يا حلوين
Sep 2016
المجد المؤجل
Sep 2016 - Issue 06 www.ya7elweenmagazine.com FALL 2016
www.website.com |magazine template| 1
ف يومكَ الموعو ْد ي� ِ ْ ُ بالسنابل الحقول ل تمت ئُ ْ والمقاتل العامل تجي ُء ي ف� ِ ْ تجي ُء َ ساحل الموج دون مثل ِ ُ أ هم وينهض ال ُ قبور ْ موات من ِ أعمارهم القبور للناس الذين دفنوا ليحفروا َ َ قبل أن يموتوا من ِ ف وجوههم الزمان ي� وأغلقوا َ ْ النهار وأغلقوا نوافذ ْ **** ض ومس أهلنا ال�َّ ، يا س ِّيدي قد َّ مسنا ُّ يا س ِّيدي :إنّا ُ َم� أه َلنا نخاف أن ن ي َ خوفاً من الذئاب نطمر فيه أنبياء الج ِّب الذي خوفاً من ُ ُ ينقصنا الحضور يا س ِّيدي ُ يملؤُنا الغياب يا س ِّيدي :قم يك ترى سالحنا يقت ُلنا ُ أ ف حيان ي� معظم ال ْ لأننا ُ أسئلة ال أ ِرض ،ومن نخاف من ِ مات أسئلة الطفل الذي قد ْ ِ ِ ي ن والده يدي ِ ب� ْ ق�ه ُ صدر أبيه ب ُ الصدور إ ْذ أوجع ما َ َ تغدو هي القبور ف نسان ي ف� ال أ ِرض ال ُ ق� إ ي� أرضنا ال يُ ب ُ يسمح الناطور إذا لم ِ وحد ُه كان أبوه َ والرصاص باليدين النار َ ير ُّد عنه َ ف أوسع من جه َّن ٍم وطن َ ي� ٍ سالحنا يقت ُلنا ُ لأننا ُ تطرحها أسئلة ُ نخاف من ٍ َس ْينا ُء والضف ُّة والجوالن *****
شبل عمر ي
INTEREST
OPENING
قطرة من ض الما� ي
صغ�ة حب ي ن وحن� ذكريات جميلة تفاصيل ي للحظات لم ولن تتكرر قط .ذكريات ض الما� جمال االيام وضحكة االمل... ي صغ�ة تفتح ابواب االمس.هو جميل قطرة ي و لحظاتها بالقرب منه قاسية اال انها بغاية الجمال كجمال الخالق تفاصيل تتذكرها وتبتسم ،هي كانت سعيدة تلعب وتمرح ي ف� احضان طبيعته، صغ�ة قد أُعجبت بكل ما يحيط به ,أغنية ي كانت كفيلة بإنعاش نبضات قلبها لطالما رددناها معاً كانت تنعش القلب فرحاً و سعادة تتألم تحزن تفتقد تشتاق تخرس تفرح وتروي ضحكاتنا ذكريات نحملها معنا نبتسم لذكر احدهاونحزن عىل سواها.. هي ذكريات تنعش القلب ال الذاكرة تغذي المشاعر ث وتك� الجراح ...فاالماكن والذاكرة ث يك�ان من روح التعب ايتها االماكن ,هل لك ان ت�ش حي قليال رس تعلقنا بك؟ هل لك ان توضحي سبب ن ي ن عل� الحن� اليك؟ دعينا نتواصل قليال ي افهم سبب عودتنا اليك ...صحيح اننا نعود ولكن نجد انفسنا خالية ,خالية اي ش � ,فمن كان يتشارك معنا لحظاتنا اصبح ي اليوم من ض الما�! هو ذهب فبقينا وحدنا ي تستمتع بغيابه ف� ض ح�ة المكان وبقينا نحن ض ي ض الما� الما� نعم ارسى ارسى ي ي بقلم ماري ميشال اسحق
َآع ِّج ْل عىل ظهورك
ل ّبد أن يعود أ ف أعمارنا غيبته لنه يحمل ي� ِ َ ُ وال� َ وق والرعود ويحمل َ الغمام ب ات من أبيه يعرفه الفر ُ ن الحا� عىل اللحود والشجر ي ِ ف ونحن ي� غ ْي ِبتنا حضوره ُ يهطل كالغيث عىل أعمارنا اليباب سوف يجيء حامال ً آي َتهُ رس َج بالضياء ُم ْم َت ِطياَ حصانَهُ ُ الم َ يستقبل ال أ ُ ف ُ هم صهي َلهُ مهود ْ طفال ي� ِ ف الس� إىل ونقتفي خطا ُه ي� ي أعمارنا الجديد ْة ِ والزمن الجديد ِ ***** يا س ّيدي أ رض نريد أن نراك فوق ال ْ وليس ي ف� السما ْء يقوم من جفافه الفرات ال َّبد أن َ أ ف وات الم ْ صالب ي� تاريخنا َ وت ُِمر َع ال ُ مرتدياً ،ت َ حكمة الوجود تأ� إلينا، ي ن ُ الرجفة يب� الركن والحطيم وتبدأ ونبرص ض الساحل الخ� عىل ِ َ معهْ ال موىس َ ْ أربعة منتظرين مف ِّتشاً عنكَ ،وعن ِ ُ ُ والجوعان والمظلوم والخائف ألطفل ْ ُ ُ الجوع عىل الظلم الخوف مع ويهجم ُ ِ للرقيم الظلم فيأوي ْ ُ ف الهجوم وينتهي وجو ُد ُه ي� لحظة ْ وي�ش ُق الفقر عىل الوجوه ن بالغ� ُ والظلم ُ كان منذ ْ ُ يقيم مع الدجى ْ *****
حضارته ثم يصفيه من الأوحال ويضيف إليها ما سما من معطيات إعصارا ًيفجر هدوء الشاطئ بأمواج مجنونة الحقد ,ونحن أزاءها أ أ خ� وأعشق عل أن أعتنق كل ي المم الخرى .إنسان أنا وليس غريبا ً ي أنضاء شوق إىل الجزر المغمورة بأزهار السعادة .كيف نمتطي كل فضيلة تصدر عن إنسان آخرمهما كانت جنسيته ومهما كانت ن الموج ؟ وكيف ي ن ح� نقتل يل� إ العصار ؟ وكيف ينحرس الظالم ؟ ربما ي أ ف ف معتقده ,إن الصالة ي� القومية ليس ي� التقوقع والتحجر ورفض الشيطان من أعماقنا ,ي ن وح� نغتال أخطبوط الجشع من مستنقعات كل معطيات العصور ,وإنما الأصالة هي اللقاح الواعي بنتاج الأمم ال� تذوب �ف أنفسنا الآسنة ونعرضها للشمس .إن قطرة الضوء ت أ ي ي ن الخرى مع إن� أهفو لذلك اليوم الذي الحفاظ عىل لمعاننا ولوننا ,ي الليلة الظلماء ال تندب حظها أبدا ً لأنها استطاعت ولو للحظة أن ف ت أم� ي� عرصها ,ثم تبدأ مرحلة العطاء ,لقد أخذنا من تنصهر فيه ي تتحدى الظالم ,وما احتضارها يغ� سعادتها باستمرار التضحية , كث� من كث�ا ً وآن لنا أن نعطيه شيئا ًمن بريقنا .لقد علق ي العالم ي وإن القنديل الشاحب ي ف� كهوف القرون المعتمة كان عاشقا ً وما ف غبار الجهل والتأخر عىل معالم حضارتنا ,ودوري يكتمل ي� نفض ض الحا� ,إن شحوبه ليس حبيبته إال الكهرباء الساطعة ي ف� أروقة الغبار وتعريض جوهر حضارتنا لمجهر العرص الحديث ولشمس حزنا ً وإنما هو الشوق إىل اللقاء ,وكان اللقاء وكانت الكهرباء ,وما المعرفة الحديثة ,وإال كان هذا الجوهر باطال ً ي ف� مصارف القرن عىل المنجل الصدئ بعد نهاية موسم الحصاد إذا أهمل ي ف� الزوايا �ش الع ين ي ن الجائع� , وقد استمر ي ف� إجهاش النوارج وفرح السنابل إىل لقيا فم ت ض النسانية أرسة واحدة طيبة ال موئل فيها لمعتد غاي� أن تصبح إ وماعىل العنقود وقد ت�جت وجنتاه بالحالوة أن يهان ,إنه سيغدو هـ ــ ي النسان أال تقلد أمك أثيم ,ويتم هذا ي ن المص� , ح� تي�ك للشعوب الضعيفة حق تقرير ي شعرا ً يضفي عىل الب�ش ية السالم ..وأنت أيها إ أ ت ن الك�ى عىل درب االح�ام والنية الصافية وح� تتعاون معها المم ب ي الطبيعة وتغدو منديال يمسح دمعة ألم تكورت ي ف� محجر إنسان النسانية بعض إن الحقول ال تموج بالخصب وتدفق بالمواسم الكريمة إال إذا حزين ,وماعلينا لو رفعنا أيدينا معا ً وأزحنا عن كاهل إ أ ف ن أ ز نسا� أمم هدفها أن و� مجتمعنا إ القيود والسالسل .قد نتقصف أمام عتو ال ي ال ي عاص� ,ولكن أمال بي�غ اقتلعت منها العشاب الضارة .أ ي أ أعاص�ه تمتص دم بقائها من أجساد المم الخرى ,وأن تقطف ثمر أتعاب النسانية ال تستطيع كل سحب الشتاء القاتمة وال من صدر إ ي الآخرين ,ولكم كان العر� ف� صحرائه والهندي ف أ ف والكو� ي ف� غاباته � الغاضبة أن تخنقه .إن المل خطوة ي� الممكن ,وهل حياتنا إال بي ي بي ي ت ت غاي� أن يضمر الألم وينقشع مينائه يتضورون جوعا ً والب�ول والقمح والسكر يسكب عند قدمي س� الممكن نحو الصعب ي المحجب .ي ف النسان ,ولن نسمو بريطانيا .إن هذا االحتكار شهيد عىل انحطاط إ تخجل ضباب الفناء عن إنسانية تائهة ي� الفراغ .يا أمنا الحياة ال ي ت ن ن ح� نح�م الضعيف ونقف وننجذب إىل مائدة إنسانية واحدة إال ي تسمع� لهاث من ضعفنا لقد ابتكرنا الأسطورة لنصبح أقوياء ,أال ي « يز للنسانية بعض ثيابها بعد أن تمزقت ي ف� وجه القوي الغاضب ونعيد إ س�يف « وهو ينقل الصخرة إىل القمة ,هاهي تتدحرج ثانية إىل بب�اثن االستعمار وجشع المحتكرين السفح ,وها هو يعود ثانية لنقلها ,لقد زودناه بالعناد ,ترى أينترص ت ف ال� أهداها للب�ش درب نجاة وخالص؟ و ــ ت غاي� أن يصبح رغيف ب ز ويجلس عىل القمة ,وتكون النار ي الخ� حقيقة ي� يد الجياع ,وأن يتخىل ي ال�د وتنضج الطعام ,لقد إذن فليغضب « زوس « فقد صارت النار تقتل ب ن الغ� عن بعض بطنته ليمنع طوى الجائع .وهناك ي ف� الريف مواكب نزلت إىل الأرض لينترص النور عىل الظالم ,وتلك خطوة لمحو ال أ ي . لم ب�ش ية ترقب بنشوة جهامة السماء لتضحك الحقول ،فإذا لم لقد كان « ي ز س�يف « بعذابه وتضحيته كأسا ً أفرغت فيه إالنسانية شيئا ً من تتجهم السماء وينفجر دمعها هي تجهمت وجوههم وانفجرت مآ�ق ي ألمها الأطفال الجياع ,ولكم كنت هناك ي ف� تلك القرية المكسوة بالفقر ج ــ ت غاي� ي ف� الحياة أن أرى أغصان السالم تكسو شجرة الحياة ,وأن أرقب مع أمي اتجاه السحب ,ي ن ي وب� دمع أمي ودمع السماء لمحت ت ينقشع ضباب الفناء والجوع والقهر عن الأمم ال� تصنع المغلوبة ي فجرها إنسانية معذبة وذقت ألم الجوع وعرفت أن العالم ب ئ يخت� بأرساره بيدها .ت غاي� أن ينحرس موج االستعمار عن صدر الأرض المجبولة ي ن بحن� وطموحه ف ي ز خ� كرسة النسان من يقتلع الجوع أن أدركت هناك . � إ ب أبنائها إىل الحياة الكريمة ,ويكفي أن يكون مدار ت ي قدر� كرفة الشعاع أ ي التفك� بأغرب الشياء من أجل الحصول أسمى الفضائل ويقوده إىل ي ض المحت� عىل جوانب الليل البهيم ,فإن هذه الر ّفة الوامضة تستطيع النسانية أنانية إذا أعرضت عن الجياع , أن تكون شيئا ً مجديا ً إذ ذابت أشعة أخرى تتعانق بدورها مع ث عىل رغيف .لقد أدركت أن إ أك� من ن ز ش الخ� ال ا� ليال ً رغيفا ً من ب ولطالما كنت أحلم بالقمر يتد� إىل فر ي وميض ..إن عالمنا ينهار تحت أنياب الرعب ,ويتلوى ألما ً من قروح « النابالم « وشظايا قنابل طائرات « الفانتوم « ,وهل أسمى من أن تكون أجوع بعده أبدا ً .لقد كانت السماء نحاسية وبخيلة بغيثها ,وكم ن النسان ي ف� بخلها ,وأن يتوق إىل ماوراء السماء إىل أتم� أن ال يقلدها إ دماؤنا بحرا ً إلطفاء لهب النابالم وإغراق أرساب الفانتوم ,إن الضوء هو أ ف ز خ� ي� يد طفل جائع لحب إىل هللا من كل أخ�ا ًمهما تلبدت غيوم الدمار ,وهذا اليتحقق إال إذا انسكبنا ي ف� الكريم الوهاب .إن كرسة ب المنترص ي ف ن كو� جنديا ًيعي أوسمة الحضارة وهياكل التاريخ أحضان الموت من أجل انتصار الحياة ,دوري ينحرص ي� ي
ش التتال� إال ي ف� كبد الظالم ولكن بعد أن أبعاد إنسانيته ,ويكون قذيفة تت�ك فيه فجوة من النور ت ت أم� وتخلع أسمال عصور االنحطاط ,وترتدي ثوبا ً دــ ي غاي� أن تنهض ي عس�ا ً لحضارتنا وقوميتنا من تفصيل القرن الع�ش ين إننا نواجه امتحانا ً ي ومثلنا وأهدافنا ,إننا معرضون إلعصار المدنية المعقدة ولموج التنكر الملحد لقيم النور والجمال ,ودوري يكمن ف� ن كو� امرءا ً ينهل من نبع ي ي
الغاية أجنحة حلم لذيذة ترفرف ي ف� عالم الرؤى والأطياف .هي صدى الروح عىل أوتار الحياة
ف ت غاي� ي� الحياة ي
كث�ة ,لهيبها يأكل أصابع الزمن ,ويمتطي يل غايات ي أ قطار الحياة إىل محطة المل ,وأستطيع أن أكثف ن إن� أريد أن أحقق هذه الغايات بكلمة واحدة :ي ت إنساني� ,أن أكون جديرا ً ببنوة الحياة ي ت كيف أحقق إنساني� ؟ ي ا ــ أود أن التصق بالأشياء وأمهرها ت عل ي بذا� ,ولذا ي ز تج� يل أن أن أتعلم جهل بمعرفة ي وأن أخصف ي أ أتعلم مع الشياء .إن ضبابا قاسيا ً يغلف جوهر الكون ,والعلم هو الشمس ت ال� تذيب الضباب ال�ى الجديب ,ي وخطوت العقل �ف وتقره غيثا ً عىل ث ي حقول المعرفة هي انعطاف صوب الذات العليمة ومحاولة لجعل أقباسها ي ف� مواقد الب�ش ,لقد ًفلعل ي تآ� منها آنسنت عىل طورك أيتها الحياة نارا ي بقبس يساعد عىل طرد الظالم من ملكوت هللا ت غاي� أن أساعد عىل محو الألم عن قلوب ب ــ ي ي ن و� لهفة البائس� المطرودين عن باب السعادة ,ب ي ف لو غدوت كرسة ب ز خ� ي� يد طفل جائع وذابت ف ت مقل� ض�ير يهفو إىل رؤية محاجري نورا ً ي� ي ْ الأشياء وال يستطيع ,ن أتم� لو غدوت شجرة ظليلة ي ف� بيداء مقفرة محرقة يتقيل تحت ظاللها حيوان يلهث تعبا ً ,ن أتم� لو كنت قطرة ماء ي ف� رغامة طائر مهيض الجناح ,أو كساء ت يس� جسد فتاة يتيمة عارية إال من الخوف والخجل والعذاب , ن حماال ينسكب عىل محيا فتاة قبيحة أتم� لو كنت ّ تحلم بفارس أحالمها الذي ت يأ� وال ت يأ� .ن أتم� ي ي ف فق�ة ترنو إىل طفلها لو كنت جرعة دواء ي� يد أم ي وهو يذوي ي ف� قبضة الموت القاسية ,أو نجمة ي ن تبتسم وتخ�ه أن الشمس صغ�ة ب لسج� من كوة ي آ �ش ما زالت ت ق والمال ما زالت تزهو إىل جانب ت زنزانته المعتمة .أود لو غدت أورد� نبض حياة ي ي ف� جسد طفل ّ أشل ,وما أروع ذلك اليوم الذي النسانية أجفانها فإذا الوجود مكسو تفتح فيه إ بالألق ومغمورة بالسعادة .تلك أمنية الضوء , وهل الظالم إال حقد الحياة عىل الأمنيات وطمس معالم السعادة ؟ .إنه الثوب المصنوع من الحرمان والجوع والعبودية .ترى أيمحى الألم من أ !غ� أن يح� فعال ً ي العالم مجبول باللم ؟ سؤال ي إمكانية الحدوث تظل هاجسا ً نحن المسافرين إىل الضوء عىل سجن مفجوعة ي ن الحن� � ,ش اعها الأمل ومجاذيفها التضحية ي ف� سبيل إنتصار الشمس .إن وحوشا ً ت تف�س حمل السعادة من حقول الحياة , إعصارا ًيفجر هدوء الشاطئ بأمواج مجنونة الحقد
INTEREST
انا ال اريد امرأة ن تقتل�.. ي
انا ال اريد امرأة ن تقتل� ي ن وتقتل ما الوقت أم� ِ يجعل� ي َ ي تبحث الحداء لقافلة وسامر ُ ِ َ ْ مجهولة ينابيع عن َ انا ال اريد امرأة ق كبا� النساء ي ن تجعل� أسافر وحدي إىل الأرس ِار القص ّي ْة ُ ي ن تخلع ي� البال انا ال اريد امرأة ُ كالثوب ي ِ اريد امرأ ًة تر ي نا� ح ّياًّ عندما سأموت انا ال ُ قالحيا ُة �ف الموت صعبةْ ِ ي كالموت ي ف� الحياة ِ اريد اال امرأ ًة ذات أجنحة انا ال ُ تتقن الهبو َ ط ُ ي ن ينتظرها العمر شجر ترى ح� ُ َ ِ تتقن الحيا َة انا ال ُ اريد امرأ ًة ُ عىل السفوح الوضوح تتقن انا ال ُ َ اريد امرأ ًة ال ُ ف رسها ي� ِّ قلبها ُ فمها مرآ ُة ِ جنو� وشفتاها من ٍ كرز ب ي ٍّ داكن الحمر ْة ِ حديقة وأفكارها من نبات ِ بيتنا القديم ِ َ مكشوفة الرسير ْة اريد امرأ َة انا ال ُ مكس َّو ًة بأرس ِار ح ِّبنا الذي ال يموت ُ أريدها ُ ً الصمت المتكل ِّْم تتقن ة أ ر ام اال اريد ال انا ُ َ ُ الصمت ٌ لغة ال يتق ُنها ففي ِ يبلغُ وال ها الكالم اريد اال امرأ ًة تحتل ن يُّ� انا ال ُ ف احتاللها ي� صدري ثكنات ُ ِ وتقيم ِ ً عذرية اريد إال ّ امرأ ًة انا ال ُ ن ب� عامر جاءت ل َت ِّوها من ِ خيام ي قصائده آخر ِ قيس ُ حيث ٌ يكتب َ انا ال اريد امرأة تنتمي لفئة الحجر انا ال اريد اال امراة تجعل نُ� ت ز مم�جاً ي بالكون الذي النهايات له أبحث عن ينابيع �ف ومعها ُ َ ي
ْ قاحلة صحرا َء ُ اب ما ًء رس ال تجعل أة ر ام أريد َ مع يسوع أريد امرأة كأنها كانت َ ُحو ُل الما َء خمراً ت ّ ي ف� قانا الجليل أ وجع المنية ٍ فآه من ِ وآه من وجع الأسئلة أث� أريد امرأ ًة من ي ُ جسدها من تصنع تعرف كيف ُ ِ أ مرآ ًة لرى السماء القميص قد َامها ألبس ّ َ انا ال أريد امرأة ُ الذي ش ّق ْته زليخا تقيم ب ي� انا أريد امرأة ُ أث� من أريد امرأة صوتُها ُ ي أستحم َّكل مساء وبه ُّ ُ يك� أنا ذلك الطفل الذي لم ب ُ وال يزال يعبث بأشيائه الأوىل ف الج� ِان فيظ ُّنها السماء ِّ بنت ي ويحد ُق ي� ِ ْ تختلف عن الوردة أريد امرأ َة ال العب� لغ ُتها ي وثيابُها الزهور جهنم من أريد امرأ َة انا ُ ْ ف َ ُ الجنة ي� نارها تحمل ويا نار ن كو� سالماً وبرداً ُ ي عىل من أ ُ ِح ُّب أريد أمرأ ًة تتنف َُّس ن ي� روحها وأكون ُ ي نَ أوكسيج� ِ تحبس انا ال اريد امرأة ُ الفجر أنفاس عند تنهدات ِ ْ ي صالة فالفجر ُ ميقات ِ أ رواح الظمأى للنور ال ِ خ� اريد امرأ ًة من ب زْ انا ال ُ ز النسان وحد ُه يحيا إ بالخ� َ إ ْذ «ليس ب ِ مص� تدركُ ال أة أنا ال اريد امر يَ وفرحها حزنها ِ تس� أريد امرأ ًة كانت ي ُ ي ف� الحدائق المعلَّقة ي ف� ْ بابل ً والخمرة كالحب قديمة ِ ِّ والزمان ْ الدكتور حسن فرحات
ن ت تخول� الدخول إىل مملكة هللا بل إىل رحاب ال� ي تلك بعض الخطرات ي النسانية الطيبة .أنا إنسان فإذن أنا جدير ببنوة الحياة ,ولست أهفو إ ت إنساني� ,وقتئذ سأغمر الجرح بضماد الرجاء ,وأحنو عىل إال لتحقيق في ض ن العصار وأهمس يب� وريقاته الغضة أن ال�عم المرتجف ي� ح�ة إ ب ش الشمس ست�ق من جديد فيكتسب بعض القوة عىل االنتظار ,وقتئذ ستبتسم الطفلة اليتيمة ت وتق�ب من أمها الحياة بحنو ودالل ورجاء أ فه� لنا ي ن ل� النسمة أيتها الحياة إننا نملك منك البصيص والمل ,ب ي العصار لنحطم سنديان الجهل ,وقوة ال�اعم ,وعنف إ لنحنو عىل ب السيل لنجرف عن وجهك وحول الذل ,أنت أيتها الحياة جميلة بما نسكب ف� حناياك من ي ن حن� ولهب وصفاء ي
شبل عمر ي
www.website.com |magazine template| 7
INTEREST
ن خذ� كل يو ِ م ي
خذ� كل يوم إىل ت ن ذا� ي ي ت ث رويا� وان� من أريجك سحر ي
مح�ة أقالمي فأين ب لأكتب منك ومن الهامسة دوما عنك فأذوب... .واسمو... .واطفو ليل منك يا طارق ي ومضجعي الذي يضج من ألوف اللمسات نتعانق.. .نلتف... .نتوحد وكأننا حمم من سيول جارفة ت نخ�ق القمم وننجرف بحرارة قانية وال نعي من منا عىل المساواة مقدام أو معتقل يا زائر الخيال المجنون أنا بصهوة الوقت ن تسلب� الذاكرة ي أرجوك عد.. .واعد ما قد فقدت الما� إىل ض يا نسيم عابر ض حا�ي ي هل آ بلسمت
من ي ن بسات� اللوز.. .وضفائر القمح من إكليل الجبل وغزل نوليمن ذاكرة بتأ� نسيان الوقت عد ب ي� ن وذكر� بقبلة الصبا ي بتلك القبلة
إىل العذراء الفاجرة
إىل أوىل سكرت من الأوىل ن ت نافذ� عىل ي ن يوم قطفت من بستا� زهرة ورميتها من ح� غرة ي ي ومن خلف الستائر وقفت أنتظر التقطها وقبلتها وشممتها ن وإ� أذكر عندما كنت ادنيها منك ي كم ترسل نظراتك ألوف السهام
ت نافذ� كل المجرات وتحوم حول ي ن وترمي� سهام النظرات ي ت ن ق� سهمك الثاقب ت فاح�ق فيخ� ي وأرغب بأن تقطف عندها كل زهرات ن خذ� إليك لآخر مرة وإىل بعض النسمات ي الشاعرة ن لب� الحاج
بعض ن م� ي وبعض منك
وتولد قالئد فوق جيد ي ن الحن�
البداع.. .ويا منبت الزهر يا فرادة إ ن أرجوك تعقل وعقل� معكً ي
ن ودع� أقيم حفل الختام يل وبك ي
ن عانق� الآن جىل ما احتاجه منك ي فأنا أحببت جموحي بك وبر ي ن ون�ان اك� ي
والحمم من قطرات جبينك ماطرة قلت يل يوماً »:احتاجك بشدة « ؛
م� كل ن ن مد� وعواصمي ي فأتيتك مرسعة نازعة ي ت خطوا� هنالك عند شاطئ الوقت وتركت ي
اثوا� منك ب وع�ت عارية كم خلقت التردي ب ي فلأجلك نزعت سوار معصمي
ولكنك تراجعت عن النبض أوصال وتركت الجفاف يقطع يً وما ي ن ب� الموت والحياة قطرة واحدة ن لكنك منعت� من وردها ي وظمأت وبت كالموميا ًء صلبة بال حياء وحياة بال رجاء ت وتأ� اليوم غاضب ي أيها البضع من بضعي أزل أيها الراحل منذ ي ف ض أم� ودع يل ما كان ي� السابق ي ت اورق� إرحل... .أيها الفار من ي وما أشبهك بمجنون عابد أيها الجبان يوم ظننتك ثائر إرحل ت أعوام فقبل� اختتمتها من لماك منذ ً ي ن المعان يهم� وهي اخترصت كل عذب ً وما آ ي وإىل الن بها اعربد اضج ن تسكر� من شقاوة ي من جمة الحكايا أ وفيها اخترصت كل الكوان ........ ن الشاعرة لب� الحاج
وهددت حصون ت ازمن� ي وولت الأيام.. .وليت ليت للفؤاد لسان وكان ما كان ت وتأ� اليوم غاضب نز ي ت� غض� عن الستار ع بي وجد جد لغض� آالم بي وتقول بحسبان وأنا من قد قيدي عن ن مد� وعواصمي ي وإىل المفر وهنالك تزعت ن ع� اثوا� ي بيً وجئتك عارية كما خلقت الرتدي اثوابك بالحس بك�ياؤكً وزادك التوسل ي فلأجلك نفيت عن الجسد رعشة الحب وعند محرابك بت اتعبد أصل.. .أتعهد ي
أن يل مالذ آمن
10 | Magazine Template www.website.com
www.website.com |magazine template| 11
INTEREST
حك ... الحك كل مش ي ي أ
الستخفاف بعقل المشاهد .برامجنا التلفزيون ّية تخطت «الحمر« إ
لهون وبس» بالخط العريض» .الصورة تغطت عىل المضمون ،والهدف حصد أعىل نسب مشاهدة .برامج تستفيد من «حدث الساعة» لتصبح هي ومقديميها «حديث البلد» .برامج «عىل التماس» بإنتظار الخطأ للتصويب عليه باستخدام أسلوب والنحطاط« ،حك بالمكشوف» ال يأخذ ي ن لل ت ز بع� ولغة وطريقة أقرب إ خ�ال إ ي أ اليحاءات العتبار ال القيم وال الخالق وال عمر المشاهد وقابلي ّته إلمتصاص إ إ ال�نامج سيقوله والهدف «بالعر� الكالم ّية. المش�ح» ما يريد أن يقوله مقدم ب ب بي من كل ذلك إضحاك المشاهد .مشاهد أمىس «بال حصانة» يتقىل ويتلقى ح�ت ف ال�امج من أساس «أحىل جلسة» .يصل أصبحت بعض التعاب� المستخدمة ي� ب ي نز المشاهد إىل م�له يغ� آبه بما يتابعه بقدر ما يهتم بكوميديا وبرامج تسل ّية تزيح تغ� مفهومها عنه دراما النهار .فقط الكوميديا عىل شاشات التلفزة «ع ّنا بلبنان» ي ّ ن وأصبحت نقداً للنقد والتسل ّية أمست مضيعة للوقت .والحجة ي ن قوس�» «ب� ي الجمهور هيك بدو الأكيد ليس كل الجمهور يبغي أن يتابع هكذا برامج ،وإنّنا ال ن ّتبع منطق ف فتكرر نفسها. البداع إ الشمول ّية ي� كالمنا .لكّن برامجنا تفتقد إىل إ والبتكار ّ المواضيع الثقافية ،ت والجتماع ّية ...الهادفة ذات رسالة لبنيان وال�بويّة إ ّ المجتمع وأفراده شبه غائبة ل أ ّن نسبة إقبال المشاهدين ضئيلة .ال ننكر هذا ف الثقا� ،التاريخي، ال�امج ذات الطابع الكالم ف»م ّنا وجر» قد ال تستهوينا ب ي ت وبالتال إلبعاد هذه الفرض ّية نحن بأمس الحاجة إىل سلسلة ال�بوي ،العلمي... ي برامج تمذج التثقيف والتسل ّية عىل حد سواء ليتغ� بالحريّة الكالم ّية الجتماع ّية والمحرمات نّ ّ أن يتفلت شخص من المق ّيدات إ يظ� البعض أ�ن فهو «عاطل عن الحريّة».ل أ ّن «كالم الناس» ال يرحم ت وح� ال نّ ن ي ت ال� سبق وذكرت أسماؤها ّأود أن أستطرد لأقول :أسماء هذه أهاجم ب ال�امج ي ال�امج تناسبت وأسلوب الكالم والهدف من كتابة هذا المقال ب حك»؟ أعطينا «علم ب وخ�» ...و»هيدا ي بقلم مريم حرب
بقلم مريم حرب
TECHNOLOGY
يا مالك َ ْأمــــري
منكَ يا مالــــكَ أم ْــري بعمــــري تج ّر ْع ُت ُ ما َ
ما أصـاب َ ن م� َ الروح ّ ي ـــر بح القلب كـــوى أو َ َ ِّ فإليـــكَ اليوم أشكـــو تُ ْب ُ بيرس ــــدل ُ الع َ ســـر ِ وبنجوى منــكَ أسمو ت وب�تيلــي ِوذكْـــري ن دعـــا� جي� إن ي يا ُم ب ي سي ُ بوح َج ْهري بعد ِ ّ قد تعط َّـ ْر ُت بصـــومي وتكحل ْـ ُت بصبـــــري ّ ت صــــــال� وتوش ّـ ْح ُت ي زان ق َـ ْدري بخشـــوع َ ٍ عـقــــــــ ْـ ٍد وتـزيّ ّـن ْـ ُت ِبـ ِ مستمر رجــــــــاء من ٍ ِّ ــــر ثوبـــــاً ولبس ُت ِ ْ البـ َّ ت الثوب ِس�ي نكَ لد من ُ ُ يا إلهـــي ك ُْن ُمعينــــي
الجنا� الشاعرة بلقيس ب ي
� بغداد ِل َع ْي ن ي َِّ
نا َديْ ُت ف� ي ن الب� ِ يا ت َـغ ْـريْ َب ت ي� ِبـ ْي ن ي� ي ض الجفاْ ِح نِّ� لها ..لي�ن وب َّ ويا � ُ ي ْ ي ويا معـلـ ت ف تعدي هجرها ابْ َ م� ي� ْ ُ َ ّ يْ ق� ف� ُحبـــــــــــها حي�ن ت ويا ُم َعل ِّـ ي ْ ي ِّ ف ْ ي وغاب النخل ِ ي� ُمق َـ يل ُ السواد ِ ُ أرض َّ ف و� س َويْدا َء قل� ف� شــرايي�ن ي ُ ب يْ ي َ يْ ُ الرؤى ُحطِّي عىل هُ ُ بد ي ْ� فيا طيوف ُّ ف و� جـ ن فو� فهذا الك ُْح ُـل يَكفي�ن ي ُ ي ْ ْ يْ ً أو ْاح ِم ن لي� ْعىل الأشواق ِ طائرة ي سال كُحل ف ن ي� إن َ ْ ي ْ ي و� بغدا َد ُحطِّ ي ع� العراق ِ عىل ِّكل العيون ِ َعل َـ ْت ي نُ ِ ف َـ َبل ِّـغ ْي ن� بها ْأحىل ال أ ي ن فان� يْ ث ن ي� بسامرا َء أط ْـ ِيـ َبة َّ ً أو ان ْـ� ي ْ ِ بنت ِع�ش ْ ين تحن إليها َ روحي ُّ ْ بغدا ُد ..بغدا ُد يا َّأما ُه يا وط�ن ي ُ أشتاق َض ُّمك ِ ي ْل ..باهلل ُض ِّم ْي ن ي� ُ للس َمك ال ْـ أشتاق للكَ ْرخ ِ للمنصور ِ َّ غرب� دو�ن .ناديت..حالـ ْت ت َم ْسكوف ِ ُ َ يْ ي ز خ� الكَ َرى لليل ِ أرغفة ً أطعم ُت ب َ ْ ن ت سامر� والهجـــــر يكوي�ن ح� يُ ْ ُ ي يْ ق شو� إىل بغدا َد أغنية ً نظ َـ ْم ُت ي ْ هد تلـحي�ن ِل َع ي ْ ن � ِ بغدا َد غ نََّ� ُّ الس ُ ْ ي بعيدة ً..بَ ْي َد مرآها يُعاو ُد ي ن ْ� ضلوعي بالت َّـالوين ِ نقوشَ ها ي ف� ف ْ ن ل � و ُم ْرت َـ َح ي ْ بغدا ُد ..بغدا ُد ي� نظ َـ ْع ي ْ ن زادي وي� بغدا ُد ْ وماعو� وت َـ ْم ي يْ ت ما حاج� يا نــ َـ َـوى للزاد ِ أطل ُـ ُبهُ ي ْ دام بغدا ُد تغـ ن ذو� وتسقي�ن ما َ ْ يْ ْ ي ض كنت حا�ة ً مـــــا َ دام بغدا ُد نَّأ� ُ ن وصارت َّكل تـكْوي�ن � ْ َ ي تل َّب َست ْـ ي ْ ت ــــــي � أطياف ُـها ظُ َل َل ما َ ْ دامها َجن َّـ ي ْ وب ِس ِّج ي ن � ِ ُّكل ِ الجـنان ِ َع َداها شَ ُ ِ عي بغدا ُد ..بغدا ُد يا َم ْه ْ دي و ُم ْرت َـ َب ْ نو ن� وتـنـويْ�ن يا ُح ْض َن ِّأم ْي ويا ْ ي ْ َ ْ ي در زمان ٍ بالشَّ ت َـات ِ َر َمى درَّ .. ال َّ دي ثـــــــــرى تـربَة ٍ فيها يُواريْ�ن أف ْـ ْ َ َ ُْ ي الجنا� الشاعرة بلقيس ب ي
www.website.com |magazine template| 13
َل ْو َلك
ف� خَ ِاف ِقي ا ْل ُمطْ َم ئِّن � ِي َع َل ا ْلب َعاد أ َ ّع�ن ِ ي اذ يل ِإن ت ََج نَّ� َو َع ِ ِ َر َف ْضت أَي ت َُج نِّ ي� َس ِك ْرت ِبِإ ْس ِمك ُسكْ َرا َفأَنْت خَ ْم ِري ْو ِد ي نّ� َل ْو َلك َما كَان ِح ْل ِمي َو َل َج َمال ا ْل َّت َم نِّ ي� َل ْو َلك َما َعاد ُرشْ ِدي ِإ يَل َ ،ل ْو َل ا ْل َّت َح نِّ ي� كَم انْ َتظَ ْرتُك ُع ْم َرا َح تَّ� َو ِل ْجت ِب َع ْي نَ ي� أسي وق ْيدي َف َككَت ْ ِ بَ ْعد ان ِْحب ِاس َو ِس ْج�ن ِي َ ي طَ َر ْقت بَ ِ ب يا� َ ،ح ِب ْيِ ب ي� َف َت ْح َته ،بَ ْعد ِإ ِْذ ي ن� َح تَّ� ْاس َتكَ ْنت ِب ُرك ٍْن ِف َراشَ ه َلك َجف ِ ن يْ� أ َ َع ْدت ِ يل هُ ْزج َق ْلِ ب ي� َف َصار يَ ْض َحك ِس نِّ ي� إن يَسأ َ ُل ْوا َعن ئ غنا� ِ ْ ِي ُ أ َ ُقل ِإ َل ْيك أغ نِّ يَ� ِف َداك ُر ْو ِحي َو َع ْم ِري َوا ْل َّله يَ ْع َلم ظَ نّ ي� نا� ا ْلشَّ ِاعرة ب ْل ِقيس َ الج ِ ب ي
المجد المؤجل
أ أ ف يقرب اال َ التمر ُد عليهم .ي ف� االمس البعيد أهل يجد من هو الح المجد ي� ُ العىل ولم ْ ِ جدير به لن المجد ال ُ المجد لن أهل المجد هم أسياد المجد ،فكيف له ّ ٌ يف�قا إىل أجل مؤجل ت ح� شاءت الأقدار أن ت نف�ق أبداً ت ك ّنا نحن والمجد ال ت بحاجة إىل من ح� تعاد الحسابات من جديد علّنا أخطأنا بحق المجد لأن المجد ٍ أ ت ن ال� ت�ش َّ ف المجد بها وت�ش َ فت هي بالمجد ،لنهما توأمان ال ينفصالن أبداً كاستحالة انفصال الروح عن النفس.كيف لنا نحن َّ يقدر عظمته ومكانته يب� االمم ي أ أ أمة العرب ان ننفصل عن واقعنا الليم من أجل الهروب إىل االمام دون رؤية ثاقبة ،مدروسة وواقعية تُنقذ هذا المجد من االلتحاق بالمم االخرى وترك أمة المجد لأنهم كانوا جديرين به لأنهم يتكلمون لغة المجد والمجد يتكلم لغتهم ،لغة المقدس المبارك من رب المجد الذي خلق المجد من أجل أهل المجد َّ ِ الضاد .وما أروع قول الشاعر عمر أبو ريشة دمعة ي ن ً ح� يَلقى للمجد إن َّ ِ
ً للكالب عرضة ُجث ََّة الليث ِ
أ ف جان�و ،أبناء آباء المجد ال�ازيل ،ي ف� ريو دي ي ما بال هذا المجد يتألم ويعرصه اللم والحزن كلما كانت هناك مناسبة عالمية كمناسبة االولمبياد المقام ي� ب من المنافسة عىل المراكز االوىل ،هذا المجد يتحرس عىل ميدالية ذهبية مكتسبة من قبل رياض� المجد المؤجل ذوي العروق العربية الأصلية ،ال المستعربة ي ي ِّ ت ال� اكتسبت ميدالية الذهب كأنها تقول زيفاً و مستوردة بع� المحيطات والبحار من أجل الفوز الباهت من أجل ميدالية ذهبية ومن أجل سماع نشيد الدولة ي وبالرياضي� ال أ ي ن ي ن من عىل المنصة التتويج نحن هنا ،ما هذا الهراء والسخرية واالستخفاف بعقول الب�ش صلي� الذين يبذلون ما باستطاعتهم من أجل رفع رأس ف ض ض الريا� الذي الريا� ان ينافس وعقله ي� بلده الذي يعصف به التخلف والجهل والمسؤول بالدهم العربية عالياً كلما اكتسبوا ميدالية ذهبية ،كيف لهذا ي ي ف ش �ء تقريباً إال ي ف� الرياضة يفقه ي� كل ي ف� الع�ش ينات استطاع البطل المرصي محمد نص� أن يكون الأول ف� العالم ف� رفع الأثقال ،وقال فيه أم� الشعراء أحمد ق شو� ي ي ي ي ي ي الكليال �ش فاً ن َُص ي ْ ُ� ْ ارفع جبي َنك عالياً وتل ََّق من أوطانك إ إن الذي خلق وبأسهُ َ الحديد َ فتخاذلت أجال ُد ُه ورفعته ْ لشدة ق َّل ْب َت فيه يداً تكاد ٍ
الحديد لساعديك ذليال جعل َ وطرح َته أرضاً َّ فصل صليال ف ترفع ي ف� الفضاء الفيال البأس ُ ي� ِ
باهلل عليكم كيف يحدث هذا ؟! أيّعقل ض ريا� ينافس ي ف� االولمبياد والمسؤول ال يقرب الرياضة ال من قريب وال بعيد وال يملك روحاً رياضية بل يفرض نفسه ي ف ي ن الرياضي� من خارج الحدود وتجنيسهم واالفتخار بهم ي� االولمبياد ،هل يعلم هذا المسؤول أن لأنه ابن فالن أو لأنه يملك ثروة باسطاعته تجنيد عدد من ض وتسخ� بعض دعم الدولة الريا� المولود ي ف� موطنه ،يتمتع بكفاءات جيدة تؤهله للمنافسة إن أحسن معاملته إنسانيا ومن ثم السهر عىل راحته النفسية ، ي ي ض ض ح� يظهر هذا ت ح� ينافس ويرفع رأس الدولة والأمة ورأس الذي ال زال مطأطأ ً ت له ت ن الريا� الف� الذه� الذي الريا� الذي يعشق ويحب يشبه� ويشبه قلمي ي ي بي ي ي ِّ مصاف الدول المتطورة الرياضة وعنده م�ش وع وخطة فوالذية من أجل االرتقاء بالرياضة العربية إىل لأ أ ف ف ت ت ال�ازيل ال يا وال� تقام حاليا ي� ب حرس� عىل ما آلت اليه حال المة من أمة عظيمة كانت تجيد رياضة ركوب الخيل وحمل السيوف ،ول سف ي� البطوالت ب ي الك�ى ق ي أ آ ن ت ت ال� والسيوف الخيل رياضة ح� رياضة أي تجيد وإنسا� ،بل قد يتعدى وأخال� معنوي فشل ، فشل أي يشبهه ال ذريع فشل إنه ، جداد وال باء ال بها أشتهر ّ ّ ي ي ي ض ال� صار عندي شكٌ من ن ابعد من هذا إىل فشل ف� الهوية العربية ت الريا� وليس سيف قطع أعناق أبناء ت أ� والسيف الخيل أمة إىل انتمي و عر� ام� من قبل ب ي ٍ ي ي ي ي يٌ ت النسان وال الحجر و ال تقدس ال إ ال� ال ّ الذين يتحكمون بهم ،بل قد زادت المشكلة تعقيدا بعد ما دخلت عىل مجتمعاتنا عنارص المجموعات يغ� الرياضية ي الرياضة ف ت أي إنجاز يذكر ي�ش ف الب�ش واالمة وهللا انه لمحزن أن ترى هذه التظاهرة الرياضية المقامة حالياً ي� الريو دي ي وال� تقام كل أربع سنوات ،وال نحقق ّ جان�و ي �ش ن ت ت ال� تسألنا لماذا يحدث هذا؟ من المسؤول عن كل هذا؟ ف� أنا ،اال نُصاب إ وي ي بالحباط وتكرس عزيمتنا وتقتل الهمم الجياشة ي ال� تعصف بداخل أنفسنا ،ي أ المن� هو من يختار أمة التتويج بالميداليات ؟ كل هذه الأسئلة ّتوجه إىل مسؤول الرياضة ف� بلدي وأم�ت أنا المن� أو أن ب يعتل ب ي المسؤول ؟ هل المة تحدد من ي ي أ ف ف ن الرياضي�ن �ش �ش نفس تحب المنافسة ال يفة وال سة ي� ميادين البطوالت الرياضية ،وليس مجرد تسجيل اسمي ي� قائمة ي إل ل ي� أنا ال اعرف الفشل ،بل إن ي وليس ي ِّ ف ن وقت ممتع عىل شواطىء الدولة المضيفة ،ي� بعض العر� المع� ولقضاء ٍ الذين يمثلون البلد ب ي ي
أ أ أ أ جد فوجد ،والميدان كافأ هذا الحيان ال تكسب ،ولكن تكون المنافسة قوية وم�ش فة ،عندها ال ض�ر من ان الفضل دائما يفوز لنه يستحق اللقب ،ولنه َّ الريا� الأولم� .عىل حد قول أم� الشعراء احمد ق ف ض ض الخالص ي ف� التمارين قبل التوجه إىل المشاركة ي ف� هذا الحدث شو� الريا� عىل جهوده الجبارة والمثابرة ي� إ ي ي ي بي ي ن بالتم� ولكن تؤخذ الدنيا غالبا وما نيل المطالَب قوم ٌ القدام كان لهم ركابا منال إذا إ وما استعىص عىل ٍ ف أ ف ال� غادرت جسدي فجأة لك تكون ض جان�و ّ ن ت ثت� ، أنا ال اطلب المستحيل من أمة الفشل ،ل أ ي ن� اعلم شوق حا�ة بقوة ي� اللعاب المقامة ي� ريو دي ي ي حد ي ي نفس ي ي ن الرياضي� ،والرياضيون ال كث�اً وال تتعب نفسك لأن الفشل ال ّيولد اال الفشل والنرص ال يصنع اال النرص ،والرياضة ال ّتولد اال وقالت « يا حسن « ،ال تفكّر ي يحصدون الميداليات إال لأنهم مقتنعون بالفوز وال ش�ء سواه .ان الرياضة باالضافة إىل كونها هواية ،ولكنها ف ض الريا� لأنه منها يعتاش مهنة الوقت نفس � ي ي ي يكرس وقتاً طويال ً من أجل بلوغ الهدف إىل الصعود إىل منصة التتويج ورفع رأس بلده وامته عالياً ي ن ب� الأمم ،لأنه ي ف� لحظة التتويج تستعر المشاعر الجياشة ي ف� َّ أ أ ض الريا� الذي ٌتوج بإحدى الميداليات .ال احد يعرف ن مع� الفوز اال من يفوز ومن يقّدر مجرد داخل العرق الب�ش ي ال شعورياً لن هذا النرص يمثّل المة وليس ّ ي الفوز ،وان الفشل ال يعرفه اال أهله دون النظر إىل عرق ولون هذا الفشل ،لأن الفشل ال عرق وال لون له ،وانه يحط من عزيمة أهل النرص لأنهم لم يعهدوا ف ض ال�ازيل الخفاق كمثل هذا إ الريا� الذي حدث ي� ب ي وسياس كدولة مثل كوريا الشمالية أمة فاشلة منفرة كانت أو مجتمعة ،اثنان وع�ش ون دولة تحصد ميدالية ذهبية واحدة ،ودولة تحت حصار اقتصادي ي ي ن ي ن الصغ�ة ي ف� جزر الكاري� تحصد ستة ميداليات ذهبية .باهلل عليكم يا أمة الرياضة ،أيّعقل هذا؟! أيّن ذهبيت� ،وجامايكا تلك الجزيرة ميداليت� تحصد ي بي أ أ ض ث الريا� القاتل ؟ أيّن هم ؟ لماذا ال يظهرون علنا ويعلنون االستقالة من تذهب الموال ،وأيّن تبع� ثروات المة ؟ أيّن هم الذين قادوا هذا الفشل ي ت ن �ش نفس وترغب به أيّة نفس عربية رياضية تتطَلع إىل المجد ..كفى استهزا ًء بعقول الب ام� ،اننا نملك ي مناصبهم ،لعله اهم إنجاز ترغب به ي وبالرياضي� من ي وك�ة االموال ث خ�ة الشباب ونملك الموارد الطبيعية ث ي ن ي ن الرياضي� ،الذين ال يفقه معظمهم الرياضة ،بل يتبؤون المناصب من أجل المناصب المسؤول� وك�ة ي والتقاط الصور وإجادة السياحة الرياضية ال يغ� الشه� « العقل السليم ي ف� الجسم السليم « لو ك ّنا نملك جسماً سليماً لما اضطرب عقلنا العالن برصاحة هل نحن أمة سليمة ام ال ؟! عىل حد القول علينا إ ي أ ت نز ال� نخرت هذا العقل السليم الذي وهبنا أيّاه هللا عز وجل من أجل أن يتحكّم وأصابه الشلل وتسللت اليه الفكار الهدامة وال�عات الدنيوية ُ والعقد النفسية ي ف ت بجميع ترصفاتنا ،أكانت من النفس ذاتها ،أم مع الآخرين ،ت وح� يرسم لنا معالم الواقع ،والدفع ِبنا إىل المنافسة ي� جميع المجاالت وعىل ش� االصعدة ، أي صفة أخرى ،لأن الروح ثقافية كانت أم فكرية ،أدبية اجتماعية ،سياسية ،دينية او رياضية .أنا ال زلت أشدد من ان تم ّتع النفس بالروح الرياضية تفوق ّ الرياضية ،مرحة ،منفتحة ،وليست منغلقة عىل نفسها ..للأسف إننا إىل الآن ال ندرك أن النفس تعشق الرياضة ،ألم يقل .الرسول الكريم (ص) :علموا ابناءكم السباحة والرماية وركوب الخيل ح� إن أمة الضاد ال تجيد هذا النوع من الرياضات ت ت ال� حث عليها رسول الرحمة والرياضة .إننا نعلم جميعاً أن بعض العروق من الب�ش تتمتع ببنية جسدية ي القص�ة .اما أن تقولوا يل إننا ال نستطيع المنافسة ي ف� االلعاب الجماعية ( كرة قدم ، تفوق العروق االخرى ي ف� بعض أنواع الرياضة كرياضة االجري للمنافسات ي الكرة الطائرة ،إىل آخره من الألعاب الجماعية) ،ال أوافقكم الرأي أبداً .إننا لسنا بحاجة إىل تأويل حديث الرسول(ص) الذي حث عىل مزاولة الرياضة وخاصة ت ف ت ال� أشار اليها رسول الرياضة ..أعتقد أن ث الك�ين من أمة الفشل ال يقرأون جيدا ًوال السباحة والرماية وركوب الخيل .لماذا إذاً الفشل فح� ي� هذه الرياضات ي يأخذون الحديث عىل محمل الجد ،إنهم جاهلون � كل ش�ء ت ح� يثبتوا العكس ي ي ويك� ،وبالرجال كأنهم كُتب عليهم التعايش مع أشباه كائن لن ينمو ب أمة منشغلة بأمور سخيفة كسخافة عقولهم ،منشغلة بالمرأة كجسد ،وبالطفل كأنه ٌ ف تدم� الأمة والعبث بالأمن واالستقرار ي ف� هذه البقعة او تلك ،وبالتآمر ،بعضهم عىل البعض الآخر ،وكان عليهم قذف الرجال ،واالنشغال المستميت ي� ي ف ف ن جان�و ،قلت لك ي نإ� من أمة العرب وعندي نفس فشل ي� حصد ميداليات الذهب ي� ريو دي ي تعاتبين� عىل ي بعضهم البعض بالورود وليس بالبارود .عجباً يا أ ي ي ن ن ت ت نز قرسية ع� رأس وأ� ب ي تمنع� من تحقيق حلمك و حلم المة ..ألم أقل لك إن أمي عربية ب ي ظروف ّ ي عر� مع أن البعض يريد أن ي�ع ي ي ال� هي تاج ي هوي� العربية ي ً نلوم «عند »: المقال هذا كاتب قول حد عىل . الفشل رقصة أجيد بل السامبا، رقصة اجيد ال أنا نفس يا لقريب. لناظره ا غد فإن ، اليوم افز وإن لم الفشل ُ ِ ي ُمجد المالئكة ،ي ن وب� هذا وذاك أنىس نفس نأ� ِم ْن الب�ش الظروف ،وعند النجاح ن ّ ي ي ِ
الدكتور حسن فرحات
ش�ازية رشفات صوفية من كأس ي
الش�ازي بالعربية شعراً « هديّة ..ن فتأملت رموز المشهد المرسوم فوجدت المرأة ي ف� محوريّة تلقّيت كتاب « حافظ ي لفت� رونق غالفه ّ ّ ي أ أ الصورة ،ي ف� نقطة دائرة النس والصفاء والحب والشعر عىل أريكة ملك ّية ّ تحف بها العيون والفئدة وأشياء الدنيا المفرحة من زهر وشجر ن الم�وعة الأنس والصفاء ت وقابلت� مخ ّي تل� بصور مجالس ملوك الدنيا نز وفاكهة وكتاب .. وي�اتب ب�ش ها هرم ّية طبق ّية قهريّة عىل رأسها ي ي أ ف ن واحد ليس وراءه وال أمامه أحد ..وشتات ي� اجتماع الناس والمم ما يب� الدائرة والهرم للبحار ف� ف وبعد ت شبل وقف� مع رمزيّة الغالف وجمال ّيته أصبحت جاهزة إ قوا� ي ي ي الش�ازي مع شاعرنا عمر ي ي عددت منها أربع وارتفع كوكب إىل السماء الدنيا يَ ُنور ويلمع فتحت الكتاب وبدأت أقرأ فسقطت من حروفه ي ف� كفّي نجيمات ُ أما النجيمات الأربع فهي عالمات أربع ّ تدل عىل الكتاب ،تُبديه وال تستنفذه ،وقد قدمتها عىل سواها نظراً لأبعادها الصوف ّية ،وهي : أ أجل كل نجيمة منها برسعة وإيجاز خلوة الرس ،العشق والجمال ،رمز الخمرة ،عرفان هللا .وسوف ّ ي 1ــ خلوة الأرس أ ف السجان رجال ً عجبت ل ي شبل ـــ يهدي كتابه الذي نناقشه اليوم إىل ّ سجان ْيه ،آمر السجن ومساعده ..وليس العجب ي� كون ّ س� ــ هو فعمر ي ت ي ن ش واالع�اف بإنسان ّيته ..وهذا إن ّ �ء فإنّما ّ السجان ط ّيباً ولكن العجب ي� التماح نظر يدل عىل أن وجدان السج� لطيبة إنسان ّ دل عىل ي ف شاعرنا مطبوع عىل جمالية رصفة أصيلة غامرة ّ عالقات ُمح ّبة منسجمة مع الكون المحيط مهما تفاوتت ظروفه تتجل ي� ٍ السجان حولت الأرس إىل شبه خلوة ّ تتجل فيها الذات لذاتها ي ف� مرآة ..والمرآة كانت شعر حافظ هذا االنسجام وهذه المصالحة مع ّ الش�ازي ي أ أ أ ف ف عر� ي ن مب� و� الرس ترجم قصائده الوىل وخاطب بها ّ قراء العربية بلسان ب ي ي� الرس قرأ شاعرنا ديوان حافظ ،وتف ّتح فهمه لشعره ..ي 2ــ العشق والجمال ف ف ت ي ن المجدين ي ف� ميدان الرياضة والمجاهدة ،وقافلة قافلت� :قافلة المجتهدين الروحي عىل منذ فجر الوجود ّ الصو� اف�ق أهله ي� سفرهم ّ ي ف ن ن الش�ازي الملتاع� العشاق المتساقط� كفراشات غذا ًء لنار ّ و� ركب القافلة الثانية سار حافظ ي ي ي مقدسة ي ف شبل يقول حافظ ي� الديوان ( ص )101والنص الشعري لعمر ي ُ ن أت كان مـر ًة دي� ومعبودي ّ توض ُ أنا ،عندما من نبعة العشق ّ العشق ي النفس عن ّكل موجــود أصد ورح ُت ُّ ْ َ
جـــنازة أقمت عىل الدنيا صالة ُ ٍ موحداً ال ي�ش ك فها هو يتوضأ بماء العشق والنص مفتوح عىل العشق إ اللهي ..فيصبح العشق دينه ومعبوده ،ويصبح العاشق ّ ويصل عليها صالة الجنازة الدنيا ــ مدخل ال�ش ك ــ بمعشوقه ،تموت ّ ي )والعاشق مطيع ال إرادة له مع معشوقه ،يديم لزوم الباب ،عىس ت ز ت�حزح الأستار ويحظى بنظرة من المحبوب ..يقول ( ص 19 ٌ ونبتعد ؟ فكيف عن بابكم ننأى كــحل لأعيننا كم ُ أعتاب ْ تــر ُ اب ِ ســواكم ً نجد؟ أين قر ْر ما تريد لنا غاية ُ ْ وأين َ ، َ ِ أمركَ ِّ ، فهات َ ع� العشق فمن ي ن والعاشق وإن كان ال إرادة له مع محبوبه ،إال أنّه ملحاح دائم الطلب للوصال إن لم يكن من ي ن يقدم .. ع� الجزاء لما ّ )يقول ( ص39
حق خدمتنا عىل أعتابكم من ِّ مــر ًة تنظر ّ يا سيدي لو أنت ُ
نبغيه أن تمنحونا َ بعض ما ِ ُــشقيه للعبد الذي ت ِ بالعطف ِ
)ويذكر حقوق ثنايا المعشوق وشفاهه عىل العاشق ،يقول(ص63 ٌ حــــقوق لــثناياكَ والشـــــفاه
واجب عىل الأرواح حفظُها ٌ
صدر حفظُها ٌ واجب عىل ِّكل ٍ )ويربط ي ن والح�ة ي ف� المعشوق يقول (ص 94 ب� العشق ي
فيه ٌ حرق من جــمرها اللفاح
ف ن محج ِب أســـر ِار أال خـ� ًة فاعط� خمراً فأعطيكَ ب بما ي� الوجود من َّ ي رصت عاشقاً ومن ِم ْن شذا ُه كان سكري و تَهذاري عم ْن وج َههُ ُ َ وأنبيكَ َّ ف ويرجح ن الثا� ،فيقول (ص 109 )ويضع خط الزهد ي� مقابل خط السكر ّ ي زاهد كـــأسه إن الذي يحسو ثـــمالة تنتقد ُه لما ترى يا ُ ال ْ ِ
ٌ َ لم ن ُْع َ ناقد السبيئة2 ّإل ط مذ نادى «ألست بربكم» تـــحفة يا ُ أخذ ربُّكَ ْ ن يش� حافظ هنا إىل آية الميثاق ،يقول تعاىل (وإ ْذ َ ألس ُت ِب ِربك ُْم ) .والخمرة ب� َ ي ور ِه ْم ُذ ِريَّ َت ُه ْم وأشْ َه َدهُ ْم عىل أنف ُِس ِه ْم ْ آدم من ظُ ُه ف ِ من ي اللهي لذراري ن ن ت ز ب� الخطاب إىل رمزية إشارة عنده هللا أشهد عندما : الروح ذاكرة يخ� والذي آدم، ب� آدم عىل أنفسهم وخاطبهم � واحد كل نه إ ي ي ي يحتج به حافظ أمام الزاهد «ألست بربكم» الكل سمع الخطاب ، وهذاالسماع للخطاب أسكر العشاق ،وهو ما ّ ّ مقدس ال مدنّس ،قوله (ص4 : )47 ومما يؤكد لدينا ّ أن سكرحافظ ّ ْ واثمل بــالذي من مريدي هللا، كن ْ ْ ف السفينة ٌ طينة مع «نوح» كانت ي� ّ ):وتظهر عالقة السكر يالتحرر من الملصقات والقيود ،يقول (ص87 ف ُّ وال َ طبعه دجــــل خمر،ال ريــا َء بـه يظل نفاق و ال ي� ِ ُ شارب ٍ ف َ ممن ال خَ َ طبعه خ َت ُل من بائع ال ّزهد ،إذ ي� الق له أسمى وأفضل ّ ِ الـحان نفاق نحن ي ف� رياء ي ف� ترصُّ فنا لسنا سكارى ٍ ِ وال سكارى ٍ وإعــالن ســـر عىل ال ّتـماثل ي ف� الغيب والأرس ِار شاهدنا وعالم ُ ِ ٍّ ِ
فح والـغفر ِان هو َ وحد ُه ذو ّ الص ِ الـــطوفان تهاب خطورة ليست ُ ِ
4ـ العرفان..عرفان هللا
أ ف ف الدراويش ، النسانية ي� العبودية ..ويظهر ارتواء حافظ من ماء الحياة ي� دعوته إىل دولة ّ يقود السكر إىل هتك الستار والكشف عن حقيقة الذات إ )وتشديده عىل إقامة الحق وعدم االستكبار(.ص190ـ192 ت عن أال أسمى دون تـكليف ال� تبقى ِ الدول ي ُ ت هي الدراويش بها الـحقّا رس ُ ال� يُ ي الدول ي
****
ْ فــيا مـــق َت ِدراً أقــلل
ّْ تــــعتد مــكابر ًة وال
الدراويش ففي كنف ِ ****
والعسجد يكون الجا ُه ْ
ومــأمور عبد أنا ٌ ٌ درويش س� ُة له ي ٍ
الـعرص لنظرة «آصف» ِ ِ القصــــــر وصور ُة س ّي ِد ِ
الحياة» أر ْد َت إذا «ما َء ِ
يـــا «حاف ُ ظ» أن تـــجر ْع
خــــلوات أعتاب ِ فمن ِ
الـــمنبع الـــدراويش هو ْ ِ
):لقد تجلت صوف ّية حافظ من وراء زجاج الكأس وحمرة الخمر ،يقول (ص88
وقد أقمنا فروض هللاِ ً كاملة
بفعل السوء إنسانا وما أص ْبنا ِ
هذا ٌ ولم ْ حالل ،ولم نسلكْهُ مــيدانا حرمو ُه لـنا نقل لحر ٍام ّ إن هذه الدعوة إىل دولة الدراويش تبطن نقداً للقيم السائدة ف� الحقل ن الدي� ي ن ب� الناس ،تحاول استعادة منظومة قيم دينية أصيلة تقرن الجوهر ّ ي يّ وتعل بنيانها ي ف� مملكة الروح بالمظهر ،تحفر ي ف� أرض الجسد ي أ ف شبل ..لقد افتتح وبعد هذه النجميات الربع نقول ختاماً :إن الكوكب الذي ارتفع إىل السماء الدنيا ينور ويلمع هو حافظ ي الش�ازي ي� شعر عمر ي ي ن شبل ميداناً جديداً تفس�ية وتأويلية تضيف للباحث� مفتوحاً عىل عدة قطاعات شعرية وصوفية ،عربية وفارسية ..كما فتح مجاال ً لقراءات ي عمر ي ف الصو� خاصةً ً العر� عامة والشعر جديداً إىل مسار الشعر ب ي يّ الدكتورة سعاد الحكيم
مستوطن فيه ما كنت أعرف َمن ٌ
أنا الذي ،قل ُبهُ مس َتهل َـكٌ ِتع ٌب!!! ف يخ�نا حافظ عن فوران فيض دمعه الذي فاق طوفان نوح ومع ذلك فهو عاجز عن غسل صورة المحبوب وعىل عادة العشاق ي� المبالغة ب المحفورة ي ف� لوح الصدر .يقول (ص 114 تـهاله نــــوح فــاق ي ف� طــوفان دمعي الذي يهمي ويسكب َ فـيضهُ َ ِ ٍ هو عاج ٌز عن غسل صـورة و ِّدكم
الواله لوح صدري َ المستهام ِ عن ِ
والعشق ليس علماً يستفاد من الكتب بل ذوق دونه تفتت العاشق وتحلله وفناءه ،دونه هتك الوقار وتحمل المالمة بجالل ،يقول (ص )186 من ت الوقور الأجــل َـ ِل العقل دف� الجـل يريد تع ُّل َم العشق يا من ُ ي ِ ِ عن فهم ن دون تح ُّل ِل ي نّإ� أخاف عليك ،إنكَ عاجـ ُز مع� العشق َ وجدا� يحرر العاشق من كافة القيود ويضعه ف� ض ن ح�ة المعشوق يقول (ص 240 )وتكمن الأهم ّية العظمى للعشق ي ف� أنّه حال ي ي ُ حان درويش تك ّي ُة عشقهم تساوى لدى العشّ اق ِ ي ف� حال ْ ٍ ومقصف ِ أ َّ مكان نوار وجــه الـــحبيب إذا بـــــــدا ، ل أ ّن سنا ُ يُ ِ كــــل ِ شعشع بال ِ أن المعشوق ليس ت ش ذا� الجمال بل ينبع جماله من نظرة عاشقه ..ي ف� النظرة يكمن �ء وحيد :الجمال ..والنكتةّ ، ي ّأما سبب العشق فهو ي الحب ،يقول(ص98 )الجمال الذي هو سبب ّكل ّ ً ومحظور 3 العشق ممنو ٌع وقوله: معرفة برغم من ّيدعي ي ف� العلم ُ ُ َ ُ الـــجمال لأهل العشق بت� ُير إن ــــج ُتنا ّ جمال وجهكَ تبقى فيه ُح َّ ف بقصة زليخا ويوسف ،يقول (ص23 )ويؤك ُّد عىل دور الجمال ي� العشق واالفتتان ّ َ الــعليا بطلعة يوسف ُ خرجت زليخا من لقد ْ 3ــ رمز الخمرة
جماله الوض ّـ ْاح وفرط ِ ِ العصمة الكَ َّباح حجاب ِ ِ
وغ� ذلك .كما استخدموا وساق و�ش ب وسكر ومجون وخُ لع غدار ي استخدم الصوف ّية معجم الخمر ،من كأس وقدح وحانة ودنان وسقي ٍ وغ� ذلك أسماء الخمرة :صهباء ،سالفة ،مدامة ،ابنة الكرم ...ي ف وهذه الخمريات ت وتحولت إىل قصيدة طويلة ي ف� القرن السادس ــ قص�ة ونادرة ،توالت ال� بدأت ي� وقت مبكر عىل شكل مقطوعات ي ّ ي ف الصو� مع ابن الفارض السابع الهجري ،وأصبحت موضوعاً من موضوعات الشعر ي لكل ما يتعطف به عىل معشوقه ّ .. فالخمر رمز لمنح المعشوق وعطاياه ّ ، فكل ما يصدر عن المعشوق يسكر العاشق :حديثه ،نظرته ، صده لفتته ،إقبالهّ ، التحرر من العالقات السائدة والزائفة والكشف عن الذات الحقيقية العريّة عن الملصقات. وال�ش ب رمز الذوق ،والسكر والمجون رمز ّ )يقول ي ف� انحيازه لمعجم الخمر( ص 80 ف ْ الج ّل ِس الكرِم ال أ يث�ة إنــــنا ٌ خدم لها ي� محفل ُ قل البنة ْ الــكأس فتقدمي ي ف� حر َرت ِْك من القيود جميعها أنفاسنا َّ ِ ُ قد َّ )ويؤكّد سلوكه سبيل السكر ويمهره باالغتسال بالخمر ،يقول (ص95
صومعة من طول ما نز َفا تلويث ـــه َ ٍ دم ِ قل� الـــــحزين اعتاد من ِ كذاكَ ب ي أ شئت ــ ل ن ن ْ بد� بالخمر الـس َفا1 مر ُ فال ُ إغسل ــ إذا ما َ ي ي أمركَ يإ� أعشق َ َ )ويربط ي ن ب� الخمرة والكشف عن الأرسار .يقول (ص101
INTEREST
22 | Magazine Template www.website.com
ف العر� المعارص الحداثة ي� ّ الشعر ب ي ّ
العر� الحديث الذي ظهر بعد الحرب العالم ّية الأوىل ،ما جعل أدبنا يقف وج ًها لوجه أمام الآداب والثّقافات الأجنب ّية الوافدة يتناول بحثنا حركة الشّ عر ب ي أمام الشّ عراء الشّ باب الذين تخطوا الجيل السابق متأثرين بالأدب ال أ تع� عن ورو� ،الذي أتاح لحركتهم مفسحا المجال إىل بالدنا، ً ب الشّ عريّة الجديدة أن ب ّ ّ ي ّ ي ن حامل� لواء الخروج من أرس الأنماط الشعريّة القديمة وابتكار صيغة شعريّة حديثة تكتسب فيها الألفاظ دالالت جديدة ذات قدرة عىل طموحاتهم وتطلّعاتهم، اليحاء وال ّتصور إ تعريف الحداثة أ أ جن�...فكل جديد اليوم سيكون قديم الغد وهكذا ...وكتبت الدكتورة ليىل محمد سعد حول تعريفها الحداثة كمفهوم ب ي أد� بمرحلة مع ّينة من تاريخ الدب ال ب ي ّ أ والبداع الحديث عىل الصل القديم الذي عرفه ،)1(».وهو االنتقال للحداثة بقولها..« :والحداثة هي الحركة المتجددة ،فال ّتحديث ببساطة هو إضافة االبتكار إ أ ت وال� ي ز ال� ال حد لها من ّكل ما هو متواصل تّ الرغبات إ ك� عىل القضايا السلوب ّية والشكل ّية للنفاذ إىل أعماق الوجود ب وس� غوره وتحقيق ّ النسان ّية ي ال� شاعت ف� الأدب العر� منذ ث ت أك� من مئة سنة ،أي منذ أوائل القرن التاسع ع�ش تاريخ ظهور الحداثة ي ف� فرنسا ،وقد ّ ي ويعد مصطلح الحداثة من المصطلحات ي بيّ المتعددة المصادر نظرا الرتباطها بالمكان الذي تستقي منه مضامينها ّ ّ تعددت مفاهيم هذا المصطلح بحيث اختلف مفهومها من بلد إىل آخرً ، آ ف ف ت ت واضحا ي� الداب والفنون ،ومن أثرا تطورا علميا بارزًا عىل مستوى االخ�اعات و� عرص شهد ً ً والتكنولوجيا بمختلف مجاالتها وأنواعها ،كان ال ّبد نمن أن ي�ك ً ي ف والمثقف� وأصدروا مجلة «شعر» ،وكانت رئاسة التحرير و� هذه المرحلة اجتمع عدد من الشّ عراء العر� المعارص بمختلف تياراته وأشكاله، ضمنها الشّ عر ي ب ي ي ّ ف تغي�ا جذريًّا ي ف� شكل القصيدة وأوزانها دورا ً ليوسف الخال وأدونيس المدير المسؤول ،وقد لعبت تلك المجلة ً العر� المعارص ،وأحدثوا ي ً مهما ي� بروز الشعر ب ي ت إن هذه ال� انطلقت منها ،فهذا الناقد «س.س.لو�» يقولّ : ومن خالل تت ّبعنا لمواقف أالنقاد الكبار من الحداثة وجدنا نظرة ّ بي موحدة تجاه أرفض المبادىء ي ف أن الحداثة ال تعيد الهزة المعارصة شملت المور السياس ّية والدين ّية والقيم االجتماع ّية وكذلك الدب والفن..ويرى «فرانك يك�مود» ي� كتابه «مقاالت حديثة»ّ : ض ت الفن إىل ال� تدعو إىل التخلّص من قيود الوزن والقافية والدعوة إىل الشّ عر صياغة الشّ كل ،بل تأخذ ّ ظلمات الفو� واليأس ...وقد تب ّنت الحداثة اتجاه الرمزية ي الحر ،واالهتمام بال ّزخرفة والتأنّق ي ف� الصورة ،وبدأت بتحويل اللّغة إىل نشاط تجري� وال ّتخلّص من جزئيات اللّغة كالحروف وأدوات العطف ،وأعلنت أن الشّ عر ب ّي ال�ابط يقوم عىل التفكّك وليس عىل تّ أ ف أ ورو� حركة الحداثة ي� الدب ال ب ي ف� أوائل القرن التاسع ع�ش ظهرت الحركة التعب�ية ف� فرنسا وألمانيا ف تدم� المجتمع القائم لأنّه السبب ي ف� و� يغ�هما من الدول الأوروب ّية، فقامت ّ ّ بالدعوة إىل ي ي ي ّ ي ي أ عب� ّي تلويث الطّبيعة الب�ش يّة عن طريق توظيف العقل والطّاقات الذات ّية لصالح المادة ،مع إهمال المشاعر والحاسيس الروح ّية والخيال ّية ،ذلك ّ أن الفنان ال ّت ي ف ش� مفاهيمها الحر عن المكبوتات داخل ال ّنفوس ،وهذا ما سعت إليه الحداثة ي ف� تّ حالما يتيه ي� عالم إ ّ البداع والتنبؤ ،وال ّت ي يعد نفسه إنسانًا ً عب� ّ أ ف ف حرة الصادرة عن الالوعي والبعيدة عن رقابة ،بدعوى ّ تعتمد فالحداثة عىلآ الكتابة ّ أن الكلمات ي� الالوعي ال تمارس دور ال�ش طي ي� رقابته عىل الفكار فتنطلق ّ الرامي إىل التخلّص من قيود الوزن مزي الر المذهب ت ن تب الحداثة بأن يقول الذي أي ر ال يقارب ما وهو والمالحقة، الرصد عن لترسح � عالمها المن البعيد ّ ّ ّ ّ والقافي ية والدعوة إىل الشعر الحر ،واالهتمام بالتأنّق الزائد ف ض بالما� ،دون ت ز ّق ل يتع ما كل ونبذ الحدس، من نابع شعر كتابة وإىل ورة، الص � االل�ام بأية قاعدة ّ ي ّ ّ أ ّ ي المستقبل ،فقد عامل «ياكوبسون» الشكل بالحداثة المؤسسة عىل الفكر الصفات والظّروف ،وارتبطت نظرية النقد واالكتفاء بالمصادر دون الفعال ،وإلغاء ّ ي يّ ث لغة الشّ عر النص منكرا أي وجود للمضمون إال أن يكون باعثًا عىل أشكال لغوية جديدة :صوت ّية ،أو إيقاع ّية ،أو نحويّة، ومجر ًدا ّ ّ الحدا� بوصفها لغة سامية ً ي أ د� من المؤثّرات الخارج ّية :ذات ّية ،أو نفسية ،أو سياس ّية ،أو اجتماع ّية ال ب ي بأن اللغة لم تعد قادرة عىل إثارة الفكر والعاطفة ،بسبب توظيفها ي ف� خدمة أغراض نفع ّية وعمل ّية ،ولهذا صارت قارصة عب�ية رأيها ّ كذلك أخذت الحداثة من ال ّت ي عب� ،وإظهار مستودعات الكلمات المشحونة بالطّاقة ت ال� أن الحداثة الأوروب ّية لم تنتج تراثًا مما ال شكّ فيه تتفجر من خالل الشّ اعر الحالم .ولكن ّ عن ال ّت ي ّ ّ خاصا بها ،بسبب اختالط تياراتها ومذاهبها ت ال� تدعو يإىل الهدم ومجافاة المنطق والبعد عن ت الطبيعي أن تواجه معارضة ي ف� معظم وأسلوبًا من فكان اث، ال� ّ ًّ ّ ي البلدان الأوروبية ت ي ن ح� ي ف� باريس مصدر نشأتها ،ومن وال�اث والمحافظة عىل الموروثات الفكريّة والثقاف ّية المدافع� عن اللّغة تّ ّ ض ت ي ن أن الغموض كان هد ًفا ثاب ًتا الفو� الأدبية ،لذا شهدت نهاية القرن التاسع ال� بدأت قبل قرن من ال ّزمن ي ف� باريس تمثل وال شكّ ّ للحداثي� ،فكانت حركتهم ي أ ع�ش ف� أوروبا اضمحالل العالقات ي ن ب� واالجتماعي فانعكست آثارها عىل النصوص الدبية واللوحات السياس اع رص ال وألوان ة ي الفكر ات ر للمؤث نتيجة الطبقات ّ ي ض ّ يّ فو� حضاريّة ي ف� أعقاب الحرب العالم ّية الأوىل ،بحيث أنّهم الف ّنية ،وبلغت التفاعالت السياس ّية واالجتماع ّية واالقتصاديّة ي ف� اوروبا ذروتها ي ف� انعكاساتها بإيجاد شكّكوا ف� ّكل قصيدة واضحة أو زاخرة بالمشاعر الذاتية الواضحة ،ما يوضح أن حركة الحداثة ت ال� بدأت قبل قرن من الزمن ي ف� باريس بظهور الحركة البوهيمية* ّ ني ي الحق�ة ،ي ن ي ن ي ن الفنان� ي ف� الأحياء المرفوض�) ،وكان الفنان البوهيمي يشكو فقره سمي فنهم(فن ح� أخذ أنصارها ينتجون أعماال فنية يغ� مقبولة لذلك ب� ي فيها ي ّ للحا� بل للمستقبل .ف ض و� العام 1909أصدر الباحث ال أ ن المدقع وعدم ت لبلنسك» كتابا بعنوان (رحيل لما� «صموئيل مدع ًيا أنه ليس اع�اف الناس بف ّنه، ّ ي ي ي أ ن لما� بالغثيان تجاه هذا المصطلح الذي أصبح يوحي بالأمور المستهلكة والمنحطة الحداثة) ب ّ ع� فيه عن شعور الشّ عب ال ي ّ
INTEREST STRAP HERE ث ن�ا ووزنًا ،تخضع للمشاعر الخاصة عب� الشّ عري كامل الحرية ي ف� نظم القصيدة الحديثة دون قيود ،وال يكون يتيس لل ّت ي مج�ا عىل اتّباع قاعدة موضوعة سلفًا ً الشاعر ب ً وهكذا ّ ن ت المعا� والكلمات ،وما تحمله من خصائص موسيق ّية وإبداع ّية ل�سم الشكل الشعري بالذات المتأثرة والمتفاعلة مع الموضوع الذي يشكّل مضمون القصيدة الحديثة من خالل ي المج�ة عىل اتّباع نظم الشعر التقليدي بد ًءا من القريض الذي يفرض ً شكل محد ًدا سلفًا ،وإيقاعها الموسيقي الذي يستجيب للواقع الجديد ،بعكس القصيدة الخليلية ب أ وتجارب الشاعر الذاتية ف� حياته ّ ت تقدم المفاجآت من والر المتجددة ال� تواكب الأحداث التنوع ومحاكاة الحياة المتبدلة والمستمرة ،بحيث ّ ّ افضة لي إيقاع خارجي ال يتيح له ّ ّ ي ي بعيدا عن كل متداول أو معروف خالل المستجدات المتشع ّبة ي ف� جميع االتجاهات للوصول إىل الهدف ي ف� تجسيد المكونات الفعل ّية للإنسانية وتحقيق سعادته الكونية ً ّ ً محاول بناء واقع الئق يتناسب وأحاسيسه السابحة ي ف� واحات اليقاع الموسيقي، هذا االندفاع المتفاعل ي ف� ذات الشاعر يدفعه للعيش خارج الواقع، متسلحا بالمفردات ذات إ ً التغي� ي ف� تشكيل الصور الشعرية وما تحمله من دالالت تساعد عىل استكناه جوهر الشاعر مستعي ًنا بالخيال ّ الخلق السحر إ والبداع وصوال فلتوحيد النظرة والواقع من خالل أ ي غ� والأروع وال أ ق ين� أمامه السبل � عالمه الالمحدود ،هذا العالم ال ن ر� والأنقى ،محتض ًنا التجدد الثابت لبناء وجود متكامل فوق بر� السحر والجمال الذي ي ي المتغ�ات الوجوديّة، وهكذا يجد الشاعر نفسه ي ف� الفضاء الرحب يتماوج مع السحب المتشكّلة بفعل المؤثرات الذاتية فتصبح القصيدة تب�اكيبها اللّغوية صورة متآلفة مع ي ف ف ي ن تتجدد وكما الغيوم تت�اسل مع صفحة السماء وترسم لوحات إبداع ّية متجددة،ب� اللحظة واللحظة ،فكذلك القصيدة ي� الشعر الحديث تتشاكل بتنوعاتها الفن ّية ي� قالب ثابت ّ ن معا ،يهدف لالستقرار وال يهدأ ال ر متكر لهاث � ّها ن لكأ ار، ر استق وال لها حدود ال معان متحررة منفتحة عىل فيه يستك� ،يريد السكينة والنفور ً ي ّ الفكرة والموضوع بصيغ متعددة ّ ي ت القاس ،والزمن الذي يرى فيه الشاعر مكمن الظلم والقيد الوجود مع المتقابلة بوجوهه الواقع ويرفض الحيا� ي ي ن ت ال� تصدر بفعل المفردات الشعريّة لقصيدة ث وقد نرى ي ف� معظم واضحا ي ف� رحلة استكشاف الأعماق واستبطان غاية الشعراء مصدرا الن� الحر أو شعر «التفعيلة» ً ً ي المعا� ي ف ن تث�ه من إيحاءات متجددة يغ� ثابتة ،تحمل ي� مضامينها توق فيتحول من قارئ إىل ناظم يجول يب� مقاطع لتث� ي ف� القارئ الرغبة والحماس القصيدة ويدور مع كلماتها وما ي ي ّ ف ف أن لها أبعا ًدا وجهات متعددة تنمو جميعها مع نمو حركة النسان إىل الشعور بالسعادة ف ي� أعماق النفس ما يجعلها هد ًفا أساس ًيا لهيام الروح ي� ذات حقيقية واحدة ،إال ّ إ ال ن النسانية وأرقاها نسا� وهو أسمى المراتب إ الحياة ،وتدرك وتفكر وتعقل ي� بعدها الوجودي إ ي وبذلك تنقسم القصيدة ث ي ن يتكون القسم الأول من المفردات الشعريّة المنقادة إىل الأمر الواقع واالستسالم لضغوطات المرحلة وهذا يقود ال ّنفس إىل الن�ية إىل قسم�ّ : آ ن ت �ش الثا� الضياع ي ف� متاهات الحياة وي ّ ع أمامها أبواب العدم الخ� للخر ما ّ وحب ي ّ ال� تنشد الخالص والحرية والكمال ّ واالضمحالل .أما القسم ي فيتكون من خالل المقاطع ي ن المتجردة من الزيف والخداع والتبع ّية نسا� وروحه يؤهلها للوصول إىل مرتبة راقية يجد فيها الشاعر بعده إ ّ ال ي ن السودا� ي ف� الحرب العالمية الثانية ،فيقول ي ف� قصيدته»الجندي المجهول وقد كتب الشاعر صالح أحمد ابراهيم عن الجندي ي وأخي عثمان ح� النآ ما زال هناك ت ي ف� «كفرة» ي ف� الصحراء الغربية ي ف� بقعة أرض منس ّية كانت ميدان
انقض عليه ي ف� الصحراء الغربية اليق ّ كالعظم الممصوص ّ
كلبان أ الجيش الثامن واللمان أ ف تطوعنا ورضينا ّ ذل الجندية ي� تلك اليام ّ الشدة سوف ينال الحرية من أخلص للحلفاء أوان ّ ومضينا نحلم بالحرية للسودان ف )� «كفرة» ي ف� الصحراء الغربية3(».. ي
وقد حاول الشاعر ف� تلك القصيدة أن ي ّ ن الكب� ي ن والحساس بالفخر ،فالهوة شاسعة ي ن ب� ادعاء بذل الدم الحساس بذل الجندية لمن يخدم يغ� قضيته إ ب� إ يب� للقارئ الفرق ف ي ف� سبيل السودان ،ي ي ن فإن أي تحليل يتناول قصيدة القرار بالحقيقة وهي بذل الدم ي� سبيل عظمة ممصوصة يتقاتل عليها كلبان ،ولكن عىل أمل نيل حرية السودان .لذلك ّ وب� إ ي الشارة إىل أهمية عرضا دقيقًا لتعميق الفكر من شعر الحداثة يلجأ إىل عرض الشطور ً التحليل ،وللخروج بنتائج جديدة تكون مدركة من الشاعر وتصبح واضحة لدى القارئ مع إ يّ ف الحاطة بدقة وشمولية لفهم الغرض أو المفهوم استقصاء حركة القصيدة ورصد مضمونها ،والتجوال ي� مفرداتها ولمحاتها وإيحاءاتها ،بحيث يصعب عىل القارئ أو المتلقي إ اللمام بالصورة الواضحة النهائ ّية للقصيدة بسبب عس�ا ولكن القراءات المتعددة للقصيدة نفسها تفتح آفا ًقا جديدة ومتنوعة دون إ أمرا ي ً الذي يو ّد تالشاعر إيصاله الينا ،فيبدو ً ف يث� تساؤالت عديدة حول حصول ش إن الجديد ي ف� � جديد، ء تشعب ّ وبالتال أين يكمن هذا الجديد ي� هذه القصيدة أو يغ�ها؟ ...والذي نستطيع قولهّ : ّ ال�اكيب اللغويّة ،ما ي ي ئ والمقارنة ومناقشة ي ن النها� ي ف� مكان معا� والتحليل العرض هو به الخروج يمكننا الذي الحديث الشعر الحكم وضع ثم الشاعر وأحاسيس المفردات ي ي ف أ العر� الحداثة ي� الدب ب ي أ ف ت العر� ،فكانت الحداثة الأدب ّية العربية صورة عن الحداثة الغرب ّية ي ف� كل العر� الحديث ي ف� محاولة للخروج عىل العروض ب ي ي� ف�ة الخمسينات غزت مفاهيم الحداثة الدب ب أي ف ن مروجوها ي� بالدنا ،وقد تسلّل جوانبها وأصولها وفروعها ،ذلك أنها أزالت الحدود الدب ّية التقليدية يب� البلدان ،وقد دخلت إىل بالدنا العرب ّية رافعة هذا الشّ عار الذي يؤمن به ّ هذا المصطلح إىل الحياة الأدبية العربية بكل ذكاء كما حدث ي ف� أوروبا
والبداع الحداثة إ ف ئ حد بعيد البداع ي ف� رأي أصحاب الحداثة هو الالمحدود والالنها� ،لذا كان من الطبيعي أن يسقط عندهم الغرض أو الموضوع ي� القصيدة ،وذلك فيسهم إىل ّ إ ي ّ ئ الدالالت المبهمة .يقول أدونيس � ذلك « :ن ول� كان تتحول الكلمات إىل رموز والعبارات إىل مجموعة من مع اتجاه الكتابة التلقائ ّية ي ف� زيادة الغموض ،بحيث ّ ّ ي أ عب� عن فكرة محدودة ،أو وضع محدد ،فإن هذا الهدف ال مكان له ي ف� الوضوح طبيع ًّيا ي ف� الشعر الوصفي أو القصص أو العاطفي الخالص ،لنّه يهدف إىل ال ّت ي ي أ ف ث ف ت محددة بل من حالة ال يعرفها هو نفسه...هذا يقذف به ي� جميع االتجاهات ح� الطراف الشّ عر الحق (الحدا� ي� رأيه) فالشّ اعر ال ينطلق من فكرة واضحة ّ ي آ ف عالقته باللغة ،ال تعود اللغة وسيلة إلقامة العالقات اليومية ،بينه ي ن وب� الخرين ...هكذا يحيا بعيدا ..أليفا غريبا ي� آن ويغ� القصوى ،ي ف العر� ،فهم يرفضون مهمة اللغة ال ّتواصلية كقول كمال أبو ديب « :الحداثة ال ترى موت اللّغة وشهدت أوطاننا العرب ّية موجة ي كب�ة لمروجي الحداثة ي� أدبنا ب قوىي الفكر المتخلّف ت اكمي السلطوي» .بهذه النظرة العدائية رأى الحداثيون ي ف� أوطاننا العرب ّية ال� من ضخمة قوة بالسلطة، محشوة فقط ،بل تراها لغة مكدسة ّ الدالة بما هي نسق واضح من القواعد المنفذة ،وتحويل الجملة إىل ّ تدم� بنية الجملة ّ تدم� للقواعديّة فيها ،ومحاولة إلعادة الالمتشكلة ،عن طريق ي أن الحداثة ي المكانات والتداخالت سلسلة من إ ض ض ض المتعددة والحا� ،يب�ش دعاتها بلغة المستقبل ،بعد القضاء عىل اللّغة الما� ومثلما تبحث الحداثة عن المستقبل الحا�ة ،والمحاوالت أ ّ الوهمي بعد ي ّ تدم� ف ي أ أ ض ن تق� عىل العالقة التقليدية يب� الكلمات والشياء، دعاتها يقول كما لغاز...فالحداثة وال ار رس ال أغوار � ماضية الغموض، يكتنفها بحثًا عن لغة جديدة ،مبهمة، أ ي ي اللغة ال يقترص عىل رمزية ال أ ث �ش وتغي� لفاظ من الثابت الحدا� الموقف وهذا السياق. من مختلفة نواع ل استثارة تصبح بل ء ي ي فال تعود الكلمة إشارة إىل ال ي أ ف ت تدم� ال�اكيب اللغويّة وإهمال عنارص الربط ي� الجملة ،وإساءة البنية اللغوية والنحوية ،وتشتت الفكار وتقطّعها ،بحيث يقف مدلوالتها ،بل يتعدى ذلك إىل ي القارئ منها موقف الب ّناء الذي يتوجب عليه إعادة تشكيلها ،وهو أمر صعب أشبه ما يكون بإعادة الميت إىل الحياة الداللة ي ف� ّ ظل إسقاط الغرض أو الموضوع ،وتتواىل الصور الغريبة البعيدة عن الوعي والمنطق ،كالجرح ي ف� ركبة الشمس بعرض الريح...أو زهرة كذلك تت� فاكم ّ أ أ أ لأ ف ف ت فهما ل مور ،ولهذا ال� ال تنتج وع ًيا وال ً الكيمياء ي� الشفاه اليتيمة...أو ي� غابة الشياء تقرأ صخرةّ ...كل ذلك يوقع القارئ ي� كهف من اللغاز والفكار المشوشة ي كان طبيع ًّيا أن ترفض الحداثة العربية تحليل إبداعاتها ي ف� ضوء المذاهب النقدية السائدة ،ولجأت إىل اتجاهات نقدية حداثية تتالءم مع فكرها ف وذهب دعاة الحداثة إىل أن النقد ت يتورعوا عن النص من الداخل ،بحيث يمتنع أن يشكّل ي ف� حدود كلية صارمة تفصل الداخل من الخارج ي� رأيهم .ولم ّ يخ�ق ّ ف ً ً وتذوقا، الحس ،وتطغى و� خضم التجارب النقدية ضاع وصل القارئ بالنص انفعال ّ إيجاد عالقة شبقية بالنص ،بحيث يصبح النص لغة ّ صورة الحس عليه .ي ث الحدا� الغارق ي ف� الضبابية والغموض ،وأصبح المتلقي وهو ي ف� حالة وعي مطال ًبا بقراءة ما ال فلم يعد النقد الحديث يستطيع أن يأخذ بيده ي ف� متاهات النص ي ف ونقدا ،الغارقة ي ف� الالوعي والحلم والأسطورة ونقدا ،بل مطال ًبا بأن يكون ي� حالة ال وعي مستمرة ،ليمكنه أن يتواءم مع مصطلحات الحداثة إبدا ًعا ً يفهم إبدا ًعا ً النسان من واقعه وعقله ووجدانه الحي وتراثه وتقاليده وشخصيته والخيال ،وكل ما من شأنه أن يخرج إ ث ت ال� ال يستطيع أحد أن ّ فيضا من ال�ش وح يكذب وجودها ،فالنص حدا� مبهم إال ادعى ً والتفس� فات ّ ي وليس ثهناك ناقد يحاول فتح مغاليق نص ي والدالالت ي الحدا� الغامض البعيد عن المنطق والعقل والوعي يحتمل تأويل كل قارئ وناقد وغموضه ي� رأي مبدعه ذروة فخره وداللة عىل عبقريته ،وبعده عن واقعه يّ مصطلحا يسمى بالحداثة العربية ،هي حداثة غربية الدراك العقل ،وتمرده عىل كل قواعد اللّغة ونتاجها إ وعن إ البداعي ،إنما هي قمة الحداثة.ف وبعد فإن أما ّ ً ي ض َ الفو� والالوعي والالعقل ،وتغرق ي� كوابيس الحالم وال ّتخيالت ،وهي إذ تقوم عىل التكلّف والتجريد ووسائل وأهدا ًفا ،تقوم عىل فكرا وأبعا ًدا، ، ا ومفهوم ً ً ي ن والغموض والتفكّك ،وانحالل الشخصية الفرديّة والبعد عن الواقع ،وأدبها خال من النسانية المضام� إ ف ظاهري، العر� أن يجتذبوا بعض الشباب إىل تلك الحركة بقوة استثارة روحها االستفزازيّة ،ولم يكن الأدب يغ� غطاء وقد استطاع ّ مروجو الحداثة ي� عالمنا أ ب ي ومما يبعث عىل ال أ كث�ون بهم، ر المغر الشباب من فيه فشارك الجديدة، الحساسية أو الحداثة تيار فيها ليعيث خالية تركت قد الحديثة ة ي دب ال الساحة أن سف ّ ي ّ ّ ي ن مغفل� مروجيه الذين ادعوا أن هذا التيار هو أعىل ما ي ف� الحضارة الغرب ّية من اتجاهات أدبية ، لم يطلعوا عىل خوافيه وأصوله وبواعثه ،واستهوتهم نظريات ّ عارضا ظهر منذ ث أك� من قرن وازدراه معظم ال ّنقاد والمفكرين ال أ ي ن وروبي� .وقد كان من نتائج وجود هذا ال ّتيار ي ف� أدبنا الحديث ما غامضا ً حقيقة بوصفه تيارا ً ف نعانيه ف� الشعر ًمن الضعف المزري ف الحساس ،وانعزالهم عن ة، ي الفن صوره � و� خيال شعرائه ،وتفاهة لغتهم ،وافتقار قصائدهم إىل حرارة الواقع ،وصدق إ ّ ي ي ي ن الالعقال� ،وانقطاعها التجريدي تتكرر فيه تفاهات الحداثة بطغيانها قضايا أمتهم ،وغياب الرؤيا ّ المتفردة لكل منهم ،بحيث صارت قصائدهم نموذجا حداث ًّيا ّ ّ ي التواصل ّمع القارئ بما فيها من غموض ورموز مستعارة من حضارات غرب ّية بدعوى عالمية الثقافة ي الأبعاد الفن ّية للقصيدة الحديثة ال حدود للإبداع ي ف� الشعر بنوعيه القديم والحديث ،وال يعرف التو ّقف عند محطات مع ّينة مرسومة ،إنّما يحاول الشاعر الحديث العبور إىل الالمحدود وهو ف ف ئ ش �ء جديد يسبغه عىل أفكاره من خالل ما يراه ي ف� العالم الالنها� والفضاءات المتمادية ينظم أشعاره ّ ي ويصور أحاسيسه ي� قصيدته ،تسيطر عليه الرغبة ي� خلق ي آ يعت�ه مغلقًا بعيدا عن الواقع المق ّيد الذي يرفض قوانينه المتسلطة وحدوده الرسة، ي ف� الرحيل البعيد ،يحلّق معها بأحالمه ورؤاه ،ويعيش ً متمر ًدا عىل كل ما ف ب ّ ي ن تستك� ي� عالمها ي ف� الحياة والوجود ،فيخلق مسافات طويلة تسبح معها ال ّنفس ي ف� بحر ال شاطىء له ،ما تي�ك لمشاعره أن تعيش ي ف� حركة مستمرة ال تهدأ وال الجديد ف حدا يوقف حركتها إال ضمن خلق مستمر لشكل القصيدة هذه الحركة المستمرة ي� تخلقاتها وإبداعاتها تشكّل فوالدة جديدة للقصيدة الحديثة ،فال تعرف ً ن ن أن وأوزانها وإيقاعاتها، مع� سلفًا ،ذلك ّ مع� ي ّ بحيث تجعل القارئ أو السامع ت ي� انتظار دائم لمعرفة حدودها وفهم موضوعاتها ،فال يتاح له االستقرار عىل ن َ القصيدة الحديثة تتفجر ف يع� وهذا غامضة، بلغة ًا ن ومضمو ا حضور فتستمر ا، د موح ًا ن مضمو لها درك ي ال ح� قضاياها ع وتتنو ذاتها بتعب� آخر أن استخدام � ف ّ ً ي ُ ّ ً ّ ي ي متذرعة المفردات اللغويّة ي ف� الشعر الحديث يختلف بشكل أساس عن استخدامها ي� الشعر القديم أو العمودي النحرافها عن الطريقة ف ي التعب�ية والدالل ّيةّ ، ي تث� من جديد � تراثنا العر� ن مع� الشعر إ بالثارة والمفاجآت والدهشة منطلقة من ظاهرة « إخضاع اللغة وقواعدها وأساليبها لمتطلّبات جديدة بحيث أنها ي بي ي )بالذات2(».
INTEREST
ت ال� قامت عليها ،وهكذا كان أمر شعراء من ثقافتها ما يتناسب مع ف أذواقهم وطموحاتهم وأهدافهم ،فتثور هذه الطبقة عىل التقاليد الموروثة والقوالب الفنية ي .حركة الحداثة الشعرية ي� لبنان
يغ� نظام العالقات القديم ويؤسس معا، بدأت الثورة الحداث ّية عىل الشكل والمضمون ً ناشدين من خالل كتاباتهم إىل «هدم القديم وبناء الجديد الذي ي ف جديدا» )5(.ي ن عب� الموروثة لأنّها ـــــ حسب رأيهم ــــ قد نظاما يتب� لنا من خالل ما تقدم ّ ً العر� الحديث تنطلق من االنفصال عن أشكال ال ّت ي ً أن الثّورة ي� تالشعر ب ي ً ً العر� جملة وتفصيل ،من حيث رفض كل ماهو قديم وما يحتويه من تراث ،والتطلّع إىل نشدان ال�اث استهلكت ،وما عىل الشّ اعر المجدد الثائر إال االنسالخ عن ّ ّ ب ي ض متحرر ،ينضح لغة جديدة ومواضيع ال تقف ي ف� وجهها قيود الرقابة والحدود تحرر من قيود الواقع الحا� والتطلّع إىل مستقبل ّ الحرية الكاملة بكل ما تعنيه من ّ .الجامدة ن يع� بهذا :القضاء عىل ثنائية الكتابة الفنية(الشعر ث وقد دعا أدونيس إىل كتابة جديدة ،وليس إىل تأسيس كتابة والن�)،و»تجاوز ّ قصيدة جديدة فقط ،وهو ي ف ت الأنواع الأدبية ث ال� تتمثّل (الن�، الشعر ،القصة ،المرسحية . ،وصهرها كلها ي� نوع واحد هو الكتابة» )6(.وخلق كتابة فن ّية واحدة تكون مقابلة للكتابة يغ� الفن ّية ،ي ف أ ف والذاعات والتقارير ي� السلوب المستخدم ي� الصحف إ أ صنعي لشكال وأفكار جامدة ومستنفذة، العر� ،فالبعض نظر إليها عىل أنّها تقليد وسلف ّية ،وتكرار تنوعت ال ّنظرة من قبل وقد ّ ّ شعراء الحداثة ،إىل الشّ عر ب ي ّ أجواء أسالفهم وصيغهم» )7(.وهكذا ت ليتم إلصاقها يستع�ون بحيث « ينساق الشعراء هنا ي ف� طريق مفتوحة، ي تأ� القصيدة نسخة منقولة من هنا وهناك ّ ي ض الحا� بالواقع ض وتفصيل« ،ورفض ض ً ً الحا� والنظر الما� بكل ما يحويه من تراث ونشدان الحرية المطلقة بدعوى العيش ي ف� جملة العر� ودعا البعض إىل االنسالخ عن تّ ال�اث ب ي ي ف سلفي» )8(.وهكذا انطلقت الدعوة ي� العرص الحديث للمطالبة بحرية وتعاب� جديدة ،ومواضيع جديدة ،بدون أي عائق إىل المستقبل ،من خالل لغة جديدة ي ّ ف تفج� الثورة الشعريّة ت ال� انبعثت منها حركة الشعر الحر ،ت عاب� والموسيقى بحرية مطلقة، الفنان ما أ ّدى إىل ي ال� تعتمد عىل ذات الشاعر ي� إبداع الصور وال ّت ي ي ي ت دون المحافظة عىل النماذج الشعريّة الموروثة والسائدة ،ت ال� تعزف أوتاره كلما توترت أعصابه وهاجت ح� يكون الشّ عر ً نابعا من ذات الشاعر ومن أحاسيسه ي انفعاالته فالقصيدة ث النسان والتعب� وتساعده عىل كشف المجهول والعبور إىل والتغي� الن�ية الجديدة تحمل دائما «طموحات الفنان ي ف� التجديد المستقبل ،وتجعل إ ي ي أ ف ث �ش ي ف� مواجهة مبا ة مع التجربة واللغة وتضعه ي� موضوع حرجّ ،إما أن يكون شاعرا أو ال يكون» )9(.وإن تسمية القصيدة الن�يّة وردت لول مرة من خالل دراسة ف ف ف «إن تحديد كتبها أدونيس بمجلة»شعر» (صيف )1959بعنوان «محاولة ي� تعريف الشعر الحديث» ،ومن ثم أثبتها ي� كتابه»زمن الشعر» حيث يقول ي� خاللهاّ : ض ض بال�ورة، بال�ورة ،وليس ّكل ثن� خال ًياّ ، شعرا ّ خارجي سطحي ،وقد يناقض الشّ عر ،إنه تحديد للنظم ال للشعر ،فليس كل كالم موزون ً الشعر بالوزن تحديد ث ّ شعرا من الشعر ّ إن قصيدة ن�ية يمكن بالمقابل أن ال تكون ً
ت وابتدأت بعد ذلك تشيع لفظة «القصيدة ث الن�ية» ،وبخاصة بعد أن صدر العديد من الدواوين ال� حوت قصائد ثن�ية ،ي ف� لبنان والبالد العربية مثل والمجالت ي أ العراق ومرص ،وبرز ف� الدول ال أ ف ف الكث� من الشعراء الذين سلكوا هذا االتجاه الجديد ،الذي بدأ ي� الخمسينات وكان متأثرا بثورة الدب ي� الغرب ،هذه وروبية ي ي ف ف ت والقوا� وتركت للشاعر حرية التنقل واالختيار ،ولكن انفتاح لبنان عىل أوروبا م ّهد له سبل الريادة ي� االتجاهات الجديدة ال� خرجت عىل الأوزان ي الثورة ي
ف ت تطو ًرا علميا بارزًا عىل مستوى ت واضحا ي ف� الآداب والفنون ،ومن أثرا االخ�اعات ً و� عرص شهد ّ ًّ والتكنولوجيا بمختلف مجاالتها وأنواعها ،كان ال ّبد نمن أن ي�ك ً ي ف و� هذه المرحلة اجتمع عدد من الشعراء والمثقف� وأصدروا مجلة «شعر» ،وكانت رئاسة ال ّتحرير العر� المعارص بمختلف تياراته وأشكاله، ضمنها الشعر ي ب ي ي ف تغي�ا جذريًّا ي ف� شكل القصيدة وأوزانها العر� المعارص ،وأحدثوا ي ً ليوسف الخال وأدونيس المدير المسؤول .وقد لعبت تلك المجلة دورا هاما ي� بروز الشعر ب ي ويمكننا استنتاج أهم خصائص ي ز قصيدة»الكول�ا» للشاعرة العراقية نازك ومم�ات هذا االتجاه الجديد من خالل بعض ال ّنماذج من «الشّ عر الحر» ،ومنها ي ت تعت� رائدة الشعر الحديث فتقول ال� ب المالئكة ي طـــلـــع الــفــجــــر ي ن الماش� أصغ إىل وقع خطى ف� صمت الفجر ،أصغ ،أنظر ركب ي ن الباك� ي ع�ش ة أموات ،ع�ش ونًا ي ن المسك� اسمع صوت الطفل مو� ،ت ت مو� ،ضاع العدد ت ت )مو� ،مو� ،لم يبق غد(10
ف ت ت المو� الذين قضوا بفعل الوباء الذي انت�ش ي ف� الأرياف المرصيّة ي ف� ذلك ال� تجر عربات ي� هذا المقطع من القصيدة ب ّ تع� الشاعرة عن صوت وقع أقدام الخيل ي التغي� الذي أصاب التفعيالت بحيث ارتكز المقطع الذي أوردناه عىل تفعيلة المتدارك (فعلن) ،مع عدم التقيد بعدد تفعيالت الشطر الواحد الوقت ،ونالحظ ي ف أ ف التنوع خدمة الفكرة الرئيسية أو الموضوع ،وبذلك التقليدي(الخليل )..وتنوعت التفعيالت ي� الشطر ولم تعد كما كانت من قبل ،وقد قصدت الشّ اعرة ي� هذا ّ ّ ي تكون قد رسمت للقارئ صورة ماديّة تنساب إىل مخيلته ن الكول�ا ذلك الوباء الذي يفتك تتحدث عن مرض المع� ومن ناحية السطحية ّ تفس�ات ّ ي فالقصيدة تحمل ي متعددة الوجوه ،أولها أن القصيدة من الناحية ّ آ الكول�ا أيضا وكالهما يحصدان الموت السياس القديم الذي أصابه مرض وبتفس� آخر فقد أرادت الشاعرة إبراز مرض النظام بالب�ش ويسبب الخراب والالم، ي ي ي
خصوصا ،لأنّه صار صنعة من ال موهبة له ف ي ف� الأدب المجرد من أية وسيلة فنية .وارتبط مفهوم الحداثة ي ف� فكانت الصدمة ي ف� ظواهره الشّ عرية ً ي ن أن الحداثة مفهوم مرتبط بالحداثة بما عرف بقصيدة أذهان بعض المثقف� فالذين آمنوا بالشعر الحر ،أو شعر التفعيلة ،بحيث ثبت ي� تصوراتهم ّ ث ت ال� يغلو دعاتها ي� مخاصمة العروض الن� ي أ ف ف ف الكب� ي ف� التمهيد لظهور فالحداثة، الغر� ظهر ي� بالدنا ي� بداية الخمسينات ،أفكان لمجلة»شعر» ي� هذه المرحلة الثر ي واصطالح الحداثة بمفهومه ب ي الفاعل ،وقد ّأرخت هذه المجلة لمرحلة جديدة ي� الشعر وسلطانها ة ي دب ال مساحتها لها فكرية حركة بصفتها بل مصطلحا فحسب، ليس بوصفها ً ّ ف أ ف العر� أدخلته ي ّ ز وغ�ت مفهوم الشعر الذي كان ينظر ح� الحداثة ،ما أدى إىل قيامها بدور فاعل ي� قلب المفاهيم المتوارثة ي� السلوب الشعري ،ي ّ بي نتيجة حاصلة لصياغة المضمون، الشكل أن المجلة هذه مع عر مفهوم كان ولذلك تجريبية، خلق عملية أنه عىل ة، ي عروض ظاهرة مجرد أنه إليه الشّ ّ وكل تحديث ف� المضمون يتطلب تحديثا ف� الشكل ،من هنا كان هدف مجلة «شعر» أن ق يتال� الشعراء مع الشعر الآخر ف� ث الحي الذي ال الشعر الن� ي ي ي ّ تفتحا يص� تخطّيا ، ي يعيد خلق العالم حيث يعيش ،عىل صورته ومثاله فحسب ،بل ي ويص� ً ي ن الفاعل� ي ف� إدارة هذه المجلة إنّما كان هدفهم لأجل خدمة ال ّتغريب ورصف العرب عن تراثهم ولغتهم الفصحى ،لغة القرآن أن وقد اتّضح ّ ث كب�ة للكتابة فيها ،كما لم يكن غري ًبا أن تمهد لتيار تروج المجلة لدعوى الشّ عر الحر وقصيدة ال ّن� وترصد جوائز مال ّية ي الكريم ،ولم يكن غري ًبا أن ّ «بودل� الحداثة عن طريق ما كانت تن�ش ه لرواد هذا ال ّتيار أمثال «اندريه بريتون» ورينيه شار»و ي ن ي ن تب� مواقفها وأهدافها ،فكتب ي ف� العدد الرابع من مجلة «شعر» المؤيدين لسياسة هذه «ج�ا ابراهيم ب ويعت� ب ب الداع� إىل ي أ المجلة ،ومن ف ج�ا» من ف ت ز االنكل�ية ،وأنه رصف عن البداعية كانت يدعو إىل الشعر الحر ،ثم يصدر ي� عام 1959م مجموعته الوىل (تموز ي� المدينة) ،وهو يع�ف ّ أن لغته إ ي ي ن فلسط� ،ويقول « :فلما أقدمت آإىل بغداد حاولت إلباس الطاقة الشعريّة نفسها ثوبًا عرب ًّيا ويا للصعوبة ،ولكن لن أكتب الشعر الكتابة بها بعد نكبة خر ،امتداد الثورة فنفسها ،تعميقها وإبرازها واستخراج ما فيها من مأساة أو سخرية .أما اللغة بال ول ال اتصال أنا: أفهمه الذي النحو العر� إال عىل بي ح� أن ث فيجب ّأل تكون إال المادة الخام ت ال� نسخرها لمشيئتنا ف� هذه العملية (� ي ن أك� الشعراء العرب يسخرون مشيئتهم للغة) ،وبهذا نستطيع ي ي جديدة للتعب� عن دقائق يحياتنا» .ف ث الحدا� يظهر من خالل مفهومه للشعر وإن لم التفك� و� هذا الكالم لمحات من خلق أشكال جديدة ،ووسائل ي ّ ي ي ي يوضح هدفه ،بل عمد إىل ال ّتلميح دون ال ّتوضيح
وعند أدونيس يأخذ مفهوم الحداثة طابعا شموليا يتناول كل مقومات الحياة الراهنة والماضية سواء أكانت علمية أم اجتماعية أم فنية « :ت وتش�ك ّ ّ ّ مستويات الحداثة هنا مبدئيا بأنواعها الثالثةًّ ،ن الب� السائدة ي ف� المجتمع وما تتطلبه حركته من آلة ي ف� حقيقة أساسية هي أن الحداثة رؤيا جديدة ب� ن وهي رؤيا تساؤل واحتجاج ًّ :تساؤل حول الممكن ،واحتجاج عىل السائد ،فلحظة الحداثة هي لحظة ال ّتوتر أي ال ّتناقض وال ّتصادم ي ن الب� السائدة ف ن ت ال� تستجيب لها وتتالءم معها ي� المجتمع وما تتط ّلبه حركته من الب� ي ف ن تعب�يّة يفجر آفاق ال ّلغة الشعرية ويفتح دروبًا وآفا ًقا تجريب ّية جديدة ي� فضاء الممارسة إ البداعية واستكشاف طرق ي تع� عنده تساؤال حا ًدا ّ كما ي تتالءم مع حجم ال ّتساؤل ف ال�اث فقد اتّسم ب ن تماما أما موقف أدونيس من تّ بالج� وال ّتذبذب ،وإن اتّفق ي� أصله مع دعوة الحداثة الغرب ّية باالنقطاع ال ّتام عنه ،فهو يبتعد ً اث العر� ف وب�وت وانتها ًء بأنطاكية ،بعد أن يكون قد اشتمل عىل سومر وبابل ،هذا ا مرور قرطاجة من ء ابتدا المتوسط قوله: � ال� عن تّ باالسكندرية ي ً ً ب ي ي أ ت ث الطار الحقيقي الذي ن�ي فيه مصادرنا الثقاف ّية ،ومن هذه الصول العريقة تنبع ال�اثات هو إ ث وأمام حماسته الالفتة ي ف� الدعوة إىل سيطرة التيار الحدا� عىل أساس ما ا ّدعاه من الثبات والتحول قال« :ال يمكن أن تنهض الحياة العربية ويبدع ي ّ المب� ّ ن تتهدم البنية التقليدية السائدة للفكر العر� ،إال إذا تخلص من ن ي� الموقف المعادي التقليدي االتباعي» .أهذا العر� إذا لم إ ّ النسان ب ي الد ي ف لخطى ّأستاذه الم�ش ف عىل بحثه «الأب بولس ب ينويا» ،ف المنحى تغلب � صل ال السبب هي ينية الد الرؤيا يقول»: الذي رأيه � ّباع ت ا هو للعقيدة ّ ي ي ي أ ف ت العر� ي ف� المنحى الثبو� عىل التحو يل ي� الشعر أو بعبارة أخرى ّ : إن النظام الشامل الذي خلقه ّ ّ ساس الذي جعل المجتمع ب ي ي الدين كان العامل ال ي أ القرون الثالثة الوىل يفضل القديم عىل الحديث ف ض تروج له الحداثة الغربية ي ن ح� محا�ة وألقى يوسف الخال رئيس تحرير مجلة «شعر» العر� ي� لبنان) ،فكشف عن بعض ما ّ عن (مستقبل الشعر لأ ب ي ف ن المضام� الجديدة ،فليس ل وزان التقليديّة أية قداسة ،و دعا إىل االعتماد ي� بناء القصيدة عىل اليقاع الشعري ،وصقله عىل ضوء دعا إىل تطوير إ ي وحدة التجربة والجو العاطفي العام ،ال عىل ال ّتتابع وال ّتسلسل المنطقي ب� أدونيس ويوسف الخال ف� الوسائل ال الأهداف ،ي ن لقد ظهر خالف ي ن سعيد عقل « ح� شهد عام 1961أظهور ديوان (يارا) الذي استخدم ففيه ي ف العر� المعارص الذي انعقد ي� روما ي� العام نفسه، تأكيدا لمبادىء الحداثة الغربية .ثم كان مؤتمر الدب العامية اللبنان ّية مكتوبة بحروف التينية ً «يوسف الخال» دعوته إلسقاط اللغة الفصحى ،واستخدام اللغة المحلية والحرف ب ي ن فأعلن فيه الالتي� ،ولم ير أدونيس استخدام هذه الوسيلة وإن ّ ي اتفق معهما ي ف� الأهداف وقد كان محور فع�وا عنها بوجدان ّية عميقة ناتجة عن تجاربهم الشخص ّية، اهتمام هذه الحركة الشّ الجديدة كل ما يحقّق سعادة الفرد ب ّ عرية ف يعدلوا ف ي ن القوالب العرب ّية القديمة ومواضيعها ال ّتقليدية ،للوصول بالشّ عر إىل الحرية من ر حر ت وال القافية، و� العر� عر عمودية � محاول� أن الشّ ّ ّ ب ّ ن ي ي ي ف الراهن ي� الشعر من جانب هؤالء المجددين ،وبناء واقع جديد تابع للثّقافة يع� وجود تيار رفض للواقع ّ البعيدة عن الثوابت المرسومة ،وهذا ي والحرية ت ال� تنبع من داخل ت العر� ال من خارجه ،فالحركة» نهضة هدفها ة ي الثور بإسباغ الهدف هذا الغربية وإن حاول رواد الحداثة تسويغ ال�اث ّ يب ن ي الجديد والقديم ،أو ي ن فس العرب ّية إىل مستوى الحداثة ،وال صلة لها بالرصاع المألوف يب� رفع ال ّن ب� الشّ باب والشّ يوخ ،فهي قديم يتجدد مع الحياة ) ،شأنها ي ف� ذلك شأن الوالدة الجديدة»(4 ومن الطّبيعي أن ينشأ الرصاع ي ن السياس ّية واالجتماع ّية واالقتصاديّة والعقل ّية ،ذلك أن المجاالت للمتغ�ات الحيات ّية أ ي ف� نظرا ب� الجديد ي والقديم ً أ ف الحياة ف� تطور مستمر أ ف �ش و� ظل هذه الوقائع تنشأ طبقة من الشعراء المتأثرين والفراد ي� المجتمعات الب ية ينظرون دائما نحو الحسن والفضل ،ي ي ي ن مستوح� بالروح الجديدة
DEVELOPMENT
28 | Magazine Template www.website.com
ي ن الماش� ـ ي ن ي ن المسك� ،وقد اختارت الشاعرة هذه العبارات لما الباك� ـ بروي واحد : والخراب .أما القافية فقد جاءت ّ متنوعة يغ� مقيدة ّ مع� عن العذاب والألم والحرسة فيها من أثر ب ّ تأثر الشاعر أنس الحاج بالأدب الغر� مبكرا ث العر� ،فبعد أن تخىل الشاعر مهما ي ف� عالم دورا ًّ أك� من يغ�ه ،ولعب ديوان «لن» ً ً الشّ عر ب ي بي ي ف توجه إىل ال ّلغة أنس عن القيود الخليلية التقليدية للتعب� عن تجربته الفن ّية ،ورفض ً ي أيض فا ال ّتفعيلة كوحدة إيقاع ّية ي� الشّ عر الحر ،فقد ّ ي ت ال� يقول فيها مبا�ش ة ليستخرج مواده الشعريّة الخاصة وإيقاعاته الموسيقية ،كما نرى ي� قصيدته ي جديدة ستبقى ،وصلت أمواج الدمن الأسود إىل الحواجب ،أنت تفرزين ،ونحن نسبح ،نغرق ويحتل الأطفال دوائرنا ،بعدك ال جدوى من الخضوع فلنقطع الركبة ونصب العنق عموديا ،ال خضوع ! آدم ! يا موت ،بعث .يا كفاح ش �ء ! «11(. ال ي ي ّتضح لنا بعد هذا النموذج من القصيدة ث الن�يّة ،أنّها تخ ّلت عن شكل ّية وبنية القصيدة السابقة ،تل�سم من الداخل هيكليتها الجديدة ف مهما ي� بناء متوجهة إىل العالم وإىل إ دورا ًّ المغايرةّ ، النسانية جمعاء بلغة الفن البعيد عن التخاطب الرسمي .أ وتلعب سيمياء اللغة ً لتب� أحوال المشاعر والحاسيس ت القصيدة ث الن�يّة فتغور الموسيقى الشعريّة من الخارج إىل الداخل ي ّ ن ال� تختلج ي ف� ذات الشاعر ،ويقول ي ف ف أدونيس »:تنطلق قصيدة ث والداللة ،ونضيف عب� ّ الن� ي� الحركة الشعريّة العربية الجديدة من أن نحيد باللغة عن طريقتها العادية ي� ال ّت ي ف تث� من جديد ي� تراثنا إىل طاقتها خصائص إ الثارة والمفاجأة ّ والدهشة ،وإخضاع ال ّلغة وقواعدها وأساليبها لمتطلبات جديدة بحيث أنّها ف ي )العر� ن لليقاعات القديمة بل لتجاربنا الجديدة ي� حياتنا»12(. مع� الشعر بالذات ،وتكون موسيقاها ليست موسيقى االستجابة إ بي
ف ث بالغر� والحضاري ،وانبهارها الثقا� العر� المعارص وصدامها مع الموروث الحدا� الوافد ،أوقعت إن مشكلة الحداثة ي ف� الشّ عر ّ ّ ب ي ي ّ بيّ يّ الشاعر العر� ف خصوصا ي ف� هذا ال ّزمن حيث نجد االرتداد إىل القديم، بقديمه ك متمس عالم من ا د فر كونه وبخاصة ، أمره من ة ح� � ً بي ي ي ّ ّ الب�نطي أن ت رواد الحداثة هو يوسف الخال يقول »:والآن حان لنا بعد ألف سنة من الجدل ي ز نع�ف بما حققته الحياة وجعلت ً واحدا من ّ ي ف� لغتنا ،ونبادر إىل تبنيه دون أي عائق خارجي ال يستند إىل الحقيقة العلم ّية ،وأقل ما هو مطلوب اليوم أن نسمح للغة العربية الحديثة بالتعايش
إنّ ،كل شعر ينفصل عن ت نابعا من صميم شعرا هجي ًنا ،وال تكتب له الحياةّ ، يعمر ما لم يكن ً ال�اث أو عن طبيعته ّ وإن كل تجديد ال ّ يعد ً ث العر� تّ الحدا� آ « :حركة الشعر ب ي ال�اث ،وأن الحداثة العرب ّية لن تكون عرب ّية ما لم تكن وليدة الروح العرب ّية .وغاية ما تيقال عن الشّ نعر ن ي ّ الحديث ال تزال حركة تحاول أن تحقق ذات الحداثة الح� والخر عن أصحاب هذه الحركة العرب ّية ،وإن البيانات الشعريّة ال� تصدر يب� ي الحا� ويدها ف� ض ض الما� ،فتحيا التأزم الفكري يوالقلق والخوف فتفقد ت تت�جح ي ن ال�اث وتخرس المعارصة، ال�اث والمعارصة ،عينها ي ف� ب� تّ ي ي وتضيع معهما الحداثة المنشودة أ ت ت ال� ومهما اختلفت مفاهيم الحداثة ،تبعا الختالف مصادرها من ال آفكار وال ّنظريات والمذاهب ي ال� ولدت متعاقبة ،واختالف أماكنها ي استقت مفهوم حداثتها من بعض تلك المصادر دون بعضها الخر ،نجد اتفا ًقاعىل مبادئها :وهي االقتحام وال ّنفور من كل ما هو متواصل ،وأنّها ف� امتدادها ن المضام�ن الزم� أو الجغر ي فا� ال تزال تمتلك القدرة عىل االستفزاز وإثارة الجدل ،وأدبها يغ� واقعي ،وخال من ي ي ي النسانية ،يركّز عىل القضايا الأسلوبية والشكلية بدعوى النفاذ إىل أعماق الحياة ،وأنّها فن تحطيم الأطر التقليدية والشخصية الفردية، إ النسان الفوضوية ت ن رغبات وتب� حد ّ إ ال� ال يحدها ّ ي ي ث ث ت ال� ترخي بثقلها ي ف� ميادين الآراء المتباينة حول حركة الشعر الحدا� بضاعة من ال يملك الحدا� ،تدفعنا للقول :هل إن الشعر ف إ ي ي والشكالية ي ت ّ وال� غة ل ال عىل خارج هو ومن موهبة؟ الشعر وبالتال يجري وراء رساب تجديد وما هو ببالغه؟ اث؟ ي� ّ ي ف ث البداع يغ� إيمان بقدرة أدبنا الشعري بوجهيه :التقليدي الجواب تحمله القدرات الأدبية وبخاصة الفن والحدا� ،وما اجتماعهما ي� واحة إ فّ ي ف والحضاري الثقا� عىل تجاوز هذا الغموض والتنافر وما هو بمستحيل ي� تاريخ أمتنا ّ يّ ن البوهيمي :أساسا هو أحد مواط� منطقة بوهيميا التشيكية لوصف أولئك المهاجرين الغجر الذين جاؤوا من رومانيا مارين بمنطقة* بمع� آخر ف� فرنسا ،حيث أصبح يدل عىل أي كاتب أو فنان يميل اىل اتخاذ سلوك العيش بنمط حيا�ت بوهيمياّ ،إل أن المصطلح انت�ش ي ن ي يّ يغ� مألوف سواء كان هذا سلوكًا واع ًيا أو يغ� واع ًيا منه ،ومن ثم فنمط الحياة الغجريّة آنذاك كان بمثابة ال�ش ّ ارة الأوىل لبداية ما يعرف .»a.m.wikipidia.org.wikiبالبوهيم ّية ي ف� الأدب والفن ي ف� فرنسا وأوروبا بقلم الدكتور خليل سعد
أ ن نحك حكايات تركتا عالنية البيات ..ل�جع ي
30 | Magazine Template www.website.com
عن ض الخت�ية ما� من العمر فات ..وما بننىس ي ي ت الب� المي من ي بك� ..تنشل ّ ْ س� كانت عا ي ي ت ت الحم� اركض ح� ساعدها ..ح� ي�ش بو ي خ� تمنيت ي للج�ان الجنب البيت ..وياما مع ي ي نط� يع�ونا اياهم ساعة ..وعالحصحاصة كنا ي ي ولما عالطريق نشوف ..كيف بدنا بالكرم نطوف نتخبا من الناطور ..ووال واحد منا يشوف الس ِّدي وكانت دكانة جدي ..والبضاعة عىل ِ صابون وعلكة شامي ..ما ي ف� ِم َّنا بإيَّامي نش�ي � ِلوقية ..وع� ت ت أك� ما ِف ي ي� بي بي ب� عل� ..ويروح ب ِّ ينتبه جدي ي ّ ي يخ� ي ي اهرب لعند الجارة ..لبيتا بنص الحارة ن تخبي� ورا�.. لحكا� من يي ِتجي امي ي ي ي التدب� لمال� ..وتقول عليها ي عل� ي ي ِتلف ي ّ ي ي ن ع.شاه�// //صباح
ض الما� بصمات ي
أيام الحزن تت�ك طابعها الخاص.فهي تضع بصماتها ي ف� قلوبنا دون أن ترحل عنا علها تبعث ف� داخلنا رائحة الأمل من جديد بعد الهزيمة ت ال� تعرضنا إليها أو ي ي الألم الذي ينتابنا فالحزن يخلق نوعا من القوة ت ال� تجعل من المرء شخص قوي لينطلق من جديد ي أ بوجه التحديات والصعاب ..فالسهم مثال لينطلق بقوة اىل المام هو بحاجة للعودة اىل الوراء .فالحزن كذلك يولد فينا روح التنافس ويعطينا دافعا ال بل رادعا للخروج و تخطي هذه الأحزان نحن فقدناهم ..أجل هم رحلوا ..غادروا الحياة وسافروا رحلة السماء ..أحببناهم ..أجل تحدثنا معهم وعرفناهم ..رحلوا بعيدا بعيدا جدا ...هم يشاهدوننا من مكانهم ونحن نتألم عىل فراقهم ..هم إرتاحوا من أوجاعهم ونحن نبحث عن الدواء لنطيب جراحنا..هم مالئكتنا ي ف� السماء يسكنون ي ف� أعماقينا و يظهرون ي ف� كل لحظة نناديهم ف و� كل لحظة ال نناديهم ي أ ن عل� أرى إشتقت لهم أجل إشتقت لهم ي كث�ا إشتقت ..أحيانا أنظر اىل ال ي عال ي أحدهم ..لكن ال جدوى من نظر ي تا� ..فإنها تذهب سدى ن أن� و أننا جميعا سنذهب و نرحل برحلة السماء لكن ألم الفراق ما هو معلوم ي يكاد ن يقتل� ..أجل ن يقتل� ..ن يقتل� ي ي ي بقلم ماري ميشال اسحق
www.website.com |magazine template| 33
HUMANITY
البطالة تتفاقم ...والدولة ساكنة
خ�ة وال واسطة بدلت الحال .بقيت عاطل .عاطل ت ح� عن فهم واستيعاب إىل أي مدى ستصل بنا أزمة ال شهادة وال ب ف القتصاديّة ي� لبنان ،والدولة البطالة وقد نفّدت إىل أزمة أخرى أال وهي الهجرة .أزمة مال ّية عالم ّية تراكمت عىل المشاكل إ مغ ّيبة عن أداء واجبها .تغطى مفهوم الربح عىل معظم الجامعات والمعاهد من دون وجود دراسة شاملة لسوق العاطل� عن العمل وتحديداً الشباب البالغ أعمارهم ما ي ن ي ن ب� الخامسة ع�ش والرابعة العمل .كل ذلك رفع من نسبة ف ف تبدد كل عائق ي� إيجاد وظيفة إن الواسطة والدعمة السياس ّية يوم والع�ش ين .المضحك المبك ،وحرصيّاً ي� لبنانّ ، تتوفر ّ ّ ي أن ت ال�ضيات وتدخل السياس ّية بالتوظيف ي ف� مالك المتخرج أو العاطل عن العمل .هذا المضحكّ ،أما أمام المبك فهو ّ ّ ي ف ف ت ت ال� تتناسب وكفائته العلم ّية« .عندك الدولة أو ح� ي� القطاع الخاص تقلل نسبة أن يكون الموظف الجديد ي� الوظيفة ي واسطة ...بم�وكة عليك الوظيفة ف ث أن ال نسبة دقيقة وشاملة صادرة عن ك�ت أرقام نسبة البطالة ي� لبنان وذلك إلختالف معطيات كل دراسة وكل إحصاء إال ّ ّ ت ب� %30و %40تبدو ث ال� تراوح ما ي ن أك� واقع ّية تتبدل سنويّاً ،لذلك نجد ّ مرجع رسمي مختص ّ أن نسبة البطالة ي أ أ ي ن العامل� خ�ة إىل الواجهة آفة البطالة خصوصاً بعد رصف عدد ال يستهان به من أعادت الزمة المال ّية العالم ّية ال ي أ ن ف القتصادي ت الم�دي ض�ب قطاع اللبناني� ي� دول الخليج والدول الوروب ّية ودول شمال أفريقيا .كذلك ّ فإن الوضع إ ي لأ أ ن ن للبناني� بعد رفع الحد الد� ل جورعام 2012 تلوح ي الخدمات وبدأت أشاير البطالة ّ البطالة معضلة مزمنة نتجت عن غياب سياسة حكوم ّية واضحة لسوق العمل .فالحكومات اللبنانية المتعاقبة لم تخلق ن فرص عمل ولم تعمد عىل ي ز القتصادي القتصاد ودعم قروض القطاع الخاص تحف� النمو إ الوط� بع� إعادة هيكلة إ ي وتخقيض ض ال�ائب لل�ش كات الناشئة ...هذا «كوم» ومضاربة اليد العاملة السوريّة لليد العاملة ال ّلبنان ّية «كوم» آخر ي ن السوري� إجمال عدد السكان ،غالبيتهم من أمىس اللبنانيون ي ف� بلدهم أقل ّية بعدما تعدى عدد الغرباء %55من ي والفلسطني� ....تش� الحصاءات إىل أن ما يقارب %50من هذه ال %55هي يد عاملة ق تال� رواجاً بالسوق ال ّل ن ي ن بنا� نظراً ّ ي إ ي ي لأجرتها المنخفضة وإستعدادها للعمل ف� ت ش� الميادين ما يخفف عىل رب العمل عبء تغطيتهم الصح ّية .ألحق ي والخمس� نازح سوري عامل الأذى بالسوق ال ّل ن ي ن بنا� وبشكل خاص عند فئة الشباب إذ تضاعفت نسبة المليون والمئة ي ي ن العاطل� بينهم عن العمل خالل السنوات الست الماض ّية لتصل إىل %34 في�ز الخلل القائم ي ن ب� العرض والطلب ّ تخرج يد عاملة تبعاً لحاجة السوق ،ب إن المناهج الجامع ّية المهن ّية والتقن ّية ال ّ ف ت ن ز أن كسبب آخر للبطالة. ح� ّ وبالتال ّ فإن إختصاصات تشهد تخمة م�ايدة كالمحاماة والصيدلة والهندسة ...ي� ي ي أ والختصاصات الدبية ...ن تعا� من قلة إقبال التالميذ نظراً لغياب التوجيه اختصاصات أخرى كالتمريض والمحاسبة إ ّ ي الصادر عن المؤسسات المعن ّية والمرتبط أساساً بمتطلبات سوق العمل أ معالجة أزمة البطالة ض أهمها -ت وال� تشكل الحلول إن من خالل إعادة تفعيل دور تق� بدراسة السباب -سبق وذكرنا ّ ي ي القتصادي وس ّنها ي ن ي ن قوان� أو إصدارها مراسيم تحدد عدد العامل� الأجانب والأعمال الدولة اللبنان ّية عىل الصعيد إ المسموح لهم ممارستها وتضع رب العمل واليد العاملة ال ّلبنان ّية أمام واجباتها وتصون حقوقها ،آخذة ي ن العتبار بع� إ ن المستوى المعي�ش ي الآئق للعامل اللبنا� .كما عىل الجامعات تحليل معطيات سوق العمل سنويّاً وعىل أساس الأرقام يّ ت ال� تقل فيها اليد العاملة الصادرة تشّ جع الطالب نحو إ الختصاصات ي بقلم مريم حرب
www.website.com |magazine template| 35
الفلسفة ،كما يراها برغسون ،بحث عن حقيقة ال يمكن للعلوم أن تسعى اليها .ومطاولة الفالسفة ي ف� سعيهم ت ال� تستند اىل تضافر المباديء العقلية مع نحوها تتجاوز العقل واساليبه ب ال�هانية ،وتتعدى حدود المعرفة أي الخ�ة الحسية .واذا كانت فلسفته توصف بالحدسية ،فان تجديده ال ث ك� أهمية ،والذي يعطي الفلسفة أبعاداً ب ف ن ز تفك�ه النظري االنسا� هو الحدس جديدة عىل مستوى االنفتاح الميتاف�يقي الذي يشكل محوراً اساسياً ي� ي ي ي والعمل ي يز الميتاف�يقي عند برغسون؟ وكيف تأسست نظرته االنسانية عليه ؟ فما هو الحدس بدأ برغسون صياغة أفكاره الفلسفية ف� «المعطيات المبا�ش ة للشعور» بتحليالته للزمان والمكان بم�زاً ن مع� ي الوحدة والتعددية المرتبطة بفكرة الديمومة باعتبارها ليست فقط يغ� قابلة لالنقسام والقياس ،ولكن فوق ذلك تغ� طبيعتها ) (هي ال تنقسم إال عندما ي وبعد هذا الكتاب وضع مؤلفه ن ذاكرة، «جوهريا باعتبارها الديمومة تناول الثا� «مادة وذاكره» حيث وعيLorem ipsum dolor sit amet, an primis quodsi nam. ي ف Oratio appellantur ea per, vim ex ponderum insolens, وحرية»( ) ،وانطلق من مفهوم الديمومة بوضعها ديمومة وجدان «تبدو وكأنها ي� معزل عن الحياة المادية an duo natum placerat senserit. Illum decore vim ex, المادي� ت ي ن وعن العمل»( ) إىل الرد عىل دعوى وجدانية nusquam.حياة إمكان وجود وتنكر الوجدان، تعت� الدماغ منبع ال� ب vel te purto Erant assentior persequeris ي ف et مشكلة mel, id pri commodo tincidunt, eos novum واعية بمعزل عن الحياة العضوية .وقد عاد برغسون ي� oratio التطور المبدع» لمعالجة «التطور مؤلفه الثالث ف detraxit ex. Omnis dictas imperdiet ex vis. ت تفك�ه الفلسفي ،وقد بات هنا يرى «أنه ينبغي التسليم نهائياً بفكره التطور»( ) بيد أنه ال� اهتم بها ي� بداية ي ي تطور خالق بعيد عن الغائية والآلية .وقد جعلته فكرته عن التطور المبدع أو الخالق يستأنف «بحث فكرة الزمان والمكان الواردة ف� كتاب المعطيات لك يعالجها معالجة ث أك� دينامية ،وكذلك ،فإن ما يقوله هنا عن العنارص ي ي ض ن الكتاب� المذكورين حا�ان العصبية ودور الجسد بوجه عام من شأنه أن يذكر بكتاب «المادة والذاكرة» و»كأن ي معاً ي ف� كتاب التطور الخالق»( ) حيث أصبح بإمكاننا أن نلمس حقيقة الحدس عند برغسون ومعناه الفلسفي أ ساس ال ي ي ن المتابع� لفلسفته ،كما يقول يوسف كرم( ) ،أن هذه النظرية ال تسمح بإقامة وبعد التطور الخالق ،كان اعتقاد فلسفة أخالقية ،ولكن برغسون أخرج بعد ربع قرن «ينبوعا الأخالق والدين» فأتم بهذا الكتاب مذهبه دون أن ن المعا� ت ال� سبق له عرضها .ويؤكد الدكتور عبد الرحمن بدوي الأمر نفسه ،مالحظاً هذه ت يغ� شيئاً من الف�ة ي ي ي أ ف ت ت ن مش�اً إىل ال� اكتملت فيها عنارص فلسفته النظرية وكتابه هذا ي� الخالق ،ي الطويلة ي ال� فصلت يب� المؤلفات أ ي أ أن تكتمل بمذهب �ف أن الناس كانوا «ينتظرون أراءه الخالقية منذ زمان طويل ،لنهم رأوا أن فلسفته ال بد ي ) (»الأخالق يحول الفيلسوف انتباهه ولك تكون الفلسفة حدسية ينبغي أن ِّ إن الفلسفة ،إما أن تكون حدسية أو ال تكون .ي عن الجانب الفعل المهتم بالعالم .وعىل الرغم من أن ث اك� من فيلسوف قد قال بهذا ،كما يؤكد برغسون ،إال ي أن أحداً منهم لم يصل إىل حيث كان ينبغي الوصول ع� (Il fallait se détacher pour philosopher)( ).ينبغي التفلت واالنعتاق من أجل التفلسف هذه الحقيقة ب َّ ف ي ن أفلوط� عندما قال« :كل فعل هو إضعاف للتأمل»( ) .وقد كان ي� ذلك وفياً تعب� ،بنظر برغسون، عنها أفضل ي أ تحول لستاذه أفالطون عندما فكَّر بأن اكتشاف الحقيقة يتطلب َّ
INTEREST
ق يز ن ي� والتصوف يب� كنط بو�غسون امليتاف� احلدس ي
ت الديكار� ليس سوى مقدمة للتحليل واالستنتاج بهدف الذي يرتكز إليه كل ما ي ف� هذا العالم .وذلك لأن الحدس ي ف المعر� لحقيقة وجودنا أوالً ،ووجود هللا ثانياً ،ووجود العالم استطراداً .الثبات إ ي أ الج� عىل الهندسة ،وبه أعطى الحدس معناه الحقيقي»( ) « .ولعل أن اكتشاف ديكارت العظم هو «تطبيق ب عقل هو أساس النظام الحقيقي أهم ما تأ� به يتمثل ي ف� «إبراز ما للرياضيات من فضل ي ف� الوصول إىل نظام ي للطبيعة»( ) .ف يز الميتاف�يقية ي ف� كتاب «الأخالق» عىل طريقة و� هذا االتجاه سار اسبينوزا الذي عرض فلسفته ي هندسة اقليدس ،إذ يبدأ بتعريفات ومجموعة من المسلمات ،ومنها يستمد المجموعة الكاملة من القضايا الالزمة عنها مؤسساً بذلك مذهباً متماسكاً يقوم عىل المنهج االستنباطي ،ومؤكداً واحدية الجوهر ي ف� إطار مذهب يوحد ) ي ن (ب� هللا والطبيعة ف ف ف ف النبوة ليجد وقد سعى اسبينواز ي� كتابه «رسالة ي� الالهوت والسياسة» إىل المعرفة اليقينية ي� سياق بحثه ي� َّ «النبوة تتطابق تماماً مع المعرفة الفطرية لأن ما نعرفه بالنور الفطري يعتمد عىل معرفة هللا وحدها وعىل أن َّ أ اللهية .والمعرفة الفطرية ال تقل أوامره الزلية»( ) ،فالمعرفة الفطرية والنور الفطري «أثر من آثار الطبيعة إ ت ال� ي َّ ز تتم� به ) (»مطلقاً عن المعرفة النبوية من حيث يقينها ي Lorem dolor sit amet, an primis ipsumمعرفة الفطرية المعرفة اعتباره quodsiذلك ي ف� nam.أبعد من عرف اسبينوزا ال ُن ُب َّوة عىل أنها معرفة يقينية( ) ،ويذهب إىل يُ ِّ Oratio appellantur ea per, vim ex ponderum insolens, ن �ش المعرفة تعاليم senserit.يدرك Illumفرد أن يستطيع كل أنبياء«vimإذ an duo natum placerat decore إلهية بمع� الكلمة ،وإن الذين يقومون بن ها ليسوا ex, الفطرية ويفهمها بنفس ي ن منvel purtoاً te nusquam. Erant assentior persequeris يعرفه تمام الفطرية والمعرفة الفطري اليق�»( ) .ويوضح أن ما يقصده بالنور et mel, id pri commodo tincidunt, eos novum oratio «ذاق ي ن ع� عن النور الفطري الذي العقل المؤدي إىل المعرفة العقل»( ) .هذا الذوق اليق� اليقينيةُ ، والم ب ِّ ي ي detraxit ex. Omnis dictas imperdiet ex vis. نجده لدى كل فرد هو ما يشكِّل أساساً للمعرفة الحدسية عند اسبينوزا .وعىل الرغم من أن كالمه المتعلق بهذا ت يأ� ف� سياق بحثه ف� النبوة والوحي إال أنه ي ز يتم� تماماً عنهما من حيث ربطه كل ما نعرفه ي النور وهذه المعرفة ي ي بوضوح ي ُّ ز وتم� بطبيعة ذهننا القادر عىل المعرفة الفطرية ،والذي «ينطوي موضوعياً عىل طبيعة هللا ويشارك يتلق أي شخص وحياً من هللا دون االلتجاء إىل الكالم… وينتج عن فيها»( ) .ومن حيث أنه «باسثناء المسيح لم َّ يز ومتم�ة باالستناد ذلك أن النبوة ال تتطلب ذهناً كامال ً بل خياال ً خصباً»( ) .إن الذهن الكامل يُ ْن ِتج أفكاراً واضحة أ ف �ش و� سياق تع� عن الفكر الكمل ُ إىل طبيعته وعنها تنشأ المعرفة اليقينية ،وهي معرفة حدسية ب ِّ الم ْعطى للب .ي ف تفريقه ي ن يتفوقون ي� الذهن ويحرصون عىل تنميته تكون ب� الخيال والذهن الخالص ب يعت� سبينوزا «أن َم ْن َّ قدرتهم عىل التخيل ث يتضمن بطبيعته ي ن تتضمنه اليق� عىل نحو ما أك� اعتداال ً وأقل انطالقاً .وإن مجرد الخيال ال َّ َّ ُّ ومتم�ةز ) (»كل فكرة واضحة ي الطار الذي يندرج فيه بحث سبينوزا ي ف� موضوع الحدس معرفياً ،وهو ي ف� ذلك ال يختلف عن ديكارت. لقد بقي إ أ ف ت العمل لفكرة الحدس ي� مجال الدين ،بحيث جاءت محاولته ولعل إ ال� جاء بها هي تطبيقه أ ي الضافة الساسية ف ي يز لتفس� الوحي والنبوة ،ي� جانب منها ،مرتكزة إىل الفكار الواضحة والمتم�ة المنسجمة مع النور الطبيعي ،نور ي ف .العقل .وليس هذا النور ي� الحقيقة سوى اسم آخر للحدس إن محاولة اسبينوزا عقلنة المعتقدات الدينية ترتكز إىل الحدس باعتباره ت ال�جمة الفورية والمبا�ش ة للأساس .العقل ،أو ما يسميه اسبينوزا النور الفطري أو النور الطبيعي ي العقل ،الذي ولذلك فإن الحدس عند اسبينوزا لم يتجاوز حدود العقل ،أي أنه لم يقتحم «ذلك الميدان فوق ي ال تكون له من نتيجة إال التصوف»( ) .فالمعرفة الحدسية تختلف عن المعارف العقلية الأخرى ،كالمعرفة الناشئة ت ال� يتشارك فيها عن الحواس وتلك المرتكزة إىل الكليات ي
INTEREST
الفكر وتف ُّلته من مظاهر العالم ال أ ض ر� من أجل التعلق بحقائق العالم العلوي .إن برغسون يقبل ي للتفك� الفلسفي ،الذي يبقى عليه بعد ذلك أن يختار وسائله المناسبة من أجل الوصول .هذه الأداة هذه البداية ي ت افتقدها الفالسفة من قبله ،كما يزعم ،لذلك كانت مشكلة الفلسفة تكمن ،ح� عند هؤالء ،باعتقادهم أنه ينبغي يز الميتاف�يقيا .لم تكن للدراك مختلفة عن الحواس والوعي من أجل قيام الهروب من هذا العالم ،وإثارة ملكات إ يز ويحسه الناس ،كل الناس ،بل كان ينبغي دائماً أي من هؤالء الفالسفة ممكنة انطالقاً مما يعيه الميتاف�يقيا عند ٍّ ُّ ش «م َلكات رؤية �ء آخر .لذلك كانوا دائماً يستدعون َ مختلفة عما ) ف(») (Faculté de visionبنظرهم التحول نحو ي يمارسه الناس ي� إدراكهم للعالم الخارجي ولذواتهم ي ن الميتاف� ي ن يز اليوناني� المتأثرين بأفالطون ،حسب برغسون ،هو َم َلكَة رؤية تختلف عن االنتباه يقي� إن الحدس عند أ والدراك والحس باعتبارها عمليات نفسية تنتمي إىل الوعي .ولن كنط أنكر وجود ملكات رؤية متعالية عند إ يز الرادة ،والنفس ووجود هللا، النسان ،فإنه اعتقد باستحالة الميتاف�يقيا أي المعرفة اليقينية بموضوعات حرية إ إ أ ف لأن الحدس عنرص أساس � معرفتنا وهو هنا يغ� ممكن .ولعل ذلك يشكل ،كما يرى برغسون ،الفكرة ال ث ك� عمقاً ي ي ف ت ز الميتاف�يقيا ممكنة ،فإن ذلك يكون يل« :إذا كانت ي ال� يلخصها لنا برغسون كما ي ي�أ نقد العقل المحض ،وهي ي لن الجدل يؤدي بنا إىل فلسفات متعارضة تثبت القضية (Dialectique)( )،وليس بجدل ) (Par une visionبرؤية ن العقال�» الذي يقود (L’intuition superieure)،وحده الحدس الأعىل (Antinomies)،ونقيضها أي «الحدس ي للميتاف�يقيا أن تكون .إن النتيجة ال أ ث يز يز ك� وضوحاً للنقد الكنطي ،إذاً ،هي الميتاف�يقية يتيح إىل إدراك الحقائق آ ت أك� خدمة ) (L’au délàأن بي�هن بأننا لن نستطيع اخ�اق العالم الخر إال بواسطة رؤية ما .وهذه النتيجة تشكل ب ئ ن نها� أنه «إذا كانت أداها كنط ،كما يرى برغسون ،للفلسفة التأملية ؛ ذلك أنه من خاللها ي َّ ع� بوضوح وبشكل ي يز حدس»( ) .وبعد إثباته أن الحدس هو وحده الذي يمكن أن الميتاف�يقيا ممكنة ،فإن ذلك ال يكون إال بجهد ي يز الميتاف�يقيا ،أضاف أن هذا الحدس مستحيل يُدخلنا ي ف� عالم ألح برغسون عىل القول إن الحدس ن يز الميتاف�يقيون عندما يع� شيئاً آخر يختلف عما ذهب إليه الفالسفة لقد َّ ي لك ندرك حقيقة الحدس ينبغي أل آَّ نبحث عن أرض أخرى يغ� أرض الوعي ذاته، ب اعت�وه َم َلكَة رؤية ،وأشار إىل أنه ي .وعن قوة أخرى يغ� قوة االنتباه ذاته
الحدس :من ديكارت اىل هيوم - يز ميتاف�يقية) يؤسس رينيه ديكارت ،أبو الفلسفة الحديثة ،لنوع من الحدس يرتكز إىل الطبيعة ي ف� كتابه (تأمالت وحدها ،بعيداً عن التحليل واالستنتاج ف إن البحث الأصل ،وهو البحث عن وجودي ،عن ن ت كيا� يجد ُمس َتقره ف� ي ن ال� اليق� ي َّ ي ي ي الحدس المتمثل ي� «الخواطر ي ن و َّلدها ن ت ت وال� ذه�، أستمدها من كيا� .بحث ديكارت هذا قاده، ُّ طبيع� وحدها»( ) عند العكوف عىل البحث عن ي ي ي ي كما يقول جان فال( ) ،إىل حقيقة وجود كائن مفكر يدرك الوجود ي ف� فكره بطريق الحدس أي إدراكاً فورياً إن إدراك حقيقة الشك هو إدراك حدس لحقيقة الفكر ،حقيقة الكائن الموجود ،بنظر ديكارت « ،هذا ال�ش ي ء ي الذي يفكر أي الذي يشك ،ويدرك ويتذهَّ ن ،ويث ِّبتت ،وينفي ،ويريد ،ويرفض ،ويتخ َّيل ،أيضاً ويحس ف المعر� .فالوجود سابق للمعرفة به أياً ولكن حدود الحدس تَقف هنا عند ديكارت ،أي ال تتعدى إطار التأسيس ي كان نوعها ،ولذلك يمكن القول إن ديكارت لم يتوصل إىل فكرة الحدس المؤسس للوجود ،أو الوجود المتأسس ف ف يز المعر� دون أن يهتم أو يلتفت إىل الأبعاد الميتاف�يقية الطار عىل الحدس ،لذلك بقيت فكرته منحرصة ي� إ ي للحدس .إن الفلسفة الديكارتية تؤكد لنا وجودنا ك�ش ي ء ي ف� هذا العالم ،حقيقته تشكل باباً إلثبات وجود هللا
أ ف حس لأن الحقيقة عنده تنحرص ي ف� المعر� الذي تستند إليه فلسفة هيوم هو إن الحدس ي بالدرجة الوىل حدس ي أ ف لك يكون مقبوال ً ينبغي له أن يستند إىل أساس ثابت االنطباعات الحسية والفكار المتولدة عنها؛ وكل بناء معر� ي ي ي ن الحدس المبا�ش الذي ت َّتسم به االنطباعات الدراك ومت� يستمد حقيقته من إ ي ال بد من تجزئة كل التصورات ،كما يرى هيوم ،من أجل الوصول إىل الأحاسيس البسيطة لمعرفة ما إذا كانت تتطابق مع الواقع .وهنا يكمن دور الحدس ،ففي هذه المطابقة ال مرجع لنا سواه التأث� الذي يمكن أن ربما كان هيوم «اذىك الشكاك جميعاً ،ومن يغ� شك هو أبرزهم جميعاً من حيث مدى ي يكون لمنهج الشك فيما يتصل بإثارة الفحص ال أ ساس عن العقل»( ) ولكن أخطاء هيوم الشكيه من وجهة نظر ي الدجماتيقي� ،وهو أنه لم يتأمل ف� كل ت كنط «تنجم عن عيب ت ي ن ال�اكيب القبلية للذهن يش�ك فيه كل ي ت ال� أثارها هيوم عن مصدر فكرة العلية ،واستطاع أن يجعل من هذه المشكلة لقد استفاد كنط من المشكلة ي الخاصة مشكلة عامة»( ) .ينبغي ،إذاً ،تصور مسألة السببية بعموميتها ،أي ضمن إطار السعي إىل إيجاد ٍّ حل ئ يز الميتاف�يقيا نها� يتعلق بكل ي يز يز ميتاف�يقي ميتاف�يقيا كنط؟ وهل هناك حدس فأين هو موقع الحدس من هذه المحاولة ،وما هي أهميته ي ف� Lorem ipsum dolor sit amet, an primis quodsi nam. يز الميتاف�يقا؟ عنده يمكن له أن يُدخلنا إىل عالم Oratio appellantur ea per, vim ex ponderum insolens, an duo natum placerat senserit. Illum decore vim ex, vel te purto nusquam. Erant assentior persequeris et mel, id pri commodo tincidunt, eos novum oratio detraxit ex. Omnis dictas imperdiet ex vis.
الحدس :ي ف� فلسفـة كنـط- انطلق كنط ف� موقفه من نظرية المعرفة من نقد تياري نز ال�عة العقلية ورائده ديكارت الذي أسس معرفة الحقائق ي ت نز ال� كان هيوم أبرز ممثليها ،وهي تقوم عىل اعتبار «ان التجربة الحسية عىل العقل وحده ،وال�عة التجريبية ي ن يع� انها تنشأ عن هي ينبوع كل الحقائق والتصورات»( ) .إن فكل معرفة عند كنط «تبدأ بالتجربة ولكن هذا ال ي م� ي ن التجربة»( ) ،والحدس يلعب دوراً أساسياً � نظرية المعرفة عنده ،فهو ي ز ب� الحساسية والفاهمة باعتبارهما ي ض ت ز اعت�ت من هذه التم� أف� إىل القول بأن «جميع معارفنا إذا ما ب ال� تنشأ عنهما المعارف ،وهذا ي الملكتان ي الجهة تكون أما حدوساً أو أفاهيم»( ) ،وإذا كانت المعرفة ض التم� ي ن تقت� ي ز ب� المادة والصورة ،فإن الحساسية، ي أ ت ال� تترصف بها الفاهمة وتخضعها باعتبارها ملكة الحدوس ،تصدر المعارف الوىل أي هي تقدم المادة ي لقواعدها وافاهيمها يز الميتاف�يقيا علماً ،شأنها ي ف� ذلك شأن الرياضيات .ومساحة الحدس ي ف� ذلك بقيت لقد سعى كنط إىل جعل ف المعر� فقط؛ وهذا ما يُظهره ،بوضوح ،مؤ َّلفَه الرئيس «نقد العقل محدودة ي ف� إطار البداية ،أي إطار التأسيس ي يز الخالص» ،وملخصه الذي شاء كنط أن يعطي له اسماً ذا داللة هو« :مقدمة لكل ميتاف�يقيا مقبلة يمكن أن يز تص� علماً»؛ القناع بالحجة والدليل ،وليس مجموعة من الأحكام فالميتاف�يقيا ينبغي أن تكون علماً قادراً عىل إ ي أ أ ف ت ز ال� لن ينشأ عنها ،ي� أحسن الحوال ،سوى اعتقادات ميتاف�يقية لم تسهم قيد ي الدوغماتيكية ،هذه الحكام ي يز أنملة ي ف� تقدم الميتاف�يقيا منذ أيام أرسطو يز الميتاف�يقيا ي ف� البداية دوغمائياً ،أي أنها ي ف� سعيها لحل مشكالت العقل المحض ،وهي «هللا لقد كان منهج والحرية والخلود»( ) ،حاولت بثقة تحقيق الهدف دون أن تتفحص مسبقاً «قدرة العقل أو عجزه أمام م�ش وع ضخم كهذا
INTEREST
أ ت ال� تتكشَّ ف لنا ي ف� أعىل مراحل كل الناس ،ولكنها تبقى مع ذلك «معرفة أ عن طريق العقل لتلك الحقائق الزلية ي تأملنا الفلسفي ،وأهم هذه الحقائق الزلية هي الوحدة الشاملة للطبيعة وخضوعها كلها لنظام ي ن قوان� واحدة أ خ� من المعرفة لقد بقي الحدس عند سبينوزا مجرد معرفة مختلفة عن المعرفة االستداللية ،ولكن هذا النوع ال ي ي ف� وسعه «أن يوصل بطريقته الخاصة إىل النتيجة ذاتها»( ) ،أي معرفة الماهية الكلية للأشياء بوصفها حقيقة أزلية .وبذلك فإن المعرفة الحدسية عنده ما هي إال «طريقة أخرى من طرق استخدام العقل تختلف عن الطريقة وتبص يصل إليه العقل ي ن ح� يعلم أنه يعكس ي ف� داخله االستداللية ،وربما كانت هي ي التعب� عن أبهى إدراك ُّ ي ن قوان� الطبيعة ي ف� مجموعها لقد كان من الصعب عىل أية فلسفة عقالنية أن تتجاوز حدود العقل ،وكان ض�ورياً لها ،ي ف� الآن نفسه ،أن ترتكز أ أ ت عقل أن يستند ال� ال بُ َّد لي استدالل ف ي إىل الحدس باعتباره طريقاً إلثبات النور الفطري والبديهيات الساسية ي ت ال� ال تنطلق من وجود العقل كأساس ُم َس َّل ٍم به للمعرفة جرت ي� موقفها من إليها؛ ولكن الفلسفة الحدسية ي الحدس مجرى آخر ولعل هيوم أبرز َم ْن يمثله أ أ ف الحساسات، الدراك عند هيوم هي االنطباعات وعنها تنشأ الفكار؛ وتضم االنطباعات إ إن الساس ي� عملية إ والعواطف ،واالنفعاالت عند ظهورها ف� النفس ت لت�ك فيها صور خافتة ت َُس َّمى بالأفكار .وبذلك تكون الأفكار ي أ ف واالنطباعات من طبيعة واحدة ،واالختالف الوحيد بينهما يكمن ي� القوة والحيوية .ولن االنطباعات سابقة أ ت للأفكار ،فإنها تشكل ع َّل ًة لها ،والذات ُّ ال� ترتبط بطريقة خاصة، تنحل إىل مجموعة من االنطباعات والفكار ي ي ن ويستدعي بعضها بعضاً وفقاً لقوان� مع َّي َنة
الم َو َّح َدة عن إقامة عالقة سببية لقد عجز هيوم ،الذي اتَّخذت فلسفته هذا المنحى القائم عىل نفي فكرة النفس ُ ي ن الحس، ب� الموجودات ،ذلك أن فلسفته لم يعد بإمكانها أن تت�ك مكاناً إال لنوع واحد من الحدس هو الحدس ي وإطاره االنطباعات المبا�ش ة وما يتو َّلد عنها من أفكار ب� أي ي ن ليست العالقة السببية ي ن كال�ودة وتجمد الماء مثالً ،عالقة ض�ورية؛ فمن أين تستمد ض�ورتها طالما طرف� ،ب ي ن الطرف� إذا هي مرهونة بالمالحظة الحسية وحدها .وهذه المالحظة ال تقود إال إىل التوقع ،توقع حدوث أحد آ ض ن ت خ�ناها فيما م� ،ونتو َّقع ال� ب حدث الخر .وبذلك ،فإن ما يُ َّ سمى بالعالقة فالسببية ال ي يع� سوى «المصاحبة ي لها الحدوث ف� المستقبل عىل نحو ما حدثت � ض الما� ي ي ي ف عقل يثبت وجود مبدأ أو مقولة كالسببية ،فالحدس الذي يشكل المبدأ أو ال مكان ي� ف فلسفة هيوم لحدس ي تعدى ذلك فإنه ال يتعداه المنطلق ي� عملية المعرفة هو ما يتعلق إ بالدراك المبا�ش لالنطباعات الحسية؛ وإذا ما َّ ف إال إىل العالقة ي ن معر� خالص باعتباره إدراكاً لهذه العالقة وما ينجم عنها من بناءات عقلية ب� فكرة وأخرى ي ف� إطار ي بغض النظر عن طبيعة صلتها بالواقع .ويتبدى ذلك بشكل خاص ي ف� ميدان الرياضيات ِّ يز والحقيقة أن فلسفة هيوم ال يمكن لها أن تت�ك أي مكان للحدس الميتاف�يقي ،وتدعو اىل حذف الأقوال أ يز تمت إىل العالم الخارجي بسبب [كما هي ي ف� الرياضيات مثال ً] الميتاف�يقية ،لنها «ليست مجرد تحليالت فكرية ال ُّ خ�اتنا الحسية وال هي معتمدة عىل ب أ ت يز وبذلك ،فإنه ال مجال إلرساء أي أساس ال� ميتاف�يقي للحدس يجعله قدرة عىل اكتناه حقيقة الشياء وجواهرها ي أ أ نوعي المعرفة ،أي االنطباعات والفكار تند عن المالحظة الحسية ،وال تخضع ي بالتال ل ٍي من ْ
يْ ن حال معرفة تامة سوى نمط حدسنا أي حساسيتنا الخاضعة أبداً ل�ش المالزم� أصال ً للذات. طي المكان والزمان ْ يز الميتاف�يقية بوصفها معرفة مطلقة خارج وما قد تكون عليه الأشياء ي ف� ذاتها لن نعرفه أبداً»( ) .إن المعرفة أ أ مب�ي ،ولسوف تبقى الأشياء إطاري الزمان والمكان ال يمكن أن تخضع لي صورة من صور الحدس المحض أو ال ي ْ أ ف ف ف العص عىل العقل ،عالم الشياء ي� ذاتها المقفَل ي� ذاتها عص َّي ًة عىل قدرتنا المعرفية ،ومقيمة ي� ذلك العالم ُ ي الحدس ي ن ب� كنط وبرغسون -
كب� بالتحليل الذي قدمه كنط لموضوعي الزمان والمكان وارتباط الحدس بهما .وقد بلغ انشغل برغسون إىل حد ي اهتمام برغسون بفلسفة كنط حداً يجعل قاريء نصوصه يعتقد أن الفلسفة انتهت عند كنط لتبدأ من جديد مع برغسون ،يظهر ذلك بشكل خاص من خالل تحديده ن لمع� الحدس ،وربطه بمفهوم جديد للزمان ،والفصل التام ي ن مفهومي الزمان والمكان ب� ْ مفهومي الزمان والمكان بالأساس الجوهري فمنذ رسالته الأوىل ،وهي المعطيات المبا�ش ة للشعور ،ارتبط تحليل ْ لفلسفته وهو فكرة الديمومة ،واتَّخذ ي ف� ذلك مرتكزاً أساسياً له ي ف� فلسفة كنط .فما هو مفهوم الحدس عند Lorem ipsum dolor sit amet, an primis quodsi nam. برغسون؟ وما هي طبيعة عالقته بالمكان والزمان والديمومة؟ Oratio appellantur ea per, vim ex ponderum insolens, اع�اض برغسون ال أ إن ت an duo Illum decore ex, natumكنط، placeratانه ،أي senserit.ناجم عن فلسفة كنط، vimوردا ي ف� والمكان كما مفهومي الزمان ساس عىل ْ ي vel te purto nusquam. Erant assentior persequeris يْ ن يْ ن بالحدس. الحساسية eosصورتا باعتبارهما المفهوم� اعت� هذين ب َ كتانet mel, id المدر pri commodo tincidunt, والدورnovum، متجانس� ،من حيث الطبيعة oratio ف ن detraxit ex. Omnis dictas imperdiet ex vis. ظهر االختالف الجوهري يب� الزمان والمكان من خالل صلتهما اهتم بشكل ولكن برغسون َّ أساس ي� فلسفته بأن يُ ِ ي بالديمومة والحدس ففي معالجته لحدس المكان نراه يتعرض لمسألة معرفة ما إذا كان يتم احتساب لحظات الديمومة ،من خالل نقاط ف� المكان ،ليؤكد أنه من الممكن ف� الزمان ،ف و� الزمان وحده ،مالحظة التتابع الخالص والبسيط ،وليس ي ي ي والضافة اللذان يفضيان إىل مجموع ميدانهما المكان؛ يغ� أنه من الممكن ،كما الضافة؛ فالجمع إ الجمع أو إ يقول( ) ،أن نتصور اللحظات المتتابعة للزمان بشكل مستقل عن المكان والخلط ي ن ب� الزمان والمكان من حيث طبيعتهما الجوهرية ،وهذا ما وقع به كنط ،يجعلنا «عندما نتحدث عن الزمان نفكر غالباً بمحيط متجانس حيث وقائع وعينا تنتظم ي ف� الصف وتتجاوز ،كما ي ف� المكان ،وت َّتحد لتكون تعددية متمايزة»( ) .لذلك ال بد من ف تال� هذا الخلط والبحث عن الطبيعة الحقيقية للزمان المختلفة جوهرياً عن ي المكان .ف ويص� ذاته بجهد و� سبيل ذلك يعمد برغسون إىل دعوة الوعي إىل أن يعزل نفسه عن العالم الخارجي، ي ي ف ت ال� يتساءل عما إذا كان لها «أية تجريدي دقيق ،وذلك ي� سبيل الوصول إىل الديمومة الحقيقية ،هذه الديمومة ي صغ�ة بالمكان عالقة ولو ي لقد أقام كنط والمتأثرون به ،بنظر برغسون ،ي ز تمي�اً جذرياً ي ن ب� مادة التصور وشكله .وذلك لأن كنط فصل المكان أساس ي ف� واعت� ،ي ف� ما يسمى بالشكل ال َق ْب يل للحساسية ،أن الحدس هو الفعل الذي يقوم بشكل عن مضمونه ،ب ي »«تصور مكان فارغ ومتجانس وغ� محدد وسط أو محيط متجانس ي إن المكان ،كما تصوره كنط ،يُحدد بوصفه متجانساً وهذا معناه أن «كل َ يصبح مكاناً»( ) .ولأن التجانسية ترتكز هنا إىل فقدان كل صفة فمن يغ� الممكن رؤية كيف أن ي ن شكل� من التجانس يتمايزان أحدهما من الآخر
INTEREST
يز الميتاف�يقيا تمثلت ي ف� البحث ي ف� إن نقطة البداية ي ف� فلسفة كنط الساعية إىل تفحص العقل وقدراته أمام مشاكل الأحكام التأليفية ال َقبلية .وإذا كانت الأحكام الرياضية من هذا النوع ،فذلك لأنها تتمتع ض بال�ورة من جهة ،ولأنه ْ من الممكن فيها «االستعانة بالحدس الذي وحده يجعل التأليف ممكناً»( ).ولكن ما هو الحدس برأيه ؟ إنه ،كما يحدده ف� الأستطيقا ت سمى ال�انسندالية ،ذلك الذي يكون «عىل صلة بالموضوع بواسطة إ الحساس ]و[ يُ ّ ي أمب�ياً ي
ستمد بالتجربة من الحس صورتان محضتان ،وهما :المكان والزمان ؛ ولهذا الحدس فتصور المكان «ال يمكن أن يُ َّ ُّ ي عالقات الظاهرات الخارجية ،بل إن التجربة الخارجية عينها ليست ممكنة إال بواسطة ذلك التصور»( ) .وبذلك فإن ستم َّداً من التجربة الخارجية ،تجربة الوعي أو الذات ت ال� تقابل الأشياء ي ف� العالم الخارجي، المكان ليس مفهوماً ُم َ ي أ بل هو «تصور ض�وري َق ْب يل يشكل أساساً لجميع الحدود الخارجية»( ) .فإذا كنا ندرك الشياء الخارجية إدراكاً مبا�ش اً بوصفها ظاهرات متجسدة أمام الوعي بكل مواصفاتها كاللون والشكل والطعم ،وما إىل ذلك ،وهذا ما يمكن أن يُط َلق عليه الحدس الحس ،فإن المكان ليس ُملحقاً بأي ش �ء من الأشياء .وإذا كنا نستطيع أن نتصور ي ي ف المكان بدون أية ظاهرة محددة موجودة فيه ،فإننا ال نستطيع أن نتصور ي� إدراكنا لظاهرات العالم الخارجية ت وجود أي ش صور� الحدس المحض باعتباره «قدرة الحساسية عىل �ء دون المكان( ) .وما الزمان والمكان سوى ي ي أ ف امب�ية … والحدس تلقي االنطباعات الحسية عن الشياء ي� ذاتها ،فإذا حصلت االنطباعات سميت حدوساً ي �ش حس دائماً الب ي هو حدس ي هذا ما نستنتجه من تحليل المعرفة الحسية ،وما نتأكد منه أيضاً من خالل المعرفة العقلية المتمثلة بالرياضيات، ذلك أن جميع المبادئ الهندسية «ليست ُم ْس َت ْن َت َجة البتة من أفاهيم عامة للخط والمثلث بل من الحدس ،وذلك َق ْبلياً ي ن وبيق� ض�وري أ ن أ وهكذا ي َّ ن الحس وهو مصدر مب�ي أو شكل� :الول هو الحدس ال ي يتب� لنا أن مفهوم الحدس ،عند كنط ،يأخذ ي ي كل معرفة بالعالم الخارجي ،وهو يختص بإدراكنا المبا�ش لموجودات العالم الخارجي وبه تبتدئ كل معرفة .أما ن أمب� ي ن ي� ،أي أنهما ليسا من الثا� ،فهو الحدس المحض المرتبط بتصوري المكان والزمان؛ فهذان التصوران ليسا ي ْ ي المفاهيم المجردة ،بل هما صورتان َق ْبليتان للحساسية تمثالن الحدس الذي يقيم فينا َق ْبلياً ،أي قبل أي إدراك إسمي الزمان والمكان ،وعندما يتصل بالموضوعات لموضوع»( ) .إن الحدس المحض يقيم ي ف� الذات ويحمل ْ أمب�ياً .فما المكان سوى صورة محضة لجميع الحدوس لك يتم من خالله إ الدراك ،يصبح حدساً ي الخارجية ،ي دراك الخارجية ،وما الزمان سوى صورة محضة لحدسنا الباطن .فالزمان والمكان ،بنظر كنط ،هما صورتا نمطنا إ ال ي الدراك، ولننا يمكن أن نعرف المكان والزمان ق ْبلياً ،أي قبل تحقق إ والحساس بشكل عام هو مادته .إ المحض ،إ أ مب�ي ،وبه تصبح معرفتنا بعدية فهما يحمالن إسم الحدس المحض؛ أما إ الحساس فهو يرتكز عىل الحدس ال ي يل نستنتج مما سبق ما ي أ ت ن أوالً :إن الحدس ال ينفصل عن داع لوجودهما أو تناولهما - صور� الزمان والمكان ،وهاتان ال ي خ�تان ال مع� وال ٍ يْ ت ال� تربط الكائن بالعالم الخارجي معرفياً ي بالتفك� إال باعتبارهما الصلة ي يز يز ثانياً :عدم وجود حدس ميتاف�يقي يستطيع الوصول بنا إىل قلب عالم الميتاف�يقيا ،وتقديم معرفة - مبا�ش ة ويقينية بحقائقه؛ ذلك ،إنه بنظر كنط مهما رفعنا من درجة حدسنا ،ومهما أصبح هذا الحدس واضحاً نق�ب ث «فلن ت أك� من قوام الأشياء ي ف� ذاتها .ذلك أننا ال نعرف عىل أي
ت خارج إطار الديمومة الحقَّة ويفسح المجال واسعاً أمام حجج ال� تمنع أخيل من تجاوز السلحفاة. (زينون) ي ف ولكن ارتباط الديمومة بالحدس المبا�ش هو ما ي ِّ ن يب� لنا أن الحركة ي� الديمومة ،والديمومة خارج المكان»( ). ف و� ذلك وحده يمكن تفنيد تلك الحجج ي �ش تخل المكان لتصور رمزي بالحدس وحده بت�ز الديمومة للوعي مبا ة« ،وتحافظ عىل هذا الشكل طالما هي ال ي مستخ َلص من االمتداد»( ) .فالتصورات الرمزية ،وما يرتبط بحياتنا االجتماعية من أهمية عملية ،تجعلنا نميل إىل ت ال� ال الص�ورة الدائمة ،ي نع� عنها باللغة»( ) ،ذلك ما يبتعد بنا عن ي لك ب ِّ «تصليب انطباعاتنا ي ص�ورة الشعور ي يمكن إدراك حقيقتها إال حدسياً أن حباً عنيفاً ،أو لحناً عميقاً يجتاحان ذاتنا يحمالن معهما ألفاً من العنارص المختلفة ،ولكنها «تتمازج ،وتتداخل، أد� ميل إىل التخارج إحداها بالنسبة للأخرى .ف دون إطار محدد ،ودون ن و� ذلك تكمن أصالتها»( ) .وذلك ما ي ٍَْ ص�ورة يجعل الشعور ذاته كائناً يعيش وينمو ويتغ� استطراداً بدون توقف ،تلك هي حقيقة الديمومة باعتبارها ي ي َّ أ أ ف ت ال� يتم فيها هذا الفصل يفقد تتداخل لحظاتها دون أية إمكانية لفصل إحداها عن الخرى ،لنه ي� اللحظة ي الشعور حيويته ويتحول الزمان ،بوصفه نوعية ي ز ُرصف فيه الحاالت تتم� بالتلوين وال تقبل التجانس ،إىل مكان ت َ الخالدة جنباً إىل جنب ،فتفقد روحها وأصالتها ولكنها تصبح «قابلة ت واستطراداً .)Lorem شخصية»( dolorال بالكلمات لل�جمة ipsum sit amet, an primis quodsi nam. Oratio appellantur ea per, vim ex ponderum insolens, المجتمع بكل َّيته أي تصبح انطباعات يتم الشعور بها باعتبارها معطاة من an duo natum placerat senserit. Illum decore vim ex, nusquam.يكمن ف � vel te purto assentior persequeris اعتباره Erantوإن خطأه ديمومة؛ بوصفها وهكذا ،فإن كنط لم يستطع ،برأي برغسون ،أن يفهم حقيقة الأنا ي et mel, id pri commodo tincidunt, eos novum oratio الزمان مكاناً متجانسا ،وذلك منعه من مالحظة أن الديمومة الحقيقية تتكون من لحظات متداخلة الواحدة detraxit ex. Omnis dictas imperdiet ex vis. أ يز التمي� ذاته تع� عن نفسها بالمكان .وهكذا فإن بالخرى ،وعندما تأخذ شكل التجانس فإن ذلك يعود إىل أنها ب ِّ الذي أقامه ي ن ب� الزمان والمكان ،يعود ي ف� العمق ،إىل مطابقة الزمان مع المكان ،والتمثيل الرمزي للأنا مع الأنا ذاته .لقد حكم بأن الوعي يغ� جدير بإدراك الوقائع السيكولوجية بطريقة أخرى يغ� وضعها جنباً إىل جنب، متناسياً أن المكان حيث تت�اصف هذه الوقائع وتتمايز إحداها عن الأخرى هو ض بال�ورة مكان وليس ديمومة ف ف� المكان يمكن للظواهر ي ز الطالق إلعادة الف�يائية أن تنتج من جديد ،ولكن ي� الديمومة ال إمكانية هناك عىل إ ي ت إنتاج الحاالت نفسها؛ فالديمومة ال يمكن الرمز إليها إذاً بوصفها مكاناً تجري فيه الحاالت النفسية م�اصفة كما الأشياء ف� المكان .ف و� هذا الخلط ي ن ب� الديمومة الحقيقية ورمزها تكمن ،حسب برغسون( ) ،قوة المذهب ي ي أ أ ف ف الكنطي وضعفه ي� الوقت ذاته .فلقد تخيل كنط الشياء ي� ذاتها من جهة ،وتخيل من الجهة الخرى زمانا ومكانا ي ن متجانس� تنعكس من خاللهما الأشياء ي ف� ذاتها ،فأ َّدى ذلك إىل والدة الأنا الظاهرة من جهة ،ومن الجهة الأخرى التم� ذاته ي ن الأشياء الخارجية .إن الزمان والمكان ليسا فينا وال خارجنا ،ولكن ي ز ب� الخارج والداخل هو أثر لهما. لقد كان للمذهب الكنطي الأسبقية ف� إعطاء التفك� الأمب�ي أساساً صلباً ،ف و� أن يجعلنا نتأكد من أن الظواهر، ي ي ي ي بوصفها ظواهر قابلة لأن تُعرف بالشكل المناسب .ولكن المذهب الكنطي ألغى كل إمكانية للمعرفة المط َلقَة �ف َ ي أ أ ف ف فصله ي ن بالمكان االستغناء عن اللجوء إىل الشياء ي� ذاتها لو أن العقل ب� الظواهر والشياء ي� ذاتها .لقد كان إ أ يخ�نا بأن ال�ش ي ء ي ف� ذاته ،يغ� القابل لك ب العمل الكاشف عن الواجب لم يتدخل عىل طريقة التذكر الفالطونية ي ي ض للرؤية ،هو حا� وموجود هذا ما انتهى إليه برغسون ي ف� «المعطيات المبا�ش ة للشعور» ،وما عاد إليه مرة أخرى ي ف� «الفكر المتحرك» ،مؤكداً بذلك أهمية النقد الكنطي ف� ي ز تحف�ه لبناء مذهبه الخاص ،وذلك من خالل السعي إلعادة االعتبار ي ت يز للميتاف�يقيا انطالقاً من هذا النقد .فهو إذ يع�ف لكنط بأهمية
INTEREST
وإذا كانت التجانسية ي ز تم� المكان فما هي حالها ي ف� الزمان؟ إن التجانس ي ف� الزمان ،بوصفه وسطاً يغ� محدد ومختلف عن المكان ،يكتسب شكال ً مزدوجاً ،بنظر برغسون، ذلك تبعاً للتعايش أو للتتابع الذي يملؤه .إننا عندما نجعل من الزمان محيطاً متجانساً تجري فيه حاالت الوعي الواع ي ف� تصور للمكان ،حيث الأشياء المادية المتخارجة والمحددة كل منها بالنسبة للآخر ،والخارجية نقع بشكل ٍ ف ت ال� ثبتت الحدود فيما بينها .ولكن وقائع الوعي ،ت ح� المتتالية بالنسبة لنا ت َّتخذ ي� تجانسية المكان الفواصل ي َّ تع� عن النفس بكليتها ت ح� ي ف� الأبسط بينها .من هنا يبدو متاحاً التساؤل عما «إذا كان َّ منها ،تتداخل ويمكن أن ب ِّ الزمان الذي يتم تصوره عىل شكل المكان المتجانس ال يصبح مفهوماً هجيناً يعود إىل التدخل المتطفل لفكرة المكان ي ف� ميدان الوعي الخالص ليست فكرة المكان من نفس طبيعة فكرة الزمان إذاً ،بل إن الخلط ي ن ب� هذين التصوريْن هو ما يقود إىل الوقوع ف� الأوهام بدال ً من التوصل إىل الحقيقة؛ هذه الحقيقة ت مستقرها ي ف� فكرة الديمومة باعتباره الفكرة ال� تجد َّ ي ي أ ت ز الشارة هنا إىل أن الوصول إىل هذه الفكرة يغ� متيرس لقارئ تم� فلسفة برغسون .وال بد من إ ال� ي ِّ الساسية ي لتصور ْي الزمان والمكان نصوصه إال من خالل نقده َ فالديمومة ترتبط بالزمان ارتباطاً فريداً ،وتتمايز عن المكان تمايزاً ال يجوز الخلط فيه .انطالقاً من ت ال�ابط والتمايز، هذين ،يتأسس ف� فلسفة برغسون تصوران للديمومة :الأول خالص من كل خلط أو مزج ،ولو بشكل خفي ي ن ب� ي تصور ْي الديمومة والمكان ،وعنه تنشأ فكرة «الديمومة الخالصة تماماً وهي الشكل الذي ي َّتخذه تتابع حاالت وعينا َ ض ت ن نفسها تعيش»( ) ،أي عندما تكف عن إقامة أي فصل يب� الحالة الحا�ة والحاالت ) (Notre moiعندما ت�ك أنانا السابقة ت ال� تعيشها .ففي الديمومة الخالصة تتابع الحاالت دون تمايز ،وتتداخل وتتماسك بحيث تبدو كل ي واحدة منها قابلة لأن تمثل الكل .إن وجود الديمومة ي ف� هذه الحال يكون وجوداً متشابهاً ومتغ�اً ي ف� الوقت ذاته، ي ولكنه ال يحتمل ف� الوقت عينه ن أد� فكرة عن المكان ي ف أما التصور ن الثا� فإنه ينشأ عن إدخال فكرة المكان ،عىل غفلة منا ،ي� تصورنا للتتابع الخالص الذي تمثله ي أ ن الديمومة ،وذلك عندما نتصورها من خالل رصف حاالت وعينا إحداها إىل جانب الخرى ف�اها متآنية ،وال نرى ف أ ف ونع� عن الديمومة باالمتداد ،ويأخذ التتابع بالنسبة إحداها ي� الخرى .وباختصار فإننا «نُسقط الزمان ي� المكان ب ِّ لنا شكل خط م َّتصل حيث تتالمس الأشياء دون أن تتداخل ال� هي ف� أساس فكرة المكان ال ينبغي أن تُنسب إىل الديمومة بأي حال من الأحوال ،لأنه ف إن التجانسية ت «� َ ي ي ي اللحظة ت ال� ندخل فيها القدر الأقل من التجانسية إىل الديمومة فإننا ندخل فكرة المكان»( ) ،وبإدخالنا فكرة ي المكان ي ف� الديمومة فإنها تفقد جوهرها باعتبارها ي ف� داخلنا «سياق من التنظيم أو التداخل المتبا َدل والمتواصل لحاالت الوعي تلك هي الديمومة الحقيقية ،ديمومة الأنا يغ� المتجانسة والبعيدة تماماً عن تصور المكان .وهكذا فإن كنط قد الم ْد َركان حدسياً ،وعىل نفس النحو من اعت� جانب الصواب تماماً ،بنظر برغسون ،عندما ب تصور ْي الزمان والمكانُ ، َ ِق َبل الحساسية كفيالن ي ن لك ال يبقى، بتأم� كل المادة المطلوبة للمعرفة من خالل التماس مع العالم الخارجي ،ي ئ النها� ي ف� إطار قوالب الفاهمة ومقوالتها بعد ذلك ،إال أن تأخذ المعرفة شكلها ي ت ن الطار الرمزي فإن فكر� الزمان والمكان هو تشابه رمزي فقط منشؤه فكرة التجانسية ،وخارج هذا إ إن التشابه يب� ي َ ْ تصور الزمان ال ي َّتخذ بالنسبة إىل وعينا مظهر المكان المتجانس حيث الحدود ت تتال أو تتابع ما تجعل ال� تفصل ٍ ي لأ أ ف تعب�ا عن االنتقال من الشياء المرصوفة بالمكان «تتخارج إحداها بالنسبة ل خرى»( ) .وإذا كانت الحركة ي� المكان ي وضع إىل وضع آخر يليه ي ف� مكان متجانس قابل للقسمة رياضياً ،فإن ذلك يتم
الميتاف�يقيا ت يز الميدان سوى ميدان ال� أعاد إليها برغسون االعتبار من خالل مقاربته لها ،من حيث لم يحتسب ي أ ف كنط والفالسفة الكبار .فهو لم يتخذ العقل ومقوالته وصوره أساساً ي� ذلك ،بل لجأ إىل الداة الصالحة لهذه اللغاء أو االستبدال أو التعسف. المقاربة وهي الحدس ؛ ولكنه يبقى عىل الدوام حريصاً عىل االبتعاد عن فكر إ أ إن للعقل ميدانه ،وللعلم أهميته ،ولكن الحدس أيضاً جدير باالهتمام ،بل لعله الجدر بالنسبة للوجود ال ن تكامل اىل حد بعيد نسا� ،وذلك ي ف� إطار فكر إ ي ي ف التفك� الفلسفي ،يعقد برغسون و� سبيل التوسع ي ف� عرض فكرته عن هذا الحدس الذي يؤسس لنوع جديد من ي ي ي ف� كتابه (الفكر والمتحرك) فصال ً بعنوان الحدس الفلسفي يبدأه بالقول بأن كل فلسفة ال بد أن تمتلك وعياً بوظيفتها ودورها ،وبأن الفلسفة ث أك� الممارسات الفكرية دقة وتنظيماً ،لذلك ال يليق بمن َّيدعي التفلسف أن ال يراعي الدقة ي ف� أهدافه وأهمية دوره .وذلك لن يكون بتكرار ما سبق أن قيل من قبل بعبارات مختلفة .إن أهمية أ صل فلسفة ما ،وما ينبغي أن يبحث عنه عند الفيلسوف هو «بساطة حدسه ال ي أ ن يب� عليه ،وما يُ نب� عىل البسيط يكون نجاحه هذه البساطة هي ُّ لب الفلسفة وجوهرها ،هي الساس الذي ف ي مكتمال ً إن بقي ي ف� إطار البساطة .وما التعقيد الذي نصادفه ي� مذهب الفيلسوف إال حالة يمكن فهمها من خالل ت ن ن ال� فلسفة المع� فإن للتعب�anعنه. يستعملها ي كلLorem ipsum بهذاdolor sit amet, primis quodsi nam. إرجاعها أ إىل عدم التناسب يب� حدسه البسيط والوسائل ي سوىeaالطريقة ت Oratio الفلسفيper, vim ex ponderum ال� insolens,وما المذهب المو ِّلد. بها يع� appellanturب هي بالصل حدسية لو نظرنا إليها من زاوية الحدس ُ ِّ ي an duo natum placerat senserit. Illum decore vim ex, الفيلسوف عن هذا الحدس vel te purto nusquam. Erant assentior persequeris pri commodo tincidunt, eos novum oratioتet mel, id هذا من جهة ،ومن جهة أخرى ،فإن الحدس ي ز dictasالسالبة قوته بالضافة إىل ما سبق ذكره ،بفر ال� يش ِّبهها يتم� إ ادة َّ Omnisي detraxit ex. imperdiet ex vis. أ أ ت برغسون المعت�ة ال� تبدو بديهية ،والتأكيدات ب بشيطان سقراط ،لنها تواجه الفكار الشائعة والمقبولة والقضايا ي ف لك تهتف ي� أذن الفيلسوف قائلة :مستحيل علمياً ي الم َو ِّلد للمذهب الفلسفي (L’intuition generatrice)( )،ال بد من العودة ،إذاً ،إىل الحدس البسيط ،الحدس ُ أ لن مصدر القوة ي ف� أي مذهب فلسفي إنما تكمن ي ف� مركزه أي الحدس ذاته؛ وعنه ينشأ التيار أو االندفاعة ُمش ِّكال ً والمجردات ت لتفك� الفيلسوف شكال ً محسوساً .والعالقة ي ن ب� فلسفة ما والفلسفات السابقة ال� تعطي ي المفاهيم ُ َّ ي أ والمعارصة ال ت تف�ض تصوراً لتاريخ المذاهب ،فالفلسفة ال تصهر الفكار القديمة ي ف� بوتقة مذهب أعىل ،وال ف أصل ُم َو ِّلد للأفكار تأخذ أفكاراً موجودة مسبقاً ي «لك تدمجها ي� فكرة جديدة»( ) ،بل إن لكل فلسفة جديدة حدس ي والمفاهيم والتصورات ،أي للمذهب الفلسفي الجديد ال�غسونية مع الهيغلية ،ت وح� مع كل طريقة ديالكتيكية»( ) ،فليس السلب (Laيالحظ «جيل دولوز» «تنافر ب أ ت ال� نبحث عنها عبثاً للقيام بمصالحة ) (l’antithèseوالنقيضة ) (la théseوليست الطروحة négation)، ي منطقية ،هو ما يقودنا إىل الحقيقة ،ذلك لأنه لن يمكن يوماً صنع ش �ء بواسطة مفاهيم أو وجهات نظر .ان ي «التفك� ي ف� االختالفات ي ف� الطبيعة بعيداً هو الديالكتيك عاجز ،من وجهة نظر برغسون ،لأن الجوهري بالنسبة له ي ) (»عن كل شكل من أشكال السلب ان االختالف ي ف� الطبيعة ،وانبثاق الجديد يغ� المتوقع يجعل الفلسفة تتطور باالستناد إىل روح البساطة ت الذي يمثله الحدس المرتبط بالديمومة ،والذي يبعد الفلسفة عن البناء ال� تجري ي العقل المجرد للمفاهيم ي المصالحة بينها منطقياً ي ف� عالم بعيد عن عالم الحياة الحقيقي عالم حدس الديمومة
إن روح البساطة هي ما يشكل جوهر الفلسفة برأي برغسون؛ وكل تعقيد فيها هو سطحي ،وكل بناء هو ثانوي، (Philosopher est unوكل ترتيب هو مظهر .وبكلمة تخترص كل ذلك يمكن القول إن التفلسف هو فعل بسيط ) ()acte simple
INTEREST
يز وتغ� آخر ،يغ� اللذيْن تصورهما كنط ومن تكون الميتاف�يقيا مستحيلة إذا لم يكن هناك أزمنة أخرى ،ي ي ن ي ن والتغ� «إىل وحول الوعي ،مع هؤالء ،الزمن عقالني� أم سبقه من الفالسفة، ي حولت الحواسَّ ، تجريبي� .لقد َّ أ ف غبار لتسهيل فعلنا ي� الشياء»( ) .وما يدعو إليه برغسون هو تفكيك فعل الوعي والحواس هذا من أجل إرجاع لك تكون لدينا معرفة من جنس جديد ،وذلك دون الحاجة إىل استدعاء َم َلكات جديدة ،هي إدراكنا إىل أمصادره ي ي ف� حقيقة المر يغ� موجودة ميتاف�يقيا تتمتع بما يكفي من ي ن يز تغ� ليس طبيعة معرفتنا فالوعي والحواس كافيان لتأسيس اليق� ،من شأنها أن ي ِّ ف ز فالميتاف�يقيا ليست ترفاً عقلياً بالعالم فحسب ،بل معرفتنا بأنفسنا أيضاً ،وبأهمية وجودنا ي� هذا العالم. ي واالستغناء عنها ال يخدم الفلسفة وال النسان .ف و� إعادة االعتبار إليها ،كما يبدو من محاولة برغسون ،خدمة إ ي ن نسا� من جهة أخرى أساسية لجوهر الحياة باعتباره جوهر وجود العالم من جهة ،والوجود إ ال ي ولعل االختالف ي ن ب� برغسون وكنط يكمن ي ف� هذه النقطة ،ذلك أن برغسون يؤسس معرفة الديمومة ،بصفتها يز يز ميتاف�يقية عىل الحدس ،بحيث بات حدس الديمومة عنواناً أساسياً للميتاف�يقا عنده ،وعليها تتأسس معرفة ف ز ن الميتاف�يقي انكر قدرة العقل عىل الخوض ح� أن كنط الذي استبعد تماماً وجود الحدس ي النتائج العملية ،ي� ي ف البقاء عىل بعض المعا�ن ن يز ي ف� مسائل الحن� إىل إ الميتاف�يقا دون الوقوع ي� النقائض ،ولكنه «كان يشعر بنوع من ي ي يز البقاء عليها إال عن طريق الأخالق الأساسية ي ف� الميتاف�يقا ،وسعى لذلك جهده ،لكنه لم يستطع إ نفسه ؛ وهو ،برأي برغسون( إن العالم الذي يُدخلنا إليه وعينا وحواسنا عادة لم يعد سوى ظل للعالم ) ،بارد كالموت ،كل ش�ء فيه منظم لمالءمتنا ف� ض حا� يبدو بأنه يكرر نفسه باستمرار .ونحن فيه نعيش اللحظة ي ي ف ض التفس� .فلنتوقف عن وامحى؛ ونرى ي� الذكرى واقعة غريبة تستدعي الآنية ،ونتحدث عن ي الما� وكأنه زال َّ ي حا� كثيف ومرن ،ض ذلك ،ولنتماسك كما نحن ف� حقيقتنا ،ف� ض حا� يمكن أن نمده بشكل المحدود نحو الوراء ي ي ف أك� ث مبعدين ث فأك� الحجاب الذي يق ِّنعنا أمام ذاتنا .فل ُن ِعد إمساك العالم الخارجي ،ليس فقط ي� سطحيته، ف ض ض بالما� المبا�ش الذي يضغط عليه ويطبعه بتياره ؛ بذلك نتجاوز الحا�ة ،ولكن ي ف� عمقه واتصاله و� اللحظة ي ي العلم الذي ال تهدف تطبيقاته إال إىل مالءمة وجودنا وإعطاءنا الوعد بالراحة واللذة ض ت ت ولكن الحا� المرن المتفاعل مع ال� نعيش فيها وال� ي ِّ الفلسفة المستندة إىل الحدس ،ي تغ� نظرتنا إىل الطريقة ي ف ض الحية ،هذه الفلسفة يمكن لها أن تعطي وجودنا معناه الما� ي� حركة عضوية متصلة من خالل الذاكرة ي ) (La joieوهدفه الأسمى ،وأن تعطينا حينذاك ليس اللذة أو المنفعة وإنما الفرح أمب�ية كانت أم عقالنية. ان دعوة برغسون ال يمكن حرصها ي ف� إطار المراجعة والنقد للفلسفات السابقة ،ي ي ن وإذا كان موقفه من فلسفة كنط ،باعتبارها أ َّلفت ي ن الكث� من صفحات مؤلفاته ، ب� االتجاه� ،قد استغرق ي واحتوته نصوص الفتة ف الشارة إىل أن محاولة كنط ت من بد فال عمقها، ال� كانت تنحو بالفلسفة علمياً ،وهو � إ ي ي الذي عاش عرص التنوير وعبادة العقل ،هذه المحاولة قد أخذت مداها واس ُت ْنفدت عندما لم يعد تطور العلوم تي�ك مكاناً الئقاً للفلسفة ،وال سيما بعد أن سادت نز ال�عات العلموية ي ف� القرن التاسع ع�ش ،بحيث بات الناس ال ن ينتظرون أن تأتيهم اكتشافات العلوم كل يوم بجديد عن الأسئلة ت نسا� وأقلقته. ال� طالما شغلت العقل إ ي ي لم يرض برغسون للفلسفة هذا الموقف التابع والملحق والهام�ش ي حيث ال يتيرس لها سوى الجلوس ي ف� زاوية ف ت الضافة .لقد لك تمارس دورها ي� النقد أو إ مظلمة م�قبة إنجازات العلوم ،وتأسيس المناهج العلمية الجديدة ي للنسان عن ميدان العلم وجد برغسون ميداناً أصلياً للفلسفة ،هي فيه يغ� ُمنا َز َعة ،وهو ال يقل أهمية بالنسبة إ وإنجازاته ،وما هذا
لقد لجأ أرسطو ،كما يرى برغسون( ) ،إىل تذويب كل المفاهيم بمفهوم واحد؛ وجعله مبدأ شمولياً للتفس� ي يز الميتاف�يقي للوجود ،ذلك هو مفهوم هللا باعتباره فكر الفكر .ولقد سارت الفلسفة الحديثة ي ف� هذا االتجاه ف ن فاعت�ت هللا مبدأ ً ليس له من ش�ء ت ويش� مش�ك مع ما هو المكمل لما بدأه أرسطو ي� هذه الفكرة ،ب إنسا� .ي ي ي برغسون إىل أن هذا النوع من الفلسفة يحصل له أحياناً أن يسمي هللا كائناً ،ولكنه ،ي ف� الواقع ،ال يرى آالمنا ويصم آذانه عن صلواتنا ُّ يز يز بميتاف�يقيا أرسطو ت ُِرجع الأشياء إىل مفاهيمها ،وتُع ِّلب كب�، إن الميتاف�يقيا الحديثة المتأثرة ،إىل حد ي أ أ ف ت ش �ء .وهنا، ال� ،من خاللها ،يُ َّ المفاهيم الواحدة ضمن الخرى ،أ ي لك تصل ي� النهاية إىل فكرة الفكار ي فس كل ي برأي برغسون( ) ،تكمن الخطيئة الصلية للمذاهب الفلسفية ،إذ أنها تعتقد بأنها تعلمنا ما هو المطلق عندما ن ش �ء ما ،وتفقده عندما يتم تطبيقه عىل كل تعطيه إسم أاً .ولكن الكلمة يكون لها مع� محدد عندما تدل عىل ي ) (Visionالشياء .فالحقيقة هي ،أن الوجود ال يمكن أن يعطى إال َّ من خالل التجربة ،وهذه التجربة تسمى رؤية أو إدراك خارجي بشكل عام عندما يتعلق الأمر بموضوع مادي ،ولكنها تأخذ إسم الحدس ) (Contactأو تماس عندما تطلق عىل الفكر إىل أين يقود هذا الحدس؟ Lorem ipsum dolor sit amet, an primis quodsi nam. Oratio appellantur ea per, vim ex ponderum insolens, الحدس وحده يستطيع أن يجيب عىل ذلك .إنه ،كما يرى برغسون ،يمسك خيطاً وله وحده أن يرى إذا كان هذا an duo natum placerat senserit. Illum decore vim ex, أ persequerisف الخيط يصعد إىل السماء أو يقف عىل ش السماء، الصعود إىل Erantأي assentiorالأوىل، و� الحالة vel te purto nusquam. �ء من المسافة من الرض .ي ي وبرغسونet mel, id pri commodo novum ال� يؤسسها oratio ت يز يعتقد tincidunt,المطلق، eosسعيهم إىل فإن التجربة الكبار ي ف� المتصوفون الميتاف�يقية تتصل بتلك ي detraxit ex. Omnis dictas imperdiet ex vis.
يز الميتاف�يقيا المتأسسة عىل المفاهيم العقلية المجردة من جهته «أن الحقيقة هي هنا»( ) ،وليست عند ف يز النسانية. إن التجربة صو� ترفعنا فوق الوضعية إ الميتاف�يقية من شأنها أن تؤسس لفلسفة حدسية ذات طابع ي فما هي ركائز هذه التجربة ،واتجاهاتها؟ يز ميتاف�يقية فردية ال تتجه إىل عقل الفرد ومفاهيمه لتأسيس المعرفة المطلقة ،بل هي تسعى إىل إلغاء إنها تجربة ن ن النسان .فالقيمة المسافة يب� ما هو إلهي وما هو إنسا� ،وذلك بإطالق االنفعاالت الخالقة والمبدعة لدى إ ي النسان ليست للعقل النقدي ،أي ذلك الذي يفهم ويناقش ويقبل أو يرفض فحسب ،بل للعقل الك�ى عند إ ب ن «والبداع يع� انفعاال ً قبل كل ش فالبداع أو االبتكار ،وإن كان عقلياً ،فإن االنفعال هو الجوهر المبدع إ �ء»( ) .إ ي الكامن ف� أعماقه لأنه يهو ما يحدث ذلك الزلزال الذي يعصف ف� الأعماق فيكون سبباً لكل ما يبدع من أفكار �ف ُِْ ي أ ي أ ي ف ف الدب والفن ،ومن اكتشافات ي� العلوم ،ومن انفتاح ي� الخالق والدين ال ن نسا� ي ف� مختلف المجاالت. إن التجربة الصوفية عند برغسون واضحة االتجاه ،فهي تسعى إىل إطالق إ البداع إ ي أ ف ت ت ال� تشكِّل ي� جوهرها فإنسانية إ النسان مرتبطة بقدرته عىل كرس الطر ي ال� تمنع حريته وتحد من انطالق حركيته ي النسان ،وكل ركون أو ركود يع� عن حقيقة إ جزءاً ال يتجزأ من حركة الوجود بأكمله .فكل ثبات إنما هو مظهر ال ب ِّ أو ت ز ال�ام بالأطر الثابتة ال ينسجم مع جوهر الحياة .إن االستقرار والثبات ،عندما يهيمنان عىل الحياة ،يجعالن بالنسان الذي يبحث لوجوده عن ن صمت القبور يسود فيها ،ف� ي ن مع� .ولن والبداع هما ما يليق إ ح� أن الحركة إ ي ف والبداع إال َّ االنفعال ،وهو ال يبلغ منتهى عمقه إال َّ ي� التجربة الصوفية يؤجج هذه الحركة إ ت بالنسان ال� ترتقي إ هذه التجربة الصوفية تجعل النفس تنفتح وت َّتسع وترتقي إىل عالم روحي محض :إنها الوثبة ي ن السكو� إىل الحرك .بالتجربة الصوفية ترسي الحماسة ي ن من الوضع ب� النفوس رسيان الحريق ،وتتحرك فيها قوى ي ي الدفع والجذب ،وذلك ما ال تستطيع أن تفرسه أية فلسفة
INTEREST
هذا الفهم لجوهر الفلسفة ،ولطبيعة فعل التفلسف ،كما ينبغي أن يكون ،يقود إذا ما تعمقنا فيه إىل ن تغت� الحياة ويدخل إخراج الفلسفة من المدرسة ،وتقريبها من الحياة .بهذا يعود للفلسفة اعتبارها ،وبه ي النسان دائرة الفرح إ ُدخل الفلسفة ي ف� الحياة ،وكيف ن ُِبعد التفلسف عن مجرد معرفة علمية أو عملية؟ تجيب فلسفة برغسون كيف ن ِ ب� الفلسفة والحدس ،بحيث تغدو الفلسفة ض عىل هذا السؤال ،من خالل الربط المبا�ش ي ن بال�ورة حدسية ولكن هدفهما (Usuelle).هناك نوعان من المعرفة ،كمه يرى برغسون ،المعرفة العلمية ،والمعرفة المألوفة ف أ كرهَ ة عىل أن تأخذ واحد ،هو ي «تحض� فعلنا ي� الشياء»( ) .والمعرفة عندما تكون مرتبطة بالعمل ،تكون ُم َ أ الأشياء ي ف� زمن جامد ،ميت مسحوق ،حيث تتبع لحظة من اللحظات الخرى دون ديمومة ،وحيث تغدو الحركة والص�ورة بشكل عام سلسلة من الحاالت( ) .إن معرفة والتغ� سلسلة من الصفات، «سلسلة من المواضع ، ي ي تعتمد عىل زمن موهوم ال بد لها أن تنطلق من الثبات لتعيد تأليف تقليد للحركة لتستبدله بالحركة ذاتها .وإذا أردنا أن نذهب مبا�ش ة إىل الحركة ذاتها متس ِّل ي ن ح� ي ف� ذلك بفكر يتم َّتع بكل ما ينبغي أن يكون عليه من التوهج الحدس، والحدة ،فإن علينا أن نلجأ إىل الحدس ،باعتباره وحده يقودنا إىل الديمومة الفعلية .إن الفكر والتوتر َّ ي أ أ الذي ينهل من ي ن يقدم لنا المعرفة الفلسفية الحقيقية بالشياء ،لنه قادر عىل أن يجدها مع� هذه الديمومة ِّ وغ� قابل لالنقسام .إن االرتباط ال ينفصم ي ن ب� الحقيقة (أي الأشياء) ي ف� زمنها الفعل الذي يسيل بشكل م َّتصل ي ي أ ش وغ� قابلة للقسمة ،لتدلنا عىل �ء من الشياء عندما تظهر بوصفها متصلة ي والحدس ،ولكن أية حقيقة؟ إنها أي ي ) ( الطريق نفسه الذي يقود إىل الحدس الفلسفي أ ت ت وال� ال ترتبط بزمنها ارتباطاً جوهرياً ،ولكن حيث للعلم أن يهتم بالشياء الثابتة الخامدة الميتة ي ال� ال تدوم ي الص�ورة ،وحيث توجد الحياة ،فإن الحقيقة ال تكون إال حدسية توجد ي التجربة الحدسية والتصوف - يز الميتاف�يقية النسان عىل إدراك الحقائق أكد برغسون إمكانية التجربة الصوفية العتقاده بوجود قدرة لدى إ أ المطلقة .فهو يعتقد «أن ملكة الحدس موجودة حقاً عند كل واحد منا ،ولكنها مغطاة بالوظائف ال ث ك� منفعة للحياة»( ) .وال شك بأن المقصود هنا هو ما هو ث النسان ي ف� حياته اليومية أك� منفعة للحياة العملية ،أي ما ينفع إ من أمور عملية تجعله يغ� قادر عىل التفلت من أرس الحياة اليومية ،بما فيها من متطلبات تمنع تحليقه ي ف� سماء ت يز الميتاف�يقيا واالق�اب من عالم التأمل ولأن االرتباط ي ن أساس ي ف� فلسفة برغسون ،فإنه كان حريصاً عىل انتقاد ب� وجود هللا والمعرفة الحدسية ي ت يز ال� أهملت الحدس واعتمدت عىل المفاهيم العقلية ي ف� محاولتها لمعرفة هللا الميتاف�يقيا الحديثة ي يز الميتاف�يقيا الحديثة ،المتأسسة عىل العقل وحده ،تمتلك أمانا وثقة ي ف� الحكم يشبه ذلك الذي يمتلكه إن ف يز الالهوتيون ي� استنادهم إىل الوحي .ولم يكن لهذه الميتاف�يقيا ،برأي برغسون( ) ،أن تنطلق من أساس آخر يغ� ي ن يز العقل يجنبها الوقوع ي ف� دوغمائية عقلية تشبه دوغمائية الالهوتي�؛ ذلك أنها ،أي الميتاف�يقيا الحديثة عملت أ ت ال� خارج إطار التجربة عىل مفاهيم مجردة ،وذلك ما ألزمها أن تتعلق بمفهوم يتضمن كل فالمفاهيم الخرى ،ي يمكن استنتاجها منه ،وتلك كانت ،بالضبط ،الفكرة ت يز كونتها عن هللا ،بحيث بات هللا ،ي� هذه الميتاف�يقيا ،فكر ال� َّ ي ف المعر� لهذا العالم عىل العقل الفكر أو علة العلل؛ ولكنها علة تدير ظهرها للعالم وال يقتضيها سوى التأسيس ي ومفاهيمه
ت ال� تنت�ش من حولهم عىل شكل إشعاعات تفيض حماسة، إن رجال ي الخ� العظماء ،ذوي االنفعاالت المبدعة ي ض قاوم يعيشون معنا ،نستح�هم بالفكر ونتواصل مع تو ُّقدهم ،فننساق مع حركتهم بانجذاب ال يُ َ ٍ إن قوة هؤالء الرجال ،ورس انجذاب الآخرين إليهم إنما تكمن ف� التصوف بأبسط ن معا� هذه الكلمة ،أي باعتبارها ي ي طريقة يتم من خاللها اكتساب الأخالق عن طريق المحاكاة بشخص المتصوف واالتحاد الروحي معه ،وهو ن اللزام الخلقي ،عندما اتحاد يصهره االنفعال ،وفيه من المعا� ما يفوق كل المستويات العقلية .وال شك أن إ ي أ ف تعب�اً ع� فيه ي يع� عن خيار الفرد المتجسد ي� عمل يُ ب ِّ يكون عن طريق االقتداء والمحاكاة ،يأخذ طابعاً فردياً لنه ب ِّ الكراه حراً ،بعيداً عن الضغط الخارجي أو إ أ لللزام أن ينشأ ،كما يقول برغسون( ) ،عن الفكرة المحضة لنها ال تؤثر عىل إرادة الفرد إال َّ (Idée pure)،ال يمكن إ بقدر ما يروق له أو يعجبه أن يقبلها ويضعها موضع التنفيذ .فال بد ،إذاً ،من قوة تقيم وراء الفكرة يصدر عنها فعل إرادي القبول ،ليتحول إ اللزام إىل ٍ اللزام الخلقي عىل ركائز إن التجربة الصوفية ،بما فيها من مبا�ش ة تجعلها خارج إطار التأويل ،هي ما يؤسس إ الحقيقيون ،كما يقول برغسون ،ينفتحون ببساطة إىل العقل عن تأسيسها .فالمتصوفون يعجز التصور ي آ ف Lorem amet, an primis الدفق الذي يجتاحهم ،فيشعرون أن � داخلهم شيئاً nam. عىل ipsumخرين dolorإىل ال sitمنهم ينساب الدفق quodsiوهذا أفضل منهم. ي Oratio appellantur ea per, vim ex ponderum insolens, senserit.منهم Illumكل واحد داخل vimالحب ex,هذا جديد كل َّياً (Emotion)، ،شكل قوة دافعة من الحب .وما عنيفan انفعالduo سوىnatum placerat decore ف محبوباًvel te purto nusquam. منهم Erantكل واحد assentiorيجعل الصو� الذي النسانية إىل مقام جديد .إنه الحب وقادر عىل أن يحمل الحياة إ persequerisي آ et mel, id pri commodo tincidunt, eos novum oratio النسانية .وكذلك فإن هذا الحب يمكن، لذاته ،وبواسطته ،ومن أجله تي�ك الخرون أنفسهم تنفتح عىل حب إ detraxit ex. Omnis dictas imperdiet ex vis. أيضاً ،أن ينتقل بواسطة شخص ما متعلق بهم ،أو بذكراهم الباقية ح َّي ًة من خالل مطابقته لحياته مع المثال كب� ،أو واحد ممن يقتدون به ،يجد صداه عند هذا أو ذاك من بيننا، الذي يجسدونه .وإذا كان كالم متصوف ي أ لك يستيقظ؟ أَفليس ذلك ،يتساءل برغسون( ) ،لن من الممكن أن يكون فينا متصوف نائم ينتظر المناسبة فقط ي االل�ام بالفعل ال أ ق فما استيقاظه ،إذاً ،أي فما انرصافه بوعي وحرية ي ْ ن قريب� من التلقائية إىل ت ز خال� ،إال َّ استجابة ي لنداء شخصية صوفية ذات رؤية كاشفة لحقيقة الحياة الأخالقية ،أو لأحد المقتدين بها ،أو ربما ي ف� بعض الظروف تكون شخصيته هو ،هي مصدر االندفاع إىل الفعل لأن هذه الظروف عملت بشكل أو بآخر عىل إيقاظ المتصوف الكامن فيه وتأث�اتها ي ف� الحياة االنسانية ،هي ما يجعلنا نتجاوز ي ف� فهمنا مسألة كيف يلزم المجتمع إن التجربة الصوفية ،ي ق يع� عن تطور الحياة الذي الأفراد إىل كيف يستطيع الفرد أن يحكم المجتمع ،ويحصل منه عىل تحول أخال� ،ب ِّ ي يُشيع اندفاعة جديدة تساعد المجتمع ي ف� تقدمه إىل الأمام
شحيتل الدكتور عبده ي آ النسانية الجامعة اللبنانية – كلية الداب والعلوم إ
INTEREST
ت ال� ي ز النسان .ولكن «كل ما يستطيعه يتم� بها إ عقالنية .ال شكَّ بأن العقل هو السمة ،ذات القيمة السامية ،ي العقل هو أن يورد حججاً ،وهذه الحجج من المباح دوماً أن يُر َّد عليها بحجج أخرى ،فيجب أال َّ نكتفي بالقول إن العقل الموجود ف� كل منا يفرض علينا ت اح�امه ،وينال خضوعنا ِلق َيمه السامية ،بل يجب أن نضيف إىل ذلك أن ي أ النسانية ح َّلة اللوهية ،فطبعوا العقل ،بطابع إلهي .وهؤالء هنالك ،وراء العقل ،الرجال الذين أسبغوا عىل إ المثال ،ي ف� نفس الوقت الذي نخضع فيه لضغط المجتمع الواقعي»( ) .بهذا هم الذين يجذبوننا إىل المجتمع ي ن ي ن بقوان� الجماعة المغلقة وقواعدها .إنهم للنسانية عامة ،وال يبالون المع� ،هؤالء الرجال يس ِّنون القواعد إ ف المبدعون الحقيقيون لفكرة ال أ َّ ت النسان المعارصة المتأسسة ال� أخذت مداها ي� المسيحية ،وفكرة حقوق إ خوة ي كب� ي ن «مث ٍَل أعىل يقدمه للناس حكماء ،وإن كانوا تجسدها التجربة الصوفية .والفارق ي ب� َ عىل ُمث ٍُل إنسانية عليا ِّ بالعجاب ،ي ن وب� مثل أعىل يقذف إىل العالم رسالة ُم تْ َ� ً عة حباً تب�ش بالحب حقاً جديرين إ ن فمع� ذلك أن الدفعة الحيوية حققت ف� فرد ي َّ ن مع� مرحلة من تطور الحياة .وما عندما تنبثق النفوس الممتازة، ي المع�ة عن الجوهر المبدع للحب ،وهي تنت�ش فيما يث� النفوس ،كما يرى برغسون( ) ،هو تلك العاطفة المبدعة ب ي ف واللزام ،بل تقوم عىل جذب حولها فتبث الحماسة وتجر المجتمع ي� حركتها .وتلك حركة ال تعرف شيئاً من القهر إ قاوم يكاد ال يُ َ أ ن ت ن النسانية مب� عىل الحماسة إ ال� تتجه نحو الغوار إ والفرق شاسع يب� إلزام قائم عىل القهر ،وانجذاب ي النفعالية ي الحميمة أ ش �ش اللزام لك تحقق إ �ء مبا »( ) ،ال تحتاج إىل المفاهيم واستخدام الفكار ي إن «التجربة الصوفية ،من حيث هي ف ي .وإذا كانت الفكرة المحضة ال تفعل � إرادتنا إال َّ بنسبة ما ض نر� أن نقبلها ،ونضعها موضع التنفيذ ،فإن ي ف ت ي ن ي ن الحقيقي� ،كما يرى برغسون ،يفتحون أنفسهم للموجة ال� تجتاحهم فيستشعرون ي� داخلهم بذلك المتصوف� ي يع� بهم ليكتسح الآخرين؛ وما هذا التيار سوى اندفاعة حب تعطي ) (Elan d’amourالتيار الهابط الذي يريد أن ب أ النسانية ن يز الميتاف�يقي تتم من خالل ذلك التيار الهابط من العىل، مع� جديداً .فعالقة الفرد المتصوف بالعالم إ ف يز المتم� � داخله ،فتتأجج لديه مشاعر الحب ،ت ز ويه� وجدانه من عالم السمو واالرتقاء ،الذي يستشعره الفرد ي آ ف اه�ازاً عنيفاً لأن المحبة المتأججة فيه تبحث عن االنطالق منه لتنت�ش � الخرين .إنه فيض المحبة ،إذاً ،ما ي ز تز يم� ي ال ن نسا� الممت ئ ل حباً هو ما يدل عىل بلوغ التجربة الصوفية مداها المتصوف .والسلوك إ ي كيف يحدث ذلك؟ لماذا يتأثَّر المتصوف بتيار المحبة الذي يسود الوجود؟ ولماذا يؤثِّر ي ف� الآخرين؟ أ ف النسان ،كل إنسان ،وهي تنتظر َم ْن يوقظها .وعندما يناديها تيار ذلك لن شخصية صوفية تغفو ي� أعماق إ المحبة ،تستجيب للنداء لتتفاعل مع ما يخلفه هذا النسان مع إيقاع الحياة ،الذي ينسجم عىل مستوى إ .التيار من سمو وخلق جديد وإبداع إن التجربة الصوفية ،ت النسان من مجرد العيش لك يرتقي إ ال� تعيشها النفوس المتمايزةَّ ، وسعت حدود العقل ي ي آ ف ع� عن مصلحة الجميع ،إىل كائن ترفعه وثبة ي� جماعة يتبادل فيها المنافع مع الخرين ،ويسودها إ اللزام ُ الم ب ِّ النسانية كافة الحب إىل إ تخلق التجربة الحدسية ،كما يرى برغسون( ) ،عندما تبلغ أقىص مداها ي ف� التصوف ،أفراداَ يكون ظهورهم بمثابة ف خلق إلنسان فريد يصل معه الدفق الحيوي ي� أوقات متباعدة ،إىل نتيجة ما كان لها أن ٍ (La poussée vitale)، النسانية .إن إنساناً محدداً ،فرداً منفرداً بتجربته الحدسية الخاصة ،يمثل واحداً تتحقق دفعة واحدة لمجموع إ ويع� بشكل أصيل (Les âmes privilegiés)،من النفوس ي َّ ز المم�ة يجسد ما َّتم الوصول إليه بفعل تطور الحياة ،ب ِّ ِّ النسانية عامة .عن اندفاعة من الحب تحمل نفسها إىل إ
INTEREST
أكتب لبغدا َد ِ الجريحة ُ
الذبيحة أك ُتب ادة ِ للكر ِ ّ
َ السالم مدينة قتلوك يا للوريد من الوريد ْ ِ ِ َ العظام مدينة ال أ َّئم ِة يا ْ ف الكراد ْة هناك ي� ّ سمعت شيخاً بائساً يقول الصبحُ ،ص ْب َح العيد عند ذهبت َ ُ ِ لأ ت ش�ي ثوباً من السوق هناكْ الوحيد لو َلدي ْ ذاهب لك ّن ن ي� كما َتر ْو َن الآن ،ي نإ� ٌ لأ ت الكفن ش�ي له ْ يلم ِقطَعاً وجارنا لل آ َن َ مازال ُّ ُ إبنه الفقيد من ِ
الشهيد إبن ِه ْ من ِ وجدت من إبنها سوى جارتُنا ما ْ
الحليب ينة ق ِّن ِ ْ ودم ِه ِوقطعاً من ثغره ِ ف ّلما ْ قربها تزل موجود ًة ي� ِ كأنه يبحث عن حليبه ن إب� جائعاً قد مات ي موته؟ فهل أنا أشبع َ بعد ِ الحيط كانت ٌ جثة وقرب ذاكَ ِ َ
الدم ينبض فيها ْ لكن كما ترى تقوم من تريد أن َ ْ كأنها ُ جديد ْ
تأت س ّيارة إ سعاف لم ِ ال ِ ولن ت تأ� إىل هنا!! ي أ العيد وصول رت قبل ْ تفج ْ لنها َّ ِ أنظر إىل الضحايا ْ
يا سيدي
عمر الورو ْد ُ أعمارها ُ أزرارها!! لك ّنها بالموت ما تُف َّت ْ حت ُ
ْ الطفل أنظر لذاك ْ ف كتابُه ّلما ْ يده يزل ي� ِ
أزرارها!! لك ّنها بالموت ما تُف َّت ْ حت ُ ْ الطفل أنظر لذاك ْ ف كتابُه ّلما ْ يده يزل ي� ِ ورأسهُ مقطو ْع ُ عمره كتابُهُ ينبئنا عن ِ للخامس ابتدا�ئ كتابُهُ ِ ي أنظر فتلك ْ طفلة ْ رأسها وردتُها البيضا ُء فوق ِ قد أصبحت حمراء يا سيدي جميعها حمرا ْء ألواننا ُ ْ نخيل كان العر ُاق ك ُّلهُ فيه ال ترى َ واليوم ِ دم المذبوح والقتيل إال ّ َ ْ المرتزقة نؤمن أن شع َبنا سيطر ُد لكننا ُ ي ن القدير باسم الخالق ألقادم� ِ ْ الناس لين�ش وا لك َ َ يعيش ُ الموت ،ي ي ف� القبور يا سيدي ٌ جميلة وشع ُبنا جميل بال ُدنا وجرحنا جميل ريب نؤمن َ يا سيدي ُ دون ْ المظلوم ظالمه ال ّبد ْ ْ يقتص من ِ أن َّ يا سيدي المخلص العظيم سيظهر ي ف� ديننا ُ ُ مسجد فيه أبوه من ٍ سامرا ْء ي ف� حضن ّ فِ ونحن ي� صالتنا ندعوه يك يقوم عج ْل عىل ظهوركْ « ّ عج ْل عىل ظهوركْ يا ابن الحسن ِّ ْ َ الدجال لتقتل ّ وتن�ش َ العدل عىل ترابنا يقي ُننا سوف يقوم َ والدج ْال الظالم ليقتل َ َ وينرص المظلوم َ الدكتور حسن فرحات