طائرالفينيق
م ج ل ة أ د ب ية
ث ق ا فية
فك ر ي ةف
ل
س فية
طائر الفينيق رئيس التحرير:الدكتور حسن فرحات
السالم والغرب رصاع أم حوار إ عل سعيد أيوب ي ذكرى حزينة -11أيلول 2001 رئيس التحرير :د.حسن فرحات
إشكالية الداللة وتحوالت املعنى ،من البنيوية اىل مابعد البنيوية د .عبده شحيتيل
SEASONAL - FALL 2017
ي ن أساط�ه كان يرمز أ بها ال نسان البد من انتصار الحياة عىل الموت، وح� نسج إ في لتوقه للخالص من موته .والعنقاء ي ن ح� نفضت جناحيها محلقة ي� الفضاء ال رحب كانت تمطر الحياة عىل ال أرض الموات ،وتنجب الخصب إل عمار هذا الكوكب الذي بإعمار الكون .فكانت الحياة والموت ،وكان ال بد مهبطاً إل رادته وأمره أراده هللا أ أ من رصاع ال ضداد .وليس الخلود ال بدي وعودة الحياة بعد الموت إال تأكيد عىل العنقاء قامت من رمادها ،وجلجامش ذهب إىل جده انتصار الحياة عىل الموت. آ ت ال� تلغي الموت. المتحدر من ساللة ال لهة ليحصل عىل عشبة الحياة "أتونباشتم" ي أ كانت ال آ ف ساط� القديمة قد جعلت الخلود لها والموت ن ش الب� .وسعى لب� ال � لهة ي ن ي لينتمي لمحفل ال آلهة ليهزم الموت .وهذا ما أنجزه يطائر الفينيق �ف الط� ابن ي ي ن يب� أسوار "أوروك" روح أسطورته ذات الدالالت العميقة ،نومات جلجامش وهو ي ال له "شاماش" :لماذا تحاول العظيمة تخليد اً لروحه المتمردة عىل الط� .لقد سأله المستحيل يا جلجامش ،فقال جلجامش :ي إذا كان يجب أ إال ّ أحاول فلماذا خلقت �ف َ ي َّ هذه الرغبة القلقة؟!!. أراد هللا إعمار هذا الكوكب ت ال� با� ،ي ن وب� لنا أننا ال نستطيع إعمار الكون إال بالعمل ي ال نسان بمنأى عن الدين واللون والعرق، ال نسان أخاه إ الصالح وبالحب ،وقبول إ إىل هللا وأحبهم ال نسانية محمد بن عبد هللا" :الخلق كلهم عيال هللا، فقال لنا رسول إ ُّ أ ف أنفعهم لعياله" ،وبهذا المفهوم العظيم قذف هللا ي� صدري نور المعرفة ل أساعد لنعمر هذه ال رض أصحاب الفكر والمبادئ عىل الخروج من الظلمات إىل النور، أ ف معاً ،ال لنفسدها بالتناحر والقتل والدمار .لقد درست الطب ي� ال ندلس ،وأدركت ن ال نسان هو بيت هللا ي ن ً ؤ� فأحسن " لقد . ا طاهر الجسد هذا يكون ح� أن جسد إ أدب� ب ي ي تأدي�" .وأتيت من بالد ش ال�ق السنية إىل الغرب موئل الفكر والتقدم .فأدركت أن بي ف ت ن ن وال يمان ،ومن رسال� ي� وب� العلم إ هذه الحياة أن أقيم صلحاً يب� الروح والعقل ،ي ي ف الك�ى ال�ت ن هنا تولدت ي� ذه� فكرة طائر الفينيق ألنكمل ما بدأه أصحاب الرساالت ب ي ي ال يمان وحضور العقل. ال نسان وسلطته عىل ال رض بروح إ تؤمن بإنسانية إ أنا إنسان ش� ق ن ولكن� أنتمي إىل شجرة در ّية ال ش�قية وال غربية .أنا من بلد أ ع ّلم ، � ي ي الحضارة ،وآمنت بمحمد وعيىس وموىس وكل ال نبياء الناس رسم الحروف فبدأت أ ن ي ن والصالح� .وأدركت إن إعمار ال رض ال يكون إىل بإنجاز الوعي المؤمن .يإ� نذرت ن ت ذه� عىل الوعي رسال� الداعية إىل الحب والسالم .وقد فتح هللا نفس إل كمال ي ي ي ف ن ن أمر� بأن أسعى النتصار الحياة عىل يع� أن هللا ي المؤمن ي� مرحلة متقدمة .وهذا ي ق ف أعما� رسالة الفناء ،وكان طائر الفينيق أمام روحي ينفض جناحيه ،ويوقظ ي� ي إنسانية المنطلق والغاية.
طا ئر ا لفينيق
رئيس التحرير:الدكتور حسن فرحات
أ� الخصيب ف ي� محافظة البرصة ،وال يزيد عدد سكانها آنذاك عىل ( )500 السياب ف ي� قرية جيكور ،وهي قرية ُولد بدر شاكر ي ّ صغ�ة تابعة لقضاء ب ي أ أ ف حد ثنا كتب التاريخ عىل أنها كانت موقعاً من مواقع نسمة ،واسمها مأخوذ ي� الصل من الفارسية من لفظة (جوي كور) أي (الجدول ال عمى) ،وتُ ّ غ� المفخور بالنار وجذوع أشجار النخيل المتواجدة ث ين الزنج الحصينة ،وبيوتها بسيطة مبنية من طابوق ب ن بسات� بك�ة ف ي� الل� ،وهو الطابوق ي ت أراض مزروعة بالنخيل ش صغ�ة تأخذ مياهها من شط العرب، تنت� فيها أنهار ال� يملك (آل السياب " -من قبيلة ربيعة" [ ) ]2وفيها ي ٍ جيكور ي أ ين ش جوها الشاعري الخالب تمل الجداول بمائه ،وكانت جيكور وارفة الظالل وح� يرتفع المد تنت� فيها الفاكهة بأنواعها ،مرتعاً وملعباً ـ وكان ّ ال� ظلت ت ت تمد شعره بالحياة والحيوية والتفجر (لقد كانت ح� أخريات حياته ّ أحد ممهدات طاقة السياب الشعرية وذكرياته المبكرة فيه ي الطفولة فيها بكل غناها وتوهجها تلمع أمام بارصته كالحلم .ويسجل بعض اجزائها وقصائده أ مل ى بهذه الصور الطفولية) كما يقول صديقه
أ� الخصيب) أ� الخصيب الذي أسسه (القائد مرزوق ب ي عل إسماعيل .إن هذه القرية تابعة لقضاء ب ي الحميم ،صديق الطفولة :الشاعر محمد ي العر� ،أبرزها معركة الزنج وما تبعها من أحداث.1926 . سجلها التاريخ حاجب الخليفة المنصور عام 140هـ والذي شهد وقائع تاريخية هامة ّ بي أ ف أتم دروسه االبتدائية ف ي� مدرسة لقد َفقَد السياب والدته عندما كان عمره ست سنوات[ ،]3وكان لوفاة ّأمه أعمق ال ثر ي� حياته .وبعد إان ّ ت ال� كانت تتكون من أربعة صفوف وتبعد حوال 10كيلو تم� عن نز م�له بعد انتهاء الصف الرابع انتقل إىل مدرسة (المحمودية) ي (باب سليمان) ي ت كيلوم�ات اضافية وبعدها انتقل إىل مدينة البرصة وتابع فيها دروسه الثانوية ،ثم انتقل إىل العاصمة بغداد حيث وتبعد عن (باب سليمان) 3 سنت� ف� تعلم أ ض ن ين تتبع ذوق وتحليل واستقصاء؛ ولكن ال دب وق� العربية المعلم� العالية ،واختار لنفسه تخصص اللغة التحق بدار العر� ّ ّ بي ي ي أ أ ف ف ف ال ي ز و� تلك ال ثناء ُعرف بميوله السياسية تخرج تغ� ي� سنة 1945من ال دب إىل متخصص ي� اللغة إ ّ يّ السياب من الجامعة عام ،1948ي نكل� ية .لقد ّ ف ن ف ال ي ز و� سبيل القضية الفلسطينية .وبعد أن أُ سندت إليه وظيفة اليسارية كما ُعرف بنضاله الوط� ي� سبيل تحرير العراق من االحتالل إ نكل�ي ،ي ي ف ال ي ز ولما ُر ّد ت إليه حريته اتجه التعليم للغة إ نكل� ية ي� الرمادي ،وبعد أن مارسها عدة أشهر فُصل منها بسبب ميوله السياسية وأودع السجنّ . ف ف ن و� سنة 1952اض ُ والتوجه إىل إيران فإىل طر إىل مغادرة بالده ّ نحو العمل الحر ما يب� البرصة وبغداد كما عمل ي� بعض الوظائف الثانوية ،ي الكويت ،وذلك عقب مظاهرات ت اش�ك فيها. ف أ� الخصيب؛ عىل ضفاف شط العرب ،حيث ُولد السياب. ي� مدينة ب ي ف ف وو زع وقته ما ي ن االست�اد والتصدير. الصحا� والوظيفة ف ي� مديرية ب� العمل ي و� سنة 1954رجع الشاعر إىل بغداد ّ ي ي ت ال� ولد فيها (جيكور) ،وقد أشار يتكيف ف ي� المدينة (بغداد) بل ظل س�ة ولكن الذي يظهر من خالل ي ّ السياب أنه لم يأنس ولم ّ ّ يحن إىل قريته ي إىل ذلك أ ن الفلسطي� إحسان عباس حيث قال « :وأما السياب فإنه لم يستطع أن ينسجم مع بغداد أل نها عجزت أن تمحو صورة جيكور ال ديب ي أو تطمسها ف� نفسه أ ب� جيكور وبغداد ،جعل الصدمة مزمنة ،ت ح� ي ن (لسباب متعددة) فالرصاع ي ن تغ�ت ح� رجع السياب إىل جيكور ووجدها قد ي ي لم يستطع أن يحب بغداد أو أن يأنس إىل بيئتها ،وظل يحلم أن جيكور ال بد أن تبعث من خالل ذاته»[]4 ف ت تع� عن شدة اشتياقه وحبه لقريته حيث يقول: ال� ب ّ ونلمح ذلك ي� قصيدته ي آه جيكور ،جيكور؟ أ كال صيل ما للضحى يسحب النور مثل الجناح الكليل ما أل كواخك المقفرات الكئيبة يحبس الظل فيها نحيبه
أين أين الصبايا يوسوسن ي ن ب� النخيل
عن هوى كالتماع النجوم الغريبة؟. أين جيكور؟
جيكور ديوان شعري موعد ي ن ب� ألواح ش وق�ي. نع� ب ي
الس�ة الذاتية لبدر ي ا لس ّيا ب :
شبل بقلم عمر ي
ف لل�بية دورا ً ف وتقدمه والسياس .وهي واالقتصادي، واالجتماعي، قا�، وتطوره ّ تغ� المجتمع ّ ّإن ت ّ ً ّ بارزا ي� ي ّ ّ وتنمية جوانب حياته كافة :الجانب ال ّث ي ّ يّ ك ّلها تم�ابطة متداخلة متفاعلة فيما بينها ،يؤثّر بعضها ف� آ الخر ويتداخل. ي ت لل�بية ،ومنها ّأن ت ت لك العملية ال� ّبية "هي ال� يخضع ال ّناس فيها ي وقد ّ ّ ّ تعددت ال ّتعريفات ّ ّ لتأث� بيئة مختارة وموجهة (المدرسة) ي االجتماعية ي السلوك االجتماعية ويبلغوا اقىص حدود ال ّنمو يكتسبوا الجدارة الفردي" .وهي "محاولة ي ّ لتوف� مؤثّرات ّ ّ معينة مضبوطة تستهدف توجيه ّ ت ين يقرها المجتمع الذي ينتمون إليه فوجهة نظر ال ّنظام معينة ،ويختلف هنا القصد باختالف القائم� عىل ت ّ وجهة مقصودة ّ ال� ّ ال� ّبية والقيم ي ف ّ كتاتوري تختلف ً ويعرف بطس Butts اطي الد مثل عن وجهة ال ّنظام ّ ّ ويتجل هذا االختالف ي� أساليب ت ّ ّ ال� ّبية لديهما ومناهجهما"ّ . الديمقر ّ ف ت الفعلية يتذرع بها ال ّناس ي� عملهم عىل تحصيل ال ّثقافة الخاصة والمساهمة F.ت ّ ال� ّ ّ ال� ّبية بقوله إنّها جميع الوسائل المدروسة والموجهة ي فيها" . ت ال� تزيد قدرة الفرد عىل المساهمة ف ي� حياة الجماعة ،وهو ال� ّبية ال� ّبية وعلم ال ّنفس مفهوم ت ّ ويعرف قاموس ت ّ ّ ّ االجتماعية بأنّه االختبارات ي ف ت ت فيعرف نوع ّ ال� تسعى إلعداد أشخاص يستطيعون المساهمة ي� نشاط المجتمع مساهمة ّ فعالة ّ .أما جون ديوي (ّ )9152/1859 ال� ّبية ي ن ت وتع� ف ي� الوقت نفسه تّ ال� أبها يستطيع المجتمع أن ينقل معارفه وأهدافه المكتسبة ليحافظ عىل بقائه ي ال� ّبية بأنّها مجموعة العمليات ي بنموها ال�اث ً ّ وأيضا للفراد الذين يحملونه ،ت ّ التجدد المستمر لهذا ت ّ فال� ّبية هي عملية نمو وليست لها ّإل المزيد من النمو ،إنّها الحياة نفسها ّ وتجددها". ّ تجمع منه من ض ت وبهذا ن الما� وما هو حاصل ال�اث ال� ّبية هي تلك ال� يجري بواسطتها نقل ت ّ المع� يمكن القول ّإن ت ّ الحضاري (ما ّ ّ ّ ي العملية ي منه ف� الحا�ض ) إىل أ ال ّ أث� الذي تمارسه ال� ّبية بأنّها ذلك ال ّت ي ويعرف دوركايهم ت ّ قل تم ّلكًا من هذا ت ّ ي ال�اث بقصد حفظه وممارسته وتعديلهّ . أ أ ف ت تنمي فيه عد ًدا ال� لم تبلغ بعد ي� سبيل إعدادها الجيال البالغة عىل الجيال االجتماعي وهدفها من ذلك هو أن ي تث� عند الولد وأن ّ ي ّ أ ف ت وتخص ياس بمجمله والمحيط الخاص الذي ينسب الولد إليه". من الحاالت الجسديّة ّ والعقلية وال ّ ّ ال� يتط ّلبها ي� المجتمع ّ الس ّي خالقية ي ن ب� إالنسان ومجتمعه ،وأنّها عملية هادفة غايتها موجودة ف� أحد ال ّط ي ن نسا� ،وبأنّها عملية تفاعل ي ن رف� السابقة ت ّ ال ّتعريفات ّ ال� ّبية بال ّنوع إال ي ي ّ أ االجتماعي. لل� ّبية بمفهومها غ� .ونرى ّأن ال ّتعريفات الثالثة ال ي الص ي ي خ�ة متقاربة ومتشابهة ،وهي تخترص ال ّتعريف ت ّ فالكب� بوجه ّ ّ فالنسان منذ أن عاش ف� جماعات حاول من خاللها إبراز شخصيته ،ودخل ف� تنافس مع ال ّطبيعة والكائنات الحية أ الخرى ،فحاولت ّكل إ ّ ي ي جماعة أن يكون لها نمط ي ّ ن مع� أو سمه غالبة عليها .وحاول هذا إالنسان أن يتغ ّلب عىل ال ّطبيعة من خالل عقله وقدرته عىل مالحظة ال ّظواهر ال� أخذ منها معلوماته ومعارفه أ ت الوىل .وحاول تطوير أساليب ال ّتعامل مع هذه بيعية المحيطة به ّ ال ّط ّ وأول ما تفاعل معه إالنسان هو بيئته ي تعقدت هذه المعارف والقيم وازدادت ،فاحتاجت البيئة وأن يمارس ال ّتفاعل المستمر بينه وبينها .ولكن مع تعقّد الحياة وتراكم المعلومات ّ ف قادرا الجماعة إىل الحفاظ عليها ونقلها من جيل إىل جيل آخر .ومع ت ّ قا� وظهور ال ّلغة المكتوبة وال ّتدوين لم يعد إالنسان بمفرده ً ال�اكم ال ّث ّي ف وال� ّبية المقصودة. عىل تنظيم هذه ال�اث ما ساهم ي� ظهور المدرسة ت ّ العملية فاحتاج إىل تنظيم أمكنة ساعدت عىل نقل هذا ت ّ ّ تتبعنا الحضارات نجد أنّه ال توجد جماعة شب�يّة معروفة تستطيع أن تعيش من يغ� أن تكون لها لغتها وعاداتها وتقاليدها ونظمها وإذا ّ ف الب�ية ي ّ ز االجتماعية الخاصة بها والجماعات ش قا� الحضاري .ويتم انتقال ال ّثقافة عن طريق عمليات ال ّتعليم وال ّتع ّلم تتم� بهذا ت ّ ّ ّ ال�اث ال ّث ي ّ ت ال� ّبية مقصودة أو يغ� مقصودة. سواء كانت هذه العمليات منتظمة أو يغ� منتظمة أي سواء كانت ّ فال�بية وثيقة الصلة ّ ف ف قا� �ض ت ت ثقافية ّ ّ بكل ما ي� المجتمع من جوانب ّ وري للحفاظ عىل بقاء المجتمع ،ووسيلته ال� ّبيةّ ّ ، وهذا ال ّنقل ال ّث ي ف هاوتقدمها وتستفيد منها ف ي� بناء فلسفتها وأهدافها واختيار ونمو واجتماعية واقتصاديّة ّ تطورها ّ وسياسية ،تؤثّر فيها وتتأثّر بها ،وتساهم ي� ّ ّ ّ
ف ت ت االجتماعي عملي�ال ّتطبيع ال�ب ّيةودورها ي� مفهوم ّ ّ ي االجتماعي غ� وال ّت ي ّ الدكتورة دريّة كمال فرحات ّ
ف ن قا� ال� ّبية وينتج عن هذا ال ّتفاعل االجتماعي ال ّناجح نمو ّ يع� ت ّ الش ّ ّ والسلوك ال ّناتج عن هذا ال ّتفاعل ي ّ خصية ووصولها إىل المستوى ال ّث ي ّ ف ت ز كيف مع مجتمعه وال يصبح المطلوب وأن يتع ّلم المهارات الالزمة له ي� مجتمعه واالنتماء إىل هذا المجتمع واع�ازه به ً وأيضا يسهل عليه ال ّت ّ ويحس أنّه محبوب ما يساعده عىل أن ينتج ويعطي مجتمعه. فسية، بالراحة ال ّن ّ ً ّ غريبا بينهم بل يشعر ّ أ خاصا من ال ّتفاعل االجتماعي ي ن ب� أفرادها ،ولها استقرار واستقالل، والمدرسة كنظام اجتماعي أوجدها المجتمع لتنشئة الجيال ،تعكس نو ًعا ً ّ ّ أ ف عليمية، محدد .ويظهر أعداد ال ّتلميذ وتطبيعه ولها تنظيم اجتماعي ّ االجتماعي من خالل عالقته مع ال ّتالميذ وتفاعلهم ً معا ي� النشطة ال ّت ّ فّ ّ وقد يكون هذا ال ّتفاعل إيجابيا أو سلبيا عليهم ،ولهذا يجب ال ّتم ّهل � اختيار هذا المعلم وال تقترص عالقة ت االح�ام المتبادل ي ن ب� المع ّلم ًّ ًّ ي ف ين وال ّتلميذ ،إنّما ي ن والدارة، ب� السلطة ي� المدرسة أي المدير إ المعلم� أنفسهم ،ما يخلق ًّ جوا من ال ّتعاون يحتذي به ال ّتالميذ .وكذلك حال ّ أ آ ت ف ت السلطة والسلطة ّ الديمقر ّ ال� تسمح بالخذ والعطاء ،وهناك ّ فيمكن أن تكون سلطة دكتاتوريّة ،ت�كّز ي� يد المدير ويكون هو المرّ ، اطية ي ض ت ت ت ال� تؤثّر ف ي� ال ّتلميذ .ومن هنا فالمدرسة تلعب السلطة يؤ ّدي إىل ّ ال� تعمل إىل حد الفو�ّ ، حرريّة الم� ّ وتنوع هذه ّ ال ّت ّ تنوع المؤثّرات ي اخية ي دورا ً االجتماعي المطلوب والذي ترتضيه المدرسة وتكون وسيلة ال ّنقل لل ّثقافة المرغوب فيها. فعال ف ي� إعداد ال ّتلميذ ً ّ االجتماعي: غي� ال� ّبية وال ّت ي تّ ّ ف ف قا� ال� ّبية ،ولكن ال يتم نقل ّكل ت ّ السلوك الموجودة ي� المجتمع إىل الجيل القادم هي من وظائف ت ّ ّإن نقل القيم ال ّث ّ قافية وأنماط ّ ال�اث ال ّث ي ّ غي� حيث تدخل مؤثّرات ال�اث ،وعوامل ال ّت ي السلطة المسيطرة القادرة عىل االختيار من ت ّ إنّما ّ يتم االختيار ،وهذا االختيار تؤثّر فيه عوامل ّ ف ف يتبدل الحال ف ي� المجتمعات من أي ناحية ويتغ� تركيب ال ّنسق غي� ،فعندما ّ ولل� ّبية دور مهم ي� هذا ال ّت ي االجتماعي ،ت ّ عديدة ي� المجتمعات ي ّ ّ اجتماعية ،أو تأثّر المجتمع بأفكار مستوردة ،يحدث انقالب ف� المجتمع ي ن ب� رافض لهذه القيم الجديدة وموافق عليها. ماديّة أو ّ ي طور غي� ال� ّبية أن تعكس هذا ال ّت ي وتستطيع ت ّ االجتماعي وتكون المدرسة وسيلتها المساندة ،فعند اتجاه المجتمع نحو ال ّتكنولوجيا وال ّت ّ ّ أيضا أن تساهم ف ي� تهيئة ال ّظروف تغ� المناهج غي� المدرسية ،وتستطيع المدرسة ً االجتماعي من خالل ي نعد المجتمع لل ّت ي نستطيع أن ّ ّ ّ غي�. غي� الجديد وتكسبهم مهارات جديدة فيتقبل المجتمع هذا ال ّت ي غي� ،فتعمل عىل توجيه العقول نحو ال ّت ي المساعدة لهذا ال ّت ي ذاتيا ،أي ينبع من ذات الجماعة أو غ� وتتنوع خصائص ال ّت ي االجتماعي فقد يكون ً رسيعا ّ ّ يتم برسعة سواء عىل مراحل أو مرحلة واحدة أو ًّ ّ ف ت المدرسية بوظيفتها ي� أن تجعل ال ّتلميذ يدرك ال� ّبية جذريًّا أو واقعيا فيعالج واقع المجتمع ومهما كانت خاصية ال ّت ي غ� ال ّبد أن تقوم ّ ّ ًّ أ ف ف المفاهيم الجديدة ،وأن تساهم ي� ّ غي� وعليها أن تساعد الفراد عىل تف ّهم ما يجري ي� العالم، حل المشكالت االجتماعية ال ّناجمة عن ال ّت ي ّ ّ اجتماعية قد تؤ ّدي إىل انفصام الجماعة. هوة واسعة ووقع المجتمع ف ي� مشاكل وإل نجم عم ذلك ّ ّ ال�بية أحيانًا تبعا لتغ� المجتمع وأهدافه ،ويمكن أن تدرك أثر ت ف ت ال� ّبية كدعاية التّجاه جديد ال� ّبية ي� عملية ال ّت ي ً ي غ� ،حيث تستخدم ت ّ ّ وتتأثّر ّ ّ ف الصغار .وإذا نظرنا إىل الموقت ال� ّبية إلحداث ي أو فكرة جديدة ،فعىل سبيل المثال استخدمت ألمانيا ال ّنازيّة ت ّ تغ�ات ي� اتّجاهات جيل من ّ ال� ّبية وإدخال المفهوم الجديد الذي تريده. الدول تستطيع ي الراهن نجد ّأن ّ تغي� ال ّثقافة العامة للمجتمع من خالل ت ّ ّ
مناهجها وطرقها ووسائلها وسبلها .وليستطيع المجتمع نقل معارفه وأهدافه يحاول الجيل أ ال ّول نقل المعارف والثقافة إىل الجيل ال ّث ن يا�، ال�اث الث ف ف تتم من خالل ثقافة المجتمعّ ، اسية. ال� ّبية أي ّأن ال ّتنشئة المدرسية من تنمية هذا ت ّ وتتول ت ّ االجتماعية ّ قا� ي� مناهج در ّ ّ ّ ّ ي أ ف ن نسا� ومن المساعد لهذا ال ّنقل ّأن أعمار الفراد متداخلة فيما بينها ،فال ينتهي جيل ّإل ويقوم جيل آخر ،أي ّأن هذا ال ّنقل ت ّ لل�اث ال ّث ي ّ قا� إال ي ّ آ فال� ّبية من هذا المنطلق هي من جيل لخر يظهر العملية بأجمعها عىل أنّها عملية ّ تجدد تستطيع الحياة بواسطتها المحافظة عىل دوامها ،ت ّ االجتماعية. المكونات عملية نمو والفرد يولد ضعيفًا اجتماعيا ويحتاج إىل عناية من حوله ومساعدته عىل اكتساب ّ ّ ًّ وغ� مقصودة ،فال ّطفل يتع ّلم من تفاعله مع محيطه يتم بصورة منتظمة أو يغ� منتظمة ،مقصودة ي ّإن انتقال ال ّثقافة –كما ذُكر سابقًا ّ - وبيئته ويحاول ذلك عن طريق التقليد ،وهذا ما نلمسه من تقليد الولد ألبيه ف� عمله ،ويحاول أن يكتسب المعارف من خالل مشاركته �ف ّ ي ي ف ّ ّ المحل أي رب العمل، الصبية من صاحب أفعاله وتقليده ومحاكاته .أو يمكن أن نجد هذا ال ّنظام ي� المحلت والحوانيت حيث يتع ّلم ّ ف ف ت اجتماعية والمدرسة منظمة لها ،أنشأها المجتمع مؤسسة وييدأون ي� تقليده ،ولكن مع تراكم ت ّ تطور مفهوم ت ّ قا� ّ ّ ال� هي ّ ال�اث ال ّث ّي ال� ّبية ي ف ت قا� ال� من بينها تثقيف أفراده وتعديل نماذج شخصياتهم وإعدادهم للحياة الهادئة فيها ،كما أنشأها ً لتحقيق أهدافه ي أيضا لنقل تراثه ال ّث ي ّ والمحافظة عىل ثقافته ،وتجديد هذه الثقافة ،وتحقيق استمراريها ،ي ن وتمك� أفراده من استيعاب عنارصها ومهاراتها ووسائطها ومن حسن اللزمة عىل نقد ال ّثقافة وعىل تقديم ت استخدامها وتوظيفها وإعداد وتدريب القوى ش الب�يّة ّ اخ�اعات واكتشافات جديدة تغذّ ي ال ّثقافة وتحدث التجديد المطلوب فيها .ويظهر دور ت ف ال�اث أي ال ّ ال�اث من خالل إضافة أو حذف ما هو يغ� مناسب لهذا ت ّ ال� ّبية ي� عملية نقل ت ّ ّ ّ ت وتطوره يتم نقل ّ ال�اث بأكمله ،إنّما ّ ّ يتم تنقيته وتعديله ،وبال ّت يال استمراره وازدهاره ّ أ أ ف ت االجتماعي ،هذا إالعداد ال� لم تبلغ بعد ي� سبيل إعداده وتناولت ال ّتعريفات – دوركهايم ً خصوصاّ -أن الجيال البالغة تؤثّر عىل الجيال ي ّ ال� ّبية. االجتماعي أو ال ّتطبيع االجتماعي تقوم به ت ّ ّ ّ اجتماعي: ال� ّبية عملية تطبيع تّ ّ ف ف و� الصفات البيولوجية المتشابهة نو ًعا ما مع يغ�هّ ،ثم يبدأ ي� ال ّنمو ّ ليكون لنفسه صفات فرديّة ّ يولد ال ّطفل فيكتسب من أهله ّ ّ خاصة به .ي ت ح� تصبح له مكانته وشخصيته ال ّناضجة هذا االنتقال يتأثّر بالمجتمع الذي يعيش فيه ويؤثّر فيه ً أيضا وال ّت ي ال� تحدث لهذا ال ّطفل ت ّ غي�ات ي االجتماعي وترافق هذه العملية أن يحمل هذا الفرد ثقافة مجتمعه ويحاول أن يسلك سلوك الجماعة ،فيكون هي ف ي� أساسها عملية ال ّتطبيع ّ ب� أ غي�ات ت ال� تحدث ف� سلوك ال ّط ي ن ومستقبل لها .وهذه العالقة ي ن ً االجتماعي فاعل ت وال ، رف� ت وال والجماعات اد ر ف ال منتجا لثقافة مجتمعه ي ّ ّ ً ي ي ّ وعاطفيا عقليا الذي عن طريقه يكتسب ال ّطفل ثقافة المجموعة .وال ّتفاعل ًّ االجتماعي عملية يرتبط بها أفراد المجتمع بعضهم ببعض ارتبا ًطا ًّ ّ آ ف ض سلوك عام مقبول من الجماعة ،وهذه العملية مستمرة وثقافيا وماديًّا واجتماعيا ًّ ًّ ومعنويًّا ،بحيث ير� ّكل منهم عن سلوك الخر ي� إطار ي ّ ف ف ي� حياة إالنسان مع اختالفها ي� ّكل مرحلة. ف ت يتكيف مع أصحابه ّثم ف ي� بأمه وأخوته ب ال� حوله ،وتكون محصورة ّ ويك� المحيط ويحاول ان ّ فيبدأ ال ّطفل ي� بداية حياته بال ّت ّ كيف مع البيئة ي ف ف ف وتتنوع عالقاته مع و� ّ و� ّ الشارع ،وت ّتسع ّ الشارع ،وت ّتسع ّ الدائرة فيكمل الفرد بعملهّ ، الدائرة فيكمل مع أصحابه ّثم ي� المدرسة ي المدرسة ي الزواج ،مع ما ف� هذه العملية من محاولة انسجام ي ن خ�ات كيف مع ش ّ ب� ب ال�يك بعد ّ كيف معهم ّثم يصل إىل مرحلة ال ّت ّ الكبار ،فيحاول ال ّت ّ ي الدور. كيف مع هذا ّ مختلفة والحقًا قد يرزق بأطفال فال ّبد من تحقيق جهد ب أك� لل ّت ّ ويغ� وال� ّبية هي وسيلة المجتمع لتحقيق عملية ال ّتكيف وال ّتطبيع يقدم المجتمع لل ّطفل ي االجتماعي حيث ّ تّ مث�ات يحاول تقليدها واتّباعها ،ي ّ ّ ف االجتماعي الذي يتط ّلب �ش و ًطا خاصة مثل ال ّتبادل ح� يكون متوافقًا مع المجتمع ،وهذا ما قام به يغ�ه ما يُ ّنمي ال ّتفاعل ما ي� نفسه ت ّ ّ أ نانية واالتّصال وال ّتواصل. واالستمرار والمواجهة وال ّت ّ دخل وال ّتوافق وعدم ال ّ
الحالمون ً الحالمون ينسون النوافذَ مفتوحة المالبس عىل حبل الغسيل أيّ َام المطر ينسون َ الما َء عىل ال ّنار. ينسون أقدامهم ف� ال ّط ي�ن ُ ي أ ورؤوسهمف مكت ّظ ٌة بالجنحة. قطرت ... أعمارهم ي� بحر آمالهم ٌ خواطرهم ٌ عسل ف لم تفكّر أ ُ النحلة ي� فصنعه بعد. الماء لهم ُ سماك ي� ِ قلق ال ِ كحقول الذُّ رة يتمايلون ِ السحاب. منتظرين ساعي بريد ّ ض الر ْقن عىل آلة كاتبة الما� يُ َد ُاوون جراح ِ برسعة �ض ّ في َ رصة الحا .. يدسون ُّ المستقبل ن ي� ّ ت فتيات ي� ّق ب� الزواج. كحل ٍ يّ *** هم دائما يذهبون... ت يذهبون.. هم يعودون، وهم ح� ّ الصيد ف ي� قلوبهم ممدود ٌة أمامهم كقصبات ّ ال ّنهر �ش زوارقها غارقة. عة عقولهم ترفرف كأ ٍ ُ مفتوحة ،وهاوتف ُهم يم ّزقها الر ي ن ن�. نصف أبوابُهم ُ ٍ ُسكّان المرايا، أ رق ّان ال ْ الرواياتُ ،سك ُ ُسك ُ ّان أ الغا�ن ُسك ُ ّان ي أ تحسدها العماق طوح ُ سك ُ ّان التسكّع عىل ُس ٍ المث� لضغينة العدم. سكّان الوجود ي قدر القلق. اعد من ْ الص ِ خار ّ سكّان ُ الب ِ المم ّل ِح َبع َر ِق البحر سكّان الهواء ُ النقطة ُح ْبىل بالخطوط، ُسكّان ِ السفر. ُسكّان ّ *** الحالمون ال يملكون فالوقت للنظر إىل الوقت، بطيئون مثل ال َّن ْس ِغ ي� شجرة صح ِن ُف ّخ ٍار يسق ُط من ِيد الخادمة رسيعون مثل ْ
الخادمة صح ِن ُف ّخ ٍار يسق ُط من ِيد رسيعون مثل ْ أ بطيئون مثل صعود الخمر إىل الطابق العىل للدماغ ّ الريح رسيعون مثل فٍ ورقة ْتركُل ُها ّ كالمص ِل ي� ذراع المريض بطيئون ْ رسيعون كنهضة ُع ْش ٍب يفاج ُئ ُه الرذَاذ. *** الحجر، يُربُّون َ ويربّون ريشاً للحجر البدايات من صدأ ت ال� ّدد ّون يحك َ ِ ات ذئْ ِب ال َت َي ُّت ِم القمر ُبعوا َء ِ يحكّون أ َ ف يُربّون ال َ كالخ ِم ي�ِة ي� َط ْن َج َرِة ال َق ْلب مل َ *** الحالمون الب ْطءُ ،ع ّب فاد الوصول كيميا ِئ ُّيو ُ الضوء ي� ن َف ٍق، َس ِّم ِه ْم ُعز َلة ِ سمهم زهر َة الحائط ّ ف سمهم َ ترسانة اليأس الض ْع ِف ي� نقطة َّ ِ ّ والتح�، التغ� هم َ َس ّم ْ يّ طيش ي ّ ِ سم ِه ْم ً طعنة .. ف ِّ ن ي� يع� ِسي ْك ُلوب الطريق.
الحالمون
أ ض للشاعر الجزائري الخ� بركة
ضمائر منفصلة تنتظر اتصالها: للشاعر سلمان زين الدين اتسع له البرص فهو وثن" "فكل ما َ موالنا جالل الدين الرومي شبل بقلم :عمر ي ف ئ ن
منح� الدخول ي� حضور هذا الشعر مناعة الر يا� المستبد بما يرى ال بما يعرف .وكنت وضعت أذن روحي عىل أذن قلب صاحب ضمائر منفصلة ،ألسمع ماذا ي أ آ ف ت ستقول يل دقات هذا القلب ال ي� كالحلم والمقيم كالمنية .صاحب هذه الضمائر سكران بخمرة تتشهاها العناقيد ي"� كؤوس من يأث�". اق�ابه من ن ف� هذا الديوان تراتيل معبد هندوس مغرق ف� ت ال�فانا المستبدة تب�ابيتنا والمحتجة عىل ضمائرها المنفصلة ،فهل " تجدد العاصفة شباب الزهور"، ي ي ي ف ف ف ت ين عب�ها � كونية متالحقة الحضور وإفنائه بما ال يتكرر مر ي ن مستغرق� ي� شب�يتنا ي� سعينا المحموم ت� ،وبما ال يجعلنا كما يقول ي بودل� ،بإلغاء ال�اب الذي يأرس ي ي للضمائر المتصلة. لقد جاء ف� العهد القديم أن "الفعل الجنس معرفة" ،فإذا كان الفعل الجنس معرفة فلماذا ُّ ت ويقي ُده ،ولماذا يبقى مت َهماً ي ن بالط� المتصف بالعدمة يحده ال�ابِّ ، ي ي ي أ ف حقيقت� ي ن ين اثنت� ،وهما الروح والجسد ،واليمكن تصور الروح بمنأى عن الجسد ،لن الجسد إناء الروح ،إذن هو ٌ مكمل فالنسان ي� حقيقته يقوم عىل الروحية؟ إ أ ن ت نسا� ف ي� حقيقته هو ال� تكمل الروح ،والجسم هو الذي يحتوي الطاقة ،والطاقة هي مادة الحياة الحقيقية ،والعقل إال ي للروح ،لنه يتضمن الحواس الخمس ي بس�ورتها ،وهكذا تكون الطاقة هي أبدية إالنسان جسداً وروحاً. منظم الطاقة ،والمتحكم ي ال بد من الفهم المبدع للفعل الجنس ،أوليس الفعل الجنس يضمر ألوهة ال تقبل نصائح صاحبة الحانة "سيدوري" ،وإذا كان هللا "بديع السمات أ والرض"، َ ي ي أ ف ف ن التأوه الرائع المبدع ي� رصخات أوال يكون الفعل لتألهه ،ولوال هذا القلق المستبد ي بالط� ما استطعنا إدراك هذا ُّ الجنس َخ ْلقاً ،يشارك اللوهة ي� محاولة حثيثة ِ ي ف ت سفر ال يشبع من السفر: ال� ُّ تحن إىل ألوهتها ي� ٍ الضمائر المنفصلة ي يلت شعري كم من أ الجسام أحتاج ألر�ق وأنا منذ بزوغ الدهر أخطو الدهر يهرم وإىل أن َ ُ ت خطوا� ستبقى ي ث الطيب عىل الدرب الطويل تن� َ فتنة الدرب ن ُ سبت� ِ ي ن يعد هم الوصول لم ْ يشغل� ُّ ي أ ف رض ،ووقف يل�تاح ف ي� يومه السابع وجع السفر يتحول إىل فرح بفعل العطاء الناتج عن خلق الفعل الجنس ،وإىل كيف َز َّوج هللاُ السما َء ال َ ي� هذا الشعر البديعُ ، ي الرض بالسماء لوال هذا الزواج اللهي الرائع "بديع السماوات أ فرحاً بعرس مخلوقاته ،ما عالقة أ والرض"" .ويسأل "شاماش" :لماذا تحاول المستحيل ،ويجيب إ ِ ف ش "جلجامش" :إذا كان يجب أال ّ أفعل ذلك ،فلماذا قل� هذه الرغبة القلقة؟" .وربما من بعض ذلك قول "نيتشه" " :إن ب�اً يو َلدون بعد وفاتهم" .إن عدم َ خلقت ي� ب ي استخدام أل التعريف ف� قوله" :إن شب�اً" ليس استثناء ،وإنما استجابة لدورة الخلق القائمة عىل الثواب والعقاب ،وما الفرق ما ي ن ب� التناسخ والتقمص بأبعد من ي ف ن ن �ش �ش التناسخ عقاباً والتقمص د�ء ،وبهذا يغدو ُ الفرق يب� الثواب والعقاب .يقول المهاتما "غاندي" " :أنا ال أخ من الموت ،وإنما أخ أن تتناسخ روحي ي� جسد ي ثواباً .أ ولن كونية صاحب الضمائر المنفصلة ث "تن� الطيب عىل الدرب الطويل" سيكون تقمصه نقيضاً لتناسخه ،وبهذا تتجىل رسالة الشعر خدن النبوة ف ي� إالرشاد، أ أ ف ف كث�اً من الحقائق الدينية .إن الشعر والشعر ي� حقيقته سبق الدين والفلسفة ي� الوجود .لقد كان الشعر الغنية الوىل للحرية .وكان الشعر منذ وجوده يضمر ي ت خارج واجده، ال� لم تستطع إالنسانية االستغناء عنها .إن طائر الروح ال يبحث عن قفص َ الذي يستطيع أن يضع أذ َُن الروح عىل أُذُن القلب هو جزء من النبوة ي
ف يقول أدونيس :ف"� ي ن و� حالتيه ّ ظمآن وهو يحاول يظل حن� زمن ّ َ الحن� إىل المهد ي ن ٌ ترشفَنا ٌ مضمر إىل اللحد" ،وكلما ترشفْنا ٌ زمن آخر ،كما يرى سلمان زين الدين ،ي ي ٌ أ أ أ أ ن مضن ،ولن المنية تظل أمنية ،فإذا قطفتها انتحت لتصبح أمنية أبعد ،ونموت عىل الطريق ،وهي تلمع "قطف ال ي ما�" .والمحاولة هنا صعبة لن تكرار الخلق ٍ ماء ورساباً ف� آن .ولكنه الموت الجميل الذي يعد بالوصول ف� الموت ،فهل يعدنا آ ال ت ي� بالفرح ف ي� الموت!. ي ي العىل ،ربما سبب ولعها أ وهناك ذات درزيةٌ مستبدة بروح وقلم صديقنا سلمان زيدن الدين ،ولكن استبدادها باتجاه أ بالعىل عائد لتقمصية ترفض التناسخ ٌ أ وعما عما استقر من الرض ّ السكَن جبل الشيخ الذي تزوج العواصف والقلق ،وهو منذ انفصاله ّ ولشمم درزي موروث من شمم الجبال وسكناها ،فكيف إذا كان َ اقتنع بالسفوح ّ ظل يحلم أن يكون من ناطحات السماء ،وليس من ناطحات الغيوم ،ولعلك تعجب من استلقاء الغيوم عىل سفح هذا الجبل المسافر إىل هللا ف ف درزي بامتياز .جبل ال ينطفئ ،وال يخلع عباءة الخلود عن كتفيه ،يمد يده للسماء ي� عباءة درزية بيضاء .جبل الشيخ ي� شعر صديقي سلمان زين الدين هو جبل ٌّ أ ف ت وغ� ب ئ عا� برصوف الدهر ،إنه ح� ولو كانت "أذياله للسائمات مالعب" عىل إيقاع شاعرنا عمر ب يأ� ريشة .ي� شعر سلمان يغدو جبل الشيخ حميماً ومغرياً بالعىل ي إنسان درزي متمرد عىل أ الرض ،ومتجه صوب السماء،يقول سلمان: ن ن والمعا� بالمبا� يصل ويزخر ي ي و"شيخٌ " يستوي جبال ً ّ ي تز ووالخ�ان أرص ف ي� كالمي هذا عىل ولوج شخصية جبل الشيخ ألن شخصية شاعرنا تقمصت هذا الجبل بعناده ،والسكن ف ي� معناه ،والتلفع برياحه الهوجاء، أنا رحت ّ ت وال� ال يمكن أن تكون عليا إال إذا كانت غائصة ف ي� خصوصيتها، ينابيعه المتدفقة وعدم خضوعه لعاديات الزمان .وهنا ال بداالنتباه إىل فكرة الكونية العليا ،ي ف أ أقاص النفس إالنسانية عىل مرمى جغرافية الذات وجغرافية المكان ،والشعر الذي ال يكون لصيقاً بجذور رس خلوده ووصوله إىل ي والخصوصية ي� الدب هي ُّ ف �ش ا� عميق المكان ال يمكن أن يعانق السماء ،فالعناق مالمسة قبل كل ي ء ،والمالمسة انتماء وتجذُّ ر .إن الكالم يتعفن ي� الفضاء إذا لم يكن ناتجاً عن ٍ فعل تر ب ي ٍّ ف غوص ،وهذا ما تثبته تجربة إالبداع بع� الزمن ،شاعرنا مرتبط بجذوره بفخر وعناد ،وهذا االرتباط يجعله ذاتياً إىل حدود بعيدة، و� ِّ العلو ٌ يالمس أبعد الجذور ،ي ولكن هذه الجذور تعطيه إجازة التحليق الحميم ،يقول سلمان: ن ن بشا� يوم وخلفي رحلت إىل المدينة ذات ٍ ٌ "كوكب" يُع� ي ن ٌ حنا� رحيل ٌ وصحب كان يغمرهم ي وأهل راح يسكنهم ي واضح ف� هذه النجاوى القروية ذات المواقد القديمة أن حب الديار "شغفن قلبه" كما شغفه "حب من سكن الديارا" .وتبقى أبجدية القرية ف� عمرها أ السطوري َ ُّ َّ ي ي ت تنان�ها ال� لم تسطع من قلبه ،إنه لم يستطع أبداً أن يخلع قريته ،وال ي الشفيف هي زيت قنديل شاعرنا ،بل حولته هو نفسه قنديال ً نائياً عن صعقات الكهرباء ي ف الناضجة ب ز وأثا� مواقدها: بخ� جنته ،وال قناديله ي العمر ،قنديال ً غريباً يعطِّ ُر ضوؤه َ ليل المكان وأبقى، َ أ ال ف ت وأثافيه الداخلية ،وكم هو أخ�ض ون�ض ِ ٌ جمر تلك الطفولة الممعنة ف ي� رحيلها ،وهل ال� كان الزمان نفسه يتدفأ عليها فلم تعد مفصولة عن مواقده ِّ ثا� ي أما ي ُّ أ ف أ ف ت ُّ مشبوب اللظى ال� تُ َس ِّع ُر هذا االخضالل العجيب وتجعله ثا� وأمام صورة ابنة ي َ يخضل ٌ ثا� الحميمة ،وأنت أمام ال ي قلب إذا لم يلذعه جمر تلك ال ي الج�ان ي ت وعابقاً بالمواعيد ت ت تأ�: تأ� وال ي ال� ي ي أ ف ف ن ثا� النا ُر ألق ْي ِت جمراً ي� ِ رماد مواقدي ف َت َل ْم َل َم ْت يب� ال ي ف ف ف ض العر� ،ولكن ما وهنا ال بد من إالشارة إىل أن هذا ما يغفر لشاعرنا ي� فخره المتدفق ي� ثنايا ضمائره المنفصلة ،لقد م� زمن الفخر بمعناه الموروث ي� شعرنا ب ي ن فأخذت� إىل روح هذا الشاعر الصادق المبدع ،وجدت ف ي� فخره حزناً غامرا ،نائياً عن تبجح أصحاب القلوب الفارغة ،فالحزن لسلمان يعود إليه ،قرأت الضمائر، ي أ نفس تؤمن بوحدة الوجود ،فإذا إذا سكن نفساً جعل فخرها حكمةً ،وألغى شوائب الفخر البائد ،وفخره ينحو منحى إنسانياً مسكوناً بهواجس النفس الخرى ،إنها ٌ ف ت افتخر ،عىل استعمال كلمة الفخر مجازا ،فإنه يبحث عن ن ال� تتخذ السماء لونها المع� ،ويفتخر إ بالنسان ي� إالنسان ،وهو فخر ابن القرية الملتهبة المشاعر ،ي من فستان بنت الج�ان أ الزرق. ي عنرص أ ضم� المتكلم ،وهي ال ت النا مهيمن عىل الضمائر المنفصلة كلها ،ت وجماعية "أدونيس"" :مفرد بصيغة الجمع"، كث�اً ،من فردية تق�ب ي ح� لكأنها مجتمعة ي ّ أ ف إنها المناحي ي ت التأويل الواجد والمختلف. الجو ن يا� ال� تجمع الضداد وترصد تنافرها ي� العملية إالبداعية ،لكل عالمه ،وقاموسه ّ ي الكث�ة ي وال� ترى العالم أ ت ت ت ال بك� منطوياً ف ي� الجرم ال� وسعت كل ما الكون من أرسار ،ي ال� حكمة الدرزي الجميلة ،إنها الحكمة ي فخر شاعرنا سليمان منو ٌط بالمعرفة ي أ ف عر� ي ن ح� قال: ي الصغ� ،وهذه الصوفية الدرزية مؤمنة بوحدة الكون ي� انسجام متنافر ،هذا ما عناه الشيخ ال بك� محي الدين بن ب ي
ر�" .إنها ال تخذل طينها وإنما تحوله طيباً يتناثر يميناً وشماالً، هذا ما جعل وعي الروح سفراً دائماً ال يدركه يغ� الواجد" :ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ب ي ف ح� لكأنه غيؤ موجود .إنه مشغول بالسفر ف� رحلة ن وقتئذ ف� الر ئا� رقيقاً ت يتم� طولها لتساعد إالنسان يتسع وال يتال�ش ي� دورة كونية ال تنتهي .ويكون الجسد ٍ ي ي ي ف حمأ مسنون من فخار. المعذب الكامن ي� ٍ أ ن يب� سور "أوروك" العظيم ،إنه ال يريد أن ينتهي ،وهذا ما تذيعه ضمائر سلمان زين الدين المنفصلة، إن تأمل البيات السابقة يشعرنا بحضور جلجامش ،وهو ي ث الدرب الطويل" ،إنها تخلق الجمال ،والجمال معصوم عن الموت ،كما أنه معصوم عن الخطيئة ،إذن هي تشارك إنها مرتاحة لمخلوقاتها وهي "تن� الطيب عىل ِ ف ف ت يأ� ن مع� االتصال ف ي� الضمائر ي� صنع الكون ،وكلما طالت رحلتها زاد الجمال ،ولم يعد الوصول مغرياً ،ما دام إالنسان مساهماً ي� خلق موجوداته ،وربما منها ي الك�ى ،وهللا ي ن هددهم باستبدالهم بأمم أخرى ،إنه موجود بموجوداته، هد َد العصاة ّ ح� َّ المنفصلة ،فاهلل خلق الكون يل�ى بدائعه ويفرح بحركتها الكونية ب إنه خلق أ ف الشياء وهو عينها ،ومن هذه الرؤيا تصبح الضمائر المنفصلة ضمائر متصلة بامتياز .زواج ي ن معر� اللتقاء الواجد بالموجود ،واللتقاء الخالق الط� فعل ي ُ بالمخلوق بع� دورة ال تنتهي ،نحن هو ،وهو نحن "أنا من أهوى ومن أهوى أنا": وتزعم أنك جرم صغ� وفيك انطوى العالم أ ال بك� ٌ ي الط�" ،كما يؤكد "أوكتافيو باث" ،فهل ي ن وإذا كنا نحن "أطفال ي ن الط� نهاية ،إن الضمائر المنفصلة تقول :ال: ض يغب فيح� الم ْي ُت ح ّياً من مقابره كأنه لم ْ يمت يوماً ولم ِ ُ ف أ تكمن فيما َّ حط� والنو ُر يكمن ي� الضالع ُ منبعهُ والنار ُ جف من ب ي ن ال�ابية ،وحانتها إىل جده "أتونباشتم" ليدله عىل نبتة الحياة ،ولماذا ت نسا� الذي جعل "جلجامش" يتجاوز "سيدوري" ونصائحها ت وهل ي ن اس�قته الط� هو ي مص�نا إال ي الفعى نبتة الحياة وغاصت ف� مياه الموت العميقة ،وهل كتبت آ الي� ،ورسقت أ ن الغفوة بجانب ئ اللهة الخلود لنفسها والموت ن ش يب� ي لب� الب� ،وتركت لجلجامش أن ي ي أ آ ف ف ئ و� فمها نبتة الحياة .أوروك من جسدي، "سور أوروك" مقلداً خلود اللهة بعد أن أدرك فناءه ،وهو ينظر إىل إهاب الفعى ،وهي تغوص ي� مياه الب� العميقة ،ي الحجر إن ضمائر سلمان زين الدين المنفصلة تقول يغ� هذا: والخالد ُ ٌ النرص محفوف بألوية إذا كان بحري مثل نبعي هزيمة فمجراي ِ جداول وكم من زمان قد زرعت به فجري مكان أيقظته وكم من ٍ ي أ هزيمة تراب الجسد ف ي� ضمائره المنفصلة هي النرص واستعادة جلجامش نبتة الحياة من فم الفعى ،وتكون حانة "سيدوري" إحدى محطات الهزيمة ف ي� مياه �ض شنا�" ،وليكن السفر أبعد من حانة "سيدوري" ،سيدة ي ن الط� ،وسيدة الموت العميقة كما تقول مجاذيف "أورشنا�" .ال بد من السفر فأح مجاذيفك ك َّلها يا "أور ب ي بي تحوله إىل تراب ،ولكن سلمان لم يخف من تحوله القناعة من الغنيمة إ بالياب .كان "جلجامش" يخاف من ّ ال� هي غاية هذا الكتاب الدرزي الهندوس المولوي المتدفق ك"الفتوحات المكية" للشيخ أ ف ت ال بك� القائل" :سبحان من أظهر ي ي� رحلة العودة إىل الضمائر المتصلة ي أ الشياء ،وهو عينها" يصبح "الزمن وهماً" كما يقول موالنا جالل الدين الرومي .وتصبح الضمائر المنفصلة ضمائر متصلة" :فإذا ما ٌ ن م� تداعى ../ترحل الروح جسد ي إىل جسم جديد /ترتديه مثل غمد /وتل� دعوة الحق /إىل عرس الياب" ،وواضح ف� هذا الس� الحثيث أن الموت يخلع أ السود ويخلع الخوف والسواد ليصبح حقاً إ ِّ ي ي ٍ بي وعرساً كما تقول الضمائر المنفصلة .وإذا كان من حزن ف� هذه الضمائر المنفصلة فباعثه انفصالها وترابيته المستبدة قبل مغادرتها غمد ي ن الط� المتحكم بآنيتها ي أ ف ت كالق ْدر الذي نُطهى به للتخلص َح َم ِئه المتحولة ،إنها جا ّدة ي� ي وا� ينطوي فيها "العالم ال بك�" .وقتها يكون الجسد ِ ِّ س�ها للتخلص من أنا الواهمة الحضور ،ي المسنون .نزيفنا مستمر مادام الحمأ المسنون سجناً لنا ،ومادمنا الضمائر المنفصلة "أنا ،وأنت وهو". حوائج هذا الكتاب الجميل ال توجد إال ف ي� المستقبل ألنه قائم عىل الحلم ،وأهمية هذا العمل الشعري تكمن ف ي� إيمان صاحبه بحتمية مجيء الكأس الضائعة، أ تقص هذا الواجد الر ئ يا� المقيم ف ي� وعىل زجاجتها تلتمع الحكمة الزلية ،إنها "كأس جمشيد"" ،جام جم" .وهذه الحتمية المتحكمة بالضمائر المتصلة هي غاية ي ف آت ت ر�" معبده وال� هي "من أمر ب ي الهندوس راسماً وجه هللا ال ي� الذي رآه ي أول العزم من سدنة الروح ي� رحلتها الشاقة ،ي ي ف ق ف ن ن نار ،كما يقول حافظ السا� الجامع يب� ي م ّلة العشاق واحدة هي هللا ،إنهم �ش َ ْ ُب ي� حانة الكون ،وأرواخهم تظل تدور حول ي الربا� وشيخ المجوس ي� معبد من ٍ الش�ازي: ي نار التفاوت لو غدا يل مرشدأ شيخُ المجوس أين ُ ٍ بمعبد من ِ أ ف رس من الرس ِار ال َ رأس ي� هذا الوجود وما به من ربه ٌّ
الخال من الشيطان ،إن روعة آدم وحواء أنهما كرها المالئكة ،بسبب برود عبادتهن ف ي� النعيم المقيم .رائعة قتل فيها كل شهوة مقدسة مدنسة .القيمة للمالك ي حواء وهي مطرودة من النعيم حاملة آدم ف� أحشائها الظامئة لخلق تصنعه هي "وهناً عىل وهن" ،هي تدرك أنها يجب أن تأى ت لتق�ب ،وأن تلم رماد حرائقها ي لتلذّ بلسع لهيبها: عناق عناق جمر يموت َ ٍ َّ رب ٍ ورماد يعيش ذات ِ ذات ِ ف ن إن نهم الشوق ال يموت ي� إالمالق يا صديقي ،إنه هو الوصل بعينه ،وال َ وصل سواه ،فكيف تؤذينا حرائقنا ،ونحن دائماً نتم� أن نصبح حطباً لها؟. باالح�اق ،ليست ُمشاعاً إال ألزليتها الكامنة ف� تمردها عىل الموت ت ال� تغوي قناديل القرى جناحيها ت ت باح�اقه. ي والمرأة ي
عقد بال�يةٌ ف ي� إالله عقائد ًا وأنا اعتقدت جميع ما اعتقدو ُه ف ت يس� باتجاهها الشهيد الحي كمال جنبالط ،وقد سمعته مرة يردد للشيخ محي الدين بن الك�ى ،كان ي وال� تؤمن بالتوحد ي� الذات ب وهذه الحكمة الدرزية الحميمة ي عر� ،وهو يرأس اجتماعاً للحركة الوطنية اللبنانية ،ويومها ُ ف ت ذا� :إن هذا إالنسان ال يستطيع أن يكره أحداً ،وتعجبت ث سياس أك� وهو يرددها ف ي� اجتماع قلت ي� ي بي ي ٍّ محموم: ــــان فـمرعى ـورة .. قلـ� قابال ً َكل ُص ٍ لغـــــزالن و َد ٌير ُلرهبـ َ ِ ٍ ً لقد صا َر ب ي أ ُ ُ ومصـحف قــــــرآن تـوراة وألـواح طـائـــف .. وكعـــبة وثــان ٌ ُ ٍ ٍ وبيت ل ٍ ن ـهـت ..ركـائـبهُ ، بدين وإيـم ن يا� توج ْ ديـ� َ الحــــب ن ّأ� ّ ُ ُّ ِ أديـن ِ فالحب ي ف لقد ورث سلمان زين الدين حكمته هذه تكوينه التوحيدي ،ومن انتمائه لما يسكن ي� الناس جميعاً ،كان سليمان زين الدين كل هذا وهو يقول لنا: ف ُ نز ذهب رحت أطلبهُ وما فما احتفظت بما ي� ِّ ُ بك� ُ اليد من ِ ظفرت ٍ ف عجب ُ أقمت فوق تالل الك ْت ِب مملكتــي ي� ٍ جاب ُق َّد أو ِ عالم من ُع ٍ أ دب قناديل مع َّل وطفت حول قــــــة عىل جدار من إ ُ ٍ ٍ البــــداع وال ِ ت ت تبارح مدار النور اللهب ولم ْ أجنح� ح� استحالت فر ٍ اشات من ِ ي كان سلمان زين الدين ف� قريته يالحق الشمس من الجبال إىل الجبال ،ولم نز ي�عج من جبل الشيخ ،وهو يؤخر الشمس وقتاً أطول ليخلص من طهو ثلوجه .لتصبح ي ف ف ت ال� ترضع أثداءه .الطبيعة موجودة بغزارة ي� "ضمائر منفصلة" ،وهي تالحق شاعرنا إىل كل أرض ّ حل فيها .لقد ظلت الطبيعة ي� شعره شوقه مواسم لقراه ي ف ف شهي المبتعد عنه بحكم الحياة .لقد عاش ي� المدينة ،ولكنه كان يحمل قريته ،لقد كانت معه كمن يحمل سجنه ي� داخله ،ولكنها سجن من نوع آخرٌ ، سجن ٌّ كالحرية نفسها. ف ت ت ال� ال تكلمنا .سلمان ف ي� رومانسيته سليمان يفهم الطبيعة فهماً وجدانياً ،وهذا يجعله رومانسياً بامتياز ،والرومانسية ي� جوهرها ُّ توح ٌد بالموجودات ،ح� تلك ي ال� صارت حلماً ،يريد ت ت الشعر َ فعل خلق ،ويح�ض ن ي� ف ي� هذا المجال قول عميق لـ"أوكتافيو باث"" :ورأى اس�جاع الحلم ،وبهذا يصبح ُ يحاول تكرار الحياة ،تلك ي أ ف صل .إن الشعر هو إعادة غزو بال�اءة" .يقول سلمان: الرومانسيون ي� الحلم حياة ثانية ،طريقة الستعادة الحياة الحقيقية ،حياة الزمن ال ي ين نستك� ونهرب أوصدت أبوابَها ال الشواطئ صنوان نحن إذا ُ ْ ونظل نقرعها لتفتح قلبها ونخ ّ ُّ ط فوق صخورها ما يخلب هذا شعر جميل ،ال يخلع القرية /كوكبة /هناك تلعب معه عىل الشاطئ ،والمكان يغدو أمكنة ،ولكنه يبقى مكاناً .وال كونية بال خصوصية أبداً .ولوال نقطة االرتكاز السا� ،أولسنا نزداد ظمأ كلما ازددنا ارتواء .أوليس االرتواء قتال أ ق للمنية!! أولم تكن الحقيقة المثىل كلها ف ي� ً ً لما كانت الدائرة أبداً ،أوليست أرواحنا دائماً تدور حول ي قول بدوي الجبل ي ن ح� شكا من امتالء إنسان الجنة باللذة فماتت لذته ،لنسمعه قائالً: مغتبط ش ظمآن وي� ُب غ� ينادم ُ الخمر ْ الحو َر ْ ٍ غ� ِ لكن ي َ لكن ي َ َ يحس المرتوي؟ ال �ش ء عىل إالطالق .ستبقى أرواحنا وعيوننا يا صديقي معلقة بالسيماء ،والسعادة تموت ي ن ح� تصبح واقعاً .ال بد من استمرار حرائقنا .هذا ماذا ُّ ي هو قدرنا ،وسنبقى هكذا ،وليس بمقدورنا حماية أحراشنا الداخلية من الحرائق يا ابن جبل الشيخ. ف ف ن تع� خروجك من أرس الزمن المؤقت! ،أولست القائل؟: أوليست حواء مشكلتك ي� ضمائرك المنفصلة المتصلة! ،أو ليست حواء ي� ضمائرك هذه ي ن فارقت� أصطل ن أحن إليها وهي جالسة معي وإن بحني� ُّ ي ي ي ،وأين تلتقي أنت مع جميل بن معمر العذري ،وهو يعارضك ،ويوافقك ف ي� بثينته: ن م� إذا ما لقيتها ويحيا إذا فارقتها فيعو ُد يموت الهوى ي ف تأ� ،وقد ض ت أبر لذعه!. انق� النهار ،وما أصعب الموت ٍ وقتئذ ،وما َّ كالكما يبحث عن ظمئه ي� صحراء ،قوافلها تبحث عن واحات ال ي ت ال� أعتقتك بعناقها ،فكيف تلوم صديقك جميل بن معمر ،أنت تقول: أوليست هي ي ق ن ّ انعتا� فتجل عىل يديها العناق عانقت� وأوغلت ف ي� ْ ي ِ ي إنك ن تتم� أن ال تصل ،وأنت تذوب شوقاً إليها .إن روعة حواء يا صديقي أنها سبب كل ْلعناتنا الخالدة ،وصعقاتنا الالذعة كالكهرباء .إنه كانت تبحث عن نعيم رائع ت يأ� ي ن ح� أغرت آدم ب�ض ورة الخروج من الجنة ،والهرب من رضا هللا ،وهنا روعتها ،إنها تبحث عن نعيم تصنعه هي وهو خارج تسبيح المالئكة ورضا هللا الذي ال ي
ف المقدمة :المرأة ي� مواجهة العنف د.م�اي ابو حمدان ي
تحديد الموضوع وأهميته وسبب أاالختيارف ّ وتتعرض لكل أنواع العنف وتطغى الكث� من النساء ي� ظل الهيمنة الذكورية، يعد العنف من المواضيع البالغة ف الهمية ،إذ تعيش ي ّ ّ العاطفة عليها ،لذا تركن خاضعة ي� أسوارها الزوجية العتيدة. ّ حي ربما يتعرض لالنتهاك والتهميش ،هو امرأة لتذك� المجتمع كث�ا ً ،ويجب أن يتكرر دائما ً ،ي ولعل فهذا الموضوع تكرر ي والبيئة بكائن ّ ت تائهة ي� محور العنف .وهنا تكمن أهمية الموضوع لتثبيت اح�ام النفس ش النسانية. الب�ية ،والكرامة إ أ ت ت ال� تمتلك المرأة وتح ّط من ال� نسمعها خالل يومنا ،وذلك لرأب مساحة الضعف ي ويعود سبب اختيار البحث اىل الحداث المتكررة ي قيمتها. الشكالية: -٢إ ما هو مفهوم العنف ضد المرأة؟ وما هي أسباب وأشكال العنف؟ وكيف يؤثر العنف عىل الفرد والمجتمع؟ وكيف تتم مناهضة العنف؟ش الرادة السياسية من خالل الت�يع ضد العنف؟ وكيف تقف إالمنهج الم ّتبع ف النفس وصفا ً دقيقا ً ،وذلك من خالل المنهج والنفس ي� معالجة البحث حول العنف .وذلك لوصف الحالة أاتبعت المنهج الوصفي ي ي ف ن ت ال� يتبعها لنه " مسلك ي عقال� يؤدي اىل غاية ،أو يوصل اىل حقيقة ،أو يحقق معرفة ،فقد تحدد ي� المعجم بالمسالك العقالنية ي الذهن بهدف اكتشاف الحقيقة وإثباتها،والوصول اىل غاية معينة")١(. ت ين مبحث�: اس� اىل وقد انقسمت در ي أ الطار العام للعنف المبحث أالول :إ القسم الول :ماهية العنف -١تعريف العنف -٢تعريف المرأة -٣مفهوم العنف ضد المرأة -٤النظرة الدونية للمرأة أ ن الثا� :العنف الرسي أسبابه وأشكاله القسم أي -١العنف الرسي للمرأة -٢أسباب العنف -٣اشكال العنف أ-العنف الجسدي النفس ب-العنف ي ج -العنف اللفظي أو المعنوي القتصادي د -العنف إ ن ش الثا� :آثار العنف ومعالجته بع� الت�يع المبحث ي -١العنف وأثره عىل الفرد والعائلة والمجتمع -٢مناهضة العنف -٣ش م�وع قانون حماية النساء خاتمة الدرأاسة الطار العام للعنف المبحث أالول :إ القسم الول :ماهية العنف -١تعريف العنف آ االستجابات يعد العنف " االستجابة البدنية أو اللفظية لفرد أو جماعة ،يهدف من خاللها تحقيق أهداف عىل حساب الخرين ،وتتضمن ّ أ �ض والتهكم أوالعبارات السيئة ،وتتضمن االستجابات البدنية ال ب والدفع والتشاجر وقذف الشياء"(.)١ اللفظية التهديد وانتهاك الحرمات أ �ض ولحداث ر جسمي وعاطفي. فهي ممارسة القوة البدنية إللحاق أ الذى بالشخاص ،إ المتحدة ":أي فعل عنيف قائم عىل أساس الجنس ينجم عنه أو يحتمل أن ينجم عنه أذى أو العالن العالمي للمم نص عليه إ وقد ّ ف ت الكراه أو الحرمان التعسفي من الحرية سواء معاناة جنسية أو جسمية أو نفسية للمرأة بما ي� ذلك التهديد باق�اف مثل هذا الفعل أو إ ف وقع ذلك ي� الحياة العامة أو الخاصة")٢(. -٢تعريف المرأة
أ ت أث ينتج امرأة مستسلمة خاضعة يأ� بعدها الخضوع للزوج، فتنضج الن� عىل مبدأ الخضوع والتبعية للمنطق البوي ،ثم ي ،وتمارس ضدها العنف والتهميش والسلطة. النسانية وضعيفة ،يغ� مس ّلمة بحقوقها إ َ ف النسان ،وتستند فالعنف جاء نتيجة طبيعية إ ويعد فرويد " أن العنف هو نزعة طبيعية ي� إ للنسان مقابل مبدأ الخضوع واالستسالمّ ، ت النسان وال� تدفع إ تدم�ية (ليبيد و ليبيدو)ويقابلها نزعة طبيعية أخرى نقيضة لها هي نزعة الحياة (نزعة إ اىل رغبة ي اليزوس ،)ISOSي البداع"(.)٢ إىل إ ن والتمك� ،للتمتع باالستقاللية المعنوية والمادية لمناهضة كما أن هناك أسباب أخرى للعنف هو عدم توفّر فرص التعليم والعمل ي والتحق�. الظلم ي أ ف ن القوان� الرادعة للعنف من قبل السلطات ساعدت مس�ة الحياة .كما أن غياب فتقف المرأة مغلولة اليدي أمام واقعها المرير ي� ي مواجهة ي ف عىل ش وتقف والتسلط. است�اء ظاهرة العنف ضد المرأة ،فتمادى الرجل ي� التغلب ف القاس خاضعة ولكن متج ّلدة ،للوقوف ي� وجه رياح العنف ،إذ يقول فرانز فانون " إن الدولة الكولونية بعض النساء أمام واقعها ي ت وبالتال ال يمكن القضاء عىل هذه الدولة إال النسان المقهور ،وتلجأ اىل ش� الوسائل إلهانته واستعباده، (االستعمارية) تخفي إنسانية إ ي ت ت وحريته ،وهو عنف مطلق ضد استعمار ال� تبقى لدى إ النسان المستعبد ،الس�جاع ذاته ّ عن طريق العنف ،فهو الوسيلة الوحيدة ي ت ال� طمسها مطلق ،لذا يمكن القول أن العنف يعيد الحياة اىل إ النسان المقهور ،ويوقظه من سباته العميق ويكشف له عن إنسانيته ي المستعمر"(.)٣ ______________________________ ( )١رفيق صيداوي ،جواري .2001 ف النفس ،ص.190. الموجز ي� التحليل ( )٢سيغموند فرويد... ي أ الدرو�. رض ،ترجمة سامي ( )٣فرانز فانون ،معذبوا ال بي ف النسانية ،وإعالء الذات ،ومناهضة الظلم ،والحرمان. تصب ي� خانة المحافظة عىل الكرامة إ فمحاولة مقاومة العنف ّ -٣أشكال العنف: تتعدد أشكال العنف وفق مقتضياته أبرزها: أ ،وتحق�هم ،وذلك كوسيلة عقاب يغ� أ -العنف الجسدي الذي يتمثل باستخدام القوة الجسدية تجاه الطرف الضعف إليذائهم ي �ش عية ،ويعد العنف الجسدي من ث أك� أشكال العنف رواجا ً وشيوعا ً. ب -العنف النفس :من خالل القيام بعمل ي ن مه� أو حرمان المرأة من حقوقها وواجباتها وفق مقاييس اجتماعية وفكرية وبيئية ،قد يؤثر ي والجسدية. والروحية، والذهنية، السلوكية، أة عىل وظائف المر ف خال من أي امتياز، كما أن إ الهمال هو شكل من أشكال العنف الذي ّ يدمر أهداف المرأة ي� الحياة ،ش ّ فتتحول إىل شخص مهان ،محروم ،ي وبالتال حقوقها كإنسان محاط بالكرامة،وإعالء الذات الب�ية . يهدد حريتها ،ووجودها ي ت ال� يمارسها الرجل ضد المرأة، ج -العنف اللفظي أو أالمعنوي :إذ تتعرض المرأة اىل الشتائم ،والذم ،والقدح كنوع من الحرب الباردة ي ف ويهمشها فكريا ً وانسانيا ً. فيشكك بمكانتها ي� الرسة ّ العنف اعتقادا ً منه أنه يحمي أرسته بذكورته أوقوته الجسدية والعنف اللفظي ،ويحسب توماس وقد يلجأ الرجل اىل هذا النوع من ف النسان هو حب البقاء والحفاظ عىل ساس لسلوك إ هوبز" أن العنف يمثل عنرصا ً أساسيا ً ي� العالقات االجتماعية ،ذلك أن الباعث ال ي الطبيعية يم ّثل خطرا ً بالنسبة ألكل إنسان آخر"(.)١ وبالتال فكل انسان بحكم أنانيته الذّ ات، ي ف ن ت و� للمرأة ي� العائلة ،مقابل سلطة الب ثم الزوج وت�اكم عىل أساس أن فهذا من حقوق ذكورته وتكرس أشكال العنف الوضع ّ الد ي ّ ئ ت ت مر� وال محسوس ح� بالنسبة اىل ضحاياه ،ويتم ّثل ي� أن تش�ك الضحية ال هادىء عنف " وهو الرمزي بالعنف يعرف ما ،وهذا ي ّ يعت�ا معا ً نب� الهيمنة من المسلمات والثوابت ،يفرض وجلدها ف ي� التصورات نفسها عن ض العالم ،والمقوالت التصنيفية نفسها ،وأن ب ّ والقا� ،ويقول عن نفسه أنه ليس عنفا ً"(.)٢ نفسه عىل الضحية والجالد ي _____________________________ ( )١توماس، ١٩٥١ Hobbes Leviathan ف ن ميدا� حول إفادات النساء ضد المرأة ،ص .87 المخال� ،بحث ( )٢احمد حمود ي ي ف ف ت ال� ،قد تؤثر ي� بناء د -العنف االقتصادي :وهو حرمان المرأة من الترصف بالموارد االقتصادية أو المساهمة ي� اتخاذ القرارات المادية ي آ مستقبلها ت وال� تجعلها معتمدة كليا ً عىل ال ّط ّرف الخر. ي ن الثا� :آثار العنف ومعالجته بع� ش الت�يع المبحث ي -١العنف وأثره عىل الفرد والعائلة والمجتمع أ تسبب يسبب التفكّك ال فرسي ،وانهيار النظم إ يعد العنف مشكلة ي ّ النسانية فيها .فهي ّ كب�ة اجتماعية ،وصحية ،واقتصادية ،وثقافية ،ما ّ ث إصابات جسدية ،وعاهات ناتجة عنه ربما تؤ ّدي اىل الموت "،إذ يضع العنف المرأة ي� موضع اك� خطورة إلصابتها بسوء الصحة البدنية والتناسلية"(.)١ ن وب� الطرف كما أنه يسبب اضطرابات نفسية من خالل إهانته وحرمان أالمرأة من حقوقها ،وتخويفها من تباين القوى الجسمية بينها ي آ الخر ،قد يؤ ّدي أيضا ً اىل القلق والتوتّر ،وعدم الشعور بالمان. وقد تظهر عليهن " أعراض اعتالل الصحة العقلية وأداء وظائفها االجتماعية"(.)٢ وقد يزداد " ميل المرأة اىل تعاطي ش الم�وبات الكحولية والمخدرات ومحاولة االنتحار ،والتوتّر الالحق للصدمة ،واضطرابات الجهاز العص� المركزي"(.)٣ بي
الحساس والحب والصدق والوفاء ،فهي تتكامل مع الرجل ألنهما إن المرأة مخلوق يجمع الجسد والروح والعاطفة ،ويندرج فيها إ آ نفسان متصالن أ أحدهما بالخر. ت بوضع خاص ،من حيث والتعظيم ،فالمرأة المسيحية " حظيت منذ البدء والنبل وقد احاطت الديان السماوية المرأة باالح�ام أ أ ف الكرامة...حيث يظهر بوضوح أن المرأة مدعوة لن تحتل ،ي� بنية المسيحية الحياة الفاعلة ،مكانا ًهو من الهمية حيث أننا لم نستوعب بعد ّكل ما ينطوي عليه من فعالية"(.)٣ _________________________ (١) Wayne 194p.1983 أ ( )٢االعالن العالمي للمم المتحدة ف ئ ن يطال. المشارك� ي� اللقاء للمركز السادس ،خطاب ( )٣بولس النسا� إ ي ي ال ي ف للنسان كحق الحرية، الساسية إ النسانية وجوهرها وحقيقتها ،والحقوق إ السالم اىل المرأة من ناحية مفهوم إ التمعن ي� رؤية إ كما يمكن ّ الرادة ،وحق الملكية. وحق االختيار ،وحق إ ف ن ال� والبحر ورزقناهم من الطييبات وأعطاها هللا الكرامة إ ب� آدم وحملناهم ي� ب النسانية كما الرجل ،قال هللا تعاىل ":لقد ّ كرمنا ي كث� ممن خلقنا تفضيال"(.)١ وفضلناهم عىل ي أ ف والمرأة ش الرتقاء اىل مستوى المسؤولية ي� احتضان الجيال ،وتنشئتها تحت مظ ّلة الدين ،يقول عليه الصالة والسالم ":ما أكرم م�وع إ النساء إال كريم وال أهانهن إال لئيم"(.)٢ -٣مفهوم العنف ضد المرأة أ ف والنفس والذي يقع ي� إطار الرسة. والجنس يشمل مفهوم العنف ضد المرأة العنف الجسدي ي ي آ " فالعنف هو سلوك منحرف يتضمن اتهاكا ً ماديا ً ومعنويا ً وجسديا ً للفرد يحدث دون إرادته أو رغبته ويصدر عن الخرين"(.)٣ وهذا العنف يتسم بالعدائية ،أويصدر من طرف يهدف اىل استغالل طرف آخر إلقامة عالقة قوة يغ� متجانسة ،ما يسبب أ�ض ارا ً مادية أو معنوية أو نفسية للطرف الضعف ،إذ إن العنف ضد المرأة هو كل فعل يهمش حرية المرأة وكيانها ومكانتها واستقاللها كإنسان. -٤النظرة الدونية للمراة أ أ ف ث إن المكانة ت نز وتقاليد ،تجعلها رهينة أفكار يغ�ها ".فالمرأة وعادات لقيود تخضع الزوجي أو بوي ال لها م� � سواء ن� ال تحتلها ال� ي ي ال� ثا� الذي يرعاه النظام أ أ ت البوي"(.)٤ الخاضعة للسيطرة هي الصورة الساسية والتجسيد الحي للنموذج ي __________________________ ( )١القرآن الكريم ،سورة الحجرات .٠٧/٧١ ( )٢المتقي الهندي ،ثك� العمال ،ترجمة حيدر اباد،ص2302. النسوية ،العنف ضد المرأة. ( )٣جمعية ابا بكر بدري للدراسات ف أسمال ،ص170. السلوك المريس، ( )٤فاطمة الجنس ي� مجتمع ر ي ي ي أ ت تفوق الرجل عىل المرأة ،وتجعلها خاضعة له. ال� تقوم عىل ّ فالعالقات القائمة أداخل تالرسة ال زالت ترتبط ببناء القوة التقليدية ي ال� ترافق المرأة منذ الطفولة تح ّطم كل مكامن القوة لديها ،فتجعلها فريسة سهلة أمام قوى الطغيان وهذه المشاعر والفكار ي أ والظلم،لن الغلبة تجعلها ضعيفة ال تطالب بحقها ،فهي كالمدينة الضالة، وبحسب الفار ب يا� " إن الغلبة والقهر هما من خاصيات المدينة الضالة ،ففي المدينة الفاضلة يسود العقل الكامل والقيم المثىل ،وتكون النسان"(.)١ السياسة فيها حكيمة وقويمة حيث تهدف اىل إسعاد إ أ ن لثا� :العنف الرسي أسبابه وأشكاله القسم أي -١العنف أ الرسي أ والنفس ،وهو " سلوك يصدره فرد من ال فرسة صوب فرد آخر ،ينطوي عىل اليذاء الجسدي ترصف همجي قهري يشمل إ ي العنف الرسي ّ النتقام أو الدفاع عن الذات الحباط او الرغبة ي� إ االعتداء بدنيا ً عليه بدرجة بسيطة أو شديدة ،بشكل متعمد أملته مواقف الغضب أو ن إ أو إلجباره عىل إتيان أفعال معينة أو منعه من إتيانها ،قد ت كليهما"(.)٢ أو نفس أو بد� أذى إلحاق عليه ب ت ي� ّ ي ي الخر ،بل يستهدف ماهية آ ب� المرأة والرجل ،ال يستهدف ملكية آ المعاي� ت للتمي� ي ن يز الخر ،و " إنه ليس اعتداء المجتمع يضعها ال� إن ي ي آ آ آ ف للنسانية الكاملة للمرأة ،وللمبدأ المؤسس للحياة النسان ي� الخر ...ونفي إ عىل جسم الخر أو عىل ما يملكه الخر ،بل نفي لجوهر إ االجتماعية وهو مبدأ المساواة"(.)٣ -٢أسباب العنف ف ث ش التقدم الحضاري واالنفتاح العلمي والتكنولوجي تنت� نظاهرة العنف ضد المرأة ي� المجتمعات ك ّلها ،وتنامت أك� بالرغم من ّ نسا�. إ وال ي __________________________ الفار ب يا� ،آراء فأهل أالمدينة الفاضلة،ص.135. ( )١ابو نرص ق شو� ،العنف ي� الرسة فالمرصية ،ص207 ( )٢طريف ي ( )٣رجاء سالمة،العنف ضد المرأة ي� ثقافتنا التقليدية ،ندوة إعالم ومناهضة العنف ضد المرأة ،القاهرة.2004/62/6 ، ف ت ال� تتجذّ ر ي� الثقافة تؤدي إىل انتهاج كث�ة ودوافع وثمة أسباب ي سبيل العنف ،أهمها النظرة الدونية ،والقيمة المتواضعة للمراة ي ق ف ش وتطور نظام اجتماعي أبوي يتمحور االجتماعية ،والبيئية ،والحياتية ي� مجتمعنا ال� ي� ،إذ" تزامن موقع المرأة بع� العصور مع نشأة ّ حول الذكر ،وتضبطه إيديولوجية ذكورية بأعرافها وقوانينها وأديانها كافة"(.)١
العامة أ الخرى من أي عمل ي ز ي"(.)٢ تمي� التفاقية اىل المساواة الكاملة والمطلقة ي ن ب� الرجل والمرأة ف ي� كافة الميادين السياسية ،واالقتصادية ،واالجتماعية ،والثقافية وتدعو هذه إ ،والمدنية. ت ال� ليس للقيم الدينية أو والحياة،وهي النظرة الغربية للنسان ،والكون، التفاقية نظرة واحدة إ كما تنظر هذه إ للحقوق والواجبات ي ف ن الخصوصيات الحضارية مكان فيها ،وترفض حقيقة وجود تمايز ي� الخصائص والوظائف يب� الرجل والمرأة. وعىل الدولة اتخاذ خطوات ت النسان ،وحمايتها والعمل عىل تنفيذهاللوصول إىل الهدف. اح�ام حقوق إ التداب� المالئمة للرد عىل العنف ضد المرأة من مجال حسن التقدير ،فتصبح حقوقا ً �ش عية، تتحرك مطالبات الدولة باتخاذ كل ي وبذلك ّ ت ز المحل، الرادة السياسية واالل�ام عىل أعىل المستويات ،وجعلها أولوية عىل الصعيد إذ ال يمكن القضاء عىل العنف ضد المرأة دون إ ي والدول. والقليمي، إ ي آ ش الرادة السياسية ضد العنف بطرق مختلفة ،من بينها الت�يع ،وتخصيص الموارد الكافية ،ووضع الليات لمعالجة العنف قد تقف إ الفالت من العقاب. ضد المرأة ،وبذل الجهد للتغ ّلب عىل إ التقدم إلنهاء حالة العنف ضد المرأة، كما أن للحركات النسائية دور هام تؤديه كمبادرة لمعالجة العنف ضد المرأة .وقد برز بعض ّ ن المد� لفضح جرائم العنف المرتكبة ضد النساء ،ومعاقبة مرتكبيها قانونيا ً. إذ يجب استنهاض مؤسسات المجتمع ي _________________________________ ن اللبنا�. ( )١المادة السابعة من الدستور ي ( ،CEDAW)٢المادة ،٢فقرة "و" و " ج". ويجب وضع ت تتضمن حمالت فتوعية للرأي العام لنبذ العنف ضد المرأة ،وتثقيفها فتعيد مكانة المرأة اجتماعيا ً اس�اتيجيات وطنية ّ باعتبارها ش معه ي� الحقوق والواجبات. للرجل ،ومتساوية ال�يك الحقيقي أ أ أ أ ت ت الرشاد ال�بوي للطفال وتعليمهم لنهم أمناء فعىل المستقبل ،وذلك إلنشائهم عىل محبة واح�ام الم والخت ،وعدم وكذلك إن إ التعرض لهن ،يك ال ينشأ عىل مبدأ العنف واستخدام القوة ي� معاملتهن. ّ وبفض التعاون بينهما المشكلة جزئيا ً لبناء مستقبل أفضل يحتذى إذ إن العنف ضد المرأة مشكلة عميقة ومؤثّرة عىل المجتمع ،والفردّ ، به. خاتمة الدراسة: ئز تناول البحث ظاهرة أالعنف ضد المرأة ،مع ما يم ّثل من نفور ،واشم�از لقساوته وتواضعه. أ ين قسم� .القسم الول ماهية العنف ،إذ عالج هذا القسم الطار العام للعنف ،الذي انقسم بدوره اىل وقد تناول المبحث الول ،إ تعريف العنف ،وتعريف المرأة ،ومفهوم أالعنف ضد المرأة. ن والنفس .وقد عالج هذا القسم أسباب العنف الذي اليذاء الجسدي الثا� فقد انقسم اىل العنف الرسي للمرأة ،فيشمل ن إ أما القسم ي ي نسا� ،والتكنولوجي. التقدم الحضاري ،واالنفتاح العلمي ،إ تنامى بالرغم من ّ وال ي القتصادي. تجزأ اىل العنف الجسدي، وتناول القسم أيضا ً والنفس ،والعنف اللفظي أو المعنوي ،والعنف إ أشكال العنف ،والذي ّ ي ن حق ال ّتم ّتع وقد الثا� آثار العنف عىل الفرد والعائلة والمجتمع .وتناول أيضا ً ف مناهضة العنف ،إذ إن لكل إنسان ّ وقد عالج المبحث ي أ ش تطرق المبحث اىل إنتاج م�وع قانون حماية النساء ،لنها غاية نفعية للمجتمع ي� تنظيم العيش ،وتحديد واجبات ،وحقوق أفراده، ّ معتقدات وقيم ومبادىء أي مجتمع. وفق أ ين القوان� حول قضية النساء المع ّنفات ،لتعزيزها من جميع أشكال العنف، النسان وكل مشاريع لذا تلتقي الديان السماوية ،وحقوق إ وتثبيتا ً لكرامتها وإنسانيتها ،وصونا ً للمجتمع واستمراريته. فهرست المصادر والمراجع: المصادر القرآن الكريمالمراجع العربية الفار ب يا� ،أبو نرص ،آراء أهل المدينة الفاضلة ،إعداد عبد الحميد حمدان ،عالم الكتب. الهندي ،المتقي ،نزترجمة حيدر اباد ،ايران ،دائرة المعارف النظامية ،ط.1931 ،10 ك� العمال، ف أسمال ،مركز دراسات الوحدة العربية.1992 ، الجنس ي� مجتمع ر ي المريس ،فاطمة ،السلوك ن ي في ميدا� حول إفادات النساء ضد المرأة ،صنعاء.2003 ، المخال� ،أحمد ،بحث ي ي النسوية ،العنف ضد المرأة. بدري،أبا بكر ،الدراساتف العالم ومناهضة العنف ضد المرأة ،القاهرة.2004/٦/٦٢ ، سالمة ،رجاء ،العنف ضد أالمرأة ي� ثقافتنا التقليدية ،ندوة إ ف ق طريف ،العنف ي� الرسة المرصية ،دراسة نفسية استكشافية ،القاهرة ،المركز القومي للبحوث الجنائية.1992 ، شو�، يأ المراجع الجنبية - Cohen, M.and Maclean, violence against canadien women,2001. - Campbell,J.C,health consequences of intimate partner violence,2002. - Heise,violence against women,world health statistic,p.78- 85. - Laffaye,Kennedy,post traumatic stress disorder and health-related quality of life in female victims of intimate partener violence, 2003. - Lyon E,welfare and domestic violence against women,2002. - Hobbes Leviathan 1951. - Kitzman,K.M,Child witness to domestic violence,2003.
للصابة"( . )٤كما أن العنف يمنع المرأة فمن المشاركة ال ّتامة ف ي� المجتمع وقد تصل أحيانا ً اىل االكتئاب أل نه" اضطراب إجهادي الحق إ ت الال� " يستهدفن بالعنف ّ ويملن اىل التو ّظف ي� وظائف متدنية ،ويستبعد أن أقل احتماال ً للتو ّظفِ ، اقتصاديا ً واجتماعيا ً ،فالنساء ي ير ي ن تق� ف ي� السلم الوظيفي"(.)٥ __________________________ (١) Heise,violence against women,world health statistic,p.78- 85 (٢) Laffaye,Kennedy,post traumatic stress disorder and health-related quality of life in female victims of intimate partener violence, 2003,p227 . (٣) Cohen, M.and Maclean, violence against canadien women,2001,p372. (٤) Campbell,J.C,health consequences of intimate partner violence,2002, p1336 .2002,nemow tsniaga ecneloiv (dna eraflew,E noyL )٥أ citsemod أ كليا ً للرجل ،وتميل غلبة العاطفة عىل واقعها المرير. ويؤ ّدي العنف اىل فراق الم وأطفالها ،المر الذي يجعلها تخضع خضوعا ً ّ أ يسبب المشاكل السلوكية والعاطفية ،عىل أدائهم التعليمي ،يؤدي إىل ممارسات العنف أثناء يتواجدون ما ً غالبا طفال وال العائل ،ما ّ ي استخدامهم العنف ف� عالقاتهم مع آ خرين. ال ي الطفال آ من القلق والكتئاب وأعراض الصدمة ومشاكل مزاجية أك� مما يبديه أ الخرون"(.)١ " وقد يبدون قدرا ً إ ب -٢مناهضة العنف ف إن ت النسان، النسانية، والس� ي� قواعد حقوق إ االع�اف المبدأي للعنف ضد المرأة هو خطوة فمهمة إلعطاء المرأة حقوقها الطبيعية إ ي وضم�ا ً ،وعليهم أن يعامل بعضهم بعضا ينص " :يولد جميع الناس أحرارا ً متساوين ي� الكرامة والحقوق ،وقد وهبوا عقال ً ي والذي ّ الخاء"(.)٢ ً بروح إ ف تمي�،ز حق ال ّتم ف ّتع بجميع الحقوق ،والحريات المذكورة ي� هذا إ وهذا ما يفرض قيم إ الخاء بينهم ،وأن لكل إنسان ّ العالن دونما ي ف وقالبا ً ،ولم يضع هللا ي� عنقه ّ غرك فالنسان يسمو روحا ً وجسدا ً ،وقلبا ً غل ً ،وال ي� رجليه قيدا ً بل خاطبه ربه " يا أيها إ إ النسان ما ّ ف بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك ي� أي صورة ما شاء ركـّبك"(.)٣ أ ف ف و� المان عىل شخصه"(.)٤ العالن العالمي لحقوق إ وتنص المادة الثالثة من إ النسان " .لكل فرد حق ي� الحياة والحرية ي ______________________________ (١) Kitzman,K.M,Child witness to domestic violence,2003, p339 أ النسان. العالن العالمي لحقوق إ ( )٢المادة الوىل من إ ( )٣القرآن الكريم ،سورة االنفطار .٦/٢٨ النسان. العالن العالمي لحقوق إ ( )٤المادة ٣من إ أ الحاطة الكاملة لكل أشكال العنف ضد المرأة وإعالء شأنها ومكانتها ،لنه"ينبغي عىل الدول أن تدين العنف النسانية إ تستوجب الكرامة إ ضد المرأة مع ت ز ال�امها بالقضاء عليه بكل الوسائل الممكنة ،ووضع خطط واجبة فلتعزيز حماية المرأة من جميع أشكال العنف"(.)١ النسان ،قد يؤدي إىل انعدام المساواة � عالقات القوى ي ن ب� الرجل والمرأة "،فالناس جميعا ً إذ إن العنف ضد المرأة انتهاك لحقوق إ ي ف ز ز التمي�"(.)٢ العالن ومن أي تمي� ينتهك هذا إ تحريض عىل مثل هذا ي سواء امام أ القانون ،وهم متساوون ي� حق التم ّتع بالحماية من أي ي ق وأخال� هذا الظلم ،وخاصة المرأة منطلق منطقي، بفطرته ومن النسان وترفض الديان السماوية ّكل أشكال العنف ،يدين إ وعقل ،ف ي ي أ أ ف ت ش تقاء اىل مستوى المسؤولية ي� احتضان ال فجيال وتنشئتها ،فهي ي� عالقة تكاملية مع الرجل وليست ر اال وع م� نها ل هللا، ها أعز ال� ّ ي ين والنفس اختالف تضاد ،وإذا تعايشا متساوي� ف ي� التكوين والقدرات ،واالختالف بينهما آ ي� التكوين الجسمي عالقة تنافسية،هما ليسا ي والتفوق عىل الخر. مع هذا الواقع ،سيكونان متفاهمان عىل دحض مبدأ الغلبة ّ -٣ش م�وع قانون حماية النساء أ أ وبتاريخ ،٠١٠٢/٥/28أحيل ش م�وع قانون حماية النساء من العنف الرسي بالمرسوم ف رقم 4112أإىل مجلس المن إلقراره. ن ت وقد جاء ف� مقدمة الدستور اللبنا� أن " لبنان عضو مؤسس وعامل مؤسس وعامل � منظمة المم المتحدة ز والعالن ومل�م مواثيقها إ ي ي ي وتجسد الدولة هذه المبادىء ف ي� جميع الحقوق والمجاالت دون استثناء"(.)٣ نسان، ال لحقوق العالمي إ ّ ما يحفز مطالبة الدولة بإقرار قانون حماية المرأة ضد العنف ،وهي غاية نفعية للمجتمع لتنظيم العيش ،وتحديد واجبات وحقوق أفراده ،وفق معتقدات وقيم ومبادىء أي مجتمع ن إنسا� نبيل. ي فالقانون يجب أن ينطلق من خصوصية أي مجتمع وحاجاته وتقاليده وأعرافه. _____________________________ ( )١قرار الجمعية العامة أ للمم المتحدة بشأن القضاء عىل العنف ضد المرأة النسان. العالن العالمي لحقوق إ ( )٢المادة السابعة من إ أ ن اللبنا� ،الباب الول ،رقم ٨١تاريخ .21/9 ،٠199 ( )٣مقدمة الدستور ي ين اللبناني� سواء لدى القانون ،وهم يتم ّتعون بالسواء بالحقوق المدنية والسياسية ويتحم ّلون الفرائض والواجبات نص الدستور " ّكل وقد ّ العامة دون فرق بينهم"(.)١ ز التمي� ضد المرأة ( )CEDAWعام ،1997وتعهد " بإقرار الحماية القانونية وقد انضم لبنان الحقا ً التفاقية القضاء عىل جميع أشكال ي لحقوق المرأة عىل قدم المساواة مع الرجل وضمان الحماية الفعالة للمرأة .عن طريق المحاكم الوطنية ذات االختصاص والمؤسسات
بسم هللا الرحمن الرحيم ش�ازية. رشفات صوفية من كأس ي د.سعاد الحكيم
ن فتأملت رموز المشهد أ المرسوم فوجدت المرأة ف ي� محوريّة الش� أازي تلقّيت كتاب " حافظ ي لفت� رونق غالفه ّ ّ بالعربية شعراً " هديّة ..ي ف تحف بها العيون والفئدة وأشياء الدنيا المفرحة من زهر الصورة ،ي� نقطة دائرة النس ملكية ّ والصفاء والحب والشعر عىل أريكة نز ّ أ ت ت ن ش طبقية قهريّة عىل بصور ل� مخي وقابلت� وشجر وفاكهة وكتاب .. هرمية ّ مجالس ملوك الدنيا أالم�وعة نالنس والصفاء وي�اتب ب�ها ّ ّ ي ي ف رأسها واحد ليس وراءه وال أمامه أحد ..وشتات ي� اجتماع الناس والمم ما يب� الدائرة والهرم . ف ف وبعد ت شبل.. ته وجمالي الغالف ة ي رمز مع وقف� أصبحت جاهزة إ قوا� ي ّ ّ للبحار ي� ي الش�ازي مع شاعرنا عمر ي ي عددت منها أربع وارتفع كوكب إىل السماء أالدنيا يَ ُنور ويلمع . فتحت الكتاب أوبدأت أقرأ فسقطت من حروفه ف ي� كفّي نجيمات ُ أما النجيمات الربع فهي عالمات أربع ّ الصوفية ،وهي تدل عىل الكتاب ،تُبديه وال تستنفذه ،وقد قدمتها عىل سواها نظراً لبعادها ّ أ أجل كل نجيمة منها برسعة وإيجاز: خلوة الرس ،العشق والجمال ،رمز الخمرة ،عرفان هللا .وسوف ّ ي 1ــ خلوة أ : رس ال أ ف السجان عجبت ل ي شبل ـــ يهدي كتابه نالذي نناقشه اليوم إىل ّ سج ْ انيته ،آمر السجن ومساعده ..وليس �شالعجب ي� كون ّ س� ــ هو عمر ف ي دل عىل ي ء فإنّما ّ بإنسانيته ..وهذا إن ّ يدل عىل أن السجان واالع�اف طيباً ولكن العجب ي� التماح نظر ي ّ رجال ً ّ السج� لطيبة إنسان ف ّ وجدان شاعرنا مطبوع عىل جمالية رصفة أصيلة غامرة أ ّ حبة منسجمة مع الكون فالمحيط مهما تفاوتت ظروفه . تتجل ي� ٍ عالقات ُم ّ السجان حولت الرس إىل شبه خلوة ّ تتجل فيها الذات لذاتها ي� مرآة ..والمرآة كانت شعر حافظ هذا االنسجام وهذه المصالحة مع ّ الش�ازي . ي أ الرس قرأ شاعرنا ديوان حافظ ،وتفتح فهمه لشعره ..ف أ ف� أ عر� ي ن مب� . ّ قراء العربية بلسان ب ي ي ي و� الرس ترجم قصائده الوىل وخاطب بها ّ 2ــ العشق والجمال.. ف ف ف ت ن المجدين ي� ميدان الرياضة والمجاهدة ، قافلت� ف :قافلة المجتهدين الروحي عىل الصو� اف�ق منذ فجر الوجود ّ ي ي أهله ي� سفرهم ّ ن ن الش�ازي . الملتاع� العشاق وقافلة و� ركب القافلة الثانية سار حافظ ي المتساقط� كفراشات غذا ًء لنار ّ ي ي مقدسة ..ي ف شبل : يقول حافظ ي� الديوان ( ص )101والنص الشعري لعمر ي ُ ن دي� ومعبودي أت كان مـر ًة ّ توض ُ أنا ،عندما من نبعة العشق ّ العشق ي النفس عن ّكل موجــود جـــنازة أقمت عىل الدنيا صالة ورح ُت ُّ ُ ٍ ْ أصد َ موحداً ال شي�ك فها هو يتوضأ بماء العشق والنص مفتوح عىل العشق إ اللهي ..فيصبح العشق دينه ومعبوده ،ويصبح العاشق ّ الدنيا ــ مدخل ش ويصل عليها صالة الجنازة .. ال�ك ــ بمعشوقه ،تموت ّ ي أ ت ز والعاشق مطيع ال إرادة له مع معشوقه ،يديم لزوم الباب ،عىس ت�حزح الستار ويحظى بنظرة من المحبوب ..يقول ( ص :)19 ٌ ونبتعد ؟ فكيف عن بابكم ننأى كــحل ألعيننا كم ُ أعتاب ْ تــر ُ اب ِ نجد؟ أين قر ْر ما تريد لنا ســواكم غايةً ُ ِ ْ وأين َ ، َ أمركَ ِّ ، فهات َ ن ن يقدم والعاشق وإن كان ال إرادة له مع محبوبه ،إال أنّه ملحاح دائم الطلب للوصال إن لم يكن من يع� العشق فمن يع� الجزاء لما ّ يقول ( ص:)39 حق خدمتنا عىل أعتابكم من ِّ مــر ًة تنظر ّ يا سيدي لو أنت ُ
نبغيه أن تمنحونا َ بعض ما ِ ــشقيه للعبد الذي تُ ِ بالعطف ِ
ويذكر حقوق ثنايا المعشوق وشفاهه عىل العاشق ،يقول(ص:)63 أ واجب عىل الرواح حف ُظها حــــقوق لــثناياكَ والشـــــفاه ٌ ٌ حرق من جــمرها اللفاح صدر حف ُظها فيه ٌ ٌ واجب عىل ِّكل ٍ ويربط ي ن والح�ة ف ي� المعشوق يقول (ص :)94 ب� العشق ي مستوطن فيه!! ما كنت أعرف َمن قلب ُه مس َتهلـَكٌ ِتع ٌب ٌ أنا الذي ُ ،
اهد كـــأسه إن الذي يحسو ثـــمالة تنتقد ُه لما ترى يا ز ُ ال ْ ِ ّ تـــحفةٌ السبيئةَ ناقد 2 إل لم نُ ْع َط مذ نادى "ألست بربكم" يا ُ من ن ألس ُت ِب ِربك ُْم ) آدم ب� ور ِه ْم ذ ُِرفيَّ َت ُه ْم ْ َ ي يش� حافظ هنا إىل آية الميثاق ،يقول تعاىل (وإ ْذ أخذَ ر نبُّكَ ْ وأش َه َد ُه ْم عىل أنف ُِس ِه ْم نْ من ز ُظ ُه ِ ي ت ب� آدم عىل .والخمرة عنده إشارة رمزية إىل الخطاب إ ب� آدم ،والذي يخ�نه كل واحد ي� ذاكرة الروح :عندما أشهد هللا ي اللهي لذراري ي يحتج به حافظ أمام الزاهد ال ّناقد . أنفسهم وخاطبهم "ألست بربكم" الكل سمع الخطاب ، وهذاالسماع للخطاب أسكر العشاق ،وهو ما ّ ّ مقدس ال مدنّس ،قوله (ص: )47 أن سكرحافظ ّ ومما يؤكد لدينا ّ ْ فح والـغفر ِان من مريدي فهللا ،واثمل بــالذي هو َ كن ْ ْ وحد ُه ذو ّ الص ِ طينةٌ الـــطوفان تهاب خطورة السفينة ليست ُ ِ مع "نوح" كانت ي� ّ (ص:)87 وتظهر عالقة السكر يالتحرر من الملصقات والقيود ،يقول ف ُّ طبعه دجــــل خمر،ال ريــا َء بـه وال َ نفاق و ال ي� ِ يظل ُ شارب ٍ ف َ طبعه خ َت ُل الق له أسمى مم فن ال َخ َ الزهد ،إذ ف ي� ِ من بائع ّ وأفضل ّ الـحان نفاق فنحن ي� ترصفنا لسنا سكارى ٍ ِ وال سكارى ٍ رياء أ ي� ُّ وإعــالن ســـر الغيب والرس ِار شاهدنا وعالم ُ ِ ِ عىل ال ّتـماثل ي� ٍّ 4ـ العرفان..عرفان هللا أ ف ف النسانية ي� العبودية ..ويظهر ارتواء حافظ من ماء الحياة ي� دعوته إىل دولة يقود السكر إىل هتك الستار والكشف عن حقيقة الذات إ الدراويش ،وتشديده عىل إقامة الحق وعدم االستكبار(.ص190ـ: )192 ّ ِ ت ال� تبقى عن أال أسمى دون تـكليف الدول ي هي ُ ت اويش بها الـحقّا رس الدر ُ ال� يُ ي الدول ي **** تــــعتدْ ْ ً مــكابر ًة وال فــيا مـــق َت ِدرا أقــلل ّ والعسجد يكون الجا ُه اويش ْ ففي كنف الدر ِ **** الـعرص لنظرة "آصف" ومــأمور عبد أنا ٌ ِ ٌ ِ القصــــــر سي ِد درويش س� ُة له ي ٍ وصور ُة ّ ِ ُ يـــا "حافظ" أن تـــجر ْع الحياة" أر ْد َت إذا "ما َء ِ الـــمنبع اويش هو خــــلوات أعتاب ْ ِ الـــدر ِ فمن ِ صوفية حافظ من وراء زجاج الكأس وحمرة الخمر ،يقول (ص:)88 لقد تجلت ّ كاملةً بفعل السوء إنسانا وقد أقمنا فروض هللاِ وما ْ أصبنا ِ ٌ ولم ْ هذا حالل ،ولم نسلك ُْه مــيدانا حرمو ُه لـنا نقل لحر ٍام ّ إن هذه الدعوة إىل دولة الدراويش تبطن نقداً للقيم السائدة ف� الحقل ن الدي� ي ن ب� الناس ،تحاول استعادة منظومة قيم دينية أصيلة تقرن ّ ي يّ وتعل بنيانها ف ي� مملكة الروح . الجوهر بالمظهر ،تحفر ف ي� أرض الجسد ي وبعد هذه النجميات أ الربع نقول ختاماً :إن الكوكب الذي ارتفع إىل السماء الدنيا ينور ويلمع هو حافظ الش�ازي ف شبل .. عمر شعر � ي ي ي ين ً شبل ميداناً جديداً تفس�ية عدة عىل ا مفتوح للباحث� قطاعات شعرية وصوفية ،عربية وفارسية ..كما فتح مجاال ً لقراءات ي لقد افتتح عمر ي ف ً عامةً خاصةً الصو� والشعر العر� . وتأويلية تضيف جديدا إىل مسار الشعر ب ي يّ ين المحدث� ما كانوا من الكهنة ،اال أنهم فلم يكونوا ال�وتستانت ذه وال�هنة علزواج والموت ..ألخ ) .وعىل الرغم من أن ب المعتقدات ب ف ن ن ن ً العلماني� .لقد طور الفيلسوف الحديث فروضه بحرية ،واضعا ي� اعتباره المحدث� تفك�هم كما هي حال الفالسفة ي تي مستقل� ي� ي ي ين ً فيلسوف� تماماً التطورات العلمية ال� يبحثها .وقد بلغت هذه الفردية حدا بات معه من الصعب إتفاق المستجدة ي وتأث�اتها عىل القضايا ي ت
تفك�هما ،وبات كل فيلسوف يفحص فشواهده بنفسه ويمحصها ليتوصل اىل النتائج الخاصة به بطريقة ال� تشغل ي عىل الموضوعات المهمة ي ت ال� قبلها الناس ،ونظر مستقلة .وهكذا يمكن القول إن الفلسفة الحديثة بدات " حيثما بدأ كل شخص ي� ي التفك� بصورة مستقلة عن المعتقدات ي ف� أ . " بنفسه مور ال ال�عة االنسانية :عرص النهضة ما كان ارتداداً من العصور الوسطى اىل العصور القديمة كما نفهم من كلمة (الرينيسانس) بل كان أ ي نزبالحرى حيازة ع� من ت ن لما أنتجه ت المع� تمثل إنسانيو القرن السادس ش ال�اث القديم ما يوسع رؤيتهم ال�اث القديم من أجل فاستخدامات جديدة .وبهذا ف ويساعدهم � البدء بداية جديدة � دراسة العالم واالنسان ،رغم انهم ما استطاعوا التخلص تماماً من خرافات ض الما� ،فذلك أمر لم يتحقق ي ي ي
ف يخ�نا حافظ عن فوران فيض دمعه الذي فاق طوفان نوح ومع ذلك فهو عاجز عن غسل صورة المحبوب وعىل عادة ف العشاق ي� المبالغة ب المحفورة ي� لوح الصدر .يقول (ص :)114 ف تـهاله طــوفان فـيض ُه دمعي الذي يهمي ويسكب َ َ نــــوح فــاق ي� ِ ٍ الواله لوح صدري هو عاج ٌز عن غسل صـورة و ِّدكم َ المستهام ِ عن ِ والعشق ليس علماً يستفاد من الكتب بل ذوق دونه تفتت العاشق وتحلله وفناءه ،دونه هتك الوقار وتحمل المالمة بجالل ،يقول (ص :)186 دف� العقل الوقور أ من ت الجــلـ َ ِل الجـل يريد تع ُّل َم العشق نيا من ُ ِ ي ن ِ ُّ دون تحل ِل يّإ� أخاف عليك ،إنكَ عاجـ ُز عن فهم مع� العشق َ وتكمن أ الهمية العظمى للعشق ف ن وجدا� يحرر العاشق من كافة القيود ويضعه ف ي� ح�ض ة المعشوق يقول (ص :)240 حال ه ن أ � ّ ّ ي ي تكيةُ حان درويش عشقهم العشاق ِ ف ي� حال ُ أتساوى لدى ّ ْ ٍ ومقصف ِ ّ أ َّ مكان وجــه الـــحبيب إذا بـــــــدا ، ُ ل ّن سنا ِ يُ نوار كــــل ِ شعشع بال ِ ت ذا� الجمال بل ينبع جماله من نظرة عاشقه ..ف ي� النظرة يكمن ّأما سبب العشق فهو �ش ي ء وحيد :الجمال ..والنكتةّ ، أن المعشوق ليس ي الحب ،يقول(ص: )98 الجمال الذي هو سبب ّكل ّ برغم من ّيدعي ف ي� العلم معرفةً ومحظور العشق أممنو ٌع وقوله: ُ ُ َ ُ الـــجمال لهل العشق بت� ُير إن ــــج ُتنا ّ جمال وجهكَ تبقى فيه ُح َّ ف بقصة زليخا ويوسف ،يقول (ص: )23 ويؤك ُّد عىل دور الجمال ي� العشق واالفتتان ّ جماله الوضـ ّ ْاح وفرط الــعليا بطلعة َ يوسف ُ ِ ِ العصمة الكَ َّباح حجاب خرجت زليخا من لقد ْ ِ ِ 3ــ رمز الخمرة .. �ش وغ� ذلك .كما استخدموا استخدم وساق و ب وسكر ومجون ُ وخلع غدار ي ّ الصوفية معجم الخمر ،من كأس وقدح وحانة ودنان وسقي ٍ وغ� ذلك . أسماء الخمرة :صهباء ،سالفة ،مدامة ،ابنة الكرم ...ي ف ت وتحولت إىل قصيدة طويلة ف ي� القرن السادس ــ ال� بدأت ي� وقت مبكر عىل شكل مقطوعات ف ي قص�ة ونادرة ،توالت ّ وهذه الخمريات ي الصو� مع ابن الفارض. السابع الهجري ،وأصبحت موضوعاً من موضوعات الشعر ي لكل ما يتعطف به عىل معشوقه ّ .. فالخمر رمز لمنح المعشوق وعطاياه ّ ، فكل ما يصدر عن المعشوق يسكر العاشق :حديثه ،نظرته صده ... لفتته ،إقبالهّ ، ش التحرر من العالقات السائدة والزائفة والكشف عن الذات الحقيقية العريّة عن الملصقات. وال� فب رمز الذوق ،والسكر والمجون رمز ّ يقول ي� انحيازه لمعجم الخمر( ص : )80 قل البنة الكرم أ خدم لها ف ْ الج ّل ِس � إنــــنا ة ث� ال ٌ ي ِْ محفل ُ ي ف الــكأس فتقدمي ي� حر َرتْ ِك من القيود جميعها أنفاسنا َّ ِ ُ قد َّ ويؤكّد سلوكه سبيل السكر ويمهره باالغتسال بالخمر ،يقول (ص: )95 صومعة من طول ما نزفَا تلويث ـــه أ َ ن ٍ قل� الـــــحزين اعتاد من ِدم ن ِ كذاكَ ب ي ْ الـسفَا1 بد� بالخمر إغسل ــ إذا ما َ شئت ــ يل ي مر ُ فال ُ أمركَ يإ� أعشق َ َ ب� الخمرة والكشف عن أ ويربط ي ن (ص: )101 يقول . ار رس ال ف ن محج ِب أســـر ِار خـ� ًة أال فاعط� خمراً فأعطيكَ ب بما ي� الوجود من َّ ي ً ومن ِم ْن شذا ُه كان سكري و تَهذاري رصت عاشقا عم ْن وج َه ُه ُ َ وأنبيكَ َّ ف ن الثا� ،فيقول (ص : )109 ويضع خط الزهد ي� مقابل خط السكر ّ ويرجح ي
أ أ ف د� الكاديمية والصحافة الثقافية ي� النقد ال ب ي إبراهيم خليل نموذجا
شفيق طه النوبا�ن ي
مقدمة
ف ت تتسم إصدارات الصحافة الثقافية من مجالت وصحف بسمة عامة تُ ي ز ال� تستقي منها م�ها عن المجالت ّ المتخصصة ،تتمثل ي� تعدد الروافد ي المهتم� بالشأن ف ين الثقا� عىل تباين درجة هذا االهتمام من شخص مادتها المقدمة للقارئ ،مما يؤدي بطبيعة الحال إىل اتساع دائرة القراء من ي آلخر ،وهذا ما يجعل الصحافة الثقافية تضطلع بدور تنويري ض يقت� إثراءها بمواد عميقة ال تبتعد ف ي� الخوض ف ي� مجال تخصص الكاتب. ي الد� ف� نظرياته وتطبيقاته مساحة واسعة من الصحافة الثقافية ،يسهم فيها العديد من أ أ ين ين المتخصص� ف ي� النقد كاديمي� ال ويأخذ النقد ب ي ي الدباء والمثقفون ف� مجال أ الد� كما يسهم فيها أ أ الدب .وال يخفى عىل المطلع عىل الصحافة الثقافية أن لكل فئة من هؤالء خصائص ي ز تم� بي ي الدبية لدى أ كاديمي� يظهر التوجه إىل أ ح� يبدو الميل إىل الدراسة العلمية لدى أ كتابتهم النقدية ف� أ ين الغلب ،ففي ي ن الدباء ،ولعل ف ي� ظاهرة ال ي أ ين ين الس�ية المثقف� من مهما عىل هذا التوجه .وتتسع دائرة الكتابة لدى المهتم� بالدب ،فنجد من يتناول الناحية ي "النص عىل النص" مثاال ّ أ ف وكث�ا ما تمثلت الكتابة النقدية ي� الصحافة الثقافية بالمراجعة لدى الديب ،ومن يتناول الناحية الفلسفية أو السياسية أو االجتماعية ،ي أ ت د�. ال� ال تتجاوز انطباعات القارئ ومالحظاته عىل النص ال ب ي الرسيعة ي السئلة أ كاديمي� من الذين تواصلوا مع الصحافة الثقافية ،لتحاول الجابة عن عدد من أ تتوقف هذه الدراسة عند أ ين الساسية ف ي� هذا ال إ الكاديمي للصحافة الثقافية؟ وما الذي يمكن أن تقدمه الصحافة الثقافية أ المجال ،فما الذي يمكن أن يقدمه أ للكاديمي ف ي� إطار تواصله مع ّ أ ف ين كاديمي� من ناحية ومع تالميذه ي� مجال التخصص من ناحية أخرى؟ وهل يمكن أن تتحقق من خالل هذا التواصل رؤية نقدية خاصة تتأثر ال ين باالتجاه�؟ تواصل العديد من النقاد أ ين كاديمي� مع الصحافة الثقافية ف ي� إنتاجهم النقدي ،إذ قاموا بدورهم التنويري من خالل ذلك ،ومن هؤالء: ال طه ي ن الكث� .وقد أسهمت الصحافة ف ي� شن� نتاج وغ�هم ي حس� ،ومحمد مندور ،وجابر عصفور ،وعبد الرحمن ياغي ،وعبد هللا الغذامي ،ي المهتم� أ بالدب مما أسهم ف� تحقيق حضورهم ف� المشهد ف ين الثقا� العام ،كما أسهموا من ناحية أخرى ف ي� زيادة رصيد الصحف هؤالء لدى ي ي ي ف ت ال� ش العر�. تن� عىل صفحاتها مقاالت لنفر من أهم النقاد والمفكرين ي� الوطن ب ي والمجالت الثقافية ي ف ف أك� ف ي� الساحة الثقافية وإن كان لكل من هؤالء طابعه الخاص ومنهجه ي� الكتابة إال أن هناك سمات تجمعهم ،فقد حققوا ي� مجموعهم أثرا ب العربية ،وإن كان ذلك بدرجات متباينة ،وهم من ناحية أخرى ي ز يتم�ون بسالسة اللغة ،فإن ...كانوا يخوضون ف ي� مواضيع متخصصة ،إال أنهم يتجهون ف ي� كتابتهم إىل �ش يحة أوسع من القراء ،فال تجد لغتهم ف ي� معظم نتاجهم النقدي والفكري تزدحم بالمصطلحات النقدية ت ال� تتطلب من القارئ أن يكون متخصصا ،وإن كانت تتطلب منه أن يكون مثقفا ،ولعل من البديهي أن هذه اللغة لن تمنع توظيف هؤالء أي لدواتهم واتجاهاتهم النقدية والفكرية. وال شك ف� أن الكشف عن دور أ ن ف العر� من خالل ما قدموه ف ي� الصحف والمجالت الثقافية يحتاج إىل دراسة ال ي كاديمي� ي� الفعل النهضوي ب ي ي أ أ ن كاديمي� فيها منذ إنشاء جامعة الملك فؤاد الول؛ الجامعة مستقلة وشاملة تعود إىل أوائل المجالت والصحف العربية ،وإىل إسهامات ال ي ب� النقد أ العربية أ الوىل ف� العرص الحديث .يغ� أن هذه الدراسة ستكتفي بتناول نموذج معارص يمثل هذا المنحي الذي يجمع ي ن الكاديمي ي أ م�ة ف� توسيع دائرة التفاعل ف ف ف والفعل ف ز الثقا� .ولعل النموذج الذي سأتناوله سيسهم ف ي� الثقا� الصحفي ي� النقد ال ب ي ي د� بما ي� هذا التوجه من ي ي ي إبراز طبيعة هذا التوجه ف ي� الكتابة النقدية. ف أ أ ث العر� ،فقد أصدر أول كتبه النقدية "الشعر يعد إبراهيم خليل واحدا من أك� النقاد تفاعال مع الحركة الدبية والنقدية ي� الردن والعالم ب ي المعارص ف� أ خمس� كتابا صدرت ف� خالل نحو ي ن ين أربع� عاما ،هذا فضال عن الردن" عام ،1975يل�فد المكتبة العربية بعد ذلك بما يزيد عن ي ي ف ت وال� جمع العديد منها ي� كتب العديد من المقاالت والدراسات النقدية المنشورة عىل صفحات الصحف والمجالت الثقافية والمحكمة ،ي منشورة.
أ أ ال ف ف خالل استقراء دراسات خليل ف� النقد التطبيقي ت د� وتقييمه وتوجيهه ،مع د� ي� ي تفس� النص ال ب ي ال� ال تبتعد ي� معظمها عن مسعى النقد ب ي ي ي آ ف ف �ض التسليم بطبيعة الحال بأن التوصل إىل هذا المسعى يختلف ي� أدواته من ناقد لخر .ولعل من ال ورة بمكان إالشارة ي� هذا السياق إىل أن الد� نفسه سواء أكان ذلك ف� تحليله للنصوص أو ف� استخالص الظواهر المتنوعة ف� أ أ ف الدب أدوات خليل ي� دراساته النقدية تنطلق من النص ب ي ي ي ي 1دراسة المعجم اللغوي يركز خليل وال سيما ف� دراسته للنصوص والمجاميع الشعرية والقصصية عىل المعجم اللغوي الذي ي�ز بصورة أك� ف� نص أ الديب أو ف ي� ب ب ي ي ف ف كب�ة نابعة من دوره ي� إضاءة النص وإجالء رؤيته ،ومن ذلك ما جاء ي� دراسته لديوان محمد مجموع نصوصه ،إذ يعطي هذا الجانب أهمية ي ف ف ال� "ويقول الرصيف" ،إذ يالحظ ف ي� يغ� قصيدة من الديوان شيوع المفردات المتعلقة بالمكان المرتبط بمرحلة الطفولة ،فالشاعر ي� قصيدة ي ال� لم تزل تدور عىل أ ت اللسنة" ليخلص خليل من خالل ذلك إىل ي ن حن� "مقامتان" ال يفتأ "يذكر "حوش" الدار ،وقهوة المساء ،والهيل ،والحكايا ،ي ن الشاعر إىل المكان الذي ض الوجدا� ث أم� فيه طفولته باعتباره مصدرا من مصادر ن الحس. وال�اء الغ� ي ي ال� تول للحقول الداللية أهمية كب�ة باعتبار أ أ ف ت اللفاظ "ممثلة لجوهر ي وال يخفى عىل القارئ تأثر خليل ي� هذا المجال بالدراسات السلوبية ي ي الداة ف� الدراسات أ يم� هذه أ أ ف ن وتأث� ذلك عىل الفكرة" ،ولعل ما ي ز السلوبية المع� ،فاختيار المبدع للفاظه يتم ي� ضوء إدراكه لطبيعة اللفظة ،ي ي تق�ب من البحث النقدي أ قابليتها للتناول الموسع الذي يعتمد عىل إالحصاء ف� دراسات ت الكاديمي أو التناول الموجز الذي يعتمد عىل المالحظة ي أ ض ال بد� ي ز أك� من القراء من خالل مساحة نصية أقل ،وهي من ناحية أخرى ال وتتم� بوصولها إىل عدد ب ت�ء رؤية النص ي من خالل مقاالت موجزة ي ف ف ت بخ�ة ال� تجهد ي� إالحصاء دون أن تخرج بنتيجة ذات أهمية ،خاصة إذا كان الكاتب ال يتمتع ب تقل ي� قيمتها النقدية عن ي كث� من تلك الدراسات ي نقدية كافية ،فتتوقف بذلك عند إجراءات المنهج دون أن تخرج بنتائج ذات قيمة. -2إضاءة أدوات أ الديب الدبية إىل أدوات عديدة يوظفها ف� إجالء رؤيته ،ويعد الكشف عن هذه أ الديب يلجأ عادة ف� نصوصه أ من المعروف أن أ الدوات من أهم مهام ي ي أ ف ف ت ال� يسعى إىل بلورتها ف ي� نصوصه. الناقد ي� فعله النقدي ،وهذا ما يسهم بطبيعة الحال ي� أالوصول إىل رؤية الديب ي ف ت ال� لم يأل إبراهيم خليل جهدا ي� الكشف عن أدوات النص ال ب ي د� ،من رموز وصور ومرجعيات تراثية أو أسطورية ،فهو مثال يكشف عن الرموز ي ف تمثل ثيمات لدى شاعر ي ن يع� عن "االنتظار الطويل الذي ال يخفي مع� ،كما هوالحال ي� دراسته لشعر فواز عيد إذ يتناول رمز "شهرزاد" الذي ب القيس لذلك الفردوس المفقود ،الضائع ،فإن قرطبة ترمز للقوة وراءه أمال بحجم ذلك االنتظار" .وإذا كانت "غرناطة" قد رمزت "عند محمد ي ت العر� بحثا مضنيا ،دون أن يجدها". ال� يبحث عنها ب ي ي وال يتوقف خليل ف ي� دراساته عند أدوات الشاعر ف ي� نص محدد أو مرحلة معينة من تجربته الشعرية ،بل يتناول تحوالت هذه التجربة ،وتطور أدوات الشاعر خالل مس�ته أ الدبية ،كما هو الحال ف� دراسته لشعر ي ن مس�ته الشعرية بدءا تتبع بدقة تطور أدواته بع� ي ي مع� بسيسو ،إذ ّ ي أ ف باعتماده عىل الشعارات السياسية وانتهاء بنضوجه ن خ�ة. الف� ،إذ لجأ إىل الرمز والصورة والبناء الدرامي ي� دواوينه ال ي ي أ أ ف ت ال� تسجل لمالحظات د� ،إذ لم تُدخله الصحافة الثقافية إىل المقاالت لم يبتعد خليل ي� دراسته لدوات النص عن جوهر النقد ال ب ي النقدية ي ال� تدخل ف� مجال أ أ ف الدب ث ت أك� من تعلقها بالنقد، انطباعية خاطفة ال تستند إىل أدوات واضحة ي� تناول العمل ال ب ي ي د� ،أو إىل تلك التعليقات ي ف بخ�ة نقدية أعمق وبلغة بعيدة عن التعقيد النابع من س�فد الصحافة الثقافية ب وال شك ي� أن التناول الذي يستند إىل مرجعيات نقدية واضحة ي إمالءات النظرية. -3نحو النص
كث� عناء ليتوصل إىل سمة الغزارة فيه ،يغ� أن منطلق االهتمام به ال يتوقف عىل هذه السمة ،بل ت يـتأ� ال يحتاج المطلع عىل نتاج خليل إىل ي من طبيعة هذا النتاج الذي حافظ عىل تواصله مع الصحافة الثقافية كما حافظ من ناحية أخرى عىل النتاج أ الكاديمي .والحقيقة أن هذا إ إ التوازن ن أ ف ت ال� ب� الكاديمية والصحافة ذو أهمية ي ي كب�ة إىل حد أن من الممكن اعتباره المرتكز الذي يمكن االنطالق منه ي� دراسة الرؤية النقدية ي ف يستند إليها خليل ي� إنتاجه النقدي. سأتناول ف ي� هذا البحث ثالثة محاور أحاول من خاللها الكشف عن رؤية خليل النقدية ،وأول هذه المحاور تتمثل ف ي� منطلقات الرؤية وجوهرها، ف ت ال� يمكن أن يلحظها الدارس لكتابات خليل النقدية. أما ثانيها فتتمثل ي� أدواته النقدية ،وثالثها يستجمع بعض الظواهر ي أوال .الرؤية ومنطلقاتها أ أ ف ف ت ال� تصدر تباعا ف ي� الوطن ينطلق خليل ي� نتاجه النقدي من انحياز واضح للعمل ال ب ي د� الجيد ،فقد اجتهد ي� متابعته للعمال إالبداعية ي الجناس أ العر� ف� مختلف أ القص�ة .ولم يتوقف خليل ف ي� هذه المتابعة عىل تناول العديد من أهم الدبية ،وال سيما الشعر والرواية والقصة ي بي ي الدبية بالنقد والدراسة ،وإنما برزت مواكبته لحركات التجديد ف� أ الصدارات أ الدب العر� مما يش� إىل اهتمامه بأبرز التحوالت الجوهرية �ف إ ي بي ي ي أ ف د� ،فقد رأى ي� االتجاه إىل الشعر الحر حركة تجديد "جاءت بفضل دوافع موضوعية وذاتية" . الشكل ال ب ي ف ال� تخرج عن جوهر إالبداع الشعري ،نبه ف� تناوله لقصيدة ث ت ت الن� إىل أنها "تحتاج إىل ّ ي وكما اح�ز خليل ي� تناوله للشعر الحر من المحاوالت ي ف ملكة شعرية تستطيع أن تقدم البدائل ت القص�ة تمثل "نوعا مرتبكا من القوا�" .وقد رأى أن القصة ال� فقدتها بغياب الوزن ،وتخليها عن ي ي ي الجناس أ بمع� أنه ال يمتلك سمات مستقرة خاصة به تمنحه االستقالل عن أ أ الدب ،ن الخرى" ،وهذا ما يفسح المجال بطبيعة الحال للتناول القص�ة بكافة أشكالها ت ...ال� تتحقق فيها معطيات العمل إالبداعي الجيد. النقدي للقصة ي ي وكما انحاز خليل لجوهر أ التفس� والتقييم الدب بعيدا عن التمسك بشكل محدد له تجده ينحاز لجوهر النقد أيضا بما يحقق وظائفه ف ي� ي والتوجيه ،فهو يؤكد ف� أحد كتبه "نفي الصفة المنهجية الثابتة ،والموحدة ،عن جل الدراسات والمقاالت" ت ال� جاءت ف ي� الكتاب ،وهذا ما يبدو ي ي أ أ ف ت ت ال� سعى إىل ال� ي ّطلع بها هي الكشف عن أدوات الديب ورؤيته ي بالفعل عند االطالع عىل منجز خليل ي� دراساته ومقاالته ،فالمهمة الوىل ي إيصالها إلىالمتلقي. أك� دينامية تمارس أثرها ف� حركة أ تتم� هذه الرؤية النقدية بطبيعتها التفاعلية مع معطيات الحركة أ الدبية والنقدية ،فتبدو ث يز الدب وتتأثر بها ف ي� ي أ الوقت نفسه ،ليكون أ ت الدب بذلك أساس الفعل النقدي .ولعل ف� هذا التوجه ما ي ز ال� تنحرس ف ي� الوسط يم�ه عن ي ي الكث� من الدراسات الكاديمية أي أ المتخص ي ن ص� ،وإن كان خليل ال ينفصل عن الوسط الكاديمي سواء كث�ا ما ال يفيد منها يغ� الكاديمي نتيجة ميلها إىل تطبيق مناهج مع ّلبة ي ّ أ ف ف ف جدية أكان ذلك ي� دراساته النقدية أو ي� طبيعة عمله إال أنه استطاع ي� دراساته أن يفيد من التواصل مع الحركة الدبية والثقافية من جهة ومن ّ البحث أ الكاديمي من جهة أخرى. مل�ما تجاه رؤيته النقدية بما تتطلبه من أدوات تمكنه من دراسة أ عىل أن الناقد مهما حاول أن يتحلل من المنهج النقدي سيبقى ت ز الدب ،وإال فإن دراسته دون أدوات ستكون سطحية مفرغة من معناها ،وهذا ما يسلمنا إىل دراسة أدوات الناقد. ثانيا .أدوات الناقد أ أ ف ت ت ال� يتبناها ،وهذا ما سأحاول الكشف عنه من ال� يتبناها الناقد ي� تعامله مع نصوص الدب وظواهره عن رؤيته النقدية ي ال تنفصل الدوات ي
ثالثا .سمات وظواهر ف ت ال� ي ز ال يخلو نتاج أي دارس من سمات وظواهر ي ز يتم� بها ،وهي بطبيعة الحال سمات تم� نتاجه ي� المجال الذي يبحث فيهّ ، لتكون شخصيته ي ال تنفصل عن رؤية خليل النقدية. -1االطالع الواسع يدعو تواصل الناقد مع الصحافة الثقافية إىل تواصل أك� مع الحركة أ الدبية القائمة ،وقد عمل خليل محررا ثقافيا ف ي� جريدة صوت الشعب ب ف ض أ ف ت بالضافة إىل نشاطه المستمر من خالل شن� مقاالته عىل صفحات الما� ،هذا إ وجريدة الخبار ي� ف�ات متقطعة ي� سبعينيات القرن أ ي المجالت والصحف ،ي ن وح� عمل خليل أستاذا ف ي� الجامعة الردنية عام 2991لم ترصفه جهوده البحثية عن الصحافة الثقافية ،فاستمر عطاؤه ف ي� االتجاه� .والمطلع عىل دراسات خليل سيجد أنه يتعامل مع نصوص أدبية من معظم أ ين القطار العربية ،ومن معظم المراحل التاريخية ،ومع أ د� وعلم الرسديات. أجناس أدبية متعددة ،هذا إ بالضافة إىل تناوله المتخصص لنظريات النقد ال ب ي -2االبتعاد عن التعقيد واالتجاه إىل التعليم أ أ أ ال بد� ن المتب� لنظرية د� باتجاهات فلسفية وفكرية سائدة تفرض نظرة معينة إىل الدب ،وهذا ما أدخل الناقد ي عادة ما ترتبط نظريات النقد ال ب ي ي أ ف ف ت نقدية معينة إىل ي ز ال� تجعل كث� من الحاالت التح� للنظرية النقدية عىل حساب الدب .كما اضطره ي� ي إىل الدخول ي� تعقيدات النظرية ي أ د� أو أدواته. القارئ مشغوال ف ي� الكشف عن طبيعة أدوات الناقد ي وتفس�ها دون أن توصله إىل رؤية النص ال ب ي ئ السيميا� ال يختلف عن أي تحليل نقدي تقليدي وقد اتخذ خليل موقفا رصيحا من بعض االتجاهات الحداثية ف ي� النقد إذ رأى مثال أن "التحليل ي ال� تذكرنا بثنائيات ت ت ش�اوس .أما إال بإضافة مصطلحات مثل :ثبوت /تحول ،وفعل /فاعل ،وخضوع /ال خضوع ...مجموعة من الثنائيات ي ت ت ال� تذكرنا بمربع غريماس samierGفلو أسقطت من الدراسة التحليلية ،واكتفي بما ال� تضاف إىل التحليل ،والمربعات السيميائية ،ي الرسوم ي للشارة – ها هنا – لحذلقة ال كب�ا فاته االطالع عليه ،أو أن فهمه للتحليل اختل ،واضطرب مما يدعونا إ ذكره الناقد ،لما أحس القارئ بأن شيئا ي البص�ة النقدية". تقدم ،وال تؤخر ،عىل مستوى ي ف ت ال� تصلح للتدريس ف ي� الجامعات بوصفها مراجع مقررة ولعل هذا االتجاه ي� االبتعاد عن التعقيد هو ما ّ قرب خليال من كتب المقدمات ي الحال يرجح أن يكون خليل قد أفاد ف ي� للطلبة ،فهو مثال يقدم لنظرية الرواية بإحاطة وشمول وبلغة ي يس�ة عىل الطالب الجامعي ،والباحث ي ف ف ت أك� �ش يحة ممكنة من القراء ،فإذا كان هم ال� تتطلب من الكاتب لغة سلسة تخاطب ب نهجه هذا ي� الكتابة من ب خ�ته ي� الصحافة الثقافية ي هم المع ّلم أيضا أن تصل رسالته إىل إىل التالميذ جميعهم. كاتب المقالة أن تصل رسالته إىل القراء جميعهم فإن ّ -4االهتمام أ بالعالم الثر الواضح ف� أ ال� تستحق االلتفات ف� نتاج إبراهيم خليل االهتمام بأعالم النقد من أصحاب أ ت الدب والنقد ،فقد صدرت كتب ي ي من الظواهر ي ت تيس� سبول ،ي ن ال� شن�ها عن مثل هؤالء وأم� شنار ،ومحمد وج�ا إبراهيم ب القيس ،ومحمود درويش ،ب لخليل عن ي ج�ا ،إضافة إىل بحوثه ي ي أ العالم ،سواء أكانت هذه البحوث مشاركات ف ي� ندوات تكريمية أو من خالل بحوث علمية محكمة ،ومن ذلك ما كتبه عن مؤنس الرزاز وإحسان أ وغ�هم عباس ونارص الدين السد وهاشم ياغي ،ي وإن كان هناك عدد من هذه أ البحاث يتسم بالطابع التكريمي ،حيث تقل مجادلة المادة موضوع البحث إال أن معظمها اتجه إىل البحث ف ج�ا ف ي� بعض المصطلحات النقدية. ج�ا إبراهيم ب العلمي الذي يتحقّق مما يتناوله ،كما هو الحال ي� إشاراته إىل خلط ب
التحليليتغيا "تحديد الخواص اللسانية ي ز المم�ة للنص من الالنص" ،إذ تتحقق مزية النصوص يعد "نحو النص" أو "تحليل الخطاب" نمطا من ّ أ والعادة، وبغ�ها من الدوات النحوية ،إ عن الال نصوص من خالل ما تتسم به من ترابط "ينجم عن قواعد "تنصيص" منها إالحالة بالضمائر ،ي تأ� النتائج بعيد أ ت ت السباب". والتكرير ،وال�ادف ،والعطف ،وتفريع المجمل ،وتفصيله ،وترتيب العنارص بحيث ي نال "نحو النص" اهتمام أ ين الكاديمي إبراهيم خليل ،فقد شن� ي ن محكم� ف ي� هذا المجال أحدهما بعنوان "من نحو الجملة إىل نحو النص"، بحث� الجرجا� ف� ضوء نحو النص" ،وقد برز التوجه للمنحى أ ن ن هات� الدر ي ن الكاديمي ف� ي ن است� والثا� بعنوان" :قواعد التماسك النحوي عند عبد القاهر ي ي ي ي ف ف تقص المادة العلمية أو ف ي� التوصل إىل نتائج البحث ،يغ� بوضوح ،إذ حافظ خليل عىل المنهج العلمي الصارم ي� دراستيه ،سواء أكان ذلك ي� ي ين البحث�. أن ما يهمنا ف ي� هذا السياق هو عدم توقف خليل عند نتائج هذين أ ف ف ت ال� ش ين�ها ف ي� الصحافة الثقافية يتحلل من لقد غدا نحو النص من أهم أدوات خليل ي� تحليله للنصوص الدبية ،يغ� أنه ي� مراجعاته ي المصطلحات الدقيقة المرتبطة بنحو النص إىل حد ما ،مما يسهم ف ي� تقريب المراجعة إىل القارئ الذي لم يتعمق ف ي� هذا المجال .ومن ت ال� تندرج تحت وحدة كلية واحدة ف ي� محاولة منه للوصول إىل بنية ذلك تحليله لقصيدة "وجدتها" لفدوى طوقان ،إذ تناول وحداتها ب الك�ى ي القصيدة المتماسكة مستعينا ف ي� ذلك بأدوات نحو النص ،إذ سعت القصيدة ف ي� كليتها إىل "العثور عىل الذات بعد تيه ،وضياع". -4المقارنة "الضف�ة واللهب" للدراسات المقارنة ،إذ لفت شغلت المقارنة خليال ف ي� عدد من دراساته النقدية ،ومن ذلك الجزء الذي خصصه من كتابه ي ن ت سبا� لوركا، ال� لم يخض بها الدارسون لدى بعض الشعراء ،كما هو الحال ف ي� تأثر شعر محمد القيس بالشاعر إال ي ي االنتباه إىل عدد من الظواهر ي ف و� دراسته لشعر درويش يخوض ف� تأثر الشاعر بنمط قصيدة السونيت "" tennoSف� ديوانه "رسير الغريبة" إذ الحظ أن درويشا ال ت ز يل�م نمطا ي ي ي محددا من أنماط السونيت الشائعة ف� أوروبا ،فهو أحيانا يتبع أسلوب الشاعر إاليطال تب�ارك ،ت ز شكسب� يغ� أنه يخرج ف ي� ويل�م أحيانا أسلوب ي ي ي بعض السوناتات عن كليهما. أ ف العر� الحديث ،فقد لم تقترص دراسات خليل المقارنة عىل مجال الدب ،بل ظهر هذا الشكل من الدراسة بوضوح ي� مراجعاته النقدية للنقد ب ي أ أ ف ف العر� الغر� عىل االتجاهات النقدية المعارصة إذ بدا تتبعه لشكال استقبال النظرية ي� النقد ب ي حاول ي� أحد كتبه أن يتجه إىل استقراء الثر ب ي للعمال أ الحديث ،غ� أن المقارنة بوصفها أداة لم تنعكس عىل دراسات خليل ومقاالته بعامة ،إذ لم يستخدمها باستمرار ف� مراجعاته أ الدبية، ي ي ف ولعل ذلك يعود إىل طبيعة الدراسة المقارنة ،فهي تتطلب أن يكون البحث مختصا ي� هذا المجال ،فال ينقاد الدارس إىل إطالق أحكام عامة ال تستند إىل أرضية صلبة. أ ف ف ت تأ� امتدادا ألداة مهمة من أدواته النقدية ،وهي ولعل من المناسب ي� هذا السياق إالشارة إىل أن دراسة خليل لثر السونيت ي� شعر درويش ي تناول التناغم الموسيقي ف ي� النص الشعري ،سواء أكان ذلك من خالل الموسيقى الخارجية للقصيدة أوالموسيقى الداخلية ،فهو يتنناول ف ي� صو� يكون له أ أ ت الثر الحاسم ف� ن مع� البيت ،أو المقطع الشعري". مواضع عديدة ما ينشأ "من تعلق الصوات ،بعضها ببعض ،من صدى ي ي الداة أقرب إىل المنحى أ ولعل خليال ف� هذه أ الصحا� ف ف الثقا� ،إذ ال تخوض الصحافة الثقافية غالبا ف ي� مثل هذه الكاديمي منه إىل المنحى ي ي ي ف ف يش� إىل ما الموضوعات الدقيقة ،هذا عىل الرغم من كون بعض هذه المقاالت قد شن� ي� مجالت ثقافية .وإن كان ي� ذلك من إشارة فإنما ي يمكن أن يضيفه أ الكاديميون إىل الصحافة الثقافية. ال شك ف� أن أدوات خليل النقدية لم تقترص عىل تلك ت ال� تم ذكرها ،فمن الطبيعي أال يحدد الناقد المخلص للممارسة النقدية عينها نفسه ي ي أ أ ف ف ث لغ�ها ي� تناول نصوص الدب وظواهره ،يغ� أن هذه الدراسة حاولت أن تلم بأهم تلك الدوات وأك�ها توظيفا ي� دراسات بأدوات ال يلجأ ي خليل النقدية.
أ ت ت ال� حققت مكانة ي ز متم�ة ف ي� وال يخلو هذا ال� تتجه عادة إىل االحتفاء بالشخصيات ي االهتمام بأعالم الدب والنقد من أثر الصحافة الثقافية ي مجال الثقافة أ والدب والنقد ،يغ� أن ما يلفت االنتباه ف ي� هذه الظاهرة أن هذه الظاهرة لم ّ تتجل لدى خليل كما هي ف ي� الصحافة الثقافية ،بل أخذت بعدا بحثيا علميا أكاديميا. خاتمة ال يمكننا بأي حال أن نعد الناقد الذي يكتب ف� الصحافة الثقافية باحثا ف� مجال مختلف عن ذلك المجال الذي يكتب فيه الناقد أ الكاديمي، ي ي آ أ أ ن ز االتجاه� سيشكل يتم� بها عن الخر ،ولعل الناقد الذي يستفيد من ي فكالهما يتناول الدب بالدرجة الوىل ،يغ� أن لكليهما خصائص وسمات ي و� تواصله ،إذ سيتمكن من التواصل مع دائرة أوسع من دارس أ ف ف ف الدب ومطالعيه. و� منهجيته ي نموذجا متفردا ي� أسلوبه ي ي
الكاديمية ،كما أفاد من بحوثه أ وقد تمكن خليل من ذلك بالفعل ،إذ أفاد من الصحافة الثقافية ف� دراساته أ الكاديمية ف ي� إثراء الصحافة الثقافية، ي أ ين االتجاه� اللذين يشتغالن ف ي� المجال نفسه ،وهو الدب .ولعل من أهم ما يمكن أن نسجله لهذا النهج هو وتمكن بالفعل من التواصل مع أ أ أ ف ف ت ين كاديمي� ،فضال عن إسهامها ي� تقريب النقد ال� تبقى ي� الغلب مقترصة عىل ال قدرته عىل إخراج الدراسات الكاديمية من الدائرة المغلقة ي الذي يمارس ف ي� الصحافة الثقافية من الموضوعية.
النهر الخالد
فاطمة ب ز ال�ال
ن م� دمعتان لل ّنهر ّ ي وتحيةْ ّ جاب البقاع َ نداؤُ ُه وهدير فمن َ القضية وارتاض ي� رحم ف ّ عشب ي� ذراكْ الص ُ فّ وت يُ ُ شجية و� المدى ُ ينساب ألحانًا ّ ي ف ّتان : لكَ ي� ضلوعي ضف ْ للجروح وح مرسى ْ الر ُ ّ ف الرمية ْ والعمر يرسي مثل ٍ سهم ي� ّ ُ ن فتية عن ثت� حد كم ٍ يا ُ نهر ْ ّ ي والدروب لخطوهم جابوا ال ّزمان ُ صارت نديّة ثاقب كانوا ٍ كضوء ٍ ليس ال ّتماهي دأبُ ُه ما لم يكن فيه الفداء القضية ْ معب ًدا درب ّ ّ افد كم من ر ٍ نهر ْ يا ُ الرديّة ُ يقتات من ِ عشب ّ الزمان فتار ًة ال تشكُ من صخب ّ ِ ف تاح الورود ي� ّ الشوك تر ُ وتعبق الحريّة ْ مان ُ الز ُ وينت�ش ي منها ّ درك هلل ّ كيف يسمو مار ٌد والكوكب الدريّا إن لم يكن َ ن مروا عىل أسمعت� كم ِ يا أنهر ْ ضحكات من ّ ي العتاب ف الوصية نور ي� ّ كانوا حرف ٍ منهم غر الح ُ ال ّث ُ طب من أعذاقهم والر ُ ّ ّ والقطف آه ثم ٍآه لم يكن إل الربيع ُ وشي ُه الورديّا َو َ إجر كيف شئت يا ُ نهر ِ ففي الهوى أنت المدى لم ت يغ�ف من مائك ف اره إال الذي أود ْع َت ي� أرس ِ نبضا من الحريّة ْ . ً
ازحف بمخالب الشوق بقلم رياض الدليمي قبل أ الرض ت أُ ُ ال� تطأها أقدام الكلمات ي ازحف بمخالب الشوق ظل ِك، خلف ِ الحن�ن شعرك بأصابع ي ُ أالمس خصلة من أ ِ تنهيدة تحارصها القواس وعالمات التعجب ورفيف رمشك.... ارصخ... ُ فارصخ... الجمل المبتورة ي� فراغات ف ال صدى لها � عجز القصيدة كيف اكظم يهطول أمطار حني�ن ي أنا المقتول عند عتبات المساء بذخ�ة النبض.. معبأ ي عل سهام الغنج صو� ي أنا ب ي أ السن�ن ف تر من عزل ال ي َِ وشبق العبارات بال وطن.. وذاكرة.. وبنفسج … .احلق هذا المساء السنابل فوق أسوار ِ
تيك أطارد مدنا الذت بشقاوة غماز ِ أ عاشقا أل ي ن ن� الظافر ن جنو� سمراء من قوم ي عيون سود ..وشعر حالك ....كأيامي ن قل� ْ توسدت الفراغات يب� ف شطري ب ي جمل ال افقه معناها ي� قواميس االحتالل، تسللت للقصيدة ف ي� غفلة العنوان ت ويقظ� المشددة ي دون خوف وريبة التقينا... مرس قلبها عىل الموت... امرأة تَ ّ ندرس تحت رمال الكلمات. ورجل ِا َ يعتل أفواهنا خال ي يدق أجراس السالم ونغيب ف ي� الذاكرة ش الم�وخة وسالم....
المقدمة ُولدت فكرة هذا البحث ،الذي يحاول معرفة أسباب عزوف الطلبة عن ارتياد المكتبات ،إىل تشخيص الواقع أوالَ ،ثم اتخاذ االجراءات المناسبة ين المس�ة العلمية ،ويحقق أحد أهداف نظام LMDالذي يرفض طرق التعليم المعني� مما يحقق خدمة لمعالجة هذه المشكلة من ٍقبل ي أ الُحادية ف� تكوين المعارف ،ويدعو إىل المشاركة الفاعلة ن أ التلقينية ،والطرق أ الموجهة والتطبيقية ي ب� الستاذ والطالب ،وذلك من خالل العمال ّ ي والنتاج الشخص وعمل أ البحاث؛ وبالتال تشجيع استعمال مصادر المعلومات من مكتبات ت وأن�نت. إ ي ي
ف والقراء ف ي� المجتمعات والجامعات عامة ،وأهمية المكتبة الجامعية خاصة .وتطرقنا إىل هدف وقد مهدنا ي� هذا البحث عرض أهمية القراءة ّ التعليم الجامعي ووظيفة المكتبة الجامعية؛ لننتقل بعد ذلك إىل الحديث عن ظاهرة عزوف الطالب عن ارتياد المكتبات ،حيث ي ّ ن تب� أنها ظاهرة ال تقف عند حدود الوطن ،بل تتعداه إىل حدود لعالم كله .وقد الحظنا ازدياد االهتمام بالكتب والمكتبات عندما بدأ مفهوم التعليم القائم أك� أهمية ث يتغ� نحو مفهوم التع ّلم القائم عىل اكتساب المعارف بطريقة ذاتية؛ ومن هنا صار وجود المكتبة ودورها ث ين وأك� عىل التلقي والتلق� ي ّ ين والمتعلم�. التصاقاُ بمجتمع الجامعة باعتبارها أساس الجامعة وقلبها وذاكرة العلم
السباب ف� أربعة محاور :محور الطالب ،محور أ ولقد حاولنا حرص أسباب عزوف الطالب عن ارتياد الجامعة؛ وحرصنا هذه أ الستاذ ،محور ي المناهج التعليمية ،ومحور واقع المكتبة ،عملنا من خالل هذه المحاور عىل عرض المشكلة ،وإيجاد الحلول المناسبة ،ممهدين ف ي� ذلك لالنتقال ت ال� ارتأيناها مفتاحاً ّ لحل هذه المعضلة. إىل خاتمة البحث ،حيث عرضنا نتاءج البحث والتوصيات ي تمهيد: ف ن يستغ� عن القراءة فهي بالنسبة له أحد المنافذ الرئيسة للمعرفة ،وبواسطتها أي مجتمع متح�ض ال يمكن أن من المسلم به إن إالنسان المعارص ي� ّ ي ن يحصل له ما يريده الطالب من معلومات وأفكار تساعد عىل ّ الذه�، كيفه مع مجتمعه .فالقراءة وسيلة من وسائل حل مشكالته وتُ ّ االكتساب آ ي أ وإن ث ال�اء الفكري الذي يحتاجه الفرد ويحصل عليه بواسطة القراءة ،يحتاجه المجتمع أيضاً ،فالمجتمع الذي يقرأ ،ويتبادل أفراده الفكار والراء، ّ أ ب� أفراده قوية ،أما المجتمع الذي انعدمت فيه هذه الصلة الفكرية ي ن هو مجتمع قوي قادر عىل الحياة والنمو ،لن الصلة الفكرية ي ن ب� أفراده أو ضعفت ،فهو مجتمع سائر ال محالة إىل الوهن واالنحالل ،والحقيقة إن مجتمعاً ّ قل فيه وجود الكتاب والك ّتاب هو مجتمع يستحق الرحمة مما اهتم المفكرون وأقطاب ت ال�بية بموضوع القراءة يؤدي إىل تأخر أفراده ،وانكماشهم عىل أنفسهم ،فكيف بحال مجتمع الجامعة وطالبها؟ وقد ّ والحث عليها ِلما لهذا الموضوع من قدرة عىل توسيع مدارك الطالب الفكرية واللغوية وزيادة معارفهم ،ومن هنا كان االهتمام بوجود المكتبات ّ ف ف ت والسهام ي� تقدمه . فعال ي� إمداد المجتمع بأفراد قادرين عىل تفهمه إ ال� تستطيع أن تقوم بدور ّ ي
أهمية المكتبات ف ي� حياة المجتمع لعبت المكتبات دوراً مهماً ف ي� حياة المجتمع ،ولسنا نجد مجتمعاً أو شعباً استطاع أن ينجح ف ي� القضاء عىل مشاكله ،وأن ينهض بأفراده دون أن أ ف ف أي مكتبة إىل دراسة المجتمع الذي يكون للخدمات المكتبية النصيب الو� ي� هذا المجال .وقد اتجهت الدراسات المكتبية الحديثة ،قبل إنشاء ّ والتعرف عىل حاجاته من أجل تقديم خدمة مكتبية مالئمة لتلك الحاجات .ولكل مكتبة مجتمعها المبا�ش ،فالمجتمع سوف تخدمه المكتبة، ّ وم� ي ن المبا�ش للمكتبة الجامعية ،هو الجامعة بمن فيها من طالب وأساتذة ش ف�؛ والمجتمع المبا�ش للمكتبة المدرسية ،هو المدرسة بمن فيها من ت ين ين ال� تتبعها المكتبة بمن فيها من ي ن ين ين �ش وإداري�؛ وموظف� فني� ومدرس� تالميذ وإداري�؛ والمجتمع المبا للمكتبة المتخصصة ،هو المؤسسة ي والمجتمع المبا�ش للمكتبة العامة هو البيئة المحلية للمكتبة بمن فيها من أطفال وشباب ورجال ونساء .
وال ّبد من إالشارة إىل القول ّإن المكتبات المدرسية هي أهم هذه المكتبات جميعاً وأجدرها بالعناية ،فإذا نجحت المكتبة المدرسية ف ي� تأدية ف الوا� من المهارات المكتبية ،والعادات القرائية الطيبة ،فسوف ينعكس ذلك عىل ّكل المكتبات وظيفتها واستطاعت أن ّ تمد النا�شئ بالقدر ي أ الخرى ،وسوف يصبح من السهل أن تنجح مكتبة الجامعة ،والمكتبة المتخصصة ،والمكتبة العامة ،والعكس صحيح أيضاً ،فلو أن المكتبة
عالقة الطالب بالمكتبات الجامعية وإشكالياتها
ق ن الدسو� /الجامعة بقلم د .م� ي اللبنانية
ين ين والمتخصص� والباحث� وأمام مشكلة انفجار المعلومات وما يرتبط بها ،لم تعد المكتبة بشكلها التقليدي قادرة عىل استجابة احتياجات العلماء وبالتال ظهرت الحاجة إىل تطوير المكتبات الجامعية إىل أن تكون جهاز معلومات يقوم بعمليات التجميع ،واالختيار ،والتحليل، من المعلومات، ي ت ين ين تز واالخ�ان ،والنسخ ،ش المتخصص� .وازدادت والباحث� واالس�جاع لتلك المعلومات ،حسب احتياجات ومتطلبات العلماء والن�، والتنظيم، الحاجة إىل استخدام الحواسيب أ ال ت ين ين الموضوعي� المتخصص� لك�ونية ألداء عملياته برسعة وكفاءة .وتحتاج المكتبة لقيامها بذلك إىل نوعيات من أ ن ف الم� ي ن ومحلل ومصممي النظم . مج�، وال خصائي� ي� المعلومات ،إ بالضافة إىل ب ي ي عزوف الطالب عن ارتياد المكتبات ف ت �ش ال� يجنيها إالنسان من وجود المكتبة ف ي� حياته ،سواء بعد أن ّبينا أهمية القراءة ي� حياة المرء عامة والطالب خاصة ،وبعد أن أ نا إىل الفائدة ي ف� المدرسة ،أو ف� الحي ،أو ف� الجامعة؛ والدور الذي يمكن أن تلعبه هذه المكتبة ف� حياته ومستقبله ،من حيث ث ال�اء الفكري ،وتكوين الثقافة ي ي ي ي ّ ت الذاتية ،ي ن وتأم� النجاح الجامعي ،وخوض مع�ك الحياة بخطى واثقة وثابتة. أ ت ال� تعيق الطالب عن ارتياد المكتبات ،وهل هي ظاهرة محلية تتوقف عند طالب الجامعات فقط ،أم إنها ظاهرة ال ّبد أن نتساءل عن السباب ي ن أك� بالد العالم؟ وما عالقة هذه الظاهرة بالمفاهيم ت تعا� منها ث التمي� ي ن ال�بوية المستجدة ف� الدعوة إىل ي ز ب� مفهومي التعليم والتع ّلم. عالمية ي ي ين ب� مفهومي التعليم والتعلم يقوم مفهوم التعليم عىل ّكل ما يتلقاه الطفل والتلميذ ف� المدرسة ،ثم الطالب ف� الجامعة من زاد ف ف و� ظل بال�امج المدرسية معر� ،ي ي ي ي ن �ش التلق� المبا من ِقبل الطالب؛ وهو نوع من التعليم الجماعي. والجامعية المحددة لكل مرحلة من مراحل هذا التعليم ،معتمداً عىل ي ث بح� أو قر ئ يا� مهما كان نوعه والغرض ّأما مفهوم التع ّلم فهو عملية اكتشاف الطفل للمعارف ،واكتسابها بمفرده أثناء ممارساته اليومية لكل نشاط ي خ�ات ومهارات ومعرفة بواسطة مجهوداته الخاصة ،ومهاراته الفردية وتطلعاته الذاتية، منه ،وبهذا يكون التع ّلم هو ّكل ما يكتسبه المستفيد من ب وحسب ميوله وأهوائه " .ت ح� يستطيع أن يعلم نفسه بنفسه " . ب� تالميذ القسم الواحد ،ف� ي ن ولما كان التعليم الجماعي تعليماً ال يراعي الفروق ي ن ح� َه َد َف التع ّلم إىل إبراز مواهب المتعلم وصقلها باالعتماد ي ال�بوية الحديثة إىل االستماع إىل ّكل تلميذ عىل حدة ،محاولةً فهمه أ عىل قدراته الخاصة ،نادت النظم ت والخذ بيده ،ومساعدته عىل ّ حل مشاكله ِ بمفرده وبمجهوده الخاص ،وأصبح االعتناء بالفرد أحد ركائز التعليم والتعلم ،وصار عىل الطالب أن يستفيد من المعلومات من مصادرها المختلفة ،وعىل اختالف أوعيتها ،بدال من الحفظ واالستذكار واالقتصار عىل أ الوعية الورقية فقط المتمثلة بالكتب والمجالت والصحف , ً ف ت ال� يعيشها العالم اليوم، الحدة ،نتيجة ي وأمام هذه الدعوة وجدت الدول النامية والصناعية نفسها أمام أزمات تربوية متفاوتة ي� ّ المتغ�ات ي والمتمثلة بالدرجة أ ت ت الوىل ف� تزايد السكان ث ين ال� وك�ة ي ال� لم تعد تفي بالحاجة ،والصعوبات ي المقبل� عىل التعليم ،وضعف الموارد المالية ي ن ف ت ولك ال ينفصل التعليم عن المجتمع ،وال يتف�ش العزوف تع�ض إالدارة ي لك تواكب متطلبات المجتمع ،ي والمدرس� ي� تطويع بال�امج المدرسية ي ت واالخ�اعات واالكتشافات العلمية والتكنولوجية من ناحية تأث� الوسائل السمعية والبرصية من ناحية، عن المطالعة نتيجة عدة أسباب من بينها ي أخرى . ف ف تأث�اً بالغاً ،واتّضح وأخذت المعلومات وتكنولوجياتها تتبوأ مكانة مرموقة ي� حياة إالنسان السياسية واالقتصادية واالجتماعية ،فأثّرت ي� التعليم ي ف ت العر� لم تعد تفي بالحاجة ف ي� ّ ظل هذه المستجدات ،حيث اتُهمت بأنها تقتل القدرة ال� ما زالت تُمارس ي� عالمنا ب ي أن الطرق التقليدية للتعليم ي ن يعت� بالتع ّلم ويجعل منه عملية أساسية ال يستقيم التعليم من عىل إالبداع واالبتكار ،وال تساعد عىل تكوين ّ الحس النقدي .وأصبح التعليم ي دونها .
المدرسية أهملت وفشلت ف� إعداد تالميذ يعرفون قيمة الكتاب والمكتبة ودورها ف� حياة النسان ،فإن المكتبات أ الخرى جميعها لن تجد من إ ّ ي ي أ ت ال� يجب أن يُقبل عىل االنتفاع بها ،وستصبح عاجزة عن تأدية ما يجب أن تؤديه من وظائف نحو المجتمع .أوما ّكل ذلك إال ّ ل ّن العادات القرائية ي يكتسبها إالنسان عىل مقاعد الدراسة منذ الصغر ،ال يستطيع أن يعود ويكتسبها بعد فوات الوان ت اعت�نا ال� أوحت بقيامها مقتضيات الحضارة والتقدم .وإذا ب هذا ويحتاج المجتمع النامي والمجتمع المتطور عىل السواء إىل ّكل أنواع المكتبات ي المكتبات ومركز التوثيق والمعلومات هي بمثابة الذاكرة الخارجية لكل مؤسسة أو مجتمع تقوم بخدمته ،قياساً عىل الذاكرة الداخلية لكل فرد منا؛ فمن المفيد أن نعت� مكتبة الجامعة شبكة من المكتبات والمعلومات ،يرتبط بها مجموعات من أ الساتذة والطالب لتأدية عمليات التعلم ب ف والتعليم ف ي� جانب ،ووظائف الدراسة والبحث ي� جانب آخر . المكتبة الجامعية تعريف :هي مكتبة خاصة special libraryتخدم طوائف الطالب أ ت ين والساتذة ال� تدرسها الجامعة تمثيال ً الجامعي� ،يجب أن تتمثل فيها المواد ي وغ�ها من المواد منظمة تنظيماً مناسباً متوازناً ،ويمكن تعريف المكتبة الجامعية بأنها مجموعة من االكتب والمخطوطات والوثائق والسجالت ي لخدمة مجتمع أكاديمي ،ش مقر مناسب .وهذا تعريف جامع ألغلب عنارص المكتبة الجامعية حيث يتضمن وت�ف عىل إدارتها هيئة متخصصة ولها ّ ين الموظف� ،الخدمة ،والبناء . مجموعات الكتب ،إالدارة، وهناك أنواع مختلفة من المكتبات الجامعية ،فهناك المكتبة الرئيسية أو المركزية ، central libraryثم مكتبة الكلية ، college libraryثم القسام departmental librariesكمكتبات قسم التاريخ ،أو الجغرافيا ،أو آ مكتبات أ الثار ،أو علم النفس. ت ال� هي رسالة تعليمية ،علمية ،اجتماعية ،روحية ،سياسية ،وحضارية تعمد إىل تعليم وإعداد كفاءات شب�ية وإذا ما نظرنا إىل رسالة الجامعة ي تحمل مسؤوليات الحياة العملية ،وتزويد المجتمع بالقوى العاملة المؤهلة تأهيال ً عالياً ،والقادرة عىل إالسهام ف ي� عملية متخصصة قادرة عىل ّ التنمية .كما وتسعى إىل تنمية المعرفة ت وتحث عىل البحث العلمي .فال جدال ف ي� أن للمكتبة دوراً هاماً ،ثقافياً وعلمياً يخدم ويدعم بش� ألوانها ّ حية .فالمكتبة ي ئ أساس ال يمكن االستغناء عنه ف ي� أية مؤسسة ش� رسالة الجامعةّ ، وإن أحسن ألوان الخدمة التعليمية ما كان مصحوباً بمكتبة ّ ي ت ال� تحقق رسالة الجامعة تعليمية .بل ال يمكن ّ ئيس من عنارص التعليم الجامعي ،بل هي ي تصور وجود جامعة من يغ� مكتبة ،فهي عنرص ر ي وأهدافها . هدف التعليم الجامعي ووظيفة المكتبة الجامعية أ أ ت ال� تقوم بها يتمحور هدف التعليم الجامعي بشكل ساس للوظيفة التعليمية ي أساس حول تنمية عادة القراءة لدى الطالب ،لنها المفتاح ال ي ي فإن أهدافها هي أهداف الجامعة ،ورسالة المكتبة هي الجامعة .ولما كانت المكتبة الجامعية تستمد وجودها وأهدافها من الجامعة نفسهاّ ، ال� تت�كز ف� التعليم والبحث وخدمة المجتمع .لذلك كان عىل المكتبة أن تعكس هذه أ جزء ال يتجزأ من رسالة الجامعة ت الهداف ،فالمكتبة ف ي� ي ي الوىل،أو ف� مرحلة الدراسات العليا أو أ الجامعة بمثابة القلب لها ،فهي تقدم الخدمات للطالب كافة سواء ف� المرحلة الجامعية أ البحاث؛ كما ي ي أ أ ث بال�امج الكاديمية والبحثية للجامعة مثل المكتبة، تقدمها لعضاء هيئة التدريس ،ولكل من يستطيع إالفادة منها ،وليس هناك جهاز أك� ارتباطاً ب كما إنه ليس هناك جهاز يخدمها بصورة مبا�ش ة مثل المكتبة أيضاً .وقد قامت إدارة المكتبة الجامعية عىل تعريف الطالب بالمكتبة ،وعىل كيفية ف يتم بوسائل متعددة ال تعتمد عىل الوصول إىل مصادرها المختلفة ،وهي ي� ذلك إنما تنطلق من فلسفة تعليمية متطورة ب تعت� ّأن التعليم ّ المحا�ض ة فقط . يجا� لروادها ومستخدميها، لذلك ال يمكن أن ب تعت� المكتبة مجرد مخازن للكتب ،بل عليها أن تكون أداة ديناميكية للتعليم ،تهتم بالتعليم إال ب ي بالضافة إىل مرحلة التخزين ،ثم مرحلة التنظيم والخدمة . أك� إفادة ممكنة من مقتنياتها وخدماتها ،إ يك تحقق ب
أي مدى فشل التعليم ف ي� أداء رسالته؟! ألسنا جميعاً أساتذة وطالباً تلقينا التعليم بمفهومه التقليدي؟ وأنجزنا وتعلمنا ّ ولكن السؤال المطروح إىل ّ أ ف ووضعنا البحاث ،وتوصلنا إىل نظريات ونتائج وتوصيات ،وعلوم ي� مختلف المجاالت ،أدت إىل خدمة ش الب�ية من مختلف وجوهها؟؟ وهل المعر� يخوله إىل االنطالق فيما بعد إىل أ ف يستطيع الطفل منا أن يتعلم من تلقاء نفسه ،إن لم يكن عنده مخزون من ت الخذ من النتاج ال�اكم ي ّ ف ت ت الذا�. المعر� ،من كتب ووسائل سمعية برصية وألك�ونية ،ليصل إىل ما يُعرف بالتع ّلم ي ي ت تش� الدراسات ّأن إالنسان هو الكائن الوحيد الذي ي ّ ز الحية ،إىل التوارث يتم� إ ي بالضافة إىل التوارث البيولوجي الذي يش�ك فيه مع ّكل الكائنات ّ ف الثقا� الذي ي ّ ز يتم� به وحدده دون سائر الكائنات؛ ومع تعقّد المجتمعات ش وامتد إىل تف�ة الب�ية ،ظهرت ونمت أهمية هذا النوع من التعليمّ ، ي أ ف ت ال� تتوارثها الجيال .وقد انعكس ذلك عىل أطول ي� حياة الفرد ليصبح ّ متكيفاً مع مجتمعه .وتشكلت بع� ذلك منظومات السلوكيات والقيم ،ي التعليم بشدة باعتباره يمكّن أ ف الفراد من استيعاب تراكم المعارف ي� المجتمعات ش الخ�ات من الكبار إىل الصغار .وبذلك صار الب�ية ،وانتقال ب ّ ف ت ت ت التعليم نشاطاً تقليدياً محافظاً ،محكوماً بالنقل والمحاكاة لف�ة طويلة جداً .ولقد لعبت المؤسسات ال�بوية دورها بنجاح ي� ّ ظل ال�اكم ف الب�ية .أما اليوم ومع تزايد معدالت ت الثقا� ي ن ب� مختلف المجتمعات ش ال�اكم التدريجي للمعارف ،ومحدودية التواصل واالنفتاح والتالقح ي ف المعر� ،عادت المشكلة " القديمة -الجديدة " إىل الظهور باعتبار ي ن التلق� عقبة ف ي� طريق التعليم ،وظهرت الحاجة إىل تطوير أوعية المعلومات ي للتغلب عىل هذه العقبة . دور المكتبة ف� ظل الرصاع ي ن ب� مفهومي التعليم والتع ّلم ي أ ت ت طالما ت ال� تولد المعارف الجديدة، اق�نت تجارب التعليم ب الك�ى بالمكتبة ،ح� ّأن المكتبة نفسها كانت المدرسة والكاديمية والجامعة ،ي وتستقبل أ الساتذة والطالب ،وتمثل مركز إشعاع المستقبل .ولقد مرت العالقة العضوية ي ن ب� الخدمات المكتبية والعمليات التعليمية بالعديد ّ بتغ� ث التغي� أك� جذرية وشموال ً يتالءم مع التطور الحاصل ف ي� عالم التكنولوجيا وذلك يك يُصار إىل إحدث من ي ي المتغ�ات ،وهي اليوم مطالبة ي ّ ب� الجامعة وأساتذتها ،ي ن الذي يتطلبه هذا التطوير عىل صعيد العالقة ي ن والجراءات إالدارية. وب� المكتبة والطالب من حيث المفاهيم والمناهج ،إ والمالحظ أن هذا التطوير يمثل مطلباً عاماً ف ي� ّكل الدول المتقدمة والنامية عىل السواء ،فالجميع يغ� ر ٍاض عن التعليم ،ويريد زيادة كفاءته ليفي ف آ ف ف بالمتطلبات المستقبلية ،ت تال� التهميش والتخلف عن الركب ف ي� عرص ال� تتمثل عند البعض ي� الحفاظ عىل القمة ،وعند البعض الخر ي� محاولة ي ي الرك�ة أ ف المعر� المتجدد ،ي ز الساسية للقوة والتنافسية ف ي� عالم الغد. يمثل فيه المخزون ي ف الثقا� ش للب� .خدمت المفهوم التقليدي للتعليم ،وكانت جزءاً عضوياً داعماً لنجاحه .ولقد واكبت كانت المكتبة وما زالت أداة رئيسية للتوارث ي المرحلت� ،مرحلة وحدة المعارف أ ين الب�ية ،وخدمت التعليم التقليدي ف� ي ن ين ين مهمت� ف ي� تاريخ المعارف ش الوىل،عندما كانت الفلسفة هات� مرحلت� ي هي أم العلوم ،ثم مرحلة التخصص وتفريع المعلومات ش الب�ية .وهي مطالبة اليوم بمواكبة المرحلة الجديدة لوحدة المعرفة ،بما تتطلبه من فلسفة ومفاهيم جديدة .وهي قادرة اليوم بفضل الثورة العلمية والتكنولوجية وأدواتها _ إذا ما أُحسن توظيفها _ عىل النجاح ف ي� هذه المرحلة، ين ين السابقت�. المرحلت� كما نجحت ف ي� ين لك تلعب دوراً إيجابياً ف ي� عملية التع ّلم .وتوالت التقارير كث�ة ولقد جرت محاوالت ي لتحس� عملية التعليم والتع ّلم ،وزيادة تفعيل دور المكتبة ي ف ف تغي� جذري ي� عملية التعليم والتعلم، الداعية إىل التغي� وما زالت ،واستشعر الجميع ي� الدول المتقدمة والنامية عىل السواء بأهمية إحداث ي ي ف و� دور المكتبة كمركز للمعلومات أو للتعلم ،أو للوسائط والمصادر التعليمية. ي أ ف صغ�اً وقد أفرز االنفجار وغ�ت خارطة االتصاالت واالنتقاالت ،بحيث صار العالم ي المعر� ثورة تكنولوجية ،أثرت عىل حياة الفراد والشعوب ،ي ّ ي جداً ت وم�ابطاً ليس من الممكن وال من المستحب أن ينعزل فيه أحد.
يوجه لذلك منذ الصغر ،وذلك عكس الطالب المتمكن يشجع أو ّ إنما هو الطالب الذي لم تسنح له ظروفه ارتياد المكتبات والمطالعة ،ولم ّ لغوياً قراءة وكتابة. اللعاب أ ال تن�نت ،الهواتف الذكية ،أ اليام منها :أ وال ننكر أن مغريات العزوف عن المطالعة كث�ة ف� هذه أ ال ت لك�ونية ،التلفزيون ،طيش ّ ي ي أ الشباب والمشاكل العاطفية ،أضف إىل ذلك كله ثك�ة المواد المقررة للفصل الواحد ،والوقت الضيق المقرر لنهائها ،مما يجعل الطالب يكتفي �ض ت ال� تغطي المواد ليتمكن من تقديمها عند االمتحانات بنجاح. بالمحا ات ي أ ت تتكون هذه الرغبة إال ّ إذا صحبها مفهوم واضح هذا ي ال� تشكل انعدام الرغبة عىل القراءة والمطالعة أبرز دوافعها ،حيث لن ّ وغ�ه من السباب ي ق ف الور� ،فكيف بالكتاب عن القراءة وأهدافها زرعها المعلمون ي� نفوس الطالب منذ المرحلة التأسيسية .وإذا انعدمت الرغبة عىل مطالعة الكتاب ي و� ،الذي يستوجب من قارئه التسمر وقتاً طويال أمام جهاز الحاسوب تحت ووطأة أ أ ت ن الشعة الضوئية ،مما يجعل الطالب ينرصف عن ّكل ً ّ اللك� ي أنواع المطالعة الورقية منها أ وال ت لك�ونية. ف ف فكث�اً ما نراه ينتسب إىل إحدى الكليات بعد و� الجامعة اللبنانية خاصة ،ي أما النسبة لوضع الطالب الجامعي ي� لبنان والعالم ب ي العر� عامة ،ي يدر عليه ربحاً أوفر ،من دون أن يكلفه إنجازه المرحلة الثانوية ،عن رغبة مادية وليس عن اقتناع فكري ،فهو يسأل عن االختصاص الذي يمكن أن ّ النفس .ويبقى طوال دراسته الجامعية كب�ة ،ولذلك فإنه قد يلتحق باالختصاص الذي قد ال ينسجم أو يتآلف مع استعداده الفكري أو نفقات ي ي �ض ت ال� يحتاجها لالمتحان فقط ،من يغ� االنطالق إىل آفاق فكرية جديدة ،وال التعمق ف ي� موضوع االختصاص ذاته .إنه يريد أن يح ّ المواضيع ي ينهي دراسته لك يتخرج حامال ً الشهادة ت تخوله الحصول عىل العمل؛ ال� ّ ي ّ ي أ ت تقيم كفاءته الجامعية العامة ،وال يهمها نظرته الذاتية للمور ،إنما تحاسبه ومما يساعد الطالب عىل هذا ال� ال ّ الترصف ،طريقة االمتحانات ي ّ مكدسة ،وبخوف من المستقبل ،وقلق مستمر مزوداً بمعلومات ّ يتخرج الطالب الجامعي ّ عىل مدى حفظه للمواد المفروضة دون سواها .وهكذا ّ �ض ت تكبدها أثناء الدراسة. ال� ّ ب ورة تغطية النفقات المادية ي ت ت ال� يقضيها الطالب مستمعاً لمحا�ض ات أساتذته أو متناقشاً معهم ف ي� قاعات الدرس ،ال ّبد وقد ارتأى علماء ال�بية أوالتعليم ّأن الساعات ي أن ينفق ضعفها عىل القل ،باحثاً عن مصادر أخرى ،يقرأها ف� المكتبة للمقارنة ي ن ب� ما يجده فيها وما يسمعه ف ي� الدروس والمحا�ض ات ،وما ي لك يكون لكل ما سمعه وقرأه قيمة تعليمية حقيقية .حيث ّأن التع ّلم بالسماع وحده هو نصف الطريق، ّ يدونه من مالحظات نظرية أو ميدانية ،ي أ آ ت ال� ترتقي بالتعليم من الحفظ الجوف ،ت ت وال�ديد الببغاوي ،إىل تنمية الذهن وانفتاح ي وتأ� القراءة التحليلية المقارنة لتكمل النصف الخر؛ فهي ي الشخصية. وينبغي أن نشجع الطالب عىل حرية الكالم ف� ّكل اجتماع لمناقشة أ البحاث المفروضة عليهم ،كما ينبغي أن يشعر الطالب بحريته ف ي� ذكر ّ ي أسباب كرهه لكتاب أوموضوع ي ن مع� ،أو سبب إعجابه به ،وينبغي إشعار الطالب بأهمية رأيه ولكنها ليست آراء قاطعة كما يجب تشجيع الجميع أ أ ت عىل ت يز ال� سوف االش�اك بالنقاش كل ذلك يدفع بالطالب عىل ارتياد المكتبات وتحصيل المعلومات، وتجه� الردود العلمية والدبية والكاديمية ي ف ض يق� %52من وقته ف ي� استثمار قاعات يناقشها مع أستاذه وزمالئه ي� غرفة الصف .ومن يغ� المبالغ به إذا ما ُطلب من الطالب الجامعي أن ي المكتبات والمعلومات ،ألنه استثمار مضمون العائد. ف نزوده بمجموعة من ويعت� الطالب صاحب حق ب أساس ،وصاحب مصلحة بك�ى ي� قضية المكتبات والمعلومات ،حيث بات من ال�ض وري أن ّ ي ف ت ت تخرجه من الجامعة ،تمكّ نه من االطالع عىل كل جديد من هذه الطوافانات ال� تمكّ نه من االستمرار ي� العملية ال�بوية ،بعد ّ المهارات والقدرات ي ف ت وإن ّ الحل الحقيقي لمشكلة ثورة المعلومات ال يتمحور بزيادة المحتوى ف ي� المقررات الدراسية ،أو ف ي� عدد الم�اكمة ي� سوق االنتاج الفكريّ . ب�ويد الطالب عامة ،وطالب الجامعة خاصة بمهارات ت هذه المقررات ،وإنما ت ز ال�بية المستمرة ،أال وهي مهارات المعلومات والمكتبات .وهذه
ت ت ين ش موضح� أهمية دخول التعليم والتعلم ف ي� مرحلة ال� يجب اتباعها، وأمام هذا الواقع است�ف ال�بويون سمات المرحلة االنتقالية والخطوات ي انتقالية ذات سمات مختلفة ،نوردها ف ي� ضوء مقارنتها مع سمات التعليم التقليدي ،الذي ما زال سائداً ف ي� المؤسسات التعليمية بشكل عام، ت يل : وال� يمكن أن تُلخص فيما ي ي الوعية أ .1استخدام عملية التعليم والتعلم للكتاب المدرس كنقطة توجيه وانطالق ،مع استغاللها لكافة أشكال أ والدوات الحافظة والناقلة ي للمعرفة ،دون االكتفاء بالكلمة المطبوعة. أ ن اس المفتوح ،واالهتمام بالحاجات الفردية لفراد هذا الفصل. .2تب� مفهوم الفصل الدر ي ي .3التأكيد عىل االكتشاف واالستعالم ّ وحل المشاكل واالستيعاب وحسن االستخدام ،ف ي� مقابل الحفظ واالستظهار ،مع العمل المستمر عىل تشجيع إالبداع واالبتكار. ن .4تب� مفهوم بال�امج التكاملية المبنية عىل أساس التواصل والتماسك والوحدة واالنسجام ،بعيداً عن التطور المنفصل من صف إىل صف. ي ف أ ف ن ف ين .5المشاركة ف� المسؤولية ي ن و� نتائجها. والمعلم� ب� الطالب ي والعامل� ي� المكتبة ،بالنسبة للداء ي� العملية التعليمية ي ي بالتال عىل هذه السمات المالمح التالية: وتنعكس ي .1أهمية التخل عن ثقافة الذاكرة ،وتقديس أوعية المعلومات الجامدة كذاكرة ممتدة للطالب أ التفاعل والستاذ .وبذلك نلمح بداية التعليم ي ي ت المفتوح بمسؤولياته المش�كة. ف ت الذا� للشخصية ،مع دفعها إىل إالبداع واالبتكار ،وإظهار بال�اعة .2مع أهمية الجماعة ي� التعلم التعليم ،نلمح االهتمام بالفروق الفردية وبناء ي ف ي� توظيف المعلومات والمعارف ،بحيث يكون الباب مفتوحاً لتوليد معارف جديدة مركبة. .3كما ونلمح ف ي� هذه السمات أيضاً بداية إالحساس بوحدة المعرفة إالنسانية ،ومتطلباتها التعليمية والمعلوماتية .فبعد التشعب والتخصص، تتم ف ي� ضوء مسؤولية مجتمعة وأخالقية. أدرك ي الكث�ون أن رسعة تطبيق المعارف الجديدة ال ّبد وأن ّ ف ف ت تأ� الدعوة إىل " المكتبة التشابكية وبنا ًء عىل هذا التطور المفاهيمي ،علينا أن نفكر ي� مكتبة المستقبل ودورها ي� تطوير التعليم .ومن هنا ي المستقبل القادر عىل المساهمة ف ي� تعليم المستقبل. التفاعلية " ،باعتبارها الشكل ي أ السباب الكامنة وراء عزوف الطلبة عن ارتياد المكتبات الجامعية :نظرة وحلول أ ال�بويون إىل تعديل مفهوم التع ّلم والتعليم ،وتدعو إىل إالقبال عىل المكتبات ث ال� تدفع المسؤولون ت ت أك� من بعد أن م ّهدنا بعرض السباب ي ين والمتعلم� وحافظته؛ وأمام عزوف طلبة الجامعة عن إالقبال عليها ،ارتأينا أن نقوم بمحاولة استعراض أسباب ذي قبل باعتبارها ذاكرة العلم والحد منه ،ووضع الحلول المالئمة له. هذا العزوف للعمل عىل معالجته ّ السباب ف� أربعة محاور :محور الطالب ،محور أ ولقد حرصنا هذه أ الستاذ ،محور المناهج التعليمية والدعوة إىل تعديلها من ِقبل الجامعة، ي ومحور واقع المكتبة. -1أسباب العزوف المتعلقة بالطالب : يواجه الطالب ف� عدم ارتياده المكتبة عدة مشاكل ،منها إنه ينبغي أن يبتدئ ف� التوجيه الرتيادها ف� المراحل أ الوىل من التعليم قبل الجامعة، ي ي ي ف ت فكث�من الطالب من يلتحق بالجامعة ولديه قاموس واسع من المفردات ثم يتدرج ي� المستوى والمحتوى ،ح� ينتهي بمرحلة الدراسات العليا .ي آ ن ت يعا� ضعفاً واضحاً ف ي� اللغة ومفرداتها وقواعد وال�اكيب ،إ بالضافة إىل إاللمام بقواعد اللغة وكتابتها ،والبعض الخر يلتحق بالجامعة وهو ي كتابتها ،ونكاد نجزم أن الفرق ي ن الفق� لغوياً، ب� هؤالء الطالب ال يعود إىل القدرات العقلية عند ّكل منهم ،بل إىل قراءاته ومطالعاته ،فالطالب ي
س� أ المدر ي ن مدرس ،وقد أثبتت هذه الدراسة ّأن عملية والساتذة ،أظهرت ّأن المكتبة حقل وقد أجريت دراسة حول عمل أي ّ ّ أساس لنشاط ّ ي التدريس ستظل ناقصة إذا كان المدرس أو أ الستاذ نفسه ال يمتاز بعادات قرائية مرضية وبمهارات مكتبية كافيه .وتثبت أيضاً أن الخدمة المكتبية ّ ين جزء ال يتجزأ من واجبهم كمدرس� ،لذلك كان علينا أن نراعي وجود هذه العالقة منذ المرحلة المدرسية :االبتدائية ،فالمتوسطة ،فالثانوية وصوال ً ت ح� المرحلة الجامعية. وال بد من الشارة إىل أن بعض أعضاء هيئة التدريس بالجامعة لم يحظ بأية خدمة مكتبية ،سواء ف� مراحل التعليم أ الوىل ،أو ف ي� الجامعة إ ّ ّ ي ف المدرس الجامعي تغطي جوانب متعددة يحتاج إليها ،من بينها مهارات لتال� هذه الظاهرة ي الخط�ة من عقد دورات خاصة إلعداد ّ ذاتها .وال ّبد ي المكتبات والمعلومات ؛ إذ كيف يُعقل ألستاذ تلقى علومه عن طريق ي ن وتعود عليه ،وأن يتخلص من طريقة التعليم ر� عليه ّ التلق� أن يتحرر مما ب ي أ ت ت ال� عليها إجراء التقليدي إىل طريقة التع ّلم ي الذا� القائمة عىل استخدام مهارات المكتبات والمعلومات! المر يتوقف عىل الجامعة نفسها ،ي تغ� ممن سياستها ت ال�بوية ،وتستبدل مفهوم التعليم التقليدي ،بمفهوم التع ّلم الحديث لتواكب دورات تدريبية ّ للمدرس ،إذا ارتأت أن ي ّ أ ف المعلم� � الواليات المتحدة ال يم�كية ،عندما عمدت إىل إدخال ت جامعات العالم المتطورة .كما فعلت ث ن ال�بية المكتبية ضمن بال�امج أك� كليات ي ي ين المدرس�. الخاصة إلعداد أ ويعت�ون أمينها مجرد يعت�ون مكتبة الجامعة مجرد مخزن تحفظ فيه الكتب ،ب كما إننا نرى بعض الساتذة ،ممن تلقوا طرق التعليم التقليدية ،ب وب� أنفسهم أنهم يعرفون عن المكتبة ث حارس لمجموعات كتبها ومحفوظاتها ،فهم مقتنعون بينهم ي ن وأن الطالب أك� مما يعرفه أمناء المكتباتّ ، وإن المكتبة عليها أن تنهي عملها ف ي� طلب الكتب وفهرستها وتصنيفها ً بدل من أن تضيع وقت سيتعلمون ّكل ما يريدونه لهم أن يتعلموه منهم؛ ّ أ آ ال� سيؤديها �ف ف ض ت الخرين ف ي� �ش ح طريقة استخدام المكتبة .هذا النوع من الساتذة غالباً ما ّ ي يق� الطالب وقته ي� مذاكرة دروسه ي يفضل أن ي يعت�ون أن وظيفة ي ن أم� المكتبة تتوقف عىل تزويد هيئة التدريس والطالب بالكتب االمتحانات ،بدال ً من ارتياد المكتبات لتوسيع قراءاته؛ وهم ب أ ت تصور هؤالء الساتذة من أن المكتبة جزء من إالدارة فحسب ،وليست جزءاً من النشاط الفكري ال� يحتاجونها فقط ،وهذا ما يعكس ّ والمطبوعات ي بالضافة إىل أن جميع أعضاء هيئة التدريس تهتم بأساليب تقديم المعلومات ،ث ث أك� من اهتمامهم بطرق الحصول عىل والبح� للجامعة .هذا إ ي هذه المعلومات. أما بالنسبة التجاهات الطالب ،فهناك دائماً ضغط كما ذكرنا عىل وقت الطالب بالنسبة للموضوعات ت ال� ستؤدي فيها االمتحانات ،فضال ً عن ي تقدم المكتبة ألعضاء هيئة التدريس ّأن اتجاهات الطالب غالباً ما تعكس اتجاهات أعضاء هيئة التدريس؛ والطريق الوحيد لمعالجة هذا كله أن ّ ف تحل بها مشاكلهم .وأن تظهر المكتبة رغبتها ف� أن ت ت ال� ّ يش�ك أعضاء هيئة التدريس ي� برنامج " تعليم ي والطالب ألواناً من الخدمات المكتبية ي استخدام المكتبة " الذي يحتاج من أمناء المكتبة إىل وقت طويل ف ي� إالعداد والتقديم. الساتذة الذين يوجهون طالبهم نحو أ وال نستطيع أن نغفل جهد الكث� من أ العمال البحثية حسبما يقتضيه نظام LMDوينص عليه .ولكن ي أ أ أ الكث� منهم أ للسف ال يشجعون الطالب بوضع عالمة تشجيعية له تحفّزه عىل عمل البحاث وارتياد المكتبات؛ وما ذلك إال ّ لن الستاذ نفسه ي تلقى تعليماً تقليدياً يقوم عىل االكتفاء بطرق ي ن التلق� وعرض المعلومات ،ولم يتلق تربية مكتبية تؤهله للقيام بواجبه عىل أكمل وجه. -3أسباب العزوف المتعلقة بالمناهج التعليمية والدعوة إىل تعديلها من ِقبل الجامعة إن القدرة عىل القراءة بجدارة ال تعتمد عىل الكتاب المنهجي الذي يقدم الحد أ ال ن د� من المعلومات ،وإنما ينبغي عىل الطالب استخدام الكتب ّ ّ ف ف المساعدة ،أو أي مصادر أخرى ي� المكتبات للتوسع ي� طلب العلم والمعرفة. ف ف اس ( المقرر) ،المنهج ،والمكتبة ،وهناك عالقة تربط و� السياق نرى ّأن ي العملية التعليمية ي� الجامعة ترتبط بمفاهيم أربعة هي :الكتاب الدر ي ب� المفاهيم الثالثة أ وإن اضطراب العالقات ي ن الوىل فرادى أو مجموعة ،ي ن ين ب� هذه المفاهيم ،أو االكتفاء بالبسيط منها، وب� خدمات المكتبةّ ،
المهارات تؤهل الدارس أن يكتسب ويجدد رصيده الفكري طول حياته .ويتمحور العالج الوحيد ف� إعداد التالميذ والطالب ف� ت ال�بية المكتبية، ي ي ح� يتمكنوا من تجديد حصيلتهم المعرفية ،وأن أ ت يملوا ذلك الفراغ الذي من الممكن أن ينشأ بعد تركهم لمقاعد الدراسة. والحقيقة أن هناك ثالث وسائل متكاملة الكتساب المهارة المكتبية بالنسبة للتالميذ والطالب : ف ف ت القيمون عليها ف ي� إعدادها وتهيئتها لتقدم للطالب ّكل ما يحتاجونه من ال� نجح ّ أولها :أن تتوافر المكتبات الناشطة ي� المدرسة ي و� الجامعة ،ي أوعية الرصيد الفكري ،وتشبع حاجاتهم الفردية والدراسية. وتعرفهم بأهمية المكتبة وبمكوناتها ،وأجهزتها الفنية. ثانيها :أن تُتخذ برامج منظمة كل عام شت�ح للطالب ّ المدرس بمعناه الضيق والمحدود ،وأن تتطلب االستخدام المستمر ثالثها :أن تتحرر طرق التدريس ونظم االمتحانات من حدود الكتاب ي للمكتبةولمقتنياتها. أ ن وهكذا يكون تواجد المكتبة ف� طليعة هذه الوسائل ت تعرف الطالب عليها؛ ي ال� ال غ� عنها ،فوجودها هو الساس الذي ننطلق منه التخاذ برامج ّ ي أ كما إن وجودها هو أ الساس أيضاً الذي ننطلق منه ونطالب ّكل من الستاذ والطالب باالستخدام المستمر لها ولمقتنياتها. ّ -2أسباب العزوف المتعلقة أ بالستاذ الستاذ أيضاً ،حيث إن أ ال تتوقف أسباب العزوف عن ارتياد المكتبات عىل الطالب فقط ،بل تتعداه إىل أ للستاذ دوراً هاماً ف ي� خدمات المكتبات، ّ والمعلومات بالجامعة ،وله مسؤولية ف� ّكل القضايا الخاصة بهذا الجانب من الحياة أ كب�اً ف ي� دفع الطالب إىل الكاديمية .ويلعب المدرس دوراً ي ّ ي ف المدرس، الذهاب للمكتبة لالستفادة من مصادر المعلومات ،وذلك بإقناعه بعدم االكتفاء بما يذكره أثناء حصة التدريس ،أو بما يوجد ي� الكتاب ي وإبراز فوائد المطالعة. الستاذ إحدى الشخصيات الهامة لنجاح ارتياد المكتبات ،أ بل يعت� أ فالستاذ الذي يشعر بتقدير عميق للدور الذي تلعبه المكتبات ف ي� ترقية ُ ب أ ت يوجه طالبه إىل ارتيادها يحس إال ّ بتقدير بسيط للمكتبة ،فإنه لن ّ ال� ال تتهي الستخدام المكتبة .أما الستاذ الذي ال ّ الطالب ،يجد المناسبات ي للمدرس أن يقوم بمهمة أساسية بالتعاون مع ي ن مشجع للطالب يك يرتادوا المكتبة ويعملوا بها .وعىل واسنخدامها .ويمكن أم� المكتبة إليجاد مناخ ّ ّ المدرس ،والتحاور والتعاون معه من أجل ي ن ين تحس� نوعية التعليم والتع ّلم. أم� المكتبة أيضاً أن يبادر بعقد عالقات طيبة مع ّ أ ويجب عىل أ ت ت الستاذ أن يطلب المساعدة من ي ن ال� تصدر حديثاً؛ ال� ترد عىل المكتبة ،أو عىل القل تلك ي أم� المكتبة ،إلعالمه بالمواد الجديدة ي ت كما يطلب منه ي ن ال� تغطي مادته. تأم� مراجع الدراسة ومصادرها ي
س� ،يجعل الطالب أ وقد أثبتت الدراسات أن توفّر هذا العنرص من أ القل ف� مستواهم ئ ف والمدر ي ن و� طبقتهم الفكرية االجتماعية، الساتذة ّ ي الذكا� ،ي ي أحسن نتيجة وأعىل مستوى ف� هذا المضمار .ويظهر دور أ والمدرس ف� ت ال�بية المكتبية بالنسبة للطالب والتالميذ ،حيث ّإن نجاحهم ف ي� الستاذ ّ ي ي ف والخ�ة ي� استخدام المكتبة بمراجعها ومصادرها؛ استخدام المكتبات المتاحة ،يتوقف عىل المدرس ،وعىل ما يتمتع به هو نفسه من المهارة ب ّ أ ف المدرس� والساتذة إىل جانب ت ومن أجـــــــــل ذلك أصبحت " ت ين ال�بية. ال�بية المكتبية" عنرصاً �ض ورياً ي� إعداد
الستاذ نحو حاجات الطالب إىل مهارات المكتبات والمعلومات .أما حاجات أ هذا بالنسبة لدور أ تتم� ي ن الستاذ نفسه إىل تلك المهارات ،فإنها ي ّ ز ب� ّكل فئات المستفيدين عىل اختالف تخصصاتهم ومسؤولياتهم ،أ فالستاذ ف ي� الجامعة ال يقرأ إلنضاج فكره وثقافته فقط ،وال يقوم بتنمية مهارات المكتبة لدى طالبه فقط ،بل هو إضافة إىل ّكل ذلك يؤدي وظيفة البحث المستمر ،وال سيما بعد حصوله عىل درجة الدكتوراه ،وهذا البحث ال يتوقف عند تخصص أ الستاذ ،بل يتعداه إىل آفاق أرحب ممكن أن تصل إىل تخصصات عديدة وذلك بمقدار نوعية ومهارات المعلومات والمكتبات ت ونماها كأستاذ. ال� بدأها كطالب ّ ي
ف العر� فقد أشارت الدراسات ت ال� قُدمت ف ي� مؤتمرات عربية مختلفة إىل �ض ورة تدريب الطالب عىل ُحسن استخدام المكتبة، أما ي� العالم ب ي ي وتعريف أعضاء هيئة التدريس بنظم التصنيف والفهرسة المتبعة ف� المكتبة ضمن برنامج دراس رسمي ،كما هو متبع ف� الجامعة أ ال يم�كية ف ي� ّ ي ي ي ف يب�وت ،وجامعات البرصة والرياض؛ ويمكن أن يتخذ صورة يغ� رسمية ( أي من دون برنامج مستقل ) كما هو م ّتبع ي� معظم الجامعات العربية. وقد أعدت مكتبة جامعة الكويت ف ي� هذا السبيل " دليل الطالب ف ي� المكتبات الجامعية " handbook student libraryلخدمة غرض التدريب ف كث� من اعد بصفة خاصة الستخدام الطالب الجدد ي� الجامعة .هذا وتقوم ي صغ�اً بعنوان " كيف تجد كتاباً ؟ " ّ المنهجي .كما أصدرت كتيباً ي أ القسام ف ي� جامعة الكويت بتخصيص ساعات مكتبية يقوم خاللها عضو هيئة التدريس بمصاحـــــبة ت تهم دراستهم. طالبه إىل المكتبة لتعريفهم بالكتب والدوريات ي ال� ّ وغ�ها من المطبوعات ي -4أسباب العزوف المتعلقة بواقع المكتبة أ ف �ش ساس للوظيفة بعد أن أ نا إىل أهمية وجود المكتبات ي� حياة المجتمعات عامة ،وأهمية المكتبات الجامعية خاصة ،باعتبارها المفتاح ال ي التعليمية ت ال� تقوم بها الجامعة ،ال سيما بعد تطبيق نظام ، LMDوما يدعو إليه هذا النظام من رفض عملية ي ن التلق� وتشجيع استعمال مصادر ي أ ت الكث� من الطالب يتخرجون ويحصلون عىل شهاداتهم من دون أن تطأ أقدامهم عتبة ال� جعلت ي المعلومات والمكتبات ،نتساءل عن السباب ي المكتبة ،هذا إذا علموا بوجودها أصالً! أ أ أ ت التال: صغ�ة كانت أم ي ال ّبد لنا أن نذكّر بالوظائف الساسية الربعة ل ّي مكتبة ي وال� هي عىل الشكل ي كب�ة ي -1الحصول عىل المعلومات ف ي� أوعيتها المختلفة سواء أكانت تقليدية ورقية كالكتب والدوريات ،أو يغ� تقليدية كالوسائل السمعية والبرصية و أ ال ت لك�ونية. -2المعالجة الفنية لهذه أ الوعية بمعلوماتها ،بما يشمل وصفها وتحليلها وتصنيفها وتكشيفها. واالس�جاع لتلك أ ت الوعية ولمحتوياتها ،طبقاً لحاجات المستفيدين من المكتبة. -3وظيفة الخدمة المبا� أ ف ن ت والتجه�ات الالزمة ،ي ز يز تدب� إالمكانات المادية ش والم�انية التأسيسية والسنوية والثاث ال� تتلخص ي� ي والب�ية ،بما يشمل ي -4الوظيفة إالدارية ي وهيئة العمل ،والتنسيق والتوزيع والمتابعة لهذه إالمكانات بما يكفل نجاح واستمرار عمل المكتبة؛ إىل جانب التعاون والتنسيق ي ن ب� مصادر والسهام ف ي� نجاح شبكة المعلومات الوطنية . المعلومات داخل الوطن وخارجه ،إ للفادة إ إن عنارص إنجاح المكتبة الجامعية تقوم إىل جانب وظائفها أ الساسية هذه ،إىل توافر ي ز م�انية كافية تساعد عىل �ش اء المواد الالزمة للدراسة ّ ف ن يز ين والبحث ،وعىل ي ن وتجه�اتها ،وإىل وجود الهيئة الوظيفية القادرة ذات المبا� العامل� ذوي الكفاءة العالية ،فضال ً عن إمكانية التوسع ي� تعي� ي ت ال� تحقق وجود المكتبة ،حيث ّإن ي ن الكفاءة العلمية والمهنية العالية عىل رأسها ي ن أم� المكتبة العارف أم� المكتبة الذي يُ ب عت� من أهم العنارص ي لمسؤولياته وواجباته يستطيع بمهاراتــــــه تعا� منه المكتبة ،وهو يحتاج بالضافة إىل العداد ن ف ن خ�ة بالمناهج التعليمية إ إ الف� ي� علوم المكتبات إىل ب ب وخ�اته أن ّ يعوض النقص الذي يمكن أن ي ي أ ف المه� والتدريب � ت وال�بوية ،إىل جانب إالعداد ن ت ال�بية وعلم النفس ؛ لننا ي ن ح� نقدم هذا إالعداد والتدريب إىل شخص له ميل طبيعي إىل ي ي الناس ،فإننا نحصل عىل مكت� يعرف كيف يقرب الكتب إىل الطالب ويحببهم بها .وإذا نجح أ ف ال ي ن المدرس وتعاون م� إىل جانب ذلك ي� اجتذاب ّ ّ بي ت معه ف ي� تقديم هذه الخدمة إىل الطالب ،كان ذلك لصالح المزيد من نجاح المكتبة وتقدمها ؛ ح� إذا توافرت هذه العنارص إىل جانب تكامل سياسة المكتبة مع سياسة إدارة الجامعة ،كان ذلك كفيال ً أن يضعنا أمام نموذج المكتبة الجامعية الناجحة .ولكن هل تتوافر مقومات المكتبة الناجحة ف ي� كل المكتبات الجامعية؟؟
يؤدي إىل فشل العملية التعليمية. أ أ ف يأ� الكتاب الدر ف ت ت كخ�ات ال� تتكامل فيها الهداف والغراض ب اس ي� أول هذه المفاهيم وأدناها ي� الدرجة ،بينما يُ ب ي عت� المنهج المحصلة العليا ،ي ي ين اس لهذا التخصص ،وذلك من خالل الطرق للدارس� اكتسابها مع الوحدات ومهارات يراد والموضوعات المأخوذة من التخصصات كمقرر در ي أ ت ال� يقوم بها الطالب بإرشاد الستاذ ومشاركته .ويدخل ف ي� هذا النشاط أنواع عديدة ،ليست القراءة عىل أهميتها إال ّ وأنواع النشاط المختلفة ي فإن المكتبة أو مـــــراكز التوثيـــق اس نفسه ليس إال ّ بداية هذه القراءات ،أما القراءات الحقيقية ّ إحداها ،كما ّأن الكتاب الدر ي والمعلومات ،هي المؤسسة القادرة عىل تقديم هذه القراءات عىل الوجه المطلوب .ويتفق رجال ت ال�بية عىل ّأن الرباعي السابق ذكره ( الكتاب ف تصدر " الكتاب الدراس " ف� العملية التعليمية ،وهو ن أد� العنارص – المنهج – المقرر – المكتبة ) قد اضطرب أمره ي� بعض الجامعات ،حيث ّ ي ي والمدرس� معاً وقعوا ف� فخ هذا الكتاب؛ فالكتاب الدراس الذي يضعه أ أ ين الستاذ عادة لغرض تجاري الربعة ف ي� القيمة .ومن المؤسف ّأن الطالب ي ّ ي أك� الحاالت ،ينظر إليه الطالب أ ف� ث اس ،بحيث لو قرأ الطالب عن موضوعات المقرر وقضاياه ف ي� والستاذ نفسه عىل أنه وحده هو المقرر الدر ي ي أ كتب أخرى فإنه قد ال يضمن النجاح .وقد أخذ هذا الكتاب مكانة " المنهج " فألغى وجوده السليم ،حيث ال يهتم الطالب وال الستاذ بتحديد أ أ ت ال� كان الهداف والغراض المراد تحقيقها ،وال ّ بأي قراءات أخرى يغ� هذا الكتاب " المقدس" .وهكذا فقد الكتبات ومراكز التوثيق الوظيفة ي اس. ينبغي أن تقوم بها ،لو لم يظهر ذلك الدكتاتور المسمى بالكتاب الدر ي ف ولرب قائل ّإن دافع إالقبال عىل اعتماد الكتاب الدراس يعود إىل قرص الوقت المحدد إلنهاء مقرر ت بالضافة يف�ض أن ينتهي ي� زهاء ثالثة أشهر ،إ ّ ي إىل المقررات العديدة ،ضمن ّكل اختصاص ،مما يجعل الكتاب يس ّهل عىل الطالب سبل الدرس والنجاح .ولهذا يجب أن تتضافر الجهود قدر ف ف التوسع ف ي� هذه المواضيع ودراستها من مظانها ،من خالل المستطاع ي� إعادة النظر ي� الكم المقرر لمواضيع ّكل مادة ،حيث يعمل الطالب عىل ّ ارتياد المكتبات وعمل أ البحاث. وبالعودة إىل أ السباب ت المتوج وحده ف ي� المنظومة التعليمية طوال سنوات الدراسة ال� دفعت الطالب أيضاً إىل اعتبار الكتاب الدر اس الملك ّ ي ي الميدا� ،أو المناقشات أو أ ن ت البحاث؟! وال دخل أل ّي منها تأ� من خالل هذا الكتاب فقط ،فلماذا يقرأون يغ�ه ،ولماذا العمل ي أن أسئلة االمتحانات ي أ ف ت تز اس ،ويتمنعون عن ي� نجاح الطالب ،أو تقديره!! .وهذا ما يجعل ي ال� تقرر عليهم خالل الفصل الدر ي الكث� من الطالب ال يل�مون بالبحاث ي أ يعت�ون أن حفظ محتويات الكتاب المقرر ،ت وال�ديد الببغاوي لعباراته كفيل أن يضمن لهم النجاح. القيام بها ،لنهم ب ين للخريج� ،فالطالب يبذل ف ي� تحصيل التخرج ال يكون بأعىل الدرجات ،وإنما بالبناء الفكري ،والتكوين الصالح وكم من المهم أن ّ ننبه طالبنا ّأن ّ ف المعلومات أضعاف الجهد الذي يبذله الباحثون عن المعلومات لتكوين وبناء المهارات الصالحة .و� ي ن ح� ّإن تجربة االمتحانات تبدأ بالتعب ي وتستمر بالمعاناة ،وتنتهي بزوال المعلومات بعد االمتحان ،نرى ّأن تحصيل المعلومات من الكتب والمكتبات يبدأ بحب االستطالع ،ويستمر تعمقت ،وأنه أصبح أقوى من ذي قبل. بالشباع إ المتوال لهذا التط ّلع ،وينتهي ب بخ�ة تجعل الطالب يشعر ّأن ا ّطالعه قد توسعّ ، وأن قراءاته قد ّ ي أ ت وتغي�ها هو إدخال برنامج تعليم المكتبة ضمن وال� يجدر بسياسة الجامعة وإدارتها تعديلها ي ومن الساب المتعلقة بالمناهج التعليمية ،ي ف مناهجها التدريسية ،حيث قامت دراسات عديدة ي� العديد من الجامعات العربية والدولية بهذا الخصوص _ بعد أن لوحظ عزوف واضح من ِقبل الطالب عىل ارتياد المكتبات_ وقد دعت هذه الدراسات إىل ي ز ترك� خدمات ووظائف المكتبة الجامعية حول تقديم المصادر الالزمة لمناهج وبالتال تشجيع العادات السليمة للقراءة والبحث. الدراسة والبحث ،وإىل ترشيد الطالب وتعليمهم عىل كيفية استخدام مصادر المكتبة، ي ت النكس� ، Lancasterوريدنج ،Readingوبرادفورد Bradfordباستخدام مادة " طرق استخدام المكتبة " وقد قامت ّكل من جامعات وأدخلتها ضمن مناهجها ت واش�طت عىل طالبها إلزامية دراسة هذه المادة واجتيازها بنجاح ،سبيال ً تل�فيع الطالب من صفوفهم .وقد اختلفت ف ال� ت ت يف�ض أن تعطي فيها هذه المادة سواء أكانت ف ي� هذه الجامعات حول إلزامية هذه المادة أو اختياريتها ،كما اختلفت ي� السنوات الجامعية ي المرحلة الجامعية أ الوىل ،أم فقط لطالب الدراسات العليا.
أ ت تتم عملية ش يوجهون لقراءتها. أن ّ يأ� أحد لقراءة هذه الكتب ،سواء من ِقبل الساتذة ،أم من ِقبل الطالب الذين ال ّ ال�اء ،ال ي الول تفتقد العنارص أ وهكذا نرى أن مكتبة الفرع أ الساسية ال�ض ورية للمكتبة الجامعية الناجحة ،سواء من حيث النقص ف ي� مجموعات الكتب، ّ أ أك� لتغطية نفقاتها؛ أو من حيث ن ت ت المب� والثاث، وال� تحتاج إىل موازنة ب حيث ما زالت تفتقد ي ال� تغنيها ،ي لكث� من المصادر والمراجع الهامة ي ين يشجع عىل القراءة ،من حيث نظافة المكان ،والتهوئة ،والمقاعد المريحة؛ أو من حيث هيئة العمل وذلك بتواجد جو مريح جذاب ّ وتأم� ّ ين موظف� أكفّاء ف ي� علم المكتبات يستطيعون تقديم إالرشاد والمساعدة للطالب عند الحاجة؛ أو من حيث العمليات الف ّنية كالفهرسة ،والتصنيف، ت والتكشيف ،ت س� العمليات الفنية وغــــــ� س�ها دائماً الحواســــــيب المعطلة وال� ال تلقى المتابعة والصيانة لضمان ي ي ال� يعرقل ي ّ المتطورة ،ي ي فيها .هذا بالضافة إىل السماح باستعمال المكتبة ف� جميع أ الوقات ،مما يس ّهل القراءة ّ لكل فئات الطالب مهما كانت انشغاالتهم. إ ي والبد من إالشارة إىل ّأن المكتبة ال توجد وال تُ نب� إال ّ لتالئم احتياجات القراء ليشعروا بالراحة وبجو من الحرية ،فال موظف مقطب ي ن الجب�، هذا ّ ّ ٍ أ أ ف ف �ش بالضافة إىل إالضاءة ساس هو تلبية رغبات القارئ ،إ وال إحراج ي� مقاطعة عمل موظف المكتبة أو أمينها إن كان مشغوال ً ي� ي ء ما ،ل ّن عمله ال ي ف الرواد أيضاً . الصناعية الكافية ،والتهوئة الالزمة ليس فقط لحماية الكتب ي� مخازنها ،بل ولراحة ّ ت ال� كما ّإن بعضاً من الطالب يالقون صعوبات بسبب عدم إاللمام بطريقة البحث ،والوصول إىل المعلومات ،وعدم درايتهم بالخدمات ي تقدمها المكتبة ،أو بسبب ضيق الوقت الذي ال يساعد عىل القيام أ بالبحاث .وهم ال يلجأون إىل موظف المكتبة إال ّ إذا كان لديهم ي ن يق� بأنه قادر ّ عىل فهم أسئلتهم وتوجيههم نحو مصادر المعلومات المالئمة . ين لتحس� وضعها ،واستعادة دورها التثقيفي: هذا وللمكتبة نفسها مبادئ يجب أن تعمل عىل تحقيقها الجهزة أ أوالها :اعتبارها أحد أ الكاديمية بالجامعة ،حيث ّإن وظيفة التعليم والبحث ف ي� معناهما السليم يتوقف عىل سالمة هذا الجهاز ،وعىل نجاحه ف ي� تأدية وظائفه .ومن الممكن ف ي� هذا الخصوص إنشاء ما يسمى عمادة المكتبات والمعلومات ،حيث يمنح رئيس هذا الجهاز لقب " أ موزعة حسب عميد " ،ويكون المسؤولون عن مكتبات الكليات داخل هذا الجهاز بمثابة رؤساء القسام ،وتكون درجاتهم الجامعية ومؤهالتهم ّ أ بالضافة إىل تخصص المكتبات والمعلومات. تخصصاتهم الكاديمية ،إ ثانيها :أن تعمل المكتبة عىل االرتباط بالتكنولوجيات الحديثة ،وأن يكون لها دور ف ي� تكوين هذه الشبكة وإتاحة خدماتها. أما ثالث هذه المبادئ ،يف�تبط بالتمويل ي ز المتطورة وأحدث التكنولوجيات. تقدم المكتبة لتواكب المكتبات المال من أثر عىل ّ ّ والم�انيةِ ،لما للعنرص ي ش المال بتجاهله أو تناسيه .كما ّأن العكس وال يجوز مهما كان تقديرنا إ للمكانات الب�ية ،والتنظيمات إالدارية المنتظرة ،أن تطغى عىل العنرص ي صحيح أيضاً ،فالمال وحده أعجز من ينقل المكتبة وحده إىل المستقبل المأمول . ب� الطالب لمساعدة ي ن المتطوع� من ي ن ين أم� المكتبة ف ي� إنجاز بعض ومن العنارص المساعدة ف ي� خدمة المكتبة والطالب معاً ،تكوين مجموعة من العمال ،وخاصة منها أ أ العمال الروتينية ،ويرمي هذا إالجراء إىل تشجيع الطالب عىل االهتمام ث أك� بمكتبتهم .ووضع هؤالء الطالب ف ي� المكتبة أشبه بوضع من يتع ّلم إحدى الحرف ،فهم يتعلمون بالممارسة ،وبفضل التوجيه الذي يلقي به المكت� إليهم .وهم يعاونون ف ي� أعمال إعارة بي الكتب ت واس�جاعها من الرواد ،كما يعملون عىل إلصاق الجيوب ف ي� أغلفة الكتب ،ووضعها عىل الرفوف ،ويقومون أيضاً بإنتاج المواد السمعية أم� المكتبة؛ ت والبرصية ،ومساعدة القراء واستجابة طلبات المستفيدين تحت إ�ش اف ي ن ح� يتمكنوا فيما بعد من تأدية هذه الخدمة لوحدهم. ّ ن ن الموظف� المعتاد كبعد الظهر مثالً ،مما ّ الموظف� قبل الظهر ،وبعد الظهر. يحل مشكلة تواجد ومن الممكن أن تكون هذه الحرية خارج دوام ي ي وت�ز هذه المهام الدور الهام الذي يمكن أن يلعبه المتطوعون ف� ي ن تحس� أداء المكتبة ،إذ يساهمون ف ي� رفع قدرات زمالئهم ف ي� تع ّلم طريقة ب ي ف ت ين الموظف� ،أو عدم تمكّ نه من الحضور. ال� يمكن أن تحصل ي� حال غياب أحد الوصول إىل المعلومات إ والستفادة منها ّ ، وسد الثغرات ي أ أ الول بأقسامه الثمانية :أ الداب الفرع أ وقد قمت بإجراء دراسة استقصائية عىل طالب آ الدب إال ي ز نس ،علم نكل�ي ،الدب ب ي العر� ،الدب الفر ي
والحق ّأن العنرص المال المتعلق ي ز كث�اً ما نرى تفاوت ف� توافر هذه المقومات ي ن بم�انية المكتبة وما يستتبعه ذلك من ب� مكتبة جامعية وأخرى، ّ ي ي ي أ ين تجه�ات المكتبة الجاذبة ،ي ن وجود ي ز الموظف� الكفّاء من أهم عنارص نجاح المكتبة. وتعي� وإذا ما التفتنا إىل واقع مكتبة الفرع أ وب� ما يجب أن تكون عليه المكتبة الناجحة ،نرى تفاوتاً ي ن الول ،وقمنا بمقارنة واقعها وحالها ،ي ن ب� مقومات مكتبتنا (مكتبة الفرع أ ت الول ) ي ن ال� يجب أن تقوم عليها المكتبة الناجحة .وسنعمد إىل تصوير واقع المكتبة ،موقعها ،كتبها، وب� المقومات ي موظفوها ،أنظمتها ،موازنتها. الول ال تتبع ألي مكتبة مركزية ف� الجامعة اللبنانية ،بل تعت� بحد ذاتها المكتبة المركزية لكلية آ ونش� بداية أن مكتبة الفرع أ الداب ف ي� هذا ّ ب ي ّ ّ ي ف الفرع ،وهي تقع � ن مب� قسم اللغة الفارسية ،عىل امتداد ثالثة طوابق ،وتحوي عىل ما يقارب أربعون ألف كتاب ،فيها عدد ال يُستهان به من ي ث ت وال� يعود تاريخ شن�ها إىل ما يقارب القرن أو أك�. الكتب القديمة والنادرة ي الربعة آ مؤهل� للعمل المكت� ،أما أ ين ين موظف� ،ثالثة منهم يغ� يتوىل القيام بأعمالها سبعة الخرون ،فهم يقومون بمهام المكتبة المتنوعة تحت بي ّ ن ت �ش والف� للمكتبة ،وتكون عىل عالقة مبا�ش ة بإدارة الكلية. ال� تُ ب عت� بمثابة المسؤول إالداري ي إ اف أمينة المكتبة ،ي هذا وتجدر الشارة إىل أنه يوجد ف� الجامعة اللبنانية ما يعرف ب " رئاسة دائرة المكتبات " ،ولكن ال تهتم هذه الدائرة أ للسف بوضع المخططات إ ُ ي ت ن تس� ّ ن الالزمة لتطوير مكتبات الفروع ،أو وضع أنظمة خاصة ّ وتق� العمل فيها ،كما هو المف�ض من مهام رئاسة دائرة المكتبات ،حيث بكل منها ي ّ أ ف ّإن النظام المعروف والمعمول به ف� المكتبة فقط يتعلق بعملية إالعارة ،من دون وجود نظام داخل للمكتبة ،ي ّ ن يب� النظمة الم ّتبعة ي� حرمها. ي ي ف ت والهداء ،أو ي ن الكث� من قوان� فعىل سبيل المثال ال يوجد فيها نظام لتبادل الكتب إ تعت� ي� حكم التلف ،حيث يوجد ي ال� ب واضحة بشأن الكتب ي أ ت وال� هي قيد االنتظار منذ سنوات لخذ إالذن من إالدارة المركزية حول إمكانية تلفها أو نقلها إىل أمكنة هذه الكتب يغ� الصالحة لالستعمال ،ي يتم استغالل مساحات الرفوف ي ت ال� تشغلها بوضع كتب صالحة وجديدة مكانها. أخرى يك ّ الكث�ة ي ويعت� العنرص المال أو ي ز الم�انية من العوامل الرئيسية لنجاح المكتبة ،وترصد إدارة الجامعة موازنة سنوية يغ� محددة لتغطية نفقات المكتبة، ب ي أ ف ت تمر به ،وهذه الموازنة ي� تراجع مستمر من عام إىل من �ش اء كتب ولوازم تختلف من ٍ ال� ّ عام إىل آخر ،حسب وضع البلد والزمات االقتصادية ي آخر. أ ف ولكن وال ّبد من الذكر ّأن المكننة عرفت سبيلها إىل مكتبة الفرع الول ،وأنه ّتم اعتماد برنامج Horizonي� فهرسة الكتب ،وتصنيفها ،وتنظيمهاّ . ت ين الموظف� والطالب ،ولكن ال� تطرأ عليه .وقد ّتم �ش اء عدة حواسيب ُوضعت ف ي� خدمة هذا بال�نامج بحاجة للمتابعة ّ ليتم مواكبة التعديالت ي أ أ ت ين ويج�هم عىل استخدام وفعال ،مما يؤخر عمل الموظف� ب ال� تصيب تلك الحواسيب بشكل دوري ّ للسف ال توجد صيانة تالحق العطال ي البطاقات اليدوية ،وتضييع الوقت والجهد. واش�اكها بما يُعرف ب " قواعد البيانات " ،ت وال نستطيع أن نغفل اهتمام إدارة الجامعة اللبنانية بالدوريات ،ت ال� تستفيد منه كل الكليات ي وال� من خالل كبسة زر يمكنك أن تحصل عىل المقال الذي تريد ف� أية دورية كانت؛ عىل أمل أن يتم تفعيل هذا أ أ ت المر ّ ي ٍ ٍ بكافة الفروع والقسام ،ي بالنسبة لكافة الكتب الموجودة ف ي� ّكل فروعها ،وذلك من خالل تفعيل برامج العمل ف ي� مكتباتها ،والعمل عىل صيانة الحواسيب بشكل دوري، وحسبما ض تقت� الحاجة إىل ذلك. ي القسام أ أم� المكتبة سنوياً رؤساء أ أم� المكتبة ورؤساء أ يستش� ي ن ب� ي ن وينبغي إالشارة إىل التعاون الحاصل ي ن والساتذة ف ي� حرم القسام ،حيث ي أ ف ت ت �ش ولكن هذا التعاون يبقى مبتوراً ،حيث إنه بعد وال� تخدم عملهم الكاديميّ . ال� يرونها مفيدة للطالب ،ي الكلية ي� عملية اء المصادر والمراجع ي
نكل�ية ،وأيضاً 9من أصل 18طالب ف� قسم الجغرافيا (أي ما يقارب ث طالب ف� قسم اللغة إال ي ز أك� من نصف الطالب) أظهروا رضاهم عن معاملة ي ي آ ف يز التجه�ات الموجودة ي� المكتبة من تهوئة ،وأثاث، الموظف أثناء ارتيادهم المكتبة ،بينما اشتىك النصف الخر من معاملة الموظف .وفيما يخص ف يز االنكل�ية ،و 19طالباً فقط من أصل 109طالب ي� قسم اللغة العربية راضون فقط عن ونظافة ،نف�ى ّأن 38من أصل 176طالب ف ي� قسم اللغة يز تجه�ات المكتبة أثناء ارتيادهم لهاّ .أما عن دوام ساعات عمل المكتبة فقد ظهر ّأن ثمانية فقط من أصل 34طالباً ف ي� قسم اللغة الفرنسية، وطالب واحد فقط من أصل 14طالباً ف� قسم الفلسفة راضون عن دوام المكتبة ،وكذلك أ المر ي ّ ن تب� أن 39من أصل 176طالب ف ي� قسم اللغة ي أقل من الثلث) راضون عن دوام المكتبة ،أما غالبية الطالب فهم يغ� ر ي ن يز االنكل�ية و 27من أصل 109طالب ف ي� قسم اللغة العربية( ،أي ّ اض� عن ت وال� كما أ�ش نا انحرصت ف ي� السؤال رقم 19الذي الدوام .أما عن أسباب تم ّنع الطالب عن ارتياد المكتبة المتعلقة بالهيئة التعليمية بالجامعة ،ي يقول" هل ُطلب منك سابقاً زيارة المكتبة للقيام أ يز بالبحاث؟ " ،فقد ي ّ ن االنكل�ية ،و32 تب� ّأن 19طالباً فقط من أصل 176طالب ف ي� قسم اللغة فقط من أصل 109طالب ف� قسم اللغة العربيةُ ،طلب منهم سابقاً القيام أ بالبحاث. ي ئ ت ت وال� أمالها 533طالباً فقط. وهذا جدول إحصا� ّ ال� ُ ي قمت بها عىل أقسام الكلية كافة ،ي يوضح نتيجة االستمارات ي
توصيات ت ومق�حات لم�وع ي ن يع� عن االهتمام ت ز والب�ية ،إالدارية ،والقانونية ش تدب� إالمكانات المادية ،ش تحس� المكتبة، الم�ايد إىل ي ّإن االهتمام المطلوب بالمكتبات ب ّ ف وتصعيد هذه إالمكانات تدريجياً لتصل إىل مستوى إالصالح الشامل � المستقبل ،الذي من الممكن أن يؤثر عىل الطالب المنتمي ث أك�هم إىل ي مجتمعات يغ� قارئة. يز وتجه�اتها وموازنتها ّ وكل ما يتعلق بها يتبع السياسة إالدارية ،والتعليمية للجامعة ،لذلك وبما ّأن مكتبة الجامعة بسياستها وطاقمها وانشاءاتها ارتأينا أن تقوم إدارة الجامعة بعدة خطوات إلصالح وضع المكتبة منها: ف ي� إال�ش اف والهيكلة .1المطالبة باستحداث دائرة خاصة ف ي� الجامعة اللبنانية ،أو لجنة أو عمادة يُناط بها إنشاء وتفعيل ودعم المكتبات ف ي� سائر فروع الجامعة
أ آ العينة ف ي� هذه الدراسة حسب النفس ،التاريخ ،الجغرافيا ،الفلسفة ،والثار ،تناولت أسباب عدم ارتياد الطلبة لمكتبة الفرع الول ،وقد تفاوتت ّ نكل�ية ،واللغة العربية ،وعلم النفس ألنهم أ ب� 200استمارة ف� ّكل من فروع اللغة إال ي ز عدد الطالب ف� كل قسم ،حيث تراوحت ي ن ال ثك� عدداً من ي ي ب� طالب أقسام الكلية؛ و 50استمارة �ف ين ي والثار ،حسب التسلسل الذي ورد ف� الجدول ،حيث نجد العدد أ ٍّكل من أقسام التاريخ ،اللغة الفرنسية ،الجغرافيا ،الفلسفة آ ال بك� من الطالب ي الثار أ ف� قسم التاريخ ،ثم يليه قسم اللغة الفرنسية ،فقسم الجغرافيا ،فالفلسفة ،انتهاء بقسم آ القل عدداً من ي ن ب� ّكل أقسام الكلية. ً ي وقد بلغ عدد االستمارات المعبأة من ِقبل هؤالء الطالب 533استمارة .أخذنا باالعتبار مؤ�ش العمر ،والجنس ،واالنتساب ،والعمل .وقد تراوح ب� 18سنة كحد ن معدل العمر ي ن أد� ،و 49سنة كحد أقىص ك� خالل تحليل النتائج حول بعض أ ب� 29سؤاال حول أ ال� من الممكن أن تعيق الطالب عن ارتياد مكتبة الجامعةّ ،تم ت السباب ت ال� ي ز ومن ي ن السئلة، ً ي ال� تمنعهم من ارتياد المكتبة ،وهذه أ أ ت السئلة هي التالية حسب ورود رقمها ف ي� االستمارات وذلك حسب تمحور إجابات الطالب حول السباب ي الموزعة : السؤال رقم -3هل ارتدت يوماً مكتبة الجامعة للقراءة؟ رقم -4هل كنت تعلم سابقاً بوجود مكتبة للجامعة؟ رقم -5هل تعتقد ّأن ضيق الوقت يمنعك من زيارة مكتبة الجامعة؟ رقم -7هل أنت ر ٍاض عن معاملة موظف المكتبة لك خالل زيارتك للمكتبة؟ يز التجه�ات الموجودة ف ي� المكتبة من تهوئة وأثاث ونظافة؟ رقم -8هل أنت ر ٍاض عن ف أنت ر ٍاض عن دوام/ساعات عمل المكتبة ي� الجامعة؟ رقم -9هل َ رقم -12هل تعتقد أن ضعف لغتك أ الجنبية يمنعكَ من ارتياد المكتبة؟ ّ أ رقم -19هل طلب منك سابقاً زيارة المكتبة للقيام بالبحاث؟
أ وقد تنوعت هذه أ ف السباب ي ن تخص المكتبة ّ ب� أسباب خاصة بالطالب وحده ،كإيجاد الوقت للقراءة ي� المكتبة ،وضعف لغته الجنبية؛ وأسباب ّ ف بالضافة إىل أسباب تخص الهيئة التعليمية � الجامعة تتعلق بعدم ي ز يز تحف� الطالّب عىل القيام نفسها كتجه�اتها ،ومعاملة موظفيها ،ودوامها؛ إ ي أ أ ين المتقدم� عىل مل االستمارة؛فمثال ً 23طالباً من تد� عدد الطالب الذين قاموا بزيارة مكتبة الجامعة مقارنة مع عدد بالبحاث .وكان الملفت ن يّ أصل 176ف� قسم اللــــغة إال ي ز نكل�يــــــة، ي ف و 21طالباً ن أصل 109طالب ي� قسم اللغة العربية ،هم من ارتادوا فقط المكتبة من قبل .ليس هذا فحسب ،بل أظهرت الدراسة ّأن معظم الطالب ف� ّكل أ القسام لم يكونوا يعرفون أصال ً بوجود مكتبة ،حيث ّإن 60طالباً من أصل 176طالب ف� قسم اللغة إال ي ز نكل�ية مثال ً ،و 35طالباً ي ي ف ف بالضافة إىل 60طالباً من أصل 106طالب ي� قسم علم النفس لم يكونوا يعرفون بوجود المكتبة. من أصل 109طالب ي� قسم اللغة العربية ،إ أ ت ال� تعود إىل الطالب نفسه ف� عدم االرتياد إىل مكتبة الجامعة ،ضيق الوقت حيث ي ّ ن تب� ّأن هناك 25من أصل 34طالباً مسجلون ي ومن السباب ي ف ف ف الكا� الرتياد المكتبة؛ وال يقترص عدم ي� قسم اللغة الفرنسية ،و 47طالباً من أصل 106طالب مسجلون ي� قسم علم النفس ال يجدون الوقت ي أ ت ارتياد الطالب للمكتبة عىل عامل ضيق الوقت فقط ،بل ي ّ ن ال� تمنعه من ارتياد المكتبة، تب� أن ضعف لغة الطالب الجنبية ،هي من العوامل أيضاً ي حيث أظهرت االستمارة ّأن 39من أصل 27طالباً ف ي� قسم التاريخ يعانون من مشكلة ضعف اللغة ،و 30طالباً من أصل 106طالب ف ي� قسم علم النفس( أي ما يقارب الثلث ) يعانون من المشكلة ذاتها ،أ والمر ينطبق أيضاً عىل طالب قسم الفلسفة ،حيث ّإن خمسة طالب من أصل أربعة يعا� من ضعف ف� اللغة أ ن ش الجنبية. ع� طالباً (أي الثلث أيضاً) ي ي أ ف ت وثان يرتبط ال� ّ تخص المكتبة ي� عدم ارتياد الطالب إليها ،فقد ظهر منها ثالثة عوامل ،عامل يرتبط بمعاملة موظف المكتبةٍ ، ّأما عن السباب ي يز بتجه�ات المكتبة وأثاثها ،وآخر يرتبط بدوام عمل المكتبة ،حيث ظهر أن 55طالباً من أصل 106طالب ف ي� قسم علم النفس ،و 55من أصل 176
أ أ بغ� هذا ال يمكن للمكتبات الجامعية أن تؤدي دورها المطلوب منها. مادة منهجية البحث ،وإرشاد الطالب عىل كيفية كتابة البحاث ،لنه ي للساتذة الكتساب مهارات المكتبات والمعلومات ،ألن الجيل الجديد من أعضاء هيئات التدريس أ -3عقد دورات تدريبية أ والجيال القادمة يؤمنون بأهمية المكتبات والمعلومات ،ولكنهم لم يكتسبوا الحد أ ال ن د� ال�ض وري من المهارات ،الذي يمكّ نهم من ترجمة هذا إاليمان إىل سلوك ف ي� ّ ف و� تعاملهم مع الطالب. بحوثهم ودراساتهم ي -4إدخال تعليم برنامج استخدام المكتبة ضمن المناهج التعليمية ،حيث ي ّ ن محل تب� ّأن مشكلة تعليم استخدام المكتبة ليست مشكلة ذات طابع ي لتيس� تعليم دول ،لذلك فالمكتبات الجامعية إ والدارة الجامعية مطالبة باتخاذ الوسائل المنهجية المنظمة ي فحسب ،بل هي مشكلة ذات طابع ي الطالب والباحث طرق استخدام المكتبة واالنتفاع بها. -5عقد دورات لتقوية اللغة أ الجنبية عند الطالب الذين تمنعهم ضعف اللغة من ارتياد المكتبات للقراءة. ال� ن ت نتم� عىل إدارة الجامعة اتخاذها لزيادة ي ز تحف� عملية القراءة: ومن الخطوات ي -1إنشاء مجلة للطالب تساعد عىل شن� أبحاثهم. -2عقد ندوات للطالب لعرض ومناقشة أبحاثهم. وال� من الممكن أن تقر بدال ً من االمتحان ئ ت -3تحف� الطالب بوضع عالمة تشجيعية عىل أبحاثهم ،تت�اوح ي ن يز الجز� ب� 30إىل %40 ي ّ من عالمة النجاح( ي أ ف تز اس. ) ،إ بالضافة إىل تنقيص العالمة بنفس المقدار للطالب الذي لم يل�م بعمل البحاث ،مكتفياً بما يرد ي� الكتاب الدر ي ف ث اس. -4تنبيه الطالب ي� أك� من مناسبة ّأن البناء الفكري الصالح لهم يكون بتحصيل المعلومات من الكتب والمكتبات ،بدال ً من الكتاب الدر ي ين المتطوع� لتغطية هذا -5زيادة دوام المكتبة ،بحيث ال ينتهي الدوام فيها مع انتهاء الدوام التدريس ف ي� الجامعة ،مع إمكانية االستعانة بالطالب الدوام تطوعياً ،أو لقاء مبلغ رمزي .ي ن آمل� بذلك أن نكون قد أحطنا بالمشكلة ،وأصبنا بوضع الحلول المناسبة لها.
الئحة المصادر والمرجع جامعات أفضل ،القاهرة ،متبة ال أ ي ن .1952 المرصية، نجلو .1أم� ،عثمان ،نحو أ ف الهادي ،محمد فتحي ،المكتبات الجامعية :دراسات ي� المكتبات الكاديمية والشاملة ،القاهرة ،مكتبة غريب ،د .ت. .2بدر ،أحمد؛ عبد .3بوند ،ج .ل ،.تعليم الأطفال القراءة ،ترجمة سعد فبيباز ،يب�وت ،د .ن.1960 ،. أم� المكتبة ،تونس ،المنظمة العربية ت .4الرابحي ،محمد؛ قدورة ،وحيد ،المكتبة المدرسية � التعليم والتعلّم :دليل ي ن لل�بية والثقافة والعلوم ،إدارة التوثيق والمعلومات1966 ، ي ن .5رانغتان ،ش .ر ،.تنظيم المكتبات ،تعريب أسماء يزك المحاس� ،مراجعة شعبان عبد العزيز خليفة ،الرياض ،دار المريخ.1978 ، ي للمبتدئ� :أساليبه وأسسه النفسية ت ي ن وال�بوية ،القاهرة ،مكتبة مرص ،د .ت. اءة .6رضوان ،محمد محمود ،تعليم القر وأثرها ف ي ن مكتبة القاهرة الحديثة.1954 ، القاهرة، سالمة، حبيب ترجمة الشعب، حياة � أرنست� ،المكتبة العامة .7روز، ي أ أ ش ش مدخل إىل نهضة الوطن ،الطبعة الوىل ،يب�وت� ،كة المطبوعات للتوزيع والن�.1997 ، : جنبية ال اللغات ّم ل وتع التعليم تعريب ار، ز ن .8الزين، .9الطريق الرسيعة للمعلومات ف� الوطن العر� :الواقع والآفاق /شأ�ف صالح ،حيدر بدوي صادق ،أحمد الكبيس ،شإ�اف الطاهر شقروت ،رضا قلوز ،تونس ،المنظمة العربية ت لل�بية والثقافة والعلوم، بي ي ي التوثيق والمعلومات.1999 ، إدارة ف العر�.1988 ، القاهرة، التعلم، مصادر مركز : الشاملة المدرسية المكتبة محمد، حسن ، الشا� .01عبد مؤسسة الخليج ب أ ي ي أم� كور نا� ،يب�وت ،دائرة ت .11فارس عكاش ،صبيحة ،تعليم مبادئ القراءة ،شإ�اف حبيب ي ن ال�بية ي ف� الجامعة ال يم�كية.1956 ، ي ف ف .21ف� ،اثل م .؛ ف كفا� ،مرص ،دار المعارف ،د .ت. ي كفا� ،محمد ،فن المكتبات ي� خدمة النشء ،نقله إىل العربية محمد ي ي .13قاسم ،حشمت ،المكتبة والبحث ،القاهرة – الفجالة ،مكتبة غريب ،د .ت. ن البستا� ،يب�وت ،دار النهار ،د .ت. .14المرصي ،شفيق ،الجامعيون :رجال لبنان الجديد :عرض وتخطيط ،تقديم أفؤاد أفرم ي ش الدارية بجامعة الدول الدارية الذي عقد بالقاهرة بتاريخ 70/2/28 – 20بإ�اف المنظمة العربية للعلوم إ العر� الول لتدريس العلوم إ .15المكتبات الجامعية بجمهورية مرص العربية :بحث ُق ّدم إىل المؤتمر ب ي الدارية ،د .ت. العربية ،القاهرة( جامعة الدول العربية ) ،المنظمة العربية للعلوم إ المرصية العامة للكتاب( 1984 ،سلسلة المكتبة الثقافية) 385 ، الجامعية ،القاهرة ،الهيئة .16موىس ،عبد المنعم محمد ،المكتبة ف والثقا� ،تونس ،1998 /9/14 – 11تنسيق ومراجعة صالح الدين بن عيىس ،تونس ،المنظمة العربية ت .17ندوة المكتبات المدرسية ودورها المستقبل ف� المجال ت لل�بية والثقافة والعلوم ،إدارة التوثيق ال�بوي ي ي ي والمعلومات.2000 ، 2008م. 1429هـ اللبنانية، المرصية الدار القاهرة، المستقبل، وتحديات المعلومات افق ر وم للمكتبات العلمية دارة ال توجهات محمد، .18الهادي ،محمد إ .19الهجرس ،سعيد محمد ،المكتبات والمعلومات :بالمدارس والكليات ،الطبعة الأوىل ،القاهرة ،الدار المرصية اللبنانية1413 ،هـ 1993 -م ( ،سلسلة أوراق ي ف� المكتبات والمعلومات؛ .) 1 ي
وأقسامها ،وذلك ي ن بتعي� مراقب عام ،أو مدير متفرغ تمتد صالحياته الف ّنية إىل كل المكتبات ف ي� سائر الفروع ،ويتصل برئيس الجامعة من خالل مجلس الجامعة. ف تحدد من خاللها مهام أمناء المكتبات التقنية ت وال�بوية .وأن .2إيجاد لوائح تنظم أساليب العمل ي� مكتبات الجامعة اللبنانية بكافة فروعهاّ ، م� المكتبة ،وإعطاء أ يتلقى العاملون ف� المكتبات تدريباً دورياً لتجديد وتحديث مهاراتهم ،وتحديد المؤهالت المطلوبة أل ي ن الولوية لخريجي علم ي أ ت ين ين بالضافة إىل تنظيم لقاءات تربوية المكتبي� والنفس عىل تدريبهم لتكوين المكتبات والتوثيق ،عىل أن يُضاف البعد ال�بوي والموثق� الكفّاء؛ إ ي حول الكتاب وما يتعلق به من نشاطات تربوية. إالجراءات المالية -1تخصيص موازنة سنوية لكافة مكتبات الفروع ،ومنها مكتبة الفرع أ الول ،عىل أن ال تقل عن %10من موازنة الكلية؛ وأن تتلقى المكتبات بت�عات بالثاث أ مالية ،أو عينية؛ وتتوىل الدارة العامة تزويد المكتبات أ والجهزة الالزمة. إ ين لتحس� وضع -2إمكانية فرض رسوم إضافية رمزية عىل ّكل طالب عند التسجيل المكتبة. المخالف� لقواعد إعارة الكتب وإرجاعها ،تكون لصالح ي ن ين تحس� وضع المكتبة. -3تقدير غرامات مالية تُفرض عىل -4طلب ت اس�جاع الكتب المستعارة من ِقبل الطالب قبل االمتحانات النهائية ّ اس ،وذلك تحت طائلة حرمان الطالب المتخلف عن لكل عام در ي ف بالضافة إىل تغريمه مبلغاً من المال؛ وذلك حفاظاً عىل الكتب من الضياع. إعادة الكتب ي� وقتها المحدد من االلتحاق باالمتحان ،إ إالجراءات الفنية الناحيت� إالدارية والفنية ،وهي ت -1إن إالدارة هي ت ين وتزود المكتبات بها ،مع ترك ال� شت�ف عىل المكتبات من ّ ال� تقوم باختيار أوعية المعلوماتّ ، ي ي أ أ مجال للمكتبات الختيار و�ش اء أوعية إضافية .ويُطلب من رؤساء القسام التشاور مع الساتذة ،يك يضع ّكل منهم الئحة بأهم المصادر والمراجع ت ت اس .ويُ ت�ك لكل مكتبة مهمة فهرسة مجموعاتها وتصنيفها. ال� سيعطيها خالل العام الدر ي ال� يرى أنها مهمة لتغطية المادة ي ي ب� مكتبة الجامعة والمكتبات أ -2العمل عىل إيجاد تعاون ي ن الخرى ،مما يُتيح عمليات إالعارة والتبادل فيما بينها. وال�امج المعتمد عليها. -3متابعة ّكل تطور يطرأ عىل عمل مكننة المكتبة ،ب ب� مختلف الكتب ،وأن تكون الكتب الموضوعة عىل رفوف هذا الركن ممثلة لكث� من أ -4أن ينظم ف� المكتبة ركن للقراء يتنقلون فيه ي ن الذواق ي ي ّ ف حد ذاته دافع قوي للقراءة . والرغبات ،حيث ّإن مجرد إمكان الوصول إىل مادة القراءة ،هو ي� ّ الخدمات ت ال�بوية للمكتبة وتتعلق هذه الخدمات بالسياسة التعليمية إلدارة الجامعة وتوجهاتها ،حيث ينبغي تأكيد دور المكتبة ت ال�بوي ف ي� صلب المواد التعليمية، تغي� أسلوب التعليم من ي ن التلق� إىل الحوار والمناقشة وحلقات البحث ،وتعليم الطالب كيف والتطبيق الصحيح لنظام ، LMDالذي يدعو إىل ي أ أ التغي� عىل يتم هذا يبحث ف ي� مختلف المصادر المرجعية. وبالتال توجيه الساتذة عىل ّ ي ولك ّ حث الطالب عىل ارتياد المكتبات وعمل البحاث .ي ي الوجه الذي نرجوه ،ال ّبد إلدارة الجامعة من القيام بعدة خطوات منها: اس ،وعدم اعتماد أسئلة االمتحانات عىل هذا الكتاب فقط. -1التخ ّلص من قدسية وديكتاتورية الكتاب الدر ي أ -2الدعوة إىل تدعيم المفهوم الصحيح للمنهج عند ّكل من الستاذ والطالب ،وتدعيم
البنيوية ف� أ الداخل ف ي� أية معرفة علمية الك�ى هي للعالقات الداخلية والنسق الساس اتجاه ومنهج يؤكد أهمية النظام أو البناء ف ي� دراسة أية ظاهرة ،ويرى أصحابه أن القيمة ب ي ي لل�عة التجريبية من جهة ،نز تمثل اتجاها مضاداً نز وال�عة التاريخية من جهة أخرى .وقد ظهرت ف ي� الستينات من القرن ش الع�ين ف ي� فرنسا حيث كان يسيطر عىل الحياة .وهي الثقافية اتجاهان :الوجودية من جهة ،والماركسية من جهة أخرى ولكن جذور البنيوية الفلسفية تمتد اىل اقدم من هذه ت الف�ة الزمنية . ق ق البا� .هذا التعريف يتفق مع البا� ،وال يمكن أن يكون ما هو اال بواسطة عالقته مع ن ي يعرف الالند البنية بأنها ٌّكل مؤلف من عنارص متضامنة ،بحيث يتوقف كل واحد منها عىل ي قول أميل بنفنيست ان المنهج البنيوي يستند اىل القول بسيطرة النظام عىل العنارص ،ويهدف اىل استخالص النظام من خالل العالقات القائمة يب� العنارص .ويؤكد بياجيه ،ف� كتابه :البنيوية ،عىل أن " المثل أ ت المش�ك ي ن ب� جميع �ض وب البنيوية هو السعي اىل تحقيق معقولية كامنة عن طريق تكوين بناءات مكتفية بذاتها ،ال تحتاج من العىل ي أجل بلوغها اىل الرجوع اىل أية عنارص خارجية ". ت ال�عة التجريبية القائمة عىل مالحظة ما يظهر من الموضوعات الخاضعة للبحث ،كذلك " وقفت ف� وجه التيار الطاغي نز رفضت البنيوية نز ال� تدعي القدرة عىل لل�عة ي التاريخية ي أ أ تفس� الظواهر االنسانية من خالل مفهوم التقدم باعتباره تراكماً تاريخياً يضاف الجديد منه اىل القديم بحيث تكون الفكار الجديدة مجرد توسيع لفكار ظهرت من قبل ". ي ف التغ�ات التاريخية ف� اطار البناء الثابت ،وتفرسها من خالل هذا البناء ،محاربة بذلك نز تفس� ال�عة التاريخية ي� مختلف مجاالت العلوم االنسانية ،ومبتعدة عن ي تضع البنيوية ي ي ساد طويال " يرجع الظواهر االنسانية اىل منشئها وتطورها فحسب ويعجز عن كشف عنارص الثبات فيها " . لقد حاولت البنيوية أن تجسد اتجاهاً علمياً من خالل بحثها عن تجاوز المظهر الخارجي للظواهر الذي يمكن مالحظته تجريبيا ،والنفاذ اىل الحقيقة ت ال� تبقى ثابتة وراء المظهر ،كالقوان� العلمية ت ين تغ� ،وهذا البناء الثابت يتخذ طابعاً الزمنياً ال� تفرس الظواهر الطبيعية .وقد كان علم اللغة مصدرا من أهم مصادرها ؛فعلوم مهما طرأ عليه من ي ي أ أ ت ت اللغة شكلت البؤرة الوىل إلشعاع البنيوية عىل اختالف اتجاهاتها :الن�بولوجية مع كلود ليفي س�وس ،والفلسفية مع ميشيل فوكو وجاك دريدا ،واللغوية مع روالن بارت ،والمرتكزة إىل التحليل النفس مع جاك الكان .وكان أ سوس� . الب الحقيقي للحركة البنيوية العالم اللغوي السويرسي فرديناند دي ي ي سوس� والبنيوية اللغوية فرديناد دي ي ف ف ف ف ف ض ن ز ش ش ش برل� .ن� وهو ي� الواحدة والع�ين من عمره ولد دي الي�يغ ،وام� ثمانية ع� شهرا ي� دراسة السنسكريتية ي� ي سوس� ( )1913-1857ي� جنيف ،درس اللغات ي� جامعة ب ي ئ بحثاً البدا� ألحرف العلة ف ي� اللغات الهندو أوروبية .ف ي� عام 1880ناقش أطروحة الدكتوراه حول موضوع الحالة المطلقة للجر باالضافة ف ي� السنسكريتة .انتقل اىل النظام عن ي أ ف ف ف �ض ش باريس وهو ي� الرابعة والع�ين من عمره ،وحا ي� اللغة القوطية واللمانية ي� الكلية التطبيقية للدراسات العليا .وبعد ذلك أصبح استاذا للغات السنسكريتية والهندو – أوروبية ف ي� جامعة جنيف . ق ف ف �ض كب�ا أشهر أعماله :محا�ض ات ي� علم اللغة العام ،وهو عبارة عن مالحظات كان يدونها ي� محا اته لتال� اهتماما ي أضيفت اليها مالحظات طالبه الذين شن�وها بعد موته ،ي ف� أ ش الع�ين ،حيث أصبح التوجه البنيوي ف ي� اللغة نموذجاً للتنظ� ف ي� الحياة االجتماعية والثقافية . الوساط االكاديمية ف ي� ستينات القرن ي ي سوس� معارصاً لكل من فرويد واميل دوركهايم ،ولكن ليس هناك ما يثبت لقاءه بأي منهما .ولكن التشابه واضح ي ن ب� طريقته ف ي� النظر اىل اللغة وطريقة دوركهايم ف ي� كان دي ي ف دراسة الظواهر االجتماعية ،وفرويد � دراسة الحاالت النفسية انطالقا من الالوعي . سوس� انه لم يكن راضياً يعن وضع علم اللغة كما عرفه ،وأنه كان يشعر بضخامة الجهد المطلوب من اجل أن ي ّ ن يب� لعالم اللغة ما الذي يقوم به ،ذلك أن يؤكد دي ي ض يقت� برهنة وتوضيح ما تكونه اللغة. المصطلحات الراهنة يغ� مالئمة ،فال بد من اصالحها .وذلك ي ن بالمع� نفسه الذي استخدم فيه مصطلح البنية سوس� ف ي� محا�ض اته مصطلح البنية ،بل استخدم مصطلحي النسق والنظام ( ، )erdro - systemeولكن لم يستخدم دي ي فيما بعد . ال� تقيمها مع العنارص أ ت الخرى ،ومجموعة العالقات هذه تشكل البنية ؛ ان اللغة ،كما يراها ،نظام ال تتحدد ف ي� داخله العنارص اال من خالل عالقات التعادل أو االختالف ي تش� اىل قيمة العنارص ف ي� نظام ،أو ف ي� سياق ما ،وليس ف ي� وجودها المادي والطبيعي . فالبنية أ ي ف الدول لعلوم اللسان ي� الهاي بهولندا حيث قدم ثالثة علماء روسن هم ياكوبسون وقد بدأ التجاه البنيوي اللغوي الواضح بالظهور عام 1928عندما انعقد المؤتمر ي بيان عن المؤتمر أ الصول أ وكارشفيسك وتربتسكوي ،بحثاً عن أ ين للغوي� السالف الذي انعقد ف ي� براغ استخدموا فيه كلمة " بنية الول الوىل لهذا االتجاه .وبعد ذلك بعام صدر ن ي بالمع� المستخدم اليوم ،ودعوا فيه اىل استخدام " المنهج البنيوي " ف ي� دراسة النظم اللغوية وتطورها . " ت سوس� عىل تأسيس نظرية علمية عمادها النظام اللغوي الذي يهيمن عىل عنارصه ،وهدفها استخالص الطابع العضوي ت ال� تخضع لها اللغة " ، عمل دي لش� ي ي التغ�ات ي ب� اللسان والكالم ،والدال والمدلول ،واللغة الداخلية واللغة الخارجية ،ت ز التمي� ي ن يز وال�امنية والتعاقبية. ومرتكزات نظريته ف ي� اللغة تقوم عىل ب� اللسان والكالم ،أي ي ن التم� ي ن سوس� أنه ال بد من ي ز ومتغ� ؛ فالكالم الذي يتحدثه أي انسان ، ب� ماهو بنيوي واجتماعي ف ي� اللغة ،وما هو فردي :يعت� دي ي ي ف -اللسان والكالم ب ف ن نس يتكلم ر والف ، العربية يتكلم العر� المع� وبهذا . المجتمع هذا � المعتمدة اللغة هي ، معينة للغة فردي أو شخص استخدام هو المجتمعات ي� أي مجتمع من بي ي ي ي آ ن لك يتناول رسالة معينة مع الخرين . الفرنسية والصي� يتكلم الصينية .. ..بينما اللسان هو الرمز الذي يستخدمه الشخص ي ي ال�ط المسبق والمفارق للكالم ،وهو ما يتيح للشخص أن يفهم آ ن مع� ،ولكن اللسان هو ن ليس هناك من كالم اال بلسان ي ن المعا� ش الخرين عندما يتكلم . بمع� من ُ ي ن الداخل يب� الكالم واللسان ،ولكن اللسان هو الجوهري والكالم هو الثانوي .ولذلك فان اللسان يمكن أن يخضع لدراسة سوس� نوع من التعلق هناك ،كما يعتقد دي ي ي أ علمية ث أك� من الكالم .واللسان يظهر بشكل كامل الخاصية الساسية للغة بوصفها واقعة اجتماعية . أ سوسس� معارصا لدوركهايم ( ) 1917 -1858الذي يقول ان اللغة توجد مستقلة عن الفراد الذين يتكلمونها ،وهي فضال عن ذلك ،بعموميتها ،خارج اي واحد منهم لقد كان دي ي أ ز ن ن ز تتم� بهما الواقعة االجتماعية وهما الجمعية ( )collectivitéأي استقاللها عن الفراد الذين يتكلمونها واالكراهية) يتم� اللت� ي بالخاصيت� ي ي .ان اللسان ،كما يرى دوركهايم ،ي ( collectivitéأي ما يجعلها تفرض ذاتها عىل كل واحد منهم .
تعب�ياً .إن أفعال الكالم ،من وجهة نظر سيكولوجية أو صوتية ،هي حتماً مختلفة احداها تفك� دي سوس� هي التأكيد عىل خاصية الكالم بوصفه فعال ً ي ي كانت أنقطة انطالق ي ف ت يعرفونه ،أي ي� داخل معرفتهم ال� تسمح بالتشابه والتماثل ال ترتبط بالتنفيذ ،أي ال بنبغي البحث عنها فيما يفعله المتخاطبون بل فيما عن الخرى .ولكن وجهة النظر ي تغ�ات الحس والصوت .وهذا معناه أن البحث عما هو ثابت ف� اللغة ض يقت� الوصول خلف واحدة كينونة أو جوهر اىل يش� ما كلمة ار ر تك ذاتها ؛ فالمتخاطبون يعرفون أن ي ي ي ي
ن إشكالية الداللة وتحوالت المع� ،من البنيوية اىل مابعد البنيوية
شحيتل د .عبده ي
سوس� اىل إنكار وجود الفكر خارج اللغة أي نفي اسبقية الفكر عىل اللغة ،اذ ال �ش ي ء يمكن أن يكون واضحاً قبل ظهور اللغة . وقد قاد القول باعتباطية العالمة اللغوية دي ي ن تزً الحال لتلك الكلمة " ،وما دامت اللغة مجرد نسق أو نظام ، المع� فهم عن البعد كل ا بعيد يكون ما ا كث� " سوس� دي يقول ال�امنية والتعاقبية :ان تاريخ أية كلمة ،كما ي ي ن تز ي سوس� غياب الزمن أي النظر تع� ال�امنية ( ) synchtonieعند دي ي وما دامت تؤدي وظيفتها باعتبارها ذات طبيعة رمزية ،فهي بحد ذاتها ال تنطوي عىل أي بعد تاريخي .ي اىل اللغة عىل أساس وصف حاالتها الراهنة ،أما التعاقبية( ،) diachronieفإنها تهتم بوصف تطور اللغات بع� الزمن . سوس� ،هناك محوران :أفقي يمثل اللغة ف� وضعها الحال الخاص بالعالقات ي ن ب� أشياء توجد معا ،ويستبعد منها أي تدخل للزمن ،وعامودي نستطيع ف ي� اللغة ،كما يؤكد دي ي ي ي تغ�اتها أو تطوراتها بع� الزمن . تبعاً له أن نأخذ باالعتبار موضوعات المحور مع ي إن اللسان بوصفه نسقاً من القيم معقداً ،ومنظماً بشكل دقيق ،من ال�ض وري أن يدرس تبعا لهذين المحورين ،عىل أن تبقى أ السبقية ف� ذلك ت ز لل�امنية . ي الكب� من القيم ت داخل متبادل ،مضبوط ودقيق .ودراسة ال� تأخذها ف ي� تعلق ليس هناك نظام مماثل للسان يكشف عن دقة مشابهة له من حيث التنوع ف ي� الحدود ،والعدد ي ي ي أ ن ب� اللسانيات التطورية ،واللسانيات السكونية .الوىل يمكن تسميتها بالتعاقبية ،والثانية ت ز التمي� ي ن يز المع� يكون تزامنياً كل ما يتعلق بال�امنية .وبهذا هذا النظام تتطلب ن ت ز السكو� أو الثابت للسان .ويكون تعاقبياً كل ما له سمة متعلقة بالتطور أو التتابع .وهكذا ؛ فال�امنية والتعاقبية يدالن عىل حالة لسان ما ،أو المظهر أو بالتشكيلة أو الهيئة ي عىل تطوره . لك يفهمها إن ما يلفت ،أوال ً ،عند دراسة وقائع اللسان هو أن تتابعها بالنسبة للشخص المتكلم ال وجود له ؛ فاللغوي عند دراسة هذه الوقائع يجد نفسه أمام حالة تفرض عليه ي أن ي�ض ب صفحاً عن كل ما أنتجها ،أي ينبغي أن يتجاهل التعاقبية ف� دراسته لها ،فال يمكن الدخول ف� وعي الذوات المتكلمة اال من خالل الغاء ض الما� ،فتدخل التاريخ ال ي ي ي العبث أن نرسم بانوراما لجبال أ اللب من خالل أخذها ،ف ي� الوقت نفسه ،من سوس� مثال يقول فيه :من يمكن له اال أن يجعل حكمنا خاطئاً .ولتوضيح هذه الفكرة يقدم دي ي أ ف ج�ا ( )jura؛ فالبانوراما ينبغي أن تؤخذ من نقطة واحدة .والمر عينه ينطبق عىل اللسان الذي ال يمكن وصفه اال اذا تمركزنا ي� حالة من حاالته . قمم مختلفة لسلسلة جبال ي ف ج�ا بهدف تسجيل اختالفات الرؤية المنظورية. واللغوي ،عندما يتبع تطور اللسان ،فانه يشبه ي� عمله المراقب الذي يذهب من طرف اىل آخر من اطراف قمم سلسلة جبال ي ولك بي�هن عن استقاللية ت ز سوس� عدة امثلة يفضل من بينها مقارنة لعبة اللسان ( )le jeu de langueبجولة من لعبة ال�امنية والتعاقبية واالرتباط المتبادل بينهما ،يقدم دي ي ي الشطرنج. بداية وضع لعبة الشطرنج يتناسب جداً مع وضع اللسان ؛ فالقيمة الخاصة بالقطع تتعلق بوضع كل منها عىل لوحة الشطرنج ،أوالمر نفسه ف ي� اللسان حيث لكل كلمة قيمتها من خالل مقابلتها أو معارضتها مع الكلمات أ الخرى . ت �ش ال� ف ي� الدرجة الثانية ،النظام ال يكونأبداً اال مؤقتا ؛ فهو يختلف من وضعية اىل أخرى .صحيح أن القيم تتعلق أيضا ،وفوق كل ي ء ،باتفاق مسبق ،هو قاعدة اللعبة ،ي ت وال� تستمر بعد كل نقلة .هذه القاعدة المقبولة مرة واحدة ونهائيا تحكم ايضا اللسان . يسبق االتفاق عليها بداية الجولة ،ي وبالنهاية لك ننطلق من توازن اىل آخر أي من تزامنية اىل أخرى يكفي نقل قطعة واحدة عىل لوحة الشطرنج .وهنا نجد ما يماثل الواقعة التعاقبية مع كل ي زمم�اتها .ففي الواقع : ي ف التغ�ات ال ترتبط اال بعنارص معزولة . أ – كل نقلة شطرنج ال تحرك اال قطعة واحدة .أيضا ي� اللسان ي ت ال� تنتج عنها ب -بالرغم من ذلك ،فان للنقلة ترجيعها عىل النظام التأث� .إن ي بأكمله ؛ من المستحيل عىل الالعب أن يرى مسبقا ،وبشكل دقيق ،حدود هذا ي تغ�ات ت القيم ي أ ت ال� كانت مؤقتا ال دخل ،تبعا للظروف تكون معدومة ،أو حادة جدا او متوسطة الهمية .إن نقلة كهذه يمكن ان ي تغ� جذريا مجموع الجولة ويكون لها نتائج ح� عىل القطع ي لها ،أ والمر نفسه يحدث بشكل دقيق ف ي� اللغة . ين فالتغي� الذي أجري ال ينتمي اىل أي من ي ن الحالت� ،فالحاالت اذا هي الهامة . هات� تغي�قطعة ما هو واقعة مختلفة بشكل مطلق عن التوازن السابق والتوازن الالحق ؛ ي فج -إن ي ً ي� جولة الشطرنج أية وضعية معطاة لها خاصية فريدة لكونها متحررة من سابقاتها ؛ فال اهمية ،أبدا ،إن كنا وصلنا اليها بهذا الطريق أو ذاك ،ومن يتابع الجولة بأكملها ليس له أية أفضلية عىل الفضول الذي ت يأ� يل�اقب حالة الجولة ف� اللحظة الحرجة .ولك نصف هذا الوضع من يغ� المجدي ت اس�جاع ما حدث منذ ش ع� ثوان من قبل .كل هذا ي ي ي ي ف والتغ�ات ت ال� تدخل ي ن ب� التعاقبية ت ز التمي� الجذري ي ن يز ب� الحاالت ليس لها ي� هذه ، لسان حالة عىل اال ابدا يجري ال .فالكالم امنية وال� ويكرس ، اللسان يطبق بشكل مساو ف ي� ي ي الحاالت أي مكان . تأث� عىل النظام ،بينما ف ي� اللسان ليس هناك تعمد مسبق ألي ليسهناك اال نقطة واحدة تبدو فيها المقارنة خاطئة :العب الشطرنج يمتلك نية اجراء النقلة ،وممارسة ي أ ً �ش ي ء ؛ فالمر فيه يحدث بطريقة تلقائيا وعرضا عن طريق الصدفة . يعطي دي سوس� أ للمتكلم� ،وكذلك بالنسبة لعالم اللسانيات الذي ال يهتم بالتعاقبية لذاتها .من المؤكد " أن ال �ش ء ث ين الفضلية ت ز اك� أهمية لل�امنية عىل التعاقبية ،بالنسبة ي ي أ ن فال�وط ت من معرفة تكون حالة معينة ،هذا صحيح ن المعا� ،ش ال� شكلت هذه الحالة توضح لنا طبيعتها الحقيقية وتحمينا من بعض الوهام .ولكن هذا يثبت من بمع� ي ي ن السانكرو� هو الصفة االعتباطية أو االتفاقية ت ال� نسبها اىل العالقة بالطابع تنطبع سوس� دي بنيوية جعل الذي ئيس ي ي ي بشكل صحيح أن التعاقبية بذاتها ال غاية لها .والسبب الر ي ين ب� الدال والمدلول . أ ت سوس� هي البحث ف� الثوابت اللغوية ت وهكذا ؛ فان ت ز صل للغة " باعتبارها تع� عن بناءات ال يؤثر عليها التطور ،ألن ال�امنية كما يراها دي ال� ب ي ي هذه البناءات جزء من ال�كيب ال ي ي ف ن وغ� اللغوية ،تعارض نز للتعب� الرمزي عن المعا� " .وفكرة ت ز ال�عة التاريخية معارضة شديدة . وسيلة ال�امنية هذه جعلت البنيوية ،ي� اتجاهاتها اللغوية ي ي ي سوس� ،هي اللغة ضمن نسقها الخاص ،ويوضح ذلك من خالل مثل لعبة الشطرنج الذي ذكر اللغويات الداخلية واللغوايات الخارجية :اللغويات الداخلية ،كما يراها ديي سابقا .يقول ف ي� كتابه محا�ض ات ف ي� اللسانيات العامة ":فيما يتعلق باللغويات الداخلية ،فان اللسان هو نظام ال يعرف اال نسقه الخاص ،ومقارنتها بلعبة الشطرنج توضح أنه من السهل ي ز داخل فيها داخل ؛ واقعة ان هذه اللعبة أتت من الفرس اىل أوروبا هي من طبيعة خارجية .أما ما يتعلق بنظام اللعبة وقواعدها فهو تمي� ما هو خارجي مما هو ي ي التغي� يمس بشكل عميق قواعد اللعبة " . .اذا استبدلت قطع الخشب بقطع من العاج ،هذا االستبدال ال قيمة له بالنسبة للنظام ،ولكن اذا قللنا أو زدنا عدد القطع ،هذا ي سوس� لتوضيح الصفة التمايزية للغة ؛ فنجاح اللعبة أساسه العالقات التفاضلية أو التمايزية ي ن ب� القطع وليس قيمتها الذاتية .وهذا العالقات هي هذا المثل يستخدمه دي ي سوس� ،ن تع� دراسة العالقة القائمة ي ن يز السياس ، والتاريخ كالحضارة ، عليها المؤثرة والدوائر اللغة ب� دي يرى كما ، فهي الخارجية اللغويات أما ، للغة الداخل مايم� النسق ي ي ي ي
ت ال� يستند اليها الجانب المنفذ منها اي الكالم . اىل البنية المعرفية ي
والمعاي� ،ومعرفة هذا النسق ال سوس� ،ينبغي أن يهتم بدراسة اللسان ألن حقائق اللغة هي حقائق اللسان الذي يشكل نسقاً تحكمه القواعد إن علم اللغة ،كما يرى دي ي ي ت نز سوس� اللسان بالك� أو المستودع الهائل الذي ال ينضب ،ومنه يغ�ف الفرد الكالم ليستخدمه بد منها لفهم الجمل والعبارات ،أو لتكوين جمل وعبارات جديدة .يشبه دي ي ف� التواصل مع آ الخرين . ي إن أ الفراد يستخدمون الكالم ،ولكن ال يمكن ألي فرد منهم أن يحيط بكل ما يتضمنه نز ك� اللغة الذي ال ينضب .الكالم أي الجمل والعبارات يستخدمها الناطقون بلغة معينة ،والوصول اىل اللغة ض يقت� اللجؤ اىل نوع من التجريد للوصول اىل النسق الذي تنتظم هذه الجمل والعبارات وفقا له . ي
الساس منها ،انه ف� آ إن اللسان ،كما يقول دي سوس� ،ال يتطابق مع اللغة ،ولكنه يشكل الجزء أ الن نفسه منتج اجتماعي لملكة اللغة الطبيعية ف ي� االنسان ،ومجموعة ي ي ي أ أ من التوافقات ال�ض ورية المتبناة من الجسم االجتماعي لتتيح ممارسة هذه الملكة عند الفراد .عندما نسمع من يتكلم لساناً ما نجهله ،نسمع جيد الصوات ،ولكن عدم قدرتنا ت ال� يشكل التوافق اساسيا لقيام نظام اللغة فيها ،ونحن ال نعرف شيئا عن هذه التوافقية . عىل الفهم تعود اىل اننا خارج الواقعة االجتماعية ي يقارن دي سوس� اللسان بالسيمفونية ،حيث الحقيقة مستقلة عن طريقة تنفيذنا لها ،أ والخطاء ت تسء أو تشوه مطلقا ال� يمكن أن يقع فيها ي الموسيقيون الذين يلعبونها ال ي ي ين الموسيقي� للسيمفونية . هذه الحقيقة .إن الحقيقة ف ي� اللغة ترتبط باللسان وليس بالكالم باعتباره الشكل المنفذ من اللسان ،والذي يشبه تنفيذ
الول ،جوهري ،موضوعه اللسان وهو اجتماعي ومستقل عن الفرد.هذه الدراسة هي نفسية فقط آ قسم� :أ وهكذا ؛ فإن دراسة اللغة تتضمن ي ن .والخر ،ثانوي ،موضوعه الجزء آ ئ �ض ت ت ز لك يكون الكالم قابال ً نفس – يف� ي يا� .وهذان الموضوعان أم�ابطان بشكل وثيق وأحدهما يف�ض الخر ؛ فاللسان وري ي الفردي من اللغة أي الكالم ،ويشمل الصوت ،وهو ي تأث�اته ،والكالم �ض وري أيضا لتأسيس اللغة .واقعة الكالم لها دائما السبقية ،من الناحية التاريخية ،فالكالم هو ما يجعل اللسان يتطور ،واالنطباعات للفهم وينتج كل ي آ آ ف ن داخل يب� اللسان والكالم ،فهذا هو ي� الن نفسه اداة ومنتج لذاك . يغ� عاداتنا اللغوية .هناك ،اذن ،تعلق الحاصلة عند سماعنا الخرين هي ما ي ي يفصلنا اللسان عن الكالم ،يفصل وبشكل قاطع ما هو ،اوال ً ،واقعة اجتماعية عما هو فردي ،وما هو ،ثانياً ،أساس ،عما هو ض عر� .إن اللسان هو الحزء االجتماعي من ي يغ�ه ،لكنه ال يوجد إال بفضل نوع يمن االتفاق الذي تم ف� ض الما� ي ن ب� اطراف المجموعة اللغة ،الخارج عن الفرد الذي فيما يتعلق به وحده ال يستطيع أن يخلقه وال أن ي ي ي ش لك يعرف لعبته ،منذ طفولته حيث يتمثله شيئا فشيئا .واللسان المتمايز عن الكالم يمكن دراسته بشكل مستقل ،فعىل الرغم من اننا لم الب�ية .والفرد يحتاج اىل تعلم ي وغ� متجانسة ،فإن اللسان من طبيعة متجانسة ؛ إنه نظام من العالمات حيث نعد نتكلم اللغات الميتة ،نستطيع أن نتمثل جيدا تنظيمها اللغوي .واذا كانت اللغة متنوعة ي ن المع� بالصورة الصوتية أي الدال بالمدلول. يتحد سوس� ،هي اللسان بوصفه نسقاً من العالمات وهذه العالمات بعيدة كل البعد عن أن تكون مجرد تحويل أو نقل الدال والمدلول :إن اللغة ،ف ي� جوهرها ،كما يرى دي ي العي� اىل المجال المجرد .إن العالمة عبارة عن اتحاد لصورة صوتية هي الدال( )signifiantبتمثل ن من المجال ن ذه� هو المدلول ( )signifyeوهكذا ؛ فان الدال يندرج ضمن ني ي أ ن سوس� اللغة بورقة الذه� أي هو فكرة أو مع� وليس شيئا موضوعيا .يشبه دي النظام المادي أي الصوات وااليماءات والحركات .أما المدلول فانه يندرج تحت النظام ي ي ذات ي ن تعب�ه "،هو وجه الصفحة بينما الصوت هو وجه� :الوجه فيها هو الدال ،والظهر هو المدلول وال يمكن تمزيق وجه الورقة دون تمزيق ظهرها .الفكر ،عىل حد ي ظهرها " ت ،وي�تب عىل ذلك أنه ال يمكن فصل الصوت عن الفكر ،أو فصل الفكر عن الصوت .انطالقاً من ذلك تصبح اللغة نسقاً من العالمات أي أن العالمة ال العبارة هي �ش الوحدة اللغوية .وعالم اللغويات عليه تحديد ما يجعل من اللغة نظاماً خاصاً داخل مجموعة من الوقائع السيميولوجية؛ فالمشكلة اللغوية هي ،أوال وقبل كل ي ء ،مشكلة أ أ ت ساط� والطقوس .....فالسيميولوجيا ليست ال� تتألف منها الثقافة ،والمقصود بالثقافة الفن وال ي سيميولوجية أي انها تنتمي اىل تلك المجموعة ب الك�ى من النظمة الرمزية ي سوى ذلك العلم الذي يدرس حياة العالمات ف ي� كنف الحياة االجتماعية . ويستعمل دي سوس� تعب� عالمة ( )signeباعتباره أفضل من تعب� رمز ( ) symboleللداللة عىل عنارص اللغة ،ولالشارة اىل خاصيتها أ الساسية وهي االتفاقية أو االصطالحية . ي ي ي
تتحدد قدرة العقل عىل ت ال� ي ز م� باعتبارها قدرة عىل خلق العالمات ،ولكن ينبغي أن نحدد بدقة أن عالقة الرمز بما يرمز اليه ليست عالقة خارجية ،بينما هي كذلك عندما يتعلق أ المر بالعالمة أو االشارة وما ترمز اليه ،فالرمز يشبه ما يرمز اليه ( ي ز كالم�ان والعدالة مثال ) والرمز ليس اتفاقياً لذلك ال نستطيع استبداله ،بينما العالمات يمكن استبدالها ( استبدال كلمة ف ي� لغة ما اىل ما يرادفها ف ي� لغة أخرى ) . سوس� اهتمامه عىل كيفية حدوث الداللة من خالل شبكة من العالقات داخل نظام يتيح تحقيق الداللة .ورأى أن هناك ي ن نوع� من العالقات اللغوية تمكنان من تحقيق ركز دي ي أ ف هذه الداللة -:العالقة االستبدالية ( ، )paradigmatiqueوهي راسية -ترصيفية ،و العالقة السياقية ( ، )syntagmatiqueوهي أفقية – تركيبية .الوىل تمثل كلمة ي� النص وما يمت اليها بصلة لفظية أو معنوية من كلمات لم تذكر فيه ،والثانية تقوم ي ن ب� الكلمة وسائر الكلمات ف ي� الجملة. والتمي� ي ن يز سوس� اىل تأكيد الطابع االعتباطي للعالمة اللفظية .وهذ معناه ان الدال ال ينطوي عىل أية اشارة ب� الدال والمدلول واعتبار الداللة مجرد عالقة تآلف بينهما قاد دي ي أ أ أ ف ف ساس ،ليست سجال ً من السماء ،أي قائمة طويلة باللفاظ المقابلة لما ي� العالم من أو إحالة اىل قيمة المدلول أو مضمونه .يرى دي ي سوس� أن اللغة ،ي� صميم مبدئها ال ي أ أشياء ...وال شك أن مثل هذا التصور ،ف� ث تش� اليه .ولكن الحقيقة أن الصلة أك� اشكاله سذاجة ،ال بد أن يحيل العالمة اللفظية اىل نسخة طبق الصل من ال�ش ي ء الذي ي ي ت ال� تربط الدال بالمدلول هي مجرد صلة اعتباطية . ي ن إن "أساس اللغة هو توحيد ت االنسا� قروناً ال�كيبات الصوتية والمفاهيم العقلية " ،وهذا التوحيد يضع حدا " للمفهوم التقليدي الساذج عن شفافية اللغة الذي ساد الفكر ي أ بالمكان تمثيل هذا المفهوم بأية مجموعة أخرى من طويلة " ؛ فتلفظ كلمة أخت ،مثال ً ،ال يرتبط بأية عالقة باطنية مع سلسلة الصوات (أ – خ – ت) ،وما يؤكد ذلك أن إ أ ن الصوات .وهكذا ؛ فإن العالقة ي ن �ش تش� اليه سواء كان ال ي ء ب� الدال والمدلول توافقية اعتباطية خالية من أية بم�رات أو أسباب عقلية يتم من خاللها التوحيد يب� العالمة وما ي سوس� من خالل عالقة التآلف ي ن يش� اىل قيمة المدلول أو مضمونه ،وبذلك تكون العالقة العقل .تتحقق الداللة عند دي ذاته أو مفهومه ب� الدال والمدلول ،ولكن الدال ال ي ي ي تغي�ها بعيداعن ويثبتها ،ومن ثم ال يعود بإمكان مرسل واحد للعالمة اللغوية أو مستقبل واحد لها أن يتفقا عل فصم العالقة أو ي بينهما اصطالحية يقيمها العرف االجتماعي ّ أعراف الجماعة .
ت تغ�ات أو تنويعات هائلة عىل موضوع السببية . تأ� من كونها ي المجتمع وكانها ي تس� من ذاتها ؛ فبالنسبة له قيمة االسطورة ي
س�وس المنهج البنيوي ف� دراسة أ ليب� أن هناك مبادئ كامنة وراء مظاهر الثقافة " وما هو ت لقد اعتمد ت مش�ك ي ن ساط� ي ن ب� مختلف الثقافات ال يمكن االهتداء اليه انطالقا من ال ي ي أ أ ن المعا� الخفية للسطورة ،واستخالص المبادئ المالحظة ،لن هناك بنا ًء خفياً ال يمكن أن يظهر عىل السطح الخارجي للظواهر ابداً وانما يكتشف عقلياً " ،وسعى الكتشاف ي أ ئ البدا� من خاللها .،وهكذا فان هدفه ما كان التوقف عند حدود ثقافة بدائية معينة ،ولكن دراسة الثقافات القديمة للوصول من خاللها اىل معرفة لتفك� االنسان الساسية ي ي االن�بولوجيا ف� كتابه المحوري أ الخ�ة للبنيوية من اللغويات اىل الدراسات أ س�وس " النقلة أ المبادئ أ الدبية بع� دراسة ت الب�ي .وقد حقق ت الساسية للذهن ش ال تن�بولجيا البنيوية في ي ئ البدا� المتمثلة ي� السلوك اليومي للناس ،وطريقة تشييدهم للمساكن ،وآدائهم للشعائر والطقوس ،وتنظيمهم لعالقات " ،حيث تناول مختلف مظاهر الحياة ف ي� المجتمع ي ن ت ذه� واحد. ال� تكشف عن بناء ي القرابة ،ساعيا لكشف العالقات الباطنية لهذه الظواهر ي
الب�ي .ونواحي التشابه أ س�وس هي وسيلة للوصول اىل المبادئ أ وهكذا ؛ فان دراسة الثقافات القديمة عند ت الساسية للذهن ش السساسية ف ي� الثقافات المختلفة تتمثل ف ي� "انها ف ن ت ت ت ن ش ال� تمثل الحد الد� المش�ك بينها .واللغة هي ال�ط العقل المش�ك يب� جميع المجتمعات وفيها كلها كلها نواتج لذهن يعمل بطريقة واحدة " .والنشاط ي ي يتوفر� اللغة ي ال�ض وري لقيام أية ثقافة . ن لقد تحول ت التفك� ف ي� سوس� ،اىل المع� باعتبارها نظاما أوشبكة عالقات قائمة عىل االختالف ،كما كان الحال عند فرديناند دي التفك� ف ي� الوحدة اللغوية ذات س�وس من ي ي ي " نب� أ ف ت ن ال� افرزتها الشعوب ي� حالة البداءة ،واسس لدراستها باعتبارها شبكة عالقات يب� وحدات تحكمها عالقلت االختالف " ،وأكد ان المنهج البنيوي ،يجعلنا ساط� ال ي ي نرى النواتج الثقافية عىل اساس البناء الواحد الذي تقوم عليه أل ن هناك بناءات للعقل ش الب�ي تفرض نفسها ف ي� كل نواتجه االجتماعية والثقافية وتطبعها بطبعتها الخاصة االف�اض أن هناك نظاما يقع خلف مظاهر أ .وهكذا باتت البنيوية عنده تقوم عىل أساس ت الشياء ويتحكم بها ،والنظام أو النسق العام عندما يتم الوصول اليه من خالل أ أ ف ت ساط� ي� ثقافة معينة (نسق فردي ) يؤدي ال� تشكل النموذج العام لكل االنساق المشابهة ؛ فدراسة عدد من ال ي النساق الفردية يمكن بعد ذلك االنطالق منه الستنتاج البنية ي أساط� فردية أنتحتها شعوب أو ثقافات أخرى . اىل استنتاجات عامة يمكن تطبيقها عىل اية ي ن كان ت االنسا� هوية اساسية تظل مالزمة له ف ي� كل زمان ومكان ،وانا نستطيع كشف هذه الهوية بتحليل س�وس يعتقد أن هناك وظيفة رمزية للعقل ال يؤثر فيها الزمن ،وأن للعقل ي ف أساط� ونظم اجتماعية وطقوس ،وانتقد بشدة فكرة حدوث تحول أساس ي� نوع العقلية ش الب�ية بع� العصور " ،وأكد فكرة البناءات الثابتة للعقل نواتج هذا العقل من ي ي الب�ي ت ش ال� تفرض ذاتها ف ي� كل نواتجه الثقافية ،فارىس ف ي� الحياة الثقافية الفرنسية أتجاها ف ي� دراسة الظواهر الثقافية واالجتماعية يؤكد أهمية البنية السابقة عىل مظاهرها من ي ف وتفس�ها من جهة أخرى .لذلك ما كان غريبا هذا الرصاع الحاد الذي قام ما ي ن جهة ،ويرفض نز ب� البنيوية من جهة والوجودية والماركسية من ال�عة التاريخية ي� فهم الظواهر ي ف ف ش كب� ي� الحياة الثقافية واالجتماعية ي� فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية . جهة اخرى ،بعد أن كانت الوجودية قد انت�ت اىل حد ي
س�وس للمنهج البنيوي ف� ميدان أ ت وقد انسحب تطبيق ت ال تن�بولوجية عىل مختلف العلوم االنسانية ف ي� ستينات القرن ش ال� تعيد قراءة نصوص ي الع�ين حيث شاعت الدراسات ي الفالسفة أ ف ن ألتوس� والكان اللذين أعادا و� هذا االطار جاءت كتابات والدباء قراءة بنيوية تسعى اىل الموضوعية والعلمية ي واعادة انتاج أ ي معا� جديدة ما عرفتها القراءات السابقة .ي ف د� . قراءة ماركس وفرويد ،وروالن بارت الذي طبق المنهج البنيوي ي� الميدان ال ب ي لقد ن ألتوس�( ) 1990-1918المنهج البنيوي ،وأعاد قراءة النصوص الماركسية قراءة بنيوية ف ي� كتابيه " :من أجل ماركس" ،و"قراءة ف ي� رأس المال" ،حيث رفض الرأي القائل تب� لوي ي أ بأسبقية الفراد عىل الظروف االجتماعية ،وتصور المجتمع باعتباره كياناً كلياً "له بنية تتكون من مستويات مستقلة نسبيا ،قانونية ،ثقافية ،سياسية الخ ،وهذه المستويات تتحدد طريقة عملها ف� نهاية أ المر باالقتصاد " . ي ن ال� تبديها نصوصه ،أن الفكرة الرئيسة ت المعا� المبا�ش ة ت ال� يدور حولها بحث ماركس هو العمل وعالقته براس المال " ، يبدو لمن يقرأ رأس المال ،قراءة سطحية ،بحثاً عن ي ي ي أ ن ن ن ساس الذي أخذ التفس� الصحيح ،ف ي� راي ولكن ألتوس� ،ينبغي ان يرتكز عىل التقابل يب� القيمة والقيمة االستعمالية وفائض القيمة ،ومن ي ي ي هات� الفكر يت� يستخلص البناء ال ي يطوره وينميه طوال أ ئيس " . ر ال كتابه من الثالثة اء ز ج ال ماركس ي ألتوس� شديداً عل كشف البناء العلمي المنضبط ف� كتابات ماركس .هذا البناء المتصف بالموضوعية ،والبعيد عن االعتبارات العاطفية واالنسانية هو البناء ي ز المم� كان حرص ي ي ن ً التوس� الذي "ال يكل وال يمل من تكرار القول بان طريقة االنتاج هي الموضوع الوحيد والفريد للمادية للماركسية ،وبفضله اصبحت الماركسية علما بالمع� الصحيح ،كما يرى ي الكالسيك ،وعن موضوع نظريا ت التاريخ والمجتمع ف ي� عرص التنوير " .وهكذا فإن طرق االنتاج هي ما السياس التاريخية ،وهو موضوع يختلف تماما عن موضوع االقتصاد ي ي يتطور ف ي� التاريخ ،ويتأصل تطورها ف ي� المستويات المختلفة للبنية االجتماعية . النفس اذ قدم قراءة فلسفية لكتابات ألتوس� عىل المنج البنيوي ف ي� اعادة قراءة ماركس ،كان جاك الكان ( )1981 - 1901أحد المفرسين الكبار للتحليل ومثلما هي الحال ف ي� اعتماد ي ي ف ف و� قراءته الجديدة هذه عمل عىل توضيح سلسة من المفاهيم السيكولوجية من بينها فرويد سمحت له بانتاج تصور جديد تماماً لها حيث أدرجها ي� اطار العلوم االنسانية ،ي مفهوم الالوعي ،وقام بتسليط الضؤ عىل أهمية اللغة عند فرويد .إن اللغة ،والرموز بشكل عام ،هي من العنارص الثقافية ،وهي ،ال العنارص الطبيعة ،ما يشكل أساس الذات ش الب�ية .
الب� " يجتازهم ويع� من خاللهم النظام الرمزي " .ولكن اللغة ليست مجرد حامل أ ف ي� بحث له حول وظيفة وحقل الكالم واللغة ف ي� التحليل النفس يؤكد الكان أن ش للفكار ب ي أ والمعلومات ،كما انها ليست مجرد واسطة للتواصل .بل يجادل الكان بأن ما يجعل التواصل ناقصاً أيضاً حاالت سؤ الفهم ،وزالت اللسان ،و�ش ود الفكر ،ونسيان السماء، ف ت ت ال� مكنت الكان من ربط ال� من خاللها يمكن أن ندرك آثار الالوعي ،وهذه هي المالمح ي والقراءات الخاطئة ...الخ وجميعها بت�ز ي� اللغة ومن خاللها .هذه هي المالمح ي التواصل ليس حسب الصدفة ،ولكن وفقا النتظامية بنيوية معينة " . اللغة بالالوعي حيث يقول " :الالوعي له بنية تشبه اللغة " ،و " الالوعي هو الذي يعطل الخطاب ي ت ال� يحملها كالم الشخص الخاضع للتحيل ،واللغة الرمزية إن المحلل النفس ،كما يؤكد الكان ،هو أشبه ما يكون باللغوي ( )linguisteالذي يعمد اىل فك شيفرة الرموز ي ي ف التعب� بشكل واضح عن الموضوعات المكبوتة ي� الوعيه ،والالوعي لك يكتشف معانيها الخفية .ان المريض الخاضع للتحليل ال يستطيع المرضية اضه ر وأع أحالمه لمحتويات ي ي ن النفس ال يهدف لك يكون قولها متصال ً ودون فجوات ،والعالج بالتحليل بهذا ثالمع� هو ،كما يرى فالكان ) ( ،هذا الجزء من الخطاب أو القول الذي تفتقر اليه الذات الواعية ي ي أ وتفس� ما خفي من معانيه .ان صور االحالم والعراض العصابية هي ،كما يقول الكان ،لغة الالوعي ،انها اىل أك� من ملء الفجوات � كالم المريض من خالل فك رموزه ي ب� دوال اللغة القائمة ومدلوالتها .وبهذا المع�ن دوال عىل مدلوالت مكبوتة ف ي� الوعي الشخص الخاضع للتحليل النفس .واالرتباط بينها هو نفسه الذي يجده المحلل النفس ي ن ي ي العالمات ،وكل عالمات هي دال ومدلول ،والالوعي هو يبنية من المكبوتات ت ال� تشكل مدلوالت لدوال هي من نسق فاللغة ؛ اللغة بنية تشبه الالوعي يمكن القول أن بنية ي
أ ت ال� تؤدي اىل خلق لغة فصحى ف ي� مقابل اللهجات العامة . وعلم النفس ...الخ .تلك العوامل المؤدية اىل انتشار اللغة خارج موطنها ال ي صل أو ي
هناك عالقة ي ن تغ�ات ف ي� هذه اللهجات الك�ى المتمثلة بالفتح أو الغزو أو ب� اللغة والتاريخ االستعمار حملت لهجات اىل أماكن مختلفة وأدخلت ي السياس ؛ فاالحداث التاريخية ب ي أ أ ف د� للسان . وكذلك المؤسسات عىل أنواعها كالكنيسة والمدرسة والصالونات والمحاكم والكاديميات أثرت ي� التطور ال ب ي سوس� أن عىل عالم اللسانيات أن يتفحص العالقات المتبادلة ي ن ب� لغة الكاتب واللغة الشائعة ألن كل لغة أدبية تنتج ثقافة تصل اىل االنفصال عن فضائها لتتواجد يرى دي ي ف ز تم� ما ي� فضاء طبيعي هو اللغة المحكية ف .بينما تذهب اللغويات الداخلية باتجاه آخر ؛ فاللسان هو سياق ال يعرف اال النظام الخاص به .ومقارنته بلعبة الشطرنج هنا ايضا ي و� هذا االطار فإن انتقال اللعبة من الفرس اىل أوروبا يشكل عامال خارجيا ،و كل ما تتعلق بقواعد اللعبة يشكل عامال داخليا .واستبدال قطع هو داخل فيها عما هو خارجي ،ي ي داخل . عامل اذا فهو ، اللعبة قواعد عميقا يمس ا تغي� يحدث القطع عدد انقاص أو قطعة .وإضافة خارجي عامل اذا فهو ، اللعبة نظام عىل يؤثر ال عاج بقطع الخشب ي ي يغ� النظام بدرجة ما" وهكذا اذن يصل دي سوس� اىل التأكيد " :يكون داخليا كل ما ي ي
البنيوية ف ي� العلوم االنسانيةسوس� لمقاربة العلوم االنسانية بطريقة ث أك� منهجية ،بف�ز االهتمام بالوقائع االجتماعية والثقافية باعتبارها مرتبطة بشكل جوهري ببنية النظام االجتماعي مهدت أعمال دي ي ف ً ً ً سوس� ،أصبح المنهج البنيوي باعتباره " منهجا علميا صالحا الكتشاف كب� بآراء دي ي والثقا� الذي ينتجها ،فبعد البيان الذي أعلنه علماء اللغة السالف ،الذين تأثروا اىل حد ي ي أ أ ين قوان� بنية النظم اللغوية وتطورها " ،ال يقترص تطبيقه عىل اللغة فقط ،بل يتعداها اىل ميادين الدراسات الدبية وال تن�بولجيا والعلوم االنسانية بشكل عام .والدور أ ف ف ف الساس � اتساع نطاق تطبيق هذا المنهج يعود اىل كلود ليفي ت ام�كا ي� اربعينات القرن ش الع�ين ( )،وتعرف من خالله عىل المنهج البنيوي س�وس الذي التقى بياكوبسون ي� ي ي ي أ ليستخدمه ف� دراسة الظواهر ت ساط� والطوطمية ..الخ . االن�بولوجية كنظام القرابة وال ي ي س�وس ف� أساسها عىل فكرة بسيطة ف� ظاهرها ،مؤداها أن هناك أبنية عقلية ال شعورة عامة ت تقوم نظرية ت النسانية رغم ما بينها من اختالف وتباين ، تش�ك فيها كل الثقافات إ أي ي أ وأن الوسيلة الوحيدة للكشف عن هذه البنية اللشعورية ،وفهمها هي اللغة .
ال تن�بولوجيا البنيوية " اىل محا�ض ات دي سوس� ف� أ س�وس ف� " أ �ض تز ن يش� ت ن اللسنيات العامة ي ز ام� والواعي ،وفئة ي ي ي ي وتمي� الذين دونوا هذه المحا ات يب� فئة تضم قواعد اللغة وال� ي أ ف ف ن ت ز ً والتعاق� الصوتيات تضم شأن شأنه ا واعي ال يكون قد لسنيات ال � كما ناسة ال � ام� ال� أن ليؤكد ، والالواعي التعاق� . إ ي ي ي بي بي أ ف و� خواطر حول ذرة القرابة يتناول ت س�وس السستام الرباعي من العالقات القائمة ي ن يع� عن أبسط ب� أالخ واخته ،والزوج وزوجته ،والب وإبنه ،والخال وأبن الخت ،يف�ى انه ب ي ت ن ت ن ت ال� يمكن أن تستشف من الحالة البسيطة عن طريق بعض التحوالت. ال� يمكن معاينتها أحياناً ،مع الحرص عىل حالة الب� الخرى ي ال� يمكن تصورها ،بل ي الب� ي وتطبيق ت س�وس المنهج البنيوي ف� دراسة أنظمة القرابة ،جعله يستنتج وجود تشابه ي ن ب� نظام القرابة واللغة .لقد أقيم نظام القرابة عىل اساس العالقات المزدوجة مثل : ي ن زوج – امرأة ؛ أب – ابنة ؛ أخ – أخت ؛ خال – ابن أخت .مثلما تأسست اللغة عىل العالقة يب� الدال والمدلول .ومثل اللغة ،ايضا ،فان القرابة هي نظام تواصل ،انها نظام اعتباطي من التمثالت الرمزية .
تؤمن قواعد الزواج دورة تبادل النساء داخل مجموعة اجتماعية ،وتستبدل بذلك نظاما من العالقات القائمة عىل الدم (عالقات من طبيعة بيولوجية ) بنظام اتحاد او روابط ب� أ اجتماعية .وبهذا ن الفراد .الرسالة الناشئة هنا يتم تبادلها ي ن المع� فان القرابة لغة ألنها تؤمن نموذجا من التواصل ي ن ب� القبائل ،بواسطة النساء ،من خالل المصاهرة ،وليس أ ف ف ت ب� الفراد � الجماعة ،وهذا ال يفسد � �ش ء تشابه الظاهر ي ن ال� يتم تبادلها ي ن ت� :تبادل النساء ،وتبادل الكلمات . ي ي ي بواسطة الكلمات ي ت ظاهر� تبادل النساء وتبادل العالمات متاحة ،ويمكن تطبيق المنهج البنيوي عىل ي ن اللغة هي تبادل وتواصل وحوار ،وهذا ما يحدث ف� الزواج ،لذلك تبدو المقارنة ي ن هات� ب� ي ي الظاهر ي ن ت� . الساسية لوجود االنسان ف� الحالة الثقافية ،ألنها بامتياز ،قاعدة الوهب والعطاء .تمنع هذه القاعدة الزواج أ ان سفاح القر� (تحريم الزواج من المحارم ) هو القاعدة أ بالم أو ب ي للخر .هذا التقديم آ االبنة من أجل تقديمهن آ أ ف و� هذا التبادل ماهو ث أك� من االشياء المتبادلة ؛ فهناك المبدأ ،مبدأ المعكوسية أو للخر ينتظر منه الخت أو المقدم ما يماثله ،ي ب� الطبيعة والثقافة ي ن التبادلية ،لهذا السبب فان الزواج هو التقاء دراماتيك ي ن التفك� الرمزي تطلب أن تكون النساء ،كما الكالم ،هو مايتم تبادله . ب� االتحاد والقرابة .وانبثاق ي ي أ ف طبيعة الفكر السطوري " ،والمعتقدات والعراف المتنافرة ت ال� جمعت تعسفاً تحت عنوان الطوطمية ،فوجد أنها " تمت اىل سوس� بتحليل " ال�ي " قام ي و� كتابه "الفكر ب ي ي والجتماعي بوصفه كال ً منتظما" . معتقدات أخرى ذات صلة مبا�ش ة او يغ� مبا�ش ة برموز طبيعية تسمح بقاربة العالم الطبيعي إ االنسا� واحد ،وأن التفك� أ وقد قاده تحليل أ ن تفك� منطقي عىل مستوى المحسوس ؛ السطوري ال يمكن تعريفه بأنه ما قبل منطقي بل هو الستنتاج أن العقل ساط� اىل ال إ ي ي ي ي ال�ء والمطبوخ ؛ الطازج والتالف ؛ المبلل والمشتعل ) ...باعتبارها أدوات مفهومية تستخدم الستخالص أ أ ن الفكار تفك� يصنف ويبوب ، ويستخدم القوالب ال ي انه ي مب�ية ( ي المجردة وربطها بطريقة منسقة ف ي� جمل . السطورة ،وال تفس� كل رمز من رمزرها عىل حدة بحيث يفهم بمعزل عن السياق الذي يندرج فيه .حقيقة أ س�وس ،ليس مضمون أ أك� اهمية ،بنظر ت ان ماهو ث السطورة ، ي أ أ ف ن ساط� وذلك يتيح المقارنة ي ن ساط� برأيه ،ترتكز اىل العالقات الفاقدة للضمون .وبهذا كب� من محتويات ال ي ب� عنارص عدد ي المع� يمكن القول أن هناك موضوعية وبنية ي� ال ي المختلفة . فاساط� مجتمع ما ،بالنسبة له ،تشكل خطابا لهذا المجتمع ، يميل الفيلسوف دائما اىل ربط فكرة الخطاب بفكر الشخص المنتج له ،ولكن العالم ال يفكر عىل هذا النحو ؛ ي يبال بمعرفة من قال وما قيل . وهو خطاب ليس له مرسل شخص ،ويتلقاه العالم كلغوي يذهب لدراسة أ لسان نمجهول يحاول أن أيضع له قواعد أو نحو دون أن ي ي تشكل طائفة من أ حيوانات مختلفة ،وفهم ن مع� كلمة معينة كي� حكايات تنسب الفعال نفسها ،تبعا للقصة اىل ساط� مجموعة قابلة لالستبدال ؛ ففي ال اساط� الهنود ال يم� ي ي ي ف� هذه أ ف ت ال ي ن ال� يرد فيها . ي يع� نقله وتبديله ي� كل السياقات ي ساط� ي أ ف تفك� سوس� عىل مستوى التنظيم الذي يقيم نسقاً أو نظاماً عىل غلفة من تتأسس البنيوية ،كما يرى دي و� اساس النظمة االجتماعية هناك بنية تحتية صورية ،هي في ي الوعي ،ي كما لو ان علمنا كان معداً مسبقاً ف� أ ف ن االنسا� ي ن الثقا� لالنسان كان نظاما طبيعيا ثانيا .والبنية تمارس من الذوات الحية ي� النظام أن لو وكما ، شياء ال يب� ال واع سابق للفكر ي ي ي
ت ال� ينقلها ،أو يحاول توصيلها سوس� ،واهتمامه باللغة بشكل ان تأثر بارت بدي ي أساس يفرسان نظرته البنائية اىل النص ودراسته بوصفه داال ً ،بدال ً من االهتمام بدراسة الرسالة ي ي أ أ أ ف ث .الشكل وليس المضمون هو الك� أهمية ي� الدب ،والكتابة االبداعية ،كما يراها بارت ،ال تهدف اىل التواصل العادي المألوف ،أي توصيل معلومات معينة ،لن خصائص أ الدب ومقوماته تكشف " عن درجة من الغرابة والقوة والتنظيم والثبات ال تتوفر ف ي� الكالم العادي" . ليست الكتابة مجرد صورة أخرى معدلة من فعل التواصل عن طريق الكالم ،بل هي نظام قائم بذاته ث أك� من كونها أداة للنقل أو التوصيل .هناك ،برأي بارت ،نوعان ت تع� عن ارادة الكاتب بأن يكتب ال� تتعدى ذاتها هي الهادفة اىل توصيل رسالة ،أما الكتابة بوصفها فعال ً الزماً ،فانها ب من الكتابة :الكتابة الالزمة والكتابة المتعدية .الكتابة ي فحسب . أ تمي� بارت ي ن ب� نوعي الكتابة هذين هو أساس ي ز التمي� ي ن يز بغ� إن ب� الكتابة الدبية أو االبداعية ،والكتابة العادية .الكتاب المبدعون وحدهم()les ecrivainsيمتلكون اللغة ي آ منازع ،أما الخرون ( )les ecrivainsفانهم ،برأيه ،يستخدمون مجرد لغة وظيفية كما هي حال الوعاظ او رجال القانون أو الكتاب الذين يتناولون موضوعات علمية ....الخ الساسية ف� أ والهمية أ الدب هو غاية ف� ذاته ،أ بالنسبة للكاتب المبدع أ الدب هي بناء اللغة .يسعى الكاتب العادي ،الذي يصف بارت كتابته بالمتعدية ،اىل تحقيق هدف ي ن مع� ي ي ين العادي� كما يقول بارت " تسند العمل وتدعمه التفس� أو التعليم .اللغة بالنسبة للكتاب لل�هنة أو يضعه لنفسه ،ألن الكتابة بالنسبة له هي مجرد وسيلة أو اداة يستخدمها ي ب ب� غ�ه من الكتبة آ ن الخرين ،بينما الكاتب المبدع يعرف عمق ف� وأساس خاص عىل اللغة ،فهو يستخدم اللغة السائدة ي ن ي ي ولكنها ال تؤلفه " ث .والكاتب العادي ال يمارس أي فعل ي اللغة وأغوارها أك� مما يعرف عن فائدتها .لغة الكاتب المبدع ،كما يصفها بارت " الزمة وكافية بذاتها وذلك باختياره وبفضل ما يتحمله فيها من مشقة وعناء " وهي لغة تحمل بتضم� كتابته حقائق معينة أو معلومات محددة ،وانما اثارة أ ين الفكار ف ي� ذهن القارىء . وتث� التساؤالت ألنها ال تقطع ب�ش ي ء .والكاتب المبدع ال يهتم نوعاً من اللبس والغموض ي أ ف ت ت ال� يعتمدها تش� اىل أشياء أخرى لنها يتفق بارت مع فوكو ي� النظر باجالل واكبار اىل اللغة المتحررة من قيود االشارة ال� ال ي ليست فلغة مرجعية كتلك ي والتمثيل ،أي اللغة ي أ ن الكتاب العاديون .و التحرر من عبء االشارة والتمثيل يزيد من متعة الكتابة والقراءة لن الكتابة هنا تراد لذاتها .ذهب بارت اىل هذا المع� ي� كتابه درجة الصفر من الكتابة ال� " تخلص اللغة من عبودية االشارة أو المرجع والتمثيل ن ت وتتب� وظيفة أخرى راقية وسامية هي عدم االشارة أو الرجوع اىل يغ� ذاتها " . حيث قال بالثورة اللغوية ي ال�عة التاريخية التقليدية ف� الكتابة عن تايخ أ ين ين لقد أضفت نز مبدع� تجاوزوا بإبداعهم حدود زمانهم المؤلف� باعتبارهم أفراداً " المؤلف ،فركزت عىل حياة الدب أهمية عىل ي أ أ ف ض تقت� تب� الدب من المؤلف " ،فالمؤلفون ليسوا وارتفعوا عليه .وهذا موقف يرفضه بارت تماما باعتبار أن الدب � نظره هو نظام ثابت وراسخ ،وأن دراسته من هذه الزاوية ف� نهاية أ مشارك� ف� نظام يتجاوزهم ويسمو عليهم " يشأنه ف� ذلك شأن كل النظم االجنماعية (( noitutitsniوهذه نظرة ي تتفق تماما مع المنهج ئ ن البنا� الذي يهتم أوال المر اال ي ي ي ي ي وقبل كل �ش ي ء بالنظام أو النسق ويسقط الفرد من اعتباره " . أ ت ت ال� تقول معاي�ا سيكولوجية ال� تعتمد ي تستهدف دراسة النص من خالل حياة صاحبه .ونادى بمباديء البنيوية ي لقد اتخذ بارت موقفا أحادا من الدراسات النقدية الكاديمية آي أ النفس مثال .وهذا معناه أنه يعزل النص تماما عن مؤلفه د� من خالل عالقة بعضها بالبعض الخر دون االلتفات اىل ما هو خارج الدب كالتحليل بفهم عنارص العمل ال ب ي ي ويخضعه للتحليل للكشف عما يكمن فيه من رغبات وطموحات وتطلعات وهواجس دون أن يتعرض لتحليل مشاعر المؤلف نفسه " . أ فلوب� أصبح نوعا من التأمل باللغة والحوار مع اللغة .والكتابة ال تهدف اىل توصيل معلومات معينة ولكنها تحتوي عالمات تمثل وضعا تاريخيا يعتقد بارت أن الدب منذ ي أ معينا أو حالة اجتماعية معينة .والكاتب ال يفصح عن الموقف بطريقة مبا�ش ة ،بل تي�ك الفرصة للقاريء ،عن طريق العالمات لن يستخلص بنفسه موقفا معينا .وهذا يز مايم� الكتابة االدبية عن الكتابة العلمية . الدب ؛ فسارتر ف� كتابه (ما أ بيتعد بارت عن موقف سارتر والكتاب الذين كانت لهم تجربة تاريخية عميقة أثناء الحرب العالمية الثانية أثرت ف� نظرتهم اىل أ الدب) دعا لالبتعاد ي ي أ أ باللفاظ ،واعت� أن أ عن الجماليات واللعب أ الدب ت ز تع� عن مواقف سياسية واجتماعية .يقول " ان وظيفة الكاتب هي تمثيل العالم ال�ام ،لن الكتابة الدبية ،برأيه ،ينبغي أن ب ب وأن يكون شاهدا عليه " ،فوظيفة الكاتب تسمية أ ين القوان� واالنساق الداخلية للنص الشياء بأسمائها واالبتعاد عن الغموض والتالعب باللغة والكلمات .أما بارت ،فقد ركز عىل أ واعت� أن العمل اللغوي ينتج مشهدا يجعل القاريء يستمتع به " بدال من النظر اىل العالم من خالل اللغة " . د� ،ب ال ب ي الدب بدال من أن يكون ،برأيه " ناقال أ ان أ تش� اىل ت ز وغ� شفاف .وهذا ال�ام لل أخ�ا وسيلة للتواصل " ،هو مبهم ي تعب�ا عن قيم اجتماعية ،أو ي سياس ،أو ي يديولوجيا ،أو عالمة ي ي ن ن المعا� الخفية الكامنة وراء الكلمات ت المعا� السائدة أو المالوفة . كث�ا ما تختلف عن االبهام والغموض يجعل القاريء مشاركا ف ي� النص ألنه يتيح للقاريء استخالص ،وال� ي ي ي ي ف� كتابه دراسات نقدية يروي بارت "أن أحد علماء أ ين البلجيك� "( ) ،ثم ال تن�بولوجيا عرض فيلماً عن الصيد تحت الماء عىل بعض الزنوج ف ي� الكونغو ،وعىل مجموعة من الطالب ي طلب منهم أن يذكروا له ما خرجوا به من الفيلم .زنوج الكونغو أعطوا وصفا بسيطا مبا�ش ا ودقيقا لما شاهدوه ،ولم يضيفوا شيئا من مخيلتهم أو تصوراتهم الخاصة .اما أ ت الطلبة البلجيكيون ،فانهم لم يتذكروا من أحداث الفيلم اال بعض التفاصيل القليلة ،وجاءت رواياتهم عنه ت ز ال� بالكث� من ف ي مم�جة ي التعب�ات الدبية والمشاعر واالنفعاالت ي ن أثارها الفيلم ف� نفوسهم .ان قراءة النص كما يرى بارت ،هي ن المعا� اعادة انتاج له بحيث يصبح القاريء �ش يكاً للمؤلف ي� طريقة فهمه وتأويله لالمكانيات الخفية بمع� من ي ي ت ال� يراها القارىء ف ي� النص ،وربما ال يراها المؤلف نفسه . ي ف ي� مقال كتبه تحت عنوان "موت المؤلف " عام 1968أكد بارت ،بطريقة واضحة موت المؤلف باعتباره من�ش ء النص ،وبدأ تحوله من البنيوية اىل ما بعد البنيوية .اذا كان بارت بدأ حياته أ المروج� للبنيوية ت الدبية بنيويا شديد الحماس للبنيوية ،فانه بعد أن ظل ث ين ح� نهاية ستينات القرن ش تفكيك شديد الحماس للتفكيكية " . الع�ين "تحول اىل أك� ي ت تعت� المقاالت ت ش وال� جمعت وتم اصدارها عام 1968ف ي� مجلد بمثابة " مانيفستو الفكر الجديد ف ي� تمرده عىل النظام والعقالنية " باعتبارهما أساس ب ال� ن�تها مجلة leuq leTي ي ش الم�وع البنيوي الباحث عن تأكيد العقالنية والنظم الثابتة .وقد استبدل جهد البحث هذا باتجاه مختلف بات ،عند تيار ما بعد النيوية ،يسعى ،ليس اىل فهم رسالة النص ن المع� الذي وضعه الكاتب فيه ،بل اىل التأكيد عىل جهد القارىء الذي يقود اىل " تعدد الداللة واثراء النص " بعيدا عن قبول مبدأ توحد الدال والمدلول الذي اصبح او ف ن ن ن ن القائم� ي� النص عىل العالمات اللغوية باعتبارها توحد البنيوي� تتيح تحديد المع� والداللة " اساس االختالف يب� البنوية وما بعد البنيوية " .العقالنية والنظم الثابتة عند ي ي ن ين المع� وتطوراته وتحوالته المستمرة وبصورة ال نهائية " ،فقد بدا بارت ابتداء من العام ب� الدال والمدلول .بينما بات اساس التفكيكية يقوم عىل القول باستحالة " تحديد �ض تفج�ها ،الذي يعنيه بارت ،ال يقوم فقط " 1971يردد مقولة ورة تحول اللغة من مهمة الوصف والتوصيل اىل مرحلة تتحرر فيها طاقاتها بالكامل .تحرير الطاقة اللغوية او ي ب� الكتابة والقراءة ي ن التدم� المستمر للعالقة ي ن وب� مرسل النص ومستقبله " .يقول ف ي� كتابه ( :موسيقى ،صورة ، عىل فصل الدال عن المدلول وتحريره منه ،بل ايضا عىل ي أ ت ن ت ز ال� تقدم مع� الهوتيا مفردا ( هو رسالة المؤلف /االله ) ،بل فراغ متعدد البعاد تم�ج وتتصارع داخله مجموعة نص ) الصادر عام ": 1977أإن النص ليس خطا من الكلمات ي الصلية .ان النص مزيج من المقتطفات الماخوذة من مراكز ثقافية عديدة ....ولكن هناك مكان واحد تت�كز داخله تلك التعددية وهذا المكان هو متنوعة من الكتابات يغ� أ ف القاريء وليس المؤلف " .هذا الموقف من النص يشكل السمة الساسية عند تيار التفكيك الذي يشكل روالن بارت طليعته ي� كتاباته المتاخرة حيث بات يستخدم مصطلحات ن نل�م ن واخ�ال ( )reductionالنص ن المعا� ،وهو ما يحدث عندما ت ز خص ( )castrationت ز بمع� واحد للنص تصغ�ه وحرمانه من خصوبته وقدرته عىل انجاب أو توليد بمع� ي ي أ ف وبقر ياءة أحادية الصوت له .إن المقصود � نهاية المطاف من القول بخص النص أو ت ز الكتا� مقارنا االخ�ال هو " حرمان النص من تعدد الداللة لن هذه أهم صفات النص ب ي أ ي ي كتابته وملء فراغاته ،نص يتحدى القراءة أ ول ،الذي يساهم القاريء ف الحادية الشفافة أما النص ن الثا� ] ...فهو الذي [ ال يحتمل � االستهالك ؛ فالنص ال بالنص القر ئ يا� أو ي ي ي
أ أ أ ف ت ت العراض ت ال� يتكلمها الناس .فلغة الالوعي هي لغة رمزية تشبه ال� تظهرها ال� تظهر ي� اللغات تالفعلية ي .ففي آلية العراض والحالم نجد بنيةأ مشابهة للغة ،فاي بنية كتلك ي ي ت ز ال� يمكن فهمها باعتارها أشكاال من التلميح والتورية واالستعارة اللغة العادية وآلية ال� يم� الخاصة بالالوعي لها نفس بنية السالب االنشائية ي� الخطاب أو القول ( ) discoursي وما اىل ذلك من المفاهيم اللغوية . من البنيوية اىل ما بعد البنيويةن أدى ي ز سوس� عىل فكرة العالمة باعتبارها عالقة اعتباطية يب� الدال والمدلول ،واعتبار اللغة نسقا من العالمات ،اىل نشأة الدراسات اللسانية ،وعلم السيميولوجيا ترك� دي ي ف ن ت ت ال� تلعب دورا ال غ� عنه ي� التواصل االجتماعي .ولعل ابرز الذي بات من ال� ال تقترص دراستها عىل اللغة ففحسب بل تتعدى ذلك اىل مختلف أشكال العالمات ي العلوم ي أ ف ت ال� برزت ي� هذا الميدان تتمثل بآراء روالن بارت ي� كتابه :عنارص السيميولوجيا الذي تناول فيه العالمات يغ� اللغوية . العمال ي كب�ا ف ي� االتجاهات ولكن استبعاد البنيوية ،من الناحية الفلسفية للذات المتكلمة ،واعتبار العالمة المرتكزة اىل عالقة الدال بالمدلول ،مغلقة أي قادرة عىل الداللة بذاتها ترك اثرا ي ف ال� تسمى بما بعد البنيوية ،ت ت وتفس� النصوص ،من جهة ،ولكنها رفضت فكرة العالمة المغلقة وال� تابعت االتجاه البنيوي ف ي� استبعاد الذات العارفة عند السعي اىل فهم ف ي ي ي أ ت ال� حكمت الفكر من حيث الداللة ،وتبنت القول بفتح العالمة اللغوية لنها ي� ذاتها يغ� قادرة عىل الداللة ،من جهة أخرى .ي و� هذا االطار برزت اتجاهات التفكيك والتأويل ي الغر� بعد بلوغ مد البنيوية ذروته ف ي� ستينيات القرن ش الع�ين . بي ن المع� البداعية وانفتاح روالن بارت :الكتابة إأ ف ت ت سوس� ،واستخدمه س�وس ي� دراساته االن�بولوجية ،اىل انساق أخرى يغ� اللغة مثل الصور وااليماءات والصوات الموسيقية أخذ روالن بارت مفهوم العالمة الذي وضعه دي ي يستغ� عنه ف� النقد أ ن د� . ال وبات المنهج البنيوي ،كما استخدمه ،أساساً ال بي ي أ ت نس وصوال اىل أبرز أعماله الخاصة مثل :عنارص السيميولوجيا تنوعت اعمال بارت من نظرية العالمات ال� تناول فيها أبرز أعالم الدب الفر ي والمقاالت النقدية اىل الدراسات ي أ ف ساط� ،ولذة النص ،والدرجة صفر ي� الكتابة. و كتاب ال ي ف ت تع� عن معان؛ السينما ،الشعارات السياسية ،الموضة ،الطهي ، ال� ب ي� أ كتابه عنارص السيميولوجيا سعى اىل تحليل كل المركبات الثقافية ب معت�ا أنها أنساق من العالمات ي الثاث ،المصارعة الحرة ،وجه غريتا غاربو ....ألخ كلها يمكن أن تشكل عالمات باعتبارها مظاهرا لثقافة معينة .
وال�فيه والثقافة أ وتناول ف� كتابه أ ساط� الذي ألفه عام 1957الحياة اليومية ،والرسائل االعالنية والتسلية ت ين المستهلك� ،وفيه يظهر تأثره الواضح الدبية والشعبية وسلع أل ي ي سوس� من حيث نظرته اىل اللغة وفقاً للنموذج الذي وضعته نظرية دي سوس� " ف� الرمز أو العالمة باعتبارها أ واعت� الساس لفهم بنية الحياة االجتماعية والثقافية " ( )، بدي ب ي ي ي تمي� فيها ي ن االسطورة رسالة ال ي ز ب� الدال والمدلول ،وهي ال تحتاج اىل فك شيفرة أو تأويل ،ونجاح عملها مرتبط بكونها ال تحتاج الزالة أي غموض فيها .ان المظاهر الثقافية أ ف ف ن ن ن والمعا� أمور مصطلح عليها ومقررة اجتماعيا .استخدام المعطف يغ� اللغوية مفعمة ثقا� هو ي� واقع المر مركب له مع� ،ف ي ي بالمعا� والدالالت ،كما يرى بارت ؛ فكل مركب ي أ ،مثال ،القصد منه هو الوقاية من المطر ،هذا االستخدام ال يمكن فصله عن حالة الطقس ،ولبس المعطف ي� يوم مشمس يكون منافياً للوضاع المتفق عليها اجتماعياً . ف ت ب� كتاب عرص من العصور ،وهذا ن المع� هي ت و� كتابه درجة الصفر ف� الكتابة أكد بارت أن اللغة جسد من المسبقات والعادات ،وبهذا ن مش�كة ي ن ال� يع� أنها تشبه ي ي الطبيعة ي ي تمر بكليتها من خالل كالم الكاتب ،دون ان يعطي لها شكال ً أو يغذيهاز إنها تشبه دائرة مجردة ،وخارج هذه الدائرة يبدأ فعل التفرد بفرض ذاته .ودرجة الصفر ف ي� الكتابة ب� ثالثة عنارص هي :المحتوى واللغة أ تتمثل ف� شكل الكتابة الذي يجذب االنتباه اليه بفضل تفرده وحياديته .وقد درس ف� القسم أ الول منه العالمات القائمة ي ن والسلوب . ي ي أساس . بشكل باللغة االهتمام عىل وأكد المحتوى عىل ا كث� يركز لم البنيوي التجاهه ونتيجة ي ي ت ال� تتسلط عليه وتملك عليه أمره .إن لغة المؤلف ،كما يرى بارت ،يرثها من المجتمع ،واسلوبه شبكة نخاصة وشخصية وربما ال شعورية من أالعادات والهواجس اللفظية ي الكاتب يختار طريقة الكتابة المتاحة له تاريخيا ،والكتابة بهذا المع� هي ،استخدام اجتماعي للصور الدبية . ك� ال جدوى منه .أ ف ك� عىل الكاتب أو المؤلف ألن هذا ت و� كتابه لذة النص دعا بارت اىل االهتمام بالنص وعدم ت ال� ي ز ال� ي ز والدب الذي يستحق االهتمام هو الذي يتطلب من ي أ ن ويعا� ف ي� قراءة النص " .ان العمل اللغوي لك يفهمه .لقد وقف بارت موقفاً عدائياً من الوضوح ف ي� الكتابة لنه " ال تي�ك فرصة للذهن أن يعمل ي القاريء أعمال ذهنه ي ف ،كما يرى بارت ،ينتج مشهدا لغويا " والمطلوب من القاريء أن يستمتع بذلك المشهد أو المنظر ي� حد ذاته بدال ً من النظر اىل العالم من خالل اللغة " . ن َّظر روالن بارت " لثورة الصياغة الحديثة ف� الفرنسية ،وتأث�ه تعدى النص أ ال بد� اىل النص الفلسفي والصحفي بل وصل اىل عادات الحديث ث ين وال�ثرة ي ن المثقف� " .بات النص ب� ي ي وليس ليصال رسالة ي .وبارت ،شاعر النص أ الول ،اهتم بكتابة جسدية النص ،وصارت كتابته خارج أنواع الكتابة ،صارت نوعاً جديداً حضوراً ال بنا ًء ،وأداء النص لذاته ، إ ي�ع م�ن خارج المعهود ؛ فقد استخدم ف� " لذة النص " أسلوبا نيتشوياً ،مفعماً بعبارات التحليل النفس ومصطلحات ما بعد الحداثة ،ليقول "إن النص ال يستطيع أن نز ي ي سوى هذا الحكم يغ� الوصفي :ي هذا هو ! أو ث أك� من ذلك هذا هو بالنسبة يل ! وهذه العبارة بالنسبة يل ليست ذاتية وال وجودية وإنما نيتشوية" .
المع� ال يحق التساؤل عمن يقوم بالتأويل .ن ن يتب� بارت ال يكون النص إبداعياً إال إذا كان مفتوحاً للتأويل .والتأويل نوع من الشغف ،ألنه ليس إال شكال ً إلرادة القوة ،وبهذا هذا الرأي النيتشوي لتصبح عالقة القارىء بالنص عالقة شغف ،وليغدو النص نسيجاً يتكون ويصنع نفسه من خالل تشابك مستمر ،والذات الضائعة ف ي� هذا النسيج تتفكك ثقا� بامتياز ينهل من الفلسفة ،والعلم ،أ كأنها عنكب يذوب من تلقاء نفسه داخل الفرازات المشيدة لشبكته .وهذا النسج ف النفس ليضع أمام القارىء والدب ،والتحليل إ ي ي للمع� أن الحقيقة ،وباتت " لذة النص مناقضة لنظرية النص ت ن ً ً ً ال� تجعل منه منظومة ذات مركز ا وحجاب ا نسيج أو ا منتوج النص مشهداً مدهشاً ف ي� عمقه وغرائبيته .ما عاد ي ن للمع� " .إن النص ليس سوى كشف مفتوح يحتوي عىل �ش ارات اللغة ،واللذة ليست عنرصاً من عنارص النص ،وال هي راسب بسيط ؛ إنها ما يجعل القارىء يرفع وفلسفة لك يسمع شيئا آخر . يقرؤه وهو عنه راسه ي
ال ينبغي االهتمام بحياة المؤلف ألنها أ القل أهمية ف ي� فهم النص ،وبدال من ذلك ينبغي دراسة النص نفسه .إن التقليل من شأن المؤلف ،والدعوة اىل زحزحة الموقع الذي تحتله شخصيته ف� الدراسات أ ن والس�ي " ، المد� والعاطفي الدبية والنقدية ،هو ما يعنيه بارت بموت المؤلف ؛ فقد " مات المؤلف من حيث هو مؤسسة ،توارى ي شخصه أ ي ي أ ينسجم مع موقف استبعاد الذات ف� االتجاه البنيوي بشكل عام .ما هو اساس ف� دراسة النص ال بد� هو ت ين ال� ي ز القوان� والنساق الداخلية فيه ،واذا كانت ك� عىل وهذا الراي ي ي ي ت ي للتعب� عن أنفسهم أو ذواتهم ،بل يستفيدون ال� تحكمها اللغة وتحكم حركتها "( ) .الكتاب ،كما يرى بارت ،ال يستخدمون الكتابة ي هناك ذات ب يع� عنها أصال ً فهي " الذات ي من قاموس اللغة ومفردات الثقافة القائمة للقيام بخلط وتركيب واعادة تجميع الكتابات الموجودة بالفعل واعادة شن�ها .
البنفسج غربة حامد خضري الشمري ريم ٌ نأى عن ثرى بغدا َد مغرتبا القلب دامي الجرح منتحبا فخل ّـف َ بعيني حتى فاض دمعهام أزرى ّ وراح ميطر فوق الوج ِه فالتهبا قد كنت أحمله كالروح يف جسدي وسوف أسجد يف محرابه َره َـبا إذا تغن ّـج فوق الجرس مبتسام ً هوى ِ وصبا كل بغدا ٍد تعط ّـرت ُّ ً ِ تنبض خوافقنا لوال ُه ، لوالك مل ْ أو يعرف الناس أ ّما ً للهوى وأبا قد ِم ُّت بع َد ِك ح ّيا فابعثي جسدي إىل الوجود ألغدو آية ً عجبا تحي العلم يف ك ُـن ْـ ِه الوجود ومل ّ يعرف بأنك ِ ْ رس والسببا كنت ال ّ خطرت تناسل الحزن يف روحي فإن ْ ُ ماست وانتشت ط َر با أطياف حبك ْ نخلتي العجفا َء من زمن ه َز ز ِْت َ واساقطت ُرطبا فأينعت ّ ْ غضة ً ّ ِ ًعيناك واشتبكت أومضت َول َـها إن ْ كفي بكفك سال الش ْهد وانسكبا ِ لثمتك أغدو ف ْرط أب ّـهتي وإن خليفة ً أحك ُم اإلسال َم والعربا ِ أراك ولو يف الحل ْـم قادمة ً ما إن
حتى أصيل ِ لك اآليات محتسبا يف ثغرك الحل ْـو إذ أدنو لروضته أرى الجنا َن فأغفو عنده َرغ َـبا أت ّم وجه ُـك للفردوس ِ زينت َـها هارك ِ تجاوزت يف إب ْـ ِ ِ الحق َـبا فقد ِ حللت بها ضمتك أذرع ُـها ولو أجهشت غضبا وغارت الحو ُر حتى ْ كل الكون ِ مجتمعا ً أرى بوجه ِـك َّ وكل ما أبدع الرحمن أو َو ه َـبا َّ كل ما ِ فيك أضحى من قداسته و ّ وح ْـيا ً إىل املأل األعىل قد انتسبا ُ حروف إس ِم ِك عند الفجر زقزقة ٌ رحيق قـط ّ ما نضبا ويف األقاحي ٌ ِ خضت يف البحر الحلوىل بال كدر ٍ لو ِ أصبحت ذهبا توطأت أرضا ً وان ْ وما رأى قبلك التاري ُخ فاتنة ً مصحف بالنور قد كتبا يف وجهها ٌ همس ِك عن بُ ْعد ٍ يهده ُد ين ما زال ُ صوت ا ّم ِه ف َـح َـبا طفال ً تناهى له ُ ظل من ُع ُمري أقايض ما قد ّ إن ّـي ُ بلمحة ٍ ِ منك فيها أبل ُغ األ َر با ***
اال قراءة استهالكية واحدة يتحول القاريء بعدها اىل نص آخر " ،وهكذا فان خص النص ن يع� قراءته بطريقة تفقده القدرة عىل الداللة . ي ي ف ليتب� القول بالنهائية الداللة يشكل محوراً اساسياً ت السوس�ية ،ن مش�كاً ي� تيار ما بعد البنيوية التفكيك الذي يتجاوز ،فكرة تعدد الداللة المستند اىل فكرة العالمة هذا الموقف ي ي دريدا ابرز ممثليه ،بعد المحا�ض ة ت هوبك� عام 1966وباتت تشكل " عالمة فارقة ما ي ن نز ب� البنيوية وما بعد البنيوية " .لقد كان السعي ال� القاها ف ي� جامعة جون جاك الذي بات ي ت ن ت ز ش ش ال� تعتمد عىل اكتشاف شبكة اىل العلمية ناساس م�وعية وتماسك الم�وع البنيوي ن ،وكان ال� يك� عىل النص وفهم المع� الذي وضعه الكاتب فيه هو هدف القراءة البنيوية ن ي ب� البنيوية وما بعد البنيوية ". يعت� اساس االختالف ي العالقات يب� العالمات اللغوية عىل اساس التوحد يب� الدال والمدلول .وال شك بأن " القول بتوحد الدال والمدلول ب ف ن بكيان� محددين هما الذات والموضوع و� هذا االطار ال يختلف موقف جاك دريد من البنيوية عن موقف روالن بارت .فاذا كان "التحليل البنيوي للنص يقوم عىل التسليم ي ي ت ت ت ن ت فكر� ال� اعتمدها بارت ودريدا تقوم عىل ي ال� تحكم أداء النص للمع� ن " ،فان االس�اتيجية التفكيكية ي ،الذات القارئة نللموضوع والمحققة الضاءته بهدف فتحديد القواعد ي الالنص والالمع� حيث بات القراءة التفكيكية ال ترى ي� النص سوى اختالفات تؤجل حدوث المع� . مراجع البحث : الداب ،جامعة الكويت ،الحولية أ -1زكريا ،د .الجذور الفلسفية للبنائية ،حوليات كلية آ الوىل ، 1980ص. 10 قبيس،ط ، 1مركز دراسات الوحدة العربية ،يب�وت. -2ليشته ،جون .خمسون مفكراً أساياً معارصاً من البنيوية اىل ما بعد الحداثة ،ترجمة د .فاتن ي ن نوفم� . 20032 ، الكويت ، واالداب والفنون للثقافة الوط� المجلس -3حمودة ،د .عبد العزيز ،الخروج من التيه ،دراسة ف ي� سلطة النص ،عالم المعرفة ، 298 ب ي ف ف �ض ن العر� ،يب�وت . 1994 الثقا� وعل حاكم صالح ،المركز بي ي -4ياكوبسون .محا ات ي� الصوت والمع� ،ترجمة حسن فناظم ي -5أبو زيد ،د .أحمد .جاك دريدا فيلسوف فرنسا المشاغب ،ي� :جاك دريدا والتفكيك ،تحرير د .أحمد عبد الحليم عطية ،ط ، 1دار الفار ب يا� ،يب�وت . 2010 س�اوس ،كلود ليفي .الناسة البنيانية ( أ ن -6ت النماء القومي ،يب�وت . 1990 ال تن�بولوجيا البنيوية ) ،ترجمة حسن الثا� ،مركز إ إ قبيس ،القسم ي ي ت نظ� جاهل ،مؤسسة الدراسات الجامعية ،يب�وت 1984 ال�ي ،ترجمة د .ي -7س�وس ،كلود ليفي .الفكر ب - 8أبو زيد ،د .أحمد .لعبة اللغة ،عالم الفكر ،المجلد السادس ش العالم الكويت يناير بف�اير مارس . 1986 ع� العدد الرابع ،وزارة إ آ ن الوط� للثقافة والفنون والداب الكويت ،اغسطس . 2001 ، -9حمودة ،د .عبد العزيز .المرايا المقعرة ،العدد ، 272المجلس ي ف النماء ،يب�وت . 1990 خ� بقاعي ،العدد العا�ش مركز إ - 10بارت ،روالن ".لذة النص " ،ترجمة محمد الرفر يا� ومحمد ف ي -11أبو زيد ،د .أحمد .جاك دريدا فيلسوف فرنسا المشاغب ،ي� :جاك دريدا والتفكيك ،تحرير د .أحمد عبد الحليم عطية ط ، 1دار الفار ب يا� ،يب�وت 2010 12-De Sausure,Fernand Cours de linguistique ge‘nerale, Payot,paris , 9791. P34 13- Dantier , Bernard. Synchronie ,diachronie,strucuralisme et histoire autour de la langue, www Classique .uqac .ca, -14- Lacn , Jack, Ecrits ,Edition du seuil, 6691. 1 - Barthes , Roland. Le degré zero de l‘ écriture ,Edition du seuil 3591 et 2791 .
السالم والغرب رصاع أم حوار إ عل سعيد أيوب ي مقدمة
بدأت عالقة السالم بالغرب منذ زمن بعيد ،أ ولسباب عديدة أهمها : إ ن ش ش حالة الجوار التاريخية والجغرافية بينهما ،لقد كان البحر المتوسط تاريخاً وجغرافية يب� ال�ق والغرب ،واستطاع ال�ق ال�ق إىل الغرب ،لقد نقلوا الحرف والصنعة والوعي ،فكان ش بعد امتطاء البحر نقل معجزات ش ال�ق بجدارة منذ فجر التاريخ ال�ق إىل ظلموت الغرب ،ولقد كانت أ أستاذاً للغرب .لقد كان البحر أ الندلس كتاب ش البيض قناة و�ش ياناً لنقل نور ش ال�ق للندلس أقل آثار الفتوحات ،فالفتح أ ف� الغرب ،لقد كان الفتح العسكري العر� السالمي أ ال بك� كان فتحاً معرفياً بشهادة بي إ ي للندلس وليس الغزو ،لنأ ع�ة للميالد .نقول الفتح العر� أ ن ش الغربي� أنفسهم .لقد كان هذا الفتح سنة سبع مئة وإحدى ي بي ف وجود العرب هناك كان بمثابة إشعال الضوء ي� أنفاق مظلمة. ثم تلت مرحلة ضعف الدولة السالمية ،وأصبحت هذه البالد عرضة للغزو أ الغر� ،المتمثل بالحروب ت ال� كان ورو� ال إ ب ب ي ي ي أ الغر� لمعظم البالد إالسالمية ،وذلك بعد الحرب العالمية الوىل .والجدير أولها الحمالت الصليبية ،وصوال ً إىل االستعمار ب ي الغر� كان الهدف منه إلغاء الشخصية العربية المسلمة ،وتحويلها تبعاً له لخدمة ت اس�اتيجيته بالذكر هنا أن االستعمار ب ي االقتصادية ،ت بتدم� الروح العربية المسلمة وسلبها كل قدراتها المقاومة ت ز وال� ال يمكن إنجاز ش المع�ة تب�اثها م�وعها إال ي ي إال ن كث�ة كالسم ف ي� الدسم .فحملة نسا� الخصب ،ولكن الخطط الغربية االستعمارية حاولت التقدم بأساليب ناعمة أحياناً ي ي نابليون بونابرت ت وال� حملت معها العلماء والمطبعة كانت تهدف إىل إقناع ش ال�ق المسلم بضمور حضارته و�ض ورة أي استبدالها بالحضارة الوروبية الجديدة ،لقد كانت حملة ذكية هادفة. الدخول العر� المسلم إىل إسبانيا لم يهدف إىل إلغاء آ الخر بل نمـّى وعيه وتثاقف معه .ورغم كل هذا الرصاع التاريخي بي ف ما ي ن ش ب� إالسالم والغرب ،ورغم خروج العرب من إسبانيا فقد ظلت آثار المعرفة ال�قية واضحة المعالم ي� نهضة الفكر م�قية ،فابن رشد كان صاحب المنهج العقل الذي استند إليه العقل أ أ ورو� الذي كانت نهضته والدة ش ورو� ف ي� النهوض ال ال ب ب ي ي ي أ أ الم��ق ف من سباته المزمن ،وابن خلدون كانت نظريته ف ش التأث� كان دب ال و� وروبية، ال النهضة أسس من ان ر والعم الحكم � ي ي ي ي أ واسعاً ف� النتاج أ ف الد� والفكري ف ت لدان� هي ي� حقيقتها استلهام من رسالة الغفران لب ي� العالء لهية ال فالكوميديا الغرب، � إ ب ي ي ي ي ف ت ت ش ال� نهلها من ينابيع ال�ق الغزيرة العطاء. المعري .وكل النتاج المعر� ب ي ي الغر� يع�ف بالفيوضات المعرفية ي تأث�ات الحضارة الغربية رغم كل آثامها ،فقد نشطت إالرساليات ش ولم ُ التب�ية وحملت يخل العالم إالسالمي من ي لل�ق معرفة ،كان ش ش التبش�ية وبخاصة ال�ق من مصدريها عىل مبدأ "هذه بضاعتنا ردت إلينا" ،لقد نشطت إالرساليات ي ف ن ن الغر� ازداد والعالم سالمي ال العالم ب� ما العالقة تدهور ولكن هذا. يومنا اىل قائمة ال ز والت ، العثما� الحكم مرحلة � إ ي ق بي ي في ش الغر� لنهب بالدنا والموقف المرتاب من الفكر الم� ي� الذي بيأ� ي� تاريخنا المعارص ،وسبب هذا ضالتدهور هو الجشع ب ي الخضوع واالنقالب عىل تراثه الو�ء ،وكانت البالد العربية ذات ت ال�بية إالسالمية إالنسانية المحتوى ،قد حورصت بع� ث ي ن العثما� الذي دام أك� من أربعة قرون عجاف. االستعمار ي إالسالم والغرب ي ن ب� الحوار والرصاع ـــ إشكالية المصطلح :
ثانياً :السالم والغرب /الصورة والعالقات أ والزمات الراهنة إ ن أ -صورة العالقة ما يب� إالسالم والغرب : ب� الغرب والعالم السالمي تشعبات كث�ة ،ومختلفة �ف "تبدي الندوات والمؤتمرات والبحوث ف� موضوع العالقة ما ي ن إ ي ي ي أ تفس� هذه العالقة،مثل العداء ي ن ب� ش ال�ق والغرب ،والشمال والجنوب،والتناقضات الساسية والثقافية "صدام الحضارات" ي أ ت ين ين تفس� يضع العالم إالسالمي والغرب ي ن ال� متعارض� و قطب� هو ي متناقض� عىل الدوام ،ويهمل الحقيقة الثابتة الساسية ي ف تغ� دائم ،كما يتجاهل الخلط والمزج الذي تقول إن الثقافات والمجتمعات ليست كيانات ثابتة ودائمة ،ولكنها ي� حالة ي يجري ي ن ب� الثقافات")5(. "فالغرب لم يعد عالماً مقترصاً عىل أ وروبي� ت ين ين ال ي ن وال�اث المسيحي ،فيوجد ف ي� الغرب اليوم ش المسلم� المالي� من ع�ات تأث�هم عىل المجتمعات الغربية،فقد الذين يحملون جنسيات دول الغرب ،واستوعبوا نمط الحياة الغربية،وكان لهم أيضاً ي أصبحت تقاليدهم وفنونهم من العنارص الثقافية ف ي� الحياة اليومية الغربية. ن وكان العامل إالسالمي مهماً ف� حفظ واستيعاب ت بالضافة إىل علومهم وحضارتهم اث ال� اليونا� الفلسفي والحضاري ،إ ي ي أ ف ف ت و� المقابل أيضاً لم يعد ثمة مجتمع إسالمي يخلو من ال� أبدعوها ،وكانت مدخال ً أساسياً ي� النهضة الوروبية المعارصة ،ي ي الغر� إىل المجتمعات إالسالمية ،ت وح� المحافظة المؤتمرات الغربية ،وقد أ ّدت وسائل االتصال الحديثة إىل دخول ي التأث� ب ي منها")6(. ب – االزمات الراهنة إن مأزق الحضارية الغربية مع السالم ف� الوقت الراهن ،نب� عىل سياسات عدائية ،وكان للدارة أ المركية السبق ف ي� رسم إ إ ّ ي ي ف ن ن ن (السالم والمسيحية) ،إنما خطوطها العريضة ،ولكن الخالف ال يتمثل ي� اختالف القيم الدينية يب� حضار يت� متباينت� إ ي الخالف أ الساس يدور حول المشاكل السياسية ف والسالمي ،ت ين الغر�(بناء العر� العالم� � إ ب وال� صنع جزء منها االستعمار ب ي ي ي ي ني آ ن فلسط�) .والجزء الخر يتحمله الفشل الذريع للمشاريع السياسية للدول العربية ،وعىل أثر الصهيو� عىل أرض الكيان ي ي أ ف ين العر� فقط ،وإنما بوصفه العامل� برز إالسالم هذين السياس ،ليس بوصفه احتجاجاً ّ ضد الوضاع القائمة ي� الوطن ب ي ي ت ال� هي من صميم الحياة اليومية عند الناس. خطاباً يمارس السياسة من خالل العودة إىل ّ القيم الدينية الشعبية ،ي فصدام الحضارات "صموئيل هنتنغتون"الذي راج بقوة بعد أحداث الحادي ش ع� من أيلول ،وقبله مصطلح االستبداد ال� ق� ،أ ش ترسخت وال زالت ف ي� الذهنية الثقافية الغربية أال وهي أن إالسالم وال صولية إالسالمية ،كلها تؤكد عىل حقيقة ّ ي متخلف ف� بنيته أ أصول ومتطرف .وهذا ما كله سالم ال بأن قناعة إىل يصل بايبس دانييل المثال سبيل عىل فهذا صولية، ال إ ي ي ن والسالم. ماب� الغرب إ يشكل إشكالية بك�ى تشوب العالقة ي وتحول وسائل إعالمه إىل تصورات نمطية ي ز وتح�ات وتنطوي النظرة الغربية للعالم إالسالمي عىل تعميم يغ� منصفّ ، أ تمي� ي ن ضارة ،وهو المر الذي يؤجج المشاعر العنرصية والعدائية نحو كل من ينتمون إىل العالم إالسالمي دون ي ز ب� من يعتمدون أسلوب العنف ،ي ن المحل. وب� من يعانون من عواقبه عىل المستوى ي وبذلك فإن أ الزمات المتعاقبة ما ي ن ب� العالم إالسالمي والغرب ليست جديدة ،فهي مستمرة عىل امتداد التاريخ ،ولكن ما زاد من حدتها ف� عرصنا الراهن هو التقنيات الحديثة المستخدمة ف� التصال ،وأبرزها ال تن�نت مما سهل وصول أ الخبار إىل إ ي إ ي هات� الحضار يت�.ن ب� ي ن العامة (المسلمة والغربية) ،مما زاد من تأجيج الخالف ما ي ن ثالثا:السالم والغرب ومعيقات الحوار إ
"دخل مصطلح السالم والغرب قاموس السياسة أ الوروبية منذ عقدين من الزمن تقريباً .وتزامن ظهوره مع العديد من إ أ أ التسميات والمصطلحات ،ت سالمية،الرهاب إالسالمي، السياس ،الصولية إال كالسالم إ خ�ة :إ ال� برزت من خالل العقود ال ي ي ي ت الغر� له. وغ�ها من ال� ي ي والسلفية الجهادية ...ي تش� إىل ظاهرة إالسالم المعارص بحسب المفهوم ب ي التعاب� اللغوية ي شيئ� يغ� ي ن ب� ي ن فالمصطلح رغم أنه يتضمن الجمع ي ن قابل� للمقارنة ،الختالف طبيعة كل منهما ّ الغر� ظل لصيقاً بالفكر ب ي غر� مادي ضد روحانية ش ال�ق كلها وألقها المتناقض مع اعت� إالسالم مساوياً إ الذي ب للرهاب ،وكان هذا مقصوداً كسالح ب ي فالسالم دين الهي ونظام حياة يحوي قيماً محددة ومستقرة ،ومفاهيم حضارية تتطور مع الزمن، مادية الحضارة الغربية ،إ ويتجاوز الحدود الجغرافية ،تعتنقه شعوب مختلفة وإثنيات متعددة ،تجمع كل معتنقيه "الثقافة إالسالمية الموحدة")1(. "بينما لفظة الغرب ن متغ�ة ومتحركة ،تعيش هذه المجتمعات ف ي� أقاليم معينة تع� مجتمعات إنسانية ذات ثقافة ي ّ ي جغرافية معروفة ،وال يشكّل الدين المسيحي الهوية الحضارية لتلك المجتمعات .فالغرب آ الن ليس مرادفاً للمسيحية، وال المسيحية ن ال�ق ،ويحمل مالمح الثقافة ش تع� الغرب ،فالمسيحية دين قادم من ش والسالم حفظ المسيحية ال�قية ،إ ي ف ن ن الالدي�")2( . العلما� القومي الغر� الكيان من اليهم أقرب وهي الغرب، عن بمنأى معها المسلمون وتعامل موطنها، � ب ي ي ي ي .وع� التاريخ كان اتساع رقعة العالم الغر� (المسيحي) ب "فالتشكيل الحضاري إالسالمي مجاور للتشكيل الحضاري ب ي ين العقيدت� إالسالمية الغر� المسيحي والعكس صحيح .ويالحظ تشابه إالسالمي يتم عىل حساب التشكيل الحضاري ب ي أ ف ف الغر� والمسيحية ي� ي كث� من الوجوه .ولكن المفارقات أن نقاط التشابه هذه قد تشكّل مصدر توتر ،لن البعض ي� العالم ب ي يجد صعوبة ف ي� تصنيف إالسالم كعقيدة مستقلة لها رؤيتها المستقلة للكون ،ويص ّنفه عىل أنّه مجرد هرطقة مسيحية وانحراف عن الجوهر ن ين المسلم� ال�ش ي ء نفسه ،إذ يص ّنفون إالنجيل عىل أنه الدي� الصحيح أي المسيحية ،ويفعل بعض ي محرف ،وأن إالسالم هو الدين الصحيح")3( . كتاب مقدس ّ ويخ�ن مصطلح إالسالم والغرب ،العديد من القضايا ت تز ال� يجدولها المجتمع والحكومات الغربية ضمن أجندته ف ي� رؤيته ي الم�ايدة ،وتفاقم ي ز ن المسلم� العامة ،مثل ذوبان أو اندماج الجاليات المسلمة ت ز ين الدي� والعنرصي، ومعالجاته لشؤون التمي� ي ف ف والتباين ف الثقا� والقيمي ،والموقف من حركات إالسالم السياس ي� ش ال�ق ،وامتداداتها ي� البلدان الغربية. ي ي وتأث�ه ف ي� البالد الغربية ،أو عالقة الغرب بالعالم إالسالمي وربما هدف واضعو المصطلح إىل إالشارة لحركة إالسالم ي آ ف حكومات وشعوباً وحركات إسالمية ،ومؤسسات المجتمع ن المد� الخذة ي� التطور. ي ين الغربي� ،بأن الخطر القادم إنما هو إالسالم "فهذا المفهوم وبهذه الصورة ،يؤجج مشاعر الحيطة والتوجس عند ين ومعتنقوه المسلمون .كما راج وتعزز بعد هجمات الحادي ش الغربي� ،تستهدف ع�من أيلول ،ضمن سياسة تبناها بعض إقناع مجتمعهم بوجود تناقض مع إالسالم ،وتتمثل ف ي� تبشيع إالسالم ،وتصويره كمصدر ش لل�ور وكهادم للحضارة الغربية .ويؤدي تشويه السالم إىل عزل الجاليات المسلمة ف� الغرب ويدفع بهذه أ القليات أن تعيش ف ي� "غيتو" منعزلة عن إ ي ويكرس الخوف من إالسالم .وتصنع هذه الرؤية قوى إسالمية متشددة ،تستغل مناخات الحرية المجتمعات الحاضنة لها ّ ف اللي�الية ،لالنتظام ي� قوى معادية للغرب")4(. وحسنات ب تفس�ات ونظريات متعاكسة إذاً فمصطلح إالسالم والغرب ،مصطلح متطور بع� مراحل التاريخ ومطاطي يحتمل عدة ي ين والتفس� إالسالمي للغرب ،مما يجعلنا ندخل ف ي� حلقة مفرغة ،تفرض أحياناً رصاعاً وأحياناً للسالم، التفس� ماب� الغر� إ ي ي ب ي الغر� ف ي� كل �ش ي ء. خ�ات بالدنا وتشويه حضارتنا المتنكرة لمادية ي أخرى حواراً .ويظل هاجس الغرب السيطرة عىل ي التفك� ب ي
ال� جرت داخل الجمعية العامة أ جل النقاشات ت "أجمعت ّ للمم المتحدة منذ سنة 1998إىل حدود سنة ،2001بصدد ي ف ف �ض الحضارات إالنسانية ،عىل إيجابية التنوع الثقا� كعامل محوري � إغناء تطور وتقدم إالنسانية ,و ورة تفعيل الحوار ي ن ب� ي ي أ ن مختلف هذه الحضارات .وجاء إعالن الجمعية العامة للمم المتحدة بأن سنة 2001سنة للحوار والتعايش يب� الحضارات عمل صارم من جانب اعت�ت معظم القوى الدولية والشعوب المحبة ,وقد ب للسالم والتسامح هذا إالعالن بمثابة ر ّد ي ال� تدعي وتشجع ن ت وتتب� الرصاع والصدام ي ن ب� مختلف الحضارات إالنسانية. المجتمع ي الدول عىل كل الخطابات ي غ� أنه ف والقليمية تجري فيه عىل قدم وساق نحو تعزيز الحوار ي ن ب� الحضارات و� الوقت الذي كانت الجهود الدولية إ ي ي والقليمية والدولية ,وخلق جو مناسب لذلك أعادت أحداث نيويورك وواشنطن بتاريخ الحادي ش ع� من أيلول 2001 المحلية إ نظرية صدام الحضارات بقوة اىل الواجهة")7(. أ -موقع إالسالم ضمن نظرية صدام الحضارات "ظهرت نظرية صدام الحضارات ألول مرة ف� مقالة للباحث أ ال يم� يك (صاموئيل هانتينغتون) ،ضمن عدد لمجلة الشؤون ّ ي الخارجية صيف ،1993قبل أن يطورها عىل شكل كتاب ،صدرله سنة ،1996وقد حاول من خاللها تحديد مالمح الرصاع الدول القائم بعد نهاية الحرب الباردة،ففي هذه النظرية يرى الباحث أن الرصاعات الدولية ف ي� عالم ما بعد الحرب الباردة ي ب� أ ب� الدول ،وهو بذلك يؤكد عىل العنرص الثقا�ف ستكون رصاعات ي ن المم والمجموعات الثقافية والحضارية المختلفة ال ي ن ي كمحور أساس لالنقسامات ي ن ب� الشعوب ،وخصوصاً مع تنامي وبروز الهوية الثقافية أمام ما يشهده العالم من تحديث ي وتنمية إقتصادية")8(. "وبخصوص مكانة إالسالم ضمن هذه النظرية ،فهانتينغتون يرى أن (التكتل الحضاري إالسالمي) ،قد يواجه التكتالت الحضارية المجاورة له( ،المسيحية الغربية ،الكتلةالسالفية المسيحية أ الرتوذوكسية ،والكتلة إالفريقية،والكتلة الهندوسية)، أ ف خ� ،يتقدم الباحث بمجموعة من الحجج ،فهو يذكر أن الكتلة إالسالمية مشتتة ،وال و� سبيل بت�ير وتأكيد هذا الطرح ال ي ي ف ف تمتلك مركزاً قوياً مؤثراً وقادراً عىل التحكّم ي� ضبط القوى إالسالمية ي� رصاعات مع حضارات أخرى(،الشيشان ،البوسنة، ،فلسط� )...والغريب ف� أ المر أن هذه الحجة ت ين ال� تطرح ف ي� الواقع مظاهر ضعف الدول إالسالمية ،وعدم قدرتها كشم� ي ي ي ق الحالية عىل تحدي الغرب ،تتناقض ومقولته هاته ت با� الحضارات .ويضيف بأن هناك ال� تقر بخطورة االسالم عىل ي ي الب�ي القديم والحديث ،ث حاالت عديدة من العنف تورط فيها المسلمون ف ي� العالم عىل امتداد التاريخ ش أك� من أية ب� الحاالت ت يم� ف� ذلك ي ن ز ال� كان خاللها حضارة أخرى،بالشكل الذي يزعم معه بأن إالسالم دين مواجهة وحروب ،وهو ال ي ي ي ين مظلوم� أو جناة")9(. المسلمون ين ين ين والغربي� أيضاً عىل هذه النظرية ،فهناك من شكك ف ي� مصداقيتها بناء والمسلم� الباحث� العرب تعددت وتناولت ردود عىل أن العالم يشهد حالياً رصاعات تنطوي عىل خلفيات وأبعاد سياسية واقتصادية واضحة المعالم أيضاً ي ن ب� مختلف خط�ة تجري داخل المجال الحضاري الواحد وليس ي ن الدول ,ف� ي ن ب� حضارات ح� الحظ البعض أن هناك صدامات ي ي اعت� آخرون أن تصور (هانتينغتون) للحضارات والثقافات سطحي للغاية ,فيما أشار أحدهم أن الغرب مختلفة ,بينما ب بإرصاره عىل الصدام يطلب المواجهة. ين ين والمسلم� الباحث� العرب تصور (هانتينغتون) لصدام الحضارات ,أكّد العديد من "وبالرجوع إىل موقع إالسالم ضمن ّ ت وال� طبعت عىل الطبيعة التواصلية والحوارية إ للسالم وحضارته من جهة ,فيما أكّد بعضهم عىل الصفة العدوانية ي الحضارة الغربية سواء ف ي� مرحلتها المسيحية أو العلمانية من جهة أخرى" )10(.
رابعاً :الحواجز االجتماعية والثقافية ي ن ب� إالسالم والغرب وطرق إزالتها ين ب� إالسالم والغرب من خالل ظهور ثقافة العداء المتبادل ي ن تعددت الحواجز االجتماعية والثقافية ي ن الغر� ب� العالم� ب ي ين والسالمي ,وتعود فكرة العداء المتبادل ي ن والسالمي إىل مراحل تاريخية متعددة ,حيث يكشف التاريخ العالم� ب� الغر� إ إ ب ي ف ت ن وثقا� للفوائد المش�كة ،ولكن يبدو أن العالقة ما يب� الغرب والعالم إالسالمي عن مواجهة عسكرية ,وعن تبادل سلمي ي ت ين ال� خ ّلفها للمسلم� يصعب محو الوعي التاريخي للعالقة تشكّل بع� تف�ات المواجهة ,فبالنسبة الذكريات التاريخية ي ن الدي� .وكان لالستخدام يغ� الصليبيون ,فقد أصبحت (الصليبية) مصطلحاً مشحوناً بالغزو والمذابح والهيمنة والتعصب ي يعت�ه إرهاباً أثر االم� يك السابق جورج بوش للداللة عىل حربه ضد ما ب الموفق لمصطلح (الحملة الصليبية) من قبل الرئيس ي ن ين للمسلم�. المعا� والذكريات نفسها للحروب الصليبية السيئة الذكر بالنسبة يعيد ي ف المسلم� كانوا يمثلون العدو للغرب منذ معركة بواتيه عام 732م عىل حدود فرنسا ت ين وح� هزيمة "فإن و� المقابل ّ ي ف ت ت ن ال� أعقبت سقوط القسطنطينية عام 1453م بيد كب�اً .وكانت العثماني� عام 1673م ي� فيينا وشكّلوا تهديداً ي ي الف�ة ت ي أ ئ المسلم�ن ن ترك مصطلحاً يطلق عىل كلمة أصبحت ح� عدا� أثر ذات المسلحة تركيا قبل من واالجتياح العثماني� اك ر ت ال ي ي ي ي ف ي� الغرب")14(. كل هذه أ الحداث ت كب�اً ي ن ال� مرت بع� التاريخ إىل يومنا هذا ثبتت ثقافة العداء ي ن ب� ب� إالسالم والغرب مما يشكّل حاجزاً ي ي إيجا� حدث يب�ن ين والغر� من جهة أخرى ولكن وعىل هامش هذه الحروب كان ال ّبد من تواصل العالم� إالسالمي من جهة ب ب ي ي الثقا� والعلمي حيث كان الطالب أ العالم� من خالل التبادل ف ين الوروبيون الذين درسوا ف ي� الجامعات إالسالمية بإسبانيا ف ي� ي العصور الوسطى يمثلون حالة شبيهة بالطالب الذين يهاجرون اليوم إىل الغرب للدراسة ف ي� جامعاتها وهذا يدل عىل إيجابية ف� التواصل ما ي ن ب� إالسالم والغرب. ي المشوهة ت كب�اً ف� بناء حاجز ي ن ولعبت ثقافة إال ش ال� نقلها عن إالسالم. الصور خالل من والغرب سالم ال ب� إ ّ ست�اق دوراً ي ي ي ش المشوهة عن إالسالم ويستخدم الغرب هذه الصور ئيس إلنتاج وتناول الصور ّ فكان االست�اق بمثابة المورد الفكري الر ي لت�ير الهيمنة عىل العالم إالسالمي. بوصفها أداة ب وبالمقابل "تخضع الرؤية إالسالمية للغرب ي ز لتمي�نمطي مرتبط ف ي� الذاكرة الجماعية بكل التداعيات السلبية الممكن حصولها ت ال� مارسها الغرب بحق العالم إالسالمي.وظهرت ف ي� الوعي إالسالمي الجماعي النظريات التآمرية, لحالة الهيمنة واالحتالل ي ن الغر� وعدم الثقة بالغرب" )15(.أما من الناحية االجتماعية فهناك فرق شاسع ما يب� العالم إالسالمي المحافظ و العالم ب ي ت ين الغر�. كث�ة من خالل المتفتح اجتماعياً عىل أمور ي ال� تحكم وتتحكم بالمجتمع ب ي القوان� الوضعية ي بينما ترتكز ف� العالم إالسالمي عىل تعاليم الدين إالسالمي وإن كان هذا يتفاوت ما ي ن ب� دولة وأخرى .فالغرب يواجه مشاكل ي ال� تؤدي إىل تفكك أرسي تحت شعار حرية كل فرد ف� المجتمع �ف ت ح�ن عديدة من خالل هذا االنفتاح والحرية ي ي ي الشخصية ي تبقى أ الرسة المسلمة محافظة عىل وحدتها ث أك� ،وإن كان قد بدأ يترسب �ش ي ء من الحياة االجتماعية الغربية إىل المجتمع المسلم من خالل وسائل االتصال الحديثة وبخاصة أ ال تن�نت الذي سهل التواصل ما ي ن ب� المجتمعات وأسقط كافة الحواجز. إال ّأن هذا الترسب يحدث تدريجياً ألن المجتمع المسلم يغ� قادر عىل تقبل العادات االجتماعية الغربية دفعة واحدة ،فإذا تتغ� وتتجه نحو تقليد الغرب ولكن بخطى بطيئة جد ًا فإذا استعرضنا رسيعاً الوضع إالجتماعي للدول إالسالمية فنجدها ي آ ف أخذنا مثال ً عمل المرأة الذي كان ف َ و� أغلب المجتمعات إالسالمية مقبوال ً مع ن ال أصبح ا مرفوض المسلمة المجتمعات � ي ي ت ث ذكر أن هناك مجتمعات إسالمية أك� تحفظاً من يغ�ها فتمنع المرأة ح� من قيادة السيارة أو االنتخاب.
ف ف خط�ة وعدوانية ويبدو مما سبق أن هذه النظرية وخاصة ي� تهويلها ومبالغتها ي� تصوير الحضارة إالسالمية كحضارة ي أ ت ت ش ال� وسمت بمواقفها االستعالئية ,تنم عن ّ ال� حملتها بعض الدراسات االست�اقية المغرضة ي تشبع صاحبها بالفكار ي ين والمسلم� الحضارة إالسالمية بالقتل والعنف والتخلف.... واالحتقارية تجاه العرب للسالم ف ي� الغرب وبعض تداعياتها ب -الصورة النمطية إ أ منذ تف�ة الفتوحات إالسالمية الوىل ،والعالقات ي ن ب� إالسالم والغرب يشوبها نوع من االلتباس والغموض والفهم الغربي� ذلك آ ين الخر بال�بري الغازي الحاقد والمحارب ...ولذلك نجد عدة الخاطىء ،حيث ظل إالسالم ف ي� نظر العديد من است�اقية استهدفت منذ عدة عصور وإىل آ دراسات ش الن االسالم وتوخت تشويه صورته ف ي� الغرب والعالم. التمي� ي ن للسالم من خالل عدم ي ز ب� ما هو من صلب الدين ،وما هو ناتج عن الظروف االجتماعية "إرتبط سوء فهم الغرب إ للسالم من خالل وضع إالسالم ضمن إطار ما يعرف والسياسية واالقتصادية .ويتمظهر هذا الفهم الضيق والمنحرف إ (باالستبداد ش ق و(الرهاب)والالعقالنية والتخلف عىل الثقافة إالسالمية برمتها". ال� ي�) وتعميم التشدد والقسوة والتعصب إ ()11 ت السوفيا� ف� بداية التسعينات من القرن ض الما� ،برز تيار فكري ف ي� الغرب يجعل من إالسالم "وبعد سقوط االتحاد ي ي ي ف بالسالم من قبيل(التعصب و� نفس السياق تم تداول عدة مصطلحات ،وتم ربطها إ عدواً للغرب بديال ً من الشيوعية ،ي أ �ض (الرهاب إالسالمي)(،الخطر االسالمي) و(الخطرالخ ) )12( "... إالسالمي)( ،التطرف إالسالمي) ،إ "ورغم ّأن معظم أنظمة البلدان إالسالمية تربطها عالقات و ّدية مع الغرب ،ورغم المشاكل السياسية واالجتماعية ت ال� تعيشها معظم هذه البلدان ،فإن هناك داخل الغرب من يبالغ ف ي� إثارة الخوف والقلق من (الخطر واالقتصادية ي إالسالمي) بع� استنتاجات خاطئة ،تضفي طابع التطرف والتشدد ومعاداة الغرب عىل كل مسلم أينما كان بناء عىل سلوكيات استثنائية يقدم عليها بعض أ الشخاص أو الجماعات. ومن خالل ما سبق ،يمكن القول ّإن رصاع الغرب مع إالسالم هو واقع ،وجار ف ي� الميدان عىل مختلف الوجهات ،ومن خالل المسلم� ف� كل مكان ،وهي السياسات ت ت ن ال� تغطيها ال� تستهدف محارصة إالسالم ،والتضييق عىل ي ي ي السياسات التعسفية ي الترصيحات الرسمية المزيفة الداعية للحوار والتعايش ،وهي سياسات تنطوي عىل خلفيات اقتصادية وسياسية وعسكرية". ()13 أ ف فإن الرصاع ت ح� وإن اتخذ مظهر ًا ي وأخ�اً ّإن الصل ي� عمق وطبيعة الحضارات،هو التحاور والتشابك والتواصل ،ولذلك ّ ت ث ال� طالما عكّرت صفو الحوار ثقافياً غالباً ما تكون وراءه دوافع سياسية واقتصادية أك�منها ثقافية ،وهي الخلفيات ي أ ف ب� مختلف الشعوب والمم � ت ب� الحضارات .ولقد شهد المجتمع الدول تداخال ً وتعدداً ف� العالقات ي ن ين ش� المجاالت ي ي ي والميادين بالشكل الذي يجعلنا نستبعد كلياً نظريات المواجهة أو القطيعة لحساب التواصل ،لكن الترصيحات والسلوكيات ح� آلخر عن بعض الجهات ت المستفزة االستثنائية ت ين ال� تصدر من ي ن والمسلم� ،ويمكن أن ال� تعتقد أنها تمثل إالسالم ي ي تشوش عىل هذا التواصل والحوار ال�ض ين ين والحتمي� هي ضد إالسالم نفسه وليست دفاعاً عنه. وري�
مع� عدوانياً ,بحيث يخيل آ إن إعطاء كلمة الجهاد ن للخرين أن المسلم يمسك سيفاً فوضوياً عدوانياً يحاول من خالله أن ي�ض ب أي إنسان يغ� مسلم ليقهره عىل الدين ,هو أمر يغ� واقعي ,وال يمت للحقيقة بصلة. وهنا ال ّبد من أن نتخطى واقع العداء ي ن ب� إالسالم والغرب من خالل تقريب وجهات النظر ومن خالل الحوار العلمي المجدي للوصول اىل حل أ للزمات الموروثة أو المستحدثة ي ن والسالم. ب� الغرب إ خامسا :مستقبل العالقات ي ن ب� إالسالم والغرب ب� إالسالم والغرب ال يمكن فصله تماماً عن ض ّإن الحديث عن مستقبل العالقة ي ن الما� الذي ما زالت ذكرياته عالقة ف ي� ي أ الذهان وال عن الحا�ض الذي تتكون من أحداثه المتالحقة مالمح المستقبل. ّإن تصور عالقة جيدة ي ن كب� ال ب� إالسالم والغرب ال يمكن أن تقوم بدور جالء المفهوم الحقيقي إ للسالم .وهو عمل ي تقترص مسؤوليته عىل جانب دون آ الخر .ففي الغرب ,شاعت عن إالسالم صورة يغ� حقيقية ,كما أنها يغ� متكاملة.ولم ف ال� يصل عمرها إىل ث ت أك� من قر ي ن ش يزود ن� أن تقوم بدور فعال ي� بيان حقيقة إالسالم كدين سماوي ّ تستطع حركة االست�اق ي إالنسان بالطمأنينة ,ويحسن عالقته بربه وبالناس وبالطبيعة. فإن إالسالم بهذه المبادئ والتعاليم ال يتصادم مع القيم العليا للحضارة الغربية ف ي� �ش ي ء ما عدا ماديتها المتنكرة وهكذا ّ ن للمعا�. كث�اً من أوجه االلتقاء تتضح إذا ما تجاوزنا مستوى المصطلحات اللغوية إىل الجوهر الحقيقي للروح .ولعل ي ي ف ت ال� توصلت إليها فليست الديموقراطية ي� أعىل أشكالها وأسمى تطبيقاتها إال ّ تالشورى إالسالمية .وليست حقوق إالنسان ي المنظمات الدولية بعد عناء شديد سوى مجموعة الحقوق ال� أعلنها إالسالم منذ أربعة ش ع� قرناً .ومن المالحظ أن وضع ي ف كث�اً عن ذي قبل. إالسالم ي� الغرب قد أصبح أفضل ي ويتب� ذلك من ردود أ الفعال إاليجابية ت ين ين المسلم� الذين يخاطبون الغرب بلغة العقل والمنطق, ال� يقابل بها علماء ي وال�هان ,دون تر ّفع أو مغاالة ,وبال تشنج أو إنفعال. وأسلوب الحجة ب بأن عالقة إالسالم بالغرب سوف تتحسن بمجرد ش ال�ح والبيان ,وإنما ال ّبد إىل جانب ذلك أن يبذل نقر ّ لكن ال يمكننا "أن ّ ين ين حقيقي�. مسلم� المسلمون فيما بينهم جهوداً متواصلة من أجل أن يكونوا فال يدعون إىل التسامح وهم متفرقون ,وال يرفعون شعار التآخي وهم متخاصمون .وبالمقابل ينبغي عىل الغرب أن يبذل من جانبه جهداً حقيقياً من أجل التعايش مع إالسالم .وأن يتخىل عن نظرة العداء واالستعالء ,وأن يتقبل وجهات النظر المخالفة ,والثقافات أ الخرى بروح ث أك� تفتحاً وسماحة")20(. ب� إالسالم والغرب لم يعد مسدوداً كما كان ف� ض وإن الطريق إىل إقامة عالقة طيبة ي ن الما� ,بل العكس ,أصبحت فيه منافذ ّ ي ي ف ت يأ� ي� مقدمتها إالعالم الذي جعل من العالم قرية يقف أهلها عىل ما يحدث ي كث�ة ووجدت عىل الساحة وسائل متعددة ي ف ي� أي ركن فيها فور وقوعه. "وال شك أن العالم يستطيع أن يعرض الصورة الحقيقية لكل طرف لدى آ الخر ,كما يمكنه أن يقيم جسوراً من التواصل بل ّ إ أ ف ت ال� ينبغي أن وتقريب وجهات النظر المتباعدة .كذلك فإن التعليم له دور ّ فعال ي� تأكيد الحقائق لدى الجيال الجديدة ي تنشأ عىل الموضوعية وحسن إالصغاء ,ت فإن الدبلوماسية الهادئة يمكنها أن تقوم واح�ام وجهات النظر المختلفة ,ي وأخ�اً ّ ب� الدول ,والتعايش السلمي ي ن بدور هام ف� أحداث التقارب المنشور ي ن ب� الشعوب")21(. ي
ال� يختلف ف والسالم كالحرية ت وكث�ة هي المفاهيم ت تفس�ها ما ي ن ال� يفرسها الغرب بأن يكون إالنسان حراً ف ي� الغرب ب� � إ ي ي ي ي ي ف والدسات� الوضعية الخاصة بالدولة � ي ن ين ح� يفرسها إالسالم بأن إالنسان حر ضمن �ش وط القوان� حياته من دون قيد سوى ي ي الدين إالسالمي ،ويوجد دول إسالمية بدأت تنحو منحى الغرب ،يغ� أن هناك دول إسالمية ال يوجد فيها ي ن قوان� وضعية ال�ع السالمي الذي يتوافق بعض أ ين ودسات� وتعتمد ف ي� حكمها عىل ش القوان� الغربية ويتعارض معها ف ي� البعض الحيان مع إ آ ي ن ن والسالمي؟. الخر مما يطرح إشكالية إزالة الحواجز يب� الغر� إ ي المجتمع� ب ي ب� المجتمع الغر� والمجتمع السالمي ما يتجىل ف� الحوار الهادف إىل التعرف عىل أ ومن أهم طرق إزالة الحواجز ما ي ن المر إ ب ي ي العالم� بعد فشل الحروب المتبادلة ف� فرض قبول آ ين من خالل التواصل السلمي ي ن الخر ،بل عىل العكس ثبتت عداء ب� ي مطلقاً بينهما. حس� فضل هللا "لذلك علينا أن ننتج مجتمعاً يتقبل الحوار مع آ وكما يقول العالمة السيد محمد ي ن الخر ،واذا أردنا أن ندخل ف� الحوار مع آ الخر ،فإن علينا أن نقبله وأن نستمع إىل وجهة نظره ف ي� ما يفكر فيه لنناقشه ونحاوره ف ي� القضية من خالل وجهة ي ف ت نظرنا ,وأن ن�كه يتحدث عن وجهة نظره لنحاوره ي� ذلك ,كما نتحدث عن وجهة نظرنا ليحاورنا فيها")16(. ويضيف "إن المشكلة ف� كث� مما نعيشه ,هو أننا نتحدث مع آ يتحول لذلك هو ما خالل من ال نحن ما خالل من خر ال ي ي ّ ّ آ آ تع�ف بالخر ،وعدم ت الحوار اىل ما يشبه حوار الطرشان ,ولعل من أعظم �ش وط الحوار هو أن ت االع�اف بالخر هي مسألة وغ� واقعية")17(. يغ� إنسانية ي أما فيما يخص �ش وط وظروف الحوار الحقيقي ي ن ب� إالسالم والغرب ,فثمة من يرى أن هناك موروثات تاريخية تمنع ين ين أساسيت� الحروب الصليبية ،والجهاد و لذلك ال يتحقق الحوار من دون االتفاق أوال ً عىل محطت� الحوار ,وتتمثل هذه ف ي� إعالن نهاية الحروب الصليبية والجهاد ف� ذلك يقول سماحة العالمة السيد محمد ي ن حس� فضل هللا":من �ش وط الحوار ي آ ن �ش الطرف� عىل الخر ,من الهادف إىل الوصول إىل قاعدة الفهم المتبادل ,هو أن ال تكون هناك وط مسبقة يفرضها أحد ي ت ال� ربما يتخيل خالل إصدار حكم عليه فبشكل حازم ال يقبل أية مناقشة .وعىل ضوء هذا ,فإننا نبدأ من الحروب الصليبية ي للبعض أنها تمثل عقبة � واقعية الحوار ي ن والسالم"(.)18 ب� الغرب إ ي نحن نعتقد أن الحروب الصليبية كانت منطلقة من ظروف معينة ت ز تخ�ن ف ي� داخلها الرغبة الدينية المسيحية ف ي� تحرير أ الر ض للمسيحي� ف� القدس ,ت ين ين المسلم� ,إضافة إىل بعض الظروف يعت�ها المسيحيون محتلة من قبل المقدسة ا� وال� ب في ي ي ف ف ت ال� عاشت ي� مرحلة السياسية والداخلية الموجودة ي� الغرب أو خارجه ي� هذا المجال .ولذلك ,ال ب نعت� الحروب الصليبية ي ين فلسط� من إالحتالل زمنية معينة وانتهت بجميع مفاعلها ومؤثراتها ال سيما بعد تحرير الصلي� ,أنها تمثل عقدة لدى ب ي المسلم� ,أ الغربي� ف بالمع� ن ن ين ين ين الدي� إال ما قد يعيشه الحروب هذه حركية يعيشون ال , المسلم� كما المرحلة, هذه � ن ل ي ي بعض الناس من مشاعر سلبية أو إيجابية ,كما يعيش البعض يجا� ف ي� مجاالتهم. السل� أو إال ب ي التاريخ ب ي ف يحملها ما تحتمل ,ألن الجهاد ي� إالسالم بقاعدته الوقائية والدفاعية ,ال يختلف عن أما مسألة الجهاد ,فإن الغرب قد ّ آ ف ين المسلم� من أن يعتدوا عىل أي فالسالم يمنع يث�ها أي فريق ي� العالم ال يؤمن بالعدوان عىل الناس الخرين ,إ أي حرب ي إنسان مسالم ال يريد لهم حرباً وال يضطهدهم أو يخرجهم من بالدهم ,فاهلل عز ّ وجل يقول" :وال تعتدوا أن هللا ال يحب المعتدين".)19(
الثقافت� االسالمية والغربية من أجل بناء مستقبل آمن خال من أي رصاعات مبنية عىل عدم قبول آ ين ومن هنا ال بد من تثاقف الحضار ي ن الخر ت� أو أو الحوار معه ومن أجل الوصول اىل حل لمختلف نز ال�اعات سلمياً بعيداً عن العنف ،وبذلك ينعم العالم باالستقرار واالزدهار المنشودين. خاتمة: آ ين ب� إالسالم والغرب عالقة جدلية،تتجاذبها رصاعات ي ن العالقة ي ن متناقض� ،تيار يضمر العداء للخر وتيار يؤمن بالحوار كحل لهذه ماب� تيارين الجدلية ،وهذا االنقسام موجود داخل كل فريق.فالتاريخ يورد لنا حوادث صدام ي ن ب� إالسالم والغرب ،وهي ف ي� غالبيتها ليست ألسباب ثقافية الثقا� أو الحضاري آ أ أ ف كالثار إالسالمية ف ي� إسبانيا ،أو البعثات العلمية أو حضارية ،إنما لسباب سياسية واقتصادية ،وإن كانت قد تركت بعض الثر ي ب� السالم والغرب ،بل زاد أ ف المر سوءاً ي� البالد إالسالمية ،يغ� ّأن الحروب والصدامات لم تأت بنتائج إيجابية تذكر عىل صعيد العالقة ما ي ن إ ين وتعقيداً ،حيث كرست العداء المتبادل ي ن الطرف�. ب� ّ ف والمسلم� ،إىل التنادي لعقد مؤتمرات وقمم حوارية ،تبحث � تقريب البون الشاسع ي ن ين ين ين ماب� إالسالم الغربي� المثقف� وهنا بان�ى مجموعة من ي أ ت ال� أعلنت سنة 2001سنة للحوار والغرب ،ولقد بدأت هذه المؤتمرات من ب أك� منظمة دولية عنيت بذلك الجمعية العامة للمم المتحدة ،ي والتعايش ي ن ب� الحضارات. ت اعت�ها الغرب إرهابية ،وبعد نز فالحوار ما ي ن است�اف كب�ة وخاصة بعد فشل ال� شنت عىل مناطق ب ب� إالسالم والغرب ،طرح بقوة ي الحروب ي الغرب من خالل تفج�ات استهدفته هنا وهناك،كلفت الجميع ثمناً كب�اً ف� أ الرواح والماديات. ي ي ي آ ت ن يع� إنهاء قطعي للحروب والعداء ي ن واالع�اف به ومناقشته وإقناعه أو ماب� إالسالم والغرب ،وإنّما يساعد عىل معرفة الخر فالحوار ال ي ف تقدم وتطور وسائل إالعالم ،من فضائيات ت وإن�نت ،مما قرب المسافة ما ي ن ب� إالسالم والغرب ،حيث يمكن أن ّتوعي و� ظل ّ االقتناع برأيه .ي ّ الشعوب وتعرف بعضها عىل بعض ،مما يزيل بعض التشنج ف� العالقة ي ن ب� إالسالم والغرب ،وإن كان عىل صعيد الشعوب ألن إالنسان عدو ي ّ ما يجهل. آ ف ف ن البد من الحوار العلمي الهادف إىل إزالة أي التباس � العالقة ما ي ن واليسع� ّإل ان أختم بالية الكريمة حيث ب� إالسالم والغرب و� النهايةّ ، ي ي ي ث ين ذكروأن� وجعلنـكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند هللا أتقـاكم العالم� ف ي� القرآن الكريم " يا أيها الناس انّا خلقنـكم من يقول رب خب�.)22( " ّإن هللا عليم ي المصادر والمراجع:
()1 ين )2(bbcغانم جواد .باحث وكاتب ف� قضايا حقوق االنسان ,االسالم والغرب اشكالية المصطلح والعالقة ي ن الطرف�. ب� ي ()2غانم جواد .مصدر نفسه. المس�ي .كاتب مرصي, ()3عبد الوهاب ي www.aljazeera.net ( )4غانم جواد .باحث وكاتب ف ي� قضايا حقوق االنسان ,مصدر سابق. وغ�ها .الغرب والعالم االسالمي .المانيا,معهد الحوار والتفاهم,طبعة اوىل2004,ميالدي. ( )5سلوى بكر ي وغ�ها .مصدر نفسه. ( )6سلوى بكر ي ن الكري� .االسالم والغرب ومعيقات الحوار .دراسات حول الموضوع ,مركز ش العر�. ( )7ادريس ال�ق ب ي ني الكري� .مصدر نفسه. ( )8ادريس ن ي الكري� .مصدر سابق. ( )9ادريس ني الكري� .مصدر سابق. ادريس ()01 ني الكري� .مصدر سابق. ( )11ادريس ني الكري� .مصدر سابق. ( )12ادريس ني الكري� .مصدر سابق. ادريس ()13 ي وغ�ها .الغرب والعالم االسالمي.مصدر سابق. ( )14سلوى بكر ي وغ�ها .مصدرسابق. ( )15سلوى بكر ي ( )16السيد محمد ي ن حس� فضل هللا .الحوار مع الغرب منطلقات وافاق.محا�ض ة ف ي� عاليه 10 ،جمادي االوىل 1425هـ 28/حزيران 2004م. ( )17السيد محمد ي ن حس� فضل هللا.مصدر نفسه. ( )18السيد محمد ي ن هللا.مصدر سابق . حس� فضل آ ( )19القرآن الكريم .سورة البقرة .الية .190 ( )20مفيد شهاب .المؤتمر التاسع ،االسالم والغرب مستقبل العالقة .مرص www.Islamic-council.com نفسه. ( )21مفيد شهاب.مصدر الكريم.سورة الحجرات .آ الية.13 ( )22القرآن
ملخص البحث ( بالعربية ) وب� أ ف ف ن ت ن العر� ي ن الصول استقى حازم القرطاج� نظريته ي� التخييل الشعري القادر عىل ي التأث� حسيا ونفسيا ي� المتلقي من تصور يجمع يب� ال�اث ب ي ي ف ين الفلسفية والمنطقية الوافدة من الثقافة اليونانية .مركزا عىل تحديد ي ن المتلق�. تأث�ه ي� قوان� تَشكُّل الشعر وطرائق ي وقد تحدث حازم عن "التذاذ النفوس بالمحاكاة" أو "التذاذها بالتخييل" مما يلفت انتباه المتلقي ويجعله يتأثر ويعجب فينفعل ت ز ويه� .وهكذا ب� المتلقي من جهة ي ن ب� االنبساط واالنقباض.ويؤدي التجاوب الحاصل ي ن التأث� ي ن يقع الشعر ي ن وب� المحاكاة ب� المحاكاة والتخييل ،بينما يتأرجح ي والتخييل من جهة أخرى إىل بعثه عىل االرتياح تبعا الستعداده لتقبل النص. ن المعا� من النفوس من جهة ما تكون قوية االنتساب إىل طرق الشعر المألوفة". ومن معالم اهتمام حازم بالمتلقي ف ي� المنهاج حديثه عن "مواقع ي ن ن التأث� ف ي� المتلقي.وأن الشعر يجب أن يوجه إىل ينب� عىل المعا� "الجمهورية" المألوفة ،والقادرة عىل ي ي و تفيد هذه إالشارة أن مدار الشعر إنما ي ن ن ت ال� ت المعا� ت ال� تنفرد بمعرفتها طبقة الخاصة. تش�ك فيها طبقتا العامة والخاصة بالفطرة ،وأال يقترص عىل هذا النوع من ي ي المعا� ي ي أ ف كما بت�ز عناية حازم بالمتلقي ي� التصنيف الذي وقفه عىل القاويل المخيلة بالنظر إىل كيفيات تأثر الجمهور بها ومدى استجابته لها. وقد ركز حازم عىل البعد النفس والعاطفي للمتلقي ومحاولة السيطرة عىل مشاعره وأحاسيسه وعاطفته باعتماد ت اس�اتيجية توظف "الحيل ي والتمويهات" وتوجيهها إىل ت ال� ي ز ك� عىل مقبولية الخطاب واعتقاد صحته. وانطالقا مما سبق ،تسعى هذه الورقة البحثية إىل إالجابة عن جملة أسئلة نذكر منها: ن القرطاج� إىل المتلقي ف ي� إطار نظريته الشعرية؟ وهل تدل غزارة ألفاظ التلقي ومصطلحاته ف ي� كتابه "المنهاج" عىل محورية كيف نظر حازم ي والتأث�؟ هذا المتلقي باعتباره طرفا فاعال ومتفاعال ضمن عنارص التخييل والمحاكاة ي ما طبيعة العالقة ي ن ب� المتلقي والنص المخيل؟ ن القرطاج� فاعليته من خالل متلقيه؟ التأث�ية للشعر عند حازم ف ي� ضوء عالقتها بالمتلقي؟وهل يكتسب الشعر عند كيف تتحدد الوظيفة ي ي الكلمات المفتاحية: المحاكاة-التخييل-التأث�) (الشعر-المتلقي- ي تصور �ش ي ء آخر بها انفعاال من يغ� روية إىل جهة من االنبساط أو االنقباض" . ياله صورة أو صور ينفعل لتخيلها وتصورها ،أو ّ ويمكن أن نلتقط من هذا التعريف الشارات آ التية: إ أ -أن حد الشعر ش كالما مخيال. م�وط بوظيفته أو ي بتأث�ه من حيث كونه ً ب-أن التخييل عملية إنتاج للصور ف ي� مخيلة السامع .من خالل الخاصية التخيلية القارة ف ي� النص. والمعا� أ ج-وأن وسائل التخييل هي العنارص المكونة للشعر :أ ن والسلوب والنظام. اللفاظ ي د-وأن أ الثر ت المخيل عىل السامع أو المتلقي بفعل قوة التخييل وسطوته الم�تب عن التخييل يتشكل بع� استجابة نفسية تلقائية يمليها النص ّ وال� تقص عمل القوة المفكرة أو فعل ت ت ال�وي" . ي ي أ ض خ�ة موقع المتلقي ضمن نظرية حازم ف ي� الشعر ،وهو موقع مركزي و�ض وري" ،فعىل القارئ أو السامع أو المتلقي عموما وت�ء إالشارة ال ي ي والمع� أ ن يقع أمر تأويل هذه التخاييل ت والسلوب والنظم أو الوزن" . ال� صاغها الشاعر عىل مستويات الخطاب الشعري المختلفة ،عن اللفظ ي يذهب حازم إىل أن "التخييل هو المعت� ف� صناعة الشعر ،ال كون أ القاويل صادقة أو كاذبة" .وهذا يؤكد مركزية التخييل وأهميته ف ي� بناء ب ي أ أ أ ف القاويل الشعرية .إن حازما "يَ ُع ُّد...التخييل عنرصا جوهريا � الشعر ،بل أهم عنارصه عنده لنه يحظى بالمكانة الوىل ي ن ب� عنارص الشعر" . ي ويواصل حازم حديثه عن التخييل ف� عالقته أ بالقاويل الشعرية ،وأن المقصود بها إنما هو " استجالب المنافع واستدفاع المضار ببسطها ي ف ن يع� أن للشعر غايات سامية من شأنها أن تؤثر ي� النفوس خ� أو �ش " .وهذا النفوس إىل ما يراد من ذلك وقبضها عما يراد بما يخيل لها فيه من ي ي أ أ ق خال� الذي عىل المرء أن يأخذ منه بطرف فيتحىل بالخالق الحسنة ويتجنب الفاسد منها. تأث�ا إيجابيا ،وحازم هنا ي ي يش� إىل الجانب ال ي
ف المتلقي ي ن والتأث� ي� نظرية الشعر ب� التخييل والمحاكاة ي ن عند حازم القرطاج� (684هـ). ي د.فيصل أبو الطفيل جامعة ض القا� عياض /مراكش -المغرب ي
أ ف ت ال� يغيب فيها العقل (من يغ� روية فمما بي�ز قوة التخييل أنه يحدث ي� المتلقي أثرا شبيها بالسحر.إنه يحرك فيه ال وعيه ويخاطب فيه الماكن ي بعبارة حازم) ،فتستلذ النفس التخييل وتولع به وتنقاد له إىل درجة تفضيلها إياه عىل التصديق. التخيل عىل وهذا يكشف لنا بطريقة يغ� مبا�ش ة "أن التخييل إثارة للقوة الالواعية عند المتلقي ،عىل نحو يغلب الالوعي عىل الوعي ،ويغلب ّ التصديق" .ويرجع السبب ف ي� ذلك إىل "أن السامع /المتلقي ال يملك ف ي� مقابل سحر الشعر إال قبول ما يرد أو يعرض عليه ،كما هي الحال فيمن تأث� السحر" . يقع تحت ي إن التخييل عند حازم أساس ي ن التأث�ية ف ي� المتلقي" ،وبدون التخييل يبدو السبيل إىل فهم مهمة الشعر مت� لفهم حقيقة الشعر وإدراك وظيفته ي ض يف� إىل �ش ي ء ،ولذلك تجد حازما يلح عىل التخييل كل إاللحاح" .وإذا كان الشاعر يشعر بما ال يشعر به يغ�ه فإن المتلقي يرى ما منغلقا ال ي ال يراه يغ�ه ،فيكشف بتخييالته ما نقل من الواقع إىل المخيلة بفسح المجال أمام طاقاتها.ولعلنا نجد ف ي� اهتمام حازم بالتخييل ما يفرس قول أدونيس" :التخييل هو رؤية المجهول" . الشعر والمتلقي والمحاكاة: ف عل لغزيوي: إذا بحثنا ي� منهاج حازم عن تعريف مبا�ش للمحاكاة فربما لن نظفر ب�ش ي ء بخالف حرصه عىل تعريف ي نظ�ه ورفيقه :التخييل .يقول ي "إننا قد ال نجد مفهوما دقيقا لمصطلح المحاكاة ف ي� منهاجه ،بينما نجد توسعا ف ي� الحديث عن أنواعها وأقسامها وعالقتها بالتخييل ووظيفتها وقيمتها ف ي� الشعر" . ف ويبدو أن حازما اخترص الوقت والمسافة فجعل تعريف المحاكاة قائما عىل ت التأث� ف ي� المتلقي ،وسعى إىل بيانها اش�اكها مع التخييل ي� وظيفة ي من خالل حرص أنواعها وقيمتها ،وهي فوق ذلك كله حا�ض ة ف ي� تعريف حازم الشعر ،وهو التعريف الذي أوردناه سابقا ونعيد اقتباس جزء منه للتأكيد عىل هذا الحضور ،حيث يقول: متصورة بحسن هيأة تأليف الكالم. "... " ...لتحمل بذلك عىل طلبه أو الهرب منه ،بما يتضمن من حسن تخييل له ،ومحاكاة مستقلة بنفسها أو ّ العيان إىل أ وتتبدى أهمية المحاكاة كعنرص جوهري يلجأ إليه الشاعر ف� نقل الصور من أ ف الذهان ويعتمد عليه ي� إثارة استجابة المتلقي لاللتذاذ ي أ بالشياء المخيلة إليه أو النفور منها ،ف� حرص حازم عىل الربط ي ن ب� الجيد من الشعر و حسن محاكاته وغرابته .يقول: ي " فأفضل الشعر ما حسنت محاكاته وهيأته ،وقويت شهرته أو صدقه ،أو خفي كذبه ،وقامت غرابته" . وتحسن المحاكاة ف� الشعر كلما تناسقت أوصافه وتشاكلت أجزاؤه وتناسبت جهاته ،كما ف� التشبيهات أ والمثال والحكم.يقول حازم: ي ي "ولهذا نجد المحاكاة أبدا يتضح حسنها ف� أ و� القصص الحسن االطراد ،و�ف االق�ان ،المليحة التفصيل ،ف الوصاف الحسنة التناسق ،المتشاكلة ت ي ي ي أ أ ف ف ف و� التشبيهات والمثال والحكم ،لن هذه أنحاء من الكالم قد جرت العادة � أن يجهد � ي ن تحس� هيآت ي ي االستدالل بالتمثيالت والتعليالت ،ي أ ن والمعا� وترتيباتها فيها" . اللفاظ ي ف ف تأث�ها ف ي� المتلقي .يقول حازم" :وأردأ و� مقابل حسن المحاكاة تحدث حازم عن قبحها ي السل� ي� القول الشعري من خالل ضعف ي ي وتأث�ها ب ي الشعر ما كان قبيح المحاكاة والهيئة ،واضح الكذب ،خليا من الغرابة ،وما أجدر ما كان بهذه الصفة أال يسمى شعرا وإن كان موزونا مقفى؛ إذ ف يقص تعريف الشعر عىل شكله الخارجي ويجعله المقصود بالشعر معدوم منه" .وليس بالخفي عىل المتأمل ي� هذا النص انتقاد حازم لمن ُ وقفا عىل وزنه وإيقاعه وقافيته.وهو انتقاد يكشف عن البديل الذي قدمه حازم ف ي� الحكم عىل الشعر انطالقا من قوة تخييله وحسن محاكاته واعتماده عىل الغرابة ت تستث� مكامن النفس لكشفها. ال� ي ي أ ت تص� محاكاة ال�ش ء القبيح أجمل ف� ي ن ف �ش قبيحا.ح� إن المتلقي صل المحاىك وإن كان ع� المتلقي وأعجب إذا بلغ وربما ي ي ي المحاك الذروة ي� ال ي ء ال ي ي المحاك إبداع ال�ش ي ء المحاىك.فتكون النتيجة إبهار يغ�ه بصنيعه.يقول حازم: ليجد استمتاعا بصورة القبيح والتذاذا برؤية هذه الصورة إذا أتقن ي صورها المنقوشة والمخطوطة والمنحوتة لذيذة إذا بلغت الغاية " ومن التذاذ النفوس بالتخيل أن الصور القبيحة المستبشعة عندما قد تكون ُ أ أ ف حوك بها عند القصوى من أشبه بما هي أمثلة له ،فيكون موقعها من النفوس مستلذا ال لنها حسنة ي� أنفسها بل لنها حسنة المحاكاة بما ي مقايستها به" .
ويفهم من كالمه كذلك أن التخييل ف� أ القاويل الشعرية ليس مقصورا فقط عىل المخاتلة والكذب والتمويه .عكس ما ذهب إليه جابر عصفور ي ين ح� قرر أن "التخييل الذي هو قوام الشعر وجوهره قياس خادع يقوم عىل مقدمات كاذبة توهم المتلقي بمعان خادعة تضلله" .والواقع أن التخييل يوهم المتلقي بأشياء قد ال يصدقها العقل ،ولكن الغرض منه ف ي� الشعر هو استجالب استجابة المتلقي وانفعاالته تجاه ما يخيل إليه، وليس ف� ذلك تضليل له وإن اعتمد التخييل عىل التمويه ف� تقبل ما تحمله أ القاويل الشعرية من أمور مصورة ف ي� كالم مخيل.ذلك "أن عملية ي ّ ي ف تستث� حالة قبول أو نفور ،تماثل حالة القبول أو الرفض الناجمة عن مشاهدة صورا ي� مخيلة الملتقي وأن هذه الصورة ي التخييل تنتج صورة أو ً صورة ف ي� الواقع" . أ التأث�ات واالنفعاالت إن إتقان الشاعر صنعة الشعر إنما يكون بمعرفة الغراض الباعثة عىل قوله ،وهي بذلك عنارص مؤسسة للشعر؛ عنها تنبثق ي ين المتلق�.يقول حازم ف ي� مفتتح المنهاج: الصادرة عن ن المعا� وحسن المذهب ف ي� اجتالبها والحذق بتأليف بعضها إىل بعض أن يعرف أن للشعراء أغراضا أُ َّو َل "يجب عىل من أراد جودة الترصف ف ي� ي هي الباعثة عىل قول الشعر .وهي أمور تحدث عنها تأَثُّرات وانفعاالت للنفوس ،لكون تلك أ المور مما يناسبها ويبسطها أو ينافرها ويقبضها أو َ َ ٌ الجتماع البسط والقبض والمناسبة والمنافرة ف� أ المر من ي ن وجه�" . ي ت ن ت ال� أشار إليها حازم أعاله ،بؤرة التجاوب وهذه ي ال� عليها مدار الشعر ،شديدة التعلق بأحوال النفوس ،وتمثل ثنائية القبض والبسط ي المعا� ي ين ب� المتلقي والنصوص. المعا� من النفوس" .وأنه ينبغي أن تكون متناسبة مع أ ن الغراض الشعرية من جهة ،ومع طبقات من هنا ركز حازم عىل بيان "مواقع ي ين المتلق� (الجمهور) من جهة أخرى.فيذهب إىل أن" ما فطرت نفوس الجمهور عىل استشعار الفرح منه والحزن أو الشجو أو حصل لها ذلك بالعادة هو المعتمد ف� أ ن والمب� عليه طرقها" . الغراض المألوفة ف ي� الشعر ي ي ن ت تأث�ها فيه ،فإنه ال يرى مانعا من إمكانية إيراد الشعراء وإذ يؤكد حازم �ض ورة أن تكون المعا� مألوفة عند الجمهور ح� يحصل تأثره بها وتحدث ي ي ن المعا� يغ� المعروفة عند الجمهور �ش يطة أن تكون " مما فطرت النفوس عىل ي ن الحن� إليه أو التألم منه ،وبالجملة عىل ما تتأثر له النفس تأثر ي ارتياح أو ت اك�اث بحسب ما يليق بغرض غرض من ذلك" . ن ف ف يوحد حازم ي ن ين ين بتأث� الشعر فطريا ف ي� النفوس.فيقول: ب� المتلق� إىل و� تقسيمه الطبقت� ي� ما يتعلق ي ي طبقت� :خاصة وعامة (الجمهور)؛ ّ ي ن المعا� ف ي� الصناعة الشعرية ما اشتدت علقته بأغراض إالنسان وكانت دواعي آرائه متوفرة عليه ،وكانت نفوس الخاصة "...وجب أن تكون أعرق ي والعامة قد ت اش�كت ف ي� الفطرة عىل الميل إليها أو النفور عنها أو من حصول ذلك إليها باالعتياد ،ووجب أن يكون ما لم تتوفر دواعي أغراض المكتسب الخاصة دون الجمهور يغ� عريق ف ي� الصناعة الشعرية بالنسبة إىل المقاصد المألوفة والمدارك إالنسان عليه وما انفرد بإدراكه َ الجمهورية" . ين بالمتلقي،فــ"ح� يتحدث حازم عن المتلقي فإننا نراه أميل إىل وتذهب الباحثة نوال إالبراهيم إىل أن مصطلح التخييل عند حازم وثيق الصلة أ ف يخيل -بعمله الشعري -للمتلقي ما تخيله هو ي� عالقته بالعالم؛ وذلك قرص االستعمال عىل مصطلح واحد هو "التخييل" ،لنه يرى أن الشاعر ّ ليدفع الشاعر بالمتلقي إىل أن يرى العالم كما رآه هو" . ويع� بجالء عن هذه الفكرة بقوله: وينتقد حازم الرأي الذي ينظر إىل الشعر بع� ثنائية الصدق والكذب ،وأن المعول عليه فيه إنما هو التخييل .ب ّ " الرأي الصحيح ف ي� الشعر أن مقدماته تكون صادقة وتكون كاذبة ،وليس يعد شعرا من حيث هو صدق وال من حيث هو كذب بل من حيث هو ض يم� ف ي� بيان أثر التخييل ف ي� النفس مؤكدا "أن التخييل بالجملة لم يخل من تحريك النفس إىل استحسان أو إىل استقباح" . كالم مخيل" .ثم ي ف تأث� ف ي� النفوس بوساطة التخييل .فهاهو ينص كث�ة من المنهاج -التأكيد عىل أن وظيفة الشعر منوطة بما يحدثه من ي –� مواضع ي ويعيد حازم ي التخل عن فعله أو طلبه أو اعتقاده بما يخيل لها فيه من مرة ثانية بأن "المقصود بالشعر إنهاض النفوس إىل فعل �ش ي ء أو طلبه أو اعتقاده أو ي ف التأث� ف� النفوس ودفعها إىل القيام ب�ش ء ي ن مع� أو حسن أو قبح وجاللة أو خسة" .إن قيمة الشعر عند حازم إنما تتحدد بوظيفته المتمثلة ي� ي ي ي إالعراض عنه والنفور منه.وهو ف ي� كالمه السابق "يوجب عىل الشاعر أن يستمد موضوعاته (محتوى عمله) من حياة ش الب� أنفسهم ،وكذلك من ق أخال� اجتماعي" . سلوك ي تاريخهم.وهذا ما يؤكد الدور الذي يقرره حازم للشعر ،وهو دور ي أ ال� تخي ُل إليها ت ت "ح� إنها ربما تركت التصديق للتخيل .فأطاعت تخيلها وألغت تصديقها" . وينص حازم أن النفوس تميل إىل التأثر بالشياء ي ّ
ف أك� العنارص ت وبالعودة إىل "المنهاج" "فإن ث ال� تستوقف قارئه ي ز تأث� الشعر ف ي� النفوس" .والدليل عىل ذلك تكرار ترك�ه الشديد عىل البحث ي� ي ي وك�ة ورودها ف� "المنهاج" ،فمن أمثلتها ما ع� عنه حازم ف� النصوص آ تأث� الشعر ف� النفوس" ،ث التية: ب عبارة " ي ي ي ي ف التخل عن فعله واعتقاده" . والقناع حمل النفوس عىل فعل �ش ي ء أو اعتقاده أو *"وكان القصد ي� التخييل إ ي *"وكانت نفوس الخاصة والعامة قد ت اش�كت ف ي� الفطرة عىل الميل إليها أو النفور عنها أو من حصول ذلك إليها باالعتياد" . *"من �ش وط البالغة والفصاحة حسن الموقع من نفوس الجمهور" . *"فإن للنفوس ف� تقارن المتماثالت وتشافعها والمتشابهات والمتضادات وما جرى مجراها تحريكا وإيالعا باالنفعال إىل ض مقت� الكالم" . ي أ عندما يتفاعل المتلقي بالشعر يتحسس مواطن الجمال فيه ،لن نفسه تُحمل بوساطة القول الشعري عىل تقبل ال�ش ي ء أو رفضه.فإذا حسن ن القرطاج� الكالم الجيد صادرا من نفس الشاعر اعت� حازم موقع الشعر من النفس قبلته وانجذبت إليه وإال فإنها تنفر عنه وت�ض ب عنه.وبذلك ب ي المتمكن من صنعته مرسال لنفس المتلقي المتذوق ،ناشدا غرضا واحدا هو إحداث أ الثر ف ي� تلك النفس ،ودفعها للتفاعل مع مضمون الشعر واالنقياد لمقتضاه .إن حرص حازم عىل مراعاة الحالة النفسية للمتلقي إزاء الشعر "يؤ�ش عىل محورية حضور المتلقي ف ي� نظريته الشعرية" ،وال ن وخ�ات متنوعة جعلت المتلقي ف ي� مركز االهتمام" . غرابة ف ي� ذلك ،فحازم القرطاج� شاعر أديب وناقد لبيب "اجتمع لديه تجارب ب ي يقسم حازم أ المخيلة تبعا لتأثر الجمهور بها وذلك ف ي� قوله: القاويل الشعرية ّ "إن أ ن المخيلة فيها مما يعرفه جمهور من يفهم لغتها ويتأثر له ،أو مما يعرفه وال يتأثر له ،أو مما المعا� القاويل المخيلة ال تخلو من أن تكون َّ ي يتأثر له إذا عرفه ،أو مما ال يعرفه وال يتأثر له لو عرفه" . وأول ما يمكن أن نلحظه من هذا التقسيم عناية حازم بعنرص المعرفة؛ إذ ال يتأثر بال�ش ي ء من ال يعرفه .فالمعرفة إذن �ش ط أساس لحدوث القاويل الشعرية .فإذا اجتمعت المعرفة والتأثر لدى المتلقي كان ذلك أنسب أ التأثر عند المتلقي واستجابته لما يرد عليه من أ للغراض الشعرية وأبلغ ف ي� نفوس الجمهور.يقول حازم: الشياء بأن يستعمل ف� أ " وأحق هذه أ مستع ّدا ألن يتأثر له إذا عرف" . الغراض المألوفة من طرق الشعر ما ُعرف وتُؤثر له ،أو كان َ ي التأث� كعنرص فاعل يتأسس عليه القول الشعري ف ي� تصور حازم ،وهو ما دعا جابر عصفور إىل التعليق عىل واستكماال لما سبق تتأكد مركزية ي تأث� الشعر ف ي� المتلقي بقوله: موقف حازم تجاه فاعلية ي تأث�ه فحسب" . "إن الشعر إنما ينظر إليه من ناحية ي ن المعا� المعروفة هي ت ال� تي�تب عنها انفعال المتلقي واستجابته لها ف ي� ضوء ما فطرت النفوس عىل معرفته والتأثر به.يقول حازم: إن ي ي أ أ ت ت ال� فطرت النفوس عىل استلذاذها أو التألم منها أو ما ُوجد فيه الحاالن ال� تعرف ويُتأثر لها أو يُتأثر لها إذا عرفت هي الشياء ي "وأحسن ال أشياء ي من اللذة واللم كالذكريات للعهود الحميدة المترصمة ت ال� توجد النفوس تلتذ بتخيلها وذكرها وتتألم من تقضيها وانرصامها" . ي أ وبالنظر إىل ما سبق فإن التأث� هو العنرص أ ن ت ن ال� الساس ف ي� تحديد ي ي المعا� المناسبة للقاويل الشعرية.ويرى جابر عصفور أن من يب� العنارص ي ف التأث� ي� المتلقي من زاوية التخييل وما ينطوي عليه من أبعاد نفسية" . تقوم عليها وظيفة الشعر "عنرص ي التأث� ف� المتلقي وتحريك انفعاالته يؤكد ت اق�ان الشعر بالحس.وهو ما دفع جابر عصفور إىل القول بأن حازما" هو الناقد إن قيام الشعر عىل ي ي العر� الوحيد الذي استطاع أن يدرك الطبيعة الحسية للشعر ،وقدرة صوره عىل التقديم الحس" .ومن أ المثلة الدالة عىل تع ّلق الشعر بي ي ف بالحواس ورسعة استجابتها له ،ما ورد عىل لسان حازم ي� المنهاج: ن ت ن ت والمعا� المتعلقة بإدراك الذهن ليس ال� تدور عليها مقاصد الشعر وتكون مذكورة فيه ألنفسها. " إن ي ي ال� تتعلق بإدراك الحس هي ي المعا� ي لمقاصد الشعر حولها مدار" . ال� ت ن ت ن تتأ� للنفس من مدركات الحس أوىل بأن يكون للشعر فيها نصيب أوفر ،وهي الحس. مب� عىل التقبل ي فالمعا� ي ي إن تلقي الشعر عند حازم ي ن المعا� ت يقر حازم بتبعية التخييل للحس ،وذلك ف ي� قوله: أعىل قيمة من ي ال� يُتوصل إليها بالذهن ال بالحس.فليس من العجيب أن ّ ي "والذي يدركه النسان بالحس فهو الذي تتخيله نفسه ألن التخييل تابع للحس" .أ ولن ال�ش ي ء بال�ش ي ء يذكر ،يوائم أن نعرض ف ي� هذا الصدد إ ن ن الحواس أو المركوز فيها من جهة الطبع الجرجا�" :إن العلم المستفا َد من طرق الجرجا� يوافق التصور السابق لحازم .يقول كالما لعبد القاهر ِّ ي ي
والحكم عىل ال�ش ي ء القبيح بأن صورته عند المحاكاة حسنة بفعل إتقان تصويره ف ي� الفن أو ف ي� الشعر وبلوغ محاكاته الغاية القصوى من الشبه ف والبداع يجا� ي� توجيه سلوكه وتحقيق المقاصد المتوخاة لديه بواسطة الفن إ بالموضوع المحاىك "يدل عىل فضل المحاكاة عىل إالنسان وأثرها إال ب ي الشعري خصوصا" . ب� الشعر وغ�ه من الفنون أ ف ت ت ن ال� تحدثها الصور -ي ن الخرى مثل الرسم ال� عقدها ابن ي ي سينا �-ما يتعلق باالستجابة ي ويتب� حازم تلك المقارنة ي والنحت والنقش.فينقل قول ابن سينا: أ أ يرسون بتأمل "إن النفوس تنشط وتلتذ بالمحاكاة ،فيكون ذلك سبباً لن يقع عندها للمر فضل موقع .والدليل عىل فرحهم بالمحاكاة أنهم ّ الصور المنقوشة للحيوانات الكريهة المتقزز منها .ولو شاهدوها أنفسها َل َت َن َّط ْوا عنها .فيكون المفرح ليس نفس تلك الصورة وال المنقوش بل لغ�ها إذا كانت قد أُتقنت" . كونها محاكاة ي ين الداخل (االنفعاالت) ،مصورا يحاك العالم الخارجي (المحسوسات) أو العالم وغ�هما من إن الشاعر -شأنه شأن الرسام والنحات ي المبدع� -ي ي ف إياهما بالكلمات ت ال� تمثل للسامع هذا العالم أو ذاك" .وهذا ما يتبدى � تنبه حازم لوجود مشابهة ي ن المصور من حيث ب� عمل الشاعر وعمل ّ ي ي الدق أ "بم�لة المصور الذي يصور أوال ما جل من رسوم تخطيط ال�ش ء ,ثم ينتقل إىل أ محاكاة أ الشياء الموجودة ف� المحيط ،فالشاعر نز فالدق" ِّ ي ي .أي أن الشاعر يبدأ بتصوير ال�ش ي ء ف ي� كليته ثم ينتقل إىل تصوير جزئياته وتفاصيله.وبذلك "يرد حازم الشاعرية إىل القدرة التخيلية عىل تصور أ أ ت ال� تكونها" . الكل قبل تصور الجزاء ،وعىل تصور النساق العامة قبل تصور التفصيالت ي ومن الالفت لالنتباه ف ي� المنهاج أن حازما يجعل صنعة الشعر قائمة عىل إالجادة ف ي� التأليف والحرص عىل أن تكون المحاكاة من إالتقان بمكان. وبعبارة حازم : أ "إن صنعة الشعر هي جودة التأليف وحسن المحاكاة ,وموضوعها اللفاظ وما تدل عليه" . وم�تها ف� تصور عند حازم ،فهي" :ال تقيم صور أ ف ز الشياء ف ي� حر� للواقع بل لها خصوصيتها ي ي ويؤكد جابر عصفور أن المحاكاة ليست مجرد نقل ي الذهن عىل حد ما هي عليه خارج الذهن ،وإنما يمكن أن تقيمها أكمل مما هي عليه خارج الذهن" .وبذلك فالمحاكاة ليست تقليدا للواقع أو الفعل صورة مستنسخة عنه ،ولكن لها "أثرها الذي ينقل هذه المادة أو هذا الموضوع من حال إىل حال؛ أي ينقلها من مجال العالم المادي ي ف أ ن ن يع� أن صورة ال�ش ي ء المتفرعة عن أصله الف� ي الخيال ،ويضفي عليها بهذا النقل قيمة جمالية لم تكن لها ي� الصل" .وهذا ي إىل مجال العالم ي أك� قيمة من ال�ش ء نفسه ف� أصله.وإنما مرد ذلك إىل تع ّلق النفس وشدة تأثرها بما تتخيله وإعجابها به ث بالمحاكاة ث أك� من إعجابها بأصله ف ي� ي ي أ صل" . العالم المادي ،وهذا ما دفع نوال إالبراهيم إىل القول" :إن المحاكاة تضيف إىل موضوعها ال ي المحاكاة إذن عنرص من عنارص تشكّل القول الشعري ،يضطلع بها الشاعر ف� إطار تصويره أ الشياء ونقلها إىل المتلقي ف ي� قصيدته .وبهذا الفهم ي أ ف "أقام حازم كتابه عىل المحاكاة أو فن الشبيه ،وراح-بكل زهو -يفتق صنوف المحاكيات من خالل التدبر ي� عالقة الشياء ،وهو بهذا يريد أن يتجاوز ظواهر أ المور ليصل إىل خفاياها" . ب� الطرف المبدع والمحيط الذي يتضمن أ الشياء ت ال� يحاكيها.وتبعا لذلك "تتحدد العالقة ي ن وال يخفى أن المحاكاة أيضا صلة الوصل ي ن ب� الشعر ِ ي القرطاج� -بأنها عالقة محاكاة؛ فالشاعر ينقل العالم أو يصوره ف� قصيدته...ولكنه ف� كل أ ن الحوال عالم ليس من صنع والعالم –عند حازم ّ ي ي ي الشاعر أو من خلقه ،بل هو عالم سابق عىل وجود الشاعر ،وال يملك الشاعر إزاءه سوى محاكاته" . والتأث�: الشعر والمتلقي ي ف إن لغة الشعر لغة ي ز يوجه الشاعر القول الشعري نحو المتلقي ويسعى التأث� ي� النفس ما ال يكون ي مم�ة لها من القدرة عىل ي لغ�ها ،وبوساطتها ّ أ التأث� فيه.ويرى أدونيس أن "اللغة ث تث� وتحرك ،وتهز أك� من وسيلة للنقل أو للتفاهم .إنها وسيلة استبطان واكتشاف .ومن غاياتها الوىل أن ي إىل ي أ أ ف التأث� ي� النفوس بالقاويل الشعري مرمى وغاية يصبو إليها كل شاعر. العماق وتفتح أبواب االستباق" .ولذلك كان ي
يفضل المستفاد من جهة النظر والفكر ف� القوة واالستحكام ،وبلوغ الثقة فيه غاية التمام ...ومعلوم أن العلم أ ُ ال ّول تأ� حد ال�ض ورة، ٌ وعىل ِّ َّ ي وآكد عندها النفس ّأوال ً من طريق أمس بها َر ِحماً ،وأقوى لديها ِذ َمماً ،وأقدم لها ُص ْحبةُ ، والرويَّة ،فهو إذ َْن ُّ ّ َ الحواس والطباع ،ثم من جهة النظر َّ ُحرمة" . القرطاج� يؤثر ف� المتلقي بما يدركه الحس ويزكّيه االنفعال .وهكذا "تقوم أ ن القاويل الشعرية إذن عىل مبدأين هما: الشعر إذن ف ي� تصور ي ي ت ال� تشكل مادة يش� إىل غاية الشعر وقدرته عىل إثارة الملتقي ،كما ي االنفعالية والحسية ،واالنفعالية مبدأ ي يش� "الحسية" إىل طبيعة المدركات ي الشعر ومعانيه" . أ المع� عنها بفعل قوة المخيلة قادرا عىل جعل المتلقي يستعيد الصور الحسية ب إن الغراض الشعرية "يجب أن ب حسيا تصويريًا ً تعب�ا ً يع� عنها ي ً ت النفس الذي هو غاية لشعره والذي يتحقق من خالل المث� لالنفعال ال� تستعاد وتتشكل بفعل هذه القوة هي العنرص ي ي لديه ،والصور ي التخييل" . أ ف كث� من الناس من الشعر وحطهم من قدره واعتبارهم إياه قوال باطال ملفوفا يكشف حازم ي �-بت�ير دقيق ومقنع -عن السباب الكامنة وراء نفور ي بالزور منمقا بالكذب ،وهو ما يجعل تأث� الشعر فيهم منعدما وانجذابهم إليه معدوما ،النتفاء بعد أ الثر فيه .يقول: ي ت "والناس إذا اعتقدوا هذا االعتقاد كانوا خلقاء بأن يأخذوا أنفسهم بأال تتحرك للشعر و ال ز ته� إليه" . أ من هنا ركز حازم عىل أ للذعان لما يرد عليه .فإذا اعتقد المتلقي مسبقا أن الشعر الثر النفس للقاويل الشعرية ف ي� عالقتها باستعداد المتلقي إ ي ت التأث� ف ي� المتلقي ال� يرى حازم أنها تيرس وظيفة التخييل القائمة عىل ي خ� فيه بطل ي كالم باطل ال ي تأث�ه فيه ولم تتحرك نفسه له .ومن الوسائل ي "ويحسن موقع التخييل من النفس ،أن تي�امى بالكالم عىل أنحاء من التعجيب، من حيث إثارة انبساطه أو انقباضه مزجه بالتعجيب .يقول: ّ ض لمقت� الكالم" .وقد مر بنا سابقا تعريف حازم للشعر ،وهو تعريف يؤكد وثوق الصلة ي ن ب� التخييل والتعجيب. فيقوى بذلك تأثر النفس يقول: "إن االستغراب والتعجب حركة للنفس إذا ت اق�نت بحركتها الخيالية قوي انفعالها وتأثرها" .ويؤكد هذه الفكرة ف ي� موضع آخر من المنهاج بقوله: "وبالجملة التخييل المحرك من القول متعلق بالتعجب منه :إما لجودة هيأته أو قوة صدقه أو قوة شهرته أو حسن محاكاته" . خاتمة: ف ف ف ت يل: ال� تناولناها بالدراسة ي� هذا البحث عىل شكل نقاط مركزة نوجزها ي� ما ي نود ي� هذه الخاتمة أن نستعرض أهم القضايا ي ف ت ن التأث� ف ي� الملتقي وتستدرج *يشكل التخييل عند حازم ال� من شأنها أن تؤدي إىل ي القرطاج� عنرصا أساسيا ي� تعريف الشعر وتشكيل مقدماته ي ي انفعاالته تبعا لحالته النفسية من حيث انبساطه وانقباضه ،وبعبارة أخرى :من زاوية إنتاج حالة ميل لديه إىل �ش ي ء أو نفور عنه .وبذلك فإن ين المتلق� ودفعهم إىل إالذعان لمقتضاه. التأث� ف ي� نفوس الغرض من الشعر عند حازم هو ي نظ� ي ن ومع� عىل صناعة الشعر ،ويرى حازم أنه كلما حسنت المحاكاة كلما كان الشعر أقرب إىل *ال تقل المحاكاة أهمية عن التخييل ،فهي له ي النفوس وأقع فيها بمحل القبول ،وال تكون المحاكاة حسنة إال إذا تناسقت أوصاف الشعر وتشاكلت أجزاؤه وتناسبت جهاته. *قد تص� أ المحاك ث أك� من انجذابه إىل أصله ف ي� الواقع.وهذا َ الشياء القبيحة بالمحاكاة أجمل ف ي� تصويرها وتقريبها من المتلقي ،فينجذب لل�ش ي ء ي ف ش المحاك درجة إالتقان ي� تأليف القول الشعري وإحكام مبانيه وتجويد صورته. م�وط عند حازم ببلوغ الشاعر ِي تأث� الشعر ف ي� النفوس" ف ي� منهاج حازم عىل محورية حضور المتلقي ف ي� نظريته الشعرية واهتمامه بحالته النفسية وباستعداده *يدل تكرار عبارة " ي أ الحس لمعرفة أ ف ن وال� ت ت الشياء والتأثر بها من خالل ت ين ال� ي ز المتلق� يش�ك فيها-بالفطرة -خاصة ك� عىل ي المعا� المعروفة ي� القاويل الشعرية؛ ي ي وعامتهم. ف ت *يق�ن كل من التخييل والمحاكاة عند حازم بالتعجيب واالستغراب.إذ كلما جنح الكالم نحوهما كلما نجح الشاعر ي� إحداث إالثارة والتحريك المنشودين ف ي� السامع أو المتلقي. ف ذات أمداء بعيدة؛ فهي تجمع ي ن *إن قراءة متأنية لمنهاج حازم ي ّ ن المعر� والنفس والبالغي والفلسفي.وهذا التنوع ب� الشعري تب� أن أطروح َته ُ ي أي القرطاج� فرادته ز ف ت ن ال� من هو ما ضمن لحازم ي وتم�ه ي� الدرس البالغي ب ي العر�.فهل نملك الثقافة الكافية والدوات المواتية والمناهج المسعفة ي ي شأنها أن تيس استيعاب النظرية الشعرية عند حازم ي ن وتع� عىل تمثلها بشكل كامل وشامل؟ ّ
مصادر البحث ومراجعه: أ ن د� ،الهيئة المرصية العامة للكتاب ،القاهرة ،المجلد ،6 *البراهيم نوال ،طبيعة الشعر عند حازم إ القرطاج� (مقال) ،فصول مجلة النقد ال ب ي ي العدد 1995 ،1م ،صص.92-83 : ق السا� ،يب�وت ،دط2009 ،م. *أدونيس ،مقدمة للشعر ب ي العر� ،)1971( ،دار ي آ أ ن القرطاج� ،منشورات كلية الداب والعلوم إالنسانية بالرباط ،ط2004 ،1م. د� عند حازم *أديوان محمد ،قضايا النقد ال ب ي ي العربي� إىل حدود القرن الثامن الهجري ،منشورات كلية آ الثر أ *ارحيلة عباس ،أ ين الداب والعلوم إالنسانية بالرباط ،ط،1 الرسطي ف ي� النقد والبالغة 1999م. الدباء ،عالم الكتب الحديث ،أ القرطاج� من خالل منهاج البلغاء ورساج أ ن الردن ،ط2011 ،1م. *بنلحسن محمد ،التلقي لدى حازم ي *الجرجا� عبد القاهر (471هـ أو 474هـ) ،أرسار البالغة ،قرأه وع ّلق عليه محمود محمد شاكر ،دار ن ن المد� ،جدة ،ط1991 ،1م. ي ي ن القرطاج� ،مقال ،مجلة الجامعة إالسالمية ،مج ،9ع2001 ،1م ،صص.363-339 : *الزع� زياد صالح ،المتلقي عند حازم ي بي *عصفور جابر: ال�اث النقدي والبالغي عند العرب ،المركز ف الصورة الفنية ف� ت العر� ،يب�وت ،ط1992 ،3م. الثقا� ب ي ي ي ف ت ش مفهوم الشعر دراسة ي� ال�اث النقدي ،دار التنوير للطباعة والن� ،يب�وت ،ط1982 ،2م. *القرطاج� أبو الحسن حازم (684هـ) ،منهاج البلغاء ورساج أ ن الدباء ،تقديم وتحقيق :محمد الحبيب ابن الخوجة ،دار الغرب إالسالمي ،يب�وت، ي ط2007 ، 4م. الد� ف� أ أ ب� النظرية والتطبيق خالل القر ي ن الندلس ي ن ن� السابع والثامن للهجرة (تقرير عن رسالة دكتوراه) ،مجلة عل ،مناهج النقد ب ي ي *لغزيوي ي المشكاة ،ع1413 ،17ه1993-م. *ابن منظور أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم (711هـ) ،لسان العرب ،دار صادر ،يب�وت ،ط1990 ،1م.
-1مفهوم المنظومة الثقافية: أ ف ف ت ما،وال� تؤثّر ي� سلوك أفراده ومواقفهم من ما نعنيه بالمنظومة الثقافية مجموعة الفكار والقيم المتوارثة ي� مجتمع ي ال� هي وعاء التعب� عن تلك أ الحياة،كما تشمل اللغة ت الفكار والقيم .وقد يوسع بعضهم هذه المكونات لتشمل مكونات ي ي أخرى لسنا بصددها،هنا عىل أ القل. وما نعنيه بكلمة تجديد هو تطوير منظومتها الثقافية العربية وعرص أ ن تحجر ف� س ّلم قيمنا الثقافية،وال ن نع� من نعا� ننا نتها،ل ي ّ ي أ ي ن ن يع� تمجيدها وتكريسها من ثوابت المة أبدا القطيعة التامة يع� رفضها بالمطلق،كما ال ي معها.تجديد المنظومة الثقافية ال ي أ ف تتغ� بالمطلق.فالقيم هي -ي� الصل -تلبية لحاجات اجتماعية،وبما أنها كذلك فمن الطبيعي أن تتطور اىل شكل آخر عندما ي ت ش أك� من عائدها.ولعل من المفيد التقديم بمالحظات: ال� أوجدتها،أو تنتفي ،أي عندما يصبح فاقدها ب ال�وط االجتماعية ي أ ت يأ� هذا -1إن هذا التجديد أو التطوير واقع ال محالة،ال سيما بعد ثورة المعلومات واالتصاالت،ولذا فمن الفضل أن ي آ التطوير ف ي� حينه وبإرادتنا ش وب�وطنا بدال من أن يفرض شب�وط الخر. -2إن هذا التجديد ال يتم – بحسب تعب� د.محمد عابد الجابري – أ بالخذ من هنا وهناك كما تؤخذ البضاعة التجارية،وإنما ي ف ت الذا� ي� ثقافتنا. يتم من الداخل بتحريك عوامل التطور ي -3قد تي�اءى للبعض أن هذا الموضوع ليس فيه من الراهنية ما يمس مشكالتنا اليومية،السياسية واالجتماعية. المر كذلك عند بعضهم،ولكنه عند البعض آ أجل،قد يكون أ الخر – والكاتب منهم – هو ف ي� المركز من قضايانا العربية المعارصة،إن معظم مشكالتنا السياسية واالجتماعية واالقتصادية تعود اىل خلل ف� المنظومة الثقافية ت ال� تحكمنا مبا�ش ة ي ي ين ومحكوم�،مواالة ومعارضة. أو مداورة،وتوجه رؤانا وخياراتنا وسلوكنا حكاما مشكلتنا ف� أ ف نطور منظومتنا الثقافية فسوف نبقى نراوح ي� المكان وخارج الزمان. الصل ثقافية بامتياز،وباعتقادي أنه ما لم ّ ي أ ف ن الدي�،فإن السياس واالقتصادي والتجديد ي� الفكر وإذا كانت الدبيات الفكرية العربية المعارصة تناولت تجديد الفكر ي ي الثقا� هو أ ف بالحرى. التجديد ي -4قد يرى بعضهم أن طرح قضية التجديد ف الثقا� ف ي� هذا الوقت بالذات هو تناغم بريء أو مشبوه مع ما يطرح عىل ي ال�ط الخارجي.فما طرح ش عولمية،وأن الطرح ال يراعي ش م�وع إصالحي منذ بداية عرص الساحة العربية من مشاريع ثقافية ّ أ النهضة قبل قرن ونصف إال جوبه بمثل هذا ت االع�اض،ولو أصاخ المصلحون اىل مثل تلك القاويل لتأجيل كل ش م�وع أ إصالح ف الحجة،لن ش يؤجل كل ش قدر لها أن تكون سياس بهذه إصالح وع م� ،كما ثقا� ال�ط الخارجي حا�ض دائما ،فنحن أمة ّ ّ ي ي آ ف ي� المواجهة ومحط أنظار الخر وأطماعه. الثقا�،فكل أ -5لسنا – نحن العرب – بدعا ف� مواجهة التجديد ف المم ال سيما الغربية كان ف� ثقافتها من السلبيات ث بكث� أك� ي ي ي ي ف ن ش ش مما ف ي� ثقافتنا،ولكنها خاضت قبلنا هذه المواجهة المعركة ي� القر ين� السادس ع� والسابع ع� فيما سمي بعرص التنوير النوار،لكن تلك أ أو أ المم حسمت المعركة لصالح التطوير والحداثة ،أما نحن فال نزال بعد قر ي ن ن� من الزمان من بداية عرص النهضة العربية الحديثة نردد ثنائياتهم أ كالصالة والمعارصة والدين والدولة والعقل أوالنقل.بل أكاد أجزم بأننا لم نزد شيئا عىل ما طرحه رواد النهضة العربية أ الوىل كالكواك� وعبده أ وال ن وغ�هم ...وأكاد أقول إنهم فغا� والتونس ورضا وأنطون ي ب ي ي ي ف كانوا ث أك� جرأة منا ف ي� طرح ش م�وعهم النهضوي ...ولكن المؤسف أن موجات التنوير ي� الثقافة العربية كانت تتكرس وتسود ن تز الدي� عىل حد قول بعضهم. بدلها مشاريع المهادنة وال�مت ي
ف الثقا� –نحو منظومة ثقافية جديدة التجديد ي د.ممدوح خسارة
شبل عمر ي
م�وع النهضة العربية الحديثة أ شيئ� ي ن الوىل ف� نهاية الدولة العثمانية يرمي اىل ي ن كان ش مهم� هما :استعادة الهوية الحضارية ي العقيدة أ للمة ثم تمثل معطيات الثورة الصناعية وعىل رأسها العقالنية والعلمية والحداثة،وأن الخالصة ت ال� نخرج بها من ي مسألت� :أ ين وعل عبد الرزاق الوىل الدور الجوهري للعقل،والثانية فصل السياسة والكواك� تتمثل ف ي� آراء كل من محمد عبده ي بي تفس� كل بتعب� أدق عدم التوظيف السياس للدين .تشكو الثقافة العربية من أنها ثقافة غيبية،تميل اىل ي عن الدين او ي ي ض والما�،ال بالعقل والعرص،وبالعاطفةوالرغبة ال بالمنطق والممكن .خاضت الثقافة العربية شؤون الحياة وربطها بالنقل ي منذ القديم معارك ضارية ي ن ب� أصحاب العقل والنقل،وما زالت هذه المعركة اىل وقتنا الحا�ض ،ولم تحسم لصالح العقل،وذلك أن النصوص الدينية ت ال� تحث عىل العقل والتدبّر والنظر قد همشت وغيب عليها ورصف االهتمام عنها اىل ي العقل وحوربوا وأحرقت كتبهم،مما أغرى بعض أعداء ثقافتنا ألن يصفوها بأنها معادية يغ�ها ،واضطهد أصحاب االتجاه ي للعقل. الغيبية متجذرة ف� ثقافتنا عامة السلفية والخلفية ت ح� ال أقول الرجعية والتقدمية.الغيبية السلفية ترى أنه ال تصلح أواخر ي أ هذه أ ت سيأ� ليمل الدنيا عدال بعد ما ملئت جورا،دون أن موعد قادم اىل صالح ال تكل أوائلها،وهي به صلحت بما إال مة ال إ ي تقدم أي إسهام فعال من جانبها ف� هذا إالصالح ...ف� ي ن ح� تكل الغيبية الخلفية المعارصة إالصالح اىل قائد ملهم قومي ي ي أويساري يمكنه أن يحل مشكالتنا بجرة قلم أو بمرسوم،وال تكلف نفسها ما يلزم من الجهد للوصول اىل الحل المنشود.قائد يسهر لننام،ويشقى لنسعد!! حول العامة اىل قوة مادية تقف بالمرصاد لكل نهضة عقلية أو الغي� السلفي منه والخلفي قد ّ ومن المؤلم أن النهج ب ي العر�،ويمكن مالحظة الشبه ي ن ب� ما كانت حركة إصالحية،وذلك هو عرص فاالنحطاط الذي سجل ويسجل استقالة العقل ب ي أ العقالني� ي ن ين ين وب� ما تقوم به النظم والحزاب الشمولية االصالحي� تقوم به الغيبية الصوفية مثال ي� تجييش اتباعها ضد المعارصة من تجييش محازبيها ضد الرأي آ الخر.أليس من المضحك أن يبحث الغربيون ي ن سنت� لمعرفة أسباب إخفاق تجربة ف ين ح� ت ز فضائية �،ي ن الغربي� مرة اىل الكفر فإىل يخ�ل غيبيونا ذلك الدرس والبحث بر ّد إخفاقهم اىل كفرهم ..فإذا عزوا إخفاق ي ماذا يعزون نجاحهم مرات ومرات؟؟ -3المعارصة بدل الماضوية: ف �ض ض �ض ض نحن أمة نعيش ف� ض الما� بديال من عزة الحا ،إذا ذكر يغ�نا عزة � ،ونرى للحا حلوال الما� من ،نلتمس الما� ي ي ي ي ي ض ت ال� ترى أن ما كان الما� إنجازاتهم واسهاماتهم الحضارية المعارصة فزعنا اىل والتاريخ.الماضوية طبعت ثقافتنا بالرجعية ي ي ن نسا� هو صاعد بالتأكيد،ذلك أن أعظم إنجاز علمي ي خ� مما هو كائن ومما هو سيكون،متجاهلة أن الخط العام للتطور إال ي لم يتحقق بعد،وأن أجمل قصيدة لم تنشد بعد،وأن أجمل لوحة لم ترسم بعد...وأن أفضل مجتمع لم يوجد بعد... االنسانية ف� حركة دائمة نحو أ الفضل وتلك سنة من سن الكون. ي يصور الماضويـون واقعنا عىل أنه كتلة من أ ف إيجابية �،ي ن الخطاء والموبقات ش ح� يسبغون وال�ور،ويجردونه من كل قيمة ّ ي ض عىل ض الما� بالسلف الصالح ،ويقرصون عليه العلم والفهم والرشاد،علما الما� صفة الكمال والذهنية ،ويسمون جيل ي ي أ ين الماضوي� يرون أن الغرب ورذائله،والدعى للعجب أن بأن هذه الصفات لم يخص هللا بها عرصا،فلكل عرص فضائله ف تقدم ألنه أخذ بطريقة سلفنا الصالح،وهذا ما يفرس به بعضهم مقولة محمد عبده":رأيت ي� الغرب إسالما ولم أر ّ ف ف ن ين ين مسلم�،ورأيت ي� ش ودي� تمخض عنهما ما يسمونه ال�ق مسلم� ولم أر إسالما" .مع أن الغرب تقدم نتيجة إصالح ي ثقا� ي عرص التنوير.
-6إذا كنا نتعرض لذكر القيم السلبية ف التشه� أو النيل من هذه الثقافة العريقة ت ال� هي مربيتنا بغرض فليس ثقافتنا، � ي ي ي تناس ما حفلت به من قيم إيجابية كالشجاعة والكرم والشهادة والروحانية والمروءة ...ولكن ثقافتنا ومرضعتنا ،فال يمكن ي هي من القوة بحيث ال تحتاج اىل من ينارصها بالباطل. -2مناحي التجديد ف الثقا�: ي ف يتطلب التجديد ف الثقا� إعادة النظر ف� منظومة الثقافة العربية ت مكوناتها �،ضوء العرص ومستجداته .فثمة حددنا ال� ي ي ي ي ت ال� يجب أن نطور اليها قيمنا قيم سلبية فيها تحتاج اىل ي تطوير،أوتغي� إن استعصت عىل التطوير.وأهم القيم الجديدة ي القديمة هي: -1الجماعة والتعددية بدل الفردية: أ ت لعل من أظهر القيم القديمة ت هي(الفردية)،ال� يمثلها بعفوية فجة ذلك العر ب يا� الذي كان يطوف حول تغي� ال� تحتاج اىل ي ي ي ارحم� وارحم محمدا وال ترحم معنا أحدا،)...وكما يمثلها موقف ذلك الحاج أ ن العر ب يا� الذي صعد الكعبة ويدعو(:اللهم ي ئ دعا� واغفر يل قبل أن يدهمك الناس .)...وبمثلها قول شاعرهم(:إذ مت ظمأنا فال اىل جبل عرفة مبكرا ّ وقال(:رب اسمع ف ي آ هطل القطر).هذه الفردية ت تضخم الذات وتجعلها مركزا،تصور لصاحبها أن رأيه ال� سادت ي� ثقافتنا منذ القديم اىل الن ّ ي آ تز العر� والحضارة إالسالمية ف ي� الصواب المطلق،وأن الرأي الخر هو الخطأ المطلق .ثقافة الفردية جعلتنا نخ�ل التاريخ ب ي نحو مئة شخصية فقط،مما جعل تاريخنا تاريخ أفراد التاريخ جماعات ،إننا ندرس تاريخنا ونعرفه من خالل أفراد وأرس ال من خالل مؤسسات ومجتمعات،ننسب المراحل التاريخية ف� حياة أ المة اىل أسماء كأمية والعباس وحمدان وليس اىل ما ي ز يم� ي تلك المرحلة من إنجاز ف ثقا� أو حضاري. ي ت ال� جعلت معظمنا يفتش عن حلول فردية لمشكالته،ومنها عىل سبيل المثال ّأن %55من الشبان العرب يرون الفردية هي ي أن ّ حل مشكلتهم هي الهجرة من بلدهم،وواضح أن الهجرة هي سعي نحو الخالص الفردي ال المجتمعي. أ ف للسهام ي� ش الم�وع الحضاري ثقافة تؤمن بتعدد الفكار وتنوعها ،وأن نريد ثقافة تؤمن بالجهد الجماعي والعمل الجماعي إ ف هذا التنوع والتعدد ليس مظهر ضعف وتشتت،بل مظهر قوة واتحاد ي� النهاية ،وأن الرأي النمطي الواحد ليس مظهر قوة واتحاد دائما،بل مظهر ضعف وتشتت،وهذا ما يفرس انتصار النظم ذات النهج التعددي عىل النظم ذات النهج الفردي ف ي� ين ين عالميت�،الفردية ضعف ظاهره قوة،والتعددية قوة ظاهرها ضعف. حرب� تبك وال أمي وأيضا وال بد من إالشارة اىل أن الفردية غلبت علينا هي فردية سلبية من نوع(:حادت عن ظهري بسيطة ...مئة أم ي والنتاج،والرغبة �ف ف تع� استقالل الشخصية ف ال� ن أمي وال أنا) بخالف الفردية إاليجابية ت العمل � الذاتية ،والمبادرة التفك� � إ ي ي ي ي ي ي ن يّ ز يجا� التم� عن طريق إالبداع واالبتكار،والتخفف من سيطرة المجتمع وتقاليده المتكلسة .وقد كان للفردية بهذا المع� إال ب ي كب� ف ي� بناء المجتمعات المتقدمة المعارصة. أثر ي -2العقالنية بدل الغيبية: ما نعنيه بالعقالنية اتخاذ العقل مرجعية عند معالجة قضايانا ومشكالتنا وصفا وتحليال.وال نرمي بالعقالنية رفض الغيبية بأهم تجلياتها – االيمان والعاطفة – حافز شب�ي فطري،ومن يطلب من الناس أن يحيوا دون غيبيات كمن ينشد المحال ف الغر� وهو أشبه بمن يطالب الناس أن يحيوا أبوة وأمومة،بحسب ي دون عالقات ّ تعب� كرين برنتون ي� كتابه تشكل العقل ب ي ف تفس� التاريخ،أو تحليل الواقع،او تصور المستقبل،بل أن تكون مالذنا الذي ولكننا نرمي أن التكون الغيبيات مرجعنا ي� ي والنفس ف ي� مواجهة مصائب الحياة ونوازلها. يحمينا باالطمئنان الروحي ي
تجييش آ تعب� الدكتور عبد العزيز المقالح. الالف ضد مفكر مستن� عىل حد ي ي -5المساواة إالنسانية بدل الذكورية: قال تعاىل":وإذا شب� أحدهم أ بال ثن� ّ ب� به،أيمسكه عىل هون ظل وجهه مسو ّدا وهو كظيم" "يتوارى من القوم من سوء ما ش ّ ّ أم يدسه ف� ت ال�اب ،أال سآء ما يحكمون"(النحل.)58-57 ّ ي ن ت ال� كانت من مستلزمات مجتمع وعىل ما للنص القر يآ� من مكانة وقدسية لم تستطع ثقافتنا أن تتجاوز العقلية الذكورية ي العص والرماح.غلب عىل ثقافتنا أن النساء ليسوا من القوم،وأن القوم تطلق عىل الرجال ليس بدوي يقوم عىل حملة ي ين خ�ا منهم وال نساء عىس أن إال،محتج� عىل ذلك بقوله تعاىل ":يا أيها الذين آمنو ال يسخر قوم من قوم عىس أن يكونوا آ ي خ�ا منهن" مع أن ف ي� أصل اللغة أن القوم هم الجماعة من الرجال والنساء جميعا،وأن للية آفقا بالغيا رحبا. يكن ي ّ ف كب�،فنادرا ما تعرف المرأة باسمها إال ي� السجالت الرسمية،أما اجتماعيا فهي ثقافتنا تنظر اىل المرأة نظرة انتقاص اىل حد ي أ ف ت فالن...وح� ي� بطاقات العراس يتحاشون ذكر بنت فالن أو أخت فالن فإذا تزوجت قيل زوجة فالن،فإذا أنجبت قيل أم ف ف اسم العروس فيكتبون(زواج الشاب فالن عىل كريمة فالن )...فهي تحرم من ذكر اسمها ت ح� ي� أبرز يوم ي� حياتها وهو يوم الزواج. من مظاهر الذكورية ف ي� ثقافتنا: تعزيز اعتقاد الرجل بتفوقه،واعتقاد المرأة بضعفها.أ تصوير المرأة ف ي� تراثنا القديم بأنها(لحم عىل وضم)،أي لحم عىل طاولة جزار،جاهز للكل،وكأنها فاقدة إالرادة أو القدرةعىل حماية نفسها،مع أن ث أن� الحيوان تملك بغريزتها مثل تلك القدرة. افتقادها التعليم،فإن نحو%70من أال ي ن مي� هم من النساء. ت رجولية)...ح� إن العرب نسبة فضائلها اىل الصفات الذكورية،فإذا قامت امرأة بعمل شجاع قيل(:قامت فالنة بعمليةكانت تطلق عىل المرأة النابهة ي ز المم�ة(رجلة). حرمانها اجتماعيا من حق إالرث،ومع أن شالعر� ال ال�ع ضمن لها الحق إال أن عقليتنا الذكورية لم تتقبله، فمعظم ريفنا ب ي يورث المرأة،وكأنها مخلوق بال حقوق.وربما يتجىل لنا عمق هذه الثقافة الذكورية وعتوها إذا استح�ض نا ف ي� ذاكرتنا كم للنص القر ن يآ� من قبول وتسليم وقداسة،ومع ذلك فلم نستطيع كثقافة أن نمثل ذلك الحكم إاللهي،ورصنا نتحايل عليه بطرق ش� ليست من المنطقية ف ي� �ش ي ء. تّ قد يكون للقدماء عذرهم ف� اتخاذ هذا الموقف الذرائعي من المرأة ف� تلك المرحلة التاريخية ت العضل الجهد كان ال� ي ي ي ي ن العقل نسا� صار يعتمد عىل الجهد من مقاييس التفاضل االجتماعي،ولكن ما عذر المعارصين وهم يرون أن النشاط إال ي ني ف إنسا� والمعرفة والعلم الذي يتساوى ي� تحصيلها كل من الرجل والمرأة ،المطلوب من ثقافتنا الجديدة أن تكون ذات بعد ي ال ينتقص فيه المجتمع من حق أمهاته وزوجاته وبناته. -6المعرفة بدل أ المية: نحن أ المة الوحيدة ت ال� بدأ كتابها المقدس بالحض عىل القراءة بقوله تعاىل (اقرأ).ولكن ما من منظومة ثقافية ف ي� العرص ي الحديث افتقرت اىل المعرفة كمنظومتنا. أ-نسبة أ المية التقليدية – أي جهل القراءة والكتابة – ف العر� هي من أعىل النسب ف ي� العالم،فهي تزيد ف ي� بعض الوطن � بي ي أ ن ش بسبع� مليون أمي معظمهم من النساء،أما الرجال الميون والع�ين إالحصائيات عن .%43وندخل القرن الحادي ي
اث،ح� أصبح موقف العرب من ت ت من مظاهر الماضوية الموقف التبجيل والتمجيدي من ت ال�اث(أيديولوجيا) عقائديا ال� ي أ �ض تقدره حق تقديره،ولكن يجب أال يغيب وجدانيا يميل لتقديسه.من الطبيعي وال وري أن تحافظ المة عىل تراثها،وأن ّ عن البال أن النظرة اىل هذا ت ال�اث يجب أن تكون عقالنية نقدية،فليس كل ما جاء فيه متقبال وال صحيحا دائما،فيه الغث ال�اث يجب أن ت والسم�،مهمة ت ين نس�شد به ف ي� معالجة مشكالتنا ال ان نستمد منه الحلول الناجزة فهو لم يوضع لزماننا.لقد الموات ال أ لل�اث اىل الحد الذي رصنا فيه أمة يحكمها أ استسلمنا ت الحياء،نبحث ف ي� زوايا الكتب الصفراء وهوامشها لعلنا نظفر عىل حل لمشكالتنا الراهنة.وعندما تطرأ مشكلة أو يعرض سؤال ال نجتهد ف ي� التحليل واالستقراء والبحث واالستنتاج لحلها أ ف بقدر ما نجتهد ف� الغوص ف� ت الكث� مقولة(إن القدماء لم تي�كوا للمتأخرين شيئا)،وما أبطلها من ال�اث،لنه رسخ ي� أذهان ي ي ي مقولة. والن� ف وال�اثية ت الثقا�،فإن مبيعات الكتب القديمة ت انسحبت الماضوية عىل التأليف ش تأ� ف ي� المقدمة من مبيعات الكتب ي ي عامة. ن ف عر� االعتصام أو التظاهر،بحجة أنهم لم يجدوا أن السلف قد مارسها،وبسبب من هذه لم يجز بعض ي الماضوي� ي� بلد ب ي الماضوية يرفضون ت ح� استعمال مصطلحات لم ترد عن القدماء كمصطلح حقوق االنسان أو الديمقراطية أو الوطنية. -4االبداع بدل التقليدية: ف تتسم ثقافتنا ف ي� تجلياتها القديمة والمعارصة بغلبة الفكر التقليدي عليها.إن كتابا واحدا ي� اللغة أو التاريخ يغنيك عن قراءة الع�ات منها،فكل تلك الكتب يأخذ بعضها من بعض،ثمة علماء كبار أطبقت شهرتهم عىل آ ش الفاق،وكل كتاباتهم ال تخرج عن الجمع ألقوال سابقيهم. هذه التقليدية ليست خاصة بفئة دون أخرى وال باتجاه دون آخر،فمحافظونا تقليديون ومتحررونا تقليديون،أحزابنا تقليدية ومؤسساتنا تقليدية،علمنا تقليدي،وبحوثنا تقليدية. وعىل سبيل المثال – وأنا واحد من أنصار التعريب أي تدريس العلوم كلها بالعربية–عندما كنا نتحاور مع أعداء التعريب كاتوا يحتجون بأن التع ّلم باللغة أ الجنبية هو طريق إالبداع وطريق البحث العلمي،وأن اللغة العربية تبعدنا عن البحث للبداع بلغة معينة،بل لم تبدع أمة إال بلغتها،والدليل عىل ذلك ما جاء ف ي� إحصائية العلمي،وكنا نقول لهم ال عالقة إ ف مقارنة عن البحث العلمي ف� ت يز باالنكل�ية،ومع ذلك فإن ما تنتجه مرص من و� مرص والبلدان،كالهما يدرسان العلوم اس�اليا ي ي ف ف ت البحوث العلمية %1مما تنتجه اس�اليا.والرس ي� ذلك أن ثقافتنا العامة ثقافة تقليدية ولم ننجح ي� أن نجعلها ثقافية مبدعة ومن الطبيعي – والحالة هذه – أن تكون العرب ف� المؤخرة من حيث براءات ت االخ�اع. ي ف ين المحدث�،ونقادنا يهاجمون الشعر الحديث،وأطباؤنا يتوجسون يعتدون برأي العداء للجديد متأصل ي� ثقافتنا،فلغويونا ال ّ ف تغ� من شكلها وال من خيفة من كل ممارسة جديدة...ومن الطريف ي� هذا المجال أن ثمة مجلة عربية متخصصة لم ي مضمونها وال من طريقة تصنيفها وتوضيبها منذ ي ن سبع� عاما،والقائمون عليها يرصون عىل أن تبقى مالزما مغلقة تفتح ن ف ش أك� مكتبات العالم!! بالم�ط والسك� ي� عرص صارت فيه أنقرة عىل الحاسوب تفتح لك ال صفحات مجلة ،بل أبواب ب ي تعب� إننا مجتمع نخاف من الجديد ونعاديه لننا نجهله ،ونحن نخ�ش أن تكون ثقافتنا قد أصبحت معادية إ للبداع عىل حد ي ين وغ� ش ش الم�وعة وغ� بعض الرسمية،الم�وعة منها ي المثقف� العرب،وذلك بالنظر اىل ثك�ة الجهات الرقابية الرادعة الرسمية ي كث�ا ما تواجه بالعنف،وما زال فرد متعصب قادرا عىل وإذا كانت الرقابة الرسمية تكتفي بالمنع فإن الرقابة يغ� الرسمية ي
ن صورة(فوك زلوا) رائد نهضتها العلمية وغ�ه فاليابان تضع العر� ي ومن الطريف أن نقارن يب� المكانة االجتماعية للعالم ب ي ي أم�طورها عىل فئة( )5ين .أما نحن فال أحد منا أو من مرص يعرف بق� الحديثة عىل ورقة نقد من فئة()600ين،وتضع صورة ب ن اليابا�... (فوك زلوا) العر� ي ي رفاعة الطهطاوي الرائد النهضوي العلمي ب ي نظ� ي عد االمريكيون ضعف مستوى طلبتهم ف ي� الرياضيات والعلوم مما يهدد أمنهم القومي فنهضوا لمعالجته عىل هذا لقد ّ أ ف الكث� من يغ� االمريكيون ي الساس،وعندما حقق أالسوفيت السبق ي� الوصول اىل الفضاء الخارجي استدعى ذلك أن ي ف أورو� قاد رئيسها حملة شخصية للعودة اىل القراءة،ونزل بنفسه اىل مناهجهم التعليمية،لنهم أدركوا أن خلال ما ي� بلد ب ي الحدائق العامة يمارس علنا ذلك الواجب. -7الديمقراطية بدل االستبداد: للقرار باالستبداد – والتفرد باالمر -قيمة ثقافية.فمنذ القديم قال شاعرهم(:إنما ف ي� ثقافتنا التالدة والطارفة ميل واضح إ العاجز من ال يستبد).كان التفرد بالحكم من فضائل صاحب السلطة عندهم،ولذا رأينا من شعراء االستبداد من يقول(فاحكم فأنت الواحد القهار)،مفتتنا عىل القيم الدينية الثابتة.أورثت هذه الثقافة أن الحاكم ظل هللا ف ي� أرضه،وأنه يستمد سلطته منه ال من الرعية،وظن كث� من الحكام أنهم خلفاء هللا ف� أ ش ع.سوغت ال� عىل خروجا الحاكم عىل الخروج رض،فكان ال ي ّ ي هذه الثقافة الظلم باسم الحزم،والقهر باسم العزيمة،فمجدت شخصيات يقوم معظم رصيدها عىل البطش والقتل. يستغ� عن الشورى،لذلك عد أصحاب أ ن المر الشورى مع ّلمة ال ملزمة. وبما أن أي حكم ال ّ ي رست هذه المقولة ف ي� ثقافتنا اىل العرص الحديث،حيث عرصنها بعض منظري االستبداد والفردية بمقولة (ال يصلح هذا مستبد عادل)،وإن الجمع ي ن ش ب� الجد والفهم ف ي� يد ال�ق إال المتن� ال يقل صعوبة عن اجتماع العدل واالستبداد تحت ّ يب يّ ن سقف واحد .حوربت الديمقراطية بصفتها شورى ملزمة للحاكم من ي ن السلف� رموهابالهرطقة والكفر واليسار،فعامة اليم� ّ الخلفي� وصموها بالمستوردة والفوضوية.وليس منا -إال من أسهم بشكل أو بأخر ف ين و� زمن ما -ف ي� مقاومة أحيانا،وعامة ي أ ال� تدعو للديمقراطية من خلل �ف الديمقراطية،والدعوة للتفرد بالسلطة لمجموعته أو حزبه .وما تعانيه الحزاب العربية ت ي ي عملها مرده اىل ثقافة التفرد واالستبداد المتأصلة ف� نفوسنا.لقد منح المواطنون العرب بعض الحكام أ الفراد من الوالء والطاعة ّ ي أ بل والمحبة أحيانا ما ال يحتاج الحاكم معها اىل مزيد....بأن أولئك الحكام الفراد قدموا إنجازات ال يمكن إنكارها،ولكن الثمن كان باهظا جدا وجدا.... ال�كاء ال أ ال� هي نقيض االستبداد والتفرد أ بالمر ن الديمقراطية ت ين المواطن� ال الرعايا ومن ش الجراء أك� كتلة من تع� اسهام ب ي ي ال� تهم بلدهم.ومن نافلة القول الحديث عن الديمقراطية دون أساسها أ ف� صنيع القرارات ت والصل الذي تجسده وهو ي ي الحرية. عند الحديث عن الديمقراطية يقفز الذهن مبا�ش ة اىل ديمقراطية السياسة ويحرصها بها.لكن ما نعنيه بالديمقراطية يتعدى ديمقراطية السياسة اىل ديمقراطية المعرفة ت ال� ال تحجر عىل المواطن أن يسأل ماذا ولماذا وبماذا،أيا كان مضمون ذلك ي أ السؤال،لن الحضارات إالنسانية كلها بدأت من سؤال .ديمقراطية المعرفة ن تع� أال يحرص حق التعلم ف ي� الفئة الميسورة أ ي من المجتمع مما يكّلس الفوارق المادية واالجتماعية ي ن ب� طبقات المجتمع،لن المعرفة صارت اقتصادا من يمتلكها يزداد قوة ومن يفتقدها يزداد ضعفا. ف كما تعداها اىل الديمقراطية االجتماعية ت ن تع� العدالة والمساواة ي ن و� نصيبهم من الدخل ب� فرص العمل إ والنتاج ي ال� ي ي
ح� احتفلت كث� من أ ف أ ف ف عام( �،)2040ي ن المم بتعليم العر� قبل ي فمعظمهم ي� الجيش،وال يتوقع أن تندحر المية ي� الوطن ب ي ي آخر أمي أو أشارت اىل وفاته. ب -ن ن الفرد.وانب� عىل ضعف القراءة،ضعف حركة التأليف إذ ينتج العرب %0.08 تد� معدل القراءة والمطالعة الحرة ف ي� ثقافة من الكتب أ الدبية والفنية و %0.01من الكتب العلمية،مع أن العرب يشكلون %5من سكان العالم.كما ن انب� عليها ضعف حركة ت العر� تي�جم سنويا ()285كتابا فقط ،ف� ي ن ح� تت�جم تركيا وحدها نحو ألف كتاب وألمانيا()6000كتاب، ال�جمة ،فالوطن ب ي ي الكث� .ومعظم هذه ت ال�جمات هي لكتب أدبية وروسيا ( )7000كتاب .عىل ما وصلت اليه من تقدم قد يغنيها عن ترجمة ي وال� نحن بأمس الحاجة اليها – فال تزيد نسبتها عن %15من الكتب ت ت الم�جمة. وفنية،أما الكتب العلمية – ي وضعف القراءة أدى اىل ضعف ش الن� والتوزيع فال يزيد معدل عدد النسخ من الكتب المطبوعة عىل ( )1000نسخة تباع خالل خمس سنوات.ومن المؤثر أن أديبا مغربيا رفض استالم جائزة تكريمية وتقديرية له من الدولة ألن الرواية ت ال� ألفها ويكرم ي من أجلها لم يبع منها ث أك� من()500نسخة!! ج -أما عن نسبة أ ت والمعلوماتية،فتأ� الدول العربية ف ي� ذيل القائمة فيما يخص عدد المية العرصية أي أمية الحاسوب ي ف العر�،والمعدل العالمي هو( )80جهازا .وفيما يخص عدد مستخدمي الشبكة الوطن فهو(�)17 الحواسيب لكل ألف شخص بي ي ف ت ت تأ� ي� ذيل القائمة من حيث انسياب المعلومات اليها. العر�– فبما عدا بعض دول العالمية(االن�نت)،فالوطن ب الخليج – ي ي د-التعليم:يشكو تعليمنا بمختلف مستوياته من المشكالت آ التية: عدم القدرة عىل استيعاب جميع من هم ف ي� سن التعليم لتلك المرحلة.الترسب من المدارس. ّ أ الساليب التعليمية القائمة عىل ي نوبالتال ضعف القدرات التحليلية واالبتكارية والمهارات،حلت التلق� والتعليم النظري. ي المعلومة النظرية ف ي� مؤسساتنا التعلمية محل المهارة العملية،يحفظ خريج أقسام اللغة العربية ألفية ابن مالك ف ي� النحو وخطب قس بن ساعدة أ والحنف بن قس وال يحسن كتابة معروض .ويحفظ خريجو كلياتنا الهندسية معظم النظريات الهندسية ف� اختصاصهم،ومع ذلك نستقدم الخ�ة أ الجنبية لتوسيع رصيف بحري أو توسيع شبكة هاتف. ب ي ف ف ف ن نظ� له المعر�،فإن دراسة مقارنة أجريت حول مضمون كتاب ي� العلوم لسنة تد� المحصولعر� وآخر ي معينة ي� بلد ب ي ي ي تب� أن المعارف العلمية ف� الكتاب العر� هي %41من المعارف العلمية ف� نظ�ه أ ف ن ال نسا ر ف � جن�. ي ي بي ي أ ي ي بي ت الذا�،وعدم عدم إتقان الخريج اللغات الجنبية لمن يدرس بالعربية أمما يعرقل تواصله مع الخارج ومتابعة التعلم يت ال� أعد ليسهم فإتقان العربية لمن يدرس باللغة العربية لمن يدرس باللغة الجنبية مما يضعف تواصله مع البيئة المحلية ي ي� توعيتها وتنميتها. أ المنتجات،لن المعرفة كغ�ه من يسوق ي غال الثمن ّ إننان أمة نستهلك المعرفة وال ننتجها .والمعرفة بدورها أصبحت منتجا ي تع� العلم وتطبيقاته الصناعية والتقنية .لقد أصبحت المعرفة اقتصادا،إن �ش كة تقانية متقدمة تنهض باقتصاد دولة ي كاملة. ت العر� ف ي� آخر القائمة العالمية، يأ� فيه الوطن ب ي تردي البحث العلمي من مستلزمات مجتمع المعرفة .البحث العلمي الذي يالعر� ما يعادل( 4دوالرات)عىل البحث ال سيما من حيث إالنفاق عليه وعائده ،فمن حيث إالنفاق عليه ،ينفق الوطن ب ي ف العلمي مقابل كل مواطن فيه �،ي ن ح� تنفق أمريكا(1200دوالر) ،وإرسائيل(200دوالر) وينفق اليابانيون %2.5من دخلهم عىل ي االخ�اع �ف البحث العلمي وينفق العرب %0.014من دخلهم عليه.أما من حيث العائد فقد سبق القول بأن نسبة براءات ت ي الوطن العر� هي أ ال ن د� عالميا. بي
طبقة معرفية وثقافية قد يكون لها أثر بالغ ف ي� تهديد السلم االجتماعي.ومن المؤلم أن %80من جامعاتنا وكلياتنا العربية ما تزال تعلم باللغات أ الجنبية االمر الذي ينتج عنه ضعف استيعاب المتعلم للمادة العلمية وضعف القدرة عىل االبداع أو المشاركة ف ي� النوعية العلمية المجتمعية.وقد تي�اءى للبعض أن ف ي� كالمنا هذا تحامال عىل ثقافتنا العربية وحضارتها،إذ كيف استطاعت تلك الثقافة أن تنجز ما أنجزت ف� عصور ازدهارها لو كانت بمثل هذه الصفات ت ال� ذكرناها؟ فأقول: ي ي ف ف أوال :إن القيم ت الحدة،فالفردية والذكورية تأث�ها بهذه ّ ال� هي سلبية ي� عرص،قد تكون إيجابية ي� عرص آخر ،أو قد ال يكون ي ي ت وح� االستبداد كان لها ما يسوغها ف ي� بعض المراحل التاريخية. ف تأث�ها،ولكنه لم يلغها.وتطالعنا ف ي� العر� ي� ذلك الوقت استطاع أن يتجاوز تلك القيم السلبية ويبطل ي ثانيا:إن مجتمعنا ب ي كث�ة تدل عىل أن أجدادنا كانوا ث أك� تحررا واستقاللية وعقالنية منا نحن المعارصين. العر� إالسالمي حاالت ي التاريخ ب ي -3المثقف والسلطة: ف ف إذا أدركنا ثقل بعض القيم الثقافية التقليدية ت العر� إالسالمي ال� سادت ي� عصور متتالية ،ومدى ي تأث�ها ي� أفراد المجتمع ب ي ي ف ف منذ القديم ،استطعنا أن ي ّ ن تغي� مجتمعه أو تطويره،إذ بقي ذلك العر� لم يؤد دورا هاما ي� ي نتب� السبب ي� أأن فالمثقف ب ي المثقف ف� قبضة السلطة السياسية و أول المر �،ي ن كفولت� ومونتسكيو ح� استطاع مثقفون أوروبيون من العلماء والفالسفة ي ي ي ي ف وبيكون،تغي� أفكار مجتمعاتهم وقيمها بما ي� ذلك السلطة السياسية. وكنت ونيوتن ي ف ف ف انقسم مثقفونا ي� العرص الحديث اىل فئات ثالثة،عىل ما ذكر ي� مؤتمر الثقافة العربية ي� القاهرة :2003 يسوغ للنظام أو المعارضة كل ممارستها،وكأنه شن�ة إعالمية.ولعل هذا ما عناه بعض المثقف فالعقدي السلطوي الذي ّين العر� بأنه أصبح خائنا وسمسارا. الباحث� ي� ذلك المؤتمر عندما وصف المثقف ب ي المثقف الشهيد المتمسك بمواقفه ومبادئه متحررا من التعصب والتقيد،والذي غالبا ما ينتهي اىل العزلة ماديا ومعنويا.المثقف الجرس الذي يسعى لتقليل الفجوة ي نب� السلطة والمعارضة خوفا وطمعا،والذي غالبا ما يستهدف منه السلطة اىل ح�،ثم تلقي به عندما نز ين تست�ف إمكاناته. قد يقال:وما العيب ف ي� أن ينقسم المثقفون العرب اىل هذه الفئات؟ أقول:إن واجب المثقف بصفته ضم� أ ف للنظام �،المعارضة،ليس المعارضة السياسية المة،أن يكون دائما ف ي� الصف المقابل ي ي ف ت ال� قد ال تختلف أحيانا عن أحزاب النظم والمواالة. الضيق وهو أن يكون ي� صفوف أحزاب المعارضة المبا�ش ة بمعناها ّ ي ت بل المعارضة يغ� المبا�ش ة ت ه.وال� تنقد ال لهدمه،بل طموحا اىل ال� تجابه وتعارض أالفساد والخلل وصوال اىل ي تغي� ي ي أ الصلح،وتنقد الصواب ال لتخريبه،بل رغبة ف ي� الصوب.إن كل نظام مهما كان صالحا فإن ركود الصالح والصائب دون أ فساده،فلك ال يفسد تماما فساده.لن كل نظام مهما كان صالحا فإنه يحمل ف ي� ذاته علة تطوير وتجديد سوف يؤدي اىل ي أ أ وندفع ثمن ذلك من حياتنا وحياة أوالدنا،عىل المثقف أن يتعهده بالتوجيه دائما نحو الفضل والصلح. ن ين ين حقهم.ولكن� أذكر السلطوي�،وهذا المثقف� و�ش ائح من وغ� مقبول لدى �ش يحة من وبعد ....فقد يبدو كالمنا هذا قاسيا ي ي بأن أعىل القيم االجتماعية والثقافية ف� عرصنا ت وال� ال يختلف عليها معظم نب� ش الب�هي(:المعرفة والعمل واالبداع،والمساواة ي ي ي ف ين ين قدمنا.كما أذكر بمقارنة – قام بها مؤلف كتاب (الثقافة ب� الجنس� والحرية)،فأين ثقافتنا الحالية من هذه القيم ي� ضوء ما ّ ن العر� العر� المعارص ي الغر�،فكان مما أدت اليه مقارنته أن الفكر ب ي ونظ�ه ب ي العربية وعرص المعلومات) – يب� قسمات الفكر ب ي تقليدي ال ابتكاري،رجعي ال ش است� يا�،فردي ال جمعي، سل� ال عمل... ب مبادر،غي� ال ي ي بي الفضل أن نقسو عىل أنفسنا من أن يقسو علينا آ ولعل من أ الخرون.فالثقافة الحية – كالديمقراطية – قادرة عىل تصحيح مسارها بذاتها. ف ال أدري إن كنت قد وفقت ي� إيصال رسالة ومؤداها أن ما نشكو منه من ظواهر الفساد والشمولية والقهر،إنما ت�ض ب بجذور اىل ثقافة متخلفة ساعدت عىل تقبلها وفشوها .وعليه فالصالح ف السياس واالقتصادي،فهي صالح ال عن ينفصل ال الثقا� إ إ ّ ي ي التقدم المعارصة. مجتمعة تشكّل منظومة ّ ف و� النهاية ....من أين نبدأ؟ ي
الوط� ف تع� التحرر من المفاهيم والعالقات يغ� العقالنية،كالطائفية والقبلية والمناطقية ت ال�ام القانون ،كما ن ن ،و� ت ز ال� ي ي ي ي تتناسب عكسا مع الشعور بالمواطنة،ولذلك سميت تلك العالقات – باستحقاق – العالقات ما قبل الوطنية. بالخ� أن قيمة الديمقراطية بدأت تكتسب أولوية عىل بقية القيم ففي دراسة دولية حول(مسح القيم العالمي) ومما ش ّ يب� ي تب� أن الدول العربية ت تأ� ف� قمة ت العر� ف� تقرير التنمية إالنسانية 2003ي ن ال�تيب العالمي ف ي� اعتبار شن�ها معهد االنماء ب ي ي ي ي ف حكم،و� رفض النظام التسلطي،أجريت عىل مجموعة من النخبة ال من عامة الشعب وهذا ما الديمقراطية أفضل نظام ي لم توضحه الدراسة. -8اح�ام العمل ن ت المه� بدل احتقاره: ي ال� تؤثّر ف ن ت والمه� عامة .فكان مما يعاب به أهل اليمن ف ي� الجاهلية – اليدوي العمل من الموقف توجهاتنا � من ي ي القيم ي وهم ث أك� حضارة من سواهم من العرب – أنهم ي ن (ب� ناسج برد ودابغ جلد) ولم تسلم الفالحة والعمل الزراعي من أمثال تلك أ المه� بصاحبه بدال من أن يعل من شأنه،عىل ثك�ة النصوص ت الجائزة،وكث�ا ما أزرى العمل ن ال� تحضن عىل حكام ال ي ي ي ي العمل أيا كان نوعه. ومع أن المجتمع المعارص هو مجتمع عمل بالمقام أ ين الحرف� كالحالّق الول فما زالت مجتمعات عربية تسمى أ اليهم.والخطر أن هذا الموقف من العمل اليدوي انسحب والصهار والجزار(بالخس)،من الخسة،وترفض مصاهرتهم إ ف العر�،تقول بعض الدراسات إن إنتاجية العامل ي� البالد عىل العمل عامة،ولعل هذا من أسباب ضعف إنتاجية العامل ب ي ن المتقدمة يزيد ثالثة ش تد� جودة إالنتاج اىل هذا وع�ين ضعفا عىل العر�،وربما تعود بعض أسباب ي إنتاجية العامل ب ي الموقف ،إذ كيف يتقن إنسان عمال ال ت يح�مه ف ي� قرارة نفسه؟. الرياف العربية كانت بعض أ ف� بعض أ الرس -واىل عهد قريب– تعد قبول ابنها ف ي� مدرسة صناعية منقصة لها.وهذا ما يفرس ي ث ن ن والمه� هو أك� أنماط التعليم التصاقا بمواطن إالنتاج. الف� ي تدافعنا نحو التعليم العام،مع أن التعليم ي -9التعريب بدل التغريب: إن أي تجديد ف عر� دون لغة عربية. مجتمع أو عربية لثقافة وجود ال العربية،إذ باللغة تبطا ر م يكون أن يجب عر� ثقا� بي ي بي ف فاللغة العربية هوية،الدفاع عن اللغة هو دفاع عن الهوية.هنا تجاوزنا كل القيم السلبية ي� ثقافتنا واستبدلنا بها قيما ثقافية إيجابية معارصة،وانتقلنا اىل حالة حضارية متقدمة ولكن دون لغة عربية،فمن سنكون عندئذ؟وبالطبع فإننا إذا خرسنا لغتنا قد نكون أي �ش ي ء إال أن نكون أمة أو أن نكون عربا. إذا كان التجديد ف الثقا� يتطلب كذلك تجديد نظرتنا اىل القيم السلبية ف ي� تراثنا وحا�ض نا ونقدها،فإنه يتطلب كذلك تجديد ي نظرتنا اىل اللغة العربية ،ليس كوعاء أ ال� ن ك�ط وجود،كما يتطلب إصالح هذه اللغة العربية ت ش تعا� من بل والقيم فكار لل ي ي ف أ ن نعا�. الضعف ي� الداء بها ما ي ن التعريب،بمع� نقل العلوم اىل العربية وجعلها لغة التدريس ف ي� جميع مراحل التعليم طرق إالصالح اللغوي ف ي� ر ي يأ� هو أ منه.لن هذه العملية سوف ض تق� تطوير اللغة العربية لتصبح لغة علمية دقيقة غنية بالمصطلحات العال ال سيما ي ي وال�مجة .التعليم بالعربية هو الذي سيخلق لنا لغة عرصية تنأى عن العواطف ميسورة التعليم والتعلم ممكنة الحوسبة ب ت ال� ستعقلن الفكر والمبالغات والزخارف تاللفظية وتقرب من الدقة وااليجاز والسهولة،ومن لغة أالعرص.اللغة العلمية هي ي ال� ستجعل التعليم ديمقراطيا متاحا لمعظم أبناء المة وليس لفئة قليلة ميسورة منه،مما سيوجد العر� ّ بي وتحدثه،وهي ي
"قناع� – والكالم للدكتور نبيل عل – أن البداية ف� ت ت يز اللغة،والرك�ة هي الثقافة ،ثقافة تكامل ال�بية،والمدخل اليها هو ي ي ي وأخ�ا. المعرفة وصدق االيمان،وكالهما رهن بتوافر الحرية "...أوال ي العجز كان من أهم أسباب استمراره ف ي� التساؤل والنقد ،وهو كأوكتافيو باث متيقن أن الزمن الحديث "هو زمن نقدي". والحداثة تنتفي من أي زمن إذا لم يكن نقدياً .وأعتقد أنه كان يسعى دائماً إلقامة صلح ي ن ب� العقل والنقل ،ولكنه لم يستطع ٍ ئ .وهذا شأن المفكرين الكبار .يقول سليم حيدر حائراً النها�: مقراً بعجز العقل عن إعطاء الجواب ي ومتسائال ًت َّ أ ما عىس ُ وا� عظات الخوال من تحمل العصور ٍ إىل العصور ال ي ي ف البليغ يبقى ت ثبات الكالم ي� إال اف�اضاً ويزو ُغ الجواب ُ ُ ِ ُ ف ف ش ش الخ� ي� معظم مراحل 3ــ سليم حيدر ي� "خليقته" ٌ مشفق عىل الضعف الب�ي ،ومتضايق جداً النتصار ال� عىل ي أ "والظلم من شيم النفوس" .هذا الواقع مل سليم التاريخ ،وقد ابتدأ هذا بقتل قابيل أخاه هابيل .ومن يومها إىل اليوم آ ُ أ ف ورسل". غل� أنا حيدر حزناً فظهر ضباب الكآبة ي� نتاجه انحيازاً للضعفاء ،وأمال ً بتحقق الية فالكريمة" :كتب هللاُ ل ب ن َّ ي ال�ام الشاعر سليم حيدر بالرسد التاريخي جعله � شعره يهتم بالفكرة ث وأخ�اً أريد أن أقول إن ت ز أك� من الصياغة .وهذه 4ــ ي ي الدال ث يج� الشاعر عىل االهتمام بالحدث ِّ أك� من االهتمام بالصياغة الفنية للشعر. سمة من سمات الرسد التاريخي الذي ب أ الك�ى لكتاب ظل يصوغ أفكاره ما يقارب وهنا ال بد من أن أعتذر من شاعرنا سليم حيدر ،وأؤكد أن هذا ال يقلل من الهمية ب ن يجعل� أتصور من سيقرؤنا بعد رحيلنا من هذه الفانية ناقداً لنا راحماً وقاسياً ومنصفاً وظالماً، نصف القرن .إن هذا القول ي وأردد المثل الناس نخلوه" وال أريد أن أردد الكب� ميخائيل نعيمة كتابه "الغربال": الشع� الذي بدأ فيه أديبنا ي ب "من غربل َ ي أ ت ال� تُ َق ْو قئ ُ� كلما باضت جارتُها" .ل ن ي� أؤمن أن الناقد الجيد والمنصف هو مع ميخائيل نعيمة أ نفسه قوله" :الناقد كالدجاجة ي د� الذي ينقده. خالق آخر للنص ال ب ي أ تفك�ه وإيمانه بوحدة إالنسان الروحية أخ�اً :علينا أن نُ َيسِّرس لطفالنا وناشئتنا قراءة الشاعر سليم حيدر لعمق ي وأقول ي أ ف االل�ام ال ب ت المتنوعة المسالك � الوصول إىل بارئها .إنه من رواد إالصالح الفكري ،وهذه أهم صفة من صفات ت ز ال� يجب ي ي د� ي أ ف أن تتوفر ف ً و� النهاية أردد مع شاعرنا المفكر، لها. ال ومكم النبوة من ا جزء د� ال النتاج يصبح وقتها . اء ر و وأديب مفكر كل � ً ٍ بي ي ي ت ن �ش والذي كان بلهفة يتم� إ اق روحه الدائم واخ�اقها المبهمات: ف�هو ف� حنايا بص� ت� أ ن عي� ت ز الضوا ُء ليت روحي ُّ ي ي في تمس ني اتساق ما شابَ ُه إقوا ُء لذه� يات وتن� ي المعم ِ َّ ي� ف ٍ ي أ أمامي السما ُء الوضوح من نبعه فأعب َ ُّ ي الصــــــــا� وتُجىل َ
تج ِّليات القيم العليا ف العر�: الشعر � َِ بي ي شبل عمر ي آ ف الشعروحده كان ديوان العرب ،وكان تاريخ العر� الحقيقي ،كان تعب�اً عن توق النفس العربية تل�جمة ذاتها � ذات الخر ،ولذا أقبلت الروح
ي بي ي للتغ� بالقيم العليا ال�ت تعب�اً عن اتساع الذات ن العربية عىل الشعر بن َه ٍم وشوق يغريان بسفر الروح إىل خارج جغرافية المكان والزمان .كان ي ي ي ف ت كب� ،واختاروا ال� يظهر فيها شاعر ي تركتها جغرافية المكان ي� الذات .لم يعشق العرب شيئاً كما عشقوا الشعر ،وكانوا يتوافدون لتهنئة القبيلة ي نماذج من أشعارهم ،وكتبوها بماء الذهب وعلقوها عىل أستار الكعبة ،ت واع�ف النقاد الذين نفوا تعليقها عىل أستار الكعبة بأنها ُس ِّم َي ْت معلقات أ ف أ أ ت ال� كانت لنها كانت تُ َع َّلق ي� الذهان ،وتعليقها بالذهان اليلغي أنها أذات قيمة عليا تعدل تعليقها وكتابتها بماء الذهب عىل أستار كعبتهم ي تجسيداً مقدساً لما كانوا يؤمنون به ،بل ربما كان تعليقها بالذهان أسمى مرتبةً من كتابتها بماء الذهب .وكانت القصيدة أوسع انتشاراً ف ي� حياة العرب من إعالمنا المعارص ،وكان سوق عكاظ مهرجاناً ثقافياً مادته الشعر وقضاته شعراء ،والحا�ض ون غاوون إىل درجة عبادة الشعر. ف ت ت ال� قال ال� ال يُقال الشعر فيها ليست معركة .ي و� يوم "ذي قار" ي َّأرخوا معاركهم وغزواتهم بالشعر ،وكان ثقافتهم القومية .وكانت المعركة ي ف ن أهرب ت يومها قائد القبائل ف ي� المعركة نئ تهرب هذه ح� َ با� بعد أن نصب خيمته ي� ساحتها قبل بدء المعركة " :وهللاِ لن َ "ها� بن مسعود ْ الشي ي ن وهن يستقبلن العائدين: ب� شيبانَّ ، الخيمة" ،بعد النرص اس ُت ِقبل أبطالها بالشعر ،فقال الشاعر "اليان بن جندل" يومها مخاطباً نساء ي شيبانا كنت ساقيةً يوماً عىل َ ٍ ْإن ِ فوارس من ذ ُْه ِل ِبن ْ كرم فاسقي َ َهم راحاً وريْحانا ديارهم حاموا عن واعل مفارق ْ ُ فوارس ْ واسقي َ ي ف ف ف تأث�ه ي� النفوس يشبه غليان الماء ي� المرجل ،ونذكر قصة يث� حرباً ويطفئ حرباً ،وكان ي تأث� الشعر ي� العرب يوم كانوا عرباً ،كان الشعر ي ولشدة ي الزبرقان بن بدر الذي جاء الخليفة عمر بن الخطاب شاكياً الشاعر الحطيئة ألنه هجاه بقوله: َ المكارم ال ْ الكاس واقعد فإنك أنت الطاعم ترحل لبغيتها دع َ ْ ي ِ صور الحطيئة فاض ُطر عمر أن يسجن الحطيئة ليطفئ الفتنة ،ومن سجنه أرسل الحطيئة للخليفة عمر شعراً فأبكاه وأخرجه من السجن ،حيث َ للخليفة جوع أطفاله بعد أن أدخله السجن: أ شجر مر ٍخ ُزغ ِْب الحواصل ال ما ٌء وال ُ اخ بذي َ ماذا تقول لفر فٍ ياعمر قعر هم ي� مظلمة فاغفر عليك ُ ٍ كاسب ْ ألقي َت َ ْ سالم هللا ُ ِ أ أ التغل� بسبب احتجاج النصار عىل هجائه ،ي ن ح� قال هاجياً يبك الرجال! ،وكاد معاوية يقطع لسان الخطل فتصو ْر مدى ي ّ تأث� الشعر الذي ي بي أ النصار: لستم من أهلها وخذوا مساحي ْ ن النجار ف ََدعوا المكارم ُ ب� ّ َ كم أي نصار قريش بالمكارم والعال ذهبت ٌ ُ ْ واللؤم تحت ِ عمائم ال ِ أ ين محتج� ،ورفعوا عمائمهم ،وقالوا لمعاوية :أنظر هل ترى اللؤم تحت عمائمنا ،فأجابهم وهللا ال أرى إال فغضب النصار ،وجاؤوا معاوية أ أ أ مبيناً فضله عىل ال ي ن موي� قائالً: الكرم والمروءة ،وأمر بقطع لسان الخطل لوال التدخل لمنعه .وذكر الخطل ذلك ِّ ن هم َآو ْوا وهم نرصوا دونكم ناضلت ب� أميةَ قد ُ أبنا َء ٍ قوم ُ ُ ي ن ت مضض والقول ينفذُ ما ال تنفذُ ِإالبَ ُر م� عىل ٍ ح� استكانوا وهم ي ٌ ف ت ال� مدح بها والغ�اء ،وهذا معروف ي� معلقة ي نعم القول ينفذ حيث يوجد القلب .والشعر ساعد عىل إطفاء حرب داعس ب زه� بن ب يأ� سلمى ي ف و� القصيدة ي ّ ن يب� بشاعة الحرب ودمارها: الحارث بن عوف وهرم بن سنان لدفعهما ديات القتىل ،ي وم�م حال من سحيل ب َ ِ يميناً لنعم السيدان ُو ِج ْدتُما عىل ّكل ٍ ٍ تداركتما عبساً منشم وذبيان بعدما َ عطر ِ تفانوا ودقُّوا ْ ْ بينهم َ الم ّرج ِم علمتم الحرب إال ّ ما وما وذقتم وما هو عنها بالحديث ُ ُ ْ ُ تم� تبعثوها تبعثوها ذميمةً وت�ض َ إذا �ض َ َّ يْتموها ف َت�ض َ ِم تنتج فت ْت ِئ ِم عركَ الرحى ِبثفا ِلها ْ وتلقح ِكشافاً َّثم ْ فتعرك ُُّم ْ ُ ف عل بن ب يأ� طالب القوي، وكان الشعر يدفع الناس عىل الثبات ي� المعارك خوفاً من العار ،فها هو معاوية بدأ يفكر بالهزيمة أمام جيش إالمام ي
فتذك َّر قول الشاعر: مكانك تُ ْح َمدي أو ت تس�يحي وجاشت جشأت فقلت لها وقد ْ ْ ُ ِ ت الحص� بن ضمضم يصيب عمق إالنسان ي ن ين ح� قرر أن يواجه الموت من ال� أخذها الهلع .وهذا هو إنه يخاطب نفسه ي أجل صون حياته ،أي كرامته وسمعته: لنفس حيا ًة َ أتقدما أجد مثل أن ّ تأخر ُت أستبقي الحياة فلم ْ ْ ي ت ال� كانت تفكر بالهزيمة: وال نزال نذكر ذلك الشعر الرائع لقطري بن الفجاءة الخارجي الذي يخاطب نفسه ي أ ُ ويحك ال تُراعي طارت َشعاعاً من البطال أقول لها وقد ْ ِ أ لك لم تطاعي يوم من الجل الذي ِ سألت بقا َء ٍ فإنّ ِك فلو ِ ص� ًا فما ُ بمستطاع الخلود نيل فص� ًا ي� مجال الموت ب ب ِ ِ ن ز ن ح� قال: المتن� الذي جعل الشعر وخ�ها الروحي ي فيتام� الحياة ب ي ورائع قول ب ي وإذا لم يكن من الموت ٌّبد فمن العجز أن تموت جبانا أهم من الحياة نفسها ،ي ن ح� يخ ّل ُد القيم بعد رحيل الجسد ،لقد قال أبو تمام شعراً الكالم العرب، العرب، َ َ الخالد َّ ُ ورأى ف ُ الطوس الذي كان يستطيع النجاة من الموت بفراره ،ولكنه لم يفعل وصمد وقاتل رائعا ي� رثاء البطل محمد بن حميد ي ت ح� ُقتل ،ي ن وح� سمع أهله رثاء ب يأ� تمام إياه قالوا" :ما مات من ُر ث ي َ� بمثل هذا الشعر" .ومن أبيات هذه القصيدة الرائعة قول ب يأ� تمام: والخ ُل ُق الو ْع ُر فو ُت وقد المر ُ ِ كان ْ الموت سهال ً فر َّد ُه إليه الحفا ُظ ُّ ف ش الح� وأثبت ي� مستنقع الموت رج َل ُه وقال لها من تحت ِ أخمصك �ض ُ ثياب الموت ُح ْمراً فما دجا لها الليل إال ّ وهي من ٍ ِ تَر ّدى َ سندس خ ُ �ض تف� مات ي ن ب� الطعن وال ِب ِم ً النرص النرص إن فاته يتة تقوم َ ُ مقام أ ِ ت ً قبيلة دماً والذكر حاديث ضحكت عنه ال ف� كلما ُ فاضت ُ ْ ْ عيون ٍ ُ ً نعم لقد كان الشعر ديوان العرب ،وكان ب ز خ� أرواحهم التائقة إىل الخلود ،كان هكذا يوم كانت الكلمة موقفاً ،ويوم كانت الكلمة تعدل الفعل نفسه.
ال�يف "الجنة تحت أقدام أ 1ــ الرمز ن مقتب ٌس من الحديث ش المهات"، الدي� ف ي� القصيدة َ ي الدي� ف� هذه القصيدة له دالالت عميقة ،وتتجىل هذه الدالالت كما يل :أ ــ قداسة أ إن االتكاء عىل الرمز ن الم تعدل قداسة ي ي ي يع� أن أ الجنة،فالرسول الكريم جعل الجنة تحت أقدام أ المهات ،وهذا ن الم هي أعىل قداسة عند هللا ورسوله من "جنة ي أ أ المأوى" .فالجنة تحت قدميها ،ف و� هذا سمو ال يُ ن دا� ،وشاعرنا ذاق ثمار جنة المومة يوم كان الجوع يمل القرى ،وقتها كان يشبع ٌّ ي من حنانها ورغيفها المعجون بالحب واليثار ،وال عجب أ ونصف حنان" .كان الحرمان الذي فالم ف ي� نظر شاعرنا" :نصفها من دموعٌ / إ الم دواء لداء الغربة والعزلة .وجنة أ عا� منه شاعرنا ف� محنته يدفعه دفعاً للتفتيش عن جنته المفقودة ،فكان استحضار أ الم �ف ن ي ي هذه القصيدة متحركة تبحث عن ابنها الضائع ت لتس�جعه وتمد له اليد المنقذة. للتعب� عن طول طريقه من المنفى إىل الوطن ،وأهمية هذه الرمزية أن طول عمر ب ــ واستعار شاعرنا رمزية طول عمر نوح ي نوح لم يذهب هدراً بل دعا ربه ن فانتص" .إن ف ي� هذا بشارة بمجيء الطوفان ونجاة نوح ،ومن ركب السفينة معه إىل "إ� مغلوب ِ ٌ ي ْ بر النجاة .إن طول عمر نوح أعاد لوجدان الشاعر ظهور المعجزة .والمعذبون ف� أ الرض دائماً يحلمون بظهور المعجزات ي ن ح� أ ي وتنسد منافذ الخالص .وهذه هي رسالة الشعر ف ي� إيقاظ المل ،وإخراج إالنسان من جغرافية اليأس المحبطة، تضيق بهم السبل، ُّ أ أ ف وقتئذ تصبح داللة الرمز عالية ،ويكون حضورها غاية نبيلة .وال غاية للفنون كلها إال خلق المل ي� اللم. ج ــ إن داللة رمزية يعقوب ف ي� القصيدة واضحة ،فقد ابيضت عيناه من الحزن عىل ابنه يوسف ،وشكا بثه وجزنه إىل هللا ،ولكنه لم ييأس من عودة فقيده الغال .لقد ظل محكوماً أ بالمل ،وهذا ما أراد الشاعر استحضاره ،إنه يذكر أمه بأن يعقوب ي ن شم قميص ح� َّ يوسف ارتد بص�اً .وواضح ي هنا أن دالالت الرموز هنا تدعو إىل عدم اليأس مهما كانت ظروف النسان حالكة وصعبة.ونالحظ �ف إ ّ ي أ ي أ أ ن ن ن كث�اً ولكن المعاناة ظلت محكومة بالمل. الوجدا� يب� عاطفة الم وعاطفة الب عىل الولد .فكالهما عا� ي رمزية يعقوب التوحد ف ي أ أ "ووالد وما ولد". وشدة العاطفة ورسوخها ي� الم والب هي حصيلة الكينونة، ٍ أ ن يعت�ها معراجه إىل الحياة: شبل لرؤية أمه لنه ب د ــ وكما اشتاق موىس لرؤية هللا ،وقال :ي "أر� أنظر إليك" اشتاق عمر ي أشتاق وجهك مثلما اشتاق الكليم لرؤية هللا ،استحيت من ت وأنت فيه، ال�اب ِ يعاتب� ت ن ال�اب. أن ي اللوهة؟ ،وأرى أن هللا يستجيب ألرادة أ الم أقباس من أ ونتساءل هنا هل ف� أ المة ألنها أم ،وقد قرأنا أن مريم العذراء تدخلت �ف أي ي ف وليضاح العالقة نقول إن هللا من للم فتحول الماء خمراً ،إ إالرادة يوم أرصت عىل أابنها أن يحول الماء خمراً ي� عرس قانا الجليل ّ أ أ ف مص� البناء ،وهذا واضح ف� الحديث" :الجنة تحت أقدام المهات" ،وجميل أن نذكر العالقة ي ن ب� هللا وقلب الم إجازة التدخ ي� ي ي كما رآها الشاعر القروي" رشيد سليم الخوري" ي ن ح� قال: ولو يا ف حكمكَ بالجحيم العظيم اليوم َ ِ رب ي� ِ عل َ ِّ تلوت َّي فل ٌ أثيم أمل بأن ستعود يوماً وتغفر إ للساءة عن ِ ي قلب أمي فقلبكَ يستحي من ِ أ أ ال� ترجو هللا فينسخ حكمه ،ولو رمزاً ،فالم بهذا ن ت ت المع� قبس من أقباس نرى ال� أفرغها هللا عىل الم ،إنها القداسة ي القداسة ي أ ف الب�ية .وشاعرنا عمر شبل يدرك هذا بعمق ي ن اللوهة ي� النفس ش ح� يقول: ي ت ال� بدموعها تُمحى الذنوب وأعو ُد صوبَ ِك يا ي د ــ لجأ الشاعر إىل الحديد رمزاً تأث�ه عىل من اقتيد به ،وعن سماكة باب السجن والزنزانة ،وضخامة القفل للتعب�عن القيد وشدة ي ي بالضافة إىل قساوته المادية المعروفة ،وكان ليع� عن بأس الحديد وشدته ورمزية قساوته إ الحديد ،ولجأ شاعرنا إىل هذه الرمزية ب آ يحكم وجدان الشاعر ف� تلك أ ين الزمنة الصعبة داللة الية ش يستع� عىل التخلص ال�يفة" :وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد" ،ولكنه ي
المناخات الداللية ال أقامها الرمز �ف ي ي قصيدة أمي
بقلم فاطمة ب ز ال�ال
أ ين ين س�" :سبحان من خلق الحديد وبأسه" الضاعت� عند الباب، ويدي أمه من الحديد وبأسه باللجوء إىل هللا والممتدت� لخالص ال ي ْ ف ين المسبح� للبث ف ي� بطنه الن� يونس ف ي� جوف حوته" فلوال أن كان من فالتسبيح عند المؤمن وسيلة خالص ،وهذا واضح ي� قصة ب ي إىل يوم يبعثون" .وكما نرى ،التسبيح أنقذ يونس ،وشاعرنا ينهج نفس النهج "سبحان من خلق الحديد". 2ــ أ الم مصدر الخصوبة رمز الشاعر إليها بالمطر ،ويبدو من القصيدة أن أم شاعرنا كانت امرأة قروية ":أكل الحقل أقدامها"، وللقروي عالقة بالمطر تفوق عالقة ابن المدينة به ،وهذا مرتبط بمعا�ش ة الحقل ونتاجه الذي هو كل ما يملكه القروي يوم كانت القرية قرية .يومها كان المطر بشارة ،أ والم ف� قصيدة شاعرنا عمر شبل ذات عالقة وثيقة بالمطر ،ت ح� لكأنها مطر آخر: ي ي وإذا بدا ف� أ غيم ٌ قاحل الفق ٌ ي أ أبرصت فيها غيمة ال تنضب المطار فيها ُ كان ف ي� دمها من التحنان ما يدعو السماء
المطر إىل ْ سبع سمان. وتطل من تحنانها ٌ أ الم تبتكر المطر ،ي ن سبع سمان .إنها تعقب ح� تجف أالسماء ويصبح الغيم قاحالً ،بل هي المطر حيث أ يطل من تحنانها ٌ الجفاف ألن حنانها يخصب الرض .وإذا كان المطر عند ب يأ� العالء رمزاً لغسل الرض من أدرانها: أ تغس ُل مطر من لعلها محتاجة للطوفان رض ال َ أ شبل أم ولودة ،وقد استقى هذا من حنان قلبها وغزارة مطر تحنانها .وإذا كان المطر عند السياب عمر نا ر شاع عند رض فال ي أ وإليوت ثورة ،فإن المطر عند شاعرنا هو خصب المومة وهطولها عىل الموجودات كلها.
ذكرى حزينة -11أيلول 2001
رئيس التحرير :د.حسن فرحات
ال� قامت بهذا العمل ،قبل إدانته من آ إن َّكل عمل يرتكب بحق آ مدان أوال ً من النفس ت الخر الذي هوالضحية ومن المجتمع ، حق دون خر ال ٌ ٍ ي أ ف ش حق وذهب ضحيته أبرياء هم أخوة لنا ي� إالنسانية ..منذ الزل ،منذ أن خلق هللا الكونَ ،ح َّرم وال�يعة السماوية ..فكيف إذا كان دون ٍ ف ف بغ� حق ،ووضع ي ن فساد ف ي� قوان� صارمة ،وقد جاء ي� القرآن الكريم ي� سورة المائدة.." :أنه من قتل نفساً ي نفس أو ٍ بغ� ٍ هللا سفك الدماء ي ٍ آ أ الرض فكأنما قتل الناس جميعاً ،ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً" إن روعة هذه الية المسلمة أنها آية إنسانية ال �ش قية وال غربية ،إنها تمي� أو تمايز ،وجعلت أ أر� ما نقلته السماء إىل أ رسالة أ الديان جميعاً ،وهي ق الرض .إنها تخاطب النفس إالنسانية بال ي ز الية كلمة "نفس" نكرة لك تقول إن إيذاء النفس هو �ش مطلق دون النظر إىل اللون أو العرق أو الدين .وقد بينت هذه ش ال�يعة النازلة من السماء أن قتل النفس ي ف ت ش ش و� هذا اح�ام عظيم للنفس إالنسانية .وجعل إحياء النفس الواحدة بمستوى إحياء الب�ية الواحدة فيه خطورة قتل الب�ية جمعاء .ي ف جمعاء .إنها آية تدعونا لتطبيقها ف ي� سلوكنا ونحن نعيش مع إخوتنا ي� إالنسانية .هذا هو الحق الذي دعت إليه السماء ،وطلبت من إالنسان ن الفا� الذي سيقودنا قوداً لمواجهة الخالق ،وعندها سنسمع منادي الحق يقول لنا :س ُتج َز ْو َن بالسوء سوءاً أن يجعله سلوكاً عىل هذا الكوكب ي النار أبداً. إ وبالحسان إحساناً .وإنها الجنة أبداً أو ُ أ أ أ مدان بغض النظر عن َّإن العمال الفردية المرتكبة بحق البرياء ال تختلف عن العمال الجماعية بحق االخرين من حيث المبدأ ،فالقتل ٌ ين للفاعل� تحت مسميات مختلفة وبلغات متعددة .نحن الفاعل ،فال يجوز ألية جهة دينية او قضائية او عسكرية أو مدنية إعطاء بت�يرات أ أ ف والثنيات واللغات والعقائد ي ت واحد ،أال نعيش ي� عالم متشعب ومتعدد القطاب والعراق ،إ ال� تختلف بالشكل ولكن جوهرها ٌ الكث�ة ي أ واحد أحد وخالق ّكل �ش ي ء من ال �ش ي ء ،وأنَّا وأن هللا ٌ وهو االعتقاد بأن السماء واحدة والرض واحدة والقمر واحد والشمس واحدة ّ ، ف وخ� الناس من خدم الناس ،ورائع ما جاء ف ي� إالنجيل عىل لسان عل بن ب يأ� طالب (ع) .ي ٌ نفس واحدة وأخوة ي� إالنسانية كما قال إالمام ي أ أ خدم ،ورائع قول ب يأ� العالء المعري: جئت ل ْخ ُدم ال ل َ السيد المسيح(ع) :أنا ُ خدم ٌ بدو ومن ح�ض َ لبعض وإن لم يشعروا ُ بعض ٍ الناس للناس من ٍ ٍ أ البص� أن يهطل المطر عىل أرضه وحدها ،بل طلب أن يعم البالد جميعا ،وهذا بالخ� ونفع إالنسانية لم يقبل هذا الشاعر العمى ي وحباً ي َ يتأصل ف ي� النفس إالنسانية .يقول أبو العالء: الخ� الذي يجب أن هو ي ض تنتظم البالدا سحائب ليس بأر� ُ ُ عل وال ي فال هط َل ْت ي َّ ال�ير ت�ير أفعاله الشيطانية بحق آ مهما حاول إالنسان ش الخرين ال يجدي نفعاً أل َّن شيطنة أفكاره ليست وليدة المصادفة بل هي ٌ عمل ب الخرين بأساليب نفسية من خالل مظاهر غريبة وعجيبة يظهرها للميديا ،أو من خالل أ دؤوب ومضن أكسبه قدرة عىل تدم� آ الساليب ي ٍ آ ف ت لك تدل عىل وحشية هذا الكائن الذي خلقه هللا ي� أحسن تقويم ،أو من ال� تقتل الخرين من خالل اعتماد وسائل بدائية ي الفعلية ي أك� فتكاً حصل عليها من الذين هم ث خالل أساليب ث أك� سوءاً منه ولكن هو عىل جهله قام بتطبيق الخطط المرسومة لتنفيذ أعمال يغ� الصغ� وغ� إنسانية وبعيدة عىل طبيعة إالنسان الذي ولد بريئاً وعىل الفطرة .ويريد أن يحيا بسالم مع نفسه ومحيطه ومجتمعه ي أخالقية ي ق والكب�ة والمتنوعة " با� المجتمعات االخرى ي المتداخل مع ي مهما حاول النسان تجاهل ما يجري من حوله من أعمال تقلق الرأي العام ال بد له أن يدرك أن هذا أ السلوب خاطئ وال يؤدي مفعوله إ ّ ّ آ ف ومآس من جراء أحداث يغ� مألوفة سابقاً ي� مجتمعاته ،ال عىل المدى الطويل ،فما يــُصيب الخرين من مصائب وحاالت حزن وأىس ي أ الحداث ،النها كلها متصلة أ فمستحيل فصل أ والفعى يقتلها سمها ،ف ٌ حاو رداه ف ي� ثعبانه" "رب العربية مثلة ال و� شكّ أنَّها ستصيبه يوماً ما، ّ َّ ي ٍ
أخ�اً. والحاوي هو الساحر الذي يعلم الثعبان ويدربه يف�ديه الثعبان ي لقل حان الوقت لك ننقذ أنفسنا من الضياع ،وأن نرحم آ الخرين ونحافظ عىل حياتهم وتقاليدهم وعاداتهم وعدم المساس بها وهللا يقول ي أ مؤذ أن يقوم مجرم بأعمال يذهب نتيجتها ضحايا أبرياء عىل امتداد الكرة الرضية ال ذنب لهم إال أنهم ول دين" كم هو ٍ "لكم دينكم ي الب� وتخلوا عن إنسانيتهم وأخالقهم إن كانوا يملكونها أصال قبل غزو المادة أ خلقوا ف ي� زمن سيطرة المادة عىل عقول ش الفراد والمجتمعات ن ت وال�كات ت ش عل� من ال� تتحكم ي ال� تأخذ أساليب عديدة ومتعددة منها خفي ومنها ي بمص� الشعوب من أجل الربح والهيمنة المطلقة ي ي يم� ي ن الضم� وفقدان العقل الذي ي ّ ز الخ� ش وال� وهذه حقيقية راسخة منذ أن أجل التمويه المبطن أل َّن القرارات قد أُتخذت عند غياب ب� ي ي بعث ابن آدم اىل هذه الحياة مزوداً بسالح ينجيه من الهالك أال وهو العقل فإذا أحسن توظيفه بالشكل المناسب عندها ال خوف عليه من الضياع ف ي� عالم الذين يفتقدونه أ ف الخ� ،وال َّإن هللا سبحانه وتعاىل خلق إالنسان ي� أحسن تقويم وزوده بكل ما يحتاجه من أجل الخالص والعبور إىل بر المان .وهللا يريد لنا ي خ� إذا لم يؤمن كل منا أن النسان أخو النسان .واالبتعاد عن أ الذى ألنه ينسخ إنسانية إالنسان. إ إ ي د حسن فرحات
تؤرق ليلها نار بال لهب مدينتنا ّ حماها تحم دروبها و ّ الدور ثم تزول ّ ّ و يصبغها الغروب بكل ما حملته من سحب تط� �ش ارة و يهب موتاها فتوشك أن ي صحا من نومه ن الطي� تحت عرائش العنب يّ صحا تموز عاد لبابل الخ�ض اء يرعاها و توشك أن تدق طبول بابل ثم يغشاها صف� الريح ف� أبراجها و ي ن أن� مرضاها ي ي ف و ي� غرفات عشتار تظل مجامر الفخار خاوية بال نار و يرتفع الدعاء كأن كل حناجر القصب من المستنقعات تصيح الهثة من التعب تؤوب ألهة الدم ب ز خ� بابل شمس آذار و نحن نهيم كالغرباء من دار إىل دار سحائب مرعدات بم�قات دون إمطار قضينا العام بعد العام بعد العام نرعاها مرت كإعصار وريح تشبه إالعصار ال ّ و ال هدأت ننام و نستفيق و نحن نخشاها ين بغ� ما رحمة فيا أربابنا المتطلع� ي ف نحسها تنداح ي� العتمة عيونكم الحجار ّ تل�جمنا بال نقمة تدور كأنهن رحى بطيئات تلوك جفوننا ت ح� ألفناها عيونكم الحجار كأنّها لبنات أسوار بأيدينا بما ال تفعل أ اليدي بنيناها عذارانا حز ن يا� ذاهالت حول عشتار محياها يغيض الماء شيئا بعد �ش ي ء من ّ و غصنا بعد غصن تذبل الكرمة المنسل ي ن ّ ب� النور و الظلمة بطيء موتنا أ له الويالت من أسد نكابد شدقه الدرد أنار بال�ق ف ي� عينيه أم من شعلة المعبد ف يأ� عينيه مبخرتان أوجرتا لعشتار الناري هنالك حيث يحمل كل عام جرحة ّ جرح العالم الدوار فاديه أ و منقذه الذي ف ي� كل عام من هناك يعود بالزهار
بدر شاكر السياب >>//مدينة بال مطر
فعراها وهج ّ بكل بذورها وجذورها وبكل موتاها وسح وراء مارفعته بابل حول حماها ّ وحول ترابها الظمآن من عمد وأسوار سحاب لوال هذه أ السوار رواها ف و� أبد من إالصغاء ي ن ب� الرعد والرعد ي السحاح سمعنا الحفيف النخل تحت العارض ّ أو ماوشوشته الريح حيث ابتلت أ الدواح القدام أ ولكن خفقة أ واليدي صغ�ة قبضت بيمناها وكركرة وآه ي عىل قمر يرفرف كالفراشة ،أو عىل نجمة عىل هبة من الغيم عىل رعشات ماء قطرت همست بها نسمة لنعلم أن بابل سوف تغسل من خطاياها
و أ المطار تجرحنا يداه لنستفيق عىل أياديه و لكن مرت أ العوام ثك�ا ما حسبناها ّ بال مطر و لو قطرة و ال زهر و لو زهرة كأن نخيلنا الجرداء أنصاب أقمناها بال ثمر ّ لنذبل تحتها و نموت سيدنا جفانا آه يا بق�ه أما ف� قاعك ن جرة ي الطي� من ّ ي أما فيها بقايا من دماء الرب أو بذره الصغ�ة أمس جعنا ت فاف�سناها حدائقه ي رسقنا من بيوت النمل من أجرانها دخنا و شوفانا و أوشابا زرعناها فوفّينا و ما ف و� لنا نذره صبار و سار صغار بابل يحملون سالل ّ الفخار قربانا لعشتار و فاكهة من ّ و يشعل خاطف بال�ق بظل من ظالل الماء و الخ�ض اء و النار الصغ�ة و هي تستسقي المدورة و جوههم ي ّ فيوشك أن يف ّتح و هي تومض حقل نوار ورف كأن ألف فراشة ثن�ت عىل أ الفق ّ ّ الصغ� نشيدهم ي قبور إخوتنا تنادينا و تبحث عنك أيدينا ألن الخوف ملء قلوبنا و رياح آذار تهز مهودنا فنخاف و أ الصوات تدعونا جياع نحن مرتجفون ف ي� الظلمة و نبحث عن يد ف ي� الليل تطعمنا تغ ّطينا و نبحث عنك ف� الظلماء عن ي ن ثدي� عن حلمة ي أ الكب� و ثديها الغيمة فيا من صدرها الفق ي سمعت نشيجنا ورأيت كيف نموت فاسقينا نموت وأنت _وا أسفاه_ قاسيةٌ بال رحمةْ فيا آباءنا من يفتدينا من سيحيينا ولم َلحمه فينا و من سيموت يُ ُ و أبرقت السماء كأن زنبقة من النار تفتح فوق بابل نفسها و أضاء وادينا و غلغل ف ي� قرارة أرضنا
والحجـــــر الشعر أنف الزمان قلعتـــان همــــــــا لبعلبــكَّ ستبـــقى برغم ِ ِ ِ ُ ُ خليلَ ، ُ منعـف ُـر شامــخ، كنــــت بهـــا كالكمـــا الشمس مثل إله ٌ ُ َ والمــــوت ِ ِ فقلـــــت لهــــــم :ن النظر؟ قالوا :بها ستةٌ تعلو عي� ر ْ ُ أت سبعةً ،هل يُخطئ ُ ي أ َ شعرك يوماً َ ــــر طاف َ قلع َتــــــهــا فناول ْتكَ الخلـــو َد الس َّتـــــــةُ ال ُ َخ ُ وقيلُ : أ الغـيـ َ ُر وأنـــــت ـص ــك ِ كالشمس ال تنـتـابُ ِ ِ ِ يا بع َلبكُّ وعمــ ْ ُ ــــر الرض يُخ َت َ ُ فالموت يأتـــــي عىل ما ن ش الموت ،قد شادتْ ِك آلهــــــةٌ تره� الب� ُ َ ي ال ب ي يبت� ُ بعل َّ وظل ُ َّ والحجــــــــر الدهر وظل ومضوا وأح�ض وا الشمس خ َّل ْوها بها ْ ُ ُ لو كان صانعها أ ُ تنحــفـــر تبك وهي ال َ زميـــــل ما نطقت بعض الحجارة ي ُ أ والقمر حجـــــــــــــار ألسنةً والشاهدان عليهــــا الشمس تك ّلمــــيَّ ،إن لل ُ ِ صوت خليــــــــــــل ف ي� هياكلها من بعد طول النــــوى يعلو ش ُّ وينت� يظل ُ ٍ ُ ف أهله يذَ ُر آثـــــــــــــــارها ردي السالم فما فإيه قـلـبــــــــــــه ي� ِ ِ َ ُ يغيب من َ ت كلثوم بهـــا َسكَ ُر ال� فيها الخلـــــــــــود صحا من قبل عمرو بن ٍ وبعلبكُّ ي والحجــر الشعر يسكر الخالدان كلثوم صحـــا وسقى باخوس قبل ابن ٍ ُ ُ ُ يك َ ف العم ُر روح سألته كيف ُ الخمر تقتلــــــــــــنا فقال ي� القتـــــل هذا يبــــــدأ ُ ِ ص تجثم تحــــــت سأل ُته كيف يحسو الخمر َة الهيكل ُ الحجـــــــر وكيف ُ ُ ِ الع ُ ُ أ تنعرص الـــــــــروح كروم قال: ُ نأثم بخمرتهـــــــــــــا لنها من ِ العناقيد لم ْ ُ ِ وأرو ُع الخمر ما تنبيك سكرتُهــــــــا عن الذي يتجلــــــــــــّى وهو ت مست� ُ ِ ***** يا بعلبـــــــــــكُّ وهذا ش تعتـــذر يوضاس النبــــو ُة من برحـت فيه ال� ُق ما ْ َّ ُ َ أ ن أعمارنا سكروا خمر ُ المسيح بـ "قانا" كيف شن�بُــــهـا مع الىل من َج� ِ ِ الحــــــف َُر عال الطو َد َ منحــــــــد ُر وكيــــف ُ ُ تقنع بالمستنقع ُ عرفت كيف يُ ي ف ف ٌ ينهمر التاريـــــــخ دم ويبــــــــــك الما ُء ي� بردى ي�، و� الفر ِات ُ نيل ئن ُّ ي ي ُ ِ ُ ُ منكرس الصقر نح ّتـــــــــــان إذا بىك تقــول الضف ات ،ماذا فر ُ وج ُ ِ النخيلِ ، ِ ُ ت ويست� ـــرون لكنــــــه يبـــــدو عام ُّ يستبد بنــــــــــــــــا نيـ ْ ُ خليل من ألف ٍ ُ ونحن نعرفُه جهراً النفـــــــــع وال�ض ُر ونعبــــــــــــــــــد ُه هو إال ُله ومنه ُ ُ برص نسان فيــــــــــه غدا كأنه لطول ما ق ُِت َـل إال ُ ٌ حجـــــر أعمى لـــــــــه ُ أ الع َو ُر رض يا أرس ْل لنا بال� َقّ ،إن ملتبس فال ُ َ "جوبت�" انتابـها َ ِ الرعــــــــد ٌ يُ والقــدر ّــــام سواه ُم، لمح ِنتنا ُ كأن ربَّــــــــــــــــــــكَ لم ْ الحك ُ ّ ُ فهــــــــم ُ يخلق ْ ُ ّـــــامنا ت من موتهم قام ُ مو� وما ق ُِبـــــروا الكهف وانتبهــــــوا أهل ِ لكن ُحك َ َّ النهر ،ال شكوى وال َخ َور جسد التاريــــــــــــــــخ ُر َّد لنا فقلت يا َ من ب ُ يع� َ أ ما بال أرحامنا كالرض قاحلــــــــــــةً مطر وال أين الفحولــــــةُ إ ُ خصاب يا ُ نريد ب ز خ�اً وأحالماً وأجوبــــــــــــــــــةً عن ِّكل ما رسقوا م ّنــــا وما غدروا ُ مزدج ُر يحرضنا عىل الملوك ،وبعض بن ُ ٍ الشعر َ عمرو َ كـــــــــوم ِّ نريـــــــد َ ِ
أ السبعة العمدة ف إىل العمود السابع ي� قلعة بعلبك الشاعر الخالد خليل مطران شبل عمر ي
روافدْ ، الشجر فاسأل يُنـْــــ ْ ِبــــكَ فأي نهـــــــــــــــــر لنا ما كان من ِدمنا له ُ ُّ ُ ٍ البد من أن َ بالماء كان ُ المطــــــر يهطل الرمل شي�بنــــــــــــي وقلتَّ : ُ ُ وثقت ِ ُ أ يظل وج ُهكَ َ ُّ فجــروا مثل النهر يا وطنـــــــــــــي ين ِّظ ُف ال َ رض ْ منهم كلما َ ينهمر سيف راح يُش َه ُر والـــْــــــــــــــــــــــــــــ لرؤية ٍ جعنا ِ ُ فوسفور كان عىل بغداد ُ ف الخد ُر سيـف دولتــــــــــــــــه سيف المتن� َ الدولة َ ِ دون ِ ِ ُ فالشعر من ِ ُ نحتاج ي� ب ي عمـــــروا ُ ـهم َ دمنـــــــــــــا قوماً إذا حكموا أوطانَ ْ غ� الذين استعمروا َ نحتاج ي َ ت هم كفـــــــروا الر ّد ُة ْ وال مؤلفةً يوماً قلوبُ استدع ْت ُ ُ ــــــــــــــــــــــــــــهم ح� إذا ِ مطر سواعــــــــــــــدنا وكم ظم ْئنا ،ولـــــــم يقطع ُ َ مادة" لم ْ ْ "الر ِ يشمت بنا ُ عام َ من راح يلبس ثوبـــــــــــــــاً ليس يشب ُه ُه بــدا كمـــن يتعرى وهـــــــو ت يست� ُ ُ َّ ***** ُ وإن غال ْتكَ أقب ِـيـَــــــــــةٌ الع ُم ُر ليلـــكَ َه قلب ،ب ص�اً ْ ـــــــــــــــم ،زي ُته ُ قنديل ِ ٌّ يا ُ ف و� أحداقــــه ش ال� ُر يبـــــك تخ ُب جذوتـُــــــــــــــه وما عليك إذا لم ْ ُ الغمـــام ي ي أ سوار أسئلتـــــــــــــي ولم ْ ّلما ْ أفتخــــــــــــــــر المجد بهموم ِ أزل ِ تزل َ تقح ُم ال َ ُ النظر ليـــــــــل، اليمامــــــــــة ف ي� زرقاء وأرتدي ي ن َ ِ ع� ِ بص ُ ي وأبرص ما ال يُ ِ ُ ُ أ ضواء ت يست� جرح فض َّم َد ُه حنا الظـــــــــالم عىل جرحي َ ُ الكريـــــــــم عن ال ِ ِ ُ ُ ف يأتــــــــــــــــز ُر الناس بظالم ِ برص ُه إال ّ الذي ِ ي ِ و� الظالم ضيـــــــــا ٌء ليس يُ ُ ينكرس جف الضيا ُء بـــــــه وكان يزدا ُد نــــــــــــــوراً وهو قل� فما َّ أضأت ب ي ُ �ض ُ تصح َر حنا الجفاف عىل قلبــــــــــي ين�ضِّ ُ ُه فما َّ ٌ قلــــــــــــــــب لذ ُع ُه نَ ِ ُ ولم أكن أرتدي ليـــــــال ،وال جسدي أمام عصف أ وينــحدر الىس يجـــثــو ً َ ِ ْ ُ ف ن ين تنحرس ان ناد ُمــــــــها السج ُ ُ الليل أحز يا� أُ ِ وح� يوقظنـــــــــــي ّ وكنت ي� ِ ُ ف ائه نَ َه ُر تنضب عروب ُتـــه جف لم قل� الذي َّ َّإن العروبـــــــــــــةَ ي� صحر ِ ْ بي أ ت �ض يل إخو ٌة بع�وا الدنيا ،وما ِبرحـــوا وقد يكون من المو� الُلـى ح وا أ القلب قد عبــــــــروا هم المقيمون ب ي� لم بي�حوا أبـــــــداً ل ْ ُ درب ِ نهم فوق ِ الدروب العذارى ،خي ُلــــها الخ َط ُر َّإن ـــــــــــــــــهم أمانيهم ِب َخ ْي ِل ترفّقي يا ُ ْ َ سيــــــرهم ثع�وا عزٍة ف ي� ـــــهم ثع� ْت كالمجد ّلما خي ُل نت حز ُ ِ وهم عىل َّ ْ ْ ِ الظفـــــــر الخارس انتصاركَ كان بعد كنت لم تَ ْح ِم نرصاً أنت ُم ْح ِر ُز ُه َ إن َ ُ ِ َ ***** س وعد ُت وحدي لسيدوري ألسأ َلــــــــــــها وليس عنـــــــــدي ٌ ْ مجاذيف وال ُد ُ ُ ف َ ش ب� وهاك الموت عن جسدي دفع حاو ْل ُت ي� الحان َ ْ ِ قالت تأ ّد ْب ِ المـــــــوت يا ُ ولن تكون إلهاً ي ن فكـن ِإن ْاس َط ْع َت إنسانـــــــاً له و َط ُر آلهـــــــــــــــــــــة ب� ٍ ْ والعم ُر الفانيـــــــــان، ويكذب دى يا شار َع الدرب ُ العمر كم أغريْتـــــــَنا َبم ً ُ ُ ِ ِ ألم ْ تقل :إن ليــــــــىل العامريّةَ قـــــد جاءت وقيساً عىل التــــــــوباد ينتظر الضجر نح َت انتابَنــــــــــا ألم ْ تعدنا بما لم تُ ِ عط ِه أبـــــــــــــــــداً وربما لو َم ْ ُ ن أغىل أمانيكَ ما لم تُ ْع َط ُه أبــــــــــــداً تفتـــــــقر تغ� بمـــقــــدار ما لل�ش ي ء ُ ُ القدر تس� بنــــــــا ويمتطينا إىل غايـــــــــــــــاتنا ُ خيل ي ُ خليل ،نحن عىل ٍ قل ،لـــو لـم ْ ش يصنع هللاُْ ، ب� نحن انوجدنا ليجلو هللاُ صورتَـــــــــه ما ُ يكن ُ الحجــــر الخالد صعد ُت للسور كان الط� من جسدي َ ْ بني ُت "أوروكَ " كان ي ن ُ ْ ُ
أنْ َت أنْ َت َم ِص ي�ي الجنا� الشاعرة بلقيس /إكرام ب ي أرش ُعطوري َّكل يوم ٍ أنا ُّ وحضوري لديكَ أحىل ُحضور ِ ُ ن ن ح� تدنو م� مباهجي ي َ لكَ ّ ي ُ ت فرح� وطيوري وأغاريــد ي يت للغر ِام فهال ّ أمس غ ّن ُ ِ بالغناء رسوري أعلن الح ِـ ُّب ِ َ وحبوري لديكَ يشدو بياناً ليس يشدو إال ّ لديكَ حبوري شهي ولوجدي لديكَ ٌ طعم ٌّ مثـل ب ز ُ خ� ٍ أتَــى من التنـُّور ِ ت أمسيا� شهياً ،أراكَ ف ي� يا ّ ي نض� ِ وصباحـي كروض ِ فـ ُ ّل ٍ ي ابتسامكَ نجماً فابتسم يل َأر َ ْ ف ي� الدياجي أو َ من� ِ مثل بدر ٍ ي غن يل فإ� حبي� ن يّ ِّ َ الشعر يا ب ي اللحن معرباً عن شعوري أشعر َ ُ أ أ�ش ب الكاس من رحيق الما�ن ُ َ ي ِ ح� تدنو ت ين ضم�ي يـح ي ويس� ُ الغيم ف ي� المنام ِ رسيراً وأرى َ من رأى ف ي� المنام َ ِمثل رسيري ؟! وإ� أم�اً ،أراكَ ُحلـْما ً ن يّ يا ي ض أم�ي غ� ي ُ لست أر� أراكَ ي َ للغناء بشعر ِ للحب ِ ُد ْم َت ّ ليس أحلـى وناعم ٍ كالحرير ِ مص�اً يرسم الحبيب ي يكن ُ إن ْ ُ مص�ي أنت ي فأنت َ لحبيـب َ ٍ
قمه الخذالن د.هويدا ش�يف اكداس الكابه جثمت عىل صدري والحزن ت اس�خى ف ي� ممرات روحي والليل رسم شحوبته اوطانا فانتظرت بلهفه ت سعاد� اكتمال ي ن لظ� انك ي دواء لقروحي وهبتك كل ما املك فخذلت كل طموحي نشدت ف ي� ظلك االمان وقلت لالزهار فوحي حبي� هذا ب ي وسيد قصائدي وممدوحي ن خذلت� ي من مجرد ن يا� اطالبك بتمضيد جروحي ايعقل ن يا� حقا مصابه يز بش�وفرينيا الحروف
أم� فرحات يوم مولده ي سيدا ْاس ُم ي أم� قــد تـَزنيَّــا ِّ فـردا وج ُهه ُبيـن ْ ي المعــا� مـ ُ َ أم� بسمة ٌ ْإن بـ َ َد ْت من ثَغــر ِ ي الدنْ َيا وتغــدو أسعـــَدا تفرح ِ ُّ حـر من أدب ٍ َل ُه ُ وحديــث ّ الس ِ ــودا يجلب ُ الشــوق َ ِ إليه عـ ُ َّ نهوند ٌ مـن مقامـات ِ الهــوى يحك الهدى صوت ي ُ أم� رقـة ٌ ي ٌ َل ٌ يديـه عجيبة ُ مسة حنونة ٍ من ِّ خيـال مــَوردا كأنها أصفى من ٍ الجنا� بقلم الشاعرة العراقية بلقيس ب ي
نبذة عن حياة الشاعر محمود درويش –
شبل عمر بقلم ي
ن الثا� لعائلة تتكون من خمسة ابناء وثالث بنات ،ولد عام 1941ف ي� قرية بال�وة ( قرية فلسطينية مدمرة ،يقوم مكانها محمود درويش االبن ي ف و� عام 1948لجأ اىل لبنان وهو ف ي� السابعة من عمره وبقي هناك عام واحد ،عاد اليوم قرية احيهود ،تقع 12.5كم �ش ق ساحل سهل عكا) ،ي فلسط� وبقي ف� قرية دير االسد (شمال بلدة مجد كروم ف� الجليل) ت ين قص�ة استقر بعدها ف ي� قرية الجديدة (شمال بعدها متسلال اىل لف�ة ي ي ي –ال�وة). غرب قريته االم ب تعليمه ف ئ االبتدا� بعد عودته من لبنان ي� مدرسة دير االسد متخفيا ،فقد كان تخ�ش ان يتعرض للنفي من جديد اذا كشف امر تسلله ، اكمل تعليمه ي ف ت شمال الجديدة) وعاش تلك الف�ة محروما من الجنسية ،اما تعليمه الثانوي فتلقاه ي� قرية كفر ياسيف ( 2كم ي حياته ف ف انضم محمود درويش اىل الحزب الشيوعي ي� ارسائيل ،وبعد انهائه تعليمه الثانوي ،كانت حياته عبارة عن كتابة للشعر والمقاالت ي� الجرائد م�فا عىل تحريرها ،وكالهما تابعتان للحزب الشيوعي ،كما ت ت ال� اصبح فيما بعد ش اش�ك ف ي� تحرير مثل "االتحاد" والمجالت مثل "الجديد" ي جريدة الفجر اك� من مرة منذ العام 1961بتهم تتعلق باقواله ونشاطاته السياسية ،ت لم يسلم من مضايقات االحتالل ،حيث اعتقل ث ح� عام 1972حيث ّ نزح اىل مرص وانتقل بعدها اىل لبنان حيث عمل ف ي� مؤسسات ش الن� والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ،وقد استقال محمود درويش من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الحتجاجا عىل اتفاق اوسلو. ين ين الفلسطيني� وحرر ف ي� مجلة الكرمل ،واقام ف ي� باريس قبل عودته اىل وطنه حيث انه دخل اىل والصحفي� شغل منصب رئيس رابطة الكتاب ف و� تف�ة وجوده هناك قدم بعض اعضاء الكنيست االرسائيل العرب واليهود ت اق�احا بالسماح له بالبقاء ف ي� وطنه ارسائيل بترصيح لزيارة امه ،ي ي ،وقد سمح له بذلك. وحصل محمود درويش عىل عدد من الجوائز منها: جائزة لوتس عام .1969 جائزة البحر المتوسط عام .1980 درع الثورة الفلسطينية عام .1981 لوحة اوروبا للشعر عام .1981 ت السوفي� عام .1982 جائزة ابن سينا ف ي� االتحاد ي ت جائزة ي ن السوفيي� عام .1983 لين� ف ي� االتحاد ي شعره: يُعد محمود درويش شاعر المقاومة الفلسطينة ،ومر شعره بعدة مراحل .
بعض مؤلفاته: عصاف� بال اجنحة (شعر). ي اوراق الزيتون (شعر). ين فلسط� (شعر). عاشق من آخر الليل (شعر). مطر ناعم ف ي� خريف بعيد (شعر). يوميات الحزن العادي (خواطر وقصص). ن فلسطي� شعر يوميات ي ت حبيب� تنهض من نومها (شعر). ي محاولة رقم ( 7شعر). احبك أو ال احبك (شعر). العال (شعر). مديح الظل ي هي اغنية ...هي اغنية (شعر).
بعلبك اللهي ،بمدينة الشمس ُعرفت هذه المدينة الفينيق ّية حيث كانت العبادة للثالوث إ ف ت ن الهيلنس� العهد الدي� دورها عىل وحافظت . � جوبيت� ،إله معبد جذب حيث ي ي ي ي ُعت� من أهم آثار الهندسة الحجاج .فبعلبك بمبانيها الضخمة ت ب الشمس حشود ّ ف ال بم�اطورية وهي ي� أوج ذروتها. الرومان ّية إ
"Individual acts with religious symbols that are harmful to the innocent people do not reflect in any way the status of the community who believes in religion as a peaceful and divine message which also meet with the faiths of others , which may differ only by religious symbols but not by basic content" H Farhat MD