Ya 7elween August

Page 1

‫يا حلوين‬

‫‪7‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪g‬‬ ‫‪u‬‬ ‫‪A‬‬

‫|‪8‬‬

‫‪celebrity l luxury l diversity l aristocracy‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪e‬‬ ‫‪u‬‬

‫‪Iss‬‬

‫أ‬ ‫خ�ة‬ ‫النسب ّية‪ ...‬قانون اللحظات ال ي‬

‫مريم حرب‬

‫منارة بيروت التاريخية‬ ‫د‪.‬حسن فرحات‬

‫إشارات ّ‬ ‫مهتما بك‬ ‫تدل عىل أنه ليس ً‬

‫زينة زغيب‬

‫باجيعن الذات‬ ‫البحث‬ ‫مريم‬

‫آسيا جبار‪..‬فج ٌر بزغ من أجل التحدي‬

‫كتبت االعالمية والصحافية واألديبة والناقدة ‪/‬سليمة مليزى‬

‫النساني الواحد‬ ‫والتجاه إ‬ ‫العقالنية والتنوير ‪ :‬المسارات المختلفة إ‬ ‫شحيتل‬ ‫د‪ .‬عبده‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫الطالق ي� المسيحية‬ ‫الدكتور لورانس عجاقة‬


‫العاشق� ‪ ،‬ي ن‬ ‫ين‬ ‫هي منارة عاصمة ش‬ ‫ب� صخور شاطئها يلجأ إليها العشاق ُك ّلما أحسوا بحرارة‬ ‫الن�ة ومرآة‬ ‫ال�ق ‪،‬و الوجوه ي ّ‬ ‫ف‬ ‫يوم طويل‬ ‫ودا� ء ‪ ،‬فسحة أمل ينتظرونها بشغف ولهفة بعد عناء‬ ‫الطقس و الجسد‪ ،‬حيث ينساب بينهم شعور جميل‬ ‫ٍ‬ ‫أ‬ ‫ض‬ ‫الحا� المكَ َّبل بهموم الدهر‬ ‫ال فق وصعوبة‬ ‫التفك� ف ي� المستقبل الغامض‬ ‫ٍ‪ ،‬أنهك الجسد وأتعب النفس من ثك�ة‬ ‫ي‬ ‫وحا� ومستقبل عاصمة الرؤية والحب والعشق ‪ ،‬إ نّها دون ن‬ ‫ض‬ ‫ض‬ ‫أد� شك‬ ‫ما�‬ ‫تع� عن‬ ‫وصعوبات الحياة وتعقيداتها‪ .‬إ نّها ب ّ‬ ‫ي‬ ‫يتحمل آالم وآهات‬ ‫منارة الوجود‪ ،‬وهوية طائر الفنيق الذي ترك بصماته عىل أعمدتها ورحل بعيد اً بجسده أل نَّه لم‬ ‫ّ‬ ‫ف� سمائها باعثة بنافذة أمل للعشاق‪ .‬ولكن يا أ‬ ‫ش‬ ‫للسف رائحة كريهة تتصاعد منها عندما‬ ‫الب� ‪ ،‬ولكن روحه بقيت تُح ّلق‬ ‫ي‬ ‫يبدأ زوار الليل بالوفود إليها ‪ ،‬تقلق ّكل ذي عاشق يملك حاسة شم رهيفة ‪.‬‬ ‫كث�ة مطروحة عىل الرأي العام ‪ ،‬أولها لماذا يحدث هذا ؟ وثانيا ‪،‬لماذا تنعدم مسؤولية الفرد تجاه هذا المعلم‬ ‫أسئلة ي‬ ‫الهمال ؟‪ .‬وأنا بدوري‬ ‫التاريخي والحضاري الذي هو وجه البلد والمدينة والمواطن ‪ .‬وثالثاً من هو المسؤول عن هذا إ‬ ‫أ‬ ‫ق‬ ‫ن‬ ‫ال نسان‬ ‫الحس‬ ‫الرا� والمثقف لماذا ال تحافظ عىل نظافة منارة مدينتك ؟‪ ،‬إذا كان‬ ‫والخالق بعيدة‬ ‫الوط� مفقود‬ ‫أسأل هذا إ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫يّ‬ ‫ت‬ ‫ش‬ ‫ال� تحدث بحق‬ ‫عن هذا المواطن ‪ ،‬أليس من واجب �طة البلدية أن تتفقّد المنارة ليال ً ونهاراً للوقوف عىل التجاوزات ي‬ ‫قصد ‪..‬‬ ‫غ�‬ ‫هذا المعلم الحضاري عن‬ ‫قصد أو ي‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫أ‬ ‫ض‬ ‫ت‬ ‫ال�‬ ‫ليس هناك عذر ل ي كائن يملك مواصفات إ‬ ‫ال نسان المتح� ‪ ،‬الذي يحب مدينته ومنارته أن يجعلها مكباً لالوساغ ي‬ ‫ض‬ ‫بالضافة إىل الصورة يغ�‬ ‫الحقا تنبعث منها الروائح الكريهة‬ ‫الم�ة بالصحة البدنية وبالحالة النفسية المالزمة للبدن‪ ،‬إ‬ ‫ّ‬ ‫وغ� مبال ٍ للنتائج ت‬ ‫ت‬ ‫الم�تبة عليه ‪ ..‬الحقيقة الساطعة والجلية هي‬ ‫ال� تتتج عن هكذا‬ ‫غ� مسؤول ومتهور ي‬ ‫ترصف ي‬ ‫الحضارية ي‬ ‫َّ‬ ‫لكل نفس شب� ية ‪ ،‬وأن تراقب ترصفات ش‬ ‫أن ليس باستطاعة الدولة أن تضع ش�طي ِّ‬ ‫الب� عىل مدار الساعة ‪ .‬إ نّه العيب‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ّكل العيب لما آلت إليه أحوال وترصفات ش‬ ‫و� عالم‬ ‫الب� بالرغم من التقدم الهائل الذي حدث ي� جميع مجاالت الحياة ِ ي‬ ‫التكنولوجيا ‪ ،‬ولكن أ‬ ‫تواكب هذا التطور الذي حصل وترجمته ف ي� سلوك حسن يُحتذى به‪..‬‬ ‫للسف هذه الترصفات لم‬ ‫ْ‬ ‫يا للخجل ! أال نخجل من أنفسنا ونحن نضع أ‬ ‫ب� الصخور ‪،‬ونتذاك فيما بيننا ي ن‬ ‫ال وساخ وفضائل الطعام ي ن‬ ‫ح� نقضفها خلسة‬ ‫ضم� يتألم عىل هذا السلوك ‪ ،‬أوليس هناك َم ْن ف ي�‬ ‫وال احد يرانا‪ ،‬معتقدين أ نّها شطارة ما بعدها شطارة‪ .‬أوليس هناك‬ ‫يٌ‬ ‫السماء يرانا ويرى افعالنا ‪.‬ولكن اعتقد أ نّها عقدة نفسية تالزم كل نفس ال تعرف ن‬ ‫مع� النظافة‪ ،‬لقد حثت الديانات عىل‬ ‫آ‬ ‫َّاها)‬ ‫أهمية نظافة الفرد‪ ،‬والمجتمع ‪ ،‬والبيئة ‪ ،‬وكان هذا واضحاً ف ي� القرأن الكريم ف ي� هذه ال ية الكريمة ‪ ( ":‬ق َْد أَ ْف َل َح َم ْن َز ك َ‬ ‫السالم أمرنا من جهة تز‬ ‫ب�كية وتنظيف النفس‪ ،‬وتخليها عن كل الصفات الخبيثة والرذيلة‪ ،‬وإمتالك صفات حميدة‬ ‫أن إ‬ ‫نجد ّ‬ ‫ف‬ ‫الفعل ‪،‬‬ ‫ال يمان‬ ‫ال يمان ‪ ،‬فأين هو هذا إ‬ ‫وحسنة والتمسك بها وجعلها ثابتة ي� نمط حياتنا اليومية ‪ .‬فإذا كانت النظافة من إ‬ ‫ي‬ ‫غ�نا ‪.‬‬ ‫أم أ نّه كالم فارغ نضحك به عىل أنفسنا وعىل ي‬ ‫ف‬ ‫ق‬ ‫شو� حيث أنشد أبياتاً فيها ‪ ":‬ما اجمل النظافة جمالها‬ ‫و� مقدمتهم الشاعر أحمد‬ ‫ي‬ ‫تطرق الشعراء إىل أهمية النظافة ِ ي‬ ‫وقد ّ‬ ‫منارة‪ ،‬تن� كل بيت وشارع وحارة‪ ،‬فلتكن النظافة مكانها الصدارة‪ ،‬فنحن بالنظافة ق‬ ‫نر� اىل الحضارة‪ ،‬البيئة النظيفة من نعم‬ ‫ي‬ ‫زميل ننظف كل الحارة"منارة يلعب الصغار عىل رصيفها ‪ ،‬وهم فرحون‬ ‫االله‪ ،‬بها الشعوب تسمو بتاجها تباهي‪ ،‬فهيا يا‬ ‫ي‬ ‫بها برفقة أ‬ ‫ض‬ ‫يقلد ون‬ ‫أل نفسنا ولمنارتنا ‪ ،‬أوليس أطفالنا‬ ‫الحا� ِّي‬ ‫أن نُظهر لهم الوجه‬ ‫الهل ورفاقهم ‪ ،‬أليس‬ ‫ّ‬ ‫أجدرب َنا ْ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫أحد بل هذا ما شاهدته الصيف الفائت من مشاهد حية ‪ ،‬ومؤلمة‬ ‫أباءهم ِبا عتبار أ نّهم قدوة لهم ‪.‬أنا ال‬ ‫أتج� عىل ٍ‬ ‫الخال من التلوث‪.‬‬ ‫لكل نفس نظيفة‪ ،‬وحساسة ‪ ،‬ومحبة للحياة وللبحر وللفضاء‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫‪،‬ل نَّه من‬ ‫إن لم نكن نحرص عىل نظافة منارتنا‪ ،‬وشواطئنا‪ .‬الضيف الزائر ال يعنيه هذا االمر ال من قريب أو من بعيد‬ ‫ْ‬


‫منارة يب�وت التاريخية‬

‫د‪.‬حسن فرحات‬



‫الممكن أ نّه ال‬ ‫المطاف نحكم‬ ‫بالخالق ‪ ،‬أل ّن‬

‫يملك منارة طبيعية تظاهي ما نملك ‪ ،‬أو أ نّه مجرد سائح عابر ال ندري ما هي نفسيته ‪ .‬نحن ف ي� نهاية‬ ‫عىل ش‬ ‫‪.‬إن كل نفس نظيفة هي مؤمنة‬ ‫الب� من خالل ترصفاتهم وليس عىل حساب عرقهم ودينهم ولغتهم ّ‬ ‫اك� ال يمان ف� بلد أ‬ ‫ال رز ‪..‬‬ ‫ال يمان ‪ ،‬وما ث إ‬ ‫النظافة من إ‬ ‫ي‬


‫ف‬ ‫ت‬ ‫لك تسهل عليه مهمة إيجاد أفكاره‬ ‫البد إ‬ ‫للنسان أن يلجأ إىل نفسه و أن يحاول البحث عن ذاته ح� يستطيع فهم ما يريده ي� هذه الحياة و ي‬ ‫الخاصة و التعايش ي ن‬ ‫ب� الناس ‪،‬‬ ‫و تعد محاولة البحث عن الذات أمرا صعبا نوعا ما ؛ ألن إالنسان داخليا هو ف� رصاع دائم ي ن‬ ‫ب� عقله و قلبه ‪ ،‬كما أنه دائما معرض ألمور‬ ‫ي‬ ‫فيتب� أفكارا ال تع� عنها و ال تخصه ف� بعض أ‬ ‫خارجية قد تؤثر عىل ذاته ن‬ ‫الحيان ‪،‬‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫تتغ� ذاتهم إال نسبيا و تبقى ثابتة و واضحة ‪.‬‬ ‫و فقط من يمتلكون قوة الشخصية و الثقة بنفس ال ي‬ ‫تزداد مهمة النسان ف� البحث عن ذاته صعوبة بسبب العوامل المحيطة به خاصة إذا كانت سلبية ‪ ،‬فهي تجعله ف� أغلب أ‬ ‫الحيان يتجرد من‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ذاته و يتهرب منها ‪،‬‬ ‫و بعدها تدريجيا يبدأ القيام بترصفات تشبه المحيط الخارجي دون وعي منه بل يكون معجبا بما يفعله ‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ال� دخلت حياته أو تحيط به ‪،‬و يجب أن يكون إالنسان‬ ‫لهذا يجب عىل إالنسان أن يبحث ي� داخل نفسه عن ذاته المجردة من كافة المور ي‬ ‫ف‬ ‫التفك� و الذهن ‪،‬‬ ‫صا�‬ ‫ي‬ ‫أيضا ي‬ ‫ن‬ ‫يج� عدة فوائد ف ي� حياته نذكر بعضها ‪:‬‬ ‫فإن وجد ذاته فسوف ي‬ ‫‪°‬تجعله يفهم ما يريده ف ي� هذه الحياة ‪.‬‬ ‫‪ °‬تجعله قريبا من نفسه و يفهمها جيدا ‪.‬‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ال� تواجهه‪.‬‬ ‫‪ °‬تجعله يترصف جيداً ي� المواقف المختلفة ي‬ ‫‪ °‬تجعله ث‬ ‫ترك�ا و ي ز‬ ‫أك� ي ز‬ ‫التفك� ‪.‬‬ ‫تم�ا من ناحية‬ ‫ي‬ ‫‪ °‬تجعله ث‬ ‫أك� اتزانا و صاحب شخصية ي ز‬ ‫مم�ة و قوية ‪.‬‬ ‫‪ °‬تجعله يقدم لنفسه كل ما يلزمها من رعاية نفسية وعقلية وروحانية‪.‬‬ ‫آ‬ ‫‪ °‬تجعله متمكناً من فهم آ‬ ‫الخرين ‪ ،‬ألن إالنسان بعد أن يفهم ذاته يتمكن من فهم الخرين و يستطيع التعامل معهم بالشكل السليم‪.‬‬ ‫ت‬ ‫ال� تصب كلها ف� زيادة ي ز‬ ‫تم� و قوة شخصيته و عيشه براحة تامة‬ ‫كث�ة تعود ي‬ ‫و هناك فوائد أخرى ي‬ ‫ي‬ ‫بالخ� عىل الشخص الذي يجد ذاته ‪ ،‬و ي‬ ‫ين‬ ‫ب� أفراد المجتمع و تأقلمه مع عدة أوساط اجتماعية بكل سهولة ‪.‬‬ ‫التفك� و الثقافة ن ن‬ ‫اللتي� تختلفان من شخص إىل آخر ‪ ،‬و ف ي� أغلب‬ ‫ تختلف طرق البحث عن الذات من شخص إىل آخر باختالف طريقة‬‫ي‬ ‫أ‬ ‫الحيان يجد البعض ذواتهم لكنهم يقعون ف ي� مشكلة كيفية التعامل معها‬ ‫الداخل ‪،‬‬ ‫و استخراج جوهرها و سبب ذلك يعود إىل عدم فهم الشخص لجانبه‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫�ء يجب‬ ‫لكن عىل العموم يوجد طرق عملية للتعامل مع الذات يتمكن إالنسان بها من استخراج جوهر ذاته و االستفادة منها ‪ ،‬و أول ي‬ ‫عىل إالنسان فعله ي ن‬ ‫ح� يجد ذاته هو أن يحبها ‪،‬‬ ‫فحب الذات يجعله قادرا عىل أن يقدم أ‬ ‫الفضل لها دائما و يجعله يهتم لها و لما تريده ‪ ،‬ويعزز هذا الحب إيجابياته و يقلل سلبياته ‪ ،‬و‬ ‫يح�م نفسه و يضع نفسه دائما ف� دائرة أ‬ ‫المور ت‬ ‫يجعله أيضا ت‬ ‫ال� تناسبه حسب ما تفرضه عليه ذاته ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أيضا يجب عىل النسان بعد أن يجد ذاته أن يبتعد عن وضع نفسه ف� السجن الذي يسمى نظرة آ‬ ‫الخرين ؛ و أن يبتعد عن مقارنة ذاته‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫آ‬ ‫بالخرين و عليه بعد إيجادها أن يهتم بها و أن يبحث عن ما تريده هي ‪،‬‬ ‫ألنه إن وضع نفسه ف� سجن نظرات آ‬ ‫الخرين له أو إن كان دائم المقارنة ي ن‬ ‫ب� ذاته و يغ�ه فسينىس ذاته ورغباته وسيسعى لتحقيق ما يرغب‬ ‫ي‬ ‫به آ‬ ‫ف‬ ‫الخرون ت‬ ‫كث�ا ي� هذه الحياة ‪.‬‬ ‫ح� لو كان بعكس ما يريده هو ثم يفقد نفسه تدريجيا و يتعب ي‬


‫البحث عن الذات‬

‫مريم باجي‬


‫لك يستطيع العناية بها ‪ ،‬ال ض�ر ف ي� االستماع آلراء و نقد البعض لكن يكون هذا فقط إن كان‬ ‫عندما‬ ‫إ‬ ‫يجدالنسان ذاته يجب أن يثق بنفسه ي‬ ‫أصحاب آ‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫إيجا� أو نصيحة تدعو للنجاح و الفائدة ‪،‬‬ ‫إيجابي� و‬ ‫الراء أو النقد‬ ‫ناجح� و ما يقولونه أمر ب ي‬ ‫كما أنه يجب عليه مواجهة مخاوفه و ما يريده داخليا و أن يكون شجاعا ف ي� فرض ما تحبه ذاته عىل نفسه ‪ ،‬ألن الخوف واالنكماش يمنعان‬ ‫إالنسان من التجربة و من إخراج ذاته و إظهارها و يبقى منغلقا عىل نفسه ال يعرف ذاته وال يريد معرفتها‬ ‫بالتال يعيش حياته بال هدف و ال شخصية ‪.‬‬ ‫و يعيش من دون هويته الفكرية والعاطفية والروحية و ي‬ ‫ن‬ ‫يع� أن الشخص صاحب عقل سليم و إيجادها و معرفتها تجعالن منه إنسانا صاحب شخصية ي ز‬ ‫مم�ة ‪ ،‬مما جعلها‬ ‫ البحث عن الذات ي‬‫تكتسب أمورا إيجابية و ي ز‬ ‫مم�ة وستجعل من الشخص إنسانا عظيما ‪،‬‬ ‫لذلك عىل إالنسان أن يبحث عن ذاته ألن إيجادها ن ز‬ ‫الخ� و النجاح ف ي� هذه الحياة ‪.‬‬ ‫ك� يفتح له أبواب ي‬



‫من أجل التحدي‬

‫أ‬ ‫ز‬ ‫مل�ى‬ ‫ة والديبة والناقدة ‪/‬سليمة ي‬


‫جبار‪..‬فجر بزغ‬ ‫آسيا‬ ‫ٌ‬

‫كتبت االعالمية والصحافية‬



‫ين‬ ‫ح� نتحدث عن المرأة ف ي� عيدها الذي يقترص عن نصف يوماً فقط ‪ ،‬تحملنا أفكارنا بعيدا عن الواقع الضيق الذي ال يتسع‬ ‫للفرح ‪ ،‬ونمرح ف� أفق الكون ‪ ،‬و ث‬ ‫ح�ت أوجاع الصمت فتحولت إىل رصخة ضد التقيد بأي ش‬ ‫�ء يعيق تطورها‬ ‫طالما‬ ‫أن�‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫وأحالهما وطموحاتها ‪ .‬من هنا رأيت أن الروائية المرحومة ” آسيا جبار” هي النموذج الحي للتحدي ‪ ،‬امرأ ٌة ليست ككل النساء‬ ‫يز‬ ‫والتمي� العنرصي‬ ‫‪ ،‬أيقونة الحرف واالنتماء سيدة دافعت بقلمها عن المرأة وحريات الفرد والمجتمع ‪ ..‬لتحارب التخلف‬ ‫خاصة بالنسبة لحقوق المرأة المضطهدة من طرف المجتمع المغلق ‪ ،‬تعت� آسيا جبار من أهم أ‬ ‫ف‬ ‫العر�‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫ديبات ي� العالم ب ي‬ ‫أ‬ ‫والجزائر ت‬ ‫اللوا� صنعنا من ش�نقة الحرمان تحدي ‪ ،‬وقالت ال لحياة تشبه دوالبا مغلقا‪ ،‬ال يتسع لحالمها‪،‬وصنعت من‬ ‫ي‬ ‫أعمالها االبداعية أسطورة لن تتكرر من النجاح ‪ ،‬وهي الشخصية العربية أ‬ ‫الول ت‬ ‫ال� انتخبت سنة ‪ 16‬يونيو ‪ 2005‬ي ن‬ ‫ب� أعضاء‬ ‫ت ي ي‬ ‫الكاديمية الفرنسية لتصبح أول عربية وخامس امرأة تدخل أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ال� تُسمى بـ “مؤسسة الخالدين” ي� فرنسا‪ ،‬وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫كاديمية‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫دخلتها كروائية جزائرية تكتب باللغة الفرنسية ‪ .‬هاجرت إىل فرنسا عام ‪ 1980‬حيث بدأت بكتابة رباعيتها الروائية المعروفة‪،‬‬ ‫ال� تجىل فيها فنها ئ‬ ‫ت‬ ‫ين‬ ‫نكوفوني� ‪ ،‬واختارت شخصيات رواياتها تلك من العالم‬ ‫الروا� وفرضها كصوت من أبرز الكتاب الفر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ئ‬ ‫النسا�‪ ،‬فمزجت ي ن‬ ‫ب� الذاكرة والتاريخ ‪ ،‬من رواية ” نساء الجزائر” إىل رواية ” ظل السلطانة ” ثم ” الحب والفنتازيا ” و” بعيداً‬ ‫ي‬ ‫عن المدينة ” ‪ ،‬ف� أوج الحرب أ‬ ‫الهلية ت‬ ‫ال� هزت الجزائر كتبت عن الموت أعماال ً روائية أخرى منها ” الجزائر البيضاء ” و ”‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ليال س�اسبورغ” ‪ ،‬وهي‬ ‫الحب‬ ‫وهران… لغة ميتة” ‪ ،‬وبعيداً من مناخات الحرب‪ ،‬بل ومن أجواء ّ‬ ‫ّ‬ ‫المتخيل‪ ،‬كتبت رواية ” ي‬ ‫نفس داوت به غربتها وآالمها‪،‬‬ ‫لم تكتب هذه الرواية هرباً من وجع الموت الجماعي الذي شهدته الجزائر‪،‬‬ ‫وإنما كعالج ي‬ ‫ف‬ ‫ين‬ ‫المعلم� ي� باريس عام ‪ ، 1955‬وأول أستاذة جامعية‬ ‫تعب�ها‪ .‬كما كانت آسيا جبار أول امرأة جزائرية تنتسب إىل دار‬ ‫بحسب ي‬ ‫آ‬ ‫ف‬ ‫ف� الجزائر ما بعد االستقالل � قسم التاريخ والداب‪ ،‬وأول كاتبة عربية تفوز عام ‪ 2002‬بـجائزة السالم ت‬ ‫ال� تمنحها جمعية‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ش‬ ‫الكث� من الجوائز الدولية ي� إيطاليا‪ ،‬الواليات المتحدة وبلجيكا‪ ،‬واستطاعت‬ ‫النا�ين وأصحاب المكتبات ال‬ ‫لمانية‪ ،‬وقبلها ي‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ب� أفضل أستاذة الدب الفر ن‬ ‫نكفو� � جامعة نيويورك‪ ،‬وقد رشحت لنيل جائزة نوبل للداب ث‬ ‫تتخ� من ي ن‬ ‫أك� من مرة ‪،‬‬ ‫أن ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫إنها كاتبة تنشد الحرية من خالل جل أعمالها وهو ما مكن آسيا جبار من نقش اسمها ي� الرواية وفرض وجودها ي� السينما‬ ‫أيضا ‪ ،‬حيث أخرجت أول فيلم لها ” بنات الشينوي ” ‪ ،‬توفيت آسيا جبار يوم السبت ‪ 7‬بف�اير ‪ 2015‬ف ي� أحد مستشفيات‬ ‫العاصمة الفرنسية باريس ودفنت ف� مسقط رأسها ش�شال تنفيذا لوصيتها‪ .‬ف� نظري أن النجاح الذي حققته أ‬ ‫الديبة والروائية‬ ‫ي‬ ‫ف ي‬ ‫أك� جامعات العالم خاصة باريس ونيويورك هو الذي أهلها أن تخوض ثورة التحدي ‪،‬‬ ‫الجزائرية آسيا يعود لوجودها ي� ب‬ ‫أ‬ ‫نابع من عمق المرأة الجزائرية ‪ ،‬لكن للسف المجتمع هو الذي يهمشها ‪ ،‬لذلك أرى أن الروائية آسيا جبار‬ ‫و هذا التحدي ٌ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫قفزة قفز كب�ة ف‬ ‫العر� خاصة االنحطاط الذي‬ ‫المجتمع‬ ‫قضايا‬ ‫تعالج‬ ‫كروائية‬ ‫وجودها‬ ‫وأثبتت‬ ‫دبية‬ ‫وال‬ ‫كاديمية‬ ‫ال‬ ‫حياتها‬ ‫�‬ ‫بي‬ ‫ٌ ي أ ي‬ ‫أصاب هذه المة ت‬ ‫وال� كانت ترفضه رفضا قاطعا ‪..‬وحاربته بكل ما تملك من قوة فكرية مما أهلها تتصدر القمة من أجل‬ ‫ي‬ ‫للدب ‪ ،‬وأنا أعتقد لو عاشت لتحصلت عليها بكل جدارة واستحقاق ‪ ،‬وهي ش�فت أ‬ ‫نيل جائزة نوبل أ‬ ‫الدب الجزائري والمرأة‬ ‫يب� بحياة افضل لمستقبل ش‬ ‫أحسن شت�يف‪ ،‬حضور المرأة القوية ف ي� المجتمع ش‬ ‫الب�ية‬


‫زينة زغيب‬ ‫عندما نحب‪ ،‬يعمد الالوعي إىل إخفاء ّكل عيوب الشخص آ‬ ‫وتفس� كل من ترصفاته او كالمه كما يحلو‬ ‫الخر‪ ،‬فنقوم بتحليل‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫لنا‪ .‬إذا‪،‬‬ ‫وبكلمات أخرى‪ ،‬ت‬ ‫أمورا ّ‬ ‫ن�رها بأسباب تكون أحيانًا يغ�‬ ‫ح� لو رأينا ً‬ ‫تدل عىل أنه بدأ يفقد االهتمام بنا‪ ،‬نتجاهلها‪ ،‬ال بل أننا ب ّ‬ ‫منطقية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫عزيز� هذه‬ ‫وأحاسيسهن المرهفة‪ .‬لذا‪ ،‬اليك يا‬ ‫طبيعتهن الحساسة‬ ‫نظرا اىل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫وعادة ما تعمد النساء اىل القيام بهذا المر ً‬ ‫ت‬ ‫ال� ّ‬ ‫مهتما يوما بك‪.‬‬ ‫تدل عىل أنه بدأ يفقد االهتمام بك شيئا فشيئا‪ ،‬وربما أنه لم يكن ً‬ ‫إالشارات ي‬ ‫ال يقوم بأي مجهود للقائك‪ .‬اذ تجدين نفسك الحلقة أ‬ ‫الضعف‪ ،‬والطرف الذي يقوم دائما بالمجهود بهدف استمرارية‬ ‫تقوم� بالمبادرة ت‬ ‫وتق� ي ن‬ ‫العالقة‪ .‬أنت من ي ن‬ ‫ح� أمكنة للقاء‪ ،‬أكان تناول الطعام او قصد دور السينما أو يغ�ها‪...‬‬

‫ ‪-‬‬

‫يمسيه‪ ،‬وأنت من يقلق ويهرع للوقوف اىل جانبه ف ي� حال المرض‬ ‫أنت ّأول من يبدأ بالدردشة‪ ،‬وأنت من ّ‬ ‫يصبحه وأنت من ّ‬ ‫او المشاكل‪ .‬وعندما ال ي ن‬ ‫عمدا‪ ،‬لتكتشفي ما اذا كان سيشتاق اليك ويسأل عن حالك‪ ،‬تخيب آمالك‪.‬‬ ‫تفعل� ذلك ً‬

‫ ‪-‬‬

‫ت‬ ‫ين‬ ‫الخ� كصفعة مؤلمة‪ ،‬لكنك ال‬ ‫قص�ة من الموعد‬ ‫فيأ� هذا ب‬ ‫تكونان قد اتفقتما للقاء‪ ،‬لكن قبل تف�ة ي‬ ‫تتفاجئ� بإلغائه‪ .‬ي‬ ‫تلبث� ان تنس او تتناس الساءة‪ ،‬خالقة له أ‬ ‫ين‬ ‫العذار الكافية والوافية‪.‬‬ ‫ي إ‬ ‫ي‬

‫ ‪-‬‬

‫جدي‪ ،‬وغالبا ما تكون كل إطراءاته متع ّلقة بمدح شكلك‬ ‫حب حقيقي او ّنية بارتباط ّ‬ ‫ال يسمعك أي كلمات تدل عىل ّ‬ ‫الخارجي وأحيانا تت�افق مع انتقاده‪.‬‬

‫ ‪-‬‬

‫ف‬ ‫مهتما بالخروج معك فقط لتمضية الوقت أو التباهي‬ ‫و� هذه الحالة يكون ً‬ ‫ال تشعرين بلهفة من جهته عندما يلتقيك‪ ،‬ي‬ ‫بجمالك أمام الناس‪ ،‬اذًا بقدرته عىل اجتذاب فتيات جميالت‪.‬‬

‫ ‪-‬‬

‫ف‬ ‫ ‪-‬‬ ‫الكث� من الفتيات‪ .‬وهنا تجدر إالشارة إىل أننا ال نقصد‬ ‫تشعرين أنك لست الوحيدة ي� حياته‪ ،‬وترين محادثات مع ي‬ ‫مجرد صداقات عادية‪ .‬كما تشعرين أنه ال يخاف أبدا من أن يخرسك‪ ،‬خصوصا عند وقوع سوء تفاهم بينكما‪ ،‬فببساطة يمكنه‬ ‫ّ‬ ‫استبدالك بأي فتاة أخرى‪.‬‬ ‫ين‬ ‫ش‬ ‫�ء ّ‬ ‫تلحظ� عالمات االرتباك عىل‬ ‫جدي للمستقبل‪،‬‬ ‫يدل عىل ارتباط ّ‬ ‫عندما يصادف التحدث عن أطفال او زواج او اي ي‬ ‫تغي� الموضوع‪.‬‬ ‫وجهه ليسارع اىل ي‬

‫ ‪-‬‬

‫عزيز�‪ ،‬أهر� رسيعا قبل أن ق ث ث ف‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫تمت اىل الحب بصلة‪،‬‬ ‫تخت�ينه يا‬ ‫إذا كان هذا ما ب‬ ‫ال� ال ّ‬ ‫بي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫تغر� أك� فأك� ي� وحول هذه العالقة ي‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ض‬ ‫تكو� مرتبطة‪ ّ .‬ن‬ ‫ش‬ ‫يفضل أن تبقي من‬ ‫قي�‪َّ ،‬‬ ‫�ء قيمة نفسك‪ ،‬فليس بال�ورة أن ي‬ ‫ال من قريب وال من بعيد‪ .‬ي‬ ‫صد ي‬ ‫اعر� قبل كل ي‬ ‫ن‬ ‫يقدرك‪.‬‬ ‫تكو� مع أحد ال ّ‬ ‫دون ش�يك‪ ،‬عىل أن ي‬


‫إشارات ّ‬ ‫مهتما بك‬ ‫تدل عىل أنه ليس ً‬


‫من العصور الوسطى اىل العرص الحديث‬ ‫ين‬ ‫واالم�اطورية‬ ‫المؤرخ� نهاية العصور الوسطى ‪ ،‬وبداية العصور الحديثة اىل العام ‪ ، 1453‬عام سقوط القسطنطينية‬ ‫يرجع بعض‬ ‫ب‬ ‫الرومانية عىل يد محمد الفاتح ‪ ،‬بينما يرى آخرون أن هذه البداية تعود اىل اكتشاف العالم الجديد عام ‪. 1492‬‬ ‫ف‬ ‫و� الواقع ‪ ،‬فان بداية العصور الحديثة ال يمكن تحديدها بسنة معينة ‪ ،‬ألن هناك مرحلة اختمار مهدت لها ‪ ،‬وامتدت عىل مدى أك�ث‬ ‫ي‬ ‫ن� ‪ ،‬تداخلت فيها عوامل سياسية واقتصادية واجتماعية وفكرية ‪ ،‬لذلك يمكن اعتبار القر ي ن‬ ‫من قر ي ن‬ ‫ع� والسادس ش‬ ‫ن� الخامس ش‬ ‫ع� بمثابة‬ ‫مرحلة متوسطة ما ي ن‬ ‫ب� العصور الوسطى والعرص الحديث ‪.‬‬ ‫كب�ة جعلتها تلعب دور ًا‬ ‫ظهور فئة اجتماعية استفادت من التجارة‬ ‫إن‬ ‫والسوق الدولية ‪،‬بعد إ‬ ‫الكتشافات الجغرافية ‪ ،‬ففراكمت ثروات ي‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫تغ� نظرة‬ ‫أساسياً ي� الحياة االقتصادية والسياسية ‪ ،‬وضعها ي� موقف التحدي لسلطة الكنيسة الفاعلة ي� ادارة الدولة ‪ .‬باالضافة اىل ي‬ ‫االنسان اىل العالم ‪ ،‬إذ لم يعد العالم ‪،‬كما كان بالنسبة النسان العصور الوسطى‪ ،‬ي ز‬ ‫ش‬ ‫�ء فيه‬ ‫ح�اً ساكناً محكمتز التنظيم ‪ ،‬حيث لكل ي‬ ‫تس� ف� فلكها ‪ ،‬ت‬ ‫ت‬ ‫ح� االنسان الذي ي ن‬ ‫يتع� عليه أن يعيش مل�ماً المركز االجتماعي الذي ولد‬ ‫ال� ي ي‬ ‫وظيفته المقدرة ‪ ،‬بدءاً من النجوم ي‬ ‫ئيس عىل المرسح ‪ ،‬ولكنه‬ ‫عرص النهضة‬ ‫فيه ‪ .‬فقد زعزع‬ ‫بجرأة أركان هذه فالصورة الهادئة المسالمة ‪ .‬وبات االنسان يحتل المكان الر ي‬ ‫ف‬ ‫ئ‬ ‫تاث�ه ي� خيال الفالسفة ‪.‬‬ ‫نها� يمارس ي‬ ‫اصبح اقل سيطرة ي� مكان ال ي‬ ‫ال� شكلت العالم الحديث ومن بينها ‪ :‬العلم وتطبيقاته التكنولوجية ‪ ،‬واالصالح ن‬ ‫ت‬ ‫الدي� ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫وقد تنوعت القوى ي‬ ‫ال� تستخدم حروفا منفصلة يمكن تحركها أثر كب� ف� اتساع نطاق تداول أ‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫العلماء‬ ‫كتب‬ ‫طبع‬ ‫فاعادة‬ ‫‪،‬‬ ‫فكار‬ ‫ال‬ ‫ي ي‬ ‫كان الخ�اع المطبعة ي‬ ‫أ‬ ‫والفالسفة القدماء أدى اىل فانتشار المعلومات عىل نطاق واسع ‪ ،‬وكذلك أدت الطباعة اىل كرس احتكار الكنيسة للكتاب المقدس ‪ ،‬المر‬ ‫ت‬ ‫الذي مهد لالصالح ن‬ ‫الدي� � القر ي ن‬ ‫ع� والسادس ش‬ ‫ن� الخامس ش‬ ‫كب�‬ ‫ع�‪.‬‬ ‫دان�( ‪ ، )1321-1256‬وهو ي‬ ‫ي‬ ‫قدم ي‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫شعراء ايطاليا ‪ ،‬وصاحب "الكوميديا االلهية " ‪،‬‬ ‫والمطهر ‪ ،‬اللغة الشعبية لالنسان‬ ‫ال� يصف فيها رحلة خيالية اىل الجحيم‬ ‫الملحمة ي‬ ‫أ‬ ‫ئ‬ ‫ت‬ ‫بوكاشيو‬ ‫يطال ‪ ،‬وكذلك أعمال‬ ‫العادي يغ� الملم بالالتينية ‪ .‬وادت أعمال الشاعر ب�‬ ‫ارك(‪ )1374- 1304‬اىل ازدهار الشعر ن ي‬ ‫الغنا� ال ي‬ ‫آ‬ ‫واسهمت �ف‬ ‫يعت� أباً ث‬ ‫المعارص ت‬ ‫الدي� وجعلت منه أدباً شعبياً ‪.‬‬ ‫االيطال ‪ ،‬اىل شن� الداب البعيدة عن الالهوت‬ ‫للن�‬ ‫لب�ارك والذي ب‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫تحول االهتمام من الالهوت اىل االنسان ليصبح موضوعا أساسياً للعلوم والفنون ( ميكل انجلو ‪ -‬ليوناردو ش‬ ‫دافن� ‪ ، ) ....‬المر الذي‬ ‫ني‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫أدى اىل بداية ما يعرف ن ز‬ ‫الدي� الذي ا� به مارتن‬ ‫و� المانيا كانت الحركة االنسانية معارصة لالصالح‬ ‫بال�عة االنسانية ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫لوثر (‪ )1483-1546‬الذي أكد أن كل انسان يستطيع االطالع عىل الكتاب المقدس ‪ ،‬ويقيم صلة ش‬ ‫مبا�ة باهلل والمسيح ‪ ،‬ليس بحاجة‬ ‫اىل وسطاء من رجال الدين ‪.‬‬ ‫وغسطي� ومعلم الالهوت ‪ ،‬كنيسة كان رجالها ف� كث� من أ‬ ‫عارص لوثر ‪ ،‬الراهب أ‬ ‫الحيان يملكون أر ض‬ ‫ن‬ ‫ا�‬ ‫ال‬ ‫ليعد‬ ‫هذا‬ ‫كان‬ ‫وما‬ ‫‪.‬‬ ‫شاسعة‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ب� تعاليم المسيح والسلوك الدنيوي للكهنة ‪ .‬ع� لوثر عن شعوره باستياء ق‬ ‫ف� ذاته أمراً مذموماً لو لم يكن من الصعب التوفيق ي ن‬ ‫اخال�‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫عارم بسبب ممارسة هابطة كانت شائعة وهي بيع صكوك الغفران ‪ ،‬فخرج بنشاطه فاىل العلن عام ‪ ، 1517‬وتحدى سلطة الكنيسة من‬ ‫ين‬ ‫خالل وثيقة تضم خمساً‬ ‫فتن�غ ‪ ،‬دون ان يكون ي� ذهنه فكرة اقامة مذهب جديد أ‪ .‬وعندما قام‬ ‫وتسع� قضية علقها عىل باب قلعة‬ ‫ب‬ ‫ض‬ ‫ن‬ ‫الدي� ‪ ،‬اذ بدأ المراء والحكام‬ ‫القا� بطرده من الكنيسة عام ‪ " 1520‬لم تعد المسألة تقترص أعىل االصالح‬ ‫باحراق المرسوم البابوي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫اللمان يتخذون موقفاً ‪ ،‬واصبحت حركة االصالح ثورة سياسية لاللمان ضد أسلطة البابا الشد خفاء " ‪.‬‬ ‫التاث� الذي كان للكوميديا االلهية بالنسبة‬ ‫اعاد لوثر كتابة العهد الجديد باللغة الشعبية ‪ ،‬فكان لهذا العمل بالنسبة لل‬ ‫لمان ‪ ،‬نفس ي‬ ‫ف‬ ‫ين‬ ‫لاليطالي� ‪ ،‬فقد ساعد عىل انتشار تعاليم االنجيل عىل نطاق واسع ‪ ،‬واصبح ي� استطاعة أي شخص قادر عىل القراءة ادراك وجود‬ ‫تباين شاسع ي ن‬ ‫ب� تعاليم المسسيح والنظام االجتماعي القائم ‪.‬‬ ‫شكلت النظرة ال�وتستنتية اىل االنجيل ‪ ،‬باعتباره السلطة الوحيدة ‪ ،‬أ‬ ‫ين‬ ‫الفالح� عام ‪. 1524‬‬ ‫الساس المعنوي الذي قامت عليه ثورة‬ ‫ب‬ ‫االم�اطور‬ ‫ال�وتستنتية اىل‬ ‫ورغم أن لوثر ما كان مصلحاً اجتماعياً ‪ ،‬ورغم أنه كان مطاردا ‪ ،‬فقد تحولت‬ ‫عقيدة جديدة اضطر ب‬ ‫الحركة أ ب‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ض‬ ‫ش‬ ‫وسويرسا ‪.‬‬ ‫و� فرنسا‬ ‫ا� الواطئة ‪ ،‬ف ي‬ ‫اىل قبولها ‪ ،‬واعطاء الضمانات نلممارستها ‪ .‬وقد انت�ت هذه الحركة االصالحية ي� الر ي‬ ‫أ‬ ‫ض‬ ‫ا� الواطئة ‪.‬‬ ‫بعد لوثر ‪ ،‬كان ف أقوى‬ ‫تأث�ا جان كالفان(‪ )1509-1564‬الذي أصبح الرائد الروحي ب‬ ‫االصالحي� ي‬ ‫ني‬ ‫لل�تستانتية ي� فرنسا والر ف ي‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ش‬ ‫االصالحي� والكاثوليك ‪ .‬وكما كانت الحال ي� المانيا ‪ ،‬فان‬ ‫الثا� من القرن السادس ع� حروبا دينية يب�‬ ‫ي‬ ‫شهدت فرنسا ي� النصف ي‬ ‫أسباب هذه القالقل لم تكن دينية خالصة ‪ ،‬بل كانت اقتصادية جزئيا ‪ .‬ونستطيع القول بعبارة أدق إن العوامل الدينية واالقتصادية‬ ‫التغ�ات العامة ت‬ ‫ال� ي ز‬ ‫تم�ت بها مرحلة االنتقال من العصور الوسطى اىل العرص الحديث ‪ .‬فالعقيدة الدينية‬ ‫كانت معاً من أعراض ي‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫السياسي� من رؤساء الدول‬ ‫ال�وتستانتية كانت تحتاج اىل‬ ‫ي‬ ‫تس� جنبا اىل جنب مع ظهور التجارة الحديثة ‪ .‬والعقيدة ب‬ ‫االصالحية كانت ي‬ ‫الذين كانوا يميلون اىل أن يصبحوا رؤساء لكنائسهم القومية ‪.‬‬ ‫تتم� بالخصائص آ‬ ‫وقد أدى االنتقال من العصور الوسطى اىل العصور الحديثة اىل تأسيس اتجاهات ي ز‬ ‫التية ‪:‬‬ ‫ف‬ ‫‪ -‬العلمية ‪ :‬أخذت الفلسفة تنحو باالتجاه العلمي ‪،‬بعد أن كانت االتجاهات الالهوتية هي السائدة ي� العصور الوسطى ‪ ،‬حيث كان‬


‫العقالنية والتنوير ‪ :‬المسارات المختلفة‬ ‫ن‬ ‫نسا� الواحد‬ ‫ال‬ ‫تجاه‬ ‫وال‬ ‫إ‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫‪5‬‬

‫شحيتل‬ ‫د‪ .‬عبده‬ ‫ي‬



‫ف‬ ‫مصدر ي ن‬ ‫تفس� هذه‬ ‫الدينية أو الالهوت المقدس الذي يرتبط بالكنيسة ‪ ،‬وكانت وظيفة الفلسفة‬ ‫اليق� المعتقدات‬ ‫تنحرص ي� محاولة ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫وال�هنة عليها لن الفلسفة ليست اال خادمة لالهوت ‪ .‬وبهذا المع� كانت كليات الالهوت هي فالم ‪ ،‬وكان الالهوت يضع‬ ‫المعتقدات ب‬ ‫تفس�اتها‬ ‫لتفك� الفيلسوف ‪ .‬الفلسفة الحديثة كفت عن أن تكون خادمة لالهوت وحاولت أن تكون سيدة ي� بيتها‪ ،‬وباتت ي‬ ‫الحدود ي‬ ‫عىل صلة بتقدم العلوم ‪.‬‬ ‫ين‬ ‫مواطن� أو رعايا "‬ ‫ الروح الفردية ‪:‬كانت الفلسفة ف ي� الحقبة اليوناية تنظر اىل الناس من " منظور المؤسسات السياسية ‪ ،‬بوصفهم‬‫ف‬ ‫و� العصور الوسطى تحددت حياة االنسان ف� معظم جوانبها عن طريق وضعه ن‬ ‫الدي� ف ي� الكنيسة ‪ ،‬ووضعه االجتماعي ف ي� النظام‬ ‫ي‬ ‫‪ .‬ي‬ ‫ي‬ ‫االقطاعي ‪ .‬وكان الفالسفة بشكل عام من الرهبان ‪ ،‬ومعظمهم كانوا يفكرون بوصفهم رجال كنيسة ‪ ،‬بينما المفكر الحديث ما عاد رجل‬ ‫وتفس�اتها الكنسية ‪ ،‬فبات يضع فروضه ويتحقق من صحتها مستندا‬ ‫الدينية‬ ‫كنيسة أو الهوت يستمد فروضه وحقائقه من النصوص‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫اىل منطقه الخاص واختباراته ‪ ،‬وال يقبل شيئاً عىل أنه حق لن سلطة ما أقرته ‪.‬‬

‫ت‬ ‫وتفس�ه ‪ ،‬والصالة هلل‬ ‫وتستان� بالفكرة القائلة أإنه يجب عىل كل فرد أن يكون حراً ف ي� قراءة الكتاب المقدس ‪،‬‬ ‫ال�‬ ‫بدأ عرص إ‬ ‫ي‬ ‫الصالح ب‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫والقديس� والرسار االلهية ( رس االع�اف فوالعماد والتناول والزواج والموت ‪ ..‬ألخ )‪ .‬وعىل الرغم من‬ ‫وتلقي الغفران دون توسط الكهنة‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ين‬ ‫العلماني� ‪.‬‬ ‫المحدث�‬ ‫تفك�هم كما هي حال الفالسفة‬ ‫أنهم لم يكونوا‬ ‫المحدث� ما كانوا من الكهنة ‪ ،‬اال‬ ‫ال�وتستانت‬ ‫ي‬ ‫تي‬ ‫مستقل� ي� ي‬ ‫ي‬ ‫أن ب‬ ‫ف‬ ‫ال� يبحثها ‪ .‬وقد‬ ‫لقد طور الفيلسوف الحديث فروضه بحرية ‪ ،‬واضعاً ي� اعتباره التطورات العلمية المستجدة ي‬ ‫وتأث�اتها عىل القضايا ي‬ ‫ت‬ ‫ين‬ ‫تفك�هما ‪ ،‬وبات كل فيلسوف‬ ‫بلغت هذه الفردية حداً بات معه من الصعب إتفاق‬ ‫ال� تشغل ي‬ ‫فيلسوف� تماماً عىل الموضوعات المهمة ي‬

‫مستقلة أ‪.‬وهكذا يمكن القول إن الفلسفة الحديثة بدات " حيثما بدأ‬ ‫شواهده بنفسه ويمحصها ليتوصل اىل النتائج الخاصة به بطريقة‬ ‫يفحص‬ ‫شخص ف‬ ‫التفك� بصورة مستقلة عن المعتقدات ت‬ ‫ال� قبلها الناس ‪ ،‬ونظر ف ي� المور بنفسه " ‪.‬‬ ‫�‬ ‫كل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ال�عة االنسانية ‪ :‬عرص النهضة ما كان ارتداد ًا من العصور الوسطى اىل العصور القديمة كما نفهم من كلمة (الرينيسانس) بل كان أ‬ ‫ نز‬‫بالحرى‬ ‫ع� من ت‬ ‫ن‬ ‫حيازة لما أنتجه ت‬ ‫المع� تمثل إنسانيو القرن السادس ش‬ ‫ال�اث القديم ما يوسع‬ ‫استخدامات جديدة ‪ .‬وبهذا‬ ‫اث القديم من أجل‬ ‫ال�‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫رؤيتهم ويساعدهم � البدء بداية جديدة � دراسة العالم واالنسان ‪ ،‬رغم انهم ما استطاعوا التخلص تماماً من خرافات ض‬ ‫الما� ‪ ،‬فذلك‬ ‫ي‬ ‫ف ي‬ ‫ي‬ ‫كث� من فالسفة ت‬ ‫تن�ء بوالدة عرص‬ ‫كانت‬ ‫االستبصار‬ ‫من‬ ‫ومضات‬ ‫االنسانية‬ ‫ة‬ ‫الف�‬ ‫أظهر‬ ‫فقد‬ ‫‪،‬‬ ‫ذلك‬ ‫ومع‬ ‫‪،‬‬ ‫التنوير‬ ‫عرص‬ ‫أمر لم يتحقق اال ي�‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ز‬ ‫االنسا� ‪ ،‬ي� حركة فكر النهضة ‪ ،‬بالتأكيد عىل نقض‬ ‫تم� االتجاه‬ ‫جديد ‪ .‬ورغم ارتكابهم الخطاء بسببب فافتقارهم اىل منهج جديد‬ ‫للتفك�‪ ،‬ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫يز‬ ‫الواقع االجتماعي الذي يعيش‬ ‫والالهو� أالذي ساد ي� العصور الوسطى ‪ ،‬والدعوة للعودة اىل الطبيعة االنسانية واعتبار‬ ‫الميتاف�يقي‬ ‫الفكر‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫بعيداً عن‬ ‫والجمالية‬ ‫خالقية‬ ‫وال‬ ‫الذهنية‬ ‫المتعة‬ ‫عن‬ ‫يبحث‬ ‫فكري‬ ‫اتجاه‬ ‫من‬ ‫ا‬ ‫نابع‬ ‫بالفلسفة‬ ‫االهتمام‬ ‫وبات‬ ‫فكاره‪.‬‬ ‫ل‬ ‫ساس‬ ‫ال‬ ‫المنبع‬ ‫االنسان‬ ‫فيه‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ث‬ ‫ث‬ ‫ث‬ ‫ش‬ ‫ش‬ ‫االهتمامات الالهوتية ليصبح إنسان آالقرن الخامس ع� أك� انسانية وأك� ب�ية ‪،‬اي أك�عقالنية ‪ ،‬أوثقافة ومعرفة بكل ما له قيمة ي� الفن‬ ‫أ‬ ‫والدب والعلم ‪ ،‬عن طريق دراسة الداب الكالسيكية ( الثقافة اليونانية القديمة ت‬ ‫ت‬ ‫ال� نقلت‬ ‫ال� عرفت باسم االنسانيات‬ ‫ي‬ ‫نصوصها الصلية ) ي‬ ‫ئ‬ ‫ن‬ ‫االسكوال� ‪.‬‬ ‫االنسا� ف ي� مقابل الباحث‬ ‫وعرف الباحث الذي يدرسها بطريقة جديدة باسم الباحث‬ ‫ي‬ ‫ي‬

‫نمو العلم الحديث ‪:‬‬ ‫ع� ‪ ،‬بل سبقه احياء ت‬ ‫لم ب ز‬ ‫ي�غ العلم الحديث فجأة ف ي� مطلع القرن السابع ش‬ ‫لل�اث الفيثاغوري القائم عىل فكرة البحث عن الحقيقة عن طريق‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫المدرسي� ‪،‬من حيث اعتمادها عىل سلطة علم‬ ‫مختلفة جذريا عن االتجاه االرسطي عند‬ ‫ومشكالته‬ ‫العلم‬ ‫اىل‬ ‫النظرة‬ ‫هذه‬ ‫كانت‬ ‫‪.‬‬ ‫عداد‬ ‫ال‬ ‫العداد وحده وابتعادها عن االعتماد عىل النصوص‪ ،‬أ‬ ‫أ‬ ‫الرياضيات " ‪ .‬وهكذا ظهرت الثورة العلمية‬ ‫بلغة‬ ‫مكتوب‬ ‫المجيد‬ ‫الطبيعة‬ ‫"كتاب‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫الفكار أ‬ ‫الك�ى بوصفها نزعة تتمسك بالفيثاغورية بدرجات متفاوتة ‪ ،‬وأخذت تتخىل تدريجيا عن أ‬ ‫ن‬ ‫ميدا� الفلك ي ز‬ ‫والف�ياء ‪.‬‬ ‫الرسطية ف ي�‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫النس� للكنائس القومية عن فرض سيطرتها عىل أفكار اعضائها‬ ‫التطور الهائل للحركة العلمية حدث أساسا ي� البالد ب‬ ‫ال�وتستانتية بسبب العجز ب ي‬ ‫‪.‬‬ ‫بدأ النمو المطرد للعلوم الحديثة انطالقا من نظرية كوبرنيكوس(‪ )1473-1543‬رجل الدين البولندي الذي سافر اىل روما حيث درس الرياضيات‬ ‫االيطالي� ‪ ،‬قبل أن يعود اىل بولندا ن‬ ‫ين‬ ‫وتعرف عىل ن ز‬ ‫الشمس ‪ .‬هذه النظرية‬ ‫ويتب� نظرية مركزية‬ ‫ال�عة الفيثاغورية عند علماء الحركة االنسانية‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫ت‬ ‫غليل (‪ ، )1571-1630‬وصوال اىل نيوتن(‪ )1642-1727‬لينتهي معها كل أثر للراء الرسطية المتعلقة‬ ‫ال� تطورت مع كبلر(‪ ، )1571-1630‬وغليلو‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫مس�ة ظافرة للعلوم النظرية الحديثة ت‬ ‫ال� يغ�ت نظرة االنسان اىل الكون وموقعه فيه ‪.‬‬ ‫بالطبيعة والفلك ‪ ،‬وتبدأ ي‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ز‬ ‫ش‬ ‫جيل�ت عن المغناطيسية ‪ ،‬ونظرية هويغ� المتعلقة‬ ‫وباالضافة اىل العلوم النظرية شهد القرن‬ ‫السابع ع� اكتشفات هائلة منها‪ :‬نظرية ب‬ ‫وليم ف‬ ‫بويل ت‬ ‫ال� مهدت للكيمياء الحديثة ‪ ،‬اضافة اىل ابحاث‬ ‫روبرت‬ ‫واكتشافات‬ ‫‪،‬‬ ‫الدموية‬ ‫للدورة‬ ‫هار�‬ ‫بالنظرية الموجية للضوء ‪ ،‬واكتشاف‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫آ‬ ‫ت‬ ‫فيسالوس المتعلقة ش‬ ‫بالت�يح ‪ .‬وقد استتبع هذا التطور العلمي اخ�اع للالت (المجهر ‪ ،‬التلسكوب‪ ) ...،‬وتطور تكنولوجي مناظر حقق‬ ‫ألوروبا السيطرة طيلة ثالثة قرون ‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫كتاب فرنسيس بيكون‬ ‫‪.‬و� هذا االطار جاء‬ ‫هذا التطور العلمي يعتمد بشكل‬ ‫اساس عىل المالحظة ‪ ،‬وليس عىل االستقراء الرسطي العقيم ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫المعرفة وزيادة سيطرة االنسان عىل ظروفه وبيئته ‪ ،‬المر الذي يستدعي‬ ‫"تقدم المعرفة " الذي شن� عام ‪ ، 1605‬وكان هدفه توسيع نطاق‬ ‫أ‬ ‫منهجا جديدا للمعرفة يحل محل القياس ‪ .‬وهو ما اطلق عليه تسمية الورغانون الجديد ‪ ،‬وهو جزء من عمل ضخم شن� عام ‪ ، 1620‬ووضع‬ ‫فيه صيغة جديدة لالستقراء ‪.‬‬


‫صنع من اجلهم‪ .‬ف‬ ‫وح� ت‬ ‫ان� أريد أن يؤمن محامي ‪ ،‬وخياطي ‪ ،‬وخدمي ‪ ،‬ت‬ ‫فيها ‪ :‬ن‬ ‫الشه�ة ت‬ ‫زوج�‬ ‫ال� يقول‬ ‫و� هذا االطار كتب نادرته‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫تعر� للغش والنهب وتدنيس العرض ستكون أقل ‪ .‬وإن لم يوجد اله ‪ ،‬فمن ض‬ ‫يع� أن فرص ض‬ ‫ال�وري أن ت‬ ‫باهلل ؛ ألن ذلك ن‬ ‫أخ�عه ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫دالمب�‪ ،‬هلفيتيوس ‪ ،‬وجوليان‬ ‫يتفق مع أغلب زمالئه المفكرين (هولباخ ‪،‬‬ ‫المؤمن� بالدين الطبيعي ‪.‬وكان‬ ‫فولت� ملحداً بل كان من‬ ‫تي‬ ‫لم يكن ت ي‬ ‫آ‬ ‫ف‬ ‫دو ال مي�ي )‪،‬الذين تبنوا آرا ًء الحادية ‪ ،‬ي� أنه ال ينبغي تداول هذه الراء بصورة علنية نظرا للنتائج االجتماعية الم�تبة عىل وجود " أمة من‬ ‫كب�اً عليهم عندما يكون موجوداً أسمى ‪ ،‬خالقاً ‪ ،‬وحكيماً ‪ ،‬و منتقماً ‪ .‬فمن‬ ‫تأث�اً ي‬ ‫المالحدة " ؛ فعامة الناس يحتاجون اىل رادع أو ضابط يمارس ي‬ ‫دون الدين لن تكون الطبقات الدنيا سوى حشد من اللصوص وقطاع الطرق ‪.‬‬ ‫وهكذا ‪ ،‬رغم موقف مفكري التنوير الفر ي ن‬ ‫فولت� أن مجاهرة هولباخ‬ ‫السل� من الدين ‪ ،‬فانهم أكدوا عىل فائدته االجتماعية ‪ ،‬لذلك اعتقد ي‬ ‫نسي� ب ي‬ ‫وغ� حكيمة ‪ .‬ت‬ ‫ئز‬ ‫ح� انه أمر باخمادها رغم أنه هو نفسه لم يبذل جهدا ليخفي اشم�ازه من المسيحية واليهودية ؛‬ ‫بااللحاد كانت طائشة ي‬ ‫الجشع� والمر ي ن‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫اب�‬ ‫المادي�‬ ‫فالعهد القديم‪ ،‬بالنسبة له ‪ ،‬ليس سوى تاريخ من القسوة والهمجية والخر أافة واليهود المحدثون فهم طائفة من‬ ‫ض‬ ‫وتحكموا ي� المال والتجارة فيها ‪ .‬أوال يزالون يتطلعون‬ ‫فولت� ‪ " ،‬استحقوا الطرد من اسبانيا لنهم سيطروا‬ ‫وغ�‬ ‫المتح�ين ‪ .‬وهم ‪ ،‬كما يرى ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫المستن�ين يجب‬ ‫دالمب� ‪ ،‬لن‬ ‫فولت� ي� احد خطاباته اىل‬ ‫جاعل� الربا واجبهم‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المقدس ‪ .‬ومع ذلك ينبغي التسامح معهم ‪ ،‬كما يؤكد ي‬ ‫اىل ذلك ي‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫متسامح� مهما كلف المر "‪.‬‬ ‫أن يكونوا‬ ‫ي‬ ‫ع� بمثابة صياغة اجتماعية للنور الفطري الذي قال به ديكارت واسبينوزا ف ي� القرن السابع ش‬ ‫يعت� التنوير ف ي� القرن الثامن ش‬ ‫ع� ‪ " ،‬فقد ظل النور‬ ‫ب‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ش‬ ‫ش‬ ‫الفطري ي� القرن السابع ع� منهجا للمعرفة ‪ ،‬واصبح ي� القرن الثامن ع� ثورة فاجتماعية بعد أن بات الفكر موجهاً فللواقع " ‪ .‬كان هدف‬ ‫يعيش االنسان ي� عالم يحكمه الفكر‪.‬‬ ‫ففالسفة النور شالفطري المطالبة بحق الفكر ‪ ،‬بينما أكد فالسفة التنوير عىل حق الفكر ي� توجيه الواقع ي‬ ‫لكتزدهر ف‬ ‫العقل ‪،‬‬ ‫عىل‬ ‫متاسسسة‬ ‫دولة‬ ‫�‬ ‫لل�هنة أعىل أن حرية الرأي‬ ‫ي� الفصل الع�ين من كتابه " رسالة الهوتية – فلسفية " سعى اسبينوزا ب‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫وأراد بشكل خاص دراسة اثر هذه الحرية عىل الدولة ‪ ،‬ي ن‬ ‫فب� أن هدف الدولة هو المن وليس الهيمنة ؛ فالدولة ينبغي أن تضمن أمن أالفراد‬ ‫اه� ي ن‬ ‫ال� ي ن‬ ‫وتؤمن حريتهم ‪ .‬وهو كان قد أكد ف ي� الفصل الساس ش‬ ‫ليب�‬ ‫من‬ ‫يكفي‬ ‫ما‬ ‫قدم‬ ‫أنه‬ ‫الكتاب‬ ‫من‬ ‫ع�‬ ‫الدولة الديمقراطة هي الفضل‬ ‫أن‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫أ ث‬ ‫من ي ن‬ ‫ال�‬ ‫ب� مختلف أشكال الدول ألنها تقوم عىل‬ ‫أساس العقل والحرية ‪ ،‬وهي بذلك الك� قربا من الطبيعة ‪ ،‬والقل بعداً عن الحرية ي‬ ‫ي‬ ‫فولت� ‪،‬الذي كان عىل رأس فالسفة التنوير‪ " ،‬اسبينوزا القرن‬ ‫تقرها هذه الطبيعة لكل واحد من الناس ‪.‬‬ ‫يعد ف ي‬ ‫ش‬ ‫الثامن ش‬ ‫السابع ع� " ‪ .‬وقد صاغ افكاره ‪ ،‬ي� "القاموس الفلسفي" ‪،‬بهدف تحقيق غايات ابرزها‪ :‬رفض‬ ‫فولت� القرن‬ ‫اسبينوزا‬ ‫ع� كما يعد‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫كل ما يتعارض مع‬ ‫ال� تشكل محور الديانة المسيحية ‪ .‬وهدم‬ ‫العقل ي� ميدان العقائد ‪ .‬ي‬ ‫و� هذا االطار جاء رفضه لعقيدة العناية االلهية ي‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫يز‬ ‫الدي� الذي قاد اىل الحروب‬ ‫الميتاف�يقية ي� الفلسفة باعتبارها متاهات عقلية ‪.‬‬ ‫النظريات‬ ‫والدعوة اىل التسامح والسالم ‪ ،‬وشجب التعصب ش ي‬ ‫الدينية المدمرة ‪ .‬والتعصب الفلسفي الذي يقود اىل الدوغمائية ت‬ ‫ال�‬ ‫تبال بالعلم والمعرفة الحسية والرؤية المبا�ة للواقع ‪ .‬وهكذا يتفق‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ومال�انش ن ز‬ ‫وليب� وكانط ‪ ،‬وهو ش‬ ‫فولت� ف ي� اهدافه العقالنية مع " ش‬ ‫الم�وع الهادف اىل القضاء‬ ‫م�وع الفلسفة الحديثة عند ديكارت واسبينوزا ب‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫عىل السطورة وعىل الرس وعىل كل ما يند عن العقل ‪.‬‬ ‫أ ن‬ ‫لما�‬ ‫نس اىل التنوير ال ي‬ ‫من التنوير الفر ي‬ ‫ال� دمرت المدن والمجتمعات أ‬ ‫لما� بعد الحرب أ‬ ‫بدا التنوير أ‬ ‫ال ن‬ ‫الثالث� عاما ‪ )1648-1617‬ت‬ ‫ين‬ ‫الهلية ي ن‬ ‫الوروبية‬ ‫وال�وتستانت (حرب‬ ‫ب� الكاثوليك‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ين‬ ‫الدي� القاتل من ان يدفع‬ ‫تاث�ها ف ي� ألمانيا ‪ ،‬حيث قضت عىل ما يقارب‬ ‫وكان ي‬ ‫الثالث� بالمئة من سكانها ‪،‬رهيباً ‪ .‬كان ال بد لهذا التعصب ف ي‬ ‫ين‬ ‫وتال� حدوثها مستقبال ً ‪ .‬وكان‬ ‫آثارها‬ ‫تجاوز‬ ‫بهدف‬ ‫ثة‬ ‫ر‬ ‫الكا‬ ‫هذه‬ ‫اسباب‬ ‫عن‬ ‫للبحث‬ ‫عام‬ ‫بشكل‬ ‫والمثقف�‬ ‫الجامعات‬ ‫واساتذة‬ ‫والعلماء‬ ‫المفكرين‬ ‫ي‬ ‫للوصول اىل هذا الهدف هو العقالنية والتنوير ‪.‬‬ ‫الوحيد‬ ‫سبيلهم‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ز‬ ‫ز‬ ‫‪ �،‬البحث عن‬ ‫وف� فياء نيوتن ‪ ،‬وتجريبية‬ ‫نس‬ ‫واالنكل�ي فاستفاد من العقالنية الديكارتية ‪ ،‬ي‬ ‫ي‬ ‫كان التنوير ت ال ي‬ ‫لوك ي‬ ‫لما� ي� بداياته تابعا للتنوير الفر ي‬ ‫ن‬ ‫ش‬ ‫النا�ء عن االعتقاد‬ ‫تبط� بهم ي� مهالك التعصب‬ ‫ال�وتستانت ‪ً ،‬يدعون امتالكها ‪ ،‬ويُردون المر ي‬ ‫ال� كان رجال الدين الكاثوليك أو ب‬ ‫ي‬ ‫الحقيقة ي‬ ‫واحدة تشكل الفيصل ي ن‬ ‫ب� االيمان والهرطقة ‪ .‬واذا كان هذا التعصب سبباً كافياً للحروب ‪ ،‬فإن العقالنية والتنوير هما المدخل اىل‬ ‫بحقيقة‬ ‫السلم والتسامح ‪.‬‬ ‫لقد فهم فالسفة التنوير أ‬ ‫اللمان ‪ ،‬بدءا ن ز‬ ‫اءة عقلية نقدية‬ ‫التخلص من التطرف يتطلب قر‬ ‫ووصوال اىل هيغل أ‪،‬أن‬ ‫بليي� ومرورا ‪ ،‬بفخته وكانط‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ض‬ ‫ت‬ ‫تل�اثهم ن‬ ‫المتح�ة‬ ‫لما� لتستدرك المة اللمانية ما فاتها وتلحق بركب المم‬ ‫ال� تخدم تقدم المجتمع ال ي‬ ‫الدي� تؤدي أاىل نتأويله بالطريقة زي‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫واالنكل�ية ‪.‬‬ ‫مت� الفرنسية‬ ‫ي‬ ‫ال� سبقتها وخاصة ال ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫أ ن‬ ‫الكب�ين ن ز‬ ‫ين‬ ‫اليب� وكنط‬ ‫و� هذا االطار يقدم لنا كل من‬ ‫ما كان‬ ‫الفيلسوف� ي‬ ‫التنوير ال ي‬ ‫نس ‪ ،‬زي‬ ‫لما� معاديا للدين كما كان عليه الحال ي� التنوير الفر ي‬ ‫ش‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تم� به التنوريون الفرنسيون الذين أارتبطت عندهم فكرة تقدم‬ ‫الذي‬ ‫الثوري‬ ‫المنطق‬ ‫عن‬ ‫ا‬ ‫‪،‬بعيد‬ ‫الدينية‬ ‫بالمسالة‬ ‫يتعلقان‬ ‫ا‬ ‫وع‬ ‫وم�‬ ‫رؤية‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ز‬ ‫منذ كتاباته الوىل اىل فآخر كتاب له ‪.‬وقدم‬ ‫السل� من الدين والكنيسة ‪ .‬فقد بقي اليب� يحمل هاجس "توحيد الكنائس"‬ ‫المجتمعات بالموقف ب ي‬ ‫ف‬ ‫االطار جاءت‬ ‫و� هذا‬ ‫والتفك� يتطلبان قيام الفلسفة بدور‬ ‫من�اً للحوار‬ ‫ي‬ ‫ما يراه فهما عقائدياً فمعتدال ً للدين باعتباره ف ب‬ ‫اساس ي� عقلنة الدين ف ‪ ،‬ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ز‬ ‫حدود‬ ‫الميتاف�يقا" ‪ ،‬لتؤكد العالقة الوثيقة يب� الفلسفة والالهوت ‪.‬وكنط ي� كتابه "الدين ي�‬ ‫كتبه ومنها "مقاالت ي� عدل هللا" ‪ ،‬و"مقالة ي�‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫لفولت� نرى أن كانط ‪ ،‬ف ي�‬ ‫الفلسفي"‬ ‫"القاموس‬ ‫مع‬ ‫نة‬ ‫ر‬ ‫وبالمقا‬ ‫‪.‬‬ ‫ا‬ ‫عقلي‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ت�‬ ‫الدينية‬ ‫للعقائد‬ ‫يره‬ ‫ت�‬ ‫ت ي‬ ‫ب‬ ‫العقل وحده" كان شبيها بديكارت من ت حيث ب‬ ‫فولت� الذي رفض اي سلطة يغ� سلطة العقل ح� النهاية ‪.‬‬ ‫تناوله لمسألة الدين وااليمان‪ ،‬سار ح� منتصف الطريق بينما سار ي‬

‫ن‬ ‫بروتستن� ‪،‬أثار سخطه ت‬ ‫ت‬ ‫المد�‬ ‫الزواج‬ ‫اق�اح إللغاء‬ ‫طرح قديس‬ ‫موقف كنط من التنوير ‪:‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ض‬ ‫‪ ،‬ف� مجلة ي ن‬ ‫الجابة عليه قبل ش‬ ‫ال�وع بتنوير الناس ‪ .‬هذا السؤال هو ما هي النوار؟ وقد‬ ‫وري‬ ‫ال�‬ ‫من‬ ‫أن‬ ‫يرى‬ ‫ال‬ ‫سؤا‬ ‫‪،1784‬‬ ‫الشهريةعام‬ ‫برل�‬ ‫ً‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫كان هذا السؤال موجهاً اىل الجمهور الواسع وليس اىل كنط بالذات ‪ ،‬وجاءت إجابة كنط عليه لتتوجه بدورها اىل هذا الجمهور انسجاماً مع‬


‫ت‬ ‫اق�ن اسم بيكون بحركة العلم الحديث ألنه دعا اىل منهج يعتمد عىل الحواس والتجريب ‪ ،‬ويبدا من أجزئيات ليخرج بنتيجة كلية هي قانون من‬ ‫ين‬ ‫الك�ى للعلوم ‪ ،‬وهي مملكة المعرفة‬ ‫قوان� الطبيعة ‪ .‬انه المنهج الذي يستقطب سؤال العرص ‪ ،‬سؤال الطبيعة‪ .‬يصف بيكون الطبيعة بالم ب‬ ‫لسيطرة االنسان عن طريق المنهج‬ ‫والمأمول‬ ‫االنسانية ‪ ،‬والميدان الوحيد المثمر‬ ‫االيجا� الذي يختص بقواعد التجريب ‪.‬‬ ‫التجري� ‪ ،‬بجانبيه‬ ‫بي‬ ‫بي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫السوق ) ‪.‬‬ ‫وأوهام الكهف ‪ ،‬وأوهام المرسح ‪،‬‬ ‫والسل� المتعلق بتخليص العقل من أالوهام أو ال فصنام ( اوهام‬ ‫بي‬ ‫وأوهام ‪4‬‬ ‫الجنس أو القبيلة ف‪ ،‬أ ‪5‬‬ ‫ف‬ ‫ش‬ ‫رفضوا القياس الرسطي بشدة ي� القرن السابع ع� ‪ ،‬وقد أكد ي� الورغانون الجديد أن الذين يعتمدون ي� العلم عىل‬ ‫الذين‬ ‫من‬ ‫بيكون‬ ‫كان‬ ‫أورغانون ارسطو هذه أ‬ ‫الداة القديمة والبالية ت‬ ‫ال� عفا عليه الدهر‪ "،‬فقدوا غاية العلوم وهدفها ‪ ،‬واختاروا طرقا خاطئة باتباعهم منهجا ليس‬ ‫ي‬ ‫فمن شانه ان يكشف جديدا من مباديء المعرفة ‪ ،‬ويكتفي باتساق النتائج معا ‪ .‬فليكف الناس عن التعجب من أن تيار فالعلوم ال يجري قدما‬ ‫الخ�ة التجريبية ‪ ،‬وجعلهم يلفون ويدورون حول أنفسهم ي� دوائر مغلقة ‪ .‬بينما‬ ‫ي� طريقه الصحيح ‪ .‬فقد ضللهم منهج البحث الذي يهجر ب‬ ‫المنهج يقودهم من خالل اخراج التجربة اىل سهول تتسع لبداهة المعرفة "‬ ‫ت‬ ‫ال� ال‬ ‫الطبيعة‬ ‫كانت الروح العلمية ‪ ،‬كما بلورها فرنسيس بيكون ‪ ،‬ترتكز اىل االنصات لشهادة الحواس ‪ ،‬واعتبار‬ ‫مملكة المعرفة ت االنسانية ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫يز‬ ‫الم�بصة به ‪ .‬وذلك‬ ‫الميتاف�يقا مثلما تحرره من ال فصنام والوهام‬ ‫ينبغي أن يتجاوزها العقل ‪ .‬وروح العلم يجب أن تحرر العقل من جنوح‬ ‫ف‬ ‫ز‬ ‫يز‬ ‫ين‬ ‫االنكل� ي� تاكيد هذا االتجاه ي� المعرفة الذي‬ ‫الميتاف�يقا ‪ .‬وعىل مدار العرص الحديث تبارى الفالسفة‬ ‫أساس� ‪ :‬التجربة ورفض‬ ‫باالرتكاز‬ ‫ي‬ ‫عىل أ‬ ‫يز‬ ‫الساسية للفكر‬ ‫بات السمة‬ ‫االنكل�ي‪.‬‬ ‫ع� قرن المناهج بامتياز فمع ديكارت ومنهج الشك الهادف أ‬ ‫كان القرن السابع ش‬ ‫وبيكون ومنهجه‬ ‫‪،‬‬ ‫والبحث‬ ‫العقل‬ ‫قيادة‬ ‫حكام‬ ‫ل‬ ‫التجري� باتت‬ ‫شبي‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫اليق� باالستناد فاىل العقالنية من جهة والتجريب من جهة أخرى‪ .‬وقد جاء التنوير ي� القرن الثامن ع� ليتوج‬ ‫السبل مفتوحة للوصول اىل ي‬ ‫التفاعل ي ن‬ ‫ب� العلم والفلسفة الذي اخذ مداه ي� القرن السابع ش‬ ‫ع� ‪.‬‬ ‫من العقالنية اىل التنوير‬

‫يش� مصطلح عرص التنوير أو أ‬ ‫النوار اىل حركة تحرر عقل ف‬ ‫ع� ‪ ،‬واتخذت شكل ش‬ ‫وثقا� سادت ف ي� القرن الثامن ش‬ ‫نضال يهدف اىل‬ ‫م�وع‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫التحرر من سلطة الكنيسة وهيمنة الفكر ن‬ ‫الدي� ‪ .‬كان التنوير أوال حركة أفكار قبل ان يتحول اىل حركة اجتماعية مرتكزة اىل ديناميات الطبقات‬ ‫ي‬ ‫والمؤسسات والعالقات االجتماعية ‪.‬‬ ‫السمات أ‬ ‫الساسية ت‬ ‫ال� ي ز‬ ‫م�ت التنوير ف ي� القرن الثامن ش‬ ‫والعلم‬ ‫‪،‬‬ ‫والتسامح‬ ‫‪،‬‬ ‫والمساواة‬ ‫‪،‬‬ ‫والحرية‬ ‫‪،‬‬ ‫الطبيعية‬ ‫والحقوق‬ ‫العقل‬ ‫كانت‬ ‫ع�‬ ‫ي‬ ‫والتقدم ‪ .‬ولكن العقل كان تي�أس القائمة باستمرار ‪.‬والمفكرون والفالسفة الفرنسيون هم من اعطى للعقل الدور أ‬ ‫الول والحاسم ف ي�‬ ‫التنوير ‪.‬‬ ‫نس ‪ .‬والعقل لم يحدد بوصفه متعارضاً مع الدين فحسب ‪ ،‬بل " منح‬ ‫كانت فكرة العقل ‪ ،‬باعتبارها نقيضا لفكرة الدين أساس التنوير الفرن ي‬ ‫ف هذا‬ ‫بصورة ضمنية ف ‪ ،‬المكانة العقائدية المطلقة للدين نفسه ‪ ،‬بهذا المع�‪ ،‬فان العقل كان مرادفا للعقيدة االلهية " ‪.‬‬ ‫ت‬ ‫العداء للدين � التنوير الفرنس نتج عن موقف المفكرين الفر ي ن‬ ‫نسي� من الكنيسة‬ ‫ال� كانت ‪ ،‬بنظرهم ‪ ،‬مستبدة وقمعية ي� ذاتها‬ ‫ي‬ ‫الكاثوليكية ي‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫‪ ،‬بل ث‬ ‫أك� من ذلك متواطئة مع دولة استبدادية وقمعية ‪ .‬ولكن عقل التنوير ‪ ،‬بل بمع� أدق أيديولوجيا العقل عند مفكري التنوير ما نفت‬ ‫الدينية ‪،‬وابعد من ذلك " أي ايمان يعتمد عىل المعجزات ‪ ،‬أو العقائد‬ ‫صورة من صور المؤسسات‬ ‫ش�عية الكنيسة فقط ‪ ،‬وانما ايضا ‪ ،‬أاي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ال� تخالف ي ن‬ ‫قوان� العقل " ‪ .‬كان الثر ال ثك� أهمية لعرص "التنوير ي� القرن الثامن ش‬ ‫ال� أعدتها فمجموعة‬ ‫ع� هو " الموسوعة "‬ ‫العظيمة ني‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫يز‬ ‫يق� ‪ ،‬ورأوا ي� العلم‬ ‫ظهورهم ‪ ،‬بوعي تام ‪ ،‬لتعاليم رجال الدين والفالسفة‬ ‫من الكتاب والعلماء ي� ف فرنسا ‪ .‬فقد أدار هؤالء‬ ‫الميتاف� ي‬ ‫الرجالجمعوا �ف‬ ‫عمل ضخم كل المعرفة العلمية المتاحة ف ي� عرصهم ‪ ،‬ال بوصفها سجال ً مر فتباً‬ ‫العقل ‪ .‬وهكذا‬ ‫القوة الدافعة الجديدة ي� الميدان‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫العلمية ف‬ ‫يأملون أن ينتجوا بهذا العمل أداة فعالة ي�‬ ‫وكانوا‬ ‫‪،‬‬ ‫العالم‬ ‫مع‬ ‫التعامل‬ ‫�‬ ‫للطريقة‬ ‫وصف‬ ‫هي‬ ‫حيث‬ ‫ترتيباً ابجدياً فحسب ‪ ،‬بل من‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ش‬ ‫الرصاع ضد جهالة السلطة القائمة ‪ .‬وقد اسهم ي� هذه المهمة معظم الشخصيات العلمية والدبية ي� القرن الثامن ع� ومن هؤالء إثنان‬ ‫دالمب�(‪ )1717-1783‬ومن ي ن‬ ‫يستحقان تنويهاً‬ ‫ديدرو(‪ )1784-1713‬الذي كان يحمل‬ ‫ب� إسهاماته فكتابته لمقدمة الموسوعة ‪ ،‬وثانيهما‬ ‫خاصاً ‪ .‬فأولهما‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫عىل أكتافه فالعبء ال بك� ي� القيام بمسؤوليات تحريرها ‪ ،‬والذي كتب ي� موضوعات متعددة رافضا "كل الشكال التقليدية للعقيدة " ‪.‬‬ ‫اعتناق ديانات أخرى يغ� المذهب‬ ‫كتب ديدرو ي� " الموسوعة " مواداً عن التعصب ‪ ،‬والتسامح ‪ ،‬والالتدين ‪ ،‬ليدافع عن التسامح ‪ ،‬وحرية‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الكاثوليك ‪ ،‬وحرية عدم اعتناق اي دين عىل االطالق ‪ ،‬مؤكدا أن ذلك ال يؤثر سلبا عىل المجتمع " لن الخالق أ مستقلة عن الدين " ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫مسيحيي� لينتهي اىل " أن الدين الذي هو ش�ف ش‬ ‫الب�ية ‪ ،‬والتفوق ال ثك� امتيازا لطبيعتنا عىل‬ ‫انطلق ديدرو من ف القول اننا شب� قبل أن نكون‬ ‫ال� يظهر الناس فيها ث‬ ‫ت‬ ‫فولت� فقد كان منارصاً لما يسمى الدين الطبيعي و التسامح‬ ‫اك� ال عقالنية " ‪ .‬أما ي‬ ‫الحيوانات ‪ ،‬هو ي� الغالب المنطقة ي‬ ‫‪ ،‬ولم يكن مناهضا للتعصب وعدم التسامح ومؤسسسات الكنيسة الكاثوليكية الرومانية وسلطتها فحسب ‪ ،‬بل للمسيحية نفسها ‪ .‬وقد بع�‬ ‫عن نفوره من كل ماينتمي اىل الخرافة والتعصب ن‬ ‫الشه�ة‪" :‬اسحقوا الخسيس"‪.‬‬ ‫الدي� بعبارته‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ئز‬ ‫باشم�از اىل الطائفة المسيحية " ‪ .‬وقوله كل انسان حصيف‬ ‫باالح�ام ان ينظر‬ ‫فولت� أن عىل كل انسان حصيف ‪ ،‬وكل انسان جدير‬ ‫يرى‬ ‫ن‬ ‫وجدير ي ت‬ ‫يستث� العوام باعتبارهم مستعبدين ف ي� المسيحية ‪.‬‬ ‫ام‬ ‫باالح�‬ ‫ي‬ ‫ب� فيه أن الجمهور العام ال دور لهم ف� العرص الفلسفي ‪ ،‬أ‬ ‫مؤهل� ت‬ ‫ين‬ ‫كتب ديدرو مقاال ف� " الموسوعة " ي ن‬ ‫ح� يستطيعوا أن‬ ‫ليسوا‬ ‫"‬ ‫نهم‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫يدعموا أو يفهموا يس� الروح االنسانية اىل أ‬ ‫المام " ‪.‬واذا كان هؤالء العوام فيعيشون حالة مزرية ‪ ،‬فذلك ألنهم ال يزالون تحت ين� عبودية‬ ‫ي‬ ‫الدين والكنيسة ‪ ،‬وتقدم التنوير هو ما سيحرررهم "من هذه الحالة الغارقة ي� ظالم الجهل" ‪ .‬رأي ديدرو هذا ‪ ،‬كان مطابقا اىل حد بعيد‬ ‫باالح�ام ت‬ ‫ت‬ ‫فولت� الذي كتب اىل ديدرو قائال ‪ :‬ال بد من تحطيم الدين ي ن‬ ‫وصغ�هم ؛ الذين‬ ‫كب�هم‬ ‫ب� الناس الجديرين‬ ‫ي‬ ‫‪،‬وي�ك لالنذال ي‬ ‫لرأي ي‬


‫ين‬ ‫ش‬ ‫المبا�ة‬ ‫قاعدت� ‪ :‬قاعدة عامة وهي ‪ :‬واجبك فدون أي باعث سوى قيمته‬ ‫‪ .‬إن الدين الطبيعي مفطور ف ي� القلب ‪ ،‬وهو دين خلقي يتاسس عىل‬ ‫اي حب هللا فوق كل ش‬ ‫�ء ‪ .‬وقاعدة خاصة هي ‪ :‬حب كل فرد كما تحب نفسك ‪ .‬اي جعل العالقات الفردية ي� صيغة قانون عام ‪ ،‬واالنسان ال‬ ‫ي‬ ‫ينبغي أن يفعل الواجب انتظاراً للجزاء أو خوفاً من العقاب بل حباً بالواجب ‪.‬إن االلزام الخلقي ينبغي أن يصدر عن العقل ‪ .‬ش‬ ‫وال�يعة ينبغي‬ ‫ت‬ ‫ين‬ ‫أن تكون ش�يعة القلب ‪ ،‬فالمسيحية خرجت من فم المسيح ش‬ ‫ال� تهتدي‬ ‫المؤمن�‪ .‬وهكذا يؤسس كنط الدين عىل‬ ‫مبا�ة اىل قلوب‬ ‫المباديء ن ي‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ش‬ ‫االنسان‬ ‫واليمان يب� ف عىل الصلة المبا�ة يب�‬ ‫ال� تحول العقل اىل جهل وخرافة‪ .‬إ‬ ‫بنور العقل وحده بعيداً عن كهنوت الطقوس والشعائر ي‬ ‫فالسلوك أ‬ ‫الخال�ق‬ ‫الرادة ؛‬ ‫والرادة بعيدا عن التدخل الخارجي من فوق الطبيعة ي�‬ ‫هذه ق إ‬ ‫وهللا دون توسط الكنيسة ‪ ،‬والتأكيد عىل حرية الفكر إ‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫خال� اىل تدخل قوى خارجية‬ ‫فال يمكن أن يعزى اىل الفعل االلهي أو أية ارادة خارجية بل اىل قوى االنسان نفسه ‪ .‬وعندما ينسب السلوك ال ي‬ ‫الحرية ‪ ،‬لذلك ال بد من االبتعاد عن االرسار والمعجزات ومختلف أشكال الطقوس‬ ‫� حرية االنسان ‪ ،‬فإن نتيجة ذلك ال تكون اال سلب هذه‬ ‫يوالعبادات الجماعية ‪ .‬والصالة الحقيقية كما يرى ‪ ،‬هي التأمل ف� الكون واالرتقاء بالروح بينما ت‬ ‫تتحول‬ ‫علنية‬ ‫عبادة‬ ‫اال‬ ‫هو‬ ‫ما‬ ‫الكنيسة‬ ‫عىل‬ ‫دد‬ ‫ال�‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫والتدش� الرسمي لدخول الكنيسة ألول‬ ‫اىل وثنية وتنقلب اىل عبادة شخص او صور أو تماثيل وتوهم بفضل الهي خاص لكل فرد أو للجماعة ‪.‬‬ ‫مرة (العماد) هو فرض اعتقاد عىل طفل لم يبلغ بعد سن الرشد ومن ثم فهو عمل ال قدسية فيه وال إرشاد ‪.‬وما الذهاب اىل الكنيسة اال فرصة‬ ‫ين‬ ‫المؤمن� تدعي وحدها امتالك الحقيقة ووسائل الفضل االلهي ورفع الخطايا ‪ .‬وتمارس‬ ‫ينتهزها رجال الدين لتكوين طبقة قاهرة متعجرفة عىل‬ ‫ين‬ ‫اساس العقل والحرية ورفض كل وصاية خارجية عليهما‬ ‫عىل‬ ‫القائم‬ ‫التنوير‬ ‫من‬ ‫كنط‬ ‫موقف‬ ‫المؤمن� ‪ .‬وبذلك فإن‬ ‫باسم ذلك وصايتها عىل‬ ‫ي‬ ‫ينطبق تماما عىل موقفه من الدين ‪.‬‬ ‫ال ي ز‬ ‫واللي�الية‬ ‫التنوير إ‬ ‫نكل�ي ب‬

‫الدي� ظهر ف� ت‬ ‫ف� اعقاب االصالح ن‬ ‫انكل�ا موقف جديد ازاء الفلسفة والسياسة ينظر اليه بوصفه ف رد فعل أعىل تف�ة الحروب الدينية والخضوع‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ال� ترتبت عىل االنقسام ن‬ ‫انكل�ا ظلت اىل حد بعيد بمنأى عن الفظائع ت‬ ‫يلروما ‪ ،‬رغم أن ت‬ ‫الدي� ي� القارة الوروبية ‪ .‬يطلق عىل هذا الموقف‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ال�وتستانتية القائلة ان عىل كل فرد أن يسوي أموره مع هللا بطريقته الخاصة ‪ .‬ولما‬ ‫اللي�الية ‪ .‬كانت فكرة اللي�الية قريبة من‬ ‫الفكرة ب‬ ‫تسمية ب‬ ‫اللي�الية نتاجا للطبقات بالوسطى الصاعدة ت‬ ‫ال� تحقق عىل يديها التقدم التجاري والصناعي ‪ ،‬فقد اتخذت آ موقفاً معارضاً للتقاليد‬ ‫كانت ب‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ز‬ ‫ز‬ ‫اللي� يال‬ ‫الم�ة الساسية للموقف ب‬ ‫وال� ترسخت لدى الملكية الطبقة االرستقراطية عىل حد سواء ‪ .‬ومن ثم كان التسامح هو ي‬ ‫القائمة عىل ي‬ ‫التمي� ي‬ ‫‪ ".‬كان تجار الطبقة الوسطى ‪ ،‬الذين اكتسبوا ثروتهم وممتلكاتهم بجهودهم الخاصة ‪ ،‬ينظرون بسخط اىل السلطة المطلقة للملوك ‪ .‬لذلك‬ ‫أكانت الحركة تتجه نحو الديموقفراطية المبنية عىل حقوق التملك وعىل الحد من سلطة الملوك " ‪ .‬وكانوا ينظرون اىل هذه السلطة بارتياب‬ ‫تل� احتياجات التوسع ي� التجارة ‪.‬‬ ‫لنها ال ب ي‬ ‫ن‬ ‫لي�الية القرن السابع ش‬ ‫والعقل ‪.‬‬ ‫والدي� واالقتصادي‬ ‫السياس‬ ‫ع� قوة للتحرر ‪ ،‬حررت الذين كانوا يمارسونها من كافة ض�وب الطغيان‬ ‫كانت ب‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫وكان اح�ام الفرد أحد سماتها الرئيسة ‪.‬‬ ‫ت‬ ‫بالضم� ‪ ،‬وقد تغلغلت هذه ن ز‬ ‫ين‬ ‫ال�عة الفردية ذاتها ف ي� الميدان‬ ‫القوان� المتعلقة‬ ‫وتستان� أنه ليس من حق السلطة وضع‬ ‫ال�‬ ‫ي‬ ‫أكد الالهوت ب‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫و� الفلسفة أدى اىل تأكيد االهتمام‬ ‫االقتصادي فتمثلت بمبدأ "دعه يعمل‬ ‫دعه يمر " الذي أسس لمذهب المنفعة ‪ ،‬من أجل بت�يره عقليا ‪ .‬ي‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫تعب�اً واضحاً‬ ‫الديكار� ‪ ،‬الذي يمثل نزعة فردية ترد كل فرد اىل وجوده‬ ‫ال� كان الكوجيتو‬ ‫الشخص باعتباره أساسا للمعرفة ‪ ،‬ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫بنظرية المعرفة ي‬ ‫عنها ‪.‬‬ ‫فولت� ت‬ ‫يز‬ ‫التنويري� الفر ي ن‬ ‫ين‬ ‫كب�اً ي ن‬ ‫انكل�ا وعاش فيها من العام ‪ 1726‬اىل العام ‪ . 1728‬ش‬ ‫ون� كتابه‬ ‫نسي�‬ ‫ب� المفكرين‬ ‫كان‬ ‫واالنكل� ‪.‬فقد زار ي‬ ‫التفاعل ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ز‬ ‫كل واقتباسه عن لوك ف‪ ،‬ونيوتن ‪ .‬ومونتسكيو عاش ي� انكل�ا من العام‬ ‫االنكل�ية ي� لندن قبل باريس ‪ ،‬وأشار اىل لقائه بالفيلسوف يب�‬ ‫عن المة‬ ‫ي‬ ‫بعد يأن أمر بالقبض عليه � فرنسا بسبب آرائه المتعلقة بالدين ت‬ ‫العام ‪. 1731‬وكذلك روسو فقد لجأ اىل ت‬ ‫‪1766‬‬ ‫عام‬ ‫ا‬ ‫انكل�‬ ‫‪ 1729‬ف اىل‬ ‫ال� بع�‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫افات"‪ .‬والفرنسيون اع�فوا بفضل جون لوك ف واسحق نيوتن ي� توجيه تنويرهم ‪ .‬وهيوم‬ ‫كث�ا من "االع�‬ ‫عنها ي� كتابه "اميل" ‪ ،‬وهناك كتب ي‬ ‫ف‬ ‫نسي�ن‬ ‫ز‬ ‫ين‬ ‫ش‬ ‫رسالة ي� الطبيعة‬ ‫االنكل�‪ ،‬كتب "‬ ‫التجريبي�‬ ‫‪،‬وهو ابرز الفالسفة‬ ‫الب�ية " عندما كان يعيش ي� فرنسا ‪.‬ولكن عىل الرغم من إلفة الفر ي‬ ‫ي‬ ‫آ‬ ‫ف‬ ‫وال� ي ن‬ ‫روح التنوير الخاصة لكل منهم ‪ .‬كان العقل هو ماهية التنوير وسبب‬ ‫�‬ ‫اختلفوا‬ ‫فقد‬ ‫‪،‬‬ ‫خر‬ ‫ال‬ ‫للبعض‬ ‫بعضهم‬ ‫المفكرين‬ ‫ومعرفة‬ ‫يطاني�‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫وجوده ف ي� فرنسا حيث الرصاع أخذ اتجاهاً حاد ًا مع الملك والكنيسة ‪ ،‬بينما ف ي� بريطانيا حيث لم ينظر التنويريون أاىل الدين من حيث هو عقيدة‬ ‫أو مؤسسة نظرة عدائية ‪ ،‬بسسب عدم وجود نزاع ي ن‬ ‫ب� أ الحكومة المدنية والسلطات الدينية ‪ ،‬كانت الحاسة الخالقية والفضائل االجتماعية‬ ‫هي ما يشكل الحافز أ‬ ‫ن‬ ‫كانت الخالق االجتماعية هي الخاصية ت‬ ‫ال� ي ز‬ ‫يطا�‪ ،‬وهي تستمد من الحاسة‬ ‫‪.‬‬ ‫للتنوير‬ ‫ساس‬ ‫ال‬ ‫م�ت التنوير ب‬ ‫ال� ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الخالقية ‪،‬وال تستمد من العقل أو المصلحة الذاتية ‪ .‬وهذه الحاسة أ‬ ‫أ‬ ‫الخالقية الراسخة ف ي� العقل ش‬ ‫الب�ي رغم كونها يغ� فطرية ‪ ،‬هي ما‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫يلهم بالتعاطف والريحية تجاه الخرين‪ .‬ت‬ ‫الرفق والرأفة ‪ .‬وهيوم يرى أن من مغالطات‬ ‫ال�بية كما يرى لوك تطبع الطفال وتلقنهم عاطفة‬ ‫أ‬ ‫الفلسفة القديمة والحديثة أيضا أنها نظرت اىل العقل عىل أنه الدافع الرئيس للسلوك ش‬ ‫العقل وحده ال يستطيع أن يهيمن عىل‬ ‫الب�ي ‪ ،‬لن‬ ‫أ‬ ‫االرادة والعواطف ‪ .‬هناك ‪ ،‬برأيه ‪ ،‬عاطفة أو حاسة أخالقية ‪ ،‬وذوق ق‬ ‫اخال� ي ت‬ ‫يش�ك فيه الناس جميعا ‪ .‬واللم واللذة يرتبطان بهذه الحاسة من‬ ‫ي‬ ‫حيث أن الرذيلة تؤدي اىل أ‬ ‫اللم والفضيلة تؤدي اىل اللذة ‪ .‬وهذه الحاسة ‪ ،‬رغم انها يغ� فطرية ‪ ،‬هي سمة عامة ت‬ ‫مش�كة ي ن‬ ‫واذا‬ ‫‪.‬‬ ‫الناس‬ ‫ب�‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫والمصلحة يؤديان دورا ثانويا ف ي� الخالق ‪ ،‬فان المر كذلك بالنسبة للدين ؛ فهم قد وجدوا مصدر الخالق إما خارج الدين وإما ف ي�‬ ‫كان العقل‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫كب�ا‬ ‫الحال� ثمة غياب ظاهر لروح العداوة مع الدين ‪ .‬أ وذلك ال أيشبه باي شكل الحرب يب�‬ ‫و�‬ ‫ال� مارست دورا ي‬ ‫ي‬ ‫فدين طبيعي ‪ .‬ي‬ ‫العقل والدين ي‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ورو� وال يم� يك فان المش�ك بينه هو اح�ام العقل والحرية ‪ ،‬والعلم‬ ‫نس ‪ .‬ولكن رغم كل االختالفات يب� اشكال التنوير ال ب ي‬ ‫ي� التنوير الفر ي‬ ‫والصناعة ‪،‬والعدالة والتسامح ‪ ،‬والتقدم والرفاه االجتماعي ‪.‬‬ ‫ينظر اىل اسحق نيوتن وجون لوك ف� أ‬ ‫ت‬ ‫يز‬ ‫ال�‬ ‫للتنوير‬ ‫أبوين‬ ‫بوصفهما‬ ‫غلب‬ ‫ال‬ ‫االنكل�ي ‪ .‬وصف ديفيد هيوم نيوتن بأنه ت" العبقرية العظيمة والنادرة ني‬ ‫الب�ي وعلمته " ‪ .‬يوجون لوك كان له حضور هائل ف‬ ‫زينت الجنس ش‬ ‫ال� بع� فيها عن اراء تجمع ما يب�‬ ‫السياسية‬ ‫كتاباته‬ ‫بسبب‬ ‫وذلك‬ ‫بريطانيا‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ي‬


‫اتجاهات فلسفته النقدية بشكل عام ‪ .‬ف‬ ‫ن‬ ‫الجابة عىل هذا السؤال ‪ ،‬حدد كنط ن‬ ‫يع� عجزه‬ ‫خروج‬ ‫بأنه‬ ‫التنوير‬ ‫مع�‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫االنسان من قصوره الذي ي‬ ‫الغ� ‪ .‬وهذا القصور تقع مسؤوليته عىل االنسان نفسه ألن سببه ليس عيباً ف ي� العقل بل االفتقار اىل أالقرار‬ ‫عن‬ ‫استعمال عقله دون شإ�اف ي‬ ‫ف‬ ‫لتكن لك الشجاعة عىل استخدام فكرك بنفسك‪ .‬ذاك هو شعار النوار‬ ‫والشجاعة ي� استعماله ‪.‬‬ ‫ن‬ ‫بن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تاح� اىل قصورهم مدى الحياة ‪ ،‬ويفرسان سهولة تنصيب البعض أنفسهم أوصياء‬ ‫كب�ا من الناس مر‬ ‫والج� يجعالن عددا‬ ‫‪ .‬إن الكسل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الضم� ‪ ،‬وطبيب‬ ‫مقام‬ ‫م�‬ ‫يقوم‬ ‫ومرشد‬ ‫‪،‬‬ ‫الفكر‬ ‫مقام‬ ‫م�‬ ‫يقوم‬ ‫كتاب‬ ‫لدي‬ ‫كان‬ ‫فلو‬ ‫!!‬ ‫ا‬ ‫رص‬ ‫قا‬ ‫المرء‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫ا‬ ‫جد‬ ‫السهل‬ ‫من‬ ‫إنه‬ ‫عليهم ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ئ‬ ‫نفس عناء البحث‪ .‬لست بحاجة اىل أن أفكر طالما أن بوسعي دفع الثمن ‪ ،‬اذ‬ ‫الغذا� ‪ ...‬الخ فلن‬ ‫يقرر يل نظامي‬ ‫ي‬ ‫أكون بحاجة اىل أن أحمل ي‬ ‫ن‬ ‫الصعب عىل الفرد الخروج من قصوره الذي كاد أن يصبح له طبعاَ ‪ ،‬بمفرده ‪ ،‬فذلك‬ ‫المض� ‪.‬وإذا كان أمن‬ ‫أأن آخرين سيتكفلون بهذا العمل‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫لنه قابع فيه بارتياح وعاجز عن استعمال عقله هو ‪ ،‬لن فالوصياء لم يدعوه أبدا يحاول ذلك ‪ .‬الضابط يقول ال تفكر بل نفذ ! ورجل المال‬ ‫يقول ال تفكر بل ادفع ! والكاهن يقول ال تفكر بل آمن ‪ .‬ي� كل مكان حد للحرية ؛ فكر قدر ما تشاء وحول ما تشاء انما أطع ‪ .‬وهذا الواقع‬ ‫تلقاء نفسه‬ ‫يستن� الجمهور من‬ ‫والس� بخطى ثابتة ‪ ،‬قلة ‪ .‬لكن أن‬ ‫يتوصلون بالحهد الخاص لذهنهم اىل‬ ‫يجعل الذين‬ ‫ي‬ ‫التحرر من القصور ت ي‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫تع� أن يستعمل المرء عقله عالنية ي� جميع‬ ‫ال� ال بد منها للتنوير أ ي‬ ‫أمر ممكن بل يدخل ي� باب الحتمي لو تركت له الحرية ي� ذلك ‪ .‬الحرية ي‬ ‫باالستعمال العام‬ ‫المجاالت ‪ .‬ان االستعمال العام لعقلنا يجب أن يكون حراً دائماً ‪ ،‬وهو وحده يمكن أن يوصل النوار للناس ‪.‬والمقصود‬ ‫للعقل هو ما يقوم به المرء بوصفه عالماً أمام مجموع الجمهور الذي يقرأ ‪ .‬أما االستعمال الخاص فهو ذلك الذي يقوم به ف� مركز مد�ن‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫التفك� الحر ألن الطاعة هي رد الفعل الوحيد‬ ‫الخصوص للعقل عن الفرد‬ ‫وظيفة معينة أسندت اليه ‪ ".‬يمنع كنط ف ي� مجال االستعمال‬ ‫أو‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ش‬ ‫ش‬ ‫إزاء الوامر ح� لو كانت ال تتما� مع الفكر الحر ‪ .‬ذلك هو شأن الضابط الذي يأمره قائده بعمل ‪ ،‬أو شأن رجل الدين الذي ين� تعاليم‬ ‫كنيسته ‪ ،‬أو شأن المعلم أثناء التدريس أو أيضاً شأن المواطن الذي تأمره حكومته بدفع ض‬ ‫يعت�هم كنط قطعا ً تتكون منها‬ ‫ال�ائب ‪ .‬كل هؤالء ب‬ ‫آ‬ ‫المد� " ‪ .‬أما ف‬ ‫ن‬ ‫يترصف المرء بوصفه‬ ‫حيث‬ ‫الحر‬ ‫التفك�‬ ‫اطالق‬ ‫من‬ ‫بد‬ ‫فال‬ ‫للعقل‬ ‫العمومي‬ ‫االستعمال‬ ‫مجال‬ ‫�‬ ‫المجتمع‬ ‫آلة‬ ‫أي‬ ‫‪،‬‬ ‫ى‬ ‫الك�‬ ‫لة‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ال� يكون قد فحصها بدقة أي هو يمارس‬ ‫تفك�اً نقدياً ويؤدي رسالته ف ي� اطالع الجمهور‬ ‫التفك� الحر بوصفه ي‬ ‫ي‬ ‫عالماً فيطلع الجمهور عىل افكاره ي‬ ‫عليه‪ ،‬وبذلك يكون التنوير فعال ً نخبوياً يقوم به الفيلسوف والعالم والمثقف إضافة اىل كونه فعال ً ذاتياً يتمثل بخروج المرء من قصوره بسبب‬ ‫عجزه عن استعمال عقله بنفسه ‪.‬‬ ‫النوار عىل خروج الناس من قصورهم بأنفسهم خاصة ف� مسائل الدين ‪ ،‬أ‬ ‫ويؤكد كنط أنه ركز االهتمام ف� مجيء أ‬ ‫يتعلق بالفنون‬ ‫فيما‬ ‫نه‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫مصلحة ف� لعب دور أ‬ ‫والعلوم ليس أ‬ ‫أك� أنواع القصور ض�راً ف‬ ‫الوصياء عىل رعاياهم ‪ .‬أضف اىل ذلك أن القصور هنا ث‬ ‫و� الوقت‬ ‫أي‬ ‫سيادنا‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫نفسه ث‬ ‫أك�ها عاراً ‪ .‬لم ث ن‬ ‫يست�‬ ‫نس ف ي� موقفه من الدين ‪،‬فأكد‬ ‫ال� انساق اليها التنوير تالفر ي‬ ‫كنط الدين من النقد ولكنه كان بعيداً عن المغاالة ي‬ ‫أن ن ز‬ ‫ال�وع اىل التقديس ونسبة ش‬ ‫الت�يع اىل هللا يؤديان اىل اثارة الشكوك بعيدا عن السعي للوصول اىل االح�ام الصادق الذي يمحضه العقل‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫فقط اىل من يفوز ي� امتحانه الحر‬ ‫والعل� ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫الغ�‬ ‫اساس الفكر النقدي المستقل الذي يرتكز اىل االستعمال‬ ‫كانت دعوة كنط اىل‬ ‫الشخص للفكر دون تبعية أو وصاية من ي‬ ‫ي‬ ‫التنوير قائمة عىل ف ي‬ ‫‪ ،‬والحرية ‪ .‬ولذلك ي ز‬ ‫الثقا� النخبوي ‪ ،‬وكانت بعيدة عن الدعوة اىل الثورة ‪ .‬وعىل الرغم أمن أنه مع معارصيه ال يعيشون ف ي� حقبة‬ ‫بطابعها‬ ‫ت‬ ‫تم�‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫يس� نحو التنوير ‪ .‬والوصول اىل التنوير ال يقت�ض ي الثورة لن الجمهور ال يبلغه اال بتأن ‪ .‬أما الثورة‬ ‫النوار ‪ ،‬كما يرى ‪ ،‬اال أنهم يعيشون عرصا ي‬ ‫ت‬ ‫ال�‬ ‫فإنها ال يمكن ان تؤدي أبداً اىل إصالح حقيقي‬ ‫‪،‬‬ ‫السلطة‬ ‫او‬ ‫المادية‬ ‫للمصالح‬ ‫المتعطش‬ ‫واالضطهاد‬ ‫الشخص‬ ‫باالستبداد‬ ‫تطيح‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫لنمط التفك� ‪ .‬ومن اجل التنوير ال يتطلب أ‬ ‫المر شيئا آخر يغ� حرية االستعمال العمومي للعقل ف ي� جميع الميادين ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫التنوير والعقل الدين الطبيعي ‪:‬الف كنط كتاب الدين ف‬ ‫العقل وحده عام ‪ 1793‬بعد المرحلة النقدية ‪ ،‬من أجل دراسة الدين الوضعي‬ ‫حدود‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫الخ� ش‬ ‫وال� وعالقتهما بالطبيعة االنسانية ‪ ،‬ومسالة‬ ‫اي الدين القائم بعقائده وطقوسه ومؤسساته وهيئاته ‪ ،‬وقد عالج ي� هذا الكتاب مسالة ي‬ ‫فم� ي ن‬ ‫الدين والكهنوت ‪ ،‬ي ز‬ ‫واليمان‬ ‫االيمان‬ ‫اليمان التاريخي اي‬ ‫الكنس القائم ق عىل الكتاب المقدس والعقائد وممارسة الطقوس فوالشعائر ‪ ،‬إ‬ ‫ب� إ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫اليمان التاريخي‬ ‫العمل والمتجسد ي� السلوك‬ ‫الدي� الفلسفي القائم عىل العقل‬ ‫الخال� ‪ .‬وأكد انه اذا كانت طاعة هللا هي أساس التدين ي� إ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الت�يعي ‪ ،‬بينما هي صلة ش‬ ‫‪ ،‬فإن هذه الطاعة تحتاج اىل توسط الكنيسة ورجال الدين الذين يتولون أمر الشعائر والطقوس والنظام ش‬ ‫مبا�ة‬ ‫ب� االنسان وهللا ف‬ ‫اليمان ن‬ ‫واليمان التاريخي هو نفسه ي ن‬ ‫اليمان الفلسفي‪ .‬وهذا التعارض ي ن‬ ‫ين‬ ‫والكاثوليكية ‪ ،‬وكنط‬ ‫وتستانتية‬ ‫ال�‬ ‫ب�‬ ‫الدي�‬ ‫ب�‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫إ‬ ‫إ‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ال� يسميها‬ ‫يحاول التوفيق بينهما ولكن ي� صالح ب‬ ‫ال�وتستانتية عىل حساب الكاثوليكية ‪ ،‬وابعد من ذلك ‪ " ،‬يحاول التوفيق يب� جميع الديان ي‬ ‫عقائد ف ي� دين واحد ؛ فالعقائد تختلف فيما بينها ف ي� الالهوت والعبادات والشعائر والطقوس ‪ ،‬أما الدين فواحد وهو الدين الخلقي " ‪.‬‬ ‫ت‬ ‫اليمان التاريخي بينما يقوم الدين الفلسفي عىل االيمان ن‬ ‫الدي� العقل ‪ .‬ولهذا السبب يسمي كنط ش‬ ‫م�عه‬ ‫عىل‬ ‫كنط‬ ‫أي‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫الالهو�‬ ‫الدين‬ ‫يرتكز‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫الالهو� اىل رقابة رجال الدين لنه يخص العقيدة ‪ ،‬فإن‬ ‫" الدين ي� حدود العقل وحده " ‪ ،‬العقيدة الفلسفية للدين ‪ .‬وبينما يحتاج الدين‬ ‫ي‬ ‫كنط إقامة فصل أو تعارض ي ن‬ ‫ب� الدين الفلسفي والدين‬ ‫الدين الفلسفي ال يحتاج اىل رقابة من هذا القبيل ألنه يصدر عن حرية الفكر ‪ .‬ويرفض‬ ‫ت‬ ‫تغي�ها ‪ .‬إن الدين الفلسفي‬ ‫الالهو� ؛ فالدين الفلسفي الذي يقوم عىل العقل وال يتعدى حدوده ‪ ،‬يحاول فهم العقائد فلسفياً وليس ي‬ ‫ي‬ ‫والك�ى الدين الفلسفي ‪،‬‬ ‫والوحي أ التاريخي ‪ ،‬كما يرى كنط ‪ " ،‬دائرتان متداخلتان لهما مركز واحد ‪ ،‬الدائرة الصغرى تمثل الوحي التاريخي ب‬ ‫العقل ال يستطيع أن يحتوي عىل الوحي التاريخي ‪.‬ويمكن دراسة الوحي‬ ‫وذلك لن الوحي يستطيع أن يحتوي عىل دين فالعقل ‪ ،‬ولكن دين‬ ‫تصبح أ‬ ‫الخالق عند كنط هي الرابطة ي ن‬ ‫ب� الدين الفلسفي والوحي التاريخي" ‪.‬‬ ‫و� هذه الحالة‬ ‫التاريخي بغض النظر عن أي عنرص‬ ‫فلسفي ‪ .‬ي‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫تفس�اً‬ ‫وح� يتعارض الدين الفلسفي مع الدين‬ ‫تفس�ه ف " ي‬ ‫الالهو� ال بد أمن تأويل الوحي اي ي‬ ‫العقل والكتاب يتفقان أعىل مستوى الخالق ‪ .‬ي‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫الحر� لها " ‪.‬‬ ‫التفس�‬ ‫عقليا بحيث يتفق مع الخالق العملية أو مع دين العقل ح� لو بدا هذا التأويل متعسفاً مع النصوص لنه أفضل من‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫والخالق بعيد ًا عن أ‬ ‫ت� هما العقل أ‬ ‫اليمان ن‬ ‫الفكار المستندة اىل الرس المقدس والمعجزة ي ن‬ ‫رك� ي ن‬ ‫الدي� عىل ي ز‬ ‫اليمان‬ ‫اللت� ال يحتاجهما إ‬ ‫يقيم كنط إ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ز‬ ‫ش‬ ‫ويم� يب� الدين والكهنوت ‪ ،‬فيحدد الدين بأنه معرفة‬ ‫النسانية يشكالن وحدهما اساس السلوك‬ ‫العمل إ‬ ‫والرادة إ‬ ‫؛ فالعقل الب�ي إ‬ ‫للنسان ‪ .‬ي‬ ‫ي‬ ‫النسان بواجباته قبل معرفة أنها واجبات الهية‬ ‫كل واجباتنا عىل أنها أوامر إلهية مصدرها الوحي ‪ .‬ولكن الدين الطبيعي يشكل مصدراً لمعرفة إ‬




‫الكويت ‪ ،‬ايلول ‪. 2009‬‬

‫‪ - 5‬حنفي ‪ ،‬د‪ .‬حسن ‪ .‬ف‬ ‫الغر� المعارص ‪ ،‬ط‪، 1‬دار التنوير للطباعة ش‬ ‫والن�‪ ،‬يب�وت ‪. 1982‬‬ ‫الفكر‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الغر� المعارص" ‪ ،‬ط‪ ،، 1‬دار التنوير للطباعة ش‬ ‫والن�‪ ،‬يب�وت ‪. 1982‬‬ ‫حسن ‪ .‬كانط ‪ ،‬الدين ف ي� حدود العقل وحده ‪ ،‬ف ي� ‪ :‬ف ي"� الفكر‬ ‫‪ - 6‬حنفي ‪ ،‬د‪.‬‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ز‬ ‫ز‬ ‫نز‬ ‫زينا� ‪ ،‬توزيع مركز‬ ‫‪-7‬اليب� ‪،‬مقالة ي�‬ ‫ي‬ ‫الميتاف�يقا ‪ ،‬شترجمة أوتقديم وتعليق د‪ .‬الطاهر بن يق�ة ‪ ،‬المنظمة العربية لل�جمة مراجعة د‪.‬جورج ي‬ ‫دراسات الوحدة العربية يب�وت ت� أين الول‪2006‬‬ ‫ن‬ ‫ش‬ ‫العر� ‪ ،‬عدد خاص بالمئوية الثانية لنقد العقل المحض ا�اف د‪.‬‬ ‫‪ -8‬كنط ‪ ،‬جوابا عىل سؤال ما هي النوار ‪ ،‬ترجمة د‪ .‬ي‬ ‫حس� حرب ‪ ،‬الفكر ب ي‬ ‫العر�‪ ،‬يب�وت ‪. 1987‬‬ ‫موىس نوهبه ‪ ،‬العدد ‪ ، 84‬معهد االنماء ب ي‬ ‫ت‬ ‫الخو� ‪ ،‬محسن ‪ ،‬التنوير والعقل والدين ‪ ،‬مقالة الك�ونية العدد ‪30‬‬ ‫‪-9‬‬ ‫ي‬ ‫‪Tasamoh.com/ingex/php 2010 ،‬‬ ‫من‪:‬‬


‫بالملك ‪ ،‬فوالحقوق المكتسبة للطبقة الصاعدة من التجار ورجال الصناعة‬ ‫فحق الملكية الذي يحفظ الحقوق المتوارثة لالرستقراطية المرتبطة‬ ‫آ‬ ‫ض‬ ‫ت‬ ‫� ت‬ ‫مكتسباتهم ‪ .‬وقد جاءت هذه الراء ي� ف�ة سادها االضطراب والفو� عىل المستويات السياسية‬ ‫انكل�ا الذين أرادوا المحافظة عىل‬ ‫أ‬ ‫يواالقتصادية واالجتماعية نتيجة للحرب الهلية ي ن‬ ‫ال�فجوازية الصاعدة‬ ‫وال�لمان الذي يمثل الطبقة ب‬ ‫ب� الملك والطبقة االرستقراطية من جهة ‪ ،‬ب‬ ‫ت‬ ‫جمع لوك ي� ارائه السياسية‬ ‫ال�لمان وتقييد سلطات الملك الذي بات يملك وال يحكم ‪.‬‬ ‫ال� انتهت فبانتصار ب‬ ‫من جهة أخرى ‪ .‬هذه الحرب ي‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫الخ�ة الحسية ي� الشؤون االجتماعية والحياتية من جهة ‪ ،‬وااليمان والوحي فيما يتعلق بالمور الالهوتية من جهة‬ ‫ب� العقل الذي يرتكز اىل‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ال� تؤدي اىل مواجهة الكينسة والدين ‪.‬‬ ‫أخرى ‪ ،‬وذلك كان من شأنه التخفيف من اندفاع الفئة‬ ‫الصاعدة والحد من حماستها ي‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫للي�الية السياسية المرتكزة اىل القول إن‬ ‫كب�اً عىل مفكري عرص النوار بفضل آرائه‬ ‫وجون‬ ‫ال� اسست ب‬ ‫تأث�اً ي‬ ‫لوك من الذين مارسوا ي‬ ‫المعتدلة ي‬ ‫السلطة ف‬ ‫للمواطن� ؛ فالحالة الطبيعية ت‬ ‫ين‬ ‫ال� تسبق الدولة هي حالة حرية كاملة ومساواة والدولة‬ ‫الطبيعية‬ ‫الحقوق‬ ‫تضمن‬ ‫أن‬ ‫ينبغي‬ ‫الدولة‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ينبغي أن ي تكون مدنية أساسها العقد االجتماعي ‪ .‬والحقوق الطبيعية ت‬ ‫ال� ينبغي ألية سلطة المحافظة عليها هي حق الحياة ‪ ،‬والحرية والملكية‬ ‫أي‬ ‫ت‬ ‫المن للناس يجب تقسيم سلطات الحكم اىل شت�يعية وتنفيذية وقضائية‬ ‫ال� تعد حقوقاً ض�ورية الستمرار الحياة العادية ‪ .‬ومن أجل تحقيق‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫‪ .‬واذا نشأت نزاعت ي ن‬ ‫السلطت� التنفيذية ش‬ ‫والت�يعية ينبغي العودة اىل الشعب ‪ ،‬واذا رفضت الحكومة االستجابة للشعب تصبح الثورة‬ ‫ب�‬ ‫ش‬ ‫م�وعة ‪.‬‬ ‫كتب لوك رسالة عن التسامح (‪ ) 1689‬مهدت للحركة الك�ى لعرص أ‬ ‫ب� فيها أن الرصاع الناتج عن غياب التسامح مرده اىل المزج ي ن‬ ‫النوار ي ن‬ ‫ب�‬ ‫ب‬ ‫دي� وما هو ن‬ ‫ماهو ن‬ ‫التمي� ي ن‬ ‫مد� ؛ لذلك ينبغي ي ز‬ ‫وما ينتمي أاىل الدين ‪.‬إن الدولة ينبغي ان أ تحافظ عىل مصالح‬ ‫ب� ما يتعلق بالحكومة المدنية ‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫الناس المدنية المتعلقة بالحياة والحرية وصحة الجسد والملكيات الخارجية كالموال والر ض‬ ‫وغ�ها من الشياء‪ ،‬وتحرص عىل‬ ‫ا� والمنازل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ين‬ ‫ال� تضمن ‪ ،‬لكل‬ ‫صيانتها وازدهارها ‪ .‬والحكومة المدنية ‪،‬المتسلحة بالقوة الناتجة عن اتحاد الناس حولها ‪،‬عليها أن تطبق‬ ‫القوان� العادلة ي‬ ‫المتالك ش‬ ‫ال�عي لكل ما يتعلق بحياته ‪ ،‬ومن واجبها معاقبة من يسلب حقوق االخرين ‪.‬‬ ‫الناس بشكل عام ‪ ،‬ولكل فرد بشكل خاص ‪ ،‬إ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫نس فحسب ‪،‬وتحولت منذ‬ ‫ال� أسست لفكار الحرية والمساواة أوالعدالة عىل المستوى إ‬ ‫ال ي‬ ‫نسا� ‪ ،‬ال الفر ي‬ ‫أدت حركةالتنوير اىل الثورة الفرنسية ي‬ ‫النسان والدستور ‪ ،‬وروح الديمقراطية ‪ .‬وقد‬ ‫الرث ال يم� يك المتعلق بحقوق إ‬ ‫النسان(‪ )1789‬اىل حركة مستمرة عولمت إ‬ ‫العالن العلمي لحقوق ق إ‬ ‫إ‬ ‫ش‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الجتماعي بعد حملة بونابرت عىل مرص‪،‬‬ ‫والتنظيم‬ ‫‪،‬‬ ‫الفردية‬ ‫والحقوق‬ ‫‪،‬‬ ‫السياسية‬ ‫للسلطة‬ ‫ا‬ ‫جديد‬ ‫ا‬ ‫مفهوم‬ ‫سالمي‬ ‫ال‬ ‫�‬ ‫ال�‬ ‫العالم‬ ‫اىل‬ ‫حملت‬ ‫إ‬ ‫ي إ‬ ‫الفكار أ‬ ‫بمثابة حركة أ‬ ‫ال� ق‬ ‫والغر� ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ش‬ ‫وال� كان أحد أسباب نجاحها طابعها‬ ‫�‬ ‫العالم�‬ ‫ب�‬ ‫الحواجز‬ ‫ق‬ ‫تخ�‬ ‫ال�‬ ‫وىل‬ ‫ال‬ ‫اعت�‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫هذا نالحدث الذي ب‬ ‫بي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ال� أرسلها‬ ‫العلما� ‪.‬‬ ‫تركت هذه الحملة أثرا ي‬ ‫ي‬ ‫كب�اً ي� تاسيس اتتلجنسيا مرصية ‪،‬خاصة بعد البعثة ن ي‬ ‫دي�‪ ،‬مؤكداً‬ ‫تأث�‬ ‫اي‬ ‫عن‬ ‫مستقل‬ ‫بشكل‬ ‫نسية‬ ‫ر‬ ‫الف‬ ‫السياسية‬ ‫الحياة‬ ‫ومبادىء‬ ‫اسس‬ ‫حلل‬ ‫الذي‬ ‫الطهطاوي‬ ‫مرشدها‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫نسا‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫اىل‬ ‫عل‬ ‫ي‬ ‫محمد ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ال� نص عليها الوحي من فاجل العدل يب� الناس ‪.‬وقد امتد أ أثر المبادىء‬ ‫أن االعتماد عىل العقل وحده يؤدي للوصول اىل ال‬ ‫هدف نفسها ي‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫بالد الشام حيث أخذ رجال الدب والنهضة‬ ‫وفولت� ي� ارجاء السلطنة العثمانية وخاصة ي�‬ ‫ال� ارساها مونسكيو وروسو‬ ‫والقيم‬ ‫ي‬ ‫التنويرية أ ي‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ش‬ ‫المبادىء الدستورية ي� السلطنة العثمانية ‪ .‬وقد سلكت اليقظة‬ ‫والصالح ‪،‬والدعوة اىل تطبيق‬ ‫ال� تركز عىل الشورى إ‬ ‫العربية ين�ون الفكار ي‬ ‫من أ‬ ‫ال ن‬ ‫ً‬ ‫فغا� ومحمد عبده مرور ًا باديب اسحاق ف وفرنسيس المراش‬ ‫ا‬ ‫بدء‬ ‫نسية‬ ‫ر‬ ‫الف‬ ‫الثورة‬ ‫من‬ ‫استوحته‬ ‫ما‬ ‫بفعل‬ ‫اقوى‬ ‫العربية مسارها بدفع‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫تأث�ه عىل أفكارنا‬ ‫نغال لو قلنا إنه ما كان هناك حدث‬ ‫وام�‬ ‫سياس فأو اقتصادي تأو اجتماعي يوازي ي أ� ي‬ ‫شبل الشميل ي‬ ‫ي‬ ‫الريحا� ‪ ،‬وال ي‬ ‫وصوال" اىل ي‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ال� أدت اىل‬ ‫ال� ال حرص لها‪ ،‬والفكار‬ ‫الطابع الذي تركته الثورة الفرنسية ‪ ،‬وليدة عرص التنوير‬ ‫فنحن ندين لها بما شتركته من ن أثر ي� الكتابات ي‬ ‫ن‬ ‫تأث� يها من الن�ث‬ ‫العقال� الذي‬ ‫التفك�‬ ‫التغ�ات السياسية واالجتماعية‪،‬وفوق كل ذلك‬ ‫يشكل �طاً ال غ� عنه للتقدم إ‬ ‫ضافة اىل ذلك امتد ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪.‬وبال ف‬ ‫وأحمد ق‬ ‫الرصا� وجميل صدق الزهاوي والياس‬ ‫ومعروف‬ ‫اهيم‬ ‫ر‬ ‫اب‬ ‫وحافظ‬ ‫شو�‬ ‫ان‬ ‫ر‬ ‫مط‬ ‫خليل‬ ‫ومنهم‬ ‫العرب‬ ‫اء‬ ‫ر‬ ‫الشع‬ ‫كبار‬ ‫ابدعه‬ ‫الذي‬ ‫ر‬ ‫الشع‬ ‫اىل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫صالح ‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ما كان التنوير الذي اسس للعقالنية والفردية والنقد ن‬ ‫ورو�‬ ‫الدي� المنطلق من نزعة انسانية ‪ ،‬ب‬ ‫واللي�الية السياسية ‪ ،‬ليقترص عىل الغرب ال ب ي‬ ‫ي‬ ‫ال�ق أ‬ ‫ال ن‬ ‫‪،‬وتأث�ه ف ي� ش‬ ‫ومسار هذا‬ ‫د�‪ ،‬فقد اخذ مسالك مشابهة ف ي� اليابان وجنوب ش�ق آسيا ‪ ،‬رغم اختالف موقع الدين والموقف منه ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ً‬ ‫النسانية‬ ‫مسار‬ ‫من‬ ‫ا‬ ‫جزء‬ ‫تجعلها‬ ‫ال‬ ‫سب‬ ‫تتلمس‬ ‫والعرقية‬ ‫والطبقية‬ ‫الدينية‬ ‫باشكاله‬ ‫االجتماعي‬ ‫اع‬ ‫رص‬ ‫ال‬ ‫من‬ ‫تعا�‬ ‫ال�‬ ‫المجتمعات‬ ‫أن‬ ‫يب�‬ ‫التنوير‬ ‫ً‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫المام يتاركة يوراءها ما تتجاوزه دون إمكانية العودة اليه‪ .‬وإذا كان أ‬ ‫تقي وتتقدم اىل أ‬ ‫المر بيناً ف� العلوم ت‬ ‫ت‬ ‫ال� تسلك مساراً يكرس ما هو‬ ‫ال� تر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫النسانية المختلفة بشكل عام‬ ‫ويتجاوز القديم حيث يصبح كل انجاز علمي رسيعاً انجازاً عالمياً ‪ ،‬فانه ينطبق‪ ،‬ناىل حد ما ‪،‬عىل الميادين إ‬ ‫جديدنسانية ف‬ ‫ت‬ ‫النسان ‪ ،‬أيتصالح مع ماضيه من خالل‬ ‫فردية‬ ‫م‬ ‫يح�‬ ‫عقال�‬ ‫باتجاه‬ ‫الس�‬ ‫من‬ ‫لها‬ ‫بد‬ ‫ال‬ ‫‪،‬‬ ‫المجتمعات‬ ‫اختالف‬ ‫رغم‬ ‫‪،‬‬ ‫مسارها‬ ‫�‬ ‫فال‬ ‫إ‬ ‫؛ إ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ض‬ ‫النسان ‪ .‬بهذا‬ ‫الما� ‪،‬يؤسس لمبدأ التسامح ‪ ،‬ويتجه‬ ‫النقد‪ ،‬ويتطلع اىل مستقبل يستفيد من رصاعات‬ ‫ساس حقوق إ‬ ‫نحو ب‬ ‫لي�الية عمادها ال ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫النسانية بارسها ‪ .‬واذا فكان هذا التنوير قد اخذ أشكاال َ مختلفةً ي� المجتمعات الغربية ‪ ،‬فإن االتجاهات العامة‬ ‫المع�‬ ‫الغر� يخص إ‬ ‫التنوير ب ي‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ال� ‪ ،‬إن استطاعت العمل عىل تنميتها وجدت طرقها الخاصة للتنوير ‪،‬‬ ‫نسا� تجد بذوراً لها ي�‬ ‫ال� أرساها بطابعها إ‬ ‫ال ت ي‬ ‫كل الثقافات ي‬ ‫المش�كة ي‬ ‫افداً ف‬ ‫يجا� ي ن‬ ‫ب� الحضارات ‪.‬‬ ‫ال‬ ‫والتفاعل‬ ‫التطور‬ ‫نهر‬ ‫�‬ ‫ر‬ ‫تنويرها‬ ‫تجعل‬ ‫ال�‬ ‫‪،‬‬ ‫والتقليد‬ ‫االستنساخ‬ ‫بعيداً عن‬ ‫إ بي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المراجع ‪:‬‬ ‫آ‬ ‫ن‬ ‫‪ -1‬رسل ‪ ،‬برتراند ‪ ،‬حكمة الغرب ‪ ،‬ترجمة د‪ .‬فؤاد زكريا ‪ ،‬ج ‪ ، 2‬عالم المعرفة ‪ ، 72‬المجلس‬ ‫الوط� للثقافة والفنون والداب ‪ ،‬الكويت يناير‬ ‫ي‬ ‫‪. 1983‬‬ ‫كيل ‪ ،‬وليم رايت ‪ ،‬تاريخ الفلسفة الحديثة‪ ،‬ترجمة محمد سيد أحمد‪ ،‬مراجعة إمام عبد الفتاح إمام‪،‬ط‪ ،1‬دار التنوير‪ ،‬يب�وت ‪. 2010‬‬ ‫‪ -2‬ي‬ ‫والداب ‪ ،‬الكويت ‪ ،‬كانون أ‬ ‫الوط� للثقافة والفنون آ‬ ‫ن‬ ‫‪ -3‬الخول ‪ ،‬د‪ .‬ن‬ ‫يم� ‪ .‬فلسفة العلم ف ي� القرن ش‬ ‫الول‬ ‫الع�ين ‪،‬عالم المعرفة ‪، 264‬المجلس‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪. 2000‬‬ ‫الوط� للثقافة والفنون آ‬ ‫ن‬ ‫والداب ‪،‬‬ ‫‪ -4‬هيلمفارب ‪ ،‬يغ�ترود ‪ .‬الطرق اىل الحداثة ‪ ،‬ترجمة محمود سيد أحمد ‪ ،‬عالم المعرفة ‪ ، 367‬المجلس‬ ‫ي‬


‫ف‬ ‫الطالق ي� المسيحية‬ ‫الدكتور لورانس عجاقة‬


‫ف‬ ‫إن ظاهرة الطالق ف� المجتمع المسيحي آخذة ف� تز‬ ‫االخ�ة وذلك ألسباب جمة منها إنسانية‪ ،‬إجتماعية‪،‬‬ ‫ال�ايد لدرجة أن معدالت الطالق بلغت الذروة ي� السنوات ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ض‬ ‫القا� ي� المحكمة البطريركية االستئنافية لنطلع عن كثب بتبرص‬ ‫القيم العام للرهبانية المخلصية و‬ ‫إقتصادية و دينية‪ .‬لذا توجهنا إىل الب الدكتور حبيب خلف ّ‬ ‫ي‬ ‫وحقيقة عىل المفهوم الحقيقي للطالق ف ي� الديانة المسيحية‪.‬‬ ‫‪ -١‬ما هي أ‬ ‫السباب الرئيسية لزيادة معدالت الطالق ف ي� لبنان؟‬ ‫بداية بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية ال تسمي حاالت االنفصال هذه بالطالق بل ببطالن زواج وله نفس مفاعيل الطالق المعروفة‬ ‫ين‬ ‫ثان ما لم يمنعهم الحكم من ذلك اىل ما هنالك من مفاعيل مادية كالنفقة وحراسة االوالد والمشاهدة واالصطحاب‪.‬‬ ‫من الناس اي ان كال‬ ‫الطرف� لهما الحق بزواج ٍ‬ ‫وسبب البطالن يجب ان يكون سابقاً للزواج وعىل المحكمة ان تتحقق من السبب المقدم بالتحقيقات واالثباتات واالستجوابات وما هو متاح التخاذ القرار باعالن‬ ‫ثبوت البطالن او عدمه‪.‬‬ ‫اما بالنسبة السباب بطالن الزواج الشائعة تز‬ ‫ين‬ ‫والم�ايدة ف� لبنان فيعود مردودها االساس النعدام التواصل الفعال ي ن‬ ‫الزوج� مما ينعكس سلباً خاصة عىل العالقة‬ ‫ب�‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫وتأ� االسباب النفسية واالختالف الحاد ف ي� االطباع ف ي� الدرجة االوىل وذلك حسب القانون ‪ 813‬البند‬ ‫وال� هي من صلب الحياة الزوجية ي‬ ‫الجنسية والعاطفية اليومية ي‬ ‫"حلية ي ن‬ ‫ال�قية‪ ،‬اضافة اىل سبب الغش والخداع أو عدم الرغبة بانجاب ي ن‬ ‫الثالث من مجموعة ي ن‬ ‫قوان� الكنائس ش‬ ‫البن�"‪ ،‬ولعل تدخل‬ ‫البن� وتسمى باللغة القانونية ُ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ال� تعكّر مجرى الحياة‬ ‫االهل الذي بدأ يلعب دوراً سلبياً بعد ان كان االهل سابقاً يلعبون دور المصلح ي� حال الخالف قد اصبح اليوم من االسباب الرئيسية ي‬ ‫ف‬ ‫س� الحياة الزواجية ومتطلباتها‪.‬‬ ‫الزواجية ومن المؤكد ان البعد المادي والضغط االقتصادي قد اصبح من االسباب المؤثرة جدا ي� ي‬ ‫‪ -٢‬هل هناك أي إحصاءات حول حاالت الطالق ف ي� لبنان؟‬ ‫ف ي� المحكمة االبتدائية لمحكمة الروم الكاثوليك الموحدة‪ :‬ف ي� العام ‪ 2015‬تم تسجيل ‪ 102‬دعوى ف ي� موضوع بطالن الزواج ما عدا الدعاوى المتفرعة كالنفقة والحراسة‬ ‫والتعويض وقد تم احالة ‪ 79‬دعوى اىل مرحلة االستئناف‪.‬‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫و� بداية‬ ‫اما ي� العام ‪ 2016‬فقد تم تسجيل ‪ 96‬دعوى ي� المحكمة االبتدائية تم احالة ‪ 21‬منها اىل مرحلة االستئناف‪ ،‬واالحصاء الدقيق هو للعام ‪ ، 2015‬النه ي‬ ‫ت‬ ‫ين‬ ‫وال� اصدرها قداسة البابا فرنسيس تحت اسم براءة رسولية "يسوع العطوف والرحوم" وفيها قد تم تسهيل بعض معامالت‬ ‫‪ 2016‬بدأ العمل‬ ‫بالقوان� الجديدة ي‬ ‫الدعاوى ومنها االكتفاء بحكم واحد لبطالن الزواج دون استئنافه اذا ضر� كال الطرفان بهذا الحكم وهذا ي ن‬ ‫يتب� من تراجع تحويل الدعاوى اىل المرحلة االستئنافية‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ين‬ ‫ش‬ ‫ال� قدمت امام المحاكم‬ ‫كذلك سمح القانون الجديد‬ ‫للزوج� تقديم دعوى امام محكمة االبرشية بصورة مبا�ة وح� االن لم يحصل احصاء دقيق للدعاوى ي‬ ‫االبرشية‪.‬‬ ‫الطفال‪ .‬هل من الممكن تقليل هذه آ‬ ‫مبا� عىل نمو أ‬ ‫تأث� ش‬ ‫الثار من خالل التدخالت المختلفة؟‬ ‫‪ -٣‬الطالق واالنفصال يكون لهما ي‬ ‫الزوج� هم االوالد وخاصة عندما يدخلهم االهل ف� صلب ن ز‬ ‫ين‬ ‫ال�اع الزواجي من موضوع الحراسة اىل موضوع‬ ‫من المؤكد ان الحلقة االضعف ف ي� موضوع انفصال‬ ‫ي‬ ‫االك� هي ان االطفال ينظرون اىل اهلهم كمثال اعىل واذا تز‬ ‫اه�ت هذه‬ ‫المشاهدة واالصطحاب اضافة اىل موضوع النفقة واالقساط المدرسية‪ ،‬ولعل المشكلة ب‬ ‫الصورة وهذا المثال ف ي� المحاكم والخالفات الزوجية يسيطر الضياع عىل نفسية االوالد وكم منهم قد اصبح يكره ويستبعد فكرة الزواج نظراً لما لمسه وعاناه من‬ ‫كث�اً من يتوجهون اىل المخدرات الن صورة االهل مفقودة ويحاولون ملء الفراغ بهكذا وسائل‪ ،‬نصيحة اىل االهل الذين يلجؤن‬ ‫ترصفات االهل امام عينه ‪ ،‬ومنهم ي‬ ‫آ‬ ‫اىل المحاكم ان يحاولوا قدر المستطاع ابعاد االوالد عن المشاكل الزواجية وان يتجنبوا التكلم بالسوء عن الطرف الخر فبناهية المطاف ان حصل االنفصال سيبقى‬ ‫هذا الزوج السابق والد االطفال وستبقى االم السابقة والدة لالطفال فتشويه صورة احد الوالدين ال يكون انعكاسه سوى عىل االطفال‪ .‬ومن الممكن ان يعاود احد‬ ‫ين‬ ‫ال� ي ن‬ ‫ش‬ ‫المنفصل� للزواج مرة ثانية ويكمل حياته الجديدة بفرح بعد ان يكون قد ملء حياة االطفال ومستقبلهم تعاسة وشقاء‪.‬‬ ‫يك�‬


‫ن‬ ‫ث‬ ‫يعا� من عدم االحساس‬ ‫وبطريقة مكثفة اك� لفهم اسس الزواج ومتطلباته ال فقد االجتماعية ولكن ايضاً الروحية‪ ،‬لالسف اصبح شبابنا اليوم ي‬ ‫ت‬ ‫ال� سبق وتربينا‬ ‫بالمسؤولية واصبح ابدال الزوج او الزوجة بسهولة ابدال سيارة او جهاز خلوي‪ ،‬فيجب ان نعود اىل االصول الكنسية واالجتماعية ي‬ ‫ئ‬ ‫ت‬ ‫ندا� من خالل مجلتكم الكريمة لكل الكهنة‬ ‫ال� اصبحت متاحة لشبيبة اليوم لم نستتبعها بمسؤولية فلم تعد حرية مسؤولة‪ .‬ي‬ ‫عليها‪ ،‬فالحرية ي‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫الكا� من التوعية عىل مفهوم الزواج‪،‬‬ ‫وخاصة كهنة الرعايا والذين يعملون ي� الجامعات مع الشبيية ان يعطوا ي� عظاتهم وتوجيهاتهم الكم ي‬ ‫وعىل االهل ان يعطوا المثل الصالح الوالدهم‬ ‫وبالتال عىل الجيل‪ .‬فعىس أن تكون‬ ‫العائل ألن ذلك ينعكس سلبا عىل االوالد‬ ‫مما الشك فيه أن مايهمنا كديانة وكأخالق هو استمرار الرباط‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫مقابلتنا هذه إضاءة شمعة ف� طريق أ‬ ‫الزواج‪ .‬أوليس الزواج رسا وتضحية؟ سيما وأنه عقد مقدس‬ ‫ي‬


‫‪ -٤‬ماذا يقول الكتاب المقدس عن الطالق؟ ت‬ ‫وم� يجوز؟‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ف�يعة موىس لم تأمر ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫تز�" ش‬ ‫بالز� وقد اجاب يسوع بذلك‬ ‫لقد ورد ي� الكتاب المقدس ي� انجيل م� الفصل ‪ ٥‬االية ‪ ": 32‬ومن طلق امرأته اال لعلة الز� يجعلها ي‬ ‫ت‬ ‫بذلك"(م�‪ ،)8/19‬وقد ش�ح بذلك القديس بولس ف ي� رسالته االوىل اىل اهل كورنثس (‪١‬كور ‪ )7/11_10 :‬وذلك بقوله ‪ ":‬واما‬ ‫‪ :‬ان موىس من اجل قساوة قلوبكم أذن‬ ‫تز‬ ‫الم�وجون فأوصيهم ال انا بل الرب ان ال تفارق المرأة رجلها وال تي�ك الرجل امرأته" اما بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية وكما ذكرنا سابقاً فال هناك ورود لكلمة طالق بل‬ ‫لكلمة ثبوت بطالن الزواج واسباب بطالن الزواج محددة ف� مجموعة ي ن‬ ‫قوان� الكنائس ش‬ ‫ال�قية ف ي� المواد ‪ ٠79‬اىل‪.827‬‬ ‫ي‬ ‫‪ -٥‬هل يمكن للكنيسة أخذ زمام المبادرة‪ :‬إنقاذ الزواج ومنع الطالق؟‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫الزوج� ان يتقدم بدعوى بطالن زواج امام المحاكم الن ذلك ينتقص من حق الدفاع المقدس المذكور‬ ‫القوان� ال تستطيع ان تمنع عىل احد‬ ‫الكنيسة وبحسب‬ ‫ين‬ ‫ف� المادة ‪ 24‬من مجموعة ي ن‬ ‫قوان� الكنائس ش‬ ‫القوان� لمحامي الوثاق والذي هو مدافع عن الرس ان يتقدم بدعوى لبطالن زواج اذا كان هذا‬ ‫ال�قية ال بل تسمح‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ين‬ ‫الزوج� مخاطر التقدم بدعوى امام المحاكم وذلك من خالل الدورات‬ ‫كث�ة ان تفهم‬ ‫وعل�‪ .‬ولكن الكنيسة تحاول بواسطة وسائل ي‬ ‫الموضوع مشتهر واكيد ي‬ ‫ت‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫اخصائي�‬ ‫للمقدم� عىل الزواج من خالل‬ ‫وال� تحاول فيها ش�ح مفاهيم الزواج بكل ابعاده الالهوتية واالرسارية واالجتماعية والجنسية والعاطفية‬ ‫السابقة للزواج ي‬ ‫ف‬ ‫ودورات عديدة (القانون ‪ ،)783‬اضافة اىل ان الجلسة االوىل ف� المحكمة تسمى جلسة مصالحة وفيها يحاول ض‬ ‫طر� ن ز‬ ‫ين‬ ‫ال�اع ويحاولوا‬ ‫القا�‬ ‫والمعاون� له ان يجمعوا ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫للزوج� ي� حال وجود مشاكل وذلك بالتعاون‬ ‫الس� بالدعوى (القانون ‪ ،)1362‬وحاليا قد انشأ ي� معظم الرعايا مراكز اصغاء ومتابعة‬ ‫ي‬ ‫تقريب وجهات النظر قبل ي‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫مختص� بشؤون الزواج والعائلة‪.‬‬ ‫نفسي�‬ ‫معالج�‬ ‫مع‬ ‫‪ -٦‬كيف يجب عىل المسيحي أن ينظر إىل الزواج والطالق؟‬ ‫نظرة االنسان المسيحي للزواج يجب ان تكون انطالقتها من عيش ارسار الكنيسة ومن خالل ممارسة االيمان وليس من ناحية الواجبات االجتماعية ض‬ ‫و�ورة الزواج‬ ‫ين‬ ‫لبلوغ سن ي ن‬ ‫الطرف� برباط مقدس‬ ‫مع� او الرضاء االهل‪ ،‬فال يمكن عيش كل ارسار الكنيسة بعيداً عن المسيح وااليمان ورس الزواج هو رس مقدس به يرتبط كال‬ ‫وبحسب القانون هو عقد عهد (القانون ‪ ، )776‬عقد بمفاهيمه ومفاعيله المادية ونظام االحوال الشخصية وعهد عىل صورة العهد ي ن‬ ‫ب� هللا وشعبه عهد ال ينقطع‬ ‫ت‬ ‫ين‬ ‫الجوهريت� هما الوحدة وعدم االنفصام اي انه زواج واحد مع طرف واحد لالبد‪ .‬لالسف اصبح‬ ‫خاص� الزواج‬ ‫بمجرد خالف او اختالف‪ ،‬وان يفهم الطرفان ان‬ ‫ي‬ ‫الزواج ف� هذه االيام وجه من وجوه الفلكلور والبذخ والتصوير والحفالت الصاخبة بعيداً كل البعد عن مفهومه ن‬ ‫الدي�‪ ،‬الكنيسة طبعاً ال تمنع االحتفاالت ال بل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫تحبذ هذه المظاهر المفرحة فيسوع نفسه شارك فرحة العرس ي� قانا‪،‬‬ ‫ولكن ال يجب ان ننىس البعد الكنس ض‬ ‫التحض� للزواج من الناحية الروحية‪ ،‬بعد الزواج سيكون الطرفان عائلة واول ما يجب نقله لالوالد هي شعلة االيمان‬ ‫و�ورة‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫فوجب ان تكون متقدة ال منطفئة‪.‬‬ ‫الكب� والصالة العميقة قبل االقدام عىل خطوة التقدم بدعوى امام المحاكم المختصة ويجب‬ ‫اما بالنسبة لموضوع االنفصال فيجب توخي الحذر‬ ‫والتفك� ي‬ ‫ي‬ ‫معرفة كمية ض‬ ‫ين‬ ‫الطرف� وخاصة باالوالد نتيجة هذا االنفصال‪ ،‬ويتساءل البعض عن سبب طول المحاكمات احياناً‪ ،‬فالقانون يحدد‬ ‫الكب� الذي سيلحق بكال‬ ‫ال�ر ي‬ ‫ض‬ ‫الطرف� يحاول تز‬ ‫ين‬ ‫فالقا� ملزم بقوة‬ ‫ان�اع ولو انتصار وهمي ف ي� المحكمة فمن الطبيعي ان تطول المحاكمة‬ ‫كل المهل واالوقات واذا كان الخالف مستفحال ً وكال‬ ‫ي‬ ‫الطرف� وال يحق له ان يحكم بما لم يطلب منه وذلك منعاً ي ز‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫للتح�‪.‬‬ ‫القانون� ‪ 1353‬و‪ 1353‬ان يستمع اىل كل طلبات‬ ‫القانون وتحت خطر ابطال الحكم حسب‬ ‫هل الكنيسة تقوم بأي حمالت توعية فيما يختص بمفهوم الزواج؟‪٧-‬‬ ‫التحض� للزواج تقترص عىل بعض القاءات مع كاهن الرعية‪ ،‬اما اليوم ومع تزايد حاالت االنفصال الزوجي مع ما يستتبعها من انعاكاسات‬ ‫ف ي� السابق كانت تف�ة‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫الطرف� وخاصة عىل االوالد ازداد وعي الكنيسة من هذه الناحية واصبحت تنظم دورات لالعداد للزواج ف ي�‬ ‫النفس والعاطفي واالجتماعي عىل كال‬ ‫عىل الصعيد‬ ‫ي‬ ‫طال� الزواج بع� افادة خطية ف ي� نهاية الدورة يقدمانها اىل المراجع الكنسية المختصة‬ ‫كل االبرشيات وقد اصبح الخضوع لهذه الدورات الزامياً بحيث يحصل ب ي‬ ‫الحصول عىل اذن الزواج الذي ال يعطى ف� حال عدم اتمام هذه الدورة‪ ،‬برأي الشخص ان هذا ال يكفي بل نحن بحاجة اىل توعية شبابنا وشباتنا بطرق ث‬ ‫اك�‬ ‫ي‬ ‫ي‬

‫اك� لفهم اسس الزواج ومتطلباته ال فقد االجتماعية ولكن ايضاً الروحية‪ ،‬لالسف اصبح شبابنا اليوم ن‬ ‫وبطريقة مكثفة ث‬ ‫يعا� من عدم االحساس‬


‫النسبية عىل ‪ 15‬دائرة مع صوت تفضيل عىل القضاء‪ .‬قانون طوى صفحة ي ن‬ ‫الست� إىل يغ� رجعة‪.‬‬ ‫وأقر قانون انتخاب جديد بعد أخذ ور ّد‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫فيأ� القانون "‪� "A la carte‬ف‬ ‫ب� دائرة وأخرى‪ .‬ت‬ ‫المعاي� بالنسبة للصوت التفضيل ي ن‬ ‫ازدواجية‬ ‫النسبية كما أقرت تتضمنها شوائب عدة أو ّلها‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫دائرة عىل أساس القضاء وأخرى عىل أساس الدائرة ككل‪ّ .‬أما الشائبة االخرى فتظهر ي� تقسيم الدوائر الـ‪ 51‬حيث لم يتم مراعاة مبدأ واحد‬ ‫للقيام بهذا أ‬ ‫المر وإنما تم عىل قاعدة ت‬ ‫ال� ضا� ي ن‬ ‫ب� القوى السياسية المتناقضة العاملة عىل إقرار هذا القانون‪ .‬نحن ندرك أن من يعمل‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ين‬ ‫عىل إقرار‬ ‫السياسية‪،‬‬ ‫وال� تحاول قدر المستطاع أن يكون هذا القانون مراع لمصالحها‬ ‫القوان� إالنتخابية ف ي� العالم هي القوى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫السياسية ي‬ ‫اللبنانية هو تركيب قانون مسخ يذكرنا بشخصية "‪ "Frankenstein‬حيث جمع القانون بقايا ي ن‬ ‫قوان� أخرى‬ ‫السياسية‬ ‫إنما ما تفردت به الطبقة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫المتناقض� � إال ت‬ ‫ن‬ ‫س�اتيجية‪.‬‬ ‫ومتناقضات مبدئية ليجتمع حوله‬ ‫ي ي‬ ‫السياسية المختلفة وانصاعت ألمر الواقع بانتهاء المهل الدستوريّة وأمر الشعب الذي استفذّ ه نوابه بالتمديد مر ي ّ ن‬ ‫ت� والثالثة‬ ‫توافقت القوى‬ ‫ّ‬ ‫النس� وقد أصبح ساري المفعول لحظة‬ ‫تحت ذريعة ّ‬ ‫التقنية‪ .‬فالتمديد ‪ 11‬شهراً بات أمراً واقعاً بعد أن صوت مجلس النواب عىل القانون ب ي‬ ‫الرسمية‪.‬‬ ‫صدوره ف ي� الجريدة‬ ‫ّ‬ ‫المد� أ‬ ‫ن‬ ‫أ ث‬ ‫والفراد بالوصول إىل الندوة بال�لمانية بعيداً‬ ‫قانون وإن اختلفوا عىل ّ‬ ‫تسميته أخرج البلد من أطر الك�يّة وفتح الباب أمام المجتمع ي‬ ‫الحزبية‪.‬‬ ‫عن القوالب‬ ‫ّ‬ ‫المرشح� عىل آ‬ ‫ين‬ ‫النس� هو تنافس ي ن‬ ‫الئحة‪ ،‬عىل أن تكون هذه‬ ‫ب� لوائح مقفلة بحيث ال يجوز إضافة أو استبدال أو حذف أي من‬ ‫القانون ب ي‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ين‬ ‫نتخابية‬ ‫ال� اعتمدت ي� قانون الدوحة ‪2008‬‬ ‫أوالست�) ضمن الدائرة إال ّ‬ ‫اللوائح مكتملة أي أن تضم أقله مرشحاً عن كل قضاء (الدوائر ي‬ ‫ين‬ ‫إجمال مقاعد الدائرة بما ال يقل عن ‪ 3‬مقاعد‪.‬‬ ‫المرشح� فيها عن الـ‪ %40‬من‬ ‫الواحدة وعىل أال ّ يقل عدد‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫المرشح� وصورة لهم وخانة للصوت‬ ‫الداخلية عليها أسماء‬ ‫يحق لكل ناخب أن يختار الئحة واحدة ال يغ� مطبوعة سلفاً من قبل وزارة‬ ‫ّ‬ ‫ويم� ت‬ ‫يسلمها رئيس القلم ت‬ ‫ين‬ ‫للمق�ع داخل القلم‪ .‬ي ّ ز‬ ‫التابع� للقضاء بلون خاص لعدم منحهم‬ ‫المق�ع مرشحي قضائه من يغ�‬ ‫التفضيل‪ّ ،‬‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫التفضيل هو يغ� إلزامي أي بإمكان المق�ع أن يصوت لالئحة ما‬ ‫التفضيل لكونه بحكم الملغى‪ .‬تجدر إالشارة إىل ّأن الصوت‬ ‫الصوت‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫آ‬ ‫ف‬ ‫يفضل مرشح قضائه عىل مرشح الخصم ي� القضاء عينه من الئحة المنافسة‪ .‬كما ال يجوز التصويت لالئحة ومنح الصوت‬ ‫من دون أن ّ‬ ‫التفضيل لمرشح عىل الئحة أخرى‪.‬‬ ‫يّ‬ ‫جمالية لكل دائرة تبعاً للتقسيم الطائفي‪.‬‬ ‫قانون‬ ‫يقسم المقاعد إال ّ‬ ‫ّ‬ ‫التسبية عىل ‪ 51‬دائرة ّ‬ ‫الناخب� استصعبوا آ‬ ‫ت‬ ‫ين‬ ‫اللئحة‬ ‫الثانية أال وهي احتساب النتائج وإعالن الفائزين نجد ّأن‬ ‫عملية إالق�اع والوصول إىل المرحلة ّ‬ ‫وعند االنتهاء من ّ‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫نسبية سنحاول تبسيطها من خالل المثل ال ت ي�‪ :‬تتنافس ‪ 3‬لوائح هي‬ ‫عملية معقّدة ّ‬ ‫كيفية فرز الصوات لنّها ّ‬ ‫المقفلة والهم لم يستوعبوا ّ‬ ‫والصفر أ‬ ‫الحمر أ‬ ‫التكتل أ‬ ‫وال ض‬ ‫خ� ف� دائرة صيدا‪-‬جزين ت‬ ‫ال� تضم ‪ 5‬مقاعد (‪2‬سنة ف ي� صيدا و‪ 2‬موارنة‪ ،‬و‪ 1‬كاثوليك ف ي� جزين)‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الحمر‪ 75000 ،‬صوت لتكتل أ‬ ‫الصوات ف� هذه الدائرة هو ‪ 150000‬مقسم عىل اللوائح‪ 70000 :‬صوت لتكتل أ‬ ‫مجموع أ‬ ‫الصفر‪ ،‬و‪ 5000‬صوت لتكتل‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ال ض‬ ‫خ�‪.‬‬ ‫ف‬ ‫نتخا�= عدد ت‬ ‫المق� ي ن‬ ‫ع�‪/‬عدد المقاعد‪)30000= 5/150000‬‬ ‫نتخا� ‪ 30000‬ي� هذه الدائرة (الحاصل إال ب ي‬ ‫ويكون الحاصل إال ب ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ض‬ ‫عملية اقتسام المقاعد ي ن‬ ‫ب� التكتل‬ ‫نتخا� وتحرص ّ‬ ‫وعليه تكون النتجية ال ّ‬ ‫ولية اقصاء التكتل الخ� بعد أن نالت الئحته أقل من الحاصل إال ب ي‬ ‫الحمر أ‬ ‫أ‬ ‫والصفر‪.‬‬


‫أ‬ ‫خ�ة‬ ‫النسبية‪ ...‬قانون اللحظات ال ي‬ ‫ّ‬ ‫مريم حرب‬


‫وعن أ‬ ‫ال� تطرح ف� أوساط ت‬ ‫السئلة ي ت‬ ‫المق� ي ن‬ ‫ع� لحظ كنعان "بعض الصعوبة ف ي� فهمهم موضوع مفعول الالئحة المقفلة وسقوط‬ ‫ي‬ ‫الكث�ة ي‬ ‫تعود الناخبون ف� سياق ت‬ ‫ين‬ ‫مرشح� من لوائح مختلفة‪ ،‬بحيث‬ ‫اق�اعهم ف ي� السابق أن يختاروا‬ ‫حقهم بإختيار مرشح آخر من خارجها"‪ ،‬قائالً‪ّ " :‬‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫بالضافةً ‪ ،‬إىل شعورهم بالنقص بسبب حرص حقهم ي� مرحلة إال تق�اع ي� اختيار‬ ‫يحتاجون لبعض الوقت الستيعاب فكرة الالئحة المقفلة‪ ،‬إ‬ ‫مرشح واحد من ضمن الالئحة المقفلة"‪.‬‬ ‫يم� بصورة خاصة رؤساء وقياد� أ‬ ‫الحزاب الذين فُتح لهم المجال ث‬ ‫وما لفت كنعان هو أن الصوت التفضيل من شأنه أن ي ّ ز‬ ‫أك� من سواهم‬ ‫يي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫بالتعب� عن مواقف أحزابهم دون يغ�هم ي� الكتلة إالنتخابية ذاتها"‪.‬‬ ‫مكلف�‬ ‫ي‬ ‫لتتعرف الناس عليهم ي� إالعالم كونهم ي‬ ‫واستطرد المحامي شب�ح أهمية الصوت التفضيل الذي يرجح كفة مرشح عىل حساب آخر أ‬ ‫منطقياً وينسجم مع‬ ‫المر الذي يراه كنعان‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يّ‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫خلفيات قانون إالنتخاب القائم عىل تمثيل جميع المق� يع� تيمناً بقواعد النسبية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ال� تمنح للوائح المؤهلة‬ ‫و� إالطار‬ ‫ي‬ ‫عينه المرتبط أباحتساب الصوات قال‪" :‬ما قد يفاجئ الجميع ويؤدي إىل خلط النتائج هي آالمقاعد ي‬ ‫سنداً للكرس أ‬ ‫ال بك� من الصوات إذ إن تطبيقها قد يؤدي اىل اختالل ذريع ف ي� التوازنات‪ ،‬مقدماً المثال ال ت ي�‪" :‬عىل أساس أن تكون المحصلة‬ ‫االك� أي‬ ‫االخ�ة من الكرس ب‬ ‫االنتخابية ‪ 13‬الف صوت وان تحصل احدى اللوائح ‪ 33‬الف صوت وأخرى عىل ‪ 22‬الف صوت فتستفيد هذه ي‬ ‫‪ 9‬االف صوت تجاه كرس أ‬ ‫ين‬ ‫الالئحت� ي ن‬ ‫ين‬ ‫الالئحت� بالرغم من‬ ‫نائب� أي تتساوى‬ ‫الخرى وهو ‪ 7‬آالف صوت بحيث يعطي هذا الواقع لكل من‬ ‫وجود فرق بينهما يصل اىل ‪ 11‬ألف صوت"‪.‬‬ ‫ف‬ ‫نتخا� العائد إىل عدم استعراض القانون للحالة‬ ‫وأنهى كنعان إبداء مالحظاته عىل القانون الجديد متطرقاً إىل النقص الفاضح ي� القانون إال ب ي‬ ‫االنتخا� لمصلحة أي منهما‪ ،‬فهو لم ت‬ ‫ت‬ ‫يق�ح ف ي� هذه الحالة‬ ‫ال� يكون فيها ف ي� دائرة انتخابية واحدة عدد من اللوائح يمنع تحقيق الحاصل‬ ‫بي‬ ‫ي‬ ‫ايّاً من الحلول‪.‬‬ ‫نتخابية اخفاق ويع ّطل قواعد المساواة بشكل ذريع"‪.‬‬ ‫واعت� كنعان ّأن "الصوت‬ ‫ب‬ ‫التفضيل عىل أساس القضاء وليس الدائرة إال ّ‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫ث‬ ‫النيابية طالبت بالكوتا‬ ‫الم�ارات‪ .‬ونذكر ي� هذا إالطار للحرص ّأن أك�يّة الكتل‬ ‫يبقى ّأن الكتل‬ ‫السياسية ك ّلما ووجهت بشائبة كانت تجد لها ب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫وال تز‬ ‫النسائية وعندما لم خرج نواب هذه الكتل ورؤساؤها ي ن‬ ‫نتخابية‪.‬‬ ‫متمن� من الكتل الخرى التمثل بهم إ‬ ‫ل�ام بالكوتا عىل لوائحهم إال ّ‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫سياسية لكل طرف يتبجح‬ ‫قانون "الكحل أحىل من العمى" بارقة أمل ي� إعادة تصحيح التمثيل المسيحي عىل وجه الخصوص وترسيم حدود‬ ‫ّ‬ ‫ت‬ ‫ال� تستوجب التعديل قبل أن يتم دعوة الهيئات الناخبة وقبل‬ ‫بحجمه وكتلته‬ ‫ّ‬ ‫النيابية‪ .‬ويبقى أن يخضع القانون لتعديل بعض مواده ي‬ ‫ال�شح وأن يتحرك المجتمع ن‬ ‫فتح باب ت‬ ‫المد� ويتكاتف ف ي� لوائح تسمح لبعض مرشحيه بالوصول إىل بال�لمان وأن تتشجعن النساء وتفرضن‬ ‫ي‬ ‫أنفسهن عىل الكتل أ‬ ‫السياسية ب ن‬ ‫وتلع� الورقة الرابحة مادام الجميع يريد أن يشاركهن القرار‪.‬‬ ‫والحزاب‬ ‫ّ‬ ‫والهم‪ ،‬أ‬ ‫أ‬ ‫الهم هو إجراء إالنتخابات ف ي� أيار المقبل كحد أقىص‪.‬‬


‫ع� لصالح التكتل أ‬ ‫ال ض‬ ‫خ� من العدد إالحمال ت‬ ‫أوال ً يتم حذف عدد أصوات ت‬ ‫للمق� ي ن‬ ‫المق� ي ن‬ ‫عملية احتساب‬ ‫ع�‪ 150000 - 5000=145000‬وتستكمل ّ‬ ‫ي‬ ‫نتخا� الجديد= عدد ت‬ ‫المق� ي ن‬ ‫ع�‪/‬عدد المقاعد=‪)29000=5/145000‬‬ ‫نتخا� الجديد (الحاصل إال ب ي‬ ‫المقاعد لكل الئحة عىل أساس الحاصل إال ب ي‬ ‫آ‬ ‫نتخا� الجديد) فيكون عدد مقاعد‬ ‫ّ‬ ‫ثانياً يتم احتساب عدد المقاعد كل الئحة(عدد المقاعد كل الئحة =عدد أصوات اللئحة‪/‬الحاصل إال ب ي‬ ‫أ‬ ‫التكتل الحمر ‪ 2.41‬وعدد مقاعد التكتل الصفر ‪2.49‬‬ ‫وبالتال تنال كل الئحة مقعدين أي ما يساوي أربع مقاعد من الدائرة ليبقى المقعد الخامس الذي سيكون من نصيب التكتل أ‬ ‫الصفر ألنّه‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫صاحب الكرس ال بك� (‪.)0.49‬‬ ‫الحمر حصل عىل مقعدين والتكتل أ‬ ‫إذاً التكتل أ‬ ‫الصفر استحوز عىل ثالث مقاعد من دائرة صيدا‪-‬جزين‪.‬‬ ‫المرشح� حاز عىل أعىل نسب من الصوت التفضل‪ :‬النسبة = عدد أ‬ ‫ن‬ ‫ين‬ ‫الس� من التكتل‬ ‫الصوات‬ ‫ويبقى أن يعرف َمن ِمن‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫التفضلية للمرشح ي‬ ‫المرشح� السنة ف� هذا القضاء من آ‬ ‫الحمر ‪ /‬مجموع أ‬ ‫أ‬ ‫الل ي ن‬ ‫ين‬ ‫ئحت�‪.‬‬ ‫التفضيلية لجميع‬ ‫الصوات‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫القل نسبة بالصوت التفضيل وتبدأ عملية احتساب الفائزين مع أ‬ ‫العىل إىل أ‬ ‫بعدها يرتب المرشحون ف� الئحة واحدة من أ‬ ‫الخذ ي ن‬ ‫بع� إالعتبار‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫عدد مقاعد كل الئحة وعدد ومذهب كل مقعد ي� القضاء‪.‬‬ ‫الطبيعي‪.‬‬ ‫سياس حجمه‬ ‫النس� الذي هدف إىل تصحيح التمثيل وإعطاء كل طرف‬ ‫ي‬ ‫هذه هي مبادئ وطريقة تطبيق القانون ب ي‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ال� رفع السقف ث‬ ‫ت‬ ‫وك�ت المزايدات ّ‬ ‫النسبية وسط‬ ‫طل قانون‬ ‫ّ‬ ‫ليس إنجازاً كما أسموه صانعوه وإنّما واجب عليهم تأخروا ي� أدائه ي‬ ‫و� اللحظة ي‬ ‫والقانوني� ت‬ ‫ين‬ ‫وح� بعض النواب الذين أبدوا مالحظاتهم عىل بعض مواد هذا القانون‪.‬‬ ‫استحسان لم يلغ مآخذ الشعب بمختلف فئاته‬ ‫ين‬ ‫للمحام� ف ي� ش‬ ‫فقد رأى ش‬ ‫ال�ق المحامي إميل كنعان أن القانون يشكل انطالقة ايجابية بحيث أن تطبيقه‬ ‫ال�يك المؤسس والتنفيذي‬ ‫ين‬ ‫بالتعب� عن آرائهم واختيار ممثليهم بشكل أفضل من القانون السابق سواء نسبة لقواعد نظام إال تق�اع او‬ ‫للناخب�‬ ‫بشكل صحيح يسمح‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫للنتخابات وواليتها عليها"‪.‬‬ ‫الصالحيات الواسعة لهيئة إال ش�اف عىل إالنتخابات وكيفية تأليفها والحكام المتعلقة بقواعد مراقبتها إ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ين‬ ‫ال� قد ي ز‬ ‫للمرشح�‬ ‫تج�‬ ‫و� حديث لمجلة "يا حلوين" لفت إىل ّأن موضوع التمويل إ‬ ‫ّ‬ ‫والنفاق إال ب ي‬ ‫لكن كنعان ي‬ ‫نتخا� قد يحمل بعض إاللتباسات ي‬ ‫ين‬ ‫التالعب حولها والمداورة عليها‪ .‬وبالرغم من أن مجال احتمال مثل هذه الخروقات يبقى مفتوحاً‪ ،‬وبالتوازي أمام جميع‬ ‫المرشح�‪ ،‬فإن‬ ‫الميسورين بينهم قد يستغلونها عىل حساب يغ� الميسورين"‪.‬‬ ‫ين‬ ‫العسكري� وعدم تخفيض سن إال تق�اع إىل ‪ 18‬سنة هي المآخذ الرئيسية عىل القانون‬ ‫ّإن عدم تخصيص كوتا نسائية‪ ،‬وحظر إالنتخاب عىل‬ ‫أ أ‬ ‫ال� حملت واضعي قانون إالنتخاب يغ� موضوعية بسبب ما تك ّنه تلك الفئات من مآخذ عىل القوى السياسية ض‬ ‫ت‬ ‫الحا�ة وال‬ ‫ل ّن السباب ي‬ ‫سيما لدى الشباب ما ي ن‬ ‫ب� ‪ 18‬و‪ 21‬سنة‪.‬‬ ‫ن‬ ‫النسبية بحاجة إىل تبسيط ش‬ ‫النسبية بلوائح مغلقة وقد اعتادوا عىل‬ ‫ليتكيفوا مع‬ ‫و�ح بما يتناسب مع كل فئات المجتمع‬ ‫قانون‬ ‫ّ‬ ‫اللبنا� ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫أ ث‬ ‫ال� ّ‬ ‫تشكل عائقاً أقله ي� المرحلة الوىل من بدأ تنفيذه‪.‬‬ ‫الك�يّة‪ .‬قانون أرفق بالبطاقة الممغنطة ي‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫يصب ف ي� خانة‬ ‫و� ما يتعلق ب‬ ‫جيد ّ‬ ‫بال�امج التثقيفية واستطالعات الرأي والبطاقة إاللك�ونية الممغنطة أشار كنعان إىل ّأن تطبيقها بشكل ّ‬ ‫ي‬ ‫ايجابيات القانون النتخا� متخوفاً من أن يكون موضوع البطاقة الممغنطة غ� قابل للتحقيق ضمن مهل قانون النتخاب أ‬ ‫المر الذي يخلق‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫إ بي‬ ‫لت�ير تأجيلها‪.‬‬ ‫ذريعة ب‬ ‫وما نص عليه قانون إالنتخاب لناحية الصوت التفضيل فيجد كنعان أن تطبيقه يستوجب حملة تثقيفية واسعة لمساعدة ت‬ ‫المق� ي ن‬ ‫ع� عىل‬ ‫ي‬ ‫فهمه وحسن تطبيقه‪.‬‬


‫الحداد‬ ‫كارال ّ‬

‫المطالعة‬

‫قال ا ّللورد آف�ي‪ " :‬إنتخاب الكتب للمطلعة‪ ،‬كانتقاء أ‬ ‫الصحاب وعلينا تبعة ما نقرأ "‬ ‫ب‬ ‫ماسة‬ ‫فقد خلق هللا إ‬ ‫النسان كائنا إجتماعيا‪ ،‬ال يستطيع العيش بعيدا عن الناس والمجتمع أو لوحده‪ .‬ففي ساعات وحدته‪ ،‬يشعر بحاجة ّ‬ ‫ز‬ ‫النفراد ووحشته‪.‬‬ ‫إىل من يواسيه ويكون برفقته يل�يل عنه شبح إ‬ ‫المع�‪ ،‬حسن أ‬ ‫بعض الناس يختارون لصحبتهم صديقا أو ث‬ ‫ش‬ ‫الخالق‪ ،‬مسليا‪،‬‬ ‫أك�‪ ،‬لكن ليس أي صديق‪ .‬هؤالء يختارون صديقا ط ّيب‬ ‫مفيدا وممتع الصحبة‪ .‬البعض آ‬ ‫الخر يفضلون إختيار الكتاب صاحبا لهم للمطالعة‪ .‬ش‬ ‫و�وط إختيار الكتاب قريبة جدا بل مماثلة إلنتقاء‬ ‫أ‬ ‫الصحاب‪.‬‬ ‫ب� أعظم الكتب إفادة‪ ،‬ث‬ ‫من يريد صحبة الكتاب‪ ،‬عليه أن ينتخبه إنتخابا‪ ،‬يستخلصه من ي ن‬ ‫وأك�ها إمتاعا وتقويما للفكر‪ .‬ومثلما يتفاوت‬ ‫أ‬ ‫الصحاب إخالصا وفائدة وإمتاعا‪ ،‬تتفاوت أيضا الكتب قيمة وفائدة وإمتاعا‪.‬‬ ‫المعا� وجمال ف� أ‬ ‫ن‬ ‫السلوب أو من‬ ‫يسل ويمتع ويفيد ويثقّف لما تحتويه من عمق ف ي�‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫فمن الكتب ما ّ ي‬ ‫يسل فويطرد الملل فقط‪ ،‬ومنها ما ّ ي‬ ‫دروس يستفاد منها ي� الحياة اليوم ّية‪ ،‬ومنها ما تحتوي عىل معلومات جليلة وعلم ّية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ض‬ ‫ن‬ ‫م�ة‬ ‫لكن أليس أيجدر إ‬ ‫بالنسان‪ ،‬عند المفاضلة يب� هذه وتلك‪ ،‬أن يختار الفرد الثانية ويتخىل عن الوىل؟ وما العمل إن صادفنا كتبا ّ‬ ‫ومفسدة للخالق ومضيعة لوقتنا؟ عندها تصبح هذه الكتب مثل الصحبة الس ّيئة والجهل‪.‬‬ ‫أ‬ ‫يتحمل مسؤولية إختياره‪ ،‬ت‬ ‫م� تأ�‬ ‫لذلك‪ ،‬ما دام إختيار الكتب‪ ،‬كما إختيار الصحاب‪ ،‬إراديا وليس مفروضا‪ ،‬فعىل كل من يختار كتابا‪ ،‬أن ّ‬ ‫ّ‬ ‫الختيار‪ ،‬إىل ما ليس محمودا‪.‬‬ ‫به هذا إ‬ ‫معا�اته‪ " :‬قل ل من ش‬ ‫النسان من خالل ش‬ ‫تعا�‪ ،‬أقول لك من أنت "‪ .‬من هذه‬ ‫فقد قال أحد الحكماء‪ ،‬ف ي� معرض حكمه عىل شخص ّية‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫والهداف وإختيار الكتاب المناسب لنا أ‬ ‫ال�وط والمعاي� أ‬ ‫المقولة‪ ،‬يجب أن نضع ألنفسنا‪ ،‬عند المطالعة‪ ،‬بعض ش‬ ‫ولهداف مطالعتنا‪:‬‬ ‫ي‬ ‫التسلية‪ ،‬الثقافة‪ ،‬التفتيش عن المعلومات‪ ،‬إلخ‪ ...‬كما يمكننا أن نقول‪ " :‬قل يل ماذا تقرأ‪ ،‬أقول لك من أنت "‪.‬‬


‫الصغاء‬ ‫أدب إ‬ ‫كارال الحداد‬

‫ين‬ ‫مجدثه‪:‬‬ ‫قال أبو تمام‪ ،‬ف ي� وصف أحد‬ ‫المستمع� إىل ّ‬ ‫" وتراه يصغي للحديث بسمعه‬ ‫وبقلبه‪ ،‬ولع ّله أدرى به "‬ ‫عندما ق‬ ‫يتال� الناس أو تجتمع العائالت‪ ،‬ال ّبد من الحديث والحوار والنقاش والضحك‪ .‬ومن الطبيعي‪ ،‬ف ي� مثل هذه الحاالت أن تختلف‬ ‫المر الذي يؤدي ف� بعض أ‬ ‫وجهات النظر ف� بعض المواضيع‪ ،‬أ‬ ‫ين‬ ‫محد ي ن‬ ‫الوقات إىل إنقسام المجتمعون ي ن‬ ‫ومستمع�‪ّ ،‬كل بدوره‪ .‬كنا أنّه‬ ‫ث�‬ ‫ب� ّ‬ ‫تّ ي‬ ‫ي‬ ‫المحدث‪ ،‬ح� يصغي لحديث كل منهم‪ ،‬عندما يكون الكالم لهم‪.‬‬ ‫إىل‬ ‫المستمعون‬ ‫يصغي‬ ‫ال ّبد من أن‬ ‫ّ‬ ‫الصغاء إىل الحديث بإهتمام وإنتباه‪ ،‬هو وجه من وجوه آ‬ ‫الجتماعية الراقية‪ ،‬ت‬ ‫الداب‬ ‫ال� تهدف إىل تنظيم عالقات الناس بعضهم‬ ‫إ‬ ‫إ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫آ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫محدثه‪ ،‬هو برهان عىل إح�امه‬ ‫و� إصغاء الفرد إىل ّ‬ ‫ببعض‪ ،‬وتحفظ ف لكل طرف حقّه عىل الطرف الخر‪ ،‬كما تفرض عليه واجبه نحوهم‪ .‬ي‬ ‫ومحدثه ي� آن واحد‪ ،‬كما أنّه يحفظ كرامة كل طرف‪.‬‬ ‫لنفسه‬ ‫ّ‬ ‫باح�ام وإهتمام‪ ،‬هو أن المستمع يستوعب تمام ما يقال‪ ،‬بكل وضوح‪ ،‬من قبل محدثه‪ .‬عندها ال يقع هذا أ‬ ‫الخ� �ف‬ ‫ت‬ ‫الصغاء‬ ‫من فوائد إ‬ ‫ّ‬ ‫ي ي‬ ‫ف‬ ‫دومة سوء الفهم‪ ،‬أو يلتبس عايه الكالم‪ .‬حينئذ ينتفي الجدل العقيم والوقوع ي� الغوغائ ّية‪.‬‬ ‫ن‬ ‫المع� ف ي� بيت أب‬ ‫المحدث‪ ،‬وإن يكن السامع عىل علم ودراية به‪ ،‬عىل نحو ما يفعل‬ ‫الصغاء‪ ،‬عدم مقاطعة‬ ‫ومن مظاهر التهذيب ف ي�‬ ‫إ‬ ‫ّ‬ ‫ّي‬ ‫ف‬ ‫والرتباك‪.‬‬ ‫تمام‪ .‬من‬ ‫الصغاء إىل الحديث ت ّ‬ ‫الحراج إ‬ ‫ح� نهايته‪ ،‬فال يجرح إحساس المتك ّلم‪ ،‬أو يوقعه ي� إ‬ ‫واجب المستمع متابعة إ‬ ‫أ‬ ‫والصغاء‪ .‬فكم ّ‬ ‫تحل عندها العديد من المشاكل المعقّدة وينعدم‬ ‫أخ�ا‪ ،‬من الفضل ّ‬ ‫أن يتع ّلم الناس جميعا آداب المجالسة والحديث إ‬ ‫ي‬ ‫حد سواء‪.‬‬ ‫سوء التفاهم‪ ،‬عندها يشعر‬ ‫المحدث إ‬ ‫بالرتياح‪ ،‬عىل ّ‬ ‫ّ‬




‫ث‬ ‫وهي‪،‬عالميا‪،‬‬ ‫عمرا‪.‬‬ ‫ال ّلغة‬ ‫ًّ‬ ‫العربية هي واحدة من أعرق لغات العالم ّ‬ ‫ّ‬ ‫الحية تراثًا‪ ،‬إن ألم تكن أعرقها وأك�ها أصالة‪،‬وأطولها ً‬ ‫خامس لغة من حيث عدد ال ّن ي ن‬ ‫سمية للعام ‪ ،1948‬ومن ّثم‬ ‫اطق� بها‪ .‬وقد ب‬ ‫الر ّ‬ ‫اعت�تها فهيئة المم الم ّتحدة لغة المؤتمر ّ‬ ‫حقيقية‪،‬‬ ‫الهيئة‪.‬وهي‪،‬كغ�ها من ال ّلغات‪ ،‬ثروة‬ ‫الس ّت المعتمدة والمعمول بها ي� من ّظمات هذه‬ ‫ي‬ ‫واحدة من ّ‬ ‫ّ‬ ‫أهم ال ّلغات ّ‬ ‫تغافل عنها العرب وما منحوها قيمتها أو أفسحوا لها المجال لتؤ ّدي دورها عىل أكمل وجه‪ .‬وقد آن لهم‪ ،‬وبعد ّكل هذه‬ ‫أ‬ ‫مؤسسة أخرى‪ ،‬وبال ّت يال‪ ،‬العمل عىل استثمارهاوطلب تنميتها‬ ‫الخطار المحدقة بهم‪ ،‬أن ينظروا‬ ‫إليها نظرتهم إىل أيّة ّ‬ ‫الجمة ا ّل ت ي� يمكن كسبها‪ ،‬فيما لو أخرجوا أنفسهم ولغتهم من حالة الجمود وال ّتقوقع إىل‬ ‫إ‬ ‫وزيادتها‪،‬والفادة من العوائد ّ‬ ‫حل ّ‬ ‫الصحيح‪.‬فالجمود‪،‬إذا ّ‬ ‫محل‬ ‫الحضاري‬ ‫الفكري‪،‬ووجودهم‬ ‫تواصلية يثبتون من خاللها نضوجهم‬ ‫آفاق‬ ‫والقومي ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الحركة انتفى ّكل ن‬ ‫ووجودي‪.‬‬ ‫حضاري‬ ‫مع�‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تماما‪ ،‬لذا‪ ،‬فمجاالت االستثمار فيهعديدة‪ّ .‬إل أنّنا سنتو ّقف ف ي� هذا البحث‬ ‫وعالم ال ّلغة عالم واسع وسع عالم إالنسان ً‬ ‫أ‬ ‫ض‬ ‫العربية فيتعليمهاللناّ ي ن‬ ‫استثمارا �وريًّا‪ ،‬وما‬ ‫بغ�ها‪.‬فما هي السباب ا ّل ت ي� تجعل هذا االستثمار‬ ‫عند استثمار ال ّلغة‬ ‫طق� ي‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫السبل ا ّل ت ي� يمكن اعتمادها لمقاربته مقاربة ناجحة صحيحة؟‬ ‫هي ّ‬ ‫إن الستثمار ال ّلغة العربية ف� تعليمها أ‬ ‫للجانب وللعرب يغ� ال ّن ي ن‬ ‫كث�ة تح ّفزنا كمستثمرين عرب عىل‬ ‫اطق� بها أسبابًا‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫خصوصية ي ّ ز‬ ‫بالضافة إىل الرباح الما ّديّة‪ ،‬بفوائد‬ ‫خوض غمار هذا العالم‪ .‬فهو‪ ،‬بما ي ّتسم به من‬ ‫وتم�‪ ،‬يعود علينا‪ ،‬إ‬ ‫ّ‬ ‫معنوية قد تفوق أي استثمار لغوي ف‬ ‫أي مجال آخر‪ .‬ومن أبرز فوائده‪ ،‬أنّه‪:‬‬ ‫�‬ ‫ّ‬ ‫ّ ي ّ‬ ‫ّ‬ ‫(‪1‬‬ ‫أ‬ ‫يح ّفز العرب يغ� ال ّن ي ن‬ ‫صل‪ ،‬عىل العودة إىل الوطن واالستقرار فيه وتوظيف ‬ ‫ال‬ ‫وطنهم‬ ‫ةأيبلغة‬ ‫بالعربي‬ ‫اطق�‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫تشجع مكتسبها عىل العيش ف ي� هذا المجتمع‪ ،‬وتبعده عن‬ ‫أموالهم وقدراتهم وإنتاجهم فيه‪ .‬فاكتساب لغة مجتمع ما ّ‬ ‫وتعمق انتماءه إليه‪ .‬ولنا ي ن‬ ‫وإبداعية‬ ‫وعلمية‬ ‫إنسانية‬ ‫ب� هؤالء العرب ثروات‬ ‫أي شعور فيه‬ ‫بالغربة أو باالستالب‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫وما ّديّة ح ّقة‪ ،‬من الجدر أن نستفيد منها نحن ً‬ ‫بدل من تركها للخر‪.‬‬ ‫(‪2‬‬ ‫أ‬ ‫ ‬ ‫عالمية والعمال‬ ‫وينشط إالقبال عىل المنتجات‬ ‫السياحة‬ ‫يفعل‬ ‫العربية ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربية المختلفة‪ ،‬وعىل الوسائل إال ف ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ت‬ ‫العر� وخارجه‪.‬‬ ‫ياسية‬ ‫الف ّن ّية وال ّنشاطات‬ ‫وال�بويّة ّ‬ ‫قافية ّ‬ ‫ّ‬ ‫والس ّ‬ ‫والد ّ‬ ‫االجتماعية وال ّث ّ‬ ‫ّ‬ ‫ينية واالقتصاديّة ّ‬ ‫العربي نة ي� الوطن ب ي ّ‬ ‫المرجوة من هذه‬ ‫وج� الفائدة‬ ‫ّ‬ ‫للسياحة يريح ّ‬ ‫فإتقان لغة البلد المقصود ّ‬ ‫السائح ويقوده إىل تحقيق هدفه المنشود‪ ،‬ي‬ ‫السياحة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫(‪3‬‬ ‫العالمي ومن االستهالك ‬ ‫عملية تواصل صحيحةتعيد للعرب أمجادهم‪ ،‬وتنقلهم من هامش الحضور‬ ‫يح ّقق ّ‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫قافية ال ّلغويّة إىل المبادرة الذّ‬ ‫والنتاج والمساهمة ي� صنع الحضارة‪ ،‬وذلك ضمن حوار يسفر‬ ‫بعية ال ّث‬ ‫الحضاري وال ّت‬ ‫اتية إ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ت‬ ‫لبية أو ال ّتقوقع‪ّ .‬‬ ‫عن مفهوم جديد لل ّتبادل‪ّ ،‬‬ ‫بكل ما ي�كه هذا‬ ‫أث� ً‬ ‫يتجل بال ّتأثّر أوال ّت ي‬ ‫الس ّ‬ ‫بعيدا عن االتّ ّ‬ ‫كالية والمحاكاة ّ‬ ‫أ‬ ‫وجل‪ ،‬ي ن‬ ‫الض يم�‪ ،‬لنّهم كانوا أمناء عىل وديعة ّقيمة وضعها هللا‪ ،‬ع ّز ّ‬ ‫ب� أيديهم‪ ،‬وهي‬ ‫المر من شعور باالكتفاء وبراحة ّ‬ ‫لغتهم‪ ،‬وهم أبوا أن تكون بال نفع أو ثمر‪.‬‬ ‫(‪4‬‬ ‫أ‬ ‫العربية وعىل تراثها ي ّ ز‬ ‫ش‬ ‫ومم�اتها وعاداتها ‬ ‫والعلمي‪ ،‬وي�ض ي ء عىل الحضارة‬ ‫د�‬ ‫وال‬ ‫الفكري‬ ‫العر�‬ ‫نتاج‬ ‫ال‬ ‫ين�‬ ‫إ‬ ‫ّ‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫وتقاليدها وأنماط ّعيشها وحياتها الث ّقافية واالقتصادية‪ ،‬أ‬ ‫ّ‬ ‫سوس�"‪” ،‬تشبه القاموس ا ّلذي يم ّثل‬ ‫"دي‬ ‫بحسب‬ ‫لغة‪،‬‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ف� أ‬ ‫ن‬ ‫ّ‬ ‫الذّ‬ ‫العربية‪ ،‬ويعيد‬ ‫غة‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫انتشار‬ ‫رقعة‬ ‫يزيد‬ ‫جديد“‪.7‬كما‬ ‫عالم‬ ‫اكتشاف‬ ‫يع�‬ ‫واكتشافها‬ ‫ة‪،‬‬ ‫الجماعي‬ ‫اكرة‬ ‫صل‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬


‫مقاطعمندراسةعنالعربية‬ ‫بقلم د سلمى عطا هللا‬


‫نحث ّكل من ال ينطق بهاعىل‬ ‫للصواب والخطأ والكمال وال ّنقص وال ّتحديث وال ّتطوير‪ .‬وأن ّ‬ ‫ً‬ ‫قديما وحدي ًثا‪ ،‬لغة قابلة ّ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫نبوي‬ ‫المسلم� أو من يغ�‬ ‫أن يتع ّلمها‪ ،‬سواء أكان من أبنائها أم من يغ�هم‪ ،‬من‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المسلم�‪ .‬وذلك انطال ًقا من حديث ّ‬ ‫ف‬ ‫العربية‬ ‫العربية لسان‪ ،‬فمن يتك ّلم‬ ‫بأمه وإنّما‬ ‫السياق‪ ،‬يقول‪” :‬ليست‬ ‫بالغ ّ‬ ‫العربية من أحدكم بأبيه وال ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الداللة ي� هذا ّ‬ ‫عر�“‪.01‬‬ ‫فهو ب ي ّ‬ ‫(‪3‬‬ ‫ف‬ ‫العربية ا ّل ت ي� تشكّل ‬ ‫العر�‪ ،‬ي� زمن العولمة والحداثة وفقدان الهويّة والفرادة واغتيال ال ّلغة‬ ‫ّ‬ ‫تفعيل االنتماء ب ي ّ‬ ‫ف‬ ‫لغ�‬ ‫عملية استثمارها‬ ‫الرغبة ي� تع ّلم هذه ال ّلغة مح ّل ًّيا‬ ‫خصوصا ي‬ ‫ً‬ ‫وعالميا‪ ،‬وبال ّت يال‪ ،‬إنجاح ّ‬ ‫ًّ‬ ‫موروث ن ّأمتنا‪ ،‬بهدف تفعيل ّ‬ ‫آ‬ ‫ف‬ ‫كاليةوتجديد ال ّثقة‬ ‫ال ّن ي‬ ‫اطق� بها‪ .‬وذلك‪ ،‬بال ّتخفيف من وطأة الذّ وبان ي� الخر‪ ،‬والخروج تمن حالة االستسالم واالتّ ّ‬ ‫العربية‪ .‬كما باالفتخار‬ ‫العربية الفريدة‪،‬وترسيخ إال‬ ‫خصية‬ ‫بمقومات ّ‬ ‫يديولوجيات المتع ّلقة ّ‬ ‫ّ‬ ‫القومي والهوأيّة ت ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الش ّ‬ ‫بال�اث ز ّ‬ ‫مم�اتها‪.‬فال ّمة ا ّل ي� تحرص عىل نقاء‬ ‫الشعور بقيمتها وتقديرها‪ ،‬والعمل عىل إبراز‬ ‫بال ّلغة‬ ‫العربية وترويجها وتعزيز ّ‬ ‫ّ‬ ‫بديل عنها ف� عقر بيتها‪،‬وترص عىل أن تشمل ّكل ي ّميادين حياتها‪ ،‬ألنّها إن أضاعتها �ف‬ ‫ض‬ ‫شعورها تدافع عن لغتها وال تر� ً‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫لجة االستالب وأودعتها ف� المتحف‪ ،‬فالخرون يصنعون مستقبلها‪ .‬وقد ت‬ ‫العلمية بهذا المعطى‪،‬‬ ‫بحاث‬ ‫ال‬ ‫جميع‬ ‫ف‬ ‫اع�‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫وال�بية‪ ،‬ويب� إالنسان عن منبع الوجود ّ‬ ‫الخلق‪،‬‬ ‫واعت� ّأن‬ ‫ب‬ ‫الحيدان عنه يؤ ّدي إىل نتائج سالبة ي� أطر ال ّنفس واالجتماع ّ‬ ‫أ‬ ‫تابعا ال متبو ًعا‪ .‬من هنا‪ ،‬يعمل عدد‬ ‫حريته‪ ،‬فيصبح‪ ،‬عىل صعيد‬ ‫ويُفقده معناه ال بك� وزخمه المبدع وصفاء‬ ‫القومية‪ً ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كب� من الدول عىل صون ال ّلغة أ‬ ‫ف‬ ‫ال ّم‪ ،‬والحؤول دون سيطرة ال ّلغة إال ي ز‬ ‫عليها‪.‬و� هذا المجال‪ ،‬نذكر‬ ‫ا‪،‬‬ ‫تحديد‬ ‫ة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫نكل�‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ش‬ ‫ش‬ ‫أم� ّكية)‪،‬بمبلغ‬ ‫نسية (هي فرع ل�كة ي‬ ‫عىل سبيل المثال ال الحرص‪ّ ،‬أن ّ‬ ‫الدولة الفر ّ‬ ‫غرمت �كة فر ّ‬ ‫نسي ي‬ ‫ة� العام ‪ّ ،2006‬‬ ‫يومية دائمة قدرها ش‬ ‫ع�ون ألف يورو بسبب تزويدها مو ّظفيها بب�امج ووثائق‬ ‫خمسمئة ألف يورو‪ ،‬إ‬ ‫بالضافة إىل غرامة ّ‬ ‫تقنية بال ّلغة إال ي ز‬ ‫ومحدد‪ ،‬هوقانون "توبون"‪.11‬كما نذكر ّأن وزير المواصالت‬ ‫نكل�يّة فقط‪،‬‬ ‫وذلك انطال ًقا من قانون واضح ّ‬ ‫ف ّ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫المسؤولية‪ ،‬مو ّظفي وزارته من استخدام سلسلة من‬ ‫ي� ألمانيا "بي� رامسوير"‪ ،‬منع ي� العام ‪ ،2010‬وتحت طائلة‬ ‫ّ‬ ‫المصطلحات ال ّلغويّة إال ي ز‬ ‫نكل�يّة‪.12“Tickets””flip-charts“”laptops“ :‬‬ ‫(‪4‬‬ ‫العربية عىل ال ّلغات وال ّثقافات المختلفة‪ ،‬كما إاليمان بقدرتها عىل إثبات نفسها ‬ ‫إاليمان ضب�ورة انفتاح ال ّلغة‬ ‫ّ‬ ‫ف� ت‬ ‫تماما كما كانت قادرة ف ي� زمن م�ض ‪.‬‬ ‫العالمية‪ ،‬وعىل قدرتها عىل حمل علوم العرص وفكره وقضاياه‬ ‫مع�ك ال ّلغات‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫الدواوين‪ ،‬ونظم إالدارة للمجتمعات المختلفة والقاليم‬ ‫موي ي� تعريب ّ‬ ‫فالعربية استطاعت أن تفي بحاجة الحكم ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫ت‬ ‫طور ا ّل ي� عرفها‪ .‬لم‬ ‫اس ومجاراة‬ ‫والجيوش والحياة ّ‬ ‫مختلف مظاهر ال ّت ّ‬ ‫العامة‪.‬كما استطاعت حمل علوم العرص ّ‬ ‫العب ي ّ‬ ‫ف‬ ‫تكن دون سائر ال ّلغات المنافسة لها‪ ،‬وال امتدا ًدا عضويًّا لها‪ ،‬كما أنّها لم تذب ي� مجراها‪ ،‬ولم تسمح لها بإلغائها أو‬ ‫ف‬ ‫تهميشها‪ ...‬ف‬ ‫وال�جمة صالحة لعلوم‬ ‫وال�جمة ا ّل ت ي� نشطت ف ي� ذاك العرص‪ ،‬كانت‬ ‫العربية‪ ،‬ي� التأسيس ت ّ‬ ‫و� حركة ال ّنقل ت ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫سميات والمصطلحات‪.‬‬ ‫عرصها وقادرة عىل ّ‬ ‫مدها بالمناسب من ال ّت ّ‬ ‫بنمو‬ ‫بتطور إالنسان ذاته‪،‬‬ ‫المهم لنا كعرب أن نعي ّأن ”ال ّلغة ظاهرة‬ ‫فمن ّ‬ ‫ونمت ّ‬ ‫وتطورت ّ‬ ‫إنسانية نشأت من أسفل‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫ونفسية‪ ،‬ال كيان لها ّإل ي� ذهن‬ ‫اجتماعية فكريّة‬ ‫ونحوا‪ ،‬ظاهرة‬ ‫حضارته‪ .‬وأنّها‪،‬قبل أن تكون كلمات وأصواتًا ورص ًفا‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫نسا�‪ ،‬وال تشكّل للكيان إال ن‬ ‫الفراد“‪ .31‬وال وجود لها‪ ،‬وال تشكّل لكيانها بمعزل عن المجتمع إال ن‬ ‫نسا� بمعزل عنها‪ .‬فبها‬ ‫يّ‬ ‫ي نّ‬ ‫”فالبابلية ً‬ ‫مثل‪ ،‬كانت لغة راقية يتك ّلم‬ ‫نسا� ذروته‪.‬‬ ‫تطورت‬ ‫فقط صار إالنسان إنسانًا‪ ،‬وبها‬ ‫فقط ّ‬ ‫ّ‬ ‫الحضارة وبلغ العقل إال ي ّ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ال�ق ال ن‬ ‫د�‪ ،‬لك ّنها ماتت ل ّن ا ّلذين يتك ّلمون بها انقرضوا أو اندمجوا ي� حضارات أخرى“‪.41‬علينا‬ ‫كب� من سكّان ش ّ‬ ‫بها قسم ي‬ ‫أن نعي أن ال مفاضلة ي ن‬ ‫القضية‬ ‫‪.‬وأن‬ ‫ب� لغة وأخرى ّإل عىل أساس‬ ‫الوسائل الم ّتبعة لتنمية ال ّلغات وإغناء تراثها ال ّت ي‬ ‫عب� ّي ّ‬ ‫ّ‬ ‫ليست قضية لغة أفضل من لغة بل قضية حضارة ق‬ ‫أر� من حضارة‪ ،‬وحياة ن‬ ‫أغ� من حياة‪ .‬وبال ّت يال‪ ،‬ما عشناهونعيشه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وتعم ِدنا إبعادها عن‬ ‫وتذر ِعنا بعدم محاكاتهالتط ّلعات عرصنا‪ّ ،‬‬ ‫من واقع قد انعكس عىل لغتنا‪ ،‬فدفعت ثمن تقاعسنا‪ّ ،‬‬


‫وهمية أحيانًا‪ ،‬ي ن‬ ‫العر� وأخيه إالنسان ف ي� العالم‪...‬‬ ‫ب� إالنسان‬ ‫ب‬ ‫نهائية‪،‬ويكرس الحواجز‪ ،‬وإن كانت آّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫جنبية‪)5 ،‬‬ ‫العربية‬ ‫للكث� من المشكالت ال ّنية العالقة ي� العالم يب� المجتمعات‬ ‫يقدم الحلول ي‬ ‫ّ‬ ‫والمجتمعات ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫مما قد تسهم ال ّلغة ي� ح ّله أو ال ّتخفيف‬ ‫سيما تلك ا ّل ت ي� ت ّتصل بال ّتباين‬ ‫قليمية ّ‬ ‫ولية ّ‬ ‫الحضاري ّ‬ ‫ّ‬ ‫والد ّ‬ ‫والصاعات إال ّ‬ ‫ال ّ‬ ‫حدته‪ .‬فال ّتحالف ي ن‬ ‫العملية‪ ،‬هو من أقوى الوسائل المتاحة إلصالح شؤون العالم‬ ‫ب� الحضارات‪ ،‬من وجهة ال ّنظر‬ ‫من ّ‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ح�‬ ‫تتخبط فيه من مشكالت تت�اكم وأزمات‬ ‫ةمما‬ ‫وللسهام ي� إنقاذ الرسة إال‬ ‫آإ‬ ‫السياسة ّ‬ ‫ولية‪ ،‬ت ّ‬ ‫نساني ّ‬ ‫الد ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تتفاقم‪ ،‬فشلت ّ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫الكث�ة ا ّل ت ي� تمنع الجانب من ال ّنفاذ إىل حقيقة العالم‬ ‫الن‪ ،‬ي� إيجاد تسوية عادلة وحلول حاسمة لها‪ .‬كما يزيل الحجب ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫العر�‪ ،‬ومن فهم تراثه وحضارته‪،‬ال سيما ما ار ّتد منه إىل ض‬ ‫الحال‪.‬‬ ‫واقعها‬ ‫�‬ ‫ة‬ ‫العربي‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫روح‬ ‫اك‬ ‫ر‬ ‫إد‬ ‫ومن‬ ‫‪،‬‬ ‫الما�‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ن أ ي‬ ‫بيّ‬ ‫يّ‬ ‫ف‬ ‫العربية‬ ‫تقرب يب� الطراف المختلفة‪ ،‬عىل نحو ما شهدته العالقات‬ ‫ويُسهم ي� بناء‬ ‫ّ‬ ‫عالقات حميمة وتفاعالت حضاريّة ّ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫والفارسية والهنديّة ي� ش‬ ‫ندلس‪ .‬فقد قيل‪”َ :‬من‬ ‫اس‪ ،‬والعالقات‬ ‫ّ‬ ‫الم�ق إبّان العرص ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربية الوروبّ ّية ي� العرص ال ي ّ‬ ‫العب ي ّ‬ ‫تع ّلم لغة قوم أمن مكرهم“‪.‬‬ ‫لكن‪ ،‬ال يمكن الحديث عن أي استثمار قبل الحديث عن توف� أ‬ ‫الصالحة له‪ .‬وبال ّت يال‪ ،‬ال يمكن الحديث عن‬ ‫ة‬ ‫رضي‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ش‬ ‫عملية ال ّتعليم هذه‬ ‫استثمار ف ي� تعليم ال ّلغة‬ ‫توف� ّ‬ ‫بغ�ها‪ ،‬قبل الحديث عن ي‬ ‫اطق� ي‬ ‫العربية لل ّن ي‬ ‫ال�وط يّ‬ ‫ال� تجعل ّ‬ ‫ّ‬ ‫للدول‬ ‫ال�وط‪ ،‬وضع سياسة استثماريّة‬ ‫صحيحة‪ .‬ومن أبرز هذه ش ّ‬ ‫وطنية شاملة تتخ ّطى المبادرات الفرديّة‪،‬ويكون ّ‬ ‫ّ‬ ‫والخ�ات‪ ،‬وترسم من خاللها الخطوات ّ‬ ‫اللزمة ا ّل ت ي�‬ ‫ولحكوماتها وللجامعة‬ ‫العربية دور فيها‪ ،‬وتتضافر فيها القوى ب‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫وصول إىل طرق ترويجها واستثمارها‪.‬ويمكن توضيح‬ ‫مرورا بال ّلغة وتعليمها‬ ‫تح ّقق‬ ‫استثمارا ً‬ ‫العر� ً‬ ‫ً‬ ‫ناجحا‪ ،‬أبد ًءا باالنسان ب ي ّ‬ ‫السياسة ضمن الطر ال ّثالثة ال ّتالية‪:‬‬ ‫هذه ّ‬ ‫الطار أ‬ ‫ال ّول‪:‬‬ ‫إ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ثقا�‬ ‫عربية‪ ،‬لالنطالق ي� مشاريع استثماريّة كهذه‪ ،‬ل ّن الحضارة ”هي ما‬ ‫وحضاري ّ‬ ‫ّ‬ ‫يؤهلنا‪ ،‬كمجتمعات ّ‬ ‫تحقيق وعي ي ّ‬ ‫الروح العميقة لمجتمعنا“‪.‬وذلك من خالل‪:‬‬ ‫نحن‪ ،‬هي ّ‬ ‫(‪1‬‬ ‫وأن بإمكانها أن تكون ّ‬ ‫لكل راغب فيها‪ ،‬أن تكون ملك ‬ ‫العربية ليست‬ ‫بأن لغتنا‬ ‫حكرا عىل عرق أو حضارة‪ّ ،‬‬ ‫اقتناعنا ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫خالط� بينها‪ .‬فال دليل عىل ّأن هناك من هو مهيأ ث‬ ‫ين‬ ‫ق� ي ن‬ ‫من يتع ّلمها‪ ،‬مفر ي ن‬ ‫أك� من يغ�ه‬ ‫وغ�‬ ‫ب� لغة فوعرق وحضارة ي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عرقية‬ ‫الدم يفيد ي� ذلك وال الجنس وال العرق وال ال ّتناسل‬ ‫لتع ّلم‬ ‫العربية‪ ،‬ال ّ‬ ‫وال الوراثة‪”.‬ولو كان ل ّلغة خصائص ّ‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫خاصا‪ ،‬لما وجدنا ّأن ال ّلغة الواحدة قد تكون مشا ًعا لعراق عديدة وأداة لحضارات مختلفة“‪.8‬‬ ‫معينة ال تالئم ّإل عر ًقا ًّ‬ ‫ّ‬ ‫آ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫تضم بضع مئات من العرب فقط مقابل الالف من‬ ‫السابع‪،‬‬ ‫فالجيوش‬ ‫كانت ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربية ا ّل ي� افتتحت أوروبا ي� بدء القرن ّ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫القبطية‬ ‫غتان‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫‪،‬‬ ‫ال‬ ‫ت‬ ‫تعتمد‪،‬بال‬ ‫ولم‬ ‫ة‪،‬‬ ‫ل‬ ‫المحت‬ ‫البالد‬ ‫�‬ ‫ثانية‬ ‫كلغة‬ ‫ة‬ ‫العربي‬ ‫غة‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫اعتمدت‬ ‫ذلك‬ ‫ومع‬ ‫بر‪.‬‬ ‫وال�‬ ‫قباط‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ز‬ ‫نكل�يّة وال يعرفون لغة يغ�ها‪ ،‬والهنود الحمر ا ّلذين هجروا مواطنهم‬ ‫وال�بريّة‪.‬كذلك ً‬ ‫أم�كا‪ ،‬فهم يتك ّلمون إال ي‬ ‫أيضا أزنوج ي‬ ‫ب‬ ‫ف‬ ‫ز‬ ‫نكل�يّة‪.‬‬ ‫وانخرطوا ي� الحياة ال يم� ّكية ال يعرفون لغة يغ� إال ي‬ ‫‪)2‬‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫بديهية � ال ّلسان ي ز‬ ‫إرصارنا عىل ض�ورة الفصل ي ن‬ ‫أفقي ي� الذّ اكرة والذّ كاء‪ .‬‬ ‫وترك�‬ ‫والدين‪ ،‬ل ّن”ال ّلغة هي عادة‬ ‫ب� ال ّلغة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫السماء ودعوة عموديّة ف ي� إالرادة ش‬ ‫الب�يّة‪ .‬وهما‬ ‫الدين‪،‬فهو نظرة إىل الوجود بوساطة القلب‪ ،‬هو شبق‬ ‫ّأما ّ‬ ‫عاطفيف نحو ّ‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫الدين‪ ،‬والعكس‬ ‫عدوين‪ ،‬إنّما حياديّان ال دخل لهذا ي� تلك‪ ،‬وال لتلك ي� هذا‪ .‬ف ّإن منطقة ال ّلغة يغ� فمنطقة ّ‬ ‫ً‬ ‫طبعا ليسا ّ‬ ‫يدور‬ ‫بالعكس‪.‬ونحن‪،‬عندما نخلط بعضهما ببعض‪،‬نكون كمن يُقحم القلب ي� ال ّلسان أو ال ّلسان ي�‬ ‫القلب‪ ،‬أو كمن ّ‬ ‫ف‬ ‫العربية من قداسة‪ ،‬إذ كانت‪ ،‬ي� نظر علمائها‬ ‫الدائرة“‪.9‬وبال ّت يال‪ ،‬فعلينا أن نزيل ما وسمنا به لغتنا‬ ‫يكعب ّ‬ ‫المكعب أو ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫نحث ّكل من ال ينطق بهاعىل أن‬ ‫للصواب والخطأ والكمال وال ّنقص وال ّتحديث وال ّتطوير‪ .‬وأن ّ‬ ‫ً‬ ‫قديما وحدي ًثا‪ ،‬لغة قابلة ّ‬



‫أ‬ ‫آ‬ ‫عجمية ّ‬ ‫السحنة‪.‬لذا‪،‬‬ ‫تينية بغزوها‪ ،‬ما ّ‬ ‫التين� ال ّلغة ش� ي يّ‬ ‫حو َلنا إىل ناس ي يّ‬ ‫الل ّ‬ ‫حياتنا وحياة الخرين‪ ،‬وسماحنا للكلمات ال ّ‬ ‫ق� ّ‬ ‫العر� وحمله عىل مجاراة علوم هذا العرص المتسارعة وأفكاره المستنبطة‪،‬والسعي‬ ‫علينا العمل عىل تطوير تإنساننا ب ي ّ‬ ‫ائفية إىل‬ ‫ياسية ّ‬ ‫إلخراج دولنا من بوتقة ّ‬ ‫ينية وال ّط ّ‬ ‫والد ّ‬ ‫الس ّ‬ ‫ال�اجع أو ال ّنمو إىل رحابة ال ّتطور‪،‬ومن مستنقع الرصاعات ّ‬ ‫ولطالق‬ ‫والسالم والوحدة‪،‬‬ ‫كعامل أساس يو ّف أر البيئة الحاضنة والمناسبةالستثمارات لغويّة ناجحة‪ ،‬إ‬ ‫صفاء الهدوء ّ‬ ‫ف‬ ‫العربية نحو ميادين أخرى تسهم ي� تعليمها للجانب‪.‬‬ ‫ال ّلغة‬ ‫ّ‬ ‫ؤخرة ‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫و ف‬‫خ� أقول رغم ن‬ ‫مقال هذا أهمية عالم الطبيعة و فوائد بعض النباتات أو المواد الموجودة به‬ ‫�‬ ‫ذكرت‬ ‫أن�‬ ‫ال‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي ي‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫كب�ا يحتوي عىل كنوز و فوائد مازلنا ح� لم نكتشفها بعد ‪.‬‬ ‫إال أنه مازال عالما غامضا ي‬ ‫ض‬ ‫‪ -‬لذا فالنحافظ عىل الطبيعة و لنحاول إالستفادة من الطبيعة بقدر المستطاع فهي العالم الذي ينفع و ال ي� ‪.‬‬


‫علق القلب‬ ‫ين‬ ‫الجنا�‬ ‫حس� حسان‬ ‫بي‬

‫َع ِل َق ال َق ْل ُب به فا ْل َتذَ عا ‪....‬‬ ‫َل ْي َت ُه يَ ْع ِر ُف هذا و يَعي‬ ‫قياً َو ِرعا ‪...‬‬ ‫َ‬ ‫كان ِم ْن َق ْب ُل تَ َّ‬ ‫الو ِر ِع‬ ‫َر ِح َم هللا ُ َزمان َ َ‬ ‫الص ْو َت نَ ِد يَّاً تَ ِرفا‪...‬‬ ‫َس ِم َع َّ‬ ‫الس ْم َع بأَ ْحىل نَ َغ ِم‬ ‫َيش ُن ُف َّ‬ ‫وصفا ‪...‬‬ ‫الب ْل ُب َل َص ْوتاً َ‬ ‫شا بَ َه ف ُ‬ ‫وح َم ْس ًى ِل َد ِم‬ ‫ورسى ي ن� ُّ‬ ‫الر ِ‬ ‫وشفا ‪....‬‬ ‫ُه َو‬ ‫للعا� َد وا ٌء ِ‬ ‫ي‬ ‫جي َس ِق ِم‬ ‫ُه َو ِت ْر ُ‬ ‫ياق َش ٍّ‬ ‫وفيه بَ َرعا ‪...‬‬ ‫الح ْس َن‬ ‫ِ‬ ‫َج َم َع ُ‬ ‫الد َل ِع‬ ‫ون َّ‬ ‫َ‬ ‫وح َو ى ك َُّل ُف ُن ِ‬ ‫� َع ْي َن ِيه ِشعا ٌع َس َطعا ‪...‬‬ ‫بَ ي ْ ن َ‬ ‫الو َل ِع‬ ‫وأَ نا فيه َش ُ‬ ‫ديد َ‬ ‫وح بها ًء وسنا ‪...‬‬ ‫الر َ‬ ‫أَ تْ َر َع ُّ‬ ‫الس َم ِر‬ ‫وحال فيه َح ُ‬ ‫َ‬ ‫ديث َّ‬ ‫وهنا ‪...‬‬ ‫الع ْم َر ُح ُبوراً َ‬ ‫وسقى ُ‬ ‫َ‬

‫الص َو ِر‬ ‫فاريح تَّ‬ ‫وت َ َ‬ ‫بش� ُّ‬ ‫وغ ن� ‪...‬‬ ‫بالر ِاغ ِب ما ال ً ِ‬ ‫َل ْس ُت َّ‬ ‫بالء َ ش‬ ‫�‬ ‫ف ُهما أُ ُّس ِ‬ ‫الب َ ِ‬ ‫ِإ نَّما أَ ْع َش ُق بَ ْد َراً َط َلعا ‪...‬‬ ‫بَ ْع َد ما را َف َق َخ ْطوي َو َجعي‬ ‫َل ْي َت ما أَ ْد بَ َر ِع ن ِّ ي� َر َجعا ‪...‬‬ ‫الم َت ِع‬ ‫َلرأى ك َُّل ُص ُن ٍ‬ ‫وف ُ‬ ‫ُ‬ ‫العاذل ال تَ ْع ِذ ُل ن ي� ‪...‬‬ ‫أَ يُّها‬ ‫والع َتبا‬ ‫لوم به‬ ‫ص ا آ َّل َ‬ ‫َ‬ ‫أَ ْق ِ‬ ‫ِ‬ ‫َل ْي َتك ال ن تُناغي َش َج ن ي� ‪...‬‬ ‫و َد ِع‬ ‫غ� َط َربا‬ ‫وح تُ ن ِّ‬ ‫الر َ‬ ‫ُّ‬ ‫ي‬ ‫الش ْي ِب َه َّد ْت ُس ُف ن ي� ‪...‬‬ ‫فرياح َّ‬ ‫ُ‬ ‫وق�ض‬ ‫الع ْم ُر َخساراً‬ ‫و(ه َبا)‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫أَ يُّها‬ ‫العاذ ُل َق ْل ب ي� َو َقعا ‪...‬‬ ‫ِ‬ ‫الو َج ِع‬ ‫وس ْت فيه رسايا َ‬ ‫َ​َ‬ ‫لست بالسمع فيه ورعا‬ ‫فانا اعشقه دون وعي‬


‫أتناثر شظايا لهب‬ ‫شعر ‪ /‬رياض الدليمي‬

‫جا ء ن‬ ‫ت�‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫حز�‬ ‫مرتدية فستانا بلون‬ ‫ي‬ ‫موشحا بتجاعيد عنقي ‪،‬‬ ‫أبرص اصفرار التبغ عىل فمها المبتسم‬ ‫كث�ا من الشجن ‪،‬‬ ‫يخفي ي‬ ‫أرى سيجارتها تعبث بفمها‬ ‫او فمها يعبث ب ي� ‪.‬‬ ‫ن‬ ‫جفو�‬ ‫اكتحلت برمد‬ ‫ي‬ ‫وبعض من مزاجي الداكن ‪.‬‬ ‫تشد خرصا مانعا لغزوات شو�ق‬ ‫ي‬ ‫احتسبت لمفاجآت الحرب‬ ‫وعدوان ت‬ ‫لهف� االثم ‪،‬‬ ‫ي‬ ‫بك� يائه المستفز‬ ‫جيدها تغطرس ب‬ ‫لنظرة حارقة‬ ‫تحوط لمكر اعدائه ‪.‬‬ ‫ت‬ ‫غبط� غابت‬ ‫ت ي‬ ‫صم� ثقل عياره‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫تتل أل عىل هذا الفستان الغارق‬ ‫افكاري‬ ‫بالسواد ‪.‬‬ ‫دليل‬ ‫نظرة منها ترسق‬ ‫ي‬ ‫أبات ف ي� عمى‬ ‫ن‬ ‫م� النجوم ‪،‬‬ ‫تاهت ي‬ ‫اين القطب‬ ‫اين الجنوب‬ ‫ت‬ ‫سيجار� اين رمادها‬ ‫اين دخان‬ ‫تي‬ ‫اهل�‬ ‫اين‬ ‫ي‬ ‫اين االعياد‬ ‫ف‬ ‫الغا� ف ي� االحداق منذ شتاء ؟‬ ‫اين القمر‬ ‫ي‬ ‫الشمس ال تليق بحروب الكحل والسيجار‬ ‫وبضعة أظافر اتقد جمرها ‪.‬‬ ‫الظه�ة فستانا‬ ‫ترتدي قيض‬ ‫ي‬ ‫أتناثر شظايا لهب‬ ‫اتناثر شهبا ‪،‬‬ ‫تُقبل أم تدبر‬ ‫لم أفق من ت‬ ‫غيب�‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫يسعف� عطرها‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫تكب�ات اذان ‪.‬‬ ‫لم‬ ‫توقظ� ي‬ ‫ي‬


‫الشعروحده كان ديوان العرب‪ ،‬وكان تاريخ العر� الحقيقي‪ ،‬كان تعب�اً عن توق النفس العربية تل�جمة ذاتها ف� ذات آ‬ ‫الخر‪،‬‬ ‫ي‬ ‫بي‬ ‫ي‬ ‫تعب�اً عن‬ ‫ولذا أقبلت الروح العربية عىل الشعر بن َه ٍم وشوق يغريان بسفر الروح إىل خارج جغرافية المكان والزمان‪ .‬كان‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ال� تركتها جغرافية المكان ف ي� الذات‪ .‬لم يعشق العرب شيئاً كما عشقوا الشعر‪ ،‬وكانوا‬ ‫اتساع الذات‬ ‫للتغ� بالقيم العليا ي‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫كب� ‪ ،‬واختاروا نماذج من أشعارهم‪ ،‬وكتبوها بماء الذهب وعلقوها عىل أستار‬ ‫ال� يظهر فيها شاعر ي‬ ‫يتوافدون لتهنئة القبيلة ي‬ ‫واع�ف النقاد الذين نفوا تعليقها عىل أستار الكعبة بأنها سميت معلقات أل نها كانت تع َّلق ف� أ‬ ‫ت‬ ‫ال ذهان‪ ،‬وتعليقها‬ ‫الكعبة‪،‬‬ ‫َُ‬ ‫ُ ِّ َ ْ‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ال� كانت تجسيد اً مقدساً لما‬ ‫بال ذهان اليلغي أنها ذات قيمة عليا تعدل تعليقها وكتابتها بماء الذهب عىل أستار كعبتهم ي‬ ‫كانوا يؤمنون به‪ ،‬بل ربما كان تعليقها أ‬ ‫بال ذهان أسمى مرتبةً من كتابتها بماء الذهب‪ .‬وكانت القصيدة أوسع انتشاراً ف ي� حياة‬ ‫ض‬ ‫والحا�ون غاوون إىل درجة عبادة‬ ‫العرب من إعالمنا المعارص‪ ،‬وكان سوق عكاظ مهرجاناً ثقافياً مادته الشعر وقضاته شعراء‪،‬‬ ‫ا لشعر ‪.‬‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫و� يوم‬ ‫ال� ال يُقال الشعر فيها ليست معركة‪ .‬ي‬ ‫َّأرخوا معاركهم وغزواتهم بالشعر‪ ،‬وكان ثقافتهم القومية‪ .‬وكانت المعركة ي‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫نئ‬ ‫با� بعد أن نصب خيمته ف ي� ساحتها قبل بدء المعركة‪:‬‬ ‫"ها� بن مسعود‬ ‫ال� قال يومها قائد القبائل ف ي� المعركة‬ ‫ْ‬ ‫الشي ي‬ ‫"ذي قار" ي‬ ‫أهرب ت‬ ‫تهرب هذه الخيمة"‪ ،‬بعد النرص اس ُت ِقبل أبطالها بالشعر‪ ،‬فقال الشاعر "اليان بن جندل" يومها مخاطباً‬ ‫ح�‬ ‫" وهللاِ لن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫وهن يستقبلن العائدين‪:‬‬ ‫ب� شيبان‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫نساء ي‬ ‫شيبانا‬ ‫كر ٍم فاسقي‬ ‫ْ‬ ‫إن ِ‬ ‫فوارس من ُذ ْه ِل ِبن ْ‬ ‫َ‬ ‫كنت ساقيةً يوماً عىل َ‬ ‫َهم راحاً ور يْحانا‬ ‫ديارهم‬ ‫حاموا عن‬ ‫فوارس‬ ‫واسقي‬ ‫واعل مفارق ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫تأث�ه ف ي� النفوس يشبه غليان الماء ف ي�‬ ‫يث� حرباً ويطفئ حرباً ‪ ،‬وكان ي‬ ‫تأث� الشعر ي� العرب يوم كانوا عرباً ‪ ،‬كان الشعر ي‬ ‫ولشدة ي‬ ‫المرجل‪ ،‬ونذكر قصة الزبرقان بن بدر الذي جاء الخليفة عمر بن الخطاب شاكياً‬ ‫الشاعر الحطيئة أل نه هجاه بقوله‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الكاس‬ ‫واقعد فإنك أنت الطاعم‬ ‫ترحل لبغيتها‬ ‫المكارم ال‬ ‫دع‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫فاض ُ‬ ‫طر عمر أن يسجن الحطيئة ليطفئ الفتنة‪ ،‬ومن سجنه أرسل الحطيئة للخليفة عمر شعراً فأبكاه وأخرجه من السجن‪،‬‬ ‫صو ر الحطيئة للخليفة جوع أطفاله بعد أن أدخله السجن‪:‬‬ ‫حيث َ‬ ‫أ‬ ‫شجر‬ ‫ُزغ ِْب الحواصل ال ما ٌء وال‬ ‫مر ٍخ‬ ‫ُ‬ ‫فراخ بذي َ‬ ‫ماذا تقول ل ٍ‬ ‫ف‬ ‫ياعمر‬ ‫سالم هللا‬ ‫فاغفر عليك‬ ‫مظلمة‬ ‫قعر‬ ‫ألقي َت‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫كاسب ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫هم ي� ِ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫يبك الرجال!‪ ،‬وكاد معاوية يقطع لسان الخطل‬ ‫التغل� بسبب احتجاج ال نصار عىل هجائه‪،‬‬ ‫فتصو ْر مدى ي‬ ‫ّ‬ ‫تأث� الشعر الذي ي‬ ‫بي‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫ح� قال هاجياً ال نصار‪:‬‬ ‫وخذوا مساحي ْ ن‬ ‫لستم من أهلها‬ ‫ف َ​َد عوا المكارم‬ ‫النجار‬ ‫ُ‬ ‫ب� ّ‬ ‫َ‬ ‫كم ي‬ ‫أ‬ ‫نصار‬ ‫واللؤم تحت‬ ‫قريش بالمكارم والعال‬ ‫ذهبت‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫عمائم ال ِ‬ ‫فغضب أ‬ ‫ين‬ ‫محتج� ‪ ،‬ورفعوا عمائمهم‪ ،‬وقالوا لمعاوية‪ :‬أنظر هل ترى اللؤم تحت عمائمنا‪ ،‬فأجابهم‬ ‫ال نصار‪ ،‬وجاؤوا معاوية‬ ‫الخطل ذلك مبيناً فضله عىل أ‬ ‫الخطل لوال التدخل لمنعه‪ .‬وذكر أ‬ ‫وهللا ال أرى إال الكرم والمروءة‪ ،‬وأمر بقطع لسان أ‬ ‫ال ي ن‬ ‫موي�‬ ‫ِّ‬ ‫قا ئال ً ‪:‬‬ ‫ن‬ ‫آو ْوا وهم نرصوا‬ ‫دونكم‬ ‫ناضلت‬ ‫ب� أميةَ قد‬ ‫ُ‬ ‫هم َ‬ ‫أبنا َء ٍ‬ ‫قوم ُ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫م� عىل‬ ‫ال بَ ُر‬ ‫مضض والقول ينفذُ ما ال تنفذُ ِإ‬ ‫ٍ‬ ‫ح� استكانوا وهم ي‬ ‫ٌ ف‬ ‫أ�‬ ‫والغ�اء‪ ،‬وهذا‬ ‫نعم القول ينفذ حيث يوجد القلب‪ .‬والشعر ساعد عىل إطفاء حرب داعس‬ ‫معروف ي� معلقة ي‬ ‫ب‬ ‫زه� بن ب ي‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫و� القصيدة ي ّ ن‬ ‫يب� بشاعة الحرب ودمارها‪:‬‬ ‫ال� مدح بها الحارث بن عوف وهرم بن سنان لدفعهما ديات القتىل‪ ،‬ي‬ ‫سلمى ي‬ ‫وم� ِم‬ ‫حال من‬ ‫يميناً لنعم السيدان ُو ِج ْد تُما‬ ‫عىل ّكل ٍ‬ ‫سحيل ب َ‬ ‫ٍ‬ ‫تداركتما عبساً‬ ‫منشم‬ ‫عطر‬ ‫بينهم‬ ‫تفانوا ود قُّوا‬ ‫وذبيان بعدما‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫رج ِم‬ ‫وذقتم‬ ‫علمتم‬ ‫الحرب إ ال ّ ما‬ ‫وما‬ ‫وما هو عنها بالحديث ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫الم ّ‬ ‫ُ‬ ‫ض‬ ‫ض‬ ‫ض‬ ‫تم� تبعثوها تبعثوها ذميمةً‬ ‫� ِم‬ ‫� يْتموها ف َت َ‬ ‫وت� إذا َ َّ‬ ‫َ‬


‫ف‬ ‫العر�‬ ‫الق َيم العليا ي� الشعر‬ ‫تج ِّليات ِ‬ ‫بي‬

‫شبل‬ ‫عمر ي‬



‫تنتج فت ْت ِئ ِم‬ ‫عركَ الرحى ِبثفا ِلها‬ ‫ْ‬ ‫وتلقح ِكشافاً َّثم ْ‬ ‫فتعر ك ُ​ُّم ْ‬ ‫ُ‬ ‫ف‬ ‫عل‬ ‫وكان الشعر يدفع الناس عىل الثبات ي� المعارك خوفاً من العار‪ ،‬فها هو معاوية بدأ يفكر بالهزيمة أمام جيش إ‬ ‫ال مام ي‬ ‫أ� طالب القوي‪ ،‬فتذكّ َر قول الشاعر‪:‬‬ ‫بن ب ي‬ ‫مكانك تُ ْح َمدي أو ت‬ ‫تس� يحي‬ ‫وجاشت‬ ‫جشأت‬ ‫فقلت لها وقد‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ال نسان ي ن‬ ‫ين‬ ‫ح� قرر أن يواجه الموت من أجل‬ ‫ال� أخذها الهلع‪ .‬وهذا هو‬ ‫الحص� بن ضمضم يصيب عمق إ‬ ‫إنه يخاطب نفسه ي‬ ‫صون حياته‪ ،‬أي كرامته وسمعته‪:‬‬ ‫لنفس حيا ًة َ‬ ‫أتقد ما‬ ‫أجد‬ ‫مثل أن ّ‬ ‫تأخر ُت أستبقي الحياة فلم ْ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ال� كانت تفكر بالهزيمة‪:‬‬ ‫وال نزال نذكر ذلك الشعر الرائع لقطري بن الفجاءة الخارجي الذي يخاطب نفسه ي‬ ‫أقول لها وقد طارت شعاعاً من أ‬ ‫ُ‬ ‫ويحك ال تُراعي‬ ‫ال بطال‬ ‫ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫أ‬ ‫لك لم تطاعي‬ ‫يوم‬ ‫فإ نّ ِك لو‬ ‫من الجل الذي ِ‬ ‫سألت بقا َء ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫ص�اً فما ُ‬ ‫بمستطاع‬ ‫الخلود‬ ‫نيل‬ ‫فص�اً ي� مجال الموت ب‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وخ�ها الروحي ي ن‬ ‫بز‬ ‫ين‬ ‫ورائع قول‬ ‫ح� قال‪:‬‬ ‫فيتام� الحياة‬ ‫المتن� الذي جعل الشعر‬ ‫بي‬ ‫وإذا لم يكن من الموت ٌّبد فمن العجز أن تموت جبانا‬ ‫أهم من الحياة نفسها‪ ،‬ي ن‬ ‫ح� يخ ّل ُد القيم بعد رحيل الجسد‪ ،‬لقد قال أبو تمام شعراً‬ ‫الخالد‬ ‫الكالم‬ ‫العرب ‪،‬‬ ‫العرب ‪،‬‬ ‫ورأى‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫رائعا ف� رثاء البطل محمد بن حميد الطوس الذي كان يستطيع النجاة من الموت بفراره‪ ،‬ولكنه لم يفعل وصمد وقاتل ت‬ ‫ح�‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫قُتل‪ ،‬ي ن‬ ‫أ� تمام إياه قالوا‪" :‬ما مات من ُر ث ي َ� بمثل هذا الشعر"‪ .‬ومن أبيات هذه القصيدة الرائعة قول‬ ‫وح� سمع أهله رثاء ب ي‬ ‫أ� تمام‪:‬‬ ‫بي‬ ‫الموت سهال ً فر َّد ُه إليه الحفا ُ‬ ‫والخ ُل ُق الو ْع ُر‬ ‫المر‬ ‫فو ُت‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫وقد كان ْ‬ ‫ظ ُّ‬ ‫ش‬ ‫الح�‬ ‫أخمصك‬ ‫وقال لها من تحت‬ ‫وأثبت ف ي� مستنقع الموت رج َل ُه‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫سندس ض‬ ‫خ�‬ ‫الموت ُح ْمراً فما دجا لها الليل إ ال ّ وهي من‬ ‫ثياب‬ ‫تَر ّد ى‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ض‬ ‫تف� مات ي ن‬ ‫النرص‬ ‫النرص إن فاته‬ ‫مقام‬ ‫وال� ِب ِميتةً تقوم‬ ‫ب� الطعن‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫دماً‬ ‫والذكر‬ ‫حاديث‬ ‫ضحكت عنه ال‬ ‫قبيلة‬ ‫عيون‬ ‫فاضت‬ ‫ف� كلما‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫نعم لقد كان الشعر ديوان العرب‪ ،‬وكان ب ز‬ ‫خ� أرواحهم التائقة إىل الخلود‪ ،‬كان هكذا يوم كانت الكلمة موقفاً ‪ ،‬ويوم كانت‬ ‫الكلمة تعدل الفعل نفسه‪.‬‬


‫ف‬ ‫دور المرأة ي� صنع المجتمع‬


‫عياد‬ ‫بقلم الناشطة االجتماعية إ‬ ‫والعالمية‪ :‬جمانة كرم ّ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫نسميه الرض‪ ،‬كان ُ‬ ‫ُوام هذا العالم وسبب استمراره‪،‬‬ ‫الرجل والمرأ ُة معاً ق َ‬ ‫نسا� كوكبنا هذا الذي ِّ‬ ‫منذ أن َ‬ ‫عم َر الوجو ُد ف إال ي‬ ‫ور ِّقيها من جيل حضاري إىل جيل حضاري آخر‪ .‬وكان البد من التكامل‬ ‫وتقدمه‪ ،‬وإسهامه ي� بناء الحضارة إالنسانية‪ُ ،‬‬ ‫ت‬ ‫ال�‬ ‫والخ ُلقي الذي وهبته‬ ‫الخ ْلقي ُ‬ ‫َ‬ ‫الطبيعة للمرأة والرجل ّ‬ ‫ليتم انتقال إالنسان من مرحلته البهيمية إىل مرحلته إالنسانية ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ض‬ ‫ن‬ ‫ر�‪.‬‬ ‫هي غايةُ مع� وجودنا ي� عمرنا ال ي‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫للنتاج المادي الذي كانت تتطلبه‬ ‫لقد كان دور الرجل ف ي�‬ ‫ال� تؤهله إ‬ ‫بداية التطور إال ي‬ ‫نسا� قائماً عىل امتالك القوى البدنية ي‬ ‫صعوبة المراحل أ‬ ‫الوىل ف‬ ‫نمو الحضارة والتمدن‪ ،‬وكانت له قواه العقلية ت‬ ‫ال� التقل حضوراً عن قواه البدنية ليكون كائناً‬ ‫�‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫نمو وجودنا إالنسا�‪.‬‬ ‫ال� يتطلبها ُّ‬ ‫ال� ال تصل إىل القوة العقلية ي‬ ‫اجتماعياً بما هو أبعد من غريزة الحيوان‪ ،‬ي‬ ‫للرجل‪ ،‬لقد كانت المصنع الكو ن ي� الذي يصنع �ف‬ ‫وكفاءات ال ُّ‬ ‫موهوب‬ ‫عما هو‬ ‫قوى‬ ‫أما المرأة فقد ُو ِه ْ‬ ‫ٍ‬ ‫تقل أ أهمية ّ‬ ‫بت َ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ أي‬ ‫ُ َُ ي‬ ‫ن‬ ‫مومي الذي هو‬ ‫نسا� المولود منها‪ ،‬وألقى هللا فيها‬ ‫المستقبل الول‬ ‫غياهب مشيمته إالنسان‪ .‬وهي‬ ‫َ‬ ‫للوجود إال ي‬ ‫ِ‬ ‫الحنان ال ّ‬ ‫أهم أنواع أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫الغذية ت‬ ‫ال� ن‬ ‫تأث�اً ي� تنشئة‬ ‫تب� إنسانية إالنسان‪ .‬حنان الم الذي تهبه لمولودها الوافد من رحمها ال يقل ي‬ ‫ي ي‬ ‫مولودها عن الحليب الذي تغذي به جسده‪ .‬وبهذا ندر أن تلقى إنساناً طبيعياً‪ ،‬وليس عليه بصمات أمه الروحية ال�ت‬ ‫أي‬ ‫أطفال ف� نقاء القبلة أ‬ ‫ح�‪ ،‬وهو كب�‪ ،‬وجميعنا من حنان أ‬ ‫الوىل ت‬ ‫تبقيه طفال ً ت‬ ‫ٌ‬ ‫ال� تالمس ثغر الوليد من فم أمه‪ .‬والم‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ال� ينال منها الطفل شهادة تؤهله للدخول ف� الحياة بمعناها أ‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫الرحب المنتج المبدع‪ ،‬يقول الشاعر‬ ‫ي‬ ‫هي المدرسة الوىل ي‬ ‫المرصي حافظ إبراهيم‪:‬‬ ‫الم مدرسةٌ إذا أعددتها أعددت شعباً طيب أ‬ ‫أ‬ ‫العر ِاق‬ ‫َْ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫وهكذا نُ ِع ُّد أمةً إذا أعد ْدنا ّأماً‪ ،‬وكان الدين إالسالمي الحنيف قد أعطى للمرأة قداسة لم ْ‬ ‫تنل مثلها ف ي� كل مناحي الفكر‬ ‫الخرى‪ ،‬فقد جاء ف� حديث الرسول العر� محمد بن عبد هللا‪" :‬الجنة تحت أقدام أ‬ ‫نسا� أ‬ ‫ن‬ ‫ال َّمهات"‪ ،‬فالمرء ال يستطيع‬ ‫بي‬ ‫إال ي‬ ‫ي‬ ‫قدميها‪ .‬ولهذا الحديث داللة قدسيةٌ عالية‪ .‬حيث‬ ‫الدخول إىل جنان الخلود إال ّ برضا أمه‪،‬‬ ‫ولذا جعل الرسول الجنة تحت أ ْ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫مو ّطأ ٌة لبنائها‪ ،‬إنهم بضعة منها‬ ‫جعل رضا‬ ‫هللا مقروناً برضا الم‪ .‬وقلب الم أوسع من الدنيا‪ ،‬وأجمل المكنة ي� قلبها َ‬ ‫أ‬ ‫ش‬ ‫تم� عىل الرض‪.‬‬ ‫ي‬ ‫واع‪ ،‬عليها أن تكون واعية‪ ،‬ألن وعيها مقدمة لوعي المجتمع‪ ،‬ووعياً لهذه الحقيقة‬ ‫ي‬ ‫ولك تستطيع المرأة بناء جيل قويم ٍ‬ ‫مسلم ومسلمة‪ .‬ودعا إىل تحريرها من عبودية المفاهيم‬ ‫الحضارية العالية جعل إال ُ‬ ‫العلم فريضةً عىل كل ٍ‬ ‫طلب ِ‬ ‫سالم َ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫القبلية الجاهلية‪ ،‬تعليم المرأة ن‬ ‫خ� المجتمع‪ .‬أما إذا نشأت المرأة ي� الجهل والمية‬ ‫يع� نجاح الرجل ي� مهمته الهادفة إىل ي‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫شو�‪:‬‬ ‫فتكون نتيجة ذلك وباال ً عىل المجتمع كله‪ ،‬يقول أحمد ي‬ ‫ُ‬ ‫الرجال جهالة وخموال‬ ‫أمي ٍة رضع‬ ‫نشأن ف ي�‬ ‫وإذا النسا ُء َ‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ش‬ ‫الس َّل ِم االجتماعي ي� العلم‬ ‫واليوم ‪ ،‬ونحن نعيش ي� القرن الواحد‬ ‫والع�ين نرى أن النساء وصلن إىل أعىل مراتب ُ‬ ‫ف‬ ‫والسياسة والنبوغ الفكري الذي نلمح معالمه ي� المجتمعات الراقية‪ّ .‬إن "أنديرا غاندي" استطاعت أن تصل إىل رئاسة‬ ‫الوزراء ف� الهند‪ ،‬وتحت إدارتها ث‬ ‫أك� من مليار شخص‪ .‬وتلك "مدام كوري" الفرنسية استطاعت أن تكتشف معدن الراديوم‬ ‫ي‬


‫العر� ينتج أديبات وصلن إىل مستوى عالمي ف ي� ميدان الفكر والثقافة‪ ،‬مثل غادة السمان وأحالم‬ ‫المشع‪ .‬وها مجتمعنا‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫وتعب�اً عن أهمية المرأة قال نابليون بونابرت‪" :‬إن المرأة‬ ‫يعت� لَبنةً ي� تقدم الحضارة‪ .‬ي‬ ‫عس�ان‪ .‬وهذا ب‬ ‫مستغانمي وليىل ي‬ ‫ت‬ ‫تهز العالم بيسارها‪ .‬وقالوا وراء كل عظيم امرأة عظيمة‪.‬‬ ‫ال� تهز الرسير بيمينها فإنها ُّ‬ ‫ي‬ ‫البنا� وذلك يتم بحفاظها عىل مكارم أ‬ ‫ف‬ ‫ئ‬ ‫الخالق‪ ،‬وإرضاع هذه المبادئ للنشء‬ ‫والمرأة ي� ش�قنا مطا َلبة بالحفاظ عىل دورها ي‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫نز‬ ‫ال� أنجزت الحرية والوعي‬ ‫ال� تهدد القيم إالنسانية العليا ي‬ ‫جيال ً إثر جيل‪ .‬وأنت تنتبه لتجنب م�لقات الحضارة المادية ي‬ ‫والتقدم‪.‬‬




‫ز‬ ‫تش�وفرينيا الحروف‪:‬‬ ‫ي‬ ‫د‪ .‬رويدا خواطر‬

‫ن‬ ‫التفك� اىل البعيد ‪ ،‬اىل حياة هانئة ‪ ،‬ننعم بهدوئها ‪ ،‬ونرتشف نعيمها‪ ،‬حياة لطالما تمنها ارواحنا ‪ ،‬علها تكمل ما تبقى من‬ ‫يأخذ�‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫مص�ها بسعادة وحبور وطمأنينة‪.‬‬ ‫ي‬ ‫أين هو هذا البعيد ‪ ،‬واين انت ايتها الحياة؟ اين مقرك؟ اين اسدلت ش�اعك ؟ د ّلينا عليك لنصل برسعة ونستغل لحظاتنتا بمضامينك‬ ‫‪.‬‬ ‫ف‬ ‫يا ترى ‪ ،‬هل سيسمح لنا العيش ‪ ،‬كما تريد ارواحنا وهل سنعيش كما يحلو لنا رغم انوف من وقف ويقف ي� سبيل فرحنا ‪ ،‬سؤال‬ ‫سيبقى مخبأ ف ي� جعبة المستقبل بانتظار الفرج ‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫التفك� ذاته ‪ ،‬ن‬ ‫ال� اوجدت هؤالء االشخاص ليكونوا‬ ‫إن‬ ‫ي‬ ‫ال� حدت من تطورنا ‪ ،‬او االسباب ي‬ ‫اوقف� هنيهة لبحث عن ابرز االسباب ي‬ ‫ي‬ ‫حجر ثع�ة تواجه ابداعنا ‪ ،‬تواجه حبورنا تصد امالنا ‪ ،‬عىل ما يبدو عديدة هي العراقيل والمداميك ‪ ،‬اولها الحسد قلة هم الذين‬ ‫الخ� لذويهم ‪ ،‬معظمهم يتمنون االفضل لذاتهم يغ� ي ن‬ ‫ابه� بمصلحة ما يحيط بهم وبالرغم من‬ ‫وجدوا عىل هذا الكوكب يحبون ي‬ ‫ال� يسعون الجادها ت‬ ‫ت‬ ‫التضحيات ت‬ ‫وح� السعادة صارت‬ ‫ال� يقدمونها الجلهم ومن اجلهم ‪ ،‬جل ما يتمنونه هو ي‬ ‫تكس� جدار السعادة ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫الخ� اال وجد الجلهم فقط دون‬ ‫بعيدة المنال محظورة علينا يعملون ي� الليل والنهار من اجل ابعادها وذلك كله النهم ال يرون ي‬ ‫ت‬ ‫ش‬ ‫ال� ال تنبض اال بالحقد‬ ‫سواهم ‪ ،‬رصخة من االعماق لماذا يا ابناء ادم ؟ ان ب ي‬ ‫ن� الب�ية وجد عىل هذه االرض ليصلح هذه االنفس ي‬ ‫والغ�ة ‪ ،‬وكذلك السيطرة ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫يا ابناء ادم ساعدوا من يقف بجانبكم ف� الرساء ض‬ ‫وال�اء ال تسعوا جاهدين ف ي� اغالق باب الفرج الذي يمكن ان يكون فرجا عليكم قبل‬ ‫ي‬ ‫يغ�كم ‪.‬‬ ‫قدر للبعض منكم ان يمتلكوا قوة معينة من خاللها ليسيطروا علينا بحجة ش‬ ‫ال�يعة‬ ‫او ربما السبب االخر السلطة ‪ ،‬القوة نعم ّ‬ ‫والعادات والتقاليد ‪.‬فاين هي هذه العادات واين انت ايتها ش‬ ‫نبك دما بدل الدمع ‪ ،‬ماذا افديتينا يغ� انك لعبت دورا‬ ‫ال�يعة عندما ي‬ ‫لتدم�نا ‪.‬‬ ‫مساهما لنجاح من يسعى ي‬ ‫ف‬ ‫اسباب اخرى ال اريد ذكرها او استذكارها النها تحرك بال�كان الخامد � صدري خوفا من انفجار يتساقط دمعا عىل ت‬ ‫وجن� فتحرقهما‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ال� اتم� ان تكون عىل قدر ما نحلم ‪.‬‬ ‫وما من دواء يشفيهما ‪ .‬المستقبل هو ي‬ ‫خ� كفيل لوضوح الصورة وهو الحياة ي‬ ‫سن� ‪ ،‬يل�د ي ن‬ ‫اطو يا ي ن‬ ‫الحن� روحا تتنازع طالبة الرحمة ومتشوقة اىل الحياة ‪.‬‬


‫ن‬ ‫يب� الثقافة وال ّتعليم‬

‫الحداد‬ ‫كارال ّ‬

‫عبود‪ " :‬المدرسة تع ّلمك القراءة‪ ،‬الجامعة تد ّلك عىل الدروب‪ ،‬لكن المدرسة ال تقرأ عنك "‪.‬‬ ‫قال مارون‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫وتشعب مجاالت الحياة‪.‬‬ ‫ملحة‪ ،‬يفرضها ّ‬ ‫تقدم العرص‪ّ ،‬‬ ‫لقد فأصبح الذهاب إىل المدرسة‪ ،‬ي� فأيامنا هذه‪ ،‬ض�ورة ّ‬ ‫ض‬ ‫مشوها من حيث المفهوم وأهدافه غامضة‪ ،‬بالنسبة‬ ‫لكن‪ ،‬ي� المقابل‪ ،‬باتت هذه ال�ورة ي� الوقت نفسه‪ ،‬تقايدا ّ‬ ‫الكث� من الناس‪.‬‬ ‫إىل ي‬ ‫العديد من الطالب يظنون أن التع ّلم ف‬ ‫والتخصص ف ي� الجامعة‪ ،‬هما غاية التحصيل والمعرفة‪ .‬إذ نرى‬ ‫المدرسة‬ ‫�‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫العديد من هؤالء يكتفون بكمية المعلومات والمعرفة المكتسبة ي� المدرسة والجامعة‪ ،‬وال يسعون إىل زيادة أي‬ ‫ش‬ ‫يتوجه إليهم مارون عبود بالقول المذكور أعاله‪ " :‬المدرسة تع ّلمك القراءة‪ ،‬الجامعة‬ ‫�ء عليها‪ .‬هؤالء هم الذي ّ‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫تدل عىل الدروب‪ ،‬لكن المدرسة ال تقرأعنك "‪.‬‬ ‫يقصد الكاتب من خالل هذا القول‪ ،‬أن المدرسة تمنح الولد المواد والمعلومات والمعرفة أ‬ ‫الساسية ت‬ ‫ال� يحتاج‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫تقدم لهؤالء‬ ‫كث�ة إذ إنها ّ‬ ‫إعت� ّأن الجامعة تفتح أمام الطالب أبوابا ي‬ ‫إليها كل شخص تأ� إىل هذه الحياة‪ .‬كما أنه ب‬ ‫ال� يحبها ت‬ ‫ومتنوعة‪ ،‬يستطيع من خاللها الفرد أن يختار المهنة ت‬ ‫إختصاصات عديدة‬ ‫وال� تناسبه‪ .‬إال ّأن كل ما‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫أمي�‪ ،‬لك ّنه ال يجعلنا مث ّق ي ن‬ ‫وغ� ي ن‬ ‫نتع ّلمه ونكتسبه ف� المدرسة و� الجامعة يجعلنا أفرادا متع ّل ي ن‬ ‫ف�‪.‬‬ ‫م�‬ ‫ي‬ ‫الثقافة‪ ،‬العلم يوالمعرفة‪ ،‬ال ييكونان إال من خالل المطالعة أ‬ ‫والبحاث المتواصلة والتعمق ف� مجاالت المعرفة �ف‬ ‫ي‬ ‫ّ ي‬ ‫ف‬ ‫الك�ى‪ ،‬ال يعرفون شيئا ي� المجاالت‬ ‫مختلف أنواعها وإختالفاتها‪ .‬ففي الواقع‪ ،‬نرى العديد من‬ ‫حامل الشهادات ب‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫الكث� من الثقافة‪.‬‬ ‫عامة ي� مجاالت أخرى‪ ،‬كما ينقصهم ي‬ ‫تخصصهم وال يتم ّتعون بمعلومات ّ‬ ‫ال� تخرج عن ّ‬ ‫ي‬ ‫وكمية‬ ‫لذلك‪ ،‬عىل كل من يو ّد أن يكون مث ّقفا‪ ،‬المطالعة ومتابعة كل‬ ‫جديد بشكل متواصل وذلك لتنمية الفكر ّ‬ ‫المعلومات لديه‪ .‬ساعتان كل يوم من القراءة أو من أ‬ ‫ت‬ ‫يتوجب عىل كل فرد عمله وذلك‬ ‫ما‬ ‫كل‬ ‫هو‬ ‫نت‬ ‫ن�‬ ‫ال‬ ‫عىل‬ ‫بحاث‬ ‫ال‬ ‫إ‬ ‫ّ‬ ‫لزيادة الثقة بالنفس وتطوير الذات من جهة‪ ،‬وإكتشاف المواهب الدفينة من جهة أخرى‪.‬‬ ‫ت‬ ‫ال� نحصل عليها بعد سنوات عديدة من الدرس والتعب ف ي� المدرسة والجامعة‪ ،‬ليست بستار ب ئ‬ ‫نخ�‬ ‫فالشهادة ي‬ ‫جهلنا وراءه‪ ،‬وال مقياسا لمقدار ثقافتنا وسعة علمنا‪.‬‬


‫أ‬ ‫ويل ل ّمة‬ ‫الحداد‬ ‫كارال ّ‬

‫أ‬ ‫مما ال تنسج "‬ ‫ج�ان خليل ب‬ ‫قال ب‬ ‫مما ال تزرع‪ ،‬وتلبس ّ‬ ‫ج�ان‪ " :‬ويل ل ّمة تأكل ّ‬ ‫إن التكال عىل آ‬ ‫الخرين يقود إىل الفشل ت‬ ‫وال� ّدي‪ ،‬بينما ا‘تماد عىل النفس يؤ ّدي إىل نجاح الفرد وإزدهار الوطن‪.‬‬ ‫ّ إّ‬ ‫أ‬ ‫ج�ان لكتابة هذا القول هو‬ ‫ج�ان‪ ،‬يوحي بالتعميم‪ ،‬لن كل ّأمة ال تعتمد عىل نفسها تفشل وتضعف‪ ،‬ما ألهم ب‬ ‫عىل الرغم من ّأن قول ب‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫اللبناني� يميلون إىل كل ما هو مستورد بدال من‬ ‫ج�ان ّأن‬ ‫خ� الخطأ الذي إرتكبه ويرتكبه حتىل الن أبناء وطنه‪ .‬فقد الحظ ب‬ ‫معايشة هذا ال ي‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫الذا�‪ ،‬وذلك بقدراتهم وبتجويد منتجاتهم والمحافظة عىل‬ ‫المبادرة إىل إالعتماد عىل إالنتاج‬ ‫المحل ي� كل المجاالت والسعي إىل إالكتفاء ي‬ ‫ي‬ ‫والستثمار داخل الوطن‪.‬‬ ‫رؤوس أموالهم إ‬ ‫ف‬ ‫والنهيار هم المسيطرين عىل مستقبله‪ .‬ذلك ألن من‬ ‫مص� وطنه وإذا‬ ‫إستمر أبناؤه ي� خطئهم‪ ،‬سيكون الفشل والضعف إ‬ ‫ج�ان عرف مسبقا ي‬ ‫ب‬ ‫ّ‬ ‫آ‬ ‫الشخص وي ّتكل دائما عىل الخرين‪ ،‬سيجد نفسه فاشال وفارغ اليدين‪ ،‬خصوصا عندما‬ ‫ال يثق ينفسه وبقدراته‪ ،‬وال يعتمد عىل عمله وتعبه‬ ‫يّ‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ال� ينفقها الناس عىل ما هو مستورد‪ ،‬تضعف‪ ،‬إن خرجت عن نطاق البالد‪ ،‬من حيث‬ ‫يتوقّف الم ّتكل عليه‪ ،‬عن ّ‬ ‫مده بما يحتاج إليه‪ .‬فالموال ي‬ ‫ت‬ ‫ال� يجدر بها أن تستثمر ف ي� الوطن‪.‬‬ ‫قيمة العملة‬ ‫ّ‬ ‫الوطنية وتفقد الوطن رؤوس أموال ي‬ ‫ويتذوقون طعم النجاح‬ ‫مما ينسجون‪ ،‬يزدادون ثقة بأنفسهم‬ ‫ّ‬ ‫مما يزرعون‪ ،‬يلبسون ّ‬ ‫أما إذا إتكل أبناء الوطن عىل أنفسهم‪ ،‬فهم يكلون ّ‬ ‫أي ضعف أو تدهور‬ ‫الخ� ف ي� البالد‪ ،‬يحافظون عىل عىل أموالهم ويكتبون للوطن مستقبال زاهرا‬ ‫ويحصنوه إقتصاديّا ّ‬ ‫اللذيذ‪ ،‬ويزيدون ي‬ ‫ّ‬ ‫ضد ّ‬ ‫أو إنهيار‪.‬‬ ‫ج�ان ف ي� هذا الموقف الذي إتّخذه وان‬ ‫الكث� من‬ ‫المصداقية‪ ،‬وعىل كل مواطن يحب ويؤمن بوطنه أن يشارك ب‬ ‫ج�ان هذا‪ ،‬فيه ي‬ ‫فتحذير ب‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫والوط�‪.‬‬ ‫يجعل شعاره ف ي� الحياة ‪ " :‬إالعتماد عىل النفس "‪ ،‬أيا كان عمله أو دوره إالجتماعي‬ ‫ي‬



‫ا لحلم‬

‫عمر شبيل‬

‫رص الح ُـل ْـ ُم عىل الشقا ْء‬ ‫ال ب ّد أن ينت َ‬ ‫األرض التي تـُطعمنا من صدرها‬ ‫ما دامت‬ ‫ُ‬ ‫تظل رغ َم إمثنا‬ ‫ُّ‬ ‫تجو ُد بالخصب وبالنامء‬ ‫"أوديب "‬ ‫الب َّد من مدين ٍة تأيت بال‬ ‫ْ‬ ‫تأيت بال وبا ْء‬ ‫وقيل ‪ :‬ال ب َّد من الطوفانِ حني يظه ُر الوبا ُء يف املدين ْة‬ ‫َ‬ ‫"نوح " مع السفين ْة‬ ‫ال ب ّد من‬ ‫َ‬ ‫ال ب َّد من مدين ٍة يسكنها األحياء‬ ‫ال ب َّد من مك َة واملدينة‬ ‫وفيهام متـَّكاٌ لصاحب "القصواء"‬ ‫*****‬ ‫تدرين كيف الغيم يهطل يف دمي‬ ‫والربق يأخذين إليك فأدله ُّم من الحنني‬ ‫وتسطعني‪ ،‬وتسطعني هناك يف رشفات قلبي‬ ‫حيث يغدو الكون ملكك أنت يا أغىل النساء‬ ‫ويجيء كل الغائبني‪ ،‬ويجلسون عىل فؤادي‬ ‫أي متسع لهم ال يربحون وال يرون سوى سهادي‬ ‫ُّ‬ ‫وبطينك املنسوج من ح َمئي أعيد تشابك الزمن‬ ‫رض ج‬ ‫ا مل َّ‬ ‫بالهزائم والحنني‬ ‫ويزيد عمري كلام فكّرتُ يف شف ٍة‬ ‫ميوت املوت فيها‬ ‫رض " نال منها جرع ًة ‪،‬‬ ‫أي "خ ٍ‬ ‫ّ‬ ‫هي نفسها ماء الحياة‬ ‫يا فالق الظلامت من ثغر الحبيبة هات نورا ً‬ ‫إننا ظأمى وهذا الوجد ليس يفيق‬ ‫من أثر السبات‬ ‫*****‬ ‫نصل ؟!!‬ ‫ْ‬ ‫يسألني متى‬ ‫وكنت أدري أننا ندخل يف الحريق‬ ‫ُ‬ ‫أمامنا كانت محطاتٌ بال أسامء‬ ‫يفس الطريق‬ ‫وكاه ٌن ِّ‬ ‫يقرأ يف كتابه األعامر واألهواء‬ ‫سألته عن جسدي‬ ‫فجم َّـ َع الرياح والرعود والربوق‬ ‫وغاص يف مغارة سوداء‬ ‫يبحث عن نا ٍر من العقيق‬ ‫وصاحبي يطوف يب معتقد ا ً‬ ‫أين أنا املنجم واملسحور والطريق‬ ‫*****‬

‫*****‬ ‫من ألف عام‪ ،‬وأنا أسري يف الصحراء‬ ‫أبحث عن ما ٍء بال دماء‬ ‫أحتاج أحياناً لصرب ناقتي‬ ‫ما كنت غري عاشق يبحث عن حبيبة كثرية األسامء‬ ‫أبحث عن مدين ٍة يسكنها األحياء‬ ‫وناقتي ما كانت الوركاء‬ ‫مشيت‬ ‫تلت يا نعام ْن‬ ‫ق ُـ َ‬ ‫وعاشت الحرقاء‬



‫ارضهم من ذهب ويبحثون عن الفضة‬

‫بقلم ماري‪-‬ميشال اسحق‬

‫ •‬

‫ارض ض‬ ‫خ�اء منبتها الشعر و الوفاء ال ينقصها سوا االعتناء بمناظرها ومعالمها و‬ ‫تقاليدها ي ز‬ ‫المم�ة‪ .‬اين انتم ايها العرب لتحافظوا عىل امتكم وارض اجدادكم؟ اين انتم‬ ‫لتتكاتفوا وتتوحدوا لتبقى ارضكم منبع الحرية االلفة ال العبودية و الكراهية‪..‬‬ ‫لماذا استطاعوا تفرقتكم ؟‬ ‫ارض العرب تتمتع تب�اب تنبع رائحته كرامة و ش�ف وتضحية فاالرض ت‬ ‫ال� تحفظ شعبها‬ ‫ي‬ ‫بالتضحية هي ارض امجاد ال ارض كفار‪..‬‬ ‫الكفرة يكفرون باسم الدين ونحن نكفر باسم العرب‪.‬ارضنا موجوعة ن ز‬ ‫ت�ف دماء ابرياء‬ ‫والوحدة خالصنا‪.‬‬ ‫الرصاصة الرصاصة تقتل لكنها ف‬ ‫ايجا� يصب لمصلحة‬ ‫مفعول‬ ‫لها‬ ‫االحيان‬ ‫بعض‬ ‫�‬ ‫بي‬ ‫ي‬ ‫مطلقها‪.‬‬ ‫ف ي� ارض مليئة بالخضار والثورة ش‬ ‫تنت� امة يحىك انها مناضلة تقف بوجه الدمار سالحها‬ ‫الثقافة والعلم ارض امجاد خلقت بالكفاح‪ ،‬الحرف عنوانها و القلم عامودها الفقري‪.‬‬ ‫ايها العرب ال تدعوا ملذات الحياة ترمي بكم وسط عالم ال يشبهكم الوقت هذا هو‬ ‫االنسب للوحدة ت‬ ‫وال�ابط ال التفرقة و الحسد و النميمة فالعالم برمته موجوع وسالح‬ ‫الغدر يتكاثر فارفعوا سالحكم بوجه كل تفرقة وال تفسحوا المجال الحد ان يخلق روح‬ ‫ش‬ ‫ال� فيكم تذكروا دائماً انكم من رحم امة ولدت بالنضال و المكافحة والتضحية عرابتها‪.‬‬


‫ تك ُرباملأسا ُة أن تلقى األىس‬ ‫ وتعيش العم َر يف ٍ‬ ‫بيت ترى‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ يا باعثَ‬ ‫رش‬ ‫اآليات للب ِ‬ ‫خالق اآلما ِل من ٍ‬ ‫عبث‬ ‫ يا‬ ‫َ‬ ‫حاجب األمطا ِر عن ٍ‬ ‫بلد‬ ‫ يا‬ ‫َ‬ ‫رص ‪ ،‬تلك أمتُنا‬ ‫ مذ غاب نا ُ‬ ‫ الكل صاروا بعد غيبت ِه‬ ‫ُّ‬ ‫ ******‬ ‫ سواي يرى يف املدح نهجاً يُط ّب ُق‬ ‫ فيا باعث التاري ِخ إبعثْ ُمخلِّصاً‬ ‫ ******‬ ‫الجبل‬ ‫ْ‬ ‫ وهناك يف سف ِح‬ ‫ من حوله شجر الحياة‬ ‫ كانت ت ُجدد سع َد ها‬ ‫ وعدت ستُذيك ُح ّبها‬ ‫ صلّت ل َي ْهنأ عم ُرها‬ ‫ ******‬ ‫الرطيب‬ ‫ سمرا ُء يا انشو َد َة الثغ ِر‬ ‫ِ‬ ‫ناجيت الهوى‬ ‫ يف ق ّد ِك امل ّياس‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الطرف إ نّ ُه قاتيل‬ ‫ سمرا ُء ملّي‬ ‫ِ‬ ‫بطرف عينك‪ ،‬إنها‬ ‫الجريح‬ ‫ إشفي‬ ‫َ‬


‫نفحا ت‬ ‫هيام حيدر‬

‫ تك ُرباملأسا ُة أن تلقى األىس‬ ‫ وتعيش العم َر يف ٍ‬ ‫بيت ترى‬ ‫ُ‬

‫ِ‬ ‫ يا باعثَ‬ ‫رش‬ ‫اآليات للب ِ‬ ‫خالق اآلما ِل من ٍ‬ ‫عبث‬ ‫ يا‬ ‫َ‬ ‫حاجب األمطا ِر عن ٍ‬ ‫بلد‬ ‫ يا‬ ‫َ‬ ‫رص ‪ ،‬تلك أمتُنا‬ ‫ مذ غاب نا ُ‬ ‫ الكل صاروا بعد غيبت ِه‬ ‫ُّ‬ ‫ ******‬ ‫ سواي يرى يف املدح نهجاً يُط ّب ُق‬ ‫ فيا باعث التاري ِخ إبعثْ ُمخلِّصاً‬ ‫ ******‬ ‫الجبل‬ ‫ْ‬ ‫ وهناك يف سف ِح‬ ‫ من حوله شجر الحياة‬ ‫ كانت ت ُجدد سع َد ها‬ ‫ وعدت ستُذيك ُح ّبها‬ ‫ صلّت ل َي ْهنأ عم ُرها‬ ‫ ******‬ ‫الرطيب‬ ‫ سمرا ُء يا انشو َد َة الثغ ِر‬ ‫ِ‬ ‫ناجيت الهوى‬ ‫ يف ق ّد ِك امل ّياس‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الطرف إ نّ ُه قاتيل‬ ‫ سمرا ُء ملّي‬ ‫ِ‬ ‫بطرف عينك‪ ،‬إنها‬ ‫الجريح‬ ‫ إشفي‬ ‫َ‬

‫رحاب‬ ‫يف ربو ٍع لك أبهى من‬ ‫ْ‬ ‫فيه أقىس من رحيلٍ‬ ‫واغرتاب‬ ‫ْ‬ ‫******‬ ‫يا حارضا ً يف الكون كالقد ِر‬ ‫مج َد العروب ِة ُص ْن ُه من خط ِر‬ ‫ف ّجر عيو َن الدمع من برصي‬ ‫األموات يف ال ُح َف ِر‬ ‫تحيا كام‬ ‫ُ‬ ‫ِخل َو الفؤا ِد مشتّ َت الفك ِر‬ ‫لكل القادمني يُ َصف ُِّق‬ ‫وغريي ِّ‬ ‫الناس تهوى وتعشق‬ ‫إىل أن تعو َد‬ ‫ُ‬

‫ْ‬ ‫األزل‬ ‫بيت به منذ‬ ‫ٌ‬ ‫وبقل ِب ِه رج َع القُبل‬ ‫ْ‬ ‫الغزل‬ ‫وبثغرِها حل ُو‬ ‫األمل‬ ‫ْ‬ ‫أبد ا ً بتجديد‬ ‫الفشل‬ ‫ْ‬ ‫وتدوس ناصي َة‬ ‫ُ‬ ‫شق املض ّمخ بالطيوب‬ ‫يا نفح َة ال ِع ِ‬ ‫بوجيب‬ ‫والقلب أيق َظ لهفتي‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫بالتعذيب‬ ‫القلب‬ ‫جرحت‬ ‫يا من‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫للمحبوب‬ ‫الحب‬ ‫حملت لذي َذ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬


‫إىل ظبي ُة الظبيات‬

‫رشا طالب‬

‫وأبني لها منزالً يف الحشا‬ ‫ستك ُرب فرح ُة عمري رشا‬ ‫ُ‬ ‫أخاف عىل الدرب أن تعطشا‬ ‫ويدفق نب ٌع بقلبي لها‬ ‫فقلت ‪ :‬حبيب ُة قلبي رشا‬ ‫وقالوا‪ :‬الغزال ُة تُدعى رشا‬ ‫ُ‬ ‫وأدعو لها يف صالة الصباح وأدعو لها يف صالة ال ِعشا‬ ‫باي عليه منا وانتىش‬ ‫ستبق َني نبت َة عمري الذي‬ ‫ِص َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سواك علي ِه مىش‬ ‫درب عمري وليس‬ ‫شئت فاميش عىل‬ ‫كام‬ ‫ِ‬ ‫رشاي ارتىش‬ ‫بحب‬ ‫الناس باملا ِل يوماً فقلبي‬ ‫إذا ما ارتىش‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫كل ور ٍد لور ٍد وىش‬ ‫بها ُّ‬ ‫مشت يف حديق ِة ور ٍد‬ ‫إذا ما‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫املوت رسق َة عمري‬ ‫حاول‬ ‫إذا‬ ‫تر ُّد الحيا َة إ َّيل رشا‬ ‫ُ‬


‫لآل ِل حب‬ ‫فاطمة البزال‬

‫مت وجهي شط َر آل املصطفى‬ ‫ميّ ُ‬ ‫صال خاصاً وطويال‬ ‫أرجو ِو ً‬ ‫وطفقت أرنو للقوايف علّها‬ ‫ُ‬ ‫تغدو القوايف للوصال سبيال‬ ‫أبحرت يف ي ّم الهوى يجتاحني‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫لساحك ْم‬ ‫شوق العبو ِر‬ ‫ر بّا ُه قلبي عاج ٌز‬ ‫رسك ْم ال يُحسن التأويال‬ ‫وب ِّ‬ ‫قلب صحا من غفو ٍة‬ ‫ٌ‬ ‫ما عاد يكفي ِه ال ِقرى‬ ‫إن كان زا ُد اآلفلني قليال‬ ‫*****‬ ‫ٍ‬ ‫أرسجت‬ ‫الضحى قد‬ ‫ملحمد ُ‬ ‫خيل ّ‬ ‫ْ‬ ‫عتم أشعلت قنديال‬ ‫يف ِّ‬ ‫كل ٍ‬ ‫يا خمس ًة ض ّم الكسا ُء عب َري كم‬ ‫حتى انتىش‬ ‫يا حرض ًة ما غاب عنها الوحي إذ‬ ‫ُ‬ ‫املالئك حولها واستقبلت‬ ‫طاف‬ ‫جرب يال‬ ‫كل ٍ‬ ‫أرض قد زرعتم آي ًة‬ ‫يف ّ‬ ‫زه ُر الخلو ِد غدا لكم إكليال‬ ‫طيب الرثى‬ ‫ال ينب ّنت املج ُد يف‬ ‫ِ‬ ‫إن مل يك ْن من روضك ْم‬ ‫يف روضك ُم وجد الخلو ُد دليال‬ ‫أشعل ما تبقى من دمي‬ ‫ُ‬ ‫سأظل‬ ‫ّ‬ ‫يف ح ّبك ْم‬ ‫تستحيل فتيال‬ ‫ُ‬ ‫حتى عروقي‬ ‫*****‬

‫أينعت‬ ‫اليو َم من دو ِح الهداية‬ ‫ْ‬ ‫لت تبتيال‬ ‫أرواحكم‪ ،‬وتبتّ ْ‬ ‫صبح ‪ ،‬وانربى‬ ‫اليوم ع َّم الكو َن‬ ‫ٌ‬ ‫ثغ ُر الوجود يزيده تقبيال‬ ‫اليوم ميال ُد الزيكّ املجتبى‬ ‫وشذا النب َّو ِة عطَّ َر اإلنجيال‬ ‫رسه ِ‬ ‫اليوم أ ذّن ج ّد ه يف ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّلت تهليال‬ ‫وكذا‬ ‫املالئك هل ْ‬ ‫يا من يجو ُد بك ّف ِه ح ّد التُّقى‬ ‫كف الجوا ِد سحا بُها ما نيال‬ ‫ُّ‬ ‫كل أرض قد همى من غيثها‬ ‫يف ّ‬ ‫اليباب نخيال‬ ‫الرمل‬ ‫ُ‬ ‫فاستنبت‬ ‫ُ‬ ‫الكالم بيا نُكم‬ ‫ساح‬ ‫يا سيدي ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫تعانقت ‪...‬‬ ‫الحروب إذا السيوف‬ ‫ساح‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُيق رشا ً ال يصري قتيال‬ ‫مل ت ِ‬ ‫ما كان ُصل ًحا قد رعتْ ُه خيان ٌة‬ ‫نفس الجبانِ‬ ‫تواكب التّضليال‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫فحقنت د َّم املسلمني وقد هدى‬ ‫َ‬ ‫جيل إىل حسن الخالئق جيال‬ ‫ٌ‬ ‫حبل النجا ِة بقُربكم‬ ‫يا سيدي ‪ُ ،‬‬ ‫والعرو ُة الوثقى بكم‬ ‫قد أصبحت درباً لنا ودليال‬ ‫السام ِء بعرش ِه باهى بكم‬ ‫رب ّ‬ ‫ُّ‬ ‫" وال ّراسخون " بِعلم ِه قد أحسنوا‬ ‫التأويال ‪..‬‬


‫يا صديقي‬

‫الصيديل إبراهيم عودة‬

‫أنت‬ ‫مل ت َ ُع ْد َ‬ ‫عدت أنا‬ ‫وما‬ ‫ُ‬ ‫مل يَ ُع ْد‬ ‫بيننا إال املسافات‬ ‫وبعض الذكريات‬ ‫و حن ْني‬ ‫هارب مني إ َّيل‬ ‫منك ْ‬ ‫هارب َ‬ ‫اليك‬ ‫مل أع ْد ذاك الفتى الضاحك‬ ‫يروي قصصا‬ ‫يُشعلها سيجارة‬ ‫بلغت من العمر سنني‬ ‫تُخ ُرب أين قد‬ ‫ُ‬ ‫مل أ ُعد أشعلها‬ ‫الريح طعناً‬ ‫أطفأَ ت ْها‬ ‫ُ‬ ‫مثلام‬ ‫كل يف اتجاه‬ ‫ب ْع َ َثتنا الريح ٌّ‬ ‫أرتدي ألف قناع لو أراك‬ ‫أرسم الضحكة يف وجهي الحزين‬ ‫أصبغ الشيبة يف فرو الحديث‬ ‫نلتقي مختبئني‬ ‫يف زوايا الذكريات‬ ‫الريح‬ ‫يا صديقي بعرثتنا‬ ‫ُ‬ ‫والريح هموم وبعاد وأنني‬ ‫ُ‬



‫رو ة‬

‫ث‬

‫ح‬ ‫ظ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫س‬ ‫ع‬ ‫يد ا ً‬

‫يمكن أن يكون من نصيبك‬ ‫عليك ال تصال آ‬ ‫التال‬ ‫الرقم‬ ‫عىل‬ ‫نجمه‬ ‫الفلك‬ ‫بعالمة‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫‪0096171422540‬‬

‫عالمة الفلك (نجمه (‬ ‫خ�ة ث‬ ‫اك� من ‪ 9‬سنوات ف ي� مجال علم أالفلك وقراءة الكف والوجه ولغة‬ ‫لديها ب‬ ‫العيون وتوافق ال براج‬ ‫لديها ث‬ ‫اك� من ظهور أعالمي عىل العديد من القنوات التلفزيونية مثل‬ ‫وقناةالبص�ة‬ ‫قناة(لمسات العرب)‬ ‫ي‬

‫يمكنكم التواصل معها عىل صفحاتها عىل مواقع فالتواصل االجتماعي او بع�‬ ‫خ�تها الواسعة ي� جميع جوانب الحياة‬ ‫تطبيق‬ ‫(برصل ) لتستفيدوا من ب‬ ‫ي‬

‫ال تصال بنا عىل هذا الرقم‬ ‫بإمكانكم إ‬ ‫‪0096171422540‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.