ ‫قل� الرضيع‬ ‫بي‬ ‫أُح ُّب ِك‬ ‫وخمس‬ ‫خمس‬ ‫ما ي نَ‬ ‫ٍ‬ ‫ب� ٍ‬ ‫َ‬ ‫ود‬ ‫الس ُج ِ‬ ‫وقبل ُ‬ ‫الركوع‬ ‫وبعد‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫لفرط بُكا�ئ‬ ‫عيوناً ِتر ُق ِ ي‬ ‫وتخشع أهدابها من خشوعي‬ ‫!‬ ‫ُ‬ ‫أح ّب ِك قدساً‬ ‫شآماً ‪ُ ..‬فراتاً‬ ‫ونيال ً جرى‬ ‫ي ن‬ ‫الضلوع‬ ‫ب� ِكل‬ ‫ِ‬ ‫وأرزاً ‪ ..‬وع ّزاً‬ ‫بّ ز‬ ‫وخ�اً ‪ ..‬ورمزاً‬ ‫ن�‬ ‫وخطو ب ي ٍّ‬ ‫البقيع‬ ‫بأرض‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أُح ُّب ِك‬ ‫ن‬ ‫أن‬ ‫تعشقي� حياة‬ ‫ي‬ ‫أح ُّب ِك‬ ‫ن‬ ‫أن‬ ‫تحتوي� كفن‬ ‫ي‬


‫علينا‪ .‬وعيها ق‬ ‫أر�‪ ،‬سلوكها ث‬ ‫أك� استقامة‪ ،‬نتاجها الفكري متقدم‬ ‫ونتاجها المادي يغزو أجسامنا ومقتنياتنا وبيوتنا‪ ،‬إنك ال تدخل بيتاً‬ ‫والمسلم�‪ ،‬وال تجد فيه آلة من اليابان أو ي ن‬ ‫ي ن‬ ‫الص� أو‬ ‫ي ف� بالد العرب‬ ‫الغرب‪ ،‬بينما اليوجد ي ف� بالدهم من بالدنا سوى النفط الذي يذهب‬ ‫ي ن‬ ‫ي ن‬ ‫الهارب�‬ ‫ومالي�‬ ‫إليهم صافياً ليعود إلينا ِح َمماً ي ف� أجواف طائراتهم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫من بالدنا إليهم من الجوع والرعب والظلم‪ ،‬فقد ذكرت وكاالت الأنباء‬ ‫قبل شهر تقريباً أن سفناً إيطالية أنقذت ‪ 215‬مهاجراً يغ� ش�عي ي ن‬ ‫هارب�‬ ‫من ليبية‪ ،‬كاد البحر يبتلعهم لوال سفن «الكفار» ي ف� إيطالية‪ ،‬وهذا‬ ‫المص�؟‬ ‫يتكرر باستمرار‪ .‬والسؤال لماذا يعرض هؤالء أنفسهم لهذا‬ ‫ي‬ ‫بحاجة للجواب‪ .‬وهل الذين أنقذوهم من الغرق‬ ‫أعتقد أننا لسنا‬ ‫ٍ‬ ‫كفار؟‬ ‫ن‬ ‫يع� إلغاءهم وحرمانَهم من رحمة خالقهم‪،‬‬ ‫نعم‪ ،‬إن ي‬ ‫تكف� الناس ي‬ ‫ن‬ ‫وجع َل هللاِ رئيساً لهذا الحزب‪ .‬هذا‬ ‫جع َل الدين حزباً سياسياً‪ْ ،‬‬ ‫ويع� ْ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫يع� أن الذين يُ َكفِّرون الناس هم «الفرقة الناجية»‪ .‬وسواهم غارق‬ ‫ي‬ ‫ي ف� ظلموت الكفر وعدم وجود رب لهم ينظر إليهم لأنهم ضالون‪،‬‬ ‫جع َل هللا ملكاً لفئة دون يغ�ها‪ .‬أو‬ ‫ومغضوب عليهم‪ .‬أوليس هذا ْ‬ ‫ليس هذا إساءة إىل سعة باب هللا لكل مخلوقاته؟‪ .‬عندما يكون‬ ‫هللا مسلماً فماذا يفعل أتباع الديانات الأخرى‪ ،‬وما يفعل الوثن ّيون‬ ‫وغ�هم من خلق هللا‪ .‬أوليس هذا حرصاً ن‬ ‫لمع� هللا؟‪ .‬أما كان الشاعر‬ ‫ي‬ ‫أبو نواس رائعاً عندما عظمت ذنوبه‪ ،‬ولكنه لم ييأس من رحمة ربه؟‬ ‫أولم يكن فهمه هللِ فهماً ك َْون َّياً ي ن‬ ‫ح� قال‬ ‫عظمت ذنو� ث‬ ‫أعظم‬ ‫عفوكَ‬ ‫ك� ًة فلقد‬ ‫رب إن‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫علمت بأن َ‬ ‫يا ِّ‬ ‫ْ بي‬ ‫المجرم‬ ‫ويستج�‬ ‫محسن فبمن يلو ُذ‬ ‫!إن كان ال يرجوكَ إال ّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫يُ‬ ‫أوص َد ْت أبواب رحمة هللا ي ف�‬ ‫فعالً‪ ،‬بمن‬ ‫ي‬ ‫يستج� المذنبون إذا ِ‬ ‫ت‬ ‫وجوههم؟ لقد كتب‬ ‫دان� عىل باب جهنم؟‪ »:‬أيها الداخلون‬ ‫الشاعر ي‬ ‫ف‬ ‫ح�ن‬ ‫ن‬ ‫أتركوا وراءكم أي أمل ي� النجاة» إن‬ ‫التكف� يي� يسيئون إىل هللا ي‬ ‫ي‬ ‫يضعون سياجاً حول رحمته‪ ،‬ولو عرفوا هللا حق معرفته لعرفوا أنه‬ ‫ي ن‬ ‫العالم�‪ ،‬ولأدركوا أن لكل إنسان حقاً ي ف� اللجوء إىل هللا وطلب‬ ‫رب‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫المعاص ي� حياته الدنيا‬ ‫‪.‬مغفرته‪ ،‬ح� ولو ارتكب كل‬ ‫ي‬ ‫التكف�ي يحاول أن يجعل الما�ض ي مستقبالً‪ ،‬وقتها يصبح‬ ‫إن الفكر‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫الس� إىل الوراء هو المطلوب‪ ،‬هذا ي� زمن تتقافز فيه أقدام العلماء‬ ‫ي‬ ‫فوق الكواكب البعيدة‪ .‬إن االنتقال من جيل إىل جيل اليكون بعمر‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ال� تضع مقياساً للفرق ي ن‬ ‫ب�‬ ‫الجسد‪ ،‬وإنما بال�بية‪ ،‬ال�بية هي ي‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ال�‬ ‫إ‬ ‫ال قنسان والحيوان‪ .‬ال�بية و ْع ُي الكون وحركته وبناء الحضارات ي‬ ‫تر� بالوعي فيبتكر ويبدع‪ .‬والوعي هو الذي يطرد الظالم من النفس‬ ‫النسانية‪ .‬وال يمكن لأمة أن ق‬ ‫تر� وتنتمي لعرصها وللمستقبل إال بنور‬ ‫إ‬ ‫إن جمودية الفكر هي تجميد للزمن ووقوف ف� الما�ض‬ ‫ت‬ ‫الواعية‪.‬‬ ‫بية‬ ‫ال�‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫بس�ه للمام‪ .‬لقد ات ُِه َم «ماجالن»‬ ‫الذي ال يمكن أن يكون سليماً إال ّ ي‬ ‫ف‬ ‫وحوكم‬ ‫بالكفر لأنه اكتشف أرضاً ليست مذكورة ي� الكتاب المقدس‪،‬‬ ‫َ‬ ‫«غاليله» لأنه قال‪ :‬إن الأرض تدور‪ ،‬ورغم ذلك وقف ليخاطب الأرض‬ ‫وهو خارج من المحكمة‪« :‬ومع ذلك فأنت تدورين»‪ .‬وات ُِه َم ابن رشد‬ ‫تز‬ ‫بالضاللة لأنه قال إن العقل اليناقض ش‬ ‫ورب‬ ‫المع�لة‬ ‫ال�يعة‪ُ ،‬‬ ‫وح َ‬ ‫لأنهم كانوا فكراً تنويرياً‬

‫سبب هذا كله هو الوقوف عند الفهم الجامد يغ� المتطور للنص‬ ‫يع أصحاب هذا الفهم أن النص المقدس يجب‬ ‫المقدس‪ ،‬ولم ِ‬ ‫الك�ى‪ .‬لقد نزل القرآن‬ ‫مس�ة الحياة وإنجازاتها ب‬ ‫أال ّ يتناقض مع ي‬ ‫ش‬ ‫ُم َن َّجماً‪ ،‬أي متفرقاً عىل ثالث وع�ين سنة‪ ،‬ليع ِّلم الناس أن نزول‬ ‫استجد ي ف� واقع الناس‪ .‬لقد آن الأوان لفهم‬ ‫النص كان يراعي ما‬ ‫َّ‬ ‫ت‬ ‫ال� نراها ماثلة‬ ‫النص المقدس فهماً يتناسب أمع حقائق العلم ي‬ ‫حمال وجوه»‪،‬‬ ‫أمامنا‪ ،‬لقد قال إ‬ ‫عل لصحابه‪« :‬إن القرآن ّ‬ ‫المام ي‬ ‫ن‬ ‫التفس� الجامد للنص المقدس يغ� صحيح‪.‬‬ ‫ويع� هذا الكالم أن‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫حرمنا فتح البنوك والتعامل معها‪ ،‬وكيف‬ ‫كيف نتقدم اليوم إذا ّ‬ ‫أ‬ ‫نستطيع منع رؤية التلفزيون لنه ينقل الصورة! وكيف نسيطر‬ ‫بنهم جارف عىل «الواتس أب»‪ ،‬وعىل ما‬ ‫عىل وعي جيل يقبل ٍ‬ ‫تح� عقولنا الساكنة‬ ‫تنتجه وسائل االتصال الحديثة من برامج ي ِّ‬ ‫آ‬ ‫ف‬ ‫ف �ض‬ ‫كث�اً‪ ،‬لقد كان‬ ‫تغ�ت فيه الحياة ي‬ ‫ي� الما ي ‪ .‬الن نحن ي� عرص ي ّ‬ ‫أجدادنا يحملون سيوفهم ش‬ ‫لن� دعوتهم بالقوة‪ ،‬فهل المطلوب‬ ‫تسلم»‪.‬‬ ‫اليوم أن ب‬ ‫‪»:‬أس ِل ْم ْ‬ ‫نج� العالم بالقوة عىل قبول ِ‬ ‫فكرة ْ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ما كان مقبوال ً ي� العرص الوىل لم يعد مقبوال ً وممكناً ي� عرصنا‬ ‫التكف�ي أ ّدت إىل جمود النص‪ ،‬وهذا‬ ‫الحال‪ .‬إن جمودية الفكر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫جعلنا ف� مؤخرة شعوب الأرض‪ .‬ويكفي أن ننظر إىل ما يحدث �ف‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫العالم نل�ى ما نحن فيه من تخلف‪ ،‬وما أنجزه «الكفّار» من علوم‪.‬‬ ‫النسان ف� حقيقته هو نفس الأفكار ت‬ ‫ال� يحملها‪ ،‬وما تبقّى‬ ‫إن إ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫«صورة اللحم والدم»‪ .‬كيف ننظر ل»أديسون» الذي مل العالم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ال� تخفف آالم‬ ‫ضوءاً‪ ،‬وكيف ننظر ل أولئك الذين اكتشفوا الدوية ي‬ ‫ي ن‬ ‫ش‬ ‫مدافع� عن‬ ‫الب�‪ .‬وكيف ننظر لولئك «الكفار» الذين وقفوا‬ ‫ت‬ ‫قضايانا ث‬ ‫أك� منا؟‬ ‫ال� جرفتها‬ ‫كيف ننظر للفتاة اليهودية «راحيل» ي‬ ‫ن‬ ‫فلسطي�‬ ‫الرسائيلية لأنها وقفت أمامها للدفاع عن بيت‬ ‫الدبابة إ‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ش‬ ‫مظلوم‪ ،‬هل نح�ها ي� النار لنها ليست مسلمة؟!‪ ،‬كيف ننظر إىل‬ ‫حر َر مليار إنسان ي ف� بالده بثورته السلمية‪،‬‬ ‫«المهاتما غاندي» الذي ّ‬ ‫ف‬ ‫الغر� السيف ي� وجهه‪ ،‬وه ّز هو غصن السالم‬ ‫لقد ه ّز االستعمار ب ي‬ ‫البحر والجزرا»‪ .‬كيف ننظر إىل الشاعر القروي المسيحي‬ ‫«فه ّز‬ ‫َ‬ ‫‪«:‬رشيد سليم الخوري» وهو يقول‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫حب ولـــــي قرآن‬ ‫مكرمــــــــة‬ ‫العروبة يل ي ف� ّكل‬ ‫أنا‬ ‫ٍ‬ ‫إنجيل ٍّ‬ ‫أنعام‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫وغدت‬ ‫بحب المصطفى‬ ‫عروب� مث يَل الأعىل‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫قل� ّ‬ ‫شغلت ب ي‬ ‫ي‬ ‫وإسالمي‬ ‫كيف نستطيع أن نقنع أنفسنا أن الزمن واقف ي ف� الما�ض ي ‪ ،‬وال‬ ‫يتحرك أبداً؟ كيف نتقدم‪ ،‬ونحن ما زلنا نتناحر من أربعة ش‬ ‫ع� قرناً‬ ‫خلت وأصحابُها؟‬ ‫بسبب أحداث ْ‬


‫اليمان‬ ‫التكف�نقيض إ‬ ‫ي‬

‫ش‬ ‫اليمان أوسع‬ ‫�ء يجب أن نؤكد أن إ‬ ‫قبل كل ي‬ ‫وأشمل من الدين‪ ،‬والدين أعمق وأوسع وأشمل‬ ‫الدراك فإن هناك‬ ‫من المذهب‪ .‬وانطالقاً من هذا إ‬ ‫ي ن‬ ‫مؤمن� خارج أي دين بعينه‪ ،‬وخارج أي مذهب‬ ‫أوسع‬ ‫فاليمان بمدبّر هذا الكون وخالقه‬ ‫ُ‬ ‫بعينه‪ ،‬إ‬ ‫من أن يكون وقفاً عىل ملة بعينها أو دين بعينه‪،‬‬ ‫فإن «الخلق جميعهم عيال هللا‪ ،‬وأحبهم إىل هللا‬ ‫أنفعهم لعياله‪ .‬وهللا بعظمته المطلقة هو «رب‬ ‫ي ن‬ ‫ي ن‬ ‫المسلم� وحدهم‪ .‬أما إذا‬ ‫العالم�»‪ ،‬وليس رب‬ ‫أ‬ ‫يعت� أن ّكل من ليس من أتباعه‬ ‫كان دين من الديان ب‬ ‫أ‬ ‫هو كافر‪ ،‬فهذا يقود إىل وجوب محاربته لنه كافر‬ ‫بنظر أتباعه‪ ،‬وهذا هو منطق المتشددين الذين‬ ‫فهموا النص المقدس فهماً جامداً دون الأخذ‬ ‫بمفهوم تطور الوعي ن‬ ‫الدي� بتطور ظروف الحياة‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ال� تفرض حقائق ال يمكن تجاوزها‬ ‫ومستجداتها ي‬ ‫أبداً‪ .‬فإذا كان فهمنا للدين فهماً جامدا يغ� متحرك‬ ‫مع الحياة فإن علينا أن نقاتل العالم كله اليوم‬ ‫وأن نعد له ما استطعنا من قوة إلرهابه‪ .‬وهذا‬ ‫الفهم القارص يتناقض اليوم مع الحقائق القائمة‬ ‫ت‬ ‫ي ن‬ ‫ومعرض�‬ ‫ال� تجعلنا ي ف� مواجهة العالم كله‬ ‫ي‬ ‫‪.‬للبادة‪ ،‬شئنا أم أبينا‬ ‫إ‬ ‫التكف� وانتقالها إىل الممارسة هي ي ف�‬ ‫إن فكرة‬ ‫ي‬ ‫نية‬ ‫تصغ�لعظمة الخالق‬ ‫معناها الحقيقي‬ ‫ي‬ ‫وحرص ْ‬ ‫كو ِ‬ ‫ُ‬ ‫ي ن‬ ‫العالم� ي ف� «الفرقة الناجية»‪ .‬وهي فكرة يجب‬ ‫رب‬ ‫ِّ‬ ‫رب‬ ‫هو‬ ‫فاهلل‬ ‫المسلم‪.‬‬ ‫وغ�‬ ‫المسلم‬ ‫عقل‬ ‫من‬ ‫إزالتها‬ ‫ي‬ ‫ُّ‬ ‫ي ن‬ ‫ش‬ ‫�ء‪ ،‬وهو وحده»‬ ‫العالم� جميعاً‪ ،‬هو بارئ كل ي‬ ‫أعلم بمن اتقى»‪ .‬نحن مازلنا نتعادى ونقتتل فيما‬ ‫بيننا ليثبت ٌكل منا أنه ينتمي إىل الفرقة الناجية‪،‬‬ ‫والمؤهّ لة وحدها لدخول النعيم المقيم ونضع‬ ‫ي ن‬ ‫ي ن‬ ‫الف َرق الواحدة‬ ‫المسلم�‬ ‫والسبع� الباقية من‬ ‫ِ‬ ‫ي ف� الجحيم‪ .‬هذا ضمن الدين الواحد‪ ،‬فكيف إذا‬ ‫ش‬ ‫ح�نا الآخرين تحت عقيدة هذا الفهم المحدود!‪.‬‬ ‫إن اعتقادنا بالفرقة الناجية وحدها هو إلغاء‬ ‫التكف�يون يعتقدون‬ ‫اليمان‪ .‬وللأسف‪،‬‬ ‫مفهوم إ‬ ‫ي‬ ‫تصح‪،‬‬ ‫أصحت رواية الحديث أم لم َّ‬ ‫هذا‪ ،‬سوا ٌء َّ‬ ‫أ ف‬ ‫رساً‬ ‫لننا ي� ممارساتنا وسلوكنا ومعتقداتنا نؤكِّده ّ‬ ‫ً‬ ‫وعالنية‪ ،‬ويكفي أن تنظر إىل ما يحيط بك من فرق‬ ‫ِون َح ٍل إسالمية لتتأكد من صحة ما نذهب إليه‪ .‬إن‬ ‫وغ�ها ي ف� ضاللة‪« :‬وكل‬ ‫فرقة تؤكّد أنها الناجية‪ ،‬ي‬ ‫ّكل ٍ‬ ‫ف‬ ‫ضاللة ي� النار»‪ .‬وخالفنا عىل السماء م ّزقنا عىل‬ ‫ٍ‬ ‫أ‬ ‫ُّ‬ ‫فرقة ت َكف ُِّر أختها‪ ،‬وكأننا نملك مفاتيح‬ ‫الرض‪ .‬كل ٍ‬ ‫الغيب‪ ،‬ونملك «صكوك غفران» نعطيها من نشاء‬ ‫ونسلبها ممن نشاء‪ .‬هذا جعلنا ي ف� مؤخرة الأمم‪،‬‬ ‫ت‬ ‫ال� نتهمها باالبتعاد عن‬ ‫وانظر إىل دول العالم ي‬ ‫السماء تل�ى مدى تقدمها‬


‫‪INTEREST‬‬

‫ال تقتلوا َ‬ ‫زرقة البحر ف ُتق َتلوا‬

‫نز‬ ‫ش‬ ‫�ء‬ ‫الطّبيعة ك� الوجود ‪ ،‬والمياه ّ‬ ‫رس الموجود « وجعلنا من الماء َّكل ي‬ ‫بتنوع مظاهره‬ ‫حي» ‪ ،‬والجمال مبتغى ال ّنفوس ‪ ،‬ولبنان بلد الخلود ‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫بمنظومة موسيق ّي ٍة متكاملة‬ ‫ال�ق ‪ .‬إنّه لأشبه‬ ‫الجغراف ّية ‪ .‬إنّه أيقونة ش ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ي ن‬ ‫تغتال� روح الوجود ؟‬ ‫فلم أيتها الأيدي الظّالمة‬ ‫!العنارص ‪َ ...‬‬ ‫مع شإ�اقة القرص ّ‬ ‫المتوسط‬ ‫ه� ‪ ،‬اقتادنا الحلم إىل شاطئ البحر‬ ‫ّ‬ ‫الذ ب ي‬ ‫أ‬ ‫مد ال ّنظر ‪ ،‬ابتدا ًء من ح ّبات الجوهر الصفر ‪،‬‬ ‫يمتد عىل ّ‬ ‫‪ .‬غطا ٌء أزرق ّ‬ ‫ال ّنائمة عىل كتف المياه ‪ّ ،‬براقة ‪ ،‬تغازل ضياء الشّ مس ‪ ،‬وتحوك معها‬ ‫ت‬ ‫ال� سيبتلعها البحر عند المغيب ‪ ...‬ولكن ي ف� ذلك‬ ‫ّ‬ ‫قصة الكرة الملتهبة ي‬ ‫الس ت�‬ ‫يكشف‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫عار‬ ‫مس‬ ‫وضياء‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫نحي‬ ‫مال‬ ‫الر‬ ‫غزل‬ ‫كان‬ ‫‪،‬‬ ‫اليوم‬ ‫الشّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي ن‬ ‫الفاعل� ‪ .‬كأنّه يسأل من اعتدى عىل‬ ‫معل ًنا عن الجريمة ‪ ،‬باحثًا عن‬ ‫الرمل ‪ ،‬وأبكت‬ ‫حرمة حبيب الشّ مس ‪ ،‬مخ ّلفًا ً‬ ‫آثارا قبيحة ‪ ،‬ألهبت نار ّ‬ ‫ي ن‬ ‫أقذار وأوراق ‪،‬‬ ‫أكياس وأكياس ‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ع� الشّ مس ‪ ،‬وأثارت غضب البحر ! ٌ‬ ‫معلّبات ‪ ،‬كر ي ن‬ ‫أكوام أكوام تناثرت‬ ‫ات� ‪ ،‬معادن وأخشاب ‪...‬هنا وهناك ٌ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ش‬ ‫ً‬ ‫متغلغلة ي� العماق ‪ ،‬لتصل‬ ‫وبعنف اقتحمت عباب الزرق‬ ‫وانت�ت ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫أ‬ ‫إىل السماك ‪ ،‬إىل النباتات ‪ ،‬إىل قعر المياه ‪ .‬ولكن هدر الج ّبار ‪ ،‬غضب‬ ‫وثار ‪ ،‬ونفض من بطنه زائراً ف ّتاكاً ‪ ،‬هاج البحر ‪ ،‬وقذف الموج عال ًيا‬ ‫الملوثات ‪ .‬وكانت الكارثة ‪ ،‬فقد طرد من دخل بالأمس ‪،‬‬ ‫ليطرد تلك ّ‬ ‫آ‬ ‫المكوم من مخلّفات الدم ّية‬ ‫ولك ّنه اصطحب مع ثورته ذلك الجبل‬ ‫ّ‬ ‫ش‬ ‫المتوسط‬ ‫شاطئ‬ ‫ث‬ ‫لو‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫وعم‬ ‫الروائح الكريهة ‪،‬‬ ‫الآثمة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فانت�ت ّ‬ ‫ش‬ ‫السموم بحرفة‬ ‫�يرة ‪ ،‬غرست بذار ّ‬ ‫ال ّت ّلوث مرض العرص ‪ ،‬س ّببته ٌيد ّ‬ ‫خط� ‪ ،‬يزحف‬ ‫ويك� ‪ ،‬واليوم هو دا ٌء ي‬ ‫ومهارة ‪ .‬وهذا ال ّزرع ينمو ب‬ ‫ي ن‬ ‫الغارس� ‪ٌ ،‬‬ ‫غرس ال ّت ّلوث‪ ،‬وبدأ يحمل عنوان‬ ‫بجنوده نحو‬ ‫قاتل ج ّبار ‪َ ،‬‬ ‫السطان (الجلدي‬ ‫ٍ‬ ‫مرض ق ّهار ‪ ،‬اسمه عىل المسامع إعصار ‪ ،‬من أمثاله ‪ّ :‬‬ ‫كث�ة ‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫)‬ ‫ئوي‬ ‫والر‬ ‫الربو ‪ ،‬الحساس ّية ‪ ،‬الطّفح الجلدي ‪ ...‬فالمخاطر ي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫النسان هي الثّمن ‪ ،‬فالأمراض ش‬ ‫تنت� ‪ ،‬والجراثيم والميكروبات‬ ‫وصحة إ‬ ‫ّ‬ ‫ت‬ ‫ال� هي غذاء مفيد للإنسان‬ ‫ستغتال العالم ‪ّ .‬أما المخلوقات البحريّة ‪ ،‬ي‬ ‫ستكون سبب داء لمن يأكلها‬ ‫الرياح ‪ .‬فالهواء‬ ‫ّأما البيئة ‪ ،‬فواحرستاه عىل ج ّن ٍة تصبح‬ ‫ً‬ ‫هشيما تذروه ّ‬ ‫ساما ‪ ،‬ونسيم البحر صار ئز‬ ‫اشم�ازًا وكرهً ا ‪ ،‬والشّ اطئ‬ ‫النقي بات غازًا ًّ‬ ‫أكوام‬ ‫الذي كان يحفل بال ّناس أصبح يشكو الوحدة ‪ ،‬ويطلب ال ّنجدة من ٍ‬ ‫معشوق إىل منبوذ ‪.‬فجمال‬ ‫وحولته من‬ ‫فاسدة ‪ ،‬طغت عىل بهائه ‪ّ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫البيئة صار ً‬ ‫لوحات‬ ‫وأقالم طاغية خطّت‬ ‫زيوت قذرة ‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫لوحة خطّتها ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫ف‬ ‫أفاعي تتلوى بقلب إسفلت داكن ‪ ،‬لتخفي‬ ‫دست ي� ط ّياتها‬ ‫عمران ّية ‪ّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫محتواها ‪ ،‬وأرسلته إىل البحر ليكب السموم ي ف� المياه الزرقاء الصافية ‪،‬‬ ‫قذرا‬ ‫ليصبح لون المياه عكرا ّ‬ ‫ملوثًا ً‬ ‫إن للنظافة أهم ّية بك�ى ي ف� الحياة االجتماع ّية ‪ ،‬فتتمركز ي ف� طليعة‬ ‫أ‬ ‫ق‬ ‫لر� أي مجتكع ‪ .‬ففي الدول الغرب ّية وضعت ي ن‬ ‫قوان� صارمة‬ ‫الولويّات ي ّ‬ ‫ت‬ ‫ال� يس ّببها ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫فرد يعتدي عىل البيئة ‪ ،‬مهما كانت إ‬ ‫بحق ّكل ٍ‬ ‫الساءة ي‬ ‫عنوان حضاري ‪ ،‬ودليل وعي وثقافة عند الشعوب ‪ .‬عدا عن‬ ‫فالنظافة‬ ‫ٌ‬ ‫ت‬ ‫أمن المحافظة عىل البيئة تشكّل ً‬ ‫الخدما�‬ ‫مهما ي ف� تنشيط القطاع‬ ‫عامل ً‬ ‫ي‬ ‫مجتمع عنوانه‬ ‫ذا‬ ‫ب‬ ‫فح‬ ‫‪.‬‬ ‫سياحي‬ ‫جذب‬ ‫ي ف� أي بلد ‪ً .‬‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫وأيضا إنها تشكّل عامل ٍ‬

‫مجتمع عنوانه‬ ‫جذب سياحي ‪ .‬فح ّبذا‬ ‫ي ف� أي بلد ‪ً .‬‬ ‫ٌ‬ ‫وأيضا إنها تشكّل عامل ٍ‬ ‫وتطوره ملحوظ‬ ‫ال ّنظافة ‪ ،‬فرق ّيه أكيد ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وأخ�ا ‪ ،‬فالحياة ٌ‬ ‫نعمة إله ّية ‪ ،‬فتم ّهل أيّها الباغي ‪ ،‬واحرص عىل حياتك‬ ‫يً‬ ‫ش‬ ‫والت َ‬ ‫ساعة‬ ‫‪،‬‬ ‫عليك‬ ‫سمومه‬ ‫ين�‬ ‫أن‬ ‫قبل‬ ‫المميت‬ ‫الغرس‬ ‫زالة‬ ‫ل‬ ‫هلم إ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫مندم‬ ‫بقلم فاطمة حجازي‬


‫لقد أتق ّنا مهنة الشتيمة وسباب الآخرين الذين عاثوا ببالدنا فساداً‬ ‫دون أن نسأل أنفسنا‪ :‬لماذا هم أقوياء ونحن ضعفاء؟ ولماذا ركبوا‬ ‫ن‬ ‫ظهرك منحنياً فال َّبد أن‬ ‫صي�‪« :‬إذا كان ُ‬ ‫عىل ظهورنا؟‪ ،‬يقول مث ٌَل ي ّ‬ ‫آ‬ ‫المتن�‪« :‬والدنيا لمن َغ َلبا»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫يصعد الخرون عليه»‪ ،‬وقديماً قال ب ي‬ ‫إننا نكذب ف� كل ش�ء‪ ،‬ف‬ ‫و� الحديث ش‬ ‫مجانب‬ ‫«الكذب‬ ‫ال�يف‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫لليمان»‪ ،‬فهل نحن مؤمنون؟ ‪.‬وكذبنا يمل أ أفواهنا وبيوتنا وتاريخنا‪،‬‬ ‫إ‬ ‫ٌ‬ ‫مصيبة» وإذا كنا نعي ذلك «فالمصيبة‬ ‫وإذا كنا ال نعي هذا «فتلك‬ ‫أندلس‬ ‫أعظم»‪ .‬يقول شاعر‬ ‫ي‬ ‫ْ أ‬ ‫الخروج‬ ‫عزمت عىل‬ ‫الدج ِال هذا زمانُكَ إن‬ ‫َ‬ ‫عور ّ‬ ‫فقل لل ِ‬ ‫ِ‬ ‫جلد للذات‪ ،‬وتمزيق ن‬ ‫لمع� أن نكون؟ ال‪ ،‬أبداً‪ .‬إن‬ ‫هل كالمنا هذا ٌ‬ ‫أول خطوة يجب أن نقوم بها لالنتماء إىل عرصنا والتخلص من الفكر‬ ‫الظالمي والخروج من عرص االنحطاط هي أن نمارس الوعي النقدي‬ ‫بجر ٍأة وصدق لتجربتنا الحضارية بع� عصورها‪ ،‬سلباً وإيجاباً‪ ،‬هنا‬ ‫الجراح‪ ،‬لأن الذي ال‬ ‫أخطأنا‪ ،‬وهنا أصبنا‪ ،‬ال ّبد من استعمال مبضع ّ‬ ‫يصح ُح أخطاءه يُعا َقب بتكرارها‪ ،‬نعم يجب أن نصمد وأن نصحح‬ ‫ِّ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫س�ورة‬ ‫مواقفنا باستمرار‪ ،‬لن الصحيح نفسه يحتاج إىل تصحيح ي� ي‬ ‫الزمن‪ .‬كل ذلك يجب أن ينجزه العقل النقدي‪ ،‬ال ّبد من الرجوع إىل‬ ‫العقل‪ُّ ،‬‬ ‫ن�» كما يقول أبو العالء المعري‪ .‬والعقل ينجز‬ ‫«فكل ٍ‬ ‫عقل ب ي ُّ‬

‫العمل الذي يحارب الظلم والفساد والجاهلية‬

‫نجلد أنفسنا‪ ،‬وسنبقى نسعى لأن نكون‪ .‬ومشكلة‬ ‫نعم‪ ،‬إننا ال ُ‬ ‫ع� عنها‬ ‫كينونة إ‬ ‫النسان الحقيقي المتمرد عىل الظلم والفساد ب ّ َ‬ ‫شكسب� بقوله‪« :‬نكون أو ال نكون‪ ،‬هذا هو السؤال»‪ .‬يجب أن‬ ‫ي‬

‫ي ن‬ ‫رافع�‬ ‫نرفع راية نظيفة ونقاتل تحتها للدفاع عن وجودنا‪ ،‬وسنبقى‬ ‫عت‪ .‬ومعركتنا ي ف� بطون الكتب قبل‬ ‫تلك الراية‬ ‫تنبت كلما ُق ِط ْ‬ ‫بأذرع ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ف‬ ‫يتحول إىل‬ ‫أن تكون ي� ساحات القتال‪ .‬وعلينا أن نعي أن الفكر ال ّ‬ ‫ي ن‬ ‫قوة مادية إال إذا حمله الناس‪ ،‬وعملوا به‪ .‬علينا أن نبقى‬ ‫متوازن�‪،‬‬ ‫ولو كنا عىل طرف الهاوية‬

‫شبل‬ ‫الشاعر عمر ي‬ ‫‪www.website.com |magazine template| 7‬‬


‫‪INTEREST‬‬

‫أصولية علمانية غربية؟‬


‫قد يشكل الدين خطراً عىل التعددية السياسية من خالل فرض سلطة دينية يُنظر إىل ش�عيتها عىل أنها سامية‪ .‬لكنه‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫أك�‬ ‫دي� ال يراعي المعتقدات الخرى لدى الناس قد يشكل خطراً ب‬ ‫بالتأكيد ليس الخطر الوحيد‪ .‬فوجود عقل عقيدي يغ� ي‬ ‫عىل التعددية والحرية الفكرية‪ ،‬ت‬ ‫ح� لو تخفّى وراء شعارات وإعالنات ومواثيق للحقوق والحريات‪ .‬والتاريخ المعارص‬ ‫مس‪،‬‬ ‫مملوء بإيديولوجيات إلحادية أو علمانية ّ‬ ‫تحولت من الناحية الفعلية إىل مرجعيات «دينية» بنظامها الذي ال يُ ّ‬ ‫ت‬ ‫ال� ال تُناقش‬ ‫وعقائدها ي‬ ‫ي ن‬ ‫لقد ي ّ ز‬ ‫وتحولت عقائدهم إىل‬ ‫بالتفك� العقيدي المنغلق‪،‬‬ ‫المدافع� عن أشكال العلمانية‪،‬‬ ‫كث� من المفكرين‪ ،‬من‬ ‫ي‬ ‫تم� ي‬ ‫ّ‬ ‫ي ن‬ ‫تم� ي ن‬ ‫مقدسة وطروحات ي ّ ز‬ ‫والخارج� عليه‪،‬‬ ‫ب� أصحاب الحق‬ ‫تتحدث عن حقائق يغ� متنازع عليها‪ ،‬وعن مساحات ّ‬ ‫أديان ّ‬ ‫اللي� يال الحديث‪ ،‬لكنها تميل إىل فرض عقيدة قطعية‬ ‫بتعب�ات «حداثية»‪ .‬فبعض العقول ّتدعي لنفسها ُمثُل الفكر ب‬ ‫وإن ي‬ ‫المدعاة‬ ‫اللي�الية ّ‬ ‫ال تتالءم مع ب‬ ‫إن كل محاولة لفرض فلسفة سياسية معينة‪ ،‬عن طريق تحويل التجارب التاريخية الخاصة إىل قيمة مطلقة‪ ،‬هي أقرب إىل‬ ‫الدي�»‪ ،‬ت ف‬ ‫ترسيخ شكل من أشكال «الحكم ن‬ ‫اللحادية‪ .‬ي ن‬ ‫اللي� يال أيديولوجيته السياسية إىل‬ ‫ح� ي� النماذج إ‬ ‫يحول الفكر ب‬ ‫وح� ّ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫دي�‬ ‫يتحول إىل فكر‬ ‫نظرية فلسفية عالمية قطعية‪ّ ،‬‬ ‫ي‬ ‫أصول شبه ي‬ ‫ن‬ ‫تع� مواكبة المرء لمتطلبات ومفاهيم زمانه‪ ،‬لكن ما يُفرض‬ ‫وهذا ما يحصل عند التطرق لمفهوم الحداثة‪ .‬فالحداثة ي‬ ‫المنتج الوحيد للحداثة‪ ،‬وأن هذه الحداثة الغربية عالمية‪ ،‬ن‬ ‫بمع� أنها تالئم‬ ‫عىل عقولنا هو أن الحضارة الغربية هي ِ‬ ‫ق‬ ‫وفو�‪.‬‬ ‫كل المجتمعات والثقافات‪ .‬فالحداثة غربية أبمفهومها وهي صالحة لكل زمان ومكان‪ .‬هذا التعريف أيديولوجي آ ي‬ ‫خط�ة‪ ،‬قوامها الغرب مقابل الخرين‪،‬‬ ‫ويؤدي لنفس ما تؤدي إليه النظرة الدينية الصولية والمتعصبة‪ ،‬أي إىل ثنائية ي‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫يع� أن أي محاولة من جانب دين أو حضارة يغ� غربية إلقامة مفاهيمها وحلولها الخاصة‬ ‫والحداثة مقابل ال�اث‪ .‬وهو ي‬ ‫يفس عىل أنه رفض للعالمية ومقاومة للحداثة‪ .‬هذا الفكر‪،‬‬ ‫للتحديات المعارصة‪ ،‬بنا ًء عىل مراجعها وأخالقياتها الخاصة‪ّ ،‬‬ ‫للتعب� عن الكل ّيات‪ ،‬وخاصة البتكار النموذج‬ ‫أصول‪ ،‬كونه يرى أن الغرب يملك االحتكار الحرصي‬ ‫لي�الياً‪ ،‬هو‬ ‫ي‬ ‫وإن كان ب‬ ‫ي‬ ‫الصحيح الوحيد للحداثة‬ ‫إن المفاهيم المطلقة ليست حكراً عىل حضارة واحدة‪ ،‬بل لكل حضارة ومجتمع قيم ودين وثقافة‪ ،‬تنتجها التجارب‬ ‫وللخ� وللتطور‪.‬‬ ‫والخلفيات التاريخية‪ .‬وال يمكن إقصاء فكر وثقافة وقيم الآخرين بذريعة االمتالك الحرصي للحق‬ ‫ي‬ ‫مجرد بناء‪ ،‬مثل الحضارات الأخرى‪ :‬ال يمكن وصف أي منها بأنها كلية‪ .‬فكل منها تحمل بذور تقدمها أو‬ ‫والحضارة الغربية ّ‬ ‫تأخرها‪ ،‬وتمر ت‬ ‫بف�ات ازدهار أو انحطاط‬ ‫ّ‬ ‫آ‬ ‫الفوقية ت‬ ‫العلماني� وحالة الرفض ت‬ ‫ي ن‬ ‫ي ن‬ ‫المثقف�‬ ‫ال� اتّسم بها بعض‬ ‫كرست العدائية‬ ‫ال� مارسها إ‬ ‫السالميون تجاه الخرين‪ّ ،‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ب� الدين والعلمانية‪ ،‬وأوصلت الأمور إىل حالة الرصاع ت‬ ‫ي ن‬ ‫السالم ي ف� مواجهة العالم‪ .‬الغرب‬ ‫ال� نشهدها حالياً ووضعت إ‬ ‫ي‬ ‫السالمي ويحكم عليه بالتحجر والتخلف والهمجية‪ .‬ي ف� المقابل‪ ،‬ير ّد المسلمون إما بالرفض‬ ‫ينظر باستعالء إىل الفكر إ‬ ‫آ‬ ‫السالم‬ ‫واالنغالق‪ ،‬والقول بامتالك الحق دون الخرين‪ ،‬أو بمحاوالت إصالح فاشلة ال تعدو كونها وسيلة إلسقاط مبادئ إ‬ ‫ومواءمتها مع دنيا العلوم الغربية‬ ‫المطلوب التواضع‪ ،‬والتسليم بأنه ال حضارة أو دين يملك الكل ّيات أو المفهوم الأصح للحداثة‪ .‬والمطلوب أيضاً‪،‬‬ ‫اح�ام الآخر وما يؤمن به‪ ،‬والنظر إليه بإيجابية من دون مقارنات تحكمها خلفيات التفوق‪ ،‬بل محاولة بناء كليات ت‬ ‫ت‬ ‫مش�كة‬ ‫ّ‬ ‫تنطلق من شجاعة النقد المستمر للذات‬ ‫د ‪ .‬هالة ابو حمدان‬


‫فأطفالنا‪ ...‬ضحية المسلسالت‬

‫ي� تمام الساعة الخامسة عرصاً‪ ،‬أنهى عماد فروضه المدرسية‪ ،‬أغلق كتبه‪ ،‬وشغل التلفاز‪ .‬كيف ال وهو عىل‬ ‫موعد يومي مع المسلسل الأحب إىل قلبه‪ .‬وكان ابن السادسة قد اكتسب هذه العادة من والدته لميس‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫عائل‪ ،‬ويمكن أن‬ ‫خ�ة متابعة وفية لهذا‬ ‫فهذه ال ي‬ ‫المسلسل ال� يك المدبلج‪ .‬وكما يوحي إسمه‪ ،‬فهو مسلسل ي‬ ‫يتابعه جميع أفراد العائلة‪ ،‬ت‬ ‫ح� الأوالد‪ .‬لكن السؤال هو‪ :‬إبتدا ًء من أي سن؟‬ ‫أ‬ ‫الطالق‪ .‬ولم تلح الفكرة ف� بالها ت‬ ‫ح�‪ .‬كما أنها لم تضع نفسها مثال ً‬ ‫لم يخطر ببال الم هذا السؤال عىل إ‬ ‫ي‬ ‫أمام إحتمال مرور مشاهد حساسة يجب التوقف عندها‪ .‬وما إن بدأ المشهد الأول‪ ،‬ت‬ ‫ح� جلسا ف� ي ز‬ ‫ترك�‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫العالنات‪ ،‬فقط ال يغ�‪ .‬إنتهى وقت‬ ‫رهيب يكاد يقارب نسيان الذات‪ .‬هما كذلك‪ .‬ال ينطقان بحرف ّإل ي� ف�ة إ‬ ‫أ‬ ‫ال ت‬ ‫النصهار ي ف� أحداث المسلسل من جديد‬ ‫س�احة الوىل‪ ،‬ليعاود عماد وأمه إ‬ ‫إ‬ ‫ها إن البطل ّ‬ ‫يطل عىل الشاشة‪ ،‬ذاك الشاب الوسيم الذي يسحر جميع الحسناوات بدون إستثناء‪ .‬وبحسب‬ ‫أ‬ ‫الدور الذي يؤديه‪ ،‬هو متيم بـ»حياة «‪ ،‬الشابة الجميلة ذات الشعر السود الطويل والقامة الممشوقة‪.‬‬ ‫ت‬ ‫تحمل ماضيها‪ .‬وهنا‪ ،‬ر ّد عليها بلهجة‬ ‫إق�ب من حبيبته وأرادها أن تذهب معه‪ ،‬فأجابته بأنه لن يستطيع ّ‬ ‫أي‬ ‫ملؤها إ‬ ‫الحتقار‪ ،‬ب‬ ‫معت�اً أنها تتعاطى مهنة يغ� ش�يفة‪ ،‬وانها سعيدة بهذا الواقع‪ ،‬أي بأن يمس جسدها ٌ‬ ‫كان‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ً‬ ‫صفعة مؤلمة أيقظتها من انصهارها الفكري‬ ‫أذ� لميس‪ .‬فشكّل المشهد‬ ‫أ� وقع هذه الكلمات مدوياً ي� ي‬ ‫ن‬ ‫والذه� ي ف� أحداث المسلسل‪ .‬انتقلت بلمح البرص من عالم الخيال إىل عالم الواقع‪ .‬لم تدرك كيف تزيح‬ ‫ي‬ ‫ضياع تام‬ ‫بنظرها عن الشاشة يك ترى ردة فعل ي‬ ‫صغ�ها إزاء ما رأى وسمع‪ .‬لحظة ٍ‬ ‫ما هذا الشعور الذي ينتابها؟ أهو خجل؟ أم أنه شعور بالضعف؟ أم هو إحساس ّ‬ ‫بالل مسؤولية‬ ‫والتقص�؟ كيف يجب أن تترصف؟ طلبت من عماد أن يناولها كوباً من الماء‪ ،‬فلم تلق أي جواب‪ .‬وعندما‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫كررت الطلب‪ ،‬سألها بلياقة أن‬ ‫«دعي� أتابع تفاصيل الحداث بهدوء‬ ‫ي‬ ‫عندما إنتهى المسلسل‪ ،‬لم تجد أمامها سوى خيار واحد‪ :‬التلميح بأن حياة غبية و»بال أخالق»‪ .‬فبدت‬ ‫تبسط لولدها هذه الأمور‬ ‫صغ�ها‪ .‬من أين تبدأ‬ ‫ي‬ ‫عالمات التساؤل واضحة عىل وجه ي‬ ‫التفس�؟ كيف لها أن ّ‬ ‫المتعلقة بعالم الكبار؟ كيف يمكنها أن ش‬ ‫ت�ح له بأن هذه العبارات تندرج ضمن نطاق الحياة الشخصية‬ ‫للفرد؟ وهل عليها أن تقول له إن بعضاً من النساء يبعن أجسادهن لقاء مال حرام؟ أليس من المبكر أن تف ّتح‬ ‫ت‬ ‫تعم مجتمعنا‪ ،‬فتكاد تطغى عىل المبادئ والقيم؟‬ ‫ال� ّ‬ ‫عينيه عىل هذه الحقائق البشعة ي‬ ‫قبل الغوص ف� كل تلك التفاصيل‪ ،‬ألم يكن من ال أ‬ ‫ت‬ ‫ال� تُعرض ي ن‬ ‫ب� الخامسة‬ ‫ي‬ ‫جدى إنتقاء المسلسالت ي‬ ‫أ‬ ‫والسابعة مسا ًء؟ عىل من تقع المسؤولية ً‬ ‫أول؟ أعىل الهل‪ ،‬أم عىل إدارة التلفاز‪ ،‬أم عىل الدولة؟ ومن‬ ‫كث�ة‪ ،‬ضحية واحدة‪ :‬أطفالنا‬ ‫يحاسب؟ أسئلة ي‬ ‫بقلم زينة زغيب‬ ‫‪10 | Magazine Template www.website.com‬‬


www.website.com |magazine template| 11


‫‪INTEREST‬‬

‫أ‬ ‫ت‬ ‫أن الأخالق أخطأت بحقنا ‪ ،‬أو أننا لم نخلق ي ف� أمة العرب‬ ‫كفى‬ ‫لك نعيد جميعاً الحسابات من جديد علّنا اخطأنا بحق الخالق أو ّ‬ ‫ام� ‪ ،‬لقد حان الوقت ي‬ ‫استهزا ًء بعقول أبناء ي‬ ‫أ‬ ‫أو أن ال أ‬ ‫ت‬ ‫السمحاء‬ ‫السماء‬ ‫لغة‬ ‫‪،‬‬ ‫خالق‬ ‫ال‬ ‫لغة‬ ‫‪،‬‬ ‫واحدة‬ ‫لغة‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫الضاد‬ ‫لغة‬ ‫تجيد‬ ‫ال‬ ‫اخرى‬ ‫أمة‬ ‫إىل‬ ‫بعثوا‬ ‫بل‬ ‫إلينا‬ ‫يبعثوا‬ ‫لم‬ ‫والرسول‬ ‫نبياء‬ ‫ال� تتجىل وتطل علينا كل يوم بأحىل‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫خ� أخالقها‬ ‫ٌحلة ومضاءة بأنوار السموات والرض ‪ ،‬أنوار خالق الخالق من أجل الخالق لنَّه هو الخالق ونبيها ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ي ن‬ ‫تدم�ا كلياً لأنهم عىل‬ ‫اطردوا‬ ‫تدم�ها ي‬ ‫شياط� النفس من انفسكم وال تتمثلوا بهم لنهم ال يقربون الخالق ال من بعيد وال من قريب ‪ ،‬بل يسيئون إىل انفسكم ويسعون إىل ي‬ ‫أن خالق الكون هو الذي بعث من أنفسكم نبياً عىل خلق عظيم ‪ ،‬يريدون فصلنا عن نبينا من خالل تجريدنا من أخالقنا ‪ ،‬عليكم بالثبات والتصدي لهم بجميع‬ ‫دارية جيدة من ّ‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫واليمان الصادق النابع من القلب إىل قلب االخر ‪ ،‬بغض النظر عن عرقه‬ ‫تسء إىل الآخر وال إىل النفس ‪ ،‬بالكلمة والموغطة الحسنة والترصف‬ ‫العقال� إ‬ ‫ي‬ ‫ال� ال ي‬ ‫الوسائل السلمية ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بالنسانية وبالخالق ‪.‬اما العيد فلنا موعد الحق‬ ‫والنسانية جمعاء لننا نحن اخوة إ‬ ‫أو دينه أو لغته وثقافته ‪،‬ا ستمروا بالنضال من أجل يغ�كم ‪ ،‬وبلدكم والمة والمم الخرى إ‬ ‫معك فال تحزن وال تيأس هناك أمور أهم وأعظم من مجرد االحتفال وإقامة الشعائر السطحية وترك الشعائر العميقة والأخالقية كما نصت عليها كتب السماوات وأشار إليها‬ ‫أنبياء ورسل هذه الأمة الضائعة ي ف� عقول أصحاب القرار والحا�ض ة ي ف� عقول وقلوب أبنائها‬

‫أ‬ ‫ال� كتبتها هذا الصباح دون ت ف‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ان يكتب إىل من أحب وأعشق‬ ‫ىل أن أكتب وأنا ال أرفض‬ ‫للضم� الحي والحر من ْ‬ ‫ي‬ ‫رغب� ي� الكتابة ول َّن ي‬ ‫واختتم أ ي‬ ‫رسال� المتواضعة ي‬ ‫ي‬ ‫ضم�ي أمىل َع َّ‬ ‫من أمة الخالق‬ ‫تقيم أعياد النرص وعيدها مفقُود«‬ ‫»عار عىل أمة ُ‬ ‫ٌ‬ ‫أ‬ ‫تمجد أبناء المم االخرى و تح ُ‬ ‫ط من شأن أبنائها‬ ‫عار عىل أمة ّ‬ ‫« ٌ‬ ‫عار عىل العار الذي جلب لنا عار الدنيا والهوان «‬ ‫« ٌ‬ ‫»عار عىل الذين تمثّل العار بهم وتمثُّلوا بالعار‬ ‫ٌ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫ز‬ ‫خال� تجاه الخالق«‬ ‫« تحيا أمة أعلنت ال�امها ال ي‬ ‫ن� الرحمة والأخالق «‬ ‫« تحيا أمة نرصت نبيها ‪ ،‬ب ي ِّ‬

‫« تحيا اأمة أعادت أخالق نبيها إليها‪ ،‬وأعادت نبيها إليها «‬ ‫أ‬ ‫لك يتتم لنا مكارم الخالق«‬ ‫« تحيا أمة توسلّت بصدق إىل باريها من أجل ْ‬ ‫أن يعيد لنا نبينا محمداً ي‬ ‫الدكتور حسن فرحات‬


‫أ‬ ‫المؤجل‬ ‫الضحى‬ ‫ّ‬ ‫‪TECHNOLOGY‬‬

‫ف‬ ‫أم� ‪ ،‬والآن ت‬ ‫ذكريات عيد العظماء ف� ت‬ ‫الم�ف ي ن‬ ‫ش‬ ‫عيد يُ ُ‬ ‫وب�‬ ‫دوامة‬ ‫الذكريات ‪،‬‬ ‫طل علينا ونحن مأسورو‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫تأ� إلينا ونحن ي� ّ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الشوق إىل ماضيك ف َ َّ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ز‬ ‫ش‬ ‫و� زمن‬ ‫عيدك‬ ‫� ٍء اال ي� جرحك الذي ي�ف بغزارة ودون توقف كأنه كتب عليك الشهادة ي� زمن التضحيات ي‬ ‫ي ِّ‬ ‫الحال الذي يشبهنا ي� كل َ ي ْ‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫وحن� إىل‬ ‫ال� ُرسمت عىل وجوه الخلق عندما كان العيد له نكهة خاصة و بهجة وشوق ي‬ ‫ق ّلت فيه متعة االشتياق اليك وإىل الصورة البه ّية ي‬ ‫ملء بالعزة والكرا مة‬ ‫ٍ‬ ‫ماض ي‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫لقد قتلوك وقتلونا لأنهم ال يعون ن‬ ‫ال� قال فيها رسول‬ ‫مع� وقيمة العيد عيد النرص والعلو واالرتفاع إىل العىل وإىل القيم الخالقية ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫تريد ان تفقد‬ ‫إ‬ ‫النسانية «إنما بعثت لتمم مكارم الخالق»‪ .‬واليوم غابت عن أبناء أمة بسبب الذين تخلوا عنها وتخ ّلت هي عنهم النها ال ُ‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ث‬ ‫ث‬ ‫ال� وهبها لنا هللا ع ّز ّ‬ ‫حياة فاقدة الخالق ال تشبه أخالق‬ ‫وجل حيث‬ ‫أخالقها اك� فأك� وإال انعدمت الحياة وأصبحت مجر َد ٍ‬ ‫الحياة ي‬ ‫أ‬ ‫ن� هذه الحياة ي ف� قوله تعإىل « وإنك لعىل خُ لق عظيم» ووجود المم مرتبط بوجود أخالقها‪ :‬يقول أحمد‬ ‫أن واهب الأخالق‬ ‫َّ‬ ‫وصف لنا ب ي َّ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ق‬ ‫هم ذهبت أخالقهم ذهبوا‬ ‫مم الخالق ما ْ‬ ‫بقيت فإن ُ‬ ‫شو�‪« :‬وإنما ال ُ‬ ‫ي‬ ‫أتصور‬ ‫اجد جواباً مقنعاً إىل حد االن من أمة الأخالق ‪ ،‬ل أ ي ن� ال أستطيع أن‬ ‫فما بال أخالقنا أين ذهبت ولماذا سمحنا لها بالرحيل ؟! أنا ال ُ‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫والنسانية والعبادة ‪ .‬إذ ليس هناك عبادة خالصة هلل منفصلة عن الخالق النها هي‬ ‫الحساس والروحانية إ‬ ‫نفس دون أخالق وإال فقدت إ‬ ‫أ ي‬ ‫اليمان والخشوع وهم‬ ‫يدعون‬ ‫الذين‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫أيعقل‬ ‫‪،‬‬ ‫محرماته‬ ‫وعىل‬ ‫عليه‬ ‫أة‬ ‫ر‬ ‫الج‬ ‫هذا‬ ‫ما‬ ‫‪،‬‬ ‫فاقدوها‬ ‫ونحن‬ ‫هللا‬ ‫نعبد‬ ‫فكيف‬ ‫خالق‬ ‫ال‬ ‫إ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫المكرمات‬ ‫بماء‬ ‫فاقدو الخالق ؟! حيث «إنّها تُباع وال تـش�ى»هي الخالق تنبت‬ ‫كالنبات إذا ُس ِق ْ‬ ‫ِ‬ ‫يت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ٌ‬ ‫ع� ل أَ ي نِّ� استحي‬ ‫منشغل ي ف� لذة الحياة‬ ‫أيها العيد ارحل بعيداً عن عالمي ل أَ ي نِّ�‬ ‫وذائب ي� سكراتها يغ� أخالقية ‪ ،‬ارحل وال ّ‬ ‫ٌ‬ ‫تحدث أحداً ي‬ ‫وأخجل من نفس أمام أمة الأخالق وأمام أبناء ت‬ ‫أن أُعيد لهم الأخالق ت‬ ‫ال� فـقدت بسبب الذين لم ينالوا‬ ‫أم� الذين كانوا ينتظرون ِم نِّ ي� ْ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫شو� ‪»:‬وإذا النساء نشأن ف‬ ‫منذ الوالدة‪ ،‬والأم الفاضلة المتعلمة ترضع أبناء الأخالق مع حليبها‪ ،‬يقول أحمد ق‬ ‫أمية رضع‬ ‫�‬ ‫ش�ف الأخالق‬ ‫َ ي ٍ‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫تولهم هذه الصفة الربانية ت‬ ‫ي ن‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫المخلص� الذين يتواجدون ي ف� ميادين الأخالق‬ ‫الرجال‬ ‫خصها هللا بعباده‬ ‫جهالة وخموال» لن السماء لم ِ‬ ‫ال� َّ‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ويدافعون عنها وعن عيد أخالقها ‪ ،‬عيد السماوات والرض ‪ ،‬عيد نبيها ابراهيم وإسماعيل(ع) ‪،‬‬ ‫ن� الرحمة واالئمة الطهار‬ ‫وعيد ب ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ي ن‬ ‫نح� ي� عالم أفضل وأكرم وأع ّز ومفعم‬ ‫والصحابة‬ ‫المنتجب� والشهداء الذين سقطوا ويسقطون عىل تراب أمة الخالق من أجل أن ي‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫بالأخالق‬ ‫يكمل مكارم‬ ‫ي‬ ‫ن� المة محمد بن عبد هللا الذي بُعث من أجل أن ِّ‬ ‫ال� أراد هللا لنا أن نمتلكها ي‬ ‫الوف�ة ي‬ ‫لك تتكامل مع أخالق ب ي‬ ‫الأخالق‬ ‫ن‬ ‫يعاتب� أحد من أبناء ت‬ ‫أم�‪ ،‬أنا لست إال فرد منكم ‪ ،‬فأنا منكم وأنتم ن‬ ‫رجاء ً ال‬ ‫م� ‪ ،‬أنا اكتب ما يجب كتابته من أجل أن تقرأوا وتسمعوا‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫كلما� المباركة من مالئكة الخالق الذين يقفون بصفي وبصف الذين يدافعون عن الخالق وعن عيد الخالق لنهم يتمتعون بأخالق‬ ‫جيدا‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫نظ�ها ال تفوقها إال أخالق خالق الخالق و نبيها محمد (ص)‪ .‬باهلل عليكم ال يدخل اليأس قلوبكم لنكم تنتمون إىل أمة‬ ‫حميدة قل ي‬ ‫آ‬ ‫ن‬ ‫كانت عظيمة عندما كانت تؤمن بالخر كإنسان وال ي ّ ز‬ ‫تم� ي ن‬ ‫ب� هذا العرق وذاك ‪ ،‬وستبقى عظيمة إذا نح� أخلصنا اليها وأصغينا إىل خالقها‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫اخت�وا من ِقبل خالق الخالق ومن الخالق نفسها ‪ ،‬إذا أن الخالق والخالق توأمان ال‬ ‫وأنبيائه ورسوله لنهم لم يرسلوا إلينا إال لنهم ب‬ ‫ينفصالن أبداً النه هو الأخالق والأخالق هو ‪ ،‬اذا ال ليس هناك إيمان مخلص وصادق ومطلق باهلل اذا فقدت الأخالق‬ ‫ال احد منكم يرفع رأية العيد قبل رفع راية النرص وراية الأخالق ‪ ،‬علينا إعادة كرامتنا ت‬ ‫ال� سلبت م ّنا من قبل الذين داسوا عىل كرامتنا‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫تدم� الأمة أمة‬ ‫وباعوا أرضنا ‪ ،‬ويتآمرون علينا من فوق الطاولة ومن تحت الطاولة وما فوقها وتحتها‬ ‫ومستمرون بإرصار ي� عنادهم ي� ي‬ ‫ّ‬ ‫الأخالق ولم يكتفوا بهذا بل جاؤوا بكائنات العرصالحجري لقلع الحياة من أمة العرب وتجريدها من إنسانيتها وأخالقها وإظهارها من‬ ‫أنها أمة متوحشة فاقدة للأخالق ‪ ،‬ت‬ ‫ُ‬ ‫عر� ويجيد العربية َو ُذ ِّريَّ ِت ِه عربية ومن‬ ‫ح� خُ َّي َل للمرء ودخَ ُله الشكُ‬ ‫والتساؤل من ّ‬ ‫أن محمداً (ص) ب ي ً ٌ‬ ‫خ�ة الذريات‬ ‫ي‬

‫‪www.website.com |magazine template| 13‬‬



‫أ‬ ‫‪//‬الدب الرقمي واقع معارص‬

‫مقدمة‬ ‫الثقا� والمعر�ف‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫لك� ن‬ ‫ال ت‬ ‫بالنتاج‬ ‫و� أو ما يسمى عرص المعلومات‪ ،‬الذي يعد ارتباطه وثيقاً إ‬ ‫كب�ة أمام دخول العرص ي� العالم إ‬ ‫تواجه الثقافة العربية مسؤوليات ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ال ن‬ ‫ش‬ ‫التأث� والتأثر ي ف� العالقات ‪،‬وهي تتفاعل بعضها مع بعض ي� سياق التجربة الب�ية‬ ‫نسا�‪ ،‬إذ يتبادل ي‬ ‫ذي البعد إ ي‬ ‫ت‬ ‫تلوح لالستفادة العربية من‬ ‫وتتطور إ‬ ‫ال� بدأت تبدو مالمحها مع الثورة التكنولوجية صارت ِّ‬ ‫النجازات الثقافية العربية المختلفة باستمرار‪ .‬ومع التحققات الحالية ي‬ ‫هذه التطورات‬ ‫ويكفي المطلع أن يدخل شبكة ال تن�نت ليجد نفسه أمام عدد هائل من المواقع الشخصية ف‬ ‫و� كل المجاالت واالختصاصات والبيانات‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫وهذا دليل عىل المواكبة والسعي لالنخراط ي ف� حركية العرص‪ ،‬ورغبة دفينة ي ف� تطوير وإعالء الذات‪ ،‬واالرتقاء بها إىل مستوى أعىل لتحقيق التواصل واالندماج‬ ‫ف‬ ‫ي ن‬ ‫الثقا� والتكنولوجي ‪،‬يمكنه من االنتقال إىل مرحلة جديدة من التواصل والتفاعل‬ ‫العر�‪ ،‬والعالم من حولنا عىل الصعيد‬ ‫المطلوب� مع مختلف مكونات المجتمع ب ي‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫والتفك�‪ّ .‬‬ ‫متعددة‬ ‫ولعل هذا الم�وع يطرح إشكاليات ّ‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ماهي ي ز‬ ‫ال� يتصف بها العلم والتكنولوجيا؟‬ ‫المم�ات ي‬ ‫النص الرقمي؟وما هي أنواع الكتابة الرقمية؟‬ ‫ماهو ّ‬ ‫ت‬ ‫ال ت‬ ‫لك�ونية التفاعلية؟‬ ‫ال� تقف حائال أمام استخدام الوسائط إ‬ ‫وما هي العوائق ي‬ ‫آ ت‬ ‫ال� تت�كها ال ّتكنولوجيا عىل ت‬ ‫ي ن‬ ‫والتلق�؟‬ ‫ال�بية‬ ‫وماهي الثار ي‬ ‫الفارق ي ن‬ ‫ب� العلم والتكنولوجيا‬ ‫ف‬ ‫المعرفة‪ �،‬سبيل االنفتاح عىل ّكل أنواع المعارف الثقافية ‪ ،‬والفكرية‪ ،‬والسياسية‪ ،‬والمعلوماتية‬ ‫نحن نعيش ي ف� مجتمع تحيطه التساؤالت والتغييب عن‬ ‫ي‬ ‫‪،‬والتكنولوجية‬ ‫ف‬ ‫السعادة وممارسة المادة العلمية ي� ّكل مجاالت الحياة المعارصة‪.‬وهويستخلص‬ ‫إ‬ ‫والنسان مفطور عىل ّ‬ ‫حب التعلّم واالستطالع واالكتشاف الذي يو ّفر له سبل ّ‬ ‫زبدة التعلّم من زبد العلم‪.‬لذا يبقى العلم فاقد الجدوى ما لم يوظّف ف� إعالء شأن الأفراد‪ ،‬وإثراء مكانتهم الثقافية والعلمية ‪،‬كما يقول ي ن‬ ‫أم� معلوف»إما أن‬ ‫ي‬ ‫تحو ل ناجح‬ ‫يكون هذا القرن بالنسبة إىل إ‬ ‫النسان قرن التقهقر ‪،‬وإما أن يكون قرن الصحوة قرن ّ‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫محدد‪،‬كما أنه مجموعة من المفاهيم ت‬ ‫وال� تندرج تحت إطار الضبط والشمول والمعارف‬ ‫ال� تعتمد عىل منهج علمي ّ‬ ‫الم� ّ‬ ‫فالعلم منظومة من المعارف ي‬ ‫اصة ي‬ ‫والتكنولوجيا هي عملية ال ّت ي ن‬ ‫لق� والتخزين من قبل المتعلّم لمواكبة العملية الحوارية التفاعلية ي ن‬ ‫النسان والعملية التعلّمية‪ .‬فالعلم يختلف عن التكنولوجيا‬ ‫ب� إ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫لحل المشكالت العملية‪ ،‬فالعلم يتعلّق باكتشاف الحقائق والعالقات � ما ي ن‬ ‫أن «العلم منهج للإجابة عن السئلة النظرية � ي ن‬ ‫ح� أن التكنولوجيا منهج ّ‬ ‫ب�‬ ‫ي� ّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ال� تقوم بتنظيم هذه الحقائق والعالقات‬ ‫ال� يالحظها ي� الطبيعة ووضع النظريات ي‬ ‫الظواهر ي‬ ‫أ‬ ‫والجراءات الالزمة لتطبيق مكتشفات العلم لأن العلم هو القائد‪ ،‬والتكنولوجيا هي الجنود ي ف� ساح المعركة‬ ‫أما التكنولوجيا فتتعلّق» بالدوات والتقنيات إ‬ ‫ت‬ ‫ف� ي ن‬ ‫ال�‬ ‫ح� أن العلم هو نتاج فكري فردي يهدف إىل إشباع الميول الفكرية والثقافية الذاتية ‪ّ ،‬‬ ‫تعد التكنولوجيا خاصية جماعية ّ‬ ‫تتوجه لخدمة ّ‬ ‫ي‬ ‫تطو رات المجتمع ي‬ ‫تنشأ فيه ‪،‬وتسعى للدخول ي ف� منظومته المتكاملة‬ ‫وهذه العمومية ف� التكنولوجيا جعلت دائرة التعاطي والتفاعل م ّتسعة ي ن‬ ‫ب� الفرد والمجتمع‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ال� تعطيها الشّ بكة العنكبوتية ي� التعليم ‪ ،‬والبحاث‪ ،‬والمعلومات‬ ‫أعم وأعمق ي� مختلف الحدود العلمية والفكرية واالجتماعية‪،‬أما‬ ‫فاالتصال أصبح ّ‬ ‫الخدمات ي‬ ‫أ‬ ‫مستوياته ‪،‬فزادت شعور النسان بالحرية ‪،‬والتمكّن والتبحر �ف‬ ‫ف‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫الدراس‪،‬وفتحت أفقا واسعة أمام البحث العلمي ي� كل‬ ‫ساهمت ي ف� تعزيز العمل الكاديمي‬ ‫إ‬ ‫ّ ي‬ ‫ي‬ ‫مجاالت الحياة‬ ‫ف� المقابل أدخلت التكنولوجيا المعلومات ف� المجتمع المعارص بالواقع ت‬ ‫االف�ا�ض ي ‪،‬مع ما يسمح للمستثمرين بهذه النهضة التالعب بالحقائق ‪ ،‬مما يؤ ّدي إىل‬ ‫ي‬ ‫يخرق حرمة ال أ‬ ‫ف‬ ‫والثقا�‪،‬عن طريق الدخول إىل ملفاتهم وتنظيماتهم ‪،‬والعبث بها عن طريق نسبتها إليهم وتقليدهم‬ ‫الفكري‬ ‫ونتاجهم‬ ‫شخاص‬ ‫ي‬ ‫أهمية اللغة العربية والتواصل‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫كب�ة � حياة الفرد‪ ،‬فإنها أداة تحمل الفكار وتنقل المفاهيم فتقيم بذلك روابط االتصال ي ن‬ ‫ب� أبناء‬ ‫اللغة فكر ناطق‪،‬‬ ‫ي‬ ‫والتفك� لغة صامتة‪ ،‬وللغة قيمة جوهرية ي ي‬ ‫الأمة الواحدة‪ ،‬ويقول الراهب الفرنس غريفوار «إن مبدأ المساواة الذي أقرته الثورة ض‬ ‫ي ن‬ ‫يق� بفتح أبواب التوظيف أمام جميع‬ ‫المواطن�‪ ،‬ولكن تسليم زمام‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫والدارة فيخالف مبدأ المساواة‪ ،‬ت‬ ‫في�تب أن تعالج هذه‬ ‫كب�ة‪ ،‬وأما ترك هؤالء خارج ميادين الحكم إ‬ ‫إ‬ ‫الدارة إىل أشخاص ال يحسنون اللغة القومية يؤدي إىل محاذير ي‬ ‫ن‬ ‫المواطن�ن‬ ‫ش‬ ‫المشكلة وذلك بمحاربة اللهجات‪ ،‬ون� اللغة الفرنسية الفصيحة يب� جميع‬ ‫ي‬


‫ت‬ ‫ال� يريد الكاتب إيصالها للآخرين‪ .‬ي ف� أحد أشكال الأدب البرصي الأولية يتم الرسم بالكلمات‪ ،‬بحيث تشكّل الكلمات لتكون صورة لها‬ ‫ب‬ ‫يع� عن الفكرة ي‬ ‫أ‬ ‫ويعتمد الدب البرصي عىل شكل الكتابة‪ ،‬وحجم الكتابة‪ ،‬ووزن الكتابة‪ ،‬وعرض الكتابة‪ ،‬ووضع الكتابة ولون الكتابة‬

‫ف‬ ‫ُسمع‬ ‫كما قد يتم إدخال صور حقيقية أو رسومات للنص‪ ،‬فحاسة البرص يجب أن تح�ض ي� قراءة النص البرصي‪ ،‬ليس فقط لمجرد قراءة الكلمة‪ ،‬فالكلمة يمكن أن ت َ‬ ‫�ض‬ ‫ت‬ ‫ش‬ ‫تعد عنرصاً أساسياً ي ف� النص البرصي‬ ‫ال� ّ‬ ‫وليس �طاً أن ترى دائماً‪ ،‬لكن حاسة البرص ورية لرؤية الصورة ي‬ ‫أ‬ ‫د� التقليدي‪،‬‬ ‫وقد برز أيضاً نوع الكتابة البرصية السمعية الذي يمثّل الأدب المسموع عىل شأ�طة أو أقراص مرنة‪ ،‬إذ يظهر الصوت‬ ‫كوسيلة إليصال النص ال ب ي‬ ‫أ‬ ‫الذي قد يكون ورقياً أساسياً‪ ،‬أو ت‬ ‫توف�‬ ‫إلك�ونياً‪ ،‬يمكن إدراكه بحاسة‬ ‫البرص دون أن يفقد شيئاً من معناه‪ ،‬إال أنه ّ‬ ‫يقدم مسموعاً لسباب مختلفة ومتنوعة منها‪ :‬ي‬ ‫ّ‬ ‫النصوص لفاقدي حاسة البرص‪ ،‬وقد يكون وسيلة إلدخال المعرفة سماعياً لمن ال يحبون القراءة‪ ،‬كما يمكن أن يكون استثمارا للوقت الذي يضيع هباء مع عدم‬ ‫القدرة عىل القراءة فيه‪ ،‬كأوقات قيادة السيارة أو االنهماك ي ف� عمل ال يحتاج مجهوداً ذهنياً‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ال� برزت ي ف� الكتابة الرقمية النص المتشعب وهو نظام لتخزين صيغ مختلفة من المعلومات‪ ،‬كالصور‪ ،‬والنصوص‪ ،‬والأصوات‪ ،‬فيسمح بالوصول‬ ‫ومن النواع ي‬ ‫إليها وإىل يغ�ها من المعلومات المرتبطة بذلك النص (الملف) ش‬ ‫مبا�ة‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ال� تسمح بالربط ي ن‬ ‫االلك�ونية عىل فكرة االرتباط‬ ‫وتقوم بنية المواقع‬ ‫ب� صفحات عدة بعضها مع بعض‪ ،‬وربطها بالصفحة الرئيسية‪ .‬ويساعد النص‬ ‫بي‬ ‫التشع� ي‬ ‫المتعشب ف� كرس ت‬ ‫ش‬ ‫ال�اتبية النمطية للنصوص القرائية التقليدية‪ ،‬ويتيح لكل قارئ أن يتوجه مبا�ة إىل الجزء الذي يعينه من النص‪ ،‬بدال ً من أن يجد نفسه مضطراً‬ ‫ي‬ ‫للمرور عىل النص كامال ً ليصل إىل مراده‬ ‫وتظهر الروابط التشعبية ي ف� النص بأشكال مختلفة‪ ،‬فهي قد تكون روابط نصية‪ ،‬وقد تكون الروابط التشعبية ي ف� صيغة صور‪ ،‬أو ملفات صوتية‪ ،‬أو لقطات فيديو‪،‬‬ ‫التشع�‬ ‫أي أن المبدع يستطيع أن يدخل ي ف� نصه أي نوع من أنواع الملفات من خالل استخدام خاصية االرتباط‬ ‫بي‬ ‫بتوف� روابط متعددة أمامه‪ ،‬يختار منها الرابط الذي‬ ‫ومن إيجابيات النص المتشعب هو أنه يعمل عىل تفعيل دور المتلقي الذي يمثل عصب العملية إ‬ ‫البداعية‪ ،‬ي‬ ‫ف‬ ‫يعد شكال ً من أشكال ي ز‬ ‫تحف� القارئ عىل المشاركة ي� تشكيل بنية النص‬ ‫يريده ليكمل رحلته مع النص وفق اختياراته هو‪ ،‬وهذا يمكن أن ّ‬ ‫ترك� القارئ بدال ً من أن يجمعه ف� مضمون النص‪ .‬وينتج عن هذا التشتت إما ث‬ ‫ولكن من سلبيات هذا النص سوء استخدام الروابط التشعبية عىل نحو يشتت ي ز‬ ‫ك�ة‬ ‫ي‬ ‫تن أ‬ ‫الروابط‪ ،‬مما ن ث‬ ‫صل‪ ،‬أو قد ينتج التشتت من اتساع مدى موضوع النص‪ ،‬وخروجه عن الحدود الطبيعية‬ ‫يع� ك�ة الهوامش المتصلة بالم� ال ي‬ ‫ي‬ ‫ويشعر القارئ بالغربة تجاه نص ال يعرف أين تقف حدوده و ت‬ ‫م� تنتهي‬

‫كما يجب أن نتوقف عند كتابة الأدب التفاعل لأن الأدب الذي يوظف معطيات التكنولوجيا الحديثة ف� تقديم جنس أد� جديد يجمع ن أ‬ ‫وال ت‬ ‫لك�ونية‪،‬‬ ‫ي ّ‬ ‫ب� الدبية إ‬ ‫ي‬ ‫بي‬ ‫ي‬ ‫لك� ن‬ ‫وال يمكن أن ت‬ ‫ال ت‬ ‫و�‪ ،‬أي من خالل الشاشة الزرقاء‬ ‫يتأ� لمتلقيه إال بع� الوسيط إ‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫يقط� ف� كتابه من النص إىل النص ت‬ ‫ن‬ ‫البداع‬ ‫ال� تولّدت مع توظيف الحاسوب‪،‬‬ ‫التفاعل‪« ،‬بأنه مجموع إ‬ ‫الم�ابط‪ :‬مدخل إىل جماليات إ‬ ‫وقد ّ‬ ‫عرفه سعيد ي ي‬ ‫ي‬ ‫البداعات ي‬ ‫ف‬ ‫النتاج والتلقي‬ ‫ولم تكن موجودة قبل ذلك‪ ،‬أو تطورت من أشكال قديمة‪ ،‬ولكنها اتخذت مع الحاسوب صوراً جديدة ي� إ‬ ‫وسمي هذا النوع من الأدب تفاعلياً لأنه يعتمد ف� وجوده عىل التفاعل القائم ي ن‬ ‫ب� المبدع والمتلقي‪ ،‬ي ن‬ ‫وب� المتلقي والنص‪ ،‬ي ن‬ ‫ي ن‬ ‫ي ن‬ ‫المتلق�‬ ‫وب� مجموعة من‬ ‫المختلف�‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫للنص نفسه‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ي ن‬ ‫للقراء‬ ‫والمستخدم� حرية إكمال النص كما يشاؤون‪ ،‬إذ يمنح‬ ‫يقدم الأدب‬ ‫ّ‬ ‫التفاعل نصاً مفتوحاً‪ ،‬نصاً بال حدود‪ ،‬ويلقي به ي� أحد المواقع عىل الشبكة‪ ،‬وي�ك ّ‬ ‫ي‬ ‫ال أ‬ ‫موحدة ي ف� معظم نصوص (الأدب‬ ‫عل من شأن المتلقي‪ ،‬لذا فالنهايات يغ�‬ ‫ي‬ ‫أنه‬ ‫أي‬ ‫الشبكة‪،‬‬ ‫عىل‬ ‫يقدم‬ ‫ما‬ ‫لكل‬ ‫مالك‬ ‫بأنه‬ ‫حساس‬ ‫ال‬ ‫فرصة‬ ‫المتلقي‬ ‫التفاعل‬ ‫دب‬ ‫إ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫التفاعل‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫فقدم نصوصاً‬ ‫ومن نماذج هذا الدب المجموعة الشعرية التفاعلية الوىل عربياً‪ ،‬للشاعر الدكتور مشتاق عباس معن الذي استفزته جراحات الوطن وعذاباته ّ‬ ‫لس�ة بعضها أزرق‬ ‫حديثة جداً‪ ،‬فاختار عنواناً لمجموعته الشعرية التفاعلية هو «تباريح رقمية ي‬ ‫فأقدم الشاعر عىل وضع مجموعته الشعرية وهو ممسك بقلم نازف‪ ،‬يحركه قلب معجون بوجع العراق ولونه ت‬ ‫الم�اوح ي ن‬ ‫ب� الأسود والأحمر‪ ،‬وقد جمع ي ن‬ ‫ب� أهم‬ ‫ّ‬ ‫عنرصين ي ف� النصوص الأدبية التفاعلية‪ ،‬وهما‪ :‬الأداة الفنية‪ ،‬والأداة التقنية‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ال� تكسب النص صفة التفاعلية‬ ‫وأقصد بالوىل هبة الكلمة‪ ،‬فيما أقصد بالثانية العنارص التكنولوجية ي‬ ‫ق‬ ‫مقارنة ي ن‬ ‫الور�‬ ‫ب� النص الرقمي والنص‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫بت�ز ي ز‬ ‫الور� منها‬ ‫مم�ات ثابتة لكل من النص الرقمي والنص‬ ‫ي‬ ‫جاهزية النص‬

‫ ‪-‬‬

‫أ‬ ‫ق‬ ‫فيعد منتهياً حالماً يصدر ي ف� شكل الكتاب‪ ،‬ال يمكن إجراء‬ ‫د� قطعة قابلة للتعديل عىل الدوام من قبل المبدع‪ .‬أما النص‬ ‫الور� ّ‬ ‫النص الرقمي يجعل من العمل ال ب ي‬ ‫ي‬ ‫تعديل (حذف‪ ،‬توسع‪ ،‬مراجعة‪ ،‬تصحيح‪ ،‬تنقيح‪ ،‬الخ‬ ‫سهولة ش‬ ‫ ‪-‬‬ ‫الن�‬


‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫وتعد اللغة العربية إحدى ث‬ ‫وت�ز أهميتها‪ ،‬وإن القوالب‬ ‫ّ‬ ‫أك� اللغات انتشاراً ي� العالم‪ ،‬وهي لغة القرآن ولغة الضاد‪ ،‬لنها تحفظ كيان المة العربية والقومية ب‬ ‫ال� توضع فيها ال أ‬ ‫اللغوية ت‬ ‫ت‬ ‫الكالمية‬ ‫والصور‬ ‫فكار‪،‬‬ ‫ال� تصاغ فيها المشاعر والعواطف ال تنفصل عن مضمونها الفكري والعاطفي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ومن الواضح أن اللغة ليست فقط أداة للتواصل والتداول ي� المور الحياتية و االجتماعية والثقافية والسياسية واالقتصادية فحسب‪ ،‬إنما هي أيضاً محور أي‬ ‫عمل ف‬ ‫ثقا� وحضاري‪ ،‬وفكري وتنموي‬ ‫ي‬

‫بالكث� من المفاهيم‬ ‫الكث� من التطورات‪ ،‬عىل صعيد مادتها المعجمية وتركبيها‪ ،‬وزخرت‬ ‫ي‬ ‫وال يخفى علينا‪ ،‬أن اللغة العربية حققت منذ عرص النهضة ي‬ ‫والمصطلحات الجديدة‪ ،‬كما استفادت من تراكيب اللغات الأجنبية وتم نقل العديد منها إىل العربية‬ ‫الحساس بأهمية تلك الرغبة وترجمتها عىل الصعيد الواقعي إىل‬ ‫تغي�اً ي ف� القديم الموروث‪ ،‬وتجديد‬ ‫التفك� والعمل من أجل االرتقاء إىل إ‬ ‫ي‬ ‫كما أن الحداثة أحدثت ي‬ ‫منجزات حقيقية‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ب� اللغة والآلة ث‬ ‫لذا أصبحت العالقة ي ن‬ ‫للمع� اللغوي) توصلها من طرف‬ ‫(بمع� أداة نقل‬ ‫أك� تماسكاً‪ ،‬علماً أنها قديمة قدم الكلمة‪ ،‬فاللغة تحتاج دائماً إىل آلة‬ ‫آ‬ ‫آ‬ ‫إىل آخر‪ ،‬وهذه الآالت تنقسم إىل آالت إرسال وآالت استقبال‪ ،‬فاللغة عاجزة عن االنتقال من دون هذه الالت‪ .‬وقد فرض التطور ن‬ ‫الزم� تطور اللة المرسلة‬ ‫ي‬ ‫النسان إيجاد طرق أو آالت ينقل من خاللها مادته اللغوية‬ ‫والمستقبلية‪ ،‬فحاول إ‬ ‫وهذه الآالت هي‬

‫الآلة الشفاهية‪ :‬وهي تعادل المرحلة الشفاهية‬ ‫آ‬ ‫النسان بالكتابة التصويرية عىل الأجسام المسطحة ت‬ ‫ح� الورق المستخدم ي ف� آالت الطباعة‬ ‫اللة التدوينية‪ :‬وتستمر من بداية معرفة إ‬ ‫الآلة الأدائية( )‪ :‬وتشمل الراديو والتلفاز والأقمار االصطناعية والسينما والمرسح‬ ‫آ‬ ‫كب�‬ ‫اللة التكنولوجية‪ :‬وتشمل الحاسوب وشبكة إ‬ ‫ال تن�نت وهما مرتبطان ببضعهما إىل حد ي‬ ‫ولعل الآلة التكنولوجية هي أهم هذه الآالت‪ ،‬وهي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالعرص الذي نعيشه‬ ‫الكتابة‬

‫الكتابة حرفة‪ ،‬يقول الجاحظ «إنما الشعر صناعة و�ض ب من النسج‪ ،‬وجنس من التصوير»( )‪ .‬وهذا ي ن‬ ‫ومصور‬ ‫ونساج‪ّ ،‬‬ ‫يب� أن «الشاعر عند الجاحظ صانع‪ّ ،‬‬ ‫لذا تحتاج الكتابة الأدبية إىل وسائل وأدوات يعتمد عليها صاحب حرفة الكتابة (الكاتب) ي ف� إنتاج نصوصه وتجويدها‬ ‫أ‬ ‫ن ت‬ ‫د�‪ ،‬فإنه بعد الوصول إىل علم التكنولوجيا الرقمية‪ ،‬ال يمكن أن يكتفي به‬ ‫وإذا اكتفى الكاتب القديم بوجود الفكرة والألفاظ‬ ‫ال� ينتقيها لتقديم ّ‬ ‫نصه أال ب ي‬ ‫ي‬ ‫والمعا� ي‬ ‫النسان القديم‪ ،‬شاعراً كان أم ناثراً‪ ،‬بل سيتجه تلقائياً إىل تجويد حرفته‪ ،‬من خالل الدوات والوسائل‬ ‫إ‬ ‫ونحن نعي تماماً أن العرب القدامى قد تفننوا ف� إتقان صناعة الكتابة والخط ‪ ،‬ف‬ ‫و� ذلك قول العسكري «ينبغي أن تعلم أن الكتابة الجيدة تحتاج إىل أدوات‬ ‫ي‬ ‫ّ ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫كث�ة‪ ،‬من معرفة العربية لتصحيح اللفاظ‪ ،‬وإصابة‬ ‫المعا�‪ ،‬وإىل الحساب‪ ،‬وعلم المساحة‪ ،‬والمعرفة بالزمنة والشهور‬ ‫جمة‪ ،‬وآالت ي‬ ‫ي‬ ‫آ ف‬ ‫كث� من الكتاب عىل إتقان كل ما يتعلق بعمله الطباعي عىل الحاسوب وابتكار نصوص‬ ‫ونحن‪ ،‬الن ي� علم الحاسوب نعود إىل ذلك المفهوم نفسه‪ ،‬حيث يحرص ي‬ ‫المكررة‬ ‫كتا� متفلّتاً من القيود التقليدية‬ ‫ّ‬ ‫من إبداعاتهم الخاصة‪ ،‬ورسم نموذج ب ي‬ ‫ويمكننا أن نقول إن كل المواد المقدمة بع� الحاسوب تعد مواد رقمية‪ ،‬أو ت‬ ‫إلك�ونية‬ ‫فما هو النص الرقمي؟‬

‫يقدم من خالل الحاسوب‬ ‫ّ‬ ‫النص الرقمي هو الذي يتجىل من خالل جهاز الحاسوب‪ ،‬سواء اتّصل بشبكة إ‬ ‫يقدم النص رقمياً هو أنه َّ‬ ‫ال تن�نت‪ ،‬أم لم يتصل‪ ،‬وأن َّ‬ ‫إن ّ‬ ‫ف‬ ‫و� هذا النظام يمثل الرقم (‪ )1‬الحقيقي‪ ،‬والرقم (‪ )0‬الزائف‬ ‫الذي يعتمد عىل الصيغة الرقمية الثنائية (‪ .)1/0‬ي‬ ‫أ‬ ‫ئ‬ ‫لك� ن‬ ‫ت‬ ‫ال ت‬ ‫إذا وضعنا الأدب الرقمي تحت المجهر‪ ،‬فذلك ّ‬ ‫الثنا� الرقمي‬ ‫يدل عىل ّ‬ ‫ال� تقدم بع� الوسيط إ‬ ‫و�‪ّ ،‬‬ ‫ي‬ ‫تمر بع�استخدام النظام ي‬ ‫أن جميع النصوص الدبية ي‬ ‫ق‬ ‫مم�ات هذا الأدب أنه سيبقى له ي ز‬ ‫وأهم ي ز‬ ‫الور�‪ ،‬لذلك يمكن اعتبار الأدب‬ ‫م�ته الأهم‪ ،‬وهي أنه أرسع ي ف� وصول المبدع والنص إىل القارئ والناقد من النص‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫يعرف عن نفسه‬ ‫الرقمي البطاقة التعريفية لي أديب جديد يريد أن ّ‬ ‫أ‬ ‫وللأدب الرقمي منافذ وواجهات يقدم نفسه ت‬ ‫يقدم‬ ‫إلك�ونياً من خاللها‪ ،‬كالمواقع الدبية‪ ،‬والصفحات الثقافية‪ ،‬ومواقع الصحف والدوريات العامة‪ ،‬فهو ّ‬ ‫نصوصاً أدبية لأدباء ونقاد وشعراء ث‬ ‫ك�‬ ‫أنواع الكتابة الرقمية‬ ‫وقد برزت أنواع من الكتابة الرقمية كالكتابة البرصية‪ ،‬والكتابة البرصية السمعية والكتابة والنص المتشعب‪ ،‬والكتابة التفاعلية‬ ‫ت‬ ‫هو استخدام ّ‬ ‫ال� تعتمد عىل توظيف حاسة البرص وتفعيلها‪ .‬فالأدب البرصي‬ ‫خلق للكلمة والفراغ‪ .‬ولكن )‪ (visual litterature‬أما الكتابة البرصية فهي الكتابة ي‬ ‫الفكرة الأساسية فيه هي أنه أدب ال يُسمع (يُلقى) فقط‪ ،‬بل ال بد من أن يُرى‪ .‬يمكن االعتماد عىل الحروف والكلمات فقط إلنشاء نص برصي‬


‫ال ت‬ ‫إن تجارب ش‬ ‫لك�ونية‪ ،‬عىل ما فيها من إيجابيات عديدة‪ ،‬بت�ز عوائق تحيط بها رؤية ضيقة تحد من إمكانية انطالقها وتطورها‬ ‫الن� إ‬ ‫ف‬ ‫ال ن‬ ‫نسا� ي� المضمار‬ ‫وازدهارها‪ .‬أهمها التقوقع واالنغالق عىل الذات‪ ،‬فاالنغالق ال يعزل الثقافة عن االستفادة مما يتحقق عىل المستوى إ ي‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫المستغل�ن‬ ‫المعر� الذي ال يمكن أن يضطلع به يغ�‬ ‫الثقا� أو‬ ‫الثقا� و»هيمنة البعد التجاري الموظف ي ف� مجال المعلوميات عىل البعد‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫بالثقافة»( ) وذلك بسبب غياب المبادرات الثقافية والجامعية ف‬ ‫الثقا�‪ ،‬وكان لذلك آثاره‬ ‫عىل‬ ‫التجاري‬ ‫البعد‬ ‫وهيمنة‬ ‫المضمار‪،‬‬ ‫هذا‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫لك� ن‬ ‫ال ت‬ ‫ش‬ ‫السلبية عىل ش‬ ‫و�‪ ،‬وهذه الآثار وليدة ذهنية تجارية تحكّمت منذ البداية ي� توجيه االهتمام بالن�‪ ،‬وجعلته يتأسس عىل هدف‬ ‫الن� إ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫يز‬ ‫ي ن‬ ‫ثقا� وفكري‬ ‫تحس� خدماتها ووظائفها‪،‬‬ ‫ال�مجيات أو‬ ‫مركزي هو الربح الرسيع‪ ،‬من دون بذل المجهود ال�ض وري لتطوير صناعة ب‬ ‫وتحف� ي‬ ‫وحيوي‬ ‫لك� ن‬ ‫ال ت‬ ‫ي ن‬ ‫وكما أن ش‬ ‫المؤلف�‪ ،‬فيتم حذف المقدمة بكاملها‪،‬‬ ‫و� يتعامل مع النصوص من دون حقوق‪ ،‬بعد أن يتم التغا�ض ي عن مجهود‬ ‫الن� إ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫الضاءة عىل النص وتكثيف‬ ‫ال� ال تخفى أهميتها العلمية ي� إ‬ ‫بالرغم من أهميتها وقيمتها العلمية والمعرفية ‪،‬كما يتم حذف الهوامش ي‬ ‫مدلوالته المختلفة‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫لك� ن‬ ‫ت‬ ‫ال ت‬ ‫ال� تسء إىل ش‬ ‫والمعر�‬ ‫الثقا�‬ ‫وتحد من إمكانية تطوره‪ ،‬واضطالعه بدوره‬ ‫الن� إ‬ ‫و�‪ّ ،‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫كما أن التكرار هو مظهر آخر من المظاهر ي ي‬ ‫فالنصوص نفسها يتم تقديمها من خالل ش�كات متعددة‪ ،‬وذلك دليل عىل االرتماء عىل الحاجز‪ ،‬والسهل الممتنع‪ ،‬وعدم بذل أي جهد‪،‬‬ ‫ما يؤكد عىل البعد التجاري المهيمن كما أن هناك مظهر آخر من مظاهر التكرار الذي تمارسه ش‬ ‫ال�كة نفسها‪ ،‬إذ «تقدم لنا العديد من‬ ‫ف‬ ‫النصوص بنفس الصيغة والطريقة ولكن وهي تضيف إليها أو تضعها إىل جانب أخريات ولكن تحت «عنوان» مغاير لما نجده ي� برنامج‬ ‫أك� مظاهر التكرار سلبية‬ ‫سابق‪ .‬وهذا من ب‬ ‫هذا االنغالق عىل الذات يؤدي إىل سيطرة الرؤية الهابطة لصناعة النص العر� ت‬ ‫إلك�ونياً‪ ،‬إنه انغالق عىل التجارة‪ ،‬وعىل التكرار المذموم‪،‬‬ ‫بي‬ ‫المجمعة‬ ‫وتراكم يغ� مقبول للنصوص‬ ‫ّ‬ ‫إذا»إن الشبكة العنكبوتية إبداع اجتماعي ث‬ ‫أك� من كونه إبداعاً تكنولوجياً‬ ‫خاتمة‬

‫ف‬ ‫ال ن‬ ‫ال ت‬ ‫النسان من تشكيل قناعات جديدة وطريقة أداء‬ ‫تعد تقنية المعلومات أداة‬ ‫ك�ونية إ‬ ‫نسا�‪ ،‬فقد مكّ نت الثورة إ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫للتغي� ي� المجتمع إ ي‬ ‫للتفك�‬ ‫معينة وطرق جديدة‬ ‫ي‬ ‫نتقرب من أدوات ووسائل هذا العرص‪ ،‬نظراً لأهمية التكنولوجيا الرقمية ي ف� حياة الفرد والمجتمع‪ ،‬خاصة باتحادها‬ ‫لذا نحن مطالبون أن ّ‬ ‫مع مهارات التواصل ش‬ ‫الب�ي كمهارة الكتابة‬ ‫ف‬ ‫ال ن‬ ‫نسا�‪ .‬وأن نستبدل‬ ‫الثقا�‬ ‫ويجب أن نستبعد مفهوم «المحاكاة» للثقافة الغربية‪ ،‬لأن التقدم والتطور مرتبط بالبعد‬ ‫والفكري للمجتمع إ ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫لك� ن‬ ‫ال ت‬ ‫التعب� «بالتفاعل» لنسج العالقات ي ن‬ ‫هذا‬ ‫و� رهان الثقافة العربية لأنه يتصل بتوظيف تكنولوجيا‬ ‫ب� الثقافات والمم والعرص إ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫الثقا� وسواه ي� المجاالت الحيوية ي� الحياة العربية‬ ‫جديدة ي� العمل‬ ‫ي‬ ‫ب� الناس والناس من خالل معرفة ت‬ ‫و»إن حلم التواصل ي ن‬ ‫مش�كة ال بد من أن يكون ممكناً فيما يتع ّلق بمجموعات من مختلف الأحجام‪،‬‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ال� يتفاعلون بها الآن وجهاً لوجه‬ ‫»تتفاعل إلك�ونيا بسهولة تتساوى مع تلك ي‬

‫يم�اي أبو حمدان‬


‫ق‬ ‫النص الرقمي ي ز‬ ‫وب�وقراطية جهاز ش‬ ‫الن�‪ ،‬أو سوء تقدير دار‬ ‫يتم� بوسع المساحة المحيطة به مقارنة بالنص‬ ‫الور�‪ ،‬الذي يواجه الرقابة ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫الن�‪ ...‬أما ت‬ ‫ش‬ ‫والتلقي‪ ،‬وقد يصبح كاتباً انطالقاً من الشبكة‬ ‫إلك�ونياً‪ ،‬فتجد جميع العمال فضاء واسعاً للتداول‬ ‫ّ‬ ‫ ‪-‬‬ ‫سهولة النقل والحفظ‬ ‫سهولة حفظ النصوص الرقمية ونقلها التقارن إطالقاً بحفظ النصوص الورقية ونقلها‬ ‫كما أن للنصوص الرقمية ي ز‬ ‫مم�ات كحرية البحث‪ ،‬وسهولة البحث‪ ،‬وتجاوز حاجز الزمان والمكان‪ ،‬ومجانية الخدمة‪ ،‬وإمكانية عملية‬

‫التحديث وسهولتها‬

‫ن‬ ‫يع� هجرة الورق ونفيه؟‬ ‫ولكن تطرح إ‬ ‫الشكالية نفسها‪ ،‬هل هذا ي‬ ‫أ‬ ‫لك� ن‬ ‫ال ت‬ ‫كب�اً‪ ،‬إذ يرى أن المرء يحتاج يك يقوم بقراءة دقيقة لنص‬ ‫يول الدب المقدم بع� الوسيط إ‬ ‫و� اهتماماً ي‬ ‫يقول ب‬ ‫ي‬ ‫«إم�تور إيكو»( ) الذي ي‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ال� يقدمها له الكتاب والتفكّر فيها‬ ‫ما‪ ،‬أن يحصل عىل النص ورقياً‪ ،‬ليس لتحصيل المعلومات فقط‪ ،‬ولكن للتأمل ي� المعلومات ي‬ ‫ق‬ ‫ق‬ ‫كث�اً العمر ت‬ ‫الور�‪ ،‬المحفوظ ف� الكتب والمجلدات‪ ،‬يفوق عمره ت‬ ‫الور�‬ ‫االف�ا�ض ي للأدوات الممغنطة‪ ،‬كما أن النص‬ ‫كما أن النص‬ ‫االف�ا�ض ي ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ئ‬ ‫الكهربا� أو انقطاعه‬ ‫ال يتأثر بنقص التيار‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫لك� ن‬ ‫ال ت‬ ‫و�‪ .‬وكذلك إن الكتب أقل تكلفة مقارنة بالنصوص الرقمية‬ ‫كما أن �ض ر النص‬ ‫نظ�ه إ‬ ‫كث�اً أمام �ض ر ي‬ ‫الور� عىل النظر يتضاءل ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المقدمةع� الشبكة أو عىل الأقراص المدمجة‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫العر� المتعطش للمعرفة إىل التعامل مع الحاسوب باعتباره الوسيط الساس والوحيد‬ ‫إن سهولة الحصول عىل إ‬ ‫الصدارات دفعت القارئ ب ي‬ ‫الصدارات‬ ‫الذي يمكنه من التعامل مع هذا النوع من إ‬ ‫وقد ت‬ ‫ي ن‬ ‫المستعمل� ليتم تجاوزها ي ف�‬ ‫ال�مجيات نقائض وأخطاء‪ ،‬فنجد زوايا لرصد الأخطاء‪ ،‬والعمل عىل تنبيههم إليها من قبل‬ ‫تع�ي هذه ب‬ ‫إصدارات الحقة‬ ‫لك� ن‬ ‫ال ت‬ ‫فيتفاعل ش‬ ‫العر� مع المراجعات الدائمة واالنتقادات المتواصلة‬ ‫الن� إ‬ ‫و� ب ي‬ ‫ي‬ ‫لك� ن‬ ‫ال ت‬ ‫كب�ة عىل مستوى ش‬ ‫لذلك نجد أن ش‬ ‫ن� المعلومات والمعارف‪ ،‬فأصبح التعامل مع الكتاب عن طريق‬ ‫الن� إ‬ ‫و� قد حقق ثورة ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫الحاسوب ‪،‬وعن طريق الأقراص المدمجة ‪،‬وشبكة إ ت‬ ‫تسوق ما‬ ‫ال� ّ‬ ‫الن�نت‪ ،‬ويمكن الحصول عىل القراص المدمجة ي� المكتبات الخاصة ي‬ ‫ال ت‬ ‫لك�ونية‪ .‬وقد يتضمن عىل نصوص مختلفة‪ ،‬ويمكن الحصول عىل هذه النصوص من خالل زيارة مواقع‬ ‫وال�مجيات إ‬ ‫يتصل بالعتاد ب‬ ‫ن‬ ‫الن� إ ت‬ ‫خاصة ت ن‬ ‫بن� الكتب والمؤلفات المختلفة‪ .‬كما أن االنتقال إىل ش‬ ‫ُع� ش‬ ‫العر� مهم تل�ويجه عىل نطاق واسع‪،‬‬ ‫و� لتقديم الكتاب ب ي‬ ‫اللك� ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫العر� من ناحية‪ ،‬ويعيق‬ ‫العر� أصبح معضلة أمام المثقف ب ي‬ ‫وذلك أن تكون قد نفذت طبعاتها ي� المكتبات‪ ،‬لن العثور عىل الكتاب ب ي‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ي ن‬ ‫الثقا� ي ن‬ ‫ش‬ ‫العر�‬ ‫ب�‬ ‫التواصل‬ ‫المثقف� العرب من ناحية أخرى‪.‬ما يستدعي العمل الدؤوب عىل االستثمار ي� مجال الن� إ‬ ‫و� ب ي‬ ‫اللك� ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫لك� ن‬ ‫ال ت‬ ‫ش‬ ‫إذاً‬ ‫تقدما ثقافيا‪ ،‬كما يحطّم‬ ‫فالن� إ‬ ‫العر�‪ ،‬وهذا العنرص حيوي لنه يع ّزز المعرفة‪ ،‬ويحدث ّ‬ ‫و� يس ّهل عملية تقديم الكتاب ب ي‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫الحاجز‬ ‫الزم� الذي كان عائقاً أمام التواصل يب� الكتاب‬ ‫والمثقف� العرب وجمهور القراء‪ ،‬فيجعلهم عىل معرفة بالزمن الواقعي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫النتاج‬ ‫بمجريات إ‬ ‫ق‬ ‫لك� ن‬ ‫ت‬ ‫ال ت‬ ‫ال� تحسب أن ش‬ ‫ال ّبد أن نتجاوز كل المخاوف الداخلية‪ ،‬وكل‬ ‫الور� وتهميش لدوره ي ف�‬ ‫الن� إ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫و� انتقاص لدور الكتاب أ ي‬ ‫التصورات ي‬ ‫ق‬ ‫ن‬ ‫وبا� العالم‪ ،‬وهذا يمكن‬ ‫بناء المجتمع‪ ،‬وعلينا أن نقتنع بأنّه تطوير وتسهيل للمعرفة والعلم‪ ،‬وتحصيل التواصل والتقارب يب� أبناء المة ي‬ ‫للقارئ ف� أي بلد كان أن يطلع عىل آخر المستجدات ف� مجال ش‬ ‫يتبحر ي ف� المعلومات‪ ،‬فيتعرف عىل الديوان والرواية والدراسة‬ ‫الن� وأن ّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫والبحث الأكاديمي من خالله ف‬ ‫وقياس‬ ‫رسيع‬ ‫زمن‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫إن قرصاً مدمجاً مثل «الموسوعة الشعرية»( )قد تتضمن أعمال نجيب محفوظ أو عبد الرحمن منيف وإبراهيم‬ ‫الكو� كلها‪،‬هذا إىل جانب‬ ‫ي‬ ‫مصنفات أخرى ي ف� المجاالت الأدبية والنقدية المختلفة‬ ‫آ ف‬ ‫ال ت‬ ‫لك�ونية التفاعلية‬ ‫العوائق والفاق ي� استخدام الوسائط إ‬

‫الشخص وشيوع‬ ‫والبداع والتلقّي لم تكن موجودة قبل تبلور الحاسوب‬ ‫تطور المعلوماتية إىل ظهور وسائط جديدة للتواصل‪ ،‬إ‬ ‫أدى ّ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫استعماله‪ .‬وقد أ ّدت هذه الوسائط إىل بزوغ ش‬ ‫والسالمي منذ بداية التسعينيات‬ ‫العر� إ‬ ‫الن� إ‬ ‫و� ي� العالم ب ي‬ ‫اللك� ي‬ ‫ال�يف‪ ،‬ومع ش�اكة آراسوفت أصدرت موسوعة الشعر العر�‪ ،‬ومركز ت‬ ‫ن� القرآن الكريم‪ ،‬والكتب التسعة ف� الحديث النبوي ش‬ ‫فقد ش‬ ‫ال�اث‬ ‫بي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫كث� من المكتبات‬ ‫لبحاث الحاسب ال يل (الردن) الذي أصدر العديد من الموسوعات المهمة مثل المكتبة اللفية للسنة النبوية‪ ،‬وسواها ي‬ ‫لك� ن‬ ‫ال ت‬ ‫مشاكل وعوائق ش‬ ‫و�‬ ‫الن� إ‬ ‫ي‬


‫العنف ثقاف�ت‬ ‫ي‬

‫والهانة أمر طبيعي لدى دخول ّكل يوم إىل ن ز‬ ‫الم�ل بعد نهار طويل من«‬ ‫إعتقدت ّ‬ ‫أن الرصاخ‪ ،‬ال�ض ب إ‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫التعب ف� العمل‪ .‬هذا ال ّنمط من العيش‪ ،‬إعتدت عليه منذ الصغر � ن ز‬ ‫أهل‪ ،‬حيث كنت أشهد عىل‬ ‫م�ل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫�ض‬ ‫ن‬ ‫ز‬ ‫سء‬ ‫ليال طويلة من ال ب الذي كان يمارسه ب يأ� بحق أمي المسكينة‪ .‬كنت أدخل إىل الم�ل مساء ي� مزاج ي ّ‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫يزعج�‪ :‬الطعام‪ ،‬ن ز‬ ‫ش‬ ‫ش‬ ‫�ء‬ ‫الم�ل‪ ،‬أحاديث‬ ‫�ء إىل‬ ‫وكان كل ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫زوج� وح� حركة أوالدي‪ .‬كنت أسأم من ّكل ي‬ ‫�ض‬ ‫ن‬ ‫درجة ن‬ ‫عسا� أن أفعل‪ ،‬هكذا ربّ ي نا�‬ ‫أن� كنت أفقد‬ ‫أعصا� نهائ ّيا وأنهال بال ب عليهم دون أيّة رحمة‪ .‬ما ي‬ ‫بي‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ش‬ ‫ب يأ�‪ ،‬هذه هي‬ ‫�ء يزعجك‪ ،‬ال تدع زوجتك ي ف�‬ ‫ثقاف�‪ .‬أذكر ج ّيدا عندما كان ب يأ� يقول ف يل باستمرار‪ « :‬ال تدع ي‬ ‫ي‬ ‫المستقبل تسيطر عليك‪ ،‬يجب أن تكون أنت الرجل � ن ز‬ ‫الم�ل ويجب أن ّ‬ ‫تظل كلمتك هي الكلمة الحاسمة»‪.‬‬ ‫ي‬ ‫هذه الكلمات تعود ل أ‬ ‫الدرجة؟ هل هي‬ ‫حد‬ ‫الرجال‪ .‬هل هذه هي الثّقافة؟ هل هي بشعة إىل هذه ّ‬ ‫ّ‬ ‫ت‬ ‫ال� يجب أن نع ّلمها إىل أوالدنا؟‬ ‫الثّقافة الحقيق ّية ي‬ ‫أ‬ ‫لل�بية والعلم والثقافة – الأونسكو‪ ،‬ي ف� نطاق واسع‪ ،‬هي‬ ‫الثقافة بالنسبة إىل منظّمة المم المتحدة تّ‬ ‫ت‬ ‫مجموعة من ي ز‬ ‫ال� ي ّ ز‬ ‫يتم� بها المجتمع‪ّ .‬أما عىل المستوى‬ ‫الم�ات الروح ّية‪ ،‬الماديّة‪ ،‬الفكريّة والعاطف ّي فة ي‬ ‫النسان ي� حياته‬ ‫‪.‬الفردي‪ ،‬هي المعرفة والعلم اللذان يكتسبهما إ‬ ‫ف‬ ‫النسان‪ ،‬لذلك العاطفة ت‬ ‫خاصة ف� البيئة ت‬ ‫ال� يعيش فيها‪ ،‬تختلف مع‬ ‫الثقافة تنبض ي� إ‬ ‫ال� يشعر بها الفرد‪ّ ،‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫م�ل أهله وثقافة ال�ض ب والأذيّة ت‬ ‫خاصة‪ ،‬ف� ن ز‬ ‫ال� ينشأ‬ ‫إختالف ثقافته‪ .‬العنف الذي يعيشه إ‬ ‫النسان‪ ،‬الرجل ّ ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫�ض‬ ‫ت‬ ‫عليها‪ ،‬تنعكس سلبا ف� حياته ف� المستقبل ي ن‬ ‫ح� ز‬ ‫وري تطبيق ما‬ ‫ي� ّوج وينجب الوالد‪ ،‬إذ إنّه يرى من ال‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫وتحمل كل ما‬ ‫تع ّلمه وشاهده وهو طفل عىل زوجته‪� ،‬يكة حياته‪ ،‬إعتبارا منه أنّها ب‬ ‫مج�ة عىل تع ّلم ثقافته ّ‬ ‫يصدر منه‬ ‫المستمر‪ ،‬يع ّلم أوالده سلوك الدرب الصحيح ي ف�‬ ‫فالرجل يعتقد أنّه من خالل ممارسة العنف وال�ض ب‬ ‫ّ‬ ‫الدم لأنّه سمح لأحد أصدقائه ي ف� المدرسة أن ي�ض به‪،‬‬ ‫بقوة إىل درجة ّ‬ ‫الحياة‪ .‬فغالبا ما نرى أب ي�ض ب إبنه ّ‬ ‫فبعد العنف ت‬ ‫تأ� العظة‪ « :‬كيف تسمح لهذا أن ي�ض بك‪ ،‬ألم أع ّلمك أن ت�ض ب من ي�ض بك وأن تشتم من‬ ‫ي‬ ‫»يشتمك؟‬ ‫إذا ‪،‬هكذا يع ّلم الآباء أوالدهم‪ ،‬هكذا ير� جيل المستقبل إذ إنّه يتع ّلم العنف منذ الصغر ت‬ ‫ح� يصبح أمر‬ ‫ب‬ ‫م� سنستمر �ف‬ ‫ف‬ ‫النغالق ف� الثّقافة ال�ت‬ ‫ت‬ ‫الك�‪ .‬ولكن السؤال يبقى واحدا‪ :‬إىل‬ ‫ّ ي إ‬ ‫طبيعي وبديهي بال ّنسبة إليه ي� ب‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫تع ّلمناها من أهلنا؟ ت‬ ‫م� سندرك أنّه يجب حفظ المبادىء والقيم الج ّيدة من العائلة وتثقيف أنفسنا عىل‬ ‫محبة الآخر ت‬ ‫وإح�امه؟‬ ‫ّ‬ ‫الحداد‬ ‫كارال ّ‬


‫يا كاشف الكرب‬

‫عل ليس ينخسف‬ ‫بأن بدر ي‬

‫إىل سيدي وموالي ب يأ� الفضل العباس عليه السالم‬

‫وقفت وحدك حشدا من مالئكة‬ ‫وزاد عزمك دفقا هول ما ت‬ ‫اق�فوا‬

‫شم الجبال إذا أقبلت ترتجف‬

‫قد صان سيفك آل هللا محتسبا‬ ‫من ي ن‬ ‫مارق� لأوكار الخنا انجرفوا‬

‫وأن ما فيك لم ينصفه من وصفوا‬ ‫حملت هلل يوم الطف رايته‬ ‫ت‬ ‫ح� اجتباك مالكا ي ف� الوغى تقف‬ ‫يدن منك بنو الشدقاء ن ز‬ ‫م�لة‬ ‫لم ُ‬ ‫وكل مسخ عىل آبائه اختلفوا‬ ‫فأنت من حيدر الكرار سارية‬ ‫وفارس بتقاه الدهر ت‬ ‫يع�ف‬ ‫تردد الموت لما جئته بطال‬ ‫وكاد منك كؤوس الموت يرتشف‬ ‫كال�ق فارتدت جحافلهم‬ ‫كررت ب‬ ‫وما نكصت فأنت الفارس ال أ ِنف‬ ‫قد ذدت عن حرم الرحمن مقتدرا‬ ‫ف‬ ‫و� ظاللك دوما يحتمي ش‬ ‫ال�ف‬ ‫ي‬ ‫وأنت قبضة ليث هول بطشتها‬ ‫تبيد جمع عبيد الالت إن زحفوا‬ ‫لو كان هلل إبن كنت توأمه‬ ‫فأنت أقدس من ضحوا ومن نزفوا‬ ‫أراقت الحور ي ف� الفردوس أدمعها‬ ‫حزنا عليك وقد أزرى بها الأسف‬ ‫ال يعرف الناس إن جاءوك من ضنك‬ ‫أأدمع أم دماء يا ترى تكف‬ ‫وعند بابك للمضطر حاجته‬ ‫ومن �ض يحك نور هللا ت‬ ‫يغ�ف‬ ‫تطوف حولك ي ف� صمت مالئكة‬ ‫ف‬ ‫و� رحابك عند الفجر تعتكف‬ ‫ي‬ ‫إسم فرط هيبته‬ ‫إسمك ٌ‬ ‫ما ب َّز َ‬

‫وعند أحرفك التاريخ ينعطف‬ ‫تهفو السماء إىل مثواك موقنة‬

‫قد كان إسالمهم زيفا وزندقة‬ ‫وإن سفيانهم ي ف� الأصل منحرف‬ ‫فبئس ما أورث الآباء نسلهم‬ ‫من السفاح وبئس السافل السلف‬ ‫كفاك نوران ي ف� الأفالك قد سطعا‬ ‫لوالهما الناس « ‪ ...‬إال هللا َ « ما عرفوا‬ ‫يؤمك المل أ الأعىل فكعبتهم‬ ‫ي ف� كربالء وعند الحائر الهدف‬

‫لوال دم الطف ال القرآن يجمعنا‬ ‫وال الأناجيل والتوراة والصحف‬ ‫جاء الفرات إىل مثواك معتذرا‬ ‫وتحت قبتك الأرواح تأتلف‬ ‫يكلم هللا َ من ناجاك محتسبا‬ ‫وعالم الغيب ي ف� مثواك ينكشف‬ ‫مس شباكك الأزىك بأنمله‬ ‫من َّ‬

‫كأنه من ورود الخلد يقتطف‬

‫تهفو النفوس إىل مثواك ظامئة‬ ‫ويعصف الشوق فيها ي ن‬ ‫ح� تنرصف‬ ‫وشيعة هللا عاما بعد الحقه‬ ‫يأتون سعيا ف‬ ‫و� أرواحم لهف‬ ‫ي‬ ‫يا كاشفا عن ب يأ� السجاد كربته‬

‫ومن به اللبوة الحوراء تنتصف‬ ‫ما كان بعد عل من ت‬ ‫ف� أبدا‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫إالك ي ف� الحرب للرواح يختطف‬ ‫هلل بابان فوق الأرض ما انغلقا‬ ‫يوما هما كربالء الحق والنجف‬ ‫خض� الشمري‬ ‫الشاعر حامد ي‬


INTEREST

22 | Magazine Template www.website.com


‫ضد المرأة‬ ‫ال للعنف ّ‬

‫ي ف� العرص الحديث إن وضع المرأة ي ف� كل بلد تابع لسياسته‪ .‬ففي البلدان الديموقراطية الغربية نجد المرأة‬ ‫قد حصلت عىل حرية تامة ي ف� كل مجاالت الحياة‪ ،‬منذ الطفولة تتضمن الأنظمة العلمانية الديمقراطية‬ ‫ب� الفتاة والشاب وتمنع ال ّت ي ز‬ ‫معاملة متساوية ي ن‬ ‫المكانات لل ّتطور‪.‬‬ ‫مي�عىل أساس الجنس‪ ،‬كما تقدم لهم إ‬ ‫ومن عمر الثامنة ش‬ ‫ويعت�ها القانون فردا حرا‬ ‫ع� يحق للمرأة االنفصال عن أهلها‪ ،‬تماما مثل الشاب‪،‬‬ ‫ب‬ ‫وبالغا والعمل إلعالة نفسها وعائلتها‪ ،‬كما يحق لها الحصول عىل دعم المجتمع وحمايته والحصول عىل‬ ‫كل المؤهالت من دراسة وتتطور للوصول إىل نفس مستويات االبداع عند الرجل‪ .‬ومن جهة أخرى ما زالت‬ ‫مث�ة عن العنف ضد المرأة ف� الغرب‪ ،‬ففي فرنسا وحدها تموت ث‬ ‫أك� من ‪ 3‬نساء شهرياً‬ ‫هناك إحصاءات ي‬ ‫ي‬ ‫آ‬ ‫ت‬ ‫يش� إىل أن إضطهاد المرأة التاريخي لم يتخلص منه الغرب ح� الن‪ ،‬عىل الرغم‬ ‫نتيجة لهذا العنف‪ .‬مما ي‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫التغ�ات ي ت‬ ‫دسات�ها تنص عىل‬ ‫ال� جرت ي� حياة المرأة‪ .‬أما ي� البلدان العربية‪ ،‬فعىل الرغم من أن‬ ‫ي‬ ‫من ي ّ‬ ‫الكب�ة ي‬ ‫حقوق المرأة‪ ،‬ال يزال وضع المرأة مماثال لوضعه التاريخي خالل العصور السابقة‬ ‫النسان الذي يلعب‬ ‫الص‬ ‫إذا من هي المرأة؟ هي ال أ ّم‪ ،‬الأخت‪ ،‬ال ّزوجة‪ ،‬المسؤولة‪ ،‬العاملة‪،‬‬ ‫ديقة‪ .‬هي أإ‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫والقتصاديّة‬ ‫دورا جوهريّا ي ف� الحياة والعيش‪ ،‬شاءت أم‬ ‫أبت‪ .‬فقد باتت بحكم تدهور الحوال المن ّية إ‬ ‫والتدب� والحماية والنضال والحرب والقرار‬ ‫والدارة‬ ‫النتاج‬ ‫والسياس ّية ي ف� بلدان ومناطق عديدة‪ ،‬ش�يكة ي ف�‬ ‫إ‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫والسلم والموت وال ّتضحية‪ .‬هي الوحيدة ت‬ ‫ال� تعلم ن‬ ‫ال� تحمله‬ ‫مع� فقدان الولد ي ف�‬ ‫الحرب لنّها هي ي‬ ‫ي‬ ‫تسعة أشهر ‪ ،‬هي ت‬ ‫ال� تشعر به وبنبضات قلبه‪ .‬هي الوحيدة ت‬ ‫ال� تفدي ذاتها لأوالدها وعائلتها‪ .‬ولكن ما‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫تتعرض‬ ‫الفائدة من ّكل هذا ال ّتعب والشّ قاء إذا كانت النتيجة اللم والعذاب نتيجة ال�ضّ ب إ‬ ‫ال� ّ‬ ‫والهانة ي‬ ‫لهما من زوجها الذي ت‬ ‫ويقدرها وتكون بال ّنسبة إليه فوق كل إعتبار‪.‬‬ ‫يف�ض أن يكون الشّ خص الذي يرعاها ّ‬ ‫أك�‪ ،‬فهي تنال قسطاً إضافياً من داخل بيئتها‪ ،‬يأتيها من الممارسات الذكورية‬ ‫وحصتها من المعاناة ب‬ ‫ّ‬ ‫تتفرد‬ ‫أة‬ ‫ر‬ ‫الم‬ ‫أن‬ ‫نعت�‬ ‫أن‬ ‫السواء‪،‬‬ ‫عىل‬ ‫ء‬ ‫ونسا‬ ‫ال‬ ‫رجا‬ ‫يكفينا‪،‬‬ ‫ّها‬ ‫ق‬ ‫بح‬ ‫المجحفة‬ ‫المعادلة‬ ‫هذه‬ ‫ولتغي�‬ ‫ها‪...‬‬ ‫ضد‬ ‫ً‬ ‫ف ّ‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫وتأم� االستمرارية‬ ‫ي� منح الحياة ي‬ ‫أ‬ ‫الدولة هو حماية‬ ‫ضد المرأة‬ ‫أخ�ا‪ ،‬لأن العنف الممارس‬ ‫هو إنتهاك صارخ لحقوق إ‬ ‫النسان ولن دور ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ز‬ ‫ش‬ ‫بالتفاقيات الدولية وبدورها الت�يعي‬ ‫الدولة ا ّللبنانية ملزمة إ‬ ‫تمي�‪ ،‬ول ّن ّ‬ ‫مواطنيها كا ّفة فمن العنف دون ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫مي�ز‬ ‫ن‬ ‫يز‬ ‫قوان� تحمي المرأة من العنف‪ ،‬ولن دورنا‬ ‫إللغاء‬ ‫أساس ي� إلغاء ال ّت ي‬ ‫التمي� ي� قوانينها وإصدار ف ي‬ ‫ي‬ ‫ضد المرأة‬ ‫»وتحقيق المواطنة الكاملة للمرأة ي� لبنان‪ ،‬لنجتمع جميعنا ونقول بصوت عال « ال للعنف ّ‬

‫الحداد‬ ‫كارال ّ‬


‫ف‬ ‫العالمون ي� الغيب‪ ...‬كذبوا وإن صدقوا‬

‫‪INTEREST‬‬ ‫‪STRAP HERE‬‬

‫عاطفياً‪ :‬إنه يوم رومانس بإمتياز!»فينوس»سيمر ف� برجك ي ز‬ ‫ل�يدك إغرا ًء وتفاؤالً‪ .‬ورسعان ما ستلتقي«‬ ‫ّ ي‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫الحبيب المنتظر‪ ،‬فيجتاحك الحب الجامح وتسكنك العواطف العميقة‪ .‬أما عىل الصعيد‬ ‫المه�‪ ،‬ف ُتسيطر‬ ‫ي‬ ‫عىل الأمور وتحصل عىل مكافأة بفضل عملك المثمر»‪ .‬هذا ما كشفته الأبراج لنور عند تصفح الجريدة‬ ‫كب� يغمر نفسها وكأنها عىل ي ن‬ ‫يق� بأن كل ما ذكر أعاله سيتحقق‪ .‬انتعلت‬ ‫صباح اليوم‪ .‬فشعرت بتفاؤل ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫حذاءها‪ ،‬وتوجهت إىل مكان عملها‪ .‬لكن وللسف‪ ،‬عند وصولها‪ ،‬حدث ما لم يكن ي� الحسبان‪ .‬فقد دخل‬ ‫المدير إىل مكتبها بغية توجيه بعض المالحظات عىل ادائها ف� العمل خالل ت أ‬ ‫خ�ة‪ .‬إال أنها لم تتقبل‬ ‫الف�ة ال ي‬ ‫ي‬ ‫صدر‪ ،‬فقدمت استقالتها‪ .‬وأيقنت بعد ذلك أن كل ما قرأته كان كذباً بكذب‪ .‬خصوصاً أنها‬ ‫المالحظة برحابة ٍ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫اج‪.‬شغلت حركات الكواكب ومواقع النجوم‬ ‫فقدت وظيفتها‪ ،‬ولم تلتق فارس الحالم كما كشفت لها البر‬ ‫ْ‬ ‫صحيح عن الكون‪ ،‬إضافة اىل أنه كان يفتقر إىل فهم‬ ‫تصور‬ ‫النسان القديم‪ .‬ولأنه لم يكن لديه‬ ‫َ‬ ‫اهتمام إ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫يشاهد ي� السماء‪ ،‬بدأ ينسج خرافات تف�ض إرتباط حياته بحركة الكواكب‪ .‬آنذاك‪ ،‬لم يكن هناك‬ ‫حقيقة ما ِ‬ ‫ن‬ ‫هو نهج علمي يختص ‪ٌ astronomy،‬‬ ‫فصل يب� علم الفلك والتنجيم الذي ِّيدعي التنبؤ بالغيب‪.‬علم الفلك‬ ‫أ‬ ‫نجم)( ‪:astro‬هي يونانية ال أ‬ ‫ف‬ ‫ش‬ ‫ِّ‬ ‫�ء ي� الكون (خارج الرض)‪ .‬وكلمة‬ ‫كل‬ ‫بدراسة‬ ‫‪astronomy‬‬ ‫من‬ ‫وتتألف‬ ‫صل‪،‬‬ ‫ي‬ ‫بمص� ش‬ ‫الب� وتحديد الصفات الفردية ٍّ‬ ‫لكل منهم‪ astrology .‬قانون)‪ .‬أما التنجيم( ‪nomos‬و‬ ‫فهو التنبؤ‬ ‫ي‬ ‫آ‬ ‫ت‬ ‫والتنجيم ال يرتكز عىل منهج علمي‪ ،‬إذ إنه ال يستند إىل حقائق علمية‪ .‬فهو اليزال ح� الن يعتمد عىل‬ ‫تقسيم الفلك إىل «أبراج»‪ ،‬علماً أن نظرية الفضاء «المحدود» قد «أكل الدهر عليها ش‬ ‫و�ب»‪ .‬وعىل الرغم‬ ‫من ذلك‪ ،‬يستمر المنجمون ف‬ ‫الستخفاف بعقول الناس بع� التوقعات اليومية ت‬ ‫ال� يطلقونها‪ .‬والسؤال‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ال أ بك� هو‪ :‬عىل من تقع‬ ‫تروج لهذه الهرطقات والكاذيب؟ أو عىل‬ ‫المسؤولية؟ هل عىل وسائل إ‬ ‫ال� ّ‬ ‫العالم ي‬ ‫الناس الذين ما زالوا ت آ‬ ‫العالم والناس هما من يمنح‬ ‫ح� الن يؤمنون بهذه الخرافات إىل حد «الهوس»؟ إ‬ ‫وبالتال هما المسؤوالن الوحيدان عن إستمراره‬ ‫القوة لـ «علم الأبراج»‪،‬‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ذاعات‬ ‫ي�ر ترويج‬ ‫الفضائيات إ‬ ‫وال ُ‬ ‫ُ‬ ‫القدمون معذورون لق َّلة معلوماتهم وأدواتهم‪ .‬يغ� أننا ال نجد اليوم ما ب ّ‬ ‫ُ‬ ‫والصحف لمن يسمون أنفسهم «علماء فلك‬ ‫بقلم زينة زغيب‬



‫شكسب�‬ ‫‪:‬ترجمة لنومات من‬ ‫ي‬

‫‪INTEREST‬‬

‫محمد امحمد بن طاهر ‪ /‬الجزائر‬ ‫‪) Sonnet‬البيان العر�‪ /‬ت‬ ‫ال�مينة (‪1‬‬ ‫بي‬ ‫المتــق ْد‬ ‫الولــــــد ** نُســـــغُ الوجود‬ ‫ريح‬ ‫ْ‬ ‫يا حــبذا ُ‬ ‫ِ‬ ‫وجــد‬ ‫ســر الحياة يضوع مــن ** أردانــــه أنــــى ِ‬ ‫فهــو الصنيع المرتــجى**وهــو الوريث المرتقــب‬ ‫وهـو الـذي إن صنتـــــه **صنت الجمال بـما يجب‬ ‫الـنو ْب‬ ‫وهو الــذي إن عـــــفته **حـــ ّل ْت بـواديـك َ‬ ‫ت‬ ‫الــ�‬ ‫فاحرص عىل أن يغتذي **قنـــــديل زيتك ِم ي‬ ‫ضن الزمــــان بمثلــــها **واعــمد إىل أن تــنتقي‬ ‫من حان وقت قطافـــــها **وبراحــها سكر الألـى‬ ‫خ�وا الحـــــــياة تيقــــنا **وبساحها عظم ال ُلــهى‬ ‫ب‬ ‫واعلم بأن البـــــــر فــــي**بيــت يضـمك والتــي‬ ‫ش‬ ‫وينتـ�‬ ‫تحـلو الحيا وبوصلــــها **يصفـو الزمان‬ ‫ي‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫‪) Sonnet‬البيان العر�‪ /‬ت‬ ‫ال�مينة (‪2‬‬ ‫بي‬ ‫الدنــــا**أم شمــــــــس يـوم شابه زهـــر ز الربا‬ ‫قمر أطل عىل ُ‬ ‫هل ما بدا ٌ‬ ‫الخ�ىل‬ ‫الــــدروب‬ ‫عىل‬ ‫تس�‬ ‫الكــرى**فغدت‬ ‫خامرها‬ ‫حسناء‬ ‫أم غادة‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫**فمص�ه نحـــــــــو الذبول تأكــــدا‬ ‫زهـــــر الربيــع وإن شدا متأنـقا‬ ‫ي‬ ‫والصيف يعقب كـل ريع قد زكا**والريح تقصف أكــل غصن قــد نما‬ ‫والشـهب ترسلها السماء لواحقاً‬ ‫أغبـــــر أكمدا‬ ‫**لتديــــر وجه الرض‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫بـكرها**حــ� يـــــــــعود إىل ال�اب مجددا‬ ‫والحسن تــذروه السنون ِّ‬ ‫وكذا الوجود وكل أسباب الحـيا ** البـــــد يوما أأن يحـــــــل بها القضا‬ ‫يتـــــصوحا‬ ‫لــــكن حسنـك قد أملكت زمامه**وربيـــــعك الخاذ لـــن‬ ‫َّ‬ ‫ش‬ ‫لـــن يضـار ولن يرى‬ ‫غ� النام مصـابه**فبـهاء حسنك‬ ‫والموت إن ي‬ ‫أ‬ ‫بآهـات النـــــام من الورى‬ ‫إال قريضـــا تجتليه قصائـــــدي**حبـــىل‬ ‫ف‬ ‫المجت�‬ ‫تبـقى من الموروث حافظة لما ** قـد صيغ ي� شـيم الحـبيب‬ ‫ب‬


‫أنا والقمر‬

‫يا ُ‬ ‫صكْ‬ ‫ليل طُ ْل ال أشتهي إال ّ‬ ‫ٍ‬ ‫بوصل ِق َ َ‬ ‫قمركْ‬ ‫لو بات عندي قمري ما ُّ‬ ‫بت أرعى َ‬ ‫ض‬ ‫ي�ء يل ليلة العاشق إىل نورك الذي يشبه النور الذي يشّ ع من نوري ‪ ،‬لماذا أراك قد أفلت وأنت‬ ‫المن� الذي‬ ‫الخ� يا أيها القمر ي‬ ‫مساء ي‬ ‫ال� كانت ال تفارقك ‪ ..‬نفس ال تحبذ االنفصال عن قمري ت‬ ‫كنت ال تفارق ليل الدامس ف� ظلمات ينفس ت‬ ‫الذا� الذي ال يوازي نورك‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي ي‬ ‫ين� ل عقل ‪ ،‬ويفتح ي ي ت‬ ‫يسع من نبضاته‬ ‫بص� ي� ‪ ،‬و يخرق جدار يب‬ ‫السماوي العاشق لنوري ٌ‬ ‫قل� الرقيق من أجل أن ّ‬ ‫‪.‬قمر خلق من اجل أن ي ي‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫شعر باركته المالئكة ‪ ،‬والشمس‬ ‫ال� تتناغم مع وهج نورك الذي ال يشبه إال النور الذي يشّ ع من شعري الجميل الذي ال يشبه إال شعري‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫وانت ‪ ..‬هل نسيت موعدي معك ي� االمس البعيد؟! أال زلت تذكر أول عتاب دار بيننا ؟! لماذا تخونك الذاكرة وال‬ ‫تخون� ‪ ..‬أنا ال أنىس‬ ‫ي‬ ‫ع� من كان ض‬ ‫فضلك أبداً لأنك كنت أنت مرافقي دائماً عندما تخىل ن‬ ‫ي�ء يل الدرب ي ف� ظلمات الليل الدامس ‪ ..‬أنت ملجأي الوحيد من‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫الآن فصاعداً ل أ ن� ال أثق ببعض ش‬ ‫الب� الذين يحاولون حجب نورك الساطع الذي‬ ‫خصصت� به ل أ ي ن� مفضل ٌ عندك ‪ ..‬ي نإ� أشكرك من‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫فال تأبه ش‬ ‫خ� طبيب لك‬ ‫قل� ‪،‬‬ ‫خ� جليس يل وأنا ي‬ ‫ج�ان ‪ .‬وانت ي‬ ‫للب� ‪ ،‬أال يكفيك أننا ي‬ ‫صميم ب ي‬ ‫ي ن‬ ‫ي ن‬ ‫العاشق� طويلُ‬ ‫طوال وليلُ‬ ‫ٌ‬ ‫الظاعن� شكولُ‬ ‫ليال بعد‬ ‫ن ي َّ‬ ‫ي ن‬ ‫ويخف� بدراً ما إليه ُ‬ ‫سبيل‬ ‫البدر الذي ال أريده‬ ‫ل‬ ‫يُ ِ ب َّ‬ ‫َ‬ ‫� يَ‬ ‫‪..‬‬ ‫الدكتور حسن فرحات‬

‫خزانة الحياة‬

‫ف‬ ‫نبك نتعب و‬ ‫نخت� منها ما هو‬ ‫نلعب ادوار متعددة ي� الحياة ب‬ ‫سهل و نتعلم من الصعب‪ ..‬تمر باوقات ضعف و اوقات قوة‪ ..‬ي‬ ‫نخذل!!انها الحلقة االصعب‪ ..‬ان تخذل بامر ي ن‬ ‫مع� تكون قد بنيت عىل اساسه اساسك هو ان تدمر دفعة واحدة بقصف مدفعي عنيف‬ ‫خذالنك واجب ام ماذا؟؟ هل اصبح الكون عبارة عن خليط فاسد؟؟ او ان فساد التفاحة اطال الجميع؟؟‬

‫الب� روح التعب وحب الوحدة روح االنانية و كرس الخواطر ‪ ..‬تي�كنا ي ن‬ ‫الخذالن‪ :‬يولد فينا روح االنتقام و االنعزال عن ش‬ ‫فارغ� من كل‬ ‫ن‬ ‫صفاتنا الجميلة لكنه وبعد ت‬ ‫ز‬ ‫ف�ة من الزمن بعد ان‬ ‫يست�ف دماءنا يعود ليخلق منا انسان جديد قادر عىل المواجهة لتصبح بزي جديد‬ ‫الضحكة تتبدل و الطيبة تتعدل و المواقف تتعزز والنوايا تظهر عندها فقط يعرف كل ذي ٍحق حقه ‪ ..‬وتكون فعال ً قد بدلت مالبسك من‬ ‫الخزانة عينها‬ ‫بقلم ماري ميشال اسحق‬


DEVELOPMENT

‫الجسد والموج‬ ‫من أسئلة‬ ِ

28 | Magazine Template www.website.com


‫شبل‬ ‫الشاعرعمر ي‬ ‫اقتنعت بأن هذا الموج يعلو‬ ‫َأوما‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫الوطن؟‬ ‫ب‬ ‫اق�‬ ‫ك ّلما‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫وعليك وحدك أن ِّ‬ ‫بالوطن‬ ‫تجذ َف‬ ‫ْ‬ ‫أوسع ما يكون‬ ‫والبحر‬ ‫ُ‬ ‫أ ُ‬ ‫أبعد ما يكون‬ ‫وال ُ‬ ‫رض ُ‬ ‫أن مجذافاً عنيداً‬ ‫تؤمن‬ ‫وظللت‬ ‫ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫سوف يبقى ي ف� يديكَ‬ ‫هو الرياح‬ ‫الوطن‬ ‫المجاذيف‬ ‫أقوى‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫تتاخم ف‬ ‫البحر‬ ‫عباب‬ ‫�‬ ‫أن‬ ‫ك‬ ‫وحد‬ ‫وعليكَ‬ ‫َ‬ ‫َ ي‬ ‫ِ‬ ‫موجة‬ ‫أعىل‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫الوطن‬ ‫إىل‬ ‫الوصول‬ ‫قبل‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫زندكَ ليس مجذافاً‬ ‫َأوما‬ ‫اقتنعت ّ‬ ‫بأن َ‬ ‫َ‬ ‫وصدركَ ليس ُف ْلكاً للعبور‬ ‫َ‬ ‫المتاخم‬ ‫البحر‬ ‫لتأمر‬ ‫»‬ ‫«نوح‬ ‫ولست‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫سنامكَ‬ ‫طأطئ‬ ‫أن‬ ‫الجودي‬ ‫قمة‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫الموج العظيم‬ ‫أيها‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫أسئلة البالد‬ ‫كل‬ ‫تحمل‬ ‫كنت‬ ‫كَ‬ ‫وجد‬ ‫وعصفت‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫م� نعود؟‬ ‫لكن‪ٌ ،‬‬ ‫الجواب‬ ‫واحد قد كان ينقصه‬ ‫سؤال ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫م� ِنص ْل؟‬ ‫ش‬ ‫� ٌء من بعيد‬ ‫ويلوح ي‬ ‫لكن لماذا ال يُ ُ‬ ‫الوطن؟‬ ‫قال هو‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫*****‬ ‫ن‬ ‫وط� الذي يحت ّل ن ي�‬ ‫ي‬ ‫الزمان‬ ‫سع‬ ‫ُ‬ ‫ما عاد ي َّت ُ‬ ‫ظل م�ن‬ ‫لك َ‬ ‫ي‬ ‫أغامر بالذي قد َّ ي‬ ‫ي ف� البحار‬ ‫أ‬ ‫الموج‬ ‫أوضح ما يكون بظهر هذا‬ ‫نت‬ ‫ول َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫يا ن‬ ‫ُ‬ ‫بطاقة السفر الوحيد ُة‬ ‫وط�‪ ،‬وأنت‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ي ن‬ ‫ح�‬ ‫السواحل‬ ‫تقذف� الجنازة ي�‬ ‫ِ‬ ‫ني‬ ‫ي ن‬ ‫ح�‬ ‫تع ْد؟‬ ‫تسأل� لماذا لم ُ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫أنت دوماً مغ َل ٌق‬ ‫وط�‪ ،‬لماذا َ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫مثل السماء؟‬ ‫ف‬ ‫البلد‬ ‫ولكن ي� ْ‬ ‫ْ‬ ‫إفتح لنا سجناً‪ْ ،‬‬ ‫*****‬ ‫ن‬ ‫وحدي‬ ‫وتسأل� الرياح‬ ‫ي‬ ‫‪:‬عىل مدى عمري‬ ‫لماذا أنت ْ‬ ‫راحل‬ ‫‪:‬وأجي ُبها‬ ‫بحر ولكن لم يعد‬ ‫قد كان يل ٌ‬ ‫ْ‬ ‫والسواحل‬ ‫متالصقاً هو‬ ‫*****‬ ‫يتسللون إىل الحياة‬ ‫يا أيها المتسللون من الثقوب‬ ‫إىل الحياة‬ ‫ُ‬ ‫تغادر ربّها‬ ‫فالخيل تأنف أن‬ ‫تع�وا‪،‬‬ ‫ال ب‬ ‫َ‬ ‫الممات‬ ‫عند‬ ‫ْ‬ ‫ف‬ ‫والكوخ ُ‬ ‫الوطن‬ ‫أجمل ي�‬ ‫ْ‬ ‫قرص ي ف� الشتات‬ ‫من ِّ‬ ‫أي ٍ‬ ‫وعر‬ ‫لكن‪ ،‬لماذا َ‬ ‫ْ‬ ‫أنت ٌ‬ ‫البحر القديم‬ ‫أيها‬ ‫ئنُ‬ ‫ت�‪ ،‬وأنت تسمع ْبو َحها‬ ‫ٌ‬ ‫مدن ُّ‬

‫الجسد والموج‬ ‫من أسئلة‬ ‫ِ‬ ‫وتد ُّل ن� ال أ‬ ‫أضيع ي ف� هذا اليباب‬ ‫كيف‬ ‫مواج‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫السفينة‬ ‫سبحان من أجرى‬ ‫فاستقلت من البكاء‬ ‫ي ف� دموعي‪،‬‬ ‫ُ‬


‫وليد الكعبة‬

30 | Magazine Template www.website.com


‫وليد الكعبة‬ ‫خض� الشمري‬ ‫حامد ي‬

‫‪-1‬‬ ‫علوا رسمديّا‬ ‫عال يعلو ّ‬ ‫أ َ َو ْحيا ً كان أم ش‬ ‫ب�ا ً سويّا‬ ‫إذا حاقت بك ال أ ُ‬ ‫هوال فاندب‬ ‫ت‬ ‫السالم تبرصه جل ّيا‬ ‫ف� إ‬ ‫أ‬ ‫طرا‬ ‫ستسمو الرض فوق الكون ّ‬ ‫لأن الأرض قد ضمت عل ّيا‬ ‫وليد الكعبة الأتقى و ما من‬ ‫إمام ٍ قبله قد مات ح ّيا‬ ‫محبته الرصاط ف‬ ‫و� يديه‬ ‫ي‬ ‫مفاتيح الجنان تقول ‪ :‬ه ّيا‬ ‫كأ� تر ٍاب‬ ‫وما شهد الورى ب ي‬ ‫شهيدا ً بَ َّر قاتله الشقـ ّيـا‬ ‫لكن‬ ‫عل ٌ‬ ‫توأم للنور ْ‬ ‫ي ٌّ‬ ‫عل فاق َـهُ َأمدا ً قص ّيا‬ ‫يّ‬ ‫عل‬ ‫رسول هللا سن ّــته ي ٌّ‬ ‫فمن واال ُه قد واىل النب ّيا‬ ‫ً لقد ترك الأمانة فيه كهال‬ ‫وكان لوا َء ّأمته فت ّيا‬ ‫سوء‬ ‫عل‬ ‫ٌ‬ ‫عاصم من كل ٍ‬ ‫ي ٌّ‬ ‫ومعصوم بدوحته تف ّيا‬ ‫ٌ‬ ‫يرى السن ّـ َّي شيع ّيا ً ويبدو‬ ‫الشيعي سنيا ً تقـ ّيا‬ ‫له‬ ‫أُّ‬ ‫وما غاىل الىل وصفوه مهما‬ ‫تمادى بعضهم ي ف� القول ل َـيـ ّـا‬ ‫رس‬ ‫فيا َ‬ ‫روح النبوة أنت ٌّ‬

‫‪-2‬‬ ‫له من ق ْب ُ‬ ‫ــل لم نسمع سم ّيا‬ ‫ً ويا من طل ّـق الدنيا ثالثا‬ ‫غ�ه أبدا ول ّيا‬ ‫لم َتر ي َ‬ ‫قدر‬ ‫مدح يزيدك أي ْ‬ ‫ٍ فال ٌ‬ ‫قدح سينقص منك ش ّيا‬ ‫وال ٌ‬ ‫ي ن‬ ‫عجب إذا ما‬ ‫أبا‬ ‫السبط� ال ٌ‬ ‫سماك الوص ّيا‬ ‫ن� ِّ‬ ‫الحق ّ‬ ‫ب ي ُّ‬ ‫الزمان ُّ‬ ‫وكل عرص‬ ‫ٍ وجاوزت‬ ‫َ‬ ‫يحدق فيك منبهرا ً مل ّيا‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ح� تبدو‬ ‫برص يحدك ي‬ ‫فال ٌ‬ ‫ظاهرك الخف ّيا‬ ‫ويس� فيك‬ ‫بُ‬ ‫َ‬ ‫ً وال ٌ‬ ‫عقل سيدرك منك ك ُـن ْـها‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫لباب ع ّيا‬ ‫لنك توسع ال َ‬ ‫شفيع الناس يوم ش‬ ‫طو�‬ ‫َ‬ ‫الح� ب‬ ‫لمن نهل التش ّيع منك ريّا‬ ‫هديت بنهجك الدنيا ولوال‬ ‫جها ُدك أوغلت ِتـيها ً وغ ّيا‬ ‫ي ن‬ ‫الحسن� ما عاداك إال‬ ‫أبا‬ ‫زنيم ّأمه كانت بغ ّيا‬ ‫ٌ‬ ‫بسيفك قد جعلت الحق يعلو‬ ‫جـث ّيا‬ ‫وأح�ض ت العتاة به ِ‬ ‫ً وما بارزت ي ف� الهيجاء ّندا‬ ‫تبطش به بطال ً كم ّيا‬ ‫ولم‬ ‫ْ‬ ‫دماؤك ساجدا ً قد فاح منها‬ ‫أريج ّ‬ ‫ظل ي ف� الدنيا شذيّا‬ ‫ٌ‬ ‫يخالك من تأ� مثواك يوما‬ ‫مالكا ً طاهرا ً سكن الغريّا‬ ‫ريب‬ ‫حب ْب عل ّيا ً دون ٍ‬ ‫ومن يُ ِ‬ ‫س��ض ي هللاَ خالقَه العل ّيا‬ ‫ي‬


‫‪-1‬‬ ‫عبكرا موعد وداع‬ ‫عبكرا المسا ت‬ ‫اف�اق‬ ‫هجرة ولد بك�‬ ‫بوطن‬ ‫عالهاوية وصل‬ ‫هجرة لد ترعرع‬ ‫بأحضان ّإمو الدافية‬ ‫بأناملها دغدغ شعرو‬ ‫تسهر الليلة نايمة حدو‬ ‫ب ّيو ب ّيو زرع تعب‬ ‫رويها بعرق جبينو‬ ‫بيحك قصة بطل‬ ‫ي‬ ‫وطن بقلبو حطو‬ ‫وك�ت أحالمو‬ ‫الص� ب‬ ‫بك� ب ي‬ ‫حلم شاب حلم بوطن‬ ‫وطن ما ركع وما انحنا‬ ‫إال ّ ربّو‬ ‫يط ّلع صوب السما‬ ‫يصل بإيمان ورجا‬ ‫شعبو ي‬ ‫‪............-2....‬‬ ‫من ش‬ ‫ال�ق‬ ‫ش�قت شمسك‬ ‫ت قولك صباحك‬ ‫يوم جديد‬ ‫كم ساعة فوق تاللك‬ ‫غروبها وراء البحر‬ ‫تتنادى نتفي نتفي من الأفق‬ ‫من ش‬ ‫ال�ق‬ ‫ش�قت شمسك‬ ‫للغرب تختفي‬ ‫يوصل الليل بسكينة‬ ‫جالل سما مزروعة نجوم‬ ‫الليال‬ ‫بليلة من ي‬

‫زعج ضو القمر الخفيف ظ ّلو رجال‬ ‫تمسك بعنفويتو‬ ‫ّ‬ ‫وما تردد يغتال القمر‬ ‫بالليلة ذاتها‬ ‫الص� ناطر حبيبتو‬ ‫كان ب ي‬ ‫جالس ع مقعد بهونيك زاوية‬ ‫ناطر ترجع يب�وت‬ ‫يب�وت الع ّز والوفا‬ ‫وترجع معا أرزاتا‬ ‫‪-3‬‬ ‫هجرة ي ن‬ ‫سن�‬ ‫وصل متل ما قالوا‬ ‫ّ‬ ‫ثقافتو وتاريخ بالدو‬ ‫بعلماتو ف ّهم العالم لبنانو‬ ‫ق ّلك غيوم بيضا‬ ‫سابحة متل أجواق المالئكة‬ ‫ترافق ش�وق شمسو‬ ‫ق ّلك لبنانو جبل‬ ‫أ‬ ‫ارتدى معطف من اللوان‬ ‫ق ّلك صباح لبنان وهاد‬ ‫نفث شو بقي‬ ‫من ظالم الليل‬ ‫‪.............‬‬ ‫بقلم مريم حرب‬


‫عبكرا موعد وداع‬

www.website.com |magazine template| 33


‫‪HUMANITY‬‬

‫‪1‬‬

‫يتنهد ت‬ ‫الف� الخجول ي ف� آخر الليل‬ ‫ويسمع رصير الكائنات الليلية‬

‫فيبعث روحه لتشاركها البهجة‬ ‫آه! لقد سكنت روحه ي ف� مملكة الليل‬ ‫***‬ ‫وانطلقت روح ت‬ ‫الف� بع� الحقول‬ ‫وحلقت فوق الجبال‬ ‫وجنب الأنهار‬

‫ت‬ ‫ح� هبطت عىل ش�فة القرص‬ ‫حيث تسكن حبيبته الفاتنة‬ ‫***‬ ‫ومن إحدى غرف القرص فاح عطر‬ ‫فامتطت روح ت‬ ‫الف� شعاع القمر‬ ‫وتسللت معه إىل غرفة الحبيبة‬ ‫المخمل‬ ‫ورفرفت عىل طرف فراشها‬ ‫ي‬ ‫***‬ ‫ثم غنت روح ت‬ ‫الف� أغنية عذبة‬

‫وريشا أبيض يعوم حواليها‬ ‫وشظايا متناثرة من قوس قزح‬ ‫وحفيف أجنحة شفافة‬ ‫وكان فمها يمطر موسيقى‬ ‫***‬ ‫أث�يا‬ ‫كان النسيم طاووسا ي‬ ‫ي ن‬ ‫وح� مدت الفتاة يدها‬ ‫لتقطف زهرة‬

‫تحولت روح ت‬ ‫الف� قطرة طل‬

‫***‬

‫ولهذا اعتاد الندى منذ ذلك ي ن‬ ‫الح�‬ ‫أال يسقط إال عند الفجر‬ ‫وهو يتمتم بوح العاشق‬

‫أيتها الحبيبة المتكئة‬ ‫عىل وسادة الروح‬ ‫والمتغلغلة كالدم والهواء‬ ‫ي ف� كل ذرات الجسد‬ ‫ي ن‬ ‫العين�‬ ‫والسابحة ي ف� ضوء‬

‫للحبيبة الغافية وداعبت خديها‬

‫عذابك أعذب‬ ‫ف‬ ‫ش‬ ‫�ء أراه‬ ‫أراك ي� كل ي‬ ‫أراك ي ف ّ�‬ ‫ش‬ ‫ش‬ ‫�ء‬ ‫كل ي‬ ‫�ء بعدك ال ي‬ ‫ش‬ ‫ش‬ ‫�ء‬ ‫وكل ي‬ ‫ال�ء معك كل ي‬

‫وشعرت روح ت‬ ‫الف� أن الفتاة ستفيق‬ ‫للختباء ي ف� أصيص الورد‬ ‫فأرسعت إ‬ ‫ي ن‬ ‫وح� تثاءبت الحبيبة أصابها الذهول‬ ‫عندما رأت ندى بنفسجيا فوق الزهور‬

‫وما بعد أبده‬

‫أو متجاوزات‬

‫***‬

‫سف�ة العشق‬ ‫أنت ي‬

‫ولملمت شعرها المتناثر بروعة‬ ‫أما الفتاة فقد كانت‬ ‫تحلم‬ ‫***‬

‫وضوء قرمزيا يتصاعد راقصا‬

‫وآخر شأ�عة السندباد المسافر‬

‫أنت ما قبل أزل الحب‬

‫أنت المالكة الوحيدة للقلب‬ ‫والأخريات ـ إن وجدن ـ مستأجرات‬

‫وعاصمة النساء‬

‫خض� الشمري‬ ‫حامد ي‬


‫تنهدات‬ ‫وريشا أبيض يعوم حواليها‬ ‫وشظايا متناثرة من قوس قزح‬ ‫وحفيف أجنحة شفافة‬ ‫‪.‬وكان فمها يمطر موسيقى‬ ‫***‬

‫‪2‬‬

‫‪www.website.com |magazine template| 35‬‬


‫ً‬ ‫َ‬ ‫مفتوحة‬ ‫النوافذ‬ ‫الحالمون ينسون‬ ‫المالبس عىل حبل الغسيل أيّ َام المطر‬ ‫ينسون‬ ‫َ‬

‫ينسون الما َء عىل ال ّنار‬ ‫أقدامهم ف� الطّ ي ن‬ ‫�‬ ‫ُ ي‬

‫ورؤوسهم مكتظّ ٌة بالأجنحة‬ ‫قطرت‬ ‫أعمارهم ي ف� بحر آمالهم‬ ‫ٌ‬ ‫خواطرهم ٌ‬ ‫عسل‬ ‫ُ‬ ‫النحلة ي ف� صنعه بعد‬ ‫لم تفكّر‬ ‫لهم ُ أ‬ ‫ف‬ ‫الماء‬ ‫سماك ي� ِ‬ ‫قلق ال ِ‬ ‫كحقول ُّ‬ ‫الذرة‬ ‫يتمايلون‬ ‫ِ‬

‫السحاب‬ ‫منتظرين ساعي بريد ّ‬ ‫�ض‬ ‫الر ْقن عىل آلة كاتبة‬ ‫ِ‬ ‫برسعة ّ‬ ‫يُ َد ُاوون جراح الما ي‬ ‫المستقبل ف� رصة الحا�ض‬ ‫يدسون‬ ‫ُّ‬ ‫َ ي ّ‬ ‫فتيات تي� ّق ب ن‬ ‫� الزواج‬ ‫كحل ٍ‬ ‫يّ‬ ‫***‬

‫هم دائما يذهبون‬ ‫ح� وهم يعودون‪ ،‬هم يذهبون‬ ‫تّ‬

‫الصيد ي ف� ال ّنهر‬ ‫قلوبهم ممدود ٌة أمامهم كقصبات ّ‬ ‫عقولهم ترفرف ش‬ ‫زوارقها غارقة‬ ‫كأ� ٍعة ُ‬

‫مفتوحة‪ ،‬وهاوتف ُهم يم ّزقها ي ن‬ ‫أبوابُهم ُ‬ ‫الرن�‬ ‫نصف‬ ‫ٍ‬ ‫ُسكّان المرايا‬ ‫ّان ال أ ْ‬ ‫رق‬ ‫ّان الروايات‪ُ ،‬سك ُ‬ ‫ُسك ُ‬ ‫ّان ال أ ن‬ ‫غا�‬ ‫ُسك ُ‬ ‫ي‬ ‫تحسدها الأعماق‬ ‫طوح‬ ‫سك ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّان التسكّع عىل ُس ٍ‬ ‫المث� لضغينة العدم‬ ‫سكّان الوجود ي‬ ‫قدر القلق‬ ‫اعد من ْ‬ ‫الص ِ‬ ‫خار ّ‬ ‫سكّان ال ُب ِ‬ ‫بع َر ِق البحر‬ ‫المم ّل ِح َ‬ ‫سكّان الهواء ُ‬ ‫النقطة ُح ْبىل بالخطوط‬ ‫ُسكّان‬ ‫ِ‬ ‫السفر‬ ‫ُسكّان ّ‬

‫السفر‬ ‫ُسكّان ّ‬

‫***‬

‫‪،‬الحالمون ال يملكون الوقت للنظر إىل الوقت‬ ‫بطيئون مثل ال َّن ْس ِغ ي ف� شجرة‬ ‫صح ِن ُفخّ ٍار يسق ُ‬ ‫ط من ِيد الخادمة‬ ‫رسيعون مثل ْ‬ ‫أ‬ ‫للدماغ‬ ‫بطيئون مثل صعود الخمر إىل الطابق العىل ّ‬ ‫الريح‬ ‫رسيعون مثل ٍ‬ ‫ورقة ْتركُل ُها ّ‬ ‫كالمص ِل ي ف� ذراع المريض‬ ‫بطيئون‬ ‫ْ‬ ‫رسيعون كنهضة ُعشْ ٍب يفاج ُئهُ الر َذاذ‬ ‫الحجر‪Lorem ipsum dolor sit amet, an primis‬‬ ‫ون‪quodsi‬‬ ‫‪nam.‬‬ ‫يُربُّ‬ ‫َ‬ ‫‪Oratio appellantur ea per, vim ex ponderum insolens,‬‬ ‫للحجر‪an duo natum placerat senserit.‬‬ ‫‪Illum decore‬‬ ‫‪vim‬ون ريشاً‬ ‫‪ex,‬ويربّ‬ ‫‪vel te purto nusquam. Erant assentior persequeris‬‬ ‫‪ tincidunt,‬ت‬ ‫‪et mel, id pri commodo‬‬ ‫ال� ّدد‬ ‫‪eos‬من صدأ‬ ‫البدايات‬ ‫ّون‬ ‫يحك‬ ‫‪َ oratio‬‬ ‫‪ِ novum‬‬ ‫‪detraxit ex. Omnis dictas imperdiet ex vis.‬‬

‫بعوا َء ِات ذئ ِْب ال َت َي ُّت ِم‬ ‫يحكّون‬ ‫القمر ُ‬ ‫َ‬ ‫يُربّون ال أ َ‬ ‫مل كالخَ ِم ي� ِة ي ف� طَ ْن َج َر ِة ال َق ْلب‬

‫الحالمون‬ ‫كيميائ ُّيو ال ُب ْ‬ ‫طء‪ُ ،‬ع ّباد الوصول‬ ‫ِ‬ ‫‪،‬س ِّم ِه ْم ُع َ‬ ‫الضوء ي ف� نف ٍَق‬ ‫زلة‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫سمهم زهر َة الحائط‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ترسانة اليأس‬ ‫الض ْع ِف ي ف�‬ ‫سمهم‬ ‫نقطة َّ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬

‫والتح�‬ ‫التغ�‬ ‫هم َ‬ ‫‪،‬س ّم ْ‬ ‫يّ‬ ‫َ‬ ‫طيش ي ّ ِ‬ ‫ً‬ ‫طعنة‬ ‫سم ِه ْم‬ ‫ِّ‬ ‫ف� ي ن‬ ‫ع� ِسي ْك ُلوب الطريق‬ ‫ي‬

‫‪.......‬‬

‫للشاعر الجزائري الأخ�ض بركة‬


‫الحالمون‬

INTEREST


‫ن‬ ‫حن� إىل العودة‬ ‫ي‬

Lorem ipsum dolor sit amet, an primis quodsi nam. Oratio appellantur ea per, vim ex ponderum insolens, an duo natum placerat senserit. Illum decore vim ex, vel te purto nusquam. Erant assentior persequeris et mel, id pri commodo tincidunt, eos novum oratio detraxit ex. Omnis dictas imperdiet ex vis.


‫‪INTEREST‬‬

‫شبل‬ ‫الشاعرعمر ي‬ ‫تعلـ َق قل� بذاك ت‬ ‫ال�اب‬ ‫َّ ب ي‬ ‫ث‬ ‫ت‬ ‫أك�‬ ‫ففيه اق�بت من هللا ْ‬ ‫أجيء إليك ف‬ ‫ت‬ ‫مقل� ُس ُح ٌب‬ ‫ُ ِ ي‬ ‫و� ي‬ ‫من دموع‬ ‫الدرب رجل ْيك‬ ‫‪،‬ويمتحن‬ ‫ُ‬

‫السفر‬ ‫إن‬ ‫ْ‬ ‫ليس فيه سوى أن تعود‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫مقل� ُس ُح ٌب ليس يدركها أو يراها‬ ‫وقد كان ي� ي‬ ‫سوى من أضاع عىل دربه وطناً‬ ‫ْ‬ ‫وحبيبة‬ ‫وها صوتُها ُ‬ ‫داخل‬ ‫يهطل ال آ َن ي ف�‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ويملؤ� بالمكان‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ويملؤ� بالزمان‬ ‫ي‬ ‫ُ ن‬ ‫روائح ي ن‬ ‫م�‬ ‫الصويرة‬ ‫ط�‬ ‫ِ‬ ‫ُ ِ‬ ‫تنضح ي‬ ‫الغيوم‬ ‫أشم‬ ‫َ‬ ‫‪،‬وكنت ُّ‬ ‫تسح من القلب قبل السماء‬ ‫وكانت ُّ‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫صاحية‬ ‫لحظة‬ ‫دعي� أح َّب ِك ي ف�‬ ‫ٍ‬ ‫ي‬

‫جرح جميل‬ ‫ففي الغيم ٌ‬ ‫ْ‬ ‫الضاحية‬ ‫مر ي ف�‬ ‫إذا َّ‬ ‫الغيم أن أتعرى‬ ‫ويج� ي ن�‬ ‫ب‬ ‫ُ‬ ‫لأ َ‬ ‫مر فوق بالدي‬ ‫عرف هل ّ‬ ‫َ‬ ‫ويهطل مل َء دمي فأسافر فيه‬ ‫أنت ي ن‬ ‫تكون�‬ ‫إىل حيث ِ‬ ‫ن‬ ‫أحس ِك ي ف� ِّكل قطر ْة‬ ‫ي ّإ� ُّ‬ ‫الفرق ي ن‬ ‫ب� الدموع ي ن‬ ‫وما ُ‬ ‫وب�‬ ‫المطر‬ ‫ْ‬ ‫أنت بعيد ْة‬ ‫كنت ِ‬ ‫إذا ِ‬ ‫مطر ي ف� البقاع‬ ‫ٌ‬ ‫سالم عىل ٍ‬

‫إذا ما همى‬ ‫القلوب السما‬ ‫تالمس فيه‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫المستبد ِة بالذكريات‬ ‫سالم عىل الطرق‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫الحمى‬ ‫وقد‬ ‫أشعل ب‬ ‫ال� ُق «وادي ِ‬


Lorem ipsum dolor sit amet, an primis quodsi nam. Oratio appellantur ea per, vim ex ponderum insolens, an duo natum placerat senserit. Illum decore vim ex, vel te purto nusquam. Erant assentior persequeris et mel, id pri commodo tincidunt, eos novum oratio detraxit ex. Omnis dictas imperdiet ex vis.


‫‪INTEREST‬‬

‫هل؟‬

‫ ‬

‫‪-‬‬

‫للنرص سكارى‬ ‫لك أنت يا عشيق القلوب‬

‫هل لك من حبيبة‬

‫ويا رفقيق الدروب‬

‫تسكب عينيك من الشعر‬ ‫فينهمر الشعر عطراً وطبيبا‬

‫لك أنت الكلمات والحروف‬ ‫والحب لمرات الألوف‬ ‫ّ‬ ‫الحب ي ف� عينينا ويطرب‬ ‫يبتسم ّ‬ ‫ّ‬ ‫والكل من حولنا تي�قب‬

‫هل لك من حبيبة‬ ‫تزرع دفئا ي ف� البوح لهيبا‬ ‫هل لك من حبيبة؟‬ ‫قبل ّكل زمان‬ ‫ف‬ ‫و� رحم المكان‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫الثوا�‬ ‫و� كل لحظة غدرت نفس‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫أكتب إىل‬ ‫عناوي�‬ ‫أك�‬ ‫حبيب� ب‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫وأنت هل لك من حبيب؟‬ ‫�ض‬ ‫ي ن‬ ‫السن�‬ ‫ح� ينطق من ما ي‬ ‫بي‬ ‫ي ن‬ ‫والحن�‬ ‫فداه الروح‬ ‫الضم�‬ ‫ي ف� عينيه صحوة‬ ‫ي‬ ‫ال يعرف الهوان وال ي ن‬ ‫يل�‬ ‫قل� ويدي‬ ‫له ب ي‬

‫أمس ويومي وغدي‬ ‫له ي‬ ‫قلمي ما كتب الغزال‬

‫الحب والأمال‬ ‫لو لم ترشف ريشته ّ‬ ‫وما ن‬ ‫غ� الطيف أحالماً‬ ‫لو لم َير طيفها السبال‬

‫لها وحدها تلونت قصائدي‬ ‫ورداً وأزهاراً‬ ‫لها وحدها قلوب الرجال‬ ‫ترقص حيارى‬

‫الحب آالماً‬ ‫أيبقى ألم ّ‬ ‫أم يزهر ي ف� الحلم أحالماً‬ ‫بقلم مريم حرب‬


INTEREST


‫قمر أنت‬ ‫ٌ‬

‫الجنا�‬ ‫للشاعرة ‪ :‬بلقيس ‪ :‬اكرام ب ي‬ ‫قمـر‬ ‫قمر َ‬ ‫أنـت يـا ْ‬ ‫ٌ‬ ‫خ� من َأم ْر‬ ‫والهوى ي ُ‬ ‫ُ‬ ‫الحب ي ف� دمي‬ ‫شعلة ِّ‬

‫الس َم ْر‬ ‫َح َّب َب ْت ىل رؤى َّ‬ ‫ُ‬ ‫أثم َـر ْت‬ ‫أيكة‬ ‫الشوق َ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫تقط ُـف الث َّم ْـر‬ ‫فم� ِ‬ ‫وشعـوري بفرحتـي‬ ‫النور قد غ َ​َم ْـر‬ ‫مث ُلهُ‬ ‫ُ‬ ‫كغيـمـة‬ ‫وهيامـي‬ ‫ٍ‬ ‫انهمـر‬ ‫عندما غيثُها‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫الحـب خمـر ٌة‬ ‫لوعة‬ ‫ِّ‬

‫اختمـر‬ ‫وفؤادي بها‬ ‫ْ‬ ‫فأنت لـي‬ ‫إن تس ْل ن ي� َ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫الع ُم ْر‬ ‫انت ي� ُ‬ ‫غاي� َ‬ ‫ي‬ ‫رسي عىل المال‬ ‫ذا َع ّ‬

‫وضم�ي بما َض َم ْـر‬ ‫ي‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.