Ya7elweebalquis

Page 1

‫يا حلوين‬

‫‪FEB 2017‬‬

‫عيد العشاق رائع‪...‬‬ ‫الصباح‬ ‫بانتظار ّ‬ ‫أبراج اِمرأة‬ ‫ُ‬ ‫أربع خطوات ملوعد رومنيس ال ينىس‬


‫يا حلوين‬ ‫‪“Give the love you want to feel from others‬‬

‫"زينة النساء العقل وزينة الرجال القلب الذي من خالله يعربون إىل عقله ّن"‬ ‫‪Dr. H. Farhat‬‬



4


‫يا حلوين‬ Magazine

Ya 7 e l w e e n

A Li fes t y l e M a g a z i n e

Editor-in-chief: Content Curator: Chief Designer:

Dr. Hassan Farhat April Khan Saood Mukhtar Ali

Canada/Europa: USA:

Media Contact: HSF Media Inc. 300 Cadman Plaza West Floor 12 Brooklyn, New York 11201

All editors and subeditors can be contacted via editorial office.

Managing editor: Advertising Sales manager:

Dr. Laurence Ajaka HSF Media Inc.

Copyright © 2017 by HSF Media Inc. All rights reserved. No part of this publication may be reproduced, distributed, or transmitted in any form or by any means, including photocopying, recording, or other electronic or mechanical methods, without the prior written permission of the publisher, except in the case of brief quotations embodied in critical reviews and certain other noncommercial uses permitted by copyright law. For permission requests, write to the publisher.

MAGAZ INE TEMPL ATE / O C TO B ER 2013 / w w w.your magaz i ne.co m

5


‫الحب هو كل ما يعشقه القلب ويرفضه العقل الذي يغ َّيب مؤقتاً إلعطاء الفرصة النسياب الشعور والعاطفة الجياشة تجاه من‬ ‫نحب ‪ ،‬حيث أن العقل يحل محلّه ويتحكّم بترصفاتنا وأفعالنا و يتوىل مهمة إعطاء األوامر للجسد السليم واستقبال إشارات‬ ‫الجسد املريض ليك يتوىل القلب من جديد إعادة النظر يف طبيعة ونوعية هذا الحب الذي يُفقد العشاق صوابهم ألن الخوف‬ ‫يسيطر علينا من إمكانية تاليش الحب مع مرور الوقت والغياب الجسدي للحبيب وإن كان حارضاً روحياً ومعنوياً يف داخل‬ ‫أنفسنا‬ ‫حل يزداد قلبي تعلقاٌ بِ َا هو ٍ‬ ‫آت وأعظم‪ ..‬وملاذا عند كل غيب ٍة‬ ‫حبيب ّ‬ ‫وكل‬ ‫ملاذا أيها الحب أنت معذيب ‪ ،‬وملاذا عند كل حبيب عرب ّ‬ ‫ٍ‬ ‫قرسي ٍة عن األهل واألحبة يزداد قلبي إدراكاً ملعنى املكوث طويالً بقربهم وعدم مغادرتهم إىل دار الغربة التي مل أطلبها قط‪ ،‬بل‬ ‫يل من وطني الحبيب‬ ‫هي من كانت توسوس يف صدري وال تدعني وشأين كأنها أعلم وأح ّن ع ّ‬ ‫تخليت عنه وال عن الحبيب الذي تخىل عن‬ ‫ّ‬ ‫الحب الذي تخىل عني وال الحب الذي‬ ‫الحب ألنه متقّلب وال ألوم ّ‬ ‫أنا ال ألو ُم ّ‬ ‫الحب وال عن الحبيب الذي ّ‬ ‫حب أعمى وصامت وغري واقعي ‪ ،‬وغري منطقي ‪ ،‬وغري ملموس ‪ ،‬وغري قابل‬ ‫تخل عني من أجل ّ‬ ‫حب ملكو ّيت مل يحن هبوطه من السامء إىل كوكب األرض‬ ‫للتعايش مع حبي الرسمدي الذي ال يشبهه أي حب ‪ ،‬ألن حبي هو ّ‬ ‫ألن الحب الصايف واإلخالص تجاه الحبيب من أجل الحب كحب وليس من أجل غاية وهدف مل أصادفه إىل اآلن ‪ .‬الحب الذي‬ ‫ال يتحمل العذاب ويصرب عىل البعد‪ ،‬وال عىل املرض وال عىل الفراق والذي ال يرافقني إىل لحدي ال يعنيني أبداً ألنه يؤمل روحي‬ ‫ويعذبها ‪ ..‬يقول نزار قباين‬ ‫وكيف أهرب منه إنه قدري هل ميلك النهر تغيرياً ملجرا ُه‬ ‫الحب يف األرض بعض من تخ ُّيلنا لو مل نجدْ ه عليها الخرتعناه‬ ‫ملاذا أيها القلب أنت معذيب ‪ ،‬ملاذا ال تدعني وشأين ‪ ،‬و ملاذا ال ترحمني وملاذا ال تنظم دقاتك عىل وقع أملي ‪ .‬دعني أعش عىل‬ ‫يتغي لونه‬ ‫وقع دقاتك املنتظمة وال تستعجل قدري‪ .‬إن لونك األحمر الفاتن والفتي يشبه لون قلبي الريفي‪ ،‬والفطري الذي ملْ ّ‬ ‫يف غربتي بالرغم من بعد الحبيب وغيابه الطويل ‪ ،‬واألبدي عني‬ ‫أبيض اللونِ ‪ ،‬ألَن لونَ قلبي األرجواين كلون رشايني جسدي الطاهر ودم الشهداء‬ ‫الحب أن قلبي يهوى من قلبه َ‬ ‫أال تدري أيها ّ‬ ‫يف بلدي ال شبيه له‪ .‬إن حبي ال يثق وال ميكن أن يبقى تحت رحمة دقاتك املنتظمة ‪ ،‬ألنه رسعان ما تضطرب دقاتك و تفقدين‬ ‫صوايب ‪ ..‬كام يقول جميل بن معمر العذري‬ ‫وما هو إالّ أن أراها فجاء ًة فأصمت حتى ال أكاد أجيب‬ ‫أيها القلب أنا لست ملكاً لك وال ملك نفيس وال ملك من أحب وأعشق وال ملك هذه الحياة الخالية من الحب الساموي ‪ .‬أيها‬ ‫القلب انا ملك األرض والسامء والقمر والشمس‪ ،‬و ملك من خلقني ومن ل ّون قلبي باألحمر‬ ‫حب عابر ال نكهة له إن مل يعانق‬ ‫حب رسمدي وأبدي أم مج ّرد ٍّ‬ ‫أيها الحب أين أبحث عنك و أين أجدك ؟‪ ،‬وإن وجدتك أهو ٌ‬ ‫حب الحبيب بشغف وحن ّية ويبادله نفس الشعور بل قدّ يتفوق عليه من حيث الجودة واألناقة واإلخالص والوفاء وحتى‬ ‫االختفاء من حياته ملجرد أنه اخلص للحب الذي ال يعرف الكره أبداً والذي بسببه قد يكرم املرء أو يهان‬ ‫قلب عرف معنى‬ ‫إنني لن أجد هذا الحب أبداً ألن حبي يسبح يف أعامق املحيطات واألنهار مسيجاً بجدار قلبي الذي ال يخرقه إال ٌ‬ ‫الحب وأجاد الغطس يف أعامق املحيطات وكان ماهراً يف اجتياز األنهر الطويلة ‪ ...‬لن أموت أبداً إال بجانب الحبيب الذي اختاره‬ ‫يل ريب وغي ّبه ألجلٍ غري مسمى من أجل اختبار حبي البرشي والدنيوي واألصيل ‪ ..‬إن حبي ليس خالصاً إال له ‪ ،‬الذي بعث يف‬ ‫نفيس الحب إىل كل من تع ّرف عيل وعارشين وخاصمني وعاتبني ‪ ،‬وأساء مفهوم حبي وطبيعته وكيف يكون الحب املج ّرد من أية‬ ‫غايات برشية متقلبة بتقلبات أهواء البرش وأهواء من يسيطرون عىل قلوب البرش‪ ،‬ويحولون هذا الحب الربيء بني ليلة وضحاها‬ ‫كل من أحب وأخلص للحبيب إن كان موجودا جسديا معنا أو روحياً‬ ‫الحب نفسه ‪ ،‬وعىل ّ‬ ‫إىل حب أعمى وحاق ٍد عىل ّ‬

‫‪6‬‬


‫الحب‬ ‫د‪.‬حسن فرحات‬

‫‪7‬‬


‫قال إيليا أبو مايض‬ ‫تعذل َ‬ ‫لبنا ُن ال ْ‬ ‫بنيك إذا ه ُم‬ ‫مل يهجروك مالل ًة لكنام‬

‫ركبوا إىل العلياء كل سف ِني‬ ‫ُخلقوا لصيد اللؤلؤ املكنونِ‬

‫أرأيت رشاعاً ينرث زبد الحضارة يف كل أفق ؟ ويسكب أواين العطر عىل مفارق العامل ويؤوب محمالً برفيف املعرفة وألق الغنى‬ ‫وتواضع اإلنسان؟ إنه اللبناين ذلك الذي ميتطي عواصف الغربة إىل حدائق السعادة‪ ،‬ذلك الذي ضاقت به قريته املتكئة عىل صدر‬ ‫الجامل فراح يفجر شوقه يف حنايا الوجود الرحبة‪ ،‬ذلك الذي ضج الطموح يف قلبه فامتطى البحر والفضاء وكله حنني وتوق وألق‪،‬‬ ‫مل يهجر لبنانه من أجل املال وحده ‪ ،‬بل من أجل العلياء ‪ ،‬من أجل ذلك الهاجس الذي يخطف روحه دامئاً إىل عوامل قصية‬ ‫مجهولة مسكونة بصبايا املجد ‪ ،‬وهن يلوحن أن َ‬ ‫تعال فقد خبأنا لك الرؤى واألطياف الجميلة والغنى والحياة‪ .‬لقد أراد اللبناين‬ ‫أن يثبت للدنيا أن اإلنسانية ملكوت أفىض من كل يشء ال يعرف الحدود وال تقيده األعراف املصطنعة‪ ،‬اللبناين طائر خبأته الحياة‬ ‫يف صدرها فراح يغرد توقاً إىل النجوم ومواسم قطافها ‪ ،‬وانربى يكحل أجفان العلياء مبراود سعيه ‪ ،‬وريش طموحه ‪ ،‬كل أسباب‬ ‫الهجرة تأيت الحقة لذلك الهاجس املتفجر يف أعامقه طموحاً وشوقاً إىل الهجرة‬ ‫وينقذف اللبناين يف أعامق ليل الغربة وحيدا ً ال ميلك إال األمل والطموح ‪ ،‬ويبدأ فجر أمله بصيال وجيال مع الليل‪ ،‬وتنمو أجنحة‬ ‫عناده وتصبح خوافيه قوادم‪ ،‬وتخضوضل صحارى غربته بواحات التقدم واالزدهار والرضا ‪ .‬إنه عامل نشيط يستطيع برسعة‬ ‫مذهلة أن يقلب الكشة إىل محل تجاري رحب ويدخر من املال ما يكفل له حياة هنيئة رغدة‪ ،‬وهو يف الوقت ذاته قلب ذيك‬ ‫يستوعب مفاهيم مجتمعه الجديد ولغته وثقافته ورؤاه ‪ ،‬إنه اللبناين ذلك الذي يضيف إىل كينونته األوىل كينونة جديدة تضيف‬ ‫إىل أختها اللغة والوعي والتحرض والغنى‪ ،‬إنه ليس أداة فضىل عىل موائد مجتمعه الجديد‪ ،‬بل هو عنرص فعال يف بناء هذا‬ ‫املجتمع ‪ ،‬ولكن هذا التقولب الجديد ال يطمس معامل لبنانيته وال يجذ أصوله الرشقية ‪ ،‬فهو محافظ مهام طال نأيه عىل عادات‬ ‫قومه ‪ ،‬ويحاول جاهدا ً أن يلقحها باألفضل و يظل متمسكاً بطيبته القروية وذكائه اللامح ومروءته الوفرية ‪ ،‬إنه متاماً كالنخلة التي‬ ‫تنقل إىل بالد نائية ‪ ،‬إنها متتص حياتها من الرتبة الجديدة ولكن مثرها يظل كام كان يف الصحراء‬ ‫ولعل ظاهرة الحنني التي تختلج يف جوانح املهاجر أوضح األدلة عىل أصالة االنتامء وعدم انتساخها يف بالد املهجر ‪ ،‬فمن خالل‬ ‫هدير اآللة وضجيج املصانع ينفذ املهاجر بروحه إىل مرابع وطنه وإىل قريته الغافية يف حضن الجامل وقد خلف لنا الشعر‬ ‫املهجري نفثات حارة كالجمر تدل عىل مدى حبهم لوطنهم ‪ ،‬لقد كان لبنان بثلوجه وضبابه ووديانه وجباله وقراه يبدو لهم يف‬ ‫كل يشء‬ ‫مل يستطع ضجيج اآللة أن يص ّم آذانهم عن همس الجداول وزقزقة العنادل ورفيف األزاهري‪ ،‬وهذا الحنني كان يتجسد يف‬ ‫مجاذيف آيبة تهتف يف حرضة الوطن بعد غياب طويل‬ ‫بنت العروبة هيئي كفني‬

‫أنا عائد ألموت يف وطني‬

‫أأجود من خلف البحار له‬

‫بالروح ثم أضن بالبدن‬

‫ويغتني لبنان بأبنائه القادمني من ليل الغربة حاملني آللئ املجد والثقافة واملال‪ ،‬ويكتنز مبا يهرقون عىل جنباته من رحيق‬ ‫الحضارة الجديدة أن كل هجرة والدة جديدة‪ ،‬وبهذا يكتسب اإلنسان مفاهيم جديدة مع كل هجرة‪ ،‬واملهاجر سفري بالده‪ ،‬ولذا‬ ‫يجب أن يراقب كل ترصف يبدرعنه ويقيسه مبقياس الخلق القويم‪ ،‬وتخترص املسافات ويتم اللقاء عىل بوح رسالة قادمة من عامل‬ ‫االغرتاب‪ .‬ومن هنا تكون للرسالة قيمة رائعة حيث يتجدد الحب وتربط املواثيق بالذكرى الدامئة‪ ،‬واألحرف املسافرة و هل أجمل‬ ‫من تلك الساعة التي تقرع فيها رسالة باب أحالمنا وانتظارنا‪ ،‬إننا نعانق الحروف ونشم عبري الكلامت ونتفيأ ظاللها مالمسني تلك‬ ‫األنامل التي كتبتها إن أقنعة الحياة ال تنزاح عن جاملها وكنوزها إال ٍ‬ ‫بيد عاملة وواعية‪ ،‬فال عليك يا لبنان إن اترث أبناؤك كالشهب‬ ‫يف أقايص املعمورة ينقطون ثغر املجد بلمعان الطموح واألمل ‪ ،‬وال عليك إن تندى األجفان عىل شواطئ السفر‪ .‬فخلف كل دمعة‬ ‫لؤلؤة تبتسم عن غد أرحب وأنقى وأوعى طموحاً‪ .‬لقد كنت منذ زمن بعيد تنرث مع كل زبد موجة معرفة ومع كل رشاع فجرا ً‬ ‫دفيقاً بالتقدم واالزدهار‪ ،‬وما عليك إذا رفت قراك مبطارف الحضارة واللغات‪ ،‬وإمنا عليك دامئاً أن تهتف يف آذان املهاجرين‬ ‫أنتم ديون يل عىل أمريكا‬

‫ومن املروءة أن ترد ديوين‬

‫إن حنني املجاذيف وفاء للمناديل املبتلة بدموع اللوعة‪ ،‬وهل وفاء الدين إال أن تزدهر قرانا بأمسيات األوبة وتنفرج منعطفاتها‬ ‫وهي ترحب بسفراء املجد وأبطال الطموح‪ .‬مل يكن السندباد إال تجسيدا ً لشوق اللبناين للعبور إىل متاهات املجهول وجزر‬ ‫املخبآت ‪ ،‬وال قيمة للشوق إذا مل يسفح طيباً عىل مفرق لبنان ووعياً يرقى به إىل جبال الكرامة ورجاال يعربون صحارى األمل فرتف‬ ‫وتندى مبواسم تنطف بالعطاء ومتوج بالحياة‬


‫الهجرة‬ ‫عمر شبيل‬

‫‪9‬‬


‫الفالح الدي يزرع النباتات ويعطي الغالل الوفرية‪ .‬الفالح الذي ينتج الحبوب الغزيرة‪......‬مقطع من أسطورة سومرية‬ ‫فنظر الرب هابيل وتقدمته واىل قاين وتقدمته مل ينظر‪ ......‬العهد القديم‪-‬سفر التكوين ‪5-4‬‬ ‫واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ ق ّربا قربانا فت ُقبِل من إحداهام ومل يُتقبَل من اآلخر قال ألقتل ّنك قال إنّ ا يتقبل الله من املتقني‪ ......‬قرآن كريم‪ :‬املائدة‪ -‬اآلية ‪27‬‬ ‫بعد أنْ أكتشف اإلنسان الزراعة‪ ،‬وبدأت القرى الزراعية بالظهور وظهرت املدن والدول التي تحمي املزارعني‪ ،‬بدأ رصاع دموي بني املجتمعات الزراعية واملجموعات‬ ‫الرعوية‪ .‬كانت املجتمعات الزراعية توسع أراضيها عيل حساب أرايض املجموعات الرعوية وكان يصحب هذا التوسع حروب ضد املجموعات البدوية التي كانت‬ ‫تقاوم هذا التوسع‪ ،‬وباملقابل كانت املجموعات الرعوية تشن غزوات انتقامية رسيعة عىل املجتمعات الزراعية وعىل املدن والدول التي تحمي هده املجتمعات‬ ‫لقد حدثنا التاريخ مطوال‪ ،‬وأثار إشفاقنا‪ ،‬عن غزوات البدو الكربى عىل بابل ونينوى وروما ومرص‪ ،‬وفيام بعد عىل بغداد ودمشق عندما تدفقت عليها جموع التتار‬ ‫الجائعة من أعامق الصحارى اآلسيوية‪ ،‬وملْ يحدثنا عن رصاخ البدوي املنعزل وهو يُذبح عىل يد أخيه املزارع‪ .‬حدثنا التاريخ عن قابيل وهو يذبح أخاه هابيل ومل‬ ‫يحدثنا عام فعله هابيل بأخيه ليستحق منه ذلك‬ ‫إنّ أُذُن التاريخ ال تسمع إال األصوات العالية‪ ،‬أ ّما األصوات الخافتة فال تصل اىل أسامعه‬ ‫لقد انعكس هذا الرصاع االجتامعي بني الثقافتني الزراعية والرعوية‪ ،‬بني قابيل املزارع وهابيل الراعي ‪ ،‬يف أساطري املنطقة‬ ‫حلت الثقافة السومرية وهي أول ثقافة زراعية يف التاريخ التناقض بني املزارع والراعي لصالح املزارع يف ثالثة أساطري معروفة هي‬ ‫‪ -1.‬أسطورة امييش وأنتني‬ ‫‪ -2.‬أسطورة لهار وأشنان‬ ‫‪ -3.‬أسطورة أنكمدو ودوموزي‬ ‫يف هذه األساطري يذهب املزارع والراعي اىل اآللهة يحتكامن فيام شجر بينهام من خالف‪ ،‬حيث تحكم اآللهة للمزارع بالغلبة والتفوق واالفضلية عىل اخيه الراعي‬ ‫أسطورة أنكمدو ودوموزي‬ ‫يف هذه االسطورة نجد أنانا (الهة الحب والخصب عند السومريني) تبحث عن زوج فيتقدم لطلب يدها دوموزي الراعي وأنكمدو املزارع‪ .‬وهي كموقف أويل تفضل‬ ‫أنكمدو‬ ‫أنا العذراء ساتزوج املزارع‬ ‫الفالح الذي يزرع النباتات ويعطي الغالل الوفرية‬ ‫الفالح الذي يُن ِتج الحبوب الغزيرة‬ ‫اال أنّ اخاها (أوتو) اله الشمس يحضّ ها عىل الزواج من دوموزي الراعي وتفضيله عىل الفالح‪ .‬فيأخذ بتعداد محاسنه وصفاته ولكن انانا تتابع إبداء وجهة نظرها يف‬


‫أنا العذراء سأتزوج املزارع‬ ‫فراس الس ّواح‬

‫‪11‬‬


‫ا ّما اتفسري الثاين فتذكر بانّ سبب القتل هو نتيجة للرصاع بني االخوين لرغبة كليهام الزواج من اختيهام‬ ‫وهناك تفسري ثالث يدمج سببي القتل‪ ،‬فبعد رفض قابيل تزويج اخته التوءم من هابيل وابداء نيته بالزواج منها مخالفا بذلك مشيئة والده ادم يقرتح آدم عليهام تقديم‬ ‫القرابني ملعرفة مشيئة الله حول الخالف الناشب بينهام (وأتل عليهم نبأ أبني آدم بالحق إذ ق ّربا قربانا فت ُقبِل من إحداهام ومل يُتقبَل من اآلخر قال ألقتل ّنك قال إنّ ا يتقبل‬ ‫الله من املتقني)‪ ......‬قرآن كريم‪ :‬املائدة‪ -‬اآلية ‪27‬‬ ‫القصة االسالمية يحتار القاتل مبا يفعله بال ُجثَّة‪ ،‬فريسل الله غرابا يحفر االرض ويدفن جثّة غراب ميّت فيقلّده القاتل ويدفن اثار جرميته‬ ‫بعد تنفيذ الجرمية وحسب ّ‬

‫‪12‬‬


‫السبب الذي من أجله تفضل املزارع‪ .‬ثم يستعرض دوموزي وأنكمدو ما يستطيعون من تقدميه اىل انانا إلقناعها ولكن يف نهاية االسطورة ينترص الراعي دوموزي عىل الفالح‬ ‫انكمدو وتأخذه انانا زوجا لها‬ ‫اال أنّ هذا االنتصار ملْ يكن اال بداية الكارثة لدموزي املسكني الذي ارسل َْت به انانا فيام بعد اىل العامل االسفل‪ ،‬لينوب عنها هناك‪ ،‬ويتوضح ذلك يف اسطورة سومرية أخرى وهي‬ ‫أسطورة هبوط انانا للعامل االسفل‪ .‬وتغدو التضحية بالراعي رشط انتصار الزراعة واستكامل دورة الخصب عىل االرض وكام يتوضح يف اسطورة هبوط عشتار للعامل االسفل‬ ‫وهكذا فإنّ انتصار الراعي ملْ يكن اال مؤقتا وزائفا ومرحلة تحضريية لخسارته النهائية‪ ،‬بل وللتضحية به لضامن استمرار الحضارة الزراعية‪ .‬ويف مراميها االخرية فإن هذه‬ ‫االسطورة تتفق مع بقية اساطري وادي الرافدين يف سيادة الفالح وغلبته عىل الراعي‬ ‫ولعل النص التورايت والقرآين ال يبتعد عن هده الفكرة عندما يقبَل االله تقدمات هابيل الراعي مفضال اياه عن قابيل املزارع ولكن قابيل يقوم فيام بعد بقتل اخيه انتقاما منه‬ ‫أسطورة قاين وهابيل يف التوراة‬ ‫‪ 1‬وعرف ادم حواء امرأته فحبلت وولدت قايني‪.‬وقالت اقتنيت رجال من عند الرب‪ 2 .‬ثم عادت فولدت اخاه هابيل‪.‬وكان هابيل راعيا للغنم وكان قايني عامال يف االرض‪(.‬‬ ‫‪3‬وحدث من بعد ايام ان قايني قدم من امثار االرض قربانا للرب‪ 4 .‬وقدم هابيل ايضا من ابكار غنمه ومن سامنها‪.‬فنظر الرب اىل هابيل وقربانه‪ 5 .‬ولكن اىل قايني وقربانه مل‬ ‫ينظر‪.‬فاغتاظ قايني جدا وسقط وجهه‪ 6 .‬فقال الرب لقايني ملاذا اغتظت وملاذا سقط وجهك‪ 7 .‬ان احسنت آفالً رفع‪.‬وان مل تحسن فعند الباب خطية رابضة واليك اشتياقها‬ ‫وانت تسود عليها ‪ 8‬وكلم قايني هابيل اخاه‪.‬وحدث اذ كانا يف الحقل ان قايني قام عىل هابيل اخيه وقتله‪ 9 .‬فقال الرب لقايني اين هابيل اخوك‪.‬فقال ال اعلم‪.‬احارس انا الخي‪.‬‬ ‫‪10‬فقال ماذا فعلت‪.‬صوت دم اخيك صارخ ايل من االرض‪ 11 .‬فاالن ملعون انت من االرض التي فتحت فاها لتقبل دم اخيك من يدك‪ 12 .‬متى عملت االرض ال تعود تعطيك‬ ‫قوتها‪.‬تائها وهاربا تكون يف االرض‪ 13 .‬فقال قايني للرب ذنبي اعظم من ان يحتمل‪14 .‬انك قد طردتني اليوم عن وجه االرض ومن وجهك اختفي واكون تائها وهاربا يف االرض‪.‬‬ ‫فيكون كل من وجدين يقتلني‪ 15 .‬فقال له الرب لذلك كل من قتل قايني فسبعة اضعاف ينتقم منه‪.‬وجعل الرب لقايني عالمة ليك ال يقتله كل من وجده‪ 16 .‬فخرج قايني من‬ ‫لدن الرب وسكن يف ارض نود رشقي عدن ‪ ....) 17‬العهد القيم‪ ،‬سفر التكوين‪ ،‬االصحاح الرابع‪17-1 ،‬‬ ‫املرامي النهائية للنص الورايت تتفق مع بقية النصوص السومرية ذلك أنّ مقتل الراعي عىل يد املزارع إنْ هو اال تثبيت لغلبة املزارع وقوته وتفوقه عىل الراعي‪ .‬ومل يكن بإمكان‬ ‫النص التورايت اال أنْ يسري عىل هذا املخطط‪ ،‬ذلك أنّ اليهود قوم رعاة‪ ،‬ولك ّنهم استقروا فيام بعد وزرعوا االرض وبنو املدن‪ ،‬وبقوا يكنون احرتاما لتاريخهم الرعوي القريب‬ ‫فجاء قبول يهوه لقربان الراعي تعبريا عن مرحلتهم الرعوية السابقة واحرتامهم لها بسبب قراءاتهم اليومية للتوراة‪ .‬أما موت الراعي عىل يد املزارع قابيل فجاء نتيجة لالمر‬ ‫‪.‬الواقع الذي يعيشه اليهود من غلبة الزراعة عىل البداوة‬ ‫أس الدورة املناخية السنوية‪ ،‬بعيدين عن اي مساهمة يف ثقافة البرش وحضارتهم‪ ،‬فبدوي اليوم ال يختلف يف يشء عن بدوي‬ ‫مات هابيل الراعي‪ ،‬تاركا احفاده الرعاة يف ْ ِ‬ ‫فجر التاريخ‪ .‬اما قابيل املزارع فقد استلم زمام الحضارة ودفع بها اشواطا اىل االمام‪ .‬انتج املجتمع الزراعي‪ ،‬فاملجتمع الصناعي واستطاع احفاد قابيل الوصول اىل الفضاء‬ ‫الخارجي‬ ‫أسطورة قابيل وهابيل يف القرآن‬ ‫القصة كام وردت يف القران بأنّ احد ابناء آدم ق َ​َتل اخاه بسبب الحسد‪ ،‬وهنا نالحظ وجود ع ّدة تفاسري فالقران يذكر بان سبب الجرمية هو قبول الله لقربان املقتول‬ ‫تذكر ّ‬ ‫وعدم قبوله لقربان القاتل‬

‫‪13‬‬


‫وعورة املاء" " وعورة املاء "هي املجموعة الشعرية السادسة عرشة للشاعر اللبناين عمر شبيل‪ ،‬وحلقة جديدة يف سلسلة نتاجه األديب التي أربت حلقاتها عىل‬ ‫الثالثني حلقة حتى اآلن‪ ،‬وتتوزّع عىل الشعر والنرث والرتجمة والدراسة والكتابة املدرسية‪ ،‬وهو نتاج غني ال توازيه غ ًنى سوى تجربته االنسانية املوجعة التي‬ ‫ميثّلل السجن لعرشين عا ًما يف السجون االيرانية احدى عالماتها الفارقة‬ ‫يفت يف عضده بل استطاع تحويله اىل مصدر ابداع‪ ،‬فهو مل يرت َّد يف مهاوي اليأس‪ ،‬ومل يفقد ثقته باملستقبل‪ ،‬ومل يخرس اميانه‬ ‫الوجع الذي عاشه الشاعر مل ّ‬ ‫بحتم ّية تح ّرره من األرس‪ ،‬األمر الذي تحقّق له أواخر العام ‪ .2000‬ان التجربة الغن ّية املوجعة التي عاشها عمر شبيل يف السجن انخرط فيها مدفو ًعا مبنطلقات‬ ‫يغي يف اقتناعاته‪ ،‬فبقيت املنطلقات القوميّة حارضة يف قصائده‪،‬‬ ‫قوميّة‪ ،‬غداة مشاركته يف الحرب العراقيّة ‪ -‬االيرانيّة ما ا ّدى اىل اعتقاله‪ .‬عىل أ ّن السجن مل ّ‬ ‫مم نقع عليه ف "وعورة املاء‬ ‫واملصري‪،‬‬ ‫والوجود‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫والهو‬ ‫االنسان‬ ‫فيشغل الوطن واأل ّمة وما يتعلّق بهام ح ّي ًزا كب ًريا يف شعره‪ ،‬باالضافة اىل الحبيبة وأسئلة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تتجىل شعرية العنوان يف التضاد بني املضاف واملضاف اليه‪ ،‬والتجاور بني كلمة "وعورة" املنتمية اىل الحقل املعجمي لليابسة‪ ،‬و"املاء"‪ .‬فنسبة الوعورة اىل املاء‬ ‫متثّل انزيا ًحا عن املألوف‪ .‬واذا كان العنوان يعكس قسوة الواقع ووعورته‪ ،‬فا ّن املنت ميثّل ترجمة فعليّة للعنوان‪ ،‬والشاعر يص ّور الواقع القايس‪ ،‬وآليّات املواجهة‪،‬‬ ‫ويعب عن اميانه بحتم ّية االنتصار‬ ‫ّ‬ ‫اب‪ /‬عرشين‬ ‫صب الزمان بكأسه مثل الرش ْ‬ ‫عىل املستوى الشخيص‪ ،‬يبدو الشاعر يف وضع ّية من تج ّرع رصوف الزمان وهو معل ٌّق بني السجن واالنتظار‪" :‬أنا الذي ّ‬ ‫يبق من‬ ‫عا ًما خلف ٍ‬ ‫موص ٍد‪ /...‬عرشين عا ًما أشتهي وجه الحبيبة خلف باب" (ص‪ .)112‬وعىل املستوى الوطني والقومي‪ ،‬يهوله جفاف الواقع العريب‪" :‬مل َ‬ ‫باب َ‬ ‫دمشق‪ /‬وما بدجلة غري ما ترك املغول‪ /‬من الدما ْء" (ص‪ .)106‬ويهوله االستبداد الذي يلقي بثقله عىل الناس‪ ،‬ويحرص اقامتهم بني‬ ‫يا‬ ‫املآذن‬ ‫دمع‬ ‫بردى‪ /‬سوى‬ ‫ُ‬ ‫السجون والقبور‪ ،‬فيسأل متداركًا‪" :‬لكن ملاذا ليس يُس َمح فيك‪ /‬يا هذا الوطن‪ /‬االّ االقامة يف السجونْ‪ /‬أو يف القبو ْر؟" (ص‪ .)118‬وتهوله االنقسامات املسترشية‬ ‫ول هاربًا شطر األندلس وقد قتل السلطان أخاه‪ ،‬ما يجعل الوطن مرشو ًعا مؤ ّجالً دونه‬ ‫يف جسد الوطن العريب‪ ،‬فأخوة يوسف يتآمرون عليه‪ ،‬وصقر قريش يُ ّ‬ ‫تضحيات وصعوبات ج ّمة‬ ‫يزاوج عمر شبيل بني التعبري املبارش الذي يس ّمي األشياء بأسامئها‪ ،‬والتعبري املداور الذي يتّخذ من التاريخ والرمز واألسطورة أدوات لتشخيص الحارض‪،‬‬ ‫ويسقطها عليه‪ ،‬وهو كث ًريا ما يتق ّمص شخص ّيات تاريخ ّية يُسند اليها الكالم باسمه‪ ،‬وباسم املواطن العريب‪ ،‬يف احالة رصيحة عىل أ ّن التاريخ يعيش بيننا وان‬ ‫بوجهه السلبي‪ ،‬وهو يتق ّمص شخصيّات الضحايا واملقهورين‪ ،‬يف املايض والحارض‪ ،‬وينطق باسمهم‪ .‬ميثّل التاريخ‪ ،‬والثقافة العربية‪ ،‬يف بعدها الرتايث‪ ،‬مصدرين‬ ‫مه ّمني من مصادر الشعرية لدى عمر شبيل‬ ‫يف مواجهة "وعورة املاء"‪ ،‬وقساوة الواقع‪ ،‬وظلمة السجن‪ ،‬يجرتح الشاعر سبل املقاومة ما يبقيه عىل قيد الحياة والشعر والحريّة؛ فعىل املستوى االجرايئ‪،‬‬ ‫يقاوم بالشعر والقراءة والرتجمة‪ ،‬وعىل املستوى املعنوي‪ /‬النفيس‪ ،‬ميثل حضور الوطن والحبيبة واالميان بعض مق ّومات صموده‪ .‬السجن يف مكان نا ٍء عن‬ ‫يل‪ .‬ويرتاوح حضور الوطن فيها بني التعلّق به‪ ،‬والتغ ّني بأنهاره‬ ‫الوطن يُوري زناد الحنني اليه‪ ،‬ويُذيك الشعور الوطني‪ ،‬األمر الذي تعكسه "وعورة املاء" بشكل ج ّ‬ ‫رص يف‬ ‫أي ق ٍ‬ ‫ومدنه‪ ،‬وتذكّر بعض مواقعه‪ ،‬والتامهي معه؛ فالتعلّق بالوطن يجعله يرى املتواضع فيه أجمل من العظيم خارجه‪" :‬والكوخ أجمل يف الوط ْن‪ /‬من ّ‬ ‫الشتاتْ " (ص‪ ،)56‬والتغ ّني بأنهاره يجعله يرى‪ ،‬بعيني صقر قريش‪ ،‬استمرارها يف التدفّق‪" :‬وها بردى‪ /‬مل ْ‬ ‫يزل‪ /‬يناولني ماءه الفراتْ ‪ /‬سأرشب منه اىل أن تعود‬ ‫ْ‬ ‫يرصع قصائده بأسامء دمشق وبغداد وقرطبة‪ ،‬واجابته عن موقع "وادي الحرير" القريب‬ ‫دمشق‪ /‬ويف األرض متّس ٌع‬ ‫للعناق!!"(ص‪ ،)57‬والتغ ّني مبدنه يجعله ّ‬ ‫فقلت‪ :‬استد ْر صوب قلبي‪ /‬تج ْد وطني" (ص‪ .)101‬وهو يتامهى‬ ‫يبي أنه يحمل الوطن يف قلبه‪" :‬ويسألني صاحبي‪ :‬أين "وادي الحرير"؟‪ُ /‬‬ ‫من قرية الشاعر ّ‬ ‫أمت فهو الكف ْن" (ص‪.)219‬‬ ‫بقيت‪ /‬وا ْن ْ‬ ‫مع هذا الوطن الذي يحتلّه يف الحياة واملوت‪" :‬وطني الذي يحتلّني‪ /‬يقسو وأعشقه وأحمله عىل األمواج‪ /‬يبقى ما ُ‬ ‫ولعل هذا الحضور‬ ‫ومحتل األنا الشاعرة‪ ،‬وموضوع العشق‪ ،‬والكفن‪ّ .‬‬ ‫ّ‬ ‫يغدو الوطن يف املجموعة موضع الحنني‪ ،‬ومكمن الجامل‪ ،‬والنهر‪ ،‬واملدينة‪ ،‬وساكن القلب‪،‬‬ ‫‪.‬املتع ّدد‪ ،‬املتن ّوع للوطن‪ ،‬هو ما شحذ قدرة الشاعر عىل الصمود يف سجنه‬ ‫املق ّوم الثاين من مق ّومات الصمود هو الحبيبة‪ ،‬ولنئ كان حضورها ضئيالً مقارن ًة بحضور الوطن‪ ،‬فانّه‪ ،‬عىل ضآلته‪ ،‬كان فاعالً يف تعزيز صمود الشاعر‪ ،‬وم ّده‬ ‫بالدفء الروحي‪ ،‬وارشاده اىل الطريق‪" :‬هناك‪ ،‬يا حبيبتي‪ /‬تأتني أنت‪ ،‬تحملني الدفء‪ /‬والطريق‪ /‬فألبس الدفء الذي جئت به‪ /‬من الوط ْن‪ /‬وألبس الرجوعْ"‬ ‫"كنت تجيئني‪ِ ،‬‬ ‫(ص‪ .)81 ،80‬لك ّن ما يحزن الشاعر أ ّن مجيء الحبيبة كان من غري صوت‪ ،‬فلم يكن يُس َمح لصوتها بالدخول‪ِ :‬‬ ‫وكنت دامئًا‪ /‬تحكني‪ ،‬لكن مل أكن‬ ‫ْ‬ ‫الدخول" (ص‪ .)86‬ومع هذا‪ ،‬ا ّن‬ ‫أسمع من صوتك غري الدمع والسكوتْ " (ص‪" ،)83‬آه ما أقىس بقاء الصوت يف الخارج‪ /‬يرجو‪ /‬حامالً ما شاء من أمتع ٍة‪ /‬االّ‬ ‫باب" (ص‪112‬‬ ‫‪).‬اشتهاءه وجهها شكّل عامالً من عوامل صموده‪" :‬عرشين عا ًما أشتهي وجه الحبيبة‪ /‬خلف ْ‬ ‫املق ّوم الثالث من مق ّومات صمود الشاعر يف سجنه هو اميانه بحتميّة الحريّة‪ ،‬وهو اميا ٌن تعكسه عناوين بعض القصائد‪ ،‬من قبيل‪" :‬رصختي لن تنتهي"‪" ،‬ال ب ّد‬ ‫من نهاية الطريق"‪" ،‬ال ب ّد من املفتاح"‪" ،‬لن نبقى يف التيه"‪ ،‬و"قَ َد ٌر عليك أن تجيء"‪ ،‬وغريها‪ .‬يف هذا املعنى‪ ،‬يكون عمر شبيل شاع ًرا تق ّدم ًّيا‪ ،‬فهو‪ ،‬رغم املآيس‬ ‫يعب عن‬ ‫التي عاشها شخصيًّا‪ ،‬وعاشها وطنه الكبري‪ ،‬مل يفقد الثقة باملستقبل‪ ،‬ويؤمن بانبالج الفجر‪ ،‬ذات ليل‪ ،‬وبالعودة اىل الوطن‪ ،‬وهو ما تحقّق له‪ .‬وهو ّ‬ ‫يضج الدرب من راحلتي‪ /‬ال ب ّد من برق دمي‪ /‬فوق فم‬ ‫هذه الروح ّية العالية من خالل اميانه بحتم ّية الوصول‪" :‬لك ّنني أريد أن أصل‪ /‬سوف ّ‬ ‫أظل سائ ًرا‪ /‬حتى ّ‬ ‫ّاح" (ص‪ ،)204‬ومن خالل اميانه بقدرة الصحراء عىل‬ ‫الحبيبة" (ص‪ ،)200‬ومن خالل اميانه بحتميّة الخروج‪" :‬لكن ال ب ّد من املفتاح‪ /‬مصنو ًعا من جسد السف ْ‬ ‫"سلامس" فيه" (ص‪ ،)211‬ومن خالل اميانه بوصول الوطن‪" :‬لكن برغم دمارنا ودماره‪ /‬ال ب ّد أن يصل الوط ْن" (ص‪ ،)224‬ومن‬ ‫االنبات‪" :‬الرمل‪ ،‬وا ْن يظأم‪ /‬ينبت‬ ‫ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫مهدي منتظر‪ .‬عىل أ ّن الالفت يف هذه الرتاكيب هو أنّها تبدأ بحرف االستدراك "لكن" ما يعني أن االستدراك هو عىل واقعٍ ٍ‬ ‫قاس وماء وعر‪،‬‬ ‫خالل اميانه بظهور‬ ‫ٍّ‬ ‫وهو مفتاح األمل‬ ‫ست عرشة قصيدة‪ ،‬وقصيدة التفعيلة يف تسعِ وستّني قصيدة‪ ،‬أي أ ّن هذه األخرية تشغل‬ ‫يف الشكل‪ ،‬ترتاوح قصائد "وعورة املاء" بني القصيدة العموديّة يف َّ‬ ‫نسبة ‪ 81‬يف املئة من قصائد املجموعة‪ .‬وقد تتع ّدد األصوات داخل القصيدة الواحدة‪ ،‬يف حوار‪ ،‬غالبًا ما يكون الشاعر أحد طرفيه‪ ،‬فيحاور الطفل الغريق ايالن‬ ‫الكردي‪ ،‬وصقر قريش‪ ،‬والحبيبة‪ ،‬واملحقّق‪ ،‬وغريهم‪ .‬وقد يجعل للقصيدة اطا ًرا رسديًّا يثري فضول املتلقّي‪ ،‬ويتناغم يف الوقت نفسه مع الشعر‪ ،‬فتدخل القصيدة‬ ‫ورب جملة تتك ّرر حرفيًّا أو مع ّدلة يف‬ ‫يف جدليّة الرسد‪ /‬الشعر‪ ،‬أو الرسد‪ /‬الحوار‪ .‬وقد تتك ّرر بعض الجمل يف القصيدة كالزمة ت ُشكّل سلكًا ينتظم القصيدة‪ّ ،‬‬ ‫دل عىل يشء‪ ،‬فانّ ا ّ‬ ‫غري قصيدة‪ .‬وقد يتك ّرر املقطع نفسه يف قصيدتني اثنتني‪ ،‬وهذا ان ّ‬ ‫يدل عىل وحدة الحال الشعرية التي يعيشها الشاعر وتنسحب عىل غري‬ ‫يتناص مبارش ًة مع الفرزدق‪ ،‬واملتنبّي‪ ،‬وأيب فراس الحمداين‪ ،‬وأحمد شوقي‪،‬‬ ‫قصيدة ‪.‬اىل ذلك‪ ،‬ميارس الشاعر تقنيّة‬ ‫التناص‪ ،‬بوجهيها املبارش وغري املبارش‪ ،‬فهو ّ‬ ‫ّ‬ ‫ويتناص‪ ،‬يف الصياغة‪ ،‬مع ايل ّيا أيب مايض الذي قال ذات بيت‬ ‫بالتضمني‪،‬‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫بالغ‬ ‫ف‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ما‬ ‫ّ‬ ‫حني يُض ّمن قصائده أبياتًا لهؤالء يف ُ َ‬ ‫ًّ‬

‫‪14‬‬


‫وعورة املاء لعمر شبيل وشعريّة الوجع اإلنساين‬ ‫بقلم سلامن زين الدين‬ ‫‪2017/1/18‬‬

‫‪15‬‬


‫الصباح‬ ‫بانتظار ّ‬ ‫باسلة زعيرت‬

‫أحرضت حقيبة حزنها‪،‬بعرثت دفاتر العتمة املستبيحة حرم َة روحها‪،‬قلّبت صفحاتها‪ ،‬ورشعت تبحث‬ ‫رس هذا الغموض ا لّذي يعرتيها‪...‬فتاه فكرها ما بني صمت وصمت‬ ‫بني كلامتها عن ّ‬ ‫للصبح رشوق ولل ّنور‬ ‫قرأت سرية ليلها الطّويل وتساءلت‪:‬متى أستفيق من إغامءة الظّلمة؟أما ّ‬ ‫والد روب مقفرة ّإل من عواء الضّ جر القاتل‬ ‫ابتهال؟تراءى لها العمر خارطة ضياع مرصود ّ‬ ‫إسرتسل القلق بني جوانبها‪،‬فإذا بوجه طفو ٍّيل يعرب مخ ّيلتها املتعبة‪،‬أرسعت تتلقّف األثر‪،‬رأت الكون‬ ‫ً‬ ‫طفل صغريًا ينوح‪،‬ميوء‪،‬وميضغ الجرح قوتًا‪،‬ركضت نحوه‪،‬ك ّورته يف حضنها‪،‬وجلست تهدهد أحالمه‬ ‫الربيئة‪،‬تداعب شعره األملس‪،‬وتطبع عىل ّكل وجنة قبل ًة محرتق ًة‬ ‫فجأة أصابها ال ّذ عر‪،‬تل ّمست يديها‪،‬تلفّتت حولها فلم تجد الطّفل‪...‬أدركت أنّها تض ّم الفراغ‪ ...‬وعادت‬ ‫الصباح‬ ‫الصفحات وتقرأ منتظرة حلول ّ‬ ‫تقلّب ّ‬

‫‪16‬‬


‫اثنان أعيا الدهر أن يبليهام‬ ‫لبنان واألمل الذي لذوي ِه‬ ‫فيقول شبيل انطالقًا من تجربته‬ ‫شيئان ال يستطيع السجن قتلهام‬ ‫الحب والحلم مهام حورصا في ِه‬ ‫ويتناص‪ ،‬يف املعنى مع أيب فراس الحمداين الذي ناحت بقربه حاممة وهو سجني‪ ،‬فراح يعاتبها عىل نواحها وهي الطليقة‪ ،‬فيام هو السجني أجدر بالنواح‪ ،‬مع فارق أ ّن‬ ‫ّ‬ ‫ويتناص مع محمود‬ ‫العواء‪.‬‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫ا‬ ‫ميلك‬ ‫ال‬ ‫جائع‪،‬‬ ‫غريب‪،‬‬ ‫فكالهام‬ ‫به‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫ويساوي‬ ‫العواء‪،‬‬ ‫معه‬ ‫ويتناوب‬ ‫"رينا"‪،‬‬ ‫سجن‬ ‫قرب‬ ‫يعوي‬ ‫الذي‬ ‫الذئب‬ ‫هو‬ ‫شبيل‬ ‫يخاطبه‬ ‫الذي‬ ‫ّ‬ ‫درويش يف قصيدته الجميلة "أ ّمي"‪ ،‬غري أ ّن شبيل يتخطّاه يف الحرص عىل مشاعر أ ّمه‪ ،‬فمحمود يعشق عمره ألنه اذا مات يخجل من دمع أ ّمه الحيّة‪ ،‬بينام يحرص‬ ‫ويتناص مع كبار املتص ّوفة حني ينخرط مع الس ّجان يف حوار‬ ‫شبيل عىل مشاعر أ ّمه بعد رحيلها‪ ،‬فيكلّف الريح أن تخربها أخبا ًرا كاذبة عنه يك ال يقلق راحتها يف لحدها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يعكس عالقة انسانية راقية تزيل الفوارق بينهام‪ ،‬فيقول له الس ّجان‪" :‬وتدخل قلبي برغم سامكة باب‪ /‬الحديد الذي بيننا" (ص‪ ،)242‬ويجيبه هو‪" :‬مل يعد بيننا ُج ُد ٌر‬ ‫أحس بجدران زنزانتي تته ّدم" (ص‪ .)243‬عمر شبيل السجني يغفر لس ّجانه ويصادقه‬ ‫وبناء‪ّ /‬‬

‫‪17‬‬


‫الخشبي الذي ك ّنا نجلس عليه سو يّة‪ .‬قرأتها يف اليوم الخامس عرش من لقائنا األ ّول وقد تخلف من أحببت‬ ‫أنا هيام أبعث إليكم رسالة كتبها حبيبي وتركها اىل جانب املقعد‬ ‫ّ‬ ‫يبق يل إالّ خياله وهمس صوته وهذه الرسالة التي أضمها إىل صدري كلّام أشعل الحنني قلبي‪ ،‬وفيها‪ :‬حبيبتي ‪ ...‬مل أفهم‬ ‫عن موعده ومن ذلك الحني غابت ع ّني أخباره ومل َ‬ ‫ان هوى قلبي فال يسأل ّن أحد عن السبب‪ ،‬ألنها نظرة رسقت دقاته فام عاد ينبض إال لها‪ .‬تهت يف هيامي وضاعت أفكاري وغرقت ببحرها‪ ،‬وبحور الشعر خجلت لوصفها‪.‬‬ ‫اقرتبت محاوال التامس رمقة تشبع غلييل فام عادت تكفيني نظرة‪ .‬مرت ثوان ودقائق وال ادري كم ساعة وما أحسست إال بلحظات مغمورة بشعور ألعجز من أن اصفه‬ ‫خانتني شجاعتي‪ .‬توردت خدودي وما عاد مخفيا ح ّبي‪ .‬وإ ّن شيئا يف أعامقي راح يدفعني باتجاهها وما عساي اقول لها‪ .‬قد تستغرب إن قلت أعجبتني وقد ترتبك إن قلت‬ ‫أحببتك‪ .‬ابتسمت بخجل وكأنها علمت بحايل‬ ‫حل يب؟ كيف يل أ ّن أحب؟‬ ‫تلك الليلة مل يغمض يل جفن‪ .‬رسحت يف أفكاري وتخايلتها تتاميل أمام ناظر ّي بجدائلها الليليّة أتساءل وأسائل نفيس ما ّ‬ ‫ربا أفهم‬ ‫سارعت إىل املعاجم ّ‬ ‫الحب كلمة مأخوذة من ال ُح ِّب جمع َحبَّة وهي لباب اليشء وأصله‪ ،‬والقلب أ ّول األعضاء املك ّونة يف جسم اإلنسان‪ ،‬أصل كيانه ولبه‪ .‬ويقال أيضاً إن "ال ُحب" ٍ‬ ‫آت من‬ ‫لغو يّاً ّ‬ ‫كلمة " ُحباب" وهو الذي يعلو املياه عند ش ّد ة املطر‪ ،‬فيشبّه غليان القلب وخفقه عند االضطرام واالهتياج إىل لقاء املحبوب بال ُحباب‬ ‫الحب عىل أنّه ف ّن يف معاملة الشخص وتف ّنن يف اظهاره بالنظرات بالحركات بالكلامت بالترصفات‪ ...‬والهدف من األداء املاهر لدور الولهان هو إبداع وابتكار‬ ‫وينسب إىل‬ ‫ّ‬ ‫قواعد للحياة السعيدة مع املحبيب‬ ‫وربا ظاهرة كهربائيّة‪ .‬إذ بات معروفاً أ ّن جسم‬ ‫مل أفهم ال اللغة وال الف ّن فاستعنت‬ ‫بالطب ‪ .‬الطب وتحديد ا ً علم األعصاب يع ّرف الحب عىل أّنّه معادلة عصبيّة غري مفهومة ّ‬ ‫ّ‬ ‫اإلنسان يفرز هرمون "األوكسيتوسني" أو ما يسمى بـ“هرمون املحبني” عند لقاء األحبة‪ .‬وقد توصل الباحثون إىل دراسة مفادها أن الدوائر العصبية التي ترتبط بشكل طبيعي‬ ‫بالتقييم االجتامعي لألشخاص تتوقف عن العمل عندما يقع اإلنسان يف الحب‪ ،‬ما يوضح أسباب تغايض بعض األشخاص عن أخطاء من يحبون‬ ‫الحب عىل أنّه شعور فيزيولوجي ينشأ يف الباطن اإلنساين ويسيطر عىل حواسه وأعضائه ويؤثر عىل سلوكه باملنحى اإليجايب أو السلبي‬ ‫أ ّما علامء النفس فقد رشحوا‬ ‫ّ‬ ‫الحب بالقاموس اإلقتصاد ّي ألن التعريف الطبّي مل يجد نفعاً‪ .‬اإلقتصاد يع ّرف الحب عىل أنّه نظرية اإلنصاف‪ :‬أي استثامر عاطفي تختلف عائداته من شخص إىل آخر‬ ‫ربا أفهم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كام تتفاوت مدته زمنيّاً‬ ‫للحب‬ ‫قلت يف نفيس قد يكون الفالسفة واألداب والشعراء أكرث من أجداوا تعريف الحب‪ ،‬لكنني مل أفهم! فالفالسفة اختلفوا يف كثري من األحيان عىل فهم وإعطاء تعريف‬ ‫ّ‬ ‫حقيقي ليس فيه مصلحة أو تبادل للفوائد حب ال يبنى عىل رغبة أو شهوة‬ ‫حب‬ ‫الحب كان أفالطون ويقال فيه‬ ‫ولعل أبرز من ع ّرف‬ ‫ّ‬ ‫"الحب األفالطو ّين "‪ّ :‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الحب كـ"شكسبري" الذي قال‪" :‬الحب أعمى واملحبون ال يرون الحامقة التي يقرتفون"‪ .‬ومن كان وفيّاً‬ ‫تعريف واحد للحب يف األدب الذي جمع تجارب الكتاب بني من عاش‬ ‫وال‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫الحب ‪ ،‬ليقول كـ"الروشفوكو"‪ " :‬الحب الحقيقي كاألشباح قليلون هم الذين رأوه"‪ .‬وبني من رفض أو مل يصدق أن يكون الحب سبباُ‬ ‫وبني من خانه الحبيب ومن عاش كذبة‬ ‫ّ‬ ‫لألمل واملوت كـ"درايدن"‪ " :‬مل ميت أحد من الحب إال فوق خشبة املرسح‬ ‫قد يكون الحب تلك الخمرة التي تسكر أو ذاك اإلحساس املرهف‪ .‬حب عذ ّري‪ ،‬حب فاحش‪ ...‬كلّها امتزجت بأقالم شعر يّة مقف ّية فاتفق الشعراء عىل أن ال يتفقوا عىل‬ ‫للحب‬ ‫إعطاء معنى واحد‬ ‫ّ‬ ‫عيني عىل صورة وجهك وإن كان آخر‬ ‫آخ منك يا ّ‬ ‫حب وقد استعيص عىل العامل فهمك وتفسريك‪ .‬أكتب إليك يا حبيبتي وقد حان وقت الوداع‪ .‬وما أجمل الرحيل إن أغمضت ّ‬ ‫الحب ‪ 14‬درجة‪ ،‬فرت ّو يا عزيزي‬ ‫حب وآخات منك يا لغة عربيّة تصعبني ع ّيل فتقولني‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫نفس يل أتنسم به عبري شعرك وإن كانت آخر نبضات قلبي قد لهفت إليك‪ .‬آخ منك يا ّ‬ ‫الولهان واخط خطواتك درجة درجة وانظر إىل فتاتك العربيّة بثقافتي‬ ‫أخترص يا حبيبتي شعوري وحالتي يف كل يوم التقيتك خالل أربعة عرش يوماً يف هذه األبيات النرث يّة‬ ‫هويتك فقط مالت نفيس إىل الشهوة‬ ‫والصبا يف غزلك حتى جهلة الفتوة‬ ‫رأيت الشغف يف عينيك يبادلني‬ ‫هاجت نفيس حزينة‬ ‫أنا الولعان يف العذاب‬ ‫ولعان يف حبّك حتى الكلف‬ ‫أفرطت يف حبّك‪ ،‬عشقتك‬ ‫ونجوتك من شدة الوجد‬ ‫نَ ِزعَتْ نفيس تعلقت واشتقت إليك‬ ‫وعىل قدر الشوق آالم‬ ‫وصبتني‬ ‫استكان قلبي خاضعا للحب ووددتك‬ ‫خللتك‪ ،‬نعم أغرمت وما عاد باإلمكان نسيانك‬ ‫وما عرفت إالّ بعد ‪ 14‬يوماُ‬ ‫أ ّن يف هيام هيامي‬ ‫حبيبك‬

‫‪18‬‬


‫حب‬ ‫رسالة ّ‬ ‫بقلم مريم حرب‬

‫‪19‬‬


‫عيد العشاق رائع‪ ...‬لبعضهم‬ ‫زينه زغيب‬

‫الحب‬ ‫رائع رائع رائع‪ ،‬عيد العشاق رائع‪ ...‬بهذه الطريقة غ ّناه كاظم الساهر إضافة إىل كثريين‪ .‬فأغنيات ّ‬ ‫يكرث تردادها بشكل جنو ّين منذ بداية شباط أو فرباير‪ ،‬وحتّى نهار عيد العشاق أو ما يسمى بعيد الحب املوافق عليه ‪14‬‬ ‫شباط‪ .‬وعىل سبيل املثال‪ ،‬أخربت يارا حبيبها بأنها ستعود إليه ألنها مل تعد تحتمل الفراق‪ ،‬لتقول له "جايي حبيبي لعندك‬ ‫جايي "‪ .‬أ ّما مارتينا مكربايد‪ ،‬فطأمنت حبيبها‪ " :‬حتى لو رفضت الشمس أن تسطع‪ ،‬ومل تجد الرومانسية قافية لها‪ ،‬ستبقى‬ ‫مستحوذا عىل قلبي إىل حني انقضاء الدهر‪ .‬أنت كل ما أحتاج إليه‪ ،‬أنت ح ّبي وعيد الحب بالنسبة يل‬ ‫البديهي‬ ‫من الطبيعي أن نعتقد بأن مظاهر مامثلة تبعث روح الفرح يف نفوس الناس‪ .‬فنظ ّن للوهلة األوىل أنه من‬ ‫ّ‬ ‫الحب وروح التفاؤل يف هذه الفرتة‪ ،‬لكرثة ما نصطدم به من أغانٍ يف اإلذاعات واملطاعم واملج ّمعات‬ ‫أن نشعر بنسمة ّ‬ ‫التجارية وغريها‪ .‬هذا ناهيك عن املالبس التي يطغى عليها اللون األحمر يف جميع محال األلبسة من دون استثناء‪ .‬وكيف‬ ‫لنا أن ننىس دمى الدببة وما يرافقها من هدايا منترشة يف واجهات العرض كافة؟‬ ‫كل! هذه املظاهر ال تجلب السعادة للجميع! وليت ذلك يقف عند هذا الح ّد‪ .‬ففي الحقيقة‪،‬‬ ‫ّإل أن الواقع مغاير متا ًما‪ّ .‬‬ ‫شخصا كانوا‬ ‫هذه الطفرة يف األجواء تجلب الكثري من الحزن واليأس إىل أناس كثريين‪ ...‬منهم من فقدوا رشيك حياتهم أو ً‬ ‫يح ّبونه بش ّدة‪ .‬ومنهم من يعانون فراغًا عاطف ًيا صار ًخا ال ّ‬ ‫ليل نها ًرا‪ ...‬وال يبوحون! وآخرون يح ّبون‬ ‫ينفك يعذّب روحهم ً‬ ‫حب ٍ‬ ‫شخص ال يبادله الشعور‬ ‫ً‬ ‫شخصا شاءت الظروف أن يكون بعيدا عنهم‪ .‬هذا يك ال ننىس من هو واقع يف ّ‬ ‫الحب‪ ،‬نقول هنيئا لكم‪ .‬لكننا نو ّجه لفتة إىل كل من هم حزاىن يف هذا العيد‪ ،‬إىل كل من‬ ‫إىل كل من ينتظرون بشوق عيد ّ‬ ‫خصوصا حني ينجح كثريون‬ ‫يشعرون بأنهم ليسوا معن ّيني به ال من قريب وال من بعيد‪ .‬إعلموا بأنكم أقوياء! نعم أقوياء !‬ ‫ً‬ ‫منكم باصطناع البسمة أو بإحفاء مالمح الحزن‪ ،‬رغم أن مظاهر عيد العشاق املسترشية يف كل مكان تغدق خنج ًرا يف‬ ‫صميم قلوبكم‬ ‫يف املقابل‪ ،‬تذكّروا أن معظم هذه الطفرة لها أهداف تجاريّة بحتة‪ ،‬وأن الحب ال يكتيس صورة حبيب فقط‪ ،‬بل انه يشمل‬ ‫الحقيقيي وغريهم‪ ...‬ح ّولوا اهتاممكم يف هذه الفرتة إىل هؤالء‬ ‫يحب بصدق كالوالدين‪ ،‬األطفال‪ ،‬اإلخوة‪ ،‬األصدقاء‬ ‫ّ‬ ‫كل من ّ‬ ‫الناس‪ .‬ال تغرقوا يف مستنقع التفاهات الخادعة! أال ادخلوا أعامق األمور‪ ،‬واكتشفوا جوهرها‪ ،‬واستثمروا ما شئتم من هذه‬ ‫يحب بصدق‬ ‫الظاهرة السنوية يف خدمة من‬ ‫ّ‬ ‫يستحق‪ ...‬يف خدمة من ّ‬ ‫‪20‬‬


‫معلومات عن أصل االحتفال بعيد الحب الذي يحتفل به‬ ‫األوروبيون‬ ‫سليمة مليزي‬

‫قصة القديس فالنتاينني أو عيد الحب الذي يصادف ‪ 14‬فرباير من كل سنة ‪ .‬نقطة نظام أوالً ؟ سليمة مليزي كنت أبحث‬ ‫ّ‬ ‫عن صورة يف ‪ Google‬هذه الكلمة التي يقولون أن اسمها امن اصل اللغة العربية مبعنى غوغل أي بحث يف الشئ‬ ‫أوتعمق أو تغوغل يف البحث ؟ املهم كنت أبحث عن صورة للقديس سان فلنتاين ألرفقها مع هذا املوضوع فوجدت‬ ‫صورة كبرية عليها عبارات الحب وجامل الحب لكنني تفاجأت بصور كتب عليها ال لالحتفال بعيد الحب ومن يحتفل‬ ‫به فأنه كافر ويتشبه بالكفار !؟ هؤالء البرش مينعون كل ما هو جميل ويحرمونه عىل البرشية وخاصة الحب الذي خلقه‬ ‫الله عز وجل أجمل وأنبل إحساس للتعايش بني البرش ؟؟ وهو حب الله عز وجل حب الطبيعة الحياة بكل ما تحمله من‬ ‫جامل ‪..‬حب الوالدين واألبناء ‪ .‬وحب األنثى للرجل ألنه أنبل حب من أجل تواصل التناسل البرشي عىل وجه األرض ‪ ،‬وال‬ ‫بدأن تتواصل العالقة بينهام بالحب …ليتهم يدركون كل جامليات الحياة والتطور التكنولوجي الذي يعيشونه مرنفاهية‬ ‫وتواصل بينهام وتسهيل املعيشة إىل األفضل ‪..‬هي من صنع الغرب أو { الكفار كام يدعون } فليمنعوا عنهم هذه الحياة‬ ‫‪.‬قصة القديس فالنتاين كان الرومان يحتفلون بعيد يدعى (لوبركيليا) يف ‪ 15‬فرباير من كل عام‪ ،‬وفيه عادات وطقوس‬ ‫ّ‬ ‫وثنية؛ حيث كانوا يقدمون القرابني آللهتهم املزعومة‪ ،‬يك تحمي مراعيهم من الذئاب‪ ،‬وكان هذا اليوم يوافق عندهم‬ ‫عطلة الربيع؛ حيث كان حسابهم للشهور يختلف عن الحساب املوجود حالياً‪ ،‬ولكن حدث ما غري هذا اليوم ليصبح‬ ‫عندهم ‪ 14‬فرباير يف روما يف القرن الثالث امليالدي‪ .‬يف القرن الثالث بعد ميالد املسيح‪ ،‬كان الدين النرصاين يف بداية نشأته‪،‬‬ ‫حينها كان يحكم اإلمرباطورية الرومانية اإلمرباطور كاليديس الثاين‪ ،‬الذي حرم الزواج عىل الجنود حتى ال يشغلهم عن‬ ‫خوض الحروب‪ ،‬لكن القديس (فالنتاين) تصدى لهذا الحكم‪ ،‬وكان يتم عقود الزواج رسا ً‪ ،‬ولكن رسعان ما افتضح أمره‬ ‫وحكم عليه باإلعدام‪ ،‬ويف سجنه وقع يف حب ابنة السجان ‪ ،‬وكان هذا رسا ً حيث يحرم عىل القساوسة والرهبان يف رشيعة‬ ‫النصارى الزواج وتكوين العالقات العاطفية‪ ،‬وإمنا شفع له لدى النصارى ثباته عىل النرصانية حيث عرض عليه اإلمرباطور‬ ‫أن يعفو عنه عىل أن يرتك النرصانية ليعبد آلهة الرومان ويكون لديه من املقربني ويجعله صهرا ً له‪ ،‬إال أن (فالنتاين) رفض‬ ‫هذا العرض وآثر النرصانية فنفذ فيه حكم اإلعدام يوم ‪ 14‬فرباير عام ‪ 270‬ميالدي ليلة ‪ 15‬فرباير عيد (لوبركيليا) ‪ ،‬ومن‬ ‫يومها أطلق عليه لقب “قديس”‪ .‬وبعد سنني عندما انترشت النرصانية يف أوربا وأصبح لها السيادة تغريت عطلة الربيع‪،‬‬ ‫وأصبح العيد يف ‪ 14‬فرباير اسمه عيد القديس (فالنتاين) إحياء لذكراه؛ ألنه فدى النرصانية بروحه وقام برعاية املحبني‪،‬‬ ‫وأصبح من طقوس ذلك اليوم تبادل الورود الحمراء وبطاقات بها صور (كيوبيد) املمثل بطفل له جناحان يحمل قوساً‬ ‫ونشاباً‪ ،‬وهو إله الحب لدى الرومان كانوا يعبدونه من دون الله‬ ‫‪origin of valentines day‬‬ ‫‪Sent from my iPad‬‬

‫‪21‬‬


‫أشعلت الريح صدى صوتها يف كل مكان‪ ،‬وتب ّدت ندوب الرصاخ يف وجه األرض‪ ،‬شجرا ً مبتورا ً‪ ،‬وحقوالً منكوبة‪ ،‬وبقايا من سقوف وأعمدة‬ ‫وحجا‬ ‫وإذا أنت رفعت ببرصك من خلف مرتاس زجاجك املهدد صوب السامء لرأيتها مشحونة الصدر تارة ومرشوحة تارة أخرى‪ ،‬وما بني الشحن‬ ‫والرشح ثوان يشق فيها جواد الريح صفوف الغيم املتعسكر فوق التخوم‪ ،‬فتبدأ رحلة الشتات‪ ،‬وتصبح السامء مرسحاً ألبطال من مرسح‬ ‫الدمى اوحديقة الحيوان أو قصص األطفال او‬ ‫وال تلبث أن تصفو الزرقة حتى لتتمنى يف قرارة نفسك أن ترشف سالفها بحدق العني‪ ،‬ليعود الشتات املبعرث يف أطرافها للتجمع‬ ‫والتعسكرمن جديد‬ ‫يف هذي اللعبة التي تلعب فيها األدوار رسيعة وخاطفة حتى لتخال أنك أمام مشهد مركب مسبق اإلعداد‬ ‫تبقى الزمة وحيدة فرضت نفسها عىل كل يشء وترسبت إىل كل يشء وحلّت يف كل يشء حتى اخترصت كل األشياء ‪...‬هي الزمة الريح‪،‬‬ ‫تنبع من كل جهات األرض ومن كل األفواه ‪ :‬من الشجرمن الحجر من السحب من الزرقة من زجاج النافذة من املاء من السقوف وجدران‬ ‫الحقول من عيون الناس واألرصفة والطريق‬ ‫وأنت املرتبص تحت سقفك وخلف مرتاسك وركنك يعروك هلع واكتئاب ‪،‬تشعر بأن إرادة ما يف مكان ما أوعزت إىل ذلك الثور الهائج‬ ‫بأن يدوس بحوافره الطائشة كل األشياء وأن يثري خلفه كل غباراألرض‪ ،‬ليشوش عىل صوت ما أو ميحو صورة ما أو ليغطي ملار ما يف عينيه‬ ‫أكداس من الريبة والقلق والخوف والوحشة والضياع‬ ‫أو تشعر بأن تنني األرض الصفراء أفاق من سباته الدهري وراح يجرب قدرته يف النفخ وإعادة التشكيل‬ ‫تراقب الشمس املشهد بعني امللك املغلوب عىل أمره‪ ،‬التستطيع شيئاً وقد عراها ضمور وذبول‪ ،‬وتغيب غري راضية عنك ملا يجري من‬ ‫تخريب وسطوة وتنكيل‬ ‫فيزيد الليل املشهد افرتاساً ووحشية‪ ،‬ويغدو املرتبص مجلودا ً مرتني ‪ :‬مرة بالسياط التي يتلقاها الذعة جارحة فوق ظهره العاري دون‬ ‫حجاب ‪ ،‬ومرة اخرى بحجب عينيه عن معرفة جالده ونوع السوط الذي يقتله رصاخاً مد ّمى‬ ‫يف هذا الليل الطاحون‪ ،‬تطحن املشاعر واألحالم واألمنيات‪ ،‬تطحن النظرات وإيقاعات القلب وخطوط الجباه وتكورالشفاه وكل أشكال‬ ‫الحياة‬ ‫وتضطر بساعة الزمن‪ ،‬تارة توجه ساريته مييناً فتجبهها أصوات النفري‪ ،‬فتتجه عكس التياريسارا ً فتنهرها صاعقة القدر‪ ،‬فتحتاريف أمرها ويف‬ ‫عنوانها واسمها ويف اي اتجاه تريد‬ ‫يف هذا الليل العجيب يغدو الرسير غصنا تتقاذفه قوائم الجياد املحمومة والغبار‪،‬ويغدو الدثار لعنة أخرى تزيد ناراالضطراب واالضطرام‬ ‫‪ .‬فيستحيل النوم معجزة التتحقق إال إذا تعب الثور الهائج وأرخى قرنيه وأعطى لحوافره إجازة مفتوحة عن نبش ماكدسته الدهور‪ ،‬وإال‬ ‫ستطول لعبة املصارعة الحمقاء وسيطول معها تاريخ العذاب‬ ‫يف ذاك الليل الهائج أضاعتنا وكان لنا قبلهام كان وكان ‪ :‬الفراش املنتحي زاوية البيت‪ ،‬والجدران املطلية بالصرب‪ ،‬والسقف الطيني املرتبع‬ ‫عىل جرسين من وله ومن وجع‪ ،‬املفرتش قصبات البوح حصريا ً من أحالم طائرة تتيه يف ع ّدها عيون األطفال املتأهبة للرقاد‪ ،‬والقنديل رفيق‬ ‫الزاد والكتاب واألرسار وحكايات الليل الشتوي الطويل‪ ،‬وزاروبنا املتخفي املتلوي العتيق‪ ،‬والجذوع املحنية مع اضالعنا‪ ،‬والوجوه سفرية‬ ‫الشمس والغبار‪ ،‬جدي املحني كام صاج أمي وكام دربنا ومنجلنا املعلق أعىل الجدار‪ ،‬الحقيبة املغ ّمسة بروائح الخبز والصعرت والبيت‬ ‫والقبالت‪ ،‬وعيونها تلك التي أضعتها وقد الحقتني تدثر أنفايس وتحدو لخطوايت وايامي وتتأمل عميقاً عينني معروكتني يفركهام طفل عىل‬ ‫استدارة عينيها كام شمس الحي وخبزنا الفواح وكريت العنيدة ودمعها‬ ‫ِ‬ ‫صمتك يقتلنا‪ ،‬أم هوسنا بالذكريات‪ ،‬أم الزمن يحتّنا من جلموده األزيل رمالً تلهو به الريح وتذروه غبارا؟ من أضاع من‬ ‫من يقتلنا ياأماه؟‬ ‫وجده؟ ومن وجد من أضاعه؟ من يقتله وجده؟ ومن يقتله صربه وتأمله؟ ومن أرضم نارالوجد املقدسة يف كل أوان؟ إجمعي شتايت وأعدي‬ ‫الع ّدة لبواكري الصباح فشمسنا املنرية الزالت معلقة هناك يف خشب النافذة مابني درفتني‪ ،‬درفة خلعها النسيان يف ذات ريح ودرفة الزالت‬ ‫ممسكة بجدار الدار ترفض أن تخلع وإن توحشت العاصفة واقتلعت األشجار‬

‫‪22‬‬


‫حدث يف ذات ريح‬ ‫قاسم الساحيل ‪//‬‬

‫‪23‬‬


‫الحب والرومنس ّية‪ ،‬شهر الدّ فء واملشاعر‪ ،‬شهر األحاسيس املكبوتة املنتظرة ظهورها إىل العلن‬ ‫إنّه شهر شباط‪ ،‬شهر ّ‬ ‫هذا ما يعتقده البعض‬ ‫لغالبية الناس إنّه فعال شهرعيد ال ّعشاق حيث يعلن الشّ اب لصب ّية عن ح ّبه لها أو الصب ّية تعلن ح ّبها لشاب‪ ،‬وذلك من خالل طرق عدّ ة‪...‬‬ ‫ولكن للعديد من األشخاص هو شهر إعالن اإلفالس ال ّتام‬ ‫ملاذا؟‬ ‫الحب هو‬ ‫الحب ليس فقط من خالل رشاء هدّ ّية باهظة الثّمن للحبيب إلثارة إعجابه‪ ...‬ال ّتعبري عن ّ‬ ‫ألنّ البعض ال يدركون أنّ ال ّتعبري عن ّ‬ ‫املعاملة الج ّيدة‪ ،‬هو كلامت حنونة وجميلة نابعة من القلب‪ ...‬وإذ كان ال بدّ من رشاء هد ّية للحبيب‪ ،‬وردة حمراء قد تكفي‬ ‫لقد أشارت الدّ راسات إىل أنّ غالب ّية ال ّناس يرسعون يف بداية شهر شباط لرشاء أغىل هدّ ية ممكن إيجادها وإعطائها للحبيب غاضّ ني الطّرف عن‬ ‫إمكاناتهم املاديّة‪ ،‬املهم لديهم إبساط اآلخر‪ ...‬ولكن يف الحقيقة هم ميضون ما تبقّى من الشّ هر يف حالة إفالس تا ّم‬ ‫نصيحتي لكم‬ ‫الحب من خالل أبسط األمور‬ ‫مهم أبدا‪ ...‬ما ّ‬ ‫سعر الهديّة ليس ّ‬ ‫يهم هو مصداق ّية املشاعر‪ ...‬هو ال ّتعبري عن ّ‬ ‫تعب عن املشاعر لآلخر ببساطة‬ ‫إليكم بعض األفكار التي ّ‬ ‫‪ Mixtape‬رشيط‬ ‫ال تستغربوا كثريا‪ ...‬إعداد مثل هذا النوع من الهدايا يؤثّر كثريا يف ال ّنفس‪ ...‬لذلك إجمع كل األغاين التي يح ّبها حبيبك‪ ،‬كل األغاين التي تذكّره‬ ‫واطلب منه أن يسمعه كلّام شعر بالحزن ‪ Mixtape‬باألوقات السعيدة التي أمضاها معك عىل رشيط‬ ‫إحياء الّلقاء األ ّول‬ ‫بكل‬ ‫الحب‪ ...‬لذلك ما عليك فعله هو إعادة إحياء الّلقاء األ ّول ّ‬ ‫من أكرث الّلقاءات التي تنطبع لدى العشّ اق هو الّلقاء األ ّول وأ ّول كلامت ّ‬ ‫تفاصيله‪ ...‬من الوقت‪ ،‬إىل الج ّو ال ّرومنيس‪ ،‬إىل األحاديث املتبادلة‪ ،‬إىل لحظة الوداع‪ ...‬مثل هذه الهد ّية يوم عيد العشّ اق يذكّر حبيبك بالسبب‬ ‫الذي جعله يح ّبك ويجدّ د لديه ق ّوة ح ّبه لك‬ ‫ليلة خالية من التكنولوجيا‬ ‫من أكرث األمور التي أثّرت سلبا عىل العالقات هي ال ّتكنولوجيا ووسائل ال ّتواصل اإلجتامعي التي إجتاحت العامل والتي جعلت ال ّتواصل بني‬ ‫‪ Facebook‬أو محادثات عرب ال ‪ Whatsapp‬ال ّناس عرب ال‬ ‫مهم لدى العديد من األشخاص‪ ،‬إذ يعتربون أنّه من األرسع إرسال رسالة صوت ّية لآلخرعرب الهاتف‬ ‫بسبب هذه الوسائل أصبح الكالم املبارش غري ّ‬ ‫وعدم تكبدّ العناء وال ّذهاب للقائه شخص ّيا والتحدّ ث معه وجها لوجه‬ ‫هذا األمر أ ّدى أيضا إىل إرتفاع نسبة الكذب بني الثّنايئ‪ .‬عرب الهاتف من املستحيل معرفة إذا كان الشخص اآلخر يكذب عليك أم ال‪ ..‬أ ّما‬ ‫شخص ّيا‪ ،‬نظرة واحدة تكفي إلكتشاف األمر‬ ‫وعب له عن ح ّبك له‬ ‫لذلك‪ ،‬يف يوم عيد ّ‬ ‫الحب‪ ،‬دع هاتفك جانبا‪ ،‬إستمتع بالوقت الذي متضيه مع الحبيب‪ ،‬تحدّ ث معه‪ ،‬أنظر يف عينيه ّ‬ ‫غروب الشّ مس‬ ‫يحب مشهد غروب الشّ مس وجامل ألوانه‪ ...‬لتحريك مشاعر الحبيب كل ما عليك فعله هو ال ّتخطيط لجلسة رومانس ّية عىل تلّة‬ ‫من م ّنا ال ّ‬ ‫الحب واألحاسيس‬ ‫صغرية تكشف أمامكام غروب الشّ مس‪ ...‬هذا املشهد الرائع وحده كاف لفيض ّ‬ ‫حب ووردة حمراء‬ ‫رسالة ّ‬ ‫عب له بالكلمة‬ ‫هل أنت غري قادر عىل الكالم وال ّتعبري‪ ...‬أسمى وسائل ال ّتعبري عن املشاعر هي الكلمة‪ ...‬أكتب للحبيب كل ما تشعر به‪ّ ...‬‬ ‫الجميلة والشاعريّة عن ح ّبك له‪ ...‬ضف عىل ال ّرسالة وردة حمراء وفاجئه بهام عند إستيقاظه من ال ّنوم‬

‫للحب‪ ،‬أبسط األمور بإمكانها أن تؤثّر بالحبيب‪ ...‬لذالك ال تفلس نفسك يوم عيد العشّ اق‬ ‫أخريا‪ ،‬مل تكن يوما الهد ّية الباهظة الثّمن برهانا ّ‬ ‫لتعب عن ح ّبك‪ ،‬إبحث عن األمور البسيطة هي ف ّعالة أكرث‬ ‫ّ‬ ‫‪24‬‬


‫يف ‪ 14‬شباط‪ :‬أعلن ح ّبك وال إفالسك‬ ‫الحداد‬ ‫كارال ّ‬

‫‪25‬‬


‫ثانيا الرؤية‬

‫‪ADVERTORIAL‬‬

‫أ عبده الزراعي‬

‫الشاعرة والفنانة التشكيلية لجني عزالدين ‪،‬الجزائرية ‪،‬تحاول ان تخرج عن منطية القصيدة العمودية ‪،‬وبالفعل كغريها من الشواعروالشعراء الذين يكتبون‬ ‫القصيدة النرثية أوالحداثية ‪،‬ويف مقدمتها التفعيلية ذات النمط املوسيقي األقرب إىل الشعر الغنايئ عند البعض لقرصاألسطر يف قصائدهم ‪،‬وتوايل تفعيالت األسطر‬ ‫عندالبعض‪،‬لكن هذا التوايل يتحول _أحيانا إىل سجع حكايئ مألوف _نتيجة اللجوء واإلختفاء وراء املوسيقا الخازجية _وعدم الرتكيز عىل الجوهر املتمثل يف ابتداع‬ ‫الصور والدالالت_وخلقها والدهشة التي ميكن أن تأيت لتحقق اإلنفالشات الرتكيبية للصورة املطلوبة _توافرها يف النص الحدايث _ألن النرث التفعييل كان نتيجة‬ ‫إلخرتاق الوزن العريب العرويض _منذ منتصف القرن املايض _يف وطننا العريب ‪،‬بعد أن عاش يف أحضان ونظريات شعراء أوربا‪ ،،‬منذمنتصف القرن التاسع عرش‬ ‫ونضج يف ‪1900‬عىل يدرواد الحداثة يف فرنسا‬ ‫_ أنتقل إىل قراءة بسيطة لنص الشاعرة_لجني‬ ‫الشاعرة تتحدث بضمري املتكلم (هي) موجهة الخطاب إىل املخاطب الذكوري‪٠‬الكاف يف (اسمك حبك _عينيك )الفعل املضارع يف‪:‬أسكن_وماتاله من افعال‬ ‫مضارعة_ يفيداإلستمراروالسكنى ‪،‬أخلدك يف تاريخي الحزين‪،‬وألنك ‪،‬متلك كل صفات القمر‪٠،،‬تتشظى الشاعرة بحروف هذا األنااآلخر ستخلق من حروف اسمه‬ ‫تاجامن اللؤلؤ وتزركشه بالياسمني‪،‬ولن تقف أمام هذا املعاىن الوجدانية ‪،‬بل تعدتهاإىل أعمق وأبلغ ‪،‬ومبا أن الشاعرة رسامة ستنقش من هذا الحب أسطورة‬ ‫‪، ،!،‬العاشقني ‪،‬لتصبح ‪،‬األسطورة حقيقة‪،،‬ألنهاتسكن مدائن عينيه ‪،،‬فلذلك الميكن العيش والحياة يف هذه املدائن إالبتخليد هذا الحب األسطورة‬ ‫املقطع الثاين‪٠‬‬ ‫فأناالقمر أحترض‪،‬ياأملا يتجذر ‪،‬يادمعانزل ‪،‬ياحبا تحمل األساطريالقدر هنابدأت الصورة تضعف نتيجة التكرار لجمل تحمل ماأشارت إليه الجمل السابقة يف مقطع‬ ‫_ا_والواقع يف املبارشة _التي خبت فيها_ الصور ة قليال_ داللة الصورة وبهتة الحدث‬ ‫املقطع ال‪4‬‬ ‫يبدو أقوى وأجمل وأعمق مقاطع النص _قالت إخر قصيدة وأنت لب القصيدة _وأنت تلك العصفورة _الغريدة من رحم دفاترك‬ ‫هل ينفتح الورد‬ ‫من الصخر؟‬ ‫يف هذا املقطع تغريت صيغة الخطاب من ضمري الكاف إىل الضمري أنت وهي‪،‬لتصبح الشاعرة أدىن قربا من حس األنا املخاطب ثم تعودإىل الكاف‪ ،،‬البعدالوجداين‬ ‫إلكامل الذات‪ ،‬الشخصية إلمتام الحياة حتى لوكانت هذه األخرى جحيام‬ ‫سيبقى األنا األخرى البعدالوجداين يف سعادة وأمل الشاعرة يحترض‬ ‫الشاعرة التريد من هذا األنا األخرى سوى السامح لها بأسطرته يف تأريخ مدن األساطري والعشاق ‪،‬ليبقي رمزا وجدانيا طاهرا يف ذاكرة األزمنة الغرامية!الوفية‬ ‫اإلنسانية مبعانيها السامية‬ ‫لكن يبدوهذا األنا املعشوق األسطوري اليعري شاعرية ووجدان املنادي الشاعر ‪ ،‬أذانا صاغية‬ ‫فكأنه صخرة صلد‪،‬يتكرس عليها عشق األسفار‪،‬وشجن األزمنة‬ ‫أشكرك الشاعرة‬ ‫لقد وصل سعادة أو إىل يأس !ألنه أصبح اليرد عىل أي خطاب شعري !فلوكان حارضاوجدانيالتحدث إىل الحال الشجية املتشظية بلغة الفضاء ات وعذابات الكون‬ ‫أرجو أن اكون قدقاربت دراسة النص من زواية أواكرث جول الصورة الشعرية من الخارج حيث مل يتم الغوص إىل عمق البنى !الرتكيبية والداللية‬ ‫تحية ألجني‬ ‫أ عبده الزراعي‬ ‫‪26‬‬


‫رؤية نقدية يف‬ ‫جراحات مبعرثة‬

‫فأنت آخر قصيدة‬

‫الشاعرة لجني عزالدين‬

‫وأنت لب القصيدة‬

‫أوال النص‬

‫وأنت من سكن‬

‫سأقلد كل حرف من إسمك‬

‫حرويف واالشعار‬

‫تاج من اللؤلؤ والياسمني‬

‫وأنا تلك العصفورة‬

‫سأنقش حبك أسطورة العاشقني‬

‫الغريدة الطريدة‬

‫عىل جدار السنني‬

‫من رحم دفاترك‬

‫الين اسكن مدائن عينيك‬

‫هل يتفتح الورد من الضجر‬

‫سأخلدك يف تاريخي الحزين‬

‫لك السعادة والفرح‬

‫الساكن بني اللظى واألنني‬

‫ويل األمل يحترض‬

‫ابحر إن شئت‬

‫يا وجعا بوابل الشوق‬

‫فكل الشواطئ تلونت‬

‫وذكرى متعبة حد الشنق‬

‫بصفات الضجر‬

‫أوجاعي تبعرثين‬

‫وألنك متلك كل صفات القمر‬

‫جراحات نامت يف صدراآلهات‬

‫يا سيدي‬

‫أبني من حطام الذكرى‬

‫فإن القمر فيك اخترص‬

‫أبيات تسكنها املوت‬

‫يا أملاً يف نفيس يتجدر‬

‫ٍ‬ ‫وحروف تسكنني‬

‫يا دمعا نزل بحرقة الجمر‬

‫حني يوجعني ظيل‬

‫يا حبا يحمل أساطري القدر‬ ‫علمني كيف أكرسالقيود‬ ‫حني يجدبني الشوق إليك‬ ‫قلب‬ ‫وكيف أحيا دون ٍ‬ ‫حني ينبض بإسمك‬ ‫علمني كيف أعيش‬ ‫دون ضياء ‪،‬دون نجوم‬ ‫دون الشمس والقمر‬

‫‪27‬‬


‫حجازي مرض العرص‬ ‫فاطمة ّوث‬ ‫التّل‬ ‫رس املوجود ‪ ،‬والجامل مبتغى ال ّنفوس ‪ ،‬ولبنان بلد الخلود ‪ ،‬بتن ّوع مظاهره الجغراف ّية ‪ .‬إنّه أيقونة‬ ‫الطّبيعة كنز الوجود ‪ ،‬واملياه ّ‬ ‫الشق ‪ .‬إنّه ألشبه مبنظوم ٍة موسيقيّ ٍة متكاملة العنارص فل َم أيتها األنامل الظّاملة تغتالني روح الوجود ؟‬ ‫ّ‬ ‫املتوسط ‪ .‬غطا ٌء أزرق ميت ّد عىل م ّد ال ّنظر ‪ ،‬ابتدا ًء من حبّات الجوهر‬ ‫مع إرشاقة القرص الذّهبي ‪ ،‬اقتادنا الحلم إىل شاطئ البحر‬ ‫ّ‬ ‫قصة الكرة امللتهبة التي سيبتلعها البحر عند املغيب‬ ‫األصفر ‪ ،‬ال ّنامئة عىل كتف املياه ‪ ،‬ب ّراقة ‪ ،‬تغازل ضياء الشّ مس ‪ ،‬وتحوك معها ّ‬ ‫السرت معل ًنا عن الجرمية ‪ ،‬باحثًا عن الفاعلني ‪ .‬كأنّه‬ ‫‪.‬ولكن يف ذلك اليوم ‪ ،‬كان غزل ال ّرمال نحيبًا ‪ ،‬وضياء الشّ مس عا ًرا ‪ ،‬يكشف ّ‬ ‫يسأل من اعتدى عىل حرمة حبيب الشّ مس ‪ ،‬مخلّفًا آثا ًرا قبيحة ‪ ،‬ألهبت نار ال ّرمل ‪ ،‬وأبكت عني الشّ مس ‪ ،‬وأثارت غضب البحر !‬ ‫أكياس وأكياس ‪ ،‬أقذا ٌر وأوراق ‪ ،‬معلّبات ‪ ،‬كراتني ‪ ،‬معادن وأخشاب‬ ‫ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫وبعنف اقتحمت عباب األزرق متغلغل ًة يف األعامق ‪ ،‬لتصل إىل األسامك ‪ ،‬إىل النباتات ‪،‬‬ ‫هنا وهناك أكوا ٌم أكوام تناثرت وانترشت ‪،‬‬ ‫إىل قعر املياه ‪ .‬ولكن هدر الج ّبار ‪ ،‬غضب وثار ‪ ،‬ونفض من بطنه زائ ٌر فتّاك ‪ ،‬هاج البحر ‪ ،‬وقذف املوج عال ًيا ليطرد تلك املل ّوثات‬ ‫‪.‬وكانت الكارثة ‪ ،‬فقد طرد من دخل باألمس ‪ ،‬ولك ّنه اصطحب مع ثورته ذلك الجبل املك ّوم من مخلّفات اآلدميّة ‪ .‬فانترشت‬ ‫املتوسط‬ ‫وعملتّل ّوث شاطئ‬ ‫ال ّروائح الكريهة ‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫السموم بحرفة ومهارة ‪ .‬وهذا ال ّزرع ينمو ويكرب ‪ ،‬واليوم هو دا ٌء خطري ‪،‬‬ ‫رشيرة ‪ ،‬غرست بذار ّ‬ ‫التّل ّوث مرض العرص ‪ ،‬س ّببته ي ٌد ّ‬ ‫قاتل جبّار أثر غرس التّل ّوث يحمل عنوان ٍ‬ ‫مرض ق ّهار ‪ ،‬إسمه عىل املسامع إعصار ‪ ،‬من أمثاله ‪:‬‬ ‫يزحف بجنوده نحو الغارسني ‪ٌ ،‬‬ ‫السطان (الجلدي وال ّرئوي ) ‪ ،‬ال ّربو ‪ ،‬الحساس ّية ‪ ،‬الطّفح الجلدي ‪ ...‬فاملخاطر كثرية ‪ ،‬وص ّحة اإلنسان هي الثّمن ‪ ،‬فاألمراض تنترش‬ ‫ّ‬ ‫‪ ،‬والجراثيم وامليكروبات ستغتال العامل ‪ .‬أ ّما املخلوقات البحريّة ‪ ،‬التي هي غذاء مفيد لإلنسان ‪ ،‬ستكون سبب داء ملن يأكلها‬ ‫هشيم تذروه ال ّرياح ‪ .‬فالهواء النقي بات غازًا سا ًّما ‪ ،‬ونسيم البحر صار اشمئزازًا وكر ًها ‪،‬‬ ‫أ ّما البيئة ‪ ،‬فواحرستاه عىل ج ّن ٍة تصبح‬ ‫ً‬ ‫أكوام فاسدة ‪ ،‬طغت عىل بهائه ‪ ،‬وح ّولته من معشوقٍ‬ ‫والشّ اطئ الذي كان يحفل بال ّناس أصبح يشكو الوحدة ‪ ،‬ويطلب ال ّنجدة من ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫دست يف طيّاتها أفا ٍع تتلوى بقلب‬ ‫إىل منبوذ ‪...‬فجامل البيئة صار لوح ًة خطّتها زيوتٌ قذرة ‪ ،‬وأقال ٌم طاغية خطّت‬ ‫لوحات عمرانيّة ‪ّ ،‬‬ ‫إسفلت داكن ‪ ،‬لتخفي محتواها ‪ ،‬وأرسلته إىل البحر ليكب السموم يف املياه الزرقاء الصافية ‪ ،‬ليصبح لون املياه عكرا مل ّوث ًا قذ ًرا‬ ‫لرقي أي مجتكع ‪ .‬ففي الذول الغربيّة وضعت قوانني‬ ‫إن للنظافة أهميّة كربى يف الحياة اإلجتامعيّة ‪ ،‬فتتمركز يف طليعة األولويّات ّ‬ ‫كل فر ٍد يعتدي عىل البيئة ‪ ،‬مهام كانت اإلساءة التي يس ّببها ‪ .‬فالنظافة عنوا ٌن حضاري ‪ ،‬ودليل وعي وثقافة عند‬ ‫بحق ّ‬ ‫صارمة ّ‬ ‫جذب‬ ‫الشعوب ‪ .‬عدا عن أمن املحافظة عىل البيئة تشكّل ً‬ ‫وأيضا إنها تشكّل عامل ٍ‬ ‫مهم يف تنشيط القطاع الخدمايت ألي بلد ‪ً .‬‬ ‫عامل ً‬ ‫سياحي ‪ .‬فح ّبذا مجتم ًعا عنوانه ال ّنظافة ‪ ،‬فرق ّيه أكيد ‪ ،‬وتط ّوره ملحوظ‬ ‫وأخ ًريا ‪ ،‬فالحياة نعم ٌة إله ّية ‪ ،‬فتم ّهل أيّها الباغي ‪ ،‬واحرص عىل حياتك ‪ .‬هل ّم إلزالة الغرس املميت قبل أن ينرش سمومه عليك ‪،‬‬ ‫وهيهات ساعة مندم‬

‫‪28‬‬


29


Magazine

30

MAGAZ I N E T E M PLATE / OC TOBE R 2013 / w w w.yo ur m agaz i ne.com


‫أربع خطوات ملوعد رومنيس ال ينىس‬

‫الحداد‬ ‫كارال ّ‬

‫من أسهل املواعيد الرومنس ّية املعروفة‪ ،‬عشاء مع موسيقى كالسيكية وورود حمراء أو التوجه إىل السينام ملشاهدة‬ ‫فيلامً رومنسياً‪ .‬هذا األمر بات روتينا يف حياة كا ثنايئ وبات يشكّل نوع من امللل‪ .‬لتجديد عالقة الثّنايئ‪ ،‬من الرضوريا‬ ‫إضافة بعض الجهد واالبتكار إلبهار الرشيك ولتجربة أمور جديدة تُغني العالقة‬ ‫إليكم ‪ 4‬أفكار جديدة ٍ‬ ‫ملوعد رومنيس مميز‬

‫الرقص‬

‫ميكن اختيار إحدى األكادمييات التي تعلّم الرقص‪ ،‬أو املشاركة يف حفلة راقصة يرشف عليها مد ّربو رقص‪ .‬هذا األمر‬ ‫يضفي ج ّوا من املرح واملوسيقى يتعلّم الثّنايئ فيه خطوات راقصة جديدة ميكن أداؤها يف الحفالت مع األصدقار أو‬ ‫حتّى يف الزفاف إذا كان الثّنايئ غري متز ّوج‬ ‫اختارا نوعاً من املوسيقى تح ّبانه‪ ،‬وأكادميي ًة تناسب مواردكام املالية‪ ،‬حتى ال ينعكس األمر سلباً عليكام‪ .‬فعىل هذا‬ ‫املوعد أن يكون رومنسياً ويزيد من املرح والسعادة عىل العالقة‪ ،‬وال أن يضيف انزعاجاً وأرقاً إليها‬

‫تناول العشاء بطريقة مختلفة‬

‫العشاء أكرث من م ّرة يف مطاعم عدة بات أمرا بديه ّيا؟‬ ‫التكيزعىل األطباق بح ّد ذاتها فتتوجهان‪ ،‬مثالً‪ ،‬إىل املناسبات حيث يق ّدم الطباخون فيها أطباقهم املبتكَرة أو‬ ‫ملَ ال ّ‬ ‫ت ُشاركان يف حفالت تذ ّوق النبيذ؟ بإمكان الثّنايئ أيضا أن يتعلّم طهي أطباق معينة وتحضريها معاً يف املنزل الحقا‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫حب‬ ‫وتقدميها للرشيك اآلخر‪ .‬وهو خطو ٌة رومنسي ٌة ج ّدا ً مبا أن الطبخ والعناية بالطبق‬ ‫لشخص معني‪ ،‬هو دليل ٍّ‬ ‫واهتامم كب َريين‬

‫ترافقا َسرياً عىل األقدام‪.‬‬

‫قد يبدو األمر ممالً أو عادياً‪ ،‬ولكن متى متشّ يت مع رشيكك يدا ً بيد من دون سيارة؟‬ ‫أي سوقٍ قديم‪ ،‬أو إىل‬ ‫إذا سمح الطقس‪ ،‬تو ّجها سريا ً عىل األقدام إىل املواقع السياحية القريبة الستكشافها معاً‪ ،‬أو إىل ّ‬ ‫كورنيش بريوت‪ .‬فتتشاركان موعدا ً رومنسياً غري مكلِف‪ ،‬وصديق للبيئة‬

‫مركباً صغرياً‬

‫مركب صغري يف وسط املياه‪ .‬تو ّجها إىل أقرب مرىس واستأجرا مركباً لتختربا‬ ‫ال يشء يضاهي الوقت الرومنيس عىل منت‬ ‫ٍ‬ ‫وقتاً من السكينة‪ .‬ميكنكام إحضار غطاء وعشاء خفيف‪ .‬وإذا تعذّر االستئجار‪ ،‬تو ّجها يف رحلة قصرية عىل منت أحد‬ ‫املراكب التي تقوم بدورات سياحية يف املياه اللبنانية‪ ،‬كاملراكب الصغرية يف مدينة جبيل عىل سبيل‬ ‫أخريا‪ ،‬خطوات جديدة وأفكار بسيطة مبتكرة بإمكانها تجديد رشارة الحب بني حبيبني‪ ...‬ما عليك فعله هو إيجادها‬ ‫والتخطيط لها مسبقا‬ ‫‪31‬‬


Magazine

32


33


‫إليك‬

‫د‪ .‬مليس حيدر‬ ‫ستشتاق الساحات إلينا مجددا‬ ‫وتغمرنا النوادي عطرا‬ ‫وسيبيت يف صدري مداد عينيك‬ ‫وتطال أوجاعك خامئل السامء‬ ‫و نداعب معا ما نقص منا يف زمن املغيب‬ ‫وتراسل أرضك السمراء نعس الليل‬ ‫سأساومك عاشقة‪ ،‬وتساومني رجال‬ ‫وسأرفع الغشاوة عن خطوة تفصلنا‬ ‫سأمطر حضورك لهوا‬ ‫و أنسيك ما مل تجده ّيف ‪ ،‬أو بيننا‬ ‫وال نع ّد نجوم القبل‬ ‫وسنغزل أوهاما لن نعيشها‬ ‫ونخطط لتهيؤات اللقاء‬ ‫ونحتفي بوشوشات‪ ،‬سرن ّدد سواها‬ ‫كطفلي‬ ‫وسنهلك القالع عطرا ضاحكا مرنا‬ ‫ْ‬ ‫ •‬

‫‪34‬‬


35


‫حكاية بوضع افقي‬ ‫ضعني يف املاء‬

‫ال تخف املوج الهادر‬ ‫انني اطفو عىل سطح افقي‬ ‫اين ارى النجوم تصطف يف خطوط منتظمة‬ ‫األرض ذاتها تبطل مفعول كرويتها‬ ‫و تضطجع عىل ظهرها املحدودب‬ ‫ال تخف!!‪/‬مل أفقدها بعد‬ ‫قدرة السباحة يف رحم امي‪/..‬إين أطفو‬ ‫رغم ثورة البحر‪/..‬إين أعلو‬ ‫ال سامء فوقي‪/..‬ال تحتي البحر‬

‫حكاية بوضع شاقويل‬

‫مللمت اشتاتها‪ /..‬و نضحت بعرق عزيز‬ ‫السامء تقرتب من األرض‪ /..‬تهمس يف أذنها شيئا‬ ‫رجل يلوح يف العراء!!‪ /‬امرأة تتبع ظله!! ‪ /‬الغيمة تزفر غضبا‬ ‫برق يستجري برعده‪ /..‬االرض تقرتب من السامء‪ /.‬تقول شيئا‬ ‫تأواه‪ / !..‬ال يشء مام اراه‬ ‫ال يشء‪ ..‬يحمل بقعة من الزمن ‪ /‬ال مكان عىل ثياب االشياء‬ ‫ادلف باب الهاوية‬

‫يتلقفني الضباب‪..‬الظالم‬ ‫اشتاتها تهطل مطرا‪ ..‬و االرض خالية مني‬ ‫حكاية بوضع شاقويل‬

‫‪36‬‬


‫حكاية بوضع مائل‪/‬عىل باب فرج ياسني‬ ‫د‪.‬ماجدة غضبان املشلب‬ ‫النافذة مرشعة و مائلة نحو جهة اليسار‪ ..‬ال نسمة تهب‪..‬خلعت صويت ‪ ،‬و وضعته يف درج قريب‬ ‫و انتظرت‬ ‫أتعني صويت؟‬ ‫انه كالطني‪ ..‬ناعم امللمس ‪ ،‬و طوع بناين‬ ‫ماذا عن صمتك املختبيء بني طيات التمني؟‬ ‫اكفهرت أغصان السكوت من حويل‬ ‫اين عساه قد اختفى؟؟‬ ‫ذاب نجم يف قدح املاء عىل طاولتي‪..‬و تبعه القمر‬ ‫الليل حالك يا رفيق‬ ‫نجمة اخرى تهبط من عليائها‪..‬تبدو السامء عوراء حوالء‪..‬و انا ارتدي درع االنتظار‬ ‫علقت الغربة انشوطتها يف سقف غرفتي‬ ‫هيا اجبني يا رجل‪ ..‬اخرج يديك من بني فتات الحبال‬ ‫انتظرك فحسب ‪ ،‬بل اشعر بخيالك يقرتب‬ ‫انه هناك اسفل الباب‪..‬هيا‪...‬هيا‬ ‫هناك نجمة تتشح بعواء غريب‪..‬نجمة اخرى ترتدي نباحها‬ ‫نجمة تقرتب من النافذة ‪..‬تفتح عينيها واسعتني‬ ‫نجمة تقف كعصفور عىل قضبان نافذيت‪/..‬نجمة أخرية تهوي‬ ‫تصفيق جمهور منحني تحت وطأة الوضع املائل نحو اليمني‬ ‫أكاد ال اراه‬

‫‪37‬‬


‫مقدمة‬

‫املتخصصة‪ ،‬تتمثل يف تعدد الروافد التي تستقي منها مادتها‬ ‫تتسم إصدارات الصحافة الثقافية من مجالت وصحف بسمة عامة تُ يزها عن املجالت‬ ‫ّ‬ ‫املقدمة للقارئ‪ ،‬مام يؤدي بطبيعة الحال إىل اتساع دائرة القراء من املهتمني بالشأن الثقايف عىل تباين درجة هذا االهتامم من شخص آلخر‪ ،‬وهذا‬ ‫ما يجعل الصحافة الثقافية تضطلع بدور تنويري يقتيض إثراءها مبواد عميقة ال تبتعد يف الخوض يف مجال تخصص الكاتب‬ ‫ويأخذ النقد األديب يف نظرياته وتطبيقاته مساحة واسعة من الصحافة الثقافية‪ ،‬يسهم فيها العديد من األكادمييني املتخصصني يف النقد األديب كام‬ ‫يسهم فيها األدباء واملثقفون يف مجال األدب‪ .‬وال يخفى عىل املطلع عىل الصحافة الثقافية أن لكل فئة من هؤالء خصائص متيز كتابتهم النقدية يف‬ ‫األغلب‪ ،‬ففي حني يبدو امليل إىل الدراسة العلمية لدى األكادمييني يظهر التوجه إىل األدبية لدى األدباء‪ ،‬ولعل يف ظاهرة "النص عىل النص" مثاال‬ ‫مهم عىل هذا التوجه‪ .‬وتتسع دائرة الكتابة لدى املثقفني من املهتمني باألدب‪ ،‬فنجد من يتناول الناحية السريية لدى األديب‪ ،‬ومن يتناول الناحية‬ ‫ّ‬ ‫الفلسفية أو السياسية أو االجتامعية‪ ،‬وكثريا ما متثلت الكتابة النقدية يف الصحافة الثقافية باملراجعة الرسيعة التي ال تتجاوز انطباعات القارئ‬ ‫ومالحظاته عىل النص األديب‬ ‫تتوقف هذه الدراسة عند األكادمييني من الذين تواصلوا مع الصحافة الثقافية‪ ،‬لتحاول اإلجابة عن عدد من األسئلة األساسية يف هذا املجال‪ ،‬فام‬ ‫الذي ميكن أن يق ّد مه األكادميي للصحافة الثقافية؟ وما الذي ميكن أن تقدمه الصحافة الثقافية لألكادميي يف إطار تواصله مع األكادمييني من ناحية‬ ‫ومع تالميذه يف مجال التخصص من ناحية أخرى؟ وهل ميكن أن تتحقق من خالل هذا التواصل رؤية نقدية خاصة تتأثر باالتجاهني؟‬ ‫تواصل العديد من النقاد األكادمييني مع الصحافة الثقافية يف إنتاجهم النقدي‪ ،‬إذ قاموا بدورهم التنويري من خالل ذلك‪ ،‬ومن هؤالء‪ :‬طه حسني‪،‬‬ ‫ومحمد مندور‪ ،‬وجابر عصفور‪ ،‬وعبد الرحمن ياغي‪ ،‬وعبد الله الغذامي‪ ،‬وغريهم الكثري‪ .‬وقد أسهمت الصحافة يف نرش نتاج هؤالء لدى املهتمني‬ ‫باألدب مام أسهم يف تحقيق حضورهم يف املشهد الثقايف العام‪ ،‬كام أسهموا من ناحية أخرى يف زيادة رصيد الصحف واملجالت الثقافية التي تنرش‬ ‫عىل صفحاتها مقاالت لنفر من أهم النقاد واملفكرين يف الوطن العريب‬ ‫وإن كان لكل من هؤالء طابعه الخاص ومنهجه يف الكتابة إال أن هناك سامت تجمعهم‪ ،‬فقد حققوا يف مجموعهم أثرا أكرب يف الساحة الثقافية‬ ‫العربية‪ ،‬وإن كان ذلك بدرجات متباينة‪ ،‬وهم من ناحية أخرى يتميزون بسالسة اللغة‪ ،‬فإن‪ ...‬كانوا يخوضون يف مواضيع متخصصة‪ ،‬إال أنهم يتجهون‬ ‫يف كتابتهم إىل رشيحة أوسع من القراء‪ ،‬فال تجد لغتهم يف معظم نتاجهم النقدي والفكري تزدحم باملصطلحات النقدية التي تتطلب من القارئ‬ ‫أن يكون متخصصا‪ ،‬وإن كانت تتطلب منه أن يكون مثقفا‪ ،‬ولعل من البديهي أن هذه اللغة لن متنع توظيف هؤالء ألدواتهم واتجاهاتهم النقدية‬ ‫والفكرية‬ ‫وال شك يف أن الكشف عن دور األكادمييني يف الفعل النهضوي العريب من خالل ما قدموه يف الصحف واملجالت الثقافية يحتاج إىل دراسة مستقلة‬ ‫وشاملة تعود إىل أوائل املجالت والصحف العربية‪ ،‬وإىل إسهامات األكادمييني فيها منذ إنشاء جامعة امللك فؤاد األول؛ الجامعة العربية األوىل يف‬ ‫العرص الحديث‪ .‬غري أن هذه الدراسة ستكتفي بتناول منوذج معارص ميثل هذا املنحي الذي يجمع بني النقد األكادميي والفعل الثقايف الصحفي‬ ‫يف النقد األديب مبا يف هذا التوجه من ميزة يف توسيع دائرة التفاعل الثقايف‪ .‬ولعل النموذج الذي سأتناوله سيسهم يف إبراز طبيعة هذا التوجه يف‬ ‫الكتابة النقدية‬ ‫يعد إبراهيم خليل واحدا من أكرث النقاد تفاعال مع الحركة األدبية والنقدية يف األردن والعامل العريب‪ ،‬فقد أصدر أول كتبه النقدية "الشعر املعارص‬ ‫يف األردن" عام ‪ ،1975‬لريفد املكتبة العربية بعد ذلك مبا يزيد عن خمسني كتابا صدرت يف خالل نحو أربعني عاما‪ ،‬هذا فضال عن العديد من املقاالت‬ ‫والدراسات النقدية املنشورة عىل صفحات الصحف واملجالت الثقافية واملحكمة‪ ،‬والتي جمع العديد منها يف كتب منشورة‬ ‫ال يحتاج املطلع عىل نتاج خليل إىل كثري عناء ليتوصل إىل سمة الغزارة فيه‪ ،‬غري أن منطلق االهتامم به ال يتوقف عىل هذه السمة‪ ،‬بل يـتأىت من‬ ‫طبيعة هذا اإلنتاج الذي حافظ عىل تواصله مع الصحافة الثقافية كام حافظ من ناحية أخرى عىل اإلنتاج األكادميي‪ .‬والحقيقة أن هذا التوازن بني‬ ‫األكادميية والصحافة ذو أهمية كبرية إىل حد أن من املمكن اعتباره املرتكز الذي ميكن االنطالق منه يف دراسة الرؤية النقدية التي يستند إليها‬ ‫خليل يف إنتاجه النقدي‬ ‫سأتناول يف هذا البحث ثالثة محاور أحاول من خاللها الكشف عن رؤية خليل النقدية‪ ،‬وأول هذه املحاور تتمثل يف منطلقات الرؤية وجوهرها‪،‬‬ ‫أما ثانيها فتتمثل يف أدواته النقدية‪ ،‬وثالثها يستجمع بعض الظواهر التي ميكن أن يلحظها الدارس لكتابات خليل النقدية‬

‫أوال‪ .‬الرؤية ومنطلقاتها‬

‫ينطلق خليل يف نتاجه النقدي من انحياز واضح للعمل األديب الجيد‪ ،‬فقد اجتهد يف متابعته لألعامل اإلبداعية التي تصدر تباعا يف الوطن العريب يف‬ ‫مختلف األجناس األدبية‪ ،‬وال سيام الشعر والرواية والقصة القصرية‪ .‬ومل يتوقف خليل يف هذه املتابعة عىل تناول العديد من أهم اإلصدارات األدبية‬ ‫بالنقد والدراسة‪ ،‬وإمنا برزت مواكبته لحركات التجديد يف األدب العريب مام يشري إىل اهتاممه بأبرز التحوالت الجوهرية يف الشكل األديب‪ ،‬فقد رأى‬ ‫يف االتجاه إىل الشعر الحر حركة تجديد "جاءت بفضل دوافع موضوعية وذاتية‬ ‫وكام احرتز خليل يف تناوله للشعر الحر من املحاوالت التي تخرج عن جوهر اإلبداع الشعري‪ ،‬ن ّبه يف تناوله لقصيدة النرث إىل أنها "تحتاج إىل ملكة‬ ‫شعرية تستطيع أن تقدم البدائل التي فقدتها بغياب الوزن‪ ،‬وتخليها عن القوايف"‪ .‬وقد رأى أن القصة القصرية متثل "نوعا مرتبكا من األدب‪ ،‬مبعنى‬ ‫أنه ال ميتلك سامت مستقرة خاصة به متنحه االستقالل عن األجناس األخرى"‪ ،‬وهذا ما يفسح املجال بطبيعة الحال للتناول النقدي للقصة القصرية‬ ‫بكافة أشكالها ‪...‬التي تتحقق فيها معطيات العمل اإلبداعي الجيد‬ ‫وكام انحاز خليل لجوهر األدب بعيدا عن التمسك بشكل محدد له تجده ينحاز لجوهر النقد أيضا مبا يحقق وظائفه يف التفسري والتقييم والتوجيه‪،‬‬ ‫فهو يؤكد يف أحد كتبه "نفي الصفة املنهجية الثابتة‪ ،‬واملوحدة‪ ،‬عن جل الدراسات واملقاالت" التي جاءت يف الكتاب‪ ،‬وهذا ما يبدو بالفعل عند‬ ‫‪.‬االطالع عىل منجز خليل يف دراساته ومقاالته‪ ،‬فاملهمة األوىل التي يطّلع بها هي الكشف عن أدوات األديب ورؤيته التي سعى إىل إيصالها إلىاملتلقي‬ ‫تتميز هذه الرؤية النقدية بطبيعتها التفاعلية مع معطيات الحركة األدبية والنقدية‪ ،‬فتبدو أكرث دينامية متارس أثرها يف حركة األدب وتتأثر بها يف‬ ‫الوقت نفسه‪ ،‬ليكون األدب بذلك أساس الفعل النقدي‪ .‬ولعل يف هذا التوجه ما مييزه عن الكثري من الدراسات األكادميية التي تنحرس يف الوسط‬ ‫املتخصصني‪ ،‬وإن كان خليل ال ينفصل عن الوسط األكادميي سواء أكان ذلك‬ ‫األكادميي نتيجة ميلها إىل تطبيق مناهج معلّبة كثريا ما ال يفيد منها غري‬ ‫ّ‬ ‫يف دراساته النقدية أو يف طبيعة عمله إال أنه استطاع يف دراساته أن يفيد من التواصل مع الحركة األدبية والثقافية من جهة ومن ج ّد ية البحث‬ ‫األكادميي من جهة أخرى‬ ‫عىل أن الناقد مهام حاول أن يتحلل من املنهج النقدي سيبقى ملتزما تجاه رؤيته النقدية مبا تتطلبه من أدوات متكنه من دراسة األدب‪ ،‬وإال فإن‬ ‫دراسته دون أدوات ستكون سطحية مفرغة من معناها‪ ،‬وهذا ما يسلمنا إىل دراسة أدوات الناقد‬

‫ثانيا‪ .‬أدوات الناقد‬

‫ال تنفصل األدوات التي يتبناها الناقد يف تعامله مع نصوص األدب وظواهره عن رؤيته النقدية التي يتبناها‪ ،‬وهذا ما سأحاول الكشف عنه من خالل‬ ‫استقراء دراسات خليل يف النقد التطبيقي التي ال تبتعد يف معظمها عن مسعى النقد األديب يف تفسري النص األديب وتقييمه وتوجيهه‪ ،‬مع التسليم‬ ‫بطبيعة الحال بأن التوصل إىل هذا املسعى يختلف يف أدواته من ناقد آلخر‪ .‬ولعل من الرضورة مبكان اإلشارة يف هذا السياق إىل أن أدوات خليل‬ ‫يف دراساته النقدية تنطلق من النص األديب نفسه سواء أكان ذلك يف تحليله للنصوص أو يف استخالص الظواهر املتنوعة يف األدب‬

‫‪38‬‬


‫األكادميية والصحافة الثقافية يف النقد‬ ‫األديب‬ ‫إبراهيم خليل منوذجا‬ ‫شفيق طه النوباين‬

‫‪39‬‬


40


‫‪ 1‬دراسة املعجم اللغوي‬ ‫يركز خليل وال سيام يف دراسته للنصوص واملجاميع الشعرية والقصصية عىل املعجم اللغوي الذي يربز بصورة أكرب يف نص األديب أو يف مجموع نصوصه‪ ،‬إذ يعطي هذا الجانب أهمية‬ ‫كبرية نابعة من دوره يف إضاءة النص وإجالء رؤيته‪ ،‬ومن ذلك ما جاء يف دراسته لديوان محمد اليف "ويقول الرصيف"‪ ،‬إذ يالحظ يف غري قصيدة من الديوان شيوع املفردات املتعلقة‬ ‫باملكان املرتبط مبرحلة الطفولة‪ ،‬فالشاعر يف قصيدة "مقامتان" ال يفتأ "يذكر "حوش" الدار‪ ،‬وقهوة املساء‪ ،‬والهيل‪ ،‬والحكايا‪ ،‬التي مل تزل تدور عىل األلسنة" ليخلص خليل من خالل ذلك‬ ‫إىل حنني الشاعر إىل املكان الذي أمىض فيه طفولته باعتباره مصدرا من مصادر الغنى الوجداين والرثاء الحيس‬ ‫وال يخفى عىل القارئ تأثر خليل يف هذا املجال بالدراسات األسلوبية التي تويل للحقول الداللية أهمية كبرية باعتبار األلفاظ "ممثلة لجوهر املعنى‪ ،‬فاختيار املبدع أللفاظه يتم يف ضوء‬ ‫إدراكه لطبيعة اللفظة‪ ،‬وتأثري ذلك عىل الفكرة"‪ ،‬ولعل ما مييز هذه األداة يف الدراسات األسلوبية قابليتها للتناول املوسع الذي يعتمد عىل اإلحصاء يف دراسات تقرتب من البحث النقدي‬ ‫األكادميي أو التناول املوجز الذي يعتمد عىل املالحظة من خالل مقاالت موجزة تيضء رؤية النص األديب وتتميز بوصولها إىل عدد أكرب من القراء من خالل مساحة نصية أقل‪ ،‬وهي من‬ ‫ناحية أخرى ال تقل يف قيمتها النقدية عن كثري من تلك الدراسات التي تجهد يف اإلحصاء دون أن تخرج بنتيجة ذات أهمية‪ ،‬خاصة إذا كان الكاتب ال يتمتع بخربة نقدية كافية‪ ،‬فتتوقف‬ ‫بذلك عند إجراءات املنهج دون أن تخرج بنتائج ذات قيمة‬ ‫‪ -2‬إضاءة أدوات األديب‬ ‫من املعروف أن األديب يلجأ عادة يف نصوصه األدبية إىل أدوات عديدة يوظفها يف إجالء رؤيته‪ ،‬ويعد الكشف عن هذه األدوات من أهم مهام الناقد يف فعله النقدي‪ ،‬وهذا ما يسهم‬ ‫بطبيعة الحال يف الوصول إىل رؤية األديب التي يسعى إىل بلورتها يف نصوصه‬ ‫مل يأل إبراهيم خليل جهدا يف الكشف عن أدوات النص األديب‪ ،‬من رموز وصور ومرجعيات تراثية أو أسطورية‪ ،‬فهو مثال يكشف عن الرموز التي متثل ثيامت لدى شاعر معني‪ ،‬كام هوالحال‬ ‫يف دراسته لشعر فواز عيد إذ يتناول رمز "شهرزاد" الذي يعرب عن "االنتظار الطويل الذي ال يخفي وراءه أمال بحجم ذلك االنتظار"‪ .‬وإذا كانت "غرناطة" قد رمزت "عند محمد القييس‬ ‫لذلك الفردوس املفقود‪ ،‬الضائع‪ ،‬فإن قرطبة ترمز للقوة التي يبحث عنها العريب بحثا مضنيا‪ ،‬دون أن يجدها‬ ‫وال يتوقف خليل يف دراساته عند أدوات الشاعر يف نص محدد أو مرحلة معينة من تجربته الشعرية‪ ،‬بل يتناول تحوالت هذه التجربة‪ ،‬وتطور أدوات الشاعر خالل مسريته األدبية‪،‬‬ ‫كام هو الحال يف دراسته لشعر معني بسيسو‪ ،‬إذ تت ّبع بدقة تطور أدواته عرب مسريته الشعرية بدءا باعتامده عىل الشعارات السياسية وانتهاء بنضوجه الفني‪ ،‬إذ لجأ إىل الرمز والصورة‬ ‫والبناء الدرامي يف دواوينه األخرية‬ ‫مل يبتعد خليل يف دراسته ألدوات النص عن جوهر النقد األديب‪ ،‬إذ مل تُدخله الصحافة الثقافية إىل املقاالت النقدية التي تسجل ملالحظات انطباعية خاطفة ال تستند إىل أدوات واضحة‬ ‫يف تناول العمل األديب‪ ،‬أو إىل تلك التعليقات التي تدخل يف مجال األدب أكرث من تعلقها بالنقد‪ ،‬وال شك يف أن التناول الذي يستند إىل مرجعيات نقدية واضحة سريفد الصحافة الثقافية‬ ‫بخربة نقدية أعمق وبلغة بعيدة عن التعقيد النابع من إمالءات النظرية‬ ‫‪ -3‬نحو النص‬ ‫يعد "نحو النص" أو "تحليل الخطاب" منطا من التحليليتغ ّيا "تحديد الخواص اللسانية املميزة للنص من الالنص"‪ ،‬إذ تتحقق مزية النصوص عن الال نصوص من خالل ما تتسم به من‬ ‫ترابط "ينجم عن قواعد "تنصيص" منها اإلحالة بالضامئر‪ ،‬وبغريها من األدوات النحوية‪ ،‬واإلعادة‪ ،‬والتكرير‪ ،‬والرتادف‪ ،‬والعطف‪ ،‬وتفريع املجمل‪ ،‬وتفصيله‪ ،‬وترتيب العنارص بحيث تأيت‬ ‫النتائج بعيد األسباب‬ ‫نال "نحو النص" اهتامم األكادميي إبراهيم خليل‪ ،‬فقد نرش بحثني محكمني يف هذا املجال أحدهام بعنوان "من نحو الجملة إىل نحو النص"‪ ،‬والثاين بعنوان‪" :‬قواعد التامسك النحوي عند‬ ‫عبد القاهر الجرجاين يف ضوء نحو النص"‪ ،‬وقد برز التوجه للمنحى األكادميي يف هاتني الدراستني بوضوح‪ ،‬إذ حافظ خليل عىل املنهج العلمي الصارم يف دراستيه‪ ،‬سواء أكان ذلك يف تقيص‬ ‫املادة العلمية أو يف التوصل إىل نتائج البحث‪ ،‬غري أن ما يهمنا يف هذا السياق هو عدم توقف خليل عند نتائج هذين البحثني‬ ‫لقد غدا نحو النص من أهم أدوات خليل يف تحليله للنصوص األدبية‪ ،‬غري أنه يف مراجعاته التي ينرشها يف الصحافة الثقافية يتحلل من املصطلحات الدقيقة املرتبطة بنحو النص إىل حد‬ ‫ما‪ ،‬مام يسهم يف تقريب املراجعة إىل القارئ الذي مل يتعمق يف هذا املجال‪ .‬ومن ذلك تحليله لقصيدة "وجدتها" لفدوى طوقان‪ ،‬إذ تناول وحداتها الكربى التي تندرج تحت وحدة كلية‬ ‫واحدة يف محاولة منه للوصول إىل بنية القصيدة املتامسكة مستعينا يف ذلك بأدوات نحو النص‪ ،‬إذ سعت القصيدة يف كليتها إىل "العثور عىل الذات بعد تيه‪ ،‬وضياع‬ ‫‪ -4‬املقارنة‬ ‫شغلت املقارنة خليال يف عدد من دراساته النقدية‪ ،‬ومن ذلك الجزء الذي خصصه من كتابه "الضفرية واللهب" للدراسات املقارنة‪ ،‬إذ لفت االنتباه إىل عدد من الظواهر التي مل يخض‬ ‫بها الدارسون لدى بعض الشعراء‪ ،‬كام هو الحال يف تأثر شعر محمد القييس بالشاعر اإلسباين لوركا‪ ،‬ويف دراسته يف "‪ "Sonnet‬لشعر درويش يخوض يف تأثر الشاعر بنمط قصيدة‬ ‫السونيت ديوانه "رسير الغريبة" إذ الحظ أن درويشا ال يلتزم منطا محددا من أمناط السونيت الشائعة يف أوروبا‪ ،‬فهو أحيانا يتبع أسلوب الشاعر اإليطايل برتارك‪ ،‬ويلتزم أحيانا أسلوب‬ ‫شكسبري غري أنه يخرج يف بعض السوناتات عن كليهام‬ ‫مل تقترص دراسات خليل املقارنة عىل مجال األدب‪ ،‬بل ظهر هذا الشكل من الدراسة بوضوح يف مراجعاته النقدية للنقد العريب الحديث‪ ،‬فقد حاول يف أحد كتبه أن يتجه إىل استقراء‬ ‫األثر الغريب عىل االتجاهات النقدية املعارصة إذ بدا تتبعه ألشكال استقبال النظرية يف النقد العريب الحديث‪ ،‬غري أن املقارنة بوصفها أداة مل تنعكس عىل دراسات خليل ومقاالته بعامة‪،‬‬ ‫إذ مل يستخدمها باستمرار يف مراجعاته لألعامل األدبية‪ ،‬ولعل ذلك يعود إىل طبيعة الدراسة املقارنة‪ ،‬فهي تتطلب أن يكون البحث مختصا يف هذا املجال‪ ،‬فال ينقاد الدارس إىل إطالق‬ ‫أحكام عامة ال تستند إىل أرضية صلبة‬ ‫ولعل من املناسب يف هذا السياق اإلشارة إىل أن دراسة خليل ألثر السونيت يف شعر درويش تأيت امتدادا ألداة مهمة من أدواته النقدية‪ ،‬وهي تناول التناغم املوسيقي يف النص الشعري‪،‬‬ ‫سواء أكان ذلك من خالل املوسيقى الخارجية للقصيدة أواملوسيقى الداخلية‪ ،‬فهو يتنناول يف مواضع عديدة ما ينشأ "من تعلق األصوات‪ ،‬بعضها ببعض‪ ،‬من صدى صويت يكون له األثر‬ ‫الحاسم يف معنى البيت‪ ،‬أو املقطع الشعري"‪ .‬ولعل خليال يف هذه األداة أقرب إىل املنحى األكادميي منه إىل املنحى الصحايف الثقايف‪ ،‬إذ ال تخوض الصحافة الثقافية غالبا يف مثل هذه‬ ‫املوضوعات الدقيقة‪ ،‬هذا عىل الرغم من كون بعض هذه املقاالت قد نرش يف مجالت ثقافية‪ .‬وإن كان يف ذلك من إشارة فإمنا يشري إىل ما ميكن أن يضيفه األكادمييون إىل الصحافة الثقافية‬ ‫ال شك يف أن أدوات خليل النقدية مل تقترص عىل تلك التي تم ذكرها‪ ،‬فمن الطبيعي أال يحدد الناقد املخلص للمامرسة النقدية عينها نفسه بأدوات ال يلجأ لغريها يف تناول نصوص األدب‬ ‫وظواهره‪ ،‬غري أن هذه الدراسة حاولت أن تلم بأهم تلك األدوات وأكرثها توظيفا يف دراسات خليل النقدية‬

‫‪41‬‬


‫ثالثا‪ .‬سامت وظواهر‬

‫ال يخلو نتاج أي دارس من سامت وظواهر متيز نتاجه يف املجال الذي يبحث فيه‪ ،‬لتك ّون شخصيته التي يتميز بها‪ ،‬وهي بطبيعة الحال‬ ‫سامت ال تنفصل عن رؤية خليل النقدية‬

‫‪ -1‬االطالع الواسع‬

‫يدعو تواصل الناقد مع الصحافة الثقافية إىل تواصل أكرب مع الحركة األدبية القامئة‪ ،‬وقد عمل خليل محررا ثقافيا يف جريدة صوت‬ ‫الشعب وجريدة األخبار يف فرتات متقطعة يف سبعينيات القرن املايض‪ ،‬هذا باإلضافة إىل نشاطه املستمر من خالل نرش مقاالته عىل‬ ‫صفحات املجالت والصحف‪ ،‬وحني عمل خليل أستاذا يف الجامعة األردنية عام ‪ 1992‬مل ترصفه جهوده البحثية عن الصحافة الثقافية‪،‬‬ ‫فاستمر عطاؤه يف االتجاهني‪ .‬واملطلع عىل دراسات خليل سيجد أنه يتعامل مع نصوص أدبية من معظم األقطار العربية‪ ،‬ومن معظم‬ ‫املراحل التاريخية‪ ،‬ومع أجناس أدبية متعددة‪ ،‬هذا باإلضافة إىل تناوله املتخصص لنظريات النقد األديب وعلم الرسديات‬

‫‪ -2‬االبتعاد عن التعقيد واالتجاه إىل التعليم‬

‫عادة ما ترتبط نظريات النقد األديب باتجاهات فلسفية وفكرية سائدة تفرض نظرة معينة إىل األدب‪ ،‬وهذا ما أدخل الناقد األديب املتبني‬ ‫لنظرية نقدية معينة إىل التحيز للنظرية النقدية عىل حساب األدب‪ .‬كام اضطره يف كثري من الحاالت إىل الدخول يف تعقيدات النظرية‬ ‫التي تجعل القارئ مشغوال يف الكشف عن طبيعة أدوات الناقد وتفسريها دون أن توصله إىل رؤية النص األديب أو أدواته‬ ‫وقد اتخذ خليل موقفا رصيحا من بعض االتجاهات الحداثية يف النقد إذ رأى مثال أن "التحليل السيميايئ ال يختلف عن أي تحليل نقدي‬ ‫تقليدي إال بإضافة مصطلحات مثل‪ :‬ثبوت‪ /‬تحول‪ ،‬وفعل‪ /‬فاعل‪ ،‬وخضوع‪ /‬ال خضوع‪ ...‬مجموعة من الثنائيات التي تذكرنا بثنائيات‬ ‫فلو أسقطت من الدراسة ‪ Greimas‬شرتاوس‪ .‬أما الرسوم التي تضاف إىل التحليل‪ ،‬واملربعات السيميائية‪ ،‬التي تذكرنا مبربع غرمياس‬ ‫التحليلية‪ ،‬واكتفي مبا ذكره الناقد‪ ،‬ملا أحس القارئ بأن شيئا كبريا فاته االطالع عليه‪ ،‬أو أن فهمه للتحليل اختل‪ ،‬واضطرب مام يدعونا‬ ‫لإلشارة – ها هنا – لحذلقة ال تقدم‪ ،‬وال تؤخر‪ ،‬عىل مستوى البصرية النقدية‬ ‫ولعل هذا االتجاه يف االبتعاد عن التعقيد هو ما ق ّرب خليال من كتب املقدمات التي تصلح للتدريس يف الجامعات بوصفها مراجع مقررة‬ ‫للطلبة‪ ،‬فهو مثال يقدم لنظرية الرواية بإحاطة وشمول وبلغة يسرية عىل الطالب الجامعي‪ ،‬والباحث الحايل يرجح أن يكون خليل قد أفاد‬ ‫يف نهجه هذا يف الكتابة من خربته يف الصحافة الثقافية التي تتطلب من الكاتب لغة سلسة تخاطب أكرب رشيحة ممكنة من القراء‪ ،‬فإذا‬ ‫كان هم كاتب املقالة أن تصل رسالته إىل القراء جميعهم فإن ه ّم املعلّم أيضا أن تصل رسالته إىل إىل التالميذ جميعهم‬

‫‪ -4‬االهتامم باألعالم‬

‫من الظواهر التي تستحق االلتفات يف نتاج إبراهيم خليل االهتامم بأعالم النقد من أصحاب األثر الواضح يف األدب والنقد‪ ،‬فقد صدرت‬ ‫كتب لخليل عن تيسري سبول‪ ،‬وأمني شنار‪ ،‬ومحمد القييس‪ ،‬ومحمود درويش‪ ،‬وجربا إبراهيم جربا‪ ،‬إضافة إىل بحوثه التي نرشها عن مثل‬ ‫هؤالء األعالم‪ ،‬سواء أكانت هذه البحوث مشاركات يف ندوات تكرميية أو من خالل بحوث علمية محكمة‪ ،‬ومن ذلك ما كتبه عن مؤنس‬ ‫الرزاز وإحسان عباس ونارص الدين األسد وهاشم ياغي‪ ،‬وغريهم‬ ‫وإن كان هناك عدد من هذه األبحاث يتسم بالطابع التكرميي ‪ ،‬حيث تقل مجادلة املادة موضوع البحث إال أن معظمها اتجه إىل البحث‬ ‫العلمي الذي يتحقّق مام يتناوله‪ ،‬كام هو الحال يف إشاراته إىل خلط جربا إبراهيم جربا يف بعض املصطلحات النقدية‬ ‫وال يخلو هذا االهتامم بأعالم األدب والنقد من أثر الصحافة الثقافية التي تتجه عادة إىل االحتفاء بالشخصيات التي حققت مكانة‬ ‫تتجل لدى خليل كام هي يف‬ ‫متميزة يف مجال الثقافة واألدب والنقد‪ ،‬غري أن ما يلفت االنتباه يف هذه الظاهرة أن هذه الظاهرة مل ّ‬ ‫الصحافة الثقافية‪ ،‬بل أخذت بعدا بحثيا علميا أكادمييا‬

‫خامتة‬

‫ال ميكننا بأي حال أن نعد الناقد الذي يكتب يف الصحافة الثقافية باحثا يف مجال مختلف عن ذلك املجال الذي يكتب فيه الناقد‬ ‫األكادميي‪ ،‬فكالهام يتناول األدب بالدرجة األوىل‪ ،‬غري أن لكليهام خصائص وسامت يتميز بها عن اآلخر‪ ،‬ولعل الناقد الذي يستفيد‬ ‫من االتجاهني سيشكل منوذجا متفردا يف أسلوبه ويف منهجيته ويف تواصله‪ ،‬إذ سيتمكن من التواصل مع دائرة أوسع من داريس األدب‬ ‫ومطا لعيه‬ ‫وقد متكن خليل من ذلك بالفعل‪ ،‬إذ أفاد من الصحافة الثقافية يف دراساته األكادميية‪ ،‬كام أفاد من بحوثه األكادميية يف إثراء الصحافة‬ ‫الثقافية‪ ،‬ومتكن بالفعل من التواصل مع االتجاهني اللذين يشتغالن يف املجال نفسه‪ ،‬وهو األدب‪ .‬ولعل من أهم ما ميكن أن نسجله لهذا‬ ‫النهج هو قدرته عىل إخراج الدراسات األكادميية من الدائرة املغلقة التي تبقى يف األغلب مقترصة عىل األكادمييني‪ ،‬فضال عن إسهامها يف‬ ‫تقريب النقد الذي ميارس يف الصحافة الثقافية من املوضوعية‬

‫‪42‬‬


MAGAZ INE TEMPL ATE / O C TO B ER 2013 / w w w.your magaz i ne.co m

43


‫يسمونه عيد العشاق‬

‫ ‬

‫‪44‬‬


‫شعر‪ /‬ماري ميشال اسحق‬ ‫مرحبا بك ايها العيد‬ ‫زرتنا مع انك بعيد‬ ‫اسمك للوصف اجيد‬ ‫ولكنك يف الحقيقة فريد‬ ‫يقولون عنك العيد‬ ‫وانت لست سعيد‬ ‫كلام قلنا عيد الحب‬ ‫بارش الجميع ان ينسحب‬ ‫هل النك انت صاحب‬ ‫اكرث قلب وجد رحب‬ ‫كن لنا ملجأ امني‬ ‫و ال ترتكنا يف انني‬ ‫كن صديقا مثني‬ ‫واترك الرثوة للذين‬ ‫باعوا دينهم بسكني‬ ‫وبارشوا بعملية التلوين‬ ‫فنحن ال نهب التزين‬ ‫واملظاهر ليست بالفساتني‬ ‫وردتنا الحمراء ذبلت‬ ‫تعبت من الشقاء و ملت‬ ‫فقدت املها وولت‬ ‫اىل مكان بعيد فرت‬ ‫راحت تسرتجع ذكرياتها‬ ‫ايامها الجميلة يف مذكراتها‬ ‫تركت النميمة لصانعيها‬ ‫واحتفظت بطهرها ملقدريها‬ ‫تعبت من رؤية مزايديها‬ ‫يكرثون الكالم لناقضيها‬ ‫عصافري الحب وقعت كجريح‬ ‫مل تتوضح فيه التالميح‬ ‫التي اظهرت طيور الريح‬ ‫تقع يف حوض رضيح‬ ‫نيس رحالت الصيد املليح‬ ‫و راح يبحث عن كل تجريح‬

‫‪45‬‬

‫فيا طيورنا ويا ورودنا‬ ‫مل يعد العيد ميثلنا‬ ‫ومل يعد حتى يشبهنا‬ ‫هو يف حاله ونحن يف حالنا‬ ‫معانيه اختلفت يف قاموسنا‬ ‫فاملظاهر ليست حقيبتنا‬

‫ ‬


‫ُةدرولا اهتيأ ينيحماس‬ ‫يميلدلا ضاير ‪ /‬رعش‬ ‫ُةدرولا اهتيأ ينيحماس‬ ‫قشعلا َنف ْفرتحأ مل نا‬ ‫ِكريبع َمُّشأ مل نإ ينيحماس‬ ‫ِكيف ُدحوتأو‬ ‫ِللبلا نع ٌةلطاع يهافش‬ ‫َةسايكلا ُهقفت ال يفورح ْتتاب‬ ‫رهزلا ِكاذشل َرظَنلاو‬ ‫ِنهولا نم ُمانصألا اهتيأ ينيذقنأ‬ ‫ملَكلا َنَف ُتوريب اي ينيملع‬ ‫ِكاوشَألاب ُةدرولا اهتيأ ينيعفصِا‬ ‫لبانسلا ِتاماق َتحت ينينفدِا‬ ‫مدعلا نثارب نم يمايه يقزَم‬ ‫ُةدرولا اهتيأ ْهيإ‬ ‫َّينيع ىلع ىدنلا يرطقُت ال‬ ‫للَجو ٌعوشِخ ِكتمص‬ ‫تقولاب ٌةضافإو‬ ‫يلوق يحصفأ ‪ ،‬ءيطب ٌتومو‬ ‫ُةدرولا اهتيأ يدرمَت يخرصا‬ ‫لبُقلا دشأب ينيرهنا‬ ‫ينازحَأ يددَبو‬ ‫تاقيرولا ِرمُح َنيب‬ ‫ُةدرولا اهتيأ يمستبا‬ ‫يانِإو ِكانِإ‬ ‫تافاسملا َراوح ُديجت ال‬ ‫راحِبلا ِنونِج ْنِم يفاخَت ال‬ ‫حوفسلا ِبابيو‬ ‫ِكرطمَأل ينيرصعأ‬ ‫باتِعلاب يعلَط يففَج‬ ‫يلقُم يففَج‬ ‫ممَشو ٍماستبِا الب ينيكرتِا‬ ‫ممقلا َقوف يقِلَح‬ ‫قيحَر الب يتاشارف يكرتِا‬ ‫ُةدرولا اهتيأ‬ ‫َراحتنالا ِكيضري َناك نإ‬ ‫ِبطُّرلا َتحت‬ ‫يرحَن يعزجَت الف‬ ‫بهذ نم يدئالقف‬ ‫رحبلا ينحماسي ىتح و ُبوتأ‬ ‫ُبوتأ ِكيلأ‬ ‫‪ُ..‬بوتأ كيلإ‬

‫‪46‬‬


‫سامحيني أيتها الورد ُة‬ ‫شعر ‪ /‬رياض الدليمي‬

‫سامحيني أيتها الورد ُة‬ ‫ْ‬ ‫أحرتف ف َن العشق‬ ‫ان مل‬ ‫سامحيني إن مل أشُّ َم عبريكِ‬ ‫وأتوح ُد ِ‬ ‫فيك‬ ‫شفاهي عاطل ٌة عن البللِ‬ ‫باتت حرويف ال تفق ُه الكياس َة‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫وال َنظ َر لشذاك الزهر‬ ‫أنقذيني أيتها األصنا ُم من الوهنِ‬ ‫علميني يا بريوتُ فَ َن الكَلم‬ ‫اِصفعيني أيتها الورد ُة با ألَشواكِ‬ ‫ِ‬ ‫قامات السنابل‬ ‫تحت‬ ‫اِدفنيني‬ ‫َ‬ ‫َمزقي هيامي من براثن العدم‬ ‫إي ْه أيتها الورد ُة‬ ‫عيني‬ ‫ال تُقطري الندى عىل َّ‬ ‫ِ‬ ‫صمتك ِخشو ٌع و َجلل‬ ‫وإفاض ٌة بالوقت‬ ‫وموتٌ بطيء ‪ ،‬أفصحي قويل‬ ‫ارصخي تَ ردي أيتها الورد ُة‬ ‫انهريني بأشد القُبل‬ ‫وبَددي أَحزاين‬ ‫ب َني ُحم ِر الوريقات‬ ‫ابتسمي أيتها الورد ُة‬ ‫إِ ِ‬ ‫ناك و إِ ناي‬ ‫ال تجي ُد حوا َر املسافات‬ ‫ال تَخايف ِم ْن جِنونِ البِحار‬ ‫ويباب السفوح‬ ‫ِ‬ ‫أعرصيني ألَمطركِ‬ ‫َجففي طَلعي بال ِعتاب‬ ‫َجففي ُمقيل‬ ‫ِ‬ ‫بتسام وشَ مم‬ ‫اِتركيني بال ا ٍ‬ ‫َحلِقي فوقَ القمم‬ ‫اِتريك فراشايت بال َرحيق‬ ‫أيتها الورد ُة‬ ‫ِ‬ ‫إن كا َن يرضيك االنتحا َر‬ ‫طب‬ ‫تحت ال ُّر ِ‬ ‫َ‬ ‫فال تَجزعي نَحري‬ ‫فقالئدي من ذهب‬ ‫أتوب و حتى يسامحني البحر‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫أتوب‬ ‫أليك‬ ‫ُ‬ ‫أتوب‬ ‫إليك‬ ‫ُ‬

‫‪47‬‬


‫أبراج اِمرأة‬ ‫ُ‬ ‫شعر‪ /‬رياض الدليمي‬

‫اِصنعي ِ‬ ‫الساخن‬ ‫لك تاريخاً حافال باملط ِر‬ ‫ِ‬ ‫قارصاً بنوايا الفصولِ‬ ‫قصصأ غري قابلة للتأويل‬ ‫وال اجتهاد‬ ‫تفصح‬ ‫ني البالد ِة ال‬ ‫فناج ُ‬ ‫ُ‬ ‫تحمل امطاراً‬ ‫ُ‬ ‫عن ريحٍ‬ ‫عشق تلي ٍد‬ ‫أو نسائم‬ ‫ٍ‬ ‫إن ِ‬ ‫شئت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بنهايات املاراثون‬ ‫لست جديرة‬ ‫أراك‬ ‫لن تَح ِملني خرباً ساراً‬ ‫ْ‬ ‫ني‬ ‫عن شتا ٍء‬ ‫َ‬ ‫تعتق بحن ِني الياسم ْ‬ ‫الرنجس‬ ‫ِ‬ ‫ومروجِ‬ ‫ِ‬ ‫قصص األحالم‬ ‫كُفي عن‬ ‫الوهم‬ ‫وتفاصيل‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫أَنْ ال شبيهَ ِ‬ ‫بالخلق‬ ‫لك‬ ‫ِ‬ ‫وال نظ َري بالرسل‬ ‫تأكدي‬ ‫ِ‬ ‫مفاعيلك‬ ‫ال بح َر قاد َر أن يزنَ‬ ‫ودنان الشفق‬ ‫كل القوايف عص ّي ًة‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫حروف الشتاء‬ ‫َطق‬ ‫عىل ن ِ‬ ‫َو َهضْ ِم شطحات شَ ِ‬ ‫الك‬ ‫ُ‬ ‫حيث ِ‬ ‫أنت‬ ‫اِمكثي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تائهة بني قوس ِني‬ ‫غيمة‬ ‫تحت شجر ِة الندم‬ ‫أو فارز ًة َ‬ ‫َعجب خريفي ٍة خجلت‬ ‫عالمة ت ٍ‬ ‫َقلب ألوانها يف أسواقِ الفصول‬ ‫من ت ِ‬ ‫حلم اِنصه َر بعنوس ِة شمس‬ ‫التاريخُ‬ ‫ٌ‬ ‫وجنونِ قمر‪ ،‬وفور ِة بَحر‬ ‫ِ‬ ‫تكفيك دموع التني‬ ‫لن‬ ‫ليست طُرق القلب معبدة‬ ‫ْ‬ ‫لرشاس ِة ليل ٍة زهري ٍة‬ ‫مل أَعدْ أَهوى َو ْخ َز ال َنحلِ‬ ‫وال نشو َة ّيل لجرعات ال َعسل‬ ‫بابل‬ ‫ُبب يف بر جِ َ‬ ‫هنا ِم ْن أَعىل الق ِ‬ ‫يث جنون قبعة‬ ‫ستكتب مرا َّ‬ ‫ُ‬ ‫وأحالم اِمرأ ٍة‬ ‫عت َس َنا ِبلَها‬ ‫بي ٍد عشبي ٍة َز َر ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫خريف‬ ‫أكتاف‬ ‫عىل‬ ‫جلس بِجوا ِر النافذة‬ ‫َ‬ ‫‪48‬‬


49


‫ُةدرولا اهتيأ ينيحماس‬ ‫يميلدلا ضاير ‪ /‬رعش‬ ‫ُةدرولا اهتيأ ينيحماس‬ ‫قشعلا َنف ْفرتحأ مل نا‬ ‫ِكريبع َمُّشأ مل نإ ينيحماس‬ ‫ِكيف ُدحوتأو‬ ‫ِللبلا نع ٌةلطاع يهافش‬ ‫َةسايكلا ُهقفت ال يفورح ْتتاب‬ ‫رهزلا ِكاذشل َرظَنلاو‬ ‫ِنهولا نم ُمانصألا اهتيأ ينيذقنأ‬ ‫ملَكلا َنَف ُتوريب اي ينيملع‬ ‫ِكاوشَألاب ُةدرولا اهتيأ ينيعفصِا‬ ‫لبانسلا ِتاماق َتحت ينينفدِا‬ ‫مدعلا نثارب نم يمايه يقزَم‬ ‫ُةدرولا اهتيأ ْهيإ‬ ‫َّينيع ىلع ىدنلا يرطقُت ال‬ ‫للَجو ٌعوشِخ ِكتمص‬ ‫تقولاب ٌةضافإو‬ ‫يلوق يحصفأ ‪ ،‬ءيطب ٌتومو‬ ‫ُةدرولا اهتيأ يدرمَت يخرصا‬ ‫لبُقلا دشأب ينيرهنا‬ ‫ينازحَأ يددَبو‬ ‫تاقيرولا ِرمُح َنيب‬ ‫ُةدرولا اهتيأ يمستبا‬ ‫يانِإو ِكانِإ‬ ‫تافاسملا َراوح ُديجت ال‬ ‫راحِبلا ِنونِج ْنِم يفاخَت ال‬ ‫حوفسلا ِبابيو‬ ‫ِكرطمَأل ينيرصعأ‬ ‫باتِعلاب يعلَط يففَج‬ ‫يلقُم يففَج‬ ‫ممَشو ٍماستبِا الب ينيكرتِا‬ ‫ممقلا َقوف يقِلَح‬ ‫قيحَر الب يتاشارف يكرتِا‬ ‫ُةدرولا اهتيأ‬ ‫َراحتنالا ِكيضري َناك نإ‬ ‫ِبطُّرلا َتحت‬ ‫يرحَن يعزجَت الف‬ ‫بهذ نم يدئالقف‬ ‫رحبلا ينحماسي ىتح و ُبوتأ‬ ‫ُبوتأ ِكيلأ‬ ‫‪ُ..‬بوتأ كيلإ‬

‫‪50‬‬


‫الييك الكالم‬ ‫شعر‪ /‬جالل عبد الله‬

‫الييك الكالم املويش‬ ‫بهميس وبضع املشاعر من فيض‬ ‫حيس وكل الهوا وكل األماين‬ ‫وطيب املعاين بحريف‬ ‫ورسمي فا أنت الرفيقه وأنت‬ ‫الشقيقه ونفس تزاحم يف الروح‬ ‫نفيس الييك الزهور وعطر‬ ‫الحياة وأت قريب وحلم ألميس‬ ‫اين تجرعت صرب الليايل‬ ‫فكنتي الضياء يف‬ ‫ليل يأيس رصوف الليايل زادت‬ ‫وأضحت موجا ويزعن يف لطم‬ ‫رأيس وأفكارا تقارع شيك وظني‬ ‫ويف الظن أصبح وبالشك‬ ‫أميس فجودي بوصل رصيح يعانق‬ ‫شمس الضياء يف يوم عريس‬ ‫وقويل أحبك دون أستتار‬ ‫جهارا نهارا ويف خبء رسي‬ ‫وننهي حياة بها الحزن‬ ‫فاض ونستبدل العرس فيها بيرس‬

‫‪51‬‬


‫براءة العشق‬

‫د‪.‬حسن فرحات‬

‫مال الفؤاد حني التقيا للمرة األوىل بجانب "بركة عني الضيعة" ‪ ،‬حيث كانا يلتقيان كل ليلة‬ ‫حني تغفو العيون ويف سكون الليل وظلمته‪ .‬ب ِقيا عىل تلك الحالة فرتة من الزمن و ِكال ُهام‬ ‫مفتون باآلخر‪ ،‬إىل أن باعد بينهام القدر رغامً عنهام‪ .‬سنني مضت‪ ،‬ورغم الفراق‪ ،‬وجراح الحب‬ ‫وعذاباته‪ ،‬صار حبهام أقوى‪ ،‬ومضت عشيقته غريبة تائهة يف هذه الدنيا ال سند لها فيها‪،‬‬ ‫وال عضد‪ ،‬لكنها بَ ِق َي ْت عىل العهد‪ ،‬تعيش يف عامل الخيال والرومانسية ‪ .‬آه ريب ‪ ..‬ما أجمله من‬ ‫إحساس حني تكتشف هذا القدر من العشق الريفي‬ ‫نعم لقد أخلصت يف حبها وعشقها لروحه بشكلٍ أبدي‪ .‬أحبته كام هو بال زيف ‪ .. ..‬كام الزهر يف‬ ‫الحقول‬ ‫والنجوم يف السامء ‪ ..‬أحبت فيه ابتسامته ‪ ،‬تواضعه‪ ،‬طيبته ‪ ،‬براءة طفولته ‪ ،‬وخفة ظله‪ .‬لقد‬ ‫زرعا معاً حب الحياة فأنبتا عشقا أبديا‪ ،‬رسمديا ‪ ،‬نعم لقد أحبته ‪ ،‬نعم لقد أحبته ‪..‬وأحبت‬ ‫"كل الحلوين" من حوله‬ ‫فهو كان ومل يزل يسكن يف داخلها‪ ،‬تتنفس من رحيق أنفاسه وتنام كل ليلة عىل قميصه‬ ‫املعطر بروحه ‪ ،‬وتقول له يا هذا ماذا دهاك ‪ ،‬ال تسألني أين أنا ‪ ،‬أنا هنا بجانب األمواج ‪ ،‬أضع‬ ‫أغىل الزهور يف يوم الحب العاملي ‪ ،‬حيث األحاسيس واملشاعر تسبح يف جزر األمواج وحتى‬ ‫يبقى الحب بينننا مهام تباعدنا‬ ‫يقول قيس بن املل ّوح امللقب مبجنون ليىل‬ ‫أصيل فأبيك يف الصالة لذكرها‬ ‫ويقول أبضاً‬ ‫ٌ‬ ‫مريضة‬ ‫يقولون ليىل يف العراق‬ ‫بتك بحبها‬ ‫يقولون ليىل ع ّذ َ‬

‫يكتب امللكانِ‬ ‫الويل مام‬ ‫ُ‬ ‫َيل‬ ‫ُ‬ ‫كنت الطبيب املداويا‬ ‫فيا ليتني ُ‬ ‫وأفديك يا ليىل بنفيس وماليا‬

‫‪52‬‬


53


‫ترنيمة صالة‬ ‫فاطمة البزال‬

‫َت‬ ‫لصهيلِ حزنِ ِك يا ذبيحتنا انتخ ْ‬ ‫َ‬ ‫رس َج ْت للثا ِر‬ ‫هذي‬ ‫الجروح وأ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ف الجنى يف روضها‬ ‫ْ‬ ‫وتزاحمت ُقطُ ُ‬ ‫بيع ُمف َّت َح األزرا ِر‬ ‫وغدا ال ّر ُ‬ ‫ما يف ال ّربي ِع وزه ِر ِه أرجوز ٌة‬ ‫أ ّد ْت صال َة الفج ِر لألقام ِر‬ ‫ِ‬ ‫بناديك ارتقى‬ ‫قومي وناجي من‬ ‫وجبينه من غا ِر‬ ‫نحو العال ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫الحتوف وأيقنوا‬ ‫كربوا عىل و ْق ِع‬ ‫أنّ الفدا َء وِساد ُة األحرا ِر‬ ‫يف جنحِ هذا الليلِ‬ ‫ترتاح الرؤى‬ ‫ُ‬ ‫يطويها يف جفن ْي ِه لألسحا ِر‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫رشفة‬ ‫تسأل من هواها‬ ‫ُنت‬ ‫إن ك َ‬ ‫ني ولث ُم ُه كال ّنا ِر‬ ‫فهي املع ُ‬ ‫جوى‬ ‫ما ُص َّب يف كأس املنايا من‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ترنيمة األطيا رِال يهج ُر األفنانَ إال من نوى‬ ‫تحيا ب ِه‬ ‫أن يعتيل اإلرصا َر كاإلعصا ِر‬ ‫ويجوس يف عني الزمانِ ويرتدي‬ ‫َ‬ ‫‪2017/1/8‬‬ ‫منه الخلو ُد عباء َة اإليثار‬ ‫ُ‬

‫‪54‬‬


55


‫قصائد عن الحب‬ ‫شعر‪ /‬ساناز داودزاده فر شاعرة من ايران‬

‫قد أَ ُ‬ ‫سقط ِف مكانٍ َما‬ ‫ْ‬ ‫بعد‬ ‫ملْ تُولَ ِد‬ ‫الحروف في ِه ُ‬ ‫ُ‬ ‫تدقيق بأَ ِّي تفكريٍ‬ ‫يوجد‬ ‫وال‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫من ال ُّزهو ِر‬ ‫هناك‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫بثياب َ‬ ‫رقص وأَنا أَتذكَّ ُر َك‬ ‫سأَ ُ‬ ‫وسأَ ٌ‬ ‫نقش َرقصتي ِف َحج ٍر‬ ‫بعد بليونِ سن ٍة‬ ‫وح َّتى َ‬ ‫الحب مع َنى هذ ِه ال َّرقص ِة‬ ‫سيكونُ‬ ‫ُّ‬ ‫***‬ ‫َ‬ ‫الحب‬ ‫رائحة‬ ‫شم‬ ‫َ‬ ‫عند ما أَ ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫تستطيع‬ ‫الَ‬ ‫مروحة أَ ِّي مصنعٍ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫منافسة ِل‬ ‫أَن تكونَ‬ ‫أُن ُرثوين ك َب َت ٍ‬ ‫الت‬ ‫وأَ ِ‬ ‫"باريس "‬ ‫رسلُوين إِ ىل‬ ‫َ‬ ‫ولييت "؛‬ ‫وا ْد ُعوين " ُج َ‬ ‫سأَكونُ العط َر ا ألَكرثَ بي ًعا‬

‫‪56‬‬


57


Happy Valentine's Day from Ya 7elween Magazine Keep it 7elwee! www.ya7elweenmagazine.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.